ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 02:38]ـ
/// وممَّا يعين العالم أوالمفتي على استشعار مثل هذه الأسئلة ثم تفصيل القول فيها =معرفته بما يدور حوله من أحداث، وهو ما كان يُسمَّى في زمن مضى بـ (فقه الواقع).
/// وهذه قضيَّةٌ هامَّة للغاية في خدمة الناس بالفتوى على ما يعرض لهم من نوازل ووقائع.
/// أكثر علمائنا في هذا العصر وغالبيَّتهم -والحمدلله- هم ممَّن لا يفتون في نازلةٍ أو أمرٍ حتَّى يكيِّفوا معناه، ويتصوَّروا مراده.
/// وما زال الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وغيرهما يسألون طلاَّبهم ومحبِّيهم عن كثيرٍ ممَّا يسألون عنه ممَّا استجدَّ ويطلبون بيان كيفيَّته قبل الجواب.
/// وقد تشكَّل لجانٌ للدِّراسة في كثيرٍ من القضايا في غيرما مؤسَّسة علميَّة قبل البتِّ في الحكم عليها.
/// وأحيانًا إنْ كان الجواب عاجلًا فإنَّ أهل العلم يجيبون بحسب الاحتمال، فيقولون: إن كان كذا فحكمه كذا وكذا، وإن كان كذا فحكمه كذا وكذا، كما أشرتُ سابقًا.
/// أو يقولون: لا أدري ماذا تقصد بسؤالك عن (كذا) فإن كان مقصودك كذا فجوابه ... الخ
/// أو سؤالك لم يتَّضح لي معناه، ثم قد يعرض عن الإجابة وقد يمهل السَّائل، أويطلب منه الإيضاح ... ونحو ذلك.
/// وليس المقصود من هذا الكلام -كما قد يُظنُّ! - أنْ يجلس العالم فيتتبَّع إذاعة الـ ( bbc)، أو (قناة الجزيرة!)، أو تقرأ له التحليلات السِّياسيَّة التي في صحف (الواشنطون بوست)، و (معاريف) مثلًا، أويُتبَّع له آخر الدِّراسات في المجلاَّت المختصَّة بالمال والأعمال أو الطبِّ فيقرأ له ذلك كُلُّه؟!
/// إذْ في هذا إضاعة لوقته الضَّيِّق، ولا يحتاج في الحكم الشَّرعيِّ لأكثر ما في هذا الغثِّ، ويكفيه من القلادة ما أحاط بالعنق.
/// لكن المقصود أن لا يكون العالم منزويًا عن واقعه ممَّا يجِدُّ في حياة النَّاس، فيجب عليه حال الفتوى أن يكون على علمٍ وتصوُّرٍ يما يُسأل عنه، كأنْ يُسأل عن شيءٍ من المخترعات الحديثة في الطبِّ والصناعة أوالتجارة والأسهم والمكياج، وكيفيَّة عملها، ثم ينزِّل حكمها الشَّرعي بما آتاه الله من فقهٍ عليها.
/// فوقوفه على هذه الأشياء تكون بحسب حاجته إليها حال الفتوى، فلو سُئِل مثلًا عن التَّشقير، أوالوفاة الدماغية، أوالبورصة، فلا بد أن يكون متصوِّرًا تفصيل ما يحتاجه في الفتوى في هذه الأمور؛ إذ الحكم على الشَّيء فرعُ تصوِّره.
/// أمَّا رمي أهل العلم بأنَّهم لا يفقهون الواقع مثلًا فأعوذ بالله أن أقول نحو هذا القول في علماءنا.
فأيُّ واقعٍ لا يفقهه علماؤنا؟! آلواقع الذي في تلك الصُّحف والإذاعات والمجلاَّت! أم الواقع الذي يدور حولهم بما يكفي لتصوِّره.
/// أمَّا الأوَّل فهم ليسوا بحاجةٍ إليه -غالبًا-، وأمَّا الثَّاني فلستُ من قائليه، إذ هو طعنٌ في أهل العلم وتشكيكٌ في فتاواهم.
/// وكثيرًا ما تتداخل العاطفة وزعم فهم السِّياسة أوالواقع عند بعض النَّاس مع الفتوى، فتصير هي المحرِّك في الرَّدِّ على كثيرٍ من فتاوى أهل العلم، ورميهم بأنَّهم لا يفقهون الواقع، وأنَّهم يُضْحَك عليهم، ونحو ذلك من الطَّعن.
/// نعم ... لا نشكُّ أنَّ كلَّ إنسانٍ وليس العالم الفلاني وحده قد تغيب عنه بعض القضايا في عصر السُّرعة هذا، لكنَّنا نوقن أنَّ أكثر فتاواهم لا تصدر إلَّا بعد معرفتهم بكنه ما يُسألون عنه، ولو وقع تصوُّرٌ غير دقيقٍ لما أفتى به هؤلاء العلماء فإنَّهم سرعان ما يتراجعون ويبيِّنون المراد، وهذا قليلٌ بالنِّسبة للأوَّل.
/// وفي هذا الباب نذكر استهجان وإنكار بعض المنتسبين للعلم والفتوى من فتوى الشَّيخ ابن باز رحمه الله في جواز الصُّلح والمعاهدة مع اليهود، مع أنَّ الشَّيخ رحمه الله لم يخرج عن الحكم الشَّرعيِّ، ولم يأتِ ببدعٍ من الرَّأي، بل لم يأت بأفضل ممَّا رجع إليه النَّاس أخيرًا.
/// ويماثله كذلك استهجان بعضهم من فتوى مفتي المملكة (آل الشيخ) بكون العمليَّات (الاستشهاديَّة) انتحارًا، وقولهم إنَّ هذه الفتوى هي الانتحار! بأسلوب دعائيَّ لا يمتُّ للعلم بصلة!
/// إذْ مناقشة الفتوى بمنظور علميٍّ وشرعيٍّ شيءٌ، ومناقضتها والتَّشكيك فيها بنظرٍ سياسيٍّ أوعاطفيٍّ أو (جماهيريٍّ) =شيءٌ آخر.
/// رزقنا الله العلم والهدى والتوفيق والسَّداد.
_______________
/// تنبيهٌ: كتبتُ هذا البيان والإيضاح لسؤال واستشكال أرسله إليَّ أحد الأعضاء في الخاص ممَّا قد يُفهم من هذا الموضوع.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 05:20]ـ
بارك الله فيكم ..
مقال متعلق بالموضوع:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/23.htm
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:41]ـ
جزاك الله خيرًا ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:44]ـ
واياكم شيخ عدنان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 07:32]ـ
/// للإفادة والاستفادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 11:02]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ عدنان.
وليتك تكثر علينا من مثل هذه المواضيع المنهجية بأسلوبك العالي.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 11:07]ـ
جميل ... بارك الله فيك
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 12:40]ـ
وللإمام ابن كثير موقف مشابه مع أحد الأمراء ....
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 02:26]ـ
جزاك الله خيرا اباعاصم
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 10:57]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان، ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة ... آمين، وأذكر بالمناسبة أنني التقيت مع الشيخ العلامة محمد العثيمين رحمه الله تعالى أنني سألته وهو خارج من المسجد الحرام بعد إلقائه الدرس وكان ذلك في شهر رمضان المبارك بعد صلاة التراويح، أنني سألته عن حكم دعاء ختم القرآن، فقال رحمه الله تعالى: لا ينبغي أن يفعل، فكررت عليه السؤال، فأجاب رحمه الله تعالى بنفس الجواب الأول، فقلت له: يا شيخ محمد هل هو بدعة؟ فقال رحمه الله تعالى: ((نعم بدعة)) بنص هذه العبارة.
ففهمت من أسلوب الشيخ محمد رحمه الله تعالى أنه لا يريد بذلك تفريق بين الأمة الإسلامية، وتذكرت حينها قول ابن مسعود رضي الله عنه، حينما سئل عن صلاة الخليفة عثمان رضي الله عنه وأرضاه حينما صلى في منى بأربع ركعات، فقيل لابن مسعود رضي الله عنه: عبت على عثمان ثم صليت أربعا، قال: الخلاف شر، وهذا من فقه السلف رحمهم الله تعالى أجمعين.
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 11:34]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 02:45]ـ
أنشدك بحرمة هذا البيت
جزاكم الله خيرا ...
أرجو توضيح هذه العبارة ... لغة وشرعا ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 02:56]ـ
/// يعني: أسألك بحرمة هذا البيت!
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 03:18]ـ
شيخنا البخاري ـ حفظك المولى ـ:
هل يجوز السؤال بغير الله؟!.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 05:17]ـ
/// بارك الله فيك ..
/// أولًا: قوله: (أنشدك بحرمة هذا البيت) يحتمل أمرين:
1 - أنَّه يقسم على ابن عمر بحرمة البيت أن يجيبه، وهو لا يجوز؛ لأنَّ الحلف بغير الله شركٌ.
2 - أنَّه يستعين على سؤاله ويستحثُّه على إجابته بتذكيره بحرمة وتعظيم البيت عنده؛ كأنَّه يقول: بحرمة هذا البيت أتوسَّلُ إليك أن تجيبني، وهذا نظير ما لو قال: أسألك أن تعطيني بما لي عليك من قرابة، أوأخوة، أوحق، وهذا لا بأس به إن كان من مخلوقٍ لمخلوقٍ، وإن كان تركه أولى لخشية اللَّبس.
/// ثانيًا: عدم إنكار ابن عمر على الرجل لا يستدلُّ به على جواز الحلف بحرمة الكعبة -إن كان هو المقصود من كلام الرجل-؛ لأنَّ عدم نقل النكير لا يدلُّ على نقل عدم النكير منه.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 07:09]ـ
يبدو أن الأول أقرب الاحتمالين.
لأنَّ عدم نقل النكير لا يدلُّ على نقل عدم النكير منه
هل هذه قاعدة عامة معتبرة؟.
شيخنا البخاري جعلك الله كالبخاري!
ولعل أصلك من بخارى ... (ابتسامة).
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 07:49]ـ
يبدو أن الأول أقرب الاحتمالين.
لماذا؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 07:57]ـ
2 - أنَّه يستعين على سؤاله ويستحثُّه على إجابته بتذكيره بحرمة وتعظيم البيت عنده؛ كأنَّه يقول: بحرمة هذا البيت أتوسَّلُ إليك أن تجيبني، وهذا نظير ما لو قال: أسألك أن تعطيني بما لي عليك من قرابة، أوأخوة، أوحق، وهذا لا بأس به إن كان من مخلوقٍ لمخلوقٍ، وإن كان تركه أولى لخشية اللَّبس ..
/// ومنه قول عمرو بن سالم الخزاعي يشكو نقض قريش وأحلافها العهد الذي أبرم بالحديبية:
لا هُمّ إنّي ناشدٌ مُحمَّدَا /// /// /// حِلْفَ أبِينا وأبيه الأتلدا
قال جار الله الزمخشري في فائقه: ... قول حسان:
نَشَدْتُ بني النَّجَّارِ أفعالَ وَالِدِي ... إذا الْعَانِ لم يُوجَدْ له من يُوَارِعُهْ
أي: ذكرتهم إياها.
....
لأنَّ عدم نقل النكير لا يدلُّ على نقل عدم النكير منه
هل هذه قاعدة عامة معتبرة؟
/// طبعًا قاعدةٌ عقليَّةٌ معتبرة، وقريبٌ منه: "عدم العلم بالشيء ليس علمًا بالعدم"، ويتأكَّد هذا فيما لو أردنا توجيه ما ظاهر أحد احتماليه مخالفٌ لما ورد في الحديث من النَّهي عنه وهو الحلف بغير الله، والأمر به، وهو إنكار المنكر.
/// هل ثَمَّ ما يخرم هذه القاعدة أويبطلها؟
يبدو أن الأول أقرب الاحتمالين ..
/// بارك الله فيك .. ما دليلك على أنَّ الأوَّل هو أقرب الاحتمالين؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 08:53]ـ
الإخوة الكرام .. رشيد الحضرمي، الأندلسي، أحمد الدهشوري، أبو محمد البكري، أبو عبدالله المكي، صالح العمودي، أبو يوسف النجدي .. بارك الله فيكم وجزاك خيرًا
/// وأعتذر عن التأخُّر في الرد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 10:27]ـ
حنانيكم ... بوركتم.
شيوخي الأفاضل: هونا على أخيكم المتعلم ...
إن كان من خطأ فبينوه وفقكم الله دون سؤالي فلستُ أهلا لإجابة الأسئلة، ... فأقبل كلامكم أو أستفهم ...
أما لماذا؟.
فهو المتبادر إلى الذهن، والأصل الظاهر ... (إن صح الاستدلال!).
ولم أر داعيا لأن نتكلف التأويل لرجل يُظهر ـ أصلا ـ في مقالته السوء ...
أما أن نؤول (أو نلتمس العذر) للصحابي فنعم كما ذكرت ـ شيخنا البخاري ـ في القاعدة الجميلة ...
لأنَّ عدم نقل النكير لا يدلُّ على نقل عدم النكير منه
هل تشمل هذه القاعة النبي ـ عليه السلام ـ؟
أسئلتي للاستفهام ... جزاكم الله خيرا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 10:49]ـ
أما لماذا؟.
فهو المتبادر إلى الذهن، والأصل الظاهر ... (إن صح الاستدلال!).
ولم أر داعيا لأن نتكلف التأويل لرجل يُظهر ـ أصلا ـ في مقالته السوء ..
/// بارك الله فيك أخي جوابي لك هيِّنٌ إن شاء الله، فسل ما بدا لك، فهل بدا لك من جوابي غير ما رجوت؟
/// إن كان هذا هو الظَّاهر عندك وعندي، فلعل ذلك لأجل بعد استعمال الظاهر الآخر عندنا؛ بمعنى: إن كان ما رجَّحته هو الظَّاهر ماذا تسمِّي الآخر وقد استعملته العرب، أليس هو ظاهرٌ أيضًا؟
/// أمَّا أنَّ الرجل كان مظهرًا في سؤاله السوء ونريد التكلُّف بالجواب عن مقاله فليس الأمر كذلك، إذ لا علاقة لهذا بأسلوب كلامه، فلا شيء في أسلوبه على ظاهر كلام العرب الذي استبعدَّتَهُ، لكنَّ غرضه سيءٌّ.
هل تشمل هذه القاعدة النبي ـ عليه السلام ـ؟
أسئلتي للاستفهام ... جزاكم الله خيرا.
/// قد يقع هذا قليلًا، إذا كان الاختصار في القصَّة من الراوي لحديثه (ص)، ولا أحفظ في هذا مثالًا الآن.
/// لكن الأصل أنَّ مثل هذا لا يقع؛ لأنَّ سكوت النَّبِيِّ (ص) موضع تشريع من جهة الإقرار، فيستدعي ذلك الهمم لنقله، وممَّا تعمُّ البلوى بحفظه.
/// والله أعلم ..
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:38]ـ
فهل بدا لك من جوابي غير ما رجوت؟
نعم ...
بدا لي أحسن مما رجوت!!
شكرا لكم على سعة صدركم و إجاباتكم الكافية الشافية ... كما و أشكركم على تصحيح كلمة (القاعدة) ...
شيخنا: اسمحوا لي أن أتتبع مواضيعكم (شبرا شبرا) ... ولن أتردد ـ بحول الله وقوته ـ بالسؤال ...
جزاكم الله الجنةَ ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 10:06]ـ
/// الأخ الكريم .. محمد محيسن .. آمين .. وجزاك، وبارك فيك وفي ووفَّقنا لمحابِّه وسدَّدنا لهداه.
أذكر بالمناسبة أنني التقيت مع الشيخ العلامة محمد العثيمين رحمه الله تعالى أنني سألته وهو خارج من المسجد الحرام بعد إلقائه الدرس وكان ذلك في شهر رمضان المبارك بعد صلاة التراويح، أنني سألته عن حكم دعاء ختم القرآن، فقال رحمه الله تعالى: لا ينبغي أن يفعل، فكررت عليه السؤال، فأجاب رحمه الله تعالى بنفس الجواب الأول، فقلت له: يا شيخ محمد هل هو بدعة؟ فقال رحمه الله تعالى: ((نعم بدعة)) بنص هذه العبارة.
ففهمت من أسلوب الشيخ محمد رحمه الله تعالى أنه لا يريد بذلك تفريق بين الأمة الإسلامية ....
/// أحسنت، بل قد سمعتُ الشيخ في سطح الحرم المكِّي من كرسيِّه الذي كان يؤمَّه المئات قبل بضعٍ من السنين -أعاد الله تلك الأيام- تكلَّم بعد الختم عن هذه القضيَّة بأسلوب فيه كثير من الصَّراحة مع كثيرٍ من تعليم الطلبة الأدب وفقه الخلاف بنحو ما ذكرت من كلامه فيه، وقال: أنا لا أحبُّ الكلام في هذه القضيَّة لولا أنَّ السؤال عنه كثر من الطلَّاب أو نحو ذلك.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 09:06]ـ
من لطائف ما يُروى في فطنة المفتي [بغض النظر عن مدى ثبوت الحكاية]، ما حُكي عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله، أن أحد قواد جيش المنصور، وكان ضغنا عليه، جاءه فقال: يا أبا حنيفة، أمير المؤمنين يأمرني بقتل الرجل فآخذه ولا أدري أيقتل على حق أم باطل؟
فقال أبو حنيفة: يا فلان، أمير المؤمنين يأمر بالحق أم بالباطل؟
قال: بل بالحق
قال: أنفذ الحق حيث كان
فقام الرجل منكسرا، فقال أبو حنيفة لمن عنده: هذا أراد أن يقيدني فربطته.
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 05:56]ـ
/// ومنه قول عمرو بن سالم الخزاعي يشكو نقض قريش وأحلافها العهد الذي أبرم بالحديبية:
لا هُمّ إنّي ناشدٌ مُحمَّدَا /// /// /// حِلْفَ أبِينا وأبيه الأتلدا
قال جار الله الزمخشري في فائقه: ... قول حسان:
نَشَدْتُ بني النَّجَّارِ أفعالَ وَالِدِي ... إذا الْعَانِ لم يُوجَدْ له من يُوَارِعُهْ
أي: ذكرتهم إياها.
ومن هذا -كما في أُسْد الغابة- قول قاتل محمد بن طلحة السجاد حين رفع السيف عليه فقال له محمد بن طلحة: نشدتك بـ (حم)، فأنشأ قاتله يقول:
وأشعث قوام بآيات ربه*****قليل الأذى فيما ترى العين مسلمِ
ضممت إليه بالقناة قميصه*****فخرَّ صريعًا لليدين وللفمِ
على غير شيءٍ غير أن ليس تابعًا*****عليًا ومن لا يتبع الحق يَظْلمِ
يُذَكرني حاميمَ والرمح شاجرٌ*****فهلا تلا حاميم قبل التقدمِ
ومما ذُكر في فطنة العالم أن ابن الجوزي سُئل يوماً في مجلس فيه سُنة وشيعة فقال له الشيعة: من الأفضل أبو بكر أم علي؟
ففطن -رحمه الله- لخبث سؤالهم وقال بسرعة بديهة: من كانت ابنته تحته.
فرضي الشيعة واعتقدوا أنه يقصد عليًا -رضي الله عنه- لأنهم ظنوا أن الضمير عائد على فاطمة الزهراء، ولكنه كان يقصد أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- لأن ابنة الصديق كانت تحت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 06:42]ـ
/// جزاكما الله خيرًا، وبارك فيكما على المشاركة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 04:34]ـ
موضوع جميل ... بارك الله فيكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 08:51]ـ
/// وفيك بارك الله ونفع بك.
/// إضافة مثالٍ لأصل الموضوع:
قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره [5/ 333]: «روى يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن سعد بن عبيدة قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: ألمن قتل مؤمنًا متعمدًا توبة؟ قال: لا، إلا النار، قال: فلما ذهب. قال له جلساؤه: أهكذا كنت تفتينا؟ كنت تفتينا أن لمن قتل توبة مقبولة، قال: إني لأحسبه رجلاً مغضبًا يريد أن يقتل مؤمنًا. قال: فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك " وهذا مذهب أهل السنة وهو الصحيح. اهـ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 12:41]ـ
/// بارك الله فيك ..
/// أولًا: قوله: (أنشدك بحرمة هذا البيت) يحتمل أمرين:
1 - أنَّه يقسم على ابن عمر بحرمة البيت أن يجيبه، وهو لا يجوز؛ لأنَّ الحلف بغير الله شركٌ.
2 - أنَّه يستعين على سؤاله ويستحثُّه على إجابته بتذكيره بحرمة وتعظيم البيت عنده؛ كأنَّه يقول: بحرمة هذا البيت أتوسَّلُ إليك أن تجيبني، وهذا نظير ما لو قال: أسألك أن تعطيني بما لي عليك من قرابة، أوأخوة، أوحق، وهذا لا بأس به إن كان من مخلوقٍ لمخلوقٍ، وإن كان تركه أولى لخشية اللَّبس ...
/// تتمَّة:
/// قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [كما في مجموع الفتاوى 1/ 210 - 211]: "قول القائل: (أسألك بكذا) نوعان:
فإنَّ الباء قد تكون للقَسَم.
وقد تكون للسَّبَب.
فقد تكون قسمًا به على الله، وقد تكون سؤالاً بسبَبِه ... " الخ كلامه رحمه الله.
/// تنبيه: كلام ابن تيميَّة رحمه الله هذا في دعاء العبد لله، وليس في خطاب العبد للعبد، والشاهد المراد منه هو الكلام في الباء التي يتوهَّم كونها للقسم عند استخدامها في خطاب العبد للعبد.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 05:17]ـ
الشيخ الكريم عدنان البخارى جزاك الله كل خير
لماذا أنت منقطع عن ملتقى أهل الحديث؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 06:19]ـ
/// وإياك يا أخانا الكريم.
/// لست منقطعًا، فإني أدخله بين حين وآخر؛ لكن الانشغال بهذا المنتدى يشغل عن الكتابة هناك.
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 06:18]ـ
بارك الله فيكم على هذا الموضوع القيم.
وفق الله الإخوة المشاركين فيه.
هكذا هم علماء الإسلام عليهم رحمة الله.
نسأل الله أن يرزقنا التقوى ويجعلنا من الذين يحبون علمائهم
ويدعون لهم بالرحمة والمغفرة على ما قدموه لهذة الأمة.
جزاهم الله خير الجزاء.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 09:06]ـ
/// وفيكَ بارك الله ..
/// ومن هذا الباب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=356227#post35 6227
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 12:37]ـ
كلام جميل وفقه دقيق ,زادك الله علما ورزقنا وإياك الإخلاص سرا وعلنا.
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 01:16]ـ
بارك الله فيك(/)
تسمية البقعة التي خلف الإمام (روضة)
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 12:03]ـ
يَرِدُ على ألسنة بعض الناس إطلاق اسم (الروضة) أو (روضة المسجد) على الموضع الذي خلف الإمام
فهل لهذا الإطلاق أصلٌ؟
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[20 - Feb-2007, مساء 07:59]ـ
لاأعلم إطلاق لفظ الروضة إلاعلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة والله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 07:30]ـ
بارك الله فيك أخي سعود
وأنا كذلك لا أعلم ورود هذا الإطلاق؛ إلا ما جاء في الحديث من وصف البقعة التي بين بيت النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومنبره بأنها (روضة من رياض الجنة)
ولكن من أين جاء هذا الإطلاق المتداول بين كثير من الناس عندنا
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 08:30]ـ
لقد رأيت هذه التسمية في أحد كتب عائض القرني.
لكن حتى الآن لم أجد دليل عليها.
ولم يمر بي هذا الإطلاق في كلام السلف أو أحد العلماء المتقدمين.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 09:10]ـ
تكلم عنها الطريفي في أول كتابة صفة الصلاة، وذكر أن ليس لها أصلٌ.
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 08:03]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا الوليد.(/)
«ماذا يعمل بالمصحف المغلوط أو الممزق -كيفية التخلص من المصاحف الممزقة -؟»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 12:23]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«ماذا يعمل بالمصحف المغلوط أو الممزق -كيفية التخلص من المصاحف الممزقة -؟»
السؤال السادس من الفتوى رقم (968):
س6: عندي مصحف شريف أوراقه ممزقة، فماذا أعمل به؟ هل أقوم بدفنه في الأرض أم لا؟
ج6: يجوز لك أن تدفنه في أرض مسجد ما من المساجد، ويجوز لك أن تحرقه؛ اقتداء بعثمان رضي الله عنه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم (4660):
س: يتضمن عن الطرق التي يحفظ بها ما تمزق من المصاحف والكتب التي بها آيات من القرآن؟
ج: ما تمزق من المصاحف والكتب والأوراق التي بها آيات من القرآن يدفن بمكان طيب، بعيد عن ممر الناس وعن مرامي القاذورات، أو يحرق؛ صيانة له، ومحافظة عليه من الامتهان؛ لفعل عثمان رضي الله عنه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال السادس من الفتوى رقم (6252):
س6: المصاحف المغلوطة أيهما أفضل: حرقها أم دفنها في التراب؟ وهل المصحف يعتبر مغلوطا إذا كان هناك تقديم وتأخير في السورة؟
ج6: أولا: الواجب تصحيحه إن تيسر؛ محافظة على القرآن، وإبقاء على المال فإن لم يتيسر تعديل الغلط منع نشره بالقضاء عليه، إما بتحريقه أو دفنه.
ثانيا: من الغلط تقديم بعض آيات السورة على بعض، وهو حرام.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال الخامس من الفتوى رقم (8381):
س5: لقد وجدت قرآنا كريما قد أخطأت به المطبعة، وذلك من ناحية ترتيب السور، فهل يجوز القراءة به؟ وإذا كان لا يجوز فماذا تنصحوني أن أفعل به، أحرقه أم أين أضعه؟
ج5: حرقه أو ادفنه في مكان طاهر، بعيد عن ممشى الناس ولا تصل القاذورات إليه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم (176):
س: هل يجوز إحراق المصاحف الممزقة أو التي فيها غلط ثم دفنها؟
ج: إذا بليت أوراق المصحف وتمزقت من كثرة القراءة فيها مثلا، أو أصبحت غير صالحة للانتفاع بها، أو عثر فيها على أغلاط من إهمال من كتبها أو طبعها ولم يمكن إصلاحها جاز دفنها بلا تحريق، وجاز تحريقها ثم دفنها بمكان بعيد عن القاذورات ومواطئ الأقدام، صيانة لها من الامتهان، وحفظا للقرآن من أن يحصل فيه لبس أو تحريف أو اختلاف بانتشار المصاحف التي طرأت عليها أغلاط في كتابتها أو طباعتها، وقد ثبت في باب جمع القرآن من [صحيح البخاري] أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أمر أربعة من خيار قراء الصحابة بنسخ مصاحف من المصحف الذي كان قد جمع بأمر أبي بكر رضي الله عنهم، فلما فرغوا من ذلك أرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق، ولم ينكر عليه ذلك أحد من الصحابة، إلا ما روي عن ابن مسعود، لكنه إنما أنكر قصر الناس على المصحف الذي أرسل به عثمان إلى الآفاق، ولم ينكر التحريق.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال السادس من الفتوى رقم (9850):
س6: القرآن والكتب الممزقة والذي لا يستعمل أيضا ماذا يفعل به، هل يحرق أو يدفن؟
ج6: ما تمزق من أوراق المصحف، وكذلك الكتب المحترمة مما فيه ذكر الله أو أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا حرج في دفنه في مكان طاهر، أو إحراقه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المصدر: ((فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)) (ج4/ ص 138 - 142)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 12:26]ـ
فتوى سماحة العلامة الإمام الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ - رحمه الله -
مفتي المملكة ورئيس القضاة والشؤون الإسلامية في زمانه
(يُتْبَعُ)
(/)
س: إذا تلف ورق المصاحف وتمزق فما هي الطريقة الصحيحة لحفظه وصيانته مما قد يؤول إليه من السقوط على الأرض أو الطرقات، وهل يجوز وضع المصحف في أكياس بالية من الخيش وتعليقها على جدار المسجد لغرض حفظها كما هو موجود الآن في بعض المساجد؟
أجاب سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بأن الطريقة الصحيحة عند تلف أوراق المصاحف هي دفنها في المسجد، وإذا تعذر ذلك فتدفن في موضع طاهر نظيف، ويجوز كذلك حرقها، أما وضع المصاحف في أكياس خلقة من الخيش وتعليقها فهذا لا يجوز، لأن فيه إهانة للقرآن الكريم ولو لم تكن متعمدة.
(نشرت هذه الفتوى جريدة الجزيرة في 13/ 7/84هـ)
((فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ)) (ج13) (فـ4432)
= = = = = = = = = = = = = = = =
((منع تسرب المصاحف المغلوطة ومجازات مستورديها))
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب الجلالة رئيس مجلس الوزراء. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
نرفع لجلالتكم ما رفعه لنا فضيلة نائبنا في المنطقة الغربية المعطوف على خطاب فضيلة رئيس المحكمة والدوائر الشرعية حول ما رفعه لفضيلته مدير الحرم النبوي المنتدب من وجود بعض المصاحف مغلوطة في الروضة الشريفة كما هو مشروح في خطابه المذكور.
ولا يخفى جلالتكم أن وجود هذه المصاحف المغلوطة والتساهل بشأنها ضرره عظيم، وواجب على جلالتكم عمل الاحتياطات اللازمة لمنع تسرب هذه المصاحف، وإنزال العقوبة بمن يدخلها هذه البلاد، وتقوية جهاز المراقبين الدينين على المطبوعات بزيادة الموظفين، حيث أن ميناء الدمام ومطار الظهران ومطار جدة وقرية لا يوجد بها مراقبون دينين، ولابد من تعيين مراقبين في هذه المناطق بالإضافة إلى المراقبين الدينين الموجودين في ميناء جدة وفي المدينة ومطار الرياض وفي مكة والمرتبطين بدار الإفتاء ويتعين المراقبين في المناطق المذكور تستطيع الهيئة المذكورة أن تحفظ المملكة من تسرب هذه المصاحف المغلوطة ومن الكتب الضارة، أما بدون تعيين موظفين في المناطق المذكورة وتقوية جهاز الهيئة السابقة فلا يمكن حفظ المملكة من تسرب هذه المصاحف، والمسألة هامة جداً، وتحتاج إلى همة وقوة من جلالتكم، لأن جلالتكم المسئول الأول عن المسلمين وحفظ دينهم من تلاعب أعداء الإسلام ودسائسهم الخبيثة.
وإذا يرى جلالتكم بأن يعمم من مجلس الوزراء بأنه إذا وجد مصحف مغلوط في شيء من المكتبات في المملكة فإن من يوجد عنده يكون معرضاً للجزاء الرادع، فهو موافق إن شاء الله، كما أننا عمدنا المراقبين الدينين في مكة، والمدينة وجدة بالتفتيش على المصاحف الموجودة في الحرمين والمكتبات في مكة والمدينة والرياض لحجز كل ما يجدونه من هذه المصاحف، وسوف ننتدب المراقب الديني بالرياض للتفتيش على المكتبات في المنطقة الشرقية لعمل ما يلزم، وفقكم الله، وأعانكم على ما فيه الخير، والله يحفظكم.
(ص، ف 1306 في 23/ 8/1380)
((فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ)) (ج13) (فـ4429)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 12:28]ـ
فتوى معالي شيخنا العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان - سلمه الله -
عضو هيئة كبار العلماء و عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
السؤال: هل يجوز حرق أوراق من المصحف الشريف إذا خيف عليها الامتهان؟
الجواب:نعم إذا درس المصحف وتمزق وخشي عليه من الامتهان أصبح في حالة لا يمكن الانتفاع به والقراءة فيه فلا بأس أن يحرق أو يدفن في أرض طاهرة؛ لأن كلا من الأمرين فعله الصحابة رضي الله عنهم فقد دفنوا المصاحف، وكذلك حرقوا المصاحف لما جمعوا الناس على مصحف واحد، وهو مصحف عثمان ـ رضي الله عنه ـ وحرقوا ما عداه من بقية المصاحف، فالمصحف إذا كان في حالة لا يمكن الانتفاع به لتمزقه فإنه إما أن يدفن في مكان طاهر وإما أن يحرق.
المصدر: المنتقى من فتاوى شيخنا الفوزان (جـ2) رقم فـ62
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 12:31]ـ
«تنبيه مهم من العلامة الشيخ ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ -»
سُئل الشيخ ابن عثيمين - رحمهُ اللهُ -:
طيب ما حكم حرق السور التي تسقط من القرآن الكريم ولا يمكن إرجاعها هل يجوز هذا ارجو من فضيلة الشيخ إجابة؟
فأجاب - أثابه الله -:
كأن المرأة تريد أنه إذا سقطت ورقة من المصحف ولم يمكن إرجاعه إليه ما حكم إحراقها أقول إن إحراق القرآن الكريم من أجل تعظيمه وابعاده عن الامتهان لا بأس به مثل أن يكون هناك مصحفاً متنتف لا يمكن القراءة به فيحرق من أجل ذلك فهذا لا بأس به ولكن ينبغي بعد إحراقه أن يدق حتى لا يبقى قطع من الأوراق لأن الاحراق تبقى معه صورة الحرف كما يشاهد كثيراً فإذا دق وصار رماداً زال هذا المحذور ولكن ما ذكرته من أنه إذا سقطت ورقة لا يمكن إلحاقها بالمصحف فهل يجوز إحراقها فيه إشكال وهو أن هذه الورقة إذا سقطت من المصحف فإن القارئ في هذا المصحف سوف يختل عليه ترتيب الآيات من أجل الورقة الساقطة وحينئذٍ نقول لا بد من محاولة إلصاقها بمكانها حتى يكون القرآن مرتباً على ما هو عليه فإذا انقطعت ورقة من المصحف فلا بد من إلصاقها به ووسائل الإلصاق موجودة بكثرة والحمد لله.
[فتاوى نور على الدرب (نصية): الطهارة]
المصدر: موقع الشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1152.shtml
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 12:32]ـ
جزيتم خير الجزاء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 08:53]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا،وباركَ فيكُم.(/)
احذر من هذه السارقة والعياذ بالله!!!
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Feb-2007, مساء 09:47]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ثنايا شرحه للحديث الذي في صحيح البخاري خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ
كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يَقْتُلُهُنَّ فِي الْحَرَمِ الْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ:
قال:مضار الفأرة كثيرة منها أنها تسرق الذهب.
وقد فقدنا في بيتنا خاتم ذهب وكان لدي علم بأن الفأرة تسرق الذهب، فبحثنا في البيت
فوجدنا شقا فلما وسعنا الفتحة وجدنا بداخله الخاتم.
وأخبرنا شيخنا السعدي: أن رجلا كان جالسا في داره فسقطت عليه فأرة فوضع عليها
إناء وحبسها، فأتت فأرة من السقف فأسقطت عليه دينارا فاستغرب ولم يطلق
الفأرة، ثم عادت فأسقطت آخر وهكذا حتى بلغت الرابع ثم في الخامسه اتت
بالكيس فألقته عليه حتى تعلمه أن هذا أخر مالديها فقام الرجل وقتل الفأرة وهربت الأخرى.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 01:08]ـ
سارقة ومخربة أيضا
يشتكى من ابتلى بها فى بيوتهم من إفسادها لكل ما تصله
ويكفى انها تسبب الكثير من الأمراض أعظمها الطاعون
أجل الله الجميع
ـ[قطر]ــــــــ[04 - Apr-2007, صباحاً 01:01]ـ
جزاك الله خيرا وحبذا اخي لو ذكرت رقم الشريط حتى يسهل الوضول اليه
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 07:21]ـ
الأخ / قطر
بارك الله فيك
لا يحضرني رقم الشريط حيث كان استماعي لشرح الشيخ منذ فترة طويلة
لكن يوجد مع كل البوم للأشرطة فهرس وتجد كلام الشيخ عند تعليقه على
الحديث الأول من باب ما يقتل المحرم من الدواب.
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 03:21]ـ
قال أسامة الشيزري:
من خواص النمر أنه إذا جرح الإنسان وبالت عليه فأرة مات، ولا ترتد الفأرة عن جريح النمر، حتى إنه يعمل له سرير
يجلس في الماء، ويربط حوله السنانير خوفاً عليه من الفأر.
الاعتبار لأسامة بن منقذ الشيزري ص132
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 09:11]ـ
حفظنا الله جميعا من كل سوء
و لكنها سبحان الله معلومة جديدة لي
جزاكم الله خيرا.(/)
عن خطاب الطلاب مشايخهم بصيغة الجمع
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[23 - Feb-2007, صباحاً 11:21]ـ
قد تكلمت مع أحد الإخوة ذات يوم عن الخطاب بالجمع (معناه أن يخاطب شخص شخصا أكبر منه أو شيخا أو عالما ب"أنتم" بدل "أنت")، فقال لي أن هذا أمر محدث من الأروبيين
فبحثت في ذلك، فوجدت أن هذا الأمر حدث في عهد الإبمراطور الروماني Dioclétien ( باللغة الفرنسية) -في آخر القرن الثالث الميلادي وأوائل الرابع-. فهذا الامبراطور أراد القرب من قومه، فكان يقول "نحن"، والقوم -مع قلة علمهم- قالوا للابمراطور "أنتم"، ولكن لم يكن مراده هذا. ثم انتشر في القرون التالية الخطاب بالجمع.
وهذا الأمر لا يعرف عند العرب في القرون المفضلة، بل عرف في هذا العصر، فدخل كلمات كثيرة من لغة العجم في اللغة العربية، فلعل هذا هو السبب.
فالأولى ترك الخطاب بالجمع، اقتداء بالسلف الصلح، بل بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معه صلى الله عليه وسلم -وهو أحق ان يحترم، فكيف بغيره-
والله أعلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 02:07]ـ
أما كون هذا غير معروف في القرن الأول فنعم، أما كونه محدث فلا،فهذا قد بدأت بوادره في القرن الثاني تقريباً،وفشا بعد ذلك شيئاً فشيئاً،ولعل من أبرز أسبابه الاختلاط بالأعاجم.
والأمثلة على هذا متوفرة،لعلي أنشط لاحقاً لذكر بعضها.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 04:21]ـ
بارك الله فيكما ..
أظن المحدث والذي له أثر سيء على نفس طالب العلم هو قول التلميذ:
شيخنا، و (نا) لو سألته إنما يعني بها نفسه لا جميع تلاميذ شيخه.
وكذلك قوله: اطلعنا عليه، وهو ما رجحناه، وذهبنا إليه، وكنا كتبنا وقلنا ... الخ.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 09:16]ـ
أثابك الله أبا إبراهيم ..
لكن ألا ترى معي أن المتحدث لو قال: شيخي، لاتهم باحتكار مشيخة ذلك العالم؟!
وهذه المسألة كانت ترد عليّ كثيراً،وتأملتها،ووجدت أن الحديث عن الشيخ بصيغة الجمع هو الأقرب للتوقير والاحترام للشيخ،بدلاً من صيغة المفرد التي قد توحي بما ذكرته آنفاً.
والمعوّل عليه ـ بلا شك ـ هو ما في القلب،نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 07:28]ـ
أحسن الله إليك ونفع بك ..
لا أظن أن ما ذكرته يرد .. لأنه لا وجه لاحتكار مشيخة شيخه له فقط بهذا القول ..
فلو قال شخصٌ: سمعت شيخي فلان قال كذا، لانقدح في الذهن أن هذا الشيخ له تلاميذ غيره.
وكما قلت فالمعوّل على ما في القلب.
ـ[قارئ]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 10:10]ـ
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح
قالها جرير وهو قريب من عصر الصحابة
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 05:19]ـ
أثابك الله أبا إبراهيم ..
لكن ألا ترى معي أن المتحدث لو قال: شيخي، لاتهم باحتكار مشيخة ذلك العالم؟!
وهذه المسألة كانت ترد عليّ كثيراً،وتأملتها،ووجدت أن الحديث عن الشيخ بصيغة الجمع هو الأقرب للتوقير والاحترام للشيخ،بدلاً من صيغة المفرد التي قد توحي بما ذكرته آنفاً.
والمعوّل عليه ـ بلا شك ـ هو ما في القلب،نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.
صدقت يا شيخ عمر
ومثله - فيما أرى - قول الشيخ لطلابه، والخطيب لمستمعيه: تحدثنا في المجلس السابق عن كذا وكذا
والذي يخطر لي أن قصده عدم الاختصاص بالأمر وكراهة إعادة الضمير إلى النفس، فكأنه يقول: تحدثت أنا وإياكم وقلت بمسمع منكم.
ومع ذلك فإنه يقع لبعض الأفاضل من هذا ما يود طالب العلم أنه لم يسمعه، ويظن أن الشيخ لو نبه عليه لتنبه
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 09:51]ـ
ومن العوامل المؤثرة في اعتياد الإنسان على ألفاظ الجمع،هو كثرة القراءة في كتب الأكابر الذين يتحدثون بهذه الأساليب،فتعلق بلسانه من غير أن يشعر،وما أحسن التنبه لهذا،وما أحسن التغافل عنه ـ أيضاً ـ وأن لا يجعل هذا معياراً نصنف به المتحدث: أهو متواضع أم يرى نفسه؟! فالمعوّل على ما في القلب ـ كما سبق ـ.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 10:53]ـ
ومثله - فيما أرى - قول الشيخ لطلابه، والخطيب لمستمعيه: تحدثنا في المجلس السابق عن كذا وكذا
أحسن الله إليك
ما ذكرته خارجٌ عمّا نحن فيه والذهن منصرف إلى المدارسة والمناقشة وهي تكون من الجميع الشيخ والطلاب، والصياغة هنا ليست أحادية الجانب. على أن هذه الصياغة مقبولة من الشيخ حتى لو فهمنا أنها الحديث الأحادي من جانب الشيخ.
ولكن ما لا تقبله النفس عندما يتحدث الطالب عن شيخه ويقول شيخنا بمعنى أنه تلميذ له.
والسرائر علمها عند الله تعالى
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 03:10]ـ
(نا) ضمير للمتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه هكذا يقول النحاة لكن الجديد في المسألة أن الشخص قد يقول حدثنا أو أخبرنا ولا يتبادر إلى ذهنه أنه يعظم نفسه إن حدَّث منفردا وجرير في عصر الاحتجاج اللغوي لكن لا أدري فيمن قال البيت ألستم خير من ركب إلخ فعل الأخ يبين ذلك(/)
لايمكن عادة لاقدرة.
ـ[آل عامر]ــــــــ[23 - Feb-2007, مساء 06:28]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة في كتاب الكسوف من صحيح مسلم:
الكسوف والخسوف هو انحجاب ضوء الشمس أو القمر جزئيا أو كليا وعبر الفقهاء بقولهم ذهاب ضوء الشمس أو القمر كليا أو جزئيا والواقع أنه ليس ذهاباً لما علم من السبب الحسي للكسوف يقول العلماء أهل الفقه والفلك: إن سبب كسوف الشمس أن يحول القمر بينها وبين الأرض، ولهذا لا يمكن أن يقع كسوف الشمس إلا في آخر الشهر فلو قال قائل إن الشمس كسفت في اليوم الخامس عشر!!
نقول هذا مستحيل.
وهل نقول مستحيل على الله قدرة اوعادة؟
نقول عادة لأن الله لو شاء لكسفت في أي وقت.
ولو قال: أن القمر خسف في الليلة العاشرة، نقول هذا مستحيل.
إذ أن سبب خسوفه هو أن تحول الأرض بينه وبين الشمس لأن القمر نوره مأخوذ من الشمس.
وبناء على هذا نقول إن قول بعض الفقهاء إذا وقع الخسوف ليلة عيد النحر وهو واقف بعرفة صلى ثم دفع خطاء.يقول شيخ الإسلام:
هذا لايمكن لان ليلة العيد ليلة العاشر ولا يمكن أن يخسف القمر ثم عللوا بذلك وقالوا والله على كل شي قدير.
نقول ليس الكلام في قدرة الله، ولكن الله أجرى العادة أن لايكون خسوف القمر إلا في ليالي الإبدار ونستطيع أن نقول تخرج الشمس في نصف الليل هذا بالنسبة لقدرة الله.(/)
الإمام ابن دقيق العيد وحفظه للسانه!
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 08:55]ـ
قرأتُ هذا الكلامَ للإمام ابن دقيق -رحمه الله- عام (1415هـ) فلم أكد أصدِّق!
ولكن مَنْ روَّضَ نفسَه على طاعة الله، واستحضر دوماً عظمةَ الله، وحاسب نفسَه محاسبة الشريك الشحيح لشريكه= فسيهون عليه مثل هذا
قال رحمه الله:
(ما تكلَّمتُ بكلمةٍ، ولا فعلتُ فعلاً، إلا أعددتُ لذلك جواباً بين يدي الله تعالى)
اللهم أصلح قلوبنا وجوارحنا
وارزقنا خشيتَك في السرِّ والعلن
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Feb-2007, مساء 09:35]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم مشرفنا الحبيب.
نعم والله إنه مزلة ....
بل كم من إنسان ختم له بخاتمة السوء بسبب زلة بدرة من لسانه.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 12:45]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ الحمادي
ورحم الإمام ابن دقيق.
ـ[قارئ]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 10:03]ـ
هذه النماذج كثيرة في زمن السلف الأوائل وبتأخر الزمان تقل وتنقرض
اللهم أحيي قلوبنا بالإيمان
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 05:18]ـ
جزاكم الله خيراً إخوتي الأفاضل
هذه النماذج كثيرة في زمن السلف الأوائل وبتأخر الزمان تقل وتنقرض
لا يزال الخير في الناس
وقد تجد اليوم من يشابه الأوائل في سمته وهديه وعبادته وزهده وورعه
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 11:50]ـ
قال الحسن بن صالح:" فتشتُ الورع فلم أجده في شيء أقل من اللسان ". السير (7/ 368)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Mar-2007, صباحاً 01:16]ـ
قال الصفدى:وحكى قطب الدين السنباطي قال: قال الشيخ تقي الدين (ابن دقيق العيد) لكاتب الشمال سنين لم يكتب علي شيئاً،
قلت: أخبرني ذلك الإمام العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن السبكي قال: حكى لي ذلك السنباطي فاجتمعت به وقلت له: قال فلان عن فلان عن مولانا كذا وكذا؟ فقال: أظن ذلك أو كذلك يكون المسلم، أو كما قال.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 02:24]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عبد الله ونفع بك ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 01:57]ـ
قال الحسن بن صالح:" فتشتُ الورع فلم أجده في شيء أقل من اللسان "
. السير (7/ 368)
يصدِّق هذا حديثُ: (وهل يكبُّ الناسَ في النار إلا حصائد ألسنتهم)!
المشايخ الأفاضل
آل عامر؛ وأمجد؛ وحسان
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
ـ[أبو حماد]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 02:17]ـ
درر عظيمة، ونفوس كبيرة، ولهذا بلغوا ما بلغوه من العلم والمنزلة والمكانة رفعة وعلواً.
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 01:33]ـ
الشيخ الكريم أبو حماد
شكر الله لكم المرور والتعقيب
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 11:35]ـ
بارك الله فيكم
في سير أعلام النبلاء 12/ 439
قال بكر بن منير: سمعت أبا عبدالله البخاري يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا (1).
قلت: صدق رحمه الله، ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعفه، فإنه أكثر ما يقول: منكر الحديث، سكتوا عنه، فيه نظر، ونحو هذا.
وقلّ أن يقول: فلان كذاب، أو كان يضع الحديث.
حتى إنه قال: إذا قلت فلان في حديثه نظر، فهو متهم واه.
وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدا.
وهذا هو والله غاية الورع.
قال محمد بن أبي حاتم الوراق: سمعته - يعني البخاري - يقول: لا يكون لي خصم في الآخرة، فقلت: إن بعض الناس ينقمون عليك في كتاب " التاريخ " ويقولون: فيه اغتياب الناس، فقال: إنما روينا ذلك رواية لم نقله من عند أنفسنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بئس مولى العشيرة " يعني: حديث عائشة (2).
وسمعته يقول: ما اغتبت أحدا قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.
__________
(1) " طبقات الحنابلة " 1/ 276، و " تاريخ بغداد " 2/ 13، و " تهذيب الاسماء واللغات " 1/ 68 / 1، و " تهذيب الكمال " لوحة 1170، و " طبقات السبكي " 2/ 223 و 224، و " مقدمة الفتح " 481.
(2) أخرجه مالك 2/ 903، 904 في حسن الخلق، والبخاري 10/ 378، 379 في الادب: باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، ومسلم (2591) في البر والصلة: باب مداراة من يتقى فحشه، وأبو داود (4791) والترمذي (1996) وأحمد 6/ 38 عن عائشة أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ائذنوا له بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة، فلما دخل عليه، ألان له القول، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله قلت له الذي قلت، ثم ألنت له القول؟ قال: يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ".
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 02:26]ـ
شكر الله لكم هذه الإضافة
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 02:34]ـ
تذكيراً لنفسي وإخواني
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 01:34]ـ
رفع اللَّهُ قدركم يا شيخ عبد اللَّه الحِمَادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 10:42]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الموعظة البليغة من هذا الإمام، واسمح لي بالتعليق من ناحية نفسية: هذه الدرجة التي بلغها ابن دقيق العيد هي من أعلا درجات "الوعي اللغوي" وذلك متعلق بالجانب الأيسر من الدماغ، وقد قال ابن تيمية كما نقله السعدي في "طريق الوصول" أن الصبر، والتوكل، وغيرها من الصفات إنما تحصل بقوى سببية يعطيها الله الآدمي - أي لا يجعله كذلك بلا سبب مؤدٍ - فيجعل فيه قوة سببية تمكنه من التوكل وسببية تيسر له ملكة الصبر، وهكذا الوعي اللغوي، يجعل الله في الآدمي قوة سببية يكتسب بها هذه الدرجة. فاللهم ارزقنا الأسباب الموجبة لكل عاقبة حسنة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 07:59]ـ
الأخوان الفاضلان الغاليان (سلمان أبا زيد) و (أبا شهد عبدالله الشهري)
شكر الله لكما وبارك فيكما، وأعاننا جميعاً على مراقبته سبحانه سراً وعلانية
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 10:15]ـ
/
الله المستعان ..
/
المشرف الفاضل ..
الحمادي ..
جزاكُم الله خيْراً على التذكير ..
وجعلنا وإيَّاكُم والمُسلمِين ..
مِمَّن أَعَدَّ لِ السُّؤالِ جَوابا ..
ويكونُ الجَوابُ صَوابا ..
/
دُمتُم والعابرينَ على الحقِّ بِ ثبَات ..
أخي الكريم ..
/
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 11:02]ـ
الأخت الفاضلة وعد بنت عبدالله وفقها الله ونفع بها
شكر الله لك دعواتك الطيبة وأثابك عليها خيراً
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 04:53]ـ
ما أجملها من كلمات نحتاجها بين الفينة والأخرى لتنير قلوباً حية
وتوقظ قلوباً غفلا.
وفقت أخي الكريم
أعلى الله قدرك.
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 05:31]ـ
هذه الكلمة العظيمة، تكشف لنا نفوس كثير من الناس، الذين لا يكادون يفعلون شيئا حتى يعدوا له جوابا عند الناس ....
فكل أو جل همهم الناس وماذا يقولون؟
فاللهم ارزقنا خوفك، وخشيتك , ورضاك.
وشكر الله للمشرف هذه اللفتة الكريمة.
وللإخوان ما بثوه من درر.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 02:59]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل.
وقد قرأتُها بعدك بعشر سنوات (1425) هـ!!
وأتذكر أني علقتها، لكن ليس بحوزتي الآن الكتب؛ لأنني على سفر ..
الشاهد إخوتي الفضلاء: أنه قال قولته في قصة قضائية، كأن الخصم قال له: اتق الله!
فقال: ........
فهل من متكرم ينشط لتخريج القصة لتتم الفائدة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 09:25]ـ
بارك الله فيكم ونفع بما كتبتم
ولعلي -أخي مهند- أراجع سبب هذه الكلمة بمشيئة الله
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:33]ـ
أسأل الله أن يبارك في أوقاتنا جميعاً ..
وأنا كذلك إن تيسر لي فسأراجع سبب الكلمة.
بارك الله فيك شيخنا الفاضل.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:25]ـ
وفيك بارك الله أخي مهند
بحثت عن سبب هذه العبارة فلم أقف على شيء
ولا يزال البحث جارياً
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 01:43]ـ
(ما تكلَّمتُ بكلمةٍ، ولا فعلتُ فعلاً، إلا أعددتُ لذلك جواباً بين يدي الله تعالى)
[/ color]
[/size]
لااله الا الله
ما أحوج القلوب الى مثل هذه اللفتات التربوية الايمانية
ووالله انه لمما يسعد القلوب ان تجد من يذكرك بسير الصالحين وبأقوالهم ... فلا تحرمونا من
مثلها بارك الله فيكم .... ورب كلمة أنقذت انسانا من جحيم الدنيا والآخرة فصلح قلبه فصلحت جوراحه ....
ولكم اتمنى ان يكون لذلك مكان خاص في منتدى الألوكة
بوركتم وأثابكم الله
ـ[لامية العرب]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 05:47]ـ
يارب يامن يجيب المضطر إذا دعاه أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة والكذب وقول الزور وأن تجعلها رطبة بذكرك وشكرك يا ذا الجلال والاكرام .. امين
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 03:50]ـ
شيخنا الفاضل: قد بحثت في سبب الكلمة في (المظان التي ظننتُ أنها مظان)! فلم أجد ما ذكرته، فلعلي وهمت فيما سبق وخلطت بين قصتين!
أستغفر الله العظيم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 03:05]ـ
الكرام الفضلاء:
المجلسي الشنقيطي .. لامية العرب .. مهند بن حسين المعتبي
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً
ولا يأس أخي مهند، فلعل الباحث يقف على شيء ولو بعد حين، نفع الله بك
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:02]ـ
الله المستعان
جزاكم الله خيرا على هذه التذكرة
==========
أبو عثمان
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 09:47]ـ
وجزاكم ربي خيراً أخي أبا عثمان
ـ[محب الخير]ــــــــ[21 - Aug-2007, مساء 09:51]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 01:54]ـ
وجزاكم ربي خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[19 - Nov-2007, مساء 01:49]ـ
يُرْفَعُ:
(تذكيراً لنفسي وإخواني)
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 04:08]ـ
بارك الله فيك أخي مهند
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 07:53]ـ
اللهم اجعلنا لألسنتنا حافظين
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 11:45]ـ
جزاك الله تعالى خيرًا شيخنا الحمادي، لا زلتُ أغبطك لأنك لا تأتي إلا بالنافع، و ما رأيتك تكتب إلا فيما فيه خيري الدنيا و الآخرة، مترفعًا عن المواضيع التي لا تسمن و لا تغني من جوع، أسأل الله تعالى لك التوفيق و السداد.
فائدة تربوية قيمة، كم نحتاج إلى ترجمتها و مثيلاتها إلى واقع عملي؟
إنها تستحق الرفع.
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 11:12]ـ
رفع الله قدرك وشكر سعيك وأجاب دعاءك وجزاك خيراً
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 08:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم أصلح قلوبنا وجوارحنا
وارزقنا خشيتَك في السرِّ والعلن
اللهم آمين ....
جزاك الله كل خير فضيلة الشيخ
و بارك الله فيك و نفع بك و رفعك قدرا و لا حرمك الأجر و الثواب
على هذه الموعظة القيمة
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير فضيلة الشيخ
و بارك الله فيك و نفع بك و رفعك قدرا و لا حرمك الأجر و الثواب
على هذه الموعظة القيمة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك ووفقك لما يحب ويرضى
ـ[عبده شايب]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 02:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أعظم هذه الامة بعلمائها كإبن دقيق العيد وغيره فاللسان العفيف هو عنون الانسان السوي وهو الحضارة بعينها قال بعض السلف ما عرفنا سوء الخاتمة لمن استقام في حياته
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر {امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكي على خطيئتك} وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشر .. من اسلم بلسانه ولم يفض الايمان الى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فانه من يتبع عورة اخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله».
وقال صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه اضمن له الجنة».
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت» وقال: «من صمت نجا».
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «والذي لا إله غيره ما على ظهر الارض من شيء احوج الى طول سجن من لسان».
وقال عمر رضي الله عنه: «عليكم بذكر الله فانه شفاء، وإياكم وذكر الناس فانه داء».
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «اذا اردت ان تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك».
وعن عمرو بن العاص انه مر على بغل ميت، فقال لبعض اصحابه: «لأن يأكل الرجل من هذا حتى يملأ بطنه خير له من ان يأكل لحم رجل مسلم».
وقال صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما ان يحدث بكل ما سمع».
قيل أن في اللسان عشر خصال وهي:
1 ـ أداة يظهرها البيان.
2 ـ شاهد يخبر عن الضمير.
3 ـ حاكم يفصل به القضاء.
4 ـ ناطق يرد به الجواب.
5 ـ شافع تقضى به الحاجات.
6 ـ واصف تعرف به الأشياء.
7 ـ واعظ ينهى به عن القبيح.
8 ـ معز تسكن به الأحزان.
9 ـمؤنق يلهي الأسماع.
10 ـ مؤنس للقلوب
والله اعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:10]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي الكريم
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:39]ـ
حَفِط اللِسان عَن القَبيح أَمانُ **** يَزكو بِهِ الاسلامُ وَالإِيمانُ
وَالصَمتُ عَمّا لا ... بِوجودِها يَتَحَمَّلُ الانسانُ
وَحَياتُهُ مَحمودَةٌ بَينَ الوَرى **** إِن تختلف في شُكرِهِ الأَديانُ
وَإِذا جِناياتُ الجَوارِح عُدِّدَت ** فَأَشَدُّها يَجني عَلَيكَ لسانُ
قالقَولُ فيهِ جَواهِرٌ مَنظومَةٌ ... وَمعائِبٌ تَشقى بِها الآذانُ
وَلَرُبَّما نُشرت دَواوين التُقى ** بالحَشرِ مالكَ بَينَها ديوانُ
مَهما تَقُل في الناسِ قالوا مِثلَهُ ** وَلَرُبَّما زادوا عَلَيكَ وَمانوا
وَلَو اِستَتَرتَ بِثَلبهم لَم يَلبَثوا ** الّا وَسرُّكَ بينهم اعلانُ
مَن كَفَّ كَفَّ الناسُ عَنهُ وَمَن أَبى ** إِلّا الخَنا فكما يَدينُ يُدانُ
كُن كالطَبيب رأى الصَلاحَ بِلُطفِهِ ** أَو كالزُلالِ نَجى بِهِ الظَمآنُ
وإذا بسطت لسان من لم ينهه ** دينٌ فأين العقل والعرفان
وتتدراك الأمر الذي قدمته ********** إن البقاء بمثله جذلان
شر المآكل لحم من تغتابه ************ والوجه فيه الزور والبهتان
فجزؤاك السوىء عن السوىء وإن ***** تحسن فإن جزاءكَ الإحسان
لا تغترر إن عجَّلت لك مهلةٌ ***** ما في الردى خدع ولا إدهان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 06:23]ـ
بارك الله فيك وحقيقة قرأت ترجمة الإمام في الطالع السعيد ورأيت العجب - رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى -
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 01:02]ـ
جزاكما الله خيراً ونفع بكما
ـ[الحافظة]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 06:25]ـ
شيخنا الفاضل
جزاك الله خيرا على هذه الموعظة القيمة
و
أسأل الله أن يرزقك حبه رضاه وتوفيقه والرفعة والسعادة في الداريين
اللهم أصلح قلوبنا وجوارحنا
وارزقنا خشيتَك في السرِّ والعلن(/)
الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: «ليس من المشروع الدعاء على عموم الكافرين ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 12:30]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك ـ حفظه الله ـ:
«ليس من المشروع الدعاء على عموم الكافرين بالهلاك»
أكد فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأن قول العلماء: ليس من المشروع الدعاء على عموم الكافرين بالهلاك؛ سببه أنه مطلب لن يكون؛ لأن حكمة الله ومشيئته اقتضت بقاء النوع البشري حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى، ويأذن الله بموت من في السماوات والأرض كما قال تعالى: ? وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ? .. مشيراً إلى أن "من حكمته بقاء الصراع بين الحق والباطل بين المؤمنين والكفار، فتبقى سوق الجهاد قائمة، ويبتلي الله كلاًّ من الفريقين بالآخر. فتتم حكمة الله، وينفذ قدره، ويبلغ الأمر منتهاه كما قدره الله". وحول دعاء نوح على قومه قال د. البراك: "كان الحامل له على ذلك غضبه لله، وحنقه على قومه؛ لتمردهم على دعوة الله، مع طول بقاء إقامته بينهم وهو يدعوهم إلى الله بكل طريق. ولم يكن دعاؤه على قومه مأموراً به لكن كان ذلك باجتهاده –عليه السلام- لإصرارهم على التكذيب ولهذا قال: ? إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ? [نوح:27]. ولم يكن على الأرض إذ ذاك إلا قوم نوح. فاستجاب الله دعاءه، وأغرق قومه، ولم ينج إلا من حمله نوح معه على السفينة كما قال تعالى: ? فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ? [العنكبوت:15]. ومع هذا فإنه عليه السلام إذا طُلبت منه الشفاعة يوم القيامة فمما يعتذر به دعاؤه على قومه حيث لم يؤمر بذلك".
المصدر: ((صحيفة المدينة)) الجمعة 21 رمضان 1427 - (العدد 15878)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 05:34]ـ
للفائدة ....
ـ[المسندي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 01:43]ـ
عجيب؟؟؟ انما يعتذر عليه السلام بانه سئل الله ماليس له به علم (اي عندما قال ان ابني من اهلي) وليس بسؤاله اهلاك الكفار!! قال تعالى: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمنين يهتمون فيذهبون الى آدم ثم يأمرهم آدم عليه السلام ان يذهبوا الى نوح فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ فَيَسْتَحِي فَيَقُولُ ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ .... )
ـ[المخضرمون]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 01:52]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 04:01]ـ
هذه فتوى غريبة من هذا الامام, لعل العلة في الناقل, ولييس بمستغرب على الصحافة ذلك!
الذي أعرفه أن السنن الشرعية لاتعارض بالسنن الكونية.
فالله سبحانه قضى شرعاً بترك الشرك ولكنه قضى كوناً بوجود الشرك.
فكون الله سبحانه قضى كوناً ببقاء الكفار فهذا لايعني عدم جواز الدعاء الشرعي باهلاكهم!
فضلاً عن أن الدعاء العام بالهلاك لايراد به إعدام كل أفرادهم بحيث لايستثنى منه أحد, فالهلاك يطلق على ذهاب الريح والقوة, فالمراد إهلاك غالبهم ومنعتهم بحيث يصيرون طائفة لاحول لها ولاقوة.
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 02:06]ـ
ليست فتوى غريبة أبدا وليس هذا أسلوب مناسب مع الشيخ العلامة البراك حفظه الله، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعاء على عموم الكافرين بل المشروع الدعاء على المعتدي كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم (الذين يصدون عن سبيلك وبعادون أهل دينك) نفع الله بالجميع وبارك في شيخنا البراك
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 06:56]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 06:42]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا جميعًا.
من باب الفائدة:
لفضيلةِ الشَّيخِ الدُّكتور عبد السَّلام بن برجس ـ رحمهُ اللَّهُ تعالى ـ
رسالة سمّاها: بيان مشروعية الدُّعاء على الكافرين بالعموم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Sep-2007, مساء 06:44]ـ
وحفظ اللَّه العلاَّمة البرَّاك،ونفع بعلمه،آمين.
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[21 - Sep-2007, صباحاً 02:13]ـ
بارك الله فيكم , قرأت للشيخ صالح آل الشيخ مقالا في مجلة الدعوة يقرر فيه نفس هذا التقرير ويفصل في المسألة بالأدلة , وكلامه في المسألة معلوم ومشهور , وقد واستشكله الكثيرون
وفي شريط "الوسطية والاعتدال" سئل عن فتواه هذه وأكّدها جزاه الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تركي]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 05:43]ـ
6ـ ومن صور الإعتداء في الدعاء (الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال). ويدل لهذا:
* أولا: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يثبت أنه دعا على عموم الكفار وإنما دعا على قبائل أو أشخاص بأعيانهم، بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
بل إنه لما دعا على بعضهم بأسمائهم نزل قوله تعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ) وقد روى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال ((إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة)).
* ثانياً: أن هذا يخالف مقتضى حكمة الله من بقاء الكفار إلى يوم القيامة، بل إن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، وأيضا ربما سيترتب على هذا تعيطل باب الولاء والبراء، وباب الجهاد.
* ثالثاً: أنه ليس للمسلم أن يدعو بالإستئصال على من أذن الله له بأن يبرهم ويقسط إليهم كما قال تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
بل كيف يستقيم أن يدعو المسلم على زوجته الكتابية بالهلاك مع أن الله تعالى قد أذن له في نكاحها، وامتن عليهما بقوله تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) الروم 21 فهل المودة والرحمة تقتضي أن يدعو عليها بالهلاك؟ أم كيف يستقيم أن يدعو الولد المسلم على والديه بالهلاك إن كانوا كافرين، والله جلّ وعلا يقول عنهما (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) لقمان 15.فإن الدعاء على عموم الكفار يشملهما، فهل هذه هي المصاحبة بالمعروف؟
* قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد عند: باب قوله تعالى (أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) الأعراف191: أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك، بل قال: "اللهم! عليك بهم، اللهم! اجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه. فالمهم أنَّ الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه ا. هـ.
* وقال ابن تيمية: 8/ 336: ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن.
* وقال الشيخ الفوزان:المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قَنَتَ يدعو على الكفار خَصَّ المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار. (مجلة الدعوة العدد1869ـ 16 رمضان1423هـ).
* وقد أفتت اللجنة الدائمة 24/ 275: مانصه:
وقول الكاتب: (اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود، اللهم لا تبق أحداً منهم في الوجود، اللهم أفنهم فناءك عادا وثمود). والدعاء بفناء كل الكفار اعتداء في الدعاء؛ لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. ا. هـ.
* وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية:
"هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة في دعائهم على الكفار أن يكون دعاءً خاصاً على المعتدي، على الظالم، على من حارب الإسلام وأهله، كما في دعاء عمر في القنوت: اللهم عليك بكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويقاتلون أولياءك،. (رواه البيهقي في السنن2/ 210)، أما الدعاء على اليهود والنصارى جميعاً بالإستئصال، فإنه لا يجوز شرعاً. وهو من الاعتداء في الدعاء؛ وذلك لأن الله جلّ وعلا أخبرنا أنّ اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن خروج المسيح الدجال، فإذا دعا أحد بأن يستأصلهم الله جلّ وعلا الآن قبل نزول المسيح الدجال فهو إعتراضٌ على ما أجرى الله حكمته وقدره الكوني ببقائهم إلى آخر الزمان؛ ولهذا لم يؤثر عن أحد من السلف ولا من أئمة الإسلام أنه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود النصارى، وإنما يُدعى بالدعاء الخاص لمن قاتل، لمن حارب، لمن آذى المؤمنين ونحو ذلك"ا. هـ (محاضرة أسباب الثبات على الدين)
منقول
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 12:56]ـ
جزاكم الله خير على التنبيه
ويا ليت الأئمة يعملون بها
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 01:39]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 01:39]ـ
تنتفي حكم عظيمة بالدعاء على عموم الكافرين بالهلاك، نصف القرآن بل أكثر سيتعطل، وتبقى آياته مزبورة بلا فائدة، فالقرآن فيه: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون}، وفيه: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وفيه: {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن}، وفيه آيات الجهاد المتكاثرة في قتال الكفار، و المصابرة في طلبهم، وفي كتب الفقه والسنة الكثير من الأحكام التي ستتعطل بزوال الكفار، إلى غير ذلك مما ينافي حكم الله الكثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 11:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأئمة احذروا الاعتداء في الدعاء
إن مما لا شك فيه أن (الدعاء هو العبادة) كما صح بذلك الخبر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه (صحيح الجامع3407). ومادام ان الدعاء عبادة فإنه يشترط لقبوله شرطان، الأول: الاخلاص، فلا يدعو العبد إلا وهو يبتغي وجه الله لا رياءً ولا سمعةً، والثاني: المتابعة: أي يقتفي فيه طريقة وهدي محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا اختل واحد من هذين الشرطين فإن العمل يكون باطلا مردوداً على صاحبه كائنا من كان؛ لحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: قال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ولمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)،. وقال شيخ الاسلام في الفتاوى 15/ 24:" وقوله تعالى (إنه لا يحب المعتدين) عقيب قوله (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) دليل على أن من لم يدعه تضرعا وخفية فهو من المعتدين الذين لا يحبهم.ا. هـ
ولاشك أنه مما ينبغي للعبد أن يتفطن له هو مايتقرب به الى الله من الطاعات وخاصة الدعاء الذي نحن بصدد الكلام عليه هل وافق فيها مراد الله وتابع فيها رسول الله؟ فإن كان كذلك فليحمد الله وليسأله المزيد، وان كان غير ذلك فليتدارك ما بقي من عمره وليصحح ما أفسد من عمله قبل ألا ينفع الندم.
ألا وإن مما ابتليت به الأمة في بعض الأمصار من محدثات في طريقة الدعاء أو في ألفاظ الأدعية حتى رأينا وسمعنا ألوانا منها صعب علينا إحصاؤها فضلا عن إنكارها، وربما توارثها الناس جيلا بعد جيل الى أن استقر الأمر عند بعضهم أنها من السنة وهي ليست كذلك، فإذا تُركِت قال: تُركت السنة، قال ابن مسعود رضي الله عنه " كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غيرت قالوا: غيرت السنة قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: " إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة [وتفقه لغير الدين] ". رواه الدرامي (1/ 64) والحاكم (4/ 514 - 515) بسند صحيح
فمن تلك الأمور المحدثة:
** أولا: التغني بالدعاء والتطريب والتلحين وهو أمر محدث ويدل لذلك:
1ـ أن الأصل في العبادات المنع والتوقف لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري، فليس المنع مقتصراً على أصل العبادة فحسب بل حتى في صفتها ووقتها وعددها وزمنها ومكانها وهيئتها، ولا دليل على صفة التغني بالقنوت فكيف نتعبد الله بما لم يشرع لنا، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ونقل إلينا.
2ـ إن الأمر بالتغني والترتيل إنما ورد في تلاوة القرآن لما روى البخاري في صحيحة عن أبي هريرة (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) فلم يقل: تغن بالدعاء، وإنما بالقرآن، وقال عليه الصلاة والسلام (زينوا القرآن بأصواتكم) ولم يقل: زينوا الدعاء ...
3ـ ذكر شيخ الاسلام أن إدخال الألحان في الصلوات هي من طريقة النصارى حيث قال في الفتاوى 28/ 611: (وكذلك ادخال الألحان في الصلوات لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون) ا. هـ وخير شاهد على هذا في العصر الحاضر ما تبثه بعض القنوات والإذاعات من الأدعية البدعية و الابتهالات الملحنة.
4ـ أنك لو سألت الخطيب على المنبر هل تتغنى بالدعاء؟ لقال: لا، ولو سألت المصلي هل يتغنى بالدعاء في سجوده؟ لقال: لا، ولو سألت المصلي الذي في المسجد ينتظر الصلاة: هل تتغنى بالدعاء؟ لقال: لا، إذاً فما الذي خص دعاء القنوت بهذا التغني والتلحين والترتيل الذي نسمعه اليوم دون بقية الحالات؟؟ فإن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات ولا تجمع بين المختلفات. (مذكرة التغني بالقنوت /ماهر القحطاني،بتصرف)
(يُتْبَعُ)
(/)
5ـ أن التغني والتطريب بالدعاء من أسباب رده وعدم قبوله لأنه اعتداء في الدعاء، قال الكمال بن الهمام الحنفي (ومما تعارف عليه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح و الاشتهار لتحريرات النغم إظهار للصناعة النغمية لا إقامة العبودية؛ فإنه لايقتضي الاجابة بل هو من مقتضيات الرد ... فاستبان أن ذلك من مقتضيات الخيبة والحرمان) فيض القدير للمناوي1/ 229.وقال: ولا أرى أن تحرير النغم في الدعاء كما يفعله بعض القراء في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى السؤال والدعاء وما ذاك الا نوع لعبٍ، فإنه لو قدر في الشاهد سائل حاجة أدى سؤاله بتحرير النغم فيه من الخفض والرفع والتطريب والترجيع كالتغني نُسب البتة إلى السخرية واللعب إذ مقام طلب الحاجة هو التضرع لا التغني.ا. هـ
ولك أخي الكريم أن تتأمل وأنت تسمع بعضهم وهو يدعو وكأنه يقرأ القرآن بالمدود والقلقلة والإخفاء والإظهار، حتى إنك ترى بعض المصلين عند سماعه للقنوت لا يفرق بين القرآن وبين الدعاء.
**ثانيا: من المحدثات: رفع الصوت بالدعاء وهو فعل منكر لأمور:
1ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام أنكر على الصحابة عندما رفعوا أصواتهم بالدعاء فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس اِربَعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده. قال الحافظ في الفتح 6\ 135: قال الطبري: فيه كراهية رفع الصوت بالدعاء والذكر، وبه قال عامة السلف من الصحابة والتابعين.ا. هـ.
2ـ قال شيخ الاسلام في الاستقامة 1/ 322: إن رفع الأصوات في الذكر المشروع لا يجوز إلا حيث جاءت به السنة كالأذان، والتلبية، ونحو ذلك، فالسنة للذاكرين والداعين ألا يرفعوا أصواتهم رفعا شديدا .... وقد قال تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) سورة الأعراف 55 وقال عن زكريا (إذ نادى ربه نداء خفيا) سورة مريم 3 وقال تعالى (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) سورة الأعراف 205 وفي هذه الآثار عن سلف الأمة وأئمتها ما ليس هذا موضعه كما قال الحسن البصري رفع الصوت بالدعاء بدعة وكذلك نص عليه أحمد ابن حنبل وغيره. ا.هـ.
3ـ وقال الألوسي في روح المعاني ج8/ص139:
وترى كثيرا من أهل زمانك يعتمدون الصراخ في الدعاء خصوصا في الجوامع حتى يعظم اللغط ويشتد، وتستك المسامع وتستد، ولا يدرون أنهم جمعوا بين بدعتين: رفع الصوت في الدعاء، وكون ذلك في المسجد، وروى ابن جرير عن ابن جريج: أن رفع الصوت بالدعاء من الاعتداء المشار اليه بقوله سبحانه (إنه لا يحب المعتدين).ا. هـ.
4ـ أخرج البخاري في صحيحة 5/ 2331: عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) أنها قالت: أنزلت في الدعاء.
**ثالثاً: من ألأمور المحدثة في الدعاء: السجع:
1ـ فقد كرهه السلف ونهوا عنه، قال ابن عباس رضي الله عنهما لمولاه عكرمة (انظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله وأصحابه لا يفعلون الا ذلك الاجتناب .. ).رواه البخاري.
2ـ وهو أيضا من أسباب عدم الاجابة؛ ولذلك قال القرطبي 7/ 226 (ومنها ان يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظاً مفقرة، وكلماتٍ مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها فيجعلها شعاره، ويترك ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل هذا يمنع استجابة الدعاء) ا. هـ.
**رابعاً: من الأمور المحدثة: الإطالة في الدعاء:
1ـ فقد جاءت السنة في التحذير منه والحث على الاقتصار على الجوامع و الكوامل من الدعاء وترك الأدعية المطولة، بل فهم السلف الصالح أن التطويل في الدعاء هو نوع من الاعتداء كما جاء في سنن أبي داوود أن سعد بن أبي وقاص سمع ابنا له يدعو ويقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء. فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من
(يُتْبَعُ)
(/)
الشر.صححه الالباني 2/ 77.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت (كان النبي يستحب الجوامع من الدعاء ويَدَع ما سوى ذلك) رواه ابو داوود وصححه الالباني 2/ 77.
وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها (عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل) الحديث .. رواه ابن ماجه والبيهقي وصححه الالباني 4047.
أفلا نستحب يا أمة محمد ما كان يحبه عليه الصلاة والسلام من الجوامع؟
أفلا نعمل بوصية رسول الله لعائشةـ وهي أحب النساء إليه ـ بِجُمَلِ الدعاء؟
وتأمل أيها اللبيب قولها رضي الله عنها وهي تسأل الرسول عليه الصلاة والسلام فتقول: أرأيت ان وافقت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. رواه الترمذي: صحيح الجامع4423.
وإنك لتعجب عندما تسمع بعض الأئمة في قنوتهم وهم يتكلفون الوصف في الدعاء حيث يقول مثلا (اللهم ارحمنا اذا ثقل منا اللسان، وارتخت منا اليدان، وبردت منا القدمان، ودنا منا الأهل والأصحاب، وشخصت منا الأبصار، وغسلنا المغسلون، وكفننا المكفنون، وصلى علينا المصلون، وحملونا على الأعناق، وارحمنا اذا وضعونا في القبور، وأهالوا علينا التراب، وسمعنا منهم وقع الأقدام، وصرنا في بطون اللحود، ومراتع الدود، وجاءنا الملكان ... الخ) ويزداد عجبك عندا تسمع بكاء الناس ونشيجهم وهم يؤمنون على هذا الدعاء بل ويتسابقون على التبكير الى هذا المسجد والصلاة خلف هذا الامام، وقد تسمع من بعض الإئمة وهو يدعو على الأعداء فيقول (اللهم لاتدع لهم طائرة الا أسقطتها، ولا سفينة الا أغرقتها، ولا دبابة الا نسفتها، ولا فرقاطة الا فجرتها، ولا مدرعة الا دمرتها، ولا .. ولا .. الخ) وكأنه يُملِي على الله كيف يفعل بالأعداء بينما كان يكفيه ان يقول اللهم عليك بهم او اللهم انتقم منهم ونحو ذلك.
**خامساً: من الاعتداء في الدعاء أيضا تلك الأدعية التي تحوي في ثناياها ألفاظا أو جملاً محذورة أو مُوهِمَة و مخالفة للشرع بل في بعضها ما يقدح في التوحيد ويخدش في الايمان فمن ذلك:
1ـ قول بعضهم (اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك).ففي هذا الدعاء من المحاذير:
*أنه فيه تزكية للنفس وكأن الداعي معصوم أو أنه لم يقع في شيء من المعاصي والخطأ.
*وفيه أيضا: دعاء على النفس وعلى الناس بالذل فإن الانسان لا يخلو من الوقوع في الخطأ فقد قال عليه الصلاة والسلام (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
أن المفترض أن يُدعى للناس بالهداية فهم أحوج ما يكون الى ذلك بدل أن يدعى عليهم، ولا أدري متى سيحصل للأمة عزة وهداية وبعض الأئمة والخطباء ما زالوا يدعون بالذل على من يصلون خلفهم في قنوتهم وخطبهم؟؟ قال عليه الصلاة والسلام (لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم، فتوافقوا ساعة فيستجيب الله لكم) رواه مسلم في الصحيح.
2ـ قول بعضهم في الدعاء (في السماء ملكك، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك .. ).
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن هذه العبارة فكان الجواب:
" أما العبارة المذكورة في السؤال فتركها أولى؛ لأن فيها إيهاماً فقد يظن منها البعض تخصيص الملك بالسماء فقط، أو السلطان بالأرض فقط، وهكذا.
وعظمة الله وملكه وسلطانه وقهره عام في جميع خلقه ".ا. هـ 26/ 369.
3ـ قول بعضهم (يا من لا تراه العيون، ولا يصفه الواصفون ... الخ).
جاءت هذه الرواية عند الطبراني وفيها عنعنة هشيم وهو مدلس، وشيخ الطبراني يعقوب بن اسحاق، قال الهيثمي: لم أعرفه. السلسلة الضعيفة 10/ 128.
**قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله (14/ 143) في جوابه عن حكم مثل هذا الدعاء فقال:" هذه أسجاع غير واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما ورد عنه من الأدعية ما هو خير منها من غير تكلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجملة الأولى: (يا من لا تراه العيون) إن أراد في الآخرة أو مطلقاً فخطأ مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح من أن الله تعالى يرى في الآخرة، وإن أراد في الدنيا فإن الله تعالى يُثنى عليه بالصفات الدالة على الكمال والإثبات لا بالصفات السلبية. والتفصيل في الصفات السلبية بغير ما ورد من ديدن أهل التعطيل. فعليك بالوارد، ودع عنك الجمل الشوارد. "ا. هـ.
**وقال العلامة الفوزان عن هذا الدعاء:أما ما ذُكر في السؤال؛ فلم يرد في كلام الله وكلام رسوله فيما أعلم؛ فلا ينبغي الدُّعاء به. وأيضًا في كلمة: (لا يصفه الواصفون)! نظرٌ ظاهرٌ؛ لأن الله سبحانه يوصف بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وربما يكون هذا اللفظ منقولاً عن نفاة الصِّفات. (المنتقى1/ 49).ا. هـ.
4ـ قول بعضهم (يا من أمره بين الكاف والنون).
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية ص76: وبهذه المناسبة أود أن أنبه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون (يامن أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يامن أمره بعد الكاف والنون) لأن مابين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا اذا جاءت الكاف والنون؛ لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً. ا.هـ.
5ـ قول بعضهم (يا فرد يا صمد).
وقد جاء في حديث ((أشهد أنك فرد أحد صمد)) قال عنه البيهقي: اسناد الحديث ليس بالقوي (انظر الأسماء والصفات للبيهقي:116، 117).
وقد سئل العلامة الفوزان: هل يوصف الله تعالى بالقِدَم؛ كأن يقول القائل: يا قديم! ارحمني! أو ما أشبه ذلك؟ وهل الفرد من أسماء الله تعالى؟ أفتوني مأجورين.
الجواب: ليس من أسماء الله تعالى القديم، وإنما من أسمائه الأول، وكذلك ليس من أسمائه الفرد، وإنما من أسمائه الواحد الأحد؛ فلا يجوز أن يقال: يا قديم! أو: يا فرد! ارحمني! وإنما يقال: يا من هو الأول والآخر والظاهر والباطن! يا واحد أحد فرد صمد! ارحمني واهدني. . . إلى غير ذلك؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، لا يجوز لأحد أن يثبت شيئًا منها إلا بدليل. والله أعلم. (المنتقى1/ 27).
6ـ قول بعضهم (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم).
قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط ص420:
المهاودة: الموادعة والمصالحة والممايلة، والهوادة:اللين ومايرجى به الصلاح والرخصة.ا, هـ.
قلت: وهذه من عظيم الرزايا أن يدعو بعضهم بمثل هذا الدعاء ولا يعلم معناه لا من جهة اللغة ولا حكمه ومايترتب عليه من جهة الشرع وهذه مصيبة البعض ان يردد أدعية لا يفقه معناها اذ قد يترتب عليها لوازم خطيرة لولا اننا حكمنا بجهله لكان للشرع فيه حكم آخر.
وقد سئل العلامة الفوزان: ما حكم قول بعض خطباء المساجد في نهاية الخطبة: (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم). ألا يدخل في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؟ لأنه قد هاود اليهود ووادعهم، فهل هذا اعتداء في الدعاء؟
ج: نعم، (هاودهم) هذه الكلمة معناها المصالحة، هاود معناه المصالحة،
واليهود يجوز الصلح معهم، إذا كان فيه مصلحة للمسلمين، يجوز الصلح معهم كما صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وكما صالح قريشاً في الحديبية، الصلح إذا كان من مصلحة المسلمين فإن الكفار يُصالَحون لأجل مصلحة المسلمين، هذا هو الحق، أما كلمة (هادوهم) معناه أن الرسول يدخل في هذا، وسبق أني نبهت واحد على هذه اللفظة، لكنه لم يتجنّبها هداه الله. (شريط (4) وجه (ب) من شرح الحموية 4/ 11/1424هـ).
قلت: بل ويشمل هذا الدعاء كل حكام المسلمين الذين صالحوا اليهود قديما وحديثا، فتأمل أيها اللبيب.
7ـ ومن صور الاعتداء في الدعاء (الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال).
ويدل لهذا:اولا: ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يثبت انه دعا على عموم الكفار وانما دعا على قبائل أو أشخاص بأعيانهم، بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
بل انه لما دعا على بعضهم بأسمائهم نزل قوله تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد روى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال ((إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة)).
ثانياً: أن هذا يخالف مقتضى حكمة الله من بقاء الكفار الى يوم القيامة، بل ان الساعة لا تقوم الا على شرار الخلق، وأيضا سيترتب على هذا تعيطل باب الولاء والبراء، وباب الجهاد.
ثالثاً: أنه ليس للمسلم أن يدعو بالإستئصال على من أمره الله بأن يبرهم ويقسط إليهم كما قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
بل كيف يستقيم أن يدعو المسلم على زوجته الكتابية بالهلاك مع أن الله تعالى قد أذن له في نكاحها، وامتن عليهما بقوله تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة)؟ أم كيف يستقيم أن يدعو الولد المسلم على والديه بالهلاك ان كانوا كافرين، والله جل وعلا يقول عنهما (وصاحبهما في الدنيا معروفاً).فإن الدعاء على عموم الكفار يشملهما، فهل هذه هي المصاحبة بالمعروف؟
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد عند: باب قوله تعالى (أيشركون مالايخلق شيئا وهم يخلقون).: أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك، بل قال:"اللهم! عليك بهم، اللهم! اجعلها عليهم سنين كسني يوسف"،وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه. فالمهم أن الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه.
وقال ابن تيمية: 8/ 336: ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لايؤمن من قومك إلا من قد آمن.
وقال الشيخ الفوزان:: المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت يدعو على الكفار خص المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار. (مجلة الدعوة العدد1869ـ 16 رمضان.)
وقد أفتت اللجنة الدائمة 24/ 275: مانصه:
وقول الكاتب: (اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود،اللهم لا تبق أحداً منهم في الوجود، اللهم أفنهم فناءك عادا وثمود). والدعاء بفناء كل الكفار اعتداء في الدعاء؛ لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.ا. هـ.
وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية:
"هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة في دعائهم على الكفار أن يكون دعاءً خاصاً على المعتدي, على الظالم، على من حارب الإسلام وأهله، كما في دعاء عمر في القنوت: اللهم عليك بكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويقاتلون أولياءك،. (رواه البيهقي في السنن2/ 210)
أما الدعاء على اليهود والنصارى جميعاً با لاستئصال، فإنه لا يجوز شرعاً. وهو من الاعتداء في الدعاء؛ وذلك لأن الله جل وعلا أخبرنا أن اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن خروج المسيح الدجال فإذا دعا أحد بأن يستأصلهم الله جل وعلا الآن قبل نزول المسيح الدجال فهو إعتراضٌ على ما أجرى الله حكمته وقدره الكوني ببقائهم إلى آخر الزمان؛ ولهذا لم يؤثر عن أحد من السلف ولا من أئمة الإسلام أنه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود والنصارى وإنما يدعو بالدعاء الخاص لمن قاتل، لمن حارب، لمن آذى المؤمنين ونحو ذلك"ا. هـ
فانظر أيها الأخ الكريم الى أدعية الرسول عليه الصلاة والسلام كيف كانت جامعة لخير الدنيا
والآخرة وانظر قبل ذلك الى أدعية القرآن العظيمة ثم انظر الى ماأحدثه كثير من الأئمة ـ هداهم الله
ـ من الأدعية الطويلة والوقوف الطويل يتغنى بالدعاء، ويتكلف السجع، ويرفع الصوت، وقد سئم
الناس طول الانتظار فقد أعياهم التعب وطول القيام حتى إن بعضهم يهِمُّ بالانصراف أكثر من مرة،
ألا يخشى هؤلاء ان يدخلوا تحت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (ياأيها الناس ان منكم
منفرين) متفق عليه.
وانك لتعجب عندما ترى بعد هذا كله التسجيلات الاسلامية والمؤسسات الاعلامية والشركات الانتاجية كيف تتسابق وتتهافت على تسجيل هذه الأدعية وتتفنن في اخراجها لذلك القاريء وتخرجها في اصدارات خاصة (دعاء الختمة لفلان .. أو جزء تبارك و عم مع الدعاء .... ) وهكذا، فإلى الله المشتكى.
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد بن أحمد الفيفي / الرياض28/ 8/1426هـ
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الاسلام
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[15 - Oct-2007, مساء 11:19]ـ
بارك الله فيكم , وقد وقفت على رسالة الشيخ البرجس - حفظه الله - في شبكة سحاب , وأنقل لكم مع كلام صاحب الموضوع عنها.
قال صاحب الموضوع علي الفضلي:
هذا الرد نزلته بتصرف يسير جدا، هو رد الشيخ المبارك عبد السلام البرجس - رحمه الله تعالى - على معالي الشيخ صالح آل الشيخ، أعطاني الشيخ - رحمه الله تعالى - هذا الرد يدا بيد يوم أن تغديت معه في محل إقامته في الشارقة بصحبة شيخي الفقيه الشيخ حمد بن عبد الله الحمد، إبان إحدى الدورات التي كان يشارك فيها الشيخ - رحمه الله تعالى -.
ورده رد علمي رصين، فأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناته، وقد أفضى إلى ما عمل.
والحمد لله رب العالمين.
حكم الدعاء على الكفار بعامة
الدعاء على الكافرين بالتعميم جائز، فيدعى عليهم بالهلاك فإن في هلاك الكافر صلاحا للعباد والبلاد، فإن رجي هداية بعضهم دعي لهم بالهداية، وقد جاءت السنة بهذا وبهذا:
فبوب البخاري في كتاب الدعوات من صحيحه: [باب الدعاء على المشركين] و [باب الدعاء على المشركين]، و في كتاب الاستسقاء نحوه.
ولقد استنبط الحافظ في الفتح 7/ 384 الدعاء على المشركين بالتعميم من قصة خبيب بن عدي رضي الله عنه، حيث دعا فقال: " اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا "؛ وهي دعوة في زمن الوحي ولم تُنكر، والعبرة بعموم لفظها لا بخصوص سببها.
وفي قول الله تعالى: {{وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}}. نصٌ على أن هذه الدعوة من شرع نوح، ولذا استجابها الله عزوجل، ولو كانت خطيئة أو تعديا لبين الله تعالى ذلك، ولم يقره على الخطأ، كما هو الحال في معاتبة الله له لما دعا لولده، وأما إخباره سبحانه لنوح بأنه لن يومن غير من آمن فليس فيه أنه لو لم يخبره سبحانه لما جاز له الدعاء فلا تلازم بين الأمر الشرعي والأمر الكوني كما سيأتي،
وقد حرر الحافظ ابن حجر في " الفتح " أن نوحا يعتذر يوم الموقف بأمرين:
الأول: أنه استنفد الدعوة التي له، إذ كل نبي له دعوة مستجابة، ولذا قال: إنه كانت لي دعوة دعوتها على قومي.
ثانيا: دعاؤه لابنه، وهذه هي الخطيئة التي أشار إليها في حديث أنس رضي الله عنه.
وقد قرر العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي مثل دعوة نوح عليه السلام، ولكنه لم يستنفدها، بل ادخرها للأمة في الآخرة.، وفي الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: [ .... قال ملك الجبال: يا محمد: إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا].
ورحم الله تعالى ابن تيمية، فإنه لما ذكر المسألة على جهة البحث - كما في الفتاوى 8/ 336 قال: " ثم ننظر في شرعنا هل نسخه أم لا؟.اه.
ولعل فيما ذكره ابن حجر من الاستدلال بعموم دعاء خبيب ما يدلك على أن شرعنا لم ينسخ هذه الدعوة.
حجج المخالف:
*قال بعضهم: إن الدعاء على الكافرين بالهلاك طعن في الحكمة الإلهية، إذ قضى الله كونا أن يبقوا! ودل الدليل على بقائهم إلى قيام الساعة.
هذا الكلام غلط لوجوه:
الأول: أن هذا احتجاج بالقدر على الشرع، وهذا باطل، فالقدر علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه، والشرع وظيفة العبد المكلف. وهذا الاحتجاج هو عمدة القائلين بالتقريب بين الأديان في زماننا!، فهم يقولون: " ليس من أهداف الإسلام أن يفرض نفسه على الناس فرضا حتى يكون هو الديانة العالمية الوحيدة، إذ أن كل ذلك محاولة فاشلة، ومقاومة لسنة الوجود، ومعاندة للإرادة الإلهية " هذا كلام د. وهبة الزحيلي في كتابه " آثار الحرب "، وقد أجاد الدكتور الشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي في كتابه " دعوة التقريب بين الأديان: دراسة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية".
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: لو كان الدعاء بالتعميم طعنا في الحكمة الإلهية لنزه الله تعالى أنبياءه ورسله من الوقوع فيه، فنوح عليه السلام وهو من أولي العزم كيف يطعن في الحكمة الإلهية بالدعاء على الكفار، وغيره يوفق للسلامة؟!! وما كان طعنا في الحكمة الإلهية الآن فهو طعن في الحكمة الإلهية زمن نوح، إذ لا تختلف الشرائع في ذلك.
الثالث: احتج القرافي - رحمه الله تعالى - في " الفروق " على أنه لا يجوز الدعاء " اللهم اغفر للمسلمين جميع ذنوبهم " بأن الأحاديث جاءت بدخول طائفة من المسلمين النار بذنوبهم، ففي الدعاء تكذيب لتلك الأحاديث ... "
فرد ابن المشاط على القرافي هذا القول في كتابه " إدرار الشروق على أنوار الفروق " فقال: " لقد كلف هذا الإنسان نفسه شططا، و ادعى دواعي لا دليل عليها ولا حاجة إليها وهما منه وغلطا، وما المانع من أن يكلف الله تعالى خلقه أن يطلبوا منه المغفرة لذنوب كل واحد من المؤمنين مع أنه قضى بأن منهم من لا يغفر له؟!! ومن أين تَلزم المنافاة بين طلب المغفرة ووجوب نقيضها؟! هذا أمر لا أعرف له وجها إلا مجرد التحكم بمحض التوهم ... اه.
**وقال بعضهم: " إن الدعاء على الكفار بإهلاك أموالهم بالتعميم فيه معارضة لآثار أسماء الله تعالى ".
وهذا غلط لوجوه:
الأول: أن آثار أسماء الله تعالى تكون في الخلق والأمر، فالخلق هو الأمر الكوني، والأمر هو الأمر الشرعي.
فالرازق اسم من أسماء الله تعالى يتعلق أثره بالخلق فيرزق جميع خلقه، كما يتعلق أثره بالأمر كما في قوله تعالى {{ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب}}.
فالخلط بين الآثار المترتبة على الأمر الكوني والأمر الشرعي خطأ بين، وتقدم.
قال ابن القيم في " مدارج السالكين ": " وأنت إذا فرضت الحيوان بجملته معدوما، فمن يرزق الرازق سبحانه؟!
وإذا فرضت المعصية والخطيئة منتفية عن العالم، فلمن يغفر؟! وعمّن يعفو؟! وعلى من يتوب ويحلم؟!
وإذا فرضت الفاقات سُدّت، والعبيد أغنياء معافون، فأين السؤال والتضرع والابتهال، والإجابة، وشهود الفضل والمنة، والتخصيص بالإنعام والإكرام؟! اه.
الثاني: أن في ذلك لازما شنيعا وهو استجهال من هو من أولي العزم من الرسل! فموسى عليه الصلاة والسلام دعا بقطع أرزاق الكافرين، فهل أنكر بذلك آثار اسم الله تعالى الرزاق؟!!
ورسولنا صلى الله عليه وسلم دعا بذلك، فهل يُقال فيه ذلك؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم.
الثالث: مما يبطل هذا القول أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام دعا ربه: {{وارزق أهله من الثمرات من آمن بالله واليوم الآخر}} فهذا هو الدعاء المشروع، إذْ لا يشرع أن يقول مؤمن بالله واليوم الآخر ابتداء: اللهم ارزق المؤمنين والكافرين!.
وعليه فنحن اليوم ندعو على اليهود والنصارى فنقول " اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، اللهم اشدد وطأتك عليهم، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، وهذا الدعاء هو المناسب لأحوال الأمة الإسلامية مع هؤلاء الأرجاس وما يكيدونه للمسلمين والإسلام.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين(/)
((أسئلة عن ملابس الأطفال)) أجاب عليها فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Feb-2007, صباحاً 01:20]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
* هناك كثير من ملابس الأطفال فيها صور لذوات الأرواح، وبعض هذه الملابس مما يمتهن مثل الحذاء والملابس الداخلية للأطفال دون الثالثة، ومنها ما لا يمتهن بل يحافظ عليها وعلى نظافتها، فما حكم هذه الملابس؟
الجواب: يقول أهل العلم: إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه كبير، وما كان فيه صور فإلباسه الكبير حرام. فيكون إلباسه الصغير حراما أيضا، وهو كذلك. والذي ينبغي للمسلمين أن يقاطعوا مثل هذه الثياب والأحذية حتى لا يدخل علينا أهل الشر والفساد من هذه النواحي، وهي إذا قوطعت فلن يجدوا سبيلا إلي إيصالها إلي هذه البلاد وتهوين أمرها بينهم.
* هل يجوز لبس الأطفال الذكور مما يخص الإناث كالذهب والحرير أو غيره والعكس؟
الجواب: هذه مفهومة من الجواب الأول، قلت: إن العلماء يقولون إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه البالغ، وعلى هذا فيحرم إلباس الأطفال من الذكور ما يختص بالإناث وكذلك العكس.
* هل يدخل تحت هذا إسبال الثياب للأطفال الذكور؟
الجواب: نعم يدخل.
*وما فيه تشبه للكفار وغيره كالقبعة والبنطلون؟
الجواب: هذا باب آخر، تشبه المسلمين بالكفار في اللباس أو غيره سواء كانوا ذكورا أو إناثا صغارا أو كبارا محرم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم) (16)، ولأنه يجب أن يكون للمسلمين شخصية قوية تمنعهم من التبعية لغيرهم، لأنهم الأعلون ودينهم هو الأعلى كما قال الله تعالى {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} (آل عمران: 139) وقال الله تعالى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله} (التوبة: 33)
* هل يجوز للأطفال ذكورا أم إناثا لبس الملابس القصيرة التي تبدي فخذيه؟
الجواب: من المعلوم أن مادون سبع سنين لا حكم لعورته، لكن تعويد الصبيان والأطفال هذه الألبسة الخالعة القصيرة لا شك أن سيهون عليهم كشف العورة في المستقبل،
بل ربما لا يستحي الإنسان إذا كشف فخذه لأنه كان يكشفه صغيرا ولا يهتم به وحينئذ يكون
نظر الناس إلي عوراتهم كنظرهم إلي وجوههم في عدم حرمتها والخجل منها، فالذي أرى أن يمنع الأطفال وإن كانوا صغارا من مثل هذه الألبسة، وأن يلبسوا لباس احتشام بعيد عن المحذور.
المصدر: ((مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة))
ـ[أسامة السلفي]ــــــــ[20 - Aug-2007, صباحاً 03:10]ـ
بااااااااااااااااااارك الله فيك
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Aug-2007, مساء 01:34]ـ
جزاك الله خيرا أخي المبارك
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 01:08]ـ
بوركت أخي الفاضل
ورحم الله شيخنا العثيمين وأسكنه فسيح جناته
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 09:35]ـ
شكر الله لكم ,, ورفع قدركم ,, وستر عيبكم .. ,,,,
ـ[لامية العرب]ــــــــ[22 - Aug-2007, صباحاً 10:05]ـ
شكر الله سعيك واجزل مثوبتك
ورحم الله شيخنا الورع (نحسبه والله حسيبنا وحسيبه) واسكنه فسيح جناته
ـ[أبومنصور]ــــــــ[23 - Aug-2007, صباحاً 12:58]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة.
لي اشكال يتردد في نفسي منذ فترة وها قد سنحت الفرضة للسؤال عنه ... كيف يطالب الصغير بالاحكام الشرعية وهو لم يكلف بعد؟؟ والمثال هنا .. مسالة اللباس وقبلها ضربه على الصلاة اذا اتم عشر سنين رغم عدم بلوغه.
وبارك الله فيكم
ـ[تابع السلف]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 12:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم يا أيها الإخوة
هل يلزمني مثلا تقصير الثوب لطفلي من باب حرمة الإسبال
وهل يلزمني إلباس طفلتي النقاب مشيا على القاعدة الذي ذكرها الشيخ
ـ[هالة]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 12:53]ـ
الأخوين أبو منصور و تابع السلف مثلا الأحاديث في مسألة إسبال الإزار عامة يدخل فيها الصغير و الكبير و نحن مطالبون على التعاون على البّر و التّقوى فمن باب التعاون على البّر و التقوى يطالب الصغير من طرف الكبير بفعل ما يشمله الصغير من نصوص. صحيح الغير مكلف لا يلام إن لم يفعل و لكن الكبير المكلف و المأمور بمعاونة الصغير و الكبير يلام إن لم يقم بما كلّف به من معاونة للغير و هذا الكبير إن كان وليا للطفل الغير مكلف؛ له أن يعاقب الصغير إن لم يمتثل و لكن في حدود الشرع كمسألة ضرب الطفل إذا بلغ العشر سنين إن لم يصلي. أما مسألة هل يلزم إلباس الطفلة النقاب فأقول: قد رجّح الإمام الألباني عدم وجوب النقاب و هذا الذي اقتنعت به فإن اقتنع و ليّ البنت بهذا القول فلا يجب عليه إلزام البنت بالنقاب. بل لا يجب إلزام البنت بالحجاب أصلا إن لم تبلغ سنّ المحيض لأنّ النّبي صلى الله عليه و سلّم قال لأسماء رضيّ الله عنها إنّ المرأة إذا بلغت سنّ المحيض فلا يصح أن يرى منها إلى هذا و هذا مشيرا إلى الوجه و اليدين و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومنصور]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 06:58]ـ
صحيح الغير مكلف لا يلام إن لم يفعل
اختي الكريمة .. هالة وفقك الله
انا لا اتكلم عن الافضل والاحسن في حق الطفل او الطفلة .. وانما استفسر عن الزام الصغار ممن لم يبلغوا رغم انهم غير مطالبين بذلك ... ارجو ان يكون سؤالي واضحا.
اما فيما يخص النقاب .. هل قرات المسئلة بعمق واطلعت على الادلة بمجموعها لدى المجيزين والموجبين ام انك مقلدة وترين ان ذلك الاصوب؟؟
وقد يغيب عن احدنا ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من ان الاعتقاد ياتي بعد الاستدلال وليس العكس .. وهو امر قد لا ننتبه له احيانا.
ـ[هالة]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 07:47]ـ
اختي الكريمة .. هالة وفقك الله
انا لا اتكلم عن الافضل والاحسن في حق الطفل او الطفلة .. وانما استفسر عن الزام الصغار ممن لم يبلغوا رغم انهم غير مطالبين بذلك ... ارجو ان يكون سؤالي واضحا.
اما فيما يخص النقاب .. هل قرات المسئلة بعمق واطلعت على الادلة بمجموعها لدى المجيزين والموجبين ام انك مقلدة وترين ان ذلك الاصوب؟؟
وقد يغيب عن احدنا ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من ان الاعتقاد ياتي بعد الاستدلال وليس العكس .. وهو امر قد لا ننتبه له احيانا.
أخي الكريم و أنا لم أقل الأفضل و الأحسن الأمر فيه تفصيل فالنصوص آمرة بالتعاون ثم ينظر إن كان هذا الأمر الذي سيتعاون فيه مستحب فسيكون الأمر بالتعاون مستحب بقدر الحاجة و إن كان هذا الأمر واجب فسيكون التعاون عليه واجب بقدر الحاجة
مسألة النقاب مسالة درستها جيّدا و قرأت فيها أدلّة من يوجب و من يستحب و اقتنعت فيها بقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
و هذا رابط فيه كاب للشيخ محمد ناصر دين الألباني بعنوان: جلباب المرأة المسلم:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4523
و كذا للشيخ كتاب بعنوان: "الرد المفحم، على من خالف العلماء و تشدد و تعصب، و ألزم المرأة بستر وجهها و كفيها"
و من عنوان هذا الكتاب يتّضح لك رأي الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في من يلزم الطفلة بستر وجهها و كفيها
أم أنّ الشيخ الألباني عندك يعتقد ثم يستدل؟! ثم ما مناسبة كلامك عن الإعتقاد بعد الإستدلال؟! هل تعامل كل من يعلّق على سؤالك هكذا؟ سبحان الله و قد يغيب على بعضنا بأن يظن بأنّ من يناقشه مقلدا في ما يقرر و يعتقد شيئا قبل أن يستدل له و هو في الحقيقة ليس كذلك و ما عند ذلك الظان من أدلة.
و بخصوص الصلاة: فيلزم الأب بضرب طفله إذا بلغ العشر سنين و لم يصلي فالنّبي صلى الله عليه و سلّم قال: "مروا أولادكم بالصلاة على سبع و اضربوهم على عشر" أو كما قال النّبي صلى الله عليه و سلّم
و لا حول و لا قوّة إلا بالله العلي العظيم
ـ[أبومنصور]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 01:10]ـ
اختي الكريمة .. بداية اعتذر اذا كان كلامي السابق سبب لك اي حرج او ضيق فهذا لم يكن مقصودا اطلاقا ... واني لارجو-يا اختاه - الا اسئ الى مسلم او مسلمة باي كان ... والله يغفر لي ولك.
اما عن مسئلة النقاب فقد كان سؤالي محددا لغرض استيضاح كيفية اقتناعك براي من يقول بانه ليس واجبا .. ولهذا سالت .. ولم يخطرببالي قط انني اقصد الشيخ الالباني - رحمه الله - او غيره .. ومعاذ الله ان اقول او اعتقد ذلك.
لقد ذكر تلك العبارة الشيخ العثيمين لطلابه ناصحا ومشفقا .. وكان سردي لها من باب التذكير لك ولي ولمن يقرا .. فاذا كنت بعيدة عنها .. فاحمدي الله واشكريه الذي وفقك الى اتباع الحق بعيدا عن حظوظ النفس ونوازعها.
وبارك الله فيك
ـ[تابع السلف]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 08:48]ـ
لو دخل الموضوع في مسألة النقاب سيخرج عن مقصود الاستفسار
هل آثم لو اشتريت لطفلي ملابس مسبلة و هل يجب علي تقصير الثياب له
أما مسألة العموم وكون الصغير يدخل في العموم فهذا يقال لكل حكم ولا يمكن القول بتكليف الصغير بناء على هذه القاعدة
أما مسألة التعاون على البر فلا أختلف فيها معك لكن ليس هو عين المسألة
ـ[أبومنصور]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 08:58]ـ
لو دخل الموضوع في مسألة النقاب سيخرج عن مقصود الاستفسار
هل آثم لو اشتريت لطفلي ملابس مسبلة و هل يجب علي تقصير الثياب له
أما مسألة العموم وكون الصغير يدخل في العموم فهذا يقال لكل حكم ولا يمكن القول بتكليف الصغير بناء على هذه القاعدة
أما مسألة التعاون على البر فلا أختلف فيها معك لكن ليس هو عين المسألة
نعم هذا هو السؤال .. واذا كان هناك اثم فما دليل هذا التاثيم في حق من يبلغ ويطالب بالتكاليف الشرعية؟
ـ[أبومنصور]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 08:03]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة.
لي اشكال يتردد في نفسي منذ فترة وها قد سنحت الفرضة للسؤال عنه ... كيف يطالب الصغير بالاحكام الشرعية وهو لم يكلف بعد؟؟ والمثال هنا .. مسالة اللباس وقبلها ضربه على الصلاة اذا اتم عشر سنين رغم عدم بلوغه.
وبارك الله فيكم
للرفع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 08:42]ـ
لو دخل الموضوع في مسألة النقاب سيخرج عن مقصود الاستفسار
هل آثم لو اشتريت لطفلي ملابس مسبلة و هل يجب علي تقصير الثياب له
أما مسألة العموم وكون الصغير يدخل في العموم فهذا يقال لكل حكم ولا يمكن القول بتكليف الصغير بناء على هذه القاعدة
أما مسألة التعاون على البر فلا أختلف فيها معك لكن ليس هو عين المسألة
أخي لا يوجد كلام عن تكليف الصغير في مشاركة الأخت بل يوجد كلام عن تكليف الكبير و ولي الطفل بإتجاه ولده و طفله
و لي سؤال لك و للأخ أبو منصور؟
هل يجوز أن يلبَس للطفل الذي لم يبلغ من طرف ولي أمره ما يظهر العورة؟ و هل يجوز أن يسمح للطفل الذي لم يبلغ بالخروج عاريا؟ مع الدليل بارك الله فيكما
****************************
و أما مشاركة الأخ أبو منصور
فأقول: من بين المقاصد ترويض الطفل و تعويده على تطبيق الشريعة الإسلامية و تربيته على الإسلام و عباداته
ـ[أبومنصور]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 02:04]ـ
و لي سؤال لك و للأخ أبو منصور؟
هل يجوز أن يلبَس للطفل الذي لم يبلغ من طرف ولي أمره ما يظهر العورة؟ و هل يجوز أن يسمح للطفل الذي لم يبلغ بالخروج عاريا؟ مع الدليل بارك الله فيكما
****************************
و أما مشاركة الأخ أبو منصور
فأقول: من بين المقاصد ترويض الطفل و تعويده على تطبيق الشريعة الإسلامية و تربيته على الإسلام و عباداته
أخي الكريم .. كان من الاولى الرد بجواب على الاشكال الذي طرحته بدلا من طرح سؤال جديد حيث من الممكن ان اسالك بدوري .. اذا سرق الطفل - الذي لم يبلغ - او شرب الخمر او قتل نفسا بغير وجه حق .. هل يقام عليه الحد الشرعي؟؟ واتصور ان شرب الخمر او السرقة هي امور أعظم من مجرد خروج الطفل عاريا .. ولهذا ارى ان نركز على فهم هذا الاشكال ومحاولة ايجاد الجواب الصحيح عليه.
اما ما اشرت اليه من مسئلة تعويد الطفل على الصلاة ونحوها فهذا - مع اقراري به - ليس له علاقة بمسئلتنا المطروحة لان الحديث منصب على الزام الطفل وهو لم يكلف بعد وليس من باب ترغيبه وتحبيبه في الطاعات والعبادات .. فتأمل.
أثابك الله
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 02:32]ـ
/// من لم يبلغ من الأطفال إذا سرق و شرب الخمر لا يقام عليهم الحد لأنّه رفع عنهم التكليف و لا يعاقب بمثل هذه الأمور من رفع عنه التكليف ففرق بين هذا و بين الصلاة فالضرب على الصلاة فيه حديث صريح و لا إجتهاد مع النص و الضرب ليس كقطع اليد أو الجلد و لا يقاس الأعلى بالأدنى و لا يوجد نص حسب علمي يدل على أنّه يقام الحدّ على الطفل و رفع التكليف عنهم يقتضي عدم إقامة الحد عليهم و مسألة الإلزام تختلف عن مسألة إقامة الحد. فذكرك لمسألة الحد في الحقيقة خارج عن مبحث ما سألتَه يا أخي الكريم.
/// و مسألة اللباس فهناك نصوص عامة و لا يوجد في النصوص بأنّه لا يلزم الطفل بما يلزم به الرجل في اللباس كل ما فيه بأنّه رفع عنه التكليف يعني إذا لم يفعل الطفل فلا يصيبه الإثم عند الله و لكن هذا لا يسقط عنا نحن هذا الأمر و أن لا نلبس الطفل بما تشمله النصوص التي فيها النهي.
/// مثلا الكعبة كان يوجد فيها تصاوير ذوات أرواح و الكعبة غير مكلفة و مع ذلك أمر النّبي صلى الله عليه و سّلم بمسح تك التصاوير فإذا كان يجب مسح التصاوير من جماد فكذلك يجب مسحها و عدم وضعها في ملابس الأطفال و ينبغي أن يلزم الطفل على أن يرتدي اللباس الذي فيه تصاوير و يأثم من كان قادرا على أن يلزم الطفل على عدم فعل هذا ثم لم يفعل.
/// النّبي صلى الله عليه و سلّم قال: "ما أسفل من الكعب من الإزار ففي النار" فهذا النص عام يدخل فيه كل من ساهم في أن يلبس شخص لإزار طويل إلى أن غاية أسفل من الكعب و خرج من هذا الحديث لباس النساء بحديث آخر فما الذي أخرج لباس الأطفل من هذا الحديث؟ الجواب: في علمي لا يوجد و الله أعلم
اما ما اشرت اليه من مسئلة تعويد الطفل على الصلاة ونحوها فهذا - مع اقراري به - ليس له علاقة بمسئلتنا المطروحة لان الحديث منصب على الزام الطفل وهو لم يكلف بعد وليس من باب ترغيبه وتحبيبه في الطاعات والعبادات .. فتأمل.
/// كنت أظن أنا سؤالك التالي:
كيف يطالب الصغير بالاحكام الشرعية وهو لم يكلف بعد؟؟ والمثال هنا .. مسالة اللباس وقبلها ضربه على الصلاة اذا اتم عشر سنين رغم عدم بلوغه.
المقصود به ما الحكمة أو ما أشبه ذلك لذا أجبت بما سبق و خصوصا أنّه يوجد حديث صريح صحيح فيه أمر الآباء بضرب الأولاد على عشر من أجل الصلاة
/// يا أخي إلزام الطفل بما ورد عندنا في الشرع دليل على الإلزام لا يتعارض مع رفع القلم على الصغير و كمثال الضرب على الصلاة و أيضا النصوص العامة في النهي على الإسبال و النهي عن صور ذوات الأرواح و المسلمين ينبغي و يجب عليهم أن يتعاونوا في تحقيق هذا حتى على الصغير لأنّ النصوص تشمله.
///
كان من الاولى الرد بجواب على الاشكال الذي طرحته بدلا من طرح سؤال جديد
سبب سؤالي لك هذا السؤال هو أن أعرف ما وجه الإشكال عندك فياحبذا تجيب عليه أم أنّك ترى بأنّه لا ينبغي إلزام الطفل على ستر عورته إذا خرج إلى الخارج لأنّه غير مكلف؟ فإن كان الجواب بلا: فأرجو أن تذكر الدليل وفقك الله؟ و ما وجه الإختلاف بين هذه المسألة و المسائل التي سألتها؟ كي أفهم ما الذي أشكل عليك أخي الكريم و نحن هنا نستفيد من بعضنا وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومنصور]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 07:53]ـ
/// من لم يبلغ من الأطفال إذا سرق و شرب الخمر لا يقام عليهم الحد لأنّه رفع عنهم التكليف و لا يعاقب بمثل هذه الأمور من رفع عنه التكليف ففرق بين هذا و بين الصلاة فالضرب على الصلاة فيه حديث صريح و لا إجتهاد مع النص و الضرب ليس كقطع اليد أو الجلد و لا يقاس الأعلى بالأدنى و لا يوجد نص حسب علمي يدل على أنّه يقام الحدّ على الطفل و رفع التكليف عنهم يقتضي عدم إقامة الحد عليهم و مسألة الإلزام تختلف عن مسألة إقامة الحد.
جزاك الله خيرا ... وحديث النبي صلى الله عليه وسلم في ضرب الطفل على الصلاة لاشك في صحته لكن اشكل علي ضرب الطفل على امر شرعي - وهو الصلاة - وهو لم يكلف بعد .. ولهذا ما تفضلت به تاليا ازال هذا الاشكال:
/// و مسألة اللباس فهناك نصوص عامة و لا يوجد في النصوص بأنّه لا يلزم الطفل بما يلزم به الرجل في اللباس كل ما فيه بأنّه رفع عنه التكليف يعني إذا لم يفعل الطفل فلا يصيبه الإثم عند الله و لكن هذا لا يسقط عنا نحن هذا الأمر و أن لا نلبس الطفل بما تشمله النصوص التي فيها النهي.
بارك الله فيك .. وفتح عليك ... ثم وجدت كلاما سديدا لابن القيم رحمه الله في تحفة المودود (ويجنبه لبس الحرير فإنه مفسد له ومخنث لطبيعته كما يجنبه اللواط وشرب الخمر والسرقة والكذب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " يحرم الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم" والصبي وإن لم يكن مكلفا فوليه مكلف لا يحل له تمكينه من المحرم فإنه يعتاده ويعسر فطامه عنه وهذا أصح قولي العلماء , واحتج من لم يره حراما عليه بأنه غير مكلف فلم يحرم لبسه للحرير كالدابة وهذا من أفسد القياس فإن الصبي وإن لم يكن مكلفا فإنه مستعد للتكليف ولهذا لا يمكن من الصلاة بغير وضوء ولا من الصلاة عريانا ونجسا ولا من شرب الخمر والقمار واللواط) أ. هـ
قال ابن عبدالبر في الاستذكار (واما التختم بالذهب فلا اعلم احدا من ائمة الفتوى اجاز ذلك للرجال , وكلهم يكرهونه لذكور الصبيان لان الاباء متعبدون فيهم) وقد استفدت هذه النقولات من الكتاب القيم (الاحتفال باحكام واداب الاطفال) لعادل بن عبدالله بن سعد ال حمدان الغامدي , طبعة مؤسسة الريان, الطبعة الاولى 2005.
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك(/)
حسن السؤال.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 10:31]ـ
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه حلية طالب العلم
حسن السؤال:
التزم أدب المباحثة من حسن السؤال، فالاستماع، فصحة الفهم للجواب، وإياك إذا حصل الجواب أن تقول: لكن الشيخ فلاناً قال كذا، أو قال كذا، فإن هذا وهن في الأدب وضرب لأهل العلم بعضهم ببعض فاحذر هذا.
وإن كنت لا بد فاعلاً فكن واضحاً في السؤال، وقل: ما رأيُك في الفتوى بكذا؟ ولا تُسم أحداً.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
((وقيل: إذا جلست إلى عالمٍِِِ، فسل تفقهاً لا تعنتاً)) أ هـ
قال الشيخ ابن عثيمين معلقا على ذلك:
وهناك ثلاث مراتب إذا أجاب الشيخ، فأسوءها:
1 - بعد أن يجيب يقول ولكن قال الشيخ الفلاني كذا وكذا.
2 - أن يقول بعد سماع الجواب ولكن ما رأيك بالفتوى بكذا وكذا وهذا يُشْعِرْ بأن السائل قد استفتى فأفتي بخلاف ما أفتاه هذا العالم.
3 - وهو أحسنها يقول فإن قال قائل كذا وكذا.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 09:56]ـ
جزى الله القائل والناقل خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 10:39]ـ
ولكم أسأل الله ألأجر والمثوبة.(/)
ضوابط وتنبيهات لقراء السير
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 12:45]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فإن قراءة السير والأخبار متعة لدى كثير من الناس، لما فيها من عرض للأحداث في غابر الزمان،وأخبار أمم وقرون انقرضت،وفيها من الوقوف على أخبار عقلاء الناس وتجاربهم الشيء الكثير.
ولما كانت كتب السير تجمع في طياتها أخبارا وسيرا لم تمحص،ونقولات لم تعرض على ميزان النقد العلمي ـ لأن غرض المؤلف (غالبا) هو الجمع المحض من غير نقد ولا تمحيص ـ نشأ عن ذلك وجود عدد ليس بالقليل من الأخبار المردودة شرعا،أو المواقف التي تنسب إلى أعيان من الفضلاء ـ قد يعتذر لهم عنها ـ ولكن لا يتابعون عليها؛لكون ذلك العمل اجتهاد مطروح؛ لمصادمته للنص ـ مثلاً ـ.
من هنا أحببت المشاركة بالإشارة إلى بعض الضوابط والتنبيهات التي ينبغي مراعاتها عند قراءة كتب السير والتراجم،لما يُلحظ من أخطاء في التعامل مع هذه السير والأخبار،ستتبين من خلال هذه التنبيهات والضوابط التنبه لها:
التنبيه الأول:
السير والأخبار فيها الصحيح والضعيف بل والمكذوب،وإذا كان حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أدخل فيه ما ليس منه من الضعاف والموضوعات،فما بالك بأخبار الرجال وسيرهم؟!
ولهذا فإن التثبت واجب فيما ينقل من أخبارهم، خاصة تلك التي يترتب عليها استدلال ـ وهذا فيما يتعلق بالصحابة بالذات وغيرهم على وجه العموم ـ لأن أقوال الصحابة رضي الله عنهم حجة إذا لم يُخالف أحدهم والمسألة مبحوثة في أصول الفقه،والمقصود التثبت فيما يروى من قدح أو ذم،يجب أن ينظر في ثبوته عنهم،فإن الخطأ والتحريف،والكذب فيما ينقل عمن اشتهر فضلهم،وورعهم،وصدقهم،وبلاؤهم في الإسلام ـ وعلى رأسهم الصحابة – رضوان الله عليهم ـ الخطأ والكذب على هؤلاء كثير.
ولما تكلم شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ في "الواسطية " عن منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع ما روي عن الصحابة – رضوان الله عليهم ـ،وعن الفرق بينهم وبين الرافضة،قال رحمه الله تعالى: ص (36):
" ويتبرءون من طريقة الروافض،الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم،وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقولٍ أو عمل،ويمسكون عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم،منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيِّر عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون،وإما مجتهدون مخطئون " ا. هـ كلامه ـ رحمه الله تعالى ـ.
فإذا كان الكذب والخطأ فيما يروى عن الصحابة – رضوان الله عليهم ـ، فغيرهم من باب أولى، ولذلك كان مما اختص الله به أمة الإسلام من بين سائر الأمم: الإسناد،إذْ لولا الإسناد لقال في الدين من شاء أن يقول، كما قال الإمام عبد الله بن المبارك ـ فيما رواه مسلم في مقدمة صحيحه ـ بل لقد بلغ الأئمة في هذا الباب مبلغا عظيما من الاحتياط،فصاروا ينقلون أقوال أئمة الجرح والتعديل بالأسانيد،وهذا ظاهر جلي في كتاب "الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم " أو "المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان وغيرها من الكتب.
ويلحظ الناظر في كتاب الحافظ الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ "سير أعلام النبلاء " تطبيقا عمليا لهذا المنهج،فكم حكم على قصص رويت،أو أخبار ذكرت بالبطلان!!.
ومن عباراته ـ رحمه الله تعالى ـ: " إسنادها مظلم، إسنادها تالف،لا تصح، حكاية منقطعة .. الخ تلك العبارات التي ينقد بها ما يورده من أخبار وحكايات.
التنبيه الثاني:
بعد التحقق والتثبت من ذلك المروي عن بعض السلف من قول أو فعل،سواء كان من الصحابة – رضوان الله عليهم ـ أو غيرهم، فينبغي أن يعذر ذلك الشخص فيما نقل عنه إن تبين خطؤه فيه، وأن يعلم أنه لا يمكن أن يصدر تعمد مخالفة السنة ممن عرف بالفضل والعلم والصلاح،كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القيم: "رفع الملام عن الأئمة الأعلام "،يقول رحمه الله تعالى في مقدمة هذا الكتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وليعلم أنه ليس أحدٌ من الأئمة ـ المقبولين عند الأمة قبولا عاماً ـ يتعمد مخالفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء من سنته دقيقٍ ولا جليل،فإنهم متفقون اتفاقا على وجوب اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -،وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك،إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه،فلا بد له من عذر في تركه،وجميع الأعذار ثلاثة أصناف:
أحدها: عدم اعتقاده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله.
والثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول.
والثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ.
وهذه الأصناف الثلاثة، تتفرع إلى أسباب متعددة ... " ثم ذكرها ـ رحمه الله تعالى ـ وهي جديرة بالمراجعة لأهميتها،والمقصود هنا،وجوب التماس العذر لمن هذه صفته والله المستعان.
التنبيه الثالث:
أن الشخص قد يقرأ في بعض السير ـ وأعني بذلك سير التابعين ومن بعدهم ـ أخباراً عن أحوال وأقوال زائدة عن الأحوال التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم،فبالإضافة إلى ما سبق من التنبيهين السابقين: [وهما: التثبت في النقل،والتماس العذر لمن ثبتت عنه المخالفة] فلا بد من الوقوف مع هذه المسألة لكثرة ما يعرض لقراء السير من ذل.
وأكتفي في التنبيه على هذه القضية بذكر كلام متين لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في الفتاوى" 11/ 13 - 14 حينما تكلم عن بعض الأحوال التي تذكر عن بعض الصالحين من الزهاد والعباد والتي وقع فيها زيادة في العبادة والأحوال،قال ـ رحمه الله تعالى ـ:
" وكذلك ما يذكر عن أمثال هؤلاء من الأحوال من الزهد والورع والعبادة،وأمثال ذلك،قد ينقل فيها من الزيادة على حال الصحابة رضي الله عنهم،وعلى ما سنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمور توجب أن يصير الناس على طرفين:
قومٌ يذمون هؤلاء وينتقدونهم وربما أسرفوا في ذلك، وقومٌ يغلون فيهم ويجعلون هذا الطريق من أكمل الطرق وأعلاها،والتحقيق أنهم في هذه العبادات والأحوال مجتهدون ... إلى أن قال: والصواب للمسلم: أن يعلم أن خير الكلام كلام الله،وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -،وخير القرون القرن الذي بُعث فيهم، وأن أفضل الطرق والسبل إلى الله ما كان عليه هو وأصحابه،ويُعْلم من ذلك أن على المؤمنين أن يتقوا الله بحسب اجتهادهم ووسعهم،كما قال تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم " وقال - صلى الله عليه وسلم -:"إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم "،وقال تعالى:" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وإن كثيرا من المؤمنين ـ المتقين أولياء الله ـ قد لا يحصل لهم من كمال العلم والإيمان ما حصل للصحابة،فيتقي الله ما استطاع،ويطيعه بحسب اجتهاده،فلا بد أن يصدر منه خطأ: إما في علومه وأقواله،وإما في أعماله وأحواله،ويثابون على طاعتهم،ويُغفر لهم خطاياهم،فإن الله تعالى قال: " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون،كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، ... إلى قوله: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " قال الله تعالى: قد فعلت،فمن جعل طريق أحد من العلماء والفقهاء أو طريق أحد من العباد والنساك أفضل من طريق الصحابة فهو مخطئ ضال مبتدع، ومن جعل كل مجتهد في طاعةٍ أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا،فهو مخطئ ضال مبتدع ... ".
ولعلي أضرب لذلك مثلاً يمر كثيرا بقراء بعض سير العباد،فمثلاً: قد يقرأ أحدنا في ترجمة رجلٍ ما: أنه كان يقوم الليل كله، أو كان يختم القرآن كل يوم، أو كان يصوم الدهر،فإذا عرضنا هذه الأعمال على السنة وجدنا بعضها مخالف صراحةً للسنة كقيام الليل كله كما قالت عائشة رضي الله عنها،وبعضها الراجح فيها من حيث الدليل ـ أيضا ـ أنها مخالفة للسنة كختم القرآن في أقل من ثلاث، أو صيام الدهر.
التنبيه الرابع:
أنه ينبغي ـ بعد التثبت ـ من صحة ما قرأ، أن يسأل عن سبب هذا النقد؛ أو ذاك الذم، فقد يكون الدافع لذلك النقد الذي وُجِّه إلى ذلك الشخص هو الحسد، أو هو من قبيل التنافس بين الأقران، وما أعظم أثر هذا السبب!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا لما أورد الحافظ الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ بعض الحكايات وكلام الأقران بعضهم في بعض في كتابه " سير أعلام النبلاء " قال ـ رحمه الله تعالى ـ: 5/ 275: " كلام الأقران يطوى ولا يروى، فإن ذُكر، تأمله المحدّث فإن وجد له متابعا وإلا أعرض عنه " وقال مرةً (10/ 92): " كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية، لا يلتفت إليه، بل يطوى ولا يروى ... " ا. هـ.
والإنسان بشر، يغضب وتعتريه حِدّة نفَس،ويغلط في بعض الأحيان، فتصدر منه بعض الكلمات التي قد يتراجع عنها فيما بعد.
وقد يكون ذلك النقد وهماً من أحد النقاد بحيث يريد شخصا فيقع النقد على آخر، وهذا كثير في كتب الرجال والتراجم.
ومن الأمثلة على ذلك ـ وهو محل تأمل ـ أن ابن حبان جزم في أن النسائي أنما تكلم في أحمد بن صالح الشمومي، لا في أحمد بن صالح المصري الإمام الحافظ المشهور ـ كما في التقريب (48) ـ وهذا مبحث معروف عند أهل العلم، وهو مبحث: الرواة الذين يقع الاشتباه في أسمائهم، ولا يكاد يسلم من الوهم فيه إمام من الأئمة، رحمة الله على الجميع.
التنبيه الخامس:
أن ما ذكر من التنبيهات،ينبغي ألا يحدث ردة فعل عكسية،بحيث يبدأ الإنسان لا يقبل ثناءً ولا مدحا قيل في فلان إلا بعد التثبت والنظر، كلا، فجانب المدح والثناء على الشخص الأمر فيه أسهل، والخطب فيه أيسر، اللهم إلا إذا ترتب على توثيقه وتعديله أثراً في الحكم على الأحاديث النبوية، فهنا يأتي مجال الجرح والتعديل لرواة الحديث النبوي، ولهذا الميدان رجاله وفرسانه.
أما إذا كان المدح والثناء على شخص بكثرة التعبد، وبالزهد،وببر الوالدين، وصلة الأرحام، فلا حاجة هنا للبحث والتفتيش، إذْ الأصل في المسلم عموماً هو الخير والصلاح، فكيف إذا نقل هذا عن أهل علم وفضل وصلاح؟!.
وعلى كل حال: فإن الإنسان إذا اشتهر فضله،وذاع في الخير صيته، وعُرِف صلاحه عند صلحاء الأمة، كان ذلك برهانا على صلاحه،وأمر السرائر إلى الله تعالى، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ كما في الصحيحين ـ من حديث أنس – رصي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنتم شهداء الله في الأرض،أنتم شهداء الله في الأرض،أنتم شهداء الله في الأرض ".
التنبيه السادس والأخير:
يقف بعض قراء السير على مواقف لبعض السلف – رضوان الله عليهم ـ، سواء كان ذلك الموقف في التعامل مع الأهل، أو مع الوالدين، أو مع الأصحاب، أو حتى مع السلاطين والحكام، فيتخذ من ذلك الموقف أو تلك القصة منهجا يتعامل به، وقد يكون ذلك الموقف غير صحيح من الناحية الشرعية،وهو إما اجتهاد مرجوح، أو غلط صدر منه وهو معذور فيه، لكنه لا يتابع عليه.
ومكمن الخطأ الذي قد يقع فيه البعض هنا، أنه يبدأ يتحاكم إلى هذا الموقف، فيصوب ما وافقه، ويخطّئ ما خالفه،وأشد من ذلك أن يجعل هذا الفعل منهجاً،فيقول: منهج السلف هكذا، وهذه طريقة السلف، وهو حينما يتحدث، ربما ليس في ذهنه إلا هذا المثال،مع أنه قد يتبين من خلال البحث أن ذلك الإمام مخالف من قِبَل آخرين من ممن شهدت لهم الأمة بالإمامة.
إن من الخطأ البين أن يختصر منهج السلف كله في منهج رجل أو رجلين، أصاب أو أخطأ!! إن منهج السلف – رضوان الله عليهم ـ يتشكل من النظر في سيرة عشرات بل مئات من الأئمة الذين عاشوا في تلك الحقبة المباركة من عمر هذه الأمة، فبمجموع ما ينقل عنهم ويُسْتقرأ من أحوالهم ـ إما كلُهم أو أغلبُهم على الأقل ـ يمكن أن يصف الإنسان ذلك المنهج بأنه منهج السلف أو بعبارة أدق: منهج كثير من السلف.
ومما ينبغي التنبه له أيضاً، معرفة منازل أولئك الأئمة،ومقدار بلائهم في الدين، علما وعملاً ودعوة،ولكل منهم قدره وفضله،لكن: " ولكل درجات مما عملوا ".
هذا ما أحببت الإشارة إليه في هذه العجالة، وفي اعتقادي أن الموضوع يحتاج إلى بسط ومزيد أمثلة، ولعل فيما تقدم تنبيه على ما لم يذكر، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتب عام 1422هـ
ـ[وحي]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 03:56]ـ
.
نفع الله بكم ..
هل تصدق هذه الضوابط على كتابة التاريخ وروايته؟
.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 02:45]ـ
باب الكتابة والرواية ـ فيما يبدو لي ـ فيهما سعة،المهم هو التثبت فيما يترتب عليه شيء، إما إثبات حكم،أو طعن في شخص، .. ز الخ ما تقدم ذكره،فهذا لا يذكر إلا على سبيل التنبيه عليه وتزييفه.(/)
الاستحسان و تعقيد علم الأصول
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[26 - Feb-2007, صباحاً 11:39]ـ
السلام عليكم اخواني الفضلا
هناك فكرة عن الاستحسان قرأتها قديما لأحد الدكاترة عن مبحث الإستحسان و أعجبتني كثيرا -ابتداءا -لكن لا أدري الصواب فيها أو من تكلم عنها من العلماء المعروفين المحققين و هي:
هناك من يقول ان مبحث الإستحسان في الأصول نتج من جرّاء اللغط و كثرة الحديث الذي يتسم به الأصوليون بمعنى:
الاستحسان ما هو الا تخصيص من عام أو تقييد من مطلق فقط لا غير
لماذا نعمل له باب خاص و تعريف خاص و نتكلم عن الخلاف
بين مقر به و مانع
فالاستحسان هو استثناء فقط لا غير
و بالمثال يتضح المقال:الحنفية يقولون بنجاسة سؤر السباع لأن فمه عبارة عن لسان و لعاب.
لكن قالوا بطهارة سؤر سباع الطير لأن فم الطير عبارة عن منقار و هو عظم فهو طاهر ... استحسانا لدليل انقدح عندنا وهو طهارة
العظم
ثم هل حذف مبحث في علم اصول الفقه يشبهه قول الأصوليين ان هناك مسائل في الاصول ليس لها أثرفقهي .. هل الأمر سواء؟
أي أن المشكل ليس اثبات الإستحسان أو نفيه أو الإعتداد به أو لا
أي ليس المشكل بين من يقول به أو لا
و انما المشكل هو:
هذا الاستحسان الذي تقولون به ما هو الا تخصيص من عام ليس الا فلما تُكثرون الحديث و تفرعون التفريعات مما يُعقد الأمر
الإستحسان تخصيص من عام ليس الا او تقييد لمطلق ليس الا
و لو نظرت في مذكرة الشنقيطي
في باب الاستحسان تجد الشنقيطي استشهد بالمراقي و انظر الى الابيات الثلاثة
قال في المراقي
أو هو تخصيص يعرف ما يعم **و رعى الاستصلاح بعضهم يؤم
محل الشاهد هو الشطر الأول
او هو تخصيص يعرف ما يعم
الا يدل هذا ان الاستحسان ما هو الا تخصيص من عام
فإحداث باب اسمه الاستحسان هو لغط و تفريع يعقد علم الأصول
استدلالي بقول الشنقيطي و بالنظم هو من اجتهادي و محاولة تصويبي للفكرة و استدلالي لها
ما رأيكم؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 03:06]ـ
جزاك الله خيرا
لاأظن هذا صوابا والله أعلم
لأن الإستحسان مختلف فى معناه اختلافا كثيرا
فقيل معناه: حُكْمُ الْمُجْتَهِدِ بِمَا يَقَعُ فِي خَاطِرِهِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ
وقيل:الْقَوْلُ بِأَقْوَى الدَّلِيلَيْنِ
وقيل:اسْتِعْمَالُ مَصْلَحَةٍ جُزْئِيَّةٍ فِي مُقَابَلَةِ قِيَاسٍ كُلِّيٍّ
وقيل:هُوَ مَعْنَى لَيْسَ فِي سُلُوكِهِ إبْطَالُ الْقَوَاعِدِ
وقيل:قياس خفى عارضه جلى
وقيل:أَنَّهُ تَخْصِيصُ الْعِلَّةِ
وقيل:أَنَّهُ تَخْصِيصُ الْقِيَاسِ بِالسُّنَّةِ
وقيل غير ذلك فحصر معنى الإستحسان فى تخصيص العام غير مسلم وما نقلته عن المراقى هو مذهب المالكية فى تفسير اللإستحسان عندهم مع أنهم مختلفون فى ذلك فقد قال الأبيارى إن الإستحسان عند مالك هو:اسْتِعْمَالُ مَصْلَحَةٍ جُزْئِيَّةٍ فِي مُقَابَلَةِ قِيَاسٍ كُلِّيٍّ
وعلى التنزل:
فإن المخصصات للعام كثر فتحت أى نوع يدخل الإستحسان
وعلى كلا الحالتين يظهر صواب الأصوليين فى إفراد الإستحسان بمبحث مستقل والله أعلم
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 03:33]ـ
التعريف الذي استندت عليه اخي الفاضل هو قول من قال ان الاستحسانهو عدول المجتهد عن مقتضى قياس جلي الى مقتضى قياس خفي لدليل انقدع في عقله اي عقل المجتهد
ومثل من مثل بماذكرته من سؤر السباع
ـ[أبو حماد]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 05:33]ـ
هذا يفتح لنا آفاق الكتابة والبحث في ما يسمى بـ " تحرير علم أصول الفقه "، وقد كتب فيه كثيراً، ولكنه كان وما زال هاجساً لدى الكثير من الباحثين، وهو يستحق دراسة تليق به وبمادته.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 11:38]ـ
هذا يفتح لنا آفاق الكتابة والبحث في ما يسمى بـ " تحرير علم أصول الفقه "، وقد كتب فيه كثيراً، ولكنه كان وما زال هاجساً لدى الكثير من الباحثين، وهو يستحق دراسة تليق به وبمادته.
جزاك الله خيرا:
لاشك أن علم أصول الفقه يحتاج إلى تحرير وتنقيح من نسبة بعض الأقوال للأئمة والفرَق وبعض السموم الأشعرية والمعتزلية وبعض المسائل التى لا ثمرة من ورائها
لكن الذى أريد أن أنبه عليه أن الناس فى هذا ثلاثة أقسام:
فريق من الناس أنكر هذه الفكرة مطلقا وقال إن فى هذا تعدى على التراث والأئمة وجعل يرد كل انتقاد يوجه لأهل هذا الفن وهذه ردة فعل للفريق الثانى
وفريق أفرط فى هذا الأمر فخطأ الأصوليين فى أمور كان الصواب حليفهم وبات يحذر من هذا العلم الشريف بدعوى اختلاطه بعلم الكلام ووو ...
فأنكر تقسيم الأصوليين للدلالة اللفظية إلى دلالة التضامن والتطابق والتلازم وقال وهل كان أبوذر يعلم هذه الأشياء!!
ولاشك أن الصحابة كانوا يعلمون ذلك لأنهم أهل اللغة والفصاحة كما كانوا يعلمون دقائق علم النحو والبلاغة
وزعم فى بعض المسائل أتها لا يترتب عليها خلاف فقهى ولا ثمرة منها مع أن الأصوليين ذكروا فائدة الخلاف فى تلك الأمور مثل مسألة وضع اللغة وغيرها
ثم ذهب ينكر الإجماع لأنه متعذر وقال لا فائدة لطالب العلم من دراسة مبحث الإجماع فى كتب الأصول وهذا خطأ لاشك فى ذلك لأن الإجماع غير متعذر وخاصة فى عصرنا
وبعضهم أنكر مسالك العلة المعروفة عند الأصوليين!!!
وبعضم ينكر على الأصوليين ما يشاركهم فيه أهل باقى العلوم كعمل المختصرات الملغزة واختلاطه بعلم المنطق ونحو هذا
وسبب هذا إما لميل هذا الفريق للظاهرية أصولا وفروعا أو أصولا فقط وإما للخلل فى طريقة التلقى والتفقه والله أعلم
وقد يكون الخلل لعدم دراسته لهذا العلم فإن من جهل شيئا عاداه
وفريق توسط فى ذلك فأقر أصل هذه الفكرة وأن فى هذا العلم أخطاء ينبغى التنبيه عليها من غير توسع
ومع ذلك فإن هذا العلم عندهم من أجل العلوم وأشرفها لأنه الوسيلة الوحيدة لفهم النصوص الفهم الصحيح
المقصود أن من أراد أن يألف فى هذا الموضوع ينبغى أن يكون متمكنا من هذا العلم لا يكون أجنبيا عنه
مع سعة الإطلاع وعدم الإفراط والتفريط والله أعلم
والمسألة كبيرة وتحتاج إلى بسط أكثر ولكن هذه إشارات وتنبيهات ينبغى أخذها بالإعتبار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حرملة]ــــــــ[28 - Feb-2007, صباحاً 05:50]ـ
قال الإمام الشافعي: من استحسن فقد شرّع
ـ[رمزي الجزائري]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 09:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاستحسان الذي رده الإمام الشافعي، هو تعريف الحنفية الأوائل بأنه دليل ينقدح في ذهن المجتهد لا يستطيع التعبير عليه.
وعليه لابد من حمل كلام العلماء على مرادهم لا مرادك يا أخي حرملة، مع العلم أن للشاعي رحمه الله أقوال يعمل فيها الإستحسان،ان أمكنني الوقت أتيتك بها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[رمزي الجزائري]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 05:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما ماوعدتك به من أقوال الإمام الشافعي.
1 - قال الشافعي:أستحسن في المتعة ثلاثين، الأم 5/ 62.
2 - قال الشافعي:استحسن ثبوت الشفعة للشفيع ثلاثة أيام، الأم 3/ 231.
3 - قال الشافعي:استحسن التحليف على المصحف شرح المحلى على جمع الجوامع2/ 354.
ووقع الإستحسان في كلام الشافعي في مواصع كثيرة ذكرها الآمدي في إحكام الأحكام ص 4/ 391،والزركشي في البحر المحيط 6/ 95 الى 98.
والذي أنكره الشافعية هو استعمال الإستحسان كدليل مغاير للأدلة المعتبرة، أما ماكان موافقا لها فلا مانع لهم من الأخذ بها.يتبع(/)
بِدَعُ القُرّاء القَديمَة وَ المعَاصرة لصاحب الفضيلة العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 08:22]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
«بِدَعُ القُرّاء
القَديمَة وَ المعَاصرة»
لصاحب الفضيلة
العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد
- شافاه الله وعافاه وألبسه لباس الصحة والعافية -
المقَدّمَة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ورضي الله عن صحابته أجمعين، ورحم الله عبداً اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فمن عظيم آثار حفظ الله لكتابه شدُّ السلف على مسلك تجريده من أي إحداث أو أمر مضاف، في: رسمه، وترتيله، وقراءته، وإقرائه وأدائه، وأذكاره، وهذا عنوان إعجازه يدخل في قرنه الخامس عشر، دون أن يصل إليه: تغيير وتبديل, أو تحريف وتعديل، زيادة أو نقصاً، فسبحان من أنزله، وحفظه، وهيأ له حفّاظاً، وأنصاراً، وجعل المسلمين له حرساً، وأجناداً، وكان من آثار رحمته سبحانه في حفظ كتابه, تنبيه العلماء، وبخاصة القراء منهم, على محدثات جَهَلَةِ القُرَّاءِ, واتصال حبل الإِيقاظ عما يداخله في زمان أو مكان، أو كيفية، ومقدار، أو جنس, وأسباب في محيط قاعدة الإسلام، المعروفة منه بالاضطرار، وهي: ((وقف العبادات على النص ومورده لا غير)).
وعليه: فهذه النبذة امتداد لحبلهم الموصول في تجريد كتاب الله عن محدثات الأمور، قيَّدتُ فيها ((رؤوس المسائل لبدع جهلة القراء)) التي نبه عليها المتقدمون، وعنيت بالبحث ما اتسع انتشاره وهو ((التمايل عند القراءة))، وما أحدثه المعاصرون وهو في قالبين: تعبد القراء في تقليد قارئ آخر في قراءة القرآن داخل الصلاة أو خارجها، لجِدَّةِ حُدوثه وشدة الولوع به.
وقراءة الإِمام -على صفة الالتزام- في صلاة الجمعة، لما يراه متناسبا مع موضوع الخطبة.
ومن المعلوم أن نشوء البدع إنما يكون من الإِفراط والغلو في الدين، وضعف البصيرة والفقه فيه. ومن أسباب فشوها وانتشارها: السكوت عنها, وترك التحذير منها، وهذا من فترات القصور والتقصير لدى بعض أهل السنة. ومن الغبن الفاحش أن يكون ((صاحب القرآن)) متلبساً ببدعة، فكيف إذا كانت من المحدثات في قراءة القرآن العظيم.
لهذا: صار التنبيه، فانتظمت هذه ((النبذة)) التنبيه على ((محدثات القراء)) في القديم والحديث، داخِلَ الصَّلاةِ أو خَارِجها معقودة في أربعة أبحاث:
الأول: رؤوس المسائل لبدع القراء التي نبه عليها العلماء.
الثاني: حكم تعبد القارئ بتقليد صوت قارئ آخر.
الثالث: التمايل من القارئ والسامع.
الرابع: العدول عن المشروع في قراءة صلاة الجمعة إلى ما يراه الإِمام مناسباً مع موضوع الخطبة.
فإِلى بيانها على هذا الترتيب، مؤسساً على أصول السنة التي تُرَدَّ بها كل محدثة وبدعة، وِمِنْ أَجَلَّها: وَقْفُ العبادة على النص، في دائرة جهاته الست وهي: السبب، والجنس، والمقدار، والكيفية، والزمان، والمكان.
وإيماء إلى أن أي حَدَثٍ في التَّعَبُّدِ ففيه:
هجر للمشروع.
واستدراك على الشرع.
واستحباب لما لم يشرع.
وإيهام للعامة بمشروعيته.
فيؤول الدين المنزل إلى شرع محرف مبدل.
أحيانا الله على الإسلام والسنة، حتى نلقاه على ذلك.
ونُقل عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: ((كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله (ص) فلا تعبدوها, فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً, فاتقوا الله معشر القراء، وخذوا بطريق من كان قبلكم والله المستعان.
لتحميل الكتاب بصيغة وورد:
http://aboyousef22.jeeran.com/ بدع%20القراء1. doc
لتحميل الكتاب بصيغة إكروبات:
http://aboyousef22.jeeran.com/6 بدع%20القراء1. pdf
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 10:27]ـ
بارك الله فيك اخي سلمان.
اللهم البس الشيخ بكر لباس الصحة والعافية، وبارك له في عمره،ووقته.
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[27 - Feb-2007, صباحاً 07:18]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
اللهم ألبس عبدك الشيخ بكر أبو زيد ثوب الصحة والعافية
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 02:26]ـ
نفع الله بك
اللهم اشف الشيخ بكراً وعافه وانفع به
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
نفع الله بالشيخ بكر و متع به ...
و جزاكم الله خيراً على هذا النقل المفيد ...
لكن عندي استفسار أرجو من الإخوة في بلاد الحرمين الإفادة فيه ...
فقد اتصل بي أحد إخواني يخبرني بوفاة الشيخ بكر ...
فصدمت كثيراً و لم أستطع تصديق الخبر و تمنيت أن لا يكون صحيحاً ...
فما هي الأخبار عندكم، جزاكم الله خيراً ...
و بالمناسبة أريد أن أعرف عن آخر إصدارات الشيخ من الكتب و التحقيقات، و فقني الله و إياكم ...
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 06:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي فريد المرادي الشيخ حي حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 06:57]ـ
سالت شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله عن قول الشيخ العلامة بكر حفظه الله في هذه المسالة
عن قيام القارئ بتقليد صوت قارئ آخر وهل هوبدعة؟؟
فقال شيخنارحمه الله هذا ليس بصحيح
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[07 - Nov-2007, مساء 09:11]ـ
حفظ الله الشيخ .. وألبسه ثوب الصحة والعافية.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 12:43]ـ
الشَّيخ الكريم / أبا مُحمَّدٍ الغَامديّ ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ:
شَكَرَ اللَّهُ لكم مروركم،وتشريفكم،وتعليقكم.
أخوكُم المحبّ
سَلْمَان بن عبد القَادِرِ أبُو زيدٍ.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 12:47]ـ
الشَّيخ الكريم / سَلْمَان بن عبد القَادِرِ أبُو زيدٍ. ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ:
شكرا لكم ... بارك الله فيكم
أخوكُم المحبّ
ابو محمد الغامدي
...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 12:47]ـ
الموقر العزيز / مُحمَّد بن مسلمة ـ حفظهُ اللَّهُ تعالى ـ:
آمين.
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ورفع قدركم.
أخوكُم المحبّ
سَلمان بن عبد القادر أبو زيدٍ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Nov-2007, صباحاً 12:52]ـ
حَفِظَكُم اللَّهُ تعالى يا شيخ أبا مُحَمَّد.
تنبيه: لستُ بشيخ،
وأشكر لكم حسن ظنكم بي،
وأسأل اللَّه لي ولكم العون والتسديد.(/)
«أسباب انشراح الصدر» للعلامة الإمام ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى-
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Feb-2007, صباحاً 12:21]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«فَصْلٌ فِي أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدُورِ وَحُصُولِهَا عَلَى الْكَمَالِ لَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ»
«فَأَعْظَمُ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ التّوْحِيدُ وَعَلَى حَسَبِ كَمَالِهِ وَقُوّتِهِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ انْشِرَاحُ صَدْرِ صَاحِبِهِ. قَالَ اللّهُ تَعَالَى: ? أَفَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبّهِ ? [الزّمَرُ 22]. وَقَالَ تَعَالَى: ? فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقًا حَرَجًا كَأَنّمَا يَصّعّدُ فِي السّمَاءِ ? [الْأَنْعَامُ 125]
فَالْهُدَى وَالتّوْحِيدُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ وَالشّرْكُ وَالضّلَالُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصّدْرِ وَانْحِرَاجِهِ وَمِنْهَا: النّورُ الّذِي يَقْذِفُهُ اللّهُ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ وَهُوَ نُورُ الْإِيمَانِ فَإِنّهُ يَشْرَحُ الصّدْرَ وَيُوَسّعُهُ وَيُفْرِحُ الْقَلْبَ. فَإِذَا فُقِدَ هَذَا النّورُ مِنْ قَلْبِ الْعَبْدِ ضَاقَ وَحَرَجَ وَصَارَ فِي أَضْيَقِ سِجْنٍ وَأَصْعَبِهِ.
وَقَدْ رَوَى التّرْمِذِيّ فِي " جَامِعِهِ " عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَالَ إذَا دَخَلَ النّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ وَانْشَرَحَ. قَالُوا: وَمَا عَلاَمَةُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ الْإِنَابَةُ إلَى دَارِ الْخُلُودِ وَالتّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ فَيُصِيبُ الْعَبْدَ مِنْ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ بِحَسْبِ نَصِيبِهِ مِنْ هَذَا النّورِ وَكَذَلِكَ النّورُ الْحِسّيّ وَالظّلْمَةُ الْحِسّيّةُ هَذِهِ تَشْرَحُ الصّدْرَ وَهَذِهِ تُضَيّقُهُ.
وَمِنْهَا: الْعِلْمُ فَإِنّهُ يَشْرَحُ الصّدْرَ وَيُوَسّعُهُ حَتّى يَكُونَ أَوْسَعَ مِنْ الدّنْيَا وَالْجَهْلُ يُورِثُهُ الضّيقُ وَالْحَصْرُ وَالْحَبْسُ فَكُلّمَا اتّسَعَ عِلْمُ الْعَبْدِ انْشَرَحَ صَدْرُهُ وَاتّسَعَ وَلَيْسَ هَذَا لِكُلّ عِلْمٍ بَلْ لِلْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنْ الرّسُولِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ الْعِلْمُ النّافِعُ فَأَهْلُهُ أَشْرَحُ النّاسِ صَدْرًا وَأَوْسَعُهُمْ قُلُوبًا وَأَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا وَأَطْيَبُهُمْ عَيْشًا.
وَمِنْهَا: الْإِنَابَةُ إلَى اللّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمَحَبّتُهُ بِكُلّ الْقَلْبِ وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ وَالتّنَعّمُ بِعِبَادَتِهِ فَلَا شَيْءَ أَشْرَحُ لِصَدْرِ الْعَبْدِ مِنْ ذَلِكَ. حَتّى إنّهُ لَيَقُولُ أَحْيَانًا: إنْ كُنْتُ فِي الْجَنّةِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَإِنّي إذًا فِي عَيْشٍ طَيّبٍ وَلِلْمَحَبّةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصّدْرِ وَطِيبِ النّفْسِ وَنَعِيمُ الْقَلْبِ لَا يَعْرِفُهُ إلّا مَنْ لَهُ حِسّ بِهِ وَكُلّمَا كَانَتْ الْمَحَبّةُ أَقْوَى وَأَشَدّ كَانَ الصّدْرُ أَفْسَحَ وَأَشْرَحَ وَلَا يَضِيقُ إلّا عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَطّالِينَ الْفَارِغِينَ مِنْ هَذَا الشّأْنِ فَرُؤْيَتُهُمْ قَذَى عَيْنِهِ وَمُخَالَطَتُهُمْ حُمّى رُوحِهِ.
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصّدْرِ الْإِعْرَاضُ عَنْ اللّهِ تَعَالَى وَتَعَلّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ وَمَحَبّةُ سِوَاهُ فَإِنّ مَنْ أَحَبّ شَيْئًا غَيْرَ اللّهِ عُذّبَ بِهِ وَسُجِنَ قَلْبُهُ فِي مَحَبّةِ ذَلِكَ الْغَيْرِ فَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْهُ وَلَا أَكْسَفَ بَالًا وَلَا أَنْكَدُ عَيْشًا وَلَا أَتْعَبُ قَلْبًا فَهُمَا مَحَبّتَانِ مَحَبّةٌ هِيَ جَنّةُ الدّنْيَا وَسُرُورُ النّفْسِ وَلَذّةُ الْقَلْبِ وَنَعِيمُ الرّوحِ وَغِذَاؤُهَا وَدَوَاؤُهَا بَلْ حَيَاتُهَا وَقُرّةُ عَيْنِهَا وَهِيَ مَحَبّةُ اللّهِ وَحْدَهُ بِكُلّ الْقَلْبِ وَانْجِذَابُ قُوَى الْمَيْلِ وَالْإِرَادَةُ وَالْمَحَبّةُ كُلّهَا إلَيْهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَحَبّةٌ هِيَ عَذَابُ الرّوحِ وَغَمّ النّفْسِ وَسِجْنُ الْقَلْبِ وَضِيقُ الصّدْرِ وَهِيَ سَبَبُ الْأَلَمِ وَالنّكَدِ وَالْعَنَاءِ وَهِيَ مَحَبّةُ مَا سِوَاهُ سُبْحَانَهُ.
وَمِنْ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ دَوَامُ ذِكْرِهِ عَلَى كُلّ حَالٍ وَفِي كُلّ مَوْطِنٍ فَلِلذّكْرِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصّدْرِ وَنَعِيمِ الْقَلْبِ وَلِلْغَفْلَةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي ضِيقِهِ وَحَبْسِهِ وَعَذَابِهِ.
وَمِنْهَا: الْإِحْسَانُ إلَى الْخَلْقِ وَنَفْعُهُمْ بِمَا يُمْكِنُهُ مِنْ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَالنّفْعِ بِالْبَدَنِ وَأَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ فَإِنّ الْكَرِيمَ الْمُحْسِنَ أَشْرَحُ النّاسِ صَدْرًا وَأَطْيَبُهُمْ نَفْسًا وَأَنْعَمُهُمْ قَلْبًا وَالْبَخِيلُ الّذِي لَيْسَ فِيهِ إحْسَانٌ أَضْيَقُ النّاسِ صَدْرًا وَأَنْكَدُهُمْ عَيْشًا وَأَعْظَمُهُمْ همّا وَغَمّا. وَقَدْ ضَرَبَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الصّحِيحِ مَثَلًا لِلْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيُنِ عَلَيْهِمَا جُنّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ كُلّمَا هَمّ الْمُتَصَدّقُ بِصَدَقَةِ اتّسَعَتْ عَلَيْهِ وَانْبَسَطَتْ حَتّى يَجُرّ ثِيَابَهُ وَيُعْفِيَ أَثَرَهُ وَكُلّمَا هَمّ الْبَخِيلُ بِالصّدَقَةِ لَزِمَتْ كُلّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا وَلَمْ تَتّسِعْ عَلَيْهِ فَهَذَا مَثَلُ انْشِرَاحِ صَدْرِ الْمُؤْمِنِ الْمُتَصَدّقِ وَانْفِسَاحِ قَلْبِهِ وَمَثَلُ ضِيقِ صَدْرِ الْبَخِيلِ وَانْحِصَارِ قَلْبِهِ
وَمِنْهَا:الشّجَاعَةُ فَإِنّ الشّجَاعَ مُنْشَرِحُ الصّدْرِ وَاسِعُ الْبِطَان مُتّسِعُ الْقَلْبِ وَالْجَبَانُ أَضْيَقُ النّاسِ صَدْرًا وَأَحْصَرُهُمْ قَلْبًا لَا فَرْحَةٌ لَهُ وَلَا سُرُورٌ وَلَا لَذّةٌ لَهُ وَلَا نَعِيمٌ إلّا مِنْ جِنْسِ مَا لِلْحَيَوَانِ الْبَهِيمِيّ وَأَمّا سُرُورُ الرّوحِ وَلَذّتُهَا وَنَعِيمُهَا وَابْتِهَاجُهَا فَمُحَرّمٌ عَلَى كُلّ جَبَانٍ كَمَا هُوَ مُحَرّمٌ عَلَى كُلّ بَخِيلٍ وَعَلَى كُلّ مُعْرِضٍ عَنْ اللّهِ سُبْحَانَهُ غَافِلٍ عَنْ ذِكْرِهِ جَاهِلٍ بِهِ وَبِأَسْمَائِهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ وَدِينِهِ مُتَعَلّقِ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ.
وَإِنّ هَذَا النّعِيمَ وَالسّرُورَ يَصِيرُ فِي الْقَبْرِ رِيَاضًا وَجَنّةً وَذَلِكَ الضّيقُ وَالْحَصْرُ يَنْقَلِبُ فِي الْقَبْرِ عَذَابًا وَسِجْنًا.
فَحَالُ الْعَبْدِ فِي الْقَبْرِ كَحَالِ الْقَلْبِ فِي الصّدْرِ نَعِيمًا وَعَذَابًا وَسِجْنًا وَانْطِلَاقًا وَلَا عِبْرَةَ بِانْشِرَاحِ صَدْرِ هَذَا لِعَارِضِ وَلَا بِضِيقِ صَدْرِ هَذَا لِعَارِضِ فَإِنّ الْعَوَارِضَ تَزُولُ بِزَوَالِ أَسْبَابِهَا وَإِنّمَا الْمُعَوّلُ عَلَى الصّفَةِ الّتِي قَامَتْ بِالْقَلْبِ تُوجِبُ انْشِرَاحَهُ وَحَبْسَهُ فَهِيَ الْمِيزَانُ وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ.
وَمِنْهَا بَلْ مِنْ أَعْظَمِهَا: إخْرَاجُ دَغَلِ القْلبِ مِنْ الصّفَاتِ الْمَذْمُومَةِ الّتِي تُوجِبُ ضِيقَهُ وَعَذَابَهُ وَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُصُولِ الْبُرْءِ فَإِنّ الْإِنْسَانَ إذَا أَتَى الْأَسْبَابَ الّتِي تَشْرَحُ صَدْرَهُ وَلَمْ يُخْرِجْ تِلْكَ الْأَوْصَافَ الْمَذْمُومَةَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ يَحْظَ مِنْ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ بِطَائِلِ وَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَادّتَانِ تَعْتَوِرَانِ عَلَى قَلْبِهِ وَهُوَ لِلْمَادّةِ الْغَالِبَةِ عَلَيْهِ مِنْهُمَا.
وَمِنْهَا: تَرْكُ فُضُولِ النّظَرِ وَالْكَلَامِ وَالِاسْتِمَاعِ وَالْمُخَالَطَةِ وَالْأَكْلِ وَالنّوُمِ فَإِنّ هَذِهِ الْفُضُولَ تَسْتَحِيلُ آلَامًا وَغُمُومًا وَهُمُومًا فِي الْقَلْبِ تَحْصُرُهُ وَتَحْبِسُهُ وَتُضَيّقُهُ وَيَتَعَذّبُ بِهَا بَلْ غَالِبُ عَذَابِ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْهَا فَلَا إلَهَ إلّا اللّهُ مَا أَضْيَقَ صَدْرَ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلّ آفَةٍ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ بِسَهْمِ وَمَا أَنْكَدَ عَيْشَهُ وَمَا أَسْوَأَ حَالِهِ وَمَا أَشَدّ حَصْرِ قَلْبِهِ وَلَا إلَهَ إلّا اللّهُ مَا أَنْعَمَ عَيْشِ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلّ خَصْلَةٍ مِنْ تِلْكَ الْخِصَالِ الْمَحْمُودَةِ بِسَهْمِ وَكَانَتْ هِمّتُهُ دَائِرَةً عَلَيْهَا حَائِمَةً حَوْلَهَا فَلِهَذَا نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ? إِنّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ? [الِانْفِطَارُ 13] وَلِذَلِكَ نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ? وَإِنّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيمٍ ? [الِانْفِطَارُ 14] وَبَيْنَهُمَا مَرَاتِبُ مُتَفَاوِتَةٌ لَا يُحْصِيهَا إلّا اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
وَالْمَقْصُودُ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ أَكْمَلَ الْخَلْقِ فِي كُلّ صِفَةٍ يَحْصُلُ بِهَا انْشِرَاحُ الصّدْرِ وَاتّسَاعُ الْقَلْبِ وَقُرّةُ الْعَيْنِ وَحَيَاةُ الرّوحِ فَهُوَ أَكْمَلُ الْخَلْقِ فِي هَذَا الشّرْحِ وَالْحَيَاةِ وَقُرّةِ الْعَيْنِ مَعَ مَا خُصّ بِهِ مِنْ الشّرْحِ الْحِسّيّ وَأَكْمَلُ الْخَلْقِ مُتَابَعَةً لَهُ أَكْمَلُهُمْ انْشِرَاحًا وَلَذّةً وَقُرّةَ عَيْنٍ وَعَلَى حَسَبِ مُتَابَعَتِهِ يَنَالُ الْعَبْدُ مِنْ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ وَقُرّةِ عَيْنِهِ وَلَذّةِ رُوحِهِ مَا يَنَالُ فَهُوَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي ذُرْوَةِ الْكَمَالِ مِنْ شَرْحِ الصّدْرِ وَرَفْعِ الذّكْرِ وَوَضْعِ الْوِزْرِ وَلِأَتْبَاعِهِ مِنْ ذَلِكَ بِحَسْبِ نَصِيبِهِمْ مِنْ اتّبَاعِهِ وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ. وَهَكَذَا لِأَتْبَاعِهِ نَصِيبٌ مِنْ حِفْظِ اللّهِ لَهُمْ وَعِصْمَتِهِ إيّاهُمْ وَدِفَاعِهِ عَنْهُمْ وَإِعْزَازِهِ لَهُمْ وَنَصْرِهِ لَهُمْ بِحَسْبِ نَصِيبِهِمْ مِنْ الْمُتَابَعَةِ فَمُسْتَقِلّ وَمُسْتَكْثِرٌ. فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللّهَ. وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنّ إلّا نَفْسَهُ.» اهـ
المصدر: ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) ج 2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نياف]ــــــــ[28 - Feb-2007, مساء 03:32]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 05:45]ـ
جَزَاكُم اللَّهُ خَيْرًا،وَباركَ فِيكُم.
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 07:17]ـ
شرح الله صدورنا
بارك الله لكم فيمانقلتم(/)
اليهود والنصارى وخوفهم من الإسلام،والمستقبل للإسلام
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 12:45]ـ
قال الشيخ محمد بن عبدلله الامام حفظه الله ورعاه
خوف اليهود والنصارى من الإسلام
وكيف لا يخافون من الإسلام وهو الدين الحق الذي يزهق كل باطل, ويكشف عن حقيقة اليهود والنصارى ويخزيهم في الدنيا والآخرة, وكيف لا يخافون من الإسلام وهم يعلمون أنه وحده الذي جمع المسلمين على كلمة العدل والعز, وهي "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
فالأعداء ينظرون إلى الإسلام أنه سر قوّة المسلمين, قال الأسقف (الفردي) في كتابه "الكنيسة والعالم": (إن سر قوة المسلمين الخارقة للعادة التي يظهرها الإسلام يرجع إلى إدراك هذا الدين وجود الله بإرادته العليا وسيادته المطلقة على الكون, فوق أنه كامن في وحدانيته, فهذا الإيمان هو الذي منح المسلمين في عصورهم الزاهية روح الانتصار وازدراء الموت الذي لم نعرفه في أي نظام آخر .. ).
ويقول (أشعيا يومان): "إن شيئا من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي, ولهذا الخوف أسباب, منها:
1 - * أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عدديا, بل هو دائما في ازدياد واتساع.
2 - ثم إن الإسلام ليس دينا فحسب, بل من أركانه: الجهاد, ولم يتفق قط أن شعبا دخل في الإسلام ثم عاد نصرانيا.
3 - وأنه ما من دولة حاولت التغلب على المسلمين واتفق أن ظفرت إلا خسرت أضعاف ما خسره المسلمون في ذلك الكفاح كما في كتاب "التبشير والاستعمار" ص (131).
ويقول (لورنس براون): "لقد كنا نُخوّف بشعوب مختلفة, ولكننا بعد الاختبار لم نجد مبررا لمثل هذا الخوف, لقد كنا نخوف بالخطر اليهودي والخطر الأصفر (اليابان) وبالخطر البلشفي, إلا أن هذا التخوف كله لم نجده كما تخيلناه, إننا وجدنا اليهود أصدقاء لنا, ثم رأينا البلاشفة ([1]) حلفاء لنا, أما الشعوب الصفر فهناك دول ديموقراطية تتكفل بمقاومتها, ولكن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام .. ! إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبي".
ويقول (شمعون بيريز): "إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهرا سيفه".
ويقول (جلاد ستون) رئيس وزراء بريطانيا الأسبق: "ما دام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين؛ فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق .. " انظر كتاب "مخطط تدمير الإسلام".
فوا أسفاه .. أعداء الإسلام يعرفون عظمة الإسلام ومدى قوته وأبعاده وبعض المسلمين عاطلون من ذلك .. أعداء الإسلام يعرفون أن سر قوة المسلمين وانتصارهم على أعداء الله على مرور التاريخ إنما هو بسبب التمسك بالإسلام.
وأعظم ما يخاف منه أعداء الإسلام هو الجهاد في سبيل الله, وكيف لا يخافون من الجهاد في سبيل الله وفيه إقامة الدين كله, وفيه إذاقة الأعداء الهزائم تلو الهزائم.
فليس بين المسلمين وبين معانقة العز وتتويج الحياة بالنصر والتمكين في الأرض إلا أن يتمسكوا بدينهم وأن يواجهوا أعداء الإسلام, ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايعتم بالعينة, وأخذتم بأذناب البقر, ورضيتم بالزرع, وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا, لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) رواه أبو داود عن ابن عمر.
خوف أعداء الإسلام من المسلمين
إن أعداء الإسلام يخافون من المسلمين المتمسكين بدين الله خوفا شديدا, وإليك بعض ما قالوه في ذلك:
قال أحدهم: "إن العمامة البيضاء في أفريقيا أخطر علينا من القنبلة الذرية", وقال بعضهم: "لحية المسلم أخطر علينا من الصواريخ", فهم يخافون من المسلم الذي يظهر منه شيء من التمسك بالإسلام, فيخافون من المرأة المتحجبة, ويرون ارتداءها للحجاب خطر عليهم, ويخافون من المسلم صاحب اللحية, ويرون لحيته أعظم من الدبابات والصواريخ, ويخافون من كل أجزاء التمسك.
فكيف لو تعاون المسلمون فيما بينهم وأقاموا الإسلام واجتمعوا على الأخوة الإسلامية والوحدة فيه؟.
فهذا مما يجعل أعداء الإسلام يصابون بالجنون, قال سيمون: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية وتساعد على التملص من السيطرة الأوروبية, من أجل ذلك يجب أن نحول اتجاه المسلمين في الوحدة الإسلامية".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول المبشر (لورانس براون): "إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية؛ أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا, أما إذا تفرقوا فإنهم حينئذ بلا وزن ولا تأثير, يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين ليبقوا بلا قوة ولا تأثير.
ويقول صاحب كتاب "الإسلام والغرب والمستقبل": (إن الوحدة الإسلامية نائمة, لكن يجب أن نضع في حسباننا أن النائم قد يستيقظ)!.
انظر هذه الأقوال في كتيب جلال العظم: "دمّروا الإسلام .. أبيدوا أهله".
ويقول صاحب كتاب "العالم العربي المعاصر": (لقد ثبت تاريخيا أن قوة العرب في قوة الإسلام, فليُدَمَّروا, وليدمَّر بتدميرهم الإسلام).
انظر كيف ترتعد فرائص أعداء الإسلام من يهود ونصارى وزنادقة من وحدة المسلمين التي مزقوها, لأنهم يعلمون أن أمة الإسلام أمة قيادة للعالم, قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} آل عمران.
وقال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَر} الحج.
وكيف لا يخافون من وحدة المسلمين, وهم يعلمون أنه بسبب الوحدة تقوم الخلافة الإسلامية التي حكامها متحررون من التبعية والخضوع لأعداء الإسلام.
أيها المسلمون .. احذروا أن تدخلوا في طريق اليأس, قائلين: لا يمكن أن تعود الأمة إلى رشدها, وأن تتحد كلمتها.
فالذي جمع بين الأوس والخزرج ومن إليهم هو الذي سيجمع بين هذا التفرق.
فليس بين الأمة المسلمة وبين تحقيق هذا إلا الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة مستضيئة بما كان عليه سلف الأمة, ولقد أحسن من قال: "ضربة لا تقتلني؛ لا تزيدني إلا قوة".
ونحن نقول: ضربات الأعداء للمسلمين لا ينبغي أن تكون إلا سببا لوصولنا إلى النجاح.
قال تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
أيها المسلمون .. لقد تقدم لكم أن الإسلام حق, وأن الغد القريب عاقبته للمتقين بإذن الله.
فإلى المسابقة إلى التمسك بالإسلام, وإلى الدفاع عنه, والقيام به.
خوف زنادقة المسلمين من تمسك المسلمين بدينهم
إن صنف النفاق يخاف أن يتمسك المسلمون بدينهم؛ لأنه سيُرْفَض ويُنحَى عن قيادة المسلمين, لأن صنف النفاق إنما يتسلط على المسلمين عند ضعف المسلمين وانحرافهم, وكون الإسلام وحملته يرفضون صنف النفاق ذلك لأن هذا الصنف بوابة كبيرة لأعداء الإسلام, ينفذ مخططاتهم ويجهز على المسلمين باسم الإسلام, ويفتح لهم أبواب التسلط والقهر للمسلمين, وأيضا هذا الصنف لا هواية له إلا في الفساد والإفساد والظلم والعدوان, فهو يتاجر بالفساد والفجور والميوعة والغش والخداع, والحكم بغير ما أنزل الله, ويجعل أساس التحكيم للطاغوت الذي حرمه الإسلام تحريما شديدا, بل هو مبدأ من مبادئ الكفر.
فصنف النفاق ومرضى القلوب يعقدون صفقات العار والدمار على حساب المسلمين والعز والشرف والكرامة.
وعلى كل .. صنف النفاق هم نواب اليهود والنصارى ومن إليهم .. ألا ترى أن الأماكن التي استعمرت ثم خرج منها المستعمرون خلفهم صنف النفاق والزندقة, فهم سماسرة لهم, فالله المسؤول أن يهيء لهذه الأمة سبل العز والمجد. {وَاللّهُ غَالبٌ عَلَى أَمْرِهِ}
المستقبل للإسلام
*أخي المسلم .. * اعلم أن المستقبل لدين الإسلام, والأدلة على ذلك كثيرة, ومنها:
1 - * حكم الله أن دين الإسلام يظهر على الديانات كلها:
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} محمد.
ولقد قرب إظهار هذا الدين على العالم, إذ أن كل الأنظمة قد فشلت, وآخر نظام عند الكفار هو "نظام العولمة" أو "النظام العالمي الجديد" في العصر الحديث, وقد رُفِض من عامة الدول الأوروبية والشرقية.
ومن المعلوم أن أمريكا جعلت هذا النظام الكفري كبديل جديد للعالم, ولقد كثرت تصريحات عقلاء النصارى من شرقيين وغربيين أن الحل الوحيد للأزمات الموجودة في العالم هو الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصدق الله إذ يقول: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} المائدة.2 - * الدين الإسلامي رسالة عالمية من جهة الزمان:
فهو دين الله لجميع البشر سابقهم ولاحقهم, فليس للبشر دين سواه يقبل عند الله, قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} الأعراف,
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} سبأ.
ولهذا حاولت الأنظمة العصرية أن تأخذ العالمية, ولكن دون جدوى.
3 - * الإسلام دين عالمي أيضا من جهة المكان:
قال تعالى: {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}
قال عليه الصلاة والسلام: ((ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار, ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل, عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر)) رواه أحمد والطبراني وغيرهما,
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تغزون جزيرة العرب؛ فيفتحها الله, ثم تغزون الروم؛ فيفتحها الله, ثم تغزون الدجال؛ فيفتحه الله)) رواه مسلم عن نافع بن عتبة,
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم)).
4 - * جعل الله الهيمنة لدين الإسلام:
قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}.فالقرآن حاكم على جميع الكتب السابقة واللاحقة, والأديان السابقة واللاحقة سماوية وغير سماوية, فما من قول ولا فعل ولا حركة إلا والقرآن والسنة يحكمانها, وهذا على مدار الحياة البشرية حتى تقوم الساعة.
5 - * سلامة القرآن الكريم والسنة والمطهرة من التغيير والتبديل والتحريف على مدار العصور والدهور:
وبالرغم من كثرة محاولات الأعداء لذلك, ولكنهما محفوظان بحفظ الله, قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وقال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت, والذكر يشمل القرآن والسنة.
وهذا من أظهر الأدلة على أن القرآن من عند الله, والسنة النبوية كذلك, وأن دين الإسلام دين الله الحق, وما سواه فباطل.
أولا يعقل الناس هذا, إذ أننا شاهدنا أصحاب الأنظمة الكافرة يحلونها عاما ويحرمونها عاما, ولم يستطيعوا مع كثرة المحاولات أن يزيدوا في القرآن حرفا واحدا.
6 - * السنة الكونية تدل على قرب انتصار الإسلام:
قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}.
والإدالة في عصرنا هي للأعداء علينا, وهذا مشاهد محسوس, وبعدها ستكون الإدالة لنا على الأعداء بإذن الله.
والناظر إلى التاريخ يتضح له هذا, فقد كانت الإدالة للمسلمين قرونا, ثم سلّط الله عليهم التتار, ثم انتصروا على التتار, ثم إدالة النصارى على المسلمين, ثم الانتصار عليهم من قبل المسلمين, ثم إدالة النصارى على المسلمين, ثم انتصار المسلمين على يدي الدولة العثمانية التي توغلت في قلب أوروبا واستمرت مقدار خمسة قرون تقريبا, ثم جاءت الإدالة للنصارى على المسلمين, وهي الحاصلة الآن.
ونحن في انتظار الإدالة من الله أن ييسرها للمسلمين على الكافرين {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ} الروم.7 - * تواجد اليهود في فلسطين وما إليها واستيطانهم لها؛ دليل على قرب الانتصار عليهم وعلى النصارى:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تقاتلون اليهود فتسلطون عليهم, حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر؛ فيقول الحجر: يا عبدالله .. هذا يهودي ورائي فاقتله)) متفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو ومن حديث أبي هريرة بمعناه,
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم زيادة: ((إلا شجر الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود)).
8 - * فتح القسطنطينية على أيدي المسلمين قريب:
(يُتْبَعُ)
(/)
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: ((سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر؟ لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسماعيل, فإذا جاءوها نزلوا, فلم يقاتلوا بسلاح, ولم يرموا بسهم, قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر؛ فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر, ثم يقولون الثانية: لا إله إلا اله والله أكبر؛ فيسقط جانبها الآخر, ثم يقولون: لا إله إلا الله؛ فيفرج لهم؛ فيدخلونها, فيغنمون, فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ: إن الدجال قد خرج, فيتركوا كل شيء ويرجعون)).
أخي الكريم .. فهذه الأدلة كافية على أن المستقبل للمسلمين, والله يقول: {َوالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
ومهما يكن هناك من توهمات واعتراضات؛ فلا قيام لها عند الرجوع إلى هذه الأدلة.
{وَاللّهُ غَالبٌ عَلَى أَمْرِهِ} {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ}.فعلى المسلمين أن يقدروا هذا المستقبل حق قدره, ويعدوا له العدة, فإن غدا لناظره قريب.
فما أحوج كل مسلم ومسلمة إلى الرجوع إلى الحق نفسه (القرآن الكريم والسنة المطهرة).
نسأل الله أن يمكّن للمسلمين في الأرض, إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
التوبة إلى الله*
إن التوبة إلى الله فرض واجب على كل من على وجه الأرض من الجن والإنس من صالح وطالح وعالم وجاهل وذكر وأنثى ومسلم وكافر. قال تعالى:] وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور. وهي أعظم باب يتضمن رحمة الله فتحه الله لعباده. فالتوبة العامة الشاملة لا بد من ملازمتها حتى الموت لمن أراد أن يتوب إلى الله ويلقى الله تائباً منيباً إليه. والتوبة لا بد أن تكون نصوحاً كما قال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً} التحريم. والتوبة النصوح تتحقق بالآتي:
1 - تعم جميع الذنوب بحيث لا تدع ذنباً إلا تناولته ولا خطيئة إلا أتت عليها من الذنوب الظاهرة والباطنة المتقدمة والمتأخرة الصغيرة والكبيرة الخاصة والعامة ما علم وما لم يعلم:
فتعم الشرك بأنواعه والكفر بأنواعه والبدع بأنواعها والمعاصي بأنواعها ومنها الفحشاء والمنكر والإثم والعدوان والنفاق بأنواعه وأشكاله.
2 - * إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار ولا تأخر:
بل يجمع إرادته كلها وعزيمته على القيام بها ولنضرب لذلك مثلاً بالرجل الاسرائيلي الذي قتل مائة نفس. روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن رجلاً قتل تسعة وتسعين ... إلى قوله فدل على عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبه؟ قال نعم ومن يحول بينك وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا كان في نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت: ملائكة الرحمة جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله وقالت: ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة رجل فجعلوه حكماً بينهم فقال قيسوا بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه إلى الأرض التي أرادها أقرب فقبضته ملائكة الرحمة))
فانظر أيها المسلم إلى عزم الرجل وصدقه، فبالعزم خرج من قريته تاركاً وراءه أرضه وسماءه وأصدقاءه وأقرباءه, وسروره غير مكترث بهذا كله وبدون تردد ولا تأخر ومن هذه القصة العظيمة ندرك أن علاج الناس أن يرجعوا إلى دينهم مستضيئين بعلماء الإسلام فعندهم الحلول الناجعة والدواء الشافي والعلاج الكافي فلله درهم. وما اختارهم الله إلا لهذا
فمفارقة مكان المعصية لا بد منه ومفارقة من يعين عليها بأي صورة لا بد منه ومحاربة النفس الأمارة بالسوء والشيطان الداعي إلى كل رذيلة لا بد من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - * تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها بحيث تكون التوبة إلى الله بمحض الخوف منه والخشية والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده فلا يتوب نفاقاً ولا رياءً ولا لبقاء جاهه ولا ليسلم من أذى الناس أو يحمد عندهم أو لعجزه عن الذنب أو لعدم رغبته في الذنب بل لا بد من الاخلاص لله. والله أعلم بمن يخلص له العبادة.
4 - * عدم الرجوع إلى الذنب:
فإن الرجوع إلى الذنوب لأمر خطير خطير. روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النارفيدخلها ... )) فمن شروط التوبة ملازمتها حتى الموت.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران.
وعلى كلٍ لا يجوز للمسلم أن يدخل في طريق اليأس بل لو حصل أنه عاد إلى الذنب فليتب إلى الله. والله يتوب على من تاب.
5 - * رد المظالم إلى أهلها إن كان الذنب متعلقاً بانتهاك حقوق العباد وظلمهم:
روى البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت لأخيه مظلمة عنده من مال أو عرض فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات)) وأوضح منه ما جاء عند مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ... المفلس من أمتي يوم القيامة من يأتي بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم ألقي في النار)).
ومما ينبغي أن يدركه المسلم أن من مات على التوحيد فهو على سبيل النجاه ولو كانت عليه ذنوب فيما بينه وبين الله دون الشرك به سبحانه ولكن الغصة يوم القيامة تكون على من مات وعليه حقوق للعباد لم يؤدها في الدنيا ولم يؤد عنه.
فعلى المسلم أن يبادر إلى رد المظالم إلى أهلها فإن عجز فليطالب صاحب الحق بالعفو عنه.
وهناك تفاصيل في المسألة ليس هذا محلها فإذا توافرت هذه الشروط بضوابطها جاءت المغفرة من الله لكل ذنوب العبد. قال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} الزمر.
فما أكرم الله على العباد وما أكرم العباد على الله وما أفجر العباد على أنفسهم إلا من رحمه الله. فإياك أيها المسلم والاصرار على الذنوب. قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران.
وقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} طه.
فاحذر أيها المسلم أن تعجز بل أن تخذل عن التوبة فإن ساعة الصفر قريبة وهناك تغلق الأبواب وتسد الطرق عن العبد. قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} النساء.
فالله المسئول أن يتوب علينا جميعاً، والله المستعان.*
http://www.sh-emam.com/makal.php?id=21
[1]- البلاشفة: هم الشيوعيون.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 01:17]ـ
من أفضل ما سمعت فى هذا الباب شريط للدكتور سلمان العودة
(لماذا يخافون من الإسلام)(/)
سبحان الله يبقى حياً بعد خروج الروح!!!
ـ[آل عامر]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 07:27]ـ
قال الامام مسلم رحمه الله: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ تَرَوْا الْإِنْسَانَ إِذَا مَاتَ شَخَصَ بَصَرُهُ قَالُوا بَلَى قَالَ فَذَلِكَ حِينَ يَتْبَعُ بَصَرُهُ نَفْسَهُ.
قال النووي رحمه الله: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) معناه: إذا خرج الروح من الجسد يتبعه البصر ناظراً أين يذهب.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: والبصر يبقى حياً إذا خرجت الروح لذلك ينظر الى الروح إذا صعدت وهذا قد شهد به الطب الحديث.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 01:12]ـ
سبحان الله، ما أعظمه وأدق خلقه وأحكمه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 04:37]ـ
أحسن الله إليك أخي المفضال
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 05:54]ـ
ولك أخي الكريم في الدنيا والأخرة.(/)
أول من قال: (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 10:03]ـ
(من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب)
عبارة واقعية جميلة تنطبق علينا - أصلح الله حالنا - عندما نخوض ونتكلم في غير الفن الذي نحسنه، وغالبا مايحدث الخلط والتأويل والفتوى بلا علم، أو حجة، أو دليل.
والله المستعان.
قالها الحافظ ابن حجر رحمه الله في حق الكرماني رحمه الله في الفتح (3/ 584).
وإليك النص:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
قال الامام البخاري رحمه الله تعالى:
كتاب الحج:
باب الدُّعَاءِ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ
وَقَالَ مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ اَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ اَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ مِنًى يَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ ثُمَّ تَقَدَّمَ اَمَامَهَا فَوَقَفَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو وَكَانَ يُطِيلُ الْوُقُوفَ ثُمَّ يَاْتِي الْجَمْرَةَ الثَّانِيَةَ فَيَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ ثُمَّ يَنْحَدِرُ ذَاتَ الْيَسَارِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ فَيَقِفُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو ثُمَّ يَاْتِي الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الْعَقَبَةِ فَيَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ عِنْدَ كُلِّ حَصَاةٍ ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا.
قَالَ الزُّهْرِيُّ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ مِثْلَ هَذَا عَنْ اَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ.
الشرح:
قوله: (باب الدعاء عند الجمرتين) أي وبيان مقداره.
قوله: (وقال محمد حدثنا عثمان بن عمر) قال ابو علي الجياني: اختلف في محمد هذا فنسبه ابو علي بن السكن فقال: محمد بن بشار.
قلت: وهو المعتمد.
وقال الكلاباذي: هو محمد بن بشار أو محمد بن المثنى.
وجزم غيره بأنه الذهلي.
قوله: (قال الزهري سمعت ... الخ) هو بالإسناد المصدر به الباب، ولا اختلاف بين أهل الحديث أن الإسناد بمثل هذا السياق موصول، وغايته أنه من تقديم المتن على بعض السند، وإنما اختلفوا في جواز ذلك.
وأغرب الكرماني فقال: هذا الحديث من مراسيل الزهري، ولا يصير بما ذكره اخرا مسندا لإنه قال يحدث بمثله لا بنفسه.
كذا قال؛ وليس مراد المحدث بقوله في هذا " بمثله " إلا نفسه، وهو كما لو ساق المتن بإسناد ثم عقبه باسناد اخر ولم يعد المتن بل قال " بمثله " ولا نزاع بين أهل الحديث في الحكم بوصل مثل هذا، وكذا عند أكثرهم لو قال " بمعناه " خلافا لمن يمنع الرواية بالمعنى.
وقد أخرج الحديث المذكور الاسماعيلي عن ابن ناجية عن محمد بن المثنى وغيره عن عثمان بن عمر وقال في آخره " قال الزهري سمعت سالما يحدث بهذا عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم " فعرف أن المراد بقوله "مثله" نفسه ....
وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب.
-
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 10:16]ـ
بورك فيك أيها الفاضل.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 06:46]ـ
الأخ الكريم / سلمان
جزاك الله خير الجزاء، وأسأل الله أن يوفقنا جميعا إلى ما فيه رضاه.
ـ[منبع الكلمة]ــــــــ[06 - Mar-2007, صباحاً 12:29]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[06 - Mar-2007, صباحاً 12:59]ـ
كعادتك لاتأتي إلا بالنادر من الفوائد الفرائد بارك الله فيك
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 02:35]ـ
احسنت بارك الله فيك ..
قوله: (ابن سيرين) ذكر عصام في «في حواشي شمائل التِّرمذي» أنه غيرُ مُنْصرف للِعَلَمية والتأنيث. فظنَّ أنه اسمُ امرأةٍ، وهو كما ترى، وصَدَق الحافظ ابن تيميةَ انَّ الرَّجُلَ إذا تكلَّم في غير فَنِّه أتى بالعجائب، وهكذا جَرَّبناه في رجالٍ لا تكون لهم ممارسةٌ في فنَ، ثم إذا تكلَّموا فيه، أتوا فيه بما يقضي منه العجب؛ منهم المولوي أحمد حسن السنبهلي - المحشيِّ «للهداية»،
فيض الباري شرح صحيح البخاري
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 04:02]ـ
الإخوة الأفاضل /
منبع الكلمة
سلطان التميمي
هشام الهاشمي
أشكركم شكرا جزيلا على تفضلكم بالمرور والتعليق، وأسأل الله أن يستجيب الدعاء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 04:09]ـ
يقول الشيخ: ((أحمد محمد شاكر)) رحمه الله:
إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب
هي كلمة حكيمة، وحكمة نادرة، قالها الحافظ ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري (ج3/ص466).
والحافظ ابن حجر هو إمام أهل العلم بالحديث، وخاتمة الحفاظ، بل هو المحدث الحقيقي الأوحد منذ القرن الثامن الهجري إلى الآن.
وقد قال هذه الحكمة الصادقة في شأن رجل عالم كبير، من طبقة شيوخه، هو (محمد بن يوسف الكرماني) شارح البخاري، إذ تعرض لمسألة من دقائق فن الحديث لم يكن من أهلها، على علمه وفضله، فتعرض لما لم يكن من أهلها، على علمه وفضله، فتعرض لما لم يتيقن معرفته. والكرماني هو الكرماني، وابن حجر هو ابن ابن حجر. انتهى.كلمة الحق ص114.
أفدتها من الأخ الفاضل / أشرف بن محمد وفقه الله.(/)
الله اكبر ماعظم هذا الامام.
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 10:29]ـ
قال أبو الزرعة:
كنت عند احمد بن حنبل فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علةٍ فجلس وقال لاينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ.
الله اكبر ما أجمل هذه النفوس التي عرفت لأهل الفضل فضلهم.
للأسف كم يذكر العالم أو الداعية فتجد هناك من يلمز وآخر يقول لديه أخطاء وثالث يقول ....
وكأنه بلغ الكمال ونسي انه من معينهم نهل.
سمعت العلامة ابن عثيمين رحمه الله في الشريط الثاني من اللقاء الشهري يجيب على سؤال طويل قال فيه:
أعجبني السائل حينما قال وللعلماء مكانة في قلوب الناس لأن الناس مايزالون بخير ما أطاعوا العلماء والأمراء. ا-هـ
ونحن لاندعي العصمة لأحد ولكن إن الاستنقاص من قدرهم وذكر مثالبهم والأستخفاف ببعض اقوالهم وخاصة أمام العامة سبب لضياع هيبة العلماء وتمرد الناس على شرع الله.
ومن هو المعصوم من الزلل والخطاء.
قال الإمام الذهبي رحمه الله:
ونحب العالم على مافيه من الاتباع والصفات الحميده ولانحب ماابتدع فيه بتأويل سائغ وإنما العبرة بكثرة المحاسن.ا-هـ (السير 20/ 46)
وفقني الله وإياكم لكل خير
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 10:04]ـ
رحم الله الإمام أحمد فما أشد أدبه مع العلماء والصالحين.
ـ[أبو مروان]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 06:34]ـ
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من أمراضها.
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 07:57]ـ
رحم الله الامام وكما قال يحيى بن معين: والله ما رأيت أحدا كأحمد من حنبل، والله ما أستطيع أن أكون مثله ثلاثة أيام.
وقال الإمام الشافعي، رحمه الله: خرجت من بغداد وسكانها ألف ألف (يعني: مليون) فوالله، ما خلفت رجلا أتقى لله، وأعلم بالله، وازهد لله وأورع عن حرمات الله،ولا احب من الإمام احمد بن حنبل.(/)
السبب في تسمية اليد اليسرى بالشمال دعوة للمشاركة
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 10:51]ـ
منذ فترة يتردد في الذهن السبب في تسمية اليد اليسرى بالشمال، وقد رجعت ما أضنه من مواطن الإجابة على هذا القدح في الذهن ككتب الغريب، والشروح، والأدب فلم أقف على ما يشفي الغليل فأدعو الأخوة المشايخ لا سيما أهل اللغة الغريب أ ن يدلوا ما فتح الله عليهم من العلم في هذا.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 03:02]ـ
قاعدة سمعتها عن بعض شيوخي من علماء العربية وهي: (ما جاءنا على أصله لا يُسأل عن سببه) فإن وجد تعليل في المسألة فيبقى في دائرة الاجتهاد فإن كان لأحد إجابة شافية فنحن هنا لنتعلم. والله أعلم
ـ[ابن رشد]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 06:27]ـ
السبب والله أعلم
جاء في لغة العرب أن معنى اليمين هو التقديم , ومعنى الشمال هو التأخير
ولذا قالوا: اجعلني في يمينك ولاتجعلني في شمالك, والمعنى اجعلني أمامك ولاتجعلني خلفك<انظر جامع القرآن للقرطبي, سورة الواقعة>
ومن المعلوم أن الشمال مذموم في الجملة, وسماه الله في القرآن"المشأمة",أي المشؤم
والخلاصة: اليد اليسرى مظنة الشؤم, لأن من جاءه كتابه بشماله فهو من الخاسرين,,,,فهناك تلازم بين الشمال والشؤم وكلاهما من جهة اليد اليسرى,,,انتهى
أتمنى أن تكون فهمت قصدي ,وهذا اجتهاد مني قابل وبقوة للنقاش
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[22 - May-2007, صباحاً 09:57]ـ
جزاك الله خيرا يابن رشد ونقلك كاف للاستدلال لاسيما واليد اليمنى هي التي تتقدم للفعل عادة كالأكل والشرب وغيره ولا أدري هل هذا كان عادة للعرب ألزم به ديننا الحنيف أم أنه أمر منشؤه الدين.(/)
المرأه فى ميزان الاسلام
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 01:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوانى الكرام قرأة قبل فتره فى هذا المنتدى موضوع بعنوان (الخلطة السريه للفتاوى السحريه)
للكاتب (خلف الكواليس) طرح فيه وجهة نظره فى قضايا مختلفه
وكانت احدى هذه القضايا تتعلق بالمرأه وذكر الكاتب امثله لنساء من تاريخنا الاسلامى ليدلل على
ان وضع المرأه فى تاريخنا لم يكن على هذا النحو الذى نراه اليوم ومن الامثله التى طرحا
ان سيدنا عمر بن الخطاب قام بتعيين وزيره اقتصاد فى عهده الحقيقه ادهشتنى هذه المعلومه
واخذت ابحث عنها وعن غيرها من النساء المسلمات فى تاريخنا الاسلام وما قاموا به
تاركا لكم المقارنه بين ذلك الزمان وهذا الزمان
الشفاء بنت عبدالله بن عدى المخزومية.
في عهد عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) تعينت بقرار منه اول قاضية فى الاسلام وهى الشفاء بنت عبدالله بن عدى المخزومية وقد ولاها على نظام الحسبة فى السوق او كما يسمى ذلك البعض قضاء الحسبة وقضاء السوق وجعلها تفصل فى المنازعات التجارية والمالية وهى بمثابة قاضى محكمة تجارية فى يومنا هذا وقد قال البعض انها بمثابة وزير مالية. والعبرة ليست فى التسمية وانما فى حقيقة المهام التى تؤديها.
المحاربة أم المحاربين
(نسيبة بنت كعب)
ما التفتُّ يومَ أُحد يمينًا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني".
يقول النبي (عنها: "لمَقَاَم نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقامِ فلان وفلان" [ابن سعد].
وتقول عن نفسها: رأيتُنى وقد انكشف الناس عن النبي (، فما بقى إلا فى نفر لا يتمُّون عشرة، وأنا وابناى وزوجى بين يديه نذبّ عنه (ندافع عنه)، والناس يمرون به منهزمِين، ورآنى لا تِرْسَ معي، فرأى رجلاً موليًا معه ترس، فقال (لصاحب الترْس: "ألْقِ تِرْسَكَ إلى مَنْ يقاتل". فألقى تِرْسَه، فأخذتُه، فجعلتُ أتَتَرَّسُ به عن النبي (، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحابُ الخيل، لو كانوا رجالاً مثلنا، أصبناهم إن شاء اللّه، فأقبل رجل على فرس، فضربنى وتترستُ له، فلم يصنع سيفُه شيئًا، وولَّي، فضربتُ عرقوب فرسه، فوقع على ظهره، فجعل النبي (يصيح: يا ابنَ أم عمارة، أمك أمك، فعاوننى عليه حتى أوردته شَعُوب (الموت). فسمعتُ رسول اللّه (يقول: "بارك اللّه عليكم من أهل بيت، رحمكم اللّه -أهل البيت-" [ابن سعد].
وقال النبي (: "اللهم اجعلهم رفقائى فى الجنة" [ابن سعد]. فقالت أم عمارة: ما أبالى ما أصابنى من الدنيا.
ويقول ابنها عبد الله بن زيد: جُرِحْتُ يومئذٍ جرحًا، وجعل الدم لا يرقأ (لا يسكن عن الانقطاع)، فقال النبي (: "اعصب جرحك"، فتُقبل أمى إلي، ومعها عصائب فى حقوها، فربطتْ جرحي، والنبى واقف ينظر إلي، فقال: "انهض بُنَى فَضارب القوم". وجعل النبي (يقول: "ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة". قالت: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني، فقال (: "هذا ضارب ابنك". فاعترضتُُ له فضربتُ ساقه، فبركَ. فرأيتُ النبي (يبتسم حتى رأيتُ نواجذه، وقال: "استقدتِ (أخذتِ ثأركِ) يا أم عمارة"، ثم أقبلنا نُعِلُّهُ (تتابع ضربه) بالسلاح حتى أتينا على نَفَسِه. فقال (: "الحمد لله الذي ظفرك" [ابن سعد].
إنها السيدة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري، المعروفة بأم عمارة، وأمها الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد، أنموذج حَى من نماذج النساء المؤمنات المخلصات، وواحدة من امرأتين حضرتا بيعة العقبة الثانية، وتقول فى ذلك: كانت الرجال تصفِّق على يدى رسول الله (ليلة العقبة، والعباس آخذ بيد النبي (، فلما بقيتُ أنا وأم منيع أختي؛ نادى زوجى "غُزية بن عمرو": يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك، فقال النبي (: "قد بايعتُهما على ما بايعتُكم عليه، إنى لا أصافح النساء" [ابن سعد].
جاهدتْ فى الله بكل ما أوتيتْ من قوة، ونذرت نفسها لإعلاء كلمة اللّه، فقاتلتْ يوم أُحد وجُرِحت اثنتى عشرة جراحة، وداوت جرحًا فى عنقها لمدة سنة حتى قال عنها النبي (: "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان" [ابن سعد]، ولما نادى النبي (إلى حمراء الأسد، شدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم، كما شهدت الحديبية وخيبر وحنينًا ويوم اليمامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهى أخت عبد اللّه بن كعب الذي شهد بدرًا، وأخت أبى ليلى عبد الرحمن بن كعب -أحد البكّائين- لأبيها وأمها.
تزوجتْ من زيد بن عاصم النجارى فولدتْ له عبدالله وحبيبًا، اللذين صحبا النبي (، ثم تزوجت بعده غزية بن عمرو من بنى النجار، فولدت له تميمًا وخولة. وقد شهد معها ومع ابنيها من زوجها الأول أُحُدًا.
كانت نسيبة تحافظ على حضور الجماعة مع النبي (؛ كبقية النساء آنذاك، فتسمع منه الدروس وتتعلم أدب الإسلام.
ولما بلغها أن ابنها "حبيبًا" قتله مسيلمة الكذاب، ومثَّل به -حين بعثه أبو بكر إليه؛ ليدعوه إلى الإسلام ويُرْجِعُهُ عن افتراءاته وكذبه- عاهدتْ الله أن لا تموت دون هذا الكذَّاب؛ لهذا جاءت الصديق أبا بكر -عندما أراد إرسال الجيش إلى اليمامة لمحاربة المرتدين ومسيلمة الكذاب- تستأذنه فى الخروج مع الجيش، فقال لها: قد عرفنا بلاءَكِ فى الحرب، فاخرجى على اسم اللّه. وأوصى خالدَ بن الوليد بها خيرًا، وفى المعركة جاهدت وأبلت أحسن البلاء، وجُرحت أحد عشر جرحًا وقُطِعَتْ يدها، واستشهد ابنها الثانى عبد اللَّه، وذلك بعد أن شارك معها فى قتل مسيلمة عدو اللّه.
ولما هدأت الحرب وصارت أم عمارة إلى منزلها؛ جاءها خالد ابن الوليد يطلب من العرب مداواتها بالزيت المغلي، فكان أشد عليها من القطع، ولهذا كان أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- يعودها - وهو خليفة - بعدما عادت من اليمامة؛ لأنه أكرم فيها إيمانها وصدقها وبطولتها، وعَرَفَ شهادة نبى الله (فيها؛ لهذا ظل يسأل عنها ويعودها، حتى شُفِيَتْ بإذن الله. وكان خالد بن الوليد يزورها ويعرف حقها ويحفظ فيها وصية سيد البشر (.
تلك هي المسلمة المجاهدة الداعية المربية، التي تعدُّ الأبطال، وتربى الرجال، التي لا تعبأ بما يصيبها فى الدنيا، بعد أن دعا لها النبي (برفقته فى الجنة، فكانت فى طليعة المؤمنات الصادقات، ورصَّعَتْ تاريخها على جبين التاريخ لتكون نموذجًا يُحتذي
راكبة البحر
أم حرام بنت ملحان
قالت: بينما رسول اللَّه (يزورنا إذ وضع رأسه؛ لينام ساعة القيلولة، فاستيقظ فجأة وهو يبتسم، فقالت: لم تضحك يا رسول الله؟ قال: " ناس من أمتى يركبون البحر الأخضر فى سبيل الله، مثلهم مثل الملوك على الأِسّرة " فقالت: يا رسول الله، ادعُ اللَّه أن يجعلنى منهم. قال: "اللهم اجعلها منهم".ثم عاد فضحك فقالت له مثل ذلك، فقال لها مثل ذلك، فقالت: ادع الله أن يجعلنى منهم. قال: "أنت من الأولين ولست من الآخرين" [البخاري].
وقالت: سمعت رسول اللَّه (يقول: "أول جيش من أمتى يغزون البحر قد أوْجبوا".
قالت: يا رسول اللَّه أنا فيهم؟
قال: "أنت فيهم". ثم قال النبي (: "أول جيش من أمتى يغزون مدينة قيصر مغفور لهم".
فقالت: أنا فيهم يا رسول الله؟
قال: "لا" [البخاري].
وكانت تلك نبوءة تنبأ بها رسول اللَّه (.
إنها أم حرام بنت ملحان الخزرجية الأنصارية، أخت الرُّمَيْصَاء أم سليم -رضى اللَّه عنهما-.
تزوجها عمرو بن قيس -رضى الله عنه- فأنجبت له قيسًا وعبدالله، وظلت مع عمرو بن قيس حتى كانت غزوة أحد، فاستشهد عمرو وولده قيس، فتزوجها عبادة بن الصامت -رضى الله عنه- فعاشت فى كنفه مطيعة راضية.
وكان لأم حرام شغف بالجهاد فى سبيل اللَّه، وباعٌ طويل فيه؛ فقد خرجت مع زوجها عبادةَ إلى الشام فى جيش كان قائده معاوية ابن أبى سفيان -رضى اللَّه عنه- فلما جاز معاوية بجيشه البحرَ، كانت أم حرام تركب دابة لها، فجالت بها الدابة، فصرعتها وقتلتها، وذلك فى غزوة "قبرص"، وهكذا تحققت نبوءة النبي (لها.
توفيت أم حرام فى خلافة عثمان بن عفان -رضى الله عنه- سنة 28 هجرية، ودفنت فى مكان مَقْتَلِها (بجزيرة قبرص)، وكان الناس كلما مَرّوا بقبرها يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.
وروت السيدة أم حرام -رضى الله عنها- بعضًا من أحاديث رسول الله
قاتلة السبعة
(أم حكيم)
كانت يوم أحد حربًا على الإسلام والمسلمين، وكانت يوم اليرموك حربًا على الكفر والكافرين .. أسلمت يوم فتح مكة ولم يسلم زوجها "عِكرمة بن أبى جهل" وخرج من مكة، وذهب إلى اليمن بعد أن أهدر النبي (دمه، فجعلت تغدو إلى النبي (وتطلب منه الأمان لزوجها، فرقَّ النبي (لحالها، وأذن لها أن تدركه تبشره بالعفو، فخرجت فى أثره وأدركته عند ساحل من سواحل تهامة وقد هَمَّ بركوب البحر، فدمعت عيناها وأخذت تقول له: يا ابن العم جئتك من أوصل الناس وخير الناس، لا تهلك نفسك وقد استأمنت لك رسول اللَّه (فأمَّنكَ. فقال: أنت فعلتِ ذلك؟ قالت: نعم، فقد كلمته فأمَّنَك. فرجع معها "عكرمة"، وأتيا النبي (، فلما انتهيا إلى باب المسجد أسرعت الخُطا ودخلت، واستأذنت النبي (فأذن، فتقدم "عكرمة" فبايع النبي (على الإسلام وعلى الجهاد.
إنها أم حكيم بنت الحارث -رضى اللَّه عنها-، ذات الوفاء النادر للزوج، والمعرفة الصحيحة بملكاته. فأحبتْ له الخير، وسعتْ بينه وبين رسول اللَّه (تستأمن له، فأمّنه رسول اللَّه (.
وبذلك كانت سببًا فى إسلام زوجها، فحسن إسلامه، وجاهد فى اللَّه حتى رزقه اللَّه الشهادة فى موقعة أجنادين.
تزوجت السيدة أم حكيم -رضى اللَّه عنها- بعد ذلك الصحابى الجليل خالد بن سعيد بن العاص -رضى اللَّه عنه- وقبل أن يدخل بها نادى منادى الجهاد أن استعدوا لقتال الروم ولكن فراسة خالد حدثته أنه مقتول غدًا -وفراسة المؤمن لا تخطئ، فإنه يرى بنور اللَّه- فعرض على امرأته أن يدخل بها فقالت: لو تأخرت حتى يهزم اللَّه هذه الجموع. فقال: إن نفسى تحدثنى أنى أقتل. قالت: فدونك. فأعرس بها عند القنطرة التي عُرفت بعد ذلك بقنطرة أم حكيم، ثم أصبح فأولموا عليهما. فما فرغوا من الطعام حتى وافتهم الروم، ووقع القتال فاستشهد خالد أمام عينيها، فشدَّت أم حكيم عليها ثيابها وخرجت إلى القتال؛ انتصارًا للدين وانتقامًا لمقتل زوجيها عكرمة وخالد وقتلى المسلمين، واستطاعت أن تقتل بعمود الخيمة التي بنى بها خالد فيها سبعة من الروم، ثم واصلت كفاحها، فسطَّر التاريخ حياتها بأحرف من نور، فرضى اللَّه عنها وأرضاها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 01:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوانى الكرام قرأة قبل فتره فى هذا المنتدى موضوع بعنوان (الخلطة السريه للفتاوى السحريه)
للكاتب (خلف الكواليس) طرح فيه وجهة نظره فى قضايا مختلفه
وكانت احدى هذه القضايا تتعلق بالمرأه وذكر الكاتب امثله لنساء من تاريخنا الاسلامى ليدلل على
ان وضع المرأه فى تاريخنا لم يكن على هذا النحو الذى نراه اليوم ومن الامثله التى طرحا
ان سيدنا عمر بن الخطاب قام بتعيين وزيره اقتصاد فى عهده ...
الشفاء بنت عبدالله بن عدى المخزومية.
في عهد عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) تعينت بقرار منه اول قاضية فى الاسلام وهى الشفاء بنت عبدالله بن عدى المخزومية وقد ولاها على نظام الحسبة فى السوق او كما يسمى ذلك البعض قضاء الحسبة وقضاء السوق وجعلها تفصل فى المنازعات التجارية والمالية وهى بمثابة قاضى محكمة تجارية فى يومنا هذا وقد قال البعض انها بمثابة وزير مالية. والعبرة ليست فى التسمية وانما فى حقيقة المهام التى تؤديها.
أودُّ منك -بارك الله فيك- التكرُّم بتوثيق هذه المعلومة من خلال كتب الحديث والآثار، مع بيان صحتها
وأما ما ذكرتَ من مشاركة بعض الصحابيات في الجهاد فلا إشكال في ثبوتها، إنما الإشكال في فهم بعض الناس لها
فإنها إنما شاركت عرَضَاً لا قصداً
وإلا فليس على النساء جهادٌ بالسيف؛ وأجمع على هذا أهل العلم
ومشاركة من شارك من النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته أو من بعدهم إنما هي مشاركة عارضةٌ لحاجة، وليست مشاركة دائمة في جميع الأحوال
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 04:37]ـ
وأما ما ذكرتَ من مشاركة بعض الصحابيات في الجهاد فلا إشكال في ثبوتها، إنما الإشكال في فهم بعض الناس لها
فإنها إنما شاركت عرَضَاً لا قصداً
وإلا فليس على النساء جهادٌ بالسيف؛ وأجمع على هذا أهل العلم
ومشاركة من شارك من النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته أو من بعدهم إنما هي مشاركة عارضةٌ لحاجة، وليست مشاركة دائمة في جميع الأحوال
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم على هذا الإيضاح
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 06:32]ـ
لقد عجزت أبحث عن خبر الشفاء وتعيينها في الحسبة على الأسواق؛ فلم أجد شيئا، ولا شبه شيء،
فلنكف عن الدعاوى التي لا بينات عليها.
وعمر رضي الله عنه،هو من نزل الحجاب موافقا لحكمه، أفيعقل أن رجلا يقلق من خروج أمهات المؤمنين من بيوتهن ...... مجرد خروج؛؛؛ يقيم امرأة محتسبة في السوق؟؟؟؟!!
لا الدليل العقلي ولا النقلي يسعف هنا، إذن فلنكف عن هذه " المزحة السمجة ".!
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 06:41]ـ
مما يضحك أيضا، أن رجلا من رجالات الصحافة ـ عندنا ـ والذي يسبق اسمه حروف مثل ا، د .....
قال عن أسماءرضي الله عنها حين كانت تأتي بالطعام للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه وكذلك بالأخبار ....
قال أن عملها هذا هو عمل رئيس عام جهاز الإستخبارات في الدولة؟؟؟؟؟!!
إي والله!
ومقاله من الوعورة ,والتنطع، ولي الكلام، وما أتاني من صداع؛ حتى لم أكد أفهم غير هذه الجملة،
فرحم الله سلفنا الصالح كانوا على الفطرة والسليقة؛ لا تنطع، لا تكلف، قد طاولوا الليل بالقيام، والنهار بالصيام،
وعاشروا الناس بحسن خلق، وسلامة طوية، مشيُ على السنة، وهجر للبدعة، مما لا تكاد ترى أعشاره، فالله المستعان.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 06:48]ـ
لقد عجزت أبحث عن خبر الشفاء وتعيينها في الحسبة على الأسواق؛ فلم أجد شيئا، ولا شبه شيء،
فلنكف عن الدعاوى التي لا بينات عليها.
وعمر رضي الله عنه،هو من نزل الحجاب موافقا لحكمه، أفيعقل أن رجلا يقلق من خروج أمهات المؤمنين من بيوتهن ...... مجرد خروج؛؛؛ يقيم امرأة محتسبة في السوق؟؟؟؟!!
لا الدليل العقلي ولا النقلي يسعف هنا، إذن فلنكف عن هذه " المزحة السمجة ".!
بل خبرها مذكور في بعض المصادر، ولكن الشأن في ثبوته، ثم في فقهه
ـ[ظاعنة]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 01:03]ـ
نماذج رائعة، لكننا نريد أمثلة واقعية، وأظن عصرنا يزخر بنساء فضليات ضربن أروع الأمثلة فى البذل والتربية ..
أشعر أنى حينما أقتصر بذكر القدوات على نساء السلف إنما أتحدث بمثالية تشعر النساء بعجز عن محاكاتها، أما إذا تحدثت عن واقع نعيشه فإنهن ينشطن للتأسى بهن.
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 05:59]ـ
لقد عجزت أبحث عن خبر الشفاء وتعيينها في الحسبة على الأسواق؛ فلم أجد شيئا، ولا شبه شيء
اخى الكريم اولا اختلافك معى لا يجعلك تقلل من قدر الصحابيه الجليله الشفاء رضى الله عنها
انا متأكد من انك اذا ارات مخاطبه احد عليه القوم فإنك لا تذكر اسمه بشكل مجرد
الاخ حمادى اجاب بأنه الروايه موجوده
إذن فلنكف عن هذه " المزحة السمجة ".!
اخى الكريم انا لم اتى الى هذا المنتدى المبارك للمزح فمواقع النت مليئه بالمنتديات الهزليه
اما كونك تصفها بالمزحه السمجه وتقارن بين موضوعى ومقال لاحد العلمانيين فهذا من ...
ب – الدخول في النيات:
وذلك بإلصاق التهم بالمحاور وحمل كلامه على أسوأ المحامل , وأخذه بلازم قوله دون أن يلتزمه أو أن يقول له: أنت لم ترد بما قلت وجه الله أو نحو ذلك. فهذا مما يفسد جو الحوار ويفقده مصداقيته وفائدته ويخرجه إلى المهاترة والمسابة.
الكلام هنا للاخ ... الحمادى
وهى احى النقاط التى برر بها حذف بعض المشاركات لبعض الكتاب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 07:11]ـ
اخى الكريم اولا اختلافك معى لا يجعلك تقلل من قدر الصحابيه الجليله الشفاء رضى الله عنها انا متأكد من انك اذا ارات مخاطبه احد عليه القوم فإنك لا تذكر اسمه بشكل مجرد
الاخ حمادى اجاب بأنه الروايه موجوده
اخى الكريم انا لم اتى الى هذا المنتدى المبارك للمزح فمواقع النت مليئه بالمنتديات الهزليه
اما كونك تصفها بالمزحه السمجه وتقارن بين موضوعى ومقال لاحد العلمانيين فهذا من ...
الكلام هنا للاخ ... الحمادى
وهى احى النقاط التى برر بها حذف بعض المشاركات لبعض الكتاب ..
بارك الله فيك ووفقك
أولاً: الأخت نداء الأقصى لم يبدُ من كلامها تقليلٌ أو انتقاص للصحابية الجليلة، ولكن أنتَ فهمتَ هذا
ثانياً: المقارنة بين موضوعك وبين كلام بعض العلمانيين له وجه ظاهر، ولذا لم يحتج الكلام إلى تحرير فتنبَّه
ومثل هذا ليس دخولاً في النيات، بل وصفٌ للكلام لا أكثر؛ فافهم الكلام كما هو، لا كما تريد
وإذا كنتَ تعتقد أنه لا موافقة بين الكلامين فهذا رأيك أيضاً
ولكننا نخالفك فيه، فلا تُلزمنا برأيك
وتأمل تهويلَك في أول كلامك الذي وافقتَ فيه العلمانيين سواءً بسواء،،
كما في المشاركة الآتية:
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 07:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوانى الكرام قرأة قبل فتره فى هذا المنتدى موضوع بعنوان (الخلطة السريه للفتاوى السحريه)
للكاتب (خلف الكواليس) طرح فيه وجهة نظره فى قضايا مختلفه
وكانت احدى هذه القضايا تتعلق بالمرأه وذكر الكاتب امثله لنساء من تاريخنا الاسلامى ليدلل على
ان وضع المرأه فى تاريخنا لم يكن على هذا النحو الذى نراه اليوم ومن الامثله التى طرحا
ان سيدنا عمر بن الخطاب قام بتعيين وزيره اقتصاد فى عهده الحقيقه ادهشتنى هذه المعلومه
واخذت ابحث عنها وعن غيرها من النساء المسلمات فى تاريخنا الاسلام وما قاموا به
تاركا لكم المقارنه بين ذلك الزمان وهذا الزمان
الشفاء بنت عبدالله بن عدى المخزومية.
في عهد عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) تعينت بقرار منه اول قاضية فى الاسلام وهى الشفاء بنت عبدالله بن عدى المخزومية وقد ولاها على نظام الحسبة فى السوق او كما يسمى ذلك البعض قضاء الحسبة وقضاء السوق وجعلها تفصل فى المنازعات التجارية والمالية وهى بمثابة قاضى محكمة تجارية فى يومنا هذا وقد قال البعض انها بمثابة وزير مالية. والعبرة ليست فى التسمية وانما فى حقيقة المهام التى تؤديها.
.
هذه كلها دعاوى لا حقيقة لها، وهو من التهويل الذي يمارسه العلمانيون
يتمسكون بقشَّة لإثبات ما يطالبون به
إذ لو طالبوا بما يريدون صراحةً من غير استدلال بشيء من الآثار لمجَّ الناس قولهم ورفضوه
ولكنهم يُظهرون الحرصَ على التمسك بهدي السلف -وهم أبعد الناس عنه- حتى يكون قولهم مقبولاً
فالدليل الذي يستدلون به أخصُّ من الدعوى التي يدَّعونها
وهذا حالك هنا، دليلك أخصُّ مما تدَّعيه
ثم لسنا ننكر مكانة المرأة، وما كرَّمها الله به، وما يقع اليوم من ممارسات خاطئة مخالفة لهدي الكتاب والسنة، ولكن هذا شيء والدعاوى التي ذكرتَها شيء آخر
ولي معك نقاشٌ آخر حول الموضوع الذي طرحتَه
وقد كنتُ طالبتك منذ أنزلتَ هذا الموضوع بشيء لم تفِ به؛ وهو إثبات هذه القضايا بالأسانيد، وبيان صحتها وفقهها، لا تقليداً من غير تحقيق؛ فالتقليد عندك مرفوضٌ فيما أعلم
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 08:18]ـ
بارك الله فيك ـ أيها المشرف الفاضل ـ أن ذببت عني، فوالله ما عدوتَ عما أريد شبرا واحدا،
أما حب الصحابة نساء ورجالا، فهذا الشرف الأغر، والمقام الأعز، وروضة أهل السنة، ومحنة أهل البدعة،
وما فرط مني أن قلت الشفاء (حاف) فأسأل الله أن يغفر لي، إنما هي السرعة والتعجل، " وخلق الإنسان عجولا".
وحين قلت أعياني البحث فقد كنت أقصد الإستدلال بخبر صحيح في هذا الباب، أما غير الثابت من الآثار؛ فجمع من أهل العلم يقولون عن الحديث الضعيف أو الرجل الضعيف: لا شيء!
أما الإستدلال العقلي في الأمور الشرعية فما قصته حيث انكرته علي أخي ـ بارك الله فيك ـ في رسالة خاصة.
وليتك أنكرته ـ هنا علنا ـ ليرد أولو العلم والحجى على المخطيء فينا أيضا علنا /
فإني ما شرفت بانتسابي إلى هذا المجمع المبارك إلا لأستفيد، وأنهل، وأتعلم كيف أرد، وكيف تساق الحجج والبراهين وغير ذلك.
فما قصة ترك الإستدلال العقلي؟
إنني قلت هل يعقل أن رجلا نزل الحجاب موافقا لحكمه؛ يرسل إمرأة محتسبة في سوق،
وأزيد فأقول:
وهل يعقل أن رجلا يغرب رجلا جميلا عن المدينة لمجرد أن سمع إمراة تقول: فوالله لولا الله تخشى عواقبه .... إلخ؛؛ يضع إمرأة محتسبة في السوق،
إننا لا نقحم العقل غير مجاله، فلسنا نتكلم عن الله تعالى وصفاته حتى يتوه العقل في متاهات الجهمية والمعتزلة وأضرابهم،
بل وليس المقام مقام تشريع ,وعبادة، حتى يضيق المجال للعقل إلا قليلا.
لكن المقام مقام منافحة مع من اتخذوا ديننا لهوا ولعبا ـ وليس بطل القادسية منهم ـ المقام مقام مخاصمة ومجادلة , وميدان جرى فيه اللاعبون بالشريعة بلا رادع، ولا وازع، هم يتعلقون بعمر في مسألة الشفاء، وتكفهر وجوههم حين نقول لهم أن عمر رضي الله عنه، كان لا يمشي إلا والدرة معه، يقيم ذاك، ويصلح هذا، فما بالكم تضيقون ذرعا برجال الهيئة وهم عزل إلا من النصيحة.؟؟!!
المقام مقام فضح أناس اتخذوا دينهم لهوا ولعبا، وهم يظنون أنهم أصحاب العقول النيرة المستنيرة، إذا فلنخاطبهم بها،ونقول لهم من فمك أدينك.؟؟
فما على من استخدم الإفحام سبيلا من سبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 10:24]ـ
أما الإستدلال العقلي في الأمور الشرعية فما قصته حيث انكرته علي أخي ـ بارك الله فيك ـ في رسالة خاصة.
وليتك أنكرته ـ هنا علنا ـ ليرد أولو العلم والحجى على المخطيء فينا أيضا علنا /
.
حتى يتضح المقال، هذا الكلام موجه للأخ بطل القادسية، إذ أرسل ينصحني في رسالة خاصة ـ بأدب ـ ألا أقحم العقل في التحليل الشرعي.
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 05:24]ـ
جزاكم الله خيرا
اخي الكريم انا لم اطرح هذاالموضوع الا لمناقشته والتحقيق بصحته برفقتكم للاستفاده منكم
وانا في طور البحث للاثبات هذه الواقعه او نفيها
ليس عندى ادنى مشكله فيما اذا كان ما كتبته غير موثق بالاسنداد وليس لدى ادنى مشكله في الاعتراف بذلك
لاننى اخى الكريم ابحث عن الحق ايا كان
ولكن المشكله تكمن فى قولك
هذه كلها دعاوى لا حقيقة لها، وهو من التهويل الذي يمارسه العلمانيون
يتمسكون بقشَّة لإثبات ما يطالبون به
إذ لو طالبوا بما يريدون صراحةً من غير استدلال بشيء من الآثار لمجَّ الناس قولهم ورفضوه
ولكنهم يُظهرون الحرصَ على التمسك بهدي السلف -وهم أبعد الناس عنه- حتى يكون قولهم مقبولاً
فالدليل الذي يستدلون به أخصُّ من الدعوى التي يدَّعونها
وهذا حالك هنا، دليلك أخصُّ مما تدَّعيه
ثم لسنا ننكر مكانة المرأة، وما كرَّمها الله به، وما يقع اليوم من ممارسات خاطئة مخالفة لهدي الكتاب والسنة، ولكن هذا شيء والدعاوى التي ذكرتَها شيء آخر
حسن؛ اذا لم يكن هذا دخول فى النيات بل واساءة للظن
فهو اذن منطق غريب
اخى الكريم الطرق الملتويه التى يتخذها العلمانيون معروفة ولو كنت احدهم (معاذ الله) لاسعدنى هذا الرد
الذي اسميه (غير عملى) لانه لايخدم القضيه التى تدافع عنها بل يفتح لهم الكثير من الابواب التى لم يكونوا هم انفسهم
يتوقعون ولوجها
اخوانى الكرام الرد يكون حول الكلام الذى كتب وليس عن الشخص الذى كتبه
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 05:41]ـ
فما قصة ترك الإستدلال العقلي؟
إنني قلت هل يعقل أن رجلا نزل الحجاب موافقا لحكمه؛ يرسل إمرأة محتسبة في سوق،
وأزيد فأقول:
وهل يعقل أن رجلا يغرب رجلا جميلا عن المدينة لمجرد أن سمع إمراة تقول: فوالله لولا الله تخشى عواقبه .... إلخ؛؛ يضع إمرأة محتسبة في السوق،
اذا قبلت بعمال العقل في هذه القضية
فهل يعقل اذن:
ان المرأة التى كانت فى عهد الدولة الاسلاميه النقيه
تشار وتستشار فى امور عظيمة
ترد من يفر من المعارك من الرجال بل وتقاتل في بعض الاحيات وتطبب
وتعلم كبار الصحابه امور الدين
وتتاجر
اول من وضع قدمة فى جزيره قبرص بعدفتحها من المسلمين امرأة
هل يقبل عقلك ان يتصور ان اناسا فتحوا الدنيا وحرروا الشعوب ونشروا الاسلام واقاموا العدل
كانوا يتعاملون مع المرأة كما نرى اليوم في بلانا (على الوجهين)
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 08:58]ـ
جزاكم الله خيرا
اخي الكريم انا لم اطرح هذاالموضوع الا لمناقشته والتحقيق بصحته برفقتكم للاستفاده منكم
وانا في طور البحث للاثبات هذه الواقعه او نفيها
وجزاك ربي خيراً
إذا كان الأمر كما ذكرتَ فاطرح كلامَك سائلاً مستفسراً لا مقرِّراً
وفرقٌ بين الأمرين
ولا عيبَ في التعلم، بل هو شرفٌ
وإنما العيب الذي يلحقُ صاحبَه اللومُ من الله ومن الناس= هو الكلام في أمور الشريعة بلا علم
ونسبة ما لايثبت إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أو صحابته
أو تقرير أحكام من غير مستند
وأما السؤال فلا لومَ عليك فيه
وأما ما ذكرتَ من إساءة الظن بك؛ فقد سبق أن قلت لك:
اقرأ الكلام كما هو، ولا تحمله ما لا يحتمل
لم يصفك أحد بالعلمنة، وإنما وصف الكلام الذي تقوله
فارجع للمشاركات السابقة، وتأمل
وسأنتقل لموضوعك عن الصحابية الجليلة الشفاء رضي الله عنها
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 09:01]ـ
اذا قبلت بعمال العقل في هذه القضية
فهل يعقل اذن:
ان المرأة التى كانت فى عهد الدولة الاسلاميه النقيه
تشار وتستشار فى امور عظيمة
ترد من يفر من المعارك من الرجال بل وتقاتل في بعض الاحيات وتطبب
وتعلم كبار الصحابه امور الدين
وتتاجر
اول من وضع قدمة فى جزيره قبرص بعدفتحها من المسلمين امرأة
هل يقبل عقلك ان يتصور ان اناسا فتحوا الدنيا وحرروا الشعوب ونشروا الاسلام واقاموا العدل
كانوا يتعاملون مع المرأة كما نرى اليوم في بلانا (على الوجهين)
هذا مثالٌ على التهويل الذي تستعمله في كلامك
وسأبيِّنه بوضوح في موضوعك عن الشفاء(/)
"الدرر السعدية" فوائد متنوعة من كلام العلامة السعدي رحمه الله
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 08:49]ـ
الحمد لله وبعد:
فإن للشيخ عبدالرحمن السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ في نفسي مكانة خاصة،فلقد أحببته من القلب حباً جعلني أجلس معه بعض الجلسات في المنام!
ولقد عشت مع تراث هذا الإمام منذ زمن،ولا زلت أراجع وأقلب في كتبه،مستفيداً منها.
وقد بدا لي أن أنثر بين يدي إخوتي ـ في هذا المجلس (حصرياً كما يقال) ـ بعض هذه الدرر التي أعجبتني،وأفدت منها.
وإن المطالع لكتب هذا العالم الجليل ليدرك ما تميزت به مؤلفاته من التحرير،وقوة المعاني،مع سهولة الألفاظ.
لذا قال بعض شيوخنا: إن القراءة في كتب الشيخ،هي كالسلم لمن أراد أن يقرأ في كتب الإمامين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ـ رحمهما الله ـ.
أسأل الله تعالى أن يجمعني بالشيخ ـ وإياكم ـ في الفردوس الأعلى.
وإلى المقصود،علماً أنني لن ألتزم ترتيبتها على الموضوعات،فهذا شأن الفوائد ـ والإحالة على المجموعة الكاملة لمؤلفاته،وما خرج عن ذلك نبتهت عليه ـ:
1 ـ وينبغي لمن دعا ربه في حصول مطلوب , أو دفع مرهوب , أن لا يقتصر في قصده ونيته في حصول مطلوبه الذي دعا لأجله , بل يقصد بدعائه التقرب إلى الله بالدعاء وعبادته التي هي أعلى الغايات , فيكون على يقين من نفع دعائه , وأن الدعاء مخ العبادة وخلاصتها , فإنه يجذب القلب إلى الله , وتلجئه حاجته للخضوع والتضرع لله الذي هو المقصود الأعظم في العبادة , ومن كان قصده في دعائه التقرب إلى الله بالدعاء , وحصول مطلوبه , فهو أكمل بكثير ممن لا يقصد إلا حصول مطلوبه فقط , كحال أكثر الناس , فإن هذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم , ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون. وهذا من ثمرات العلم النافع , فإن الجهل منع الخلق الكثير من مقاصد جليلة ووسائل جميلة لو عرفوها لقصدوها , ولو شعروا بها لتوسلوا إليها. والله الموفق (الفتاوى السعدية / 40).
2 ـ كل عبادة مات العبد قبل تكميلها،فلا تكمل عن صاحبها (الفتاوى السعدية / 169) قالها في معرض جواب له عن عدم إكمال لحج عمن مات أثناء النسك.
يتبع ـ إن شاء الله ـ.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 12:58]ـ
جميل جدا
بانتظار ما يتبع
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 05:26]ـ
بارك الله فيك شيخنا عمر المقبل.
وجدير بهذا الشيخ المجتهد
أن يبرز علمه
وتنتقى فوائده
وتنثر فرائده
حتى يستفيد منها طلاب العلم
وينظر مدى ما تمتع به الشيخ
من علم ومعرفة
ونظر وعبادة
وخلق ومعاملة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 11:29]ـ
ومما يحسن ذكره في هذا المقام،أن أخانا الشيخ المفيد: محمد بن إبراهيم الحمد، قد ترجم للشيخ عبدالرحمن ترجمة موعبة،لا أعلم ترجمة أوسع منها، في كتابه (تراجم لتسعة من الأعلام) طبع مؤخراً عن دار ابن خزيمة، وقد ذُكِرَ في هذه الترجمة من الأخبار والنوادر التي تنشر لأول مرة عن هذا الإمام المتفنن ـ رحمه الله ـ.
ومع هذا،فقد وعد الشيخ محمد بأن يفرد ترجمته بكتاب مستقل،مع أخبار أخرى ما زالت عنده،وما زال يجمعها من آل بيت الشيخ ـ وأكثرهم في المنطقة الشرقية ـ.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 11:44]ـ
3 ـ قال رحمه الله تعالى:
قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} فسرها كثير من السلف بمن ماتوا قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة من المسلمين , وأنه أشكل أمرهم على المسلمين , فأخبرهم الله تعالى أنهم في ذلك الوقت قد عملوا بمقتضى الإيمان وهو طاعة الله في كل وقت وحال بما يتعلق بذلك الوقت والحال.
فيؤخذ من هذا أن من كان على قول , أو رأي ضعيف , وقد عمل به مجتهدا متأولا , أو فعله مدة طويلة أو قصيرة , ثم تبين له صحة القول الذي ينافيه , وانتقل إلى الثاني , أن عمله الأول مثاب عليه , وهو مطيع لله فيه , لكون ذلك القول هو الذي وصل إليه اجتهاده , أو تقليده لغيره , وهو لم يزل حريصا على الصواب راغبا فيما يحبه الله ورسوله. فمن كانت هذه حاله , فالله أكرم من أن يضيع إيمانه , وما عمل بذلك الإيمان من خير أصاب فيه أو أخطأ , فإن الله بالناس رءوف رحيم.
الفتاوى السعدية (51)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 12:03]ـ
واصل شيخنا المبارك
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 04:56]ـ
وقال رحمه الله ـ في معرض جوابه عن حكم نقل الأعضاء ـ (الفتاوى السعدية/137):
(جميع المسائل التي تحدث في كل وقت , سواء حدثت أجناسها أو أفرادها , يجب أن تتصور قبل كل شيء , فإذا عرفت حقيقتها , وشخصت صفاتها , وتصورها الإنسان تصورا تاما بذاتها ومقدماتها ونتائجها , طبقت على نصوص الشرع وأصوله الكلية , فإن الشرع يحل جميع المشكلات , مشكلات الجماعات والأفراد , ويحل المسائل الكلية والجزئية , يحلها حلا مرضيا للعقول الصحيحة , والفطر المستقيمة , ويشترط أن ينظر فيه البصير من جميع نواحيه وجوانبه الواقعية والشرعية ... الخ) انتهى.
والذي أردته من نقل كلامه هنا،هو أهمية تصور المسائل المستجدة ـ وما أكثرها في عصرنا ـ تصوراً تاماً قبل الحكم عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 05:00]ـ
الشيخ عبدالرحمن اطلع على شرح "بلوغ المرام" للشيخ صديق حسن خان ـ رحمهم الله تعالى ـ كما في الفتاوى (153)،وقد ذكره كالمتعقب على فتوىً له في باب الزكاة.
وهذا يدل على ما كان عليه الشيخ رحمه الله من اهتمام بكتب المعاصرين له،وحرصه على اقتنائها،واستفادته من تجار أهل بلده (عنيزة) الذين كانوا يترددون على الهند،والزبير،والبحرين.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 05:06]ـ
سئل رحمه الله ـ كما في الفتاوى (167):
(هل يجوز الحج بسيارات الحكومة إذا كان السائق يأخذ الأجرة لنفسه وأجرته على الحكومة؟
فأجاب:
لا بأس أن تحج والتبعة على السائق - إن كان فيه تبعة , وأنت ما عليك من إثمه شيء , والله أعلم).
قلت: نحتاج إلى هذه الفتوى في بعض الأحيان،ومن زار القرى،أو تعامل مع بعض الذين معهم سيارات الدولة،عرف حاجته لهذه الفتوى،وما أجمل الورع! لكن تطبيقه في بعض الأحيان يصعب.
ـ[نياف]ــــــــ[07 - Mar-2007, صباحاً 10:00]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخ عبدالرحمن السعدي
ـ[الرايه]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:57]ـ
ومما يحسن ذكره في هذا المقام،أن أخانا الشيخ المفيد: محمد بن إبراهيم الحمد، قد ترجم للشيخ عبدالرحمن ترجمة موعبة،لا أعلم ترجمة أوسع منها، في كتابه (تراجم لتسعة من الأعلام) طبع مؤخراً عن دار ابن خزيمة، وقد ذُكِرَ في هذه الترجمة من الأخبار والنوادر التي تنشر لأول مرة عن هذا الإمام المتفنن ـ رحمه الله ـ.
ومع هذا،فقد وعد الشيخ محمد بأن يفرد ترجمته بكتاب مستقل،مع أخبار أخرى ما زالت عنده،وما زال يجمعها من آل بيت الشيخ ـ وأكثرهم في المنطقة الشرقية ـ.
جزاكم الله خير
ومن الرسائل التي أبانت عن شيء جديد من سيرته الحميدة رحمه الله
الشيخ عبدالرحمن السعدي كما عرفته
تأليف
الشيخ العلامة عبدالله بن عقيل
اعتنى به
عبدالرحمن بن علي العسكر
الناشر / مدار الوطن
الطبعة الاولى 1427هـ
غلاف - 60 صفحة
وأصله محاضرة ألقاها الشيخ ابن عقيل
من حكايات الشيخ عبدالرحمن السعدي
إبراهيم عبدالرحمن التركي
غلاف - 54صفحة
الناشر / بيسان , لبنان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 07:14]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشيخ عمر مقبل:
جزاكم اللهُ خيرًا وبارك فيكم.
رحم الله الإمام العلامة ابن سعدي.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 07:36]ـ
أخي سلمان ـ سلمك الله ـ: اسمي عمر المقبل.
= وقال ـ رحمه الله تعالى ـ لما سئل: ما حكم الصدقة في رمضان أيام الخميس وليلة الجمعة؟
فقال: (الصدقة في رمضان أيام الخميس وليلة الجمعة من الأمور المحبوبة ولا زال مشايخنا الذين أدركنا , وكذلك مشايخ عنيزة وبريدة وتوابعهم متفقون على ذلك , ومكاتب المشايخ الكبار مثل أبا بطين وغيرهم كثيرة جدا , وذلك أن الصدقة في رمضان من أفضل الأعمال بالاتفاق , واعتاد الناس أن يجعلوا في وصاياهم " عيشا " يطبخ ويعينون لهم يوما فاضلا , مثل يوم الخميس وليلة الجمعة لأجل أهل العوائد الذين يحضرون , أو يرسل لهم منه , يكون عندهم معلوما , ولا أحد يشك بهذا , إلا من مدة سنتين بعض الطلبة وقع بخواطرهم من هذا شيء وهذا غلط منهم واضح) انتهى من الفتاوى السعدية (153 - 154).
وغرضي من إيراد هذا الجواب أمران:
1 ـ هو استئناس العالم بفعل علماء أهل بلده وعصره عند عدم وجود النص المانع من ذلك العمل.
2 ـ عدم استعجال طالب العلم الإنكار على العلماء في قول قالوه إلا بعد تمحيص وتأمل،والله المستعان
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 07:51]ـ
قال نوّر الله ضريحه ـ مبيناً ضابط العيب الذي ترد به السلع ـ:
(قد ضبط الفقهاء رحمهم الله السبب بضابط جامع نافع لا يشذ عنه شيء , فقالوا:
العيب ما نقص ذات المبيع أو قيمته , فما عده التجار عيبا علق به الحكم , وما لا فلا).
من الفتاوى السعدية (207)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 11:52]ـ
وسئل ـ نور الله قبره ـ: - ما حكم كسب العمال الذين يشتغلون في الظهران عند الأمريكان؟
فأجاب:
(أما اشتغال العملة ـ كذا في المطبوع،والظاهر أنها: العمالة ـ في الظهران عند الأمريكان , فالكسب الذي فيه خطر على دين الإنسان , لا بركة فيه , لأن كثيرا ممن يخالطونهم هناك يتضررون كثيرا في أمور دينهم , ويخشى عليهم , وخصوصا من لا بصيرة له , ومع ذلك فهذا الكسب كسائر المعاملات من جهة حله , فالأصل الحل في معاملات الناس , سواء مع المسلمين أو مع الكفار , إلا إذا سلك صاحبها طريقا محرما , ولكن الكسب الذي يبعده عن هؤلاء ويسلم به دين العبد أبرك ولو كان قليلا , نسأل الله السلامة والعافية , إنه جواد كريم) انتهى من فتاواه (296)
وفائدة نقل هذه الفتوى: هو الإشارة إلى فقه الشيخ في التنبيه على الخطر الديني،وبيان التوجيه التربوي،مقروناً بالحكم الذي رآه، وهذا ما يُفقد ـ أحياناً ـ في بعض فتاوى المشايخ الذين ابتلوا بالخروج في البرامج المباشرة للفتوى، فتجد أحدهم يذكر الحكم مجرداً من آثاره التربوية والاجتماعية.
وأذكر أنني سمعت أحدهم سئل عن حكم خروج المعقود عليها مع العاقد،فأجاب: لا حرج؛ لأنها زوجته،إلى هنا انتهت افتوى.
وهذا حق من حيث الحكم الفقهي، إلا أنه من الناحية الاجتماعية له آثار سيئة،وقد وقفت بنفسي على بعضها،من حمل بعضهن قبل الدخول!! وأشد من ذلك أنه حصلت خصومة بعد هذا الحمل وقبل الدخول!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 11:57]ـ
قال غفر الله:
(أما اللعب بأم خطوط , فهي لا تحل , ولا تجوز , سواء كانت بعوض أو بغير عوض , فهي من جنس الشطرنج والنرد الذي صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الزجر عنه.
فاللعب المباح اشتغال العبد بمعاشه المباح , وأسبابه المباحة. وأما اللعب المحرم , فمثل الشطرنج , وأم خطوط , والمدافن , وما أشبه ذلك , فكل ذلك حرام لا يحل , ويجب نصيحة من يتعاطى ذلك وتعليمه إن كان جاهلا والله أعلم) فتاواه: (302).
ملاحظة: أم خطوط،هي اللعبة المعروفة عندنا بأم تسع.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 11:40]ـ
وقال ـ سقى الله قبره شآبيب الرضوان ـ مبيناً الفرق بين القيام للرجل وإليه وعليه:
(أما الأول , فمكروه , إلا أن يكون في تركه مفسدة , وقد استحبه طوائف من العلماء لأهل الفضل والولاة والوالدين ونحوهم. وأما الثاني - وهو أن يقوم إليه أي: لإنزاله إذا كان راكبا أو كان قادما من سفر فهو مستحب. والثالث محرم للنهي.
فهذان الفَرْقان بين الأمور الثلاثة يوجب لك أن تعطي الأمور حقها من التأمل , وتنظر الداعي والسبب الحامل عليها , كما تأمل ما يترتب عليها من الخير والشر والمصالح والمفاسد) انتهى من فتاواه (358).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 11:44]ـ
وقال رحمه الله ـ مبيناً ضعف القول بأن المطلقة لزوجها أن يراجعها إذا طهرت من حيضتها قبل أن تغتسل ـ:
(فيه نظر , فإن جميع الأحكام تتعلق بانقطاع دمها من الحيضة الثالثة , فيجب أن يكون هذا منها , وهو قول جمهور العلماء , وهو ظاهر القرآن , حيث قال تعالى: {وبعولتهن أحق بردهن في ذلك}،والإشارة إلى ما تقدم من القروء فهي بعد الطهر ليست في قروء لأن القروء الحيض) الفتاوى: (374).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 11:46]ـ
وقال رفع الله درجته في المهديين ـ في ضمن جواب له عن لزوم العدة بمجرد الخلوة؟ ـ:
( ... ولأن العدة لها عدة مقاصد:
1 - العلم ببراءة الرحم.
2 - أداء حق الزوج الأول.
3 - الاستبراء لحق الزوج الآخر.
4 - الانتظار لعله يراجع في الرجعية.
إلى غير ذلك من المقاصد الشرعية) فتاواه: (383).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 11:26]ـ
وقال ـ أنزله الله منازل الفردوس ـ في نصيحته لطلاب العلم:
(واعلم أن القناعة باليسير والاقتصاد في أمر المعيشة مطلوب من كل أحد , لا سيما المشتغلون بالعلم , فإنه كالمتعين عليهم , لأن العلم وظيفة العمر كله أو معظمه , فمتى زاحمته الأشغال الدنيوية والضروريات حصل النقص بحسب ذلك , والاقتصاد والقناعة من أكبر العوامل لحصر الأشغال الدنيوية وإقبال المتعلم على ما هو بصدده).
فتاواه (455).
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 09:36]ـ
بارك الله فيك أيه الأخ الكريم وأحسن لك الجزاء.
ونطلب المزيد زادك الله من فضله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 07:38]ـ
من المعلوم أن الشيخ رحمه الله ألّف كتابه (القواعد الحسان)،وضمنه سبعين قاعدة،ولست بصدد الحديث عن الكتاب،إلا أن الكتاب كله فوائد ـ يظهر هذا لمن قرأه وتأمله ـ وقد رأيت من المناسب أن أشير إلى جملة من الفوائد التي تضمنتها هذه القواعد،ومن ذلك قوله ـ في القاعدة الأولى ـ:
(القاعدة الأولى: في كيفية تلقي التفسير.
كل من سلك طريقا وعمل عملا وأتاه من أبوابه وطرقه الموصلة إليه فلا بد أن يفلح وينجح كما قال تعالى: {وأتوا البيوت من أبوابها} [البقرة: 189].
وكلما عظم المطلوب تأكد هذا الأمر وتعين البحث التام عن أمثل وأحسن الطرق الموصلة إليه ولا ريب أن ما نحن فيه هو أهم الأمور وأجلها وأصلها.
فاعلم أن هذا القرآن العظيم أنزله الله لهداية الخلق وإرشادهم وأنه في كل وقت وزمان يرشد إلى أهدى الأمور وأقومها {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} [الإسراء: 9].
فعلى الناس أن يتلقوا معنى كلام الله كما تلقاه الصحابة رضي الله عنهم ; فإنهم إذا قرءوا عشر آيات أو أقل أو أكثر لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما دلت عليه من الإيمان والعلم والعمل فينزلونها على الأحوال الواقعة فيعتقدون ما احتوت عليه من الأخبار وينقادون لأوامرها ونواهيها ويدخلون فيها جميع ما يشهدون من الحوادث والوقائع الموجودة بهم وبغيرهم ويحاسبون أنفسهم:
هل هم قائمون بها أو مخلون؟.
وكيف الطريق إلى الثبات على الأمور النافعة وإيجاد ما نقص منها؟.
وكيف التخلص من الأمور الضارة؟.
فيهتدون بعلومه ويتخلقون بأخلاقه وآدابه ويعلمون أنه خطاب من عالم الغيب والشهادة موجه إليهم ومطالبون بمعرفة معانيه والعمل بما يقتضيه.
فمن سلك هذا الطريق الذي سلكوه وجد واجتهد في تدبر كلام الله = انفتح له الباب الأعظم في علم التفسير،وقويت معرفته،وازدادت بصيرته،واستغنى بهذه الطريقة عن كثرة التكلفات،وعن البحوث الخارجية،وخصوصاً إذا كان قد أخذ من علوم العربية جانباً قوياً،وكان له إلمام واهتمام بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحواله مع أوليائه وأعدائه ; فإن ذلك أكبر عون على هذا المطلب.
ومتى علم العبد أن القرآن فيه تبيان كل شيء وأنه كفيل بجميع المصالح مبين لها حاث عليها زاجر عن المضار كلها وجعل هذه القاعدة نصب عينيه ونزلها على كل واقع وحادث سابق أو لاحق ظهر له عظم موقعها وكثرة فوائدها وثمراتها) انتهى كلامه (ص/ 13).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 07:48]ـ
وقال ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في القاعدة الـ (19):
(ختم الآيات بأسماء الله الحسنى يدل على أن الحكم المذكور له تعلق بذلك الاسم الكريم.
وهذه قاعدة لطيفة نافعة ; عليك بتتبعها في جميع الآيات المختومة بها تجدها في غاية المناسبة ; وتلك على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه وصفاته ; ومرتبط بها.
وهذا باب عظيم من معرفة الله ; ومعرفة أحكامه ; من أجل المعارف وأشرف العلوم ; ونجد آية الرحمة مختومة بأسماء الرحمة ; وآيات العقوبة والعذاب مختومة بأسماء العزة ; والقدرة ; والعلم ; والقهر.
ولا بأس هنا أن نتتبع الآيات الكريمة في هذا ; ونشير إلى مناسبتها بحسب ما وصل إليه علمنا القاصر ; وعبارتنا الضعيفة ; ولو طالت الأمثلة هنا لأنها من أهم المهمات ; ولا تكاد تجدها في كتب التفسير إلا يسيرا منها ... الخ).
ومن أراد الأمثلة فعليه بالكتاب،وإنما أردت لفت النظر إلى هذه القاعدة الشريفة.
وفي القاعدة الثلاثين حديث يتصل بهذه القاعدة،والتي عنون لها الشيخ ـ رحمه الله ت بقوله: (القاعدة الثلاثون: أركان الإيمان بالأسماء الحسنى ثلاثة: إيماننا بالاسم ; وبما دل عليه من المعنى , وبما تعلق به من الآثار).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 10:17]ـ
ومن القواعد النفيسة التي قررها الشيخ ـ رحمة الله عليه في كتابه ـ وهي القاعدة الخامسة والخمسون أنه:يكتب للعبد عمله الذي باشره ; ويكمل له ما شرع فيه وعجز عن تكميله ; ويكتب له ما نشأ عن عمله.
فهذه الأمور الثلاثة وردت في القرآن:
أما الأعمال التي باشرها العبد فأكثر من أن تحصى النصوص الدالة عليها ; كقوله: {بما كنتم تعملون} [المائدة: 105] {لها ما كسبت} [البقرة: 286] {لي عملي ولكم عملكم} [يونس: 41] ونحو ذلك.
وأما الأعمال التي شرع العبد فيها ولما يكملها فقد دل عليها قوله تعالى: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله} [النساء: 100] فهذا خرج للهجرة وأدركه الأجل قبل تكميل عمله , فأخبر تعالى أنه وقع أجره على الله ; فكل من شرع في عمل من أعمال الخير ثم عجز عن إتمامه بموت ; أو عجز بدني ; أو عجز مالي ; أو مانع داخلي ; أو خارجي ; وكان من نيته لولا المانع لأتمه فقد وقع أجره على الله ; فإنما الأعمال بالنيات.
...
وأما آثار أعمال العبد فقد قال تعالى: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا} أي: باشروا عمله {وأثارهم} [يسن: 12] التي ترتبت على أعمالهم من خير وشر. وقال في المجاهدين: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين} [التوبة: 120] فكل هذه الأمور من آثار عملهم ; ثم ذكر أعمالهم التي باشروها بقوله: {ولا ينفقون نفقة} إلى آخر الآية [التوية: 121]. والأعمال التي هي من آثار عمله نوعان: أحدهما: أن تقع بغير قصد من الإنسان ; كأن يعمل أعمالا صالحة خيرية فيقتدي به غيره في هذا الخير ; فإن ذلك من آثار عمله ... ) انتهى المقصود من كلامه،وفيه درر،فلتراجع.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 11:26]ـ
قال ـ نوّر الله ضريحه ـ في القاعدة الثامنة والأربعين:
(متى علق الله علمه بالأمور بعد وجودها كان المراد بذلك العلم الذي يترتب عليه الجزاء. وذلك أنه تقرر في الكتاب والسنة والإجماع أن الله بكل شيء عليم ; وأنه علمه محيط بالعالم العلوي والسفلي ; والظواهر والبواطن ; والجليات والخفيات ; والماضي والمستقبل ; وقد علم ما العباد عاملون قبل أن يعملوا الأعمال ; وقد رود عدة آيات يخبر بها أنه شرع كذا ; أو قدر كذا ; ليعلم كذا.
فوجه هذا: أن هذا العلم الذي يترتب عليه الجزاء ; وأما علمه بأعمال العباد ; وما هم عاملون قبل أن يعملوا ; فذلك علم لا يترتب عليه الجزاء ; لأنه إنما يجازى على ما وجد من الأعمال. وعلى هذا الأصل نزّل ما يرد عليك من الآيات ; كقوله: {يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب} [المائدة: 94] وقوله: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} [البقرة: 143]،وقوله: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} [الكهف: 12] وما أشبه هذه الآيات كلها على هذا الأصل) انتهى باختصار.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 10:02]ـ
ومن لطيف استنباطاته ـ رحمه الله ـ قوله في تفسير آية الجمعة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) [الجمعة/9]) في كتابه المختصر في التفسير (تيسير اللطيف المنان) وليس تفسيره المشهور:
[ومنها: تحريم الكلام والإمام يخطب , لأنه إذا كان الاشتغال بالبيع ونحوه , ولو كان المشتغل بعيداً عن سماع الخطبة محرماً , فمن كان حاضرا تعين عليه أن لا يشتغل بغير الاستماع , كما أيد هذا الاستنباط الأحاديث الكثيرة] ص: (248).
تنبيه: لم يذكر الشيخ هذا التفصيل في تفسيره المشهور،فهي فائدة تضم إلى موضعها من تفسيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 10:06]ـ
الشيخ الكريم / عمر المقبل -سلمه الله -:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بارك الله فيكم
ونفع بكم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 10:18]ـ
وإياك أخي سلمان،وكلّ من شجع على الاستمرار في جمع هذه الفوائد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 11:04]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم، ونعم ما فعلتم.
وكتب هذا الإمام تعلم العلم والإيمان، وعليها طابع اليسر والسهولة، ولذا يحسن قراءتها على الناس في المساجد كتفسيره، وشرحه بهجة قلوب الأبرار فهي أحسن بكثير مما كتب خصوصا لهذا الغرض.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 - Mar-2007, مساء 10:12]ـ
وكتب هذا الإمام تعلم العلم والإيمان، وعليها طابع اليسر والسهولة
صدقت يا شيخ عبدالرحمن ..
وهذا ما يفعله بعض طلبة العلم عندنا.
أسعدني مرورك وتعليقك الكريم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 - Mar-2007, مساء 11:22]ـ
قال الشيخ ـ قدّس الله روحه ـ في كتابه (تيسير اللطيف المنان / 251) في تعليقه على قوله تعالى ـ في سورة البقرة ـ (فعدة من أيام أخر):
[وفي قوله: {فعدة من أيام أخر} دليل على:
1 ـ أنه يقضي عدد أيام رمضان كاملا كان أو ناقصاً.
2 ـ وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة باردة , عن أيام طويلة حارة كالعكس.
وبهذا أجبنا عن سؤال ورد علينا::
أنه يوجد مسلمون في بعض البلاد التي يكون في بعض الأوقات ليلها نحو أربع ساعات أو تنقص , فيوافق ذلك رمضان , فهل لهم رخصة في الإطعام إذا كانوا يعجزون عن تتميمها.
فأجبنا:
إن العاجز منهم في هذا الوقت يؤخره إلى وقت آخر يقصر فيه النهار،ويتمكن فيه من الصيام كما أمر الله بذلك المريض , بل هذا أولى , وأن الذي يقدر على الصيام في هذه الأيام الطوال يلزمه ولا يحل له تأخيره إذا كان صحيحاً مقيماً , هذا حاصل الجواب] انتهى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 05:18]ـ
قال ـ رفع الله درجته في المهديين ـ:
(قد أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم , وتوبته على كل مجرم , وأخبر في آيات أخر أنه: {لا يهدي القوم الظالمين}، {لا يهدي القوم الفاسقين} فما الجمع بينها؟.
فيقال قوله تعالى: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم} هي الفاصلة بين من هداهم الله ومن لم يهدهم , فمن حقت عليه كلمة العذاب - لعنادهم , ولعلم الله أنهم لا يصلحون للهداية , بحيث صار الظلم والفسق وصفا لهم , ملازما غير قابل للزوال , ويعلم ذلك بظاهر أحوالهم وعنادهم ومكابرتهم للحقائق - فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا , والجرم جرمهم , فإنهم رأوا سبيل الرشد فزهدوا فيه , ورأوا سبيل الغي فرغبوا فيه , واتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) انتهى من تيسير اللطيف المنان (450).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 - Mar-2007, مساء 11:28]ـ
قال ـ نوّر الله ضريحه ـ في المجلد الثاني من الفقه (107):
(والقول إذا تناقض أو فُرِّقَ بين صورة وصورة ـ مع عدم الفرق ـ أكبر دليل على ضعفه) اهـ.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 10:54]ـ
وهذه فائدة، عظيمة الموقع، لصدقها على واقعنا، نقلها الشيخ عبدالرحمن السديس، في هذا الموضوع ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1945).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 01:49]ـ
شكر الله سعيكم ونفع بما قلتم ونقلتم.
قال العلامة عبد الرحمن السعدي في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص37:
يعجبني ما وقع لبعض أهل العلم وهو: أنه كتب له آخر من أهل العلم والدين ينتقده انتقادا شديدا في بعض المسائل، ويزعم أنه مخطئ فيها، حتى إنه قدح في قصده ونيته، وقال مع ذلك: إنه يدين الله ببغضه بناء على ما توهم من خطئه .. ، فأجاب المكتوب له:
اعلم يا أخي أنك إذا تركت ما يجب عليك من المودة الدينية والأخوة الإسلامية، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ على فرض أنه أخطأ، وتجنبت الدعوة بالحكمة في مثل هذه الأمور؛ فإني أخبرك قبل الشروع في جوابي لك عمّا انتقدته علي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أني لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك انتصارا لنفسي؛ بل أزيد على ذلك بإقامة العذر لك بقدحك في أخيك أني أعرف أن الدافع لك على ذلك حسن قصد، لكن لم يصحبه علم يصححه، ولا معرفة تبين مرتبته، ولا ورع، ورأي صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجبه الشرع عليه؛ فلحسن قصدك المتمحض أو الممتزج بشيء آخر؛ قد عفوت لك عمّا كان منك إلي من الاتهام بالقصد السيئ؛ فهب أن الصواب معك يقينا، فهل خطا الإنسان دليل على سوء قصده؟!
فلو كان الأمر كذلك لتوجه رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة، فهل سلم أحد من الخطأ، وهل هذا القول الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا جاء في مسألة علمية دينية، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: الله قد فعلت.
ثم نقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة ما دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ، فيحل القدح فيمن عندك من الأدلة والقرائن الكثيرة على بعده عن القصود السيئة ما لا يبرر لك أن تتوهم فيه شيئا مما رميته به، وأن الله أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيرا إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان فقال تعالى {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا}
واعلم يا أخي أن هذه المقدمة ليس الغرض منها مقابلتك بما قلت فإني قد ذكرت لك أني قد عفوت لك عن حقي إذا كان لي حق، ولكن الغرض النصيحة، وأن أعرِّفك موقع هذا الاتهام ومرتبته من الدين والعقل والمروءة الإنسانية.
ثم إنه بعد هذا أخذ يتكلم عن الجواب الذي انتقده بما لا محل لذكره هنا، وإنما الفائدة في هذه المقدمة. اهـ
قلت: سمعت الشيخ عبد الله بن عقيل: في شريط "الشيخ عبد الرحمن السعدي كما عرفته" ذكر نحو هذه الحادثة، وأنها وقعت للشيخ ابن سعدي رحمه الله.
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=11193&postcount=128
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 01:50]ـ
وقال الإمام ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص39:
وقع رجل في رجل من أهل الدين، وجعل يعيبه ويُعَيِّن بعض ما يعيبه به، فقال بعض الحاضرين له:
هل أنت متيقن ما عبته فيه؟
ومن أي طريق أخبرت به؟
ثم إذا كان الأمر الذي ذكرته يقينيا؛ فهل يحل لك أن تعيبه أم لا؟
أما الأول: فإني أعر ف أنك لم تجالس الرجل،وربما أنك لم تجتمع به، وإنما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه، وهذا معلوم أنه لا يحل لك أن تبني على كلام الناس، وقد علم منهم الصادق والكاذب، والمخبر عمّا رأى، والمخبر عمّا سمع، والكاذب الذي يخلق ما يقول؛ فاتضح أنه على كل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيه.
ثم ننتقل معك إلى المقام الثاني، وهو: أنك متيقن أن فيه العيب الذي ذكرته، وقد وصل إليك بطريق يقيني؛ فهل تكلمت معه، ونصحته، ونظرت هل له عذر أم لا؟
فقال: لم أتكلم معه في هذا بالكلية.
فقال له: هذا لا يحل لك، إنما يجب عليك إذا علمت من أخيك أمرا معيبا أن تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء، ثم إذا نصحته، وأصر على العناد؛ فانظر هل لك في عيبك له عند الناس مصلحة، وردع أم في ذلك خلاف ذلك؟
وعلى الأحوال كلها، فأنت أظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وإنكار المنكر، وأنت في الحقيقة الذي فعل المنكر.
وما أكثر من يجري منه مثل هذه الأمور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة،وقلة الورع. الله أعلم.
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=11194&postcount=129
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 09:28]ـ
الشيخ / عمر المقبل - وفقه الله -،
والشيخ / عبد الرحمن السديس - وفقه الله -: جزاكما الله خيراً على هذه الفوائد والدرر.
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 08:27]ـ
الشيخ / عمر المقبل - وفقه الله -،
والشيخ / عبد الرحمن السديس - وفقه الله -
: جزاكما الله خيراً على هذه الفوائد والدرر.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 11:05]ـ
قال ـ رحمه الله ـ في شرح الحديث السابع من كتابه "البهجة":
(النفاق أساس الشر , وهو أن يظهر الخير , ويبطن الشر.
هذا الحد يدخل فيه النفاق الأكبر الاعتقادي ـ الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر , وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية , وصاحبه في الدرك الأسفل من النار.
وقد وصف الله هؤلاء المنافقين بصفات الشر كلها: من الكفر , وعدم الإيمان , والاستهزاء بالدين وأهله , والسخرية منهم , والميل بالكلية إلى أعداء الدين , لمشاركتهم لهم في عداوة دين الإسلام.
وهم موجودون في كل زمان , ولا سيما في هذا الزمان الذي طغت فيه المادية والإلحاد والإباحية.
والمقصود هنا: القسم الثاني من النفاق الذي ذكر في هذا الحديث , فهذا النفاق العملي - وإن كان لا يخرج من الدين بالكلية - فإنه دهليز الكفر , ومن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع فقد اجتمع فيه الشر , وخلصت فيه نعوت المنافقين ... الخ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 11:15]ـ
قال ـ نوّر الله ضريحه ـ في شرح الحديث التاسع،وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله , ولينته). وفي لفظ (فليقل: آمنت بالله ورسله) متفق عليه. وفي لفظ (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: من خلق الله؟).
احتوى هذا الحديث على أنه لا بد أن يلقي الشيطان هذا الإيراد الباطل:
إما وسوسة محضة،
أو على لسان شياطين الإنس وملاحدتهم ...
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم إلى دفع هذا السؤال بأمور ثلاثة: بالانتهاء , والعوذ من الشيطان , وبالإيمان ...
ثم استطرد في تفصيلها، ثم قال:
(فهذه الأمور الثلاثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم تبطل هذه الشبه التي لا تزال على ألسنة الملاحدة , يلقونها بعبارات متنوعة.
فأمر بالانتهاء الذي يبطل التسلسل الباطل ,
وبالتعوذ من الشيطان الذي هو الملقي لهذه الشبهة ,
وبالإيمان الصحيح الذي يدفع كل ما يضاده من الباطل. والحمد لله.
فبالانتهاء: قطع الشر مباشرة , وبالاستعاذة: قطع السبب الداعي إلى الشر , وبالإيمان اللجأ والاعتصام بالاعتقاد الصحيح اليقيني الذي يدفع كل معارض.
وهذه الأمور الثلاثة هي جماع الأسباب الدافعة لكل شبهة تعارض الإيمان. .
فينبغي العناية بها في كل ما عرض للإيمان من شبهة واشتباه يدفعه العبد مباشرة بالبراهين الدالة على إبطاله , وبإثبات ضده وهو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال , وبالتعوذ بالله من الشيطان الذي يدفع إلى القلوب فتن الشبهات , وفتن الشهوات , ليزلزل إيمانهم , ويوقعهم بأنواع المعاصي. فبالصبر واليقين: ينال العبد السلامة من فتن الشهوات , ومن فتن الشبهات. والله هو الموفق الحافظ).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 01:59]ـ
تنبيه: الفائدة السابقة من الحديث الثامن.
ـــــ
وقال ـ أجزل الله مثوبته ـ في شرح الحديث التاسع (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس):
(فمن وجه وجهه وقصده لربه: حبب إليه الإيمان , وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان , وجعله من الراشدين , فتمت عليه نعم الله من كل وجه.
ومن وجه وجهه لغير الله , بل تولى عدوه الشيطان: لم ييسره لهذه الأمور , بل ولاه الله ما تولى , وخذله , ووكله إلى نفسه , فضل وغوى , وليس له على ربه حجة , فإن الله أعطاه جميع الأسباب التي يقدر بها على الهداية , ولكنه اختار الضلالة على الهدى , فلا يلومن إلا نفسه).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 02:08]ـ
وقال ـ غفر الله له ـ في شرح حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (ص): (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ... الحديث) رواه مسلم.
فكل من علم علما أو وجه المتعلمين إلى سلوك طريقة يحصل لهم فيها علم: فهو داع إلى الهدى.
وكل من دعا إلى عمل صالح يتعلق بحق الله , أو بحقوق الخلق العامة والخاصة: فهو دل إلى الهدى.
وكل من أبدى نصيحة دينية أو دنيوية يتوسل بها إلى الدين: فهو دل إلى الهدى.
وكل من اهتدى في علمه أو عمله , فاقتدى به غيره: فهو دل إلى الهدى.
وكل من تقدم غيره بعمل خيري , أو مشروع عام النفع: فهو داخل في هذا النص.
وعكس ذلك كله: الداعي إلى الضلالة.
فالداعون إلى الهدى: هم أئمة المتقين , وخيار المؤمنين.
والداعون إلى الضلالة: هم الأئمة الذين يدعون إلى النار. .
وكل من عاون غيره على البر والتقوى: فهو من الداعين إلى الهدى.
وكل من أعان غيره على الإثم والعدوان: فهو من الداعين إلى الضلالة).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 02:10]ـ
وقال ـ أعلى الله درجته ـ في شرح الحديث (11) وهو حديث معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (ص): (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) متفق عليه.
(والفقه في الدين يشمل:
الفقه في أصول الإيمان ,
وشرائع الإسلام والأحكام ,
وحقائق الإحسان،
فإن الدين يشمل الثلاثة كلها , كما في حديث جبريل ... ).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 07:58]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ الكريم / عمر المقبل - حفظهُ اللهُ تعالى -:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم اللهُ خيرًا وبارك في جهودكم.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 01:29]ـ
وإياك ـ أخي سلمان ـ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 05:17]ـ
شكر الله لكم ونفع بما قلتم
في شرح الحديث الثاني عشر من بهجة قلوب الأبرار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.
... ولما فاضل النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين قويهم وضعيفهم خشي من توهم القدح في المفضول، فقال: «وفي كل خير» وفي هذا الاحتراز فائدة نفيسة، وهي أن على من فاضل بين الأشخاص أو الأجناس أو الأعمال أن يذكر وجه التفضيل، وجهة التفضيل. ويحترز بذكر الفضل المشترك بين الفاضل والمفضول، لئلا يتطرق القدح إلى المفضول وكذلك في الجانب الآخر إذا ذكرت مراتب الشر والأشرار، وذكر التفاوت بينهما. فينبغي بعد ذلك أن يذكر القدر المشترك بينهما من أسباب الخير أو الشر. وهذا كثير في الكتاب والسنة.
إلى أن قال:
... فالأمور النافعة في الدين ترجع إلى أمرين: علم نافع، وعمل صالح.
أما العلم النافع: فهو العلم المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين. وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث وتفسير وفقه، وما يعين على ذلك من علوم العربية بحسب حالة الوقت والموضع الذي فيه الإنسان، وتعيين ذلك يختلف باختلاف الأحوال.
والحالة التقريبية: أن يجتهد طالب العلم في حفظ مختصر من مختصرات الفن الذي يشتغل فيه. فإن تعذر أو تعسر عليه حفظه لفظا، فليكرره كثيرا، متدبرا لمعانيه، حتى ترسخ معانيه في قلبه. ثم تكون باقي كتب هذا الفن كالتفسير والتوضيح والتفريع لذلك الأصل الذي عرفه وأدركه، فإن الإنسان إذا حفظ الأصول وصار له ملكة تامة في معرفتها هانت عليه كتب الفن كلها: صغارها وكبارها. ومن ضيع الأصول حرم الوصول.
فمن حرص على هذا الذي ذكرناه، واستعان بالله: أعانه الله، وبارك في علمه، وطريقه الذي سلكه.
ومن سلك في طلب العلم غير هذه الطريقة النافعة: فاتت عليه الأوقات، ولم يدرك إلا العناء، كما هو معروف بالتجربة. والواقع يشهد به، فإن يسر الله له معلما يحسن طريقة التعليم، ومسالك التفهيم: تم له السبب الموصل إلى العلم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 11:42]ـ
قال رحمه الله في شرح الحديث (15)،وهو حديث عائشة (أنزلوا الناس منازلهم):
يا له من حديث حكيم , فيه الحث لأمته على مراعاة الحكمة، ...
هذا الحديث جامع , إذ أمر أن ننزل الناس منازلهم، وذلك في جميع المعاملات , وجميع المخاطبات , والتعلم والتعليم.
فمن ذلك: أن الناس قسمان:
قسم لهم حق خاص: كالوالدين والأولاد والأقارب , والجيران والأصحاب والعلماء , ... فهذا القسم تنزيلهم منازلهم: القيام بحقوقهم المعروفة شرعا وعرفا , من البر والصلة والإحسان والتوقير والوفاء والمواساة , وجميع ما لهم من الحقوق , فهؤلاء يميزون عن غيرهم بهذه الحقوق الخاصة.
وقسم ليس لهم مزية اختصاص بحق خاص: وإنما لهم حق الإسلام وحق الإنسانية , فهؤلاء حقهم المشترك: أن تمنع عنهم الأذى والضرر بقول أو فعل , وأن تحب للمسلمين ما تحب لنفسك من الخير وتكره لهم ما تكره لها من الشر , بل يجب منع الأذى عن جميع نوع الإنسان وإيصال ما تقدر عليه لهم من الإحسان ... ثم ذكر صوراً من الإحسان إليهم ثم قال:
وكذلك من تنزيل الناس منازلهم: أن تجعل الوظائف الدينية والدنيوية والممتزجة منهما للأكفاء المتميزين , الذين يفضلون غيرهم في ولاية تلك الوظيفة ...
وكذلك يدخل في ذلك معاملة العصاة والمجرمين: فمن رتب الشارع على جرمه عقوبة من حد ونحوه تعين ما عينه الشارع , لأنه هو عين المصلحة العامة الشاملة , ومن لم يعين له عقوبة , عزر بحسب حاله ومقامه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الأمور وما أشبهها داخلة في هذا الكلام الجامع الذي تواطأ عليه الشرع والعقل. وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن) انتهى.
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 08:47]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم فوائد تليق بقائلها ومنتقيها لا حرمك الله الأجر
متابع ...
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 10:52]ـ
وقال ـ غفر الله لنا وله ـ في شرح حديث أبي هريرة مرفوعاً: (انظروا إلى من هو أسفل منكم , ولا تنظروا إلى من هو فوقكم , فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) متفق عليه:
(وعلى العبد أن يسعى بكل وسيلة توصله وتعينه على الشكر،وقد أرشد (ص) إلى هذا الدواء العجيب , والسبب القوي لشكر نعم الله:
وهو أن يلحظ العبد في كل وقت من هو دونه في العقل والنسب والمال وأصناف النعم،فمتى استدام هذا النظر اضطره إلى كثرة شكر ربه والثناء عليه , فإنه لا يزال يرى خلقا كثيرا دونه بدرجات في هذه الأوصاف , ويتمنى كثير منهم أن يصل إلى قريب مما أوتيه من عافية ومال ورزق , وخلق وخلق , فيحمد الله على ذلك حمدا كثيراً ...
ينظر إلى خلق كثير ممن سلبوا عقولهم , فيحمد ربه على كمال العقل.
ويشاهد عالما كثيرا ليس لهم قوت مدخر , ولا مساكن يأوون إليها , وهو مطمئن في مسكنه , موسع عليه رزقه.
ويرى خلقا كثيرا قد ابتلوا بأنواع الأمراض , وأصناف الأسقام وهو معافى من ذلك , مسربل بالعافية.
ويشاهد خلقا كثيرا قد ابتلوا ببلاء أفظع من ذلك , بانحراف الدين , والوقوع في قاذورات المعاصي , والله قد حفظه منها أو من كثير منها.
ويتأمل أناسا كثيرين قد استولى عليهم الهم , وملكهم الحزن والوساوس , وضيق الصدر , ثم ينظر إلى عافيته من هذا الداء , ومنة الله عليه براحة القلب , حتى ربما كان فقيرا يفوق بهذه النعمة - نعمة القناعة وراحة القلب - كثيرا من الأغنياء.
ثم من ابتلي بشيء من هذه الأمور يجد عالما كثيرا أعظم منه وأشد مصيبة , فيحمد الله على وجود العافية وعلى تخفيف البلاء , فإنه ما من مكروه إلا ويوجد مكروه أعظم منه.
فمن وُفّق للاهتداء بهذا الهدى الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل شكره في قوة ونمو , ولم تزل نعم الله عليه تترى وتتوالى،ومن عكس القضية فارتفع نظره وصار ينظر إلى من هو فوقه في العافية والمال والرزق وتوابع ذلك , فإنه لا بد أن يزدري نعمة الله , ويفقد شكره،ومتى فقد الشكر ترحلت عنه النعم , وتسابقت إليه النقم , وامتحن بالغم الملازم , والحزن الدائم , والتسخط لما هو فيه من الخير , وعدم الرضى بالله ربا ومدبرا ...
ولما كان على الشكر مدار الخير وعنوانه قال عنه لمعاذ بن جبل: (إني أحبك , فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) ...
وقد اعترف أعظم الشاكرين بالعجز عن شكر نعم الله , فقال (ص): (لا أحصي ثناء عليك , أنت كما أثنيت على نفسك) انتهى باختصار.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 10:57]ـ
وقال ـ أعلى الله نزله في الجنة ـ في شرح الحديث (20) وهو حديث أبي هريرة المتفق عليه: (لا يقبل الله صلاة أحدكم - إذا أحدث - حتى يتوضأ).:
(يدل الحديث بمنطوقه: أن من لم يتوضأ إذا أحدث فصلاته غير مقبولة: أي غير صحيحة , ولا مجزئة , وبمفهومه: أن من توضأ قبلت صلاته: أي مع بقية ما يجب ويشترط للصلاة ; لأن الشارع يعلق كثيرا من الأحكام على أمور معينة لا تكفي وحدها لترتب الحكم , حتى ينضم إليها بقية الشروط , وحتى تنتفي الموانع، وهذا الأصل الشرعي متفق عليه بين أهل العلم ; لأن العبادة التي تحتوي على أمور كثيرة - كالصلاة مثلا - لا يشترط أن تجمع أحكامها في كلام الشارع في موضع واحد , بل يجمع جميع ما ورد فيها من الأحكام , فيؤخذ مجموع أحكامها من نصوص متعددة،وهذا من أكبر الأسباب لوضع الفقهاء علوم الفقه والأحكام , وترتيبها وتبويبها , وضم الأجناس والأنواع بعضها لبعض للتقريب على غيرهم ...
وفي هذا دليل على أنه لو صلى ناسيا أو جاهلا حدثه فعليه الإعادة لعموم الحديث , وهو متفق عليه، فهو وإن كان مثابا على فعله صورة الصلاة وما فيها من العبادات , لكن عليه الإعادة لإبراء ذمته.
وهذا بخلاف من تطهر ونسي ما على بدنه أو ثوبه من النجاسة , فإنه لا إعادة عليه على الصحيح ; لأن الطهارة من باب فعل الأمور التي لا تبرأ الذمة إلا بفعلها. وأما اجتناب النجاسة فإنه من باب اجتناب المحظور الذي إذا فعل والإنسان معذور , فلا إعادة عليه) انتهى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 10:43]ـ
وقال ـ رفع الله منزلته ـ في شرح الحديث (21): [عشر من الفطرة]:
(والمقصود:
أن الفطرة هي شاملة لجميع الشريعة باطنها وظاهرها ; لأنها تنقي الباطن من الأخلاق الرذيلة , وتحليه بالأخلاق الجميلة التي ترجع إلى عقائد الإيمان والتوحيد , والإخلاص لله والإنابة إليه وتنقي الظاهر من الأنجاس والأوساخ وأسبابها , وتطهره الطهارة الحسية والطهارة المعنوية , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان) وقال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} [سورة البقرة: الآية 222] فالشريعة كلها طهارة وزكاء وتنمية وتكميل , وحث على معالي الأمور , ونهي عن سفسافها , والله أعلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 10:48]ـ
وقال، نوّر الله قبره ـ في شرح حديث (23) وهو حديث أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهرة: (إنها ليست بنجس , إنها من الطوافين عليكم والطوافات) رواه مالك وأحمد وأهل السنن الأربع).
[هذا الحديث محتو على أصلين:
أحدهما: أن المشقة تجلب التيسير , وذلك أصل كبير من أصول الشريعة , من جملته: أن هذه الأشياء التي يشق التحرز منها طاهرة , لا يجب غسل ما باشرت بفيها أو يدها أو رجلها , لأنه علل ذلك بقوله: (إنها من الطوافين عليكم والطوافات) ...
الثاني: أن الهرة وما دونها في الخلقة كالفأرة ونحوها طاهرة في الحياة لا ينجس ما باشرته من طعام وشراب وثياب وغيرها , ولذلك قال أصحابنا:
الحيوانات أقسام خمسة:
أولها: نجس حيا وميتا في ذاته وأجزائه وفضلاته , وذلك كالكلاب والسباع كلها , والخنزير ونحوها.
الثاني: ما كان طاهرا في الحياة نجسا بعد الممات ,وذلك كالهرة وما دونها في الخلقة ,ولا تحله الذكاة ولا غيرها.
الثالث: ما كان طاهراً في الحياة وبعد الممات , ولكنه لا يحل أكله , وذلك كالحشرات التي لا دم لها سائل.
الرابع: ما كان طاهراً في الحياة وبعد الذكاة , وذلك كالحيوانات المباح أكلها , كبهيمة الأنعام ونحوها.
الخامس: ما كان طاهراً في الحياة وبعد الممات , ذكي أو لم يذك وهو حلال , وذلك كحيوانات البحر كلها والجراد.
واستدل كثير من أهل العلم بقوله صلى الله عليه وسلم: (إنها من الطوافين عليكم والطوافات) بطهارة الصبيان , وطهارة أفواههم , ولو بعد ما أصابتها النجاسة , وكذلك طهارة ريق الحمار والبغل وعرقه وشعره. وأين مشقة الهر من مشقة الحمار والبغل؟
ويدل عليه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يركبها هو وأصحابه , ولم يكونوا يتوقون منها ما ذكرنا , وهذا هو الصواب.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في لحوم الحمر يوم خيبر: (إنها رجس) أي: لحمها رجس نجس حرام أكله , وأما ريقها وعرقها وشعرها: فلم ينه عنه , ولم يتوقه صلى الله عليه وسلم.
وأما الكلاب: فإنه صلى الله عليه وسلم أمر بغسل ما ولغت فيه سبع مرات إحداهن بالتراب].
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 10:52]ـ
وقال ـ جزاه الله عن الإشلام وأهله خيراً ـ في شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان , مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر) رواه مسلم:
[ ... ، فهذه الفرائض الثلاث إذا تجنب العبد كبائر الذنوب غفر الله بها الصغائر والخطيئات , وهي من أعظم ما يدخل في قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} [سورة هود: الآية 114].
كما أن الله جعل من لطفه تجنب الكبائر سببا لتكفير الصغائر , قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} [سورة النساء: الآية 31] أما الكبائر , فلابد لها من توبة.
وعلم من هذا الحديث: أن كل نص جاء فيه تكفير بعض الأعمال الصالحة للسيئات , فإنما المراد به الصغائر , لأن هذه العبادات الكبار إذا كانت لا تكفر بها الكبائر فكيف بما دونها؟.
والحديث صريح في أن الذنوب قسمان: كبائر , وصغائر.
وقد كثر كلام الناس في الفرق بين الصغائر والكبائر!
وأحسن ما قيل: إن الكبيرة ما رتب عليه حد في الدنيا , أو توعد عليه بالآخرة أو لعن صاحبه , أو رتب عليه غضب ونحوه , والصغائر ما عدا ذلك.
أو يقال: الكبائر: ما كان تحريمه تحريم المقاصد , والصغائر: ما حرم تحريم الوسائل , فالوسائل: كالنظرة المحرمة مع الخلوة بالأجنبية , والكبيرة: نفس الزنا , وكربا الفضل مع ربا النسيئة , ونحو ذلك , والله أعلم].
ـ[النصل]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 11:08]ـ
ومما يحسن ذكره في هذا المقام،أن أخانا الشيخ المفيد: محمد بن إبراهيم الحمد، قد ترجم للشيخ عبدالرحمن ترجمة موعبة،لا أعلم ترجمة أوسع منها، في كتابه (تراجم لتسعة من الأعلام) طبع مؤخراً عن دار ابن خزيمة، وقد ذُكِرَ في هذه الترجمة من الأخبار والنوادر التي تنشر لأول مرة عن هذا الإمام المتفنن ـ رحمه الله ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذا،فقد وعد الشيخ محمد بأن يفرد ترجمته بكتاب مستقل،مع أخبار أخرى ما زالت عنده،وما زال يجمعها من آل بيت الشيخ ـ وأكثرهم في المنطقة الشرقية ـ.
الشيخ محمد الحمد اخذ ترجمة الشيخ من كتاب مواقف اجتماعية للشيخ عبدالرحمن السعدي تأليف محمد ومساعد السعدي وهذا الكتاب مسودة ويقولون طبعته دار الميمان
كتاب جميل
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 01:53]ـ
علق رحمه الله على حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه ـ المتفق عليه ـ مرفوعاً: (صلوا كما رأيتموني أصلي , وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم , وليؤمكم أكبركم) متفق عليه [الحديث رقم 25 من "البهجة"] فقال:
(هذا الحديث احتوى على ثلاث جمل , أولها أعظمها:
الجملة الأولى: قوله: (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم) فيه مشروعية الأذان ووجوبه للأمر به , وكونه بعد دخول الوقت، ويستثنى من ذلك: صلاة الفجر فإنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن بلالا يؤذن بليل , فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا ينادي حتى يقال له: أصبحت , أصبحت).
وأن الأذان فرض كفاية , لا فرض عين , لأن الأمر من الشارع إن خوطب به كل شخص مكلف وطلب حصوله منه , فهو فرض عين. وإن طلب حصوله فقط , بقطع النظر عن الأعيان , فهو فرض كفاية. وهنا قال: (فليؤذن لكم أحدكم)
والحديث يدل على وجوب الأذان في الحضر والسفر , والإقامة من تمام الأذان , لأن الأذان: الإعلام بدخول الوقت للصلاة , والإقامة: الإعلام بالقيام إليها ...
الجملة الثانية: (وليؤمكم أكبركم) فيه: وجوب صلاة الجماعة وأن أقلها إمام ومأموم , وأن الأولى بالإمامة أقومهم بمقصود الإمامة , كما ثبت في الصحيح: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في القراءة سواء , فأعلمهم بالسنة , فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة أو إسلاما) فإذا كانوا متقاربين - كما في هذا الحديث - كان الأولى منهما أكبرهما ; فإن تقديم الأكبر مشروع في كل أمر طلب فيه الترتيب , إذا لم يكن للصغير مزيد فضل , لقوله صلى الله عليه وسلم (كبر كبر) ...
الجملة الثالثة: - وهي الأولى في هذا الحديث - قوله: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وهذا تعليم منه صلى الله عليه وسلم بالقول والفعل , كما فعل ذلك في الحج , حيث كان يقوم بأداء المناسك ويقول للناس: (خذوا عني مناسككم) وهذه الجملة تأتي على جميع ما كان يفعله ويقوله ويأمر به في الصلاة , وذلك بأن يستكمل العبد جميع شروط الصلاة , ثم يقوم إلى صلاته ويستقبل القبلة , ناوياًَ الصلاة المعينة بقلبه ...
فجميع الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة من فعله وقوله وتعليمه وإرشاده داخل في قوله: " صلوا كما رأيتموني أصلي " وهو مأمور به , أمر إيجاب أو استحباب بحسب الدلالة.
فما كان من أجزائها لا يسقط سهوا ولا جهلا , ولا عمدا قيل له: ركن , كتكبيرة الإحرام , وقراءة الفاتحة , والتشهد الأخير , والسلام , وكالقيام , والركوع , والسجود , والاعتدال عنها.
وما كان يسقط سهوا ويجبره سجود السهو قيل له: واجب , كالتشهد الأول , والجلوس له , والتكبيرات غير تكبيرة الإحرام , وقول " سمع الله لمن حمده " للإمام والمنفرد , وقول: " ربنا ولك الحمد " لكل مصل , وقول: " سبحان ربي العظيم " مرة في الركوع , و " سبحان ربي الأعلى " مرة في السجود , وقول: " رب اغفر لي " بين السجدتين.
وما سوى ذلك , فإنه من مكملاتها ومستحباتها , وخصوصا روح الصلاة ولبها , وهو حضور القلب فيها , وتدبر ما يقوله من قراءة , وذكر ودعاء , وما يفعله من قيام وقعود , وركوع وسجود , والخضوع لله , والخشوع فيها لله.
ومما يدخل في ذلك: تجنب ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة , كالضحك , والكلام , وكثرة الحركة المتابعة لغير ضرورة , فإن الصلاة لا تتم إلا بوجود شروطها وأركانها وواجباتها.
وانتفاء مبطلاتها التي ترجع إلى أمرين: إما إخلال بلازم , أو فعل ممنوع فيها , كالكلام ونحوه) انتهى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 02:18]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ـ رفع الله درجته في المهديين ـ في شرح حديث (26) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر , وجعلت لي الأرض كلها مسجدا وطهورا , فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل , وأحلت لي الغنائم , ولم تحل لأحد قبلي , وأعطيت الشفاعة , وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة , وبعثت إلى الناس عامة) متفق عليه.
=================
(فضل نبينا محمد بفضائل كثيرة فاق بها جميع الأنبياء , فكل خصلة حميدة ترجع إلى العلوم النافعة , والمعارف الصحيحة , والعمل الصالح , فلنبينا منها أعلاها وأفضلها وأكملها , ولهذا لما ذكر الله أعيان الأنبياء الكرام قال لنبيه: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}. [سورة الأنعام: الآية 90]
وهداهم: هو ما كانوا عليه من الفضائل الظاهرة والباطنة ... )
ثم تحدث عن ميزة النصر بالرعب فقال:
(وهذا نصر رباني وجند من السماء يعين الله به رسوله وأمته المتبعين لهديه , فمتى كان عدوه عنه مسافة شهر فأقل , فإنه مرعوب منه , وإذا أراد الله نصر أحد ألقى في قلوب أعدائه الرعب , قال تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا} [آل عمران: 151] وألقى في قلوب المؤمنين من القوة والثبات , والسكينة والطمأنينة ما هو أعظم أسباب النصر , فالله تعالى وعد نبينا وأمته بالنصر , وأن يعينهم بأسباب أرشدهم إليها , كالاجتماع والائتلاف , والصبر والاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة إلى غير ذلك من الإرشادات الحكيمة , وساعدهم بهذا النصر , وقد فعل تبارك وتعالى , كما هو معروف من حال نبينا صلى الله عليه وسلم والمتبعين له من خلفائه الراشدين والملوك الصالحين , تم لهم من النصر والعز العظيم في أسرع وقت ما لم يتم لغيرهم.
ثم تحدث عن الميزة الثانية: وهي قوله: (وجعلت لي الأرض كلها مسجدا وطهورا) وحقق ذلك بقوله: (فأينما أدركت أحدا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وطهوره) فجميع بقاع الأرض مسجد يصلي فيها من غير استثناء إلا ما نص الشارع على المنع منه ... والشارع أناب التراب مناب الماء عند تعذر استعماله , فيدل ذلك على أنه إذا تطهر بالتراب ولم ينتقض وضوءه لم يبطل تيممه بخروج الوقت ولا بدخوله , وأنه إذا نوى التيمم للنفل استباح الفرض كطهارة الماء , وأن حكمه حكم الماء في كل الأحكام في حالة التعذر.
الثالثة: قوله: (وأحلت لي الغنائم , ولم تحل لأحد قبلي): وذلك لكرامته على ربه , وكرامة أمته وفضلهم , وكمال إخلاصهم , فأحلها لهم , ولم ينقص من أجر جهادهم شيئا , وحصل بها لهذه الأمة من سعة الأرزاق , وكثرة الخيرات , والاستعانة على أمور الدين والدنيا شيء لا يمكن عده , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (وجعل رزقي تحت ظل رمحي) أما من قبلنا من الأمم , فإن جهادهم قليل بالنسبة لهذه الأمة , وهم دون هذه الأمة بقوة الإيمان والإخلاص , فمن رحمته بهم أنه منعهم من الغنائم ; لئلا يخل بإخلاصهم , والله أعلم.
الرابعة: قوله: (وأعطيت الشفاعة):وهي الشفاعة العظمى التي يعتذر عنها كبار الرسل , وينتدب لها خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم , فيشفعه الله في الخلق , ويحصل له المقام المحمود الذي يحمده فيه الأولون والآخرون , وأهل السماوات والأرض , وتنال أمته من هذه الشفاعة الحظ الأوفر , والنصيب الأكمل , ويشفع لهم شفاعة خاصة , فيشفعه الله تعالى , وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي دعوة قد تعجلها , وقد خبأت دعوتي شفاعة لأمتي فهي نائلة - إن شاء الله - من مات لا يشرك بالله شيئا) , وقال: (أسعد الناس بشفاعتي: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه).
الخامسة: قوله: (وكان النبي) أي: جنس الأنبياء (يبعث إلى قومه خاصة , وبعثت إلى الناس عامة) وذلك لكمال شريعته وعمومها وسعتها , واشتمالها على الصلاح المطلق , وأنها صالحة لكل زمان ومكان , ولا يتم الصلاح إلا بها , وقد أسست للبشر أصولا عظيمة , متى اعتبروها صلحت لهم دنياهم كما صلح لهم دينهم.) انتهى.
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 02:51]ـ
جزاكم الله خيرا
سؤال بسيط جدا: اسم جده هل هو سَعدي أو سِعدي؟
وقال العلامة السعدي في تفسير قوله {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير}:
ثم أخبر عن سعة علمه لما في النفوس خصوصا، ولما في السماء والأرض عموما، وعن كمال قدرته، ففيه إرشاد إلى تطهير القلوب واستحضار علم الله كل وقت فيستحي العبد من ربه أن يرى قلبه محلا لكل فكر رديء، بل يشغل أفكاره فيما يقرب إلى الله من تدبر آية من كتاب، أو سنة من أحاديث رسول الله، أو تصور وبحث في علم ينفعه، أو تفكر في مخلوقات الله ونعمه، أو نصح لعباد الله، وفي ضمن أخبار الله عن علمه وقدرته الإخبار بما هو لازم ذلك من المجازاة على الأعمال، ومحل ذلك يوم القيامة، فهو الذي توفى به النفوس بأعمالها فلهذا قال {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 03:47]ـ
هو بفتح السين، نسبة لسعد ـ أحد أجداده ـ.
والعامة عندنا يكسرون السين،وهو تحريف،والله أعلم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 01:55]ـ
ولزياد الفائدة في ضبط اسم الشيخ ـ رحمه الله ـ:
قال السماعني في "الأنساب" 3/ 255:
السعدي: بفتح السين وسكون العين، وفي آخرها الدال، المهملات.
هذه النسبة إلى عدة قبائل: إلى سعد بن بكر بن هوزان، وإلى سعد تميم، وإلى سعد الانصار، وإلى سعد جذام، وإلى سعد خولان، وإلى سعد تجيب، وإلى سعد بن أبي وقاص، وإلى سعد من بني عبد شمس، وإلى سعد هذيم بن قضاعة ...
إلى أن قال:
وأما سعد تميم، فهو: سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم سهم بن منجاب السعدي ...
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 02:10]ـ
وقال ـ غفر الله له ـ في شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر , وركعتي الضحى , وأن أوتر قبل أن أنام) متفق عليه ـ وهو ح (27) من البهجة.
[وصيته صلى الله عليه وسلم وخطابه لواحد من أمته خطاب للأمة كلها , ما لم يدل دليل على الخصوصية ...
وأما صلاة الضحى: فإنه قد تكاثرت الأحاديث الصحيحة في فضلها , واختلف العلماء في استحباب مداومتها , أو أن يغب بها الإنسان , والصحيح: أنه تستحب المداومة عليها لهذا الحديث وغيره إلا لمن له عادة من صلاة الليل , فإذا تركها أحيانا فلا بأس.
وأما الوتر: فإنه سنة مؤكدة , حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم , وداوم عليه حضرا وسفرا. وأقله ركعة واحدة , وإن شاء بثلاث , أو خمس , أو سبع , أو تسع , أو إحدى عشرة ركعة , وله أن يسردها بسلام واحد , وأن يسلم من كل ركعتين ... ] انتهى المقصود.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 07:19]ـ
وقال ـ نور الله قبره ـ في شرحه للحديث (28) وهو حديث أبي أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر. ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه , فسددوا وقاربوا وأبشروا , واستعينوا بالغدوة والروحة , وشيء من الدلجة) متفق عليه. وفي لفظ (والقصد القصد تبلغوا).
[ما أعظم هذا الحديث , وأجمعه للخير والوصايا النافعة , والأصول الجامعة , فقد أسس صلى الله عليه وسلم في أوله هذا الأصل الكبير , فقال: (إن الدين يسر) أي ميسر مسهل في عقائده وأخلاقه وأعماله , وفي أفعاله وتروكه ...
ثم ذكر رحمه الله نماذج من يسر الشريعة في الأركان الخمسة ثم قال ـ رحمه الله ـ:
ثم بعد ذلك بقية شرائع الإسلام التي هي في غاية السهولة الراجعة لأداء حق الله وحق عباده , فهي في نفسها ميسرة. قال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} [سورة البقرة: الآية 185] ومع ذلك إذا عرض للعبد عارض مرض أو سفر أو غيرهما , رتب على ذلك من التخفيفات , وسقوط بعض الواجبات , أو صفاتها وهيأتها ما هو معروف.
ثم إذا نظر العبد إلى الأعمال الموظفة على العباد في اليوم والليلة المتنوعة من فرض ونفل , وصلاة وصيام وصدقة وغيرها , وأراد أن يقتدي فيها بأكمل الخلق وإمامهم محمد صلى الله عليه وسلم رأى ذلك غير شاق عليه , ولا مانع له عن مصالح دنياه , بل يتمكن معه من أداء الحقوق كلها: حق الله وحق النفس , وحق الأهل والأصحاب , وحق كل من له حق على الإنسان برفق وسهولة , وأما من شدد على نفسه فلم يكتف بما اكتفى به النبي صلى الله عليه وسلم , ولا بما علمه للأمة وأرشدهم إليه , بل غلا , وأوغل في العبادات = فإن الدين يغلبه , وآخر أمره العجز والانقطاع , ولهذا قال: " ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه " فمن قاوم هذا الدين بشدة وغلو , ولم يقتصد: غلبه الدين , واستحسر ورجع القهقري. إلى أن قال رحمه الله:
ثم ختم الحديث بوصية خفيفة على النفوس , وهي في غاية النفع. فقال: (واستعينوا بالغدوة والروحة , وشيء من الدلجة) وهذه الأوقات الثلاثة كما أنها السبب الوحيد لقطع المسافات القريبة والبعيدة في الأسفار الحسية , مع راحة المسافر , وراحة راحلته , ووصوله براحة وسهولة , فهي السبب الوحيد لقطع السفر الأخروي , وسلوك الصراط المستقيم , والسير إلى الله سيرا جميلا، فمتى أخذ العامل نفسه , وشغلها بالخير والأعمال الصالحة المناسبة لوقته - أول نهاره وآخر نهاره وشيئا من ليله , وخصوصا آخر الليل - حصل له من الخير ومن الباقيات الصالحات أكمل حظ , وأوفر نصيب. ونال السعادة والفوز والفلاح , وتم له النجاح في راحة وطمأنينة , مع حصول مقاصده الدنيوية , وأغراضه النفسية.
وهذا من أكبر الأدلة على رحمة الله بعباده بهذا الدين الذي هو مادة السعادة الأبدية , إذ نصبه لعباده , وأوضحه على ألسنة رسله , وجعله ميسرا سهلا , وأعان عليه من كل وجه , ولطف بالعاملين , وحفظهم من القواطع والعوائق. فعلمت بهذا: أنه يؤخذ من هذا الحديث العظيم عدة قواعد.
القاعدة الأولى: التيسير الشامل للشريعة على وجه العموم.
القاعدة الثانية: المشقة تجلب التيسير وقت حصولها.
القاعدة الثالثة: إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم.
القاعدة الرابعة: تنشيط أهل الأعمال , وتبشيرهم بالخير والثواب المرتب على الأعمال.
القاعدة الخامسة: الوصية الجامعة في كيفية السير والسلوك إلى الله , التي تغني عن كل شيء ولا يغني عنها شيء. فصلوات الله وسلامه على من أوتي جوامع الكلم ونوافعها] انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 11:26]ـ
وقال ـ جزاه الله عن الإشلام وأهله خيراً ـ في شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان , مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر) رواه مسلم:
[ ... ، فهذه الفرائض الثلاث إذا تجنب العبد كبائر الذنوب غفر الله بها الصغائر والخطيئات , وهي من أعظم ما يدخل في قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} [سورة هود: الآية 114].
[/ SIZE]
دعنا برجائنا أن شرط التكفير واحد فقط وهو أداء هذه العبادات وإلا فالأمر شاق جدا
ومِلْ إلى قول غيره ومنهم تلميذه فهذا والله أطمع وأرغب ولا حول ولاقوة إلا بالله
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 12:19]ـ
أخي الكريم المفيد الشيخ المقرئ ..
أرجو أن تفصح عما تريد بشكل أكثر .. فطرحك مفيد،وأسلوبك مشوق،وكلامك يقطر عسلاً ...
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 12:13]ـ
شيخنا عمر وفقه الله: ما أعنيه: أن الشيخ يقول
فهذه الفرائض الثلاث إذا تجنب العبد كبائر الذنوب غفر الله بها الصغائر والخطيئات , وهي من أعظم ما يدخل في قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات} [سورة هود: الآية 114].
.
فالشيخ رجح كما رجح غيره من أهل العلم أن شرط تكفير السيئات في هذا الحديث من الصلاة إلى الصلاة " اجتناب الكبائر "
وغيره رجح أن شرط التكفير للصغائر فقط " هو فعل الصلاة " فمن صلى " غفر له صغائر الذنوب
وجزاكم الله خيرا على رفع المعنويات
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 07:48]ـ
وجزاكم الله خيرا على رفع المعنويات
أضحك الله سنك .. من أنا حتى يرفع معنويات مثلك؟! إن هذا إلا من لطفك وفضلك.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 07:56]ـ
وقال ـ رحمه الله ـ في شرح حديث (29)،وهو حديث أبي هريرة مرفوعاً: (حق المسلم على المسلم ست: قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال إذا لقيته فسلم عليه , وإذا دعاك فأجبه , وإذا استنصحك فانصح له , وإذا عطس فحمد الله فشمته , وإذا مرض فعده , وإذا مات فاتبعه) رواه مسلم.
[هذه الحقوق الستة من قام بها في حق المسلمين كان قيامه بغيرها أولى , وحصل له أداء هذه الواجبات والحقوق التي فيها الخير الكثير والأجر العظيم من الله.
الأولى: " إذا لقيته فسلم عليه " فإن السلام سبب للمحبة التي توجب الإيمان الذي يوجب دخول الجنة , ... والسلام من محاسن الإسلام , فإن كل واحد من المتلاقيين يدعو للآخر بالسلامة من الشرور , وبالرحمة والبركة الجالبة لكل خير , ويتبع ذلك من البشاشة وألفاظ التحية المناسبة ما يوجب التآلف والمحبة , ويزيل الوحشة والتقاطع. فالسلام حق للمسلم , وعلى المسلم عليه رد التحية بمثلها أو أحسن منها , وخير الناس من بدأهم بالسلام.
الثانية: (إذا دعاك فأجبه) أي دعاك لدعوة طعام أو شراب فاجبر خاطر أخيك الذي أدلى إليك وأكرمك بالدعوة , وأجبه لذلك إلا أن يكون لك عذر.
الثالثة: قوله: " وإذا استنصحك فانصح له " أي إذا استشارك في عمل من الأعمال: هل يعمله أم لا؟ فانصح له بما تحبه لنفسك , فإن كان العمل نافعا من كل وجه فحثه على فعله , وإن كان مضرا فحذره منه , وإن احتوى على نفع وضرر فاشرح له ذلك ووازن بين المصالح والمفاسد , ... وهذه النصيحة واجبة مطلقا , ولكنها تتأكد إذا استنصحك وطلب منك الرأي النافع , ولهذا قيده في هذه الحالة التي تتأكد.
الرابعة: قوله: " وإذا عطس فحمد الله فشمته " ... فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت , ولا يلومن إلا نفسه , فهو الذي فوت على نفسه النعمتين: نعمة الحمد لله , ونعمة دعاء أخيه له المرتب على الحمد.
الخامسة: قوله: " وإذا مرض فعده " عيادة المريض من حقوق المسلم , وخصوصا من له حق عليك متأكد , كالقريب والصاحب ونحوهما , وهي من أفضل الأعمال الصالحة , ... ولا يطيل عنده الجلوس , بل بمقدار العيادة , إلا أن يؤثر المريض كثرة تردده وكثرة جلوسه عنده , فلكل مقام مقال.
السادسة: قوله: "وإذا مات فاتبعه " ... واتباع الجنازة فيه حق لله , وحق للميت , وحق لأقاربه الأحياء.] انتهى المقصود منه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 11:48]ـ
وقال ـ أنزل الله على قبره الرحمة ـ في شرحه للحديث (30)،وهو حديث أبي موسى مرفوعاً: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما) رواه البخاري.
[هذا من أكبر منن الله على عباده المؤمنين: أن أعمالهم المستمرة المعتادة إذا قطعهم عنها مرض أو سفر كتبت لهم كلها كاملة ; لأن الله يعلم منهم أنه لولا ذلك المانع لفعلوها , فيعطيهم تعالى بنياتهم مثل أجور العاملين مع أجر المرض الخاص , ومع ما يحصل به من القيام بوظيفة الصبر , أو ما هو أكمل من ذلك من الرضى والشكر , ومن الخضوع لله والانكسار له , ومع ما يفعله المسافر من أعمال ربما لا يفعلها في الحضر: من تعليم , أو نصيحة , أو إرشاد إلى مصلحة دينية أو دنيوية , وخصوصا في الأسفار الخيرية , كالجهاد , والحج والعمرة , ونحوها.
ويدخل في هذا الحديث: أن من فعل العبادة على وجه ناقص وهو يعجز عن فعلها على الوجه الأكمل , فإن الله يكمل له بنيته ما كان يفعله لو قدر عليه , فإن العجز عن مكملات العبادات نوع مرض , والله أعلم.
ومن كان من نيته عمل خير , ولكنه اشتغل بعمل آخر أفضل منه , ولا يمكنه الجمع بين الأمرين، فهو أولى أن يكتب له ذلك العمل الذي منعه منه عمل أفضل منه , بل لو اشتغل بنظيره , وفضل الله تعالى عظيم] انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 11:21]ـ
وقال ـ رفع الله درجته ـ في شرح حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً: (أسرعوا بالجنازة , فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه , وإن تك غير ذلك , فشر تضعونه عن رقابكم) متفق عليه.
قوله (ص): (أسرعوا بالجنازة) يشمل: الإسراع بتغسيلها وتكفينها وحملها ودفنها وجميع متعلقات التجهيز، ... ويستثنى من هذا الإسراع:
إذا كان التأخير فيه مصلحة راجحة , كأن يموت بغتة , فيتعين تأخيره حتى يتحقق موته ; لئلا يكون قد أصابته سكتة.
وينبغي أيضا تأخيره لكثرة الجمع , أو لحضور من له حق عليه من قريب ونحوه , وقد علل ذلك بمنفعة الميت لتقديمه لما هو خير له من النعيم , أو لمصلحة الحي بالسرعة في الإبعاد عن الشر ...
وفيه: الحث على البعد عن أسباب الشر , ومباعدة المجرمين , حتى في الحالة التي يبتلى الإنسان فيها بمباشرتهم) انتهى المقصود.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 05:33]ـ
للرفع
موضوع رائع؛ جزى الله كاتبه خيرًا(/)
ما هو حكم التحقق الجماعي للنسب البعيد؟
ـ[ذات الوشاح]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 01:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ظهرت في الآونة الأخيرة فئة من الناس أخذت في تحقق جماعي للأنساب البعيدة للقبائل عن طريق مطابقة الموروثات الجينية للوصول إلى نتائج معينة يحكموا من خلالها على القبائل. على سبيل المثال – وليس الحصر –:
1) إنكار أو إثبات عروبة قبيلة ما، بناء على مدى توافق ترددات بعض الجينات مع القبائل العربية الأخرى.
2) إنكار أو إثبات نسبة قبيلة ما إلى القبائل القحطانية أو العدنانية أو كونها قبيلة يرجع نسبها للعرب البائدة كجرهم مثلاً.
3) إنكار بأن البشر اليوم كلهم من ذرية نوح – عليه السلام –؛ مخالفين بذلك اتفاق العلماء كما نقل عنهم الحافظ ابن القيم، إذ قال: "أنه قد اتفق العلماء أن نوحاً لما نزل من السفينة مات من كان معه ثم مات نسلهم ولم يبق غير نسل نوح والدليل على هذا قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ} وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح" ذكره في (المنار المنيف 1/ 74).
وللعلم بأن هذه الفئة تعتمد على مصادر غربية مختصة في هذه الأبحاث، كالمجلة الأمريكية لعلم الجينات البشرية ( The American Journal of Human Genetics).
كما إني وجدت عند البحث بأن طريقة مطابقة الموروثات الجينية، هي أحد الأدلة التي يعتمد عليها أتباع الإنجليزي تشارلز داروين – وهو عالم حيوان – الذي زعم بأن الإنسان والرئيسيات الحديثة ومن ضمنها القردة العليا تشترك في سلف حيواني واحد كان يعيش في زمن موغل في القدم. إذ زعموا بأن 98,8– 99,9? من الموروثات الجينية بين الإنسان والشمبانزي متطابقه. كما هو موضح في الموقع التالي:
http://users.rcn.com/jkimball.ma.ultranet/BiologyPages/H/HominoidClade.html
وقد أرجع أتباع داروين سبب اختلاف ما نسبته 1,2– 0,1? من الجينات الإنسان والشمبانزي إلى حدوث الطفرات الجينية، وهذا السبب هو عين ما يفسر به هذه الفئة من النسابين الجدد التنوع في جينات بني آدم – عليه السلام –.
يحتج النسابون الجدد في إثبات جواز التحقق الجماعي للنسب البعيد جينياً، بالقياس على جواز التحقق الفردي للنسب في حال النزاع على نسب الولد إذا إدعى نسبه رجلان فأكثر، ويدخل في ذلك إختلاط المولودين في المستشفيات والوطء بشبهة من رجلين لأمرأة واحدة فحملت من أحدهما لا بعينه، ونحو ذلك.
إذ يرى الجمهور الأخذ بالشبه عن طريق القيافة. وأما الحنفية فلا ترى الأخذ بالقيافة وإنما الترجيح بأدلة الإثبات المعتادة؛ كالفراش مثلاً، فإن تساوت الأدلة ألحق الولد بالمتنازعين جميعاً.
قيل: إن الأولى بالجمهور إقرار البصمة الوراثية كونهم أخذوا بالقيافة مع ضعفها. والأولى بالحنفية إقرار البصمة الوراثية كونهم ألحقوا الولد المتنازع فيه بالمتنازعين جميعاً مع مخالفة ذلك للفطرة.
وإذا جاز الاستخدام الفحوصات الجينية في التحقق الفردي للنسب في حال النزاع، فكذلك يجوز التحقق الجماعي للنسب البعيد.
مع العلم بأن التحقق الفردي للنسب القريب يلزمه منه وجود الولد والأب أو الأم لتتم المطابقة، في حين إن التحقق الجماعي للنسب البعيد فاقد لأحد أطراف المطابقة؛ وهو السلف.
كما اشترط الفقهاء القائلون بمشروعية القيافة ووجوب العمل بها شروط منها: وقوع التنازع في الولد نفياً أو إثباتاً، وعدم وجود دليل يقطع هذا التنازع، في حين إن تلك الشروط مفقودة في طريقة النسابين الجدد.
فهل يعتبر قياسهم قياساً باطلاً؟
وإني قد وقفت على قول للأستاذ الدكتور سعد الدين مسعد هلالي وهو أستاذ الفقه وأصوله - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، بعد أن ذكر شرط التحقق الفردي للنسب، قال: "أرى توجه الأفراد للتحقق من نسبهم المستقر عن طريق (البصمة الوراثية) مكروهٌ كراهة قد تبلغ التحريم".
وثم، أورد حكم التحقق الجماعي للنسب (المسح الشامل)، فقال: "إن فتح هذا الملف بلاء عظيم، وفتن خطيرة لا يحمد عقباها، لما فيه من كشف وفضح المستور، والتشكك في ذمم وأعراض الناس بغير مسوغ، ودمار لأواصر التراحم بين ذوي القربى، ونقض ما أبرمه الإسلام من استقرار.
ولا أجد أدنى شك في تحريم وتجريم مثل هذا العمل البشع مكتفياً بذكر بعض الأدلة للرد على هواجس النفس الشريرة الخبيثة" وثم سرد أدلة التحريم التحقق الجماعي للنسب (المسح الشامل).
انظر الكتاب: البصمة الوراثية وعلائقها الشرعية - دراسة فقهية مقارنة ص188 وما بعدها.
غير أن النسابون الجدد حملوا كلام الدكتور سعد الدين على إنه أراد به تحقق النسب الجماعي القريب، وفعلهم من باب تحقق الجماعي للأنساب البعيدة، وثم زعموا – ولا ندري صدق هذه المزاعم من عدمها – بأنهم استفتوا الشيخ القرضاوي وأجازه.
والسؤال هنا: ما هو حكم التحقق الجماعي للنسب البعيد جينياً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 03:50]ـ
بارك الله فيكم
للوسائل أحكام المقاصد، فمن كان غرضه الطعن و التشكيك في الأنساب الثابتة المستقرة بالأدلة.
كالتشكيك في نسب العرب و النيل منهم.
أبطلنا مقصده الفاسد و حرّمناه .. و حرّمنا جميع وسائله مثل (الكشف الجيني الحديث)
و من أراد التحقق من نسبه إن كان يجهله، أو يبحث عن أبناء عمومته.
فاستخدم هذه الوسائل، نقول: المقصد مشروع، فالوسيلة كذلك.
خاصة أن هذه الأبحاث لا محظور بعينه فيها .. فأنت تأخذ عينة من الدم من أفراد متوزعين من الأسرة و تقارن نتائجها بأسرةٍ (تريد إثبات صلتك بها) خاضت العملية نفسها، و هذا من القفزات العلمية التي حصلت في عصرنا المتأخر.
و قد أدركتُ أنا شخصياً، بعض الناس يعيشون في المشرق العربي و يشتبهون بوجود أقارب لهم في المغرب العربي!
فكانت هذه العملية أحد الخيارات المطروحة في سبيل صلة ارحامهم.
و الله أعلم.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 11:39]ـ
القياس على قول القائف وغيره في مسألة إلحاق الولد قياس مع الفارق، لأن المسألة هنا يترتب عليها أثر عملي، وهو الحضانة والنفقة والميراث وثبوت النسب وغيرها، وهي أمور يجب الفصل فيها، فهو من باب الحاجة الملحة، وأما تثبيت النسب الجمعي فغاية ما فيه التحقق من صحة انتسابهم، فيدخل في باب التحسينيات، بل هو مما نهت الشريعة عن الخوض فيه بنهيها عن الطعن في نسب الناس، وأنهم أمناء على أصولهم وأنسابهم، على أنها أحياناً كثيرة تكون سبباً في الطعن في النسب، والتشكيك في الأصول، وتدعو إلى تقسيم المجتمع وتمييز عوائله.
قرأت قديماً دراسة تم تطبيقها على عدد من اليهود، أظهرت في نتيجتها أن اليهود الموجودين الآن في أوروبا لا يرجعون إلى أصل واحد، ولا أدري عن مدى دقة مثل هذه الدراسات.
ولعلنا نذكر جميعاً أن نظرية الأنواع والنشوء والترقي والانتخاب الطبعي الخاصة بداروين كانت قد بقيت زمناً كأنها نص سماوي مقدس عند أصحابها، وفي خلال عقود يسيرة دخلها من التعديل والإلحاق ما نقض أصلها، حتى جاء من علماء الأحياء والاجتماع من نقضها كلية، ويتأكد لنا من هذا أن بعض النظريات والفرضيات هي مظنة الخطأ، وإن جُعلت فترة من الزمن شيئاً مسلّماً به.
يبقى الشأن في مدى صحة مثل هذه العلوم والمعارف ودقة أحكامها.
ثم إن الشارع حكم في قضايا الإلحاق وثبوت النسب بالبينات الظاهرة أو القرائن الحالية، وهي جميعاً أمور مادية محسوسة، تُدرك بالنظر والمشاهدة، وأما مثل هذه المعارف والعلوم فالتحقق من صحتها على وجه تطرد معه فيه متعذر كما سبقت الإشارة إليه، نعم قد تُستعمل في حالات خاصة كما تم استعمال القيافة في الفصل بين المتنازعين، لكنها تبقى فصلاً وحكماً ظنيّاً غير مقطوع به، حسماً لمادة الخلاف فحسب، ولهذا تجري أحكامها ظاهراً لا باطناً، أما أن تبقى أصلاً كليّاً يُعمل به بإطلاق، ففيه النظر الذي تقدم ذكره.
نعم يُتسأنس بمثل هذه العلوم في الإثبات إذا وافقت الأصل، كما استأنس النبي (ص) بقول القائف: هذه الأقدام بعضها من بعض، في زيد وابنه أسامة رضي الله عنهما، وهذا نظير الحال في حكم الفلكي إذا وافق الرؤية البصرية، يُستأنس بها وتكون عضداً للحكم، لكنها لا ترد الحكم الأصلي كما لا تقوى أن تكون أصلاً محكوماً به، فإذا استفاض القول بأن القبيلة المعينة تنتسب إلى ذلك الجد، فإن الاستفاضة أحد الطرق التي تُثبت النسب خاصة مع عدم وجود المعارض لفترة من الزمن، كما لا يرد قول الفلكي قولَ الشهود بالرؤية البصرية.
كتبت هذا الرد بعد تأمل مشاركتك أخيّتنا الفاضلة، وهي مذاكرة ومشاركة، لعلها تفتح الآفاق للمزيد من العناية والبحث ومشاركة الأخوة الفضلاء والمشايخ الكرام.
والله تعالى أعلم.
ـ[ذات الوشاح]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 03:15]ـ
للوسائل أحكام المقاصد، فمن كان غرضه الطعن و التشكيك في الأنساب الثابتة المستقرة بالأدلة.
كالتشكيك في نسب العرب و النيل منهم.
أبطلنا مقصده الفاسد و حرّمناه .. و حرّمنا جميع وسائله مثل (الكشف الجيني الحديث)
و من أراد التحقق من نسبه إن كان يجهله، أو يبحث عن أبناء عمومته.
فاستخدم هذه الوسائل، نقول: المقصد مشروع، فالوسيلة كذلك.
خاصة أن هذه الأبحاث لا محظور بعينه فيها .. فأنت تأخذ عينة من الدم من أفراد متوزعين من الأسرة و تقارن نتائجها بأسرةٍ (تريد إثبات صلتك بها) خاضت العملية نفسها، و هذا من القفزات العلمية التي حصلت في عصرنا المتأخر.
و قد أدركتُ أنا شخصياً، بعض الناس يعيشون في المشرق العربي و يشتبهون بوجود أقارب لهم في المغرب العربي!
فكانت هذه العملية أحد الخيارات المطروحة في سبيل صلة ارحامهم.
و الله أعلم.
أخي الفاضل بن حمد آل سيف،
بلا شك إن الفحص الجيني وسيلة مفيدة جداً في قد يستفيد منها المجتمع منها ما هو المتعلق معرفة الأمراض الوراثية التي قد تحدث عند الزواج، وكونه دليلاً جنائياً، كما إنه دليلاً لإثبات النسب الفردي القريب أو نفيه للاستدلال القضائي.
ولكن سؤالنا عن استخدام هذا العلم في التحقق الجماعي للأنساب البعيدة، فالتحقق الفردي للنسب القريب ممكن، لوجود طرفي الفحص، وبالتالي يمكن مقارنة جيناتهما، أما التحقق الجماعي للنسب البعيد مستحيل عقلاً، لعدم وجود أحد أطراف الفحص - وهو السلف، بالتالي لا يمكن مقارنة جيناتهما.
وما يفعله هؤلاء النسابون الجدد هو استقراء جينات القبائل المتواجدة اليوم، وبناء عليه يستنتجون ما إذ كانت هذه القبيلة فخذ من القبيلة الأم، أو إثبات حقيقة عروبة بعض القبائل،.
ولكن سؤالنا عن، حكم تحقق الجماعي للنسب البعيد جينياً، هل هو جائز أم لا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ذات الوشاح]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 06:27]ـ
القياس على قول القائف وغيره في مسألة إلحاق الولد قياس مع الفارق، لأن المسألة هنا يترتب عليها أثر عملي، وهو الحضانة والنفقة والميراث وثبوت النسب وغيرها، وهي أمور يجب الفصل فيها، فهو من باب الحاجة الملحة، وأما تثبيت النسب الجمعي فغاية ما فيه التحقق من صحة انتسابهم، فيدخل في باب التحسينيات، بل هو مما نهت الشريعة عن الخوض فيه بنهيها عن الطعن في نسب الناس، وأنهم أمناء على أصولهم وأنسابهم، على أنها أحياناً كثيرة تكون سبباً في الطعن في النسب، والتشكيك في الأصول، وتدعو إلى تقسيم المجتمع وتمييز عوائله.
هذا ما ظننت أصلاً بأن القياس لا يصح.
غير إنهم قد يحتجوا بحث الإسلام على تعلم الأنساب، فقد روي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعرفوا انسابكم، تصلوا أرحامكم" صححه الحاكم وأقره الذهبي.
فهل يصح هذا الإحتجاج؟! أم إن علة في الحث على معرفة الأنساب هي صلة الرحم فقط؟
قرأت قديماً دراسة تم تطبيقها على عدد من اليهود، أظهرت في نتيجتها أن اليهود الموجودين الآن في أوروبا لا يرجعون إلى أصل واحد، ولا أدري عن مدى دقة مثل هذه الدراسات.
يا أخي، لو قرأت دراساتهم – لعلمت بأنهم غير دقيقيين إطلاقاً بل مضحكة، ولقد قرأت دراسة لهم عن قبيلة ما – أعذرني عن تجنب ذكرها – بأنها الأنقى عروبة!! كما إن المجلة الأمريكية لعلم الجينات البشرية ( AJHG) نشرت دراسة تبين فيها أن الشعب اليمني شعب هجين!! ونحو ذلك من الدراسات التي يستهجنها أفراد القبائل العربية الأخرى، مما يسبب الفتنة بينهم والتراشق بالسب ونحو ذلك.
ولعلنا نذكر جميعاً أن نظرية الأنواع والنشوء والترقي والانتخاب الطبعي الخاصة بداروين كانت قد بقيت زمناً كأنها نص سماوي مقدس عند أصحابها، وفي خلال عقود يسيرة دخلها من التعديل والإلحاق ما نقض أصلها، حتى جاء من علماء الأحياء والاجتماع من نقضها كلية، ويتأكد لنا من هذا أن بعض النظريات والفرضيات هي مظنة الخطأ، وإن جُعلت فترة من الزمن شيئاً مسلّماً به.
يبقى الشأن في مدى صحة مثل هذه العلوم والمعارف ودقة أحكامها.
للأسف المجلة الأمريكية لعلم الجينات البشرية ( AJHG) لها دراسة مقارنة جينياً أرادوا من خلالها إثبات بأن الإنسان والقرد الشمبانزي يشتركان في سلف حيواني موحد، ولو نظرت إلى طريقتهم فإنهم يسلكون عين طريقة النسابون الجدد في إثبات الأنساب، بل قل بأن النسابون الجدد هم الذين استخدموا طريقة مؤيدي نظرية داروين، والتي تعتمد على فحصين ( mtDNA) و ( Y-DNA) فالأول هو فحص للموروثات الجينية من جهة الأم، والثاني للأب.
ثم إن الشارع حكم في قضايا الإلحاق وثبوت النسب بالبينات الظاهرة أو القرائن الحالية، وهي جميعاً أمور مادية محسوسة، تُدرك بالنظر والمشاهدة، وأما مثل هذه المعارف والعلوم فالتحقق من صحتها على وجه تطرد معه فيه متعذر كما سبقت الإشارة إليه، نعم قد تُستعمل في حالات خاصة كما تم استعمال القيافة في الفصل بين المتنازعين، لكنها تبقى فصلاً وحكماً ظنيّاً غير مقطوع به، حسماً لمادة الخلاف فحسب، ولهذا تجري أحكامها ظاهراً لا باطناً، أما أن تبقى أصلاً كليّاً يُعمل به بإطلاق، ففيه النظر الذي تقدم ذكره.
نعم يُتسأنس بمثل هذه العلوم في الإثبات إذا وافقت الأصل، كما استأنس النبي (ص) بقول القائف: هذه الأقدام بعضها من بعض، في زيد وابنه أسامة رضي الله عنهما، وهذا نظير الحال في حكم الفلكي إذا وافق الرؤية البصرية، يُستأنس بها وتكون عضداً للحكم، لكنها لا ترد الحكم الأصلي كما لا تقوى أن تكون أصلاً محكوماً به، فإذا استفاض القول بأن القبيلة المعينة تنتسب إلى ذلك الجد، فإن الاستفاضة أحد الطرق التي تُثبت النسب خاصة مع عدم وجود المعارض لفترة من الزمن، كما لا يرد قول الفلكي قولَ الشهود بالرؤية البصرية.
سؤالي هنا: هل يمكن استبدال هذا الفحص بعض الأحكام الشرعية في النسب، كاللعان مثلا فتعطل لحوق الولد بالمرأة في اللعان ونفيه عن الرجل؟
وما مدى توافق بين تلك الفحصوصات الجينية بين الحديث: "الولد للفراش" إذ أن مناط تحقيق الأنساب في علم الجينات هو الماء وليس الفراش؟
كتبت هذا الرد بعد تأمل مشاركتك أخيّتنا الفاضلة، وهي مذاكرة ومشاركة، لعلها تفتح الآفاق للمزيد من العناية والبحث ومشاركة الأخوة الفضلاء والمشايخ الكرام.
لقد سُإل ليّ عدد من المشايخ الأفاضل عن حكم هذه الأفعال فقالوا لا يجوز، غير أن هؤلاء النسابون الجدد إتهمونا بأننا قد تلاعبنا بالدين ولم ننقل لهم الحقيقة كاملة. فلجأنا لسؤال الشيخ سعد الحميد – حفظه الله – الذي قد قال بحاجة الأمر إلى فتوى مكتوبة فأرشدنا إلى هذا الموقع المبارك – بإذن الله –.
لذلك أتمنى من علمائنا الكرام أن يفتونا مأجورين، وأن يوجهوا رسالة إلى المنتديات التي تسمح بالتعرض للأنساب جينياً.
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 11:12]ـ
السلام عليكم
ينظر هنا .. فالعلم يتطور بأطواره يوماً بعد يوم
http://www.arabdna.net/index.php(/)
لا يقاس الرجل إلا بأقرانه وأهل زمانه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 06:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه فائدة جيدة في قياس العلماء نبه عليها الإمام يحيى بن سعيد القطان شيخ الإمام أحمد.
قال الحافظ يعقوب بن شيبة السدوسي ـ الملخص من مسنده (مخطوط) [ص/38/ب]ـ:
قال علي بن المديني: لا يقاس الرجل إلا بأقرانه وأهل زمانه، فلقد قلت مرة: سعيد أعلم من حماد بن زيد، فبلغ ذلك يحيى بن سعيد، فشق ذلك عليه؛ لئلا يقاس الرجل بمن هو أرفع منه، لا يقول: سفيان أعلم من الشعبي، وأي شيء كان عند الشعبي مما عند سفيان؟!
وقيل لعلي بن المديني: إن إنسانا قال: إن مالكا أفقه من الزهري.
فقال علي: أنا لا أقيس مالكا إلى الزهري، و لا أقيس الزهري إلى سعيد بن المسيب كل قوم وزمانهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 06:27]ـ
وفي تايخ أبي زرعة الدمشقي 1/ 439:
وسمعت أحمد بن حنبل يسأل عن سفيان، ومالك إذا اختلفا في الرأي؟
قال: مالك أكبر في قلبي.
قلت: فمالك والأوزاعي؟ قال: مالك أحب إلي، وإن كان الأوزاعي من الأئمة.
قيل له: فمالك وإبراهيم؟
قال - كأنه شنعه -: ضعه مع أهل زمانه.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 11:09]ـ
كنت البارحة أقلب فكري في مثل هذه التفضيلات، وقد شُغل بها دهراً كوكبة من طلبة العلم، حتى أتت على ثمين وقتهم بالتبديد في ما لا نفع فيه، خاصة مع تباعد الطبقة، والذي يهم طلبة العلم أن يعرف مناهج أهل العلم وطريقتهم، لاسيما إن ترتب على التفضيل أثر علمي، كحالهم في تقسيم علماء الجرح والتعديل ومنزلة أقوالهم، ومثله تقسيم طبقات أصحاب المذاهب بحسب سعة اطلاعهم وقوة قولهم، لا أن ينشغل بمطلق تفضيل فلان على فلان.
وكم أعجبني قول السيوطي رحمه الله تعالى معلقاً على وصف الحافظ ابن حجر لابن كثيرٍ بأنه على طريقة الفقهاء في الحديث ولم يشتغل بمييز العالي من النازل ولا غيره من أمور المحدثين المتأخرين، فعلق بما فحواه أن تمييز العالي من النازل ليس من مهمات علم الحديث، وإنما المهم تمييز الصحيح من السقيم ومعرفة الأحكام.
فبمثل هذه المعاني تكون التفضيلات، على أن كثيراً من قضايا التفضيل والحكم تكون نسبية، وهو ما نبه إليه هؤلاء الأئمة في إشارة منهم إلى ربط المسئول عنهم بأهل زمانهم وطبقتهم.
نقول عزيزة وجمع مسدد يا شيخنا عبدالرحمن، أثابك الله ونفعك ونفع بك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 11:36]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه النصيحة
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 04:32]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن
ما ذكره الإمام علي بن المديني من العدل في تقويم الأشخاص
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 05:58]ـ
لكن هل يعقل أن هذا على إطلاقه.
فلا نقيس عالم على آخر متقدم عنه.
مع أن الواقع يشهد بغير ماذكرتم مشايخنا الكرام، اقول هذا طالبا للفائدة لا منكرا والعياذ بالله.
وفقني الله وإياكم للصواب.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, صباحاً 01:41]ـ
لا يقاس الرجل إلا بأقرانه وأهل زمانه
كلام يحتاج لأن يستدل له،
ثم القياس غير التفضيل،
مع التنبيه على أنّ التفضيل بين الناس ينبغي أن يكون وفق ضوابط شرعية.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 04:25]ـ
كلام يحتاج لأن يستدل له،
ثم القياس غير التفضيل،
مع التنبيه على أنّ التفضيل بين الناس ينبغي أن يكون وفق ضوابط شرعية.
هل تتفضل -وفقك الله- ببيان معنى القياس في كلام الإمام ابن المديني؟
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 04:35]ـ
الأخ (حمادي) لا فضّ الله فوك سؤال مهم
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 04:44]ـ
بارك الله فيكم.
مرة ذكرت هذه المسألة للشيخ ابن عثيمين فقال كلاما مفاده أنه ليس من الإنصاف قياس علماء هذا الزمان بالزمان الغابر، لا أذكر هل كان حينها يتكلم عن موضوع الإجتهاد أم شيئا آخر. انتهى.
لكن في المذاهب الفقهية تجد العلماء حريصين على تبيان درجة الفقهاء، لأن المقلد لابد له أن يقدم الأعلم على غيره. والمشهور في المذهب هو ما يفتي به الإمام في المذهب على الغالب، والمشهور مقدم على القول الضعيف والشاذ، اللهم إلا إذا تعلق الكلام بالراجح فيقدم عليه حينها والراجح يعرفه العالم المجتهد.
ودارس المتون سيلاحظ هذا عند الشروح، فتجد مثلا المسألة تذكر فيها أقوال ويحصل الخلاف فتجد الشارح يرجح معلقا أن المجتهد الأول أعلم من الثاني فيؤخذ بقوله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 04:52]ـ
الأخ (حمادي) لا فضّ الله فوك سؤال مهم
فما جوابه؟
السؤال موجَّهٌ إليك أخي الناصح الصادق
جعلك الله من خيار عباده نصحاً وصدقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 04:58]ـ
لا أعرف معنى القياس في كلام الإمام ابن المديني،
إذ إني لا أجد القرائن الكافية لتحديد هذا الشيء،
فهل يمكنك مساعدتنا على تحديد هذا الشيء - و أجرك على الله -.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 05:01]ـ
لا أعرف معنى القياس في كلام الإمام ابن المديني،
إذ إني لا أجد القرائن الكافية لتحديد هذا الشيء،
فهل يمكنك مساعدتنا على تحديد هذا الشيء - و أجرك على الله -.
وفقك الله وسددك
إذا كنتَ لا تعرف معنى القياس في كلام الإمام ابن المديني المنقول في الأعلى فلم قلتَ سابقاً:
(ثم القياس غير التفضيل)؟
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 05:13]ـ
لما تعلمته من أنّ القياس غير التفضيل، و أنّ الكلام عن التفضيل غير الكلام عن القياس، و إن كان هناك تداخل بينهما. - و للفائدة راجع قواميس اللغة-
فهل أنت تخالفني في هذا؟ -و فقك الله-
و الله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 05:20]ـ
لا حاجة لمراجعة قواميس اللغة، لأني لم أسأل عن معناها بحسب الوضع اللغوي، وإنما عن معناها في كلام الإمام ابن المديني
فسياق الكلام يفيد في تفسير معناها
لاحظ قوله وفقك الله؛ وتأمل الملوَّن بالأحمر:
لا يقاس الرجل إلا بأقرانه وأهل زمانه، فلقد قلت مرة: سعيد أعلم من حماد بن زيد، فبلغ ذلك يحيى بن سعيد، فشق ذلك عليه؛ لئلا يقاس الرجل بمن هو أرفع منه، لا يقول: سفيان أعلم من الشعبي، وأي شيء كان عند الشعبي مما عند سفيان؟!
وقيل لعلي بن المديني: إن إنسانا قال: إن مالكا أفقه من الزهري.
فقال علي: أنا لا أقيس مالكا إلى الزهري، و لا أقيس الزهري إلى سعيد بن المسيب كل قوم وزمانهم.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 05:42]ـ
1 - لا أدري أهذا الكلام:
فلقد قلت مرة: سعيد أعلم من حماد بن زيد، فبلغ ذلك يحيى بن سعيد، فشق ذلك عليه؛ لئلا يقاس الرجل بمن هو أرفع منه، لا يقول: سفيان أعلم من الشعبي، وأي شيء كان عند الشعبي مما عند سفيان؟!
هو من كلام بن المديني أم لا، فهل يمكنك أن تبين لي ذلك من باب الفائدة؟ -و لعلك تعلم بأنّه إذا لم يكن من كلامه فلا نستطيع أن نفسر مراده بعبارة غيره هنا-
2 - و بالنسبة لما يلي:
وقيل لعلي بن المديني: إن إنسانا قال: إن مالكا أفقه من الزهري.
فقال علي: أنا لا أقيس مالكا إلى الزهري، و لا أقيس الزهري إلى سعيد بن المسيب كل قوم وزمانهم
فأقول: هذا يتضمن بأنّ ما قاله بن المديني فيه شيء من ما له العلاقة بالتفضيل و لكن لا يدلّ على أنّ كل مراده من النهي عن القياس وفق ما ذكره مرتبط بالتفضيل، و بالتالي فكلامه على إطلاقه غير واضح المعالم بالنسبة لي.
3 - و بالنسبة لقولك:
لا حاجة لمراجعة قواميس اللغة،
فأقول: بل هناك حاجة ماسة لذلك لكي يفهم معنى هذه الكلمة من حيث الأصل
و قد ذكر علماء أنّ القياس لغة هو: "التقدير والمساواة"، و معلوم بأنّ التفضيل غير المساواة
و بالتالي: فلما يقرر شخص بأنّه: "لا يقاس الرجل إلا بأقرانه وأهل زمانه "،
فينبغي فهم العبارة أولا و من وسائل فهم عبارة من يتكلم العربية القواميس،
فكيف تقول: "لا حاجة لمراجعة قواميس اللغة"؟!
4 - و أهم سؤال هو: ما الدليل على ما يلي: لا يقاس الرجل إلا بأقرانه وأهل زمانه
5 - و أما بالنسبة لرأيي الخاص: فأرى بأنّه يجوز عقد المقارنة بين شخص و آخر (بالمساواة بينهما أو التفضيل بينهما) في شيء معيّن (أو مجموعة من الأشياء) من حيث الأصل حتى إن اختلف الزمان و فق معايير منضبطة بضوابط الشرع. و معلوم وجود التفضيل في شرعنا لنبينا محمد صلى الله عليه و سلّم على من قبله في الزمن من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام. فالأصل إذن الجواز
و الله أعلم
و بارك الله فيكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 07:41]ـ
الكلام هو لابن المديني فيما يظهر
وأيضاً هذا:
وقيل لعلي بن المديني: إن إنسانا قال: إن مالكا أفقه من الزهري.
فقال علي: أنا لا أقيس مالكا إلى الزهري، و لا أقيس الزهري إلى سعيد بن المسيب كل قوم وزمانهم.
وأما من حيث معنى القياس، فإن معناه كما ذكرت التقدير، فتقدير علم فلان -أو حفظه- نسبة إلى علم فلان أو حفظه= هو من القياس
وكذا معنى المقارنة،، مقارنة علم الشعبي بعلم الثوري
وكلام ابن المديني يؤيده النظر؛ ولا يلزم ورود دليل من الكتاب أو السنة عليه، فإن هؤلاء من أئمة النقد الذين يستدل بكلامهم في الجرح والتعديل ونقد الرواة والمفاضلة بينهم
ومعنى كلامه فيما يبدو أنَّ المقارنة بين عالم متقدم وعالم متأخر ليست من الإنصاف
فإن التفاوت بينهما قد يكون ظاهراً
كما لو قيل:
من أعلم؟ ابن جبرين أو ابن تيمية؟
هل هذه مفاضلة في موضعها؟
لا شك في تفضيل ابن تيمية
وكذا لو قيل: من أعلم بالحديث: الألباني أم البخاري؟
فإن هذه مفاضلة في غير موضعها
فالألباني وابن جبرين علماء بالنسبة لأهل عصرهم، ويحسن قياس علمهم إلى علم أهل عصرهم
وأما قياس علمهم إلى علم من تقدم فهو من عدم الإنصاف مع الألباني وابن جبرين
وليس مراد ابن المديني إنكار التفضيل مطلقاً
وإنما مراده أنَّ من الإنصاف ألا يقارن العالم إلا بأهل زمانه، فإذا قارنتَه بغيرهم فقد أجحفتَ في حقه
وتأمل قول ابن المديني:
فبلغ ذلك يحيى بن سعيد، فشق ذلك عليه؛ لئلا يقاس الرجل بمن هو أرفع منه، لا يقول: سفيان أعلم من الشعبي، وأي شيء كان عند الشعبي مما عند سفيان؟!
فهو لا ينكر فضل علم سفيان، لكن استبشع المفاضلة بينهما، ورآها بعيدة عن الإنصاف في حق الشعبي
وتأمل كذلك قول الإمام أحمد في المشاركة الثانية في المفاضلة بين مالك وإبراهيم النخعي
ومن ذلك ما كان يقوله بعض الأئمة في بيان القدر الذي إذا حفظه الشخص صحَّ وصفه بالحافظ، فقد كانوا يذكرون أرقاماً لا يبلغها أحد اليوم
ولذا فأرى إنصاف هذه العبارة:
(وإنما يقاس الرجل بأهل زمانه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 08:58]ـ
و قد ذكر علماء أنّ القياس لغة هو: "التقدير والمساواة"، و معلوم بأنّ التفضيل غير المساواة
ليتك تتكرم بذكر من قال إن القياس هو المساواة
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 11:24]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الشيخ الفاضل عبد الله الحمادي:
شكر الله جهدكم وبارك فيكم،
فقد أجدتم وأفدتم وهذا دأبكم،
تعقيبكم سديد.
الأخ الكريم / الناصح الصادق:
حفظك الله ووفقك لكل خير.
دمتم بخير.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 09:45]ـ
الأخ (سلمان أبو زيد) شكرا
============================== ============
الأخ (أبو مالك العوضي)
في لسان العرب:
قيس: قاسَ الشيء يَقيسُه قَيْساً وقياساً واقْتاسه وقَيَّسه إِذا قدَّره على مثاله
و تقدير الشيء بمثاله يعني مساواته بمثاله
و في القاموس المحيط:
قاسَهُ، بغَيْرِهِ، وـ عليه يقيسُهُ قَيْساً وقِياساً واقْتاسَهُ: قَدَّرَهُ على مِثالِهِ فانْقاسَ
و تقدير الشيء على مثاله هو مساواة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 11:46]ـ
المسألة ظاهرة بسياقها تداولها أئمة كبار كيحيى القطان وأحمد وعلي بن المديني ويعقوب بن شيبة، وليست هي حكما شرعيا حتى تطالب بالدليل عليها، بل هي قاعدة لطيفة مساندة للإنصاف محافظة على مكانة الإئمة ومنازلهم، ولك أن تتصور حين يأتي متفقه ويريد أن يفاضل بين فقه "فلان" الفقيه صاحب المؤلفات في مذهبه، وبين سعيد بن المسيب، أو أبي سلمة بن عبد الرحمن! من فقهاء التابعين، وقس على ذلك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 10:12]ـ
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
أرى أنه طال الكلام في هذا الموضوع أكثر مماينبغي.
وفي علمي القاصر أن ماذكر ليس على إطلاقه.
فإذا كان المقارنة بين عالم متقدم وآخر متأخر وكل منهم على علم وسلامة في المعتقد فهذا إجحاف كما نقل الشيخ الكريم السديس وفقه الله فكيف نقارن بين ابن قدامه وابن باز هذا لا يمكن.
أما إذا كان المتأخر أكثر علماً وأسلم معتقداً فما المانع.
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Mar-2007, صباحاً 12:42]ـ
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
أرى أنه طال الكلام في هذا الموضوع أكثر مماينبغي.
وفي علمي القاصر أن ماذكر ليس على إطلاقه.
فإذا كان المقارنة بين عالم متقدم وآخر متأخر وكل منهم على علم وسلامة في المعتقد فهذا إجحاف كما نقل الشيخ الكريم السديس وفقه الله فكيف نقارن بين ابن قدامه وابن باز هذا لا يمكن.
أما إذا كان المتأخر أكثر علماً وأسلم معتقداً فما المانع.
وفقك الله أخي آل عامر
الكلام ظاهرٌ في أنَّ المرادَ بالمفاضلة في كلام ابن المديني المفاضلةُ في أبواب الفقه وسَعَة الحفظ، لا المفاضلة في أبواب الديانة والصلاح وسلامة المعتقد
فضلاً عن المفاضلة بين الأنبياء؛ والتي أوردها الأخ الناصح الصادق،، فهذه أبوابٌ أخرى
ومع هذا لا شك في تفضيل الإمام أحمد أو ابن المديني أو البخاري على غيرهم ممن تأخر
لكن ليس من الإنصاف أن نعقد مقارنة بين أحد من هؤلاء وعالم بالحديث من المتأخرين فضلاً عن المعاصرين
ولايخفى أنَّ البيئة والظروف المحيطة لها أثرها على الشخص في أبواب العلم، وجودة القريحة الفقهية، وصفاء الذهن لحفظ العلم وضبطه
كما أنَّ وجود الشخص في عصر الرواية يسهل ضبطه للأسانيد ومعرفته بها، واطلاعه على أحوال الرواة، ومعرفته بهم عن قرب، وتمييز الصحيح عن السقيم
وقد ميَّز الله أولئك الأئمة بسعة الحفظ، حتى إنَّ الواحد منا ليقرأ عن ذلك ما لا يكاد يصدق
وكذلك صفاء لسانهم العربي -أعني الكثير منهم- عن شوب العجمة.
هذه وغيرها تبيِّن أنه ليس من الإنصاف أبداً المقارنة بين شخصين مع تفاوت في الزمن أو الظروف البيئية المحيطة، فـ (كلٌ قوم وزمانهم) كما قال الإمام ابن المديني
أو (ضعه مع أهل زمانه) كما قال الإمام أحمد
لم أكن لأكتب هذا الكلام لولا مشاركتك أخي آل عامر
لكني كتبته جواباً على مشاركتك فحسب، ومشاركةً لك في المباحثة؛ لا رغبةً في مماراة أحد
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 01:39]ـ
بارك الله فيك شيخناـ الحمادي ـ الحبيب، تبّين لي الأمر جلياً.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك لك في علمك وعمرك ووقتك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 09:17]ـ
وفيك بارك الله أخي الغالي
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا
وقد رأت إدارة المجلس تحرير المشاركات التي ليست من صميم العلم، ولم يقع هذا بسعي مني أو طلب، وإنما أقول هذا حتى لا يُظن أني أحرر مشاركات من يخالفني الرأي
ورأي الإدارة سديدٌ، فجزاهم الله خيراً
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 08:52]ـ
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد العبر]ــــــــ[20 - Jul-2009, مساء 05:48]ـ
فعلا هى فائدة جليلة جزاك الله خيرا اخى عبدالعزيز على ماافدت واجدت ولاحرمنا الله ابداعاتك المتميزة(/)
عشرون فائدة من مجالس الشيخ / خالد بن عبدا لعزيز الهويسين (حفظه الله)
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 10:55]ـ
عشرون فائدة من مجالس الشيخ / خالد بن عبدا لعزيز الهويسين (حفظه الله)
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم. أما بعد:
فهذه عشرون فائدة من مجالس الشيخ / خالد بن عبدا لعزيز الهويسين (حفظه الله)
جمعها أبو محمد الهذلي جزاه الله خيرا في حج عام 1426هـ:
1. اليهود والرافضة والخطابية أكذب الخلق.
2. محمد بن مَسْلمة ـ رضي الله عنه ــ أكبر رجل من الصحابة رضي الله عنهم.
3. الأحوال في صيد المحرم والحلال:
أ*. يصيده الحلال للمحرم لا يجوز أكله.
ب*. أن يصيد المحرم صيدا فلا يجوز أكله الحلال ولا المحرم.
ت*. أن يصيد الحلال صيدا لا ينوي به المحرم فيجوز للمحرم.
4. تقبيل الحجر الأسود له ثلاث حالات:ــ
أ*. التقبيل بالفم.
ب. بالعصا كما في مسلم.
ث. ترمي عليه ثوبك وهذا موقوف على ابن عباس رضي الله عنهما رواه عبدا لرزاق.
وابن عمر رضي الله عنهما كان يزاحم عليه حتى يدمي.
5. المحصب ليس بسنة وهو خارج منى.
6. طواف الوداع يسقط عن أربعة:
أ*. الحائض.
ب. النفساء.
ت. أهل مكة.
ث. من أراد الإستطيان بمكة ممن ليس من أهلها.
وطواف الوداع ليس من أعمال الحج.
7. ورد عند البيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه بين العلمين في السعي ((رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم)).
8. ورد عند الركن اليماني ((بسم الله والله أكبر)).
9. ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم تطيب في مواضع منها:
أ. الرأس.
ب. اللحية.
ت. العنفقة.
ث. في يده اليسرى.
ج. شعر الحواجب.
وأصحها الرأس واللحية.
10. العنفقة من اللحية ولا يجوز حلقها.
11. قال أحدهم ((البس ثوبا يخدمك ولا تلبس ثوبا تخدمه)).
12. حج مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة آلاف حائض ذكرت ذلك عائشة رضي الله عنها في الموطأ بإسناد صحيح.
13. مراسيل سعيد بن المسيب رحمه الله صحيحة منها ((قراءة سورة الإخلاص عشر مرات بني له قصرا في الجنة)) رواه الدارمي بإسناد صحيح.
14. أورد الد ارقطني في سننه ثلاثين رواية كلها ضعيفة منكرة في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
15. أصح الأحاديث في سورة الإخلاص ((تعدل ثلث القرآن)).
16. الحلق مكينة صفر يكون حلقا.
17. لو أن إنسانا أتى بنية الإفراد فطاف وسعى ثم سأل هل يقلبها إلى تمتع ويكفيني الطواف والسعي الصحيح جوازه.
18. حكم العمليات الاستشهادية في الجهاد:
كان شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله يرى تحريمها من باب قتل النفس، وبعضهم يرى جوازها، واتركوا ذلك لهم.
19. لبس الشيخ سليمان بن سحمان الخاتم حينما استنكر الناس لبسه فأورد الأدلة ونظم عشرة أبيات.
20. من ورث مالا حراما هل يجوز للورثة أخذه؟
قال الشيخ / خالد ــ عف الله عنه ــ الله أعلم.
روجعت على الشيخ خالد الهويسين حفظه الله وأقرها.
يوم السبت 25/ 11/1427هـ، بجوار بيت الله الحرام.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 01:07]ـ
بارك الله فى جهدك
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Mar-2007, صباحاً 01:21]ـ
احسنت بارك الله فيك.(/)
فائدتان للعلامة ابن عثيمين.
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 05:50]ـ
قال الإمام مسلم رحمه الله:حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ ح و حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ
أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ أَوْ الْمُقْسِمِ وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمَ أَوْ عَنْ تَخَتُّمٍ بِالذَّهَبِ وَعَنْ شُرْبٍ بِالْفِضَّةِ وَعَنْ الْمَيَاثِرِ وَعَنْ الْقَسِّيِّ وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالْإِسْتَبْرَقِ وَالدِّيبَاجِ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم:
(بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ)
• الصحيح أن عيادة المريض فرض كفاية
• أهل الدنيا من الأوربيون وغيرهم ممن ليس لهم هم إلا الدنيا تجدهم إذا زاروا المريض أتوه بالزهور والمناظر وما أشبه ذلك ليتعلق قلب المريض بذلك فيتسلى بها هكذا زعموا ولكن الصحيح أنك تأتيه بروائح الآخرة تذكره بالتوبة تحثه على الذكر وتقول له أنت الآن في فراغ لاشغل ولا غيره أعمره بالذكر من غير أن تشعره بقرب اجله، أفسح له في أجله.
وتقول أنت مصاب وتتألم ولكن أصبر فالله يكفر عنك بهذا المرض، وكذلك تحثه إذا كان للناس عليه شيء بتأديته وكتابته.
(وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ)
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أفشو السلام ولم يقل أفشوا التحية وهذا يدل على أن تقول السلام عليكم وقد ظهر عند بعض الناس قول أحيكم بتحية أهل الجنة السلام عليكم ولا أعلم أحد من السلف عمل بهذا.
فمع مرور الوقت يعشق الناس هذه الكلمة فتصبح سنة عندهم ولكن لا نتجاوز السنة النبوية قيد أنملة.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 01:38]ـ
جزاك الله خيرا
للشيخ تنبيهات كثيرة فى ألفاظ جرت على ألسنة الناس
رحمه الله ..
ـ[أبو فراس]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 02:44]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله العلامة ابن عثمين رحمة واسعة
نرجو المزيد من هذه الفوائد القيمة
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - Mar-2007, صباحاً 11:22]ـ
ظاعنة، ابوفراس.
شكر الله مروركم، ونفع بكم.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[10 - Mar-2007, صباحاً 11:51]ـ
جزاك الله خيراً
فعلاً كثير من الناس يتساهلون, فيتركون إلقاء السلام ..
فتجده يدخل عليك بوجه عابس أو متكدر دون أن يُلقي السلام
مع إنها حسنات , وكلمات طيبات ..
والكلمة الطيبة صدقة!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 05:48]ـ
أخي الحبيب آل عامر كثّر الله فوائدك، ولا عدمنا منك خيرا، فجزاك الله خيرا، ورحم الله تعالى شيخنا العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 08:50]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا آل عامر، ونفع الله بكم.
ولأختنا ((ظاعنة)) أقول - تعليقًا على قولها:
جزاك الله خيرا
للشيخ تنبيهات كثيرة فى ألفاظ جرت على ألسنة الناس
رحمه الله ..
لو أقمت على كتب الشيخ فجمعتِ ما فيها من تلك الألفاظ في بحث بعنوان ((المناهي اللفظية في مؤلفات الشيخ ابن عثيمين)) أرى ذلك يكون نافعًا لك ولإخوانك، ويمكن أن تضعي ذلك هنا على حلقات ولا بأس أن يطبع في كتاب. بارك الله فيك.(/)
هل تطيب الرسول صلى الله عليه وسلم بالبخور؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - Mar-2007, مساء 08:32]ـ
فائدة لطيفة:
ولعلكم إذا تطيبتم بالبخور تذكرتم الفائدة، فدعوتم لصاحبها.
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأبو طاهر وأحمد بن عيسى قال أحمد حدثنا، وقال الآخران أخبرنا ابن وهب أخبرني مخرمة عن أبيه عن نافع قال:
كان ابن عمر إذا استجمر استجمر بالألوة غير مطراة وبكافور يطرحه مع الألوة، ثم قال:
(هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
" الاستجمار ":
هنا استعمال الطيب والتبخر به مأخوذ من المجمر، وهو البخور.
وأما " الألوة "
فقال الأصمعي وأبو عبيد وسائر أهل اللغة والغريب هي العود يتبخر به.
قال الأصمعي: أراها فارسية معربة، وهي بضم اللام وفتح الهمزة وضمها، لغتان مشهورتان. وحكى الأزهري كسر اللام.
قال القاضي: وحكي عن الكسائي (ألية). قال القاضي: قال غيره: وتشدد وتخفف، وتكسر الهمزة وتضم، وقيل: (لوة ولية).
وقوله: (غير مطراة)
أي غير مخلوطة بغيرها من الطيب.
ففي هذا الحديث استحباب الطيب للرجال كما هو مستحب للنساء، لكن يستحب للرجال من الطيب ما ظهر ريحه، وخفي لونه، وأما المرأة فإذا أرادت الخروج إلى المسجد أو غيره كره لها كل طيب له ريح، ويتأكد استحبابه للرجال يوم الجمعة والعيد عند حضور مجامع المسلمين ومجالس الذكر والعلم وعند إرادته معاشرة زوجته ونحو ذلك. والله أعلم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Mar-2007, صباحاً 12:20]ـ
بل هذه قبل أن نتطيب بالبخور.
طيب الله أعمالك.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[09 - Mar-2007, صباحاً 12:51]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو حماد]ــــــــ[09 - Mar-2007, صباحاً 02:14]ـ
جزاك الله خيراً أيّها الحبيب.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 08:44]ـ
الإخوة الأكارم /
آل عامر
ظاعنة
أباحماد
جزاكم الله خير الجزاء.
أسأل الله أن يطيب أعمالكم، وأعماركم، وأحوالكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 08:56]ـ
وهذا بحث يسير لطيف لأشجار العود.
بعنوان:
(العود) أشجار تتحول إلى نفائس
أعده: د. عبد الناصر عبد الله الجفري
ضمن رحلة علمية، إلى بلاد الهند، بلاد الطيب والبخور، وقد أبحر الدكتور / الجفري بحثاً عن حقيقة هذا العطر الساحر، والخشب الثمين، الذي يسمونه:
"العود"
تعريف:
الإسم العلمي: A
السؤال
UILARIA SPP
إسم الفصيلة: THYM ELAEACEAE
الإسم العربي: العود
الإسم الهندي: أجار
الإسم الإنكليزي: إيجل وود
الإسم البنغالي: أجارو
الإسم الإيراني: أكيان، بلنجيرج
الإسم الصيني: تشن شيان
وصف النبات:
شجرة العود، شجرة دائمة الخضرة، معمرة، يصل ارتفاعها إلى عشرين متراً، ما عدا نوع " Aquilaria Khasiana " ، وهي شجيرة لا يتجاوز ارتفاعها ثمانية أمتار.
- ساق العود: أسطواني أملس.
- والقلف: عبارة عن قشرة رقيقة سمكها في الغالب 4 ملم.
- لون خشب النبات: أبيض خفيف، ورقيق دون رائحة.
- وعند تشريح الساق، تتواجد أنسجة اللحاء جنب إلى جنب مع أنسجة الخشب.
- وتتميز الأوراق بأنها متبادلة معنقة ونصلُ الورقة بيضاوي مستطيل، ويتراوح طولها ما بين (9 - 5) سم، وعرضها (4,5 - 2,5) سم.
- وقمة الورقة زائدة.
- وحافة النصل كاملة ملساء.
النورة: خيمية (طرفية أو أبطية) يتراوح عدد الأزهار من 12 - 4 زهرة، وتبدو الأزهار صغيرة بيضاء مخضرة، طوال موسم الأزهار الممتدّ شهري (نيسان/ أبريل ـ أيار/ مايو).
أما الثمرة: فهي عبارة عن علبة، خضراء مصفرة، يصل طولها إلى 5،2 سم، فيها بذرتان فقط، ودورة حياة الجنين قصيرة جداً حيث تصل إلى عشرين يوماً كحد أقصى، ويمتدّ موسم الإثمار في الأشهر ما بين (تموز/ يوليو ـ أيلول/ سبتمبر).
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 09:09]ـ
بيئة وانتشار أشجار العود
تنمو الأشجار في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من قارة آسيا، وخصوصاً في الأرض الجبلية غير العالية والسفوح ذات التربة الرملية، بدءاً بمنطقة آسام الهندية، التي تتواجد فيها ثلاثة أنواع هي:
- " Aquilaria agallocha" وهو النوع الأكثر انتشاراً في آسام.
- والثانية " Aquilaria malaccensis" ويتركز انتشارها في المناطق الحدودية مع بورما وتتواجد في بورما.
- أما النوع الثالث فهو شجيرات تتواجد في منطقة جبال خسيان الهندية، ولذا فاسمها " Aquilaria Khasiana"
أما في بورما فتنمو " Aquilaria malaccensis"
وفي كمبوديا وجنوب فيتنام الـ " Aquilaria crassna"
وفي أندونيسيا وماليزيا: " Aquilaria bancana و Aquilaria becariana"
حتى الصين حيث تنتشر الـ " Aquilaria senensis"
تكون العود:
العود عبارة عن مادة ذات لون داكن، ناتج عن عملية تحول الخشب الأبيض الرقيق إلى خشب داكن اللون (يتأرجح بين البني وحتى الأسود الفاحم).
ويحتوي العود على دهن وزيوت طيارة، تكونت نتيجة إصابة النبات بأنواع من الفطريات مثل ", penisillium and some Fungi Imperfecti Aspergillus, Fusarium" .
هذه الإصابة، تحصل للشجرة وفق التسلسل الآتي:
1 ـ جرح ساق النبات جرحاً عميقاً، ويتم ذلك بطريقتين:
الأولى: طبيعية وهي حفر الساق وتشكيل أنفاق فيه، عن طريق بعض أنواع الحشرات.
الطريقة الأخرى: ميكانيكية عبر إحداث جرح بآلة حادة.
2 ـ تقوم الحشرات ببناء الأنفاق والممرات، عن طريق تدمير بعض خلايا ساق النبات، وخصوصاً الأنسجة الغربالية المحتوية على المادة الغذائية (الكربوهيدرات)، فتسيل المادة الغذائية على جدار الأنفاق، مما يهيء بيئة مناسبة لنمو وانتشار أنواع من الفطريات.
3 ـ انتشار الفطريات داخل الأنفاق، حيث ينتشر الغزل (الهيفا) الفطري إلى أجزاء أخرى من النبات، ويحدث نتيجة تفاعل أنزيمات الفطريات، أن يتحول جزء من السليلوز واللجنين المحيط بالخلايا إلى دهن عود أولي وتموت الخلايا متصلة.
هذه الأجزاء المصابة من النبات تسمى "عود"، وتختلف جودتها حسب كمية الدهون الموجودة فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 09:22]ـ
كيفية الحصول على خشب العود:
في العادة نحصل على أجود أنواع خشب العود، من الأشجار المعمرة، والتي يتراوح عمرها ما بين ((150 - 70 سنة، على أن تكون الإصابة قد تطورت فيها منذ أكثر من 60 عاماً.
بداية استخراج هذا المكون النادر، يتم بعملية الحصاد والتقطيع، عبر قطع أشجارالعود في موسم الشتاء وموسم الجفاف.
ويتم ذلك بانتزاعها من جذورها، بواسطة خبراء متمرسين، وقطع الشجرة وقطع الأجزاء المصابة، وتتوالى التفاصيل التقليدية:
1 ـ فصل الأجزاء المصابة عن غير المصابة.
2 ـ تنظيف الأجزاء المصابة، عبر استخدام أيدي عاملة محترفة، وباستخدام الكثير من معدات النحت.
3 ـ تخليص العود من الأجزاء الغير مصابة، ومن بعض الأجزاء الغير خشبية العالقة بالعود، ويتم ذلك بتأني وصبر.
4 ـ بعد التنظيف تبدأ عملية التلميع، وذلك باستخدام ما يشبه المبرد المثلم غير الحاد، وكذلك بالأقمشة للحصول على قطع عود نظيفة ولامعة.
وتحفظ النفايات لتستخدم في صنع دهن العود.
عملية الفرز:
يقوم خبراء العود بفرز الخشب حسب معياري الوزن واللون.
فينتج عن عملية الفرز، تقسيم يأخذ الترتيب الآتي:
- خشب الدبل السوبر Double Super
وهي القطع السوداء والثقيلة الوزن، وهي عادة أفضل أنواع خشب العود وأغلاها ثمناً. أجودها الأسود الصلب، الذي يشبه الصخر، ويتميز بكونه لا يطفو على الماء، ولا يتقطر الدهن منه.
- خشب السوبر Super
ويكون أقل سواد وأقل وزناً.
- متوسط
وهو ذو لون بنّي أكثر منه أسود.
- العادي
وهو قطع الخشب البني المائل للصفرة، وأدناهم سعراً.
- الدقة
وهي القطع الصغيرة الناتجة عن تكسر خشب العود، وفي الغالب تكون خليطاً من كل الدرجات من الدبل سوبر وحتى العادي، لذا فإن رائحتها تتأرجح بين الممتازة والعادية، مما يجعل سعرها أغلى من العادي في بعض الأحيان.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 01:03]ـ
وهذه إضافة من الأخت: طويلبة علم.
http://recoba.jeeran.com/pic01.jpg
صورة أشجار العود
http://recoba.jeeran.com/tp5.jpg
ورده من شجرة الاقوالوريا (العود)
http://recoba.jeeran.com/bb1.jpg
بذور شجرة البخور
http://recoba.jeeran.com/bb2.jpg
منظر للشجرة وبداخلها المادة البخورية
http://recoba.jeeran.com/s3.jpg
مقطع اخر يوضح فيه كميه اخرى للمادة
http://recoba.jeeran.com/s4.jpg
مقطع لشجرة تم قطعها ولم يجد بداخلها شيء
http://recoba.jeeran.com/s2.jpg
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 08:40]ـ
جاء في مجمع الزوائد (6/ 140):
وعن كعب بن مالك قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الاحزاب فنزل المدينة وضع لامته واغتسل واستجمر. وقال رواه الطبرنى في الاوسط ورجاله ثقات.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 09:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
«القيء إذا خرج من الإنسان .... ينقض الوضوء؟»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Mar-2007, مساء 09:46]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
«الخارج من غير السبيلين لا ينقض الوضوء قلَّ أو كَثُر إلا البول والغائط؛ وذلك أن الأصل عدم النقض، فمن ادّعى خلاف الأصل فعليه الدليل، وقد ثبتت طهارة الإنسان بمقتضى دليل شرعي، وما ثبت بمقتضى دليل شرعي فإنه لا يمكن رفعه إلا بدليل شرعي، ونحن لا نخرج عما دلَّ عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأننا متعبدون بشرع الله لا بأهوائنا، فلا يسوغ لنا أن نلزم عباد الله بطهارة لم تجب ولا أن نرفع عنهم طهارة واجبة.
فإنْ قال قائل: قد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ.
قلنا: هذا الحديث قد ضعًّفه أكثر أهل العلم، ثم نقول: إن هذا مجرد فعل، ومجرد الفعل لا يدل على الوجوب، لأنه خالٍ من الأمر، ثم إنه معارضٌ بحديث ـ وإن كان ضعيفاً ـ: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وصلى ولم يتوضأ. وهذا يدل على أن وضوءه من القيء ليس للوجوب.
وهذا القول هو الراجح، أن الخارج من بقيه البدن لا ينقض الوضوء وإن كَثُرَ، سواء كان قيئاً أو لعاباً أو دماً أو ماء جروح أو أي شيء آخر، إلا أن يكون بولاً أو غائطاً مثل أن يفتح لخروجهما مكان من البدن فإن الوضوء ينتقض بخروجهما منه»
((مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين)) (11/ 198).
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[10 - Mar-2007, صباحاً 07:19]ـ
كلام متين ومحرر / من الشيخ المبارك رحمه الله،
شكرا لك أخي على نقله.
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 01:13]ـ
بارك الله فيك ونفع بك أخي سلمان.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 06:46]ـ
جزاكما الله خيرًا
وبارك فيكما.
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 06:45]ـ
بارك الله فيك أخي سلمان
وهذا السؤال كان يدور في ذهني والحمد لله أني وجدت الجواب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 10:56]ـ
الموقر الكريم: أبا جهاد:
حفظكم الله تعالى،
وجزاكم خيرًا.
دمتم بخير.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 12:28]ـ
جزاكم الله خيرا ..
سئل العلامة الشيخ: (صالح بن فوزان الفوزان) - حفظه الله - في شرح (كتاب عمدة الأحكام)، الشريط (1) الوجه (2):
فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل الدم يعتبر؛ كالخارج من السبيلين)؟
ج: يعني: خروج الدم من الإنسان ينقض الوضوء مثل ما يخرج من السبيلين؟ نعم، جماعة من أهل العلم يرون هذا أن الخارج الفاحش الكثير النَّجِس من البدن مثل الخارج من السبيلين، مثل القيء، مثل الدم، الفاحش الخارج من النَّجِس، الفاحش النَّجِس الخارج من البدن ينقض الوضوء، ولو لم يكن من السبيلين، نعم) (1).
ــــــــــــ
(1) له فتوى أخرى في هذا الشرح، يقول: " ومن العلماء من يرى أن خروج الدم لا ينقض، وهذا هو الأقرب للدليل، هذا هو الأقرب للدليل إنه ما ينقض؛ لأن الصحابة - رضي الله عنه - كانوا يُجرحون بالحروب وتنزف منهم الدماء ويصلون ..... إلخ "؛ و سأنقلها فيما بعد - بإذن الله -.
قلتُ: لعلَّ الشيخ الفوزان - وفقه الله - يرى في القيء، كما يرى في الدم من خلال الفتوى الثانية، والله أعلم، فليت الإخوة الكرام ينقلون لنا رأي الفوزان في حكم القيء، هل يرى أنه ناقض للوضوء أم لا؟
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 01:06]ـ
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالأصل استصحاب الوضوء حتى يثبت انتقاضه، والحديث الوارد في السؤال ضعيف لا يحتجّ به، أمّا حديث " أنّه قاء فتوضّأ" (2) فغاية ما يدلّ عليه مشروعية الوضوء واستحبابه لمن قاء، لأنّ الأصل في أفعال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم إذا لم تكن لبيان مجمل ووَرَدَتْ قربة فإنّها تحمل على النّدب والزيادة عليه تحتاج إلى دليل، وكذلك القول في الرّعاف أو خروج الدّم أو الحجامة ونحو ذلك وقد بيّنّا في جواب سابق أنّ الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصلّون في جراحاتهم ودمائهم (3).
هذا، ويتفرّع عن هذه المسألة أنّ الأحناف يوجبون البناء على من رعف أو قاء في الصلاة، بمعنى أنّ ما أدركه مع الإمام قبل الانصراف يعتدّ به عند الائتمام به من جديد ويبني عليه عملاً بمقتضى حديث عائشة رضي الله عنها الذي لم يعمل به الجمهور لضعفه (4)، لذلك يرون بحتمية الإعادة عليه.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.(/)
إخواني ماهو الدليل فيما ذكر الشيخ ابن باز.
ـ[آل عامر]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 10:58]ـ
إخواني رعاكم الله ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الأذكار التي طبعت باسم الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله رحمة واسعة
قراءة كل من سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات بعد صلاة المغرب والفجر
فماهو دليل الشيخ رحمه الله.
وحسب علمي أنها من أذكار الصباح و المساء.
لكن ماهو دليل الشيخ في جعلها من أذكار الصلاة.
لاسيما أنه أنتشر وضعها في المساجد على لوحات كبيرة.
وفقني الله وإياكم لكل خير.
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Mar-2007, صباحاً 12:14]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبق لي بحثُ هذا الحديث في جملةٍ من أحاديث الأذكار قبل سنوات، وتبيَّن لي ما يلي:
1 - لا يثبت حديثٌ في كون قراءة المعوذتين والإخلاص من أذكار الصباح أو المساء
فالتقييد غير ثابت.
2 - ثبتَ أنَّ المعوذتين خيرُ ما تعوَّذَ الناسُ بهما، وليس فيه تقييدٌ بصباح أو مساء
ويُنظر في هذا المشاركة رقم (6) على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=651
3- ثبتَ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: أمرني النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوِّذات في دبر كل صلاة.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، وإسناده صحيح
ولا يصح تكرير قراءتها ثلاثاً
واختُلِفَ في دلالة قوله: (المعوِّذات) هل يشمل سورة الإخلاص إضافة إلى سورتي الفلق والناس؟
أم أنه مختصٌ بهما؟
فقيل بالأول؛ باعتبار الجمع (المعوِّذات) ولما تضمنَّته سورة الإخلاص من توحيد الله الذي هو في معنى التعوُّذٌ
وقيل بالثاني لأنَّ سورة الإخلاص ليس فيها تعويذ، وإذا أُطِلَق لفظ المعوذتين أو المعوذات فينصرف إلى سورتي الفلق والناس
4 - لا يصحُّ حديثٌ في التصريح بكون سورة الإخلاص من أذكار الصباح والمساء، أو من أذكار الصلاة.
والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Mar-2007, صباحاً 07:21]ـ
ولعلَّ الشيخ رحمه الله استدلَّ بحديث عبدالله بن خبيب رضي الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطر وَظُلمةٍ شديدةٍ نطلبُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأَدركناه فقال:
"أَصلَّيتم"؟
فلم أَقُلْ شيئاً.
فقال: "قُل"
فلم أَقُلْ شيئاً.
ثُمَّ قال: "قُل"
فلم أَقُلْ شيئاً.
ثُمَّ قال: "قُل"
فقلت يا رسول اللَّه ما أَقولُ؟
قال: " (قُلْ هو الله أَحَدٌ) والمعوِّذتين حين تُمْسي وحينَ تصبحُ ثلاثَ مَرَّاتٍ تكفِيكَ من كلِّ شَيءٍ"
والحديث بهذا اللفظ أخرجه أبو داود في سننه والنسائي في سننه الصغير وغيرهما
والحديث شاذٌ بهذا اللفظ، واللفظ الصحيح ما ذكرتُه في الرابط المذكور في المشاركة السابقة، وهو:
أنَّ عبدالله بن خبيب عن أبيه قال: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة؛ فأصبتُ خلوةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنوتُ منه فقال لي: "قل" فقلت: ما أقول؟
قال: "قل"
قلت: ما أقول؟
قال: "قل (أعوذُ بربِّ الفلق) " حتى ختمَها
ثم قال: "قل (أعوذُ بربِّ الناس) " حتى ختمَها
ثم قال لي: "ما تَعَوَّذَ الناس بأفضلَ منهما"
وليس فيه قولها ثلاثاً، ولا تقييدٌ بصباح أو مساء
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:24]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك أخي الحبيب.
عهدك محب للخير خادما لاخوانك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 06:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبق لي بحثُ هذا الحديث
هل لك أخي الحبيب أن تتحفنا بهذا البحث نشراً للعلم وإفادة لأخوانك إن كان وقتكم يسمح بذلك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 06:13]ـ
وإليك أحسن الله أخي الكريم آل عامر
في نيتي نشرُ جملة من الأبحاث؛ منها ما طلبت
ولكن لا يتيسر لي هذه الفترة
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:52]ـ
بارك الله فيكم ابا محمد ,, كلام نفيس(/)
شرعية الحكومة التي يعيّنها المحتل، والحكومة التي تنشأ في ظل الإحتلال.
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[11 - Mar-2007, صباحاً 02:26]ـ
لا زال كثير من المنحرفين عن الصراط المستقيم .. يخلطون بين الأمور والقضايا مبتعدين في ذلك عن الفطرة السليمة
ومن المسائل التي وقع فيها الخلط: شرعية الحكومة التي يعينها المحتل
فهناك فرق بين حكومة يعيّنها المحتل .. وهو لا يختار إلا عميلا خائنا .. وهذا بدهي لا يحتاج إلى توضيح
وحكومة تنشأ في ظل الاحتلال .. لكنها صادقة غير عميلة كحكومة حماس التي فرضت نفسها على المحتل بضغط دولي يُعرف بالديمقراطية
وذلك أن المحتل لا يمكن أن يعين حكومة إلا وهي عميلة له .. وبالتالي فلا يُمكن أن تكون وسيلة لإزالته .. وذلك كما هو حاصل في العراق والشيشان وأفغانستان .. وبناءً على ذلك لايُمكن أن يصدف عاقلٌ ما يفتي به بعض الشواذ بأنه لايجوز قتال الحكومة المعينة من المحتل .. لأنها مسلمة .. ومتغلبة .. وهي التي - إذا لم تقاتلوها وكذلك المحتل - ستخرج المحتل .. وهذه مصلحة .. وإذا قاتلتم المحتل والحكومة المعينة من قِبَله سيبقى وهذه مفسدة ....... الى آخر كلامهم الذي يمجه الذوق السليم .. فضلاً عن مخالفتهم للشرع
أما ان تنشأ حكومة في ظل الاحتلال فإنه يمكن أن تكون وسيلة لإزالته .. وذلك إذا لم تكن معينة من قِبَله ولم تكن مختارة على عينه
الاحتلال الذي ضرب العالم العربي قبل عقود كان يعيّن حكومات عميلة له .. ولم يمنع هذا أن يقوم عليهم المسلمون ويجاهدوهم وعلى رأسهم العلماء .. مجاهدين محاربين .. ولم يكن من بينهم عالم صادق يفتي بشرعية الحكومة المعينة من قِبَل المحتل
فقد أفتى علماؤنا وعلى رأسهم العلماء الثلاثة الكبار بأن ما يحصل في ساحة أفغانستان جهاد - أيام احتلال السوفيت - ولم يلتفتوا إلى حكومة نجيب العميلة التي عُيّنَتْ من قِبَل المحتل
فالحكومة التي تنشأ تحت ظل احتلال لا توالي الكافر ولا تناصره على المسلمين وإنما تداري الكافر، وتناصر المسلمين، والقول بشرعيتها من باب الاضطرار لإقامة حكم الله
ومن الأمثلة على ذلك وزارة أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين في دولة الخليفة الباطني العاضد آخر خلفاء الدولة العبيدية الكافرة
فكان أسد الدين شيركوه هو الحاكم الفعلي تحت ظل دولة العبيديين الكافرة، وبوجود جيشهم، والموالين لهم
توفي أسد الدين شيركوه فتولى بعده ابن أخيه الملك المجاهد صلاح الدين الأيوبي، حيث أصبح وزيراً، ويحكم باسم العاضد لكن بالشريعة
فصبر، وثابر، ولما مات العاضد أعلن صلاح الدين سلطة الدولة العباسية على مصر، ودعا للخليفة المستنصر العباسي، وأمر بذلك خطباء المساجد، وقد ألف ابن الجوزي على إثر ذلك كتاباً سماه: النصر على مصر
فحكومة أسد الدين شيركوه الأيوبي (حيث بقي معه ألفا جندي فقط ورجع بقيتهم إلى أميرهم الشهيد نور الدين زنكي رحمه الله)، ثم حكومة صلاح الدين الأيوبي والتي نشأت تحت ظل الاحتلال وكان عاقبتها طرد المحتلين وقتل بعضهم وسجن بعضهم من الموالين للعبيديين والذين حاولوا الثورة على صلاح الدين وقتله فنجاه الله وأمكنه منهم فاستأصلهم رحمه الله
فهذا مثال ظاهر في تاريخ المسلمين
ولايجوز تطبيقه على مَن يعيّنه المحتل
فهل يعي أدعياء السلفية ذلك؟!
إن المسلم الغيور يتعجب من بعض المنتسبين لأهل العلم حينما يقولون: يحرم الجهاد في العراق حتى على العراقيين .. وذلك لوجود حكومة معيّنة من المحتل .. ويقول: " هذه الحكومة شرعية " وبالتالي يلزم من ذلك لوازم كـ وقف القتال .... الخ
وهنا أتسآءل
أليسَ من حقِّ الانسانِ - فضلاً عن المسلمِ - الدفاعُ عن نفسهِ .. و أرضهِ .. وأهلهِ .. وماله
ألم ينص قرار الأمم ِ المُتحدّة رقم 3246 الصادر ِ في 14/ 12/1974 على شرعية حق الشعوب في الكفاح المسلّحِ في سبيل تحريرِ أرضها من الاحتلال الأجنبي، وذهب القرار إلى أن أي محاولة لقمع الكفاح ِ المسلح ضدَّ السيطرة الاستعمارية والأجنبية والأنظمة العنصرية هي مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ولإعلانِ مبادئ القانون ِ الدولي الخاصة بالعلاقات الدولية والتعاون بين الدولِ وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما أكّدت الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، الصادرة في عام 1998 في المادة الثانية على أنه لا تعد جريمة ً حالاتُ الكفاح بمختلف الوسائلِ بما في ذلك الكفاح المسلّح ضد الاحتلالِ الأجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقرير المصير ..
حسبي الله ونعم الوكيل
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - Mar-2007, صباحاً 10:12]ـ
في التعامل مع المحتل أحكام كثيرة، ليست كلها مبنية على المقاومة والمناوئة، ففي بعض الأحيان يكون التعامل مع المحتل أمراً حتماً لازماً، كما لو كان له قوة وسطوة وبأس، وكان المسلمون في ضعف وتشرذم، وسمح لهم ذلك المحتل بإدارة شئون منطقتهم تحت سلطته بما يرونه مناسباً، فإنهم في هذه الحالة لا يفوتون الفرصة على أنفسهم، وفي حال تعذر الواجب الأصلي في حقهم، وهو مقاومته ودفعه بالقوة، حينها ينتقلون إلى ما بعده وهو التسبب في حصول النفع لهم، إما بدفع ضرره وشره عنهم، وإما ببسط نفوذهم على مناطقهم داخلياً والعمل على تطبيق الشريعة فيها.
وفي هذا كلام نفيس للشيخ محمد رشيد رضا والعلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمهما الله تعالى، لعلي أنقله لاحقاً إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وجه الحقيقة]ــــــــ[14 - Mar-2007, صباحاً 08:29]ـ
أخي الكريم أبا حماد
أشكرك على الإشارات التي تناولت جوانب أخرى مهمة في الموضوع، وياليت لو تتوسع في ذلك وتفيدنا ..
أما المقال فليس لي، وإنما للكاتب روضة الناظر في شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي ..
على هذا الرابط http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=173408
والمعذرة على عدم الإخبار وقت تنزيل مقاله.(/)
هل تجتمع التجارة والعبادة أم لا؟
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 04:07]ـ
قال أبو الدرداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " كنت تاجرا قبل المبعث، فلما جاء الإسلام جمعت التجارة والعبادة فلم يجتمعا، فتركت التجارة ولزمت العبادة."
قال الذهبي: الأفضل الجمع بين الأمرين مع الجهاد، وهذا الذي قاله هو طريق جماعة من السلف والصوفية، ولا ريب أن أمزجة الناس تختلف في ذلك، فبعضهم يقوى على الجمع كالصديق وعبد الرحمن بن عوف، وكما كان ابن المبارك، وبعضهم يعجز ويقتصر على العبادة، وبعضهم يقوى في بدايته ثم يعجز، وبالعكس وكل سائغ، ولكن لابد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال.
المصدر: سير الأعلام النبلاء 2/ 337 ـ 338
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 11:20]ـ
أحسنت:
قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني: كان نوح عليه السلام نجاراً يأكل من كسبه، وإدريس عليه السلام كان خياطاً، وإبراهيم عليه السلام كان بزازاً، وداود عليه السلام كان يأكل من كسبه، وسليمان صلوات الله عليه كان يصنع المكاتل من الخوص فيأكل من ذلك، وزكريا عليه السلام كان نجاراً، وعيسى عليه السلام كان يأكل من غزل أمه. [الكسب 35].
ونبينا عليه الصلاة والسلام رعى الغنم على قراريط، وأخبر أن سائر الأنبياء كذلك رعوا.
وقد عمل الأئمة الكبار في أنواع التجارات، ولم يقعد إلا المتصوفة، أو من عجز عن العمل
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 09:45]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه الإضافة القيمة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 11:29]ـ
أبا هارون، لعل في هذا الرابط ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1259&page=2) ما يفيد،وتحديداً التعليق رقم (20).(/)
هل يجوز للرجل التفتيش في خصوصيات موليته؟.
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 01:05]ـ
حقيقة كثر الكلام حول هذا الموضوع، وكلٌّ يفتي من عنده - أقصد عوام الناس - وما يحيرني، أني سألت أحد الدعاة فقال: لا يجوز وذكر الآية (ولا تجسسوا) وعندما ناقشته في أن التفتيش من باب المراقبة وبدافع الحرص، فكرر: لا يجوز، إلا بعلمهم ورضاهم، وعدم استغلال سيطرته عليهم. والحكم نفسه يجري على الأم مع ابنتها، والأخت الكبرى مع أخواتها.
والشرع لا ينهى عن شيء إلا وفيه مصلحة؛ فالتجسس يسبب القطيعة والخلاف، بل وأرى أنه من الإهانة، فكيف يجرؤ أحد على تفتيش خصوصيات غيره (وهو الأضعف بلا شك) بدافع الظن، أولم ننهى عن الظن؟ ..
أهكذا تكون القوامة .. مبنية على انعدام الثقة ..
متى يكون للشخص كلمته واستقلاليته إذا كان هناك من يفجأه في خصوصياته؟ ..
وفي هذه المسألة أيضا قرأتُ أن أحد الدعاة ذكر الآية: قال الله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)) لقد ذكر الشيخ إن هذا دليل يجيز لولي أمر الفتاه أو الزوجة أو الأخت أن يفتش خواصها من باب أن يطمئن قلبه ولكن في حضورها وليس وبدون علمها وأن يذكر لها هذه الآية وقول لها ليس تشكيك فيك ولكن لكي يطمئن قلبي حتى لو كان هناك أمراً ما يعالجه بعقل وسويه قبل أن يقع مالا يحمد عقباه ... وذكر إن إبراهيم عليه السلام طلب من الله ذالك لكي يطمئن قلبه فما بالك بالزوج أو الأب أو الأخ ولكنه ذكر بأن هذا لا يكون مطلق أي في كل وقت يعمل هذا ولكن في الحدود الظيقه أي في حال وجود شك وقد سيطر عليه الشيطان وأشغل فكره فيجوز له أن يعمل ذالك لكي يقطع الشك باليقين .. ولكن في حال عدم وجود أي شيء فينتهي عن ذالك حتى لا يصاب بالوساوس والكثرة الشك في أهله .... اهـ.
لاحظوا أن الشيخ قال: في حضورها!!! .. هل يكفي الحضور؟ .. أين الموافقة والرضا بما يصنعه ولي الأمر؟ .. ألهذه الدرجة وصل بنا الحال في التعامل مع المرأة؟ .. إذا كنا نُهينا عن الظن؛ فكيف بالتجسس؟!!.
وإذا كان ولي الأمر يجوز له ذلك - فرضا - لاحساسه بشيء ما، فنحن نفتح باب للموسوسين والشكاكين .. وكلٌّ سيبرر لنفسه هذا التجسس .. فأين نحن من قاعدة سد الذرائع .. أليس فعلهم هذا سوف يفضي إلى الخلاف والقطيعة لمجرد الظنون والأوهام؟.
وهل يصح الاستدلال بتلك الآية على جواز اختراق خصوصيات النساء والضعفاء؟ ..
ومتى يجوز لولي الأمر أو الأم تفتيش خصوصيات أولادهم بالضبط؟ ..
شكر الله لكم!.
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 04:49]ـ
أخي الكريم تعلم رعاك الله ما أنتشر في هذا الزمان من مخدرات وأفلام ماجنة وعلاقات
مشبوهه خاصة بين البنات
فما المانع من تفتيش ولي الامر ما يخص أبنته قبل أن يقع المحضور وهو بهذا لايخوّن
أبنته وإنما يحافظ عليها مما قد يغرر بها
أخي الكريم لا أبالغ ـ أنا أعلم ما أقول ـ أن أنتشار المخدرات بين الفتيات قد
وصل الى نسبة استحي من ذكرها.
بل والله أن الكثير منهن تفتخر أن لها عشيقة أو صاحب ... .
ثم ماهو ألأمر الذي قد تخفيه الفتاة عن والدتها أو والدها.
أنا معك لا يفعل ذلك مع الزوجة بدون مبرر أو ألأخت الراشدة المعنية بنفسها
أما مع ابنته المراهقة أو .... فما المانع.
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 06:35]ـ
حتى المراهق .. بأي حق تُفتش أغراضه؟ .. ألأنه مراهق فقط؟ ..
ليس كل مراهق طائش .. والله عز وجل قد بيّنها صراحة: (ولا تجسسوا) والآية لا تحتاج إلى تأويل .. أما إذاكان الخوف من المجلات والأفلام الماجنة، فهذا لا يبيح المحظور، بل يأمر بالاحتياط بحيث لا يسمح لفتاته بالخروج لوحدها مع السائق، وإن كان بمحرم (طبعا هذا مع المراهقة)، ولا يدخل في بيته القنوات الفضائية لأنها بالطبع تشجع على الرذيلة وأشياء أخرى، أيضا لا يسمح لها باقتناء الجوال، أو وجود الهاتف الثابت في غرفتها الخاصة .. لأن هذه الأشياء تفتح طريقا مسدودا .. لكن أن يقوم ولي الأمر بتفتيش خصوصيات أولاده من باب المراقبة فليس هذا مسوغا أبدا .. والشرع أعطى كل ذي حق حقه من الاستقلالية والاحترام. ولأن وجهات النظر تختلف؛ فالمحظور عند هذه العائلة لا يُعد محظورا عند غيرهم، مثل الأشياء التي ذكرتها سابقا. العقليات والتصورات تختلف من شخص لآخر، فالموسوس يسوغ لنفسه تفتيش كل شيء لا لشيء إلا ليشبع نهمه وولعه بكشف الأسرار، وتكبيرها أيضا، واختلاق المشاكل حولها.
الشرع بيّن حدود قوامة الرجل على المرأة ... وليس هناك دليلا صريحا واضحا في اباحة التجسس بدافع الحرص والمراقبة، أما تحريم التجسس فالدليل أتى صريحا لا يحتمل تأويلا غيره.
وإذا كنا نقصد الحرص عليهم؛ فهل نمنع عنهم أجهزة التسجيل، لأنه بزعمنا ربما يستمع الصبي في غفلة منا إلى الغناء؟ ..
التربية هي الأساس، ثم تأتي المراقبة في الأمور الظاهرة، وليست الخافية.
وفي الحديث عن جابر قال (نهى نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم). رواه مسلم.
ووقع في حديث جابر عند أحمد والترمذي بلفظ: {لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم}.
وصدقني يا أخي الكريم .. حتى العلاقات المشبوهة بين الفتيات، لابد أن تسبقها ارهاصات .. بل وتسهيلات من الأهل، من توفير السائق، والدش، والجوال .. كل هذه ستدفع الفتى أو الفتاة للوقوع في المحظور، فهل ستجد أباً يوفر سبل الحرام ثم يقتحم خصوصيات أبنائه؟ .. ما هذا التناقض .. وعلى من يقع اللوم؟ .. وفي المقابل نادر جدا تجد بيئة نظيفة ومترابطة، يصل رب الأسرة فيها إلى هذا الحد من الشكوك وانتهاك الخصوصيات.
شكر الله لك أخي الفاضل وبارك فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 07:01]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ (تويكس)
1 - لا يجوز من حيث الأصل مراقبة المسلم لأخيه المسلم فيما يخفيه سواء أكان هذا الذي يُرَاقب إبنا أو زوجا أو والدا أو غير ذلك
و هذا هو التجسس
2 - و لكن عند (المصلحة الخالصة أو المصلحة الراجحة) يجوز ذلك و كذلك لأجل دفع (مفسدة راجحة أو مفسد خالصة) حتى و إن لم تتم الموافقة أو الرضا بل و حتى إن لم يعلم هذا المُرَاقب.
المهم الأصل تحريم (مراقبة المسلم لأخيه المسلم فيما يخفيه)،
و لا يجوز فعل ذلك إلا في حالات معيّنة بعد النظر في المصالح و المفاسد (وفق ما قررته آنفا) سواء أكان هذا المُرَاقب تحت كفالتك أم لا، و سواء أعلم هذا المُرَاقب بمراقبتك له أم لم يعلم.
3 - و هذه الآية:
قال الله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
لا تصلح دليلا على ما يلي:
يجيز لولي أمر الفتاه أو الزوجة أو الأخت أن يفتش خواصها من باب أن يطمئن قلبه
فالآية ليس فيها كلام عن هذا أصلا
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 08:50]ـ
أما إذاكان الخوف من المجلات والأفلام الماجنة، فهذا لا يبيح المحظور، بل يأمر بالاحتياط بحيث لا يسمح لفتاته بالخروج لوحدها مع السائق، وإن كان بمحرم (طبعا هذا مع المراهقة)، ولا يدخل في بيته القنوات الفضائية لأنها بالطبع تشجع على الرذيلة وأشياء أخرى، أيضا لا يسمح لها باقتناء الجوال، أو وجود الهاتف الثابت في غرفتها الخاصة .. .
أخي بارك الله فيك وأصلح الله لنا ولك الذرية المشكلة في الأختلاط في المدارس وليس فيما ذكرت فقط.
ـ[نمارق]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 11:57]ـ
أثابكم الله أخوتي الكرام ....
لاأزيد على قول أخينا تويكس ....
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 04:48]ـ
شكر الله لكم أيها الإخوة الكرام ..
وهذه فتوى للشيخ ابن عثيمين في حكم تفتيش الخادمة أنقلها لكم لصلتها بموضوعنا هذا:
السؤال: جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء هذه سائلة للبرنامج فضيلة الشيخ تقول هل للمرأة أن تفتش خادمتها إذا أرادت السفر هذه الخادمة دون علمها؟
الجواب
الشيخ: لا ليس لها أن تفتش أغراضها لأن هذا خيانة والخادم لها الحق وهي مصونة والذين يقدمون على هذا عندهم وساوس يظنون أنها وضعت سحراً أو ما أشبه ذلك والأصل الإحسان إحسان الظن أرأيت لو أن إنسان يريد أن يفتش عن أشياء من هذه المرأة التي تفتش حوائج خادمتها هل ترضى الجواب لا ترضى لا شك وإذا كانت لا ترضى أن يفعل بها ذلك فكيف ترضى أن تفعل ذلك بالناس. ا هـ.
رابط الفتوى:
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8880.shtml
ـ[آل عامر]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 02:47]ـ
أخي تويكس رعاك الله يبدو أنك توسعت في الموضوع
اخي الفعل هذا لايجوز من آحاد الناس فالله لم يكلفنا بذلك وليس لآحاد الناس أن يتجسس على غيره
اما من ولاك الله أمره فأنت مأمور بصيانته والمحافظة عليه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن كل راع مسؤل عن رعيته
فاولي الأمر والأب لهم ولاية وهم مسؤلون عن رعيتهم وهكذا
فعلى قولك لايجوز مايحدث من تفتيش في المطارات والأماكن المشبوهه لأن هذا من التجسس
أماكان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل العيون ...
أما تجسس على ابن صياد ليتأكد من أمره
اخي لا اريد الأطالة ولكن هذا الفعل لايجوز من آحاد الناس أما صاحب الولاية فله ذلك
حفاظا على ألأخلاق والدين وحماية للجميع.
وفقني الله وإياك للصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 03:26]ـ
شكر الله لك أخي الكريم حرصك وزادك فقها وعلما.
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 6/ 156:
وهذه قاعدة مطردة وهي: أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام، فإنه لا يرد باستنباط من نَصَّ آخر لَمْ يسق لذلك المعنى بالكلية، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث: «مثلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أجراء» - الحَدِيْث، ولا أحاديث: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» بقوله: «فيما سقت السماء العشر».
وقد ذكر الشَّافِعِيّ أن هَذَا لَمْ يسق لبيان قدر مَا يجب مِنْهُ الزَّكَاةِ، بل لبيان قدر الزَّكَاةِ، وما أشبه هَذَا.اهـ
معنى ذلك أنه لا يصح الاستدلال بآية (قال أولم تؤمن ... )، لوجود آية صريحة تحرم التجسس. بل الآية (أولم تؤمن) لا تخص المسألة هذه لا من قريب ولا من بعيد.
إذن لا يجوز من حيث الأصل مراقبة المسلم لأخيه المسلم فيما يخفيه سواء أكان هذا الذي يُرَاقب إبنا أو زوجا أو والدا أو غير ذلك و هذا هو التجسس.
والآية أيضا التي استدللت بها ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. وأخبر صلى الله عليه وسلم أن كل راع مسؤل عن رعيته).
لا تعني أن نلجأ إلى المحظور في حماية الأسرة، الشرع بين لنا طرق كثيرة منها: توفير الجو الآمن للأسرة من خلال: التربية، التشجيع على الذهاب إلى أماكن الترفيه الآمنة، توفير الأشرطة والكتب النافعة، فبعض الرجال يلجأ إلى التجسس، ولو سألته ماذا عمل تجاه هذه الأسرة، وهل احتواها بحسن التعامل وتوفير ما ينقصهم من الترفيه والتوجيه، سيجبيك بالنفي!. يعني: الله موسعها علينا، مع وضوح حكم النهي في التجسس، ونلجأ إلى التضييق بناء على ظنون نُهينا عنها؟ ..
مهما يكن .. فللمرأة استقلالها واحترامها .. وحدود قوامة الرجل واضحة وضوح الشمس. القاعدة التي ذكرها الحافظ ابن رجب، مع فتوى ابن عثيمين كافية .. وكما قال الأخ الناصح الصادق:
المهم الأصل تحريم (مراقبة المسلم لأخيه المسلم فيما يخفيه)،
و لا يجوز فعل ذلك إلا في حالات معيّنة بعد النظر في المصالح و المفاسد (وفق ما قررته آنفا) سواء أكان هذا المُرَاقب تحت كفالتك أم لا، و سواء أعلم هذا المُرَاقب بمراقبتك له أم لم يعلم.
ولاحظ الحديث الذي ذكرته سابقا: عن جابر قال (نهى نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم). رواه مسلم.
أقول: ربما يحق للولي أن يلجأ إلى ذلك لكن في حدود ضيقة جدا جدا، مثل: إذا كان عنده فتاة صاحبة سوابق في المعاكسات أو الخروج مع الشباب، لكن أن يفعل الولي هذا الفعل، فقط من باب الاطمئنان والمراقبة، فلا وألف لا .. فهذا لا شك أنه لا يجوز (ولا تجسسوا).
فعلى قولك لايجوز مايحدث من تفتيش في المطارات والأماكن المشبوهه لأن هذا من التجسس
أماكان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل العيون ...
وعلى قولك هذا أيضا، فيكون للشاب فوق سن 18حق في تقاعد والده لأنه يعد ضمن الورثة!! ..
لا .. الدولة وضعت قوانين، مثل قوانين بعض المنتديات في مسألة الاطلاع على الرسائل الخاصة، وهذا يتم باتفاق بين الأعضاء ومدير الموقع، فهذا لا يعد تجسسا، بل هو قانون أو نظام. وبعضها لا يطلع على الرسائل الخاصة أيضا بناء على النظام المعمول به في ذلك المنتدى؛ فإذا ثبت أن أحد المشرفين اطلع عليها، فأمره بلا شك داخل في التجسس، ويحق لصاحب الرسالة رفع شكوى لمدير الموقع عليه.
ولكن هذا الفعل لايجوز من آحاد الناس أما صاحب الولاية فله ذلك
حفاظا على ألأخلاق والدين وحماية للجميع.
لم يرد دليل صريح في أن التجسس من حق ولي الأمر، أو أنه يدخل في الولاية، لأن مبدأ التجسس من سوء الظن وهذا لا يجوز.
وما ظنك لو علمت الفتاة باقتحام خصوصياتها أو الفتى؟ .. لا شك أن ذلك يؤدي إلى التنافر والقطيعة.
ومهما يكن لابد لكل شخص من أسرار لا يريد لأحد الاطلاع عليها والشرع قد كفل له الحق في عدم مشروعية اقتحام خصوصياته.
بارك الله فيكم.(/)
اخترت لك
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 01:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمما لاشك فيه أنه تمر بالواحد منا - وهو يقرأ - بعض الفوائد التي ربما أسعف الحال في تقييدها، وربما يعتمد الواقف عليها على حفظه، فتدرس وتنسى.
ومن باب إفادة إخواني ومشاركتهم فيما يتحفوننا به من فوائد، أذكر بعض ماوقفت عليه من ذلك، نفعنا الله بما علمنا:
فمن ذلك: ما جاء في "طبقات الحنابلة" (1/ 168): «سعيد بن أبي سعيد أبو نصر الأرطائي: نقل عن إمامنا أشياء، منها: قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: حدثنا سعيد بن أبي سعيد أبو نصر الأرطائي، قال: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن الصلاة خلف المبتدعة؟ فقال: أما الجهمية فلا، وأما الرافضة الذين يردون الحديث فلا».
وجاء في "الجرح والتعديل" (2/ 32) قول عبد الرحمن بن أبي حاتم: «نا أبو زرعه، نا عمرو بن خالد الحراني، نا زهير بن معاوية، نا محرز أبو رجاء، وكان يرى رأى القدر فتاب منه، فقال: لا تروا عن أحد من أهل القدر شيئًا، فوالله لقد كنا نضع الأحاديث ندخل بها الناس في القدر نحتسب بها، ولقد أدخلت في القدر أربعه آلاف من الناس. قال زهير فقلت له: كيف تصنع بمن أدخلتهم؟ قال: هو ذا أُخرجهم الأول فالأول».
وروى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 33 - 34) من طريق أحمد بن عمير الطبري، نا عبد الله ابن الزبير الحميدي، قال: «فان قال قائل: فما الشيء الذي إذا ظهر لك في الحديث، أو من حدث عنه لم يكن مقبولاً؟ قلنا: أن يكون في إسناده رجل غير رضًا بأمر يصح ذلك عليه؛ بكذب أو جَرْحةٍ في نفسه تُرَدُّ بمثلها الشهادة، أو غلطًا فاحشًا لا يشبه مثله، وما أشبه ذلك.
فإن قال: فما الغفلة التي تَرُدُّ بها حديث الرجل الرضا الذي لا يعرف بكذب؟
قلت: هو أن يكون في كتابه غلط، فيقال له في ذلك، فيترك ما في كتابه ويحدث بما قالوا، أو يغيِّره في كتابه بقولهم، لا يعقل فرق ما بين ذلك أويصحِّف تصحيفًا فاحشًا، فيقلب المعنى لا يعقل ذلك فيكفُّ عنه، وكذلك من لُقِّن فتلقَّن التلقين، يُرَدُّ حديثه الذي لُقِّن فيه، وأُخذ عنه ما أتقن حفظه إذا عُلِم أن ذلك التلقين حادث في حفظه لا يُعرف به قديمًا، فأما من عرف به قديمًا في جميع حديثه فلا يُقبل حديثه ولا يؤمَن أن يكون ما حفظ مما لُقِّن».
وروى بعض هذا النص الخطيب في "الكفاية" (ص148) من طريق بشر بن موسى، عن الحميدي.
رابط صفحتي الشخصية في موقع جامعة الملك سعود: http://faculty.ksu.edu.sa/homayed/default.aspx
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 03:44]ـ
بارك الله فيك شيخنا ونفعنا الله بعلمكم.
مازلنا نطمع منكم المزيد زادك الله علما.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 10:47]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم وزادك الله علماً وعملاً وهدى وتقى.
لا زلت أذكر درسكم في شرح ألفية السيوطي في جامع شيخ الإسلام
وما فيه من الفوائد والتقريرات الحديثية البديعة ولا زلت أحتفظ بكثير منها
وأراجعها بين حين وآخر وأجد فيها ضالتي في تحرير المسائل وتحقيق الأقوال
وكلما قرأت مسألة أو حصلت فائدة دعوت لك بظهر الغيب أن يجزيك الله
خير ما جزى شيخاً عن طلابه واستاذاً عن تلامذته ومعلماً عن متعلميه.
ولي طلب ورجاء وهو هل لنا من طريق وسبيل من أشرطة أو غيرها لذلك
الشرح.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 11:20]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
صاحب الفضيلة الشّيخ د. / سعد بن عبد الله الحميّد:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حفظكُم اللهُ وبارك فيكم؛
وأجزل اللهُ لكم الأجر والثواب.
مازلنا نطمع منكم المزيد زادك الله علما.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 02:35]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل سعد الحميد وفقه الله إلى طاعته
أخوكم أبو عبد الرحمن اليمني
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[17 - Mar-2007, صباحاً 11:59]ـ
الإخوة الأفاضل:
آل عامر
علي بن حسين فقيهي
سلمان أبو زيد
أبو عبد الرحمن اليمني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكر الله لكم، ونفع بكم، وجعلنا جميعًا إخوة متحابين متعاونين على نصرة الإسلام والسنة، وجعل الله ماعلمنا حجة لنا لاعلينا.
وبالنسبة لسؤالك أخي علي الفقيهي: فكثير مما سألت عنه موجود في موقع طريق الإسلام ونور الإسلام وهناك أشياء على البث الإسلامي، والسلام عليكم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 08:21]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخ المكرم الشيخ / علي بن حسين فقيهي - حفظه الله تعالى -:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إليك شرح ألفية السيوطيّ لشيخنا الكريم / سعد الحميّد - أثابه الله -:
http://alhomaid.islamlight.net/index.php?option=com_sound&catid=1569&Itemid=4
[ جزى الله الشيخ الفاضل الحميّد خير الجزاء ... ونفعنا بعلمه ..
آمين.]
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 02:01]ـ
قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (2/ 610 - 611/ طبعة بشار) في ترجمة ابن مِقْسَم محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم، أبي بكر المقرئ العطار: «كان ابنُ مِقْسَم من أحفظ الناس لنحو الكوفيين، وأعرفهم بالقراءات، وله في التفسير ومعاني القرآن كتاب جليل سمَّاه: "كتاب الأنوار"، وله أيضًا في القراءات وعلوم النحو تصانيف عدَّة، ومما طُعن عليه به: أنه عَمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها، وقرأها وأقرأها على وجوهٍ ذَكَرَ أنها تجوز في اللغة والعربية، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم فأنكروه عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان، فأحضره واستتابه بحضرة القُرَّاء والفقهاء، فأَذْعَن بالتوبة، وكُتِب محضرٌ بتوبته، وأثبت جماعةُ مَنْ حضر ذلك المجلس خطوطَهم فيه بالشهادة عليه، وقيل: إنه لم ينزع عن تلك الحروف، وكان يقرئ بها إلى حين وفاته.
وقد ذكر حاله أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ صاحب أبي بكر بن مجاهد في كتابه الذي سَمَّاه "كتاب البيان"، فقال فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم، قال: وقد نَبَغَ نابغٌ في عصرنا هذا، فزعم أن كل ما صحَّ عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بقيله ذلك بدعة ضلَّ بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلَّة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل مالا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه؛ إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيِّئ رأيه طريقًا إلى مغالطة أهل الحق بتخيُّر القراءات من جهة البحث، والاستخراج بالآراء، دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض، وقد كان أبو بكر شيخُنا - نضَّر الله وجهه - نشله من بدعته المضِلَّة باستتابته منها، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبولين عند الحكام؛ بتركه ما أوقع نفسه فيه من الضلالة، بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه، فلم يأت بطائل، ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة، واستوهب أبو بكر رضي الله عنه تأديبه من السلطان عند توبته وإظهاره الإقلاع عن بدعته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه، واستغوى مِن أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة دونه؛ ظنًّا منه أن ذلك يكون للناس دينًا، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إمامًا، ولن يعدو ما ضلَّ به مجلسه لأن الله قد أعلمنا أنه حافظ كتابه من لفظ الزائغين، وشبهات الملحدين؛ بقوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
ثم ذكر أبو طاهر كلامًا كثيرًا وقال بعده: وقد دخلت عليه شبهة لا تخيُّل بطولها وفسادها على ذي لُبٍّ وفطنةٍ صحيحة؛ وذلك أنه قال: لما كان لخلف بن هشام وأبي عبيد وابن سعدان أن يختاروا، وكان ذلك لهم مباحًا غير منكر؛ كان ذلك لي أيضًا مباحًا غير مستنكر، فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه، وسلك طريقًا كطريقهم؛ كان ذلك مباحًا له ولغيره غير مستنكر؛ وذلك أن خلفًا ترك حروفًا من حروف حمزة، واختار أن يقرأ على مذهب نافع، وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة القراءة بالأمصار ولو كان هذا الغافل نحا نحوهم؛ كان مسوِّغًا لذلك غير ممنوع منه ولا معيبٍ عليه، بل إنما كان النكير عليه شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاؤوا به مجتمعين ومختلفين.
وذكر أبو طاهر كلامًا كثيرا نقلنا منه هذا المقدار، ومن آثر الوقوف عليه فليعمد للنظر في أول "كتاب البيان"؛ فإنه مستقصًى هناك.
حدثني أبو بكر أحمد بن محمد المستملي الغزَّال، قال: سمعت أبا أحمد الفَرَضي غير مرَّةٍ يقول: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكأن محمد بن الحسن بن مقسم قد ولَّى ظهره القبلة وهو يصلي مستدبرها، فأوَّلت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه من القرآات».اهـ.
ـ[قارئ]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 06:15]ـ
فوائد هامة
جزاك الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 07:48]ـ
نفع الله بكم شيخنا
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 10:26]ـ
الشيخ الكريم ابن الكرام / سعد بن عبدالله الحميد
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأل الله تعالى أن يبارك لكم في علمكم، وعملكم، وعمركم، وأوقاتكم، وأهلكم، وذريتكم، ومالكم، وأن يرزقكم من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا تحتسبون.
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 06:56]ـ
الإخوة الأفاضل:
قارئ
الحمادي
المسيطير
شكر الله لكم مروركم، ونفع بكم، وجزاكم أفضل الجزاء وأتمَّه.
وأسأل الله أن يكتب لك ياأخي المسيطير مثل ما دعوت وزيادة.
وشكر الله للأخ سلمان أبو زيد وضعه رابط شرح ألفية السيوطي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 05:04]ـ
شيخنا الكريم سعد: جزاك الله خيراً وبارك الله لنا ولكم في الأعمال والأعمار.
أخي العزيز سلمان أبو زيد: بارك الله فيك وزادنا وإياك علماً وعملاً وهدى وتقى.
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[22 - Mar-2007, مساء 08:15]ـ
شيخنا الكريم
لفضيلتكم جزيل الشكر على ما تقومون به من بذل وجهد في هذا الموقع المبارك.
وجميلة تلك الاختيارات والنفائس التي أتحفتم بها المجلس وفقكم الله وأدام عليكم نعمه.
محبكم
ـ[طلال]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 08:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله
اختيارات رائعة رائقة
جزاكم الله خيرا يا شيخ سعد
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 11:31]ـ
الإخوة الأفاضل:
علي بن حسين فقيهي
أبو عبدالله بن عبدالله
طلال
شكر الله لكم مروركم، ونفع بكم، وجزاكم أفضل الجزاء وأتمَّه.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 02:10]ـ
بارك الله في شيخنا سعد.
قال ابن القيم رحمه الله:
فصل [ما يشترط فيمن يوقع عن الله ورسوله] ولما كان التبليغ عن الله سبحانه يعتمد العلم بما يبلغ، والصدق فيه، لم تصلح مرتبة التبليغ بالرواية والفتيا إلا لمن اتصف بالعلم والصدق؛ فيكون عالما بما يبلغ صادقا فيه، ويكون مع ذلك حسن الطريقة، مرضي السيرة، عدلا في أقواله وأفعاله، متشابه السر والعلانية في مدخله ومخرجه وأحواله؛ وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله، ولا يجهل قدره، وهو من أعلى المراتب السنيات، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسموات؟ فحقيق بمن أقيم في هذا المنصب أن يعد له عدته، وأن يتأهب له أهبته، وأن يعلم قدر المقام الذي أقيم فيه، ولا يكون في صدره حرج من قول الحق والصدع به؛ فإن الله ناصره وهاديه، وكيف هو المنصب الذي تولاه بنفسه رب الأرباب. إعلام الموقعين (1/ 12)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 11:50]ـ
نفع الله بكم شيخنا
نحن بانتظار درركم
ـ[خالد العامري]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 10:56]ـ
أسأل الله أن يجزل لكم المثوبة.
نفتقدكم كثيراً يا شيخ سعد، أسأل الله أن يستعملك في خدمة دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 06:52]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك في جهودكم.
ثم ذكر أبو طاهر كلامًا كثيرًا وقال بعده: وقد دخلت عليه شبهة لا تخيُّل بطولها وفسادها على ذي لُبٍّ وفطنةٍ صحيحة
أشكل عليَّ ضبطُ هذه الكلمة يا شيخنا الكريم.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 07:16]ـ
حفظ الله الشيخ وبارك فيه ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين
جهد مبارك واختيار موفق سلمك الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 07:51]ـ
جزاكم الله خيرا
اول مرة اعرف ان العالم الكبير شيخنا سعد بن عبد الله الحميد يكتب فى المجلس وسعدت جدا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 11:07]ـ
مكسب كبير أن الشيخ المحدث سعد الحميد يكتب هنا
فأتحفونا ممالديكم من فوائد .. فأقلامنا لازالت شاخصة ...
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 01:08]ـ
رفع الله قدركم .. وأحسن لكم .. ياشيخنا المحدث الدكتور الشيخ سعد آل حميّد.
ايهٍ ايهٍ ياشيخنا ,, زدنا مما أعطاك الله ياشيخنا من العلم الغزير ..
ـ[امبراطور الدعوة]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 03:10]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل الشيخ سعد
واسأل الله أن يرفع قدرك , وأن يجزيك عنا خير الجزاء.
محبكم وتلميذكم تركي المباركي
ـ[فؤاد بولفاف]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 02:05]ـ
بارك الله فيكم شيخنا المبارك
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 03:18]ـ
فضيلة شيخنا العلامة المحدث سعد الحميد جزاكم الله خيرا على على ما أفدتم من فرائد الفوائد
نسأل الله لكم السداد و التوفيق
ـ[ابراهيم عبده محمد]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 10:24]ـ
سعادتنا بأهل العلم لا توصف فلا تحرمونا من التوجيه والارشاد فالكل عطشى والنبع صاف
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 10:47]ـ
لا أزال أذكر -شيخنا الجليل- (وأنا الإباضي) مناظرتك "للمهزوم"الذي تسمى "بالظافر الإباضي" حول مسند الإباضية المزعوم، ووالله العظيم فقد أتيت بنيانهم من القواعد، وإني لأجزم لو فتحت لك سلطنة عمان ولأمثالك من العلماء الباب - وهذا مستحيل طبعا- لنقويض المذهب الإباضي ونصر السنة لرأيت غالب الإباضيين راجعين إلى الحق، كيف وشبابهم الآن -مع حصر دعوة الحق- يدخلون في طريق السلف أفواجا.
ولو قمت ياشيخ -جزاك الله خيرا -بطبع تلك المناظرة ليعم بها النفع ويهدي بها الله من ضل من أبناء المسلمين.
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 01:19]ـ
الأخوان الفاضلان:
فؤاد بولفاف
أبا العباس المالكي
جزاكما الله خيرًا، ونفع بكما.
أخي الفاضل أبا السها:
حياك ربي، وأبشر بما يسرك، فستراه قريبًا إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 04:55]ـ
نفع الله بكم
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 08:45]ـ
شيخنا الفاضل" سعد الحميد
أحسن الله إليكم أين نجد تلك المناضرة؟
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 04:25]ـ
الأخت عالمة المستقبل
عن قريب سترينه بإذن الله
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 07:17]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله نسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يحفظكم مع كل الاخوة المشرفين على الموقع نسأل الله أن يسدد خطاكم و يرزقكم البطانة الصالحة و الاخوة الذين يقومون بالنصح الصادق لكم بعيدا عن كل نفاق و قي هذا أبارك جهودكم التى بسطتموها هنا و هي اذ تبدي الجهود الجبارة التي قمتم بها أرى أنها تستحق التدوين في شكل قواعد شاملة و في هذا الباب أقوم شخصيا الآن بتأليف كتاب موسوم:اضاءة المصابيح على قواعد التعديل و التجريح و قواعد التعليل و التصحيح أرجو من الله أن يكون جاهزا لأقدمه لكم شخصيا لتحقيقه و نقده و تقديمه قبل شهر رمضان المقبل و أستسمح
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 03:07]ـ
للرفع ...
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 06:39]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا د. سعد آل حميد
و أسكنك الفردوس الأعلى برحمته
على هذا المنتدا المبارك إن شاء الله
أنقدتنا من الوحشة و الوحدة و الغربة.(/)
بين الولاء الإسلامي والفطري للدكتور سلمان بن فهد العودة
ـ[الإكليل]ــــــــ[14 - Mar-2007, صباحاً 01:23]ـ
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة) متفق عليه، إن الناس كلهم يعرفون هذا القدر المشترك من العلاقات والمعاملات، ويمارسون علاقاتهم بطبيعة تامة وبعفوية فطرية، فالإسلام جاء لينظم هذه الشبكة من العلاقات الإنسانية لا ليحرم الناس منها، أو يقطعهم عنها، بل إن القرآن جعل من سمات الضالين أن يقطعوا الصلة، ولم يجعل أبد الصلة بالناس خطأ أو جرماً، يقول جل وعلا: "ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض .. "الآية، فحب القريب وحب الصديق وحب الزوجة وحب الوطن وحب القبيلة من الولاء الفطري العام، الذي لا يتناقض مع الولاء الإسلامي، والمسلمون الأوائل كانوا يتعاملون مع القضايا التعاملية بفطرية طبيعية، وبأريحية تامة، بعيداً عن العقد التي تلبس بها بعض المتأخرين، فصنعت خليطاً من المفاهيم المغلوطة التي تجنح إما إلى إفراط أو تفريط.
إن المقصود بالولاء موالاة المؤمنين بالقرب منهم، ومحبتهم، والإخاء بينهم، والنصرة لهم، والتعاطف معهم، وبدون هذا المعنى لا يمكن أن نتصور أمة مسلمة؛ لأن وجود الأمة الإسلامية هو بوجود هذا العقد القلبي في الولاء بين أفراد هذه الأمة، يقول الله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة"، ويقول سبحانه: "وأن هذه أمتكم أمة واحدة .. "، ويقول تبارك اسمه: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون"، وانظر إلى معنى النصرة والتعاطف والولاء المعقود في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) متفق عليه، فهذا الولاء بين المؤمنين والبراء من أعدائهم من عناصر التوحيد، فالولاء معنى روحي قلبي بالحب والتعاطف والرحمة، ومعنى حياتي عملي بالمؤازرة والنصرة والمعرفة، والنصرة في الحق: الإعانة عليه، وفي الباطل: الردع عنه، ولذلك ورد في الحديث عن الظالم: (تأخذ فوق يديه)، فعقد الولاء عقد ديني لا عنصري، ومن سمات العقد الديني أنه يوجب ربط الولاء بالمبدأ الذي هو فوق الأشخاص، فإذا خالف الأشخاص هذا المبدأ كان أعظم الولاء في منعهم وردعهم، وليس تأييدهم على هذا الباطل أو مجاراتهم فيه.
والبراء في الإسلام هو براءة من الشرك والكفر والظلم والعدوان والبغي، والبراءة ممن يقوم عليها أو يدعو إليها: "قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولي دين".
إن معنى "البراءة" هو إخلاص الحب العقائدي لهذا الدين، دون أن يشترط في ذلك خلو القلب من الحب الفطري والعلاقات الإنسانية التي يتخللها نوع من الحب والمودة حتى مع غير المسلمين؛ لأن الأصل في العلاقات مع غير المحاربين: حسن التعامل وتبادل السلم، هذا من محكمات ما نص الله عليه، يقول الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، فذكر البر وهو الإحسان والعطاء، وذكر الإقساط وهو العدل، ليجمع المسلم بين المعاملة بالعدل وليخبر بأن اختلاف العقائد لا يبيح الظلم، وبين الإحسان وهو الفضل والعطاء والزيادة.
والأمم المختلفة ليسوا على فئة واحدة تجاه المسلمين، وليسوا سواء من حيث القرب والبعد من هذا الدين أو من أهله، أو من حيث التطرف والاعتدال، أو من حيث الظلم والعدل، أو غيره، وحتى في العقائد يقول الله تعالى: "ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون".
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المهم في قضية "البراءة" أن لا تحب غير المسلمين لعقيدتهم أو دينهم فتلك هي الباقرة التي تقوم على ركن البراءة بالنقض، فمعنى ذلك تقديم غير دين الإسلام عليه، وذلك لا يحصل من مسلم رضي بهذا الدين واعتنقه وأحبه، "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"، القضية في هذه الآية لهؤلاء المحاربين الذين يحادون الله ورسوله ويحاربون أولياءه، وهذا ما صرح به الطبري وابن عطية وغيرهم.
وكل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون، كقوله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي .. "الآية، فنهى سبحانه عن موالاتهم ما داموا محاربين أو إفشاء الأسرار الحربية لهم، لأنه في نفس السورة قال: "لا ينهاكم .. "الآية.
إن "الكره" إذًا هو كره الكافر وعقيدته وكره ظلمه وعدوانه والبراء من قادة الحروب والدماء والعدوان على الناس والأبرياء من المسلمين، والبراء من كل ممارسة ظالمة جائرة تزيد الظالم قوة والضعيف البريء ضعفاً، فالإسلام جاء لينصر المظلوم ويأخذ على يد الظالم.
أما الولاء النسبي -إن صحت العبارة- كحب كافر لشخصه أو قرابته أو حسن معاملته أو صداقته فلا بأس به، وذلك نوع من الولاء الفطري الذي أباحه الإسلام ولم يقف ضده أو يحرمه، فالإسلام أمر بصحبة الأبوين المشركين بالمعروف، وأباح الزواج من الكتابيات مع أن الله قال عن العلاقة الزوجية: "وجعل بينكم مودة ورحمة"، والمودة هي الحب، وسيتبادل الزوجان معاني الحب والرحمة، بل قال الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم: "إنك لا تهدي من أحببت" يعني: أبا طالب، فالنبي صلى الله عليه وسلم يحب أبا طالب، ولم يكن هذا الحب محرماً أو ناقضاً لمعنى الولاء الإسلامي الذي جاء به الإسلام وأرساه ليدل ذلك على مستوى رعاية الإسلام للمعاني النظرية عند المسلم وترسيخها.
ذكر البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه قال: لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، لقلت: وفيك. لأن الخلق الإسلامي يحث على رد التحية بالمثل وجزاء الإحسان بالإحسان.
يقول الله عن المؤمنين: "ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم .. "الآية، فأثبت أن المؤمنين يحبونهم، وعاتب المؤمنين؛ لأنهم يعطون الحب أحداً لا يبادلهم هذا المعنى، ويتسامحون ويرحمون من يسومهم خطط الخسف والجور، ولم يكن الحب المتبادل مجالاً محرماً في الإسلام، فالعلاقات الفطرية المبنية على المسالمة والمسامحة والإخاء جاء الإسلام ليرسخها، ويستفيد منها لبث الدعوة والقدوة، لا ليقطعها وينافر أهلها العداء، أما قصة إبراهيم عليه السلام فيقول الله تعالى: "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير"، فالآية واضحة في تبادل العداء "وبدا بيننا وبينكم العداوة"، ولم يأت إبراهيم عليه السلام إلى المشركين ابتداء ليبادلهم هذا العداء، بل جاء ليدعوهم إلى الإسلام والإخلاص، ولكن لما ناصبوه العداء والبغضاء كان واجباً طبيعياً أن يبادلهم ذلك حفاظاً على العقيدة التي يحملها من الانحسار والذوبان، "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه .. "الآية، فلم يتبرأ إبراهيم من أبيه إلا بعد أن أشهر أبوه العداوة لهذا الدين، فخالف أصل العلاقة الطبيعية بين البشر التي حث عليها الإسلام المبنية على الرحمة: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
إن الأخلاق العفوية الفطرية معنى جاء الإسلام ليكمله ويرسخه ليجمع المسلم بين ولائه الطبيعي لقومه وذاته ووطنه .. الخ، وبين ولائه الأهم لعقيدته ودعوته، فكان الولاء الأخير متمماً للولاء الأول: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق).
salman@islamtoday.net
د. سلمان بن فهد العودة
20/ 2/1428
http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_*******.cfm?id=6 4&catid=38&artid=8794(/)
اتقوها بالتقوى!
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 09:52]ـ
عن بكر المزني قال: " لما كانت فتنة ابن الأشعث قال طلق بن حبيب: اتقوها بالتقوى. فقيل له: صف لنا التقوى، فقال: العمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء ثواب الله، وترك معاصي الله، على نور من الله، مخافة عذاب الله."
قال الذهبي: أبدع وأوجز، فلا تقوى إلا بعمل، ولا عمل إلا بتروٍ من العلم والاتباع، ولا ينفع ذلك إلا بالإخلاص لله، لا ليقال: فلان تارك للمعاصي بنور الفقه، إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها، ويكون الترك خوفا من الله لا ليمدح بتركها، فمن داوم على هذه الوصية فقد فاز.
المصدر: سير الأعلام النبلاء (4/ 601)
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 06:29]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو هارون.
ما أجمل كلمات السلف.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 09:35]ـ
جزاني وإياك أخي آل عامر خير الجزاء
ـ[أبو حماد]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 11:21]ـ
رحم الله السلف ورضي عنهم، وتارة يكون الجواب المفصل المبين أولى من الجواب المجمل وأكثر نفعاً، فهي التي تشفي صدور العامة لاسيما من تلبس منهم بشيء من التجاوز عن شبهة وعدم فهم، وتقطع دابر الفتنة في قلوبهم.
جزاك الله خيراً ونفع بك.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 11:26]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخ الكريم أبا هارون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيرًا وباركَ فيكم.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 04:52]ـ
الحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيراً أبا هارون الجزائري, ووفقك لما فيه صلاح دنياك وآخرتك
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 06:14]ـ
بارك الله فيكم جميعا على تعليقاتكم الطيبة.(/)
روابط النفس بالدنيا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 10:01]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر:
جواذب الطبع إلى الدنيا كثيرة، ثم هي من داخل
وذكر الآخرة أمر خارج عن الطبع، من الخارج.
وربما ظن من لاعلم له أن جواذب الآخرة أقوى، لما يسمع من الوعيد في القرآن.
وليس كذالك.
لأن مثل الطبع في ميله إلى الدنيا، كالماء الجاري فإنه يطلب الهبوط، وإنما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف.
ولهذا أجاب معاون الشرع: بالترغيب والترهيب يقوي جند العقل.
فأما الطبع فجواذبه كثيرة، وليس العجب أن يغَلب، إنما العجب أن يُغلب.
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 11:55]ـ
للرفع(/)
هل هذه خلوة؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 10:16]ـ
إخواني هل ركوب المرأة بمفردها مع السائق تعد خلوة؟
ـ[رحال المدينة]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 11:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[ركوب المرأة مع السائق الأجنبي لوحدها]
سئل الإمام ابن باز – رحمه الله تعالى – من برنامج "" نور على الدرب""مايلي:
السؤال:
امرأة تسأل عن حكم ركوبها مع السائق الأجنبي منفردة لقضاء أغراض أسرتها، فزوجها كبير في السن , وأبناؤها مشغولون بالدراسة أو بحياتهم الخاصة وهي تذهب معه داخل المدينة , وقد تخرج معه لضاحية قريبة حوالي عشرة كيلومتر لمتابعة شؤون دار تعمرها هناك , وضحوا لها الحكم جزاكم الله خيرا.
الجواب:
لايجوز للمرأة أن تخرج مع السائق لا في داخل البلد ولا في ضاحية البلد لأن هذا خلوة، والخلوة محرمة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: [لايخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما] ويقول صلى الله عليه وسلم: [لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم] فلا يجوز لها أن تذهب مع السائق لأن هذا فيه خطر عظيم وربما خانها السائق , وربما فعل منكرا , المقصود أن هذا لا يجوز حتى لو كان هذا السائق من خير الناس ومن أصلح الناس فإنه لا يجوز لها أن تذهب معه وحدها , بل لابد أن يكون معها ثالث إما زوجة السائق أو أمه أو أمها هي أو أختها أو إحدى جاراتها أو أحد جيرانها , لابد أن يكون معهم ثالث لأن في هذه الحالة لا يكون الشيطان ثالثهما فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: [لا يخلون رجل بإمرأة فإن الشيطان ثالثهما]
أي يزين لها الفاحشة , فالواجب الحذر، وألا تخرج أبدا إلا ومعها ثالث أو رابع , ولو تعطلت حاجتها لا تخرج مع السائق أبدا لا لمدرسة ولا لمحكمة ولا لسوق ولا لغير ذلك , كل هذا منكر وفيه خطر عظيم.
ونسأل الله الهداية للجميع.
وسئل أيضاً-رحمه الله-:
نحن عائلة كبيرة ولدينا سائق يوم بإيصالنا إلى المدارس والأسواق والأقارب فما حكم ركوبنا معه داخل المدينة وخارجها علماً بأنه لا يوجد معنا رجل داخل السيارة؟
الاجابة:
الجواب: لا حرج في ذلك مع السائق إذا كان الموجود اثنتين فأكثر، وليس هناك ريبة فلا باس من الخروج معه إلى المدرسة أو غيرها للحاجة على وجه لا ريب فيه، وإذا تيسر أن يكون معهن رجل فذلك خير وأصلح ولكن لا يجب ذلك، بل يكفي ما يزيل الخلوة وهو وجود المحرم قد لا يتيسر في كل وقت لكل أحد، أما إذا كانت المسافة تعتبر سفراً فلا يجوز سفرها بدون محرم لقوله صلى الله عليه وسلم: *" لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم "* متفق على صحته، ولابد من الحجاب والبعد عن أسباب الفتنة حتى لا يقع شر بينها وبينه * * *
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 5/ 78]
وسئل فضيلة الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ:
شخص والدته محبة للخير، ولذا تشق على نفسها بكثرة الطاعات من صيام وقيام مما يسبب لها التعب والمرض، وقد نصحها الأطباء فلم تستجب؟ ولذا فإنه لا يوصلها إلى الحرم إذا طلبت كنوع من الاحتجاج على فعلها، ومع ذلك فهي تلجأ إلى السائق ليقوم بتوصيلها فما رأيكم في تصرفها وفي تصرفه معها؟
فأجاب فضيلته بقوله:
هذا السؤال يتضمن خلاصته أن لديهم أمًّا حريصة على فعل الخير، لكنها تشق على نفسها في ذلك خلاف المشروع، فإنه ليس من المشروع، بل ولا من المطلوب من المرء أن يتعبد لله تعالى بعبادات تشق عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إنه يقوم الليل ولا ينام، ويصوم النهار ولا يفطر، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لربك عليك حقًّا، وإن لنفسك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه» رواه مسلم. فالإنسان نفسه عنده أمانة، يجب عليه أن يرعاها حق رعايتها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا». وإذا كان الإنسان في الشيء الواجب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين ـ رضي الله عنه ـ: «صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب». رواه البخاري. ولما رفع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أصواتهم بالذكر قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اربعوا على أنفسكم» رواه البخاري. لا
(يُتْبَعُ)
(/)
تكلفوها امشوا بطمأنينة كما يمشي الناس في الربيع، والناس في الربيع يمشون بطمأنينة لا يستعجلون في المشي حتى ترتع الإبل ولا تتكلف المشي.
فنقول لهذه المرأة ـ نسأل الله تعالى أن يزيدها من فضله رغبة في طاعته ـ نقول لها: ينبغي لها أن تتمشى في طاعة الله على ما جاء في شريعة الله عز وجل، وألا تكلف نفسها، وأن تتقي الله في نفسها، وأن لا تشق على نفسها لا بالصيام ولا بالقيام ولا بغيره.
وأما ركوبها مع السائق وحدها فهذا محرم، لأنه لا يجوز للمرأة أن تخلو برجل غير محرم لها في السيارة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يخلون رجل بامرأة» وهذا النهي عام، أما السفر فلا تسافر المرأة بلا محرم، ولو كان معها غيرها. فهنا أمران: خلوة وهي حرام في الحضر والسفر، وسفر وهو حرام إلا بمحرم.
والحاصل أن ما يفعله بعض الناس من ركوب المرأة وحدها مع السائق حرام ولا يحل، فلا يحل للمرأة أن تركب وحدها مع السائق، لأنها في خلوة مع الرجل. يقول بعض الناس: إن هذا ليس بخلوة، لأنها تمشي في السوق!! فيقال: بل هو خلوة، بل وأعظم، لأن السيارات الا?ن تغلق زجاجها، فلو تكلم معها الرجل بكل كلام لم يسمعه أحد، ولأنه في الواقع خال بها في غرفة، لأن السيارة بمنزلة الغرفة، ولأننا نسأل كثيراً عن مثل هذه المسائل ويحدث فيها حوادث كثيرة جداً وخطيرة، ولا أحب أن أذكرها في هذا المقام، لأنها دنيئة جداً، فالمهم أنه لا يستريب عاقل بأن ركوب المرأة مع السائق وحدها حرام لدخوله في الخلوة، ولأنه يفضي إلى مفاسد وفتن كبيرة، وهذه المرأة الا?ن مسكينة تذهب مع السائق وحدها إلى الحرم يخلو بها، فتقع فيما حرم الله عز وجل لإدراك أمر ليس بواجب عليها.
أما بالنسبة لامتناع الابن عن إيصالها إلى المسجد الحرام فإن هذا إذا كان قصده لعلها تمتنع فهذا طيب، لكن المشكلة أنها مصرة على الذهاب، فأرى أن لا يمتنع مادامت إذا لم يذهب بها طلبت من السائق أن يذهب معها وهو غير محرم، فالذي أرى ألا يمتنع إذا كانت مصممة على الذهاب.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين. ج17].
وسئل الشيخ العلامة صالح الفوزان-حفظه الله-:
هل يجوز للمرأة أن تذهب للمسجد لأداء التراويح مع سائقها الأجنبي؟ وهل يختلف الحكم إذا كان أكثر من امرأة مع السائق؟
فأجاب:
لا يجوز للمرأة أن تركب السيارة وحدها مع سائق غير محرم؛ لا في الذهاب إلى المسجد ولا إلى غيره؛ لما جاء من النهي الشديد عن خلوة الرجل بالمرأة التي لا تحل له.
وإذا كان مع السائق جماعة من النساء؛ فالأمر أخف؛ لزوال الخلوة المحذورة، لكن يجب عليهن التزام الأدب والحياء، وعدم ممازحة السائق والتبسط معه؛ لقوله تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [سورة الأحزاب: آية 32].
[من " المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان"].
وقال الشيخ العلامة ابن جبرين-حفظه الله-:
((أما ركوب المرأة وحدها مع قائد السيارة فلا يجوز، لما فيه من الخلوة المحرمة، حيث جاء في الحديث عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم". وقال -أيضاً-: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان". فعلى المرأة المسلمة أن تخشى الله، ولا تركب وحدها مع السائق، أو صاحب الأجرة، سواء إلى المسجد، أو غيره خوفاً من الفتنة، فلا بد من أن يكون معها غيرها من محارم أو جمع من النساء، تزول بهن الوحدة مع قرب المكان، والله أعلم)).
[فتاوى ابن جبرين. ج24 ص 12].
والله الموفق.
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 12:30]ـ
بارك الله فيك أخي ونفع بك.
إذا قلنا بأن ركوبها مع السائق لوحدها خلوة
فهل نثبت بذلك خلوة الزوج.
بمعنى أنه لو خلا بعروسه في السيارة ثم أعادها إلى دارها وطلقها، فهل يثبت
المهر كاملا لها.
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 07:31]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
بارك الله فيك أخي ونفع بك.
إذا قلنا بأن ركوبها مع السائق لوحدها خلوة
فهل نثبت بذلك خلوة الزوج.
بمعنى أنه لو خلا بعروسه في السيارة ثم أعادها إلى دارها وطلقها، فهل يثبت
المهر كاملا لها.
هذا ينبني على مسألتين:
الأولى/ هل يتقرر المهر بمجرد الخلوة أم لابد من ثبوت الدخول؟
الثاني/ هل ركوب المخطوبة مع خطيبها في سيارةٍ داخلٌ في الخلوة أم لا؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 07:47]ـ
أما المسألة الأولى، وهي:
هل يتقرر المهر بمجرد الخلوة أم لابد من ثبوت الدخول؟
فالذي يبدو أنَّ المهر لا يتقرر إلا بالدخول
والمسألة فيها خلاف معروف
وأما المسألة الثانية، وهي:
هل ركوب المخطوبة مع خطيبها في سيارةٍ داخلٌ في الخلوة أم لا؟
فالذي يظهر أنهما إذا كانا فيها بحيث لا يطلع عليهما الناس فهي خلوة، وأما إذا كانا فيها والناس يرونهم فليست خلوة، وإن كانت ممنوعة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها لكونها ذريعة إلى الفتنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 10:02]ـ
شيخنا الكريم الحمادي أعلم الخلاف في المسألة وفقكم الله وبارك في علمكم
ولكن اليس المقصود بالخلوة هو تمكن الزوج من معاشرة زوجته
وهذا غير ممكن في السيارة
لأن البعض يقول على القول الراجح أنها خلوة إذن يثبت المهر للزوجه كاملا
ولكن نقول خلوة الدار خلوة يمكن معها المعاشرة ولذلك يقول بعض العلماء بثبوت المهر كاملا للزوجة
أما خلوة السيارة فخلوة محرمه لما يمكن أن يقع فيها والعياذ بالله من كلام بذي وملامسة ونحو ذلك
فما هو قولكم
أسأل طلبا للفائدة لا مخالفا لكم فمثلي يستفيد من علمكم ويستنير برأيكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 01:05]ـ
الذي يبدو أنه إن قيل بتقرُّر المهر بالخلوة فإنَّ ركوبَ المخطوبة مع خطيبها لا يخلو من حالين:
الحال الأولى/ أن يكونا بحيث لا يراهما الناس، وهذه خلوةٌ كافيةٌ لثبوت المهر -على القول بثبوت ذلك بالخلوة- فإنَّ المسيس في مثل هذه الحال ممكن
ولا يخفى عليكم أنَّ تحقق الخلوة كافٍ في تقرُّر المهر على هذا القول
الحال الثانية/ أن يكونا بحيث يراهما الناس، فهذه ليست خلوةً، ولذا لا يترتب عليها تقرُّر المهر فيما يظهر لي
والقول بتقرُّر المهر بمجرد الخلوة يقوِّيه ثبوتُ القضاء به عن جمعٍ من الصحابة
ويقوِّي القولَ بتنصيف المهر ظاهرُ قوله تعالى:
(وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم ... ) مع فتيا ابن عباس بمقتضى هذا الظاهر
ـ[محب الصالحين]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 03:02]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل الحمادي
ماذا تعني بالمخطوبة و خطيبها؟
فإن هذا اللفظ عندنا يقصد به ما كان قبل العقد من اتفاق
فهل المقصود بها في بلادكم هو العاقد و المعقود عليها؟
جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 03:19]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماذا تعني بالمخطوبة و خطيبها؟
فإن هذا اللفظ عندنا يقصد به ما كان قبل العقد من اتفاق
فهل المقصود بها في بلادكم هو العاقد و المعقود عليها؟
جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بل مرادي ما بعد العقد
فأما قبل العقد فقد نص الفقهاء على منع الخلوة بالمخطوبة
وأشكرك أخي الحبيب على التنبيه
ـ[محب الصالحين]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 05:52]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا الكريم
و نفعنا الله بعلمك
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[26 - Mar-2007, صباحاً 07:37]ـ
ينظر: (باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس)، عند البخاري، وشرح ابن حجر له/ مهم
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - Mar-2007, مساء 10:13]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا.(/)
ألا يكفي القصاص في يوم الحساب عن القصاص عند القنطرة؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 01:37]ـ
روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عله وسلم: (يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطروة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذّبوا ونقّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفسي بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه سلم قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات اخيه فطرحت عليه) رواه البخاري.
سألت معالي الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله تعالى عن الفرق بين الإقتصاص يوم الحساب والإقتصاص في القنطرة؟؟.
أو بصياغة أخرى: ألا يكفي الإقتصاص الإول عن الإقتصاص الثاني؟.
فقال وفقه الله:
إن الإقتصاص الأول لايلزم منه صفاء مافي الصدور، فقد يقتص الأخ من أخيه أو من غريمه لكن يبقى في النفس منه شئ.
أما الإقتصاص الوراد في حديث القنطرة؛ فالمقصود منه صفاء الصدور، قال تعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ). الحجر47.
انتهى من كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 04:42]ـ
شكر الله لك ... وبارك فيك ...
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 05:07]ـ
بارك الله فيك
قال الشيخ محمد ابن عثيمين - رحمه الله -في شرحه العقيدة الواسطية , معلقاً على قول ابن تيمية: ((فيقتص لبعضهم من بعض)) قال: وهذا القصاص غير القصاص الأول الذي في عرصات القيامة , لأن هذا قصاص أخص , لأجل أن يذهب الغل والحقد والبغضاء التي في قلوب الناس , فيكون هذا بمنزلة التنقية والتطهير , وذلك لأن مافي القلوب لا يزول بمجرد القصاص.
فهذه القنطرة التي بين الجنة والنار , لأجل تنقية ما في القلوب , حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل , كما قال الله تعالى: ((ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين)) شرح العقيدة الواسطية / صـ 163. طبعة دار ابن الجوزي الرابعة / المجلد الثاني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 04:30]ـ
بارك الله فيكم
وللقرطبي أبي عبد الله رأي آخر ذكره في التذكرة وهو غير موجود في مكتبة التراث لكن لعله في الشاملة فليست عندي وإلا نقلته لك فلعله يتيسر لكم
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 08:07]ـ
الأخ الفاضل / المسيطر
الأخ الفاضل / أبوجهاد
الأخ الفاضل / المقرىء
بارك الله فيكم، وأعلى بين الصالحين درجتكم، وعند الله وحده جزاؤكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 08:22]ـ
لكن لعله في الشاملة فليست عندي وإلا نقلته لك فلعله يتيسر لكم
شيخنا الكريم / المقرئ
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
هذا رابط الشاملة .... من موقعهم مباشرة ..... لن نرضَ بغير إفادتك:):
http://www.islamport.com/(/)
التبرع بالدم لكافر
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 03:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فتوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله في حكم التبرع بالدم للكافر
هل يجوز لي أن أتبرع بنقل دم لمريض أوشك على الهلاك، وهو على غير دين الإسلام؟ أفيدونا أفادكم الله.
إستمع إلى الفتوى
http://www.alukah.net/majles/uploader/950_h0218f002.ram
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Mar-2007, مساء 06:45]ـ
أجاب الشيخ ابن باز رحمه الله بقوله: (لا أعلم مانعاً في ذلك)
ثم ذكر الأدلة على هذا
شكر الله لك أخي أبا عبدالرحمن هذه الإفادة
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 05:14]ـ
وفيك بارك أخي المشرف
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 05:20]ـ
هناك إشكالية واحدة ..
وهي أن دمك الطاهر
سيختلط مع دمه النجس
مما سيخلق نزاعاً بين الكريّات البيض
عند الطرفين ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 05:34]ـ
/// في الصَّحيحين من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أنَّ رسول الله (ص) قال: ((في كُلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ)).
/// قال الإمام النَّووي رحمه الله: "معناه في الإحسان إلى كل حيوان حيٍّ، بسقيه ونحوه، أجرٌ، وسُمِّيَ الحيُّ ذا كبدٍ رطبةٍ لأنَّ الميت يجفُّ جسمه وكبده، ففى هذا الحديث الحثُّ على الإحسان إلى الحيوان المحترم، وهو ما لا يُؤْمَر بقتله".
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 05:36]ـ
هذه المسألة حقيقتها: هل يجوز التصدق على الكافر؟
والجواز:نعم .. لاسيما إذا كان فيه تأليف قلبه
لكن كونها في صورة تبرع بالدم جعلها تبدو مشكلة(/)
أيهما صحيح استبدال الخبيث بالطيب أو الطيب بالخبيث
ـ[محمد نجيب]ــــــــ[17 - Mar-2007, صباحاً 12:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أستبدل كلمة مرحبا في الشاشة الافتتاحية بالبسملة فهل أقول:
استبدال كلمة مرحبا في الشاشة الافتتاحية بالبسملة أو
استبدال البسملة بكلمة مرحبا في الشاشة الافتتاحية كما قالها أحد الأخوة وقال إنني أخطأت فما رأيكم بارك الله فيكم؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Mar-2007, صباحاً 12:30]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معلوماتي في هذا الباب ليست مما يعتمد عليه
ولعلَّ أبا مالك يفيدنا في هذا
لكن يبدو أنَّ كلامَ الأخ هو الصواب، لأنَّ الله تعالى يقول:
(أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)
فالباء تدخل على المستبدَل
ـ[محمد نجيب]ــــــــ[17 - Mar-2007, صباحاً 01:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا شيخنا الحمادي وبارك الله فيك وزادك علما وعملا،،،
وننتظر كما قلت أبا مالك العوضي حفظه الله،،،
والسلام عليكم،،،
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Mar-2007, صباحاً 02:03]ـ
وليس بعد كلامك كلام يا شيخنا
فهذا هو المشهور المعروف عند اللغويين أن الباء تدخل على المتروك في مشتقات (ب د ل)، كـ (اسْتَبْدَلَ) و (تَبَدَّلَ) قال تعالى: {ومن يتبدل الكفر بالإيمان} {ولا أن تبدل بهن من أزواج}
وأما (بَدَّلَ) فيتعدى بنفسه للمأخوذ والمتروك، قال تعالى: {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة} {بدلوا نعمة الله كفرا}
وكذلك (أَبْدَلَ) قال تعالى: {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه} {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن}
وقد تدخل الباء على المتروك مع (بَدَّلَ) أيضا، قال تعالى: {وبدلناهم بجنتيهم جنتين}
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Mar-2007, صباحاً 05:58]ـ
بل كلامكم المقدم، نفع الله بكم
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 12:44]ـ
بارك الله فيكم على هذا السؤال والمعلومات المفيدة، ومما يذكرلإحدى المعلمات الفاضلات في تحفيظ القران، أنها ذكرت قوله تعالى:" أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير".سورة البقرة.
قالت: الباء تدخل على الذاهب!
وهو المتروك كما تفضل به أبو مالك.
ـ[محمد نجيب]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 03:17]ـ
[ quote= أبو مالك العوضي;8760] وليس بعد كلامك كلام يا شيخنا
فهذا هو المشهور المعروف عند اللغويين أن الباء تدخل على المتروك في مشتقات (ب د ل)، كـ (اسْتَبْدَلَ) و (تَبَدَّلَ) قال تعالى: {ومن يتبدل الكفر بالإيمان} {ولا أن تبدل بهن من أزواج}
وأما (بَدَّلَ) فيتعدى بنفسه للمأخوذ والمتروك، قال تعالى: {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة} {بدلوا نعمة الله كفرا}
وكذلك (أَبْدَلَ) قال تعالى: {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه} {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن}
وقد تدخل الباء على المتروك مع (بَدَّلَ) أيضا، قال تعالى: {وبدلناهم بجنتيهم جنتين} [/
السؤال
UOTE]
جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك الله فيك ولا أعرف لماذا يتم حذف بعض كلامي (إبتسامة) أليست حق،،،
بل كلامكم المقدم، نفع الله بكم
نفع الله بكما وزاذكما حلما وعلما تواضعا،،،
بارك الله فيكم على هذا السؤال والمعلومات المفيدة، ومما يذكرلإحدى المعلمات الفاضلات في تحفيظ القران، أنها ذكرت قوله تعالى:" أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير".سورة البقرة.
قالت: الباء تدخل على الذاهب!
وهو المتروك كما تفضل به أبو مالك.
بارك الله فيك وحياك الله أخي نداء الأقصى وصدقت وبررت،،، والسلام عليكم،،،(/)
هل من السنة التلفظ بالشهادة عند النوم؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 08:57]ـ
هل من السنة التلفظ بالشهادة (لا إله إلا الله) عند النوم؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 10:37]ـ
أخي الكريم قولك هل من السنة ....
السنة لاتكون سنة إلا إذا ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والذي أعلم أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم التلفظ بالشهادة عند النوم.
وفقني الله وإياك لكل خير
ـ[ظاعنة]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 11:06]ـ
عجيب ..
نحن نتلفظ بها بناء على أن " من كان آخر كلامه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله دخل الجنة "
هل نقولها سرا إذا أم ماذا؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 11:35]ـ
لم يرد -فيما أعلم- حديثٌ يدلُّ على أنَّ قولَ (لا إله إلا الله) مفردةً سنةٌ عند النوم
لكن قد جاءت الشهادة لله بالتوحيد في سياق بعض الأحاديث الواردة في أذكار النوم
كحديث أبي هريرة وعائشة وغيرهما
والذي أستحضر ثبوتَه منها حديثُ أبي هريرة الذي خرجه الترمذي وغيره
وأما حديث عائشة ففيه علةٌ توجب ضعفه؛ وإن صححه بعض المعاصرين
ولعلي أذكره في مشاركة لاحقة
ـ[ظاعنة]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 11:54]ـ
أحسن الله إليك
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 11:58]ـ
عجيب ..
نحن نتلفظ بها بناء على أن " من كان آخر كلامه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله دخل الجنة "
هل نقولها سرا إذا أم ماذا؟
إن كان الدليل هو هذا، فقد جاء في بعض روايات حديث البراء بن عازب: قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: (اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت)، فإن متّ متّ على الفطرة، فاجعلهن آخر ما تقول".(/)
{انحراف عقدي لقول الشاعر: إذا الشعب يوما أراد الحياة. تنبيه لقناة المستقلة ولعموم ا
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 11:17]ـ
{انحراف عقدي لقول الشاعر: إذا الشعب يوما أراد الحياة. تنبيه لقناة المستقلة ولعموم المسلمين}
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6949
بقلم / أحمد بوادي
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
أما بعد:
فلقد طالعتنا قناة المستقلة بمسابقة " شاعر العرب " لاكتشاف وتكريم شعراء الفصحى في العالم العربي
وجعلوا للفائز فيها جائزة قيمتها (300,000) دولار أمريكي، أي ما يعادل: مليون ومائة وخمسة وعشرون ألف ريال سعودي
واشترطوا على المرشحين للمسابقة إرسال ثلاث قصائد في ثلاثة موضوعات مختلفة
وكان من هذه المواضيع الثلاثة موضوع عن أشواق الحرية وحب الأوطان وحقوق الإنسان،
ومثلوا لهذا الموضوع للتقريب والتشبيه بقصيدة أبي القاسم الشابي
"إذا الشعب يوما أراد الحياة ..... فلا بد وأن يستجيب القدر "
وهنا وقفه لا بد للمرء أن يقف عندها لمعرفة حكم هذا القول، فالسكوت وغض الطرف لا ينبغي والساكت عن بيانه آثم إن عرف الحق وكتمه.
يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:
"إذا الشعب يوما أراد الحياة ..... فلا بد وأن يستجيب القدر "
قد تتعجب كثيرا وأن تقرأ هذه الأبيات تسمع من يصفها بالأبيات الرائعة، ويستشهد بإشعارها في بعض المناسبات
والكتابات ويجعلها دليلا على صحة كلامه، بل وذهبت قناة المستقلة بأبعد من هذا عندما جعلت مطلع هذه القصيدة: تلك الأبيات ليكون مضرب مثل للتشبيه والتقريب، وكل هؤلاء للأسف الشديد قد غفلوا عن الحكم الشرعي لهذه الأبيات
فأقول وبالله التوفيق:
ما معنى القدر الذي أخضع الشاعر استجابته لإرادة الشعوب:
قال الحافظ: قال الكرماني
القدر: حكم الله.
فالقدر سر من أسرار الله تعالى اختص العليم الخبير به وضرب دون الأستار وحجبه عن عقول الخلق، ومعارفهم لما علمه من الحكمة، فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب. انتهى من كلام السمعاني
قال الحافظ: أخرج الطبراني بسند من حديث ابن مسعود رفعه: " إذا ذكر القدر فأمسكوا "
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
أن الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:
أولها: أن الله سبحانه قد علم ما كان وما يكون وعلم أحوال عباده وعلم أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شؤونهم
ثانيها: كتابته سبحانه لكل ما قدره وقضاه قال تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} (4) سورة ق
ثالثها: الإيمان بمشيئته النافذه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء*} (18) سورة الحج، {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (29) سورة التكوير
رابعها: خلقه سبحانه لجميع الموجودات لا خالق غيره ولا رب سواه، قال تعالى " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير " انتهى كلامه رحمه الله.
إذن يفهم من هذا أن الاستشهاد بهذا البيت وإشعاره واتخاذ قصيده مطلعها ذلك البيت مثلا فيه انحراف عقدي
والله تعالى يقول: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (29) سورة التكوير
فالخلق هو الخاضع لمشيئة الله عز وجل، وليس قدر الله الذي هو إرادته ومشيئته من يخضع لإرادة البشر
وبيت الشعر هذا فيه تألي على الله عز وجل، وكأن ارادة الشعوب تفوق ارادة الله، عياذا بالله
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء "
فينبغي التحذير والتنبيه من إشعار هذا البيت، أو الاستشهاد به، أو اتخاذه مثلا يضرب، أو يتشبه به لتسلم للمسلم عقيدته
كما ينبغي على القائمين في تلك القناة النصح لهم وحذف هذا البيت واستبداله بما هو خير منه.
وما أجمل قول الشافعي رحمه الله على نقيض بيت الشعر هذا:
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ ........ وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي ....... فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
كما أتمنى من تلك القناة وضع موضوع بالشعر يتضمن الدفاع عن الدين والمعتقد الإسلامي، ويكون الدفاع عن الأوطان انطلاقا من مبدأ ديني إسلامي، يعتز فيه بالبطولات الإسلامية، وأهمية الدين في النصر، ويرثي فيه حال الأمة الإسلامية اليوم وتخاذلها عن نصرة دينها وشعوبها والحال المزري التي وصلت إليه الأمة الإسلامية
كقصيدة الشاعر محمود غنيم:
إني تذكرت والذكرى مؤرقة ... مجداً تليدا بأيدينا أضعناه
أنى اتجهت للإسلام في بلد ... تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها ... وبات يحكمنا شعباً ملكناه
كما أرجو من جميع الأخوة الذين قرؤوا الموضوع أن يرسلوا به لتلك القناة، وخاصة أننا عرفنا أنه يعرض فيها بعض الدروس لبعض الدعاة، فلعل ذلك يكون سببا في التأثير عليهم ونصحهم
لعلها تتراجع عن بيت الشعر ذلك وتنبه المشاهدين على الخطأ الذي وقعوا فيه فلربما كان استشهادهم في هذا البيت فرصة ثمينه لتنبيه الناس على عدم التعلق به، وإن كنت قد راسلتهم ولكن من باب التعاون على الخير
وهذا بريدهم لمن أراد ابداء النصح لهم:
views@almustakillah.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[17 - Mar-2007, مساء 11:31]ـ
لا حُرِمتم الأجر على هذا البيان ...
محبك ومتابع لمقالاتك ... أبو هاجر النجدي
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 12:46]ـ
لاشلت يمينكم وبارك الله فيكم.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 01:06]ـ
جزاك الله خيرا
ولو قلت: (فى قول الشاعر) بدلا من: (لقول) التى تدل على التعليل
وفى البيت كسر عروضى - على أنه مكسور عقديا، فقد زدت الواو (وأن يستقيم) وجبره فى حذفها.
هدى الله الجميع
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[19 - Mar-2007, صباحاً 02:07]ـ
الأخ أبو هاجر: جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
الأخ آل عامر: بارك الله فيك، وجزيت الجنة
الأخت طاعنة: بارك الله لك على هذا التصحيح ونفع بك الإسلام وأهله
وإليكم ما أثير على الموضوع من شبهات:
شبهات حول الموضوع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
أما بعد
فقد أثار البعض شبهات حول هذا الموضوع ووجدت من المناسب أن أجمع الرد في مقال واحد بدلا من الرد على كل امريء بعينه وذلك أنني وجدت أن شبهات المعترضين تجتمع في أمرين
أولاهما: القصد
اعترض بعض الأخوة والأخوات على المقال بأن ما ذهبت إليه في كلامي أن المستفاد من معنى بيت الشعر هو اخضاع إرادة الله لإرادة البشر ليس مقصود الشاعر
ويفهم من اعتراضهم هذا أنه ما كان ينبغي لي الإعتراض على الكاتب ببيت شعره هذا لأنه لا يقصد المعنى الذي ذهبت إليه
فأقول وبالله التوفيق:
أولا: من قال أن هذا ليس بقصد الشاعر عليه أن يثبت أنه نقب على قلبه فعرف قصده، ومع هذا نحن نعتذر له لعلمنا أنه اخطأ وجهل معنى حقيقة اللفظ الذي قاله، ولو عرفنا أنه يعلم المعنى الحقيقي للفظه لكان له حكما آخر، وإن لم يقصد ذلك ومثال ذلك: ما قاله مرة القرضاوى على المنبر عندما قال: (لو أن الله عرض نفسه على البشر لما أخذ هذه النسبة)؟؟!!!. فض الله فاه، فقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هذه مقولة كفر ويجب على القائل أن يبين له ويرجع عن كلامه هذا وإلا فهو كافر
ثانيا: أن الغرض من مقالي ليس الكشف عن نية الشاعر وقصده في بيت الشعر، وإنما المراد من المقال
هو بيان الخطأ في استعمال ذلك البيت من الشعر بتلك الألفاظ ومدى مخالفته للمعتقد الإسلامي، فهذا الذي ينبغي أن لا يغفل جانبه ويدور الحديث حوله.
قال ابن الرومي:
أنت عيني وليس من حق عيني ....... غض أجفانها على الأقذاء
وقد حكم بعض العلماء على بعض الشعراء بالكفر والزندقه لأبياتهم بصرف النظر عن مقاصدهم
كأبي العلاء المعري، ابن هانيء الأندلسي،
وأنكر شيخ الإسلام وابن القيم على المتنبي قوله:
يا من ألوذ به فيما أؤمله ....... ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت ........ كاسره ولا يهيضون عظما أنت جابره
دون النظر إلى مقصده
ثالثا: أن سلامة الصدر وحسن القصد من الشاعر لا يلزم منه السكوت على الخطأ الذي وقع فيه
وما يظهر على اللسان لا بد وأن يترجم ما في الصدور، فلو أن فلانا يحب آخر في قلبه وأراد أن يخبره بأنه يحبه فقال له إني أبغضك، فلا يقبل هذا منه ولا يفهم من لفظه إلا بغضه لهذا الشخص،ولكن قد يعذر ذلك الشخص أحيانا بعبارته تلك إن كان يعرف منه بالدلائل والبراهين أنه اخطأ في عبارته تلك كأن يكون أعجمي فأراد أن يتكلم العربية فخانه اللفظ، فلا بد وأن يعلم هذا الشخص ويعرف على كيفية تصحيح الخطأ، ولا يصح لمن اعترض عليه عبارته تلك وطالبه بتصحيحها الاعتراض عليه بأنه لا يقصد أن يصرح لك ببغضه فيجب أن لا تنكر عليه، فالسكوت عليه يجعله يستمر في خطئه ويجعل ممن يجهل حقيقة هذا اللفظ أن يظن صحته فيصبح متداولا عند الكثير
أو شخصا آخر طلب منه أن يضع لوحة وفيها سهم يشير إلى أن الطريق إلى مكة بالاتجاه الشمال، وإذا به يضع خطأ السهم بالاتجاه الغربي، فهل يسكت عنه لأنه لا يقصد تضليل الناس أم لا بد له من تصحيح الخطأ وتنبيه الناس على الخطأ الذي وقع فيه.
رابعا: قد جاء في الشريعة ما يدل على وجوب تصحيح الألفاظ بدون النظر إلى المقصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (104) سورة البقرة
فجاء في هذه الآية الكريمة النهي عن استعمال لفظ مجمل يحتمل معنيين، لأن إحدى المعنيين يحتمل لفظا مسيئا مع صحة ذلك اللفظ ولكن خوفا من وضع اللفظ الفاسد في غير موضعه أو فهم اللفظ على المعنى الفاسد نهى الله عز وجل المؤمنين على مخاطبة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم به، وبدون النظر إلى مقاصدهم في استعمال هذا اللفظ، فكيف بنا ونحن مع لفظ لا يحتمل إلا المعنى الفاسد
بل إن استعمال العبارات والألفاظ الخاطئة قد تؤدي إلى الكفر أحيانا دون الرجوع إلى المقاصد.
قال تعالى في حق الركب الذين تكلموا في الصحابة وقالوا " ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء:
{لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (66) سورة التوبة
فذهبوا إلى الرسول يعتذرون إليه وقالوا ما كنا نقصد ذلك، وإنما كنا نتحدث حديث الركب، فلم يلتفت إليهم الرسول ولا يزيد على قوله تعالى ** {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ، لا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (66) سورة التوبة
فهؤلاء لم يقصدوا الاستهزاء والسخرية وتكلموا بألفاظ وعبارات غير التي قصدوها ومع ذلك حكم الله عليهم بالكفر.
الشبهة الثانية:
قال البعض أن هذه الأبيات استلهما الشابي من آيات من القرآن الكريم، وهذا على قول من يعتذر له ويريد
أن يصحح لفظه من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (7) سورة محمد
وقوله تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر
وقوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (11) سورة الرعد
وغيرها كثير.
أقول:
هذا هو بيت الشعر الذي قاله الشابي ولننظر مدى صحة استلهامه من هذه الأبيات
يقول:
"إذا الشعب يوما أراد الحياة ..... فلا بد وأن يستجيب القدر "
فإنك إذا تأملت العبارة بل وبدون تأمل فإنك لا تفهم منها إلا معنى واحدا، فبيت الشعر هذا ليست الفاظه من الألفاظ المجملة حتى نقول أنه يحتمل أكثر من معنىمع العلم أننيقد بينت أن اللفظ إن كان يحتمل معنى فاسدا لإحدى معانيه ينبغي تركه حتى لا يقع فيه التوهم، فكيف وإن كان بيت من الشعر كهذا لا يحتمل إلا معنى واحدا
وإن أردنا أن بين معناه لن نجد له معنى أكثر وضوحا مما قاله الشاعر:
إذا الشعب يوما أراد الحياة:
ينبغي علينا أولا أن نقف على المعنى المراد به الشعب
فهل لفظ الشعب هنا لفظ مطلق أم مقيد، ولفظ الحياة لفظ مطلق أم مقيد
شعب مسلم، شعب يهودي، شعب نصراني، شعب بوذي، شعب الحادي، ...... ؟؟!!!.
حياة دينية، حياة حرية وعزة وكرامة، حياة ذل واستسلام، حياة ظلم وقهر وجبروت، ........ ؟؟!!!.
من هو الشعب المقصود الذي أراده الشاعر في بيته، وما هي الحياة التي يريدها ذلك الشعب هذا حتى يقف القدر عاجزا أمام ارادتهما _ عياذا بالله _
مما لا شك فيه أن الشاعر قد اطلق ولم يقيد ومن قال أن الشاعر أراد الشعب المسلم، أو حياة الشرع والإسلام نقول له كذبت وخبت وخسرت، لأننا إن قبلنا اعذارك للشاعر في المرة الأولى فلن نقبله في الثانية فلا يوجد ما يدل على هذا أبدا وإن وجد فاللفظ أيضا لا يخدمكما
وعلى كل فليتختار أيها المعتذر ما شئت من الشعوب جوابا عنه، فأقول لك: لو أن الشعب الذي اخترته أراد حياة الظلم والتعدي على الآخرين لجبروته وقهره وظلمه، فما موقف القدر حينئذ، ولو أراد السلام والإستسلام مع العدو وترك الجهاد، فما هو موقف القدر حينئذ من شعرك، ......... وما إلى ذلك
أما إن قلت إن اراد الدين والشرع فنقول لك
أولا: حتى هذا لا يسلم لك لأن الشاعر لم يقيده بذلك
وثانيا: قد يعمل الإنسان لنصرة دينه ولكن لا يستجاب له في الحال وقد يؤخر الله عليه النصر ابتلاء ولحكمة هو أرادها
وثالثا: إن تحقق ما تظنه ارادة الشعب في النصر فإنما يكون لاستجابتهم لأمر الله فجازاهم الله بذلك النصر الذي وعدهم إياه بإرادته ومشيئته وليس لأنهم هم من أرادوا ذلك.
وبهذا يتضح الفرق بين مفهوم آيات القرآن الكريم، وبين معنى بيت الشعر الفاسد الذي لا يتبعه إلا الغاوون.
والحمد لله رب العالمين.
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
أخوكم / أحمد بوادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 02:59]ـ
جزاك الله خير على غيرتك وأحسن الله إليك ونفع بك الإسلام والمسلمين
أذكر قصيدة للشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله في الرد على هذه الأبيات يقول في مطلعها
إذا الشعب يوما أراد الحياة ......... وجاء بمقتضيات القدر
انظر إن لم أكن واهما ترجمة الشيخ رحمه الله لتلميذه أحمد الحصين
ولعلك تنقلها لنا إن أمكن ذلك
ـ[أبو فهد القحطاني]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 11:25]ـ
الأخ الفاضل أحمد بوادي
جزاك الله خيرا على غيرتك على العقيدة والشرع ..
ولكن ارى انك ما تزال مصرا على الخطا في كتابة البيت الشعري للشابي
مع ان الاخت ظاعنة نبهتك على الصواب وانك اقحمت واو في البيت خطا،
فالبيت هو: (فلا بد ان يستجيب القدر) وليس (فلا بد وان .. )
وكذلك في أبيات محمود غنيم:
(انى اتجهت للاسلام في بلد) والصواب: (الى الاسلام)
و (وبات يحكمنا شعباً ملكناه) والصواب: (شعبٌ)
وفي بيت المتنبي:
(لا يجبر الناس عظما انت كاسره) الصواب ان (كاسره) في الشطر الاول لا الثاني
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[21 - Mar-2007, صباحاً 01:12]ـ
جزاك الله خيرا
وأعدك على التصحيح إن شاء الله
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 12:06]ـ
من المعروف في ترجمة الشابي؛ أن علماء جامع الزيتونه في عصره كفروه على هذه الأبيات،
والشابي من جماعة أبولو، التي لا تخفى توجهاتها، لكن شعره رشيق، فيه طلاوة،
وعنده من الطامات أنه يقول:
يا ليل! ما تصنع النفس التي سكنت هذا الوجود،،،،،، ومن أعدائها القدر!
ترضى وتسكت! هذا غير محتمل!،،،،،، إذا فهل ترفض الدنيا وتنتحر؟
وعنده قصيدة في ديوانه اليتيم " أغاني الحياة" بعنوان " هكذا غنى برومثيوس"
وبروميثيوس هذا هو سارق النار في المثيولوجيا الإغريقية , وما أمة عادت الرب سبحانه وأقداره كاليونان.
المقصود أن الرجل حين يعادي القدر، ويرى إرادة الشعب أقوى فهو يقصد، لأن شعره يدل بعضه على بعض.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 02:08]ـ
نداء الأقصى
جزاك الله خيرا(/)
كيف كانت قراءة الفضيل بن عياض رحمه الله؟!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 11:33]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه: "صفة الصفوة" في معرض كلامه عن الفضيل بن عياض رحمه الله، ووصف قراءته للقرآن:
وعن إسحاق بن إبراهيم قال:
كانت قراءة الفضيل:
حزينة
شهية
بطيئة
مترسلة
كأنه يخاطب إنسانا
وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يرددها.
وقال صاحب: " حلية الأولياء ":
وكانت قراءة الفضيل:
حزينة
شهيرة به
مترسلة
كأنه يخاطب أنسانا
وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة والنار تردد فيها وسأل.
أسأل الله أن يصلح حالنا، وقلوبنا، ومآلنا.
-
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 12:14]ـ
آمين
نفع الله بك أخي المسيطير.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[19 - Mar-2007, مساء 06:51]ـ
تجد فيما سطّره الحنابلة من كتب الفقه وصفاً للقراءة التي كان يحبها إمامهم أحمد رحمه الله تعالى، وهي الحزينة المستعبرة، جعلوا ذلك مستحباً حال الصلاة لكوها أبلغ في المقصود وأدعى للخشوع، وفي ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله للبزار كلام عذب في وصف قراءته، فقد صلى وراءه صلاة التروايح، وذكر شيئاً بديعاً من وصف صلاته وقراءته، بل كتابه ذلك من أفضل ما أُلف في بيان الجوانب الإيمانية والروحانية من حياة شيخ الإسلام، فقد أتى على بيان حاله في تلك الأمور، حتى كأنك تعيش بينهم. فرحمهم الله رحمة واسعة، وألحقنا بهم غير خزايا ولا مفتونين.
بارك الله فيك يا حبيبنا المسيطير.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - Mar-2007, صباحاً 12:16]ـ
الشيخين الكريمين /
آل عامر
أباحماد
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفره، وأوفاه.
شيخنا / أباحماد
سأراجع ما تفضلتَ بالإشارة إليه.
أسأل الله أن ينفع به.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه: "صفة الصفوة" في معرض كلامه عن الفضيل بن عياض رحمه الله، ووصف قراءته للقرآن:
وعن إسحاق بن إبراهيم قال:
كانت قراءة الفضيل:
حزينة
شهية
بطيئة
مترسلة
كأنه يخاطب إنسانا
وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يرددها.
أسأل الله أن يصلح حالنا، وقلوبنا، ومآلنا.
وفي لفظ: عن اسحاق بن إبراهيم قال: كانت قراءة الفضيل حزينة شجية بطيئة مسترسلة كأنه يخاطب إنساناً، وكان إذا مر بآية فيها ذكر "الجنة" يرددها.
-
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 08:23]ـ
من ترون من المعاصرين يتلو نحو هذه التلاوة؟
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 12:17]ـ
وكان للفضيل ابن مرهف الحس، فإذا صلى الابن وراء أبيه الفضيل، تجنب الفضيل حينها ذكر النار والوعيد.
وصلى مرة وراءه بدون علمه، فقرأ الوعيد وما كان من ابنه إلا أن خرّ على الأرض ميتا.
فقال الفضيل للناس: لماذا لم تخبروني بحضوره في صلاتنا؟!
أظن أن اسم ابنه صاحب الحادثة إبراهيم.
ذكر القصة الإمام الذهبي في ترجمته في سير الأعلام النبلاء ـ إن لم تخن ذاكرتي ـ
وبارك الله في أخي الشيخ المسيطر على هذه الفائدة.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 12:44]ـ
أظن أن اسم ابنه صاحب الحادثة إبراهيم.
وبارك الله في أخي الشيخ المسيطر على هذه الفائدة.
جزاك الله خيرًا أخانا الحبيب / المسيطير على هذه الفائدة، وليست هذه بأول بركاتكم.
أخي الكريم / أبا هارون! بارك الله فيك.
لعلَّ اسمه: عليّ بن الفضيل بن عياض - رحمة الله عليه وعلى أبيه -، وأذكُر أنَّ أباه دخل المسجد يتفقَّدُه، فلمَّا لم يجده = قرأ سورة المُدَّثِّر؛ ثم دخل الابن؛ فلمَّا وصل إلى قولِه تعالى: " فإذا نُقِرَ في النَّاقُور " = خرَّ عليٌّ ميِّتًا بعد شهقةٍ شهَقَها.
ويُقال: إنَّه سُمِّي بـ (شهيد القرآن)، هكذا سمعتُها منذ مُدَّةٍ طويلة.
رزقنا الله تدبُّرَ آياته، والعمل بها، وتعليمها للمسلمين.
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 02:34]ـ
بارك الله في الجميع ونفع بهم
نعم هو كما ذكرت أخي الحبيب رمضان ....
علي بن الفضيل
(تاريخ الإسلام 3/ 318)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:18]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه: "صفة الصفوة" في معرض كلامه عن الفضيل بن عياض رحمه الله، ووصف قراءته للقرآن:
وعن إسحاق بن إبراهيم قال:
كانت قراءة الفضيل:
حزينة
شهية
بطيئة
مترسلة
كأنه يخاطب إنسانا
وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يرددها.
وقال صاحب: " حلية الأولياء ":
وكانت قراءة الفضيل:
حزينة
شهيرة به
مترسلة
كأنه يخاطب أنسانا
وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة والنار تردد فيها وسأل.
أسأل الله أن يصلح حالنا، وقلوبنا، ومآلنا.
-
جزاك الله أخي الفاضل
معلوم أن صفة الصفوة، مختصر من الحلية؛ وقول (شهيرة به) أراه محرف من (شهية)، والصواب الأخير فيما يظهر ... والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 03:25]ـ
وشجية قريبة الرسم من شهية، وشجية بمعنى حزينة؛ لذا أرى أن الصواب: شهية؛ لأنه وصف زائد ...
وأنا أكتب هذا دون مراجعة كتاب ... فإذا ظهر لي بعد ذلك أن الصواب غير ما ذكرت، رجعت إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 04:30]ـ
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خيرا.
وأسأل الله أن يصلح القلوب.
قال ابن الحوزي رحمه الله في كتابه: (المنتظم في التاريخ):
أخبرنا محمد بن ناصر قال: حدثنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني قال: حدَّثنا محمد بن علي قال: حدثنا أبو سعيد الجندي قال: حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم قال:
(كانت قراءة الفضيل:
حزينة
شهية
بطيئة
مترسلة
كأنه يخاطب إنسانًا
وكان إذا مرَّ بآية فيها ذكر الجنة ترفَد فيها وسأل).أ. هـ
ـ[آل عامر]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 05:01]ـ
وأسأل الله أن يصلح القلوب.
آمين
وأسأل الله لك ذلك ياشيخنا الحبيب
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 06:02]ـ
جزاك الله أخي الفاضل
معلوم أن صفة الصفوة، مختصر من الحلية؛ وقول (شهيرة به) أراه محرف من (شهية)، والصواب الأخير فيما يظهر ... والله أعلم.
أخي الكريم / أشرف - بارك الله فيك - ما أدراك أن الذي في الحلية تحريفًا وأن ليس التحريف في صفة الصفوة، وهناك احتمال ثالث أن ابن الجوزي وقف على نسخة من الحلية فيها ما نقل وأن الحلية طبعت على نسخة أخرى. واحتمال التصحيف في النسختين وارد فلماذ جعلت ما في الحلية هو التحريف وعبارة: ((شهيرة به)) لا غبار عليها يعني اشتهرت به نقول فلان قراءته حسنة قراءة المنشاوي تمامًا، أو فلان قراءته قويه قراءة عبد الباسط ... أو غير ذلك ما الإشكال في هذا؟ بارك الله فيك.
وشجية قريبة الرسم من شهية، وشجية بمعنى حزينة؛ لذا أرى أن الصواب: شهية؛ لأنه وصف زائد ...
تعليلك أن الصواب شهية لأن شجية بمعنى حزينة، وشهية وصف زائد ليس كافيًا للجزم بأن ((شجية)) تحريف، فأسلوب التكرار للتأكيد معروف عند العرب وأمثلته كثيرة في القرآن ويبقى ما قلته مجرد احتمال ينبغي أن يعرض في سياق الاحتمال وليس الجزم.
ولا أدري ما مصدر الأخ في قوله: (شهيرة به)، وهو تحريف جزما؟!
أخي أشرف بارك الله فيك وأنا أيضًا لا أدري ما هو مصدرك في هذا الجزم بأنه تحريف جزمًا؛ هل التعبير خطأ لغة؟ هل وقفت على مصدر نقل القصة على الصواب الذي تراه؟ هل وقفت على نسخة خطية للحلية وفيها ما حكمت عليه بأن الصواب وغيره تحريف جزمًا؟ لماذا جزمت بهذا بارك الله فيك؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:01]ـ
أخي الفاضل علي ابن عبدالباقي
علينا أن نثبت العرش أولا، ثم يأتي دور النقش بعد ذلك
أولا: الأخ المسيطير نَسب إلى الحلية قول: (شهيرة به) وأنت قد وافقته على ذلك .. فهل هو في الحلية كذلك؟
ثانيا: الأخ المسيطير قال: (وفي لفظ: شجية) فهل هذا اللفظ في الحلية أو في صفة الصفوة؟
ثالثا: ابن الجوزي يروي الخبر من طريق الحلية روايةً (وليس مجرد حصوله على نسخة)، وقد اختصر هذه الرواية في صفة الصفوة .. وأسندها في المنتظم .. .
رابعا: جملة ما ذكرته أنت أخي الفاضل من احتمالات هو في رأسي وبين عيني .. وما ذكرته أنا مِن قَبل ذكرته عند نظرتي الأولى في مشاركة الأخ المسيطير دون مراجعة كتاب كما قلت سابقا، وما جزمت به قد جزمت به بعد فترة وبعد مراجعة عدة مصادر ... .
خامسا: الخبر رواه أخي الفاضل أبو نعيم في الحلية (8/ 86)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 396)، وابن الجوزي في «المنتظم» (9/ 148)، وذكره في «مختصر الحلية» (1/ 362 أو2/ 238)، وكذا المزي في «تهذيب الكمال» (23/ 292)، الجميع بلفظ: «شهية». وليس في جميع هذه المصادر: «شهيرة به». ولا «شجية». وقد نُسِبَ إلى «المنتظم» لفظ: «ترفَد»، وليس فيه، وفيه: «تردَّد».
وفقك الله وأعانك.
والله من وراء القصد.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 12:03]ـ
حيا الله أخانا أشرف، أولًا: جزاك الله خيرًا أنك أتعبت نفسك وبحثت في الموضوع، وإن كان بحثك خارجًا عن موضوع الأخ المسيطير ولم يكن مقصودًا له، ولو قصده لخرَّج القصة وكما تعلم أمر التخريج أمسى ميسورًا بعد برامج الكمبيوتر المعروفة.
ثانيًا: أنا طبعًا لم أتفرغ لبحث الموضوع لكن وجدتك تلقي بكلام محتمل على أنه حقائق مسلمة دون إقامة دليل فكان اعتراضي أن كلامك محتمل ليس أكثر أما وقد كلفت نفسك وبحثت وذكرت الدليل على صحة قولك، فأقول لك جزاك الله خيرًا على هذا الفائدة الطيبة والتصحيح لمشاركة الأخ المسيطير، وأتصور أن هذا الأمر مما يزيد من سرور أخينا المسيطير وسروري أنا أيضًا، والأمر سهل بارك الله فيك ونفع بك، ويمكننا الآن أن نقول: إن ما في الحلية تحريف لعله من بعض النساخ، وبارك الله في أخينا أشرف، والحمد لله هذا التحريف لا يعكر على موضوع الأخ المسيطير بارك الله فيكم جميعًا ونفع بكم.
وليستمر الموضوع في مسيرته بسلام.
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 12:51]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أشرف على هذه الإفادة، وشكر لكم، وجزاكم خيراً
والشكر الجزيل لأخينا الفاضل المسيطير على هذه الحكاية المعبِّرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 08:58]ـ
جزاكم الله خيرا
ما المراد بكون قراءته - رحمه الله تعالى- حزينة, كأنه يخاطب أحدا؟
أرجو الرد
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 10:07]ـ
بسم الله
الأخ الفاضل علي ابن عبدالباقي
أولا: قولك: (جزاك الله خيرًا أنك أتعبت نفسك وبحثت في الموضوع، وإن كان بحثك خارجًا).
وهل بحثي الذي وصفته بأنه خارج عن الموضوع قد أتى إلا ردا على مشاركتك أخي الفاضل؟!
قولك: (أمر التخريج أمسى ميسورًا بعد برامج الكمبيوتر المعروفة).
غريب أن يصدر هذا من مثلك، والأمر ليس بهذه البساطة التي تصوِّرها، وهذه مسألة معقدة ليس محلها هذا الموضوع.
ثانيًا: أراك لا زلت تنسب إلى الحلية قول: (شهيرة به). فأكرر عليك السؤال مرة أخرى؟
هل هو في الحلية كذلك؟
وفقك الله ونفع بك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 11:49]ـ
الأخ أشرف حقيقة الأمر أن من أبغض الأشياء إلى قلبي الجدل في مسائل قليلة الفائدة أو هي في غير موضعها.
قولك:
وهل بحثي الذي وصفته بأنه خارج عن الموضوع قد أتى إلا ردا على مشاركتك أخي الفاضل؟!
أولا يا أخي الفاضل أنا كتبت ما كتبت ردًا على ما كتبته أنت في المشاركة رقم (9)
جزاك الله أخي الفاضل
معلوم أن صفة الصفوة، مختصر من الحلية؛ وقول (شهيرة به) أراه محرف من (شهية)، والصواب الأخير فيما يظهر ... والله أعلم.
ورقم (10)
وشجية قريبة الرسم من شهية، وشجية بمعنى حزينة؛ لذا أرى أن الصواب: شهية؛ لأنه وصف زائد ...
وأنا أكتب هذا دون مراجعة كتاب ... فإذا ظهر لي بعد ذلك أن الصواب غير ما ذكرت، رجعت إليه
وغيرها من المشاركات التي حذفت.
فكيف تعود وتقول أن كلامك أتى ردًا على مشاركتي، هذا من العجب والله.
قولك: (أمر التخريج أمسى ميسورًا بعد برامج الكمبيوتر المعروفة).
غريب أن يصدر هذا من مثلك، والأمر ليس بهذه البساطة التي تصوِّرها، وهذه مسألة معقدة ليس محلها هذا الموضوع.
أخي الحبيب تلك العملية المعقدة التي تتكلم عنها أنا – بفضل الله – أمارسها منذ خمسة عشر عامًا، وهذا رأيي، ولك أن تخالفني في ذلك، لا ضير.
ثانيًا: أراك لا زلت تنسب إلى الحلية قول: (شهيرة به). فأكرر عليك السؤال مرة أخرى؟
هل هو في الحلية كذلك؟ وفقك الله ونفع بك.
هذا السؤال يوجه إلى من نقل النص ومن أقره عليه طوال عدة مشاركات ولم ينف أن اللفظ في الحلية إنما ذهب يقيم الأدلة على أنه تحريف ومعنى إقامتك الأدلة على أنه تحريف أنا لا أفهم منه إلا أنه موجود في الحلية غير أنه تحريف.
وطالما أنك ترى أن لفظ (شهيرة به) غير موجود في الحلية ألم يكن أولى بك من بداية نقدك أن تذكر هذا وتخبرنا أن اللفظ ليس موجودًا في الحلية بدلا من هذا الجدل الذي أخرجنا من الموضوع، أم تراك انتقدت الأخ دون مراجعة الحلية ولم ترجع للحلية إلا بعد مناقشتي لك، هذا ما أفهمه من إقرارك للأخ على عزو الكلام للحلية في المشاركة 9 و10.
لذلك كان الأجدر بك منذ البداية أن تراجع الحلية وتقول للأخ المسيطير: إن هذا اللفظ غير موجود في الحلية أو تطالبه أن يدلك على الموضع الذي نقل عنه من الحلية.
وقد أخبرتك من قبل أنني لم أتفرغ للبحث إنما ناقشتك فيما كتبت.
بارك الله فيك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 02:36]ـ
بسم الله
الأخ عليّ بن أحمد بن عبدالباقي
* كل ما اقتبسته من كلامي هو في صلب الموضوع (إما في معرض بيان ما أخطأ فيه الأخ المسيطير، أو في معرض الرد على إشكالاتك) .. وليس من باب الجدل كما تدعي ...
* أنت تتكلم بكلام كثير في غير محله، ويبدو أنك لم ترصد المشاركات بتسلسلها:
ولا بأس لغرض الإفهام أن أعيد إليك مسلسل المشاركات:
قلت أنا في المشاركة برقم (9و10) [ملحوظة: المشاركات كتبت في وقت متقارب جدا وفي مجلس واحد = راجع تاريخ المشاركات]:
((معلوم أن صفة الصفوة، مختصر من الحلية؛ وقول (شهيرة به) أراه محرف من (شهية)، والصواب الأخير فيما يظهر ... والله أعلم. (م9)
وشجية قريبة الرسم من شهية، وشجية بمعنى حزينة؛ لذا أرى أن الصواب: شهية؛ لأنه وصف زائد ..
وأنا أكتب هذا دون مراجعة كتاب ... فإذا ظهر لي بعد ذلك أن الصواب غير ما ذكرت، رجعت إليه. (م10))).اهـ
إذا أنا في المشاركة رقم 9و10 أكتب من رأسي ولم أراجع أي كتاب.
ثم:
في مشاركة محذوفة لا أذكر رقمها، قلتُ: (ولا أدري ما مصدر الأخ في قوله: (شهيرة به)، وهو تحريف جزما؟!).اهـ
تأمل قولي (لا أدري ما مصدر الأخ في قوله: (شهيرة به)).اهـ وهو قد صرَّح بأن مصدره الحلية، إذا أنا أنفي ما أثبته هو ... وأنا قد قلت هذا بعد مراجعة الحلية وغيرها من الوسائط ...
وعليه فقولك:
( ... هذا ما أفهمه من إقرارك للأخ على عزو الكلام للحلية في المشاركة 9 و10).اهـ
محض خطأ وغلط عليَّ ..
* ثم أنا نفيت هذا اللفظ صراحة عن الحلية في المشاركة رقم (14) ثم عدت أنت ونسبته إليه مرة أخرى في المشاركة برقم (15)، وكأنك لم تقرأ قولي: (وليس في جميع هذه المصادر [ومنها الحلية]: «شهيرة به»).اهـ
* فأنت تريد الناس تخطيء عليَّ، ثم لما أقوم بالرد تسمِّي هذا جدلا، هذا عجيب والله!
* ثم أنا أعجب من السنوات التي قضيتها في التحقيق، ثم تركن إلى نقل غيرك ولا تحقق فيه، فقد نسبتَ إلى الحلية ما ليس فيها دون تحقيق، وبمحض تقليد ...
* أما مصدر الأخ المسيطير فهو في رأسي من أيام .. وسكت عنه رجاء أن يرجع هو ويذكره .. ولأنظر كيف يكون مسلك أهل التحقيق - ممَّن أقرَّه - في مثل هذه الأمور، فرأيت عجبا ...
* المهم، مصدر الأخ المسيطير: «طبقات الأولياء» لابن الملقن، (ت 804 هـ) نسخة الموسوعة الشاملة، بعجرها وبجرها.
* وهذه آخر مشاركة لي في هذا الموضوع - مع قدرتي على الرد على أي أحد -، فإنَّ مظاهر: قلة الإنصاف وعدم إحسان الظن بالطرف الآخر، بادية لكل ذي لبّ ...
والله المستعان وعليه التكلان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - Sep-2007, صباحاً 08:37]ـ
الأخ / أشرف بن محمد
جزاك الله خيرا.
صيغة مقترحة للتنبيه عن الخطأ:
(الأخ / المسيطير
بحثت عن قوله " شهيرة به " فوجدتها في طبقات الأولياء .... فلعلها سبق قلم في نسبتك إياها للحلية.
وجزاك الله خيرا). انتهى.
وهي صيغة مقبولة، ومتعارف عليها بين الإخوة عند التنبيه عن الخطأ .... دون أن يقال: لا جديد، ولم يأت بجديد .... وغيرها مما مرّ ذكره ......
خاصة أنك ذكرت في مشاركتك الأخيرة: (أما مصدر الأخ المسيطير فهو في رأسي من أيام).
فأنا عندما نقلتها .... نقلتها على أنها من حلية الأولياء ..... ولم أنتبه للكتاب.
وأحسب أن الأمر يسير .....
والقصد من كتابة الموضوع .... - وهو التأمل في كيفية قراءة الفضيل بن عياض - .... لا يخفى على الجميع.
أما الموسوعة الشاملة فأسأل الله أن يجزي القائمين عليها والعاملين فيها خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - Sep-2007, مساء 02:27]ـ
جزاكم الله خيرا.
أنقل لكم ما أشار إليه الأخ /أشرف بن محمد من الموسوعة الشاملة بالصفحة والجزء، مع إضافة السير، ولم أنقل حرفا واحدا من كتاب - مباشر - عدا التأكد من أحد رجال السند في السير:
1 - قال أبونعيم في الحلية: (حدثنا محمد بن علي ثنا ابو سعيد الجندي ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ما رأيت أحدا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها). (8/ 86)
2 - قال الإمام الذهبي رحمه الله في السير (8/ 427): " المفضل الجندي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، قال: ما رأيت أحدا أخوف على نفسه، ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها، وسأل ".
3 - وقال أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي: حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الطبري، قال: ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها، وسأل. (تهذيب الكمال للمزي 23/ 292).
4 - قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 396): أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن علي حدثنا أبو سعيد الجندي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها وسأل) ... قال صاحب الحاشية: رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8/ 86.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 01:31]ـ
ألم ينتهِ هذا الموضوعُ بعد؟!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 03:28]ـ
ألم ينتهِ هذا الموضوعُ بعد؟!
انتهى يا أخانا الفاضل، ومثل هذه الأمور مما يقع كثيرًا بسبب وقوع لبس أو نحوه ونحن جميعًا إخوة في الله نسأل الله أن يعفو عنا جميعا وأن يجمعنا في الجنة، وشكري واعتذاري لكل من شارك في الموضوع والأمر قريب، أسأل الله أن يجزي الأخ المسيطير خيرًا على الفائدة، والشكر والدعاء لأخينا أشرف على التصويب، بارك الله فيه ونفع به ولا حرمنا فوائده، بارك الله في الجميع وجزاكم الله خيرًا.
ـ[الحاتم]ــــــــ[06 - Sep-2007, صباحاً 10:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الإخوة جميعا كل خير ووفقهم لكل بر وأصلح لنا القلوب والنيات وايقظ هممنا للتزود من الصالحات(/)
المواطنة أم الإسلام؟؟ سؤال يحتاج إلى جواب!!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 03:31]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
روى الإمام أحمد والحاكم وابن حبان - رحمهم الله - بسند صححه الألباني - رحمه الله - من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم، واّخرهن الصلاة "
* قال المناوي -رحمه الله -في شرح هذا الحديث:" (لتنقضن) بالبناء للمجهول أي تنحل، نقضت الحبل نقضا جالت برمه، وانتقض الأمر بعد التئامه فسد (عرى الإسلام) جمع عروة وهي في الأصل ما يعلق به من طرف الدلو و الكوز ونحوهما، فاستعير لما يتمسك به من أمر الدين ويتعلق به من شعب الإسلام (عروة عروة) قال أبو البقاء: بالنصب على الحال، والتقدير ينقض متتابعا، فالأول كقولهم: ادخلوا الأول فالأول، أي شيئا بعد شيء (فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها) أي تعلقوا بها يقال تشبث أي تعلق (فأولهن نقضا الحكم) أي القضاء وقد كثر ذلك في زماننا حتى في القضية الواحدة تنقض وتبرم بقدر الدراهم (واّخرهن الصلاة) حتى إن أهل البوادي الاّن وكثيرا من أهل الحضر لا يصلون رأسا، منهم من يصلي رياء وتكلفا (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى) " فيض القدير ج5 ص343 طبعة مكتبة مصر.
فنحن الاّن نعيش في عصر تزلزلت فيه الثوابت التي لم يكن يتصور أحد أن تتغير أو تتزلزل، ومن هذه الأمور التي يحاول الكثيرون أن يغرسوها في عقول الأمة مبدأ المواطنة مزلزلين بذلك للكثير من الثوابت الإسلامية كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله.
ويتلخص معنى المواطنة في أن المواطنين جميعا سواء دون تمييز بسبب الدين أو الجنس أو اللون .... إلخ.
لذلك أردت أن أضع هذا البحث المتواضع في المعنى والمبنى حتى يتضح للجميع مخالفة هذا المبدأ وهذه النظرية للإسلام، وقسمته على العناصر الاّتية:
أولا - الإسلام دين المساواة في أصل البشرية لا في الأمور الدينية
ثانيا - بعض الفروق بين المسلمين وغيرهم داخل الدولة الإسلامية:
1 - الجزية
2 - الولايات الهامة في الدولة
3 - المشاركة في القتال
4 - لا يقتل المسلم بالكافر
5 - إظهار العبادات وبناء أماكن العبادة
6 - بعض الجوانب الاجتماعية.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 03:32]ـ
أولا: الإسلام دين المساواة في أصل البشرية لا في الأمور الدينية
فقد ساوى الإسلام بين البشر جميعا في أصل البشرية كما قال - عز وجل -: " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " الحجرات 13
*قال ابن كثير - رحمه الله - " فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية، إلى اّدم وحواء عليهما السلام سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة الله تعالى ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - "
* وقال ابن رجب - رحمه الله - فقد يكون كثير ممن له صورة حسنة، أو مال، أو جاه أو رياسة في الدنيا، قلبه خرابا من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك قلبه مملوءا من التقوى، فيكون أكرم عند الله تعالى ... " جامع العلوم والحكم - شرح الحديث الخامس والثلاثين ص 452 - طبعة دار العقيدة
ولم يقم الإسلام اعتبارا للمعايير الدنيوية كالبياض والسواد أو الغنى والفقر وغير ذلك من المعايير الدنيوية، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى البخاري من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: مر رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لرجل عنده جالس: " ما رأيك في هذا؟ " فقال رجل من أشراف الناس: هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال يسمع لقوله، قال: فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم مر رجل اّخر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما رأيك في هذا؟ " قال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " هذا خير من ملء الأرض مثل هذا "
ويوم القيامة سوف تتغير الموازين والنظرات كما قال - عز وجل - عن يوم القيامة: " خافضة رافعة " الواقعة 3
* قال ابن كثير - رحمه الله -: " أي تخفض أقواما إلى أسفل سافلين إلى الجحيم، وإن كانوا في الدنيا أعزاء، وترفع اّخرين إلى أعلى عليين، إلى النعيم المقيم، وإن كانوا في الدنيا وضعاء "
وفي الصحيحين عن حارثة بن وهب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ألا أخبركم بأهل الجنة: كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل جواظ مستكبر "
* قال النووي - رحمه الله: " العتل: بضم العين والتاء فهو الجافي الشديد الخصومة بالباطل وقيل الجافي الفظ الغليظ وأما الجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة فهو الجموع المنوع وقيل كثير اللحم المختال في مشيته وقيل القصير البطين وقيل الفاخر .... " شرح النووي على صحيح مسلم - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها - باب جهنم أعاذنا الله منها ج 17 ص 187 - 188 طبعة الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية - القاهرة
فهذه بعض الأدلة التي تثبت أن الإسلام قد ساوى بين البشر جميعا في أصل البشرية، وبهذا فعدم التفرقة بين المواطنين على أساس الجنس أو اللون أمر صحيح، يوافق فيه مبدأ المواطنة الشرع الشريف، أما في الأمور الدينية فلم يسو الإسلام بينهم وهذا هو العدل بعينه.
كيف يسوي بين من يعبد الله - جل في علاه - وبين من يعبد وثنا أو بقرة؟؟!!
كيف يسوي بين من ينزه الله - عز وجل - عن صفات النقص وبين من يصفه بصفات النقص كاليهود الذين يصفون الله بالبخل والفقر والجهل وكالنصارى الذين يثبتون لله الصاحبة والولد؟؟!!
كيف يسوي بين الرجل العالم الفقيه وبين المرأة الداعرة؟؟!!
كيف يسوي بين حامل القراّن الكريم وبين مدمن الخمور والمخدرات؟؟!!
إن مبدأ المواطنة يقتضي المساواة بين هؤلاء يقتضي المساواة بين من يعبد الرب الأعلى وبين من يلحد وجود الله - تبارك وتعالى - وبين من يعبد الحجر والشجر هذه هي المواطنة فهل أقرها القراّن الكريم؟؟!
قال - عز وجل -: " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين اّمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون " الجاثية 21
وقال - تعالى: " " أم نجعل الذين اّمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار "
وقال - تعالى -: " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون " السجدة 18
وقال - تعالى - " أفنجعل المسلمين كالمجرمين * مالكم كيف تحكمون " القلم 35 - 36
وقال - تعالى -: " لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون " الحشر 20
وقال - تعالى -: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " النساء 95
وغير ذلك من الاّيات الكثيرة التي تثبت عدم المساواة بين المؤمن والكافر والبر والفاجر، ولذلك فإن مبدأ المواطنة هذا يعد إنكارا لأمر معلوم من الدين بضرورة كما تبين لأي منصف من خلال هذه الاّيات وغيرها، ولذلك فإن من قال إن الإسلام لم يفرق بين المسلم والكافر فإنه تقام عليه الحجة بالاّيات، وتزال عنه الشبهات، فإن أصر فهو مكذب لهذ الاّيات ومن كذب القراّن الكريم كفر بالإجماع.
تنبيه هام:
يقوم بعض الناس أحيانا بالخلط بين العدل مع أهل الذمة وعدم ظلمهم وبين أمر المساواة بينهم وبين المسلمين، وهذا في الحقيقة إما جهل شديد أو تدليس وتلبيس من صاحبه، فالعدل لا يعني المساواة إطلاقا، فمثلا رواتب الموظفين لا بد أن يكون تقسيمها بالعدل وليس بالمساواة، بمعنى أن تقسم الرواتب بطريقة عادلة وبنسب صحيحة، أما المساواة فتعني أن يكون راتب رئيس مجلس الإدارة مثل راتب الحارس أو الساعي فهل هذا عدل؟؟!!
ومثال اّخر وهو المواريث فإن القسمة فيها ليست بالمساواة لكنها بالعدل ومن قال إن المواريث ليس فيها عدل فقد نسب الظلم إلى الله ومن نسب الظلم إلى الله - عز وجل - كفر إجماعا.
فالعدل مع أهل الذمة ورحمتهم وعدم ظلمهم أمر لا يختلف عليه مسلمان وليس هذا البحث موضع ذكر هذه الأمور، فقد تواترت في كتب أهل العلم، لكن المساواة شيء اّخر، فلا يمكن أن يقول أحد ينتسب إلى العلم إن الإسلام ساوى بين المسلمين وغيرهم داخل الدولة الإسلامية بل هذا الكلام جهل بين أو ضلال مبين و نسأل الله العافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 03:33]ـ
ثانيا: بعض الفروق بين المسلمين وغيرهم داخل الدولة الإسلامية
أ- الجزية
قال العلامة عبد الله البسام - رحمه الله- في تعريفه للجزية: هي مال يؤخذ من أهل الكتاب (هذا ترجيح الشيخ البسام أن الجزية لا تؤخذ إلا من أهل الكتاب) كل عام مجازاة عن إقامتهم بدار المسلمين وحقن دمائهم، وحمايتهم ممن يعتدى عليهم. توضيح الأحكام من بلوغ المرام للعلامة عبد الله البسام - رحمه الله - ج 3 ص437 طبعة دار ابن الهيثم
مشروعيتها
وهي مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع
أما الكتاب فقوله تعالى: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الاّخر و لا يحرمون ما حرم الله ورسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " التوبة 29
أما السنة فسنته الفعلية دليل على ذلك منها ما رواه البخاري عن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها - يعني الجزية - من مجوس هجر "
وأيضا ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه ابن حبان والترمذي عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: " بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن وأمرني أن اّخذ من كل حالم دينارا، أو عدله معافريا "
حالم: أي بلغ الحلم وصار مكلفا، معافريا: بفتح الميم أي ثوبا وسمي بذلك نسبة إلى بلد في اليمن تسمى معافر.
وأيضا ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي بريدة وفيه: " فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم "
وقد أجمع المسلمون سلفا وخلفا على وجوب أخذ الجزية من أهل الكتاب ويلحق بهم المجوس الذين يعيشون في ديار المسلمين وبينهم وبين المسلمين ذمة إلا ما حكاه ابن التين عن عبد الملك أنها لا تقبل إلا من اليهود والنصارى فقط و لا تقبل من المجوس ولكن رأيه مردود بالسنة النبوية الشريفة. راجع نيل الأوطار ج8 ص57 *قال بهاء الدين المقدسي - رحمه الله -: " وأجمع المسلمون على جواز أخذ الجزية في الجملة "العدة شرح العمدة ص534 طبعة مكتبة نزار مصطفى الباز. واختلفوا في غيرهم - أي في غير اليهود والنصارى والمجوس - هل تؤخذ منهم الجزية أم لا يقبل منهم إلا الإسلام أو القتل؟
والأقرب والله أعلم أنها تؤخذ من كل الكفار لحديث أبي بريدة السابق ولأنه في الحقيقة لا يظهر فرق بين المجوس وغيرهم من الكفار وهذا ما ذهب إليه الأئمة مالك والأوزاعي وفقهاء الشام وابن القيم - رحمهم الله - ورجحه العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - في الشرح الممتع ج3 ص 441 طبعة دار الإمام مالك - دار المستقبل
فليتق الله أقوام يرددون صباح مساء أن الجزية قد انتهت من عجلة التاريخ، وحلت محلها المواطنة فأقول لهم هل ستحذفون الاّية التاسعة والعشرين من سورة التوبة؟؟!!
أم هل ستحذفون قدرا كبيرا من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟؟!!
أم هل ستهدمون الإجماع؟؟
" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " النور 63
الحكمة من فرض الجزية
*قال ابن حجر - رحمه الله -: " والجزية من جزأت الشيء إذا قسمته أسهلت الهمزة، وقيل من الجزاء أي لأنها جزاء تركهم ببلاد الإسلام، أو من الإجزاء أي لأنها تكفي من توضع عليه في عصمة دمه " فتح الباري - كتاب الجزية والموادعة - ج6 ص327 طبعة مكتبة الصفا
وقال - رحمه الله - أيضا: " قال العلماء: الحكمة في وضع الجزية أن الذل الذي يلحقهم ويحملهم على الدخول في الإسلام مع ما في مخالطة المسلمين من الاطلاع على محاسن الإسلام ... " المصدر السابق.
* وقال القرطبي - رحمه الله -: " اختلف العلماء فيما وجبت الجزية عنه، فقال علماء المالكية وجبت بدلا عن القتل بسبب الكفر، وقال الشافعي وجبت بدلا عن الدم وسكنى الدار ................. وقال بعضهم - يقصد الحنفية - إنما وجبت بدلا عن النصر والجهاد " تفسير القرطبي - ج8 ص113 - 114 تفسير الاّية التاسعة والعشرين من سورة التوبة.
يتضح لنا مما سبق أن الحكمة في فرض الجزية تتلخص في الاّتي:
1 - مقابل السماح للكفار بالعيش في دار الإسلام مع الاحتفاظ بدينهم.
2 - مقابل حمايتهم وتأمينهم وعصمة أموالهم وأعراضهم ودمائهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن الذل الذي يتلقونه نتيجة دفع هذه الجزية قد يكون سببا في اعتناقهم الإسلام.
هل الجزية في مقابل الزكاة؟؟
يردد كثير من الناس أن الجزية فرضت على الذميين مقابل الزكاة التي فرضت على المسلمين،وبالتالي فإن هناك مساواة بينهما، وفي الحقيقة هذا الكلام غير صحيح لعدة وجوه منها:
1 - أنه كلام لا دليل عليه ولم يأت في كتاب الله أو في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو في كلام أحد من سلف الأمة.
2 - أن هناك اختلافا بين الجزية والزكاة مثل:
* الزكاة تفرض على النساء والرجال بالإجماع أما الجزية فلا تفرض إلا على الرجال بالإجماع أيضا.
* الزكاة تفرض في مال الصبي والمجنون على الصحيح من أقوال أهل العلم، بينما الجزية لا تفرض إلا على البالغ العاقل بالإجماع.
* الزكاة تجب على ذوي العاهات كالعمى والصمم والشيخوخة وغير ذلك، أما الجزية فلا تجب على ذوي العاهات.
3 - الفرق الكبير بين كيفية أخذ الزكاة وأخذ الجزية،أما كيفية أخذ الزكاة فقد قال تعالى: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم " التوبة 103
وروى البخاري ومسلم وابن ماجة عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - أنه قال: " كان النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذا أتاه قوم بصدقتهم، قال: " اللهم صل على اّل فلان، فأتاه أبي بصدقته، فقال: " اللهم صل على اّل أبي أوفى "
وأما كيفية أخذ الجزية فقد أخبر الله عنها في كتابه فقال: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الاّخر و لا يحرمون ما حرم الله ورسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " التوبة 29
فالصغار والذل صفة من يدفعها، و لا بد أن يأتي بنفسه ويدفعها و لا يجوز أن يرسل نائبا عنه لقوله - تعالى: " عن يد " فسرها بعض العلماء أي يعطيها بيده و لا يبعث بها، وفسرها بعضهم أي نعمة منكم عليهم وفسرها بعضهم أي عن طيب نفس.فتح الباري - كتاب الجزية والموادعة - ج6 ص327 طبعة مكتبة الصفا
4 - القول إن الجزية مقابل الزكاة يوحي أن الكافر لا يعذب في النار على تركه للزكاة وهذا غير صحيح فالصحيح أنهم مخاطبون بفروع الشريعة وإن كانت لا تقبل منهم حتى يدخلوا في الإسلام، والدليل على هذا عدة اّيات منها قوله تعالى: " وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاّخرة هم كافرون " فصلت 6 - 7، وقوله - تعالى -: " ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين " المدثر 42 - 46
ومعلوم أن التكذيب بيوم الدين كفر أكبر إجماعا وترك الصلاة كفر أكبر على الراجح مع ذلك عذبهم الله على تركهم للزكاة.
5 - الزكاة لها مصارف محددة ذكرها القراّن الكريم، أما الجزية فتصرف في مصالح المسلمين العامة.
6 - الزكاة لها نصاب محدد فلا تجب إلا في مال بلغ النصاب، بخلاف الجزية فلا نصاب فيها بل تؤخذ من الغني والمتوسط والفقير القادر على دفعها، أما الفقير العاجز عن دفعها فتسقط عنه.
مسائل
1 - إذا لم يتمكن المسلمون من حماية أهل الذمة سقطت عنهم الجزية، وإذا أخذت منهم ثم لم يتمكن المسلمون من حمايتهم ردت لهم، فقد ذكر أبو يوسف عن أبي عبيدة بن الجراح: " أنه عندما أعلمه نوابه على مدن الشام بتجميع الروم لمقابلة المسلمين كتب إليهم أن ردوا الجزية على من أخذتموها منه، وأمرهم أن يقولوا لهم: إنما رددنا عليكم أموالكم، لأنه قد بلغنا ما جمع لنا من الجموع، وأنكم اشترطتم علينا أن نمنعكم، وإنا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم ونحن لكم على الشروط ما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم " بدائع الصنائع ج9 ص 4402 نقلا من كتاب الفقه الواضح للدكتور محمد بكر إسماعيل - رحمه الله - ج3 ص 246 طبعة دار المنار.
2 - إذا اشترك الذمي مع المسلمين في القتال بإذن الإمام فالصحيح أن الجزية لا تسقط عنه. الفقه الواضح ج3 ص 246
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - عندما ينزل عيسى - صلى الله عليه وسلم - إلى الأرض لن تقبل الجزية من أحد فإما الإسلام وإما القتل، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم -صلى الله عليه وسلم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد "
قال النووي - رحمه - " فالصواب في معناه أنه لا يقبلها و لا يقبل من الكفار إلا الإسلام ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها بل لا يقبل إلا الإسلام أو القتل هكذا قاله الإمام أبو سليمان الخطابي وغيره من العلماء رحمهم الله تعالى وحكى القاضي عياض رحمه الله عن بعض العلماء معنى هذا ثم قال وقد يكون فيض المال هنا من وضع الجزية وهو ضربها على جميع الكفرة فإنه لا يقاتله أحد فتضع الحرب أوزارها وانقياد جميع الناس له إما بالإسلام وإما بإلقاء يد فيضع عليه الجزية ويضربها وهكذا كلام القاضي وليس بمقبول والصواب ما قدمناه وهو أنه لا يقبل منه إلا الإسلام فعلى هذا قد يقال هذا خلاف حكم الشرع اليوم فإن الكتابي إذا بذل الجزية وجب قبولها ولم يجز قتله و لا إكراهه على الإسلام وجوابه أن هذا الحكم ليس بمستمر إلى يوم القيامة بل هو مقيد بما قبل عيسى عليه السلام وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة بنسخه وليس عيسى عليه السلام هو الناسخ بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو المبين للنسخ فإن عيسى يحكم بشرعنا فدل على أن الامتناع من قبول الجزية في ذلك الوقت هو شرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " شرح النووي على صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب بيان نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم حاكما ج2 ص190 طبعة الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية - القاهرة.
4 - لا جزية على العبد لأن ماله مال سيده،
* قال ابن المنذر - رحمه الله: " أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أنه لا جزية على العبد " العدة شرح العمدة ص536
5 - اختلف العلماء في مقادير الجزية فراجعه في المطولات والأقرب والله أعلم أنها راجعة إلى اجتهاد الإمام و لا حد لأقلها أو أكثرها وهذا مذهب مالك ورواية عن أحمد رجحها ابن القيم - رحمه الله -.
6 - إذا قام من لا تجب عليه الجزية بدفعها فالواجب أن نخبره أولا أنه لا جزية عليه لاحتمال أن يكون جاهلا لذلك، فإن أخبرناه وقام بدفعها أيضا قبلت منه، لكن لا يطالب بها بعد ذلك، فإن دفعها مرة أخرى فبها ونعمت وإن لم يدفعها فلا شيء عليه.
7 - إذا حال الحول على الذمي ثم مات فهل يطالب بدفع الجزية أم تسقط عنه؟؟؟
قال الأحناف وبعض الحنابلة ومالك والثوري أبو عبيدة: تسقط عنه
وقال الشافعي وبعض الحنابلة وأبو ثور وابن المنذر: لا تسقط عنه لأنه صارت دينا عليه.
أما إن مات في أثناء الحول فالصحيح أنها تسقط عنه.
8 - إذا أسلم الذمي بعد انتهاء الحول فالصحيح أنه لا جزية عليه لأنه لا جزية على مسلم.
9 - قال القرطبي - رحمه الله -: " اختلف في الرهبان، فروى ابن وهب عن مالك أنها لا تؤخذ منهم، قال مطرف وابن الماجشون: هذا إذا لم يترهب بعد فرضها، فإن فرضت ثم ترهب لم يسقطها ترهبه " تفسير القرطبي ج8 ص112
10 - لا يجوز عقوبة الذمي على عدم دفعه الجزية إن كان عاجزا عن دفعها، أما إن كان قادرا جاز ذلك
* قال القرطبي - رحمه الله -: روى مسلم عن هشام بن حكيم بن حزام ومر على ناس من الأنباط (وهم فلاحو العجم) بالشام قد أقيموا في الشمس - في رواية: وصب على رءوسهم الزيت - فقال: ما شأنهم؟ فقال: يحبسون في الجزية فقال هشام هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا " في رواية: وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين، فدخل عليه فحدثه فأمر بهم فخلوا، قال علماؤنا: أما عقوبتهم إذا امتنعوا من أدائها مع التمكين فجائز فأما مع تبين عجزهم فلا تحل عقوبتهم لأن من عجز عن الجزية سقطت عنه و لا يكلف الأغنياء أداءها عن الفقراء وروى أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اّبائهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ شيئا منه بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة " ج8 ص114 - 115
11 - إذا نقض أحد من أهل الذمة عهدهم بأن ذكر دين الإسلام أو نبيه - صلى الله عليه وسلم - بسوء أو فعل ما فيه ضرر على المسلمين أو امتنع عن الالتزام بأحكام الإسلام أو امتنع عن دفع الجزية فهو كالأسير الحربي للإمام أن يقتله أو يسترقه أو يمن عليه أو يطلب فيه الفداء، أما ماله فهو فيء ينفق في مصالح المسلمين، و لا ينقض عهد نسائه وأولاده فلا ذنب لهم في ذلك، أما إذا نقض أهل الذمة كلهم العهد مع الإمام وجب عليه قتالهم، فإن غلبهم فما يغنمه المسلمون منهم الحكم فيه كالحكم في القتال مع الحربيين وقال بعض العلماء الحكم فيه كالحكم في الفيء فيهم المحارب، وإذا نقض كثير منهم العهد فلا ينقض عهد القليل بنقض الكثير.راجع تفسير القرطبي ج8 ص214
12 - إذا ظلم الإمام أهل الذمة فخرجوا متظلمين فلا ينقض عهدهم بذلك ويجب أن ينصفوا من ظلمهم
* قال القرطبي - رحمه الله -: " ولو خرجوا متظلمين نظر في أمرهم وردوا إلى الذمة وأنصفوا من ظلمهم و لا يسترق منهم أحد وهم أحرار " المصدر السابق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 03:35]ـ
ب - الولايات الهامة في الدولة
الفرق الثاني بين المسلمين وأهل الذمة في الدولة الإسلامية هو أنه لا يجوز أن يتولى أهل الذمة الولايات الهامة داخل الدولة كالإمارة أو الوزارة أو القضاء وغير ذلك من المناصب الهامة داخل الدولة، فهذه المناصب لا يجوز أن يتولاها المسلم الفاسق فكيف يولاها الكافر؟؟!!
* قال ابن حجر - رحمه الله - عن الحاكم إذا طرأ عليه الكفر: " أنه ينعزل بالكفر إجماعا " فتح الباري ج 13 ص147 كتاب الأحكام - باب السمع والطاعة للإمام مالم تكن معصية - طبعة مكتبة الصفا
فإذا كان الإجماع منعقدا على وجوب الخروج على الإمام إذا طرأ عليه الكفر مع مافي ذلك من المشقة والكلفة ما الله به عليم فكيف يجوز أن يولى الكافر ابتداءً؟؟!!
هذا بالنسبة للولاية العامة، أما الولايات الهامة الأخرى في الدولة فلا يجوز أيضا ولو كان المولى من ذوي الكفاءات:
* كما في تفسير ابن كثير: " قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد يعني ابن سعيد بن سابق حدثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عياض: أن عمر أمر أبا موسى الأشعري أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد، وكان له كاتب نصراني، فرفع إليه ذلك فعجب عمر وقال: إن هذا لحفيظ، هل أنت قارىء لنا كتابا في المسجد جاء من الشام؟ فقال: إنه لا يستطيع، فقال عمر: أجنب هو؟ قال: بل نصراني، فانتهرني وضرب فخذي ثم قال أخرجوه، ثم قرأ ياأيها الذين اّمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ....... الاّية " المائدة 51 تفسير القراّن العظيم للحافظ ابن كثير ج2 ص89 طبعة دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع - الرياض.
* وذكر ابن حجر - رحمه الله - هذه الواقعة لكن بلفظ مختلف فقال: " ومن طريق عياض الأشعري عن أبي موسى أنه استكتب نصرانيا فانتهره عمر وقرأ: " يا أيها الذين اّمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء "الاّية.فقال أبو موسى: " والله ما توليته وإنما كان يكتب " فقال: " أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب لا تدتهم إذ أقصاهم الله و لا تأتمنهم إذ خونهم الله و لا تعزهم بعد أن ذلهم الله " فتح الباري ج 13 ص 220 - طبعة مكتبة الصفا كتاب الأحكام - باب يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا.
* قال الزمخشري - رحمه الله -: " وروي أنه قال أبو موسى لا قوام للبصرة إلا به فقال (أي عمر) مات النصراني والسلام: يعني هب أنه قد مات فما كنت تكون صانعا حينئذ فاصنعه الساعة واستغن عنه بغيره " الكشاف ج1 ص619 طبعة دار الفكر.
*و قال النووي - رحمه الله -: " قال صاحب التحرير والقاضي عياض رحمهما الله: " وحمل بعض العلماء المبايعة هنا على بيعة الخلافة وغيرها من المعاقدة والتحالف في أمور الدين قالا وهذا خطأ من قائله وفي هذا الحديث مواضع تبطل قوله. منها قوله ولئن كان نصرانيا أو يهوديا ومعلوم أن النصراني أو اليهودي لا يعاقد على شيء من أمور الدين والله أعلم." كتاب الإيمان - باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب - ج2 ص 170 - طبعة الهيئة العامة لشئون المطابع الإدارية.
* وقال ابن القيم - رحمه الله - ولما كانت التولية شقيقة الولاية كانت توليتهم نوعا من توليهم، وقد حكم تعالى بأن من تولاهم فإنه منهم، و لا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم، والولاية تنافي البراءة، فلا تجتمع البراءة والولاية أبدا، والولاية إعزاز، فلا تجتمع هي وإذلال الكفر أبدا، والولاية صلة، فلا تجامع معاداة الكافر أبدا " أحكام أهل الذمة ج1 ص 179 طبعة دار الحديث.
وقد أجمع المسلمون على اشتراط الإسلام في القاضي:
* قال بهاء الدين المقدسي - رحمه الله - في كتابه العدة شرح العمدة وهو يتحدث عن الشروط التي يجب أن تتوافر في القاضي: " و لا خلاف في اعتبار الإسلام " ص539 طبعة مكتبة نزر مصطفى الباز.
*و قال ابن حجر - رحمه الله -: " قال أبو علي الكرابيسي صاحب الشافعي في كتاب اّداب القضاء له: لا أعلم بين العلماء ممن سلف خلافا أن أحق الناس أن يقضي بين المسلمين من بان فضله وصدقه وعلمه وورعه ...........
ثم قال: " وإن كنا نعلم أنه ليس على وجه الأرض أحد يجمع هذه الصفات ولكنه يجب أن يطلب من أهل كل زمان أكملهم وأفضلهم " فتح الباري - ج13 ص175 كتاب الأحكام - باب متى يستوجب الرجل القضاء؟
مما سبق تبين لنا أنه لا يجوز تولية الكافر المناصب الهامة داخل الدولة الإسلامية، وهذا نص من عمر - رضي الله عنه - وقد أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقتدي أثره في غير موضع فقال: " اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي، أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن مسعود " صحيح الجامع للألباني رقم 1144، وقال - صلى الله عليه وسلم: " أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن أمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " صحيح الجامع رقم 2549
فهل سنطيع نبينا - صلى الله عليه وسلم - ونطيع أمره بطاعة عمر أم سنتبع الهوى واّراء الرجال؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 03:36]ـ
ج - المشاركة في القتال
روى الإمام مسلم - رحمه الله - في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأوه فلما أدركه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جئت لأتبعك وأصيب معك قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تؤمن بالله ورسوله قال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك قالت ثم مضى حتى غذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة قال فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم رجع فأدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة تؤمن بالله ورسوله قال نعم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق.
قال النووي - رحمه الله - في شرح الحديث: " قوله (عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة) هكذا ضبطناه بفتح الباء (يقصد باء كلمة الوبرة) وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم قال وضبطه بعضهم بإسكانها وهو موضع على نحو من أربعة أميال من المدينة. قوله - صلى الله عليه وسلم - (فارجع فلن أستعين بمشرك) وقد جاء في الحديث الاّخر أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بصفوان بن أمية قبل إسلامه فأخذ طائفة من العلماء بالحديث الأول على إطلاقه وقال الشافعي واّخرون إن كان الكافر حسن الرأي في المسلمين ودعت الحاجة إلى الاستعانة به وإلا فيكره وحمل الحديثين على هذين الحالين وإذا حضر الكافر بالإذن رضخ له و لا يسهم له هذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة والجمهور وقال الزهري والأوزاعي يسهم له والله أعلم " ج 12 ص198 - 199 كتاب الإمارة - باب كراهة الاستعانة في الغزو بكافر إلا لحاجة أو كونه حسن الرأي في المسلمين.
إذن نستخلص مما سبق عدة أمور:
1 - أن الأصل عدم مشاركة الكافر في القتال.
2 - أباح بعض العلماء الاستعانة بالكافر عند الحاجة والضرورة واشترط البعض شروطا لذلك منها:
أ - أن يكون حسن الرأي في المسلمين.
ب - اشترط بعض العلماء أن يكون القتال للحربيين لا لمسلمين كالبغاة مثلا لقوله تعالى: " ولن يجعل لله للكافرين على المؤمنين سبيلا " النساء 141.
ج - أن يأمن خيانتهم وأن يثق بهم.
د - اشترط الشافعية أن يكثر المسلمون بحيث لو خان المستعان بهم وانضموا إلى الذين يغزونهم أمكنهم مقاومتهم جميعا. الفقه الواضح ج3 ص199
ه - اشترط الماوردي من الشافعية أن يخالفوا معتقد العدو. المصدر السابق
3 - إذا شارك في القتال فالجمهور على أنه لا يأخذ من الغنائم، وقال الزهري والأوزاعي بأنه يشارك فيها والله أعلم.
4 - سبق أن ذكرنا أنه إذا شارك في الغزو فالراجح عدم سقوط الجزية عنه والله أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 03:37]ـ
د - لا يقتل المسلم بالكافر
هذه عنوان ترجمة في صحيح البخاري، ذكر فيها الإمام البخاري - رحمه الله - هذا الحديث:
حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا مطرف أن عامرا حدثهم، عن جحيفة قال: قلت لعلي. ح حدثنا صدقة بن الفضل، أخبرنا ابن عيينة، حدثنا مطرف سمعت الشعبي يحدث قال: سمعت أبا جحيفة قال: سألت عليا رضي الله عنه هل عندكم شيء مما ليس في القراّن؟ وقال ابن عيينة: مرة ماليس عند الناس؟ فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القراّن، إلا فهما يعطى رجل في كتابه وما في الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر "
هذا الحديث مما يحتج به جمهور العلماء على أن المسلم لا يقتل إذا قتل كافرا ولو كان ذميا، وهذا هو الفرق الرابع فإن المسلم إذا قتله مسلم أو ذمي يجب قتله إجماعا، أما الذمي إذا قتله المسلم فلا يجوز قتله عند الجمهور، وخالف الأحناف فقالوا يقتل المسلم إذا قتل الذمي، وقال الشعبي والنخعي يقتل إذا قتل الذمي اليهودي أو النصراني دون المجوسي، وقد بحث الحافظ ابن حجر - رحمه الله - هذه المسألة بحثا شافيا كافيا فأجاد وأفاد على عادته - رحمه الله - وأثبت رجحان مذهب الجمهور - رحمهم الله - مما لا يدع قولا لقائل
(يُتْبَعُ)
(/)
* قال الحافظ - رحمه الله -: " وأما ترك قتل المسلم بالكافر فأخذ به الجمهور، إلا أنه يلزم من قول مالك في قاطع الطريق ومن في معناه إذا قتل غيلة أن يقتل ولو كان المقتول ذميا استثناء هذه الصورة من منع قتل المسلم بالكافر، وهي لا تستثنى في الحقيقة؛ لأن فيه معنى اّخر وهو الفساد في الأرض، وخالف الحنفية فقالوا: يقتل المسلم بالذمي إذا قتله بغير استحقاق و لا يقتل بالمستأمن، وعن الشعبي والنخعي يقتل باليهودي والنصراني دون المجوسي، واحتجوا بما وقع عند أبي داود من طريق الحسن عن قيس بن عباد عن علي بلفظ: " لا يقتل مؤمن بكافر و لا ذو عهد في عهده " وأخرجه أيضا من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه ابن ماجة من حديث ابن عباس والبيهقي عن عائشة ومعقل بن يسار، وطرقه كلها ضعيفة إلا الطريق الأولى والثانية فإن سند كل منهما حسن، وعلى تقدير قبوله فقالوا: وجه الاستدلال منه أن تقديره و لا يقتل ذو عهد في عهده بكافر، قالوا: وهو من عطف الخاص على العام فيقتضي تخصيصه، لأن الكافر الذي يقتل به ذو العهد هو الحربي دون المساوي له والأعلى، فلا يبقى من يقتل بالمعاهد إلا الحربي فيجب أن يكون الكافر الذي لا يقتل به المسلم هو الحربي تسوية بين المعطوف والمعطوف عليه، قال الطحاوي: ولو كانت فيه دلالة على نفي قتل المسلم بالذمي لكان وجه الكلام أن يقول و لا ذي عهد في عهده و إلا لكان لحنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يلحن، فلما لم يكن كذلك علمنا أن ذا العهد هو المعني بالقصاص فصار التقدير لا يقتل مؤمن و لا ذو عهد في عهده بكافر، قال: ومثله في القراّن " واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن " فإن التقدير واللائي يئسن من المحيض واللائي لم يحضن، وتعقب بأن الأصل عدم التقدير والكلام مستقيم بغيره إذا جعلنا الجملة مستأنفة، ويؤيد اقتصار الحديث الصحيح على الجملة الأولى، ولو سلم أنها للعطف فالمشاركة في أصل النفي لا من كل وجه، وهو كقول القائل مررت بزيد منطلقا وعمرو فإنه لا يوجب أن يكون بعمرو منطلقا أيضا بل المشاركة في أصل المرور، وقال الطحاوي أيضا: لا يصح حمله على الجملة المستأنفة؛ لأ سياق الحديث فيما يتعلق بالدماء التي يسقط بعضها ببعض؛ لأن في بعض طرقه " المسلمون تتكافأ دماؤهم " وتعقب بأن هذا الحصر مردود، فإن في الحديث أحكاما كثيرة غير هذه، وقد أبدى الشافعي له مناسبة فقال: يشبه أن يكون لما أعلمهم أن لا قود بينهم وبين الكفار أعلمهم أن دماء أهل الذمة والعهد محرمة عليهم بغير حق فقال: " لا يقتل مسلم بكافر و لا يقتل ذو عهد في عهده " ومعنى الحديث لا يقتل مسلم بكافر قصاصا و لا يقتل من له عهد ما دام عهد باقيا، وقال ابن السمعاني: وأما حملهم الحديث على المستأمن فلا يصح؛ لأن العبرة بعموم اللفظ حتى يقوم دليل على التخصيص، ومن حيث المعنى أن الحكم الذي يبنى في الشرع على الإسلام والكفر إنما هو لشرف الإسلام أو لنقص الكفر أو لهما جميعا فإن الإسلام ينبوع الكرامة والكفر ينبوع الهوان، وأيضا إباحة دم الذمي شبهة قائمة لوجود الكفر المبيح للدم والذمة إنما هي عهد عارض منع القتل مع بقاء العلة فمن الوفاء بالعهد أن لا يقتل المسلم ذميا فإن اتفق القتل لم يتجه القول بالقود؛ لأن الشبهة المبيحة لقتله موجودة ومع قيام الشبهة لا يتجه القود. قلت: وذكر أبو عبيد بسند صحيح عن زفر أنه رجع عن قول أصحابه فأسند عن عبد الواحد بن زياد قال قلت لزفر إنكم تقولون تدرأ الحدود بالشبهات فجئتم إلى أعظم الشبهات فأقدمتم عليها المسلم يقتل بالكافر، قال: فاشهد علي أني رجعت عن هذا وذكر ابن العربي أن بعض الحنفية سأل الشاشي عن دليل ترك قتل المسلم بالكافر قال وأراد أن يستدل بالعموم فيقول أخصه بالحربي، فعدل الشاشي عن ذلك فقال وجه دليلي السنة والتعميم؛ لأن ذكر الصفة في الحكم يقتضي التعليل فمعنى لا يقتل المسلم بالكافر تفضيل المسلم بالإسلام. فأسكته. ومما احتج به الحنفية ما أخرجه الدارقطني من طريق عمار بن مطر عن إبراهيم بن أبي يحيى عن ربيعة عن ابن البيلماني عن ابن عمر قال: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما بكافر، وقال: " أنا أولى من وفى بذمته " قال الدارقطني:
(يُتْبَعُ)
(/)
إبراهيم ضعيف ولم يروه موصولا غيره، والمشهور عن ابن البيلماني مرسلا، وقال البيهقي: أخطأ راويه عمار بن مطر على إبراهيم في سنده، إنما يرويه إبراهيم عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن البيلماني، هذا هو الأصل في هذا الباب، وهو منقطع وراويه غير ثقة، كذلك أخرجه الشافعي وأبو عبيد جميعا عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى. قلت: لم ينفرد به إبراهيم كما يوهمه كلامه، فقد أخرجه أبو داود في المراسيل والطحاوي من طريق سليمان بن بلال عن ربيعة عن ابن البيلماني، وابن البيلماني ضعفه جماعة ووثق فلا يحتج بما ينفرد به إذا وصل، فكيف إذا أرسل، فكيف إذا خالف: قاله الدارقطني. وقد ذكر أبو عبيد بعد أن حدث به عن إبراهيم، بلغني أن إبراهيم قال: أنا حدثت به ربيعة عن ابن المنكدر عن ابن البيلماني، فرجع الحديث على هذا إلى إبراهيم، وإبراهيم ضعيف أيضا، قال أبو عبيد: وبمثل هذا السند لا تسفك دماء المسلمين. قلت: وتبين أن عمار بن مطر خبط في سنده، وذكر الشافعي في " الأم " كلاما حاصله أن في حديث ابن البيلماني أن ذلك كان في قصة المستأمن الذي قتله عمرو ابن أمية، قال فعلى هذا لو ثبت لكان منسوخا؛ لأن حديث " لا يقتل مسلم بكافر " خطب به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح كما في رواية عمرو بن شعيب، وقصة عمرو بن أمية متقدمة على ذلك بزمان. قلت: ومن هنا يتجه صحة التأويل الذي تقدم عن الشافعي، فإن خطبة يوم الفتح كانت بسبب القتيل الذي قتلته خزاعة وكان له عهد، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لو قتلت مؤمنا بكافر لقتلته به " وقال: " لا يقتل مؤمن بكافر و لا ذو عهد في عهد " فأشار بحكم الأول إلى ترك اقتصاصه من الخزاعي بالمعاهد الذي قتله وبالحكم الثاني إلى النهي عن الإقدام على ما فعله القاتل المذكور، والله أعلم. ومن حججهم قطع المسلم بسرقة مال الذمي، قالوا والنفس أعظم حرمة، وأجاب ابن بطال بأنه قياس حسن لولا النص، وأجاب غيره بأن القطع حق لله. ومن ثم لو أعيدت السرقة بعينها لم يسقط الحد ولو عفا، والقتل بخلاف ذلك. وأيضا القصاص يشعر بالمساواة و لا مساواة للكافر والمسلم، والقطع لا تشترط فيه المساواة " فتح الباري ج 12 ص 366 - 368
ما يجب على المسلم إذا قتل الذمي؟
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في رجل يهودي قتله مسلم فهل يقتل به أو ماذا يجب عليه
فأجاب - رحمه الله -: " الحمد لله لا قصاص عليه عند أئمة المسلمين و لا يجوز قتل الذمي بغير حق، فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يقتل مسلم بكافر ولكن يجب عليه الدية فقيل الدية الواجبة نصف دية المسلم وقيل ثلث ديته وقيل يفرق بين العمد والخطأ فيجب في العمد مثل دية المسلم ويروى ذلك عن عثمان بن عفان أن مسلما قتل ذميا فغلظ عليه وأوجب عليه كمال الدية وفي الخطأ نصف الدية ففي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل دية الذمي نصف دية المسلم وعلى كل حال تجب كفارة القتل أيضا وهي عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين " الفتاوى الكبرى لابن تيمية ج4 ص 187 طبعة دار القلم
* إذن لو قتل المسلم رجلا ذميا عمدا فإنه تجب له الدية كاملة وإن كانت المقتولة امرأة فلها نصف الدية، أما إن قتل المسلم الرجل الذمي خطأ فله نصف الدية، وللمرأة الذمية نصف دية الرجل الذمي.
قتل الذمي من كبائر الذنوب
ليس معنى عدم قتل المسلم بالذمي جواز قتل الذمي أو التخفيف من قتله، بل إن قتله من كبائر الذنوب، فقد روى ابن ماجة والحاكم - رحمهما الله - بسند صححه الألباني - رحمه الله - من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما " وروى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم - رحمهم الله - بسند صححه الألباني - رحمه الله - من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل معاهدا في غير كنهه، حرم الله عليه الجنة "
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 03:39]ـ
ما زال للحديث بقية
ـ[قارئ]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 08:13]ـ
نحن في الانتظار جزيت خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 10:09]ـ
جزاك الله خيرا ... موضوع مهم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 03:29]ـ
و- إظهار العبادات وبناء أماكن العبادة
الفرق الخامس ينقسم إلى أمرين:
1 - إظهار العبادات
2 - بناء أماكن العبادة
أولا: إظهار العبادات:
أما المسلمون فيشرع لهم إظهار عباداتهم لا سيما بعض العبادات التي حض الشارع الكريم على إظهارها لما فيها من إظهار لشعائر الله - عز وجل -: " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " (الحج 32) ومن هذه العبادات التي يشرع إظهارها الأذان فإنه يعد من أهم العلامات المميزة بين دار الإسلام ودار الكفر كما روى البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة - رحمهم الله - من حديث أنس - رضي الله عنه -: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غزا بنا قوما لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإن سمع أذانا كف، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم "
ومن هذه العبادات التي يشرع إظهارها أيضا صلاة الجماعة والجمعة والعيدين والكسوف والاستسقاء والأضحية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب العلم وتحفيظ القراّن والتكبير في عشر ذي الحجة والعيدين وإطلاق اللحية والحجاب للمرأة المسلمة وغير ذلك من العبادات.
أما الكفار فإنهم يمنعون من إظهار عباداتهم؛ لأنها كفر وضلال و، ولا يمكن أن يظهر الكفر داخل الدولة الإسلامية، وأيضا لا يجوز لهم إظهار ما يعتقدون حله كأكل الخنزير وشرب الخمور، ومن باب أولى لا يجوز لهم الدعوة إلى دينهم، وإليكم بعض أقوال أهل العلم في المسألة:
1 - جاء في الشروط العمرية - وهي إن لم تخل أسانيدها من مقال إلا أن شهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها، فإن الأئمة تلقوها بالقبول، وذكروها في كتبهم، واحتجوا بها. أحكام أهل الذمة لابن القيم - رحمه الله - ج2 ص454 طبعة دار الحديث -: " وأن لا نضرب ناقوسا إلا ضربا خفيفا في جوف كنائسنا، و لا نظهر عليهم صليبا و لا نرفع أصواتنا في الصلاة، و لا القراءة في الصلاة فيما يحضره المسلمون، وأن لا نخرج صليبا و لا كتابا في سوق المسلمين، وأن لا نخرج باعوثا (الباعوث للنصارى كالاستسقاء للمسلمين)، و لا شعانينا (عيد من أعياد النصارى)، و لا نرفع أصواتنا مع موتانا، و لا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين، ولا نجاورهم بالخنازير و لا بيع الخمور، وأن لا نجاورهم بالجنائز، و لا نظهر شركنا، و لا نرغب في ديننا، و لا ندعو إليه أحدا ..... "
2 - قال عبد الرزاق: حدثنا معمر عن ميمون بن مهران قال: كتب عمر بن عبد العزيز أن يمنع النصارى في الشام أن يضربوا ناقوسا، و لا يرفعوا صليبهم فوق كنائسهم. أحكام أهل الذمة لابن القيم - رحمه الله - ج2 ص490
3 - قال الإمام أحمد - رحمه الله - في رواية أبي طالب: " و لا يرفعوا أصواتهم في دورهم " المصدر السابق
4 - قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: " واشترط عليهم ألا يسمعوا المسلمين شركهم، و لا يسمعونهم ضرب ناقوس، فإن فعلوا ذلك عزروا " المصدر السابق
5 - قال أبو عبيد - رحمه الله -: وقد قضى ابن عباس - رضي الله عنهما -: أيما مصر مصره المسلمون فلا يباع فيه خمر ". المصدر السابق.
6 - قال ابن القيم - رحمه الله - وهو يتحدث عن منعهم من الدعوة إلى دينهم: " هذا من أولى الأشياء أن ينتقض العهد به: فإنه حراب الله ورسوله باللسان، وقد يكون أعظم من الحراب باليد، كما أن الدعوة إلى الله ورسوله جهاد بالقلب واللسان، وقد يكون أفضل من الجهاد باليد، ولما كانت الدعوة إلى الباطل مستلزمة - و لا بد - للطعن في الحق كان دعاؤهم إلى دينهم وترغيبهم فيه طعنا في دين الإسلام، وقد قال تعالى: " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر " (التوبة 12)، و لا ريب أن الطعن في الدين أعظم من الطعن بالرمح والسيف، فأولى ما انتقض به العهد الطعن في الدين ولو لم يكن مشروطا عليهم، فالشرط ما زاده إلا تأكيدا وقوة " أحكام أهل الذمة ج2 ص496 - 497 طبعة دار الحديث
7 - قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -: "فإن قيل: وهذه الإذاعات التي تنشر الاّن عبر المذياع: هل يمنعون منها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: يجب علينا أن نحول بين الناس وبين سماعها بقدر الإمكان فإذا أمكن أن نشوش عليها بأجهزة التشويش المعروفة، فيجب على المسلمين أن يشوشوا عليها.
فإن قيل: يخشى إذا شوشنا عليهم دعوتهم للنصرانية أن يشوشوا علينا دعوتنا للإسلام، وهذا وارد؟ فهل نتركهم ونحذر المسلمين من شرهم؟ أم ماذا؟ هذا محل بحث ونظر. الشرح الممتع ج 3 ص457 طبعة دار الإمام مالك - دار المستقبل
ومقصود الشيخ - رحمه الله - من قوله: " هذا محل بحث ونظر " أي أن الأمر متعلق بالمصالح والمفاسد، فقد تكون المصلحة في التشويش والمنع بأن يكون للمسلمين قوة يتمكنون فيها من ذلك، وقد تكون المصلحة في تركهم مع التحذير من شرهم إذا لم يتمكن المسلمون من ذلك أو لم يتمكنوا من منعهم من التشويش على الدعوة إلى الإسلام.
ثانيا:بناء أماكن العبادة
أما المسلمون فبناء المساجد من أعظم القربات إلى الله - عز وجل - ففي الصحيحين من حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: " من بنى مسجدا - قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله - بنى الله له مثله في الجنة "
وفي سنن ابن ماجة - رحمه الله - بسند صححه الألباني - رحمه الله - من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة "
القطاة: طائر يشبه الحمامة، والمفحص: الموضع الذي تخيم فيه وتبيض فيه.
أما الكفار فإن بناء أماكن العبادة لهم من الكفر؛ لأن هذه الأماكن يعبد فيها الشيطان والطواغيت ويكفر فيها بالله - عز وجل - فما حكم بناء الكنائس والبيع داخل الدولة الإسلامية؟
تنقسم البلاد الإسلامية - كما قال ابن القيم - إلى ثلاثة أقسام:
أولا- بلاد أنشأها المسلمون في الإسلام مثل البصرة والكوفة وغيرهما: فهذه البلاد لا يجوز فيها بناء كنيسة بالاتفاق كما قال ابن القيم - رحمه الله -، وأما الكنائس التي بنيت في هذه البلاد فإنه يجب هدمها بالاتفاق كما ذكر ابن القيم أيضا، وهذه بعض النصوص في هذه المسألة:
1 - قال الإمام أحمد: حدثنا حماد بن خالد الخياط، أخبرنا الليث بن سعد عن توبة بن النمر الحضرمي قاضي مصر عمن أخبره قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا خصاء في الإسلام و لا كنيسة " ولكن الحديث سنده ضعيف كما ذكر الحافظ ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية، وقد روي بإسناد اّخر أصح من هذا الإسناد ولكن موقوفا على عمر - رضي الله عنه -، قال علي بن عبد العزيز: حدثنا أبو القاسم، حدثني أبو الأسود عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لا كنيسة في الإسلام و لا خصاء "
2 - وقال الإمام أحمد حدثنا معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن حنش عن عكرمة قال: سئل ابن عباس عن أمصار العرب أو دار العرب هل للعجم أن يحدثوا فيها شيئا، فقال: أيما مصر مصرته العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه، و لا يضربوا فيه ناقوسا، و لا يشربوا فيه خمرا، و لا يتخذوا فيه خنزيرا.
وأيما مصر مصرته العجم ففتحه الله عز وجل على العرب فنزلوا فيه فإن للعجم ما في عهدهم، وعلى العرب أن يوفوا بعهدهم، و لا يكلفوهم فوق طاقتهم. أحكام أهل الذمة لابن القيم ج2 ص459 طبعة دار الحديث
3 - وقيل لأبي عبد الله (أي الإمام أحمد) (إيش) الحجة في أن يمنع أهل الذمة أن يبنوا بيعة أو كنيسة إذا كانت الأرض ملكهم، وهم يؤدون الجزية، وقد منعنا من ظلمهم وأذاهم، قال: حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: أيما مصر مصرته العرب. المصدر السابق
4 - و قال في حاشية ابن عابدين (ج6 ص248 طبعة إحياء التراث):
(مطلب في بيان أن الأمصار ثلاثة وبيان إحداث الكنائس فيها تنبيه في "الفتح" قيل الأمصار ثلاثة ما مصره المسلمون كالكوفة والبصرة وبغداد وواسط ولا يجوز فيه إحداث ذلك إجماعاً ......... "
5 - فتوى للجنة الدائمة بالسعودية:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد .. فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من عدد من المستفتين المقيدة استفتاءاتهم في الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم -86 - وتاريخ 5/ 1/1421هـ، ورقم -136 - 1327 - 1328 - وتاريخ 2/ 3/1421هـ، بشأن حكم بناء المعابد الكفرية في جزيرة العرب مثل بناء الكنائس للنصارى، والمعابد لليهود، وغيرهم من الكفرة، أو أن يخصص صاحب شركة أو مؤسسة مكاناً للعمالة الكافرة لديه يؤدون فيه عباداتهم الكفرية .. إلخ.
وبعد دراسة اللجنة لهذه الاستفتاءات أجابت بما يلي:
من ضروريات الدين تحريم الكفر الذي يقتضي تحريم التعبد لله على خلاف ما جاء في شريعة الإسلام ومنه تحريم بناء معابد وفق شرائع منسوخة يهودية أو نصرانية أو غيرها؛ لأن تلك المعابد، سواء كانت كنيسة أم غيرها تعد معابد كفرية؛ لأن العبادات التي تؤدي فيها على خلاف شريعة الإسلام الناسخة لجميع الشرائع قبلها والمبطلة لها والله تعالى يقول عن الكفار وأعمالهم: -وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثور- ولهذا أجمع العلماء على تحريم بناء معابد الكفرة مثل الكنائس في بلاد المسلمين؛ وأنه لا يجوز اجتماع قبلتين في بلد واحد من بلاد الإسلام، وألا يكون فيها شيء من شعائر الكفار لا كنائس ولا غيرها، وأجمعوا على وجوب هدم الكنائس وغيرها من المعابد الكفرية إذا أحدثت في أرض الإسلام، ولا تجوز معارضة ولي الأمر في هدمها، بل تجب طاعته، وأجمع العلماء - رحمهم الله تعالى - على أن بناء المعابد الكفرية ومنها الكنائس في جزيرة العرب أشد إثماً وأعظم جرماً للأحاديث الصحيحة الصريحة بخصوص النهي عن اجتماع دينين في جزيرة العرب، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" -رواه الإمام مالك وغيره وأصله في الصحيحين-.
فجزيرة العرب حرم الإسلام وقاعدته التي لا يجوز السماح أو الإذن لكافر باختراقها ولا التجنس بجنسيتها، ولا التملك بها، فضلاً عن إقامة كنيسة فيها لعباد الصليب، فلا يجتمع فيها دينان ولا يكون فيها إلا دين واحد هو دين الإسلام، الذي بعث الله به نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يكون فيها قبلتان إلا قبلة واحدة هي قبلة المسلمين إلى البيت العتيق، والحمد لله الذي وفق ولاة أمر هذه البلاد إلى صد هذه المعابد الكفرية عن هذه الأرض الإسلامية الطاهرة.
وبهذا يعلم أن السماح والرضا بإنشاء المعابد الكفرية مثل الكنائس أو تخصيص مكان لها في أي بلد من بلاد الإسلام من الإعانة على الكفر وإظهار شعائره والله عز شأنه يقول: -وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان-.
- عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر آل الشيخ. - عبدالله بن عبدالرحمن الغديان- بكر بن عبدالله أبوزيد
- صالح بن فوزان الفوزان فتوى رقم 21413 تاريخ 1 - 4 - 1421هـ
ثانيا: بلاد أنشئت قبل الإسلام فافتتحها المسلمون عنوة (أي بالسيف) وملكوا أرضها وساكنيها: فهذه البلاد لا يجوز إحداث كنائس فيها، ويجب هدم ما استحدث منها بعد الفتح، كما نقل ابن القيم عن الإمام أحمد - رحمه الله - أحكام أهل الذمة ج2 ص469، أما الكنائس التي كانت موجودة قبل الفتح فلأهل العلم فيه قولان:
1 - تجب إزالتها ويحرم إبقاؤها وهذا وجه عند الشافعية والحنابلة - رحمهم الله -.
2 - يجوز الإبقاء وتجوز الإزالة، فيفعل الإمام ما يراه الأصلح للمسلمين وهذا القول هو الراجح - إن شاء الله -، يقول ابن القيم - رحمه الله -، وهذا ما رجحه شيخا الإسلام ابن تيمية و ابن القيم - رحمه الله - راجع أحكام أهل الذمة ج2 ص469
والأدلة على صحة هذا القول:
* إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود خيبر على معابدهم وقد فتحت بلدهم عنوة.
* فتح الصحابة للكثير من البلاد عنوة، فلم يهدموا شيئا من الكنائس التي بها، والدليل على ذلك بقاء هذه الكنائس داخل البلاد.
* ما كتبه عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - إلى عماله أن لا تهدموا كنيسة و لا بيعة و لا بيتا.
أما أدلة جواز هدم هذه الكنائس:
* لأن هذه الكنائس صارت ملكا للمسلمين بعد أن فتحوا هذه البلاد عنوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
* إجلاء عمر - رضي الله عنه - والصحابة أهل خيبر من دورهم ومعابدهم بعد أن أقرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها، ولو كان ذلك الإقرار تمليكا لم يجز إخراجهم عن ملكهم إلا برضى أو معاوضة.
- وقد أفتى الإمام أحمد - رحمه الله - الخليفة المتوكل - رحمه الله - بهدم كنائس السواد، وهي أرض العنوة.
راجع أحكام أهل الذمة
ثالثا: بلاد أنشئت قبل الإسلام وفتحها المسلمون صلحا، وهي نوعان:
1 - أن يصالحهم على أن الأرض لهم، ولنا الخراج عليها، أو يصالحهم على مال يبذلونه وهي الهدنة. فلا يمنعون من إحداث ما يختارونه فيها، لأن الدار لهم كما صالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل نجران ولم يشترط عليهم ألا يحدثوا كنيسة أو ديرا. أحكام أهل الذمة ج2 ص470 طبعة دار الحديث
2 - أن يصالحهم على أن الدار للمسلمين، ويؤدون الجزية إلينا، فحكم هذه البلاد هو ما اتفق عليه في الصلح، ولكن عند القدرة يجب أن يكون الحكم هو أن لا تهدم كنائسهم التي بنوها قبل الصلح، و يمنعون من إحداث كنائس بعد ذلك، كما جاء في الشروط العمرية: " وأن لا نحدث في مدينتنا كنيسة، و لا فيما حولها ديرا، و لا قلاية، و لا صومعة راهب ..... "
مسائل:
1 - ما حكم بناء ما انهدم من الكنائس أو ترميمها؟
اختلف العلماء على ثلاثة أقوال:
* المنع من بناء ما انهدم، وترميم ما تلف وهي رواية عن أحمد، وبعض الشافعية وبعض المالكية، ودليلهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تبنى كنيسة في الإسلام و لا يجدد ما خرب منها " ولكن الحديث ضعيف فقد ضعفه ابن حجر - رحمه الله - في الدراية، وضعفه ابن القيم - رحمه الله - أيضا، ومن أدلتهم ما جاء في الشروط العمرية: " و لا يجدد ما خرب من كنائسنا ".
* المنع من بناء ما انهدم، وجواز ترميم ما تلف، وهي رواية عن أحمد.
* إباحة الأمرين وهي رواية عن أحمد وهو رأي الأحناف وجمهور الشافعية وكثير من المالكية، ودليلهم أن إقرارنا لهم عليها تضمن إقرار جواز ترميمها وإصلاحها وإلا ستنقض يوما من الأيام لأن البناء لا يبقى أبدا.
2 - إذا قلنا بالمنع من جواز بناء ما انهدم أو ترميم ما أتلف، فهذا إن سقطت بسبب عوامل الزمن أو غير ذلك من الأسباب، أما إن سقطت ظلما أي اعتدى عليها أحد من المسلمين، فإنه يعاد بناؤها على الراجح
قال العلامة ابن العثيمين - رحمه الله -: " فالصواب: أنه إذا هدمت ظلما فإنها تعاد؛ وذلك لأنها لم تنهدم بنفسها فإن هدموها هم وأرادوا تجديدها فإنهم يمنعون منه " الشرح الممتع ج 3 ص455 طبعة دار الإمام مالك - دار المستقبل
3 - ما حكم نقل الكنيسة من مكان إلى اّخر؟
أما من يقولون بعدم جواز بناء ما انهدم منها فمن باب أولى سيمنعون نقلها إلى مكان اّخر، أما المجيزون فإنهم يجوزون نقلها من مكان لاّخر بشرط أن يكون في ذلك النقل مصلحة للمسلمين لا للكفار.
4 - قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -: " ومن سفه بعض الناس أنه يقول: لماذا لم نمكنهم من بناء الكنائس في بلادنا كما يمكنوننا من بناء المساجد في بلادهم؟
الجواب: نقول هذا من السفه، ليست المسألة من باب المكافأة، إذ ليست مسائل دنيوية، فهي مسائل دينية، فالكنائس بيوت الكفر والشرك، والمساجد بيوت الإيمان والإخلاص فبينهما فرق، والأرض لله، فنحن إذا بنينا مسجدا في أي مكان من الأرض فقد بنينا بيوت الله في أرض الله بخلافهم. الشرح الممتع ج 3 ص455
5 - القول بجواز إبقاء الكنائس لا يعني جواز تعلية الصلبان كما هو موجود الاّن في مصر وغيرها من البلاد، ولا يجوز إظهار صوت الناقوس وصوت الكفر، بل يقيمون شعائرهم سرا، كما جاء في الشروط العمرية: " وأن لا نضرب ناقوسا إلا ضربا خفيفا في جوف كنائسنا، و لا نظهر عليهم صليبا ".
6 - أفتت دار الإفتاء المصرية برئاسة فضيلة الشيخ حسن مأمون - رحمه الله - بجواز تحويل الكنيسة إلى مسجد إذا كانت معطلة و لا ينتفع بها فيما أنشئت من أجله بسبب عدم وجود مصلين بها. س83 - م32 - 2صفر 1376 - ايونية 1957 م
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - Apr-2007, صباحاً 01:58]ـ
ي - بعض الجوانب الاجتماعية
من الفروق بين المسلمين وغيرهم داخل الدولة الإسلامية بعض الفروق الاجتماعية، وسنقتصر على بعضها، ومنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا - عدم ابتداء الكافر بالسلام
للحديث الذي أخرجه مسلم رحمه الله من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام،وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " *قال النووي - رحمه الله -: " واختلف العلماء في رد السلام على الكفار وابتدائهم به , فمذهبنا تحريم ابتدائهم به , ووجوب رده عليهم بأن يقول: وعليكم , أو عليكم فقط , ودليلنا في الابتداء قوله صلى الله عليه وسلم (لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام) وفي الرد قوله صلى الله عليه وسلم (فقولوا: وعليكم) وبهذا الذي ذكرناه عن مذهبنا قال أكثر العلماء وعامة السلف , وذهبت طائفة إلى جواز ابتدائنا لهم بالسلام , روي ذلك عن ابن عباس وأبي أمامة وابن أبي محيريز , وهو وجه لبعض أصحابنا حكاه الماوردي , لكنه قال: يقول: السلام عليك , ولا يقول: عليكم بالجمع. واحتج هؤلاء بعموم الأحاديث , وبإفشاء السلام , وهي حجة باطلة لأنه عام مخصوص بحديث (لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام) وقال بعض أصحابنا: يكره ابتداؤهم بالسلام , ولا يحرم , وهذا ضعيف أيضا , لأن النهي. للتحريم. فالصواب تحريم ابتدائهم. وحكى القاضي عن جماعة أنه يجوز ابتداؤهم به للضرورة والحاجة أو سبب , وهو قول علقمة والنخعي. وعن الأوزاعي أنه قال: إن سلمت فقد سلم الصالحون , وإن تركت فقد ترك الصالحون. وقالت طائفة من العلماء: لا يرد عليهم السلام , ورواه ابن وهب وأشهب عن مالك , وقال بعض أصحابنا: يجوز أن يقول في الرد عليهم: وعليكم السلام , ولكن لا يقول: ورحمة الله. حكاه الماوردي , وهو ضعيف مخالف للأحاديث والله أعلم."شرح االنووي على صحيح مسلم - كتاب السلام - باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم.
ملاحظات:
1 - أفتى بعض العلماء بجواز ابتداء الكافر بالتحية عموما كقول صباح الخير أو كيف حالك؟ وغير ذلك، أما الذي يحرم فهو الابتداء بالسلام، ومنع بعض العلماء الابتداء بالسلام أو التحية مطلقا.
2 - إذا سلم الكتابي وجب الرد عليه، وأما كيفية الرد، فإن هناك ثلاث حلات:
* حالة تتيقن منها أنه نطق باللام أي قال " السلام عليكم " فهنا يجوز لك أن تقول له " وعليكم السلام "
* حالة تتيقن منها أنه لم ينطق باللام، بل قال: " السام عليكم " فهنا يجب عليك أن تقول له: " وعليكم " أو عليكم فقط.
* حالة تشك فيها وهذه الحالة كسابقتها فتقول له وعليكم أو عليكم.
3 - يجوز الابتداء بالسلام على قوم فيهم مسلمون وكفار، ويقصد بسلامه المسلمين.
4 - معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: " وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " أي لا تفسحوا له، بمعنى إذا كان هناك طريق لا يتسع إلا لرجل واحد، وكان هناك مسلم وكافر، فإنه يقدم المسلم، وليس معنى الحديث أنه يضيق على الكافرمن الأصل أو غير هذا من الفهم الخطأ للحديث.
ثانيا: تشميت العاطس الكافر بقول يهديكم الله ويصلح بالكم
للحديث الذي رواه الترمذي وقال حسن صحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: " كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله. فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم "
أما إذا عطس المسلم فكما هو معلوم يقال له: يرحمكم الله.
ثالثا: عدم جواز تهنئة الكفار على أعيادهم الكفرية
وهذه من الفروق أيضا بين المسلمين والكفار، فتشرع تهنئة المسلمين بعيديهم، فعن جبير بن نفير رضي الله عنه قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد، قال بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك.
أما تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية فمحرمة بالإجماع:
قال ابن القيم - رحمه الله -:
" وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه " (أحكام أهل الذمة لابن القيم ج1 ص154 طبعة دار الحديث)
ملاحظات:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - إذا كانت مجرد التهنئة بالأعياد الكفرية محرمة بل كبيرة من الكبائر فكيف بحضورالأعياد؟
2 - لا يجوز قبول الهدايا من الكفار يوم عيدهم، إذا كان سبب الهدية هذا العيد، أما إن وافق العيد مناسبة أخرى، ولم تكن الهدية سببا للعيد، جاز قبولها والله أعلم.
3 - هذا الحكم بالنسبة لتهنئتهم بأعيادهم الكفرية، أما التهنئة بغير ذلك من الأمور المباحة كالزواج والنجاح ... إلخ فجائز.
رابعا: عدم جواز بيع العبد المسلم للكافر لقوله تعالى: " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " (النساء 141)
* قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاّية الكريمة: " وقد استدل كثير من العلماء بهذه الاّية الكريمة على أصح قولي العلماء وهو المنع من بيع (العبد المسلم) للكافرين لما في صحة ابتياعه من التسليط له عليه والإذلال، ومن قال منهم بالصحة يأمره بإزالة ملكه عنه في الحال، لقوله تعالى: " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " انتهى كلامه
أما بيع العبد الكافر للمسلم فجائز بالإجماع.
ملاحظة: ألحق بعض العلماء بذلك المهن الحقيرة وحقارة المهنة راجعة إلى العرف، فكل ما كان في عرف الناس يعد امتهانا، فلا يجوز للمسلم أن يعمله للكافر.
خامسا: لا يتزوج الكافر من مسلمة
لقوله تعالى:: " و لا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا " (البقرة 221)
* قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاّية الكريمة: "أي لا تزوجوا الرجال المشركين النساء المؤمنات كما قال تعالى: " لا هن حل لهم و لا هم يحلون لهن " انتهى كلامه
أما المسلم فيجوز له أن يتزوج من النصرانية واليهودية فقط؛ لقوله تعالى: " والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم " (المائدة 5) ولكن يجوز ذلك بشرطين:
1 - أن تكون عفيفة؛ لتنصيص الاّية على ذلك، وذلك في قوله: " والمحصنات " وهن العفيفات.
2 - أن لا تكون حربية، لأن هذا رأي ابن عباس رضي الله عنهما.
سادسا: الصداقة والحب لا تكون إلا للمؤمن
فلا يجوز للمسلم أن يصاحب كافرا أو يحبه، وهذا لا دخل له بالمعاملة الحسنة، فهي مطلوبة، أما الحب فهو أمر قلبي، فعلى المسلم أن يبغض الكافر و لا يحبه وكيف يحبه وقد كفر بربه عز وجل وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم؟؟
والأدلة على لك كثيرة منها:
* " يا أيها الذين اّمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض " (المائدة 51)
* " يا أيها الذين اّمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " (الممتحنة 1)
* ما رواه أبو داود بسند حسن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تصاحب إلا مؤمنا و لايأكل طعامك إلا تقي "
قال صاحب عون المعبود: " لا تصاحب إلا مؤمنا)
: أي كاملا , أو المراد النهي عن مصاحبة الكفار والمنافقين لأن مصاحبتهم مضرة في الدين , فالمراد بالمؤمن جنس المؤمنين
(ولا يأكل طعامك إلا تقي)
: أي متورع. والأكل وإن نسب إلى التقي ففي الحقيقة مسند إلى صاحب الطعام , فالمعنى لا تطعم طعامك إلا تقيا.
قال الخطابي: إنما جاء هذا في طعام الدعوة دون طعام الحاجة , وذلك أن الله سبحانه قال {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} ومعلوم أن أسراءهم كانوا كفارا غير مؤمنين ولا أتقياء , وإنما حذر عليه السلام من صحبة من ليس بتقي وزجر عن مخالطته ومؤاكلته , فإن المطاعمة توقع الألفة والمودة في القلوب. " عون المعبود شرح سنن أبي داود - كتاب الأدب - باب من يؤمر أن يجالس
.
*أما قوله تعالى: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم " (الممتحنة 8)
فلا يفهم من هذه الاّية جواز مصاحبة أوحب الكافر المسالم، إنما المقصود جواز الإحسان إليهم بحسن المعاملة والعدل معهم، وكما قلنا فالحب أمر قلبي لا دخل له بالمعاملة.
أما المحبة الفطرية كمحبة الإنسان لزوجته الكتابية، أو لابنه أو أبيه الكافر، فهذه لا دخل للمرء بها، ولكن لا بد أن يجتمع معها البغض على الدين.
سادسا: عدم جواز مناداة الكافر بألقاب فيها تعظيم له
للحديث الذي أخرجه أبو داود بسند صحيح من حديث بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقولوا للمنافق سيدا، فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل "
فلا يجوز أن يقال للكافر السيد فلان، و لا Mr فلان و لا صاحب الفخامة أو السمو ..... إلخ
لكن يجوز أن ينادى الكافر بمهنته كأن يقال الأستاذ فلان إذا كان يعلم الناس شيئا، أو الدكتور فلان، أو المهندس فلان، أو الرئيس فلان ..... إلخ؛ لأن هذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم فكان في رسائله يقول إلى هرقل عظيم الروم وغير ذلك.
وبعد أيها الأحباب فهذا اّخر ما تيسر لي أن أسطره، أسأل الله الكريم المنان أن يجعل ما كتبناه في موازين حسناتنا يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه والتابعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[17 - Apr-2007, صباحاً 06:33]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 05:42]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل محمود، شرفني مروركم وتعليقكم الكريمان.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:17]ـ
بارك الله فيك
هناك جانب آخر سلبي لما يسمى بالوطنية, حيث انها علاوة على تسويتها بين ما حقه التفريق من أصناف البشر مؤمنهم وكافرهم والذين يعيشون تحت حكم واحد في حدود سياسية رسمها غير المسلمين وقطعوا بها أوصال الأمة, علاوة على ذلك فإنها تفرق بين ما حقه التسوية من جميع المسلمين الذين يقعون خارج هذه الحدود لو بشبر واحد, فبمجرد خروجك عن تلك الحدود ولو بأمتار تفقد حقوقا هي لك كمسلم من الموالاة والتناصر والاشتراك في الثروات العامة وغير ذلك, ولو كنت من أولياء الله المتقين, وانزلق كثير من المفتين في هذا المزلق, فأضفوا الشرعية على هذا المسلك, وصارا يرتبون الأحكام على هذه الوطنية ويخالفون بينها عند الوقوف على تلك الحدود ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2007, صباحاً 05:38]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل أبا فاطمة، شرفني مروركم وتعليقكم الكريمان.
ـ[الحارث]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 10:50]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا محمد العبادي على هذا البحث القيم والثري
سؤال:
ما مدى إمكانية تطبيق هذه الأحكام فيما إذا اعتمد تطبيق الشريعة الإسلامية في أي من دولنا المعاصرة؟
كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع يهود المدينة فيما يتعلق بأخذ الجزية منهم؟ وهل يصح التفريق بين يهود المدينة مثلا حيث شهدوا قيام الدولة الإسلامية ودخلوا في عهدها وبين يهود خيبر أونصارى نجران الذين خضعوا للدولة الإسلامية فيما بعد؟
هل يسوغ للدولة أن تعطل العمل ببعض هذه الأحكام بحجة الضرورة, أو السياسة الشرعية, أو الضغوط الخارجية, وارتكاب أخف الضررين لإظهار سماحة الإسلام؟ وهل لنا أن نطلق على حكومة هذه الدولة إذا ما أقدمت على ذلك أنها إسلامية؟
ولعلكم تثرون هذا الموضوع المهم بإجاباتكم الشافية
أجزل الله لكم المثوبة والأجر
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 12:24]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحارث وعذرا لم أر رسالتكم إلا مؤخرا، ولي عتاب عليكم في وصفكم لي بالشيخ فأنا لست إلا طالب علم مبتدىء، أما بخصوص أسئلتكم فليس من السهولة بمكان الإجابة عنها على الأقل الاّن؛ لأنها تتطلب بحثا و حنكة بالواقع، ولعل مشايخنا الأفاضل يفيدوننا جزاهم الله خيرا.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 03:14]ـ
المواطنةأم الإسلام؟
الإسلام طبعا، لكن المواطنة من الإسلام والمسلم مطالب بحماية وطنه والذود عنه بكل ما يملك من قوى لكنه قد يضطر عند التعارض بين الدين والوطن أن يقدم الدين كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة وهي أحب بلاد الله إليه إلى يثرب أو المدينة النبوية المنورة فيما بعد، وما أصدق قول سلمان لأبي الدرداء:"إن الأرض المقدسة لا تقدس أحدا وإنما يقدس الإنسان عمله "
هذا باختصار ما ظهر لي في القراءة الأولية للموضوع وسأعود إليه لأشرح مافهمت حسب جهد المقل والله من وراء القصد
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 03:37]ـ
أخي الفاضل محمد عز الدين
موضوعي ليس له أي علاقة عن الدفاع عن الأوطان، أو عن حبها، إنما أتحدث عن جزئية معينة وهي أن هناك فرقا في الحقوق بين المسلمين وغيرهم داخل الدولة الإسلامية
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 03:52]ـ
معذرة وشكرا أخي الكريم الفاضل على هذا التنبيه
إن العناوين غالبا ما تكون عامة وربما توحي بغير المطلوب، فلابد من قراءة المضامين في كل الأحوال، ولايفوتني في الوقت ذاته الإشادة بمثل هذا الموضوع الجاد الهادف الذي تطرحونه للنقاش ... وستكون لي عودة إليه إن شاء الله(/)
قال ابن القيم رحمه الله: (وهذا الضرب إنما يُسْتَفْتَوْنَ بالشَّكْلِ لا بالفضل).
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 05:23]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه: (إعلام الموقعين) ج 4/ 208:
وكثير منهم (أي من المدعين للفتوى) نصيبهم مثل ما حكاه أبو محمد بن حزم قال:
كان عندنا مفت قليل البضاعة، فكان لا يفتي حتى يتقدمه من يكتب الجواب فيكتب تحته جوابي مثل جواب الشيخ، فقدر أن اختلف مفتيان في جواب؛ فكتب تحتهما جوابي مثل جواب الشيخين فقيل له: إنهما قد تناقضا.
فقال: وأنا أيضا تناقضت كما تناقضا.
وقد أقام الله سبحانه لكل عالم ورئيس وفاضل من يُظْهِرُ مماثلتَه، ويَرَى الجُهَّالُ - وهم الأكثرون - مُسَاجَلَتَه ومُشَاكَلَتَه، وإنه يجري معه في الميدان، وأنهما في المسابقة كفرسي رهان، ولا سيما إذا طَوَّل الأردان، وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كَذَنَبِ الأَتَان، وهَدَرَ باللسان، وخلا له الميدان الطويل من الفرسان.
فلو لَبِسَ الحمار ثياب خَزٍّ ... لَقَالَ الناس يَالَكَ من حِمَار
وهذا الضرب إنما يُسْتَفْتَوْنَ بالشَّكْلِ لا بالفضل، وبالمناصب لا بالأهلية، قد غَرَّهُمْ عُكُوْفُ مَنْ لا عِلْمَ عنده عليهم، ومُسَارَعَةُ الأَجْهَلِ منهم إليهم، تَعُجُّ منهم الحقوق إلى الله تعالى عَجِيْجَا، وتَضِجُّ منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا، فمن أَقْدَمَ بالجرأة على ما ليس له مِنْ فُتْيا أوقضاء أوتدريس استحق اسم الذم، ولم يَحِلَّ قبولُ فُتْيَاه ولا قضائه، هذا حكم دين الإسلام وإنْ رَغِمَتْ أنوف من أناس فقل: يارب لا تُرْغِم سواها. أهـ.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 08:28]ـ
وما أكثر أمثال هؤلاء اليوم!، فكثر فيهم من أهل الجهل، فضلّوا وأضلّوا.
بارك الله فيكم يا حبيبنا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 09:21]ـ
بورك فيكم.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 06:18]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1585
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 02:28]ـ
الإخوة الأكارم /
أباحماد
سلمان أبازيد
المزروع
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
السلف يتدافعون الفتيا على علم
والخلف يتسابقون الفتيا على جهل.
كثر اغترار الناس بالمظاهر!!.
وغفل بعض طلاب العلم عن إصلاح البواطن!!.
فقابلَ المغترُّ بغيرهِ ..... المغترََّ بنفسه!!
فكان ما حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم:
(حتى إذا لم يبق عالمٌ اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
رواه البخاري ومسلم.
نسأل الله أن يصلح حالنا، ومآلنا.(/)
وقع ما نحذر: يمتهن السحر آخذا بفتيا جواز النشرة!!
ـ[الفارس]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 01:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وقع ماكان يحذر منه علماؤنا من قول بعضهم بجواز فك السحر بالسحر؛ فهذا ساحرٌ قد قُبض عليه - ولله الحمد -، يزعم أنه استمع لمن قال بالجواز فامتهن هذا العمل الكفري - عياذًا بالله -، وهذا الخبر بنصه:
ادعى أحد السحرة المقبوض عليهم ضمن 4 بينهُم امرأة الذين أطاحت بهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر بمُحافظة الطائف بأنهُ يمتهن السحر من أجل فك السحر مُستنداً لبعض الفتاوى الصادرة مُسبقاً وفق ما أدلى به لأعضاء الهيئة بحضور (الجزيرة) التي شهدت الحملة ضد أوكار السحرة والمشعوذين.
وقال الساحر الباكستاني (محمد أصغر): استمعت عبر التلفزيون فتوى من أحد المشايخ حول أنه يجوز فك السحر بالسحر الامر الذي دفعني للقيام بهذه الأعمال التي تم ضبطي من أجلها على الرغم من التثبُت بأنهُ مُشعوذ ومُصنف من الخطرين إثر مُتابعة أعضاء الهيئة له لأكثر من 6 أشهر، وكان من الصعب الإطاحة به وفقاً لما ذكرهُ رئيس هيئة شهار والمُتخصص في مُتابعة السحرة فهد بن فيصل الثبيتي لحين أن تم إسقاطهُ عن طريق مُخبرة تم الاتفاق معها على أن تطلُب منه عملاً يُقرب زوجها منها ومن ثم تم ضبطهُ بداخل منزله الذي يستقبل فيه زبائن السحر وأصحاب الأحلام المريضة الذين يتوقعون أن الحل على يد هذا الدجال.
إلى ذلك كان أعضاء الهيئة قد ضبطوا مبلغاً زاد عن المائة والخمسين ألفاً زعم بأنها من تبرُعات المُصلين بالمسجد من أجل صيانته وأنهُ هو المسؤول عن جمعها لحين أن اعترف أنها مداخيل السحر والشعوذة بخلاف ما تم ضبطه من الساعات الثمينة والمجوهرات بوكره.
عدد من سُكان حي البُخارية موقع الوكر خرجوا لمُشاهدة عملية الضبط وأشادوا بجهد أعضاء الهيئة في القبض على المشعوذين والدجالين بأوكارهم وعندما حضروا اقتياد الساحر أبدوا استغرابهُم الشديد حوله حيث أفادوا بأنهُ دائماً ما يكون حزيناً ولا يخرج من منزله إلا بالقليل إلا أنهُم أكدوا توافد أعداد من الناس على منزله خصوصاً النساء من أبناء جلدته بعد أن يزدحم الشارع بالسيارات ويخرجون وهُم يحملون أكياساً وعبوات كرتونية غريبة لم تكُن مفهومة ومعروفة وإلا لكانوا قد تقدموا بشكوى حوله وأشاروا إلى أن الأهالي كانوا يُكثرون عليه من المساعدات والصدقات ويُقدمون له الأكل ويُشفقون عليه لكبر سنه الذي قد يتجاوز التسعين عاماً دون أن يعلموا بأنه ساحر ومشعوذ.
وكانت الهيئة قد أحالت السحرة الأربعة للشُرطة للتحقيق معهُم بعد احتراز كامل المضبوطات لديهُم بالإضافة للمبالغ المالية التي تزيد عن النصف مليون ريال بانتظار إكمال الإجراءات النظامية حيالهُم ومن ثم مُحاكمتهم شرعاً.
(صحيفة الجزيرة السعودية، الثلاثاء 01 ربيع الأول 1428 العدد 12591)
http://search.suhuf.net.sa/2007jaz/mar/20/fe12.htm
ـ[أبو حماد]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 10:20]ـ
هذا من طوام بعض المفتين هداهم الله وتجاوزاتهم.
والسحرة إن وجدوا سيفاً تحصد رقابهم، فلن يحتاج أحد إلى النشرة وغيرها، وإنما وقع التساهل في أمرهم حتى آلوا إلى ما آلوا إليه من التف - في الأذية، فصاروا قتلة رحيمين، يقتلون بيد السحر ويأسون بيد النشرة!.(/)
حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها للشيخ ابن باز رحمه الله وغيره
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:25]ـ
حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها للشيخ ابن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=160
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والقيام له في أثناء ذلك، وإلقاء السلام عليه، وغير ذلك مما يفعل في الموالد.
والجواب أن يقال: لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)).
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع، والعمل بها، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [1] وقال عز وجل {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [2] وقال سبحانه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [3] وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [4]
وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا} [5] والآيات في هذا المعنى كثيرة وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة.
والرسول صلى الله عليه وسلم علي قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة، ويباعد من النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم)) رواه مسلم في صحيحه.
ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين وقد جاء في معناهما أحاديث أخر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلاله)) رواه الإمام مسلم في صحيحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملا بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات، كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة.
والقاعدة الشرعية: رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيْلاً} [6] وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [7]
وقد رددنا هذه المسألة وهي: الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه.
وقد رددنا ذلك- أيضا- إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات، التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [8] وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [9] الآية،
ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد- مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء ودعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم علي وغيره ممن يسمونهم بالأولياء وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)) وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)) خرجه البخاري في صحيحه، من حديث عمر رضي الله عنه. ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأساَ، ولا يرى أنه أتى منكراً عظيماً، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنين: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [10] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع)) عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، فهذه الآية الكريمة، والحديث الشريف، وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به.
أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [11] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً)) وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثير منها ما بعد الأذان، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- الحشر الآية 7.
[2]- النور الآية 63.
[3]- الأحزاب الآية 21.
[4]- التوبة الآية 100.
[5]- المائدة الآية 3.
[6]- النساء الآية 59.
[7]- الشورى الآية 10.
[8]- البقرة الآية 111.
[9]- الأنعام الآية 116.
[10]- المؤمنون الآيتان 15 - 16.
[11]- الأحزاب الآية 56.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:27]ـ
وهذا روابط لمجموعة بحوث تحدثت عن هذه البدعة
شبهات وردود عن حكم المولد النبوي
الشيخ عادل بن علي بن أحمد الفريدان
http://saaid.net/mktarat/Maoled/29.htm
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:29]ـ
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
http://saaid.net/mktarat/Maoled/6.htm
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:30]ـ
المولد النبوي
تاريخه، حكمه، آثاره، أقوال العلماء فيه على اختلاف البلدان والمذاهب
ناصر بن يحيى الحنيني
http://saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:31]ـ
مجموعة بحث ومقالات لجمع من العلماء
http://saaid.net/mktarat/Maoled/index.htm
شبهات وردود حول المولد
http://saaid.net/mktarat/Maoled/d.htm
منوعات حول المولد
http://saaid.net/mktarat/Maoled/m.htm
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:31]ـ
بدعة المولد
للعلامة محمد ناصر الدين الألباني
http://saaid.net/mktarat/Maoled/2.htm
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:32]ـ
حقيقة الاحتفال بالمولد النبوي
عبدالرحمن بن عبدالخالق
http://saaid.net/mktarat/Maoled/10.htm
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:32]ـ
الرد على من أجاز الاحتفال بالمولد النبوي
الشيخ حامد بن عبدالله العلي
http://saaid.net/mktarat/Maoled/30.htm
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Mar-2007, صباحاً 01:34]ـ
المورد في حكم المولد
للشيخ الإمام أبي حفص تاج الدين الفاكهاني رحمه الله. ت:734 هـ
http://saaid.net/mktarat/Maoled/17.htm
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Mar-2007, صباحاً 06:17]ـ
جزيتم خيراً يا شيخ عبدالرحمن
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 07:07]ـ
بارك الله فيكم أبا محمد
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 03:20]ـ
على ضوء ما كتب في الموقع حول المولد النبوي يتساءل المرء أين يضع إخواننا مثل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم"
اقتضاء السراط المستقيم:297
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 05:56]ـ
على ضوء ما كتب في الموقع حول المولد النبوي يتساءل المرء أين يضع إخواننا مثل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم"
اقتضاء السراط المستقيم:297
هذا لا يقتضي إقرارَ شيخ الإسلام لبدعة المولد، ولا تسويغَ الخلاف فيها
وإنما هو يبيِّن أنَّ فاعلَ هذه البدعة إذا كان فعلها محبةً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له
فهو مثابٌ على هذه المحبة
وسياقُ كلامه -رحمه الله- يوضِّح مقصوده، حيث بيَّن أنَّ مثل هؤلاء قد يثابون على المحبة لا على
البدعة التي يفعلونها، وإليك كلامه رحمه الله:
( ... وكذلك ما يحدثه بعضُ الناس؛ إما مضاهاةً للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبةً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع من اتخاذ مولد النبيِّ صلى الله عليه وسلم عيداً -مع اختلاف الناس في مولده- فإنَّ هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلفُ رضي الله عنهم أحقَّ به منا، فإنهم كانوا أشدَّ محبةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرصُ، وإنما كمالُ محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطناً وظاهراً، ونشر ما بُعِثَ به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإنَّ هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حراصاً على أمثال هذه البدع مع مالهم فيها من حسن القصد والاجتهاد اللذين يُرجَى لهم به المثوبة تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه
وإنما هم بمنزلة من يحلِّي المصحفَ ولا يقرأ فيه، أو يقرأ فيه ولا يتَّبعه، وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلِّي فيه أو يصلي فيه قليلاً، وبمنزلة من يتَّخذ المسابيح والسجادات المزخرفة، وأمثال هذه الزخارف الظاهرة التي لم تُشرَع، ويصحبها من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع ما يفسد حالَ صاحبها كما جاء في الحديث: "ما ساءَ عملُ أمة قطُّ إلا زخرفوا مساجدهم" ... )
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/ 123، 124)
ـ[قنديل]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 01:08]ـ
سأل الشيخ يوسف القرضاوي عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف علي فضائية الجزيرة في برنامج الشريعة و الحياة فقال:
أن الاحتفال بالمولد جائز و أنها بدعة حسنة، فما رأي?م في ?لامه؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 03:30]ـ
كلامه غلط.
ولعلك تقرأ ما كتب في تقرير ذلك.
وأشكر الشيخ الحمادي على التكرم بالجواب.(/)
«مشروعيّة التلقُّب بالشَّرِيفِ» للشَّيخ (الشَّريف حَاتِمِ بنِ عَارِف العَونِيّ)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 08:50]ـ
«مشروعيّة التلقُّب بالشَّرِيفِ»
لصاحب الفضيلة الشَّيخ الشَّريف حَاتِمِ بنِ عَارِف العَونِيّ
- حفظه الله ورعاه -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
الحمد لله ذي الجلال، والصلاة والسلام على النبيّ وأزواجه والآل.
أما بعد:
فهذه مقالةٌ رجوتُ فيها بيان حكم التلقّب بـ (الشريف) لمن كان من آل بيت النبوّة، والذي حثّني على كتابته هو: أن أُبرز فيه الحجّة الشرعيّة على جواز هذا اللقب، ولكي أردَّ على ما قد يُثَار عليه من شُبَهٍ، ولبيان أحكام أهل العلم وأقوالهم فيه مما يدلّ على أنّهم يرون جوازه وأنهم لم يكونوا ينكرونه.
وحرصتُ في هذا المقال على الاختصار؛ لأنه أدعى لتيسير الاستفادة منه، ولأنّ الأمر لا يستلزم أكثر من هذا المقال. وإلا فالاستطرادُ إلى جوانب الموضوع المتعدّدة، ومحاولة الجواب عن كل شُبهةٍ بعيدةٍ وفكرةٍ طريدة = بابٌ لا ينغلق، ومساحةٌ واسعةٌ للقلم والقرطاس. وهذا التطويل ليس هذا الموضوعُ مكانَه، ولا يستوجبه مثلُ هذا المقال.
«النصوص الدالة على فضل آل البيت»
وألجُ هذا الموضوع بالتذكير بشيء من النصوص الدالّة على فضل آل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم-:
فقد قال الله تعالى: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" [الأحزاب:33]. وقد فسّر النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- هذه الآية فيما صحّ عنه عند الإمام مسلم (صحيحه رقم 2424) وغيره (انظر الدر المنثور 12/ 37 - 42)، بما لا يجوز مخالفته، ولا يعارض سياقَ الآية (1). ولذلك ذهب جمهور المفسّرين والمحقّقون منهم: كالواحدي، وابن عطية، وابن كثير: أن المقصود بالآل: الذين حُرموا الصدقة من آل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم-، مع أزواجه –صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فجمعوا بهذا التفسير بين: الخبر الوارد عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، ولفظ الآية الدال على عدم تخصيص الأزواج وحدهن، وسياق الآية الوارد في الأزواج. والمقصود بالإرادة هنا: الإرادة الشرعيّة، لا القدريّة. والمعنى: إنما يحبّ اللهُ لكم التنزّه عن الذنوب وأن تَطَهّروا منها تطهيرًا كاملاً. وَوَجْهُ التفضيل لهم بذلك: تخصيصُهم بالذكر من دون بقيّة الناس، مع أنّ التنزّه من الذنوب محبوبٌ إلى الله تعالى من الناس كلّهم، ليدلّ هذا التخصيص أن تنزُّهَ آل البيت من الذنوب أحبّ إلى الله تعالى، ممّا يدل على ما لهم عند ربّهم –عز وجل- من المكانة. مع ما في الآية من دلائل الإكرام الأخرى، ومنها: وَصْفُهُم بأنهم أهل البيت، وما في ذلك الوصف من التكنية عن أسمائهم بهذا اللقب الشريف المنسوب إلى بيت النبوّة، ومجيئه منصوبًا على وجه المدح. ومنها: ما بدأ الله تعالى به الآية بالفعل المضارع "إِنَّمَا يُرِيدُ" الذي يدلّ على أنّ هذه الإرادة متجدّدةٌ مستمرّةٌ لن تنقطع (2)، ويدلّ عليه أيضًا كون (أهل البيت) لفظًا عامًّا يشمل كل من صحّ شرعًا إطلاقه عليه إلى قيام الساعة.
وقد خَصَّ الله تعالى آل بيت النبيّ –صلى الله عليه وسلم- بأحكام شرعيّة: كتحريم الزكاة عليهم تكريمًا، وفَرْضِ جزءٍ من المغانم الجهاديّة تشريفًا لهم. وقد قال السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 405 - 406): «لمّا كانت الصدقةُ أوساخَ الناس، نُزّهَ منصبُه الشريف عن ذلك، وانجرَّ إلى آله بسببه. وأيضًا: فالصدقةُ تُعْطَى على سبيل الترحُّمِ المَبْني على ذُلِّ الآخِذ، فأُبْدِلوا عنها بالغنيمة المأخوذة بطريق العزّ والشرف المُنْبِيء عن عزّ الآخِذ وذُلّ المأخوذ منه».
وهذان الحكمان الشرعيّان اللذان شرَّفا آلَ بيتِ النبيّ –صلى الله عليه وسلم-، وبَيَّنَا اختصاصهم بمزيد الإعزاز في دين الله تعالى = حكمان باقيان إلى قيام الساعة ما بقي هذا الدين، ليكونا تشريفًا وإعزازًا لآل بيت النبوّة إلى قيام الساعة ما بقي هذا الدين أيضًا؛ ليدلّ ذلك على أن تشريفهم وإعزازهم مقصدٌ شرعي دائمٌ ما بقي الشرع الحنيف!!
كما أنه قد جاءت نصوصٌ كثيرة صريحةٌ على بيانِ: فَضْلِهم نسبًا ونَفْسًا، وعلى ما لهم عند الله تعالى من المكانة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن النصوص الدالّة على شرف نسبهم حديث واثلة بن الأسقع –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)) (صحيح مسلم رقم 2276).
ففي هذا الحديث الصحيح دليل على شرف نسبهم، وأنّ الله تعالى اصطفى هذا النسب من بين سائر الأنساب.
ومن النصوص الدالّة على مكانتهم عند الله تعالى حديثُ أنس –رضي الله عنه-: ((أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- كان إذا قَحَطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: اللهم إنّا كُنّا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا، فاسْقنا. قال: فيُسْقَوْن)) (صحيح البخاري رقم 1010).
ولا خلاف أن في المسلمين في حياة العباس –رضي الله عنه- من هو أفضل من العباس، كعمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، وعثمان –رضي الله عنه-، فما وَجْه تخصيص عمر العباسَ –رضي الله عنه- بالتشفُّع بدعائه إلى الله تعالى؟ لقد جاء الجواب في كلام عمر –رضي الله عنه-، وهو أن العباس –رضي الله عنه- ((عمّ نبيّنا)) –صلى الله عليه وسلم-. وهذا يعني أن القربى من النبيّ –صلى الله عليه وسلم- (مع الإسلام) سببٌ عظيمٌ من أسباب استجابة الدعاء، وأنّ دعاء المسلم من أهل بيت النبوّة قد يكون أولى بالإجابة من دعاء المسلم من غيرهم، ولو كان المسلم من غير ذوي القربى أفضلَ وأتقى من ذي القربى!!
وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 577): «ويُستفاد من قصّة العباس: استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوّة .. ».
وهذه منقبةٌ عظيمةٌ لأهل بيت النبوّة، تدل على أن فضلهم ليس قاصرًا على حقوقهم الدنيويّة من الإجلال والمحبّة والإكرام، بل إن لهم مكانةً عند ربهم عز وجل، وهي مكانةٌ نالوها بمكانتهم من النبي –صلى الله عليه وسلم- مع إسلامهم؛ ولذلك فقد يكون الرجل من آل البيت في جيله وأهل زمانه أولى إجابةً للدعاء من الأتقى ممن سواهم.
فإن قيل: لمَ لم يتوسّل عمر –رضي الله عنه- بدعاء علي بن أبي طالب، وهو من آل البيت، وهو أفضل من العباس إجماعًا؟ فأقول: هذا مما يؤكّد أن الدعاء يَكون أولى إجابة بمزيد القربى من النبيّ –صلى الله عليه وسلم-، ولا شكّ أن العباس وهو عَمُّ النبي –صلى الله عليه وسلم- أقربُ إلى النبيّ –صلى الله عليه وسلم- من ابن عمّه علي بن أبي طالب. وهذا يعني أن الأقرب إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- أولى بإجابة الدعاء من الأتقى ولو كان من ذوي القربى، وهذا قاطعٌ في بيان سبب الإجابة للدعاء من ربّنا –عز وجل-، وأنها القربى من النبيّ –صلى الله عليه وسلم- مع الإسلام.
وفي الحديث الصحيح الآخر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلا سببي ونسبي)). (صححه الحاكم 3/ 142، 158، والضياء المقدسي 1/ 398 رقم 281، وغيرهما، فانظر: البدر المنير لابن الملقن 7/ 487 - 490، وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني رقم 2036، ومسند الإمام أحمد رقم 11138، 18907).
ولذلك فقد اتّفق أهل السنة والجماعة على تفضيل آل البيت، وعلى أن لهم حقوقًا من الإكرام والتقدير الواجب، لقرابتهم من النبيّ –صلى الله عليه وسلم-. وللعلماء من أئمة السنة كلامٌ طويلٌ في بيان ذلك، ولهم مؤلفاتٌ كثيرةٌ فيه، وكُتبت رسائلُ جامعيّةٌ في توضيح هذا المعتقد القلبي في آل البيت، وفي بيان لوازمه العمليّة، وفي الحثّ على تحقيق شعبة من شعب الإيمان المتعلقّة بآل البيت، وهي حبّهم وتعظيمهم ظاهرًا وباطنًا، بغير غلو ولا جفاء. (وانظر: شعب الإيمان للبيهقي 3/ 156).
«من هم آل البيت؟»
ومن المعلوم أن آل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم- هم من تحرم عليهم الزكاة، واتفق أهل العلم على ذلك، كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيميّة في كتابه منهاج السنة النبويّة (4/ 594 - 595). وهذا يعني أنه من الخطأ الشائع (بين بعض أهل العلم! فضلاً عن طلبته) قولهم: إن آل البيت لهم حقٌّ بشرط أن يكونوا مسلمين، ويضربون مثلاً بأبي لهب عمّ النبيّ –صلى الله عليه وسلم-. وكان هذا القول خطأً؛ لأنّ أبا لهب وغيره من قرابة النبي –صلى الله عليه وسلم- الكفار ليسوا ممن تحرم الزكاة عليهم تكريمًا لهم لأنهم من آل بيت النبوّة، فـ (آل البيت) لفظ شرعي لا يُطلق إلا على من
(يُتْبَعُ)
(/)
يستحق ذلك التكريم من آله –صلى الله عليه وسلم-، وهم المسلمون فقط (3). فلا داعي لذلك القيد: (إذا كانوا مسلمين)، ولا داعي لضرب المثل بأبي لهب؛ لأنه لا مدخل له في هذا السياق أصلاً.
«حق المقصر من آل البيت»
وأمّا المقصّر والعاصي من آل البيت، فله حقّ الإسلام الذي يشاركه فيه كل مسلم، وله حقّ القربى من النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي أجمع عليه علماء أهل السنة، فيُحَبُّ لإسلامه، كما يُحبّ أيضًا لقرابته من النبيّ –صلى الله عليه وسلم-، وتُبْغَضُ معصيتُه، ويُبْغَضُ بقدر ما فيه من ظلم أو إفساد. وكما لا يُلغي الفسقُ الحقَّ العامَّ للإسلام للمسلم على المسلم؛ لأن الفسق لم يُخرج صاحبه عن دائرة الإسلام، فكذلك لا يُلغي الفسقُ حقَّ القرابة من النبي –صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه ما زال من آل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم-. ولذلك ما زال العاصي من آل البيت مكرَّمًا بتحريم الزكاة، مشرَّفًا بحقّه من المغانم؛ مع عصيانه؛ لأن عصيانه لا ينفي قرابته بالنبيّ –صلى الله عليه وسلم-، ما دام لم يصل إلى حدّ الخروج من الملّة إلى الكفر.
وقد قرّر العلماء -كشيخ الإسلام ابن تيميّة في مجموع الفتاوى (28/ 208 - 209) - أن الشخص الواحد قد تجتمع فيه أمور، يُحَبُّ ببعضها من وجوه، ويُبْغَضُ ببعضها من وجوه أُخَر. وهذا أمرٌ مشاهَدٌ:
ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها ... كفى المرءَ نُبلاً أن تُعَدَّ معايبُه
وهذا سببٌ آخر يبيّنُ خطأ العبارة المذكورة آنفًا، والتي تسلب آل البيت حقَّ القربى إذا لم يَثْبت لهم (عند سالبِهم حقَّهم) وَصْفُ التقوى والإيمان، وإن كانوا مسلمين. ولذلك فقد يتجاوز بعضُ أصحاب هذا المذهب قيدَ اشتراط الإسلام إلى قيد اشتراط الإيمان، بقولهم في تقرير مذهبهم هذا: لا يجب لآل البيت حقٌّ إلا إذا كانوا مؤمنين؛ فيتوهّمُ الناس بذلك أن الفسق يُسقط حقّ ذوي القربى! فقد بيّنّا بهذا التقرير أن هذا هو الخطأ الثاني الذي وقعوا فيه؛ لأن حقّ آل البيت المشروع ثابتٌ لهم، حتى مع العصيان، كما سبق.
وقد بيَّنَ النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- ما اجتمع لآل البيت من استحقاقهم لحقّين، هما: حق الإسلام، وحق القرابة منه –صلى الله عليه وسلم-. وذلك في حديث العباس بن عبدالمطلب –رضي الله عنه-، وأنه شكا إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تغيُّرَ قريشٍ على بني هاشم، فقال –صلى الله عليه وسلم-: ((والله لا يدخل قلبُ امرئٍ إيمانٌ، حتى يحبّكم: لله، ولقرابتي)). (وهو حديث صحّحه الترمذي وابن تيميّة في اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 378)، وهو كما قالا، كما تجده في تخريجي لأحاديث الشيوخ الثقات لأبي بكر الأنصاري: رقم 11).
ولابن حجر المكي (ت974هـ) فتوى عن الشريف الذي وقع في الفسق، أجاب فيها بما مُحَصَّله: أن عصيان الشريف لا يُسقط حق قُرباه من النبي –صلى الله عليه وسلم-، كما لا يُحرَمُ الولد العاق من ميراث والده. وشدّدّ (رحمه الله) في ذلك، كما تجده في فتاواه الحديثية (294 رقم 128).
وقال اللقاني (ت1041هـ): "ويجبُ إكرام الأشراف، ولو تحقّق فسقُهم؛ لأنّ فرع الشجرة منها، ولو مال". (حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح 1/ 8).
وهذا أمرٌ واضح وضوحَ عدم إسقاط الفسق لحق الإسلام، بل أشدّ وضوحًا؛ لكونه أشدّ انْفِكاكًا في جهته، حيث إنه حقٌّ نسبيٌّ متعلّقٌ بالقرابة من النبيّ –صلى الله عليه وسلم-.
وهذا كُلّه لا يبيح للرجل من آل البيت ما حَرّم الله (ولا شك)، ولا يغنيهم عن العمل الصالح وتقوى الله تعالى. كما أن المعاصي منهم مستقبحةٌ عند الناس أكثر من غيرهم؛ لقربهم من النبيّ –صلى الله عليه وسلم-. وأيضًا فإن خلوص التوحيد شرطٌ لبقاء حقوقهم ووجوب تكريمهم ومحبّتهم؛ فبالكفر والشرك لا يكون لهم أيّ حق من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي عدم نفع القرابة مع عدم الإسلام جاء حديثُ النبيّ –صلى الله عليه وسلم-، أنه عند نزول قوله تعالى: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" [الشعراء:214] قال –صلى الله عليه وسلم-: ((يا معشر قريش اشتروا أنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباسُ بنَ عبدالمطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفيّة عمةَ رسول الله، لا أُغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئتِ من مالي، لا أغني عنك من الله شيئًا)). (أخرجه البخاري: رقم 2753، 3527، 4771، ومسلم: رقم 204، 206).
أمّا من جعل هذا الحديث حجّةً في نفي مكانة آل البيت عند ربّهم –عز وجل-، التي شرفوا بها من مكانة النبي –صلى الله عليه وسلم- عند ربه عز وجل = فقد أخطأ؛ أولاً: لمعارضة هذا النفي للنصوص الأخرى الثابتة المبيّنة لما لآل البيت من المنزلة عند ربهم عز وجل، والتي سبق منها حديثان صحيحان. وثانيًا: الحديثُ واردٌ في الدعوة إلى الدخول في الإسلام، كما هو ظاهر من سبب وروده (وانظر رواياته الأخرى في صحيح مسلم رقم 205، 207، 208)، ولا شك أنه بغير الإسلام لا يكون لأحد مكانة عند الله تعالى. وثالثًا: أن عبارة ((لا أغني عنك من الله شيئًا)) يصح أن يقولها النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى للتقي النقي من آل البيت وغيرهم كالخلفاء الأربعة، فمن ذا الذي يغني عن الخلق شيئًا دون الله تعالى؟! فالمعنى: لا أغني عنكم شيئًا إلا بإذن الله تعالى. ولئن صحّ أن غير النبيّ –صلى الله عليه وسلم- يشفع يوم القيامة لقراباته المسلمين (4)، وأن المؤمن يرفع الله آله المسلمين إلى درجته في الجنة، كما قال تعالى:) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ " [الطور:21]، فكيف يُتَصَوَّر أن يُمنع النبيّ –صلى الله عليه وسلم- من ذلك، وهو سيد المؤمنين، وصاحب الشفاعة العظمى، وهو الذي شفع في عمّه الكافر أبي طالب حتى كان أهون أهل الخلود في النار عذابًا؟!!!
فالمسلم من آل البيت، ولو كان قليل التقوى كثير العصيان، فإسلامه يجعله أحبّ إلى الله تعالى وإلى رسوله –صلى الله عليه وسلم- من العمّ الكافر!!!
وأعود مؤكدًا على ضرورة أن يكون آل البيت قدوة للناس في العمل الصالح، وأن لا يتكلوا على الأنساب ويتركوا العمل. فهذا شيء، وإثبات حق ذوي القربى شيء آخر.
وللعاصي من آل البيت حقٌ آخر، داخلٌ ضمن حقّ القرابة النبويّة، وهو أن يكون الحرص على هدايته أكبر، والشفقة عليه من عذاب الله أعظم؛ إذا صدق حب المرء للنبي –صلى الله عليه وسلم-، وقدّمَ محبّته على محبّة أهله وماله والناس أجمعين، وعلى نفسه التي بين جنبيه. وهذا شأن المحبّ الصادق المحبّة، كما قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- للعباس بن عبدالمطلب –رضي الله عنه-، في دفاع العباس عن أبي سفيان يوم الفتح، فقال له عمر –رضي الله عنه-: ((مهلاً يا عباس، فوالله لإسلامُك يوم أسلمتَ كان أحبّ إليّ من إسلام الخطاب، لو أسلم، ما بي إلا أني قد عرفتُ أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من إسلام الخطاب، لو أسلم)). (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني رقم 3341).
هكذا يكون صادق المحبّة للنبيّ –صلى الله عليه وسلم- في حرصه وشفقته على العاصي من آل البيت النبويّ، وليستحضر المسلمُ تجاه العاصي من آل البيت لو أن النبيّ –صلى الله عليه وسلم- كان أمام وجهه، أكان يقدر على أن لا يحرص على هداية ذريته غاية الحرص؟!!! ألا إن ما نعلم أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- سيبغضه لو كان حيًّا، كما علمناه أبغضه وهو حي. وما نعلم أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- سَيُحبُّهُ لو كان حيًّا، كما علمناه أحبّه وهو حيّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء بإسناد حسن إلى عروة بن الزبير: أن رجلاً وقع في علي بن أبي طالب بمحضرٍ من عُمر، فقال له عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟ هو: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، وعلي بنُ أبي طالب: ابنُ عبدالمطلب، فلا تذكر عليًّا إلا بخير، فإنك إن أبغضتَه آذيت هذا في قبره. (فضائل الصحابة للإمام أحمد، زوائد القطيعي رقم 1089). ولم يقف الأمر عند السلف في مراعاة النبيّ –صلى الله عليه وسلم- بعد موته في ذريته إلى حدّ مراعاته –صلى الله عليه وسلم- وحده، بل راعوا فاطمة ابنته < بعد موتها! فقد صحّ أنّ الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بعث إلى المِسْوَر بن مخرمة الزهري –رضي الله عنه- يخطب ابنتَه، فلقيه مسور، وقال له: «والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحبّ إليّ من سببكم وصهركم، ولكن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: فاطمة مضغةٌ مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما بسطها، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصِهْري. (ثم قال مسور للحسن بن الحسن:) وعندك ابنتُها، ولو زوجتُك لقبضها ذلك. فانطلق الحسن بن الحسن عاذرًا له. (أخرجه الإمام أحمد رقم 18907، وابنه عبدالله رقم 8930، والحاكم 3/ 158 وصححه). هذه آثار الحبّ الحقيقي، أن تراعي من الميت ما تظنّ أنه لو كان حيًّا لراعاه!!
وبذلك يتبيّن أن الحرص على هداية ضالّ آل البيت وإرشاد عاصيهم ينبغي أن يكون أكبرَ من هداية وإرشاد غيرهم، وأن الشفقة عليهم من عذاب الله تعالى ينبغي أن تكون أعظم من الشفقة على غيرهم؛ لأنّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لو كان حيًّا لساءه ضلال ضالهم أكثر من ضلال غيرهم؛ لأنهم ذريته، ولأنهم أوّل من أُمر بتبليغهم دعوة الإسلام "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" [الشعراء:214]؛ ثم هُمْ المحبوبون إليه، بدليل الوصيّة بهم، وبدليل بيانه –صلى الله عليه وسلم- لفضلهم، وبدليل تخصيصهم بأحكام التشريف ... ويكفي أنهم آلهُ وذريته!
ألا إن آل بيت النبيّ –صلى الله عليه وسلم- قد رضوا من الناس -مع ضعف الإيمان الذي ابتُليت به الأمّة المحمّدية- بأن يُنزلوهم قريبًا من منزلة أهاليهم الأبعدين في الحقّ! وما كان هذا سيحصل لو كانوا كالفاروق –رضي الله عنه- (كما سبق عنه)، ولكانوا -لو اقتَدَوْا بسلفهم- مُعَظِّمين لآل بيت نبيهم –صلى الله عليه وسلم-، كما كان الصّدّيقُ أبو بكر –رضي الله عنه-، عندما قال: ((والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أحبّ إليّ أن أَصِلَ من قرابتي)). (أخرجه البخاري: رقم 3712).
وهذا الحق لذوي القربى لا يحتاج إلى كثرة استدلال، لكونه عقيدةً ثابتةً عند أهل السنة والجماعة، ولكونه مقتضى الفطرة في المحبوب، فكيف إذا كان هذا المحبوب هو أعظم محبوب من الخَلْق، وهو رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟! إن تمام محبّة النبيّ –صلى الله عليه وسلم- تستلزم محبّة ذريّته، وهذا من طبيعة الناس التي لا ينازع فيها إلا مكابر. فكم من أسرة يعظمها الناس لأنها من ذرية عالم من العلماء، وكم أحبّ الواحد منا شخصًا لقرابته من محبوب لديه.
وهذا إمام الدعوة النجديّة التجديديّة محمد بن عبدالوهاب (رحمه الله)، يعاتب بعض أتباعه؛ لأنهم أنكروا على أحد الأشراف من آل البيت تقبيلَ الناس ليده ولكونه كان يلبس عمامةً خضراء، فقال في رسائله الشخصيّة (1/ 284): «فقد ذُكر لي عنكم أن بعض الإخوان تكلَّم في عبدالمحسن الشريف، يقول: إن أهل الحسا يحبُّون على يدك [أي يقبّلونها]، وأنك لابسٌ عمامةً خضراء. والإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة؛ فأول درجات الإنكار معرفتك أن هذا مخالفٌ لأمر الله. وأمّا تقبيل اليد فلا يجوز إنكار مثله، وهي مسألةٌ فيها اختلافٌ بين أهل العلم، وقد قبّل زيد بن ثابت يد ابن عباس، وقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا. وعلى كل حال: فلا يجوز لهم إنكار كل مسألة لا يعرفون حكم الله فيها. وأما لبس الأخضر: فقد أُحدثت قديمًا، تمييزًا لأهل البيت؛ لئلا يظلمهم أحدٌ أو يقصّرَ في حقّهم من لا يعرفهم، وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على الناس حقوقًا، فلا يجوز لمسلم أن يُسقط حقَّهم ويظنّ أنه من التوحيد، بل هو من الغلو ... ».
وقال رحمه الله في المسائل التي لخصها من كلام شيخ الإسلام ابن تيميّة (51):
(يُتْبَعُ)
(/)
«لآله –صلى الله عليه وسلم- على الأمة حق لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبّة والموالاة ما لا يستحق سائر قريش، وقريش يستحقون ما لا يستحق غيرهم من القبائل ... ».
وكذلك كان الإمام أحمد بن حنبل يعظّم آل بيت النبيّ –صلى الله عليه وسلم-، فقد قال عبدالله بن الإمام أحمد: "رأيتُ أبي إذا جاءه الشيخُ والحَدَثُ من قريش أو غيرهم من الأشراف، لا يخرج من باب المسجد حتى يخرجهم، فيتقدّمونه، ثم يخرج بعدهم". (الجامع للخطيب رقم 801). بل لقد عمل الإمام أحمد بهذا التقديم لآل البيت على غيرهم حتى في كتابه (المسند)، فبدأ بهم بعد مسانيد العشرة المبشرين بالجنة مباشرة.
ولما مرض الإمام أحمد مرض وفاته، وكثُر الناس عليه، ردّ كثيرًا من زوّاره، وفيهم الأمراء والقضاة، إلا بني هاشم، فقد أدخلهم عليه. (مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 543).
ولمّا أتاه طبيبٌ لينتزع قطعةً من جسده ماتت من أثر ضرب جلّادي المعتصم، وآلمه مبضع الطبيب، وضع يده على رأسه، وجعل يقول: «اللهم اغفر للمعتصم»، وكرّرها، حتى انتهى الطبيب، فقال الطبيب: «إن الناس إذا امتُحنوا محنة دعوا على من ظلمهم، ورأيتك تدعو للمعتصم! قال: إني فكّرتُ فيما تقول، وهو ابن عمّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فكرهتُ أن آتي يوم القيامة وبيني وبين أحد من قرابته خصومة، هو منّي في حلّ». (روضة العقلاء لابن حبان: 165).
وانظر إلى دقّة فهم الإمام أحمد لمداخل النَّصْب والانتقاص من آل البيت في القصّة التالية، فقد ذكر عبدالله بن أحمد أنه مَرَّ وهو صغير مع أبيه بجامع الرُّصافة، وعنده خدمٌ معهم طاسات، يسقون الناس من طيّب الشراب وبارده، وهم يقولون للناس: اشربوا على حُبّ معاوية بن أبي سفيان! فسأل عبدالله أباه: يا أبة، من معاوية؟ فقال الإمام أحمد: «هؤلاء قومٌ أبغضوا رجلاً لم يكن لهم إلى الطعن إليه سبيل، فأحبّوا أعداءه». (ذيل ابن النجار 4/ 63). فالإمام أحمد لا ينكر حب معاوية –رضي الله عنه-، لكنه ينكر تخصيصه دون من هو أولى منه بهذا البرّ.
والقصص في ذلك أكثر من أن تُحصى، وقد ألّف علماء السنّة في هذا الباب مؤلفات مستقلّة عديدة، وبوّبوا له في مصنفاتهم أبوابًا كثيرةً.
"وأهل بيتي"
ولو لم يكن في آل البيت إلا أنهم وصيّة النبيّ –صلى الله عليه وسلم- المؤكّدة العظيمة في أواخر حياته –صلى الله عليه وسلم-، حيث قام خطيبًا، فقال –صلى الله عليه وسلم-: ((أمّا بعد: ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب. وأنا تاركٌ فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به))، وحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال: ((وأهلُ بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)). وقد سئل زيد بن أرقم –رضي الله عنه- راوي هذا الحديث بعد روايته: مَن أهلُ بيته؟ فقال –رضي الله عنه-: ((من حُرِمَ الصدقة بعده: آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس)). (أخرجه مسلم في صحيحه رقم 2408).
والثقلان هما: كتاب الله وأهل البيت النبوي، سُمّيا بذلك -كما قال العلماء-: لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، والعرب تقول لكل شيء خطير نفيس: ثقيل.
وقد قال الإمام القرطبي (ت656هـ) بعد الكلام السابق: «فكأنه إنما سمَّى كتاب الله وأهل بيته ثقلين: لنفاستهما، وعظم حرمتهما، وصعوبة القيام بحقّهما». (المفهم للقرطبي 6/ 303).
كما أن القرطبي عَلّق على الوصيّة النبويّة بأهل بيته بقول قال فيه: «هذه الوصيّة، وهذا التأكيد العظيم يقتضي: وجوبَ احترام آل النبيّ –صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته، وإبرارهم، وتوقيرهم، ومحبّتهم = وجوبَ الفروض المؤكّدة، التي لا عذر لأحدٍ في التخلّف عنها. هذا مع ما عُلم من خصوصيتهم بالنبيّ –صلى الله عليه وسلم-، وبأنهم جزءٌ منه، فإنهم أصوله التي نشأ منها، وفروعُه التي تنشأ عنه ... ». (المفهم 6/ 304).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو لم يكن في آل البيت إلا أنهم هم الذين أُمرتَ بالصلاة والتبريك عليهم في كل صلاة، وكلّما صليتَ على النبيّ –صلى الله عليه وسلم- أفضل صلاة، لكفى في الدلالة على فضلهم وحقهم. فآل محمد الواردون في الصلاة التي علَّمَنَاها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هُمْ أزواجه وذريّته، كما جاء في اللفظ الصحيح الصريح الآخر، في حديث أبي حميد الساعدي عن النبيّ –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم. وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)). (أخرجه البخاري: رقم 3369، ومسلم: رقم 407). وهذا حديثٌ صريحٌ صحيحٌ في تفسير الآل، ما كان ينبغي لمن علمه أن يخالفه، فيدّعي أن آله –صلى الله عليه وسلم- هم أتباعه أو الأتقياء من أتباعه! فما حجّة من خالف هذا التفسير النبويّ الصريح؟! ولذلك كان جمهور أهل العلم (ومنهم فقهاء المذاهب الأربعة كلهم) على أن المقصود بالآل: من تحرم عليهم الصدقة. حتى إن ابن قيّم الجوزية (ت751هـ) لمّا تكلّم عن هذه المسألة بكلام طويل في كتابه جِلاء الأفهام (236 - 251)، وصف قول من قال بأن المقصود بالآل الأتباع، أو الأتقياء من الأتباع، بأنهما: «قولان ضعيفان؛ لأنّ النبيّ –صلى الله عليه وسلم- قد رفع الشبهة ... »، إلى أن قال: «فأولى ما حُمِل عليه الآل في الصلاة: الآل المذكورون في سائر ألفاظه، ولا يجوز العدول عن ذلك».
وذهب بعضهم مذهبًا آخر في إخراج من شاء من آل البيت، باقتصاره في فهم وتفسير آل البيت: بأهل الصلاح منهم؛ لكي يتسنّى له التشكيك فيمن أراد أن يشكك في دخوله في الآل، كما سبق نقله والردُّ عليه سابقًا. والغريب أن هؤلاء قد شابهوا غلاة الشيعة، عندما زعموا أن الصلاة على الآل تقتضي عصمتهم، فردّ عليهم شيخ الإسلام ابن تيميّة، بما ينفع أن يكون ردًّا على الطائفتين، حيث قال: «فهذه الصلاة لجميع آل محمد، لا تختصّ بصالحيهم، فضلاً عن أن تختصَّ بمن هو معصوم، بل تتناول كل من دخل في آل محمد. كما أن الدعاء للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات يتناول كل من دخل في الإيمان والإسلام. ولا يلزم من الدعاء للمؤمنين عمومًا ولا لأهل البيت عمومًا أن يكون كلُّ منهم برًّا تقيًّا، بل الدعاء لهم طلبٌ لإحسان الله تعالى إليهم وتفضّله عليهم، وفضل الله وإحسانه يُطلب لكل أحد. لكن يُقال: إن هذا حقٌّ لآل محمد، أمر الله تعالى به. ولا ريب أن لآل محمد –صلى الله عليه وسلم- حقًّا على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقّون من زيادة المحبّة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش. كما أن قريشًا يستحقون من المحبّة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل ... ». (منهاج السنة النبوية 4/ 598 - 599).
أرأيتم هذا التشريف: الأمّة كلّها مأمورة بالدعاء لآل بيت النبوّة، وفي أشرف عبادة، وكلّما ذُكر النبيّ –صلى الله عليه وسلم- وأحبّ المصلّي عليه أن يصلي عليه أفضل صلاة صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ثمّ ما ظنّكم بأهل بيت صَلّت عليهم .. وسوف تُصلّي عليهم خيرُ أمة أُخرجت للناس، بمن فيها من الصِّدّيقين والشهداء والصالحين؟!!!
وكل ما سبق إنما هو غيضٌ من فيض النصوص الواردة في فضل آل بيت النبوّة والدلائل عليه، وإنما أوردت منها هذا القليل ليطمئن الناس، وليعلموا أن أئمة الدين وعلماء الملّة عندما أجمعوا على أن لآل البيت فضلاً وحقًّا على الأمّة يجب به تفضيلهم وتحقيق حقّهم بالعمل الدال على المحبّة والإجلال، إنما أجمعوا على ذلك لورود ما يدل عليه في الكتاب والسنة.
= = = = = = = = الحواشي = = = = = = = = = =
(1) وفي لفظ الآية ما يدلّ على أنه ليس في النساء خاصّة، لقوله تعالى: "عَنْكُمُ"، فلو كان في النساء خاصة لجاء بنون النسوة (عنكن). وانظر: إعراب القرآن للنحاس (3/ 314).
(2) انظر: التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور (22/ 15).
(3) قال السيوطي في الحاوي للفتاوى: في العجاجة الزرنبيّة في السلالة الزينبيّة (2/ 31): «آله –صلى الله عليه وسلم- هم المؤمنون من بني هاشم وبني المطلب».
(4) انظر: صحيح ابن حبان (رقم 4660)، ومسند الإمام أحمد وحاشية تحقيقه (رقم 11148، 17858، 17859)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (رقم 2178).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 09:11]ـ
«حكم التلقب بالشريف»:
ومن هنا أدخل في المسألة التي من أجلها كتبتُ هذه المقدّمة، وهي حكم تلقّب آل البيت بالأشراف في الشرع المطهّر:
وتلقُّبُ آل البيت بالأشراف قديمٌ، لا يُعلم متى بدأ؛ إلا أنه كان معروفًا من القرن الهجري الثالث. وليس في ذلك ما له علاقة بالحكم الشرعي لهذا اللقب، إلا لمن أدخل التلقّب به في باب البدع! فإنه إن قصد البدعة الشرعيّة التي شَرْطُها أن تكون أمرًا في الدين وبقصد التعبُّد، فهو مخطئ خطأ واضحًا؛ لأن التلقّب بالشريف من أمور الأعراف والعادات الدنيويّة التي ليست من الدين، ولا هو عبادةٌ ولا يُقصد به العبادة. ولذلك لم يقل أحدٌ (لا عالم ولا جاهل) إنه لا يجوز إحداث ألقابٍ أو أسماءٍ إلا لقبًا أو اسمًا كان على زمن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وما زال الناس يتلقَّبون وتتجدّد لهم ألقابٌ وأسماءٌ لأنسابٍ لم تكن في زمن السلف الصالح، ولا نكير عليهم من أهل العلم، بل يشاركهم في ذلك أهل العلم أنفسهم، ولا وُصفت بالبدعة لذلك. فإنكار التلقّب بالشريف بدعوى البِدْعِيّة، هو البدعةُ في الفتوى، والتي لم تكن في زمن السلف ولا الخلف. وأمّا إن أراد الواصف لهذا اللقب بالبدعة البدعة اللغويّة، فمعلوم أنّ ذلك لا علاقة له ببيان الحكم الشرعي.
وبناءً على ذلك، من أن باب الألقاب الأصل فيه الإباحة، كما هي القاعدة في الأمور الدنيويّة، حتى يقوم الدليل على التحريم = يكون التلقّب بالشريف مباحًا حتى يقوم الدليل على التحريم.
ومع وجود الممتعضين الكارهين لهذا التلقّب، إلا أنّي لم أقرأ بحثًا علميًّا مؤصّلاً يستدلّ لتحريمه بغير ما سبق. وهذا الإفلاس في الاستدلال على التحريم، وشحّة الأدلّة إلى درجة عدم الوجود، ممّا يكفي لبيان ضعف هذا الرأي، وعدم صحّة ذلك الموقف.
إلا أني قد سمعتُ وقرأت قليلاً من المقالات الصحفيّة، وليست بحوثًا شرعيّةً علميّة، لبعض الكارهين لهذا التلقّب، فوجدتُهم يحومون في كراهيتهم حول معاني، بنوا عليها موقفهم القلبي تجاه هذا اللقب وتجاه المتلقّبين به.
المعنى الأول (وهو أظهر هذه المعاني): إنكار فضل آل البيت جملةً وتفصيلاً، وأنهم كبقيّة الناس، لا حقّ لهم إلا حق الإسلام وحده. ولذلك تجدهم يحتجّون بمثل قوله تعالى: "ا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" [الحجرات:13]، وبمثل قوله –صلى الله عليه وسلم-: ((لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)) (أخرجه الإمام أحمد: رقم 22978)، على أنه لا فضل لآل البيت على غيرهم، وأن اعتقاد فضلهم نعرةٌ عرقيّة ودعوةٌ جاهليّة.
ونسي هؤلاء أنّ ما يقولونه مخالفٌ لما عليه أهل السنّة والجماعة، وقد نقلنا سابقًا قول إمامين منهم، وهما: محمد بن عبدالوهاب، وأحمد بن حنبل؛ وإلا فالأمر محلّ إجماع عند أهل السنة. فكيف يجيز مسلمٌ لنفسه أن يدّعي فهمًا في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يخالف إجماع الأمّة؟! ألم يكن يكفيهم أن يعلموا أنهم مخالفون للإجماع عندما نفوا فضيلة آل بيت النبوّة، احتجاجًا بتلك النصوص؟!
أَوَنسي هؤلاء أيضَا النصوصَ الأخرى الكثيرةَ الدالّةَ على فضل العرب على العجم، حتى عُدَّ منكر فضل العرب من الطوائف المبتدعة، وسُمُّوا عند أهل السنة بالشعوبيّة؟! (1).
أَوَنسي هؤلاء ما عقده أئمة السنة والدين من أبواب في كتب الصحاح وغيرها، وما ألّفوه من مؤلفات مفردة في فضل قريش وغيرها من قبائل معيّنة من قبائل العرب، وأوردوا في تلك الأبواب والكتب الأحاديث النبويّة الصحيحة الدالّة على ذلك؟!
أَوَنسي هؤلاء ما صحّ في فضل آل البيت النبويّ من الكتاب والسنة، والذي سبق شيءٌ يسيرٌ منه؟!
ألا يخشون على أنفسهم الدخول في قوله تعالى: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" [البقرة:85].
كان الواجب على هؤلاء الرجوع إلى أهل العلم ليبيّنوا لهم كيف يفهمون نصوص الوحيين بما لا يعرّضها للتكاذب والتعارض، ولكي لا يقعوا في الهوى المهلك بالإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض.
«تفضيل نسب على نسب!»
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكي أُقرّبَ لهؤلاء فكرة تفضيل نسب على نسب، وعلاقة ذلك بالفضيلة الأخرويّة، دون أن يكون لهذا التفضيل معنى الطَّبَقيّة المقيتة التي حاربها الإسلام، ودون أن يؤدّي ذلك إلى تَوَهُّمِ تشريع العنصريّة التي نفاها وضادّها الشرعُ المطهَّر؛ فإني أقول:
أولاً: إن الإسلام لم يفرّق بين الناس في الفروض من الأوامر والنواهي، ولا أباح على شعب ما حرّمه على شعب، ولا استعبد أمّةً لأُمّة. بل ليس في الإسلام تقريرُ إذلال إنسان لجنسه أو عرقه أو لونه، ولا يستجيز دينُ الله تعالى أن يعتديَ أحدُ على أحد، ولا أسقط الإسلام حقًّا لشخص لأنه غير شريف النسب، ولا أجاز التغاضي عن معاقبة الشريف إذا ظلم أو اعتدى أو أتى حدًّا من حدود الله تعالى.
ثانياً: إن شرف النسب، والذي يبدأ من تفضيل العرب على العجم، وينتهي بتفضيل نسب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على سائر الأنساب = هو هِبةٌ ربّانيّة، كبقيّة الهبات الإلهيّة: كالغِنَى، وقوّة البدن، وجمال الصورة، وطول العمر، ونحوها من النِّعَمِ والأقسام الربّانيّة. ولا شك أن الناس يتفاوتون في هذه الهبات تفاوتًا كبيرًا، وربّما توارث جنسٌ من البشر شيئًا منها: كالجمال، أو قوّة الأبدان. فكما لا يصح الاعتراضُ على هذه الهبات الربّانيّة والأقسام الإلهيّة، كذلك لا يصحّ الاعتراض على شرف النسب: لِمَ أُعْطيَ فلانٌ ولمْ يُعْطَ فلان؟!!
ولا شك أن تلك الهبات الربّانيّة الظاهرة، كالغنى، وقوّة البدن، وطول العمر = ممّا يُعينُ على فِعْل الخَيرات والاستكثار من الحسنات، وهي بذلك تكون سببًا في رفعة الدرجات في الآخرة، وإلى أن تعلوا بصاحبها في جنّات النعيم. فالغنى: عونٌ لصاحبه في الخير، ويَفْتَحُ له أبوابًا في الإنفاق في سبيل الله تعالى لا تُفْتَحُ للفقير: ((ذهب أهل الدثور بالأجور)) (2). وقوّة البدن: تجعل صاحبها أقوى على جهاد أعداء الله تعالى، وأقدر على نصرة الإسلام، وأقوم في مواطن الصدع بالحق: ((المؤمن القويّ خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير)) (3). وطول العمر: سببٌ في الاستكثار من زاد الآخرة: صلواتٍ، وأذكارٍ، وأعمالٍ صالحة: ((ألا أخبركم بخياركم؟! أَطْوَلكم أعمارًا، وأحسنكم أخلاقًا)) (4).
فأنت ترى أن هذه الهباتِ الربّانيّةَ الدنيويّةَ قد صارت أخرويّةً أيضًا، عندما أعانت المُنْعَمَ عليه بها في فعل الخير واكتساب الثواب. فالهبة الربّانيّة أصلها دنيوي، لكنّها عندما أحسنَ صاحبُها عَمَلَه فيها أصبحت أخرويّة، ونفعت صاحبها في النجاة من عذاب الله تعالى والفوز بجنّاته.
فكما تحقّق ذلك الفضل الأخروي بسبب تلك النّعم والهبات الربّانيّة، فكذلك الشأن في النسب الشريف، بجامع أنّ هذه الهبات جميعها (بما فيها النسب الشريف) عونٌ لصاحبها على الخير. فإنّ الله تعالى قد جعل في طباع صاحب النسب الشريف ما يُيسِّرُ عليه حَمْلَ هذا الدين، ويكون بذلك الطبع أقدر على إقامة شرع الله تعالى من غيره. ولذلك فإن الله تعالى عندما اصطفى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- اصطفاه من أصرح العرب نسبًا، بل هو –صلى الله عليه وسلم- أفضلهم على الإطلاق نسبًا، واختار لوحيَيْه (الكتاب والسنّة) أن يكونا بلغة العرب، وتعبّد الناس بهذه اللغة في القرآن والصلوات والأذكار والتفقُّه في دين الله تعالى، وَحَبَا العربَ بأن جعل القبلة والمحجّة والمشاعر ومسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في بلادهم، وما كان ذلك الاصطفاءُ والاختيارُ والحِباءُ إلا لحكمةٍ بالغة، منها: أن أداء واجب حَمْل هذه الشريعة الخاتمة العالميّة كان العربُ أقدرَ الشعوب عليها جِبِلّةً وطبيعة (5)، ولذلك كانوا هم أول من حمل راية الإسلام، ففازوا بأن نالوا أجر من دخلوا في دين الله تعالى بدعوتهم وفتوحهم التي كسروا بها أسوار الطواغيت الصادّة عن سماع دعوة الحق. وهذا ما قرّره علماء المسلمين، كشيخ الإسلام ابن تيميّة، في بيان فضل العرب وسبب هذا الفضل، وأنه بسبب ما حباهم الله تعالى به: في العقول والألسن والأخلاق والطباع. (انظر: اقتضاء الصراط المستقيم: 1/ 447، ومن أوّل هذا الفصل: 1/ 419 - 461).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ثَمَّ يكون شرفُ النسب سببًا لرفعة الدرجات في الجنّة، من جهة أنه أعون لصاحبه على العمل الصالح، كما أنّ الغنى وطول العمر وقوّة البدن عونٌ على العمل الصالح أيضًا. وكما وجب على الناس الرضا بقَسْمِ الله تعالى في الغنى وقوّة البدن وطول العمر وجمال الصورة، وجب عليهم ذلك في شرف النسب "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" [الجمعة:4].
وبذلك يتّضحُ أن العطاء الربّاني المحض، قد يرفع مؤمنًا على مؤمن في الآخرة. وكما نطالب الناس أن يرضوا بعطاء الله الدنيوي، نطالبهم بالرضى بعطاء الله الأخروي، بجامع كونها كلها عطاءات ربّانية، ولعلاقة العطاء الدنيوي بالأخروي كما قدمناه!
وفي الحديث الصحيح: ((إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم: كما بين صلاة العصر وغروب الشمس. أوتي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها، حتى إذا انتصف النهار عجزوا، فأُعطُوا قيراطًا قيراطًا. ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر، ثم عجزوا، فأُعْطُوا قيراطًا قيراطًا. ثم أوتينا القرآن، فعملنا إلى غروب الشمس، فأُعطينا قيراطين قيراطين. فقال أهل الكتابين: أيْ ربَّنا، أعطيتَ هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطًا قيراطًا، ونحن كنّا أكثر عملاً! قال الله: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشا)). (صحيح البخاري: رقم 557).
فنقول لمن لم يؤتَ النسبَ الشريف أو الغنى أو قوّة البدن أو طول العمر: لن يظلمك ربك من عملك شيئًا، وسيجازيك ربك بإحسانك وإساءتك، وأمّا فضله سبحانه: فهو حقٌّ له تعالى يؤتيه من يشاء.
ثالثاً: أنّ من تمام حبّ الله تعالى لعبده المؤمن، أن يكون عند حُسْنِ ظن العبد به سبحانه، فيحفظه في عقبه، ويَخْلُفُه فيهم بخير، ويشفّعه فيهم يوم القيامة، ويرفعهم إلى درجته في الجنّة. وقد سبق الاستدلال على ذلك بالكتاب والسنّة، ومن الأدلّة عليه أيضًا ما جاء في قصّة الخضر –عليه السلام - مع موسى –عليه السلام-: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً" [الكهف:82]. فصحّ عن ابن عباس (أنه قال في تفسيرها: ((حُفِظا بصلاح أبيهما، وما ذُكر منهما صلاح)). [أخرجه ابن جرير في تفسيره: 15/ 366، والحاكم وصححه: 2/ 369]. فعلّق الحافظ ابن كثير على ذلك بقوله في تفسيره (5/ 186 - 187): «فيه دليلٌ على أن الرجل الصالح يُحْفَظُ في ذُريّته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنّة، لِتَقَرَّ عَيْنُهُ بهم، كما جاء في القرآن ووردت به السنّة. قال سعيد بن جبير: عن ابن عباس: حُفظا بصلاح أبيهما، ولم يُذكر لهما صلاحٌ. وتقدّم أنه كان الأب السابع».
«سبب مكانة آل البيت؟»
وبهذا يتبيَّن أن مكانةَ آل بيت النبيّ –صلى الله عليه وسلم- عند ربهم –عز وجل- هي بسبب مكانة النبيّ –صلى الله عليه وسلم- من ربّه –عز وجل-، وأن هذه المكانة لآل البيت هي من تمام جزاء الله تعالى ومكافأته لحبيبه المصطفى –صلى الله عليه وسلم-، ومن عظيم ما قضى له ربّه –عز وجل- من الكرامة والإعظام والإحسان والتقريب والتشريف!!
وهنا يتّضح أن هذا التقرير لا يعارض قول الله تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" [الحجرات:13]، ولا قوله –صلى الله عليه وسلم-: ((لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى))؛ لأن معنى هذين النصين وما في معناهما: أن الذي ينفع الإنسان من جهة نفسهِ تقواه، وأن ما يستحقّه من رفعة المكانة عند ربه –عز وجل- من كَسْبه هو ما عمل من الباقيات الصالحات. ولا ينافي ذلك وجود أسباب للثواب الأخروي وللرعاية والحفظ الدنيوي غير عمل المرء نفسه، كدعاء الناس له، والولد الصالح خاصّة ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: ... أو ولد صالح يدعو له)). [مسلم:1631].
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذان النصّان جاءا إذن ليبيّنا وَجْهَ التفضيل الذي يستحقّه الإنسان من جهة نفسه، دون أن يكون لأحدٍ عليه فيه فضل. ولا ينافي ذلك أن يكون من بقيّة ثواب المؤمن نَفْعُ من رغب المؤمنُ وأحبّ من ربّه –عز وجل- أن يعاملهم بعفوه وغفرانه وفضله وإحسانه، ويكون هذا حينها من تمام جزاء المؤمن على إيمانه. وكما لا يُعترضُ على أن يُثاب المسلم بدعاء غيره له، وأنه يُرفع فوق منزلة عمله بغفران الذنوب ومضاعفة الأجور الذي تفضّل به ربُّه عليه بسبب ذلك الدعاء = لا يُعترض أيضًا على أن يُثاب المؤمن بثواب جدّه الصالح، الذي حُفظت ذريّتُه بسبب صلاحه، ورُفعوا إلى درجته في الجنة بسببه أيضًا.
كما أنّ هذين النصين جاءا ليبيّنا أيضًا السبب الأكبر لرفعةِ المكانة عند الله تعالى، والسبب الذي جعله الله تعالى برحمته حقًّا للعبد يجازيه به في الآخرة: ألا وهو التقوى والعمل الصالح. أمّا ما يحقّقه الله تعالى للعبد الصالح في أصوله أو فروعه من ثواب دنيويّ أو أخرويّ، فهذا مَحْضُ تَفَضُّلٍ من الله تعالى وإنعام، فلا يصح أن يكون سببًا للتواكل عليه من أحد من أصوله أو فروعه.
وبهذا الجمع بين النصوص، وبعد هذا التأليف بين معانيها: لا يبقى هناك وَجْهٌ لادّعاء أنّ إثبات فضل آل البيت وحقوقهم الذي جاءت به النصوص، ينافي محاربةَ الإسلام للعنصريّة وإنكاره للطبقيّة العرقيّة المذمومة الذي جاءت به النصوص أيضًا؛ لا يبقى لهذا الادّعاء وَجْهٌ بعد هذا التقرير، الذي جمع بين النصوص، فلم يُبْقِها وكأنّ بعضها يكذّب بعضًا.
كما أن إثبات هذا الفضل الأخروي لآل البيت، وبيان عدم تعارضه مع نصوص الشريعة ومقتضيات الإيمان بحكمة الله تعالى وعدله، يدل على أن إثبات الفضل الدنيوي لآل البيت أولى بالقبول وأحرى بالتسليم، ويدل على أنّ تقديمهم وإجلالهم في الدنيا ممّا لا يعارض أيضًا نَفْيَ الإسلام للطبقيّة ومُحَارَبَتَهُ للعُنْصريّة.
لأقول بعد هذا البيان:
فالذي لا يعترف بشرف نسب الأشراف الذي أجمع عليه أهل السنة بعد ذلك كلّه، والذي يعارض في إثبات ما لهم من حقوق على أمّة محمد –صلى الله عليه وسلم- وفضائل يجعلها أهل السنة إحدى شعب الإيمان = لا نناقشه في هذا المقال، حتى نعرف: من أي الطوائف هو؟ إن رضي أن يخرج عن دائرة أهل السنة، وعن دائرة الشيعة أيضًا!!!
وأمّا إن وجد باب إنكار شرفِ النسب وإنكار حقوقهم وفضائلهم بابًا مغلقًا، لكونه سيخرج بذلك عن معتقد أهل السنة، فلجأ إلى الطعن في الأنساب والتشكيك فيها؛ فإنا نقول له: هل تشكّ في كل أنساب آل البيت؟ أم في بعضهم؟ إن كان في البعض، فأثبت شرف نسب البعض الآخر الذي لا تشك فيه: واعترف لهم بحقوقهم، وقُمْ بما يُوجبُه عليك فَضْلُهم. وإن كنتَ تشكُّ في الكل، قلنا لك: لا يحقّ لك أن تشك لمجرّد الجهل بأنسابهم وطريقة حفظها وتوارثها، ولا يحق لك الشك لمجرّد الشكّ؛ لأنك لا تريد إلا الشكّ. فعليك أن تتعلَّم علم الأنساب من أهله، لتعلم كيفيّة التحقق من النسب الأصيل من النسب الدخيل؛ إلا إذا كنت تحب أن تجعل الجهل حجةً على العلم!
ومثل من يشك في أنساب آل البيت بدعوى أنه قد اختلطت عليه أنساب الأصلاء منهم بالدخلاء، وأنه لذلك لا يميز بينها، مثله كمن يشك في السنة النبوية بدعوى أنه قد اختلط عليه صحيحها بضعيفها بموضوعها، وأنه بسبب عدم قدرته هو على التمييز شك في السنة كلها. ومثله أيضاً كمثل من يدعي عدم معرفته للحق، بحجة اختلاف الفرق والنحل، وأنه ما عاد يعرف كيف يميز بين الحق والباطل، والذي يجمع هؤلاء جميعاً: أنهم قد جعلوا الجهل حجة على العلم، وأنهم جميعاً لم يرجعوا إلى أهل العلم والاختصاص لمعرفة الحق فيما خفي عليهم.
وأقول لهؤلاء المشكّكين: لولا أن أنساب آل البيت ستبقى ظاهرةً بيّنةً، وعَلَماً لا يخفى عند الناس، لما جعل الشارع الحكيم على لسان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أهمَّ علامةٍ للمهدي المنتظر: أنه من آل النبي –صلى الله عليه وسلم-! فلو كانت أنساب آل البيت ستندثر، أو سيختلط فيها الصادق بالكاذب بغير تميُّزٍ، لما صحَّ أن تكون علامةً لمن لم يظهر حتى الآن.
فدعوا التشكيك، فإن الأمة لا تُصغي إلى من يعارض يقينيّات التواتر، كأنساب آل البيت المحفوظة المشهورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبذلك يندفع المعنى الأول الذي يستند إليه من ينكر لقب (الشريف) لآل البيت، وأحسب الملبَّس عليه به سيترك إنكاره، إذا ماكان مبتغيًا للحق الواضح.
أما المعنى الثاني: فهو أنّ في هذا اللقب تزكيةً للنفس، وقد نهى الشارع عن تزكية النفس.
ومن المعلوم أن لقب (الشريف) هو لقبٌ متعلّقٌ بالنسب، والمقصود به بيان انتساب صاحبه إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-، فالمقصود بلقب (الشريف): أي صاحب النسب الشريف. وهذا لا خلاف فيه، أن صاحب هذا النسب قد أنعم الله تعالى عليه بأشرف الأنساب الشريفة من بني آدم –عليه السلام-.
فإذا تبيَّنَ هذا، يكون التلقُّبُ بالشريف ليس من باب تزكية النفوس في شيء؛ لأن تزكية النفس التي جاء النهي عنها هي تزكيتها من الذنوب والمعاصي، أي هي ادّعاء الإيمان والتقوى والقيام بحق الله تعالى.
فانظر كلام محمد بن جرير الطبري في تفسيره (22/ 70 - 71)، عند قوله تعالى: "فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" [النجم:32]، مع أن الآية وخاتمتها واضحةٌ في بيان التزكية المنهي عنها، وأنها التزكية بالتقوى.
وانظر كلام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (5/ 246)، عند قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً" [النساء:49].
وانظر كلام محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (6/ 177 - 178 من الطبعة الجديدة)، عند قوله تعالى: "وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ" [النور:21].
إذن فتزكية النفس المنهي عنها لا علاقة لها بلقب (الشريف)؛ لأنّ هذا اللقب ليس فيه تزكية لإيمان المتلقّب به، وإنما هو تزكية لنسبه. فلا يصحّ ادّعاء عدم مشروعيّة التلقّب بـ (الشريف) بحجّة أنها تزكيةٌ للنفس؛ لأن (الشريف) تزكيةٌ للنسب الزاكي حقًّا.
ومن المعلوم أن لقب (الشريف) لقبٌ لآل البيت النبويّ، فلو تلقّب الشريف بـ (النبوي) لصحّ ذلك؛ لأنّه من ذريّة النبيّ –صلى الله عليه وسلم-. وعندها سأسأل: أي اللقبين أكثر بعدًا عن تزكية النفس: (الشريف)؟ أم (النبوي)؟!
وبذلك ننتهي من السبب الثاني الذي يمتعض لأجله مُنْكرُ لقبِ (الشريف)، بما أرجو أن يزول معه امتعاضُه، وأن تسخو نفسُه لغيره بهذا الوصف الموافق للحقيقة: أن الشريفَ شريفُ النسب حقًّا.
وأمّا المعنى الثالث: فهو أنّ تلقُّبَ المتلقبين به فيه تعالٍ وتكبُّرٌ على الناس، وأنه ضربٌ من الافتخارِ المتضمّنِ احتقارَ الآخرين. وأدلّة تحريم التكبُّر والتعالي ... وتلك الأخلاق الذميمة أشهر من أن تُورَدَ للاستدلال بها على ذلك.
والجواب عن هذا المعنى يكون بعد تقرير المسألة علميًّا، بعيدًا عن هذه الإجمالات والإسقاطات غير العلميّة.
فهل مجرّد التلقّب بـ (الشريف) يُوجب التكبّر والتعالي على الناس؟ ما دليل هذا الإيجاب؟
إنّ ذكر المرء ما أنعم الله تعالى عليه من النعم، كأن يقول: أنا غنيّ، أو قويّ، أو نسيب، أو غيرها = لا يكون بمجرّده تكبّرًا وتعاليًا؛ إلا إذا كان قد قصد بالذكر التكبّرَ والتعالي. أما إذا قصد بهذا الذكر معنىً آخرَ غيرَ مذموم، فلا يكون ذكره لتلك النِّعَم بمجرّده ممنوعًا، كما قال –صلى الله عليه وسلم-: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر ... )).
وكذلك التلقّب باللقب الذي فيه تشريف، إذا كان بحقّ، كلقب الأمير لمن كان أميرًا حقًّا، والمدير لمن كان مديرًا، ومفتي القطر الفلاني لمن كان مفتيَه، والدكتور لمن نال شهادة الدكتوراه (بغض النظر عن أي وجه آخر لكراهية هذا اللقب) = كلّها ألقابٌ لا يلزم من التلقّب بها أن يكون صاحبها متكبّرًا متعاليًا، ولا يلزمُ أن يكون مقصوده من التلقّب بها الفخر والخيلاء. لقد تلقّب عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- بـ (أمير المؤمنين)، وقبله أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- بـ (خليفة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-)، وهما لقبان تشريفيّان. وتلقّب الأوس والخزرج بالأنصار، وما زال الرجلُ مِنْ ذريتهم يتلقّب (ممّن صحّت نِسْبَتُهُ إليهم) بالأنصاري، وهي نسبة تشريفٍ لعمل أخروي، هو مناصرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. وقبل ذلك تلقّب سيدُ الأولين والآخرين برسول الله ونبي الله –صلى الله عليه وسلم-، ولا كان في ذلك إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
الحق، ولا كان ذلك من الكبر والتعالي في شيء. فلمَ كان (الشريف) وحده الذي يقتضي التكبّر والتعالي؟!!!
وهذه الألقاب التي لم ينكرها أحد، مع تضمّنها معنى التشريف لصاحبها، عامّتُها إنما تلقّب بها صاحبها ابتداءً. بخلاف لقب (الشريف)، الذي تلقّب به آل البيت من قرون طويلة، فأصبح عَلَماً لهم، ولقبًا يدل على قبيلٍ من الناس، كما تلحقُ ألقابُ الأجدادِ الأحفادَ، وكما يرث الخلفُ لقب السلف في أنساب القبائل والبلدان والصنائع. وهذا التوارث للقب (الشريف) يجعله أولى قبولاً من لقب حادث؛ لأن تقصُّدَ التعالي والتفاخر فيه أبعد من اللقب الذي يستحدثه المرء لنفسه؛ من جهة أن اللقب الموروث ينشأ صاحبه وهو ملازمٌ لاسمه، ويشاركه فيه غيره من أبناء قبيلته الكبيرة، فلا يكون له في نفسه ما للقب الذي ينفرد به ويبتدئه هو دون من سبقه من آبائه وأجداده.
المقصود: أن لقب (الشريف) لا يلزم منه التكبّر والتعالي، ولا دليل على أن كل تلقّب به لا بُدّ أن يكون محتقرًا لعباد الله مستخفًّا بغيره.
«لماذا التلقب بالشريف؟»
فإن سألت: لماذا إذن يتلقّب به آل البيت؟
فإنِّي أُجيب بسؤال: ألا تجد للتلقّب به معنى إلا معنى التكبّر والتعالي؟! فإن وجدتَ معنى آخر حسنًا غير مذموم، فالأصل حَمْلُ حال المسلم على المعنى الحسن ما دام محتملاً، ولا يجوز الدخول في النوايا، فضلاً عن وصف عشرات الألوف من المسلمين من (الأشراف) بالكبر والتعالي لمجرّد تلقّبهم بهذا اللقب!!! وعلى مَنْ بَهَتَ هذه الأمة الكبيرةَ من المسلمين (من أَوّليهم وآخريهم) بالكبر والتعالي، لمجرّد تلقّبهم بلقبٍ يحتمل غير معنى التكبر والتعالي = عليه أن يستعدّ للقصاص من حسناته وذنوبهم يوم القيامة!!!
فإن لم يجد صاحبُ ذلك السؤال إلا معنى التكبّر والتعالي للتلقّب بـ (الشريف)، سُئل: ألم تجد في الأشراف المتلقبين بالشريف رجلاً صالحًا قطّ؟! ألم تجد فيهم حسنَ الأخلاق كريمَ الشّيَم ليّنَ الجانب أبدًا؟! فإن لم تجد (تنزُّلاً)، أيحق لك أن تحكم على من لم تعرفه من (آل البيت) قياسًا على من عرفتَه منهم. وإن وجدتَ في آل البيت شريفًا صالحًا ومَنْ ظاهره التقوى وخوف الله تعالى، أفلم يكن ذلك كافيًا ليدلّك على تقصيرك الشديد في عدم رؤيتك في لقب (الشريف) إلا معنى التكبر والتعالي؟! وإلا فكيف وجدتَ من تلقّب بالشريف، وهو مسلمٌ صالحٌ ليّنُ الأكنافِ طيّبُ الأعطافِ؟!! وجودُ من تلقّب بـ (الشريف)، ولو آحاد منهم، وهو بعيدٌ في خُلُقه عن التكبّر والتعالي، يدلّك على عدم التلازم بين: لقب (الشريف)، والكبر والتعالي، ويدلّك على عدم جواز توهُّم ذلك التلازم، وأنه توهّمٌ باطل، ظلمَ به صاحبُه فئامًا كبيرًا من المسلمين بوصفهم بما ليس فيهم!!!
ووجود من تلقّب بـ (الشريف) قديمًا وحديثًا وهو من أهل الصلاح والفضل، وهو وجودٌ متيقَّنٌ، لا يكابر في إنكاره إلا من لا يستحقّ إلا أن يُذكّر بعاقبة البغي وبطر الحقّ وغمط الناس = وجودٌ يقطعُ بوجود معانٍ صحيحة صالحة للتلقّب بـ (الشريف)، غير معنى التكبّر والتعالي المتوهَّم.
ومن هذه المعاني الصحيحة:
(1) أنه لقبٌ لقبيلة، التدخُّل في استبداله من دون سبب مقنع لا يقبله أحدٌ من الناس. فليس هذا اللقب وليدَ العصر الحاضر، ولا القرن الماضي، بل له قرونٌ متطاولة.
(2) أنه شكرٌ لنعمةٍ لا يَدَ للمُنْعَمِ عليه بها، فهي نعمةٌ محضة. وأوّل درجات شكرِ النعمة ذِكْرُها والتنويهُ بها، كما جاء عن بعض السلف في تفسير قوله تعالى: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" [الضحى:11].
وقد علّق أبو بكر الجصّاص في أحكام القرآن (2/ 199) على قوله تعالى: "وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" [النساء:37] بقوله: «الاعتراف بنعم الله تعالى واجب، وجاحدها كافر، وأصل الكفر إنما هو تغطية نعم الله تعالى وكتمانها وجحودها. وهذا يدل على أنه جائزٌ للإنسان أن يتحدّث بنعم الله عنده، لا على جهة الفخر، بل على جهة الاعتراف بالنعمة والشكر للمنعم، وهو كقوله تعالى: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال ابن قيم الجوزيّة في مدارج السالكين (3/ 442): «فالافتخار نوعان: محمود، ومذموم. فالمذموم: إظهار مرتبته على أبناء جنسه ترفُّعًا عليهم، وهذا غير مراد. والمحمود: إظهار الأحوال السنيّة، والمقامات الشريفة، بوحًا بها، أي تصريحًا وإعلانًا، لا على وجه الفخر، بل على وجه: تعظيم النعمة، والفرح بها، وذِكرها ونَشْرِها، والتحدّث بها، والترغيب فيها، وغير ذلك من المقاصد في إظهارها. كما قال –صلى الله عليه وسلم-: ((أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ... )).
وذكر الخطابي في إصلاح غلط المحدثين (62 رقم 103) حديث: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر))، ثم قال شارحًا له: «يريد أنه يذكر ذلك على مذهب الشكر والتحدّث بنعمة الله، دون مذهب الفخر والكبر».
وعقد شمس الدين ابن مفلح في كتابه الآداب الشرعيّة بابًا عن هذا الموضوع، بعنوان: فصلٌ في تزكية النفس المذمومة ومدحها بالحق للمصلحة أو شكر النعمة. (الآداب الشرعية: 3/ 464 - 466).
وانظر كتب التفسير عند قوله تعالى حاكيًا قول يوسف –عليه السلام-: "قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ [يوسف:55]. وقوله تعالى عن داود وسليمان عليهما السلام: "وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ" [النمل:15]. وقوله تعالى عن سُليمان: "وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ" [النمل:16]. وقوله تعالى حاكيًا قول يعقوب –عليه السلام-: "وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ" [يوسف:86].
وهي ثناءٌ من النفس للنفس، من هؤلاء الأنبياء الصفوة عليهم السلام! وهي بين ثناء لمصلحة، وشكرٍ على النِّعَمِ، وفرحٍ بالفضل الإلهي.
(3) أنه فرحٌ بالنعمة الربّانيّة، وهذا الفرح هو الذي يسمّيه الناس اعتزازًا، ويفرّقون بينه وبين الفخر المذموم. وأيّ الناس يخلو من فرح بنعم الله تعالى عليه، ويذكرها من باب الرضى عن ربه والحُبّ لعطائه –عز وجل-.
وانظر قول الله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" [يونس:58]، وشَرْحَ ابن القيم لهذا الفرح، وأنه إظهار للنعمة من دون افتخار، وإن كان ظاهره الافتخار المذموم، حتى قال في آخر كلامه عن كلمة الفرح بالنعمة: «فمصدر الكلمة والحامل عليه يُحسّنُها أو يُهجِّنُها، وصورته واحدة». (مدارج السالكين 3/ 90).
(4) أنه علامةٌ تُذَكّر بحقّ صاحبه، وأنه من آل بيت النبوّة، ليقوم الناس بواجبهم الذي أجمع عليه أهل السنة تجاههم.
وقد سبق كلام العالم المجدّد محمد بن عبدالوهاب في العمامة الخضراء، وهي أوضح في ظهور هذا السبب، وأنه سبب مطلوب شرعًا.
(5) أنه سبب لحفظ هذا النسب، الذي تتعلَّقُ به أحكام شرعيّة خالدةٌ خُلودَ دين الإسلام؛ حيث إن إظهاره بهذا الإظهار أدعى لحرص المنتسبين إليه على التمسُّك به، حتى بعد هذه القرون المتطاولة، ولذلك انقطعت عامّةُ الأنساب إلا أنساب آل البيت. كما أن إظهاره بهذا الإظهار يساعد على حمايته من الدخلاء عليه؛ لأنه علامةٌ بارزةٌ لدعوى النسب، فما إن يذكره أحدٌ لَقَبًا له كذبًا وادّعاءً، حتى يُعرف ويُشتهر بين الناس وعند حَمَلة هذا اللقب بحقّ أنه دعيٌّ كاذب.
وما دام لهذا اللقب مثل هذا العمل المطلوب شرعًا، وهو أنه يساعد على حفظ النسب المطلوب حفظه شرعًا، فهو لقبٌ مطلوب شرعًا أيضًا.
وهنا: أذكّر أن الحميّة للقبيلة وأبناء العمومة فطرةٌ في الناس جميعًا، وهي ظاهرةٌ في عموم العرب كلهم. وما دامت هذه الحميّة فطرةً في الناس، فلا يمكن أن يعارضها دينُ الفطرة (الإسلام)، ولكنه هذّبها ووجّهها التوجيه النافع. وهذا التوجيه (لا الإلغاء) للحميّة القبليّة ظاهرٌ في نصوص عديدة وأحكام مختلفة، في مثل نصوص فضائل بعض قبائل العرب، وفي مثل قوله –صلى الله عليه وسلم-: ((ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا))، وفي مثل دية القتل الخطأ وأنه على العاقلة، وهم أقارب القاتل خطأً وأبناء عمومته، إلى غير ذلك من نصوص وأحكام وقصص في سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- وسيرة خلفائه من بعده –رضي الله عنهم -.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول هذا لأذكر أن لقب (الشريف) أَوْجَدَ حميّةً بين المنتسبين إليه، أدّت إلى حفظ النسب المطلوب حفظه، لتعلُّقِه بأحكام شرعيّة منوطةٍ بالعلم به. وغلا بعض آل البيت في حميّته كما غلا غيرهم فيها، وتجاوزوا حدَّ تهذيب الشريعة لها. لكن هذا الغلو المذموم لا علاقة له باللقب، وإنما يتعلّق بالمتلقّب به وبكونه أخطأ في الوقوف بحميّته عند الحدّ المستحسن. ولذلك كان في المتلقبين بالشريف من لا يُتّهم في دينه أو خُلُقه، ولا يرى الناسُ منه بَطَرًا ولا أَشَرًا، مما يدل على عدم التلازم بين هذا اللقب الشريف وأن يكون المتلقِّبُ به بَطِرًا متكبّرًا.
هذه كلها مقاصد مشروعةٌ وحميدة للتلقّب بالشريف، وهي تبيّن أن لهذا التلقّب معانيَ غير المعنى المذموم، وهو التعالي والتكبر. ومعنى واحدٌ من هذه المعاني كافٍ لردّ التصوّر الخاطئ الذي توهّمه (أو أوهمه) بعضُ الناس، من أن هناك تلازمًا بين التلقّب بهذا اللقب وكون صاحبه متفاخرًا الفخر المذموم.
ويبقى أن هناك أسبابًا قد تخصّ بعض المتلقّبين بهذا اللقب دون بقيّتهم: كأن يكون صاحب هذا اللقب عالماً من أهل السنّة، فيريد بإظهار هذا اللقب أن يبيّن أن معتقد أهل السنّة لا يعارض الاعتراف بحق آل البيت، من خلال اعتناق واحدٍ من آل البيت لهذا المعتقد السُّنِّي. وفي هذا من الردّ العملي القويّ، وله من الدلالة الصحيحة السريعة، ما لا يكاد يوجد مثله في غيره نقضًا على المخالفين لأهل السنة ودفعًا لباطلهم.
أفيصحّ بعد هذا كلّه أن يُصرّ بعض الناس على إنكار التلقّب بهذا اللقب، دون أن يتثبّتوا من دواعي هذا الإنكار في أنفسهم، ودون خشية الجَوْر في الأحكام وعدم الإنصاف، الذي ظهر من ذلك التسرّع في التصوّر الخاطئ الذي قدحوه في عقولهم لمعنى هذا اللقب وللازمه.
إنّ الذين تلقّبوا بهذا اللقب ألوفٌ من الناس، بل مئاتُ الألوف قديمًا وحديثًا، وهم من أهل الشهادتين. فما أعظم وزر من ظلم هؤلاء جميعًا بأنهم أصحاب تكبّر وتعالي! وما أشدّ مناقضته لوصيّة النبي –صلى الله عليه وسلم- فيهم!! وما أبعده من رعاية حقّ النبيّ –صلى الله عليه وسلم- في ذريته!!!
ألم يستوقف هؤلاء المنكرين لهذا التلقّب، أن إنكارهم هذا مُحْدَث، وأن هذا اللقب مع تقادم زمانه، لم ينكره أئمة الدين على مَرّ العصور. بل كانوا يستخدمونه ويطلقونه هم بأنفسهم على آل البيت، دون أي تحرّز في مشروعيّته أو تردّد فيها.
وذكر أمثلةٍ على ذلك مما لا داعي له؛ لأنه أوضح من أن يحتاج إلى مثال، وأسهل من أن يحتاج إلى عناء الاستدلال.
ولكن لا بأس من ذكر مقتطفات من كلام أهل العلم في ذلك:
«بعض أقوال أهل العلم في لقب "الشريف"»
قال السيوطي في فتواه المسمّاة بـ (العجاجة الزرنبيّة في السلالة الزينبيّة): «اسم الشريف كان يُطلق في الصدر الأول على من كان من أهل البيت، سواءً كان: حسنيًّا، أم حسينيًّا، أم علويًّا من ذرية محمد بن الحنفيّة وغيره من أولاد علي بن أبي طالب، أم جعفريًّا، أم عقيليًّا، أم عباسيًّا. ولهذا تجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحونًا في التراجم بذلك، يقول: الشريف العباسي، الشريف العقيلي، الشريف الجعفري، الشريف الزينبي. فلما ولي الخلفاء الفاطميون بمصر، قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين فقط، فاستمرّ ذلك بمصر إلى الآن. وقال الحافظ ابن حجر في كتاب الألقاب: الشريف ببغداد لقب لكل عبّاسيّ، وبمصر لقب لكل علوي، انتهى. ولا شك أن المصطلح القديم أولى، وهو: إطلاقه على كل علوي، وجعفري، وعقيلي، وعباسي؛ كما صنعه الذهبي، وكما أشار إليه الماوردي من أصحابنا، والقاضي أبو يعلى الفراء من الحنابلة، كلاهما في الأحكام السلطانية ... »، إلى آخر الفتوى (الحاوي للفتاوي 2/ 32 - 33).
وواضح من هذه الفتوى أنه يرى مشروعيّة هذا اللقب، هو ومن سمّاهم من العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمّا ما جاء فيها نقلاً عن الحافظ ابن حجر، من أن لقب (الشريف) كان ببغداد يخص العباسيين، فليس بصحيح. فما زال الطالبيّون بالعراق وببغداد يتلقّبون بالشريف، ولهم نقابة الأشراف. وليس هذا مجال الاستدلال لذلك، لكن مما يدل عليه، ويدل على استخدام العلماء لهذا اللقب، قولُ القاضي أبي الحسين بن أبي يعلى الفرّاء الحنبلي (ت526هـ) في طبقات الحنابلة (3/ 456): «وحضر جنازته خلقٌ كثيرٌ من أرباب الدين والدنيا، وأصحاب المناصب، ونقيب العباسيين، ونقيب الأشراف الطالبيين ... ».
وقال شهاب الدين القرافي (ت684هـ) في كتابه الذخيرة (10/ 413)، وهو يضرب مثالاً لكتابة محضر في إثبات نسب: «تكتب في نسب الشرفاء: ويشهدون بالاستفاضة الشرعيّة بالشائع الذائع، والنقل الصحيح المتواتر، أنه شريف النسب، صحيح الحسب، شريف من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، وأن نسبه صريح صحيح، متّصلٌ بنسب الحسين –عليه السلام-، من أولاد الصُّلب، أبّا عن أب، إلى أن يرجع نسبه إلى أصل نسب الحسين –عليه السلام-».
وقال أبو بكر ابن المقريء (ت381هـ) في معجم شيوخه: «حدثنا أبو محمد الشريف العلوي، ولم تر عيناي في الأشراف مثله: يحيى بن محمد بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب» (رقم 1367).
وقال الحاكم أبو عبدالله (ت405هـ): «وممن يجمعهم ورسولَ الله صلى الله عليه وآله هذا النسب من التابعين، بعد الأشراف العلويّة ... ». (معرفة علوم الحديث 496).
ولمّا ذكر الآجري (ت360هـ) في كتاب الشريعة له أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما مدفونان بقرب النبيّ –صلى الله عليه وسلم-، ذكر أن بعض أهل البدع يُشكّكون في ذلك، ثم قال: «فإن قال قائل: فإن فيهم أقوامًا من أهل الشرف يعينونهم على هذا الأمر القبيح في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. قيل له: معاذ الله! قد أجلَّ الله الكريمُ أهلَ الشرف من أهل بيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وذريّته الطيّبة من أن يُنكروا دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع النبي –صلى الله عليه وسلم-، هم أزكى وأطهر، وأعلم الناس بفضل أبي بكر وعمر، وبصحّة دفنهما مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وما ينبغي لأحد أن ينحلَ هذا الخلق القبيح إليهم، هم عندنا أعلى قدرًا وأصوب رأيًا ممّا يُنْحَل إليهم.
فإن كان قد ظهر إنسانٌ منهم مثلما تقول، فلعلّه أن يكون سمع من بعض من يقع في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويذكرهما بما لا يحسن، فظنّ القول كما قال.
وليس كل من رفعه الله الكريمُ بالشرف وبقرابته من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عُني بالعلم، فَعَلِمَ ما له ممّا عليه، إنما يُعَوّل في هذا على أهل العلم منهم.
والذي عندنا أن أهل البيت –رضي الله عنهم- الذين عُنُوا بالعلم يُنكرون على من يُنكر دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع النبي –صلى الله عليه وسلم- ... (إلى أن قال:) فنحن نقبل من مثل هؤلاء الذريّة الطيّبة المباركة ما أتوا به من الفضائل في أبي بكر وعمر، وهل يروي أكثر فضائل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلا علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- وولده من بعده؟! يأخذه الأبناء عن الآباء، إلى وقتنا هذا.
نحن نُجل أهل البيت –رضي الله عنهم- أن يُنحل إليهم مكروه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أو تكذيب لدفنهما مع النبي –صلى الله عليه وسلم-.
(إلى أن قال عن الرجل من آل البيت يُنكر فضل الشيخين:) بل إذا سُمع منه ما لا يَحْسُنُ، وُقفَ على ذلك، ووُعِظَ، ورُفِقَ به. وقيل له: أنت وسلفُك أجلّ عندنا من أن نظنّ بك أنك تجهل فضل أبي بكر وعمر، أو تنكر دفنهما مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ... ». (الشريعة للآجري 5/ 2375 - 2381).
وفي هذا النقل فوائد جليلة، غير استعمال لقب الشريف لآل البيت، ومنها: إجلالهم وتوقيرهم، والرفق بجاهلهم، ودفع قالة السوء عنهم ما أمكن ذلك، والحرص على هداية ضالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال المرداوي الحنبلي (ت885هـ) في الإنصاف: «الثامنة: الأشراف: وهم آل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم-. ذكره الشيخ تقيّ الدين، واقتصر عليه في الفروع. قال الشيخ تقيّ الدين: وأهل العراق كانوا لا يسمّون شريفًا إلا من كان من بني العباس، وكثيرٌ من أهل الشام وغيرهم لا يسمّونه إلا إذا كان علويًّا. قال: ولم يُعلّق عليه الشارع حكمًا في الكتاب والسنة، ليُتلقَّى حَدُّه من جهته. والشريف في اللغة: خلاف الوضيع والضعيف، وهو الرياسة والسلطان. ولمّا كان أهل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم- أحقَّ البيوت بالتشريف، صار من كان من أهل البيت شريفًا». (الإنصاف -بحاشية الشرح الكبير- 16/ 512).
وهذا كلام صريح في مشروعيّة هذا اللقب لآل البيت، وأن هذا اللقب من أمور العادات التي لا يُتطلّبُ معناها وحدُّها من نصوص الشرع، فلمّا وافقت حقيقةُ نسب آل البيت الدلالة اللغوية لهذا اللقب، كانوا أحقّ من خُصُّوا به.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيميّة: «عن الوقف الذي أُوقف على الأشراف .. ؟»، فأجاب عن السؤال، إلى أن قال: «وكذلك من وقف على الأشراف، فإن هذا اللفظ في العُرف لا يدخل فيه إلا من كان صحيح النسب من أهل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم- ... ». (مجموع الفتاوى 31/ 93 - 94).
ووصف شيخُ الإسلام ابن تيميّة عبدَالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بأنه: «أحد الأشراف الحَسَنين، بل أجلهم قدرًا في عصر تابعي التابعين». (مجموع الفتاوى 27/ 383).
وفي حاشية ابن عابدين الحنفي: «الشريف، كل من كان من أهل البيت: علويًّا، أو جعفريًّا، أو عباسيًّا، لكن لهم [أي للجعفري والعباسي] شرف الآل الذين تحرم الصدقة عليهم، لا شرف النسبة إليه –صلى الله عليه وسلم- ... ». (حاشية ابن عابدين 6/ 685).
وقال اللقاني في شرح جوهرة التوحيد له: «يُطلق على مؤمني بني هاشم: أشراف، والواحد: شريف، كما هو مصطلح السلف. وإنما حدث تخصيص الشريف بولد الحسن والحسين في مصر خاصّة في عهد الفاطميين. ويجب إكرام الأشراف، ولو تحقّق فسقُهم؛ لأن فرع الشجرة منها، ولو مال». (حاشية الطهطاوي على مراقي الفلاح 1/ 8).
وقال المناوي في فيض القدير (1/ 522): «عدّوا من خصائص آل المصطفى –صلى الله عليه وسلم- إطلاق (الأشراف) عليهم، والواحد: شريف».
وهذه النقول غيضٌ في فيض إطلاقات العلماء للقب الشريف على آل البيت، دون نكير منهم، بل مع الإقرار، وربما صرّحوا بما يدلّ على المشروعيّة كما رأيتَ آنفًا.
أفيكون هؤلاء جميعًا -وغيرهم كثير- غافلين عن تحريم هذا اللقب؟!
ألا فليتق اللهَ مستحلُّ أعراض المؤمنين، وليَسْتَحْيِ راغبٌ في شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يقابله يوم القيامة وقد آذى آله بالسبّ والشتم، أو الغمز واللمز. وقد قال القاضي عياض في الشفا (5/ 518): «وسب آل بيته وأزواجه وأصحابه –صلى الله عليه وسلم- وتنقُّصُهم حرامٌ ملعونٌ فاعله». وقال ابن قيم الجوزية في حاشيته على سنن أبي داود (3/ 17): «أنّ أذى أهل بيته –صلى الله عليه وسلم- وإرابتهم أذًى له».
وكيف يجتمع حبّ النبي –صلى الله عليه وسلم- وبُغْضُ آله في القلب؟!
وكيف تجتمع الصلاة على النبيّ وآله صلى الله عليهم وسلم وشَتْمُهم وتنقُّصهم؟!
وكيف يجتمع ائتمارٌ بأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- وطاعةٌ له مع مخالفة وصيّة النبي –صلى الله عليه وسلم- في آل بيته؟!
وأما إن لم يبق للمتردد في مشروعية هذا اللقب إلا مسألة صحة تقديمه على الاسم لغة أو تأخيره، فالأمر سهل؛ لأنه لا يحتاج ذلك إلا إثبات صحته في اللغة.
ويكفي لإثبات صحته لغة أن يرد تقديم اللقب على الاسم في كتاب الله تعالى: قال الله تعالى: "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ" [النساء:171]، وقال تعالى: "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ" [النساء:157].
وبهذا تندفع الاعتراضات التي وجدتها على لقب (الشريف)، ولا أعرف للمعترضين غير ما سبق مما رددته وبينت سقوطه.
عفا الله عن الجميع ما أسرفوا فيه، وغفر لهم ظلمهم، وهداهم إلى رشدهم.
** والله أعلم **
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
= = = = = = = = الحواشي = = = = = = = = = =
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) انظر كلام حرب الكرماني في مسائله للإمام أحمد وإسحاق (361، 365)، وكلام شيخ الإسلام ابن تيميّة في اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 419 - 461).
ولابن قتيبة الدِّيْنَوري (ت276هـ) كتابٌ مفردٌ مطبوع في بيان فضل العرب والردّ على الشعوبية، وهو كتاب (فضل العرب والتنبيه على علومها)، وللحافظ زين الدين العراقي (ت806هـ) كتاب مطبوع: (محجّة القُرَب في فضل العرب).
(2) صحيح البخاري (رقم 843)، وصحيح مسلم (رقم 595).
(3) صحيح مسلم (رقم 266)، وصحيح ابن حبان (رقم 5721، 5722).
(4) صحيح ابن حبان (رقم 484، 2981). وانظر أيضًا: مسند الإمام أحمد (رقم 1534)، وتهذيب الآثار لابن جرير الطبري - الجزء المفقود - (678 - 684)، وصحيح ابن حبان (رقم 2982).
(5) لقد أراد الله تعالى لدين الإسلام أن يكون دينًا خالدًا باقيًا إلى قيام الساعة، كما أراد الله تعالى له أن يكون أيضًا دينًا عالميًّا غير قوميّ. والخلود والعالميّة خصيصتان لم توجد في دين من الأديان قبل الإسلام، فكل الأديان -ما عداه- محدودة الزمن بالنسخ أو التحريف والضياع، ومحدودة المدعوين بها، فهي أديانٌ لأقوامٍ مخصوصين بها، لا تتجاوزهم إلى غيرهم، فضلاً عن أن تكون أديانًا عالميّة.
وكون الإسلام عالميًّا خالدًا يستدعي أن لا يكون اختيار أول المدعوين به مبنيًّا على قصد إصلاحهم به فقط؛ لأنَّ هذا المقصد هو نفسه الذي كان يُقصد من الأديان القوميّة والمحدودة الزمن، ولذلك كان الرسل الأُوَل عليهم السلام (قبل رسولنا –صلى الله عليه وسلم-) كالأطباء للمرضى، يُبعثون لأحوج الأمم للعلاج وأشدّهم داءً، وإن كانت تلك الأمم ليست مؤهلة لحمل الشريعة، ولذلك يُبعث النبيّ يوم القيامة ومعه الرجل والرجلان، ويُبعث النبيّ وليس معه أحد؛ لأن غرض إرسال الرسل هو إصلاح الفساد، أو إعذارٌ وإقامةٌ للحجّة. فقصد الإصلاح وحده هو القصد الأكبر من بعثة الرسل قبل نبينا عليهم الصلاة والسلام بالأديان القوميّة غير الخالدة، فلا يمكن أن يكون قصد الإصلاح وحده سببًا لاختيار الأمة التي ستكون أوّل حامل للدين العالمي الخالد وهو دين الإسلام، بل لابُدّ أن يكون اختيارُ هذه الأمة التي ستتولى أمانة نشر هذا الدين دالًّا على أنها هي التي سيتحقق على لديها تمكينه في الأرض على وجه الخلود والعالميّة، وهذا لن يتحقق إلا إذا كانت هي أولى الأمم بحمل الدين وأحقّها بتولّي قيادة الناس فيه، وهذا لا يكون إلا إذا كان نجاحُ دعوة الدين الأولى في تلك الأمّة أعظمَ نجاحٍ وأقواه. ولو كان في الأمم سوى تلك الأمّة من هي أقوم بهذا الدين منها، للزم من واجب تمكينه (خالدًا وعالميًّا) أن تكون هي حاملةَ الدين وقائدةَ الناس إليه دون غيرها.
فلمّا اصطفى الله تعالى خاتمَ الرسل من أصرح نَسبٍ في العرب وأفضلهم فيه، ولمّا جعل الله تعالى مصدريه التشريعيين (الكتاب والسنة) على لغة العرب، وجعل القبلة والمحجّة ومسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في بلاد العرب، وغير ذلك من وجوه الاصطفاء الدالّة على قَصْد التشريف والتكليف = دلّ ذلك على أنهم أولى الأمم بحمل هذا الدين، وهذا لا يكون إلا إن كان العربُ أقدرَ الأمم على حَمْله، وهذا ما لن يحصل إلا إذا كانوا أكثر الأمم قبولاً لتعاليمه جبلّةً وطبيعة، وقد أثبتوا ذلك بتمكينهم للدين، ونشره في الخافقين، وبكونه سيبقى خالدًا عالميًّا تحقيقًا لموعود الله تعالى فيه، وتحقيقًا لأحقّيّة العرب بالاختيار الإلهي لهم ليكونوا هم أول حامليه، ولاستمرارِ ارتباط هذا الدين بالعرب لغةً وبلادًا.
قال الله تعالى عن القرآن الكريم: "وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ" [الزخرف:44]. أي: إن القرآن لَشرَفٌ لك يا رسولنا وشرفٌ لقومك أيضًا. (تفسير الطبري: 20/ 602 - 603).
المصدر: موقع الإسلام اليوم
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 10:20]ـ
وهذا كُلّه لا يبيح للرجل من آل البيت ما حَرّم الله (ولا شك)، ولا يغنيهم عن العمل الصالح وتقوى الله تعالى. كما أن المعاصي منهم مستقبحةٌ عند الناس أكثر من غيرهم؛ لقربهم من النبيّ –صلى الله عليه وسلم-. وأيضًا فإن خلوص التوحيد شرطٌ لبقاء حقوقهم ووجوب تكريمهم ومحبّتهم؛ فبالكفر والشرك لا يكون لهم أيّ حق من ذلك.
وبناءً على ذلك، من أن باب الألقاب الأصل فيه الإباحة، كما هي القاعدة في الأمور الدنيويّة، حتى يقوم الدليل على التحريم = يكون التلقّب بالشريف مباحًا حتى يقوم الدليل على التحريم.
نفع الله بك أخي سلمان، وبالشيخ الشريف حاتم العوني
والمسألة لا تزيد على كونها من المباحات؛ كما بيَّن الشيخ
فلا لوم على من أطلقه
ولا لوم على من تركه
والمشروعية في كلام الشيخ ليست على ظاهرها فيما يبدو لي
فليس مراده أنَّ هذا اللفظ مندوبٌ إليه، وإنما مراده عدمَ المنع منه
ـ[مرحبا]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 10:51]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86249
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Mar-2007, صباحاً 12:33]ـ
شكر الله لك إفادتك أخي مرحبا
دخلتُ على الرابط الذي أحلتَ عليه، وأفدتُ من مشاركات الأحباب
ولكن ليس فيما ذكروا ما يُشكل على القول بإباحة إطلاق هذا اللقب
والأصل في الأسماء والكنى والألقاب الإباحة إلا بدليل يمنع من ذلك
فلا نطالب بالدليل مَنْ تسمَّى باسم، أو تكنَّى بكنية، أو تلقَّب بلقب
وإنما المطالب بالدليل من يمنع
ـ[مرحبا]ــــــــ[24 - Mar-2007, صباحاً 09:11]ـ
حياك الله يا شيخ عبد الله ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 04:18]ـ
حياك الله يا شيخ عبد الله ...
الله يحييك أخي الغالي
(ابتسامة)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 09:52]ـ
الموقر العزيز/ الشيخ عبد الله الحمادي:
جزاكم الله خيرًا على التوضيح.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Mar-2007, مساء 10:01]ـ
الأخ الكريم مرحبًا:
شكر الله لكم مروركم الكريم ...
وزادكم حرصًا على نشر الخير.(/)
الشفاء بنت عبد الله رضى الله عنها
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 06:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نسبها
هي الشفاء بنت عبد الله ابن شمس بن خلف القرشية العدوية، من المبايعات، وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن مخزوم. أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأوائل وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم". (1)
فضائلها
كانت رضي الله عنها من عقلاء النساء وفضلائهن، أقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان فكانت تأتيها نساء المدينة يتعلمن منها الكتابة، وكانت من بينهن أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها. فكانت دارها بحق أول مدرسة بالمدينة المنورة.
مهنتها الطب
وكانت رضي الله عنها تخرج مع رسول الله صلى الله عليه في غزواته فتداوي الجرحى وكان يأتيها الصحابة في بيتها للتطبيب وقد اشتهرت برقية النمِلة وهي قروح تصيب الجنين.
عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن الشفاء ابنة عبد الله قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعدة مع حفصة بنت عمر فقال ما يمنعك أن تعلمي هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة. (2)
كانت من عقلاء النساء وفضلائهن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها ويقيل عندها وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منه مروان.
عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة فجاءها فسألها أن ترقيه فقالت والله ما رقيت منذ أسلمت فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بالذي قالت الشفاء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء فقال اعرضي علي فعرضتها عليه فقال ارقيه وعلميها حفصة كما علمتها الكتاب هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد سمعه أبو بكر بن سليمان من جدته.
علمها واهتمامها بالدعوة والسياسة
كان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه يجلها ويقدرها ويأخذ مشورتها فولاها أمر الحسبة. (3)
روت هذه الصحابية الفاضلة أحاديث عدة ينم معنى هذه الأحاديث عن اهتمامها بالسياسة وبأمر الدعوة إلى الله عز و جل أوردها هنا وان قصرت في تعليقي عنها، فهي وحدها كافية ومعبرة عما كان لهذه الصحابية الجليلة من اهتمام بأمر المسلمين وتبليغ لكلمة الله. فذاكرتها وفطنتها وحنكتها سجلت لها أحاديث عظيمة، استوعبتها وعملت بها ونصحت ووجهت وقومت بها سلوكيات رأتها مخالفة لما عهدت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه.
عن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن الشفاء ابنة عبد الله قالت: " ثم جئت يوما حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه فجعل يعتذر إلي وجعلت ألومه، قالت ثم حانت الصلاة الأولى فدخلت بيت ابنتي وهي أم شرحبيل ابن حسنة فوجدت زوجها في البيت فجعلت ألومه فقلت: قد حضرت الصلاة وأنت ها هنا؟ فقال: يا عمة لا تلوميني كان لي ثوبان استعار أحدهما النبي صلى الله عليه و سلم. فقلت بأبي أنت وأمي ... أنا ألومه وهذا شأنه؟؟ فقال شرحبيل: إنما كان أحدهما درعا فرقعناه". (4)
صحابية جليلة تلوم رسول الله صلى الله عليه وسلم على تقصيره في العطاء وتتعظ حين يبلغها أنه استعار الثوب وتلوم زوج ابنتها على عدم حضور الصلاة في المسجد هل كانت على هامش المجتمع أم في قلبه النابض الحي بل وعت دورها في الوعظ والإرشاد و رد الأمور إلى نصابها؟
أخبرنا عمر بن سليمان عن أبي حتمة عن أبيه قال قالت الشفاء ابنة عبد الله وقد رأت فتيانا يقصدون في المشي و يتكلمون رويدا فقالت: ما هذا؟، فقالوا: نساك، فقالت: كان والله عمر إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع وهو الناسك حقا. (5)
عن سليمان بن أبي حتمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل على بيتي عمر بن الخطاب فوجد عندي رجلين نائمين فقال: ما شأن هذين ما شهدا معنا الصلاة؟ قلت يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، وكان ذلك في رمضان فلم يزالا يصليان حتى أصبحا وصليا الصبح وناما فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح. (6)
(يُتْبَعُ)
(/)
عن الشفاء بنت عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسولي كسرى لما بعتهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربي عز وجل قد قتل ربكما الليلة في خمس ساعات مضين منها قتله ابنه شيروين، سلطه الله عليه فقولا لصاحبكما إن تسلم أعطيك ما تحت يديك في بلادك وإن لا تفعل يغن الله عنك ارجعا إليه فأخبراه (الديلمي) (7)
من حديث الشفاء بنت عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حداقة السهمي منصرفا من الحديبية إلى كسرى وبعث معه كتابا مختوما فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله, وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بداعية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فإن عليك إثم المجوس "قال عبد الله بن حداقة فانتهيت إلى بابه فطلبت الإذن عليه، حتى وصلت إليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرئ عليه، فأخذه ومزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مزق الله ملكه. (8)
نفس الحديث أخرجه البخاري مختصرا عن ابن عباس، بعث بكتابه مع عبد الله بن حداقة السهمي وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، قال: فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق.
لماذا أورد البخاري الحديث مختصرا من رواية ابن عباس وجاء حديث الشفاء مطولا: هل كانت دونته أم هي كاتبته حيث أنها كانت تعلم الكتابة؟ على أي هذا يبين أن الاهتمام بالسياسة كان ضمن اهتماماتها، ويثبت ذلك حديث آخر. رواه الطبراني.
عن ابن شهاب قال: قال عمر ابن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حتمة: من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: أخبرتني الشفاء بنت عبد الله وكانت من المهاجرات الأول، أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون، فدخل عمرو على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنت الأمير ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من يومئذ. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحاح.
عن محمد بن سلام قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغذي علي قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العاص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه وأعطانيه قالت فقلت: يا عمر أنا قبلها إسلاما وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وأتت من قبل نفسها، قال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما تذكرت أنها أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك. (9)
ففيم تحدثت ساعة مع عمر؟ وكيف تجرأت وناقشته فيما أعطاه لها؟ وكيف أقنعها رده؟ رضي الله عنهم أجمعين.
وأختم بحديث غريب وجدته (10): ومن قال للشفاء علمي حفصة رقية النملة قيل أن هذا من لغز الكلام ومزاحه كقوله للعجوز لا تدخل العجوز الجنة، وذلك أن رقية النملة شيء كانت تستعمله النساء يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع. من أين هذه المقولة؟ ومن أي فقه انبثقت؟ هل لأنه ليس للمرأة حق في مهنة الطب؟ عجبا امرأة ناقصة عقل ودين تعرف الطب؟ خلقت من ضلع أعوج وتعالج المرضى؟
وهل تتعلم النساء الكتابة أم أنه كما قال علي القارى في المرقاة "يحتمل أن يكون جائزا للسلف دون الخلف لفساد النسوان في هذا الزمان" ويستدل أصحاب هذا القول بحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة" وحديث ابن عباس مرفوعا "لا تعلموا نساءكم الكتابة" مع العلم أن الحديث الأول في سنده محمد بن إبراهيم الشامي منكر الحديث ومن الوضاعين. قال الذهبي: قال الدار قطني كذاب. قال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه كان يضع الحديث. والثاني فيه جعفر بن نصر وهو متهم بالكذب قال صاحب الكامل: حدث عن الثقات بالبواطيل.
أما آن لنا أن نزيح غبش قرون العض والجبر عن سنة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنرى إشراقة صبح على امرأة تخطو على خطى خير نساء طلعت عليهن الشمس.
__________
1 - الاستيعاب ج4 ص1868.
2 - نفس المرجع ص1869 وأيضا في شرح الزرقاني ج1 ص387.
3 - مصنف ابن ابي شيبة ج5 ص43.
4 - المستدرك عن الصحيحين ج4 ص64.
5 - الطبقات الكبرى ج3 ص290.
6 - طبقات ابن سعد ج8 رقم 22797.
7 - مجلد 12 حديث رقم 35345 مسند عمر.
8 - ذكر الواقدي أيضا في الطبقات ج 1 القسم 2 ص16.
9 - الإصابة ج8 ص10.
10 - النهاية في غريب الحديث ج5 ص119.
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[29 - Mar-2007, صباحاً 01:49]ـ
أخي بطل القادسية ـ جزيت خيراً على هذا الموضوع ـ وأتمنى منك بحث المسألة التي أشرت إليها (تولية عمر الشفاءَ العدوية عمل الحسبة في أحد أسواق المدينة) فإن ابن العربي في أحكام القرآن 3/ 1547 قال: لم يصح،ولايلتفت إليه إنما هو من دسائس المبتدعة في الأحاديث
وقال سماحة الشيخ ابن باز: لانعلم صحته ولا نعلم له أصلا. ينظر أخبار و ... تحت المجهر للشيخ السدحان ص141
ولقد رايت بعض العلمانيين دعاة الإختلاط يردد هذه القصة ويحتج بها على توسعة عمل المرأة ولو كانت مختلطة بالرجال
آمل من الكاتب (والأخوة في المنتدى) مراجعة هذا المنقول عن عمر،وإيراد كلام العلماء ... فهل من مجيب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Mar-2007, صباحاً 02:22]ـ
وفقك الله أخي إبراهيم
لي تعقيبٌ على هذا المقال، وما فيه من الخلل البيِّن
سواء في إثبات صحة النقول
أو في فقهها والاستدلال بها
ولعلي أكتبه غداً بمشيئة الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 04:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تعليقاتٌ على بعض الأحاديث والآثار المذكورة عن الصحابية الجليلة الشفاء بنت عبدالله
وبيان ما في كثير منها من عِلَلٍ توجب ضعفَها من الناحية الحديثية
ثم بيان خطأ استدلال بعض الكُتَّاب بها، وما في استدلالهم من التهويل الذي لا مستند له.
وقبل البدء في هذه التعقيبات أودُّ التنبيهَ إلى أنَّ الكلامَ هنا ليس عن مكانة المرأة في الإسلام
وما تعانيه من هضم للحقوق في أحيانٍ كثيرة، فهذا له شأنٌ آخر
كما أنه ليس المجال عن تقرير حكم تعلم المرأة للقراءة والكتابة، أو حكم تعلُّمها الطب وممارستها له، أو مشاركتها في الاهتمامات السياسية، أو استشارتها، أو نحو ذلك من الأمور التي تضمَّنها المقال
وإنما البحث مركَّزٌ على أمرين:
1 - ضعف كثير من الأحاديث والآثار المذكورة عن الشفاء رضي الله عنها؛ والتي يُستَدَلُّ ببعضها على أمور مخالفة للنصوص
2 - خطأ استدلال بعض الكتاب بتلك الآثار على القول بثبوتها، أو ثبوت بعضها
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:00]ـ
كانت رضي الله عنها من عقلاء النساء وفضلائهن، أقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان فكانت تأتيها نساء المدينة يتعلمن منها الكتابة، وكانت من بينهن أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها. فكانت دارها بحق أول مدرسة بالمدينة المنورة.
[/ COLOR]
أثرُ الإقطاع ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب، ولم أقف له على إسناد
لكن ليس في الأثر ما زعمه الكاتب من كون نساء المدينة كُنَّ يأتينها ليتعلَّمنَ منها الكتابة أو غيرها، وبنى على ذلك أنَّ هذه الدار هي أول مدرسة في المدينة النبوية!
جاء في روايةٍ للنسائي لحديث رُقية النملة ما يدلُّ صراحةً على أنَّ الشفاء بنت عبدالله كانت في بيت حفصة رضي الله عنها وليس العكس، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليهما في بيت حفصة
ولستُ أبحث الحكمَ الفقهيَّ هنا –كما سبق التنبيه عليه- فحكم المرأة في تعلُّمها العلومَ المباحة –فضلاً عن العلوم الشرعية- كحكم الرجل
ولكن البحث هنا في التضخيم والتهويل الذي مارسه الكاتب في استدلاله بالآثار
وفي ضعف الدقة العلمية في نسبة الأحاديث والآثار التي ساقها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
فمن التهويل والتضخيم ما ذكره الكاتب هنا من كون هذه الدار أصبحت أولَ مدرسة بالمدينة! وأنَّ النساء –ومن بينهن حفصة- كنَّ يأتينها في تلك الدار!
فالأثر لم يُذكَر فيه سوى حفصة، فمن أين أتى ببقية النساء؟
وفي بعض الروايات -كما عند النسائي- أنَّ الشفاء هي التي كانت في بيت حفصة لا العكس
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:08]ـ
مهنتها الطب
وكانت رضي الله عنها تخرج مع رسول الله صلى الله عليه في غزواته فتداوي الجرحى وكان يأتيها الصحابة في بيتها للتطبيب وقد اشتهرت برقية النمِلة وهي قروح تصيب الجنين.
عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن الشفاء ابنة عبد الله قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعدة مع حفصة بنت عمر فقال ما يمنعك أن تعلمي هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة. (2)
[/ COLOR]
عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة فجاءها فسألها أن ترقيه فقالت والله ما رقيت منذ أسلمت فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بالذي قالت الشفاء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء فقال اعرضي علي فعرضتها عليه فقال ارقيه وعلميها حفصة كما علمتها الكتاب هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد سمعه أبو بكر بن سليمان من جدته.
[/ COLOR]
مشاركة بعض الصحابيات في الغزوات للتطبيب ونحوه أمرٌ مشهور، ولكن ليس هذا عاماً في جميع الصحابيات، وإنما يخرج لهذا نسبة قليلة؛ كما تشهد لذلك كتب السير
أمرٌ آخر:
قول الكاتب: (وكان يأتيها الصحابة في بيتها للتطبيب) لا أدري ما مستنده!
لم يرد شيءٌ في هذا –حسب بحثي- سوى أنَّ رجلاً من الأنصار خرجت به نملة فدُلَّ أنَّ الشفاءَ بنت عبد الله تَرقي من النملة، فجاءها فسألها أن ترقيَه، فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاءُ
فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الشفاءَ فقال:
"اعرضي عليَّ" فأعرضتها عليه فقال: "ارقيه، وعلِّميها حفصة كما علمتيها الكتاب".
هذه رواية الحاكم في المستدرك
فأين هذا الحديث من قول الكاتب (وكان يأتيها الصحابة في بيتها للتطبيب)!!
هذا تهويلٌ آخر للكاتب
على أنَّ حديثَ رُقية النملة ضعيف، وفيما يلي بيان سبب ضعفه
بيان علة حديث رُقية النملة (ما يمنعك أن تعلِّمي هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة):
هذا الحديث أخرجه بعض أصحاب السنن وأحمد في المسند وغيرهم، وهو حديثٌ معلول، وذلك أنَّ مداره يعود إلى ثلاثة من الرواة، وهم:
الزهري وصالح بن كيسان ومحمد بن المنكدر
واختُلِفَ على كل واحد منهم، وعلى بعض الرواة عن ابن المنكدر –وهو الثوري- وقد ساق هذه الاختلافات الدارقطني في العلل (15/ 308 - 310) وبيَّن أنَّ الرواية المرسلة هي الصواب.
ويُنظر أيضاً طريقٌ أخرى عن الزهري مرسلة في الجامع لابن وهب، وإسنادها صحيح إلى الزهري، وهي تقوي الحكم بضعف الحديث مرفوعاً، وأنَّ الصوابَ إرساله
وللحديث طريق عند ابن حبان في صحيحه، وهي من طريق كريب بن سليم الكندي، وفيه جهالة.
وطريق أخرى عند الحاكم في المستدرك، وفيه عثمان بن عمر، سئل عنه ابن معين فلم يعرفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:24]ـ
جزاك الله خير
وجعلها في موازين حسناتك
اخي الكريم الموضوع منقول
وما دفعنى الى طرحة امامكم الا لمناقشته لما اثار بي اسإلتة كثيره
جزاك الله خير على هذا التنقيب والتوضيح
... اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتابعه ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:27]ـ
كانت من عقلاء النساء وفضلائهن
[/ COLOR]
هذا مشهورٌ عنها، وهي فوق ذلك صحابية جليلة، ويكفيها شرف الصحبة رضي الله عنها، ورفع مقامها
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها ويقيل عندها وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منه مروان.
[/ COLOR]
هذا مذكورٌ في ترجمتها، ولم أقف له على إسناد
ولكن رُوي أنه صلى الله عليه وسلم كان يَقيل عند سريته ريحانه
وكان يقيل عند أمِّ حرام بنت ملحان، وذكر ابن عبدالبر أنها خالته من الرضاع
وأما قيلولته عند الشفاء فلم أجده مسنداً
علمها واهتمامها بالدعوة والسياسة
كان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه يجلها ويقدرها ويأخذ مشورتها فولاها أمر الحسبة. (3)
[/ COLOR]
وقفتُ على سند هذه التولية بإسناد ضعيف جداً، وذلك فيما أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني –مسند الشفاء-برقم (3179) قال:
حدثنا دُحَيم عن رجلٍ سماه عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنَّ عمرَ رضي الله عنه استعمل الشفاءَ على السوق
قال: ولا نعلم امرأةً استعمل غير هذه
وفي هذا الإسناد ثلاث علل:
1/ الرجل المبهم
2/ عبدالله بن لهيعة وهو ضعيف
3/ يزيد بن أبي حبيب لم يدرك عمر رضي الله عنه
فاجتمعت ثلاث علل متنوعة في هذا الأثر
ولذا ساق ابنُ عساكر في تاريخ دمشق هذا الأثرَ بصيغة التمريض فقال: (ويُقال ... )
إضافة:
عبَّر ابن عبد البر في الاستيعاب بقوله: (وربما ولاها شيئاً من أمر السوق)
وعنه أخذ المزيُّ في تهذيب الكمال، وعنه ابن حجر في تهذيبه
وهذه العبارة لو صحَّ مستندها -وقد سبق عدم ثبوته- فتدل على التقليل في الشأن الذي وُلِّيت عليه، خلافاً لما ادَّعاه الكاتب من أنَّ عمر بن الخطاب جعلها على (ولاية الحسبة)
وهذا مثالٌ ثالثٌ لتضخيم الكاتب وتهويله
حيث استدلَّ بما رُوي عن عمر أنه وَلَّى الشِّفاء شيئاً من أمر السوق على تولي المرأة ولاية الحسبة ونحوها!
بناءً على ماذا؟
بناءً على هذا الأثر الواهي
ولو فرضنا ثبوتَ هذا الأثر عن عمر لكان معارضاً لحديث أبي بكرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قومٌ وَلَّوا أمرهم امرأة)
ولذا قال الإمام أبو بكر ابن العربي في أحكام القرآن:
(وقد روي أنَّ عمرَ قَدَّمَ امرأةً على حِسْبة السوق، ولم يصحَّ فلا تلتفتوا إليه، وإنما هو من دسائس المبتدعة في الأحاديث) أ. هـ
وقد ذكر الكتاني في التراتيب الإدارية:
أنَّ القاضي أبا العباس أحمد بن سعيد وَجَّه الأثرَ المرويَّ في هذا بأنَّ ولايتها كانت في أمر خاص يتعلق بأمر النساء
ثم بيَّنَ علة هذا -وعزاه إلى الأحكام لابن العربي- بأنَّ المرأة لا يتأتى لها أن تبرزَ إلى المجالس وتخالطهم وتفاوضهم مفاوضة النظير للنظير
لأنها إن كانت فتاةً حَرُمَ النظر إليها، وكلامها
وإن كانت مُتجالَّةً بَرْزَةً لم يجمعها والرجال مجلس تزدحم فيه معهم
ولم يعلم قط من تصور هذا ولا اعتقده
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:32]ـ
روت هذه الصحابية الفاضلة أحاديث عدة ينم معنى هذه الأحاديث عن اهتمامها بالسياسة وبأمر الدعوة إلى الله عز و جل أوردها هنا وان قصرت في تعليقي عنها، فهي وحدها كافية ومعبرة عما كان لهذه الصحابية الجليلة من اهتمام بأمر المسلمين وتبليغ لكلمة الله. فذاكرتها وفطنتها وحنكتها سجلت لها أحاديث عظيمة، استوعبتها وعملت بها ونصحت ووجهت وقومت بها سلوكيات رأتها مخالفة لما عهدت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه.
عن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن الشفاء ابنة عبد الله قالت: " ثم جئت يوما حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه فجعل يعتذر إلي وجعلت ألومه، قالت ثم حانت الصلاة الأولى فدخلت بيت ابنتي وهي أم شرحبيل ابن حسنة فوجدت زوجها في البيت فجعلت ألومه فقلت: قد حضرت الصلاة وأنت ها هنا؟ فقال: يا عمة لا تلوميني كان لي ثوبان استعار أحدهما النبي صلى الله عليه و سلم. فقلت بأبي أنت وأمي ... أنا ألومه وهذا شأنه؟؟ فقال شرحبيل: إنما كان أحدهما درعا فرقعناه". (4)
صحابية جليلة تلوم رسول الله صلى الله عليه وسلم على تقصيره في العطاء وتتعظ حين يبلغها أنه استعار الثوب وتلوم زوج ابنتها على عدم حضور الصلاة في المسجد هل كانت على هامش المجتمع أم في قلبه النابض الحي بل وعت دورها في الوعظ والإرشاد و رد الأمور إلى نصابها؟
[/ COLOR]
ليتك سُقتَ ما وقفتَ عليه من أحاديث وآثار دون تعليق
فقد أفسدتَ ما ذكرته بتعليقاتك وتحميلك الكلام ما لا يحتمله
أما الحديث الذي ذكرتَ في لَومها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حديثٌ منكر، وله طريقان:
إحداهما تفرد بها موسى بن عبيدة، وهو ضعيف الحديث
والأخرى: تفرَّد بها الضحاك بن عثمان، وهو راو متروك
وقد طعن في هذا الحديث غير واحد، منهم الحافظ الزيلعي
أخبرنا عمر بن سليمان عن أبي حتمة عن أبيه قال قالت الشفاء ابنة عبد الله وقد رأت فتيانا يقصدون في المشي و يتكلمون رويدا فقالت: ما هذا؟، فقالوا: نساك، فقالت: كان والله عمر إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع وهو الناسك حقا. (5)
[/ COLOR]
مداره على محمد بن عمر الواقدي الأسلمي وهو متروك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:38]ـ
عن سليمان بن أبي حتمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل على بيتي عمر بن الخطاب فوجد عندي رجلين نائمين فقال: ما شأن هذين ما شهدا معنا الصلاة؟ قلت يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، وكان ذلك في رمضان فلم يزالا يصليان حتى أصبحا وصليا الصبح وناما فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح. (6)
[/ COLOR]
كذا رواه معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء به
ورواه مالك عن الزهري عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أنَّ عمر فذكره ...
فخالف معمراً فيه، حيث روى الحديث منقطعاً
وأبو بكر لم يدرك عمر
قال ابن عبدالبر: والقول قول مالك
عن الشفاء بنت عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسولي كسرى لما بعتهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربي عز وجل قد قتل ربكما الليلة في خمس ساعات مضين منها قتله ابنه شيروين، سلطه الله عليه فقولا لصاحبكما إن تسلم أعطيك ما تحت يديك في بلادك وإن لا تفعل يغن الله عنك ارجعا إليه فأخبراه (الديلمي) (7)
[/ COLOR]
لم أقف على إسناده
من حديث الشفاء بنت عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حداقة السهمي منصرفا من الحديبية إلى كسرى وبعث معه كتابا مختوما فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله, وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بداعية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فإن عليك إثم المجوس "قال عبد الله بن حداقة فانتهيت إلى بابه فطلبت الإذن عليه، حتى وصلت إليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرئ عليه، فأخذه ومزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مزق الله ملكه. (8)
[/ COLOR]
ذكر ابن حجر أنه مروي من طريق محمد بن عمر الواقدي الأسلمي، وهو متروك
وذكر له ابن عساكر طريقاً أخرى لم أبحث في درجة رواتها
نفس الحديث أخرجه البخاري مختصرا عن ابن عباس، بعث بكتابه مع عبد الله بن حداقة السهمي وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، قال: فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق.
لماذا أورد البخاري الحديث مختصرا من رواية ابن عباس وجاء حديث الشفاء مطولا: هل كانت دونته أم هي كاتبته حيث أنها كانت تعلم الكتابة؟ على أي هذا يبين أن الاهتمام بالسياسة كان ضمن اهتماماتها،
ويثبت ذلك حديث آخر. رواه الطبراني.
عن ابن شهاب قال: قال عمر ابن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حتمة: من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: أخبرتني الشفاء بنت عبد الله وكانت من المهاجرات الأول، أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون، فدخل عمرو على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنت الأمير ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من يومئذ. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحاح.
[/ COLOR]
إسناده جيد
وهو عند البخاري في الأدب المفرد، ورواه غيره أيضاً
عن محمد بن سلام قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغذي علي قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العاص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه وأعطانيه قالت فقلت: يا عمر أنا قبلها إسلاما وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وأتت من قبل نفسها، قال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما تذكرت أنها أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك. (9)
ففيم تحدثت ساعة مع عمر؟ وكيف تجرأت وناقشته فيما أعطاه لها؟ وكيف أقنعها رده؟ رضي الله عنهم أجمعين.
[/ COLOR]
هذا الأثر ضعيف، لا نقطاعه
فمحمد بن سلام لم يدرك عمر بن الخطاب
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:42]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأختم بحديث غريب وجدته (10): ومن قال للشفاء علمي حفصة رقية النملة قيل أن هذا من لغز الكلام ومزاحه كقوله للعجوز لا تدخل العجوز الجنة، وذلك أن رقية النملة شيء كانت تستعمله النساء يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع. من أين هذه المقولة؟ ومن أي فقه انبثقت؟ هل لأنه ليس للمرأة حق في مهنة الطب؟ عجبا امرأة ناقصة عقل ودين تعرف الطب؟ خلقت من ضلع أعوج وتعالج المرضى؟
وهل تتعلم النساء الكتابة أم أنه كما قال علي القارى في المرقاة "يحتمل أن يكون جائزا للسلف دون الخلف لفساد النسوان في هذا الزمان" ويستدل أصحاب هذا القول بحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة" وحديث ابن عباس مرفوعا "لا تعلموا نساءكم الكتابة" مع العلم أن الحديث الأول في سنده محمد بن إبراهيم الشامي منكر الحديث ومن الوضاعين. قال الذهبي: قال الدار قطني كذاب. قال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه كان يضع الحديث. والثاني فيه جعفر بن نصر وهو متهم بالكذب قال صاحب الكامل: حدث عن الثقات بالبواطيل.
أما آن لنا أن نزيح غبش قرون العض والجبر عن سنة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنرى إشراقة صبح على امرأة تخطو على خطى خير نساء طلعت عليهن الشمس.
[/ COLOR]
بلى
ولكن بضوابط الكتاب والسنة، ومراعاة المقاصد التي جاء بها الشارع
لا بالفهم المغلوط، أو الاستدلال بما لا يصح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته
وأما النهي عن تعليم النساء الكتابة فقد بيَّن أهلُ العلم ضعفَ الأحاديث الواردة فيه، وأنها منكرة لا تصح
وجمهور العلماء على أنَّ المرأة في التعلُّم كالرجل تماماً، ولا فرق
وليس صحيحاً أن نبحث عن أدلة تُثبت جوازَ تعلُّم المرأة
إذ الأصل الجواز، ومن منعَ فعليه الدليل
وعموم الأدلة الواردة في فضل العلم والعلماء يشمل النساء، ومن ذلك قوله تعالى:
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:44]ـ
الشيخ الكريم / عبدالله الحمادي
جزاك الله خيرا، وبارك لك في وقتك وعلمك.
صَلُبتَ عُوداً وَدُمتَ جُوداً **** وَفُقتَ فَرعاً وَطِبتَ أصلاَ
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:49]ـ
هذا ما بدا لي من تعقيبات على المقال المذكور في مشاركة الأخ (بطل القادسية)
وسواء أكان كاتباً له أم ناقلاً فالغرض توضيح ما حواه المقال من أخطاء
والواجب على من نقل شيئاً أن يبيِّن ذلك عند نقله حتى لا يُنسب إليه
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:50]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك لك في وقتك وعلمك.
صَلُبتَ عُوداً وَدُمتَ جُوداً **** وَفُقتَ فَرعاً وَطِبتَ أصلاَ
آمين، وإياكم أخي محمد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 06:52]ـ
جزاكُم اللهُ خيرًا
ونفع بكم يا شيخ أبا محمّد الحمادي.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 07:56]ـ
خبران باطلان حول الشفاء بنت عبد الله وسمراء بنت نهيك!
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 12:36]ـ
الشيخ الحمادي، أسأل الله العظيم أن يجزيك خير الجزاء على بيانك الوافي، وتوضيحك الكافي، وأن يزيدك علماً ويبارك فيه، وينفع بك المسلمين
كنتُ قد بحثتُ عن أثر عمر تولية الشَّفَّاء أمر السوق بعدما قرأت الخبر عام 1415هـ في (جريدة) ولم أجد سوى نص الكتاني وابن العربي ........
ومن الطريف أن أحد المبتلين بالدعوة لمنهج العلمانيين، كتب هذه الأيام محتجا بأثر عمر السابق وقال: (ألا نقتدي بالسيرة العمرية العادلة) أو كما قال
فلم يجدوا عند عمر إلا أثر الشفاء؟!! ونسوا دِرَّتَه التي لو وُجدت، لبادرتهم قبل الكتابه!!
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 12:55]ـ
بارك الله في الشيخ عبد الله الحمادي ,ونفع به،
ورحم الله الشافعي إذ قال: " من طلب الحديث قويت حجته ".
أما اللبراليون فهم أضعف شأنا من أن يفهموا علم الحديث، والرجال،
ذلك أن كل ما كان مكتوبا ويؤيد بلاياهم ولو بالفهم المغلوط, والحجج الواهية يتكئون عليه،
ولكنهم لا يلتفتون إلى الحق الأبلج، لأن أعينهم تكره الإبصار لشدة ملابستهم للظلام.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 01:02]ـ
الشيخ عبدالله الحمادي: لقد أتيت على ما في النفس وأكثر، بارك الله فيك ونفع بك وزادك علماً وفهماً ورفع قدرك.
ـ[الفارس]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 01:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم أبا محمد ..
وليتهم يبحثون عن درة عمر-رضي الله عنه- التي تواترت أخبارها، ثم نرى أثر الشفّاء -رضي الله عنها-.
ـ[بطل القادسية]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 04:36]ـ
جزاك الله خير اخو الحمادى وبارك الله فيكم
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 04:53]ـ
جزاكم الله خيراً على دعواتكم الطيبة(/)
هل يجوز العزو إلى الكتب المصورة pdf ؟
ـ[عبد العزيز السهيلي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 02:20]ـ
الأخوة الكرام
السلام عليكم
أرجو المشاركة والإفادة. هل يجوز العزو إلى الكتب المصورة pdf ؟ وهل يجوز العزو إليها دون الإشارة أنها منقولة pdf ؟ أم أن الأمانة العلمية تقتضي الإشارة إلى ذلك؟
ولجميع المشاركين الشكر.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 03:07]ـ
وما الفرق بين الكتاب الورقي والمصور؟
قد تحتاج فصلا من كتاب ما، ولا تستطيع شراء الكتاب فتكتفي بطلب تصوير قسم منه!!
أو قد يكون الكتاب مفقودا، فالحل الأمثل هو تصويره
لكن هناك مشكلة أخرى، لعلها الأخطر: الكتب المصورة التحريف فيها سهل، لذلك لا ينبغي الإعتماد إلا على ما حصّلت عليه من مصدر موثوق
والله أعلم
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 03:13]ـ
لست خبيراً في هذا المجال
لكن ملف ال Pdf هو نفس النسخة من الكتاب لذلك العزو إليه سليم
ولا يحتاج ذكر أنه بي دي إف فمثلاً لو عندك كتاب مصور ورقي تقول في العزو أنه مصور ورقي
كلا بالطبع الأساس في العزو هو رقم الصفحة ورقم المجلد ورقمالطبعة وسنة النشر واسم دار النشر وما إلى هذه الأمور التي بها لا يكون هناك مجالاً للبس عند المراجعة والتأكد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:36]ـ
إذا كان الكتاب المصور من صنع الإخوة في الوقفية أو الإخوة في المكنز أو الإخوة في الألوكة فيجوز (ابتسامة)
ـ[هاني سيد]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 11:36]ـ
الكتب المصورة التحريف فيها سهل [بل ياخي التحريف في الوورد لا المصور بارك الله فيك
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 12:16]ـ
هل من سبيل إلى البحث في الكتاب المصور؟
أم أن خاصية البحث غير ممكنة البتة.
ـ[بن طاهر]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 09:28]ـ
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
...
لكن هناك مشكلة أخرى، لعلها الأخطر: الكتب المصورة التحريف فيها سهل، لذلك لا ينبغي الإعتماد إلا على ما حصّلت عليه من مصدر موثوق
والله أعلم
الكتب المصورة التحريف فيها سهل [بل ياخي التحريف في الوورد لا المصور بارك الله فيك
التّحريف في الملفّات النّصيّة - مثل ملفَّاتِ الوورد - أسهلُ بلا ريب، لكنّ تحريفََ الكتبِ المصوَّرةِ ليس صعبًا البتّة! فإنْ أراد بعض الضّالّين إفسادَ كتابٍ ونشرهُ مُحَرَّفًا ممسوخًا فلن يأخذ ذلك منهم وقتًا طويلاً ... فَلْنَكُنْ مُتيقِّظين - مثل أسلافنا - سبَّاقين إلى توثيق هذه الكتب المصوّرة قبل فوات الأوان.
أسألُ الله العظيم العليم أنْ يُوفِّقَ إخواننا الصّادقين في مساعيهم الطّيّبة الخيِّرة، وأنْ يُحبط كيد الظّالمين المعتدين ويردّهم خائبين.
ما رأي الإخوة في استعمال التّوقيع الإلكترونيّ ( http://en.wikipedia.org/wiki/Digital_signature) و الـ Digital watermarking (http://en.wikipedia.org/wiki/Digital_watermarking)؟ ( ما هو المُقابِل العربيّ لهذا المصطلح؟)
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 09:36]ـ
ما رأي الإخوة في استعمال التّوقيع الإلكترونيّ ( http://en.wikipedia.org/wiki/Digital_signature) و الـ Digital watermarking (http://en.wikipedia.org/wiki/Digital_watermarking)؟ ( ما هو المُقابِل العربيّ لهذا المصطلح؟)
وفقكم الله.
أظنك تقصد ما يسمى (العلامة المائية)، وقد استخدمها - إن صح فهمي - الإخوة في الوقفية، خصوصًا في الكتب الأخيرة:
http://www.buraydahcity.org/A.d.v/moh/waqfeya.JPG
ـ[عبد العزيز السهيلي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 10:12]ـ
والسؤال هل نحن بحاجة إلى توثيق وتضعيف نسخ الـ pdf؟
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 05:20]ـ
جزاكم الله خيرا
هل هناك طريقة يتم فيها تحويل الكتاب المصور إلى ملف (وورد)؟
أم أنه لا أمل في ذلك (ابتسامة).
ـ[درصاف]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[درصاف]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 11:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يمكن الاقتباس من الكتب المصورة او تحويلها الى الوورد و شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أحمد خزان]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 12:25]ـ
أصبحت إمكانية البحث متاحة في ملفت pdf وذلك من خلال الإصدار 9 من برنامج Adobe Reader 9
من خلال تضليل النص ونسخه ثم الذهاب الى الورد 2007 او بنامج OpenOffice 2.4.1 البديل فهو يدعن النص العربي(/)
الناس على طبقات ثلاث.
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 05:51]ـ
قال الشيخ / علي بن قاسم حنش:
الناس على طبقات ثلاث
فالطبقة العالية:العلماء الأكابر وهم يعرفون الحق والباطل
وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن لعلمهم بما عند بعضهم بعضا.
والطبقة السافلة:عامة على الفطرة لا ينفرون عن الحق
وهم أتباع من يقتدون به إن كان محقا كانوا مثله ,وإن كان مبطلا كانوا كذالك.
والطبقة المتوسطة:هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في
الدين, وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى, ولا تركوه
حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة فإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول
ما يعرفونة مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور فوقوا إلية سهام التقريع ,ونسبوه
إلى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة فعندا
ذلك تقوم الفتن الدينية على سا ق ا-هـ
البدر الطالع 1/ 323
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له.
وسبحان الله ما أكثر أهل هذه الطبقة - الوسطى – في أيامنا هذه، فترى الواحد يلمز العالم، والداعية،في دينه وعقيدته، وإذا سألته لا تجد لديه جوابا شافيا إلا أن ذلك العالم تكلم بما يخالف هواه.
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 11:56]ـ
للرفع
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 02:46]ـ
جزاك الله خيرا حبيبنا آل عامر .. ما المشاركة أردتُ، ما أردتُ إلا التّرحيب بكم ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 09:53]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أشرف، ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة ... آمين
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 10:06]ـ
طيب فيه طبقة رابعة لا علماء، ولا مقلدون لا يميزون بين الحق والباطل، ولا هم منشأ الفتن، وأنا أعد نفسي منها أي من الرابعة التي لم تُذكر. .
المسلم الواعي يعرف التمييز بين الحق والباطل وإن لم يكن عالما أو أهلا للاجتهاد.
وسبحان الله ما أكثر أهل هذه الطبقة - الوسطى – في أيامنا هذه، فترى الواحد يلمز العالم، والداعية،في دينه وعقيدته، وإذا سألته لا تجد لديه جوابا شافيا إلا أن ذلك العالم تكلم بما يخالف هواه.
صدقت، بارك الله فيك
ـ[أبو فايزة]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 10:08]ـ
جزاك الله كثيراً وهو كلام خطير جداً
ـ[العرب]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 01:09]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 07:01]ـ
صدقت، بارك الله فيك
وفيكم بارك الله(/)
حول مشروعية الانتفاع المادي من الدعوة الى الله تعالى؟
ـ[الباحث فارس]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 07:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال تعالى ((قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)) يوسف 108
وقال الرسول (ص) ((بلغوا عني ولو آية)) البخاري 3461
الدعوة الى الله تعالى فضلها عظيم وأجرها كبير والآيات والأحاديث في ذلك الباب كثيرة وليس الموضوع هنا بيان فضل الدعوة وعظيم أجرها ولكن الموضوع هو حول ((مشروعية الانتفاع المادي من الدعوة الى الله تعالى))
ولقائل أن يقول وهل هناك من الدعاة من ينتفع ماديا من دعوته؟ وكيف يكون ذلك؟
في البداية يجب أن نقرر حقيقة وهي وان كانت مرة الا ان ذلك هو الواقع مع الأسف والحقيقة والواقع هو أن لفظ ((داعية)) أصبح يطلق على من يستحق ومن لايستحق على السواء اذ لاتميز بين الداعية ذو البصيرة والعلم والمصداقية وبين من حفظ شيء من السيرة وبعض القصص فقط ثم أطلق عليه الناس عليه بعد ذلك لقب ((الداعية))
لا أريد الخوض في الأسماء فالموضوع ليس موضوع أشخاص بأعيانهم وانما الموضوع هو حول تصرفات وأفعال هؤلاء الأشخاص الذين يعرفون بـ ((الدعاة الجدد)) كما يحلو للبعض تسميتهم
باختصار شديد ان ممن يطلق عليهم ((دعاة)) يقومون بالانتفاع المادي من دعوتهم وذلك من خلال الآتي:-
1 - اشتراط حجز تذاكر طيران درجة أولى في حال طلب من السفر لالقاء محاضرة
2 - اشتراط أن تكون الاقامة في فندق ((خمس نجوم))
3 - الحصول على مقابل مادي عن كل محاضرة
4 - أن يكون التسجيل والتصوير حصري لحساب ((الداعية)) أي أنه وحده من يحصل على العائد المادي
5 - اشتراط حضور جمهور كبير للمحاضرة والا فلا!!!!!!!
اخواني هذه بعض صور الانتفاع المادي وهناك صور أخرى لكن يظل السؤال هو هل يجوز للداعية الانتفاع من الدعوة من الناحية المادية؟
ـ[أبو حماد]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 01:15]ـ
بعيداً عن الحكم الفقهي للمسألة، فإن ممّا يمحق بركة العلم هذا التكالب الشديد على الظهور وحب البروز والمظاهر، ولهذا نجد عشرات من المنتسبين للدعوة، لكن البركة في حصول الأثر قليلة، وأعظم ما يجب على الداعية أن يعمد إليه هو حسن المقصد ورعاية جانب الإخلاص لله وحده.
ولو سلمنا شرعاً بجواز طلب العوض على الرحلة أو اقتطاع الوقت وغيره، فإن هذه المبالغة العظيمة الموجودة حالياً إنّما تدل على ضعف في النفوس، وحرص على الدنيا، لاسيما وأن الصور المنقولة صور مؤسفة للغاية.
وإنس لأعرف أحد أهل العلم يقضي عمره في الترحال والسفر والله ما يأخذ درهماً أو ديناراً من أحد، وإنما يحتسب ذلك كله من ماله الخاص، مع أنه ليس من ذوي المال.(/)
حال قصة المولود في القبر أخرج حياً بعد مدة في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 04:40]ـ
أخرج حياً بعد مدة في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ
في هذه الأيام انتشرت قصة بين أوساط كثير من الناس فيها شيء من الغرابة، وهذه القصة حصلت في عهد عمر، ومما ساعد على انتشارها تناقل الناس لها عن طريق الهاتف النقال بصوت أحد الفضلاء سيقت من باب أخذ العبرة والعظة.
والناس تجاه هذا القصة ما بين مصدق لها؛ وما بين متردد في قبولها؛ مما دفعني إلى النظر في مصدر هذه القصة، وحال الطريق الموصل إلى هذه القصة صحة، أو ضعفاً، والوقوف على كلام أهل العلم عليها:
فأقول مستعينا بالله:
هذه القصة أخرجها الطبراني في " الدعاء " (ص260 ح 824)، عن محمد بن العباس المؤدب،
و الخرائطي في " مكارم الأخلاق" (2/ 309 ح 753)، عن أبي قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي،
وابن أبي الدنيا في جمع من كتبه " الهواتف " (ص 49 ح59)، " من عاش بعد الموت" (ص27 ح 25)، " مجابو الدعوة " (ص 88ح 47): عن محمد بن الحسين،
ثلاثتم " محمد بن العباس، أبو قلابة، محمد بن الحسين " عن عبيد بن إسحاق الضبي العطار، ثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، حدثني زيد بن أسلم، عن أبيه قال بينما عمر ـ رضي الله عنه ـ يعرض الناس؛ إذا هو برجل معه ابنه، فقال له عمر: ما رأيت غراباً بغراب أشبه بهذا منك، قال: أما والله يا أمير المؤمنين ما ولدته أمه إلا ميتة. فاستوى له عمر ـ رضي الله عنه ـ فيقال: ويحك! حدثني، قال: خرجت في غزاة، وأمه حامل به، فقالت: تخرج وتدعني على هذه الحالة حاملاً مثقلاً؟ فقلت: أستودع الله ما في بطنك، قال: فغبت، ثم قدمت فإذا بابي مغلق، فقلت فلانة؟ فقالوا: ماتت فذهبت إلى قبرها فبكيت عنده، فلما كان من الليل قعدت مع بني عمي أتحدث، وليس يسترنا من البقيع شي، فارتفعت لي نار بين القبور فقلت: لبني عمي ما هذه النار، فتفرقوا عني، فأتيت أقربهم مني، فسألته فقال: نرى على قبر فلانة كل ليلة ناراً، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما والله إن كانت لصوامة، قوامة، عفيفة، مسلمة، انطلق بنا، فأخذت الفأس، فإذا القبر منفرج، وهي جالسة، وهذا يدب حولها، ونادى مناد: ألا أيها المستودع ربه وديعته، خذ وديعتك، أما والله لو استودعت أمه لوجدتها، فأخذته وعاد القبر كما كان، فهو والله هذا يا أمير المؤمنين.
فهذه القصة مدارها على أبي عبد الرحمن عبيد بن إسحاق الضبي العطار، وقد تلكم فيه المتقدمون والمتأخرون من أئمة الجرح بما يوجب رد روايته:
قال البخاري في " التاريخ الصغير " (2/ 334): منكر الحديث. وقال في " التاريخ الكبير " (5/ 441): عنده مناكير.
وقال: إسحاق بن منصور: أشهد على محمد بن حميد، وعبيد بن إسحاق العطار بين يدي الله أنهما كذابان. " تاريخ بغداد " (2/ 263).
وقال النسائي في " الضعفاء والمتروكين " (ص72): متروك الحديث.
وقال الدارقطني: ضعيف، وقال الأزدي: متروك الحديث. انظر " الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي (2/ 159)، و" الميزان " للذهبي (3/ 18).
وقال ابن عدي في " الكامل " (5/ 347): وعامة ما يرويه: إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن.
وقال: يحيى بن معين: عبيد بن إسحاق العطار لا شيء. " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم (5/ 401).
وذكره ابن حبان في " الثقات " (8/ 431)، وقال: يُغْرِب. وقال في " المجروحين " (2/ 176): ممن يروي عن الأثبات مالا يشبه حديث الثقات لا يعجبني الاحتجاج بما انفرد من الأخبار.
وذكره العقيلي في " الضعفاء " (3/ 115)، وقال: قال يحيى بن معين: هو ضعيف.
ومما أخذ عليه روايته عن الضعفاء الأحاديث الباطلة، وصحبته للكذابين:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عدي في " الكامل في الضعفاء " (3/ 435): عبيد بن إسحاق العطار الكوفي يروي عن سيف بن عمر أحاديث موضوعة؛ من ذلك قال حدثنا، سيف بن عمر: قال كنت عند سعد الإسكاف، فجاء ابنه يبكي، فقال ما لك؟ قال: ضربني المعلم، قال: أما لأخزينهم اليوم، حدثني عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " معلمو صبيانكم أشراركم، أقلهم رحمة لليتيم، وأغلظهم على المسكين ".
قال ابن عدي: وهذا حديث منكر موضوع، وقد اتفق في هذا الحديث ثلاثة من الضعفاء: فرووه عبيد بن إسحاق الكوفي العطار يلقب عطار المطلقات ضعيف ....
وقال أبو نعيم: أخاف على عبيد بن إسحاق العطار من معاوية الحلبي؛ فإنه كان يضع الحديث. " الكشف الحثيث " لإبراهيم ابن العجمي (ص 258).
وقال الذهبي في " التنقيح " (5/ 49): لين.
وعبيد العطار هذا يُعرف بعطار المطلَّقات:
قال ابن الجارود: يعرف بعطار المطلَّقات، والأحاديث التي يحدِّث بها باطلة.
وقال ابن معين في " تاريخه " رواية الدوري (3/ 372): عبيد بن إسحاق العطار يقال له عطار المطلقات.
وأحسن من عدّله أبي حاتم:
قال الذهبي في " تلخيص المستدرك " (2/ 605): ضعفه غير واحد، ومشاه أبو حاتم.
ولفظ أبي حاتم كما في " الجرح والتعديل " (5/ 401): ما رأينا إلا خيراً، وما كان بذاك الثَّبت، في حديثه بعضُ الإنكار " وانظر " للسان " لابن حجر (5/ 349).
فلعل أبا حاتم مشاه من جهة الصلاح والفضل، والعبادة، لكنه من جهة الضبط والحفظ فلم يرتضه، ولهذا قال: وما كان بذاك الثَّبت، في حديثه بعضُ الإنكار.
قال ابن حجر عن هذه الأثر: غريب موقوف، رواته موثقون إلا عبيد بن إسحاق، فضعفه الجمهور، ومشاه أبو حاتم. انظر " الفتوحات الربانية " (5/ 114).
هذا ما يتعلق بنقد هذه القصة سنداً، فتكون قصة لم يتحقق فيها شروط القبول التسليم، وإنه لمن المعلوم غالباً أن الحديث أو الأثر إذا لم يصح سنده تجد أن في متنه ما يدل على ضعفه من ركاكة في الألفاظ أو ما يخالف سنة الله في خلقه، أو ……
فهذه القصة فيها نكارة في المتن فدون على سبيل الاختصار:
1ـ أن هذه القصة حادثة في البقيع، فنار تخرج كل ليلة من أحد القبور، فلم تشتهر بين الناس، فهذه هذه القصة لم تروى إلا من طريق واحد، وهو طريق عبيد العطار، فانظر إلى قول صاحب القصة: " وليس يسترنا من البقيع شي، فارتفعت لي نار بين القبور فقلت: لبني عمي ما هذه النار، فتفرقوا عني، فأتيت أقربهم مني، فسألته فقال: نرى على قبر فلانة كل ليلة ناراً " فهذه الحادثة على هذه الصورة أين أمير المؤمنين عن هذه الحادثة، فكم من حادثة أقل وقع على النفس! تشتهر، وتحتاج إلى سرعة التصرف تجاهها، فهناك صور دون ذلك تقلقل أمير المؤمنين فيجمع لها خيرة الناس لاتخاذ حيالها ما يناسبها من قرار!.
2ـ من سنة الله أن هذا الطفل لو ولد في القبر لما جلس ساعة من نهار فهو بحاجة إلى شراب، وتنفس … فكيف يعيش هذا المولود هذه المودة؟!
فلا يأتي أحد الأخوة يقول: إن الله قادر على مثل ذلك؟ نقول إن قدرة الله أعظم ولا أحد يشك فذلك ألبتة فما ثبت في القرآن الكريم، وصحة السنة النبوية يغني عن غيره في اثبات قدرة الله سبحانه.
فلو ثبتت هذه القصة بطريق صحيح عن العدول لكان لنا التسليم؛ لكنها لم تثبت بطريق صحيح، فكيف يؤتى بها لأخذ العظة والعبر، والاستدلال بها على قدرة الله سبحانه.
فهل تصورنا حال من اتعظ بعدما سمعها، ثم وقف بعد مدة على أن هذه القصة لا زمام لها من الصحة، مع أن هناك من قصص القرآن، وصحيحح السنة ما يؤدي نفس الغرض الذي من أجله ذكرت هذه القصة ويغني عنها.
وهذا ما أحبت كتابته حول هذه القصة على سبيل الاختصار، والعجالة.
ففي البال عودة آخر لذكر المزيد عن هذه القصة، فإلى لقاء آخر إن شاء الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 05:05]ـ
شكر الله لك هذا الجهد الطيب
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 05:47]ـ
بارك الله فيك،وأحسن لك الجزاء.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 10:07]ـ
بورك فيك أخي .. بحث علمي ماتع.
وقد يتسامح البعض في إيراد مثل هذه القصة من باب عدم ترتب الحكم عليها،وأيضاً لتسامح بعض الأئمة في إيراد مثل هذه الأخبار ..
وأنا مع الاكتفاء بالصحيح،أو على الأقل ما لا نكارة في متنه ـ إذا كان سنده فيه ما فيه ـ.
ـ[صالح الثويني]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 11:57]ـ
أبا محمد
جزاك الله خيرا.
ومن باب الفائدة _وان كان فيمن ذكرت من المتقدمين كفاية_
فقد ذكر ابن الجوزي القصة عن زيد بن أسلم عن أبيه في كتابه مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ص52،51).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 12:26]ـ
الأخ المكرم / إبراهيم السعوي:
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 01:50]ـ
جزاك الله خير.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 02:29]ـ
أن حسن الظن بالله ـ تعالى ـ يرتبط ارتباطاً كبيراً بنواحي عقدية وسلوكية متعددة، فهو يرتبط بالتوكل على الله والثقة به؛ حيث إنك لا تتوكل إلا على من تحسن الظن به؛ ولذا فقد جعله الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ أحد درجات التوكل فقال: (الدرجة الخامسة: حسن الظن بالله ـ عز وجل ـ فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه، ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله. والتحقيق: أن حسن الظن به يدعوه إلى التوكل عليه؛ إذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به ولا التوكل على من لا ترجوه، والله أعلم) (1).
ثم قال أيضاً ـ مفرقاً بين حسن الظن بالله والغرور ـ: (وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور وأن حسن الظن إن حَمَل على العمل وحث عليه، وساعده وساق إليه فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور).
فعلى المؤمن مع إحسانه الظن بربه ألا يغفل عن محاسبة الله ـ سبحانه ـ لعباده بعدله وحكمته ومجازاته لهم بما كانوا يعملون حتى لا يقع في الغرور فيوبق نفسه.
ـــــــــــــــــــ
(1) تهذيب مدارج السالكين، 240.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 04:45]ـ
احسن الله إليك كما افدتنا
ـ[ظاعنة]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 12:54]ـ
سمعت الشيخ صالح المغامسي يرويها ببكاء يستل الدمع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 04:49]ـ
شكر الله يا شيخ إبراهيم هذا البيان.
وقد يتسامح البعض في إيراد مثل هذه القصة من باب عدم ترتب الحكم عليها،وأيضاً لتسامح بعض الأئمة في إيراد مثل هذه الأخبار ..
وأنا مع الاكتفاء بالصحيح،أو على الأقل ما لا نكارة في متنه ـ إذا كان سنده فيه ما فيه ـ. [/ size]
أحسن الله إليكم ونعم ما اخترتم.
وترك رواية مثل هذه أَولى؛ فنحن في زمن كثرت (معتزلته) فهم لا يصدقون الثابت، وشككوا العوام فيما صح، فلا نفتح لهم بابا علينا.
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 10:50]ـ
أشكر الأخوة على مرورهم، وعلى هذا التعليقات النافعة التي تشجع على مثل هذه المذاكرة والمدارسة، مما يزيد هذا الموقع المبارك بإذن الله حلاوة وطلاوة.
أما مسألة الكلام حول رواية القصص، من أجل الاستئناس بها وأخذ العبر منها.
فقد تلكم في هذا المسألة العلماء قديماً وحديثاً.
وعندما قيل بجواز ذلك بشروط، توسع بعض الناس؛ حتى انتشر القُصاص، والقصص المعلومة من الدين بالضروة على كذبها لمخالفتها للقرآن والسنة، والفطرة، والعقل الموافق للنقل، وابتليت الأمة باستيلاء الخُرافية الكاذبة عليها، وازداد الجهل بدي انتشاراً، وسهل على الناس قبول كل ما يسمعون من الأحاديث والقصص المكذوبة، حتى وصل ببعض أفراد هذه الأمة أن لا يحركه ولا يعظه إلا مثل هذه القصص؛ حتى مشى عليه القصص التي لا يمكن عاقل أن يصدقها، وما نقرأ ونسمع ونرى من كثير من الخرفات التي تنسب إلى عدة جهات من أولياء، وأصحاب قبور إلا غيض من فيض. ولشدة ضررها على الإسلام نجد أن ممن يروج لها هم أعداء الإسلام فمن خلالها يُهدم جانباً كبيراً من الدين، ويعين على انتشار تلك المذاهب المنحرفة.
ولأثر التساهل في مثل رواية هذه القصص استغلها أعداء الإسلام كالمستشرقين للطعن بدين الإسلام والسخرية منه، ودس سمومه، والنيل من هذا الدين. ووسيلة للغمز ممن نسبت له القصة.
وممن استغل هذه القصص للنيل من دعاة الإسلام، والطيبين بعض المنتسبين للدين ممن يصطاد بالماء العكر من العلمانين وبعض الكتاب في الصحف والمجلات، فينسب للطيبين أنهم يبنون أفكارهم، وعقائدهم على الخرافات، والقصص التي لا يمكن لعقل أن يصدقها.
ولعظم شر هذه القصص انتدب العلماء الصادقين لتبين هذه المفتريات، ورد الأباطيل والترهات، وتعريف الناس بالصحيح والمكذوب لتصفوا ثقافتهم الدينية من الشوائب الدخيلة على الدين، ولتسلم ألسنتهم وأقلامهم من الاستشهاد بالباطل والاعتماد عليه، والبرهنة على أن من صح من الأحاديث والقصص يغني عن غيرها من الضعيف والموضوع.
ولو لم يكن من أضرار مثل هذه القصص المكذوبة إلا انشغال العلماء بالرد عليها وتبين كذبها وتحذير الأمة منها لكان كافياً في الابتعاد عنها، وطيها في عالم النسيان.
وعندما نذكر مثل هذه القصص اعتماداً على من قال بجوازها نجدنا قد أخلينا بشرط من تلك الشروط أو بجلها، وذلك إذا كنا نعلم بكذبها.
ولحسم مادة انتشار القصص المكذوبة، والخرافية إغلاق باب الاستدلال بالقصص غير الصحيحة من أجل أخذ العظة والعبرة ففي ديننا ما يغني عنها، ويؤدي الغرض التي تؤديها مثل هذه القصص وزيادة.
ـ[المساعد]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 02:38]ـ
بارك الله فيك أبا محمد وجعل ذلك في ميزان حسناتك ...
بحث شامل للقصة من جميع النواحي .. أسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد ..(/)
شرح حديث لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 07:13]ـ
تخريج حديث لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر" ().
قال النووي: " قوله صلى الله عليه وسلم:" لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر أي لم تخنه أبدا وحواء بالمد روينا عن بن عباس قال سميت حواء لأنها أم كل حي قيل إنها ولدت لآدم أربعين ولداً في عشرين بطناً في كل بطن ذكر وأنثى واختلفوا متى خلقت من ضلع آدم فقيل قبل دخولها الجنة فدخلاها وقيل في الجنة قال القاضي ومعنى هذا الحديث أنها أم بنات آدم فأشبهنها ونزع العرق لما جرى لها في قصة الشجرة مع إبليس فزين لها أكل الشجرة فأغواها فأخبرت آدم بالشجرة فأكل منها قوله صلى الله عليه وسلم لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم هو بفتح الياء والنون وبكسر النون والماضي منه خنز بكسر النون وفتحها ومصدره الخنز والخنوز وهو إذا تغير وأنتن قال العلماء معناه أن بني إسرائيل لما أنزل الله عليهم المن والسلوى نهوا عن ادخارهما فادخروا ففسد وأنتن واستمر من ذلك الوقت والله أعلم ().
قال الحافظ ابن حجر: " قوله لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم يخنز بفتح أوله وسكون الخاء وكسر النون وبفتحها أيضا بعدها زاي أي ينتن والخنز التغير والنتن قيل أصله أن بني إسرائيل ادخروا لحم السلوى وكانوا نهوا عن ذلك فعوقبوا بذلك حكاه القرطبي وذكره غيره عن قتادة وقال بعضهم معناه لولا أن بني إسرائيل سنوا ادخار اللحم حتى أنتن لما ادخر فلم ينتن وروى أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال في بعض الكتب لولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنه الأغنياء عن الفقراء قوله ولولا حواء أي امرأة آدم وهي بالمد قيل سميت بذلك لأنها أم كل حي وسيأتي صفة خلقها في الحديث الذي بعده وقوله لم تخن أنثى زوجها فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم عد ذلك خيانة له وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها وقريب من هذا حديث جحد آدم فجحدت ذريته وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندور وينبغي لهن أن لا يتمكن بهذا في الاسترسال في هذا النوع بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن هواهن والله المستعان " ().
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
الحواشي
() أخرجه البخاري رقم (3152) 3/ 1212، ورقم (3218) 3/ 1245، ومسلم رقم (1470) 2/ 1092، وأحمد رقم (8019) 2/ 304، ورقم (8155) 2/ 315، ورقم (8581) 2/ 349، وابن حبان في صحيحه رقم (4169) 9/ 477، وأبو عوانة رقم (4502 - 4503) 3/ 143، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم رقم (3449) 4/ 143، والحاكم في المستدرك رقم (7341) 4/ 194.
() شرح النووي على صحيح مسلم 10/ 59.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري 6/ 367 – 368.
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Apr-2007, صباحاً 07:48]ـ
نفع الله بك يا أبا عبدالله
وأرى تعديل العنوان بما يوافق المحتوى
فالعنوان تخريج، والموضوع تخريج وشرح، والشرح أظهر، إذ الحديث في الصحيحين فلا يفتقر إلى مزيد نظر
فما رأيك رعاك الله؟
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 02:14]ـ
جزاك الله خيراً تعديل العنوان مناسب وذلك إليك لأنك مشرف وعندك صلاحية التعديل حفظك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 05:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الحبيب
وقد تم التعديل
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 07:32]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 06:10]ـ
بارك الله فيك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 05:45]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد طال إنتظارنا لفوائدكم
رزقكم الله العلم والعمل
ـ[الواضح2]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:27]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 02:16]ـ
جزاكم الله خيرا
الشرح يحتاج إلى تنسيق أكثر، ومراعاة علامات الترقيم قدر الامكان
وهنا ملاحظة عامة وهي النزو ل في العزو
مثلا
(قال النووي ... قال القاضي)
عليك أن تذهب إلى إكمال المعلم، للقاضي عياض، فتذكر كلامه
ثم تذكر تعقيب النووي عليه -إن وُجد-،
(قال الحافظ ابن حجر ... قال القرطبي)
عليك أن تذهب إلى المفهم، للقرطبي، فتذكر كلامه
ثم تذكر تعقيب ابن حجر عليه –إن وُجد-،
والفائدة في هذا جد مهمة؛ فإن خطأ الواسطة وارد،
فتجد مثلا ابن حجر يستدرك على غيره، ويعنّفه، فإذا ما رجعت إلى المصدر، تجد الأمر على غير ما ذُكر
هذا مع التنبّه إلى أن الأصل في نقل الحافظ أنه مقبول، إلا ما ثبت الدليل على خلافه،
وأخيرا
أنت قبل الشرح عليك باستقراء المادة
ثم إعادة صياغتها مرة أخرى بأسلوب علمي معاصر
مراعيا القواعد العلمية
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 12:44]ـ
جزاك الله خيراً لا شك أن النفل من الأصل أفضل وهو الأصل ولكن إذا تعذر وجود الأصل، والواسطة هنا محل الثقة بلا شك لأنها عن الإمامين الذين نفعا الله بعلمهما هذه الأمة وهما الإمام النووي رحمه الله وهو ممن قصر عمره وكثر نفعه، والحافظ ابن حجر رحمه الله قال عنه الشوكاني لا هجرة بعد الفتح، ولا يفوتك أن العلماء أمناء فيما نقلوا ومناقشون فيما قالوا أو كتبوا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 02:55]ـ
الأخ الحبيب أبو عبدالله محمد مصطفي
النقل من الأصل هو الأصل ... وعند التعذر فلمثل هذا يذوب القلب من كمد ...
وحُسن استخدام الوسائط فَن ...
وقول الشوكاني رحمه الله هو عندي منتقَد ...
بل الهجرة من الفتح إلى غيره ... ومن غيره إليه = واجبة ...
أخي الكريم على وجه العموم مقالتك المبثوثة في مشاركتك الأولى شديدة الضعف من الناحية العلمية ...
وأنا لم أعلّق على كل مواطن الضعف فيها ... وإنما أجملت فقلت: (أنت قبل الشرح عليك باستقراء المادة
ثم إعادة صياغتها مرة أخرى بأسلوب علمي معاصر
مراعيا القواعد العلمية)
ووالله ما أردت لك إلا الخير ... وإلا فإني أستطيع أن أسكت ... وأتركك وشأنك ... ولكنك أخي في الله ...
وإن قال قائل: (وأين الرسائل الخاصة؟)
أقول: إذا نترك المجلس والفائدة العامة ... ونجعل مجلسنا العلمي = هو مجلس الرسائل الخاصة ...
وأكتفي بهذا القدر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 05:58]ـ
184828 - لولا بنو إسرائيل، لم يخبث الطعام. ولم يخنز اللحم. ولولا حواء، لم تخن أنثى زوجها، الدهر
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1470
--------------------------------------------------------------------------------
87909 - لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم، و لولا حواء لم تخن أنثى زوجها
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5330
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 01:13]ـ
الشوكاني: (لا هجرة بعد الفتح). ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5257)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 08:57]ـ
قولك شديدة الضعف من الناحية العلمية!! (وأي ضعف هذا هل هو في القارئ أو في المقروء؟؟) ولي سؤال: من كلفك بهذا الأسلوب من التعامل؟ ولتعلم بأن منهج تصنيف الناس والحكم عليهم منهج غير سديد وأدنى مراتبه مع ما فيه من الوزر الحرمان من العلم، (والسلامة ثمينة وغالية)، ومن حسن إسلام المرإ تركه ما لا يعنيه، قال عيسى لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناس مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية، وقال عمر بن عبد العزيز اجعل كبير المسلمين عندك أباً، وصغيرهم ابناً، وأوسطهم أخاً، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه، وقال يحي بن معاذ الرازي: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره،وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه.
وقولك وقول الشوكاني رحمه الله هو عندي منتقَد .. بل الهجرة من الفتح إلى غيره ... ومن غيره إليه = واجبة ... / هذا كلام في غاية الغرابة، هل أنت فهمت كلام الشوكاني ومقصوده من قوله لا هجرة بعد الفتح، وما هو الفتح الذي فهمته وقلت أن الهجرة منه إلى غيره ومن غيره إليه واجبة؟؟؟؟ وما هي الهجرة وما هو تعريفها؟؟ وما هو الفتح الذي تكون منه وإليه الهجرة وهل هو مكان أو زمان؟؟ وهل القائل لا هجرة بعد الفتح يحتاج إلى أن تعلق عليه بما لا تعلمه، قال الله تعالى ولا تقف ما ليس به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان مسئولاً) ولتعلم بأن القائل لا هجرة بعد الفتح هو الرسول صلى الله عليه وسلم فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» فقول الشوكاني وهو يمدح فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر: لاهجرة بعد الفتح متمثلاً بهذا الحديث ومراده أي لا تأليف يماثله فكما أنه لا هجرة بعد فتح مكة منها لأنها أصبحت دار إسلام فكذلك لا تأليف بعد فتح الباري يماثله في الجودة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 10:44]ـ
الأخ الكريم أبو عبدالله محمد مصطفى وفقه الله
شكر الله لك هذه الفوائد، وجعلها في ميزان حسناتك
وأود منك التلطف مع إخوانك، واستعمال الأدب في خطابهم، وإحسان الظن عند نقدهم
والأخ أشرف من الإخوة الفضلاء، وهو يعرف المراد بالفتح ويعرف المراد بكلام الشوكاني رحمه الله
ويعني بكلامه السابق:
أنَّ الباحث ينبغي عليه أن يجتهد في الرجوع إلى الأصول وتحقيق الكلام في أي مسألة من كتبها الأصول
فيرجع إلى أصول كتب غريب الحديث وأصول كتب المشكل وأصول كتب الشروح وهكذا
وفتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله من أفضل ما كتب في فقه الحديث، ولكنه ينقل كثيراً عن كتب
أخرى سبقته، فالأخ أشرف يحث على الرجوع إلى المصادر التي يستقي منها الحافظ ابن حجر رحمه الله
وللرجوع إلى تلك المصادر فوائد جمة، وقد توقف الباحث على أخطاء في المصدر الوسيط كفتح الباري أو غيره
نفع الله بكم جميعاً وجعلنا إخوة متحابين فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 01:22]ـ
الأخ الحمادي جزاك الله خيراً على هذا التوجيه وأعتذر عن الحدة في بعض العبارات لأنها ردة فعل ولكن ما أقصد بها إلا الاعتراض على القول وليس القائل، وانظر لذات القول لا القائل، وكما تعلم ما كتب الموضوع إلا لأجل الاستفادة وقد رجع فيه إلى أصوله من تخريج وغيره وأما كون النووي ينقل كلام القاضي عياض فإن لم يتيسر لي كلام عياض من أصله فنقل النووي محل الثقة عندي ولا أشك فيه أبدا وكذلك الحافظ ابن حجر، ولكن الغريب قول الأخ أشرف: بل الهجرة من الفتح إلى غيره ... ومن غيره إليه = واجبة .. ما ذا يقصد بهذه الجملة وما ذا تفهم منها أنت؟ والموضوع يكفي فيه ما سبق ولكل مقام مقال، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 01:40]ـ
الأدب في الخطاب، والنقاش، مما أمر به الشارع الكريم، وهذا ما نحسب عليه إخواننا الكرام جميعاً، ولكن يمر علينا جميعاً، أوقات صعبة، أو سبق قلم، يندم عليها الإنسان، وما نحن الا إخوة في الله يقوم بعضنا بعضاً، نسأل الله تعالى التوفيق والسداد للجميع، والحدة في الخطاب ليست مناسبة، وخصوصاً بين الإخوة في الله، ونعلم جميعاً أن الرفق أولى من الحدة، وطالب العلم أولى بالرفق، في الدعوة والنقاش من غيره، قلت هذا الكلام لي شخصياً، ولإخوتي في الله حباً في الله، وأملاً أن نرتقي جميعاً في الخطاب والنقاش، والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 02:30]ـ
ولكن الغريب قول الأخ أشرف: بل الهجرة من الفتح إلى غيره ... ومن غيره إليه = واجبة .. ما ذا يقصد بهذه الجملة وما ذا تفهم منها أنت؟.
الأخ الفاضل أبو عبد الله محمد مصطفى
أولا: اعتذر لك أخي الفاضل، فيبدو أنني قد أغضبتك ... ؛ لذا سأتجاوز عن ألفاظك ...
ثانيا: لا بأس أن أشرح لك مرادي -مع ظهوره باديء النظر-:
الهجرة (يعني: هجرة الباحث) من الفتح (= فتح الباري) إلى المصادر التي نقل منها ابن حجر، ومن هذه المصادر إلى الفتح (فتح الباري) واجبة = أي: واجبة على الباحث؛ إذ في كل فائدة لا تغني إحداهما عن الأخرى ... وأكتفي بهذا القدر من البيان ...
وأرجو منك أخي الفاضل أن تتفضل بمراجعة المشاركة رقم (13) وأن تتبع الرابط المحَال عليه، لعلك تقف على فائدة قد عزبت عنك ... فالحكمة ضالة المؤمن ... ولو كانت من الشيطان ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 02:02]ـ
قولك: وأرجو منك أن تتفضل بمراجعة المشاركة رقم (13) وأن تتبع الرابط المحَال عليه، لعلك تقف على فائدة قد عزبت عنك) أفيدك علماً بأني لم أجد المشاركة رقم (13) وما ذا تقصد بتلك الإحالة؟؟ وبالعبارات التي يسودها الغموض؟؟ ولتعلم بأن الوقت ثمين لا يصرف إلا فيما هو مفيد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:18]ـ
عجيب
هذه ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5257) هي المشاركة رقم (13) وهي موجودة بموضوعك!
الشوكاني: (لا هجرة بعد الفتح). ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5257)
وللتسهيل عليك:
الشوكاني: (لا هجرة بعد الفتح). ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5257) = http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5257
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:25]ـ
الأخ الفاضل أبو عبدالله محمد مصطفى،،،
قلت: (ولتعلم بأن الوقت ثمين لا يصرف إلا فيما هو مفيد)
أخي الكريم، لعلك تحرص على انتقاء ألفاظك بعناية بعد ذلك ... وأنت لو اطلعت على الرابط المحال عليه في المشاركة رقم (13) من أول الأمر لكفيتني وكفيت نفسك هذه الأمور ...
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 01:27]ـ
الأخ أشرف حفظك الله قولك: لعلك تحرص على انتقاء ألفاظك بعناية بعد ذلك ... وأنت لو اطلعت على الرابط المحال عليه في المشاركة رقم (13) من أول الأمر لكفيتني وكفيت نفسك هذه الأمور ...
اعلم أخي الفاضل أني اطلعت على الرابط الذي أحلتني إليه عدة مرات ولم أجد فيه جديد لأن كلام الشوكاني ومناسبته معلومة عندي قديماً ومن الصغر بعد وقد بينت لك ذلك في أول مشاركة في بيان معنى كلام الشوكاني لا هجرة بعد الفتح، ولكن ما ذا تريد وما هو المطلوب عمله؟ فأنا مستعد؟ وأما قولك: لعلك تحرص على انتقاء ألفاظك بعناية بعد ذلك. وهنا أحيلك على قول القائل:
يا أيهَا الرجلُ المعلِّمُ غيرَه ... هلاَّ لنفسِك كانَ ذا التعليمُ
تَصِف الدواءَ لِذي السقامِ وذي الضنَا كيما يصح به وأنت سقيم
وأراكَ تلقحُ بالرشادِ عقُولَنا ... نُصْحاً، وأنت مِن الرشادِ عديمُ
أبدأ بنفسِك فانْهَهَا عَن غَيَّها ... فإذا انتهتْ عنه فأنتَ حكيمُ
فَهُناك يُقْبَلُ إن وعظتَ،ويُقتدَى ... بالقول منكَ، وينفعُ التعليمُ
لا تَنْهَ عن خُلقٍ وتأتيَ مثلَه ... عارٌ علَيكَ إذا فعلتَ عظيمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 01:48]ـ
هداك الله، وصفي لمشاركتك بأنها (شديدة الضعف من الناحية العلمية) = وصف علمي موضوعي مطروق ...
ولا زالت ألفاظك تحتاج إلى تهذيب!
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 01:52]ـ
الأخوان الفاضلان وفقهما الله ونفع بهما
هل أشرع في تحرير الموضوع من أيِّ مشاركة غير مناسبة؟ أو إغلاقه؟
آمل التوقف هنا، إرضاءً لله تعالى، وسداً لمداخل الشيطان
فالمباحثة العلمية توقفت، ولم يبق سوى الكلام في أمور خارجية
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 04:37]ـ
إخوتي
((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إنّ الشيطان ينزغ بينهم، إنّ الشيطان كان للإنسان عدوّاً مبيناً))
أحسن: أفعل التفضيل
ـ[آل عامر]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 07:06]ـ
وفقك الله الأخوة جميعا، وأللف بين قلوبهم
وفقت لكل خير حبيبنا حمد
رجاء من المشرف تحرير مالافائدة منه
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 07:36]ـ
بارك الله في الإخوة جميعاً، وأخص الأخوين حمد وآل عامر نفع الله بهما
وقد تم إغلاق الموضوع وحذف المشاركات الأخيرة؛ المخالفة لما سبق التنبيه عليه
أسأل الله أن يؤلف القلوب على ما يرضيه(/)
حكم التشريك في الضمير بين الله والرسول وأقوال العلماء في ذلك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 12:49]ـ
حكم التشريك في الضمير بين الله والرسول ? وأقوال العلماء في ذلك
النصوص التي تدل على الجواز
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ? قال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" ().
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ? كان إذا تشهد قال الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا". ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ? جاءه جاء فقال: " أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أفنيت الحمر فأمر منادياً فنادى في الناس إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم " ().
النص الدال على النهي
عن عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي ? فقال: " من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله ? بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوي " ().
قال صلاح الدين العلائي: الجمع بين هذه الأحاديث وجوه:
أحدها أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يعطي مقام الربوبية حقه ولا يتوهم فيه تسويته له بما عداه أصلا بخلاف غيره من الأئمة فإنه مظنة التسوية عند الإطلاق والجمع في الضمائر بين ما يعود إلى اسم الله تعالى وغيره فلهذا جاء بالإتيان بالجمع بين الاسمين بضمير واحد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثين المشار إليهما وفي قوله صلى الله عليه وسلم أيضا من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغير ذلك وأمر صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب بالإفراد لئلا يوهم كلامه التسوية وهو مثل الحديث المتقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشئت قولوا ما شاء الله ثم شئت، وهذا يرد عليه أن حديث ابن مسعود المتقدم فيه تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته تلك الخطبة ليقولوها عند الحاجة وفيه ومن يعصهما فيدل على عدم الخصوصية به إلا أن يقال يؤخذ من مجموع الحديثين أن يقولوا في خطبة الحاجة ومن يعص الله ورسوله كم علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب ويكون حديث ابن مسعود فيه تعليم أصل خطبة الحاجة لا بجميع ألفاظها وفيه نظر، وثانيها أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنكر على ذلك الخطيب كان هناك من يتوهم منه التسوية بين المقامين عند الجمع بين الاسمين بضمير واحد فمنع من ذلك وحيث لم يكن هناك من يلبس عليه أتى بضمير الجمع وهذا لعله أقرب من الذي قبله، وثالثها أن ذلك المنع لم يكن على وجه التحتم بدليل الأحاديث الآخر بل على وجه الندب والإرشاد إلى الأولوية في إفراد اسم الله تعالى بالذكر من التعظيم اللائق بجلاله، وهذا يرجع في الحقيقة إلى ما قاله أئمة الأصول أولا لكن بزيادة أن ذلك ليس حتما وحينئذ فلا تكون الواو مقتضية للترتيب، ورابعها أن ذلك الإنكار كان مختصا بذلك الخطيب وكأن النبي ? فهم عنه أنه لم يجمع بينهما في الضمير إلا لتسويته بينهما في المقام فقال له بئس الخطيب أنت فيكون ذلك مختصا بمن حاله كذلك ولعل هذا الجواب هو الأقوى لأن هذه القصة واقعة عين وما ذكرناه محتمل ويؤثر هذا الاحتمال فيها أن يحمل على العموم في حق كل أحد فإذا انضم إلى ذلك حديث أبي داود الذي علم فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته كيفية خطبة الحاجة وفيها "ومن يعصهما " بضمير التثنية قوي ذلك الاحتمال وهذا مثل ما قيل في قوله ? لا تفضلوني على موسى مع قوله أنا سيد ولد آدم فقيل في الجمع بينهما وجوه منها أن الذي منعه من التفضيل فهم منه غضا من منصب موسى عليه السلام عند التفضيل عليه فمنعه منه فيكون ذلك مختصا بمن هو مثل حاله والعلم عند الله، ورابعها ما روي أن عمر رضي الله عنه أنكر على سحيم عبد بني الحسحاس قوله كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال لو قدمت الإسلام على الشيب وأن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أمره بتقديم العمرة على الحج واحتجوا عليه بقوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله فلولا أنهم فهموا من الآية الترتيب لما أنكروا ذلك عليه وفهم الصحابة رضي الله عنهم حجة في مثل ذلك لأنهم أهل اللسان وهذا الأثر ذكره جماعة من أئمة الأصول ولم أجده في شيء من كتب الحديث بعد كثرة البحث عنه وكذلك أيضا لم أجد لإنكار عمر رضي الله عنه على سحيم سندا ولكنه مشهور في كثير من الكتب وقد أجيب عنه بأن ذلك الإنكار على وجه الأدب في تقديم الأهم في الذكر وإن كانت الواو لا تقتضي ترتيبا فإن الترتيب له سبب إرادة لفظية كالفاء وثم وطبيعة زمانية فالنطق الواقع في الزمان الأول متقدم بالطبع على النطق الواقع في الزمان الذي بعده وهو السر فيما حكى سيبويه عن العرب أنهم يبدأون بما هو الأهم عندهم وكانت العناية به أشد فكل ما قدم بالزمان دل على أن المتكلم قصد الاهتمام به أكثر مما بعده وذلك يقتضي تفضيلا فإنكار عمر رضي الله عنه لهذا المعنى وأما إنكار الصحابة رضي الله عنهم على ابن عباس فأجاب عنه فخر الدين بأن فهمهم معارض لفهم ابن عباس وفيه نظر لأن الكثرة مقتضية للترجيح وأجاب عنه الآمدي بأنه لم يكن مستند إنكارهم أمره بتقديم العمرة على الحج كون الآية مقتضية للترتيب حتى تتأخر العمرة على الحج بل لأنها مقتضية للجمع المطلق وأمره بالترتيب مخالف لمقتضى الآية وأجاب غيره بما تقدم من الاهتمام بذكر الأول فإنهم فهموا من الآية الاهتمام بأمر الحج فتقديم العمرة عليه في الفعل يناقض ذلك الاهتمام وإن لم تكن الواو مقتضية للترتيب وخامسها أن الترتيب على سبيل التعقيب وضعوا له الفاء وعلى سبيل التراخي وضعوا له ثم ومطلق الترتيب وهو القدر المشترك بين الخاصتين معنى معقول أيضا فلا بد له من لفظ يدل عليه بالوضع لأن المقتضي لذلك قائم والمانع منتف ويلزم من ذلك أن تكون الواو هي الموضوعة له إذ لا غيرها موضع له بالاتفاق وجوابه المعارضة بمثله كما تقدم في الجمع المطلق والحاجة إليه أعم فيكون أكثر فائدة فكان أولى بالوضع واعترض على هذا بأنا إذا جعلنا الواو حقيقة في الترتيب كان الجمع المطلق جزءا من المسمى ولازما له فيجوز جعله مجازا فيه لما بينهما من الملازمة بخلاف العكس فإنا إذا قلنا إنها حقيقة في الجمع المطلق لازما له فلا يتجوز بها فيه لعدم الملازمة وبعبارة أخرى أنه تعارض احتمالان أحدهما كون اللفظ حقيقة في الأخص مجازا في الأعم والآخر كونه حقيقة في الأعم مجازا في الأخص والأول أولى لأن الأخص يستلزم الأعم ولا ينعكس وجوابه هذا يمتنع أنه لا يصح التجوز بها في الترتيب إذا كانت حقيقة في الجمع المطلق بل هذا هو الأقوى لأن إطلاق اللفظ الأعم وإرادة الأخص كثير سائغ وليست وجوه العلاقة المقتضية للتجوز منحصرة في التلازم حتى يلزم ما ذكروه بل لها وجوه كثيرة غير ذلك والله تعالى أعلم " ().
قال النووي: " قوله ان رجلا خطب عند النبي ? فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله ? بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى قال القاضي وجماعة من العلماء إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضى للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال ? في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله ? كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ليفهم وأما قول الأوليين فيضعف بأشياء منها أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث الصحيحة من كلام رسول الله ? كقوله ? أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغيره من الأحاديث وإنما ثنى الضمير ها هنا لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكلما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظه وإنما يراد الاتعاظ بها ومما يؤيد هذا ما ثبت في سنن أبي داود باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال علمنا رسول الله ? خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فانه لا يضر الا نفسه ولا يضر الله شيئاً والله أعلم " ().
قال السيوطي: قال القاضي وجماعة إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمر بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه قال النووي والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الرموز والإشارات ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم كلمة أعادها ثلاثا لتفهم قال ومما يضعف الأول أن مثل هذا الضمير قد تكرر من كلامه صلى الله عليه وسلم كقوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وفي حديث أبي داود في خطبة الحاجة ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا قال بن نمير فقد غوي أي بكسر الواو والأول وهو الفتح أشهر من الغي وهو الإنهماك في الشر " ().
قال الحافظ ابن حجر: في كلامه على حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما قال الشيخ محيي الدين هذا حديث عظيم أصل من أصول الدين ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك الرسول وإنما قال مما سواهما ولم يقل ممن ليعم من يعقل ومن لا يعقل قال وفيه دليل على أنه لا بأس بهذه التثنية وأما قوله للذي خطب فقال ومن يعصهما بئس الخطيب أنت فليس من هذا لأن المراد في الخطب الإيضاح وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قاله في موضع آخر قال ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه واعترض بان هذا الحديث أنما ورد أيضا في حديث خطبة النكاح وأجيب بأن المقصود في خطبة النكاح أيضا الإيجاز فلا نقض وثم أجوبة أخرى منها دعوى الترجيح فيكون حيز المنع أولي لأنه عام والآخر يحتمل الخصوصية ولأنه ناقل والآخر مبنى على الأصل ولأنه قول والآخر فعل ورد بان احتمال التخصيص في القول أيضا حاصل بكل قول ليس فيه صيغة عموم أصلا ومنها دعوى أنه من الخصائص فيمتنع من غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمتنع منه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقة التسوية بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك وإلى هذا مال بن عبد السلام ومنها دعوى التفرقة بوجه آخر وهو أن كلامه صلى الله عليه وسلم هنا جملة واحدة فلا يحسن إقامة الظاهر فيها مقام المضمر وكلام الذي خطب جملتان لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر وتعقب هذا بأنه لا يلزم من كونه لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر أن يكره إقامة المضمر فيهما مقام الظاهر فما وجه الرد على الخطيب مع أنه هو صلى الله عليه وسلم جمع كما تقدم ويجاب بأن قصة الخطيب كما قلنا ليس فيها صيغة عموم بل هي واقعة عين فيحتمل أن يكون في ذلك المجلس من يخشى عليه توهم التسوية كما تقدم ومن محاسن الأجوبة في الجمع بين حديث الباب وقصة الخطيب أن تثنية الضمير هنا للإيماء إلى أن المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين لا كل واحدة منهما فإنها وحدها لا غية إذا لم ترتبط بالأخرى فمن يدعي حب الله مثلا ولا يحب رسوله لا ينفعه ذلك ويشير إليه قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فأوقع متابعته مكتنفة بين قطري محبة العباد ومحبة الله تعالى للعباد وأما أمر الخطيب بالإفراد فلأن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية إذ العطف في تقدير التكرير والأصل استقلال كل من المعطوفين في الحكم ويشير إليه قوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فأعاد أطيعوا في الرسول ولم يعده في أولي الأمر لأنهم لا استقلال لهم في الطاعة كاستقلال الرسول انتهى ملخصا من كلام البيضاوي والطيبي ومنها أجوبة أخرى فيها تكلم منها أن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه ومنها أن له أن يجمع بخلاف غيره قوله وأن يحب المرء قال يحيى بن معاذ حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء قوله وان يكره أن يعود في الكفر زاد أبو نعيم في المستخرج من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن المثنى شيخ المصنف بعد إذ انقذه الله منه وكذا هو في طريق أخرى للمصنف والانقاذ أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداء بان يولد على الإسلام ويستمر
(يُتْبَعُ)
(/)
أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان كما وقع لكثير من الصحابة وعلى الأول فيحمل قوله يعود على معنى الصيرورة بخلاف الثاني فإن العود فيه على ظاهره فإن قيل فلم عدى العود بفي ولم يعده بإلى فالجواب أنه ضمنه معنى الاستقرار وكأنه قال يستقر فيه ومثله قوله تعالى وما كان لنا أن نعود فيها تنبيه هذا الإسناد كله بصريون وأخرجه المصنف بعد ثلاثة أبواب من طريق شعبة عن قتادة عن أنس واستدل به على فضل من أكره على الكفر فترك البتة إلى أن قتل وأخرجه من هذا الوجه في الأدب في فضل الحب في الله ولفظه في هذه الرواية وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ انقذه الله منه وهي أبلغ من لفظ حديث الباب لأنه سوى فيه بين الامرين وهنا جعل الوقوع في نار الدنيا أولي من الكفر الذي انقذه الله بالخروج منه من نار الأخرى وكذا رواه مسلم من هذا الوجه وصرح النسائي في روايته والإسماعيلي بسماع قتادة له من أنس والله الموفق وأخرجه النسائي من طريق طلق بن حبيب عن أنس وزاد في الخصلة الثانية ذكر البغض في الله ولفظه وأن يحب في الله ويبغض في الله وقد تقدم للمصنف في ترجمته والحب في الله والبغض في الله من الإيمان وكأنه أشار بذلك إلى هذه الرواية والله أعلم " ().
قال السيوطي: قوله: " من يطع الله ورسوله فقد رشد بفتح الشين وكسرها ومن يعصهما فقد غوى غوى بفتح الواو وكسرها قال عياض والصواب الفتح وهو من الغي وهو الانهماك في الشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قال القرطبي ظاهره أنه انكر عليه جمع اسم الله تعالى واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضمير واحد ويعارضه ما رواه أبو داود من حديث بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه وفي حديث أنس ومن يعصهما فقد غوى وهما صحيحان ويعارضه أيضا قوله تعالى إن الله وملائكته يصلون على النبي فجمع بين ضمير اسم الله وملائكته ولهذه المعارضة صرف بعض القراء هذا الذم إلى أن هذا الخطيب وقف علي ومن يعصهما وهذا التأويل لم تساعده الرواية فإن الرواية الصحيحة أنه أتى باللفظين في مساق واحد وان آخر كلامه إنما هو فقد غوى ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه وعلمه صواب ما أخل به فقال قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى فظهر أن ذمه له إنما كان على الجمع بين الاسمين في الضمير وحينئذ يتوجه الاشكال ويتخلص عنه من أوجه أحدها أن المتكلم لا يدخل تحت خطاب نفسه إذا وجهه لغيره فقوله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت منصرف لغير النبي صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى وثانيها أن إنكاره صلى الله عليه وسلم على ذلك الخطيب يحتمل أن يكون كان هناك من يتوهم التسوية من جمعهما في الضمير الواحد فمنع ذلك من أجله وحيث عدم ذلك جاز الإطلاق وثالثها أن ذلك الجمع تشريف ولله تعالى أن يشرف من شاء بما شاء ويمنع من مثل ذلك الغير كما أقسم بكثير من المخلوقات ومنعنا من القسم بها فقال سبحانه وتعالى أن الله وملائكته يصلون على النبي ولذلك أذن لنبيه صلى الله عليه وسلم في إطلاق مثل ذلك ومنع منه الغير على لسان نبيه ورابعها أن العمل بخبر المنع أولى لأوجه لأنه تقييد قاعدة والخبر الاخر يحتمل الخصوص كما قررناه ولأن هذا الخبر ناقل والآخر مبقي على الأصل فكان الأول أولى ولأنه قول والثاني فعل فكان أولى قال النووي قال القاضي عياض وجماعة من العلماء انما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والايضاح واجتناب الإشارات والرموز فلهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم وأما قول الأولين فيضعف بأشياء منها أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث الصحيحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغيره من الأحاديث وإنما ثنى الضمير هذا لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكل ما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظها
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما يراد الاتعاظ بها ومما يؤيد هذا ما ثبت في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن بن مسعود قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه إلى أن قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر الا نفسه وقال الشيخ عز الدين من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجوز له الجمع في الضمير بينه وبين ربه تعالى وذلك ممتنع على غيره قال وإنما يمتنع من غيره دونه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقه التسوية بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك ().
قال الشوكاني: قوله ومن يعصهما فيه جواز التشريك بين ضمير الله تعالى ورسوله ? ويؤيد ذلك ما ثبت في الصحيح عنه ? بلفظ أن يكون الله تعالى ورسوله أحب إليه مما سواهما وما ثبت أيضا أنه ? أمر منادياً ينادي يوم خيبر إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية وأما ما في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي من حديث عدي بن حاتم أن خطيباً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله تعالى ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله تعالى ورسوله فقد غوى فمحمول على ما قال النووي من أن سبب الإنكار عليه أن الخطبة شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز قال ولهذا ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم عنه قال وإنما ثني الضمير في مثل قوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكل ما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظها وإنما يراد الاتعاظ بها ولكنه يرد عليه أنه قد وقع الجمع بين الضميرين منه ? في حديث الباب وهو وارد في الخطبة لا في تعليم الأحكام، وقال القاضي عياض وجماعة من العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنكر على الخطيب تشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم ما شاء فلان، ويرد على هذا ما قدمنا من جمعه صلى الله عليه وسلم بين ضمير الله وضميره ويمكن أن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنكر على ذلك الخطيب التشريك لأنه فهم منه اعتقاد التسوية فنبهه على خلاف معتقده وأمره بتقديم اسم الله تعالى على اسم رسوله ليعلم بذلك فساد ما اعتقده ().
قال العيني: " السؤال الثاني هو أنه لم يقل في الجزاء فهجرته إليهما وإن كان أخصر بل أتى بالظاهر فقال فهجرته إلى الله ورسوله وأجيب بأن ذلك من آدابه صلى الله عليه وسلم في تعظيم اسم الله عز وجل أن لا يجمع مع ضمير غيره كما قال للخطيب بئس خطيب القوم أنت حين قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وبين له وجه الإنكار فقال له قل ومن يعص الله ورسوله فإن قيل فقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الضمير وذلك فيما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد الحديث وفيه ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا قلت إنما كان إنكاره صلى الله عليه وسلم على الخطيب لأنه لم يكن عنده من المعرفة بتعظيم الله عز وجل ما كان عليه السلام يعلمه من عظمته وجلاله ولا كان له وقوف على دقائق الكلام فلذلك منعه والله أعلم ().
قال العراقي: " الفائدة الخمسون لم يقل في الجزاء فهجرته إليهما وإن كان أخصر بل أتى بالظاهر فقال فهجرته إلى الله ورسوله وذلك من آدابه صلى الله عليه وسلم في تعظيم اسم الله أن يجمع مع ضمير غيره كما قال للخطيب بئس خطيب القوم أنت حين قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وبين له وجه الإنكار فقال له قل ومن يعص الله ورسوله وهذا يدفع قول من قال إنما أنكر عليه وقوفه على قوله ومن يعصهما وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الضمير في موضع آخر فقال فيما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد الحديث وفيه من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا وظهر بهذا أن ترك جمعهما في ضمير واحد على وجه الأدب وأنه إنما أنكر على الخطيب ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيها على دقائق الكلام ولأنه قد لا يكون عنده من المعرفة بتعظيم الله تعالى ما يعلمه صلى الله عليه وسلم من عظمته وجلاله والله أعلم " ().
قال الشيخ صلاح البدير حفظه الله في الجمع بين الأحاديث المانعة والمبيحة: إن كان قصد بالتشريك في الضمير التسوية بين الخالق والمخلوق فهو كفر. وإن لم يقصد التسوية نظرنا فإن كان التشريك في الضمير يقتضي معنى فاسداً منع منه كإنكاره ? على الخطيب قوله: " ومن يعصهما فقد غوى " لأن الغواية حاصلة بعصيان أحدهما. وإن كان عدم التشريك في الضمير يقتضي معنى فاسداً منع منه وصرنا إلى التشريك كقوله ?: " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما لأن محبة الله فقط لا يتحقق بها الإيمان ومحبة الرسول ? فقط لا يتحقق بها الإيمان بل لا بد من اجتماع المحبتين، وإن كان التشريك لا يقتضي معنى فاسداً وعدم التشريك لا يقتضي معنى فاسداً أيضاً صار التشريك بذلك جائزاً.
ـــــــــــــــــــــــ
() أخرجه البخاري رقم (16) 1/ 14، ورقم (21) 1/ 16، ورقم (5694) 5/ 2246، ورقم (6542) 6/ 2546، ومسلم رقم (43) 1/ 66.
() أخرجه أبو داود رقم (1097) 1/ 287، ورقم (2119) 2/ 239، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (13608) 7/ 146، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود رقم (1097) 1/ 287، ورقم (2119) 2/ 239، وصححه في صحيح الكلم الطيب رقم (206) ص 159.
() أخرجه البخاري رقم (5208) 5/ 2103، ورقم (3962) 4/ 1538، ورقم (3963) 4/ 1539، ورقم (2829) 3/ 1090، ومسلم رقم (1802، 1940) 3/ 1540.
() أخرجه مسلم رقم (870) 2/ 594، وأبو داود رقم (1099) 1/ 288، والنسائي في السنن الكبرى رقم (5530) 3/ 322، وابن حبان رقم (2798) 7/ 37.
() الفصول المفيدة في الواو المزيدة لصلاح الدين العلائي ص91 - 96.
() شرح النووي على صحيح مسلم ج6/ص159 - 160.
() الديباج على مسلم للسيوطي 2/ 449.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/ 61 - 62.
() شرح السيوطي لسنن النسائي 6/ 90 - 92.
() نيل الأوطار للشوكاني 3/ 325 – 326.
() عمدة القاري شرح البخاري للعيني 1/ 27.
() طرح التثريب في شرح التقريب للعراقي 2/ 22.
ـ[عبد العزيز الرشيد]ــــــــ[12 - Feb-2010, مساء 03:07]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك(/)
قال الأمين: لم يُنزل من السماء إلى الأرض واعظا أكبر ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 10:19]ـ
قال العلامة محمد الأمين رحمه الله رحمة واسعة:
فقد أجمع العلماء على أن الله تعلى لم يُنزل من السماء إلى الأرض واعظا أكبر ولا أعظم من موعظة المراقبة والعلم، وهي أن يلاحظ الإنسان أن ربه جل وعلا رقيب عليه، عالم بكل ما يُخفي وما
يعلن.
وضرب العلماء لهذا الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم مثلاً يصير به المعقول كالمحسوس، قالوا: لو فرضنا ملكاً سفاكاً للدماء، قتّلاً للرجال، شديد البطش والنكال، وسيَّافُه قائم على رأسه، والنطع مبسوط، والسيف يقطر دماً، وحول ذلك الملك بناته وأزواجه، أيخطر في البال أن يهمَّ أحد من الحاضرين بريبة أو نيل حرام من بنات ذلك الملك وأزواجه وهو عالم به ناظر إليه؟ لا، وكلا، ولله المثل الأعلى، بل كل الحاضرين يكونون خائفين، خاضِعةً قلوبهم،خاشعة عيونهم، ساكنة جوارحهم، غايةُ أمانيهم السلامةُ، ولاشك – ولله المثل الأعلى – أن الله جل وعلا أعظم إطلاعاً وأوسع علماً من ذلك الملك، ولا شك أنه أعظم نكالا واشدّ بطشاً وأفظع عذابا، وحماه في أرضه محارمه، ولو علم أهل بلد أن أمير البلد يصبح عالما بكل ما فعلوه بالليل لباتوا خائفين وتركوا جميع المناكر خوفا منه.
الرحلة إلى إفريقيا (11)
رزقني الله وإياكم الخشية في السر واللعلن
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Apr-2007, صباحاً 12:37]ـ
رحم الله الشيخ محمداً الأمين
هذه من الكلمات المؤثرة التي قرأتها للشيخ
وكنت قرأتها في رسالة طبعت مستقلة قبل سنوات
ولا أدري أهي جزء من الرحلة أم لا
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 06:47]ـ
مرحبا بلأخ الكريم عبد الله
وفقه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه.
هذه محاضرة القيت في المسجد النبوي بطلب من ملك المغرب
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 07:21]ـ
آمين وإياكم
أذكر أنَّ عنوان الرسالة (الإسلام دينٌ كامل)
شكر الله لكم التذكير
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[18 - Apr-2007, صباحاً 02:36]ـ
رزقني الله وإياكم الخشية في السر والعلن
امين امين امين
ورحم الله الشيخ ورفع الله درجته
وبارك الله فيك اخي وزادك الله حرصا
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 06:08]ـ
رحمه الله .. كلمات مؤثرة فعلا .. رزقنا الله وإياكم الخشية منه ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 03:45]ـ
أخي أبا العباس
وفيك بارك الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 01:34]ـ
قال العلامة محمد الأمين رحمه الله رحمة واسعة:
فقد أجمع العلماء على أن الله تعلى لم يُنزل من السماء إلى الأرض واعظا أكبر ولا أعظم من موعظة المراقبة والعلم، وهي أن يلاحظ الإنسان أن ربه جل وعلا رقيب عليه، عالم بكل ما يُخفي وما
يعلن.وضرب العلماء لهذا الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم مثلاً يصير به المعقول كالمحسوس، قالوا: لو فرضنا ملكاً سفاكاً للدماء، قتّلاً للرجال، شديد البطش والنكال، وسيَّافُه قائم على رأسه، والنطع مبسوط، والسيف يقطر دماً، وحول ذلك الملك بناته وأزواجه، أيخطر في البال أن يهمَّ أحد من الحاضرين بريبة أو نيل حرام من بنات ذلك الملك وأزواجه وهو عالم به ناظر إليه؟ لا، وكلا، ولله المثل الأعلى، بل كل الحاضرين يكونون خائفين، خاضِعةً قلوبهم،خاشعة عيونهم، ساكنة جوارحهم، غايةُ أمانيهم السلامةُ، ولاشك – ولله المثل الأعلى – أن الله جل وعلا أعظم إطلاعاً وأوسع علماً من ذلك الملك، ولا شك أنه أعظم نكالا واشدّ بطشاً وأفظع عذابا، وحماه في أرضه محارمه، ولو علم أهل بلد أن أمير البلد يصبح عالما بكل ما فعلوه بالليل لباتوا خائفين وتركوا جميع المناكر خوفا منه.
الرحلة إلى إفريقيا (11)
رزقني الله وإياكم الخشية في السر واللعلن
يرفع للفائدة
جزى الله خيراً أخانا محمداً آل عامر
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 07:10]ـ
فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 12:13]ـ
جزاك الله أخي
اللهم إنا نسألك خشيتك في السر والعلانية
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 01:01]ـ
كلام الشيخ ـ رحمه الله ـ موجود في أوائل تفسيره لسورة هود،فقد قرأته في وقت مضى، عند تفسيره لقوله تعالى: (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 02:04]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل والأخ العزيز محمد آل عامر، نعم الرجل صاحب الفضل والسبق، صاحب الطيبات فكم أكرمنا بالطيبات من الفوائد والحكم، فجزاك الله خيراً وأحسن إليك، ومن أنهار الجنة سقاك، ولا من فضله حرمك ولا منعك ولا أرجاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلب طيب]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 07:28]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.(/)
كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك؟!
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 10:29]ـ
كيف يكون قلبك إذا اجتمع الناس حولك؟!
د. علي الصياح
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنُ يُوسف الأَصْبَهَانِيّ (1) لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ (2): «حَدِّثِ النَّاسَ وَعَلِّمهُم، وَلكن انظرْ إِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَكَ كَيْفَ يَكُونُ قَلْبكَ؟» (3).
وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كنتُ أجلسُ يومَ الجُمُعة في مَسْجِدِ الْجَامِعِ، فيجلس إليَّ النَّاس؛ فإذا كَانوا كثيراً فَرحتُ، وإذا قَلُّوا حَزنتُ، فسألتُ بشرَ بنَ منصور (4)، فَقَالَ: هَذا مجلسُ سوء لا تعدْ إليه، قَالَ: فَمَا عُدتُ إليهِ.
وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يوماً ـ وقام من المجلس وتبعه الناس ـ فَقَالَ: يَا قومِ! لا تطؤوا عَقبي، ولا تمشوا خَلْفي، وَوَقَفَ فَقَالَ: حَدّثَنا أبو الأشهب عَن الحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بنُ الخطّاب: إنَّ خَفْقَ النّعالِ خَلْفَ الأحمق قلَّ مَا يبقي مِنْ دِينهِ (5).
وقال عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ـ رضي الله عنه ـ: «أَخِّرُوا عَلَيَّ خَفْقَ نِعَالِكُمْ؛ فإنها مُفْسدةٌ لِقُلُوبِ نَوْكَى (6) الرِّجَال» (7).
إنَّ المُسْلمَ ـ وَخَاصةً العالِم المُرَبّي، والدّاعية ـ لأنَّهُما عُرْضةٌ لخَفْق النّعالِ خَلْفَهُما أكثر مِنْ غَيرهِما ـ بحاجةٍ مُلحة لتفقد قلبه وما يَرِدُ عَليهِ مِنْ خَطَرات وأفكار وهواجس؛ فالقلبُ إنَّما سُمي قلباً لكثرة تقلبه ِ.
والمُسْلمُ الفطن لدينه يستشعرُ قَوْلَهُ - تعالى -: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24] إنَّ هذه الآية تستوجب اليقظة الدائمة، والحذر الدائم، والاحتياط الدائم؛ اليقظة لخلجات القلب، والحذر من كل هاجسة فيه وكل ميل مخافةَ أن يكون انزلاقاً، والاحتياط الدائم للمزالق والهواتف والهواجس.
كما تستوجب التعلق الدائم بالله - سبحانه - مخافة أنْ يقلّب هذا القلب في سهوة من سهواته.
إنَّ هذه الآية تهز القلب حقاً، ويجد لها المؤمن رجفة في نفسه حين يخلو إليها لحظات ناظراً إلى قلبه الذي بين جنبيه، وهو في قبضة الواحد القهار، وهو لا يملك من تصريف قلبه شيئاً، وإن كان يحمله بين جنبيه.
وقد كَانَ أكثر حَلف النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: لا، ومقلب القلوب.
قالَ البخاريُّ في صَحيحهِ (8): بَاب مُقَلِّبِ الْقُلُوبِ وَقَوْلِ اللَّهِ - تعالى -: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} [الأنعام: 110]، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عُمر قَالَ: «أَكْثَرُ مَا كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَحْلِفُ: لا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ».
وعَنْ أَنَس بنِ مَالك قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ؛ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ! إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ ـ - عز وجل - ـ يُقَلِّبُهَا» (9).
فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر من ذلك وهو سيّد الخلق؛ فكيف بالناس وهم غير مرسلين ولا معصومين؟!
ولذا كان مِنْ دعاء الراسخين في العلم: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8].
وقد تفاوت الفضلاء في العناية بهذا الجانب ـ أعني ملاحظة القلب وما يَرِدُ عليه ـ:
1 - فصنفٌ لا يلتفت لهذا أصلاً، وكأنه في مأمنٍ من هذه الخطرات والواردات، بل ربما عدَّ الخوف من هذا والعناية به ضرباً من الوسوسة والتنطع.
وهذا التصور فيهِ غفلةٌ عن نصوص الكتاب والسنة التي تبين أهمية القلب، وأنَّ عليه مدارَ القولِ والعمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحَدِيث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» (10).
وأدلُّ شيءٍ عَلَى أهميةِ العنايةِ بالقلب وأحوالهِ قولُه - صلى الله عليه وسلم -: «أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ» (11).
وفي الأثرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «الْقَلْبُ مَلِكٌ، وَلَهُ جُنودٌ؛ فَإذا صَلَحَ المَلِكُ صَلَحَتْ جُنُودُهُ، وإذا فَسَدَ المَلِكُ فَسَدَتْ جُنُودُهُ» (12).
كمَا أنَّهُ فيهِ غفلةٌ عن سير الصحابة والتابعين والعلماء المحققين الذين كانت لهم عناية عظيمة بجانب الإخلاص والصدق والخوف من الرياء والنفاق.
قال البُخاريُّ في صَحيحهِ (13): بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لا يَشْعُرُ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا، وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ. وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ: مَا خَافَهُ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا أَمِنَهُ إِلا مُنَافِقٌ، وَمَا يُحْذَرُ مِنْ الإِصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ وَالْعِصْيَانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ لِقَوْلِ اللَّهِ ـ - تعالى - ـ: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. [آل عمران: 135].
قال ابنُ رَجَب: «كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق، ويشتد قلقهم وجزعهم منه، فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر، ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر. كما تقدم أنَّ دسائس السوء الخلفية توجب سوء الخاتمة» (14).
وتجد عند بعض هذا الصنف من الجرأة في إظهار النفس، وحب الشهرة ما يعجب منه الناظر، وقد قالَ إبراهيمُ بنُ أدهم: «مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ أحبَّ الشهرة» (15):
- فمنهم من يسجل تلاوته ليُعرف (16).
- ومنهم من يكتب ويؤلف ليشتهر.
- وربما يحزن هذا الصنف إذا رأى فلاناً يحضر عنده المئات والألوف من النّاس، وهو لا يحضر عنده إلاّ عددٌ قليل، وربما وَقَعَ في الحسد المحرم، ورُبّما استعدى عليه الولاة كما وقع ذلك من خصوم شيخ الإسلام ابنِ تيمية.
قال الشيخُ بكر أبو زيد مبيناً ذلك: «ولمَّا بلغ - رحمه الله - الثانية والثلاثين من عمره وبعد عودته من حجته، بدأ تعرضه ـ - رحمه الله - ـ لأخبئة السجون، وبلايا الاعتقال، والترسيم عليه ـ الإقامة الجبرية ـ خلال أربعة وثلاثين عاماً، ابتداء من عام 693هـ إلى يوم وفاته في سجن القلعة بدمشق يوم الاثنين 20/ 11/728هـ، وكان سجنه سبع مرات: أربع مرات بالقاهرة وبالإسكندرية، وثلاث مرات بدمشق، وجميعها نحو خمس سنين، وجميعها كذلك باستعداء السلطة عليه من خصومه الذين نابذ ما هم عليه في الاعتقاد والسلوك والتمذهب عسى أنْ يفتر عنهم، وأنْ يُقصر لسانه وقلمه عمَّا هم عليه، لكنه لا يرجع» (17).
- وهذا المُعجب لا يقنع بأن يكونَ عضواً في لجنة، بل لا بدَّ أن يكون رئيساً يُرجع إليه في هذه اللجنة.
فليتنبه الدعاة الفضلاء الذين يتنافسون على رئاسة المراكز الإسلامية لهذا المدخل على قلوبهم، والذي ربما كان على حساب دينهم وقلوبهم، وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ إبراهيم الكَرْجيّ (18)، يَقولُ لسبط أخيهِ ـ والنّاس ينتابون بابه على طبقاتهم لسؤدده ـ: يا أسفي على ابن أبي القاسم! سَالَ بهِ السيلُ أينَ هُوَ ـ والحالة هذه ـ مِنْ دِينهِ؟ وكان يقولُ إذا خلا بهِ: يا بنيَّ! عليك بدينك؛ فإن خَفْقَ النّعالِ خَلْفَ الإنسان وعلى بَابِ دَارهِ مَعَاول تهدم دينه وعقله (19).
- ورأيه هو الصواب المعتمد، ورأي غيره خطأ دائماً.
- وأيّ كتابٍ أوْ مَقال يُعْرضُ عليه: ضعيف.
- وأي محاضرة: هزيلة.
- وأيّ عالمٍ أو طالبِ علمٍ أو داعيةٍ: منهجه كيتَ وكيت .. ، عنده قصور في كذا وكذا .. مِنْ غيرِ عَدلٍ ولا نَصَفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو لا يبقي ولا يذر.
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ إيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وعنده رَجلٌ، تخوَّفتُ إنْ قمتُ مِنْ عنده أنْ يَقَعَ فيَّ، قَالَ: فَجَلَستُ حَتى قَام َ؛ فَلمَّا قَامَ ذَكرتُهُ لإيَاس قَالَ: فَجَعَلَ يَنْظر في وَجهي، وَلا يقولُ لي شيئاً حَتى فَرغتُ، فَقَالَ لي: أغزوتَ الدَّيْلمَ؟ قُلتُ: لا، قَالَ: فغزوتَ السِّند؟ قُلتُ: لا، قَالَ: فغزوتَ الهند؟ قُلتُ: لا، قَالَ: فغزوتَ الرُّوم؟ قُلتُ: لا، قَالَ: يَسْلمُ مِنْكَ الدَّيلم والسِّند والهند والرُّوم، وَلَيسَ يَسْلمُ مِنْكَ أَخُوكَ هذَا؟!! قَالَ: فلمْ يَعُدْ سُفْيَانُ إلى ذاكَ» (20).
2 - وصنفٌ بالغَ في الحذر والتحري حتى وصل به الأمر إلى ترك بعض العبادات والعمل، وربما حصل لهذا الصنف نوعٌ من الوسوسة، وقد قال بعضُ العلماء: الوسوسة إنما تحصل للعبد من جهل بالشرع أو خبل في العقل، وكلاهما من أعظم النقائص والعيوب.
قال ابنُ رَجَب: «والقدرُ الواجبُ مِن الخَوفِ مَا حَمَلَ عَلَى أداءِ الفَرائضِ وَاجتنابِ المَحَارمِ؛ فَإنْ زَادَ عَلَى ذَلكَ بحيث صَارَ بَاعِثاً للنّفوسِ عَلَى التشميرِ في نوافل الطاعاتِ وَالانكفافِ عَنْ دقائق المكروهاتِ وَالتبسطِ في فُضولِ المُبَاحاتِ كَانَ ذَلكَ فَضْلاً مَحْموداً، فَإنْ تَزايدَ عَلَى ذَلكَ بأنْ أورثَ مَرَضاً أوْ مَوتاً أوْ هَمّاً لازماً بحيث يَقْطعُ عَنْ السّعي في اكتسابِ الفضائلِ المطلوبةِ المحبوبةِ لله ـ - عز وجل - ـ لم يكنْ مَحْموداً ... ، والمقصودُ الأصلي هُوَ طاعةُ الله ـ - عز وجل - ـ وَفعل مراضيه ومحبوباته، وترك مناهيه ومكروهاته، وَلا نُنكر أنَّ خشيةَ اللهِ وَهيبته وعظمته في الصدور وإجلاله مقصودٌ أيضاً، ولكن القدر النافع من ذلكَ مَا كَانَ عوناً عَلى التقرب إلى الله بفعل ما يحبه، وترك ما يكرههُ، وَمَتى صَارَ الخوفُ مانعاً مِنْ ذلكَ وقاطعاً عنه فَقد انعكس المقصود منه، وَلكنْ إذَا حَصَلَ ذَلكَ عَنْ غَلَبة كَانَ صاحبه مَعْذوراً» (21).
3 - وصنفٌ توسط واعتدل فلم يُغِفل هذا الجانب، وكذلك لم يبالغ في الحذر، بل يعملْ ويدعُ، ويتحرز من تقلُّب القلب؛ فهو دائماً يدعو: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.
وَمِنْ عَلاَمةِ هذا الصنف أنَّه لا يبالي إذا ظَهَرَ الحق والخير على لسان مَنْ كان.
قال الإمام الشافعي: «ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفَّقَ ويُسدَّد ويُعان، وما كلمت أحداً قط إلا ولم أبالِ بَيّنَ الله الحق على لساني أو لسانه» (22)، وقال أيضاً: «ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطئ».
فأسأل الله - تعالى - مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ أنْ يثبتَ قَلْبِي وَقَلْبَكَ عَلَى دينهِ، وأنْ لا يزيغه عَنْ سبيل الهدى والإيمان بعد أنْ هداه.
----------------------------------------
(1) من عُبّاد أهل البصرة وقرائها، يروي الرقائق، ويروى عنه في الورع الحكايات الكثيرة، وكان ابن المبارك يسميه عروس الزّهاد، قال الذهبيُّ: «الزاهد العابد القدوة .. عروس الزّهاد»، قال ابنُ مَهْدِيّ: كَتَبَ أخو مُحَمَّدُ بنُ يُوسف إلى أخيه يشكو إليه جور العمّال، فكتب إليه مُحَمَّدُ: يا أخي! بَلَغني كِتابك، وإنه ليسَ ينبغي لمن عَمِلَ بالمعصيةِ أنْ ينكرَ العقوبة، وما أرَى ما أنتم فيه إلا من شؤم الذنوب. الثقات لابن حبان (9/ 74)، طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 24)، حلية الأولياء (8/ 225)، سير أعلام النبلاء (9/ 125).
(2) هو: أبو سعيد البصري ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال، والحديث قال ابن المديني: ما رأيت أعلم منه، مات سنة ثمان وتسعين ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. تقريب التهذيب (ص 351).
(3) حلية الأولياء (8/ 234).
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) هو: السليمي ـ بفتح المهملة وبعد اللام تحتانية ـ أبو محمد الأزدي، من خيار أهل البصرة وعُبَّادهم، قال الذهبيُّ: «الإمام المحدث الرباني القدوة .. »، قال غسان بن الفضل: كان بشر بن منصور من الذين إذا رؤوا ذُكِرَ الله، وإذا رأيت وجهه ذكرت الآخرة؛ رجل منبسط ليس بمتماوت، ذكي فقيه. وقال أسيد بن جعفر: بشر بن منصور ما فاتته التكبيرة الأولى قط، ولا رأيته قام في مسجدنا سائل قط فلم يُعطَ شيئاً إلا أعطاه، مات سنة ثمانين ومائة. الثقات لابن حبان (8/ 140)، حلية الأولياء (6/ 240)، سير أعلام النبلاء (8/ 359).
(5) حلية الأولياء (9/ 12)، شعب الإيمان (2/ 310).
(6) النُّوكُ: بالضم: الحُمْق؛ والأَنْوَك: الأحمق، وجمعه نَوْكَى.
قال الشاعرُ:
ودَاءُ الجِسْمِ مُلْتَمِسٌ شِفاءً وداءُ النُّوكِ ليسَ له دَواءُ
لسان العرب (10/ 501)، وانظر: القاموس (ص1234).
(7) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/ 548)، الدارمي في سننه (1/ 144)، المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (ص 319).
(8) (6/ 2691رقم 6956).
(9) أخرجه: الترمذي (2140)، وأحمد بن حنبل في المسند (3/ 112) وغيرهما.
قال الترمذيّ: «وَفِي الْبَاب عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَائِشَةَ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ الأعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَحَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ أَصَحُّ». وإسنادهُ قويّ، وللحديث شواهد تقويه.
(10) أخرجه: مسلم في صحيحه (4/ 1987رقم 2564).
(11) أخرجه: البخاري في صحيحه (1/ 28رقم 52)، ومسلم في صحيحه (3/ 1219رقم 1599) من حديث النُّعْمَان بْنِ بَشِيرٍ.
(12) أخرجه: معْمَر في جامعه ـ ضمن مصنف عبد الرزاق ـ (11/ 221رقم 20375)، والبيهقيّ في شعب الإيمان (1/ 133)، وإسنادهُ جيّد.
(13) (1/ 26).
(14) جامع العلوم والحكم (1/ 58).
(15) التاريخ الكبير للبخاريّ (4/ 363).
(16) نعم! ربما يكون هناك من يكون مقصده صحيحاً سليماً فيريد نفع الناس، ورفع الجهل، وهذا مأجور على نيته، ولكن مع ذلك عليه دوام المراقبة لقلبه ونواياه.
(17) الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيميّة (ص 28).
(18) هو: أبو بكر العجلي الكرجي القَزوينيّ، قَالَ عبدُ الكريم القَزوينيّ: «شيخٌ مُعمّر، موصوفٌ بالعلمِ والورع، وفي بيته أئمة مقدمون، وإليهم إمامة لجامع العتيق بقزوين». التدوين في أخبار قزوين (1/ 148).
(19) التدوين في أخبار قزوين (1/ 149).
(20) شعب الإيمان (5/ 314)، تاريخ مدينة دمشق (10/ 18).
قلتُ: وهذا أسلوبٌ تربويٌّ عميق ولطيفٌ، ولكَ أنْ تتصور ـ أخي الكريم ـ حالنا لو فعلنا كما فعل إياس عند مَنْ جعَلَ أعراض الناس فاكهةً له، هل تراه يعود؟!.
(21) التخويف من النار (ص: 20).
(22) آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم (ص 326)، حلية الأولياء (9/ 118)، والفقيه والمتفقه (2/ 26).
أفدتها من الشيخ الكريم / طلال العولقي حفظه الله.
-
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 11:43]ـ
موعظة بليغة، جزى الله الكاتب والناقل خيرا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Apr-2007, صباحاً 12:23]ـ
قال الإمام الشافعي: «ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفَّقَ ويُسدَّد ويُعان، وما كلمت أحداً قط إلا ولم أبالِ بَيّنَ الله الحق على لساني أو لسانه» (22)، وقال أيضاً: «ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطئ».
أسأل الله أن يوفقنا لهذه المنزلة
بارك الله فيك أبا محمد وفي أخينا طلال وفي الشيخ علي
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 06:48]ـ
نعم والله ما أحوجنا جميعا لهذه الكلمات
فالنفس ضعيفة إذا لم تقيد بقيد الإخلاص
وعصيان النفس ...
هلك صاحبها
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - Apr-2007, صباحاً 11:07]ـ
المشايخ الفضلاء /
نداء الأقصى
الحمادي
آل عامر
جزاكم الله خيرا.
أسأل الله أن يصلح القلوب.
قال أبوحامد الغزالي في:
(إحياء علوم الدين)
كتاب ذم الجاه والرياء:
- وعن أبي العالية أنه كان إذا جلس إليه أكثر من ثلاثة قام.
- ورأى طلحة قوما معه نحوا من عشرة فقال: ذباب طمع، وفراش نار.
- وقال سليم بن حنظلة: بينا نحن حول أبي بن كعب نمشي خلفه إذ رآه عمر فعلاه بالدرة.
فقال: انظر يا أمير المؤمنين ما تصنع؟.
فقال: إن هذه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع.
- وعن الحسن قال: خرج ابن مسعود رضي الله عنه يوما من منزله فاتبعه ناس؛ فالتفت إليهم فقال: علام تتبعوني؟!، فوالله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما اتبعني منكم رجلان.
- وقال الحسن: إن خفق النعال حول الرجال قلما تلبث عليه قلوب الحمقى.
- وخرج الحسن ذات يوم فاتبعه قوم فقال: هل لكم من حاجة؟، وإلا فما عسى أن يبقى هذا من قلب المؤمن.
- وروي أن رجلا صحب ابن محيريز في سفر فلما فارقه قال: أوصني فقال إن استطعت أن تعرف ولا تعرف، وتمشي ولا يمشى إليك، وتسأل ولا تسئل فافعل.
- وخرج أيوب في سفر فشيعه ناس كثيرون فقال: لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 11:40]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[عبدالله الإماراتي]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 09:04]ـ
بارك الله فيكم ونفع الله بكم
موضوع جميل
جعله الله في ميزان حسناتك
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 01:08]ـ
الله المستعان نحتاج مثل هذه المواضيع حاجة العطشان المنقطع إلى الماء العذب
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 02:40]ـ
يعجبني جداً ما تخطه أنامل هذا الشيخ المسدد د. علي الصياح
وفقه الله وزاده من فضله.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 05:39]ـ
كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته فإذا شَعَرَ بأحدٍ قطع صلاة النافلة ونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول: هذا لا يفتر من النوم؟! غالب وقته على فراشه نائم؟! وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم.
وجاء رجل يقال له حمزة بن دهقان لبشر الحافي العابد الزاهد المعروف، فقال أحب أن أخلوا معك يوماً، فقال: لا بأس تُحدد يوماً لذلك، يقول فدخلت عليه يوماً دون أن يشعر فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده " اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل – يقصد بالذل عدم الشهرة - أحب إلي من الشرف .. اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إليَّ من الغنى .. اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أُوثر على حبك شيئاً " يقول فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء، فقال: " اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن هذا هنا لم أتكلم ".
كان الإمام أحمد يقول: " أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف، قد بُليتُ بالشهرة، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً ".
ويقول حمَّاد بن زيد: " كنا إذا ممرنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلّم؛ ردّوا رداً شديداً، فكان يرى ذلك نقمة ويكتئب لذلك ".
وخرج أيوب السخيتاني مرة في سفر فتبعه أناس كثيرٌ، فقال: " لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل ".
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي إذا خرج في يوم الجمعة لا يدع أحداً يتبعه، وربما وقف حتى ينصرف الذي يتبعه.
يقول محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في أسفاره: كنا ذات ليلة ونحن في غزو الروم، فذهب عبدالله بن المبارك ليضع رأسه ليريني أنه ينام، يقول فوضعت رأسي على الرمح لأريه أني أنام كذلك، قال: فظن أني قد نمت، فقام فأخذ في صلاته، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمُقُه، فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم، وقال: يا محمد، فقلتُ: إني لم أنم، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يُكلمني ولا ينبسط إليّ في شيء من غزاته كلها، كأنه لم يعجبه ذلك مني لِمَا فطنت له من العمل، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات، ولم أر رجلاً أسرَّ بالخير منه.
قال سهل بن عبدالله التستري: " ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ".(/)
تنبيه على كلام الشيخ ابن عثيمين حول رأي ابن القيم في حد الخمر.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 10:54]ـ
تنبيه على كلام الشيخ ابن عثيمين حول رأي ابن القيم في حد الخمر.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد قال الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في الشرح الممتع (14/ 295) في معرض كلامه عن اختلاف العلماء هل عقوبة شارب المسكر حدية أم تعزير: وهذا هو الراجح عندي – أي أنها تعزير – وهو ظاهر كلام ابن القيم في إعلام الموقعين، وهو أنه تعزير لكن لا ينقص عن أقل تقدير وردت به السنة، وأما الزيادة فلا حرج في الزيادة إذا رأى الحاكم المصلحة في ذلك.
قلت: بل ظاهر كلام ابن القيم في الإعلام خلاف هذا، حيث قال: ومن تأمل الأحاديث رآها تدل على أن الأربعين حد، والأربعون الزائدة عليها تعزير، وقد اتفق الصحابة على ذلك.
فقد حكى الإجماع على أن الأربعين عقوبة حدية مقدرة؛ وهذا ما فهمه الشيخ العلامة بكر أبو زيد – حفظه الله – في كتابه (الحدود والتعزيرات عند ابن القيم) (ص 292) ونقل عن جماعة من أهل العلم إجماع العلماء على أنها حدية.
وقال ابن القيم في الطرق الحكمية (1/ 36): ... ولذلك زاد عمر – رضي الله عنه – في الحد أربعين ... .
فالمفهوم – إذن – من كلام ابن القيم – رحمه الله – خلاف ما قرره الشيخ – رحمه الله – في شرحه.
تنبيه: لم أضع هذا الموضوع لنقاش هل عقوبة شارب المسكر حدية أم لا؟ وما صحة الإجماع في ذلك من عدمه؟
للفائدة: راجع التعليق على السياسة الشرعية (ص 305 مدار الوطن).
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Apr-2007, صباحاً 06:19]ـ
[ CENTER]
وهو أنه تعزير لكن لا ينقص عن أقل تقدير وردت به السنة، وأما الزيادة فلا حرج في الزيادة إذا رأى الحاكم المصلحة في ذلك.
بارك الله فيكم أخي الغالي
يبدو لي أنَّ الشيخ ابنَ عثيمين مصيبٌ فيما نقله عن ابن القيم، وأنَّ الأربعين حدٌ، وما زاد عليها تعزير
حيث ذكر الشيخ أنَّ الراجح عنده أنها تعزير وأنَّ هذا هو رأي ابن القيم في الإعلام وهو:
(أنه تعزير لكن لا ينقص عن أقل تقدير وردت به السنة ... ) ويبدو من هذا أنَّ أقلَّ ما وردت به السنة حدٌ، حيث لم يُجِز النقصان عن أقلِّ ما وردت به السنة
والشرح الممتع ليس عندي، لكن هذا ما أفهمه مما نقلتموه وفقكم الله
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 05:45]ـ
جزاك الله خيراً؛
لكن الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ينازع في كون هذا حداً! واستدل بعدة أدلة مبثوثة في الشرح الممتع وتعليقه على السياسة الشرعية،
فهو لا يسمي الأربعين حداً؛ بل تعزير لا يجوز أن ينقص عنه.
بخلاف كلام ابن القيم - رحمه الله - فهو واضح في تسمية الأربعين حداً.
والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 07:36]ـ
وجزاك ربي خيراً
رجعت إلى تعليق الشيخ محمد على السياسة الشرعية فوجدته ينص على أنَّ عقوبة شارب الخمر تعزير وليست حداً
وكلامه هناك ظاهر غاية الظهور
وهذا يؤكد صحة ما ذكرتَ وفقك الله ونفع بك
وأما كلامه المنقول في أول مشاركة ففيه احتمال قوي لكون أصل العقوبة حداً وما زاد فتعزير
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 09:20]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
وهذا يؤكذ أن الأقوال الفقهية يجب الرجوع فيها إلى أصحاب كل قول،
كما أن الإنسان يود لو كان هناك توثيقاً للنقول والمذاهب كما كان في الطبعة الأولى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 09:54]ـ
كما أن الإنسان يود لو كان هناك توثيقاً للنقول والمذاهب كما كان في الطبعة الأولى.
من أكبر عيوب كتب الشيخ الأخيرة (1) عدم توثيق النقول، وتصويب ما ذكر؛ فالشيخ كان يشرح درسا، والمتكلم من حفظه ينسى ويزيد وينقص ويهم ووو.
فإن لم يكن للمخرجين جهد في إصلاح ما يطرأ على المتكلم من أمور، أو بيانه = ثبت الخطأ وأشتهر.
وانظر ـ مثلا ـ:
في هذا المجلد 14/ 13 قصة جحدر بن مالك التي ذكرها الشيخ من حفظه وذكر أنها مذكورة في حواشي مغني اللبيب! وقارن السياق المذكور في الكتاب وسياقها في كتب التاريخ كتاريخ دمشق 12/ 148وغيره.
-----------
(1) وإن كان قد سلم منها القليل.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 06:09]ـ
من أكبر عيوب كتب الشيخ الأخيرة (1) عدم توثيق النقول، وتصويب ما ذكر؛ فالشيخ كان يشرح درسا، والمتكلم من حفظه ينسى ويزيد وينقص ويهم ووو.
فإن لم يكن للمخرجين جهد في إصلاح ما يطرأ على المتكلم من أمور، أو بيانه = ثبت الخطأ وأشتهر.
وانظر ـ مثلا ـ:
في هذا المجلد 14/ 13 قصة جحدر بن مالك التي ذكرها الشيخ من حفظه وذكر أنها مذكورة في حواشي مغني اللبيب! وقارن السياق المذكور في الكتاب وسياقها في كتب التاريخ كتاريخ دمشق 12/ 148وغيره.
-----------
(1) وإن كان قد سلم منها القليل.
جزاك الله خيراً،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 12:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 01:08]ـ
في هذا المجلد 14/ 13 قصة جحدر بن مالك التي ذكرها الشيخ من حفظه وذكر أنها مذكورة في حواشي مغني اللبيب! وقارن السياق المذكور في الكتاب وسياقها في كتب التاريخ كتاريخ دمشق 12/ 148وغيره.
-----------
(1) وإن كان قد سلم منها القليل.
جزاك الله خيرا
لكن ياشيخ حبذا لو بينت اسم الكتاب الذي نقلت منه قصة جحدر الذي قلت: بأنه في هذا المجلد 14/ 13
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 01:13]ـ
نسيت الدعاء لصاحب الموضوع الشيخ المزروع
فأقول له
جزاك الله خيرا
و بارك الله فيك ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 02:29]ـ
حبذا لو بينت اسم الكتاب الذي نقلت منه قصة جحدر الذي قلت: بأنه في هذا المجلد 14/ 13
بارك الله فيك قلت: وانظر ـ مثلا ـ:
في هذا المجلد 14/ 13 قصة جحدر بن مالك التي ذكرها الشيخ من حفظه وذكر أنها مذكورة في حواشي مغني اللبيب!
أي هذا المجلد الذي نقل منه الشيخ عبد الله هذه المسألة من الشرح الممتع
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 02:42]ـ
بارك الله فيك قلت:
أي هذا المجلد الذي نقل منه الشيخ عبد الله هذه المسألة من الشرح الممتع
جزاك الله خيرا
إذا ليست هي الطبعة التي حققها د/ أبالخيل ود/ المشيقح
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 05:25]ـ
المشايخ الكرام / بارك الله فيكم، ونفع بكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 02:23]ـ
من أكبر عيوب كتب الشيخ الأخيرة (1) عدم توثيق النقول، وتصويب ما ذكر؛ فالشيخ كان يشرح درسا، والمتكلم من حفظه ينسى ويزيد وينقص ويهم ووو.
فإن لم يكن للمخرجين جهد في إصلاح ما يطرأ على المتكلم من أمور، أو بيانه = ثبت الخطأ وأشتهر.
وانظر ـ مثلا ـ:
في هذا المجلد 14/ 13 قصة جحدر بن مالك التي ذكرها الشيخ من حفظه وذكر أنها مذكورة في حواشي مغني اللبيب! وقارن السياق المذكور في الكتاب وسياقها في كتب التاريخ كتاريخ دمشق 12/ 148وغيره.
جزاكم الله خير
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 05:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الشيخ أنه ظاهر كلام ابن القيم في أعلام الموقعين حيث قال ابن القيم وأما الجناية على العقول بالسكر فكانت مفسدتها لا تتعدى السكران غالبا ولهذا لم يحرم السكر في أول الإسلام كما حرمت الفواحش والظلم والعدوان في كل ملة وعلى كل نبي وكانت عقوبة هذه الجناية غير مقدرة من الشارع بل ضرب فيها بالأيدي والنعال وأطراف الثياب والجريد وضرب فيها أربعين فلما استخف الناس بأمرها وتتابعوا في ارتكابها غلظها الخليفة الراشد عمر الذي أمرنا باتباع سنته وسنته من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلها ثمانين بالسوط ونفى فيها وحلق الرأس وهذا كله من فقه السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الشارب في المرة الرابعة ولم ينسخ ذلك ولم يجعله حدا" لابد منه فهو عقوبة ترجع إلى اجتهاد الإمام في المصلحة فزيادة أربعين والنفي والحلق أسهل من القتل.(/)
صح النوم يا مصر
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 09:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صح النوم يا مصر
للشيخ / محمد حسين يعقوب حفظه الله
من أجمل ما سمعت في نقد الحياة - الإنفلاتية - والتغريب الذي يعثو في الأمة الفساد وفيه رد على كثير من شبه الشهوانيين من العلمانيين والتغربيين.
: للحفظ:
http://media.islamway.com/lessons/yaqoob//wakeupegypt.rm
: أو:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4983
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 10:15]ـ
جزاك الله خيرً
نعم والله خلت كثير من بيوت المسلمين من القيم الحقيقي ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 12:39]ـ
حياك الله أخي آل عامر , ونسال الله ان يحفظ بيوت المسلمين.(/)
فوائد: من كلام شيخنا الشيخ: محمد علي آدم الأثيوبي
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 11:03]ـ
فائدة:
تَعَلَّمَنْ يَا فَتَى وَغُصْنُكَ لَيِّنٌ ****** وَذِهْنُكَ سَابِحٌ وَطَبْعُكَ قَابِلُ
فَحَسْبُكَ مِنْ فَخْرٍ وَمَجْدٍ وَسُودَدٍ ... سُكُوتُ الْمُجَالِسِينَ إِذْ أَنْتَ قَائِلُ
فائدة: في الفرق بين " سَرَى "، و " أَسْرَى " و " سار ":
سَرَى وَ أَسْرَى وَاحِدٌ لَدَى أَبِي ****** عُبَيْدَةٍ وَاللَّيْثُ فَرْقًا يَجْتَبِي
لآخِرِ اللَّيْلِ سَرَى وَ أَسْرَى ******** لأَوَّلِ اللَّيْلِ وَسَارَ سَيْرا
قَدْ خَصَّ بِالنَّهَارِ لَيْسَ مِنْ سَرَى ***** مُنْقَلِبًا فَاسْلُكْ سَبِيلَ الْبُصَرَا
فائدة: في ضبط " البضعة":
وَالْبَضْعَةُ الْجُزْءُ بِفَتْحٍ أَفْصَحُ ****** مِنْ ضَمٍّ اوْ كَسْرٍ فَخُذْهُ تَرْجَحُ
فائدة: في ضبط " قدوة ":
وَقُِدْوَةٌ مُثَلَّثًا لِلْمُقْتَدَى ****** بِهِ وَ بِالْفَتْحِ فَقَطْ لِلاقْتِدَا
فائدة: في ضبط " الشجاع ":
وَثَلِّثِ الشُّجَاعَ أَوْ كَالْكَتِفِ ****** عِنَبَةٍ أَحْمَدَ بِالأَمِيرِ فِ (*)
فائدة: في معاني المولى:
وَيُطْلَقُ الْمَوْلَى عَلَى مَعَانِ ****** قَرَّبْتُهَا بِالنَّظْمِ لِلْمُعَانِي
الْمَالِكُ الْعَبْدُ وَمُعْتِقٌ أَتَى ****** بِكَسْرِ تَائِهِ وَفَتْحٌ ثَبَتَا
وَالصَّاحِبُ الْقَرِيبُ وَابْنُ الْعَمِّ ****** وَالْجَارُ وَالنَّزِيلُ عِنْدَ الْقَوْمِ
و َالابْنُ وَالْحَلِيفُ وَالْوَلِيُّ ******** وَالْعَمُّ وَالشَّرِيكُ يَا أُخَيُّ
وَالرَّبُّ وَالنَّارُ وَابْنُ الأُخْتِ ******* وَالصِّهْرُ وَالْمُنْعِمُ كَسْرًا يَأْتِي
وَمُنْعَمٌ عَلَيْهِ فَتْحًا ثَبَتَا ********* وَالتَّابِعُ الْمُحِبُّ خَاتِمًا أَتَى
فَهِيَ وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ وَقَدْ ******** سَرَدَهَا " الْقَامُوسُ " نِعْمَ الْمُعْتَمَدْ
فائدة: في معنى اليتيم:
مَعْنَى الْيَتيمِ فَاقِدُ الأَبِ إِذَا ****** كَانَ منَ النَّاسِ وَأُمٍّ غَيْرُ ذَا
وَسَمِّهِ اللَّطِيمَ إِنْ ذَيْنِ فَقَدْ ******* أَوْ أُمَّهُ الْعَجِيُّ فَاحْفَظْ مَاوَرَدْ
فائدة: في معاني لفظ " الأُمَّة ":
وَلَفْظُ " أُمَّةٍ " أَتَتْ ثَمَانِيَهْ ****** فَمَنْ يُرِدْ يَسْمَعْ بِأُذْنٍ صَاغِيَهْ
جَمَاعَةٌ كَذَاكَ أَتْبَاعُ الرُّسُلْ ****** وَرَجُلٌ جَامِعُ خَيْرِ قَدْ نَبُلْ
وَمِلَّةٌ حِيْنٌ وَقَامَةٌ وَمَنْ ********* بِدِيِنِهِ انْفَرَدَ بِالأُمَّ اخْتِمَنّْ (**) ْ
(*) أمر من فاء، أي كمّل العدد بضبطه بوزن أمير، أي شَجِيع.
(**) راجع أمثلتها في " شرحي لصحيح مسلم ".
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 11:06]ـ
فائدة: في بيان العبادلة الأربعة:
وَإِنْ تُرِدْ مَعْرِفَةَ الْعَبَادِلَهْ ****** فَابْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ عَمْرٍو عَادَلَهْ
مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَنَجْلِ عُمَرَا***** وَغَلِّطَنْ مَنْ غَيْرَ هّذَا ذَكَرَا
فَبَعْضُهُمْ نَجْلَ الزُّبَيْرِ تَرَكَا ***** وَنَجْلَ مَسْعُودٍ فَرِيقٌ أَشْرَكَا
وَكُلُّ ذَا غَيْرُ صَحِيحٍ فَاتَّبِعْ ***** سَبِيلَ مَنْ حَقَّقَ نَقْلاً تَنْتَفِعْ
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 11:08]ـ
فائدة: قال بعضهم متأسفاً على موت الكرماء، واستخلاف البخلاء:
مَاتَ الْكِرَامُ وَوَلَّوْا وَمَضَوْا وَانْقَضَوْا ******* وَمَاتَ مِنْ بَعْدِهِمْ تِلْكَ الْكَرَامَاتُ
وَصِرْتُ بَيْنَ أُنَاسٍ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ ******** إِذَا رَأَوْا طَيْفَ ضَيْفٍ فِي الْكَرَى مَاتُوا
قال الشيخ: محمد علي آدم:
وحولت البيتين إلى كسالى طلاب العصر، فقلت:
مَاتَ الرِّجَالُ وَوَلَّوْا وَانْقَضَوْا وَمَضَوْا ******* وَمَاتَ مِنْ بَعْدِهِمْ تِلْكَ النَّشَاطَاتُ
فَصَرْتُ بَيْنَ أُنَاسٍ لاَ نَشَاطَ لَهُمْ ********* إِذَا رَأَوْا بَحْثَ عِلْمٍ فِي الْكَرَى مَاتُوا
فائدة: في الأعضاء المبدوءة بالكاف من جسم الإنسان:
وَجَاءَ فِي الإِنْسَانِ عَشْرٌ تُبْتَدَا ******* أَوَّلُهَا بِالْكَافِ نِلْتَ الرَّشَدَا
كُوعٌ وَكُرْسُوعٌ وَكَفٌّ وَكَتِفْ ********* وَكَتِدٌ وَكَاهِلٌ مِنْهَا عُرِفْ
وَكُلْيَةٌ كَعْبٌ وَكَبْدٌ كَمَرَهْ *********** قَرَّبْتُهَا نَظْمًا لأهْلِ الْخِيَرَهْ
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 11:11]ـ
فائدة: في قول الإمام الترمذي وغيره: وفي الباب عن فلان وفلان، أو ورواه فلان وفلان ثلاث فوائد، كما قاله بعض المحقّقين، وقد نظمت ذلك بقولي:
فَائِدةٌ مُهِمَّة عَزِيزَهْ********تَنْفَعُ مَنْ يَحْفَظُهَا وَجِيزَهْ
فِي قَوْلِهِمْ فِي الْبَابِ عَنْ فُلاَنِ ... أَوْ وَرَى فُلاَنُ مَعْ فُلاَنِ
بَيَانُ كَثْرَةِ الطَّرِيقِ فَاكْتَسَبْ ***** بِهِ الْحَدِيثُ قُوَّةً فَيُنْتَخَبْ
كَذَاكَ أَنْ يَعْلَمَ مَنْ لاَ يَرْغَبُ ***** أَنْ يَجْمَعَ الطُّرْقَ وَنِعْمَ الْمَرْغَبُ
كَذَاكَ تَنْبِيهٌ لِمَنْ لاَ يَعْلَمُ ******* تَعَدُّدَ الطُّرْقِ فَفِيهِ يَسْلَمُ
مِنْ غَلَطٍ إِذَا رَأَى الْحَدِيثَ قَدْ **** وَرَدَ مِنْ طُرْقٍ تُخَالِفُ السَّنَدْ
فَقَدْ يَظُنُّ أَنَّ هَذَا وَهَمُ ******** هَذِي فَوَائِدُ فَخُذْهَا تَغْنَمُ
فائدة: في الفوائد التي اشتَمَل عليها جامع الترمذيّ:
لَدَى كِتَابِ التِّرْمِذِي فَوَائِدُ ****** مَجْمُوعَةً فِي غَيْرِهِ لاَ تُوجَدُ
أّوْصَلَهَا بَعْضُ الْوُعَاةِ الْمَهَرَةْ ***** لِعَشْرَةٍ مَعْ أَرْبَعِ مُحَرَّرَهْ
أَسْنَدَ صَحَََََّحَ وَضُعْفًا بَيَّنَا ******* وَعَدَّدَ الطُّرْقَ وَجَرْحًا أَعْلَنَا
عَدَّلَ أَسْمَى وَكَنَى وَوَصَلاَ******* قَطَعَ أَوْضَحَ الَّذِي قَدْ قُبِلاَ
وَضِدَّهُ وَذّكَرَ اخْتِلاَفَا ********* فِي الرَّدِّ وَالْقَبُولِ إذْ تَنَافَى
وّذَكَرَ الْخُلْفَ لَدَى تَأْوِيِلِهِ ****** فَا حْفَظْ فَحِفْظُ الْعِلْمِ مِنْ كَمَالِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 11:12]ـ
فائدة: في أول من قال: " أما بعد ":
أَوَّلُ مَنْ أَتَى بِـ " أَمَّا بَعْدُ " ***** فِيهِ اخْتِلاَفٌ سَتَرَاهُ بَعْدُ
دَاودُ أَوْ كَعْبٌ كَذَا يَعْقُوبُ ******* قِيلَ سُلَيْمَانُ وَجَا أَيُّوبُ
قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ أَوْ يَعْرُبُ أَوْ ****** سَحْبَانُ فِيهِ نَظَرٌ كَمَا حَكَوْا
لأَنَّهُ بَعْدَ النَّبِيِّ وَ النَّبِي ******** كَانَ يَقُولُهَا زَمَانَ الْخُطَبِ
وَمَنْ يَقُلْ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَا ******** فِي الشِّعْرِ فَاقْبَلْهُ جَوَابٌ سُلِّمَا
فَهَذِهِ الأَقْوَالُ قُلْ ثَمَانِيَةْ ******** فَارْقَ بِحِفْظِهَا الْمَرَاقِي الْهَانِيَهْ
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 11:15]ـ
فائدة: في أَسْمَاءِ عِرْقِ الْحَيَاةِ:
يَقَالُ فِي الْجَسَدِ عِرْقٌ حَيْثُمَا ****** قُطِعَ صَاحِبُهُ مَاتَ أَلَمَا
لَهُ تَشَعُّبٌ بِأَعْضَاءِ الْجَسَدْ ******** فِي كُلِّ عُضْوٍ خُصَّ بِاسْمٍ انْفَرَدْ
فَخُصَّ فِي الْعُنُقِ بِالْوَرِيدِ ******** كَذَلكَ الْوَدَجُ ذُو تَسْدِيدِ
فِي الظَّهْرِ بِالنِّيَاطِ يُدْعَى وَالَّذِي **** اسْتَبْطَنَ الصُّلْبَ بِأَبْهَرٍ خُذِ
وَذَا بِهِ الْقَلْبُ غّدَا يَتَّصِلُ ******** فِي الْبَطْنِ بالْوَتِينِ صَارَ يُعْقَلُ
فِي السَّاقِ بِالصَّافِنِ يُدْعَى وَانْتَهَى ... نَظْمِي لِمَنْ يَرْغَبُ مِنْ ذَوِي النُّهَى
[فائدة]: في الكلمات الموزونة بالفاعول:
لَمْ يَأْتِ فِي الْكَلاَمِ فَاعُولٌ إِذا ****** يَكُونُ لاَمُ فِعْلِهِ سِينًا خُذَا
إِلاَّ الَّذِي سُمِعَ كَالنَّامُوسِ ******** جَاسُوسَهِمْ أَلْحِقْهُ بِالْحَاسُوسِ
قَاعُوسُهُمْ بًابُوسُهُمْ دَامُوسُ ******* قَامُوسُهُمْ قَابُوسُهُمْ غَاطُوسُ
فَانُوسُهُمْ جَارُوسُهُمْ جَامُوسُ ****** فَاعُوسُهُمْ كَذَلِكَ الْكَابُوسُ
فَهَذِهِ الأَلْفَاظُ بِالْفَاعُولِ ********* مَوْزُونَةٌ فَخُذْ بِلاَ غُفُولِ (1)
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 11:17]ـ
فائدة: في أسماء المولود في أطواره المختلفة:
اعْلَمْ هَدَاكَ الله أَنَّ الْوَلَدَا ****** دَعَوْهُ بِالْجَنِينِ حَتَّى يُولَدَا
ثُمَّ صبيًّا لِلْفِطَامِ يُدْعَى ******* ثُمَّ إِلى سَبْعٍ غُلاَمًا يُرْعَى
وَيَافِعٌ لِعَشْرَةٍ حَزَوَّرُ ******** لِخَمْسِ عَشْرَةٍ أَتَاكَ الْخَبَرُ
وَقُمُدًا لِلْخَمْسِ وَالْعِشْرِينَ ***** عَنَطْنَطًا إِلى ثَلاَثِينَ دُعِي
ثُمَّ لأَرْبَعِينَ قُلْ مُمِلُّ ******** ثُمَّ إِلى خَمْسِينَ قَالُوا كَهْلُ
إِلى ثَمَانِينَ بِشَيْخٍ يُعْلَى ****** ثُمَّ إِذَا زَادَ بِهِمٍّ يُجْلَى
أَوْرَدَهُ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ كَذَا ... فَاحْفَظْ وَقَاكَ الله مِنْ كُلِّ أَذَى
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 06:16]ـ
فائدة: في كيفيّة رواية الحديث عن شيخين، فأكثر:
إِذَا رَوَى عَنِ الشُّيُوخِ مَا اتَّفَقْ ****** مَعْنًى وَلَكِنْ لَفْظُهُ قَدِ افْتَرَقْ
يَجُوزُ أَنْ يَجْمَعَهُمْ فِي السَّنَدِ ****** وَيُورِدَ الْمَتْنَ بِلَفْظِ وَاحِدِ
مُبَيِّنًا وَإِنْ يَكُنْ قَدْ أَجْمَلَهْ ******** بِأَنْ أَشَارَ لِلْمُرَادِ جَازَ لَهْ
فَقَالَ قَدْ تَقَارَبَا فِي الَّفْظِ أَوْ ******* وَاتَّحَدَ الْمَعْنَى فَحَقِّقْ مَا رَأَوْا
وَكَانَ ذَا رِوَايَةً بِالْمَعْنَى ******** وَتَرْكُهُ " تَقَارَبَا فِي الْمَبْنَى "
لاَ بَأْسَ كَالْمَاضِي وَإِنْ عِيبَ بِهِ ... مِثْلُ الْبُخَارِيِّ الإِمَامِ النَّبِهِ
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 06:17]ـ
أبيات بكر بن حماد الشاعر المغربيّ في ذمّ الحديث وأهله:
لَقَدْ جَفَّتِ الأَقْلاَمُ بِالْخَلْقِ كُلِّهِمْ ****** فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ خَائِبٌ وَسَعِيدُ
تَمُرُّ اللَّيَالِي بَالنُّفُوسِ سَرِيعَةً ******* وَيُبْدِي رَبِّي خَلْقَهُ وَيُعِيدُ
أَرَى الْخَيْرَ فِي الدُّنْيَا يَقِلُّ كَثِيرُهُ **** وَيَنْقُصُ نَقْصًا وَالْحَدِيثُ يِزِيدُ
فَلَوْ كَانَ خَيْرًا قَلَّ كَالْخَيْرِ كُلِّهِ ***** وَأَحْسِبُ أَنَّ الْخَيْرَ مِنْهُ بَعِيدُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلابْنِ مَعِينٍ فِي الرِّجَالِ مَقَالَةٌ ***** سَيُسْأّلُ عَنْهَا وَالْمَلِيكُ شَهِيدُ
فَإِنْ تَكُ حَقًّا فَهْيَ فِِي الْحُكْمِ غِيبَةٌ ** وَإِنْ تَكُ زُورًا فَالْقِصَاصُ شَدِيدُ
وَكُلُّ شَيَاطِينِ الْعِبَادِ ضَعِيفَةٌ ****** وَشَيْطَانُ أَصْحَابِ الْحَدِيثُ مَرِيدُ
فقلت (*) ردًّا على هذا الكلام الباطل المارد:
لَقَدْ سَاءَنِي قَوْلٌ بَغِيضٌ مُشَوَّهٌ ****** تَقَوَّلَهُ بَكْرٌ وَبِئْسَ الْعَنِيدُ
وَبِئْسَ مَقَالُهُ وَلَيْتَهُ أُخْرِسَا ******** وَشُلَّتْ يَمِينُهُ وَبُتَّ الْوَرِيدُ
أَيَا بَكْرُ لاَ نُصِرْتَ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ **** وَأُفٍّ لِقَوْلٍ قُلْتَهُ إِذْ تَحِيدُ
حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ لَيْسَ بِزَائِدٍ ****** وَلَكِنَّكَ امْرُؤٌ غَبِيٌّ بَلِيدُ
ظَنَنْتَهُ زَائِدًا وَظَنُّكَ بَاطِلٌ ********* وَقَلْبُكَ قَاسٍ جَامِدٌ بَلْ طَرِيدُ
وَلاَ يُنْكِرُ الْحَدِيثِ إِلاَّ ذَوُو الْعَمَى **** كَمِثْلِكَ أَيُّهَا الْبَغِيضُ الْعَنِيدُ
وَأَهْلُ الْحَدِيثِ قَدْ وَقَاهُمْ إلاَهُهُمْ **** عَنِ الزَّيْدِ وَ النُّقْصَانِ نِعْمَ الْعِبيدُ
جَرَحْتَ إِمَامًا قَدْ عَلاَ صِيتُهُ الْوَرَى ** لِكُلِّ رِجَالٍ فِي الْحَدِيثِ عَمِيدُ
جَهَابِذَةُ النُّقَّادِ قَالُوا بِجَمْعِهِمْ ***** إِمَامٌ بَصِيرٌ فِي الْمَقَالِ سَدِيدُ
تَقَدَّمَهُ جَمٌّ غَفِيرٌ أَئِمَّةٌ ********* وَكُلٌّ لَهُ قَوْلٌ مَرِيرٌ شَدِيدُ
فَسُفْيَانُ مَالِكٌ وَلَيْثٌ وَشُعْبَةٌ ***** كَذَا لا بْنِ مَهْدِيٍّ مَقَالٌ وَكِيدُ
كَذَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ مَعْهُ مُحَمَّدٌ ** فَيَحْيَى اقْتَدَى بِهِمْ وَنِعْمَ الرَّشِيدُ
وَقَبْلَهُمُ الرَّسُولُ جَاءَ مُمَهِّدًا ***** طَرِيقًا لَهُمْ نِعْمَ الإِمَامُ الْوَحِيدُ
"فَبِئْسَ أَخُو الْعَشِيرِ" قَالَ لِمْنْ أَتَى** إِلَى بَابِهِ الرَّحِيبِ وَهْوَ يَكِيدُ
وَقَدْ شَيَّدَ الْقُرْآنُ صَرْحًا مُوَطَّدًا ... لِتَفْنِيدِ مَنْ عَنِ الرَّشَادِ يَحِيدُ
فَقَالَ {تَبَيَّنُوا} وَقَالَ {وَأَشْهِد ُواْ} ... فَيَا أَيُّهَا الْمَغْرُورُ مَا ذَا تُرِيدُ
وَأَمَّا مَقَالُكَ الشَّنِيعُ وَبِئْسَمَا ****** نَطَقْتَ لأَصْحَابِ الْحَدِيثِ تَكِيدُ
نُعَقِّبُهُ مِثْلاً بِمِثْلٍ تَنَصُّفًا (1) ******* فَشَيْطَانُ أَعْدَاءِ الْحَدِيثِ مَرِيدُ
وَأَنْتَ عَدُوٌّ لِلْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ ****** فَشَيْطَانُكَ الْمَرِيدُ أَنْتَ الْبَعِيدُ
وَأَمَّا أُلُو الْحَدِيثِ فَالله عَوْنُهُمْ **** هُمُ أَوْلِيَاءُ الله نِعْمَ الْعَبِيدُ
فَلَيْسَ لِشَيْطَانٍ مَرِيدٍ تَسَلُّطٌ ****** عَلَيْهِمْ حَمَاهُمُ الإِلاَهُ الْمَجِيدُ
فَسُورَةُ سُبْحَانَ الْكَرِيمةُ نَوَّهَتْ **** عَلَى ذَلِكَ الْوَعْدِ الْكَرِيمِ تُشِيدُ
فَأَسْأَلُكَ اللهُمَّ أَنْ لاَ تُزِيغَنَا ****** عَنِ الْحَقِّ دَائِمًا فَأَنْتَ الْحَمِيدُ
وَتَرْزُقَنَا نَصْرًا لِسُنَّةِ حِبِّنَا ******* نُحَارِبُ مَنْ لَهَا بِكَيْدٍ يُرِيدُ
عَلَيْهِ صَلاَةٌ مَعْ سَلاَمٍ وَآلِهِ ****** وَصَحْبٍ وَمَنْ تَلاَ وَنِعْمَ السَّعِيدُ
يَقُولُ مُحَمَّدٌ يَا رَبِّيَ ارْحَمَا ****** إِذَا كُنْتُ فِي قَبْرِي غَرِيبًا وَحِيدُ
(*) أي الشيخ خويدم العلم بمكة شرفها الله: محمد بن الشيخ العلامة علي آدم الأثيوبي الولوي.
(1) أي استيفاء لحقّنا، يقال: انتصف وتنصّف: إذا استوفى منه حقّه كاملاً، أفاده في "القاموس".
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:32]ـ
فائدة: في بيان أسماء النحاة الذين انتفع الناس بتصانيفهم:
لَقَدْ تَنَاقَلَتْ رِوَايَاتٌ عَلَى ****** أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ وَضْعُهُ عَلاَ
لِلنَّحْوِ عَنْ أَمْرِ عَلِيِّ وَخَلَفْ ***** خَمْسَةُ أَعْلاَمٍ لَهُ ذَوُو شَرَفْ
يَحْيَى وَمَيْمُونٌ وَعَنْبَسَةُ مَعْ ***** نَجْلَيْ أَبِي الأَسْوَدِ خَيْرِ مُتَّبَعْ
أَعْنِي أَبَا الْحَارِثِ مَعْ عَطَاءِ ***** خَلَفَ هَؤُلاَ ذَوُو عَطَاءِ
عِيسَى وَعَبْدُالله مَعْهُ ابْنُ الْعَلاَ **** بَعْدَهُمُ الْخَلِيلُ صِيتُهُ عَلاَ
خَلَفَهُ عَمْرٌو مَعَ الْكِسَائِيْ ******* كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ فِي السَّمَاءِ
فَخَلَفَ الأَخْفَشُ سِيبَوَيْهِ ثُمّْ ****** عَلَيًّا الْفَرَّاءُ نَهْجَهُ يَؤُمّْ
ثُمَّةَ صَالِحٌ وَبَكْرٌ ثُمَّ جَا ********* مُبَرِّدٌ مَنْهَجَ ذَيْنِ نَهَجَا
ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ أَبُو إِسْحَاقَا ********* وَابْنُ دُرُسْتُوَيْهِ أَيْضًا فَاقَا
مُحَمَّدٌ ثُمَّةَ جَاءَ الْفَارِسِي ******** بَعْدُ عَلِيٌّ وَالسِّرَافِي (1)
ثُمَّ ابْنُ جِنِّي جَاءَ ثُمَّةَ الْجُرْجَانِ (2) جّا ... ثُمَّ الزَّمَخْشَرِيُّ بَعْدُ انْتَهَجَا
ثُمَّ ابْنُ حَاجِبٍ تَلاَ وَبَعْدَهُ ********* أَتَى ابْنُ مَالِكٍ يُوَالِي سَعْدَهُ
ابْنُ هِشَامٍ بَعْدَهُ فَهَؤُلاَ *********** مُؤَلَّفَاتُهُمْ سَرَتْ بَيْنَ الْمَلاَ
وَهَكَذَا رَتَّبَ فِي التَّصْرِيحِ ********* قَرَّبْتُهُمْ بِنَظْمِيَ الصَّرِيحِ
(1) هو الحسن بن عبدالله السيرافيّ بياء بعد السين، لكن حُذفت هنا بالحذف؛ للوزن.
(2) بحذف ياء النسبة؛ للوزن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:33]ـ
فائدة: في بيان ما يباح من الغيبة:
يَا طَالِبًا فَائِدَةً جَلِيلَهْ ********** اعْلَمْ هَدَاكَ الله لِلْفَضِيلَهْ
أَنَّ اغْتِيَابَ الشَّخْص حَيًّا أَوْ لاَ **** مُحَرَّمٌ قَطْعًا بِنَصٍّ يُتْلَى
لَكِنَّهُ لِغَرَضٍ صَحِيحِ ********** أُبِيحَ عَدَّهَا ذَوُو التَّرْجِيحِ
وَعِبْ مُجَاهِرًا بِفِسْقٍ أَوْ بِدَعْ ***** بِمَا بِهِ جَاهَرَ لاَ بِمَا امْتَنَعْ
وَعَرِّفَنْ بِلَقَبٍ مَنْ عُرِفَا ******** بِهِ كَقَوْلِكَ رَأَيْتُ الأَحْنَفَا (1)
وَحَذِِّرَنْ مِنْ شَرِّ ذِي الشَّرِّ إِذا **** تَخَافُ أَنْ يُلْحِقَ بِالنَّاسِ الأَذَى
وَفِي سِوَى هَذَا احْذَرَنْ لاَ تَغْتَبِ ** تَكُنْ مُوَفَّقًا لِنَيْلِ الأَرَب
(1) الأحنف: هو الأعرج، أو الذي يمشي على ظهر قدميه.
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:34]ـ
فائدة: في الأسماء المعدولة من فاعل إلى فُعَل ــ بضمّ، ففتح:
مِنْ فَاعٍلٍ لِفُعَلٍ عُدِلاَ ******* جُمْلَةٌ أَسْمَاءٍ فَخُذْ مَا نُقِلاَ
عُمَرْ زُفَرْ مُضَرْ ثُعَلْ وَعُصَمُ **** قُزَحْ زُحَلْ هُبَلْ جُمَحْ وَجُشَمُ
دُلَفْ بُلَعْ قُثَمْ بُطَنْ حُجَا طُوَى * قَدْ زَادَ ذِي الأَخْفَشُ بِالنَّقْلِ رَوَى
عَشَرَةٌ مَعْ سِتَّةٍ وَكُلُّهَا ****** مَعُدُولَةٌ عَنْ فَاعِلٍ فَلْتَعِهَا
وَاسْتَثْنِ مِنْهَا ثُعَلاً فَقَدْ عُدِلْ ... عَنْ أَفْعَلٍ بِهِ كَمَا عَنْهُمْ نُقِلْ
فائدة: في ضبط " العربون ":
الْعَرَبُونُ أَعْجَمِيٌ عُرِّبَا ******* سِتٌّ مِنَ اللَّغَاتِ فِيهِ أُعْرِبَا
أَفْصَحُهَا الْفّتْحُ لِعَيْنِهِ وَرَا ***** بِالضَّمِّ فَالسُّكُونِ أَيْضًا قَدْ جَرَى
عُرْبَانُ ضَمًّا فَسُكونًا وَرَدا ***** إبْدَالُ عَيْنِ الْكُلِّ هَمْزًا وُجِدَا
وَلَحَّنُوا الْعَوَامَ (1) فِي عَرْبُونِ **** بِفَتْحِ عَيْنٍ ثُمَّةَ السُّكُونِ
(1) بتخفيف الميم للوزن.
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:35]ـ
فائدة: في براءة أربعة بأربعة:
بَرَاءَةُ الأَرْبَعِ بِالأَرْبَعِ جَا ***** يُوسُفُ بِالشَّاهِدِ قَطْعًا خَرَجَا
وَبَرَّأَ الْحَجَرُ مُوسَى وَكَذَا ***** بَرَّأَ أُمَّهُ الْمَسِيحُ حَبَّذَا
وَبَرَّأَ الله الْعَلِيمُ عَائِشَهْ ****** يَا وَيْلَ أَصْحَابِ النُّفُوسِ الطَّائِشَهْ (1)
(1) من معاني الطَّيْشِ ــ كما في " القاموس ": ذهاب العقل، وهو المراد هنا، إن الذين رموا عائشة رضي الله عنها فرقة مجانين.
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:38]ـ
فائدة: تتعلق بِالرَّضَاعِ:
حَدِثُ يَحْرُمُ مِنَ الرضاعِ مَا ****** يَحْرُمُ بِالنَّسَبِ نَصٌّ أُحْكِمَا
وَاسْتَثْنِ مِنْهُ أَرْبَعًا تُحَرَّمُ ******** بِنَسَبٍ دُونَ رَضَاعٍ يُعْلَمُ
مِنْ تِلْكَ أُمُّ الأَخِ أّمُّ الْحَفَدَهْ ****** وَجَدَّةُ الْوَلَدِ خُذْهَا فَائِدَهْ
كَذَاكَ أُخْتُ وَلَدٍ فَالأَرْبَعُ ******* تَكُونُ فِي النَّسَبِ مِمَّنْ يُمْنَعُ
دُونَ رَضَاعٍ وَالصَّوَابُ هَهُنَا ****** عَدَمُ الاسْتِثْنَاءِ رَأْيٌ حَسُنَا
لأَنَّ ذَا التَّحْرِيمَ بِالْمُصَاهَرَهْ ****** لاَ نَسَبٍ فَخُذْ بِلاَ مُكَابَرَهْ
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:39]ـ
فَائِدَةٌ:
شُعْبَةُ لاَ يَرْوِي عَنِ الْمُدَلِّسِ ******* إِلاَّ الَّذِي سَمِعَهُ فَاسْتَأْنِسِ
لِذَا إِذَا رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ أَوْ ****** قَتَادَةٍ أَوِ السَّبِيعِي مَا رَوَوْا
مُعَنْعَنًا لاَ تَخْشَ تَدْلِيسًا فَقَدْ ****** كَفَاكَهُ هَذَا الإِمَامُ الْمُعْتَمَدْ
كَذَلِكَ الْقَطَّانُ لاَ يَرْوِي لِمَنْ ******* دَلَّسَ مَا لَيْسَ سَمَاعًا يُؤْْْْْْْتَمَنْ
كَذَاكَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ اللَّيْثُ إِنْ **** رَوَى فَلاَ تَدْلِسَ يُخْشَى يَا فَطِنْ
فَإِنَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرَ مَا ******** سَمِعَهُ مِنْ جَابِرٍ فَاغْتَنِمَا
هّذَي فَوَائِدُ عَزِيزَةُ الْمَنَالْ ******** يَصْبُوا لَهَا مَنْ هَمُّهُ ضَبْطُ الْمَقَالْ
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:40]ـ
فائدة: في أسماء الصداق:
وَلِلصَّدَاقِ تِسْعَةٌ أَسْمَاءُ ****** الْمَهْرُ وَالنِّحْلَةُ وَالْحِبَاءُ
وَالأَجْرُ وَالصَّدَاقُ وَالصَّدَقَةُ **** وَالْعُقْرُ وَالْعَلاَئِقُ الْفَرِيضَةُ
فائدة: في ضبط الصداق:
قَدْ ضُبِطَ الصَّدَاقُ كَالسَّحَابِ ****** وَغُرْفَةٍ وَصَدْمَةٍ كِتَابِ
وَضَمَّتَيْنِ زِدْ وَفَتْحَتَيْنِ ********** لِمَهْرِ نِسْوَةٍ بِغَيْرِ مَيْنِ
وَجَمْعُهُ كَكُتُبٍ وَأَرْغِفَهْ ********* هَذَا هُوَ الْغَالِبُ يَا ذَا الْمَعْرِفَهْ
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:42]ـ
فائدة: في حكم الخطاب الموجه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم أو إلى أمته:
خِطَابُهُ سُبْحَانَهُ لِلْمُصْطَفَى ****** يَعُمُّنَا عَلَى الصَّحِيحِ الْمُقْتَفَى
لأّنَّهُ أُسْوَتُنَا فَإِنْ وَرَدْ ********* دّلِيلُ مَا يَخُصُّهُ فَلْيُعْتَمَدْ
كَذَا خِطَابُنَا يَعُمُّهُ إِذَا ********* لَمْ يَأْتِ مَا يَخُصُّنَا فُيُحْتَذَى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:43]ـ
فائدة: فِي اللغات الواردة في التراب:
اعْلَمْ بِأّنَّ لِلتُّرَابِ سُمِعَا ******* مِنَ اللُّغَاتِ مَا يَلِي فَانْتَفِعَا
تُرَابٌ التُّرْبَةُ وَالتَّرْبَاءُ جَا ****** وَتَيْرَبٌ وَتُرَبَاءُ أُدْرِجَا
وَتَوْرَبٌ وَتَيْرَبٌ تَيْرَابُ ******* كَذَا تَرِيبٌ مَعَهُ تَوْرَابُ
وَيْمَعُ التُّرَابُ بِلأَتْرِبَةِ ****** كَذَا بِتُرْبَانٍ بِغَيْرِ مِرْيَةِ
وَمِنْ لُغَاتِهِ الرَّغَامُ إِثْلِبُ ***** وَأَثْلَبٌ كَسْرًا وَفَتْحًا يَصْحَبُ (****)
وَكَِثْكَثٌ بِالْكَسْرِ وَافْتَحْ دِقْعَمُ ** بِالْكَسْرِ وَالَّقْعَاءُ فَتْحًا يُعْلَمُ
وَهْوَ الْبَرَا مِثْلُ الْعَصَا وَ كِلْخِمُ * وَ كِمْلِخٌ بِالْكَسْرِ أَيْضًا يُفْهَمُ
وَعِثْيَرٌ بِالْكَسْرِ قَدْ نَظَمْتُهَا ... أَخْذًا مِنَ " الْقَامُوسِ " قَدْ حَرَّرْتُهَا
كَذَا مِنَ التَّهْذِيبِ لِلأَسْمَاءِ ... لِلنَّوَوِيِّ فَاعْنَ بِالْهَنَاءِ
(****) أي كسر همزته ولامه، وفتحها.
ـ[أبو الفضل المغربي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك أخي الكريم تركي الفضلي المكي ... بارك الله فيك ... أكرمك الله الكريم على هذه الفوائد القيمة
ـ[أبو الفضل المغربي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 11:36]ـ
أخي الكريم تركي الفضلي المكي أريد تاريخ ولادة الشيخ محمد علي آدم الأثيوبي حفظه الله؟ بارك الله فيكم(/)
كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ [نصيحة لكل مسئول عن أي أمر]
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 01:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله محب المقسطين, والصلاة والسلام على أعدل الناس أجمعين, رسولنا محمد النبي الهادي الأمين, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد,
من اجّل الأوامر في الدين الحنيف التناصح والتواصي بالحق بين المؤمنين, قال تعالى {وَالْعَصْرِ ** إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ** إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
وقال صلى الله عليه وسلم: " أنما الدين النصيحة " [متفق عليه اللفظ للإمام أحمد في مسنده].
وقال عليه الصلاة والسلام: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ". صحيح مسلم
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن المؤمن للمؤمن كاليدين، تغسل إحداهما الأخرى, وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة؛ لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين .. أهـ[28\ 53]
قال رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عَزَّ وَجَلَّ: المُتَحَابُّونَ في جَلاَلِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ». اخرجه الترمذي وقال حسن صحيح.
فإذا عرفت هذا يا عبد الله, فأعلم بأني ناصحاً ومحب لك في الله رب العالمين, ولتقبل مني هذه النصيحة التي أرجو أن تكون خالصة له سبحانه.
فمن أعظم الأمور التي يُبتَلى بها العبد المسلم في هذه الدنيا الدنيئة الفانية هو أن يوليه الله شيء من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم, لما صح الخبر من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي أصحابه بعدم التشوف للولاية, فعَنْ أَبِي ذَرَ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى? مَنْكِبِي. ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرَ إنَّكَ ضَعِيفٌ. وَإنَّهَا أَمَانَةٌ. وَإنَّهَا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ. إلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا ". رواه مسلم
قال النووي رحمه الله: هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية، وأما الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن أهلاً لها أو كان أهلاً ولم يعدل فيها فيخزيه الله تعالى يوم القيامة ويفضحه ويندم على ما فرط. أهـ
وجاء في لسان العرب أن معنى الوِلاية هو أسم شامل لكل إِمارة ونِّقابة، لأَنه اسم لما توَلَّيته وقُمْت به. أهـ
فالحاكم والأمير والمدير والرئيس والمشرف - وخاصة مشرفي مواقع المنتديات - والكفيل والمدرس والأب والزوجة وكل من تولى شيئاً من أمر الأمة أو أفراد منها يشملهم هذا المسمى لقوله صلى الله عليه وسلم: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " فالخطاب للجميع.
ولتعلم رعاك الله بأن هذه الأحاديث عامة في جميع الولايات عظيمة كانت أو حقيرة, فقد أخرج الإمام احمد في المسند, ما صح عن أبي إمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله عز وجل مغلولاً يوم القيامة يده إلى عنقه، فكَّه بِرّه أو أوبقه إثمه، أوّلها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة».
تأمل أخي الحبيب هذا الحديث النبوي وأجعله بين عينيك دائماً وأبداً ومن استعان بالله أعانه الله, ومن توكل على الله فهو حسبه.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام: " ما من رجل يلي أمر " أي أن الخبر مطلق في أي أمر وعام في كل شخص من الأمة.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: " إلا أتى الله عز وجل مغلولاً يوم القيامة يده إلى عنقه، فكَّه بِرّه أو أوبقه إثمه " فالله المستعان!!
ولتعلم يا من وليت على أخوانك بأن الأمر جلل وعظيم والموفق من وفقه الله, فلابد لمن علم صحة هذه الأخبار النبوية, من أخذ الحيطة والحذر والنجاة من هذا المصير, ولن ينجو إلا بأن يستشعر عظم الخطر وأن يعلم ماهي العوائق التي سوف تعيقه عن طاعة ربه جل في علاه في هذا الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب:72].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وجماع الشر الجهل والظلم، قال الله تعالى: {وَحَمَلَهَا ?لإِنْسَـ?نُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} ثم ذكر التوبة – في الآية التالية - لعلمه سبحانه وتعالى أنه لا بد لكل إنسان من أن يكون فيه جهل وظلم ثم يتوب الله على من يشاء، فلا يزال العبد المؤمن دائماً يتبين له من الحق ما كان جاهلاً به، ويرجع عن عمل كان ظالماً فيه. أهـ[الفتاوى3\ 348]
فمن نجا من الجهل والظلم وهما خصلتين مجبول عليهما ابن آدم إلا من تاب أناب الى الله, فكيف ينجو من العدو المبين وهو الشيطان الرجيم, فقد أقسم بعزة رب العالمين قائلاً {وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} وهو له حظ معلوم من بني آدم إما بإيقاعهم في المعاصي الشهوانية أو في شبهات الدين أو في ظلم عباد رب العالمين.
ولتعلم يا عبد الله بأن هذه العوائق سهلة ويسير إجتنابها لمن عزم على خشية الله, فداء الجهل وداء الظلم دواءهما التفقه في دين الله والتجرد من الهوى, وتوطين النفس على الرجوع للحق, وعرض أحكامك وأفعالك على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبهذا تنجو من هاتين الخصلتين.
أما عدو الله إبليس فكيده ضعيف على عباد الله الذين أمنوا به وعليه يتوكلون فالمؤمن القوي المتوكل على باريه ليس للشيطان عليه سبيل كما قال تعالى {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} وقد صرح هو بنفسه اللعين أخزاه الله كما أخبر ربنا جل في علاه عنه بقوله {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ** إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}
فلابد يا عبد الله أن تعلم أن الأمر خطير وعظيم ولا خلاص منه إلا بعون من الله, وبالرفق بمن توليت وعرض أفعالك في هذه المهمة العظيمة على كتاب الله وما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ. فَاشْقُقْ عَلَيْهِ. وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ» خرجه مسلم وقوله عليه الصلاة والسلام: " يَسِّروا ولا تُعَسِّروا ". متفق عليه
وأعلم يا عبد الله بأن من تتولى عليهم فيهم التقي وفيهم المقصر وفيهم العاصي وفيهم المجتهد, وهذا هو الإبتلاء فلو أن رعيتك على سمت واحد فليس عليك مشقة في رعايتهم, ولكنك مبتلى بتنوع طباع بني آدم فلابد من التعامل مع الأصناف المختلفة من عباد الله بالقسط الذي يحبه الله وأن كانوا ظالمين ومراعاة حق كل واحد منهم فيما يحسن فيه, ومحاسبة المقصر فيما أساء فيه مع عدم التغافل عن باقي حقوقه, فإن الشريعة السمحة تأمر بقطع يد السارق الفقير ومع ذلك يُعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته!!.
وهذا هو العدل المأمور أنت به يا عبد الله كما قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} فلا يجوز في شريعة محمد عليه الصلاة والسلام التفرقة بين الأبناء فكيف بك أذا فرقت بين الأشخاص المسئول أنت عنهم وهم متساوون في الحقوق والواجبات, فاحذر رعاك الله من الكيل بمكيالين بين من ولاك الله أمرهم.
وينسى كثير ممن ولاه الله أمراً من أمور المسلمين, القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وهو به صلاح الدين والدنيا بل هو من أهم الأسباب التي جعلت أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس لقيامها بهذا الأمر كما قال سبحانه {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وأنك لتتعجب من الرجل سواء كان مديراً أو مشرفاً أو كفيلاً أو مدرساً بقيامه بالأنظمة وتطبيقها على من تحته وبهمة عالية وهذا خير, ولكنه مفرط في تطبيق أوامر الله وإلزام رعيته بها وهو يملك إلزامهم بذلك, فتجد الأمر - مثل التدخين - محرماً في الشريعة ولكنه لا يُمنع إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
أذا أتى الأمر من قبل دليل الأنظمة والإجراءات!!؟
فيجب وجوباً على كل راعٍ استخدام سلطانه في القيام بواجبه تجاه هذه الشعيرة العظيمة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد قال الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه: إن الله ليزعُ بالسلطان ما لا يزعُ بالقرآن.
والأحاديث كثيرة في الأمر بقيام كل راع بأمر الله بين رعيتها وإلا يكون غاشاً لهم كما جاء في البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " ما من عبدٍ يسترعيه اللَّهُ رعِيةً فلم يَحُطها بنصحِهِ لم يَجدْ رائحةَ الجنَّة " وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع " [السلسلة الصحيحة: 1636]
فالأصل في المسلم رئيساً كان أو مديراً أو كفيلاً أو مدرساً أو مشرفاً , مخافة الله والرفق بمن تولى عليهم, وأن يحب لهم ما يحب لنفسه, وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر, والتعامل معهم بالحكمة التي هي وضع الشيء في موضعه ولكن من غير جور وانتقام للنفس بل إحقاقا للحق والتوسط في الأمر وتحري مرضاة الله فرضاه جل ثناوه غاية تدرك أما رضا الناس فغاية محال إدراكها, وقد قال عليه الصلاة والسلام: " مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وأرضى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَى النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ ". صحيح أخرجه ابن حبان
فنعم الخاتمة خاتمتك يا عبدالله إن كنت ممن قَالَ فيهم رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الْمُقْسِطِينَ، عِنْدَ اللّهِ، عَلَى? مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ. عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَـ?نِ عَزَّ وَجَلَّ. وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ". رواه مسلم
ولا تكن ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليُوشِكنَّ رجل أن يتمنى أنه خرّ من الثُّريَّا ولم يَلِ من أمر النّاس شيئاً ". [صحيح خرجه الألباني في الصحيحة برقم 2620]
فيجب على كل مسلم ممن اُبتلي بهذا الأمر أن يراجع نفسه قبل الندم ويحاسبها قبل أن يقال له {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} , فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل و {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}.
ونعم النصيحة نصيحة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وَتَزَيَّنوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية» والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه الفقير الى ربه
ابن عقيل
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 01:54]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا التذكير المبارك
وقال صلى الله عليه وسلم: " أنما الدين النصيحة " [متفق عليه اللفظ للإمام أحمد في مسنده].
هذا الحديث لم يخرجه البخاري في صحيحه، بل هو من مفردات مسلم
والذي يليه عند البخاري ومسلم؛ أعني حديث: (لا يؤمن أحدكم ... )
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 08:42]ـ
الأخ الكريم / ابن عقيل.
جزاك الله خيرا على ماسطرته يراعك
.
كلماتٌ سمينة، ووصايا أمينة.
نفعنا الله جميعا بما ذكرت،ولا حرمك الله أجر ماكتبت
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[07 - Apr-2007, صباحاً 10:19]ـ
الأخ الحمادي
جزاك الله خيراً على التصحيح
وهذا هو واجب الإخوة في الدين
=========
الأخ المبارك آل عامر
إنما التوفيق من الله وله الحمد والفضل والمنة
وجزاك الله عني خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:52]ـ
شكرا لك وبارك الله فيك ...
وهذا موضوع له صلة بما تفضلت به. ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=43)
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 02:01]ـ
الأخ عبدالرحمن السديس
وفيك بارك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Apr-2007, مساء 02:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الموقر العزيز / ابن عقيل -سلّمه الله -:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 12:42]ـ
سلمك الله وبارك فيك وجزاك عني خيراً يا سلمان
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 07:54]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 12:44]ـ
وجزاك يا بن زكريا(/)
رفع اللبس عن حديث سجود الشمس (زيادات جديدة، وعلى ملف أكروبات)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 01:30]ـ
(أصل هذا البحث " بُحيث" نشر قديماً في ملتقى أهل الحديث، ثم رأيت أن أفصّل في بعض المواضع و أعزو أهم الأقوال وتوثيق أكثر النصوص في حاشية وإخراجه على ملف أكروبات حفاظاً على ترتيبه لمن أراده كذلك، والله الموفق)
رفع الَّلبس عن حديث سجود الشّمس
سأل سائل فقال: قد أشكل علي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن سجود الشمس تحت عرش الرحمن. كيف تسجد؟ ومالنا لا نرى ذلك؟ ثم إن الحديث الشريف يذكر أنها تصنع ذلك بعد غروبها مع أنها تغرب عن أهل كل بلد فإذا كان الأمر كذلك فإنها تسجد في كل وقت لأنها غاربة في كل وقت عن بلد من البلاد. فما العمل؟ أفيدونا رحمكم الله وزادكم الله علماً.
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على محمدٍ النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، لا حول ولا قوة إلا بالله و ما توفيقي إلا بالله:
الحديث الذي ذكر فيه سجود الشمس حديث صحيح وأصله في الصحيحين من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه:
أخرجه البخاري رحمه الله في كتاب بدء الخلق (رقم 3199) عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: أتدري أين تذهب؟ قلت الله ورسوله أعلم؟ قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم".
وأخرجه أيضاً في كتاب تفسير القرآن (رقم 4802) عن أبي ذر رضي الله عنه بلفظ:" كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم؟ قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم".
وأخرجه مسلم رحمه الله في كتاب الإيمان (رقم 397) أيضاً من طريق أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوما " أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؟ قال: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا."
وكذا أخرجه أبو داود في كتاب الحروف والقراءات (رقم 4002) الترمذي في كتاب الفتن (رقم 2186) وأحمد في مسنده والبغوي في تفسيره (ص640 - 641، ط. دار طيبة) وغيرهم بألفاظ متقاربة.
واعلم أن الغرض من هذا البحث ليس إثبات صحة الحديث فهو صحيح بلا ريب، إلا أن البعض ممن لم يرزقه الله طول النفس وزينة الصبر في جمع طرق الأحاديث والتدبر في معاني ألفاظها قد سارع إلى رمي إبراهيم بن يزيد التيمي بالتدليس اعتماداً على جرح الكرابيسي (1). ثم إن مما عزّز الاجتراء ما وقر في قلبه من النفور من ظاهر المتن، وتلك هي عادة من يجعل العقل البشري القاصر حكَمَاً متقدماً بين يدي النصوص الثابتة المقطوع بصحتها. أما من يرمي جاهداً إلى التشكيك في صحة الحديث بالتشمير في إثبات امتناع سجود الشمس فيلزمه – قبل أن يمشي خطوة واحدة - الإحاطة بحقيقة ثلاث أمور عليها يدور معنى الحديث فإذا أحاط بحقائقها وتيقن من ذلك حق اليقين فليأتنا بالدليل القاطع والبرهان الساطع على ما وجد من العلم. وهذه الحقائق هي:
• حقيقة العرش.
• حقيقة حركة الشمس.
• حقيقة سجود الشمس.
أولاً: حقيقة العرش:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي يمكن قوله هنا هو أن نقص الإحاطة بحقائق هذه الثلاث مؤثر ولا بد في مقدار الفهم و درجة الإدراك، فما بالك إذا كان المرء يجهل أكثر حقيقتها وعلى رأس هذه الأشياء حقيقة العرش الذي لا يعلم حقيقة كيفيته و هيئته و حجمه إلا الله وحده. وليس لنا أن نتكلف للعرش من الأوصاف ما لم يجيء بها القرآن والسنة. فنؤمن بأنه عظيم القدر حجماً و وزناً. أما عظم حجمه فقد جاء في الحديث (ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة) (2)، وأما عظم وزنه فقد جاء عند مسلم من حديث جويرية بنت الحارث (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى من صلاة الصبح إلى وقت الضحى فقال: لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضا نفسه) (3). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان).
وللعرش قوائم فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال (جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه؛ فقال: يا محمد رجل من أصحابك لطم وجهي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادعوه فدعوه فقال: لم لطمت وجهه؟ فقال: يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول: والذي اصطفى موسى على البشر فقلت: يا خبيث وعلى محمد؟ فأخذتني غضبة فلطمته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذا بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقته) (4).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فهذا فيه بيان أن للعرش قوائم". أما إذا شغبنا بطلب الإيغال في معرفة حقيقة حجم العرش وحقيقة قوائمه وسائر أحواله وصفاته فهذا مما لا علم لنا به، و هو الحد الفاصل الذي يستوي عنده العالم والجاهل فيبقى الكل عاجزاً حسيراً عن تصور حقيقة ماهيته. والخوض في حقيقة ذلك تكلف منهي عنه ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال (فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم و اختلافهم على أنبيائهم).
ثانياً: حقيقة حركة الشمس:
وكذا حقيقة حركة الشمس. فالحديث صريح في أن الشمس هي التي تتحرك وأنها غير ثابتة ولا يقولن مسلم: لكن الحق الذي لا مرية فيه أن الشمس ثابتة لأن هذا غير ثابت بطريق القطع الحسي كما سنرى ولا يوجد إجماع كامل من كل العلماء على ذلك بل يوجد فريق كبير من العلماء المعاصرين على خلاف هذا الرأي كما سيتبين لاحقاً. وأنبه هنا على أني لست بصدد بعث الجدل و استنهاض النقاش حول ثبوت دوران الشمس من عدمها أو دوران الأرض من عدمها وإنما القصد الأهم عندي هو التأكيد على أن هذه النظرية ليست محل اتفاق بين العلماء من جهة الدليل الحسي المشاهد وإن كانت محل اتفاق من جهة الدليل الرياضي الحسابي ولا يلزم من سلامة الدليل الرياضي مطابقته للواقع الفيزيائي على وجه الإطلاق كما هو مقرر عند جمهور فلاسفة العلوم الطبيعية وعلماء الرياضيات وهو ما سنتعرض له لاحقاً. يقول الدكتور عدنان محمد فقيه (5): "يجب أن نقرر أولاً أن مسألة دوران الأرض حول الشمس مما اتفق عليه العلماء الكونيين منذ قرون مضت غير أن هذا الاتفاق لا يعود إلى حقيقة مشاهدة أو واقع ملموس بل يرجع إلى دقة الحسابات الناشئة من افتراض أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس. يقول الفيزيائي المعاصر بول ديفس (6):"واليوم لا يشك عالم في كون الشمس مركز المجموعة الشمسية وأن الأرض هي التي تدور وليس السماء"، ولكنه يستدرك قائلاً أنه لن نتمكن أبداً من التأكد من صحة هذا التصور مهما بدا دقيقاً "فليس لنا أن نستبعد كلياً أن صورة أكثر دقة قد تُكتشف في المستقبل". والحقيقة أننا لا نحتاج أن ننتظر اكتشاف تصور آخر لحركة النظام الشمسي حتى نتمكن من القول أن النظام الحالي والذي يفترض مركزية الشمس ودوران الأرض حولها هو مجرد افتراض رياضي لا يصور الحقيقة، بل إن العلم يذهب إلى أبعد من ذلك فيقول إن السؤال عمّا إذا كان هذا التصور حقيقاً أو غير ذلك ليس بذي معنى في لغة العلم. فالحركة - والتي هي أساس المسألة التي نتحدث عنها - كمية نسبية. فإن قلت أن الأرض تتحرك فلا بد أن تنسبها إلى شيء ما حتى يصبح
(يُتْبَعُ)
(/)
قولك معقولاً، فلو تصورنا كوناً فارغاً لا حدود له، ولا يوجد به سوى جرم واحد، فلن نستطيع حينئذ أن نقول أن هذا الجرم ساكن أو متحرك، إذ لا بد أن ننسبه إلى مرجع لكي نقول إنه متحرك بسرعة كذا بالنسبة إلى هذا المرجع، أو إنه ساكن بالنسبة له. ومنذ أن ألغت النسبية الخاصة فكرة الأثير والذي كان يمثل الوسط الساكن والمطلق الذي تتحرك فيه الأجرام السماوية أصبح قولنا إن الأرض تدور حول الشمس مجرد افتراض وجدنا أنه يفيدنا من الناحية العملية أكثر من الافتراض المعاكس، بل إنه حتى في زمن كوبرنكس نفسه "فقد دافع مناصروه عنه أمام الكنيسة بأن النموذج الذي قدمه كان مجرد تحسين رياضي مفيد لتحديد أماكن الكواكب في المجموعة الشمسية وليس تمثيلاً حقيقيا لواقع العالم". لكن الإضافة التي جاءت بها النسبية هي أنها جعلت من قضية مركزية الشمس أو مركزية الأرض مسألة اعتبارية بالضرورة، إذ إن كل شيء في هذا الكون يتحرك بالنسبة لكل شيء فيه ولا يوجد سكون مطلق أو حركة مطلقة كما أوضح ذلك الرياضي والفيلسوف الإنجليزي الشهير برتراند رسل. وخلاصة القول كما يعبر عنه الفيلسوف الإنجليزي-الأمريكي والترستيس إنه "ليس من الأصوب أن تقول أن الشمس تظل ساكنة وأن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس. غير أن كوبرنكس برهن على أنه من الأبسط رياضياً أن نقول أن الشمس هي المركز ... ومن ثم فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون "شاذاً" ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ". أ. هـ.
وقد ظهر الآن فريق من العلماء يعرفون بـ ( Neo-geocentric scientists) أو "العلماء الجدد للنموذج الأرضي " و يؤيدون بأدلتهم النموذج الأرضي القائل بثبات الأرض ودوران الشمس. ولذلك لم يجرؤ العلماء على الإجماع بثبوت النموذج الشمسي بطريق الحس والمشاهدة وإن كان لديهم قرائن ليست بأفضل من استحسانهم الرياضي للنموذج. ومع كونه رياضياً فإنهم لم يجعلوا الحساب فيصلاً يقينياً لأن جمهورهم متفقون على أنه لا يلزم من صحة النتيجة الرياضية مطابقتها للحقيقة الفيزيائية الخارجية من كل وجه، وقد اشتغل الفيزيائي ستيفن هوكنغ ردحاً من الزمن بتفسير ما أسماه الثقوب السوداء بالاعتماد على الرياضيات والمعادلات حتى اغتر هو وكثير من العلماء – فضلاً عن عوام الناس - وكادوا يقطعون بوجود هذه الثقوب لولا أن هذا العالم أعلن قبل عدة أشهر أنه لم يتوصل إلى نتيجة مرضية وأنه لا يوجد ما يمكن الاعتماد عليه للقطع بوجود هذه الظاهرة سوى التخمينات الرياضية. ولنضرب على ذلك مثلاً من فيزياء الكم أو الفيزياء الكمومية والتي اعتبرها العالم الألماني البرت أينشتاين ضرباً من الخرافة لما انطوت عليه من أمور يظن السامع لها أنها تخالف صريح المعقول، ومع ذلك فالعلماء الملاحدة يؤمنون بأعاجيبها وغراباتها ويستميتون في الدفاع عنها، أفلا نؤمن نحن بقدرة العزيز الحكيم الخبير العليم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؟
النظرية التي أوردها مثالاً هنا تتعلق بالتجربة المشهورة التي افترضها شرودنجر وأسموها فيما بعد بتجربة قطة شرودنجر. وهذه التجربة مثال مشهور على الانفصام بين الصحة الرياضية والواقع الفيزيائي لظاهرة ما ولذلك قال عنها العالم البريطاني ستيفن هوكنج:"كلما سمعت عن قطة شرودنجر مددت يدي نحو المسدس!! " أي يريد أن يقتل نفسه لأن المعادلة تبدو صحيحة رياضياً ولكنها مستحيلة في الواقع فكيف يحصل هذا التناقض المحير؟
تجربة شرودنجر هذه مبنية على مبدأ الاحتمالات الرياضية. وبإيجاز وتبسيط شديدين تعتمد هذه التجربة على افتراض وجود قطة داخل حاوية مغلقة بها علبة غاز سام وهناك خطاف يتدلى منه مطرقة معلقة فوق هذه العلبة فلو افترضنا أن نسبة احتمال تحرك هذا الخطاف هي النصف 50% بحيث يرخي المطرقة لضرب علبة السم ومن ثم موت القطة لبقي هناك نسبة أخرى كذلك هي 50% تضمن سلامة القطة من موتها بهذا الغاز السام وبالتالي يكون الاستنتاج الرياضي الصحيح هو وجود الاحتمالين معاً لأنه لا يوجد سبب منطقي لإهمال أحدهما وبالتالي فالقطة حية وميتة في نفس اللحظة!! ولكن الشيء المبهر من حيث الواقع الفيزيائي هو أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا احتمالا واحدا من احتمالين: إما حية أو ميتة!! فأي التفسيرين أصوب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الرياضي (العقلي) أم الفيزيائي (الحسي)؟
ومما يجدر التنبيه عليه هو أن اختلاف زمان ومكان الملاحظين مؤثر في الحكم على الأعيان المتحركة التي تشغل زماناً ومكاناً مختلفين كذلك. وهو ما يسمى "بالإطار المرجعي" للأشياء أو ( frame of reference). ومن الأمثلة البسيطة التي يضربها أصحاب النظرية النسبية للتمثيل عليها هو وجود ملاحظين يشاهدان قطاراً واحداً هذا في الجهة الأولى من سكة القطار والمشاهد الآخر في الجهة المقابلة من سكة القطار. فالأول يقول القطار متجه إلى اليسار أما الآخر فيجزم باتجاه القطار إلى اليمين، فأثّر اختلاف مكان الملاحظين في الحكم على الجهة. ومثال أجود منه هو ما لو كان على القطار المتحرك راكب وأطلق رصاصة في اتجاه سير القطار مع وجود من يلاحظه من خارج القطار من فوق جبل أو شاهق – أي في إطار مرجعي مختلف. فالراكب الذي أطلق الرصاصة يجزم بأن سرعة الرصاصة ثابتة وأما الملاحظ الذي يشاهد الحدث من خارج القطار فيجزم بأن سرعة الرصاصة تجاوزت سرعتها الطبيعية بسبب إضافة سرعتها إلى سرعة القطار الذي يسير في ذات الاتجاه، فتصير السرعة سرعة مركبة. ومنشأ الخلاف هنا هو أن أحدهما متحد مع الحدث في إطاره المرجعي والآخر منفصل عن الحدث في إطار مرجعي مباين، ولذلك فالثاني يشاهد مالا يشاهده الأول.
وهكذا الأمر بالنسبة لحركة الشمس. فالعلماء المؤيدون للنموذج الأرضي يشترطون التواجد في إطار مرجعي منفصل عن المجموعة الشمسية بأسرها للوقوف على حقيقة حركتها ومن ثم الحكم عليها حساً بالإثبات أو النفي. وهذا الأمر غير متأت وتبقى الحقيقة الكونية الحسية مجهولة. أما الحقيقة الشرعية فظواهر النصوص دالة على حركة الشمس ولكنها في الوقت ذاته لا تنفي حركة الأرض بل مفهوم ظواهر بعض النصوص قد يدل على حركتها وعدم ثباتها. والآيات والأحاديث دالة على ذلك أوضح دلالة، ولا يمنع أن يكون كل من الشمس والأرض يدوران حول بعضهما بحيث تتكامل سرعة دورانهما حول بعضهما في سرعة مركبة يظنها المشاهد على الأرض سرعة كوكب الأرض، وهو رأي لنفر من علماء الفلك. ومع ذلك فمفهومات حشد من الأدلة الشرعية لا تمنع دوران الأرض و حركتها بل يمكن أن تدل على ذلك من جهة المفهوم تارة بدلالة الإيماء والتنبيه وتارة بدلالة الاقتضاء واللزوم. وأما حركة الشمس وعدم ثباتها، بغض النظر عن هيئة هذه الحركة، فهي ثابتة بالقرآن والسنة وإجماع العلماء، لا يرد ذلك إلا زنديق. والخلاصة هنا بيان أن النموذج الشمسي لا يزيد في أحسن أحواله عن كونه نموذجاً مستحسناً وإطاراً عملياً مفضلاً لتفسير حركة الكواكب في المجموعة الشمسية وخاصة بعض الظواهر التي لم يوفق النموذج الأرضي في تفسيرها كظاهرة الحركة التراجعية أو ( retrograde motion) لكوكب المريخ. و منهج الأطر العملية المفترضة أو ما يسمى بـ ( framework) من خطوات البحث العلمي التي يخضعها أصحابها للاختبار والتمحيص حتى يغلب على الظن صلاحية ذلك الإطار للتفسير.
والذي اضطرني لوضع هذه المقدمة أمر واحد: ألا وهو أننا لا نزال نجهل الكثير عن ما نعتقد في أذهاننا أننا قد بلغنا النهاية والغاية في إدراك حقيقته، مع أن هذه الأشياء هي المقدمات التي يترتب على كمال إدراكها صحة النتيجة العقلية الحاكمة على تلك القضية، ولكن كثير من الناس لفرط استجابتهم لبادي الرأي من أنفسهم يحكمون بالنتيجة قبل استصلاح المقدمات و اكتمالها، وقد قال الله تعالى (وكان الإنسان عجولا).
ثالثاً: حقيقة سجود الشمس:
فباعتمادنا على الحقيقة الحسابية وحدها نحن نجهل كامل الحقيقة الواقعية المشاهدة (الفيزيائية) لحركة الشمس. وبناءً على هاتين المقدمتين يقال: يكفي في سجود الشمس واستئذانها القول بأن عدم العلم ليس بدليل على العدم وهي قاعدة مشهورة وأكثر عمل الجهال على خلافها، فعدم الوقوف على حقيقة سجودها واستئذانها لا يلزم منه نفي إمكان السجود والاستئذان على الوجه المناسب لها، ولذلك يقال لمن ارتاب: إذا أوضحت لنا حقيقة سجود الشمس والقمر والنجوم والشجر في قوله تعالى: (ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب). نقول إذا استطعت أن توضح لنا حقيقة ذلك فانتقل إلى إيضاح حقيقة الأخص وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
سجود الشمس تحت العرش ذلك أن تفسير الأعم في الجملة أيسر من تفسير الأخص لما يكتنف الأخص من التقييدات والتحرزات التي لا يتفطن لها كثير من أرباب العلوم فضلاً عن عوام الناس. فالجاهل يراها من المستحيلات الممتنعات، والأعلم منه يراها من المحارات الممكنات، والناس بين هؤلاء وهؤلاء درجات. والحق أن الله قد اختص كل مخلوق بسجود يناسب هيئته وخِلقته لا يشترك فيه مع غيره إلا بموجب الاشتراك اللفظي لا الاشتراك الفعلي الحقيقي المطابق للفعل والهيئة، وقد أخبرنا الله تعالى أن الشجر يسجد مع كونه أمام ناظرنا ص وم بل يُقطف ثمره ويُجلس في ظله، ومع ذلك لا نقول الشجر لا يسجد، مع أن هذا أدعى للاستنكار لقرب الشجر منا وملامستنا له و رؤيتنا له على الدوام وأكلنا من ثمره. فدل هذا على جهل بني آدم بحقيقة سجود هذه المخلوقات و حقيقة تسبيحها لله عز وجل، قال تعالى (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فحسم الخلاف وقطع الريب والجدال بنفي قدرتنا على إدراك حقيقة التسبيح، فيصبح السؤال عن ذلك من أشد التكلف. فإذا استقرت هذه المسألة في الأذهان انقطع المستشكل عن بحث ما وراء ذلك والخوض فيه إذ كيف يُتوصل إلى نتيجة صحيحة دون القطع بفهم حقيقة مقدمات تلك النتيجة وهو الأمر المنتفي هنا. ومن المعلوم أن صحة النتيجة هو ملزوم صحة المقدمات و صحة المقدمات هو ملزوم صحة إدراك المقدمات. فاتهام الرأي البشري المتقلب يأتي قبل اتهام الحقائق الخارجية التي لا تتغير ولا تتبدل (فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا).
ما المراد بلفظ الغروب الوارد في الحديث؟
الذي يظهر أن معنى "الغروب" قد التبس على قوم فظنوا أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (أتدري أين تغرب؟) هو التواري التام عن نظر جميع أهل الأرض وأن هذا من لوازم السجود المذكور ولفظ الحديث لا يومئ إلى هذا ولا يدل عليه فضلاً عن أن يكون من لوازم لفظ الغروب. والحق أن المراد بالغروب الذهاب لا الغياب التام كما فسرته لفظة الرواية الأخرى وهو قوله صلى الله عليه وسلم (أتدري أين تذهب؟) وهذا معنى صحيح من حيث اللغة وهو مستعمل عند العرب، قال ابن منظور "غرب القوم غرباً (أي) ذهبوا"، كما أن باقي الحديث في روايات فيه "إنها تذهب ... ". وفائدة لفظة "الذهاب" أنها تتضمن معنى الحركة فما من ذاهب إلا وهو متحرك. صحيح أن الشمس "تغرب" عن نظر قوم ولكن هذا بالنسبة لهم ولذلك يجب التفريق بين حقيقة "الغروب" ومجرد الغروب في "رأي العين"، كما في قوله تعالى (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) وهذا صحيح برأي البصر لكنها مخالف لرأي البصيرة، ولذلك نسب المرئي إلى من يراه فقال "وجدها". قال الإمام القرطبي – رحمه الله: ((قال القفال: قال بعض العلماء: ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغربا ومشرقا وصل إلى جرمها ومسها ; لأنها تدور مع السماء حول الأرض من غير أن تلتصق بالأرض , وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض , بل هي أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة , بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق , فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة , كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض ; ولهذا قال: " وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا " ولم يرد أنها تطلع عليهم بأن تماسهم وتلاصقهم , بل أراد أنهم أول من تطلع عليهم. وقال القتبي: ويجوز أن تكون هذه العين من البحر , ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها , فيقام حرف الصفة مقام صاحبه والله أعلم)) أ. هـ. (7)
وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله: ((وقوله: " وجدها تغرب في عين حمئة " أي رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه)) أ. هـ. (8)
قلت: ومثله قول الناس "غابت الشمس في الأفق" مع أنها لا تغيب في الأفق حقيقة وإنما تتوارى عنا من وراء الأفق لا فيه لأن الشمس أكبر من الأرض بمئات المرات فكيف تغيب في أفق الأرض الصغير جداً؟ كما أنها خارج محيط الأرض بل تبعد عنها آلاف الكيلومترات فكيف تغيب في الأفق؟ ومع ذلك نقول غابت في الأفق من باب التجوز لا على وجه الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالخلاصة أن المراد بلفظ "الغروب" في الحديث الذهاب والسير والجريان كما هو مفسر في الرواية الأخرى وكما هو مستعمل في لغة العرب وكما هو مستفاد من ظاهر قوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها). فالغروب في حقيقته ليس إلا جريان الشمس وليس للشمس مغرب حقيقي ثابت يتفق عليه أهل الأرض. قال الإمام ابن عاشور – رحمه الله: ((والمراد بـ {مَغْرِبَ الشَّمْسِ} مكان مغرب الشمس من حيث يلوح الغروب من جهات المعمورة من طريق غزوته أو مملكته (أي ذو القرنين). وذلك حيث يلوح أنه لا أرض وراءه بحيث يبدو الأفق من جهة مستبحرة، إذ ليس للشمس مغرب حقيقي إلا فيما يلوح للتخيل)). أ. هـ.
و قد بين ذلك عليه الصلاة والسلام فقال:" فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش" كما عند البخار وغيره. ولم يقل عليه الصلاة والسلام أنها "تغرب تحت العرش" أو يقل "حتى تغرب تحت العرش". وهذا وهم استدعاه فهم بعض الناس الذين أشكل عليهم معنى هذا الحديث وهو فهم مردود لأن ألفاظ الحديث ترده. فقوله:"تذهب" دلالة على الجريان لا دلالة على مكان الغروب لأن الشمس لا تغرب في موقع حسي معين وإنما تغرب في جهة معينة وهي ما اصطلح عليه الناس باسم المغرب أو الغرب، والغروب في اللغة التواري والذهاب كما ذكره ابن منظور وغيره يقال غرب الشيء أي توارى وذهب وتقول العرب أغرب فلان أي أبعد وذهب بعيداً عن المقصود.
والمتأمل يجد أن كل الروايات الصحيحة بلفظ: أين تذهب؟ عدا رواية واحدة في باب التفسير عند البخاري – وهي التي أثارت الإشكال – بلفظ "أتدري أين تغرب الشمس؟ "، فيكون كل غروب عن أهل كل قطر من لوازم سجودها تحت العرش، ولحل هذا الإشكال يحمل معنى الغروب في هذا السؤال على ما جاء في أكثر الروايات - وبعضها في الصحيحين - وهو عموم معنى "الذهاب". وهذا هو الأقرب إن شاء الله لأن الشمس لا تستقر بغروبها عن أهل كل قطر وإلا فسد المعنى، ولذلك وجه العلامة المعلمي الأحاديث الواردة في هذا الباب توجيها حسناً عندما ذكر أن الاستقرار حاصل عند غيابها عن أهل ذلك الوجه من الأرض الذي كان فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا غيابها عن أهل كل قطر. قال رحمه الله في (الأنوار الكاشفة):" فأما طلوعها آخر الزمان من مغربها فرأيت لبعض العصريين كلاماً سأذكره لينظر فيه: ذكر أنه يحتمل أن يحدث الله عز وجل ما يعوق هذه الحركة المحسوسة الدائرة بين الشمس والأرض فتبطئ تدريجاً كما يشعر به ما جاء في بعض الأخبار أن الأيام تطول آخر الزمان، حتى تصل إلى درجة استقرار، ويكون عروض هذا الاستقرار بعد غروبها من هذا الوجه من مغربهم. قال: وذاك الموضوع الذي سوف تستقر فيه معين بالنسبة إلى موضعها من الأرض، فيصح أن يكون هو المستقر. قال وكان الظاهر والله أعلم أن يقال ((تحت الأرض)) أي بالنظر إلى أهل الوجه. لكنه عدل إلى ((تحت العرش)) لأوجه: منها كراهية إثارة ما يستغربه العرب حينئذ من هيأة الخلق مما يؤدي إلى شك وتساؤل واشتغال الأفكار بما ليس من مهمات الدين التي بعث لها الرسل، وقد ذكر بعضهم نحو هذا في قوله تعالى (ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج). ومنها أنه إن كان تحت الأرض عند أهل هذا الوجه فهو فوقها عند غيرهم، أما العرش فذاك الموضع والعالم كله تحته، راجع الرسالة العرشية لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومنها أنه لما ذكر أنه موضع سجودها كانت نسبة السجود إلى كونه تحت العرش أولى، أقول: فلم يلزم مما في الرواية الثالثة من الزيادة غيبوبة الشمس عن الأرض كلها، ولا استقرارها عن الحركة / كل يوم بذاك الموضع الذي كتب عليها أن تستقر فيه متى شاء ربها سبحانه".أ. هـ. (9)
إذا تقرر هذا اتضح معنى آخر وهو أن الشمس لا تسجد تحت العرش عند كل غروب تغربه عن أنظار كل بلد، فإن هذا لبس ينشأ عند من وقف على ظواهر الألفاظ ولم يتدبر ما وراء ذلك من المعاني. ولو أن الشمس تسجد عند كل غروب يراه أهل كل قطر لكانت ساجدة على الدوام ولاستنكر أهل الأرض ذلك، ولذلك جاءت فائدة الاحتراز من هذا الاحتمال في رواية مسلم: (ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا). ثم إني وجدت للعلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في كتابه "الأنوار الكاشفة" توجيهاً مفيداً لمعنى الحديث، وحديث سجود الشمس قد طعن فيه أبو ريّة في كتابه المسمى بـ "أضواء على السنة"،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان مما سطره المعلمي ضمن ردّه هذه الفائدة الحديثية، قال - رحمه الله -: (وهناك رواية البخاري عن الفرباني عن الثوري عن الأعمش بنحو رواية أبي معاوية إلا أنه قال: ((تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن .. )) ونحوه بزيادة في رواية لمسلم من وجه آخر عن إبراهيم التيمي وقال: ((حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة .. .))، فقد يقال لعل أصل الثابت عن أبي ذر الحديثان الأولان، ولكن إبراهيم التيمي ظنّ اتفاق معناها فجمع بينهما في الرواية الثالثة، وقد يقال بل هو حديث واحد اختصره وكيع على وجه وأبو معاوية على آخر، والله أعلم) إلى أن قال في آخر كلامه (أقول: فلم يلزم مما في الرواية الثالثة من الزيادة غيبوبة الشمس عن الأرض كلها، ولا استقرارها عن الحركة كل يوم بذاك الموضع الذي كتب عليها أن تستقر فيه متى شاء ربها سبحانه).أ. هـ. (10)
قلت: وهذا يدل على أن الاختصارات والروايات بالمعنى مؤثرة في فهم دلالات الأحاديث فربما فهمت على ظاهرها فأشكلت أو ربما أشكلت على انفرادها ولكن فُهِم المراد منها بمجموع أحاديث ذلك الباب لتوافر التقييد للمطلق أو التبيين لمجمل أو التخصيص لعام أو الإتمام لمختصر لا يستقيم المعنى على كماله بأخذه لوحده وهكذا.
إذا علم هذا فإن الشمس إنما تسجد مرة واحدة وذلك عند محاذاتها لباطن العرش، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 70 - 71)، قال - رحمه الله -:" إذا علم هذا فإنه حديث لا يعارض ما ذكرناه من استدارة الأفلاك التي هي السموات على أشهر القولين، ولا يدل على كرية العرش كما زعمه زاعمون قد أبطلنا قولهم فيما سلف (11)، ولا يدل على أنها تصعد إلى فوق السموات من جهتنا حتى تسجد تحت العرش، بل هي تغرب عن أعيننا، وهي مستمرة في فلكها الذي هي فيه، وهو الرابع فيما قاله غير واحد من علماء التسيير. وليس في الشرع ما ينفيه بل في الحس - وهو الكسوفات - ما يدل عليه ويقتضيه، فإذا ذهبت فيه حتى تتوسطه، وهو وقت نصف الليل مثلاً في اعتدال الزمان، بحيث يكون بين القطبين الجنوبي والشمالي، فإنها تكون أبعد ما يكون من العرش لأنه مقبب من جهة وجه العالم، وهذا محل سجودها كما يناسبها ". أ. هـ.
ويؤيد هذا قول الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 689، ط. دار السلام)، قال – رحمه الله -: "وظاهر الحديث أن المراد بالاستقرار وقوعه في كل يوم وليلة عند سجودها ومقابل الاستقرار المسير الدائم المعبر عنه بالجري. والله أعلم" أ. هـ. (12)
قلت: وقول الحافظ (كل يوم وليلة) أي كل أربع وعشرين ساعة وهي فترة دوران الشمس حول الأرض دورة كاملة (أو على قول من يؤول الأدلة ويرى ثبات الشمس: فترة دوران الأرض حول نفسها دورة كاملة). فمعنى ذلك أنها تسجد حال انقضاء دورة واحدة، ومكان أو حد الانقضاء هذا هو السمت الأرضي الذي تحاذيه الشمس. فعند محاذاتها لباطن العرش فإنها تكون عندئذٍ مقابل سمت من الأرض يحدث عند مقابلته السجود المذكور. ولكن هذا السمت أو المنتهى - كما قال الإمام ابن عاشور- لا قِبَل للناس بمعرفة مكانه. قال - رحمه الله - في "التحرير والتنوير" (9/ 23/ 20 - 21) في تفسير قوله تعالى "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم": (وقد جعل الموضع الذي ينتهي إليه سيرها هو المعبر عنه بتحت العرش وهو سمت معيّن لا قبل للناس بمعرفته، وهو منتهى مسافة سيرها اليومي، وعنده ينقطع سيرها في إبان انقطاعه وذلك حين تطلع من مغربها، أي حين ينقطع سير الأرض حول شعاعها لأن حركة الأجرام التابعة لنظامها تنقطع تبعاً لانقطاع حركتها هي وذلك نهاية بقاء هذا العالم الدنيوي) أ. هـ.
قال الحافظ – رحمه الله - في الفتح (8/ 688، ط. دار السلام) في شأن المحاذاة التحتية: (وأما قوله " تحت العرش " فقيل هو حين محاذاتها. ولا يخالف هذا قوله: (وجدها تغرب في عين حمئة) فإن المراد بها نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب). أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومراد الحافظ أنها ليست تحت العرش بمعنى أنها تخرج عن فلكها و تزول عن مكانها حتى تكون تحت العرش وإنما تحاذي العرش من فلكها التي هي فيه كما يحاذي الطائف بالكعبة المشرفة ركن الكعبة مع بعده عنه. إلا أنه قد صرّح بخروجها عن مجراها الإمام ابن العربي، نقل كلامه الحافظ في الفتح (8/ 688) ثم تعقبه في موضعه وقال: " إن أراد بالخروج الوقوف فواضح، وإلا فلا دليل على الخروج ويحتمل أن يكون المراد بالسجود سجود من هو موكل بها من الملائكة، أو تسجد بصورة الحال فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك الحين"أ. هـ. وقال الحافظ ابن كثير في البداية (1/ 70):"ولا يدل (الحديث) على أنها تصعد إلى فوق السماوات من جهتنا حتى تسجد تحت العرش، بل تغرب عن أعيننا، وهي مستمرة في فلكها الذي هي فيه، وهو الرابع، فيما قاله غير واحد من علماء التسيير". أ. هـ. (13)
وهذا السمت أو المنتهى المعبر عنه في الحديث بحرف المعنى "حتى" للدلالة على الغاية والحد فهو كالسمت (ولا أقول هو السمت ذاته) الذي نصبه الجغرافيون على الخارطة الأرضية ويسمونه خط الطول الممتد من أقصى شمال الأرض إلى أقصى جنوبها. فإذا حاذت الشمس هذا السمت الذي هو منتهى سيرها اليومي مع محاذاتها في ذات الوقت لمركز باطن العرش فإنها تسجد سجودا على الكيفية التي لا يلزم منها أن توافق صفة سجود الآدميين وعلى هيئة لا تستلزم استنكار الناس من أمرها شيئا كما جاء في الحديث (ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا).
وأما من جهة الدلالة اللغوية و الشرعية للحديث فإن السجود في اللغة يأتي بمعنى الخضوع كما ذكره ابن منظور وغيره. وحمّله – بتشديد الميم - بعض المفسرين المذكور في قوله تعالى في آية الحج:" ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم إن الله يفعل ما يشاء " قال ابن كثير رحمه الله:" يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعا وكرها وسجود كل شيء مما يختص به" أ. هـ. وعليه فسجود الشمس مما يختص بها ولا يلزم أن يكون سجودها كسجود الآدميين كما أن سجودها متحقق بخضوعها لخالقها وانقيادها لأمره وهذا هو السجود العام لكل شيء خلقه الله.
ولكن لو قال قائل:"هل تنتفي صفة السجود عن الشمس إذا كانت لا تسجد إلا تحت العرش فلا تكون خاضعة إلا عند سجودها تحت العرش وفي غير ذلك من الأحايين لا تكون؟
والجواب أن الشمس لها سجدتان: سجود عام مستديم وهو سجودها المذكور في آية الحج السابقة و آية النحل (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون) مع سائر المخلوقات، وسجود خاص يتحقق عند محاذاتها لباطن العرش فتكون ساجدة تحته وهو المذكور في الحديث وفي كلا الحالين لا يلزم من سجودها أن يشابه سجود الآدميين لمجرد الاشتراك في لفظ الفعل الدال عليه. ومن أمثلة ذلك أن مشي الحيوان ليس كمشي الآدمي وسباحة السمك والحوت ليست كسباحة الإنسان وهكذا، مع أنهم يشتركون في مسمى الفعل وهما المشي والسباحة.
ومع أن الشمس و المخلوقات بأجمعها تحت العرش في كل وقت إلا أنه لا يلزم أن تكون المخلوقات بأجمعها مقابلة لمركز باطن العرش لأن العرش كالقبة على السماوات والمخلوقات، والشمس في سجودها المخصوص إنما تحاذي مركز باطن العرش فتكون تحته بهذا الاعتبار كما أومأ إليه ابن كثير في البداية والنهاية بشأن المحاذاة التحتية للعرش، قال – رحمه الله- في البداية (1/ 70 - 71): " فإذا ذهبت فيه حتى تتوسطه، وهو وقت نصف الليل مثلاً في اعتدال الزمان، بحيث يكون بين القطبين الجنوبي والشمالي، فإنها تكون أبعد ما يكون من العرش لأنه مقبب من جهة وجه العالم، وهذا محل سجودها كما يناسبها". أ. هـ.
ولذلك لا يجوز أن يكون العرش محيطاً بكل شيء لأن الله وحده هو المحيط بكل شيء. فلا شيء في المخلوقات أعظم من العرش ولا شيء أعظم من العرش إلا الله سبحانه، فليزم من هذا لحوق النقص بإحاطة العرش.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخلاصة أن سجود الشمس على المعنى الذي ذكرناه غير ممتنع أبدا ولا يخالف الحديث صريح العقل إنما قد يخالف ما اعتاد عليه العقل وألفه من الممكنات وهذا ليس بمعيار تقاس به الممكنات الكونية فضلاً عن الممكنات الشرعية لأن الله على كل شيء قدير ولأن المألوفات نسبية باعتبار منشأ الناس واختلاف عقولهم وعلومهم. والسامع مثلاً لما تخرج به فيزياء الكم من المحارات والأسرار كمبدأ اللاحتمية لهايزنبرج وتجربة شرودنجر ونظرية العوالم المتناظرة وغيرها من الظواهر– وإن كان هذا ليس موضع تفنيدها - يوقن بأن لله حكمة بالغة يطلع من يشاء عليها ويستأثر بما يشاء عنده، قال تعالى:"ويخلق ما لا تعلمون"، وقال تعالى:"والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، وقال:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً". والإنسان الأصل فيه الضعف والظلم والجهل وهذه كلها من موانع العلم أو موانع الانتفاع به. ولذلك قال الله تعالى:"وخلق الإنسان ضعيفا" وقال في آية الأحزاب:"إنه كان ظلوما جهولا". ولذلك فالعقلاء من بني آدم يسعون على الدوام لدفع تلك النقائص عن أنفسه بطلب أضدادها وهي القوة والعلم والعدل، فإن انكشف له من طريق ذلك شيء من المعارف فهذا بتوفيق الله، وما استغلق و خفي ودق على بني آدم من ذلك فلله الأمر من قبل ومن بعد. وكما قدمنا فإن سجود الشمس لا يستلزم توقفها ووقوفاً يحصل بسببه استنكار الناس و هو اللبس الذي أزاله صلى الله عليه وسلم بقوله:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" وحرف "الفاء" في قوله "فتصبح" للتعقيب الذي بدوره يفيد معنى السرعة والموالاة ومن لوازم السرعة تقلص الوقت وضآلته فيكون سجودها حاصل في وقت قصير للغاية ولو في جزء من أجزاء الثانية يضمحل في فرق الثمان دقائق الذي تستغرقه رحلة الضوء من الشمس إلى الأرض، والثمان دقائق عبارة عن 480 ثانية فهل يمتنع حصول سجود من الشمس في هذه الفترة؟ بل إن سجودنا في جميع الصلوات الخمس لا يبلغ مجموع فترته 180 ثانية في غالب الأحوال مع أنه يصح أن يحصل فعل السجود بإيقاع سجدة واحدة ويسمى فاعلها ساجداً حتى ولو لم يسجد إلا بتسبيحة واحدة صح أن يسمى سجوداً عند الحنابلة، بل حتى ولو لم يطمئن في سجوده ذلك لصح أن يسمى سجودا وفاقاً للحنفية.
ولو قال قائل:"نقبل منك صحة السجود دون أن يلزم منه وقوف الشمس ولكن الشمس لابد أن تقف لأن هذا لازم الخرور والاستئذان وإن لم يكن لازم السجود؟ " والجواب عليه:
حتى لو لزم من الخرور والاستئذان توقف الشمس فإنه لا يلزم من ذلك وقوفها وقوفاً يلاحظه الناس كما قدّمنا ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:" ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا ". كما أن في الحديث نكتة ربما خفيت على البعض وهي أن مقدار وقوفها لم ينص عليه الحديث ولذلك فلا يمنع أن يكون وقوفها للخرور والاستئذان حاصل في وقت ضئيل للغاية يضمحل في فرق الثمان دقائق الذي يفصل بيننا وبين الشمس فلا يمكن ملاحظة فترة السجود حينئذٍ. هذا للشخص الملاحظ، فكيف بالبشرية المشغولة بضيعات الدنيا ليلاً ونهاراً. وهذا ممكن و صحيح شرعاً وعقلاً وطبعاً. فنجد أن الذي يسجد بتسبيحة واحدة قد صح منه السجود وأجزأه كما لو سجد آخر وأتى بأكثر من ألف تسبيحة، والشاهد أن السجود وما يترتب عليه من خرور ويتبعه من استئذان لا يلزم من ذلك كله أن نخرق له مقداراً معيناً من الوقت أو هيئة مجعولة اعتماداً على المستقر في معهودنا الذهني ومألوفنا الطبعي، لأن الحديث أبهم المقدار الزمني لهذه الأفعال ولذلك فلا يمنع حدوثها في وقت قصير للغاية كما ذكرنا. وعلى الذين يتخرصون لسجود الشمس تطويلاً ملحوظاً أن يأتوا بالدليل المقيد لإطلاق الحديث المعيِّن لمبهمه، مع أن الدليل يعوزهم ولا دليل عندهم سوى الظن المجرد من القرائن القويمة، وهذا هو الظن المذموم الذي ذمه الله في القرآن (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه مسألة، أما المسألة الثانية فهي أنه لا يلزم من خرور الشمس وكذا الارتفاع كما في الحديث عند مسلم:"حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت"، أقول لا يلزم من خرور الشمس أن تنزل نزولاً أو ترتفع ارتفاعاً ينشأ بسببه استنكار الناس، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نفى هذا اللازم المتوهم عندما نفى ملزومه فقال (ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا)، فلما نفى المُسبَّب – بضم الميم وفتح الباء المعجمة الأولى – الذي هو استنكار الناس استلزم ذلك نفي ما يسببه وهو ظهور ما يثير الاستنكار من أمر سجود الشمس.
إذاً فالحديث أطلق كما هو ظاهر ولم يذكر مقدار مسافة الخرور ولم يعين مقدار مسافة الارتفاع بل لم يتعرض لوصف كيفية الخرور كما أنه لم يعين مقدار زمن سجودها. ولنضرب على ذلك مثالاً: أليس يصح السجود بالإيماء البسيط الذي لا يكاد يرى من المريض الذي لا يستطيع الحراك؟ فهذا الذي يومئ بالسجود إيماءً يصح سجوده ويقع ويسمى سجوداً مع مخالفته للعزيمة (14) المستفادة من قوله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة، و اليدين، و الركبتين، و أطراف القدمين، و لا نكفت الثياب، و لا الشعر). فكيف إذا علمنا أن سجود الشمس بطبعه مختلف ويرد على صفته وهيئته من الممكنات والاحتمالات ما لا يرد ولا ينطبق على سجود الآدمي وما يغاير به سجود غيرها من المخلوقات، وقد قال الله تعالى عن مخلوقاته (ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) والشاهد منه قوله تعالى (كلٌ قد علم صلاته وتسبيحه) تنبيهاً على اختلاف طرق مخلوقاته في العبادة وذلك أنه لما أضاف صلاةً وتسبيحاً لكل واحد من مخلوقاته وجعلها نكرات مضافة دل ذلك على اختصاص كل نوع منها بصلاة وتسبيح يمتاز به عما سواه من المخلوقات، قال ابن كثير رحمه الله (أي كل قد أرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة الله عز وجل). والآية تتضمن الشمس وقد أرشدها الله إلى طريقها ومسلكها في عبادتها إياه عز وجل، فالشمس أعلم بأمر عبادتها كما أن ابن آدم أعلم بأمر عبادته، قال الطبري رحمه الله (قد علم كل مصل ومسبح منهم صلاة نفسه وتسبيحه الذي كلفه وألزمه)، ولذلك ختم الآية بعلم الله لكل ذلك وفيه إشارة ضمنية إلى أن الله تعالى هو العالم بحقائق هذه الأمور دون غيره فقال: (والله عليم بما يفعلون).
ولكن هنا إشكال وارد: وهو أنا لو سلمنا بأن السجود يحتاج إلى زمن معين، ولو أجزاء ضئيلة من الثانية، فإن حاصل تراكم هذه الأوقات سيظهر أثره مع انقضاء الأزمان، فما الجواب؟
الجواب ومن الله العون أن يقال هنا ثلاثة أمور ينبغي التنبه لها:
1 - أني لم أجزم بأن هذا هو المخرج الأوحد لبيان عدم الامتناع، وإلا فقد تسجد باعتبار آخر غير اعتبار الثوان وأجزاءها إلا أنه متى حصل بيان عدم امتناع ولو من طريق واحد، لم يلزم بيان عدم الامتناع من سائر الطرق، لأنه قد حصل المطلوب.
2 - عن أي جزء من الثانية نتحدث؟ اعلم رحمني الله وإياك أن أجزاء الثانية لم تكتشف كلها بعد ولذلك لما اكتشفت وحدة "النانو" ثانية لم يكن يخطر ببال من في ذلك الوقت إمكانية اكتشاف وحدة "الفمتو" ثانية وهي الوحدة التي توصل إليها مؤخراً العالم المصري أحمد زويل وزملائه، فلا يمنع أن يكون هناك وحدات زمنية أقل وأقل ولكن يمنع من اكتشافها ضعف الإمكانات البشرية. ومن المعلوم أن الملائكة تقطع المسافة الهائلة بين السماء والأرض في وحدات زمنية قصيرة جداً قد يستحيل على العقول إدراكها مما يدل على وجود وحدات زمنية أقل بكثير من وحدة "الفمتو" الثانية وكما قال الله تعالى (وفوق كل ذي علم عليم).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - تقرر في علم الفلك مسألة مهمة - و هي من أهم ما في الموضوع - تتعلق بسرعة دوران الأرض (أو الشمس لمن يتأول الأدلة تمشياً مع الكشوفات العلمية) وهو أنها تتباطأ بأجزاء ضئيلة للغاية من الثانية كل يوم وهذا التباطؤ وإن عبر عنه العلماء بأنه كل كذا عدد من السنين إلا أنه يمكن توزيع هذا العدد وتقسيمه على عدد الأيام. وعليه فهذا التباطؤ المستمر مع مرور الوقت يمنع إمكانية إدراك الآثار التراكمية لأجزاء الثانية، لأن التباطؤ يلغي أثر التراكم وهكذا، فيكون هناك تناسباً طردياً بين الاثنين: كلما تباطأ الدوران كلما زاد فرق المسافة الضوئية التي تساعد على اضمحلال فرق الثوان بين الشمس والأرض. ويسمي العلماء هذه الظاهرة ( Earth's rotation slowing down) ، ونقلاً عن إحدى المواقع المتخصصة (15) يقول العلماء:
roughly only by 2 milliseconds since 1820 ) ( The rotation has slowed أي: "منذ عام 1820م تباطأت سرعة دوران الأرض بمقدار 2 ميللي ثانية". ولذلك يكون القول بظهور أثر التراكم صحيحاً في حالة ثبات سرعة الدوران لكل من الشمس أو الأرض، فعند الثبات يظهر الفرق مع مرور الوقت أما مع وجود هذا التفاوت الذي يلغي فرق التراكم فحتى العلماء لا يستطيعون ملاحظته بالحس والتجربة لأن عملية التعويض بسبب التفاوت مستمرة لا تنقطع وكأنه يخيّل إلى الملاحظ المتابع أنه لا يوجد أي فرق على الإطلاق. والأمر الآخر الذي يجدر التنبيه عليه هو أن الأرض لها محور تميل عليه مع مرور الفصول الأربعة، وهذا الميل المتدرج يسمح بإحداث فروقات متفاوتة- وإن كانت يسيرة - للمسافة الضوئية التي يقطعها الضوء القادم من الشمس، فتكون المسافة أبعد ما تكون في الشتاء وأقرب ما تكون في الصيف، و هذا التفاوت يقتضي اختلافاً وهو لفظ القرآن كما في قوله تعالى (واختلاف الليل والنهار)، وهو العليم بمقدار هذا الاختلاف، قال تعالى (والله يقدّر الليل والنهار).
ولذلك فسجود الشمس لا بد وأن يحصل على هيئة لا تسترعي استنكار الناس، كما في الحديث. إلا أن بعض الجهلة يريد ما لا يخالف حسه هو فيريد السجود سجوداً مشهوداً كما هو سجود الآدمي المطمئن في الصلاة المفروضة. ولذلك قرر بعض العلماء أن الشمس تسجد وهي "سائرة" دون توقف، كالحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، واستدل بقراءة ابن عباس: (والشمس تجري لا مستقر لها) والقراءة المشهورة هي: (والشمس تجري لمستقر لها). فقال: على القراءة الأولى تسجد وهي سائرة، إلا أن البعض أشار إلى شذوذ هذه القراءة. أستغفر الله من الزلل والخلل، والحمد لله رب العالمين.
فائدة:
قال الحافظ في الفتح (8/ 688): "ويحتمل أن يكون المراد بالسجود سجود من هو موكل بها من الملائكة , أو تسجد بصورة الحال فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك الحين" أ. هـ.
قلت: هذا ممكن، والتعبير عن سجود الشمس بسجود الملائكة نوع من أنواع المجاز المعروف بـ "إطلاق السبب على المسبب"، وهو أقسام كذلك، والذي ذكره الحافظ هو من قسم "السبب الفاعلي". كقولهم: "نزل السحاب" والمراد حقيقةً المطر لا السحاب (16). والاحتمال الثاني وهو السجود بصورة الحال يسيغه استعمال العرب ودلت على نظائره آيات كثيرة كآيتي الحج والنحل وسبق إيرادهما.
هنا ينتهي ما كتبته وأستغفر الله العظيم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
كتبه: عبدالله بن سعيد بن علي الشهري
============================== ==========
(1) قال الكرابيسي: حدث عن زيد بن وهب قليلاً أكثرها مدلسة. (تهذيب التهذيب: 1/ 160، ط. العلمية). قلت: إبراهيم التيمي قد وثقه من هو أحذق، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. و أخرج له الشيخان. ثم إنه إن دلس عن زيد بن وهب أحاديث فإن حديث سجود الشمس ليس منها ومعلوم طريقة البخاري ومسلم في الانتقاء من أحاديث المجروحين جرحاً لا يخرجهم عن مطلق العدالة والضبط. إلا أن الحافظ عاد فقال في تقريب التهذيب (ثقة إلا أنه يرسل ويدلس) وكأنه اعتمد على مقالة الكرابيسي. قال صاحبا تحرير تقريب التهذيب (ص103) استدراكاً على الحافظ (قوله يدلس وهم منه فإن أحداً لم يصفه بذلك بل لم يورده هو في طبقات المدلسين) أ. هـ. قلت: وصفه الكرابيسي كما ترى ولعل مرادهما من يعتد ويوثق بقوله من
(يُتْبَعُ)
(/)
أئمة الحديث.
(2) السلسلة الصحيحة رقم 109.
(3) أخرجه مسلم.
(4) البخاري ومسلم.
(5) في بحث مقدم للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
(6) من كبار علماء الفيزياء الفلكية في القرن الواحد والعشرين.
(7) الجامع لأحكام القرآن (13/ 370)، مؤسسة الرسالة.
(8) تفسير القرآن العظيم (9/ 185)، دار عالم الكتب.
(9) الأنوار الكاشفة، ص 294 – 295، عالم الكتب.
(10) الأنوار الكاشفة، ص295، ط. عالم الكتب.
(11) وهو قول شيخه أبو العباس ابن تيمية رحمه الله. إلا أن ظاهر كلام الحافظ ابن كثير في مقدمة البداية (1/ 3) ربما عارض ظاهر قوله هنا، قال رحمه الله في معرض ثناءه على الله عز وجل في مقدمة بديعة:"وسوى فوقهن سريراً، شرجعاً عالياً منيفاً متسعاً مقبباً مستديراً، وهو العرش العظيم". أ. هـ. قلت: ولعل مراده استدارة الانحناء كالقبة لا استدارة التكوير المحيط بكل شيء. بقرينة أنه قال في موضع آخر (1/ 70):" فإنها تكون أبعد ما يكون من العرش لأنه مقبب من جهة وجه العالم". أ. هـ.
(12) وللحافظ في الفتح (6/ 360، ط. دار السلام) فائدة لطيفة حول حركة الشمس المذكورة في الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق (رقم 3199) ألا وهي قوله: "وظاهره (أي نص الحديث) مغاير لقول أهل الهيئة إن الشمس مرصعة في الفلك، فإنه يقتضي أن الذي يسير هو الفلك وظاهر الحديث أنها هي التي تسير وتجري. ومثله قوله تعالى في الآية الأخرى (كل في فلك يسبحون) يس: 40" أ. هـ.
قلت: وعلماء الفلك اليوم متفقون على ما ذكره الحافظ، فهنيئاً لابن حجر هذا الفقه السليم، وهو قبل ذلك كله سبق للقرآن المعجز في نظمه ولفظه ومعناه، فثبتنا الله على هذا الدين القويم وصراطه المستقيم حتى نلقاه.
(13) في الفلك الرابع أي من حيث الترتيب والبعد عن الأرض فإن الأرض الكوكب الأول وعطارد الثاني والزهرة الثالث والشمس الرابعة، وهي عند الفلكيين من مجموعة النجوم المتوهجة وليست كوكب. وكلام الله يؤيد ذلك فقد أفرد للكواكب في سورة الانفطار وصف غير ما أفرده للشمس في سورة التكوير، ومفهوم هذا التفريق المغايرة. قال تعالى: "إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت" وقال في التكوير:"إذا الشمس كورت"، فعبر بالتكوير للشمس و النثر للكواكب. وأوضح منه في التفريق قوله تعالى:"فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين" وقال عن الشمس:"فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون"، ففرق بين الكوكب والشمس التي هي من فئة النجوم المتوهجة. ومع ذلك قد ورد في بعض الأحاديث التعبير عن النجم بالكوكب ففي حديث السبعين ألف قول الصحابي:"من منكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة" والكوكب هنا نجم لأنه ينقض. والله أعلم.
(14) المراد بالعزيمة هنا الحكم الوضعي المقابل للرخصة. (مذكرة في أصول الفقه، الشنقيطي، ص59، ط. دار العلوم والحكم).
(15) انظر الموقع على الشبكة: http://novan.com/earth.htm
(16) شرح الكوكب المنير، ص158، مكتبة العبيكان.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 02:23]ـ
الملف لمن أراد تحميله، وأرحب بالنقاش وإبداء الرأي من قِبل الإخوة الفضلاء.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 02:25]ـ
مرحباً بك وأهلاً أخي أبا شهد
سعدت برؤية اسمك هنا؛ نفع الله بك
تنبيه:
آخر هامش (شرح الكوكب ص158) يبدو أنه سقط من هنا رقم الجزء، وصواب الإحالة (1/ 158)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 02:34]ـ
أسعدك الله يا شيخ عبدالله. وجزاك الله خيرا على التنبيه، وزادني الله وإياك والإخوة من خيرالعلوم النافعة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 01:10]ـ
وجدت هذا الكلام المفيد لابن تيمية اذكره، قال رحمه الله ((والسجود من جنس القنوت، فإن السجود الشامل لجميع المخلوقات هو المتضمن لغاية الخضوع والذل، وكل مخلوق فقد تواضع لعظمته وذل لعزته واستسلم لقدرته، ولا يجب أن يكون سجود كل شيء مثل سجود الإنسان على سبعة أعضاء، ووضع الجبهة في رأس مدور على التراب، فإن هذا سجود مخصوص من الإنسان، ومن الأمم من يركع ولا يسجد، وذلك سجودها، كما قال تعالى (وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة) وإنما قيل ادخلوه ركعاً، ومنهم من يسجد على جنب كاليهود، فالسجود اسم جنس، ولكن لما شاع سجود الآدميين المسلمين صار كثير من الناس يظن أن هذا هو سجود كل أحد كما في لفظ القنوت)) أ. هـ. [1]
============================== ========
[1] رسالة في قنوت الأشياء كلها لله تعالى، ص 27 - 28، ضمن جامع الرسائل، ت. د. محمد رشاد سالم - رحمه الله، دار العطاء.
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 05:12]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبدالله
وجزاك الله عنا خير الجزاء.
على هذا البحث القيم المفيد.
وفي كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- الحل لجزء كبير من الإشكال-مع اختصاره- في هذه المسألة وفي غيرها مما يماثلها.
فلله دره من عالم حاذق فقيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 08:45]ـ
/// بارك الله فيكم ... عندي تعقبٌ يسير لعلِّي أفرغ لكتابته فيما بعد
وجزاكم الله خيرًا على الإفادة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 12:05]ـ
جزاكم الله خيرا، مروركم لم يخل من فائدة، وأرجو أن يحصل النفع المرجو بقراءته.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 07:30]ـ
/// بارك الله فيكم ... عندي تعقبٌ يسير لعلِّي أفرغ لكتابته فيما بعد
وجزاكم الله خيرًا على الإفادة
في انتظار تعقبكم اليسير، لتعم الفائدة بإذن الله تعالى.(/)
المسلمون أهل "اللذائذ"، ومن قال بغير ذلك فقد ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 02:45]ـ
((ولا ريب أن لذة العلم أعظم اللذات و " اللذة " التي تبقى بعد الموت وتنفع في الآخرة هي لذة العلم بالله والعمل له وهو الإيمان به وهم يجعلون ذلك الوجود المطلق. وأيضا فنفس العلم به إن لم يكن معه حب له وعبادة له بل كان مع حب لغيره كائنا من كان فإن عذاب هذا قد يكون من أعظم العذاب في الدنيا والآخرة وهم لا يجعلون كمال اللذة إلا في نفس العلم. و " أيضا " فاقتصارهم على اللذة العقلية خطأ والنصارى زادوا عليهم السمع والشم فقالوا: يتمتعون بالأرواح المتعشقة والنغمات المطربة ولم يثبتوا هم ولا اليهود الأكل والشرب ولا النكاح - وهي لذة اللمس - والمسلمون أثبتوا جميع أنواع اللذات: سمعا وبصرا وشما وذوقا ولمسا للروح والبدن جميعا وكان هذا هو الكمال)).
مجموع الفتاوى (14/ 162 - 163).(/)
من هو الحافظ عبد الغني الذي ذكره أبو محمد الجويني في رسالة الإثبات؟
ـ[حرملة]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 03:37]ـ
من هو الحافظ عبد الغني الذي ذكره أبو محمد الجويني في رسالته في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف والصوت في القرآن المجيد، وتنزيه البارئ عن الحصر والتمثيل والكيفية؟؟
ومن ترجم له؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 08:55]ـ
هل لك ان تنقل كلامه اخي لننظر فيه؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 09:24]ـ
الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري الأزدي من معاصري الدارقطني والحاكم
له مصنفات في الحديث كالمؤتلف والمختلف وغيره
توفي نحو 409
ترجمته في البداية والنهاية ووفيات الأعيان
ـ[حرملة]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 06:29]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... لقد ظفرت بترجمة جيدة له في تاريخ دمشق سلمت اناملك يا أبامالك
ـ[ابن السائح]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 01:30]ـ
هل لك ان تنقل كلامه اخي لننظر فيه؟
الظاهر أنه يقصد قول ابن شيخ الحزاميين:
قال الإمام الحافظ عبدالغني في عقيدته -لما ذكر حديث الأوعال- قال: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وقال: حديث الروح رواه أحمد والدارقطني
والمقصود الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي (ت600)
ونسبة الكتاب إلى أبي محمد الجويني فيها نظر
وحسبك تأمل طريقته في سياق الأحاديث وتعليقها وتخريجها وذكر بعضها بسندها
وعقيدة عبد الغني المقدسي مطبوعة لكنها ليست بين يدي
والظاهر أن النقل المتقدم منها
ـ[أبو عاصم الشيباني]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 12:35]ـ
أَخِي الكَرِيْمُ ابْنُ السَّائِحِ ـ جَزَاكُمُ الْلَّهِ خَيْرَاً ـ،
وَأَحْسَنْتُمْ فِيْمَا قُلْتُمْ، وَأَنَا مَعَكَ فِيْهِ. فَعَبْدُ الغَنِيِّ الأَزْدِيُّ ـ رَحِمَهُ الْلَّهُ ـ لَيْسَ لَهُ كَلاَمٌ فِي العَقِيْدَةِ.
وَقَدْ عَقَدْتُ لَهُ تَرْجَمَةً حَافِلَةً، وَذَكَرْتُ مُصًنَّفَاتِهِ؛ فَلَمْ أَظْفَرْ لَهُ بِشَيءٍ يَتَّصِلُ بِالعَقِيْدَةِ. وَأحْسَنْتُمْ فِيْمَا قُلْتُمْ بَخُصُوْصِ رِسَالَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيِّ وَالِدِ إِمَامِ الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي مِنْ جِهَةِ عَدَمِ صِحَّةِ نِسْبَتِهَا إِلَيْهِ.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 04:21]ـ
الحافظ عبد الغني المقدسي له جزء مسند في العلو ... من مخطوطات الظاهرية.(/)
ما الدليل على أن عدد من يحيط بالإنسان من الملائكة عشرة كما ورد في قناة الفجر؟
ـ[أبو فراس]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 06:38]ـ
قرأت هذا الموضوع وأرجو بيان صحته من عدمها مع الدليل وجزاكم الله خيرا
(معلومة جميلة جداً عن الملائكة التي تحيط بالإنسان .... فيا سبحان الله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
بثت قناة الفجر الفضائية ليلة الجمعة معلومة جميلة جدا عن الملائكة التي تحيط بالإنسان أثناء يومه وعلمت أن رحمة الله بعباده في كل شئ حتى في النوم , وهذه المعلومة قالها الشيخ عبد الباسط , عضو لجنة الإعجاز العلمي والحقيقة
قال إن الملائكة التي تحيط بالإنسان
عددها 10) وتتبدل في وقت الفجر ووقت العصر , والله سبحانه وتعالي يسأل ملائكته وقت انتهاء عمل ملائكته وقت الفجر كيف تركتم عبادي , فترد الملائكة وتقول: تركناهم يصلون , لذلك ينصح دائما بصلاة البردين الفجر والعصر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر حبط عمله).
وقد جعل الله عشرة أنواع من ملائكة تحيط بالإنسان كالتالي:
ملكين ملك عن اليمين وملك عن اليسار) , الملك اليمين ليكتب الحسنات الملك الشمال ليكتب السيئات ولكن حين يفعل الإنسان سيئة يقول ملك اليمين لملك اليسار اكتب هذه السيئة, فيرد ملك اليسار ويقول
أمهله لعله يستغفر, فإذا استغفر الإنسان لا يكتبها له.
ملكين ملك أمام الإنسان وملك خلفه ,حتى يدفع عنه السيئة التي تصيبه وتحفظه, مثال لذلك: كالذي تصيبه سيارة وينجوا من الحادث , هذه الملائكة تحفظ هذا الإنسان , ولكن إذا كتب الله سبحانه وتعالي أن يموت في الحادث باللوح المحفوظ فسوف يموت.
ملك على الجبين: للتواضع وعدم الكبر.
ملكين علي الشفتين: ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى وهم مفوضين هذين الملكين لتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لغرض أخر.
ملكين على العينين: وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى وكما يقول المثل العامي المصري العين عليها حارس.
و أخيرا ملك على البلعوم: لأنه ممكن أن يدخل في فم النائم أي شئ يؤذيه فالله سبحانه وتعالىجعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل أي شئ بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائيا
رب اغفر لي ولوالدي ولوالد والدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب)
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 07:43]ـ
حقا أين الأدلة من السنة النبوية المطهرة فبعض من ذكر من الملائكة أمرهم مشهور ولكن ثمة أمور جديدة لم نسمعها ولم نقرأها في كتب الحديث الشريف فهل من يستطيع مراسلة الشيخ عبد الباسط الذي ذكره الأخ أبو فراس أو من اطلع على أدلة على كلام الشيخ هذا إخبار بأمور غيبية ولا بد فيها من دليل وأنا سائل لست بقائل.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 07:01]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
[هذا حديث مُنكر]:
أخرجه الإمام الطبري في "جامع البيان" (16/ 370 - ط. آل شاكر).
وقال الإمام ابن كثير - تعليقاً على هذا الحديث -: [وقد روى الإمام أبو جعفر ابن جرير هاهنا حديثًا غريباً جداً].
وقال الشيخ أحمد شاكر: [فهذا حديث فيه نكارة وضعف شديد].
ـ[أبو فراس]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 07:58]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد وجزاك الله خيرا
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 05:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل أحمد بن سالم المصري والذي ينبغي للدعاة عدم نشر الأحاديث الضعيفة الاستشهاد بها كمقررات ولا أعني بذلك أخانا الفاضل أبا فراس إنما أقصد من نُقل عنه الكرام أولا.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[13 - May-2007, صباحاً 07:34]ـ
إن كان الدكتور المذكور هو عبد الباسط السيد فلا تعتمد على ما يذكره من أحاديث فهو يجمع كل ما هب ودب من كتب الحديث والضعفاء وغيرها ويستدل بها على الإعجاز في السنة! وقرأت له أحاديث موضوعة ينسبها للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يستخرج منها قواعد للإعجاز العلمي والله المستعان.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 11:13]ـ
احسن الله اليك اخي ابا فراس على الموضوع القيم لكن تحديد الملائكة التي تحيط بالانسان بانها عشرة او اكثر او اقل هو من الغيب لايعلمه الا الله او ما علمه لرسوله ويظهر ان الاخ عبد الباسط احصاها من خلال الاحاديث الواردة ولكن يرد على ذلك:
- قد يكون هناك احاديث عدة قد لا يحفظها او غابت عنه.
- قد يكون هناك ملائكة من هذا النوع ذكرت من حيث الجملة لا التنصيص على نوع العمل.
وقد ذكر ابن القيم في مفتاح السعادة ان من الملائكة ما يعرف العمل الصالح الذي يهم به المسلم كما يعرف الشيطان والقرين ما يقترن من العمل السئ من خلال امارات ولو تتبع الحافظ للاحاديث لوجد اكثر مما ذكر من خلال التمعن والاستنباط والعلم عند الله.(/)
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أودّ أن أذكّر نفسي وإيّاكم بمسألة مهمة وهي:
ـ[حيدره]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 10:49]ـ
أودّ أن أذكّر نفسي وإيّاكم بمسألة مهمة وهي:
كلنا يتوضّأ إذا أراد الصلاة، لكن أكثر الأحيان يريد الإنسان أن يقوم بشرط العبادة فقط، وهذا لابأس، ويحصل به المقصود، لكنْ هناك شيء أعلى وأتم:
أولاً: إذا أردت أن تتوضأ استشعر أنك ممتثل لأمر الله في قوله: (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) (المائدة: الآية6) حتىيتحقق لك معنىالعبادة.
ثانياً: إذا توضأت استشعر أنك متبع رسول الله،فإنه قال: "مَنْ تَوَضّأَ نَحْوَ وُضُوئي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ"أخرج البخاري ومسلم حينئذٍ يكون الإخلاص والمتابعة.
ثالثاً: احتسب الأجر على الله عزّ وجل بهذا الوضوء، لأن هذا الوضوء يكفر الخطايا، فتخرج خطايا اليد مع آخر قطرة من قطرات الماء بعد غسل اليد، وهكذا البقية.
هذه المعاني الثلاثة العظيمة الجليلة أكثر الأحيان نغفل عنها، كذلك إذا أردت أن تصلي وقمت للصلاة استشعر أمر الله بقوله: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) [البقرة:43] ثم استشعر أنك تابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "صَلوا كَمَا رَأَيتُموني أُصَلي"أخرجه البخاري ثم احتسب الأجر، لأن هذه الصلاة كفارة لما بينها وبين الصلاة الأخرى، وهلم جراً.
يفوتنا هذا كثيراً ولذلك تجدنا- نسأل الله أن يعاملنا بعفوه - لانصطبغ بآثار العبادة كما ينبغي وإلا فنحن نشهد بالله أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولكن مَنْ مِنَ الناس إذا صلى تغير فكره ونهته صلاته عن الفحشاء والمنكر؟! اللهم إلا قليل، لأن المعاني المقصودة مفقودة.
[شرح الأربعين النووية لشيخ أبن عثيمين رحمه الله (ص252 - 254)]
ـ[أحمد المنصور]ــــــــ[09 - Apr-2007, صباحاً 11:46]ـ
جزاك الله خير وأثابك وغفر لك، الحقيقة نبهتنا لشيء قد غفلنا عنه وغفل عنه الكثير وهي النقاط التي ذكرها شيخنا ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 01:03]ـ
الأخ / حيدرة
جزاك الله خيرا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 07:56]ـ
بارك الله فيك اخي حيدره , ولكن من لم يستشعر - الثاني مثلا - فهل لن تنزل خطاياه مع آخر قطرة؟؟؟
ـ[حيدره]ــــــــ[10 - Apr-2007, صباحاً 09:05]ـ
جزاكم الله خير جميعن
وسؤالك أخي زين وجيه جداً،أتمنى من طلاب العلم في هذا المنتدى المبارك الإجابه عليه؟؟؟؟؟؟
ـ[أم معين]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 11:50]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حيدره]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 01:17]ـ
بارك الله فيكم
اللهم آمين
ـ[عبدالله الفياض]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 12:33]ـ
بوركت أخي الكريم .. حيدره
ونفع بك الأسلام والمسلمين ..
ـ[لامية العرب]ــــــــ[03 - Aug-2007, صباحاً 04:20]ـ
أسعدك الله بروح وريحان وجنة نعيم على هذا التذكير بهذه المسائل المهمة
التي سمعتها ولم اوفق في نقلها لغيري لأنني لم أحفظها
جزاك الله خير الجزاء
ـ[حيدره]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:09]ـ
بوركت أخي الكريم .. حيدره
ونفع بك الأسلام والمسلمين ..
اللهم آمين ....
ـ[حيدره]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:14]ـ
أسعدك الله بروح وريحان وجنة نعيم على هذا التذكير بهذه المسائل المهمة
التي سمعتها ولم اوفق في نقلها لغيري لأنني لم أحفظها
جزاك الله خير الجزاء
والحمدالله أنك وجدت ضالتك أخي الفاضل لامية العرب
والله يجعلنا واياك مفاتيح للخير ومغاليق للشر ........
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:06]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسنات الشيخ وحسات المذكر لنا
==========
أبو عثمان
ـ[حيدره]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:47]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسنات الشيخ وحسات المذكر لنا
==========
أبو عثمان
اللهم آمين
ـ[الغُندر]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 10:42]ـ
سبحان الله اين هذه الأستشعارات عند خير هذه الأمة؟
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 08:15]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
سؤالٌ آخر متعلقٌ بالإمام مالك، وهو أيسر من سابقه (الجائزة نفسها)
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 01:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلبيةً لطلب بعض الأحباب، وتنشيطاً للهمم على البحث
وتصريفاً للنسخة التي عندي من كتاب التمهيد (ابتسامة)
وهي المطبوعة بعنوان (فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبدالبر)
=أورِدُ هذا السؤال الذي أحسبه أيسرَ بكثير من سابقه
حيث إنَّ الكتابَ السابق الذي هو مجال البحث وهو (القَبَس، لابن العربي) غيرُ متوفر في المكتبات الالكترونية، فيما أعلم
بخلاف هذا السؤال، فهو يتعلق بكتب أحد الأئمة الأكابر، وغالبُ كتبه متوفر في المكتبات الالكترونية
الإمام هو: ابن عبدالبر رحمه الله
ومجال البحث: جميع كتب ابن عبدالبر
(وسأبتعد قدر المستطاع عن الألفاظ التي يمكن الإفادة منها في البحث اللفظي الالكتروني)
ذكر رحمه الله أنَّ أحدَ الحفاظ صنَّف كتاباً في السنن التي ليست عند مالك
فمن هو هذا الحافظ؟ وأين ذكر ابن عبدالبر هذا الكلام؟
ملحوظة:
طبع قريباً لابن عبدالبر كتابٌ غير متوفر في النسخ الالكترونية؛ وأظنكم تعرفونه، وهو الكتاب
الوحيد -فيما أعلم- الذي لا يتوفر في أي مكتبة الكترونية
وهو داخل في مجال البحث
ملحوظة أخرى: تنتهي مدة المسابقة غداً الساعة الخامسة عصراً
ويمكن التمديد يوماً آخر بحسب رغبة الأحباب
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 04:55]ـ
ملحوظة:
طبع قريباً لابن عبدالبر كتابٌ غير متوفر في النسخ الالكترونية؛ وأظنكم تعرفونه، وهو الكتاب
الوحيد -فيما أعلم- الذي لا يتوفر في أي مكتبة الكترونية
وهو داخل في مجال البحث
هذا الكتاب هو (الأجوبة عن المسائل المستغربة)
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 05:02]ـ
هذا الكتاب هو (الأجوبة عن المسائل المستغربة)
هذا الكتاب غير موجود عندي فلا أستطيع المذاكرة معكم!!!!!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 07:40]ـ
هذا الكتاب غير موجود عندي فلا أستطيع المذاكرة معكم!!!!!!
أعانك الله أخي الحبيب
ولعل الإخوة ذوي العناية بتصوير الكتب يصورون هذا الكتاب
ويقع في نحو 200 صفحة، وفيه فوائد نفيسة
ـ[المجلس العلمي]ــــــــ[10 - Apr-2007, صباحاً 08:57]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1650
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 12:56]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1650
بارك الله فيك أخي الحبيب
ذكرتَ رابطَ المخطوط، فهل من نسخة مصوَّرة؟
فالكتاب من الدرر التي لم تصوَّر حتى الآن
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 01:17]ـ
تنبيه:
كتاب (الأجوبة المستوعبة) جزءٌ من مجال البحث، وليس البحث فيه فقط
فوجهوا همتكم للبحث في الموسوعات الالكترونية (ابتسامة)
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 01:20]ـ
ولكي أكون صريحاً:
الجوابُ غير موجود في (الأجوبة المستوعبة) فابحثوا في غيره
من هو الحافظ الذي جمع السنن التي ليست عند مالك؟
وأين ذكر هذا ابن عبدالبر؟
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 01:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اظنه (أبو بكر ابن حزم)
ذكره في التمهيد , الجزء الأول, صفحة 81.
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 01:03]ـ
شيخنا الحبيب / عبدالله الحمادي .. وفقه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه
يبدو أنك لاتريد التفريط في هده النسخة الزائدة
ولكن إن أخطأ صيدنا مرة فلعل الله يأتي بغيره
عموما نريد الجواب
أفدنا أفادك الله كل خير وبارك فيك.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 02:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت الأولى خاطئة: (
فربما الصواب في الثانية
هو: (أبو بكر البزار)
ذكره في التمهيد, ج 10, ص 263.
وهذا هو النص:
" قال أبو عمر: ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه صلى في العيدين قبل الخطبة من حديث جابر وابن عباس وابن عمر والبراء وهاتان المسألتان ليس عند مالك فيهما حديث مسند مسألة الأذان في (صلاة) العيدين ومسألة تقديم الصلاة قبل الخطبة في ذلك وقد عد ذلك عليه أبو بكر البزار فيما ذكر له من السنن التي ليست عنده- رحمه الله-".
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 02:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اظنه (أبو بكر ابن حزم)
ذكره في التمهيد , الجزء الأول, صفحة 81.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليس هذا الجواب
وأبو بكر ابن حزم متقدم على مالك، فهو من شيوخ شيوخ مالك
فائدة تعين على تسهيل البحث:
أدخل بعض الكلمات الواردة في السؤال -حسب اختيارك- بصيغة (و) أي:
أن تكون الكلمات المختارة مجتمعة في صفحة واحدة ولو من غير ترتيب
أظنُّ الأمر الآن في غاية السهولة
فاجتهدوا وفقكم الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 02:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت الأولى خاطئة: (
فربما الصواب في الثانية
هو: (أبو بكر البزار)
ذكره في التمهيد, ج 10, ص 263.وهذا هو النص:
" قال أبو عمر: ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه صلى في العيدين قبل الخطبة من حديث جابر وابن عباس وابن عمر والبراء وهاتان المسألتان ليس عند مالك فيهما حديث مسند مسألة الأذان في (صلاة) العيدين ومسألة تقديم الصلاة قبل الخطبة في ذلك وقد عَدَّ ذلك عليه أبو بكر البزار فيما ذكر له من السنن التي ليست عنده- رحمه الله-".
ممتاز
إجابةٌ موفقة، نفع الله بك
مع أنَّ آخرَ وقتٍ لاستقبال الأجوبة انتهى من عصر أمس؛ ولكن لا بأس
أشكرك على التفاعل، وأسأل الله لك الثواب الجزيل على جهدك في هذا البحث
ويكون التنسيق بمشيئة الله لإرسال النسخة عن طريق رسالة خاصة
كما أشكر جميع الأحباب الذين اجتهدوا في البحث عن الجواب، وأسأل الله أن يجزل لهم المثوبة
فالغرض هو التذاكر، وتنشيط الهمة على البحث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 02:48]ـ
تنبيه:
قول الإمام ابن عبدالبر: (وقد عَدَّ ذلك عليه أبو بكر البزار فيما ذَكَرَ له من السُّنن التي ليست عنده، رحمه الله) يحتمل أمرين:
الأول/ أن يكون البزار مصنِّفاً جزءاً مستقلاً في ذلك، وهذا الذي أفهمه من العبارة
ويستعملها ابن عبدالبر وغيره
والثاني/ أن يكون البزار ذاكراً تلك السنن ضمن كتابٍ له
وعلى كلا الحالين، فهي فائدةٌ تُضاف إلى ترجمة (البزار)
وتضاف كذلك إلى ترجمة الإمام مالك
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 06:01]ـ
يبدو أنك لاتريد التفريط في هده النسخة الزائدة
ولكن إن أخطأ صيدنا مرة فلعل الله يأتي بغيره
الحبيب الغالي محمد آل عامر نفع الله به
لأنْ يأخذ النسخةَ أحدُ الأحبة ممن ينتفع بها أحبُّ إليَّ -عَلِمَ الله- من بقائها عندي حاجزةً موضعاً من المكتبة
وأما فوتُ الصيد عليكم فإنما هو لكثرة مشاغلكم
وإلا فأنتم صائدوا الفوائد ومقتنصوها بارك الله فيكم
وألفتُ النظر إلى العناية بمثل هذه الموسوعات العلمية، فإنَّ فيها من النفائس الشيء الكثير
ولعلي أبتدئ موضوعاً بذكر الفوائد التي دوَّنتها خلال قراءة كتاب التمهيد للإمام أبي عمر ابن عبدالبر
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 07:15]ـ
جزيت خير الجزاء شيخنا الكريم/ عبد الله الحمادي.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أتواصل معكم في هذا الموقع العلمي المتميز
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم وبارك في جهودكم
لأبي بكر البزار كتاب في السنن ينقل عنه مغلطاي وغيره
ألا يمكن أن يقال: يحتمل أنه نص فيه على بعض السنن التي فاتت بعض الأئمة كمالك
مجرد احتمال ورد على الذهن
في انتظار التصويب والتعقيب
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أتواصل معكم في هذا الموقع العلمي المتميز
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم وبارك في جهودكم
لأبي بكر البزار كتاب في السنن ينقل عنه مغلطاي وغيره
ألا يمكن أن يقال: يحتمل أنه نص فيه على بعض السنن التي فاتت بعض الأئمة كمالك
مجرد احتمال ورد على الذهن
في انتظار التصويب والتعقيب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم ربي خيراً وبارك فيكم
ومرحباً بكم وأهلاً
وما ذكرته أخي الحبيب محتمل، ولعلَّ الباحث يقف على ما يفيد في تعيين أحد الاحتمالين
من خلال جرد المطولات
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:42]ـ
مكرر
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:44]ـ
أثابكم الله ووفقكم وأعانكم
وشكرا جزيلا على أريحيتكم وجميل ترحيبكم
ـ[أبو جبير]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 06:11]ـ
جزاكم الله خيرا،،
حقيقة لم أر هذا الموضوع إلااليوم، لقلة ترددي على النت، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منكم يا شيخ الحمادي وينفع بكم،
طبع قريباً لابن عبدالبر كتابٌ غير متوفر في النسخ الالكترونية؛ وأظنكم تعرفونه، وهو الكتاب
الوحيد -فيما أعلم- الذي لا يتوفر في أي مكتبة الكترونية
وهو داخل في مجال البحث
[ COLOR="darkred"][COLOR="Red"]
للإشارة طبع مؤخرا كتاب لابن عبد البر وهو (اختلاف مالك وأصحابه) في مجلدة لطيفة، السفر الأول منه، تحقيق أحد الدكاترة في المغرب مع المستشرق الألماني ميكلش موراني،، وهو يبتدأ بالطهارة وجزء من الصلاة،، من إصدارات دارالغرب الإسلامي
ولعلي أذكر بعضا من منهج الإمام ابن عبد البر في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 07:32]ـ
للإشارة طبع مؤخرا كتاب لابن عبد البر وهو (اختلاف مالك وأصحابه) في مجلدة لطيفة، السفر الأول منه، تحقيق أحد الدكاترة في المغرب مع المستشرق الألماني ميكلش موراني،، وهو يبتدأ بالطهارة وجزء من الصلاة،، من إصدارات دارالغرب الإسلامي
ولعلي أذكر بعضا من منهج الإمام ابن عبد البر في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ...
صدقت؛ نفع الله بك أبا جبير
والكتاب عندي، ولكني ذهلت عنه
ولعلكم تفيدون بما لديكم من فوائد حول هذا الكتاب في موضوع مستقل
بارك الله في جهودكم
ـ[أبو جبير]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:19]ـ
صدقت؛ نفع الله بك أبا جبير
والكتاب عندي، ولكني ذهلت عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلكم تفيدون بما لديكم من فوائد حول هذا الكتاب في موضوع مستقل
بارك الله في جهودكم
جزاكم الله خيرا،،
لعله بسبب أنه كتاب فروعي، وأهل الحديث لا يحفلون بمثل هذه الكتب (ابتسامة)
* * * * *
أريد عرض فكرة فقط عن الكتاب، والأمر لا يحتاج لموضوع مستقل:
كتاب (اخلاف أقوال مالك وأصحابه) تأليف الفقيه الحافظ أبو عمر يوسف ابن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي رضي الله عنه المتوفى سنة 463هـ.
تحقيق وتعليق: حميد محمد لحمر /جامعة فاس المملكة المغربية
ميكلوش موراني/جامعة بون ألمانيا.
دار الغرب الإسلامي/ط: 1/ 2003
هذا الكتاب يدخل في مجال الخلاف الفقهي داخل المذهب المالكي، وقد بناه الحافظ ابن عبد البر رحمه الله على ذكر أقوال الإمام مالك إمام المذهب وأصحابه وأتباع مذاهبهم، وقد بناه على الإيجاز والإختصار.
يقول في المقدمة: (ص 17):
(هذا كتاب أذكر فيه إن شاء الله ما حضرني ذكره من اختلاف أقوال مالك وأصحابه وأتباع مذاهبهم في مشكلات [ ... ا] الفقه والأحكام وشبهات الحلال والحرام ... )
والإمام ابن عبد البر رحمه الله لم يكن أول من بدأ في تأليف مثل هذه الكتب في اختلاف إمام المذهب مع أصحابه، حيث ذكر المحقق في المقدمة (صـ 9) قائلا:
(والحافظ ابن عبد البر مسبوق بالتأليف في هذا النوع من الفن؛ فقد ألف أبو عبيد الجبيري (ت 378هـ) كتابا سماه: التوسط بين مالك وابن القاسم في المسائل التي اختلفا فيها من مسائل المدونة.
كما ألف يحيى بن إسحاق بن يحيى الليثي الأندلسي (ت 303هـ) الكتب المبسوطة في اختلاف أصحاب مالك وأقواله؛ وهذا الأخير يُعتبر من الأصول العلمية المفقودة المعتمدة عند ابن عبد البر في مؤلفه هذا. وألف يحيى بن عمر الكناني، وهو من كبار علما القيروان في القرن الثالث الهجري، كتابا في اختلاف ابن القاسم وأشهب.
بل، امتد هذا الإتجاه في التأليف إلى أول عهد المتأخرينن فألف الخشني كتاب الإتفاق والإختلاف في مذهب مالك، وكتاب: رأي مالك الذي خالف فيه أصحابه.) اهـ
قلت: وقد بدأ ابن عبد البر كتابه بالتبويب المعهود في الخلاف الفقهي، فقال: (باب في الماء.) بدأه بكلام ابن عبد الحكم المصري حاكيا عن مالك المسائل؛ ثم (الطير التي تأكل الجيف) أي الماء تشرب فيه الطير التي تأكل الجيف، هل يتوضأ منه؟ ثم في (سؤر النصراني) ثم في (سؤر الدواب والسباع والكلاب)،، إلخ التبوبات.
ومما أسنده في هذا الجزء، قوله: (ص 105 - 106): (وحدثني أحمد بن سعيد بن بشر: أخبرانا ابن أبي دُلَيْم قال: حدثنا ابن وضاح: حدثنا أبو الطاهر أن ابن وهب وأشهب كانا يأخذان بترك القراءة خلف الإمام فيما أسر فيه وفيما جهر؛ قال: وهو قول مالك.
وقال أشهب بعقب ذلك: لا أرى ذلك عليه.).
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 04:51]ـ
فائدة قيمة ... بارك الله فيك ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:09]ـ
بارك الله فيكما وجزاكما خيراً(/)
أدخل لتعرف - ما الفرق بين السكينة والوقار؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 07:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن قدامة في كتابه (العمدة في الفقه) ....
- باب آداب المشي إلى الصلاة -
ويستحب المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار .....
وجاء في شرحه لكتاب العدة ....
لقوله صلى الله عليه وسلم: (ائتوها وعليكم السكينة والوقار) ...
قال شيخنا حفظه الله:
- السكينة: هي طمأنينة النفس وتكون في القلب.
- الوقار: هي طمأنينة النفس وتكون في الجوارح.
قلت: ومما أثر عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ان تلاميذه قد إعتادوا منه أنه إذا خرج إلى الصلاة لا يسأل ولا يتحدث إلى أحد ولا يعطي مجالا للأسئلة لكي يطبق هذاالحديث مما يزيد من الخشوع في الصلاة , بعس البعض فتراه حين ذهابه إلى المسجد تجده يمازح هذا ويتكلم مع هذا ويركل ما يجده أمامه وووو , والله المستعان.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 02:36]ـ
يرقع:)
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 06:22]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 07:48]ـ
وخيرا جزاك على المرور.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:00]ـ
الأخ الحبيب / زين العابدين الأثري
جزاك الله خيرا.
تنبيه لطيف ومهم.
لا حرمك الله الأجر.
وللفائدة:
قال أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية ص 280:
الفرق بين السكينة والوقار:
- أن السكينة مفارقة الاضطراب عند الغضب والخوف، وأكثر ما جاء في الخوف؛ ألا ترى قوله تعالى " فأنزل الله سكينته عليه " وقال " فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين " ويضاف إلى القلب كما قال تعالى " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين " فيكون هيبة وغير هيبة.
- والوقار لا يكون إلا هيبة.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 10:23]ـ
بارك الله فسك شيخنا المسيطر فقد زينت الموضوع بفوائدك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 05:49]ـ
وفقك الله أخي زين العابدين
وجاء في شرحه لكتاب العدة .... لقوله صلى الله عليه وسلم: (ائتوها وعليكم السكينة والوقار) ...
قال شيخنا حفظه الله ...
إلى من يعود الضمير في قولك (وجاء في شرحه)؟
ومن القائل (قال شيخنا)؟ ومن هو شيخه؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 01:24]ـ
نبدأ من الأخير:.
القائل هو: زين العابدين الأثري.
شيخنا: هو شيخي الذي يدرسني عمدة الفقه في معهد الحرم .. (السفياني).
وبالنسبة للضمير أعتقد أني كنت أقصد به شيخنا , ولكن يبدو أن العبارة لن تستقيم.
وشكرا لإهتمامك وتنبيهك.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 02:29]ـ
جزاك الله خيراً أخي زين العابدين الأثري.(/)
تسمية الدولة العبيدية بـ"الفاطمية" كذب وزور! [اللجنة الدائمة]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 07:47]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء تصدر بيانًا توضيحيًا:
تسمية الدولة العبيدية بـ"الفاطمية" كذب وزور.
صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء أمس بيان فى أن اجتماع الامة يكون فى التمسك بالكتاب والسنة فيما يلى نصه:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإن الله عز وجل قد أمر باجتماع هذه الامة ونهى عن التنازع قال تعالى: ? وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ? [سورة الأنفال: 46] ولن يحصل اجتماع الامة إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ولذا أمر الله بالاعتصام بحبل الله المتين قال تعالى: ? وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ? [سورة آل عمران: 103] وأمتنا الاسلامية وهى تواجه ما يحف بها من مخاطر متنوعة فى أمس الحاجة الى التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم متوخية فى ذلك نهج صحبه الكرام رضي الله عنهم ولقد وجهنا الله سبحانه وتعالى الى هذا المنهج القويم فى كتابه الكريم حيث قال سبحانه: ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ? [سورة الأنعام: 153].
فاجتماع الأمة ووحدتها وعزها فى التزام ذلك الصراط المستقيم الذى سلكه نبينا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام وعدم الحيد عنه وبذلك يحصل رضا رب العالمين والفوز بجنته وقد قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى».
وحيث إن النصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم من الواجبات الشرعية وكان من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم كتابة بيان حول ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن بعض المحسوبين على الامة نوضح فيه حقيقة دعواه التى حاول فيها أن يلبس على عموم المسلمين ويخدع بها من لا يبصر الامور فقد ادعى ذلك المتكلم أن الدولة المسماة بالدولة الفاطمية هى دولة الاسلام التى يكمن فيها الحل المناسب فى الحاضر كما كان حلا فى الماضى وهذا من التلبيس ومن الدعاوى الباطلة وذلك لعدة أمور منها:
أولاً: أن تسمية تلك الدولة بالفاطمية تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بين العلماء والمؤرخون فى ذلك الزمان كذب تلك الدعوى وأن مؤسسها أصله مجوسي يدعى سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الاهوازي وسعيد هذا تسمى بعبيد الله عندما أراد إظهار دعوته ونشرها ولقب نفسه بالمهدي.
فالنسبة الصحيحة لدولته أن يقال "العبيدية" كما ذكر ذلك جملة من العلماء المحققين ويظهر من نسب مؤسسها الذى ذكر آنفاً أن انتسابهم الى آل البيت كذب وزور وأنما أظهروا ذلك الانتساب لاستمالة قلوب الناس اليهم
قال العلامة ابن خلكان في (وفيات الاعيان) (3/ 118): (والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم فى النسبة المحمدية أصلا).
وقال الذهبيّ في (العبر فى خبر من غبر) (ج 2/ص 199): (المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق) وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه فى ربيع الاخر من عام 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والاشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر وهو منصور الذى يرجع نسبه الى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم فى ولد علي بن أبي طالب وأن الذى ادعوه اليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات على بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول فى انهم خوارج كذبة وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون للاسلام جاحدون ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الانبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب سنة اثنتين وأربعمائة).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير في (البداية والنهاية) (11/ 346) بعد أن نقل هذا: (وقد كتب خطه فى المحضر خلق كثير).
ثانياً: أظهارهم التشيع لآل البيت:هذه الدعوى أظهروها حيلة نزعوا اليها استغلالا لعواطف المسلمين لعلمهم بمحبة أهل الاسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وقد ذكر الغزالى وغيره من العلماء أنهم فى الحقيقة باطنيون. انظر (مرآة الجنان) (3/ 107).
وقال النويريّ: (وحكى الشريف ابوالحسين محمد بن على المعروف بأخى محسن فى كتابه أن عبدالله بن ميمون كان قد سكن بساباط أبي نوح وكان يتستر بالتشيع والعلم فلما ظهر عنه ما كان يضمره ويستره من التعطيل والاباحة والمكر والخديعة ثار عليه الناس وقد ذكر من الثائرين عليه الشيعة والمعتزلة وغيرهم فهرب الى البصرة). انتهى باختصار.
ثالثاً: حال تلك الدولة وما كانوا عليه: أجمل العلماء حالهم فى جملة مشهورة قالها أبو بكر الباقلانى والغزالي وابن تيمية وهى أنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض.
قال الباقلانيّ عن القداح جد عبيد الله: (وكان باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الاسلام أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من أغواء الخلق وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأفسدوا عقائد خلق). انظر (تاريخ الاسلام) (23/ 24).
قال أبو الحسن القابسي صاحب "الملخص" الذى قتله عبيد الله وبنوه بعده: (أربعة آلاف رجل فى دار النحر فى العذاب ما بين عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت).
قال السيوطيّ في (تاريخ الخلفاء) (ج 1/ص 526): (ومن جملة ذلك ابتداء الدولة العبيدية وناهيك بهم إفسادا وكفرا وقتلا للعلماء والصلحاء).
قال الشاطبيّ المالكيّ في (الاعتصام) (ج 2/ص 44): (العبيدية الذين ملكوا مصر وأفريقية زعمت أن الاحكام الشرعية إنما هى خاصة بالعوام وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة فالنساء بإطلاق حلال لهم كما أن جميع ما فى الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل).
رابعاً: موقف العلماء من تلك الحقبة: كان العلماء يظهرون الشناعة على العبيديين وعلى أفعالهم المشينة ومما يبين لنا موقف العلماء ويجمله ما صنعه السيوطي فى تاريخه (تاريخ الخلفاء) (ص 4) حيث قال: (ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين لان خلافتهم غير صحيحة وذكر أن جدهم مجوسي وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام).
خامساً: أن مما يتبين لكل أحد بعد الاطلاع على أقوال العلماء والمورخين أن هذه الدولة الفاطمية كان لها من الضرر والاضرار بالمسلمين ما يكفي فى دفع كل من يرفع لواءها ويدعو بدعوتها لذا نجد أن المسلمين فى الماضى فرحوا بزوالها على يد الملك الصالح صلاح الدين الايوبي - رحمه الله تعالى - في عام 567 هـ
فلا يجوز بعد هذا كله أن ندعو الناس الى الانتساب الى تلك الدولة العبيدية الضالة ومثل هذه الدعوة غش وخيانة للاسلام وأهله ونصيحتنا لائمة المسلمين وعامتهم بالاعتصام بالكتاب والسنة وجمع القلوب عليهما يقول النبي - صلى الله عيه وسلم -: «أن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم» رواه مسلم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
أعضاء اللجنة:
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان
صالح بن فوزان الفوزان
أحمد بن على سير المباركى
عبد الله بن محمد المطلق
عبد الله بن محمد الخنين
سعد بن ناصر الشثرى
محمد بن حسن آل الشيخ
يوسف بن محمد الغفيص.
المصدر: جريدة الرّياض الاثنين 21 ربيع الأول 1428هـ - العدد 14168
http://www.alriyadh.com/2007/04/09/article240297.html
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 07:58]ـ
بارك الله فيك ونفع الله بك.
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 09:04]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:53]ـ
سلام عليكما ورحمة الله وبركاته:
جَزَاكُما اللهُ خَيرًا وَ بَارَكَ فِيكُمَا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 05:52]ـ
سلمت يداك أخي الحبيب سلمان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:24]ـ
آمين
جزاكم الله خيرًا يا شيخ عبد الله.
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 11:29]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو معاذ التونسي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 09:54]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ما هو الضابط في مثل هذه الفروع ... بيع خطوط النت وو .. ؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Apr-2007, صباحاً 01:24]ـ
الحمد لله وحده ....
بارك الله فيكم
ما هو الضابط في مثل هذه الفروع:
حكم بيع وشراء كل من:
خط شبكة (انترنت)
جهاز حاسوب
التلفاز
مذياع
فلاشات (يعني الأجهزة الصغيرة الحجم التي يخزن عليها بعض الملفات)
أدوات التجميل للنساء مثل المكياج ونحوه
الأشرطة الفارغة للتسجيل
ونحو هذه الأشياء التي يختلف استخدامها باختلاف الأشخاص
تستخدم في الحلال والحرام وبعضها يستخدم في الطاعة كطلب العلم والدعوة
فقد رأيت البعض يتناقض في هذا فيفتي بحلية بيع البعض منها ويحرم الآخر
طبعا معلوم أن فرض الوفاق في المسألة إذا لم يتيقن البائع أن المشتري سوف يستخدمه في الحرام أو سوف يستخدمه في الحلال ففي الأول لايجوز البيع وفي الثاني يجوز
أظن هذا محل وفاق بين الجميع
لكان فرض النزاع:
_ إذا غلب على ظنه أحدهما (أن المشتري سوف يستخدمه في الحرام أو عكسه) ولم يتيقن
_ وإذا ظن ولم يتيقن
_ وإذا لم يكن ثم يقين ولا غلبة ظن ولا ظن
... ولا أرى فرقا بين هذه الفروع والجامع لها أنها تستخدم في الحلال والحرام ويختلف استخدامها باخنلاف الأشخاص
... وبعضهم فرّق بغلبة الاستعمال فقال التلفاز يغلب استعماله في الحرام فلا يجوز بيعه يخلاف المذياع
ولا أرى هذا فارقا مؤثرا لأن غلبة الاستعمال تختلف باختلاف الأشخاص فاجتمعت تلك الفروع
... و هل يصح قياس هذه المسائل على مسألة بيع العنب لمن يصيره خمرا ويجري فيها نفس الخلاف الجاري في هذا الفرع؟؟
أنتظر تفاعلكم بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 07:09]ـ
بل هناك فرق بين هذه الفروع؛ لأن العلماء يقولون: إن غلبة الظن تنزل منزلة اليقين في مثل هذه الفروع، واليقين أصلا في ذلك وما شابهه متعذر أو شبيه بالمحال.
فإذا غلب على ظنه أحد الوجهين فإنه ينزل منزلة ما لو تيقن ذلك.
وإذا استوى الوجهان عنده فالأقرب للفتوى جواز ذلك؛ لأن الأصل في الأشياء الإباحة.
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 04:33]ـ
الذي أعرفه من كلام بعض المفتين , أن المسألة لها ثلاث حالات:
1 - أن يتيقن أو يغلب على ظنه أن المشتري سيستخدمه في أمر محرم , فهنا: لا يجوز البيع.
2 - أن يتيقن أو يغلب على ظنه أن المشتري سيستخدمه في أمر مباح , فهنا: جاز البيع
3 - أن يجهل الأمر في ذلك , فهنا ينظر في أغلب استعمالات المجتمع , أفي الخير أو الشر فان كانت الأخرى فلا يجوز.
من موقع الإسلام سؤال وجواب:
هذه الأجهزة من التلفاز والفيديو وغيرها - مما يستعمل في الخير والشر، والطاعة والمعصية، لكن يغلب اليوم استعمالها في الشر، من رؤية النساء العاريات، وسماع اللهو واللغو والباطل من الموسيقى وغيرها-. والواجب في مثل هذا أن يعمل الإنسان بما يغلب على ظنه.
فلا يجوز بيعها إلا لمن عُلم أو غلب على الظن أنه يستعملها في المباح.
أما من عُلم أو غلب على الظن أنه يستعملها في الحرام، فلا يجوز بيعها عليه؛ لقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة /2.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: " كل ما يستعمل على وجه محرم، أو يغلب على الظن ذلك، فإنه يحرم تصنيعه واستيراده وبيعه وترويجه بين المسلمين" اهـ
"فتاوى اللجنة الدائمة " (13/ 109).
http://www.islam-qa.com/ar/ref/39744
وكذا في موقع الشيخ ابن جبرين:
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11235&parent=786
( يرفع الموضوع لمزيد من الإثراء)(/)
شد الرحال لطلب العلم .... وزيارة الأصدقاء
ـ[النجم]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 10:33]ـ
قال الرسول صلى الله عليه وسلم"لاتشد الرحال إلا لثلاثة مساجد وذكر المسجد الحرام والنبوي والمسجد الأقصى أو كماقال عليه الصلاة والسلام.
هذا الحديث ألا يعارض شد الرحال لطلب العلم وزيارة الأقارب والأصدقاء إذ أن كلاً منها عبادة.
وهل يجب علينا محبت آل النبي عليه الصلاة والسلام مسلمهم وكافرهم ...... ؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:18]ـ
المحرم ـ بارك الله فيك ـ ليس ذات الشد،ولكن المحرم هو شد الرحل لذات البقعة.
والإجماع العملي من سلف هذه الأمة واضح جداً في هذا.
مثال ذلك: رحل الإمام أحمد إلى اليمن ليلقى شيخه عبدالرزاق في صنعاء،فهو قد قصد عبدالرزاق،فلو كان عبدالرزاق في (إب) أو (صعدة)،أو غيرها من بلاد اليمن لذهب إليه،فالشيخ هو المقصود لا البقعة.
وقس على هذا زيارة الأقارب.
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:51]ـ
جزى الله السائل والمجيب خير الجزاء
بالنسبة للشطر الثاني نقول لا يجوز محبتهم أو موالاتهم فالكافر منهم مثل غيره
ولا يخفى عليك أين عمه وهو الذي وقف مع النبي صلى الله عليه وسلم ومنع المشركين من إذائه
ومع ذلك لما مات على الكفر كان مصير نار جهنم.
أجارني الله وإياكم منها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 03:02]ـ
من جهة إخرى
فشد الرحال لزيارة الإخوة في الله من الطاعات التي قل من يعملها، ومن عملها قد لا ينتبه لتمحيص النية فيها؛ لأن الحامل قد يكون طلب الأنس بالصاحب، والغفلة عن ما رتب على ذلك من الفضل.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:00]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمهُ اللهُ تعالى-:
يوجد في مدينتنا قارئ جيد يخشع في صلاته، ويأتي إليه الناس من مدن بعيدة كالرياض والمنطقة الشرقية والباحة وغيرها، فما الحكم في مجيء هؤلاء، وهل صحيح أنهم وقعوا في النهي الوارد في الحديث: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى؟ نرجو الإفادة والتوجيه. جزاكم الله خيرا.
فأجاب - رحمهُ اللهُ تعالى-:
«لا نعلم حرجا في ذلك، بل ذلك داخل في الرحلة لطلب العلم والتفقه في القرآن الكريم واستماعه من حسن الصوت به، وليس السفر لذلك من شد الرحال المنهي عنه. وقد ارتحل موسى عليه الصلاة والسلام رحلة عظيمة إلى الخضر عليه السلام في مجمع البحرين لطلب العلم، ولم يزل أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم يرتحلون من إقليم إلى إقليم، ومن بلاد إلى بلاد لطلب العلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) خرجه الإمام مسلم -رحمه الله - في صحيحه. .» اهـ
المصدر: ((مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ الإمام ابن باز - رحمه الله تعالى -)) (ج5/ ص 352)
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:44]ـ
جزاكم الله ألف خير ـ وأثابكم ربي خيراً(/)
الصحابي الجليل: النعمان بن قوقل رضي الله عنه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 11:11]ـ
قال ابن الأثير رحمه الله في كتابه: (أسد الغابة في معرفة الصحابة):
النعمان بن قوقل
النعمان بن قوقل.
وقيل: النعمان بن ثعلبة وثعلبة يدعى قوقلاً، قاله أبو عمر.
وشهد بدراً، قاله موسى بن عقبة.
ونسبه ابن الكلبي فقال: نعمان الأعرج بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن قوقل، واسمه: غنم بن عوف بن عمرو بن عوف.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني أصرم بن فهر بن غنم: النعمان بن مالك بن ثعلبة، وهو الذي يقال له: قوقل.
وهو صاحب القول يوم أحد، حيث يقول: اللهم، إني أسألك لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي هذه خضر الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ظن بالله ظناً فوجده عند ظنه، لقد رأيته يطأ في خضرها، ما به عرج.
وروى ابن أبي حاتم، عن أبيه قال: النعمان بن قوقل، كوفي. له صحبة، روى عنه بلال بن يحيى.
وقد روى عنه جابر بن عبد الله، وروى عنه أبو صالح، ولم يسمع منه، حديثه مرسل.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم المؤدب بإسناده عن المعافى بن عمران: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر: أن النعمان بن قوقل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وحرمت الحرام، وحللت الحلال، لم أزد على ذلك شيئاً، أدخل الجنة ? قال: نعم. قال: فوالله لا أزيد عليه شيئاً.
أخرجه الثلاثة.
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[11 - Apr-2007, صباحاً 08:17]ـ
.
جزاك الله خيرا أخي العزيز الشيخ المسيطير، على هذا التعريف بالنعمان بن قوقل رضي الله عنه، وإتماما للفائدة:
قوقل:
القوقل ذكر الحجل والقطا. وكان يقال قوقل في هذا الجبل وقد أمنت: أي ارتق. وفي المقدمة: أي انصرف واسع ولا تخش. وقال ابن هشام: لأنهم كانوا إذا أجاروا أحدا أعطوه سهما وقالوا قوقل به حيث شئت: أي سر به حيث شئت. وقيل القوقلة: ضرب من المشي. اهـ من تاج العروس للزبيدي باختصار.
ولك وافر الشكر والتقدير ..
.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 07:10]ـ
الأخ الفاضل / أباعبدالله
جزاك الله خير الجزاء.
أسعدتني بمرورك ومشاركتك.
وفقك الله لكل خير.
---
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الإصابة في معرفة الصحابة:
النعمان بن قوقل بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عمر بن عوف.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد بأحد وكان شهد بدرا.
وقال بن حبان: له صحبة وأخرج البغوي من طريق خالد بن مالك الجعدي قال: وجدت في كتاب أبي أن النعمان بن قوقل الأنصاري قال: أقسمت عليك يا رب لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في خضر الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لقد رأيته يطأ فيها وما به من عرج ".
وأخرج بن قانع وابن منده من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الحسن بن الحسن عن أبي ثابت بن شداد بن أوس قال: قال النعمان بن قوقل ... فذكر نحوه.
قال بن منده: يروى هذا الحديث لعمرو بن الجموح وأخرج مسلم من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش عن أبي سفيان وأبي صالح عن جابر نحو حديث قبله متنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النعمان بن فقال: يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال - أدخل الجنة؟ قال: " نعم ".
وتابعه أبو حمزة عن الأعمش.
أخرجه بن منده وأخرجه من وجه آخر عن أبي حمزة فقال: عن أبي سفيان عن جابر وعن أبي صالح عن أبي سعيد. وأخرجه الطبراني في مسند النعمان بن قوقل من طريق جابر بن نوح عن الأعمش فقال: عن أبي صالح عن النعمان - أنه جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... فذكر نحوه.
وهو مرسل ولعل أبا صالح أراد عن قصة النعمان ولم يرد الرواية عنه وإنما الرواية عنه عن جابر.
وقد رواه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش فقال: عن أبي صالح وأبي سفيان عن جابر عن النعمان. أخرجه بن منده أيضا.
وقد رواه موسى بن داود عن بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر - أن النعمان جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ورواه يزيد بن جعدبة عن أبي الزبير فقال عن جابر: أخبرني النعمان أخرجه بن قانع وابن منده من طريقه وابن جعدبة وله ذكر في حديث أبي هريرة عند البخاري أخرجه من طريق عنبسة بن سعيد عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن فتح خيبر فقلت: يا رسول الله أسهم لي فقال أبان بن سعيد بن العاص: لا تعطه. فقلت: هذا قاتل بن قوقل ويقال: إن قوقلا لقب واسمه ثعلبة أو مالك بن ثعلبة وقد غاير أبو عمر بين النعمان بن قوقل والنعمان بن مالك بن ثعلبة. تعقبه بن الأثير.
النعمان بن قوقل: آخر.
فرق أبو حاتم بينه وبين الذي قبله وقال في هذا: إنه نزل الكوفة وروى عنه بلال بن حيي وأخرجه البخاري من طريق حبيب بن سليم عن بلال عن النعمان بن قوقل قال: قلت: يا رسول الله ما أتعلم من القرآن شيئا إلا انفلت مني فوالذي أنزل عليك الكتاب ما من شيء أحب إلي من الله ورسوله. قال: " يا بن قوقل المرء مع من أحب وله ما احتسب ".
وأخرج الطبراني في ترجمة الذي قبله من طريق منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: جاء النعمان بن قوقل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب فأمره أن يصلي ركعتين يتجوز فيهما.
وأخرجه بن شاهين من طريق هدبة بن المنهال عن الأعمش كذلك. وعندي أنه بهذا أليق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 07:29]ـ
فائدة جميلة , بارك الله فيك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 11:02]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذا الصحابي الكريم قتله أبان سعيد ابن العاص رضي الله عنه قبل أن يسلم
في صحيح البخاري
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِخَيْبَرَ بَعْدَ مَا افْتَتَحُوهَا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْهِمْ لِي فَقَالَ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لَا تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ فَقَالَ ابْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَاعَجَبًا لِوَبْرٍ تَدَلَّى عَلَيْنَا مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ يَنْعَى عَلَيَّ قَتْلَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ وَلَمْ يُهِنِّي عَلَى يَدَيْهِ.
قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَسْهَمَ لَهُ أَمْ لَمْ يُسْهِمْ لَهُ.
قَالَ سُفْيَانُ وَحَدَّثَنِيهِ السَّعِيدِيُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ السَّعِيدِيُّ هُوَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.
وفي موضع آخر:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَسَأَلَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ قَالَ لَهُ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لَا تُعْطِهِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ فَقَالَ وَا عَجَبَاهْ لِوَبْرٍ تَدَلَّى مِنْ قَدُومِ الضَّأْنِ
وَيُذْكَرُ عَنْ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ مِنْ الْمَدِينَةِ قِبَلَ نَجْدٍ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَدِمَ أَبَانُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ بَعْدَ مَا افْتَتَحَهَا وَإِنَّ حُزْمَ خَيْلِهِمْ لَلِيفٌ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَقْسِمْ لَهُمْ قَالَ أَبَانُ وَأَنْتَ بِهَذَا يَا وَبْرُ تَحَدَّرَ مِنْ رَأْسِ ضَأْنٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَانُ اجْلِسْ فَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ.
ويرجع للفتح لبيان ما فيه من إشكال.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 12:58]ـ
الشيخين الفاضلين /
زين العابدين الأثري
عبدالرحمن السديس
جزاكما الله خير الجزء، وأجزله، وأوفاه.
----
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في: (تهذيب الأسماء واللغات):
النعمان بن قوقل:
بفتح القافين بينهما واو ساكنة، الصحابى، رضى الله عنه.
هو النعمان بن مالك بن ثعلبة بن أحرم بن فهر بن ثعلبة بن قوقل.
واسمه: غنم بن عوف بن عمرو بن عوف.
وقوقل لقب: لثعلبة بن أحرم، فنسب النعمان إلى جده.
شهد النعمان بدرا، قاله موسى ابن عقبة.
روى عنه جابر، وأبو صالح، ورواية أبى صالح عنه مرسلة، لم يدركه، استشهد يوم أحد.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 04:21]ـ
جزيت خيرا أخي ابامحمد
ـ[مرحبا]ــــــــ[02 - May-2007, صباحاً 01:05]ـ
استفسار
Google
لماذا تكتبونها
قوقل
ولا تكتبونها
كوكل
؟
ـ[حفيدة الصحابة]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 09:44]ـ
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصلحَ اللهُ شأنك ورفعَ في الصالحينَ قدرك
جزاكِ الله عني الفردوس الأعلى أخى في الله(/)
ملاحظة على بعض من يتكلم في (مسألة حكم تارك الصلاة!).
ـ[صالح الثويني]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 06:36]ـ
مسألة حكم تارك الصلاة
مسألة مشهورة وقد نقل غير واحد من أهل العلم اجماع الصحابة رضي الله عنهم على كفر من تركها تكاسلاً.ومن ثمً اشتهر بعد ذلك قول عن الائمة الاربعة بعدم الكفر!._وليس هذا موطن بحث المسألة _ولكن اجد ممن يتكلم في المسألة ويرجح قول الجمهور لايتم قولهم حيث انهم يرون من تركها تكاسلاً انه لايكفر ولكن يرون أنه يستتاب وإلا قتل حداً.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية:
عن مسلم تراك للصلاة،ويصلى الجمعة فهل تجب عليه اللعنة؟
فأجاب
الحمد لله هذا استوجب العقوبة بإتفاق المسلمين والواجب عند جمهور العلماء كمالك والشافعي واحمد أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل ولعن تارك الصلاة على وجه العموم جائز وأما لعنة المعين فالأولى تركها لأنه يمكن أن يتوب والله أعلم.
مجموع الفتاوى (22/ 62).
وتكلم عن المسألة ابن قدامة في المغني (3/ 351_355).
وأبو حنيفة يرى أنه لايقتل،ولكن يضرب ويحبس حتى يصلي.
موسوعة مسائل الجمهور (1/ 127)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 11:46]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك.
كما أن في حكم تارك الصلاة شقين؛
أحدهما: فقهي،
والآخر: عقدي.
فمن لم يكفر تارك الصلاة لأدلة يذكرها؛ فالخلاف معه فقهي،
ومن لم يكفر تارك الصلاة لأنه يرى عدم كفر تارك جنس العمل؛ فالخلاف معه عقدي.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 01:49]ـ
بارك الله فيكما ...
في نظري أن التنبيه على الملحظ العقدي هنا مهم جداً ـ كما أشار إلى ذلك الشيخ عبدالله ـ وهو أخطر.
أمرٌ آخر ـ وهو مهم جداً ـ وهو أن عدداً من الأئمة يحكي إجماع السلف ـ وبعضهم قبل زمن الأئمة الأربعة ـ في كفر تارك الصلاة، كابن شقيق وأيوب، فكيف يختزل هذا الكلام،ثم يقال: إن الجمهور يرون أنه لا يكفر!!!
أرى أن العدل في هذا المقام يقتضي أن يقال ـ على الأقل ـ: إن مذهب الأئمة الثلاثة (أبي حنيفة ومالك والشافعي) ولا يقال: الجمهور حتى يكون في مقابل قول أعلام مثلهم أو أعلم وأجل منهم،أما أن يقال: إن مذهب الجمهور هو هذا،فهو جناية على هذه المسألة،والله المستعان.
فإن قيل: بل هذا هو المقرر في كتب أصحاب المذاهب؟!
فيقال: أصحاب المذاهب ـ كما هو معلوم، إنما يحررون رأي الإمام في هذه المسألة، بغض النظر عن رأيهم هم،أو اختيارهم،وإن كان كثيرٌ من المتأخرين لا يكادون يخرجون عن مذاهبهم!
وأخيراً .. فمن المتأخرين من يحكي عن الشافعي وغيره من الأئمة خلافاً في كفر من يعرض على السيف مراراً بسبب تركه للصلاة،وهذا غلط ـ كما يقول ابن تيمية ـ لأن هذا لا يكون إلا كافراً ولا بد.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:44]ـ
أرى أن القول بأن الأئمة الثلاثة لا يرون كفر تارك الصلاة يحتاج إلى مزيد تحرير.
ـ[سفير الحق]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 03:29]ـ
الخلاف في كفر تارك الصلاة معروف لدى طلبة العلم فقط .. لكن هل العامة -أيّاً كانوا شباباً وغيرهم - يُخبَرون بهذا الخلاف الذي يهوّن لبعضهم ترك الصلاة ..
وإنني أتعجب من بعض المفتين والذين يخرجون في برنامج (الجواب الكافي) حين يذكرون الخلاف في كفر تارك الصلاة ..
ولقد سمعتُ أحدهم يقول في شريطٍ له بعنوان (إشراقات قرآنية) في إجابةٍ له على سؤال من أحد الحضور حين سأله عن شبهةٍ لديه من فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - في الرجل الذي يضع المنبه على وقت الدوام كالساعة السابعة وذلك بعد شروق الشمس وينام عن وقت الفجر، فأجابه الشيخ ابن باز - رحمه الله - بأن هذا تعمدَ تركَ وقتِ الصلاة وأنه كافر عند جمعٍ من أهل العلم.
فهذه أورثت شبهةً لدى السائل خصوصا تلك العلاقات الزوجية التي إن ثبت كفر أحد الزوجين لايجوز له البقاء مع الآخر ..... الخ
أجاب عن هذا الشبهة صاحب أشرطة (إشراقات قرآنية) بأنه على علم بهذه الفتوى وأنها اشتُهِرتْ وأن تارك الصلاة أصلاً تهاونا وكسلا مختلف في كفره، بل حكى ابن قدامة الإجماع على أنه منافق ..... الخ كلامه الذي يهوّن من ترك الصلاة وهو لايشعر - غفر الله له -0
ولي وقفتان قصيرتان:
الأولى / أن الشيخ ابن باز - رحمه الله - لم ينسب هذا القول لنفسه وأنه يراه بل ذكر أنه يكفر عند جمع من أهل العلم، ولم يذكر رأيه ولا خلاف أهل العلم ليس جهلا بذلك وإنما خشية التهاون لدى بعض العامة.
الثانية / أنه قد نلتمس عذراً لمن يذكر الخلاف وذلك عند حل شبهة معينة حيث ارتباط الزوجية إن قلنا بكفر من يتعمد ترك وقت الصلاة، وهذه الشبهة تستوجب حلا .. لكن ليست بطريقة التكلم أمام العامة وفي شريط أو قناة، وإنما الحل بصفة خاصة، بل لابد من التخويف من هذا الأمر.
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:27]ـ
أمرٌ آخر ـ وهو مهم جداً ـ وهو أن عدداً من الأئمة يحكي إجماع السلف ـ وبعضهم قبل زمن الأئمة الأربعة ـ في كفر تارك الصلاة، كابن شقيق وأيوب، فكيف يختزل هذا الكلام،ثم يقال: إن الجمهور يرون أنه لا يكفر!!!
أرى أن العدل في هذا المقام يقتضي أن يقال ـ على الأقل ـ: إن مذهب الأئمة الثلاثة (أبي حنيفة ومالك والشافعي) ولا يقال: الجمهور حتى يكون في مقابل قول أعلام مثلهم أو أعلم وأجل منهم،أما أن يقال: إن مذهب الجمهور هو هذا،فهو جناية على هذه المسألة،والله المستعان.
شيخنا عمر المقبل -حفظه الله-
قولكم هذا يرجع إلي قضية وهي: من هم السلف؟ هل هم الصحابة والتابعون فقط، أم يدخل فيه الأتباع، أم يدخل فيه أيضا أتباع الأتباع، أم ينتهي إلى القرن الثالث؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:37]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك.
كما أن في حكم تارك الصلاة شقين؛
أحدهما: فقهي،
والآخر: عقدي.
فمن لم يكفر تارك الصلاة لأدلة يذكرها؛ فالخلاف معه فقهي،
ومن لم يكفر تارك الصلاة لأنه يرى عدم كفر تارك جنس العمل؛ فالخلاف معه عقدي.
جزاكم الله خيرًا على التنبيه.
ـ[الباحث فارس]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:57]ـ
على رسلكم يا أخوة كيف تنكرون الخلاف في كفر تارك الصلاة حنانيكم حنانيكم:)
يا اخوان ليس كل دعوى اجماع يسلم بها فهناك اجماع ظني الثبوت وظني الدلاله وهناك اجماع ظني الثبوت قطعي الدلاله وهناك اجماع قطعي الثبوت ظني الدلاله
فالاجماع الذي ينقله عبدالله بن شقيق من ((أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لايرون في عمل تركه كفر الا الصلاة)) لو سلمنا جدلا أنه قطعي الثبوت فلا يمكن اطلاقا أن نسلم أنه قطعي الدلاله لسبب بسيط جدا وهو أن هذا الاجماع يسعه ما يسع الحديث ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) أي أن لفظ كفر محتمل للكفرين الأكبر والأصغر ولهذا لانجد غرابه في أن الامام الألباني رحمه الله تعالى وهو الذي حسّن أثر ابن شقيق يفتي بعدم كفر تارك الصلاة تكاسلا وكان يصرح رحمه الله أن تأول الاجماع أولى من تأول الحديث أي أن ما وسع الحديث يسع الاجماع.
أرجوا من الاخوة عدم التعصب وعدم الجرأة على تكفير أعيان من لايصلون من المسلمين حتى مع ترجيح القول بكفر تارك الصلاة تكاسلا فان الحكم على المعين له شروط وضوابط مرعية في المجمع عليه فضلا عن المختلف عليه فقد شهدنا في زماننا هذا غلو ظاهر في التكفير بدأ من خلال انكار الخلاف في تكفير الصلاة وتكفير أعيان من لايصلون دون اعتبار الموانع وان شاء الله تعالى أضع موضوع ابين فيه كيف غلوا في ذلك.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 12:10]ـ
جزاك الله خيرا
هذا من التأويل المذموم لا المحمود لأنه بيّن البطلان
لأنه يلزم على قولك أن الصحابة لا يرون في عمل تركه كفر أصغر إلا الصلاة وهذا بيّن البطلان لأنه يلزم منه أنهم رضي الله عنهم لا يرون أن الحلف بغير الله شركا أصغر ولايرون العبد إذا أبق من سيده كفر كفرا أصغر ولا يرون المنتسب الى غير قومه كفر كفرا أصغر ولا يرون الأتي امرأته في دبرها كافرا كفرا أصغر وووو غير ذلك مما جاء في النصوص
وإذ بطل الملزوم بطلانا بينا بطل اللازم بطلانا بينا
فيا أخي التأني التأني
فهذه المسائل الكبيرة لا تأخذ بهذه السهولة وهذه السطحية من البحث
ولو فكرت جيدا وأعطيت المسألة حقها من البحث لما كتبت ما كتبت
لأن ما كتبته ضعيف من الناحية العلمية والنظر ولا يرضاه كلا الطرفين الموافقين لك والمخالفين
ولم أر في كلام الإخوة أي تعصب ولكن لأنك مقتنع بقول لا تتصور أن يكون الحق في خلافه في يوم من الأيام رأيت أن كلام الإخوة فيه تعصب
وليس في تكفير من كفره الله ورسوله جرأة بارك الله فيك
وكثير من العلماء تبنوا هذا الرأي فهل هم متجرؤون؟!
وشروط التكفير معلومة عند الإخوة .....
وليس تكفير تارك الصلاة له علاقة بالغلو في التكفير ومذهب الخوارج سامحكم الله وغفر لكم
ماذا عسانا نقول نصيحتي لك الإجتهاد في طلب العلم والاطلاع على الخلاف والتعمق في البحث
بارك الله فيك
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 01:25]ـ
الأخ أمجد وفقك الله:
لوتأمّلت في الأمثلة التي ذكرتَها لوجدتها في أفعال لا في تروك. وعليه فهو تأويل ممكن وليس مذموما ولا ظاهر البطلان كما زعمت.
وبخصوص المسألة أرى أن من لم يكفر تارك العمل (ومنه الصلاة) لأدلة يذكرها فالخلاف معه فقهي.
ومن لم يكفره لأن العمل ليس من الإيمان فالخلاف معه عقدي ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 06:41]ـ
الأخ أسامة ..
السلف في كل مقام بحسبه،وهم ـ في بحثنا هذا ـ كبار التابعين وأتباعهم.
أخي الباحث،أود أن أنبه إلى نقاط ونحن نتناقش في هذه المسألة:
الأولى: لا أحد يشك أن المسألة ليست من الإجماع القطعي في دلالته وثبوته،وإلا لكان منكره كافراً، بل هو من الإجماع الظني.
الثانية: دعنا نفترض أننا نناقش المسألة قبل أن يولد العلامة الألباني،أو ابن باز أو غيرهم من أئمة هذا العصر ـ رحمهم الله جميعاً ـ حتى لا نتوقف عند أقوال المتأخرين فضلاً عن المعاصرين.
الثالثة: لم أر أحداً من الإخوة كفّر أحداً بعينه بسبب تركه الصلاة! فما علاقة تكفير الأعيان في بحثنا هنا؟!
وأين التعصب الذي ذكرت؟!
إنما نبّه الإخوة فقط إلى مفاصل الموضوع فقهياً وعقدياً.
وأخيراً .. فإن التوقف في تكفير من كفّره الله ورسوله ـ عند من ثبت عنده ـ لا يقل خطراً عن تكفير من لم يكفره الله ولا رسوله،فكلاهما من الحرج الذي يجب أن يسلم منه قلب المؤمن.
ولننطلق في بحثنا على بركة الله،مراعين في ذلك طريقة أهل العلم في البحث، نستدل ثم نعتقد،لا العكس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 07:33]ـ
أرى أن القول بأن الأئمة الثلاثة لا يرون كفر تارك الصلاة يحتاج إلى مزيد تحرير.
لا زلت أتعجب منك يا زين العابدين
بل العكس هو الصحيح
تحرير الرواية الأصح عن الإمام أحمد في تكفير تارك الصلاة هي التي بحاجة إلى مزيد ...
ـ[الباحث فارس]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 06:09]ـ
الأخ عمر المقبل
أولا: ليس الكل يعلم الفروق بين الاجماعات لذى اقتضى التنبيه أما بخصوص الاجماع الذي يكفر منكره فهو الاجماع القطعي المتواتر المعلوم من الدين بالضرورة كما ذكر أهل العلم.
ثانيا: وأنا ايضا لم أرى احد من الاخوة كفر أحد بعينه لكن رأيت علماء مع الأسف كفروا أعيان من تركوا الصلاة بتسرع دون مراعاة شروط وموانع التكفير فبمجرد أن يسألهم سائل فيقول مثلا أبي لا يصلي يرد الشيخ أبوك كافر مرتد علما أنه لايعرف أبوه اصلا:)
ثالثا: التعصب والتسرع في التكفير ظواهر منتشرة لايمنع عدم وجودها في المنتدى من التحذير منها هذا ان لم تكن موجوده.
رابعا: تكفير من كفره الله ورسوله سواء بفعله أو بعينه هذا فرض ولا مراء وخلاف فيه ولكن تكفير من أتى ناقض من نواقض الاسلام وهو من أهل الشهادتين فهذا أمره لكبار أهل العلم وقد يختلفون فيه.
خامسا: لست في صدد الدخول في نقاش حول كفر تارك الصلاة تكاسلا فهذا الموضوع نوقش من أهل العلم قديما وحديثا وبشكل مطول ولن يقدم أو يؤخر النقاش فيه الآن لا في هذا المنتدى ولا في غيره.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 11:32]ـ
بواسطة: أبو عمر الكناني
لوتأمّلت في الأمثلة التي ذكرتَها لوجدتها في أفعال لا في تروك. وعليه فهو تأويل ممكن وليس مذموما ولا ظاهر البطلان كما زعمت.
جزاك الله خيرا وأحسن إليك
يُسأل عن حال من ترك الحكم بما أنزل الله في قضية معينة (بل حكم فيها بالعادات أو القانون الوضعي) عند الصحابة فإن قال كافرا كفرا أكبر فقد أخطأ عليهم لأنهم لا يكفرون بالكبائر
وإن قال كافرا كفرا أصغر تناقض
وبخصوص المسألة أرى أن من لم يكفر تارك العمل (ومنه الصلاة) لأدلة يذكرها فالخلاف معه فقهي.
ومن لم يكفره لأن العمل ليس من الإيمان فالخلاف معه عقدي .. [/ quote]
هذا الكلام هو الصواب:
بواسطة: عبدالله المزروع
كما أن في حكم تارك الصلاة شقين؛
أحدهما: فقهي،
والآخر: عقدي.
فمن لم يكفر تارك الصلاة لأدلة يذكرها؛ فالخلاف معه فقهي،
ومن لم يكفر تارك الصلاة لأنه يرى عدم كفر تارك جنس العمل؛ فالخلاف معه عقدي
ـ[الباحث فارس]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 01:27]ـ
يُسأل عن حال من ترك الحكم بما أنزل الله في قضية معينة (بل حكم فيها بالعادات أو القانون الوضعي) عند الصحابة فإن قال كافرا كفرا أكبر فقد أخطأ عليهم لأنهم لا يكفرون بالكبائر
وإن قال كافرا كفرا أصغر تناقض
: [/
السؤال
UOTE]
انتبه لو سلمنا أن المقصود في الكفر أنه الكفر الأكبر لكان ترك التوحيد وهو كفر أكبر لايشمل هذا الاجماع وهذا قطعا باطل بل لايشمل ذلك أيضا ترك الحكم بما أنزل الله سواء باستحلال أو غيره أعني أن قوله ((كانوا لايرون في عمل تركه كفر)) ليس على اطلاقه سواء كان الكفر أصغر أو أكبر لافرق
ـ[الباحث فارس]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 01:34]ـ
يُسأل عن حال من ترك الحكم بما أنزل الله في قضية معينة:
ملاحظة: ترك الحكم بغير ما أنزل الله ليس ترك فعل فحسب بل هو فعل النقيض وهو الحكم بغير ما أنزل الله أي أنه فعل فعلا من أفعال الكفر ولم يترك عبادة فقط فان من ترك الحكم بغير ما أنزل الله قطعا سوف يحكم بحكم آخر مخالف لشرع الله والا كان تارك للحكم مطلقا فلا هو الذي حكم بشرع الله ولا بشرع غيره وهذا لايتصور على الاطلاق فمن ترك حكم الله حكم بغير ما أنزل الله
ـ[محب الشيخ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 11:38]ـ
سمعت الشيخ ابن باز رحمه الله في اذاعة القرآن
يقول عن شخص لا يصلي إلا صلاة الجمعة؟ هذا كافر!!
والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 11:55]ـ
سمعت الشيخ ابن باز رحمه الله في اذاعة القرآن
يقول عن شخص لا يصلي إلا صلاة الجمعة؟ هذا كافر!!
والله أعلم.
وما وجه التعجُّب؟
هذا ما أداه إليه اجتهاده رحمه الله
وهو من أهل الاجتهاد
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سمعت الشيخ ابن باز رحمه الله في اذاعة القرآن
يقول عن شخص لا يصلي إلا صلاة الجمعة؟ هذا كافر!!
والله أعلم.
هذا المذهب يا أخي له وجاهته بإعتبار و إن كان خطأ و إنحراف بإعتبار آخر و في حديث حذيفة و صلة عن من لا يدرون ما صلاة في آخر الزمان و مع ذلك تنفعهم شهادة لا إله إلا الله بشروطها ردّ على من ذهب لهذا المذهب
و مسألة جنس العمل و ترك الصلاة مما وقع فيها إضطراب عند الكثيرين خصوصا في وقتنا الحالي و قليل من وفق للصواب فيها أسأل الله أن أكون من جملة هؤولاء الموفقين
فقط أنّبه بأنّه لا يوجد تلازم بين (التكفير بترك الصلاة) و (التكفير بترك جميع عمل الجوارح لمن عنده مطلق إيمان)
و يوجد حالات لا يكون شخص ما مصليا عن عمد و هوى محرّم و تارك لجميع عمل الجوارح (و بالطبع فأنا لا أقصد ما هو ضروري في مطلق الإيمان من عمل القلب و اللسان) و لا يكون كافرا
و هناك مقالة للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وضعت مؤخرا تتكلم حول أصل الإيمان أنصح بها
و الله أعلم
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك الله عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 12:51]ـ
لتوضيح الأمر للقراء:
حديث حذيفة رضي الله عنه -المذكور في المشاركة رقم (19) - لا يخالف القولَ بكفر تارك الصلاة والاستدلال به هنا خطأ
فحديث حذيفة واردٌ في عذر هؤلاء بالجهل، فهم (لا يدرون ما صلاة ... )
وهذه مسألة أخرى
فهذا مبلغهم من العلم، ولذا نفعتهم شهادة ألا إله إلا الله
ـ[صالح الثويني]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 06:00]ـ
جزاكم الله خيراً على المشاركة ...
وبخصوص المسألة أرى أن من لم يكفر تارك العمل (ومنه الصلاة) لأدلة يذكرها فالخلاف معه فقهي.
هذا القول مخالف لمنهج السلف الصالح في عدم تكفير تارك جنس العمل بالكلية. والمسألة بحثت كثيرا والامر فيها واضح ... !.
أبو عمر الكناني وفقه الله للخير يعلق على فتوى للشيخ صالح الفوزان في المسألة
الفتوى:فضيلة الشيخ وفقكم الله هناك من يقول أن تارك جنس العمل بالكلية لا يكفر وأن هذا القول قولٌ ثاني للسلف لا يستحق الانكار ولا التبديع فما صحة هذه المقولة؟
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:هذا كذاب الي يقول هذا الكلام كذاب كذب على السلف السلف ما قالوا أن الذي يترك جنس العمل ولا يعمل شيء أنه يكون مؤمن، من ترك العمل نهائيا من غير عذر ما يصلي ولا يصوم ولا يعمل أي شيء ويقول أنا مؤمن هذا كذاب، أما الي يترك العمل لعذر شيء ما تمكن من العمل نطق بالشهادتين بصدق ومات أو قتل في الحال فهذا ما في شك إنه مؤمن لأنه ما تمكن من العمل ما تركه رغبة عنه أما الذي يتركه لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي ولا يتجنب المحرمات ولا يتجنب الفواحش هذا ليس بمؤمن ولا احد يقول أنه مؤمن الا المرجئة.أهـ
أبو عمر يقول:هذا من تجاوزات الشيخ الفوزان غفر الله له .. !
والشيخ ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون كلامه فصل الخطاب ..
وكل قول خالف الكتاب والسنة واقوال أئمة السلف فليس له عندنا إلاّ عرض الحائط
لاتعليق!!.
http://82.96.75.104/sahat?128@138.FLznejGaxZz.16@. 2cc129b9
والامر كما ذكر الشيخ عبدالله:
كما أن في حكم تارك الصلاة شقين؛
أحدهما: فقهي،
والآخر: عقدي.
فمن لم يكفر تارك الصلاة لأدلة يذكرها؛ فالخلاف معه فقهي،
ومن لم يكفر تارك الصلاة لأنه يرى عدم كفر تارك جنس العمل؛ فالخلاف معه عقدي.
ومن اللطائف عند أبي داود في سننه (باب في رد الإرجاء) واورد فيه حديث جابر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة).
ـ
وأخيراً .. فإن التوقف في تكفير من كفّره الله ورسوله ـ عند من ثبت عنده ـ لا يقل خطراً عن تكفير من لم يكفره الله ولا رسوله،فكلاهما من الحرج الذي يجب أن يسلم منه قلب المؤمن.
تنبيه مهم ياشيخ عمر فجزاك الله خيرا.
ـ[الناصح الصادق]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 06:06]ـ
لتوضيح الأمر للقراء:
حديث حذيفة رضي الله عنه -المذكور في المشاركة رقم (19) - لا يخالف القولَ بكفر تارك الصلاة والاستدلال به هنا خطأ
فحديث حذيفة واردٌ في عذر هؤلاء بالجهل، فهم (لا يدرون ما صلاة ... )
وهذه مسألة أخرى
فهذا مبلغهم من العلم، ولذا نفعتهم شهادة ألا إله إلا الله
بالطبع لا يخالف و أنا أكفر بترك الصلاة بعد وجود شروط و إنتفاء موانع
و الإستدلال بحديث حذيفة في نقض مذهب من يرى كفر من يترك الصلاة من غير البحث في وجود الشروط و إنتفاء الموانع صحيح
و كذا الإستدلال بحديث حذيفة في نقض مذهب من يطلق تكفير الكفر الأكب أعيان من يترك الصلاة في عصرنا هذا و في هؤولاء التاركين من يعتقد بأنّ ترك الصلاة عن عمد ليست كفر أكبر.
و كأنّهم جعلوا الصلاة لا بد منها في مطلق الإيمان و لا يهم أن يكون معذورا من لم يصلي أم لا يعني كأنّهم جعلوا ترك الصلاة كدعاء غير الله (في حكم الدنيا كفار و في الآخرة أمرهم إلى الله إن كانوا معذورين). (و هذا بالطبع على مذهب بعضهم)
و لهذا استدل الإمام العلامة الألباني رحمه الله بحديث حذيفة رضيّ الله عنه في الرّد على طوائف ممن يذهبون إلى هذا المذهب و تعسّر على البعض فهم إستدلال الألباني لعدم رسوخهم في هذا العلم
و الله أعلم
و أنّبه أنّ مصطلح جنس العمل مختلف بين النّاس في تحديد المقصود به و عند التحقيق تجد أنّ كثير من الإختلافات في هذا الأمر لفظية
و أعيد و أكرر مسألة التكفير بترك الصلاة بعد وجود الشروط و إنتفاء الموانع لا يلزم منها أنّه يكفر دائما من يترك جميع عمل الجوارح الصالح (و لا يدخل في عمل الجوارح في كلامي ما لا بد منه في مطلق الإيمان من عمل القلب و اللسان).
فيوجد حالات يكون فيها الشخص تارك لجميع عمل الجوارح عن عمد و من دون عذر و لا يكون تاركا للصلاة
و الأصل عندي بأنّه ليس بكفر من يترك جميع عمل الجوارح الصالح إلا إن تضمّن هذا الترك ما هو كفر
و الله أعلم
و في الختام أقول:
الإختلاف عقدي بين من يكفر بترك الصلاة و بين من لا يكفر بترك الصلاة
و كذا الإختلاف عقدي بين من يكفر بترك جميع عمل الجوارح الصالح و بين من لا يكفر بترك هذا
و كذا الإختلاف عقدي بين من يجعل أعمال الجوارح الصالحة من الإيمان و بين من لا يجعلها من الإيمان
فالتكفير أمر ينبغي أن يعتقده شخص في قلبه و يؤمن بأنّه حكم الله
و الله أعلم
و بالمناسبة أتوجه للأخ (أبو عمر الكناني) بالشكر في صدعه بالحقّ في كثير من جوانب مسألة ترك جميع عمل الجوارح الصالح
و صلى الله على نبيّنا محمّد و سلّم تسليما كثيرا و تبارك اللّه عزّ و جلّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 06:29]ـ
لتوضيح الأمر للقراء:
حديث حذيفة رضي الله عنه -المذكور في المشاركة رقم (19) - لا يخالف القولَ بكفر تارك الصلاة والاستدلال به هنا خطأ
فحديث حذيفة واردٌ في عذر هؤلاء بالجهل، فهم (لا يدرون ما صلاة ... )
وهذه مسألة أخرى
فهذا مبلغهم من العلم، ولذا نفعتهم شهادة ألا إله إلا الله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فوائد عظيمة من كتاب الفوائد لابن القيم رحمه الله
ـ[إبراهيم المطلق]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 09:33]ـ
عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها: علم لا يعمل به، وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء، ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا ولا يقدمه إلى الآخرة، وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به، وبدن معطل عن طاعته وخدمته، ومحبة لا تتقيد برضا المحبوب وامتثال أوامره، ووقت معطل عن استدراك فارط أو اغتنام بر وقربة، وفكر يجول فيما لا ينفع، وخدمة من لا تقربك خدمته إلى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك، وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضته، ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان هما أصل كل إضاعة: إضاعة القلب وإضاعة الوقت، فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة وإضاعة الوقت من طول الأمل، فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل، والصلاح كله في اتباع الهدى والاستعداد للقاء، والله المستعان.
العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيها إلى الله ليقضيها له، ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والإعراض وشفائه من داء الشهوات والشبهات، ولكن إذا مات القلب لم يشعر بمعصيته.
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 10:49]ـ
لله درك أخي الكريم على نقل مثل هذه الفوائد
فوائد والله كل فائدة تحتاج إلى محاضرة
رحمه الله الأمام ابن القيم وغفر له.
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 12:36]ـ
رحم الله ابن القيم وجزى الله ابن المطلق خير الجزاء
درر منتقاة
علم لا يعمل به،
عمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء،
محبة لا تتقيد برضا المحبوب وامتثال أوامره،
العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيها إلى الله ليقضيها له، ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والإعراض وشفائه من داء الشهوات والشبهات، ولكن إذا مات القلب لم يشعر بمعصيته.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 02:22]ـ
جزاك الله خيراً أخي إبراهيم المطلق على الفوائد القيمة.(/)
نقاط وفوائد من الدرس الثاني في التفسير للشيخ الشنقيطي بمكة
ـ[أبو فراس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 12:38]ـ
(بسم الله الرحمن الرحيم)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض الفوائد والنقاط سجلتها من اللقاء الثاني من درس الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي بجامع المهاجرين بمكة المكرمة ويقام آخر خميس من كل شهر واليوم بدأ الشيخ في تفسير سورة البقرة
1 - بعض أسماء السور توقيفي
2 - كان يعظم في أعين السلف من يحفظ البقرة
3 - البقرة فيها ألف أمر وألف حكم وألف نهي
4 - أول ما نزل بالمدينة من القرآن ونزلت في مدد شتى وفيها آخر آية نزلت من القرآن - على الصحيح - وهي (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)
5 - موضوعات القرآن ملخصة في الفاتحة ومشروحة في البقرة ومفصلة في باقي السور
6 - تجمل موضوعات القرآن في ثلاث هي:
أ- الله معبود بحق
ب- النبي مرسل من الله
ج- وعد المصدق الجنة وتوعد المكذب بالنار
7 - في الحروف المقطعة رأيان:
أ- التوقف فالله أعلم بمراده منها
ب- أنها تفسر وتدرك معانيها وقيل فيها ما يقرب من ثلاثين قولا أحسنها:
أولا: أنها جاءت لأجل التحدي ولم يقصد بها حروف مكونة لكلمات لها معنى فالألف تشير للحروف الحلقية واللام لحروف اللسان والميم للحروف الشفوية وهي كل مخارج الحروف العربية التي تتكون منها كلمات القرآن وهذا التقسيم فيه تكلف
ودليل مجيئها - الحروف المقطعة - للتحدي التنويه بالقرآن بعدها دوما (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه)
ثنيا: أن كفار قريش لما تعاهدوا على عدم الاستماع للقرآن واللغو فيه جاءت هذه الحروف على غير ما عهدوه من أساليب العرب ليعطوا سمعهم له ثم تأتيهم القوارع بعدها
ثالثا: أنها أقسام أقسم الله تعالى بها
رابعا: أنها من حساب الجمل
خامسا: أنها أسماء للسور
وجميع الأقوال لا يقطع بها وعلينا التوقف فيها (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
8 - أراد الله تعالى أن يتميز كتابه في كل شيء حتى في رسمه - الخط العثماني المختلف عن الخط الإملائي المعتاد
9 - (ألم) يجوز أن تكون في محل رفع مبتدأ أو في محل نصب مفعول به (اتبعوا - ألم -) أو في محل جر (أقسم ب - ألم -)
10 - استخدم الإشارة للبعيد - ذلك- في الإشارة للقرآن إشارة لبعد مكانته ومنزلته وبعده عن الركاكة والنقص والتعقيد والثقل في السمع والوحشي من الكلمات
11 - الريب شك مع انزعاج تقول: رابني الأمر أي شككت فيه مع خوف
12 - اختلف العلماء في هل في العربية ترادف فقال بعضهم بوجوده وقال بعضهم بعدم وجوده ولكن لقرب معاني بعض الكلمات من بعض فإنها تستخدم في التوضيح
13 - تعمل (لا النافية) عمل ليس وتعمل (لا النافية للجنس) عمل إن
13 - قدم الريب في قوله تعالى (لا ريب فيه) لنفي الريب عن القرآن وكذلك نفي الريب عن باقي الكتب المنزلة أما لولم يقدم الريب فإن النفي وقتها يكون خاصا بالقرآن وحده كما قال تعالى عن خمر الآخرة (لا فيها غول) فيفهم منه أن خمر الدنيا فيها غول
14 - المنطوق ما فهم من النطق في محل النطق أما المفهوم فهو ما فهم من النطق لا في محل النطق فعندما يقول الحق سبحانه عن القرآن (هدى للمتقين) فالمنطوق أن الهداية للمتقين والمفهوم أن غير المتقين لا هدى لهم
15 - الغيب هو الذي يكون فيه التمايز فإذا انجلت الأمور فلا تمايز
16 - سبب الفرقة بين جماعات المسلمين عدم تنازلهم لبعضهم البعض والتغاضي عن العيوب وسترها
17 - أجمع الأئمة الأربعة على كفر تارك الصلاة الجاحد لها واختلفوا في غير الجاحد مع اتفاقهم على أن حياته غير شرعية فقال أبو حنيفة: لا يكفر ولكن يحبس ويضرب حتى يصلي وقال أحمد: أنه كافر ويقتل بحد الردة وقال مالك والشافعي لا يكفر ولكن يقتل حدا لكثرة مفاهيم المخالفة أن الذي يصلي لا يقتل فيفهم منه أن الذي لا يصلي يقتل
18 - قال تعالى (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) فلما كانت الصلاة تأخذ وقتا للطهارة قبلها ثم أدائها والمال يحتج لوقت لتثميره قال تعالى بعدها (لا نسألك رزقا) أي نتكفل لك بالرزق
19 - أقوال العلماء في صلاة الجماعة أربعة هي: أنها فرض عين وشرط في صحة الصلاة وهو أضعفها - أنها فرض عين - أنها فرض كفاية وأخيرا أنها سنة مؤكدة
20 - كل الشريعة متحملة للخلاف وعلينا الرفق بالمخالف والتمييز بين المنكر الذي ينكر على صاحبه وبين مسائل الخلاف التي يكتفى فيها بالنصح والتوجيه
21 - على طالب العلم أن يعرف أدلة المخالفين قبل أن ينكر عليهم
22 - (ينفقون) الصحيح أنها جميع النفقة الواجبة والمستحبة
23 - (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) قيل أنهم من أسلم من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وقيل أنها تشمل جميع المؤمنين
24 - من أفضل كتب التفسير لطلبة العلم تفسير الجلالين وإن كان فيه شيء من التأويل لكن التأويل عموما لا يفهمه العامي من جهة ولا يخفى على طالب العلم من جهة أخرى ثم تفسير البغوي وابن كثير
25 - يتميز كتاب (التسهيل لعلوم التنزيل) لابن جزيء الكلبي بمقدمات في علوم القرآن ومعجم في أوله وهو ملخص لتفسير الطبري وهو من كتب التفسير بالمعقول لكن يأتي بالمأثور من القول ومنهجه أنه إذا تكلم عن أحد الأقوال فيعني اختياره له وتقديمه على غيره وإن سكت عنه فمعناه أنه ضعيف وإذا نسب القول فمعناه أنه يرتضيه أو ينفر منه
وسبب كثرة الأخطاء في طبعات الكتاب أنها حققت على نسخة واحدة للكتاب وأقل الطبعات أخطاء الطبعة التي علق عليها الخالدي
26 - أفضل كتاب في الاشتقاق (المزهر) للسيوطي ثم كتب ابن جني
27 - كان السلف يرحلون في طلب العلم رغبة التفرغ له قال الشافعي: من دخل في أمرنا هذا يجب عليه ألا يضيع ساعة - وأما من يعطي العلم فتات وقته فلن يتعلم
28 - هل يجتهد الرسول صلى الله عليه وسلم في الشرع أم لا يجتهد؟
قال بعضهم لا يجتهد وقال آخرون يجتهد لكن لا يقر على خلاف الأولى وسواء هذا أو ذاك فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
وختاما أعتذر عن القصور والركاكة في الصياغة و لا تنسوني من الدعاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:17]ـ
شكر الله لك ... وبارك الله فيك ...
3 - البقرة فيها ألف أمر وألف حكم وألف نهي
في النفس من هذا الكلام شيء ولا أظنه يصح.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 03:16]ـ
أرسل أصلا بواسطة أبو فراس
3 - البقرة فيها ألف أمر وألف حكم وألف نهي
شكر الله لك ... وبارك الله فيك ...
في النفس من هذا الكلام شيء ولا أظنه يصح.
بارك الله فيك شيخنا
الشيخ نسبها لأحد السلف لكن لم أستطع سماعه ولم أتمكن من سؤال الشيخ عنها
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 03:26]ـ
بارك الله فيك أخي أبافراس،ونفع بك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 04:21]ـ
3 - البقرة فيها ألف أمر وألف حكم وألف نهي
وفقك الله أخي أبا فراس
لعل الشيخ أراد القرآن كاملاً
ـ[أبو فراس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:27]ـ
وفقك الله أخي أبا فراس
لعل الشيخ أراد القرآن كاملاً
نعم قد أكون وهمت وأخطأت في النقل
جزاك الله خيرا شيخنا الحمادي ونفع بك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 05:12]ـ
لم تهم يا أخي الكريم، فهذا الكلام مشهور - بغض النظر عن صحته - فقد ذكره ابن كثير والقرطبي والسيوطي وغيرهم.
قال ابن العربي في أحكام القرآن: سمعت بعض أشياخي يقول: .... فذكره
وقد يكون في الكلام مبالغة، ولكن المقصود كثرة الأحكام المستنبطة منها ظاهرا أو تضمنا أو بالإشارة والفحوى.
وليس هذا بأعجب من كلامهم عن مختصر خليل وأنه يحتوي على مائة ألف مسألة!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 05:27]ـ
أحسنتم أبا مالك
يُنظر أحكام القرآن لابن العربي (1/ 8)
والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 234)
وفيهما زيادة: (وألف خبر)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Jun-2007, صباحاً 11:40]ـ
شكر الله لك ... وبارك الله فيك ...
في النفس من هذا الكلام شيء ولا أظنه يصح.
جزاكم الله خيرا ابا فراس
لعلك تبرهن على مافي نفسك يا محمد
ـ[أبو فراس]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 02:59]ـ
بارك الله فيكم شيوخنا الأفاضل ومشكورين على التوضيح(/)
أمثلة على دقة استنباطات الإمام النسائي
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 01:58]ـ
ذكر السخاوي - رحمه الله - جملة من تلك الأمثلة في كتابه بغية الراغب المتمني في ختم النسائي رواية ابن السني ص 33 وما بعدها.
ومن تلك الأمثلة: أنه قال: " الطلاق بالإشارة المفهومة " ثم ساق حديث الجار الفارسي للنبي (ص) وفيه أنه أومأ للنبي (ص) أن تعال وأومأ رسول الله (ص) إلى عائشة أي وهذه فأومأ إليه بيده هكذ أن لا مرتين أو ثلاثاً: السنن 6/ 158.
وقال في 6/ 128: " الرخصة في الصفرة عند التزويج " ثم ساق حديث عبدالرحمن بن عوف في قصة زواجه وكأنه يشير إلى أن هذا غير مناف للنهي عن التزعفر للرجال
وفيه أمثلة أخرى نفيسه
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:32]ـ
ليتك ـ أبا سليمان ـ تذكرها هنا، ففيها فائدة،وفيها إبراز لدقة فهم بعض أئمة الحديث.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:50]ـ
المعذرة ...
ما ني فاهم فأنا مبتدء ممكن أحد يوضح لي وله مني الدعاء!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:58]ـ
جزاكم الله خيرا
أخي زين العابدين
الأئمة المحدثون المتقدمون أصحاب كتب الحديث كانت دقة استباطهم وفقههم للأحاديث تفهم من الأبواب التي يبوبونها على الأحاديث، فربما بوب على الحديث الواحد أكثر من عشرين بابا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 04:19]ـ
بارك الله فيك أخي أبا سليمان
وأحب التنبيه إلى أنَّ دقة استنباط الإمام في تبويبه لا يلزم منها تَبَنِّيه لما دلَّ عليه ذلك التبويب
فهو في أحيان كثيرة يذكر استنباطه من الحديث؛ بغضِّ النظر عن رأيه وترجيحه الفقهي
ولذا نجدهم في مواضع كثيرة يذكرون باباً استنباطاً من حديث، ثم يشيرون إلى علة ذلك الحديث
أو يتبعونه بباب آخر مخالف لما قبله
والتبويبات تختلف بحسب صراحتها:
ولعل من أصرح التبويبات في دلالتها على فقه ذلك المحدث= تبويبات الإمامين ابن خزيمة وابن حبان
وكذلك تبويبات الإمام البخاري في مواضع كثيرة جداً
أقول هذا تنبيهاً لمن قد يفوته هذا، وليس يخفى على أمثالكم نفع الله بكم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
جزاكم الله خيرا
أخي زين العابدين
الأئمة المحدثون المتقدمون أصحاب كتب الحديث كانت دقة استباطهم وفقههم للأحاديث تفهم من الأبواب التي يبوبونها على الأحاديث، فربما بوب على الحديث الواحد أكثر من عشرين بابا.
بارك الله فيك شيخنا عبدالرحمن , فهمت مسألة التبويب , ولكن ما استشكلته هو المثال الذي ضرب في هذا الشأن , فما هو الشاهد , حتى معنى الحديث الأول لم أفهمه , والله المستعان.
- اصبروا علي واعذروني لجهلي فأخوكم يريد أن يتعلم -
بارك الله فيكم ونفع الله بكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 05:27]ـ
لا بأس
قال النسائي
الطَّلَاقُ بِالْإِشَارَةِ الْمَفْهُومَةِ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَهْزٌ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ
كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَارٌ فَارِسِيٌّ طَيِّبُ الْمَرَقَةِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَعِنْدَهُ عَائِشَةُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ أَنْ تَعَالَ وَأَوْمَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَائِشَةَ أَيْ وَهَذِهِ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ الْآخَرُ هَكَذَا بِيَدِهِ أَنْ لَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.
قال السندي في حاشيته:
وَمَقْصُود الْمُصَنِّف رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى أَنَّ الْإِشَارَة الْمَفْهُومَة تُسْتَعْمَلُ فِي الْمَقَاصِدِ وَالطَّلَاق مِنْ جُمْلَتهَا فَيَصِحُّ اِسْتِعْمَالُهَا فِيهِ.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 05:53]ـ
فهمت فهمت , بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك , وأعتذر لصرف الموضوع عن مقصده , ولكن أعتقد أن سؤالي له علاقة بالموضوع.
وكما قال الشيخ عمر: ليتك ـ أبا سليمان ـ تذكرها هنا، ففيها فائدة،وفيها إبراز لدقة فهم بعض أئمة الحديث.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 07:01]ـ
فائدة في أقسام تراجم أبواب المصنفات الحديثية
http://www.alukah.net/majles/n/showthread.php?t=38
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 12:34]ـ
أحسن الله إليكم
لعل أبو عبد الرحمن النسائى رحمه الله استفاد هذين الترجمتين من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فقد ترجم في صحيحه في كتاب الطلاق بـ " الإشارة في الطلاق والأمور" ثم ذكر أحاديث كثيرة تدل على أن الإشارة تستخدم في المقاصد وتقوم مقامها
وترجم في كتاب النكاح بـ " الصفرة للمتزوج" وذكر فيه حديث عبد الرحمن بن عوف ومناسبته للترجمة ظاهرة
ثم ذكر حديث أنس في زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب وبنائه بها
وليس فيه ذكر للصفرة
ومن عادة محمد بن إسماعيل _ كما يعرفه المعتنين بجامعه المختصر_ أنه يترجم على حديث بترجمة دليلها ليس مذكورا في اللفظ الذي ساقه ولكنه مذكور في بعض ألفاظ الحديث الأخرى سواء ذكَرَ هذا اللفظ في مواضع من كتابه أم لا وعلى ذلك أمثلة كثيرة في الجامع والأدب المفرد وغرضه من ذلك أن لا يقتصر الناظر في كتابه على بعضه بل عليه أن ينظر في جميعه ولحمل الطالب وتنشيطه عل تتبع ألفظ الحديث والبحث
لكن تتبعت ألفاظ الحديث في كتابه وفي كتاب تلميذه أبي الحسين النيسابوري فلم أجد ذكرا للصفرة فيها فلعلها في غيرهما
والله أعلم
وقد رأيت أبا داود اسفاد من البخاري ترجمة في سننه وهي باب سترة الإمام سترة من خلفه ولكنه لم يذكر فيه حديث ابن عباس بل ذكر فيه حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
فلو تتبع البعض تراجم الأربعة وابن خزيمة وابن حبان وما علاقتها بتراجم البخاري ......
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 02:19]ـ
تعليق على
(لعل أبو عبد الرحمن النسائى رحمه الله استفاد هذين الترجمتين من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فقد ترجم في صحيحه ... ) إلخ
أقول:
وقد ذكر ابن العربي المالكي بأن البخاري في بعض تراجمه يستفيد من صنيع النجم في موطئه ...
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:36]ـ
شكر الله لجميع الإخوة والمشايخ الذين أفادوا وأثروا الموضوع.
ليتك ـ أبا سليمان ـ تذكرها هنا، ففيها فائدة،وفيها إبراز لدقة فهم بعض أئمة الحديث.
شيخنا الكريم لعلي أذكر مايتيسر بإذن الله ...
الشيخ المفضال الحمادي:
لا إشكال في أن الأئمة ربما ترجموا بحكم فقهي على حديث ضعيف؛ لأنه ليس مستندهم الوحيد في ذلك الحكم.
لكن كون الإمام لا يتبني الحكم المترجم به، فهذا مشكل - عند أخيكم القاصر - ولو كان ذلك كما تفضلتم: لانقطعت الفائدة من تلك التراجم النفيسة فقهياً، وقد قيل: فقه البخاري في تراجمه، فلعلكم تزيدون هذا إيضاحاً والله يرعاكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:51]ـ
بارك الله فيكم
هل ترى أخي أبا سليمان أنَّ كلَّ ترجمة من تراجم الأبواب في كتب الصحاح والسنن وغيرها تعبِّر عن رأي ذلك العالم؟
هذا سؤالٌ ينبني عليه ما بعده، وفقكم الله ونفع بكم
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 06:00]ـ
بارك الله فيكم
هل ترى أخي أبا سليمان أنَّ كلَّ ترجمة من تراجم الأبواب في كتب الصحاح والسنن وغيرها تعبِّر عن رأي ذلك العالم؟
هذا سؤالٌ ينبني عليه ما بعده، وفقكم الله ونفع بكم
شكر الله لكم، إذكانت الترجمة صريحة - ليست على الإستفهام - فالذي يظهر لي أنه رأي له، لأنه لم يصرح بنسبة ذلك القول لقائل فيعزى إليه.
ومن علمكم أستفيد
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 06:22]ـ
بارك الله فيكم
قلت سابقاً:
والتبويبات تختلف بحسب صراحتها:
فليس كلُّ تبويب يعبِّر عن رأي ذلك الإمام
فمنها ما يكون صريحَ الدلالة في التعبير عن رأي ذلك الإمام، وهذا لا إشكالَ فيه
ومنها ما يسوقه الإمام بصيغة الاستفهام
ومنها ما يسوقه بصيغة محتملة، فلا يستطيع القارئُ الجزمَ بأنَّ هذه الترجمة تعبِّر عن رأي ذلك الإمام
ولذا تجد الشُّرَّاحَ مختلفين في نسبة ما تَضمَّنته الترجمة المحتمِلة من رأي فقهي إلى ذلك الإمام
والحافظ ابن حجر يشير في الفتح إلى مثل هذا في مواضع كثيرة
ولعلي أنشط لذكر شيءٍ منها على وجه التمثيل
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 01:42]ـ
تعليق على
(لعل أبو عبد الرحمن النسائى رحمه الله استفاد هذين الترجمتين من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فقد ترجم في صحيحه ... ) إلخ
أقول:
وقد ذكر ابن العربي المالكي بأن البخاري في بعض تراجمه يستفيد من صنيع النجم في موطئه ...
لا يلزم كون الترجمة عند البخاري أن يكون من بعده استفادها منه فلربما كان الجميع استفادوها ممن هو أعلى منهم سواء من كتاب أو من كلام أحد الأئمة واستنباطهم من الحديث، وسأذكر لذلك مثالين لا حقا إن شاء الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 04:23]ـ
المثال الأول:
قال الإمام البخاري
بَاب الْجِهَادُ مَاضٍ مَعَ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
قال الحافظ:
قَوْله: (لِقَوْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَلْخَيْلُ مَعْقُود إِلَخْ)
سَبَقَهُ إِلَى الِاسْتِدْلَالِ بِهَذَا اَلْإِمَامُ أَحْمَدُ لِأَنَّهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ بَقَاءَ اَلْخَيْرِ فِي نَوَاصِي اَلْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَفَسَّرَهُ بِالْأَجْرِ وَالْمَغْنَم اَلْمَغْنَمُ اَلْمُقْتَرِن بِالْأَجْرِ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْ اَلْخَيْلِ بِالْجِهَادِ وَلَمْ يُقَيِّدْ ذَلِكَ بِمَا إِذَا كَانَ اَلْإِمَام عَادِلًا فَدَلَّ عَلَى أَنْ لَا فَرْقَ فِي حُصُولِ هَذَا اَلْفَضْلِ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ اَلْغَزْو مَعَ اَلْإِمَامِ اَلْعَادِلِ أَوْ اَلْجَائِرِ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 04:25]ـ
المثال الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=12499&postcount=6
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 05:06]ـ
أيه الإخوة هذه أمثلة أخرى غير التي ذكرها السخاوي، وجميع هذه الأمثلة هي من السنن الصغرى:
1 - باب هل يستاك الإمام بحضرة رعيته؟ ثم ساق حديث أبي موسى، وفيه أنه أقبل على النبي (ص) ومعه رجلان من الأشعريين، ورسول الله (ص) يستاك ... : 1/ 9.
2 - باب تأخير المغرب، ثم ساق حديث أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا رسول الله (ص) العصر بالمخمص، قال (إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، ومن حافظ عليها كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم): 1/ 259 وهو بإسناده ومتنه في مسلم.
3 - إباحة الصلاة في الساعات كلها بمكة، ثم ساق حديث جبير بن مطعم عن النبي (ص) (يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار): 1/ 284.
4 - كيفية الجمع، ثم ساق حديث أسامة بن زيد في الحج وفيه أن النبي (ص) صلى المغرب بمزدلفة ثم نزعوا رحالهم ثم صلى العشاء: 1/ 292. – أقول كأنه لا يشترط التتابع –
5 - باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من سجدة؟ ثم ساق حديث ارتحال الحسن أو الحسين للنبي (ص) وهو ساجد وفيه أن النبي (ص) سجد سجدة بين ظهراني صلاته أطالها: 2/ 230.
6 - بوب بـ كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية، ثم ساق الحديث ثم بوب بـ التسهيل في غير السبتية، وساق حديث أنس عن النبي (ص) (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم): 4/ 96.
7 - إذا طهرت الحائض أو قدم المسافر في رمضان هل يصوم بقية يومه؟ ثم ساق حديث محمد بن صيفي قال قال رسول الله (ص) يوم عاشوراء: (أمنكم أحد أكل اليوم؟) فقالوا منا من صام ومنا من لم يصم، قال: (فأتموا بقية يومكم وابعثوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم): 4/ 192.
8 - الكراهية في الثياب المصبغة للمحرم، ثم ساق حديث جابر في الحج وفيه أن فاطة رضي الله عنها لما حلت لبست ثيابا صبيغا: 5/ 143.
9 - إذا ضحك المحرم ففطن الحلال للصيد فقتله أيأكله أم لا، ثم ساق حديث أبي قتادة، وفيه: فبينما أنا مع أصحابي ضحك بعضهم إلى بعض، فنظرت فإذا حمار وحش فطعنته فاستعنتهم فأبوا أن يعينوني ... : 5/ 185.
10 - الأمر بالصدقة لمن لم يعتقد اليمين بقلبه في حال بيعه، ثم ساق حديث قيس بن أبي غرزة قال: كنا بالمدينة نبيع الأوساق ونبتاعها ونسمي أنفسنا السماسرة، ويسمينا الناس فخرج إلينا رسول الله (ص) فسمانا باسم هو خير لنا من الذي سمينا به أنفسنا، فقال: (يا معشر التجار إنه يشهد بيعكم الحلف واللغو فشوبوه بالصدقة): 7/ 247.
11 - حكم الحاكم بعلمه، ثم ساق حديث أبي هريرة في قصة المرأتين اللتين اختصمتا في ابن أحدهما عند سليمان عليه السلام: 8/ 234. – أقول:لم أتبين وجه الاستدلال، فمن كان عنده فضل علم فليجد به –
12 - نقض الحاكم ما يحكم به غيره ممن هو مثله أو أجل منه، ثم ساق الحديث السابق، وفيه أنهما اختصمتا إلى داود عليه السلام ثم إلى سليمان عليه السلام ... : 8/ 236.
13 - باب صون النساء عن مجلس الحكم، ثم ساق حديث العسيف، وفيه أن النبي (ص) أمر أنيساً أن يأتي امرأة صاحب العسيف انظر 8/ 540.
والله الموفق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 06:53]ـ
جزاكم الله خيرا
- إذا ضحك المحرم ففطن الحلال للصيد فقتله أيأكله أم لا، ثم ساق حديث أبي قتادة، وفيه: فبينما أنا مع أصحابي ضحك بعضهم إلى بعض، فنظرت فإذا حمار وحش فطعنته فاستعنتهم فأبوا أن يعينوني ... : 5/ 185.
سبقه البخاري فقال في كتاب جزاء الصيد:
باب: إذا رأى المحرمون صيدا فضحكوا ففطن الحلال
****************************** ***********************
ولعلّ الصواب والله أعلم أنه ينظر إلى الترجمة فإن كان الاستنباط فيها دقيق ولا يفهم من الحديث إلا بعد جهد وبحث وتنقيب
ثم ترجمها أكثر من إمام فأسبقهم وفاة أسبقهم لهذا الاستنباط ولهذه الترجمة وتنسب له حتى نعلم أنه قد سُبق إليها
وإذا كانت مناسبتها للحديث ظاهرة فلا يلزم أن المتأخر استفادها من المتقدم
وقد رأيت بعض الأحاديث يترجم عليها البخاري وأبو داود والترمذي نفس الترجمة مثل حديث ابن عمر في إقامة الرجل من مجلسه
ولا يلزم من ذلك أن يكونا استفادا الترجمة من البخاري لأن مناسبتها للحديث ظاهرة والله أعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 04:38]ـ
احسن الله اليكم.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 11:06]ـ
مارأيكم في رسالة بعنوان (آراء الإمام ابن خزيمة الفقهية) من خلال تراجمه وتعليقاته.(/)
من كثر في الدنيا شغله .... (وصف للحال و الله المستعان)
ـ[طالبُ علم]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 03:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: ((من كثر في الدنيا شغله , اسود قلبه , و أظلم طريقه , و كثر همه , و نصب بدنه , و صار مهون الوقت , طائش العقل , معقود اللسان عن الذكر , مقيد الجوارح عن الطاعة , من قلبه في كل واد شعبة , و من عمره لكل شغل حصة)). اه
قال تعالى: ((و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الخاسرون))
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 04:08]ـ
قال تعالى: ((و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم
الخاسرون))
بارك الله فيك أخي الحبيب
والصواب في الآية (الفاسقون)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 04:51]ـ
بورك في الكاتب والمصحح.
ـ[طالبُ علم]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 05:27]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
والصواب في الآية (الفاسقون)
و فيك بارك الله أخي الكريم
و جزاك الله خيرا على واجب النصح و البيان و أرجوا من الإخوة الأفاضل تحرير المشاركة و تصحيح الخطإ الذي لا ينبغي و الله الموفق و الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:26]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[طالبُ علم]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 03:14]ـ
و فيكم بارك الله أخي الكريم
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 03:56]ـ
أخي طالب علم / بارك الله فيك
ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه:أعوذ بالله من تفرقة القلب قيل وما تفرقة القلب قال: أن
يجعل لي في كل واد مال.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 01:10]ـ
الله المستعان
جزاكم الله خيرا على الموعظة(/)
{التعايش السلمي من مفهوم شرعي}
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:52]ـ
{التعايش السلمي من مفهوم شرعي}
بقلم / أحمد بوادي
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6955
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
قال تعالى:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}
وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل "بسم الله الرحمن الرحيم - من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله - إلى قوله: "فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (4) سورة الممتحنة
أما بعد:
عند الحديث عن التعايش السلمي الذي يدع إليه اليوم الكثير من الدعاة ينبغي علينا أن نفهم مفهوم هذا التعايش ونضبطه من خلال الشرع حتى يقع صحيحا أما أن نترك اللفظ فضفاضا من غير ضبط لمعنى هذا المفهوم فهذا يعني ضياع الكثير من الحقائق في هذا المعنى
ونحن إذ نستمع إلى دعاة التعايش السلمي مع الغرب لا نفهم من هذا الدعاء إلا شيئا واحدا وهو أن يحيى الناس حياة الأمن والأمان دون الخوف والفزع ومن غير اعتداء أحد منهم على الآخر مع وجود أواصر الألفة والمودة والمحبة لأن بدونهما لن يتحقق التعايش السلمي بين الشعوب، وسيبقى الجميع في خوف وفزع
وهذه المناداة بيننا وبين الغرب للتعايش السلمي مما يثلج الصدور ويريح النفوس فمن منا لا يريد أن يخلد إلى حياة الأمن والأمان والسلام مع كل أصناف البشر ليهنأ له العيش بدون منغصات أو كدر، ولو كان الأمر والحكم لنا لما اخترنا غير هذا إلا أن الأمر فيه خطب وأمر جلل يتجسد في نوع العلاقة المراد تعايشها مع الآخرين ومدى خضوعها وانضباطها لأوامر الدين.
لأن تعايش المسلمين مع غيرهم من أهل النحل والأديان لا يمكن الأخذ والعمل به إلا بعد ضبطه بأحكام الإسلام والذي من شأنه أن يضبط المسائل والأشياء وبه يحصل العدل والسلام فيعطي كل ذي حق حقه فلا يظلم الناس بعضهم بعضا.
أقول:
إن صدور هذه الدعاوى الآن من بعض الدعاة فيه هضم وتجني على المسلمين ومؤازرة للكافرين الظالمين لأن الذي ينادي بهذه الدعوة وكأنه يوجه سهام الاتهام للمسلمين بأنهم اعتدوا وظلموا الغرب الكافر بالاعتداء عليهم فلا بد لهم أن يعيشوا معهم حياة الأمن والسلام بدلا من حياة الظلم والعدوان!!!.
فهو يصور الأمر ويظهره على غير حقيقته التي ينبغي أن تكون عليه ففاقد الشيء لا يعطيه
لأن الذي يدعو إلى التعايش السلمي مع الآخرين لا بد له أن يمتلك مقومات القدرة لفرض ذلك التعايش السلمي مع غيره لأن دعوة التعايش السلمي من العاجز ضعف واستسلام.
فعلى الداعية أن يحسن اختيار الخطاب في الزمان والمكان ليقع في وجهه الصحيح المراد منه لأن خطاب التعايش للمسلمين وهم يعيشون حالة الظلم والقهر والذل والهوان يظهر مدى الانهزامية التي يعيشها بعض هؤلاء الدعاة وقبولهم بالذل والهوان وقبول المزيد من الاستسلام والخضوع والخنوع لجلاديهم من الغرب أعداء الدين الذين مارسوا عليهم أشد أنواع الظلم والقهر من تقتيل أبنائهم واغتصاب أوطانهم والاستهزاء والسخرية من أنبيائهم ودينهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك كان الواجب على هؤلاء الدعاة أن يكون خطابهم لأمة الإسلام هو الإعداد ضد ما يكيد له هؤلاء الكفار والمشركين لحماية أنفسهم من جانب الأعداء وإظهار عدم الرضا بعين الغضب والسخط عليهم لسبهم وشتمهم الأنبياء والاستهزاء والسخرية بالدين والإعتداء على بلاد المسلمين.
وهذه الدعوة للتعايش السلمي مع الغرب الذي عادى المسلمين وسب نبينا الكريم يشخص الانهزامية التي يعيشها البعض من هؤلاء الدعاة في ظل المحاباة التي يتوددون لهم بها، فبدلا من اشتداد غضبهم عليهم وتمعر وجههم، ومخاطبتهم بشدة وعنفوان على فعلتهم تلك ذهب البعض منهم لبلادهم وكأنه طالب الغفران.
أعود فأقول:
إن استدلال البعض من الدعاة بحياة التعايش السلمي مع الآخرين في زمن النبوة ينقصه حسن الفهم مما ينشأ عنه سوء الاستدلال لأن الكلام في الفروع مبني على معرفة الأصول
فلا ينبغي أبدا قياس حالت العزة والتمكين واستعلاء المسلمين ونفوذهم في ذلك الوقت مع حالة الضعف والانكسار والهزيمة والخنوع التي يتمرغ بها المسلمون اليوم.
والدولة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كانت لها تلك القدرة التي جعلتها تنصف جميع أصناف المجتمع سواء كان مسلما أو يهوديا أو نصرانيا.
والأمر الآخر الذي ينبغي أن يفهمه دعاة التعايش أن الخطاب ينبغي أن يكون موجها أولا لأصحاب القدرة والتمكين لأن الشعوب ليس بقدرتها إنفاذ الأحكام على الآخرين ليتم من خلاله ضبط أصول ذلك التعايش لأن الشعوب خاضعة لأحكام من يسوسها فلو أن دولة ما كان بينها وبين أخرى عداء وحروب فهل تقدر الشعوب على عدم الخضوع لذلك النفوذ أم أنها تابعة لساساتها.
ومن ثم يكون الخطاب بالتعايش السلمي مع الآخرين في حالة تمكن تلك الدولة الإسلامية للفرد في حسن التعايش مع الآخرين الذين يشاركونهم في الحياة وفي الوطن الواحد ضمن ضوابط الشرع والتي منها حسن الجوار كما وصى بذلك الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والأمانة معهم بالبيع والشراء وجواز الأكل والشرب ونكاح نسائهم وجواز زيارتهم وحسن معاملتهم وكل هذا على أن لا يكون فيه شيء من التنازل أو الاعتداء منهم على حق من حقوق الإسلام والمسلمين،
بل إن حسن التعامل معهم وإنصافهم يكون في حالة عدم التمكين لدولة الإسلام والمسلمين إذا عرف من هذا المرء الغير مسلم عدم العداء للإسلام والمسلمين.
ولننظر إلى هذه القصة من حسن معاملة المسلمين في غير دولة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لغير المسلمين في أيام التتار من عهد ابن تيمية رحمه الله.
يقول رحمه الله في رسالته إلى سرجوان:
وقد عرف النصارى كلهم أني لما خاطبت التتار في إطلاق الأسرى فأطلقهم غازان، وقطلوشاه، فسمح بإطلاق المسلمين، قال لي: لكن معنا نصارى أخذناهم من القدس، فهؤلاء لا يطلقون، فقلت له: بل جميع من معك من اليهود والنصارى الذين هم أهل ذمتنا؛ فإنا نفتكهم، ولا ندع أسيرا، لا من أهل الملة ولا من أهل الذمة.
وأطلقنا من النصارى من شاء الله، فهذا عملنا وإحساننا، والجزاء على الله.
أقول:
لا ينبغي أبدا على الداعية المسلم الذي يمتلك حسن الفهم ومعرفة أصول الشرع أن يستدل بهذه القصة ومثيلاتها على حالة التعايش السلمي بيننا وبين الغرب بإطلاق دون تقييد.
والسبب في ذلك:
أن هذه القصة في جانب واحد من جوانب التعايش مع غير المسلمين وهو وجودهم تحت حكم دولة الإسلام أو بين المسلمين مع ائتمان جانبهم ضد المسلمين، والتعايش المطلوب والمنادى به من هؤلاء الدعاة إنما هو أعم من هذا التخصيص وهو تعايش عام مع كل بلاد الكفر والإلحاد الذين اعتدوا على الحرمات وانتقصوا من الأنبياء كما حصل أخيرا من الدانمارك ومن سار في فلكها.
فهذه القصة وأمثالها يصلح الخطاب بها للمسلمين في حسن التعامل مع من يعيش معهم من غير ديانتهم كما هو الآن حاصل في بلاد المسلمين ما التزموا بضوابط الشرع ولم يعتدوا على أحد منا أو على ديننا.
قال تعالى:
**لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (سورة الممتحنة
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما كان من بلاد الكفر والأعداء فلم يخاطبهم شيخ الإسلام بالرسالة بنفس الخطاب فقال رحمه الله:
ومع خضوع التتار لهذه الملة (الإسلام) فلم نخادعهم ولم ننافقهم بل بينا لهم ما هم عليه من الفساد والخروج عن الإسلام الموجب لجهادهم وأن جنود الله المؤيدة وعساكره المنصورة المستقرة بالديار الشامية والمصرية ما زالت منصورة على من ناوأها مظفرة على أعدائها
ثم قال رحمه الله:
فمن كان لا يؤمن بالله بل ويسب الله، وأن المسيح عليه السلام قد صلب، ولا يؤمن برسله، ..... ، فمن هذا حاله فقد أمر الله ورسوله بجهاده حتى يدخل في دين الله، أو يؤدي الجزية، وهذا دين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. انتهى كلامه
وعند حديث الدعاة عن التعايش مع دول الغرب لفت انتباهي إغفال جانب ضبط ذلك التعايش بضوابط الشرع مع أنهم يتكلمون عن الشرع وعن سماحة الإسلام في التعايش ويطلقون العنان لطلب التعايش بدون بيان مالنا وما عليهم ولا يظهرون من الإسلام إلا الجانب العاطفي التسامحي، بشاشة وجه، وتبسم ثغر، وحسن معاملة، .... ، دون بيان الضوابط التي ينبغي أن يكون عليها الآخرون ليكسبوا هذا الجانب المشرق المنير في صفحة الإسلام، ومن ثم غفلتهم عن جانب العزة والتمكين وعدم الرضا بالاعتداء على أي فرد من المسلمين
فوصف الإسلام والحديث عنه بهذه الطريقة التي قد تشجع البعض على المزيد من شتم الرسول والاعتداء على حرمات المسلمين دون البيان أن المسلمين لهم قدرة وعزة على الانتقام لأنفسهم ولنبيهم ولدينهم والدفاع عنهم، تنقص و ازدراء للإسلام والمسلمين.
وعليه أقول:
إن حالة التعايش بيننا وبين غير المسلمين قد بينها الشرع ولم يجعل للبشر شأن فيها ولها حالتان:
في حالة السلم وفي حالة الحرب
أما حالة السلم: وهو ما يكون بيننا وبينهم عهود ومواثيق فينبغي الوفاء لهم بها وعدم الغدر بهم أو خيانتهم
فيتم لأهل العهدوالصلح عهدهم وأن يوفي لهم به ما استقاموا على العهد فإن خاف المسلمون منهم خيانة نبذ إليهمعهدهم ولا يقاتلوا حتى يعلموا بنقض العهد و يقاتل من نقض عهده
ولهذا الصلح شروط منها:
أولا: أن تكون معاهدة الصلح والسلام معهم مؤقتة لمدة معلومة، ذهب الجمهور على أنها لا تزيد على عشر سنوات، أو مطلقة يصح للمسلمين إنهاءها متى أرادوا بشرط إعلام عدوهم.
وصلح دائم مؤبد: وهذا محرم بالشرع لأن هذا يفضي إلى تعطيل الجهاد بالكلية، وهذا مع غير المعتدي على بلاد المسلمين فكيف إن كان الصلح المؤبد على المعتدى على أرض الإسلام والمسلمين ومغتصب حقوقهم وأراضيهم ومقدساتهم
ثانيا: أن يكون فيها مصلحة للمسلمين وعلى أن لا يكون فيها شيء يخالف شرائع الإسلام أو تعدي على الحقوق والواجبات كمن يقبل بالسلام مع اليهود مقابل الأرض فهذا باطل لا يجوز قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " (من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطل)
أما في حالة الحرب والقتال: فالتعايش حينئذ يكون مفقود فإما أن يدخلوا في الإسلام، أو يدفعوا الجزية، فإن امتنعوا قوتلوا
والقتال هنا ليس لإكراههم للدخول في الإسلام كما بينت برسالتي" صهيل الخيول على انتشار الإسلام بالسهام والسيوف " ــ وهي موجود على شبكة الإنترنت ــ فقد قال تعالى " لا إكراه في الدين " وإنما للتمكين لدولة الإسلام والمسلمين والخضوع لأحكامها حتى إذا تمكن المسلمون من ذلك حموا جانب دولة الإسلام واستطاعت أن تفرض التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم من أهل الأديان لأنه بدون ذلك لن تتمكن من فرض التعايش السلمي معهم.
قال تعالى: ** وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحج
وقال تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}
وجاء في حديث بريدة الذي في الصحيحين" ... اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر الله .... وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال فأيتهنّ ما أجابوك فاقبل منهم، وكُفّ عنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف
عنهم ... فإن هم أبوا فسلهم الجزيةَ، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا
فاستعن بالله وقاتلهم .. الحديث "
فإن دخلوا في الإسلام فهم إخوان لنا في الدين
وإن قبلوا الجزية وخضعوا لحكم دولة الإسلام فهم أهل عهد وذمة وتطبق عليهم الشروط العمرية ما استطاعت الدولة بذلك ولا يحل لهم لبس الصليب، أو شرب الخمر أو أكل لحم الخنزير ولا يظهروا أمور عباداتهم علانية .... .
والناظر للسيرة النبوية يعرف جيدا كيف كان حال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع الكفار والمشركين
ولنترك هنا ابن القيم رحمه الله يبين لنا هذه المرحلة النبوية منذ بعثته صلى الله عليه وآله وسلم إلى مماته
لتظهر لنا العلاقة الحقيقية في كيفية التعايش التي ينبغي أن تكون عليها العلاقات بين المسلمين والكفار
قال رحمه الله:
فى ترتيب سياق هديه مع الكفار والمنافقين من حين بعث إلى حين لقي الله تعالى
أول ما أوحى إليه ربه تبارك وتعالى: أن يقرأ باسمربه الذي خلق وذلك أول نبوته فأمره أن يقرأ في نفسه ولم يأمره إذ ذاك بتبليغ ثمأنزل عليه ** يا أيها المدثر * قم فأنذر} (المدثر: 1، 2) فنبأه بقوله:
(اقرأ) وأرسله بـ ** يا أيها المدثر} ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين ثم أنذر قومه ثمأنذر من حولهم من العرب ثم أنذر العرب قاطبة ثم أنذر العالمين فأقام بضع عشرة سنةبعد نبوته ينذر بالدعوة بغير قتال ولا جزية ويؤمر بالكف والصبر والصفح
ثم أذنله في الهجرة وأذن له في القتال ثم أمره أن يقاتل من قاتله ويكف عمن اعتزله ولميقاتله
ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين كله لله
ثم كان الكفار معه بعد الأمربالجهاد ثلاثة أقسام
: أهل صلح وهدنة وأهل حرب وأهل ذمة
فأمر بأن يتم لأهل العهدوالصلح عهدهم وأن يوفي لهم به ما استقاموا على العهد فإن خاف منهم خيانة نبذ إليهمعهدهم ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد وأمر أن يقاتل من نقض عهده
ولما نزلت (سورة براءة) نزلت ببيان حكم هذه الأقسام كلها فأمره فيها أن يقاتل عدوه من أهلالكتاب حتى يعطوا الجزية أو يدخلوا في الإسلام وأمره فيها بجهاد الكفار والمنافقينوالغلظة عليهم فجاهد الكفار بالسيف والسنان والمنافقين بالحجة واللسان
وأمره فيها بالبراءة من عهود الكفار ونبذ عهودهم إليهم وجعل أهل العهد في ذلك ثلاثة أقسام
قسما: أمره بقتالهم وهم الذين نقضوا عهده ولم يستقيموا له فحاربهم وظهر عليهم
وقسما: لهم عهد مؤقت لم ينقضوه ولم يظاهروا عليه فأمره أن يتم لهم عهدهم إلى مدتهم
وقسما: لم يكن لهم عهد ولم يحاربوه أو كان لهم عهد مطلق فأمر أن يؤجلهم أربعة أشهرفإذا انسلخت قاتلهم وهي الأشهر الأربعة المذكورة في قوله: ** فسيحوا في الأرض أربعةأشهر} (التوبة: 2) وهي الحرم المذكورة في قوله: ** فإذا انسلخ الأشهر الحرمفاقتلوا المشركين} (التوبة: 5 ثم أمره بعد انسلاخها أن يقاتلهم فقتل الناقض لعهده وأجل منلا عهد له أو له عهد مطلق أربعة أشهر وأمره أن يتم للموفي بعهده عهده إلى مدتهفأسلم هؤلاء كلهم ولم يقيموا على كفرهم إلى مدتهم وضرب على أهل الذمة الجزية
فاستقر أمر الكفار معه بعد نزول براءة على
ثلاثة أقسام:
محاربين له وأهل عهدوأهل ذمة
ثم آلت حال أهل العهد إلى الإسلام فصاروا معه قسمين: محاربين وأهلذمة
والمحاربون له خائفون منه فصار أهل الأرض معه
ثلاثة أقسام: مسلم مؤمن بهومسالم له آمن وخائف محارب. انتهى كلامه رحمه الله.
حالة التعايش السلمي للمسلمين في بلاد الغرب مع الكافرين
حذر الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من السفر والإقامة في بلاد الغرب فقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين لا تراءى ناراهما"
وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله"
لذلك ينبغي على المسلمين ترك بلاد الكفر وعدم الإقامة فيها إلا أن هذا مشروط بإظهار الدين على الوجه المطلوب شرعا إن أمن الفتنة وأداء الواجبات
وفي ذلك يقول الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ رحمهم الله جميعا:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ولما قالت قريش لابن الدغنة بعد إرجاعه أبا بكر إلى مكة وإجارته إياه مره أن يعبد ربه بداره ولا يستعلن بالقرآن، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا، أبى إلا الاستعلان بالقرآن ولم يزل إلى أن هاجر "
فمن كان بهذه المثابة داعيا إلى الله ناهيا عن المنكر أو مصرحا بما هو عليه فمقامه جائز. انتهى
وقد حكى ابن العربي المالكي عن ابن قاسم قال: سمعت مالكا يقول: لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يسب فيها السلف "
فكيف بمن يدع للتعايش والتقارب مع من يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وعائشة أم المؤمنين ويتهما بالإفك
فإما أن يقبل ذلك التعايش ويسكت عن سبهم لصحابة الرسول وأهل بيته فيبيع دينه من أجل مداهنتهم والرضا والقبول بمعايشتهم وإما ينبذ إليهم كفرهم وضلالهم حتى يعلنوا توبتهم من كل ما فيه عداء للإسلام وأهل السنة وأهلها
فينبغي على هؤلاء الدعاة قبل الدعوة للتعايش مع هؤلاء مطالبتهم الجازمة والصريحة بالتبرؤ من كل تلك الاتهامات وعلى المليء وعلى أعلى المستويات مع التوبة وعدم الرجوع إلى ذلك
وحينئذ يمكننا الحديث على ما يسمى بالتعايش
وكيف بآخرين بمن يقيمون ببلاد الكفر يوالوهم ويتشبعون بقيمهم ومبادئهم ويشاركوهم بأعيادهم وأفراحهم وأحزانهم على حساب دينه ومعتقده باسم التسامح والتعايش فبغض الكافر ومعاداته مشروط في الإيمان
قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ} (4) سورة الممتحنة
وقد يعتذر البعض بضيق العيش وحاجته للمال لسفره وإقامته في بلاد الكفر
وفي هذا يقول البغوي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} (56) سورة العنكبوت
نزلت في قوم تخلفوا عن الهجرة بمكة، وقالوا: نخشى إن هاجرنا الجوع وضيق المعيشة إلى أن قال: ويجب على كل من كان ببلد يعمل فيها بالمعاصي، ولا يمكنه تغييرها، الهجرة إلى حيث تتهيأ له العبادة.
فلا ينبغي على المسلم الامتناع عن السفر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام بسبب الخوف من الجوع أو نقص الأموال والله تعالى يقول: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (100) سورة النساء
فإن كان المسلم في سبيل التعايش السلمي مع الكفار سيكون على حساب دينه فليتق الله ربه وليهاجر من تلك البلاد
والتضييق الآن حاصل على المسلمين بسبب حجابهم أو صلاتهم وأمور عباداتهم فليتق الله من لا يقدر على إقامة الواجبات والشرائع في تلك البلاد بل وقد يعمد البعض لفعل المنكرات لدفع الشبهة عنه أنه ليس ممن يرفع شعار الإسلام.
والله المستعان
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 12:09]ـ
جزاكم الله خيرا
والله إن البعض من إخواننا لوعاد إلى بلاده لعذب وأوذي في دينه وعرضه
اللهم فرج عنهم
أما من ذهب للعمل والإزدياد من هذه الدنيا فهو على خطر عظيم
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 02:09]ـ
أحسن الله إليكم
أخي آل عامر(/)
دروس في الوعظ والآداب والسلوك
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فإنَّ واجب الدعوة إلى الله من أولى الواجبات، ومن أفرض الطاعات، وقد قال الله تعالى: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ))؛ فوجب على كل مسلم أن يقوم بهذا الواجب الديني اتجاه المجتمع وقد قال تعالى: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)).
وأتمنى من إخواني وأخواتي في صناعة الحديث أن يدربوا أنفسهم على إصلاح الوعظ الديني؛ ليمارسوا الدعوة إلى الله فيما يسعهم من وقت.
وقد رأيت أن أضع هنا دروساً متسلسلة مستمرة إن شاء الله، لينتفع بها من ينتفع بها؛ ولتكون محفزاً لنا في الدعوة، وتطبيق عملي لتقوية الدعاة
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:40]ـ
الغيبة:
احذر أخي المسلم من الغيبة، قال النووي في رياض الصالحين باب تحريم الغيبة: ((ينبغي لكل مكلف أنْ يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنَّه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء)) (1).
والغيبة خصلة ذميمة لا تصدر إلا عن نفس دنيئة، وهي كما عرّفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((ذِكركَ أخاك بما
يكرهُ)) (2)، وهي محرمة بل هي كبيرة من الكبائر، وقد ذمها الله سبحانه وتعالى بالقرآن العظيم فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)) [الحجرات: 12]، ولا تقتصر على الكلام باللسان، وإنما كل حركة أو إشارة أو إيماءة أو تمثيل أو كتابة في الصحف أو على
الإنترنت، أو أي شيءٍ يفهم منه تنقص الطرف الآخر؛ فكل ذلك حرام داخل في معنى الغيبة، والإثم يزداد بحسب الملأ وكثرتهم الذين يذكر فيهم المغتاب (3).
واعلم أخي المسلم: أنَّ الغيبة خسارة كبيرة في حسنات العبد؛ فالمغتاب يخسر حسناته ويعطيها رغماً عنه إلى من يغتابه، وهي في نفس الوقت ربح للطرف الآخر؛ حيث يحصل على حسنات تثقل كفته جاءته من حيث لا يدري؛ لذا قال عبد الله بن المبارك - وهو أحد أمراء المؤمنين في الحديث -: ((لو كنت مغتاباً لاغتبت أمي فإنها أحق بحسناتي)) (4).
تأمل أخي المسلم في قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما رواه عبد الرحمان بن أبي بكرة، عن أبيه: أنه ذكر النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره، وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه، قال: ((أي يوم هذا؟)) فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: ((أليس يوم النحر؟)) قلنا: بلى، قال: ((فأيُّ شهر هذا؟)) فسكتنا حتى ظننا أنَّه سيسميه بغير اسمه فقال: ((أليس بذي الحجة؟)) قلنا: بلى، قال: ((فإنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب فإنَّ الشاهد عسى أنْ يبلغ مَن هو أوعى له منه)) (5).
والذي يتأمل هذا الحديث يعلم حرمة الغيبة، وأنَّها كحرمة يوم النحر في شهر ذي الحجة في الحرم المكي.
ولنتدبر جميعاً قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حينما قال: ((لما عُرِجَ بي، مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)) (6) فالمسلم الذي يحرص على نفسه يتأمل في هذا الحديث ليعلم أنَّ المغتابين يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار من نحاس، وهي أظفار فاقت أظفار الوحوش الضارية؛ ليزدادوا عذاباً جزاءً وفاقاً على أفعالهم القبيحة، وأعمالهم السيئة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الغيبة: أنْ تذكر أخاك المسلم بأي شيء يكرهه حتى وإنْ لم تكن تقصد ذلك فقد صحّ أنَّ عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ من صفية كذا وكذا - قال غير مسدد تعني قصيرة - فقال: ((لقد قُلْتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته)) قالت: وحكيتُ له إنساناً فقال: ((ما أحب أني حكيتُ إنساناً وأنَّ لي كذا وكذا)) (7).
والغيبة داءٌ فتّاكٌ ومِعْوَلٌ هدّام يفتك في بنيان المجتمع، وهو أسرع إفساداً في المجتمع من الآكلة (8) في الجسد، والغيبة تُعرِّض العلاقات للانهيار، وتزعزع الثقة بين الناس وتغيّر الموازين وتقلع المحبة والألفة والنصرة من بين المؤمنين، وتثبت جذور الشر والفساد بين الناس، وقد بيّن الحسن البصري رحمه الله أجناس الغيبة وحدودها فقال: ((الغيبة ثلاثة أوجه، كلها في كتاب الله تعالى: الغيبة، والإفك، والبهتان، فأما الغيبة: فهو أنْ تقول في أخيك ما هو فيه، وأما الإفك فأنْ تقول فيه ما بلغك عنه، وأما البهتان: فأنْ تقول فيه ما ليس فيه)) (9).
ورُوي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول: جاء الأسلميُّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنَّه أصاب امرأةً حراماً - أربع مرات - كل ذلك يُعرِضُ عنه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فأقبل في الخامسة فقال: ((أَنِكْتَهَا؟)) قال: نعم قال: ((حتى غاب ذلك منك في ذلك منها)) قال: نعم قال: ((كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟)) قال: نعم قال:
((فهل تدري ما الزنا؟)) قال: نعم أتيت منها حراماً ما يأتي الرجل من امرأته حلالاً قال: ((فما تريد بهذا القول؟)) قال: أريد أنْ تطهرني فأمر به فَرُجِم فسمع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي سَتر الله عليه فلم تَدَعْهُ نفسه حتى رُجِمَ رجمَ الكلب فسكت عنهما، ثم سار ساعة حتى مَرَّ بجيفة حمار شائلٍ برجله فقال: ((أين فلان وفلان؟)) فقالا: نحن ذان يا رسول الله، قال:
((انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار)) فقالا: يا نبي الله، مَنْ يأكل من هذا؟ قال: ((فما نلتما من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها)) (10).
ومن أعظم ما ورد في الزجر عن الغيبة قوله تعالى:
((وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ))
[الحجرات: 12].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ((وقد ورد فيها (يعني: الغيبة) الزجر الأكبر، ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت كما قال عز وجل:
((أيحب أحدكم أنْ يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه))، أي: كما تكرهون هذا طبعاً فاكرهوا ذاك شرعاً؛ فإنَّ عقوبته أشد من هذا)) (11).
أخي المسلم الكريم، لقد صوّرَ اللهُ الإنسانَ الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة فمثّله بمن يأكل لحم أخيه ميتاً، ويكفي قبحاً أنْ يجلس الإنسان على جيفة أخيه المسلم يقطع من لحمه ويأكل.
والغيبة من كبائر الذنوب، وهي محرمة بالإجماع قال القرطبي: ((لا خلاف أنَّ الغيبة من الكبائر، وأنَّ من اغتاب أحداً عليه أنْ يتوب إلى الله عز وجل)) (12).
والغيبة مرض خطير، وشر مستطير يفتك الأمة ويبث العداوة والبغضاء بين أفرادها، وهذا المرض لا يكاد يسلم منه أحدٌ إلا من رحم الله.
ومرض الغيبة عضال، كم أحدث من فتنة، وكم أثار من ضغينة، وكم فرّق بين أحبة وشتت بيوتاً.
والغيبة فاكهة أهل المجالس الخبيثة، وغيبة أهل العلم والصلاح أشد قبحاً وأعظم ظلماً؛ فلحومهم مسمومة، وسنة الله في عقوبة منتقصيهم معلومة.
ولعل من أسباب الغيبة الحسد، الذي يحصل لكثير من الذين ابتعدوا عن مراقبة الله، فتجد كثيرين يغتابون آخرين حسداً من عند أنفسهم؛ لأنَّ أخاهم حصل على ما لم يحصلوا عليه.
ومن أسباب الغيبة المجاملة والمداهنة على حساب
الدين؛ فتجد الرجل يغتاب أخاه المسلم؛ موافقة لجلسائه وأصحابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أسباب الغيبة الكبر واستحقار الآخرين؛ لأنَّه يثقل عليه أنْ يرتفع عليه غيره فيقدح بهم في المجالس؛ لإلصاق العيب بهم، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)) (13).
ومن أسباب الغيبة السخرية والتنقص من الآخرين، فإنَّ بعض الناس يغتاب إخوانه المسلمين عن طريق السخرية، وغيرها من الأسباب والدسائس التي يوحيها الشيطان في صاحب الغيبة في قوالب شتى.
وللغيبة أضرار عظيمة على الفرد والمجتمع، ومن أضرارها أنَّها تُعرِّض صاحبها للافتضاح، فكلما فضحَ الإنسانُ غيرَه فإنَّ الله يفضحه؛ إذ الجزاء من جنس العمل، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر مَن آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنَّه من يتَّبع عوراتهم يتبع اللهُ عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)) (14).
ومن أضرار الغيبة أنها أذيةٌ لعباد الله تعالى، ومن آذى عباد الله فقد توعده الله تعالى بعذاب شديد، قال تعالى:
((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (([الأحزاب: 58].
ومن أضرار الغيبة أيضاً أنها من الظلم والاعتداء على الآخرين، ومعلوم أنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، وأنَّ أثر الظلم سيءٌ، وعاقبته عاقبةٌ وخيمةٌ قال تعالى: ((وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)) [إبراهيم: 42].
وفي الحديث القدسي: ((يا عبادي، إني حرّمتُ الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا)) (15).
ومن أضرار الغيبة أنها توجب العذاب يوم القيامة، فهي من المعاصي العظيمة، ومقترفها يقع في حقين: حق الله، وحق العبد، وهو محاسَب على تقصيره بحق الله. فأما حق العبد فهو إما أنْ يتحلله في الدنيا، أو يعطيه من حسناته أو يحمل من سيئاته إنْ لم يكن له حسنات يعطيه منها، وهذا هو المفلس كما ورد في الحديث (16).
ومن أضرار الغيبة أنها سبب في تفكيك المجتمع، وإثارة الفتن وجلب العداوة والبغضاء بين الناس.
وعلى المسلم إذا سمع غيبة المسلم أنْ يتقي الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويذب عن عرض أخيه المسلم ويمنع المغتاب من الغيبة؛ فإنَّ المغتاب والسامع شريكان قال تعالى:] إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [[الإسراء:36] وروي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)) (17).
تدبر أخي المسلم، أنا لو رأينا أحداً قائماً على جنازة رجل من المسلمين يأكل لحمه ألسنا نقوم جميعاً، وننكر
عليه؟! بلى فلماذا لا ننكر على من يغتاب إخواننا المسلمين، ونذب عن أعراضهم؟
على كل مسلم أنْ يخاف الله تعالى، وأنْ يعلم أنَّ الغيبة معصيةٌ لله، وظلم على المغتاب فعلى كل مسلم أنْ يتجنب الكلام في أعراض الناس، وأنْ يعرف أنه إن وجد عيباً في أخيه المسلم؛ فإنَّ فيه عيوباً كثيرة.
فعليك أخي المسلم أنْ تراقب لسانك لتعرف هل أنت واقع في هذا الداء، فإنْ كنت كذلك فاعلم أنَّ من أهم أسباب التخلص من الغيبة أنْ يحفظ الإنسان لسانه، فمن أعظم أسباب السلامة حفظ اللسان، ومن أعظم أبواب الوقاية الصمت في وقته.
ومن أهم أسباب التخلص من الغيبة أن يستشعر العبد أنَّه بهذه الغيبة يتعرض لسخط الله ومقته، وأنَّ قوله وفعله مسجلٌ عليه في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا
أحصاها، وعلى المرء أنْ يستحضر دائماً أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال تعالى: ((مَا يَلفِظُ مِنْ قَولٍ إلاَّ لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ)) [ق: 19].
ومن أسباب الخلاص من الغيبة أنّ يستحضر المغتاب دائماً أنه يهدي غيره من حسناته؛ لأنَّ الغيبة ظلم، والظلم يقتص به يوم القيامة للمظلوم من الظالم وقد قال النَّبيُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم: ((إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا، أُذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنة، أدل بمنزله كان في الدنيا)) (18).
فعلى المرء المسلم أنْ يشتغل بإصلاح عيوب نفسه دون الكلام في عيوب الآخرين.
.............................. ..... ...
(1) رياض الصالحين: 543. رياض الصالحين من الكتب المهمة جداً فيه جميع ما يحتاجه المسلم في عباداته وحياته اليومية؛ فينبغي لكل مسلم أن يقرأ هذا الكتاب مراراً وتكراراً، ويثقف عائلته بأحاديث هذا الكتاب، ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة.
(2) أخرجه: مسلم 8/ 21 (2589) (70) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) المغتاب: اسم فاعل ومفعول يدل على الذي يقوم بغيبة الناس، ويدل على الذي تقع عليه الغيبة.
(4) فيض القدير 3/ 166 للمناوي.
(5) أخرجه: البخاري 1/ 26 (67)، ومسلم 5/ 108 (1679) (30).
(6) أخرجه: أحمد 3/ 224، وأبو داود (4878) و (4879)، والضياء المقدسي في المختارة (2285) و (2286) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(7) أخرجه أبو داود (4875).
(8) أي: السرطان نسأل الله السلامة والعافية.
(9) تفسير القرطبي 16/ 335.
(10) أخرجه: البخاري في " الأدب المفرد " (737)، وأبو داود
(4428)، والنسائي في "الكبرى" (7164) و (7165).
(11) تفسير ابن كثير: 1750.
(12) تفسير القرطبي 16/ 337.
(13) جزء من حديث عبد الله بن مسعود الذي أخرجه مسلم في صحيحه 1/ 64 (91) (147).
(14) حديث صحيح أخرجه: أحمد 4/ 420، وأبو داود (4880)، وأبو يعلى (7424) من حديث أبي برزة الأسلمي.
(15) أخرجه: مسلم 8/ 16 (2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
(16) روى مسلم في صحيحه 8/ 17 (2581) من حديث أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ((إنَّ المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أنْ يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار)).
(17) أخرجه: أحمد 6/ 449 و450، والترمذي (1931) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وقال الترمذي: ((هذا حديث حسن)).
(18) أخرجه: البخاري 3/ 167 (2440) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:41]ـ
النميمة:
احذر أخي المسلم من النميمة، وهي نقل الكلام بين الناس لجهة الإفساد؛ فيذهب إلى شخص ويقول: قال فيك فلان كذا وكذا، من أجل الإفساد بينهما وإلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين.
وحقيقة النميمة: إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه.
والنمام: هو من يسعى في قطع الأرحام، وقطع ما أمر الله به أنْ يوصل، وهو من الذين يفسدون في الأرض قال تعالى: ((إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)) [الشورى: 43] والنمام منهم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من شر الناس من يدعه الناس اتقاء فحشه)) (1) والنمام منهم.
فاعلم أخي المسلم أنَّ النميمة من كبائر الذنوب، وهي محرمة بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى: ((وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)). [القلم: 10 - 11] وهي من أسباب عذاب القبر وعذاب النار، فقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنَّة نمام)) (2)، وروى ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: ((إنَّهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، بلى إنَّه كبير: أما أحدهما، فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله)) (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
والنميمة أذىً للمؤمنين والمؤمنات، وقد حرم الإسلام الأذى بشتى أنواعه، ومنه النميمة. والنمام ذو وجهين؛ لأنه يظهر لكل من الفريقين غير الوجه الذي يظهر به للطرف الآخر، وصاحب الوجهين شر الناس يوم القيامة، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن، أشدهم كراهية له، وتجدون شر الناس، ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)) (4).
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النمام لا يدخل الجنة وأنه يعذب في قبره وقال: ((أَلا أُنبئكم ما العَضْهُ (5)؟ هيَ النَمِيمَةُ القالةُ بين الناس)) (6) وكلُ من حُمِلَتْ إليه النميمةُ يجب عليه ستة أمور الأول: أن لا يُصدِّق النمامَ؛ لأنه فاسق. والثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح له فعله، والثالث: أنْ يبغضه في الله، والرابع: أنْ لا تظن بأخيك الغائب السوء، والخامس: أنْ لا يحملك ما حُكي على التجسس، السادس: أنْ لا ترضى لنفسك ما نَهيتَ النمام عنه ولا تحكي نميمته.
فاحذر أخي المسلم من النميمة فإنَّها من أمراض النفوس، وهي داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأسر، ويفرق الأحبة ويقطع الأرحام.
قال الإمام الشافعي: ((إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلم، وإن شك لم يتكلم حتى يظهر)).
وينبغي على المسلم أنْ يسكت عن كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع معصية.
ثم اعلم أخي المسلم أنَّ البهتان على البريء من أثقل الذنوب، وويل لمن سعى بوشاية بريءٍ عند صاحب سلطان ونحوه فصدقه، فربما جنى على بريءٍ بأمر يسوءه، وهو منه براء.
وقد حرم الله عز وجل المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين ورخص في الكذب في الإصلاح بين الناس، ورغب في الإصلاح بين المسلمين قال تعالى: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)) [الأنفال: 1]. وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة)) (7).
وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضاً: ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، ويقول خيراً وينمي خيراً)) (8).
أخي المسلم: اعلم أنَّ مَن نَمَّ إليك نَمَّ عليك، والنمام ينبغي أنْ يُنصَحَ ويُرشَدَ، وإلا فَيُترك ويُبغَض ولا يُوثَق بقوله ولا بصداقته، وكيف لا يبغض وهو لا ينفك عن الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والإفساد بين الناس والخديعة.
.............................. .
(1) أخرجه: البخاري 8/ 20 (6054)، ومسلم 8/ 21 (2591) (73) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(2) أخرجه: البخاري 8/ 21 (6056)، ومسلم 1/ 70 (105) (167) من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، ولفظ البخاري: ((لا يدخل الجنَّة قتات)).
(3) أخرجه: البخاري 1/ 65 (218)، ومسلم 1/ 165 (292) (111).
(4) أخرجه: البخاري 4/ 216 (3493) ومسلم 7/ 181 (2526) و 8/ 28 (2526) (100) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5) العَضْهُ: كثرة القول وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعض عن البعض. لسان العرب (قول)
(6) أخرجه: مسلم 8/ 28 (2606) (102) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(7) أخرجه: أحمد 6/ 444، وأبو داود (4919)، والترمذي (2509)، وابن حبان (5092) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. وقال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح)).
(8) أخرجه: البخاري 3/ 240 (2692)، ومسلم 8/ 28 (2605) من حديث أم مكتوم بنت عقبة بن أبي معيط.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 09:41]ـ
الكذب:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن حرمة المسلم على المسلم أن لا تكذب عليه: والكذب آفةٌ سيئةٌ من آفات اللسان، وهذه الآفة من أقبح الأمراض النفسية، إذا لم يسارع صاحبها بالعلاج، أودى به إلى النار، وبئس القرار، قال تعالى: ((وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون)) [البقرة: 10]. والكذب من كبائر الذنوب وفيه أضرارٌ عظيمة، ومن أضراره: إحداث الريبة عند الإنسان – والريبة هي التهمة والشك – والكذب محل تهمة وشك، والكذب يجعل الإنسان يقع في خصلة من خصال المنافقين. والمنافقون في الدرك الأسفل من النار قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أربعٌ من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) (1).
والكذب يمحق البركة بالبيع والشراء. والكذب يعدم الثقة بالناس، ومن آثار الكذب قلب الحقائق؛ لأنَّ الكذب يصور الحق باطلاً والباطل حقاً، ولو لم يكن في الكذب سوى أنَّه يؤدي إلى النار لكفاه سوءاً، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الكذب يهدي إلى الفجور وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، وإنَّ الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) (2).
وإذا وقع المؤمن في شيءٍ من هذه الصفة القبيحة
(الكذب) فعليه أنْ يعمل على التخلص من هذه الصفة المذمومة عقلاً وشرعاً، ومن ذلك أنْ يستحضر عظمة الله ويثق به؛ لأنَّ كثيراً من الكذب سببه الخوف من أشياء وهمية يصورها الشيطان. وعلى المسلم أنْ يكون محسناً الظنَ بالله (3) ويعلم جازماً أنْ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه (4) وبذلك يعلم أنَّ ما كُتِبَ له سيأتيه لا محالةَ وخاصة في أمور الدنيا.
.............................. ..... ............
(1) أخرجه: البخاري 1/ 15 (34)، ومسلم 1/ 56 (58)
(106) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(2) أخرجه: البخاري 8/ 30 (6094)، ومسلم 8/ 29
(2607) (103) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(3) روى مسلم في صحيحه 8/ 165 (2877) من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاث يقول: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن)).
(4) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه)) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة
(247)، والضياء في المختارة (2197).
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:08]ـ
الحقد:
ابتعد أخي المسلم كل الابتعاد عن الحقد؛ فإنَّ الحقد صفةٌ ذميمةٌ ذمها الإسلام، وهي صفة تذمها الفطرة السليمة، والحقد: أنْ يلزم قلبك استثقال أخيك المسلم والبغضة إليه، والنفار منه وأنْ يدوم ذلك ويبقى.
قال الدكتور مصطفى السباعي: ((لا تحقدْ على أحدٍ فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك ويبعد عنك أصدقاءك كما يؤلّب عليك أعداءك، ويكشف من مساوئك ما كان مستوراً، وينقلك من زمرة العقلاء إلى حثالة السفهاء، ويجعلك بقلب أسود ووجه مصفر، وكبد حرّى)).
ولا تحقد على المسلم حتى لو أساء إليك، وإذا غلبتك نفسك فعليك بالعلاج، وعلاج من أساء إليك أنْ تتمعن في قوله تعالى: ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) [آل عمران: 133 - 134].
وعن معاذ بن أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: ((منْ كظم غيظاً وهو قادر على أنْ ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يخيّره منَ الحور العين ما
شاء)) (1).
وقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((ومن كظم غيظهُ ولو شاءَ أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه
رضىً)) (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العلاج: أنْ تعتقد أنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى، وأنَّ هذه الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة، وأنَّ هذا العبد ربما كان عند الله أفضل منك كما صح عن النَّبيِّ صلى الله عليه و سلم أنَّه قال: ((رُبَّ أشعثَ أغبَر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)) (3).
قد جعل الله المحبة الخالصة بين المسلمين من أوثق عرى المحبة في الله، وقد وثّق الإسلام ذلك بوجوب المحافظة على مال المسلم وعرضه ونفسه، بأنْ لا يصيبه المسلم بأذى ولا يمسه بسوء.
لكن بعض النفوس الخبيثة تبحر في أنهار آسنة لتتشفى في مَن أنعم الله عليهم، ورزقهم من حطام هذه الدنيا الفانية، وذلك بالحقد والحسد ليؤتي ذلك الحقد والحسد ثماراً خبيثةً من غيبة ونميمة وحنق واستهزاء. ومجتمعاتنا - وللأسف الشديد - تعُجّ في مثل هؤلاء، ولو تدبروا كتاب الله جيداً لما وقعوا في ذلك، قال تعالى: ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إبراهِيمَ الكِتَابَ والحِكْمَةَ وآتيناهُمْ مُلكاً عَظِيماً)) [النساء: 54].
فتنبه دائماً أخي المسلم إلى الأضرار الكبيرة التي تنجم عن الحقد، ومن تلك الأضرار: الحسد فأنت إذا حقدت على أخيك المسلم فلاشك أنَّك ستحسده على النِّعم التي أفاء الله بها عليه، وأنَّك سَتُسَرُّ بالمصائب التي تصيب أخاك المسلم، وهذا بلا
شك من صفات المنافقين الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر قال تعالى: ((وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِم دَائِرةُ السَّوءِ)) [التوبة: 98] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه و سلم: ((لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَ لأخيه ما يحب لنفسه)) (4)، ولعل الحقد يزداد عند بعضهم فيدفعه على التشمت بالآخرين.
ومن أضرار الحقد أيضاً أنَّه مدعاةٌ إلى الهجر والمقاطعة أو الإعراض عنه.
ومن أضراره أيضاً أنَّه يدفعك إلى أنْ تتكلم في أخيك المسلم بما لا يحل، وقد يؤول بك ذلك إلى الكذب عليه أو غيبته وإفشاء سره وهتك ستره، بل ربما دفعك ذلك إلى وشايته بما يؤول إلى قتله، إلى غير ذلك من الأضرار التي تنجم عن الحقد، كالاستهزاء به والسخرية منه، وإيذاءه بالضرب، أو أنْ تمنعه حقه من قضاء دَين أو صلة رحم أو رد مظلمة، وكل ما ذُكِرَ من أضرار الحقد إنَّما هي معاصٍ يُحاسَب عليها العبدُ يوم القيامة، ويجد ذلك مكتوباً في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وسيكون حينذاك الندم، لكن لا ينفع الندم.
.............................. ................
(1) أخرجه: أحمد 3/ 440، وأبو داود (4777)، وابن ماجه (4186)، والترمذي (2021)
و (2493) من حديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه، وقال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب)).
(2) أخرجه: ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (36) عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وحسن إسناده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (906).
(3) أخرجه: مسلم 8/ 36 (2622) (138) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) أخرجه: البخاري 1/ 10 (13) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 11:52]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المبارك، ونفعنا جميعا بما كتبت.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 07:33]ـ
الحسد:
حذارِ أخي المسلم الكريم من الحسد، والحسد: هو تمني زوال النعمة عن صاحبها بغض النظر عن أنْ تكون هذه النعمة دينية أو دنيوية، والحسد صفةٌ ذميمةٌ ذمها ديننا الحنيف، وقد قال تعالى في ذم الحاسدين، واستنكار فعلهم: ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه)) [النساء: 54] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحلُ لمسلم أنْ يهجر أخاه فوق ثلاث)) (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
والحسد من نتائج الحقد، والحقد من نتائج الغضب، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. ومن سلّم الله قلبه من الحسد والغل على الآخرين فقد أُعطي خيراً عظيماً، ومن أعظم الأحاديث في ذلك ما رواه الإمام أحمد (2) بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال: كنَّا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة)) فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوءه، قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد، قال النبَّيُّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجلُ مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحيتُ (3) أبي، فأقسمتُ أنْ لا أدخلَ عليه ثلاثاً، فإنْ رأيتَ أنْ تؤويني إليك حتى تمضي، فعلت. قال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنَّه بات معه تلك الليالي الثلاث، فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً، غير أنَّه إذا تعارّ (4) من الليل، وتقلّبَ على فراشه ذكر الله عز وجل، وكبّر، حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضتِ الثلاث ليالٍ، وكدتُ أنْ أحقر عمله، قلت: يا عبد الله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجر ثَمَّ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات:
((يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة)) فطلعت َ أنت الثلاث مرارٍ، فأردتُ أنْ آوي إليك، لأنظرَ ما عملك، فأقتدي به، فلم أرَكَ تعملُ كثيرَ عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هو إلا ما رأيتَ. قال: فلما ولّيتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خيرٍ أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغتْ بكَ، وهي التي لا نطيق.
.............................. .......
(1) أخرجه: مسلم 8/ 10 (563) (30) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) في مسنده 3/ 166.
(3) لاحيتُ: الملاحاة، المباغضة والمنازعة.
(4) هب واستيقظ.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 07:56]ـ
الغش:
إياك أخي المسلم أن تغش أخاك المسلم فقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((من غَشَّ فليس
مِنِّي)) (1) وللغش مظاهر، ومن أعظم الغش غش الراعي لرعيته وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)) (2) وكذا غش القائد لجنده، والرئيس لمرؤوسيه وصاحب العمل لعماله، ورب الأسرة لأسرته وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبدٍ يسترعيه اللهُ رعيةً يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌ لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة)) (3).
ومن الغش: الغش التجاري الذي يتعدى فيه الغاش على مال الغير، ولو كان شيئاً يسيراً؛ ليحصل عليه بالحرام عن طريق الكذب، والكتمان أو إخفاء عيوب السلعة أو البخس في الميزان. وكذلك من أخطر أنواع الغش الغش في العلم؛ لأنَّ الغاش حينما يحصل على شهادة بالغش، ربما يحصل على مال حرام بذلك؛ لذا فإنَّ الغش في الامتحانات من أخطر الكوارث.
ومن أخطر أنواع الغش الغش بالقول كالإدلاء بالشهادات والأقوال والمعلومات أو القضاء وغيره بشكل مخالف للحقيقة ليوقع الضرر بالناس ظلماً وزوراً، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، ثم قال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور)) (4).
ومن أعظم أنواع الغش لأخيك المسلم أنْ لا تأمره بالمعروف، ولا تنهاه عن المنكر، ولا تحثه على فعل الخير قال تعالى: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً)) [الفرقان: 27 - 29].
وقال تعالى: ((الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)) [الزخرف:
67] وديننا الحنيف جاء لسعادة البشر في الدنيا والآخرة؛ لذا حرّم الغش بجميع أنواعه لما فيه من الفساد والضرر بالعباد بظلم بعضهم لبعض، وبإيجاد الشحناء بينهم أو بأكل أموالهم بالباطل؛ لذلك أوجب الإسلام على جميع المسلمين تقوى الله في المعاملة، وحذّر الإسلامُ من أسباب غضب الله، وأليم عقابه الذي توعد به أصحاب الغش.
.............................. ....................
(1) أخرجه: مسلم 1/ 69 (102) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه: مسلم 6/ 8 (1829) من حديث ابن عمر رضي الله عنه.
(3) أخرجه: البخاري 9/ 80 (7150) و (7151)، ومسلم 1/ 88 (142) (229) من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه.
(4) أخرجه: البخاري 3/ 225 (2654) و8/ 76 (6273) و (6274) و9/ 17 (7919)، ومسلم 1/ 64 (87) من حديث نفيع بن الحارث رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 08:55]ـ
تنبيه لمحاسبة النفس
أخي المسلم هل حاولتَ أنْ تعد حسناتك وسيئاتك كما تعد دنانيرك ودراهمك؟
هل خلوتَ بنفسك يوماً فحاسبتَها على ما بَدَرَ منها من التقصير والإهمال في جنب الله؟
هل تأملتَ يوماً طاعتَك التي تقرّبتَ بها إلى بارئك مفتخراً بها فوجدت أكثرها مشوبة بالرياء والسمعة وحظوظ النفس؟
اعلم أخي المسلم أنَّ محاسبة النفس أمرٌ لا بد منه، فحاسبْ نفسَك الآن قبل أنْ تُحاسَبَ يوم القيامة، وَزِنْ حسناتك بسيئاتك في الدنيا قبل أنْ تُوزَنَ يوم الآخرة يوم الحسرة والندامة، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.
فعليك أخي المسلم أنْ تتصفح عملك في الليل ما صدر منك ذلك النهار، فإنْ كان عملك محموداً أمضيته ثم تعمل فيما بعده بمثله، وإنْ كان ما فعلته في ذلك النهار مذموماً فعليك أنْ تستغفر وتتوب وتستدركه، وتنتهي عن مثله فيما يستقبل من الأيام.
ثم عليك أخي المسلم أنْ تتثبت دائماً في جميع الأحوال قبل الفعل والترك، حتى يتبين لك ما تفعل، فإنْ كان خيراً فاعمل وإنْ كان دون ذلك فاترك.
وتَبصّر دائماً بقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)) [الأعراف: 201].
ولمحاسبة النفس فوائد جمة ومنافع عدة، منها: أنك تطّلع على عيوب نفسك ونقائصها ومثالبها، ومن ثم تستطيع أنْ تضع الدواء على موضع الداء. وكذلك أنك بمحاسبتك لنفسك تتعرف على الله أكثر، وتعلم عظيم فضله عليك. ثم إنَّ من أعظم ثمار المحاسبة التوبة والندم وتدارك ما فات من الأعمال الصالحة في زمن الإمكان، وسيؤول ذلك إلى الاجتهاد في الطاعة وترك المعاصي؛ حتى تسهل عليك المحاسبة في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[18 - Apr-2007, صباحاً 12:08]ـ
جزاكم الله خير الجزاء فضيلة الشيخ الدكتور ماهر ياسين الفحل ونفع الله بعلومكم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 08:06]ـ
وأنتم جزاكم الله خيراً ونفع بكم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 08:07]ـ
أكل حقوق الآخرين
احذر أخي المسلم من أكل حق أخيك سواء كان بسرقة أو غصب أو عن طريق رشاً (1) أو غير ذلك؛ فإنَّ الكسب الحرام يفسدُ العبادة، ويخل بالطاعة ويكون مردوده على الصحة عكسياً. والكسب الحرام يفسد تربية الأبناء فتخرج تربيتهم معوجة، فإنَّ الجسد الذي ينبت بالحرام ينبت على معصية الله؛ لأنَّه نشأ من معصية الله، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به)) (2).
فاحرص أخي المسلم كل الحرص على دخلك وكسبك ولو قَلّ، وإياك إياك وحقوق الآخرين، قف متأملاً قول الله تعالى: ((بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُم)) [هود:86].
جميع المعاصي محاربة لله
ينبغي للعبد أنْ يعلم أنْ جميع المعاصي محاربةٌ لله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)) (3)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ضارَّ أَضرَّ اللهُ به، ومن شاقَّ شقَّ اللهُ عليه)) (4).
فقوله: " من ضار " أي مسلماً بمعنى: أدخل على مسلم مضرة في ماله أو نفسه أو عرضه بغير حق " أَضرَّ الله به " أي جازاه من جنس فعله، وأدخل عليه المضرة، ومن شاق مسلماً، أي نازع مسلماً ظلماً وتعدياً " شقّ الله عليه " أي أنزل الله عليه المشقة جزاءً وفاقاً.
.............................. ...................
(1) جمع رشوة.
(2) جزء من حديث رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أخرجه معمر في جامعه (20719)، ومن طريقه أحمد في مسنده 3/ 321.
(3) أخرجه: مسلم 8/ 70 (2699).
(4) حديث حسن أخرجه أحمد 3/ 453 من حديث أبي صرمة رضي الله عنه، وللحديث طرق وشواهد انظر مسند أحمد 25/ 34 طبعة الرسالة.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 08:21]ـ
قطيعة الرحم
احذر أخي المسلم قطيعةَ الرحم؛ فإنَّ قطيعة الرحم ذنبٌ عظيمٌ وجرمٌ جسيم، يفصم الروابط، ويقطع الشواجر، ويشيع العداوة والبغضاء، ويفكك الأسر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقطيعة الرحم أمرٌ مزيل للألفة والمودة، ومجلبٌ لمزيد من الهم والحزن والغم.
وهي من الأمور التي تفشت في مجتمعات المسلمين لا سيما في هذه الأزمان التي طغت فيها المادة، وقل فيها التواصي والتزاور فكثير من الناس مقصرون في هذا الواجب وواقعون في معصية قطيعة الرحم، وقد حذّرنا اللهُ من ذلك أشد التحذير بقوله: ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)) [محمد: 22]، والسبب في إهمال كثير من الناس لصلة أرحامهم هو الجهل بالدين، وابتعاد الناس عن الهدي النبوي، فكلما كان الشخص عارفاً بالله كان أخشى لله، وصلة الرحم من خشية الله، وقطيعته من معصية الله، نسأل الله السلامة.
والواصل للأرحام له أجرٌ كبير، والواصل هو الذي يصل قرابته سواء وصلوه أم قطعوه؛ ولهذا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ليس الواصلُ بالمكافئ، ولكنّ الواصلَ الذي إذا قطعت رحمه وَصَلَها)) (1).
وصلة الأرحام تكون بزيارتهم وتفقدهم، وتتبع أحوالهم في السراء والضراء، وتكون الصلة بالمال وبالجاه، وبمشاركتهم بأفراحهم وبمواساتهم بأتراحهم.
ومن صلة الرحم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر قال تعالى: ((وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)) [الشعراء: 214].
وللقطيعة أسباب تحمل عليها منها الجهل؛ فإنَّ الجهل بفضيلة صلة الأرحام يفوت على المرء فضيلة ذلك، وكذا الجهل بخطر القطيعة وعظمة إثم القاطع يحمل عليها. وكذلك من أسباب القطيعة: ضعف التقوى، وقلة الوازع الديني فإذا ضعفت التقوى، وَرَقَّ الدينُ لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أنْ يوصل، ولعل من أكثر أسباب القطيعة الكبر؛ فبعضهم يتكبر على أقاربه حينما يفيء اللهُ عليه بشيءٍ من عرض هذه الدنيا
الفانية؛ فتوسوس نفس المتكبر أنَّه صاحب الحق، وأنه أولى بأنْ يزار ويؤتى إليه. ولعل كثيراً من الناس يدفعهم إلى قطيعة الرحم الشح والبخل، فمن الناس من إذا رزقه الله مالاً أو جاهاً تجده يتهرب من أقاربه لا كبراً عليهم، وإنما شحاً وبخلاً أنْ يبذل عليهم.
ومن أسباب القطيعة الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها، فلا يجد المنهمك في جمع حطام الدنيا الوقت الكافي لصلة أقاربه.
وربما كان التحاسد والتنافر سبباً في كثير من الأرحام المقطوعة. ثم إنَّ الوشاية والإصغاء إليها تكون في كثير من الأحايين سبباً في قطيعة الرحم؛ لأنَّ من الناس من دأبه وديدنه إفساد ذات البين فتجده يسعى بين الأحبة لإفساد ذات بينهم.
واحذر أخي المسلم من إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله وحرمه رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا)) [النور: 19].
قال ابن رجب: ((قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف: اجتهد أنْ تستر العصاة، فإنَّ ظهور معاصيهم عيبٌ في أهل الإسلام، وأولى الأمور ستر العيوب)) (2) فلهذا كانت إشاعة الفاحشة مقترنة بالتعيير، وهما من خصال الفجار؛ لأنَّ الفاجر لا غرض له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للنقائص والمعايب، إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أخيه المؤمن وهتك عرضه، فهو يعيد ذلك ويبديه ومقصوده تنقص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساوئه للناس، ليدخل عليه الضرر في الدنيا (3).
واحذر أخي المسلم بإشاعتك الفاحشة أنْ يكون الحامل لك على هذا القوةَ والغلظةَ ومحبةَ إيذاء أخيك المؤمن، وإدخال الضرر عليه، وهذه الصفة القبيحة هي صفة إبليس الذي يزين لبني آدم الكفر والفسوق والعصيان ليصيروا بذلك من أهل النيران قال تعالى: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً)) [فاطر: 6].
ولما ركبَ ابن سيرين الدَّيْنُ وحُبس به قال: ((إني لأعرف الذنب الذي حمل عليَّ به الدين، ما هو؟ قلت لرجل من أربعين سنة: يا مفلس)) (4).
.............................. ......
(1) أخرجه: البخاري 8/ 7 (5991)، وهو في الأدب المفرد (68) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(2) جامع العلوم والحكم 2/ 292.
(3) الفرق بين النصيحة والتعيير 18 - 19.
(4) أخرجه: أبو نعيم في الحلية 2/ 271.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 08:53]ـ
الإشاعة
احذر أخي المسلم من الإشاعة، والإشاعة: كل قضية أو عبارة نوعية أو موضوعية مقدمة للتصديق، تتناقل من شخص إلى شخص، عادةً بالكلمة المنطوقة، وذلك دون أنْ تكون هناك معايير أكيدة للصدق (1). فالشائعات لها خطورتها في زعزعة أمن الناس واستقرارهم، وهي تحدث الفوضى والبلبلة في أفكار الناس وتفقدهم توازنهم، ولها أضرار كبيرة، وفي أوقات الأزمات تكون أضرار الإشاعة أكبر، والمرجفون الذين يحاولون زلزلة أوقات الناس في الغالب يستغلون الظروف غير الاعتيادية.
وخطر الإشاعات ظاهرٌ وبيّنٌ في كل زمان ومكان. وفي بغداد مدينة السلام – حرسها الله وأذهب عنها شرذمة الكافرين - ذهب أكثر من ألف شخص في ساعة واحدة نتيجة إشاعة من الإشاعات على جسر من الجسور (2).
بل إنَّ خطر الإشاعة على أمن واستقرار الناس قد ظهر قديماً وبشكل واضح في قصة الإفك (3) في فجر الإسلام. فالإشاعة أخي المسلم لها تأثيرها على الروح المعنوية في إثارة الفتن والأحقاد بين الناس، وهذه الفتن والأحقاد قد تؤول إلى جرائم. إذنْ فخطر الإشاعة يكمن في أنها تزيد من تفرُّق المسلمين، وتوقد نار الشحناء والبغضاء بينهم، فيجب الابتعاد عن هذا العمل؛ لأنَّه مُبغَض عند الله تعالى، قال تعالى: ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)) [النور: 15] فذكر سبحانه وتعالى أنَّ هذا الصنف من الناس يتلقى أعظم الأمور، وأخطرها بلا مبالاة ولا اهتمام، فلسان يتلقى
عن آخر بلا تدبر ولا فحص ولا إمعان، حتى لكأنَّ الأمر لا يمر على الآذان ولا تتملاه الرؤوس، ولا تتدبره العقول، فينطق اللسان بالإشاعة الباطلة من غير وعي ولا عقل ولا قلب. فعلى ناقل الإشاعة أنْ يتقي الله في نفسه، ويراقبه في كل ما يقول ويفعل. وعليه أنْ يتذكر أنَّه مُحاسَب على كل كلمة يتكلم بها، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزلّ بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)) (4)، وقال أيضاً:
((إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم)) (5).
وقال تعالى: ((وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [النساء: 83]. قال الشيخ عبد الرحمان السعدي رحمه الله عن هذه الآية الكريمة: ((هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنَّه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أنْ يثبتوا، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أولي الأمر منهم، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها)) (6).
أما طرق دحض الإشاعة
فعليك تذكير الناقل للإشاعة بالله وتحذيره من مغبة القول بلا علم. وتذكير الناقل بالعاقبة المتحصلة إذا كانت الإشاعة كذباً. وعدم التعجل في تقبل الإشاعة دون استفهام أو اعتراض. وعدم ترديد الإشاعة؛ لأنَّ في ذلك انتشاراً لها. وعليك اقتفاء سير الإشاعة وتتبع مسارها للوصول إلى مطلقيها ومحاسبتهم بما أباحه الله.
ثم عليك بإماتتها وبالإعراض عنها، قال الإمام مسلم صاحب الصحيح: ((إذ الإعراض عن القول المطّرح أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله، وأجدر أن لا يكون ذلك تنبيهاً للجُهّال عليه)) (8).
هذا وينبغي على الجميع حفظ الألسن عن اتهام البريء بما ليس فيه؛ لأنَّ ذلك يؤدي إلى تلوث الذمم والأخلاق، وليتذكر المسلم دائماً قوله صلى الله عليه وسلم: ((بحسب امرئ من الشر أنْ يحقر أخاه المسلم)) (9).
.............................. .........
(1) الإشاعة والحرب النفسية: 45.
(2) هذا في عام 1426هـ على جسر الأئمة الذي يربط منطقة الأعظمية بمنطقة الكاظمية.
(3) راجع القصة في صحيح البخاري 6/ 127 (4750)، وصحيح مسلم 8/ 112 (2770) (56). وانظر: الرحيق المختوم: 245 – 247.
(4) أخرجه: البخاري 8/ 125 (6477)، ومسلم 8/ 224 (2988) (50) من حديث أبي هريرة.
(5) أخرجه: البخاري 8/ 125 (6478) من حديث أبي هريرة.
(6) تيسير الكريم الرحمان: 190.
(7) صحيح مسلم 1/ 22.
(8) أخرجه: مسلم 8/ 10 (2564) (32) من حديث أبي هريرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[27 - Apr-2007, مساء 08:50]ـ
وجوب حفظ اللسان
أخي المسلم الكريم اعلم أنَّ مَن حَفِظَ لِسَانَهُ قَلَّ خطأهُ، وندر عثاره وكان أملك لزمام أمره وأجدر ألا يقع في محذور، وقد بشر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من يضمن ذلك وضمن له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الجنة في قوله: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) وفي رواية أيضاً: ((من توكل لي ما بين رجليه، وما بين لحييه توكلت له بالجنة)) (1).
فعلى هذا ينبغي لكل مكلف أنْ يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنةُ الإمساك عنه لأنَّه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك يحصل كثيراً للكثير من الناس.
فالمسلم إذا استقام لسانه استقامت جوارحه، وأما من أطلق عنان ذلك الأمر، ودخل لسانه في معصية الله، وخاض في أعراض الناس؛ فإنَّ جوارحه ستعصي وتنتهك حرمات الله، وقد جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصبح ابن آدم، فإنَّ الأعضاء كلها تُكفِّر (2) اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)) (3).
أخي المسلم الكريم، تذكّر دائماً وقوفك عند الله وأنت عريان، فلا تطلق لسانك، وكن عليه رقيباً.
اللسان دليل على كمال عقل الإنسان أو نقصانه، فمن أفلت لسانه دل على نقصان عقله فأكثر الناس كلاماً ولغواً هم أقلهم عقولاً، تمعّن جيداً فالأمر جد خطير؛ لأنَّه متعلق إما بدخول الجنة أو النار، وهذا ما نرجوه، وهو العمل على ما يدخل الجنة، وتجنب ما يدخل النار. اللسان يدخل الإنسان الإسلام بكلمة، ويخرج منه بكلمة، ويدخل بذلك النار. تنبه دائماً أنَّ كل كلمة وكل لفظة مسجلة، كم يجلس الإنسان في مجالس، وفي أكثر المجالس يأتون بإنسان ميت ينهشون بلحمه يأكلون أخاهم ميتاً، نعم من يغتاب أخاه المسلم كمن يأكل لحم أخيه ميتاً، فالمسلم له حرمة، وحرمته أعظم من حرمة الكعبة فقد روى ابن ماجه (4) من حديث عبد الله بن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ((ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأنْ نظن به إلا خيراً)).
تذكّر أخي المسلم كم إنساناً تكلمتَ فيه؟ وكم إنساناً طعنتَ فيه؟ كل هؤلاء سوف يكونون خصماءك عند الله عز وجل، نعم سيكونون خصماءك يوم القيامة، فهذا أخوك المسلم تغتابه وتتكلم فيه وتطعن به، ولا تظنه سيكون خصمك يوم القيامة، أتظن أنَّ الله سيتركك؟ لا: إنَّ الله لن يتركك؛ لأنَّ الله أعدل العادلين ينصف المظلومين من الظالمين. فتنبه دائماً أنَّ الكلمة إذا خرجت فهي مكتوبة لك أو عليك؛ فإياك وإياك أنْ تتكلم إلا وتفكر هل سيكتب لك أو عليك؟ والسلامة لا يعدلها شيء فإنْ لم تعرف أنَّ ما تتكلم به خيراً أو شراً فعليك بالصمت، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صمت نجا)) (5) فانتبه دائماً للسانك قال تعالى: ((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)) [الإسراء: 36] يقول عبد الله بن مسعود: ((والله الذي لا إله غيره ما من شيء أحوج إلى سجن من لسان)) (6)، وهذا ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن كان يقول: ((قل خيراً تغنم، أو اصمت تسلم قبل أن تندم)) (7).
أخي المسلم الكريم، تمعن في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وشمائله وانظر كيف أنه كان كثير الصمت، فهذا نبينا الأعظم رسولٌ ونبيٌّ وكانت هذه صفته، وكان الأعرابيُّ يدخل المسجد فلا يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثرة كلامه، ولا من جلسته ولا من مكانه، وهذا دليل على مزيد تواضعه صلوات الله وسلامه عليه.
أخي المسلم الكريم، تمعن في قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حينما قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) (8) هكذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأنَّ الصمت والسلامة لا يعدلهما شيءٌ، فأنت إذا تكلمت إما لك وإما عليك قال تعالى: ((وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ)) [الانفطار: 10 - 11] فاحرص دائماً أنْ تقول قولاً سديداً؛ لأنَّه ليس هناك كلام يذهب سدىً فأنت تتكلم بكلام إما يسخط الله فيكتب عليك، وإما من رضوان الله فيكتب لك.
فعليك دائماً أنْ تتنبه إلى لسانك حتى لا يوردك الموارد، فهذا أبو بكر الصديق المبشر بالجنَّة، وصاحب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالغار يشير إلى لسانه ويقول: ((هذا أوردني
الموارد)) (9) فإذا كان هذا حال لسان أبي بكر، ذلك اللسان الذاكر الحامد المسبح، الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، الناصر لدين الله، المصدِّق لرسول الله، فما حال ألسنتنا، نسأل الله السلامة.
............................
() أخرجه: البخاري 8/ 125 (6474) و8/ 203 (6807) من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
(2) تكفر: بتشديد الفاء المكسورة أي تتذلل وتتواضع له من قولهم: كفر اليهودي إذا خضع مطأطأ رأسه، وانحنى لتعظيم صاحبه. تحفة الأحوذي 7/ 74 - 75
(3) أخرجه: ابن المبارك في الزهد (1012)، والطيالسي (2209)، وأحمد 3/ 95، والترمذي (2407)، وأبو يعلى (1185) من حديث أبي سعيد الخدري.
(4) برقم (3932).
(5) أخرجه: أحمد 2/ 159 و177، والترمذي (2501) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
(6) أخرجه: ابن أبي عاصم في " الزهد " (864)، والطبراني (8744)، وأبو نعيم في " الحلية " 1/ 134.
(7) أخرجه: ابن أبي عاصم في " الزهد " (1043)، وأبو نعيم في " الحلية " 1/ 327 – 328.
(8) أخرجه: البخاري 8/ 125 (6475) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(9) أخرجه: وكيع بن الجراح في " الزهد " (287)، وهناد في " الزهد " (1093).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 09:17]ـ
التخلق بالأخلاق الإسلامية:
على كل مسلم ومسلمة أنْ يتخلقا بالأخلاق الإسلامية التي أمر الله بها عباده في القرآن الكريم وحث عليها النَّبيُّ الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأنْ يستقيما عليها حتى يأتيهما الموت، فالله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لطاعته وعبادته، ووعدهم أحسن الجزاء إذا استقاموا عليها فوعدهم الله سبحانه وتعالى على التوفيق في الدنيا والإعانة على الخير، ثم في الآخرة الجنة والفوز بالنعيم المقيم.
التوبيخ والتعيير:
واحذر أخي المسلم من التوبيخ والتعيير بالذنب؛ فإنَّ ذلك مذموم، وقد نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ تُثرّب الأمة الزانية مع أمره بجلدها، فتجلد حداً ولا تعيّر بالذنب ولا توبّخ؛ لذا فرّق أهلُ العلم بين النصيحة والتعيير، ويقول الفضيل: ((المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعيّر)) (: جامع العلوم والحكم 1/ 225 حديث (7))
وهذا المعنى عظيم، والفرق ظاهر بين النصيحة والتعيير، وهو أنّ النصح يقترن
به الستر، والتعيير يقترن به الإعلان، وقد قيل: ((من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره)).
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 09:34]ـ
الزنا
إنَّ من أعظم حُرم المسلم على المسلم العرض، ومن ذلك الزنا، وأنا لن أتكلم عن هذه الجريمة العظمى من بابها الواسع، بل سأتكلم عنها من جانب أنها جريمة عظمى بحق أخيك المسلم.
ولو لم يكن في هذه الجريمة إلا تدنيس العرض والشرف ونزع شعار الطهر والعفاف والفضيلة لكفى هذه الجريمة سوءاً. ثم إنَّ صاحب هذه الجريمة يُكسَى ثوب المقت بين الناس. وجريمة الزنا تشتت القلب وتمرضه إن لم تُمِتْهُ، وهذه الجريمة تفسد نظام البيت وتهز كيان الأسرة وتقطع العلاقة الزوجية، ثم يتعرض الأولاد لسوء التربية مما يتسبب عنه التشرد والانحراف والجريمة.
ثم إنَّ في هذه الجريمة ضياعاً للأنساب واختلاطها وتمليك الأموال لغير أصحابها عند التوارث، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يخلط النسب حينما أراد رجل أنْ يطأ جارية، وكانت حاملاً فقد روى الإمام مسلم في صحيحه (1) من حديث أبي الدرداء، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنه أُتي بامرأة مجحٍ (2) على باب فسطاط فقال: ((لعله يريد أنْ يلمَّ بها؟)) فقالوا: نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد هممتُ أنْ ألعنه لعناً يدخُلُ معه قبرَه، كيف يورثه وهو لا يحلُ له؟ كيف يستخدمُه وهو لا يحلُ له؟)).
وإنَّ من أعظم الزنا وأشده الزنا بحليلة الجار قال ابن القيم: ((وأعظم أنواع الزنا أنْ يزني بحليلة جاره، فإنَّ مفسدة الزنا تتضاعف ما ينتهكه من الحرمة، فالزنا بالمرأة التي لها زوج أعظم إثماً وعقوبة من التي لا زوج لها؛ إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه، وتعليق نسب غيره عليه، وغير ذلك من أنواع أذاه فهو أعظم إثماً وجرماً من الزنا بغير ذات البعل، فإنْ كان زوجها جاراً له انضاف إلى ذلك سوء الجوار)) (3).
وقد ذكر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أن من أكبر الكبائر: ((أنْ تزاني حليلة جارك)) (4).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)) (5).
وكذلك إنَّ من أشد الزنا الزنا بنساء المجاهدين في سبيله، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:
((حرمةُ نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجلٍ من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى)) (6).
.............................. .......
(1) صحيح مسلم 4/ 160 (1441) (139).
(2) هي الحامل التي قربت ولادتها.
(3) موارد الضمآن 5/ 108 (21).
(4) أخرجه: البخاري 6/ 22 (4477)، ومسلم 1/ 63 (86) (141) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
(5) أخرجه: مسلم 1/ 49 (46) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(6) أخرجه: مسلم 6/ 42 (1897) (139) و43 (1897) (139) و (140) من حديث بريدة ابن الحصيب رضي الله عنه.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 11:09]ـ
صفات المؤمنين والمؤمنات:
تذكر أخي المسلم دائماً صفات المؤمنين حتى تتحلى بها؛ فمما ورد منها في القرآن الكريم قوله تعالى: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [التوبة:71].
فهذه هي صفات المؤمنين والمؤمنات، وهذه هي أخلاقهم، بعضهم أولياء بعض لا حقد ولا حسد ولا نميمة، ولا غش ولا خداع ولا خيانة ولا تنابز بالألقاب، ولا غير ذلك مما يؤذي المسلم أو المسلمة مما يسبب الشحناء والبغضاء والعداوة والفرقة. بل هم أولياء يتحابون في الله ويتناصحون بكل خير، ولذلك هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فيما بينهم , وبهذا تصلح مجتمعاتهم وتستقيم أحوالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 11:38]ـ
التحذير من أذية الجار:
واحذر أخي المسلم من أذية جارك فإنَّ للجار حقوقاً، وقد وصى الله بالجار فقال في كتابه: ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)) [النساء: 36] وصحَّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنَّه سيورثه)) (1).
وقال: ((يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فاكثر ماءها وتعاهد جيرانك)) (2)، وقال: ((لا يمنع جارٌ جاره أنْ يغرز خشبة في جداره)) (3).
وقال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)) (4).
وقد حذرنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من أذية الجار، فقال: ((والله لا يؤمنُ، والله لا يؤمنُ، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جارُه بوائقَه)) (5).
مما تقدم يتبين لنا منزلة الجار في نظر الإسلام وأنَّ ما نراه عند كثير من الناس الآن من الذين لا يهتمون بحق الجوار، ولا يأمن جيرانهم شرورهم فتراهم دائماً في نزاع معهم وشقاق واعتداء على الحقوق، وإيذاء بالقول والفعل، كل هذا مخالف لما جاء به القرآن والسنة الصحيحة، وإنَّ ما نراه من ذلك موجبٌ لتفكك المسلمين، وتباعد قلوبهم وإسقاط بعضهم حرمة بعض.
وعلى المسلم إذا ابتلي بجار سوء أنْ يصبر عليه، فإنَّ صبره سيكون سبب خلاصه منه، فقد جاء رجل إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال له: ((اصبر)) ثم قال له في الثالثة أو الرابعة: ((اطرح متاعك)) في الطريق فطرحه فجعل الناس يمرون به ويقولون ما لك؟ فيقول: آذاني جاري فيلعنون جاره حتى جاءه وقال له: ((رد متاعك إلى منْزلك فإني والله لا أعود)) (6) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنَّ فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله: ((لا خير فيها، وهي من أهل النار، وقال: وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار من الأقط ولا تؤذي أحداً، فقال رسول الله: هي من أهل الجنة)) (7). مما تقدم من نصوص الكتاب والسنة نعلم كيف عني الإسلام بالجار عناية عظيمة؛ إذ حث على الإحسان إليه بالقول والفعل وحرم أذاه بالقول والفعل، وجعل الإحسان إليه ومنع الأذى عنه من خصال الإيمان، ونفى الإيمان الكامل عن من لا يأمن جاره شَرّهُ، وأخبر أنَّ خير الجيران عند الله خيرهم لجاره.
.............................. .
() أخرجه: البخاري 8/ 12 (6015)، ومسلم 8/ 37 (2625) (141) من حديث ابن عمر رضي الله عنه.
(2) أخرجه: مسلم 8/ 37 (2625 (م)) (142) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
(3) أخرجه: البخاري 3/ 173 (2463)، ومسلم 5/ 57 (1609) (136) من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه، وانظر بلا بد مسند الإمام الشافعي 3/ 224 - 225 (1494) مع تعليقي عليه.
(4) أخرجه: البخاري 8/ 39 (6136) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5) أخرجه: البخاري 8/ 12 (6016) من حديث أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه.
(6) أخرجه: البخاري في الأدب المفرد (124)، وأبو داود (5153)، وابن حبان (520) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(7) أخرجه: أحمد 2/ 440، والبخاري في " الأدب المفرد " (119)، وابن حبان (5764) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 05:49]ـ
يرفع للفائدة، وجزى الله الشيخ ماهر على ما قدمه لنا، ونفعنا الله بما علمه وعلمنا.(/)
منقبة للشافعي رحمه الله لم أفهمها ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Apr-2007, صباحاً 12:15]ـ
بارك الله فيكم
قال أبو المحاسن الروياني إمام الشافعية في وقته في بحره بعد أن ذكر أن الشافعي مقدم في الفقه (الرأي _ المعاني) ومقدم كذلك في الأثر:
"ولا يقول بتخصيص العلة لقوة معانيه بخلاف غيره"
يعني قول الشافعي بالنقض دليل على قوة معانيه يعني فقهه
الذى لم أفهمه أنه كيف يكون القول بتخصيص العلة دليل على ضعف في النظر والفقه؟؟؟
ـ[أبو سليمان]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 10:38]ـ
أخي ليس المراد كما فهمت أنت، فليس المراد بقوة المعاني -هنا- الفقه فهذا فهم بعيد
لا ادري ما الذي جعلك تفهمه هكذا، إذ الظاهر من المعنى:أن الشافعي لا يقول بتخصيص العلة لقوة معاني العلة وشمولها لجميع أجزائها واستغراقها لجميع أفرادها فهي لا تقبل التخصيص كالمحكم والمفسر مثلا.
مثال - تقريبي-:فعلة الاسكار مثلا تستغرق جميع أفراده من المسكرات بشكل قوي لا يقبل أن يخصص أحد أفراد المسكرات من معنى الاسكار ومن ثم لا يخصص من حكم التحريم.
أما قوله (معانيه) - وأنه لم يقل معانيها _ فهو إما خطأ مطبعي أو لغوي من كاتبه وإما له وجه وتأويل لغوي.
والله أعلم، وأرجو أن أكون أصبت، ولا أدري ان كنت أصبت في المثال فإنما أوردته لتوضيح كلامي
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 11:54]ـ
بارك الله فيك أبا سليمان
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 03:46]ـ
بل الصواب (معانيه) أي هذه العلل التي استنبطها، بخلاف غيره فإنه يستنبط عللا قد تتخلف فيحتاج إلى التخصيص.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 07:57]ـ
القول بتخصيص العلة يعني أنها ليست مطردة، وإنما غالبة.
والعلة كلما قل اطرادها ضعفت؛ والمقصود العلل الاستقرائية الاستنباطية لا العلل المنصوصة.
والعلماء قد يطلقون المعنى على العلة، وهو أكثر في كلام متقدمين الأصوليين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 02:00]ـ
[إذا استفدت من المشاركة فادع الله أن يغفر لي ويتوب علي]
غفر الله لك يا أخي وطهرك وتاب عليك. . وجعل هذه الفائدة في ميزان حسناتك. تذكرت أن (تخصيص العلة) هذا كان أهل العراق يسمونه (استحسانا). فقال الشافعي: (من استحسن فقد شرع).(/)
ابن الوزير اليماني ت 840هـ سبق المعلمي والألباني في وصف العجلي بالتساهل
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 08:52]ـ
فائدة عزيزة:/
للإمام ابن الوزير اليماني ت 840 هـ كلامٌ يدل على وصف العجلي بالتساهل،فانظره في ((العواصم والقواصم)) 8/ 27ـ 34 ط. الرسالة
وعليه،فليس العلامة المعلمي ثم الألباني أول مَن وصف العجلي بالتساهل، كما ذكره بعض أهل العلم،ومنهم الشيخ الفاضل د. حاتم الشريف ــ وفقه الله ــ
في كتابه ((إضاءات بحثية في علوم السنة)) ص 78
تنبيه:/ ليس لي علمٌ بهذه الفائدة، حتى أوقفني عليها الشيخ الفاضل د. راجح بن عبدالله الزيد عضو هيئة التدريس في قسم السنة،جامعة الإمام ـ جزاه الله خير الجزاء ـ
وقد نقلت هذه الفائدة لأجل مسألة الأولية في وصفه بالتساهل،لاغير
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 09:28]ـ
بارك الله فيك
فعلا فائدة عزيزة
أعزك الله بالإيمان
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:22]ـ
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا
ابن الوزير لم يصفه بالتساهل! وإنما قال: إنه يوثق الصدوق في روايته بغض النظر عن حاله في دينه.
وهذا يختلف تماما عن التساهل وتوثيق المجاهيل الذي عرفه الشيخ المعلمي بالاستقراء كما ذكر.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 10:52]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 04:33]ـ
قد أجاب الشيخ الدكتور عبدالله البخاري حفظه الله عن سؤال بخصوص الإمام العجلي ووصفه بالتساهل فأفاد وأجاد حفظه الله:
السؤال الثالث: لماذا لا يعتبر العلماء بتوثيق العجلي؟
و قبل الجواب عن السؤال، أرى أنَّ السؤال خطأٌ من أصله؛ إذ قوله (لا يعتبر) غير صحيح، فلا زال العلماء والمعتنون بتراجم الرواة جرحاً وتعديلاًَ ينقلون من كلام الحافظ العجلي ويروونه -كما سيأتي النقل عن بعضهم بإذن الله تعالى-، بغض النظر هل يوافقونه أو يخالفونه، فهذه مسألة أخرى، ولو قال: هل صحيحٌ أنَّ الإمام العجلي موصوف بالتساهل في التوثيق أم لا؟ لكان السؤال صحيحاً والجواب عليه ظاهراً.
وإنَّ من المؤسف أن ينتشر بين طلبة العلم- وبخاصة من له عناية بالحديث- هذا القول من غير تدقيق فيه وتمحيص، لكن يمكن أن يلتمس العذر لهم!! أنهم وجدوا كلاماً لبعض أهل العلم المبرَّزين من المعاصرين قالوا به- فهؤلاء العلماء أهل الفضل والسبق يدورون بين الأجر والأجرين- لكن عند التأمل والتحقيق يحتاج الأمر إلى تأملٍ كبير في هذا القول وأدلته، وميزانه ميزاناً دقيقاً مبنياً على البرهان والدليل، وسأعرض بإذن الله تعالى مَن قال بهذا القول من العلماء ودليله- إن وجدَ- ومِنْ ثَمَّ أذكر الراجح، والله الموفق.
وعود على بدء، فأقول: إنَّ الجواب عن هذا السؤال من أوجه:
الأول: توطئة وتمهيد:
قبل الخوض في الجواب عن السؤال يحسن أنْ نُترجم للحافظ العجلي ترجمة مختصرة، نتعرَّفُ منها على منزلة هذا العَلَم ومعرفته بالحديث والرجال، وثناء العلماء عليه، ومنزلة كتابه في الجرح والتعديل بين أهل العلم. فأقول:
أ/ اسمه ونسبه و مولده ووفاته:
هو الحافظ أبو الحسن أحمد بن عبدالله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي، نزيل طرابلس الغرب. قال الحافظ الخطيب البغدادي:" كوفي الأصل، نشأ ببغداد، وسمع بها وبالكوفة والبصرة" (تاريخ بغداد) (4/ 214).
ولد سنة (182هـ)، وطلب العلم سنة (197هـ) وتوفي سنة (261هـ) بطرابلس. ينظر المصدر السابق، و (سير أعلام النبلاء) (12/ 505).
ب/ ثناء العلماء عليه:
1/ قال الحافظ أبو الحسن اللؤلؤي:" سمعت مشايخنا بهذا المغرب يقولون: لم يكن لأبي الحسن أحمد ابن صالح العجلي الكوفي ببلادنا شبيه، و لا نظير له في زمانه بمعرفة الحديث وإتقانه وزهده" (تاريخ بغداد) (4/ 214).
2/ قال الإمام الحافظ يحيى بن معين:" هو ثقة ابنُ ثقةٍ ابن ثقة" (تاريخ بغداد) (4/ 215).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ الوليد الأندلسي معلقاً على قول ابن معين:" إنما قال ابن معين بهذه التزكية لأنه عرفه بالعراق، قبل خروج أحمد ابن عبد الله إلى المغرب، وكان نظيره في الحفظ، إلا أنه دونه في السنِّ، وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله هذا أقدم في طلب الحديث، و أعلى إسناداً وأجل عند أهل المغرب في القديم والحديث ورعاً وزهداً من محمد بن إسماعيل البخاري، وهو كثير الحديث، خرج من الكوفة والعراق، بعد أن تفقه في الحديث، ثم نزل أطرابلس الغرب" (تاريخ بغداد) (4/ 215).
3/ قال الحافظ عباس بن محمد الدوري تلميذ الإمام الحافظ يحيى بن معين:" إنا كنا نعده مثل أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين" (تاريخ بغداد) (4/ 214) و (تذكرة الحفاظ) (2/ 561).
4/ قال الحافظ علي بن أحمد بن زكريا الأطرابلسي" إنَّ ابن معين وأحمد بن حنبل قد كانا يأخذان عن العجلي " (تاريخ بغداد) (4/ 214).
5/ قال الحافظ الخطيب البغدادي:" كان ديناً صالحاً، انتقل إلى بلد المغرب، وسكن أطرابلس، وليس بأطرابلس الشام، و انتشر حديثه هناك" (تاريخ بغداد) (4/ 214).
7/ قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحرَّاني في (منهاج السنة) (1/ 66):" والمقصود هنا أن العلماء كلهم متفقون على أن الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل القبلة، ومن تأمل كتب الجرح والتعديل المصنَّفة في أسماء الرواة والنقلة وأحوالهم مثل: كتب يحيى بن سعيد القطان وعلي بن المديني ويحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم الرازي والنسائي وأبي حاتم بن حبان وأبي أحمد بن عدي والدارقطني وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي ويعقوب بن سفيان الفسوي وأحمد بن صالح العجلي والعقيلي ومحمد بن عبدالله بن عمار الموصلي والحاكم النيسابوري والحافظ عبدالغني بن سعيد المصري، وأمثال هؤلاء الذين هم جهابذة ونقَّاد وأهل معرفةٍ بأحوال الإسناد، رأى المعروف عندهم بالكذب في الشيعة أكثر منهم في جميع الطوائف .. ".
وقال أيضاً في (المنهاج) (7/ 34 - 35):" أنَّا نذكر قاعدة فنقول: المنقولات فيها كثير من الصدق وكثير من الكذب، والمرجعُ في التمييز بين هذا وهذا إلى أهل علم الحديث، كما نرجعُ إلى النحاة في الفرق بين نحو العرب ونحو غير العرب، ونرجع إلى علماء اللغة فيما هو من اللغة وما ليس من اللغة، وكذلك علماء الشعر والطب وغير ذلك، فلكل علمٍ رجالٌ يُعرفون به، والعلماء بالحديث أجلُّ هؤلاء قدراً، وأعظهم صدقاً، وأعلاهم منزلةً وأكثر ديناً.
وهم من أعظم الناس صدقاً وأمانةً، وعلماً وخبرةً، فيما يذكرونه من الجرح والتعديل، مثل: مالك وشعبة وسفيان ويحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن مهدي وابن المبارك ووكيع والشافعي وأحمد وإسحاق ابن راهويه وأبي عبيد و ابن معين وابن المديني والبخاري ومسلم وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي والعجلي وأبي أحمد بن عدي وأبي حاتم البستي والدارقطني وأمثال هؤلاء خلق كثير لا يحصى عددهم، من أهل العلم بالجرح والتعديل، وإنْ كان بعضهم أعلم بذلك من بعض، وبعضهم أعدل من بعض في وزن كلامه، كما أنَّ الناس في سائر العلوم كذلك .. ".
8/ قال الحافظ مؤرخ الإسلام أحمد بن عثمان الذهبي:" الإمام الحافظ الأوحد الزاهد " (سير أعلام النبلاء) (12/ 505)، وقال في (تذكرة الحفاظ) (2/ 560):" الإمام الحافظ القدوة".
9/ قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي:" كان إماماً، حافظاً، قدوة، من المتقنين وكان يعد كأحمد ابن حنبل ويحيى بن معين " (شذرات الذهب) (3/ 266).
ج/ مكانة كتابه في الجرح والتعديل عند أهل العلم:
إن كتاب الحافظ العجلي المؤلف في الجرح والتعديل من أعظم مؤلفاته، وهو كتاب عظيم النفع، جليل القدر، متين العبارة، مفيد في بابه.
وسبق من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ما يدلُّ على عظم الكتاب والكاتب، وأزيدُ أقوالاً أخرى عن غيره:
1/ قال الحافظ الذهبي- رحمه الله-:" حدث عنه ولده صالح مصنَّفه في الجرح والتعديل، وهو كتابٌ مفيدٌ، يدلُّ على سعة حفظه" (تذكرة الحفاظ) (2/ 560 - 561).
2/ وقال أيضاً في (السير) (12/ 506):" وله مصنَّفٌ في الجرح والتعديل، طالعتُه وعلَّقتُ منه فوائد، يدل على تبحره بالصَّنعةِ وسعة حفظه".
3/ قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي:" وكتابه في الجرح والتعديل يدلُّ على سعة حفظه وقوَّة باعه الطويل" (شذرات الذهب) (2/ 141).
(يُتْبَعُ)
(/)
4/ قال الصفدي في (الوافي بالوفيات) (7/ 79):" روى عنه ابنه صالح بن أحمد كتابه في الجرح والتعديل، وهوكتابٌ مفيدٌ يدلُّ على إمامته وسعة حفظه".
فهذه بعض النقول مما قيل في الإمام العجلي وكتابه، ومنها يظهر لك جلياً مكانته رحمه الله في هذا الفنِّ الشريف وتقدمه بين أهله، وأنَّه من كبار النقاد وعلماء الجرح والتعديل، ومنزلة كتابه وأهمتيه.
ثانياً: هل الحافظ العجلي متساهل؟
و قبل الجواب عن هذه الفقرة، يقال:
أ/ هل وصفَ أحدٌ من الحفاظ العجليَّ بالتساهل في التوثيق أم لا؟
فأقول جواباً: لم أجد أحداً من أهل العلم من الحفاظ قد وصف الحافظ العجلي بالتساهل أو أنه لا يعتمد على توثيقه إذا انفرد بتوثيق راو لم نجد فيه قولاً لغيره.
بل إنَّ الناظر والمتأمل بإنصافٍ فيما تقدَّم نقله عن بعض أهل العلم- وفي ترجمته المطولة- ما يدلُّ على الثناء عليه وأنَّه إمامٌ من أئمة النقد، ومن كبار الحفاظ مع الدين المتين والورع والزهد، وهو يقارن بأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وهما من أئمة أهل السنة وحفاظ الدنيا، وذلكم الثناء ثبت واستمر وظلَّ حتى العصور المتأخرة كعصر الإمام الذهبي وابن ناصر الدين وغيرهما، فلم يصمه أحدٌ منهم بالتساهل.
لكن حصل في العصر الحاضر مَنْ وصف الأمام العجلي بالتساهل، وأول مَنْ وجدتُه يصفه بذلك هو:
1/ العلامة المحدث ذهبي العصر عبدالرحمن بن يحيى المعلمي –رحمه الله- (ت1386هـ) فقال في (التنكيل) (1/ 66):" و العجلي قريب منه- أي ابن حبان- في توثيق المجاهيل من القدماء"، و قال في (الأنوار الكاشفة) (ص72):" وتوثيق العجلي وجدته بالاستقراء كتوثيق ابن حبان أو أوسع".
و في تحقيقه لـ (الفوائد المجموعة) تعليقات عدَّة منها مثلاً: (ح رقم 879/ 252 - 253) قال معلقاً على ذكر ابن حبان لراوٍ في كتابه (الثقات) و لقول العجلي فيه (تابعي ثقة):" و أما ابن حبان فقاعدته معروفة، والعجلي مثله، أو أشد تسهلاً في توثيق التابعين، كما يعلم بالاستقراء".
وينظر أيضاً: (ح رقم 660/ص202) و (ح 1354/ 418).
2/ و قال بنحوه أيضاً الإمامُ محدِّث الدنيا محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله- في مواطن عدَّة من كتبه فمن ذلك قوله في (صحيح سنن أبي داود) (7/ ح 2345/ 361 - الكتاب الكبير) بعد نقله توثيق العجلي لراوٍ:" ولعل هذا القول منه كان السبب الذي حملني على أن جودت إسناد الحديث في تعليقي على (المشكاة)، و كان ذلك قبل أن يتبين لي أن العجلي متساهل في التوثيق مثل تساهل ابن حبان أو نحوه، فالحمد لله على هدايته .. ".
وقال أيضاً في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) (2/ رقم 633/ ص218 - 219):" العجلي معروف بالتساهل في التوثيق، كابن حبان تماماً، فتوثيقه مردود إذا خالف أقوال الأئمة الموثوق بنقدهم وجرحهم ".
وينظر أيضاً: (سلسلة الأحاديث الصحيحة) (6/ القسم الأول: تحت رقم 2750/ص572 - 573)، و (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) (12/ رقم 5848/ص760 - 761).
3/ و كذا أيضاً العلامة محدث اليمن ومجددها مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله- حيث قال كما في كتابه (المقترح في أجوبة بعض أسئلة المصطلح) (رقم 32/ 37 - 38) وكان السؤال عن توثيق العجلي، ووجه كونه متساهلاً؟ فأجاب:" عرف بالاستقراء من تفرده – مع ابن حبان- بتوثيق بعض الرواة الذين لم يوثقهم غيرهما، فهذا عرف بالاستقراء، و إلاَّ فلا أعلم أحداً من الحفاظ نصَّ على هذا، والذي لا يوثقه إلا العجلي والذي يوثقه أحدهما أو كلاهما فقد لا يكون بمنزلة صدوق، ويصلحُ في الشواهد والمتابعات، وإن كان العجلي يعتبر أرفعُ في هذا الشأن، فهما متقاربان .. ".
قلتُ: قول الشيخ مقبل-رحمه الله- (فلا أعلم أحداً من الحفاظ نصَّ على هذا) يُصدِّقُ ما قدَّمته في أول الجواب عن هذه الفقرة، والحمد لله على توفيقه.
ومما سبق نقله عن هؤلاء العلماء الأفاضل، يظهر أنَّ سبب وصم الحافظ العجلي بالتساهل هو:
أولاً / توثيقه لرواة ليس لغيره فيهم كلاماً.
ثانياً / مخالفته لغيره من الحفاظ في عدد من الرواة حيث يوثقهم و يخالفونه في ذلك إما بتضعيف أو تجهيل أو نحو ذلك من أوجه الردِّ.
و الجواب عن هذه المآخذ بما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: تقدَّم بيان مكانة الحافظ العجلي وتقدَّمه في الفن و أنَّه من كبار أئمة النقد، فمثله لا يضرُّه تفرده بتوثيق راوٍ؛ إذ ما الفرق بينه وبين غيره من الحفاظ النقاد؟ فإن المنصف المتجرد يجد كبار النقاد والأئمة يتفرد أحدهم بتعديلٍ لا يقوله غيره، وقد يخالف جمهور الحفاظ في بعض الرواة.
فإن عددناه مأخذاً يؤخذ على الحافظ العجلي لزمنا أن نأخذه على سائر أئمة النقد والحفاظ كأحمد ابن حنبل والبخاري ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأبي زرعة و أبي حاتم و أبي داود وغيرهم؛ إذ لن ينجو إمام من ذلك!! وعليه فالمتعين في حقِّ المنصف أن يعتبرَ بنقد العجلي توثيقاً وتضعيفاً، ما لم يظهر بالحجة والبرهان خطؤه، والله الموفق.
ثانياً: مخالفة العجلي لغيره من الحفاظ في راوٍ ما لا تعدو أن تكون كغيرها من الأقوال التي تتعارض فيها أقوال أئمة النقد والجرح والتعديل في الراوي. وأقوال الحافظ العجلي في الرواة لا تخلو من ثلاث حالات:
الأولى: أن يتفرد بقول في الرواي تضعيفاً أو تعديلاً ولا يشاركه غيره في الراوي، فهذه تقدم الكلام عليها وأن الواجب اعتبار قوله،؛إذ إعماله أوجب من إهماله! إلا إن تبين بالبرهان خطؤه.
الثانية: أن يوافق غيره من النقاد تعديلاً وتجريحاً، فهذا ظاهر في القبول.
الثالثة: أن يخالف غيره، فهنا نقول: قد ثبتت إمامة العجلي واعتباره من أئمة النقد - وأنه كان يقرن بأحمد وابن معين، وهو أعلى إسناداً وأكبر سناً من الإمام البخاري- كما تقدم النقل عن جمع من العلماء، وعليه، فهذا المخالفة إن كانت- كما قيل- بتوثيق راو جهله غيره؛ فإنَّ من الوارد جداً أن يعلم براو جهله غيره، وماذا في هذا؟ فكم من راوٍ جهلهُ إمام و عرفه غيره، وسيأتي في الأمثلة ما يدلُّ على هذا بإذن الله.
وإن كانت المخالفة بتوثيق راوٍ ضعفه أو تركه غيره؛ فمن المعلوم والمتقرر لدى أهل العلم بالحديث ورجاله أنَّ اختلاف الأئمة في الرواة تعديلاً و تجريحاً من أظهر ما يكون فالمطالع لـ (تهذيب الكمال) للحافظ المزي مثلاً يجد أمثلة كثيرة جداً جداً في هذا الباب، وهذا مبني على اختلاف اجتهاداتهم، ونظرهم، وإذا كان الأمر كذلك فإنَّ الأمر ينظر له بمنظار قواعد أهل العلم عند تعارض الجرح والتعديل بين النقاد، وهي قواعد يعرفها أهل الفنِّ!.
ثالثاً: مما يدلُّ على اعتبار أهل العلم بتوثيق الحافظ العجلي.
تقدم في الترجمة المختصرة للحافظ العجلي مكانته وتقدمه في الفن، وأن كتابه في (الجرح والتعديل) كتاب عظيم النفع دال على سعة حفظه واطلاعه، لذا فقد مضى الأئمة على اعتماد أقوال العجلي، وحكايتها، بل والرد على من جهَّل راوياً وثبت توثيق العجلي له.
ومما يذكر في هذا المقام أنَّ الإمام الذهبي قد ذكره وعدَّه من الأئمة المعتمدين في الجرح والتعديل في كتابه (ذكر من يعتمد قوله في الجرج والتعديل) (الطبقة الخامسة: رقم 286/ص179) وأول مَنْ ذكر في هذه الطبقة الإمام البخاري.
و ذكره أيضاً الحافظ السخاوي في كتابه (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ) فصل (المتكلمون في الرجال) (344)، وكذا في كتابه الماتع (فتح المغيث) (4/ص 358 - ط علي حسين) مبحث (معرفة الثقات والضعفاء).
و سأعرض هنا جملة من العلماء أُدلل بهم على ما قدَّمتُ قبلُ:
1/ شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم الحراني (ت 728هـ)، في مواطن من كتبه، فمثلاً:
أ/ قال في (اقتضاء الصراط المستقيم) (1/ص236):" وأما عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان: فقال يحيى ابن معين وأبو زرعة وأحمد بن عبدالله: ليس به بأس .. ".
قلت: أحمد بن عبدالله هو العجلي، فأنت تراه يعول على كلام العجلي وينقله من غير وصمه بالتساهل أو نحوه.
ب/ وقال أيضاً (المصدر السابق) (1/ 237):" وأما أبو منيب الجرشي: فقال فيه أحمد بن عبدالله العجلي: هو ثقة، وما علمت أحداً ذكره بسوء وقد سمع منه حسان بن عطية، وقد احتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث".
قلت: لم يذكر شيخ الإسلام أحداً وثقه إلا العجلي، فنقل قوله من غير تعقب, معتمداً عليه!!
ج/ وقال أيضاً كما في (مجموع الفتاوى) (24/ 349) مجيباً عمن تكلم في راوٍ يسمى: عمر بن أبي سلمة، بأنَّ شعبة تركه، وتكلم فيه بعض الأئمة، فقال:" الجواب على هذا من وجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدها: أن يقال كل من الرجلين قد عدَّله طائفة من العلماء، وجرحه آخرون، أما عمر فقد قال فيه أحمد بن عبدالله العجلي: ليس به بأس، وكذلك قال يحيى بن معين: ليس به بأس، وابن معين وأبو حاتم من أصعب الناس تزكية .. ".
قلت: ظاهر من كلامه اعتماده في الجواب على قول العجلي وابن معين، في معارضة من جرَّحه!.
2/ الإمام الحافظ مؤرخ الإسلام شمس الدين أحمد بن عثمان الذهبي (ت741هـ)، تكلم في مواطن من كتبه، ففي بعضها اعتماد على توثيقه حيث يقول (وثقه العجلي) ويسكت ولا يتعقب، ومنها ما يعتبر قوله في الراوي جرحاً أو تعديلاً ويحكيه مع أقوال أئمة آخرين، فمثلاً:
أ/ أبان بن إسحاق المدني، ترجم له في (الميزان) (1/ص5) وقال:" قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، وقال أبو الفتح الأزدي: متروك. قلت- أي الذهبي-: لا يترك، فقد وثقه أحمد العجلي، وأبو الفتح يسرفُ في الجرح وله مصنف كبير إلى الغاية في المجروحين، جمع فأوعى، وجرح خلقاً بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم، وهو المتكلم فيه".
تنبيه: حصل في المطبوع من (الميزان) خطأ، حيث جاء فيه (وثقه أحمد والعجلي) فالواو زائدة، وهي خطأ، ينظر تعليق الدكتور بشار عواد على (تهذيب الكمال) للحافظ المزي (2/ص6) ترجمة (أبان بن إسحاق).
ب/ أسلم بن الحكم، ترجم له في (الكاشف) (1/رقم 343/ 242) وقال:" .. وثَّقه العجلي".
فلم ينقل توثيقه عن غيره!
ج/ عبدالله بن فروخ، عن مولاته عائشة، ترجم له في (الميزان) (2/ رقم4505/ 471) مصدراً قول أبي حاتم فيه وهو:" مجهول" ثم علَّق فقال:" قلتُ: بل صدوق مشهور، حدث عنه جماعة، وثَّقه العجلي، وما ذكر أبو حاتم له إلا راوياً واحداً، وهو مبارك بن أبي حمزة الزبيدي، وقال: مبارك أيضاً مجهول.". ينظر قول أبي حاتم في (الجرح والتعديل) لابنه (5/رقم638/ 137).
قلت: عبدالله بن فروخ هذا ترجم له الذهبي أيضاً في (الكاشف) (1/رقم 2905/ 584) فقال:" ثقة"، فهذا الراوي كما ترى لم يذكر الذهبي-رحمه الله- في ترجمته السابقة إلا توثيق العجلي فحسبُ، وعارض به تجهيل أبي حاتم، مما أداه ذلك إلى الحكم عليه بأنه صدوق، وفي الموطن الآخر: ثقة، فهذا دليل واضح على اعتباره رحمه الله بكلام الحافظ العجلي وأخذه به.
د/ معلى بن منصور الرازي، ترجم له في (الكاشف) (2/رقم5564/ 282) وقال:" قال العجلي: ثقة نبيل صاحب سنة، طلبوه على القضاء غير مرة فأبى، وكان من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد".
وهذا نصٌّ واضحٌ في اعتباره كلام العجلي؛ حيث لم ينقل في الترجمة سواه!.
هـ/ عبدالواحد بن عبدالله النصري، ترجم له في (الميزان) (4/ رقم 5294/ 674):" .. صدوق، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال أبو الحسن الدارقطني والعجلي وغيرهما: ثقة".
و في هذا النص تبيين واضح على اعتبار كلامه و حكايته مع كلام غيره من الحفاظ، والله أعلم.
وينظر: (ميزان الاعتدال) (1/ 450) و (4/ 674).
3/ الإمام الحافظ المتقن جمال الدين أبو الحجاج المزي (ت742هـ)، وكتابه (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) خير شاهد على اعتباره بكلام الحافظ العجلي في الراوي وسياقه له إما وحده إن لم يقف على قول لغيره و إما مع قول غيره من الأئمة جرحاً أو تعديلاً، والأمثلة كثيرة جداً، لكن أذكر بعضاً منها:
أ/ مثال لما يذكر فيه قول العجلي وحده دون غيره، إسحاق بن عبدالله بن الحارث القرشي، ذكر في ترجمته طبقته ومن قال بها، ثم قال:" وقال أحمد بن عبدالله العجلي: مدني ثقة" (تهذيب الكمال) (2/ 443).
ب/ ومثله أيضاً ما قاله في ترجمة: أسماء بن الحكم الفَزَاري، حيث قال:" قال العجلي: كوفي تابعي ثقة" ولم ينقل توثيقه عن غيره، ثم نقل قولاً للإمام البخاري لحديث رواه الفزاري، وقال فيه:" لم يتابع عليه"، وردَّ على قول البخاري بردٍّ مطولٍ، و بدايته:" قلت: ما ذكره البخاري رحمه الله، لا يقدحُ في صحة هذا الحديث و لا يوجب ضعفه، أما كونه لم يتابع عليه، فليس شرطاً في صحة كل حديث صحيح أن يكون لراويه متابعٌ عليه ... " (تهذيب الكمال) (2/ 533 - 535).
ج/ وأما من أمثلة نقله لقول العجلي مع قول غيره، فهذا كثير جداً، فمنه: ما جاء في ترجمة إبراهيم بن عقيل بن معقل اليماني الصنعاني، نقل فيه قول ابن معين والعجلي، وحادثة لأحمد بن حنبل معه. (تهذيب الكمال) (2/ 154 - 155).
(يُتْبَعُ)
(/)
د/ وأيضاً: بُرْد بن أبي زياد الهاشمي، نقل فيه توثيق العجلي والنسائي. (4/ 43).
وينظر: (تهذيب الكمال) (1/ 344) و (2/ 173 و213 و292 و521 و530) و (4/ 51 و252 و347) وغيرها كثير.
4/ الإمام الحافظ العلامة شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر الدمشقي المعروف بابن القيم (ت751هـ)، فقد نقل في مواطن من كتبه أقوالاً للحافظ العجلي معتبراً بها معولاً عليها، غير ناقد لها بحجة تساهله أو نحو ذلك، فمن ذلك:
أ/ ما قاله في (تهذيب السنن) (1/ 173 - 174) مجيباً على ابن حزم لتضعيفه حديثاً رواه أبو داود بسبب شريك وخصيف، وكلاهما ضعيف، قال:" شريك هذا هو القاضي، قال زيد بن الهيثم: سمعت يحيى بن معين يقول: شريك ثقة، وقال أيضاً: قلت ليحيى بن معين: روى يحيى بن سعيد القطان عن شريك؟ قال: لم يكن شريك عند يحيى بشيء، وهو ثقة ثقة. وقال العجلي: ثقة حسن الحديث .. ".
2/ قال أيضاً في (زاد المعاد) (5/ 708 - 709) راداً على ابن حزم في تضعيفه لإبراهيم بن طهمان، وأنَّه من الحفاظ الأثبات الثقات الذين اتفق الأئمة الستة على إخراج حديثه، ومنهم الشيخان، ولم يحفظ أن جرحه أو خدشه عن أحد، وقال:" .. عن ابن المبارك: صحيح الحديث، وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، وأبي حاتم: ثقة، وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل عن يحيى بن معين: لا بأس به، وكذلك قال العجلي، وقال أبو حاتم: صدوق حسن الحديث .... ".
وينظر: (الفروسية) له (ص 117 و132 - 134).
5/ الحافظ المحدث المؤرخ أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن الحسيني الدمشقي (ت765هـ). وجدت قولاً له فيه اعتماد على توثيق العجلي، حيث قال في (الإكمال في ذكر من له رواية في مسند أحمد سوى من ذُكر في تهذيب الكمال) (1/ رقم 115/ 170) ترجمة: جندب بن عبدالله الوالبي، قال:" قال العجلي: كوفي ثقة".
6/ الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت795هـ) تكلم في مواطن، منها:
أ/ قال في (جامع العلوم والحكم) (1/ ح16/ص 362 - ط شعيب) شارحاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب) فردد مراراً، قال: (لا تغضب) رواه البخاري.
قال:" يغلب على الظنِّ أن السائل هو جارية بن قدامة، ولكن ذكر الإمام أحمد عن يحيى القطان أنه قال: هكذا: قال هشام، يعني أن هشاماً ذكر في الحديث أن جارية سأل النبي صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: وهم يقولون: لم يُدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا قال العجلي وغيره: إنه تابعي وليس بصحابي".
قلت: و هو ظاهر في اعتماده على قول العجلي.
ب/ وقال في (جامع العلوم والحكم) أيضاً (2/ ح41/ 395) شارحاً حديث ابن عمرو مرفوعاً (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به).
:" قلت: تصحيح هذا الحديث بعيد جداً من وجوه: .. - فذكر عدة أوجه ومنها قوله- ومنها: أن في إسناده عقبة بن أوس السدوسي البصري، ويقال فيه: يعقوب بن أوس أيضاً، وقد خرج له أبوداود والنسائي وابن ماجه ... وقد وثقه العجلي وابن سعد و ابن حبان، وقال ابن خزيمة: روى عنه ابن سيرين مع جلالته. وقال ابن عبدالبر: مجهول. وقال الغلابي في (تاريخه): يزعمون أنه لم يسمع من عبدالله بن عمرو، وإنما يقول: قال عبدالله بن عمرو، فعلى هذا تكون رواياته عن عبدالله بن عمرو منقطعة، والله أعلم".
قلت: يظهر للمتأمل في كلامه السابق عدم اعتماده على تجهيل ابن عبدالبر، وإنما الميل إلى توثيقه، بناء على توثيق بعض أهل العلم له ومنهم العجلي!، وإنما المأخذ عنده الانقطاع في رواية عقبة عن ابن عمرو، والله أعلم.
ج/ وقال في (شرح علل الترمذي) (2/ 857):" قال العجلي: إذا قال سفيان بن عيينة: عن عمرو، سمع جابراً، فصحيحٌ. وإذا قال سفيان: سمع عمرو جابراً؛ فليس بشيء.
يشيرُ إلى أنه إذا قال: عن عمرو، فقد سمعه منه، وإذا قال: سمع عمرو جابراً، فلم يسمعه ابن عيينة من عمرو".
قلت: فأنت ترى أنَّه لم يكتف بنقل قول الحافظ العجلي فقط، بل وشرحه وبيانه، وهذا يدلك على اعتماده واعتباره لقوله، والله أعلم.
وينظر أيضاً: (شرح العلل) (2/ص819 و848 و 858).
7/ الحافظ أبو زرعة أحمد بن عبدالرحيم العراقي (ت826هـ) في مواطن:
أ/ قال في (ذيل الكاشف) (رقم 172/ 60):" جارية بن قدامة التميمي البصري، مختلف في صحبته ... وثقه العجلي، وقال: إنه تابعي، وابن حبان، وقال: إنه صحابي".
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيه: وقع خطأ في المطبوع من (الذيل) إذ فيه (وقال إنه تقي) والصواب كما أثبت، كما في (كتاب العجلي) (معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم) (1/ رقم 207/ 264).
ب/ ترجم لجندب بن عبدالله الوالبي، فقال:" قال العجلي: كوفي تابعي ثقة" (ذيل الكاشف) (رقم197/ 64).
ج/ وترجم لجندل بن والق الثعلبي، وقال:" وعنه خ وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال: صدوق ... وثقه ابن حبان، وقال العجلي: لا بأس به" (ذيل الكاشف) (رقم 199/ 64).
د/ وترجم لربيعة بن لقيط التجيبي، وقال:" وثقه العجلي وابن حبان" (ذيل الكاشف) (رقم 439/ 104).
د/ وترجم لرجاء بن أبي رجاء الباهلي، وقال:" وثقه العجلي وابن حبان" (ذيل الكاشف) (رقم 441/ 104).
هـ/ وترجم لعبدالله بن غالب، وقال:" وثقه العجلي وابن حبان" (الذيل) (رقم 810/ 163).
وينظر: (رقم 527/ 119) و (رقم 1665/ 301).
8/ الحافظ المحقق أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، فقد تكلَّم في مواطن كثيرة جداً من كتبه، فتجده يعتبر قوله و ينقله مع أقوال غيره من الأئمة، وهذا كثير جداً لمن طالع كتابه (تهذيب التهذيب) فلينظر، و في مواطن ينتقد بعض الحفاظ تجهيلهم لبعض الرواة بتوثيق العجلي لهم، وله مسلك آخر وهو اعتماد توثيق العجلي للرواي مع عدم وجود موثق له غيره، وفي مواطن أخرى ينقل يقول (وثقه العجلي) ويسكت!.
أ/ فمن أمثلة نقده لبعض الحفاظ في تجهيلهم لبعض الرواة ما جاء في (البراء بن ناجية) قال في (تهذيب التهذيب) (1/ 427):" قرأت بخط الذهبي في (الميزان): فيه جهالة، لا يُعرف. قلت- أي ابن حجر- قد عرفه العجلي وابن حبان فيكفيه". وقال في (التقريب) (رقم 656/ص165):" ثقة".
ب/ وقال في ترجمة (سعيد بن حيان التيمي الكوفي) من (تهذيب التهذيب) (4/ 19):" .. قال العجلي: كوفي ثقة، ولم يقف ابن القطان على توثيق العجلي فزعم أنه مجهول".
ومن أمثلة توثيقه لبعض الرواة مع عدم ذكره لغير العجلي موثِّقاً له:
أ/ قال مترجماً لحفص بن عمر بن عبيد الطنافسي في (التقريب) (رقم 1426/ 259):" ثقة "، و عند النظر في ترجمته المطولة من (تهذيب التهذيب) (2/ 409) نجده لم يذكر موثقاً غير العجلي.
ب/ قال مترجماً لأم الأسود الخزاعية، ويقال: الأسلمية في (التقريب) (رقم 8800/ 1377):"ثقة"، وعند النظر في ترجمتها من (تهذيب التهذيب) (12/ 459) نجده لم يذكر موثِّقاً غير العجلي.
وهناك أمثلة أخرى.
ومن أمثلة نقله لتوثيق العجلي و لا يعقب:
أ/ قوله في ترجمة إبراهيم بن أبي موسى الأشعري:" له رؤية، ولم يثبت له سماع إلا من بعض الصحابة، ووثقه العجلي" (رقم 201/ 110).
ب/ قوله في ترجمة زياد بن أبي مريم:" وثقه العجلي" (التقريب) (رقم 2111/ 348).
ج/ قوله في ترجمة سعيد بن حيان التيمي الكوفي:" وثقه العجلي" (التقريب) (رقم 2302/ 376).
د/ قوله في ترجمة سيف الشامي:" وثقه العجلي" (التقريب) (رقم2744/ 428).
وغيرها كثير.
وتبعه على هذه أيضاً تلميذه الحافظ السخاوي (ت902هـ) ينظر (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة) (1/ص 300 و335 و 339 و438 و529) و (2/ 30 و55) وغيرها كثير.
رابعاً: الخلاصة:
مما تقدَّم يظهر للمنصف بجلاء أنَّ القول بتساهل الحافظ العجلي ليس صحيحاً فيما يظهر لي، و أن الحافظ العجلي له مكانة ومنزلة عالية بين الحفاظ والنقاد، وأنَّ كتابه يعد من أعظم الكتب وأنفعها كما شهد بذلك عدد من أهل العلم، فالله أسأل أن يرحم جميع علمائنا السابقين واللاحقين، وأن يغفر لنا ولهم، والحمد لله أولاً وآخراً ظاهراً وباطناً، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=344828
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 12:40]ـ
جزاكم الله خيرا على نقل هذا المبحث
إلا أنه يؤخذ عليه أنه ذكر ما له ولم يذكر ما عليه!
فهناك عدد كبير من الرواة الذين تفرد العجلي بتوثيقهم ونص باقي النقاد على أنهم مجاهيل!
هذا أولا
ثانيا: لم يذكر أحد من الأئمة السابقين أنه استقرى صنيع العجلي، وإنما غايته أن ينقل عنه قوله في راو من الرواة، وهذا لا يكفي في الحكم العام عليه، بخلاف صنيع العلامة المعلمي اليماني الذي هو مبني على الاستقراء والمقابلة والموازنة.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 02:01]ـ
جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.
ثم ينبغي النظر إلى أن التوطئة للاعتداد بأحكام الإمام العجلي رحمه الله من خلال ذكر اسمه ونسبه ومولده ووفاته!! ثم ذكر ثناء العلماء عليه وعلى علمه، ثم ذكر من نَقَلَ كلامَه في الرجال، كل هذا مما يشاركه فيه غيره من أئمة المحدثين ممن وصفوا بالتساهل، كالترمذي، وابن حبان، بل والحاكم، وغيرهم. فإنه يقال في ترجمتهم ما يزيد على ما قيل في العجلي من الحفظ والإتقان والإمامة في العلم، وكل ذلك مما لا دخل له في ما وصفوا به تساهل، والله أعلم.
لذا فالأمر مبني على الاستقراء، ولا شك أن الاستقراء يقتضي وصف العجلي بالتساهل، وخاصة فيمن تفرد بتوثيقه، من ضعيف أو مجهول، أو صدوق سيء الحفظ، ونحوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 05:04]ـ
للرفع, نرجو إثراء الموضوع أكثر,,,
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 08:38]ـ
هذا ما حرره شيخنا الشيخ أبو محمد عبدالله بن يوسف الجديع، فيما يتعلق بهذا الموضوع
قال الشيخ في كتابه الماتع تحرير علوم الحديث ص 324
طريقة العجلي:
أطلق بعض المتأخرين أن العجلي يوثق المجهولين، وقد تتبعت كتاب العجلي المسمى: " معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث، ومن الضعفاء , وذكر مذاهبهم وأخبارهم "، فوجدته في الغالب متين العبارة، موافقاً لكلام غيره من نقاد المحدثين، وذلك في تعديله وتجريحه، ويتفرد عن كبار الأئمة بتوثيق من لا يوجد لهم فيه توثيق، كما يشذ في قوله عنهم وهو في شيء قليل. وأقول: إذا أنصفت وجدت عامة كبار النقاد يتفرد أحدهم بتعديل لا يقوله غيره، ويخالف الجمهور في الشيء بعد الشيء، فإن عددناه مأخذاً على العجلي لزم أن يؤخذ على يحيى بن معين وأبي زرعة وأبي حاتم الرازي وغيرهم، لذا فالواجب أن يعتبر له نقده، فإن جاءت عبارته على الموافقة لعبارة سائر النقاد فذاك ظاهر القبول، وإن خالف أخضعنا قوله لقواعد الترجيح عند اختلاف الجرح والتعديل، وإن انفرد وجب قبول قوله والاحتجاج به كغيره، حتى يتبين بالحجة خطؤه.
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 02:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
الإمام العجلي إمام كبير في الجرح والتعديل وعدم نص الأئمة على تساهله في توثيق التابعين لايدل على عدم التساهل وقد ادعى المعلمي الاستقراء وهو من أهلها وخاصة إذا علمنا أن المعلمي له اطلاع تام على الرجال ومناهج النقاد ومن طالع كتبه عرف ذلك وأبرزها التنكيل ولايلزم من ذلك إطلاعه على المرويات لأن الحكم يكون على الراوي دون الحكم على منهج الإمام العجلي لأن المقارنة إنما تكون مع غيره من الأئمة.
واعتماد الأئمة على توثيقه لايلزم منه عدم تساهلة لأن الأئمة يذكرون أقوال أئمة الجرح والتعديل سواء المتساهل أوالمتشدد أو المعتدل لافرق وقد يستدركون على أحد الأئمة حسب النشاط وتبيين منزلته حسب مايراه وهو قليل في المصنفات بل تراه نادرا في جنب ما ألف في الجرح والتعديل - وهو يعد من الفوائد والنكت - وإذا أردت أن تعرف مكان ناقد فلا ينبغي لك أن تقارنه بأقوال الذهبي أو ابن حجر بل ولاينبغي لك أن تجعل المقارنة انتقائية وتأتي بأمثلة بل لابد من مراجعة جميع أقواله وتذكر الترجيح في الرجل ويلزم من ذلك استبعاد المتفق على توثيقهم والمتفق على تضعيفهم ويبقى المختلف فيهم ثم تنظر في جانب من يكون هذا الإمام عند المقارنة هل هو في الجانب المتساهلين أم المتشددين أم المعتدلين
والمعلمي قد ادعى الاستقراء وذهب ولم يطالبه أحد بالدليل فمن أراد أن ينقض قوله فلابد أن يأتي بمثل مادعاه
ولئن كتب الله في العمر بقية وفي الوقت فراغ وإعانة من المولى لأكتبن مايبين هذه المسألة من خلال استقراء كتابه معرفة الثقات ومقارنة أقواله بأقوال الأئمة وتبيين النسب فيها مايدل على الصواب في هذا والله المستعان وعليه التكلان
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:07]ـ
هذا ما حرره شيخنا الشيخ أبو محمد عبدالله بن يوسف الجديع، فيما يتعلق بهذا الموضوع
قال الشيخ في كتابه الماتع تحرير علوم الحديث ص 324
طريقة العجلي:
أطلق بعض المتأخرين أن العجلي يوثق المجهولين، وقد تتبعت كتاب العجلي المسمى: " معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث، ومن الضعفاء , وذكر مذاهبهم وأخبارهم "، فوجدته في الغالب متين العبارة، موافقاً لكلام غيره من نقاد المحدثين، وذلك في تعديله وتجريحه، ويتفرد عن كبار الأئمة بتوثيق من لا يوجد لهم فيه توثيق، كما يشذ في قوله عنهم وهو في شيء قليل. وأقول: إذا أنصفت وجدت عامة كبار النقاد يتفرد أحدهم بتعديل لا يقوله غيره، ويخالف الجمهور في الشيء بعد الشيء، فإن عددناه مأخذاً على العجلي لزم أن يؤخذ على يحيى بن معين وأبي زرعة وأبي حاتم الرازي وغيرهم، لذا فالواجب أن يعتبر له نقده، فإن جاءت عبارته على الموافقة لعبارة سائر النقاد فذاك ظاهر القبول، وإن خالف أخضعنا قوله لقواعد الترجيح عند اختلاف الجرح والتعديل، وإن انفرد وجب قبول قوله والاحتجاج به كغيره، حتى يتبين بالحجة خطؤه.
بارك الله فيك وفي الشيخ ابي محمد(/)
هل حب الزوجة الكتابية والقريب الكافر يعارض عقيدة الولاء والبراء؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 08:58]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فيتثر بعض أهل الأهواء شبهة في الولاء والبراء بأن المؤمن يجوز له الزواج بالكتابية، وأن النبي (ص) كان يحب عمه أبا طالب ...
ويعارضون بذلك النصوص الكثيرة المحكمة في هذا الأصل من أصول الدين.
وهذا جواب على هذه الشبهة محرر للعلامة الشيخ عبد الرحمن البراك ـ حفظه الله ـ كشف فيه زيف هذه الشبهة، وأبان الحق في المسألة.
وهذا نص السؤال:
هل يصح الاستدلال على جواز محبة الكفار بقول الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} حيث قالوا: إنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ,وهي كافرة , والمودة لازمة الحصول بينهم؟ هل المودة تعني الحب؟
الحمد لله، قد فرض الله موالاة المؤمنين، وحرم مولاة الكافرين قال الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [(71) سورة التوبة]
وقال تعالى {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [(73) سورة الأنفال]
وقال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران]
وقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. الآية} [(22) سورة المجادلة]
والود، والمودة بمعنى المحبة، والمحبة نوعان:
1 - محبة طبيعية كمحبة الإنسان لزوجته، وولده، وماله، وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [(21) سورة الروم]
2 - محبة دينية؛ كمحبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله، ورسوله من الأعمال، والأقوال، والأشخاص.
قال تعالى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [(54) سورة المائدة]
وقال النبي (ص):" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد .. الحديث ".
ولا تلازم بين المحبتين بمعنى: أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني؛ كمحبة الوالدين المشركين فإنه يجب بغضهما في الله، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة، فإن الإنسان مجبول على حب والديه، وقريبة، كما كان النبي (ص) يحب عمه لقرابته مع كفره، قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [(56) سورة القصص]
ومن هذا الجنس محبة الزوجة الكتابية؛ فإنه يجب بغضها لكفرها بغضا دينيا، ولا يمنع ذلك من محبتها المحبة التي تكون بين الرجل وزوجه، فتكون محبوبة من وجه، ومبغوضة من وجه، وهذا كثير،
فقد تجتمع الكراهة الطبيعية مع المحبة الدينية كما في الجهاد فإنه مكروه بمقتضى الطبع، ومحبوب لأمر الله به، ولما يفضي إليه من العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [(216) سورة البقرة].
ومن هذا النوع محبة المسلم لأخيه المسلم الذي ظلمه فإنه يحبه في الله، ويبغضه لظلمه له؛ بل قد تجتمع المحبة الطبيعية، والكراهة الطبيعية كما في الدواء المر: يكرهه المريض لمرارته، ويتناوله لما يرجو فيه من منفعة.
وكذلك تجتمع المحبة الدينية مع البغض الديني؛ كما في المسلم الفاسق؛ فإنه يحب لما معه من الإيمان، ويبغض لما فيه من المعصية.
والعاقل من حكّم في حبِه وبغضِه الشرعَ والعقلَ المتجرد عن الهوى، والله أعلم.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 01:09]ـ
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
جزاكم الله خيراً، و أجزل لكم المثوبة و الأجر الوفير ..
و مثل هذا، إن صحّ القياس ..
قد يكره الإنسان مجالسة بعض الصالحين، لأسباب شخصية .. كسوء فهمٍ مثلاً، أو خلافه ...
فإذا قرأ قول الله تعالى: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فُرُطا " (الكهف: 28).
لزم الأمر، " و إنّها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ".
أختكم: إيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الكناني]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 01:33]ـ
الأخ عبدالرحمن جزاك الله خيراً ..
المشكلة ليست في مجرد الجمع النظري بين المحبة الطبيعية والبغض الديني ..
المشكلة هي في الجمع بين موجب الأمرين ..
فمن موجبات البغض الديني عدم البدء بالسلام مثلاً وعدم المخالطة إلا إذا طمع في إسلام الكافر وإظهار البغض له ..
وموجبات المحبة الطبيعية هي المخالطة والانجذاب والتبسط وهي موجبات تتعارض مع موجبات البغض في الله ..
وفي رأيي القاصر أن الأقوى في المسألة هو استثناء بعض الصور من موجبات البغض الديني لوجود المانع المشروع مع وجوب بقاء البغض القلبي.
وهذه الصور قليلة منها: الوالدان الكافران والزوجة ومن يُطمع بإسلامه من الكفار ومن يُرجى خيره لمصلحة الأمة كذلك ..
فيُقال إن مثل هؤلاء الذين وُجد منهم أسباب المحبة الطبيعية مُستثنون من وجوب إظهار موجبات البغض الديني لهم للمصلحة الراجحة .. وهذا من التخفيف الذي يتبع التشريع ..
فلما شرع الله لنا نكاح الكتابيات خفف عنّا فلم يوجب علينا إظهار موجب البغض في الله لأن هذا مما لا تكاد تطيقه النفس أعني إظهار موجبات الحب والبغض لشخص واحد حتى لو قيل إن المحبة طبيعية والبغض ديني ..
والمسألة بحاجة إلى مزيد تأمّل والله أعلم بالصواب.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 01:55]ـ
بارك الله فيكم جميعا!
أخي أبو عمر، لو تتوسع في طرحك، ففيه فائدة إن شاء الله.
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
لله درك أخي أباعمر.
لقد أشكل علي جواب الشيخ البراك وفقه الله
فكبف أجمع بين حب شخص وبغضه في آن واحد
ولم أستطع إستيعابه،ولكن بتوضيحك زال مالدي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 04:48]ـ
بارك الله فيكم
لا يظهر أن الجمع نظري، ولذا يستقيم مع الأقسام الأخرى، أما استثناء بعض موجبات البغض= فنعم يستثنى ما ورد النص باستثنائه؛ كالمخالطة للحق الواجب؛ مثل: حق الزوجة والوالد الكافر.
أما إظهار بغض دينهم فهو باق لابد منه؛ لورد النص عليه كما في قول إبراهيم: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} وقوله: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.
وينظر في السلام هل ورد ما يدل على استثنائه أو لا، والظاهر أنه لا يستثنى.
والله أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:10]ـ
الأخ عبدالرحمن جزاك الله خيراً ..
المشكلة ليست في مجرد الجمع النظري بين المحبة الطبيعية والبغض الديني ..
المشكلة هي في الجمع بين موجب الأمرين ..
فمن موجبات البغض الديني عدم البدء بالسلام مثلاً وعدم المخالطة إلا إذا طمع في إسلام الكافر وإظهار البغض له ..
.
قال الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)
والزوجة الكتابية من هذا القبيل
وأنا أسأل " هل من حكمة في إباحة نكاح نساء أهل الكتاب "؟
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 06:13]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم يا شيخ عبدالرحمن.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقرئ
وأنا أسأل " هل من حكمة في إباحة نكاح نساء أهل الكتاب "؟
ذكر فضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله- في إجابته لبعض المسائل المتعلقة بأهل الكتاب الحكمة من إباحة نكاح نساء أهل الكتاب وعدم إباحة المسلمات لرجال أهل الكتاب:
.. فإن قيل فما وجه الحكمة في إباحة المحصنات من أهل الكتاب للمسلمين وعدم إباحة المسلمات للرجال من أهل الكتاب، فالجواب عن ذلك- والله أعلم- أن يقال: إن المسلمين لما آمنوا بالله وبرسله وما أنزل عليهم ومن جملتهم موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام ومن جملة ما أنزل على الرسل التوراة المنزلة على موسى والإنجيل المنزل على عيسى، لما آمن المسلمون بهذا كله أباح الله لهم نساء أهل الكتاب المحصنات فضلا منه عليهم وإكمالا لإحسانه إليهم، ولما كفر أهل الكتاب بمحمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه من الكتاب العظيم وهو القرآن حرم الله عليهم نساء المسلمين حتى يؤمنوا بنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، فإذا آمنوا به حل لهم نساؤنا وصار لهم ما لنا وعليهم ما علينا والله سبحانه هو الحكم العدل البصير بأحوال عباده العليم بما يصلحهم الحكيم في كل شيء تعالى وتقدس وتنزه عن قول الضالين والكافرين وسائر المشركين.
وهناك حكمة أخرى وهي: أن المرأة ضعيفة سريعة الانقياد للزوج فلو أبيحت المسلمة لرجال أهل الكتاب لأفضى بها ذلك غالبا إلى دين زوجها فاقتضت حكمة الله سبحانه تحريم ذلك. اهـ
مصدر الفتوى ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=80)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[17 - Apr-2007, صباحاً 12:18]ـ
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
أود أن أضيف فائدةً استفدتها من أستاذة لي في تحريم زواج المسلمة من الكتابيّ، ألا وهي:
إنّ من طبيعة النساء في الغالب رغبتها بالارتباط بمن يعلوها أو يماثلها على أقل تقدير .. بخلاف الرجل الذي لا يُضيره أن يرتبط بمن هي أقل منه ...
و الكتابيّ دُون المسلم، قال الله عزّ وجلّ: " و لا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا و لعبدٌ مؤمنٌ خيرٌ من مشركٍ و لو أعجبكم ".
فكيف ترتبط المسلمة بمن هو دُونها؟!، و في هذا تكريم و رفعة و إعلاء من شأن المرأة المسلمة التي لا تُعطى إلا لمن يستحقها ديناً و خلقاً في المقام الأول ...
فياليت بعض نساء قومي يعلمن!
هذا .. و الله أعلم و أحكم.
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[17 - Apr-2007, صباحاً 12:40]ـ
هذا شيء مستحيل كيف أحبه وأبغضه
كيف أجمع متناقضين
النفس البشرية لا تقوى على ذالك
وأرجعوا لكتب علم النفس
شكرا
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[17 - Apr-2007, صباحاً 02:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن حفظك الله، هل من الممكن أن تبيّن ما الفرق بين المحبّة الطبيعيّة -المودّة الطبيعيّة للمشرك كالزوجة والوالد ونحو ذلك- وبين حب الكفّار لأجل دنياهم؟ أو قراباتهم أو مالهم؟
وإظهار البغض لدينهم ولهم هل يمكن أن يجتمع مع حبّهم؟
قصدي لنفترض أن لي قريبا مشركا .. فهل أكون مبغضا له -لأنه مشرك- وفي نفس الوقت أجد في نفسي مودّة تجاهه؟ فيكون الحال هكذا طبيعيا -ولا حرج فيه؟ -
يعني لو كان ممكنا تبيّن:
حقيقة المحبّة الطبيعية -وضوابطها وحدودها-
حقيقة محبّة المشركين لأجل دنياهم -أو ما يُسمّى بالموالاة الصُغرى- ما ضابطها؟
بعدها توضّح الفرق بينهما لو تكرمت .. ربّما هذا يسهّل علينا الفهم ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 01:25]ـ
لا أشعر أن ثمَّ مشكلة، وفي الأمثلة المتنوعة التي ضربها الشيخ البراك ما يلامس واقع كل شخص منا، وقصة إبراهيم خير شاهد، فقد كان محبًا لأبيه؛ لأنه أبوه وله حق عليه، ولذا دعاه وحرص على هداه ووعده بالاستغفار له، وفي المقابل تبرأ منه وأبغض دينه وأنكر عليه.
وقس على هذا.
ـ[خلف الكواليس]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 04:09]ـ
لا توجد أية مقارنة
فالعلاقة الزوجية تختلف فهيا حميمة وإندماج روحين
لذالك تختلف عن علاقة الإبن بالأب
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 05:54]ـ
هذا شيء مستحيل كيف أحبه وأبغضه
كيف أجمع متناقضين
النفس البشرية لا تقوى على ذالك
وأرجعوا لكتب علم النفس
شكرا
أخي الكريم خلف الكواليس:
إن النفس البشرية السوية لتقوى على الجمع بين المشاعر المتضادة في آن واحد، فهذا الرجل تحمله القسوة على تأديب ولده مع أن قلبه يذوب رقة وحناناً عليه، فهو جامعٌ بين القسوة والغلظةِ من جهة وبين الرقة والشفقة من جهة أخرى، وهذا اللص الفقير ينظر إليه أحدنا من باب الشرع فتأخذه الحمية لدين الله عز وجل في ردعه وزجره بالعقاب الشرعي، وننظر إليه نظرة شفقة ورحمة لحاله، وقس على ذلك، ومنه ما جرى على ألسنة بعض الصحابة من رحمة الكفار والشفقة عليهم إذا نظر لهم من جهة القدر لا الشرع.
بل إن الرجل المسلم المطيع لله جل وعلا قد يأتي المعصية عن شهوة وحب لها، وفي الوقت ذاته يقع في قلبه شيء من الكراهية لها والانقباض عنها لأنه عصى فيها الله عز وجل، ولهذا قال من قال من أهل العلم أن المعصية إنما تكون كبيرة إذا اقترن بحال صاحبها قلة المبالاة وعدم التعظيم لله عز وجل، وتصغر إن خالطها وشابها الاعتراف والانقباض، وهو ما مال إليه ابن تيمية وغيره من الأئمة رحمهم الله جميعاً، فهذا عاص لله محب للمعصية، وفي الوقت نفسه يجد في قلبه شيئاً من الانقباض والنفور عنها، مع كونه ممارساً لها.
وممن صور الثنائية النفسية أبدع تصوير أبو الطيب المتنبي في رثاءه لفاتك، عندما قال:
الحزن يُقلق والتجمّل يردعُ .......... والدمع بينهما عصيٌّ طيّعُ
إنّي لأجبن عن فراق أحبتي ......... وتُحسُّ نفسي بالحمام فأشجعُ
ويزيدني غضبُ الأعادي قسوةً ......... ويُلمُّ بي عتب الصديق فأجزعُ
وهي من عيون شعره، بل من عيون المراثي الشعرية التي نطق بها أدباء العربية.
المقصودُ أنَّ الحسَّ والواقع يشهدان بجريان بعض المشاعر المتضادة المتعارضة في النفس البشرية، دون أن يؤثر ذلك على السلوك أو يوقع في الاضطراب، ومن ذلك حب الرجل المحبة الطبيعية لزوجه النصرانية أو اليهودية، مع بغضه لدينها ونحلتها وطائفته وبغض تدينها به وانتحالها له، فلا يعارض هذا هذا البتّة، ومن زعم غير ذلك فقد خالف شيئاً مشهوداً متسقرّاً في الفطر السويّة السليمة، كما أوردت لك سلفاً من الأمثلة ما يدلُّ عليه.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 06:33]ـ
عندما يبغض المسلم الكافر يبغضه لا كإنسان بل يبغضه لأفعاله وكفره ولكن من أحب زوجة كتابية يحبها للذة جسدية مجردة ويبغض أفعالها الكفرية واتباعها لدينها فليس في الأمرين أي تناقض وإجابة الشيخ البراك شافية كافية جزاه الله خيرا وجزا الله الشيخ عبد الرحمن السديس لطرحه للموضوع ويخطر ببالي بحث في التفسير الموضوعي بعنوان: (الحب والمودة في القرآن الكريم) فهل من يعدنا بإنجازه؟ جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Apr-2007, مساء 07:47]ـ
لا أدري ما الإشكال في هذه المسألة!
من صور الجمع بين النصوص التي ظاهرها الاختلاف = الجمع بالنظر إلى المحلِّ
ويمكن أن يُفاد من هذه الطريقة من طرق الجمع بين النصوص في فهم المسألة:
محلُّ الحب مختلفٌ عن محلِّ البغض
فإذا كان المحلان مختلفين فلا تعارض
ـ[المقرئ]ــــــــ[18 - Apr-2007, مساء 04:44]ـ
وأنا أسأل " هل من حكمة في إباحة نكاح نساء أهل الكتاب "؟
ومن أعظم حكم الجواز هو أن المصاهرة سبب للدعوة إلى الإسلام من أبوين وإخوة وأخوات وأقارب فإذا رأوا تعامل المسلمين وحقوق الزوجات تأثروا وانتفعوا كما أنه من حكم تعدد النبي صلى الله عليه وسلم هو مصاهرته لأكثر قبائل العرب لتقترب منه ويكون من أسباب إسلامهم
ـ[همام بن همام]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 08:51]ـ
رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من طبق الولاء للمؤمنين والبراء والبغض للكافرين، خاطبه ربه جل وعلا بقوله: ? إنك لا تهدي من أحببت ?، فأثبت له المحبة لعمه أبي طالب كما في سبب نزول هذه الآية.
فسبحان من جمع بين الحب والبغض في قلب خير البشر أجمعين.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 09:32]ـ
ما تأويل قوله تعالى: ? أحببت ?
؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 09:37]ـ
? إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ?
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 10:03]ـ
سبب النزول:
عن أبى هريرة t، قال: قال رسول الله r لعمِّه عند الموت: «قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة». فأبَى، فأنزل الله ? إنك لا تهدى من أحببت? الآية.
قال شيخ الإسلام:
(كان من شدة حرصه r على هداهم، يَحصُل له ألم عظيم إذا لم يهتدوا، حتى يسليه ربه ويعزيه، كقوله تعالى: ?إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل?، وقال تعالى: ?إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء? ... ).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 10:55]ـ
قال فضيلة الشيخ: (كان النبي (ص) يحب عمه لقرابته مع كفره).
__
في المستدرك:
((عن أبي هريرة t قال: (لما حضرت أبا طالب الوفاة، أتاه النبي r وعنده عبد الله بن أبي أمية، وأبوجهل بن هشام، فقال له رسول الله r : أي عم! إنك أعظمهم عليَّ حقا، وأحسنهم عندي يدا، ولأنت أعظم حقا عليَّ من والدي، فقل كلمة تجب لك علي بها الشفاعة يوم القيامة، قل لا إله إلا الله، فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فسكت، فأعادها عليه رسول الله r فقال: أنا على ملة عبد المطلب، فمات، فقال النبي r : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فأنزل الله عز وجل: ?ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين? الآية ?وما كان استغفار إبراهيم لأبيه? إلى آخر الآية.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه؛ فإن يونس وعقيلا أرسلاه عن الزهري، عن سعيد)).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, صباحاً 10:56]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-:
(وقوله: ?إنك لا تهدي من أحببت? ظاهره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب أبا طالب، فكيف يؤول ذلك؟
والجواب: إما أن يقال: إنه على تقدير أن المفعول محذوف، والتقدير: من أحببت هدايته لا من أحببته هو.
أو يقال: إنه أحب عمه محبة طبيعية كمحبة الابن أباه ولو كان كافراً.
أو يقال: إن ذلك قبل النهي عن محبة المشركين.
والأول أقرب، أي: من أحببت هدايته لا عينه، وهذا عام لأبي طالب وغيره.
ويجوز أن يحبه محبة قرابة، لا ينافي هذه المحبة الشرعية، وقد أحب أن يهتدي هذا الإنسان، وإن كنت أبغضه شخصياً لكفره، ولكن لأني أحب أن الناس يسلكون دين الله).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 01:06]ـ
(أحببت هدايته لا عينه)
(وإن كنت أبغضه شخصياً لكفره)
(عينه) = (شخصياً)
ـ[كلمة حق]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 05:40]ـ
السلام عليكم
ان هذه المسالة اعني مسالة المحبة الطبيعية والمحبة الدينية من اكثرالاسباب التي جعلت عقيدة الولاء والبراء تلين وتتميع في وقتنا الحالي وخاصة لمن يقيم في البلاد الكافرة " اقول هذا عن مشاهدة شخصية "
وانا لطالما اردت ان اقنع نفسي بهذه الفروق ولم استطع لاني عجزت عن تطبيقها الى ان من الله علي بشرح العلامة الفوزان لنواقض الاسلام وقال انه لا توجد محبة طبيعية وقوله تعالى: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر .... الآية دليل على هذا الكلام
ثم كيف يحب الكافر طبيعيا ويكره دينيا؟
لو كان مسلما لقلنا يحب لاجل مافيه من صلاح ويكره لما فيه من شر
ولكن الكافر لا خير فيه البتة فكيف يحب؟
هذا ما اردت اضافته لان بعض ضعيفي القلوب جعلوا من هذه التفرقة سببا لمنع الناس من انتقاد الكفار وبيان ما هم عليه من ضلال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 03:55]ـ
أقوال بعض أهل التفسير في قوله تعالى ?إنك لا تهدي من أحببت?
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ) يا محمد (لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) هدايته (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) أن يهديه من خلقه, بتوفيقه للإيمان به وبرسوله. ولو قيل: معناه: إنك لا تهدي من أحببته لقرابته منك, ولكن الله يهدي من يشاء, كان مذهبا (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) يقول جل ثناؤه: والله أعلم من سبق له في علمه أنه يهتدي للرشاد، ذلك الذي يهديه الله فيسدده ويوفقه.
قال البغوي رحمه الله في معالم التنزيل: قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} أي: أحببت هدايته. وقيل: أحببته لقرابته، {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} قال مجاهد، ومقاتل: لمن قُدّر له الهدى، نزلت في أبي طالب قال له النبي صلى الله عليه وسلم: قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة، قال: لولا أن تعيرني قريش، يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع، لأقررت بها عينك، فأنزل الله تعالى هذه الآية (2).
قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير: "إنك لا تهدي من أحببت" من الناس وليس ذلك إليك "ولكن الله يهدي من يشاء" هدايته "وهو أعلم بالمهتدين" أي القابلين للهداية المستعدين لها، وهذه الآية نزلت في أبي طالب كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، وقد تقدم ذلك في براءة. قال الزجاج: أجمع المفسرون على أنها نزلت في أبي طالب، وقد تقرر في الأصول أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فيدخل في ذلك أبو طالب دخولاً أولياً.
قال السعدي رحمه الله في تيسير الكريم الرحمن: يخبر تعالى أنك يا محمد -وغيرك من باب أولى- لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية للتوفيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه، ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تعليقه على تفسير الجلالين: وقوله ? إنك لا تهدي من أحببت ? المؤلف قدره بقوله: "هدايته". من أحببت هدايته.
والصواب من أحببته. إنك لا تهدي من أحببته.
لماذا عدل المؤلف إلى: أحببت هدايته؟
قال: لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا يمكن أن يحب أبا طالب وهو كافر.
كيف؟!! فإن المؤمن لا يحب الكافرين.
ولكننا نقول الحب الطبيعي هذا لا ينافي الإيمان. الإنسان يحب مثلاً قريبه ولو كان كافراً لكنها محبة طبيعية كما تحب الأم ولدها؛ نعم المحبة الدينية هذه لا تجوز بين المؤمن والكافر ? لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم ?.
أيضاً المؤلف يقول: من أحببت هدايته. في الحقيقة لو أننا حملناها على ما قال المؤلف لكانت هذه تعم كل الناس لأن الرسول يحب أن يهدي كل الناس وليس فقط عمه أبا طالب، لكان من أحببته هذا يختص بأبي طالب أو غيره من أقاربه.
أيضاً لو أننا قلنا كما قال المؤلف لكان في الآية إضمار.
ما هو الإضمار على تقدير المؤلف؟ إضمار الهداية؛ لأن الأصل في ضمير الصلة أن يعود إلى نفس الصلة، ? وإنك لا تهدي من ? "مَن" هذا اسم موصول يعود على من؟ على أبي طالب، وعائد الصلة يعود على نفس الصلة. وبهذا تبين أن الراجح "من أحببته" من وجوه ثلاثة: وجه معنوي ووجهان لفظيان.
الوجه المعنوي أن الآية نزلت في أبي طالب، ولو أن "من أحببت هدايته" لكانت عامة.
الوجهان اللفظيان أننا إذا قدرنا "هدايته" لزم أن يكون في الآية شيئاً محذوفاً، والأصل عدم الحذف.
الوجه الثاني من الوجهين اللفظيين أن عائد الصلة يعود إلى موصول، فإذا عاد إلى "مَن" في قوله: ? من أحببت ? صار المراد من أحببته هو.
وأما ما لاحظ المؤلف فيما يظهر لي: أن المؤلف لاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يحب أبا طالب فالجواب عليه أن المحبة نوعان: محبة طبيعة، ومحبة شرعية.
فالمحبة الطبيعية لا تنافي المحبة الشرعية، فالشرعية قد تجتمع معها وقد تنفرد؛ فإذا كان المؤمن قريباً لك اجتمع فيه المحبتان، وإذا كان بعيداً منك وجد فيه محبة واحدة وهي الشرعية، فإذا كان قريب وهو غير مؤمن ففيه محبة واحدة وهي المحبة الطبيعية. اهـ
الشريط التاسع من تفسير سورة القصص الوجه الثاني.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 05:29]ـ
هذه الشبهة يطرقها كثير من أهل العصرنة والهوى ـ هدانا الله وإياهم ـ فيقولون:
لو وجب بغض الكافر لوجب بغض الزوجة الكتابيَّة، والله ـ عزَّ وجلَّ ـ أرادها مودَّة و رحمة بين الزوجين، وامتنَّ بها علينا! فمثلاً: هل أحبَّ عثمان بن عفَّان وحذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنهما ـ زوجتيهما الكتابيَّتين؟ فمن المؤكَّد: نعم! إنََّهما أحبَّا زوجتيهما، فإذا أحبَّا زوجتيهما، فهل سيحشران معهما؛ لأنَّ الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول: (المرء مع من أحب) ويقولون ذلك بقصد الإلزام للمخالف لهم؟!
والجواب عن هذه الشبهة ما يلي:
(أ) أنَّ الأصل في الكفَّار هو بغضهم وكراهيتهم وعدم حبهم، بمنطوق الآيات القرآنية الكثيرة والأحاديث النبويَّة المشتهرة.
(ب) أنَّ هذه المحبَّة الجارية بين الزوجين هي محبَّة زوجيَّة فطرية طبيعيَّة، وهي التي تقوم بين الأزواج عادة وليست مودَّة دينيَّة؛ فالحبُ هنا هو هوى النفس، فقد يحبُّ المسلم أمَّه الكافرة ويصلها لأنَّها أمَّه التي ولدته؛ فهو الحب الفطري الوجداني، ولكنَّه بالتأكيد يكره منها أنَّها كافرة بالله، ولما هي عليه من مخالفة دين الإسلام.
إذاً فمودَّة الزوج المسلم لزوجته الكتابيَّة هو من المباح الذي لا يؤاخذ الله عليه، وذلك لأنَّها مودَّة ينشئها الله في قلب الزوج لزوجته.
(ج) وقد يجاب عن ذلك بأنَّ هذه محبَّة خاصَّة بين الزوجين، لا تدلُّ على جواز محبَّة عموم الكفَّار.
والله أعلم وأحكم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 08:11]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا الطرح المهم، وقد أشكلت هذه المسألة على طالباتي المغتربات وكن يسألنني عنها،
حيث أن لهن أهل لم يسلموا، وفي الإجازات يسافرن إليهم، وكن يتقربن إليهم بالمعاملة الحسنة والهدايا، مع ما في قلوبهن من محبة طبيعية، فخفن أن يقدح هذا الأمرفي عقيدة الولاء والبراء.
وقد أجبت عليهن بأن هذه المحبة الطبيعية، والمحذور هو المحبة الإيمانية، ففرحت اليوم بفتوى الشيخ البراك حفظه الله تعالى وبارك في علمه.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 12:11]ـ
الحمد لله
في النفس - شيوخنا الكرام - شيء من تشبيه حب الزوجة الكتابية بحب الأبوين الكافرين .. فإن الرجل لا يملك إلا أن يحب أبويه وإن كانا كافرين لأنهما أنجباه .. أما الزوجة فإنه يوم نكحها كانت كافرة .. فكيف طابت نفسه أن ينكحها؟! .. وطبعا قبل الدخول بها والمعاشرة والأيام، لا يكون في قلبه هوى لها يمكن اعتباره شيئا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 01:50]ـ
فكيف طابت نفسه أن ينكحها؟!.
لأن الله أباحها.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 02:05]ـ
إلا أنّه يستحب الزواج من ذات الدّين من المسلمين
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن السديس
و لي استفسار حول هذه الآية: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. الآية} [(22) سورة المجادلة]
ما معنى المحادة لله و رسوله هنا و التي تستلزم أن لا يسمح بأن يوّاد من وقع فيها؟
وفقكم الله
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 02:52]ـ
معلوم أن الله أباحها يا شيخ عبد الرحمن أحسن الله إليكم
ولكن مقصودي أنه قبل الزواج بها لا يكون في قلبه إلا بغض كفرها، وليس بينها وبينه بعد ما يجلب المودة والرحمة من المعاشرة ونحوه .. لعلكم تفهمون ما أريد قوله فعباراتي ليست جيدة.
ـ[ألبان]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 04:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من حيث الجانب العلمي لا يمكنني أن أقول شيئاً في الموضوع إلا أن آخذ برأي العلماء. أما من حيث الجانب التطبيقي فألاحظ من خلال معاملتي مع أبي (حيث لا أستطيع وصفه بالمسلم لأن آثار الإلحاد الشيوعي ما زالت ظاهرة على فكره اللاديني) أني أحياناً أبغضه حتى أتمنى ألا يكون أبي عندما أراه يشتم المسلمين الملتزمين والدين. وأحياناً أشعر بأني أحبه حينما أراه يبذل جهده في رعايتي ومصلحتي. فبغضي له يرجع إلى الإيمان وحبي له يرجع إلى ذلك الشعور المجبول في نفس كل أنسان وهو حب الولد للوالدين.
ـ[أبو محمد المقدسي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 04:38]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فيتثر (!) بعض أهل الأهواء شبهة في الولاء والبراء بأن المؤمن يجوز له الزواج بالكتابية، وأن النبي (ص) كان يحب عمه أبا طالب ...
ويعارضون بذلك النصوص الكثيرة المحكمة في هذا الأصل من أصول الدين.
.
الشيخ عبدالرحمن سدده الله إذا كان من تقصدهم يستدلون بهذا على أنه ليس كل موالاة مكفرة فلماذا ننسبهم إلى أهل الأهواء مع العلم أن الذين يكفرون بكل موالاة أولى بأن ينسبوا إلى أهل الأهواء فأهل العلم المحققون من أئمة العصر يقررون أن موالاة الكفار شعب وكثير منها لايوجب الكفر ولم يقتصروا على المثال الذي أشرت إليه في كلامك بل يذكرون ولاء الطاعة والمداراة للمشركين والبشاشة والطلاقة لهم واستعمالهم في أمر من أمور المسلمين وعيادتهم والدخول عليهم ومصاحبتهم ومعاشرتهم، و استئمانهم وقد خوّنهم الله، و معاونتهم في بعض أمورهم، والتشبه بهم في الملبس والمأكل وغير ذلك، فبعض هذه الصور دلت الأدلة على جوازها، وبعضها حكم العلماء بحرمتها، لكن لم يقل أحد من العلماء بكفر من وقع فيها، فما هو جواب أهل الأهواء وقد قرر بعضهم أن الموالاة مكفرة بجميع صورها و قد علقوا مناط الحكم بالمعنى اللغوي لها وهو الدنو والقرب , أرجو أن تناقش المسألة بهدو دون التعرض للنيات أو حمل الكلام على غير المحمل الحسن
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 08:35]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
إذا كان من تقصدهم يستدلون بهذا على أنه ليس كل موالاة مكفرة ..... أرجو أن تناقش المسألة بهدو دون التعرض للنيات أو حمل الكلام على غير المحمل الحسن
إنما عنيت حفنة من الصحفيين تكلموا في هذا، وطعنوا في عقيدة الولاء والبراء وأثاروا عليها جملة من الشبهات.
أما النقاش في مفردات ما ذكرت = فليس عندي وقت له، وقد سبق نقاش للإخوة ـ وفقهم الله ـ حول كتاب الدكتور عبد الله القرني ـ وفقه الله ـ ولعل فيه طرف مما أشرت إليه فيمكن الرجوع له والإفادة منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المقدسي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 10:21]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ لكن أشكل عليّ تسميتك إياهم بأهل الأهواء وهم وإن كانوا أهل أهواء لكن هذه التسمية ألصق بغيرهم وعلى كل حال مادمت ترى التفصيل في مسألة الموالاة فالحمد لله على توفيقه.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 04:13]ـ
جزا الله الشيخ عبد الرحمن السديس خيرا و بارك فيه على نقل هذا الشرح العظيم عن العلامة عبد الرحمن البراك حفظه الله و نفع به ..
ـ[النجم]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 10:58]ـ
الأخ عبدالرحمن جزاك الله خيراً ..
المشكلة ليست في مجرد الجمع النظري بين المحبة الطبيعية والبغض الديني ..
المشكلة هي في الجمع بين موجب الأمرين ..
فمن موجبات البغض الديني عدم البدء بالسلام مثلاً وعدم المخالطة إلا إذا طمع في إسلام الكافر وإظهار البغض له ..
وموجبات المحبة الطبيعية هي المخالطة والانجذاب والتبسط وهي موجبات تتعارض مع موجبات البغض في الله ..
وفي رأيي القاصر أن الأقوى في المسألة هو استثناء بعض الصور من موجبات البغض الديني لوجود المانع المشروع مع وجوب بقاء البغض القلبي.
وهذه الصور قليلة منها: الوالدان الكافران والزوجة ومن يُطمع بإسلامه من الكفار ومن يُرجى خيره لمصلحة الأمة كذلك ..
فيُقال إن مثل هؤلاء الذين وُجد منهم أسباب المحبة الطبيعية مُستثنون من وجوب إظهار موجبات البغض الديني لهم للمصلحة الراجحة .. وهذا من التخفيف الذي يتبع التشريع ..
فلما شرع الله لنا نكاح الكتابيات خفف عنّا فلم يوجب علينا إظهار موجب البغض في الله لأن هذا مما لا تكاد تطيقه النفس أعني إظهار موجبات الحب والبغض لشخص واحد حتى لو قيل إن المحبة طبيعية والبغض ديني ..
والمسألة بحاجة إلى مزيد تأمّل والله أعلم بالصواب.كلام مقنع وفيه جمع للأدلة إلى حدما ......
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:11]ـ
بارك الله فيك اخي عبد الرحمن السديس ونفعنا الله بكم
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 01:53]ـ
دعوى بغض الكافر مطلقا غير صحيحة، فهم أنواع:
1 - لم تقم عليه الحجة، فهذا لا يشرع كرهه، ولا يشرع إظهاره له.
2 - أقيمت عليه الحجة، ولم يبدر منه عداء للإسلام ولا محادة لله ورسوله، فهذا لايحرم حبه ولا موادته، كأبي طالب.
3 - أقيمت عليه الحجة، وبدر منه عداء للإسلام وأهله ومحادة لله ورسوله، فهذا يحرم حبه وموادته، لتعارض حبه مع حب الله ورسوله ودينه. فمن استشعر حب لله ورسوله لم يشعر بحب من حادهما وعاداهما. ومثال هذا القسم أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا هو تنظير المسألة، وضابطها التطبيقي: التعامل بالفطرة. ولا أدل على ذلك من استعمال الإنسان فطرته في حياته الاجتماعية كحب والده، ومن أحب والده، وبغضه من عادى والده ولو كان صديقه؛ الذي لولا عداوته لوالد لكان حبيبا له.
هذه خلاصة بحث في هذه المسألة أحببت أن أشارك بها الإخوة، ومن كان له عليها ملاحظة فليبدها مشكورا.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 03:04]ـ
(العز بن عبدالسلام)،
لا أدري ما أدلتك على ما تقول .. فإنه عجب.
أما في النقطة الأولى .. فيكفيك ما جاء في صحيح مسلم: ((إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب)) ..
فالله أبغض الكافرين الذين هم أهل فترة من الرسل قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. لمجرد كفرهم وشركهم بالله.
وبغض الله لهم لا يعني أنهم معذبون قبل الحجة ..
فالعبد يحب ما يحبه الله، ويبغض ما يبغضه الله .. ومن لا يفعل ذلك، فعنده خلل في إيمانه.
-------
أما في النقطة الثانية .. فهذا أيضاً باطل ..
فمجرد امتناعه عن الحق وسبّه لله تعالى ليل نهار، باتخاذه شريكاً له في الألوهية، يكفي به داعياً لبغضه والبراءة منه.
سأكتب في ذلك بحث موسع إن شاء الله، وأرد فيه على جميع الشبهات.(/)
الفوائد العلمية على السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 09:26]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه فوائد علمية اقتنصتها لإخواني من تعليقات العلامة ابن عثيمين على كتاب " السياسة الشرعية " لشيخ الإسلام ابن تيمية، عسى الله تعالى أن ينفع بها الكاتب وإخوانه وسائر المسلمين.
فوائد من تعليقات الشيخ العلامة ابن عثيمين على " السياسة الشرعية " لشيخ الإسلام ابن تيمية.
فائدة 1 - سؤال: من تُليت عليه آية أو حديث في قطع يد السارق فتأفف، وقال: لا يمكن الآن إقامة مثل هذه الحدود، ويضحك علينا الغرب!!، ونكون عرضة لاستهزائهم! فما حكمه؟
الجواب:
[أخشى أنم تكون ردة، لأن هذا رد أحكام الله، أما قوله يسخر بنا الغرب!!، فنقول له: حتى قولك: [أشهد ألا إله إلا الله] يسخر بها الغرب!
فأنا أخشى أن يكون مرتدا، عليه بالتوبة إلى الله عزوجل].
فائدة 2 - اعترض الزنادقة على حكم قطع اليد، فقالوا:
كيف تكون قيمة اليد إذا قُطعت هو (500) دينار، أي نصف الدية، وتُقطع بربع دينار؟!
فأجاب العلماء عن ذلك بجوابين:
1 - أنها لما كانت أمينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت.
2 - أنها تُقطع في ربع دينار حفظا للأموال، وتُودى ب (500) دينار حفظا للنفوس.
3 - والثاني أجود ولعله الأصح.
فائدة 3 - السؤال: من قال: إن قطع يد السارق تشويه للمجتمع فهل هذا كفر؟
[نعم، هذا قد يكون كفرا بالشريعة].
فائدة 4 - [سبب التأويلات الخاطئة هو الاعتقاد ثم الاستدلال، فيحمله ذلك على تحريف النصوص].
فائدة 5 - السؤال: هل يقدم الحكم أو الإصلاح عند القاضي؟
[على تفصيل، على حسب الحال، إذا تبين للقاضي صواب أحدهما فإنه لا يجوز الصلح، ولا عرض الصلح.
أما إذا اشتبه الحكم على القاضي بحيث تكون الأدلة عنده متكافئة، أو في القضية فيكون هناك ملابسات لم تتبين له، فهنا يسعى في الصلح، فإن وافقوا على الصلح، وإلا صرفهما حتى ينظر].
فائدة 6 - [إذا كان في حكم القاضي بين جهتين لأحدهما مفسدة لسبب من الأسباب، قوة أحد الجهتين وتمكنها مثلا، حينئذ نقول للقاضي احكم بالحق، ثم اسع بالصلح، ولا يجوز له أن يسعى بالصلح قبل الحكم بالحق إذا تبين الحق؛ ولا بأس أن يحيل هذه القضية إلى قاضي آخر أعلم منه].
فائدة 7 - هؤلاء الذين يفعلون ذلك (أنه يوجد في بعض البلاد الإسلامية أن الخمر يُشرب علنا، ويُباع في السوق، ويُجعل في الثلاجات) هؤلاء الذين يفعلون ذلك، هل يقال إنهم مستحلون ذلك أو غير مستحلين؟ الجواب مستحلين له لا شك، كيف يُرَخّص له هذا الترخيص العام، وفي الأسواق، ويُعطى رخصة إلا وأنه يرى أنه حلال، لو أنه حرام ما فعل هذا؛ وقد ذكر العلماء أنه من استحل الخمر فهو كافر، إلا أن يكون حديث عهد بإسلام، لم ينشأ في بلاد الإسلام، فهذا يُعلم، ولكن من نشأ في بلاد الإسلام يقرأ القرآن، ويقرأ السنة، ثم يقول: الخمر حلال!! فهذا لا شك أنه كفر، مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف]، وهذا الحكم فيمن استحله للمسلمين لا للكفار].
فائدة 8 - السؤال: الذين يقيمون في دول الكفر للتجارة وشبهها، هل لهم أن يؤمروا عليهم أحدهم في إقامتهم تلك، يصدرون بأمره، ويحل مشاكلهم، ويقضي بينهم؟
[أما كونه مرجعا لهم في مشاكلهم فلا بأس، وأما بالحكم العام فلا، فلو جعلوا أميرا على أن يطبق الشريعة في ظل هذه الدولة الكافرة ظاهرا، وينابذ الدولة، لا يجوز لأنه يُلقي بنفسه إلى التهلكة، لكن في مشاكلهم الخاصة فلا بأس أن يجعلوا أميرا كما يجعلون مفتيا مثلا].
فائدة 9 - السؤال: لو أن طالبا سمع طالبا آخر يغشش طالبا فسمع الجواب فهل يجوز له أن يكتبه في ورقة امتحانه - هذا الجواب الصحيح -؟!
[إنما رزق ساقه الله إليه، وقد يؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم " إنما أطعمه الله وسقاه ".
ولكن يجب عليه أن يُبَلّغ عليهما وجوبا].
فائدة 10 - [(الأخذ من ثمر نخل الشوارع) هذا الظاهر أنه مسموح به لكن يأكل ولا يأخذ].
(يُتْبَعُ)
(/)
فائدة 11 - [يغلط بعض الناس حينما يقولون إن أخت المرأة وعمتها وخالتها محرمات إلى أمد، فهذا غلط لأن هذا لا يوافق الكتاب ولا السنة، وإنما حرم الله عزوجل بالنسبة لأخت المرأة وعمتها وخالتها هو الجمع، لأن الله تعالى قال وأن تجمعوا بين الأختين .. ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [لا يجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها]، فهي ليست حراما بعينها.
فمن فعل ذلك (أي جمع بين المرأة وأختها أو .. ) كان زانيا، يطبق عليه حد الزنا].
فائدة 12 - [لا بأس من تمكين من قُطعت يده من المحاربين، أن يركب يدا صناعية لأنها ليست كالطبيعية].
فائدة 13 - [لو فرضنا أن امرأة قطعت ذكر رجل، انتفت هنا المماثلة، فالقصاص يُشترط فيه المماثلة في الاسم والموضع،فلا يُقطع خنصر ببنصر، ومثل هذه المرأة تدفع الدية].
فائدة 14 - [الزاني غير المحصن إذا كان في تغريبه زيادة في فساده فإنه لا يغرب، وفي نفس الوقت لا يحبس، أي لا يحل الحبس بدل النفي، بخلاف الحاربين قطاع الطرق، فإن واحدهم إذا كان نفيه ليس فيه مصلحة، أيْ بأن يَتَكَفّى الناش شره، فإنه حينئذ يحبس بدل النفي، والفرق بين الأمرين: أن الأول وهو الزاني هذا لمصلحته، والثاني لمصلحة المسلمين حبسه].
فائدة 15 - [إنكار القياس طعن في الشريعة، والقرآن مملوء بالقياس، فكل الأمثال التي ضربها الله عزوجل للدنيا، أو لغيره فهي من أنواع القياس].
فائدة 16 - [لو أن رجلا باع عبدا لرجل، وكان العبد غالٍ عنده وعزيز، فقال له: أبيعك إياه على ألا تبيعه لغيري إذا أردت بيعه، فهذا جائز على الصحيح، وكذلك إذا باع رجل بيتا وقال على شرط أن توقفه على طلبة العلم، فوافق، فهذا جائز على الصحيح].
فائدة 17 - [الإضراب عند الأكل والشرب حتى الموت جوعا، صاحبه في النار، حتى ولو كان لمصلحة الإسلام فهذا لا يجوز إن كان يؤدي به للموت].
فائدة 18 - [الاستخارة تقدم على المشورة، والمستشار ينبغي أن يتوفر فيه شرطان:
الرأي والدين].
فائدة 19 - [إن الإمام إذا أثنى في القنوت على الله عز وجل، فإن المأموم يقول: سبحانه، أو جل وعلا، أو ما شابه، ولو سكت فلا بأس، وتسبيحه أدعى للمتابعة، لكن دون التأمين في رفع الصوت، وأفضل أن يكون سرا، وإذا قال في ذلك: يا الله ليس بجيد لأنه ليس محل دعاء].
فائدة 20 - [إذا أدركت ركوع الإمام دون أن تدرك التسبيح، فإنك تكون مدركا للركعة ولو لم تسبح].
فائدة 21 - [إذا كان المناظر عنده حجة تقطع الجدال، وينقطع بها الخصم، فليأت بها حتى ينقطع الجدال، وحتى لا تطول عليه المناظرة].
فائدة 22 - السؤال: الموظفون الذين يتعاملون أو يعملون في شركات تتعامل بالربا، وغيرها، فما حكم رواتبهم على عملهم؟
الجواب: [هذا لا يضرهم إن كان عملهم لا يتعلق بهذا الربا من كتابة أو إشهاد أو كذا، أما إن كان متعلقا فهذا يضرهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه].
فائدة 23 - السؤال: يقولون إن الجهاد في القرآن لا يكون إلا بالسلاح، فكيف الرد؟
الجواب: [قوله تعالى يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين .. فجهاد المنافقين لا يكون بالسلاح، وإنما بالعلم].
فائدة 24 - [الرسول عليه الصلاة والسلام لا يغير في التكبير في صلاته، وقد سألت بعض الإخوة المهتمين بالحديث، وقلت لهم: هل اطلعتم على ما يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغير في التكبير؟ فقالوا: لا.
واطلعت على ما تيسر ولم أجد أحدا من العلماء ذكر أنه يغير بين ألفاظ التكبير، ولكن بعضهم يمد التكبير من القيام إلى السجود أو العكس، حتى لا يسكت في بعض النهوض والنزول.
ورأيت بعض الأئمة يغير في التكبير بين التشهد الأول والتشهد الأخير، فإذا كان التشهد الأول، قال: الله أكبر فلا يُسمع الراء جيدا! وإن كان قالها، أي كأنه يشير لهم بأنه التشهد القصير!، فإذا كان التشهد الأخير مدّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إننا وجدنا أنّ ترك هذا التمييز في التكبير فيه مصلحة للمأمومين، وهو الانتباه، لأنه لو هناك علامة بالتكبير مشوا على هذه العلامة، وصار تحركهم أوتوماتيكيا، فلو مدّ التكبير في القيام من الثالثة لجلس المأموم! اتباعا للنغمة، لذا فمن المصلحة ألاّ يفعل، وإلا فإننا في الأول نفعل ذلك!، كنا نميز بين التكبيرات، كما كان يفعل مشايخنا هذا، لكن نبهني بعض الناس، صلى معي وهو من غير البلد، فقال لي: لماذا تغير؟! عندك دليل على هذا؟! فقلت: ما عندي دليل! لكن هذا عمل الناس، قال: لا، لا دليل.
فلما فعلتها أول مرة، صاح الناس ورائي! سبحان الله! سبحان الله!.
ولكن الحمد لله صارت المسألة معتادة].
قلت (علي): انظر إلى إنصاف العلماء، انظر إلى إنصاف هذا العالم الرباني. وبعضهم الآن إذا أطلعته على خطئه لوجدته كأنه بغل شموس! ويتكلف أيما تكلف، ليثبت لك أنه قد اجتهد فيها حينما كانت تأتيه الرقاع! وهو في بطن أمه!!.
والله الموفق الهادي.
فائدة 25: [هجر أصحاب المعاصي مطلقا خطأ، نعم يهجرون بترك المجالسة ولا يستمع إليهم، ولكن لا يهجرون بترك السلام أو ترك الاستضافة إذا صاروا ضيوفا، فهذا ينظر فيه للمصلحة، إن كان الرجل المهجور يشعر بذنبه ويتوب فهنا جاز الهجر وإن زاد عن ثلاثة أيام، وإن كان لا يزداد إلا إسرافا في معصيته فهنا لا تهجره فهو مؤمن، أرأيت أشد من القتل والمقاتلة؟! والله عزوجل يقول إنما المؤمنون إخوة.
فإذا تاب وجب أن يُرد له اعتباره].
فائدة 26: السؤال: هل تشترط الموالاة في الجلد؟
الجواب: [الصواب أنه يشترط الموالاة].
فائدة 27: [الحج العيني أفضل من الجهاد العيني].
فائدة 28 - [الرُّحّل الذين ليس لهم مكان معين هم في حكم المقيمين، حتى ولو كانت المسافة بعيدة، فهؤلاء لايفطرون ولا يقصرون].
فائدة 29 - قال شيخ الإسلام: [يجب أن يعرف أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها! .. ].
قال الشيخ: [وكذلك لا قيام للدنيا إلا بها، ولا تستقيم الأحوال إلا بأمير، حتى الدول الكافرة، لذا فنحن ننكر على من يدعون للخروج على الحكام، لما يترتب على ذلك من مفاسد عظيمة ... ولذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة، وإن ضربوا جلودنا وأخذوا أموالنا].
فائدة 30 - السؤال: قال أحد طلاب العلم لطلابه، إنه يجوز الخروج على ولي الأمر الفاسق، ولكن بشرطين: الأول: أن يكون عندنا القدرة على الخروج عليه. والثاني: أن نتيقن أن المفسدة أقل من المصلحة رجحانا؛ وقال هذا منهج السلف! نرجو توضيح هذه المسألة. حيث إنه ذكر الفاسق! ولم يقل: ما رأينا عليه الكفر البواح!، أوضحوا ما أشكل علينا يرعاكم الله.
وقال إن مسألة تكفير من لم يحكم بما أنزل الله اجتهادية، وقال: إن أكثر أئمة السلف يكفرون من لم يحكم بما أنزل الله مطلقا! أي: لم يفصلوا فيمن حكم، والسؤال مهم جدا .... فنريد الجواب هذه الليلة.
الجواب:
[قل لهم – بارك الله فيك – إن هذا الرجل لا يعرف عن مذهب السلف شيئا! والسلف متفقون على أنه لا يجوز الخروج على الأئمة أبرارا كانوا أو فجارا، وأنه يجب الجهاد معهم، وأنه يجب حضور الأعياد والجُمَع التي يصلونها هم بالناس – كانوا بالأول يصلون بالناس – وإذا أرادوا شيئا من هذا فليرجعوا إلى " العقيدة الواسطية " حيث ذكر (أن أهل السنة والجماعة يرون إقامة الحج والجهاد والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا)، هذه عبارته – رحمه الله تعالى -.
فقل له: إن ما ذكر أنه منهج السلف هو بين أمرين:
إما كاذب على السلف!، أو جاهل بمذهبهم،
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ***** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
وقل: إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: [ .. إلا أن تروا منهم كفرا بَواحا عندكم فيه من الله برهان].
فكيف يقول هذا الأخ: إن منهج السلف الخروج على الفاسق؟!! يعني أنهم خالفوا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام صراحة!! ثم إن هذا الأخ في الواقع، ما يعرف الواقع!، الذين خرجوا على الملوك سواء بأمر ديني، أو بأمر دنيوي، هل تحولت الحال من سيئ إلى أحسن؟! أبدا، بل من سيئ إلى أسوأ بعيدا، وانظر الآن إلى الدول كلها، تحولت إلى شيء أفسد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما من لم يحكم بما أنزل الله، فهذا أيضا ليس بصحيح، ليس أكثر السلف على أنه يكفر مطلقا، بل المشهور عن ابن عباس أنه كفر دون كفر، والآيات ثلاث، كلها في سياق واحد، نسق واحد، الكافرون، الظالمون، الفاسقون، وكلام الله لا يكذب بعضه بعضا، فيحمل كل آية منها على حال، يكون فيها بهذا الوصف، تحمل آية التكفير على حال يكفر بها، وآية الظلم على حال يظلم فيها،، وآية الفسق على حال يفسق بها.
فأنت انصح هؤلاء الإخوان، طالب العلم الذي يقول للطلبة ..
قل له: يتق الله في نفسه، لا يَغًُر المسلمين، غدا تخرج هذه الطائفة ثم تُحَطّم، أو يتصورون عن الإخوة الملتزمين تصورا غير صحيح، بسبب هذه الفتاوي الغير صحيحة. فهمت].
قلت (علي): سبحان الله، انظروا يا إخوة إلى حكمة علمائنا ورسوخهم، لا حدثاء الأسنان، ضعفاء الأحلام.
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم [البركة مع أكابركم].
فائدة 31 - قال شيخ الإسلام: [ودخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقالوا: قل السلام عليك: أيها الأمير، فقال السلام عليك أيها الأجير!. فقالوا: قل أيها الأمير. فقال السلام عليك أيها الأجير!. فقالوا: قل الأمير. فقال معاوية: دعوا أبا مسلم فإنه أعلم بما يقول. فقال: إنما أنت أجير استأجرك رب هذه الغنم لرعايتها، فإن أنت هنأت جرباها، وداويت مرضاها، وحبست أولاها على أخراها، وفّاك سيدها أجرها. وإن أنت لم تهنأ جرباها، ولم تداو مرضاها، ولم تحبس أولاها على أخراها، عاقبك سيدها.
وهذا ظاهر الاعتبار، فإن الخلق عباد الله، والولاة نواب الله على عباده، وهم وكلاء العباد على أنفسهم .. ].
قال الشيخ:
[في هذا جواز أن يقال: هذا خليفة الله في أرضه، أو نائبه في الخلق، وليس المعنى أن الله عاجز لكي ينيبه، بل المعنى أن الله تعالى جعل هؤلاء يقيمون شريعة الله في عباد الله].
وقال:
[هذا الأثر يدل على أمرين:
- جرأة السلف في الحق على مجابهة الملوك، جرأة بصراحة! يعني أمام الوالي، لا من وراء وراء!، أو من بعاد الفيافي، أو من وراء الجدران!.
- حلم الخلفاء السابقين وعلمهم، كما دل عليه قول معاوية – رضي الله عنه -].
فائدة 32 - [لو أن رجلا زنى بامرأة مكرهة، فرفعت أمره إلى السلطان، فهذا لا يُقام عليه الحد، وإنما يُعزر لعدوانه عليها، إلا إذا أقر واعترف، أو شهد عليه أربعة شهداء].
فائدة 33 - السؤال: إذا أمسك الشرطي اللص، فهل تجوز الشفاعة عند الشرطي؟
الجواب [نعم ما لم تصل إلى من ينفذ].
فائدة 34 - قال شيخ الإسلام في " السياسة الشرعية ": [ولهذا اتفق العلماء - فيما أعلم - على أن قاطع الطريق واللص ونحوهما إذا رفعوا إلى ولي الأمر ثم تابوا بعد ذلك لم يسقط الحد عنهم بل تجب إقامته وإن تابوا].
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين: [يندر أن يقول الشيخ: " فيما أعلم "، فهذه تعتبر من النوادر، لأن الشيخ دائما يجزم بنقل الاتفاق في نقل الخلاف].
قلت (علي): وهذا يدلك على سعة علم وسعة اطلاع هذا الإمام الجليل أعني – شيخ الإسلام -.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 11:08]ـ
جُزيت خيرا على نقلك لهذه الفوائد الطيّبة ..
أردت السؤال عن مصدرها حفظك الله، أهو مباشرة من الأشرطة -أو من الشيخ رحمه الله-؟ أم شرحه موجود مفرغ او مطبوع؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 04:36]ـ
جُزيت خيرا على نقلك لهذه الفوائد الطيّبة ..
أردت السؤال عن مصدرها حفظك الله، أهو مباشرة من الأشرطة -أو من الشيخ رحمه الله-؟ أم شرحه موجود مفرغ او مطبوع؟
وإياك.
نعم مباشرة من الأشرطة، لكن بتصرف أحيانا، والغالب كما هو.
وشرحه مفرغ، فرغه صالح عثمان اللحام، واشترك في طبعه داران دار أردنية: الدار العثمانية، ودار لبنانية: دار ابن حزم.
وتفريغي لشرح الشيخ قديم قبل تفريغ الأخ بسنوات.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 04:48]ـ
وشرحه مفرغ، فرغه صالح عثمان اللحام، واشترك في طبعه داران دار أردنية: الدار العثمانية، ودار لبنانية: دار ابن حزم.
بارك الله فيك أخي الفاضل
والشرح مطبوعٌ أيضاً بإشراف مؤسسة الشيخ ابن عثيمين
بتحقيق الشيخ الدكتور سعد العتيبي وفقه الله
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 12:54]ـ
جزاكما الله خيرا أفدتماني بارك الله فيكما ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 06:19]ـ
أهلا وسهلا بالأخ المبارك علي الفضلي وجزاه الله خيرا على هذه الدرر من تعليقات العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 06:06]ـ
أهلا وسهلا بالأخ المبارك علي الفضلي وجزاه الله خيرا على هذه الدرر من تعليقات العلامة ابن عثيمين.
حيا الله مشرفنا المفيد الأخ المكرم السديس.، وتأخرت في الرد فعذرا، جاءني شغل شغلني عن الكرام من أمثالكم.
وجزى الله خيرا الأخ المستفيد الحمادي خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 06:08]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم ...........
أريد هذا الشرح بأي صيغة مقروءة.(/)
فرائد الفوائد والقواعد
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:12]ـ
1. الاختلافات الحديثية سواء أكَانَتْ في الإسناد أم في الْمَتْن من القضايا الَّتِي أولى لها الْمُحَدِّثُوْنَ لها أهمية كبيرة.
2. من دلائل صدق الخبر مجيئه من طريق آخر من غير مواطئة ولا تشاعر ولا تلق من الأول.
3. الاختلافات مِنْهَا ما يؤثر في صحة الْحَدِيْث، ومنها ما لا يؤثر، ومرجع ذَلِكَ إِلَى نظر النقاد وصيارفة الْحَدِيْث.
4. إذا وقع في الرواي اختلاف ولا مرجح قد يحسن حديثه.
5. بَعْض الاختلافات تؤثر في حفظ الرَّاوِي وضبطه، وتقدح في مروياته وصحة الاعتماد عَلَيْهَا والاستدلال بِهَا.
6. من عيوب كتاب ابن الجوزي في الضعفاء أنه يسرد الجرح ويسكت عن التعديل.
7. الاختلاف و الاضطراب بَيْنَهُمَا عموم وخصوص فكل مضطرب مختلف وَلَيْسَ كُلّ مختلف مضطرب.
8. كل من يقول فيه الذهبي في الميزان مجهول ولا يسنده لأحد؛ فهو قول أبي حاتم.
9. وجه قولهم: إن الجرح لا يقبل إلا مفسراً: هو من اختلف في توثيقه وتجريحه.
10. يراد بالاضطراب في الأعم الأغلب الاختلاف القادح.
11. ينبغي أن يُتأمل من أقوال المزكين، ومخارجها فقد يقول العالم: فلان ثقة ولا يريد أنه ممن يحتج به، وإنما ذلك على حسب ما هو فيه ووجه السؤال له.
12. لا يمكن الحكم في الاضطراب والاختلاف إلا بجمع الطرق والنظر والموازنة والمقارنة.
13. إذا اختلفت أقوال عالم بتجريح أو تعديل نتعامل معها وكأنها أقوال لأشخاص آخرين.
14. إن مَعْرِفَة الخطأ في حَدِيْث الضعيف يحتاج إِلَى دقة وجهد كبير كَمَا هُوَ الحال في مَعْرِفَة الخطأ في حَدِيْث الثقة.
15. وجود ترجمة في الميزان أو اللسان لا يعني دائماً الجرح.
16. التفرد بحد ذاته لَيْسَ علة، وإنما يَكُوْن أحياناً سبباً من أسباب العلة، ويلقي الضوء عَلَى العلة ويبين ما يكمن في أعماق الراوية من خطأ و وهم.
17. قد يطلقون كلمة مسند على الاتصال.
18. المجروحون جرحاً شديداً – كالفساق و المتهمين و المتروكين – لا تنفعهم المتابعات إذ إن تفردهم يؤيد التهمة عِنْدَ الباحث الناقد الفهم.
19. المخالفة مخالفتان: مخالفة تضاد، وهنا لا بد من الترجيح، ومخالفة التفرد أو الزيادة.
20. مَعْرِفَة الاختلافات في المتون و الأسانيد داخل في علم العلل الَّذِي هُوَ كالميزان لبيان الخطأ والصواب و الصَّحِيْح و المعوج.
21. كلام الناقد يكون أفضل إذا تكلم في الراوي ولم يتأثر بحديث أو بآخرين.
22. أولى الفقهاء جانب النقد الحديثي اهتماماً خاصاً، وذلك من خلال تتبعهم لأقوال النقاد، واستعمالها أداة في تفنيد أدلة الخصوم، وَهُوَ دليل واضح عَلَى عمق الثقافة الحديثية عندهم، وعلى قوة الربط بَيْنَ هذين العلمين الشريفين.
23. اختلاف العلماء في التصحيح والتضعيف إما أن يكون بسبب العلم من خلال توفر الشروط أو خفاء العلل، أو بسبب اختلاف المناهج التي ساروا عليها.
24. ابن القطان يتبع ابن حزم في إطلاق التجهيل على من لا يطلعون على حالهم.
25. حجة تطلق على من هو أرفع من الثقة.
26. اقرب المعاني اللغوية لمعنى العلة في اصطلاح المحدثين هو: المرض؛ وذلك لأن الحديث الذي ظاهره الصحة إذا اكتشف الناقد فيه علة قادحة، فإن ذلك يمنع من الحكم بصحته.
27. ابن سعد الغالب عليه الاستقامة، وقد يتشدد.
28. إن تقييد العلة بكونها خفية قيد أغلبيٌّ، فإن المحدثين إذا تكلموا عن العلة باعتبار أن خلو الحديث منها يعد قيداً لابد منه لتعريف الحديث الصحيح؛ فإنهم في هذه الحالة يطلقون العلة ويريدون بها المعنى الاصطلاحي الخاص، وهو السبب الخفي القادح وإذا تكلموا في نقد الحديث بشكل عام؛ فإنهم في هذه الحالة يطلقون العلة ويريدون بها السبب الذي يعل به الحديث سواء كان خفياً أم ظاهراً، قادحاً أم غير قادح، وهذا له نظائرعند المحدثين.
29. مالك لا يروي في الغالب إلا صحيحاً إذا رواه مسنداً.
30. العلة بالمعنى الاصطلاحي الخاص لا تعرف إلا بجمع الطرق والموازنة والنظر الدقيق في أسانيد الحديث ومتونه.
31. الحديث الذي يرويه مالك وهو مخالف لأهل المدينة لا يذكره في موطئه إلا نادراً.
32. إن معرفة الخطأ في حديث الضعيف يحتاج إلى دقة وجهد كبير كما هو الحال في معرفة الخطأ في حديث الثقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
33. حديث المجهول من المتقدمين لا يرد مطلقاً، فإذا احتفت به القرائن قد يقبل.
34. إن في مواليد الصدر الأول ووفياتهم اختلاف كثير؛ لتقدمهم على تدوين كتب الوفيات بمدة كبيرة.
35. بعضهم مثل يعقوب بن شيبة يطلق كلمة: ثقة ثم يضعف الراوي ويقصد بالثقة العدالة وبالضعف الحفظ.
36. الحديث الضعيف إذا تلقاه العلماء بالقبول فهو مقبول يعمل به ولا يسمى صحيحاً.
37. يجب استقراء حديث من اختلف فيه أو من مس بقدح.
38. علم العلل كالميزان لبيان الخطأ والصواب والصحيح والمعوج.
39. ابن معين قد يطلق لا بأس به في الثقة وكذا النسائي.
40. قد تعل بعض الأحاديث بالمعارضة إذا لم يمكن الجمع ولا التوفيق.
41. ابن عدي قد يطلق لا بأس به لمن فيه ضعف.
42. الشك ليس علة في الحديث، لكن قد يتوقف العلماء في كلمة أو لفظة يقع فيها الشك.
43. من روي عنه قولان في راو = إذا أمكن الجمع بين قوليه فيجمع فيحمل التضعيف على شيء من حديثه ويحمل التوثيق على ما دون ذلك أو يحمل التوثيق على حديثة المتقدم والتضعيف على حديثه المتأخر وإذا لم يمكن الجمع نطبق قواعد الجرح والتعديل فيجعل هذان القولان مختلفين كما تقدم.
44. علل المتن في الغالب آتية مما اشترط الفقهاء للعمل بخبر الآحاد، وكثير منها يعود للترجيح، بمعنى أن بعض الفقهاء يرجح العمل بالدليل المعارض عنده على العمل بخبر الآحاد، وذلك كرد بعض الفقهاء خبر الآحاد كأن يكون وارداً فيما تعم فيه البلوى، أو خالفت فتيا الصحابي الحديث الذي رواه، وكتقديم بعض العمل بالقواعد العامة أو عمل أهل المدينة على العمل بخبر الآحاد عند المعارضة، وفي الغالب يرجح ما ذهب إليه جمهور العلماء في هذه القضايا من عدم جعلها علة في الأعم الأغلب.
45. عادة مالك وأيوب والشعبي وحماد بن زيد ومحمد بن سيرين قصر الخبر تورعاً.
46. من أخرج له ابن حبان في صحيحه مقتضاه أنه عنده ثقة.
47. الشخص لما يكون له شيوخ كثيرون فهذا يدل على أنه اهتم بالعلم واهتم بالطلب.
48. عادة ابن حزم إذا لم يعرف يجهله.
49. ينبغي الجمع بين الأقوال في الجرح والتعديل مهما أمكن.
50. المتابعة للمجهول تعرف حديثه أحياناً إلى مرتبة الصدق.
51. الساجي قد يطلق صدوق على الثقة.
52. من سب الصحابة فليس بثقة ولا مأمون.
53. شرط ابن حبان في ثقاته وقاعدته فيه ذكر كل مجهول، روى عنه ثقة ولم يجرح، ولم يكن الحديث الذي يرويه منكراً.
54. عنعنة المدلس الثقة المقل من التدليس تقبل إذا كان قد سمع من شيخه مع استقامة السند والمتن مع اشتراط أن يذكر رجلاً زائداً إذا جمعت الأسانيد، أو كان هناك: ((حدثت)) أو ((أخبرت)) وهذا ليس مطرداً.
55. لابد في أحاديث الأحكام من التشدد.
56. المطلوب في شخصية الرواي المقبول في الرواية أن يكون معروف العين عدل الدين مستقيم الرواية؛ فإذا اجتمعت حاز الراوي درجة الاحتجاج.
57. الشيعة لا يوثق بنقلهم.
58. رواة مقدمة صحيح مسلم لا يعدون في منزلة رواة صحيح مسلم.
59. الطعن في الراوي لأمر شخصي مردود.
60. لكل إمام ناقد مصطلحه الخاص في دلالة صدوق.
61. في مسند الإمام أحمد أشياء غير محكمة المتن والإسناد من رواية ابن المذهب وشيخه القطيعي.
62. إن كلمة صدوق إنما تفيد إذا لم يكن ثمة جرح.
63. قد يطعن في الراوي حسداً وهو ثقة.
64. إن الحفاظ يردون تفرد الثقة إذا كان في المتن نكارة، أو انفرد هذا الثقة عن بقية أقرانه بما لا يحتمل انفراده به.
65. النفس إلى كلام المتقدمين من النقاد أميل وأشد ركوناً.
66. أحياناً يطلق البخاري: ((في إسناده نظر)) ويريد بذلك الانقطاع، وقد يريد الجهالة.
67. تحديث الإمام أحمد ومسد بن مسرهد عن الضعيف يرفعه عن مرتبة متروك.
68. ليس كل ما يصدر عن الراوي يكون في مرتبة واحدة؛ إذ إن الرواة ليسوا قوالب.
69. من عادة أبي زرعة أن لا يحدث إلا عن ثقة.
70. العباد غالباً ينشغلون بعباداتهم، وأحوالهم الروحية والقلبية على تعاهد الحديث إذا لم يكن الحديث صنعتهم.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:13]ـ
71. رواية ابن معين عن الراوي كافية لتوثيقه.
72. المتابعة التامة تعني أن الروايين تحملا هذا عن شيخ واحد.
73. أهل البلد أعلم براويهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
74. ما يقال عن الإمامين البخاري ومسلم: ((إنهما لم يلتزما إخراج جميع الصحيح)) ليس على إطلاقه، وإنما هو في الأبواب التي تتعدد فيها الأحاديث.
75. الليث بن سعد لا يروي عن المجهولين.
76. إذا كان الحديث من عيون المسائل، وخلت منه كتب السنة المشهورة؛ فهو أمارة نكارته.
77. الإسماعيلي اشترط في معجم شيوخه تبيين الضعيف منهم.
78. إن الإمام البخاري يخرج أحياناً حديثاً كاملاً في الباب للفائدة من لفظة واحدة.
79. يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار.
80. الحديث الذي فيه قصة أدعى إلى حفظ راويه.
81. العدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد.
82. من وصف بسوء الحفظ يحتاج إلى متابع، وتتأكد ضرورة المتابعة في أمور الأحكام والعقائد.
83. لا يغتر برواية البخاري عن المخلط؛ لأنه يعرف صحيح حديثه من سقيمه.
84. إن النقاد المتقدمين لا يميزون في الإطلاق بين مجهول العين ومجهول الحال غالباً، إنما يعبرون بمصطلح مجهول عن كلا الأمرين.
85. قل من أمعن النظر في علم الكلام إلا وأداه اجتهاده إلى القول بما خالف محض السنة.
86. من رام الجمع بين علم الأنبياء عليهم السلام وبين علم الفلاسفة بذكائه لا بد أن يخالف هؤلاء هؤلاء.
87. إن توثيق الناقد المعاصر أقوى من توثيق المتأخر.
88. قد ينتقي العالم العارف من سماع المتهم ما هو صحيح.
89. التصحيح بالشاهد والمتابع من أخطر القضايا الحديثية؛ فليتق الناقد ربه فيما يحكم به.
90. كلام الأقران بعضهم في بعض لا يلتفت إليه.
91. الحديث الصحيح الذي يحتج به في العقائد لا يجوز أن يركن فيه إلى ترقيعات المخرجين.
92. ليس لأحد أن ينسب كل مستحسن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حسن، وليس كل حسن قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.
93. ما بني على الروايات الواهية والضعيفة لا يصلح أن يكون ديناً يتعبد الله به.
94. أبو حاتم قد يطلق على بعض الصحابة الجهالة لا يريد بها جهالة العدالة، وإنما يريد أنه من الأعراب الذين لم يروي عنهم أئمة التابعين.
95. لا ينبغي الإعلال بضعف راو أو تدليسه، والإسناد إليه غير ثابت.
96. التصحيف والسقط قد ينشئان أسماءً لا وجود لها.
97. المحدثون لا يحسنون ولا يصححون متناً من المتون من مجموع طرق ضعيفة لا تنجبر.
98. ليس اختلاف الوفاة دائماً عمدة للتفرقة بين الرواة؛ لأن كثيراً من الرواة قد اختلف في سنة وفاته فلا يستلزم ذلك التغاير.
99. كثيراً ما يكون مدار الحكم على الراوي بالممارسة العملية الحديثية، وسبر مروياته.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:13]ـ
100 – معرفة الخطأ في حديث الضعيف يحتاج إلى دقة وجهد كبير كما هو الحال في معرفة الخطأ في حديث الثقة.
101 – التفرد بحد ذاته ليس علة، وإنما يكون أحياناً سبباً من أسباب العلة ويلقي الضوء على العلة، ويبين ما يكمن في أعماق الرواية من خطأ ووهم.
102 – المجروحون جرحاً شديداً – كالفساق والمتهمين والمتروكين – لا تنفعهم المتابعات؛ إذ أن تفردهم يؤيد التهمة عند الباحث الناقد الفهم.
103 – الحديث الضعيف إذا تلقاه العلماء بالقبول فهو مقبول يعمل به ولا يسمى صحيحاً.
104– قد تُعَلّ بعض الأحاديث بالمعارضة إذا لم يمكن الجمع ولا التوفيق.
105 – من كثرت أحاديثه واتسعت روايته، وازداد عدد شيوخه فلا يضر تفرده إلا إذا كانت أفراده منكرة.
106 – فرق بين قولهم: ((يروي مناكير)) وبين قولهم: ((في حديثه نكارة)). ففي الأولى أن هذا الراوي يروي المناكير، وربما العهدة ليست عليه إنما من شيوخه، وهي تفيد أنه لا يتوقى في الرواية، أما قولهم: ((في حديثه نكارة)) فهي كثيراً ما تقال لمن وقعت النكارة منه.
107 – قول ابن معين في الراوي: ((ليس بشيء)) تكون أحياناً بمعنى قلة الحديث
108 – أشد ما يجرح به الراوي كذبه في الحديث النبوي، ثم تهمته بذلك، وفي درجتها كذبه في غير الحديث النبوي، وكذلك الكذب في الجرح والتعديل لما يترتب عليه من الفساد الوخيم.
109 - بين قول النسائي: ((ليس بقويٍّ))، وقوله: ((ليس بالقوي)) فرق فكلمة: ليس بقوي تنفي القوة مطلقاً وإن لم تثبت الضعف مطلقاً وكلمة: ((ليس بالقوي)) إنما تنفي الدرجة الكاملة من القوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
110 – أبو حاتم الرازي يطلق جملة: ((يكتب حديثه ولا يحتج به)) فيمن عنده صدوق ليس بحافظ يحدث بما لا يتقن حفظه فيغلط ويضطرب، ومعنى كلامه: يكتب حديثه في المتابعات والشواهد، ولا يحتج به إذا انفرد.
111 – قول ابن معين في الراوي: ((لم يكن من أهل الحديث)) معناها: أنه لم يكن بالحافظ للطرق والعلل، وأما الصدق والضبط فغير مدفوعين عنه.
112 – كون أصحاب الكتب الستة لم يخرجوا للرجل ليس بدليل على وهنه عندهم، ولا سيما من كان سنه قريباً من سنهم، وكان مقلاً فإنهم كغيرهم من أهل الحديث يحبون أن يعلوا بالإسناد.
113 – وقول ابن حبان في الثقات: ((ربما أخطأ)) أو ((يخطئ)) أو ((يخالف)) أو ((يغرب)) لا ينافي التوثيق، وإنما يظهر أثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه.
114 - ليس من شرط الثقة أن يتابع بكل ما رواه.
115 – الجرح غير المفسر مقبول إلا أن يعارضه توثيق أثبت منه.
116 – جرح الرواة ليس من الغيبة؛ بل هو من النصيحة.
117 – يشترط في الجارح والمعدِّل: العلم والتقوى والورع والصدق والتجنب عن التعصب ومعرفة أسباب الجرح والتزكية، ومن لم يكن كذلك لا يقبل منه الجرح ولا التزكية.
118 – اعتماد الراوي العدل على كتابه دون حفظه لا يعاب عليه، بل ربما يكون أفضل لقلة خطئه.
119 – الخطأ في حديث من اعتمد على حفظه أكثر منه في حديث من اعتمد على كتابه.
120 – الثقة هو من يجمع العدالة والضبط.
121 – صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، مرتبة واحدة، وهي تفيد أن الراوي حسن الحديث.
122 – قولهم في الراوي: ((صالح)) بلا إضافة تختلف عن قولهم: ((صالح الحديث))، فالأولى تفيد صلاحه في دينه، والثانية صلاحه في حديثه.
123 – قولهم: ((متروك))، و ((متروك الحديث)) بمعنى واحد.
124 – فرق بين قولهم: ((تركوه))، وقولهم: ((تركه فلان)) فإن لفظ: ((تركوه)) يدل على سقوط الراوي وأنه لا يكتب حديثه، بخلاف لفظ: ((تركه فلان)) فإنه قد يكون جرحاً وقد لا يكون.
125 – إذا قال البخاري في الراوي: ((سكتوا عنه)) فهو يريد الجرح.
126 – إذا قال البخاري: ((فيه نظر)) فهو يريد الجرح في الأعم الغالب.
127 – قولهم: ((تعرف وتنكر)) المشهور فيها أنها بتاء الخطاب، وتقال أيضاً: ((يُعرف وينكر)) بياء الغيبة مبنياً للمجهول، ومعناها: أن هذا الراوي يأتي مرة بالأحاديث المعروفة، ومرة بالأحاديث المنكرة؛ فأحاديث من هذا حاله تحتاج إلى سَبْر وعَرْض على أحاديث الثقات المعروفين.
128 – قول أبي حاتم في الراوي: ((شيخ)) ليس بجرح ولا توثيق، وهو عنوان تليين لا تمتين.
129 – قولهم في الراوي: ((ليس بذاك)) قد يراد بها فتور في الحفظ.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:14]ـ
130 – قولهم: ((إلى الصدق ما هو)) بمعنى أنه ليس ببعيد عن الصدق.
131 – قولهم في الراوي: ((إلى الضعف ما هو)) يعني أنه ليس ببعيد عن الضعف.
132 – قولهم في الراوي: ((ضابط)) أو ((حافظ)) يدل على التوثيق إذا قيل فيمن هو عدل، فإن لم يكن عدلاً فلا يفيد التوثيق.
133 – وقوع الأوهام اليسيرة من الراوي لا تخرجه عن كونه ثقة.
134 – قولهم في الراوي: ((لا يتابع على حديثه)) لا يعد جرحاً إلا إذا كثرت منه المناكير ومخالفة الثقات.
135 – قولهم في الراوي: ((قريب الإسناد)) معناه: قريب من الصواب والصحة، وقد يعنون به قرب الطبقة والعلو.
136 – قول البخاري في الراوي: ((منكر الحديث)) معناه عنده لا تحل الرواية عنه. ويطلقها غيره أحياناً في الثقة الذي ينفرد بأحاديث، ويطلقها بعضهم في الضعيف الذي يخالف الثقات.
137 – إن نفي صحة الحديث لا يلزم منه ضعف رواته أو اتهامهم بالوضع.
138 – أكثر المحدثين إذا قالوا في الراوي: ((مجهول))، يريدون به غالباً جهالة العين، وأبو حاتم يريد به جهالة الوصف والحال.
139 – التوثيق الضمني – وهو تصحيح أو تحسين حديث الرجل – مقبول عند بعض أهل العلم.
140 – يعرف ضبط الراوي بموافقته لأحاديث الثقات الأثبات.
141 – نتيجة الاعتبار: معرفة صحة حديث الرجل، لا الحكم عليه أنه ثقة.
142 – الثبت: هو المتثبت في أموره.
143 – المتقن: هو من زاد ضبطه على ضبط الثقة.
144 – قولهم: ((موثق)) معناه أنه ملحق بـ ((الثقة)) إلحاقاً، أو مختلف في توثيقه.
145 – ((مقارب الحديث))، بفتح الراء معناه أن غيره يقاربه، وبالكسر هو يقارب حديث غيره، وهما على معنى التعديل سواء بفتح الراء أو كسرها، وهي عند الإمام البخاري والترمذي من ألفاظ تحسين حديث الرجل.
146 – قول الذهبي: ((لا يعرف)) يريد جهالة العين أحياناً، ويريد جهالة العدالة أحياناً، والقرائن هي التي ترشح المراد.
147 – اصطلاح الرازيين أبي حاتم وابنه، وأبي زرعة في ((المجهول)): يقصد بها مجهول الحال، وقد يريدون جهالة العين، وقد يطلق أبو حاتم: ((مجهول)) في بعض أعراب الصحابة.
148– يقدم قول الجارح والمعدل لرجل من بلده على من كان من غير بلده.
149 – قولهم في راوٍ: ((كان يخطئ)) لا يقال إلا فيمن له أحاديث، لا حديث واحد.
150 – عادة ابن حبان في المختلف في صحبته أن يذكره في قسم الصحابة وقسم التابعين.
151 – قد يقدح ابن حبان في متن حديث بناءً على الفهم والفقه، ويأتي غيره فيزيل إشكاله.
152– ابن حبان يتناقض فيذكر الراوي أحياناً في الثقات، ثم يذكره في المجروحين.
153 – ابن خراش رافضيٌّ لا يقبل قوله إذا خالف أو انفرد.
154 – ابن معين يطلق أحياناً: ((لا أعرفه)) على من كان قليل الحديث جداً.
155 – قول البخاري في الراوي: ((لا يحتجون بحديثه)) بمثابة قوله: ((سكتوا عنه)).
156– إذا روى البخاري لرجل مقروناً بغيره فلا يلزم أن يكون فيه ضعف.
157 – إكثار البخاري عن رجل وهو شيخه المباشر: توثيق له ودليل على اعتماده.
158– إذا كتب الذهبي في الميزان علامة: ((صح)) بجانب ترجمة فمعناه المعتمد توثيقه.
159 – الثقة لا يضره عدم المتابعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 10:15]ـ
160 – ربما قالوا: ليس بثقة للضعيف أو المتروك.
161 – الشهرة لا تنفع الراوي، فإن الضعيف قد يشتهر.
162 – قبول التلقين قادح تسقط الثقة به.
163 – الصالحون غير العلماء يغلب على حديثهم الوهم والغلط.
164 – بلدي الرجل أعلم به.
165– ليس كل ضعيف يصلح للاعتبار.
166 – لا يلزم من احتجاج إمام بحديث تصحيحه له.
167 – توثيق الرجال وتضعيفهم أمرٌ اجتهادي.
168 – ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه، بل يتفاوت.
169 – لا يلزم من قولهم: ((ليس في الباب شيء أصح من هذا)) صحة الحديث.
170 – الحديث الضعيف الإسناد يعبر عنه: بـ ((ضعيف بهذا الإسناد)) لا ضعيف فقط.
171 – يوصف الحديث المقبول بلفظ: الجيد، والقوي، والصالح، والمعروف والمحفوظ، والمجود، والثابت.
172 – الإرسال والتدليس ليس بجرح، وهو غير حرام.
173 – كلام الأقران في بعضهم لا يعبأ به إذا كان بغير حجة.
174 – جرح الراوي بكونه أخطأ لا يضعفه ما لم يفحش خطؤه.
175 – كل طبقة من النقاد لا تخلو من متشدد ومتوسط.
176 – قولهم في الراوي: ((ليس بذاك القوي)) تلين هين.
177 – غشيان السلطان للحاجة ليس بجارح.
178 – معرفة تصاريف كلام العرب شرط لعالم الجرح والتعديل.
179 – يغتفر في المتابعات والشواهد ما لا يغتفر في الأصول.
180 – قولهم: ((ليس هو كأقوى ما يكون)) تضعيف نسبي.
181 – لا يسمع قول مبتدع في مبتدع كناصبي في شيعي.
182 – اضطراب الرواة عن الشيخ لا يؤثر في الشيخ.
183 – إذا كان الجارح ضعيفاً فلا يقبل جرحه للثقة.
184 – فرق بين قولهم: تركه فلان، وقولهم: لم يرو عنه.
185 – لا يلزم من كون الراوي ضعيفاً ضعفه في جميع رواياته.
186 – ابن حبان متعنت في الجرح.
187 – رواية الإمام البخاري عن المختلط هي قبل اختلاطه، وبعد اختلاطه ينتقى من حديثه ما صح منه.
188 – لا يقبل الجرح إلا بعد التثبت خشية الاشتباه في المجروحين.
189 – حفظ الراوي للحديث ليس بشرط لصحة حديثه.
190 – ولاية الحسبة ليست بأمر جارح.
191– الجرح الناشئ عن عداوة دنيوية لا يعتد به.
192 – قوة الحفظ وقلة الغلط أمر نسبي بين حافظ وحافظ.
193 – يكون بعض الرواة متقناً في شيخ، وضعيفاً في غيره.
194 – جرح الراوي بأنه من أهل الرأي ليس بجرح.
195 – لا يجرح الثقة بشهره السيف على الحاكم.
196 – إذا قرنوا لفظة: ((ثقة)) بلفظة: ((صدوق))، فهي تفيد إنزاله، فثقة لعدالته ودينه، وصدوق لخفة في ضبطه.
197 – يشترط فيمن يطلب الحديث ما قاله الذهبي: ((فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سودتَ وجهكَ بالمدادِ
قال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)). (تذكرة الحفاظ 1/ 4).
198 – إقران المشيئة للفظ التعديل منزل له عن مرتبته.
199 – قولهم: ((ثقة صدوق)) أعلى من ((صدوق)) فقط وأدنى من ((ثقة)) فقط.
200 – قولهم: ((ثقة لا بأس به)) أعلى من: ((لا بأس به)) فقط وأدنى من ((ثقة)) فقط.
201 – قولهم: ((ثقة يغرب)) أشد من قولهم: ((ثقة له أفراد))، لما يستفاد من معنى الاستغراب.
202 – إن الإمام البخاري لا يُقْدم على إقران راوٍ بآخر في صحيحه إلا لنكتةٍ مثل: الدلالة على اتحاد لفظ الراويين، أو بيان أن للشيخ أكثر من راوٍ أو الإشارة إلى متابعة، أو غير ذلك.
203 – الدلالة المعنوية للصدق تختلف ما بين المتقدمين والمتأخرين، فعلى حين كان ذا دلالة راجعة إلى العدالة فقط في مفهوم المتقدمين، ولا تشمل الحفظ بحال من الأحوال؛ لذا كان أبو حاتم الرازي كثيراً ما يقول: ضعيف الحديث، أو: مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق.
فقد أصبح ذا دلالة تكاد تختص بالضبط عند المتأخرين، ولذا جعلوا لفظة صدوق من بين ألفاظ التعديل.
204– الاختلاف في اسم الراوي أو نسبته أو كنيته لا يدل بحال من الأحوال على جهالة ذلك الراوي، وقد نص الخطيب وغيره على ذلك.
د. ماهر ياسين الفحل
دار الحديث بالعراق
Maher_fahl@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 01:49]ـ
شكر الله لكم فوائد نفيسة وجهد مبارك لقد سعدت بهذا الموضوع
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 06:12]ـ
شكر الله لكم هذا الجهد، وجزاكم خيراً
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 08:40]ـ
أسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
في المرفق المقال على ملف وورد
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 02:23]ـ
بارك الله لنا بكم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 07:35]ـ
أخي الدكتور صالح، جزاك الله خيراً وبارك الله فيك، وزادك الله علماً وفضلاً
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 11:46]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بالشيخ الكريم ماهر الفحل
أسأل الله أن يحفظه ويبارك في علمه وعمره
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 02:52]ـ
الشيخ الفاضل ماهر الفحل جزاك الله خيرا
بالنسبة لرقم 71رواية ابن معين عن الراوي كافية لتوثيقه.
قال الشيخ المعلمي في تحقيقه لكتاب الفوائد المجموعة (30): وعادة ابن معين في الرواة الذين أدركهم أنه إذا أعجبته هيئة الشيخ يسمع منه جملة من أحاديثه فإذا رأى أحاديثه مستقيمة ظن أن ذلك شأنه فيوثقه وقد كانوا يتقونه ويخافونه فقد يكون أحدهم ممن يخلط عمدا ولكنه استقبل ابن معين بأحاديث مستقيمة ولما بعد عنه خلط فإذا وجدنا ممن أدركه ابن معين من الرواة من وثقه ابن معين وكذبه الأكثرون أو طعنوا فيه طعنا شديدا فالظاهر أنه من هذا الضرب.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[26 - Aug-2007, مساء 04:40]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 04:13]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً ونفع الله بكم
ـ[القرشي]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 10:23]ـ
ما شاء الله فوائد نافعة
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 12:50]ـ
لو أكملت جميلك أيها الشيخ الفاضل وعلّقت على هذه القواعد بتعليقات وبيّنت منهج اختيارها، فهل هي قواعد متّفق عليها، وإن لم تكن فما هو المنهج في اختيارها وتقديمها على ما يخالفها. وبعض هذه الفوائد الدرر تحتاج إلى توضيح بسيط، فلو كان عندكم متسع وقت ونظرتم فيها وبيّنتم ما يحتاج إلى بيان ليستفيد منها من كان مبتدئا في هذا الفن.
بارك الله في جهدكم ووفقكم وجزاكم خيرا
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 02:21]ـ
لقد قرأت (جملة) من هذه الفوائد الحسان الرائقة؛ فجزى الله الشيخ/ ماهر الفحل عنا خير الجزاء؛ فهو (فحل) اسمًا ومضمونًا -والله حسيبه-، وهذا عهدنا به في فوائده وفي أبحاثه. لذا فنرجو المزيد
فاللهم بارك في عمره، وبارك في علمه، وانفع به في الدارين، وازقه الإخلاص والتقوى
إنك ولي ذلك والقادر عليه
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 02:33]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الفحل على هذه القلائد والدرر والفوائد، وبارك في علمك وكل جهودك.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 11:07]ـ
أجزل الله لكم الثواب جميعاً ونفع الله بكم وزادكم من فضله.
ولعل الله ييسر طبع كتاب " الجامع في العلل والفوائد " فهو غنيٌّ بمثل تلك الفوائد والقوائد محلاة بالنقول والأدلة.
وفق الله الجميع لمرضاته.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[12 - May-2008, صباحاً 01:59]ـ
أسأل الله أن يبارك فى عمر الشيخ وفى علمه وأن يحفظه
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 10:58]ـ
أسأل الله أن يبارك فى عمر الشيخ وفى علمه وأن يحفظه
آمين
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب، وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[أبومروة]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 11:30]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا ماهر(/)
هل للإمام ابن قدامة اختيارات فقهية؟
ـ[ابن المنير]ــــــــ[14 - Apr-2007, صباحاً 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال للشيخ المهذب المقرىء
هل لأبي محمد ابن قدامة في موسوعته الحنبلية، اختيارات خاصة به؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 03:31]ـ
شكرا أخي وشوشة وجزاك الله خيرا
وأما سؤالك فابن قدامة له آراؤه الخاصة وقد مر معي نماذج عندما كنت أقرأ المقنع فإن كان عندك بحث في هذا فعليك بالمقنع وشروحه فإن المرداوي نبه على هذا في الإنصاف
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 04:04]ـ
سؤال للشيخ المهذب المقرىء
هل لأبي محمد ابن قدامة في موسوعته الحنبلية، اختيارات خاصة به؟
إضافة:
هناك رسالة علمية عن الإمام ابن قدامة واختياراته الفقهية، وتقع في أربع مجلدات
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:07]ـ
لعل حبيبنا وفقه الله- الحمادي- يعني
أختيارات ابن قدامه الفقهية من أشهر المسائل الخلافية
للدكتور علي بن سعيد الغامدي
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:08]ـ
سؤال واستكشاف
هي في اختياراته الفقهية أو في اختياراته في أصول الفقه
وجزاك الله خيرا ونفع بعلمك
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:19]ـ
لعل حبيبنا وفقه الله- الحمادي- يعني
أختيارات ابن قدامه الفقهية من أشهر المسائل الخلافية
للدكتور علي بن سعيد الغامدي
نعم، هذا ما أعنيه
والكتاب ليس عندي، لكني أذكره جيداً
جزاك الله خيراً أخي محمد
ـ[ابن المنير]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 08:37]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
قال أبو محمد ابن قدامة:
(أما المسألة التي في الوكالة: فإنما أفتيت فيها باجتهادي، بناء على ما ذكرت في التعليل، فإذا ظهر قول الأصحاب وغيرهم بخلافه، فقولهم أولى، والرجوع إلى قولهم متعين).
مشايخي وأحبابي وإخواني
نريد أن نضع ضابطا، وها انا أصوغه، ثم تستدركون عليه بما شئتم:
«الأصل أن اختيارات وتصويبات وتصحيحات ابن قدامة، إنما هي اختيارات وتصويبات وتصحيحات المذهب، وأنها ليست خاصة به، إلى أن يثبت العكس، بنص إمام من أئمة المذهب».
والله أعلم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 10:26]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
قال أبو محمد ابن قدامة:
(أما المسألة التي في الوكالة: فإنما أفتيت فيها باجتهادي، بناء على ما ذكرت في التعليل، فإذا ظهر قول الأصحاب وغيرهم بخلافه، فقولهم أولى، والرجوع إلى قولهم متعين).
مشايخي وأحبابي وإخواني
نريد أن نضع ضابطا، وها انا أصوغه، ثم تستدركون عليه بما شئتم:
«الأصل أن اختيارات وتصويبات وتصحيحات ابن قدامة، إنما هي اختيارات وتصويبات وتصحيحات المذهب، وأنها ليست خاصة به، إلى أن يثبت العكس، بنص إمام من أئمة المذهب».
والله أعلم.
صدقت
وهذا الذي لاحظته أثناء بحثي السريع في الإختيارات للدكتور /علي
فماوجدت ابن قدامه رحمه الله إنفرد، أو خالف ما عليه الأصحاب
وهذه فائده جليله بارك الله فيكم
ـ[ابن المنير]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 09:08]ـ
جزيتم خيرا يا آل عامر فردا فردا
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 12:38]ـ
ما تفضلت به جيد وفقك الله ونفع بك
والإمام قد تختلف آراؤه في بعض كتبه فهناك في العمدة ما يخلف به المقنع، وفي المقنع ما يخالف به الكافي والمغني وهكذا على قلة في هذا الأمر فلعله تغير اجتهاد أو ذهول
خذ نصا:
في اسم " الرحمن" مرة جعله من الأسماء التي لا يسمى به غيره ومرة مما يسمى به غيره
الكافي في فقه ابن حنبل ج4/ص377
وأسماء الله ثلاثة أقسام أحدها ما لا يشارك الله فيه غيره نحو والله والرحمن .... الثاني ما يسمى به غير الله وإطلاقه ينصرف إليه
المغني ج9/ص394
وأسماء الله تنقسم ثلاثة أقسام أحدها ما لا يسمى بها غيره نحو قوله والله والرحمن .... والثاني ما يسمى به غير الله تعالى مجازا وإطلاقه ينصرف إلى الله تعالى
بينما في المقنع:
وأسماء الله تعالى قسمان: أحدهما مالايسمى به غيره نحو والله والقديم الأزلي والأول .... والثاني ما يسمى به غيره وإطلاقه ينصرف إلى الله تعالى كالرحمن
وقد اعترض عليه الشارح شمس الدين ابن قدامة: فقال:
فأما الرحمن فذكره شيخنا من هذا القسم في الكتاب المشروح وذكره في كتاب المغني من القسم الأول وهو أولى ...
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 12:53]ـ
ومن الذهول والسهو:
ما نبه عليه الزركشي في شرحه
شرح الزركشي ج2/ص511 في باب الظهار
قال فإن أصابها في ليالي الصوم أفسد ما مضى من صومه وابتدأ الشهرين
ش هذا إحدى الروايتين عن أحمد واختيار أصحابه الخرقي والقاضي وأصحابه كالشريف وأبي الخطاب والشيرازي وابن البنا وابن عقيل وغيرهم والشيخين لقول الله تعالى 19 فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا أوجب سبحانه صوم الشهرين بشرطين أحدهما تقديم الشهرين على المسيس والثاني إخلاؤهما عن المسيس فإذا وطىء في خلالهما فقد فات أحد الشرطين وهو تقديمهما عليه وبقي الشرط الأخر يمكنه أن يأتي به فيستأنف الصوم فيخلو الشهران عن المسيس فوجب ذلك كمن أمر بشيئين فعجز عن أحدهما وقدر على الآخر يسقط ما عجز عنه ويلزمه ما قدر عليه والرواية الثانية لا ينقطع التتابع بذلك لأنه وطء لم يصادف محل الصوم أشبه ما لو وطئ غير التي ظاهر منها ولأن التتابع في الصيام عبارة عن اتباع صوم يوم بالذي قلبه وهذا متحقق وإن وطئ ليلًا وكذلك الروايتان إذا وطئها نهاراً ناسياً قاله غير واحد وخرجهما أبو محمد فيما إذا وطئها وقد أبيح له الفطر لمرض ونحوه
واعلم أن ظاهر كلام أبي محمد في المقنع أن شرط عدم انقطاع التتابع فيما إذا وطئ ليلًا أن يطأ ناسياً وهو غفلة منه فلا يعتبر بذلك) (النسخ من مكتبة التراث)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 01:20]ـ
ومما تعدد فيه اختياره مسألة " سن الإياس من الحيض "
فله ثلاث ترجيجات
ففي العمدة " ستون سنة "
وفي الهادي " خمسون سنة "
وفي المغني " قال ج8/ص87
والصحيح إن شاء الله أنه متى بلغت المرأة خمسين سنة فانقطع حيضها عن عادتها مرات لغير سبب فقد صارت آيسة لأن وجود الحيض في حق هذه نادر بدليل قول عائشة وقلة وجوده فإذا انضم إلى هذا انقطاعه عن العادات مرات حصل اليأس من وجوده فلها حينئذ أن تعتد بالأشهر وإن انقطع قبل ذلك حكمها حكم من ارتفع حيضها لا تدري ما رفعه على ما سنذكره إن شاء الله وإن رأت الدم بعد الخمسين على العادة التي كانت تراه فيها فهو حيض في الصحيح لأن دليل الحيض الوجود في زمن الإمكان وهذا يمكن وجود الحيض فيه وإن كان نادرا وإن رأته بعد الستين فقد تيقن أنه ليس بحيض لأنه لم يوجد ذلك
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 02:12]ـ
ولعلي أكتفي بهذا النقل الغريب من هذا العالم النحرير ليؤكد لنا قصور ابن آدم لنتعامل مع العلماء بواقع بشريتهم حتى نعذر ونتأسى ولعلي أفرد موضوعا بإذن الله حول هذه الفكرة لأستفيد من تعليقاتكم ورؤاكم
"كفارة القتل في شبه العمد "
قال في المغني ج8/ص402
"فصل وتجب الكفارة في شبه العمد ولم أعلم لأصحابنا فيه قولا لكن مقتضى الدليل ما ذكرناه "
بينما قال في المقنع:
وفي قتل العمد وشبه العمد روايتان "
قال الزركشي ج3/ص76
" فوقع لأبي محمد رحمه الله في المقنع إجراء الروايتين فيه وهو ذهول فقد قال في المغني لا أعلم لأصحابنا فيه قولاً "
وقال الشارح شمس الدين نقلا من الإنصاف لأن بعض الكلام غير موجود في مطبوع الشرح:
الإنصاف للمرداوي ج10/ص138
قال بن مُنَجَّا بَعْدَ حِكَايَةِ كَلَامِهِ في الْمُغْنِي فَحِكَايَةُ الرِّوَايَةِ في شِبْهِ الْعَمْدِ وَقَعَتْ هُنَا سَهْوًا
قال الشَّارِحُ بَعْدَ حِكَايَةِ كَلَامِهِ في الْمُغْنِي وقد ذَكَرَ شَيْخُنَا في الْكِتَابِ الْمَشْرُوحِ رِوَايَةً أَنَّهُ كَالْعَمْدِ لِأَنَّ دِيَتَهُ مُغَلَّظَةٌ
فَظَاهِرُهُ أَنَّهُ ما اطَّلَعَ عليها إلَّا في هذا الْكِتَابِ انْتَهَى
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 02:17]ـ
قلت في المشاركة السابقة
لأن بعض الكلام غير موجود في مطبوع الشرح:
[/ color][/quote]
قد يكون سبب بعض السقوطات هي الطباعة ولها أمثلة
وقد يكون بعضها سببه اختلاف النسخ فنسخ الكتاب عامل مهم في اختلاف بعض النقولات وهذا لا يحتاج إلى تمثيل
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 03:07]ـ
وأختم هذه المشاركات بهذا النقل الذي هو في صلب الموضوع
الإنصاف للمرداوي ج5/ص383
وَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْمُصَنِّفَ هُنَاكَ إنَّمَا قَدَّمَ تَبَعًا لِلْأَصْحَابِ وَإِنْ كان اخْتِيَارُهُ مُخَالِفًا له وَهَذَا يَقَعُ له كَثِيرًا وَقَدَّمَ هُنَا نَظَرًا إلَى ما اخْتَارَهُ لَا إلَى الْفَرْقِ بين الْمَسْأَلَتَيْنِ فإن اخْتِيَارَهُ في الْمَسْأَلَتَيْنِ وَاحِدٌ وَالْحُكْمُ عِنْدَهُ فِيهِمَا وَاحِدٌ وَأَطْلَقَ الْوَجْهَيْنِ في الْمَسْأَلَتَيْنِ في الْفُرُوعِ وَظَهَرَ مِمَّا تَقَدَّمَ أَنَّ لِلْأَصْحَابِ في الْمَسْأَلَتَيْنِ طَرِيقَتَيْنِ التَّسَاوِي وهو الصَّحِيحُ وَالصِّحَّةُ هُنَاكَ وَعَدَمُهَا هُنَا وَهِيَ طَرِيقَتُهُ في الْمُسْتَوْعِبِ وبن رَزِينٍ وهو ظَاهِرُ كَلَامِ الْمُصَنِّفِ هُنَا وَذَكَرَ الزَّرْكَشِيُّ فِيهِمَا ثَلَاثَةَ أَقْوَالٍ ثَالِثُهَا الْفَرْقُ وهو ما قَالَهُ الْمُصَنِّفُ في هذا الْكِتَابِ
هذا ما لزم على عجل وقد تركت كثيرا من النقولات لأني أحسب أن الأمر اتضح
ـ[ابن المنير]ــــــــ[06 - Jun-2007, صباحاً 02:38]ـ
شكر الله لك شيخنا الحبيب المقرىء
ـ[أبو حماد]ــــــــ[06 - Jun-2007, صباحاً 09:17]ـ
مذاكرة جميلة، ونقاش هادئ لآراء هذا الإمام العالم العامل.
ومما وجدته له في وطء غير الكتابية من المسبيات، أنه مال إلى جوازه لظهور الأدلة في ذلك مع مخالفته للمذاهب الأربعة، لكنه تهيب القول به لكونه مخالفا للإجماع كما يرى هو، وهي من المسائل الخلافية الشهيرة، واختار شيخ الإسلام القول بجوازه.
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - Jun-2007, صباحاً 11:29]ـ
شكر الله لك شيخنا الحبيب المقرىء
بارك الله فيكم يا ابن المنير
للفائدة أذكر أنه مر علي أن كتاب العمدة ألفه الإمام ابن قدامة بعد كتاب المقنع والمغني والكافي فهو آخر ما ألفه من هذه السلسلة
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:40]ـ
اسم الكتاب اختيارات ابن قدامة الفقهية في أشهر المسائل الخلافية، تأاليف د. علي بن سعيد الغامدي، طبعة دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض،أربعة مجلدات
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيب ارفعولنا المقنع ع النت يا إخوة!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 12:35]ـ
الأخ المقريء
أين اجد من تكلم عن الترتيب الزمني لكتب ابن قدامة وما الفرق بينها بما فيه كتاب الهادي (زوائد الهداية على الخرقي)
بارك الله فيك(/)
الحكمة من سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 01:14]ـ
ثبت سحر النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث عَائِشَةَ قالت سُحِرَ النبي (ص) حتى كان يُخَيَّلُ إليه أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما يَفْعَلُهُ حتى كان ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا ثُمَّ قال أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فيه شِفَائِي أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فقال أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ ما وَجَعُ الرَّجُلِ قال مَطْبُوبٌ قال وَمَنْ طَبَّهُ قال لَبِيدُ بن الْأَعْصَمِ قال فِيمَا ذَا قال في مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قال فَأَيْنَ هو قال في بِئْرِ ذَرْوَانَ فَخَرَجَ إِلَيْهَا النبي (ص) ثُمَّ رَجَعَ فقال لِعَائِشَةَ حين رَجَعَ نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رؤوس الشَّيَاطِينِ فقلت اسْتَخْرَجْتَهُ فقال لَا أَمَّا أنا فَقَدْ شَفَانِي الله وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذلك على الناس شَرًّا ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ.
قال في فتح الباري ج10/ص227:
قال عياض فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده.
وقال في فتح الباري ج10/ص480: وقال ابن بطال:
وقد امتثل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعاقب الذي كاده بالسحر مع قدرته على ذلك.
مالحكمة من سحر النبي (ص) وهو المحفوظ بحفظ الله وذكره؟.
ـ[أسماء]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 11:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مالحكمة من سحر النبي صلى الله عليه و سلم وهو المحفوظ بحفظ الله وذكره؟.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 12:40]ـ
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=4206
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 11:34]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وكيف يمكن الجمع بين حادث السحر وقول الله عز وجل حاكياً عن المشركين قولهم " إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً "
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 11:44]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وكيف يمكن الجمع بين حادث السحر وقول الله عز وجل حاكياً عن المشركين قولهم " إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً "
/// قبل الجواب عن سؤالك، وهو وجيهٌ .. هل تؤمن بسحر النَّبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 03:38]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وما دام السؤال وجيها ويستحق النظر، فما دخل سؤالك عن (إيماني بسحر النبي) في الموضوع؟؟
ولماذا - سيدي - تستخدم الفعل (تؤمن) الذي لا يستخدم سوى في الحديث عن الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجن؟؟؟
أم أن إجابة هذا السؤال - سؤالك - سوف تساعدك في تصنيفي ووضعي ضمن طائفة معينة؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:22]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وما دام السؤال وجيها ويستحق النظر، فما دخل سؤالك عن (إيماني بسحر النبي) في الموضوع؟؟
ولماذا - سيدي - تستخدم الفعل (تؤمن) الذي لا يستخدم سوى في الحديث عن الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجن؟؟؟
أم أن إجابة هذا السؤال - سؤالك - سوف تساعدك في تصنيفي ووضعي ضمن طائفة معينة؟
أخي الفاضل شريف .. لو قصرت وأجبت بـ "نعم"، أو "لا" مع البيان لكان خيرا!
ـ[تعارف]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 08:23]ـ
من بين الحكم المستفادة من سحر النبى صلى الله عليه وسلم
اثبات بشرية النبى صلى الله عليه وسلم حتى لايغلو فيه محب ويرفعه فوق جنسه البشرى بالزعم ان فيه شىء من الالوهية او الملائكية فهو بشر محض يصيبه مايصيب البشر من صنوف الابتلاءات
بيان مدى مايكنه اعداؤه فى صدورهم من بغض وغل وانهم ذهبوا فى عداوته كل مذهب ولم يتركوا طريقا للاذى به الا سلكوه
بيان حفظ الله تعالى لنبيه واظهار كيد اعدائه له ورد سهامهم الى صدورهم
لاتناقض بين واقعة سحر النبى صلى الله عليه وسلم وبين قوله تعالى حاكيا قول المشركين (إن تتبعون الا رجلا مسحورا)
فالسحر الذى ادعاه المشركون ونفاه القرآن هو السحر الذى يؤثر فى عقل المسحور ويجعله يهذى كالمجانين وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يصل ايذاء المشركين به لهذا فالله حافظ عقله بأبى هو وأمى
اما السحر الواقع فى الحديث المروى فى الصحيحين فلم يكن له تأثير على عقله او بلاغه لرسالة ربه ولكن كان شيئا اشبه بما يسمى (الربط) وهى حاله معروفة فى العلاقة الحميمة بين الزوجين فقد يستطيع ساحر ان يباعد بين الزوجين بشىء من السحر وفى التنزيل الحكيم (فيتعلمون منهما مايفرقون بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد الا بإذن الله 000 الاية
والله سبحانه وتعالى اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 10:20]ـ
من بين الحكم المستفادة من سحر النبى صلى الله عليه وسلم
اثبات بشرية النبى صلى الله عليه وسلم حتى لايغلو فيه محب ويرفعه فوق جنسه البشرى بالزعم ان فيه شىء من الالوهية او الملائكية فهو بشر محض يصيبه مايصيب البشر من صنوف الابتلاءات
بيان مدى مايكنه اعداؤه فى صدورهم من بغض وغل وانهم ذهبوا فى عداوته كل مذهب ولم يتركوا طريقا للاذى به الا سلكوه
بيان حفظ الله تعالى لنبيه واظهار كيد اعدائه له ورد سهامهم الى صدورهم
لاتناقض بين واقعة سحر النبى صلى الله عليه وسلم وبين قوله تعالى حاكيا قول المشركين (إن تتبعون الا رجلا مسحورا)
فالسحر الذى ادعاه المشركون ونفاه القرآن هو السحر الذى يؤثر فى عقل المسحور ويجعله يهذى كالمجانين وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يصل ايذاء المشركين به لهذا فالله حافظ عقله بأبى هو وأمى
اما السحر الواقع فى الحديث المروى فى الصحيحين فلم يكن له تأثير على عقله او بلاغه لرسالة ربه ولكن كان شيئا اشبه بما يسمى (الربط) وهى حاله معروفة فى العلاقة الحميمة بين الزوجين فقد يستطيع ساحر ان يباعد بين الزوجين بشىء من السحر وفى التنزيل الحكيم (فيتعلمون منهما مايفرقون بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد الا بإذن الله 000 الاية
والله سبحانه وتعالى اعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء أختي الكريمة شكرا
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 03:06]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد - فوالله لا أريد تشويشاً ولا مشاغبة، ولكني أريد الحق، والحق هو الذي تنشرح له القلوب وتخضع له العقول وتقبله الفطر السليمة، وعلى استعداد لتغيير أي فكرة أو رأي لدي إن كان عليه برهان وبينة واضحة
اما السحر الواقع فى الحديث المروى فى الصحيحين فلم يكن له تأثير على عقله او بلاغه لرسالة ربه ولكن كان شيئا اشبه بما يسمى (الربط) وهى حاله معروفة فى العلاقة الحميمة بين الزوجين فقد يستطيع ساحر ان يباعد بين الزوجين بشىء من السحر وفى التنزيل الحكيم (فيتعلمون منهما مايفرقون بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد الا بإذن الله 000 الاية
والله سبحانه وتعالى اعلم هذا ما يبرر به الأكثرون موضوع سحر النبي.
اقرأوا معي كلام شيخ الاسلام ابن القيم وأسمعوني مشكورين رايكم فيه - قال في زاد المعاد:
فَاعْلَمْ أَنّ مَادّةَ السّحْرِ الّذِي أُصِيبَ بِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ انْتَهَتْ إلَى رَأْسِهِ إلَى إحْدَى قُوَاهُ الّتِي فِيهِ بِحَيْثُ كَانَ يُخَيّلُ إلَيْهِ أَنّهُ يَفْعَلُ الشّيْءَ وَلَمْ يَفْعَلْهُ وَهَذَا تَصَرّفٌ مِنْ السّاحِرِ فِي الطّبِيعَةِ وَالْمَادّةِ الدّمَوِيّةِ بِحَيْثُ غَلَبَتْ تِلْكَ الْمَادّةُ عَلَى الْبَطْنِ الْمُقَدّمِ مِنْهُ فَغَيّرَتْ مِزَاجَهُ عَنْ طَبِيعَتِهِ الْأَصْلِيّةِ. وَالسّحْرُ هُوَ مُرَكّبٌ مِنْ تَأْثِيرَاتِ الْأَرْوَاحِ الْخَبِيثَةِ وَانْفِعَالِ الْقُوَى الطّبِيعِيّةِ عَنْهَا وَهُوَ أَشَدّ مَا يَكُونُ مِنْ السّحْرِ وَلَا سِيّمَا فِي الْمَوْضِعِ الّذِي انْتَهَى السّحْرُ إلَيْهِ وَاسْتِعْمَالُ الْحِجَامَةِ عَلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ الّذِي تَضَرّرَتْ أَفْعَالُهُ بِالسّحْرِ مِنْ أَنْفَعِ الْمُعَالَجَةِ إذَا اُسْتُعْمِلَتْ عَلَى الْقَانُونِ الّذِي يَنْبَغِي. أ. هـ
وقال بعد ذلك:
فَالْقَلْبُ إذَا كَانَ مُمْتَلِئًا مِنْ اللّهِ مَغْمُورًا بِذِكْرِهِ وَلَهُ مِنْ التّوَجّهَاتِ وَالدّعَوَاتِ وَالْأَذْكَارِ وَالتّعَوّذَاتِ وِرْدٌ لَا يُخِلّ بِهِ يُطَابِقُ فِيهِ قَلْبُهُ لِسَانَهُ كَانَ هَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ الّتِي تَمْنَعُ إصَابَةَ السّحْرِ لَهُ وَمِنْ أَعْظَمِ الْعِلَاجَاتِ لَهُ بَعْدَ مَا يُصِيبُهُ. وَعِنْدَ السّحَرَةِ أَنّ سِحْرَهُمْ إنّمَا يَتِمّ تَأْثِيرُهُ فِي الْقُلُوبِ الضّعِيفَةِ الْمُنْفَعِلَةِ وَالنّفُوسِ الشّهْوَانِيّةِ الّتِي هِيَ مُعَلّقَةٌ بِالسّفْلِيّاتِ وَلِهَذَا فَإِنّ غَالِبَ مَا يُؤَثّرُ فِي النّسَاءِ وَالصّبْيَانِ وَالْجُهّالِ وَأَهْلِ الْبَوَادِي وَمَنْ ضَعُفَ حَظّهُ مِنْ الدّينِ وَبِالْجُمْلَةِ فَسُلْطَانُ تَأْثِيرِهِ فِي الْقُلُوبِ الضّعِيفَةِ الْمُنْفَعِلَةِ الّتِي يَكُونُ مَيْلُهَا إلَى السّفْلِيّاتِ قَالُوا: وَالْمَسْحُورُ هُوَ الّذِي يُعِينُ عَلَى نَفْسِهِ فَإِنّا نَجِدُ قَلْبَهُ مُتَعَلّقًا بِشَيْءٍ كَثِيرِ الِالْتِفَاتِ إلَيْهِ فَيَتَسَلّطُ عَلَى قَلْبِهِ بِمَا فِيهِ مِنْ الْمَيْلِ وَالِالْتِفَاتِ وَالْأَرْوَاحُ الْخَبِيثَةُ إنّمَا تَتَسَلّطُ عَلَى أَرْوَاحٍ تَلْقَاهَا مُسْتَعِدّةً لِتَسَلّطِهَا عَلَيْهَا بِمَيْلِهَا إلَى مَا يُنَاسِبُ تِلْكَ الْأَرْوَاحَ الْخَبِيثَةَ وَبِفَرَاغِهَا مِنْ الْقُوّةِ الْإِلَهِيّةِ وَعَدَمِ أَخْذِهَا لِلْعُدّةِ الّتِي تُحَارِبُهَا بِهَا فَتَجِدُهَا فَارِغَةً لَا عُدّةَ مَعَهَا وَفِيهَا مَيْلٌ إلَى مَا يُنَاسِبُهَا فَتَتَسَلّطُ عَلَيْهَا وَيَتَمَكّنُ تَأْثِيرُهَا فِيهَا بِالسّحْرِ وَغَيْرِهِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ.
هل يمكن التسليم بهذا الكلام مع إثبات سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 03:13]ـ
/// وموسى عليه الصلاة والسلام -أيضًا- قد سحر السحرة عينه: ((يخيَّل إليه من سحرهم أنَّها تسعى)).
/// لا أرى إشكالًا في النقل الأول عن الإمام ابن القيم .. أمَّا النقل الثاني فهو استطراد لا علاقة له بسحر النبي صلى الله عليه وسلم.
/// أين موضع الإشكال حتى لا يُسلَّم بسحر النَّبي صلى الله عليه وسلَّم?
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 06:11]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وكيف يمكن الجمع بين حادث السحر وقول الله عز وجل حاكياً عن المشركين قولهم " إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً "
قد يجوز أن يكون مرادا به إن تتبعون إلا ساحرا، فاستعمل البناء للمفعول بدل الفاعل، كما يقال مشئوم وميمون، والأصل: شائم ويامن.
وقد ذهب البعض في قوله تعالى:حجابا مستورا، إلى كونها بمعنى: حجابا ساترا، والعرب قد تخرج فاعلا بلفظ مفعول كثيرا، كما قاله ابن جرير.
فعلى هذا يكون المعنى هو ما اتهموا به النبي صلى الله عليه و سلم من أنه ساحر.
هذا وجه ...
و الوجه الثاني:
أنه على فرض أنهم قصدوا أنه مسحور فالمشركون إنما أرادوابقولهم: {إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} الطعن في نبوته صلى الله عليه و سلم و أن ما يقوله من الوحي صلوات الله و سلامه عليه إن هي إلا تخيلات المجانين -حاشاه بأبي هو وأمي- ... وشتان بين هذا وبين كونه سحر فترة يسيرة فكان يخيل إليه انه يأتي أزواجه و لا يأتيهن، وليس لهذا علاقة بتبليغ الرسالة.
وقد قال الله تعالى عن موسى: يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى.
وأما إن كان يُظن أن السحر ينافي عصمة النبوة فالجواب:
قال الإمام المازري رحمه الله: " أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث - يريد حديث السحر - وزعموا أنه يحط منصب النبوة، ويشكك فيها، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك باطل، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرَّعوه من الشرائع، إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ، وأنه يوحى إليه ولم يوح إليه بشيء، وهذا كله مردود، لأن الدليل قد قام على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ، والمعجزات شاهدات بتصديقه، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل.
وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها، ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض، فغير بعيد أن يُخَيَّل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين "، قال: " وقد قال بعض الناس: إن المراد بالحديث أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن، وهذا كثيرًا ما يقع تخيله للإنسان، وهو في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة " أهـ.
وانظر إتماما للفوائد: بدائع الفوائد 2/ 449، ففيه جواب مفصل.
فهي شبهة قديمة - يا صاحبي - مركبة من ثلاث شعب:
1 - أن يطعنوا في الحديث باعتباره حديث آحاد .. و الرد قول الله تعالى عن موسى: يخيل إليه من سحرهم ... الآية
2 - أن هذا الحديث فيه منافاة لعصمة النبي .. و الجواب كلام المازري وابن القيم، القيم.
3 - أن الحديث معارض للقرآن و لقوله تعالى: إن تتبعون إلا رجلا مسحورا، وقول قوم صالح له إنما أنت من المسحرين وقول قوم شعيب له إنما أنت من المسحرين.
فالجواب باختصار:
أن اللغة تساعد على استعمال المفعول مكان الفاعل، وهذا رده ابن القيم رحمه الله. وهو وجه الأول أعلاه. ثم الوجه الثاني ...
ثم تخير بعد ما شئت من جواب ابن القيم في البدائع.
والله الهادي سواء الصراط.(/)
هل يضمن "المعلّم الخصوصي" فشل الطالب وإخفاقه في الامتحان؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 02:42]ـ
وفقني الله وإياكم لكل خير:السؤال من باب المدارسة الفقهية وربط اقوال الأوائل - رحمهم الله - بوقائع الحاضر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 03:26]ـ
لا يمكن تضمينه! بل لو اشترط التضمين بطل العقد!
وهذا يشبه مسألة تضمين الطبيب، أو اشتراط الشفاء، وهي باطلة اتفاقا
وهذا لا يدخل فيه المفرط أو المتساهل كما هو واضح، وهي مسألة المتطبب
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 07:00]ـ
جزاك الله خيرا، والغرض النقاش بالإلحاق بأقرب المسائل مما سطّره الفقهاء. مثلاً: الفقهاء (الحنابلة) فرقوا بين الأجير الخاص، والأجير المشترك، وجعلوا لكل واحد منهما حكماً بشأن التضمين. فالأول يضمن مطلقاً بالتفريط، والثاني في رواية يضمن العيب الناشئ عن عمله فرّط أو لم يفرّط. والغالب على "المعلمين الخصوصيين" انهم يعملون لأكثر من شخص في مهنة واحدة هي التعليم.حتى إن بعضهم يدرّس في الصباح، والظهر، والعصر، وبعد العشاء.
أو يدرّس أكثر من طالب في كل جلسة من تلك الجلسات. السؤال: لو قلنا أن المعلم الخصوصي يلحق بالأجير المشترك [1] فهل حكمه حكم ما لو ألحق بالأجير الخاص أم الحكم واحد لا يتغير؟ أم أن تكييف المسألة يقتضي عدم التفريق بين كونه خاصاً أو مشتركاً؟ ============================= =
[1] عمل الأجير المشترك يعتريه بعض النقص والشطط لأنه يؤجر عمله لأكثر من إنسان، وكلما كثر المستأجرين كثر احتمال التقصير في أداء العمل للبعض على حساب البعض الآخر، وقد يتسع الخلل بسبب ذلك لا سيما مع كثرة الطمع في جمع المال، حتى ولو لم يتعمد المعلم التفريط أو الإهمال.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 07:06]ـ
ولعلي أعيد صياغة السؤال: هل يضمن "المعلّم الخصوصي" تردّي مستوى الطالب *؟
=========================
* بدون ذكر لـ "الإمتحان"، وعلى اعتبار أن الطالب صحيح العقل والفهم، وأن المحيط الدراسي طبيعي لا عوائق فيه، أي أن النقاش حول أداء المعلم بالدرجة الأولى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 07:07]ـ
الإشكال في تصور المسألة أصلا
فإن هذا لا يمكن إلحاقه بالأجير المشترك حتى لو كان يعمل مع ألف طالب؛ لأنه ليس المقصود بالاشتراك أن يعمل لك ولغيرك مطلقا، وإنما المقصود أنك لا تستأجره بالوقت، أو في محلك أنت.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 07:16]ـ
الإشكال في تصور المسألة أصلا
فإن هذا لا يمكن إلحاقه بالأجير المشترك حتى لو كان يعمل مع ألف طالب؛ لأنه ليس المقصود بالاشتراك أن يعمل لك ولغيرك مطلقا، وإنما المقصود أنك لا تستأجره بالوقت، أو في محلك أنت.
جزاك الله خيرا
.. سمّي مشتركاً ((لأنه يتقبل أعمالاً لجماعة في وقت واحد يعمل لهم، فيشتركون في نفعه)) منار السبيل، ج 2، ص 595، ط. طيبة.
ولذلك رُوي عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه كان يضمن الأجراء، ويقول: لا يُصلح الناس إلا هذا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 07:41]ـ
أنا أفهم من كلمة (المعلم الخصوصي) أنه الذي يأتي إلى الطالب في منزله ليشرح له، كما هو الشائع حاليا
فإن كان هذا هو المقصود، فهذا لا يمكن أن يكون أجيرا مشتركا؛ لأنه لا يقبل أعمالا عدة في وقت واحد، وإنما لكل طالب وقت معين محدد له هو وحده.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 07:45]ـ
أنا أفهم من كلمة (المعلم الخصوصي) أنه الذي يأتي إلى الطالب في منزله ليشرح له، كما هو الشائع حاليا
فإن كان هذا هو المقصود، فهذا لا يمكن أن يكون أجيرا مشتركا؛ لأنه لا يقبل أعمالا عدة في وقت واحد، وإنما لكل طالب وقت معين محدد له هو وحده.
جزاك الله خيرا. وقد ذكرتُ طريقة كثيراً منهم:
حتى إن بعضهم يدرّس في الصباح، والظهر، والعصر، وبعد العشاء. أو يدرّس أكثر من طالب في كل جلسة من تلك الجلسات
ما العمل مع هؤلاء؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 07:57]ـ
طيب، دعنا الآن من تصنيف هؤلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أتكلم عن تصور المسألة؛ لأن التضمين هنا غير متصور عندي؛ لأن المعلم يستأجر للتعليم وليس لصناعة سلعة معينة أو ما شابه، فلو كان هناك سلعة لكان هناك إمكان لتصور التضمين، أما هنا فلا يمكن تصور التضمين أصلا؛ لأن التعليم هذا شيء ذهني غير مادي، فكيف سيضمنه؟!
لا يقال: إنه يضمنه بإرجاع ما أخذه من الأجرة؛ لأن هذا ليس هو التضمين المقصود في كلام الفقهاء.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 10:21]ـ
طيب، دعنا الآن من تصنيف هؤلاء
أنا أتكلم عن تصور المسألة؛ لأن التضمين هنا غير متصور عندي؛ لأن المعلم يستأجر للتعليم وليس لصناعة سلعة معينة أو ما شابه، فلو كان هناك سلعة لكان هناك إمكان لتصور التضمين، أما هنا فلا يمكن تصور التضمين أصلا؛ لأن التعليم هذا شيء ذهني غير مادي، فكيف سيضمنه؟!
لا يقال: إنه يضمنه بإرجاع ما أخذه من الأجرة؛ لأن هذا ليس هو التضمين المقصود في كلام الفقهاء.
أسعدك الله، ولذلك اخترت أن يكون عنوان مشاركتي على هيئة سؤال: هل يضمن "المعلّم الخصوصي" فشل الطالب وإخفاقه في الامتحان؟: هل التضمين متصور هنا؟ إن "لا" فلم لا؟ وإن "نعم"، فكيف وما أصل ذلك؟
وقولك: التعليم هذا شيء ذهني غير مادي، فكيف سيضمنه، فيه وجاهه، ولكن يمكن الاستعاضة بملاحظة الأثر: هل استفاد الطالب أم أنه لم يرَ استفادة؟ وهل لو كان "المعلم" بمثابة الأجير الخاص بدلاً من المشترك لكان أداؤه أفضل. إذا كان الأمر كذلك لكان للتضمين وجه، وقد حكى ابن قدامة في الكافي وغيره قول القاضي وأصحابه أنه لو صار الأجير المشترك في محل المستأجر لتحول من صفة الأجير المشترك إلى الخاص، فلا يضمن حينئذٍ إلا بالتفريط، وعليه - إن صح التمثيل - لو قال والد الطالب: أنا أريدك أيها المعلم أن تدرس ابني عندي في البيت، وتدرس ابني فقط، فهنا يضمن بالتفريط، لكن لو قال المعلم: لا أنا أدرس ابنك في بيتي، أنت تأتي به، ومعه مجموعة من الطلاب كذلك في بيتي أدرسهم، فهنا يمكن أن نقول: يضمن عدم استفادة الطالب، وذلك في حالة إذا كان تبين أن استفادته بخلوّه بالمعلم في بيت أبيه أكثر من استفادته من وجوده في بيت المعلم مع جمع من الطلاب مثله، هذا اجتهاد مني وكل يؤخذ من قوله ويرد، والغرض المدارسة من أجل تفعيل أقوال الفقهاء في جو المستجدات المعاصرة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 10:27]ـ
أحسن الله إليكم
يبدو لي - بنظري القاصر - أن في الكلام نظرا؛ لأن التضمين - إن فُرِض في هذه الصورة - سينبني على أحد شيئين:
- الأول: أن المعلم أدى ما عليه جيدا ولكن الطالب بعد ذلك لم ينجح لضعف الطالب نفسه من جهة الذكاء أو نحو ذلك.
- أن الطالب لم يفهم جيدا من المعلم بسبب تزاحم الطلبة عليه وعدم اختصاصه به.
ففي الصورة الأولى لا يمكننا أن نضمن المعلم إطلاقا؛ لأن المشكلة في الطالب، بدليل أن كل الطلبة مثلا نجحوا إلا هو!
وفي الصورة الثانية لا يمكننا أن نضمن المعلم أيضا؛ لأن هذا الأمر بعينه مشترط في العقد فكيف نضمنه به؟!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 11:02]ـ
ففي الصورة الأولى لا يمكننا أن نضمن المعلم إطلاقا؛ لأن المشكلة في الطالب، بدليل أن كل الطلبة مثلا نجحوا إلا هو!
وفي الصورة الثانية لا يمكننا أن نضمن المعلم أيضا؛ لأن هذا الأمر بعينه مشترط في العقد فكيف نضمنه به؟!
وإليك أحسن وفيك بارك.
في الصورة الأولى: لا بد أن يضمن إذا تبين أنه مفرّط، إذاً فليس مطلقاً.
في الصورة الثانية: صحيح أنه مشترط في العقد، لأنه كالشرط حقيقة لحصوله بإذن الطرف الأول: ولي أمر الطالب. ولكن يشترط حينئذ - على المذهب - أن يكون المعلم حاذقاً كما اشترط الفقهاء ذلك في الطبيب، فإن لم يكن فإنه يضمن، ويعرف الحذق من عدمه بسؤال أهل الخبرة، والتحري عن سُمعة هذا المعلم في مهنته، وقرائن أُخَر. ولو قيل بعدم الضمان - كما ذكرت وفقك الله - لأن الأمر مشروط، لما قال الفقهاء بتضمين الأجير المشترك (الخياط مثلاً) تلف الثوب عنده مطلقا، مع أن تقبّله العمل بهذه الهيئة مشروط كذلك. لذلك ينبغي التفريق بين شيئين: اشتراط عدم التضمين بحصول التلف و الآخر: اشتراط العمل في محل الأجير والرضى بذلك، وذلك أن الإقرار بالثاني لا يلزم منه التفويض بحصول التلف أو الرضى به، وفي مسألتنا: يؤخذ بالاعتبار شرط "الحذق"، فبحسبه يتفاوت الحكم قوة وضعفاً.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 11:07]ـ
موضوع شيق وجميل وسمين
يضمن أو لا يضمن
الأمر مردّه إلى القضاء، وإلى نظر القاضي
كل حالة على حدة
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 02:14]ـ
في الصورة الأولى: لا بد أن يضمن إذا تبين أنه مفرّط، إذاً فليس مطلقاً.
في الصورة الثانية: صحيح أنه مشترط في العقد، لأنه كالشرط حقيقة لحصوله بإذن الطرف الأول: ولي أمر الطالب. ولكن يشترط حينئذ - على المذهب - أن يكون المعلم حاذقاً كما اشترط الفقهاء ذلك في الطبيب، فإن لم يكن فإنه يضمن
أنا قلت في الصورة الأولى (المعلم أدى ما عليه جيدا) فكيف تقول (تبين أنه مفرط)؟!!
وأما الصورة الثانية فاشتراط كون المعلم حاذقا هذا أنا أشرتُ إليه سابقا عندما ذكرت مسألة المتطبب.
وهذا شرط صوري هنا؛ لأنك قلت (يعرف الحذق بسؤال أهل الخبرة والتحري عن سمعة هذا المعلم)، والناس يفعلون ذلك قبل إرسال أبنائهم أصلا.
وإذا قال الوالد للمعلم: (أنت معلم جاهل)، فأسهل ما يكون أن يقول له: (لماذا جئت به إليَّ ولم تختر له الحاذق؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 04:33]ـ
أعتذر عن الدخول بينكما وقطع أفكاركما
ولكني أريد أن أفتح قناة جديدة للمسألة
لم لا تخرج المسألة على باب الجعالة ولا يخفاكم قطعا أن الجعالة نوع إجارة لوقوع العوض في مقابلة منفعة إلا في أربعة فروق بينهما معلومة
فبدلا أن يجعل الولي العقد إجارة يجعلها جعالة
ويمكن أن نخرجها على قولهم " من داوى لي مريضا حتى يبرأ من جرحه فله كذا " ففيها قولان في مذهبنا
وكذلك لوقال من علم ولدي حتى ينجح فله كذا
ولي عودة ..
ـ[ابن رشد]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:39]ـ
موضوع شيق ,ولعلي أدلي بدلوي
أقول:لابد من وضع معيار وضابط في هذه المسألة,,ولذا نقول:
يجب على الطالب ألا يعطي المدرس اجره إلا بعد فهمه للمادة, فإن أعطاه أجره دل هذا أن الطالب فهم المادة ,ومن ثم لايضمن المدرس الخصوصي أي شي يحصل بعد ذلك, فإن رسب الطالب فهو تفريط من الطالب وليس تفريط من المدرس,,
والله اعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 11:02]ـ
جزاكم الله خيرا جميعاً وبارك فيكم وقد تحقق رجائي بحسن الاستفادة من طرحكم المتنوع ونطمع في المزيد، وليس المهم عندي مسألة المعلم الخصوصي بقدر ما هو الحرص على ترسيخ وتفعيل المفاهيم الفقهية المودعة في الكتب على أمثلة واقعية وعصرية في حياتنا والنقاش لا يزيد هذا إلا فائدة إن شاء الله. وقد وجهت نداء خاصا حول هذه القضية على الرابط التالي، ولم أرَ استجابة كافية، ولا أدري هل ذلك راجع إلى أني لم أُوفَق في اختيار الموضوع أم غير ذلك، وهو على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2132
الشيخ الفاضل: المقريء، وفقه الله: لم تقطع حبل الأفكار، بل وصلت الحبل بفائدة أخرى ولا تبخل علينا بما عندك.
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 11:39]ـ
الإنصاف للمرداوي ج6/ص391
فَائِدَةٌ لو قال من دَاوَى لي هذا حتى يَبْرَأَ من جُرْحِهِ أو مَرَضِهِ أو رَمَدِهِ فَلَهُ كَذَا لم يَصِحَّ مُطْلَقًا على الصَّحِيحِ من الْمَذْهَبِ قَدَّمَهُ في الرِّعَايَتَيْنِ وَالْحَاوِي الصَّغِيرِ وَالْفَائِقِ وَغَيْرِهِمْ وَاخْتَارَهُ الْقَاضِي وَقِيلَ تَصِحُّ جَعَالَةٌ اخْتَارَهُ بن أبي مُوسَى وَالْمُصَنِّفُ نَقَلَهُ الزَّرْكَشِيُّ في الْإِجَارَةِ
الإنصاف للمرداوي ج6/ص75
يَجُوزُ أَنْ يَسْتَأْجِرَ طَبِيبًا وَيُقَدِّرُ ذلك بِالْمُدَّةِ لِأَنَّ الْعَمَلَ غَيْرُ مَضْبُوطٍ وَيُبَيِّنُ قَدْرَ ما يَأْتِي له هل هو مَرَّةٌ أو أَكْثَرُ وَلَا يَجُوزُ التَّقْدِيرُ بِالْبُرْءِ عِنْدَ الْقَاضِي وَجَوَّزَهُ بن أبي مُوسَى وَاخْتَارَهُ الْمُصَنِّفُ وقال لَكِنْ يَكُونُ جِعَالَةً لَا إجَارَةً انْتَهَى فَإِنْ اسْتَأْجَرَهُ مُدَّةً يُكَحِّلُهُ أو يُعَالِجُهُ فيها فلم يَبْرَأْ اسْتَحَقَّ الْأَجْرَ وَإِنْ برأ في أَثْنَاءِ الْمُدَّةِ انْفَسَخَتْ الْإِجَارَةُ فِيمَا بَقِيَ وَكَذَا لو مَاتَ فَإِنْ امْتَنَعَ الْمَرِيضُ من ذلك مع بَقَاءِ الْمَرَضِ اسْتَحَقَّ الطَّبِيبُ الْأَجْرَ بِمُضِيِّ الْمُدَّةِ فَأَمَّا إنْ شَارَطَهُ على الْبُرْءِ فَهِيَ جَعَالَةٌ لَا يَسْتَحِقُّ شيئا حتى يُوجَدَ الْبُرْءُ وَلَهُ أَحْكَامُ الْجَعَالَةِ
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 11:48]ـ
حاشية الجمل على شرح المنهج ج3/ص545
فرع لو استأجره لحفظ كذا من القرآن هل يفسد العقد لأن الحفظ ليس بيده كما لو شرط الشفاء في المداواة أو يصح لأنه المقصود من التعليم ويفرق فيه نظر ا ه سم على حج ولا تبعد الصحة لما علل به من أن المقصود من التعليم الحفظ وقوله ويفرق أي بين المداواة والحفظ ولعله أن التعليم مستلزم للحفظ عادة مطردة غايته أنه يختلف شدة وضعفا باعتبار قوة فهم المتعلم وضعفه ولا كذلك الشفاء فإنه لا يلزم المداواة إذ كثيرا ما توجد ولا يوجد الشفاء ا ه ع ش على م ر
حاشية الجمل على شرح المنهج ج3/ص621
ويستنبط من الخبر جواز الجعالة على ما ينتفع به المريض من دواء أو رقية وإن لم يذكروه وهو متجه إن حصل به تعب وإلا فلا أخذا مما يأتي ا ه شرح م ر ثم ينبغي أن يقال إن جعل الشفاء غاية لذلك كلتداويني إلى الشفاء أو لترقيني إلى الشفاء فإن فعل ووجد الشفاء استحق الجعل وإن فعل ولم يحصل الشفاء لم يستحق شيئا لعدم وجود المجاعل عليه وهو المداواة والرقية إلى الشفاء وإن لم يجعل الشفاء غاية لذلك كتقرأ على علتي الفاتحة سبعا مثلا استحق بقراءتها سبعا لأنه لم يقيد بالشفاء ولو قال لترقيني ولم يزد أو زاد من علة كذا فهل يتقيد الاستحقاق بالشفاء فيه نظر وقد يؤخذ من قوله في مسألة المداواة الآتي في الفرع قبيل قوله ولو اشترك اثنان إلخ فساد الجعالة هنا ووجوب أجرة المثل فليحرر ا ه سم على حج ونص الفرع فرع تجوز الجعالة على الرقية بجائز كما مر وتمريض مريض ومداواته ولو دابة ثم إن عين لذلك حدا كالشفاء ووجد استحق المسمى وإلا فأجرة المثل
حاشية الجمل على شرح المنهج ج3/ص624
فيما لو جاعله على الرقيا أو المداواة أنه إن جعل الشفاء غاية للرقيا والمداواة لم يستحق إلا إذا حصل الشفاء وإلا استحق الجعل مطلقا ا ه فقياسه هنا أنه إن جعل خروجه من الحبس غاية لتكلم الواسطة لم يستحق إلا إذا خرج منه وفي كلام سم أيضا بعد كلام طويل جواز الجعالة على رد الزوجة من عند أهلها نقلا عن الرافعي ثم توقف فيه وأقول الأقرب ما قاله الرافعي وهو قياس ما أفتى به المصنف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 11:50]ـ
وكما ترون فقد نصوا على التعليم إلى الحفظ وتقدير الحفظ اختبار بمعناه المعاصر
فليكن التدريس كذلك في التخريج
وهذا أقوله لفتح باب المدارسة فقط(/)
إلى خبراء ابن عبد البر، سؤال:
ـ[ابن المنير]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 09:48]ـ
من خلال ممارستكم العملية، للاستذكار، ما هي الفوائد التي تفرَّد بها دون التمهيد؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 10:03]ـ
الشيخ عبدالله الحمادي من الخبراء في ذلك، فقد أمضى وقتاً ممتعاً أحسبه في جنبات تراث أبي عمر الأندلسي وفي البقية خير وبركة، وننتظر جوابه.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 10:16]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
كنت سأذكر أسماء، لكني تدبرت، فأعرضت
وبمشاركتكم الكريمة
أقول:
من الخبراء - فيما أحسب -
المشايخ الكرام:
الباجي، وابن السائح، والحمادي، ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 11:13]ـ
بارك الله فيكما وشكر لكما حسن الظن
ولعل الأخ الباجي يفيدنا بما في جعبته، وكذا الأخ ابن السائح وفقهما الله
وإلى أن يفيدا أقول:
الفوائد التي تفرد بها كتاب الاستذكار عن التمهيد كثيرة ومتنوعة
فقهية وحديثية ولغوية وغيرها
والفروع الفقهية فيه أكثر من التمهيد
هذا جواب سؤالك أخي (وشوشة) باختصار
وأما التمثيل فيحتاج إلى وقت ومراجعة
وهنا ألفت النظر إلى خطأ القول بأنَّ الاستذكار مختصرٌ للتمهيد
فهذا خطأ ظاهر، بل الاستذكار شرح مستقل عن التمهيد، وفيه ما ليس في التمهيد، ويكفي أنه شرحٌ لكامل الموطأ بخلاف التمهيد
وكذلك في التمهيد ما ليس في الاستذكار
وكثير من إحالات ابن عبدالبر في التمهيد على الاستذكار متعلقة بالأسانيد، وهناك إحالات متعلقة بفقه الحديث وغريبه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 01:27]ـ
أحسن الله إليكم،
قال في الاستذكار
(أما بعد:
فإن جماعة من أهل العلم وطلبه، والعناية به، من إخواننا - نفعهم الله وإيانا بما علمنا -، سألونا في مواطن كثيرة مشافهةً، ومنهم من سألني ذلك من آفاق نائية مكاتبةً، أن أصرِّفَ لهم كتاب «التمهيد» على أبواب «الموطإ» ونسقه، وأحذف لهم منه تكرار شواهده وطرقه، وأصل لهم شرح المسند والمرسل = اللذين قصدت إلى شرحهما خاصة في «التمهيد»، بشرح جميع ما في الموطأ من أقاويل الصحابة والتابعين، وما لمالك فيه من قوله الذي بنى عليه مذهبه، واختاره من أقاويل سلف أهل بلده - الذي هم الحجة عنده على من خالفهم -، وأذكر على كل قول رسمه وذكره فيه، ما لسائر فقهاء الأمصار من التنازع والاختلاف في معانيه، حتى يتم شرح كتابه «الموطإ» مستوعبًا مستقصى بعون الله - إن شاء الله -، على شرط الإيجاز والاختصار، وطرح ما في الشواهد من التكرار؛ إذْ ذلك كله ممهَّد مبسوط في كتاب «التمهيد»، والحمد لله
وأقتصر في هذا الكتاب من الحجَّة والشاهد على فِقَر دالَّة، وعيون مبيَّنة ونكت كافية؛ ليكون أقرب إلى حفظ الحافظ، وفهم المطالع - إن شاء الله -).
وعليه، قد بان لنا من هذا النص المهم = جدا
ما هي الفوائد التي انفرد بها الاستذكار، دون التمهيد.
والله الموفق
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 08:49]ـ
لا شك عندي، أن الشيخ الحبيب قد اطّلع، من قبل على النص الذي أوردته، سابقا، لا سيّما وأن له عناية خاصة بابن عبد البر – رحمه الله –، والنص إنما هو تدعيم وتأكيد لما ذَكر، وهذه قراءتي لنص ابن عبد البر – رحمه الله -:
أقول:
إنّ كتاب الاستذكار كان نتاج الخطوات التالية:
• قام ابن عبد البر بإعادة ترتيب التمهيد، فبعد أن كان ترتيبه على حروف المعجم في أسماء شيوخ مالك، رتبه ترتيبا فقهيا على أبواب الموطأ ونَسَقِه.
• قام بحذف المكرر من الشواهد والطُرق.
• احتفَظ بشرحه للمسند والمرسل، ثم جمع إلى ذلك شرح جميع ما في الموطأ من أقاويل الصحابة والتابعين، وما لمالك فيه من قوله الذي بنى عليه مذهبه واختاره، ثم تعهّد بأن يذكر ما لسائر فقهاء الأمصار من التنازع والاختلاف.
وكان الاستذكار
فبعد سرد هذه الخطوات لا أستطيع أن أقرّر أن الاستذكار إنما هو محض اختصار للتمهيد، فهذا خطأ بيّن، كما صرّح بذلك شيخنا من قبل.
ولكن في الوقت نفسه، لا أستطيع أن أغمض عيني، بأنه ثمة اختصار.
أيضًا لا أوافق على أن (الاستذكار شرح مستقل عن التمهيد)، بل هما متمازجان متوائمان مكمّلان لبعضمها البعض = لا غنى لأحدهما عن الآخر.
هذه وجهة نظري، والله يحفظكم ويرعاكم.
تنبيه:
قال الشيخ الحمادي، وفقه الله:
(وكثير من إحالات ابن عبدالبر في التمهيد على الاستذكار متعلقة بالأسانيد، وهناك إحالات متعلقة بفقه الحديث وغريبه)
هنا سبق قلم – غير مقصود -، والعكس هو الصحيح = (وكثير من إحالات ابن عبدالبر في الاستذكار على التمهيد متعلقة بالأسانيد).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 08:55]ـ
طبعا نسيت أن أقرّر أنني لست خبيرا
ولكنها الفائدة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 10:02]ـ
طبعا نسيت أن أقرّر أنني لست خبيرا
ولكنها الفائدة
قد تجد في النهر ما لا تجد في البحر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 04:59]ـ
أولاً: أشكر أخي الحبيب أشرف على نقل كلام الإمام ابن عبدالبر في مقدمة الاستذكار، وكلامُه معروف، وقد نقلتُه في حوار سابق مع أحد الأحباب
ثانياً: كلامي عن الاستذكار والتمهيد هو من واقع تجربة طويلة مع الكتابين، وليس من خلال فهم كلام ابن عبدالبر في مقدمته بمعزلٍ عن ممارسة كتابه، فإن العالم قد يذكر في مقدمة كتابه منهجَه في الجملة، ويُغفِل ذِكرَ التفاصيل، وقد ينفي أشياء هي موجودةٌ فيه، وإنما كان نفيُه لها بالنظر إلى الأغلب
ولذا فكون الإمام ابن عبدالبر:
قام بحذف المكرر من الشواهد والطُرق.
فإنما هو من حيث الغالب، وإلا ففي الاستذكار أسانيد مذكورة في التمهيد من الطريق نفسها، ولكنها قليلة
كما أنَّ في الاستذكار من الأسانيد ما ليس في التمهيد
بل تجد ابن عبدالبر في التمهيد أحياناًَ يحيل على الاستذكار، وهي مواضع قليلة، وقد كان رحمه الله يتعاهد كتابه، فيضيف إليه؛ كما يتبين هذا من كلامه في بعض المواضع
لكن الأغلب –كما ذكرت سابقاً- تميُّز التمهيد من هذه الحيثية
ثالثاً: ما ذكرتَ وفقك الله من كون ابن عبدالبر:
احتفَظ بشرحه للمسند والمرسل، ثم جمع إلى ذلك شرح جميع ما في الموطأ من أقاويل الصحابة
فلا أدري ما مقصودك بهذا؟
إن كان المقصود أنه نقل ما في التمهيد من شرحٍ للمسند والمرسل نقلاً محضاً ووضعه في الاستذكار= فهذا خطأ قطعاً، ومخالف لواقع الكتاب
وإن كان المقصود شرحَها إضافةً إلى شرح باقي الكتاب؛ من موقوفات ومقطوعات وآراء مالك وفقهه= فهذا هو واقع الكتاب
رابعاً: قلتَ وفقك الله:
أيضًا لا أوافق على أن (الاستذكار شرح مستقل عن التمهيد)،
بل هما متمازجان متوائمان مكمّلان لبعضمها البعض = لا غنى لأحدهما عن الآخر.
وللتوضيح أقول:
قولي (الاستذكار شرح مستقل عن التمهيد) ليس مرادي به نفيَ الارتباط بين الكتابين؛ فمثل هذا غيرُ خافٍ على أحد يعرف الكتابين
وإنما أردتُ وفقك الله أنه ليس تلخيصاً للتمهيد كما قيل، بل هو شرحٌ له معالمه وطريقته، وفيه من الإضافات العلمية والفوائد الكثيرة المتنوعة ما ليس في التمهيد، سواء الفوائد الحديثية أو الفقهية أو اللغوية أو غيرها، وعرضَ فيه للاختلاف بين أحاديث لم يَعرِض لها في التمهيد
وذكر فيه فروعاً فقهية كثيرة ليست في التمهيد
ومن هنا قلت إنه شرح مستقل= أي: ليس تلخيصاً محضاً
وأما اختصار الأسانيد فهذا معروف، ولا حاجة لنقل مثل هذا عن مقدمة الاستذكار، فإنه لايكاد يمرُّ على القارئ بِضعَ صفحات في الاستذكار إلا ويحيل فيها على التمهيد، وأنه استوفى ذكر الأسانيد فيه
فهذا أمر ظاهر
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 05:03]ـ
خامساً: أما تقييمك للكتابين بقولك:
بل هما متمازجان متوائمان مكمّلان لبعضمها البعض = لا غنى لأحدهما عن الآخر.
فهذا غير صحيح
بل يمكن الاستغناء عن كثير مما في الكتابين بالآخر
ففيهما تكرارٌ كثير، كما أنَّ ما تفرد به كلٌ منهما كثيرٌ أيضاً
وفي النصِّ الذي نقلتَه من مقدمة ابن عبدالبر ما يفيد هذا
سادساً:
سؤال الأخ (وشوشة) كان عن الفوائد التي تفرد بها الاستذكار عن التمهيد، ومقدمة ابن عبدالبر في الاستذكار لم تستوف تلك الفوائد
فقد تفرد الاستذكارُ بفوائد لغوية، وحديثية وغيرها؛ كما ذكرت في أول مشاركة لي في هذا الموضوع، وهذه لم يُشِر إليها الإمام ابن عبدالبر في مقدمة الاستذكار، ولا يلزمه ذلك، لأنه يذكر منهجه من حيث الجملة
ولذا لا يكفي النظر المجرد إلى مقدمات الكتب لوصف منهج المؤلف، أو ما حواه من فوائد، بل لابد من ممارسة الكتاب، والنظر فيه تفصيلاً، حتى يقف الباحث على ما قد يخرج عن المنهج العام المنصوص عليه، وما قد يضاف إلى ذلك المنهج مما لم يُنصَّ عليه
سابعاً:
تنبيه:
قال الشيخ الحمادي، وفقه الله:
(وكثير من إحالات ابن عبدالبر في التمهيد على الاستذكار متعلقة بالأسانيد، وهناك إحالات متعلقة بفقه الحديث وغريبه)
هنا سبق قلم – غير مقصود -، والعكس هو الصحيح = (وكثير من إحالات ابن عبدالبر في الاستذكار على التمهيد متعلقة بالأسانيد).
أشكرك أخي الغالي أشرف على تنبيهك، فهو -كما ذكرت- خطأ غير مقصود
كما أشكرك على أسلوبك المميز في الاستدراج (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 11:21]ـ
الشيخ الحبيب الحمادي،
أنا قلت:
(هذه قراءتي لنص ابن عبد البر - رحمه الله -:)
وإلا
فكل ما ذكرته أوافقك عليه
إلا
خامسا
فأنا قلت: (لا غنى لأحدهما عن الآخر)
ثم عقبت بقولك: (بل يمكن الاستغناء عن كثير مما في الكتابين بالآخر)
وبينهما فرق لا يخفى
ثم - أحسب - أنك أكّدت قولي بقولك: (كما أنَّ ما تفرد به كلٌ منهما كثيرٌ أيضاً)
(ابتسامة)
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 11:41]ـ
إذا كنتَ تريد بقولك (لا غنى لأحدهما عن الآخر) نفيَ الاستغناء من حيث الجملة فحسن
المهم أن يكون المعنى واضحاً، وأحسبه كذلك إن شاء الله
وفقك الله وبارك فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 03:48]ـ
لقد أجدتم وأفدتم
فجزاكم الله خيرا ونفع بفوائدكم
وأول من نقب النقْب وتكلم عن هذه المسألة أبو محمد بن أبي عمر الفارسي: (
فقد ذكر بعض تصانيف أبي عمر النمري ثم قال: ومنها كتاب الاستذكار، وهو اختصار التمهيد المذكور: (
فمن ينبري لتوثيق موضع كلام ابن أبي عمر (الفارسي لا العدني: (
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 05:50]ـ
وأول من نقب النقْب وتكلم عن هذه المسألة أبو محمد بن أبي عمر الفارسي: (
فقد ذكر بعض تصانيف أبي عمر النمري ثم قال: ومنها كتاب الاستذكار، وهو اختصار التمهيد المذكور: (
فمن ينبري لتوثيق موضع كلام ابن أبي عمر (الفارسي لا العدني: (
وجزاكم ربي خيراً أخي الغالي، وبارك فيكم
يبدو أنَّ الإمامَ ابنَ حزم هو أول من ذكر أنَّ الاستذكار اختصارٌ للتمهيد
وقد وقفتُ على هذا قبل مدة؛ أثناء البحث في ترجمة الإمام أبي عمر ابن عبدالبر
وأما عبارة ابن أبي عمر الفارسي فلم أقف عليها
ولعلكم تفيدون بها سلمكم الله من كل بأس
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 06:11]ـ
وجزاكم ربي خيراً أخي الغالي، وبارك فيكم
أثابك الله وبارك فيك أخي العزيز
يبدو أنَّ الإمامَ ابنَ حزم هو أول من ذكر أنَّ الاستذكار اختصارٌ للتمهيد
وقد وقفتُ على هذا قبل مدة؛ أثناء البحث في ترجمة الإمام أبي عمر ابن عبدالبر
وأما عبارة ابن أبي عمر الفارسي فلم أقف عليها
ولعلكم تفيدون بها سلمكم الله من كل بأس
أكرمك الله وسلّمك
ابن أبي عمر الفارسي هو أبو محمد علي بن أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم (وأصله من فارس)
وابن أبي عمر هذا يُستفاد مع ابن أبي عمر العدني (محمد بن يحيى نزيل مكة)
وإنما كنت أمزح إحماضا وإطرافا وإلغازا
ولعلك لم تلحظ الإشارة المقلوبة لأيقونة الابتسامة
قلبتها اجتنابا للصورة
وأُراه من جنس المقلوب السائغ: (
ولعله من المفيد التذكير بقول ابن أبي عمر الفارسي في رسالته في فضل الأندلس وذكر رجالها:
كتاب التمهيد لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبد البر لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه؟!
ومنها كتاب الاستذكار وهو اختصار التمهيد المذكور
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 06:31]ـ
ولا تلم أخاك أخي الحبيب
فقد تأثر قليلا ببعض مُلْغِزي أهل الحديث
ولعلك تذكر أن مغلطاي ذكر في إكمال تهذيب الكمال 3/ 303 أبا محمد بن حزم الفارسي
فقال المعلقان على كتابه: كذا بالأصل، وهو سبق قلمه [كذا!] من المصنف، وصوابه: الفاسي! والله أعلم.
ولم يصيبا إلا في قولهما: الله أعلم
أما تخطئتهما ما في الأصل، وما زعماه صوابا، فلم يخلق الله من ذاك شيئا
بل قد خطّآ الصواب وصوّبا الخطأ
وخفي عليهما أن ابن حزم لم يبرح بلاد الأندلس ولم يحظ بدخول فاس ولا رؤيتها
اللهم إلا إن كانت تراءت له في المنام
فالله أعلم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 06:43]ـ
والشيء بالشيء يذكر
أود أن أفتح باب المذاكرة في الصلة بين أبي عمر النمري وابن أبي عمر الفارسي
فقد كانا متصاحبين متآلفين
وقد استفاد ابن أبي عمر من أبي عمر فوائد عظيمة
وقد نوّه به
وروى عنه في بعض تصانيفه كالإحكام
لكن هل طرأ على أُلفتهما ما كدّرها بعض الكدر؟
وهل غمز أحدهما صاحبه (وما بدٌّ من ذكر المصدر)
وأيهما ظهر وفاؤه لصاحبه وتنويهه بشأنه وشأوه
ولا يقولن قائل: لقد خرجت عن الموضوع
لأن لما ذكرته هنا بعض صلة بالعنوان لا تخفى على النابه اللبيب الأريب
لغز طريف:
تقدم أن مسلما قد روى عن ابن أبي عمر: (
فهل ثبتت رواية البخاري عن أبي عمر النمري؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 07:21]ـ
ما شاء الله
لم أفطن لهذا الإلغاز، شكر الله لكم هذه الإفادات
وكلام ابن حزم الذي أعنيه هو ما ذكره في رسالته في فضل الأندلس، وتفضلتم بالإشارة إلى ذلك
وصحبة الإمامين، فهي مشهورة
ووجدت بعض المعاصرين ينقل عن الحافظ السِّلفي أنه جرى بين الإمامين مناظرات ومنافرات
وابن عبدالبر -فيما ظهر لي من كلامه- غمزَ ابنَ حزم في أوائل الاستذكار؛
وإن لم يسمِّ ابنَ حزم إلا أنَّ الغالب على ظني أنه أراده
وأما ابن حزم فقد اشتُهِرَ عنه ثناؤه على ابن عبدالبر، وذكر أنه ممن يُعتدُّ به في الاختلاف
وأثنى على التمهيد خاصة، وروى عنه في الإحكام
وأما اللغز الأخير فيحتاج لتأمل طويل، وإن كان هناك جوائز مغرية فجزاك الله خيراً:)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 07:22]ـ
(تقدم أن مسلما قد روى عن ابن أبي عمر:) = (ابن أبي عمر العدني (محمد بن يحيى نزيل مكة)
(فهل ثبتت رواية البخاري عن أبي عمر النمري؟)
حفص بن عمر، أبوعمر النمري.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 07:25]ـ
وعلى فكرة أخي العزيز ابن السائح
بعد استيعاب الصدمة الأولى
فطنت لما ألغزت به = بالنسبة لابن أبي عمر الفارسي
قبل أن تبينه!
(ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 07:30]ـ
وابن عبدالبر -فيما ظهر لي من كلامه- غمزَ ابنَ حزم في أوائل الاستذكار
أكرمك الله ورفع قدرك أخي الحبيب
أصبت في تعيين الكتاب
ولعلك تكمل خيرك وتعظم أجرك بنقل نص ابن حزم
فلي رجعة لتحديد النص المراد
وأما اللغز الأخير فيحتاج لتأمل طويل، وإن كان هناك جوائز مغرية فجزاك الله خيراً:)
اللغز الأخير سهل يسير جدا، لا يظهر لي أنه يستدعي جوائز مشرقية ولا مغربية:)
على أنك تستاهل كل خير
وخيرك سابق وقدرك باسق
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 07:36]ـ
(فهل ثبتت رواية البخاري عن أبي عمر النمري؟)
حفص بن عمر، أبوعمر النمري.
أصبت أخي الفاضل
فجزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 07:44]ـ
وعلى فكرة أخي العزيز ابن السائح
بعد استيعاب الصدمة الأولى
فطنت لما ألغزت به = بالنسبة لابن أبي عمر الفارسي
قبل أن تبينه!
(ابتسامة)
بارك الله فيك أخي الفاضل العزيز
لو لا الخجل والحياء
لقلت لك ما قال عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لابنه عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: لأن تكون قلتَها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا:)
وفي رواية قال راويه: أحسبه قال: حمر النعم:)
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 08:05]ـ
ولعلك تكمل خيرك وتعظم أجرك بنقل نص ابن حزم
فلي رجعة لتحديد النص المراد
بارك الله فيكم، ولا حرمنا من فوائدكم
لا أدري أيَّ نصٍّ تعني أيها الشيخ الكريم؟
لكن هذا نصٌ لابن حزم ذكر فيه ابنَ عبدالبر، وأنه ممن يُعتدُّ به في الاختلاف
قال ابن حزم في الإحكام (2/ 97):
(وممن أدركنا من أهل العلم على الصفة التي من بلَغَها استحقَّ الاعتدادَ به في الاختلاف= ... ويوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النَّمَري)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 08:22]ـ
قال ابن حزم في الإحكام (2/ 97):
(وممن أدركنا من أهل العلم على الصفة التي من بلَغَها استحقَّ الاعتدادَ به في الاختلاف= ... ويوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النَّمَري)
أكرمكم الله أخي الشيخ الفاضل على جليل فوائدكم وجزيل عوائدكم
ما نقلتَه عن الإحكام مما قد اطلعتُ عليه وجزاك الله خيرا على تذكيري به
لكنني الآن أنتظر منك ما أشرتَ إليه بقولك:
وابن عبدالبر -فيما ظهر لي من كلامه- غمزَ ابنَ حزم في أوائل الاستذكار؛
وإن لم يسمِّ ابنَ حزم إلا أنَّ الغالب على ظني أنه أراده
فإما أن تنقل نص ما في مقدمة الاستذكار
أو تقلّب النظر في بحر الاستذكار فلعلك واجدٌ ما أقصده:)
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 08:45]ـ
بارك الله فيكم
أبشر رعاك الله، وإنما تأخرتُ لأداء الصلاة
أمهلني حتى أنهي شغلاً بالخارج، ثم أعود لسياق كلام ابن عبدالبر في الاستذكار، والسِّلفي في المقدمة
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 08:51]ـ
وفقكم الله وأعانكم وبارك فيكم وحقق آمالكم ويسر لك جميع ما تصْبُون إليه
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 09:55]ـ
وفقكم الله وأعانكم وبارك فيكم وحقق آمالكم ويسر لك جميع ما تصْبُون إليه
آمين، وإياكم
أما كلام الإمام أبي عمر ابن عبدالبر الذي غمز فيه ابنَ حزم فقد قرأته عام 1416هـ في شهر ربيع الآخر، وسأسوق كلامه كاملاً من نسخة الكترونية:
(وأجمعت الأمة ونقلت الكافة فيمن لم يصم رمضان عامدا وهو مؤمن بفرضه وإنما تركه أشرا وبطرا تعمد ذلك ثم تاب عنه - أن عليه قضاءه فكذلك من ترك الصلاة عامدا
فالعامد والناسي في القضاء للصلاة والصيام سواء وإن اختلفا في الإثم كالجاني على الأموال المتلف لها عامدا وناسيا إلا في الإثم وكان الحكم في هذا الشرع بخلاف رمي الجمار في الحج التي لا تقضى في غير وقتها لعامد ولا لناس فوجوب الدم فيها ينوب عنها وبخلاف الضحايا أيضا لأن الضحايا ليست بواجبة فرضا
والصلاة والصيام كلاهما فرض واجب ودين ثابت يؤدى أبدا وإن خرج الوقت المؤجل لهما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((دين الله أحق أن يقضى))
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان النائم والناسي للصلاة - وهما معذوران - يقضيانها بعد خروج وقتها كان المتعمد لتركها المأثوم في فعله ذلك أولى بالا يسقط عنه فرض الصلاة وأن يحكم عليه بالإتيان بها لأن التوبة من عصيانه في تعمد تركها هي أداؤها وإقامة تركها مع الندم على ما سلف من تركه لها في وقتها
وقد شذ بعض أهل الظاهر وأقدم على خلاف جمهور علماء المسلمين وسبيل المؤمنين فقال ليس على المتعمد لترك الصلاة في وقتها أن يأتي بها في غير وقتها لأنه غير نائم ولا ناس
وإنما قال رسول الله ((من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها))
قال والمتعمد غير الناسي والنائم
قال وقياسه عليهما غير جائز عندنا كما أن من قتل الصيد ناسيا لا يجزئه عندنا
فخالفه في المسألة جمهور العلماء وظن أنه يستتر في ذلك برواية جاءت عن بعض التابعين شذ فيها عن جماعة المسلمين
وهو محجوج بهم مأمور باتباعهم
فخالف هذا الظاهر عن طريق النظر والاعتبار وشذ عن جماعة علماء الأمصار ولم يأت فيما ذهب إليه من ذلك بدليل يصح في العقول
ومن الدليل على أن الصلاة تصلي وتقضى بعد خروج وقتها كالصائم سواء وإن كان إجماع الأمة الذين أمر من شذ منهم بالرجوع إليهم وترك الخروج عن سبيلهم يغني عن الدليل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ((من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ومن أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح)) ولم يخص متعمدا من ناس
ونقلت الكافة عنه - عليه السلام - أن من أدرك ركعة من صلاة العصر قبل الغروب صلى تمام صلاته بعد الغروب وذلك بعد خروج الوقت عند الجميع ولا فرق بين عمل صلاة العصر كلها لمن تعمد أو نسي أو فرط وبين عمل بعضها في نظر ولا اعتبار
ودليل آخر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل هو ولا أصحابه يوم الخندق صلاة الظهر والعصر حتى غربت الشمس لشغله بما نصبه المشركون له من الحرب ولم يكن يومئذ ناسيا ولا نائما ولا كانت بين المسلمين والمشركين يومئذ حرب قائمة ملتحمة وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر في الليل
ودليل آخر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بالمدينة لأصحابه يوم انصرافه من الخندق ((لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة (1) فخرجوا متبادرين وصلى
بعضهم العصر في [طريق] بني قريظة خوفا من خروج وقتها المعهود ولم يصلها بعضهم إلا في بني قريظة بعد غروب الشمس فلم يعنف رسول الله - عليه السلام - إحدى الطائفتين وكلهم غير ناس ولا نائم وقد أخر بعضهم الصلاة حتى خرج وقتها ثم صلاها وقد علم رسول الله ذلك فلم يقل لهم إن الصلاة لا تصلى إلا في وقتها ولا تقضى بعد خروج وقتها
ودليل آخر وهو قوله - عليه السلام - ((سيكون بعدي أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها قالوا أفنصليها معهم قال نعم))
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال حدثنا أبو حذيفة يوسف بن مسعود قال حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي المثني الحمصي عن أبي أبي بن امرأة عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت قال ((كنا عند النبي - عليه السلام - فقال إنه سيكون بعدي أمراء تشغلهم أشياء حتى لا يصلوا الصلاة لميقاتها قالوا نصليها معهم يا رسول الله قال نعم))
قال أبو عمر أبو المثنى الحمصي هو الأملوكي ثقة روى عن عتبة وأبي بن أم حرام وكعب الأحبار
وأبو أبي بن أم حرام ربيب عبادة له صحبة وقد سماه وكيع وغيره في هذا الحديث عن الثوري وقد ذكرناه في الكنى
وفي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أباح الصلاة بعد خروج ميقاتها ولم يقل إن الصلاة لا تصلى إلا في وقتها
والأحاديث في تأخير الأمراء الصلاة حتى يخرج وقتها كثيرة جدا وقد كان الأمراء من بني أمية أو أكثرهم يصلون الجمعة عند الغروب
وقد قال عليه السلام ((التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يدخل وقت الأخرى
وقد أعلمهم أن وقت الظهر في الحضر ما لم يخرج وقت العصر
روي ذلك عنه من وجوه صحاح قد ذكرت بعضها في صدر هذا الكتاب في المواقيت
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد بن علي حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال حدثنا سويد بن نصر قال حدثنا عبد الله - يعني بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يحين وقت الأخرى))
فقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل هذا مفرطا والمفرط ليس بمعذور وليس كالنائم ولا الناسي عند الجميع من جهة العذر
وقد أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته على ما كان من تفريطه
وقد روي في حديث أبي قتادة هذا ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((وإذا كان الغد فليصلها لميقاتها))
وهذا أبعد وأوضح في أداء المفرط الصلاة عند الذكر وبعد الذكر
وحديث أبي قتادة هذا صحيح الإسناد إلا أن هذا المعنى قد عارضه حديث عمران بن الحصين في نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الصبح في سفره وفيه قالوا يا رسول الله ألا نصليها من الغد قال لا إن الله [لا] ينهاكم عن الربا ثم يقبله منكم))
وروي من حديث أبي هريرة عن النبي عليه السلام
وقد روى عبد الرحمن بن علقمة الثقفي - وهو مذكور في الصحابة - قال ((قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يسألونه فشغلوه فلم يصل يومئذ الظهر إلا مع العصر))
وأقل ما في هذا أنه أخرها عن وقتها الذي كان يصليها فيه بشغل اشتغل به
وعبد الرحمن بن علقمة من ثقات التابعين
وقد أجمع العلماء على أن تارك الصلاة عامدا حتى يخرج وقتها عاص لله وذكر بعضهم أنها كبيرة من الكبائر وليس ذلك مذكورا عند الجمهور في الكبائر
وأجمعوا على أن على العاصي أن يتوب من ذنبه بالندم عليه واعتقاد ترك العودة إليه قال الله تعالى ^ وتوبوا إلى الله جميعا آية المؤمنون لعلكم تفلحون ^ [النور 31]
ومن لزمه حق لله أو لعباده لزمه الخروج منه
وقد شبه عليه السلام حق الله تعالى بحقوق الآدميين وقال ((دين الله أحق أن يقضى))
والعجب من هذا الظاهري في نقضه أصله وأصل أصحابه فيما وجب من الفرائض بإجماع أنه لا يسقط إلا بإجماع مثله أو سنة ثابتة لا تنازع في قبولها والصلوات المكتوبات واجبات بإجماع
ثم جاء من الاختلاف بشذوذ خارج عن أقوال علماء الأمصار وأتبعه دون سند روي في ذلك وأسقط به الفريضة المجتمع على وجوبها ونقض أصله ونسي نفسه والله أسأله التوفيق لما يرضاه والعصمة مما به ابتلاه
وقد ذكر أبو الحسن بن المغلس في كتابه ((الموضح على مذهب أهل الظاهر)) قال فإذا كان الإنسان في مصر في حش أو موضع نجس أو كان مربوطا على خشبة ولم تمكنه الطهارة ولا قدر عليها لم تجب عليه الصلاة حتى يقدر على الوضوء فإن قدر على الطهارة تطهر وصلى متى ما قدر على الوضوء والتيمم
قال أبو عمر هذا غير ناس ولا نائم وقد أوجب أهل الظاهر عليه الصلاة بعد خروج الوقت ولم يذكر بن المغلس خلافا بين أهل الظاهر في ذلك
وهذا الظاهري يقول لا يصلي أحد الصلاة بعد خروج وقتها إلا النائم والناسي لأنهما خصا بذلك ونص عليهما
فإن قال هذا معذور كما أن النائم والناسي معذوران وقد جمعهما العذر - قيل له قد تركت ما أصلت في نفي القياس واعتبار المعاني وألا يتعدى النص مع أن العقول تشهد أن غير المعذور أولى بإلزام القضاء من المعذور
وقد ذكر أبو عبد الله أحمد بن محمد الداودي البغدادي في كتابه المترجم بجامع مذهب أبي سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني في باب ((صوم الحائض وصلاتها)) من كتاب الطهارة - قال كل ما تركت الحائض من صلاتها حتى يخرج وقتها فعليها إعادتها
قال ولو تركت الصلاة حتى يخرج وقتها [وتريثت] عن الإتيان بها حتى حاضت أعادت تلك الصلاة بعينها إذا طهرت
فهذا قول داود وهذا قول أهل الظاهر فما أرى هذا الظاهري إلا قد خرج عن جماعة العلماء من السلف والخلف - وخالف جميع فرق الفقهاء وشذ عنهم ولا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم
وقد أوهم في كتابه أن له سلفا من الصحابة والتابعين تجاهلا منه أو جهلا فذكر عن بن مسعود ومسروق وعمر بن عبد العزيز في قوله تعالى) أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ([مريم 59] قالوا أخروها عن مواقيتها قالوا ولو تركوها لكانوا بتركها كفارا وهؤلاء يقولون بكفر تارك الصلاة عمدا ولا يقولون بقتله إذا كان مقرى بها فكيف يحتج بهم على أن من قضى الصلاة فقد تاب من تضييعها قال الله تعالى) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ([طه 82]
ولا تصح لمضيع الصلاة توبة إلا بأدائها كما لا تصح التوبة من دين الآدمي إلا بأدائه
ومن قضى صلاة فرط فيها فقد تاب وعمل صالحا والله لا يضيع أجر من أحسن عملا
وذكر عن سليمان أنه قال الصلاة مكيال فمن وفى وفي له ومن طفف فقد علمتم ما قال الله تعالى في المطففين
وهذا لا حجة فيه لأن الظاهر من معناه أن المطفف قد يكون الذي لم يكمل صلاته بركوعها وسجودها وحدودها وإن صلاها في وقتها
وذكر عن بن عمر أنه قال لا صلاة لمن لم يصل الصلاة لوقتها
وكذلك نقول لا صلاة له كاملة كما لا صلاة لجار المسجد ولا إيمان لمن لا أمانة له
ومن قضى الصلاة فقد صلاها وتاب من سيئ عمله في تركها وكل ما ذكر في هذا المعنى فغير صحيح ولا له في شيء منه حجة لأن ظاهره خلاف ما تأوله والله أسأله العصمة والتوفيق)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 10:00]ـ
وأما كلام الإمام أبي طاهر السلفي فقد نقله الأستاذ ليث في كتابه عن الإمام ابن عبدالبر
وعزاه إلى مقدمة الاستذكار (ق120/الظاهرية):
(وحسبك بأبي محمد مثنياً، وجرت بينهما مناظرات ومنافرات، ومع ذلك يروي عنه بالإجازة)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 11:46]ـ
أما كلام الإمام أبي عمر ابن عبدالبر الذي غمز فيه ابنَ حزم فقد قرأته عام 1416
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
قطعت جهيزة قول كل خطيب
وفي سبيل الله إن شاء الله ذاك الزمان الذي قضيتُه في نسخ كلام ابن عبد البر الذي علّمتَ أكثرَه وجُلَّه ولوّنتَه بالأحمر
ويغلب على ظني أنك وقفتَ على كلام أبي عمر ابن عبدالبر الذي غمز فيه ابنَ حزم قبل عام 1416
لكن في غير الاستذكار
بل في كتاب آخر
وكذلك أخوك قد وقف على غمزه إياه قبل نحو عشرين سنة وهو يافع في كتاب مشهور قبل أن يقرأه مرقوما في كتاب الاستذكار
بل قبل أن يطبع الاستذكار وينتشر بين طلبة العلم
وما أظنك في ذلك إلا مثلي أكرمك الله
لكن ما الكتاب الذي عنيتُه؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 11:54]ـ
وأما كلام الإمام أبي طاهر السلفي فقد نقله الأستاذ ليث في كتابه عن الإمام ابن عبدالبر
وعزاه إلى مقدمة الاستذكار (ق120/الظاهرية):
(وحسبك بأبي محمد مثنياً، وجرت بينهما مناظرات ومنافرات، ومع ذلك يروي عنه بالإجازة)
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وهذا الذي سماه مقدمة الاستذكار
هو مقدمة أبي طاهر السلفي بين يدي إملائه الاستذكارَ
وهذه المقدمة مطبوعة متداولة
اعتنى بها الأخ عبد اللطيف الجيلاني
وهي من مطبوعات دار البشائر الإسلامية مفردة
وضمن لقاءات العشر الأواخر
وفي هذه المقدمة من الفوائد والضنائن ما هو من الفرائد النفائس
وهي في ذلك شقيقة ما أملاه السلفي بين يدي إملائه معالم السنن للخطابي
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:04]ـ
شكر الله لكم هذه الإفادات وبارك في علمكم
لا أذكر أني قرأت للإمام ابن عبدالبر غمزاً في الإمام ابن حزم في غير الموضع الذي نقلتُه سابقاً
ولعلكم تفيدون بهذه الإضافة، لا حرمني الله من فوائدكم الغالية، وكلها غالية
وأما مقدمة أبي طاهر فلم أعلم عن خروجها من عالم المخطوطات إلا منكم، فجزاكم الله خيراً
في أي أجزاء اللقاءات هي؟
وهل مقدمته عند إملائه المعالم مطبوعة أيضاً؟
أكرر شكري لكم ودعائي
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:27]ـ
أكرمكم الله وبارك في علمكم وجهودكم واستجاب دعواتكم الطيبات
أما الموضع الذي أرجح أنكم قرأتم فيه غمز أبي عمر فهو كتاب أبي عبد الله بن أبي بكر الزرعي:) الذي أفرده في الصلاة
أما مقدمة أبي طاهر فلست أذكر في أي جزء هي من اللقاءات
لكن كانت عندي النشرة المفردة ثم أعرتها من نحو سنة ولم تَؤُبْ بعدُ إلى مكتبتي
أما مقدمة أبي طاهر بين يدي إملاء المعالم فمطبوعة ملحقة بآخر المعالم
وفقكم الله ونفع بعلومكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 12:46]ـ
بارك الله فيكم وسدد المولى رأيكم
ظننتكم تريدون كتاباً من كتب الإمام ابن عبدالبر:) فتعلق قلبي تعلق العاشق بمعشوقه:)
وسأجتهد في الحصول على مقدمتي أبي طاهر عاجلاً
أسأل الله أن يبارك لكم فيما تحملون من علم، ويعينكم على أدائه
وعذراً لذكري تاريخ قراءتي لكلام ابن عبدالبر في الاستذكار، فلهذا التاريخ في قلبي معنىً لا أنساه
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 01:04]ـ
بارك الله فيكم وسدد المولى رأيكم
ظننتكم تريدون كتاباً من كتب الإمام ابن عبدالبر:) فتعلق قلبي تعلق العاشق بمعشوقه:)
وعذراً لذكري تاريخ قراءتي لكلام ابن عبدالبر في الاستذكار، فلهذا التاريخ في قلبي معنىً لا أنساه
أثابكم الله وبارك فيكم
أنتم معذورون فقد عكفتم على كتبه حتى صرتم تُذْكرون به ويُذْكر بكم
وأظنك قد تذكرت الآن أنْ قد مر عليك ذاك الغمز في كتاب الزرعي:)
وإني لأغبطك وأبا عمر
فقد تكاثرت المقالات عن أبي عمر
ولا أُرى مردّ عُظْم ذلك إلا لوجودك ومزيد اختصاصك بأبي عمر
وتالله لقد أحسنت الاختيار إذ اصطفيتَ أبا عمر لك صاحبا
واختيار الرجل قطعة من عقله
أما أخوك فيعلم الله أنه بمعزل عن العلم
إنْ هي إلا معلومات وأطرافُ مسائلَ يُرسلها
ورُبَّ رمية من غير رامٍ
لكن دعني أسأل سؤالا:
ما الخطأ الذي تتابع (أو قل: توارد) عليه أبو عمر وصاحبه أبو محمد:) وخالفا فيه إجماع أهل هذا الشأن:)
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 01:23]ـ
وأظنك قد تذكرت الآن أنك قد مر عليك في كتاب الزرعي:)
نعم، وهذا أيسر من الفارسي:)
لكن دعني أسأل سؤالا:
ما الخطأ الذي تتابع (أو قل: توارد) عليه أبو عمر وصاحبه أبو محمد:) وخالفا فيه إجماع أهل هذا الشأن:)
أهذه رميةٌ من غير رامٍ:)
لا أدري ما هو
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 01:26]ـ
أنا على يقين أنك إن رجعت إلى ترجمة أبان بن صالح من تهذيب التهذيب ستتذكّر الأمر جيدا
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 01:36]ـ
أنا على يقين أنك إن رجعت إلى ترجمة أبان بن صالح من تهذيب التهذيب ستتذكّر الأمر جيدا
تذكرته علم الله: (
هو من أحاديث المحرر، وكنت وقفت على هذا الكلام، وكتبته في تخريجي للحديث، وعرضته على
شيخنا الشيخ عبدالله السعد قبل ثمان سنوات
رفع الله قدرك، وجزاك عني خيراً بهذا التذكير
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 02:07]ـ
بارك الله فيك ووفقك
إذن تحصل لنا أن الأئمة كانوا مجمعين على توثيق أبان وقبول حديثه
ثم خالفهم أبو عمر وصاحبه أبو محمد
ثم ما كاد يستقر القول بتوثيقه حتى فُوجِئ الباحثون بدعوى خاطئة حاصلها أن أبان بن صالح متروك:) مرّه وِحده:)
والعجيب الغريب أن هذا مسطور في عون المعبود (4/ 170 - الطبعة الهندية الأولى) ثم في تحفة الأحوذي 6/ 484
وانظر قبل ذلك في مقدمة ابن خلدون ص323!
أهو غلط تتابعوا وتتايعوا عليه
أم خطأ تواردوا عليه
لكن هل أخطأ شمس الحق الديانوي أيضا
الله أعلم
إذ يَحتمل أنه من خطإ الشيخ عبد الرحمان المبارك فوري رحمه الله وأكرم نُزُله
وهو من الرفقة الصالحة المجتمعة على تهذيب غاية المقصود واختصاره في عون المعبود
لكن كيف وقع له هذا؟
الظاهر أنه دخلت عليه ترجمة في أختها:)
وكأنه كان ينقل من ترجمة محمد بن خالد الجندي
فالتبس عليه أبان بن صالح بأبان بن أبي عياش المتروك
والرجلان رُوي من طريقهما ذاك الحديث الباطل: لا مهدي إلا عيسى!
والله أعلم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 02:21]ـ
ولعلك تفيدنا أيها الشيخ الكريم بمنزلة جامع الترمذي عند أبي عمر رحمهما الله
ثم هل نقل عنه أحاديث في كتبه؟
وسؤال آخر: كتب بعضهم على نسخة الأجوبة ما يُوهم أنها إجابات على سؤالات المهلب
مع أن في أجوبة أبي عمر ما يُؤخذ منه أن السائل المستشكل من طلبة العلم الشُّداة
فما توجيهك
ثم تفنيدك لتلك الدعوى التي أرسلها مجازف وجدت من أهل عصرنا من أصغى إليها!
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2007, صباحاً 05:43]ـ
ولعلك تفيدنا أيها الشيخ الكريم بمنزلة جامع الترمذي عند أبي عمر رحمهما الله
ثم هل نقل عنه أحاديث في كتبه؟
نفع الله بكم، منكم تستقى الفوائد
أما رواية ابن عبدالبر من طريق أبي عيسى فنعم، لكنها قليلة، ويذكر كذلك نقولات الترمذي عن
شيخه البخاري
وأما منزلة الجامع عند أبي عمر فلا أدري، ولم أتنبه لذلك
وسؤال آخر: كتب بعضهم على نسخة الأجوبة ما يُوهم أنها إجابات على سؤالات المهلب
مع أن في أجوبة أبي عمر ما يُؤخذ منه أن السائل المستشكل من طلبة العلم الشُّداة
فما توجيهك
يقوِّي القولَ بكونها أجوبةً على أسئلة المهلَّب ذكرُ القسطلاني لذلك
ولم أقف على مصدر ينصُّ على هذا أقدمَ منه
ثم تفنيدك لتلك الدعوى التي أرسلها مجازف وجدت من أهل عصرنا من أصغى إليها!
أيُّ دعوى تريدون؟
لعلكم تفيدون بذكر الدعوى ونقاشها، فما عندكم خير
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 12:04]ـ
أما رواية ابن عبدالبر من طريق أبي عيسى فنعم، لكنها قليلة، ويذكر كذلك نقولات الترمذي عن شيخه البخاري
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
لم أستقرئ ولم أتتبع
لكن يقع في قلبي أن أكثر ما وقفتُ عليه من نقله عن أبي عيسى فمن كتابه العلل الكبير
ولست أذكر الآن نقله عن جامع الإمام أبي عيسى
فلعلك تفيدني بما عندك
وأما منزلة الجامع عند أبي عمر فلا أدري، ولم أتنبه لذلك
وللسؤال السابق صلة بمنزلة الجامع عند أبي عمر
إذ كان أثيرا عنده
له مكان عامر في قلبه
وقد قال أبو عمر في الجامع ص1131:
،،،،، وعلى حديثهم اعتمد المصنفون للسنن الصحاح كالبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ومن سلك سبيلهم كالعقيلي والترمذي وابن السكن ومن لا يُحصى كثرة
وقد ذكر ابن خير الإشبيلي في فهرسته ص121 أن أبا عمر كان يقول:
ثلاثة كتب مختصرة في معناها أُوثِرها وأُفضّلها:
مصنف أبي عيسى الترمذي في السنن
والأحكام في القرآن لابن بكير
ومختصر ابن عبد الحكم
وقد روى ابن خير جامع أبي عيسى من طريق أبي عمر بن عبد البر إجازة عن يحيى بن محمد الجياني عن يوسف بن محمد الصيدلاني عن أبي ذر الترمذي عن أبي عيسى
ومع كل هذا لم يكثر أبو عمر النقل من جامع أبي عيسى
أيُّ دعوى تريدون؟
أما هاتيك الدعوى فقد زبرها أحد المتأخرين على الورقة الأولى من النسخة الخطية من الأجوبة زعم أن كتاب أبي عمر أجوبة على سؤالات المهلب
فلعلكم تفيدون أكثر بما عندكم حول هذا الأمر
والله يوفقكم وينفع بعلمكم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 02:00]ـ
وقد قال أبو عمر في الجامع ص1131:
،،،،، وعلى حديثهم اعتمد المصنفون للسنن الصحاح كالبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ومن سلك سبيلهم كالعقيلي والترمذي وابن السكن ومن لا يُحصى كثرة
أرجو أن توازنوا بين كلام أبي عمر هذا
وكلام أبي محمد الذي سأنقله
قال أبو محمد اليزيدي في رسالته الباهرة في الرد على أهل الأقوال الفاسدة ص50: وأما الحفظ فهو ضبط ألفاظ الأحاديث وتثقيف سوادها في الذكر والمعرفة بأسانيدها وهذه صفة حفاظ الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود ..... والدارقطني والعقيلي والحاكم
لكن قد شكك المعلق على الرسالة الباهرة في صحة ذكر الترمذي وطرّق احتمال كونه مقحما من وهم الناسخ!
وبنى ذلك على خطإ وقع من الحافظ الذهبي أن الجامع لم يكن قد أُدخل إلى بلاد الأندلس
وهذا غلط بيّن
والدلائل على وجود الجامع بالأندلس في القرن الرابع لا تُدفع
وما ورد من ذكر الحاكم في كلام أبي محمد بحاجة إلى وقفة متأنية من الباحثين المحررين
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)