ـ[أرشيف منتدى الألوكة - 1]ـ
تم تحميله في: المحرم 1432 هـ = ديسمبر 2010 م
هذا الجزء يضم: المجلس الشرعي العام
ملاحظة: [تجد رابط الموضوع الذي تتصفحه، أسفل يسار شاشة عرض الكتاب، إذا ضغطت على الرابط ينقلك للموضوع على الإنترنت لتطالع ما قد يكون جد فيه من مشاركات بعد تاريخ تحميل الأرشيف .. ويمكنك إضافة ما تختاره منها لخانة التعليق في هذا الكتاب الإلكتروني إن أردت]
رابط الموقع: http://majles.alukah.net(/)
المجلس الشرعي العام(/)
دفع مانقله الكوثري عن ابن خلدون في تحقيره للمذهب المالكي .. للشيخ محمد التباني
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Nov-2006, مساء 05:06]ـ
[ B] بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمد العربي التباني في رسالته " تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري " (ص 78 - 86):
" كلام ابن خلدون الذي توكأ عليه الكوثري في تحقير المالكية عموماً خاص بمالكية المغرب والأندلس.
قال: ولذا ترى ابن خلدون يقول عن مذهب مالك مالفظه: وأيضاً فالبداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس ولم يكونوا يعانون الحضارة التي لأهل العراق، فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة، ولهذا لم يزل المذهب المالكي غضاً عندهم لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها اهـ (مقدمة علم الفقه).
مؤاخذة حضرته في تجاوزه عما قاله ابن خلدون في حيف المالكية والإلمام بحال ابن خلدون باختصار.
زاد حضرته في طنبور ابن خلدون نغمات، خص ابن خلدون كما يرى القارئ مذهب مالك الذي لم يزل غضاً ولم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها بمالكية المغرب والأندلس ولم يتجاوز إلى مذهب مالك المنتشر في مصر والشام والعراق وخليج فارس من بلاد العرب الأحساء والبحرين وعمان إذ ذاك، ولا زال إلى الآن عليه جل سكان القطر المصري والسودان أجمع وأكثرية سكان الأحساء والبحرين والكويت وساحل عمان وبقايا منه في العراق البصرة وبغداد، فحكمه وإن كان بغياً خاص بجزء من هذا المذهب، وحضرته عم المذهب كله فقال: ولذا ترى ابن خلدون (يقول عن مذهب مالك) ويزيد فيقول (مالفظه) وهذا من أقبح التصرف المكشوف لكلام ابن خلدون، ولا نظنه يجهل اتساع مذهب مالك فيما ذكرناه ولا جهله بمدلول كلام أبي زيد وكلام ابن خلدون هذا في مقدمة تاريخه التي يُعجب بها كثير من أهل العصر وله فيها مجازفات كثيرة ومؤاخذات، وقد نقدها العلماء: فمنها - وهو ما لا نظن الكوثري لم يطلع عليه - زعمه أن الإمام أبا حنيفة لم يرو من السنة إلا سبعة عشر حديثاً، ومنها طعنه في الأحاديث الكثيرة المروية في المهدي، وزعمه أن ذلك من خرافات الرافضة، ومنها تخطئته للحسين بن علي، ومدحه ليزيد بن معاوية، وتفنيده لخلافة علي بكلام معسول بزعمه أن بني أمية هم أهل العصبية في قريش، وغير هذه كثير تدل المطلع الممارس على أنه رحمه الله مزجى البضاعة في الرواية والدراية معاً، ويدل لذلك أيضاً عدم لحوقه في جريه في مضمار الطريقة العلمية لأقرانه المشاركين له في المشايخ كالعلامتين الشريف أبي عبدالله، وأبي عثمان العقباني، والحافظ المقري الكبير بتلمسان، والقباب بفاس، والشيخ ابن عرفة بتونس، وقد مالت نفسه إلى خدمة الملوك، فتولى رياسة قلم الإنشاء عند بني مرين وغيرهم من أمراء المغرب، وتنقل في ذلك بينهم ومدحهم، ومع ذلك لم تصف له الحياة، فرحل إلى غرناطة بالأندلس فوجدها مشحونة بجلة العلماء مثل شيخ الشيوخ أبي سعيد بن لب، والعلامة أبي إسحاق الشاطبي، ولم يكن له في صنعة الإنشاء بها نصيب مع وزيرها لسان الدين بن الخطيب، فرجع إلى مسقط رأسه مدينة تونس فلم يقر قراره فيها أيضاً، وبعد برهة نزح عنها إلى مصر القاهرة فاتخذها وطناً ونفق سوقه بها، فولى بها قضاء المالكية وبعض وظائف التدريس إلى أن توفي بها رحمه الله.
بطلان كلام ابن خلدون من عدة أوجه:
وكلام ابن خلدون هذا باطل من عشرة أوجه:
الأول: مذهب مالك شيء واحد؛ عبارة عن كلية مسائل تلقاها عنه العراقيون والمصريون والمغاربة والأندلسيون مشاعاً بينهم، فيلزم في كلامه التناقض، وهو أن يقال مذهب مالك لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، ونقحته الحضارة وهذبته لأن ما رواه المغاربة والأندلسيون لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، وما رواه العراقيون وغيرهم نقحته الحضارة وهذبته، والمفروض أن المذهب مجموع كلي مشترك بين الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: يقال مقصوده ما انفرد بروايته المغاربة والأندلسيون عن العراقيين والمصريين من المسائل هو الذي لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها كما يظهر من كلامه، وهو فاسد أيضاً لأنه يقال عليه بعض مذهب مالك لم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، ويلزم عليه حينئذ دعوى صعبة المرتقى، وهي تمييز البعض الذي انفرد به المذكورون مسألة عن البعض الذي هذبته ونقحته حضارة المشارقة كذلك، وهو رحمه الله لم يكن فقيهاً في مذهب مالك فضلاً عن كونه حافظاً لأقوال مذهبه كلها، فضلاً عن إمكانه التمييز بين ما رواه هؤلاء وهؤلاء من الأقوال، فصعوده إلى قمة (افريست) أقرب إليه من هذا، فتحقق أن هذا الكلام من مجازفات كتاب الإنشاء، وهم والشعراء يتوسعون في قذف الكلام بدون مبالاة كما لا يخفى.
الثالث: يبطله أيضاً محور مذهب مالك؛ فإنه يدور على كبار أصحابه المصريين ابن وهب وابن القاسم وأشهب وابن عبدالحكم وحضارة مصر بيت العلم فيها على يد هؤلاء وتلامذتهم طبقة بعد طبقة وغيرهم، وارتحال أهل العلم من العراق والمشرق والمغرب والأندلس للأخذ عنهم مما سارت به الركبان، وقد ضبط في بطون المجلدات، وأما ازدهار الحضارة المزعومة في مصر في عصر الطولونيين والاخشديين والفاطميين ومزاحمتها لبغداد فيها، وتفوقها عليها في عهد الأيوبيين والمماليك البحرية والجراكسة وهلم جرا إلى اليوم فلا يحتاج إلى دليل.
أصبح الملك بعد آل علي
مشرقا بالملوك من آل شادي
وغداً الشرق يحسد الغرب للقوم
ومصر تزهو على بغداد
الرابع: نتيجة هذا الكلام حتماً تجهيل ساداتنا علماء الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم كانوا أبعد الناس عن الحضارة المزعومة، وهم قادة الأمة وسادتها في كل علم وخلق، وقريب من كلام ابن خلدون هذا في سوء تعبيره وقلة أدبه مع سادة السلف وعلمائه قول القائل عصريه في حق الصحابة رضي الله عنهم: إنهم ليسوا ممن يفهم دقائق علم الهيئة بسهولة! وقد أنكر حضرته في رسالته إحقاق الحق على إمام الحرمين (في مغيث الخلق) كلاماً في حق الصحابة يقرب من كلام ابن خلدون هذا أشد الإنكار، فما باله أحله هنا بكلام ابن خلدون؟! قال في صفحة 9 من رسالته إحقاق الحق معلقاً على كلام إمام الحرمين (وقال في صفحة 15) (أصول الصحابة لم تكن كافية لعامة الوقائع) ولذا كان المستفتى في عصر الصحابة مخيراً في الأخذ يقول الصديق في مسألة وبقول الفاروق في أخرى بخلاف عهد الأئمة فإن أصولهم كافية) أقول: هذه الفلتة مستغنية عن الإفاضة في التعليق لأن معنى عدم كفاية أصول الصحابة رضي الله عنهم أنه ليس عندهم ما يبنون عليه جواب المسائل، فيستلزم هذا عدم جواز أن يفتوا لا تخيير المستفتى في الأخذ عمن شاء منهم، لأن القول بعدم كفاية أصولهم تجهيل لهم وسوء أدب نحوهم، وقلة معرفة بأحوالهم، وإلى الله نبرأ من ذلك كله اهـ كلام حضرته، وقد وقع فيما تبرأ منه باستسمانه لكلام ابن خلدون مع أنه على أقل تقدير صريح في تحقير وتجهيل أمة عظيمة من علماء المغرب والأندلس، وليس له ولا لغيره أن يقول كلامه خاص بمالكية المغرب والأندلس، فلا يتناول الصحابة وغيرهم. نقول: هو كذلك لفظاً ولكنه عام معنى فيشملهم كما هو ظاهر للمتأمل فيه.
الخامس: العلوم منح إلهية والإنسان ميزه الله على سائر الحيوان بالعقل، فالذكاء والبلادة متساويان في فطرة حضر أو بادية، وقد قال أمير المؤمنين حيدرة رضي الله عنه كما في الصحيح لما سئل: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: ما خصنا بشيء دون الناس إلا ما في هذه الصحيفة أو فهما أوتيه رجل، وهو هو رضي الله عنه باب مدينة العلم من أشد الصحابة تقشفاً وزهداً في الدنيا وخشونة؛ فهو على نظرية ابن خلدون من أعرق الناس في البداوة، بل هذا ابن مسعود رضي الله عنه جراب العلم الذي هو دعائم مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه أعرق علماء الصحابة في البداوة لأنه من هذيل وهم بادية مكة أمضى شطراً من عمره في رعاية الغنم ثم أسلم وهو كبير، فمكث مع الرسول عليه الصلاة والسلام تلك المدة الوجيزة يتغذى بمعارف المدرسة الإلهية، فأصبح أحد الأساطين الذين رفعوا قبة الإسلام العظيمة على المعمورة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Nov-2006, مساء 06:07]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السادس: يلزم من هذا الكلام الذي توكأ عليه الكوثري في هضم المالكية أن أهل عصرنا هذا أعلم وأرقى بكثير من أهل العصر الذي قبلنا، وهكذا يلزم في كل جيل بالنسبة لمن قبله إلى عصر الصحابة، فتكون نسبة فقه الصحابة الذي لم يأخذه تنقيح الحضارة المزعومة وتهذيبها إلى فقهنا أهل هذا العصر عصر النور والثقافة كما يقولون جزءا من أربعة عشر جزءاً على أقل تقدير، عياذاً بالله من فلتات اللسان، وفساد الجنان؛ وهذا عكس ما جاء في الأحاديث المستفيضة عنه عليه الصلاة والسلام من كثرة الجهل، وقلة العلم، وعمران أماكن اللهو، وخراب أماكن العبادة، وفشو المعاصي آخر الزمان عكس قوله عليه الصلاة والسلام لأصحابه "أنتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل قراؤه، وسيأتي على الناس زمان كثير قراؤه، قليل فقهاؤه"، عكس قوله عليه الصلاة والسلام:"خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته، يشهدون قبل أن يستشهدوا، ويحلفون قبل أن يستحلفوا، ويظهر فيهم السِمن".
السابع: تنقيح الحضارة وتهذيبها لمذهب مالك في القرون الوسطى والمتأخرة نهض به المغاربة والأندلسيون، فهم الذين جمعوا أمهات المذاهب الكبيرة وهم الذين اختصروها وهذبوها وشرحوها شروحاً واسعة جداً ومتوسطة، واحتجوا له بالأثر والنظر، وصنفوا فيه علاوة على الأمهات ومختصراتها وشروحها ثروة هائلة من الدواوين مبسوطة ومتوسطة ومختصرة أصولاً وفروعاً ونوازل، يشهد لهم بذلك كتب طبقاتهم، كما يشهد لهم أيضاً بعض مختصرات كتب متأخريهم المعتمدة في تدريس مذهبهم اليوم؛ فإنها تدور على زبدة آراء فحول محققي علمائهم في القرون الوسطى كابن يونس واللخمي والمازري وابن رشد وأضرابهم، واعتمدوا ما حقق المغاربة، والشمس في المشرق ليست غاربة، فحكم ابن خلدون هذا عليهم بغي وجهل محض، يوضحه:
الوجه الثامن: فإن حضارة القيروان وكونها عاصمة المغرب وعكاظ العلم، يفد إليه الناس من نواحي المغرب البعيدة، ومن الأندلس والمشرق للارتواء من فائض فراته الممد من النابعين النازلين بها وغيرهم، ومن أكابر شيوخ أفريقية أصحاب مالك كعبد الله بن أبي حسان اليحصبي، والبهلول بن راشد، وعبدالرحيم بن أشرس، وعلي بن زياد التونسي العبسي وغيرهم قبل ارتحال سحنون وأسد بن الفرات إلى المشرق- مما لا يخفى على المبتدى في طلب العلم، ثم نشره ورفع رايته على يد الإمام سحنون وتلامذته طبقة بعد طبقة أشهر من نار على علم، إلى أن سلط الفاطميون بمصر أعراب الجزيرة من بني رياح وزغبة على ابن باديس مالك أفريقية في القرن الخامس، فخربوا تلك المدينة العظيمة وذهبت محاسنها، فتحول تيار العلم إلى حواضر المغرب التي كانت نهضت لمساجلة القيروان إذ ذاك كتونس وبجاية وتلمسان ومراكش وفاس.
الوجه التاسع: يبطله أيضاً حضارة الأندلس التي فاقت حضارة بغداد والمشرق، ولا زال الناس مسلمين وأجانب ينقبون ويستخرجون كنوزها الثمينة في جميع الفنون، ولا سيما الهندسة العملية في البناء والرسم، وهم مؤسسو كثير من الفنون التي عم نفعها الأوربيون اليوم، اعترف لهم بذلك القريب والبعيد، قال المؤرخون: كان بشبه جزيرة الأندلس من أمهات المدن العظيمة أربعون مدينة؛ وأما المتوسطة والقرى فشيء يكلّ عنه الإحصاء وكان حول مدينة قرطبة نحو ثلاثة آلاف قرية كل قرية تقام فيها الجمعة وفيها سبعمائة مسجد، وكان من عادة ملوك بني أمية بالأندلس ترتيب جماعة من أعيان الفقهاء في مجلس شورى الأحكام الشرعية يصدر القضاة في أحكامهم عن خلاصة تحقيق جولاته، وممن كان في ذلك المجلس يحيى بن يحيى تلميذ مالك وعبدالملك بن حبيب وعيسى بن دينار.
وقد توسعوا في جميع علوم المنقول والمعقول وساووا فيها إخوانهم المشارقة وزاحموهم، فالأدب بجميع فنونه، والشرعيات أصولاً وفروعاً وتفسيراً وحديثاً، والرياضيات والطب والتشريح، ولم يخدم الفقهاء الشافعية والحنفية والحنابلة مسانيد أئمتهم كما خدم المالكية موطأ إمامهم فقهًا وشواهد ورجالاً وعربية وغير ذلك، فقد خدمه أئمة كثيرون؛ منهم الإمام القاضي إسماعيل بن حماد العراقي له عليه كتاب عظيم يسمى شواذ الموطأ في عشر مجلدات، ومنهم أبو محمد الأصيلي وأبو الحسن القابسي وشرحه ابن الحذاء في ثمانين جزءاً، والحافظ أبو عمر بن عبدالبر شرحاً واسعاً
(يُتْبَعُ)
(/)
جداً سماه (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد) في سبعين جزءاً، قال ابن حزم الظاهري على صلابته: لا أعلم في فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه، ثم اختصره في كتاب (سماه الاستذكار بفقه علماء الأمصار)، ولا زال شرّاح الحديث من فقهاء الطوائف بعده يغترفون من محيطه، كما شرحه الإمام الحافظ الأصولي أبو الوليد الباجي ثلاثة شروح: كبير جداً سماه (الاستيفاء) ومتوسط وهو (المنتقى) مطبوع في سبع مجلدات وصغير وغير هؤلاء، بل خدموا الصحاح الستة أكثر منهم، فقد شرحوا الصحيحين والسنن الأربعة، كما لهم مستخرجات وجمع على كتب الحديث المشهورة ومسانيد، وهذا صحيح البخاري قالوا زعم ابن خلدون أن شرحه لا زال دينا على الأمة، فقام بوفاء ذلك الدين تلميذه الحافظ بن حجر العسقلاني في رأي جمع كثير من الناس، والحنفية قالوا أوفى به العيني، فقد أدى ابن حجر أمانة العلم كاملة في فتحه بيّن لنا استمداده شرحه من طائفة عظيمة من فحول علماء المالكية الذين شرحوا الجامع الصحيح أو غيره من كتب الحديث العظيمة، فقد نقل فيه عن أكثر من خمسة عشر رجلاً من علماء المالكية: الأصيلي وابن الحذاء وابن بطال والمهلب بن أبي صفرة وابن عتاب وابن عبدالبر وأبو الوليد الباجي وأبو علي الجياني والقابسي والداودي والإمام المازري وابن العربي وابن رشد والقاضي عياض وابن بشكوال والسهيلي والقرطبي وابن التين وابن أبي جمرة وابن المنير وهذا الأخير فقط إسكندري واسمه علي والقبه زين الدين، وشرحه على البخاري في عدة أسفار قالوا لم يعمل على البخاري شرح مثله يذكر الترجمة ويورد عليها أسئلة مشكلة حتى يقال لا يمكن الانفصال عنها ثم يجيب عن ذلك ثم يتكلم على فقه الحديث ومذاهب العلماء ثم يرجح المذهب ويفرع، وكان رحمه الله ممن له أهلية الترجيح والاجتهاد في مذهب مالك توفي رحمه الله سنة خمس وتسعين وستمائة، وقد ولي قضاء الأسكندرية بعد أخيه ناصر الدين، وناصر الدين هو صاحب الحاشية على الكشاف المسماة بالانتصاف وهي مطبوعة والبحر الكبير في نخب التفسير وغيرهما من تآليفه النفيسة، وأظن ابن خلدون لم يطلع على أي شيء من شروح الأفاضل الذين سميناهم وإلا لم يرسل تلك الكلمة (شرح البخاري دين على الأمة) إن صحت عنه، ونقل عن نحو ثلث هؤلاء من أهل مذهبه الشافعية، ولم نعلم أن أحداً من أتباع الأئمة الثلاثة اعتنى بجمع أقوال إمامه، وهذان الحافظان الفقيهان أبو عمر الأشبيلي وأبو بكر المعيطي أتما كتاب الاستيعاب الذي ابتدأه بعض أصحاب القاضي إسماعيل بن حماد فكتب منه خمسة أجزاء ثم اخترمته المنية في مائة جزء في أقوال الإمام مالك خاصة لأمير المؤمنين الحكم الأموي، فسر به جداً وأعطاهما جائزة عظيمة ومئات المجلدات والأجزاء التي صنفها المالكية في الفقه خاصة لا يأتي عليها العد مسجلة في كتب الطبقات برجالها حتى كاد أن يكون لكل بلدة وقرية بأفريقية والأندلس مؤلف خاص بها وبرجالها مما يجد المطلع على بعضها ويستدل على أنهم حازوا القدح المعلى في جميع الفنون، وقد نبغ في المغرب والأندلس أدباء نظماً ونثراً ولغويون ونحاة أربوا على إخوانهم المشارقة، وطارت أسماؤهم شهرة، تلك بعض بقايا ونفائس آثارهم مشحونة بها كتب ومكاتب أوربا وغيرها وطبقات وتواريخ خاصة وعامة يعرب عن بعض محاسنهم بعض الكتب التي طبعت كالذخيرة لابن بسام والإحاطة لابن الخطيب، وتاريخ مراكش لابن عبدالملك، ومعالم الإيمان في تراجم علماء القيروان، وعنوان الدراية في تراجم علماء بجاية، والبستان في تراجم علماء تلمسان، ونفح الطيب للحافظ العلامة المقري، ولقريبي عصرنا هذا: تاريخ الوزير الكاتب ابن أبي الضياف التونسي لأفريقية، وتاريخ العلامة بيرم أيضاً، وتحفة الزائر في تاريخ الجزائر لابن العلامة الأمير عبدالقادر، وسلوة الأنفاس، ومحادثة الأكياس فيمن أقبر من العلماء بمدينة فاس للشيخ محمد بن جعفر الكتاني، ولم يقصر ملوكهم عن مزاحمة إخوانهم علماء ملوك المشرق، فهذا المأمون بن الأفطس ملك بكليوس –بلدة صغيرة واقعة في الجنوب الغربي من شبه جزيرة الأندلس- ألف تاريخاً في ستين مجلداً، ولم نعلم بعالم من علماء الإسلام اعتنى بفقه علماء التابعين وخص فقه كل واحد منهم بمصنف خاص، وهذا القاضي أبو بكر محمد بن أحمد القبتوري المتوفى سنة 380 القرطبي مولى عبدالرحمن بن
(يُتْبَعُ)
(/)
الحكم الأموي صنف في فقه كثير من التابعين؛ فمنها فقه الحسن البصري جمعه في سبع مجلدات، ومنها فقه الزهري في أجزاء كثيرة.
وأما تصانيفهم في الجدل والخلاف والرد على المخالفين أصولاً وفروعاً فكثيرة جداً وهم فيها فرسان الطعان وصناديد البيان، وفي أول طليعتهم محمد بن الإمام سحنون ومحمد بن عبدالله بن عبدالحكم المصري، والقاضي الإمام إسماعيل بن إسحق العراقي وتلامذته وتلامذة تلامذته كالقاضي أبي بكر الأبهري، وتلامذة هذا كابن الجلاب وابن القصار والقاضي الإمام أبي بكر الباقلاني والقاضي عبدالوهاب بن نصر ألف كتابه النصرة لمذهب إمام دار الهجرة في مائة مجلد، والشيخان أبو محمد بن أبي زيد وأبو الحسن القابسي، وغير هؤلاء من علماء العراق ومصر والمغرب والأندلس، وكتب الإمام أبي الحسن الأشعري البصري في الرد على الملاحدة وطوائف المبتدعة كالرافضة والقدرية والمعتزلة ومناظراته للمعتزلة وظهوره عليهم أشهر من نار على علم، وتفسيره العظيم في خمسمائة مجلد، قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه القواصم: لم يكن منه إلا نسخة واحدة في خزانة الخليفة ببغداد فرشا الصاحب بن عباد المعتزلي وزير بني بويه القيّم على الخزانة بألف دينار ليحرق الخزانة حسداً وغيرة لمذهبه فاحترق ذلك التفسير في ضمنها، ففقد المسلمون دائرة معارف علمية عظيمة، واستبعد الكوثري هذا العمل من ابن عباد في تعليق له على كتابه تبيين كذب المفتري صفحة 137 وما أشبه الليلة بالبارحة! دافع عن شيخ المعتزلة بشر المريسي، واتهم العلماء الذين طعنوا في دينه وعقيدته كما تقدم اعتباطاً، واستبعد هذا العمل الشنيع هنا من ابن عباد بلا مستند، وطعن في جل أعيان علماء الأمة الإسلامية تشفياً، فالأرواح جنود مجندة.
العاشر: قد هذبت ونقحت حضارة العراق المزعومة مذهب مالك رحمه الله؛ فقد تلقاه الإمام أحمد بن المعذل البصري عن عالم المدينة ومفتيها عبدالملك بن الماجشون أحد خواص أصحاب مالك ونشره في البصرة ونواحي العراق، وكان ممن تلقاه عن أحمد بن المعذل ووسع دائرته فنشره بالعراق كله الإمام القاضي إسماعيل بن إسحاق بن حماد، فجاد بثروة هائلة من أعيان العلماء فقهاء ومحدثين وغيرهم، تلك تراجم كثيرين منهم في كتب التواريخ والطبقات تقدم التنويه بذكر بعضهم، ومنهم أبو بكر بن مجاهد شيخ المقرئين ببغداد والمشرق كله والإمام يعقوب بن شيبة صاحب المسند المعلل وأبو بكر الشبلي أحد أعيان الصوفية في عصره وأبو ذر الهروي أحد أئمة الحديث من أقران الدارقطني ومعاصريه، وأحمد بن فارس أحد أئمة الأدب واللغة؛ فلو لم يكن لمذهب مالك رجال إلا رجال العراق ولم ينشر في إقليم غيره لكفاه ذلك، فكيف به وقد نصب في كثير من أقليم المعمورة الإسلامية رواقه؟ ". اهـ
*********** [/ B]
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Nov-2006, مساء 08:49]ـ
نقلتُ ماسبق من نسخة الشيخ محمد بن مانع - رحمه الله، وعلى غلافها:
(الكوثري ساعٍ مُجد في تعظيم الأحناف، والعربي مناقض لغلو الكوثري، وساعٍ مُجد في تقديم المالكية على الحنفية، ونحن نقول: رحم الله الجميع، ولقد أحسن القائل، المصيب غير الفائل:
فجاهد وقلد كتاب الإله
لتلقى الإله إذا مت به
فقد قلد الناس أحبارهم
وكلٌ يجادل عن راهبه
وللحق مستنبط واحد
وكلٌ يرى الحق في مذهبه)
ـ[الألوكة]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 02:22]ـ
بورك فيك يا شيخ سليمان.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 05:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكراً على الموضوع الشيق الذي يظهر للمسلمين أن العلماء وطلاب العلم مهتمون بدينهم وبعلمائهم الكبار كابن خلدون وغيره.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 10:24]ـ
الأبيات التي نقلها الشيخ ابن مانع جميلة، فهل هو قائلها؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 11:44]ـ
يراجع هذا الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3808
المشاركة رقم 12و14
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 11:53]ـ
بارك الله لكم
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 08:35]ـ
نقلتُ ماسبق من نسخة الشيخ محمد بن مانع - رحمه الله، وعلى غلافها:
(يُتْبَعُ)
(/)
(الكوثري ساعٍ مُجد في تعظيم الأحناف، والعربي مناقض لغلو الكوثري، وساعٍ مُجد في تقديم المالكية على الحنفية، ونحن نقول: رحم الله الجميع، ولقد أحسن القائل، المصيب غير الفائل:
فجاهد وقلد كتاب الإله
لتلقى الإله إذا مت به
فقد قلد الناس أحبارهم
وكلٌ يجادل عن راهبه
وللحق مستنبط واحد
وكلٌ يرى الحق في مذهبه)
بارك الله بك على تلك الفائدة. وقد رد أحد المغاربة على الكوثري فقال الكوثري: متعصب يرد على متعصب، والأمر كما قال. وما قيل عن ابن العربي وعن ذاك المغربي، يقال كذلك عن الشيخ محمد التباني. ومن تأمل عباراته وجد فيها العجب، مثل "زاد حضرته في طنبور ابن خلدون نغمات".
1 - بالنسبة لانتشار المذهب المالكي فهو اليوم في غرب ووسط إفريقيا، أما مصر وشرق إفريقيا فعلى المذهب الشافعي. وأما من الناحية التاريخية فقد كان له وجود ضعيف في البصرة وبغداد، وهؤلاء أسسوا المدرسة العراقية، وبالرغم من تأثيرها الفكري، فثقلها العددي مقارنة مع إفريقيا يقارب الصفر.
2 - قام بشن حملة شعواء على الإمام ابن خلدون محاولاً قدر الإمكان انتقاص كتابه الحافل "المقدمة" التي تعد من مفاخر المسلمين على باقي الأمم (كما يقر بذلك الكثير من الغربيين). فقال: "ومنها طعنه في الأحاديث الكثيرة المروية في المهدي، وزعمه أن ذلك من خرافات الرافضة" وهذا تلبيس فإن من هذه الأحاديث ما هو فعلاً من خرافات الرافضة لا يشك في ذلك أحد، وبعضها صحيح أو حسن، وقد أقر بذلك ابن خلدون، لكن صاحبنا يغير كلامه كما يريد.
3 - ثم قال: "ومنها تخطئته للحسين بن علي" إن كان يريد من ناحية الاجتهاد والعدالة فابن خلدون لا يخطئ الحسين بن علي، وإنما يخطئه في أمر دنيوي وهو خطأه في تقدير العصبية وسماعه لوعود أهل الكوفة الذين غدروا به. وقد استشهد الحسين وهو عائد من الكوفة، أي أنه رجع عن رأيه بالخروج إليها بعدما رآى غدر أهلها. ولعل التباني يريد المزايدة على الحسين نفسه رضي الله عنه.
4 - "ومدحه ليزيد بن معاوية، وتفنيده لخلافة علي بكلام معسول بزعمه أن بني أمية هم أهل العصبية في قريش" وهذا كذب على ابن خلدون، فهو يفسق يزيد ويذمه ويرى أن الصواب كان مع علي لا مع معاوية.
5 - فقوله عن مفخرة المغرب "مزجى البضاعة في الرواية والدراية معاً" لا يحتاج بعدما ذكرنا إلى تعليق.
6 - مشكلة الشيخ التباني هداه الله أنه لم يفهم مقولة العلامة ابن خلدون أصلاً قبل أن يخطئه بها. ولعل البب يرجع لعدم اطلاعه على كلام ابن خلدون إلا ما نقله الكوثري. فلا أجد بداً من نقل كلام ابن خلدون من مقدمته.
قال العلامة ابن خلدون المالكي في "مقدمته" الشهيرة (ص449، ط دار القلم): «وأما مالك رحمه الله تعالى، فاختص بمذهبه أهل المغرب والأندلس، وإن كان يوجد في غيرهم (كالبصرة وبعض أطراف الجزيرة). إلا أنهم لم يقلدوا غيره إلا في القليل، لما أن رحلتهم كانت غالبا إلى الحجاز، وهو منتهى سفرهم، والمدينة يومئذ دار العلم، ومنها خرج إلى العراق. ولم يكن العراق في طريقهم، فاقتصروا عن الأخذ عن علماء المدينة يومئذ. وإمامهم مالك وشيوخه من قبله وتلميذه من بعده. فرجع إليه أهل المغرب والأندلس وقلدوه، دون غيره ممن لم تصل إليهم طريقته. وأيضاً فالبداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس، ولم يكونوا يعانون الحضارة التي لأهل العراق، فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة. ولهذا لم يزل المذهب المالكي غضّاً عندهم، ولم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، كما وقع في غيره من المذاهب» (وقريباً منه في طبعة دار الهلال).
ويقصد بذلك أن المذهب المالكي كان مجرد أسئلة وأجوبة مختصرة دون أدلة ومناظرات وقواعد وردود على الخصوم. ولم تكن له كتب أصول، وإنما كُتبت بعد عصور من وفاة الإمام مالك بالتدريج. وهو أمر لا ينكره إلا مكابر، فانظر إن شئت وقارن بين مدونة سحنون وبين كتاب الأم للإمام الشافعي. والأصول الفقهية عند مالك بلغت عشرين عند الهسكوري الفاسي، لكنها زادت إلى الألف والمئتين عند المَقًّرِي وغيره! وما أعلم إلى أي عدد وصلت إليه اليوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - يتضح مما سبق صحة مقولة القاضي ابن خلدون، وأنه ليس فيها أدنى طعن بالإمام مالك، وحاشاه. ولو كان كذلك لأقيمت عليه القيامة في إفريقيا والأندلس مع كثرة خصومه ووفرة حساده. ولما كان قد عُيّن قاضي المالكية في "القطر المصري" الذي يزعم الشيخ أن "جل سكانه" مالكية. وكلام ابن خلدون في مدح الإمام مالك وتوقيره أشهر من أن يذكر، فتأمل كيف يتهمه الشيخ هداه الله بـ"تجهيل ساداتنا علماء الصحابة" وبـ"تحقير وتجهيل أمة عظيمة من علماء المغرب والأندلس" وبـ"سوء تعبيره وقلة أدبه مع سادة السلف وعلمائه". وليست شعري أين حسن الأدب في قوله أن علياً بن أبي طالب "على نظرية ابن خلدون من أعرق الناس في البداوة" لا لشيء إلا لزهده في الدنيا رضي الله عنه!!!
8 - ثم يعود للطعن في قاضي المالكية ابن خلدون فيقول: "وهو رحمه الله لم يكن فقيهاً في مذهب مالك فضلاً عن كونه حافظاً لأقوال مذهبه كلها، فضلاً عن إمكانه التمييز بين ما رواه هؤلاء وهؤلاء من الأقوال، فصعوده إلى قمة (افريست) أقرب إليه من هذا". ويقول "فحكم ابن خلدون هذا عليهم بغي وجهل محض". وهو يجهل أو يتجاهل مراد ابن خلدون فيتكلم عن الهندسة العمرانية عن الأندلس كأن هذا الذي قصده ابن خلدون في كلامه، وكأن ابن خلدون لم يدخل الأندلس ولا شاهد شيئاً من قصورها!
9 - ثم يقول عن شروحات صحيح البخاري: "وأظن ابن خلدون لم يطلع على أي شيء من شروح الأفاضل الذين سميناهم وإلا لم يرسل تلك الكلمة (شرح البخاري دين على الأمة) إن صحت عنه". فقوله "إن صحت عنه" يدل على أنه لم يقرأ المقدمة التي يعدها البعض من أعظم أعمال الإنسانية. وقوله "أظن" فإنه لا يجوز الحكم بالظن لأن الظن لا يغني من الحق شيئاً. وكان الواجب عليه إن كان ناقل الكلام من أمثال الكوثري أن يتحقق من القول قبل أن يحكم على العلماء بظنه، كما قال الله تعالى: إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. لكن الشيخ قام بسلخ جلد القاضي -رحمه الله- دون أن يحاول التحقق من القول مع يسر ذلك. وهكذا فليكن الحكم على الناس!
مع أن مقولة ابن خلدون قد جاءت في محلها، و"ظن السوء" الذي جاء به الشيخ لم يكن صحيحاً. وعبارة ابن خلدون كما في المقدمة: "فأما البخاري وهو أعلاها رتبة فاستصعب الناس شرحه واستغلقوا منحاه من أجل ما يحتاج إليه من معرفة الطرق المتعددة ورجالها من أهل الحجاز والشام والعراق ومعرفة أحوالهم واختلاف الناس فيهم ولذلك يحتاج إلى إمعان النظر في التفقه في تراجمه لأنه يترجم الترجمة ويورد فيها الحديث مسند أو طريق ثم يترجم أخرى ويورد فيها ذلك الحديث بعينه لما تضمنه من المعنى الذي ترجم به الباب وكذلك في ترجمة وترجمة إلى أن يتكرر الحديث في أبواب كثيرة بحسب معانيه واختلافها. ومن شرحه ولم يستوف هذا فيه فلم يوف حق الشرح كابن بطال وابن المهلب وابن التين ونحوهم. ولقد سمعت كثيرا من شيوخنا رحمهم الله يقولون شرح كتاب البخاري دين على الامة يعنون أن أحدا من علماء الامة لم يوف ما يجب له من الشرح بهذا الاعتبار".
وقد تبين بوضوح المقصود من تلك العبارة أن تلك الشروح المالكية لم توف ما يجب للصحيح من الشرح (وهذه العبارة صحيحة قبل كتابة فتح الباري). وابن خلدون ما أتى بشيء من عنده، بل هو ينقل هذا عن كثير من مشايخه المالكية. ولست معنياً بتبيين خطأ كل خطأ وقع فيه الشيخ، فهذا شيء قد يطول، لكن المراد الذب عن العلامة القاضي ابن خلدون رحمه الله. والله المستعان على ما يصفون.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 09:20]ـ
بسم الله،
أمرنا الله، عز وجل، بالعدل والإنصاف:
هنا ملاحظات:
1 - يتهم التباني الكوثري بأنه تصرف في عبارة ابن خلدون، مع أن الكوثري نقلها بنصها دون تغيير!
2 - الموضوع برمته ردٌّ من التباني على ابن خلدون، فلا حاجة للزج بالكوثري في الموضوع.
ـ[الوفائى]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 08:08]ـ
بارك الله فيك وزادك يا اخ محمد امين وجعلك من المنصفين دائما
فابن خلدون يعتبر فلته من فلتات الدهر ومن يقرا مقدمته يتضح له ذلك
وهومع ذلك ليس معصوم من الخطا او النسيان
رضى الله عنه وارضاه
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 01:36]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الأخ سعيد العباسي: (الموضوع برمته ردٌّ من التباني على ابن خلدون، فلا حاجة للزج بالكوثري في الموضوع)!!
وأقول:
اسم الكتاب المنقول منه: (تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري)!
وفقكم الله ..
ـ[الباجي]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 08:45]ـ
الحمد لله.
... ...
... والأصول الفقهية عند مالك بلغت عشرين عند الهسكوري الفاسي، لكنها زادت إلى الألف والمئتين عند المَقًّرِي وغيره! وما أعلم إلى أي عدد وصلت إليه اليوم ... .
وصلت إلى قدر جهلك بمذهب مالك - رحمه الله - ومقدار عدم مُكنتك التفريقَ بين أصول الفقه وبين القواعد الفقهية.
هذه حقيقة لا يجد المرء بدًّا من قولها ... فالمقالات التي يقودها الجهل ... ويمليها الحقد لا بدّ أن تكون عليها أمارات ودلائل توضح مدى جهل صاحبها ... ومدى سعيه الحثيث على تقويل العلماء ما لم يقولوه ... بل السعي الحثيث في تحريف نصوصهم صراحة ... أو اتكاءا على خطأ مطبعي ... أو جهل ناشر ...
فانظر إلى هذا المسكين لا يفتأ في كل مناسبة ينقل هذا النص محرفًا - وقد نبهته لتحريفه، فلم يرجع عن غيه - لأنه يظن أنه يوافق هواه في الطعن على مالك .. :
... ...
قال العلامة ابن خلدون المالكي في "مقدمته" الشهيرة (ص449، ط دار القلم): «وأما مالك رحمه الله تعالى، فاختص بمذهبه أهل المغرب والأندلس، وإن كان يوجد في غيرهم (كالبصرة وبعض أطراف الجزيرة). إلا أنهم لم يقلدوا غيره إلا في القليل، لما أن رحلتهم كانت غالبا إلى الحجاز، وهو منتهى سفرهم، والمدينة يومئذ دار العلم، ومنها خرج إلى العراق. ولم يكن العراق في طريقهم، فاقتصروا عن الأخذ عن علماء المدينة يومئذ. وإمامهم مالك وشيوخه من قبله وتلميذه من بعده. ... » (وقريباً منه في طبعة دار الهلال).
... .
والنص كما هو في عدة طبعات محققة ... وآخرها نسخة الأستاذ عبد السلام شدادي ... التي اعتمد في قراءته لها على عدة نسخ خطية عتيقة ... :
( ... فاقتصروا عن الأخذ عن علماء المدينة، وشيخهم يومئذ وإمامهم مالك وشيوخه من قبله، وتلميذه من بعده ... ).
فظاهر هذا النص لا يريد أن يسمعه صاحبنا أبدًا ... لا يريد أن يقول الناس إن مالكا كان إمام المدينة الأوحد في زمانه بعد موت مشايخه وجلّ أقرانه ... ولكن هذه حقيقة ... وواقع عاشه الناس ... فلماذا السعي الحثيث لطمسها ... ؟!!
بإمكان أي باحث أن يقول: إن هذا وقع فعلا في ذلك الزمان ... ولكنه خطأ استقر عليه الناس ... والسبب في ذلك كذا ... وكذا ... مثلما أقول بكل ثقة اليوم: محمد الأمين رجل مدحه بعض الناس ... بل جلس مجالس أهل العلم ... وتصدر للفتوى ... وهذا واقع غير منكور ... ولكنه خطأ ... فالرجل ليس له من العلم شئ يذكر ... بل ليس له من أدبياته نقير ولا قطمير ... ومن الدليل على هذا أنه إذا حاول الردّ على كلامي الآن ليس في قدرته إلا اتهامي بالتعصب فقط ... - وقد علم الله في عليائه أني لست بفضله ومنّه في طريق ذلك بسبيل ... وما تبييني لخطائه مدفوعا بذلك من أولُ ... وما هو إلا البحث المجرد ... ومحاولة دراسة تاريخ المذاهب عن علم وبصيرة لا غير ... - أو يقوم بمحاولة اللعب على وتر المذهبية ... وهذا أمر يدغدغ عواطف كثير من الولدان ... فيميلون ميلا عظيما لمنتحله ... فيزهو بنفسه وينتفخ ريشه .. ثم يكون هلاكه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 09:18]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الباجي(/)
فراشٌ للرجل وفراشٌ للمرأة
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Nov-2006, صباحاً 02:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ثبتَ في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى
الله عليه وسلم قال:
(فراشٌ للرجل، وفِراشٌ لامرأته، والثالثُ للضيف، والرابع للشيطان)
وفي هذا الحديث توجيهٌ للاقتصار على ما يحتاجه المسلم من متاع الدنيا، وعدم
الاستكثار مما لا حاجةَ إليه
ونسبةُ الفراش الرابع للشيطان على وجه الذمِّ،،
وليس هذا الذمُّ للتحريم كما ذكر بعضُ أهل العلم،، وإنما هو للكراهة
كما أنه ليس ذماً للفراش الرابع تحديداً، وإنما هو ذمٌ لما زاد عن حاجة المسلم
فقد تدعو الحاجةُ إلى أكثر من ذلك
وكذا غيرُ الفُرُش من أمتعة الدنيا
فقد يحتاج المسلم أكثر من سيارة، أو أكثر من جوال أو نحو ذلك
وروي الأمرُ بالاستكثار من النِّعال، لوجود الحاجة إليها؛ وكثرة تعرُّضها للتلف.
ومردُّ ذلك كله وجودُ الحاجة من عدمه
ولنتأمل في حالنا حيالَ مثلَ هذا التوجيه النبوي
ولندرك أن خيرَ الخلق وأكرمَهم على الله على الإطلاق كان متقلِّلا من الدنيا ..
فائدةٌ:
أخذَ بعضُهم من هذا الحديث حُكماً فقهياً، وهو:
أنه يجوزُ للرجل أن ينامَ على فراشٍ غير فراش زوجته
وليس هذا الاستدلالُ وجيهاً، لأنَّ الحديثَ لم يُسَق لبيان هذه المسألة، وإنما هو مُسَاقٌ
لذمِّ الاستثكار من الدنيا
ومعلومٌ أنَّ الحاجة قد تدعو أحياناً لنوم الرجل على غير فراش زوجته، فجاز اتِّخاذُه
من غير كراهة؛ كما جازَ اتِّخاذُ فراشِ الضيف من غير كراهة
ـ[منال]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 10:29]ـ
كان متقلِّلا من الدنيا ..
نغفل عنها , اسأل الله أن يغفر لنا إسرافنا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 07:32]ـ
نغفل عنها , اسأل الله أن يغفر لنا إسرافنا.
آمين
شكر الله لك مرورك وتعليقك
ـ[ظاعنة]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 11:17]ـ
وجدت أن الاستكثار من متاع الدنيا، أو ما يسمى بالكماليات يورث ضيقا فى القلب، وهذا أمر وجدته فى نفسى ..
تنازعنا أهواؤنا حينا، فنغلبها أو تغلبنا ..
الله المستعان ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 02:22]ـ
وجدت أن الاستكثار من متاع الدنيا، أو ما يسمى بالكماليات يورث ضيقا فى القلب، وهذا أمر وجدته فى نفسى ..
تنازعنا أهواؤنا حينا، فنغلبها أو تغلبنا ..
الله المستعان ..
ولعل تفسير هذا الضيق الذي يَعرض للمستكثر من الكماليات أنَّ ذلك الاستكثارَ باعثٌ على التعلُّق بها، والحرص عليها، والخوف من فقدانها، وهذه كلها تورث القلب ضيقاً
شكر الله لك مرورك وتعليقك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - Jan-2007, مساء 06:26]ـ
بارك الله فيك ونفع بكم
فائدة
قال الإمام أبو داود ـ في كتابه السنن ـ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَكُونُ إِبِلٌ لِلشَّيَاطِينِ وَبُيُوتٌ لِلشَّيَاطِينِ؛ فَأَمَّا إِبِلُ الشَّيَاطِينِ فَقَدْ رَأَيْتُهَا يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ بِجُنَيْبَاتٍ مَعَهُ قَدْ أَسْمَنَهَا فَلَا يَعْلُو بَعِيرًا مِنْهَا وَيَمُرُّ بِأَخِيهِ قَدْ انْقَطَعَ بِهِ فَلَا يَحْمِلُهُ، وَأَمَّا بُيُوتُ الشَّيَاطِينِ فَلَمْ أَرَهَا».
كَانَ سَعِيدٌ يَقُولُ: لَا أُرَاهَا إِلَّا هَذِهِ الْأَقْفَاصُ الَّتِي يَسْتُرُ النَّاسُ بِالدِّيبَاجِ.
في عون المعبود:
(إِبِل الشَّيَاطِين)
: يُرِيد بِهَا الْمُعَدَّة لِلتَّكَاثُرِ وَالتَّفَاخُر وَلَمْ يَقْصِد بِهَا أَمْرًا مَشْرُوعًا
(وَبُيُوت الشَّيَاطِين)
: أَيْ إِذَا كَانَتْ زَائِدَة عَلَى قَدْر الْحَاجَة أَوْ لِلرِّيَاءِ وَالسُّمْعَة
(بِجَنِيبَاتٍ)
: جَمْع جَنِيبَة وَهِيَ الدَّابَّة الَّتِي تُقَاد، وَالْمُرَاد الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا رَاكِب، كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود، وَفِي بَعْض النُّسَخ بِنَجِيبَاتٍ جَمْع نَجِيبَة وَهِيَ النَّاقَة الْمُخْتَارَة
(فَلَا يَعْلُو)
: أَيْ لَا يَرْكَب
(وَيَمُرّ)
: أَيْ فِي السَّفَر
(بِأَخِيهِ)
: أَيْ فِي الدِّين
(وَقَدْ اُنْقُطِعَ بِهِ)
(يُتْبَعُ)
(/)
: عَلَى صِيغَة الْمَجْهُول أَيْ كَلَّ عَنْ السَّيْر فَالضَّمِير لِلرَّجُلِ الْمُنْقَطَع بِهِ نَائِب الْفَاعِل وَالْجُمْلَة حَال
(فَلَا يَحْمِلهُ)
: أَيْ أَخَاهُ الضَّعِيف عَلَيْهَا
(كَانَ سَعِيد)
: هُوَ اِبْن أَبِي هِنْد التَّابِعِيّ الرَّاوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَة
(لَا أُرَاهَا)
: بِضَمِّ الْهَمْزَة أَيْ لَا أَظُنّهَا
(إِلَّا هَذِهِ الْأَقْفَاص)
: أَيْ الْمَحَامِل وَالْهَوَادِج الَّتِي يَتَّخِذهَا الْمُتْرَفُونَ فِي الْأَسْفَار.
وَاعْلَمْ أَنَّهُ قَالَ الْقَاضِي: إِنَّ قَوْله " فَأَمَّا إِبِل الشَّيَاطِين إِلَى قَوْله فَلَمْ أَرَهَا " مِنْ كَلَام أَبِي هُرَيْرَة لَا مِنْ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عَيَّنَ الصَّحَابِيّ مِنْ أَصْنَاف هَذَا النَّوْع مِنْ الْإِبِل صِنْفًا وَهُوَ جَنِيبَات سِمَان يَسُوقهَا الرَّجُل مَعَهُ فِي سَفَره فَلَا يَرْكَبهَا وَلَا يَحْتَاج إِلَيْهَا فِي حَمْل مَتَاعه ثُمَّ إِنَّهُ يَمُرّ بِأَخِيهِ الْمُسْلِم قَدْ اُنْقُطِعَ بِهِ مِنْ الضَّعْف وَالْعَجْز فَلَا يَحْمِلهُ، وَعَيَّنَ التَّابِعِيّ صِنْفًا مِنْ الْبُيُوت وَهُوَ الْأَقْفَاص الْمُحَلَّاة بِالدِّيبَاجِ. وَقَالَ فِي الْأَشْرَاف: لَيْسَ فِي الْحَدِيث مَا يَدُلّ عَلَيْهِ بَلْ نَظْم الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّ جَمِيعه إِلَى قَوْله: فَلَمْ أَرَهَا مِنْ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى هَذَا فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَأَمَّا إِبِل الشَّيْطَان فَقَدْ رَأَيْتهَا إِلَى قَوْله فَلَا يَحْمِلهُ وَأَمَّا بُيُوت الشَّيْطَان فَلَمْ أَرَهَا، فَإِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرَ مِنْ الْهَوَادِج وَالْمَحَامِل الَّتِي يَأْخُذهَا الْمُتْرَفُونَ فِي الْأَسْفَار. كَذَا فِي الْمِرْقَاة.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ: سَعِيد بْن أَبِي هِنْد لَمْ يَلْقَ أَبَا هُرَيْرَة وَفِي كَلَام الْبُخَارِيّ مَا يَدُلّ عَلَى ذَلِكَ.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jan-2007, مساء 09:44]ـ
مرحبا بشمسي - الحمادي والسديس- هذا المنتدى المبارك.
أسأل الله أن يرزقني وإياكم القناعة، والايفتننا بهذه الدنيا الفانية،
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[22 - Jan-2007, صباحاً 03:35]ـ
نسأل الله أن يجعل الدنيا أهون ما ننظر إليه، وأن يقنعنا منها باليسير.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[مسلمة]ــــــــ[22 - Jan-2007, صباحاً 04:14]ـ
جزاكما الله خيرا ونفع بكما
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا
اللهم آميين
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Jan-2007, صباحاً 01:37]ـ
المشايخ الفضلاء
السديس وآل عامر وطويلبة علم ومسلمة
أشكر لكم مروركم وجميل تعقيبكم وإفادتكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Jan-2007, صباحاً 09:49]ـ
شيخنا الفاضل (الحمادي)
لم يظهر لي - لقصور نظري - وجه صرف الذم في الحديث عن التحريم إلى الكراهة.
فلعلك تتفضل مشكورا يا شيخنا ببيان ذلك، وجزاك الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Jan-2007, مساء 06:48]ـ
حياكم الله يا أبا مالك
أنا أوردتُ حكمَ الكراهة نقلاً عن بعض أهل العلم ممن وجدته نصَّ على ذلك، كالنووي، وهو ظاهر كلام ابن حبان، وغيرهما من أهل العلم.
والذي يبدو لي –وأقوله تفقُّهاً- أنَّ نسبةَ الشيء إلى الشيطان لا يلزم منه التحريم، بل هذه النسبة أعمُّ من ذلك، فهي للدلالة على الذمِّ، والمكروه يصدق عليه مطلق الذم.
ويمكن أن يفيد في هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من التسمية عند دخول البيت، وأنَّ المسلمَ إذا لم يسمِّ الله عند دخوله فإنَّ الشيطان يدرك المبيت، وإذا لم يسم عند طعامه فيدرك المبيت والعشاء.
ولا أعلم أحداً أوجبَ التسميةَ عند دخول المنزل، وأما التسمية عند الطعام فقد ثبت الأمر بها، فخرجت عن مسألتنا.
ونظير هذا أيضاً:
ما حكاه بعض أهل العلم من الاتفاق على جواز التوسع في المكاسب والمباني إذا كانت من حِلٍّ؛ وأدَّى المرءُ ما عليه من حقوقٍ
وذكر أيضاً أنهم اختلفوا في كراهة ذلك.
ذكره ابن حزم رحمه الله،، كما في مراتب الإجماع
هذا ما تيسر، ولعلكم تفيدون بما ترون وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Feb-2007, صباحاً 12:20]ـ
سبق في أول مشاركة أنَّ من العلماء من استنبط من الحديث السابق تفضيلَ اتخاذ الرجل لفراش غير فراش زوجته
ومن هؤلاء الإمامان الخطابي وابن الجوزي، وفيما يلي ذكر كلامهما:
قال أبو سليمان الخطابي -رحمه الله- ذاكراً بعضَ ما استنبطه من الحديث السابق:
(فيه دليلٌ على أن المستحبَّ في أدب السنة أن يبيتَ الرجل وحدَه على فراش، وزوجته على فراش آخر، ولو كان المستحب لهما أن يبيتا معاً على فراش واحد= لكان لا يرخَّص له في اتخاذ فراشين لنفسه ولزوجته، وهو إنما يحسن له مذهب الاقتصاد، والاقتصاد أقلُّ ما تدعو إليه).
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-:
(هذا الحديث قد نبَّه على حسن المعاشرة للزوجة باتخاذ فراش لها وفراش لزوجها، وذلك ضد ما أكبر العوامِّ عليه من النوم إلى جانب الزوجة؛ فإنَّ النوم قد يحدث فيه حوادث يكرهها أحدهما من الآخر، ولاينبغي أن يجتمعا إلا على أحسن حالٍ لتدومَ المحبة؛ فإنَّ ظهورَ العيوب تسلي عن المحبوب، وينبغي أن يكون الفراش قريباً من الآخر ليجتمعا إذا أرادا، وينفصلا إذا شاءا.
وقد نبَّه على هذا ما تقدم في مسند أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ... ".
وعلى هذا جمهور الملوك والحكماء.
ومتى كانت المرأة عاقلةً احترزت أن يرى الرجل منها مكروهاً، وكذلك ينبغي للرجل أن يحترز.
قال ابن عباس: إني لأحبُّ أن أتزيَّنَ للمرأة كما تتزيَّن لي، وقالت بدويةٌ لابنتها حين أرادت زفافها:
لايطلعنَّ منك على قبيح، ولا يشمَّن إلا طيبَ ريح).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 05:10]ـ
وممن لم يرَ في الحديث أفضلية اختصاص الزوج بفراش وزوجه بفراش: الإمام القرطبي أحمد بن عمر، فقال في المفهم 5/ 404:
"وهذا الحديث إنما جاء مبيناً لعائشة ما يجوز للإنسان أن يتوسع فيه ويترفه من الفرش، [لا أنَّ الأفضل = في الأصل: لأن الأفضل، والتصويب من "فيض القدير" ج4/ص424] أن يكون له فراش يختص به، ولامرأته فراش فقد كان (ص) لم يكن له إلا فراش واحد في بيت عائشة، وكان فراشاً ينامان عليه في الليل، ويجلسان عليه بالنهار".
ثم قال ـ بعدُ ـ: ونسبة الرابع للشيطان ذمٌّ له، لكن لا يدلُّ على تحريم اتخاذه، وإنما هذا من باب قوله (ص): "إن الشيطان يستحلُّ الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه" ولا يدل ذلك على التحريم لذلك الطعام. اهـ
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 12:55]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ أبا عبدالرحمن
كنت اطلعت على كلام أبي العباس أثناء مراجعة شروح الحديث، وكان في نيتي نقله
فجزاك الله خيراً وبارك في جهودك
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 03:22]ـ
الحمد لله
بارك الله فيك على البيان
ليتنا نستكثر من فرش الآخرة كما نستكثر من فرش الدنيا ..
وليتنا نتقلل من الذنوب كما نحب ان تقلل مما يشين في أعين الناس
و الله ان هذه القلوب لأشد ما عالجه الانسان
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 08:33]ـ
وفيكم بارك الله أخي المجلس الشنقيطي
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 02:02]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 02:20]ـ
بارك الله فيك ابا محمد
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:43]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفؤائد العظيمة.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:34]ـ
يالقصور عقولنا نعبأالمنازل بالأثاث والفرش لغير حاجة ولا نعلم متى الرحيل عنها
اللهم قنعنا بما رزقتنا وزدنا فهما وعلما
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولامبلغ علمنا ... امين
بوركت ياشيخنا الحمادي على التفصيل للإفادة
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 10:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ثبتَ في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى
الله عليه وسلم قال:
(فراشٌ للرجل، وفِراشٌ لامرأته، والثالثُ للضيف، والرابع للشيطان)
وفي هذا الحديث توجيهٌ للاقتصار على ما يحتاجه المسلم من متاع الدنيا، وعدم
الاستكثار مما لا حاجةَ إليه
ونسبةُ الفراش الرابع للشيطان على وجه الذمِّ،،
وليس هذا الذمُّ للتحريم كما ذكر بعضُ أهل العلم،، وإنما هو للكراهة
كما أنه ليس ذماً للفراش الرابع تحديداً، وإنما هو ذمٌ لما زاد عن حاجة المسلم
فقد تدعو الحاجةُ إلى أكثر من ذلك
وكذا غيرُ الفُرُش من أمتعة الدنيا
فقد يحتاج المسلم أكثر من سيارة، أو أكثر من جوال أو نحو ذلك
وروي الأمرُ بالاستكثار من النِّعال، لوجود الحاجة إليها؛ وكثرة تعرُّضها للتلف.
ومردُّ ذلك كله وجودُ الحاجة من عدمه
الحمد لله الشيخ الفاضل
يؤكد ما ذهبتم اليه من اعتبار للمعنى وعدم اعتبار العدد السكوت عن ذكر فرش الاولاد
إذ لا تخلو أسرة منهم ..... يضاف الى ذلك ما علم من شريعتنا من الندب الى الاكثار من النسل
وفي الحديث اشارة أخرى -والله أعلم -وهي ان الضيف يقال للجمع و للمفرد .. قال تعالى
إن هؤلاء ضيفي ... وقال سبحانه وهل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين ... وعليه فقد لا يكون الضيف واحدا بل يكونون اكثر من ذلك .... فيكون ما أشرتم اليه هو الحق ان شاء الله.
والله اعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 12:24]ـ
شكر الله لكم جميعاً ونفعني وإياكم بما تعلمنا
أخي الحبيب المجلسي الشنقيطي وفقه الله:
الأمر كما ذكرتم، وهي قرائن مفيدة ونافعة في بيان معنى الحديث
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 05:33]ـ
يُرفَع
بعد مرور بضعة أشهر
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 01:59]ـ
يُرفع بعد مرور عامٍ (ابتسامة)
الشيخ الحمادي .. أحسن الله إليك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 06:25]ـ
وإليكم أحسن الله وفيكم بارك يا أبا حازم
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 01:08]ـ
جزاكم الله خيرا على تلك الفائدة ونسأل الله سبحانه الا يجعلنا من أصحاب الدنيا و نسأله أن يجعلنا من أصحاب الآخرة انه سميع مجيب الدعاء(/)
كُفُّوا صبيانَكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Nov-2006, صباحاً 01:21]ـ
أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بكَفِّ الصبيان عن الخروج من المنزل في أول الليل
وذلك من غروب الشمس إلى أن ينتشرَ سَوَادُ الليل
ولا بأس بخروجهم بعد ذلك
ومن حكمة ذلك حفظُهم من أذَى الشياطين
بل ينبغي كَفُّ المجانين أيضاً؛ وكَفُّ سائر أنواع البهائم التي يملكُها المؤمن
ففي صحيحي البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنَّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا استجنحَ الليلُ أو كان جُنح الليل فكُفُّوا صبيانَكم؛ فإنَّ الشياطينَ تنتشرُ حينئذٍ، فإذا ذهبَ ساعةٌ من العشاء فخَلُّوهم ... )
وفي روايةٍ لمسلم:
(لا تُرسِلوا فَواشيَكم وصبيانَكم إذا غابت الشمسُ؛ حتى تذهبَ فَحْمةُ العشاء)
وخيرُ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم
فمن أرادَ خيري الدنيا والآخرة فعليه بسنته
ـ[منال]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 10:34]ـ
جزيت خيراً على هذا البيان.
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 04:07]ـ
جزيت خيراً على هذا البيان.
وجزيت خيراً وبورك فيك
ـ[ظاعنة]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 11:03]ـ
سبحان الله، كنت أشعر بشىء من الضيق أو الانقباض كل يوم فى هذا الوقت فلما قرأت الحديث فهمت السبب.
شكر الله لك أخى الكريم ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 02:31]ـ
بملازمة ذكر الله ينشرح صدر المؤمن، وتنخنس الشياطين
وفقك الله وسددك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 10:56]ـ
جزيت خيرا
وهذا شيء محسوس وملموس في حياتنا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - May-2007, صباحاً 12:42]ـ
بارك الله فيك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 05:51]ـ
بارك الله في الأخ الحبيب أبا محمد، ونفع به
قال النووي رحمه الله:
قالَ أَهْل اللُّغَة: (الْفَوَاشِي) كُلّ مُنْتَشِر مِنْ الْمَال
كَالْإِبِلِ وَالْغَنَم وَسَائِر الْبَهَائِم وَغَيْرهَا، وَهِيَ جَمْع فَاشِيَة؛ لِأَنَّهَا تَفْشُو، أَيْ: تَنْتَشِر
فِي الْأَرْض، وَفَحْمَة الْعِشَاء ظُلْمَتهَا وَسَوَادهَا، وَفَسَّرَهَا بَعْضهمْ هُنَا بِإِقْبَالِهِ وَأَوَّل
ظَلَامه، وَكَذَا ذَكَرَهُ صَاحِب نِهَايَة الْغَرِيب، قَالَ: وَيُقَال لِلظُّلْمَةِ الَّتِي بَيْن صَلَاتَيْ
الْمَغْرِب وَالْعِشَاء: الْفَحْمَة، وَلِلَّتِي بَيْن الْعِشَاء وَالْفَجْر الْعَسْعَسَة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 08:57]ـ
الإخوة الفضلاء ... ابن رجب .. زين العابدين .. آل عامر
شكر الله لكم وجزاكم خيراً
ـ[امال قرني]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 10:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته_""بارك الله فيك على الموضوع المدهل والرائع والمفيد كثيرا"" الله يجعل فميزان حسناتك
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - May-2007, صباحاً 07:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين، وإياك أختنا الفاضلة
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - May-2007, مساء 05:23]ـ
جزاكُم اللّه خيرًا وبارك فيكم يا شيخ عبد اللّه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 11:31]ـ
وجزاكم ربي خيراً وبارك فيكم أخي الحبيب سلمان
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 06:28]ـ
هل يدخل في النهي خروج الصبيان إلى صحن البيت أو حديقة البيت وكذلك الخروج إلى شرفات المنازل؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 11:58]ـ
هل يدخل في النهي خروج الصبيان إلى صحن البيت أو حديقة البيت وكذلك الخروج إلى شرفات المنازل؟
لم أقف على شيء صريح في هذا
وبعض مشايخنا يرى أنَّ لأفنية البيت حكمه، فلا بأس بخروج الصبيان إليها
ومنع الصبيان عن الخروج في هذا الوقت وسيلة شرعية لحفظهم من أذى الشياطين
ـ[أسماء]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 10:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير فضيلة الشيخ الكريم
و بارك الله فيك على المعلومات القيمة
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 07:03]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك(/)
لا تقتلوه، أنا القاتل!
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Nov-2006, مساء 11:11]ـ
ذكرَ الطرطوشي في كتابه (سراج الملوك) أنَّ شيخاً حدَّثه فقال:
نزلت عندنا بالقيروان قصةٌ لم يُسمَع بمثلها في السالفين، وذلك أنَّ بعضَ الجزَّارين أضجعَ كبشاً ليذبحه، فتخبَّطَ بين يديه؛ وأفلتَ منه وذهب، فقامَ الجزار يطلبه، وجعلَ يمشي إلى أن دخلَ إلى خَرِبَةٍ، فإذا فيها رجلٌ مذبوحٌ يتشحَّط في دمه؛ ففزعَ وخرجَ هارباً.
وإذا صاحبُ الشرطة والرَّجَّالة عندهم خبرُ القتيل، وجعلوا يطلبونَ خبرَ القاتل والمقتول، فأصابوا الجزَّار وبيده السكين وهو ملوَّثٌ بالدم، والرجلُ مقتولٌ في الخرِبة، فقبضوه وحملوه إلى السلطان، فقال له السلطان: أنتَ قتلتَ الرجل؟ قال: نعم!
فما زالوا يستنطقونه وهو يعترف اعترافاً لا إشكالَ فيه.
فأمر به السلطانُ ليُقتلَ فأُخرِجَ للقتل، واجتمعت الأُمَم ليُبصروا قتلَه، فلما همُّوا بقتله اندفعَ رجلٌ من الحلقة المجتمعين وقال:
يا قوم لا تقتلوه، فأنا قاتلُ القتيل!!
فقُبضَ وحُمِل إلى السلطان فاعترف وقال: أنا قتلتُه!
فقال السلطان: قد كنتَ معافىً من هذا، فما حملكَ على الاعتراف؟
فقال: رأيتُ هذا الرجل يُقتل ظلماً فكرهتُ أن ألقى الله بدم رجلين، فأمر به السلطانُ فقُتل.
ثم قال للرجل الأول: يا أيها الرجل ما دعاكَ إلى الاعتراف بالقتل وأنت بريءٌ؟
فقال الرجل: وما حيلتي!! رجلٌ مقتولٌ في الخَرِبة، وأخذوني وأنا خارجٌ من الخربة، وبيدي سكين ملطَّخةٌ بالدم، فإن أنكرتُ فمن يقبلني!! وإن اعتذرتُ فمن يعذرني!!
فخُلِّىَ سبيله، وانصرف مكرماً.
ـ[منال]ــــــــ[27 - Nov-2006, صباحاً 11:42]ـ
سبحان من أنقذه ..
كل شيء مكتوب الأجل والرزق ...
أسأل الله أن يحفظنا من كل سوء.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 01:00]ـ
سبحان من أنقذه ..
كل شيء مكتوب الأجل والرزق ...
أسأل الله أن يحفظنا من كل سوء.
شكر الله لك مرورك وتعقيبك أختنا الكريمة
ـ[ظاعنة]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 10:56]ـ
سبحان من أحياها!
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[29 - Nov-2006, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد:
الأخ الفاضل الحمادي وفقكم الله
هذه القصة يروى أيضا وقوعها زمن علي رضي الله عنه على وجه مماثل سوى أن عليا لم يأمر بقتل الجاني المعترف بفعلته أخيرا، بل استشار في أمره الحسن
و دفع دية القتيل عنه من بيت المال، و قد ذكرها العلامة ابن القيم في "الطرق الحكمية " ص في فصل من عجائب القضاء: " من قضايا علي رضي الله عنه: أنه أتى برجل وجد في خربة بيده سكين ملطخة بدم وبين يديه قتيل يتشحط في دمه، فسأله فقال: أنا قتلته، قال: اذهبوا به فاقتلوه، فلما ذهب به أقبل رجل مسرعا، فقال: يا قوم لا تعجلوا وردوه إلى علي فردوه، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، ما هذا صاحبه أنا قتلته، فقال علي للأول: ما حملك على أن قلت أنا قاتله ولم تقتله قال: يا أمير المؤمنين وما أستطيع أن أصنع، وقد وقف العسس على الرجل يتشحط في دمه؟ وأنا واقف وفي يدي سكين وفيها أثر الدم، وقد أخذت في خربة،فخفت ألا يقبل منى، وأن يكون قسامة فاعترفت بما لم أصنع، واحتسبت نفسي عند الله، فقال علي: بئسما صنعت، فكيف كان حديثك، قال: إني رجل قصاب خرجت إلى حانوتي في الغلس، فذبحت بقرة وسلختها، فبينما أنا أسلخها والسكين في يدي، أخذني البول، فأتيت خربة كانت بقربي فدخلتها فقضيت حاجتي، وعدت أريد حانوتي، فإذا أنا بهذا المقتول يتشحط في دمه، فراعني أمره، فوقفت أنظر إليه والسكين في يدي، فلم أشعر إلا بأصحابك قد وقفوا علي فأخذوني فقال الناس: هذا قتل هذا ما له قاتل سواه، فأيقنت أنك لا تترك قولهم لقولي، فاعترفت بما لم أجنه فقال علي للمقر الثاني: فأنت كيف كانت قصتك، فقال: أغواني إبليس فقتلت الرجل طمعا في ماله، ثم سمعت حس العسس فخرجت من الخربة واستقبلت هذا القصاب على الحال التي وصف، فاستترت منه ببعض الخربة حتى أتى العسس، فأخذوه وأتوك به فلما أمرت بقتله علمت أني سأبوء بدمه أيضا، فاعترفت بالحق فقال للحسن: ما الحكم في هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن كان قد قتل نفسا فقد أحيا نفسا وقد قال الله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) فخلى علي عنهما وأخرج دية القتيل من بيت المال "
قال ابن القيم معقبا على هذا الحكم من علي: " وهذا إن وقع صلحا برضى الأولياء فلا إشكال، وإن كان بغير رضاهم فالمعروف من أقوال الفقهاء: أن القصاص لا يسقط بذلك؛ لأن الجاني قد اعترف بما يوجبه، ولم يوجد ما يسقطه، فيتعين استيفاؤه، وبعد فلحكم أمير المؤمنين وجه قوي "
ثم ساق من السنة ما يؤيد هذا،فلينظر فالمبحث مفيد.
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 05:00]ـ
الأخت المباركة ظاعنة،، وفقك الله وبارك فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 05:12]ـ
الأخ المبارك أبو تيمية وفقه الله ونفع به:
أولاً/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ثانياً/ مرحباً بك وأهلاً في مجلس الألوكة العلمي، وأسأل الله أن ينفع بك
ثالثاً/ أشكرك غاية الشكر على إفادتك، فلم يسبق لي الاطِّلاع على هذا الأثر
ولكني بحثت عنه فلم أجد له إسناداً، ولا أدري أهو ثابتٌ أم لا؟
ويمكن حملُ أثر عليٍ رضي الله عنه -إن صحَّ عنه- على أنَّ القتيلَ لا وليَّ له، فيكون وليُّه السلطان
كما أشارَ إلى هذا صاحب كتاب (أقضية الخلفاء الراشدين)
أو يُحمل على ما ذكره الإمام ابنُ القيِّم رحمه الله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 08:41]ـ
جزاكم الله خيرا
القصة عن علي رضي الله عنه أسندها الكليني ت329 في الكافي (7/ 289) من طريق علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: أخبرني بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: أُتي أمير المؤمنين عليه السلام ... .
والحسن (المستشَار) في هذه القصة، هو: الحسن بن عليّ رضي الله عنه – كما عند الكليني وغيره -.
والقصة حكاها ابن قدامة في المغني (10/ 16 - 17) عن عمر رضي الله عنه، وفيه: ( ... فقال عمر: «إن كان قد قتل نفسًا، فقد أحيا نفسًا». ودرأ عنه القصاص).
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Nov-2006, صباحاً 06:05]ـ
جزاكم الله خيرا
القصة عن علي رضي الله عنه أسندها الكليني ت329 في الكافي (7/ 289) من طريق علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: أخبرني بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: أُتي أمير المؤمنين عليه السلام ... .
والحسن (المستشَار) في هذه القصة، هو: الحسن بن عليّ رضي الله عنه – كما عند الكليني وغيره -.
والقصة حكاها ابن قدامة في المغني (10/ 16 - 17) عن عمر رضي الله عنه، وفيه: ( ... فقال عمر: «إن كان قد قتل نفسًا، فقد أحيا نفسًا». ودرأ عنه القصاص).
ما شاء الله
ماهذه بأول بركاتكم يا آل عباس (ابتسامة)
وهذا الإسناد ليس بشيء، لكن معرفة مصدر الأثر له أهميةٌ بالغة
أشكرك أخي الحبيب أشرف
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 02:00]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب الحمادي، إنما عنيت بالنقل من «الكافي» توثيق مصدر القصة - كما أشرتَ -، أما قيمة «الكافي» عند أهل السنة فمعلومة، وإن كان عند الرافضة بمنزلة الصحيح عندنا! والله المستعان.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 03:52]ـ
وفقك الله، وبارك في علمك وعملك أخي الغالي أشرف
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[14 - Dec-2006, صباحاً 08:37]ـ
وقد ذكر نحواً من هذه القصة أيضاً مع أضرب لها من الغرائب وعجائب الأخبار في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن الأغلب أبو إسحاق التميمي أمير القيروان وابن أمرائها، الذهبي في التاريخ.
جيء برجل في يده سكين وثيابه ملطخة بالدماء فقال: ما لهذا قالوا: أبونا لصلاة الصبح فوجد في الطريق مذبوحا وهذا قائم عنده هكذا.
فقال: أقتلت؟
قال: نعم.
قال: اذهبوا به فاقتلوه.
وقال: إن اخترتم أن أؤدي عنه الدية وأوليكم شيئا فعلت.
قالوا: ما نريد إلا القصاص.
وراحوا به فلما هموا بقتله برز رجل من الحلقة وقال: والله ما هذا قتله وأنا قتلته.
فرجعوا به فأقر عند الأمير فقال لذلك: وما الذي ألجأك إلى الإقرار؟
قال: أصلح الله الأمير عبرت فوجدت أبوهم يضطرب والسكين في نحره، فخطر لي أنني إن أزلت السكين من نحره ربما سلم، فأزلتها فمات والسكين في يدي والدم على ثوبي فرأيت الإقرار أولى من العذاب بالضرب والمثلة!
فقال الأمير: وهذا أيضا إن أخذتم أخذ الدية وأن أوليكم فعلت.
قالوا: ما نريد إلا القود.
ثم راحوا ليقتلوه، فبدرهم من الحلقة ثالث وقال: والله ما قتله الأول ولا الثاني! وما قتله إلا أنا
فردوا إلى الأمير وزاد التعجب!
فقال لذلك: أقتلته قال: لا والله.
قال: فما أحوجك إلى الإقرار؟
قال: إني كنت في شبابي مسرفا على نفسي وقد قتلت جماعة ثم تبت ورجعت إلى الله، وكنت في غرفة لي فأخرجت رأسي فرأيت الشيخ قد اضجعه رجل وذبحه وهرب، فجاء ذلك وأنا أنظر فأزال السكين فأمسكوه وأنا أعلم براءته، فلما قبل بالقتل سمحت نفسي بالقتل عسى أن يغفر لي ما مضى!
فسأل الثالث: فأقر وأبدى أسبابا عرف بها أنه قاتله.
وقال: لما رأيت هذا وهو بريء قد فدى بنفسه ذاك الأول.
قلت: أنا أولى من أداء حق وجب علي!
فقال الأمير: إن اخترتم أخذتم الدية والولاية أيضاً.
قالوا: لا نفعل
فلما ذهبوا ليقتلوه ودارت الحلقة قالوا: اللهم إنا عفونا عنه لا لما بذله الأمير من الدية والولاية ولكن لوجهك خالصا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 10:18]ـ
شكر الله لكم مروركم وإضافتكم يا شيخ حارث الهمام
حادثةٌ أعجبُ من سابقاتها.
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Feb-2007, مساء 05:23]ـ
يقول الله تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولى الألباب)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Feb-2007, مساء 07:55]ـ
وإليكم هذه القصة.
كنت ضيفا عند احد عائلة العبد اللطيف بمحافظة الزلفي وذكر لي قصة عجيبة عن جد الشيخ العلامة عبد المحسن العباد.
قال: خرج الجد إلى أطراف القرية – الزلفي – لجمع العشب ونحوه لغنمه يقول وإذ بمجموعة من الحنشل يقبضون عليه ثم ربطوه وتفرقوا فقال احدهم هل تعلم أين ذهبوا وماذا يريدون قال لا قال إنهم يجمعون حطبا ليأكلوك يقول فأخذ يترجاه ويرغبه فيما يريد على أن يطلق سراحه فقال له ومالي إن أطلقت سراحك قال كذا من الحب وكذا من التمر تأخذه في بدية كل سنة فقال له أنا السبوق-أسرعهم - فيهم وسوف احل قيدك فإذا ابتعدت عنك فاهرب واعلم أنه لوقبض عليك غيري علم أني أنا من فك قيدك.
يقول ففك قيده ثم هرب ولم يتمكنوا من اللحاق به فأن جاه الله وأخرج من عقبه هذا العلامة وابنه عبدا لرزاق عميد كلية الدعوة والمدرس في المسجد النبوي.
ـ[الفارس]ــــــــ[19 - Feb-2007, مساء 04:32]ـ
بارك الله فيكم ..
وقويب من هذه القصة حديث المُغيث، قال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في الطرق الحكمية ص67:
"وقد وقع نظير هذه القصة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنها ليست في القتل.
قال النسائي: حدثنا محمد بن يحيى بن كثير الحراني , حدثنا عمر بن حماد بن طلحة , حدثنا أسباط ابن نصر عن سماك , عن علقمة بن وائل , عن أبيه: أن امرأة وقع عليها رجل في سواد الصبح - وهي تعمد إلى المسجد - بمكروه على نفسها , فاستغاثت برجل مر عليها , وفر صاحبها. ثم مر عليها ذوو عدد. فاستغاثت بهم , فأدركوا الرجل الذي كانت استغاثت به , فأخذوه. وسبقهم الآخر , فجاءوا به يقودونه إليها , فقال: أنا الذي أغثتك , وقد ذهب الآخر. فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أنه وقع عليها. وأخبر القوم: أنهم أدركوه يشتد , فقال: إنما كنت أغيثها على صاحبها فأدركني هؤلاء فأخذوني , فقالت: كذب , هو الذي وقع علي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلقوا به فارجموه. فقام رجل , فقال: لا ترجموه , وارجموني فأنا الذي فعلت بها الفعل , واعترف. فاجتمع ثلاثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - الذي وقع عليها , والذي أغاثها , والمرأة - فقال: أما أنت فقد غفر لك. وقال للذي أغاثها قولا حسنا. فقال عمر رضي الله عنه: ارجم الذي اعترف بالزنا. فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: لا إنه قد تاب." ا. هـ
ورواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي وأبو داود، ثم تكلم رحمه الله عن هذه الروايات وطرقها وبين عللها، ورجح عدم رجم الذي اعترف.
و كتابه هذا كتاب بديع في فن السياسة الشرعية عموما، وفيما يتعلق بطرق القضاء والحجج والدعاوى والبينات خصوصا، وهو أصل في هذا الباب، وقد طبع أخير بتحقيق الشيخ نايف الحمد ضمن مشروع آثار ابن القيم رحمه الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 06:58]ـ
الأخوان الفاضلان آل عامر والفارس
نفع الله بكما، وأحسن إليكما
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 09:36]ـ
وبك مشرفنا الكريم.
ـ[الفارس]ــــــــ[22 - Feb-2007, مساء 08:10]ـ
وإياك أبا محمد ..
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 05:35]ـ
وإليكم هذه القصة.
كنت ضيفا عند احد عائلة العبد اللطيف بمحافظة الزلفي وذكر لي قصة عجيبة عن جد الشيخ العلامة عبد المحسن العباد.
قال: خرج الجد إلى أطراف القرية – الزلفي – لجمع العشب ونحوه لغنمه يقول وإذ بمجموعة من الحنشل يقبضون عليه ثم ربطوه وتفرقوا فقال احدهم هل تعلم أين ذهبوا وماذا يريدون قال لا قال إنهم يجمعون حطبا ليأكلوك يقول فأخذ يترجاه ويرغبه فيما يريد على أن يطلق سراحه فقال له ومالي إن أطلقت سراحك قال كذا من الحب وكذا من التمر تأخذه في بدية كل سنة فقال له أنا السبوق-أسرعهم - فيهم وسوف احل قيدك فإذا ابتعدت عنك فاهرب واعلم أنه لوقبض عليك غيري علم أني أنا من فك قيدك.
يقول ففك قيده ثم هرب ولم يتمكنوا من اللحاق به فأن جاه الله وأخرج من عقبه هذا العلامة وابنه عبدا لرزاق عميد كلية الدعوة والمدرس في المسجد النبوي.
ما هو (أو من هم) الحنشل؟
ـ[لامية العرب]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 06:10]ـ
قصص فيها عبر بارك الله فيك وفي كل من أضاف
ما هو (أو من هم) الحنشل؟
لقب يطلق على قطاع الطرق (يستعمله أهل نجد)
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 06:13]ـ
حياك الله أخي ابن عبدالكريم
مثل هذه الإجابات من تخصص شيخنا الحبيب المسيطير (ياحبيله)
لكن لا بأس بالإجابة
الحنشل هم قطاع الطرق اي الحرامية
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 06:18]ـ
وفقك الله أخي لامية العرب
معذرة مارأيت ردكم أكرمكم الله ورفع قدركم
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 12:58]ـ
جزاكم الله خيرا , و وقانا و إياكم شر " الحنشل "!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 01:17]ـ
هذه عبرة قيّمة، والله لطيف لما يشاء.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 09:26]ـ
شكر الله لكم وأسعدكم بطاعته ورضاه
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 01:13]ـ
لأخذ العبرة، والتأمُّل في أسرار الأقدار
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 03:57]ـ
أحسنت أخي الحبيب الشيخ الحمادي
بارك الله فيك، كنت سبب خير في قراءة تلك القصص من شتى العصور، وفي الأزمنة المختلفة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 04:05]ـ
شكر الله لكم يا شيخ عبدالمحسن
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Aug-2007, صباحاً 09:34]ـ
رفع الله قدركم شيخنا ,,
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 01:39]ـ
رفع الله قدركم شيخنا ,,
وإياكم أخي الغالي
ـ[أبو عمرو الصيدلانى]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 04:17]ـ
ما شاء الله موضوع ثرى (ابتسامة)
جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:25]ـ
وجزاك ربي خيراً يا أبا عمر
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 02:42]ـ
[ COLOR="Red"][CENTER] وبيده السكين وهو ملوَّثٌ بالدم، والرجلُ مقتولٌ في الخرِبة، فقبضوه وحملوه إلى السلطان، فقال له السلطان: أنتَ قتلتَ الرجل؟ قال: نعم!
فما زالوا يستنطقونه وهو يعترف اعترافاً لا إشكالَ فيه.
لا أدري لماذا أكبرتم موقف الرجل البريء؟
وليته كذب في أول مرة قلنا ربما من هول الصدمة، لكنه أصر على أن يقول في نفسه ما ليس فيها ويلبسها تهمة ونفسه بريئة منها كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب!!!
موقف الرجل غريب، ماذا لو قُتل بسببه؟
أترى يستحق الثناء لو قُتل؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 04:34]ـ
لا أدري لماذا أكبرتم موقف الرجل البريء؟
وليته كذب في أول مرة قلنا ربما من هول الصدمة، لكنه أصر على أن يقول في نفسه ما ليس فيها ويلبسها تهمة ونفسه بريئة منها كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب!!!
موقف الرجل غريب، ماذا لو قُتل بسببه؟
أترى يستحق الثناء لو قُتل؟
الأخت الكريمة الأمل الراحل نفع الله بها
لم أرَ في كلامي ولا في كلام الأحباب ثناءً على موقف ذلك الرجل أو إكباراً له
الغرض من سياق هذه الحادثة النظر فيما اشتملت عليه من عبرة، والتأمل في سرِّ القدر
وأما تصويب موقف الرجل أو تخطئته فأمرٌ آخر لم أشر إليه ولا غيري من الأحباب، فضلاً عن
إكبار موقفه أو الثناء عليه
وتأملي في قولي في المشاركات (2، 13، 27) وغيرها
بارك الله فيك
ـ[أسماء]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 12:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل الحمادي قصة رائعة فيها عبرة بالغة
و الله ما يظلم أحد و كل واحد يأخذ حق .... الحمد لله
بارك الله فيك
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 09:44]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك ووفقك(/)
فائدةٌ نفيسة لشيخ الإسلام، تتعلق بعدم إظهار النعمة لكل أحد
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 04:36]ـ
ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- عند كلامه على قوله تعالى: (ادعوا ربَّكم تضرُّعاً وخُفيةً إنه لايحبُّ المعتدين ... ) عشرةً من فوائد إخفاء الدعاء، ومن ضمن تلك الفوائد قوله:
تاسعها/ أنَّ أعظمَ النعمة الإقبالُ والتعبُّد، ولكلِّ نعمة حاسدٌ على قَدْرها؛ دَقَّت أو جَلَّت، ولا نعمةَ أعظم من هذه النعمة، فإنَّ أنفسَ الحاسدين متعلقةٌ بها، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام: (لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً) الآية.
وكم من صاحب قلبٍ وجَمعيَّة وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبَه إياها الأَغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظِ السر مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد، والقومُ أعظم شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله عز وجل، وما وهب الله من محبته والأُنس به وجَمعيَّة القلب، ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.
وهذا بابٌ عظيمُ النفع، إنما يعرفه أهله، وإذا كان الدعاء المأمور بإخفائه يتضمَّن دعاءَ الطلب والثناء والمحبة والإقبال على الله تعالى فهو من عظيم الكنوز التى هى أحقُّ بالإخفاء عن أعين الحاسدين.
وهذه فائدة شريفة نافعة.
مجموع الفتاوى (15/ 18، 19).
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 05:53]ـ
يُشكِلُ على ما قاله شيخ الإسلام أمرُه تعالى بالتحديث بالنِّعم في قوله: (وأما بنعمة ربِّك فحدِّث)
ولفظة (نعمة) مفرد مضاف؛ والمفرد إذا أضيف عَمَّ، فالنعمة في الآية عامةٌ لكلِّ النِّعم
ويدخل في هذا النعمُ الدينية من الإقبال على الله والتعبُّد
فما القولُ في هذا الإشكال؟
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 08:55]ـ
الذي يظهر لي - والله أعلم - من خلال النظر في الآيات دون الرجوع إلى كتب التفسير:
أن كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في مَحَلِّهِ، وذلك: أنَّ سياق الآيات يدل على أنَّ المقصود بالنعم هي النعم الدنيوية،
فقوله تعالى: " ألم يجدك يتيماً فآوى " = " فأمَّا اليتيم فلا تقهر ".
" ووجدك ضالاً فهدى " = " وأما السائل فلا تنهر ".
" ووجدك عائلاً فأغنى " = " وأما بنعمة ربك فحدث ".
فقابل الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآيات بين ما كانت عليه حالُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين ما ينبغي أن يفعله تجاه هذه النعم التي مَنَّ الله بها عليه.
والنعمة التي أمره الله - سبحانه وتعالى - أن يحدث بها هي أنه كان فقيراً فأغناه الله، ويدخل في ذلك النعم الدنيوية الأخرى.
والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 10:20]ـ
وفقكم الله يا أبا معاذ
قد يقال: إنَّ آية الضحى شاملةٌ لجميع النِّعم
ويؤيده تفسير بعض السلف لقوله تعالى: (ووجدك ضالاً فهدى) بالهداية للنبوة وقيل غير ذلك
وفُسِّرت النعمة في الآية بـ (القرآن) وبـ (النبوَّة)
وأسوق جملة من الآثار عن بعض السلف؛ كنتُ قيَّدتها على نسختي من الفتاوى قبل عشر سنوات:
قال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
(إذا أصبتَ خيراً أو عملتَ خيراً فحدِّث به الثقةَ من إخوانك)
وقال عمرو بن ميمون:
(إذا لقي الرجلُ من إخوانه من يثقُ به يقول له: رزقَ الله من الصلاة البارحة كذا وكذا)
وكان بعض السلف كعبدالله بن غالب وأبي رجاء العطاردي يحدِّثان بما عملا من صلاة وقراءة وغيرهما
وكان عبدالله بن غالب يستدلُّ بالآية
ويبدو أنَّه لابدَّ من النظر في جملة نصوص في هذه المسألة، ومن ذلك:
قوله تعالى عن يعقوب: (يابنيَّ لاتدخلوا من بابٍ واحد ... ) الآية
وقوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)
وحديث: (إنَّ الله يحبُّ أن يرى أثر نعمته على عبده) وهذا يُنظر فيه ثبوتاً قبل النظر في دلالته
وأحاديث وآثار أخرى ذكر جملة منها القرطبي في تفسيره
ويُنظر أيضاً: أحكام القرآن لأبي بكر ابن العربي
ـ[منال]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 10:24]ـ
جزيت خيراً.
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 04:08]ـ
جزيت خيراً.
وجزيت مثله
بارك الله فيك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[23 - Nov-2006, مساء 02:21]ـ
وفقكم الله يا أبا معاذ
قد يقال: إنَّ آية الضحى شاملةٌ لجميع النِّعم
ويؤيده تفسير بعض السلف لقوله تعالى: (ووجدك ضالاً فهدى) بالهداية للنبوة وقيل غير ذلك
وفُسِّرت النعمة في الآية بـ (القرآن) وبـ (النبوَّة)
وأسوق جملة من الآثار عن بعض السلف؛ كنتُ قيَّدتها على نسختي من الفتاوى قبل عشر سنوات:
قال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
(إذا أصبتَ خيراً أو عملتَ خيراً فحدِّث به الثقةَ من إخوانك)
وقال عمرو بن ميمون:
(إذا لقي الرجلُ من إخوانه من يثقُ به يقول له: رزقَ الله من الصلاة البارحة كذا وكذا)
وكان بعض السلف كعبدالله بن غالب وأبي رجاء العطاردي يحدِّثان بما عملا من صلاة وقراءة وغيرهما
وكان عبدالله بن غالب يستدلُّ بالآية
ويبدو أنَّه لابدَّ من النظر في جملة نصوص في هذه المسألة، ومن ذلك:
قوله تعالى عن يعقوب: (يابنيَّ لاتدخلوا من بابٍ واحد ... ) الآية
وقوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)
وحديث: (إنَّ الله يحبُّ أن يرى أثر نعمته على عبده) وهذا يُنظر فيه ثبوتاً قبل النظر في دلالته
وأحاديث وآثار أخرى ذكر جملة منها القرطبي في تفسيره
ويُنظر أيضاً: أحكام القرآن لأبي بكر ابن العربي
جزاك الله خيراً أبا محمدٍ،
وهذه الآثار التي نقلتها تؤيد كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في عدم إظهار النعمة لكل أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جود]ــــــــ[25 - Nov-2006, مساء 05:39]ـ
الشيخ الفاضل:
جزاك الله خيرا على هذا البيان وإن سمحت لي أن أضيف هنا حديثا فيه دلالة واضحة لما ذهب
إلبه شيخ الإسلام رحمه الله في أن الخير هو في عدم إظهار النعمة لكل أحد وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث: (الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدّث به إلا من يحب ........ ) _ أخرجه البخاري في الصحيح، باب: إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها، من كتاب التعبير رقم7044_ ولا شك أن الرؤية التي يراها المؤمن من نعم الله العظيمة للحديث: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) _أخرجه البخاري في الصحيح، باب:الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة،كتاب التعبير_ وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن أن يحدّث بالرؤيا الصالحة إلا من يحب وقد ذكر ابن حجر في الفتح _12/ 450_ الحكمة من النهي فقال:الحكمة فيه أنه إذا حدّث بالرؤيا الحسنة من لا يحب قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضا وإما حسدا فقد تقع عن تلك الصفة، أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا، فأمر بترك تحديث من لا يحب.انتهى كلامه.
دمت بخير وننتظر المزيد من بيانكم لمثل هذه المسائل التي نحتاج إليها
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Nov-2006, مساء 06:33]ـ
جزاك الله خيراً أبا محمدٍ،
وهذه الآثار التي نقلتها تؤيد كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في عدم إظهار النعمة لكل أحد.
وجزاك مثلَه يا أبا معاذ
الأمر كما ذكرتَ وفقك الله، وقد يقف المتتبِّع على آثار أخرى في المسألة
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Nov-2006, مساء 06:43]ـ
الشيخ الفاضل:
جزاك الله خيرا على هذا البيان وإن سمحت لي أن أضيف هنا حديثا فيه دلالة واضحة لما ذهب
إلبه شيخ الإسلام رحمه الله في أن الخير هو في عدم إظهار النعمة لكل أحد وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث: (الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدّث به إلا من يحب ........ ) _ أخرجه البخاري في الصحيح، باب: إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها، من كتاب التعبير رقم7044_ ولا شك أن الرؤية التي يراها المؤمن من نعم الله العظيمة للحديث: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) _أخرجه البخاري في الصحيح، باب:الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة،كتاب التعبير_ وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن أن يحدّث بالرؤيا الصالحة إلا من يحب وقد ذكر ابن حجر في الفتح _12/ 450_ الحكمة من النهي فقال:الحكمة فيه أنه إذا حدّث بالرؤيا الحسنة من لا يحب قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضا وإما حسدا فقد تقع عن تلك الصفة، أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا، فأمر بترك تحديث من لا يحب.انتهى كلامه.
دمت بخير وننتظر المزيد من بيانكم لمثل هذه المسائل التي نحتاج إليها
شكر الله لك هذه الإضافة القيِّمة
فتعلُّقها بمسألتنا ظاهر، وهذه ثمرةٌ من ثمار المذاكرة العلمية
بارك الله فيك ونفع بعلمك
ـ[طالبة علم]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 07:50]ـ
قوله تعالى: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية) ألا يكون ذلك من مناسبة المقام؟
فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ: رَفَعَ النَّاس أَصْوَاتهمْ بِالدُّعَاءِ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَيّهَا النَّاس اِرْبَعُوا عَلَى أَنْفُسكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمّ وَلَا غَائِبًا إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ سَمِيع قَرِيب "
والتنويع في كيفية العبادات أمر وارد في الشرع، فقد أظهر النبي صلى الله عليه وسلم ورفع صوته بالدعاء، كما َفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث عُمَر بْن الْخَطَّاب قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْم بَدْر نَظَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ , وَهُمْ أَلْف وَأَصْحَابه ثَلَاثمِائَة وَسَبْعَة عَشَر رَجُلًا , فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ مَادًّا يَدَيْهِ , فَجَعَلَ يَهْتِف بِرَبِّهِ ; وَذَكَرَ الْحَدِيث.
كقول الله تعالى: (إن تبدوا الصدقت فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم)
غير أن السر أعظم من الجهر ولاشك، وقد يكون في إظهار العبادة مصلحة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 04:03]ـ
الأخت الموفقة طالبة علم
أولاً: أشكرك على هذه المباحثة الدالة على اطِّلاعك وفقهك
ثانياً: ما يتعلق بالدعاء فلا يبدو أنَّ رفع الصوت به مستحبٌ، ولكنه جائز كما ذكر النووي وغيره، وإلا فالأصل هو: (ادعوا ربَّكم تضرُّعاً وخُفية) وفي الصحيح: "اربَعوا على أنفسكم ... "
وأما رفع الصوت في بدر فهو عارضٌ، وأخذ منه أهل العلم الجواز
وما ذكرتِ من أمر الصدقة أمره ظاهرٌ مشهور، ومعلوم خلاف العلماء في المفاضلة بين إظهارها وإخفائها
وليس هذا مخالفاً لما ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة -كما في الاقتباس الآتي- وإنما يرى رحمه الله مراعاة حال الشخص المهتدي، فإن كان في بداية أمره في التعبُّد أو حفظ العلم أو نحو ذلك فيرى إخفاء حاله
حتى يقوى ويثبت، وحينها فليُظهِر ما كان يخفيه من أحوال؛ ليُقتَدَى به ويؤتمَّ به
وهذه نظرةٌ تربوية
وتأملي هذا المقطع من كلامه رحمه الله:
ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.
أكرر شكري لك؛ سائلاً الله أن يوفقك ويصيب بك الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 11:07]ـ
أشكر لك هذه الوقفة الرائعة ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 02:24]ـ
أشكر لك هذه الوقفة الرائعة ..
بارك الله فيك أختنا الكريمة
ـ[أبوعلي النوحي]ــــــــ[06 - Dec-2006, مساء 02:28]ـ
هذه بعض النقولات من كتب التفسير التي تؤيد أن النعمة هنا على العموم لكن بتقييد.
قال الشوكاني في فتح القدير
أمره سبحانه بالتحدث بنعم الله عليه وإظهارها للناس وإشهارها بينهم والظاهر النعمة على العموم من غير تخصيص بفرد من أفرادها أو نوع من أنواعها
وقال الكلبي في التسهيل لعلوم التنزيل
قيل معناه بث القرآن وبلغ الرسالة والصحيح أنه عموم في جميع النعم قال رسول الله التحدث بالنعم شكر ولذلك كان بعض السلف يقول لقد أعطاني الله كذا ولقد صليت البارحة كذا وهذا إنما يجوز إذا كان على وجه الشكر أو ليقتدي به فأما على وجه الفخر والرياء فلا يجوز
وقال الشنقيطي في أضواء البيان
وقوله (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) النعمة كل ما أنعم الله به على العبد وهي كل ما ينعم به العبد من مال وعافية وهداية ونصرة من النعومة و اللين
وقال السعدي
وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية أي أثن على الله بها وخصها بالذكر إن كان هناك مصلحة وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق فإن التحدث بنعمة الله داع لشكرها وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن أ. هـ
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى (لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)
ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر كما ورد في حديث استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها فان كل ذي نعمة محسود أ. هـ
يتلخص من هذا أن للتحدث بالنعمة شروط:
1 - أن توجد و تظهر
2 - أن تكون على وجه الشكر لا على وجه الفخر و الرياء
3 - أن يكون هناك مصلحة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Dec-2006, مساء 08:21]ـ
شكر الله لك يا أبا علي هذا الجهد المبارك
وهذه النصوص وغيرُها تدعو لمزيد من البحث
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[13 - Dec-2006, مساء 08:24]ـ
فائدة:
كما ذكرتم حفظكم الله النعمة ههنا عامة فالمفرد المضاف يعم عند جمهور الأصوليين.
بيد أن هذه مسألة ومسألة التحديث فيما يظهر مسألة أخرى.
فكل نعمة يشرع أن تحدث بها ولكن متعلق التحديث فيما يظهر مطلق فلا يلزم منه أن يكون لكل أحد.
وبهذا يظهر وجه كلام شيخ الإسلام ودقته المعهودة فرحمه الله ومن ترحم عليه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Dec-2006, صباحاً 05:04]ـ
شرف موضوعي بمشاركتكم يا شيخ حارث الهمام
ومداخلتكم لها حظُّها من النظر، لكن لا أراها ملائمة لكلام شيخ الإسلام،، وإليكم هذا الاقتباس:
وكم من صاحب قلبٍ وجَمعيَّة وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبَه إياها الأَغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظِ السر مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد، والقومُ أعظم شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله عز وجل، وما وهب الله من محبته والأُنس به وجَمعيَّة القلب، ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصولُ تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.
فمن كلامه يتبيَّن أنه رحمه الله يميل إلى عدم التحديث مطلقاً في بداية حال السالك، وسيره إلى الله
وأما إذا ثبتت أصول الشجرة في قلبه، وتمكَّنت وقويت= فلا عليه إذا أبدَى حاله ليُقتَدَى به، ولايبالي حينها
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[14 - Dec-2006, صباحاً 10:17]ـ
أحسن الله إليكم وشكر لكم ..
هذا التعقيب قد تكون فيه ثرثرة لايحتاجها مثلكم ولكني أثبتها على سبيل التفكير بصوت عالى ليصحح محل الخلل إن كان ثمّ، ولي فيها مآرب أخرى!
الحديث قد كان على مدلول الآية: (وأما بنعمة ربك فحدث).
هل تقضي بأن كل نعمة يشرع أن يحدث بها كل أحد، فإذا تقرر أنه لاعموم يتناول من يحدث، بقي الأمر على إطلاقه والمطلق يصدق ولو كان متعلقه شخص واحد.
فإذا تقرر هذا وعلم أن الأغيار في كلام شيخ الإسلام هم الحساد كما يشعره تصدير كلامه بذكرهم وأن لفظ (الأغيار) لايفيد كل غير إذ هو خلاف الأصل في مثل هذه الـ (أل)، علم أنه ليس في كلامه ما يخالف الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إن كان الاستشكال في الكلام المنسوب لبعض العارفين، فإما أن يكون محمولاً على ما قبله عائد عليه من الحساد الذين ذكرهم الشيخ وذكر هذا الكلام في معرض ذكرهم، أو يكون المأخذ عليه في لفظه منفصلاً عن سياقه فهو كلام بعض الناس إذاً لا كلام شيخ الإسلام، فهو إنما قرره في معرض محدد.
ثم يقال قول من قال: (يُحفظ السر مع الله ولايُطلع عليه أحد) أقره الشيخ سائغ، ولكن هل فيه إشكال أوتعارض مع الآية؟
الذي يظهر -وأنتم أخبر- أن الضمير في نحو هذا على: ( .. السر .. )، وليس عموم النعم، ومرادهم الصحيح الذي أشار إليه شيخ الإسلام فيما يظهر ما قام بقلب العبد من عبادة سواء أثمرت أثراً ظاهراً لم يطالعه بشر أو باطناً فدمعت عين أو اقشعر جلد ثم لان لذكر الله أو دفع الأثر إلى صدقة أو صلاة أو غير ذلك مما قد خفي على الناس.
فهل يقال إن مثل هذا ينبغي التحديث به بمعنى ذكره أو قوله للناس بتفصيله؟
لا يظهر ذلك.
فقد أثنى صلى الله عليه وسلم على الذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. ولم يثن على ذاك الذي تصدق ثم جعل يتحدث بنمعة الله عليه إذ وفقه لبذل أموال لبد في أوجه البر!
وحرص السلف على إخفاء نحو هذا كثير.
ولا أظن أحداً يقول: لو سمعت الإمام يقرأ في التراويح -مثلاً- فدمعت للذكر الحكيم عينك فتلك نعمة من الله عليك يندب أو يجب أن تخبر بها الناس! والدليل الآية.
فليس التحديث يقتضي ذكر ما كان بتفصيله، بل إظهار ما يحسن إظهاره، مما اقتضى الشرع أو المصلحة إظهاره، وستر ما يحسن ستره بإجمال ما يحسن إجماله، وقد عد أهل العلم شكر النعم من التحدث بها، فلو قال قائل: اللهم لك الحمد على جميع نعمك، أو لك الشكر على ما أنعمت به علي كان ذلك من جملة التحدث بنعمة الله عليه.
وههنا في الخاطر خطر لم يختمر حول حذف متعلق التحديث في الآية (فحدث) ودلالته على شمول التحديث بمادل عليه أصله اللغوي الذي هو أكبر من أن يحصر في القول ولهذا قال من قال من السلف في قوله تعالى: (تحدث أخبارها) قال أي تنبئ بمعنى تخرج فذلك تحديثها، وعلى هذا قرأ بعض السلف، فعد الفعل تحديثاً.
ولذا عد بعض أهل العلم من جملة التحدث بالنعمة شكرها، ومعلوم أن الشكر يكون بالقول والعمل. وهذا المعنى يحتاج إلى نظر وأنتم أهل للنظر.
وأياً ما كان فليس التحديث بها لو كان متعلقه الناس يقضي بذكر تفصيلها.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 09:22]ـ
أحسن الله إليكم وشكر لكم ..
هذا التعقيب قد تكون فيه ثرثرة لايحتاجها مثلكم ولكني أثبتها على سبيل التفكير بصوت عالى ليصحح محل الخلل إن كان ثمّ، ولي فيها مآرب أخرى!
وإليكم أحسن الله ولكم شكر وفيكم بارك ونفع
أتسمي هذه ثرثرةً!
إن كانت هذه ثرثرة فما أحوجنا إليها.
الحديث قد كان على مدلول الآية: (وأما بنعمة ربك فحدث).
هل تقضي بأن كل نعمة يشرع أن يحدث بها كل أحد، فإذا تقرر أنه لاعموم يتناول من يحدث، بقي الأمر على إطلاقه والمطلق يصدق ولو كان متعلقه شخص واحد.
أوافقكم على هذا، كما أشرتُ سابقاً
فإذا تقرر هذا وعلم أن الأغيار في كلام شيخ الإسلام هم الحساد كما يشعره تصدير كلامه بذكرهم وأن لفظ (الأغيار) لايفيد كل غير إذ هو خلاف الأصل في مثل هذه الـ (أل)، علم أنه ليس في كلامه ما يخالف الآية.
أما إن كان الاستشكال في الكلام المنسوب لبعض العارفين، فإما أن يكون محمولاً على ما قبله عائد عليه من الحساد الذين ذكرهم الشيخ وذكر هذا الكلام في معرض ذكرهم، أو يكون المأخذ عليه في لفظه منفصلاً عن سياقه فهو كلام بعض الناس إذاً لا كلام شيخ الإسلام، فهو إنما قرره في معرض محدد.
أصبتم
ولذا لم أذكر هذ الكلام لشيخ الإسلام، لمراعاته ذكر الحساد، ولكن ما بعده من تعميم يشكل عليه.
ثم يقال قول من قال: (يُحفظ السر مع الله ولايُطلع عليه أحد) أقره الشيخ سائغ، ولكن هل فيه إشكال أوتعارض مع الآية؟
الذي يظهر -وأنتم أخبر- أن الضمير في نحو هذا على: ( .. السر .. )، وليس عموم النعم، ومرادهم الصحيح الذي أشار إليه شيخ الإسلام فيما يظهر ما قام بقلب العبد من عبادة سواء أثمرت أثراً ظاهراً لم يطالعه بشر أو باطناً فدمعت عين أو اقشعر جلد ثم لان لذكر الله أو دفع الأثر إلى صدقة أو صلاة أو غير ذلك مما قد خفي على الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل يقال إن مثل هذا ينبغي التحديث به بمعنى ذكره أو قوله للناس بتفصيله؟
لا يظهر ذلك.
فقد أثنى صلى الله عليه وسلم على الذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. ولم يثن على ذاك الذي تصدق ثم جعل يتحدث بنمعة الله عليه إذ وفقه لبذل أموال لبد في أوجه البر!
وحرص السلف على إخفاء نحو هذا كثير.
ولا أظن أحداً يقول: لو سمعت الإمام يقرأ في التراويح -مثلاً- فدمعت للذكر الحكيم عينك فتلك نعمة من الله عليك يندب أو يجب أن تخبر بها الناس! والدليل الآية.
فليس التحديث يقتضي ذكر ما كان بتفصيله، بل إظهار ما يحسن إظهاره، مما اقتضى الشرع أو المصلحة إظهاره، وستر ما يحسن ستره بإجمال ما يحسن إجماله، وقد عد أهل العلم شكر النعم من التحدث بها، فلو قال قائل: اللهم لك الحمد على جميع نعمك، أو لك الشكر على ما أنعمت به علي كان ذلك من جملة التحدث بنعمة الله عليه.
تقريرٌ جميل وموفق، ولكن ألا تراه مشكِلاً على كلام شيخ الإسلام الآتي بعده؟
ألا ترى أنَّ ما قرَّرتَه من كون هذا مراد العارفين بالسرِّ الذي يوصون بحفظه والذي أقرّه شيخ الإسلام في معرض كلامه = أنه يشكل على مابعده، حيث قال رحمه الله:
( ... فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال).
فالسرُّ الذي ذكرتم أنه لايصلح إفشاؤه والتحديث به، وأنه هو المراد في إقرار الإمام ابن تيمية هو السرُّ الذي ذكره هنا.
وههنا في الخاطر خطر لم يختمر حول حذف متعلق التحديث في الآية (فحدث) ودلالته على شمول التحديث بمادل عليه أصله اللغوي الذي هو أكبر من أن يحصر في القول ولهذا قال من قال من السلف في قوله تعالى: (تحدث أخبارها) قال أي تنبئ بمعنى تخرج فذلك تحديثها، وعلى هذا قرأ بعض السلف، فعد الفعل تحديثاً.
ولذا عد بعض أهل العلم من جملة التحدث بالنعمة شكرها، ومعلوم أن الشكر يكون بالقول والعمل. وهذا المعنى يحتاج إلى نظر وأنتم أهل للنظر.
وأياً ما كان فليس التحديث بها لو كان متعلقه الناس يقضي بذكر تفصيلها.
بل أنتم أهل النظر في هذا وغيره
نفع الله بكم، وإنما أنا ناهلٌ من معين علمكم، وكريم أدبكم، زادكم الله من واسع فضله.
وإنما أذكر ما أذكر على وجه المباحثة، وإلا فرأيكم أحب، وفهمكم إلى القلب أقرب.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 12:05]ـ
أخانا الفاضل الشيخ الحمادي وفقكم الله ...
لما قرأت كلام شيخ الإسلام قدس الله روحه، وما عقبتم به عليه = لم يظهر لي وجه التعارض، فجئت لأكتب ما لعله يرفع الإشكال، فوجدت أخانا حارث همام بادر لكتابة كثير مما كنت أود كتابته ... فجزاه الله خيرا ...
و أزيد، فأقول- بعد أن تبين لكم أنه لا منافاة بين ما دلت عليه آية الضحى وما جاء في كلام شيخنا رحمه الله تعالى - تقريرا لما أكّد عليه شيخ الإسلام رحمه الله:
معلوم أن باب أعمال العباد القلبية والبدنية = الأصل فيها الستر والخفاء، وهو تعليل يعلل به كثير من الفقهاء كثيرا من الأحكام الشرعية - كما لا يخفى على شريف علمكم -، و من النصوص الجزئية الدالة على هذا المعنى:
ما جاء في صدقة السر، فقد مدح النبي (ص) صدقة السر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنه أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، و في كتاب الله: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي و إن تخفوها و تؤتوها الفقراء فهو خير لكم و يكفر عنكم من سيئاتكم و الله بما تعملون خبير).
ومن جملة الفوائد في إخفائها -كما يقول ابن القيم -:الإخلاص وعدم المراءاة.
و نفس الآية التي شرحها الشيخ دالة على هذا المعنى.
و معلوم لديكم: أن الحاسد هو عدو النعم، فإخفاؤها عنه lسبب لحفظها!
وما ساق شيخ الإسلام قول يعقوب ليوسف:" يا بني، لا تقصص .. " إلا لتضمنها المعنى الذي حرره! فتأمل.
و هاهنا فائدة عزيزة:شرح شيخ الإسلام لقوله تعالى:" ادعوا ربكم .. " الآية = نقله برمته ابن القيم في بدائع الفوائد 3/ 2 - 18 ولم يعزه إليه، اللهم إلا أن يكون العزو ساقطا من الطبعة المنيرية. ومن خلال المقارنة بين النصين: يتبين لك وجود تصحيفات كثيرة و سقط لا بأس به في النص المطبوع في مجموع الفتاوى، منها جملة و ثلاثة أبيات بعد قوله رحمه الله: " و أن لا يطلعوا عليه أحدا .. " و يتكتمون به غاية التكتم كما أنشد بعضهم في ذلك: ..
و
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 12:14]ـ
ملاحظة هامة للأخ المشرف:
فضيلة الأخ المشرف ...
إنه ليؤسفني أن أخبركم بأن موقعكم المبارك - الذي لا يزال فتيا وغضا طريا - بطيء للغاية، وقد جعلني هذا أتنكب عن فتح الموقع و تصفح ما فيه، فهو يضيع عليّ وقتا ثمينا انتظارا لفتح صفحات الموقع فتصفحها، وتعلمون أخي المشرف: أنه ما جعلت هذه الشبكات و وضعت تلك الأقراص والبرامج الحاسوبية إلأ صيانة للوقت و حفظا له!
وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 07:50]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
لعل ما ذكرتما أنت والشيخ الكريم حارث الهمام أقرب إلى الصواب في أنَّ مراد شيخ الإسلام ابن تيمية إخفاء النعمة عن الحساد لا عن كل أحد، فلايكون مخالفاً لظاهر الأمر بالتحديث.
ولو قيل بعدم التحديث بمثل هذه النعم -من حيث التفصيل- مطلقاً لما كان فيه حرجٌ فيما يبدو، لأنَّ الأصلَ إخفاؤها
أو قيل بعدم التحديث بها -من حيث التفصيل- مطلقاً لمن كان في بداية أمره، حتى يشتدَّ إيمانه ويقوى، ثم يبدي حاله فيما بعد ليُقتَدَى به = فالأمر أهون مما قبله.
ويقتصر التحديث بها من حيث الإجمال لا التفصيل -كما أشار أخونا الشيخ حارث الهمام-.
أمرٌ آخر:
ما ذكرت أخي أبا تيمية من الإحالة على كلام ابن القيم في بدائع الفوائد قد اطلعت عليه سابقاً، ولكني مررت عليه سريعاً فلم أفطن لما نبهتَ إليه من وجود زوائد فيما ذكره.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 08:11]ـ
ملاحظة هامة للأخ المشرف:
فضيلة الأخ المشرف ...
إنه ليؤسفني أن أخبركم بأن موقعكم المبارك - الذي لا يزال فتيا وغضا طريا - بطيء للغاية، وقد جعلني هذا أتنكب عن فتح الموقع و تصفح ما فيه، فهو يضيع عليّ وقتا ثمينا انتظارا لفتح صفحات الموقع فتصفحها، وتعلمون أخي المشرف: أنه ما جعلت هذه الشبكات و وضعت تلك الأقراص والبرامج الحاسوبية إلأ صيانة للوقت و حفظا له!
وبارك الله فيكم
وفيك بارك اللهلعلك تنظر أخي الفاضل في هذا الرابط:
http://www.alalukah.com/showthread.php?t=167
ـ[بروق أندلسية]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 09:06]ـ
جزاك الله خير
فائدة جميل أن تنشر بين الآباء والأمهات
إذ أنهم هم أكثر من ينشر هذه الصفات عن أبنائهم بين الناس بتلميح أو تصريح فيضرونهم أحيانا من حيث أرادوا نفعهم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 11:11]ـ
بورك فيكم - أيها الفضلاء -.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 05:50]ـ
الفاضلان:
بروق أندلسية وسلمان أبو زيد
شكر الله لكما المرور، والكلمة الطيبة
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 06:06]ـ
ماشاء الله
ما أروع المذاكرة العلمية
هكذا فـ ليكن الزاد ,
بورك الجميع بدءاً بالأستاذ الحمادي
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 06:47]ـ
ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- عند كلامه على قوله تعالى: (ادعوا ربَّكم تضرُّعاً وخُفيةً إنه لايحبُّ المعتدين ... ) عشرةً من فوائد إخفاء الدعاء، ومن ضمن تلك الفوائد قوله:
تاسعها/ أنَّ أعظمَ النعمة الإقبالُ والتعبُّد، ولكلِّ نعمة حاسدٌ على قَدْرها؛ دَقَّت أو جَلَّت، ولا نعمةَ أعظم من هذه النعمة، فإنَّ أنفسَ الحاسدين متعلقةٌ بها، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام: (لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً) الآية.
وكم من صاحب قلبٍ وجَمعيَّة وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبَه إياها الأَغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظِ السر مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد، والقومُ أعظم شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله عز وجل، وما وهب الله من محبته والأُنس به وجَمعيَّة القلب، ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.
وهذا بابٌ عظيمُ النفع، إنما يعرفه أهله، وإذا كان الدعاء المأمور بإخفائه يتضمَّن دعاءَ الطلب والثناء والمحبة والإقبال على الله تعالى فهو من عظيم الكنوز التى هى أحقُّ بالإخفاء عن أعين الحاسدين.
وهذه فائدة شريفة نافعة.
مجموع الفتاوى (15/ 18، 19).
بكل صراحة كلام في متنهى الجمال، والحكم، والفوائد الفرائد.
وجزى الله خيرا الشيخ الفاضل الحمادي خير الجزاء
ـ[عبد الله بن راضي المعيدي]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 06:09]ـ
بورك فيكم - أيها الفضلاء - ..
وشكر الله لك إيه المشرف المبارك هذه الفائدة النفيسة ..
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 11:43]ـ
/
مَجَالِسُكُم وِئَام ..
وأوْطَانُكُم سَلام ..
/
الفاضل ..
الحمادي ..
جَزاكُم اللهُ خيْراً ونفع بما طُرِحَ مِنْ ثَرَاء!!
وعُذْراً إِنْ خرجْتُ عنِ المَسَارِ الرَّئيسِي بـ طَريقٍ لـ الخدْمَةِ ليسَ بـ بَعِيد ..
لِ نَيْلِ فَائِدَة وتحْقِيقِ مَصْلَحَة!!
/
ومَاذا إِنْ لجأَ صَاحِبُ النعْمَة ..
لـ التمَاسِ سُبُلَ الحَذر التي قَدْ تَصِلُ إلى الكَذبِ أمَامَ الحَاسِد ..
خَشْيَةَ زَوالَ مانالَ مِنْ نِعَم!!
وزِدْ على ذلك إذا كَانَ الحاسِدُ مِنْ الأقْرَبين ولَنْ تتمكَّنَ مِنْ تغيير دفَّة الحديثِ مَعهُ بِ إِلحْاحِه ..
والحَسَدُ المُؤْذِي (عَافَانَا الله وإياكُم) مِنْ شِيَمِه!!
/
حَفظَكُم الله وحَفظَ لكُم ..
وزادكُم ونفعَ بكُم ..
أخي الكريم ..
/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 06:41]ـ
الفضلاء النبلاء
ضمير مستتر .. محب التوحيد .. عبدالله المعيدي .. وعد بنت عبدالله
أشكر لكم مروركم وحسن تعقيبكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Jun-2007, صباحاً 06:42]ـ
ومَاذا إِنْ لجأَ صَاحِبُ النعْمَة ..
لـ التمَاسِ سُبُلَ الحَذر التي قَدْ تَصِلُ إلى الكَذبِ أمَامَ الحَاسِد ..
خَشْيَةَ زَوالَ مانالَ مِنْ نِعَم!!
وزِدْ على ذلك إذا كَانَ الحاسِدُ مِنْ الأقْرَبين ولَنْ تتمكَّنَ مِنْ تغيير دفَّة الحديثِ مَعهُ بِ إِلحْاحِه ..
والحَسَدُ المُؤْذِي (عَافَانَا الله وإياكُم) مِنْ شِيَمِه!!
/
بارك الله فيك أختنا الكريمة
هذه الحال تمرُّ أحياناً على بعض الأحباب، وأنصح فيها وفي غيرها:
1 - بصدق التوكل على الله، واليقين بأنَّ قضاء الله لا يجلبه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره
2 - وبتحصين النفس والمال والأولاد بالأذكار والتعاويذ الشرعية
3 - إن أمكن تحويل مسار الحديث فحسن، ويمكن استعمال شيء من التورية
أسأل الله أن يكفينا جميعاً شر كل حاسد
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 10:15]ـ
/
عَوْدَة وكُلِّي يقين بـ ثِقَلِهَا ..
وإن أنتُم تثَاقَلتُمُوها فـ لا بأس من عُبورِهَا عَجْلَى!!
هذه الحال تمرُّ أحياناً على بعض الأحباب، وأنصح فيها وفي غيرها:
1 - بصدق التوكل على الله، واليقين بأنَّ قضاء الله لا يجلبه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره
بـ حمدالله هُم متوكلون ولسانُ حالهِم يقول:
اللهم لا تكلْنا إلى أنفسنا فـ نعجز ولا إلى الناس فـ نضيع ..
فـ عليْه دون سِواه الاعتماد ..
2 - وبتحصين النفس والمال والأولاد بالأذكار والتعاويذ الشرعية
(ماشاء الله)
لو كان هُناكَ وِسَامٌ مَحْسُوس يُمْنَحُ لـ مَن يُواظِبُوا عَلى الأذكار ..
فـ بالتأكيد سيُمْنحوهُ وبـ جَدَارَة!!
3 - إن أمكن تحويل مسار الحديث فحسن، ويمكن استعمال شيء من التورية
هُنا محورَ الحيرة!!!
معنى ما ذكرتُم يا شيخنا ..
لا محظُور شَرعِي من اسْتِخْدَامِ الكَذبِ لـ دَرْءِ الضَّررِ ودفْعِه؟؟
أسأل الله أن يكفينا جميعاً شر كل حاسد
اللهم آمين .. أجمعين ..
/
الفاضل ..
الحمادي ..
لا ضَيْر لو أدرجتُم إطارَ سؤالي بـ آخرِ جَدولَة مهَامِّكُم وأوْلَويَّاتِكُم ..
سـ أنتظر ..
ودُمتُم بِ اِصْطِبَار ..
أخي الكريم ..
/
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 11:44]ـ
وفقك الله أختنا الفاضلة
ليس هناك استثقالٌ لما تفضَّلتِ بطرحه، بل هي مباحثة محمودة
أما الكذب الصريح فلا أدري أيجوز في هذه الحال أم لا؟
وقد حكى النووي وغيره عن طائفة جوازه للمصلحة
ولكن إن أمكن سلوك مسلك التورية فهو أورع من اللجوء إلى الكذب الصريح
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 05:33]ـ
الحمد لله و بعد
إخوتي الكرام
معذرة على السؤال ... ولكن أين الدليل على أن المفرد المضاف يعم
مثلا لو قلت لولدي ..... كلم صديقك ... أو أعط صديقك هذا الكتاب
هل يعم هذا كل صديق ..
أشك في هذا بل أجزم أنه لا يراد به العموم
والذي في علمي القليل أن النكرة هي التي تعم في حالات ذكرها الاصوليون مثل ان تكون في سياق النفي او النهي او الشرط أو الامتنان .. هذا ما اذكره
اما المفرد المضاف فهذا معرفة و ليس بنكرة فأنى له العموم
واعود الى المثال ... كلم صاحبك ... أو أعط صاحبك ... او كما في القرآن ... ما بصاحبكم من جنة ... ف صاحب هنا مفرد مضاف فهل هو بمعنى ما بكل اصحابكم من جنة لا شك ان هذا لا يستقيم
نعم ورد اسم الجنس مفردا يراد به الجمع في لغة العرب. والجمع مظنة العموم .. كقوله فقلنا اسلموا انا اخوكم ... اي انا اخوانكم ..... وقوله
بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض و أما جلدها فصليب ... والمقصود جلودها ... ولكن للامر قرائن يفهم به ذلك وليس بالفهم من النص الواحداستقلالا
لذلك فلا تعارض بين امره سبحانه بإخفاء الدعاء و بين التحدث بنعمة الله ... ويوجه هذا وهذا بحسب ما يظهر من القرائن
كما قال الاخوان ... مثلا لا يحدث لكل أحد بالنعمة ... ولا يحدث بكل النعم ... فالشرع الذي مدح الابداء للصدقات
في وقت هو الذي مدح اخفاءها في وقت ... ولكل وجه
ويعقوب عليه السلام ما نهى عن حكاية يوسف له رؤياه ولا لامه على ذلك .. وفي الوقت ذاته نهاه عن حكايتها لاخوته
وخلاصة القول .. لا يظهر للعبد الضعيف ما اورده الاخ المعترض على كلام شيخ الاسلام طالما انه لا وجه لتعميم المفرد المضاف نعمة ربك ... ثانيا ... مادام التوجيه ممكنا و جاءت نصوص الوحي بالمعنى الذي قال به شيخ الاسلام رحمه الله ...
والله اعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 06:42]ـ
حياك الله أخي المجلسي الشنقيطي
ذكر إفادةَ (المفرد المضاف) للعموم كثيرٌ من أهل العلم، ومثَّل له الإمام ابن القيم بقوله تعالى:
(وصَدَّقَت بكَلِمَاتِ ربها وكُتُبه)
وقوله: (هذا كِتَابنا ينطِقُ عليكم بالحقِّ)
ومثَّل السبكي بقوله تعالى: (وجاء فرعون ومَنْ قبلَه والمؤتفكات بالخاطئة)
ووجدت من مثَّل بقوله تعالى: (وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها)
وقوله تعالى: (فليحذر الذين يخالفونَ عن أمرِه أن تصيبَهم فتنةٌ أو يصيبَهم عذابٌ أليم)
وأما ما ذكرتَ من أمثلة فالعهد فيها ظاهر، ولذا لم يظهر إفادتها للعموم
وقد وقفت على من يقول بأنَّ المفرد المضاف يفيد العموم ما لم يتحقق إفادة العهد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 08:40]ـ
الحمد لله رب العالمين
أخي الحبيب ... شكر الله لك ...
أما مانحن بصدده فإنه لايظهر لي ان المفرد المضاف يفيد العموم الا بقرينة خارجية ...
وحتى لو فرض وذكره العلماء .. فأشك أنهم ذكروه بهذا الاطلاق
ويكفيك في تفنيده ان الامثلة السابقة في كلامي الاول لم تطرد فيها القاعدة ... بل لا يستقيم المعنى بها
وهاك ما يفند ذلك الاطلاق في مثال السبكي ...... وجاء فرعون ومن قبله و الموتفكات بالخاطئة
فهل كل من كان قبل فرعون جاء بالخاطئة
ألم يكن قبله انبياء وصالحون ...
الأمر في هذا واضح
اما كلمات ربها وكتبه بالجمع فالجمع هنا معرف فهو يعم ..... و انت أخي الكريم انما تكلمت عن عموم
المفرد المعرف و اطلقت هذا القول اطلاقا يظهر انه يجانب الصواب
فإن قلت جاء الكتاب مفردا في قراءة و جمعا في اخرى فالجواب ان القرينة هاهنا على العموم واضحة تمام الوضوح
اذ التصديق بكتاب واحد يستلزم التصديق بكل الكتب طالما انها كلها من عند الله .... فالذي جعل كلمة كتابه تعم
ليس كونه مفردا مضافا ولكن لازم التصديق بالكتاب الواحد هو الذي جعله كذلك ... ولو فرضنا جدلا انه تعالى قال
وصدقت بالكتاب الالهي ... فالكتاب هنا ايضا يعم مع انه مفرد معرف ليس لان المفرد المعرف يعم لكن لازم
التصديق جعله كذلك ...
هذا و الله اعلى و اعلم ... وما اردت قوله هو انه و ان صح كون المفرد المعرف يفيد العموم فليس على اطلاقه فيما
يظهر ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 01:11]ـ
إذن قد يأتي المفرد المضاف مراداً به العموم؟ فقد نفيتَه في مشاركتك الأولى
لعلك تعود إلى مشاركتي السابقة بقراءة متأنية
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 03:59]ـ
الحمد لله وبعد
ارجو ان تتنبه اخي الكريم الى اني وان نفيت ذلك وانكرته في المشاركة الاولى فقد قلت في المشاركة الاولى ذاتها ما يلي
/نعم ورد اسم الجنس مفردا يراد به الجمع في لغة العرب. والجمع مظنة العموم .. كقوله فقلنا اسلموا انا اخوكم ... اي انا اخوانكم ..... وقوله
بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض و أما جلدها فصليب ... والمقصود جلودها ... ولكن للامر قرائن يفهم به ذلك وليس بالفهم من النص الواحداستقلالا/
فالذي اسميته انت المفرد المضاف هو ما سماه بعضهم اسم الجنس ... وذكرت لك شواهد العلماء على مثله
ولو قلت انت ان اسم الجنس كما تعارف عليه اهل العلم ما نفيت هذا ... ولكنك خاطبتني بمصطلح لم اسمعه من قبل ..
ثم ان الاشكال في ايرادك اخي الفاضل انك اطلقت القاعدة عن كل قيد كما قلت في كلامك الذي اوردته
//ولفظة (نعمة) مفرد مضاف؛ والمفرد إذا أضيف عَمَّ،//
على أي بارك الله فيك فقد استفدت معكم وهذا لا يقدر بثمن
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 04:48]ـ
ولكنك خاطبتني بمصطلح لم اسمعه من قبل ..
ثم ان الاشكال في ايرادك اخي الفاضل انك اطلقت القاعدة عن كل قيد كما قلت في كلامك الذي اوردته
//ولفظة (نعمة) مفرد مضاف؛ والمفرد إذا أضيف عَمَّ،//
إذا كنتَ لم تسمع بهذا المصطلح من قبل فلا يعني عدم استعمال أهل العلم له
لو قلتَ إنَّ هذا قول بعض أهل العلم ويخالفهم غيرهم = لصح كلامك
وإلا فالأكثر يثبتون دلالة المفرد المضاف على العموم
ولعلك تراجع روضة الناظر لابن قدامة والمحصول للرازي وجمع الجوامع والإبهاج للسبكي
ومختصر أصول الفقه والقواعد والفوائد الأصولية؛ كلاهما لابن اللحام
وبدائع الفوائد لابن القيم
فقد نص هؤلاء وغيرهم على عموم (المفرد المضاف)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 06:10]ـ
الحمد لله
اخي الكريم
كلام العلماء ليس هو الوحي المعصوم
وانت اطلقت القول بعموم المفرد المضاف في مشاركتك الاولى اطلاقا يجعل الامر لا محل فيه للخلاف
ثم بعد ذلك في المشاركة قبل الاخيرة استدركت وقلت بان العلماء منهم من قال بغير ذلك
ويكفيك في نقض هذا قولك .... وجاء فرعون ومن قبله و الموتفكات بالخاطئة
على قولك بالاطلاق ... كل من كان قبل فرعون جاء بالخاطئة
فهل تقول بذلك ... وقد صرح القرآن وفصل في اخبار الانبياء قبله بضد هذا ... ارجو الجواب عن هذا السؤال
بالذات ...
ارجو ان تتأمل موضع الخلاف بيننا
ولو قلت كما قال صاحب قواعد التفسير نقلا عن علماء الاصول لسقط الخلاف بيني و بينك
قال
ثالثا اذا كان المفرد اسم جنس فإنه يكثر اطلاقه مرادا به الجمع مع تنكيره او تعريفه
بالالف و اللام او الاضافة. شريطة الا يكون هناك عهد.
وعزى القاعدة ل الاشباه والنظائر للسبكي والاتقان و ارشاد الفحول و شرح مختصر الروضة
والبرهان للزركشي و الجويني و المستصفى للغزالي و اضواء البيان للشنقيطي وبدائع
الفوائدواخرى كثيرة .... المصدر قواعد التفسير للشيخ خالد السبت ج2 ص553
فانظر بارك الله فيك الى القيد .... يكثر .... بمعنى ان الامر ليس على اطلاقه كما اطلقته انت
وحتى ولو فرض واطلقه العلماء ... فليسوا بالانبياء ....
لأن الدليل يخالف اطلاقهم هذا ... فكلامهم يستدل له و لا يستدل به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 06:30]ـ
الحمد لله
مسألة أخرى
قوله تعالى فليحذر الين يخالفون عن أمره
فإن الله تعالى أمر فقال
فاصطادوا
وقال ... فكاتبوهم
وقال .. فانتشروا ... فاننكحوا ... فا توهن من حيث امركم الله
وقال فاتوا بسورة
وقال واعبدوا
وكل هذه في اللغة العربية يصدق عليها انها أمر ....
فكلها من أمر الله .... قال تعالى ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده /النحل
فهي أمر من جهة انها بصيغة الامر ..... وهي من أمر الله تعالى ووحيه
فهل كل من خالف هذه الأوامر يشمله الوعيد المذكور في الآية
أرجو أن تفيدني أخي الفاضل .... ونسال الله الصدق و الاخلاص
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 06:40]ـ
كلام العلماء ليس هو الوحي المعصوم ...
وحتى ولو فرض واطلقه العلماء ... فليسوا بالانبياء ....
وهل أنتَ نبي حتى يكون كلامك حجة!
ثم إنك أجبتَ عن بعض الأمثلة وظننتَ هذا كافياً، ولم تنظر في بقية الأدلة المذكورة
وقد أحلتك على مليء، وبيَّنت لك أنَّ هذا ليس من كيسي، بل وجدته بلفظه في كلام أهل العلم
وذكرت لك مصادر عدة وجدتهم أطلقوا هذه القاعدة
وكون بعض المالكية والحنفية يخالفون في هذا لا يلزمني بارك الله فيك
ألم تذكر أنك تشك في كون العلماء أطلقوا القول بعموم المفرد المضاف؟
وقد أحلتك على كلامهم، فراجعه بارك الله فيك
وأما الجواب عن الإشكال الوارد على كلام شيخ الإسلام فقد اتضح بمداخلة أخينا
الكريم حارث الهمام وفقه الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 01:39]ـ
أما جوابك رعاك الله عن بعض الآيات فلا يشكل على إفادة المفرد المضاف فيها للعموم
إذ ليس من شرط دلالة اللفظ على العموم عدم خروج شيء من الأفراد التي يشملها ظاهر اللفظ
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 04:56]ـ
الحمد لله
ايها الاخ الكريم
انا لم اقل اني نبي ... ولكن انت من يجعل كلام العلماء بمنزلة كلام الانبياء لا يقبل الرد .... ويحتج به لا يحتج
له
الفرق بيننا انك تقبل كلام العلماء بمعزل عن نصوص الوحي
وانا احاول فهمه على ضوء الوحي
اما قولك ان قوله تعالى بنعمة ربك فحدث يفيد العموم فهذا يفنده القرآن بصريح العبارة
اذ لو أمر بالتحدث بكل نعم الله تعالى بفهمك انت لكان من قبيل التكليف بما لا يطاق
كيف لا و الله يقول وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها
فكيف بربك يؤمر النبي بالتحدث بنعم لا يحصيها دهر الداهرين ...
لاريب ولا شك ان آية التحديث بنعمة الله لا يفهم منها كل النعم على سبيل العموم
فإشكالك الذي أوردته على شيخ الاسلام لا يرد اساسا
ولايهمني ان يصيب احدنا الحق
والله اعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 05:37]ـ
الحمد لله
عذرا على الاكثار عليك اخي الكريم
ولكنني احببت فقط ان أذكرك الى انك في بداية الاشكال اوردت ان قاعدة عموم الاسم المفرد المضاف تعم وانها مطردة.
ثم لما ذكرت لك قوله تعالى ما بصاحبكم من جنة عدت فخصصت الاسم المفرد المذكور بكونه للجنس لا للعهد
ثم في رد بعد ذلك عدت لتقول إن من اهل العلم من خالف قول القائلين بها
ثم عدت بعد ذلك فقلت بخروج بعض الافراد ... ما مقدار هذا البعض ... الله اعلم
فبين قولك الاول ومجموع استدراكاتك ما تراه بنفسك
ولو أوردت قاعدتك بمجموع هذه الاستدراكات لكان افضل
فأنت تعلم مدى حرص العلماء على الحدود و التعريفات وضبطها و اتقانها ... حتى لا ينسب للشرع الحنيف بناء عليها ما
ليس منه
وجزاك الله اخي الحبيب على صبرك و افادتك فقد و الله استفدت معكم ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 05:56]ـ
ولكنني احببت فقط ان أذكرك الى انك في بداية الاشكال اوردت ان قاعدة عموم الاسم المفرد المضاف تعم وانها مطردة.
ثم لما ذكرت لك قوله تعالى ما بصاحبكم من جنة عدت فخصصت الاسم المفرد المذكور بكونه للجنس لا للعهد
ثم في رد بعد ذلك عدت لتقول إن من اهل العلم من خالف قول القائلين بها
ثم عدت بعد ذلك فقلت بخروج بعض الافراد ... ما مقدار هذا البعض ... الله اعلم
فبين قولك الاول ومجموع استدراكاتك ما تراه بنفسك
ولو أوردت قاعدتك بمجموع هذه الاستدراكات لكان افضل
...
عذراً، هل يمكنني أن أطالبك بإثبات ما فهمتَه مني من خلال مشاركاتي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أود منك ذكرَ كلامي بالنصِّ عن طريق الاقتباسات، دون أن تُدخِلَ فهمك وتفسيرك لكلامي
فهل تتفضل بهذا سلمك الله؟
لأني حقيقةً من بداية كلامي معك ألحظ خللاً ظاهراً في طريقتك في عرض الكلام وفي فهمه
وتبيَّن هذا بوضوح في مشاركتك رقم (47)
فأنتظر منك -وفقك الله- تحديدَ النصوص التي فهمت منها ما ذكرتَ في مشاركتك الأخيرة
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 09:17]ـ
ولفظة (نعمة) مفرد مضاف؛ والمفرد إذا أضيف عَمَّ، فالنعمة في الآية عامةٌ لكلِّ النِّعم
الحمد لله ... يبدو اني نجحت في الاقتباس لانه لاخبرة لي به
هذا كلامك .... القاعدة مطلقة عندك .... لم تشر لا الى ضرورة كون الاسم المفرد للجنس
وعدم كونه للعهد هنا البته ..... فكل مفرد مضاف عندك يعم هنا ... وهذا لايصح ...
فقولك المفرد المضاف يعم خطأ وليس دقيقا ... والصواب اسم الجنس المضاف .. او ان تقول الاسم المفرد المضاف
اذا اريد به الجنس ....
وأما ما ذكرتَ من أمثلة فالعهد فيها ظاهر، ولذا لم يظهر إفادتها للعموم
وقد وقفت على من يقول بأنَّ المفرد المضاف يفيد العموم ما لم يتحقق إفادة العهد
هنا بعد الامثلة التي ذكرت لك ... زدت فقيدت ما اطلقته من أن الاسم المفرد يعم .... ولم تفعل ذلك من قبل
فاشترطت الا يكون الاسم المفرد للعهد
وإلا فالأكثر يثبتون دلالة المفرد المضاف على العموم
هنا بدأت تشير الى ان القاعدة ليست محل اتفاق .... على عكس ما يبدو من كلامك الاول اعلاه الذي يجعل من يقرأه يحس ان الامر كذلك ......
أما جوابك رعاك الله عن بعض الآيات فلا يشكل على إفادة المفرد المضاف فيها للعموم
إذ ليس من شرط دلالة اللفظ على العموم عدم خروج شيء من الأفراد التي يشملها ظاهر اللفظ
هنا أشرت الى خروج شيء من الافراد .... ما مقدار هذا الشيء .... الله اعلم ...
والذي احب ان اقوله اخي الكريم انه ولو فرض ان العالم كائنا من كان اذا اطلقها
بالاسم المفرد فتعبيره غير دقيق ..... فيكون بذلك خطأ لا ريب ... لأن اسم الجنس المضاف
هو الصواب او الاسم المفرد المضاف المراد به الجنس
وليس هذا انتقاصا لهم رضي الله عنهم
هذا كلامك بلا تحريف ... فأين الخلل!!
ولو قلت كما قال الشيخ السبت في كتابه قواعد التفسير نقلا عن امة من العلماء لكان أفضل .. فقد قال
اذا كان المفرد اسم جنس فإنه يكثر اطلاقه مرادا به الجمع مع تنكيره او تعريفه بالالف و اللام او الاضافة شريطة
الا يكون هناك عهد
فانظر الى الفرق بين عبارتك و هذا الكلام
بارك الله فيك و رزقني واياك الصدق و الاخلاص ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 09:53]ـ
أما إطلاقي للقاعدة أولاً فهو بناء على ما قرأتُه في كلام علمائنا رحمهم الله، كابن القيم
وابن قدامة وابن اللحام والسبكي وغيرهم كثير
وكونهم أخطئوا في هذا الإطلاق فهذا ممكنٌ، لكني لم آتِ بدعاً من القول كما هوَّلتَ وزعمتَ
في مشاركتك الهجومية الأولى
ثم أتيتَني بأمثلة لا تطابق مثالَنا، فذكرتُ لك -بعد مراجعة كلام أهل العلم- أنَّ هذه الأمثلة لها
مخرجٌ، وليست موافقةً لمسألتنا
ولاشك أني لم أبحث المسألة بتوسع، ولم أقرأ كلامَ القرافي وغيره ممن له رأيٌ في هذه المسألة إلا
بعد هذه المباحثة، وحينها وجدتُ أنَّ من الأصوليين من يقول بإفادة المفرد المضاف للعموم إلا إذا دلَّ على معهود
فالأصل إفادة العموم إلا لقرينة، وهي ما يسميها صاحب المراقي (خصوص)
وشرحها بأن المرادَ بها إرادة العهد
وأما قولك بأني أشرتُ في مشاركة لي إلى أنَّ المسألة ليست محلَّ اتفاق، وأنَّ كلامي في الأول
يجعل القارئ يحسُّ بأنَّ المسألةَ محلُّ اتفاق= فأقول:
هذا الإحساسُ لا عبرةَ به، ولا تحاسبني بأحاسيسك وظنونك، إنما الذي يلزمني ما قلته أنا
وأما فهمك وظنونك فلا علاقةَ لي بها
فأنا لم أدَّع أنَّّ المسألة محلُّ اتفاق، ولستُ أجهل أنَّ عدمَ اطلاعي على الخلاف لا يسوِّغ لي
حكاية الاتفاق، فهذا من الأمور المعلومة
بينما أنتَ نفيتَ وشككتَ في صحة كلامي، وادَّعيتَ أنَّ هذه القاعدة من عندي
ومع ذلك أثبتُّ لك أنها قاعدة متداولة بنصِّها بين أهل العلم
ولو كنتَ أقررتَ بصحة القاعدة وسلَّمتَ بتداول أهل العلم لها وطلبتَ النظر في صحة إطلاقها
لكان مسار النقاش منضبطاً
وأنا تبيَّن لي بعد هذا النقاش أنَّ القاعدة ليست على إطلاقها، وأنَّ الأصلَ إفادة المفرد المضاف
للعموم، ما لم تدلَّ القرينة على إرادة العهد
وأما زعمك الأخير بأني عدتُ لأقول بجواز خروج بعض الأفراد عن اللفظ العام= فهو توضيحٌ
وجوابٌ لما ظننتَه لازماً لي، فوضَّحتُ لك أنَّ العمومَ لا يشترط فيه عدمُ خروج أيِّ فرد من الأفراد
وهذه مسألةٌ أصولية معروفة
ولا يخفى على من اطلع على علم الأصول أنَّ ألفاظَ العموم الصريحة لا يشرط فيها هذا
فكيف تجعله لازماً وحجةً على بطلان الاستدلال بالأمثلة التي ذكرها أهل العلم في
عموم المفرد المضاف!
ولعلي أكتفي بهذا، منتظراً من الأحباب ما يفيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 09:56]ـ
الأخ الحبيب الشنقيطي هون عليك وماذا يضيرك لو حملت قولهم المفرد على معهود هو اسم الجنس أو علم الجنس، خاصة وأن المثال المذكور (نعمة) من هذا القبيل، والشيخ -وكثير من أهل العلم قبله وبعده- لم يقول ابتداء كل مفرد مضاف يعم، وإنما قالوا المفرد، وهذه التحلية بأل تحتمل هذا ولاسيما في هذا السياق.
ولعله تكون لي عودة إذ في البال ما يعلق والوقت لايتسع.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 10:52]ـ
الحمد لله
سبحان الله
تقول هون عليك ....
عندما يورد انسان اشكالا على شيخ الاسلام وهو من هو ... تنتقى العبارت في الرد .. ويتلطف ..
وعندما يورد اشكال على هذا الانسان يقال هون عليك .... ويقال ماذا يضيرك
والله عجيب
عندما اطالب الاخ بالبيان لكلامه المحتمل والبيان أمر محمود يقال لي ما ذا يضيرك لو بقي الامر محتملا
وماذا يضيرك لو بين الاخ كلامه ووضحه و أظهره
اليس يقرأ في الموقع الكثيرون .. اليس يحتمل ان تتلقف هذه القاعدة هكذا فيعملها المتلقف في نصوص القرآن مطمئنا الى انها
ظاهرها هو المراد و لا فرق بين اسم جنس و اسم مفرد
على أي ... السلام عليكم و رحمة الله
ـ[أمل*]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 11:44]ـ
ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- عند كلامه على قوله تعالى: (ادعوا ربَّكم تضرُّعاً وخُفيةً إنه لايحبُّ المعتدين ... ) عشرةً من فوائد إخفاء الدعاء، ومن ضمن تلك الفوائد قوله:
تاسعها/ أنَّ أعظمَ النعمة الإقبالُ والتعبُّد، ولكلِّ نعمة حاسدٌ على قَدْرها؛ دَقَّت أو جَلَّت، ولا نعمةَ أعظم من هذه النعمة، فإنَّ أنفسَ الحاسدين متعلقةٌ بها، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام: (لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً) الآية.
وكم من صاحب قلبٍ وجَمعيَّة وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبَه إياها الأَغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظِ السر مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد، والقومُ أعظم شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله عز وجل، وما وهب الله من محبته والأُنس به وجَمعيَّة القلب، ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.
جزاكم الله خيرا، صدق والله شيخ الإسلام في هذا، وفي هذا الزمان لابد أن يكون المرء أشد كتمانا لما يقوم به من الطاعات ومن طلبه للعلم، وذلك لقلة السالكين لهذا الطريق، فتجد أن
الناس يتعجبون من طالب العلم كيف تقضي الوقت الطويل بين الكتب! ألا تمل من ذلك!
ثم كم تحفظ من القران، وماأكثر الكتب في بيتك هل قرأتها كلها؟ نعوذ بالله من شر الحاسدين
فينبغي على طالب العلم ألا يتحدث عن طلبه للعلم إلا لمن يثق من أصدقائه ويعرف محبته له وصفاء نفسه، وليس هناك نعمة يحسد عليها المرء أعظم من العلم (أم يحسدون الناس على مااتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة)
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 03:17]ـ
وفقك الله أختنا الفاضلة
ليس هناك استثقالٌ لما تفضَّلتِ بطرحه، بل هي مباحثة محمودة
أما الكذب الصريح فلا أدري أيجوز في هذه الحال أم لا؟
وقد حكى النووي وغيره عن طائفة جوازه للمصلحة
ولكن إن أمكن سلوك مسلك التورية فهو أورع من اللجوء إلى الكذب الصريح
/
اللهم آمين .. أجمعين ..
/
شيخنا الفاضل: الحمادي ..
لَعلَّهَا تنْدرِجُ ضِمْنَ (إِلا مَاضْطُرِرْتُمْ إِلِيْه)
شاكرةً لكُم إيرَادكُم النُّصْحَ والفَائِدة لِ مَنْ عَبَر ..
سائِلةً الموْلى ألا يحرمكُم الأجْرَ لـ فَسْحِكُم الطريقَ لِما أشْكَلَ عليّ ..
وأن يحفظَ الجمِيعَ ..
مِنْ حَسَدٍ في بعْضِ الأرْواحِ قد نمَى وثَار ..
ما حَلَّ ليْلٌ أوتنفَّسَ نهَار ..
/
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[05 - Jul-2007, صباحاً 09:38]ـ
أخي الشنقيطي ربما لمعرفتي بالشيخ الحمادي علمت أنه لم يقصد الاعتراض والنقض بقدر ما يبحث إزالة إشكال عنّ له في فهم كلام شيخ الإسلام.
وإذا تأملت الردود السابقة وجدتني أحد الذين حاولوا كشفه، وللأسف لم أتابع الموضوع فلما دخلته بعد وجدت نفساً محموماً في مسألة سهلة لها وجه يمكن أن يكون صواباً.
وإذا فرضنا أن إطلاق القول بأن المفرد المضاف يعم غلط من قائله فليس هذا الغلط أجدر بتنبيهنا وزجرنا مما في كتب المذاهب وأنت أظنك مالكي، فهلا رأيت التنبيه أجدر على هذا الخطأ في كتب انتشرت وذاعت في الآفاق وهي أشهر من تعليق الحمادي هنا؟ فنص هذه القاعد مذكور في شرح الخراشي على خليل كثيراً، وفي حاشية العدوي على الكفاية، والدسوقي على الكبير، والبلغة على الصغير، ومنح الجليل وغيرها.
ولو حملت عبارة الشيخ الحمادي كما حملتها على المفرد من اسماء الأجناس، لأن الآية من هذا القبيل لانحصر النقاش فيما يفيد.
ولو فرضنا أن الأخ أخطأ في إطلاقها فأنتم كذلك قد أخطأتم في نفيها.
وأقول للإخوة جميعاً في الأمثلة الموردة كلام وعلى بعضها اعتراضات لا أحب أن يسترسل الإخوة في نقاشها فيخرج بهم ذلك عن أصل الموضوع.
والخلاصة أخي الحبيب الموضوع يسير لا يقتضي أن يوغر صدور بعضنا تجاه بعض.
ولو التمسنا العذر لبعضنا وغيرنا لغة الخطاب فربما ينرتق ثأياً ليس له ما يسوغه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 07:57]ـ
الأختان الفاضلتان .. سارة ... ووعد بنت عبدالله
جزاكما الله خيراً وبارك فيكما
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Jul-2007, مساء 08:01]ـ
الشيخ الكريم والأخ المفضال حارث الهمام
علم الله لم أقصد الاعتراض على شيخ الإسلام، وإنما هي المباحثة في إيرادٍ عنَّ لي منذ قرأت كلام
شيخ الإسلام قبل خمس عشرة سنة، وباحثت فيه أحد المشايخ الفضلاء
والحمد لله، فقد جنيت من عرضه هنا فوائد جمة
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 07:06]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاخ الفاضل حارث
بارك الله فيك أخي ....
لست مالكي المذهب أخي الكريم ... ونسأل الله تعالى ان يحيينا و يميتنا على محبة سنة رسول الله
صلى الله عليه و سلم
أحب - منك - أخي الفاضل ان سمح به وقتك أن تزيل عني اشكالا
واسم الجنس المفرد المضاف يكثر وقوعه للعموم كما تبين
وقوله تعالى و أما بنعمة ربك فحدث
سواء كان الامر للوجوب او غيره .... يظهر لنظري القاصر ان النعمة هنا لا تعم بدليل الآية
الاخرى ... وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ....
فإن القول بعموم الاولى يظهر فيه تكليف بما لا يطاق ... اذ كيف السبيل الى التحديث بكل ما انعم الله به على
شخص واحد والبشر مجتمعون لا يطيقون ذلك ... فكيف بالشخص الواحد يحدث بكل النعم التي انعم الله عيه.
ومن العجيب ان الآية الأخرى يظهر جدا كون النعمة فيها للعموم
هذا سؤال سألته على سبيل التعلم ... فلعلكم أخي الكريم تفيدونني ..
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 11:56]ـ
اسم الجنس المضاف إذا كان يستوي قليله وكثيره كلفظ الأرض؛ تطلق على القليل والكثير، وكذلك الذهب والفضة ونحوهما، فإنه يعم على ما قرر القرافي وغيره.
بل ما لم يكن يستوي قليله وكثيره كدرهم وقفيز قد يراد به العموم منعت العراق درهمها ... الحديث.
والذي يعني المتباحثين هنا هو أن مثل لفظ النعمة من القبيل الأول فالأصل في مثله إن أضيف العموم على الصحيح.
وأما آية سورة الضحى فقد قال ابن القيم رحمه الله:
"في هذا التحديث المأمور به قولان:
أحدهما: أنه ذكر النعمة والإخبار بها، وقوله: أنعم الله علي بكذا وكذا، قال مقاتل: يعني اشكر ما ذكر من النعم عليك في هذه السورة: من جبر اليتم، والهدى بعد الضلال، والإغناء بعد العيلة، والتحدث بنعمة الله. شكرٌ كما في حديث جابر مرفوعاً: من صنع إليه معروف فليجز به، فإن لم يجد ما يجزي به فليثن، فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور.
:
:
:
وفي أثر آخر مرفوع: (من لم يشكر القليل، لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس، لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركه كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب).
والقول الثاني: أن التحدث بالنعمة المأمور به في هذه الآية: هو الدعوة إلى الله، وتبليغ رسالته، وتعليم الأمة، قال مجاهد: هي النبوة. قال الزجاج: أي بلغ ما أرسلت به، وحدث بالنبوة التي آتاك الله. وقال الكلبي: هو القرآن، أمره أن يقرأه.
والصواب: أنه يعم النوعين إذ كل منهما نعمة مأمور بشكرها والتحدث بها، وإظهارها من شكرها".
وعليه فأما بنعمة ربك فحدث عام للنعم، وعدم إحصائها لا يقتضي ترك شكرها، بل الشكر مطلوب على النعم الخاصة والعامة، شكراً خاصاً ما أطاق العبد وأمكنه، وشكراً عاماً، شكراً مجملاً ومبيناً، وكذلك التحديث مشروع بأقسامه المذكورة.
وتعلمون -أحسن الله إليكم- أنه لم يقل أحد من أهل العلم بأن شكر النعم لايشرع (ندباً أو وجوباً) لأن الله قال: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
فإن كان شكر النعم مشروعاً مأموراً به اتفاقاً علم أن قوله (لا تحصوها) لا يعارض شكرها، والتحديث بها من جملة شكرها.
" ... قال الحسن: أكثروا من ذكر هذه النعم، فإن ذكرها شكر، وقد أمر الله تعالى نبيه أن يحدث بنعمة ربه فقال: (وأما بنعمة ربك فحدث)، والله تعالى يحب من عبده أن يرى عليه أثر نعمته، فإن ذلك شكرها بلسان الحال.
وقال على بن الجعدي سمعت سفيان الثوري يقول: إن داود عليه الصلاة والسلام قال الحمد لله حمدا كما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله. فأوحى الله إليه: يا داود أتعبت الملائكة!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شعبة، حدثنا المفضل بن فضالة، عن أبى رجاء العطاردي، قال: خرج علينا عمران بن الحصين وعليه مطرف خز لم نره عليه قبل ولا بعد، فقال: إن رسول الله قال: ((إذا أنعم الله على عبد نعمة، يحب أن يرى أثر نعمته على عبده))، وفي صحيفة عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: ((كلوا، واشربوا، وتصدقوا، في غير مخيلة ولا سرف، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)).
وذكر شعبة: عن أبى إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله وأنا قشف الهيئة، فقال: ((هل لك من مال؟))، قال: قلت نعم. قال: ((من أي المال؟))، قلت: من كل المال قد آتاني الله؛ من الإبل، والخيل، والرقيق، والغنم، قال: ((فإذا آتاك الله مالا فليُرى عليك)).
وفي بعض المراسيل: إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، في مأكله ومشربه. وروى عبد الله بن يزيد المقري، عن أبى معمر، عن بكير بن عبد الله رفعه: ((من أُعطي خيراً فرؤي عليه سمي حبيب الله، محدِثاً بنعمة الله، ومن أعطي خيراً ولم ير عليه، سمى بغيض الله، معادياً لنعمة الله)). وقال فضيل بن عياض: كان يقال: من عرف نعمة الله بقلبه، وحمده بلسانه، لم يستتم ذلك حتى يرى الزيادة، لقول الله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم:7]، وقال: من شكر النعمة أن يحدث بها. وقد قال تعالى: ((يا ابن آدم إذا كنت تتقلب في نعمتي، وأنت تتقلب في معصيتي، فاحذرني لاأصرعك بين معاصي، يا ابن آدم اتقني ونم حيث شئت)).
وقال الشعبى الشكر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. وقال أبو قلابة: لا تضركم دنيا شكرتموها. وقال الحسن: إذا أنعم الله على قوم سألهم الشكر، فإذا شكروه كان قادراً على أن يزيدهم، وإذا كفروه كان قادراً على أن يبعث نعمته عليهم عذاباً.
وقد ذم الله سبحانه الكنود، وهو الذي لا يشكر نعمه، قال الحسن إن الإنسان لربه لكنود؛ يعد المصائب، وينسى النعم.
وقد أخبر النبي [صلى الله عليه وسلم] إن النساء أكثر أهل النار بهذا السبب، قال: ((لو أحسنت إلى إحداههن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط)) فإذا كان هذا بترك شكر نعمة الزوج، وهى في الحقيقة من الله، فكيف بمن ترك شكر نعمة الله!
يا أيها الظالم في فعله × والظلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت و حتى متى × تشكو المصيبات وتنسى النعم".
لكن التحدث بالنعمة معنى غير مقصور في ذكرها لكل أحد.
وهذا قد أشير إليه في ردود سابقة.
بل ذكرها لكل أحد لا تدل عليه الآية ولا يشمله عمومها.
بمعنى لو حدثت لي نعم فذكرتها أو شكرتها كنت محدثاً بها، ولو كان ذكري لها لرجل واحد فمتعلق التحديث مطلق.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 06:41]ـ
الحمد لله
اسم الجنس المضاف إذا كان يستوي قليله وكثيره كلفظ الأرض؛ تطلق على القليل والكثير، وكذلك الذهب والفضة ونحوهما، فإنه يعم على ما قرر القرافي وغيره.
بل ما لم يكن يستوي قليله وكثيره كدرهم وقفيز قد يراد به العموم منعت العراق درهمها
جزاكم الله خيرا ..... كلام نفيس ومقنع جدا
والله لقد سررت لاستفادته
شكر الله لكم
ـ[باسل العلي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 01:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن مما يغمس القلب في قاموس فرحة أن يجد أمثال هذه الأقلام المؤمنة تسكب في آنية الألفاظ هذه الفوائد واللطائف العظام .. التي تغذي الأرواح والقلوب باللطائف والمعارف، لا سيما كلام شيخ الإسلام أبي العباس رضي الله عنه ورحمه ..
وإن كان لي من مشاركة هاهنا .. فإنّ في طِيّات هذه الكلمات وما يتدلى من ظلالها أنفاسَ أبي عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه بلا شك عندي .. وأظن ظنا يشبه اليقين أو هو من بابته أن جامعي تراث شيخ الإسلام قد نسبوا إليه بعض ما زبره تلميذه شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية رضي الله عنه .. وهذا الكلام مثال على ذلك فإن ألفاظه شاهدة شهادة العدول على أنه من دواة أبي عبد الله نبع، ومن سن قلمه تهادى .. ولا يكفي في نسبة الكلام = في نظرأخيكم الفقير = أن يقال: إنه لشيخ الإسلام مع إضافات يسيرة لأبي عبد الله ابن القيم رحمهما الله ورضي عنهما .. لأن كلام أبي عبد الله رضي الله عنه دالٌّ على صاحبه .. ولم يكن هذا نمط شيخ الإسلام في تقرير المسائل ولا في صوغها وعرضها .. وإنما كان أسلوبه أشبه ما يكون بالسيل الدفّاع من قلال الجبال .. تسمع للكلام صليلا في نفسك ..
وأما نمط كلام أبي عبد الله فما رأيته إلا متأنيا يبحث في السر والحكمة والتعليل والاستنباط .. لا يزال يمد المسألة بزاد من الأناة والتأمل فيأتي كلامه متهاديا .. مصحوبا بتأمل .. وانظر .. وفي هذا سر عظيم .. وباب شريف .. بخلاف كلام شيخه.
والكلام فيه ما يأتي:
- كما قد ذكرناه في كتاب التحفة المكية 3/ 845. ومعلوم أنه لابن قيم الجوزية.
-وقد ذكرنا من طرق الرد على هؤلاء وهؤلاء في كتاب التحفة أكثر من مائة طريق. 3/ 846
-"ولقد حدثني رجل" .. 3/ 850 .. فلابد أن يكون هذا الكلام لأحد الشيخين صرفا ..
وقد كنت شككت في نسبة هذا الكلام بهذا النمط وهذا التقرير لأبي العباس قبل أن أطالع ما كتبه إخواني وأساتذتي الكرام أحبهم الله ..
وأختم أخيرا قائلا: ما الذي يدعو أبا عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه إلى تخلية الكلام من النسبة إلى شيخه رضي الله عنه؟ وهو الذي أكثر النقل عنه ونصره في أزمنة المحن العاصفة وبث علمه وهذبه ونشره بين العالمين؟!
وكم من مرة سار معه بقلمه ونفسه على حد السكين لا يبالي .. أفلا ينسب إليه الكلام وما من عادته إلا نسبة الكلام إلى شيخه؟
وفي النهاية: الخطأ بي أولى .. ولكن أحببت الإبانة عما في خزانة النفس- وإن كانت فقيرة- لعل هناك ما يدعم هذا الكلام أو يمحوه بدلائل العلم الذي نسأل الله أن يجعلنا من الطالبيه بما يحب ..
وأستغفر الله وأتوب إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المخضرمون]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 11:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الحافظة]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:13]ـ
ماأجملها من مدارسة جزى الله شيخنا الحمادي خير الجزاء وزاده من فضله على مايتحفنا دائما من الفوائد القيمة وجعلها ربي في ميزان حسناته وكل من شارك في هذه المدارسة ...
قال ابن القيم رحمه الله في تفسير سورة الفلق: تأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله (إذا حسد) لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولايرتب عليه أذى بوجه ما لابقلبه ولابلسانه ولابيده بل يجد في قلبه شيئا من ذلك ولايعامل أخاه إلا بما يحب الله فهذا لايكاد يخلو منه أحد إلا من عصمه الله ..
وقيل للحسن البصري:أيحسد المؤمن؟ قال: ماأنساك لإخوة يوسف ..
لكن الفرق بين القوة التي في قلبه من ذلك وهو لايطيعها ولايأتمر بها بل يعصيها طاعة لله وخوفا وحياء منه وإجلالا له أن يكرهنعمه على عباده فيرى ذلك مخالفة لله وبغضا لما يححب الله ومحبة لما يبغضه فهو يجاهد نفسه على دفع ذلك ويلزمها بالدعاء للمحسود وتمني زيادة الخير له بخلاف ما إذا حقق ذلك وحسده ورتب على حسده مقتضاه من الأذى بالقلب واللسان والجوارح فهذا الحسد المذموم هذا كله حسد تمني الزوال .... انتهى
ثم ذكر الشيخ ثلاث مراتب للحسد وسأذكر إحداها وهي حسد النعمة ..
قال رحمه الله: تمني استصحاب عدم النعمة فهو يكره أن يحُدث الله لعبده نعمة بل يحب أن يبقى على حاله من جهله أو فقره أو ضعفه أو شتات قلبه عن الله أو قلة دينه فهو يتمنى دوام ماهو فيه من نقص وعيب فهذا حسد على شيء مقدر ..... انتهى
ثم قال في موضع آخر فهذه السورة من أكبر أدوية الحسد فإنها تتضمن التوكل على الله والإلتجاء إليه والإستعاذة به من شر حاسد النعمة فهو مستعيذ بولي النعم وموليها ..
كأنه يقول: يامن أولاني نعمته وأسداها عليّ أنا عائذ بك من شر من يريد أن يستلبها مني ويزيلها عني .... انتهى
ألا يكفي شيخنا الفاضل الدعاء والتوكل على الله والتحصن والرقى الشريعة للوقاية من العين .. كما ذكر ابن القيم رحمه الله أم لابد من الكتمان .. وهذا مايدل عليه ظاهر كلام شيخنا ابن تيمية رحمه الله ... ؟؟؟؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن مما يغمس القلب في قاموس فرحة أن يجد أمثال هذه الأقلام المؤمنة تسكب في آنية الألفاظ هذه الفوائد واللطائف العظام .. التي تغذي الأرواح والقلوب باللطائف والمعارف، لا سيما كلام شيخ الإسلام أبي العباس رضي الله عنه ورحمه ..
وإن كان لي من مشاركة هاهنا .. فإنّ في طِيّات هذه الكلمات وما يتدلى من ظلالها أنفاسَ أبي عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه بلا شك عندي .. وأظن ظنا يشبه اليقين أو هو من بابته أن جامعي تراث شيخ الإسلام قد نسبوا إليه بعض ما زبره تلميذه شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية رضي الله عنه .. وهذا الكلام مثال على ذلك فإن ألفاظه شاهدة شهادة العدول على أنه من دواة أبي عبد الله نبع، ومن سن قلمه تهادى .. ولا يكفي في نسبة الكلام = في نظرأخيكم الفقير = أن يقال: إنه لشيخ الإسلام مع إضافات يسيرة لأبي عبد الله ابن القيم رحمهما الله ورضي عنهما .. لأن كلام أبي عبد الله رضي الله عنه دالٌّ على صاحبه .. ولم يكن هذا نمط شيخ الإسلام في تقرير المسائل ولا في صوغها وعرضها .. وإنما كان أسلوبه أشبه ما يكون بالسيل الدفّاع من قلال الجبال .. تسمع للكلام صليلا في نفسك ..
وأما نمط كلام أبي عبد الله فما رأيته إلا متأنيا يبحث في السر والحكمة والتعليل والاستنباط .. لا يزال يمد المسألة بزاد من الأناة والتأمل فيأتي كلامه متهاديا .. مصحوبا بتأمل .. وانظر .. وفي هذا سر عظيم .. وباب شريف .. بخلاف كلام شيخه.
والكلام فيه ما يأتي:
- كما قد ذكرناه في كتاب التحفة المكية 3/ 845. ومعلوم أنه لابن قيم الجوزية.
-وقد ذكرنا من طرق الرد على هؤلاء وهؤلاء في كتاب التحفة أكثر من مائة طريق. 3/ 846
-"ولقد حدثني رجل" .. 3/ 850 .. فلابد أن يكون هذا الكلام لأحد الشيخين صرفا ..
وقد كنت شككت في نسبة هذا الكلام بهذا النمط وهذا التقرير لأبي العباس قبل أن أطالع ما كتبه إخواني وأساتذتي الكرام أحبهم الله ..
وأختم أخيرا قائلا: ما الذي يدعو أبا عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه إلى تخلية الكلام من النسبة إلى شيخه رضي الله عنه؟ وهو الذي أكثر النقل عنه ونصره في أزمنة المحن العاصفة وبث علمه وهذبه ونشره بين العالمين؟!
وكم من مرة سار معه بقلمه ونفسه على حد السكين لا يبالي .. أفلا ينسب إليه الكلام وما من عادته إلا نسبة الكلام إلى شيخه؟
وفي النهاية: الخطأ بي أولى .. ولكن أحببت الإبانة عما في خزانة النفس- وإن كانت فقيرة- لعل هناك ما يدعم هذا الكلام أو يمحوه بدلائل العلم الذي نسأل الله أن يجعلنا من الطالبيه بما يحب ..
وأستغفر الله وأتوب إليه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم وجزاكم خيراً أستاذ باسل
ما تفضلتم به وارد، لقرينتي الأسلوب وعدم تصريح ابن القيم بالنقل عن شيخه
وقد يظهر لاحقاً ما يوقف على تعيين كاتب هذه الفوائد
وإن لم يظهر فيبقى الاحتمال وارداً، والفائدة محصلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 06:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيك بارك الله وجزاك خيراً أخي الفاضل (المخضرمون)
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 06:20]ـ
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك أختنا الفاضلة (الحافظة)
لا يخفى عليك أنَّ لدفع الحسد والوقاية منه أسباباً معنوية وأخرى حسية
فصدق التوكل على الله والاعتماد عليه أسبابٌ معنوية
وكتمان النعمة عن الحاسد سببٌ حسي، فإن الحاسد إذا لم يعلم بتلك النعمة لم تتعلق نفسه بها
ولا مانع من استعمال الأسباب الحسية التي لا تعارض الشرع
ـ[عبده شايب]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 01:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله بارك الله في جهود الجميع وزادكم من نعيمه أما إظهار النعمة فهو بإعمالها في الواقع وان تظهر منفعتها سواء كانت مالية او بدنية او علمية {واما بنعمة ربك فحدث} ولو لم يذكر النعم التي عنده على التفصيل للناس والله اعلم
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 02:00]ـ
غفر الله لك فقد أستفدت فائدة كبيرة جداً
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:11]ـ
شكر الله لكما وبارك فيكما
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 11:34]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل،ويا حبذا تتحفنا بموضوع تتكلم فيه عن الحسد والعين
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 05:23]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:58]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل،ويا حبذا تتحفنا بموضوع تتكلم فيه عن الحسد والعين
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك
عسى أن يتيسر ذلك، وقد نُشرت بعض الكتابات نافعة
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 01:00]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة
وفيك بارك الله وبك نفع أبا الحارث
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 03:33]ـ
درة بهية، وفائدة زكية ..
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:38]ـ
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 01:48]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 10:29]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الطرح القيم وهذا النقاش الماتع لقد استفدنا كثيرا من هذه الحوارات وزالت لدينا إشكالات عديدة فجزاكم الله خيرا.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 02:27]ـ
صدق والله شيخ الإسلام في هذا، وفي هذا الزمان لابد أن يكون المرء أشد كتمانا لما يقوم به من الطاعات ومن طلبه للعلم، وذلك لقلة السالكين لهذا الطريق، فتجد أن
الناس يتعجبون من طالب العلم كيف تقضي الوقت الطويل بين الكتب! ألا تمل من ذلك!
ثم كم تحفظ من القران، وماأكثر الكتب في بيتك هل قرأتها كلها؟ نعوذ بالله من شر الحاسدين
فينبغي على طالب العلم ألا يتحدث عن طلبه للعلم إلا لمن يثق من أصدقائه ويعرف محبته له وصفاء نفسه، وليس هناك نعمة يحسد عليها المرء أعظم من العلم (أم يحسدون الناس على مااتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة)
هذا موضوع مهم قلّ من يتفطن له .. وللأسف بعض طلبة العلم حاله كحال العوام بل الحجة عليه ابلغ، تجده جامعا للكتب، اما ان سألته عن نصيبه من القراءة والعناية بالاوراد والنوافل فحدث ولا حرج بل قد يتعجب من بعض الطلبة الذين له عناية والحرص على الحفظ والتحصيل والذين لهم عناية يعتني بالنوافل ...
يظن ان العلم مقتصر فقط على حضور الدورات، وما ان تتوقف الدروس تتوقف عجلة الطلب فيصبح عامي .. فالله المستعان ...
بارك الله في الجميع،، استفدت فوائد عظيمة من هذا الموضوع ..
فسأل الله ان يجزي كل من كتب ونفع اخوانه خيرالجزاء(/)
من منا يفعل مثل العلامة الطوفي ـ رحمه الله ـ؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 06:09]ـ
الحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما. أما بعد:
فهذا خبر بديع قرأته في شرح مختصر الروضة للعلامة أبي الربيع الطوفي ـ رحمه الله ـ 1/ 109 قال:
ولقد طالما نظرت في كتب الفضلاء، فإذا رأيت فائدة مستغربة، أو حل أمر مشكل، أقرأ لمصنف الكتاب شيئا من القرآن، وأجعل له ثوابه على مذهبنا في ذلك، وإن كان المصنف ممن لا يعتقد وصوله. اهـ
ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذا الخلق العظيم فلم لا نشكر من نتعلم منه، ونستفيد من كتبه؟!
ليس المطلوب فعل هذه الصورة التي اختار العلامة الطوفي جوازها؛ بل المطلوب شكره عليها، ودعاء الله له، فـ {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
لكن الواقع المؤلم أن كثيرا طلبة العلم اليوم ـ خاصة من اتخذ صناعة التحقيق حِرفة ـ يعتمد على عمل وجهد غيره من المحققين والعلماء، و جزاؤهم عنده = إبراز ما يقع لهم من وهم، وتعظيم ونفخ ما يقف عليه من غلط، واتخاذه سلما يصعد به على أكتافهم!
ثم لا يكتفي بهذا حتى يظهره ـ بعد تزيين الشيطان ـ باسم الغيرة على كتب التراث و النصيحة للأمة!! (1)
فجمع بين نكران الجميل، وتتبع عورة أخيه المسلم، ثم أخرجها بصورة عمل صالح، ونسي أو تناسى أن الله {يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} وهو له بالمرصاد، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
--------------------------------
(1) ولا يفهم من إرادة هذا السكوت عن الغلط، لا؛ بل البيان مطلوب لكن على وجه النصيحة، مع حفظ حق العالم والسابق للفضل.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 09:29]ـ
جزاك الله خيراً، ونفع بك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 10:03]ـ
مكافأة المتفضِّل -ولو بالدعاء أوالثناء- من أخلاق الكرام
شكر الله لكم يا شيخ عبدالرحمن
ـ[الألوكة]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 12:43]ـ
أهلا بالشيخ المفضال المفيد عبدالرحمن السديس تشرف المنتدى بوجودك ووجود بقية الإخوة من طلبة العلم الكرام.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 04:30]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 11:01]ـ
الذي يحدث اليوم هو العكس والله المستعان!!
يأخذون فوائد الكتب ميسرة سهلة المنال، ثم يرمونها بالكساد والفساد!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[ظاعنة]ــــــــ[02 - Mar-2007, مساء 02:12]ـ
كل ليلة أدعو لشيخى محمد بن عثيمين سقى الله قبره بمزن الرحمة والغفران
ولولا أنى سمعته غير مرة يؤكد على أن أفضل الأعمال للميت الدعاء لقدمت له كل ما أستطيع
ولن أفيه حقه.
حشرنى الله معه، وأنزله من درجات الجنة أعلاها.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 02:25]ـ
حط عليه ابن رجب حطاً عظيماً في ترجمته من " ذيل طبقات الحنابلة "، فنسبه للرفض وغير ذلك، وله مسائل تفرد بها وشذ، كمسألة المصلحة إذا خالفت النص واعتبارها، ويبقى شرحه على الروضة شرحاً عذباً سلسلاً، كما وصفه بذلك العلامة ابن بدران في " المدخل ".
وأما سلوكه الذي نقلتموه يا شيخنا فهو من شأن الأفراد، وحفّاظ المعروف.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 04:19]ـ
وقد نوقش حط ابن رجب من عدد من الباحثين المعاصرين الذين عملوا على بعض كتبه، وجاءوا بأشياء جيدة تخالف جملة مما نقل عنه.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[01 - Apr-2007, صباحاً 08:24]ـ
يقول الإمام الذهبي رحمه الله في السير: الكبير من ائمة العلم إذا كثر صوابه، وعُلم تحريه للحق، واتسع علمه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر زلله، ولانضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولانقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك.
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله لما ذكر أحوال الناس مع الأئمة والعلماء (ثالثها: الذين وفقوا لمعرفة أقدارهم، وقاموا بحقوقهم، وشكروهم على فواضلهم، واكتسبوا من علومهم، وعرفوا أنهم غير معصومين، وأن أقوالهم تابعة لأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن كل واحد منهم يؤخذ من قوله ماهو على الهدى والإصابة، ويترك منه ماأخطأ فيه، ولا يُذم على خطئه؛إذ هو مجتهد في إصابة الحق، وخطؤهم مغفور، وسعيهم مشكور، وأذا ردوا ماقاله أحدهم لما يرونه من الضعف ومخالفة الدليل الشرعي بينوا ضعف القول ومرتبته، ولم يقدحوا في قصد أهل العلم والدين ولم يذموهم على هذا ويقولون: " ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك غفور رحيم " الحشر/10)."
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 05:53]ـ
شكر الله لكم والشيء بالشيء يذكر، للطوفي في معنى سطرتم كلام جميل في خاتمة مقدمته على شرح مختصر الروضة إن لم تخني الذاكرة يقول في أوله: وأنا أعوذ بالله من غمز الغامز وعيب العائب الجاهل بما فيه من المعايب، ... وإنما يلتمس العذر من في فضله كمل، لا جاهل يهمل في تحصيل الفضائل، ويشري نفسه لنقص الأفاضل.
فليراجع نصه فنحن بحاجة إلى من يذكرنا بمثله بين فينة وأخرى، وجزاكم الله خيراً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 06:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك يا مفيد المجالس ...
الواقع أن الشيوخ اليوم، قد لا يحلمون بمثل هذه النفس المتألقة،والروح الكبيرة،والأخلاق العالية .. لا يحلمون مجرد حلم ـ إلا ما شاء الله ـ وهم يطلبون السلامة فحسب ..
والله .. إنني أعرف طلاباً كثراً قلبوا ظهر المجن لشيوخهم .. فلا أدب،ولا خلق،ولا احترام،بل ـ والله ـ ولا بذل السلام!! نعوذ بالله من أخلاق اللئام ..
شكر الله لك .. هي فائدة عزيزة، نكأت جرحاً غائراً في جسد الأدب المثخن بالندوب، بل بجراح أراذل الطلبة!
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 06:48]ـ
نفع الله بكم يا شيخ عبدالرحمن
يقع اللؤمُ من بعض المتعلِّمين بنكران جميل معلِّميهم، وعدم الوفاء معهم
ولكنه قليلٌ بالنسبة لنكران جميل الأقران وإفاداتهم، فما أندرَ اعترافَ القرين لقرينه بالإفادة
وأندرُ منه اعترافُ الشخص لمن هو دونه، أو المعلم لتلميذه
فلا بد من مراجعة النفس؛ فقد نمارسُ اللؤمَ من حيث لانعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Apr-2007, مساء 11:13]ـ
جزاكم الله خيرا
قال أبو الفضل التميمي الحنبلي إن لم تخني الذاكرة: يقبح بكم أن تتعلموا منا فإذا ذكرتمونا لا تترحموا علينا
وقد كان عبد الرحمن ابن مهدي ويحي القطان وأحمد يدعوان لأبي عبد الله الشافعي في صلاتهم
رحم الله الجميع
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Apr-2007, صباحاً 12:15]ـ
أحسن الله إليكم ونفع بكم
قد يقسم الانتفاع من الغير قسمين:
مباشر كالطالب مع شيخه.
وغير مباشر، وهو كل من استفدت منه فائدة من: كتابه أو شريطه أو مذاكرته أو نقاشه أو مقالته ...
وقد يقع شيء من الجفاء في القسم الأول لا من جهة اللؤم وإنما من جهة الإنشغال، وعلامة ذلك أن يكون ذاكرا لجميل معلمه أو صاحبه ومكثرا من الثناء عليه والاعتراف بفضله، ولعل هذا في الناس كثير.
وما ذكره الشيخ عبد الله ـ وهو من القسم الثاني ـ واقع وتكثر الغفلة عنه، نسأل الله أن يهيدنا ويجزي عنا إخواننا الذي أفادونا بعلمهم ونقاشهم وأدبهم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 - Apr-2007, صباحاً 06:01]ـ
من الموافقات ـ لهذا الموضوع ـ أنني أقرأ اليوم في ترجمة الوزير العالم ابن هبيرة الحنبلي،ومما لفت نظري في ترجمته ـ وكلها عجب ـ ما ذكره ابن الجوزي عنه بقوله:
(وكان ابن الوزير إذا استفاد شيئًا قال: أفادنيه فلان حتى، إنه عرض له يومًا حديث، وهو " من فاته حزب من الليل فصلاه قبل الزوال كان كأنه صلى بالليل " فقال: ما أدري ما معنى هذا؟ فقلت له: هذا ظاهر في اللغة والفقه.
أما اللغة: فإن العرب تقول: كيف كنت الليلة، إلى وقت الزوال.
وأما الفقه: فإن أبا حنيفة يصحح الصوم بنية قبل الزوال، فقد جعل ذلك الوقت في حكم الليل. فأعجبه هذا القول.
وكان يقول بين الجمع الكثير: ما كنت أدري معنى هذا الحديث حتى عرفنيه ابن الجوزي، فكنت أستحي من الجماعة).
ويزداد إكبارك لهذه الكلمة من ابن هبيرة إذا علمت أنه شيخ لابن الجوزي،ومع ذلك لم يأنف من الاعتراف بفائدته!.
ورحم الله الإمام مالكاً حيث يقول: ما في زماننا شئ أقل من الانصاف!!.
علّق القرطبي المفسر قائلاً: هذا في زمن مالك! فكيف في زماننا اليوم؟! الذي عم فيه الفساد وكثر فيه الطغام! وطلب فيه العلم للرياسة لا للدراية، بل للظهور في الدنيا وغلبة الاقران بالمراء والجدال الذي يقسي القلب ويورث الضغن، وذلك مما يحمل على عدم التقوى وترك الخوف من الله تعالى.
ـ[حرملة]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 03:22]ـ
لعل أعظم بلية نُسبت إليه هي تقديم المصلحة على النص إذا خالفته.
كما نسب إليه التمشعر في الصفات، و الرفض في موقفه من الصحابة.
قال الذهبي في العبر: وكان على بدعته كثير العلم، عاقلاً، متديناً.
و قال اليافعي في مرآة الجنان: كان على بدعته، كثير العلم، عاقلاً، متديناً.
وقال الصفدي في اعيان العصر وأعوان النصر: قال الفاضل كمال الدين الأدفوي: كان شيعياً يتظاهر بذلك، ووجد بخطه هجو في الشيخين رضي الله عنهما.
وقال ابن رجب في الذيل: وكان مع ذلك كله شيعياً منحرفاً في الاعتقاد عن السنة، حتى إنه قال في نفسه:
حنبلي رافضي أشعري هذه أحد العبر
ووجد له في الرفض قصائد، وهو يلوح في كثير من تصانيفه، حتى إنه صنف كتاباً سماه العذاب الواصب على أرواح النواصب ... وقد كان الطوفي أقام بالمدينة النبوية مده يصحب الرافضة: السكاكيني المعتزلي ويجتمعان على ضلالتهما، وقد هتكه الله، وعجل الانتقام منه بالديار المصرية.
وقال السيوطي في بغية الوعاة: كان فقيهاً شاعراً أديباً، فاضلاً قيما بالنحو واللغة والتاريخ، مشاركاً في الأصول، شيعياً يتظاهر بذلك، وجد بخطه هجو في الشيخين، ففوض أمره إلى بعض القضاة، وشهد عليه بالرفض، فضرب ونفى إلى قوص، فلم ير منه بعد ذلك ما يشين.
وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب: قال تاج الدين أحمد بن مكتوم اشتهر عنه الرفض والوقوع في أبي بكر رضي الله عنه وابنته عائشة رضي الله عنها، و غيرهما من جلة الصحابة رضوان الله عليهم وظهر له في هذا المعنى أشعار بخطه نقلها عنه بعض من كان يصحبه ويظهر موافقته له منها قوله في قصيدة: كم بين من شك في خلافته وبين من قيل أنه الله
فرفع أمر ذلك إلى قاضي الحنابلة سعد الدين الحارثي وقامت عليه بذلك البينة فتقدم إلى بعض نوابه بضربه وتعزيره وأشهاره وطيف به ويودي عليه بذلك وصرف عن جميع ما كان بيده من المدارس وحبس أياماً ثم أطلق فخرج من حينه مسافراً فبلغ قوص من صعيد مصر.
و أخبرني أحد الأصحاب أنه رأى كلاما للطوفي في كتابه المخطوط: الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية يدل صراحة على أن في الرجل ترفضا
و الظاهر أنه تاب في أخريات حياته قال الذهبي كما في الدرر الكامنة لابن حجر:كان دينا ساكناً قانعاً ويقال أنه تاب عن الرفض.و في أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي: ويقال إنه تاب أخيراً من الهجاء والرفض وفي قول السيوطي السابق: فلم ير منه بعد ذلك ما يشين دلالة على توبته غفر له ورحمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم المطلق]ــــــــ[12 - Apr-2007, صباحاً 06:10]ـ
أثابكم الله يا فضيلة الشيخ ونفع بكم وبعلمكم وغفر لوالدينا ووالديكم آمين.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 04:37]ـ
أرجو أن لا يخرج النقاش عن محور كلمة الطوفي إلى ترجمة الطوفي نفسه ـ عفا الله عنه وسامحه ـ فهذا أنفع للموضوع؛ إذ هو متعلق بأدب مهم من الآداب التي أغفلها كثير من طلبة هذا الزمان.
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 04:36]ـ
الطوفي شخصية علمية قوية وذكاؤه ظاهر مع توفيق كثير
ولاريب فهو من تلاميذ ابن تيمية رحم الله الجميع وشرحه على متن الخرقي يدل على هذا وشرحه للمختصر في الأصول وجميع كتبه شاهدة على هذا ومن آخرها ما رأيته في تعليقه وشرحه للتائية لشيخ الإسلام
وأذكر أني قرأت مرة أنه قال في أحد كتبه: أن هذا الذي ذكرت لم أنقله عن أحد ولم أر أحدا ذكره وأقول هذا لأداء الأمانة وتوضيح كلامي عن كلام غيري أو كما قال
وقد نسيت مصدرها
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 07:18]ـ
كلام نفيس لاشك في ذلك / لكن المطلوب تحرير ترجمة تضع الرجل في الصورة الحقيقية لأن ما يقال عنه فيه اضطراب كثير
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 09:42]ـ
شكر الله لكم
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 08:14]ـ
شكر الله لكم شيخنا المفيد.
بالنسبة لنقاش ابن رجب وحطه من مقدار الطوفي .. من ناقش هذه القضية ـ بارك الله فيكم ـ؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:58]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا جميعًا.
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 07:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ/ عبدالرحمن السديس عسله الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ذكرتني بمقدمة كتاب مدارج السالكين بين منازل اياك نعبد واياك نستعين للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى،
ولعلي أعرف بنبذة عن الكتاب (
حاول المؤلف في هذا الكتاب أن يغسل ما حوى كتاب (منازل السائرين) للهروي من خرافات الصوفية المتعمقة في الطريقة المتمسكة برسومها و غاياتها و مبادئها، وحاول جعله مناراً للرشد ودليلاً لصراط الله المستقيم بشرح متن منازل السائرين و تبسيطه وردّ أخطاءً و أوضح أوهاماً و شطحات وقع فيها الهروي فاستطرد في رده و توضيحه مع كثير من المخاطبات القلبية ذات القيم التربوية.
بدأ المؤلف الكلام على فاتحة الكتاب كلاماً بديعاً نفيساً وتكلم عن العبودية، ثم الكتاب عبارة عن فصول عديدة و منازل للعبودية.)
ومع ما تقدم ذكره فقد قال شيخ الاسلام ابن القيم عن الهروي: (شيخ الإسلام حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه، وكل من عدا المعصوم فمأخوذ من قوله ومتروك.)
ما أرقى تواضع علماؤنا وأجمله، وما أدبهم مع خصومهم.
وجزى الله خيرا
الشيخ الفاضل / السديس
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[26 - Jun-2007, صباحاً 01:32]ـ
الآن الناس في هذا الزمان -الله المستعان- غفلت عن الحقوق الواجبة؛ فليتنا ندعو لوالدينا، ومشائخنا، وغيرهم من العلماء الذين لهم أفضال علينا.
أحسسنت النقل والفائدة، جعل الله ذلك في موازين حسناتك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 06:43]ـ
الإخوة الفضلاء شكر الله لكم وبارك فيكم ونفع بكم
من أحسن من تكلم على عقيدة الطوفي الشيخ خالد بن فوزي حمزة في مقدمةِ كتابِ الطوفي:
«الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية»
وأرجو أن يلاحظ الإخوة الفضلاء التنبيه السابق الذي تفضل بذكره الدكتور عمر المقبل:
أرجو أن لا يخرج النقاش عن محور كلمة الطوفي إلى ترجمة الطوفي نفسه ـ عفا الله عنه وسامحه ـ فهذا أنفع للموضوع؛ إذ هو متعلق بأدب مهم من الآداب التي أغفلها كثير من طلبة هذا الزمان.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 08:37]ـ
يبدو أن معرفة الرجل ضرورية وقد أقام المحدثون صرح علم الجرح والتعديل على قواعد متينة أخضعوا لها قمم العلماء وفطاحلهم وقديما قال ابن سيرين وغيره: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم" وعلى هذا الأثر سار علماء المسلمين في شتى علومهم ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Aug-2007, صباحاً 02:47]ـ
نعم ـ بارك الله فيك ـ كلام حق، ولا يمنع من الكلام فيه، وإنما القصد أن لا يخرج عن هذا الموضوع، وبإمكان من أراد الكلام عليه وتحقيق ذلك إفراده بموضوع مستقل، إذ إنه لا يحسن أن يكون في هذا الموضوع.(/)
الوسطية في هذا الدين
ـ[منال]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 08:24]ـ
السلام عليكم
يسعدني أن أجعل هذه المشاركة أولى مشاركاتي
التي ما أن قراتها في احدى المنتديات إلا وأخذتني مخيلتي إلى أرض فلسطين التي اراها في التلفاز فقط!
هناك حيث يقوم بعض أبناء فلسطين بالتفجير في أندية اليهود الليلية الماجنة , ثم أخذتني مخيلتي إلى أراضي لبنان
التي تكثر فيها الكنائس والرهبان ... لاأطيل عليكم ... إليكم المشاركة:
((من آثار التدين بدين الإسلام أنه يقيم التوازن بين مطالب الروح ومطالب الجسد، فلا يطغى جانب على آخر، ولا يهمل جانب لمصلحة آخر، بل هو الوفاق والوئام والوسط الذي جاء به الإسلام، قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً} (البقرة:143). وقد ذم سبحانه اليهود لتغليبهم مطالب الجسد على مطالب الروح - وبالمقابل - ذم النصارى لتغليبهم مطالب الروح على مطالب الجسد، بينما جاء الإسلام بالوسط بينهما، فلا إفراط ولا تفريط. وقد ثبت العديد من الأحاديث التي تؤكد هذه الحقيقة، من ذلك ما البخاري و مسلم أن ثلاثة نفر جاؤوا إلى عائشة رضي الله عنها فسألوا عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتهم بها، فتقالُّوها - أي رأوها قليلة - فبدا لهم أن يأتوا من العبادات ما هو أكثر، فعلم رسول بأمرهم، فقال: (أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) فقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم المنهج الوسط، والطريق الأرشد في العبادة، حفاظاً على هذا التوازن بين مطالب الجسد ومطالب الروح، الذي لا يمكن لحياة الإنسان أن تستقيم إلا به))
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 09:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك في مجلس الألوكة العلمي
ومشاركةٌ أولى موفقة
يقول الله تعالى في سورة الفاتحة التي أُمِرنا بقراءتها في كلِّ ركعة:
اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
والمغضوب عليهم هم اليهود
والضالون هم النصارى
ـ[الألوكة]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 10:07]ـ
أهلا بالأخت الكريمة منال ونرجو أن تكون هذه البداية فاتحة خير للجميع.
ـ[منال]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 10:30]ـ
اشكركما على الترحيب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 04:26]ـ
ما شاء الله أهلا بكم، بداية طيبة نافعة، جعلها الله في موازين حسناتكم.
ـ[منال]ــــــــ[26 - Nov-2006, صباحاً 04:20]ـ
اللهم آمين ..
ـ[محمد زياد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 08:50]ـ
كلام مهم، بارك الله فيك
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 12:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الأخت منال وهذه لفتة طيبة وكلام جميل حول هذا الموضوع المهم والذي تناولت فيه أحد جوانب الوسطية المهمة وهو التوزان بين العقل والروح والجسد، والذي تطرف فيه اليهود والنصارى وتبعهم طوائف من هذه الأمة تصديقاً لقوله (ص): " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه " قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: " فمن؟! " متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
فوجد من هذه الأمة من غلب الروح على العقل والجسد كطوائف من الصوفية، ووجد منهم من غلب جانب الجسد على الروح والعقل ككثير من أصحاب الشهوات والملذات الدنيوية، ووجد من غلب جانب العقل ككثير من المتكلمين.
وينبغي أن يعلم ها هنا بعض الأمور حول الوسطية منها:
الأمر الأول: أن الوسطية مصطلح الكل يدعيه في هذا العصر فالكل يرى نفسه يمثل الوسطية سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات وبالتالي فهو مركز الوسطية والناس حوله يقاسون بانتمائهم للوسطية بمدى قربهم منه أو بعدهم عنه.
وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
لكن المحك هو تصديق هذه الدعوى وإلا:
فالدعاوى إذا لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء
(يُتْبَعُ)
(/)
وتصديقها يكون بانطباق الاسم على المسمى واللفظ على المعنى ويوافق التصديق التصور، وهذا إنما يكون بعرض ما عليه المدعي عقيدة وعملا وسلوكا على ميزان الشرع ومقياس الوحي من كتاب الله وسنة رسوله (ص) وبفهم السلف من الصحابة والتابعين، فبقدر ما يوافق ذلك يحصل له من الاتصاف بهذا الوصف بقدر الموافقة وبقدر ما يخالفه يفقد من هذا الوصف بقدر المخالفة.
الأمر الثاني: لا بد من معرفة معنى الوسطية في الشرع، وذلك ان بعضهم يفهم منها أنه الوسط بين الطرفين دوما وهذا ليس بصحيح بل هو أعم من ذلك فيأتي لمعان أخرى منها:
-العدل والخيار ومن ذلك قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم امة وسطاً} قال النبي (ص) في تفسير الوسط: العدل رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
فالمتبعون للنبي (ص) عدول خيار يتصفون بوصف العدالة في أنفسهم وهم عدل في أحكامهم على غيرهم وعدول في عدم التعدي عليهم في حقوهم الشرعية في أموالهم وأعراضهم ودمائهم، وفسرها ابن جرير هنا بأنه التوسط بين الإفراط والتفريط.
ومن هذا أيضا قوله تعالى: {قال اوسطهم ألم اقل لكم لولا تسبحون} أي أعدلهم وخيرهم كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وياتي (الوسط) بمعنى الأمر الذي يكون بين الجيد والرديء وبالتالي فالجيد هنا يكون أفضل من الوسط ومن ذلك قوله تعالى: {فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم} أي ما بين الجيد والرديء والأعلى والأدنى على أحد التفسيرين للآية، وبعضهم جعل الوسط هنا بالمعنى الأول وهو الأجود والأفضل.
والوسط قد يكون وسطاً حسيا سواء في الأوقات كوسط النهار أو الأماكن كوسط الدار، وقد يكون معنويا فتقول هذا وسط في بني قومه.
الأمر الثالث: للوسط ما يضاده في المعنى كالغلو والتفريط والإفراط والجفاء والتطرف ونحوها من المصطلحات وبمعرفة هذه الألفاظ بمعانيها وما يندرج تحتها يزيد اتضاح الوسطية فبضدها تتميز الأشياء، وهذه المصطلحات تشمل العقيدة والعمل والسلوك، لكن ينبغي أن يعلم أنه كما حصل ادعاء الاتصاف بالوسطية كذلك حصل الرمي للمخالف بهذه المصطلحات لكن حيث قلنا يعرف انطباق وصف الوسطية بعرض ذلك على الشرع فكذا هنا يعرض وصف الغلو والجفاء والتطرف ونحوها على ميزان الشرع.
وعليه فنستطيع أن نقول إن الوسطية هم:
1 – العدول في أنفسهم الخيار الذين يجمعون بين العلم النافع والعمل الصالح، ويقيمون العدل في أنفسهم وعلى الخلق.
2 – الذين يزنون عقائدهم وعباداتهم وسلوكهم بميزان الشرع كتاب الله وسنة رسوله (ص) بفهم السلف.
3 – والذين لا يسلكون مسلك أهل الغلو لا في عقائدهم ولا في عباداتهم ولا في سلوكهم.(/)
لتكن زهرة الحياة الدنيا تحت أقدام من يقتتلون لأجلها، فقط يا رب هب لي سكينة النفس ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 01:49]ـ
لتكن زهرة الحياة الدنيا تحت أقدام من يقتتلون لأجلها، فقط يا رب هب لي سكينة النفس وقلباً غير مضطرب ....
الصحة ... والحب ... والموهبة ... والقوة ... والثراء ... والشهرة. .. عناصر يملأ بها الكثيرون فراغ جدول سعادتهم .. غافلين أو متغافلين عن العنصر المهم الذي يؤدي فقدانه إلى أن يصبح ذلكم الجدول عبث لا يطاق ... ومرارة لا تنتهي ...
إنه سكينة النفس واطمئنان القلب ....
طلب أقوام السعادة في المال وحده ... فاستحالت دنانيرهم عقارب تلسع وحيات تنهش ... لمَا حصلوها وفقدوا النفس المطمئنة ...
وطلبها أقوام في المناصب وحدها ... فاستحالت مناصبهم مضاجع من جمرات اللهب تقضهم ... لمَا حصلوها وفقدوا النفس المطمئنة ...
وطلبها أقوام في الشهرة والسمعة وحدها ... فاستحال ذكر الناس وثناءهم كلاليب تخطفهم وتهوي بهم .... لمَا حصلوها وفقدوا النفس المطمئنة ...
وطلبها ... وطلبها .... وطلبها ... وط لبها .... إلى آخر فريق المقتتلين امام لعاعة من الدنيا لا تساوي شربة ماء ...
هي الدنيا تقول بملء فيها - - - حذار حذار من بطشي وفتكي
فلا يغرركم حسن ابتسامي - - - فقولي مضحك والفعل مبكي
أما أولئك القوم الفطن .... فرأوا ما تصنع الدنيا بأترابهم ... وتفكروا فإذا كل ذلك ظل زائل وليس يبقى سوى ما يورث القلب طمأنينته ويحفظ على النفس سكينتها ... فجعلوا همهم ورأس مرادهم سكينة النفس وقلباً غير مضطرب ...
طلبوا ذلك في الإيمان بمالك النفس والقلب ومصرفهما جل وعلا ... فإذا الحياة ورود وأزاهير وشموس مشرقة ...
طلبوا ذلك في علم ينفع وينجي ... فكانت فرحة الواحد منهم بالمسألة يتعلمها تعدل فرحة الرجل بالبكر العروب يرزقها من غير كلفة ولا مؤنة .... وتفوق فرحة العقيم يرزق بالولد بعد أن ظن أن لن يرزقا ...
طلبوا ذلك في وداد صافي مع إخوان متحابين ... فكانت نجوى النفوس بينهما تورث القلب نعيماً يظن صاحبه أن قد جمعت له الدنيا من أطرافها ... قيا سعادة المتحابين في جلالك يا رب ...
طلبوا ذلك في ركعتين يصف فيهما الواحد قدمه بين يدي الواحد الأحد يناديه ويناجيه يرغب إليه ويرهب منه ... قد أناخ كل طالب ركائبه بباب مطلوبه ... وقرع هو أبواب السماء فيوشك أن تفتح بالخير المنهمر ...
طلبوا ذلك في القرآن فكان لهم خير واعظ مذكر ... ونعم ناصح لمن تدبر .... فاطمئنت به قلوب من ذكر .... وكان فيه عبرة لمن يعتبر ...
وطلبوا ... وطلبوا ... وطلبوا .... جا علين ندائهم ... اللهم ارزقنا سكينة نفس وقلباً غير مضطرب .....
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 03:36]ـ
اللهم ارزقنا سكينة نفس وقلباً غير مضطرب
آمين
نفع الله بك أخي الفاضل
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 04:17]ـ
أهلا وسهلا بالشيخ الغالي أبي فهر حياكم الله، وبارك فيكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 04:31]ـ
بارك الله في الشيخين الكريمين؛ الحمادي، والسديس .....
===========================
الحمد لله وحده ...
ومن الناس فئام حوّلوا الوسيلة إلى غاية؛ فاضطربت نفوسهم ...
مع أن وسيلتهم نبيلة، وغايتهم أنبل!
لكنهم غفلوا عن تفقد قلوبهم ... ومراعاة أحوالها، ومتابعة أمراضها، والاشتغال بها!
نعم؛
كان ينبغي أن ينشغلوا ويشتغلوا بها ..
لا يغلبنهم الشيطان!
أو تغلبنهم أنفسهم ... والنفس أمّارة ..
أولئك قوم غفلوا أنه لا مطلوب لذاته إلا الله رب العالمين ..
فتعلموا العلم بادئ ذي بدء لمرضاته ..
ثم تحوّلت قلوبهم فصار يتعلّم العلم .. لأنه ..
لأنه ..
لأنه ماذا؟
وماذا لأنه؟!
ليس يدري ..
نعم!
لأنه يجب أن يتعلم ويعلم!
فكيف يُسأل ولا يجيب؟!
وتطرح المسألة ولا يكون له فيها نصيب؟!!
وهكذا انصرفت قلوبهم عنه سبحانه من حيث لا يشعرون، فضاقت عليهم أنفسهم، وخسروا جهدًا بذلوه ..
وفقدوا من أنفسهم لذةً كانوا كافحوها ومارسوها ..
وضاعت من بين أضلعهم حلاوة كانوا عاينوها .. وتلذذوا بها ..
فحاصوا وحاروا ..
وعلى أعقابهم داروا ..
وما تفطنوا أن الهمَّ إذا تفرّق عن الشيء الوحيد الذي هو مطلوب لذاته؛
راحت سكينة النفس، وذهبت طمأنينة القلب، وضاقت الأرض، واضطربت الروح ..
فيالله!
هل من متفطّن واعٍ؟
وإلى صلاح نفسه ساعٍ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ربنا خذ بأيدينا إليك، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ..
**********************
أبا فهر ..
جزاك الله خيرًا
كانت هذه مشاركة أبي حمزة في التعليق على موضوعي هذا على منتدى ((أنا المسلم)) ومن روعتها نقلتها لكم ......
ـ[ظاعنة]ــــــــ[25 - Nov-2006, صباحاً 10:47]ـ
سكينة النفس لا تقدر بثمن ..
أشكر لك هذا التذكير ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2006, صباحاً 12:45]ـ
شكر الله لكِ .........
ـ[طلال]ــــــــ[07 - Dec-2006, صباحاً 04:22]ـ
الصحة ... والحب ... والموهبة ... والقوة ... والثراء ... والشهرة. .. عناصر يملأ بها الكثيرون فراغ جدول سعادتهم .. غافلين أو متغافلين عن العنصر المهم الذي يؤدي فقدانه إلى أن يصبح ذلكم الجدول عبث لا يطاق ... ومرارة لا تنتهي ... [/ SIZE][/COLOR]
إنه سكينة النفس واطمئنان القلب ....
[ SIZE="6"][COLOR="Blue"] طلب أقوام السعادة في المال وحده ... فاستحالت دنانيرهم عقارب تلسع وحيات تنهش ... لمَا حصلوها وفقدوا النفس المطمئنة ...
جزاك الله خيراً أخي العزيز أبا فهر ..
وتعليقات أبي حمزة من أروع ما يكون، وهذه عطفاً على كلامه.
قال ابن تيمية – رحمه الله - "الصفدية" (2/ 266):
(والمقصود هنا أن السعادة التي هي كمال البهجة والسرور واللذة ليست هي نفس العلم، ولا تحصل اللذة بمجرد العلم، بل العلم شرط فيها، بل لا بد من العلم بالله وأمره، كما قال -النبي صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق على صحته: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» فكل من أراد الله به خيراً فلا بد أن يفقهه في الدين، فمن لم يفقهه في الدين، لم يرد به خيراً، وليس كل من فقهه في الدين قد أراد به خيراً، بل لا بد مع الفقه في الدين من العمل به.) اهـ
وأما عن الترف وأحلام الثراء والشهرة:
فيقول أبو فهر ص166 من الجزء الأول من جمهرة مقالاته:
إنّ الترف والنعمة والكفاية، وأحلام الغنى وكنوز الثراء، إن هي إلا الماحقات الآكلات التي تمحق العواطف الإنسانية النبيلة حين لا ملجأ إلا إلى الخشونة والشدة والصبر وحقيقة الفقر. إن الفقراء هم أكثر الناس رغبة في النسل على ضيق رزقهم، والأغنياء أقل الناس إقبالاً على ما يجدون من السعة. الفقراء أشد حزناً على من فقدوا من أبنائهم وأحبابهم، ولكن أولئك لا يحزنون إلا ريث يشعرون الناس أنهم حزنوا، ولئلا يقول الناس إنهم لم يحزنوا على أحبابهم .. الأغنياء، الأغنياء ... نعم هم زينة الحياة الدنيا، ولكن مع الزينة الخداع، ومع الخداع الضعف، ومع الضعف القسوة حين تجد ما يتلين لها أو يتساهل أو يستكين ... أو يثق.
فمن صادق غنيًّا فليحذر، ومن آخى ثريًّا فليتحصن، .. اهـ ثم ذكر كلاماً تركته لعدم مناسبته للمقام.
أبا فهر؛ تعاهدنا بفوائدك الرائعة.
دمتَ موفقاً مسدداً.
ـ[طلال]ــــــــ[10 - Dec-2006, صباحاً 03:44]ـ
غفرَ الله للجميع.
ومن جميل كلام الرافعي (1) في معرض تأمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- الاجتماعية (2/ 53 من وحي القلم):
ليس هناك درعٌ مرهونة في ثلاثين صاعاً، ولا الفقر ولا خبر الشعير.كلا، كلا، بل هناك تقريرٌ أن النصر في معركة الحياة لا يأتي من المال والثراء والمتاع، ولكن من المعاناة والشدة والصبر؛ بل هو انتزاعٌ من الحوادث بالأخلاق التي تتغلّب على الأزمات ولا تتغلبُ الأزمات عليها، وأن هذا المال وهذه الشهوات – في حقائق الحياة ومصائرها – ككنوزِ الأحلام: لا تكون كنوزاً إلا في مواضعها من أرض الغفلة والنوم، فلا لذة منها إلا بمقدارٍ خفيفٍ من الغفلة. وليس إلا الأحمق أو المخذول أو الضائع هو الذي يقطع العمر نائماً أبداً ليظل مالكاً أبداً لهذه الكنوز. وهو يعلم أنّه لا بدّ مستيقظ، وأنّه متى انتبه في آخرته لم يجد منها شيئاً (ووجد الله عنده فوفّاه حسابه).
كلا، كلا، ليس هناك فقرٌ ولا جوعٌ وما إليهما، بل هناك وضعُ هذه الحقيقة: ينبغي أن تجد نفسك، وموضع نفسك وإيمان نفسك، وعزة نفسك. فإذا أدركت ذلك ورفعت نفسك إلى موضعها الحق، وأقررتها فيه، وحبستها عليه، وحددتها بالإنسانية من ناحية وبالله من الناحية المقابلة – رأيتَ إذن أنّ قيمتك الصحيحة في أن تكون وسيلةً تُعطي وتعملُ لتعطي، لا غايةً تأخذ وتعملُ لتأخذ، ومهما ضُيّق عليك فإنما أنت كالشجرة الطيبة تأخذ تراباً وتصنع حلاوة.
اهـ
---------
(1) (أستاذ أبوفهر محمود شاكر).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:25]ـ
رحمك الله بقد ما رق قلبي لنقلك يا طلال .... وكأني لم أره سوى الساعة ...
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 07:00]ـ
ما شاء الله أحسنت
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 07:48]ـ
أحسن الله إليك .....
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 07:56]ـ
جزيت خيرا ابافهر
واجد في نفسي شيئا من قولة:"فقط يا رب هب لي"
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 10:35]ـ
أبا فهر ... سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أسلوب رائق ... وفكر راقٍِ
بارك الرحمن فيك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 11:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
جزاكم الله خيراً
ـ[المجتهدة]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 01:03]ـ
كلام مؤثر وجميل ...
نفع الله بكم، وزادكم علماً وعملاً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 02:12]ـ
آمين ...
وبارك الله فيكم ...
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 06:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا و خافوا الفتن
نظروا فيها فلما عاموا
أنها ليست لحي وطتنا
جععلوهالجة و اتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 04:17]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 12:55]ـ
أبا فهر الغالي:
جزاكم الله خيراً .. و أحسن إليكم.
و تستحق هذه الهدية من أستاذي:
" إنه لا يليق بالقلب أن يتعلّق بما لا يرافقه " و " ينطفيء عند باب القبر "
و أرجوك أن تدعو الله عز و جل أن يعينني على نفسي الكسلى في رمضان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 04:01]ـ
أبا فهر الغالي:
جزاكم الله خيراً .. و أحسن إليكم.
و تستحق هذه الهدية من أستاذي:
" إنه لا يليق بالقلب أن يتعلّق بما لا يرافقه " و " ينطفيء عند باب القبر "
و أرجوك أن تدعو الله عز و جل أن يعينني على نفسي الكسلى في رمضان.
بارك الله فيك وأعاننا الله وإياك على القيام بحقه سبحانه ...(/)
فائدة في: أقسام تراجم أبواب المصنفات الحديثية.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Nov-2006, صباحاً 06:30]ـ
فائدة في: أقسام تراجم أبواب المصنفات الحديثية
قال ابن دقيق العيد – رحمه الله – في إحكام الأحكام (1/ 293 مع حاشية الصنعاني): والتراجم التي يترجم بها أصحاب التصانيف على الأحاديث إشارة إلى المعاني المستنبطة منها على ثلاث مراتب:
منها: ما هو ظاهر في الدلالة على المعنى المراد، مفيدٌ لفائدةٍ مطلوبة،
ومنها: ما هو ظاهر الدلالة على المراد، بعيدٌ مستكره، لا يَتَمَشَّى إلا بتعسُّف،
ومنها: ما هو ظاهر الدلالة على المراد، إلا أنَّ فائدته قليلة لا تكاد تُسْتَحْسَن، مثل ما ترجم (باب السواك عند رمي الجمار).
وهذا القسم – أعني: ما لا تظهر فيه الفائدة – يَحسُنُ إذا وجد معنى في ذلك المراد يقتضي تخصيصه بالذكر، ويكون عدم استحسانه في بادي الرأي لعدم الاطلاع على ذلك المعنى.
فتارة يكون سببه الرد على مخالفٍ في المسألة لم تَشْتهر مقالته، مثل: ما ترجم على أنه يقال: (ما صلينا)، فإنه نقل عن بعضهم أنه كره ذلك، وردَّ عليه بقوله – صلى الله عليه وسلم –: " إن صليتها، أو ما صليتها ".
وتارةً يكون سببه الرد على فعلٍ شائعٍ بين الناس لا أصلَ له، فيذكر الحديث للرد على مَنْ فعل ذلك الفعل، كما اشتهر بين الناس في هذا المكان التحرز عن قولهم: (ما صلينا) إن لم يصح أن أحداً كرهه.
وتارةً يكون لمعنى يخص الواقعة، لا يظهر لكثيرٍ من الناس في بادي الرأي، مثل: ما ترجم على هذا الحديث: (استياك الإمام بحضرة رعيته) فإن الاستياك من أفعال البِذْلَةِ والمهنة، ويلازمه – أيضاً – من إخراج البصاق وغيره ما لعل بعض الناس يتوهم أنَّ ذلك يقتضي إخفاءه، وتركه بحضرة الرعية، وقد اعتبر الفقهاء في مواضع كثيرة هذا المعنى، وهو الذي يسمونه: بحفظ المروءة، فأورد هذا الحديث لبيان أنَّ الاستياك ليس من قبيل ما يُطْلَب إخفاؤه، ويتركه الإمام بحضرة الرعايا، إدخالاً له في باب العبادات والقربات، والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Nov-2006, مساء 01:29]ـ
شكر الله لك هذه الفائدة يا أبا معاذ
ومنها: ما هو ظاهر الدلالة على المراد، بعيدٌ مستكره، لا يَتَمَشَّى إلا بتعسُّف،
صوابه: (خَفِيُّ الدلالة) كما في الإحكام وشرحه
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Nov-2006, مساء 09:09]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا محمدٍ على هذا التصحيح.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[09 - Dec-2006, مساء 02:48]ـ
أحسنت، يا شيخ عبد الله ... بارك الله فيكما
فائدة:
هذا التقسيم يشبه إلى حدٍّ ما التقسيم الذي ذكره أبو سعيد السيرافي النحوي في مناظرته الشهيرة مع متى بن يونس المنطقي، وقد نقلها أبو حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة (1/ 126) وغيره، قال السيرافي:
" قال قائل: (من الكلام ما هو مستقيم حسن، ومنه ما هو مستقيم محال، ومنه ما هو مستقيم قبيح، ومنه ما هو محال كذب، ومنه ما هو خطأ). فَسِّر هذه الجملة. واعترضَ عليه عالمٌ آخر، فاحكم أنت بين هذا القائل والمعترض وأرنا قوة صناعتك التي تميز بها بين الخطأ والصواب، وبين الحق والباطل؟ فإن قلت: كيف أحكم بين اثنين أحدهما قد سمعت مقالته، والآخر لم أحصل اعتراضه؟ قيل لك: استخرج بنظرك الاعتراض إن كان ما قاله محتملاً له، ثم أوضح الحق منهما، لأن الأصل مسموع لك، حاصلٌ عندك وما يصح به أو يرد عليه يجب أن يظهر منك، فلا تتعاسر علينا، فإن هذا لا يخفى على أحد من الجماعة .... "الخ.
ومع أن الشبه ليس بذاك القريب جداً، إلا أن الأول أذكرني بالثاني، وقديماً قال ابن الجوزي [أو السيوطي]: قد تقع الحافر على الحافر، ويوافق قول الأول قول الآخر.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[09 - Dec-2006, مساء 04:50]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله، ونفعنا بفوائدك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 09:37]ـ
الله يبارك في الجهود ,,,
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 06:22]ـ
فائدة في: أقسام تراجم أبواب المصنفات الحديثية
قال ابن دقيق العيد – رحمه الله – في إحكام الأحكام (1/ 293 مع حاشية الصنعاني): والتراجم التي يترجم بها أصحاب التصانيف على الأحاديث إشارة إلى المعاني المستنبطة منها على ثلاث مراتب:
منها: ما هو ظاهر في الدلالة على المعنى المراد، مفيدٌ لفائدةٍ مطلوبة،
ومنها: ما هو ظاهر الدلالة على المراد، بعيدٌ مستكره، لا يَتَمَشَّى إلا بتعسُّف،
ومنها: ما هو ظاهر الدلالة على المراد، إلا أنَّ فائدته قليلة لا تكاد تُسْتَحْسَن،
.
جزاكم الله خيرا.
فعلا هو ظاهر الدلالة للخاصة دون العامة، لذلك ففائدته قليلة لا تكاد تستحسن من فئة كبيرة.
لكن قد يتساءل، البعض عن اختيار أهل العلم لمثل هذا التراجم:
في وجهة نظري:
1 - قد يكون الهدف تعليمي، فقد يريد العالم من طلبة العلم إعمال الفكر والبحث والتقصي كما فعل الإمام البخاري.
2 - وقد يكون هذا الأمر معروفا؛ لشدة شيوعه في زمنه وانتشاره، بينما عمي على أهل العصور الأخرى، وهذا أمر منطقي ووارد، والدليل على ذلك ما يسمى مثلا بلغة الفقه.
والناظر المتفحص لهذه التراجم يرى بعد مدة من البحث أن العالم قد اختزل الخلاف واختياره بإشارة وضعها في الترجمة، والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 01:57]ـ
جزاكم الله خيرا.
فعلا هو ظاهر الدلالة للخاصة دون العامة، لذلك ففائدته قليلة لا تكاد تستحسن من فئة كبيرة.
لكن قد يتساءل، البعض عن اختيار أهل العلم لمثل هذا التراجم:
في وجهة نظري:
1 - قد يكون الهدف تعليمي، فقد يريد العالم من طلبة العلم إعمال الفكر والبحث والتقصي كما فعل الإمام البخاري.
2 - وقد يكون هذا الأمر معروفا؛ لشدة شيوعه في زمنه وانتشاره، بينما عمي على أهل العصور الأخرى، وهذا أمر منطقي ووارد، والدليل على ذلك ما يسمى مثلا بلغة الفقه.
والناظر المتفحص لهذه التراجم يرى بعد مدة من البحث أن العالم قد اختزل الخلاف واختياره بإشارة وضعها في الترجمة، والله أعلم وأحكم.
بارك الله فيك، ونفع بك(/)
يقين القلب - دعوة للمشاركة
ـ[طالبة علم]ــــــــ[25 - Nov-2006, مساء 10:45]ـ
يقول الحافظ أبو نعيم، لما توفي ذر بن عمر الهمداني جاءه أبو أبوه أو جاء أبوه فوجده قد مات ووجد أهل بيته يبكون، فقال: مابكم؟ قالوا: مات ذر. قال: الحمد لله، والله ما ظلمنا ولا قهرنا و لا ذهب لنا بحق، وما أريد غيرنا بما حصل لذر، ومالنا على الله من معتق ثم غسله وكفنه، وذهب ليصلي مع المصلين، ثم ذهب به إلى المقبرة، ولما وضعه في القبر قال: رحمك الله يا بني، قد كنت بي باراً، وكنت بك راحماً، ومالي إليك من وحشة، لا إلى أحد بعد الله فاقة، والله يا ذر ما ذهبت لنا بعز، وما أبقيت علينا من ذل، ولقد شغلنا والله الحزن لك عن الحزن عليك. يا ذر لولا هول المحشر لتمنيت أني صرت إلى ما صُيّرت إليه، ياليت شعري ماذا قيل لك، وبماذا أجبت!، ثم يرفع يديه مرة أخرى باكياً اللهم إنك قد وعدتني الثواب إن صبرت اللهم فما وهبته لي من أجر فاجعله لذر صلة وتجاوزا عنه، فأنت أرحم به مني، اللهم إني قد وهبت لذر إساءته فهب له إساءته، فأنت أجود مني وأكرم ثم انصرف ودموعه تقطر على لحيته ..
انصرف وهو يقول: يا ذر قد انصرفنا وتركنا ولو أقمنا ما نفعناك، وربنا قد استودعناك والله يرحمنا وإياك.
عند قراءتي لهذه القصة استوقفني صبر الرجل وثباته، فعلمت أنه اليقين والرضا، وقوة الإيمان، و اليقين والرضا منة وتكرم من الله على عباده الصالحين، واليقين كما قال ابن مسعود هو الإيمان كله.
و في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا .. الحديث) وأشار باليقين إلى عافية القلب عن مرض الجهل والشك فعافية القلب أعلى من عافية البدن، كما ذكر ذلك صاحب الإحياء.
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سلوا الله العفو والعافية فإنه ما أوتي عبد بعد يقين شيئاً خير من العافية)
فانظر إلى مرتبة اليقين، قال سفيان الثوري: لو أن اليقين وقع في القلب كما ينبغي، لطار اشتياقا الى الجنة وهربا من النار
دعوة للمشاركة
مالوسائل التي بها يرفع المسلم يقينه
اللهم ارزقنا إيمانا صادقاً ويقيناً خالصاً
ـ[ظاعنة]ــــــــ[25 - Nov-2006, مساء 11:01]ـ
أنى لنا بصبر أبى ذر؟
" إنما الصبر عند الصدمة الأولى "
مشكلتنا أننا نؤمن بأعمال القلوب ونتعلمها جيدا ونظنها وقرت فى قلوبنا
حتى إذا جاءتنا المصيبة فشلنا فى أول امتحان.!
ـ[منال]ــــــــ[26 - Nov-2006, صباحاً 04:17]ـ
أحسن الله إليك طالبة علم
في نظري من أهم الأمور هو تذكر الموت باستمرار , ومعرفة أن هذه الدنيا إلى زوال , ومعرفة مدى
حقارتها , وأن حياة الإنسان تنتهي في لحظة , وتتغير الأمور مابين عشية وضحاها.
فأرى أن يفرض المرء فرضيات معينة لمصائب قد تقع عليه , وكيف يتصرف إتجاه كل
مصيبة , فهذا يخفف على المرء الصدمة؛ لأنه كان يتوقعها ..
ـ[طالبة علم]ــــــــ[26 - Nov-2006, مساء 02:39]ـ
صدقتي ياظاعنة
و كل الشكر لمرورك الكريم.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[26 - Nov-2006, مساء 11:47]ـ
شكرا لك أختي منال
وجزاك الله خير على إضافتك، غير أنه لابد من معرفة فضل الصبر والتصبر
وما للإنسان من أجر عظيم إذا ما لازمهما، وأن الصابر يعطى من الأجر والثواب بلا حساب، ألم يقل الله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
وأن الصابر في معية الله تعالى، وأنعم وأسعد بها من معية، ألم يقل تعالى في محكم التنزيل: (إن الله مع الصابرين).
جزاك الله خير الجزاء على كريم مرورك، وحسن إضافتك
ـ[منال]ــــــــ[27 - Nov-2006, صباحاً 11:33]ـ
بارك الله فيك , وأنت كذلك.
نعم الصبر .. ولكن مالذي يعين عليه إذا وقعت المصيبة ..
فالمسألة تحتاج تصبر كما ذكرتِ أو تعلم .. في حياتنا اليومية بجميع مواقفها ..
ـ[جود]ــــــــ[27 - Nov-2006, مساء 05:47]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله والتابعين وبعد:
فإن من وسائل تربية القلب على اليقين بالله عزّ وجل:
1_ دعاء العبد ربه الهادي من يشاء إلى صراطه المستقيم أن يمن عليه فيرزقه اليقين
فإذا علم العبد أن التوفيق بيد الله تعالى وأن الإيمان وما يورثه في القلب فضل الله عليه وأن ذلك بيده تعالى التجأ إليه فسأله. وإذا كان هذا هو حال المصطفى عليه الصلاة والسلام كما جاء في دعائه:_اللهم إني اسألك المعافاة واليقن_ فكيف بحال غيره
2_العلم وقد قال بعض السلف: العلم يستعملك واليقين يجملك، وهذا العلم الذي يحتاج إليه العبد ليصل إلى مرتبة اليقين يشمل العلم بالله عزّوجل وأنه المألوه والمعبود، ومعرفته بأسمائه وصفاته، وإذا عرف العبد ربه افتقر والتجأ إليه، فيجد من ربه الاغناءوالعطاءوالدفع والمنع، ويجد كل مطلوب، وإذا عرف العبد هذه الحقائق؛ رضي بالله ربا و ذاق حلاوة الإيمان وآمن بقضاء الله وقدره، فتمر به الآلام والمصائب، والأمور المكروهة وهو ساكن لا يتزعزع
وهذا العلم علم بالنفس وبالخلق فيعلم عجزه وقدر نفسه فلا يركن إلى نفسه ولا إلى المخلوقين فيكون أفقر الخلق إلى الله مع أن الله أغنى ما يكون عنه فيتيقن أن كل ما يؤمل فيه آت وكل غائب متحقق.
3_دفع الواردات والخواطر والأمور المنافية له
4_التفكر في الأدلة التي توصل إلى اليقين فكلما تواردت البراهين المسموعة والمعقولة والمشاهدة زادت العبد إيمانا ويقينا.
معرفة ثمرات اليقين والأمور التي يؤثرها في سلوك الإنسان وفي قلبه وفي سائر تصرفاته ولاشك أن العبد إذا عرف الثمرات العاجلة والآجلة حرص على ايجاد اليقين في قلبه
ولمزيد التفصيل فهذه الوسائل لتحقيق اليقين في القلب ’يراجع: كتاب الزهد والورع للإمام أحمد بن حنبل _ مدارج السالكين الجزء الثاني لابن القيم _ مفتاح دار السعادتين وطريق دار الهجرتين الجزء الأول منه _مجموع الفتاوى الجزء السابع والجزء الثالث _ بصائر ذوي التمييز الجزء الخامس صفحة 397 _ الفوائد لابن القيم ص 4_
اللهم ارزقنا الإيمان واليقين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 01:17]ـ
الأخت الفاضلة منال حياك الله
وأود أن أضيف، من الأمور المعينة على الصبر معرفة أن الله يحب الصابرين (والله يحب الصابرين)
ونقل الإمام أحمد عن ابن القيم: (ذكر الله سبحانه الصبر في القرآن الكريم في نحو تسعين موضعاً)
وأن الله تعالى أمر به (واصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل .. الآية)
وأثنى الله على الصابرين (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب* سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( .. ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر)
قال أبو العتاهية مسلياً بعض إخوانه في ولد له إسمه محمد:
اصبر لكل مصيبة وتجلد وإعلم أن المرء غير مخلد
أو ما ترى إن المصائب جمة وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا سبيل لست فيه بأوحد
فإذا ذكرتَ محمد ومصابهٌ فاذكر مصابك بالنبي محمد
أسأل الله أن يجعلنا من الذين إذا أعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا
وشكر الله لك مرورك الكريم
ـ[طالبة علم]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 01:27]ـ
jood
شكر الله مرورك الكريم وإضافتك المتميزة في وسائل تربية القلب على اليقين بالله
نفع الله بما أضفت
وبارك في علمك وعملك
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 01:55]ـ
جزاكنّ الله خيراً، وبارك في علمكنّ وعملكنّ.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 07:10]ـ
للتصحيح:نقل الإمام ابن القيم عن أحمد
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 02:20]ـ
الأخت الكريمة طالبة علم
جزاك الله خيراً
ما أحوجنا إلى التذكير بالعبادات القلبية، والتحذير من المعاصي القلبية
فكثيراً ما نصبُّ عنايتنا على أعمال الجوارح، مع أنها تابعةٌ لهذا القلب
ـ[طالبة علم]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 08:50]ـ
الفاضل الحمادي
شكرا الله إضافتك وتعليقك، وبارك في علمك وعملك(/)
تذكير الأنام بالأشهر الأربعة الحرام
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[27 - Nov-2006, صباحاً 01:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخ الفضلاء/ أخواتي الفاضلات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبارك لكم هذا المجلس المبارك -إن شاء الله-، وأسألُ اللهَ أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء ..
و أبدا بهذه المشاركة المتواضعة نفعنا الله بها، وجزى كاتبها خيراً.
تذكير الأنام بالأشهر الأربعة الحرام
الحمد لله الواحد القهار و الصلاة والسلام على النبي المختار و على آله و صحبه الطيبين الأطهار و بعد ...
فالحمد لله القائل: " وربك يخلق ما يشاء و يختار" و الاختيار هو الاجتباء و الاصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته و كمال حكمته و علمه و قدرته.
ومن اختياره و تفضيله اختياره بعض الايام و الشهور و تفضيلها على بعض، وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حرم قال تعالى " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ..... " التوبة 36
قال قتادة في قوله " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة و وزراً فيما سواها و إن كان الظلم على كل حال عظيماً ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء، فتأمل يا أخي إلى قول الله تعالى:" فلا تظلموا فيهن أنفسكم " وكيف ينهانا عن ظلم أنفسنا في هذه الأشهر خاصة، لأنها آكد و أبلغ في الإثم من غيرها كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف لقوله تعالى " ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلم نذقه من عذاب السعير "
وأقسام الظلم ثلاثة أقسام
• ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى و أعظمه الشرك بالله.
• ظلم بينه وبين الناس.
• ظلم بينه و بين نفسه.
و كل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس، فإن الإنسان أول ما يَهُمّ بالظلم فقد ظلم نفسه.
فلنحرص على حسن استغلال هذه الأشهر و ذلك من خلال الأمور التالية:
? بعقد العزم الصادق بالتوبة و الإنابة إلى الله و الهمة العالية على تعمير هذه الأشهر بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه، على الطاعة و يسر له سبل الخير
.? باغتنام هذه الفرصة لتزكية نفسك و تعوديها على الطاعة
? باستشعار رقابة الله عز وجل و التفكير في معاني أسمائه الحسنى (السميع، البصير، الشهيد، المحيط، الرقيب .... )
? باجتهادك في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة فقد قال- صلى الله عليه و سلم - ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني الأيام العشر- .... )
? بالمسارعة في تصحيح مسيرك إلى الله و تحمل الصعاب و المشاق و الصبر على ذلك و من ثم تصحيح سلوكك و خلقك مع الناس (أهلك _ أرحامك_ جيرانك_ أصحابك .... ) و سلامة صدرك نحوهم.
? باستحضار حرمة هذه الأشهر و تعظيمها، فإن تعظيمها من تعظيم الله عز وجل فقد قال تعالى "ذلك و من يعظم شعائر فإنها من تقوى القلوب ".
فعظموا ما عظم الله، فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم و أهل العقل.
و أخيرا ..
أذكركم بالدعاء الذي علمه حبيبنا محمد- صلى الله عليه وسلم _
لصاحبه أبي بكر الصديق عندما قال " علمني دعاء أدعو به في صلاتي " فقال:" قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول
ـ[منال]ــــــــ[27 - Nov-2006, صباحاً 11:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك أخية.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 01:05]ـ
وفقك الله ونفع بك أختنا الفاضلة
يقول الله تعالى: (ومن يعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
والأشهر الحُرُم هي:
(رجب وذو القَعدة وذو الحِجة ومحرَّم)
واسمحي لي بالتعقيب على ما في الاقتباس الآتي:
كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف لقوله تعالى " ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلم نذقه من عذاب السعير "
أولاً/ المعاصي لا تضاعف في البلد الحرام ولا في الشهر الحرام، ولكنها معظَّمةٌ فيهما، وفرقٌ بين المضاعفة والتعظيم
ثانياً/ الصواب في الآية: (نذقه من عذاب أليم)
وفقك الله لما يحبُّ ويرضى
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 06:29]ـ
أحسن الله إليك أخية
و أحسن إليك وبارك فيك أختي الكريمة.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 06:31]ـ
أشكركم على التصويب والتعقيب.
وفرقٌ بين المضاعفة والتعظيم
كثيرا ما أقرأ وأسمع: كما أن الحسنات تضاعف في البيت الحرام، فإن السيئات أيضاً تضاعف فيه.
ولكن المعنى ليس على ظاهره أي لا تضاعف السيئات كماً فتحسب السيئة بأكثر من سيئة كما في الحسنات، ولكنها تضاعف بالنسبة إلى جرمها، أي أن السيئة في حرم الله آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض.
فتح الله عليكم ونفع بعلمكم.
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 02:03]ـ
جزيتي خيرا أخيه ونفع الله بك(/)
سبب تسمية ابن القيم السحر بـ (الكيمياء)
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 06:59]ـ
الحمدلله أولا وآخرا ..
ومباركٌ عليكم هذه المنتديات التي أسأل الله تعالى أن ينفع بها كما نفع بغيرها ..
ذكر ابن رجب الحنبلي رحمه الله في الذيل (5/ 176) في عداد كتب ابن القيم: (بطلان الكيمياء من أربعين وجها). ثم علق المحشي الدكتور العثيمين بأن المقصود بالكيمياء نوع من السحر والشعوذة.
فما هو سبب تسميته بالكيمياء.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Nov-2006, صباحاً 06:48]ـ
حيَّاكم الله أخي حسان
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 652، 653):
السؤال الأول من الفتوى رقم (11137):
قرأت في بعض الكتب: أنَّ علم الكيمياء وهو نوعٌ من أنواع السحر فهل هذا صحيح؟
علمًا بأني سمعت عن كتاب لابن القيم اسمه (بطلان الكيمياء من أربعين وجهًا) فهل أن التجارب الكيميائية التي تجرى في المدارس والجامعات لدراسة المواد والعناصر هي حرام باعتبار كونها سحرًا أم لا؟
مع أني قد مارست بعضًا منها في المدرسة ولم أرَ أي أثر لوجود السحر، كتدخل الجن أو وجود طلاسم وما إلى ذلك أفيدوني أفادكم الله.
الجواب: ليس علم الكيمياء الذي يدرس لطلاب المدارس من جنس الكيمياء التي منعها العلماء، وقالوا: إنها سحر، وحذروا الناس منها، وذكروا أدلة على بطلانها وبينوا أنها أيضًا خداع وتمويه، يزعم أصحابها أنهم يجعلون الحديد مثلًا ذهبًا والنحاس فضة، ويغشون بذلك الناس ويأكلون أموالهم بالباطل، أما التي تدرس في المدارس في هذا الزمن فهي تحليل المادة إلى عناصرها التي تركبت منها أو تحويل العناصر إلى مادة تركب منها تخالف صفاتها تلك العناصر بواسطة صناعة وعمليات تجري عليها فإنها حقيقة واقعية، بخلاف الكيمياء المزعومة فإنها تمويه وخداع وليست من أنواع السحر الذي جاءت النصوص في الكتاب والسنة بتحريمه والتحذير منه.
وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
عبد الرزاق عفيفي
عبد الله بن غديان
ولعلك تنظر أخي حسان في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (29/ 389، 390)
وينظر المجلد نفسه (ص368 - 388)
وكذلك ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى في سورة القصص: (قال إنما أوتيته على علم عندي).
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 11:15]ـ
أحسن الله إليك أخي الحمادي ونفع الله بك ..
ومن هنا ينبغي على معلمي الثانوي الاستطراد في توضيح هذه المسألة لطلاب العلوم الطبيعية وتنبيههم للفرق - دون أن ننتظر سائلاً منهم يسأل- ..
قال شيخ الإسلام29/ 368:
وسئل شيخ الاسلام
عن عمل الكيمياء هل تصح بالعقل أو تجوز بالشرع
فأجاب الحمد لله ما يصنعه بنو آدم من الذهب و الفضة و غيرهما من أنواع الجواهر و الطيب و غير ذلك مما يشبهون به ما خلقه الله من ذلك مثل ما يصنعونه من اللؤلؤ و الياقوت و المسك و العنبر و ماء الورد و غير ذلك فهذا كله ليس مثل ما يخلقه الله من ذلك بل هو مشابه له من بعض الوجوه ليس هو مساويا له فى الحد و الحقيقة و ذلك كله محرم فى الشرع بلا نزاع بين علماء المسلمين الذين يعلمون حقيقة ذلك
و من زعم أن الذهب المصنوع مثل المخلوق فقوله باطل فى العقل و الدين
و حقيقة (الكيمياء (انما هي تشبيه المخلوق و هو باطل فى العقل و الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله
فهو سبحانه لم يخلق شيئا يقدر العباد أن يصنعوا مثل ما خلق و مايصنعونه فهو لم يخلق لهم مثله فانه سبحانه اقدرهم على أن يصنعوا طعاما مطبوخا و لباسا منسوجا و بيوتا مبنية و هو لم يخلق لهم مثل ما يصنعونه من المطبوخات و المنسوجات و البيوت المبنية و ما خلقه الله سبحانه من أنواع الحيوان و النبات و المعدن كالانسان و الفرس و الحمار و الأنعام و الطير و الحيتان فان بنى آدم لا يقدرون أن يصنعوا مثل هذه الدواب و كذلك الحنطة و الشعير و الباقلا و اللوبيا و العدس و العنب و الرطب و أنواع الحبوب و الثمار لا يستطيع الآدميون أن يصنعوا مثل ما يخلقه الله سبحانه و تعالى و انما يشبهونه ببعض هذه الثمار كما قد يصنعون ما يشبه الحيوان حتى يصوروا الصورة كأنها صورة حيوان
و كذلك المعادن كالذهاب و الفضة و الحديد و النحاس و الرصاص لا يستطيع بنو آدم أن يصنعوا مثل ما يخلقه الله و انما غايتهم أن يشبهوا من بعض الوجوه فيصفرون و ينقلون مع اختلاف الحقائق و لهذا يقولون تعمل تصفيرة و يقولون نحن صباغون
قال شيخ الإسلام 29/ 389:
وأما الكيمياء فهو المشبه بالذهب و الفضة المخلوقين و الكيمياء لا تختص بهذين بل تصنع كيمياء الجواهر كاللؤلؤ و الزبرجد و كيمياء المشمومات كالمسك و العنبر و الورد و كيمياء المطعومات و هي باطلة طبعا محرمة شرعا فانه قد ثبت فى الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من غشنا فليس منا ..
و الكيمياء من الغش فان الله لم يخلق شيئا الا بقدر و الخلق لا يصنعون مثل ما خلق الله تعالى قال الله تعالى أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه و فى الحديث الصحيح يقول الله تعالى و من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقى فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا شعيرة
و الفلاسفة يقولون إن الصناعة لا تعمل عمل الطبيعة يعني أن المصنوع من الذهب و الفضة و غيرهما لا يكون مثل المطبوع الذي خلق بالقوة الطبيعية السارية فى الأجسام و لهذا لا يوجد من المخلوقات ما صنع الخلق مثله و ما يصنعه الخلق لم يخلق لهم مثله فهم يطحنون الطعام و ينسجون الثياب و يبنون البيوت و لم يخلق لهم مثل ذلك
و كذلك الزجاج يصنعونه من الرمل و الحصى و لم يخلق مثله و هذا مما احتج به الكيماوية على صحة الكيمياء و هي حجة باطلة لما ذكر فانه لو خلق زجاج و صنع زجاج مثله لكان فى هذا حجة و ليس الأمر كذلك و جماهير العقلاء من الأولين و الآخرين الذين تكلموا بعلم فى هذا الباب يعلمون أن الكيمياء مشبه و ان الذهب المخلوق من المعادن ما يمكن أن يصنع مثله بل و لا يصنع و كل ينكشف قريبا أو بعيدا و لكن منه ما هو شديد الشبه و منه ما هو أبعد شبها منه و قد بسط الكلام على هذا فى غير هذا الموضع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 05:11]ـ
قد ورد عن السلف ذم الكيمياء ..
لأنه صنعةٌ لا خير فيها، و محاولة لتحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب و فضة و نحوها .. وهو محالٌ لا جدوى من تطلّبه.
أما تفسير العثيمين للكيمياء بالسحر، فيحتاج لتحرير أكثر.
فربما يكون من باب السحر من وجه، وهو سحر التخييل.
ـ[محمد أبو الغيط]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 03:37]ـ
حسنا ..
قديما، ارتبط علم الكيمياء الناشيء بفكرتين أساسيتين، وهما:
1. تحويل المعادن الخسيسة مثل الحديد، والنحاس إلى معادن نفيسة مثل الذهب والفضة
2. صناعة إكسير الحياة، وهو ذلك الشراب الذي يعطي للإنسان قوة بدنية و عقلية خارقة، ويطيل في عمره (باختصار يجعل الإنسان سوبر مان حقيقي!)
ولكن هل هذه أفكار مبنية على تصور علمي؟ بالطبع لا، إنها أشبه بالفلسفة .. ومادمنا نتكلم عن الفلسفة فنحن نتكلم عن العقليات، ومالا يمكن الإحساس به أو قياسه (خوارقيات).
كذلك هم قديما كانوا ينظرون إلى أن تلك الأشياء لا بد أنها تحدث بالاستعانة بقوة خوارقية ما .. لهذا السبب ارتبط علم الكيمياء بالسحر .. بل إن أكثر العاملين في الكيمياء القديمة (الخيمياء)، كانوا في الأصل سحرة ..
من هنا يمكننا أن نفهم تلك الخلفية التى كان يحكم بها عالم ما على كيمياء عصره بأنها من العلوم المذموة .. وليس علينا أن نردد كلامه بلا فهم بلا شك ..
أما علم الكيمياء الحالي، فهو ذلك العلم الذي يصنع لك تلك الملابس التى تلبسها، والطعام الذي تأكله، والدواء الذي تتناوله. وبه يتحول التراب إلى إسمنت للبناء ..... وهكذا ..
ما يقوم به الكيميائي هو تركيب تلك العناصر التى خلقها الله في الطبيعة بشكل معين وبنسبة معينة، لتخرج لك بخصائص جديدة تماما عن أصلها ..
ألا تعلم أن تحول العنب إلى خمر هو نوع من التحول الكيميائي يتغير فيه ترتيب ذرات السكر إلى شكل جديد لتعطي كحولا؟ وكذلك تحول الخمر في مرحلة تالية إلى خل ... وكل ذلك يحدث بتدخل الإنسان عن طريق توفير ظروف معينة للتحول (حرارة/ ضغط/ هواء/ .... )
كذلك وبظروف مماثلة يمكننا أن نصنع الزجاج، والقماش، والدواء، وما إلى ذلك ..
هذا هو كل شيء(/)
آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في الأمرد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 07:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وآله وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد، والأحكام المتعلقة بالأمرد، جمعتها من كلام الحبر البحر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد رأيته من أكثر أهل العلم كلاما على أحكامه.
وفي هذه الأيام كثرت مخالطة المرد في ميادين شتى، ووقع خلل عند بعض الناس لعدم مراعاتهم لأمور نبه عليها أهل العلم .. و رأيت الحاجة ماسة إلى نشر مثل هذا لعل الله أن ينفع بها.
[تعريفه: (ليس لابن تيمية)
قال في القاموس ص 407: والأمردُ: الشابُ طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لحيته. ونحوه في لسان العرب 3/ 401.]
[حكم النظر إلى الأمرد]
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 15/ 374:
.. فإذا كان في ظهور الأمة، والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك ... وهكذا الرجل مع الرجال، والمرأة مع النساء لو كان في المرأة فتنة للنساء، وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجها، كما يتوجه إليه الأمر بحفظ فرجه فالإماء والصبيان إذا كن حسانا تختشى الفتنة بالنظر إليهم كان حكمهم كذلك، كما ذكر ذلك العلماء.
قال المروذي: قلت لأبى عبدالله يعنى ـ أحمد بن حنبل ـ الرجل ينظر إلى المملوك؟
قال: إذا خاف الفتنة لم ينظر إليه كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلاء.
وقال المروذي: قلت لأبي عبدالله رجل تاب، وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية؛ إلا أنه لا يدع النظر؟!
فقال: أي توبة هذه؟! قال جرير: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة؟
فقال: اصرف بصرك ".
وقال ابن أبى الدنيا بإسناده عن أبى سهل الصعلوكي قال: سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون على ثلاث أصناف:
صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يعملون ذلك العمل.
.. ووقفت جارية لم ير أحسن وجها منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب، فدلها، ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب، فأطرق رأسه، فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه، فقيل له: يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها، وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه؟
فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان، فخشيت على نفسي شيطانية.
وروى ابن الجوزي بإسناده عن سعيد بن المسيب قال: إذا رأيتم الرجل يلح بالنظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه.
وقد روى في ذلك أحاديث مسندة ضعيفة، وحديث مرسل أجود منها، وهو ما رواه أبو محمد الخلال ثنا عمر بن شاهين ثنا محمد بن أبي سعيد المقري ثنا أحمد بن حماد المصيصي ثنا عباس بن مجوز ثنا أبو أسامة عن مجالد عن سعيد عن الشعبي قال:" قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ورواء ظهره، وقال: كانت خطيئة داود في النظر".
هذا حديث منكر، وأما المسند فمنها ما رواه ابن الجوزي بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من نظر إلى غلام أمرد بريبة حبسه الله فى النار أربعين عاما".
وروى الخطيب البغدادي بإسناده عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تجالسوا أبناء الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق".
إلى غير ذلك من الأحاديث الضعيفة. اهـ بتصرف.
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 419و 21/ 251:
ومن كرر النظر إلى الأمرد، ونحوه أو أدامه، وقال: إني لا أنظر لشهوة كذب في ذلك، فإنه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك، وأما نظرة الفجأة فهي عفو إذا صرف بصره ..
وانظر: (الاختيارات ص290)
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 21/ 245:
والنظر إلى وجه الأمرد لشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم، والمرأة الأجنبية بالشهوة، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء، أو شهوة التلذذ بالنظر، فلو نظر إلى أمه، وأخته، وابنته يتلذذ بالنظر إليها كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول القائل: إن النظر إلى وجه الأمرد عبادة كقوله إن النظر إلى وجوه النساء أو النظر إلى وجوه محارم الرجل كبنت الرجل وأمه وأخته عبادة ومعلوم أن من جعل هذا النظر المحرم عبادة كان بمنزلة من جعل الفواحش عبادة قال تعالى {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [(28) سورة الأعراف]
ومعلوم أنه قد يكون في صور النساء الأجنبيات، وذوات المحارم من الاعتبار، والدلالة على الخالق من جنس ما في صورة المرد فهل يقول مسلم: إن للإنسان أن ينظر بهذا الوجه إلى صور نساء العالم، وصور محارمه ويقول: إن ذلك عبادة؟!
بل من جعل مثل هذا النظر عبادة فإنه كافر مرتد يجب أن يستتاب فإن تاب و إلا قتل، وهو بمنزلة من جعل إعانة طالب الفواحش عبادة، أو جعل تناول يسير الخمر عبادة، أو جعل السكر بالحشيشة عبادة فمن جعل المعاونة على الفاحشة بقيادة، أو غيرها عبادة، أو جعل شيئا من المحرمات التي يعلم تحريمها من دين الإسلام عبادة فإنه يستتاب فإن تاب، و إلا قتل وهو مضاهٍ للمشركين الذين إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون ..
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 415 - 419
النوع الثاني من النظر: كالنظر إلى الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية فهذا أشد من الأول كما أن الخمر أشد من الميتة والدم ولحم الخنزير وعلى صاحبها الحد وتلك المحرمات إذا تناولها مستحلا لها كان عليه التعزير لأن هذه المحرمات لا تشتهيها النفوس كما تشتهى الخمر وكذلك النظر إلى عورة الرجل لا يشتهى كما يشتهى النظر إلى النساء ونحوهن وكذلك النظر إلى الأمرد بشهوة هو من هذا الباب وقد اتفق العلماء على تحريم ذلك كما اتفقوا على تحريم النظر إلى الأجنبية وذوات المحارم بشهوة، والخالق سبحانه يسبح عند رؤية مخلوقاته كلها، وليس خلق الأمرد بأعجب في قدرته من خلق ذي اللحية، ولا خلق النساء بأعجب في قدرته من خلق الرجال فتخصيص الإنسان بالتسبيح بحال نظره إلى الأمرد دون غيره كتخصيصه بالتسبيح بالنظر إلى المرأة دون الرجل وما ذاك لأنه أدل على عظمة الخالق عنده ولكن لأن الجمال يغير قلبه وعقله وقد يذهله ما رآه فيكون تسبيحه لما حصل فى نفسه من الهوى كما أن النسوة لما رأين يوسف أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما ذها بشرا إن هذا إلا ملك كريم ..
فلهذا الفرقان افترق الحكم الشرعي فصار النظر إلى المردان ثلاثة أقسام:
أحدها: ما تقترن به الشهوة فهو محرم بالاتفاق.
و الثاني: ما يجزم أنه لا شهوة معه كنظر الرجل الورع إلى ابنه الحسن، وابنته الحسنة، وأمه الحسنة، فهذا لا يقترن به شهوة إلا أن يكون الرجل من أفجر الناس، ومتى اقترنت به الشهوة حرم، وعلى هذا نظر من لا يميل قلبه إلى المردان كما كان الصحابة وكالأمم الذين لا يعرفون هذه الفاحشة فإن الواحد من هؤلاء لا يفرق من هذا الوجه بين نظره إلى ابنه وابن جاره وصبي أجنبي لا يخطر بقلبه شيء من الشهوة لأنه لم يعتد ذلك وهو سليم القلب من قبل ذلك ..
[القسم الثالث]: وإنما وقع النزاع بين العلماء في القسم الثالث من النظر، وهو النظر إليه بغير شهوة لكن مع خوف ثورانها ففيه:
وجهان في مذهب أحمد أصحهما وهو المحكي عن نص الشافعي وغيره: أنه لا يجوز. (الاختيارات ص290).
والثاني: يجوز لأن الأصل عدم ثورانها، فلا يحرم بالشك بل قد يكره.
والأول هو الراجح. كما أن الراجح في مذهب الشافعي، وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز، وإن كانت الشهوة منتفية لكن لأنه يخاف ثورانها، ولهذا حرم الخلوة بالأجنبية لأنه مظنة الفتنة، والأصل أن كلما كان سببا للفتنة فإنه لا يجوز فإن الذريعة إلى الفساد سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة، ولهذا كان النظر الذي قد يفضي إلى الفتنة محرما إلا إذا كان لحاجة راجحة مثل نظر الخاطب، والطبيب، وغيرهما فإنه يباح النظر للحاجة مع عدم الشهوة، وأما النظر لغير حاجة إلى محل الفتنة فلا يجوز .. (1)
=
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 07:30]ـ
[مخالطة الأمرد، ومجالسته]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 374:
وقال ابن أبي الدنيا:حدثني أبي وسويد قالا حدثنا إبراهيم بن هراسة عن عثمان بن صالح عن الحسن بن ذكوان قال: (لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى).
وهذا الاستدلال والقياس والتنبيه بالأدنى على الأعلى وكان يقال: لا يبيت الرجل في بيت مع الغلام الأمرد.
وقال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون مجالسة الأغنياء وأبناء الملوك، وقال: مجالستهم فتنة إنما هم بمنزلة النساء.
وروى أبو الشيخ القزويني بإسناده عن بشر أنه قال: احذروا هؤلاء الأحداث.
وقال فتح الموصلي: صحبت ثلاثين شيخا كانوا يعدون من الأبدال كلهم أوصاني عند مفارقتي له اتق صحبة الأحداث، اتق معاشرة الأحداث.
وكان سفيان الثوري لا يدع أمرد يجالسه.
وكان مالك بن أنس: يمنع دخول المرد مجلسه للسماع فاحتال هشام ـ يعني ابن عمار ـ فدخل في غمار الناس مستترا بهم وهو أمرد، فسمع منه ستة عشر حديثا، فأخبر بذلك مالك فضربه ستة عشر سوطا فقال هشام ليتني سمعت مائة حديث وضربني مائة سوط.
وكان يقول: هذا علم إنما أخذناه عن ذوي اللحى، والشيوخ فلا يحمله عنا إلا أمثالهم.
وقال يحيى بن معين: ما طمع أمرد أن يصحبني ولا أحمد بن حنبل في طريق.
وقال أبو علي الروذباري: قال لي أبو العباس أحمد بن المؤدب: يا أبا علي من أين أخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث، ـ وقد تصحبهم السلامة في كثير من الأمور ـ؟
فقال: هيهات قد رأينا من هو أقوى منهم إيمانا إذا رأى الحدث قد أقبل نفر منه كفراره من الأسد، وإنما ذاك على حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها فيأخذها تصرف الطباع، ما أكثر الخطأ، ما أكثر الغلط.
قال الجنيد بن محمد: جاء رجل إلى أحمد بن حنبل معه غلام أمرد حسن الوجه، فقال له: من هذا الفتى؟ فقال الرجل: ابني، فقال: لا تجىء به معك مرة أخرى، فلامه بعض أصحابه في ذلك فقال أحمد: على هذا رأينا أشياخنا، وبه أخبرونا عن أسلافهم.
وجاء حسن بن الرازي إلى أحمد، ومعه غلام حسن الوجه، فتحدث معه ساعة، فلما أراد أن ينصرف قال له أحمد: يا أبا علي لا تمش مع هذا الغلام في طريق!
فقال: يا أبا عبدالله إنه ابن أختي. قال: وإن كان لا يأثم الناس فيك.
[خروج الأمرد إلى أماكن الفتنة]
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 418
وكذلك المردان الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزقة التي يخاف فيها الفتنة إلا بقدر الحاجة ... ولا من الجلوس في الحمام بين الأجانب، ولا من رقصه بين الرجال ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس والنظر إليه كذلك ..
[تبرج الأمرد]
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 418:
فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج.
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 28/ 20:
وعليهم أن يأتمروا بالمعروف، ويتناهوا عن المنكر،ولا يدعوا بينهم من يظهر ظلما أو فاحشة ولا يدعوا صبيا أمرد يتبرج، أو يظهر ما يفتن به الناس، ولا أن يعاشر من يتهم بعشرته، ولا يكرم لغرض فاسد ..
وقال في مجموع الفتاوي 28/ 370:
فإذا كان من الصبيان من تخاف فتنته على الرجال أو على النساء منع وليه من إظهاره لغير حاجة، أو تحسينه لاسيما بتبرجه في الحمامات، وإحضاره مجالس اللهو والأغاني فان هذا مما ينبغي التعزير عليه.
[الاستمتاع بالأمرد و مضاجعته]
وسئل شيخ الإسلام رحمه الله مجموع الفتاوي 32/ 247:
عن أقوام يعاشرون المردان، وقد يقع من أحدهم قبلة، ومضاجعة للصبي، ويدعون أنهم يصحبون لله، ولا يعدون ذلك ذنبا، ولا عارا، ويقولون نحن نصحبهم بغير خنا، ويعلم أبو الصبي بذلك، وعمه، وأخوه فلا ينكرون! فما حكم الله تعالى في هؤلاء؟
وماذا ينبغي للمرء المسلم أن يعاملهم به والحالة هذه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب: الحمد لله الصبي الأمرد المليح بمنزلة المرأة الأجنبية في كثير من الأمور، ولا يجوز تقبيله على وجه اللذة بل لا يقبله إلا من يؤمن عليه كالأب، والأخوة، ولا يجوز النظر إليه على هذا الوجه باتفاق الناس بل يحرم عند جمهورهم النظر إليه عند خوف ذلك، وإنما ينظر إليه لحاجة بلا ريبة مثل معاملته والشهادة عليه، ونحو ذلك كما ينظر إلى المرأة للحاجة، وأما مضاجعته فهذا أفحش من أن يسأل عنه فإن النبي صلى الله عليه سلم قال:" مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ".
إذا بلغوا عشر سنين ولم يحتلموا بعد فكيف بما هو فوق ذلك؟
وإذا كان النبي صلى الله عليه سلم قد قال:" لا يخلوا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ".
وقال:" إياكم والدخول على النساء، قالوا يا رسول الله أفرأيت الحم قال الحم الموت ".
فإذا كانت الخلوة محرمة لما يخاف منها فكيف بالمضاجعة؟.
وأما قول القائل: إنه يفعل ذلك لله فهذا أكثره كذب، وقد يكون لله مع هوى النفس كما يدعي من يدعي مثل ذلك في صحبة النساء الأجانب فيبقى كما قال تعالى في الخمر {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} (219) سورة البقرة] وقد روى الشعبي عن النبي صلى الله عليه سلم" أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم غلام ظاهر الوضاءة أجلسه خلف ظهره وقال: إنما كانت خطيئة داود عليه السلام النظر". (2)
هذا وهو رسول الله، وهو مزوج بتسع نسوة، والوفد قوم صالحون، ولم تكن الفاحشة معروفة في العرب، وقد روى عن المشايخ من التحذير عن صحبة الأحداث ما يطول وصفه، وليس لأحد من الناس أن يفعل ما يفضي إلى هذه المفاسد المحرمة، وإن ضم إلى ذلك مصلحة من تعليم أو تأديب فإن المردان يمكن تعليمهم، وتأديبهم بدون هذه المفاسد التي فيها مضرة عليهم، وعلى من يصحبهم، وعلى المسلمين بسوء الظن تارة وبالشبهة أخرى بل روي:" أن رجلا كان يجلس إليه المردان فنهى عمر رضي الله عنه عن مجالسته ".
ولقي عمر بن الخطاب شابا فقطع شعره لميل بعض النساء إليه، (3) مع ما في ذلك من إخراجه من وطنه، والتفريق بينه وبين أهله، ومن أقر صبيا يتولاه ـ مثل ابنه وأخيه أو مملوكه أو يتيم عنده ـ من يعاشره على هذا الوجه فهو ديوث ملعون، ولا يدخل الجنة ديوث، فإن الفاحشة الباطنة ما يقوم عليها بينة في العادة، وإنما تقوم على الظاهرة، وهذه العشرة القبيحة من الظاهرة وقد قال الله تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (151) سورة الأنعام]، وقال تعالى ({قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (33) سورة الأعراف] فلو ذكرنا ما حصل في مثل هذا من الضرر، والمفاسد وما ذكروه العلماء لطال سواء كان الرجل تقيا، أو فاجرا فإن التقي يعالج مرارة في مجاهدة هواه وخلاف نفسه، وكثيرا إما يغلبه شيطانه، ونفسه بمنزلة من يحمل حملا لا يطيقه فيعذبه، أو يقتله، والفاجر يكمل فجوره بذلك، والله أعلم.
وانظر: الاختيارات ص291
[الخلوة بالأمرد]
تحرم الخلوة بأمرد حسن، ولو لمصلحة التعليم.
والاختيارات ص291.
[تملك الأمرد]
وكذلك من ظهر منه الفجور يمنع من تملك الغلمان المردان الصباح ويفرق بينهما.
مجموع الفتاوي 28/ 370.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 07:32]ـ
[تعليم الأمرد]
ومن عرف بحبتهم ومعاشرتهم منع من تعليمهم.
الاختيارات ص291
[استحلال النظر إلى الأمرد]
يحرم النظر بشهوة إلى النساء، والمردان ومن استحله كفر إجماعا.
الاختيارات ص290
[وصف الأمرد والتغني به]
وسئل رحمه الله:
عن رجلين تراهنا في عمل زجلين، وكل منهما له عصبية، وعلى من تعصب لهما وفي ذكرهما التغزل في المردان وغير ذلك وما أشبههما أفتونا مأجورين؟
فأجاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله هؤلاء المتغالبون بهذه الأزجال وما كان من جنسها هُم، والمتعصبون من الطرفين، والمراهنة في ذلك، وغير المراهنة ظالمون معتدون آثمون مستحقون العقوبة البليغة الشرعية التي تردعهم، وأمثالهم من سفهاء الغواة العصاة الفاسقين عن مثل هذه الأقوال والأعمال التي لا تنفع في دين ولا دنيا بل تضر أصحابها في دينهم ودنياهم، وعلى ولاة الأمور وجميع المسلمين الإنكار على هؤلاء، وأعوانهم حتى ينتهوا عن هذه المنكرات، ويراجعوا طاعة الله ورسوله وملازمة الصراط المستقيم الذي يجب على المسلمين ملازمته فإن هذه المغالبات مشتملات على منكرات محرمات، وغير محرمات بل مكروهات، ومن المحرمات التي فيها تحريمه ثابت بالإجماع، وبالنصوص الشرعية، وذلك من وجوه:
أحدها: المراهنة على ذلك بإجماع المسلمين، وكذلك لو كان المال مبذولا من أحدهما أو من غيرها لم يجز لا على قول من يقول لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ولا على قول من يقول السبق في غير هذه الثلاثة أما على القول الأول فظاهر وفي ذلك الحديث المعروف في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا سبق إلا خف أو حافر أو نصل".
... هذه الأقوال فيها من وصف المردان، وعشقهم، ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك وتهييج ذلك في القلوب، وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها فهو حرام، وتحريم هذا أعظم من تحريم الندب والنياحة وذلك يثير الحزن، وهذا يثير الفسق والحزن قد يرخص فيه، وأما الفسق فلا يرخص في شيء منه، وهذا من جنس القيادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تنعت المرأةُ المرأةَ لزوجها حتى كأنه ينظر إليها".
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن وصف المرأة لئلا تتمثل في نفسه صورتها فكيف بمن يصف المردان بهذه الصفات؟ ويرغب في الفواحش بمثل هذه الأقوال المنكرات التي تخرج القلب السليم وتعمى القلب السقيم، وتسوق الإنسان إلى العذاب الأليم، وقد أمر عمر رضي الله عنه بصرب نائحة فضربت حتى بدا شعرها فقيل له يا أمير المؤمنين إنه قد بدا شعرها فقال: لا حرمة لها إنما تأمر بالجزع، وقد نهى الله عنه، وتنهى عن الصبر، وقد أمر الله به، وتفتن الحي، وتؤذي الميت، وتبيع عبرتها، وتبكي شجو غيرها إنها لا تبكي على ميتكم وإنما تبكي على أخذ دراهمكم".
وبلغ عمر أن شابا يقال له نصر بن حجاج تغنت به امرأة فأخذ شعره، ثم رآه جميلا فنفاه إلى البصرة، وقال: لا يكون عندي من تغنى به النساء فكيف لو رأى عمر من يغني بمثل هذه الأقوال الموزونة في المردان؟ مع كثرة الفجور، وظهور الفواحش، وقلة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فإن هؤلاء من المضادين لله، ولرسوله، ولدينه، ويدعون إلى ما نهى الله عنه، ويصدون عما أمر الله به، ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا.
مجموع الفتاوي 32/ 249 - 251.
-----------------------
(1) النظر بشهوة معناه: التلذذ بالنظر.
الشرح الكبير20/ 75، و المبدع 7/ 12، والإنصاف للمرداوي 20/ 58، والإقناع 3/ 300، وقال فتح الرحيم الرحمن شرح لامية ابن الوردي نصيحة الإخوان ص22:
قال السبكي: ضابط الشهوة المحرمة: أن ينظر إلى الوجه الجميل فيلتذ به، فإذا نظر ليلتذ بذلك الجمال = فهو النظر بالشهوة، وهو حرام بإجماع، قال: وليس المراد أن يشتهي زيادة على ذلك من الوقاع، أومقدماته فإن ذلك ليس بشرط بل زيادة في الفسق، قال: وكثير من الناس لا يقدمون على فاحشة، ويقتصرون على مجرد النظر، والمحبة، ويعتقدون أنهم سالمون من الإثم وليسوا بسالمين. ونحوه في مغني المحتاج 3/ 131.
(2) تقدم في ص3 أنه قال عنه: حديث منكر.
(3) في مجموع الفتاوي 28/ 370 تفصيل للقصة، ويبدو أن هنا سقطا، والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 02:40]ـ
جزاك الله خيراً أخي الغالي
ـ[ابن رشد]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 09:01]ـ
شكرا على هذه الفوائد,,,,,ولكن عندي أسئلة واقعية ,يقع فيها بعض الصالحين ,ممن تصدى للتربية ونفع الشباب ,,,
س: يكثر السؤال عن مصاحبة المردان_طلاب حلقات التحفيظ_وتدريسهم ,وتقديم البرامج لهم ,,مما قد يؤدي لتجاذب أطراف الحديث ويمس يده ويضحك معه, وحجته في ذلك: أنه من باب التربية والتعليم؟
س: من أكبر حجج هؤلاء الصالحين قولهم: أن ترك هؤلاء المردان يؤدي لانحرافهم إلى صف الفساق؟
تنبيه: ماسبق ذكره يكثر وقوعه فيما يسمى"بالمجموعات الشبابية" أو"المكتبات"
وهناك توسع من البعض فيجعل مخيمات لطلاب متوسط أو رحلات , وربما يحدث شيئا من التكشف من هؤلاء المردان
فهذه مسائل مشكلة جدا نريد لها أجوبة فلعلكم تتكرمون بالإجابة عليها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 11:04]ـ
يجب على من أحس من نفسه ميلا لهم أن لا يصحبهم.
ومن كان لا يجد من نفسه ميلا لهم فليصحبهم وليكن على حذر، وليأمرهم بالاحتشام في الملبس ويبذل كل السبل التي يرى أنها تسد باب الشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 11:58]ـ
بارك الله فيك على هذه النقولات الموفقة.
أقول: هذه النقولات لها فائدة أخرى، لو أفردت برسالة علمية أو بحث موسع، وهي الإطلاع على الحالة الاجتماعية للأمة في عصر ابن تيمية، بل الإطلاع على أحوال اجتماعية لسابقيه أيضاً، وأن فتن زماننا اليوم ليست جديدة من حيث الأصل وإن تنوعت مصادرها ووسائلها، وفائدة أخرى هنا هي نزع الاعتقاد السائد عند كثير من المسلمين اليوم أن مسلمي ذلك العصر كانوا في معزل وطهارة ونقاوة عن هذه الآفات والمظاهر الشهوانية وأنهم كانوا في حيز العفة البريئة، وأنه لم يُعرف الشذوذ إلا في وقتنا الحاضر، وأن أناس هذا الزمان قد بلغوا النهاية في الخسة والدناءة والقذارة، وهذا غير صحيح، ومتى ما وظف الداعية الحذق هذه الجوانب في خطابه توظيفاً متزناً لشعر الناس اليوم أن بوسعهم الاستدراك ومنافسة الأسبقين في باب ترك المنهيات و على رأسها الشهوات، كي لا يعتذر أحدهم اليوم بقوله - وقد سمعت ذلك مراراً -: نحن في زمان لو وُجد فيه الأوائل لحصل لهم كذا وكذا .. ولفسدوا مثلنا ولـ .. الخ. ويمكن سد هذا الباب بذكر بعض الأمثلة من هذه النقولات وغيرها ليتبين الناس اليوم أن فتنة اليوم ابنة الأمس، ولا فضل للمتأخر - من هذه الجهة - على المتقدم. [1].
==========================
[1] هذه لا يعني أن الفتن اليوم ليست كثيرة، بل على العكس ومتنوعة أيضاً، ولكن المراد أنها من جنس واحد فنفرق بين الكثرة و النوع، فمردان الأمس موجودون اليوم، ولكن اليوم أكثر عدداً وأكثر تبرجاً، ولذلك يعجبني أن ابن تيمية أشار إلى مسألة "تبرج" الذكور التي عمّت وطمّت اليوم، قال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 418:
فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج. والله الموفق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Sep-2009, صباحاً 09:32]ـ
للفائدة - بارك الله فيكم
ـ[الواقف]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 01:21]ـ
بحث ماتع ومفيد
وعندي مقترح ليتكم باشيخ عبدالرحمن تضيفون إلى كلام ابن تيمية كلام تلميذه ابن القيم
رحمة الله على الجميع
وبوركت حياتكم
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 01:59]ـ
بارك الله في يا شيخ عبد الرّحمن ..
ولكن لديَّ سؤال: هل تصبح فئة المردان اليوم فئة مهمَّشة، فلا يجوز مصاحبتهم ويكره النَّظر إليهم أو يحرَّم على حسب نِيَّةِ النَّاظر .. ؟!! قد يُحسُّ أو يظنُّ الأمرد أنَّ الشريعة تُعاديه - على حدِّ التَّعبير - أو لا تُعطيه حقَّه وتعتبره فردا شاذاً عن المجتمع، ولربَّما تجرَّأَ على الخروج عنها أو مضادَّاتها ... فماذا تنصحون أو ماذا ورد عن العلماء من نصح وإرشاد إلى المردان في حياتهم اليوميّة ومعاملتهم مع الآخرين ... ؟
حتَّى يكون الموضوع متوازناً ... جزاكم الله كلّ خير
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 01:40]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
الأمرد لا يبقى في هذه المرحلة إلا مدة ثم يجاوزها.
وليست فئة مهمشة وإنما فئة يجب المحافظة عليها وصيانتها.
والشريعة لا تعاديه بل تحرص حفظه وسلامته وصيانته من الفتنة به وانتهاك عرضه.
كما حرصت الشريعة على حفظ النساء .... ولم يكن هذا عداء لهن.
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[29 - Sep-2009, صباحاً 12:41]ـ
ماشاء الله بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
لقد قرأت في كتاب مسائل بن تيمية رحمه الله , جوابه عن سؤال فيما يخص العشق , فأفتى الشيخ رحمه الله بجواز القبلة للمعشوق من طرف العاشق ان وصل به العشق الى حد كبير, وربما أنا لم أفهم مقصود الشيخ.
فما هو رأي الإخوة الأفاضل, أرجوا التوضيح لهذة المسألة.
ـ[سعود بن عبد العزيز]ــــــــ[29 - Sep-2009, صباحاً 11:35]ـ
بارك الله فيك ... موضوع جدآ مفيد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 12:40]ـ
بارك الله فيكم
ماشاء الله بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
لقد قرأت في كتاب مسائل بن تيمية رحمه الله , جوابه عن سؤال فيما يخص العشق , فأفتى الشيخ رحمه الله بجواز القبلة للمعشوق من طرف العاشق ان وصل به العشق الى حد كبير, وربما أنا لم أفهم مقصود الشيخ.
فما هو رأي الإخوة الأفاضل, أرجوا التوضيح لهذة المسألة.
أين الموضع الذي قرأت فيه هذا الكلام؟
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 05:39]ـ
في هذا الكتاب بارك الله فيكم- الجزء الأول الصفحة 177
http://ia310803.us.archive.org/1/items/gams-shams/gams1.pdf
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 11:08]ـ
في هذا الكتاب بارك الله فيكم- الجزء الأول الصفحة 177
http://ia310803.us.archive.org/1/items/gams-shams/gams1.pdf
الأخ الكريم إبراهيم - وفقنا الله وإياك للخير - هذه الرسالة منسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى - بعنوان "فتوى في العشق" ولا تصح النسبة إليه؛ وذلك للأسباب التالية:
أولاً: الكلام الوارد في الرسالة لا يشبه كلام شيخ الإسلام - رحمه الله-.
ثانياً: لا يوجد في سائر كتبه -رحمه الله- ما يؤيد ما ورد فيها.
ثالثاً: نفى العلامة ابن القيم في "روضة المحبين" ص (131) نسبتها لشيخه، وهو أعلم بشيخه وكتبه، وقد أورد ما يفيد في الموضع السابق، فليراجع.
وقد قام الأخ الفاضل / محمد عزير شمس في الطبعة الثانية لجامع الرسائل بحذفها من الجامع، وقد ذكر الكلام السابق الذكر في المقدمة، فليراجع.
ولكم جزيل الشكر والعرفان.
أخوكم
وليد بن خالد الدلبحي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 11:23]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا التوضيح.
جزاك الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 02:55]ـ
بارك الله فيكم وشكر الله للأخ الفاضل وليد على الجواب.
وينظر لزيادة الفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42725(/)
الوراثة وأثرها في التربية
ـ[أبو أسامة]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 07:32]ـ
الوراثة وأثرها في التربية
الوراثة – كما يعرِّفها العلم –: هي قوة طبيعية في الكائن الحي، بها تنتقل إلى النسل صفات من أصوله، سواء أكانت هذه الصفات خاصة بهذه الأصول أم مشتركة بين جميع أفراد النوع أو الفصيلة.
وقيل: إن الوراثة هي «كل ما يأخذه الفرد عن والديه عن طريق ما يسمى بالكُرُوموزومات والجِينات».
وقيل: إن الوراثة هي «كل العوامل الداخلية التي كانت موجودة عند بداية الحياة (أي عند الإخصاب)، أو هي تلك الاستعدادات العامة والخاصة الكامنة في الفرد والتي تستجيب للمؤثرات الخارجية والداخلية فتنشط».
تأثير الوراثة على سلوكيات الأطفال وطبائعهم:
يمكن القول «بصفة عامة: إن قانون الوراثة يصدق على الناحية العقلية صدقَه على الناحية الجسمية، وإن الابن لا يرث ملامح أبيه وحدها، ولكنه يرث – أيضا – عادات أبيه العصبية، وخصاله الخلقية»؛ إذ يقرر علماء الوراثة أن لها ثلاثة مظاهر:
وراثة جسمية: وهي وراثة الخصائص التي تتصل بالجسم.
ووراثة عقلية: أي وراثة خصائص الذكاء العام، والطائفي والنوعي، ووراثة القوى العقلية الأخرى كالذاكرة والخيال.
وأخيرا: الوراثة الخُلُقية، حتى ليقال: إن الأخلاق إذا كان بعضها مما يكتسب، فإن المكتسب مبني على ما هو موروث.
وهذا يعني أن الوراثة لا تقتصر على ما يتعلق بالتكوين الجسمي من صفات وملامح: كشكل الوجه، والطول، والقصر، ولون البشرة ... إلخ؛ بل يمتد تأثيرها ليشمل أمورا تتصل بالتكوين العقلي: كالذكاء، والبَلَه، وقوة العزيمة، والإرادة، ومقومات الشخصية، كما قد يمتد تأثير الوراثة أيضا ليشمل أمورا تتعلق بالفضائل أو النقائص الخُلُقية، مثل: الكرم، والبخل، والشجاعة، والجبن، والتقوى، والورع، وحب الرذيلة، والميل إلى الإثم.
وفي هذا الصدد يذكر الدكتور جمال مختار حمزة: أن هناك عوامل وراثية ممهدة، ليست مَرَضية في ذاتها، ولكنها تلعب دورا هاما في نشأة الصفات الخلقية الشاذة، وهذه العوامل هي: المزاج العصبي، والغرائز؛ حيث تسري الحالات العصبية في الأسر؛ فيولد بعض الناس بمزاج عصبي، كما أننا نرث الغرائز، وهي المادة الأولية الأساسية في تكوين الخلق.
وهناك من الشواهد ما يؤكد أهمية الوراثة وتأثيرها على شخصية الكائن الحي وصفاته العقلية، وتتمثل هذه الشواهد في تلك الدراسات الخاصة بالتوائم، والتي كشفت عن وجود تشابه كبير بين التوائم في أنماط سلوكهم وكيفية استجاباتهم للمؤثرات المحيطة بهم، والتشابه بينهم في ذلك أكثر مما هو موجود بين الأفراد الذين يمت بعضهم إلى بعض بصلة، كما وجد أيضا أن التشابه في النواحي النفسية بين التوائم كان أكثر من التشابه في النواحي العقلية، وأن التوائم المتحدة الناتجة عن انقسام بويضة واحدة كان التشابه بينها – بصورة عامة – أكثر منه بين التوائم المنفصلة الناتجة عن بويضتين منفصلتين.
تأثير الوراثة في ضوء السنة النبوية:
أقر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تأثير الوراثة في سلوكيات الأشخاص وطبائعهم وأخلاقهم؛ يدل لذلك قوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} [آل عمران: 33، 34]، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».
فإن فيما أشارت إليه الآية الكريمة والحديث النبوي من الاصطفاء من الذرية دلالةً واضحة في تأثير الأجداد والآباء في ذرياتهم، وأن صفات الأجداد والآباء تنتقل عن طريق الوراثة إلى الأبناء والأحفاد.
وقد نص الرسول صلى الله عليه وسلم على توارث بعض الصفات الخلقية، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «إن الود يُتَوارث».
ويشير عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى توارث بعض الصفات العقلية؛ فيقول: «لم يقم جنين في بطن حمقاء تسعة أشهر إلا خرج مائقا»، وقوله: «مائقا»، أي: أحمق غبيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تأثير الوراثة في انتقال بعض الصفات الجسمية من الأب إلى ابنه فيما يروى عن ابن عباس – رضي الله عنهما -: «أن هلال بن أمية قذف امرأته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «البينة أو حدٌّ في ظهرك» فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة؟! فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «البينة أو حد في ظهرك»، فقال: والذي بعثك بالحق، إني لصادق، ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل - عليه السلام - وأنزل عليه قوله تعالى: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين} [النور: 6 - 9]، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم إليها، فجاء هلال فشهد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟»، فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها، وقالوا: إنها الموجبة. قال ابن عباس – رضي الله عنهما –: فتلكَّأَتْ ونكصت، حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الألْيَتَيْن – أي: عظيمهما – خَدَلَّج الساقين – أي: ممتلئهما - فهو لشريك بن سحماء»، فجاءت به كذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لولا ما مضى من كتاب الله، كان لي ولها شأن».
فقوله صلى الله عليه وسلم: «أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين ... إلخ» إشارةٌ منه صلى الله عليه وسلم إلى انتقال مثل هذه الصفات الجسدية من الأب إلى ابنه عن طريق الوراثة، وأن وجود هذه الصفات في المولود دليل على نسبته إلى من يتفق معه في هذه الصفات عند التنازع، ولكن امتنع الرسول صلى الله عليه وسلم من الأخذ بهذه الدلالة؛ لما مضى من حكم اللِّعَان الثابت بكتاب الله تعالى.
ولكن إذا لم يكن لعانٌ، فلا مانع من اعتبار تلك الصفات دليلا على نسبة المولود إلى والده عند التنازع، وهو ما أخذ به الفقه الإسلامي فيما جاء من الأحكام بخصوص القافة، وإلحاق الولد، والتنازع في النسب، وغير ذلك من الأبواب الفقهية.
والسنة النبوية إذ تقرر انتقال الصفات الجسدية والعقلية والخلقية من الأصول إلى الفروع عن طريق الوراثة – على ما مضى – وتعوِّل على ذلك في بعض الأحكام – فإنها لا تعول على ذلك تعويلا مطلقا، بل تقرر – أيضا – أن حدوث تفاوت واختلاف في الصفات بين الأصل وفرعه أمر واقع ومقبول، ولا ينبغي أن يكون ذلك سببا في الطعن في الأنساب، أو التشكك في صحتها؛ فقد روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: «أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ولد لي غلام أسود - وهو يُعَرِّض بنفيه - فلم يرخّص له في الانتفاء منه، فقال: هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: فما ألوانها؟ قال: أحمر، قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم، قال: أَنَّى ذلك؟ قال: لعله نزعه عِرْق، فقال صلى الله عليه وسلم: فلعل ابنك نزعه عرق».
التدابير النبوية لتفادي الآفات الوراثية:
وضعت السنة النبوية من التدابير ما يمكن به تفادي الآثار السيئة التي يمكن أن تنجم عن انتقال بعض الصفات الوراثية، أو على الأقل الحد من خطورتها.
ومن هذه التدابير: العناية باختيار الزوجين، ومراعاة الآداب النبوية عند المعاشرة الجنسية، ثم العناية بالأولاد؛ لمعالجة ما قد ينتقل إليهم من صفات، وقد سبق الخوض في التفاصيل المتعلقة بهذه التدابير فيما مضى من مباحث وفصول، غير أنه يمكن الإشارة إليها هاهنا في عجالة؛ لتتم الفائدة، كالتالي:
التوجيهات النبوية في اختيار الزوجين:
إذا كانت صفات الآباء تنتقل إلى أبنائهم، فليعلم كل من الزوجين أنه عندما يختار شريك حياته، فهو يختار في الوقت نفسه صفات أولاده، وما يمكن أن يكونوا عليه إن رزقهم الله بالذرية؛ الأمر الذي يؤكد على أهمية اختيار كل من الزوجين لصاحبه؛ لأن القضية صارت أكبر من أمر فردي يخص أحد الزوجين، فأصبحت مسألة تؤثر في الأسرة جميعها، بل وفي الأجيال القادمة التي ستنحدر من نسل هذه الأسرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك كان التوجيه النبوي لكلا الزوجين بأن يحسن كل منهما اختيار صاحبه؛ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأَكْفاء وأنكحوا إليهم»، وفي رواية: «تخيروا لنطفكم؛ فإن العرق دساس»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، إياكم وخضراء الدِّمَن!»، قيل: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: «المرأة الحسناء في المنبت السوء».
ومن الأسس التي أرشدت إليها السنة النبوية عند اختيار الزوجين: الاختيار على أساس الدين، والاغتراب في النكاح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يداك»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير». وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تنكحوا القرابة؛ فإن الولد يخلق ضاويا»، أي: ضعيفا هزيلا.
فهذه الأحاديث ترشد إلى اختيار الزوجين اللذين يتمتعان بحسن الخُلُق والخِلْقة؛ ليكون ذلك أحرى بالانتقال إلى أولادهما؛ فيقدمان للمجتمع جيلا قويمًا خُلُقُه، قويًّا جسمُه وعقله.
التوجيهات النبوية عند المعاشرة الجنسية:
إذا كان اللقاء الجنسي بين الرجل وامرأته هو الوسيلة التي جعلها الله سببا لإيجاد الولد، فإنه ينبغي للوالدين وهما يُقْدِمان على تلك اللحظة الفاصلة التي قد يبدأ من عندها وجود خَلْق جديد ينتسب إليهما، أن يكونا في معية الله تعالى، يذكرانه ويستعينان به ويسألانه أن يجنب هذا الخلق الجديد ما قد يشينه من الصفات التي يمكن أن تنتقل إليه منهما؛ ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الزوجين عند الجماع إلى ذكر الله تعالى؛ فقد روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن أحدهم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رُزِقنا، فيولد بينهما ولد - فلا يصيبه الشيطان أبدا».
وفي رواية: «لو أن أحدهم إذا جامع قال: اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رُزِقنا، فقُضي بينهما ولد، لم يضره الشيطان إن شاء الله».
وروى عبد الرزاق عن الحسن قال: إذا أتى الرجل أهله فليقل: «بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، ولا تجعل للشيطان نصيبا فيما رزقتنا، قال: فكان يرجى إن حملت أو تلقت أن يكون ولدا صالحا».
العناية بالأولاد لتلافي ما قد ينتقل إليهم من عيوب وراثية:
مع إقرار السنة النبوية المطهرة بأثر الوراثة في النسل، فإنها قد أرشدت إلى أن هذه الآثار يمكن بالتربية الصحيحة أن يُهَذَّب من شذوذها، وأن يقوَّم من اعوجاجها؛ وذلك بالعناية بالنسل، ورعايته وحسن توجيهه؛ ومن ثم كانت العناية النبوية بالوليد من جميع النواحي، وفي مختلف المراحل: فاعتنت بالجنين حملا، وبالوليد منذ ساعة وضعه، ثم برضاعه، وفطامه، وحضانته، والنفقة عليه، والعناية به جسميا وعقليا ونفسيا ... ومن خلال هذا المنهج النبوي التربوي القويم يمكن التغلب على ما قد يلحق بالطفل من أضرار خَلْقية أو خُلُقية عن طريق الوراثة.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 08:47]ـ
شكرا أخي الفاضل
وأود الإضافة بأن هناك أمور وراثية، وهناك أمور مكتسبة
فاستعدادات بعض سمات الشخصية التي توجد بشكل فطري عند الطفل كالعنف و الغضب، تقوم البيئة إما بتغذيتها أو تهذيبها.
ولو قلنا أن العنف أو الغضب و الشذوذ وراثي، هذا يعني أنا نعطي مسوغات للتمادي،
وقد قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت).
فلابد من التوازن، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما الحلم بالتحلم)، فلابد من تهذيب الذات، وتربية النفس.
فالبيئة لها أثر إما بزيادة الغضب، والعنف، وغيرها، وإما أن يكون دورها إيجابي بحل المشكلات وتهذيبها، ويكون ذلك عن طريق ضبط المشاعر.
الخلاصة:
لا يلغى أثر الوراثة بالكلية، ولا يفسر به السلوك دائماً.
والله أعلم
ـ[ظاعنة]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 10:36]ـ
ثمة سمات وراثية سيئة قد يكتسبها الأبناء ويتركهم آباؤهم بحجة أنها وراثة رغم أنها تتغير بالتهذيب والتربية، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الحلم بالتحلم ".
ـ[أبو أسامة]ــــــــ[29 - Nov-2006, صباحاً 11:20]ـ
الأخت طالبة علم
الأخت ظاعنة
أشكر لكما مروركما، وأشاطركما الرأي بأن السلوك الإنساني أيًا كان وراثياً أم مكتسبًا يمكن تهذيبة من خلال التربية.
أما البيئة وأثرها في ذلك فهي مدار حديثنا القادم بإذن الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 05:03]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أبا أسامة
بحثٌ موفق، واسمح لي بالتعقيب على ما في الاقتباس الآتي من أحاديث:
حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «إن الود يُتَوارث».
فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأَكْفاء وأنكحوا إليهم»،
وفي رواية: «تخيروا لنطفكم؛ فإن العرق دساس»،
ويقول صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، إياكم وخضراء الدِّمَن!»، قيل: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: «المرأة الحسناء في المنبت السوء».
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تنكحوا القرابة؛ فإن الولد يخلق ضاويا»، أي: ضعيفا هزيلا.
فهذه الأحاديث كلها ضعيفة، ولا يجزم بنسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وضعفُها لا يعني إلغاءَ ما تضمَّنته من الترغيب في انتقاء الزوجة المناسبة، خلا آخر الأحاديث؛ وهو حديث:
"لا تنكحوا القرابة؛ فإن الولد يُخلق ضاوياً"
فإنه حديثٌ ليس له إسناد، وهو منكر المتن أيضاً
لأنه يدلُّ على النهي عن نكاح القريبات
مع أنَّ الزواج بين الأقارب مشتهرٌ في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم
وابنته فاطمة رضي الله عنها زوجةٌ لابن عمِّ أبيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة]ــــــــ[02 - Dec-2006, صباحاً 11:01]ـ
أشكر لك - أخي الحمادي - مداخلتك الطيبة
سأعمل لاحقًا على تخريج ما يرد في مشاركاتي من أحاديث أو آثار
دمت في حفظ الله(/)
طرف، وملح، وفوائد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 05:53]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على صفوة عباد الله محمد بن عبد الله، أما بعد:
فهذه بعض الطرف، والملح، والفوائد قد مرت علي، وأعجبتني فرأيت جمعها لعلها تنفع من قرأها، أو ترفع الملل عنه.
في وفيات الأعيان 4/ 269 في ترجمة الباقلاني:
وكان كثير التطويل في المناظرة مشهورا بذلك عند الجماعة، وجرى يوما بينه، وبين أبي سعيد الهاروني مناظرة، فأكثر القاضي أبو بكر المذكور فيها الكلام، ووسع العبارة، وزاد في الإسهاب، ثم التفت إلى الحاضرين، وقال: اشهدوا علي أنه إن أعاد ما قلت لا غير لم أطالبه بالجواب!
فقال الهاروني: اشهدوا علي أنه إن أعاد كلام نفسه سلمت له ما قال!.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 05:55]ـ
في مروج الذهب للمسعودي 4/ 239 [ط: عبد الحميد]
وكان أبو خليفة ـ الفضل بن الحباب الجمحي ـ لا يتكلف الإعراب بل قد صار له كالطبع لدوام استعماله إياه من عنفوان حداثته، وكان ذا محل من الإسناد، وله أخبار ونوادر حسان قد دونت منها أن بعض عمال الخراج بالبصرة كان مصروفا عن عمله، وأبو خليفة مصروفا عن قضائه فبعث العامل إلى أبي خليفة أن مبرمان النحوي صاحب أبي العباس المبرد قد زارني في هذا اليوم إلى بعض النهار، والبساتين، فأتوه مبكرين مع من حضرنا من أصحابنا، وسألوه الحضور معهم، فجلسوا في سمارية متفكهين قد غير ظواهر زيهم حتى أتوا نهرا من أنهار البصرة، واستحسنوا بعض البساتين فقدموا إليه، وخرجوا إلى الشط، وجلسوا تحت النخل على شط النهر، وقدم إليهم ما حمل معهم من الطعام، وكان أيام المبادي، وهي الأيام التي يثمر فيها الرطب فيكبسونه في القواصر تمرا، وتكون حينئذ البساتين مشحونة بالرجال ممن يعمل في التمر من الأَكَرَة، وهم الزراع وغيرهم، فلما أكلوا، قال بعضهم لأبي خليفة ـ غير مكن له خوفا أن يعرفه من حضر ممن ذكرنا من الأَكَرَة، والعمال في النخل ـ: أخبرني أطال الله بقاءك عن قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} هذه الواو ما موقعها من الإعراب؟
قال أبو خليفة: موقعها رفع، وقوله: قوا هو أمر للجماعة من الرجال.
قال له: كيف تقول للواحد من الرجال، وللاثنين؟
قال يقول للواحد من الرجال: قِ، وللاثنين: قيا، وللجماعة قوا.
قال كيف تقول للواحدة من النساء، وللاثنتين منهن وللجماعة منهن؟
قال أبو خليفة: يقال للواحدة: قي، وللاثنتين: قيا، وللجماعة: قين.
قال: فأسألك أن تعجل بالعجلة، كيف يقال للواحد من الرجال، والاثنين والجماعة، والواحد من النساء، والاثنتين منهن، والجماعة منهن؟
قال أبو خليفة عجلان [بسرعة]: قِ قيا قوا قي قيا قين، وكان بالقرب منهم جماعة من الأكرة فلما سمعوا ذلك استعظموه، وقالوا: يا زنادقة! أنتم تقرءون القرآن بحروف [بقراءة] الدجاج!، وعدوا عليهم، فصفعوهم فما تخلص أبو خليفة، والقوم الذين كانوا معه من أيديهم إلا بعد كدٍ طويل. اهـ.
* من فوائد هذه الحكاية تجنب الكلام فيما لا يُفهم عند من لا يَفهم.، ومعروف ما قال علي وابن مسعود رضي الله عنها في هذا.
* القاعدة في فعل الأمر أنه يبنى على ما يجزم به مضارعه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 05:56]ـ
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 163:
سمعت يحيى بن معين يقول: ـ وذكر أبا سليمان الجرجاني ـ فقال: أبو جرجان ينبغي أن نهدم حول داره أربعين دارا هكذا، وأربعين دارا هكذا، وأربعين دارا هكذا، وأربعين دارا هكذا، فقال أبو خيثمة: يا أبا زكريا فيدخل دارك في هذا الهدم؟!
قال: لا أبالي يبدأ بداري أولا حتى تطهر تلك البلاد منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 05:56]ـ
في الأذكياء لابن الجوزي ص 216:
حكى لنا بعض إخواننا أن شاعرا كان في بلد فقدم عليهم شاعر آخر، فأراد أن يكسر عليه شوكته، فقال لأهل البلد:
وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 05:57]ـ
في الأذكياء لابن الجوزي ص106:
كان الأعمش إذا صلى الفجر جاءه القراء فقرأوا، وكان أبو حصين إمامهم، فقال الأعمش يوما: إن أبا حصين يتعلم القراءة منا لا يقوم من مجلسه كل يوم حتى يفرغ ويتعلم بغير شكر، ثم قال لرجل ممن يقرأ عليه: إن أبا حصين يكثر أن يقرأ بالصافات في صلاة الفجر، فإذا كان غدا فاقرأ عليّ الصافات، واهمز الحوت؛ فلما كان من الغد قرأ عليه الرجل الصافات، وهمز الحوت، ولم يأخذ عليه الأعمش، فلما كان بعد يومين، أو ثلاثة قرأ أبو حصين بالصافات في الفجر، فلما بلغ الحوت همز، فلما فرغوا من صلاتهم، ورجع الأعمش إلى مجلسه دخل عليه بعض إخوانه، فقال الأعمش: يا أبا فلان لو صليت معنا الفجر لعلمت ما لقي الحوت من هذا المحراب؛ فعلم أبو حصين ما لذي فعل به، فأمر بالأعمش، فسحب حتى أخرج من المسجد. قال: وكان أبو حصين عظيم القدر في قومه بني أسد. اهـ.
ورويت الحكاية بسياق مختلف في سير أعلام النبلاء 5/ 414.
من فوائد هذه الحكاية:
* أن ينتبه الطالب لفضل شيخه عليه، وأن يكثر من الدعاء له وشكره الثناء عليه، وألا يتنكر له بعد الاستفادة منه.
* لما قرأت هذه الحكاية تعجبت فقلت: وقد كانوا يعانون مما نعاني منه! فبعض الأئمة يمكث في الإمامة سنين طويلة، ولا يعدو بعض السور والمقاطع يكررها حتى كأنه لم ينزل من القرآن غيرها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:00]ـ
في تاريخ الدوري3/ 77 ترجمة رقم (309)
سمعت يحيى [بن معين] يقول: وذكرتُ له شيخنا كان يلزم سفيان بن عيينة يقال له: ابن مناذر (1)؟
فقال: أعرفه كان صاحب شعر، ولم يكن من أصحاب الحديث، وكان يرسل العقارب في مسجد الحرام حتى تلسع الناس!!، وكان يَصبُ المداد [الحبر] في المواضع التي يتوضى منها حتى تسود وجوه الناس!! ليس يروى عنه رجل فيه خير.
-------
(1) محمد بن مناذر مولى بني صبير بن يربوع شاعر معروف.
مترجم في: الأنساب [مخطوط ص:أ326]، ومعجم الأدباء 5/ 447، والوافي 5/ 43.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:03]ـ
قال العلامة أبو محمد ابن حزم في الفصل 4/ 156:
وقالوا [الأشعرية]: إن إبليس لم يكفر بمعصيته الله في ترك السجود لآدم، ولا بقوله ـ عن آدم ـ: أنا خير منه، وإنما كفر؛ بجحد لله تعالى كان في قلبه.
قال أبو محمد: هذا خلاف للقرآن، وتكهن لا يعرف صحته إلا من حدثه به إبليس عن نفسه على أن الشيخ غير ثقة فيما يحدث به!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:04]ـ
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 3/ 974:
سمعت محمد بن عبد الله لحافظ يقول: سمعت أحمد بن سهل الفقيه البخاري ببخارى يقول: سمعت قيس بن أنيف يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: ورد ها هنا شاب من أهل الري فقال: والله لا أخرج من بغلان حتى أكبر على أبي رجاء أربع تكبيرات!
قال: والمسكين توفي ها هنا، فكبرتُ عليه أربعا، وزدت الخامسة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:05]ـ
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 1/ 241:
سمعت عبد الله بن محمد الحافظ، وعبيد الله بن محمد بن بدر يقولان: سمعنا أحمد بن كامل القاضي يقول: سمعت أبا العيناء الضرير يقول: أتيت عبد الله بن داود الخريبي ـ وكان قد أمسك عن الرواية ـ فقلت: حدثني، فقال: يا غلام مُرّ، وأقرأ القرآن. فقلت: قد قرأت.
فقال: هات {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} (71) سورة يونس.
فقرأت، وجودت.
فقال: أحسنت مُرّ، وتعلم بعد القرآن الفرائض.
فقلت: قد تعلمت.
فقال: أيهما اقرب إليك ابن أخيك أم ابن عمك؟
فقلت ابن أخي.
فقال: ولم قلت؟
فقلت: لأنه ولدته أمي.
فقال: يا غلام تعلم بعد هذين العربية.
فقلت: تعلمت العربية قبل القرآن، والفرائض.
فقال: قول عمر: (يا لله يالمسلمين) لِمَ فتح الأولى، وكسر الثانية؟
فقلت: فتح الأولى للاستغاثة، وكسر الثانية للاستنصار.
فقال: يا غلام لو كنت محدثا أحدا لحدثتك.!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:06]ـ
في الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 475:
قال سندي: سأل رجل أبا عبد الله [أحمد بن حنبل] فقال: إن أبي يأمرني أن أطلق امرأتي؟
فقال: لا تطلقها.
قال: أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلق امرأته.
قال: حتى يكون أبوك مثل عمر رضي الله عنه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:08]ـ
سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي 2/ 334:
قلت: بشر بن يحيى بن حسان؟
قال: خراساني من أصحاب الرأي كان لا يقبل العلم، وكان أعلى أصحاب الرأي بخراسان فقدم علينا فكتبنا عنه، وكان يناظر فاحتجوا عليه بطاووس، فقال بالفارسية:يحتجون علينا بالطيور!
قال أبو زرعة: كان جاهلا، بلغني أنه ناظر إسحاق بن راهويه في القرعة، فاحتج عليه إسحاق بتلك الأخبار الصحاح = فأفحمه، فانصرف ففتش كتبه فوجد في كتبه حديث النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن القزع"
فقال لأصحابه: قد وجدت حديثا أكسر به ظهره!! فأتى إسحاقَ، فأخبره، فقال إسحاق: إنما هذا القزع! أنه يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:10]ـ
في سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي 2/ 410:
وسمعت أبا زرعة يقول: قلنا ليحيى بن معين: إن سويد بن سعيد يحدث عن ابن أبي الرجال عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من قال في ديننا برأيه فاقتلوه ".
فقال يحيى: سويد ينبغي أن يبدأ به فيقتل ..
وهو في العلل 1/ 457 بنحوه مختصرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:11]ـ
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 127:
وسمعت يحيى [بن معين] وذكر حسين الخياط؟
قال: أخذ حجة من آل المطلب بن عبد الله بن مالك، فذهب إلى الأهواز فقعد بها!
فقال أبو خيثمة: يا أبا زكريا إنه يحدث!
فقال: ما يكتب عنه إلا من لعنه الله وغضب عليه!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:12]ـ
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 127:
سمعت يحيى وسئل عن سويد بن سعيد الأنباري؟
فقال: مولى الجواسنة! ليس بشيء إلا أن يحدث من حفظه.
فقيل له: يا أبا زكريا: ما مولى الجواسنة؟
فقال: حدث بحديث الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة: " لا يليكم بعد عمر إلا أصعر أبتر مولى الجواسنة.
فقيل له: إنما هو مولي الحق استه.
فقال: اسكت حذيفة كان يسفه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 06:14]ـ
قال ابن القيم في أعلام الموقعين 4/ 208:
وكثير منهم [صنف من المفتين] نصيبهم مثل ما حكاه أبو محمد بن حزم قال: كان عندنا مفت قليل البضاعة، فكان لا يفتي حتى يتقدمه من يكتب الجواب، فيكتب تحته: جوابي مثل جواب الشيخ.
فقدر أن اختلف مفتيان في جواب، فكتب تحتهما جوابي مثل جواب الشيخين، فقيل له: إنهما قد تناقضا! فقال: وأنا أيضا تناقضت كما تناقضا!
وقد أقام الله سبحانه لكل عالم، ورئيس، وفاضل من يظهر مماثلته، ويرى الجهال ـ وهم الأكثرون ـ مساجلته ومشاكلته، وأنه يجري معه في الميدان، وأنهما عند المسابقة كفرسي رهان، ولا سيما إذا طول الأردان، وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كذنب الأتان، وهدر باللسان، وخلا له الميدان الطويل من الفرسان،
فلو لبس الحمار ثياب خز * لقال الناس يا لك من حمار!
وهذا الضرب إنما يستفتون بالشكل لا بالفضل، وبالمناصب لا بالأهلية قد غرهم عكوف من لا علم عنده عليهم، ومسارعة أجهل منهم إليهم تعج منهم الحقوق إلى الله تعالى عجيجا، وتضج منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا، فمن أقدم بالجرأة على ما ليس له من: فتيا، أو قضاء، أو تدريس استحق اسم الذم، ولم يحل قبول فتياه، ولا قضائه هذا حكم دين الإسلام
وإن رغمت أنوف من أناس * فقل يا رب لا ترغم سواها.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Nov-2006, صباحاً 05:58]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:41]ـ
بارك الله فيك أبا محمد
في التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور 1/ 92:
وقد ذكر النحويون في الوقف على تاء التأنيث هاء،
أن رجلا نادى يا أهل سورة البقرت ـ بإثبات التاء في الوقف، وهي لغة ـ، فأجابه مجيب: ما أحفظ منها ولا آيتْ.
محاكاة للغته.
وينظر: شرح قطر الندى ص280.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:45]ـ
في طبقات الحنابلة 2/ 392:
قال الخلال أخبرني محمد بن أحمد الطرسوسي قال: سمعت محمد بن يزيد المستملي يقول: سأل رجل أحمد بن حنبل فقال: أكتب كتب الرأي؟
قال: لا تفعل، عليك بالآثار، والحديث.
فقال له السائل: إن عبدالله بن المبارك قد كتبها.
فقال له أحمد: ابن المبارك لم ينزل من السماء! إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق.
وقال المروذي في الورع ص118:
وسمعت أبا عبد الله يقول: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن " التبتل "، فمن رغب عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم = فهو على غير الحق، ومن رغب عن فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والمهاجرين والأنصار = فليس هو من الدين في شيء، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إني مكاثر بكم الأمم". ويعقوب في حزنه قد تزوج، وولد له والنبي صلى الله عليه وسلم قال:" حبب إلي النساء "، وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم تزوجوا.
قلت: إنهم يقولون: قد ضاق عليهم الكسب من وجهه.
فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج على خاتم لمن ليس عنده شيء.
قلت: وعلى سورة.
قال: دع هذا.
قلت: أو ليس هو صحيحا.
قال: دعه، إذا نهيتك عن شيء فانته، ينبغي أن يتزوج الرجل، فإن كان عنده انفق عليها، وإن لم يكن عنده صبر.
قلت: أنتم تقولون لي: إن لم أجد ما أنفق أطلق، وقع لي عمل، وكان مهرها ألف درهم، وليس عندي شيء.
فضحك ثم قال: تزوج على خمسة دراهم ابن المسيب زوج ابنته على درهمين.
قلت: لا يرضى أهلي مني أن أتزوج على خمسة دراهم.
قال: ها جئتني بأمر الدنيا فهذا شيء آخر.
قلت: إن إبراهيم ابن ادهم يحكي عنه أنه قال: لروعة صاحب عيال ... فما قدرت أن أتم الحديث حتى صاح بي، وقال: وقعنا في بنيات الطريق انظر عافاك الله ما كان عليه محمد وأصحابه.
قلت: لأبي عبد الله: إن الفضيل يروي عنه أنه قال: لا يزال الرجل في قلوبنا حتى إذا اجتمع على مائدته جماعة زل عن قلوبنا.
قال: دعني من بنيات الطريق العلم هكذا يؤخذ انظر ـ عافاك الله ـ ما كان عليه محمد وأصحابه، ثم قال: هو ذا أهل زمانك الصالحون، هل تجد فيهم إلا من هو متزوج، ثم قال: ليتق الله العبد، ولا يطعمهم إلا طيبا، لبكاء الصبي بين يدي أبيه متسخطا يطلب منه خبزا أفضل من كذا وكذا يراه الله بين يديه، ثم قال: هو ذا عبد الوهاب كن مثل هؤلاء، لو ترك الناس التزويج من كان يدفع العدو؟!
وقال لي أبو عبد الله: صاحب العيال إذا تسخط ولده بين يديه يطلب منه الشيء أين يلحق به المتعبد الأعزب؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:46]ـ
وقال المروذي في أخبار الشيوخ ص41: سمعت إسحاق بن حنبل ـ ونحن بالعسكر [سامرا]ـ يناشد أبا عبد الله، ويسأله الدخول على الخليفة ليأمره، وينهاه، وقال له: إنه يقبل منك، هذا إسحاق بن راهويه يدخل على ابن طاهر، فيأمره، وينهاه.
فقال له أبو عبد الله: تحتج علي بإسحاق؟! فأنا غير راض بفعاله ...
وهو في الآداب الشرعية 3/ 464، ووقع هناك: مكان إسحاق بن حنبل إسحاق بن إبراهيم!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:47]ـ
قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1/ 291: أنبأنا الوالد السعيد، عن يوسف القواس، حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم لؤلؤا يقول: مررت في الطريق، فإذا بشر المريسي، والناس عليه مجتمعون، فمر يهودي، فأنا سمعته يقول: لا يفسد عليكم كتابكم، كما أفسد أبوه علينا التوراة، يعني: أن أباه كان يهوديا. اهـ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:49]ـ
الآداب الشرعية 2/ 152:
وقال أبو حيان النحوي المتأخر المشهور في أثناء كلام له:
وأما إن كان صاحب تصانيف، وينظر في علوم كثيرة = فهذا لا يمكن أن يبلغ الإمامة في شيء منها،
وقد قال العقلاء: ازدحام العلوم مضلة للمفهوم، ولذلك تجد من بلغ الإمامة من المتقدمين في علم من العلوم لا يكاد يشتغل بغيره، ولا ينسب إلى غيره، وقد نظمت أبياتا في شأن من ينهز بنفسه، ويأخذ العلم من الصحف بفهمه:
يظن الغمر أن الكتب تهدي * أخا فهم لإدراك العلوم
وما يدري الجهول بأن فيها * غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ * ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس العلوم عليك حتى * تصير أضل من توما الحكيم (1)
أشرت إلى قول بعضهم:
قال حمار الحكيم توما * لو أنصفوني لكنت أركب
لأنني جاهل بسيط * وصاحبي جاهل مركب
ترجمة توما في الدرر الكامنة 2/ 75 قيل: هو المعني في الأبيات.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 06:27]ـ
سؤالات البرذعي 2/ 575:
قلت: لأبي زرعة قرة بن حبيب تغير؟
فقال: نعم كنا أنكرناه بآخره، غير أنه كان لا يحدث إلا من كتابه، ولا يحدث حتى يحضر ابنه، ثم تبسم، فقلت: لم تبسمت؟
قال: أتيته ذات يوم، وأبو حاتم، فقرعنا عليه الباب، واستأذنا عليه، فدنا من الباب ليفتح لنا، فإذا ابنته قد خـ[ـا] فت، وقالت له: يا أبة إن هؤلاء أصحاب الحديث، ولا آمن أن يلغطوك، أو يدخلوا عليك ما ليس من حديثك، فلا تخرج إليهم حتى يجيء أخي ـ تعني علي بن قرة ـ فقال لها: أنا أحفظ فلا أمكنهم ذاك.
فقالت: لست أدعك تخرج فإني لا آمنهم عليك، فما زال قرة يجتهد، ويحتج عليها في الخروج، وهي تمنعه، وتحتج عليه في ترك الخروج إلى أن يجيء علي بن قرة، حتى غلبت عليه، ولم تدعه.
قال أبو زرعة: فانصرفنا، وقعدنا حتى وافى ابنه علي، قال أبو زرعة: فجعلت أعجب من صرامتها، وصيانتها أباها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 06:28]ـ
سؤالات البرذعي 2/ 420:
قلت ابن مناذر رجل كان يلزم ابن عيينة؟
قال: نعم، له قصة كان افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي، وكان يقول فيه الأشعار نسال الله الستر والعافية.
قلت: فتراه مع هذا البلاء كان يكذب في الحديث؟
قال: أما هذا فلا أعلمه.
وحضرت أبا زرعة بعد ما قال لي هذه بأيام عند أبي حاتم، وهو يقول: تكلمت بكلمة منذ أيام مع هذا [البرذعي] أتعبتني، وأنا عليها من النادمين: ذكرت ابن مناذر، فقلت: كان افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي = فندمت، لم أطلق هذه اللفظة في أحد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 06:29]ـ
تنبيه الرجل العاقل 2/ 580:
وقال جندب بن عبد الله: " دخل عليّ فتية حزاورة أيام النهر، فقالوا: ندعوك إلى كتاب الله، قال: قلت: أنتم؟!
قالوا: نحن، قلت: أنتم؟!
قالوا: نحن.
قلت: يا أخباث خليقة الله! في اتباعنا تخافون الضلالة، أم في غير سنتنا تلتمسون الهدى؟!
اخرجوا عني ".
ونحوه في إعلام الموقعين 4/ 139
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 06:29]ـ
الورع لابن أبي الدنيا ـ رحمه الله ـ ص 100
قال ابن أبي الدنيا: قرأت في كتاب أبي جعفر الأدمي بخطه قال: كنت باليمن في بعض أسفاري فإذا رجل معه ابن له شاب، فقال إن هذا أبي، وهو من خير الآباء، وقد يصنع شيئا أخاف عليه منه!
قلت: وأي شيء يصنع؟
قال: لي بقر تأتيني مساء فأحلبها، ثم أتي أبي وهو في الصلاة، فأحب أن يكون عيالي يشربون فضله، ولا أزال قائما عليه، والإناء في يدي، وهو مقبل على صلاته، فعسى أن لا ينفتل، ويقبل علي حتى يطلع الفجر! قلت للشيخ: ما تقول؟
قال: صدق، وأثنى على ابنه، وقال لي: أخبرك بعذري، إذا دخلت في الصلاة، فاستفتحت القرآن ذهب بي مذاهب، وشغلني حتى ما أذكره حتى أصبح!
قال سلامة: فذكرت أمرهما لعبد الله بن مرزوق، فقال: هذان يدفع بهما عن أهل اليمن.
قال: وذكرت أمرهما لابن عيينة، فقال: هذان يدفع بهما عن أهل الدنيا. اهـ
قلت: نسأل الله العفو، والستر! ما حالنا اليوم؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 02:28]ـ
قال الخطيب البغدادي في تأريخ بغداد 7/ 60:
حدثني الأزهري أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني حدثني الزبير بن عبد الواحد حدثني يوسف بن يعقوب بن مهران الأنماطي ببغداد حدثنا داود بن علي الأصبهاني حدثنا أبو ثور قال سمعت الشافعي يقول: قلت لبشر المريسي: ما تقول في رجل قتل، وله أولياء صغار، وكبار، هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟
فقال: لا.
فقلت له: فقد قتل الحسنُ بن علي بن أبي طالب ابنَ ملجم، ولعلي أولاد صغار.
فقال: أخطأ الحسن بن علي!
فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟!
قال: وهجرته من يومئذ. اهـ
قلت: هذا من تعظيمه للعلم وللصحابة، وأدبه معهم، وهذا قل في المتأخرين!
قال أبو شامة في مختصر المؤمل ص114: ومن العجب أن كثيرا منهم إذا ورد على مذهبهم أثر عن بعض أكابر الصحابة، يقول مبادرا بلا حياء ولا حشمة: "مذهب الشافعي الجديد أن قول الصحابي ليس بحجة " ... الخ
وفي سبل السلام شيء من ذا كقوله: في قتل الغيلة: وأما حكم عمر ـ رضي الله عنه ـ ففعل صحابي لا تقوم به الحجة.
وقوله في حديث التراويح: وأما قوله ـ يعني عمر رضي الله عنه ـ نعم البدعة، فليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة! وغير ذلك ..
أقول: لينتبه طالب العلم من الوقوع في مثل هذه العبارات، لما فيها من سوء الأدب، ولما تدخله على قائلها من العجب، والغرور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 02:34]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية 2/ 344:
وأما الحجة التي ذكرها [الرازي] عن ابن الهيصم فلم يذكر ألفاظها، لكن ذكر أنه نظمها أحسن من نظمه، ونحن في جميع ما نورده نحكي ألفاظ المحتجين بعينها، فإن التصرف في ذلك قد يدخله خروج عن الصدق، والعدل: إما عمدا، وإما خطأ، فإن الإنسان إن لم يتعمد أن يلوي لسانه بالكذب، أو يكتم بعض ما يقوله غيره، لكن المذهب الذي يقصد الإنسان إفساده = لا يكون في قلبه من المحبة له ما يدعوه إلى صوغ أدلته على الوجه الأحسن حتى ينظمها نظما ينتصر به، فكيف إذا كان مبغضا لذلك، والله أعلم بحقيقة ما قاله ابن الهيصم، وما نقله هذا عنه لكن نحن نتكلم على ما وجدناه مع العلم بأن الكرامية فيهم نوع بدعة في مسألة الإيمان، وغيرها، كما في الأشعرية أيضا بدعة، لكن المقصود في هذا المقام ذكر كلامهم، وكلام النفاة. (1) اهـ
رحم الله شيخ الإسلام، وهذا ظاهر حتى في مسائل الفقه فأنت ترى أكثر أصحاب المذاهب عند ذكر الخلاف لا يحكون مذهب المخالف بحسب ما يذكرها هو، فعلى من أراد الحق الوقوف على كلام كل فريق في كتبه.
--------------------
ابن الهيصم اسمه محمد من الكرامية له كتاب "جمل الكلام".
(1) بداية المسألة، وتفاصيلها 2/ 319.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 02:36]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 106:
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عبدالرحمن بن عبدالحكم قال: سمعت الشافعي يقول: من حدث عن أبي جابر البياضي بيض الله عينيه. اهـ
قلت: يعني أعماها، وأبو جابر هو: محمد بن عبدالرحمن: متهم بالكذب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 02:36]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 117:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن موسى الخياط ـ بالرملة ـ وعلي، عن الربيع: قال سمعت الشافعي يقول: ما نظر الناس إلى شيء هم دونه إلا بسطوا ألسنتهم فيه.
قلت: صدق ـ رحمه الله ـ وهذا اليوم في الناس كثير.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Jan-2007, مساء 01:32]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 117:
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم قال سمعت أبا بكر الخلال يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: ما أوردت الحق، والحجة على أحد، فقبلها مني = إلا هبته، واعتقدت مودته، ولا كابرني أحد على الحق، ودفع الحجة الصحيحة إلا سقط من عيني، ورفضته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Jan-2007, مساء 01:36]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 117:
حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي ثنا الحارث بن محمد الأموي عن أبي ثور قال: كنت من أصحاب محمد بن الحسن، فلما قدم الشافعي علينا جئت إلى مجلسه شبه المستهزئ، فسألته عن مسألة من الدور، فلم يجبني، وقال: كيف ترفع يديك في الصلاة؟ فقلت: هكذا.
فقال: أخطأت.
فقلت: هكذا.
فقال: أخطأت.
فقلت: وكيف أصنع؟
قال: حدثني سفيان [عن الزهري] عن سالم عن أبيه أن النبي ?" كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا ركع وإذا رفع ".
قال أبو ثور: فوقع في قلبي من ذلك، فجعلت أزيد في المجيء إلى الشافعي، وأقصر من الاختلاف إلى محمد بن الحسن، فقال: أجل الحق معه؟!
[قلت: نعم]
قال: وكيف ذلك؟
قال قلت: كيف ترفع يديك في الصلاة، فأجابني نحو ما أخبرت الشافعي، فقلت: أخطأت.
فقال: كيف أصنع؟
فقلت: حدثني الشافعي عن سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي ?:" كان يرفع يديه حذو منكبيه، إذا ركع، وإذا رفع ".
قال أبو ثور: فلما كان بعد شهر، وعلم الشافعي أني قد لزمته للتعلم منه،
قال: يا أبا ثور مسألتك في الدور، وإنما منعني أن أجيبك يومئذ، لأنك كنت متعنتا. اهـ.
قلت: من فوائده الإعراض عن إجابة المتعنت، وتبيين جهله ليعرف قدر نفسه، وإرشاده لما هو أولى.
في الآداب الشرعية 2/ 72:
قال المروذي قال أبو عبد الله: سألني رجلٌ مرة عن يأجوج ومأجوج أمسلمون هم؟
فقلت له: أحكمت العلم حتى تسأل عن ذا؟!
وقال أيضا:قال أبو عبد الله: سأل بشر بن السري سفيان الثوري: عن أطفال المشركين؟ فصاح به، وقال: يا صبي أنت تسأل عن ذا؟!
و2/ 73: وقال أحمد بن حبان القطيعي: دخلتُ على أبي عبد الله [أحمد بن حنبل]، فقلت: أتوضأ بماء النورة؟
فقال: ما أحب ذلك.
فقلت: أتوضأ بماء الباقلاء؟
قال: ما أحب ذلك.
قال: ثم قمت، فتعلق بثوبي، وقال: أيشٍ تقول إذا دخلت المسجد؟
فسكتُ.
فقال: أيش تقول: إذا خرجت من المسجد؟
فسكت.
فقال: اذهب فتعلم هذا. اهـ
قلت: يعني الإمام ـ رحمه الله ـ أنك تركت ما فيه سنة ثابتة، وتحتاجه كل يوم مرارا، وجئت تسأل عما قد لا تحتاجه أبدا، وليس فيه أثر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Jan-2007, مساء 01:41]ـ
ملخص مسند يعقوب بن شيبة [ص36/أ]:
وقال بشر بن عاصم: قلت لسعيد بن المسيب يا أبا محمد: ما يمنعك أن تخرج كما يخرج أهل المدينة إلى تلك الشعاب والأودية ـ قال: ولهم زمان يخرجون فيه إلى تلك الشعاب يصيبون من الثوم ـ؟
قال: لا والله، لا أبيع خمسا وعشرين ومائة صلاة كل يوم بأكلة من ثوم! اهـ
لله دره من إمام فأين من يضيع الصلاة اليوم؟
وأين من يأكل من هذه البقول النتنة ثم يزاحم المصلين وكأنه يفوح مسكا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث الإسلام]ــــــــ[01 - Jan-2007, مساء 03:31]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا على هذه الفوائد وأرجو منك طلبا خاصا أن تدعو لي بالشفاء في ظهر الغيب
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jan-2007, مساء 09:17]ـ
بارك الله فيكم، وأسأله تعالى أن يشفيك.
--------------
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 118:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدالعزيز بن أي رجاء ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء.
حدثنا إبراهيم بن أحمد المقري ثنا أحمد بن محمد بن عبيد الشعراني قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: دخلت على الشافعي ـ وهو عليل ـ فسأل عن أصحابنا، وقال: يا بني لوددت أن الخلق كلهم تعلموا ـ يريد كتبه ـ ولا ينسب إلي منه شيء.
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم حدثني حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أوجر عليه، ولا يحمدوني. اهـ.
قلت: هذا دليل على كمال الصدق والنصح، فما بال بعض طلبة العلم اليوم يخافون من إظهار ما عندهم مخالفة أن يسبقوا إلى نشره، أو نشر بعضه؟!
وقد تكون فيه لفته لمن يكتب باسم مستعار في المنتديات!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jan-2007, مساء 09:20]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 120
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدالعزيز بن أبي رجاء قال سمعت الربيع يقول مرض الشافعي فدخلت عليه فقلت: يا أبا عبدالله قوى الله ضعفك،
فقال: يا أبا محمد لو قوى الله ضعفي على قوتي أهلكني!
قلت: يا أبا عبدالله ما أردت إلا الخير.
فقال: لو دعوت الله علي لعلمت أنك لم ترد إلا الخير. اهـ.
قلت: علم صدق مودته، فتجاوز الألفاظ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jan-2007, مساء 09:23]ـ
* ذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله بن أبي سعد الكراني، أن عبد الله بن سعيد بن زرارة، حدثه عن محمد بن إبراهيم السياري، قال: لما قدم العتابي مدينة السلام على المأمون، أذن له، فدخل عليه وعنده إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وكان العتابي شيخاً جليلاً نبيلاً، فسلم فرد عليه وأدناه، وقربه حتى قرب منه، فقبل يده: ثم أمره بالجلوس فجلس، وأقبل عليه يسائله عن حاله، وهو يجيبه بلسان ذلق طلق، فاستظرف المأمون ذلك، وأقبل عليه بالمداعبة والمزاح، فظن الشيخ أنه استخف به، فقال: يا أمير المؤمنين: الإيناس قبل الإبساس!
فاشتبه على المأمون قوله، فنظر إلى إسحاق مستفهماً، فأومأ إليه، وغمزه على معناه حتى فهم،
فقال: يا غلام، ألف دينار! فأتي بذاك، فوضعه بين يدي العتابي، وأخذوا في الحديث، وغمز المأمون إسحاق بن إبراهيم عليه، فجعل العتابي لا يأخذ في شيء إلا عارضه فيه إسحاق، فبقي العتابي متعجباً، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في سؤال هذا الشيخ عن اسمه؟ قال: نعم سل.
فقال لإسحاق: يا شيخ من أنت؟ وما اسمك؟ قال: أنا من الناس، واسمي كل بصل.
فتبسم العتابي وقال: أما النسب فمعروف، وأما الاسم فمنكر!.
فقال إسحاق: ما أقل إنصافك، أتنكر أن يكون اسمي كل بصل؟ واسمك كل ثوم،
وكل ثوم من الأسماء، أو ليس البصل أطيب من الثوم؟!
فقال له العتابي: لله درك، ما أحجك، أتأذن لي يا أمير المؤمنين في أن أصله بما وصلتني به؟ فقال له المأمون: بل ذلك موفر عليك ونأمر له بمثله.
فقال له إسحاق: أما إذا أقررت بهذا، فتوهمني تجدني، فقال: ما أظنك إلا إسحاق الموصلي الذي تناهى إلينا خبره، قال: أنا حيث ظننت.
وأقبل عليه بالتحية والسلام، فقال المأمون، وقد طال الحديث بينهما: أما إذ قد اتفقتما على المودة، فانصرفا متنادمين.
فانصرف العتابي إلى منزل إسحاق فأقام عنده.
انتهى من الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني [ص 8469 من النسخة الإلكترونية]
وأخرجه الخطيب في تأريخ بغداد 12/ 489 عن الحسن بن الحسين النعالي عن أبي الفرج به.
والحكاية في تأريخ الطبري 5/ 204.
قلت: في لسان العرب: الكُلْثُوم: الكثير لحم الخدّين والوجه. و الكَلْثمة: اجتماع لحم الوجه. وجارية مُكَلْثَمة: حَسَنة دوائر الوجه ذات وجنتين فاتَتْهما سُهولة الخدَّين، ولم تلزمهما جُهومة القُبْح. ووجه مُكَلْثَمٌ: مُستدير كثير اللحم، وفيه كالجَوْز من اللحم، وقيل: هو المتقارب الجَعْدُ المُدَوَّر، ...
و كُلْثُوم: رجل. و أُمُّ كُلْثُوم: امرأَة.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[11 - Jan-2007, مساء 12:46]ـ
شيخنا الفاضل: عبد الرحمن السديس
اسمحوا لنا بالتطفل على مشاركاتكم باضافة بعض مما أعجبني من قراءات لعل فيها الفائدة
ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء، في ترجمة هشام بن العاص السهمي الصحابي الجليل أخو عمرو بن العاص رضي الله عنهم جميعاً:
قال ابن عيينة: قالوا لعمرو بن العاص: أنت خير أم أخوك هشام؟ قال: أخبركم عني وعنه، عرضنا أنفسنا على الله، فقبله وتركني.
قال سفيان: قتل يوم اليرموك أو غيره شهيدا، رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Jan-2007, صباحاً 12:25]ـ
روى علي بن زيد، عن ابن المسيب، قال: قال لي ابن عمر: أتدري لم سميت ابني سالما؟ قلت: لا. قال: باسم سالم مولى أبي حذيفة _يعني أحد السابقين. (سير اعلام النبلاء 4/ 459)
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Jan-2007, صباحاً 12:48]ـ
سلمان الفارسي رضي الله عنه
قال الامام الذهبي: وفد ذكرت في تاريخي الكبير أنه عاش مئتين وخمسين سنة، وأنا الساعة لا
أرتضي ذلك ولا أصححه. (سير اعلام النبلاء 1/ 556)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[17 - Jan-2007, صباحاً 11:23]ـ
ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء
قال أبو محمد الرامهرمزي، حدثنا عبدالله، حدثنا القاسم بن نصر، سمعت خلف بن سالم، حدثني يحيى القطان قال: فدمت الكوفة وبها ابن عجلان، وبها ممن يطلب حفص بن غياث، و مليح بن وكيع، وابن إدريس: فقلت: نأتي ابن عجلان.
فقال يوسف السمتي: نقلب عليه حديثه حتى ننظر فهمه.
قال: ففعلوا.
فما كان عن أبيه جعلوه عن أبي هريرة نفسه.
وما كان للمقبري عن أبي هريرة، جعلوه عن أبيه، عن أبي هريرة.
فدخلوا فسألوه فمر فيها، فلما كان عند آخر الكتاب، تنبه، فقال: أعد.
فعرض عليه، فقال: ما سألتموني عن أبيه، فقد حدثني سعيد وما سألتموني عن سعيد، فقد حدثني أبي به.
ثم أقبل على يوسف بن خالد، فقال: إن كنت أردت شيني وعيبي فسلبك الله الاسلام.
وأقبل على حفص، فقال: ابتلاك الله في دينك ودنياك.
وأقبل على الآخر فقال: لا نفعك الله بعلمك.
قال يحيى القطان: فمات مليح بن وكيع وما انتفع بعلمه، وابتلي حفص بالفالج وبالقضاء، ولم يمت يوسف حتى اتهم بالزندقة.
قال الذهبي:
فهذه الحكاية فيها نظر.
وما أعرف عبدالله هذا، ومليح لا يدرى من هو، ولم يكن لو كيع بن الجراح ولد يطلب أيام ابن عجلان، ثم لم يكن ظهر لهم قلب الاسانيد على الشيوخ.
إنما فعل هذا بعد المئتين.
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Jan-2007, صباحاً 08:15]ـ
قال ابن الجوزي:
نظرت في الأدلة على الحق سبحانه وتعالى، فوجدتها أكثر من الرمل
ورأيت من أعجبها أن الإنسان قد يخفي
مالايرضاه الله عز وجل فيظهره الله سبحانه عليه ولو بعد حين، ويُنطق الألسنه به وإن لم يشاهده الناس.
صيد الخاطر82
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:10]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 124
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم ثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: كل ما قلت لكم، فلم تشهد عليه عقولكم، وتقبله، وتراه حقا = فلا تقبلوه فإن العقول مضطرة إلى قبول الحق.
نحو هذا المعنى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تنبيه الرجل العاقل 1/ 389: [بعد كلام ذكره]
.. وأعلم أن هذا الكلام لكونه باطلا يستثقله القلب العاقل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:11]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 138:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي: .. ـ في ذكر هؤلاء القوم الذين يبكون عند القراءة ـ فقال: قرأ رجل، وإنسان حاضر {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [(4) سورة محمد]، فجعل الرجل يبكي! فقيل له: يا بغيض هذا موضع البكاء؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:12]ـ
قال ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه ص 129: ثنا أحمد بن سلمة بن عبدالله النيسابوري قال: قال أبو بكر محمد بن إدريس ـ وراق الحميدي ـ: سمعت الحميدي يقول: قال: محمد بن إدريس الشافعي خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة، حتى كتبتها، وجمعتها، ثم لما حان انصرافي مررت على رجل في طريقي، وهو مُحتبٍ بفناء داره: أزرق العين ناتىء الجبهة سناط، فقلت له: هل من منزل؟
فقال: نعم.
قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة، فأنزلني، فرأيته أكرم ما يكون من رجل، بعث إلي بعشاء، وطيب، وعلف لدابتي، وفراش، ولحاف، فجعلت أتقلب الليل أجمع ما أصنع بهذه الكتب إذا رأيت هذا النعت في هذا الرجل، فرأيت أكرم رجل، فقلت: أرمي بهذه الكتب، فلما أصبحت، قلت للغلام: أسرج، فأسرج، فركبت، ومررت عليه، وقلت له: إذا قدمت مكة، ومررت بذي طوى، فسل عن منزل محمد بن إدريس الشافعي، فقال لي الرجل: أمولى لأبيك أنا؟!
قلت: لا.
قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟
فقلت: لا.
فقال: أين ما تكلفته لك البارحة؟
قلت: وما هو؟
قال: اشتريت لك طعاما بدرهمين، وإداما بكذا، وعطرا بثلاثة دراهم، وعلفا لدابتك بدرهمين، وكراء الفرش، واللحاف درهمان!
قال: قلت يا غلام اعطه، فهل بقي من شيء؟
قال: كراء المنزل؛ فإني وسعت عليك، وضيقت على نفسي.
قال الشافعي: فغبطت نفسي بتلك الكتب، فقلت له بعد ذلك: هل بقي من شيء؟
قال: امض أخزاك الله، فما رأيت قط شرا منك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:13]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 146:
حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر قال: سمعت أبا القاسم الزيات يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: .. ما رفعت أحدا فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:13]ـ
قال القاضي الأديب الحسن الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص251:
أخبرني أبي، أن القاسم بن نصر المخرمي حدثهم، قال: سمعت علي بن المديني يقول: قدمت الكوفة، فعنيت بحديث الأعمش، فجمعتها، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن، فسلمت عليه، فقال: هات يا علي ما عندك، فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا!
قال: فغضب، فقال: هذا كلام أهل العلم، ومن يضبط العلم، ومن يحيط به؟!
مثلك يتكلم بهذا؟!
أمعك شيء تكتب فيه؟
قلت: نعم.
قال: اكتب.
قلت: ذاكرني فلعله عندي!
قال: اكتب لست أملي عليك إلا ما ليس عندك.
قال: فأملى علي ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا!
، ثم قال: لا تَعُدْ.
قلت: لا أعود، قال علي: فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب، فقال: امض بنا إلى عبد الرحمن، حتى أفضحه اليوم في المناسك!
قال علي: ـ وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج ـ قال: فذهبنا، فدخلنا عليه، فسلمنا، وجلسنا بين يديه، فقال: هاتا ما عندكما، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة.
قال: نعم، ما أحد يفيدنا في الحج شيئا!، فأقبل عليه بمثل ما أقبل عليَّ،
ثم قال: يا سليمان، ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، فوقع على أهله؟
فاندفع سليمان فروى" يتفرقان حيث اجتمعا ويجتمعان حيث تفرقا"
قال اروِ، ومتى يجتمعان؟ ومتى يفترقان؟
قال: فسكت سليمان.
فقال: اكتب، وأقبل يلقي عليه المسائل، ويملي عليه، حتى كتبنا ثلاثين مسألة، في كل مسألة يروي الحديث، والحديثين، ويقول: سألت مالكا، وسألت سفيان، وعبيدالله بن الحسن.
قال: فلما قمت، قال: لا تعد ثانيا تقول ما قلت.
فقمنا، وخرجنا، قال فأقبل عليَّ سليمان، فقال: أيش خرج علينا من صلب مهدي هذا؟!
كأنه كان قاعدا معهم سمعت مالكا، وسفيان، وعبيد الله.اهـ.
قلت: وأخرجه من طريقة الخطيب في الجامع 2/ 417، والتاريخ 10/ 245.
الإمام عبدالرحمن بن مهدي من أكابر علماء هذه الأمة في الفقه، والحديث، ومن العباد الورعين، والأئمة الصادقين، والعلماء العاملين، تخرج عليه الأئمة الكبار كيحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبي حفص الفلاس، وإسحاق بن راهويه، وأبي خيثمة، وطبقتهم.
وسليمان ـ أظنه ـ ابن حرب الإمام الثقة الأزدي البصري قاضي مكة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:15]ـ
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 415:
أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبي، والحسن بن علي بن زياد، نا أبو نعيم ضرار بن صرد، نا عبد العزيز بن أبي حازم قال: قال أبي:" كان الناس فيما مضى من الزمان الأول إذا لقي الرجل من هو أعلم منه قال: اليومَ يومُ غُنمي، فيتعلم منه،
وإذا لقي من هو مثله قال: اليوم يوم مذاكرتي، فيذاكره،
وإذا لقي من هو دونه علمه، ولم يَزهُ عليه.
قال: حتى صار هذا الزمان، فصار الرجل يعيب من فوقه ابتغاء أن ينقطع منه، حتى لا يرى الناس أن له إليه حاجة!
وإذا لقي من هو مثله لم يذاكره، فهلك الناس عند ذلك. اهـ
قلت: أبو حازم هو: سلمة بن دينار الأعرج من صغار التابعين ثقة من الزهاد تولى قضاء المدينة، قال ابن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله.
و رحم الله أبا حازم قال هذا في زمانه! فكيف لو رآى زماننا؟!
وروي نحو هذا الكلام عن الخليل بن أحمد في جامع بيان العلم لابن عبد البر 1/ 133.
وذكره الإمام عبد الرحمن بن مهدي كما في ترجمته من الحلية.
و ضرار بن صرد جرحه كثير من الأئمة، وقواه أبو حاتم، ولا يخفى أن العلماء يقبلون في حكاية مثل هذه الأخبار ما لا يقبلون في أمر الحلال والحرام.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:17]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 12:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبدالرحمن بن محمد، ثنا عبدالرحمن بن عمر، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال: هذا مما جنى عليّ هذا الفراش، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا. اهـ
قلت: رحمه الله من إمام عظيم، هكذا كان سلفنا الصالح في الاجتهاد في العبادة، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل، فزكت نفوسهم، وعلت هممهم، وبقي ذكرهم لمن بعدهم ..
فياليت شعري: كم من الأخيار، وطلبة العلم اليوم من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا، وتكرارا، مع أنه لم يحيي الليل، ولا عشره، بل ولا عشر عشره!
ثم أتراه بعد ذلك يتألم؟ أو يحزن؟ أو يعاقب نفسه لئلا تعود!!
وممن روي عنه أنه سلك مسلك المحاسبة والعقاب لنفسه لتنزجر الإمام عبد الله بن وهب،
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا حرملة سمعت ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما، فأجهدني فكنت اغتاب، وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمنْ حُبِ الدراهم تركتُ الغيبة.
قلت [الذهبي]: هكذا والله كان العلماء، وهذا هو ثمرة العلم النافع.
سير أعلام النبلاء 9/ 228.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:18]ـ
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 412:
حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مُذاكرةً، قال: سمعت الحسن بن علي المقرئ، يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي، يقول: سمعت الأستاذ ابن العميد، يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة، والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدتُ مذاكرةَ سليمان بن أحمد الطبراني، وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته، وذكاء أهل بغداد حتى ارتفعت أصواتها ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته، فقال: نا أبو خليفة نا سليمان بن أيوب .. ، ـ وحدث بالحديث ـ فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب!، ومني سمع أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو إسنادك فإنك تروي عن أبي خليفة عني!
فخجل الجعابي، وغلبه الطبراني، قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة، والرئاسة ليتها لم تكن لي، وكنت الطبراني، وفرحت مثل الفرح الذي فرح به الطبراني لأجل الحديث، أو كما قال .. اهـ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:19]ـ
قال البرذعي في سؤالاته 2/ 550:
سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم في عشر ذي الحجة؟
فأبى أن يقرأه عليّ، وقال لي: فيه كلام أخاف أن لا يصح فلما ألححت عليه، قال: فأخره حتى تخرج العشر، فإني أكره أن أحدث بمثل هذا في العشر يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر. اهـ
مثال عظيم على اغتنام الأيام الفاضلة، والحذر مما قد يكون فيه شيء من النقص في الزمان الفاضل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:20]ـ
زاد المعاد 1/ 313:
.. وقال المروذي: من صلى ركعتين بعد المغرب في المسجد يكون عاصيا؟
قال: ما أعرف هذا.
قلت له: يحكى عن أبي ثور أنه قال: هو عاص.
قال: لعله ذهب إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:"اجعلوها في بيوتكم". اهـ
قلت: رحم الله هذا الإمام انظر كيف يبحث له عن مخرج وتأويل، ولو كان بعض ( ... ) لبادر بالتخطئة، والتجهيل، ولم يتكلف أن ينظر هل للكلام وجه من الصواب أو محمل حسن.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:21]ـ
قال زكريا الساجي: حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد، وعنده بلبل، وابن المديني، وابن أبي خدويه، فقال علي ليحيى ما تقول في طارق، وابن مهاجر؟
فقال: يجريان مجرى واحداً.
فقال الشاذكوني: نسألك عما لا تدري، وتكلف لنا ما لا تحسن!
حديث إبراهيم بن مهاجر خمس مئة عندك عنه مئة، وحديث طارق مئة عندك منها عشرة.
فأقبل بعضنا على بعض، وقلنا: هذا ذُلٌ،
فقال يحيى: دعوه فإن كلمتموه لم آمن أن يَقْرِفَنا بأعظم من هذا!
سير أعلام النبلاء 10/ 681
يقرفنا: يتهمنا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:21]ـ
قال إبراهيم بن أورمة: كان الطيالسي بأصبهان، فلما أراد الرجوع بكى!
فقالوا له: إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح.
قال: لا تدرون إلى من أرجع! أرجع إلى شياطين الإنس ابن المديني، والشاذكوني، والفلاس.
سير أعلام النبلاء 10/ 681
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 12:22]ـ
روى الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 241 بسنده عن أبي بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يسأل عن عبد الرحمن بن مهدي ... ، فذكر لأبي عبد الله عن إنسان أنه يحكي عنه القدر!
قال: ويَحل له أن يقول هذا؟!
هو سمع هذا منه؟!
ثم قال: يجيء إلى إمام من أئمة المسلمين يتكلم فيه!! اهـ
قلت: هذا كذب بلا شك:
قال الدوري: سمعت يحيى ـ ابن معين ـ يقول: كان حماد بن زيد، وعبد الرحمن بن مهدي من أبعد الناس من القدر، قال: جاءوا إلى عبد الرحمن، فقالوا له: قُلِ السحاق بقدر! ـ يعنى: سِحاق النساء ـ، فقال: لا أقول يستخف بي، ولكنه قال: كل شيء بقدر. اهـ من تاريخ الدوري 2/ 360
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[31 - Jan-2007, صباحاً 08:12]ـ
ذكر ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية":
(يُتْبَعُ)
(/)
قال حماد بن زيد، عن ثابت البناني قال: كنت أمر بعبد الله بن الزبير وهو يصلي خلف المقام كأنه خشبة منصوبة لا يتحرك.
وقال الاعمش عن يحيى بن وثاب: كان ابن الزبير إذا سجد وقعت العصافير على ظهره تصعد وتنزل لا تراه إلا جذم حائط.
وقال غيره: كان ابن الزبير يقوم ليله حتى يصبح، ويركع ليله حتى يصبح، ويسجد ليله حتى يصبح.
وقال بعضهم: ركع ابن الزبير يوما فقرأت البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما رفع رأسه.
وقال عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء: كنت إذا رأيت ابن الزبير يصلي كأنه كعب راسب، وفي رواية ثابت.
وقال أحمد: تعلم عبد الرزاق الصلاة من ابن جريج، وابن جريج من عطاء، وعطاء من ابن الزبير، وابن الزبير من الصديق، والصديق من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الحميدي عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن ابن المنكدر قال: لو رأيت ابن الزبير يصلي كأنه غصن شجرة يصفقها الريح، والمنجنيق يقع ها هنا وها هنا.
قال سفيان: كأنه لا يبالي به ولا يعده شيئا.
وحكى بعضهم لعمر بن عبد العزيز أن حجرا من المنجنيق وقع على شرفة المسجد فطارت فلقة منه فمرت بين لحية ابن الزبير وحلقه، فما زال عن مقامه ولا عرف ذلك في صورته، فقال عمر بن عبد العزيز: لا إله إلا الله، جاء ما وصفت.
وقال عمر بن عبد العزيز يوما لابن أبي مليكة: صف لنا عبد الله بن الزبير، فقال: والله ما رأيت جلدا قط ركب على لحم ولا لحما على عصب ولا عصبا على عظم مثله، ولا رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفسه، ولقد مرت آجرة من رمي المنجنيق (*) بين لحيته وصدره فوالله ما خشع ولا قطع لها قراءته، ولا ركع دون ما كان يركع، وكان إذا دخل في الصلاة خرج من كل شئ إليها.
ولقد كان يركع فيكاد الرخم أن يقع على ظهره ويسجد فكأنه ثوب مطروح.
وقال أبو القاسم البغوي: عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن منصور بن زاذان قال: أخبرني من رأى ابن الزبير يسرب في صلاته وكان ابن الزبير من المصلين.
وسئل ابن عباس عن ابن الزبير فقال: كان قارئا لكتاب الله، متبعا لسنة رسول الله، قانتا لله صائما في الهواجر من مخافة الله، ابن حواري رسول الله، وأمه بنت الصديق، وخالته عائشة حبيبة حبيب الله، زوجة رسول الله، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله.
وروي أن ابن الزبير كان يوما يصلي فسقطت حية من السقط فطوقت على بطن ابنه هاشم فصرخ النسوة وانزعج أهل المنزل واجتمعوا على قتل تلكلحية فقتلوها، وسلم الولد، فعلوا هذا كله وابن الزبير في الصلاة لم يلتفت ولا درى بما جرى حتى سلم.
---------------------
(*) وذلك عندما رمى الحجاج الكعبة بالمنجنيق في حصاره لإبن الزبير
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Feb-2007, مساء 05:37]ـ
بارك الله فيكم
قال الشاطبي في الموافقات 1/ 60:
كل علم شرعي فطلب الشارع له إنما يكون حيث هو وسيلة إلى التعبد به لله تعالى، لا من جهة أخرى، فإن ظهر فيه اعتبار جهة أخرى فبالتبع، والقصد الثاني لا بالقصد الأول، والدليل على ذلك أمور:
أحدها: ما تقدم في المسألة قبل أن كل علم لا يفيد عملا فليس في الشرع ما يدل على استحسانه، ولو كان له غاية أخرى شرعية؛ لكان مستحسنا شرعا، ولو كان مستحسنا شرعا لبحث عنه الأولون من الصحابة والتابعين، وذلك غير موجود فما يلزم عنه كذلك.
والثاني: أن الشرع إنما جاء بالتعبد، وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم السلام كقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله) الآيات (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) ... وما أشبه ذلك من الآيات التي لا تكاد تحصى كلها دال على أن المقصود التعبد لله.
والثالث: ما جاء من الأدلة الدالة على أن روح العلم هو: العمل، و إلا فالعلم عارية، وغير منتفع به، فقد قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، وقال (وإنه لذو علم لما علمناه) قال قتادة: يعني: لذو عمل بما علمناه ..
والأدلة على هذا المعنى أكثر من أن تحصى، وكل ذلك يحقق أن العلم وسيلة من الوسائل ليس مقصودا لنفسه من حيث النظر الشرعي، وإنما هو وسيلة إلى العمل، وكل ما ورد في فضل العلم، فإنما هو ثابت للعلم من جهة ما هو مكلف بالعمل به.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Feb-2007, مساء 05:37]ـ
قال أبو سفيان المستملي سألتُ أحمد عن مسألة فأجابني فيها، فلما كان بعد مدة سألته عن تلك المسألة بعينها، فأجابني بجواب خلاف الجواب الأول، فقلت له: أنت مثل أبي حنيفة الذي كان يقول في المسألة الأقاويل!
فتغير وجهه، وقال: يا موسى ليس لنا مثل أبي حنيفة، أبو حنيفة كان يقول بالرأي، وأنا أنظر في الحديث، فإذا رأيت ما أحسن، أو أقوى أخذت به، وتركت القول الأول.
المُسَوّدة ص470.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Feb-2007, مساء 05:38]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية 20/ 39:
هل البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو داود الطيالسي والدارمي والبزار والدار قطني والبيهقي وابن خزيمة وأبو يعلى الموصلي، هل كان هؤلاء مجتهدين لم يقلدوا أحدا من الأئمة أم كانوا مقلدين، وهل كان من هؤلاء أحد ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة؟
فأجاب، الحمد لله رب العالمين:
أما البخاري، وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد،
وأما مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو يعلى والبزار ونحوهم؛ فهم على مذهب أهل الحديث ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء، ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق، بل هم يميلون إلى قول أئمة الحديث كالشافعي وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وأمثالهم.
ومنهم من له اختصاص ببعض الأئمة كاختصاص أبي داود، ونحوه بأحمد بن حنبل، وهم إلى مذاهب أهل الحجاز: كمالك، وأمثاله أميل منهم إلى مذاهب أهل العراق كأبي حنيفة، والثوري، وأما أبو داود الطيالسي فأقدم من هؤلاء كلهم من طبقة يحيى ابن سعيد القطان، ويزيد بن هارون الواسطي، وعبد الله بن داود، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن أدريس، ومعاذ بن معاذ، وحفص بن غياث، وعبد الرحمن بن مهدي، وأمثال هؤلاء من طبقة شيوخ الإمام أحمد، وهؤلاء كلمهم يعظمون السنة والحديث، ومنهم من يميل إلى مذهب العراقيين:كأبي حنيفة، والثوري، ونحوهما ****ع، ويحيى بن سعيد، ومنهم من يميل إلى مذهب المدنيين مالك، ونحوه: كعبد الرحمن بن مهدي.
وأما البيهقي فكان على مذهب الشافعي منتصرا له في عامة أقواله، والدار قطني هو أيضا يميل إلى مذهب الشافعي، وأئمة السند، والحديث لكن ليس هو في تقليد الشافعي كالبيهقي مع أن البيهقي له اجتهاد في كثير من المسائل، واجتهاد الدارقطني أقوى منه فإنه كان أعلم، وأفقه منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Feb-2007, مساء 05:39]ـ
قال علم الدين السخاوي في جمال القراء 2/ 480
في الكتاب الثامن (مراتب الأصول، وغرائب الفصول):
وكان ـ أبو القاسم الشاطبي ـ لا يسجد إذا قرئت عليه السجدة، ولا يسجد أحد ممن يقرأ عليه، وكذلك كانت سنة أشياخه، والله أعلم، لأنه كان شديد الاقتداء بمن أخذ عنه.
والسبب في ذلك أن حال المقرئ، والمعلم يخالف حال من يتلو القرآن لنفسه، ولو كلف المقرئ، والمعلم ذلك؛ لإفضاء الأمر إلى الحرج، والمشقة ..
حتى قال بعض شيوخنا ـ وكان قد قرأ على خلق كثير، وجم غفير ـ لم يكن أحد منهم يسجد إلا شيخ صالح، يعني غير متحقق بالإقراء،ولا معرفة له بطريقهم، وعلى هذه الصفة كان شيخنا أبو الجيوش عساكر ـ رحمه الله ـ كان يسجد، وكان من عوام المقرئين، وكان شيخنا أبو الجود ـ رحمه الله ـ لا يسجد، وكذلك كان الغزنوي ـ رحمه الله ـ، ولأن المقرئ يعلم الناس العلم، والقارئ متعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - Feb-2007, مساء 05:44]ـ
في وفيات الأعيان 1/ 52:
في ترجمة: إبراهيم بن هلال الحراني الصابئ صاحب الرسائل المشهورة
قال ابن خلكان: ... وكان متشددا في دينه، وجهد عليه عز الدولة أن يسلم = فلم يفعل، وكان يصوم شهر رمضان مع المسلمين! ويحفظ القرآن الكريم أحسن حفظ. اهـ.
قلت: عجيب هذا! صابئ كافر لا يرجو ثوابا، ولا يخشى عقابا يحفظ القرآن! و يفرط كثير ـ لا أقول من عامة المسلمين ـ بل من طلبة العلم في حفظه مع أنهم أعرف الناس بفضله وأهميته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Feb-2007, مساء 09:32]ـ
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تحفة المولود ص 242 - 243:
وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانته له على شهواته، ويزعم أنه يكرمه، وقد أهانه، وأنه يرحمه، وقد ظلمه، وحرمه، ففاته انتفاعه بولده، وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة.
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.
... فما أفسد الأبناء مثل تغفل الآباء، وإهمالهم، واستسهالهم شرر النار بين الثياب، فأكثر الآباء يعتمدون مع أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم لا يشعرون!
فكم من والد حرم والده خير الدنيا والآخرة، وعرضه لهلاك الدنيا والآخرة، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله، وإضاعتهم لها، وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح حرمهم الانتفاع بأولادهم، وحرم الأولاد خيرهم، ونفعهم لهم هو من عقوبة الآباء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Feb-2007, مساء 09:32]ـ
في معرفة الثقات للعجلي ص201:
[الإمام عبد الرحمن بن مهدي] قال له رجل: يا أبا سعيد لو قيل لك: أدخل الجنة بلا حساب، ولا يكون لك رياسة؟ أو قيل لك: يكون لك رياسة الدنيا وأمرك إلى الله أيهما أحب إليك؟ فقال له: بالله اسكت. اهـ
قلت: ما أجمله من الجواب!، وما أكثر الأسئلة التي تحتاج لمثله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Feb-2007, مساء 09:33]ـ
ذكر أبو حيان في كتاب محاضرات العلماء: حدثنا القاضي أبو حامد أحمد بن بشر، قال: كان الفراءُ يوما عند محمد بن الحسن، فتذاكرا في الفقه، والنحو، ففضّل الفراء النحو على الفقه، وفضّل محمد بن الحسن الفقه على النحو، حتى قال الفراء: قلّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ وأرادَ علماً غيرَه إلا سهلَ عليهِ.
فقال محمد بن الحسن: يا أبا زكريا قد أنعمت النظرَ في العربيةِ، وأسألُك عن بابٍ من الفقهِ.
فقال: هات على بركة الله تعالى.
فقال له: ما تقول في رجل صلى فسها في صلاته، وسجد سجدتي السهو، فسها فيهما؟
فتفكر الفراء ساعة، ثم قال: لا شيء عليه.
فقال له محمد: لم؟
قال: لأن التصغير عندنا ليس له تصغير! وإنما سجدتا السهو تمام الصلاة، وليس للتمام تمام.
فقال محمد بن الحسن: ما ظننت أن آدميا مثلك. معجم الأدباء 1/ 42.
ينظر للمسألة الفقهية: المجموع 4/ 139، والشرح الكبير مع الإنصاف 2/ 6 - 7.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[19 - Feb-2007, مساء 01:41]ـ
أخرج الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث، قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: أخبرنا سهل بن إسماعيل أبو صالح الطرسوسي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، قال: حدثنا هارون بن حاتم البزاز المقرئ، قال: سمعت عثام بن علي، يقول: سمعت الأعمش، يقول: «إذا رأيت الشيخ، لم يقرأ القرآن، ولم يكتب الحديث، فاصفع له، فإنه من شيوخ القمر». قال أبو صالح: قلت لأبي جعفر: ما شيوخ القمر؟ قال: شيوخ دهريون، يجتمعون في ليالي القمر، يتذاكرون أيام الناس، ولا يحسن أحدهم أن يتوضأ للصلاة.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[19 - Feb-2007, مساء 01:47]ـ
وأخرج أيضاً:
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، قال قرأت على أبي الحسن الكراعي، أخبركم أبو حامد أحمد بن علي الكشميهني، قال: سمعت علي بن خشرم، قال: سمعت عيسى بن يونس، يقول: خرجنا في جنازة، ورجل من أصحاب الحديث يقود الأعمش. فلما رجعنا من الجنازة، عدل به عن الطريق. فلما أصحر، قال له: يا أبا محمد أتدري أين أنت؟ أنت في جبانة كذا. لا والله لا أردك حتى تملأ ألواحي حديثا. قال: اكتب. فلما ملأ الألواح، وضعها في حجره، وأخذ بيد الأعمش، يقوده. فلما دخل الكوفة، لقيه بعض معارفه، فدفع الألواح إليه، فلما انتهى الأعمش إلى بابه، تعلق به، وقال: «خذوا الألواح من الفاسق. قال: يا أبا محمد قد فاتت. فلما أيس منه، قال: كل ما حدثتك كذب. قال الفتى: أنت أعلم بالله من أن تكذب».
قلت: عجباً لورع عالمهم ولحرص طالبهم للعلم
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[24 - Feb-2007, صباحاً 02:22]ـ
وهذه مشاركة من بعض ما أعجبني:
أبو بكر بن إسماعيل الوراق يقول: وقفت على أبي محمد بن صاعد بابه فقال: من ذا؟
فقلت: أنا أبو بكر بن أبي علي، يحي هنا؟.
فسمعته يقول للجارية: هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكني نفسه وأباه ويسميني فأصفعه.
قال الخطيب: ذكرت هذه الحكاية لبعض شيوخنا فقال كان في ابن إسماعيل سلامة والحكاية مشهورة عنه.اهـ
تاريخ بغداد للخطيب 2/ 54
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[24 - Feb-2007, صباحاً 02:31]ـ
قال ابن محرز سمعت يحي بن معين يقول: إن لي ابنا صغيرا ابن سنتين وسبعة أشهر وابنة بنت خمس وعشرين سنة فربما أردت أن أبر ابني بشئ فأحرج من ابنتي ألا أفعل بها مثل ذلك وذلك أنه يقال: (ساووا بين أولادكم حتى في القبل).اهـ
معرفة الرجال عن يخي بن معين لابن محرز 2 - 19
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[24 - Feb-2007, صباحاً 02:44]ـ
قال السهمي: سمعت الإمام أبابكر الإسماعيلي يقول:
كان أبو عمران بن هانئ لباسا فخرج يوما إلى الجامع وقد لبس ثيايا فاخرة وتعطر فرأته امرأة فقالت له: تعال إنك عالم زاهد تلبس مثل هذه الثياب، لاتستحي من الله؟.
فقال أبو عمران: أستحي من الله أن أقدر أن ألبس أحسن من هذا فلا ألبس.
تاريخ جرجان 133
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Feb-2007, مساء 11:43]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 02:43]ـ
في سنن ابن ماجه (3859) قال:
" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ.
قَالَ وَكَانَ أَبَانُ قَدْ أَصَابَهُ طَرَفٌ مِنْ الْفَالِجِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبَانُ مَا تَنْظُرُ إِلَيَّ أَمَا إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا قَدْ حَدَّثْتُكَ وَلَكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ يَوْمَئِذٍ لِيُمْضِيَ اللَّهُ عَلَيَّ قَدَرَهُ "
فوائد وعبر كثيرة والله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:06]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص90:
أخبرني محمد بن الحسين الآبري قال: أخبرنا الزبير بن عبد الواحد قال: قال علي بن يحيى الوراق: كان الشافعي ـ رحمة الله عليه ـ رجلا عطرا، وكان يجيء غلامه كل غداة بغالية، فيمسح بها الأسطوانة التي يجلس إليها، وكان إلى جنبه إنسان من الصوفية، وكان يسمى الشافعي البطال! يقول: هذا البطال، وهذا البطال.
قال: فلما كان ذات يوم عمد إلى شاربه، فوضع فيه قذرا!، ثم جاء إلى حلقة الشافعي، فلما شم الشافعي الرائحة أنكرها، وقال: فتشوا نعالكم، فقالوا: ما نرى شيئا يا أبا عبد الله، قال: فليفتش بعضكم بعضا، فوجدوا ذلك الرجل، فقالوا: يا أبا عبد الله هذا، فقال له: ما حملك على هذا؟
قال: رأيت تجبرك، فأردت أن أتواضع لله عز وجل!
قال: خذوه فاذهبوا به إلى عبد الواحد ـ وكان على الشرطة ـ، فقولوا له: قال لك أبو عبد الله: اعتقل هذا إلى وقت ننصرف، قال: فلما خرج الشافعي دخل إليه فدعا به فضربه ثلاثين دِرة، أو أربعين دِرة قال: هذا إنما تخطيت المسجد بالقذرة، وصليت على غير الطهارة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:07]ـ
قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص91:
وأخبرني الحسن بن محمد بن عبدويه قال: أخبرني بعض أهل العلم قال: كان يختلف معنا رجل إلى أبي ثور، وكان ذا سمت، وخشوع، فكان أبو ثور إذا رآه جمع نفسه، وضم أطرافه، وقيد كلامه، فغاب عن مجلسه مدة، فتعرف خبره، فلم يوقف له على أثر، ثم عاد إلى المجلس بعد مدة طويلة، وقد نحل جسمه، وشحب لونه، وعلى إحدى عينيه قطعة شمع قد ألصقها بها فما كاد يتبينه أبو ثور، ثم تأمله، فقال له: ألست صاحبنا الذي كنت تأتينا؟
قال: بلى.
قال: فما الذي قطعك عنا؟
فقال: قد رزقني الله سبحانه الإنابة إليه، وحبب إلى الخلوة، وأنست بالوحدة، واشتغلت بالعبادة.
قال له: فما بال عينك هذه؟
قال: نظرت إلى الدنيا فإذا هي دار فتنة، وبلاء قد ذمها الله تعالى إلينا، وعابها، وذم ما فيها، فلم يمكني تغميض عيني كلتيهما عنها، ورأيتني، وأنا أبصر بإحداهما نحوا مما أبصر بهما جميعا، فغمضت واحدة، وتركت الأخرى.
فقال له أبو ثور: ومنذ كم هذه الشمعة على عينك؟
قال: منذ شهرين، أو نحوهما!
قال أبو ثور: يا هذا أما علمت أن لله عليك صلاة شهرين، وطهارة شهرين!
انظروا إلى هذا البائس قد خدعه الشيطان، فاختلسه من بين أهل العلم، ثم وكل به من يحفظه، ويتعهده ويلقنه العلم.
قال أبو سليمان: فالعزلة إنما تنفع العلماء العقلاء، وهي من أضر شيء على الجهال، وقد روينا عن إبراهيم أنه قال لمغيرة: تفقه ثم اعتزل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:08]ـ
قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص91:
وأخبرني الحسن بن محمد بن عبدويه قال: أخبرني بعض أهل العلم قال: كان يختلف معنا رجل إلى أبي ثور، وكان ذا سمت، وخشوع، فكان أبو ثور إذا رآه جمع نفسه، وضم أطرافه، وقيد كلامه، فغاب عن مجلسه مدة، فتعرف خبره، فلم يوقف له على أثر، ثم عاد إلى المجلس بعد مدة طويلة، وقد نحل جسمه، وشحب لونه، وعلى إحدى عينيه قطعة شمع قد ألصقها بها فما كاد يتبينه أبو ثور، ثم تأمله، فقال له: ألست صاحبنا الذي كنت تأتينا؟
قال: بلى.
قال: فما الذي قطعك عنا؟
فقال: قد رزقني الله سبحانه الإنابة إليه، وحبب إلى الخلوة، وأنست بالوحدة، واشتغلت بالعبادة.
قال له: فما بال عينك هذه؟
قال: نظرت إلى الدنيا فإذا هي دار فتنة، وبلاء قد ذمها الله تعالى إلينا، وعابها، وذم ما فيها، فلم يمكني تغميض عيني كلتيهما عنها، ورأيتني، وأنا أبصر بإحداهما نحوا مما أبصر بهما جميعا، فغمضت واحدة، وتركت الأخرى.
فقال له أبو ثور: ومنذ كم هذه الشمعة على عينك؟
قال: منذ شهرين، أو نحوهما!
قال أبو ثور: يا هذا أما علمت أن لله عليك صلاة شهرين، وطهارة شهرين!
انظروا إلى هذا البائس قد خدعه الشيطان، فاختلسه من بين أهل العلم، ثم وكل به من يحفظه، ويتعهده ويلقنه العلم.
قال أبو سليمان: فالعزلة إنما تنفع العلماء العقلاء، وهي من أضر شيء على الجهال، وقد روينا عن إبراهيم أنه قال لمغيرة: تفقه ثم اعتزل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:08]ـ
قال ابن علان في دليل الفالحين 1/ 229: وقد تتبعت الذين أردفهم النبي صلى الله عليه وسلم معه على دابته فبلغت بهم فوق الأربعين، وجمعتهم في جزء سميه " تحفة الأشراف بمعرفة الإرداف" وقد نظمت اسم جماعة منهم، وأوردته آخر ذلك الجزء وها هو:
لقد أردف المختار طه (1) جماعة * فسن لنا الإرداف إن طاق مركب
أبو بكر عثمان علي أسامة * سهيل سويد جبرئيل المقرب
صفية والسبطان ثم ابن جعفر * معاذ وقيس والشريد المهذب
وآمنة مع خولة وابن أكوع * وزيد أبو ذر سما ذاك جندب
معاوية زيد وخوات ثابت * كذاك أبو الدرداء في العد يكتب
وأبناء عباس وابن أسامة * صدي بن عجلان حذيفة صاحب
كذلك جا فيهم أبو هر من روى * ألوفا من الأخبار تروى وتكتب
وعد من الإرداف يا ذا أسامة * هو ابن عمير ثم عقبه يحسب
وأردف غلمانا ثلاثا كذا أبو * إياس وأنثى من غفار تقرب
وأردف شخصا ثم أردف ثانيا * وما سميا فيما روى يا مهذب
أولئك أقوام بقرب نبيهم * لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرب
-------------
(1) نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يصح أن من أسمائه طه أو يس؛ بل هي من الحروف المقطعة في أوائل السور كـ "حم"، و" ق" ألر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Feb-2007, مساء 09:10]ـ
في معجم الأدباء 5/ 44: ... كان الوجيه [هو: المبارك بن المبارك الضرير النحوي] قد التزم سماحة الأخلاق، وسعة الصدر، فكان لا يغضب من شيء، ولم يره أحد قط حردان، وشاع ذلك عنه، وبلغ ذلك بعض الحرفاء، فقال: ليس له من يغضبه، ولو أغضب لما غضب، وخاطروه على أن يغضبه، فجاءه، فسلم عليه، ثم سأله عن مسألة نحوية، فأجابه الشيخ بأحسن جواب، ودله على محجة الصواب.
فقال له: أخطأت، فأعاد الشيخ الجواب بألطف من ذلك الخطاب، وسهل طريقته، وبين له حقيقته.
فقال له: أخطأت أيها الشيخ، والعجب ممن يزعم أنك تعرف النحو، ويهتدي بك في العلوم، وهذا مبلغ معرفتك، فلاطفه، وقال: له يا بني لعلك لم تفهم الجواب، وإن أحببت أن أعيد القول عليك بأبين من الأول فعلت.
قال له: كذبت! لقد فهمتُ ما قلتَ، ولكن لجهلك تحسب أنني لم أفهم.
فقال له الشيخ: وهو يضحك قد عرفت مرادك، ووقفت على مقصودك، وما أراك إلا وقد غُلبت، فأد ما بايعت عليه، فلست بالذي تغضبني أبدا، وبعد يا بني: فقد قيل إن بقة جلست على ظهر فيل، فلما أرادت أن تطير قالت له: استمسك فإني أريد الطيران! فقال لها الفيل: والله يا هذه ما أحسست بك لما جلست، فكيف أستمسك إذا أنت طرت!
والله يا ولدي ما تحسن أن تسأل، ولا تفهم الجواب، فكيف أستاء منك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 04:51]ـ
قال الحافظ ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 443 (ط: العثيمين):
أنبئت عن يوسف بن خليل الحافظ قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم عبد اللّه بن أبي الفوارس محمد بن علي بن حسن الخزاز الصوفي البغدادي ببغداد قال: سمعتُ القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز الأنصاري يقول: كنتُ مجاورًا بمكة- حرسها الله تعالى- فأصابني يومًا من الأيام جوع شديد لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع، فوجدتُ كيسًا من إبريسم مشدودًا بشرابة من إبريسم أيضًا، فأَخذته وجئت به إلى بيتي، فحللته فوجدتُ فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله، فخرجتُ فإذا الشيخ ينادي عليه، ومعَه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول: هذا لمن يَرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ، فقلت: أنا محتاج، وأنا جائع، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به، وأرد عليه الكيس، فقُلت له: تعالى إليّ، فأخذته، وجئت به إلى بيتي، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة، وعلامة اللؤلؤ وعَدَدَه، والخيط الذي هو مَشدُود به، فأخرجته، ودَفعته إليه. فسلم إليّ خمسمائة دينار، فما أخذتها، وقلت: يجب عليّ أن أعيده إليك، ولا آخذ له جزاء، فقال لي: لا بد أن تأخذ، وألح عليَّ كثيرًا، فلم أقبل ذلك منه، فتركني ومضى.
وأما ما كان مني: فإني خرجتُ من مكة وركبتُ البحر، فانكسر المركب وغرق الناس، وهلكت أموالهم، وسلمتُ أنا على قطعة من المركب، فبقيت مُدّةً في البحر لا أدري أين أذهب، فوصَلت إلى جزيرة فيها قوم، فقعَدتُ في بعض المساجد، فسمعوني أقرأ، فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إليّ، وقال: علمني القرآن. فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال.
قال. ثم إني رأيتُ في ذلك المسجد أوراقًا من مصحف، فأخذتها أقرأ فيها فقالوا لي: تحسن تكتب?
فقلت: نعم، فقالوا: علمنا الخط، فجاءوا بأولادهم من الصبيان، والشباب، فكنتُ أعلمهم، فحصل لي أيضًا من ذلك شيء كثير، فقالوا لي بعد ذلك: عندنا صبيَّةً يتيمة، ولها شيء من الدُنيا نريد أن تتزوج بها، فامتنعتُ، فقالوا: لا بد، وألزموني، فأجبتهم إلى ذلك.
فلما زفوها إليَّ مددتُ عيني أنظر إليها، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها، فما كان لي حينئذ شغل إلا النظر إليه. فقالوا: يا شيخ، كسرتَ قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد، ولم تنظر إليها، فقصصتُ عليهم قصة العقد، فصاحوا، وصرخوا بالتهليل، والتكبير، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة، فقلتُ: ما بكم. فقالوا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية، وكان يقول: ما وجدتُ في الدنيا مسلمًا إلا هذا الذي رد عليَّ هذا العقد، وكان يدعو ويقول: اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي، والآن قد حصلت، فبقيتُ معها مدة ورزقتُ منها بولدين.
ثم إنها ماتت فورثت العقد أنا وولداي، ثم مات الولدان، فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار. وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال. هكذا ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في معجمه (1).
وساقها ابن النجار في تاريخه، وقال: هي حكاية عجيبة، وأظن القاضي حكاها عن غيره.
وقد ذكرها أبو المظفر سبط بن الجوزي في تاريخه في ترجمة أبي الوفاء بن عقيل.
وذكر عن ابن عقيل: أنه حكى عن نفسه: أنه حج، فالتقط العقد ورده بالموسم، ولم يأخذ ما بذل له من الدنانير، ثم قدم الشام، وزار بيت المقدس، ثم رجع إلى دمشق، واجتاز بحلب في رجوعه إلى بغداد، وأنَ تزوجه بالبنت كان بحلب.
ولكن أبا المظفر ليس بحجة فيما ينقله، ولم يذكر للحكاية إسنادًا متصلاً إلى ابن عقيل، ولا عزاها إلى كتاب معروف، ولا يعلم قدوم ابن عقيل إلى الشام، فنِسبتُها إلى القاضي أبي بكر الأنصاري أنسب. والله أعلم.
--------------
(1) في معجمه الورقتان (164و175)، ذكره الدكتور عبدالرحمن العثيمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 04:53]ـ
- في آخر كتاب الأشباه والنظائر للحافظ السيوطي ص541:
هَذِهِ مَسَائِلُ فِيمَا لَا يُعْذَرُ فِيهَا بِالْجَهْلِ وَقَدْ نَظَمَهَا بَعْضُهُمْ فَقَالَ:
ثَلَاثُونَ لَا عُذْرَ بِجَهْلٍ يُرَى بِهَا * وَزِدْهَا مِنْ الْأَعْدَادِ عَشْرًا لِتَكْمُلَا
فَأَوَّلُهَا بِكْرٌ تَقُولُ لِعَاقِدٍ: * جَهِلْت بِأَنَّ الصَّمْتَ كَالنُّطْقِ مِقْوَلَا
كَمَنْ سَكَتَتْ حِينَ الزَّوَاجِ فَجُومِعَتْ * فَقَالَتْ: أَنَا لَمْ أَرْض بِالْعَقْدِ أَوَّلَا
كَذَا شَاهِدٌ فِي الْمَالِ وَالْحَدِّ مُخْطِئًا * شَهَادَةَ صِدْقٍ ضَامِنٌ حِينَ بَدَّلَا
وَآكِلُ مَالٍ لِلْيَتِيمِ وَوَاطِئٌ * رَهِينَ اعْتِكَافٍ بِالشَّرِيعَةِ جَاهِلَا
كَذَا قَاذِفٌ شَخْصًا يَظُنُّ بِأَنَّهُ * رَقِيقٌ فَبَانَ الشَّخْصُ حُرًّا مُكَمَّلَا
وَمَنْ قَامَ بَعْدَ الْعَامِ يَشْفَعُ خَاطِرًا * مَعَ الْعِلْمِ بِالْمُبْتَاعِ وَالْبَيْعِ أَوَّلَا
وَمَنْ مُلِّكَتْ أَوْ خُيِّرَتْ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ * لِتَقْضِيَ حَتَّى فَارَقَتْ وَتَفَاصَلَا
كَذَاك طَبِيبٌ قَائِلٌ بِعِلَاجِهِ * بِلَا عِلْمٍ أَوْ مُفْتٍ تَعَدَّى تَجَاهُلَا
وَبَائِعُ عَبْدٍ بِالْخِيَارِ يَرُومُ أَنْ * يَرُدَّ وَقَدْ وَلَّى الزَّمَانُ مُهَرْوِلَا
وَمَنْ أَثْبَتَتْ إضْرَارَ زَوْجٍ فَأُمْهِلَتْ * فَجَامَعَهَا قَبْلَ الْقَضَاءِ مُعَاجِلَا
وَعَبْدٌ زَنَى أَوْ يَشْرَبُ الْخَمْرَ جَاهِلًا * بِعِتْقٍ فَحَدُّ الْحُرِّ يَجْرِي مُفَصَّلَا
وَيُفْسَخُ بَيْعٌ فَاسِدٌ مُطْلَقًا وَلَا * يُسَامَحُ فِيهِ مَنْ عَنْ الْحَقِّ حُوِّلَا
وَكُلُّ زَكَاةٍ مِنْ دَفْعِهَا لِكَافِرٍ * وَغَيْرِ فَقِيرٍ ضَامِنٌ تِلْكَ مُسَجَّلَا
وَمَنْ يُعْتِقُ الشَّخْصَ الْكَفُورَ لِجَهْلِهِ * فَلَا يُجْزِي فِي كَفَّارَةٍ وَتَبَتُّلَا
كَذَا مُشْتَرِي مَنْ أَوْجَبَ الشَّرْعُ عِتْقَهُ * عَلَيْهِ وَلَا رَدَّ لَهُ وَلَهُ الْوِلَا
وَآخِذُ حَدٍّ مِنْ أَبِيهِ مُسْتَوٍ * كَتَحْلِيفِهِ إذْ بِالْعُقُوقِ تَزَيَّلَا
وَمَنْ يَقْطَعُ الْمَسْلُوكُ جَهْلًا فَلَا نَرَى * شَهَادَتَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ تُقْبَلَا
كَمَنْ يُرِيَا عَدْلَيْنِ فَرْجًا وَمَحْرَمًا * يُبَاحُ وَحُرًّا يُسْتَرَقُّ فَأَهْمِلَا
وَسَارِقُ مَا فِيهِ النِّصَابُ مُؤَاخَذٌ * وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ظَرْفُ النِّصَابِ مُعَادِلَا
وَوَاطِئُ مَنْ قَدْ أُرْهِنَتْ عِنْدَهُ فَمَا * يَكُونُ لَهُ عَنْ حَدِّ ذَلِكَ مَعْزِلَا
كَذَلِكَ مَنْ يَزْنِي وَيَشْرَبُ جَاهِلًا * مِنْ أَهْلِ الْبَوَادِي حَدُّهُ لَيْسَ مُهْمَلَا
وَمَنْ رَدَّ رَهْنًا بَعْدَ حَوْزٍ لِرَبِّهِ * فَلَا شَكَّ أَنَّ الْحَوْزَ صَارَ مُعَطَّلَا
وَتَخْيِيرُ مَنْ قَدْ أُعْتِقَتْ ثُمَّ جُومِعَتْ * تَفُوتُ بِجَهْلِ الْحُكْمِ وَالْعِتْقَ أَهْمِلَا
وَلَا يَنْفِ حَمْلَ الْعُرْسِ زَوْجٌ لَهَا * إذَا رَآهُ وَلَمْ يَنْهَضْ بِذَلِكَ مَعْدِلَا
وَمَنْ أَنْفَقَتْ مِنْ مَالِ زَوْجٍ لِغَيْبَةٍ * فَجَا نَعْيُهُ رَدَّتْ مِنْ الْوِدِّ فَاضِلَا
وَمَنْ سَكَنَتْ حِينَ ارْتِجَاعٍ وَجُومِعَتْ * فَقَالَتْ: لَقَدْ كَانَ اعْتِقَادِي كَامِلَا
وَلَيْسَ لِمَنْ قَدْ حِيزَ عَنْهُ مَتَاعُهُ * مَقَالٌ إذَا مَا الْحَوْزُ كَانَ مُطَوَّلَا
وَقَدْ قَامَ بَعْدَ الْحَوْزِ يَطْلُبُ مِلْكَهُ * وَقِيلَ لَهُ: قَدْ بِعْت ذَلِكَ أَوَّلَا
وَمَنْ هُوَ فِي صَوْمِ الظِّهَارِ مُجَامِعٌ * لِزَوْجَتِهِ يَسْتَأْنِفُ الصَّوْمَ مُكْمِلَا
وَلَيْسَ لِذِي مَالٍ يُبَاعُ بِعِلْمِهِ * وَيَشْهَدُ قَبْضًا بَعْدَهُ أَنْ يُبَدَّلَا
وَمَنْ زَوْجُهَا قَدْ مَلَّكَ الْغَيْرَ أَمْرَهَا * فَلَمْ يَقْضِ حَتَّى جُومِعَتْ صَارَ مَعْزِلَا
وَإِنْ مَلَكَهَا الزَّوْجُ ثُمَّ تَصَالَحَا * عَقِيبَ قَبُولٍ كَانَ لَيْسَ مُفَصَّلَا
وَمَا سُئِلَتْ عَنْهُ فَلَيْسَ لَهَا إذَنْ * تَقُولُ ثَلَاثًا كَانَ قَصْدِي أَوَّلَا
وَإِنْ بَعْدَ تَمْلِيكٍ قَضَتْ بِبَيَانِهَا * فَقَالَتْ جَهِلْت الْحُكْمَ فِيهِ مُعَاجِلَا
فَلَيْسَ لَهُ عُذْرٌ إذَا قَالَ: لَمْ أُرِدْ * سِوَى طَلْقَةٍ وَالْحُكْمُ فِيهِ كَمَا خَلَا
وَإِنْ أَمَةٌ قَالَتْ وَبَائِعُهَا: لَقَدْ * تَزَوَّجَهَا شَخْصٌ فَفَارَقَ وَانْجَلَا
فَلَيْسَ لِمَنْ يَبْتَاعُهَا بَعْدَ عِلْمِهِ * بِذَلِكَ عُذْرٌ إنْ يَرِدْ إذْنٌ بِلَا
وَلَا يَطَأَنَّهَا أَوْ يُزَوِّجَهَا إلَى * ثُبُوتِ خُلُوٍّ مِنْ زَوَاجٍ تَحَوَّلَا
وَمَنْ قَبْلَ تَكْفِيرِ الظِّهَارِ مُجَامِعٌ * يَذُوقُ عِقَابًا بِاَلَّذِي قَدْ تَحَمَّلَا
وَحَقُّ الَّذِي قَدْ خُيِّرَتْ سَاقِطٌ إذَا * بِوَاحِدَةٍ قَالَتْ: قَضَيْت تَجَاهُلَا
وَلَيْسَ لَهَا عُذْرٌ بِدَعْوَى جَهَالَةٍ * وَذَاكَ الَّذِي قَدْ أَوْقَعَتْ عَادَ بَاطِلَا
وَمَنْ قَالَ: إنْ شَهْرَيْنِ غِبْتُ وَلَمْ أَعُدْ * فَأَمْرُك قَدْ صَيَّرْتُ عِنْدَكِ جَاعِلَا
فَمَرَّ وَلَمْ تُوقِعْ وَمَا أَشْهَدْت عَلَى * بَقَاهَا وَطَالَتْ صَارَ عَنْهَا مُحَوَّلَا
وَذَاكَ كَثِيرٌ فِي الْوُضُوءِ وَمِثْلُهَا * بِفَرْضِ صَلَاةٍ ثُمَّ حَجٍّ تَحَصَّلَا. اهـ
قلت: قد يظن أن هذه المنظومة في فروع الشافعية، وليس كذلك، بل هي
للشيخ بهرام بن عبد الله المالكي المتوفى عام 805هـ، وقد طبعت مع شرح الشيخ الأمير محمد بن محمد الأزهري المالكي في دار الغرب الإسلامي.
وينظر في الأشباه والنظائر ص199: صورا لم يعذر فيها بالجهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 04:56]ـ
قال الحافظ السيوطي في الأشباه والنظائر ص386:
في معرض كلامه عن ضابط الْكَبَائِرِ، وعدها: .. وأما حصر الكبائر بالعد فلا يمكن استيفاؤه .. ، وأكثر من رأيته عدها عدها ... السبكي في "جمع الجوامع" فأورد منها خمسة وثلاثين كبيرة، أكثر ها في الروضة، و أصلها، وَقَدْ أَوْرَدْتُهَا نَظْمًا فِي ثَمَانِيَةِ أَبْيَاتٍ لَا حَشْوَ فِيهَا فَقُلْت:
كَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَشُرْبِ الْخَمْرِ * وَمُطْلَقِ الْمُسْكِرِ ثُمَّ السِّحْرِ
وَالْقَذْفِ وَاللِّوَاطِ ثُمَّ الْفِطْرِ * وَيَأْسِ رَحْمَةٍ وَأَمْنِ الْمَكْرِ
وَالْغَصْبِ وَالسَّرِقَةِ وَالشَّهَادَهْ * بِالزُّورِ وَالرِّشْوَةِ وَالْقِيَادَهْ
مَنْعُ زَكَاةٍ وَدِيَاثَةٌ فِرَارْ * خِيَانَةٌ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ظِهَارْ
نَمِيمَةٌ كَتْمُ شَهَادَةِ يَمِيَنْ * فَاجِرَةٍ عَلَى نَبِيِّنَا يَمِيَنْ
وَسَبُّ صَحْبِهِ وَضَرْبُ الْمُسْلِمِ * سِعَايَةٌ عَقٌّ وَقَطْعُ الرَّحِمِ
حِرَابَةٌ تَقْدِيمُهُ الصَّلَاةَ أَوْ * تَأْخِيرُهَا وَمَالُ أَيْتَامٍ رَأَوْا
وَأَكْلُ خِنْزِيرٍ وَمَيْتٍ وَالرِّبَا * وَالْغُلِّ أَوْ صَغِيرَةٌ قَدْ وَاظَبَا. اهـ
قلت: انظر في عد الكبائر (نظما) بأكثر مما ذكر السيوطي، وأعذب لفظا، وأجمل نظما؛ منظومة الكبائر للحجاوي، وقد طبعت مع كتاب الكبائر للذهبي في آخره ط مشهور، وكذا أدرجها العجمي ضمن منظومة الآداب لابن عبد القوي! في الطبعة لأولى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:01]ـ
في دليل الفالحين 1/ 254:
نظم بعض المتأخرين آخر من مات من الصحابة في البلدان المتفرقة فقال:
آخر من مات من الصحابة * أبو الطفيل موته بمكة
سهل بن عبد الله بالمدينة * وأنس بن مالك بالبصرة
ومات بالشام أبو قرصافه * وابن أبي أوفى الحمام وافه
بالكوفة، واليمن اذكر أبيضا * وبخرسان بريدة قضى
ولم تتم مائة إلا وقد * ماتو ولم يبق على الأرض أحد
رأى بعينيه النبي المصطفى * فاحفظ لنظمي ذا تنال الشرفا
قلت: ويزاد عليه:
آخر الصحب بحمص ماتا * أبو أمامة وذا قد فاتا اهـ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:01]ـ
في المزهر في علوم اللغة للحافظ السيوطي 1/ 87:
فائدة: قال أبو الحسن الشاري في فهرسته: كان شيخنا أبو ذر يقول: المختصرات التي فضلت على الأمهات أربعة: مختصر العين للزبيدي، ومختصر الزاهر للزجاجي، ومختصر سيرة ابن إسحاق لابن هشام، ومختصر الواضحة للفضل بن سلمة. اهـ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:02]ـ
في المزهر في علوم اللغة للحافظ السيوطي 2/ 319:
فصل: ومن بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله.
قال الحافظ أبو الطاهر السلفي سمعت أبو الحسن الصيرفي يقول: سمعت أبا العباس الصوري يقول: قال لي عبد الغني بن سعيد: لما وصل كتابي إلى أبي عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه، وذكر أنه أملاه على الناس، وضمّن كتابه إلي الاعتراف بالفائدة، وأنه لا يذكرها إلا عني، وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم قال: حدثنا العباس بن محمد الدروي قال: سمعت أبا عبيد يقول: من شكر العلم أن تستفيد الشيء، فإذا ذكر لك قلت: خفي علي كذا وكذا، ولم يكن لي به علم حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا؛ فهذا شكر العلم. انتهى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:02]ـ
قال عبد العزيز بن محمد: وكان أبو جعفر [الطبري] .. وكان إذا أهدى إليه مهد هدية مما يمكنه المكافأة عليه قبلها، وكافأه، وإن كانت مما لا يمكنه المكافأة عليه ردها، واعتذر إلى مهديها، ووجه إليه أبو الهيجاء بن حمدان ثلاثة آلاف دينار، فلما نظر إليها عجب منها، ثم قال: لا أقبل ما لا أقدر على المكافأة عنه، ومن أين لي ما أكافىء عن هذا؟!
فقيل: ما لهذا مكافأة إنما أراد التقرب إلى الله ـ عز وجل ـ فأبى أن يقبله ورده إليه.
معجم الأدباء 5/ 270.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:02]ـ
قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبيد بن حبان عن مالك قال: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم. تاريخه 1/ 420.
وفي سير أعلام النبلاء 8/ 398: روى عبدان بن عثمان عن عبدالله [بن المبارك الإمام] قال: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:03]ـ
ذكرني فوكِ حماري أهلي!
زعموا أن رجلا شابا غزلا خرج يطلب حمارين لأهله، فمر على امرأة منتقبة جميلة في النقاب، فقعد بحذائها وترك طلب الحمارين، وشغله ما سمع من حسن حديثها، وما رأى من جمالها في النقاب، فلما سفرت عن وجهها إذا لها أسنان مكفهرة منكرة مختلفة، فلما رآها ذكر حماريه فقال: " ذكرني فوكِ حماري أهلي" = فذهب قوله مثلا. الأمثال للضبي ص126.
قال أبو هلال العسكري: يضرب مثلا للرجل يبصر الشيء، فيذكر به حاجةً كان قد نسيها، وأصله أن رجلا خرج .. [ذكر نحوه]. جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري 1/ 390.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:03]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 205:
أخبرنا القاضيان أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي قالا: أخبرنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور الحربي، أخبرنا أبو محمد الزهري، وفي حديث التنوخي قال: سمعت أبا محمد الزهري يقول: كان لثعلب عزاء ببعض أهله، فتأخرت عنه؛ لأنه خفي عني، ثم قصدته معتذرا، فقال لي: يا أبا محمد ما بك حاجة إلى أن تتكلف عذرا، فإن الصديق لا يحاسب، والعدو لا يحتسب له. واللفظ للتنوخي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:04]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 209: أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد بن موسى ـ المعروف بابن العلاف ـ، حدثنا أبو عمر الزاهد قال: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب، فسأله سائل عن شيء؟
فقال: لا أدري.
فقال له: أتقول لا أدري، وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟!
فقال له ثعلب: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:04]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 211:
حدثني محمد بن علي الصوري ـ حفظا ـ قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن سختويه، والحسين بن سليمان بن بدر الصوريين يقولان: سمعنا أبا عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري يقول: سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: كنت عند أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن = ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه = ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث = ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟
فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: "أقريء أبا العباس مني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل".
قال ابن سختويه قال لنا أبو عبد الله الروذباري: أراد الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، وقال ابن بدر قال لنا الروذباري: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:05]ـ
في ترجمة أحمد بن محمد بن عثمان من الدرر الكامنة 1/ 332:
أنه دخل إلى المدرسة فرأى الشيخ نجم الدين القحفازي خارجا من الطهارة، فقال: يا مولانا آنستم محلكم!
فقال له الشيخ نجم الدين: قبحك الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 05:06]ـ
قال ابن الرصّاع (1) في كتاب تذكرة المحبين في شرح أسماء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم: قال بعض العارفين عند هذا الحديث [أتدرون من المفلس]: إنه فيه تشديد، وفيه للعقلاء غاية الوعيد فإن الإنسان قل أن تسلم أفعاله، وأقواله من الرياء، ومكايد الشيطان، وإن سلمت له خصلة فقل أن يسلم من أذية الخلق، فإذا كان يوم القيامة، وقد سلمت له خصلة مع قلة سلامتها طلب خصمك تلك الحسنة، وأخذها منك بحكم مولاك عليك، فإنه لا مال يوم القيامة تؤدي منه ما عليك، بل من حسناتك يا مغبون إن كنت صائما بالنهار قائما بالليل جادا في طاعة الرحمن، وقل أن تسلم من غيبة المسلمين، وأذيتهم، وأخذ ما لهم، هذا حال من كان جادا في الطاعات، فكيف من كان مثلنا جادا في جمع السيئات من أكل الحرام، والشبهات، والتقصير في الطاعات، والإسراع إلى المخالفات. دليل الفالحين 1/ 541.
------------
(1) محمد بن قاسم الأنصاري المالكي مترجم في الضوء اللامع 8/ 287
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:26]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 104:
فصل: تصرف العرب في اللفظ بالحركات والإعجام والقلب
واعلم أن لغة العرب واسعة، ولهم التصرف الكثير، فتراهم يتصرفون في اللفظة الواحدة ...
وتارة يقلبون حرفا من كلمة ولا يتغير عندهم معناه كقولهم: صاعقة وصاقعة، وجبذ، وجذب، .. وأسير مكلب ومكبل، وقفا الأثر وقاف الأثر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:27]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 273:
ما حظي الدينار بنقش اسم الملك حتى صبرت سبيكته على التردد إلى النار فنفت عنه كل كدر، ثم صبرت على تقطيعها دنانير، ثم صبرت على ضربها على السكة، فحينئذ ظهر عليها رقم النقش {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:27]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 278:
الدنيا والشيطان خارجيان خارجان عليك، خارجان عنك، والنفس عدو مباطن، ومن آداب الجهاد {قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم} ليس من بارز بالمحاربة كمَن كمِن، ما دامت النفس حيةً تسعى = فهي حيةٌ تسعى، أقل فعل لها تمزيق العمر بكف التبذير كالخرقاء وجدت صوفا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:27]ـ
- قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 279:
يا هذا دبر دينك كما تدبر دنياك لو علق بثوبك مسمار رجعت إلى وراء لتخلصه، هذا مسمار الإصرار قد نشب بقلبك، فلو عدت إلى الندم خطوتين تخلصت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:28]ـ
نظم العلامة أبو عبد الله بن أبي الفتح البعلي أسماء عمات النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
أميمة أروى برة وصفية * وأم حكيم واختمن بعاتكة.
المطلع ص512، وتجد هناك نظما لأسماء أعمامه صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:29]ـ
أين العمل بالعلم؟!
قال أبو علي بن شهاب: سمعت أبا عبدالله بن بطة يقول: أستعمل عند منامي أربعين حديثا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. طبقات الحنابلة 3/ 261.
قال الخطيب البغدادي في كتابه اقتضاء العلم العمل: وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد، والعمل الصالح، والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا، وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي، والرضى الميسور، وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل، والمحروم، وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب؟!
وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما؟!
وهل المغرم بحبها إلا ككانزها
وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها =كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها، وراعى واجباتها، فلينظر امرؤ لنفسه، وليغتنم وقته فإن الثواء قليل، والرحيل قريب، والطريق مخوف، والاغترار غالب، والخطر عظيم، والناقد بصير، والله تعالى بالمرصاد، وإليه المرجع والمعاد (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
ص15 - 16.
قال سهل بن عبد الله: العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به.
وقال: الدنيا جهل وموات إلا العلم، والعلم كله حجة إلا العمل به، والعمل كله هباء إلا الإخلاص، والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به. ص28 - 29.
قال مالك بن دينار: إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه، وإذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا، أو فخرا. ص32
قال حفص بن حميد: دخلت على داود الطائي أسأله عن مسألة ـ وكان كريما ـ فقال: أرأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع آلته؟ فإذا أفنى عمره في الآلة فمتى يحارب؟
إن العلم آلة العمل، فإذا أفنى عمره في جمعه فمتى يعمل؟!
ص44 - 45.
وينظر مفتاح دار السعادة ص100
فائدة: صدر شريط (مُجدّد) للدكتور عبد الرحمن العايد عنوانه "الإلتزام الأجوف" ينبغي سماعه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:29]ـ
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار 4/ 123:
والمتحري لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن نشر مثالب الأموات، وسب من لا يدري كيف حاله عند بارىء البريات، ولا ريب أن تمزيق عرض من قدم على ما قدم، وجثا بين يدي من هو بما تكنه الضمائر أعلم ـ مع عدم ما يحمل على ذلك: من جرح، أو نحوه ـ أحموقة لا تقع لمتيقظ، ولا يصاب بمثلها متدين بمذهب، ونسأل الله السلامة بالحسنات، ويتضاعف عند وبيل عقابها الحسرات، اللهم اغفر لنا تفلتات اللسان، والقلم في هذه الشعاب، والهضاب وجنبنا عن سلوك هذه المسالك التي هي في الحقيقة مهالك ذوي الألباب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:29]ـ
في شرح مختصر التحرير للعلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عند قول المؤلف:
في الفصل اللغوي: (ولا ترادف في حد غير لفظي و محدود، ولا شذر مذر .. )
قال الشيخ للطلاب: شذر مذر! وشي [ما معناها]؟
[ثم وجه الكلام لأحدهم مداعبا]: يمكن محمد يعرف!
فقال محمد: مذر يعني أُم بالإنجليزي
الشيخ: أم؟!
قال الطلاب وهو يضحكون: أم بالإنجليزي!
قال الشيخ وهو يضحك: وشذر بالإنجليزي؟!
ثم قال الشيخ: شذر مذر يعني شتاتا، ومذر جاءت للتوكيد التفرق، ولو تسال العربي ما معنى مذر؟
لقال: ما قلتها إلا من باب التوكيد، وإلا ما لها معنى، لكن معنى الكلمتين مجتمعتين التفرق والشتات ..
ثم بعدها قال: وهذا كما تشاهدون الآن بحث لغوي محظ قليل الفائدة حتى إن بعض الإخوان يريد نقل اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية! (الشيخ والطلاب يضحكون) هذا يدل على أن الفائدة ما هي إلى ذاك.
نقلته بالمعنى، وبتصرف يسير شريط رقم (4)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:30]ـ
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص98:
لما توفي شيخنا الأستاذ الكبير العلم الخطير أبو عبد الله محمد بن الفخار، سألت الله عز وجل أن يرينيه في النوم؛ فيوصيني بوصية أنتفع بها في الحالة التي أنا عليها من طلب العلم، فلما نمت تلك الليلة رأيت كأني داخل عليه في داره التي كان يسكن بها، فقلت له يا سيدي
أوصني، فقال لي: لا تعترض على أحد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 01:30]ـ
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص153:
كنت يوما سائرا مع بعض الأصحاب إذ لقينا شيخنا الأستاذ المشاور أبا سعيد بن لب
أكرمه الله بقرب المدرسة، فسرنا معه إلى بابها، ثم أردنا الانصراف، فدعانا إلى الدخول معه
إلى المدرسة، وقال: أردت أن أطلعكم على بعض مستنداتي في الفتوى الفلانية، وما شاكلها
وأبين لكم وجه قصدي إلى التخفيف فيها ـ وكان قد أطلعنا على مكتوب بخطه جوابا عن
سؤال في يمين أفتى فيها بمراعاة اللفظ والميل إلى جانبه، فنازعناه فيه في ذلك اليوم، وانفصل
المجلس على منازعته ـ، فأرانا مسائل في "النهاية" و"أحكام ابن الفرس" وغيرهما، وبسط لنا فيها
بما يقتضي: الاعتماد على لفظ الحالف، وإن كان فيه خلاف مالِنيته بناء على قول من قال بذلك من أهل المذهب، وغيرهم.
وقال: أردت أن أنبهكم على قاعدة في الفتوى وهي نافعة جدا، ومعلومة من سنن العملاء، وهي أنهم ما كانوا يشددون على السائل في الواقع إذا جاء مستفتيا.
وكنت قبل هذا المجلس تترادف علي وجوه الإشكالات في أقوال مالك، وأصحابه، فلما كان بعد ذلك المجلس شرح الله بنور ذلك الكلام صدري فارتفعت ظلمات تلك الإشكالات دفعة واحدة، فلله الحمد على ذلك ونسأله تعالى أن يجزيه عنا خيرا، وجميع معلمينا بفضله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[14 - Mar-2007, صباحاً 10:33]ـ
في تاريخ ابن معين برواية العباس الدوري (رقم 1764):
قال العباس سمعت بعض أصحابنا يقول قالت جارية الهيثم بن عدى (*) كان مولاي يقوم عامة الليل يصلى فإذا أصبح جلس يكذب
_______________
(*) قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان:
الهيثم بن عدي الطائي أبو عبد الرحمن المنبجي ثم الكوفي: قال البخاري: ليس بثقة كان يكذب قال يعقوب بن محمد حدثنا عبد الرحمن من أهل منبج وأمه من سبي منبج سكتوا عنه وروى عباس عن يحيى ليس بثقة كان يكذب وقال أبو داود كذاب وقال النسائي وغيره متروك الحديث.
قلت: كان إخبارياً علامة روى عن هشام بن عروة وعبد الله بن عياش المنتوف ومجالد قال ابن عدي: ما أقل ماله من المسند إنما هو صاحب أخبار وقال بن المديني هو أوثق من الواقدي ولا أرضأه في شيء
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 12:42]ـ
نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 418) عن:
"الشافعي: أخبرني من لاأتهم، عن ابن أبي ذئب قال: قضى سعد بن إبراهيم على رجل برأي ربيعة، فأخبرته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما قضى به فقال سعد لربيعة: هذا ابن أبي ذئب، وهو عندي ثقة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ما قضيت به، فقال له ربيعة: قد اجتهدت، ومضى حكمك، فقال سعد: واعجبا أنفذ قضاء سعد بن أم سعد، وأرد قضاء قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! بل أرد قضاء سعد، وأنفذ قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا بكتاب القضية، فشقه وقضى للمقضي عليه".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:09]ـ
بارك الله فيك.
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص156:
وقع يوما بيني وبين بعض من يتعاطى النظر في العلم من اليهود كلام في بعض المسائل إلى أن
أنجز الكلام إلى عيسى عليه السلام، فأخذ ينكر خلقه من غير أب، ويقول:
وهل يكون شيء من غير مادة؟
فقلت له بديهة: فيلزمك إذا أن يكون العالم مخلوقا من مادة، وأنتم معشر اليهود لا تقولون بذلك، فأحد الأمرين لازم إما صحة خلق عيسى من غير أب، وإما بطلان خلق
العالم من غير مادة. (فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:09]ـ
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص100:
حدثني الأستاذ أبو علي الزواوي عن شيخه الأستاذ الشهير أبي عبد الله المسفر أنه قال:
إن تفسير ابن الخطيب [الفخر الرازي "مفاتيح الغيب"] احتوى على أربعة علوم نقلها من أربعة كتب، مؤلفوها كلهم معتزلة؛ فأصول الدين نقلها من كتاب الدلائل لأبي الحسين.
وأصول الفقه نقلها من كتاب المعتمد لأبي الحسين أيضاً، وهو أحد نظار المعتزلة ...
قال: والتفسير من كتاب القاضي عبد الجبار.
والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:09]ـ
قال الزجاجي في مجالس العلماء ص187:
حدثني بعض إخواني قال حدثني أحمد بن محمد بن رستم الطبري قال:
جاء رجل معتوه إلى مجلس أبي حاتم فوقف يسمع كلام أبي حاتم فقال له رجل: يا أبا حاتم لم نصبوا ما لا ينصرف من الأسماء في موضع الجر؟
فقال: شبهوه بالفعل، والفعل لا يدخله الجر.
فقال المعتوه: يا أبا حاتم القياس على ما يرى أسهل أم على ما يسمع؟
فقال أبو حاتم: على ما يرى أسهل.
قال المعتوه: ما يشبه هذا؟ وأخرج يده وقد ضم أنامله.
فقال أبو حاتم: لا أدري.
قال: فأنت لا تحسن أن تشبه هذا الذي تراه بشيء، فكيف تشبه ما لا ترى بما لا ترى؟!
وأخرج يده الأخرى مضمومة الأنامل كما فعله بالأخرى فقال: يا غليظ الفطنة بعيد الذهن، هذا يشبه هذا.
فخجل أبو حاتم، وبقي أصحابه متعجبين.
فقال أبو حاتم: لا تعجبون من هذا، أخبرني الأصمعي أن معتوها جاء إلى أبي عمرو بن العلا، فقال: يا أبا عمرو لم سميت الخيل خيلا؟
فبقي أبو عمرو ليس عنده جواب، فقال: لا أدري.
فقال: لكني أدري.
فقال: علمنا نعلم.
قال: لاختيالها في المشي.
فقال أبو عمرو لأصحابه بعدما ولّى المجنون: اكتبوا الحكمة، وارووها، ولو عن معتوه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:09]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في المنتقى من فرائد الفوائد ص 82:
الأنبياء المذكورون في القرآن الكريم هم المذكورون في الأبيات، وهم خمسة وعشرون نبيا:
حتما على كل ذي التكليف معرفة ** بأنبياء على التفصيل قد علموا
في تلك حجتنا (1) منهم ثمانية ** من بعد عشر ويبقى سبعو وهم
إدريس هود شعيب صالح وكذا ** ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
وعدُّ ذا الكفل منهم فيه خلاف مشهور بين العلماء فقيل: رجل صالح، وقيل: نبي، وتوقف ابن جرير في ذلك، والله أعلم.
--------------
(1) يقصد هذه الآيات:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} (86) سورة الأنعام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:11]ـ
في شرح لامية ابن الوردي للقناوي الصوفي ص18: قال لابن أبي الشريف الندلسي:
ابن عشر من السنين غلام * رفعت عن نظيره الأقلام
وابن عشرين للصبا والتصابي * ليس يثنيه عن هواه سلام
والثلاثون قوة وشباب * وهيام ولوعة وغرام
فإذا زاد بعد ذلك عشر* فكمال وشدة وتمام
وابن خمسين مرّ عنه صباه * فيراه كأنه أحلام
وابن ستين صيرته الليالي * هدفا للمنون وهي سهام
وابن سبعين لا تسلنيَ عنه * فابن سبعين ما عليه كلام
فإذا زاد بعد ذلك عشرا * بلغ الغاية التي لا ترام
وابن تسعين عاش ما قد كفاه * واعترته وساوس وسقام
فإذا زاد بعد ذلك عشرا * فهو حي كميت والسلام
وفي بهجة المجالس لابن عبد البر 3/ 242 أنشد نحوها ثعلب لبعض حكماء العرب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:11]ـ
في طبقات الحنابلة في ترجمة عبد الله بن الإمام 2/ 14:
قال عبدالله: قال أبي: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وسلسلت فيه الشياطين، وغلقت أبواب جهنم ".
قلت لأبي: قد نرى المجنون يصرع في رمضان؟
فقال: هكذا الحديث، ولا تكلم في هذا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:12]ـ
قال المقَّرِيُّ في نفح الطيب 5/ 216:
وكان [شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية] شديدَ الإنكارِ على الإمامِ فخرِ الدينِ حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله * من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين فما * فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان في يده قضيب، فقال: والله لو رأيته لضربته بهذا القضيب هكذا، ثم رفعه ووضعه.اهـ
قلت: لن تعدو قدرك! وأظنك لو رأيته لسقط قضيبك من يدك!
وسياق صاحب نفح الطيب للخبر غريب! ففي "منهاج السنة" لشيخ الإسلام 5/ 433:
.. ولهذا لا تجد في كلام من لم يتبع الكتاب والسنة بيان الحق علما، وعملا أبدا؛ لكثرة ما في كلامه من وساوس الشياطين.
وحدثني غير مرة رجل ـ وكان من أهل الفضل والذكاء والمعرفة والدين ـ: أنه كان قد قرأ على شخص سماه لي ـ وهو من أكابر أهل الكلام والنظر ـ دروسا من "المحصل" لابن الخطيب، وأشياء من " إشارات" ابن سينا، قال: فرأيت حالي قد تغير ـ وكان له نور وهدى ـ ورؤيت له منامات سيئة، فرآه صاحب النسخة بحال سيئة، فقص عليه الرؤيا، فقال: هي من كتابك.
و" إشاراتُ" ابن سينا يعرف جمهور المسلمين الذين يعرفون دين الإسلام أن فيها إلحادا كثيرا بخلاف "المحصل" يظن كثير من الناس أن فيه بحوثا تحصل المقصود.
قال: فكتبت عليه:
محصل في أصول الدين حاصله * من بعد تحصيله أصل بلا دين
أصل الضلالات والشك المبين فما * فيه فأكثره وحي الشياطين.
وينظر للفائدة "موقف خليل بن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام ابن تيمية" للشيخ أبي الفضل القونوي ص77
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:13]ـ
قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال: سمعت مُطَرِّفا (1) يحدث أنه كانت له امرأتان، قال: فجاء إلى إحداهما، قال: فجعلت تنزع عمامته، وقالت: جئت من عند امرأتك؟!
قال: جئت من عند عمران بن حصين، فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أن أقل ساكني الجنة النساء".
المسند: 33/ 72 رقم (19837) والحاكم، من طريق روح بن عبادة عن شعبة بمثله. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
قلت: رواه مسلم في صحيحه (2738) من طريق معاذ بن معاذ عن شعبة بسياق قريب جدا.
---------------------------
(1) مطرف بن عبد الله بن الشخير من كبار التابعين العلماء العاملين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:13]ـ
في درء تعارض العقل والنقل 6/ 243:
ولهذا كان جميع العقلاء السالمي الفطرة يحكمون بموجب هده القضية الضرورية [العلو] قبل أن يعلموا أن في الوجود من ينكرها، ويخالفها وأكثر الفطر السليمة إذا ذكر لهم قول النفاة بادروا إلى تجهيلهم، وتكفيرهم، ومنهم من لا يصدق أن عاقلا يقول ذلك = لظهور هذه القضية عندهم، واستقرارها في أنفسهم، فينسبون من خالفها إلى الجنون، حتى يروا ذلك في كتبهم أو يسمعوه من أحدهم، ولهذا تجد المنكر لهذه القضية يقر بها عند الضرورة، ولا يلتفت إلى ما اعتقده من المعارض لها، فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله، ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم، وهو يطلب مني حاجة، وأنا أخاطبه في هذا المذهب، كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره، فرفع طرفه ورأسه إلى السماء، وقال: يا الله، فقلت له: أنت محقق لمن ترفع طرفك ورأسك؟ وهل فوق عندك أحد؟!
فقال: استغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته، ثم بينت له فساد هذا القول، فتاب من ذلك، ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:13]ـ
في كتاب المصفى في أصول الفقه للشيخ أحمد بن محمد الوزير ص 37 و67:
فائدة: (ليس من دأب التحصيل المناقشة في التمثيل) اهـ
ومقصوده من هذا عدم الاعتراض على الأمثلة المذكورة المراد منها تفهيم الطالبِ القاعدةَ الأصوليةَ، فالاعتراض يشتت ذهن الطالب عن فهم المقصود، وتحقيق الفروع له مكان آخر.
وما أجمل هذا الكلام، و أحسنه.
وقد سمعت بعض الفضلاء يشرح بعض الكتب، ويكثر من الاعتراض على الأمثلة التي ذكرها المؤلف فشتت الطلاب .. ، وكان يمكنه الخروج من ذلك بقوله في هذا الأمثلة ما لا يوافق المؤلف عليه، لكن الغرض هو فهم القاعدة، والمسألة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:28]ـ
في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 2/ 119: .. العلماء ـ رحمهم الله ـ صرحوا أَنه إِذا نزِّل إِنسان تنزيلا شرعيًا في وظيفة من الوظائف لم يجز عزله منها إِلا بمسوغ شرعي.
وانظر اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية جمع البعلي ص255.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:29]ـ
قال ابن المنير: كل من أخذ مالا من بيت المال على عمل إذا أهمل العمل = يرد ما أخذ، وكذا الأخذ على عمل لا يتأهل له.اهـ من فتح الباري6/ 124.
قلت: ما أكثر الآخذين ـ اليوم ـ على ما لم يتأهلوا له.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Mar-2007, مساء 04:29]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والفقيه قد يفعل شيئا على العادة، و إذا قيل له: هذا من الدين؟ لم يمكنه أن يقول ذلك، ولهذا قال بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك.
الاستغاثة في الرد على البكري ص335
.. ولا يجوز أن يقال: (فزيد بن أرقم) قد فعل هذا؛ لأنه لم يقل: إن هذا حلال، بل يجوز أن يكون فعله جريا على العادة من غير تأمل فيه، ولا نظر، ولا اعتقاد، ولهذا قال بعض السلف: (أضعف العلم الرؤية) يعني: أن يقول: رأيت فلانا يفعل كذا. ولعله قد فعله ساهيا، وقال إياس بن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك).
ولهذا لم يذكر عنه أنه أصر على ذلك بعد إنكار عائشة، وكثيرا ما قد يفعل الرجل النبيل الشيء مع ذهوله عما في ضمنه من مفسدة، فإذا نبه انتبه، وإذا كان الفعل محتملا لهذا، ولما هو أكثر منه = لم يجز أن ينسب لأجله اعتقاد حل هذا إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه ..
بيان الدليل على بطلان التحليل ص79.
قال العلامة الشاطبي: وأن الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد البتة حتى يتثبت فيه، ويسأل عن حكمه إذ لعل المُعْتَمَد على عمله يعمل على خلاف السنة، ولذلك قيل:لا تنظر إلى عمل العالم، ولكن سله يصدقك.
وقال أيضا: العالم قد يعمل، وينص على قبح عمله!، ولذلك قالوا: لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك. .
وقال الخليل بن أحمد .. :
اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي * ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
الاعتصام 3/ 109و4/ 181.
وذكر رحمه الله أيضا: فيما يتعلق بأعمال قول المجتهد المقتدى به، وحكم الاقتداء به، ـ في المسألة الخامسة ـ:الاقتداء بالأفعال الصادرة من أهل الاقتداء يقع على وجهين: .. ثم ذكر القسم الثاني:
إن كان مما تعين فيه قصد العالم إلى التعبد بالفعل، أو الترك بالقرائن الدالة على ذلك = فهو موضع احتمال، فللمانع أن يقول: إنه إذا لم يكن معصوما = تطرق إلى أفعاله الخطأ والنسيان، والمعصية قصدا، وإذا لم يتعين وجه فعله؛ فكيف يصح الاقتداء به فيه قصدا في العبادات أو في العادات؟!
ولذلك حكي عن بعض السلف أنه قال: (أضعف العلم الرؤية) يعنى أن يقول: رأيت فلانا يعمل كذا، ولعله فعله ساهيا.
وعن إياس ابن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك).اهـ الموافقات 4/ 281
فكيف إذا لم يكن قرائن؟!
وقال العلامة المعلمي: وقد يتسمح العالم فيما يحكيه على غير جهة الحكم فيستند إلى ما لو أراد الحكم لم يستند إليه كحكاية منقطعة وخبر من لا يعد خبره حجة، وقرينة لا تكفي لبناء الحكم ونحو ذلك. وقد جاء عن إياس بن معاوية ـ التابعي المشهور بالعقل، والذكاء، والفضل ـ أنه قال: (لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك).
وكلام العالم إذا لم يكن بقصد الرواية، أو الفتوى، أو الحكم داخل في جملة عمله الذي ينبغي أن لا ينظر إليه، وليس معنى ذلك أنه قد يعمل ما ينافي العدالة، ولكن قد يكون له عذر خفي، وقد يترخص فيما لا ينافي العدالة، وقد لا يتحفظ، ويتثبت كما يتحفظ، ويثبت في الرواية، والفتوى، والحكم.
هذا والعارف المتثبت المتحري للحق = لا يخفى عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ ما حقه أن يعد من هذا الضرب .. ، وأن ما كان من هذا الضرب؛ فحقه أن لا يعتد به على المتكلم فيه، ولا على المتكلم. والله الموفق.
التنكيل ص56 في: (قاعدة قدح الساخط ومدح المحب).
قلت: هذه قاعدة مهمة، وقد حدث قبل مدة أن احتج (بعض الناس) على تجويز فعلة منكرة أنها فعلت بحضور عالم فحل، ونسبوه إلى تجويزها!، مع أنه قد علم رأيه فيها بالمنع، ثم بين تلاميذه خطأ هذا الفهم، وأن للعالم عذرا، وسببا أبقاه مع أنه يرى حرمة ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[21 - Mar-2007, مساء 12:48]ـ
وذكر الذهبي في ترجمة حيوة بن شريح (*) (سير أعلام النبلاء 6/ 404):
قال ابن وهب: كان حيوة يأخذ عطاءه في السنة ستين دينارا فلم يطلع إلى منزله حتى يتصدق بها، ثم يجئ إلى منزله، فيجدها تحت فراشه، وبلغ ذلك، ابن عم له، فأخذ عطاءه، فتصدق به كله، وجاء إلى تحت فراشه فلم يجد شيئا، فشكا إلى حيوة فقال: أنا أعطيت ربي بيقين، وأنت أعطيته تجربة.
وكنا نجلس إلى حيوة في الفقه فيقول: أبدلني الله بكم عمودا أقوم وراءه أصلي، ثم فعل ذلك
------------------
(*) حيوة بن شريح بن صفوان، أبو زرعة التجيبي المصري الثقة الفقيه الزاهد العابد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 07:08]ـ
قال الحافظ الذهبي: وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة، ومسند أحمد بن حنبل، وسنن البيهقي، وضبط متونها، وأسانيدها، ثم لا ينتفع بذلك؛ حتى يتقي ربه ويدين بالحديث، فعلى علم الحديث، وعلمائه ليبك من كان باكيا، فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ، فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الإتباع، والفرار من الهوى، والابتداع، وفقنا الله وإياكم لطاعته. اهـ. سير أعلام النبلاء 13/ 323.
قلت: اليوم أكثر ما يقال المحدِث، والمسندِ لمن همه جمع الإجازات من فلان، وعلان من العوام، والعجائز، والمبتدعة من غير ضبط، ولا فقه!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 07:09]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الدليل على بطلان التحليل ص242:
قال بشر بن السري: ـ وهو من العلماء الثقات المتقدمين أدرك العصر الذي اشتهر فيه الرأي، وهو ممن أخذ عنه الإمام أحمد وطبقته ـ قال نظرت في العلم، فإذا هو: الحديث، والرأي.
فوجدت في الحديث: ذكر النبيين، والمرسلين، وذكر الموت، وذكر ربوبية الرب، وجلاله، وعظمته، وذكر الجنة، والنار، والحلال، والحرام، والحث على صلة الأرحام، وجماع الخير.
ونظرت في الرأي فإذا فيه: المكر، والخديعة، والتشاح، واستقصاء الحق، والمماكسة في الدين، واستعمال الحيل، والبعث على قطع الأرحام، والتجرؤ على الحرام.
وروي مثل هذا الكلام عن يونس بن أسلم.
وقال أبو داود: سمعت أحمد، وذكر الحيل (1) من أصحاب الرأي فقال: يحتالون لنقض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومثل هذا كثير في كلام أهل ذلك العصر. اهـ
-----------
(1) وقال أحمد: من كان عنده كتاب الحيل في بيته يفتي به، فهو كافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. طبقات الحنابلة 2/ 106.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 07:09]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الدليل على بطلان التحليل ص138:
ولما وضع بعض الناس كتابا في الحيل اشتد نكير السلف لذلك، قال أحمد بن زهير بن مروان: كانت امرأة ها هنا تمر، وأرادت أن تختلع من زوجها، فأبى زوجها عليها، فقيل لها لو ارتددت عن الإسلام لبِنتِ من زوجك! ففعلت ذلك! فذكر ذلك لعبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ وقيل له: إن هذا في كتاب الحيل، فقال عبدالله: من وضع هذا الكتاب = فهو كافر، ومن سمع به فرضي به = فهو كافر، ومن حمله من كورة (1) إلى كورة = فهو كافر، ومن كان عنده، فرضي به = فهو كافر.
وقال إسحاق بن راهويه: عن شقيق بن عبد الملك: أن ابن المبارك قال: في قصة بنت أبي روح حيث أمرت بالارتداد، وذلك في أيام أبي غسان، فذكر شيئا، ثم قال ابن المبارك: وهو مغضب أحدثوا في الإسلام، ومن كان أمر بهذا = فهو كافر، ومن كان هذا الكتاب عنده، أو في بيته ليأمر به، أو هويه، ولم يأمر به، = فهو كافر، ثم قال ابن المبارك: ما أرى الشيطان كان يحسن مثل هذا حتى جاء هؤلاء فأفادها منهم! فأشاعها حينئذ، أو كان يحسنها، ولم يجد من يمضيها حتى جاء هؤلاء.
--------
(1) الكورة: المدينة، والصقع. لسان العرب5/ 156.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 07:10]ـ
قال الإمام أبو سليمان الخطابي في العزلة ص55:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا ابن الزيبقي قال حدثنا موسى بن زكريا التستري قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فتلا هذه الآية {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [(38) سورة الأنعام] وقال: ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من شبه البهائم: فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد، ومنهم من يعدو عدو الذئب، ومنهم من ينبح نباح الكلب، ومنهم من يتطوس كفعل الطاوس، ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقى لها الطعام الطيب عافته، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه؛ فكذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها! وإن أخطا رجل عن نفسه أو حكى خطأ غيره ترواه وحفظه!
قال أبو سليمان [الخطابي] ما أحسن ما تأول أبو محمد [ابن عيينة] رحمة الله عليه هذه الآية، واستنبط منها هذه الحكمة، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره، وجب المصير إلى باطنه، وقد أخبر الله تعالى عن وجود المماثلة بيننا وبين كل دابة وطائر، وكان ذلك ممتنعا من جهة الخلقة، والصورة، وعدما من جهة النطق، والمعرفة = فوجب أن يكون مصروفا إلى المماثلة في الطباع، والأخلاق، وإذا كان الأمر كذلك؛ فاعلم يا أخي أنك إنما تعاشر البهائم والسباع! فليكن حذرك منهم، ومباعدتك إياهم على حسب ذلك، ومصداق قول سفيان رحمه الله في كتاب الله سبحانه حين يقول في تمثيل من كذب بآيات الله بالكلب فقال عز وعلا {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} [(176) سورة الأعراف] وقال سبحانه وتعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة]، وقال عز وجل {أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} [(179) سورة الأعراف] فجعلهم أسوأ حالا منها، وأبعد مذهبا في الضلال [حين] (1) قامت عليهم الحجة، فلم يذعنوا لها، ولأجل ذلك رأى الحكماء أن السلامة من آفات السباع الضارية أمكن، والخلاص منها أسهل من السلامة من شر الناس!
--------------
في المطبوع: حتى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 07:10]ـ
قال العلامة حَمْد الخطابي في العزلة ص15: قال أخبرنا ابن الأعرابي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي كُرْبُزان قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى قال حدثني مسلم قال: كنا مع عبد الله بن الزبير، والحجاج محاصره، وكان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير فإذا فاتته الصلاة معه، وسمع مؤذن الحجاج انطلق، فصلى معه.
فقيل: لم تصلي مع ابن الزبير، ومع الحجاج؟
فقال إذا دعونا إلى الله أجبناهم وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم. اهـ
ما أجمل رده رضي الله عنه، وليتأمله من تركت صلاة الاستسقاء مع الجماعة .. !
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 07:10]ـ
قال العلامة الخطابي في العزلة ص17:
قال بعض الحكماء: إنما يستوحش الإنسان بالوحدة لخلاء ذاته، وعدم الفضلية من نفسه؛ فيتكثر حينئذ بملاقاة الناس، ويطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم، فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة، ويتفرغ الاستخراج الحكمة.
وقال بعضهم: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 07:11]ـ
قال الإمام الشافعي: من تعلم علما فليدقق فيه؛ لئلا يضيع دقيق العلم.
رواه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى 1/ 377، وابن طاهر في الأنساب المتفقة ص3.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 07:11]ـ
قال العلامة العز بن عبد السلام:
ثمرة معرفة خساسة الدنيا وفنائها: احتقارها، وعدم الالتفات إليها.
وثمرة معرفة نفاسة الآخرة وبقائها: الإقبال عليها، والابتدار إليها.
والجهل بخساسة هذه الدار مثمر للإخلاد إليها، والجهل بنفاسة دار القرار مثمر لإيثار هذه الدنيا عليها. شجرة المعارف والأحوال ص58و59.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:24]ـ
قال بعض الحكماء ينبغي للعاقل أن ينظر كل يوم إلى وجهه في المرآة؛ فإن كان حسنا لم يشنه بفعل قبيح، وإن كان قبيحا لم يجمع بين قبيحين. الجامع لأخلاق الراوي والسامع 1/ 613.
ونظم معناه:
يا حسن الوجه توق الخنا * لا تبدلن الزين بالشين
ويا قبيح الوجه كن محسناً * لا تجمعن بين قبيحين.
اللطف واللطائف للثعالبي ص11
وقال آخر:
يا جميل الوجه كن محسناً لا تخلطنّ الزّين بالشّين
ويا قبيح الوجه كن محسناً لا تجمعنّ الشّين بالشّين
التمثيل والمحاضرة للثعالبي ص230.
وقال آخر:
إنّ حُسْنَ الوجهِ يحتا * جُ إلى حُسْنِ فِعَال
حاجةَ الصَّادِي من الما * ءِ إلى العَذْبِ الزَّلاَلْ.
بهجة المجالس3/ 29.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:25]ـ
قال أبو بكرالمروذي: لما سجن أحمد بن حنبل جاء السجان فقال له: يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة وأعوانهم صحيح؟
قال: نعم.
قال السجان: فأنا من أعون الظلمة؟
قال أحمد: فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك، ويغسل ثوبك، ويصلح طعامك، ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن أنفسهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:25]ـ
جاء في رسالةٍ بعثها العلامة المعلمي إلى العلامة أحمد شاكر يبين فيها سبب تاليفه "طليعة التنكيل"، ومنبها على الأخطاء الواقعة فيها، ومسائلا له ..
جاء فيها بعد السلام ..
قبل ثلاث سنوات تقريبا جاء صديق لي من أهل الفضل بكتاب، وناولني إياه، فقرأت عنوانه فإذا هو كتاب "تأنيب الخطيب" للأستاذ محمد زاهد الكوثري، وكنت قد وقفت على تعاليق للكوثري على ذيول الحفاظ، وكتب أخرى، فعرفت طريقته = فلم تطب نفسي بمطالعة تأنيبه، فرردت الكتاب على صاحبي فألح أن أنظر فيه فرأيت أن أطيب نفسه بقراءة ورقة أو ورقتين، فلما شرعت في ذلك رأيت الأمر أشد جدا مما كنت أتوقع فبدا لي أن أكمل مطالعته، وأقيد ..... ملاحظات على مطاعنه في أئمة السنة، وثقات رواتها، فاجتمع عندي كثير .. وطبع نموذج بمصر في رسالة بعنوان "طليعة التنكيل" لا أراكم إلا قد تفضلتم بالإطلاع عليها، وآلمني أن الفاضل الذي علق عليها تصرف في مواضع من المتن بباعث النكاية في صاحب التأنيب، وذلك عندي خارج عن المقصود، بل ربما يكون منافيا له، وفي النكاية العلمية كفاية لو كانت النكاية مقصودة لذاتها، ثم وقعت في الطبع أغلاط كثيرة، ولا سيما في إهمال العلامات، على ذلك فليس ذلك بناقص من شكري للناشر والمعلق.
من ترجمة المعلمي للشيخ ماجد الزيادي في مقدمة كتاب "عمارة القبور"ص 53.
رحمه الله فقد كان مدرسة للأخلاق، ومثلا للسمو في الرد على المخالف، وصدق والله في قوله إن في النكاية العلمية كفاية فإذا أظهر الراد مقدار المردود عليه، ومحله في العلم = نطق القارئ بالحكم، وكفي الراد مؤنته. وإذا صب جام غضبه عليه باستعمال الشديد من الألفاظ = خرج عن حد الأدب، وهدي أهل العلم، واستمال القارئ للمردود عليه.
اللهم علمنا ما ينفعنا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:25]ـ
قال الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي: .. كنت أتخيل في الناصح [ابن الحنبلي]: أن يكون إماماً بارعاً، وأفرح به للمذهب؛ لما فضّله اللّه به من شرف بيته، وإعراق نسبه في الإِمامة، وما آتاه الله تعالى من بسط اللسان، وجراءة الجنان، وحدة الخاطر، وسرعة الجواب، وكثر الصواب، وظننت أنه يكون في الفتوى مبرزاً على أبيه وغيره، إلى أن رأيت له فتاوى غيرُه فيها أَسَّدُ جواباً، وأكثر صواباً، وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس، واتباعه عيوبهم، ولا يبعد أن يعاقِبَ الله العبد بجنس ذنبه ـ إلى أن قال: ـ والناصح قد شغل كثيراً من زمانه بالرد على الناس في تصانيفهم، وكشف ما استتر من خطاياهم، ومحبة بيان سقطاتهم، ولا يبلغ العبد حقيقة الإِيمان حتى يحبَ للناس ما يحبُ لنفسه، أفتراه يحب لنفسه بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته، وعَيبِ تصانيفه، وإظهار أخطائه، وكما لا يحب ذلك لنفسه ينبغي أن لا يحبه لغيره، سيما للأئمة المتقدمين، والعلماء المبرزين، وقد أرانا الله تعالى آية في ذهابه عن الصواب في أشياء تظهر لمن هو دونه .. ذيل طبقات الحنابلة 3/ 430.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:26]ـ
قال العلامة عبد الرحمن السعدي في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص37:
يعجبني ما وقع لبعض أهل العلم وهو: أنه كتب له آخر من أهل العلم والدين ينتقده انتقادا شديدا في بعض المسائل، ويزعم أنه مخطئ فيها، حتى إنه قدح في قصده ونيته، وقال مع ذلك: إنه يدين الله ببغضه بناء على ما توهم من خطئه .. ، فأجاب المكتوب له:
اعلم يا أخي أنك إذا تركت ما يجب عليك من المودة الدينية والأخوة الإسلامية، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ على فرض أنه أخطأ، وتجنبت الدعوة بالحكمة في مثل هذه الأمور؛ فإني أخبرك قبل الشروع في جوابي لك عمّا انتقدته علي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أني لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك انتصارا لنفسي؛ بل أزيد على ذلك بإقامة العذر لك بقدحك في أخيك أني أعرف أن الدافع لك على ذلك حسن قصد، لكن لم يصحبه علم يصححه، ولا معرفة تبين مرتبته، ولا ورع، ورأي صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجبه الشرع عليه؛ فلحسن قصدك المتمحض أو الممتزج بشيء آخر؛ قد عفوت لك عمّا كان منك إلي من الاتهام بالقصد السيئ؛ فهب أن الصواب معك يقينا، فهل خطا الإنسان دليل على سوء قصده؟!
فلو كان الأمر كذلك لتوجه رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة، فهل سلم أحد من الخطأ، وهل هذا القول الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا جاء في مسألة علمية دينية، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: الله قد فعلت.
ثم نقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة ما دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ، فيحل القدح فيمن عندك من الأدلة والقرائن الكثيرة على بعده عن القصود السيئة ما لا يبرر لك أن تتوهم فيه شيئا مما رميته به، وأن الله أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيرا إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان فقال تعالى {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا}
واعلم يا أخي أن هذه المقدمة ليس الغرض منها مقابلتك بما قلت فإني قد ذكرت لك أني قد عفوت لك عن حقي إذا كان لي حق، ولكن الغرض النصيحة، وأن أعرِّفك موقع هذا الاتهام ومرتبته من الدين والعقل والمروءة الإنسانية.
ثم إنه بعد هذا أخذ يتكلم عن الجواب الذي انتقده بما لا محل لذكره هنا، وإنما الفائدة في هذه المقدمة. اهـ
قلت: سمعت الشيخ عبد الله بن عقيل: في شريط "الشيخ عبد الرحمن السعدي كما عرفته" ذكر نحو هذه الحادثة، وأنها وقعت للشيخ ابن سعدي رحمه الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:26]ـ
قال الإمام ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص39:
وقع رجل في رجل من أهل الدين، وجعل يعيبه ويُعَيِّن بعض ما يعيبه به، فقال بعض الحاضرين له:
هل أنت متيقن ما عبته فيه؟
ومن أي طريق أخبرت به؟
ثم إذا كان الأمر الذي ذكرته يقينيا؛ فهل يحل لك أن تعيبه أم لا؟
أما الأول: فإني أعر ف أنك لم تجالس الرجل،وربما أنك لم تجتمع به، وإنما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه، وهذا معلوم أنه لا يحل لك أن تبني على كلام الناس، وقد علم منهم الصادق والكاذب، والمخبر عمّا رأى، والمخبر عمّا سمع، والكاذب الذي يخلق ما يقول؛ فاتضح أنه على كل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيه.
ثم ننتقل معك إلى المقام الثاني، وهو: أنك متيقن أن فيه العيب الذي ذكرته، وقد وصل إليك بطريق يقيني؛ فهل تكلمت معه، ونصحته، ونظرت هل له عذر أم لا؟
فقال: لم أتكلم معه في هذا بالكلية.
فقال له: هذا لا يحل لك، إنما يجب عليك إذا علمت من أخيك أمرا معيبا أن تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء، ثم إذا نصحته، وأصر على العناد؛ فانظر هل لك في عيبك له عند الناس مصلحة، وردع أم في ذلك خلاف ذلك؟
وعلى الأحوال كلها، فأنت أظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وإنكار المنكر، وأنت في الحقيقة الذي فعل المنكر.
وما أكثر من يجري منه مثل هذه الأمور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة،وقلة الورع. الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 10:28]ـ
في كتاب الورع لأبي بكر المَرُّوذِي ص184:
ذكرتُ لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] رجلا.
فقال: في نفسي شغل عن ذكر الناس.
وذُكِر له رجل.
فقال: ما أعلم إلا خيرا.
قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك!
فتبسم، وقال: ما أعلم إلا خيرا هو أعلم وما يقول، تريد أن أقول ما لا أعلم؟!
وقال: رحم الله سالما [بن عبد الله بن عمر] زحمت راحلته راحلة رجل، فقال الرجل: لسالم أراك شيخ سوء!
قال: ما أبعدت.
عن سفيان عن سليمان عن أبي رزين قال: جاء رجل إلى فضيل بن بزوان، فقال: إن فلانا يقع فيك.
فقال: لأغيظن من أَمَرَه: يغفر الله لي وله.
قيل له: من أَمَرَه؟ قال: الشيطان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:02]ـ
في كتاب نسب قريش (1) لمصعب الزبيري ص637:
وكان مسلم بن عقبة، بعد ما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن معاوية، وأنهبها
ثلاثاً، أتي بقوم من أهل المدينة؛ فكان أول من قدم إليه محمد بن أبي جهم؛ فقال له: تبايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء، استرقك!
قال محمد: بل، أبايع على أني ابن عم كريم حر، فقال: اضربوا عنقه؛ فقتل، ثم قدم إليه يزيد بن عبد الله بن زمعة؛ فقال له مثل ذلك؛ فأجابه مثل جواب محمد فقدمه، فقتله؛ ثم قدم إليه سعيد بن المسيب؛ فقال له: بايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء استرقك!
قال سعيد: لا أبايع عبداً ولا حراً
فقال مسلم: مجنون اخنقاه ـ للذين أتيا به ـ فخنقاه حتى تفل في أيديهما؛ فظنا أنه قد مات؛ فأرسلاه، فسقط، ثم أفاق، فقال: لا والله لا والله، فتقدم إليه مروان بن الحكم، وعمرو بن عثمان، فشهدا أنه مجنون.
فقال: قد ظننت ذلك، أرسلاه فانصرف راجعاً إلى المدينة؛ فلحقه مروان وعمرو بن
عثمان، فقالا: الحمد لله الذي سلمك يا أبا محمد، فقال: اذهبا إليكما عني، أتشهدان بالزور وأنا أسمع، وتنفسان على الشهادة؟! والله لا أكلمكما أبداً!.
----------------
(1) النسخة الألكترونية، وصححت بعض العبارات المضطربة من مخطوط "ملخص مسند يعقوب بن شيبة " [39 /أ/ب] فقد ذكرها عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:03]ـ
في كتاب أخبار القضاة لوكيع 3/ 241:
قال أخبرني عبد الله بن شبيب أبو سعيد قال حدثني يحيى بن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبدالرحمن بن أبي الصديق قال حدثني سليمان بن بلال قال كان يحيى بن سعيد قد ضاق واشتدت حاله حتى جلس في البيت فبينا هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العباس يأمره بالخروج إليه، فكنت أنا الذي جهزته، ووكلني بالقيام على أهله، والنفقة عليهم، فلما خرجنا من داره ـ وهو يريد العراق ـ كان أول ما لقينا جنازة قد طلعت فتغير وجهي لذلك؛ فقال: كأنك تطيرتَ؟
فقلتُ: نعم.
فقال: فلا تفعل، فوالله لئن صدقنا الفأل لينعشن الله أمري، فكان كما قال، فأصاب خيرا، وبعث إلى بقضاء دينه، وقال لي، وأنا معه: ما من شيء إلا وقد علمتُه.
قال سليمان بن بلال: ثم جاءني كتابه بعد ما استقضي قد كتب:
قلت لك: ما من شيء إلا وقد علمتُه، فأقسم لك بالله لأول خصمين جلسا بين يدي في أمر لا والله ما سمعت فيه بشيء!!
فإذا جاءك كتابي هذا فاسأل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن كذا وعن كذا، ولا تخبره أني كتبت إليك تسأله، فجئت ربيعة فسألته، فقال: صاحبك كتب إليك تسألني عن هذا؟
قال: فكأني أمسكتُ.
قال: فإني أسألك؟ وقال: لا أجيبك حتى تخبرني.
فأخبرته؛ فأجابني، وكتبت إلى يحيى بن سعيد بذلك. اهـ
- يحيى بن سعيد الأنصاري سمع من أنس رضي الله، وكان من كبار علماء المدينة.
- و لعله هذا من تأديب الله تعالى له على تلك الكلمة، وتشبه هذا القصة ما وقع لنبي الله موسى عليه السلام، وما جرى بعدها من حكايته مع الخضر.
- في إخبار الإمام يحيى بن سعيد لسليمان بن بلال بهذه الحادثة دليل على صدقه، وندمه على كلامه، وحرصه على بيان ذلك لصاحبه؛ ليكون درسا له أيضا، وإلا فقد كان يمكنه أن يرسل السؤال من غير بيان لما حدث له.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:03]ـ
قال العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع 3/ 252
وقد حدثني بعضُ النَّاسِ أنَّهم في هذا البلد هنا في «عُنَيزة» كانوا يَحْفِرُون لسور البلد الخارجي، فمرُّوا على قَبْرٍ فانفتح اللَّحْدُ فوجدوا فيه ميتاً قد أكلت كَفَنَه الأرضُ، وبقي جسمُه يابساً؛ لكن لم تأكل منه شيئاً، حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته وفيها الحناء، وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك، فتوقَّفوا وذهبوا إلى الشيخ، وكان في ذلك الوقت «عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين» وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه وجنِّبوا عنه، فاحفِروا عن يمين أو يسار.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:03]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص195:
سمعت إسحاق بن عمر بن سليط يقول: سمعت حماد بن زيد يقول: سمعت أيوب يقول: من أراد أن يعرف خطأ معلمه فليجلس إلى غيره.
ونحوه في المعرفة والتاريخ 2/ 138، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 2/ 680، وحلية الأولياء 3/ 9.
وقال ابن حزم في مراتب العلوم ص77 [ضمن مجموع رسائله ج4]: [في وصايا لطالب العلم]
.. وسكنى حاضرة فيها العلم، ولقاء المتنازعين وحضور المتناظرين فبهذا تلوح الحقائق، فليس من تكلم عن نفسه وما يعتقده كمن تكلم عن غيره، ليست الثكلى كالنائحة المستأجرة، ومن لم يسمع إلا من عالم واحد أوشك أن لا يحصل على طائل، وكان كمن يشرب من بئر واحدة، ولعله اختار الملح المكدر، وقد ترك العذب، ومع اعتراك الأقران ومعارضتهم يلوح الباطل من الحق، ولا بد، فمن طلبه كما ذكرنا أوشك أن ينجح مطلبه، وأن لا ينفق سعيه، وأن يحصل في المدة اليسيرة على الفائدة العظيمة، ومن تعدى هذه الطريقة كثر تعبه، وقلت منفعته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:04]ـ
- قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
سمعت أبا العدبَّس المروزي يقول: سمعت أبي وعمي يقولان: كنا عند ابن المبارك فاتاه رجل فسأله عن الشعر؟
فقال: لا تقله.
قال: هو ذا أنت تقولُ!
فقال ابن المبارك: أمرت أن تقتدي بمساوئي؟!
وسمعت محمد بن سرور بن عبد الواحد القرشي يقول سمعت أبي يقول: سمعت رجلا سال ابن المبارك عن الشعر فقال له: أقول الشعر؟
فقال له ابن المبارك: لا.
قال: فكيف تقوله أنت؟!
فقال له: أمرت أن تقتدي بمساوئي أو بمحاسني؟! اهـ
قلت: لعل الإمام ابن المبارك أخذ هذه الرواية:
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَخْبَرَنِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: رَآنِي أَبِي وَأَنَا أَنْشُدُ الشِّعْرَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لَا تَنْشُدُ الشِّعْرَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ كَانَ الْحَسَنُ يُنْشِدُ الشِّعْرَ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يُنْشِدُ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ إنْ أَخَذْتُ بِشَرِّ مَا فِي الْحَسَنِ وَبِشَرِّ مَا فِي ابْنِ سِيرِينَ اجْتَمَعَ فِيكَ الشَّرُّ كُلُّهُ. إعلام الموقعين 3/ 296.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:05]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
وسمعت محمد بن مقاتل يذكر عن مؤمل قال: قال ابن المبارك:
إني لأسمع الحديث ما أريد أن أحدث به، ولا أعمل به، ولكن أعده لأخ من أخواني يقع في الشيء فأجد له مخرجا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:05]ـ
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114 - 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك ".
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه ".
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال: " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناسِ ناسٍ لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به ".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:05]ـ
قال الإمام الخطابي في كتاب العزلة ص35:
حدثني الحسين بن إسماعيل الفقيه قال: بلغني أن محمد بن الحسن ـ رحمة الله عليه ـ لما أخذ في تصنيف "الجامع الكبير" خلا في سرداب وأمر أهله أن يراعوا وقت غدائه، ووضوئه فيقدموا إليه حاجته منهما، وأن يؤخذ من شعره إذا طال، وأن ينظف ثوبه إذا اتسخ وأن لا يوردوا عليه شيئا يشتغل به خاطره، وأَقام على ماله وكيلا، وفوّض إليه أمره، ثم اقبل على تصنيف الكتاب، ولم يشعر إلا برجل ينزل إليه بشيء حتى وقف بين يديه، فأنكره، فقال له: من أنت؟
قال: أنا صاحب الدار!
قال: وكيف ذاك؟
قال: لأني قد ابتعت هذه الدار من فلان ـ يعني وكيله ـ!!، وكان وكله إياه عن تفويض، فاحتاج إلى الانتقال.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:05]ـ
وفي الذيل على طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب 1/ 441
محمد بن عبد الباقي الأنصاري البغدادي القاضي ..
حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وتفقه في صباه على القاضي أبي يعلى، وقرأ الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهندسة، وبرع في ذلك، وله فيه تصانيف. . وتفنن في علوم كثيرة.
قال ابن السمعاني: وكان سريع النسخ حسن القراءة للحديث سمعته يقول: ما ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب.
قال: وسمعته يقول: أسرتني الروم، وبقيت في الأسر سنة ونصفًا، وكان خمسة أشهر الغلّ في عنقي، والسلاسل على يدي، ورجلي. وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن اللّه، حتى نفعل ونصنع في حقك، فامتنعتُ وما قلت.
قال: وَوَقْتُ أن حبست كان ثَمَّ معلم يعلم الصبيان الخط بالرومية، فتعلمت في الحبس الخط الرومي.
وسمعته يقول: حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وما من علم في عالم الله إلا وقد نظرتُ فيه، وحصّلت منه كله، أو بعضه.
. اهـ بتصرف واختصار.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:06]ـ
وفي طبقات الحنابلة 3/ 258:
قال ابن ثابت: وحدثني القاضي أبو حامد أحمد بن محمد الدلوي قال: لما رجع أبو عبدالله ابن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، فلم ير يوما منها في سوق، ولا رئي مفطرا إلا في يوم الأضحى، والفطر، وكان أمارا بالمعروف، ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره، أو كما قال.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:06]ـ
في ترجمة على بن يوسف بن شمس الدين الفناري الرومي
.. وكان مهتما بالاشتغال بالعلم، وكان له مكان على جبل فوق مدينة بروسه، وكان يمكث فيه الفصول الثلاثة من السنة، ويسكن في المدينة الفصل الرابع، وربما ينزل هناك ثلج مرات كثيرة، ولا يمنعه ذلك عن المكث فيه كل ذلك لمصلحة الاشتغال بالعلم، وكان لا ينام على فراش، وإذا غلب عليه النوم يستند على الجدار، والكتب بين يديه، فإذا استيقظ ينظر الكتب .. .
الشقائق النعمانية ص111، و البدر الطالع ص505، والسياق للأول.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:06]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص69:
قلت لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] يقول رجل لمثل سوار القاضي: أصلحك الله؟!
قال: فأي شيء عليه أن يصلحه الله؟!
هذه العبارة (أصلحك الله) ما زالت تزعج بعض من تقال له! مع أنها دعوة فاضلة!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:07]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص87:
سمعت هارون بن عبد الله يقول حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر قال دخل ـ يعني ـ ميمون مع عبد الله بن عمر ونفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عامر في مرضه الذي مات فيه فشكى إلى القوم ما كان فيه، فقالوا: لقد وصلت الرحم، وبنيت المنارات، واتخذت المصانع، وحفرت الآبار، وحملت ابن السبيل، وذيت وذيت، وعين عبد الله بن عامر إلى ابن عمر أي شيء يقول؟
فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وسترد فترى.
قال جعفر: وحدثني ميمون قال: لما صرنا بالباب، أو خرجنا قال ابن عمر: لئن كان ليس عليكم تبعة فيما أخذتم، وأجرتم فيما أنفقتم = لقد سبقتم الناس سبقا بعيدا. اهـ
وروى مسلم في صحيحه (224) " .. دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض فقال: ألا تدعو الله لي يا ابن عمر؟
قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول، وكنت على البصرة ".
قال الذهبي فيه: ولي البصرة لعثمان رضي الله عنه .. كان من كبار ملوك العرب وشجعانهم، وأجوادهم، وكان فيه رفق وحلم.
قلت: إذا كان هذا الكلام قيل في ابن عامر! فماذا عسى أن يقال اليوم؟! اللهم لطفك بنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 02:07]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص116:
قرئ على أبي عبد الله: هاشم قال حدثنا مبارك قال حدثني عبد الله بن العيزار، قال: كان مطرف يقول:
وأعوذ بك أن أقول من الحق شيئا أريد به غير وجهك.
قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: .. وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس؛ ليتقوا ضلاله، ويعلموا حاله، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح، وابتغاء وجه الله تعالى، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية، أو تحاسد، أو تباغض، أو تنازع على الرئاسة؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح، وقصده في الباطن الغض من الشخص، واستيفاؤه منه! = فهذا من عمل الشيطان، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص، وأن يكفى المسلمين ضرره في دينهم، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه. مجموع الفتاوى 28/ 221.
.. ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية، ورياء، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل. مجموع الفتاوي 28/ 235.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:37]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص134:
قال لي أبو عبد الله [أحمد بن حنبل] قد جاء يحيى بن خاقان [والي الخليفة على ديوان الخراج] ومعه شوي فجعل يقلله أبو عبد الله ويقلله، قلت له: قالوا: إنها ألف دينار، قال: هكذا قال، وقال: فرددتها عليه، فبلغ الباب ثم رجع فقال: إن جاءك أحد من أصحابك بشيء تقبله؟
قلت: لا.
قال: إنما أريد أن أخبر الخليفة بهذا.
قلت لأبي عبد الله: أي شيء كان عليك لو أخذتها فقسمتها؟
فكلح وجهه، وقال: إذا أنا قسمتها، أي شيء أريد؟
أن أكون له قُهْرمَانا؟! اهـ
القهرمان: أمين الملك ووكيله الخاص بتدبير دخله وخرجه.
وانظر حكاية مشابهة للإمام طاووس قبل هذه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:37]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:
سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال: قسم عمر عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه، فقال: ما أحمقكم، لو كان هذا لي ما أعطيتكم منه درهما واحدا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:37]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص142:
سمعت أبا عبد الله يقول حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال لي: يا سليمان إن أمراءنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من ثنتين، ليس عندهم تقوى أهل الإسلام، ولا أحلام أهل الجاهلية.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:37]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص172:
سمعت بندار بن بشار يقول حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن يحيى بن حصين قال: سمعت طارق بن شهاب قال: كان بين خالد بن الوليد وسعد [بن أبي وقاص] كلام، فقال رجل: مَن خالد عند سعد؟
فقال [سعد]: إن الذي بيننا لم يبلغ ديننا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:38]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص197:
سمعت أبا عبد الله يقول: وسئل عن الحب في الله؟ فقال: هو أن لا تحبه لطمع دنيا.
قلت: لا بد أن تستحضر أن من طمع الدنيا أن تحبه وتصحبه لتفخر بصحبته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:38]ـ
قال الرافعي في تاريخ آداب العرب ص16:
ولم تسقط دولة العقول في هذه الأمة إلا منذ ابتدأ العلماء يعتبرون العلم فهم العلم كما هو؛ فتهافتوا على ذلك باختصار الكتب،وشرحها وتفتيقها بالحواشي والتعاليق " الهوامش"، وتلخيص المتون؛ ونحو ذلك مما يورث الاضمحلال، ويفقد العقل معنى الاستقلال، ويجعل القرائح كالظل المتنقل: كل آونة يقرب إلى الزوال.
وفي هامش تلك الصفحة: مما نورده تفكها أن بعض العلماء كان لا يقرأ دروسه إلا في كتب مخطوطة ـ تحققا بالعلم ـ ومن عادتهم في المخطوطات أن يكتبوا أوائل الكلمات في الشروح والحواشي بالحمرة؛ فكان صاحبنا يدفع نسخته لأنبغ طلبته، يقرأ فيها ثم يشرح هو بعده، وكان إذا فرغ القارئ من جملة في المتن، أعادها الشيخ ومطل بها صوته وفخم كلماتها حتى يفرغ منها على هذا الوجه، ثم يبتدئ الشرح بقوله للقارئ: قال أيه، قال:" شوف عندك الحمرا ياسيدي شوف " ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:38]ـ
في ترجمة الإمام أبي مظفر السمعاني في طبقات الشافعية الكبرى 5/ 336:
خرج إلى الحجاز على غير الطريق المعتاد ـ فإن الطريق كان قد انقطع بسبب استيلاء العرب ـ فقطع عليه وعلى رفقته الطريق، وأسروا واستمر أبو المظفر مأسورا في أيدي عرب البادية صابرا إلى أن خلصه الله تعالى فحكي أنه لما دخل البادية وأخذته العرب كان يخرج مع جمالها إلى الرعي، قال: ولم أقل لهم إني أعرف شيئا من العلم، فاتفق أن مقدم العرب أراد أن يتزوج، فقالوا: نخرج إلى بعض البلاد ليعقد هذا العقد بعض الفقهاء، فقال أحد الأسراء: هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصحراء فقيه خراسان!
فاستدعوني وسألوني عن أشياء فأجبتهم، وكلمتهم بالعربية، فخجلوا واعتذروا، وعقدت لهم العقد ففرحوا وسألوني أن أقبل منهم شيئا، فامتنعت وسألتهم فحملوني إلى مكة في وسط السنة، وبقيت بها مجاورا، وصحبت في تلك المدة سعدا الزنجاني.
قلت: في هذه القصة بيان عملي لمكانة العلماء عند العامة بل حتى عند اللصوص و الفساق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:48]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 5/ 53:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم ثنا مساور ثنا الوليد بن الفضل العتري ثنا مندل بن علي قال: خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر، فمر بمسجد بني أسد، وقد أقام المؤذن الصلاة، فدخل يصلي، فافتتح إمامهم البقرة في الركعة الأولى، ثم قرأ في الثانية آل عمران، فلما انصرف، قال له الأعمش: أما تتقي الله أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من أم الناس فليخفف فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة "؟
فقال: الإمام قال الله تعالى {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}!
فقال الأعمش: فأنا رسول الخاشعين إليك أنك ثقيل!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:48]ـ
في كتاب الأغاني لأبي الفرج 3/ 135:
وكان بشار [بن برد] يقول: هجوت جريرا، فأعرض عني واستصغرني *، ولو أجابني = لكنت أشعر الناس.
قلت: قد أحسن جرير في الإعراض عنه، وهكذا ينبغي للكبار الإعراض عن الصغار، والسفلة، وعدم الالتفات لتهويشهم = فهو أنفع دواء لهم.
* توفي جرير عام 110هـ و ولد بشار عام 95هـ.
وانظر: العمدة لابن رشيق 1/ 171، فعنده باب: من رغب من الشعراء عن ملاحاة غير الأكفاء، وذكر عددا من الأخبار.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:52]ـ
قال العلامة أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة 1/ 30:
كنت أمتحنت بالأسار سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربًا عامتهم من هوازن، وأختلط بهم أصرام من تميم، وأسد بالهبير نشئوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع، ويرجعون إلى أعداد المياه، ويرعون النعم، ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطبائعهم البدوية، وقرائحهم التي اعتادوها، ولا يكاد يقع في منطقهم لحن أو خطأ فاحش فبقيت في أسارهم دهرا طويلا وكنا نتشتى الدهناء، ونتربع الصمان، ونتقيظ الستارين، واستفدت من مخاطبتهم ومحاورة بعضهم بعضا ألفاظا جمة، ونوادر كثيرة أوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب اهـ.
قلت: رب ضارة نافعة، فقد كان علماء اللغة يطلبونها عند الأعراب، وربما مكثوا سنين طويلة.
وهذا من توفيق له الله أن جعل في محنته منحة.
وقد وقع نحو هذا لكثير الفضلاء الذي ابتلوا بالسجن؛ فوفقوا للحفظ، وقراءة كثير من الكتب المطولة التي ما كان يخطر لهم على بال أن يتمكنوا من قراءتها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:53]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 138:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وقف أعرابي على ربيعة، وهو يسجع في كلامه، فأعجب ربيعة كلام نفسه، فقال: يا أعرابي ما تعدون البلاغة فيكم؟
فقال: خلاف ما كنت فيه منذ اليوم!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:54]ـ
وقال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص53: سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم يذكر عن جامع ختن إبراهيم بن أبي نعيم عن الوليد قال: وسمعت الأوزاعي يقول: من حضر سلطانا، فأمر بأمر ليس بحق، ولا يتخوف فيه الفوت، فلا يكلمه فيه عند تلك الحال، ليخل به، وإذا رأيته يأمر بأمر يخاف فيه الفوت = فلا بد لك من كلامه أصابك منه ما أصابك.
قلت: ما أعظم هذا الفقه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:56]ـ
وقال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص112: سمعت نوح بن حبيب القُومسي يقول: سمعت وكيعا يقول: لما مات أبو يوسف القاضي بعث إلينا هارون، قال: فجئت أنا وابن إدريس وحفص، فقعدنا في سفينة إلى بغداد، فلما دخلنا على هارون كان بابن إدريس ارْتِعاش، قال: فازداد ابن إدريس على بابه، فجعل ينفض يديه، قال: وإذا هارون قعد على سرير ومعه تركي عريض الوجه، عظيم البطن، أو قال: كبير البطن.
قال: قلت: لم يجد أحد يقعد معه إلا هذا التركي؟!
قال: فتكلم هارون، فلما رأى ما بابن إدريس، قال: ليس في ابن إدريس حيلة، أو ليس ينتفع به.
قال: ثم أقبل على حفص فأراد أن يصيره قاضي القضاة، فأبى عليه حفص،وجعل يراده ويكلمه، وحفص يأبى، قال: فأرادونا فأبينا عليه، وجهدوا فأبينا، فتكلم التركي وإذا هو من أفصح قريش لسانا، ثم قال: لو ولّى أمير المؤمنين عليكم مثل أبي السرايا،وأبي الرعد وحمادا البربري، وذكر غير واحد = لقلتم إن أمير المؤمنين ظالم، ولى علينا من لا ينبغي، وإذا دعاكم إلى أن يصيركم أبيتم عليه، قال: فلم يزل بحفص حتى قال له: إن كان ولا بد فكن على الكوفة، واقعد في بيتك.
قال وكيع: سألت عن التركي، فقالوا: ذاك عيسى بن جعفر [بن أبي حعفر المنصور].
قلت: كلام عيسى صحيح، فقد كان امتناع بعض الصالحين من تولي بعض المناصب سببا لدخول من لا يحمد في دين ولا عقل ولا مروءة = فنتج عنه ضررٌ عامٌ بسببِ ظنِ مصلحةٍ خاصةٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:56]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 229: حدثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالرحمن بن محمد ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: إن الرجل ليتكلم بالكلام على كلامه المقت ينوي به الخير =فيُلقي الله له العذر في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه إلا الخير.
وإن الرجل ليتكم الكلام الحسن لا يريد به الخير= فيُلقي الله في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه الخير.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:57]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 264:
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عباس بن الفضل الأسقاطي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حصن بن أبي بكر الباهلي.
وحدثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا عثمان بن عمر الضبي قال ثنا القاسم بن أمية الحذاء قال ثنا الحكم بن سنان كلاهما عن يحيى بن عتيق قال: قلت: لمحمد بن سيرين الرجل يتبع الجنازة لا يتبعها حِسبة، يتبعها حياء من أهلها له في ذلك أجر؟
قال: أجر واحد؟! بل له أجران: أجر لصلاته على أخيه، وأجر لصلته الحي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:58]ـ
قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1/ 335:
حدثني هشام قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي حدثني هشام قال: حدثنا مغيرة بن مغيرة عن رجاء بن أبي سلمة عن خالد بن دريك قال: كانت في ابن محيريز خصلتان، ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة: كان أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له [حتى يـ]ـتكلم فيه، غضب فيه من غضب، ورضي من رضي، وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
وهو في الحلية 5/ 144 والتصويب منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:58]ـ
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 5/ 19:
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا احمد بن العباس ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا حسين بن علي عن موسى الجهني قال: كان طلحة [بن مصرف] إذا ذكر عنده الاختلاف، قال: لا تقولوا: الاختلاف، ولكن قولوا: السعة.
وفي ترجمة إسحاق بن بهلول الأنباري في طبقات الحنابلة 1/ 297:
وكان إسحاق بن بهلول قد سمى كتابه "كتاب الاختلاف" فقال له أحمد: سمه كتاب "السعة".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:58]ـ
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/ 170:
حدثنا سليمان قال: سمعت عبدالله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبدالله أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيا كان أو بصريا أو شاميا.
قال عبدالله: جميع ما حدث به الشافعي في كتابه فقال: حدثني الثقة، أو أخبرني الثقة = فهو أبي ـ رحمه الله ـ.
قال عبدالله: وكتابه الذي صنفه ببغداد هو أعدل من كتابه الذي صنفه بمصر، وذلك أنه حيث كان هاهنا يسأل.
ورأي الإمام عبد الله بن الإمام أحمد في كتب الشافعي مخالف لرأي أبيه!
قال ابن أبي حاتم في كتاب "آداب الشافعي مناقبه " ص59 - 60:
ثنا محمد بن مسلم بن واره الرازي .. قلت لأحمد: فما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أحب إليك أو التي بمصر؟
قال: عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها، ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:58]ـ
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/ 261:
حدثنا أحمد وعبدالله قالا: ثنا إبراهيم ثنا أحمد قال: سمعت أبا سليمان [الداراني] يقول: إذا قال الرجل لأخيه: بيني وبينك الصراط؛ فإنه ليس يعرف الصراط لو عرف الصراط لأحب أن لا يتعلق بأحد، ولا يتعلق به أحد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:59]ـ
- قال أبو نعيم في الحلية 3/ 6:
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال ثنا زكريا بن يحيى المنقري قال ثنا الأصمعي قال ثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد، فلما ولي الخلافة، قال: اللهم أنسه ذكري.اهـ
قلت: الآن لا تسل عن فرحة من تولى بعض معارفه شيئا من الولايات!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:59]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 7/ 41:
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن أحمد بن عيسى ثنا الحسين بن معاذ الحجبي ثنا أبو هشام ثنا داود عن أبيه قال: كنت مع سفيان الثوري فمررنا بشرطي نائم، وقد حان وقت الصلاة، فذهبت أحركه، فصاح سفيان: مه!
فقلت: يا أبا عبدالله يصلي، فقال: دعه لا صلى الله عليه، فما استراح الناس حتى نام هذا.
نحوه:
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 3/ 16:
وسمعت شيخ الإسلام ـ قدّس الله روحه، ونوَّر ضريحه ـ يقول: مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي؛ فأنكرتُ عليه، وقلت له: إنما حرم الله الخمر؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس، وسبي الذرية، وأخذ الأموال، فدعهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 08:59]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 6/ 367:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخصة عن الثقة، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه.
وقال ابن عبد البر في التمهيد 8/ 147: روينا عن محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال: ينبغي للعالم أن يحمل الناس على الرخصة والسعة ما لم يخف المأثم.
وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه وأحمد بن مطرف قالا: حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن معمر قال: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل واحد.
وانظر: الاستذكار 8/ 275.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:00]ـ
في توالي التأسيس ص136:
قال الإمام الشافعي: «الوقارُ في النزهة سُخفٌ».
وفي معجم الأدباء لياقوت 2/ 39:
... ومن تاريخ ابن بشران: قال: وذُكر عن ابن مجاهد: أنه حضر وجماعة من أهل العلم في بستان، وداعب وقال ـ وقد لاحظه بعضهم ـ التعاقل في البستان، كالتخالع في المسجد.
قلت: ما أجمل ما قالا، وقد خرجنا مرة في رحلة، وكان بصحبتنا رجل لبس الوقار طول الرحلة! حتى شق علينا، وظننا أن به بأسا!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:01]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص33:
ومن لطائف المنقول ما حكي عن الشيخ مجد الدين ابن دقيق والعيد والد قاضي القضاة
تقي الدين تغمدهما الله برحمته ورضوانه وهو: أن الشيخ مجد الدين المشار إليه كان كثير
الإحسان إلى أصحابه يسعى لهم على قدر استحقاقهم فيمن يصلح للحكم، وفيمن يصلح
للعدالة، فجاءه بعض طلبته وشكا إليه رقة الحال، وكثرة الضرورة، فقال له: أكتب قصتك وأنا أتحدث مع الولد، فكتب ذلك الطالب: المملوك فلان يقبل الأرض وينهي أنه فقير ومظرور (بالظاء القائمة) وقليل الحض (بالضاد) وناولها للشيخ، فلما قرأها تبسم وقال: يا فقير سبحان الله ضرك قائم، وحظك ساقط.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:02]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص38:
ومن اللطائف ما حكاه الأصمعي قال: مررت بكناس يكنس كنيفا، وهو يغني ويقول:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا * ليوم كريهةٍ وسداد ثغر
فقلت له: أما سداد الثغر فلا علم لنا كيف أنت فيه، وأما سداد الكُنُف فمعلوم.
قال الأصمعي: وكنت حديث السن فأردت العبث به فأعرض عني مليا، ثم أقبل عليّ وأنشد:
وأكرمُ نفسي إنني إن أهنتها * وحقك لم تُكرمْ على أحدٍ بعدي
فقلت: وأي كرامة حصلت لها منك، وما يكون من الهوان أكثر مما أهنتها به؟!
فقال: لا والله بل من الهوان ما هو أكثر وأعظم مما أنا فيه، فقلت له: وما هو؟
فقال: الحاجة إليك وإلى أمثالك. قال: فانصرفت وأنا أخزى الناس.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:03]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص56:
نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة، فقام وتبعهم فإذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم، فلما أنشد كل واحد شعره وأخذ جائزته لم يبق إلى الطفيلي، وهو جالس ساكت.
فقال له: أنشد شعرك.
فقال: لست بشاعر!
قيل: فمن أنت؟
قال: من الغاوين الذين قال الله تعالى في حقهم "والشعراء يتبعهم الغاوون" فضحك
السلطان وأمر له بجائزة الشعراء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:03]ـ
في الأغاني لأبي الفرج 8/ 37:
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال حدثني أبو عبيدة قال: التقى جرير والفرزدق بمنى ـ وهما حاجان ـ فقال: الفرزدق لجرير:
فإنك لاقٍ بالمنازل من مِنىً * فَخَارا فخبِّرْنِي بمن أنت فاخرُ
فقال له جرير: لبيك اللهم لبيك.
قال إسحاق: فكان أصحابنا يستحسنون هذا الجواب من جرير ويعجبون منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:10]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص75:
ومن لطائف المنقول:
أن بثينة وعزة دخلتا على عبد الملك بن مروان، فانحرف إلى عزة وقال:
أنت عزة كُثيّر؟
قالت: لست لكثير بعزة، لكنني أم بكر.
قال: أتروين قول كُثير:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عَزّ لا يتغيرُ؟ (1)
قالت: لست أروي هذا، ولكنني أروي قوله:
كأني أنادي أو أكلم صخرةً * من الصم لو تمشي بها العصم زلت
ثم انحرف إلى بثينة، فقال: أنت بثية جميل؟
قالت: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: ما الذي رأى فيك جميل حتى لهج بذكرك من بين نساء العالمين؟!
قالت: الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم!
قال: فضحك حتى بدا له ضرس أسود، ولم ير قبل ذلك! وفضل بثينة على عزة في الجائزة، ثم أمرهما أن يدخلا على عاتكة بنت يزيد، فدخلتا عليها فقالت لعزة: أخبريني عن قول كثير:
قضي كل ذي دينٍ فوفىّ غريمه * وعزة ممطولٌ معنى غريمها
ما كان دينه؟ وما كنت وعدته؟
قالت: كنت وعدته قبلة، ثم تأثمت منها.
قالت: عاتكة وددت أنك فعلت وأنا كنت تحملت أثمها عنك!!
ثم ندمت عاتكة، واستغفرت الله تعالى، وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين رقبة.
------------
(1) ومما يستظرف في هذا البيت أن محققين حققا أحد كتب العز بن عبد السلام، وكان الإمام العز ذكر عجز البيت (ومن ذاالذي يا عز لا يتغير) فضبطوها بكسر العين على أن المراد هو!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 09:11]ـ
في سير أعلام النبلاء 10/ 248:
محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا الفلاس قال: رأيت يحيى [القطان] يوما حدث بحديث، فقال له عفان [بن مسلم]: ليس هو هكذا، فلما كان من الغد أتيت يحيى، فقال: هو كما قال عفان، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان.
قلت: هكذا كان العلماء فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل! اهـ
وفي 11/ 487:
ويروى عنه [حاتم الأصم] قال: أفرح إذا أصاب من ناظرني، وأحزن إذا أخطأ.
وفي الحلية لأبي نعيم 9/ 118: حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي حدثني أحمد بن العباس الساجي قال سمعت أحمد بن خالد الخلال يقول: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا على النصيحة.
وسمعت أبا الوليد موسى بن أبي الجارود يقول: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق، ويسدد، ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بيّن الله الحق على لساني أو لسانه
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 12:53]ـ
نقل الذهبي في ترجمة المعافى بن عمران في كتابه سير أعلام النبلاء (9/ 84):
قال بشر الحافي: كان المعافى صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة، قال مرة رجل: ما أشد البرد اليوم، فالتفت إليه المعافى، وقال: أستدفأت الآن؟ لو سكت، لكان خيرا لك.
قلت (القائل هو الذهبي): قول مثل هذا جائز، لكنهم كانوا يكرهون فضول الكلام، واختلف العلماء في الكلام المباح، هل يكتبه الملكان، أم لا يكتبان إلا المستحب الذي فيه أجر، والمذموم الذي فيه تبعة؟ والصحيح كتابة الجميع لعموم النص في قوله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) [ق: 18] ثم ليس إلى الملكين اطلاع على النيات، والاخلاص، بل يكتبان النطق، وأما السرائر الباعثة للنطق، فالله يتولاها.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 01:08]ـ
وفي ترجمة هشام بن عمرو الفُوَطي المعتزلي (10/ 547):
قال المبرد: قال رجل لهشام الفوطي: كم تعد من السنين؟ قال: من واحد إلى أكثر من ألف.
قال: لم أرد هذا، كم لك من السن؟ قال: اثنان وثلاثون سنا.
قال: كم لك من السنين؟ قال: ما هي لي، كلها لله.
قال: فما سنك؟ قال: عظم.
قال: فابن كم أنت؟ قال: ابن أم وأب.
قال: فكم أتى عليك؟ قال: لو أتى علي شئ، لقتلني، قال: ويحك،
فكيف أقول؟ قال: قل: كم مضى من عمرك.
قلت (القائل هو الذهبي): هذا غاية ما عند هؤلاء المتقعرين من العلم، عبارات وشقاشق لا يعبأ الله بها، يحرفون بها الكلم عن مواضعه قديما وحديثا، فنعوذ بالله من الكلام وأهله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:56]ـ
قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في كتابه العظيم أخلاق العلماء ص54:
ذكر صفة مناظرة هذا العالم إذا احتاج إلى مناظرة
اعلموا رحمكم الله، ووفقنا وإياكم للرشاد، أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين، ونفعه بالعلم، أن لا يجادل، ولا يماري، ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي، وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ، ليدفع بحقه باطل من خالف الحق، وخرج عن جماعة المسلمين، فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين، على الاضطرار إلى المناظرة، لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء، ولا يجادلهم، فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا.
فإن قال قائل: فإن احتاج إلى علم مسألة قد أشكل عليه معرفتها، لاختلاف العلماء فيها، لابد له أن يجالس العلماء ويناظرهم حتى يعرف القول فيها على صحته، وإن لم يناظر لم تقو معرفته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل له: بهذه الحجة يدخل العدو على النفس المتبعة للهوى، فيقول: إن لم تناظر وتجادل لم تفقه، فيجعل هذا سببا للجدال والمراء المنهي عنه، الذي يخاف منه سوء عاقبته، الذي حذرناه النبي صلى الله عليه وسلم، وحذرناه العلماء من أئمة المسلمين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من ترك المراء وهو صادق، بنى الله له بيتا في وسط الجنة " وعن مسلم بن يسار، أنه كان يقول: " إياكم والمراء، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته " وعن الحسن قال: " ما رأينا فقيها يماري " وعن الحسن، أيضا قال: " المؤمن يداري، ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله، وإن ردت حمد الله " وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: " إذا أحببت أخا فلا تماره، ولا تشاره، ولا تمازحه ".
وعند الحكماء: أن المراء أكثره يغير قلوب الإخوان، ويورث التفرقة بعد الألفة، والوحشة بعد الأنس، وعن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل».
فالمؤمن العالم العاقل يخاف على دينه من الجدل والمرا ء.
فإن قال قائل: فما يصنع في علم قد أشكل عليه؟
قيل له: إذا كان كذلك، وأراد أن يستنبط علم ما أشكل عليه، قصد إلى عالم ممن يعلم أنه يريد بعلمه الله، ممن يرتضى علمه وفهمه وعقله، فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة وأعلمه أن مناظرتي إياك مناظرة من يطلب الحق، وليست مناظرة مغالب، ثم ألزم نفسه الإنصاف له في مناظرته، وذلك أنه واجب عليه أن يحب صواب مناظره، ويكره خطأه، كما يحب ذلك لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.
ويعلمه أيضا: إن كان مرادك في مناظرتي أن أخطئ الحق، وتكون أنت المصيب، ويكون أنا مرادي أن تخطئ الحق وأكون أنا المصيب = فإن هذا حرام علينا فعله؛ لأن هذا خلق لا يرضاه الله منا، وواجب علينا أن نتوب من هذا.
فإن قال: فكيف نتناظر؟
قيل له: مناصحة.
فإن قال: كيف المناصحة؟
أقول له: لما كانت مسألة فيما بيننا أقول أنا: إنها حلال، وتقول أنت: إنها حرام، فحكمنا جميعا أن نتكلم فيها كلام من يطلب السلامة، مرادي أن ينكشف لي على لسانك الحق = فأصير إلى قولك، أو ينكشف لك على لساني الحق = فتصير إلى قولي مما يوافق الكتاب والسنة والإجماع، فإن كان هذا مرادنا = رجوت أن تحمد عواقب هذه المناظرة، ونوفق للصواب، ولا يكون للشيطان فيما نحن فيه نصيب.
ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل، والمراء والمغالبة، لم يسعه مناظرته؛ لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله، وينصر مذهبه، ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها، لم يقبل ذلك، ونصر قوله.
ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته، ولم تحمد عواقبه.
ويقال لمن مراده في المناظرة المغالبة والجدل: أخبرني، إذا كنت أنا حجازيا، وأنت عراقيا، وبيننا مسألة على مذهبي، أقول: إنها حلال، وعلى مذهبك إنها حرام، فسألتني المناظرة لك عليها، وليس في مناظرتك الرجوع عن قولك، والحق عندك أن أقول فيها قولك، وكان عندي أنا أن أقول، وليس مرادي في مناظرتي الرجوع عما هو عندي، وإنما مرادي أن أرد قولك، ومرادك أن ترد قولي، فلا وجه لمناظرتنا، فالأحسن بنا السكوت على ما تعرف من قولك، وعلى ما أعرف من قولي، وهو أسلم لنا، وأقرب إلى الحق الذي ينبغي أن نستعمله. فإن قال: وكيف ذلك؟
قيل: لأنك تريد أن أخطئ الحق، وأنت على الباطل، ولا أوفق للصواب، ثم تسر بذلك، وتبتهج به، ويكون مرادي فيك كذلك، فإذا كنا كذلك، فنحن قوم سوء، لم نوفق للرشاد، وكان العلم علينا حجة، وكان الجاهل أعذر منا.
وأعظم من هذا كله أنه ربما احتج أحدهما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على خصمه، فيردها عليه بغير تمييز، كل ذلك يخشى أن تنكسر حجته، حتى إنه لعله أن يقول بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة، فيقول: هذا باطل، وهذا لا أقول به، فيرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه بغير تمييز.
ومنهم من يحتج في مسألة بقول صحابي، فيرد عليه خصمه ذلك، ولا يلتفت إلى ما يحتج عليه، كل ذلك نصرة منه لقوله، لا يبالي أن يرد السنن والآثار.
من صفة الجاهل: الجدل، والمراء، والمغالبة، نعوذ بالله ممن هذا مراده ومن صفة العالم العقل والمناصحة في مناظرته، وطلب الفائدة لنفسه ولغيره، كثر الله في العلماء مثل هذا، ونفعه بالعلم، وزينه بالحلم.اهـ
وانظر نحوه في الإبانة لابن بطة ـ الإيمان ـ 2/ 545 وما قبلها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:56]ـ
في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص1051:
الإضافة في لغة الأعاجم مقلوبة، كما قالوا: سيبويه.
و (السيب): التفاح، و (ويه) رائحة.
أي رائحة التفاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:57]ـ
في جمع الجواهر في الملح والنوادر للحصري ص10:
قال رجل للحسن البصري ـ رحمه الله ـ ما تقول في رجل مات، وترك أبيه وأخيه؟
فقال: أغيلمة إن فهمناهم لم يفهموا، وإن علمناهم لم يعلموا، قل: ترك أباه وأخاه، فقال له: فما لأباه وأخاه؟
فقال الحسن: قل لأبيه وأخيه، قال: أرى كلما تابعتك خالفتني!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:57]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص284
من أخذ كلاما حسنا من غيره فتكلم به في موضعه على وجهه = فلا يرين عليه في ذلك ضؤولة؛ فإنه من أعين على حفظ قول المصيبين، وهدي للاقتداء بالصالحين، ووفق للأخذ عن الحكماء = فلا عليه ألا يزداد، فقد بلغ الغاية، وليس بناقصه في رأيه، ولا بغائضه من حقه ألا يكون هو استحدث ذلك، وسَبق إليه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:57]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص287:
على العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين وفي الرأي وفي الأخلاق وفي الآداب فيجمع ذلك كله في صدره أو في كتاب ثم يكثر من عرضه على نفسه ويكلفها إصلاحه ويوظف ذلك عليها توظيفا من إصلاح الخلة أو الخلتين في اليوم أو الجمعة أو الشهر، فكلما أصلح شيئا محاه، وكلما نظر إلى ثابت اكتأب.
وعلى العاقل أن يتفقد محاسن الناس ويحفظها ويحصيها، ويصنع في توظيفها لنفسه، وتعهدها بذلك مثل الذي وصفنا في إصلاح المساوي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:57]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص289:
على العاقل أن يجبن عن الرأي الذي لا يجد عليه موافقا، وإن ظن أنه على اليقين.
وعلى العاقل أن يعرف أن الرأي والهوى متعاديان، وأن من شأن الناس تسويف الرأي وإسعاف الهوى فيخالف ذلك، ويلتمس ألا يزال هواه مسوفا، ورأيه مسعفا.
وعلى العاقل إذا اشتبه عليه أمران فلم يدر أيهما الصواب أن ينظر أهواهما عنده = فيحذره.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:58]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص301:
من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه، فإنه إن خفي عليه عيبه = خفيت عليه محاسن غيره، ومن خفي عليه عيب نفسه، ومحاسن غيره = لم يقلع عن عيبه الذي لا يعرف، ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصرها أبدا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:58]ـ
- في الدرة اليتيمة لابن المقفع [ضمن آثاره] ص329:
المرء ناظر بإحدى عيون ثلاث، وهما الغاشتان والصادقة، وهي التي لا تكاد توجد.
عين مودة تريه القبيح حسنا.
وعين شنآن تريه الحسن قبيحا.
وعين العدل تريه حسنها حسنا، وقبيحها قبيحا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:58]ـ
في معجم الأدباء لياقوت 5/ 634:
أبو محمد الأرزني إمام في العربية مليح الخط سريع الكتابة، كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد، فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب "الفصيح" لثعلب، ويبيعه بنصف دينار، ويشتري نبيذا ولحما، وفاكهة، ولا يبيت حتى ينفق ما معه منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:15]ـ
في سير أعلام النبلاء 11/ 177:
قال علي بن جعفر أخبرنا إسماعيل بن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك فسئل عن فريضة، فأجاب بقول زيد.
فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود رضي الله عنهما؟
فأومأ إلى الحجبة فلما هموا بي عدوت، وأعجزتهم!
فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟
فقال: اطلبوه برفق، فجاؤوا إلي فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟
قلت: من الكوفة.
قال: فأين خلفت الأدب؟
فقلت: إنما ذاكرتك لأستفيد.
فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت، وإذا كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون = فيبدأك منهم ما تكره.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:16]ـ
معجم الأدباء لياقوت 3/ 302:
وروي أنه [الخليل بن أحمد] كان يقطع بيتا من الشعر، فدخل عليه ولده في تلك الحالة، فخرج إلى الناس، وقال: إن أبي قد جن، فدخل الناس عليه، وهو يقطع البيت، فأخبروه بما قال ابنه، فقال له:
لو كنتَ تعلم ما أقولُ عذرتني ** أو كنتَ تعلم ما تقولُ عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني ** وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:16]ـ
في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة للحافظ ابن حجر 4/ 152 في ترجمة:علي بن مرزوق بن أبي الحسن الربعي ..
ذكر عن جمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي: أن بعض أمراء المغل تنصر، فحضر عنده جماعة من كبار النصارى والمغل، فجعل واحد منهم ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك كلب صيد مربوط، فلما أكثر من ذلك، وثب عليه الكلب، فخمشه فخلصوه منه.
وقال بعض من حضر: هذا بكلامك في محمد صلى الله عليه وسلم.
فقال: كلا بل هذا الكلب عزيز النفس، رآني أشير بيدي فظن أني أريد أن أضربه!
ثم عاد إلى ما كان فيه فأطال، فوثب الكلب مرة أخرى فقبض على زردمته فقلعها، فمات من حينه، فأسلم بسبب ذلك نحو أربعين ألفا من المغل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:16]ـ
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/ 1406
ومن مسائل الفضل بن زياد:
قال: سمعت أبا عبد الله قيل له: ما تقول في التزويج في هذا الزمان؟
فقال: مثل هذا الزمان ينبغي للرجل أن يتزوج، ليت أن الرجل إذا تزوج اليوم ثنتين يُفْلِت، ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة = فيحبط عمله!
قلت له: كيف يصنع؟ من أين يطعمهم؟
فقال: أرزاقهم عليك؟! أرزاقهم على الله عز وجل اهـ.
قلت: كيف لو رأى فتن هذا الزمان؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:18]ـ
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/ 1429 [في معرض سرد بعض أسئلة الفضل بن زياد للإمام أحمد]
قلت: رجل يقرئ رجلا مائتي آية، ويقرئ آخر مائة آية؟
قال: ينبغي له أن ينصف بين الناس.
قلت: إنه يأخذ على هذا مائتي آية؛ لأنه يرجو أن يكون عاملا به، ويأخذ على هذا أقل؛ لأنه لم يبلغ مبلغ هذا في العمل.
قال: ما أحسن الإنصاف في كل شيء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:18]ـ
قال ابن القيم: زاد المعاد ج: 1/ 51 [معنى تضعيف السيئات في الحرم]
ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده، وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:19]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 182:
وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وكان يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب وقوعه ويستندر، وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها.
والثاني: ضحك الفرح، وهو: أن يرى ما يسره أو يباشره.
والثالث: ضحك الغضب، وهو كثيرا ما يعتري الغضبان إذا اشتد غضبه، وسببه تعجب الغضبان مما أورد عليه الغضب، وشعور نفسه بالقدرة على خصمه، وأنه في قبضته وقد يكون ضحكه لملكه نفسه عند الغضب، وإعراضه عمن أغضبه، وعدم اكتراثه به.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:19]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 183:
وأما بكاؤه، فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق، ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفا على أمته وشفقه عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو: بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية، ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال: "تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون "، وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء، وانتهى فيها إلى قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)، وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف، وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول: "رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك "، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته، وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل.
والبكاء أنواع: أحدها: بكاء الرحمة والرقة.
والثاني: بكاء الخوف والخشية،.
والثالث: بكاء المحبة والشوق.
والرابع: بكاء الفرح والسرور.
والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله.
والسادس: بكاء الحزن.
والفرق بينه وبين بكاء الخوف: أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب، وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك.
والفرق بين بكاء السرور والفرح، وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يفرح به: هو قرة عين، وأقر الله به عينه، ولما يحزن: سخينة العين، وأسخن الله عينه به.
والسابع: بكاء الخور والضعف.
والثامن: بكاء النفاق، وهو: أن تدمع العين، والقلب قاس، فيظهر صاحبه الخشوع، وهو من أقسى الناس قلبا.
والتاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال عمر بن الخطاب: تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها.
والعاشر: بكاء الموافقة، وهو: أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم، ولا يدري لأي شيء يبكون، ولكن يراهم يبكون فيبكي.
وما كان من ذلك دمعا بلا صوت فهو بكى مقصور، وما كان معه صوت فهو بكاء ممدود على بناء الأصوات، وقال الشاعر:
بكت عيني وحق لها بكاها * * وما يغني البكاء ولا العويل
وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي، وهو نوعان:
محمود ومذموم، فالمحمود: أن يستجلب لرقة القلب، ولخشية الله لا للرياء والسمعة.
والمذموم: أن يجتلب لأجل الخلق، وقد قال عمر بن الخطاب: للنبي صلى الله عليه وسلم ـ وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر ـ أخبرني ما يبكيك يا رسول الله؟ فإن وجدتُ بكاء بكيت، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما. ولم ينكر عليه، وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:20]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 257:
وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين فلم يكن ذلك من هديه أصلا، ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه، ولا أرشد إليه أمته، وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما والله أعلم.
وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها، وأمر بها فيها، وهذا هو اللائق بحال المصلي فإنه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة، فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة، وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه، فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه ثم يسأله إذا انصرف عنه؟!
ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلي إلا أن ها هنا نكتة لطيفة وهو: أن المصلي إذا فرغ من صلاته وذكر الله وهلله وسبحه وحمده وكبره بالأذكار المشروعة عقيب الصلاة = استحب له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ويدعو بما شاء، ويكون دعاؤه عقيب هذه العبادة الثانية لا لكونه دبر الصلاة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:20]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 294:
فهذه الأحاديث، وغيرها يستفاد من مجموعها العلم بأنه لم يكن يغمض عينيه في الصلاة، وقد اختلف الفقهاء في كراهته، فكرهه الإمام أحمد وغيره، وقالوا: هو فعل اليهود. وأباحه جماعة ولم يكرهوه، وقالوا: قد يكون أقرب إلى تحصيل الخشوع الذي هو روح الصلاة وسرها ومقصودها.
والصواب أن يقال: إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع = فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوش عليه قلبه، فهنالك لا يكره التغميض قطعا، والقول باستحبابه في هذا الحال = أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 09:21]ـ
"الأقربون أولى بالمعروف" يظنُ بعضُ الناس أنّ هذا حديثا، وليس بحديث خلافا لمن ظنه، لكن معناه صحيح، والدليل قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} الآية [215 البقرة]، وقصة صدقة أبي طلحة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: " أرى أن تجعلها في الأقربين ". رواه البخاري (1392)، ومسلم (998).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:01]ـ
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 2/ 47 نقلا عن شيخه الإمام ابن تيمية:
وما عرفت حديثا صحيحا إلا ويمكن تخريجه على الأصول الثابتة، وقد تدبرت ما أمكنني من أدلة الشرع فما رأيت قياسا صحيحا يخالف حديثا صحيحا، كما أن المعقول الصحيح لا يخالف المنقول الصحيح، بل متى رأيت قياسا يخالف أثرا فلا بد من ضعف أحدهما، لكن التمييز بين صحيح القياس وفاسده مما يخفي كثير منه على أفاضل العلماء، فضلا عمن هو دونهم فإن إدراك الصفة المؤثرة في الأحكام على وجهها، ومعرفة المعاني التي علقت بها الأحكام من أشرف العلوم، فمنه الجلي الذي يعرفه أكثر الناس، ومنه الدقيق الذي لا يعرفه إلا خواصهم، فلهذا صارت أقيسة كثير من العلماء تجيء مخالفة للنصوص لخفاء القياس الصحيح كما يخفى على كثير من الناس ما في النصوص من الدلائل الدقيقة التي تدل على الأحكام.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:02]ـ
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 9/ 246:
وقد تقرر أن الحديث الواحد إذا تعددت ألفاظه وأمكن حمل بعضها على بعض = تعين ذلك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:02]ـ
كلام ابن القيم في ابن جني وشيخه أبي علي الفارسي
نقل ابن القيم ـ رحمه الله ـ عن ابن جني في مواضع عديدة من كتبه كالبدائع وغيره، وأفاد منه .. ورد عليه في الصواعق وبيّن زيغه وشيخه الفارسي، فقال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدها: أن تعلم أن هذا الرجل ـ ابن جني ـ وشيخه أبا علي من كبار أهل البدع والاعتزال المنكرين لكلام الله تعالى وتكليمه [ .. وذكر بعض طوامه .. إلى أن قال]: فمن كان هذا خطؤه وضلاله في أصل دينه ومعتقده في ربه وإلهه فما الظن بخطئه وضلاله في ألفاظ القرآن، ولغة العرب؛ فحقيق بمن هذا مبلغ علمه، ونهاية فهمه =أن يدعي أن أكثر اللغة مجاز، ويأتي بهذا الهذيان، ولكن سنة الله جارية أن يفضح من استهزاء بحزبه وجنده، وكان الرجل وشيخه في زمن قوة شوكة المعتزلة، وكان الدولة دولة رفض، واعتزال وكان السلطان عضد الدولة ابن بويه، وله صنف أبو علي "الإيضاح"، وكان الوزير إسماعيل بن عباد معتزليا، وقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد معتزليا، وأول من عرف منه تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز هم المعتزلة والجهمية ..
مختصر الصواعق المرسلة 2/ 821، ط: أضواء السلف.
قلت: ولم يكن هذا مانعا من الاستفادة مما أحسن فيه، ومما استجاده منه ابن القيم، وعرضه على شيخ الإسلام ما جاء في بدائع الفوائد 1/ 166:
.. وقد قدمنا أن الألفاظ مشاكلة للمعاني التي أرواحها يتفرس الفطن فيها حقيقة المعنى بطبعه وحسه كما يتعرف الصادق الفراسة صفات الأرواح في الأجساد من قوالبها بفطنته.
وقلت يوما لشيخنا أبي العباس بن تيمية ـ قدس الله روحه ـ: قال ابن جني:
مكثت برهة إذا ورد علي لفظ آخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه، وكيفية تركيبه، ثم أكشفه فإذا هو كما ظننته أو قريبا منه؟
فقال لي ـ رحمه الله ـ: وهذا كثيرا ما يقع لي، وتأمل حرف (لا) كيف تجدها لاما بعدها ألف يمتد بها الصوت ما لم يقطعه ضيق النفس، فآذن امتداد لفظها بامتداد معناها.
ولن بعكس ذلك فتأمله فإنه معنى بديع.
وانظر كيف جاء في أفصح الكلام كلام الله، (ولا يتمنونه أبدا) بحرف لا في الموضع الذي اقترن به حرف الشرط بالفعل= فصار من صيغ العموم؛ فانسحب على جميع الأزمنة، وهو قوله عز وجل (إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت) كأنه يقول: متى زعموا ذلك لوقت من الأوقات، أو زمن من الأزمان، وقيل لهم: تمنوا الموت = فلا يتمنونه أبدا، وحرف الشرط دل على هذا المعنى، وحرف لا في الجواب بإزاء صيغة العموم لاتساع معنى النفي فيها ..
[بقيته هناك] بدائع الفوائد.، وأطول منه في جلاء الأفهام ص147.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:03]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 238:
حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبدالله بن خبيق قال: قال يوسف بن أسباط: والله لقد أدركت أقواما فساقا كانوا أشد إبقاء على مروءاتهم من قراء أهل هذا الزمان على أديانهم!
وقال لي يوسف: إياك أن تكون من قراء السوء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 01:03]ـ
- في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 103:
قرأت في كتاب عمر العُكبري ـ بخطه ـ حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا محمد بن نعيم حدثنا عبدالصمد بن سليمان بن أبي مطر قال: بت عند أحمد بن حنبل فوضع لي صاخِرَة ماء، قال: فلما أصبحت وجدني لم أستعمله، فقال: صاحب حديث لا يكون له ورد بالليل؟ قال: قلت مسافر، قال: وإن كنت مسافرا، حج مسروق فما نام إلا ساجدا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:54]ـ
في الآداب الشرعية 2/ 47:
ونقل المروذي عن أحمد: أنه قيل له من نسأل بعدك؟
فقال: عبد الوهاب ـ يعني الوراق ـ فقيل: إنه ضيق العلم، فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق.
ونحوه في تاريخ بغداد 11/ 27.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:54]ـ
قال الإمام الدارمي في سننه 1/ 152: أخبرنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم الأحول عن عامر الشعبي قال: زين العلم حلم أهله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:54]ـ
في الآداب الشرعية 2/ 47:
قال ابن عقيل في الفنون: لا ينبغي الخروج من عادات الناس إلا في الحرام؛ فإن الرسول الله ترك الكعبة، وقال: لولا حدثان قومك بالجاهلية" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن حبان.
وقال عمر: لولا أن يقال: عمر زاد في القرآن لكتبت آية الرجم.
وترك أحمد الركعتين قبل المغرب لإنكار الناس لهما.
وذكر في الفصول عن الركعتين قبل المغرب وفعل ذلك إمامنا أحمد ثم تركه واعتذر بتركه بأن قال: رأيت الناس لا يعرفونه.
وفي الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/ 74:
ومراعاة الناس في أمر ليس بحرام مما جاءت به الشريعة، فقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الصوم والفطر في رمضان، وراعاهم عليه الصلاة والسلام في بناء الكعبة فترك بناءها على قواعد إبراهيم، وهذه القاعدة معروفة في الشرع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:55]ـ
في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/ 54:
وهذه المسألة التي ذكرها العلماء - رحمهم الله - تدلنا على أن الإنسان ينبغي أن يكون واسع الأفق، فالعلماء أسقطوا الجمعة من أجل الخلاف، وأوجبوها من أجل الخلاف، فالمسائل الخلافية التي يسوغ فيها الاجتهاد لا ينبغي للإنسان أن يكون فيها عنيفاً بحيث يضلل غيره، فمن رحمة الله عزّ وجلّ أنه لا يؤاخذ بالخلاف إذا كان صادراً عن اجتهاد، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، وأهل السنة والجماعة من هديهم وطريقتهم ألا يضللوا غيرهم ما دامت المسألة يسوغ فيها الاجتهاد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:55]ـ
في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/ 213:
وما يفعله بعض المسلمين من عيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يفعله بعض المسلمين من عيد للمعراج ليلة سبع وعشرين من رجب = كل هذا لا أصل له، بل بعضه ليس له أصل حتى من الناحية التاريخية، فإن المعراج ليس في ليلة سبع وعشرين من رجب، بل إنه في ربيع الأول قبل الهجرة بنحو سنة أو سنتين أو ثلاث حسب الاختلاف بين العلماء، والميلاد أيضا ليس في يوم الثاني عشر من ربيع الأول، بل حقّق الفلكيون المتأخرون بأنه يوم التاسع من ربيع الأول.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 05:37]ـ
جزاك الله خير الجزاء على تقديم هذه الحديقة الغناء
أما وإنني لم أقرأمنها سوى صفحتين وسأواصل القراءة بإذن الله تعالى
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:44]ـ
بارك الله فيك
في تحفة المودود للإمام ابن القيم ص239:
قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور: أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري قالك: سمعت علي بن سلمة يقول: كان إسحاق عند عبد الله بن طاهر، وعنده إبراهيم بن صالح، فسأل عبدُ الله بن طاهر إسحاقَ عن مسألة، فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وأما النعمان وأصحابه فيقولون بخلاف هذا. فقال إبراهيم: لم يقل النعمان بخلاف هذا. فقال إسحاق: حفظته من كتاب جدك وأنا وهو في كتاب واحد. فقال إبراهيم للأمير: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي. فقال إسحاق: ليبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من الجامع فليحضره، فأتى بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب فقال إسحاق: عدّ من أول الكتاب إحدى وعشرين ورقة ثم عدّ تسعة أسطر ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق! فقال عبد الله بن طاهر: ليس العجب من حفظك إنما العجب بمثل هذه المشاهدة. فقال إسحاق: ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا للسنة مثل هذا. وقال له عبد الله بن طاهر: قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث؟ فقال له: مائة ألف لا أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:44]ـ
في سير أعلام النبلاء 8/ 68:
أبو يوسف أحمد بن محمد الصيدلاني سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: كنت عند مالك، فنظر إلى أصحابه، فقال: انظروا أهل المشرق، فأنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب إذا حدثوكم، فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم، ثم التفت، فرآني، فكأنه استحيى، فقال: يا أبا عبد الله أكره أن تكون غيبة، هكذا أدركت أصحابنا يقولون.
قلت: [الذهبي] هذا القول من الإمام قاله لأنه لم يكن له اعتناء بأحوال بعض أهل القوم، ولا خبر تراجمهم، وهذا هو الورع ألا تراه لما خبر حال أيوب السختياني العراقي كيف احتج به، وكذلك حميد الطويل، وغير واحد ممن روى عنهم. وأهل العراق كغيرهم فيهم الثقة الحجة، والصدوق، والفقيه، والمقرئ، والعابد، وفيهم الضعيف، والمتروك، والمتهم، وفي الصحيحين شيء كثير جدا من رواية العراقيين رحمهم الله.
وفيهم من التابعين كمثل علقمة، ومسروق، وعَبيدة، والحسن، وابن سيرين، والشعبي، وإبراهيم، ثم الحكم، وقتادة، ومنصور، وأبي إسحاق، وابن عون، ثم مسعر، وشعبة، وسفيان، والحمَّادَيْن، وخلائق أضعافهم رحم الله الجميع.
وهذه الحكاية رواها الحاكم عن النجاد عن هلال بن العلاء عن الصيدلاني.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:45]ـ
قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 32/ 444:
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت أحمد بن سعيد المعداني يقول: سمعت أحمد بن علي يحكي عن ابن المبارك قال:
من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:45]ـ
في إعلام الموقعين 4/ 166:
وَسُئِلَ [الإمام أحمد]: أَيُؤْجَرُ الرَّجُلُ عَلَى بُغْضِ مَنْ خَالَفَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فَقَالَ: إي وَاَللَّهِ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:46]ـ
في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص675:
(يُتْبَعُ)
(/)
نظم بعض الأدباء في تعيين الفرسخ والميل والبريد:
إن البريد من الفراسخ أربعٌ * ولفرسخ فثلاث أميال ضَعوا
والميلُ ألفٌ أي من الباعات قلْ * والباع أربع أذرع فتتبعوا
ثم الذراع من الأصابع أربع * من بعدها العشرون ثم الإصبع
ستُّ شعيراتٍ فبطن شعيرة * منها إلى ظهرٍ لأخرى يوضع
ثم الشعيرةُ ستُ شعراتٍ غدت * من شعرِ بَغْلٍ ليس هذا يدفع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:46]ـ
في إعلام الموقعين 3/ 296.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَنَاظَرُونِي فِي النَّبِيذِ الْمُخْتَلِفِ فِيهِ، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَعَالَوْا فَلْيَحْتَجَّ الْمُحْتَجُّ مِنْكُمْ عَمَّنْ شَاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرُّخْصَةِ، فَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ الرَّدَّ عَلَيْهِ عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِسَنَدٍ صَحَّتْ عَنْهُ، فَاحْتَجُّوا فَمَا جَاءُوا عَنْ أَحَدٍ بِرُخْصَةٍ إلَّا جِئْنَاهُمْ بِسَنَدٍ، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ فِي يَدِ أَحَدٍ مِنْهُمْ إلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ احْتِجَاجُهُمْ عَنْهُ فِي شِدَّةِ النَّبِيذِ بِشَيْءٍ يَصِحُّ عَنْهُ، إنَّمَا يَصِحُّ عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَنْتَبِذْ لَهُ فِي الْجَرِّ الْأَخْضَرِ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَقُلْتُ لِلْمُحْتَجِّ عَنْهُ فِي الرُّخْصَةِ: يَا أَحْمَقُ، عُدْ إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَوْ كَانَ هَاهُنَا جَالِسًا فَقَالَ: هُوَ لَكَ حَلَالٌ، وَمَا وَصَفْنَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فِي الشِّدَّةِ كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَحْذَرَ وَتَخْشَى.
فَقَالَ قَائِلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَالنَّخَعِيُّ وَالشَّعْبِيُّ - وَسَمَّى عِدَّةً مَعَهُمَا - كَانُوا يَشْرَبُونَ الْحَرَامَ؟
فَقُلْتُ لَهُمْ: دَعُوا عِنْدَ الْمُنَاظَرَةِ تَسْمِيَةَ الرِّجَالِ، فَرُبَّ رَجُلٍ فِي الْإِسْلَامِ مَنَاقِبُهُ كَذَا وَكَذَا، وَعَسَى أَنْ تَكُونَ مِنْهُ زَلَّةٌ، أَفَيَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِهَا؟ فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَمَا قَوْلُكُمْ فِي عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ؟ قَالُوا: كَانُوا خِيَارًا، قُلْتُ: فَمَا قَوْلُكُمْ فِي الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ يَدًا بِيَدٍ؟ قَالُوا: حَرَامٌ، فَقُلْتُ: إنَّ هَؤُلَاءِ رَأَوْهُ حَلَالًا، أَفَمَاتُوا وَهُمْ يَأْكُلُونَ الْحَرَامَ؟ فَبُهِتُوا وَانْقَطَعَتْ حُجَّتُهُمْ.
وهذه الحكاية في بيان الدليل لشيخ الإسلام ص 154 ومنه نقل ابن القيم رحمه الله، وذكرها الشاطبي في الموافقات 4/ 171.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:46]ـ
قال البيهقي في السنن الكبرى 8/ 298:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: قال زكريا بن عدي: لما قدم ابن المبارك الكوفة كانت به علة، فأتاه وكيع وأصحابنا، والكوفيون فتذاكروا عنده حتى بلغوا الشراب فجعل ابن المبارك يحتج بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار من أهل المدينة.
قالوا: لا ولكن من حديثنا.
فقال: ابن المبارك أنبأ الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إذا سكر من شراب لم يحل له أن يعود فيه أبدا.
فنكسوا رؤوسهم!
فقال ابن المبارك للذي يليه: رأيت أعجب من هؤلاء أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه والتابعين؛ فلم يعبأوا به، وأذكر عن إبراهيم فنكسوا رؤوسهم!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:47]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/ 11:
أخبرني الحسن بن علي الجوهري أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق حدثنا محمد بن سويد الزيات حدثني أبو يحيى الناقد حدثني محمد بن خلف التيمي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران ... وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله، قال: فقلنا يوما لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه قال: فأخرج إلينا فأكلنا، وأخرج فأكلنا، فدخل فأخرج فتيتا فشربنا، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا! فقال: فعل الله بكم وفعل! أكلتم قوتي وقوت امرأتي، وشربتم فتيتها، كلوا هذا علف الشاة!
قال فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه حتى كلمه لنا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 07:47]ـ
في وفيات الأعيان 1/ 285:
قال أبو القاسم الكوكني: حدثني العنزي قال: أنشد رجل أبا عثمان المازني شعراً له وقال: كيف تراه؟ قال: أراك قد عملت عملاً بإخراج هذا من صدرك لأنك لو تركته لأورثك السل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:33]ـ
قال الإمام ابن رجب الحنبلي في [شرح حديث "ما ذئبان جائعان" ص88 مجموع رسائله]:
وها هنا نكتة دقيقة وهي: أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يري أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم، ويمدحونه به، وهذا من دقائق أبواب الرياء، وقد نبه عليه السلف الصالح.
قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ، كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله [شينها].
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:33]ـ
في ترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 77:
وسأله [الإمام مالك] رجل عمّن قال لآخر: يا حمار؟
قال: يجلد.
قال: فإن قال له يا فرس؟!
قال: تجلد أنت!
ثم قال: يا ضعيف وهل سمعت أحداً يقول لآخر يا فرس؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:34]ـ
قال الإمام الدارمي في سننه1/ 77: أخبرنا الحسن بن بشر ثنا أبي عن إسماعيل عن عامر [الشعبي] أنه كان يقول: ما أبغض إلي أرأيت أرأيت، يسأل الرجل صاحبه، فيقول: أرأيت. وكان لا يقايس.
... أخبرنا صدقة بن الفضل أنا بن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي قال: لو أن هؤلاء كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم = لنزل عامة القرآن يسألونك يسألونك!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:34]ـ
وقال ابن القيم: حدثني شيخنا [ابن تيمية] قال: ابتدأني مرض فقال لي الطبيب: إن مطالعتك، وكلامك في العلم يزيد المرض!، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك! أليست النفس إذا فرحت، وسرت قويت الطبيعة = فدفعت المرض؟
فقال: بلى.
فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم؛ فتقوى به الطبيعة، فأجد راحة.
فقال: هذا خارج عن علاجنا، أو كما قال.
روضة المحبين ص70، ومفتاح دار السعادة 1/ 250.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:34]ـ
قال العلامة ابن القيم في كتب الروح ص53:
قال عبد الحق الأشبيلي حدثني الفقيه أبو الحكم برخان ـ وكان من أهل العلم والعمل ـ: أنهم دفنوا ميتا بقريتهم في شرف أشبيلية، فلما فرغوا من دفنه قعدوا ناحية يتحدثون، ودابة ترعى قريبا منهم، فإذا بالدابة قد أقبلت مسرعة إلى القبر، فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع، ثم ولت فارة، ثم عادت إلى القبر، فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع، ثم ولت فارة، فعلت ذلك مرة بعد أخرى.
قال أبو الحكم: فذكرت عذاب القبر، وقول النبي صلى الله عليه وسلم " أنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم ".
ذكر لنا هذه الحكاية ونحن نسمع عليه كتاب مسلم لما انتهى القارئ إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم ".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:35]ـ
قال الإمام الدارمي في سننه 1/ 100: أخبرنا سعيد بن سليمان عن أبي أسامة عن مسعر قال: سمعت عبد الأعلى التيمي يقول: من أوتي من العلم مالا يبكيه = لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ القرآن {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ـ إلى قوله ـ يَبْكُونَ}.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:35]ـ
قال الصفدي في الوافي 2/ 82:
أخبرني من لفظه الشيخ فتح الدين محمد ابن سيد الناس اليعمري قال: ترافق القرطبي المفسر، والشيخ شهاب الدين القرافي في السفر إلى الفيوم ـ وكل منهما شيخ فنه في عصره القرطبي في التفسير والحديث، والقرافي في المعقولات ـ فلما دخلاها أرتادا مكانا ينزلان فيه فدلا على مكان، فلما أتياه قال لهما أنسان: يا مولانا بالله لا تدخلاه فإنه معمور بالجان!
فقال الشيخ شهاب الدين للغلمان: أدخلوا ودعونا من هذا الهذيان، ثم أنهما توجها إلى جامع البلد إلى أن يفرش الغلمان المكان، ثم عادا، فلما استقرا بالمكان سمعا صوت تَيْسٍ من المعز يصيح من داخل الخرستان! وكرر ذلك الصياح!!
فأمتقع لون القرافي وخارت قواه وبهت!
ثم أن الباب فتح!
وخرج منه رأس تيس!
وجعل يصيح!
(يُتْبَعُ)
(/)
فذاب القرافي خوفا، وأما القرطبي فإنه قام إلى الرأس وأمسك بقرنيه، وجعل يتعوذ ويبسمل ويقرأ {آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ}، ولم يزل كذلك حتى دخل الغلام ومعه حبل وسكين، وقال: يا سيدي تنح عنه، وجاء إليه فأخرجه وانكاه وذبحه!
فقالا له: ما هذا؟!
فقال: لما توجهتما رأيته مع واحد، فاسترخصته، واشتريته لنذبحه، ونأكله وأودعته في هذا الخرستان!
فأفاق القرافي من حاله، وقال: يا أخي لا جزاك الله خيرا ما كنتَ قلتَ لنا، وإلا طارت عقولنا. أو كما قال.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:35]ـ
قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه رقم (3849): باب القسامة في الجاهلية
حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم.
قال ابن حجر 7/ 156: .. ثبت عند أكثر الرواة عن الفربري هنا ترجمة "القسامة في الجاهلية" ولم يقع عند النسفي، وهو أوجه؛ لأن الجميع من ترجمة أيام الجاهلية، ويظهر ذلك من الأحاديث التي أوردها تلو هذا الحديث.
و قال ابن حجر 7/ 160:
وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال: " كنت في اليمن في غنم لأهلي، وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رقيقا، وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق، فاستيقظ فزعا فشمها فصاح فاجتمعت القرود، فجعل يصيح ويومئ إليها بيده، فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه، فحفروا لهما حفرة فرجموهما، فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم.
وانظر القصة في: تاريخ دمشق 46/ 415 - 416 وتهذيب الكمال 22/ 256 وسير أعلام النبلاء 4/ 159.
ويشبه هذه القصة ما حكاه الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 15/ 147:
وَقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ الشُّيُوخِ الصَّادِقِينَ أَنَّهُ رَأَى فِي جَامِعٍ نَوْعًا مِنْ الطَّيْرِ قَدْ بَاضَ فَأَخَذَ النَّاسُ بَيْضَه وَجَاءَ بِبَيْضِ جِنْسٍ آخَرَ مِنْ الطَّيْرِ فَلَمَّا انْفَقَسَ الْبَيْضُ خَرَجَتْ الْفِرَاخُ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ فَجَعَلَ الذَّكَرُ يَطْلُبُ جِنْسَهُ حَتَّى اجْتَمَعَ مِنْهُنَّ عَدَدٌ فَمَا زَالُوا بِالْأُنْثَى حَتَّى قَتَلُوهَا وَمِثْلُ هَذَا مَعْرُوفٌ فِي عَادَةِ الْبَهَائِمِ.
وأشار إليها في 11/ 545.
ويصحح من الموضع الأول إسناده القصة لأبي رجاء العطاردي، ومن الثاني لأبي عمران، والصواب في الموضعين: عمرو بن ميمون.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:36]ـ
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/ 89:
وَقَدْ رَأَيْت فِي بَعْضِ التَّوَارِيخِ الْقَدِيمَةِ:
أَنَّ أَحَدَ قُضَاةِ الْعَدْلِ فِي بَنْيِ إسْرَائِيلَ أَوْصَاهُمْ إذَا دَفَنُوهُ أَنْ يَنْبُشُوا قَبْرَهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فَيَنْظُرُوا هَلْ تَغَيَّرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لا!
وَقَالَ: «إنِّي لَمْ أجر قَطُّ فِي حُكْمٍ، وَلَمْ أُحَابِ فِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ خَصْمَانِ كَانَ أَحَدُهُمَا صِدِّيقًا لِي فَجَعَلْت أُصْغِي إلَيْهِ بِأُذُنِي أَكْثَرَ مِنْ إصْغَائِي إلَى الْآخَرِ، فَفَعَلُوا مَا أَوْصَاهُمْ بِهِ، فَرَأَوْا أُذُنَهُ قَدْ أَكَلَهَا التُّرَابُ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ جَسَدُهُ».
وَفِي تَخْصِيصِ أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ بِمَجْلِسٍ أَوْ إقْبَالٍ أَوْ إكْرَامٍ مَفْسَدَتَانِ:
إحْدَاهُمَا: طَمَعُهُ فِي أَنْ تَكُونَ الْحُكُومَةُ لَهُ = فَيَقْوَى قَلْبُهُ وَجِنَانُهُ.
وَالثَّانِيَةُ: أَنَّ الآخَرَ يَيْأَسُ مِنْ عَدْلِهِ، وَيَضْعُفُ قَلْبُهُ، وَتَنْكَسِرُ حُجَّتُهُ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:36]ـ
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/ 99:
وَقَدْ احْتَجَّ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَالْفُقَهَاءُ قَاطِبَةً بصْحِيفَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَلَا يُعْرَفُ فِي أَئِمَّةِ الْفَتْوَى إلَّا مَنْ احْتَاجَ إلَيْهَا وَاحْتَجَّ بِهَا، وَإِنَّمَا طَعَنَ فِيهَا مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ أَعْبَاءَ الْفِقْهِ وَالْفَتْوَى كَأَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ وَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:37]ـ
في رحلة الحج إلى بيت الله الحرام للإمام محمد الأمين الشنقيطي ص69:
[عند ذكر مجلس لهم في قرية «النعمة» مع بعض الأدباء قال:]
وربما حضر مذاكرتنا بعض العوام الذين لا يفهمون، ومن جهلهم أن واحدا منهم قال لنا بكلامه الدارجي ما مضمونه: إنه يغبطنا ويغار منا بسبب أننا نمر بأرض السودان التي فيها موضع شريف؟
قلنا له: وما ذاك الموضع الشريف؟
قال: الخرطوم.
قلنا: وأي شرف للخرطوم؟
قال: لأنه مذكور في القرآن (سنسمه على الخرطوم) فقلنا له: ذاك خرطوم آخر غير الخرطوم الذي تعني. فضحك من فهم من الحاضرين.
واستدل بعضهم بدليل هو عليه لا له، فقال له الأديب العلوي [محمد المختار بن محمد فال بن بابه]: هذا مغني اللصوص، فضحك من له خبرة بقصة مغني اللصوص، وهي قصة مشهورة حاصلها:
أن بعض الأمراء أسر لصوصا كانوا يقطعون الطريق، فقدمهم للقتل واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلا واحدا، فقال: لا تقتلوني، فإني لست من اللصوص، وإنما كنت مغنيا لهم أطربهم بالأناشيد والأغاريد.
فقالوا له: بم كنت تغنيهم؟
فقال: بقول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
فإن كان ذا شر فجانب بسرعة * وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي.
[فقيل له: صدقت! وأمر بقتله.]
ما بين القوسين تتمتها من محاضرات الأدباء 1/ 131 للراغب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:39]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي 14/ 481:
[في ذكر معرض ذكره لفوائد من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}]
الرَّابِعُ: أَلَّا يعْتَدِى عَلَى أَهْلِ الْمَعَاصِي بِزِيَادَةِ عَلَى الْمَشْرُوعِ فِي بُغْضِهِمْ أَوْ ذَمِّهِمْ أَوْ نَهْيِهِمْ أَوْ هَجْرِهِمْ أَوْ عُقُوبَتِهِمْ؛ بَلْ يُقَالُ لِمَنْ اعْتَدَى عَلَيْهِمْ: عَلَيْك نَفْسَك لَا يَضُرُّك مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْت كَمَا قَالَ: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} الْآيَةَ. وَقَالَ: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} وَقَالَ: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْآمِرِينَ النَّاهِينَ قَدْ يَعْتَدِي حُدُودَ اللَّهِ إمَّا بِجَهْلِ، وَإِمَّا بِظُلْمِ، وَهَذَا بَابٌ يَجِبُ التَّثَبُّتُ فِيهِ وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الْإِنْكَارُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ وَالْفَاسِقِينَ وَالْعَاصِينَ.
الْخَامِسُ: أَنْ يَقُومَ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ مِنْ الْعِلْمِ وَالرِّفْقِ وَالصَّبْرِ وَحُسْنِ الْقَصْدِ وَسُلُوكِ السَّبِيلِ الْقَصْدِ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} وَفِي قَوْلِهِ: {إذَا اهْتَدَيْتُمْ}.
فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ تُسْتَفَادُ مِنْ الْآيَةِ لِمَنْ هُوَ مَأْمُورٌ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَفِيهَا الْمَعْنَى الْآخَرُ.
وَهُوَ إقْبَالُ الْمَرْءِ عَلَى مَصْلَحَةِ نَفْسِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا وَإِعْرَاضُهُ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ كَمَا قَالَ صَاحِبُ الشَّرِيعَةِ: {مِنْ حُسْنِ إسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ}
وَلَا سِيَّمَا كَثْرَةُ الْفُضُولِ فِيمَا لَيْسَ بِالْمَرْءِ إلَيْهِ حَاجَةٌ مِنْ أَمْرِ دِينِ غَيْرِهِ وَدُنْيَاهُ لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ التَّكَلُّمُ لِحَسَدِ أَوْ رِئَاسَةٍ.
وَكَذَلِكَ الْعَمَلُ فَصَاحِبُهُ إمَّا مُعْتَدٍ ظَالِمٌ، وَإِمَّا سَفِيهٌ عَابِثٌ، وَمَا أَكْثَرُ مَا يُصَوِّرُ الشَّيْطَانُ ذَلِكَ بِصُورَةِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ.
فَتَأَمَّلْ الْآيَةَ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ مِنْ أَنْفَعِ الْأَشْيَاءِ لِلْمَرْءِ، وَأَنْتَ إذَا تَأَمَّلْت مَا يَقَعُ مِنْ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عُلَمَائِهَا وَعُبَّادِهَا وَأُمَرَائِهَا وَرُؤَسَائِهَا = وَجَدْت أَكْثَرَهُ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ الْبَغْيُ بِتَأْوِيلِ أَوْ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ، كَمَا بَغَتْ الجهمية عَلَى الْمُسْتَنَّةِ فِي مِحْنَةِ الصِّفَاتِ وَالْقُرْآنِ؛ مِحْنَةِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ، وَكَمَا بَغَتْ الرَّافِضَةُ عَلَى الْمُسْتَنَّةِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةً، وَكَمَا بَغَتْ النَّاصِبَةُ عَلَى عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَكَمَا قَدْ تَبْغِي الْمُشَبِّهَةُ عَلَى الْمُنَزِّهَةِ، وَكَمَا قَدْ يَبْغِي بَعْضُ الْمُسْتَنَّةِ إمَّا عَلَى بَعْضِهِمْ، وَإِمَّا عَلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ بِزِيَادَةِ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَهُوَ الْإِسْرَافُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِمْ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا}.
وَبِإِزَاءِ هَذَا الْعُدْوَانِ تَقْصِيرُ آخَرِينَ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْحَقِّ، أَوْ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ كُلِّهَا فَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا أَمَرَ اللَّهُ بِأَمْرِ إلَّا اعْتَرَضَ الشَّيْطَانُ فِيهِ بِأَمْرَيْنِ - لَا يُبَالِي بِأَيِّهِمَا ظَفَرَ - غُلُوٍّ أَوْ تَقْصِيرٍ.
فَالْمُعِينُ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْإِعَانَةِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَفَاعِلُ الْمَأْمُورِ بِهِ وَزِيَادَةٍ مَنْهِيٍّ عَنْهَا بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ وَبَعْضِ الْمَأْمُورِ بِهِ، وَاَللَّهُ يَهْدِينَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:40]ـ
ذكر الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله في كتاب التعالم ص104:
تحت مبحث: التوقي من الغلط على الأئمة في أقوالهم ومذاهبهم.
قال الشيخ بكر حفظه الله:
وكنت مرة مع شيخ جرنا الحديث معه إلى البحث في الأنساب وأن الموالي اتسعت دعواهم النسب في العرب كادعاء العجم والفرس: النسب إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال الشيخ: «الناس مؤتمنون على أنسابهم» كما قال مالك رحمه الله تعالى.
فأبنتُ له أن المراد فيه: اللقيط فالمسلم مؤتمن عليه بحكم الشرع يرعى أموره ولا يتبناه، ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة؛ كاستفاضة وشهرة ونحوهما؛ لأنه بهذا المعنى يناهض قاعدة الشرع من أن «البينة على المدعي»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لو يعطى الناس بدعواهم ... » الحديثَ.
فشكر ذلك وقد بينته في كتاب «فقه النوازل» المواضعة في الاصطلاح. والله أعلم. اهـ
فائدة: قال الحجاوي في «منظومة الكبائر»:
ومن يدعي أصلا وليس بأصله * يقول أنا ابنُ الفاضلِ المتَمَجِّدَ
فيرغبُ عن آبائه وجدودِه * ولا سيما أنْ ينتسبْ لمحمدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:40]ـ
قال الخطيب البغدادي تاريخ بغداد 10/ 120:
أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا يوسف بن عمر بن مسرور قال: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟
ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن! أيش أقول لمن زوجني؟!
ثم قال في أثر هذا: ما أريد إلا الخير.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:40]ـ
قال في السخاوي «الضوء اللامع» 4/ 18: [في ترجمة عبادة بن علي الزرزاري المالكي]
... ويقول ـ مشيراً لشدة أعباء التزويج على سبيل المماجنة ـ: لو كانت الشركة تصح في الزوجات لشاركت في جزء من أربعة وعشرين جزءاً!
وهو مسبوق بنحوه من الأوزاعي فإنه قال لصديق له: «إن استطعت أن تكتفي في هذا الزمان بنصف امرأة فافعل». رويناه في «معاشرة الأهلين» لأبي عمر النوقاتي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:41]ـ
في تهذيب الكمال للحافظ أبي الحجاج المزي 32/ 332:
وقال محمد بن يزيد العطار: سمعت يقعوب بن سفيان يقول: كنت في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخا، احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قَلَّت، وقد بعدت عن بلدي ووطني، فكنت أدمن الكتبة ليلا وأقرأ عليه نهارا، فلما كان ذات ليلة، كنت جالسا أنسخ في السراج، وكان شتاء، وقد تصرم الليل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج ولا الكتب ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت وما يفوتني مما كنت عزمت على كتبه، فاشتد بكائي حتى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فناداني: يا يعقوب بن سفيان لم أنت كئيب؟ فقلت يا رسول الله! ذهب بصري، فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك، وعلى الانقطاع عن بلدي.
فقال لي: أدن مني.
فدنوت منه، فأمرّ يده على عيني، كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، فعدت في السراج أكتب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:41]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 1060:
فائدة نافعة
كثير من الناس يطلب من صاحبه بعد نيله درجة الرياسة الأخلاق التي كان يعامله بها قبل الرياسة فلا يصادفها، فينتقض ما بينهما من المودة، وهذا من جهل الصاحب الطالب للعادة، وهو بمنزلة من يطلب من صاحبه إذا سكر أخلاق الصاحي، وذلك غلط فإن للرياسة سكرة كسكرة الخمر أو أشد، ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية، فسكرتها فوق سكرة القهوة [الخمر] بكثير ومحال أن يرى من السكران أخلاق الصاحي وطبعه، ولهذا أمر الله تعالى أكرم خلقه عليه بمخاطبة رئيس القبط [فرعون] بالخطاب اللين فمخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعا وعقلا وعرفا، ولذلك تجد الناس كالمفطورين عليه، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب رؤساء العشائر والقبائل. وتأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون (هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى) فأخرج الكلام معه مخرج السؤال والعرض لا مخرج الأمر، وقال (إلى أن تزكى) ولم يقل إلى أن أزكيك فنسب الفعل إليه هو، وذكر لفظ التزكي دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء، ثم قال (وأهديك إلى ربك) أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك، وقال (إلى ربك) استدعاء لإيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرا ويافعا وكبيرا.
وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا) فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره ولم يسمه باسمه، ثم اخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال (لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا) ولم يقل: لا تعبد، ثم قال (يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك) فلم يقل له: جاهل لا علم عندك، بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال: (جاءني من العلم ما لم يأتك) ثم قال: (فاتبعني أهدك صراطا سويا).
هذا مثل قول موسى لفرعون (وأهديك إلى ربك)، ثم قال (يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا) فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه. وقال: (يمسك) فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره، ثم نَكَّر العذاب، ثم ذكَر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار، فأي خطاب ألطف وألين من هذا؟
ونظير هذا خطاب صاحب يس لقومه حيث قال: (يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون).
ونظير ذلك قول نوح لقومه: (يا قوم إني لكم نذير مبين أن أعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى).
وكذلك سائر خطاب الأنبياء لأممهم في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خطاب وألطفه بل خطاب الله لعباده هو ألطف خطاب وألينه كقوله تعالى (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم) الآيات، وقوله تعالى (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) وقوله (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور) وتأمل ما في قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) من اللطف الذي سلب العقول
وقوله تعالى (أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين) على أحد التأويلين أي: نترككم فلا ننصحكم ولا ندعوكم ونعرض عنكم إذ أعرضتم أنتم وأسرفتم.
وتأمل لطف خطاب نذر الجن لقومهم وقولهم (يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم).اهـ
وفي كتاب «الصداقة الصديق» لأبي حيان التوحيدي ص47:
وقال المدائني: إذا ولي الصديق، فأصبته على العشر من صداقته فليس بأخ سوء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:42]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 876:
... وينبغي أن يتفطن ههنا لأمر لا بد منه، وهو أنه لا يجوز أن يحمل كلام الله عز وجل ويفسر بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يحتمله تركيب الكلام ويكون الكلام به له معنى ما، فإن هذا مقام غلط فيه أكثر المعربين للقرآن، فإنهم يفسرون الآية ويعربونها بما يحتمله تركيب تلك الجملة، ويفهم من ذلك التركيب أي معنى اتفق، وهذا غلط عظيم يقطع السامع بأن مراد القرآن غيره، وإن احتمل ذلك التركيب هذا المعنى في سياق آخر وكلام آخر فإنه لا يلزم أن يحتمله القرآن مثل قول بعضهم في قراءة من قرأ (والأرحامِ إن الله كان عليكم رقيبا) بالجر أنه قسم.
ومثل قول بعضهم في قوله تعالى (وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام) إن المسجد مجرور بالعطف على الضمير المجرور في به.
ومثل قول بعضهم في قوله تعالى (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة) إن (المقيمين) مجرور بواو القسم.
ونظائر ذلك أضعاف أضعاف ما ذكرنا وأوهى بكثير، بل للقرآن عرف خاص ومعان معهودة لا يناسبه تفسيره بغيرها، ولا يجوز تفسيره بغير عرفه والمعهود من معانية، فإن نسبة معانية إلى المعاني كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ، بل أعظم، فكما أن ألفاظه ملوك الألفاظ وأجلها وأفصحها ولها من الفصاحة أعلى مراتبها التي يعجز عنها قدر العالمين = فكذلك معانية أجل المعاني وأعظمها وأفخمها، فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به بل غيرها أعظم منها وأجل وأفخم، فلا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي، فتدبر هذه القاعدة ولتكن منك على بال فإنك تنتفع بها في معرفة ضعف كثير من أقوال المفسرين وزيفها، وتقطع أنها ليست مراد المتكلم تعالى بكلامه، وسنزيد هذا إن شاء الله تعالى بيانا وبسطا في الكلام على أصول التفسير، فهذا أصل من أصوله بل هو أهم أصوله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:42]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 877:
... فإن قلتَ: هذا خلاف مذهب سيبويه!
قلتُ: فهل يرتضي محصل برد موجب الدليل الصحيح لكونه خلاف قول عالم معين؟!
هذه طريقة الخفافيش، فأما أهل البصائر فإنهم لا يردون الدليل وموجبه بقول معين أبدا، وقليل ما هم
، ولا ريب أن أبا بشر [سيبويه] رحمه الله ضرب في هذا العلم بالقدح المعلى وأحرز من قصبات سبقه واستولى من أمده على ما لم يستول عليه غيره، فهو المصلي في هذا المضمار، ولكن لا يوجب ذلك أن يعتقد أنه أحاط بجميع كلام العرب، وإن لا حق إلا ما قاله وكم لسيبويه من نص قد خالفه جمهور أصحابه فيه والمبرزون منهم، ولو ذهبنا نذكر ذلك لطال الكلام به.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, مساء 01:42]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 1119:
فائدة
تأمل سر (الم) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر، واللام من وسط مخارج الرحوف، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم، وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين، وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية.
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا
وهو: أن الألف البداية، واللام التوسط، والميم النهاية، فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما، وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة، فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه، فمشتملة على تخليق العالم وغايته، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر، فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي: الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف، وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف، فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن، وذكر الخلق، وتكرير القول، ومراجعته مرارا، والقرب من ابن آدم، وتلقي الملكين، وقول العبد، وذكر الرقيب، وذكر السائق، والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقدم بالوعيد، وذكر المتقين، وذكر القلب، والقرون، والتنقيب في البلاد، وذكر القبل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل، والرزق، وذكر القوم، وحقوق الوعيد، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة، وسر آخر وهو: أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح.
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة، فأولها خصومة الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم: أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم، وهو: الدرجات والكفارات، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم، ثم خصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم، فليتأمل اللبيب الفطن: هل يليق بهذه السورة غير ص؟ وسورة ق غير حرفها؟ وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:07]ـ
قال الصفدي في الغيث المسجم 1/ 36:
ويقال: إن الحسين بن السمّاك كان يتكلم على رؤوس الناس بجامع المدينة، وكان لا يحسن شيئا من العلوم إلا ما شاء الله، وكان مطبوعا بالتكلم على مذاهب الصوفية، فرفعت إليه رقعة فيها:
ما تقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا؟
فلما فتحتها ورأى ما فيها من الفرائض رماها من يده، وقال: أنا أتكلم على مذاهب أقوام إذا ماتوا لم يخلفوا شيئا!
فعجب الحاضرون من سرعة جوابه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:07]ـ
قال الصفدي في الغيث المسجم 1/ 67:
ملحة
إذا عجر الفقيه عن تعليل الحكم في المسالة قال: هذا تعبد ... وإذا عجر النحوي عن تعليل الحكم ـ أيضا ـ قال: العامل هنا معنوي، كما تقدم، وإذا عجر الحكيم عن تعليل شيء قال هذا بالخاصية ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:07]ـ
- في معجم الأدباء لياقوت 2/ 335:
وحدث أبو أحمد الحسين بن عبد الله العسكري في كتاب التصحيف له عن أبيه عن عسل بن ذكوان عن الرياشي قال: توفي ابن لبعض المهالبة، فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزيه، وعنده بكر بن حبيب السهمي، فقال شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال محبنطئا على باب الجنة يشفع لأبويه.
فقال بكر بن حبيب: إنما هو محبنطيا غير مهموز.
فقال له شبيب: أتقول لي هذا وما بين لابتيها أفصح مني!
فقال بكر: وهذا خطأ ثان ما للبصرة وللوب؟! لعلك غرك قولهم: ما بين لابتي المدينة، يريدون الحرة.
قال أبو أحمد: والحرة أرض تركبها حجارة سود، وهي اللابة، وجمعها لابات، فإذا كسرت فهي اللوب واللاب، وللمدينة لابتان من جانبيها، وليس للبصرة لابة ولا حرة.
قال أبو عبيدة: المحبنطي بغير همزة هو: المنتصب المستبطىء للشيء، والمحبنطيء بالهمز: العظيم البطن المنتفخ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:08]ـ
قال الشيخ علي الطنطاوي:
ومما حدث لي أنني:
لما كنت أعمل في العراق سنة 1936 نقلت مرة من بغداد إلى البصرة أثر خصومة بيني وبين مفتش دخل الصف فسمع الدرس.
فلما خرج (نافق) لي فقال: إنه معجب بكتاباتي وفضلي، و (نافقت) له فقلت: إني مكبر فضله وأدبه، وأنا لم أسمع اسمه من قبل، ثم شرع ينتقد درسي فقلت: ومن أنت يا هذا؟ وقال لي وقلت له ...
وكان مشهدا طريفا أمام التلاميذ ... رأوا فيه مثلا أعلى من (تفاهم) أخوين، وصورة من تهذيب الأخلاق.
ثم كتبت عنه مقالة كسرت بها ظهره، فاستقال و (طار) إلى بلده، ونقلت أنا عقوبة إلى البصرة.
وصلت البصرة فدخلت المدرسة، فسألت عن صف (البكالوريا) بعد أن نظرت إلى لوحة البرنامج، ورأيت أن الساعة لدرس الأدب، وتوجهت إلى الصف من غير أن أكلم أحدا أو أعرفه بنفسي.
فلما دنوت من بابا الصف وجدت المدرس، وهو كهل بغدادي على أبواب التقاعد، يخطب التلاميذ يودعهم وسمعته يوصيهم (كرما منه) بخلفه الأستاذ الطنطاوي، ويقول هذا وهذا ويمدحني ...
فقلت: إنها مناسبة طيبة لأمدحه أنا أيضا وأثني عليه، ونسيت أني حاسر الرأس، وأني من الحر أحمل معطفي على ساعدي، وأمشي بالقميص وبالأكمام القصار، فقرعت الباب قرعا خفيفا، وجئت ادخل؛ فالتفت إلي وصاح: إيه زمال وين فايت؟ (والزمال الحمار في لغة البغداديين) فنظرت لنفسي هل أذني طويلتان؟ هل لي ذيل؟ ... فقال: شنو ما تفتهم (تفهم) أما زمال صحيح.
وانطلق بـ (منولوج) طويل فيه من ألوان الشتائم ما لا أعرفه، وأنا أسمع مبتسما.
ثم قال: تعال نشوف تلاميذ آخر زمان، وقف احك شو تعرف عن البحتري، حتى تعرف أنك زمال ولاّ لأ؟
فوقفت وتكلمت كلاما هادئا متسلسلا، بلهجة حلوة، ولغة فصيحة. وبحثت وحللت وسردت الشواهد وشرحتها، وقابلت بينه وبين أبي تمام، وبالاختصار ألقيت درسا يلقيه مثلي ...
والطلاب ينظرون مشدودين، ممتدة أعناقهم، محبوسة أنفاسهم، والمدرس المسكين قد نزل عن كرسيه، وانتصب أمامي، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من الدهشة، ولا يملك أن ينطق، ولا أنظر إليه كأني لا أراه حتى قرع الجرس ... قال: من أنت؟ ما اسمك؟ قلت: علي الطنطاوي!
وأدع للسامعين الكرام أن يتصوروا موقفه!
روائع الطنطاوي ص167 نقله من كتابه «من حديث النفس» ص118.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:08]ـ
في سير أعلام النبلاء 8/ 289: (في ترجمة الإمام الحافظ هشيم بن بشير الواسطي)
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحناء وكامخ (2)، فكان يمنع هشيما من الطلب، فكتب العلم حتى ناظر أبا شيبة القاضي، وجالسه في الفقه.
قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، فقال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد القاضي في داره!
فقال: متى أَمَّلت أنا هذا؟! قد كنت يا بني أمنعك، أما اليوم فلا بقيت أمنعك.
--------------
(2) الصحناء: بكسر الصاد: إدام يتخذ من السمك يمد ويقصر، والكامخ، ما يؤتدم به، أو المخللات المشهية، والكلمتان معربتان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:08]ـ
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 6/ 156:
وهذه قاعدة مطردة وهي: أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام، فإنه لا يرد باستنباط من نَصَّ آخر لَمْ يسق لذلك المعنى بالكلية، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث: «مثلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أجراء» - الحَدِيْث، ولا أحاديث: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» بقوله: «فيما سقت السماء العشر».
وقد ذكر الشَّافِعِيّ أن هَذَا لَمْ يسق لبيان قدر مَا يجب مِنْهُ الزَّكَاةِ، بل لبيان قدر الزَّكَاةِ، وما أشبه هَذَا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:09]ـ
في معجم الأدباء 2/ 32
في ترجمة أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطي أبو علي النحوي ...
قال ياقوت: حدثني أبو عبد الله محمد بن سعد بن الحجاج الدبيثي قال حدثني عبد الوهاب بن غالب عن الشريف أبي العلاء ابن التقي قال قدم إلى واسط في بعض الأعوام عسكر الأعاجم فنهبوا قطعة من البلد، و نهبوا دكان الشيخ أبي علي بن مختار و نزلوا بداره.
قال الشريف: فدخلت معه إليهم نستعطفهم أن يردوا عليه بعض ما أخذوه منه، فلم نر لذلك وجها، و خرجنا و هو يقول:
تذكرت ما بين العذيب و بارق * مجرَّ عوالينا و مجرى السوابق
ثم التفت إلي فقال: ما العامل في الظرف في هذا البيت؟
فقلت له: يا سيدي ما أشغلك ما أنت فيه عن النحو والنظر فيه؟!
فقال: يا بني و ما يفيدني إذا حزنت؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 09:13]ـ
قال ابن الجوزي في المنتظم 10/ 215:
وكان يُقرأ عنده [الوزير ابن هبيرة] الحديث في كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذكرت مسألة، فخالف فيها ذلك الفقيه فاتفق الوزير وجميع العلماء على شيء، وذلك الفقيه يخالف، فبدر من الوزير أن قال له: أحمار أنت! أما ترى الكل يخالفونك وأنت مصر.
فلما كان في اليوم الثاني قال الوزير للجماعة: جرى مني بالأمس ما لا يليق بالأدب حتى قلت له تلك الكلمة، فليقل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحدكم، فضج المجلس بالبكاء، وأخذ ذلك الفقيه يعتذر، ويقول: أنا أولى بالاعتذار، والوزير يقول: القصاص القصاص.
فقال يوسف الدمشقي: يا مولانا إذا أبى القصاص فالفداء.
فقال الوزير: له حكمه.
فقال الرجل: نعمك علي كثيرة فأي حكم بقي لي؟!
قال: لا بد.
قال: علي بقية دين مائة دينار.
فقال: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته، ومائة لإبراء ذمتي، فأحضرت في الحال، فلما أخذها قال الوزير: عفا الله عنك وعني وغفر لك ولي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 02:17]ـ
وَفِي تَارِيخِ بَغْدَادَ لِابْنِ النَّجَّارِ: أَنَّ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ أَرَادَ الْخُرُوجَ مَرَّةً مِنْ بَغْدَادَ، فَاجْتَازَ بَعْضَ الطَّرِيقِ، وَإِذَا بِرَجُلٍ عَلَى رَأْسِهِ سَلَّةٌ فِيهَا بَقْلٌ، وَهُوَ يَقُولُ لِآخَرَ: مَذْهَبُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَرَاخِي الِاسْتِثْنَاءِ غَيْرُ صَحِيحٍ.
وَلَوْ صَحَّ لَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِأَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ {وَخُذْ بِيَدِك ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ} بَلْ كَانَ يَقُولُ لَهُ: اسْتَثْنِ، وَلَا حَاجَةَ إلَى التَّوَسُّلِ إلَى الْبِرِّ بِذَلِكَ، فَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: بَلْدَةٌ فِيهَا رَجُلٌ يَحْمِلُ الْبَقْلَ يَرُدُّ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا تَسْتَحِقُّ أَنْ يُخْرَجُ مِنْهَا.
بواسطة شرح الكوكب المنير 3/ 302
ـ[أمل*]ــــــــ[04 - Jul-2007, مساء 12:10]ـ
في الأذكياء لابن الجوزي ص 216:
حكى لنا بعض إخواننا أن شاعرا كان في بلد فقدم عليهم شاعر آخر، فأراد أن يكسر عليه شوكته، فقال لأهل البلد:
وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء!
سبحان الله! أما وجد هذا الرجل شيئا يكسر به شوكة منافسه إلا ذكر سور القران؟ لكلام الله أجل ان يذكر في مثل هذه الأمور، وللأسف كتاب ابن الجوزي الأذكياء ملىء بمثل ذلك، نسأل الله له المغفرة، وفي وجهة نظري ينبغي ألا ينقل كلام الجوزي هذا، فالواجب تعظيم كلام الله وتعظيم كل شىء جاء في الدين مثل سور القران الكريم، والله المستعان!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 05:12]ـ
سبحان الله! أما وجد هذا الرجل شيئا يكسر به شوكة منافسه إلا ذكر سور القران؟ لكلام الله أجل ان يذكر في مثل هذه الأمور، وللأسف كتاب ابن الجوزي الأذكياء ملىء بمثل ذلك، نسأل الله له المغفرة، وفي وجهة نظري ينبغي ألا ينقل كلام الجوزي هذا، فالواجب تعظيم كلام الله وتعظيم كل شىء جاء في الدين مثل سور القران الكريم، والله المستعان!
بارك الله فيك
لم يذكر كلام الله بشيء.
إنما ذكر أسماء السور وأراد المعنى، ولا يظهر لي أن في فعله هذا امتهانا.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمل*]ــــــــ[09 - Jul-2007, مساء 11:14]ـ
بارك الله فيك
لم يذكر كلام الله بشيء.
إنما ذكر أسماء السور وأراد المعنى، ولا يظهر لي أن في فعله هذا امتهانا.
والله أعلم.
وفيك بارك الله أيها الشيخ الكريم، والسور تتضمن كلام الله عزوجل، ومن ذكر أسماء السور -في سبيل الهزل والسخرية- تعرض للإستهزاء بالقران، وانقل لكم فتوى الشبكة الإسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ..... وبعد:
يجوز الاقتباس من القرآن أو الحديث الشريف عند جمهور العلماء إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشرعية تحسينا للكلام وترسيخاً لمعانيه في النفوس. أما إذا كان الكلام ـ شعراً أو نثراً ـ مستقبحاً شرعاً فلا يجوز الاقتباس فيه من القرآن ولا من الحديث. وقال ابن حجة الحموى في الخزانة ج1ص 455 والاقتباس في القرآن على ثلاثة أقسام مقبول ومباح ومردود فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود ومدح النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك. والثاني ما كان في الغزل والرسائل والقصص. والثالث عن أمرين: أحدهما ما نسبه الله تعالى لنفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه……… والثاني تضمين آية كريمة في معني هزل .. وقد استحسن السيوطي هذا التقسيم في كتابه الإتقان ج1 ص309 في النوع الخامس والثلاثون وقال: وبه أقول. والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى
و القصة التي ذكرتها كان فيه تضمينا لأسماء سور القران الكريم في معرض الحديث عن رجل ووصفه وصفا يدعو للهزل والضحك والسخرية
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 02:06]ـ
شكر الله لك.
لكن الكلام في الفتوى عن الآيات لا أسماء السور والفرق ظاهر.
ـ[أمل*]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 11:22]ـ
أرجو أن تسمح لي بمناقشة هذه المسألة، فوالله ماأردت إلا الوصول إلى الحق في هذه المسألة، ولست مقتنعة ابدا نه يجوز قول (سورة الأنبياء والشعراء) ويقصد بها شيئا اخرا على سبيل الهزل، ومانعرفه جميعا حرمة السخرية والاستهزاء بكل مايتعلق بالدين، وإذا كان الإستهزاء باللحية لايجوز، فهل ذكر هذا الكلام جائزا (وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء!)، ينبغي أن يصان الدين ويحفظ عن مثل هذه الأمور، وينبغي ان ننكر مثل ذلك، وبالله التوفيق
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 12:16]ـ
نسأل الله أن يرينا الحق
ومانعرفه جميعا حرمة السخرية والاستهزاء بكل مايتعلق بالدين، وإذا كان الإستهزاء باللحية لايجوز،
ليس في هذه الصورة استهزاء بالدين البتة إنما استخدم هذه الأسماء للوضع من قيمة الشاعر الآخر ورفع منزلته حسب.(/)
ـ[أمل*]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 03:03]ـ
نسأل الله أن يرينا الحق
ليس في هذه الصورة استهزاء بالدين البتة إنما استخدم هذه الأسماء للوضع من قيمة الشاعر الآخر ورفع منزلته حسب.
هل هناك فتوى في جواز مثل ذلك وأنه ليس استهزاءا بسور القران؟ جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 04:38]ـ
هل هناك فتوى في جواز مثل ذلك وأنه ليس استهزاءا بسور القران؟ جزاكم الله خيرا
بارك الله بك
المانع هو المطالب بالدليل.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 04:47]ـ
ينبغي أن يُنتَبَه إلى أن الحكاية سيقت في كتاب الأذكياء ... والقائل شاعر ... والغرض من إيرادها المناسَبة لموضوع الكتاب ... مع العلم أنه يوجد من الحكايات ما هو أشدّ من ذلك ... ويجب إحسان الظن بصنيع أهل العلم، وحمله على أحسن المحامل ... وإن أردتِ فتوى ... فدونَك الإمام ابن الجوزي المورِد للحكاية ...
ـ[أمل*]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 09:05]ـ
ساتيكم بالفتوى ان شاء الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jul-2007, مساء 09:13]ـ
ساتيكم بالفتوى ان شاء الله
بارك الله فيك
أنا لم أطلب فتوى.
وإنما قلت ردا على طلبك: المانع هو المطالب بالدليل.
الحبيب ابن المنير بارك الله فيك،
ويضاف: أن نحو هذا كثير في كتب العلماء، وليس في كتب ابن الجوزي فقط.
ـ[المهاجره]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 01:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... فضيلة الشيخ ونفع بعلمكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 01:56]ـ
بارك الله فيك وشكر لك
قال ابن القيم في زاد المعاد 3/ 235:
أَكْثَرُ الْخَلْقِ بَلْ كُلّهُمْ إلّا مَنْ شَاءَ اللّهُ يَظُنّونَ بِاَللّهِ غَيْرَ الْحَقّ ظَنّ السّوْءِ؛ فَإِنّ غَالِبَ بَنِي آدَمَ يَعْتَقِدُ أَنّهُ مَبْخُوسُ الْحَقّ نَاقِصُ الْحَظّ، وَأَنّهُ يَسْتَحِقّ فَوْقَ مَا أَعْطَاهُ اللّهُ، وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ: ظَلَمَنِي رَبّي وَمَنَعَنِي مَا أَسْتَحِقّهُ، وَنَفْسُهُ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَهُوَ بِلِسَانِهِ يُنْكِرُهُ وَلَا يَتَجَاسَرُ عَلَى التّصْرِيحِ بِهِ، وَمَنْ فَتّشَ نَفْسَهُ وَتَغَلْغَلَ فِي مَعْرِفَةِ دَفَائِنِهَا وَطَوَايَاهَا = رَأَى ذَلِكَ فِيهَا كَامِنًا كُمُونَ النّارِ فِي الزّنَادِ؛ فَاقْدَحْ زِنَادَ مَنْ شِئْت يُنْبِئْك شَرَارُهُ عَمّا فِي زِنَادِهِ، وَلَوْ فَتّشْت مَنْ فَتّشْته = لَرَأَيْت عِنْدَهُ تَعَتّبًا عَلَى الْقَدَرِ، وَمَلَامَةً لَهُ، وَاقْتِرَاحًا عَلَيْهِ خِلَافَ مَا جَرَى بِهِ، وَأَنّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، فَمُسْتَقِلّ وَمُسْتَكْثِرٌ، وَفَتّشْ نَفْسَك هَلْ أَنْتَ سَالِمٌ مِنْ ذَلِكَ؟
فَإِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ** وَإِلّا فَإِنّي لَا إِخَالُك نَاجِيًا
فَلْيَعْتَنِ اللّبِيبُ النّاصِحُ لِنَفْسِهِ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، وَلْيَتُبْ إلَى اللّهِ تَعَالَى، وَلِيَسْتَغْفِرْهُ كُلّ وَقْتٍ مِنْ ظَنّهِ بِرَبّهِ ظَنّ السّوْءِ، وَلْيَظُنّ السّوءَ بِنَفْسِهِ الّتِي هِيَ مَأْوَى كُلّ سُوءٍ وَمَنْبَعُ كُلّ شَرّ، الْمُرَكّبَةُ عَلَى الْجَهْلِ وَالظّلْمِ، فَهِيَ أَوْلَى بِظَنّ السّوءِ مِنْ أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ، وَأَعْدَلِ الْعَادِلِينَ، وَأَرْحَمِ الرّاحِمِينَ، الْغَنِيّ الْحَمِيدِ، الّذِي لَهُ الْغِنَى التّامّ، وَالْحَمْدُ التّامّ، وَالْحِكْمَةُ التّامّةُ، الْمُنَزّهُ عَنْ كُلّ سُوءٍ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَسْمَائِهِ، فَذَاتُهُ لَهَا الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ مِنْ كُلّ وَجْهٍ، وَصِفَاتُهُ كَذَلِكَ، وَأَفْعَالُهُ كَذَلِكَ كُلّهَا حِكْمَةٌ وَمَصْلَحَةٌ وَرَحْمَةٌ وَعَدْلٌ وَأَسْمَاؤُهُ كُلّهَا حُسْنَى.
ـ[أمل*]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 08:58]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم، وائذن لي بنقل الفتوى التي وعدتكم بها:
السؤال
بارك الله فيكم،ورد في كتاب الأذكياء مايلي:
في الأذكياء لابن الجوزي ص 216:
حكى لنا بعض إخواننا أن شاعرا كان في بلد فقدم عليهم شاعر آخر، فأراد أن يكسر عليه شوكته، فقال لأهل البلد:
وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء!
هل يجوز أن تذكر ايات القران في مثل هذه الأمور؟ أليس من الواجب تعظيم سور القران الكريم وألا تذكر في كلام الهزل أو السخرية؟
وجزاك الله خيرا
إجابة السؤال رقم 28516:أوافقك على كلامك يا أخت، وينبغي الاستشهاد بالقرآن في مواضعه وعدم ذكره في معرض السخرية.
أجاب عليه فضيلة الشيخ: اللجنة العلمية
موقع المسلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:40]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم، وائذن لي بنقل الفتوى التي وعدتكم بها:
السؤال
بارك الله فيكم،ورد في كتاب الأذكياء مايلي:
في الأذكياء لابن الجوزي ص 216:
حكى لنا بعض إخواننا أن شاعرا كان في بلد فقدم عليهم شاعر آخر، فأراد أن يكسر عليه شوكته، فقال لأهل البلد:
وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء!
هل يجوز أن تذكر ايات القران في مثل هذه الأمور؟ أليس من الواجب تعظيم سور القران الكريم وألا تذكر في كلام الهزل أو السخرية؟
وجزاك الله خيرا
إجابة السؤال رقم 28516:أوافقك على كلامك يا أخت، وينبغي الاستشهاد بالقرآن في مواضعه وعدم ذكره في معرض السخرية.
أجاب عليه فضيلة الشيخ: اللجنة العلمية
موقع المسلم
بارك الله فيك
لكن صيغة السؤال فيها نظر وكذا الجواب، وينظر ما في اللون الأحمر، ولم يذكر من هو الفاضل الذي أجاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Aug-2007, مساء 02:43]ـ
قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبيد بن حبان عن مالك قال: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم. تاريخه 1/ 420.
وفي سير أعلام النبلاء 8/ 398: روى عبدان بن عثمان عن عبدالله [بن المبارك الإمام] قال: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن.
وروى الخطيب البغدادي في الكفاية ص138: من طريق مالك بن أنس قال: سمعت الزهري يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: «ليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان إلا وفيه عيب، لا بد، ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه، من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله».
وقال العلامة ابن القيم في مفتاح دار السعادة ص176:
«من قواعد الشرع والحكمة أيضا: أن من كثرت حسناته وعظمت، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر؛ فإنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره، ويعفي عنه مالا يعفي عن غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين = لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل؛ فإنه يحمل أدنى خبث».
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - Aug-2007, مساء 05:36]ـ
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114 - 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك ".
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه ".
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال: " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناسِ ناسٍ لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به ".
وروى البيهقي في الزهد الكبير: عن ذي النون المصري أنه قال: «من نظر في عيوب الناس، عمي عن عيوب نفسه ... »
روى أبو الشيخ بن حيان في كتاب «النكت والنوادر» عن عبد الله بن وهب قال: قال مالك بن أنس رضي الله عنه: «كان عندنا بالمدينة قوم لا عيوب لهم تكلموا في عيوب الناس = فصارت لهم عيوب، وكان عندنا قوم لهم عيوب سكتوا عن عيوب الناس = فنسيت عيوبهم».
قلت:
عائب الناس وإن كا * ن سليما يستعاب
والذي يمسك عن عيـ * ـب الورى سوف يهاب
ما دخول المرء فيما * ليس يعنيه صواب.
انتهى من خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، للمحبي.
وقال السري السقطي: «ما رأيت شيئا أحبط للأعمال، ولا أفسد للقلوب، ولا أسرع في هلاك العبد، ولا أدوم للأحزان، ولا أقرب للمقت، ولا ألزم لمحبة الرياء والعجب والرياسة؛ من قلة معرفة العبد نفسه، ونظره في عيوب الناس؛ لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتد له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمله، وتربص في الأماكن الخفية بنفسه، وسراديب الهوى، وفي تجريحه في الناس ومدحه فيهم». الطبقات الكبرى للشعراني! ص73.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:14]ـ
قال ابن الجوزي في المنتظم 10/ 215:
وكان يُقرأ عنده [الوزير ابن هبيرة] الحديث في كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذكرت مسألة، فخالف فيها ذلك الفقيه فاتفق الوزير وجميع العلماء على شيء، وذلك الفقيه يخالف، فبدر من الوزير أن قال له: أحمار أنت! أما ترى الكل يخالفونك وأنت مصر.
فلما كان في اليوم الثاني قال الوزير للجماعة: جرى مني بالأمس ما لا يليق بالأدب حتى قلت له تلك الكلمة، فليقل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحدكم، فضج المجلس بالبكاء، وأخذ ذلك الفقيه يعتذر، ويقول: أنا أولى بالاعتذار، والوزير يقول: القصاص القصاص.
فقال يوسف الدمشقي: يا مولانا إذا أبى القصاص فالفداء.
فقال الوزير: له حكمه.
فقال الرجل: نعمك علي كثيرة فأي حكم بقي لي؟!
قال: لا بد.
قال: علي بقية دين مائة دينار.
فقال: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته، ومائة لإبراء ذمتي، فأحضرت في الحال، فلما أخذها قال الوزير: عفا الله عنك وعني وغفر لك ولي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:14]ـ
في هامش كتاب «الرد على المنطقيين» لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ص 239، نقل المحقق الشيخ عبد الصمد شرف الدين ـ رحمه الله ـ من هامش النسخة الخطية ما نصه:
تصريح من المصنف ـ رحمه لله ـ بأن «المضنون به على غير أهله» تأليف الغزالي، وقد وقفت عليه ورأيت فيه كفريات بلا ريب، فأحرقته ـ بحمد الله ـ، وخبزت على ناره ونار «الإنسان الكامل» للجيلي طعاما، وكنت مريضا فلما أكلته شفاني الله ـ وله الحمد ـ ببركات نصري لدين الإسلام، الحمد لله، ولم أكن أظنه للغزالي حتى رأيت كلام المصنف رحمه الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:15]ـ
قال العلامة ابن الجوزي في صيد الخاطر ص724:
وقد روينا أن رجلاً استأذن على قاضي القضاة ابن أبي داؤد و قال: قولوا: أبو جعفر بالباب! فلما سمع؛ هش لذلك وقال: ائذنوا له!
فدخل، فقام، و تلقاه و أكرمه وأعطاه خمسة آلاف، و ودعه.
فقيل له: رجل من العوام فعلت به هذا؟!
قال: إني كنت فقيراً، و كان هذا صديقاً، فجئته يوماً فقلت له: أنا جائع.
فقال: اجلس، و خرج، فجاء بشواء و حلوى و خبز فقال: كل.
فقلت: كل معي.
قال: لا.
قلت: و الله لا آكل حتى تأكل معي، فأكل فجعل الدم يجري من فمه.
فقلت: ما هذا؟!
فقال: مرض.
فقلت: و الله؛ لا بد أن تخبرني.
فقال: إنك لما جئتني لم أكن أملك شيئاً، و كانت أسناني مضببة بشريط من ذهب، فنزعنه و اشتريت به!
فهلا أكافئ مثل هذا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:16]ـ
قال العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ في كتابه التنكيل 1/ 57:
كان في اليمن في قضاء الحجرية قاض كان يجتمع إليه أهل العلم ويتذاكرون وكنت أحضر مع أخي فلاحظت أن ذلك القاضي مع أنه أعلم الجماعة فيما أرى لا يكاد يجزم في مسألة، وإنما يقول: " في حفظي كذا، في ذهني كذا " ونحو ذلك فعلمت أنه ألزم نفسه تلك العادة حتى فيما يجزم به، حتى إذا اتفق أن أخطأ كان عذره بغاية الوضوح.
وفي ثقات المحدثين من هو أبلغ تحرياً من هذا، ولكنهم يعلمون أن الحجة إنما تقوم بالجزم، فكانوا يجزمون فيما لا يرون للشك فيه مدخلاً، ويقفون عن الجزم لأدنى احتمال، روي أن شعبة سأل أيوب السختياني عن حديث فقال: أشك فيه، فقال شعبة: شكك أحب إلي من يقين غيرك. وقال النضر بن شميل عن شعبة لأن أسمع من ابن عون حديثاً يقول فيه "أظن أني سمعته" أحب إليَّ من أن أسمع من ثقة غيره يقول: قد سمعت. وعن شعبة قال: " شك ابن عون وسليمان التيمي يقين ".
وذكر يعقوبُ بن سفيان حمادَ بن زيد فقال: معروف بأنه يقصر في الأسانيد ويوقف المرفوع كثير الشك بتوقيه، وكان جليلاً، لم يكن له كتاب يرجع إليه فكان أحياناً يذكر فيرفع الحديث وأحياناً يهاب الحديث ولا يرفعه.
وبالغ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب فكان إذا سئل عن شيء لا يجيب حتى يرجع إلى الكتاب.
قال أبو طاهر السلفي: سألت أبا الغنائم النرسي عن الخطيب فقال: " جبل لا يسأل عن مثله ما رأينا مثله، وما سألته عن شيء فأجاب في الحال إلا يرجع إلى كتابه ".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:16]ـ
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين بن أحمد الجكني حدثني شيخي ـ أي: الإمام المفسر محمد الأمين ـ قال: بينا أنا في أحد الفصول أثناء درس إذ ناولني ساعي البريد برقية من أحد إخوتي عزيز عليَّ، يقول فيها: لقد تقرر تسفيري أنا ومن أعول، ولقد خرجت في كفالة أحد الإخوان على أن يحضرني للسفر يوم الأربعاء المقبل، أي: بعد أسبوع واحد.
ولما أنتهت الحصة وجدت سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم في غرفة استراحة المدرسين، فأخبرته بالبرقية، وما تفيده، فما الذي ترى يا سماحة الشيخ؟
فقال: هذه أمور لا نتدخل فيها بتاتا، فقلت له: ابعثوا إذاً من يقطع لي تذكرتَ سفرٍ إلى جدة ليحجز لي مقعدا في أول طائرة إليها.
فقال سماحته: أثناء السنة الدراسية! ومَن لجدولك؟
فقلت: أمر عجيب منك هذا يا سماحة الشيخ محمد! أخبرك أن ولدي في السجن يراد تسفيره، وتفيدني بعدم اهتمامك بذلك، وتريد مني أن أجلس أعلم أولادك!
فقال سماحته: وماذا تريد بجدة؟
قال قلت: لا أكتمك، بأني أريد أن آتي ذاك الكافر "قنصل فرنسا" أدفع له رشوة، وأريد منه أن يتوسط لدى هذه الحكومة المسلمة لتترك هؤلاء المسلمين يصلون ركعتين بأحد الحرمين من غير إزعاج.
قال شيخنا: وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: يعلم الله أنه ما سبق أن تدخلنا في موضوع كهذا، ولكن فضيلتكم ليس عندنا مثل الناس، وعندي اقتراح على فضيلتكم: أن تكتب إلى الإمام كتابا توضح فيه وضع هؤلاء الإخوان، وترجو منه بموجبه أن ينظر إليهم بعين الرحمة، قال: وأنا رسولك إليه أضعه بيده بإذن الله، وعسى أن يكون الخير.
قال شيخنا ـ عليه رحمة الله ـ: فكتبت إلى جلالة الملك عبد العزيز كتابا مضمونه: أن هؤلاء إنما أتوا من استعمار غاشم همه القضاء على تقاليد الشعوب الدينية، وعلى لغاتهم وحيث إ نه لم يسبق لأحد من هؤلاء التدخل في سياسة ولم يسبق لأحدهم إصابة حد من حدود الله؛ فإني أسترحم لهم عطف جلالتكم الكريم بأمركم بعدم تسفير أحد منهم، قال: فذهب سماحته بالخطاب وسلمه لجلالة الملك وكلمه مشافهة في الموضوع، فأستدعى جلالته أحد أفراد مكتبه، قال: اذهب إلى القائمة بهذا المعروض، ثم ائتني حالا بالجواب، وقد كتب عليه: هل يوجد شنقيطي متدخل في سياسة؟ أو أصاب أحد منهم حدا من حدود الله؟
فجاء الرد: لا يوجد. فأرسل جلالته ـ عليه رحمة الله وأسكنه فسيح جناته ـ برقية تعميمية إلى مدير الأمن العام مفادها: الشناقطة إخوان الشيخ محمد الأمين لا تتعرضوا لهم ومن رغب منهم في الرعوية السعودية أعطوه بدون قيد ولا شرط.
مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي ص75.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:17]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية» ص44: ـ في كلامه على خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول وكونه يفيد العلم اليقيني عند جماهير العلماء ـ وقد ذكره أبو عمرو بن الصلاح وصححه، ولكنه لم يعرف مذاهب الناس فيه =فيتقوى بها، وإنما قاله بموجب الحجة.
وظن من اعترضه من المشايخ الذين فيهم علم ودين وليس لهم بهذا الباب خبرة تامة، لكنهم يرجعون إلى ما يجدونه في مختصر أبي عمرو بن الحاجب ونحوه من مختصر أبي الحسن الآمدي والمحصل ونحوه من كلام أبي عبد الله الرازي وأمثاله، وظنوا أن الذي قاله أبو عمرو في جمهور أحاديث الصحيحين قول انفرد به عن الجمهور، وليس كذلك، وبل عامة أئمة الفقهاء وكثير م المتكلمين أو أكثرهم وجميع علماء الحديث على ما ذكره الشيخ أبو عمرو.
وليس كل من وجد العلم قدر على التعبير عنه والاحتجاج له، فالعلم شيء، وبيانه شيء آخر، والمناظرة عنه وإقامة دليله شيء ثالث، والجواب عن حجة مخالفه شيء رابع. اهـ
كنت أقرأ الكتاب على الشيخ البراك ـ حفظه الله ـ فلما بلغت هذا أعجبه استحسنه وأمرني بإعادته، وقال: «ضعه بين قوسين» ثم قال بعد سكتة وتأمل: لا يكاد يوجد من يجمع هذا على العموم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:18]ـ
قيل لأبي الرقيش الكلابي الأعرابي: لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء، نحو: كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء، نحو: مرزوق ورباح؟
فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا.
يريد أن الأبناء عدة الأعداء وسهام في نحورهم فاختاروا لهم هذه الأسماء.اهـ
من الروض الأنف للسهيلي 1/ 49
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:18]ـ
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 4/ 200: ـ في شرحه لكلمة الإمام أحمد في الخصال التي ينبغي توفرها في المفتي ـ:
وأما قوله: "أن يكون له حلم ووقار وسكينة" فليس صاحب العلم والفتيا إلى شيء أحوج منه إلى الحلم والسكينة والوقار؛ فإنها كسوة علمه وجماله، وإذا فقدها كان علمه كالبدن العاري من اللباس.
وقال بعض السلف: ما قرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم.
والناس ههنا أربعة أقسام:
فخيارهم: من أوتي الحلم والعلم، وشرارهم: من عدمهما، الثالث: من أوتي علما بلا حلم، الرابع: عكسه.
فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضده الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البدوات، ولا يستخفه الذين لا يعلمون، ولا يقلقه أهل الطيش والخفة والجهل؛ بل هو وقور ثابت ذو أناة يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة، فبالعلم تنكشف له مواقع الخير والشر والصلاح والفساد، وبالحلم يتمكن من تثبيت نفسه عند الخير فيؤثره ويصبر عليه، وعند الشر فيصبر عنه، فالعلم يعرفه رشده، والحلم يثبته عليه، وإذا شئت أن ترى بصيرا بالخير والشر لا صبر له على هذا ولا عن هذا = رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرا على المشاق لا بصيرة له = رأيته، وإذا شئت أن ترى من لا صبر له ولابصيره = رأيته، وإذا شئت أن ترى بصيرا صابرا = لم تكد؛ فإذا رأيته فقد رأيت إمام هدى حقا = فاستمسك بغرزه.
قال لي الشيخ عبد الرحمن البراك ـ حفظه الله ـ بعد المقطع الأخير ـ وهو يضحك ـ: والله إنه وَجَدَ!
ثم أنشدني قوله من النونية:
جَرَّبتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعت فِي * تِلكَ الشِّبًَاكِ وَكُنتُ ذَا طَيَرَانِ
حَتَّى أتاحَ لِيَ الإِلهُ بِفَضلِهِ * مَن لَيسَ تَجزِيهِ يَدِي وَلِسَانِي
حَبرٌ أتَى مِن أرضِ حَرَّانٍ فَيَا * أهلاً بِمَن قَد جَاءَ مِن حَرَّانِ
فَالله يَجزِيهِ الذِي أهلُه * مِن جَنَّةِ الماوَى مَعَ الرِّضوَانِ
وقوله:
هَذَا وَلَو حَدَّثتُ نَفسِي أنَّهُ * قَبلِي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:19]ـ
في الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 239
في ترجمة عمر بن أبي الحرم بن عبد الرحمن بن يونس الدمشقي ثم المصري الشافعي:
ويقال: إن طالبا بحث معه، فطلب منه النقل، فأخذ نعله وكشف رأس الطالب وصار يضربه ويقول: هذا النقل الذي طلبت! اهـ
فانتبه لرأسك إن كان شيخك كهذا. (مبتسم)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 03:19]ـ
قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 3/ 424:
وقد ذكر أبو بكر الإسماعيلي في "صحيحه المخرج على صحيح البخاري" ... وقد قيل: إن من كان في صلاة ومنتظرا الصلاة في جماعة = فهم على ائتلاف، فإذا شبك لم يؤمن أن يتطير بهم عدوهم، بأنهم سيختلفون، ألا تراه في حديث عبد الله بن عمرو يقول: "مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وصاروا هكذا " - وشبك بين أصابعه.
ولم يؤمن أن يكون ذلك سببا، أو أمارة لاختلافهم، كما أمرهم بأن يستووا في صفوفهم، وقال: " لا تختلفوا فتختلف قلوبكم". انتهى ما ذكره.
وهو مناسبة بعيدة جدا؛ فإن التشبيك كما مثل به الاختلاف والافتراق فقد مثل به الائتلاف والتعاون والتناصر، كما في حديث أبي موسى الذي خرجه البخاري في أول الباب، فليس كراهته لمشابهته لمثل الافتراق بأولى من عدم كراهته لمشابهته لمثل التعاون والتعاضد والتناصر.
ومثل هذه المعاني توجد كثيرا في كتب شروح الحديث المتأخرة، وأكثرها مدخول، ولم يكن علماء سلف الأمة يقعون في شيء من ذلك، وكذلك لم أستكثر من ذكر مثله في هذا الكتاب، وإنما ذكرت هذا؛ لأن الإسماعيلي مع تقدمه ذكره في " صحيحه"، ونبهت على ما فيه. اهـ
قلت: من هذه الجهة، فقد فاق هذا الشرحُ "فتحَ الباري"لابن حجر؛ لأن ابن حجر أكثر جدا من مثل هذه المعاني والمناسبات عن الشراح المتأخرين، كما أكثر من الاعتراض عليها، وذكر أشياء ليست بعيدة عنها = فطال الكتاب بها.
أما ابن رجب فتركها جملة، وذكر مكانها أقوال أئمة السلف من الصحابة والتابعين والأئمة الكبار المشهورين، ونعم ما فعل.
رحم الله الجميع.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 04:37]ـ
أحسنت أستاذنا لطائف على الحنديرة ولولا أنني أشغل من ذات النحيين لكنت ممن أنهاهها ولكن سبق السيف العذل وقضي الأمر واستوت سفينة العمل على جودي الطلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 03:23]ـ
روى أبو عبيد في فضائل القرآن 142 وغيره بسند على رسم الصحيحين عن النخعي: كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا.
قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه فيأتيه من غير طلب، فيقول: {جئت على قدر يا موسى} وهذا من الاستخفاف بالقرآن، ومنه قول ابن شهاب: "لا تناظروا بكتاب الله" رواه ابن المبارك في الزهد 744 بسند رجاله رجال الصحيحين.
نقلتها عن جوال زاد طالب العلم جزاهم الله خيرا(/)
لماذا يقال: (عليهم السلام) , ولايقال: (عليهم الصلاة والسلام)؟
ـ[منال]ــــــــ[01 - Dec-2006, صباحاً 10:12]ـ
السلام عليكم
أخواني الكرام من المشائخ وطلبة العلم الفضلاء
" بما أن الصلاة على النبي مشروعة في الصلوات في التشهد، وغير ذلك من المواضع، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك، والمشروع أن تكتب كاملة تحقيقاً بما أمرنا الله به، وليتذكرها القارئ عند المرور عليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة (ص) أو (صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتاب والمؤلفين لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: (صلوا عليه وسلموا تسليماً) [الأحزاب 56] " (1).
فهذا حق للنبي - صلى الله عليه وسلم - علينا , ولكن ماحق الأنبياء والرسل السابقين , هل يكفي مثلاً أن نكتب
(عليهم السلام)؟ وهذا ما أراه في الكتب!
أم يجب الصلاة عليهم , ومالدليل على ذلك؟
أرجو إفادتي لاحرمكم ربي الأجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(1) مقتبس من كلام إمام الجامع الكبير بتبوك , الشيخ/ يحيى الزهراني.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 03:28]ـ
الأخت الكريمة: لو رجعتي إلى كتاب " جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام .. " لابن القيم لوجدتي: (الباب السادس في الصلاة على غير النبي وآله صلى الله عليه وسلم تسليمًا) قال في أوله: (أما سائر الأنبياء والمرسلين فيُصلى عليهم ويُسلم .. ) ثم ذكر الأدلة.
ـ[منال]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 10:35]ـ
جزيت خيراً على الإرشاد.
ـ[منال]ــــــــ[02 - Dec-2006, مساء 02:42]ـ
" وقد حكى غير واحد الإجماع على أن الصلاة على جميع النبيين مشروعة منهم الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله وغيره قد حكي عن مالك رضي الله عنه رواية انه لا يصلى على غير نبينا ولكن قال اصحابه هي مؤولة بمعنى انا لم نتعبد بالصلاة على غيره من الأنبياء كما تعبدنا الله بالصلاة عليه "
من كتاب جلاء الأفهام , لابن القيم (رحمه الله)
معنى هذا مشروعية الصلاة عليهم , وفي المقابل لابأس من ترك الصلاة عليهم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Dec-2006, مساء 05:04]ـ
ثم وجدت نفس السؤال - تقريبًا - وجه إلى الشيخ ابن باز - رحمه الله -؛ فأجاب:
(لا أعلم فرقًا في هذا المقام بين جميع الأنبياء والرسل، وقد قال الله جل وعلا في آخر الصافات: " سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ". وفق الله الجميع).
الفتاوى (26/ 109 - 110).
ـ[منال]ــــــــ[08 - Dec-2006, مساء 11:01]ـ
إذاً الوراد في كتاب الله (السلام) دون (الصلاة).
والشيخ - رحمه الله - لم يفرق بين المرسلين ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Dec-2006, صباحاً 12:22]ـ
بارك الله فيكم
يبدو لي أنَّ حكاية النووي رحمه الله للاتفاق كافية
وأما الرواية المذكورة عن الإمام مالك فهي غيرُ معروفة عنه، وكأنها شاذة؛ كما أشار إلى هذا السخاوي في القول البديع.
ويبقى النظر في البحث عن دليل الاتفاق الذي حكاه النووي، والله أعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - Dec-2006, مساء 04:32]ـ
جزاكما الله خيرًا ..
ثم وجدتُ في فتاوى اللجنة الدائمة (24/ 161) برئاسة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وعضوية: المشايخ: ابن غديان - الفوزان - بكر أبوزيد - حفظهم الله جميعًا -:
(الدعاء بصلى الله عليه وسلم ليس خاصًا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو عام لجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام).
ـ[منال]ــــــــ[10 - Dec-2006, صباحاً 11:16]ـ
أحسن الله إليكما ..
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[11 - Dec-2006, صباحاً 02:02]ـ
جزاكما الله خيرًا ..
ثم وجدتُ في فتاوى اللجنة الدائمة (24/ 161) برئاسة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وعضوية: المشايخ: ابن غديان - الفوزان - بكر أبوزيد - حفظهم الله جميعًا -:
(الدعاء بصلى الله عليه وسلم ليس خاصًا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو عام لجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام).
وقد سألت الشيخ ابن باز رحمه الله عن ذلك فأجاب بمثل ما أجاب به أعضاء اللجنة وفقهم الله
ـ[المتبحر]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 05:12]ـ
بارك الله فيكم.
هذه فائدة طيبة.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[23 - Mar-2007, مساء 07:03]ـ
السلام عليكم
............ هل يكفي مثلاً أن نكتب
(عليهم السلام)؟ وهذا ما أراه في الكتب!
أم يجب الصلاة عليهم , ومالدليل على ذلك؟
أرجو إفادتي لاحرمكم ربي الأجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
قال الخضير حفظه الله: على كل حال أن النووي -رحمه الله تعالى- في شرحه لكلام مسلم أطلق الكراهة بالنسبة لمن يقتصر على الصلاة دون السلام أو العكس.
وخص الحافظ ابن حجر الكراهة فيمن كان ديدنه ذلك بالاستمرار يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يسلم عليه أو العكس ومثل هذا لا يتم امتثاله للأمر المذكور في الآية على كل حال هو وقع من بعض العلماء ولم يكن ديدنا لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أ د ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 07:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بسم الله الرحمن الرحيم: إذا ذكر النبي محمد، نقول: صلى الله عليه وسلم، لأن الله - تعالى - يقول: صلوا عليه وسلموا تسليما. وإذا ذكر أحد المرسلين نقول: عليه السلام، لأن الله - تعالى - يقول في سورة الصافات: وسلام على المرسلين. وإذا ذكر الصحابي نقول: رضي الله عنه، لأن الله - تعالى - يقول: رضي الله عنهم ورضوا عنه. وإذا ذكر أحد مع نبينا فنصلي ونسلم على النبي محمد وتشمله الصلاة والسلام وذلك على التغليب، وكذلك إذا ذكر أحد مع أحد المرسلين يشمله السلام تغليباً. ثم بعد ذلك فلا حرج من الصلاة والسلام على المرسلين، لأن الإجماع ورد في ذلك، على ما قال ابن القيم قي جلاء الأفهام. والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 03:58]ـ
فوائد جميلة، بارك الله فيكم.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[30 - Sep-2009, مساء 11:39]ـ
فوائد جميلة، بارك الله فيكم.(/)
الخشوع في الصلاة وطرق تحصيله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 03:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اقتدى بهداه.
أما بعد،،،
" فاعلم أن للصلاة أركاناً وواجبات وسنناً، وروحها النية ةالإخلاص والخشوع وحضور القلب؛ فإن الصلاة تشتمل على أذكار ومناجاة وأفعال، ومع دعم حضورالقلب لا يحصل المقصود بالأذكار والمناجاة؛ لأن الناطق إذا لم يعرب عما في الضمير كان منزلة الهذيان، وكذلك لا يحصل المقصود من الأفعال؛ لأنه إذا كان المقصود من القيام الخدمة، من الركوع والسجود الذل والتعظيم، ولم يكن القلب حاضراً؛ لم يحصل المقصود؛ فإن الفعل متى خرج عن مقصوده بقي صورة لا اعتبار بها، قال الله –تعالى-: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج: 37]، والمقصود: أن الواصل إلى الله -سبحانه وتعالى- هو الوصف الذي استولى على القلب حتى حمل على امتثال الأوامر المطلوبة، فلابد من حضور القلب في الصلاة، ولكن سامح الشارع في غفلة تطرأ؛ لأن حضور القلب في أولها ينسحب على باقيها " (1).
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " من صلى سجدتين لا يسهو فيهما؛ غفر له ما تقدم من ذنبه " (2).
وقال -عليه الصلاة والسلام-: " ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها؛ إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله " (3).
وقال أبوهريرة: " الصلاة قربان، إنما مثل الصلاة كمثل رجل أراد من إمام حاجة، فأهدى له هدية، إذا قام الرجل إلى الصلاة فإنه في مقام عظيم واقف فيه على الله يناجيه ويرضاه قائماً بين يدي الرحمن، يسمع لقيله، ويرى عمله، ويعلم ما يوسوس به نفسه، فليقبل على الله بقلبه وجسده، ثم ليرم ببصره قصد وجهه خاشعاً، أو ليخفضه؛ فهو أقل لسهوه، ولا يلتفت ولا يحرك شيئاً بيده ولا برجليه ولا شيئاً من جوارحه حتى يفرغ من صلاته، وليبشر من فعل هذا، ولا قوة إلا بالله " (4).
* * * * *
وهكذا كان هدي السلف، ودونك بعض أحوالهم:
- قال سهل بن سعد الساعدي: " كان أبوبكر لا يلتفت في صلاته " (5).
- وقال الأعمش: " كان عبد الله -يعني: ابن مسعود- إذا صلى كأنه ثوب ملقى " (6).
- وقال مجاهد: " كان عبد الله بن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود، وكان يقول: ذلك من الخشوع في الصلاة " (8).
- وقال عمرو بن دينار: " كان ابن الزبير يصلي في الحجر، والمنجنيق يصب تُوبُه (8) فما يلتفت -يعني: لما حاصروه- " (9).
- وعن عمر بن قيس، عن أمه: " أنها دخلت على ابن الزبير بيته، فإذا هو يصلي، فسقطت حية على ابنه هاشم، فصاحوا: الحية الحية! ثم رموها، فما قطع صلاته " (10).
- وقال ثابت البناني: " كنت أمر بابن الزبير وهو يصلي خلف المقام كأنه خشبة منصوبة، لا يتحرك " (11).
- وعن يحيى بن وثاب: " أن ابن الزبير كان إذا سجد وقعت العصافير على ظهره تصعد وتنزل لا تراه إلا جذْم حائط " (12).
- وقال أبونوح الأنصاري: " وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد، فجعلوا يقولون له: يا ابن رسول الله! النار، يا ابن رسول الله! النار.
فما رفع رأسه حتى طفئت، فقيل له: ما الذي ألهاك عنها؟ قال: " ألهاني عنها النار الأخرى " (13).
- وقال عبد الله بن أبي سليمان،: " كان علي بن الحسين إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة، فقيل له: ما لك؟ فقال: " تدرون بين يدي من أقوم، ومن أناجي؟ " (14).
- وقال الحسن البصري: سمعهم عامر بن عبد قيس وما يذكرونه من أمر الضيعة في الصلاة، فقال: اتجدونه؟
قالوا: نعم.
قال: " والله! لأن تختلف الأسنة في جوفي أحب إلي من أن يكون هذا مني في صلاتي " (15).
- وقال يحيى بن معين: " كان المعلى بن منصور الرازي يوماً يصلي، فوقع على رأسه كور الزنابير، فما التفت ولا انفتل حتى أتم صلاته، فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا؛ من شدة الانتفاخ " (16).
- وقال الأعمش: " كان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذْم حائط، ينزل على ظهره العصافير " (17).
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال أحمد بن سنان الواسطي: " رأيت وكيعاً إذا قام في الصلاة ليس يتحرك منه شيء، لا يزول ولا يميل على رجل دون الأخرى، لا يتحرك كأنه صخرة قائمة " (18).
- وقال ابن عون: " رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه وتد " (19).
- وقال غيلان بن جرير: " كان مسلم بن يسار إذا رؤي وهو يصلي كأنه ثوب ملقى " (20).
- وقال أبوالقاسم الهذلي في ((كامله)): " ومنهم: يعقوب الحضرمي، لم ير في زمنه مثله، بلغ من زهده: أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة، ولم يشعر، ورد اليه فلم يشعر؛ لشغله بعبادة ربه " (21).
* * * * *
- قال بشر بن الحارث: " بحسبك أن قوماً موتى تحيا القلب بذكرهم، وأن قوماً أحياء تقسو القلوب القلوب برؤيتهم " (22).
* * * * *
والخشوع محله القلب، فإذا خشع القلب؛ خشعت الجوارح كلها لخشوعه؛ إذ هو ملكها، قال النبي: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب " (23).
فالقلب ملك الأعضاء وبقية الأعضاء جنوده، وهم مع هذا جنود طائعون له منبعثون في طاعته وتنفيذ أوامره لا يخالفونه في شيء من ذلك، فإن كان الملك صالحاً؛ كانت هذه الجنود صالحة، وإن كان فاسداً؛ كانت جنوده بهذه المشابهة فاسدة، ولا ينفع عند الله إلا القلب السليم (24).
وقال ابن جرير الطبري: " أصل الخشوع: التواضع والتذلل والاستكانة " (25).
وقال ابن تيمية: " والخشوع يتضمن معنيين: أحدهما: التواضع والذل، والثانى: السكون والطمأنينة.
وذلك مستلزم للين القلب المنافى للقسوة، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضاً، ولهذا كان الخشوع فى الصلاة يتضمن هذا وهذا، و خشوع الجسد تبع لخشوع القلب إذا لم يكن الرجل مرائياً يُظهر ما ليس فى قلبه، كما روي: " تعوذوا بالله من خشوع النفاق "، وهو أن يُرى الجسد خاشعاً والقلب خالياً لاهياً، فهو –سبحانه- استبطأ المؤمنين بقوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحديد: 16]، وهؤلاء هم الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، واذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً، وكذلك قال فى الآية الأخرى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23]، والذين يخشون ربهم هم الذين إذا ذكر الله –تعالى-؛ وجلت قلوبهم.
فإن قيل: فخشوع القلب لذكر الله وما نزل من الحق واجب؟
قيل: نعم، لكن الناس فيه على قسمين: مقتصد وسابق، فالسابقون: يختصون بالمستحبات، والمقتصدون الأبرار: هم عموم المؤمنين المستحقين للجنة.
ومن لم يكن من هؤلاء ولا هؤلاء فهو ظالم لنفسه، وفى الحديث الصحيح عن النبى -صلى الله عليه وسلم-: " اللهم! إنى أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع ".
وقد ذم الله قسوة القلوب المنافية للخشوع فى غير موضع فقال –تعالى- {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74] " (26).
وقال القرطبي: " اختلف الناس في الخشوع، هل هو من الفرائض الصلاة أو من فضائلها ومكملاتها؟ على قولين، والصحيح: الأول، ومحله القلب " (27).
وقال ابن تيمية: " الذم أو السخط لا يكون إلا لترك واجب أو فعل محرم، وإذا كان غير الخاشعين مذمومين؛ دل ذلك على وجوب الخشوع فمن المعلوم أن الخشوع المذكور فى قوله –تعالى- {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]، لابد أن يتضمن الخشوع فى الصلاة؛ فإنه لو كان المراد الخشوع خارج الصلاة؛ لفسد المعنى؛ إذ لو قيل إن الصلاة لكبيرة إلا على من خشع خارجها ولم يخشع فيها؛ كان يقتضى أنها لا تكبر على من لم يخشع فيها وتكبر على من خشع فيها، وقد انتفى مدلول الآية؛ فثبت أن الخشوع واجب فى الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدل على وجوب الخشوع فيها –أيضا- قوله –تعالى- {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 1 - 11]، أخبر -سبحانه وتعالى- أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة، وذلك يقتضى أنه لا يرثها غيرهم، وقد دل هذا على وجوب هذه الخصال؛ إذ لو كان فيها ما هو مستحب؛ لكانت جنة الفردوس تورث بدونها؛ لأن الجنة تنال بفعل الواجبات دون المستحبات، ولهذا لم يذكر فى هذه الخصال إلا ما هو واجب " (28).
وقال -أيضاً-: " ويدل على وجوب الخشوع فى الصلاة أن النبى -صلى الله عليه وسلم- توعد تاركيه، كالذى يرفع بصره إلى السماء، فإنه حركته ورفعه، وهو ضد حال الخاشع، فعن أنس بن مالك -رضى الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما بال أقوام يرفعون أبصارهم فى صلاتهم "، فافشتد قوله فى ذلك، فقال: " لينتهن عن ذلك؛ أو لتخطفن أبصارهم "، وعن جابر بن سمرة قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد، وفيه ناس يصلون رافعي أبصارهم إلى السماء، فقال: " لينتهين رجال يشخصون أبصارهم إلى السماء؛ أو لا ترجع إليهم أبصارهم ".
الأول فى ((البخارى))، والثانى فى ((مسلم))، وكلاهما فى ((سنن أبى داود)) و ((النسائى)) و ((ابن ماجه)).
وقال محمد بن سيرين: " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرفع بصره فى الصلاة، فلما نزلت هذه الآية: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1 - 2] لم يكن يجاوز بصره موضع سجوده.
رواه الإمام أحمد فى ((كتاب الناسخ والمنسوخ)).
فلما كان رفع البصر إلى السماء ينافي الخشوع؛ حرمه النبى -صلى الله عليه وسلم- وتوعد عليه " (29).
* * * * *
والخشوع في الصلاة يُتحصل بالإتيان بأشياء كثيرة، منها (30):
- حضور القلب، ومعناه أن يفرغ القلب من غير ما هو ملابس له، وسبب ذلك الهمة، فإنه متى أهمك أمر حضر قلبك ضرورة، فلا علاك لإحضاره إلا صرف الهمة إلى الصلاة.
وانصراف الهمة يقوى ويعف بحسب قوة الإيمان بالآخرة واحتقار الدنيا، فمتى رأيت قلبك لا يحضر في الصلاة؛ فاعلم أن سببه ضعف الإيمان، فاجتهد في تقيته.
- التفهم لمعنى الكلام، فإنه أمر وراء حضور القلب؛ لأنه ربما كان القلب حاضراً مع اللفظ دون المعنى، فينبغي صرف الذهن إلى إدراك المعنى بدفع الخواطر الشاغلة وقطع موادها، فإن المواد إذا لم تنقطع؛ لم تنصرف الخواطر.
والمواد إما ظاهرة، وهي ما يشغل السمع والبصر، وإما باطنة، وهي أشد، كمن تشعبت به الهموم في أودية الدنيا، فإنه لا ينحصر فكره في فن واحد، ولم يغنه غض بصره؛ لأن ما وقع في القلب كاف بالاشتغال به، وعلاج ذلك:
إن كان من المواد الظاهرة بقطع ما يشغل السمع والبصر، وهو القرب من القبلة، والنظر إلى موضع السجود، والاحتراز من المواضع المنقوشة، وألا يترك عندم ما يشغل حسه.
وإن كان من المواد الباطنة، فطريق علاجه أن يرد النفس قهراً إلى ما يقرأ، ويشغلها به عن غيره، ويستعد لذلك قبل الدخول إلى الصلاة، بأن يقضي أشغاله، ويجتهد في تفريغ قلبه، ويجدد على نفسه ذكر الآخرة وخطر القيام بين يدي الله -عز وجل- وهول المطلع، فإن لم تسكن الأفكار بذلك؛ فليعلم أنه إنما يتفكر فيما أهمه واشتهاه، فليترك تلك الشهوات وليقطع تلك العلائق.
قال ابن قدامة: " اعلم أن العلة متى تمكنت لا ينفعها إلا الدواء القوي، والعلة إذا قويت جاذبت المصلي وجاذبها إلى أن تنقضي الصلاة في المجاذبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل ذلك، كمثل رجل تحت شجرة أراد أن يصفو له فكره، وكانت أصوت العصافير تشوش عليه، وفي يده شبة يطير بها، فما يستقر فكره حتى تعود العصافير فيشتغل بها، فقيل له: هذا شيء لا ينقطع، فإن أردت الخلاص؛ فاقطع الشجرة.
فكذلك شجرة الشهوة إذا علت وتفرقت أغصانها، انجذبت إليها الأفكار، كنجذاب العصافير إلى الأشجار، والذباب إلى الأقذار، فذهب العمر النفيس في دفع ما لا يندفع.
وسبب هذه الشهوة التي توجب هذه الفكار حب الدنيا.
واعلم أن قطع حب الدنيا من القلب أمر صعب، وزواله بالكلية عزيز، فليقع الاجتهاد في الممكن منه، والله الموفق المعين " (31).
- التعظيم لله والهيبة، وذلك يتولد من شيئين: معرفة جلال الله -تعالى- وعظمته، ومعرفة حقارة النفس وأنها مستعبدة؛ فيتولد من المعرفتين: الاستكانة والخشوع.
ومن ذلك: الرجاء، فإنه زائد على الخوف، فكم من معظم ملكاً يهابه لخوف سطوته، كما يرجو بره.
والمصلي ينبغي أن يكون راجياً بصلاتهالثواب، كما يخاف من تقصيره العقاب.
قال الحسن البصري: " إذا قمت إلى الصلاة، فقم قانتاً كما أمرك الله، وإياك والسهو والالتفات؛ أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره، تسأل الله الجنة وتعوذ به من النار وقلبك ساه، ولا تدري ما تقول بلسانك " (32).
وقال يوسف بن الحسين: سُئل ذو النون عن الخشوع في الصلاة؟
فقال: " إجماع الهمم في الصلاة للصلاة، حتى لا يكون له شغل سواه " (33).
وقال أبوالحسين المجاشعي: قيل لعامر بن عبد قيس: أتحدث نفسك في الصلاة؟ قال: " أحدثها بالوقوف بين يدي الله ومنصرفي " (34).
* * * * *
قال ابن قدامة: " ينبعي للمصلي أن يحضر قلبه عند كل شيء من الصلاة.
فإذا سمع نداء المؤذن؛ فليمثل النداء للقيامة ويشمر للإجابة، ولينظر بماذا يجيب، وبأي بدن يحضر.
وإذا ستر عورته؛ فليعلم أن المراد من ذلك تغطية فضائح بدنه عن الخلق؛ فليذكرعورات باطنه وفضائح سره التي لا يطلع عليها إلا الخالق، وليس لها عنه ساتر، وأنها يكفرها الندم والحياء والتوبة.
وإذا استقبل القبلة فقد صرف وجهه عن الجهات إلى جهة بيت الله -تعالى-، فصرف قلبه إلى الله -تعالى- أولى من ذلك، فكما أنه لا يتوجه إلى جهة البيت إلا بالانصراف عن غيرها؛ كذلك القلب لا ينصرف إلى الله -تعالى- إلا بالانصراف عما سواه.
وإذا كبرت أيها المصلي! فلا يكذبن قلبك لسانك؛ لأنه إذا كان في قلبك شيء أكبر من الله -تعالى- فقد كذبت، فاحذر أن يكون الهوىعندك أكبر، بدليل إيثارك موافقة طاعة الله -تعالى-.
فإذا استعذت، فاعلم أن الاستعاذة هي لجأ إلى الله سبحانه، فإذا لم تلجأ بقلبك؛ كان كلاك لغواً.
وتفهم معنى ما تتلو، وأحر التفهم بقلبك، عند قولك: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، واستحضر لطفه عند قولك: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3]، وعظمته عند قولك: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]، وكذلك في جميع ما تتلو.
واستشعر في ركوعك التواضع، وفي سجودك زيادة الذل؛ لأنك وضعت النفس موضعها، ورددت الفرع إلى أصله بالسجود على التراب الذي خلقت منه، وتفهم معن الأذكار بالذوق.
واعلم أن أداء الصلاة بهذه الشروط الباطنة سبب لجلاء القلوب من الصدأ، وحصول ألنوار فيه، التي بها تتلمح عظمة المعبود، وتطلع على أسراره، وما يعقلها إلا العالمون.
فأما من هو قائم بصور ةالصلاة دون معانيها؛ فإنه لا يطلع على شيء من ذلك، بل ينكر وجوده " (35).
* * * * *
قال أحمد: " رحم الله من غنم بصلاته، وأقبل فيها إلى ربه خاشعاً خاضعاً ذليلاً لله -عز وجل- " (36).
* * * * *
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه: محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ليلة الجمعة 11 / رمضان / 1426 هـ
* * * * *
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(1) مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة (ص 29).
(2) أخرجه أحمد (10/ 63 / 21587) بإسناد حسن.
(3) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة بعده، (1/ 215 / 228).
(4) أخرجه ابن المبارك في الزهد (250 - 251/ 1076)، ومن طريقه: ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 185 / 133).
(5) أخرجه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (1/ 207 / 229).
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 125 / 7249).
(7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 125 / 7245)، وعبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (1/ 207 / 230)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 191 / 144)، وأبونعيم في حلية الأولياء (1/ 335) - ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 169 - 170)، والفاكهي في أخبار مكة (2/ 317 و318/ 1578 و1579)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 169 و170).
(8) التوب: حجر المنجنيق.
(9) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (3/ 369).
(10) انظر: سير أعلام النبلاء (3/ 370).
(11) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 170).
(12) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 170).
(13) أخرجه ابن أبي الدنيا في التخويف بالنار (23)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (41/ 377).
(14) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (5/ 216)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (41/ 378).
(15) أخرجه أبونعيم في حلية الأولياء (2/ 92).
(16) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 188).
(17) انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 61).
(18) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 222).
(19) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 125 / 7248).
(20) أخرجه أبونعيم في حلية الأولياء (2/ 291)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 52).
(21) انظر: سير أعلام النبلاء (10/ 173).
(22) أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية (ص 46).
(23) أخرجه الستة من حديث النعمان بن بشير.
(24) انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب (1/ 216).
(25) جامع البيان (1/ 261).
(26) مجموع الفتاوى (7/ 27 - 30).
(27) الجامع لأحكام القرآن (12/ 104).
(28) مجموع الفتاوى (22/ 553 - 554).
(29) مجموع الفتاوى (22/ 558 - 559).
(30) انظر: مختصر منهاج القاصدين (ص 30 - 31).
(31) مختصر منهاج القاصدين (ص 30 - 31).
(32) أخرجه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 189 / 140).
(33) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 151 / 3168).
(34) انظر: سير أعلام النبلاء (4/ 17).
(35) مختصر منهاج القاصدين (ص 31 - 32).
(36) رسالة الصلاة (ص 61).
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 04:14]ـ
وفقك الله أخي أبا المنهال، ومرحباً بك في مجلس الألوكة العلمي(/)
أثر عمر بن الخطاب: (إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة ... )
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 04:29]ـ
بسم الله والحمد لله وبعد
فيذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع من كتبه أثراً يعزوه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وهو قوله: (إنما تُنقَضُ عُرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية)
وقد بحثت عنه قبل سنوات فلم أجده بلفظه، ولكني وقفت على أثر بمعناه، وهو:
ما أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 475) والبيهقي في الشعب (10/ 28 "7119") وابن الجعد في مسنده (2368) وابن أبي شيبة في المصنف (6/ 410) وابن سعد في الطبقات (6/ 129) وأبو نعيم في الحلية (7/ 243)
من طريق شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين البارقي قال:
خطبَنا عمر بن الخطاب فقال: قد علمتُ وربِّ الكعبة متى تهلك العرب.
فقام إليه رجلٌ من المسلمين فقال: متى يهلكون يا أمير المؤمنين؟
قال: حين يسوس أمرَهم من لم يعالج أمرَ الجاهلية، ولم يصحب الرسولَ صلى الله عليه وسلم.
ومداره على المستظلِّ بن حصين البارقي
قال عنه ابن سعد: ثقةٌ قليل الحديث.
وذكره العجلي في الثقات برقم (1558) وابن حبان في ثقاته (5/ 462)
ويُنظر:
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 429).
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 11:00]ـ
وفي معناه روي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاكم في المستدرك:
المستدرك على الصحيحين ج4/ص104: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله أن سليمان بن حبيب حدثهم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتنتقض عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبثت بالتي تليها وأول نقضها الحكم وآخرها الصلاة قال الحاكم رحمه الله تعالى عبد العزيز هذا هو بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب وإسماعيل هو بن عبيد الله بن المهاجر والإسناد كله صحيح ولم يخرجاه ..
المستدرك على الصحيحين ج4/ص516
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عكرمة بن عمار عن حميد بن عبد الله الفلسطيني حدثني عبد العزيز بن أخي حذيفة عن حذيفة رضي الله عنه قال أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة وليصلين النساء وهن حيض ولتسلكن طريق من كان قبلك حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطأنكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة فتقول إحداهما ما بال الصلوات الخمس لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله تبارك وتعالى أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل لا تصلوا إلا ثلاثا وتقول الأخرى إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق حق على الله أن يحشرهما مع الدجال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 11:17]ـ
حياك الله أخي الفاضل حسان
الحديثُ الذي ذكرتَ مشهور، ولم يغب عن بالي وفقك الله
ولكنه ليس بمعنى الأثر الذي ذكره شيخ الإسلام عن عمر رضي الله عنه
فالأثر الذي ذكره ابن تيميَّة عن عمر يبيِّن سبب نقض الإسلام عروة عروة
وأما الحديث المرفوع فهو خبرٌ بأنَّ الإسلام سيُنقَضُ عروة عروة، مع بيان ما سيُنقضُ منه أولاً
ـ[طلال]ــــــــ[04 - Dec-2006, صباحاً 01:25]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Dec-2006, صباحاً 05:58]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد.
وفيك بارك الله أخي الفاضل طلال
ـ[طالبة علم]ــــــــ[06 - Dec-2006, صباحاً 02:19]ـ
شكر الله لك
أعتقد أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم .. ) مؤيد لقول عمر ..
حيث كان أغلب الصحابة من نشأ في الإسلام، بعد أن كانوا في الجاهلية.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Dec-2006, صباحاً 08:25]ـ
شكر الله لك
أعتقد أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم .. ) مؤيد لقول عمر ..
حيث كان أغلب الصحابة من نشأ في الإسلام، بعد أن كانوا في الجاهلية.
ولك شكر الله وفيك بارك
أولاً: لفظُ الحديث في الصحيحين وغيرهما: "خيرُ الناس قرني" وأما لفظ: "خير القرون" فقد روي من أوجه فيها كلام.
ثانياً: خيرية الصحابة لا تقتصر على السبب المذكور في حديث عمر رضي الله عنه، وإلا لفاقَ الصحابةَ بعضُ المتأخرين ممن أسلم وكان قبلُ منغمساً في الكفر.
ثم إنَّ الحديثَ الذي ذكرتِ -وفقك الله- دالٌ على خيرية الصحابة؛ حتى من ولد منهم في الإسلام.
أكرر شكري لك على هذه المباحثة
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 01:40]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا محمد، ونفع بك
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 11:45]ـ
وفيكم بارك الله يا شيخ محمد وبكم نفع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 12:15]ـ
بوركت
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 10:55]ـ
وفقك الله أخي ابن رجب
ـ[العرب]ــــــــ[21 - Oct-2007, صباحاً 09:23]ـ
فائدة نفيسة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 11:34]ـ
ونظائر هذا يا شيخ حمادي موفورة .. أعني أن ينسب أحد الأثبات الأعلام قولا .. لأحد ثم لا نجده
فهل ترجح أن يقال إنّ هؤلاء الأعلام وقفوا على مالم نقف عليه من الآثار وكتب السنن كأن تكون فقدت ..
كفقدان مسند بقي بن مخلد مثلا
؟
والله يرعاكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 12:50]ـ
بارك الله فيكم
ونظائر هذا يا شيخ حمادي موفورة .. أعني أن ينسب أحد الأثبات الأعلام قولا .. لأحد ثم لا نجده
فهل ترجح أن يقال إنّ هؤلاء الأعلام وقفوا على مالم نقف عليه من الآثار وكتب السنن كأن تكون فقدت ..
كفقدان مسند بقي بن مخلد مثلا
؟ والله يرعاكم
الاحتمال وارد، ويظهر هذا في جملة من الأحاديث والآثار التي يعزوها بعض أهل العلم إلى
مصادر مفقودة، وتجد لهذا أمثلةً في المغني لابن قدامة والفروع لابن مفلح وغيرهما
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[06 - Nov-2007, مساء 05:50]ـ
بارك الله فيك
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 04:07]ـ
بارك الله فيك
وفيك بارك الله فيك أخي أبا محمد
ـ[أسماء]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 04:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.3rb100.net/2008/1/3rb100_hyPbLJiF8Y.jpg
جزاك الله كل خير و بارك الله فيك
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 02:16]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك أختنا الكريمة
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 01:39]ـ
وابن الجعد في مسنده (2368)
لا يخفى عليكم شيخنا أن ابن الجعد لا مسند له، والكتاب المطبوع بهذا الاسم إنما هو حديث علي بن الجعد، المسمى بالجعديات، لأبي القاسم البغوي.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 04:23]ـ
لا يخفى عليكم شيخنا أن ابن الجعد لا مسند له، والكتاب المطبوع بهذا الاسم إنما هو حديث علي بن الجعد، المسمى بالجعديات، لأبي القاسم البغوي.
أحسنت أخانا أبا المقداد، نعم الصواب أن يقال في الإحالة على هذا الكتاب ((والبغوي في الجعديات))، وهذا لا يخفى على الشيخ عبد الله الحمادي فلعل ذلك كان بسبب سرعة الكتابة.
جزاك الله خيرا على التنبيه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 07:40]ـ
الشيخان المباركان أبو المقداد وعلي بن عبدالباقي
شكر الله لكما ونفع بكما
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 12:26]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 09:43]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك(/)
إتحاف النبلاء ببيان سببِ تسميةِ ونسبةِ العلماء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - Dec-2006, مساء 10:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذ مبحث يسير ولطيف في بيان سبب تسمية العالم وبيان نسبته، وهي من ملح العلم التي يستفيد منها طالب العالم المبتدئ، ويسعد بقراءتها طالب العلم المنتهي.
وسبب كتابة هذه اللطائف أني أتأمل كثيرا في الاسم حين سماعه، فلفت نظري قديما اسم (ابن تيمية) رحمه الله، فقلت: مامعنى (تيمية)، ولماذا تسمى هذا الإمام بهذا الاسم؟.
ثم تأملت في اسم (ابن القيم) وسألت نفسي مامعنى القيم، ولماذا تسمى به واشتهر به هذا الإمام.
وكذا الإمام (ابن كثير)، وقبله الإمام (الطبري)، وكذا (ابن خلكان) وقد أشكل عليّ اسمه، وكذا (الفيروزآبادي) وكذا الإمام (الشوكاني) وكذا الإمام (الصنعاني)، وغيرهم كثير وكثير.
وأثناء جمعي للمراجع والتراجم، وجدت كتابا بعنوان (إعجام الأعلام) لمؤلفه: محمود مصطفى، فرأيت أنه قد جمع ماأردت جمعه، ورتب ما أردت ترتيبه، ومابقي إلا طرحه في هذا المجلس العلمي المبارك.
فرأيت أن أعتمد عليه وأن أضيف مايتيسر من إضافات إن احتاج الى البحث الى ذلك.
فلعلي أبدأ به، وأنتظر مشاركات الفضلاء وتصحيحاتهم وتوجيهاتهم.
حفظهم الله.----
تنويه:
- ترتيب ذكر الأعلام حسب مايتيسر.
- لن ألتزم بذكر العلماء فقط - وإن كانوا هم الأغلب، لذلك تمت الإشارة إليهم في العنوان -، بل سأذكر ماتيسر من الأعلام سواءا كانوا علماء، أو ولاة، أو لغويين، أو قصّاص أو غيرهم.
أي أن الضابط: الإشتهار.
-
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Dec-2006, مساء 11:13]ـ
استعن بالله نفع الله بك، وبارك في علمك وعملك
قول (تنويه) بمعنى (تنبيه) ليس في محلِّه، كما يذكر بعض الباحثين
إذ المراد بالتنويه الإشادة
ولعل الشيخ أبا مالك يفيدنا في هذا بالتأييد أو الاستدراك
وفقكم الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - Dec-2006, مساء 11:59]ـ
الشيخ المبارك / عبدالله الحمادي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
----
إتحاف النبلاء ببيان سببِ تسميةِ ونسبةِ العلماء.
1 - ابن تيمية رحمه الله تعالى:
سبب التسمية: أن جده حج فلما كان بتيماء (بلدة قرب تبوك) رأى جارية حسنة الوجه، فلما عاد وجد امرأته قد وضعت، فلما قدموا له مولودتها قال: ياتيمية، ياتيمية، يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء، فسمي بها. (إعجام الأعلام).
2 - ابن القيم رحمه الله تعالى:
نسبة الى المدرسة التي أنشأها محي الدين أبو المحاسن يوسف بن عبدالرحمن بن علي بن الجوزي المتوفي سنة 656هـ لأن أباه كان قيمّا عليها (مقدمة زاد المعاد).
قلتُ: لذلك يخطئ البعض حينما يقول: ابن القيم الجوزية، والصحيح أن يقال: أبن قيم الجوزية، فالقيم في العرف الحاضر هو المدير، فلايصح أن تقول: ابن المدير المدرسة، وإنما الصحيح يقال: ابن مدير المدرسة.
3 - ابن رجب رحمه الله تعالى:
هو الإمام الحافظ العلامة زين الدين عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحمن بن الحسن بن محمد بن أبي البركات مسعود السّلامي البغدادي، ثم الدمشقي الحنبلي، الشهير بـ (ابن رجب)، وهو لقب جده عبدالرحمن. (مقدمة جامع العلوم والحكم ت. شعيب الأرنؤوط).
4 - ابن كثير رحمه الله تعالى:
هو اسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن كثير بن درع القرشي من بني حصلة، وهم ينتسبون الى الشرف وبأيدهم نسب (مقدمة البداية والنهاية).
ويظهر من الاسم أنه ينتسب الى جده.
5 - ابن راهويه رحمه الله تعالى:
هو أبو يعقوب إسحاق بن أبي الحسن التميمي، جمع بين الفقه والحديث والورع، وكان أحد أئمة الإسلام.
وابن راهويه لقب أبيه، وإنما لُقب به لأنه ولد في طريق مكة، والطريق بالفارسية (راه)، و (ويه) بمعنى وجد، هكذا يقول ابن خلكان. (إعجام الأعلام).
يتبع بإذن الله.
-
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Dec-2006, صباحاً 04:03]ـ
جزاكم الله خيرًا
تصحيح: [وابن راهويه لقب أبيه].
الصواب: [و «راهويه» لقب أبيه].
وضبط «راهويه»: «رَاهْوَيْه». وقيل: «رَاهُوْيَه». أفاده ابن خَلِّكَان في «وفيات الأعيان» (1/ 200)، والنسبة إليه: «الرَّاهُوْيي». أفاده السمعاني في «الأنساب» (3/ 33). ولابن راهويه حكاية عجيبة في شأن ولادته، ذكرها الخطيب في «تاريخ بغداد» (6/ 347)، وجوّد إسنادها الذهبي في «السير» (11/ 380).
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 06:06]ـ
الأخ الكريم / أشرف بن محمد
جزك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
-----
6 - ابن الماجشون رحمه الله:
هو أبو مروان عبدالملك، تفقه على الإمام مالك رحمه الله، والماجشون هو المورد الذي يقال له أيضا الأبيض الأحمر، والماجشون لقب عم والد عبدالملك، جرى على أهل بيته من بنيه وبني أخيه، قيل أن أصلهم من أصبهان، كان إذا أسلم بعضهم قال "شوني، شوني " فسمي الماجشون.
7 - الأوزاعي رحمه الله تعالى:
نسبة إلى أوزاع، وهي بطن من ذي الكَلاَع من اليمن، وقيل الأوزاع قرية بالشام بدمشق.
8 - الآجري رحمه الله تعالى:
نسبة الى قرية ببغداد يقال لها آجر.
9 - ألب أرسلان رحمه الله:
هو أبو شجاع، الملقب عضد الدولة، المسمى باللغة التركية " ألب أرسلان " ومعناه " أسد شجاع "، فألب: شجاع، وأرسلان: أسد.
10 - بُخْتَنَصَّر:
مركب مزجي كـ (حضرموت) و (بعلبك)، وتركيبه من (بُخت) بمعنى (ابن)، و (نصر) اسم صنم وجد عنده هذا الملك لقيطا أول ولادته، فنسب إليه؛ إذ لم يعرف له أب.
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن أحمد ذوالغنى]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 06:57]ـ
الأخ الكريم الحمادي ...
تنبيهك في محلِّه، جزاك الله خيراً ..
وقد نبَّه على هذا الخطأ عدد من المصنفين في التثقيف اللغوي، ولحن العامة والخاصَّة.
منهم الأستاذ محمد العدناني في كتابه: (معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة) ص 686.
وانظر (دليل الأخطاء الشائعة في الكتابة والنطق) للأستاذ مروان البواب ص 88.
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 07:32]ـ
الأخ الكريم الحمادي ...
تنبيهك في محلِّه، جزاك الله خيراً ..
وقد نبَّه على هذا الخطأ عدد من المصنفين في التثقيف اللغوي، ولحن العامة والخاصَّة.
منهم الأستاذ محمد العدناني في كتابه: (معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة) ص 686.
وانظر (دليل الأخطاء الشائعة في الكتابة والنطق) للأستاذ مروان البواب ص 88.
أفدتنا؛ فجزاك الله خيراً أخي أيمن
وشكر الله للأخ الحبيب المسيطير
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - Dec-2006, مساء 06:10]ـ
الإخوة الأفاضل /
جزاكم الله خيرا.
--
أيضا:
11 - الإمام الطبري رحمه الله تعالى:
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري نسبة الى طبرستان.
12 - الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبدالملك الأزدي الطحاوي، نسبة الى طحا قرية بصعيد مصر.
13 - الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
أحمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن شهاب، أبو الفضل الكناني العسقلاني القاهري الشافعي، المعروف بـ (ابن حجر) وهو لقب لبعض آبائه.
14 - الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى:
محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني نسبة إلى شوكان، قرية من قرى السجامية: إحدى قبائل خولان، على مسافة يوم واحد من صنعاء.
15 - الإمام الصنعاني رحمه الله تعالى:
محمد بن اسماعيل بن صلاح بن محمد بن علي الكحلاني الصنعاني نسبة الى صنعاء في اليمن.
-
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - Dec-2006, صباحاً 12:56]ـ
16 - الإمام البغوي رحمه الله تعالى:
أبو محمد الحسين بن مسعود، المعروف بالفراء، الشافعي، المحدث، المفسر.
الفراء نسبة الى عمل الفراء وبيعها، والبغوي نسبة إلى بلدة اسمها بَغْشور بخرسان بين مرو وهراة.
17 - الإمام البيهقي رحمه الله تعالى:
نسبة الى بَيْهَق، وهي من قرى مجتمعة في نواحي نيسابور.
18 - الإمام الجويني رحمه الله:
نسبة إلى جُوَين وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور.
19 - الإمام الخرقي رحمه الله تعالى:
صاحب المختصر، وهو منسوب الى الخرق وبيعها.
-
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - Jan-2007, مساء 09:12]ـ
أعتذر عن شدة الإختصار.
ومن كتاب الإعجام أيضا:
20 - الإمام الدارقطني رحمه الله تعالى:
نسبة إلى دار القطن، وهي محلة ببغداد.
21 - الزمخشري صاحب الكشّاف:
نسبة إلى زَمَخْشَر، قرية كبيرة من قرى خوارزم.
22 - سحنون رحمه الله تعالى:
أبوسعيد عبدالسلام بن التنوخي، الملقب بسحنون، الفقيه، المالكي.
وسحنون: اسم طائر بالمغرب حديد الذهن، ولقب أبوسعيد بهذا لحدة ذكاءه.
23 - سيبويه رحمه الله:
إمام النحويين البصريين، وسمي سيبويه؛ لأن وجنتيه كأنهما تفاحتان، وكان في غاية الجمال، ومعنى سيبويه: رائحة التفاح.
24 - الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى:
نسبة إلى شاطبة، بلدة في الأندلس.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jan-2007, مساء 10:19]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد المليحة، وأعظم لك الأجر والمثوبة.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[28 - Jan-2007, مساء 01:11]ـ
موضوع جميل ولطيف، بارك الله فيك على إفادتنا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 11:06]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 12:03]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 12:36]ـ
بارك الله فيك، كنت أفكر في هذا منذ زمن قريب
ـ[الفاسي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 02:42]ـ
موضوعٌ جميل.(/)
جامع فتاوى ومقالات العلماء في حكم النشرة «حل السحر بسحر»
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:02]ـ
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في حكم الذهاب إلى السحرة من أجل المعالجة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن حكم السحر وعن إتيان السحرة فنقول حرم الله السحر تعلماً وتعليماً وعملاً به، وحيث تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم السحر، وكفر الساحر يقول الله سبحانه عن اليهود {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} فقد أخبر سبحانه وتعالى بكذب الشياطين فيما تلته على ملك سليمان - عليه السلام - ونفى عنه ما نسبوه إليه من السحر، بنفي الكفر عنه، مما يدل على كون السحر كفرا، وأكد كفر الشياطين، وذكر صورة من ذلك وهي (تعليم الناس السحر) ومما يؤكد كفر متعلم السحر قوله تعالى عن الملكين اللذين يعلمان الناس السحر ابتلاءً لمن جاء متعلما {إنما نحن فتنة فلا تكفر} أي لا تكفر بتعلم السحر.
ثم أخبر سبحانه أن تعلم السحر ضرر لا نفع فيه، فقال {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} وما لا نفع فيه وضرره محقق، لا يجوز تعلمه بحال، ثم يقول سبحانه {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} أي لقد علم اليهود فيما عهد إليهم، أن الساحر لا خلاق له في الآخرة، قال ابن عباس: ليس له نصيب، وقال الحسن: ليس له دين، فدلت الآية على تحريم السحر، وعلى كفر الساحر، وعلى ضرر السحرة على الخلق، وقال سبحانه {ولا يفلح الساحر حيث أتى} ففي هذه الآية الكريمة، نفي الفلاح نفياً عاما عن الساحر في اي مكان كان، وهذه دليل على كفره.
ومن السنة ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اجتنبوا السبع الموبقات: قالوا: يارسول الله وماهن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» وهذا يدل على عظم جريمة السحر، لأنه قرنه بالشرك، وعده من السبع الموبقات، التي نهى عنها، لكونها تهلك فاعلها في الدنيا، بما يترتب عليها من الأضرار الحسية والمعنوية، وتهلكه في الآخرة بما يناله بسببها من العذاب الأليم.
ومن السنة أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من أتى عرافا أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه أحمد والأربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما، وروى البزار وابويعلى بإسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً «من أتى عرافاً أو ساحراً او كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» ومنها حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس منا من تطير او تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه البزار باسناد جيد وهناك أحاديث أخرى في النهي عن إتيان الكهان والعرافين، وبيان حكم آتيهم ومصدقهم، والحاق ذلك بالسحر.
فهذه النصوص الصريحة من الكتاب والسنة، تدل على كفر الساحر، مما يدل على أنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وذهب بعض العلماء إلى قتله بدون استتابة، وروى الترمذي عن جندب رضي الله عنه موقوفاً «حد الساحر ضربه بالسيف» وورد عن طائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل السحرة، أو الأمر بذلك، ولم يوجد بينهم خلاف فيه حيث قد روي القتل في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لثلاث سواحر، عندما كتب لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس «أن اقتلوا كل ساحر وساحرة»، وروى الإمام مالك أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
قتلت جارية لها سحرتها، وقد كانت دبرتها، فأمرت بها فقتلت، كما روى البخاري في التاريخ الكبير بسند صحيح عن أبي عثمان «كان عند الوليد رجل يلعب فذبح إنساناً وأبان رأسه فعجبنا، فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزدي فقتله». كما روى قتل السحرة عن غير هؤلاء من الصحابة، فروي عن عثمان بن عفان، وابن عمر، وأبي موسى، وقيس بن سعد رضي الله عنهم، كما روي عن سبعة من التابعين، منهم عمر بن عبدالعزيز. وهذا الفعل من الصحابة، رضي الله عنهم، ثم من التابعين يعد اجماعاً منهم على ذلك، يقول الشيخ الشنقيطي .. «فهذه الآثار التي لم يعلم أن أحداً من الصحابة أنكرها، مع اعتضادها بالحديث المرفوع المذكور، هي حجة من قال بقتله مطلقاً والآثار المذكورة والحديث فيهما الدلالة على أنه يقتل، ولو لم يبلغ به سحره الكفر، لأن الساحر الذي قتله جندب، رضي الله عنه، كان سحره من نوع الشعوذة، والأخذ بالعيون، حتى انه يخيل إليهم أنه أبان رأس الرجل، والواقع بخلاف ذلك، وقول عمر «اقتلوا كل ساحر» يدل على ذلك لصيغة العموم». أضواء البيان ج4 ص461.
ولما كان السحر داء يؤثر، فيمرض الأبدان، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، شرع أن يسعى في علاجه، والأخذ بالأسباب المباحة المؤدية إلى الشفاء، لأن الله تعالى جعل لكل داء دواء كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» وفيما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل» والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ويعالج السحر بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، وأما علاجه بالسحر فهذا حرام لا يجوز لعموم النصوص الواردة في تحريم السحر، لأنه من عمل الشيطان. كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين، واستعمال ما يقولون، لأنهم لا يؤمنون، لأنهم كذبة فجرة، يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس. وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة فقال «هي من عمل الشيطان» رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد، والنشرة هي: حل السحر عن المسحور والمراد بالنشرة الواردة في الحديث: النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية وهي سؤال الساحر، ليحل السحر بسحر مثله، أما حله بالرقية والتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك، وكل ما ورد عن السلف في إجازة النشرة، فإنما يراد به النشرة المشروعة، وهي ما كان بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، ولا يصح القول بجواز حل السحر بسحر مثله بناء على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، لأن من شرط هذه القاعدة، أن يكون المحظور أقل من الضرورة، كما قرره علماء الأصول، وحيث إن السحر كفر وشرك، فهو أعظم ضرراً، بدلالة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك» أخرجه مسلم، والسحر يمكن علاجه، بالأسباب المشروعة، فلا اضطرار لعلاجه بما هو كفر وشرك.
وبناء على ما سبق فإنه يحرم الذهاب إلى السحرة مطلقاً، ولو بدعوى حل السحر. واللجنة إذ تنشر هذا لبيان وجه الحق في هذا الموضوع ابراء للذمة ونصحاً للأمة.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء.
الرئيس - عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.
الأعضاء: صالح بن فوزان الفوزان، عبدالله بن عبدالرحمن الغديان، عبدالله بن محمد المطلق، أحمد بن علي سير المباركي، سعد بن ناصر الشثري، محمد بن حسن آل الشيخ، عبدالله بن محمد بن خنين.
نشر في جريدة الرياض الخميس 16/ 7/1427هـ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:04]ـ
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله
السؤال: هل يجوز فك السحر بالسحر عند الحاجة؟
الجواب:
الحمد لله، حل السحر أو فك السحر يقال له: النشرة، وقد روى جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال:" هي من عمل الشيطان ". رواه أحمد بسند جيد وأبو داود.
وحل السحر بسحر لا بد فيه من الذهاب للساحر، وسؤاله عمّن عمل السحر، وأين يكون موضع السحر، وذلك لإبطال عمل الساحر الأول، ومعلوم أن الساحر من نوع الكاهن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم" من أتى عرافا أو كاهنا فسأله، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد". وعلى هذا لا يجوز حل السحر بالسحر لأن ذلك من عمل الشيطان، ويستلزم سؤال الساحر، وتصديقه.
قال الإمام ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن: [لا يحل السحر إلا ساحر]، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور
والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية المباحة فهذا جائز. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:10]ـ
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله
هل يجوز فك السحر عن المسحور باستخدام السحر؟
الجواب: الحمد لله
إن فك السحر عن المسحور لا يخلو من حالين:
الحالة الأولى: أن يستخدم في ذلك الرقى الشرعية والتعوذات النبوية، والأدوية المباحة فلا بأس بذلك مع مراعاة الضوابط الشرعية للرقى. يراجع سؤال (12918)
الحالة الثانية: " أن يعالجه ـ أي السحر ـ بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز؛ لأنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر فالواجب الحذر من ذلك كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون؛ لأنهم لا يؤمنون ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم فقال عليه الصلاة والسلام: " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " وقال صلى الله عليه وسلم: " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " فالسحرة كفرة لا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا تصديقهم.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة؟ فقال: " هي من عمل الشيطان " رواه الإمام أحمد في مسنده (3/ 294) وأبو داود في سننه (3868) بإسناد جيد
والنشرة هي حل السحر عن المسحور
ومراده صلى الله عليه وسلم بكلامه هذا النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية وهي سؤال الساحر ليحل السحر، أو حله بسحر مثله من ساحر آخر أما حله بالرقية والتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك وقد نص على ذلك العلامة ابن القيم والشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد رحمة الله عليهما ونص على ذلك أيضا غيرهما من أهل العلم والله المسئول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء وأن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم الفقه فيه والعافية من كل ما يخالف شرعه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه" ا. هـ
مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله (3/ 280).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:19]ـ
فتوى رقم (837):
س: رجل تزوج امرأة وهي في غاية المودة وصادق المحبة وبعد مدة أبغضته بغضة شديدة بلا سبب، وقد قيل: إن هذا من فعل السحرة، وجاءه بعض الناس وأمره أن يذهب إلى شخص أرضي يعمل هذا العمل لكي يتغلب على ما مكروا فيه، وقال: إن هذا يعتبر دفاعا ولحفظ زوجته، ومع الضرورة تباح المحذورات وتوقف الرجل؛ لأنه يعتقد ذلك كفرا، فهل للرجل أن يدافع بالسحر لفك السحر إذا ابتلي به أم يسلم الأمر ويصبر، وهل يعد الدفاع رد كيد للاعتداء أم يعد كفرا؟
ج: لا يجوز لك أن تذهب إلى ساحر من أجل أن يحل السحر الذي تجده في نفسك بسحر مثله؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن له، أو سحر أو سحر له رواه الطبراني عن عمران بن حصين، قال المناوي: إسناده جيد ولقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن النشرة: هي من عمل الشيطان رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد والنشرة: هي حل السحر عن المسحور بالسحر.
ويوجد من الأدعية والأدوية المشروعة ما فيه كفاية لإزالة هذا الداء، فعلى المسلم أن يعالج نفسه بما شرع الله من الأذكار والأدعية والأدوية الجائزة، وعليه أن يتقي الله في نفسه باتباع أمره واجتناب نهيه: ومن يتق الله يجعل له مخرجا
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:20]ـ
فتوى رقم (1465):
س: من كان به سحر هل يجوز أن يذهب إلى ساحر ليزيل السحر عنه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: لا يجوز ذلك، والأصل فيه ما رواه الإمام أحمد وأبو داود بسنده عن جابر رضي الله عنهما قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان وفي الأدوية الطبيعية والأدعية الشرعية ما فيه كفاية، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي، ونهى عن التداوي بالمحرم، فقال صلى الله عليه وسلم: تداووا، ولا تداووا بحرام. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 08:21]ـ
السؤال الثاني من الفتوى رقم (9295):
س2: يقول كثير من الناس: إن أحد الرجال معمول له سحر ويذهبون إلى شخص ما لفك السحر فيعمل حجابا وغيره ونجد هذا قد فك السحر فعلا فما رأي سيادتكم، وهل الرسول صلى الله عليه وسلم سحر فعلا؟
ج2: فك السحر بالسحر لا يجوز، وإتيان الكهان أو إحضارهم عند المسحور لفك ما به من سحر لا يجوز، وتعليق الحجب والتمائم لذلك لا يجوز، ولو ترتب على ما ذكر فك السحر أحيانا، ولكن يرقى المسحور بتلاوة القرآن عليه كسورة (الفاتحة)؛ و (آية الكرسي) و (قل هو الله أحد) و (المعوذتين) ونحوها من سور القرآن وآياته، وكذلك يرقى بالأدعية والأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل: اللهم رب الناس، أزل الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما ومثل بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك. ويكرر ذلك (ثلاث مرات)؛ لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونوصيك بالرجوع إلى كتاب (الأذكار) للنووي، وكتاب (الكلم الطيب) لابن تيمية، وكتاب (الوابل الصيب) لابن قيم الجوزية، وباب ما جاء بالنشرة في (كتاب التوحيد) و (فتح المجيد)، وقد ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم سحر ثم شفاه الله من ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 05:50]ـ
وهذا حوار أجري مع الشيخ عبد العزيز السعيد في جريدة الرياض حول الموضوع
د. عبدالعزيز السعيد رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها لـ «الرياض»
الشرع حرم السحر تعلماً وتعليماً وعملاً وعقداً وحلاً في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها.
اجرى الحوار - علي الشثري
حذر رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها ورئيس قسم السنة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد من السحر والسحرة حيث جاء الشرع بتحريم السحر تعلماً وتعليماً وعملاً وعقداً وحلاً في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها.
وأكد في حديث ل «الرياض» عدم جواز حل السحر بالسحر لوجود ما يحل به السحر من الأدعية والأدوية المباحة مشيراً بأن إجازة بعض أهل العلم حل السحر بالسحر محل نظر بل خطأ محض لعدم فهم معنى النشرة التي رخص فيها للمسحور.
وقال الدكتور السعيد وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية لا يعني عدم صلاحيتها بل قد يكون ذلك راجعاً للعبد نفسه لضعف في يقينه وتوكله على الله أو عدم مبالاة بها.
وفيما يلي نص الحوار:
? من المعلوم أن العلماء قسموا حل السحر إلى نوعين جائز ومحرم، فهل لكم أن تبينوا هذا بالتفصيل؟
- أولاً: حل السحر عن المسحور نوعان:
أحدهما: حل السحر عن المسحور بالرقية المأذون فيها، كالرقية بكتاب الله، أو بالأدعية المعروفة المعنى، التي ليس فيها شرك، ولا محرم، ولا بالأدوية المباحة، فهذا النوع لا بأس به، لدخوله في التداوي المشروع، وأدلة هذا النوع كثيرة.
الثاني: حل السحر عن المسحور بالسحر، فهذا النوع محرم، للأدلة الدالة على تحريم السحر عملاً وتعلما وتعليما وإتيانا لأهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأدلة الدالة على ذلك قوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه (أضواء البيان): «فاعلم أن قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} الآية، يعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر، وأكد ذلك بالتعميم في الأمكنة بقوله: {حيث أتى}، وذلك دليل على كفره. لأن الفلاح لا ينفي بالكلية نفياً عاماً إلا عمن لا خير فيه وهو الكافر. ويدل على ما ذكرنا أمران:
الأول هو ما جاء من الآيات الدالة على أن الساحر كافر. كقوله تعالى: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} فقوله: {وما كفر سليمان} يدل على أنه لو كان ساحراً وحاشاه من ذلك لكان كافراً. وقوله: {ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر} صريح في كفر معلم السحر، وقوله تعالى عن هاروت وماروت مقرراً له: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}، وقوله: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} أي من نصيب، ونفي النصيب في الآخرة بالكلية لا يكون إلا للكافر عياذاً بالله تعالى. وهذه الآيات أدلة واضحة على أن من السحر ما هو كفر بواح، وذلك مما لاشك فيه. الأمر الثاني أنه عرف باستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظة (لا يفلح) يراد بها الكافر، كقوله تعالى في سورة يونس: {قالوا اتخذ الله ولداً سبحانه هو الغني له ما في السموات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون}، وقوله في سورة يونس أيضا: {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون}. وقوله في سورة الأنعام: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته إنه لا يفلح الظالمون} الى غير ذلك من الآيات.
والسحر كفر مطلقا (لأن اليهود لما أضافوا السحر لسليمان عليه السلام قال - تعالى - تنزيهاً له عنه: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} فظاهر هذا أنهم إنما كفروا بتعليمهم السحر، لأن ترتيب الحكم على الوصف المناسب يشعر بعليته، وتعليم ما لا يكون كفراً لا يوجب الكفر. وهذا يقتضي أن السحر على الإطلاق كفر، وكذا يقتضي ذلك قوله تعالى عن الملكين: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} انتهى من الزواجر لابن حجر الهيتمي.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال: الإشراك بالله والسحر .. » الحديث.
ويؤيد هذا نهي الشرع عن التداوي بالمحرمات، كما قال الله تعالى: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}، وفي حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: «اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك» أخرجه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم» أخرجه البيهقي وصححه ابن حبان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، وعن وائل ابن حجر رضي الله عنه أن طارق بن سويد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: «إنه ليس بدواء ولكنه داء» خرجه مسلم.
? إذا كان الأمر كما ذكرتم من تحريم السحر، فهل يصح أن يرخص في السحر في بعض الأحوال؟
- هذه دلائل الشرع المطهر التي سبق ذكرها دالة على تحريم السحر عقدا وحلا، ولم تفرق بين الحالين، ومن فرق وجب عليه إثبات هذا التفريق بالأدلة الشرعية. وليس مع من فرق دليل يعتمد عليه، والشرع جاء بتحريم السحر تعلما وتعليما وعملا وعقدا وحلا في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها، بل جاء في خصوص هذه المسألة حديث جابر رضي الله عنه عند أحمد وأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة، فقال: {هي من عمل الشيطان} حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح، وجود إسناده ابن مفلح في الفروع، واختلف في وقفه ورفعه، وهذا الحديث محمول على النشرة المحرمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها حل السحر عن المسحور بسحر مثله، قال السهيلي: «وهذا والله أعلم في النشرة المحرمة التي فيها الخواتم والعزائم وما لا يفهم من الأسماء».
وإذا تقرر أن السحر محرم بموجب النصوص والقواعد الشرعية، وإجماع العلماء. فهذا أصل يجب استصحابه عند الكلام في مسائل السحر ومنها حل السحر بسحر مثله، ومن أهمل هذا الأصل أو لم يستصحبه فقد أضاع هذا الباب، وأتى بالعجائب ووقع في التناقض، وإغفال هذا الأصل أو نسيانه سبب في الانحراف في الفتيا.
? هل هناك لوازم تلزم من قال بجواز حل السحر عن المسحور بالسحر للضرورة؟
- القول بجواز حل السحر عن المسحور يلزم عليه لوازم باطلة، منها: جواز تعلم السحر لمن أراد تعلمه من أجل حله عمن أصيب به، بل يتعين أن يكون ذلك من فروض الكفايات على الأمة، وهذا باطل لا يقول به أحد من أهل العلم المعتبرين، وتقدم قريبا في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه ما يبطل هذا.
ويلزم على هذه القول أن السحرة منهم المصلح المثاب عند الله تعالى وهو الذي يحل السحر، ومنهم المفسد المستحق للعقاب وهو من يعقد السحر، بل يتعدى الى ما هو أعم. من ذلك، فمن تعلمه من أجل الإضرار به فهو محرم، ومن تعلمه من أجل النفع فمستحب. وهذا خلاف ما قضى الله به على السحرة على جهة الاطلاق والعموم {ولا يفلح الساحر حيث أتى} {ولا يفلح الساحرون} {قال ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} فنفى عن السحرة الفلاح نفياً عاماً مطلقاً كما سبق تقريره، ووصفهم بأنهم مفسدون، ولم يستثن من السحرة أحداً، ولا من سحرهم شيئاً.
وأمر عظيم، ولازم خطير لهذا القول، وهو أن آتي الساحر لحل السحر إما أن يرضى بشرك الساحر بالله حتى يشفى من السحر الذي أصابه، أو أن يحمل الساحر على الإشراك بالله حتى يسحر له، وهو من جنس شرك المشركين الذين قال الله فيهم: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، وكون آتي الساحر لا يقول له بلسان المقال: اشرك بالله، إلا أن لسان الحال دال عليه؛ فإنه لا سحر إلا بشرك بالله تعالى؛ ولهذا إذا جاء إلى الساحر ليحل عنه السحر لا ينكر عليه سحره، ولا ينهاه عنه، بل يجلس بين يديه، والساحر يدعو غير الله ويستعين بأوليائه من الجن، ويستمتع بهم كما ذكر الله ذلك في قوله: {ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} فهل ترضى النفس المؤمنة بهذا الشرك العظيم؟! وهل يطلب المؤمن شفاء بدنه بمرض قلبه وذهاب دينه؟! فأين التوحيد؟! وأين البراءة من الشرك وأهله؟! وأين من يفتي بجواز إتيان السحرة لحل السحر عن هذا الأمر الخطير، وعن هذه اللوازم التي لا تنفك عنها هذه الفتوى؟!
? لاشك ان لمن أفتى بجواز حل السحر عن المسحور بسحرمثله ما يستند إليه في فتواه، فما أبرزها؟ وما جوابكم عنها وقد قدمتم ان السحر محرم تحريماً مطلقاً عقداً وحلاً؟
- إن عمدة من أفتى بجواز حل السحر بسحر مثله: الضرورة، والقاعدة الشرعية أن الضرورة تبيح المحرمات. وهذه القاعدة لا اعتراض عليها نفسها؛ فإنها فرع عن القاعدة المتفق عليها وهي قاعدة (المشقة تجلب التيسير)، ولكن الاعتراض على تنزيل هذه الحالة على القاعدة، وبيان ذلك أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها وعمومها، بل لها استثناءات مذكورة في مظانها من كتب القواعد الفقهية، ولم يعمل أحد من العلماء بهذه القاعدة دون أن يستثني منها، وإذا تقرر هذا فنقول: إن من سُحر فلا يحل له أن يأتي الساحر لحل السحر عنه بموجب هذه القاعدة لأمور:
الأمر الأول: خروج هذه الحالة من القاعدة بالأدلة الدالة على تحريم السحر وإتيان أهله، والأدلة الدالة على تحريم التداوي بالمحرمات، والتي تقدم ذكر طرف منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأمر الثاني: ان الاضطرار لا يبيح للإنسان أن يعتدي على غيره، وآتي الساحر معتد على غيره إذ هو حامل لغيره على الكفر بالله كما سبق بيانه، بل هذه المسألة أشبه بمسألة اتفق العلماء على تحريمها في الإكراه، وهي إذا أكره أحد على قتل إنسان فإنه يحرم عليه قتله من أجل استبقاء نفسه بالاجماع كما حكاه القرطبي عند تفسير قوله تعالى في سورة النحل: {من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان} الآية، واستثنيت هذه الحالة من القاعدة مع غيرها، وحمل الغير على الكفر أشد من إزهاق نفسه - وإن كان الفعلان محرمين. فكان استثناء هذه الحالة التي نحن بصدد الكلام عليها من قاعدة (الضرورة تبيح المحرمات) أولى؛ لأنه لا يجوز له أن يطلب شفاء نفسه بهلاك دين غيره.
الأمر الثالث: لا نسلم أن هذا من باب الضرورة؛ فإن الله عز وجل جعل فيما أباح غنية عما حرم، وقد شرع الله الرقية بالكتاب والأدعية المأثورة والمباحة والتداوي بأنواع الأدوية المباحة شرباً وأكلاً واستخراجاً ونحو ذلك، وقد أزال الله بها السحر عن خلائق كثيرين، والله عز وجل قال: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} فإما أن يقول الإنسان ليس القرآن بشفاء، فذاك خلاف ما دل عليه القرآن، وإما أن يقول هو شفاء فتنتفي دعوى الضرورة، وعلى المسلم أن يتفقد نفسه، ويلحظ تقصيره، ويقوي يقينه بربه؛ فإن ذلك من أعظم ما ينفع الله به العبد، ويخلصه به من كل شدة وبلاء. قال العلامة ابن مفلح في كتابه (الآداب الشرعية): (ومن أعظم ما يتحصن به من السحر ومن أنفع علاج له بعد وقوعه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى، وتوكل القلب والاعتماد عليه، والتعوذ والدعاء، وهذا هو السبب الذي لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعمل شيئاً قبله، بل قد يقال: لم يصح انه استعمل شيئاً غيره، وهو الغاية القصوى والنهاية العظمى).
وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية لا يعني ذلك عدم صلاحيتها، بل قد يكون ذلك راجعاً للعبد نفسه؛ لضعف في يقينه وتوكله علي الله، أو عدم مبالاة بها وإنما كان ذلك من باب التجربة فحسب، كما يصنعه طائفة من الناس، إلى غير ذلك من المعاني.
وإنما يكون حله بالسحر. على فرض عدم وجود الأدلة المانعة من ذلك في كل الأحوال. إذا لم يكن هناك طريق لحله إلا بالسحر، ونحن نعارض من يفتي بجوازه بأن الضرورة هنا منتفية رأساً، لوجود ما يحل به السحر عن المسحور من الأدعية والأدوية المباحة.
? أليس هذا في حكم المكره الذي أباح له الشرع الاجابة إلى الكفر ظاهراً؟
- لو استدل أحد بقوله تعالى في سورة النحل {من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غصب من الله ولهم عذاب عظيم} على جواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله، على اعتبار أن المسحور مكره أو في حكم المكره المستثنى في الآية وخاصة إذا كان السحر قد يؤول به إلى القتل؟ فالجواب عنه أن هناك فرقاً بينه وبين المكره في الآية من وجوه:
الوجه الأول: ان المكره إذا تكلم بالكفر أو فعل الكفر. على قول من يقول بجواز فعل ما أكره عليه. لم يكن فيه حمل لغيره على الكفر، وأما حل السحر ففيه طرف آخر، وهو الساحر أو الجني، فإن من أتى ساحراً ليحل عنه السحر فقد حمله على الكفر بالله، ومن حل السحر بنفسه فقد حمل الجني على الشرك بالله، بخلاف إذا نطق بالكفر أو فعله فليس هناك طرف آخر، فافترقا.
الوجه الثاني: ان حل السحر من باب الاستشفاء وقول الكفر أو فعله من باب الدفع عن النفس، وقد جاء الشرع بتحريم التداوي بالمحرمات، وأباح في الدفع عن النفس النطق بالكفر أو فعله، فلا يلحق هذا بهذا! فإن للدفاع عن النفس أحكامه الخاصة، وللتداوي أحكامه الخاصة.
الوجه الثالث: إن الأصل تحريم الكفر قولاً وعملاً ورضى وإقراراً، فلا يجوز الاستثناء من هذا التحريم إلا بدليل، وقد دل الدليل على جواز النطق بالكفر أو فعله عند الإكراه، ولم يأت الإذن في السحر.
الوجه الرابع: إن كثيراً من أهل العلم حمل الإكراه في الآية على الإكراه بالقتل، وعليه فذهاب النفس عند عدم إظهار الكفر مقطوع به، وذهابها بالسحر مظنون، فاختلف الحكم للفارق بينهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الخامس: إن السحر فيه تعلق بالمخلوق واعتقاد فيه، والشرع جاء بقطع علائق الإشراك بالله سواء كان الشرك الأكبر أو الأصغر؟ وإتيان السحرة فيه تعلق بهم، وأثر على قلب العبد وتوحيده، وهذا لا ينكره من يعرف حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك والسحر؟ وأما المكره فإنما أبيح له إظهار الكفر بشرط اطمئنان قلبه بالإيمان، فلا تعلق إلا بالله، وما قاله أو فعله فهو منكر له!
الوجه السادس: إن القتل أو ما دونه متحقق عدم وقوعه عند النطق بالكفر بخلاف إتيان الساحر لحل السحر فليس محققاً، فكم من المسحورين ممن ذهب إلى ساحر بل إلى سحرة ليحلوا عنه السحر فلم يقدروا على ذلك، فخسروا الدنيا والآخرة، عياذاً بالله تعالى، وهذا أمر معلوم مشتهر من أحوال الذين ابتلوا بالذهاب إلى هؤلاء السحرة، نسأل الله العافية والسلامة، وهذا فرق معتبر فكيف يلحق هذا بهذا، وكيف يلغى هذا الفارق مع ظهوره ووضوحه؟!
? من أفتى من المعاصرين بجواز ذلك قد سبقه إليه بعض أهل العلم، فما تعليقكم؟
- نقول لاشك ان هناك بعض أهل العلم قد قال بهذا القول قديماً ولكن ليس كل ما قيل يكون صحيحاً موافقاً للكتاب والسنة، فإن الخطأ وارد على المتقدم كما هو الشأن في المتأخر، ونحن نبين هذه المسألة لأهميتها في الآتي:
الأول: إن خلاف العلماء في أي مسألة من المسائل مرجعه إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} وقوله جل شأنه: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} وقوله عز شأنه {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، وليس اختلاف العلماء دليلاً شرعياً، وإنما يؤخذ من أقوال أهل العلم ما وافق الكتاب والسنة، ويرد ما خالفهما، مع حفظ مقام العلماء، ومعرفة فضلهم، فإنهم مجتهدون مأجورون.
وهذا أصل مهم في هذه المسألة وغيرها، فلا يصح أن يحلل الإنسان شيئاً أو يحرمه بناء على اختلاف العلماء، فإن الحجة في إجماعهم وليس في اختلافهم، ومن جعل اختلافهم حجة فقد رد على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله يقول: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، ويقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
وعلى هذا فمن ترك نصوص القرآن والسنة الدالة على تحريم السحر تحريماً قطعياً، واستند في فتواه في جواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله إلى بعض آراء أهل العلم فقد جانب الصواب، وخالف الكتاب، واستدل بما ليس بدليل بالإجماع.
الثاني: إن نسبة هذا القول لبعض أهل العلم سوى من صرح به محل نظر بل خطأ محض، وهذا عائد إلى عدم فهم معنى النشرة التي رخص فيها للمسحور، فحملها على النشرة الشركية وهي حل السحر عن المسحور بسحر مثله، وهم أرادوا معنى آخر، كان معلوماً عندهم وجاء بيانه على لسان غير واحد من أهل العلم، وذلك أن النشرة أنواع، منها قراءة أشياء غير معلومة المعنى ولم تثبت في السنة أو كتابتها وتعليقها أو سقيها، كما ذكره الألوسي، وهذا من النشرة الحرمة،
وقال ابن عبدالبر: والنشرة من جنس الطب فهي غسالة شيء له فضل .. وفي شرح ابن بطال على صحيح البخاري: قال الشعبي: لا بأس بالنشرة العربية التي لا تضر إذا وطئت، وهي أن يخرج الإنسان في موضع عضاه فيأخذ عن يمينه وشماله من كل ثم يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به. وفي كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي وذوات (قل) ثم يحسو منه ثلاث حسوات ويغتسل به، فإذا يذهب عنه كل ما به إن شاء الله، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله. وقال القرطبي: هي أن يكتب شيئاً من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنت ترى أن النشرة لها معان، فلا يجوز حمل كلام من أجازها على حل السحر بالسحر إلا ببرهان بين، وأما من أطلق جواز حل السحر أو أباح النشرة فيحمل كلامه على حل السحر بغير السحر من معاني النشرة، فإن الأصل حمل كلام أهل العلم على ما لا يخالف الشرع، ولهذا حمل كثير من أهل العلم كلام من أجاز حل السحر عن المسحور على أنهم أرادوا حله بغير السحر. وقال القرطبي في تفسيره: واختلف العلماء في النشرة، وهي أن يكتب شيئاً من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه، فأجاز سعيد بن المسيب، قيل له الرجل: يؤخذ عن امرأته أيحل عنه وينشر قال لا بأس به وما ينفع لم ينه عنه، ولم ير مجاهد أن تكتب آيات من القرآن ثم تغسل ثم يسقاه صاحب الفزع وكانت عائشة تقرأ بالمعوذتين في إناء ثم تأمر أن يصب على المريض. وذكر ابوحيان نحوه.
وقال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل سحر بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، فإن السحر من عمل فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور، والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، فهذا جائز، بل مستحب، وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن «لا يحل السحر إلا ساحر».
? أليس القول بالجواز مروياً عن الإمام أحمد رحمه الله، وهو عمدة من يفتي به من المعاصرين؟
- ما نقل عن الإمام أحمد من جوازه لا يصح، وذكر غير واحد من فقهاء المذهب أنه توقف فيه كابن قدامة والمرداوي والبهوتي، قال الشيخ سلميان بن عبدالله في (تيسير العزيز الحميد): (وغلط من ظن أنه أجاز النشر السحرية، وليس في كلامه ما يدل على ذلك، بل لما سئل عن الرجل يحل السحر، قال: قد رخص فيه بعض الناس، قيل: انه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه؟ فنفض يده وقال لا أدري ما هذا! قيل له: أفترى يؤتى مثل هذا؟ قال: لا أدري ما هذا! وهذا صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه، وكيف يجيزه وهو الذي روى الحديث أنها من عمل الشيطن! ولكن لما كان لفظ النشرة مشتركاً بين الجائزة والتي من عمل الشيطان، ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه أجاز التي من عمل الشيطان، وحاشاه من ذلك). وقد راجعت جملة من كتب المذهب فلم أجدهم نقلوا نصاً عن أحمد في جواز حل السحر بالسحر، وإنما نقل عنه جواز حل السحر، ولم يذكر جنس ما يحل به، وقد قدمنا أنواعاً من النشرة، منها المباح ومنها المحرم، وكلام الإمام احمد يحمل على المباح، والقصة المذكورة آنفاً شاهدة على هذا.
? هل من كلمة تريدون قولها في نهاية هذا اللقاء؟
- أقول انه بما سبق ذكره فليس هناك دليل يصح أن يكون مستنداً لقول من قال بجواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله، بل الأدلة الصريحة الصحيحة على خلاف هذا القول، ولهذا لم يقل بهذا القول إلا نزر يسير والعامة على خلافه، ولولا أن المقام لا يسمح بالإطالة لأوردت جملة من النقول عن أهل العلم في رد هذا القول، وبيان عدم صحة هذه الفتوى. كما أقول لإخواني المسلمين ممن أصابهم شيء من السحر أن يطلبوا الشفاء منه بالطرق المأذون فيها شرعاً، فإن موت العبد على التوحيد خير له من صحة جسده ومرض قلبه بالتعلق بغير الله عز وجل، فإنه لا ينجو إلا من قدم على ربه بقلب سليم كما قال تعالى {ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
هذا وأسأل الله أن يوفق الجميع للصواب، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن يمن على مرضى المسلمين بالشفاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 11:35]ـ
جزاكم الله خيرا موضوع مهم ومفيد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 11:12]ـ
جزاكم اللّهُ خيرًا يا شيخ عبد الرّحمن.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 02:05]ـ
شيخنا العلاّمة عبد العزيز بن عبد اللَّه الرَّاجِحيّ ـ حفظهُ اللَّه تعالى ـ ينفي ما نسبه العبيكان للشيخ ابن باز في مسألة فك السحر بالسحر:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=61064
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Jun-2007, صباحاً 02:09]ـ
معالي الشّيخ العلاّمة سعد بن ناصر الشثري (عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء) يرد على من زعم جواز فكّ السّحر بالسّحر؛ جزاه اللّهُ خيرًا.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=61063
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 10:40]ـ
/
الفاضل ..
عبدالرحمن ..
جزاكم الله خيراً ..
ونفعَ بـ علمكُم ونقلكُم ..
وأضاءَ بـ الحقِّ دربنا ودربكُم ..
أخي الكريم ..
/
ـ[الحارثي]ــــــــ[06 - Jul-2007, صباحاً 04:51]ـ
جمعني الله وإياك في الفردوس الأعلى من الجنّة
اللهم اجعلها ساعة إجابة
ـ[سالك]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 05:13]ـ
مشكور!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 10:14]ـ
الإخوة الكرام شكر الله لكم وبارك فيكم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 10:19]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[هيا]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 12:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم امة الاسلام
موضوع في غاية الاهمية
شكرا جزيلا
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 06:28]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح منظومة أصول الفقه ص / 62: مسألة: هل يدخل تحت قاعدة الضرورات تبيح المحظورات مسألة فك السحر بالسحر إذا قام المصاب بقراءة القرآن كثيرا بل وبجميع أنواع العلاج دون فائدة؟
نقول: يدخل تحت هذه القاعدة على المشهور من مذهب الإمام أحمد كما صرحوا به قالوا يجوز حل السحر بالسحر ضرورة ولكن هذا القول ينشأ عنه مفسدة وهي كثرة تعلم السحر من أجل حل السحر لأن حل السحر قد يكون بعوض كبير جدا فيصبح الناس يتعلمون السحر ليفكوا السحر بالقيمة الكبيرة فلهذا يمنع منه ثم إننا نقول: إن حل السحر بالسحر قد يحصل وقد لا يحصل ثم إنه لا يتعين حل السحر بالسحر فقد يحل بالقرآن والأدوية المباحة وما أشبه ذلك فليس هناك ضرورة لكننا نحكي كلام الفقهاء رحمهم الله وإن كنا لا نراه.(/)
نصوص عن السلف الصالح وأهل العلم في إثبات علو الله تعالى على عرشه وأنه فوق سماواته
ـ[المقدادي]ــــــــ[04 - Dec-2006, مساء 04:16]ـ
1 - حميد بن ثور , أبو المثنى الهلالي , ممن أدرك النبي صلى الله عليه و سلم , روى الزبير بن بكار عن أبيه أن حميد بن ثور وفد على بعض بني أمية فقيل ما جاء بك فقال:
أتاكَ بي الله الذي فوق عرشه ** وخيرٌ ومعروفٌ عليك دليل
(تاريخ الإسلام حوادث ووفيات 60 – 81 هـ , ص / 111)
2 - الصحابي الجليل إبن عباس – رضي الله عنهما - حيث روى إنه دخل على عائشة رضي الله عنها وهي تموت فقال لها كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يحب إلا طيباً وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات. (أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند حسن).
3 - وقال أيضا: في قوله تعالى (ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ): «لم يستطع أن يقول من فوقهم؛ علم أن الله من فوقهم» (رواه اللالكائي في شرح أصول السنة بسند حسن).
4 - أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها. عن أنس رضي الله عنه أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات. (أخرجه البخاري).
5 - قال الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه: (العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم. (أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات بسند حسن).
6 - قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: وأيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت – تعني عثمان – ولكن علم الله من فوق عرشه إني لم أحب قتله. (أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح).
7 - الصحابي الجليل عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما. عن زيد بن أسلم قال: مر ابن عمر براعٍ فقال هل من جزرة فقال: ليس هاهنا ربها فقال ابن عمر: تقول له أكلها الذئب , قال: فرفع رأسه إلى السماء و قال: فأين الله؟ فقال ابن عمر أنا والله أحق أن أقول اين الله فاشترى الراعي والغنم فأعتقه وأعطاه الغنم. (أخرجه الذهبي في العلو).
8 - التابعي الجليل مسروق. كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها , قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرئة من فوق سبع سماوات. (أخرجه الذهبي في العلو وقال إسناده صحيح).
8 - قال أيوب السختياني: إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء. (أخرجه الذهبي في العلو وقال: هذا إسناد كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عن سيد أهل البصرة وعالمهم).
9 - قال سليمان التيمي رحمه الله: لو سئلت أين الله لقلت في السماء. (أخرجه الذهبي في العلو).
10 - قال عالم خراسان مقاتل بن حيان (ت قبل 150 هـ) في قوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) (المجادلة آية 7): هو على عرشه وعلمه معه. (أخرجه أبو داود في مسائله ص / 263 بسند حسن).
11 - قال الإمام أبو حنيفة: (ت 150هـ): من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301]
12 - قال عالم الشام الإمام الأوزاعي (ت 157 هـ): كنا والتابعون متوافرون نقول: (إن الله عز وجل على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته). (أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات وصححه الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/ 182).
13 - الامام الكبير سفيان الثوري ت (161 هـ) قال معدان: سألت سفيان الثوري عن قوله عز وجل (وهو معكم أينما كنتم) قال: علمه.
(أخرجه الذهبي في السير وإسناده صحيح).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: كان الجهمية الاوائل يقولون ان الله في كل مكان - تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا - و يستدلون بآيات المعية!! فلما سُئل الامام الثوري اجاب بأن المعية هنا بالعلم , و الامام الثوري يقر بأن الله فوق عرشه قطعا كما نقل ذلك الامام السجزي حيث قال: (وأئمتنا كالثوري ومالك وابن عيينة وحماد بن زيد والفضيل وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته وأن علمه بكل مكان) (الابانة للسجزي)
14 - قال الإمام مالك (ت 179 هـ): الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء. (أخرجه أبو داوود في مسائله ص / 263 بسند صحيح).
15 - قال الإمام حماد بن زيد (ت 179 هـ): إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله – يعني الجهمية - (أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح).
16 - شيخ الإسلام عبدالله ابن المبارك (ت 181 هـ) قال علي بن حسن بن شقيق: قلت لعبدالله بن المبارك: كيف نعرف ربنا عز وجل؟ قال: بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه. (أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح ص / 67).
17 - الامام جرير الضبي محدث الري (ت 188 هـ) قال جرير بن عبدالحميد رحمه الله: كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله. (أخرجه الذهبي في العلو بسند جيد).
18 - قال الإمام عبدالرحمن بن مهدي (ت 198 هـ): أن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى , وأن يكون على العرش , أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم. (أخرجه الذهبي في العلو وقال نقله غير واحد بإسناد صحيح).
19 - أبو معاذ البلخي (ت 199 هـ) قال أبو قدامة السرخسي: سمعت أبا معاذ خالد بن سليمان بفرغانة يقول: (كان جهم على معبر ترمذ , وكان فصيح اللسان ولم يكن له علم ولا مجالسة لأهل العلم فكلم السمنية فقالوا له صف لنا ربك الذي تعبده فدخل البيت لا يخرج منه , ثم خرج إليهم بعد أيام فقال: هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء فقال أبو معاذ البلخي رحمه الله: (كذب عدو الله بل الله عز وجل على العرش كما وصف نفسه). (أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح).
20 - الامام منصور بن عمار (ت 200 هـ). كتب بشر المريسي إلى منصور بن عمار يسأله عن قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ فكتب إليه (استواؤه غير محدود والجواب به تكلف , مساءلتك عنه بدعة , والإيمان بجملة ذلك واجب). (تاريخ الإسلام حوادث ووفيات (191 – 200 هـ) ص / 413).
21 - الإمام الشافعي (ت 204 هـ). قال رحمه الله: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها , أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت عنهم مثل: سفيان ومالك وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء. (وصية الإمام الشافعي ص / 53 – 54).
22 - وقال أيضاً: (وأن الله عز وجل يرى في الآخرة ينظر إليه المؤمنين أعياناً جهاراً ويسمعون كلامه وأنه فوق العرش). (وصية الإمام الشافعي ص / 38 – 39).
23 - قال يزيد بن هارون الواسطي (ت 206 هـ): من زعم أن (الرحمن على العرش استوى) على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي. (أخرجه أبو داوود في المسائل ص / 268 بسند جيد).
24 - ذكر الامام سعيد بن عامر الضبعي (ت 208 هـ) الجهمية فقال: هم شر قول من اليهود والنصارى , قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين , على أن الله عز وجل على العرش وقالوا هم ليس على شيء. (كتاب العلو للذهبي)
25 - الامام القعنبي (ت 221 هـ). قال بنان بن أحمد كنا عند القعنبي رحمه الله فسمع رجلاً من الجهمية يقول: (الرحمن على العرش استوى) فقال القعنبي من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي. (كتاب العلو للذهبي)
26 - الامام عاصم بن علي – شيخ الإمام البخاري – ت (221 هـ). قال رحمه الله: ناظرت جهماً فتبين من كلامه أنه لا يؤمن أن في السماء رباً. (كتاب العلو)
(يُتْبَعُ)
(/)
27 - الامام هاشم بن عبيد الله الرازي (ت 221 هـ). قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي سمعت أبي يقول: سمعت هشام بن عبيدالله الرازي – وحبس رجلاً في التجهم فتاب فجىء به إليه ليمتحنه – فقال له: أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه؟ فقال لا أدري ما بائن من خلقه , فقال: ردوه فإنه لم يتب بعد. (العلو)
28 - بشر الحافي (ت 227 هـ) قال حمزة بن دهقان قلت لبشر بن الحارث أحب أن اخلوا معك , قال: إذا شئت فيكون يوماً فرأيته قد دخل قبةً فصلى فيها أربعة ركعات لا أحسن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده: اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أؤثر على حبك شيئاً , فلما سمعته أخذنا الشهيق والبكاء فقال: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم إن هذا هاهنا لم أتكلم. (السير 10 / ص 473).
29 - قال محمد بن مصعب العابد (ت 228 هـ): (من زعم انك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك , أشهد أنك فوق العرش , فوق سبع سماوات , ليس كما تقولوا أعداء الله الزنادقة. (أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح).
30 - قال الامام الحافظ نعيم بن حماد الخزاعي (ت 228 هـ): أخبرنا أبو صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال قال الله في التوراة أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي لا يخفى علي شيء من أمر عبادي في سمائي ولا أرضي وإلي مرجع خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعاقب من شئت بعقابي)
31 - الامام لغوي زمانه أبو عبدالله ابن الأعرابي (ت 231 هـ). قال داوود بن علي كنا عند ابن الأعرابي فآتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله ما معنى قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) , قال: هو على عرشه كما هو , فقال الرجل ليس كذلك! إنما معناه استولى , فقال: اسكت ما يدريك ما هذا , العرب لا تقول للرجل استولى على شيء حتى يكون له فيه مضاد فأيهما غلب قيل استولى والله تعالى لا مضاد له فهو على عرشه كما أخبر. ثم قال الإستيلاء بعد المغالبة. (أخرجه الذهبي في العلو وصححه الألباني).
32 - أبو معمر القطيعي (ت 236 هـ) قال رحمه الله: آخر كلام الجهمية انه ليس في السماء إله. (أخرجه الذهبي في العلو)
33 - قال الامام الحافظ إسحاق بن راهويه - شيخ البخاري و مسلم - (ت 238 هـ): قال الله تعالى (الرحمن على العرش استوى) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى , ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة. (العلو ص / 1128).
34 - قال الامام قتيبة بن سعيد (240 هـ): هذا قول الأئمة في الإسلام السنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال جل وعلى (الرحمن على العرش استوى).
35 - قال الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) في الرد على الجهمية: (فَقُلْنَا لِهمَ أَنْكَرْتُمْ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلَى الْعَرْشِ, وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (الرحمن على العرش استوى)
وقال: (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) 3
36 - و قال في موضع اخر: (و قد اخبرنا انه في السماء فقال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)
(أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)
وقال: (إليه يصعد الكلم الطيب)
وقال: (إني متوفيك ورافعك إلي)
وقال: (بل رفعه الله إليه)
وقال: (يخافون ربهم من فوقهم)
وقال: (وهو القاهر فوق عباده)
وقال: (وهو العلي العظيم)
فَهَذَا خَبَرُ اللَّهِ, أَخْبَرَنَا أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ, وَوَجَدْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَسْفَلَ مِنْهُ مَذْمُومًا, يَقُولُ اللَّهُ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ -: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) (الرد على الجهمية و الزنادقة)
37 - و ايضا: قال ابو بكر الأثرم وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي قال قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن المبارك انه قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه قال احمد هكذا هو عندنا
(اثبات صفة العلو للحافظ ابن قدامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
38 - قال الإمام الرباني محمد بن أسلم الطوسي (ت 242 هـ): قال لي عبدالله بن طاهر بلغني أنك ترفع رأسك إلى السماء فقلت ولم؟ وهل أرجوا الخير إلا ممن هو في السماء. (أخرجه الذهبي في العلو).
39 - قال الزاهد الحارث بن أسد المحاسبي (ت 243 هـ): (وأما قوله: (الرحمن على العرش استوى)
(وهو القاهر فوق عباده) و (أأمنتم من في السماء- و ساق ادلة الفوقية و العلو - ثم قال:
وهذه توجب أنه فوق العرش فوق الأشياء كلها متنزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه منهم خافية لأنه أبان في هذه الآيات أنه أراد به بنفسه فوق عباده لأنه قال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) يعني فوق العرش والعرش على السماء لأن من كان فوق كل شيء على السماء في السماء) (كتاب العقل و فهم القرآن ص 355 , تحقيق القوتلي)
40 - قال الامام الكبير عبدالوهاب الوراق (ت 250 هـ): من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث , أن الله عز وجل فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة (العلو).
عقب الامام الذهبي بقوله: (كان عبد الوهاب ثقة حافظا كبير القدر حدث عنه أبو داود والنسائي والترمذي قيل للإمام أحمد رضي الله عنه من نسأل بعدك فقال سلوا عبد الوهاب وأثنى عليه)
41 - قال الإمام الحافظ الحجة أبو عاصم خشيش بن أصرم المتوفى سنة 253 للهجرة - شيخ أبي داود والنسائي - في كتابه الإستقامة:
((وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض:
بقوله: ((إني متوفيك ورافعك إلي وطهرك من الذين كفروا)) وقوله: ((وما قتلوه يقيناً))
وقوله: ((بل رفعه الله إليه))
وقال: ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه))
وقوله: ((إليه يصعد الكلم الطيب))
وذكر أكثر من 75 دليل من القرآن مثل ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور () أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) ثم قال:
لو كان في الأرض كما هو في السماء لم ينزل من السماء إلى الأرض شيء ولكان يصعد من الأرض إلى السماء كما ينزل من الأرض إلى السماء، وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء دون الأرض ثم ذكر أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.)) نقله بنصه الملطي الشافعي مرتضياً له في التنبيه والرد ص104.
42 - الامام البخاري (ت256هـ): قال رحمه الله في آخر الجامع الصحيح في كتاب الرد على الجهمية باب قوله تعالى وكان عرشه على الماء:
قال أبو العالية استوى إلى السماء إرتفع
وقال مجاهد في استوى علا على العرش)
43 - و قال ايضا في كتابه خلق أفعال العباد:
(باب ما ذكر أهل العلم للمعطلة الذين يريدون أن يبدلوا كلام الله
- قال حماد بن زيد: "القرآن كلام الله نزل به جبرائيل، ما يجادلون إلا أنه ليس في السماء إله" ص8
- قال ابن المبارك: "لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى" وقيل له: كيف تعرف ربنا؟ قال: " فوق سماواته على عرشه " ص8
- قال سعيد بن عامر: " الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم: ليس على شيء " ص9)
44 - إمام خراسان الذهلي (ت 258 هـ): قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان وا لله على العرش) (العلو للذهبي ص186)
نكمل ما بدأناه من نقل أقوال أئمة اهل السنة و الجماعة في علو الله على عرشه و على خلقه:
45 - إمام خراسان الامام الذهلي (ت 258 هـ): قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان والله على العرش (العلو للذهبي ص186)
(يُتْبَعُ)
(/)
46 - الامام الكبير أبو زرعة الرازي (ت 264 هـ) قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين , وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار – حجازاً وعراقاً ويمناً – فكان من مذهبهم وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف , أحاط بكل شيء علماً , (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). (كتاب شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي , 1 / ص 198).
47 - الامام اللغوي ابن قتيبة الدينوري (ت 276 هـ) قال: (والأمم كلها عربيها وعجميها تقول إن الله تعالى في السماء ما تركت على فطرها ولم تنقل عن ذلك بالتعليم وفي الحديث إن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمة أعجمية للعتق فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله تعالى فقالت في السماء قال فمن أنا قالت أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام هي مؤمنة (كتاب تأويل مختلف الحديث ص 272)
48 - و قال ايضا في موضع اخر: (وكيف يسوغ لأحد أن يقول إنه بكل مكان على الحلول مع قوله (الرحمن على العرش استوى) أي استقر كما قال (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) أي استقررت ومع قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعلم الصالح يرفعه) وكيف يصعد إليه شيء هو معه أو يرفع إليه عمل وهو عنده وكيف تعرج الملائكة والروح إليه يوم القيامة وتعرج بمعنى تصعد يقال عرج إلى السماء إذا صعد والله عز وجل ذو المعارج والمعارج الدرج فما هذه الدرج وإلى من تؤدي الأعمال الملائكة إذا كان بالمحل الأعلى مثله بالمحل الأدنى ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه لعلموا أن الله تعالى هو العلي وهو الأعلى وهو بالمكان الرفيع وأن القلوب عند الذكر تسمو نحوه والأيدي ترفع بالدعاء إليه ومن العلو يرجى الفرج ويتوقع النصر وينزل الرزق)
49 - الحافظ الكبير إمام اهل الجرح و التعديل أبي حاتم محمد بن ادريس الحنظلي الرازي (277 هـ): قال الحافظ أبو القاسم الطبري وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي مما سمع منه يقول مذهبنا وإختيارنا: إتباع رسول الله وأصحابه والتابعين من بعدهم والتمسك بمذاهب أهل الأثر مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد رحمهم الله تعالى ولزوم الكتاب والسنة ونعتقد أن الله عزوجل على عرشه بائن من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (أخرجه الذهبي في العلو).
50 - قال الإمام أبو عيسى الترمذي (ت 279 هـ): وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه. (جامع الترمذي).
51 - قال أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني (ت280 هـ) في مسائله التي نقلها عن أحمد بن إسحاق وغيرهما: (وهو سبحانه بائن من خلقه ولا يخلو من علمه مكان , ولله العرش وللعرش حملة يحملونه.- الى ان قال - والله على عرشه عز ذكره وتعالى جده ولا إله غيره). (درء تعارض العقل والنقل 2 / ص 22 – 23).
52 - قال الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280 هـ): (قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سماواته) , (كتاب نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد). قال الذهبي معلقاً: كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين المبتدعة. (كتاب السير , 13/ 322)
53 - ابو العباس ثعلب إمام العربية (ت 291 هـ): قال الحافظ أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة: وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني رحمه الله، عن إسحاق الهادي، قال: سمعت أبا العباس ثعلبا يقول: استوى: أقبل عليه وإن لم يكن معوجا (ثم استوى إلى السماء) أقبل (و استوى على العرش): علا واستوى وجهه: اتصل واستوى القمر: امتلأواستوى زيد وعمرو تشابها واستوى فعلاهما وإن لم تتشابه شخوصهما هذا الذي يعرف من كلام العرب) (شرح اعتقاد اهل السنة و الجماعة للامام اللالكائي 3\ 443)
54 - الامام الحافظ الكبير مسند العصر أبو مسلم الكجي الحافظ (ت 292 هـ) , روى قصة ملخصها ما قاله:
(خرجت فإذا الحمام قد فتح سحرا فقلت للحمامي أدخل أحد قال لا فدخلت فساعة افتتحت الباب قال لي قائل أبو مسلم أسلم تسلم ثم أنشأ يقول
(يُتْبَعُ)
(/)
لك الحمد إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا نسمع
قال فبادرت وخرجت وأنا جزع فقلت للحمامي أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد قال ذاك جني يتزايا لنا في كل حين وينشدنا فقلت هل عندك من شعره شيء قال نعم وأنشدني:
أيها المذنب المفرط مهلا ... كم تمادى وتكسب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدي جفون من ليس يدري ... أرضي عنه من على العرش أم لا) (رواه الذهبي في العلو بسنده و صححه الالباني)
55 - عمرو بن عثمان المكي (ت 297 هـ) صنف كتاباً سماه (التعرف بأحوال العباد والمتعبدين) قال باب ما يجيب الشيطان للتائبين فذكر في التوحيد , فقال: من أعظم ما يوسوس في التوحيد بالتشكل أو في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه أو بالجحد لها والتعطيل فقال بعد ذكر حديث الوسوسة:
(فلا تذهب فى أحد الجانبين لا معطلا ولا مشبها وأرض لله بما رضى به لنفسه وقف عند خبره لنفسه مسلما مستسلما مصدقا بلا مباحثة التنفير ولا مناسبة التنقير الى أن قال فهو تبارك وتعالى القائل انا الله لا الشجرة الجائى قبل أن يكون جائيا لا أمره المتجلى لأوليائه فى المعاد فتبيض به وجوههم وتفلج به على الجاحدين حجتهم المستوى على عرشه بعظمة جلاله فوق كل مكان تبارك و تعالى.)
56 - و قال ايضا: (النازل كل ليلة الى سماء الدنيا ليتقرب اليه خلقه بالعبادة وليرغبوا اليه بالوسيلة القريب فى قربه من حبل الوريد البعيد فى علوه من كل مكان بعيد ولا يشبه بالناس.
الى أن قال: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه القائل أأمنتم من فى السماء ان يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور
أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا تعالى وتقدس أن يكون فى الأرض كما هو فى السماء جل عن ذلك علوا كبيرا أهـ (مجموع الفتاوى 5/ 62)
57 - الامام الحافظ ابن أبي شيبة (ت 297 هـ) قال في كتابه العرش: فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصاً من خلقه بائناً منهم علمه في خلقه لا يخرجون من علمه. (كتاب العرش 51)
58 - قال الإمام المحدث زكريا الساجي (ت 307 هـ) القول في السنة التي رأيت عليها أهل الحديث الذين لقيتهم أن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء. (تذكر الحفاظ ص 710).
59 - قال الإمام الحافظ شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): في تفسير قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع. (تفسير الطبري 27/ 216)
60 - و قال رحمه الله في تفسيره: (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه: {ثم استوى إلى السماء فسواهن} علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات)
61 - و قال رحمه الله في تفسيره لسورة الملك (({أم أمنتم من في السماء} وهو الله))
62 - و قال ايضا رحمه الله: (وعني بقوله: {هو رابعهم} بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه)
63 - وقال ايضا في تفسير سورة المعارج ((يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام إليه، يعني إلى الله عز و جل))
64 - قال ابن الأخرم (ت 311 هـ): الله تعالى على العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة. (تذكر الحفاظ / 747)
65 - قال إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله (ت 311 هـ): من لم يقر بإن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سماواته فهو كافر بربه , يستتاب فإن تاب وألا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بالنتن ريحة جيفته , وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم. (كتاب التوحيد)
66 - نفطويه شيخ العربية (ت 323 هـ): صنف الإمام أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه كتابا في الرد على الجهمية وذكر فيه أشياء منها قول ابن العربي الذي مضى ثم قال وسمعت داود بن علي يقول كان المريسي لا رحمه الله يقول سبحان ربي الأسفل , قال: وهذا جهل من قائله ورد لنص كتاب الله إذ يقول (أأمنتم من في السماء) (العلو للذهبي)
(يُتْبَعُ)
(/)
67 - الامام أبو الحسن الأشعري إمام الفرقة الأشعرية (ت 324 هـ) قال في كتابه الإبانة: (فإن قال قائل ما تقولون في الإستواء؟ قيل: نقول إن الله مستو على عرشه كما قال (الرحمن على العرش استوى) وقال: (إليه يصعد الكلم الطيب) وقال: (بل رفعه الله إليه) , وقال حكاية عن فرعون (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا)
كذّب موسى في قوله إن الله فوق السموات , وقال عزوجل: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات وكل ما علا فهو سماء وليس إذا قال (أأمنتم من في السماء) يعني جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أنه ذكر السموات فقال وجعل القمر فيهن نورا ولم يرد أنه يملأهن جميعا)
68 - و قال في موضع اخر: (ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى استوى إستولى وملك وقهر وأنه تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الإستواء إلى القدرة فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش وبين الأرض السابعة لأنه قادر على كل شيء والأرض شيء فالله قادر عليها وعلى الحشوش , وكذا لو كان مستويا على العرش بمعنى الإستيلاء لجاز أن يقال هو مستو على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله مستو على الأخلية والحشوش فبطل أن يكون الإستواء الإستيلاء) (الإبانة للأشعري و ذكر نحوه عدد من اهل العلم كالذهبي و غيره و ذكر انه شهره الحافظ ابن عساكر , و هذا الكتاب مرجع للاشعرية عند دفاعهم عن امامهم , و ممن نقل هذا الكلام منه من المتأخرين: الامام مرعي الكرمي – ت1033 هـ-
69 - و قال في كتابه الذي سماه إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية وغيرهم إلى أن قال: ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله .. الى ان قال: وإنه على العرش كما قال: (الرحمن على العرش استوى) ولا نتقدم بين يدي الله بالقول بل نقول استوى بلا كيف) (قال الذهبي: نقلها ابن فورك بهيئتها في كتابه المقالات و الخلاف بين الاشعري و ابن كلاب)
70 - - شيخ الحنابلة الامام أبو الحسن علي البربهاري (ت 329 هـ) قال: (وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان) (شرح السنة للبربهاري ص1)
71 - الوزير علي بن عيسى (ت 334 هـ): قال محمد بن علي بن حبيش: دخل أبو بكر الشبلي رحمه الله دار المرضى ليعالج فدخل عليه الوزير بن عيسى عائدا فقال الشبلي ما فعل ربك؟ قال: الرب عز وجل في السماء يقضي ويمضي. (العلو 1258)
72 - العلامة الفقيه أبوبكر الصبغي (ت 342 هـ) قال رحمه الله: قد تضع العرب في موضع على قال الله تعالى (فسيحوا في الأرض) وقال (ولأصلبنكم في جذوع النخل) ومعناه على الأرض وعلى النخل فكذلك قوله (من في السماء) أي من على العرش كما صحت الأخبار عن رسول الله (كتاب العلو ص1264)
73 - شيخ المالكية العلامة ابو إسحاق محمد بن القاسم ابن شعبان المالكي (ت355 هـ):
قال الذهبي رأيت له تأليفا في تسمية الرواة عن مالك، أوله (أوله: الحمد لله الحميد، ذي الرشد والتسديد، والحمد لله أحق مابدي، وأولى من شكر الواحد الصمد، جل عن المثل فلا شبه له ولا عدل، عال على عرشه، فهو دان بعلمه، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن له عمل طائل في الرواية. (السير 16/ 79)
74 - قال الإمام أبوبكر الآجري (ت 360 هـ) في كتابه الشريعة: والذي يذهب به أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وعلمه محيط بكل شيء. (كتاب الشريعة)
(يُتْبَعُ)
(/)
75 - وفي موضع آخر قال: (وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله تبارك وتعالى في السماء على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه) ثم ذكر آيات دالة على العلو وذكر جملة من الأحاديث إلى أن قال: (هذه السنن قد اتفقت معانيها , ويصدق بعضها بعضاً وكلها تدل على من قلنا أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وقد أحاط علمه بكل شيء وانه سميع بصير عليم خبير.)
و قال ايضا في موضع اخر من كتابه الشريعة:
76 - (وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود: [سبحان ربي الأعلى ثلاثا]
وهذا كله يقوي ما قلنا: أن الله عز وجل العلي الأعلى: على عرشه فوق السموات العلا وعلمه محيط بكل شيء خلاف ما قالته الحلولية نعوذ بالله من سوء مذهبهم) ص 295
77 - الحافظ الامام أبو الشيخ (ت 369 هـ) , قال في كتاب العظمة: له ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما و علو الرب فوق عرشه. ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك. (العظمة 2/ 543).
78 - قال العلامة أبوبكر الإسماعيلي (ت 371 هـ) في كتاب إعتقاد أئمة الحديث ص 50: يعتقدون إن الله تعالى ... استوى على العرش , بلا كيف , إن الله انتهى من ذلك إلى إنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه.
79 - أبو الحسن بن مهدي المتكلم (ت 380 هـ) تلميذ الأشعري , قال في كتابه مشكل الآيات: في باب قوله (الرحمن على العرش استوى)
(أعلم أن الله في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه ومعنى الإستواء الإعتلاء كما تقول العرب إستويت على ظهر الدابة وإستويت على السطح بمعنى علوته وإستوت الشمس على رأسي واستوى الطير على قمة رأسي بمعنى علا في الجو فوجد فوق رأسي)
80 - و قال ايضا: (فالقديم جل جلاله عال على عرشه , يدلك على أنه في السماء عال على عرشه قوله: (أأمنتم من في السماء) وقوله: (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) وقوله: (إليه يصعد الكلم الطيب وقوله ثم يعرج إليه)
(العلو للذهبي , و كذا كتاب الكلمات الحسان نقله صاحبه عن المخطوط الأصلي لكتاب أبي الحسن بن مهدي الموجود في مكتبة طلعت في مصر ورقة 132)
81 - قال الإمام الزاهد أبو عبدالله بن بطة العكبري (ت 387 هـ): أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه لا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية.)
82 - و قال في موضع اخر: (و قال: (الرحمن على العرش استوى) فهذا خبر الله أخبر به عن نفسه , و أنه على العرش. (المختار من الإبانة
83 - و قال أيضا في موضع آخر: (و قال (يخافون ربهم من فوقهم) فأخبر انه فوق الملائكة , و قد أخبرنا الله تعالى انه في السماء على العرش , أوَ مَا سمع الحلولي قول الله تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)}) (المختار من الإبانة 3\ 136 - 144)
84 - و قال ايضا: (وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ0) (متن كتاب الشرح و الإبانة)
قال الحافظ ابن حجر عن الإمام ابن بطة: (كان إماما في السنة) لسان الميزان (4\ 113)
85 - الإمام أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي (ت 386 هـ) , قال في كتابه الجامع (ص 139 – 141) (مما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعه وضلالة أن الله تبارك وتعالى فوق سماواته على عرشه دون أرضه وإنه في كل مكان بعلمه.)
ثم قال في آخره: وكل هذا قول مالك، فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه
86 - وقال رحمه الله في أول رسالته المشهور في مذهب الإمام مالك (وإنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو بكل مكان بعلمه). (مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة ص 56).
قال الحافظ الذهبي عن الإمام ابن أبي زيد القيرواني: (وكان رحمه الله على طريقة السلف في الاصول، لا يدري الكلام، ولا يتأول، فنسأل الله التوفيق.) السير (12\ 17)
(يُتْبَعُ)
(/)
87 - الإمام الحافظ محدث الشرق ابن مندة (ت 395 هـ) قال في كتابه التوحيد: ذكرُ الآي المتلوة والأخبار المأثورة في أن الله عز وجل على العرش فوق خلقه بائن عنهم وبدء خلق العرش والماء. ثم ذكر ثلاث آيات في استواء الرحمن على العرش. (3\ 185)
88 - وقال رحمه الله: ذكر الآيات المتلوة والأخبار المأثورة بنقل الرواة المقبولة التي تدل على أن الله تعالى فوق سماواته وعرشه وخلقه قاهراً لهم عالماً بهم. ثم ذكر آيات دالة على العلو وساق جملة من الأحاديث في ذلك. (كتاب التوحيد 3/ 185 – 190).
89 - الإمام ابن أبي زمنين (ت 399 هـ) قال: ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والإرتفاع فوق جميع ما خلق وسبحان من بَعُدَ فلا يُرى وقَرُبَ بعلمه فسمع النجوى. (أصول السنة ص / 88).
90 - قال القاضي أبوبكر محمد بن الطيب الباقلاني الأشعري (403 هـ) في كتاب التمهيد: فإن قالوا فهل تقولون إنه في كل مكان قيل معاذ الله بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى). (التمهيد ص / 260)
91 - ثم قال في موضع آخر: ولا يجوز أن يكون معنى استواؤه على العرش هو استيلاؤه عليه؛ لأن الإستيلاء هو القدرة والقهر والله تعالى لم يزل قادراً قاهراً عزيزاً مقتدراً. (التمهيد ص\260 – 262)
قال الحافظ الذهبي معلقا على كلام الباقلاني
(فهذا النفس نفس هذا الإمام وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها صم بكم غتم عجم يدعون إلى العقل ولا يكونون على النقل فإنا لله وإنا إليه راجعون) العلو
92 - الشيخ العلامة أبوبكر بن محمد ابن موهب المالكي (ت 406 هـ) قال في شرحه لرسالة الإمام محمد بن أبي زيد القيرواني: (أما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته , فمعنى فوق وعلى عند جميع العرب واحد وبالكتاب والسنة تصديق ذلك.
93 - وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى
إلى أن قال: (وقد تأتي لفظة في في لغة العرب بمعنى فوق كقوله فأمشوا في مناكبها و في جذوع النخل و أأمنتم من في السماء قال أهل التأويل يريد فوقها وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء يعني فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها)
94 - و قال ايضا: (ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته، لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف، وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته، لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها، وقد كان ولا مكان .... )، نقله عنه الحافظ الذهبي في كتاب العلو ص 264
قلت: و العلامة ابن موهب من أخص تلامذة الامام ابن أبي زيد و هو أعرف بأقواله من المتأخرين الذين حرّفوا كلام الامام ابن ابي زيد بكل صفاقة و الله المستعان
94 - الإمام العارف معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني (ت418 هـ) قال في وصيته لأصحابه: " وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والكيف فيه مجهول. وأنه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه والخلق منه بائنون ; بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة ; لأنه الفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق) (الفتوى الحموية لابن تيمية)
95 - الإمام الحافظ أبو القاسم اللالكائي (ت418 هـ): قال رحمه الله في كتابه النفيس شرح أصول اعتقاد اهل السنة: (سياق ما روي في قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وأن الله على عرشه في السماء وقال عز وجل (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) وقال: (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه. وروى ذلك من الصحابة: عن عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وأم سلمة ومن التابعين: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسليمان التيمي، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل) (شرح
(يُتْبَعُ)
(/)
أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة 3\ 429 - 430)
96 - السلطان العادل يمين الدولة محمود سبكتكين (ت421 هـ) , قال أبو علي بن البناء: حكى علي بن الحسين العكبري أنه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البجلي قال: دخل ابن فورك على السلطان محمود، فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية لان لازم ذلك وصفه بالتحتية، فمن جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت.
فقال السلطان: ما أنا وصفته حتى يلزمني، بل هو وصف نفسه.
فبهت ابن فورك، فلما خرج من عنده مات , فيقال: انشقت مرارته.) (سير أعلام النبلاء 17\ 487)
97 - المفسر الأصولي يحيي بن عمار (ت 422 هـ) , قال رحمه الله: (كل مسلم من أول العصر الى عصرنا هذا اذا دعا الله سبحانه رفع يديه الى السماء. و المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا يقولون في الصلاة ما أمرهم الله به في قوله: (سبح اسم ربك الأعلى) – الى ان قال:
و نقول: هو بذاته على العرش , و علمه محيط بكل شيء)
98 - و قال ايضا: (و لا نقول كما قالت الجهمية انه مداخل للأمكنة و ممازج لكل شيء و لا نعلم أين هو؟ بل نقولُ هو بذاته على العرش و علمه محيط بكل شيء و علمه و سمعه و بصره و قدرته مدركة لكل شيء و ذلك معنى قوله: (و هو معكم أين ما كنتم) فهذا الذي قلناه هو ما قاله الله و قاله الرسول (الحجة في بيان المحجة 2\ 106 – 107)
99 - الامام الحافظ أبوعمر الطلمنكي المالكي (ت429 هـ) , قال في كتابه الوصول الى معرفة الأصول: (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله (وهو معكم أينما كنتم) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء) (العلو للذهبي و اجتماع الجيوش لابن القيم)
100 - و قال ايضا في نفس الكتاب: (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته) (اجتماع الجيوش لابن القيم)
101 - وقال في هذا الكتاب أيضا: (أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز) ثم ساق بسنده عن مالك قوله: (الله في السماء وعلمه في كل مكان)
قال الامام الذهبي: (كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس)
102 - الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني الشافعي (ت430 هـ) مصنف حلية الأولياء, قال في كتاب الإعتقاد له: (طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام ثم أحدث الأشياء من غير شيء وأن القرآن كلام الله وكذلك سائر كتبه المنزلة كلامه غير مخلوق وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق وأن الواقفة واللفظية من الجهمية وأن من قصد القرآن بوجه من الوجوه يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية وأن الجهمي عندهم كافر إلى أن قال وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش وإستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه) (العلو للذهبي ص 243)
103 - وقال رحمه الله فى كتابه محجة الواثقين ومدرجة الوامقين تأليفه: (وأجمعوا أن الله فوق سمواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية أنه بكل مكان خلافا لما نزل فى كتابه أأمنتم من فى السماء اليه يصعد الكلم الطيب الرحمن على العرش استوى (مجموع الفتاوى لابن تيمية 5/ 60)
,,,
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 07:03]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل / المقدادي ..
جمعٌ مبارك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 09:25]ـ
بوركت ايها المقدادي.
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 11:14]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 03:10]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك يعلم الله كم كنت محتاجا لهذه النقول
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 01:52]ـ
جزيت خيراً
يُعلم من هذه النقول أن السلف وإن أختلفوا في تفسير المعنى لكلمة (استوى) في القرآن سواء اضيفت لـ (إلى) أو (على) فهم متفقون أنه لا يثبت منها في جميع الآيات إلا صفتي العلو والإستواء للعلي المتعالي جل جلاله.
ومن قال أن السلف أثبتوا من هذه الآيات التي أخبرت عن استواء الله (صفة الإستقرار) كصفة للرب جل في علاه
فهو إما جاهل أو مبتدع أشعري جلد من أمثال أبو زهرة وغيره الذين رموا أهل السنة بالأكاذيب.
والله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 02:00]ـ
لا يليق بمن يزعم أنه طالب علم .. أن يسب مثل الشيخ أبو زهرة .. رحمه الله تعالى
خصوصا أن الشيخ وإن كان أشعريا في الأصل .. غير أنه كان منصفا لحد كبير
وأثنى على شيخ الإسلام وأفرده بمصنف ..
فعلم أن أشعريته ليست عن تعصب .. بل نحسبه مجتهدا .. معذورا
والشكر موصول للأخ الفاضل المقدادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 02:29]ـ
الأخوة الأفاضل:
مهند المعتبي
ابن رجب
أبو علي الذهيبي
إمام الأندلس
أبو عمر السلفي
أبو القاسم
جزاكم الله خيرا على المرور و بارك فيكم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 05:47]ـ
لا يليق بمن يزعم أنه طالب علم .. أن يسب مثل الشيخ أبو زهرة .. رحمه الله تعالى
خصوصا أن الشيخ وإن كان أشعريا في الأصل .. غير أنه كان منصفا لحد كبير
وأثنى على شيخ الإسلام وأفرده بمصنف ..
فعلم أن أشعريته ليست عن تعصب .. بل نحسبه مجتهدا .. معذورا
والشكر موصول للأخ الفاضل المقدادي
لابد من التفريق بين السب والوصف
وهذه مشكلة عند البعض.
وأما تصنيف ابو زهرة - رحمه الله - لكتابه عن شيخ الإسلام ما هو إلا رد على شيخ الإسلام وذم لطريقته في الصفات وهي طريقة السلف.
ولا يحسب هذا التصنيف مدح إلا من يجهل ما في الكتاب أو أنه قراءه ولم يفهم والله اعلم.
أنظر رد الشيخ الفوزان على ما كتبه أبو زهرة في حق شيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب في كتابه (البيان لأخطاء بعض الكُتاب).
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:54]ـ
أشكل علي العنونة بكلمة "نصوص"، هل المقصود بها المصطلح الدقيق لتلك الكلمة، أو ما يقابلها وهي الظواهر؟؟
وما الفرق بينهما في هذا الباب؟
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 10:28]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه
أما بعد فهذا غيض من فيض عبارات علماء الأمة الإسلامية في نفي الكيفية عن الله وتنزيهه عنها سبحانه وتعالى
من الشافعية
1. قال الأشعري (ت 324 هـ) فيما رواه عنه ابن عساكر الشافعي (571 هـ) في [تبيين كذب المفتري] ما نصه:
"وكذلك قالت الحشوية المشبهة أن الله سبحانه وتعالى يُرى مكيفا محدودا كسائر المرئيات وقالت المعتزلة والجهمية والنجارية إنه سبحانه لا يرى بحال من الأحوال فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال يرى من غير حلول ولا حدود ولا تكييف كما يرانا هو سبحانه وتعالى وهو غير محدود ولا مكيف فكذلك نراه وهو غير محدود ولا مكيف" اهـ
2. قال ابن حبان الشافعي (ت 354 هـ) في [صحيحه] ما نصه:
"هذه أخبار أطلقت من هذا النوع توهم من لم يحكم صناعة العلم أن أصحاب الحديث مشبهة، عائذ بالله أن يخطر ذلك ببال أحد من أصحاب الحديث ولكن أطلق هذه الأخبار بألفاظ التمثيل لصفاته على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون تكييف صفات الله، جل ربنا عن أن يشبه بشيء من المخلوقين، أو يكيف بشيء من صفاته، إذ ليس كمثله شىء" اهـ
وقال أيضًا في الكتاب نفسه:
"ومن زعم أن السنن إذا صحت يجب أن تروى ويؤمن بها من غير أن تفسر ويعقل معناها فقد قدح في الرسالة، اللهم إلا أن تكون السنن من الأخبار التي فيها صفات الله جل وعلا التي لا يقع فيها التكييف بل على الناس الإيمان بها" اهـ
3. قال الإمام أبو بكر الإسماعيلي (ت 371 هـ) في [اعتقاد أئمة الحديث] ما نصه:
"والله بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم خلق آدم بيده ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء بلا اعتقاد كيف" اهـ
4. قال الإمام أبو سليمان الخطابي (ت 388 هـ) فيما رواه عنه الحافظ البيهقي في [الأسماء والصفات] ما نصه:
"إن الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة، فإن الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وعن صفاته منفية" اهـ
5. قال الإمام البغدادي (ت 429 هـ) في [الفرق بين الفرق] عن محمد بن كرام ما نصه:
"ولا يدري العاقل مماذا يتعجب أعن جسارته على اطلاق لفظ الكيفية فى صفات الله تعالى أم من قبح عبارته عن الكيفية بالكيفوفية" اهـ
6. قال الصابوني (ت 449 هـ) في الصفات فيما نقله عنه ابن عديم في [بغية الطلب في تاريخ حلب] ما نصه:
"واتقاء اعتقاد التكييف والتشبيه فيها" اهـ
وقال أيضًا:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ويشهد أن الله سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشه استواءَ غلبة كما بينه في كتابه في قوله تعالى: {إن ربكم الذي خلق السموات وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا} في آيات أُخر والرسول صلوات الله عليه وسلم تسليمًا ذكر فيما نقل عنه من غير أن يكيف استواءه عليه، أو يجعل لفعله وفهمه أو وهمه سبيلاً إلى إثبات كيفية، إذ الكيفية عن صفات ربنا منفية" اهـ
7. قال الحافظ البيهقي (ت 458 هـ) في [الاعتقاد] ما نصه:
"وأصحاب الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا -يعني المتشابه- ولم يتكلم أحد من الصحابة والتابعين في تأويله على قسمين: منهم من قبله وءامن به ولم يؤوله ووكل علمه إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه عنه، ومنهم من قبله وءامن به وحمله على وجه يصح استعماله في اللغة ولا يناقض التوحيد، وقد ذكرنا هاتين الطريقتين في كتاب "الأسماء والصفات" التي تكلموا فيها من هذا الباب" اهـ.
وقال أيضًا في نفس الكتاب:
"الباطن هو الذي لا يستولي عليه توهم الكيفية" اهـ
8. قال الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) فيما نقله عنه الذهبي في [تاريخ الإسلام] ما نصه:
"أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي، أنا محمد بن مرزوق الزعفراني: ثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال:
أما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها. وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته الله تعالى، وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، تعالى الله عن ذلك"
ثم قال:
"فإذا كان معلوم أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف" اهـ
9. قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني (ت 471 هـ) في [التبصير في الدين] ما نصه:
"وأن تعلم أنه لا يجوز عليه الكيفية والكمية و الأينية، لأن من لا مثل له لا يمكن أن يقال فيه كيف هو، ومن لا عدد له لا يقال فيه كم هو، ومن لا أول له لا يقال له ممَّ كان، ومن لا مكان له لا يقال فيه أين كان" اهـ
وقال أيضًا في نفس الكتاب:
"فقال -أي ابن كرام- باب كيفوفية الله فلا يدري العاقل مم يتعجب من لفظه الذي أطلقه أو من حسن معرفته بمواضع العربية وليت شعري كيف أطلق الكيفية عليه ولعله أراد أن يخترع من نفسه عبارة لم يسبق إليها تليق بعقله" اهـ
وقال:
"وقد جاء فيه عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أشفى البيان حين قيل له أين الله فقال إن الذي أيَّن الأينَ لا يقال له أين فقيل له كيف الله فقال إن الذي كيَّف الكيفَ لا يقال له كيف" اهـ
10. قال المتولي الشافعي (ت 478 هـ) في [الغنية في أصول الدين] ما نصه:
"والباري تعالى يتقدس عن التحديد والكيفية" اهـ
11. قال الغزالي الشافعي (ت 505 هـ) في [التبر المسبوك] ما نصه:
"وأنه تعالى منزّه عن الكيف والكم" اهـ
وقال أيضًا:
"لو قال القائل كيف يرى رب الأرباب في الآخرة، كان جوابه محالا لا محالة لأنه يسأل عن كيفية ما لا كيفية له، إذ معنى قول القائل كيف هو أي مثل أي شيء هو مما عرفناه، فإن كان ما يسأل عنه غير مماثل لشيء مما عرفه، كان الجواب محالاً ولم يدل ذلك على عدم ذات الله تعالى" اهـ
12. قال الإمام القشيري (ت 514 هـ) فيما نقله عنه ابن عجيبة في تفسيره [البحر المديد] ما نصه:
"وإذا رأوه لا يحتاجون إلى تحديق مُقلةٍ من جهةٍ، كما هم يَرَوْنه بلا كيفية" اهـ
13. وقال الشهرستاني (ت 548 هـ) في [الملل والنحل] ما نصه:
"فإنه كما يسلب عنه المادة يسلب عنه الصورة أعني الصورة الجسمية ويسلب عنه الكيفية والكمية والوضع والحيز والمكان والزمان" اهـ
14. قال أبو القاسم النيسابوري ما نصه:
"فإن قالوا: كيف يُدرك وجود الإله سبحانه. قلنا: لا كيفية للأزلي ولا حيث لهُ وكذلك لا كيفية لصفاته" اهـ
15. قال الإمام الرفاعي (ت 578 هـ) في [البرهان المؤيد] ما نصه:
"غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيفية ولا مكان" اهـ
16. وقال أيضًا في البرهان:
"مع تنزيه الباري تعالى عن الكيف وسمات الحدوث وعلى ذلك درج الأئمة" اهـ
17. قال ابن جهبل (ت 733 هـ) في [رسالته في نفي الجهة عن الله] رد فيها على ابن تيمي ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وقال سهل رضي الله عنه لا تطلعوا الأحداث على الأسرار قبل تمكنهم من اعتقاد أن الإله واحد وأن الموحد فرد صمد منزه عن الكيفية والأينية" اهـ
18. قال أبو الفتح الاسكندراني الوفائي الشافعي (ت 760 هـ) في [ترجمان الأشواق وروضة العشاق] ما نصه:
"الحمد لله الذي جل عن الكيف والأين" اهـ
19. قال الإمام الزركشي الشافعي (ت 794 هـ) في [البحر المحيط] ما نصه:
"لأن الإحاطة المقتضية للتكييف مستحيلة في حقه سبحانه فلا بد من هذا العلم الضروري لتصح الرؤية" اهـ
20. قال الحصني (ت 829 هـ) في [دفع شبه من شبّه وتمرّد] ما نصه:
"والرب سبحانه وتعالى لا مثل له ولا كيفية" اهـ
وقال أيضًا في الكتاب نفسه:
"الكيف من صفات الحدث وكل ما كان من صفات الحدث فالله عز وجل منزه عنه فإثباته له سبحانه كفر محقق عند جميع أهل السنة والجماعة" اهـ.
21. قال ابن حجر (ت 852 هـ) في [فتح الباري في شرح صحيح البخاري] ما نصه:
"ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف , ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم" اهـ
وقال في نفس الكتاب في معنى التوحيد:
"وقيل: سلبت عنه الكيفية والكمية فهو واحد في ذاته لا انقسام له" اهـ
22. قال الصفوري الشافعي (ت 894 هـ) في [نزهة المجالس] ما نصه:
"وقال يهودي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أين ربنا قال الذي أوجد الأين لا يسئل عنه بأين قال كيف ربنا قال رضي الله عنه كيَّف الكيف لا يسئل عنه بكيف قال متى كان ربنا قال ويحك ومتى لم يكن" اهـ
23. قال السيوطي الشافعي (911 هـ) في [الإتقان] ما نصه:
"صفات الذات لله التي لا يقع عليها التكييف" اهـ
24. قال القسطلاني (ت 923 هـ) في [شرحه على صحيح البخاري] ما نصه:
"فقوله: كيف غير معقول أي كيف من صفات الحوادث وكل ما كان من صفات الحوادث فإثباته في صفات الله تعالى ينافي ما يقتضيه العقل فيجزم بنفيه عن الله تعالى" اهـ
25. قال الشعراني الشافعي (ت 973 هـ) في [لطائف المنن والأخلاق] ما نصه:
"فإنه تعالى موصوف معروف من غير تكييف" اهـ
26. قال المناوي (ت 1031 هـ) في [فيض القدير] ما نصه:
" (إنكم) أيها المؤمنون (لن تروا ربكم) بأعينكم يقظة (عز وجل حتى تموتوا) فإذا متم رأيتموه في الآخرة رؤية منزهة عن الكيفية" اهـ
من المالكية
27. قال أبو طالب المكي (ت 386 هـ) في [قوت القلوب] ما نصه:
"ثم تسليم أخيار الصفات فيما ثبتت به الروايات وصح النقل، ولا يتأول ذلك ولا يشبه بالقياس والعقل، ولكن يعتقد إثبات الأسماء والصفات بمعانيها وحقائقها لله تعالى، وينفي التشبيه والتكييف عنها إذ لا كفؤ للموصوف فيشبه، ولا مثل له فيجنس منه، ولا نشبه ونصف، ولا نمثل ونعرف، ولا نكيف" اهـ
28. قال الباقلاني (ت 403 هـ) في [التمهيد] ما نصه:
"فإن قال قائل وكيف هو قيل له إن أردت بالكيفية التركيب والصورة والجنسية فلا صورة له ولا جنس فنخبرك عنه. وإن أردت بقولك كيف هو أي على أي صفة هو فهو حي عالم قادر سميع بصير. وإن أردت بقولك كيف هو أي كيف صنعه إلى خلقه فصنعه إليهم العدل والإحسان" اهـ
وقال أيضًا في الكتاب نفسه:
"قال تعالى: {الرحمن على العرش استوى} بغير مماسة وكيفية ولا مجاورة" اهـ
وقال:
"وقيل: سئل بعض أهل التحقيق عن الله عز وجل ما هو؟ فقال: إله واحد. فقيل له: كيف هو؟ فقال: ملك قادر، فقيل: له أين هو؟ فقال: بالمرصاد. فقال السائل: ليس عن هذا أسألك؟ فقال: الذي أجبتك به هو صفة الحق، فأما غيره فصفة الخلق. وأراد بذلك أن يسأله عن التكييف، والتحديد، والتمثيل، وذلك صفة المخلوق لا صفة الخالق، ولأن التفكر إذا تفكر في خلق السموات والأرض وخلق نفسه وعجائب صنع ربه، أداه ذلك إلى صريح التوحيد؛ لأنه يعلم بذلك أنه لا بد لهذه المصنوعات من صانع، قادر، عليم، حكيم {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} " اهـ
29. قال الشيخ أبو عمرو الداني (ت 444 هـ) في [الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات] ما نصه:
"واستواؤه جلّ جلاله علوّه بغير كيفية ولا تحديد ولا مجاورة ولا مماسة" اهـ.
30. قال ابن عطية المالكي (ت 541 هـ) في [المحرر الوجيز] ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وهو تعالى منزه عن الحواس والتشبيه والتكييف لا رب غيره" اهـ
31. قال القاضي عياض (ت 544 هـ) كما نقل عنه ابن حجر في [فتح الباري في شرح صحيح البخاري] ما نصه:
"ولا يصح تقدير كيفية قول الله لأن كلام الله لا يكيف" اهـ
وقال كما نقل عنه النووي في شرح صحيح مسلم ما نصه:
"واتفقوا على تحريم التكييف والتشكيل" اهـ
ثم قال في الموضع نفسه:
"ثم تسامح بعضهم بإثبات الجهة خاشيا من مثل هذا التسامح، وهل بين التكييف وإثبات الجهات فرق؟ " اهـ
32. قال القرطبي (ت 671 هـ) في [الإعلام بما في دين النصارى] ما نصه:
"لا يقال كيف يسمع الله كلام الخلق كذلك لا يقال كيف يسمع كلامه أحد من الخلق وكما لا يقال كيف يرى الله الخلق كذلك لايقال كيف يراه الخلق فإن الكيفية محال على الله تعالى وعلى صفاته من جميع الوجوه" اهـ
وقال في [الجامع لأحكام القرءان] ما نصه:
"وهو سبحانه منزه عن الحواس والتشبيه والتكييف، لا رب غيره" اهـ
33. قال القرافي المالكي (ت 684 هـ) في كتابه [الذخيرة] ما نصه:
"وقوله –أي مالك- والكيف غير معقول معناه أن ذات الله تعالى لا توصف بما وضعت العرب له كيف وهو الأحوال المتنقلة والهيآت الجسمية من التربع وغيره فلا يعقل ذلك في حقه تعالى لاستحالته في جهة الربوبية" اهـ
34. قال ابن الحاج المالكي (ت 737 هـ) في [المدخل] ما نصه:
"جل جلاله عن الصورة والكيفية" اهـ
35. قال الثعالبي المالكي (ت 876 هـ) في تفسيره المسمى [الجواهر الحسان في تفسير القرآن] ما نصه:
"والعقيدةُ أنه تعالَى منزهُ عن الحواسِّ والتشبيهِ والتكييفِ لا ربَّ غيره" اهـ
36. قال محمد بن أحمد المشهور بميّارة المالكي (ت 1072 هـ) في [الدر الثمين] ما نصه:
"بغير اتصال بالأجسام ولا تكييف بالذات والآلام وقيل ترجع في حقه تعالى إلى العلم وقيل بالوقف وهوأحسنها" اهـ
37. قال الزرقاني (ت 1122 هـ) في [شرح موطأ مالك] ما نصه:
" (عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا) اختُلف فيه فالراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا على طريق الإجمال منزهين لله تعالى عن الكيفية والتشبيه" اهـ
38. قال ابن عاشور المالكي (ت 1284) في [التحرير والتنوير] ما نصه:
"والمحبة التي يوصف الله بها مستعملة في لازم المحبة في اللغة تقريبًا للمعنى المتعالي عن الكيف وهو من معنى الرحمة" اهـ
من الحنفية
39. قال الإمام الماتريدي (ت 333 هـ) في [التوحيد] ما نصه:
"إن رؤية الله في الآخرة واجبة سمعًا بلا كيف فإن قيل كيف يُرى قيل بلا كيف إذ الكيفية تكون لذي صورة. بل يُرى بلا وصفِ قيامٍ وقعودٍ واتكاءٍ وتعلقٍ واتصالٍ وانفصالٍ ومقابلةٍ ومدابرةٍ وقصيرٍ وطويلٍ ونورٍ وظلمة وساكنٍ متحركٍ ومُماسٍ" اهـ
40. قال الكلاباذي (ت 380 هـ) في [بحر الفوائد] ما نصه:
"كذلك قبض النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه وبسطها عبارة عن قبض السماوات وجمعها فهو إشارة إلى المقبوض والمجموع لا حكاية عن يد الله التي هي صفة أزلية لله ليست بجارحة، ولا عضو، ولا جزء، ولا كيفية لها فيوصف بالقبض والبسط المفهوم عندنا كأيدي المحدثين تعالى الله عن أوصاف الحدث علوا كبيرا" اهـ
41. قال الإمام النسفي (ت 537 هـ) في [العقائد] ما نصه:
"ليس بعرض، ولا جسم، ولا جوهر، ولا مصوّر، ولا محدود، ولا معدود، ولا متبعض، ولا متحيز، ولا متركب، ولا متناه، ولا يوصف بالماهية، ولا بالكيفية ولا يتمكن في مكان، ولا يجري عليه زمان ولا يشبهه شىء" اهـ
42. قال إسماعيل حقي الحنفي (ت 1137 هـ) في تفسيره المسمى [روح البيان في تفسير القرءان] ما نصه:
"فإنه تعالى منزه عن الكيف والأين" اهـ
وقال في نفس الكتاب:
"وحيث ترى فى مرءاة القلب صورة أو خطر بالخاطر مثال وركنت النفس الى كيفيته فليجزم بأن الله بخلافه اذ كل ذلك من سمات الحدوث لدخوله فى دآئرة التحديد والتكييف اللازمين للمخلوقين المنزه عنهما الخالق" اهـ
والله أعلم وأحكم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 11:55]ـ
ويحك أقصر يا خليل المخبولات يا عدوّ السنة وأهلها، يا رفيق البدعة وحِبّها
ماذا أتى بك وأي شيطان عشش في مخطوط رأسك؟
تنقل:
42. قال إسماعيل حقي الحنفي (ت 1137 هـ) في تفسيره المسمى [روح البيان في تفسير القرءان] ما نصه:
"فإنه تعالى منزه عن الكيف والأين" اهفهل أنت أعلم بتنزيه الله من رسول الله (ص) الذي سأل الجارية كما في صحيح مسلم: «أين الله؟»
لعنة الله على من كذّب رسول الله (ص) أو ادّعى أنّه أعلم بالله منه.
-
وتنقل
18. قال أبو الفتح الاسكندراني الوفائي الشافعي (ت 760 هـ) في [ترجمان الأشواق وروضة العشاق] ما نصه:
"الحمد لله الذي جل عن الكيف والأين" اهـ
وأقول لك ولسلفك هذا الصوفي الأشعري: صلى الله على رسول الله الذي سأل عن الله بالأين
وهو أعلم منكما بغير مَين وأنتما والله كاذبَين
-
وتنقل
9. قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني (ت 471 هـ) في [التبصير في الدين] ما نصه:
"وأن تعلم أنه لا يجوز عليه الكيفية والكمية و الأينية، لأن من لا مثل له لا يمكن أن يقال فيه كيف هو، ومن لا عدد له لا يقال فيه كم هو، ومن لا أول له لا يقال له ممَّ كان، ومن لا مكان له لا يقال فيه أين كان" اهبل قالها أعلم الخلق برب العالمين المبعوث رحمة للعالمين ومَن خالفه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
-
وتنقل:
وقال:
"وقد جاء فيه عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أشفى البيان حين قيل له أين الله فقال إن الذي أيَّن الأينَ لا يقال له أين فقيل له كيف الله فقال إن الذي كيَّف الكيفَ لا يقال له كيف" اهيا أسفه من حمار أهلك يا من تختال على الناس بخضاب استك!
أجعلت الإمام علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أجهل بالله من تلك الجارية التي أجابت هذا السؤال بقولها: في السماء.
أأوحى لك الشيطان أن هذا الإمام الجليل عجز أن يجيب كما أجابت الجارية؟ {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
يا حميقاء ليس هذا عشّكِ فادرجي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 02:25]ـ
"إن الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة، فإن الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وعن صفاته منفية" اهبل الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه هو صدق رسول الله (ص) فيما أخبر به عن الله، ومن اعتقد غير ذلك كفر بلا خلاف، وقد قال (ص) في الحديث المتفق على صحته في وصف مشاهد يوم القيامة: «فَيَأْتِيهِمْ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ»
ولا عبرة بمن خالف رسول الله (ص)، بل نقول له: سحقًا سحقًا.
-
"فإن قال قائل وكيف هو قيل له إن أردت بالكيفية التركيب والصورة والجنسية فلا صورة له ولا جنس فنخبرك عنه. وإن أردت بقولك كيف هو أي على أي صفة هو فهو حي عالم قادر سميع بصير. وإن أردت بقولك كيف هو أي كيف صنعه إلى خلقه فصنعه إليهم العدل والإحسان" اهبل له صورة كما صح الحديث، وهى لا تشبه صورة المخلوقين، نؤمن بها كما جاءت ونفوض كيفها إلى الله؛ إذ القول في الصفات فرع عن القول في الذات، فإذا كنا لا نعلم كيف ذاته، فلا يمكن أن نعلم كيف صفاته.
-
"جل جلاله عن الصورة والكيفية" اهـ
بل جل جلاله أن تشبه صورته صورة المخلوقين، نصدّق بما جاء به الصادق الأمين، ولا نرد قوله لقول أمثالك يا خليل من المخبولين المنحرفين، وسحقا لمن كذب رسول رب العالمين، واتبع سبيل الضالين الغاوين، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
آمين
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 02:48]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه
أما بعد فهذا غيض من فيض عبارات علماء الأمة الإسلامية في نفي الكيفية عن الله وتنزيهه عنها سبحانه وتعالى
من الشافعية
1. قال الأشعري (ت 324 هـ) فيما رواه عنه ابن عساكر الشافعي (571 هـ) في [تبيين كذب المفتري] ما نصه:
"وكذلك قالت الحشوية المشبهة أن الله سبحانه وتعالى يُرى مكيفا محدودا كسائر المرئيات وقالت المعتزلة والجهمية والنجارية إنه سبحانه لا يرى بحال من الأحوال فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال يرى من غير حلول ولا حدود ولا تكييف كما يرانا هو سبحانه وتعالى وهو غير محدود ولا مكيف فكذلك نراه وهو غير محدود ولا مكيف" اهـ
2. قال ابن حبان الشافعي (ت 354 هـ) في [صحيحه] ما نصه:
"هذه أخبار أطلقت من هذا النوع توهم من لم يحكم صناعة العلم أن أصحاب الحديث مشبهة، عائذ بالله أن يخطر ذلك ببال أحد من أصحاب الحديث ولكن أطلق هذه الأخبار بألفاظ التمثيل لصفاته على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون تكييف صفات الله، جل ربنا عن أن يشبه بشيء من المخلوقين، أو يكيف بشيء من صفاته، إذ ليس كمثله شىء" اهـ
وقال أيضًا في الكتاب نفسه:
"ومن زعم أن السنن إذا صحت يجب أن تروى ويؤمن بها من غير أن تفسر ويعقل معناها فقد قدح في الرسالة، اللهم إلا أن تكون السنن من الأخبار التي فيها صفات الله جل وعلا التي لا يقع فيها التكييف بل على الناس الإيمان بها" اهـ
3. قال الإمام أبو بكر الإسماعيلي (ت 371 هـ) في [اعتقاد أئمة الحديث] ما نصه:
"والله بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم خلق آدم بيده ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء بلا اعتقاد كيف" اهـ
4. قال الإمام أبو سليمان الخطابي (ت 388 هـ) فيما رواه عنه الحافظ البيهقي في [الأسماء والصفات] ما نصه:
"إن الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة، فإن الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وعن صفاته منفية" اهـ
5. قال الإمام البغدادي (ت 429 هـ) في [الفرق بين الفرق] عن محمد بن كرام ما نصه:
"ولا يدري العاقل مماذا يتعجب أعن جسارته على اطلاق لفظ الكيفية فى صفات الله تعالى أم من قبح عبارته عن الكيفية بالكيفوفية" اهـ
6. قال الصابوني (ت 449 هـ) في الصفات فيما نقله عنه ابن عديم في [بغية الطلب في تاريخ حلب] ما نصه:
"واتقاء اعتقاد التكييف والتشبيه فيها" اهـ
وقال أيضًا:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ويشهد أن الله سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشه استواءَ غلبة كما بينه في كتابه في قوله تعالى: {إن ربكم الذي خلق السموات وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا} في آيات أُخر والرسول صلوات الله عليه وسلم تسليمًا ذكر فيما نقل عنه من غير أن يكيف استواءه عليه، أو يجعل لفعله وفهمه أو وهمه سبيلاً إلى إثبات كيفية، إذ الكيفية عن صفات ربنا منفية" اهـ
7. قال الحافظ البيهقي (ت 458 هـ) في [الاعتقاد] ما نصه:
"وأصحاب الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا -يعني المتشابه- ولم يتكلم أحد من الصحابة والتابعين في تأويله على قسمين: منهم من قبله وءامن به ولم يؤوله ووكل علمه إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه عنه، ومنهم من قبله وءامن به وحمله على وجه يصح استعماله في اللغة ولا يناقض التوحيد، وقد ذكرنا هاتين الطريقتين في كتاب "الأسماء والصفات" التي تكلموا فيها من هذا الباب" اهـ.
وقال أيضًا في نفس الكتاب:
"الباطن هو الذي لا يستولي عليه توهم الكيفية" اهـ
8. قال الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) فيما نقله عنه الذهبي في [تاريخ الإسلام] ما نصه:
"أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي، أنا محمد بن مرزوق الزعفراني: ثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال:
أما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها. وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته الله تعالى، وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، تعالى الله عن ذلك"
ثم قال:
"فإذا كان معلوم أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف" اهـ
9. قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني (ت 471 هـ) في [التبصير في الدين] ما نصه:
"وأن تعلم أنه لا يجوز عليه الكيفية والكمية و الأينية، لأن من لا مثل له لا يمكن أن يقال فيه كيف هو، ومن لا عدد له لا يقال فيه كم هو، ومن لا أول له لا يقال له ممَّ كان، ومن لا مكان له لا يقال فيه أين كان" اهـ
وقال أيضًا في نفس الكتاب:
"فقال -أي ابن كرام- باب كيفوفية الله فلا يدري العاقل مم يتعجب من لفظه الذي أطلقه أو من حسن معرفته بمواضع العربية وليت شعري كيف أطلق الكيفية عليه ولعله أراد أن يخترع من نفسه عبارة لم يسبق إليها تليق بعقله" اهـ
وقال:
"وقد جاء فيه عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أشفى البيان حين قيل له أين الله فقال إن الذي أيَّن الأينَ لا يقال له أين فقيل له كيف الله فقال إن الذي كيَّف الكيفَ لا يقال له كيف" اهـ
10. قال المتولي الشافعي (ت 478 هـ) في [الغنية في أصول الدين] ما نصه:
"والباري تعالى يتقدس عن التحديد والكيفية" اهـ
11. قال الغزالي الشافعي (ت 505 هـ) في [التبر المسبوك] ما نصه:
"وأنه تعالى منزّه عن الكيف والكم" اهـ
وقال أيضًا:
"لو قال القائل كيف يرى رب الأرباب في الآخرة، كان جوابه محالا لا محالة لأنه يسأل عن كيفية ما لا كيفية له، إذ معنى قول القائل كيف هو أي مثل أي شيء هو مما عرفناه، فإن كان ما يسأل عنه غير مماثل لشيء مما عرفه، كان الجواب محالاً ولم يدل ذلك على عدم ذات الله تعالى" اهـ
12. قال الإمام القشيري (ت 514 هـ) فيما نقله عنه ابن عجيبة في تفسيره [البحر المديد] ما نصه:
"وإذا رأوه لا يحتاجون إلى تحديق مُقلةٍ من جهةٍ، كما هم يَرَوْنه بلا كيفية" اهـ
13. وقال الشهرستاني (ت 548 هـ) في [الملل والنحل] ما نصه:
"فإنه كما يسلب عنه المادة يسلب عنه الصورة أعني الصورة الجسمية ويسلب عنه الكيفية والكمية والوضع والحيز والمكان والزمان" اهـ
14. قال أبو القاسم النيسابوري ما نصه:
"فإن قالوا: كيف يُدرك وجود الإله سبحانه. قلنا: لا كيفية للأزلي ولا حيث لهُ وكذلك لا كيفية لصفاته" اهـ
15. قال الإمام الرفاعي (ت 578 هـ) في [البرهان المؤيد] ما نصه:
"غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيفية ولا مكان" اهـ
16. وقال أيضًا في البرهان:
"مع تنزيه الباري تعالى عن الكيف وسمات الحدوث وعلى ذلك درج الأئمة" اهـ
17. قال ابن جهبل (ت 733 هـ) في [رسالته في نفي الجهة عن الله] رد فيها على ابن تيمي ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وقال سهل رضي الله عنه لا تطلعوا الأحداث على الأسرار قبل تمكنهم من اعتقاد أن الإله واحد وأن الموحد فرد صمد منزه عن الكيفية والأينية" اهـ
18. قال أبو الفتح الاسكندراني الوفائي الشافعي (ت 760 هـ) في [ترجمان الأشواق وروضة العشاق] ما نصه:
"الحمد لله الذي جل عن الكيف والأين" اهـ
19. قال الإمام الزركشي الشافعي (ت 794 هـ) في [البحر المحيط] ما نصه:
"لأن الإحاطة المقتضية للتكييف مستحيلة في حقه سبحانه فلا بد من هذا العلم الضروري لتصح الرؤية" اهـ
20. قال الحصني (ت 829 هـ) في [دفع شبه من شبّه وتمرّد] ما نصه:
"والرب سبحانه وتعالى لا مثل له ولا كيفية" اهـ
وقال أيضًا في الكتاب نفسه:
"الكيف من صفات الحدث وكل ما كان من صفات الحدث فالله عز وجل منزه عنه فإثباته له سبحانه كفر محقق عند جميع أهل السنة والجماعة" اهـ.
21. قال ابن حجر (ت 852 هـ) في [فتح الباري في شرح صحيح البخاري] ما نصه:
"ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف , ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم" اهـ
وقال في نفس الكتاب في معنى التوحيد:
"وقيل: سلبت عنه الكيفية والكمية فهو واحد في ذاته لا انقسام له" اهـ
22. قال الصفوري الشافعي (ت 894 هـ) في [نزهة المجالس] ما نصه:
"وقال يهودي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أين ربنا قال الذي أوجد الأين لا يسئل عنه بأين قال كيف ربنا قال رضي الله عنه كيَّف الكيف لا يسئل عنه بكيف قال متى كان ربنا قال ويحك ومتى لم يكن" اهـ
23. قال السيوطي الشافعي (911 هـ) في [الإتقان] ما نصه:
"صفات الذات لله التي لا يقع عليها التكييف" اهـ
24. قال القسطلاني (ت 923 هـ) في [شرحه على صحيح البخاري] ما نصه:
"فقوله: كيف غير معقول أي كيف من صفات الحوادث وكل ما كان من صفات الحوادث فإثباته في صفات الله تعالى ينافي ما يقتضيه العقل فيجزم بنفيه عن الله تعالى" اهـ
25. قال الشعراني الشافعي (ت 973 هـ) في [لطائف المنن والأخلاق] ما نصه:
"فإنه تعالى موصوف معروف من غير تكييف" اهـ
26. قال المناوي (ت 1031 هـ) في [فيض القدير] ما نصه:
" (إنكم) أيها المؤمنون (لن تروا ربكم) بأعينكم يقظة (عز وجل حتى تموتوا) فإذا متم رأيتموه في الآخرة رؤية منزهة عن الكيفية" اهـ
من المالكية
27. قال أبو طالب المكي (ت 386 هـ) في [قوت القلوب] ما نصه:
"ثم تسليم أخيار الصفات فيما ثبتت به الروايات وصح النقل، ولا يتأول ذلك ولا يشبه بالقياس والعقل، ولكن يعتقد إثبات الأسماء والصفات بمعانيها وحقائقها لله تعالى، وينفي التشبيه والتكييف عنها إذ لا كفؤ للموصوف فيشبه، ولا مثل له فيجنس منه، ولا نشبه ونصف، ولا نمثل ونعرف، ولا نكيف" اهـ
28. قال الباقلاني (ت 403 هـ) في [التمهيد] ما نصه:
"فإن قال قائل وكيف هو قيل له إن أردت بالكيفية التركيب والصورة والجنسية فلا صورة له ولا جنس فنخبرك عنه. وإن أردت بقولك كيف هو أي على أي صفة هو فهو حي عالم قادر سميع بصير. وإن أردت بقولك كيف هو أي كيف صنعه إلى خلقه فصنعه إليهم العدل والإحسان" اهـ
وقال أيضًا في الكتاب نفسه:
"قال تعالى: {الرحمن على العرش استوى} بغير مماسة وكيفية ولا مجاورة" اهـ
وقال:
"وقيل: سئل بعض أهل التحقيق عن الله عز وجل ما هو؟ فقال: إله واحد. فقيل له: كيف هو؟ فقال: ملك قادر، فقيل: له أين هو؟ فقال: بالمرصاد. فقال السائل: ليس عن هذا أسألك؟ فقال: الذي أجبتك به هو صفة الحق، فأما غيره فصفة الخلق. وأراد بذلك أن يسأله عن التكييف، والتحديد، والتمثيل، وذلك صفة المخلوق لا صفة الخالق، ولأن التفكر إذا تفكر في خلق السموات والأرض وخلق نفسه وعجائب صنع ربه، أداه ذلك إلى صريح التوحيد؛ لأنه يعلم بذلك أنه لا بد لهذه المصنوعات من صانع، قادر، عليم، حكيم {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} " اهـ
29. قال الشيخ أبو عمرو الداني (ت 444 هـ) في [الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات] ما نصه:
"واستواؤه جلّ جلاله علوّه بغير كيفية ولا تحديد ولا مجاورة ولا مماسة" اهـ.
30. قال ابن عطية المالكي (ت 541 هـ) في [المحرر الوجيز] ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وهو تعالى منزه عن الحواس والتشبيه والتكييف لا رب غيره" اهـ
31. قال القاضي عياض (ت 544 هـ) كما نقل عنه ابن حجر في [فتح الباري في شرح صحيح البخاري] ما نصه:
"ولا يصح تقدير كيفية قول الله لأن كلام الله لا يكيف" اهـ
وقال كما نقل عنه النووي في شرح صحيح مسلم ما نصه:
"واتفقوا على تحريم التكييف والتشكيل" اهـ
ثم قال في الموضع نفسه:
"ثم تسامح بعضهم بإثبات الجهة خاشيا من مثل هذا التسامح، وهل بين التكييف وإثبات الجهات فرق؟ " اهـ
32. قال القرطبي (ت 671 هـ) في [الإعلام بما في دين النصارى] ما نصه:
"لا يقال كيف يسمع الله كلام الخلق كذلك لا يقال كيف يسمع كلامه أحد من الخلق وكما لا يقال كيف يرى الله الخلق كذلك لايقال كيف يراه الخلق فإن الكيفية محال على الله تعالى وعلى صفاته من جميع الوجوه" اهـ
وقال في [الجامع لأحكام القرءان] ما نصه:
"وهو سبحانه منزه عن الحواس والتشبيه والتكييف، لا رب غيره" اهـ
33. قال القرافي المالكي (ت 684 هـ) في كتابه [الذخيرة] ما نصه:
"وقوله –أي مالك- والكيف غير معقول معناه أن ذات الله تعالى لا توصف بما وضعت العرب له كيف وهو الأحوال المتنقلة والهيآت الجسمية من التربع وغيره فلا يعقل ذلك في حقه تعالى لاستحالته في جهة الربوبية" اهـ
34. قال ابن الحاج المالكي (ت 737 هـ) في [المدخل] ما نصه:
"جل جلاله عن الصورة والكيفية" اهـ
35. قال الثعالبي المالكي (ت 876 هـ) في تفسيره المسمى [الجواهر الحسان في تفسير القرآن] ما نصه:
"والعقيدةُ أنه تعالَى منزهُ عن الحواسِّ والتشبيهِ والتكييفِ لا ربَّ غيره" اهـ
36. قال محمد بن أحمد المشهور بميّارة المالكي (ت 1072 هـ) في [الدر الثمين] ما نصه:
"بغير اتصال بالأجسام ولا تكييف بالذات والآلام وقيل ترجع في حقه تعالى إلى العلم وقيل بالوقف وهوأحسنها" اهـ
37. قال الزرقاني (ت 1122 هـ) في [شرح موطأ مالك] ما نصه:
" (عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا) اختُلف فيه فالراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا على طريق الإجمال منزهين لله تعالى عن الكيفية والتشبيه" اهـ
38. قال ابن عاشور المالكي (ت 1284) في [التحرير والتنوير] ما نصه:
"والمحبة التي يوصف الله بها مستعملة في لازم المحبة في اللغة تقريبًا للمعنى المتعالي عن الكيف وهو من معنى الرحمة" اهـ
من الحنفية
39. قال الإمام الماتريدي (ت 333 هـ) في [التوحيد] ما نصه:
"إن رؤية الله في الآخرة واجبة سمعًا بلا كيف فإن قيل كيف يُرى قيل بلا كيف إذ الكيفية تكون لذي صورة. بل يُرى بلا وصفِ قيامٍ وقعودٍ واتكاءٍ وتعلقٍ واتصالٍ وانفصالٍ ومقابلةٍ ومدابرةٍ وقصيرٍ وطويلٍ ونورٍ وظلمة وساكنٍ متحركٍ ومُماسٍ" اهـ
40. قال الكلاباذي (ت 380 هـ) في [بحر الفوائد] ما نصه:
"كذلك قبض النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه وبسطها عبارة عن قبض السماوات وجمعها فهو إشارة إلى المقبوض والمجموع لا حكاية عن يد الله التي هي صفة أزلية لله ليست بجارحة، ولا عضو، ولا جزء، ولا كيفية لها فيوصف بالقبض والبسط المفهوم عندنا كأيدي المحدثين تعالى الله عن أوصاف الحدث علوا كبيرا" اهـ
41. قال الإمام النسفي (ت 537 هـ) في [العقائد] ما نصه:
"ليس بعرض، ولا جسم، ولا جوهر، ولا مصوّر، ولا محدود، ولا معدود، ولا متبعض، ولا متحيز، ولا متركب، ولا متناه، ولا يوصف بالماهية، ولا بالكيفية ولا يتمكن في مكان، ولا يجري عليه زمان ولا يشبهه شىء" اهـ
42. قال إسماعيل حقي الحنفي (ت 1137 هـ) في تفسيره المسمى [روح البيان في تفسير القرءان] ما نصه:
"فإنه تعالى منزه عن الكيف والأين" اهـ
وقال في نفس الكتاب:
"وحيث ترى فى مرءاة القلب صورة أو خطر بالخاطر مثال وركنت النفس الى كيفيته فليجزم بأن الله بخلافه اذ كل ذلك من سمات الحدوث لدخوله فى دآئرة التحديد والتكييف اللازمين للمخلوقين المنزه عنهما الخالق" اهـ
والله أعلم وأحكم
الحمدلله و بعد
هذه النقول إما عن أشاعرة فلا يعتد بها أو فيها تحريف لمقصد بعض الأئمة السلفيين كالصابوني و غيره في قولهم: بلا تكييف
فما نقله صاحب المقال عن أهل العلم في نفي الكيفية لا يخلو من حالتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أن يكون القائل سلفياً من أهل الحديث - مثل الصابوني و الإسماعيلي و أضرابهما - و لكنهم حرّفوا كلامه كعادة أهل البدع
2 - أن يكون القائل أشعريا - مثل البغدادي و المتولي و الاسفراييني و أضرابهم - و هذا لا حجة في قوله على أنني سأذكر قول بعض الأشاعرة ممن أثبتوا مذهب السلف في أن الكيف مجهول و هو الذي يُفوّض و يجب التذكير ان المدعو خليل المخطوطات حاد عن أصل موضوعي و هو إثبات العلو لله تعالى , فحاد عن ذلك الى نقل موضوع عن أحد الأحباش الجهلة في تنزيه الله تعالى عن الكيفية , ظناً منه أن موضوعه حجة و ما درى المسكين أن عقيدة أهل السنة شامخة باسقة لا تتزعزع بكلام حشرات الضلالة و الأهواء.
و عودة الى نقض مقاله:
أما ما نُقل عن بعضهم ممن نفى الكيف فمقصده لا يخلو من أمرين:
1 - أن لا يقال كيف , و في نقل الإمام الترمذي توضيح إن شاءالله - سيأتي كلامه -
2 - أن لا يكيّف
أما ان يكون قصده ان الكيف غير موجود فهذا لم ينطق به سلفي واحد
ما معني قول السلف: بلا كيف؟
اي لا يقال عن صفاته تعالى: كيف هي؟
فنمر صفاته بلا كيف و نفوض علم ذلك لله تعالى - اي علم الكيفية و الكنه -
اما: بغير تكييف فالمقصود به عدم تكييف صفاته تعالى كما سبق و أوضحنا
والتكييف معناه أن يجعل لصفة الله جل وعلا كيفية، قد تكون هذه الكيفية معلومة المثال وقد لا تكون معلومة المثال فهي على ضربين:
1 - الضرب الاول:
مثلا: يجعل اتصاف الله جل وعلا باليد على مثال يعلمه، فيجعل الكيفية على نحو ما.
فيقول: استواء الله كيفيته كذا و كذا - مثلا و العياذ بالله -
و هذا التكييف الذي نهينا عنه لانه قول على الله بغير علم , و لهذا كان المشبهة مكيّفة يكيّفون صفات الله تعالى على ما يعرفونه من خلقه و كان من جملة المشبهة: المعطلة , لأنهم شبّهوا أولا ثم أرادوا نفي هذا التشبيه ففروا الى التعطيل فحازوا الضلال من الجانبين.
و الله تعالى ليس كمثله شيء فلا يجوز ذكر كيفية لصفاته تعالى
الضرب الثاني:
تكييفها بشيء على غير مثال ما.
و هذا كله ممنوع عند أهل السنة
و الكيفية هي كنه الشيء و حقيقته
اما استدلال المبتدعة بأن الكيف غير موجود فهذا من جهلهم و الرد عليهم يكون بنقل كلام اهل العلم من السلف رضوان الله عليهم و من تبعهم , و أيضا نقل كلام بعض الاشاعرة و الماتريدية
1 - قال الإمام الترمذي عند حديث: ((إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه .. ))
((قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث ما يشبهه هذا من الروايات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحاق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) أ. هـ
فالامام الترمذي عنده ان الامرار بلاكيف = اي لا يقال كيف , و هو نفس الامر الذي شرحته مسبقا
فلم يقل ان الكيف غير موجود كما يدّعي هؤلاء المبتدعة
2 - و قد سئل الامام الكبير ابن المبارك رضي الله عنه عن النزول ليله النصف من شعبان فقال: ((يا ضعيف ليلة النصف من شعبان وحدها؟ ينزل كل ليلة. فقال رجل: كيف ينزل؟ أليس يخلو المكان؟ فقال ينزل كيف شاء)) رواه الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث
فهاهو يثبت ان الله ينزل كيف شاء!!! فأثبت وجود الكيف للنزول!
فهل هو مجسّم؟؟؟
3 - قال الإمام حماد بن أبي حنيفة (ت:176): ((قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله عز وجل ((وجاء ربك والملك صفاً صفا))
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً وأما الرب فإنا لا ندري ما عني بذلك ولا ندري كيف مجيئة. فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئة، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفا ما هو عندكم!؟ قالوا: كافر مكذب. قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب)) رواه أبو عثمان الصابوني في عقيدة اصحاب الحديث وسنده صحيح.
فهاهو الامام حماد رحمه الله يقول لهم لم نكلفكم ان تعلموا كيف جيئته!
فهذا دليل على ان الكيف موجود و لكننا نفوّض علمه لله تعالى
4 - روى الدارقطني الشافعي في كتابه الصفات: قال أبو عبيدة: (( ... هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا شك فيه، ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه، وكيف ضحك؟ قلنا: لا يفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسره)) الصفات
فهاهو جعل الكيف من التفسير غير المعلوم , و هو ما نكل فيه العلم الى الله
و لو كان هذا تجسيما هل كان يقولها الامام ابو عبيدة؟؟؟
5 - قال الإمام الإسماعيلي في اعتقاد أئمة الحديث:
ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، خلق آدم بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف، وأنه عز وجل استوى على العرش، بلا كيف، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه. "اهـ
قلت: فهذا يبين مراده في قوله بلا كيف و مقصود الإسماعيلي: أي بلا سؤال كيف أو تكييف الإستواء فالله تعالى لم يذكر كيف كان إستواؤه فنكف عن ذلك و فيه الرد على النقل الذي حرّفه معناه صاحب الموضوع أعلاه
6 - قال شيخ الإسلام الصابوني الشافعي في عقيدة أصحاب الحديث:
" ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله. وكذلك يثبتون ما أنزله الله عز اسمه في كتابه، من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) وقوله عز اسمه: (وجاء ربك والملك صفأ صفا). وقرأت في رسالة الشيخ أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل جيلان أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) وقال: (وجاء ربك والملك صفا صفا) ونؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه إذ كنا قد أمرنا به في قوله عز وجل: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه، ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب) اهـ
و في هذا النقل فائدة فإن شيخ الإسلام الصابوني نقل كلام الإمام الاسماعيلي الذي قال ان الله تعالى لو شاء أن يبيّن كيفية المجيء و الإتيان لفعل ذلك و لكن كففنا عن الذي يتشابه و آمنا بالمحكم
و فيه رد على من ادعى ان الاسماعيلي يرى ان الكيف غير موجود , فهاهو يقول ان الله تعالى لو شاء أن يبين كيفية ذلك لفعل , فأثبت أن الكيف موجود و لكننا لا نعلمه فنكف عنه و لا نتطلبه
7 - و قال الصابوني أيضا:
" وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه وسمعت من حافده أبي طاهر رحمه الله تعالى.
باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول مع إثبات النزول
فنشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء - الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله عز وجل ولّى نبيه صلى الله عليه وسلم بيان ما بالمسلمين إليه " اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: فهاهو ينقل عن شيخ شيوخ أشياخه إمام الأئمة ابن خزيمة هذا النقل مرتضيا له
و فيه رد على من ادعى ان شيخ الإسلام الصابوني على عقيدة هؤلاء المبتدعة , و فيه فائدة أخرى إذ ان هؤلاء الجهمية يبدّعون إمام الأئمة و يسمون كتابه التوحيد بكتاب الشرك!!!
فهاهو شيخ الإسلام الصابوني ينقل منه مرتضيا له
8 - روى الإمام الأصبهاني الشافعي الشهير بقوّام السنة بسنده حديث الرؤية: ((إنكم تنظرون إلى ربكم كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر))
فقال رجل في مجلس يزيد بن هارون الواسطي: ((يا أبا خالد، ما معنى هذا الحديث؟))
فغضب وحرد وقال: ((ما أشبهك بصبيغ وأحوجك إلى مثل ما فعل به، ويلك، من يدري كيف هذا؟)) الحجة1/ 193
فهاهو الامام يزيد بن هارون يقول للرجل ان ما من احد يدري كيف هذا و لم يقل له ان الرؤية دون كيفية
9 - و قال الإمام السمعاني الشافعي رحمه الله في تفسيره:
" بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء يعني يدا الله مبسوطتان يرزق وينفق على مشيئته كيف يشاء قال أهل العلم ليس في هذا رد على اليهود في إثباتهم اليد لله - تعالى - وإنما الرد عليهم في نسبته إلى البخل وأما اليد صفة لله - تعالى - بلا كيف وله يدان وقد صح عن النبي أنه قال كلتا يديه يمين والله أعلم بكيفية المراد
تفسير السمعاني ج:2 ص:51
و كلامه واضح لا يحتاج الى تفسير
و الان أنقل شيئا من أقوال الاشاعرة و الماتريدية في إعترافهم بمذهب السلف في إن الكيفية مجهولة و هي التي نفوضها:
10 - قال ابن العربي المالكي الاشعري:
((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها - اي احاديث الصفات - معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة)) عارضة الاحوذي 3/ 166
اذن ابن العربي المالكي الاشعري مجسم عند هؤلاء المبتدعة!!! لانه يقول ان مذهب امامه مالك رضي الله عنه ان الكيفية - انظر هاهو يثبت الكيف! - مجهولة عند امامنا مالك!!!
11 - قال القرطبي الاشعري في تفسيره (عند كلامه على صفة الاستواء):
(وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها وهذا القدر كاف ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار.)
فانظر الى امانة القرطبي حين اشار الى ان السلف جهلوا كيفية الاستواء! و انظروا الى مقدار خيانة خلف الأشاعرة عندما ينكرون مذهب السلف و يحرّفون المقصود!
12 - ذكر الحافظ ابن حجر - و هو منسوب الى التمشعر - ان السلف (لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل، لكون العقول لها حد تقف عنده) فتح الباري 13/ 350
فهاهو يثبت ان السلف لم يخوضوا في الكيفية لأنها لا تُعلم بالعقل! و في هذا إقرار منه بأن مذهب السلف تفويض الكيفية و فيه الرد على المبتدعة.
فهل هو الاخر مجسم عندهم؟؟؟
13 - و قال الشيخ محمد أنور الكشميري الماتريدي الحنفي في العرف الشذي عند شرحه لحديث نزول الله تعالى الى سماء الدنيا كل ليلة:
: " واعلم أن المشابهات مثل نُزول الله إلى السماء الدنيا، واستواءه على العرش، فرأى السلف فيها الإيمان على ظاهره ما ورد إمهاله على ظاهره بلا تأويل وتكييف، ويفوض أمر الكيفية إلى الله تعالى
14 - و قال في موضع آخر:
" وأما تفويض السلف فيحتمل المعنيين:
أحدهما: تفويض الأمر إلى الله وعدم الإنكار على من تأول كيف ما تأول بسبب إقرارهم بعدم العلم.
ثانيهما: تفويض التفصيل والتكييف إلى الله تعالى والإنكار على من تأول برأيه وعقله ومرادهم هو الاحتمال الثاني لا الأول " اهـ كلامه
و كلامه واضح كل الوضوح!
فهل هو مجسم أيضا عند هؤلاء الجهمية؟؟؟
و بقيت نقولات عديدة و لكن فيما ذكرته كفاية ان شاءالله
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 02:54]ـ
"هذه أخبار أطلقت من هذا النوع توهم من لم يحكم صناعة العلم أن أصحاب الحديث مشبهة، عائذ بالله أن يخطر ذلك ببال أحد من أصحاب الحديث ولكن أطلق هذه الأخبار بألفاظ التمثيل لصفاته على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم
إنما هذا كلام أهل التخييل من الفلاسفة المشائين وأتباعهم من أمثالك الغاوين.
بل جاءت هذه الألفاظ على ما تعرفه العرب من لسانها، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}
وقال سبحانه: {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}
وقال: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا}
فكل ما جاء في القرآن إنما يفهم بمعناه الذي تعرفه العرب بلسانها وليس على سبيل التمثيل أيها الزنبيل، ولا يصرف عن ظاهر معناه إلا بدليل يا حثالة أهل التعطيل
وقال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
فكيف نعقله ونحن لا نعلم معناه وكيف نفقهه وما جاء فيه مجرد تمثيل، أجبني يا خليل المخابيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 02:54]ـ
أخي عيد فهمي
ما المقصود بالأين الذي سئلت عنه الجارية؟
وما المقصود بالأين المنفي في النقول أعلاه؟
ثم أنصحك أن لا تسلك المسلك الانفعالي في النقاش فإنه لا يفيد (ابتسامة)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 02:57]ـ
"إن الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة، فإن الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وعن صفاته منفية" اهبل الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه هو صدق رسول الله (ص) فيما أخبر به عن الله، ومن اعتقد غير ذلك كفر بلا خلاف، وقد قال (ص) في الحديث المتفق على صحته في وصف مشاهد يوم القيامة: «فَيَأْتِيهِمْ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ»
ولا عبرة بمن خالف رسول الله (ص)، بل نقول له: سحقًا سحقًا.
-
"فإن قال قائل وكيف هو قيل له إن أردت بالكيفية التركيب والصورة والجنسية فلا صورة له ولا جنس فنخبرك عنه. وإن أردت بقولك كيف هو أي على أي صفة هو فهو حي عالم قادر سميع بصير. وإن أردت بقولك كيف هو أي كيف صنعه إلى خلقه فصنعه إليهم العدل والإحسان" اهبل له صورة كما صح الحديث، وهى لا تشبه صورة المخلوقين، نؤمن بها كما جاءت ونفوض كيفها إلى الله؛ إذ القول في الصفات فرع عن القول في الذات، فإذا كنا لا نعلم كيف ذاته، فلا يمكن أن نعلم كيف صفاته.
-
"جل جلاله عن الصورة والكيفية" اهـ
بل جل جلاله أن تشبه صورته صورة المخلوقين، نصدّق بما جاء به الصادق الأمين، ولا نرد قوله لقول أمثالك يا خليل من المخبولين المنحرفين، وسحقا لمن كذب رسول رب العالمين، واتبع سبيل الضالين الغاوين، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
آمين
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 03:01]ـ
بارك الله في الشيخ عيد فهمي و نفع به
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:20]ـ
أخي خليل أنصحك بعدم التكلف
فإن رسول الله لم يعلم الأمة أن يتقعروا
فإذا قلت ما المقصود بالأين ..
فإنه اعتراض غير مباشر على الحديث الصحيح
عند مسلم .. وقد سأل الجارية وأقرها على جوابها
وهنا لو ذلت رقبتك توقيرا لله وتعظيما .. فحسبك أن تقف
كما قال تعالى"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة"
والجارية .. وهي جارية .. لم تسأل رسول الله ما المقصود بالأين.!
بل أجابت .. وأقرها رسول الله .. بل عدّ جوابها دليلا على إيمانها
وأمر بإعتاقها لتحقق شرط أنها رقبة مؤمنة ..
فتأمل ذلك وراجع نفسك
واسكت عما سكت عنه الأولون
والله المستعان
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:25]ـ
أقرها - صلى الله عليه وسلم - علي ما فهته مما أراده وعلى ما فهمه - صلى الله عليه وسلم - من جوابها.
وهذا هو محل النزاع بين الأشعرية والسلفية المعاصرة: وهو ما الذي يقصد - صلى الله عليه وسلم - بسؤاله، وما الذي تقصد الجارية بجوابها ... فافهموا
والحديث والسؤال بالأين وما المقصود به وما المقصود بالجواب هو محل النزاع فافهموا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:34]ـ
هذا الذي تدعيه تكلف .. وليس دليلا ..
وهو داخل في قوله تعالى"إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس"
بل هو أقرب لقوله تعالى"وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون"
فما أدراك أنه أقرها على فهمها لا على الحق؟!
ثم هل لو كان ظاهر كلامها خطأ .. أكان يتصور أن يقرها رسول الله على خطأ وباطل؟
ثم إنكم لا تقرون هذا الفهم .. وتسمون القائلين به حشوية ..
مع علمكم أنه مروي عن جماعة من الصحابة والتابعين والإجماع محكي عليه
نقله ابن عبد البر وغيره
ثم ما الفهم الذي عندك؟
إنك لست غير نافٍ ..
والنافي ليس على شيء ..
فكيف يصار لإنكار الحديث الصريح لتوهمات بسبب ما عشش في رأسك من كلاميات؟
ثم ما هو فهم رسول الله .. وما هو فهمها؟
وما الدليل؟
وكيف عرفت أن رسول الله أقرها لسذاجتها وسكت عن نصح الأمة في هذا الباب؟
كلامك لا يخلو من إساءة أدب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فلو كان السائل هو الرازي .. لقال لها أنت حشوية
فمدلول كلامك أن الرازي وأنت أحرص من رسول الله على بيان الحق
ثم رسول الله حينما يجيب فكلامه وحي للأمة
وليس للجارية بخصوصها!
وأرجو إن كنت منصفا ألا تستعمل كلمة سلفية معاصرة
فهذا لا يخلو من تدليس
فهل ابن المبارك السلفي القديم .. ينكر "الأين" .. مثلا؟
وماذا عن بقية السلف؟
والله المستعان(/)
ترجمة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله- بقلم ابنه طارق
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[04 - Dec-2006, مساء 08:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ العلامة صفي الرحمن المباركفوري
رحمه الله في سطور
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه جوانب موجزة من ترجمة علمٍ من أعلام أهل الحديث بالهند، الشيخ العلامة المحدث الفقيه صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
نسبه:
هو صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أكبر بن محمد علي بن عبد المؤمن بن فقيرالله المباركفوري الأعظمي.
ولادته:
ولد الشيخ في 6 يونيو 1943م حسب ما دون في شهادته الصادرة بقرية من ضواحي مباركفور وهي معروفة الآن بقرية حسين آباد، الواقعة في مقاطعة أعظم كده من إيالة أترابراديش.
أسرته:
تنتسب أسرة الشيخ إلى الأنصار وتعرف بهذا، ومن ينتسب إلى الأنصار كثيرون في الهند، ويزعم عامة هؤلاء ممن ينتمي إلى الأنصار هناك أنهم من ولد الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- والله أعلم.
تعليمه ودراسته:
تعلم في صباه القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة دار التعليم في مباركفور سنة 1948 م، وقضى هناك ست سنوات دراسية أكمل فيها دراسة المرحلة الابتدائية.
ثم انتقل إلى مدرسة إحياء العلوم بمباركفور في شهر يونيو سنة 1954 م، حيث بقي هناك خمس سنوات يتعلم اللغة العربية وقواعدها والعلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه وأصوله وغير ذلك من العلوم، حتى تخرج منها في شهر يناير سنة 1961م، ونال شهادة التخرج بتقدير ممتاز.
كما حصل على الشهادة المعروفة بشهادة «مولوي» في فبراير سنة 1959 م.
ثم حصل على شهادة «عالم» في فبراير سنة 1960م من هيئة الاختبارات للعلوم الشرقية في مدينة الله أباد بالهند.
ثم حصل على شهادة الفضيلة في الأدب العربي في فبراير سنة 1976م.
جوانب من سيرة الشيخ العلمية والدعوية:
بعد تخرجه من كلية فيض عام اشتغل بالتدريس والخطابة وإلقاء المحاضرات والدعوة إلى الله في مقاطعة «الله آباد» وناغبور.
ثم دعي إلى مدرسة فيض عام بمئو وقضى فيها عامين.
ثم درّس سنة واحدة بجامعة الرشاد في أعظم كده.
ثم دعى إلى مدرسة دار الحديث ببلدة مؤ في فبراير سنة 1966م، وبقى هناك ثلاث سنوات يدرس فيها، ويدير شؤونها الدراسية والداخلية نيابة عن رئيس المدرسين.
ثم نزل ببلدة سيوني في يناير سنة 1969م يدرس في مدرسة فيض العلوم، ويدبر جميع شؤونها الداخلية والخارجية نيابة عن الأمين العام ويشرف على المدرسين، إضافة إلى الخطابة في جامع سيوني، كما كان يقوم بجولات في أطرافها وضواحيها لإلقاء المحاضرات بين المسلمين ودعوتهم إلى تعاليم الإسلام وفق الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح، ومحذرا من الشرك والمحدثات في الدين، وقضى هناك أربعة أعوام دراسية.
ولما رجع إلى وطنه في أواخر سنة 1972م، قام بالتدريس في مدرسة دار التعليم، كما تولى إدارة شؤونها التعليمية، وقضى فيها سنتين دراسيتين.
ثم انتقل إلى الجامعة السلفية ببنارس بطلب من الأمين العام للجامعة سنة 1974م، واستمر بالقيام بالمسؤوليات التعليمية والتدريسية والدعوية فيها، لمدة عشر سنوات.
وفي تلك الفترة أعلنت رابطة العالم الإسلام بمكة المكرمة عقد مسابقة عالمية حول السيرة النبوية الشريفة، وذلك في المؤتمر الإسلامي الأول للسيرة النبوية الذي عقد بباكستان سنة 1976م , فقام الشيخ على إثر ذلك بتأليف كتاب «الرحيق المختوم» وقدمه للجائزة، ونال به الجائزة الأولى من رابطة العالم الإسلامي.
ثم انتقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ليعمل باحثا في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية عام 1409هـ. وعمل فيه إلى نهاية شهر شعبان 1418هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الدكتور عاصم القريوتي: وكان دور الشيخ المباركفوري رحمه الله في مجال السيرة النبوية متميزا خلال عمله في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية،وكان ذلك جليا في الخطط التي وضعت من قسم السيرة الذي كان ركنه الأساس، ومن خلال نقده وتقاريره للكتب والبحوث التي كانت تحال إليه في السيرة النبوية للتحكيم، كما كان له التقدير والاحترام من الباحثين في المركز المذكور ومن أهل العلم والمسؤولين في الجامعة الإسلامية بالمدينة.
ثم انتقل إلى مكتبة دار السلام بالرياض، وعمل فيها مشرفاً على قسم البحث والتحقيق العلمي إلى أن توفاه الله عز وجل.
من أهم مناصبه:
تولى الشيخ في حياته مناصب عدة أبرزها:
1 - تدريسه في الجامعة السلفية ببنارس الهند.
2 - عين أمينا عاما لجمعية أهل الحديث بالمركزية بالهند فترة من الزمن.
3 - عين باحثا في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
4 - تولى الإشراف على قسم البحث والتحقيق العلمي في مكتبة دار السلام بالرياض.
5 - كان رئيسا لتحرير مجلة "محدث" الشهرية باللغة الأردية بالهند.
مؤلفاته:
للشيخ مؤلفات عديدة في التفسير و الحديث النبوي و المصطلح والسيرة النبوية، والدعوة، وهي تربوا على ثلاثين كتاباً باللغتين العربية والأردية، ومن أشهرها وأهمها باللغة العربية:
1 - الرحيق المختوم: (وقد ترجم هذا الكتاب لأكثر من خمس عشرة لغة مختلفة.
2 - روضة الأنوار في سيرة النبي المختار.
3 - سنة المنعم في شرح صحيح مسلم.
4 - إتحاف الكرام في شرح بلوغ المرام.
5 - بهجة النظر في مصطلح أهل الأثر.
6 - إبراز الحق والصواب في مسألة السفور والحجاب.
7 - الأحزاب السياسية في الإسلام، وقد طبع من قبل رابطة الجامعات الإسلامية.
8 - تطور الشعوب والديانات في الهند ومجال الدعوة الإسلامية فيها.
9 - الفرقة الناجية خصائصها وميزاتها في ضوء الكتاب والسنة ومقارنتها مع الفرق الأخرى.
10 - البشارات بمحمد صلى الله عليه وسلم في كتب الهند والبوذيين.
11 - المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير.
وأما مؤلفاته باللغة الأردية فمن أهمها ما يلي:
12 - ترجمة كتاب الرحيق المختوم.
13 - علامات النبوة.
14 - سيرة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
15 - نظرة إلى القاديانية.
16 - فتنة القادياينية والشيخ ثناء الله الأمرتسرى.
17 - لماذا إنكار حجية الحديث؟
18 - إنكار الحديث حق أم باطل.
19 - المعركة بين الحق والباطل.
20 - الإسلام وعدم العنف.
المقالات:
وقد كتب الشيخ رحمه الله العديد من المقالات في موضوعات إسلامية مختلفة تبلغ المئات، وقد نشرت في مجلات وصحف مختلفة في بلاد متعددة.
تلاميذه:
للشيخ تلاميذ كثيرون من خلال تدريسه في مدارس الهند ومدارسها والجامعة السلفية ببنارس.
كما قرأ عليه عدد من طلبة العلم بالمملكة العربية السعودية كتباً عدة، إبان عمله بمركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالمدينة النبوية.
عنايته بالأسانيد:
امتاز علماء الهند بالعناية بالأسانيد والإجازات فيها، وكان للشيح عناية بذلك إقراءً وإجازةً، وممن قرأ على الوالد بالمدينة الشيخ المقرىء حامد بن أكرم البخاري والدكتور عبد الله الزهراني إذ قرآ أطرافاً من صحيح الإمام البخاري مع أطراف الكتب الستة. وأما من استجازه في الحديث الشريف وعلومه فكثيرون.
كما حصل للشيخ ما يعرف في مصطلح الحديث بالتدبيج مع الدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي، وذلك بإجازة كل منهما للآخر، وحصول الرواية لهما بذلك.
وفاته:
توفي الشيخ عقب صلاة الجمعة 10/ 11/1427هـ الموافق 1/ 12/2006م، في موطنه مباركفور أعظم كر – بالهند، بعد مرض ألَمَّ به، جعل الله ذلك كفارة له ورفعا لدرجته.
تغمد الله الشيخ بالرحمة الواسعة، وأدخله فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون
كتبها: طارق بن صفي الرحمن المباركفوري
الطالب بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية
وهذبها وأضاف إليها بعض الإضافات:
د. عاصم بن عبد الله القريوتي
-------------------
المصدر:
http://alsaha.fares.net/sahat?128@212.YoFzbN3EeVd.0@.3 ba97acd
ـ[طويلب علم سلفي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 05:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا و رحم الله الشيخ و أسكنه الفردوس الأعلى
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 06:06]ـ
رحمه الله وغفر له
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 06:39]ـ
7 - الأحزاب السياسية في الإسلام، وقد طبع من قبل رابطة الجامعات الإسلامية.
8 - تطور الشعوب والديانات في الهند ومجال الدعوة الإسلامية فيها.
9 - الفرقة الناجية خصائصها وميزاتها في ضوء الكتاب والسنة ومقارنتها مع الفرق الأخرى.
10 - البشارات بمحمد صلى الله عليه وسلم في كتب الهند والبوذيين.
هل تتوفر على النت؟(/)
لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، وفي الشريعة عصمة ووجاء ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2006, مساء 03:25]ـ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ....
يكثر الحديث عن هذه المسألة هذه الأيام على خلفية اقتراب موسم الحج ... وفي وسط خضم اطلاعي على استدلالات الفريقين تذكرت هذا الخبر ..
عن الهيثم بن عدي قال: قدمت امرأة من كَلبٍ شريفة مكة للحج-وكانت من أجمل النساء- فرآها عمر بن أبي ربيعة، فجعل يكلمها ويتبعها كل يوم، فتقول له: إليك عني! فإنك في حرم الله وفي أيام عظيمة الحرمة؛ فألح عليها، فخافت الفضيحة فقالت لزوجها ذات يوم:إني أحب أن أتوكأ عليك إذا رحت المسجد، فراحت متوكأة على زوجها، فلما أبصرها عمر ولى، فقالت على رسلك يا فتى:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له ........ وتتقي مَربِضَ المُستَثفِرِ الحامي
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Dec-2006, مساء 08:16]ـ
صدقت يا أبا فهر
تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتقي مَربِضَ المُستَثفِرِ الحامي
ومع كثرة الحوادث التي تقع بسبب التساهل في الخلوة أو السفر إلا أنَّ الفتاوى المرخِّصة تزداد
وكان الواجب أن تسير الأمور على العكس
فاستصلاح الناس أمرٌ ينبغي على المفتي مراعاته، كيف وظواهر جملة من النصوص تدلُّ على التشديد في هذا الباب
ـ[الرايه]ــــــــ[06 - Dec-2006, مساء 09:22]ـ
ومع كثرة الحوادث التي تقع بسبب التساهل في الخلوة أو السفر إلا أنَّ الفتاوى المرخِّصة تزداد
صدقت أخي الكريم
ويتعلق أصحاب هذه الفتاوى بالمتشابه، ولا يردونه للمحكم.
وياليت أن يقوم أحد طلبة العلم بتأليف رسالة في هذا المسألة شاملة لجميع ما يتعلق بها،
من ناحية: المفاسد التي حصلت ولا تزال من خلال الاحصائيات لهيئات الامر بالمعروف ونحوها،
وكذلك الكلام على هذه المسألة من الناحية الشرعية بتجلية هذه المسألة وتفنيد الشبه التي تحوم حولها.
وهكذا
وهذا ملخص لكلام أحد من يفتي بجواز السفر للمرأة دون المحرم
يستدل بالحديث الذي في صحيح البخاري
أن النبي – صلى الله عليه وسلم- أخبر عدي بن حاتم – رضي الله عنه-: "يا عدي: هل رأيت الحيرة؟ ".
قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها.
قال: "فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله"
يقول عدي: قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دعَّار طيء، ... فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله.
يقول
استدل به بعض أهل العلم على أن النهي عن سفر المرأة بغير محرم مخصص بالطريق المخوف، فإذا كان آمناً تأمن فيه المرأة على نفسها وعرضها أن يغتصبها مغتصب أو يغصب مالها ونحو ذلك فإنه يجوز لها أن تخرج بلا محرم، لكن مع نساء ثقات واستدلوا بهذا الحديث.
فكون هذا يقع ولا يظهر إنكاره من علماء المسلمين وعامتهم دليلٌ على أن النهي منوط بالخوف على نفس المرأة وعرضها، ومالها أن يعتدى عليه معتدٍ، ولو كان فعلها هذا حراماً لما ساقه النبي – صلى الله عليه وسلم- في حديثه إخباراً عن تمام النعمة بظهور منارات الإسلام واستتباب الأمن، فإن المنكر لا يناسب أن يُساق في هذا الباب،
فالذين استدلوا بهذا الحديث لم يستدلوا به؛ لأنه إخبار مجرد، بل كان استدلالهم بما يُشعر به هذا الخبر من جواز هذا الذي سيقع؛ لأنه مسوق في سياق الإخبار عن تمام النعمة باستتباب الأمن وظهور منارات الإسلام في أراضيه الواسعة،
وقد أجاب عن الاستدلال بهذا الحديث القائلون بعموم النهي عن سفر المرأة بدون محرم بأن هذا إخبار لا بيان حكم،
ويجاب عن هذا بأنه وإن كان خبراً لكنه يحمل معنى جواز ما سيقع؛ لأنه في سياق التذكير بنعمة الله بشيوع الأمن بعد الخوف وظهور راية الإسلام في الأرض المتباعدة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 02:13]ـ
وفقك الله أخي الراية
والأمر -كما ذكرت- بحاجة إلى عناية، وجمع للأدلة ومناقشتها
وإن شئتم فتحنا موضوعاً تجمع فيه أدلة المنع -وهي ظاهرة- ثم تذكر الأدلة التي يستدل بها على الجواز مع مناقشة كل دليل، فلا نخرج من دليل إلا بعد إتمام مناقشته
فما رأيكم؟
وبالنسبة للدليل الذي ذكرتموه فهو من أدلتهم، ومن أجوبته:
أدلة المنع صريحة، وهي مسوقةٌ لبيان الحكم
بينما هذا الدليل لم يُسق لبيان حكم سفر المرأة بلا محرم
وقد ذكر جمع من أهل العلم أنَّ الحديث المساق لبيان الحكم لا يُعارض بما لم يسق لبيان الحكم
فقد ذكر الحنفية ضمن استدلالهم على دخول وقت العصر بمصير ظل الشيء مثليه حديثَ عمل اليهود والنصارى إلى آخر النهار
وخالفوا ما جاء من أحاديثَ مساقة لبيان المواقيت، كحديث عبدالله بن عمرو وغيره.
وهل يمكن أن يقال في مثل هذا الاختلاف:
الجمع أولى من الترجيح!
بل الترجيح أولى من الجمع
بل يقال أيضاً: الاختلاف غير موجود أصلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 05:59]ـ
بارك الله فيكم
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 6/ 156:
وهذه قاعدة مطردة وهي: أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام، فإنه لا يرد باستنباط من نَصَّ آخر لَمْ يسق لذلك المعنى بالكلية، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث: «مثلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أجراء» - الحَدِيْث، ولا أحاديث: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» بقوله: «فيما سقت السماء العشر».
وقد ذكر الشَّافِعِيّ أن هَذَا لَمْ يسق لبيان قدر مَا يجب مِنْهُ الزَّكَاةِ، بل لبيان قدر الزَّكَاةِ، وما أشبه هَذَا.اهـ
ومن أعظم ما يدندن حوله من يفتي بالجواز النظر إلى مقصد المحرم وأنه لحماية المرأة فإذا كانت المرأة مع نساء من قريباتها أو غيرهن = أمن عليها ... إلخ.
وهذا فيه نظر:
فهو معارض للنصوص المحكمة الكثيرة في الباب التي ذكرت مطلق المنع مع أن وجود النساء في الأسفار السابقة كثير، ومع ذلك لم يوله الشارع أي اعتبار.
ولا يسلم أيضا بأن جماعة النساء يفين بمهام المحرم فالمرأة ضعيفة وبجهدها حماية نفسها وقيامها على حاجاتها، فماذا لو مرضت المرأة أو تعبت وأغمي عليها فسقطت أو ... الخ = من سيساعدها ويقوم عليها؟!
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 05:13]ـ
جزاكم الله خير
وهذا جاوب لسماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
من البرنامج الإذاعي (نور على الدرب)
السؤال: تقول بالنسبة يا فضيلة الشيخ لسفر المرأة مع طفل عمره السابعة أو الثامنة في الطائرة هل يعتبر هذا الطفل محرم؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
يقول العلماء رحمهم الله إنه يشترط في المحرم أن يكون بالغاً عاقلاً لأن هذا هو الذي يمكنه صيانة المرأة وحمايتها والمدافعة عنها وهو الذي يوجب هيبتها عند الناس
أما الطفل الصغير فإنه لا يغني المرأة شيئاً ولهذا لا يجوز للمرأة أن تسافر مع محرمٍ صغير بل عليها أن تختار محرماً بالغاً عاقلا كما قال ذلك أهل العلم رحمهم الله
والعجب أن بعض النساء اليوم يتهاون بالسفر في الطائرة بحجة أن الطائرة مملوءة بالركاب وأن المسافة قريبة وأنها سوف تشيع من البلد الذي سافرت منه وتستقبل في البلد الذي توجهت إليه ولكن هذا تهاون وتساهل في حدود الله عز وجل وذلك لأن هذه المرأة سوف يودعها من يشيعها من المطار إذا دخلت صالة الاجتماع فإذا دخلت صالة الاجتماع فقد تتأخر الطائرة عن السفر في الموعد المحدد وربما تلغى الرحلة للأحوال الجوية أو لعطلٍ فني أو لما أشبه ذلك فمن الذي يردها إلى أهلها ثم إذا قدرنا أن الطائرة أقلعت فهل نضمن مائة بالمائة أن تهبط في المطار الذي قصدته ربما يعتريها خلل فني ترجع الطائرة من أثناء الطريق أو تذهب إلى مطارٍ أقرب من المطار الذي قصدته وربما تحدث أحوالاً جوية تمنع الطائرة من الهبوط في المطار الذي قصدته
وإذا قدرنا أن هذا قد انتفى وأنها هبطت الطائرة في المطار المعين المقصود فهذا المحرم الذي كان بصدد أن يقابلها هل نحن نضمن أن تتم المقابلة مائة بالمائة ربما يصيب هذا المحرم مرض لا يستطيع معه الحضور إلى المطار ربما ينام ربما تتعطل السيارة في أثناء الطريق ربما يحصل زحام في الطريق وأشياء كثيرة يحتمل أن تقع وتمنع وصوله إلى المطار ثم إذا قدرنا أن كل هذا انتفى فمن الذي يكون إلى جانبها في الطائرة قد يكون إلى جانبها رجلٌ غير مأمون
فالمسألة خطيرة وإذا قدرنا أن مثل هذا لا يقع إلا واحد في العشرة يعني عشرة في المائة فإن الشرع له نظرٌ بعيد في حماية الأعراض واجتناب الأخطار لا سيما في مثل هذه الأمور التي تعتبر فتنة
فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء) (وأخبر أن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا وفتنة الكفار في النساء وفتنة بعض المسلمين كذلك في النساء فالمسألة خطيرة وإنني أحذر أخواتي وأولياء أمورهن من التهاون بهذا الأمر العظيم وأقول وإن رخص بعض العلماء في مثل ذلك فالمرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد (خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة قال فيها لا تسافر امرأةٌ إلا مع ذي محرم فقام رجلٌ فقال يا رسول الله إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا وإن امرأتي خرجت حاجة قال انطلق فحج مع امرأتك) هكذا أعلن ولم يستثن شيئاً فإن قال قائل إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعلم حدوث مثل هذه الوسائل في المواصلات السريعة التي أمنها كثير قلنا إن قدرنا أنه لم يعلم بذلك فإن الله تعالى قد علم به ولم ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم وحياً يستثني مثل هذه الحالات على أن قول الله تعالى (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلف ما لا تعلمون) توحي بأن هناك أشياء ستحدث لا نعلمها تركب وهذا هو الواقع فإذا كنا نحن نفهم هذا الفهم من كلام الله فرسول الله صلى الله عليه وسلم أقوى منا فهماً وأشد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 11:18]ـ
وإن شئتم فتحنا موضوعاً تجمع فيه أدلة المنع -وهي ظاهرة- ثم تذكر الأدلة التي يستدل بها على الجواز مع مناقشة كل دليل، فلا نخرج من دليل إلا بعد إتمام مناقشته
فما رأيكم؟
لمَ لا يكون هذا المقال نواة لذلك، وتكمل مباحثه هنا؟.
إن رأيتم ذلك، نفع الله بكم، وأحسن إليكم.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 09:29]ـ
بارك الله فيكم ..
طيب إذا كان السفر مع مجموعة نساء ومعهن محارمهن سوى واحدة ... فما الحكم في ذلك ..
يعني مثل سفر المرأة مع عماتها وأولادهن وبناتهن؟
ـ[العرب]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 10:04]ـ
فوائد جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[13 - Jan-2009, صباحاً 10:11]ـ
لو سافرت أمرأة بمحرم مقعد أعمى. لصح عند الجميع سفرها ومن المعلوم عقلا أنه لا يستطيع توفير الحماية والأمن لها.
القائل بالجواز هم ثلة من أئمة أهل العلم والورع ولا ينبغي رميهم بالتساهل
. وحكى ابن حزم إجماع الصحابة على جواز سفر المرأة بغير محرم للحج، وذكر انه قول ابن عمر وعائشية، وليس لهما مخالف من الصحابة , ونقل ابن حجر إجماع الصحابة في عهد عمر على الجواز.
وقد رأيت بعض الفضلاء هنا يعمل بقاعدة (اعتقد ثم استدل)(/)
البيئة وأثرها في التربية
ـ[أبو أسامة]ــــــــ[06 - Dec-2006, صباحاً 11:01]ـ
البيئة وأثرها في التربية
من العوامل المؤثرة في تربية الناشئة – أيضا – البيئة، ويقصد بها: جميع العوامل الخارجية التي تؤثر في الكائن الحي من بدء نموه، أي من اللحظة التي يتم فيها الحمل، وهذه البيئة - كما يعرفها الباحثون - تشمل كل العوامل المحيطة بالإنسان: من مظاهر مادية، وأنماط حياتية، وأوساط اجتماعية وثقافية ... إلخ.
وعلى هذا؛ فإن البيئة لا تقتصر على البيئة الاجتماعية التي تشمل النظم الاجتماعية التي تحيط بالفرد من المنزل والمدرسة والمهنة والشعائر الدينية والمعتقدات والأفكار والأعراف والرأي العام واللغة والأدب والفن والعلم والأخلاق فحسب؛ بل يمتد الحديث عن البيئة ليشمل جميع ما يحيط بالطفل منذ كونه جنينا في بطن أمه.
فالطفل وهو جنين في بطن أمه يشكل رحمُ الأم بالنسبة له بيئةً يتفاعل معها هذا الجنين وتؤثر هذه البيئة في تكوينه، فإذا ولد الطفل واجه ظروفا طبيعية واجتماعية ونفسية، وهذه بيئة أخرى بالنسبة للطفل.
فيتأثر الطفل بالبيئة الجغرافية التي تتمثل في المناخ وما تشتمل عليه الأرض ظاهرها وباطنها، وموقع البلد بالنسبة للجبال والأنهار والبحار والبحيرات وما يتصل بهذه الأمور، فإن هذا يؤثر تأثيرا كبيرا في ألوان الناس وجسومهم وعقولهم وأخلاقهم وميولهم وعاداتهم؛ «فمثلا سواد البشرة في سكان المناطق الحارة لم يكن طبيعيا في أصولهم، وإنما اكتسبوه اكتسابا تحت تأثير البيئة الجغرافية، وأصبح مع تقادم الزمن صبغة وراثية تتناقلها الفروع عن الأصول، وكانت بعض القبائل البُدائية في البيرو يغيرون أشكال رءوس أولادهم بعد ولادتهم بعمليات تدليكية خاصة، ومع تقادم الزمن أصبحت هذه الصفة وراثية، وأصبح نسلهم يولد مشوه الرأس».
وكذلك البيئة الاجتماعية العامة التي تتمثل في حضارة الأمة وتقاليدها ونظمها وعرفها العام، تكتنف الإنسان منذ نشأته، فتتجه بتربيته وجهة معينة، وتشكل ميوله وجسمه وعقله وخلقه تشكيلا خاصا يلائم طبيعته.
وهكذا يمكن القول بأن محددات النمو والشخصية الإنسانية إنما ترجع إلى تفاعل «العوامل الوراثية المختلفة مع عوامل البيئة، وتختلف صفات الفرد اختلافا بينا في مدى تأثرها بتلك العوامل المختلفة:
فالصفات التي لا تكاد تتأثر بالبيئة تسمى: الصفات الوراثية الأصلية، وأهمها: لون العين، ولون ونوع الشعر ... إلخ.
والصفات التي تعتمد في جوهرها على البيئة، ولا تكاد تتأثر بالموروثات تسمى: صفات مكتسبة، ومن أهمها: الخلق والمعايير الاجتماعية والقيم.
والصفات التي ترجع في جوهرها إلى الوراثة، وتتأثر بالبيئة تأثرا يتفاوت في مداه بين الضعف والشدة، تسمى: صفات وراثية بيئية».
وقد أكدت الدراسات النفسية أن البيئة تؤثر تأثيرا كبيرا في الفرد، وتحدث تغييرات عميقة في سلوكه؛ ومن ثم فإنك قد تجد طفلين متساويين في الإمكانيات الجسمية والخصائص الذاتية، ومع ذلك ينموان بطريقة مختلفة تماما؛ بسبب اختلاف طبيعة البيئة التي نشأ فيها كل منهما، وقد أُجريت في هذا الصدد تجربة على مجموعة كبيرة من الأطفال بلغ عددهم (1528) طفلا، جميعهم كانوا يتمتعون بنسبة ذكاء أعلى من (135)، فإنه قد ظهر من متابعة هؤلاء الأطفال عندما وصلوا إلى منتصف أعمارهم أنهم لم يكونوا جميعا على قدر سواء في حياتهم العملية: بل انتحر منهم خمسة عشر شخصا، وأصبح منهم ثلاثة عشر فردا من مدمني الخمور، ودخل منهم ستة السجن؛ لارتكابهم الجرائم، وأصبح لدى ثمانية وعشرين منهم ميول جنسية شاذة، وطلق مائتان وواحد وسبعون منهم زوجاتهم مرة أو أكثر من مرة؛ وهو ما يشير إلى تدخل عوامل بيئية أثرت على مجرى حياة هؤلاء الناس.
ومن هذا يظهر أن «هناك مجموعة كبيرة من العوامل يمكن الرجوع إليها في تفسير نمو وارتقاء شخصية الطفل، وهذه العوامل تجمع بين العوامل الوراثية والبيئية معا».
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التأثير البيئي في الفرد وتفاعله مع العوامل الوراثية أمر تقره السنة النبوية، وقد نبهت على ما ينبغي اتخاذه لخلق بيئة صالحة للناشئة، بدءا من البيئة المحيطة بالجنين في بطن أمه ثم البيئة المحيطة به في طفولته وشبابه حتى وفاته؛ بحيث يمكن القول بأن السنة قد وضعت من التدابير ما يصلح جميع النواحي البيئية بمفهومها الواسع الذي ينظر إليه علماء النفس الآن؛ حيث يقصدون بكلمة البيئة: «النتاج الكلي لجميع المؤثرات التي تؤثر على الفرد من بداية الحمل حتى الوفاة»، وتوضيح ذلك فيما يلي:
التدابير الإسلامية لخلق بيئة صالحة للجنين أثناء الحمل:
تأثير البيئة في الكائن البشري يبدأ بمجرد إتمام عملية التخصيب، وقد أكدت ذلك الدراسات التي أجريت في مجال علم النفس التجريبي، كما ثبت أن الأمراض التي تصاب بها الأم أثناء الحمل تؤثر على نمو الطفل، «وتدلنا نتائج الدراسات المختلفة المعلنة من خلال الطب الوقائي العام على ما تحدثه الانفعالات الشديدة التي تتعرض لها الأم أثناء الحمل، أو ما يمكن أن تتعرض له الأم من أنواع الأشعة العلاجية، أو تتعاطاه من مخدرات، أو خمور، أو تدخين، أو أدوية هرمونية، أو مهدئات؛ فإن كل هذه المؤثرات وغيرها لها تأثيراتها على المحيط الكيميائي للجنين، وتتحكم في نموه وتكوينه داخل الرحم».
وفي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – الذي رواه الشيخان في الرجل الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَرِّض بنفي ولده لأنه أسود، وقوله صلى الله عليه وسلم له: «لعل ابنك نزعه عرق» - ما يشير إلى تنبيه السنة النبوية إلى تأثير البيئة الداخلية (رحم الأم) في تكوين الجنين؛ بحيث يكتسب هذا الجنين داخل الرحم صفات مخالفة للصفات الوراثية.
ومن يرجع إلى تعاليم الإسلام يجدها قد شرعت من التدابير والإجراءات ما يحافظ على سلامة هذه البيئة الداخلية للجنين من أية أضرار؛ حيث حرمت على الأم تناول الخمور وغيرها مما يضر بها.
كما أباح الإسلام للمرأة الفطر في رمضان، إذا كان في صيامها إضرار بجنينها؛ فقد روي الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك – رجل من بني عبد الله بن كعب – قال: أغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يتغدى فقال: «ادْنُ فكُلْ». فقلت: إني صائم، فقال: «ادن أحدثك عن الصوم - أو الصيام -: «إن الله تعالى وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحامل أو المرضع الصوم أو الصيام».
وفي هذا تنبيه منه صلى الله عليه وسلم إلى أهمية مراعاة التغذية المناسبة للحامل؛ لأن ذلك يؤثر في جنينها.
كما كفل الإسلام للمرأة الحامل جوا أُسَرِيًّا يشع مودة ورحمة؛ ليحافظ على انفعالاتها متزنة هادئة؛ فلا تضر بالجنين، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم: 21].
التدابير الإسلامية لخلق بيئة نفسية صالحة للطفل بعد ولادته:
جو المودة والرحمة الذي أشارت إليه الآية الكريمة السابقة، هو الأساس الذي تقوم عليه البيئة الصالحة التي يعدها الإسلام للطفل.
فالإنسان قد لا يملك أمر مجتمعه الكبير، ولا قدرة له على تغييره، ولكن يملك أمر نفسه وبيته، فإذا أقام أسرته على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يسمع الطفل إلا كل خير، ولا يصل إلى أذنه سباب أو شتائم، ويتربى في جو تشيع فيه المودة والرحمة وتوحيد الله جل وعلا - فإن هذا يكون له أكبر الأثر في تنشئة الطفل تنشئة سليمة.
فالإسلام يعمل على أن تكون البيئة النفسية للطفل بيئة مفعمة بالحب؛ لأنه لكي يشعر الطفل بالحب إزاء العالم؛ عليه أن يعيش ذلك الحب في أسرته؛ فهي مجتمعه الصغير. وللإسلام وسائله المتعددة في التعبير عن الحب للطفل، ومن ذلك: تقبيله، ومعانقته، وحمله، والدعاء له، وإبداء روح العطف والحنو عليه؛ فالإسلام يرى أن الطفل في حاجة إلى أن يكون محبوبا مقبولا من الوالدين والآخرين، بغض النظر عن جنسه (ذكر أو أنثى)، ويوجب أن تكون استجابة الوالدين نحو الطفل - أيا كان جنسه - استجابة طيبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالوالدان في الإسلام عليهما أن يغمرا أولادهما بالحنان والشفقة؛ ليوفرا لهم بيئة نفسية سوية تترك تأثيرا إيجابيا في طبائعهم؛ ولهذا ذم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الصِّنف من الآباء الذين لا يشيعون جو الألفة والمحبة بينهم وبين أطفالهم بتقبيلهم ومداعبتهم ونحو ذلك؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قَبَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد، ما قبلت منهم أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لا يَرحم لا يُرحم».
وروى ابن عساكر عن أنس – رضي الله عنه – قال: «كان صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالصبيان والعيال» (ذكره الهندي في كنز العمال (18490)، وأصله في صحيح مسلم (4/ 1808) كتاب الفضائل، باب: رحمته ? بالصبيان والعيال)
وفي مقابل ذلك نجده صلى الله عليه وسلم يثني على امرأة رحمت صغارها، وبشرها برحمة الله تعالى لها؛ فعن أنس – رضي الله عنه – قال: جاءت امرأة إلى عائشة - رضي الله عنها – فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت كل صبي لها تمرة، وأمسكت لنفسها تمرة، فأكل الصبيان التمرتين، ونظرا إلى أمهما، فعمدت إلى التمرة فشقتها، فأعطت كل صبي نصف تمرة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته عائشة، فقال صلى الله عليه وسلم: «وما يعجبك من ذلك؟! لقد رحمها الله برحمتها صبييها» (رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد).
وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على القرشيات؛ لما تميزن به من الحنان على الأولاد؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده» (رواه الشيخان).
وهكذا تَلقَى البيئة النفسية كل رعاية الإسلام واهتمامه؛ لتأثيرها القوي الدائم في الطبيعة الإنسانية، وفي تشكيل شخصية الفرد وتحديد أنماط سلوكه في مواقف الحياة المختلفة.
التدابير الإسلامية لخلق بيئة اجتماعية صالحة للطفل:
أكدت الدراسات النفسية على الآثار السلبية الجسمية للعزلة الاجتماعية للأطفال؛ حيث تتسبب تلك العزلة في تخلف هؤلاء الأطفال عقليا، وزيادة مستوى غبائهم كلما تقدمت بهم السن في ظل تلك العزلة الاجتماعية.
وفي هذا ما يوضح جانبا من جوانب الروعة في منهج التربية النبوية الذي عمل على توثيق علاقة الطفل بالمجتمع؛ فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسمح للأطفال بحضور مجالس الكبار، فكان الصحابة يحرصون على اصطحاب أطفالهم إلى هذه المجالس؛ ليحصلوا الفائدة المعرفية والاجتماعية التي تعينهم على مواجهة المستقبل الحياتي الذي ينتظرهم، فهذا عمر – رضي الله عنه - يصطحب ابنه إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري عن ابن عمر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخبروني عن شجرة مَثَلُها مَثَلُ المسلم، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ولا تحت أوراقها؟»، فوقع في نفسي: النخلة، فكرهت أن أتكلم وثَمَّ أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هي النخلة».
وكما شجع الإسلام على مخالطة الصغار للكبار؛ ليتعلموا من خبراتهم، شجع أيضا على مخالطة الصغار للصغار، لكنه يضع ذلك كله في إطار يسيرُ بهذه الخلطة في طريقها الصحيح؛ من خلال التوجيه إلى اختيار الرفقة الصالحة، والالتزام بالعادات الإيجابية في مخالطة الآخرين، نحو: ملاقاة الآخرين بالبشاشة والابتسام، وعدم إفشاء أسرارهم، وعدم التطفل عليهم بالتدخل فيما لا يعني المرء، إضافة إلى ممارسة التناصح، والمشاركة في أعمال البر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتشاور، والأخذ على يد الظالم ... إلى غير ذلك من الآداب الإسلامية المنظمة للاجتماع مع الآخرين.
وفي ضوء ذلك يجب على المربين أن يغرسوا في الناشئة الآداب الإسلامية التي بها يُدْرَك معنى الحق ومعنى الواجب ومعنى التعاون، ويدرك معنى مفاهيم الدين، ومفهوم العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان.
ويمكن للوالدين أن ينميا بعض الخصائص البناءة الإيجابية في نفس الطفل، مثل: الكرم، والشجاعة، والإيثار، ومساعدة الآخرين والتعاون معهم، وإعانة الضعفاء والمرضى والعجزة، وذلك بضرب الأمثلة العملية من حياة الوالدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يمكن لكافة الجهات التربوية بدءا من الأسرة ومرورا بالمدرسة وأجهزة الإعلام أن تتعاون فيما بينها على تدريب الناشئة وتربيتهم؛ كي تدفعهم باتجاه إيجاد العلاقات الاجتماعية السليمة التي تعود بالخير والتقدم على الأمة والإنسانية بكاملها بالخير والرفعة.
التدابير الإسلامية للحفاظ على كيان الأسرة التي تحتوي الطفل:
الأسرة هي الخلية الأولى التي يتكون منها نسيج المجتمع؛ فبناؤها بناء للمجتمع كله، وفي صيانتها ونجاحها صيانة المجتمع ونجاحه، وفي فسادها وانحلالها فساد المجتمع وانحلاله، والأسرة هي الوسط الطبيعي الذي يتعهد الإنسان منذ بداية حياته؛ وهي أساس الترابط والمشاعر والتعاون، ومنها تنشأ شبكة العلاقات والصلات في المجتمع، بل منها تنشأ شبكة العلاقات المتوالدة في البشرية كلها.
ولهذا اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بالأسرة وتكوينها والحفاظ على كيانها، فوضع لها من التدابير ما يحافظ على هذا الكيان، ومن أهم هذه التدابير ما يلي:
أولا: جعل الإسلام أساس الأسرة هو الزواج؛ تمشيا مع الفطرة البشرية، وتنظيما لطبيعة الإنسان في شقيها المادي والروحي، وتحقيقا لوسطية الإسلام؛ حتى تكون الأسرة ميثاقا يُلزم كلاًّ من طرفي الأسرة بأداء واجبه تجاه الآخر وتجاه ما سينشأ عن هذه الأسرة من أطفال، ويَحُول دون تَحَوُّل العلاقة بينهما إلى مجرد متعة فقط، قال تعالى: {وأخذن منكم ميثاقا غليظا} [النساء: 21]. وإذا كانت العلاقة بين الزوجين هكذا موثقة مؤكدة، فإنه لا ينبغي الإخلال بها ولا التهوين من شأنها.
ثانيا: جعل الإسلام الزوج والزوجة سواء في الاعتبار البشري، وفي شئون الدنيا والدين، فكلا الزوجين راعٍ وكلاهما مسئول عن رعيته. واعتبار المساواة الصحيحة بين الزوج وزوجته في الحقوق والواجبات، إنما هو في حدود ما يحفظ للرجل كرامته ومكانته، وفي إطار ما تراعَى فيه قدرة المرأة وطاقاتها واستعدادها؛ ولذا يقول الله تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة} [البقرة: 228]. فلهن حسن المعاشرة، وكفالة الحق المادي والمعنوي، وتبادل الرأي والمشورة، مع مراعاة جانب الحب والإعزاز والتضحية والإيثار؛ وبذلك يصبح البيت المسلم جنة وارفة الظلال، قوامه العدل والرحمة والمنطق والتعقل، وجدرانه قوية التحصين في الداخل والخارج، آمنة من عوامل الزعزعة والأثرة والاضطراب، التي تسبب التلاشي والزوال.
ثالثا: جعل الإسلام كلا من الزوجين مسئولا عن قوام الأسرة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها» (رواه الشيخان).
وقد حدد الإسلام مسئولية كل من الزوجين تجاه الآخر وتجاه الأولاد:
فالأب مسئول عن السعي لجلب الرزق، والإنفاق على الزوجة والولد، وتأمين ما تحتاجه الأسرة من طعام وشراب ... إلخ، مع الحرص على أن يكون سعيه مشروعا، بعيدا عن المحرمات والشبهات. ومن مسئولياته – أيضا – أن يُعِدَّ أسرته للحياة الإسلامية الواعية، وأن يصون بناءها عما يؤدي إلى تفككه وانحلاله.
وإذا كان الرجل هو المسئول الأول عن الأسرة، وهو الراعي والمرجع، فإن الجانب التنفيذي الأهم يكون من مسئولية المرأة؛ لأنها – من حيث الفطرة – مهيأة لهذه المسئولية، بل إن كل إمكاناتها وخصائصها تدل على أنها متخصصة في ذلك، وأن التربية ورعاية الأبناء والعناية بالأسرة هي مسئوليتها وواجبها واختصاصها الطبيعي.
رابعا: جعل الإسلام القوامة في الأسرة للأب أو الزوج؛ لأنه الأقدر على ذلك؛ قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34]، وليست هذه القوامة تشريفا للرجل بقدر ما هي مسئولية ملقاة على عاتقه في تحمل قيادة الأسرة، والسير بها إلى بر الأمان؛ فإن مكان الأب على رأس الأسرة وقيامه بدور القيادة الحقيقية والتوجيه لكل أفرادها - إنما هو مسئولية خطيرة في استقرار الأسرة، وقيامها كخلية سليمة في بناء المجتمع المسلم؛ فالأب هو الذي يضع أسرته في المجتمع ويحدد موقف أفرادها ودورهم في البناء الاجتماعي، ويظل دور الأب في المنهج الإسلامي سليما لا تهزه التيارات الفاسدة؛ لأنه قائم على قيم ثابتة ومعايير سلوكية محددة، يؤصلها الإسلام بمنهجه التربوي حتى لا يفقد دوره في الضبط
(يُتْبَعُ)
(/)
الاجتماعي وتوجيه الفكر والسلوك.
خامسا: أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا؛ وذلك للحفاظ على كيان الأسرة، وتلافي ما قد ينشأ من خلافات بين الرجل والمرأة قد تؤدي إلى انحلال الأسرة وتفككها؛ حيث تشير أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما عليه طبيعة المرأة وتكوينها النفسي والجسمي، بما تحتاج بسببه إلى الرعاية والرفق، واحتمال الزوج منها ما لا يرضاه أحيانا، يقول صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا؛ فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا» (رواه الشيخان). وفي بعض الروايات: «المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج» (رواه البخاري).
سادسًا: دعا الإسلام كلا الزوجين إلى خلق جو من المودة والألفة بينهما؛ قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم: 21]؛ ولا شك أن شيوع المودة والرحمة بين الزوجين من أكبر العوامل التي تساعد على استقرار الأسرة؛ والحفاظ على كيانها.
سابعا: بين الرسول صلى الله عليه وسلم الطريق إلى إصلاح حال المرأة إذا بدا منها تقصير أو نشوز؛ بحيث يمكن تدارك الأمر قبل أن يؤدي إلى انفصام عُرا الأسرة؛ فيقول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، فإنْ أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. ألا إن لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقا: فأما حقكم على نسائكم: فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذَنَّ في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن» (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
ثامنا: كره الإسلام الطلاق الذي يؤدي إلى تفكك الأسرة، وانفصام عُرا الحياة الزوجية التي يريد لها الإسلام الاستقرار، ويحرص على ذلك، ويجعله غاية من غاياته؛ حيث إن «عقد الزواج إنما يعقد للدوام والتأبيد إلى أن تنتهي الحياة؛ ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهدا يأويان إليه، وينعمان في ظلاله الوارفة، وليتمكنا من تنشئة أولادهما تنشئة صالحة؛ ومن أجل هذا كانت الصلة بين الزوجين من أقدس الصلات وأوثقها ... وكل أمر من شأنه أن يوهن من هذه الصلة، ويضعف من شأنها فهو بغيض إلى الإسلام؛ لفوات المنافع، وذهاب مصالح كل من الزوجين».
ومما يدل على كراهية الطلاق في الإسلام، ما روي عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبغض الحلال إلى الله - عز وجل - الطلاق» (أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي)(/)
قصة عجيبة وقعت لإمام مسجد، وفوائد وعبر منها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 06:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على المبعوث رحمة للعالمين .. أما بعد:
فإن القصَصَ لها تأثير كبير في نفس سامعها، ولذا قال الله تعالى {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
وقال تعالى: {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}
وقال تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}.
ففي القصة عبرة وعظة ومتعة، ولذا أصبحت فنا من فنون الأدب.
ذكر الحافظ ابن كثير البداية والنهاية ج: 11/ 89، في ترجمة الخليفة العباسي المعتضد
قصة عجيبة هذا نصها:
ذكر القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن شيخ من التجار قال: كان لي على بعض الأمراء مال كثير فماطلني ومنعني حقي، وجعل كلما جئت أطالبه حجبني عنه، ويأمر غلمانه يؤذونني؛ فاشتكيت عليه إلى الوزير؛ فلم يفد ذلك شيئا، وإلى أولياء الأمر من الدولة = فلم يقطعوا منه شيئا، وما زاده ذلك إلا منعا وجحودا.
فأيست من المال الذي عليه، ودخلني هَمٌ من جهته، فبينما أنا كذلك، وأنا حائر إلى من أشتكي إذ قال لي رجل: ألا تأتي فلانا الخياط إمام مسجد هناك؟
فقلت: وما عسى أن يصنع خياط مع هذا الظالم،وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه؟
فقال لي: هو أقطع، وأخوف عنده من جميع من اشتكيت إليه؛ فاذهب إليه لعلك أن تجد عنده فرجا.
قال: فقصدته غير محتفل في أمره، فذكرت له حاجتي، ومالي، وما لقيت من هذا الظالم.
فقام معي فحين عاينه الأمير قام إليه وأكرمه واحترمه، وبادر إلى قضاء حقي الذي عليه فأعطانيه كاملا من غير أن يكون منه إلى الأمير كبير أمر! غير أنه قال له: ادفع إلى هذا الرجل حقه و إلا أذّنت؛ فتغير لون الأمير، ودفع إلى حقي.
قال التاجر: فعجبت من ذلك الخياط مع رثاثة حاله وضعف بنيته كيف أنطاع ذلك الأمير له،
ثم إني عرضت عليه شيئا من المال، فلم يقبل مني شيئا، وقال: لو أردت هذا لكان لي من الأموال ما لا يحصى فسألته عن خبره؟ وذكرت له تعجبي منه، وألححت عليه،
فقال: إن سبب ذلك أنه كان عندنا في جوارنا أمير تركي من أعالي الدولة وهو شاب حسن فمر به ذات يوم امرأة حسناء قد خرجت من الحمام، وعليها ثياب مترفة ذات قيمة، فقام إليها وهو سكران، فتعلق بها يريدها على نفسها ليدخلها منزله، وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها: يا مسلمين أنا امرأة ذات زوج، وهذا الرجل يريدني على نفسي، ويدخلني منزله، وقد حلف زوجي بالطلاق أن لا أبيت في غير منزله، ومتى بت ها هنا طلقت منه، ولحقني بسبب ذلك عار لا تدحضه الأيام ولا تغسله المدامع!
قال الخياط: فقمت إليه فأنكرت عليه، وأردت خلاص المرأة من يديه فضربني بدبوس في يده؛ فشج رأسي، وغلب المرأة على نفسها، وأدخلها منزله قهرا، فرجعت أنا فغسلت الدم عنى، وعصبت رأسي وصليت بالناس العشاء، ثم قلت للجماعة: إن هذا قد فعل ما قد علمتم، فقوموا معي إليه لننكر عليه، ونخلص المرأة منه، فقام الناس معي، فهجمنا عليه داره، فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم العصي والدبابيس يضربون الناس، وقصدني هو من بينهم، فضربني ضربا شديدا مبرحا، حتى أدماني وأخرجنا من منزله، ونحن في غاية الإهانة فرجعت إلى منزلي، وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع، وكثرة الدماء، فنمت على فراشي، فلم يأخذني نوم، وتحيرت ماذا أصنع حتى أنقذ المرأة من يده في الليل؛ لترجع فتبيت في منزلها حتى لا يقع .. الطلاق!
فألهمت أن أؤذن الصبح في أثناء الليل لكي يظن أن الصبح قد طلع فيخرجها من منزله فتذهب إلى منزل زوجها فصعدت المنارة، وجعلت أنظر إلى باب داره، وأنا أتكلم على عادتي قبل الأذان، هل أرى المرأة قد خرجت، ثم أذنت فلم تخرج، ثم صممت على أنه إن لم تخرج أقمت الصلاة حتى يتحقق الصباح؛
فبينا أنا أنظر هل تخرج المرأة أم لا؟
إذ امتلأت الطريق فرسانا ورجالة وهم يقولون: أين الذي أذن هذه الساعة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت: ها أنا ذا، وأنا أريد أن يعينوني عليه فقال: انزل فنزلت، فقال: أجب أمير المؤمنين فأخذوني، وذهبوا بي لا أملك من نفسي شيئا حتى أدخلوني عليه، فلما رأيته جالسا في مقام الخلافة ارتعدت من الخوف، وفزعت فزعا شديدا فقال: ادن، فدنوت فقال لي: ليسكن روعك، وليهدأ قلبك، وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي.
فقال: أنت الذي أذنت هذه الساعة؟
قلت: نعم يا أمير المؤمنين.
فقال: ما حملك على أن أذنت هذه الساعة، وقد بقي من الليل أكثر مما مضى منه؛ فتغر بذلك الصائم والمسافر والمصلي وغيرهم؟!
فقلت: يؤمنني أمير المؤمنين حتى أقص عليه خبري؟
فقال: أنت آمن. فذكرت له القصة قال: فغضب غضبا شديدا، وأمر بإحضار ذلك الأمير والمرأة من ساعته على أي حالة كانا!
فأحضرا سريعا فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة من جهته ثقات، ومعهن ثقة من جهته أيضا، وأمره أن يأمر زوجها بالعفو والصفح عنها والإحسان إليها، فإنها مكرهة ومعذورة،
ثم أقبل على ذلك الشاب الأمير فقال: له كم لك من الرزق؟ وكم عندك من المال؟ وكم عندك من الجوار والزوجات؟
فذكر له شيئا كثيرا.
فقال: له ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك؟! حتى انتهكت حرمة الله، وتعديت حدوده، وتجرأت على السلطان، وما كفاك ذلك أيضا، حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف، ونهاك عن المنكر؛ فضربته وأهنته وأدميته، فلم يكن له جواب؛ فأمر به فجعل في رجله قيد، وفي عنقه غل ثم أمر به فأدخل في جوالق [وعاء] ثم أمر به، فضرب بالدبابيس ضربا شديدا حتى خفت! ثم أمر به فألقي في دجلة! فكان ذلك آخر العهد به!
ثم أمر بدرا صاحب الشرطة أن يحتاط على ما في داره من الحواصل والأموال التي كان يتناولها من بيت المال،
ثم قال لذلك الرجل الصالح الخياط: كلما رأيت منكرا صغيرا كان أو كبيرا ولو على هذا! ـ وأشار إلى صاحب الشرطة ـ؛ فأعلمني، فإن اتفق اجتماعك بي، و إلا فعلى ما بيني وبينك الأذان؛ فأذن في أي وقت كان، أو في مثل وقتك هذا.
قال: فلهذا لا آمر أحدا من هؤلاء الدولة بشيء إلا امتثلوه ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه خوفا من المعتضد، وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن!. اهـ.
هذا القصة العجيبة الغريبة، وإن لم يتحقق ثبوتها إلا أن فيها عبرا كثيرة منها:
* الحذر من معاملة الكبراء، والظلمة، ومَن لا يستطيع المرء إخراج حقه منهم.
* خبث هذا الأمير، وبخله، فبدلا من أن يعطيه حقه، ويشكره فعل ما فعل من أذيته، والتهرب منه، وهذا ـ مع الأسف ـ انتشر الآن، فقل من يفي من غير مماطلة مما سبب قلة المعروف بين الناس.
* قول الرجل فأيست من المال .. الخ
غلط فعلى المسلم أن لا ييأس من رحمة الله، وعليه أن يلح في الدعاء، ويكثر الالتجاء إلى الله حتى يرفع عنه البلاء قال تعالى: {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (87) سورة يوسف.
* يؤخذ من رفض إمام المسجد (الخياط) أخذ المال الذي عرض عليه التاجر ..
عِظَمُ شأن هذا الرجل، وزهده في الدنيا، وتعففه عن المال، وابتغاؤه ثواب الله بهذا الجاه الذي حصل له من الله.
* في القصة: (فمرت به امرأة حسناء)
يؤخذ منه أن خروج المرأة غير متحجبة بالحجاب الشرعي، وظهور شيء من محاسنها يغري بها أهل الفساد، والمجون ويُعرضها للفتن، وهذا مشاهد، فيندر أن يتعرض الفساق للمرأة المحتشمة.
* في القصة (عليها ثياب مترفة ذات قيمة)
أن خروج المرأة بالثياب الرفيعة، وإظهارها زينتها في الملبس = سبب للافتتان بها.
فانظروا إلى بعض ما يلبس النساء اليوم من العباء المخصر والمزركش ..
هل هذا ستر؟ أليس القصد من هذا اللباس ستر المفاتن فما باله أصبح الفاتن!
* أن خروج المرأة لوحدها يعرضها للمخاطر خصوصا إن كانت شابة ذات هيئة، ويلاحظ أنه لا يكفي أن تخرج معها امرأة مثلها، أو صبي؛ لأنهم لا يغنون عن أنفسهم شيئا، فعن غيرهم أولى، وهذا مع الأسف منتشر في الأسواق، والمستشفيات، وغيرها ..
* أن الخمر أم الخبائث، فهذا الرجل لما سكر تعدى الحرمات جهارا، ولم يراع أحدا ولم يخش عاقبة فعله؛ لأنه لا عقل له.
* لما تعلق هذا الرجل بالمرأة قالت: يا مسلمين .. الخ
(يُتْبَعُ)
(/)
انظروا في الشدة نادت المسلمين؛ لينقذوها، وينصروها، وقد كانت قبل قليل سببا لفتنتهم بها، بل ربما لو نُصحت لردت بقبيح من القول ـ كما تفعله بعضهن ـ، وفي الشدة لا ينفعها إلا الناصح.
* قول المرأة حلف زوجي بالطلاق .. الخ
عجيب أمر هذا الزوج يتركها تخرج، وحدها متبرجة بكامل الزينة، ثم يحلف عليها بالطلاق! غلط على غلط، والحلف بالطلاق منكر، وقد انتشر عند بعض الناس لأتفه الأسباب وقد قال الله تعالى: (ولا تتخذوا آيات الله هزواً).
وأمثال هذا الزوج اليوم كثير مما ضعفت أو ماتت غيرتهم فلا دين ولا مروءة.
* قالت المرأة: (ولحقني بسبب ذلك عار لا تدحضه الأيام ولا تغسله المدامع .. الخ).
هذا حق حمانا الله وإياكم، فلم يعرض الإنسان نفسه، وأهله للفتن والشر، ويعتاد السلامة، فإنه إذا وقع المكروه ـ نسأل الله السلامة ـ لا ينفع الندم.
* وجوب إنكار المنكر بحسب الاستطاعة كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ".
وعليه فلا ينتقل من مرتبة الإنكار باليد إلى اللسان مع القدرة، فإن فعل فهو مقصر، وهكذا من مرتبة اللسان إلى القلب مثل الأب في بيت أهله ..
* قول إمام المسجد (الخياط): (ثم صليت بالناس العشاء ثم قلت للجماعة .. الخ.)
يستفاد منه أن الإنسان إذا لم يستطيع أن يمنع المنكر بنفسه ينتقل إلى من يعينه على إزالته، و يجوز أن يستعدي عليه من له قدرة على التغيير، ولا يسكت، ويقول: أديت الذي عليّ.
* قوله (فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم)
عجيب هذا الرجل يهان مرتين، ويضرب، وتخرج منه الدماء، ومع ذلك لم ييأس؛ لأن باله مشغول بتغيير المنكر، فمن منا إذا رأى منكراً اهتم له مثل هذا؟! الله المستعان.
* قوله: (فألهمت أن أؤذن الصبح ... )
على الإنسان أن يفعل وسعه لرفع الظلم، ودفع المنكر، ويجتهد في ذلك.
وأن الإنسان إذا عمل ما يستطيع فقد أعذر عند الله، ولا يؤاخذ بذنب غيره، وإنما المشكلة السكوت على المنكر.
* حكمة الخليفة في ملاطفته للرجل حتى يذهب عنه الخوف .. فعل هذا ليعرف الباعث له على هذا الفعل، وهذا مهم في حل المشكلة، ولم يدفعه للجلادين، والمحققين ليخرجوا منه الاعتراف بالقوة.
* من حكمة الخليفة أنه بين لإمام المسجد (الخياط) ما يترتب على آذانه الفجر قبل نصف الليل فقال: فتغر الصائم، والمسافر، والمصلي .. الخ.
فلم يكتف هو بمعرفة الخطأ، ثم المحاسبة عليه، بل أعلمه وجه غلطه، وما ترتب على فعله من أضرار ..
وهكذا ينبغي للآباء، والمربين إذا شاهدوا خطأ أن يبينوا للمخطئ وجه الخطأ = حتى يتركه عن اقتناع، و إلا سيعود إليه إن غِبت عنه، ويتركه فقط من أجلك.
* حكمة الخليفة عندما قال إمام المسجد (الخياط) يؤمنني أمير المؤمنين: فقال مباشرة أنت آمن ..
* قوة الخليفة وعدله وانتصاره لمحارم الله عندما غضب وأمر أن يحضروا مباشرة ..
* حكمة الخليفة عندما بعث بالمرأة مباشرة مع نساء، ورجل ثقات من عنده، وأمْرِهِ زوجها بالصفح عنها؛ لأنها مكرهة.
* حكمة الخليفة في مخاطبة الأمير الفاسق، وتقريره بنعم الله عليه من الأموال، والجوار، والنساء؛ فكفر بنعمة الله، وتعدى محارم الله، وحدوده، وتجرأ على السلطان عندما تعرض للمرأة في الشارع أمام الناس من غير خوف، ولا حياء، وتجرأ على من أمره بالمعروف، ونهاه عن المنكر .. فقد جمع بين أنوع من القبائح، ولذا لم يكن منه جواب، فكان لا بد من عقوبة قاسية تناسب من بلغ هذه المرتبة من الفساد والجرأة.
* إيقاع العقوبة الشديدة والتنكيل برؤوس الفساد سبب في إقلاع بقية الناس، فلما عاقب الخليفة هذا الأمير بهذه العقوبة انزجر بقية الأمراء، ولذا لم يحتج الرجل أن يؤذن أبدا!
* تمكين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومساندتهم = سبب في زوال كثير من المنكرات، وسلامة سفينة المجتمع من الغرق. قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون).
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - Dec-2006, صباحاً 09:03]ـ
جميل جدا يا شيخ عبدالرحمن
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - Dec-2006, مساء 02:32]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب عبد الرحمن، كم نسعد بفوائدكم ...
وبدا لي أمور أحب أن أضعها بين يديكم:
(قول الرجل فأيست من المال .. الخ
غلط فعلى المسلم أن لا ييأس من رحمة الله، وعليه أن يلح في الدعاء، ويكثر الالتجاء إلى الله حتى يرفع عنه البلاء قال تعالى: {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (87) سورة يوسف.)
أحسب أن الاستدلال بهذه الآية في هذا السياق لا يستقيم، وإلا فهناك فرق بين الإياس من الناس والإياس من الله – عزوجل - ... .
(عجيب أمر هذا الزوج يتركها تخرج، وحدها متبرجة بكامل الزينة)
الذي في القصة (امرأة «حسناء» قد خرجت من الحمام، وعليها «ثياب مترفة ذات قيمة»)
وليس فيها أنها (متبرجة بكامل زينتها)
وينتَبه إلى (فقام إليها «وهو سكران») ..
(قوله: (فألهمت أن أؤذن الصبح ... )
على الإنسان أن يفعل وسعه لرفع الظلم، ودفع المنكر، ويجتهد في ذلك.)
أحسب أن هذا الباب يحتاج إلى ضبط ..
(* وجوب إنكار المنكر بحسب الاستطاعة ... )
أخشى أن يُفهَم عنكم أنكم تقولون بأن القصة يستفاد منها وجوب إنكار المنكر ... ، وإلا فاستنباط الأحكام لا يكون إلا من الأدلة الشرعية ... .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[12 - Dec-2006, صباحاً 09:55]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Dec-2006, مساء 04:53]ـ
(قول الرجل فأيست من المال .. الخ
غلط فعلى المسلم أن لا ييأس من رحمة الله، وعليه أن يلح في الدعاء، ويكثر الالتجاء إلى الله حتى يرفع عنه البلاء قال تعالى: {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (87) سورة يوسف.)
أحسب أن الاستدلال بهذه الآية في هذا السياق لا يستقيم، وإلا فهناك فرق بين الإياس من الناس والإياس من الله – عزوجل - ... .
بارك الله فيكم
لكن لو تاملتَ ما ذكرتُ من جعل التعلق بالله في إرادة تحصيل المقصود (المال) والدعاء ... الخ = لوافق أصل سياق قصة يعقوب عليه السلام. والله أعلم.
(عجيب أمر هذا الزوج يتركها تخرج، وحدها متبرجة بكامل الزينة)
الذي في القصة (امرأة «حسناء» قد خرجت من الحمام، وعليها «ثياب مترفة ذات قيمة»)
وليس فيها أنها (متبرجة بكامل زينتها)
وينتَبه إلى (فقام إليها «وهو سكران») ..
بارك الله فيكم
أخذت متبرجة من وصفها بالحسن، فظاهره أنه رآها فوصف ما شاهد.
وأخذت: بكامل الزينة من وصفه لثيابها بأنها «ثياب مترفة ذات قيمة» فالظاهر أنه وصف ما شاهد أيضا.
(قوله: (فألهمت أن أؤذن الصبح ... )
على الإنسان أن يفعل وسعه لرفع الظلم، ودفع المنكر، ويجتهد في ذلك.)
أحسب أن هذا الباب يحتاج إلى ضبط ..
لا شك. ويكون ذلك بالضوابط المقررة في هذا الباب.
(* وجوب إنكار المنكر بحسب الاستطاعة ... )
أخشى أن يُفهَم عنكم أنكم تقولون بأن القصة يستفاد منها وجوب إنكار المنكر ... ، وإلا فاستنباط الأحكام لا يكون إلا من الأدلة الشرعية ... .
أحسنت، وقد ذكرت بعد هذه الكلمة ما روى مسلم وهو الشاهد إذ أن هذه القصة تطبيقا عمليا لما أرشد له المصطفى صلى الله عليه وسلم ... وقد ذكرت في أول الموضوع أن المراد من نقل هذه القصة هو أخذ العبرة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Dec-2006, مساء 09:15]ـ
شيخنا الحبيب
أولا: قلتَ (قول الرجل فأيست من المال .. الخ غلط فعلى المسلم أن لا ييأس من رحمة الله ... ) الخ
ماذا تقول في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}؟. {اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ} يعني: أيست الرسل.
هل يستقيم أن تُنزِل عليهم – صلوات ربي وسلامه عليهم -، ما أنزلته على الذي قال: (أيست من مالي أن أسترجعه)؟
والأمثلة كثيرة، وإلا فهذا مثال.
ــ
ثانيًا: ليست كل امرأة حسناء «متبرجة»!
في الصحيح (عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته، وكان الفضل رجلا وضيئا، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم للناس يفتيهم، وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطفق الفضل ينظر إليها، وأعجبه حسنها).
السؤال: هل نقطع بأن هذه الحسناء كانت كاشفة عن وجهها؟ بله أن تكون (متبرجة)؟!
يقول العلامة الشنقيطي – رحمه الله –:
(جمال المرأة قد يُعرَف، وينظر إليها لجمالها وهي مختمرة؛ وذلك لحسن قدِّها وقوامها، وقد تعرف وضاءتها وحسنها من رؤية بنانها فقط كما هو معلوم (!)؛ ولذلك فسر ابن مسعود – رضي الله عنه - {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] بالملاءة فوق الثياب كما تقدم. ومما يوضح أن الحسن يُعرَف من تحت الثياب قول الشاعر:
طافت أمامة بالركبان آونة ... يا حسنها من قوام ما ومنتقبا
فقد بالغ في حسن قوامها، مع أن العادة كونه مستورًا بالثياب لا منكشفًا) انتهى موضع الشاهد
شيخنا الحبيب
ليست كل حسناء متبرجة، وليست كل متبرجة حسناء، فهناك (امرأة حسناء جميلة، وهي مع ذلك مؤمنة بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الصالحات). أنظر ما بين قوسين في البداية والنهاية لابن كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إنّ الإجماع العملي منعقد (على عدم تبرج نساء المؤمنين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى ستر أبدانهن وزينتهن، حتى انحلال الدولة العثمانية في عام 1342، وتوزع العالم الإسلامي وحلول الاستعمار فيه). قاله بكر أبو زيد في حراسة الفضيلة.
وبهذا يُعرَف لماذا قلتُ (وينتَبه إلى (فقام إليها «وهو سكران») فأريد أن أقول: أن الذي دعاه إلى القيام إليها ليس تبرجها كما يُتوهّم، وإنما حالة السُّكر المتلبّس بها – نعوذ بالله من عمل يقرب من سخطه -.
أما ما جاء في القصة من أن المرأة كان عليها (ثياب مترفة ذات قيمة)
(ثياب)
(مترفة)
(ذات قيمة)
ماذا؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 01:43]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ماذا تقول في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}؟. {اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ} يعني: أيست الرسل.
هل يستقيم أن تُنزِل عليهم – صلوات ربي وسلامه عليهم -، ما أنزلته على الذي قال: (أيست من مالي أن أسترجعه)؟
والأمثلة كثيرة، وإلا فهذا مثال.
هذه الآية مشكلة، وفيها كلام مشهور للسلف يراجع في الطبري وابن كثير وغيرها.
وينظر للمعنى الذي ذكرتُه كتاب التوحيد باب قوله تعالى {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} وينظر شروحه كفتح المجيد والقول المفيد.
وهذا كلامي:
قول الرجل فأيست من المال .. الخ
غلط فعلى المسلم أن لا ييأس من رحمة الله، وعليه أن يلح في الدعاء، ويكثر الالتجاء إلى الله حتى يرفع عنه البلاء قال تعالى: {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
يقول العلامة الشنقيطي – رحمه الله –:
(جمال المرأة قد يُعرَف، وينظر إليها لجمالها وهي مختمرة؛ وذلك لحسن قدِّها وقوامها، وقد تعرف وضاءتها وحسنها من رؤية بنانها فقط كما هو معلوم (!)؛
. ومما يوضح أن الحسن يُعرَف من تحت الثياب قول الشاعر:
طافت أمامة بالركبان آونة ... يا حسنها من قوام ما ومنتقبا
فقد بالغ في حسن قوامها، مع أن العادة كونه مستورًا بالثياب لا منكشفًا) انتهى موضع الشاهد
قصة الخثعمية فيها كلام كثير أيضا، وهناك روايات يفهم منها أنها كاشفة.
وغاية ما ذكره العلامة الشنقيطي أنه قد يعرف ... لكن الأصل أنه لا يعرف إلا بالنظر في وجهها؛ إذ الحسن عند الإطلاق منصرف إليه.
والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 04:46]ـ
الله المستعان!
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 08:09]ـ
الله المستعان!
الشيخان الفاضلان أبا عبدالله السديس وأشرف بن محمد
وفقكما الله وجزاكما خيراً وشكر لكما حواركما
وهو لايعدو اختلافاً في فهم قصة، وكلا الفهمين له ما يعضده
نفع الله بكما
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 11:04]ـ
الامر المهم في نظري بما ان الاذان عبادة مقيدة بوقت هل يعتبر فعل ذلك الشخص جائز اي الاذان في اي وقت؟؟؟
ـ[رحال المدينة]ــــــــ[15 - Mar-2007, صباحاً 11:42]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن على اتخافنا بهذه القصة ولو اكتفيت بسياقها لكان أحسن!
وجزى الله الشيخ أشرف على تعقيبه وملوحظاته الطيبة!
ـ[سيد أحمد]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 08:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من الممكن ان أعرف مكان قصة يوسف
ـ[سيد أحمد]ــــــــ[15 - Mar-2007, مساء 08:24]ـ
أريد أن أعرف قصة يوسف عليه الصلاة والسلام
ـ[الورد الجوري]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 12:14]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 12:40]ـ
أريد أن أعرف قصة يوسف عليه الصلاة والسلام
زهر الكمام في قصة يوسف عليه السلام
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1312
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 09:34]ـ
زهر الكمام في قصة يوسف عليه السلام
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1312
جزاك الله خيرا وضاعف لك الأجر. كنت بحاجة ماسة لمثل هذا.
ـ[الذود عن حمى الإسلام]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 03:56]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه القصة ....
وجزاكم الله خيراً كثيراً على هذا التعليق الطيب الذي أبرز أهم عناصر القصة والمستفاد منها.
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 12:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
لماذا يكثر الفقهاء والنحويون من التمثيل بـ (زيد) و (عمرو) ?.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - Dec-2006, مساء 04:16]ـ
الإخوة الأكارم /
كنتُ أتأمل في سبب التمثيل الدائم بـ (زيد) و (عمرو).
- وهل هما شخصيتان حقيقيتان؟!.
- هل للتمثيل بهما سبب معين أو حادثة عارضة جعلت منهما مثالا متداولا ومشتهرا؟.
- ولماذا يُقتصر عليهما غالبا في كُتب الفقه، والنحو وغيرهما؟.
فبحثتُ، فوجدتُ أن الدكتور / محمد السبيهين قد تعرض للسؤال عند شرحه لمتن الآجرومية، ولعلي أنقل لكم ما قال.
قال الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الرحمن السبيهين وفقه الله تعالى عند شرحه لمتن الآجرومية (باب العطف):
(قال المؤلف -رحمه الله تعالى- بعد أن ذكر حروف العطف: (فإن عطفت على مرفوع رفعت أو على منصوب نصبت أو على مخفوض خفضت أو على مجزوم جزمت , تقول: قام زيد وعمرو ورأيت زيداً وعمراً ومررت بزيد وعمرو وزيد لم يقم ولم يقعد).
بسم الله الرحمن الرحيم
أما التمثيل بزيد وعمرو , فسبق أن بينت لماذا يكثر النحويون من التمثيل بزيد وعمرو فإن كان هذا سبق أن قلته فلعلي أكتفي بهذا.
بعض الناس يسألون , يقولون:
لماذا يلحُّ النحويون على التمثيل بزيد وعمرو؟.
والجواب:
أن علم النحو أو كتب النحو هي علم تطبيق وتمثيل، ولا تكاد يخلو موضوع أو مسألة، بل لا تكاد تخلو صفحة من كتب النحو من أمثلة قد تصل إلى عشرة أو أكثر أحياناً.
ولذلك هم محتاجون إلى الإختصار ومحتاجون إلى الأسماء المختصرة، وأكثر الأسماء اختصاراً ما تكون من ثلاثة أحرف، وأفضل أو أسهل الكلمات ما كان السكون فيها.
هذه الثلاثة الأحرف لا يمكن تسكين الحرف الأول لأن العربي لا يبدأ بساكن ولا يبدأ بالحرف الأخير لأنها محل الإعراب، فلم يبق إلا تسكين الأوسط، ولذلك الاسم الثلاثي المكون من ثلاثة أحرف ساكن الوسط هو أخف الأسماء، ولذلك صار النحويون يكثرون التمثيل بزيد وبعمرو وببكر للرجال، وبهند وبدعد وبجمل للنساء) أ. هـ.
-
ـ[حسام السمنودي]ــــــــ[09 - Dec-2006, مساء 09:12]ـ
جزاك الله خيرا
على هذه المعلومة اللطيفة
ـ[طالبة علم]ــــــــ[10 - Dec-2006, صباحاً 02:11]ـ
شكرا على المعلومة
أما عمرو وزيد وبكر وهند ودعد، فتمر علي كثيراً
إلا جمل فلأول مرة أسمع بها!!
ـ[أبو حماد]ــــــــ[10 - Dec-2006, صباحاً 09:50]ـ
فائدة لطيفة، على أن أوهى ما يُعلّل به هو علل النحاة، لهذا قالوا في المثل: أوهى من حجة نحوي.
ـ[أبو البراء]ــــــــ[13 - Dec-2006, مساء 04:27]ـ
يكرر النحاة التمثيل بزيد وعمرو، ويبرر لهم محبوهم بتريرات كثيرة منها ما ذكره أخونا عن الدكتور السبيهين.
وأظن غير محقق أن السبب يرجع إلى عقلية اولئك المؤلفين؛ حيث إن كثيرا منهم يتعصى على التغيير، ويرفض التجديد مطلقا، ولو في الأمثلة.
يذكرون أن داود باشا الوزير التركي، أحب أن يتعلم النحو، فجاء إليه النحاة تترى، كلما جاءه أحدهم وقال: ضرب زيد عمرا؛ سأله الوزير داود باشا: لماذا ضربه؟
فيقول النحوي المسكين الذي لم يألف أن يسأل كهذا السؤال: يا سيدي هذا مثال ليس حقيقة!
فيقول داود باشا: (يعني كذب) ثم يأمر بحبسه بعد تأديبه .....
حتى امتلأ الحبس بأصحاب زيد وعمرو وبكر وهند ودعد ......
ثم جاءه رجل ذكي فلما ساله الوزير داود باشا: لماذا ضرب زيد عمرا؟
قال: يا مولانا إن عمرا يستحق الضرب بل القتل!
قال الوزير: لم؟
قال: لأنه اعتدى على واو مولانا الوزير فسرقها من اسمه داود وأضافها إلى اسمه عمرو.
فسر الوزير واستبشر وقال له سل حاجتك فطلب إخراج النحاة من الحبس
قلت: ليته لم يفعل وتركهم هناك يبحثون عن أسماء جديدة، وما أظنهم بفاعلين.
ـ[فهد الشبيب]ــــــــ[27 - Dec-2006, مساء 05:04]ـ
جزاكم الله خيراً على إتاحة الفرصة , علل بعض مشايخنا في كلية اللغة - غفر الله لهم أجمعين - تعليلاً لطيفاً، فقال: هم اختارو زيداً لأنه الإسم الوحيد من أسماء الصحابة المذكور في القرآن، و أما عمرو فقال لعلها تنكيلاً بأبي جهل ولذا في الغالب يأتي في معرض الذم.
هذا ما علل به و يرد عليه أشياء لكن له حظ من النظر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Dec-2006, مساء 06:16]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وإن كانت المسألة هينة!
لا أظن هذه التعليلات خطرت على بال قائلها، وإنما جاءت مصادفة للأول وتبعه عليها من بعده، وهذا حال كثير من الكتب في معظم الفنون تجدهم لا يفارقون ما قال الأول إلا نادرا.
ـ[سمير حراسيس]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 01:28]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على هذه المعلومة القيمة
ـ[العرب]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 10:39]ـ
فائدة تشكر عليها جزيت خيرا
ـ[خَالِد]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 12:16]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك ...
ـ[عُبيد السعيد]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 03:31]ـ
أعتقد أننا سنعرف السبب إذا عرفنا لماذا يستخدمون في تعليم الانقليزية في مناهجنا ali , ahmad ( أحمد وعلي)
(ابتسامة)
أشكركم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 11:13]ـ
بارك الله فيكم جميعا على المعلومة
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 12:58]ـ
منقول:
وفي هذا الموضوع كتب مصطفى لطفي المنفلوطي مقالا بعنوان: زيد وعمرو، جاء فيه:
أراد داود باشا – أحد وزراء تركيا في العهد القديم – أن يتعلم اللغة العربية، فأحضر أحد علمائه، وأخذ يتلقى عنه علومه عهدًا طويلا فكانت نتيجة عمله ما ستراه.
سأل داودُ شيخَه يومًا: ما الذي جناه عمرو من الذنوب حتى استحق أن يضربه زيد كل يوم ويبرح به هذا التبريح المؤلم؟ وهل بلغ عمرو من الذل والعجز منزلة من يضعف عن الانتقام لنفسه, وضرب ضاربه ضربةً تقضي عليه القضاء الأخير؟
سأل الشيخَ هذا السؤال وهو يحترق غيظًا وحنقًا, ويضرب الأرض بقدميه.
فأجابه الشيخ: ليس هناك ضارب ولا مضروب يا مولاي, وإنما هي أمثلة يأتي بها النحاة لتقريب القواعد من أذهان المتعلمين.
فلم يعجبه هذا الجواب, وأكبر أن يعجز مثل هذا الشيخ عن معرفة الحقيقة في هذه القضية، فغضب عليه وأمر بسجنه، ثم أرسل إلى نحوي آخر فسأله كما سأل الأول، فأجابه بمثل جوابه، فسجنه كذلك، ثم ما زال يأتي بهم واحدًا بعد واحد، حتى امتلأت السجون وأقفرت المدارس.
وأصبحت هذه القضية المشؤومة الشغلَ الشاغل عن جميع قضايا الدولة ومصالحها.
ثم بدا له أن يستوفد علماء بغداد، فأمر بإحضارهم، فحضروا وقد علموا قبل الوصول إليه ماذا يراد بهم، وكان رئيس هؤلاء العلماء بمكانة من الفضل والبصر بموارد الأمور ومصادرها، فلما اجتمعوا في حضرة الوزير أعاد عليهم ذلك السؤال عينه.
فأجابه رئيس العلماء: إن الجناية التي جناها عمرو يا مولاي يستحق أن ينال لأجلها من العقوبة أكثر مما نال، فانبسطتنفسه قليلا وبرقت أسارير وجهه، وأقبل على مُحدّثه يسأله: ما جنايته؟
فقال له: إنه هجم على اسم مولانا الوزير واغتصب منه الواو، فسلط النحويون عليه زيدًا يضربه كل يوم جزاء وقاحته وفضوله – يشير إلى زيادة "واو" عمرو وإسقاط الواو الثانية من داود.
فأعجب الوزير بهذا الجواب كل الإعجاب، وقال لرئيس العلماء: أنت أعلم من أقلته الغبراء، وأظلته الخضراء، فاقترح عليّ ما شئت، فلم يقترح عليه سوى إطلاق سبيل العلماء المسجونين، فأمر بإطلاقهم، وأنعم عليهم وعلى علماء بغداد بالجوائز والصلات.
أحسن داود باشا في الأولى وأساء في الأخرى، ولو كنت مكانه ما أطلقت سبيل هؤلاء النحاة من سجنهم حتى آخذ عليهم عهدًا وثيقًا أن يتركوا هذه الأمثلة البالية إلى أمثلة جديدة مستطرفة تؤنس نفوس المتعلمين وتذهب بوحشتهم، وتحول بينهم وبين النفور من منظر هذه الحوادث الدموية بين زيد وعمرو.
لا ينال المتعلم حظه من العلم إلا إذا استطاع تطبيقه على العمل والانتفاع به في موضعه وموطنه الذي وضع لأجله، ولن يستطيع ذلك إلا إذا استكثر له معلمه من الأمثلة والشواهد الملائمة لقواعد ذلك العلم، وافتن له في إيرادها افتنانًا يقربإلى ذهنه تلك الصلة من العلم والعمل، ويسهل له الوصول إلى القدرة على تلك المطابقة.
علام يتعلم الطالب النحو والصرف إن عجز أن يقرأ صحيحًا كل كتاب وكل صحيفة؟ وعلام يتعلم علوم البلاغة إن عجز عن معرفة أسرار الكلام، وأوجه بلاغته وفهم المراد من مختلفات أساليبه، وعن الإبانة عما يدور في نفسه إبانة واضحة لا يشوبها قلق ولا اضطراب؟
عجيب جدًا أن يفهم الصانع الأميّ أن العلم للعمل، فلا يتعلم النجارة إلا ليصنع الأبواب والصناديق، ولا الحدادة إلا ليصنع الأقفال والمفاتيح، وأن يجهل المتعلم هذه القضية الضرورية، فلا يهمه من العلم إلا الاستكثار من المعلومات والقواعد، وإن عجز بعد ذلك عن التصرف فيها، والانتفاع بها في مواطنها.(/)
هنيئاً لمن عمل بهذا الحديث
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Dec-2006, مساء 08:18]ـ
في صحيح البخاري من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"مَنْ تَعَارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهمَّ اغفر لي –أو دَعا- استُجيبَ له، فإن توضَّأ قُبِلَت صلاتُه".
تَضمَّنَ هذا الحديث فضلاً عظيماً لمن تعَارَّ من الليل فصوَّتَ بهذا الذكر، وذلك بإجابة دعوته؛ وقَبول صلاته، فما أعظمه من فضل.
وهذا الفضل مقيَّدٌ بقيدين:
القيد الأول: أن ينطق بالذكر الوارد في الحديث، وهذا ظاهرٌ من الحديث، ولذا لاحاجة للوقوف عنده.
والقيد الثاني: أن يكون نطقه بهذا الذكر عند استيقاظه من النوم، فيستيقظ من النوم مصوِّتاً بهذا الذكر، وهذا هو معنى التعارِّ المذكور في الحديث.
ومثلُ هذا إنما يفعله مَنْ استأنس بالذكر، وترطَّب لسانُه به، وأصبح مداوماً عليه، حتى إنه لينطق به حين استيقاظه من نومه.
وقد نقل الحافظ ابن حجر في الفتح أنَّ التعارَّ عند الأكثر هو اليقَظَةُ مع صوتٍ، ثم قال:
( ... فخصَّ الفضلَ المذكور بمن صَوَّتَ بما ذُكِرَ من ذكر الله تعالى، وهذا هو السرُّ في اختيار لفظ "تعار" دون استيقظ أو انتبه، وإنما يتفق ذلك لمن تعوَّد الذكر واستأنس به، وغلبَ عليه حتى صار حديثَ نفسه في نومه ويَقَظته، فأُكْرِمَ مَن اتصفَ بذلك بإجابة دعوته، وقَبول صلاته).
ونحوه لابن بطال وغيره من الشُّرَّاح.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر فائدة أنَّ أبا عبدالله الفِرَبري -راوي الصحيح- قال: (أجريتُ هذا الذكرَ على لساني عند انتباهي، ثم نمتُ، فأتاني آتٍ فقرأ: "وهُدُوا إلى الطَّيِّب من القَول" الآية).
ولذا ينبغي على المؤمن أن يجتهد في العمل بهذا الحديث، وألا يفرِّط فيما تضمَّنه من فضل عظيم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن تعلَّقت قلوبُهم به، ولانت ألسنتُهم بذكره.
ـ[طلال]ــــــــ[10 - Dec-2006, صباحاً 03:10]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا محمد.
ذكرى وقعت منّي موقعاً، ومن العجب أنّه يُرى بعض العوّام من كبار السن ألستنهم أرطب بذكر الله من كثير من طلبة العلم، أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن تعلَّقت قلوبُهم به، ولانت ألسنتُهم بذكره.
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Dec-2006, مساء 07:33]ـ
بارك الله فيك أخي طلال
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا
ـ[منال]ــــــــ[11 - Dec-2006, مساء 06:31]ـ
جميل ..
قرأت رسالة وعظية في بريدي ..
مفادها:أن أهل الذكر قد سبقوا بدون تعب.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[12 - Dec-2006, صباحاً 09:53]ـ
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن تعلَّقت قلوبُهم به، ولانت ألسنتُهم بذكره.
آمين
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم فضيلة الشيخ.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Dec-2006, صباحاً 12:42]ـ
الأختان الفاضلتان
منال وطويلبة علم
بارك الله فيكما، ووفقكما لكل فضيلة
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 05:28]ـ
تذكيراً لنفسي وإخواني
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 06:43]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل
نحتاج إلى التذكير دائما، ولا سيما من أمثالكم
ـ[أبو حماد]ــــــــ[18 - May-2007, صباحاً 10:19]ـ
نعم الذكرى، ونعم المذكِّر، أحسن الله إليك، وبارك فيك، وجعلنا ممن يكون لسانه رطباً بذكر الله، وصدره عامراً بالأنس به، والرضا عنه، واللجوء إليه، والانكسار بين يديه.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 02:06]ـ
جزيت خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 02:16]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب أبا محمد
نفع الله بعلمك،ونفيس فوائدك، وجميل عوائدك
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 06:09]ـ
المشايخ الكرام ... أبا مالك وأبا حماد وابنَ رجب ومحمداً آل عامر
جزاكم الله خيراً وشكر لكم طيب دعواتكم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - May-2007, مساء 06:48]ـ
أجزل الله لكم المثوبة يا شيخ الحمادي.
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - May-2007, مساء 12:43]ـ
ولكم أخي الغالي سلمان
ـ[العرب]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 11:06]ـ
هنيئا لمن عمل به والله.
جزاك الله خيرا
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 04:44]ـ
نفعنا الله تعالى وإياك بالسنة الشريفة ... وجزاكم الله تعالى خيراً ...
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 04:06]ـ
وجزاكما ربي خيراً
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 08:07]ـ
شيخنا الحمادي: أشهد الله أني أحبك فيه، وأسأله أن يجمعنا بك في الجنة ..
وجزاك الله خيرا على هذه النصيحة الطيبة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 12:58]ـ
جزيتم خير الجزاء
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 07:54]ـ
شيخنا الحمادي: أشهد الله أني أحبك فيه، وأسأله أن يجمعنا بك في الجنة ..
وجزاك الله خيرا على هذه النصيحة الطيبة.
أحبك الله الذي أحببتَني فيه، وجزاك خيراً، وأجاب دعواتك، وغفر لي ولك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 08:58]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 11:56]ـ
وجزاك ربي خيراً
ـ[أسماء]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 06:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا كل خير على هذا التذير القيم
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا
اللهم آمين
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 08:20]ـ
في صحيح البخاري من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"مَنْ تَعَارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهمَّ اغفر لي –أو دَعا- استُجيبَ له، فإن توضَّأ قُبِلَت صلاتُه".
تَضمَّنَ هذا الحديث فضلاً عظيماً لمن تعَارَّ من الليل فصوَّتَ بهذا الذكر، وذلك بإجابة دعوته؛ وقَبول صلاته، فما أعظمه من فضل.
وهذا الفضل مقيَّدٌ بقيدين:
القيد الأول: أن ينطق بالذكر الوارد في الحديث، ... والقيد الثاني: أن يكون نطقه بهذا الذكر عند استيقاظه من النوم، فيستيقظ من النوم مصوِّتاً بهذا الذكر، وهذا هو معنى التعارِّ
الحمد لله
جزاك الله خيرا ايها الشيخ الفاضل، إن كدت لأكتبه في ورقة أضعها عند رأسي طمعا في هذا الفضل العظيم لولا قيد التعار،وأسأل الله تعالى أن يجريه على ألسنتنا حتى يكرمنا الله بهذا الفضل العظيم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.
وقد سبق الى ذهني نكتة جميلة في بداية قراءتي لهذا الفضل العظيم، ترددت في ايرادها،لكن بعد اكمالي لقراءة مشاركتكم أيقنت أنها صحيحة لها شاهد من القرآن، ألا وهي:
انه لا يفوز بهذا الذكر و بقبول الصلاة الا المتقون، ألم يقل ربنا {إنما يتقبل الله من المتقين}
فلنجتهد اذن في تحقيق التقوى، نسأل الله تعالى ان يجريه على السنتنا.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 10:51]ـ
بارك االله فيك ونفع بعلمك فهذه العبارات القليلة في حجمها العظيمة في معانيها تكفي من تزويق الألفاظ وتكلف الوعاظ فما أحوجنا إلى مثل هذه المواعظ. فالله درك وعلى الله أجرك. وعد إن الكريم لمثلها عائد:
ـ[أبومنصور]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 01:30]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 01:10]ـ
المشايخ الفضلاء
المجلسي الشنقيطي .. أسماء .. أبو القعقاع .. أبو منصور
أشكر لكم هذه الدعوات الطيبة، وأسأل الله أن يثيبكم عليها خيراً
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 10:45]ـ
جزاكم الله تعالى خيرًا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 02:08]ـ
وجزاكم ربي خيراً أستاذ أحمد
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:51]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الموقر: (الحمادي) ..
وللفائدة:
قوله: (باب فضل من تَعارَّ من الليل فصلى) تعار بمهملة وراء مشددة، قال في المحكم: تعار الظليم معارة صاح، والتعار أيضاً: السهر والتمطي والتقلب على الفراش ليلاً مع كلام.
وقال ثعلب: اختلف في تعار، فقيل: انتبه، وقيل تكلم، وقيل علم، وقيل تمطى وأنّ. انتهى.
وقال الأكثر: التعار اليقظة مع صوت. وقال ابن التين: ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ؛ لأنه قال: ((من تعارَّ فقال)) فعطف القول على التعار. انتهى.
ويحتمل أن تكون الفاء تفسيرية لما صوت به المستيقظ؛ لأنه قد يصوت بغير ذكر، فخص الفضل المذكور بمن صوت بما ذكر من ذكر الله تعالى، وهذا هو السر في اختيار لفظ تعار دون استيقظ أو انتبه، وإنما يتفق ذلك لمن تعود الذكر، واستأنس به، وغلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه ويقظته، فأكرم من اتصف بذلك بإجابة دعوته وقبول صلاته.
المصدر: ((فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني - المجلد الثالث - كتاب التهجد - باب (فضل من تَعارَّ من الليل فصلى) - حديث 1154 - صفحة 563 - 564)).
هذا والله تعالى أعلم ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:55]ـ
ومن العجب أنّه يُرى بعض العوّام من كبار السن ألستنهم أرطب بذكر الله من كثير من طلبة العلم
صدقت وربي!!
نسأل الله أن يتغمدنا برحمته ..
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 01:57]ـ
نصيحتي لجميع الاخوة ان يكتبوا هذا الحديث - وان كانوا يحفظونه - في ورقة او يطبعونه بخط جميل على الكمبيوتر ... ويقوم بتغليفه (تغليف حراري) ويعلقونه في مرآءة غرفة النوم او خلف السرير. او في اي مكان بارز.
وليس بفقيه من كانت له حاجة عند الله عزوجل ولم يعمل بهذا الحديث
جزاك الله خير ايها الاخ الحمادي
وفقنا الله واياكم لصالح الاقوال والاعمال
واسأل الله الكريم ان يعطي كل سائل منا مسألته ... آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحافظة]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:31]ـ
وفقكم الله لما يحب ويرضى شيخنا ورفع قدركم في الداريين .. وجعلنا الله وأياكم ممن قال فيهم (وهُدُوا إلى الطَّيِّب من القَول)
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:30]ـ
الأخت الفاضلة السلفية النجدية
شكر الله لك ما تفضلت به، ونفع بك
الأخ الكريم أبو مصعب الكويتي
جزاك الله خيراً على دعواتك الطيبة، ووفقني وإياك وجميع الأحباب للعمل بهذا الحديث
الأخت الفاضلة الحافظة
بارك الله فيك، وجعلني وإياك ممن هداهم إلى الطيب من القول
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 03:33]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 04:38]ـ
بارك الله فيكم شيخنا (الحمادي) وغفر لنا ولكم ذنوبنا ما تقدم منها وما تأخر
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 09:04]ـ
جزاكما ربي خيراً وبارك فيكما(/)
المرأة عند المسلمين، وعند الغرب ..
ـ[طالبة علم]ــــــــ[12 - Dec-2006, صباحاً 12:16]ـ
قرأت في كتاب فضل العرب للمولف الانجليزي المسلم (مار ماديوك بكثول) يصف فيه مكانة المرأة المسلمة حيث قال:
إن المسلمين يعظمون المرأة و يكرمونها لأنها امرأة، فتراهم يقضون حاجات الأرامل ولا يحوجوهن لشراء الحاجات من الأسواق ..
ويكرمون الأمهات، حتى أن منهم من يطيع أمه طاعة الخادم المخلص لسيده ويجعلها سيدة البيت والحاكمة المطلقة فيه وفي زوجته وأولاده و أحفاده ..
و رأينا من التجار و الأغنياء من لا يشتري داراً و لا أرضاً إلا إذا شاورها ورضيت بذلك .. و رأيناهم يعطفون على كل امرأة ضعيفة لكبر سن أو فقد أقارب أو دمامة وجه فيخدمونها لوجه الله و ابتغاء مرضاته ..
أما الأوربيون فإنهم لا يعظمون المرأة أبداً: فدعاؤهم تكريم المرأة كذب و زور، بل هو في الحقيقة خداع للمرأة واستدرج لإلقائها في الهلكة!!
وعلق محمد تقي الدين على كلام بكثول: " وصدق رحمه الله، فإني كنت أركب قطار النفق الذي يسير تحت الأرض في (برلين) فتركب فيه العجوز الضعيفة حاملة سلتين في يديها، فلا يقوم لها أحد، فتبقى واقفة إلى أن ينزل بعض الركاب، ومتى ما رأوا شابة جميلة تسارعوا للقيام وعرضوا أمكنتهم عليها، وهي تعرف أنهم لم يقوموا لها لوجه الله ..
فلذلك لا تقبل من أحدهم أن تجلس في مكانه، إلا إذا كان لها أرب، فجلوسها في مكانه آية قبولها لمخادنته".
ـ[منال]ــــــــ[12 - Dec-2006, صباحاً 06:39]ـ
جميل طرحكِ ومقارنتكِ
والحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام , وأدبنا بتعاليم القرآن.
زيدي على ذلك ماتلقاه المرأة الشابة هناك من عدوان واختطاف وضرب وقتل ومنافسة عليها.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[12 - Dec-2006, صباحاً 07:25]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة على نقل هذه الشهادة من امرئ عاش الجاهلية المعاصرة والإسلام. واقع تعامل المجتمعات الغربية مع المرأة لا يعرفه إلا من عاشه عن قرب، فالمرأة في هذه المجتمعات تفتقد الحرية والأمن والسعادة. فحرية المرأة الغربية التي تبهر جمع من نساء الشرق ماهي إلا سراب يغطي استعباد الرجل الغربي للمرأة واستغلالها في ملذاته، ومن ثم التخلي عنها متى ما فقدت مقومات الجاذبية، وحريتها تنتهي عند عرض مفاتنها لإمتاع الرجل. كما أن المرأة الغربية تفتقد الأمن الأسري فكم هائل من النساء الغربيات يقمن على رعاية عدد من الأبناء من أخلاء متعددين وفي مجتمعات مكلفة، فلا زوج يعين و يحمي و لا مجتمع متكافل. ومن هنا فكيف تتوفر أسباب السعادة للمرأة الغربية؟!
وهذا الواقع المر للمرأة الغربية يبرز جليّاً في رؤية كبار السن من النساء يعملن مضطرات لكسب العيش في أعمال وضيعة كتسليم عربات التسوق عند أبواب الأسواق وقد أنهكها التعب و السهر والظروف المناخية الشديدة من ثلوج وعواصف، ومن ذلك ما تعانيه المرأة الغربية من عنف في التعامل واغتصاب لم تستطع في الحد منه حتى القوانين الصارمة. لذا نرى غلبة النساء على الرجال في الدخول في الإسلام!
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[أبو حماد]ــــــــ[12 - Dec-2006, صباحاً 09:59]ـ
قرأت قديما إحصائيات عن واقع المرأة في الغرب وكثير منهن تحدثت عن رغبتها في العودة إلى قالب ونمط حياتي قريب جدا من النمط الإسلامي المحافظ وهذه الإحصائيات نشرت عن نساء يعشن في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبالمناسبة فالولايات المتحدة الأمريكية من أكثر دول العالم عنفا ضد النساء وذلك بحسب التقارير الصادرة هناك من مراكز البحث المعتمدة.
شكرا لك أختنا الكريمة طالبة علم.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[12 - Dec-2006, مساء 01:42]ـ
تحدثنى زميلة لى تعيش فى أسبانيا عن وضع المرأة هناك، فتقول إنى رأيت فتيات لم يتجاوزن الثامنة عشرة يغسلن السيارات و ينظفن المراحيض - أجلكم الله - من أجل الحصول على لقمة العبش، هذا فضلا عن مهنة البغاء التى باتت تديرها شركات ..
ليت فتياتنا المخدوعات يعين أنهن فى أشرف مكانة ..
ـ[طالبة علم]ــــــــ[12 - Dec-2006, مساء 04:56]ـ
الفاضلة منال شكرا لك أختي الكريمة، والجميل مرورك ..
طويلبة علم، وبارك الله فيك وأشكر لك إضافتك ..
ـ[طالبة علم]ــــــــ[12 - Dec-2006, مساء 05:01]ـ
الفاضل أبو حماد شكرا لمرورك
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الإحصائيات وفقاً لتقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في عام 2002، أظهرت دراسات أجريت في كل من أستراليا وإسرائيل وجنوب إفريقيا وكندا والولايات المتحدة أن 40 - 70 بالمائة من النساء اللاتي تعرضن للقتل قُتِلن على أيدي شركائهن الحميمين، عادة في سياق علاقة تقوم على الإساءة. وتفيد منظمة الصحة العالمية أن 40 في المائة من النساء اللاتي يتعرضن للقتل يلقين حتفهن بأيدي الزوج أو الرفيق.
خلصت دراسة أجريت في السويد إلى أن 70 بالمائة من النساء كن قد عايشن بعض أشكال العنف أو التحرش الجنسي. وتبين إحصائيات من هولندا أن زهاء 200 ألف امرأة تتعرض للعنف كل عام على أيدي شركائهن الحميمين.
ونقلت مجلة الفرحة (78 - شوال-1424هـ):
"اختفاء 60 مليون امرأة عن التعداد السكاني في العالم سنويًا، قضية لم تقيد ضد مجهول، ولكن وفقًا للمؤشرات والإحصاءات العالمية قيدت ضد العنف، هذا ما تمت الإشارة إليه من قبل تقرير منظمة الأمم المتحدة [اليونيسيف] لعام [2000] , إذ ثبت أن امرأة واحدة من بين اثنتين تتعرض لانتهاكات جسدية وجنسية داخل بيتها ".
- المرأة في أمريكا:
ـ مليون امرأة في السنة تعاني من كونها ضحية للعنف الذي لا يصل إلى درجة الموت، ويكون هذا الاعتداء من قبل شخص قريب للضحية، هذه الإحصائية تعتبر من أكثر الإحصائيات اعتدالاً، وأربعة ملايين أمريكية تقع تحت اعتداء خطير، من قبل شريك قريب لها.
المرأة في بريطانيا:
ـ أكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك، وارتفع العنف في البيت بنسبة 46% خلال عام واحد إلى نهاية آذار 1992، كما وجد بأن 25% من النساء يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن، تتلقى الشرطة البريطانية 100 ألف مكالمة سنويًا لتبلغ شكاوى اعتداء على زوجات أو شريكات.
المرأة في فرنسا:
ـ في فرنسا تتعرض حوالي مليوني امرأة للضرب في السنة, وأمام هذه الظاهرة التي تقول الشرطة أنها تشمل حوالي 10% من العائلات.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[12 - Dec-2006, مساء 05:57]ـ
ظاعنة
شكرا لمرورك، فعلا ليت بناتنا يشعرن نعمة هذا الدين العظيم ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Dec-2006, صباحاً 12:26]ـ
هذه الإحصائيات لها أثرها الكبير على القُرَّاء
لذا يحسن نشرها بين الناس
شكر الله لكم جميعاً هذه الفوائد
ـ[طالبة علم]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 12:16]ـ
الفاضل الحمادي
و شكر الله لك طيب مرورك
وصلتني إحصائية بأن 45% من المواليد في فرنسا خارج الزواج!!
و48% من طالبات الثانوية في أمريكا حملن سفاحاً!!
الزواج في تناقص و الطلاق في تزايد ..
و من بين 8 مليون زيجة فرنسية يوجد 660 ألف أسرة مستقرة فقط
ـ[أم المساكين]ــــــــ[16 - Dec-2006, صباحاً 07:56]ـ
جزاكم الله خيرًا أجمعين على هذه الفوائد التي نرغب في الإكثار منها ومن الحديث عن قضايا المرأة التي أصبحت هدفا في هذه الأيام(/)
(تغيير العطلة الأسبوعية إلى الجمعة والسبت) للشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - Dec-2006, صباحاً 06:10]ـ
تغيير العطلة الأسبوعية إلى الجمعة والسبت
أجاب عليه: فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك
التاريخ: الاحد 19 / ذوالقعدة / 1427 هـ
رقم السؤال: 13274
السؤال:
بدأت بعض الدول العربية في تغيير أيام الإجازة الأسبوعية من يومي الخميس والجمعة إلى (الجمعة و السبت) أو (الجمعة والأحد)، و منهم من غير إلى (السبت و الأحد).
فما حكم وضع الإجازة في يومي السبت والأحد سواء كانت مجتمعة أو بيوم منفرد؟.
بارك الله فيكم.
الاجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لم يكن المسلمون في عصورهم الأولى يخصون يوماً يترك العمل فيه، ولهذا عد بعض العلماء العطلة يوم الجمعة نوعاً من التشبه بالكفار لأن من عادتهم ترك العمل في عيدهم الأسبوعي كالسبت لليهود والأحد للنصارى.
وقد سرى في العالم الإسلامي ترك العمل الرسمي وشبه الرسمي كالشركات في يوم الجمعة.
وكان من الشبهات للتعطيل في يوم الجمعة أن فيه تفرغاً لصلاة الجمعة فلهذا صار عرفاً لا يستنكر، ويبعده عن صورة التشبه أن يوم الجمعة هو عيد المسلمين الأسبوعي فهو اليوم الذي هدى الله إليه هذه الأمة وأضل عنه اليهود والنصارى، فلليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد، ولكن لما اشتد داء التشبه في الأمة الإسلامية تنوعت طرقهم في التقرب إلى مناهج الأمم الكافرة فمنهم من جعل عطلة الأسبوع السبت والأحد موافقة للدول اليهودية والنصرانية، وهذا أقبح أنواع التشبه في هذه المسألة، ومنهم من جعل عطلة الأسبوع يومي الجمعة والسبت ولا أظن أحداً جعل عطلة الأسبوع ثلاثة أيام، ومنهم من كفاه في التشبه الموافقة في العدد عدد أيام إجازة الأسبوع فجعل إجازة الأسبوع يوم الخميس ويوم الجمعة؛ وهذا أهونها.
وفي تطويل الإجازة مفاسد كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/sh...n.cfm?id=13274
__________________
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - Dec-2006, مساء 12:02]ـ
وزير الخدمة المدنية ينفي الشائعة
وزارة الخدمة المدنية: لا تغيير في الإجازة الاسبوعية لموظفي الدولة
عبدالله العريفج (الرياض)
أكد وزير الخدمة المدنية ورئيس اللجنة الوزارية للتنظيم الاداري محمد بن علي الفايز عدم تغيير اجازة نهاية الاسبوع لموظفي الدولة.
ونفى وزير الخدمة المدنية ما يتردد عن تغييرها لتكون يوم الجمعة والسبت بدلا من وضعها الراهن يومي الخميس والجمعة.
وقال الوزير الفايز في اتصال هاتفي لـ «عكاظ» ان الوزارة لم تبحث هذا الامر وليس في اجندتها لا من قريب او بعيد، فالاجازة باقية على ما هي عليه.
وكانت بعض مواقع الانترنت قد اشارت الى ان اجازة نهاية الاسبوع لموظفي الدولة ستتغير لتصبح الجمعة والسبت اعتبارا من محرم المقبل.
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 10:30]ـ
الحمد لله عز وجل.
فأنا منذ فترة لم أكاد أسمع نقاش في هذا الموضوع.
فلعل الفتنة ماتت.(/)
مرآة صافية
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 11:45]ـ
كثيرا ما نقول هذا شيء بال .. عتا عليه الزمان .. يحتاج إلى ترميم،، صيانة،،
و نقول آلة تثلّمت .. تحتاج لصقل ..
و أخرى علق بها الغبار .. فتحتاج إلى فلترة ..
فهل النفس تحتاج لفلترة .. صقل أحيانا إذا دعت الحاجة بآلة حادة .. تنقية و تصفية من شوائب الحياة ..
لهيب مؤلم لترى شدة صفاء الزجاج .. وضغط هائل لينتج لدينا أحجار الألماس .. ؟
هكذا تكون .. كمرآة صافية ..
و هكذا تكتسب شفافية عالية و نقاء سريرة مع نفسك، ثم مع الآخرين ..
ثم لا تبالي بعد ذلك .. فعذب الماء لا تكدره مرارة الأفواه، و إن حوى الشراب حثلا .. فسرعان ما سينزل .. ليبقى لك بالأعلى صفوته،،
فما أروع صراحة الشمس!
و ما أجمل ضوء القمر!
و هل للحقيقة وجهان؟!
فكن مرآة لنفسك .. مرآة لأخيك .. لتحقق معنا من معاني الإيمان ..
عدنا لكم .. كمرآة صافية ..
أختكم: إيمان.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 08:43]ـ
وفقك الله وبارك فيك أختنا الفاضلة
ـ[ظاعنة]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 11:26]ـ
بل كماء رقراق ..
افتقدناك هذه الأيام أختى الكريمة ..
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[05 - Jan-2007, مساء 09:19]ـ
و إياكم شيخنا الفاضل .. رفع المولى قدركم في الدارين.
لافقدت ِ عزيز أخيتي ظاعنة،، و لا عدمتُ كلماتك الطيبة ..
و العذر منكم لدخولي المتقطع إلى المجلس .. و لعل عزائي .. رؤيتي لهذا المجلس العلمي المبارك كيف ينمو و يتقدم في كل مرة أدخل إليه ..
زادكم الله نماء و ازدهارا .. وجعلكم منبرا للدعوة إلى الله، و صرحا عظيما للعلم النافع، و نصر بكم دينه و كتابه و سنة نبيه _ عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم _ و عباده الصالحين.(/)
إنها مقالة رائعة وكفى ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 12:38]ـ
هذه درة مضية وشذرة ذهبية انتزعتها من مقدمة الشيخ العلامة محمد محمد أبي موسى لكتابه الجديد: ((مراجعات في أصول الدرس البلاغي)).
والحق أنها مقالة ضافية، تحفة تستحق الإشادة والإعجاب،فلم أجد والحال هذه أعز علي من إخواني في ملتقى أهل الحديث لأتحفهم بها راجيا انتفاعهم بها.
يقول حفظه الله ورعاه في كلام شريف يستحق أن تنتبه لألفاظه وتستيقظ لمعانيه:
((إنه من أهم ما يجب أن يكون هو أن نبذل فى دراسة علومنا القدر الذى بذله كل جيل من أجيال علمائنا الذين سبقونا بإحسان مع زيادة فى المجهود، وزيادة فى التحرير والتدقيق وزيادة فى إتقان الوسائل وتجويد العمل تتعادل هذه الزيادة مع التقدم السريع الذى تحققه الأجيال فى سباقها المحموم نحو التقدم والسبق والغلبة.
وكانت أجيالنا من العلماء الذين سبقونا يبذلون كل وقتهم وكدهم وجهدهم فى تقريب علم الأمة الى أجيالها وخلق السبل الميسرة للتواصل بين أهل الزمان الذى يعيش فيه العالم وبين العلم الذى شغل به، إيماناً منهم بضرورة أن تقارب هذه العلوم عقول الأجيال وأن تساكن نفوسهم وهم يمارسون ما يمارسون من بناء وتقدم، لأن روح الأمة وماهيتها وما تمتاز به بين الناس من خصوصية إنما هو فى هذه العلوم، وما تتضمن من قيم وأفكار ومعان ومبادئ وليس تقريب العلم من روح العصر بالأمر الهين و لا هو بتغيير فى أسلوب العلم ولغته وإنما تقريب العلم من روح العصر وأهل الزمن عمل أبعد من ذلك، ولا يقف أبداً عند اللغة لأنه إعمال العقل فى جوهر المعرفة، وتحوير فى هذا الجوهر وتعديل فى البناء الفكري حتى يتلاءم جوهر العلم مع الزمن الجديد وهذا جهاد آخر لا يقل عن جهاد الذين أسسوا، واستنبطوا، ثم هو نفسه تطوير للفكر وتجديد له وتحديث له، لأن إعمال العقل لا يكون أمر معتداً به ما لم ينفذ هذا العقل الى حقائق العلم وينفث فيها من روحه، فيستحسن ما يستحسن من أفكار، ويطيل الكلام فيه ويكشف وجها من وجوه حسنه كان مغشى فى كلام من سبق، ويستهين بفكره، ويغمض الكلام فيها وكانت بارزة فى كلام من سبق، وبذلك وغيره كثير يصير هذا العلم مصبوغاً بعقل هذا الباحث الذى درسه وقربه وأحضره لعصره ولهذا نري كل كتاب فى العلم الواحد والذى له ثوابت واحدة يتميز بتميز مصنفه، ويحمل روح كاتبه هذه الروح التى تصر على أن تظهر من وراء الثوابت الكثيرة والضوابط المطردة.
ولا يكون تقديم العلم الى الزمن الذى نحن فيه تغييراً فى الأسلوب فحسب إلا عند الملخصين للمعرفة والذين يأخذون ظواهرها ولا تتولج قلوبهم وعقولهم فى حقائقها وجوهرها. وقد قالوا إن كتاب سيبويه مع جودته وأنه لم يشذ عنه شئ فى بابه حتى إن أبا الطيب اللغوي كان يسميه قرآن النحو، أقول هو مع هذا قالوا فيه إنه كتب على شريطة زمانه قال بن كيسان: (نظرنا فى كتاب سيبويه فوجدناه فى الموضع الذى يستحقه، ووجدنا ألفاظه تحتاج الى عبارة وإيضاح لأنه كتاب ألف فى زمان كان أهله يألفون مثل هذه الألفاظ فاختصر على مذهبهم) انتهى كلام ابن كيسان. وقوله وجدنا ألفاظه تحتاج الى عبارة وإيضاح لا أفهم منها غرابة الألفاظ لأن كتاب سيبويه ليس فيه ألفاظ غريبة وإنما الألفاظ هنا المراد بها صياغة الأفكار وتركيب الأفكار وأن الإيضاح المقصود هو إعادة تركيب الأفكار على الوجه الذى يفهمه أهل الزمان وإن سر وروده فى كتاب سيبويه هو أن أهل زمانه كانوا يؤلفون هذه الأبنية أعنى أبنية الأفكار ولذلك نجد أن الغموض الذى ذكره العلماء فى كتاب سيبويه وسأل فيه الأكابر الأكابرَ لم يكن راجعاً الى لفظ غريب وإنما كان راجعاً الى بيان مراد سيبويه من عبارته وراجع شروحه سيبويه فى الأزمنة المتتابعة تجد كل شرح كأنه صناعة جديدة لعلم سيبويه أعني وعياً جديداً للمادة النحوية وبناء جديداً لها وهذا هو الذى يفسر لنا ولع أهل العلم بقراءة الكتاب حتى إن أحد نحاة الأندلس وهو عبد الله بن محمد بن عيسي كان يختم كتاب سيبويه فى كل خمسة عشر يوماً وهذا قاطع فى أن المراد ليس هو تحصيل المادة العلمية كما هى فى الكتاب وإنما المراد التدسس فى أعطاف هذه المادة لإستخراج ما خفى من علم الرجل وكان أبو جعفر النحاس يقول: (إن سيبويه جعل من كتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
شروحاً وجعل فيه مشتبهاً ليكون من استنبط ونظر فضل وعلى هذا خاطبهم الله عز وجل بالقرآن).
الذى أريده هو أن اللاحقين من علمائنا بذلوا من الجهد فى مزاولة وتحرير وتدقيق علم من سبقوهم الشئ الكثير حتى أنك لو قلت أنهم أكثر كدا وكدحاً ومزاولة وصبراً لم تتجاوز وإن كانوا دائماً يعترفون بالتقصير وتقديم من سبق لأن هذا من خلق وطبع أهل العلم.
لا شك فى أن من شراح سيبويه وممن قرؤوا كتابه وعقبوا عليه من لا يقل فضلاً وعلماً عن سيبويه، ولا أتردد فى أن أبا سعيد السيرافي كان من طبقة سبويه فى عمله، وذكاءه ووعيه باللسان وربما كان أوسع ميداناً من سيبويه لأنه كان مفسراً وفقيهاً ومفتياً وقد وصفه أبو حيان بقوله كان أبو سعيد أجمع لشمل العلم وأنظم لمذاهب العرب وأدخل فى كل باب وأخرج من كل طريق وألزم للجادة الوسطي فى الدين والخلق وأقضى فى الأحكام وأفقه فى الفتوي.
أردت أن أؤكد أن الذين عالجوا نقل المعرفة من جيل الى جيل على الوجه الأفضل والأشمل والأمكن هم الذين طوروها من خلال هذه المعالجة وقد بذلوا فى ذلك جهوداً لا تقل عن جهود الذين استنبطوا واستخرجوا وأنهم كانوا يعانون التغلغل فى أعطاف المعرفة وفى جوهر المعرفة تغلغلاً يكشف لهم خبايها وسرها وفقهها وأن زماننا حرم من هذا الصبر والانقطاع وطول الملازمة وكل ذلك وما هو أكثر منه واجب فى تقريب العلوم واستمرار تيارها وتفاعلها وفعلها فى أجيال العامة والخاصة ومن الخطر أن يتوقف هذا التيار وخصوصاً بعد هجمات التغريب التى دخلت العلوم العربية والاسلامية وهى فى أحضان المخلصين لها.
الأصل أن يجتهد المشتغلون بعلم البلاغة فى زماننا اجتهاد عبد القاهر والزمخشري والرازي وأبو يعقوب وابن الأثير وابن أبى الأصبع وغيرهم وأن يجتهد النحاة اجتهاد الخليل وسيبويه وينس والأخفش والصرفي وأبى على وأبى الفتح وأن يجتهد الفتح اجتهاد مالك والشافعي وأحمد ومن فى طبقتهم ولا يكون ذلك إلا بالإنقطاع والصبر وطول الملابسة والصدق والإخلاص وهذا هو الطريق الذى لا طريق للناس سواه فى تطوير المعرفة ونموها وإزدهارها وليس باللغو الكاذب الذى تراه من حولك وتسمعه.
وهذا الاجتهاد وهذا الصبر وهذا الإخلاص وهذا الصدق هو الذى تتخلق فى محيطه النقي الصادق عبقريات لا غنى لحياة الناس عنها وأن يكون ذلك فى كل ميادين المعرفة وإن لمن الشئ الذى يجب أن نتوقف عنده بحذر وخوف هو أن تنقطع سلسلة النجوم فى أى فرع من فروع المعرفة حتى لا نري نابها مع كل عقد من الزمن فى كل باب من أبواب العلم.
إنه لمن المخيف بل والمرعب أن تنسي حياتنا ظهور النوابغ وأن تغفل عن صناعتهم وأن تكون جامعتنا كالأرض الخراب ليس فيها إلا أصداء أصوات الآخرين فى كل فروع المعرفة وليس لهذا كله على إلا علة واحدة هى أننا نسينا مذاهب العلماء فى الانقطاع لطلب العلم والصبر على ملازمة الدرس والمراجعة والصدق النقي فى طلب وجه الصواب وتخليص النفس من كل شئ إلا لهذا ولم تضع يد لبنة فى بناء المعرفة فى أي باب إلا بالصبر وطول المراجعة وطول الانقطاع والصدق وهؤلاء فى تاريخنا هم الشراه الذي اشترى الله منهم أنفسهم.
وهذا الانقطاع الواجب الذى لا بد أن يكون فى جمهرة الدارسين فى كل فرع من فروع المعرفة ليس من الترف وإنما هو من الواجب الذى لا سبيل إلى التخلي عنه وذلك لأن طبيعة المعرفة لا تكشف لنا عن جوهرها المكنون إلا بهذا الصبر وهذا الانقطاع وأن عبد الله بن محمد بن عيسي الأندلسي الذى كان يختم كتاب سيبويه كل خمسة عشر يوماً لم يكن عابثاً ولم يقتل فراغه بذلك وطول المراجعة لكتب العلماء تكشف جوانب لأن مدد العلم لا ينقطع وشريعته دائماً زرقاء كما يقول عبد القاهر يعني فيها الجديد لكل من طلب العلم على وجهه ووجهه هو الانقطاع والصدق والصبر
ومعنى قولهم أن العلم لا يؤتيك بعضه إلا إذا أتيته كلك أن العلم إذا أعطيته بعض لا يعطيك شيئاً وما طالت مراجعاتي لباب إلا تكشفت به وجوه من المعاني لم تكن قبل طول المراجعة وتحصيل العلم وحده هو الخطوة الأولى والدرجة الأولي التى يجب أن يقف عليها عامة الناس وخاصتهم ثم تأتي المراقى بعد ذلك مرقاه فوق مرقاه وتمتد بامتداد الحياة وامتداد المراجعة والانقطاع والصبر والصدق.
هذا هو العاصم الذى يعصم عقل الأمة من الإنزلاق فى مستنقع التبعية الفكرية التى تري كثيراً منا غارقاً فيها وهو مغتبط بتبعيته وعبوديته لعدوه الألد.
ولله فى خلقه شئون)).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 02:25]ـ
هذه مقالة كنت نشرتها قديماً على الملتقى ... وأنا أهديها اليوم لموقع الألوكة ورواده الأفاضل .......
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 08:51]ـ
حاولت اقتباس جزء من المقال فوجدته كله أو أكثره مناسباً للاقتباس
شكر الله لك يا أبا فهر
أين أجد هذا الكتاب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[15 - Dec-2006, صباحاً 11:28]ـ
شكر الله لك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2006, مساء 02:48]ـ
بارك الله فيكما ...
الكتاب أخي الحمادي نشرته ككل كتب الشيخ مكتبة وهبة بمصر .... والشيخ مقيم عندكم بمكة فلربما تجد بعض كتبه هناك ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Dec-2006, مساء 03:11]ـ
الفاضل الكريم (أبو مالك العوضي) سألت -لازلت موصولاً بتوفيق الله- عن الأسد الهصور،خاتمة عقد حراس العربية وشيوخها؛ شيخنا العلامة محمد محمد أبي موسى ...
ولا أدري حقيقة كيف التأتي إلى الكشف عن حقيقة هذا البناء الضخم المتطاول وافر العلم كبير القدر عظيم الأثر ...
شيخنا هو أحد المتخرجين من كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ...
وشيخنا هو أحد المتخرجين من مدرسة القراءة الواعية المعظمة لتراث هذه الأمة وعلومها ...
وشيخنا هو أحد المتخرجين من جامعة أبي فهر محمود محمد شاكر للعلوم العربية والإسلامية وتحديداً من قسم حراسة التراث ومشيخة العربية .....
ومن تلكم الجامعات الثلاثة استمد شيخنا روافده الثلاثة التي شكلت معالم حياته وأركان جهاده اطويل ...
تخصصه هو البلاغة والنقد ... وقد بلغ فيهما شأواً أضحى يشار له بالبنان كواحد من سادة المتمكنين من هذا العلم الشريف ...
بلاغة التذوق ... والتحليل ... والتصوير .... أتعرفها يا أبا مالك ...
طبق نظريته التذوقية على مباحث علم البيان في كتابه: التصوير البياني ...
وطبقها على مباحث علم المعاني في كتابيه: خصائص التراكيب، ودلالات التراكيب ..
طبقها على الأدب القديم في كتابه: قراءة في الأدب القديم ....
بقر بطون علوم عبد القاهر في كتابه: مدخل إلى كتابي عبد القاهر ...
وعلى الرغم من مخالفتي لشيخنا في أحد أهم أركان نظريته التذوقية إلا أني لا أملك نفسي أن تعجب بهذا العلم الجليل ...
ـ[أبوالفداء الأزهري]ــــــــ[07 - Feb-2007, مساء 05:51]ـ
جزاك الله خيرا يا اخانا الفاضل ابا فهر السلفي
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 01:41]ـ
أخي أبوفهر،
جزاك الله خيرا، وزادك من فضله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 02:09]ـ
وجزاك الله خير الجزاء ... أخي الحبيب.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 06:38]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 09:01]ـ
بوركت ابا فهر
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 11:46]ـ
وأبو يعقوب؟
أخطأ من الكاتب أم الناقل؟
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 02:56]ـ
من العجائب أنه تلميذ العلامة محمود شاكر وشيخه كذلك!!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 03:12]ـ
إنها مقالة رائعة وكفى!
جزاك الله خيراً حبيبنا أبا فهر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 01:10]ـ
وجزاكم الله خير الجزاء وأوفاه
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - Sep-2007, مساء 04:22]ـ
بارك الله فيك، وجعلك خيرا من شيخك ..
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 05:34]ـ
نعوذ بالله من الكبر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 06:36]ـ
نعوذ بالله من الكبر.
يا أستاذ سعيد: لي ساعة وأنا أبحث عن الكبر في هذا الموضوع فلم أجده ... فهل تستطيع أن تدلني عليه ولك الأجر والثواب من الملك الوهاب (؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 07:58]ـ
^
خذ وخل يا أبا فهر
امسحها في لحيتي حفظك الله
لعلي أطلعك بصرك الله بالذي دعاه الى هذا القول
وكنت أردت أن أقوم بمحاورة معك إن أذنت لي في مقال ... والإثم حل
ولكني لم استطع فحماري وصاحبه على فراش من قد يرحل الى ربه
رحمة الله عليك ياسعيد
الحمد لله رب العالمين
.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 08:27]ـ
الحبيب سؤال: ممكن تنور المحكمة الله يرضى عليك ....
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 10:05]ـ
نعوذ بالله من الحسد
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 10:22]ـ
سبحان الله، يضرب ويهرب!!!!
لاعليك أبافهر، لك قراء يقدرون ماتكتبه حق التقدير، فماأكثر مافللت المحزّ وأصبت المفصل، وأفدت إخوانك.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 10:40]ـ
الأخ أبا فهر،
الكبر هو في تجاهل أسئلة الناس وعدم الالتفات إليها.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[08 - Sep-2007, مساء 11:31]ـ
وماذ تركت يا أبا فهر!!!
بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[09 - Sep-2007, صباحاً 03:26]ـ
^
يا إخوتي الأمر لا يستدعي كل هذا الهجوم على أخينا سعيد
فما شأن الحسد والضرب والهروب في الأمر؟؟
سعيد له مقالتة وله حق والشيخ أبدى ترحيبه لرؤية مالا يراه
إن كان مالايراه حق وموجود
ولم يمنعه مانع من تدبر الأمر والاستدراك عليه
الله يعزك يا شيخ أبا فهر
هذا أنا سؤال غيرت معرفي،،
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 08:21]ـ
ولا أنا فاهم حاجه ... ورد الأستاذ سعيد قرأته وأجلت الرد عليه حتى أراجع نسخة الكتاب وهي بعيدة عني ... وهبني كسلت عن الرد ... هل أستحق منك هذه الشدة وسوء الظن هذا ... أسعدك الله يا سعيد بقدر ما أحزنتني ...
ـ[ريبال]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 07:50]ـ
بالكاد فهمت وجه الخلاف، وأن سعيد العباسي " ضبط خطأ نحويا " ولم يرد عليه الشيخ في حينه هل هو من الكاتب أو الناقل، وإني أقول ـ رجما بالغيب ـ إنه من الناسخ، فكان ماذا؟
بالرفقه والهدوء،
لكن هذه العبارة فيها سبق قلم / ولا يهمني أن تكون من الكاتب أو الناسخ أو الناقل، المهم أن المعلومة وصلت، والفائدة بلغت:
هذه التي تحتها خط:
......... والأخفش والصرفي وأبى على وأبى الفتح وأن يجتهد الفتح اجتهاد مالك والشافعي وأحمد ومن فى طبقتهم ولا يكون ذلك إلا بالإنقطاع والصبر وطول الملابسة والصدق والإخلاص وهذا هو الطريق الذى لا طريق للناس سواه فى تطوير المعرفة ونموها وإزدهارها وليس باللغو الكاذب الذى تراه من حولك وتسمعه. فإن المقصود: الفقهاء أو المحدثون،،،،،
وليس من تثريب،
والمقالة رائعة حقا، مريعة في تصوير حالنا الذي ندعي فيه أننا نطلب العلم.والله المستعان.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 09:35]ـ
أستغفر الله،
شكراً لك أخانا أبا فهر، وأنا آسف على ما بدر مني.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 10:35]ـ
لا عليك يا مولانا ... جمعنا الله بك في الجنة ...
أدام الله توفيقك وسعادتك ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 10:06]ـ
مقالة مهمة ... تعرف بها كيف تطلب العلم بعيداً عن مسالك النوم ... وطرائق الإلف ... ومسارب العادة ... وعشق موافقة الأكثرية ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 12:16]ـ
..........
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 10:40]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 10:34]ـ
مقال راااااااااائع جدا فجزاك الله خيرا على هذا النقل الموفق
وبارك الله في جهود الشيخ محمد محمد أبو موسى
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 05:24]ـ
آمين ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 04:11]ـ
ولمَِ كانت مقالة واحدة يتيمة .. أهديتها لنا؟!
زدنا مما كتبه شيخك ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 - Sep-2009, صباحاً 01:16]ـ
مفيش زيادة يامولانا؟
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 03:09]ـ
بيض الله وجهك يا شيخنا الفاضل , ...
ونأمل منك مزيدا من هذه الغرر التي يبدعها بنانكم أو تقتبسونه من اقوال الحكماء ...(/)
فعُدّ نفسك منهم
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[19 - Dec-2006, صباحاً 03:05]ـ
قال زين الدين المعبّري - رحمه الله - اعلم أن مما يعينك على ذكر الموت أن تذكر من مضى من أقاربك وإخوانك وأصحابك وأترابك الذين مضوا قبلك، كانوا يحرصون حرصك ويسعون سعيك، ويعملون في الدنيا عملك، فقصفت المنون أعناقهم، وقلعت أعراقهم، وقصمت أصلابهم، وفجعت فيهم أحبابهم، فأُفردوا في قبور موحشة، وصاروا جيفاً مدهشة، والأحداق سالت، والألوان حالت، والفصاحة زالت، والرؤوس تغيرت ومالت، مع فتان يُقعدهم يسألهم عما كانوا يعتقدون، ثم يكشف لهم من الجنة والنار مقعدهم إلى يوم يبعثون، فيرون أرضاً مبدلة، وسماء مشققة، وشمساً مكورة، ونجوماً منكرة، وملائكته منزله، وأهوالاً مذعره، وصحفٌ منشرة، وناراً زفرة، وجنة مزخرفة، فعُدّ نفسك منهم ولا تغفل عن زاد معادك، ولا تهمل نفسك سدىً كالبهائم ترتع ولا تدري , قال تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
للشيخ / سليمان الماجد.
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Dec-2006, مساء 03:51]ـ
اللهم لا تجعلنا من الغافلين
شكر الله لك هذا الاقتباس المؤثر(/)
محمد بن يحيى «العاقل»!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Dec-2006, صباحاً 05:17]ـ
قال أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن [الدغولي] يقول: سمعت محمد بن يحيى [الذهلي] يقول: لما رحلت بأبى زكريا - يعنى ولده - إلى العراق، صحبني جماعة من الغرباء، فسألوني: أيّ حديث عند أحمد بن حنبل أغرب؟ فكنت أقول: إذا دخلت عليه سألته عن حديث يستفيدونه.
قال: فلما دخلت عليه سألته عن حديث يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث، عن عبدالله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر - حديث الايمان -، وقد كنت سمعته منه قديمًا، وذكرته عنه.
قال: فقال أحمد: يا أبا عبدالله، ليس هذا الحديث عندي عن يحيى بن سعيد.
فخجلت، وتشورت (1)، وسكت.
فلما قمنا أخذ أصحابنا يقولون: إنه ذَكر هذا الحديث غير مرة، ثم لم يعرفه أحمد، وأنا ساكت لا أجيبهم بشئ ما بقينا، ثم قدمنا بغداد، فدخلنا على أحمد بن حنبل، فرحّب بنا، وسأل عنّا، ثم قال: أخبرني يا أبا عبدالله أيّ حديث استفدت عن مسدد من حديث يحيى بن سعيد؟ فقلت: حديث عثمان بن غياث، عن عبد الله بن بريدة في الإيمان. (2)
فقال أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث.
ثم أخرج كتابه فأملى علينا (3)، فسكت محمد بن يحيى ولم يقل: إنّا سألناك عن الحديث، وتعجّب أصحابه من صبره عليه، فقال: فأُخْبِرَ أحمد أنه كان سأله عن الحديث قبل خروجه إلى البصرة. فكان أبو عبد الله أحمد بن حنبل إذا ذكره يقول: محمد بن يحيى «العاقل». (4)
ــــــ
(1) استحييت.
(2) أخرجه أبو داود (4696)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1/ 52)، من طريق أبي الحسن مسدد بن مسرهد، قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث، (ح).
(3) أخرجه أحمد (184)، قال: قرأت على يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث، (ح).
(4) تهذيب الكمال - (26/ 624 - 625)، «سير أعلام النبلاء» (12/ 278 - 279).
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Dec-2006, صباحاً 07:06]ـ
رحم الله هؤلاء الأئمة الأكابر
وجزاك الله خيراً أخي الغالي أشرف
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Dec-2006, صباحاً 09:43]ـ
أحسن الله إليك يا أبا محمد.
وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الأدب مع أهل العلم عامّة، ومع مشايخنا وإخواننا من طلبة العلم خاصة، والله الموفق.
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Dec-2006, صباحاً 02:29]ـ
ومن فوائد هذه القصة أنَّ الحافظ المتقن ربما عزبَ عنه شيءٌ من محفوظه
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 07:24]ـ
بارك الله فيك أخي الغالي أشرف ونفع بك(/)
«منظومة معاني القنوت»: لأبي الفضل العراقي.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Dec-2006, صباحاً 09:38]ـ
«منظومة معاني القنوت»: لأبي الفضل العراقي:
قال أبو الفضل العسقلاني في «فتح الباري» (2/ 491معرفةو3/ 342نظر):
ذكر ابن العربي (1) أن القنوت ورد لعشرة معان، فنظمها شيخنا الحافظ زين الدين العراقي فيما أنشدنا لنفسه إجازة غير مرة:
وَلَفْظ الْقُنُوت اُعْدُدْ مَعَانِيهْ تَجِدهْ ... مَزِيدًا عَلَى عَشْر مَعَانِي مَرْضِيّهْ
دُعَاءٌ خُشُوعٌ وَالْعِبَادَة طَاعَهْ ... إِقَامَتهَا إِقْرَاره بِالْعُبُودِيَّهْ
سُكُوتٌ صَلَاةٌ وَالْقِيَام وَطُولهْ ... كَذَاك دَوَام طَاعَة الرَّابِح الْقُنْيهْ
(2) (3). اهـ
_______
(1) ينظر: «أحكام القرآن»: ابن العربي، تفسير سورة البقرة، قوله تعالى: {وقواموا لله قانتين}، وتفسير سورة النساء، قوله تعالى: {فالصالحات قانتات}.
(2) قوله: «القُِنية»: يعني: الكِسْبة، يريد التبشير بحسن المآل، والله تعالى أعلم.
(3) المعاني العشرة حسب ترتيب المنظومة:
[1] الدُعَاء.
[2] الخُشُوع.
[3] َالْعِبَادَة.
[4] القيام بالطاعة.
[5] الإِقْرَار بالعبودية.
[6] السُكُوت.
[7] الصَلَاة.
[8] القيام.
[9] طول َالْقِيَام.
[10] دَوَام الطَاعَة.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 12:07]ـ
يرفع للفائدة(/)
الهمُّ
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[22 - Dec-2006, صباحاً 10:55]ـ
السلام عليكم
الهمُّ له اعتباره في الحساب والثواب والعقاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الحسنات والسيئات فمن همَّ بها فعملها كتبت له عشر حسنات إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة، وإن همَّ بسيئة فلم يعملها
كتبت له حسنة كاملة، وإن همَّ بها فعملها كتبت له سيئة واحدة". رواه البخاري ومسلم.
والإرادات العازمة يحاسب عليها الإنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" قيل: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" قيل: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: "إنه أراد قتل صاحبه
فالمعنى أن القاتل سبقه فلم يحقق المقتول إرادته وهي قتل صاحبه فعلاً.
وأما الخواطر السريعة والوساوس وحديث النفس السيء الذي لم يوطن الإنسان نفسه عليه، ولم يهمَّ به، ولم يعزم صاحبه على إظهاره إلى الوجود، بل يكرهه ويدفعه عن نفسه فهو معفو عنه.
قال الله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} [البقرة: 286].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم يعملوا به أو يتكلموا به". رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه: إنَّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به! قال: "أوجدتموه؟ " قالوا: نعم. قال: "ذلك صريح الإيمان". رواه مسلم.
فما يصيب الإنسان وساوس سيئة، وهو ينكرها، ولا يرتضيها فهو غير مؤاخذ عليها، بل إن إنكاره لها وتأذيِّه منها، ووجود ألم نفسي بسببها، ففي هذا دليل واضح على محض الإيمان وصراحته.
منقول
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Dec-2006, مساء 01:12]ـ
السلام عليكم
الهمُّ له اعتباره في الحساب والثواب والعقاب،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقك الله وبارك فيك يا وسم المعاني
أما الثواب على الهمِّ بالطاعة فهذا هو ظاهر الحديث، فإنَّ فيه "من همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة" ولكن أين المؤاخذة على الهمِّ في جانب العقاب!
جاء في الحديث: (وإن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له حسنة)
وأما حديث القاتل والمقتول فقد تطوَّر الهمُّ في الصورة المذكورة إلى إرادة جازمة عجز عن تنفيذها، حيث سُبِقَ بالقتل، وإلا فقد كان (حريصاً على قتل صاحبه)
بل حصل منه القتال فعلاً، لقوله: (التقى المسلمان بسيفيهما).
نفع الله بك
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[22 - Dec-2006, مساء 03:14]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
كما هو في ظاهر الحديث أيضاً
الهم السيء يعاقب عليه إذا عمل به , فتكتب له سيئة واحدة.
ولكن بقاءه كما هو - هماً فقط - دون العمل في هذه الحالة يكتب حسنة , والله أعلم.(/)
استوقفتني سائلة!
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[22 - Dec-2006, مساء 07:27]ـ
السلام عليكم
استوقفتني سائلة بحزن عندما قرأت هذا الكلام عليها
وهناك أقوام لا يشعرون بهول هذا اليوم - يوم القيامة والحشر .. -، لأن الله يظلهم في ظله يوم القيامة.
ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: " سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه"
قالت: كلها رجل , ونحن النساء؟!
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Dec-2006, مساء 06:16]ـ
يرفع؛ لينظر فيه طلاب العلم، ويجيبوا عن هذا الإشكال.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[25 - Dec-2006, صباحاً 01:35]ـ
سبحان الله!!
لم يخطر ببالي هذا الإشكال
فربنا كريم جواد
وكنت أعتقد أن المرأة تدخل في هذا الحديث تماماً كالرجل
طبعا ما عدا (الإمام العادل)
و أعتقد أن (الشاب) يطلق على الشاب و الشابة، بما أنه لا يوجد تخصيص بتكوين الخلقة!!
وأنا لا أشك أبدا برحمة الله ومنه وكرمه
وأنه يحب العدل، وأنه حرم الظلم على نفسه!
اللهم اجعلنا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
رغما عن أنف المشككين:)
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[25 - Dec-2006, صباحاً 02:06]ـ
السلام عليكم
أختي الكريمة ولم يخطر ببالي أنا هذا التساؤل
ولكن هو من سائلة كما ذكرت لكم ..
عموماً حتى لوكان هذا الحديث خاص بالرجال!
فالرجال قوامون على النساء وقد فرض الله عليهم أمورلم يفرضها على النساء كالجهاد والإمامة مثلاً , والخروج للصلوات , وفطرهم على أمور معينة , وغرائز أقوى من المرأة؛ فلذلك لو كان خاص بالرجال فقط نحن مؤمنون راضون بما قسم الله وهو أعلم بماخلق وأعلم بما يكافئهم.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[25 - Dec-2006, صباحاً 07:13]ـ
أوافقك أختي الكريمة أن هناك أمور تخص الرجال دون النساء
وقد وضحها الشارع، كما تفضلت عندما ذكرت الجهاد، والإمامة، والصلاة جماعة، ومقدار الإرث
فالأمور الخاصة بالرجال خصصها الشارع، وما عدى ذلك يكون حكم المرأة تماما كالرجل!
وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله (ص) في مسألة جهاد المرأة
فبين لها رسول الله (ص) أن جهاد المرأة الحج، وهو أمر خاص بالرجل، فكيف إن لم يكن محدد؟
هذا ما أراه، وإن كان الحق فيما لم يتضح لي فلا أقول إلا رضيت ربي بحكمك.
اللهم اجعلنا من السبعة الذين تظلهم في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك
ـ[وجيب]ــــــــ[25 - Dec-2006, صباحاً 09:07]ـ
يقول صلى الله عليه وسلم: (النساء شقائق الرجال)،
ودلت كثير من النصوص أن الخطاب العام للرجال يشمل النساء وإن لم ينص فيه على ذلك.
فالأصناف السبعة من الناس الذين يظلهم الله في ظله يدخل فيهم الرجال والنساء،
إلا ما كان فعلا خاصا بالرجال.
والله أعلم.
ـ[الفارس]ــــــــ[25 - Dec-2006, مساء 02:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
" (تنبيهان):
(الأول) ذكر الرجال في هذا الحديث لا مفهوم له بل يشترك النساء معهم فيما ذكر، إلا إن كان المراد بالإمام العادل الإمامة العظمى، وإلا فيمكن دخول المرأة حيث تكون ذات عيال فتعدل فيهم. وتخرج خصلة ملازمة المسجد لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من المسجد، وما عدا ذلك فالمشاركة حاصلة لهن، حتى الرجل الذي دعته المرأة فإنه يتصور في امرأة دعاها ملك جميل مثلا فامتنعت خوفا من الله تعالى مع حاجتها، أو شاب جميل دعاه ملك إلى أن يزوجه ابنته مثلا فخشي أن يرتكب منه الفاحشة فامتنع مع حاجته إليه "
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[25 - Dec-2006, مساء 03:59]ـ
أختي الكريمة / طالبة علم
الجهاد من أفضل القربات وأعظم الطاعات، وقد جاءت نساء الصحابة – رضي الله تعالى عنهم وعنهن- يسألن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومنهن المرأة الأشهلية فقالت: إنكم تذهبون للجهاد والحج، ونحن نجلس في بيوتكم نغسل ملابسكم ونربي أولادكم، فمالنا؟ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إن حسن تبعل المرأة لبعلها وقيامها بفرائض دينها يعدل ذلك كله"، وقال لها النبي- صلى الله عليه وسلم-: "انصرفي وأخبري من وراءك بهذا"، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فكون المرأة تجتهد في المحافظة على فرائض دينها، وتجتهد في أداء ما تستطيعه من السنن، وتقوم بما أوجب الله عليها من رعاية حق زوجها وتربية أطفالها، فإنها بهذا تكون قد أدت ما هو أعظم من الجهاد، بنفسها ومالها.
د. سليمان بن وائل التويجري
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
وكما ذكرتي أيضاً:
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: {لكن أفضل الجهاد حج مبرور} [متفق عليه].
وعنها قالت: (قلت يا رسول الله! ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: {لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجّ مبرور} قالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله) [متفق عليه].
وعن أبي هريرة مرفوعاً: {جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة} [النسائي وحسنه الألباني].
بناءً على ماذكر جهاد المرأة الحج والعمرة , وحسن تبعلها لزوجها ورعايتها لأبنائها
فلم يأمرها بالجهاد بالنفس والمال بل أوضح لها طرق أخرى تجاهد بها تناسب مافطرها الله عليه , هذا والله أعلم.
الأخوان وجيب والفارس أشكر لكما تعقيبكما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Dec-2006, صباحاً 04:02]ـ
جزاكم الله خيراً، ونفع بهذه المدراسة المباركة
وأحبُّ تسجيلَ بعض الوقفات، مشاركةً لكم في التفقُّه في هذا النصِّ النبوي:
أولاً/ لفظ الحديث: (سبعةٌ يظلُّهم الله ... ) ومثلُ هذا اللفظ لا يقتضي حصرَ التظليل بهذه الأصناف؛ خاصة مع ورود ما يدلُّ على أنَّ العددَ هنا لا مفهوم له؛ فقد جاء في صحيح مسلم من حديث اليَسَر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أنظر معسراً أو وضعَ له؛ أظله الله في ظله يومَ لا ظلَّ إلا ظله) وهذا لفظٌ عامٌ؛ يشمل الذكر والأنثى، فصحَّ دخولُ الإناث في بعض الأوصاف التي تستوجب التظليلَ بفضل الله وتوفيقه.
ثانياً/ ينبغي أن يخرج من الأصناف المذكورة في حديث أبي هريرة ما يختصُّ الرجال –كما سبق في تنبيه الأخت وسم المعاني وغيرها- وذلك في الإمام العادل، ومن قلبُه معلَّق بالمساجد.
ثالثاً/ يبقى عندنا خمسة أصناف مذكورة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهذه الأصناف مذكورة بأحد لفظين:
أولهما لفظ (شاب) والثاني لفظ (رجل)
فأما اللفظ الأول فيحتمل إطلاقه على الشابة أيضاً، وإنما سيق بلفظ المذكر تغليباً للذكور على الإناث في الخطاب، وهو معروف من عادة العرب في خطابها.
أقول هذا احتمالاً.
وأما اللفظ الثاني فهو لفظٌ مختصٌ بالذكور؛ ولا يصح إدخال النساء فيه.
فلفظ (المؤمن أو المؤمنون) يختلف عن لفظ (الرجل أو الرجال) فالأولان يمكن دخول النساء فيهما، بخلاف اللفظين الآخرين.
وهذا هو وجه الإشكال في الحديث، أنَّ الألفاظَ المستعملةَ فيه ألفاظٌ تخصُّ الذكور.
ويمكن القول بشمول تلك الفضائل الخمس للنساء أيضاً –كما نقل الأخ الفارس وفقه الله عن الحافظ ابن حجر- ويكون شمول الحديث لهنَّ لا من حيث ظاهر اللفظ، وإنما من حيث النظر للمعنى
فإنَّ التحابَّ في الله، وإخفاءَ الصدقة، ومن نشأ في عبادة الله، ومن ذكر الله خالياً ففاضت عيناه= كلُّ هذا ليس مما يختصُّ الرجال، بل هو شاملٌ للنساء.
هذه مدارسةٌ أوردها على وجه التفقُّه لا التعليم.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[31 - Dec-2006, صباحاً 09:10]ـ
أخي الكريم / الحمادي
جزيت خيراً على هذه الوقفات , نفع الله بك.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 10:03]ـ
الحمد لله
بارك الله فيكم أخي الكريم
نعم اخوتي الكرام
المرأة داخلة ان شاء الله فيما عدا الامامة ... ومسالة المسجد
فإن العرب قد تذكر لفظ الرجل دون ارادة معناه ... وقد تذكر المذكر دون قصد استثناء الانثى ... وهذا مذهبهم
فتجد ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .... والعبد ليس هو الامة
وفي الحديث ... وان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى لا يبقى بينه و بينها الا ذراع .... او كما قال صلى الله عليه
و سلم فالمرأة غير مذكورة بلفظها في الحديث لكن العرب فهموا دخولها فيه دون حاجة الى نص آخر لأن هذا
مذهبهم وحديث اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ... الحديث .... لا يستقيم القول بتخصيص هذا
الحديث بالذكور دون الاناث ... او ان تقول الانثى اللهم اني عبدك .... بل قال ابن تيميه رحمه الله ان تقول
اللهم اني أمتك ابنة عبدك ابن امتك ...
وتأمل الحديث ... والله لا يومن و الله لا يومن و الله لا يومن ... الذي لا يأمن جاره بوائقه ...... بلفظ الذي ... مع
ان الذي خاص بالانثى ... ولكنهم فهموا انها داخلة ايضا ...
وكذلك الحديث ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ... والجارة
المهم ان هذا من لسان العرب و مذهبهم في الكلام فهم أحيانا يتلفظون بلفظ المذكر دون قصد لتخصيص
الذكور واخراج الاناث من اللفظ .... وكل واحد من هذه الاحاديث يكفي بنفسه استقلالا في فهم ذلك .. لأن
العرب جرى ذلك على مذهبها في التوسع في الكلام ... بقي أن يعلم ان الامر ليس على اطلاقه وله ضوابط
يعرفها من يهتم بلسان العرب.
و الله اعلم
ـ[محب الموحدين]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 09:35]ـ
جزى الله جميع المشاركين خير الجزاء ..
والله لقد استفدت مما كتبتم .. ولكم مني الشكر الجزيل
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 02:22]ـ
شكرا لوسم المعاني هذا الطرح الجميل، والذي جلب لنا كل هذا الخير من العلم.
بقيت مسألة المساجد، فإني سمعت قديما ـ في أشرطة شرح نيل الأوطار للعثيمين ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته:
أن المساجد قد يراد بها أماكن العبادة، وهي المساجد المعروفة، وهذا تكون خاصة للرجل، وقد يراد بها الفعل الذي يؤدى في المساجد من صلاة، وقراءة قرآن ودعاء، فهذا تدخل فيها المرأة، لأنها مأمورة بها أمر إيجاب أو استحباب،
فيكون المقصود بالمساجد الفعل وليس البناء المعهود،
وهذا التفسير يشهد له حديث:النهي عن اتخاذ القبور مساجد ".
.. فليس المقصود هو النهي عن البناء على القبور فقط،
وإن كان هذا هو المتبادر إلى الذهن، بل المقصود ـ أيضا ـ النهي عن فعل الأشياء التي تكون في المساجد من صلاة ودعاء وقراءة قرآن ـ في القبور، حتى لو بدون بناء.
يعني النهي متوجه إلى الفعل مع البناء، ويكون الندب هنا ـ في حديث السبعة ـ للفعل الذي يكون في المساجد / مع البناء والله أعلم.
ملاحظة: سمعته قديما جدا، والنتسيق في الكلام مني , وليست ألفاظ الشيخ المبارك ـ رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجية الثبات]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 10:37]ـ
الحمدلله ..
وأنا أؤيد كلام " نداء الأقصى " بقوله تعالى "خذو زينتكم عند كل مسجد "الأعراف (31)
وقد أشار بعض المفسرين بأن المراد ب"المسجد في الآية"أي (عند الصلاة .... ) فلايختص لفظ المسجد به، وبذلك والله أعلم تدخل المرأة في حديث السبعة بحيث تكون ممن علق الله قلبها بحب الصلاة وإنتظارهاولو كان أدائها لها في غير المسجد.
كما أن المرأة يجوز لها الصلاة في المسجد الفروض الخمس وإن كان صلاتها في بيتها خير لها وأفضل، وكذلك قد تكون ممن علق الله قلبها بحب المسجد وتمني الصلاة فيه بصدق حتى لايردها إلا طلب الأفضل أو عدم القدرة على الصلاة فيه لسبب أو لآخر.
وبكل ماسبق يظهر دخولها في حديث السبعة عدا" الإمام العادل" لعدم جواز تولي المرأة للإمامة الكبرى لورود نص خاص فيه ويبقى بقية الحديث للرجال والنساء كماهو القاعدة العامة مالم يرد مايخص الرجل أو المرأة باستثناء من النص. والله أعلم.
نسأل الله أن يجعلنا منهم
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 06:15]ـ
لو حملنا الإمام العادل على معنى كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته لدخلت النساء أيضا.
من باب مناصرة المرأة (ابتسامة).(/)
كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكثر من ذكر هذا البيت (تموت النفوس بأوصابها).
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - Dec-2006, مساء 08:50]ـ
أقرأ كثيرا تلك الأبيات الجميلة التي يختم بها
أخونا الفاضل / فتى الأدغال وفقه الله
مقالاته البديعة والمفيدة، فسألت من أكنّ له كل حب وتقدير، فأفادني بأن شيخ الإسلام رحمه الله كان يكثر من تريدها، فبحثت عنها، فوجدت أن العلامة الصفدي رحمه الله قد أشار إلى ذلك في ترجمة شيخ الإسلام في كتابه الوافي، وها أنا أنقل لكم ما وجدت:
قال العلامة الصفدي رحمه الله في كتابه: (الوافي بالوفيات) في ترجمة شيخ الإسلام رحمه الله:
(وأول ما اجتمعت أنا به كان في سنة ثمان عشرة أو سبع عشرة وهو بمدرسته في القصاعين بدمشق المحروسة، وسألته مسألة مشكلة في التفسير ومسألة مشكلة في الإعراب ومسألة مشكلة في الكنى، والحاجب في الحنبلية، فكنت أرى منه عجباً من عجائب البر والبحر، نوعاً فرداً وشكلاً غريباً.
وكان ما ينشد قول ابن صردر:
تموت النفوس بأوصابها * ولم تشكُ عوّادُها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي* أذاها إلى غير أحبابها
وينشد أيضاً:
مَنْ لم يُقَد ويُدَسّ في خَيْشومه * رَهْجُ الخميس فَلَنْ يَقود خميسا) أ. هـ
وقال أيضا: (وكنت أحضر دروسه ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره، ولا وقفت عليها في كتاب رحمه الله تعالى. وعلى الجملة فما رأيت، ولا أرى مثله في اطلاعه، وحافظته ولقد صدق ما سمعنا به عن الحفاظ الأول، وكانت هممه علية إلى الغاية؛ لأنه كان كثيرا ما ينشد:
تموت النفوس بأوصابها * ولم تشك عوداها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي * أذاها إلى غير أحبابها
وينشد أيضا:
من لم يُقد ويُدسُّ في خيشومِه * رهجُ الخميسِ فلن يقود خميسا) أ. هـ
-
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - Dec-2006, مساء 01:56]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه بدائع الفوائد 1/ 99، وعند ذكره لقاعدةٍ بديعةٍ في المفرد والجمع .... قال:
ورأيت لشيخنا أبي العباس ابن تيمية - رحمه الله - فيه فهما عجيبا كان إذا انبعث فيه أتى بكل غريبة، ولكن كان حاله فيه كما كان كثيرا يتمثل:
تألَّق البرقُ نجديا فقلتُ له **** يا أيها البرق إنِّي عنك مشغولُ
-
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 01:30]ـ
رحمة الله على الإمام
من أبياته الجميلة التي تفيض تضرعا وخضوعا لله عزوجل:
أنا الفقير إلى رب البريات *******أنا المسيكين فى مجموع حالاتى
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي *******والخير إن يأتنا من عنده ياتى
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة ******* ولا عن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني ******* ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتى
إلا بإذن من الرحمن خالقنا ******* إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبدا ******* ولا شريك أنا فى بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به ******* كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لى وصف ذات لازم أبدا ******* كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمهم ******* وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه ******* فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه ******* ما كان منه وما من بعد قد ياتى
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[20 - Jan-2007, مساء 06:56]ـ
الحبيبَ الودودَ المسيطيرَ: نعمتْ هذه الفائدةُ، وأنعم بكاتبها، جزاكَ اللهُ خيراً، وباركَ فيكَ، حياةُ شيخِ الإسلامِ في كلِّ محطاتِها دررٌ وعبرٌ، وهذا شأنُ العظماءِ والأصفياءِ، يرى النّاسُ كلَّ حالِهم مميّزاً وحقيقاً بالعنايةِ.
ـ[نياف]ــــــــ[20 - Jan-2007, مساء 11:07]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
محبك في الله
نياف
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - Jan-2007, مساء 10:28]ـ
الشيخ الكريم / فتى الأدغال
الشيخ الفاضل / نياف
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأل الله تعالى أن يزيدكما من فضله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - Jan-2007, مساء 10:42]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين (1/ 60):
" فأما الإستدلال بالصنعة فكثير، وأما الإستدلال بالصانع فله شأن؛ وهو الذي أشارت إليه الرسل بقولهم لأممهم: (أفي الله شك) أي أيشك في الله حتى يطلب إقامة الدليل على وجوده، وأي دليل أصح وأظهر من هذا المدلول، فكيف يستدل على الأظهر بالأخفى، ثم نبهوا على الدليل بقولهم: (فاطر السموات والأرض).
وسمعت شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية قدس الله روحه يقول: كيف يُطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء، وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
ـ[ظاعنة]ــــــــ[31 - Jan-2007, مساء 02:22]ـ
جميل جدا ..
ما زالت تتراءى لى هذه الأبيات فى أول مقال قرأته للفتى منذ سنوات
و كانت تلك أول قراءتى للأبيات ..
فعلا .. أبيات رائعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - Mar-2007, مساء 04:16]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه بدائع الفوائد 1/ 99، وعند ذكره لقاعدةٍ بديعةٍ في المفرد والجمع .... قال:
ورأيت لشيخنا أبي العباس ابن تيمية - رحمه الله - فيه فهما عجيبا كان إذا انبعث فيه أتى بكل غريبة، ولكن كان حاله فيه كما كان كثيرا يتمثل:
تألَّق البرقُ نجديا فقلتُ له **** يا أيها البرق إنِّي عنك مشغولُ
-
قال ياقوت الحموي في كتابه: (معجم البلدان) ج5/ 264:
وأدخل على عبد الملك بن مروان عشرة من الخوارج، فأمر بضرب رقابهم، وكان يوم غيم ومطر ورعد وبرق، فضربت رقاب تسعة منهم وقدم العاشر ليضرب عنقه فبرقت برقة؛ فأنشأ يقول:
تألق البرق نجديا فقلت له ... يا أيها البرق إني عنك مشغول
بذلة العقل حيران بمعتكف ... في كفه كحباب الماء مسلول
فقال له عبد الملك: ما أحسبك إلا وقد حننت إلى وطنك وأهلك وقد كنت عاشقا؟.
قال: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: لو سبق شعرك قتل أصحابك لوهبناهم لك؛ خلوا سبيله فخلوه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 12:08]ـ
قال الصفدي رحمه الله في كتابه: (الوافي بالوفيات) في ترجمة شيخ الإسلام رحمه الله:
«وعلى الجملة فكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية أحد الثلاثة الذين عاصرتهم ولم يكن في الزمان مثلهم، بل ولا قبلهم من مائة سنة، وهم:
- الشيخ تقي الدين ابن تيمية.
- والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد.
- وشيخنا العلامة تقي الدين السبكي.
وقلت في ذلك:
ثلاثة ليس لهم رابع ... فلا تكن من ذاك في شكِّ
وكلُّهم منتسبٌ للتُّقى ... يقصُر عنهم وصفُ من يحكي
فإن تشأْ قلت ابن تيمية ... وابن دقيق العيد والسبكي» اهـ
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 11:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
متى يقول التكبير المقيد بعد الصلاة؟!
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[22 - Dec-2006, مساء 10:54]ـ
متى يقول التكبير المقيد بعد الصلاة؟!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فمما يلاحظ على بعض الناس عند بدء وقت التكبير المقيد – بغض النظر عن ثبوته – أنهم يبدؤون التكبير بعد السلام مباشرة؛ فهل هذا صحيح؟
اختلف أهل العلم على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن يكبر بعد السلام مباشرةً، وقبل الاستغفار. وهذا يفهم من كلام المرداوي في الإنصاف، فإنه قال (5/ 374): (فوائد: الأولى: يكبر الإمام إذا سلَّم من الصلاة وهو مستقبل القبلة ... وذكر من قال به من الحنابلة).
القول الثاني: أن يكبر بعد الاستغفار، وقول: " اللهم أنت السلام ... " لأن الاستغفار و " اللهم أنت السلام ... " ألصق بالصلاة من التكبير، فإن الاستغفار يسن عقيب الصلاة مباشرة، لأن المصلي لا يتحقق أنه أتقن الصلاة؛ بل لا بد من خللٍ ولا سيما في عصرنا هذا. وهو اختيار الشيخ محمد بن إبراهيم (3/ 128)، والشيخ سعيد بن حجي – كما في الدرر السنية (5/ 67)، والشيخ محمد بن صالح العثيمين كما في الشرح الممتع (5/ 163).
القول الثالث: التوقف في هذه المسألة، وقد قال به شيخ الإسلام – كم في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (3/ 128)، وفي الاختيارات بيَّض لها (82).
وأقول: بما أنَّ التكبير المقيد لم يدلَّ عليه دليل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو آثار عن الصحابة و اجتهادات من بعض أهل العلم؛ فالأولى: أن يقول ذكر الصلاة ثم يبدأ بالتكبير، والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Dec-2006, مساء 06:26]ـ
شكر الله لكم يا أبا معاذ هذا الجهد الموفق
ويبدو لي أنَّ القول الثاني أقرب الأقوال، فإنَّ الاستغفارَ وقولَ (اللهمَّ أنتَ السلام ... ) يُشرعان قبل التفات الإمام، ولذا كانا ألصق من غيرهما من الأذكار.
ويليه القول الأول، والمسألة ظنيةٌ اجتهادية.
وأقول: بما أنَّ التكبير المقيد لم يدلَّ عليه دليل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو آثار عن الصحابة و اجتهادات من بعض أهل العلم؛ فالأولى: أن يقول ذكر الصلاة ثم يبدأ بالتكبير، والله أعلم.
التكبير المقيَّد محلُّ إجماع -كما لايخفى عليكم- والآثار فيه عن الصحابة كثيرة، ولا يمكن أن يفعلوها إلا عن اتِّباع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Dec-2006, مساء 10:58]ـ
بارك الله فيكم
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية _ مجموع الفتاوى 24/ 220:
عن صفة التكبير فى العيدين ومتى وقته؟
فأجاب: الحمد لله
أصح الأقوال فى التكبير الذى عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة، ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد وهذا بإتفاق الأئمة الأربعة، وصفة التكبير المنقول عند أكثر الصحابة قد روى مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم:
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وإن قال: الله أكبر ثلاثا جاز، ومن الفقهاء من يكبر ثلاثا فقط، ومنهم من يكبر ثلاثا ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير.
وقال في مجموع الفتاوى 24/ 222:
ولهذا كان الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الأمصار يكبرون من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق لهذا الحديث ولحديث آخر رواه الدارقطنى عن جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولأنه إجماع من أكابر الصحابة، والله أعلم.
ـ[الْمُتَقَفِّر]ــــــــ[24 - Dec-2006, صباحاً 08:22]ـ
الشيخان الفاضلان السديس والحمادي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهل من الممكن معرفة الآثار الواردة عن الصحابة التي أشرتما إلى كثرتها - أو بعضها - ومعرفة الحكم عليها بالصحة أو غيرها، وهل دلالتها صريحة في التقييد؟
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[24 - Dec-2006, صباحاً 09:08]ـ
لو بحث هذا لكان خيراً فالمنازع كما تعلمون لاينازع في مطلق التكبير.
ويرى أن ما جاء عقب الصلاة كما جاء في السوق كله من هذا القبيل المطلق وإنما اتفق بعد الصلاة، فقد كان ديدنهم التكبير.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Dec-2006, مساء 01:47]ـ
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الآثار الواردة عن الصحابة فهي موجودة في مصنفي ابن أبي شيبة وعبدالرزاق، والسنن الكبير للبيهقي وغيرها.
وأما حكم التكبير المقيَّد فقد حكى الإجماع على مشروعيته غيرُ واحد من الأئمة، ولم أقف على مخالف في هذا، سوى بعض المعاصرين، وتحدثتُ قبل سنوات إلى أحد من كان يرى بدعيته فلما أوقفته على كلام الأئمة رجع عن ذلك.
ولو كان التكبير عقيب الصلوات واقعاً منهم اتفاقاً لا قصداً لوقع ذلك فيما قبلها من أيام ذي الحجة.
قال الحافظ ابن رجب:
(وذكر الله في هذه الأيام نوعان:
أحدهما: مقيد عقيب الصلوات.
والثاني: مطلق في سائر الأوقات.
فأما النوع الأول؛ فاتفق العلماء على أنه يُشرع التكبير عقيبَ الصلوات في هذه الأيام في الجملة، وليس فيهِ حديثٌ مرفوع صحيح، بل إنما فيهِ آثارٌ عن الصحابة ومن بعدهم، وعمل المسلمين عليهِ.
وهذا مما يدلُّ على أنَّ بعضَ ما أجمعت الأمة عليهِ لم يُنقل إلينا فيهِ نصٌ صريح عن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- بل يُكتفى بالعمل به. وقد قالَ مالك في هذا التكبير: إنه واجب.
قالَ ابن عبد البر: يعني وجوب سنة.
وهو كما قالَ.
وقد اختلف العلماء في أول وقت هذا التكبير وآخره.
فقالت طائفة: يكبر من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.
فإن هذه أيام العيد، كما في حديث عقبة بن عامر، عن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ:
"يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام".
خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي، وصححه.
وقد حكى الإمام أحمد هذا القول إجماعاً من الصحابة، حكاه عن عمر وعليّ وابن مسعود وابن عباس.
فقيل له: فابن عباس اختلف عنه؛ فقالَ: هذا هوَ الصحيح عنه، وغيره لا يصح عنه.
نقله الحسن بن ثواب، عن أحمد.
وإلى هذا ذهب أحمد؛ لكنه يقول: إن هذا في حق أهل الأمصار، فأما أهل الموسم فإنهم يكبرون من صلاة الظهر يوم النحر؛ لأنهم قبل ذَلِكَ مشتغلون بالتلبية ... ) إلى آخر كلامه في فتح الباري.
وحكى الإجماع أيضاً ابن تيمية، كما نقله الشيخ السديس في مشاركته السابقة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - Dec-2006, مساء 07:51]ـ
ولو كان التكبير عقيب الصلوات واقعاً منهم اتفاقاً لا قصداً لوقع ذلك فيما قبلها من أيام ذي الحجة.
استطرادًا حول هذه النقطة - إن كنتُ فهمتُها على الوجه -، لعلَّ مسألةً تُطرح: هل يكبر مقيّدًا في وقت المطلق؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - Dec-2006, مساء 08:24]ـ
هل يكبر مقيّدًا في وقت المطلق؟
ملحوظة: أقصد بالتقييد: التكبير عقب الصلوات، ولا يلزم عدمُهُ فيما سوى ذلك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Dec-2006, مساء 08:28]ـ
استطرادًا حول هذه النقطة - إن كنتُ فهمتُها على الوجه -، لعلَّ مسألةً تُطرح: هل يكبر مقيّدًا في وقت المطلق؟
حكى الإمام أحمد -في التكبير المقيَّد- إجماع الصحابة على ابتدائه من صلاة الفجر يوم عرفة
وهذا هو مراد الإمام أحمد بحكاية الإجماع هنا -كما بيَّن الحافظ ابن رجب- وأما نهاية وقت التكبير المقيَّد فوقع فيها خلافٌ بين الصحابة، ذكره الحافظ ابن رجب في الفتح،، وذكر أنَّ أكثر العلماء على انتهائه بصلاة عصر آخر أيام التشريق.
وللتنبيه فهذه الجملة التي اقتبستَها أخي محمد= إيرادٌ وليست تقريراً
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[26 - Dec-2006, مساء 04:32]ـ
شكر الله لكم، أزلتم إشكالاً فإنه إن لم يكن إجماع لكان لما يعترض به بعض الفضلاء وجه.
فائدة:
- بعد النظر وجدت النووي في شرح المهذب ينقله كذلك 5/ 38.
"وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف لإجماع الأمة".
- التقييد وقت المطلق قد يقع، كنافلة المغرب بعد صلاة المغرب.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[26 - Dec-2006, مساء 05:06]ـ
بارك الله فيكم.
كان مقصودي شيخنا الفاضل أبا محمد: هل يكبر المرء أعقاب الصلوات أيام التكبير المطلق - مع التكبير في سائر الأوقات -؟
لأنني سمعتُ من نهى في المسجد عن ذلك.
وقد سألت بعض المشايخ؛ فأفادني أنَّ في ذلك أمرين:
الأول: تخصيص العبادةِ بوقتٍ لم يأتِ تخصيصُهُ في الشرع، فكأنك قرأت قرآنًا بعد الاستغفار وقول: (اللهم أنت السلام ... )،
والثاني: أن فيه إيهامًا بأنَّ السنةَ التكبيرُ المقيد تلك الأيام، والمقيد إنما يكون من فجر يوم عرفة بالإجماع - كما أفدتم رعاكم الله -، وإذا كبر أدبار الصلوات أيام التكبير المطلق ظن الناس أن السنة في ذلك، وليس كذلك.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Dec-2006, صباحاً 02:47]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم، وجزاكم الله خيراً على تعقيباتكم.
وما قد يفهم من كلامي من إنكار التكبير المقيد لم أقصده، لكني خشيتُ أن يأتي من يشغب في الموضوع بالمنازعة في التكبير المقيد، وقد كنت قد اطلعت على كلام ابن رجب - رحمه الله - في هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[29 - Dec-2006, صباحاً 02:01]ـ
ونقل الشيخ المنجد - حفظه الله - عن سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - ما يوافق كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.
ـ[الفاضل]ــــــــ[02 - Jan-2007, مساء 04:38]ـ
لكن هل من دليل على تقييد الذكر عقب الصلاة بثلاثة تكبيرات؟ أو هل ورد نص بعدد التكبيرات عقب الصلاة؟ وإذا كان الجواب؛ لا، صار التكبير عقب الصلوات داخل في التكبير المطلق.
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Jan-2007, صباحاً 12:29]ـ
لكن هل من دليل على تقييد الذكر عقب الصلاة بثلاثة تكبيرات؟ أو هل ورد نص بعدد التكبيرات عقب الصلاة؟ وإذا كان الجواب؛ لا، صار التكبير عقب الصلوات داخل في التكبير المطلق.
وفقك الله وبارك فيك
لاتقييدَ من حيث الألفاظ، إنما التقييد من حيث التوقيت
وفرقٌ بين الأمرين
فالتكبير المذكور مطلقٌ من حيث اللفظ؛ مقيَّدٌ من حيث الوقت
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 06:48]ـ
استطرادًا حول هذه النقطة - إن كنتُ فهمتُها على الوجه -، لعلَّ مسألةً تُطرح: هل يكبر مقيّدًا في وقت المطلق؟
هذه المسألة خلافية، وقد ذكر الخلاف فيها الإمام النووي رحمه الله تعالى في المجموع، والأكثرون على عدم التكبير المقيد في وقت المطلق.
وكثير من الناس يكبر بعد المكتوبات في جماعة في عيد الفطر مثلاً ..
لكنَّ الأَولى خلافُه .. والخُلف سهل في هذه المسألة.
قال في المجموع شرح المهذب: (وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف لإجماع الأمة , وهل يشرع في عيد الفطر؟ فيه وجهان مشهوران حكاهما المصنف والأصحاب , وحكاهما صاحب التتمة وجماعة قولين:
(أصحهما) عند الجمهور لا يشرع , ونقلوه عن نصه في الجديد , وقطع به الماوردي والجرجاني والبغوي وغيرهم وصححه صاحبا الشامل والمعتمد , واستدل له المصنف والأصحاب بأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان مشروعا لفعله ولنُقِل.
(والثاني) يستحب، ورجحه المحاملي والبندنيجي والشيخ أبو حامد، واحتج له المصنف والأصحاب بأنه عيد يسن فيه التكبير المرسل فسن المقيد كالأضحى , فعلى هذا قالوا يكبر خلف المغرب والعشاء والصبح , ونقله المتولي عن نصه في القديم وحكم النوافل والفوائت في هذه المدة على هذا الوجه يقاس بما سنذكره إن شاء الله تعالى في الأضحى).
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 12:19]ـ
الذي أراه -والله أعلم- عدم صحة التكبير عقب الصلوات؛ قبل أذكار الصلاة.
أما الآثار الواردة في ذلك؛ فإنها إما صحيحة غير صريحة!، وإما صريحة غير صحيحة!!.
أما الإجماع! المنقول؛ فما مستنده أصلاً؛ حتى يصح اعتباره؟!
فلم يصح عن أحد من الصحابة أصلاً التكبير في هذا الموضع (=عقب الصلوات)
فالثابت عندنا؛ إنما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو أنه كان يقول أذكار الصلاة عقبها.
ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم، ولا ثبت عن أصحابه -عند التحقيق- أنهم خالفوا هذا الهدي أيام العيد، وأنهم كانوا يكبرون عقب الصلوات المفروضات! بدلاً من الأذكار (المخصوصة) بدبر الصلوات.
فالأصل -الذي لا خلاف عليه- أن يكون التكبير (بعد) أذكار الصلاة، وليس قبلها!.
ولا يُعدل عن هذا الأصل إلا (بدليل) -أوضح من فلق الصبح- يصرفنا عن هذا الأصل. فالعبرة بالدليل؛ لا بالأقاويل!.
وهذه المسألة، وغيرها من مسائل التكبير؛ قد خصصت لها مؤلفًا خاصًا؛ سميته: "فقه التكبير في العيدين"؛ فالله أسأل أن ييسر لي إتمامه.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 12:33]ـ
الذي أراه -والله أعلم- عدم صحة التكبير عقب الصلوات؛ قبل أذكار الصلاة.
أما الآثار الواردة في ذلك؛ فإنها إما صحيحة غير صريحة!، وإما صريحة غير صحيحة!!.
أما الإجماع! المنقول؛ فما مستنده أصلاً؛ حتى يصح اعتباره؟!
فلم يصح عن أحد من الصحابة أصلاً التكبير في هذا الموضع (=عقب الصلوات)
فالثابت عندنا؛ إنما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو أنه كان يقول أذكار الصلاة عقبها.
ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم، ولا ثبت عن أصحابه -عند التحقيق- أنهم خالفوا هذا الهدي أيام العيد، وأنهم كانوا يكبرون عقب الصلوات المفروضات! بدلاً من الأذكار (المخصوصة) بدبر الصلوات.
فالأصل -الذي لا خلاف عليه- أن يكون التكبير (بعد) أذكار الصلاة، وليس قبلها!.
ولا يُعدل عن هذا الأصل إلا (بدليل) -أوضح من فلق الصبح- يصرفنا عن هذا الأصل. فالعبرة بالدليل؛ لا بالأقاويل!.
وهذه المسألة، وغيرها من مسائل التكبير؛ قد خصصت لها مؤلفًا خاصًا؛ سميته: "فقه التكبير في العيدين"؛ فالله أسأل أن ييسر لي إتمامه.
إن ثبت الإجماع في مسألة ما، فلا تبحث عن مستنده .. فالإجماع حجة قائمة بذاتها.
بل لو ثبت إجماع، وهو يخالف ظاهر آية أو حديث، فالمعول على الإجماع؛ لأنه دليل شرعي بلا خلاف، وتقديمه هنا لأنه يدل على ناسخ أو نحوه. وبالله التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 01:02]ـ
الذي أراه -والله أعلم- عدم صحة التكبير عقب الصلوات؛ قبل أذكار الصلاة.
أما الآثار الواردة في ذلك؛ فإنها إما صحيحة غير صريحة!، وإما صريحة غير صحيحة!!.
أما الإجماع! المنقول؛ فما مستنده أصلاً؛ حتى يصح اعتباره؟!
فلم يصح عن أحد من الصحابة أصلاً التكبير في هذا الموضع (=عقب الصلوات)
فالثابت عندنا؛ إنما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو أنه كان يقول أذكار الصلاة عقبها.
ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم، ولا ثبت عن أصحابه -عند التحقيق- أنهم خالفوا هذا الهدي أيام العيد، وأنهم كانوا يكبرون عقب الصلوات المفروضات! بدلاً من الأذكار (المخصوصة) بدبر الصلوات.
فالأصل -الذي لا خلاف عليه- أن يكون التكبير (بعد) أذكار الصلاة، وليس قبلها!.
ولا يُعدل عن هذا الأصل إلا (بدليل) -أوضح من فلق الصبح- يصرفنا عن هذا الأصل. فالعبرة بالدليل؛ لا بالأقاويل!.
وهذه المسألة، وغيرها من مسائل التكبير؛ قد خصصت لها مؤلفًا خاصًا؛ سميته: "فقه التكبير في العيدين"؛ فالله أسأل أن ييسر لي إتمامه.
وفقك الله وسددك وأصاب بك الحق
هل تقر بثبوت التكبير المقيد في أدبار الصلوات في عيد الأضحى؟
بقطع النظر عن تقديمه على الأذكار أو العكس.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:25]ـ
إن ثبت الإجماع في مسألة ما، فلا تبحث عن مستنده .. فالإجماع حجة قائمة بذاتها.
بل لو ثبت إجماع، وهو يخالف ظاهر آية أو حديث، فالمعول على الإجماع؛ لأنه دليل شرعي بلا خلاف، وتقديمه هنا لأنه يدل على ناسخ أو نحوه. وبالله التوفيق
كلامكم خطأ؛ مع احترامي لشخصكم وعلمكم؛ بارك الله فيكم.
فالإجماع الذي تنقلونه في هذه المسألة -وإن ثبت-؛ فهو سكوتي! استقرائي؛ ولا يخفاكم ما في الإجماع السكوتي من كلام!. والصحيح -عندي- ألا إجماع سكوتي معتبر إلا إجماع الصحابة فقط.
وأما مَنْ بعدهم؛ فيستحيل أن يقع إجماعهم. ولو فرضنا -تنزلاً- وقوعه؛ فيستحيل أن يحاط به؛ فينقل!.
فإجماعُ مَنْ بعد الصحابة ليس حجة (بذاته) -كما تقولون-؛ بل هو حجة (تابعة) للكتاب والسنة.
قال ابن حزم في "الإحكام في اصول القرآن" (1/ 76/شاملة):
أن الإجماع على الأحكام الشرعية: «مشروط بسابقة تبين الهدى بدليل قوله تعالى: {من بعد ما تبين له الهدى}. والهدى مذكور بالألف واللام المستغرقة فيدخل فيه كل هدى حتى إجماعهم على الحكم الشرعي وإنما يتبين الهدى بدليله وإذا كان الإجماع من جملة الهدى فلا بد من تقدم بيانه بدليله ودليل كون الإجماع هدى لا يكون هو نفس الإجماع بل هو غيره» اهـ
فيستحيل أن يجمعوا على مسألة ليس فيها نص لا من الكتاب ولا من السنة، ولا حتى من فعل الصحابة!؛ لاسيما في مثل هذه الشعائر الظاهرة كالتكبير دبر الصلوات.
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" (5/ 167):
«أهل الحديث لا يتفقون إلا على ما جاء عن الله ورسوله وما هو منقول عن الصحابة فيكون الاستدلال بالكتاب والسنة وبإجماع الصحابة مغنيا عن دعوى إجماع ينازع في كونه حجة بعض الناس. وهذا بخلاف من يدعي إجماع المتأخرين من أهل المدينة إجماعا فإنهم يذكرون ذلك في مسائل لا نص فيها بل النص على خلافها، وكذلك المدعون إجماع العترة يدعون ذلك في مسائل لا نص معهم فيها؛ بل النص على خلافها؛ فاحتاج هؤلاء إلى دعوى ما يدعونه من الإجماع الذي يزعمون أنه حجة!!.
وأما أهل الحديث فالنصوص الثابتة عن رسول الله هي عمدتهم، وعليها يجمعون إذا أجمعوا؛ لاسيما وأئمتهم يقولون: (لا يكون قط إجماع صحيح على خلاف نص إلا ومع الإجماع نص ظاهر معلوم يعرف أنه معارض لذلك النص الآخر)» اهـ.
وقال في "مجموع الفتاوى" (19/ 195):
«فلا يوجد قط مسألة مجمع عليها إلا وفيها بيان من الرسول، ولكن قد يخفى ذلك على بعض الناس ويعلم الإجماع؛ فيستدل به. كما أنه يستدل بالنص من لم يعرف دلالة النص وهو دليل ثان مع النص ..... كالأمثال المضروبة في القرآن وكذلك الإجماع دليل آخر كما يقال: قد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع وكل من هذه الأصول يدل على الحق مع تلازمها؛ فإن ما دل عليه الإجماع فقد دل عليه الكتاب والسنة وما دل عليه القرآن فعن الرسول أخذ فالكتاب والسنة كلاهما مأخوذ عنه ولا يوجد مسألة يتفق الإجماع عليها إلا وفيها نص» اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في "المجموع" (19/ 267):
«ومن ادعى إجماعا يخالف نص الرسول من غير نص يكون موافقا لما يدعيه، واعتقد جواز مخالفة أهل الإجماع للرسول برأيهم، وأن الإجماع ينسخ النص -كما تقوله طائفة من أهل الكلام والرأي-؛ فهذا من جنس هؤلاء.
وأما إن كان يعتقد أن الإجماع يدل على نص لم يبلغنا يكون ناسخا للأول. فهذا وإن كان لم يقل قولا سديدا فهو مجتهد في ذلك يبين له فساد ما قاله كمن عارض حديثا صحيحا بحديث ضعيف اعتقد صحته فإن قوله وإن لم يكن حقا لكن يبين له ضعفه وذلك بأن يبين له عدم الإجماع المخالف للنص أو يبين له أنه لم تجتمع الأمة على مخالفة نص إلا ومعها نص معلوم يعلمون أنه الناسخ للأول فدعوى تعارض النص والإجماع باطلة ويبين له أن مثل هذا لا يجوز؛ فإن النصوص معلومة محفوظة والأمة مأمورة بتتبعها واتباعها وأما ثبوت الإجماع على خلافها بغير نص فهذا لا يمكن العلم بأن كل واحد من علماء المسلمين خالف ذلك النص» اهـ، وينظر باقي كلامه في الإجماع؛ فإنه مهم.
وقال ابن حزم في "الإحكام" (4/ 495):
«ولا يمكن البتة أن يكون إجماع من علماء الأمة على غير نص من قرآن أو سنة عن رسول الله (ص)» اهـ. وانظر كذلك (4/ 501)، و (4/ 580)
وأما قولكم بتقديم (دلالة) الإجماع على النص!؛ بحيث تجعل تلك الدلالة! ناسخة للنص؛ فهذا من الخطإ البين. فإن دلالة الإجماع هذه! -لاسيما إن لم يكن له مستند- أبعد بكثير جدًا عن الظن الراجح من النص؛ فالنص -إن لم يكن متواترًا- يفيد الظن الراجح أو العلم على قول بعض العلماء. فكيف نقدم هذه (الدلالة) على النص الثابت الظاهر في المسألة؛ فضلاً عن أن نجعله ناسخًا للنص؟!
وقد سبق من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية إبطال ذلك؛ كما في "المجموع" (19/ 267)، وما بعدها.
? الشاهد:
أنه لما لم يثبت أثر صحيح عن الصحابة في هذه الجزئية؛ علمنا ألا إجماع معتبر فيها.
ومما يؤكد لنا ذلك: ثبوت هدي النبي (ص) دبر الصلوات المكتوبة؛ ومن ذلك:
? حديث ثوبان:
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاتِهِ؛ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ» أخرجه مسلم.
? حديث المغيرة بن شعبة:
«أَنَّ النَّبِيَّ (ص) كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ ((كُلِّ)) صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ: (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ؛ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» أخرجه البخاري.
? حديث عبد الله بن الزبير:
أنه كان يقول في دبر ((كل)) صلاة حين يسلم: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ؛ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» وقال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ ((كُلِّ)) صَلاةٍ» أخرجه مسلم.
? حديث أبي هريرة:
«مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ ((كُلِّ)) صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ؛ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؛ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ؛ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» أخرجه مسلم
وأخرج مثله من حديث حديث كعب بن عُجْرَةَ أن النبي (ص) قال: «مُعَقِّبَاتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ ((كُلِّ)) صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ: ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاثٌ وَثَلاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلاثُونَ تَكْبِيرَةً».
فهذه الأحاديث كلها -بل وأكثر منها مما أعرضنا عن ذكره ههنا- ثابتة في بيان هدي النبي (ص) وسنته عقب الصلاة، وهي ظاهرة الدلالة أيضًا في محل النزاع؛ أي فيما ينبغي أن يقوله المسلم دبر ((كُلِّ)) صلاة مكتوبة في العيدين أو في غيرهما منا الأوقات؛ ولا يخفاكم دلالة كلمة ((كُلِّ)) على الشمول والعموم.
فكيف يجوز لنا أن نعرض عن كل هذه الثوابت -فضلاً عن أن نعتقد نسخها أيام العيد فقط! - لأجل آثار ضعيفة!؛ لا تقوى أمامها بحال، أو لأجل إجماع! موهوم -وفيه ما فيه! -؟!.
والله الموفق، ومنه السداد.
ولكم مني كل المودة والإخاء.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:33]ـ
وفقك الله وسددك وأصاب بك الحق
هل تقر بثبوت التكبير المقيد في أدبار الصلوات في عيد الأضحى؟
بقطع النظر عن تقديمه على الأذكار أو العكس.
التكبير (بعد) الصلاة؛ لاشيء فيه ألبتة.
ولكن ذلك لا يكون (دبر) الصلاة؛ بحيث يُقَدَّمُ على أذكار الصلاة!.
فلا شيء في أن يكبر المسلم بعد أذكار الصلاة.
أما الاختلاف من جهة تسمية هذا التكبير مطلقًا أو مقيدًا؛ فاختلاف لا أثر له؛ فالمهم أننا اتفقنا على جواز التكبير (بعد) أذكار الصلاة.
وأظن أن عبارتي السابقة كانت واضحةً في أنني أرى جواز التكبير عقب أذكار الصلاة؛ إذ قلت بالحرف الواحد:
فالأصل -الذي لا خلاف عليه- أن يكون التكبير (بعد) أذكار الصلاة، وليس قبلها!.
ولا يُعدل عن هذا الأصل إلا (بدليل) -أوضح من فلق الصبح- يصرفنا عن هذا الأصل. فالعبرة بالدليل؛ لا بالأقاويل!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:56]ـ
بارك الله فيك
ما دمتَ تقر بمشروعية التكبير في أدبار الصلوات -بعد الأذكار- فما دليل المشروعية؟
آمل منك التكرم بالاختصار والاقتصار على موطن السؤال.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:22]ـ
بارك الله فيك
ما دمتَ تقر بمشروعية التكبير في أدبار الصلوات -بعد الأذكار- فما دليل المشروعية؟
دليل المشروعية؛ هو كل الأحاديث (العامة) التي وردت في مشروعية التكبير في الأيام العشر، وفي يومي العيد، وكذا الأيام المعدودات (=التشريق)؛ ومنها:
? حديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
أن النبي (ص) قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ؛ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» (صحيح): أخرجه أحمد.
وهذا الحديث ظاهر في استحباب التكبير ومشروعيته في (كل وقت) لم يثبت فيه ذكر مخصوص؛ كالأذكار دبر الصلوات المكتوبات.
? أثر علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
«أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، ويكبر بعد العصر» (حسن): أخرجه ابن أبي شيبة، وابن المنذر.
? أثر ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
«أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من يوم النحر» (صحيح): أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني.
? أثر ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
فقد قال في قوله تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}: «اذكروا الله في أيام معدودات؛ الله أكبر. اذكروا الله في أيام معلومات؛ الله أكبر. الأيام المعدودات أيام التشريق، والأيام المعلومات أيام العشر» (صحيح): أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" نقله بإسناده الحافظ في "التغليق"، وصححه في "الفتح"؛ وهو كذلك.
وأخرج ابن أبي شيبة (بسند صحيح) عنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: «أنه كان يكبر من صلاة الفجر إلى آخر أيام التشريق؛ لا يكبر في المغرب ...... الأثر".
آمل منك التكرم بالاختصار والاقتصار على موطن السؤال
أرجو أن أكون قد وفقت في تحقيق ما سألتموه!.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:38]ـ
الحمد لله
ما دمتَ تقر بمشروعية التكبير المقيد فالأمر يسير، على أن الاستدلال بالآية والحديث غير كافٍ في مسألتنا، لأنهما مطلقان.
إضافة إلى أن الحديث وارد في العشر، ولم يرد فيه (أيام التشريق)
لكن آثار الصحابة -وقبل ذلك الإجماع- تدل على مشروعية التكبير المقيد من فجر عرفة تحديداً، وأنه سنةٌ نبوية.
فهذا التكبير مجمَعٌ على مشروعيته؛ وقد نص على الإجماع غير واحد من أكابر أهل العلم، والمخالفة فيه شذوذ من بعض المعاصرين.
ويبقى النظر في تقديمه على أذكار الصلاة أو تأخيره عنها.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 09:53]ـ
ويبقى النظر في تقديمه على أذكار الصلاة أو تأخيره عنها.
نعم؛ بارك الله فيكم.
وكلامي السابق (كله) إنما كان على هذه الجزئية فقط؛ ألا وهي تقديمه على أذكار الصلاة، وأنه لا يجوز لثبوت هدي النبي (ص) في هذا الموضع.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 10:20]ـ
لا بأس، آمل أن يتسع صدرك وتعود بي إلى الوراء قليلاً
آمل تحديد الدليل على مشروعية التكبير المقيد في أدبار الصلوات من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق
الآية؟ الحديث؟ آثار الصحابة؟ الإجماع؟
كلها؟ أم بعضها؟
يكفيني أن تذكره إجمالاً دون سياقه تفصيلاً، إلا الآية والحديث فآمل منك التكرم بذكر وجه الدلالة منهما على التكبير المقيد.
وأعتذر إليك، فقد لا أعود إلى هنا إلا في ساعة متأخرة
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 04:24]ـ
لعل طلبي لم يصادف منك قبولاً
وسأختصر وأبين لك وجهة نظري، وأنه ليس مرادي الجدال
وإنما المراد بيان الإشكال الوارد على استدلالك، وعلى النتيجة التي افتتحتَ بها أول مشاركة لك في هذا الموضوع؛ فأقول:
أما الآية فهي مطلقة، ولو لم يرد إلا هي لما صح الاستدلال بها على التكبير المقيَّد في أدبار الصلوات، لما في الاستدلال بها على ذلك من تقييد ما أطلقه الله
وكذا الحديث؛ ويزيد الحديث بأنه مختص بالعشر، فلا يشمل أيام التشريق.
ولذا كان الدليل الدال على مشروعية التكبير المقيد وأنه سنة نبوية ثابتة= هو الإجماع الذي تناقله أهل العلم، وليس إجماعاً موهوماً كما قلتَ في إحدى مشاركاتك، وكذا ما جاء من آثار ثابتة عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.
وأما قولك في المشاركة الأولى:
الذي أراه -والله أعلم- عدم صحة التكبير عقب الصلوات؛ قبل أذكار الصلاة.
وتعبيرك في مشاركة أخرى:
وكلامي السابق (كله) إنما كان على هذه الجزئية فقط؛ ألا وهي تقديمه على أذكار الصلاة، وأنه لا يجوز لثبوت هدي النبي (ص) في هذا الموضع.
فلا أدري من سبقك إلى القول بعدم الصحة وعدم الجواز؟
ومارأيك في رجل لم يذكر أذكار الصلاة تكاسلاً، وبعد دقيقتين من التسليم أراد أن يكبر، فما حكمه؟ هل نقول: لا يصح تكبيره ولا يجوز؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 03:59]ـ
لعل طلبي لم يصادف منك قبولاً
لا تقل ذلك يا أستاذنا الفاضل؛ ولكني شغلت -والله- قليلاً
وسأختصر وأبين لك وجهة نظري، وأنه ليس مرادي الجدال
وإنما المراد بيان الإشكال الوارد على استدلالك، وعلى النتيجة التي افتتحتَ بها أول مشاركة لك في هذا الموضوع
معاذ الله أن أظن بكم هذا الظن السيئ يا أستاذنا.
وللعلم؛ فقد كنت فهمت مرادكم هذا -بفضل الله- من الوهلة الأولى؛ من أول مشاركة لكم معي؛ والتي قلتم فيها:
ما دمتَ تقر بمشروعية التكبير في أدبار الصلوات -بعد الأذكار- فما دليل المشروعية؟ فعلمت أن هذا سؤال استدراجي لهذه النقطة!
وعندي ما يريح خاطرك بإذن الله
ولكن اعذرني هذه الفترة
فأنا مشغول جدًا
ويعلم الله كم ندمت على اشتراكي في هذا الموضوع؛ لأنه سيجرني -كالعادة! - إلى استكمال النقاش. وهذا ما أخافه، وأحذره؛ لا لعجزي -بفضل الله-، ولكن لأني كنت قد منيت نفسي بالانقطاع (التام) عن المناقشات -وإن كانت نافعة ومفيدة-، والاكتفاء بالمتابعة فقط؛ وذلك من أجل أن أتفرغ لأبحاثي قليلاً؛ فقد تأخرت (جدًا) في إخراج بعضها؛ إذ كان يفترض بي أن أقدمها للطبع منذ شهرين!؛ ولم أفعل.
ولكني أعدكم -وقد كثرت وعودي!! كما يعلم القاصي والداني- أن أكمل الحوار معكم في أقرب وقت يتيسر لي إن شاء الله. والله المستعان.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 04:55]ـ
وللعلم يا أستاذنا:
______فإن مشاركاتي السابقة بجانب مشاركات غيري؛ فيها حل هذا الإشكال. ولحين الوفاء بوعدي؛ أرجو أنكم ستكونون قد توصلتم لحله؛ والله يعينكم ويسددكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 05:57]ـ
بارك الله فيك أبا رقية، وأعانك ويسر جميع أمورك
ولم أجد فيما سبق حلاً للإشكال؛ بل من بعضه نشأ الإشكال؛ أعني كيفية الاستدلال على أصل المسألة والنتيجة التي توصلت إليها
وفي انتظار عودتك، وفقك الله وشرح صدرك ويسر أمرك
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 06:58]ـ
جزى الله أخي (الحمادي) خيراً، فقد كفاني المؤونة. بارك الله فيكم وسددكم.
ـ[مسلم من المغرب]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 01:28]ـ
أحسن الله للجميع و بارك في جهودهم لاسيما الأخ الأستاذ الفاضل " الحمادي" و أدرجت في هذا المجلس المبارك مشاركة في الموضوع بعنوان " الأزمنة الفاضلة بين التباع و البتداع " و لعل عنوانها كان بعيد الإيحاء لمسألة التكبير و قد أرفقت ملفا مع المشاركة و أرجو منكم تحميله و النظر فيه ثم التعليق العلمي و أرجو منكم نقل النقاش لمشاركتي و سأحاول أثراء النقاش لا سيما مع الأخ الأخ الفاضل " أبي رقية الذهبي" و أرجو أن يكون له من اسمه نصيب لينفع الإسلام و المسلمين و هذا هو رابط مشاركتي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23728(/)
من آداب المفتي والداعية: التزام البيان والوضوح في افتاء الناس وتبليغهم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Dec-2006, مساء 02:18]ـ
* من آداب الداعية أو المفتي أن يخاطب الناس بما يفهمون من الكلام.
والملاحظ عند بعض أهل العلم التزام لهجة عامية لا يتكلم بها إلاَ بعض أهل البلاد الإسلامية.
وقد يكون السائل من بلاد أخرى لا يفهم هذه اللهجة ولا يعرف مقصد الشيخ من خطابه.
وقد يكون هذا الشيخ يفتي على الملأ أو يلقي درساً في الحرم أوفي الإذاعة التي تبث في أصقاع مختلفة أو غير ذلك مما هو عام للناس كلهم وليس لبعضٍ دون بعض؟!!
نعم .. قد تفلت أحياناً كلمة أو كليمات، أو مثال، أو نحوهما؛ لكن الكلام على العموم.
* واللغة التي يفهمها جل العرب - عامتهم وخاصتهم - هي العربية الفصحى التي نزل بها القرآن.
- وبها تكتب الكتب الآن، بل بها تنشر الصحف والجرائد! ويذاع بالمذياع والقنوات والتلفاز وغيرها من وجوه الخطاب والبلاغ.
* فحريٌ بطالب العلم أن يلتزم البيان والفصحى في بيانه وبلاغه قبل أن يصير عالماً يستفى ويسأل.
* ولو كان هذا العالم أو المبلغ أو الداعية (القاص أو الواعظ) عند قومٍ لا يفهمون إلاَّ البلاغ بلهجتهم العامية أو البدوية فهنا لزمه خطابهم بما يعقلون ويعون.
وقد قال الله عزوجل: (وما أرسلنا من رسول إلاَّ بلسان قومه ليبين لهم).
____________________
* وأيضًا .. فعلى النقيض من هذا فقد جاءت الشريعة بذم التقعُّر.
ومما يلاحظ أنَّ بعض من ينسب للعلم وأهله أو مشتغلاً بخطبة الناس في المواسم والجمع، وقد يستمع لخطبته الآلاف أو الملايين في العالم = ينتقي وحشي الكلام وغريبه، الذي يستغلق على خاصَّة الخاصة! قبل الخاصة أو العامة؟!
فلا يكاد يفهم كلامه إلاَّ من هم على شاكلته من البيان والفصاحة، وأحياناً قد يحتاج إلى القاموس المحيط ومجمع الأمثال؟! لفك مغاليق وأسرار هذه الخطبة (الملغزة)!
حتى إنك لتخال بعض هؤلاء الخطباء كأنما يلقي درساً تطبيقياً في البلاغة وفنونها أوالفصاحة وألوانها!
وخطب الجمعة عادة لا تكون إلا لعامة الناس وبعض من يفهم شيئًا من كلام العرب.
والاقتصاد في كل شيء حسن.
والبيان أداة البلاغ.
وأصدق تعريف للفصاحة أنها البيان.
ولكل مقام مقال.
- وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Dec-2006, مساء 02:38]ـ
حكم إلقاء خطبة الجمعة بلغة أعجميَّةٍ؟
* الجواب: قد اختلف الفقهاء في هذه المسألة على أقوال ثلاثة:
(1): القول الأول: أن إلقاء خطبة الجمعة باللغة العربية شرط من شروط صحتها، سواء ذلك مع العجز او القدرة، وهو قول المالكية (*)
(2): القول الثاني: أنَّ إلقاء خطبة الجمعة باللغة العربية ليس شرطاً من شروط صحتها، سواء ذلك مع العجز أو القدرة، وهو قول الحنفية، وبه قال بعض الشافعية والحنابلة (**)
(3): القول الثالث: أنَّ إلقاء خطبة الجمعة باللغة العربية شرط من شروط صحتها حال القدرة، ويسقط بالعجز، وهو قول محمد بن الحسن وأبي يوسف صاحبي أبي حنيفة، وهو المشهور من مذهب الحنابلة، والمصحح من مذهب الشافعية ( ... )
___________________________
(*): انظر: حاشية الدسوقي (1/ 592)، وحاشية العدوي (1/ 331).
(**): انظر: شرح فتح القدير (1/ 290)، حاشية ابن عابدين (2/ 184)، المجموع (4/ 391)، تحفة المحتاج (3/ 353)، الإنصاف (5/ 219).
( ... ): انظر: شرح فتح القدير (1/ 290)، المجموع (4/ 391)، العزيز (2/ 285)، الإنصاف (5/ 219)، الإقناع (1/ 178)، معونة أولي النهى (2/ 294).
______________________________ ____
تتمَّة: وقد ذهب أكثر أهل العلم في هذا العصر إلى جواز إلقاء خطبة الجمعة بغير العربية، وإليك نقل فتاواهم في ذلك:
@ ففي قرارات مجمع الفقه الإسلامي (ص/97 - 98)، الدورة الخامسة؛ المنعقدة من (8) إلى (16) ربيع الآخر، سنة (1402 هـ)، القرار الخامس] ما يؤيد جواز إلقاء خطبة الجمعة أو العيدين بغير اللغة العربية، فقد قرَّر المجمع ما يلي:
((القرار الخامس: خطبة الجمعة والعيدين بغير اللغة العربية في غير البلاد العربية، واستخدام مكبِّر الصوت فيها:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيِّدنا ونبيِّنا محمَّد، أما بعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنَّ مجلس المجمع الفقهي الإسلامي قد نظر في السؤال المحال إليه؛ حول الخلاف القائم بين بعض المسلمين في الهند؛ بشأن جواز خطبة الجمعة باللغة المحلِّية غير العربية، أو عدم جوازها؛ لأنَّ هناك من يرى عدم الجواز؛ بحجَّة أنَّ خطبة الجمعة تقوم مقام الركعتين من صلاة الفرض.
ويسأل السائل أيضاً: هل يجوز استخدام مكبِّر الصوت في أداء الخطبة، أو لا يجوز؟ أنَّ بعض طلبة العلم يعلن عدم جواز استخدامه؛ بمزاعم وحجج واهيةٍ.
وقد قرَّر المجلس بعد اطِّلاعه على آراء فقهاء المذاهب:
1 - أنَّ الرأي الأعدل الذي نختاره هو أنَّ اللغة العربيَّة في أداء خطبة الجمعة والعيدين، في غير البلاد الناطقة بالعربية ليست شرطاً لصحَّتها.
ولكن الأحسن أداء مقدّمات الخطبة، وما تضمَّنته من آيات قرآنية باللغة العربيَّة؛ لتعويد غير العرب على سماع العربيَّة والقرآن، ممَّا يسهِّل عليهم تعلُّمها، وقراءة القرآن باللغة التي نزل بها، ثم يتابع الخطيب ما يعظهم وينوِّرهم به؛ بلغتهم التي يفهمونها.
2 - أنَّ استخدام مكبِّر الصوت في أداء خطبة الجمعة والعيدين، وكذا القراءة في الصلاة، وتكبيرات الانتقال لا مانع منه شرعاً.
بل إنه ينبغي استعماله في المساجد الكبيرة المتباعدة الأطراف؛ لما يترتَّب عليه من المصالح الشرعيَّة.
فكلُّ أداة وصل إليها الإنسان؛ بما علَّمه الله وسخَّر له من وسائل إذا كانت تخدم غرضاً شرعيَّاً،أو واجباً من واجبات الإسلام، وتحقَّق فيه النجاح ما لا يتحقَّق بدونها تصبح مطلوبةً، بقدر درجة الأمر الذي تخدمه، وتحقِّقه من المطالب الشرعيَّة.
وفقاً للقاعدة الأصوليَّة المعروفة، وهي: أنَّ ما يتوقَّف عليه تحقيق الواجب فهو واجب.
والله سبحانه هو الموفِّق، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم)).
@ ومما يؤيِّد ما سبق تقريره ما أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية؛ إذ أجابوا عن استفتاءات وردتهم في ذا الشأن بجواب يماثل المقرَّر آنفاً.
• فقد سُئلت اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية [فتاوى اللجنة الدائمة (8/ 253 - 254)، الفتوى رقم: (1495)] السؤال التالي: قد وقع بيننا مشادة ومجادلة شديدة؛ بيني وبين قومي في خطبة الجمعة؛ هل يجوز للإمام أن يترجمها إلى لغة أجنبية عندما يقرؤها على المنبر أو لا يجوز؟
أرجوكم إذا كان من الممكن أن نترجمها إلى اللغة الإنجليزية، جزاكم الله خيراً.
• فأجابت بالجواب الآتي نصه:
ج: لم يثبت في حديثٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم ; ما يدلُّ على أنه يشترط في خطبة الجمعة أن تكون باللغة العربية؛ وإنما كان صلى الله عليه وسلم يخطب باللغة العربية في الجمعة وغيرها؛ لأنها لغته ولغة قومه.
فوعظ من يخطب فيهم وأرشدهم وذكَّرهم بلغتهم التي يفهمونها.
لكنه أرسل إلى الملوك وعظماء الأمم كتباً باللغة العربية، وهو يعلم أنَّ لغتهم غير اللغة العربية، ويعلم أنهم يترجمونها إلى لغتهم؛ ليعرفوا ما فيها.
وعلى هذا يجوز لخطيب الجمعة في البلاد التي لا يعرف أهلها، أو السواد الأعظم من سكانها اللغة العربية أن يخطب باللغة العربية، ثم يترجمها إلى لغة بلاده؛ ليفهموا نا نصحهم وذكَّرهم به، فيستفيدوا من خطبته.
وله أن يخطب بلغة بلاده، مع أنها غير عربية؛ وبذلك يتمُّ الإرشاد والتعليم، والوعظ والتذكير، ويتحقَّق المقصود من الخطبة.
غير أنَّ أداء الخطبة باللغة العربية ثم ترجمتها إلى المستمعين أولى؛ جمعاً بين الاهتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم ; في خطبه وطتبه، وبين تحقيق المقصود من الخطبة خروجاً من الخلاف في ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: عبدالله بن غديَّان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز ابن باز.
@ كما سئلت اللجنة الدائمة أيضاً [فتاوى اللجنة الدائمة (8/ 254 - 255)، الفتوى رقم: (6812)]؛ سؤالاً هذا نصه: " إننا مبتعثون من المملكة العربية السعودية، وإننا نصلي الجمعة في مكان أعددناه لصلاة الجمعة فقط، وليس بمسجد.
وإنَّ الأغلبية من المصلِّين يتكلَّمون العربية، ويوجد قلَّة قليلة لا يتكلَّمون العربية، وهم مسلمون ويصلُّون معنا كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإننا اختلفنا فيما بيننا؛ هل تكون الخطبة بالعربية، أم بالإنجليزية؟
علماً أننا في الوقت الحاضر الخطبة تلقى بالعربية، ثم تترجم إلى الإنجليزية كمقاطع؛ أي يخطب السطرين الأوَّلين بالعربية، ثم يترجمها إلى الإنجليزية؛ لذا نرجوا من فضيلتكم التكرُّم بالإجابة - جزاكم الله خيراً -؛ لأننا في أمسِّ الحاجة لمعرفة الحل؟
• فأجابت اللجنة بالجواب الآتي: إذا كان الواقع كما ذُكِرَ؛ فالخطبة تلقى باللغة العربية، وتترجم للأقلِّيَّة بلغتهم؛ إنجليزية أو غيرها، ويراعى ما هو أصلح للمستمعين في الترجمة؛ من تجزئتها كل مقطع من الخطبة، أو تأخير الترجمة حتى ينتهي من الخطبة، فيفعل ما هو الأنفع للمستمع.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديَّان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن باز.
@ وسُئل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله [فتاوى الشيخ ابن باز (12/ 370)، وهو في موقعه على شبكة الإنترنت على هذا الرابط: http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3357 ] : هل يجوز تفسير خطبة الجمعة للناس إذا كانوا عجميين؛ ليفهموا معناها؟
• فأجاب رحمه الله بقوله: "نعم، يجوز ذلك؛ فيخطب بالعربية ويفسِّر الخطبة باللغة التي يفهمها المستمعون؛ لأن المقصود وعظهم وتذكيرهم وتعليمهم أحكام الشريعة ولا يحصل ذلك إلا بالترجمة.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل به، وأن يهدينا جميعاً وسائر المسلمين صراطه المستقيم، إنه جواد كريم ".
@ وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في رسالةٍ له [فتاوى الشيخ (12/ 371 - 375)، وهو في موقعه على شبكة الإنترنت على هذا الرابط: http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3358 ] : " ... فقد تنازع العلماء رحمهم الله في جواز ترجمة الخطب المنبرية في يوم الجمعة والعيدين إلى اللغات العجمية.
فمنع ذلك جمع من أهل العلم؛ رغبة منهم رضي الله عنهم ; في بقاء اللغة العربية، والمحافظة عليها، والسير على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم؛ في إلقاء الخطب باللغة العربية في بلاد العجم وغيرها، وتشجيعاً للناس على تعلم اللغة العربية، والعناية بها.
وذهب آخرون من أهل العلم إلى جواز ترجمة الخطب باللغة العجمية؛ إذا كان المخاطبون أو أكثرهم لا يعرفون اللغة العربية؛ نظراً للمعنى الذي من أجله شرع الله الخطبة، وهو تفهيم الناس ما شرعه الله لهم من الأحكام، وما نهاهم عنه من المعاصي والآثام، وإرشادهم إلى الأخلاق الكريمة وا لصفات الحميدة وتحذيرهم من خلافها.
ولا شك أن مراعاة المعاني والمقاصد أولى وأوجب من مراعاة الألفاظ والرسوم، ولا سيما إذا كان المخاطبون أو أكثرهم لا يهتمون باللغة العربية، ولا تؤثر فيهم خطبة الخطيب باللغة العربية تسابقاً إلى تعلمها، وحرصاً عليها.
فالمقصود حينئذ لم يحصل والمطلوب بالبقاء على اللغة العربية لم يتحقق، وبذلك يظهر للمتأمل أن القول بجواز ترجمة الخطب باللغات السائدة بين المخاطبين الذين يعقلون بها الكلام ويفهمون بها المراد أولى وأحق بالاتباع، ولا سيما إذا كان عدم الترجمة يفضي إلى النزاع والخصام؛ فلا شك أن الترجمة والحالة هذه متعينة لحصول المصلحة بها وزوال المفسدة.
وإذا كان في المخاطبين من يعرف اللغة العربية؛ فالمشروع للخطيب أن يجمع بين اللغتين فيخطب باللغة العربية، ويترجمها باللغة الأخرى التي يفهمها الآخرون.
وبذلك يجمع بين المصلحتين، وتنتفي المضرة كلها وينقطع النزاع بين المخاطبين.
ويدل على ذلك من الشرع المطهر أدلة كثيرة منها:
ما تقدم وهو أن المقصود من الخطبة نفع المخاطبين وتذكيرهم بحق الله، ودعوتهم إليه وتحذيرهم مما نهى الله عنه، ولا يحصل ذلك إلا بلغتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: أن الله سبحانه إنما أرسل الرسل عليهم السلام بألسنة قومهم؛ ليفهموهم مراد الله سبحانه بلغاتهم، كما قال سبحانه وتعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ))، وقال سبحانه وتعالى: ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)).
وكيف يمكن إخراجهم به من الظلمات إلى النور وهم لا يعرفون معناه ولا يفهمون مراد الله منه.
فعلم أنه لا بد من ترجمة تبين المراد وتوضح لهم حق الله سبحانه إذا لم يتيسر لهم تعلم لغته والعناية بها.
ومن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يتعلم لغة اليهود ليكاتبهم بها ويقيم عليهم الحجة، كما يقرأ كتبهم إذا وردت ويوضح للنبي صلى الله عليه وسلم مرادهم.
ومن ذلك أن الصحابة رضي الله عنهم لما غزوا بلاد العجم من فارس والروم لم يقاتلوهم حتى دعوهم إلى الإسلام بواسطة المترجمين.
ولما فتحوا البلاد العجمية دعوا الناس إلى الله سبحانه باللغة العربية، وأمروا الناس بتعلمها، ومن جهلها منهم دعوه بلغته، وأفهموه المراد باللغة التي يفهمها؛ فقامت بذلك الحجة، وانقطعت المعذرة.
ولا شك أن هذا السبيل لا بد منه، ولا سيما في آخر الزمان، وعند غربة الإسلام، وتمسك كل قبيل بلغته؛ فإن الحاجة للترجمة ضرورية ولا يتم للداعي دعوة إلا بذلك.
وأسأل الله أن يوفق المسلمين أينما كانوا للفقه في دينه، والتمسك بشريعته، والاستقامة عليها، وأن يصلح ولاة أمرهم، وأن ينصر دينه، ويخذل أعداءه؛ إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
@ وسُئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله [فتاوى أركان الإسلام (ص/393)]: ما حكم الخطبة بغير اللغة العربية؟
• فأجاب رحمه الله بقوله: " الصحيح في هذه المسألة أنه لا يجوز لخطيب الجمعة أن يخطب باللسان الذي لا يفهم الحاضرون غيره.
فإذا كان هؤلاء القوم مثلاً ليسوا بعرب، ولا يعفون اللغة العربية؛ فإنه يخطب بلسانهم؛ لأنَّ هذا هو وسيلة البيان لهم.
والمقصود من الخطبة هو بيان حدود الله سبحانه وتعالى للعباد، ووعظهم وإرشادهم.
إلاَّ أن الآيات القرآنية يجب أن تكون باللغة العربية، ثم تفسّر بلغة القوم، ويدلُّ على أنه يخطب بلسان القوم ولغتهم قوله تعالى: ((وما أرسلنا من رسولٍ إلاَّ بلسان قومه ليبين لهم)) [إبراهيم: 4].
فبيَّن الله تعالى أن وسيلة البيان إنما تكون باللسان الذي يفهمه المخاطَبون ".
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Dec-2006, صباحاً 02:27]ـ
نفع الله بكم أبا عاصم
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 09:58]ـ
بارك الله فيكم شيخنا.
ولعلكم توافقون على أنه يدخل في جملة التزام المفتي البيان: عدم الملل من تكرّر السؤال والتزام الإجابة عنه بنفس الوضوح -إن لم يكن أكثر وضوحًا-.
وهذه النقطة -للأسف- يغفل عنها بعض المفتين ممن يتكرر ظهوره على برامج الافتاء، فربما أحال المستفتي إلى حلقاتٍ سبقت وهو ما قد يتعذر على المستفتي.
وكنت قديما استغرب من بعض المشائخ ممن تصدر للتدريس في الحرم كيف لا يسأم الإجابة عن نفس السؤال الذي يتكرر على مدار الأيام، بل أحياناً يُسأل الشيخ عن نفس المسألة في الحلقة أكثر من مرة، والشيخ يكرر الإجابة نفسها!
والإجابة على الأسئلة من أعظم أبواب التعليم ونشر الخير، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2009, صباحاً 09:40]ـ
/// بارك الله فيكم .. وجزاكم خيرا يا أبا حازم.
/// ومن لطيف ما نُقِل في أحوال التقعُّر وذمِّه قديمًا ما ذكره ابن عبدربِّه في العقد، قال:
دخل أبو علقمة على أعين الطبيب، فقال: أصلحك الله، أكلت من لحوم هذه الجوازل، وطسئت طسأةً، فأصابني وجعٌ بين الوابلة ودأية العنق، فلم يزل ينمو ويربو، حتى خالط الخلب والشراسيف، فهل عندك دواء؟
قال: نعم، خذ خربقا وسلفقا، وشبرقا، فزهزقه وزقزقه، واغسله بماء ذوب واشربه.
فقال له أبوعلقمة: لم أفهمك؟!
فقال: ما أفهمتك إلا كما أفهمتني!
/// وقال أبوالأسود الدؤلي لأبي علقمة: ما حال ابنك؟
قال: أخذته الحمى، فطبخته طبخا، ورضخته رضخا، وفتخته فتخا، فتركته فرخا.
قال: فما فعلت زوجته، التي كانت تشاره وتهاره وتماره وتزاره؟
قال: طلقها. فتزوجت بعده، فحظيت وبظيت؟
فقال له: قد عرفنا "حظيت"، فما "بظيت"؟
قال: حرفٌ من الغريب لم يبلغك!
فقال: يا ابن أخي، كلُّ حرفٍ لا يعرفه عمُّك فاستره، كما تستر السِّنور خرأها!
/// ودعا أبو علقمة بحجَّامٍ يحجمه فقال له: أنق غسل المحاجم، واشدد قصب الملازم، وأرهف ظبات المشارط، وأسرع الوضع، وعجل النزع، وليكن شرطكم وخزا، ومصك نهزا، ولا تردن آتيا، ولا تكرهن آبيا.
فوضع الحجام محاجمه في جونته، ومضى عنه.
/// وسمع أعرابي أبا المكنون النَّحوي في حلقته وهو يقول في دعاء الاستسقاء: اللَّهم ربنا وإلهنا ومولانا، فصلِّ على محمد نبيِّنا، اللَّهم ومن أراد بنا سوءًا فأحط ذلك السُّوء به كإحاطة القلائد بأعناق الولائد، ثم أرسخه على هامته، كرسوخ السجيل على هام أصحاب الفيل، اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريئا، مريعا، مجلجلا، مسحنفرا، هزجا، سحا، سفوحا، طبقا، غدقا، مثعنجرا، نافعا لعامتنا، وغير ضار لخاصتنا.
فقال الأعرابي: يا خليفة نوح! هذا الطوفان ورب الكعبة، دعني حتى آوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء!
/// وسمعه مرة أخرى يقول في يوم برد: إن هذا يوم بلة عصبصب بارد هلوف، فارتعد الأعرابي وقال: والله هذا ممَّا يزيدني بردا!(/)
الحج .. آمال وآلام
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[27 - Dec-2006, مساء 04:56]ـ
اختلف الزمان وتغيرت الأوطان، وبعد أن كان الناس يحجون على الإبل والأقدام تبدلت أحوالهم وتغيرت، فأصبحوا يحجون على الطائرات والسيارات (ويخلق ما لا تعلمون).
وبعد أن كانوا يتطلعون إلى الحج ويعدون له العدة قبله بشهور، إذا بهم يعدون له العدة قبله بساعات أو دونها.
وغيرها وغيرها، أشياء كثيرة تبدلت، وأشياء كثيرة لم تتبدل.
وسأعرض صفحا عن المتغيرات والمتبدلات، إلى الثوابت والمرتكزات.
لقد جعل الله الحج شريعة وشعيرة يلتقي فيه المسلمون من كل حدب وصوب، جاهلهم وعالمهم، عربيهم وعجميهم، كبيرهم وصغيرهم، على صعيد واحد ولباس واحد وسمت واحد، على اختلاف مشاربهم وتنوع ثقافاتهم، بعيدا عن الشعارات الزائفة والإعلانات الصاخبة. إن هذه المظاهر تدعو العاقل إلى التأمل والتبصر في هذا الموقف المهيب. أي دين هذا من سائر الأديان الذي يدعو أتباعه لكي يجتمعوا في مكان واحد على هيئة واحدة!!
لقد غص بهذا الموقف كل حاقد وحانق، إنها الوحدة، وحدة أهل الإسلام على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليستشعر كل واحد منا ذلكم المعنى بين المشاعر، إنها آمالنا، ذلكم الأمل الذي أقض مضاجع العالم أجمع في الشرق والغرب حتى غصت حلوقهم لِما رأوا من وحدة الإسلام وتوحد أهله على صعيد واحد بلباس واحد، في مظهر جليل ومنظر جميل، فراحوا يولولون ويدعون بالويل والثبور على أنفسهم وثقافاتهم، فحملوا ألوية العداء وتسلطوا وتجبروا على كل ما يحمل الإسلام ولو اسمه.
تلكم هي الآمال وذلكم هو العز لنا ولأمتنا، وإنها وربي حكمة الحج العظيمة التي باتت قارة في غيابت الجب، لا يدركها كثير من الناس، إذ كل الناس إلا من رحم ربي يحجون لأنفسهم طلبا للأجر والثواب ـ وهؤلاء على خير ولا يعابون على ما هم عليه ـ لكنهم، وا أسفا لم يطلبوا ما هو أكبر من ذلك وأعظم أجرا ...
تلكم هي الآمال. فياليت قومي يعلمون.
وأما الآلام، فوا حرا قلباه ..
ـ يتبع إن شاء الله ـ
ـ[مسلمة]ــــــــ[27 - Dec-2006, مساء 05:44]ـ
صدقت اخى الفاضل ابو عبد الله بن عبد الله
بارك الله فيكم ونفع بكم
متابعون معكم ان شاء الله
اختكم فى الله
مسلمة(/)
تاريخ الحرمين الشريفين منذ عهد النبوة إلى عصرنا
ـ[ظافر الجربوع]ــــــــ[28 - Dec-2006, مساء 01:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
أحبتي في الله كم أسعد في لقياكم وتدارس الفوائد والنكت فيما بيننا لتعم الفائدة للجميع، وإنني في طرحي لهذا الموضوع أرغب إثراءه في نقل المعلومة الصحيحة عن تاريخ الحرمين.
فمثلا: قبل أيام سمعت من إذاعة القرآن الكريم السعودية من أحد المشاركين يقول فيما معناه أن هناك أربعة أئمة يمثلون المذاهب الأربعة (الحنفي، الشافعي، المالكي، الحنبلي) ويصلون كل خلف أمام مذهبه .................
فهل هذا صحيح .................
نريد إثراء الموضوع بمعلومات موثقة
كيف كان الحرمين وبوابته وخدمه وسدنته وأئمته ومؤذنية و ......... ز
وجزاكم الله خير الجزاء
كن كالنحلة تأكل الطيب وتنفع الآخرين ولا تضرهم(/)
قصة غريبة في بداية أمر إسحاق بن راهويه وتركه لمذهب أهل الرأي
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Jan-2007, مساء 05:01]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين أما بعد:
فهذه حكاية غريبة في بداية أمر الإمام إسحاق بن راهويه في العلم، وكونه من أصحاب الرأي ثم ترك ذلك ...
قال الإمام أبو بكر المروذي (1) في كتابه الورع ص 122: وحدثنا القاسم بن محمد (2) قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنت صاحب رأي فلما أردت أن أخرج إلى الحج عمدت إلى كتب عبد الله بن المبارك، واستخرجت منها ما يوافق رأي أبي حنيفة من الأحاديث، فبلغت نحو من ثلاثمائة حديث، فقلت: أسأل عنها مشايخ عبد الله الذين هم بالحجاز والعراق، و أنا أظن أن ليس يجترئ أحد أن يخالف أبا حنيفة، فلما قدمت البصرة جلست إلى عبد الرحمن بن مهدي، فقال لي: من أين أنت؟
فقلت: من أهل مرو، قال: فترحم على ابن المبارك ـ وكان شديد الحب له ـ، فقال: هل معك مرثية رثي بها عبد الله؟
فقلت: نعم، فأنشدته قول أبي تميلة يحيى بن واضح الأنصاري:
طرق الناعيان إذ نبهاني * بقطيع من قادح الحدثان
قلت للناعيات من تنعيا * قالا أبا عبد ربِّنا الرحمن
فأثار الذي أتاني حزني * وفؤاد المصاب ذو أحزان
ثم فاضت عيناي وجدا وشجوا * بدموع تحادر الهطلان
فلئن كانت القلوب تبكي * لقلوب الثقات من إخوان
قد تبكيه بالدماء وفي الأجـ * ـواف لذع كحرقة النيران
لتقي مضى فريدا حميدا * ماله في الرجال إن عد ثاني
يا خليلي يا ابن المبارك عبد الـ * ـله خليتنا لهذا الزمان
حين ودعتنا فأصبحت محمو * دا حليف الحنوط والأكفان
قدس الله مضجعا أنت فيه * وتلقاك فيه بالرضوان
أرض هيت فازت بك الدهر إذ * صرت غريبا بها عن الإخوان
لا قريب بها ولا مؤنس يؤ * نس إلا التقى مع الإيمان
ولمرو قد كنت فخرا فصارت * أرض مرو كسائر البلدان
أوحشت بعدكم مجالس علم * حين غاب المغيث للهفان
لهف نفسي عليك لهفا بك الـ * ـدهر وفجعا لفاجع لهفان
يا قريع القراء والسابق الأو * ل يوم الرهان عند الرهان
ومقيم الصلاة والقائم الليـ * ـل إذا نام راهب الرهبان
ومؤاتي الزكاة والصدقات الـ * ـدهر في السر منك والإعلان
صائم في هواجر الصيف يوما * قد يضر الصيام بالضمان
دائبا في الجهاد والحج والعمـ * ـرة يتلو منزل القرآن
دائما لا يمله يطلب الفوز * وليس المُجد كالمتوان
عين فابكيه حين غاب بواكيـ * ـه بهاطل وساكب السيلان
إن ذكرناك ساعة قط إلا * هاج حزني وضاق عني مكاني
ولعمري لئن جزعت على فقـ * ـدك إني لموجع ذو استكان
خافق القلب ذاهب الذهن عبـ * ـدالله اهذي كالواله الحيران
أتلوى مثل السليم لديغ الـ * ـرقش قد مس جلده النابان
بدلا كنت من أخي العلم سفيـ * ـان ويوم الوداع من سفيان
كنت للسر موضعا ليس يخشى * منك إظهار سره الكتمان
و برأي النعمان كنت بصيرا * حين تبغى مقايس النعمان
قال: فما زال ابن مهدي يبكي وأنا أنشده حتى إذا ما قلت: وبرأي النعمان كنت بصيرا ... ، قال لي: اسكت قد أفسدت القصيدة.
فقلت: إن بعد هذا أبياتا حسانا.
فقال: دعها، تذكر رواية عبد الله عن أبي حنيفة في مناقبة! ما تعرف له زلة بأرض العراق إلا روايته عن أبي حنيفة، ولوددت أنه لم يرو عنه، وأني كنت أفتدي ذلك بعظم مالي.
فقلت: يا أبا سعيد لم تحمل على أبي حنيفة كل هذا؟! لأجل هذا القول أنه كان يتكلم بالرأي، فقد كان مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان يتكلمون بالرأي!
فقال: تقرن أبا حنيفة إلى هؤلاء!
ما أشبه أبا حنيفة في العلم إلا بناقة شاردة فاردة ترعى في وادي خصب، والإبل كلها في واد آخر.
قال إسحاق: ثم نظرت بعد فإذا الناس في أمر أبي حنيفة على خلاف ما كنا عليه بخرسان. اهـ
هذه القصة صحيحة الإسناد، ولم أر من ذكرها في ترجمة إسحاق ولا من أشار إليها مع أنها تلقي الضوء على بداية أمره، وهل لهذا تأثير في فقه واختياره!
وهذا الموقف الظاهر أنه بداية تحول الإمام إسحاق إلى مذهب أهل الحديث خصوصا لما رأى أمر أهل الحديث على ما قال شيخه الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحم الله الجميع.
وفي كتاب أبي بكر الخطيب «تاريخ بغداد» 6/ 347: أنه رحل إلى العراق سنة 184 وهو ابن 23 سنة.
----------------------
(1) المروّذي نسبة إلى مرو الروذ، ويخطئ بعض الناس فيقول: المروزي بالزاي، أو: المَرْوَذِي.
قال ياقوت في معجم البلدان 5/ 112: مَرُّوْذ بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وذال معجمة، وهو مدغم من مرو الروذ هكذا يتلفظ به جميع أهل خراسان ـ إلى أن قال ـ مرو الروذ: المرو: الحجارة البيض تقتدح بها النار، ولا يكون أسود ولا أحمر، ولا تقتدح بالحجر الأحمر، ولا يسمى مروا.
والروذ بالذال المعجمة هو بالفارسية: النهر فكأنه مرو النهر، وهي مدينة قريبة من مرو الشاهجان بينهما خمسة أيام، وهي على نهر عظيم فلهذا سميت بذلك، وهي صغيرة بالنسبة إلى مرو الأخرى خرج منها خلق من أهل الفضل ينسبون:
مروروذي، ومَرُّوْذي .. ـ وذكر منهم ـ أبا بكر أحمد بن محمد بن صالح بن حجاج المروذي صاحب أحمد بن حنبل قيل: كان خوارزميا، وأمه مروذية.
(2) أظنه المترجم في «طبقات الحنابلة» 2/ 208ـ وقال عنه ـ: ذكره أبو بكر الخلال فقال: من أصحاب أبي عبدالله المتقدمين سمع من أبي عبدالله "التاريخ" قديما، وقد كان قدم ههنا، وحدث عنه أبو بكر المروذي. والله أعلم.
ثم لما طبع كتاب «أخبار الشيوخ وأخلاقهم» للمؤلف وجدت القصة ص160، ونسب شيخه فقال: القاسم بن محمد بن الحارث.
وهو مترجم في «الجرح والتعديل» 7/ 120قال عنه أبو حاتم: صدوق، وذكره الخطيب في «تاريخ بغداد» 12/ 341: وقال عنه: ثقة، ونقل ما ذكره ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» عن الخلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 12:55]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[نياف]ــــــــ[20 - Jan-2007, مساء 11:09]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ونسأل الله العلم النافع والعمل الصالح
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 02:51]ـ
بارك الله فيكم, ونفع بكم ..
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 10:46]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 03:44]ـ
سبحان الله شيخنا الكريم
أبو حنيفة كالجمل الشارد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سبحان الله العظيم
ياليت كان الكوثري بيننا ليتكلم عن الرواية
......
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 04:08]ـ
ياليت كان الكوثري بيننا ليتكلم عن الرواية
......
؟!
واصل كلامك ... وماذا؟
ويطعن في السلف ومن تبعهم بإحسان؟
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 06:00]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه الفائدة ... و لله در المجلس كم فيه وفيه لكن إلى الله نشكو ضعفنا وقلة حيلتنا ....
ـ[مزن]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 11:33]ـ
بارك الله فيكم, ونفع بكم ..
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 12:38]ـ
؟!
واصل كلامك ... وماذا؟
ويطعن في السلف ومن تبعهم بإحسان؟
مارأيت لمازا طعانا في السلف خبيث اللسان مثله
ويشهد الله العلي العظيم اني أبغضه على مافيه من بدع وسلاطة لسان وطعن في الأئمة
ولكن كلامي لايفهمكه إلا القليل ...
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 12:44]ـ
مارأيت لمازا طعانا في السلف خبيث اللسان مثله
ويشهد الله العلي العظيم اني أبغضه على مافيه من بدع وسلاطة لسان وطعن في الأئمة
ولكن كلامي لايفهمكه إلا القليل ...
عليه من الله ما يستحق.
كلامك مفهوم، وليس لمثله أن يتكلم، ولا يرجى له.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 01:04]ـ
عليه من الله ما يستحق.
كلامك مفهوم، وليس لمثله أن يتكلم، ولا يرجى له.
عليه من الله مايستحق
مجرم أفاك كما سماه ابن باز رحمه الله
ولكن لااوافقك في انه ليس لمثله ان يتكلم
.....
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 02:05]ـ
ولكن لااوافقك في انه ليس لمثله ان يتكلم
.....
إن كان لمصلحة تُرجى، فدرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 04:02]ـ
لمعرفة المجرم الجهمي الأفاك المبتدع الكوثري على حقيقته
راجع كتاب بيان تلبيس المفتري
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20196
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 04:45]ـ
إن كان لمصلحة تُرجى، فدرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
لا بل قوله يرجى لدفع المفسدة، وهو مقدم ...
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 10:00]ـ
لا بل قوله يرجى لدفع المفسدة، وهو مقدم ...
سبق لك أن قلتَ:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد العظيم http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=359343#post35 9343)
مارأيت لمازا طعانا في السلف خبيث اللسان مثله
ويشهد الله العلي العظيم اني أبغضه على مافيه من بدع وسلاطة لسان وطعن في الأئمة
ولكن كلامي لايفهمكه إلا القليل ...
فأي مصلحة تراها مقابلة لهذه المفسدة؟
والسؤال واضح، فيجب أن تكون إجابتك فيها بيان لمرادك، لننتهي من هذه السلسلة المطولة من الإجابات غير الشافية.(/)
. : فقه الذنب: ..
ـ[زياد]ــــــــ[03 - Jan-2007, مساء 02:41]ـ
فقهُ الذَنْبِ
الله سبحانه وتعالى قد خلق الخلق على أكمل وجه وصورة، إلا أن هذا الكمال يعتريه النقص بالإساءة والمعصية ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))
وإذا تقرر هذا، تقررَ معه أمرٌ حتمٌ لابد منه، وهو أن الإنسان يعصي ربه ويخالف أمره ونهيه – أياً كان هذا الإنسان – إلا الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام-، بل قد جاء في حديث الشفاعة المشهور: وهو أن الناس يأتون إلى الأنبياء يطلبون منهم الشفاعة، فيقولون: إن ربي غضب غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، فآدم يقول: إني أكلت من الشجرة وقد نهيت عنها، وإبراهيم يذكر كذباته، وموسى يندم على قتله نفساً لم يؤمر بقتلها .. عليهم الصلاة والسلام.
قد يفهم من رقمي لهذا الموضوع بـ" فقه الذنب " التهوين من أمر المعاصي والتسويغ لها، وهذا ما جعلني أتردد كثيراً. ولكني لما علمت ونظرت إلى خطاب الله إلى خلقه، وكيف وعدهم بالمغفرة عند الإساءة، والرحمة عند المعصية إذا تبعت المعصية والخطأ التوبة الصادقة.
لقد تربينا في مجتمعاتنا على التخويف بالذنب إلى حد اليأس، وكان الأولى أن نربى على الرجوع إلى الله، والإنابة إليه في كل هفوةٍ نرتكبها.
فما أعظم قول ربنا ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)) فانظر كيف ناداهم الرحمن، والرحيم بهم بمقام العبودية مع وقوعهم واقترافهم بالمعاصي، ثم انظر كيف فتح الباب أمامهم ووعدهم بالمغفرة والرحمة.
إن فقه هذه المسألة أنه قد يتوهم متوهمٌ أن هذا النداء لمن وقع بالذنب للمرة الواحدة. فجاء الشفاء النبوي ليوضح هذا الأمر غاية الإيضاح، ويزيل اللبس على من التبس الأمر عليه أو لمن لَبِس ثوب المعاصي ووقع في تلك الذنوب والأخطاء وتكرر منه الذنب ... ((إن عبدا أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفره فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا فقال: ربي أذنبت آخر فاغفر لي،قال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به؟ غفرت لعبدي ثم أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت آخر فاغفر لي قال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به؟ قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء)) رواه الشيخان
إن الوقوع بالذنب ليس عيباً كله، وإنما الاستمرار عليه هو العيب، وليس الخطأ أن تكرر المعصية من الشخص، ولكن الخطأ أن ييأس المرء من الاستغفار ويمل من التوبة.
إن ما ينتظره منا عدو آدم وذريته وهو اليأس والقنوط، ويرسل الإشارات لنا أنه لا يعقل أن نتوب مع كل ذنب، وهذا بزعمه هو النفاق والاستهتار، بينما ربنا ينادينا ((لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا)) .. ورسولنا يعلمنا ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها .. ))
وإن بيت القصيد ومكمن المسألة يستقر بالآتي ..
• إذا أذنبت فتب ..
• وإذا تكرر منك فاستغفر ...
• أتبع السيئة الحسنة تمحها ...
• لا تجاهر ... ولا تعير ...
• وأعظمها ... تب إلى الله ولا تيأس أو تقنط، تب إلى الله ولا تيأس أو تقنط، تب إلى الله ولا تيأس أو تقنط.
زياد بن عبد العزيز الطرباق
Ziad_321@hotmail.com
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jan-2007, صباحاً 07:35]ـ
جزاك الله خيراً أخي زياد
يُروى عن أحد السلف أنَّ رجلاً جاءه فقال: إني أُذنِبُ!
قال: تب
قال: ثم أذنب!
قال: تب
قال: ثم أذنب!
قال: تب
فقال الرجل: إلى متى هذا!
قال: إلى أن تُحزِنَ الشيطان.
ـ[زياد]ــــــــ[04 - Jan-2007, مساء 02:52]ـ
جزاك الله خيراً أخي زياد
يُروى عن أحد السلف أنَّ رجلاً جاءه فقال: إني أُذنِبُ!
قال: تب
قال: ثم أذنب!
قال: تب
قال: ثم أذنب!
قال: تب
فقال الرجل: إلى متى هذا!
قال: إلى أن تُحزِنَ الشيطان.
وإياك أخي الحمادي .. أما ما ذكرت .. فقد جاء قريب منه مرفوع من حديث عقبة بن عامر عند الحاكم .. وموقوف عن علي عند ابن أبي الدنيا وفي كليهما ضعف.
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jan-2007, مساء 04:40]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
وجاء نحو هذا الأثر من حديث أنس بن مالك مرفوعاً عند البيهقي في شعب الإيمان والبزار في مسنده وابن عدي في الكامل، وإسناده ضعيفٌ أيضاً.(/)
هل صحيح أنه لا يتحقق الإسرار بالقراءة إلا بإسماع نفسه؟
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[03 - Jan-2007, مساء 07:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الكرام
عندي سؤال مهم
أجمع العلماء أن الإسرار بالقراءة لا يتحقق إلا مع تحريك اللسان والشفتين بالحروف، ولكن يرى بعضهم أن أقله إسماع نفسه، فما صحة هذا القول؟
لأني أحيانا أرفع صوتي قليلا في الصلاة السرية وأهمس الآخرين
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[16 - Jan-2007, مساء 12:23]ـ
هل نقول (ثبت أن الصحابة كانوا يعرفون قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في السرية باضراب لحيته، فهذا يدل على وجوب تحريك اللسان والشفتين بالحروف، وأما قول بعضهم أنه يجب إسماع نفسه لا دليل عليه)؟
أرجو الإجابة الإخوة الأفاضل
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Jan-2007, مساء 08:49]ـ
الأخ المبارك أسامة وفقه الله
اشتراط إسماع القارئ نفسه محل خلاف بين أهل العلم:
والأكثر على اشتراط ذلك، لأنَّ حركة اللسان من غير صوت لا تسمى قراءة؛ كذا قالوا.
ويرى آخرون عدمَ اشتراط ذلك، لأنَّ القراءة هي فعلُ اللسان، وذلك بإخراج الحروف والنطق بها
وأما إسماع القارئ نفسه فهو قدرٌ زائدٌ على القراءة.
وهذا قول كثير من المالكية، وبعض الحنفية، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وعزاه وجهاً عند الحنابلة
ـ[أبو ثابت عارف]ــــــــ[17 - Jan-2007, صباحاً 02:19]ـ
جزاكم الله خيرا
و القاعدة عند علمائنا الشافعية-رحمهم الله-عند ذكرهم للخلاف بين الأصحاب في هذه المسألة أنه ما أسر من أسمع نفسه
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[17 - Jan-2007, مساء 04:08]ـ
أخوي الحمادي وأبا ثابت
جزاكم الله خيرا
ـ[الغُندر]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 10:29]ـ
من نقل الاجماع يا اخي وجزاك الله خيرا(/)
ارجو ان تفيدونى بخصوص هذا الموضوع
ـ[مسلمة]ــــــــ[09 - Jan-2007, صباحاً 12:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الفضلاء .. حياكم الله
تلقيت فى رسائل مجموعتى البريدية منذ ايام رسالة عن حديث يسمى حديث الكساء
ووجدتنى اظن ان مرسل الرسالة شيعى ولم امرر الرسالة الى اعضاء القروب
ولكنى تلقيت اليوم رسالة بعنوان هل هناك مصادر غير شيعية دونت حديث الكساء؟
ويذكر فيها المرسل ويعدد المصادر التى ذكرت هذا الحديث ومنها
بن حنبل: المسند: 6/ 292، طبعة: بيروت.
2. ابن الأثير: أسد الغابة: 7/ 343 طبعة: بيروت.
3. ابن الصباغ المالكي: الفصول المهمة: 21، طبعة: بيروت.
4. ابن المغازلي الشافعي: المناقب: 100، طبعة: بيروت.
5. ابن حجر: الإصابة: 4/ 568، طبعة: بيروت.
6. ابن حجر: الصواعق المحرقة: 143، طبعة: القاهرة.
7. ابن طلحة الشافعي: مطالب السؤول: 8، مخطوط.
8. ابن عبد ربه: الاستيعاب: 3/ 1100، طبعة: بيروت.
9. ابن عساكر: التاريخ، ترجمة علي (عليه السَّلام): 1/ 274، طبعة: بيروت.
10. ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: 3/ 493، طبعة: بيروت
فارجو افادتى بمدى صحة هذا الحديث ومعناه
واسفة على الازعاج مشايخنا الفضلاء
وجزاكم الله كل خير
اختكم فى الله
مسلمة
ـ[مسلمة]ــــــــ[11 - Jan-2007, صباحاً 04:28]ـ
مشايخنا الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو منكم توجيهى الى من يستطيع الرد
لان هناك للاسف قروبات على منهج اهل السنة قامت بتمرير هذا الحديث وحديث آخر فى نفس المعنى الى اعضاءها مما احدث بلبلة كبيرة
فاتمنى ان تساعدونى فى معرفة درجة صحة الحديث حتى استطيع الفهم وايضا الرد
وجزاكم الله كل خير
اختكم فى الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - Jan-2007, صباحاً 11:46]ـ
اختي الكريمة
هلاّ ذكرتِ متن الحديث ليتسنَ لمشايخنا الفضلاء تبيين صحته من عدمه و توجيهه؟؟؟
ـ[مسلمة]ــــــــ[11 - Jan-2007, مساء 02:40]ـ
جزاك الله خير اخى الفاضل وهذا هو نص الحديث
عن كتاب عوالم العلوم للشيخ عبد الله نور الله البحراني بسند صحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله (ص) قال: ـ سمعت فاطمة أنها قالت دخل أبي رسول الله فقال السلام عليك يافاطمة فقلت عليك السلام قال اني اجد في بدني ضعفا فقلت له أعيذك بالله ياأبتاه من الضعف فقال يافاطمة آتيني بالكساء اليماني فغطيني به فأتيته بالكساء اليماني فغطيته به وصرت أنظر إليه وإذا وجهه يتلألؤ كأنه البدر في ليلة تمامه وكماله فما كانت إلا ساعة وإذا بولدي الحسن قد أقبل وقال السلام عليك يااماه فقلت وعليك السلام ياقرة عيني وثمرة فؤادي فقال يااماه اني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول الله فقلت نعم إن جدك تحت الكساء فأقبل الحسن نحو الكساء وقال السلام عليك ياجداه يارسول الله أتأذن لي أن أدخل معك تحت الكساء فقال وعليك السلام ياولدي وياصاحب حوضي قد أذنت لك فدخل معه تحت الكساء فما كانت إلا ساعة وإذا بولدي الحسين قد أقبل وقال السلام عليك يااماه فقلت وعليك السلام ياقرة عيني وثمرة فؤادي فقال يااماه اني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول الله فقلت نعم إن جدك وأخاك تحت الكساء فدنى الحسين نحو الكساء وقال السلام عليك ياجداه السلام عليك يامن اختاره الله أتأذن لي أن أكون معكما تحت الكساء فقال وعليك السلام ياولدي وياشافع أمتي قد أذنت لك فدخل معهما تحت الكساء فأقبل عند ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب وقال السلام عليك يابنت رسول الله فقلت وعليك السلام ياأبا الحسن ويا أمير المؤمنين فقال يافاطمة إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة أخي وابن عمي رسول الله فقلت نعم هاهو مع ولديك تحت الكساء فأقبل علي نحو الكساء وقال السلام عليك يارسول الله أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء قال وعليك السلام ياأخي وياوصيي وخليفتي وصاحب لوائي قد أذنت لك فدخل علي تحت الكساء ثم أتيت نحو الكساء وقلت السلام عليك ياأبتاه يارسول الله أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء قال وعليك السلام يابنتي ويابضعتي قد أذنت لك فدخلت تحت الكساء فلما إكتملنا جميعًا تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطفي الكساء وأومئ بيده اليمنى الى السماء
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال اللهم ان هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهنم أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم ومحب لمن أحبهم انهم مني وانا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك على وعليهم واذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقال الله عزوجل ياملائكتي وياسكان سماواتي اني ما خلقت سماء مبنية ولاارضا مدحية ولاقمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولافلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري الا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء فقال الامين جبرائيل يارب ومن تحت الكساء فقال عزوجل هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم فاطمة وابوها وبعلها وبنوها فقال جبرائيل يارب أتأذن لي أن أهبط الى الأرض لأكون معهم سادسا فقال الله نعم قد اذنت لك فهبط الامين جبرائيل وقال السلام عليك يارسول الله العلي الاعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لك وعزتي وجلالي اني ماخلقت سماء مبنية ولاأرضا مدحية ولاقمرا منيرا ولاشمسا مضيئة ولافلكا يدور ولابحرا يجري ولافلكا يسري الالأجلكم ومحبتكم وقد اذن لي ان ادخل معكم فهل تأذن لي يارسول الله فقال رسول الله وعليك السلام ياأمين وحي الله انه نعم قد أذنت لك فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء فقال لأبي ان الله قد أوحى إليكم يقول إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فقال عليٌ لأبي يارسول الله أخبرني مالجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل عند الله فقال النبي صلى الله عليه وآله والذي بعثني بالحق نبيا واصطفاني بالرسالة نجيا ماذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا إلاونزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة واستغفرت لهم الى ان يتفرقوا فقال عليُ عليه السلام اذاً والله فزنا وفاز شيعتنا ورب الكعبة فقال أبي رسول الله صلى الله عليه واله ياعلي والذي بعثني بالحق نبيا واصطفاني بالرسالة نجيا ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا وفيهم مهموم الاوفرج الله همه ولامغموم الاوكشف الله غمه ولاطالب حاجة الاوقضى الله حاجته فقال عليُ عليه السلام اذا والله فزنا وسعدنا وكذلك شيعتنا فازوا وسعدوا في الدنيا والاخرة ورب الكعبة
وايضا وصلتنى رسالة اليوم عن حديث يسمى الغدير!!!!!!!
واضح ان هناك شيعى بين اعضاء القروب ولكن الذى سبب لى الارتباك انه يقول ان هذه الاحاديث موجودة فى مصادر سنية لذلك اريد معرفة درجة صحتها
وجزاكم الله كل خير
مسلمة
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Jan-2007, مساء 03:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أعانكم الله وسددكم
الحديث المنقول في المشاركة الأخيرة للأخت مسلمة حديثٌ شيعيٌ ظاهر البطلان
ولكن جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرطٌ مُرحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريدُ الله ليذهبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت ويُطهِّركم تطهيراً)
وأخرج الإمام أحمد وغيره من حديث أم سلمة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة بِبُرمةٍ فيها خَزِيرة، فدخلت عليه فقال لها: "ادعى زوجَك وابنَيك" قالت: فجاء علىٌ والحسين والحسن، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو على مَنَامةٍ له على دُكَّان تحتَه كِسَاءٌ له خَيْبَريٌ.
قالت: وأنا أصلي في الحجرة، فانزل الله عز وجل هذه الآية: (إنما يُريدُ الله ليذهبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت ويطهِّرَكم تطهيراً).
قالت: فأخذَ فضلَ الكِسَاء فغَشَّاهم به، ثم أخرجَ يدَه فأَلْوَى بها إلى السماء ثم قال: "اللهم هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي، فأذهب عنهم الرِّجسَ وطهِّرهم تطهيراً، اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وخاصَّتي فأذهب عنهم الرِّجسَ وطهِّرهم تطهيراً".
قالت: فأدخلتُ رأسي البيتَ فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟
قال: "إنك إلى خير، إنك إلى خير".
والحديث مرويٌ عن جمع من الصحابة، وله ألفاظٌ عدة، ويحتاج إلى دراسة متأنية، وبعض أسانيده ضعيفٌ جداً.
وكلامي هو عن حديث الكساء في كتب أهل السنة، وأما مرويات الروافض فالأمر فيها ظاهر.
ـ[مسلمة]ــــــــ[12 - Jan-2007, مساء 02:58]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وجزاكم الله عنى خير الجزاء
اختكم فى الله
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[12 - Jan-2007, مساء 03:52]ـ
ولكن الذى سبب لى الارتباك انه يقول ان هذه الاحاديث موجودة فى مصادر سنية
هذه مجرد دعاوى فارغة، يلبسون بها على الناس
لذلك لا ينبغي الإرتباك منها، وحديث الغدير (إن صح) حجة عليهم لكن القوم جهال بطرق الاستدلال
ـ[مسلمة]ــــــــ[12 - Jan-2007, مساء 11:46]ـ
بارك الله فيكم
واعذرونى لجهلى فانا متطفلة عليكم فى هذا الموقع المبارك فى محاولة لطلب العلم
اختكم فى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 12:44]ـ
مساكين حجج أبناء المتعة اوهن من بيت العنكبوت
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 12:58]ـ
بإمكانك زيارة هذا الرابط، فهو مفيد جداً:
http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=1484(/)
ذكر السُّنَّة في دعاء القُدُوم من السَّفَر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jan-2007, صباحاً 01:46]ـ
ذكر السُّنَّة في دعاء القُدُوم من السَّفَر:
الحمدلله وحده، وبعد ... فههنا ثلاث فوائد يقلُّ التنبيه إليها في هذا الباب:
1 - الأوَّل: الذي ورد في سُنَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم من خصوص قول: (آيبون تائبون عابدون ... الخ) عند القدوم من السَّفَر (أيَّ سَفَر من حجٍّ أوجهادٍ أوغيرهما) =إنَّما يسنُّ قوله في موضعين: عند الإشراف على كل مرتفعٍ، وعند الإشراف على البلد المراد الرجوع إليه، وليس عند إرادة الرُّجوع من البلد الذي هو فيه حال القفل والرجوع، وابتداء سفره منه، فلْيُنْتَبه لذلك.
2 - الثَّاني: أنَّه يُسنُّ ترديد ذلك الدُّعاء مرَّاتٍ، ولا يكتفى بقوله مرَّة حسبُ.
3 - الثَّالث: أنَّ في الدُّعاء زيادة لا يعرفها كثيرٌ من النَّاس: ((لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربِّنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)).
* ففي البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كُنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم مقفله من عسفان ورسول الله صلى الله عليه وسلَّم على راحلته ...
فلمَّا أشرفنا على المدينة قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة)).
* وفي البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كان إذا قفل من غزوٍ أو حج أو عمرة يكبر على كلِّ شرفٍ من الأرض ثلاث تكبيراتٍ ثم يقول: لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربِّنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)).
وبالله تعالى التوفيق، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Jan-2007, مساء 01:04]ـ
أحسنتم أحسن الله إليكم
ـ[الفارس]ــــــــ[12 - Jan-2007, مساء 11:18]ـ
ذكر السُّنَّة في دعاء القُدُوم من السَّفَر:
الحمدلله وحده، وبعد ... فههنا ثلاث فوائد يقلُّ التنبيه إليها في هذا الباب:
1 - الأوَّل: الذي ورد في سُنَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم من خصوص قول: (آيبون تائبون عابدون ... الخ) عند القدوم من السَّفَر (أيَّ سَفَر من حجٍّ أوجهادٍ أوغيرهما) =إنَّما يسنُّ قوله في موضعين: عند الإشراف على كل مرتفعٍ، وعند الإشراف على البلد المراد الرجوع إليه، وليس عند إرادة الرُّجوع من البلد الذي هو فيه حال القفل والرجوع، وابتداء سفره منه، فلْيُنْتَبه لذلك.
2 - الثَّاني: أنَّه يُسنُّ ترديد ذلك الدُّعاء مرَّاتٍ، ولا يكتفى بقوله مرَّة حسبُ.
3 - الثَّالث: أنَّ في الدُّعاء زيادة لا يعرفها كثيرٌ من النَّاس: ((لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربِّنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)).
* ففي البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كُنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم مقفله من عسفان ورسول الله صلى الله عليه وسلَّم على راحلته ...
فلمَّا أشرفنا على المدينة قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة)).
* وفي البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كان إذا قفل من غزوٍ أو حج أو عمرة يكبر على كلِّ شرفٍ من الأرض ثلاث تكبيراتٍ ثم يقول: لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربِّنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)).
وبالله تعالى التوفيق، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاك الله خيرًا.
وهكذا رأيت الشيخ عبدالرحمن البرَّاك - حفظه الله - يفعل عند رجوعنا من جدة عن طريق الطائرة، وقد سمعته يكرره.
إلا أنَّ ذكر الدعاء عند الإشراف على البلد أرجو إيضاحها.
وفقكم الله.
ـ[مسلمة]ــــــــ[12 - Jan-2007, مساء 11:49]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وصلى الله على نبينا محمد واله وسلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jan-2007, مساء 09:36]ـ
إلا أنَّ ذكر الدعاء عند الإشراف على البلد أرجو إيضاحها.
وفقكم الله.
* المقصود بذلك الاقتراب من حدود البلد المراد الدخول إليها، فلو كنت عائدًا من جدة إلى الرياض فإنَّه يُسنُّ لك ذكر هذا الدعاء عند اقتراب الطائرة من الرياض، حتى دخولها فيه، وهذا استنانًا بفعل النبيِّ (ص)، في حديث البخاري السابق: ((فلمَّا أشرفنا على المدينة قال: (آيبون .. تائبون .. عابدون .. لربنا حامدون) [ U] فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة.
ـ[الفارس]ــــــــ[13 - Jan-2007, مساء 10:13]ـ
بارك الله فيك أبا عدنان ..
لمَ لا يقال بالجمع بين الروايات، ويكون قائل هذا الذكر من حين قفوله قد استن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
وهل في حديث أنس رضي الله عنه نفيٌ لعدم ذكره له صلى الله عليه وسلم، وقد رجعت لكلام العلامة ابن بطال رحمه الله فذكر أنَّ التكبير سنة في الاشراف على المدن في شرحه لحديث " الله أكبر خربت خيبر ... "
وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jan-2007, مساء 08:32]ـ
* أخي الفاضل ... وفقك الله
لا شكَّ أنَّ الجمع بين الروايات -إن أمكن- أولى دوماً من إسقاط إحداها، لكن هل في نصِّ أحاديث دعائه (ص) عند قفوله من سفره أنَّه فعل ذلك عند إرادته السَّفر ومفارقته للبلد.
إن ثبت هذا فما ذكرته ممكن، وإلاَّ فإنَّ الأمر يحتاج لإثبات، فلا بد من إثبات العرش قبل البدء في النقش.
وأمَّا ما أفدت به من كلام ابن بطَّال في استحباب التكبير عند الإشراف واستدلاله بحديث خيبر فهو متوافقٌ مع ما تقدَّم مع زيادةٍ في التكبير.
وبارك الله فيك
ـ[الفارس]ــــــــ[14 - Jan-2007, مساء 10:05]ـ
وفيك بارك الله ..
لا أزال عند قولي بإنَّ الجمع ممكن، ومما يدل لذلك:
ما جاء عند الإمام مسلم قال: حدثني هارون بن عبد الله حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أن عليا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال:
{سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}
اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون.
وهذا مطلق، ويمكن الجمع بينه وبين حديث أنس، ولا يوجد ثمة تعارض، يوجب حمل تلك على هذه مفسرةً أو راجحة، ثم إني وجدت عند الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وسمعته أنا من عبد الله بن محمد حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى سفر قال اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر والكآبة في المنقلب اللهم اطو لنا الأرض وهون علينا السفر وإذا أراد الرجوع قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون وإذا دخل أهله قال توبا توبا لربنا أوبا لا يغادر علينا حوبا. (وهو في المصنف كما ترى، وعند عبدالرزاق أيضا، وعند الطبراني في الكبير)
وعند الطبراني أيضًا عن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا أو سافر، فأقبل راجعا إلى المدينة، يقول:"آيبون لربنا حامدون , لربنا عابدون".
فكلا الموضعين سنة، والله أعلم.
فائدتان:
- التصريح بكون الذكر حين الإشراف على المدينة أو الحرة، إنما رأيته عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
- جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول يدخل على أهله " توبا توبا لربنا أوبا لا يغادر علينا حوبا ". [/ align]
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Feb-2007, صباحاً 10:02]ـ
وفيك بارك الله ..
لا أزال عند قولي بإنَّ الجمع ممكن، ومما يدل لذلك:
ما جاء عند الإمام مسلم قال: حدثني هارون بن عبد الله حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أن عليا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال:
{سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}
اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون.
وهذا مطلق، ويمكن الجمع بينه وبين حديث أنس، ولا يوجد ثمة تعارض، يوجب حمل تلك على هذه مفسرةً أو راجحة، ثم إني وجدت عند الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وسمعته أنا من عبد الله بن محمد حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى سفر قال اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر والكآبة في المنقلب اللهم اطو لنا الأرض وهون علينا السفر وإذا أراد الرجوع قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون وإذا دخل أهله قال توبا توبا لربنا أوبا لا يغادر علينا حوبا. (وهو في المصنف كما ترى، وعند عبدالرزاق أيضا، وعند الطبراني في الكبير)
وعند الطبراني أيضًا عن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا أو سافر، فأقبل راجعا إلى المدينة، يقول:"آيبون لربنا حامدون , لربنا عابدون".
فكلا الموضعين سنة، والله أعلم.
فائدتان:
- التصريح بكون الذكر حين الإشراف على المدينة أو الحرة، إنما رأيته عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
- جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول يدخل على أهله " توبا توبا لربنا أوبا لا يغادر علينا حوبا ". [/ align]
بارك الله فيكم ونفع بكم، لا تعارض بينهما كما ذكرتَ، وإن لم يكن ثَمَّ نصًّا صريحًا في ذلك، والأمر قريبٌ إن شاء الله.
وأود الاعتذار عن التأخر في الرد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[22 - Feb-2007, صباحاً 10:41]ـ
بارك الله فى جهدك
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 09:59]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم، ونفعنا الله بكم
وحفظك الله لأهل بيتك
حياك الله
ـ[العرب]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 05:45]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم(/)
تنبيهٌ مهمٌ لمن له أكثر من زوجة
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Jan-2007, صباحاً 06:39]ـ
بسم الله والحمد لله وبعد
فهذه مسألةٌ يكثر التساهل فيها ممن له أكثر من زوجة، وبعضهم يجهل حكمها
وهي: جماعُ غير صاحبة النَّوبة
وذلك فيما إذا قَسَمَ الرجل لزوجاته، بحيث يبيتُ عند كل واحدة منهنَّ يوماً –على حسب توقيته في القسم- فلا يجوز له حينئذٍ أن يجامع إحدى زوجاته في نوبة غيرها، بل هذا محرم.
وقد نصَّ فقهاءُ المذاهب الأربعة وغيرها على تحريم هذا الفعل، خلا إشارةٍ للجواز ذكرها بعضُ الشافعية.
وظنُّ جوازه بناءً على ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسلٍ واحد.
وأصله في البخاري.
أقول: ظنُّ الجواز بناءً على هذا الحديث قصورٌ في الفقه، فإنَّ النصوصَ يُجمع بعضها إلى بعض، ولا يستدلُّ بجزء منها مع إغفال الباقي.
فقد دلت الأدلة على الأمر بالمعاشرة بالمعروف، والعدل بين الزوجات؛ فإن لم يكن هذا الفعل مخالفاً للعدل، فما مخالفة العدل إذن!
وأما حديث أنس الذي يتعلق به البعض فهو حادثةُ عين لها توجيهاتٌ عند أهل العلم:
- فإنَّ للرجل أن يجامع زوجاته في يوم واحد إذا لم يَشرع في القسمة لهن.
- وكذا لو قَسَمَ لهنَّ وانتهت الدورة فتوقَّف عن القَسْم؛ فله في هذه الفترة أن يجامعهنَّ في يوم واحد.
- وحمله بعضهم على حال السفر.
- أو بعد القدوم من السفر قبل البدء في القسم
- ورأى بعضُ الشافعية هذا خاصاً بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنَّ القَسْمَ في حقه غيرُ واجب، وإنما هو تفضُّلٌ منه وإحسان.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jan-2007, مساء 09:39]ـ
بسم الله والحمد لله وبعد
فهذه مسألةٌ يكثر التساهل فيها ممن له أكثر من زوجة، وبعضهم يجهل حكمها
وهي: جماعُ غير صاحبة النَّوبة
وذلك فيما إذا قَسَمَ الرجل لزوجاته، بحيث يبيتُ عند كل واحدة منهنَّ يوماً –على حسب توقيته في القسم- فلا يجوز له حينئذٍ أن يجامع إحدى زوجاته في نوبة غيرها، بل هذا محرم.
وقد نصَّ فقهاءُ المذاهب الأربعة وغيرها على تحريم هذا الفعل، خلا إشارةٍ للجواز ذكرها بعضُ الشافعية.
وظنُّ جوازه بناءً على ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسلٍ واحد.
وأصله في البخاري.
أقول: ظنُّ الجواز بناءً على هذا الحديث قصورٌ في الفقه، فإنَّ النصوصَ يُجمع بعضها إلى بعض، ولا يستدلُّ بجزء منها مع إغفال الباقي.
فقد دلت الأدلة على الأمر بالمعاشرة بالمعروف، والعدل بين الزوجات؛ فإن لم يكن هذا الفعل مخالفاً للعدل، فما مخالفة العدل إذن!
وأما حديث أنس الذي يتعلق به البعض فهو حادثةُ عين لها توجيهاتٌ عند أهل العلم:
- فإنَّ للرجل أن يجامع زوجاته في يوم واحد إذا لم يَشرع في القسمة لهن.
- وكذا لو قَسَمَ لهنَّ وانتهت الدورة فتوقَّف عن القَسْم؛ فله في هذه الفترة أن يجامعهنَّ في يوم واحد.
- وحمله بعضهم على حال السفر.
- أو بعد القدوم من السفر قبل البدء في القسم
- ورأى بعضُ الشافعية هذا خاصاً بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنَّ القَسْمَ في حقه غيرُ واجب، وإنما هو تفضُّلٌ منه وإحسان.
بارك الله فيكم يا شيخ عبدالله ونفع بكم ...
* بغض النَّظرعن كون المسألة محل اتفاق أو (خلاف) لكن .. ينبغي نقاش المسألة من نواحٍ:
1 - الأولى: معنى حسن المعاشرة والمعروف وضوابطهما.
2 - الثانية: بأي شيءٍ يحصل العدل (الواجب).
3 - الثالثة: حكم الوطء على سبيل العموم.
وعليها تنبني حكم المسألة السابقة.
وفقكم الله وبارك فيكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Jan-2007, مساء 06:05]ـ
وفقكم الله وسددكم يا شيخ عدنان
ما ذكرتم بحاجة إلى بحث وتحقيق
ولكن الذي يعنينا هنا هو الاستدلال بالأمر بالمعاشرة بالمعروف على لزوم العدل في القسم، وهذا قد استدلَّ به جملةٌ من المفسرين والفقهاء والمحدثين
وأما ما يحصل به العدل الواجب، فقد ذكروا في هذا أموراً عدة، كالعدل في النفقة والقَسم والمسكن؛ على خلافٍ في الدرجة الواجب توفرها.
ومحلُّ بحثنا هنا هو في العدل في القَسم، فالفقهاء على إيجاب العدل في القسم، ولا يجيزون أن يقسم لبعضهن دون بعض إلا لعلة تبيح ذلك.
فالعدل في القَسم واجبٌ بلا خلاف كما ذكر ابن قدامة وغيره
وأما حكم الوطء، فهو واجبٌ في الجملة بالإجماع، واختلفوا في ضابط الوجوب، أكلَّ طهر مرة، أم كل شهر مرة أم ماذا؟
هذه هي المسائل التي أشرتم إليها، وهي بحاجة إلى مزيد بحث وتحقيق، للوصول إلى القول الصواب في كل مسألة منها.
ولكن إذا قسمَ الرجل لزوجاته، وجب عليه العدل في القَسم بلا خلاف –كما سبق ذكره عن ابن قدامة رحمه الله- ولا يعني هذا وجوبَ وطء صاحبة النوبة، إلا أنَّ وطءَ غيرها في نوبتها مخالفٌ للعدل المأمور به، لأن الحقَّ لصاحبة النوبة
ورخص كثير من الفقهاء في الدخول على غير صاحبة النوبة لتفقُّد حوائجهنَّ ونحو ذلك، ولا بأس بالاستمتاع من غير جماع، واختلفوا في قضائه لصاحبة النوبة؛ فقال بعضهم بلزوم قضائه وقيل لا يلزم.
وأما الجماع فلم أقف على تصريح بجوازه لغير صاحبة النوبة، إلا إشارة ذكرها بعض الشافعية.
هذا ما تيسر لي تدوينه أخي الكريم أبا عاصم وعمر
والقلب متطلِّعٌ لإفادتكم؛ راغبٌ فيما تستدركون به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طلال]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 08:29]ـ
اخي العزيز الحمادي
سلام الله عليك
فائدة نفيسة من فوائدكم الماتعة
كيف توجه هذه المسالة:
رجل سافرت زوجته سفرا طويلا بإذنه لعلاج ام الزوج (الرجل) فكيف يصنع إذا اتي يوم الزوجة وهي بالطبع مسافرة ?
اوردته من باب المذاكرة والافادة منكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 09:25]ـ
اخي العزيز الحمادي
سلام الله عليك
فائدة نفيسة من فوائدكم الماتعة
كيف توجه هذه المسالة:
رجل سافرت زوجته سفرا طويلا بإذنه لعلاج ام الزوج (الرجل) فكيف يصنع إذا اتي يوم الزوجة وهي بالطبع مسافرة ?
اوردته من باب المذاكرة والافادة منكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الغالي طلال
تكلم الفقهاء -في المذاهب الأربعة- عن سفر المرأة، وجعلوه مُسقِطاً لحقِّها من القَسم
إذ يتعذَّر -أو يتعسَّر- عليه أن يسافر إليها لأجل ذلك
فهذه الصورة خارجةٌ عن مسألتنا
ـ[طلال]ــــــــ[06 - Apr-2007, مساء 11:42]ـ
الأخ العزيز الحمادي
بارك الله فيك.
وأرجو لك التسديد والإعانة.
ما زلت متردداً فيما ذكرت ويغلب على الظن أن صورة المسألة داخلة في موضوعك ونبهني إن أخطأت:
الذي يظهر أنّ الصورة لها تعلق بمسألتكم من جهة:
لو طالبت الزوجة المسافرة بعد رجوعها من سفرها بحقها أثناء غيابها ووجه ذلك: أن المرأة لم تفّوت على زوجها تمكينها من نفسها بل التفويت من جهة الزوج إذ أرسلها للسفر برغبته، فإذا صح ذلك – أي حق المطالبة بقضاء القسم- للزم اضطراب النوبة على الزوجة الغير مسافرة بذلك وإضرارها بما لم تكن طرفاً فيه، فكيف يصنع الزوج أيضر الزوجة الغير مسافرة ويقضي حق الزوجة التي عادت من سفرها وربما يكون قضاءها فترة طويلة بحسب مدة سفرها؟
الخلاصة:
أنه قد يُفهم أن سقوط القسم للزوجة المسافرة بإذن الزوج وفي حاجة الزوج، يبيح للزوج أن يأتي الأخرى في نوبة الأولى حتى وهي مسافرة بالظروف التي تقدمت، وكلام الفقهاء يتوجه إلى سقوط القسَم تعذراً لا قضاءً، والمسألة واقعة ليست مفترضة.
وفقك الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Apr-2007, صباحاً 05:46]ـ
أخي الودود طلال
أعتذر إليك إساءتي فهم كلامك السابق، فلم أتنبه لقيد (أم الزوج) إلا عند قراءتي لتعقيبك هذا
ثم إعادة النظر لقراءة المشاركات السابقة، وذهب وهمي إلى أنَّ سفرها لعلاج نفسها
الأصل هو وجوب القسم بلا شك، وعدم جواز وطء غير صاحبة النوبة
ولكن هناك أحوال يسقط فيها حق القسم، وقد بيَّنها الفقهاء وفصَّلوا فيها
ووقع بينهم خلافٌ في جملة منها
ومن المسقِطات -من حيث الجملة- السفر، والمشهور التفريق بين سفر المرأة لحاجتها أو لحاجة زوجها
ويفرقون بين كون السفر بإذن الزوج أو بغير إذنه
وفي المغني وغيره من كتب الحنابلة أنَّ سفر المرأة بطلب من الزوج لا لحاجتها غير مسقط لحقها من النفقة ولا القسم
ويلزمه القضاء إذا رجعت من هذا السفر
ـ[أبوعلي النوحي]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 02:26]ـ
قال في منتهى الارادات:
و من امتنعت من سفر أو امتنعت من مبيت معه أو سافرت لحاجتها ولو بإذنه سقط حقها من قسم و نفقة لا لحاجته ببعثه.
قال البهوتي في شرح المنتهى - على عبارة "لا لحاجته ببعثه " - (فيقضي لها ما أقامه عند الأخرى)
قال التنوخي في الممتع 5/ 240
و أما كونها على حقها من ذلك إذا أشخصها هو , فلأنه ما فات بسبب من جهتها و إنما فات بتفويته فلم يسقط حقها , كما لو أتلف المشتري المبيع فإنه لا يسقط حق البائع بتسليم ثمنه.
وقال العثيمين في الشرح الممتع 12/ 433
إذا سافرت فإما أن يكون في حاجته وإما أن يكون في حاجتها فإن كان في حاجته فلها النفقة ولها القسم مثلاً له أم في المستشفى في بلد آخر وسافرت بإذنه فالحاجة له هو , ففي هذه الحالة نقول: لها النفقة لأن ذلك لحاجته و جزاها الله خيرا أن ذهبت.
ـ[نمارق]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 03:56]ـ
فوائد نفيسة بارك الله فيكم ....
ـ[طلال]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 01:41]ـ
أخي الحمادي وأبوعلي والأخت نمارق ..
بارك الله فيكم وأحسن إليكم وجزاكم الله خيراً على نصحكم وتوجيهكم.
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[18 - Aug-2007, صباحاً 12:18]ـ
في المغني -مامعناه- ليس له أن يدخل على إحداهما في يوم الأخرى نهارا إلا لحاجة، ولا ليلا إلا لضرورة
لكن الشيخ ابن سعدي في فتاويه قال إن هذا الأمر لادليل عليه
وعموما لو التزم الأزواج بكل ماورد في كتب الفقه في طريقة القسم لأصبح التعدد لايطيقه إلا رجلا بلغ الغاية من الدقة والنظام
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 04:30]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Aug-2007, مساء 04:55]ـ
في المغني -مامعناه- ليس له أن يدخل على إحداهما في يوم الأخرى نهارا إلا لحاجة، ولا ليلا إلا لضرورة
لكن الشيخ ابن سعدي في فتاويه قال إن هذا الأمر لادليل عليه
هذه مسألةٌ خارجةٌ عما نحن فيه، فمطلق الدخول مسألة مغايرة لوطء الزوجة
وقد روي عن عائشة أنه قَلَّ يومٌ إلا ويطوف النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أزواجه ويدنو منهنَّ من غير مسيس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كارم محمود]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 01:29]ـ
جزاكم الله خيرا.
شوقتمونا للتعدد. اللهم يسر لنا الخير كله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 02:42]ـ
جزاكم الله خيرا.
شوقتمونا للتعدد. اللهم يسر لنا الخير كله.
وجزاكم ربي خيراً
الله يقوِّيك ويعينك، لكن انتبه لا تترك صفحةَ المجلس مفتوحةً فيطلع عليها الأهل فيقع ما لايحمد عقباه (ابتسامة)
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 10:08]ـ
الشيخ الكريم / الحمادي
تحية طيبة ..
تقبل الله منا ومنكم
أنت مطالب الآن أن تكتب موضوعا بعنوان:
تنبيه لمن ليس له زوجة:)
فالعزاب أكثر من المتزوجين فضلا عن المعددين:)
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Oct-2007, صباحاً 07:10]ـ
الشيخ الكريم / الحمادي
تحية طيبة ..
تقبل الله منا ومنكم
أنت مطالب الآن أن تكتب موضوعا بعنوان:
تنبيه لمن ليس له زوجة:)
فالعزاب أكثر من المتزوجين فضلا عن المعددين:)
بارك الله فيك ونفع بك
بارك الله فيكم يا شيخ عبدالمحسن
أرى أنَّ الأفضلَ أن يكتب العزَّاب الموضوعَ الذي ذكرتَ (تنبيهٌ لمن ليس له زوجة)
فهم أفقه بواقعهم (ابتسامة)
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 05:28]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبدالمحسن
أرى أنَّ الأفضلَ أن يكتب العزَّاب الموضوعَ الذي ذكرتَ (تنبيهٌ لمن ليس له زوجة)
فهم أفقه بواقعهم (ابتسامة)
إذن أنت تكلمت عن واقعك:)
ما شاء الله تبارك الله
بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينك وبينهن بخير
لعلك تجعل الحديث عن التعدد وأحكامه في سلسلة
ليستفيد أصحابك ولستُ منهم:)
أحب المعددين ولست منهم ... لعلي أن أنال بهم شفاعة
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 01:42]ـ
إذن أنت تكلمت عن واقعك:)
ما شاء الله تبارك الله
بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينك وبينهن بخير
لعلك تجعل الحديث عن التعدد وأحكامه في سلسلة
ليستفيد أصحابك ولستُ منهم:)
أحب المعددين ولست منهم ... لعلي أن أنال بهم شفاعة
لستُ من العزَّاب ولا من المعدِّدين، بل في منزلة بين المنزلتين (ابتسامة)
وأسأل الله الكريم من فضله
ـ[امة الله ام ابراهيم]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 02:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله لقد تكلمتم حفظكم الله عن الذى يقسم فما حكم من لايقسم بين نسائه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 06:17]ـ
في المغني -مامعناه- ليس له أن يدخل على إحداهما في يوم الأخرى نهارا إلا لحاجة، ولا ليلا إلا لضرورة
لكن الشيخ ابن سعدي في فتاويه قال إن هذا الأمر لادليل عليه
وعموما لو التزم الأزواج بكل ماورد في كتب الفقه في طريقة القسم لأصبح التعدد لايطيقه إلا رجلا بلغ الغاية من الدقة والنظام
لو نوقِش هذا التعقيب، فإنَّه مهم ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 10:52]ـ
وذلك فيما إذا قَسَمَ الرجل لزوجاته، بحيث يبيتُ عند كل واحدة منهنَّ يوماً –على حسب توقيته في القسم- فلا يجوز له حينئذٍ أن يجامع إحدى زوجاته في نوبة غيرها، بل هذا محرم.
طيب لو كان للرجل القدرة على الجماع لجميع نسائه في اليوم الواحد؛ فهل له ذلك؟! أنا قد سألت أحد طلبة العلم فقال: يجوز بشرط ألا يضعفه عن القيام بحق صاحبة النوبة.
آمل التوضيح.
جزاكم الله خيرا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 11:05]ـ
بارك الله في الجميع
بالنسبة لتعقيب الأخ (الحلم والأناة) سبق أنه لا يتصل بما نحن فيه
فالبحث هو في الجماع لا في مطلق الدخول، وقد ثبت دخولُ النبي صلى الله عليه
وسلم على زوجاته ودُنوُّه منهنَّ من غير مسيس
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 11:07]ـ
طيب لو كان للرجل القدرة على الجماع لجميع نسائه في اليوم الواحد؛ فهل له ذلك؟! أنا قد سألت أحد طلبة العلم فقال: يجوز بشرط ألا يضعفه عن القيام بحق صاحبة النوبة.
آمل التوضيح.
جزاكم الله خيرا.
وجزاكم ربي خيراً
سبق بيان الحكم في المشاركة الأولى، وأنَّ ثمة فرقاً بين وقت القسم وغيره
وجواب أهل العلم عن حديث أنس رضي الله عنه
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 11:25]ـ
فوائد:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ يَجُوز أَنْ يَطُوف عَلَيْهِنَّ كُلّهنَّ وَيَطَأهُنَّ فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة بِرِضَاهُنَّ وَلَا يَجُوز ذَلِكَ بِغَيْرِ رِضَاهُنَّ.
2 - إذا استأذنها في وطء ضرتها فأذنت جاز ذلك.
3 - إذا وطيء من غير علمها فهل يقضيه خلاف على قولين.
4 - إذا صامت بغير إذنه فهل الأفضل يفطرها أم يذهب للاخرى؟
5 - إذا كانت حائضا فاحتاج إلى وطء إحداهن فهل تنزل الحاجة منزلة الضرورة والضرورات تبيح المحظورات.
الرابعة والخامسة اترك المشاركة لكم، وننتظر أها الخبرة وأين صاحب كتاب: أحكام التعدد؟
ـ[أحمد سمحان]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 07:54]ـ
بسم الله والحمد لله وبعد
فهذه مسألةٌ يكثر التساهل فيها ممن له أكثر من زوجة، وبعضهم يجهل حكمها
وهي: جماعُ غير صاحبة النَّوبة
وذلك فيما إذا قَسَمَ الرجل لزوجاته، بحيث يبيتُ عند كل واحدة منهنَّ يوماً –على حسب توقيته في القسم- فلا يجوز له حينئذٍ أن يجامع إحدى زوجاته في نوبة غيرها، بل هذا محرم.
وقد نصَّ فقهاءُ المذاهب الأربعة وغيرها على تحريم هذا الفعل، خلا إشارةٍ للجواز ذكرها بعضُ الشافعية.
وظنُّ جوازه بناءً على ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسلٍ واحد.
وأصله في البخاري.
أقول: ظنُّ الجواز بناءً على هذا الحديث قصورٌ في الفقه، فإنَّ النصوصَ يُجمع بعضها إلى بعض، ولا يستدلُّ بجزء منها مع إغفال الباقي.
فقد دلت الأدلة على الأمر بالمعاشرة بالمعروف، والعدل بين الزوجات؛ فإن لم يكن هذا الفعل مخالفاً للعدل، فما مخالفة العدل إذن!
وأما حديث أنس الذي يتعلق به البعض فهو حادثةُ عين لها توجيهاتٌ عند أهل العلم:
- فإنَّ للرجل أن يجامع زوجاته في يوم واحد إذا لم يَشرع في القسمة لهن.
- وكذا لو قَسَمَ لهنَّ وانتهت الدورة فتوقَّف عن القَسْم؛ فله في هذه الفترة أن يجامعهنَّ في يوم واحد.
- وحمله بعضهم على حال السفر.
- أو بعد القدوم من السفر قبل البدء في القسم
- ورأى بعضُ الشافعية هذا خاصاً بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنَّ القَسْمَ في حقه غيرُ واجب، وإنما هو تفضُّلٌ منه وإحسان.
أخي الكريم إذا كانت النصوص يجمع بعضها إلى بعض ويستدل بها، لم لم تسق أي نص أو دليل يمنع جماع الزوجة الثانية في نوبة الأولى؟؟؟
ثانيا المسألة ليس فيها إجماع؟ ولكن ذلك دعوى من البعض؟
والأمر ليس لا يرقى إلى درجة التحريم، بل هو أمر جائز.
أرجو بيان دليل المنع من ذلك؟
ثم إثبات الإجماع في المسألة.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 08:55]ـ
سبحان الله
فوائد عظيمة جزاكم الله خيرا(/)
ثمانية اعجبتني احببت نقلها لكم احبابي
ـ[ابو دجانة النجدي]ــــــــ[14 - Jan-2007, مساء 02:35]ـ
سأل عالم تلميذه: منذ متى صحبتني؟
فقال التلميذ: منذ 33 سنة ...
فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟!
قال التلميذ: ثماني مسائل ...
قال العالم: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل؟!
قال التلميذ: يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب ...
فقال الأستاذ: هات ما عندك لأسمع ...
قال التلميذ:
الأولى
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلى القبر
فارقه محبوبه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي.
الثانية
أني نظرت إلى قول الله تعالى
" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"
فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة الله.
الثالثة
أني نظرت إلى هذا الخلق فرايت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع فنظرت إلى قول الله تعالى
" ما عندكم ينفذ وما عند الله باق "
فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده.
الرابعة
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى
" إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة
أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا
وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل
" نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا "
فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني.
السادسة
أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل
بعضهم بعضا ونظرت إلى قول الله عز وجل
" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا "
فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.
السابعه
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق
حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له ونظرت إلى قول الله عز وجل
" وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها "
فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده.
الثامنة
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله،
هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على صحته وهذا على مركزه. ونظرت إلى قول الله تعالى
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه "
فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله.
فقال الأستاذ: بارك الله فيك.
يا قارئ خطي لا تبكي على موتي .. فاليوم أنا معك وغداً في التراب ..
فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى .. ! ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري ..
بالأمس كنت معك وغداً أنت معي .. أموت و يبقى كل ما كتبته ذكرى
فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي.
منـ ــــــــــــــــــقـ ــــــــــــول
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[18 - Jan-2007, صباحاً 04:38]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المفيد
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Jan-2007, صباحاً 07:25]ـ
بارك الله فيك،وأحسن الله لنا ولك العاقبة
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 12:18]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 10:27]ـ
ما شاء الله شيء جميل.
بارك الله فيكم.(/)
المصنفات المفتتحة بحديث (إنما الأعمال بالنيات)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jan-2007, صباحاً 10:13]ـ
المصنفات المفتتحة بحديث (إنما الأعمال بالنيات)
ذكر بعض أهل العلم كالإمام النووي أنه يستحب افتتاح المصنفات بحديث الأعمال بالنيات، وقد خطر في بالي أن هذا لم يفعله إلا قليل من أهل العلم قديما وحديثا.
فمن كان لديه إضافة من المشايخ الكرام فليتفضل مشكورا.
وهذا ما حضرني الآن:
1 - صحيح الإمام البخاري
2 - شرح السنة للإمام أبي محمد البغوي
3 - الأربعون النووية للإمام النووي
4 - رياض الصالحين للإمام النووي
5 - الأذكار للإمام النووي
6 - جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب (باعتبار أنه أول حديث)
7 - تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد للحافظ العراقي
8 - جوامع الأخبار للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
9 - مسند الشهاب للقضاعي
10 - مشكاة المصابيح للتبريزي كأصله ... وهو
11 - المصابيح للبغوي
12 - عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[10 - Feb-2007, صباحاً 02:21]ـ
فتح الله عليّ وعليك
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[12 - Feb-2007, صباحاً 08:16]ـ
شكر الله لك أبا مالك هذه الفائدة،وهي على عادتك فائدة رائعة ـ زادك الله توفيقا ـ
يضاف إلى ماسبق:
الجامع الصغير للسيوطي
إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة (في أحاديث الأحكام) لأبي المظفر السُّرَّمرِّي ت 776هـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 08:31]ـ
شيخنا الفاضل
هل (الجامع الصغير للسيوطي) مفتتح بحديث الأعمال بالنيات؟
ولو تكرمت بإعطاء نبذة عن كتاب (إحكام الذريعة)
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[22 - Feb-2007, صباحاً 12:58]ـ
أبا مالك ــ جزاكم الله خير الجزاء ــ
كلمة (شيخنا) مقحمة من أزرار حاسوبك،فلو حذفتها وأعلمتهَ،بخطئها، أكن لك شاكرا مقدرا ـ إي والله ـ
نعم،الجامع الصغير بطبعته المفردة، وشرحه فيض القدير للمُناوي، مفتتح بحديث عمر المذكور.
وأما كتاب (إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة) فهو لجمال الدين أبي المظفر السُّرَّمرِّي يوسف بن محمد بن مسعود الحنبلي ت 776هـ يطبع لأول مرة.
حققه: أبو عبدالله حسين بن عكاشة بن رمضان
تقديم: أ. د. أحمد معبد عبدالكريم
يقع في مجلد (820) صفحة
وهو في أحاديث الحكام،وقد تضمن (1567) حديثاً
الناشر:دار الكيان في الرياض، ومكتبة ابن تيمية في الشارقة
وهذه نبذة من معالمه:
1.افتتحه بكتاب الإيمان، ثم السنة، ثم الطهارة
2.افتتح كل باب بآية من القرآن أو أكثر
3.اصطلاحه في العزو، كاصطلاح المجد في المنتقى
4.حرص على الإيجاز في الحديث ليسهل حفظه
5.يتكلم أحيانا على الأحاديث،والأغلب بنقل أقوال أهل العلم
6.يؤخذ عليه أن قد ينقل الحديث من مصدر أشار مؤلفه إلى ضعفه، فينقل منه،ولا يشير إلى تضعيفه
7.يشير أحيانا إلى الفوائد الفقهية المستنبطة من الأحاديث
8.انتفع بكتاب المنتقى للمجد انتفاعا كبيرا، وقد صرح بالنقل منه في مواضع
9.قد يعزو الحديث إلى غير الصحيحين وهو فيهما أو في أحدهما
10.عزا المؤلف عددا من الأحاديث إلى بعض المصادر كصحيح مسلم، وأبي داود، والنسائي،والدارقطني، ولا توجد في الطبعات الحالية المتداولة، وقد اشار إلى ذلك المحقق في مواضعها.
# هذه المعالم أخذتها من تقديم الدكتور:أحمد معبد، ومقدمة المحقق ـ وفقنا الله جميعا لخدمة سنة النبي صلى الله عليه وسلم ـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 04:33]ـ
اسمح لي بإضافة الترقيم فقط يا شيخنا الفاضل
13 - الجامع الصغير للسيوطي
14 - إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة (في أحاديث الأحكام) لأبي المظفر السُّرَّمرِّي ت 776هـ
ويضاف لما سبق:
15 - السنن الصغرى للحافظ لأبي بكر البيهقي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 04:36]ـ
قال البيهقي:
سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول: سمعت محمد بن سليمان بن فارس يقول: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: من أراد أن يصنف كتابا فليبدأ بحديث (الأعمال بالنيات).
وقد استعمله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، فبدأ الجامع بحديث (الأعمال بالنيات) واستعملناه في هذا الكتاب فبدأنا به.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 05:22]ـ
16 - معجم ابن المقرئ
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 05:24]ـ
17 - نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 05:27]ـ
18 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 07:19]ـ
أخي أبا مالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أضفت ثلاثة كتب من كتب الحديث على شرطكم
ولا أدري على وجه التحديد ما شرطكم في المشاركة
بمعنى هل يدخل في ذلك كتب الرجال إذا كان مؤلفها اعتاد ذكر الأحاديث بسنده الخاص؟
فإذا كان ذلك كذلك فليكن:
19 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ المزي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 07:23]ـ
20 - الأربعين البلدانية لابن عساكر
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 02:12]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا مالك،
(ولكن) لتعلم (ابتسامة) أنك مسبوق في هذا المبحث
يُنظَر: "مقاصد المكلفين": الأشقر، ص94 - 97.(/)
فائدة نفيسة حول ابن خلكان ومنهجه في كتابه " وفيات الأعيان"
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Jan-2007, مساء 08:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه فائدة حول منهج القاضي ابن خَلِّكان في كتابه " وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان "
وهو كتاب مشهور جدا موضوعه في التراجم العامة، ولا تخلوا منه مكتبة طالب علم، فضلا عن عالم، وقد استفاد من هذا الكتاب معظم من جاء بعده وألَّف في التأريخ، أو السير، والتراجم.
لكن على الكتاب مأخذ عظيم! رغم كثرة فوائدة، ومكانة مؤلفه بين العلماء في زمانه وبعده.
وهذا المأخذ يتضح لكل مَنْ مارس الكتاب، وقرأه، وقارنه بغيره.
ولما كان الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ يكثر النقل عنه جدا، ويفيد منه كثيرا طفح الكيل عنده في ترجمة ابن الراوندي قبحه الله.
قال ابن كثير في البداية والنهاية 14/ 764 ط: دار هجر، في [وفيات سنة 298هـ]
الزنديق أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين المعروف بابن الراوندي
أحد مشاهير الزنادقة الملحدين عليه اللعنة من رب العالمين، كان أبوه يهوديا فأظهر الإسلام، فيقال: إنه حرف التوراة كما عادى ابنُه القرآن بالقرآن وألحد فيه، وصنف كتابا في الرد على القرآن سماه " الدامغ". وكتابا في الرد على الشريعة والاعتراض عليها سماه " الزمردة". وكتابا يقال له "التاج" في معنى ذلك، وله كتاب "الفريد" وكتاب " إمامة المفضول الفاضل".
وقد انتصب للرد على كتبه هذه جماعة منهم الشيخ أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي شيخ المعتزلة في زمانه، وقد أجاد في ذلك، وكذلك ولده أبو هاشم عبد السلام بن أبي علي، قال الشيخ أبو علي: قرأت كتاب هذا الملحد الجاهل السفيه ابن الراوندي، فلم أجد فيه إلا السفه والكذب والافتراء.
قال: وقد وضع كتابا في قدم العالم ونفي الصانع، وتصحيح مذهب الدهرية والرد على أهل التوحيد، ووضع كتابا في الرد على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعة عشر موضعا من كتابه، ونسبه إلى الكذب ـ يعنى النبي صلى الله عليه وسلم ـ وطعن على القرآن، ووضع كتابا لليهود والنصارى، وفضل دينهم على المسلمين؛ يحتج لهم فيها على إبطال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، إلى غير ذلك من الكتب التي تبين خروجه عن الإسلام.
نقله ابن الجوزي عنه.
وقد أورد ابن الجوزي في منتظمه طرفا من كلامه، وزندقته وطعنه على الآيات والشريعة.
ورد عليه في ذلك.
وهو أقل وأخس وأذل من أن يلتفت إليه وإلى جهله وكلامه وهذيانه وسفهه وخذلانه وتمويهه وترويجه وطغيانه.
وقد أسند إليه حكايات من المسخرة والاستهتار والكفر والكبائر منها ما هو صحيح عنه، ومنها ما هو مفتعل عليه ممن هو مثله، وعلى طريقه ومسلكه في الكفر والتستر بالمسخرة [في نسخة: يخرجونها في قوالب مسخرة وقلوبهم مشحونة بالكفر والزندقة وهذا كثير موجود فيمن يدعى الإسلام وهو منافق يتمسخرون بالرسول ودينه وكتابه وهؤلاء ممن] قال الله تعالى فيهم (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
وقد كان أبو عيسى الوارق مصاحبا لابن الراوندي ـ قبحهما الله ـ فلما علم الناس بأمرهما طلب السلطان أبا عيسى فأودع السجن حتى مات، وأما ابن الراوندي فهرب فلجأ إلى ابن لاوي اليهودي وصنف له ـ في مدة مقامه عنه ـ كتابه الذي سماه " الدامغ للقرآن " فلم يلبث بعده إلا أياما يسيرة حتى مات ـ لعنه الله ـ. ويقال: إنه أخذ وصلب.
قال أبو الوفاء بن عقيل: ورأيت في كتاب محقق أنه عاش ستا وثلاثين سنة مع ما انتهى إليه من التوغل في المخازي [في نسخة: في هذا العمر القصير] لعنه الله وقبحه، ولا رحم عظامه.
وقد ذكره القاضي ابن خلكان في الوفيات ودلَّس [في نسخة: قلس] عليه، ولم يجرحه بشيء، ولا كأن الكلب أكل له عجينا، على عادته في العلماء والشعراء؛ فالشعراء يطيل تراجمهم، والعلماء يذكر لهم ترجمة يسيرة، والزنادقة يترك ذكر زندقتهم! وأرخ ـ ابن خلكان ـ تاريخ وفاته في سنة خمس وأربعين ومائتين، وقد وهم وهما فاحشا، والصحيح أنه توفى في هذه السنة ـ 298 هـ ـ كما أرخه ابن الجوزي وغيره. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنقارن ترجمة ابن كثير لهذا المجرم، وترجمة ابن خلكان التي أشار ابن كثير إليها.
قال ابن خلكان في وفيات الأعيان 1/ 94:
الراوندي
أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الرواندي العالم المشهور له مقالة في علم الكلام، وكان من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة وأربعة عشر كتابا منها كتاب "فضيحة المعتزلة" وكتاب "التاج" وكتاب "الزمرد" وكتاب "القصب" وغير ذلك وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم توفي سنة خمس وأربعين ومائتين برحبة مالك بن طوق التغلبي، وقيل: ببغداد، وتقدير عمره أربعون سنة، وذكر في البستان: أنه توفي سنة خمسين والله أعلم رحمه الله تعالى!
ونسبته إلى راوند بفتح الراء والواو وبينهما ألف وسكون النون وبعدها دال مهملة، وهي قرية من قري قاسان بنواحي أصبهان. اهـ.
أرأيت الفرق بين الترجمتين! مع أنه ـ رحمه الله ـ قال في مقدمة كتابه 1/ 21:
ولم أتساهل في نقله ممن لا يوثق به، بل تحريت فيه حسبما وصلت القدرة إليه!
وقال الدكتور إحسان عباس محقق الكتاب: وقد أبدى بعض المعلقين على هوامش نسخ "الوفيات" قلقا شديدا؛ لأن ابن خلكان لم يتناوله بالذم .. [ثم نقل شيئا من كلامهم].
والمقصود من هذا النقل والعرض معرفة ذلك لئلا يغتر أحد بمثل هذه التراجم لأعيان الزنادقة، و رؤوس أهل الضلال.
والمؤلف له فضائل جمة، وفي كتابه علم نافع، ولعلي أنقل لك شيئا من ترجمته من كتاب ابن كثير ـ رحمه الله ـ لنرى الإنصاف الذي قل في الناس اليوم.
قال ابن كثير في البداية 17/ 588:
ابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس احمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان الإربلي الشافعي أحد الأئمة الفضلاء والسادة العلماء والصدور الرؤساء وهو أول من جدد في أيامه قضاء القضاة من سائر المذاهب فاشتغلوا بالأحكام بعد ما كانوا نوابا له، وقد كان المنصب بينه وبين ابن الصائغ دولا يعزل هذا تارة ويولى هذا، ويعزل هذا ويولى هذا، وقد درّس ابن خلكان في عدة مدارس لم تجتمع لغيره ولم يبق معه في آخر وقت سوى الأمينية وبيد ابنه كمال الدين موسى النجيبية.
توفي ابن خلكان بالمدرسة النجيبية المذكورة بإيوانها يوم السبت آخر النهار في السادس والعشرين من رجب ودفن من الغد بسفح قاسيون عن ثلاث وسبعين سنة، وقد كان ينظم نظما حسنا رائقا وقد كانت محاضرته في غاية الحسن، وله التاريخ المفيد الذي رسم بـ"وفيات الأعيان" من أبدع المصنفات. والله سبحانه أعلم.
وقال الحافظ الذهبي: كان إماما، فاضلا، متقنا، عارفا بالمذهب، حسن الفتاوى، جيد القريحة، بصيرا بالعربية، علامة في الأدب والشعر وأيام الناس، كثير الاطلاع، حلو المذاكرة، وافر الحرمة، من سروات الناس، كريما، جوادا، مُمَدّحا، وقد جمع كتابا نفيسا في "وفيات الأعيان".
وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 7/ 648: ومن محاسنه أنه كان لا يجسر أحد أن يذكر أحدا عنده بغيبة.
ـ[أبو ثابت عارف]ــــــــ[19 - Jan-2007, صباحاً 01:17]ـ
جزاك الله خيرا استفدت كثيرا بارك الله لك في زكاة علمك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jan-2007, صباحاً 02:17]ـ
شيخنا الفاضل، جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
مع أن ابن كثير انتُقِد بنحو ما انتقد ابن خلكان، كما يظهر بالنظر في وفيات سنة عشرة ومائة
وقد وعدتمونا (على ملتقى أهل الحديث) بالنظر في هذه المسألة الشائكة، ويبدو أن كثرة مشاغلكم حرمتنا من فوائدكم
وذلك في موضوع (ما لم يكتبه ابن كثير في البداية والنهاية)
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - Jan-2007, مساء 06:46]ـ
الشيخ الفاضل أبا مالك وفقه الله
ابن خلكان رحمه الله هذه سمة بارزة في كتابه.
أما ابن كثير فلا يسلم أنه كذلك، مع أن كتابه ليس للتراجم، وإنما يتسمح أحيانا فيستطرد، مع ما ذكرتم من الجواب من الإحالة على كتابه التكميل.
وليس عندي جديد في تلك المسألة
وهذا الموضوع قد نشر منذ مدة وفيه تعليقات وفوائد من الإخوة وفقه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=322422#post32 2422
ـ[أبو حماد]ــــــــ[22 - Jan-2007, صباحاً 10:58]ـ
لي عناية بسيطة بابن خلكان وتاريخه قراءة وبحثا وبحسب ما ظهر لي فقد كان مولعا رحمه الله بالأدب واللغة وحكاية التاريخ وسرده وتحرير أخباره وعرضها على موازين النقد وأما ما يتصل بالعقائد ومواقف المترجمين من الشريعة فلم تكن حاضرة في كتابه إلا على استحياء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Jan-2007, مساء 11:04]ـ
وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 7/ 648: ومن محاسنه أنه كان لا يجسر أحد أن يذكر أحدا عنده بغيبة.
بارك الله فيكم أبا حماد، ولعل كلمة ابن العماد هذه تلقي ضوءا على أخلاق الرجل، وكونه مبغضا للكلام في الناس، وهذه تحتاج إلى رياضة عظيمة يعجر عنها كثير من الفضلاء.
نسأل الله أن يصلح حالنا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 01:27]ـ
ولمن ليس لديه نسخة من وفيات الأعيان تحميله من هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=23648&posted=1#post23648
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 09:42]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا ابا عبدالله
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[25 - Feb-2008, صباحاً 12:01]ـ
جزاك الله خيرًا شيخنا عبد الرحمن.(/)
3 رسائل من الشيخ المعلمي إلى الشيخ ابن باز رحمهما الله
ـ[نياف]ــــــــ[18 - Jan-2007, مساء 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو , وأسأله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
كان جرت المذاكرة في حديث مسلم وغيره عن حجاج عن ابن جريج:
أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة ... الحديث.
مع قول ابن كثير ((وقد رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن يعقوب الجورجاني عن محمد بن الصباح عن أبي عبيدة الحداد عن الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة ... الحديث.
وقلت أنا: إن ابن جريج – وإن كان مدلسا – لكنه لا يدلس في ما يرويه عن عطاء.
ويعلم ذلك من ترجمته في التهذيب 6/ 406 , وزعمت أن الحمل في هذا على الأخضر بن عجلان , فإن حجاجا أثبت منه بكثير , بل هو أثبت الناس في ابن جريج , فكأن الأخضر وهم وسلك الجادة:بأن جريج عن عطاء عن أبي هريرة.
وأظنك لم تقنع بذلك, وأنا – أيضا – في نفسي من ذلك شيء.
ثم وجدت في آخر ترجمة عطاء من التهذيب 7/ 203 ((روى الأثرم عن أحمد ما يدل على أنه كان يدلس , فقال في قصة طويلة: ورواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها إلا إن يقول سمعت ...
وأمس الجمعة جاء إلى المكتب فضيلة الأستاذ إسماعيل الأنصاري يبحث في القضية.
والبارحة تذكرت وأنا في صلاة الوتر ما قيل أن ابن جريج لم يسمع من عطاء في التفسير , وإنما يروي في التفسير عن عطاء الخراساني , ولم يسمع من عطاء الخراساني وإنما أخذ الكتاب من ابنه عثمان بن عطاء.
والقصة في فتح الباري في تفسير نوح 8/ 511 , وفي مقدمة الفتح من 372.
وترجمة عطاء الخراساني في التهذيب 7/ 214.
وحاصلها أن ابن جريج قال: ((سألت عطاءاً – يعني ابن أبي رباح – عن التفسير من البقرة وآل عمران فقال: أعفني من هذا)).
ثم كان ابن جريج يروي التفسير من طريق عطاء الخراساني , وكان يقول في روايته ((عطاء الخراساني .... )) ولكن أصحابه ملّوا من كثرة الكتابة فصاروا يقتصرون على ((عطاء)) اعتماداً على أنهم قد عرفوا أن ابن جريج إنما يروي التفسير عن عطاء الخراساني.
هذا وعطاء الخراساني لم يسمع من أحد من الصحابة , وابن جريج لم يسمع منه, وإنما أخذ الكتاب من ابنه عثمان بن عطاء.
ولا يُدرى ما حال ذلك الكتاب.
وعثمان بن عطاء ضعيف جداً, لكن الذي وقع في البداية والنهاية
(( ... الأخضر ابن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح)).
ويبعد أن يكون الأخضر وهم في هذا , لأنه أخذ الخبر من ابن جريج وابن جريج كان يقول ((عطاء الخراساني)) وأصحابه هم الذين اقتصروا في كتابتهم فلم يكتبوا ((الخراساني)) أرجو أن تفيدوني برأيكم في هذا. وما تجدد لديكم في هذه القضية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 21/ 2/1378هـ
محبكم
عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
============================== ============
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن يحيى المعلمي إلى حضرة صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو , وأسأله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
وصلني كتابكم الكريم المؤرخ10/ 7/1378هـ وعرفت ما شرحتم في شأن فتح الباري, وقد فكرتُ في القضية فوجدْتُني بين أمرين:
إما أن أقبل ثم لا أستطيع الوفاء, وإما أن أعتذر من الآن.
فرأيت الثانية أولى , وذلك أن العلم ضخم , ولي مع شغلي بالمكتبة أشغال في كتب أخرى لا ينبغي تأخيرها , وصحتي مع ذلك ليست على ما يرام , فأرجو قبول عذري , والعفو والمسامحة ,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
22/ 7/1378
محبكم
عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
============================== ===========
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن يحيى المعلمي إلى حضرة العلامة الجليل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يوفقنا جميعاً لم يحبه ويرضاه , تناولت كتابكم الكريم المؤرخ 13/ 8/1378هـ , وإنه يشق علي جداً أن لا أمتثل رغبة فضيلتكم , ولا سيما في مثل ذلك العمل الصالح العظيم غير إني كما ذكرت في جوابي السابق لا أتمكن من القيام به.
ولم أقل ذلك حتى فكرت ونظرت بحسب ما أعرفه من حالي وحال العمل وحال من يمكن أن أستعين به , فأسأل الله - تعالى- أن ييسر لكم الأمر , ويهيء لكم سبيل القيام به , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
============================== =======
من كتاب الرسائل المتبادلة بن الشيخ ابن باز والعلماء
إعداد
محمد بن موسى الموسى و محمد بن إبراهيم الحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو ثابت]ــــــــ[21 - Jan-2007, صباحاً 03:20]ـ
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
ولله درهم ما ألذ سماع أخبارهم على قلوبنا .. رجال قدموا لدينهم وبذلوا الغالي والنفيس .. فرفع الله درجاتهم وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى
ـ[نياف]ــــــــ[22 - Jan-2007, صباحاً 08:38]ـ
اللهم آمين وإياك أخي الكريم
ونسأل الله لنا ولك ولجميع الأعضاء العلم النافع والعمل الصالح
ـ[محمد ناصر الدين]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 12:12]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً أخي الكريم
ألا توجد على الشبكة نسخة من هذا الكتاب ((الرسائل المتبادلة بن الشيخ ابن باز والعلماء))
وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 11:31]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً أخي الكريم
للرفع ,,,,
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 11:10]ـ
جزاك الله خير و بارك فيك
نشكو قلة كتب العلامة على الشبكة
و الله المستعان
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 12:25]ـ
الله أكبر انظر الأدب بيين العلماء.
مع أن الإمام ابن باز أصغر من الإمام المعلمي علماً كان عمر الشيخ العلامة ابن باز في تبادل هذه الرسائل يبلغ 47 سنة. ومع ذلك يصفه الإمام المعلمي بالعلامة.هذا يدل على سعة علم الشيخ الإمام ابن باز في العلم وفي الحديث بخاصة منذ أن كان شاباً.
رحمهم الله , وجمعنا بهم ووالدينا ومشائخنا في الفردوس الأعلى من الجنة.(/)
إشكال وجوابه
ـ[آل عامر]ــــــــ[19 - Jan-2007, مساء 04:41]ـ
عن عوف بن مالك قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه: اللهم اغفر له ورحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينق الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر " أخرجه مسلم في الجنائز
قال العلامة ابن عثيمين: " وزوجاً خيراً من زوجه "أي: سواء كان المصلى عليه رجلاً أو امرأة وهناك إشكال، لأنه إن كان المصلى عليه رجلاً، وقلنا: أبدله زوجاً خيراً من زوجه، فهذا يقتضي أن الحور خير من نساء الدنيا، وإن كان امرأة فإننا نسأل الله أن يفرق بينها وبين زوجها، ويبدلها خيراً منه. فهذان إشكالان.
أما الجواب عن الأول: أبدله زوجاً خيراً من زوجه، فليس فيه دلالة صريحة على أن الحور خير من نساء الدنيا، لأنه قد يكون المراد خيراً من زوجه بالأخلاق، لابالخيرية عند الله عز وجل.
والجواب عن الإشكال الثاني: أن خيرية الزوج هنا ليست خيرية في العين، بل خيرية في الوصف، وهذا يتضمن أن يجمع الله بينهما في الجنة، لأن أهل الجنة ينزع الله ما في صدورهم من غل، ويبقون على أصفى مايكون، والتبديل كما يكون بالعين يكون بالصفة، ومنه قوله تعالى: {يوم تبدل الأرضُ غير الأرض والسموات}
فالأرض هي الأرض بعينها، لاكنها اختلفت، وكذالك السموات.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 12:22]ـ
بارك الله فيك
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Jan-2007, مساء 02:40]ـ
وفيك اخي الكريم
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[20 - Jan-2007, مساء 06:53]ـ
الشيخ ابن عثيمين من الأئمة الأعلامِ، رحمهُ اللهُ وأسكنهُ فسيحَ جنّاتهِ، ولهُ نفسٌ حاضرٌ في حلِّ المشكلاتِ وكشفِ الغوامضِ، مع حُسنِ التقعيدِ والتنظيرِ، وهذه مفاتيحُ قلَّ أن تتهيأ لأحدٍ إلا لمن كانَ فقيهَ نفسٍ.
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[21 - Jan-2007, صباحاً 12:00]ـ
قال الحجاوي رحمه الله في الإقناع "ولا يقول:أبدلها زوجا خيرا من زوجها،في ظاهر كلامهم"(/)
حاجة الناس إلى التصنيف والتأليف ... باقية متجددة!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jan-2007, مساء 07:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين
أما بعد، فإن حاجة الناس إلى التصنيف والتأليف لا تنتهي؛ وافتقارهم إلى وضع الجديد من الكتب في شتى العلوم لا تزول
وذلك لعدة أمور:
1. منها: أن لكل زمان ما يَجِدُّ ويظهر بعد أن لم يكن من المسائل المستحدثات والمشاكل العويصات، التي تحتاج إلى ثاقب النظر ودقيق البحث لاستخراج حلها من مكنون حكم الأولين، وعظيم مكتوب الأقدمين. وكذلك ففي النصوص الشرعية تجد بعض الأحاديث تبدأ بـ " يأتي على الناس زمان ... " إلخ، فيكون ذلك إخبارا عن شيء مستقبل لا نعلم متى يأتي به الله، فتكون حاجة الناس إلى التصنيف في موضوعه عند حدوثه ماسة، وبيان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم له قبل مجيئة جليلة.
2. ومنها: أن العرف والعادة يتغيران مع تغير العصر والزمان، ويقل فهم الناس لما سُطِّر في قديم الزمان، مما لعله كتب بعبارة قديمة لا تفهم، أو بجملة مستغلقة تخفى على أبناء العصر، فكان افتقار أبناء العصر إلى من يكتب لهم بما يقرب من أفهامهم وبما يقرب من لسانهم الذي يتغير ويتبدل على مر الأعصر والأزمان، بخير أو بشر.
3. ومنها: أن بعض مستجدات العصر تفرض بعض التغيير على أسلوب التصنيف مثل أساليب التحقيق المعاصرة التي لم تكن معروفة بمنهجها الحالي عند الأقدمين، وهي خير عظيم رزقنا الله إياه يسر علينا كثيرا من البحث والمراجعة وكذلك يسر على المطالع مطالعة الكتاب، ويسر على الباحث أن يجد ضالته في الفهارس.
4. ومنها: أن الناس تحتاج إلى التجديد والتحديث بين كل وقت وحين ليكون أنشط لهم وسببا لدفعهم إلى الطلب والبحث والتنقير عن المسائل؛ فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.
5. ومنها: أن كل عصر جديد يعطي أبناءه إمكانيات لم تكن متاحة لمن سبق؛ فيكونون أقدر على الاستخراج والمقابلة والبحث، وذلك كما حدث في هذا العصر بعد أن أنعم الله علينا بنعمتي الكمبيوتر والإنترنت، فسهلت مشاكل البحث والاستخراج والمقابلة والتنقير، بعد أن كان المرء يقضي عمره في بحث شيء، ثم لعله لا يجده وهو موجود، فصار ذلك سببا في وجدان بعض ما لم يجده الأقدمون، واستدراك بعض ما قصر عنه الأولون، واحتاج أن يوضع له التصانيف.
6. ومنها: أن العلماء يحتاجون إلى التصنيف ليُبَلِّغوا ما آتاهم الله من علم إلى الناس، ولتَرْسَخَ قدَمُهم في العلوم؛ فإن العالم إذا درس العلوم الشرعية وتبحر فيها، فإنه يحتاج إلى التصنيف لكمال الرسوخ؛ ولينال درجة التحقيق والتدقيق، كما ذكر نحوه الإمام النووي رحمه الله.
7. ومنها: أن الزمان لا يخلو من طلاب العلم الذين يدرسون على أيدي العلماء، وهم يحتاجون إلى وضع ما يسمعون من علمائهم من العلم في صورة مكتوبة ليكون أرفق بهم وأيسر للمراجعة والدرس.
8. ومنها: أن الزمان لا يخلو من مبطلين وضلال ومشعوذين، ينطلي عملهم على بعض الناس، أو يخشى على بعضهم من شبهاتهم، فيلزم بيان وجه الضلال في كلامهم بالرد عليهم وبيان بطلان وجهتهم، ومن أقوى سبل الرد على المخالفين: التصنيف المكتوب.
9. ومنها: أن الأفكار والخواطر لا تنتهي إلا بانتهاء الأيام، ولا تنفد إلا في آخر الزمان، والله يفتح على بعض عباده بما لم يقدره للأولين من الحكم الجسام، والأفكار العظام، وذلك في كل علم وفن، فيحتاج من رزقه الله من ذلك شيئا إلى تقييده بقيد وكتابته بجلد لكي لا يضيع ويذهب، وكما قال الشاعر:
-
كم ترك الأول للآخر
-
10. ومنها: جميع مباحث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة؛ لأن العلوم الكونية فيها الكثير من الأسرار والأمور التي لم يسبر غورها ولم يكشف كننها بعد، فيأتي الباحثون العلميون بدراساتهم وبحوثهم المبنية على المخترعات والنظريات الحديثة كل يوم بالجديد فكانت الحاجة داعية إلى وضع التصانيف في بيان ذلك، وبيان وجه إعجاز القرآن في ذلك، تصديقا لقوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} ولاحظ أن السين في (سنريهم) استقبالية، وهي تدل كما قال بعضهم على تجدد ذلك إلى يوم القيامة، والله أعلم، ومباحث إعجاز القرآن كثيرة وإن كان على بعضها ملاحظات وتحفظات، إلا أن الكلام هنا عن الأسباب الداعية إلى التصنيف دائما، وليس على صواب ذلك من خطئه.
11. ومنها: أن التصنيف في نفسه مطلب مروم، ومتعة للمصنف، وكذلك فهو يخبر عن عقل صاحبه وعلمه؛ كما قال بعض الحكماء: اختيار المرء قطعة من عقله، وكل إنسان يحب أن يذكر بجميل الذكر فيمن بعده ويترك من الآثار ما يجمل ويستحسن، كما قال إبراهيم عليه السلام: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}، وكذلك فهو يخلد ذكر صاحبه على مدى الأزمان، ولولا ما سطر علماؤنا من جليل التصانيف ما سمعنا عن كثير منهم.
12. ومنها: أن ذلك يزيد في حسنات العبد بمقدار ما يجده الناس بعده في مصنفاته من خير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدال على الخير كفاعله، ولو لم يكن من حسنة للتصنيف غير ذلك لكفى لأنه يبقى بعد موت كاتبه بقدر ما يقدر له الله عز وجل، فكل من قرأ فيه أو استفاد منه أو عمل أو اهتدى بهدى، فإن ذلك يزيد في حسنات المصنف الأول، وانظر مثلا لمصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، كم كانت تحارب في عصرهم، واليوم هي من أجل التصانيف التي يستفيد منها العلماء وطلاب العلم.
هذا ما حضرني فكتبته من رأس القلم، ولعلك تجد بعد ذلك غير ذلك وربما ما هو أكثر منه
والله تعالى أعلى وأعلم، ومنه الهداية وبه التوفيق
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نياف]ــــــــ[21 - Jan-2007, مساء 07:38]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jan-2007, مساء 09:18]ـ
بارك الله لك في علمك، وزادك الله به رفعة في الدنيا والأخرة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:00]ـ
للفائدة والإرشاد من المشايخ والإخوة الكرام.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 03:34]ـ
جزاكم الله خيرا. . .
وما رأيكم بما حدثنا النبي (ص) من ظهور القلم آخر الزمان؟
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 07:34]ـ
نثرُ الدررِ من حبرِ قلمك ديدنٌ شهد لك به الأكثرونَ ..
فكم أكون سعيداً باكتحال العينِ بإثمدِ حرفِك الأسودِ مبناه الأبيضِ معناه ..
سيدي:
أذكرُ كلمةً قاله لي أحدهم قديماً: قَد يُفتح لك في كتابٍ ما لا يُفتح لغيرك، و قد تكون ذكرتَ كلمةً هي اللبُّ من جميع الكلمات و هي الخلاصةُ المُغنية عن جميع الكتبِ ..
و لكلِّ كاتبٍ ذوقُه في الكتابةِ، و الأذواقُ مُربحاتُ الأسواق، و الإبداع لا حدَّ له، و لكلِّ عقلٍ حظٌّ من الإبداع ...
لك شكري و تقديري، مررتُ فكتبتُ تقييداً للحضورِ ليس إلا ..
لك مودتي سيدي الكريم ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 07:31]ـ
نثرُ الدررِ من حبرِ قلمك ديدنٌ شهد لك به الأكثرونَ ..
فكم أكون سعيداً باكتحال العينِ بإثمدِ حرفِك الأسودِ مبناه الأبيضِ معناه ..
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل، هذا من حسن ظنكم بتلميذكم الضعيف.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 07:57]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل، هذا من حسن ظنكم بتلميذكم الضعيف.
سيدي أبا مالك ..
إليك من الله الإحسان، و تمام الامتنان، لستُ كما جاء في بالك، و إنما مقتبِسٌ من جميلِ خِصالك ..
ـ[أبو الديم المصري]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 10:50]ـ
بارك الله فيك ..
لكن يحلو لي أن أشير إلى فهمي الخاص لقضية التصانيف،
وهذا ما أفصحت عنه كتابتكم في بعض جوانبها،
في وجهة نظري تستمد التصانيف شرعية وجودها ومبرراتها من الحاجات التي تسدها،
ولذلك كان ينبغي ألا يختلف اثنان فيمن يصنف
لا لشيء إلا لتزداد إحصائية المطبوعات في عامه كتابا!!
وفيمن يصنف ليزيد من حيرة طلاب العلم: ماذا يأخذون وماذا يتركون؟!!
حينما يقابلون سيلا من العنوانات الصادرة التي تعيد وتزيد في المسائل نفسها
لا تقرب مادة تراثية ولا تدفع البحث إلى الأمام خطوة
ولا تبحث في مسائل مستحدثه نزلت بالأمة ولا .....
كل ما تستطيع أن تصنعه، كما أقول دائما،
هو أن تسير سيرة الساقية السخيفة التي ترفع الماء من موطنه لترده إليه!!
وبالطبع على من يقف بجوارها أن يتحمل رغما عنه صوتها المزعج الصداح ليل نهار!!
الذي أردت أن ألفت إليه هو أن يتأمل الإخوة الأفاضل كلمة: "حاجة الناس"
فلا يعْدُونها لغيرها
ولا يتركون مساءلة النفس ذلكم السؤال:
ما هي حاجة الناس في هذا التصنيف أو ذاك؟
فإن تركتم نصحي؛
فلا أملك إلى أن أردد مع زهير شكواه من زوجه حين قال:
ما أرانا نقول إلا معارا
أو معادا من لفظنا مكرورا!!!
ـــــــــــ
تقولون: في السبب الخامس: " ... فصار ذلك سببا في وجدان ... "
أريد أن أستفسر عن كلمة (وجدان) هنا
بارك الله فيكم.
دام الإخوة في حفظ الله.
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 06:18]ـ
دفعتني كلمة أخي أبو مالك العوضي لإصدار كتابي النصوص الشرعية المثبتة لفضل الأمة المتأخرة، حيث لم أر أحدا قد صنف في هذه القضية من قبل _ فيما أعلم _ والكل حين يصنف يتكلم يتكلم عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، والقول فيهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين من المؤلفين والمحققين لن يضيف جديدا بعد تعديل القرآن الكريم لهم، وثناء الله تعالى عليهم ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لهم، بل ووجوب محبتا لهم رضي الله عنهم، فاجتهدت في بحثي المشار إليه أن أن أثبت للمتأخرين من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عند الله، وأقصد بالمتأخرين أنا وأنت ومن سيولد؛ وذلك من أجل شحذ الهمم وبشارة الناس ليعملوا ولا يصابوا بالإحباط ويقولون لن نصل أبدا إلى ما وصل إليه الأوائل.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 07:33]ـ
ابو مالك جزاك الله كل خير وبارك فيك وكم اتمنى ان يقع في يدي كتاب من تصنيفكم ...
وهناك تنبيه ارغب في اضافته ان اذن لنا وهي ان الكثيرين يقولون ماذا نؤلف وهل بقي موضوع لم يطرق بابه؟ وانا اقول نعم أكتب وصنف حتى وان سبقك من سبقك فان المصنفات كثير ما يصعب على الناس العثور عليها وانت ان ألفت سهّلت على غيرك العثور على ما يحتاجون إليه وهذا سوف يفيدهم ويفيدك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 12:51]ـ
جزاكم الله خيرا. . .
وما رأيكم بما حدثنا النبي (ص) من ظهور القلم آخر الزمان؟
في انتظار الرد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 05:01]ـ
ونظمها بعضهم في قوله:
ألا فاعلمن أن التآليف سبعة .................. لكل لبيب في النصيحة خالص
فشرح لإغلاق وتصحيح مخطئ .............. وإبداع حبر مقدم غير ناكص
وترتيب منثور وجمع مفرق .................. وتقصير تطويل وتتميم ناقص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 11:34]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ونظمها بعضهم في بيت واحد فقط:
أبدع تمام بيان لاختصارك في .... جمع ورتب وأصلح يا أخي الخللا
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 06:17]ـ
قال ابن المقفع: " من ألّف فقد استهدف، فإن أحسن فقد استعطف، و إن أساء فقد استقذف ". (نقله السخاويّ في الفتح)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 03:05]ـ
تقولون: في السبب الخامس: " ... فصار ذلك سببا في وجدان ... "
أريد أن أستفسر عن كلمة (وجدان) هنا
بارك الله فيكم.
؟؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 06:23]ـ
تقولون: في السبب الخامس: " ... فصار ذلك سببا في وجدان ... "
أريد أن أستفسر عن كلمة (وجدان) هنا
بارك الله فيكم.
دام الإخوة في حفظ الله.
وفيكم بارك الله يا أخي الكريم
الوجدان كالوجود، قال الشاعر:
يا من يعز علينا أن نفارقهم ........... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 12:47]ـ
/// العلم فتوح وهبات ..
يفتح الله للأول مالايفتح للآخِر ..
ويفتح للآخِر مالايفتح للأول ..
/// هذا مع التسليم بفضل السلف على الخلف ..
وأن التحقيق والتدقيق إنما عرف من كلامهم.
والله أعلم.
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 08:22]ـ
بارك الله فيكم مشرفنا المتميز.
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[20 - Mar-2010, مساء 11:20]ـ
قال المقري في " أزهار الرياض " (1/ 642):
قال الإمام أبو عبد الله الأبي رحمه الله تعالى في شرح مسلم عند كلامه على قوله صلى الله عليه و سلم: " أو علم ينتفع به بعده ": ((كان شيخنا أبو عبد الله ابن عرفة يقول: إنما تدخل التواليف في ذلك إذا اشتملت على فائدة زائدة، وإلا فذلك تخسير للكاغد، ونعني بالفائدة: الزائدة على ما في الكتب السابقة عليه، وأما إذا لم يشتمل التأليف إلا على نقل ما في الكتب المتقدمة، فهو الذي قال فيه: أنه تخسير للكاغد، وهكذا كان يقول في مجالس التدريس، وأنه إذا لم يكن في مجلس التدريس التقاط زائدة من الشيخ، فلا فائدة في حضور مجلسه، بل الأولى لمن حصلت له معرفة بالإصلاح، والقدرة على فهم ما في الكتب، أن ينقطع لنفسه، ويلازم النظر؛ انتهى.
و نظم في ذلك أبياتا، وهي:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة ... بتقرير إيضاح لمشكل صورة
و عوز غريب انقل أو حل مقفل ... أو أشكال أبدته نتيجة فكرة
فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد ... و لا تتركن فالترك أقبح خلة)).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2010, صباحاً 10:16]ـ
ونظمها بعضهم في قوله:
ألا فاعلمن أن التآليف سبعة .................. لكل لبيب في النصيحة خالص
فشرح لإغلاق وتصحيح مخطئ .............. وإبداع حبر مقدم غير ناكص
وترتيب منثور وجمع مفرق .................. وتقصير تطويل وتتميم ناقص
ويضاف على هذه السبعة: (نقض الباطل) و (ترجمة المكتوب بلغة أخرى)(/)
إلى محبي طول العمر ..... كيف تعيش جميع الدهر؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jan-2007, صباحاً 05:33]ـ
إلى محبي طول العمر ..... كيف تعيش جميع الدهر؟
طول العمر أمنية كثير من الناس.
وهو أمنية الكافر والعاصي {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة}، ولكنها لن تنفعه {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم}.
ومع ذلك فطول العمر نعمة للمؤمن ((خيركم من طال عمره وحسن عمله)).
ولكن ذلك لا يكون إلا مع حفظ الحواس والجوارح، فقد جاء كراهية الرد إلى أرذل العمر.
والإنسان مهما طال عمره في هذه الحياة فهو محدود ((أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك)).
فإن أردت أن تزيد في عمرك فأمامك سبيلان:
الأول: أن تحصل أعمار الماضين إلى عمرك، بالاطلاع على آثارهم واقتفاء حكمتهم؛ لتضم عقولهم إلى عقلك؛
ومن وعى التاريخ في صدره ............. أضاف أعمارا إلى عمره
الثاني: أن تُحسِن في حياتك، فتُبْقِي جميل الأثر وحسن الذكر فيمن يأتي بعدك؛ كما قال إبراهيم عليه السلام: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}، وامتن الله على بعض أنبيائه بقوله: {وجعلنا لهم لسان صدق عليا}.
وهذا المعنى افتَضَّهُ ناصح الدين الأرجاني حيث قال:
إذا ما درَى الإنسانُ أخبارَ مَنْ مضَى ............. فتَحسَبُه قد عاشَ في أوَّلِ الدَّهرِ
وتَحسَبُه قد عاش آخِرَ دَهْرِه ............. إلى الحشْرِ إن أبقَى الجميلَ من الذِّكرِ
فقد عاش كُلَّ الدَّهرِ مَن عاش بَعضَهُ ............. كريمًا حليمًا فاغتَنِمْ أَطْولَ العُمرِ
فإذا حققت هذين الأمرين فقد عشت الأبد، وعُمِّرْتَ الدهر كله!
أخوكم ومحبكم/
أبو مالك العوضي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jan-2007, صباحاً 05:34]ـ
[من فوائد الشيخ عصام البشير]
في خطبة القاموس عن أهل اللغة:
... وأرادوا أن يعيشوا بعمر ثان بعد مشارفة الحِمام
وفي شرحه للشيخ مرتضى:
إشارة إلى أن من دام ذِكْرُه لم ينتقص عمرُه أنشد أَبو الحجاج القضاعي لابن السيد:
أخو العِلْمِ حَيٌّ خالدٌ بعدَ مَوتهِ ... وأوصالهُ تحتَ التُّرابِ رَميمُ
وذو الجَهْل مَيْتٌ وهو يمشي على الثَّرى ... يُعدُّ من الأحياءِ وهو عَديمُ
وأنشد شيخنا لأبي نصرٍ الميكاليّ وهو في اليتيمة:
وإذا الكريمُ مَضى وولَّى عُمْرهُ ... كفَلَ الثَّناءُ له بِعُمْرٍ ثانِ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jan-2007, صباحاً 05:35]ـ
قال ابن الأثير الجزري في < الكامل > في سياقة حديثه عن فوائد التأريخ:
(( ... فأما فوائدها الدنيوية: فمنها أن الإنسان لا يخفى أنه يحب البقاء، ويؤثر أن يكون في زمرة الأحياء: فيا ليت شعري أي فرق بين ما رآه أمس أو سمعه، وبين ما قرأه في الكتب المتضمنة أخبار الماضين وحوادث المتقدمين؟ فإذا طالعها فكأنه عاصرهم وإذا علمها فكأنه حاضرهم)).
وقد أشار إلى هذا المعنى أيضا أمير شعراء العصر الحديث (أحمد شوقي) فقال:
رُبَّ مَن سافَرَ في أَسفارِهِ ................. بِلَيالي الدَهرِ وَالأَيّامِ آبا
وَاِطلُبِ الخُلدَ وَرُمهُ مَنزِلاً ................. تَجِدِ الخُلدَ مِنَ التاريخِ بابا
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[22 - Jan-2007, صباحاً 06:20]ـ
اللهم أحيينا مادامت الحياة خير لنا وأمتنا ما دامت المنية راحة لنا من كل شر، واقبضنا إليك مسلمين غير مفتونين.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Jan-2007, مساء 12:43]ـ
أسأل الله أن يبارك لنا في العمل،والعمر، وأن يحسن لنا جميعا العاقبة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Jan-2007, مساء 06:26]ـ
شكر الله لك ياأبامالك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Jan-2007, مساء 08:15]ـ
اللهم أحيينا مادامت الحياة خير لنا وأمتنا ما دامت المنية راحة لنا من كل شر، واقبضنا إليك مسلمين غير مفتونين.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
اللهم امين
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 06:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومع ذلك فطول العمر نعمة للمؤمن ((خيركم من طال عمره وحسن عمله)).
بارك الله فيك أخي الكريم أبو مالك العوضي
على هذا الموضوع القيم
جزاك الله كل خير
ـ[الهلالي]ــــــــ[24 - Aug-2009, صباحاً 01:16]ـ
مَن سرَّه ألاّ يموتَ فبالعُلا ... خلُدَ الرِّجالُ وبالفعالِ النابِهِ
ما ماتَ مَن حازَ الثّرى آثارَهُ ... واستولتِ الدّنيا على آدابِهِ
أمير الشّعراء شوقي
ـ[الحافظة]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 08:33]ـ
موضوع قيم
... بارك الله فيكم وزادكم من فضله ...
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: (أنه من أعطي من الرفق فقد أعطي حظه من الدنيا والأخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)
اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله وتوفنا وأنت راض عنا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 11:13]ـ
للفائدة:
أهمية معرفة التاريخ لطالب العلم
http://www.alukah.net/Social/0/22133/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عاصم البركاتي المصري]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 02:17]ـ
ما شاء الله
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 06:35]ـ
الأخ الفاضل المفيد (مفيد اهل السنّة!!) أبا مالك العوضي ... بورك فيك ..
بعثت برسالتك هذه عبر مجموعتي البريدية المتواضعة ....
لا حرمَنا الله جميعا الأجر(/)
فوائد وحكم من أقوال بعض السلف
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jan-2007, صباحاً 07:07]ـ
فوائد وحكم من أقوال بعض السلف
ـ[عبدالعزيز التميمي]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 04:15]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[02 - Aug-2009, صباحاً 12:39]ـ
جزاك الله خيرًا، من أجمل ما قرأتُه منها:
قال طلق بن حبيب: (إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله) انظر: بدائع الفوائد 2/ 96.
قال يحي بن أكثم التميمي المروزي: (النمام شر من الساحر ويعمل النمام في ساعة ما لا يعمله الساحر في شهر ويقال عمل النمام أضر من عمل الشيطان لأن عمل الشيطان بالخيال والوسوسة وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة)
انظر: تنبيه الغافلين ص 171 - 172.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 12:18]ـ
عن الربيع بن سليمان بن جبير قال: " طول الحزن في الدنيا تلقيح العمل الصالح "
قال أبو معاوية الأسود: " إن لكل شيء نتاجاً ونتاج العمل الصالح الحزن المحزون بأمر الله في علو من أمر الله "
ـ[الدرة المكنونه]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 01:30]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 04:11]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
فتح العلي الغفار بأن القبض من سنة النبي المختار
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jan-2007, صباحاً 07:08]ـ
فتح العلي الغفار بأن القبض من سنة النبي المختار
ـ[أبو أنس النحوي]ــــــــ[28 - Jan-2007, صباحاً 11:03]ـ
الأخ أبو عبد الله محمد مصطفى
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
أخي الحبيب الملف الذي أرفقته لا يحمل بصورة صحيحة، أرجو التأكد من الإرفاق الصحيح، أو إعادة إرفاقه، كما أرجو من الإخوة المشرفين محاولة علاج هذه المشكلة.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 - Jan-2007, صباحاً 05:37]ـ
الأخ أبو أنس الملف المرفق ليس فيه أي مشكلة يفتح لك عند ما تنقر عليه ولعلك تحاول مرة أخرى سيفتح لك إن شاء الله لأنه فتح لي الآن مباشرة
ـ[فيصل أبو ذر]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 02:51]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 07:19]ـ
طبع الكتاب في دار ابن حزم وسيكون عن قريب إن شاء الله في مكتبة العلوم والحكم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 10:21]ـ
للرفع(/)
القول المسدد في حكم لبث الحائض والجنب في المسجد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jan-2007, صباحاً 07:23]ـ
القول المسدد في حكم لبث الحائض والجنب في المسجد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - Jan-2007, مساء 03:32]ـ
بارك الله فيكم ونفع بما كتبتم
هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=486910#post48 6910
نقاش وفوائد في الموضوع، وفيه أشياء لم تذكر في بحثكم.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 - Jan-2007, مساء 01:46]ـ
[
السؤال
UOTE= عبد الرحمن السديس;2201] بارك الله فيكم ونفع بما كتبتم
هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=486910#post48 6910
نقاش وفوائد في الموضوع، وفيه أشياء لم تذكر في بحثكم. [/
السؤال
UOTE
القول بأن الجنب إن توضأ ارتفع الحدث عن هذه الأعضاء بخلاف الحائض فحدثها ملازم إلا في حالة ما إذا طهرت من حيضها ولم تغتسل فنعم هي مثله)
قلت الفرق بينهما ليس واضحاً لأن كلاً منهما متلبس بجنابة والجنابة تخفف بالوضوء كما في حديث نوم الجنب وغيره وإنما العبرة أنها إذا هي أمنت تلويث المسجد وتوضأت يتجه القول بجواز دخولها المسجد واللبث فيه كما هو الحال للجنب، وهو قول بعض الحنابلة وغيرهم كما سبق قالوا:إن الحائض مثل الجنب إذا توضأت جاز لها اللبث المغني 1/ 96 - 98، والإنصاف 1/ 347، ونيل الأوطار 1/ 288. قال النووي: قوله ? إن حيضتك ليست في يدك معناه: أن النجاسة التي يصان المسجد عنها هي الدم فقط "
شرح النووي على صحيح مسلم 3/ 210.
وقال النووي أيضاً:وأحسن ما يوجه به هذا المذهب أن الأصل عدم التحريم وليس لمن حرم دليل صحيح صريح " المجموع للنووي 2/ 181، وهذه بعض الآثار موجودة في النص المرفق وأعيد ذكرها هنا للفائدة فعن جابر ? قال: كنا نمشي في المسجد جنباً لا نرى به بأساً
أخرجه الدارمي رقم (1174) 1/ 281، وذكره النووي في المجموع 2/ 184 وضعفه، وذكره ابن قدامة في المغني 1/ 96 - 98، والمرداوي في الإنصاف 1/ 347، والشوكاني في نيل الأوطار 1/ 288.
وعن زيد بن أسلم قال: " كان أصحاب رسول الله ? يمشون في المسجد وهم جنب، وهذا إشارة إلى جميعهم فيكون إجماعاً ": المغني 1/ 96 - 98، والإنصاف 1/ 347، ونيل الأوطار 1/ 288.
وعن عطاء بن يسار قال: رأيت رجالاً من أصحاب رسول الله ? يجلسون في المسجد وهم مجنبون إذا توضؤا وضوء الصلاة " أخرجه سعيد بن منصور في سننه رقم (646) 2 4/ 1278 وقال: سنده حسن لذاته، وأخرجه عنه ابن كثير في تفسيره 1/ 503 وقال: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
قال الألباني: والقول عندنا في هذه المسألة من الناحية الفقهية كالقول في مس القرآن من الجنب للبراءة الأصلية وعدم وجود ما ينهض على التحريم "
تمام المنة ص 119.
.
.
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 11:53]ـ
وعن عطاء بن يسار قال: رأيت رجالاً من أصحاب رسول الله ? يجلسون في المسجد وهم مجنبون إذا توضؤا وضوء الصلاة " أخرجه سعيد بن منصور في سننه رقم (646) 2 4/ 1278 وقال: سنده حسن لذاته، وأخرجه عنه ابن كثير في تفسيره 1/ 503 وقال: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
أكثر الفقهاء على عدم جواز جلوس الجنب في المسجد -وإن توضأ- حتى يغتسل؛ لقول الله تعالى: ((حتى تغتسلوا))
أما أثر عطاء ففي سنده الدراوردي: يخطئ أحياناً.
أو يُحمَل الأثر على حال الضرورة.(/)
معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jan-2007, صباحاً 07:29]ـ
معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة
ـ[أبو أنس النحوي]ــــــــ[28 - Jan-2007, صباحاً 10:58]ـ
الأخ أبو عبد الله محمد مصطفى
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
أخي الحبيب الملف الذي أرفقته لا يحمل بصورة صحيحة، أرجو التأكد من الإرفاق الصحيح، أو إعادة إرفاقه، كما أرجو من الإخوة المشرفين محاولة علاج هذه المشكلة.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 - Jan-2007, صباحاً 05:48]ـ
الأخ أبو أنس الملف المرفق ليس فيه أي مشكلة يفتح لك عند ما تنقر عليه ولعلك تحاول مرة أخرى سيفتح لك إن شاء الله لأنه فتح لي الآن مباشرة
ـ[أبو أنس النحوي]ــــــــ[29 - Jan-2007, مساء 12:18]ـ
يفتح فعلا مباشرة لكنه يحمل ملفا من نوع php والمرفق ملف مضغوط من نوع rar!! وهكذا بقية ملفاتك وأبحاثك التي لا تفتح!
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 - Jan-2007, مساء 05:53]ـ
المهم ما دام يفتح ويمكن الأطلاع عليه ويقرأ، هذا المهم، ويمكنك تنزيله مع حواشيه بدون إرفاق
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - Jan-2007, مساء 06:22]ـ
الأخ أبا أنس ..
إذا نزل الملف المرفق عندك؛ ستجد عنوانه بهذا الشكل: ( attachment.php ) ، فاستبدل آخر ثلاثة أحرف ( php ) بـ ( rar ) ، وسيتحول الملف إلى ملف مضغوط وتتمكن من فتحه.
وكأن هذه المشكلة من إدارة المرفقات بالمجلس، فليُنظر.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 12:23]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[25 - Aug-2007, مساء 05:46]ـ
المرفق لا يمكن تحميله أرجوا ممن حمله رفعه مرة أخرى
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[26 - Aug-2007, صباحاً 11:48]ـ
معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة للحافظ ابن حجر العسقلاني(/)
القول الفصل الأغر في وضع الجريدة على القبر
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jan-2007, صباحاً 07:41]ـ
القول الفصل الأغر في وضع الجريدة على القبر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - Jan-2007, مساء 03:28]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ليتكم تضعون البحث هنا مباشرة ـ ولو بدون حواشي ـ ويضاف المرفق، ليسهل الاطلاع عليه والتعليق أو السؤال أو ...
قلتم وفقكم الله:
نصوص أصحاب القول الثاني:
قال ابن مفلح والبهوتي بعد ما ذكرا سنية وضع الجريد الرطب على القبر: وقد أنكره جماعة من العلماء ()
قال الشيخ العلامة بن باز يرحمه الله: الصواب في هذه المسألة ما قاله الخطابي من استنكار الجريد ونحوه على القبور لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله إلا في قبور مخصوصة اطلع على تعذيب أهلها ولو كان مشروعاً نفعله في كل القبور، وكبار الصحابة -كالخلفاء - لم يفعلوه وهم أعلم بالسنة من بريدة رضي الله عن الجميع فتنبه ().
قلت: لم أقف على اسم من أنكر ذلك من العلماء إلا الخطابي والطرطوشي والشيخ عبد العزيز بن باز يرحمهم الله جميعاً حيث قالوا: إن ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم. اهـ
أقول:
وممن قال بالمنع ورد على من جوزه:
1 - الشيخ المحدث أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الترمذي.
2 - الشيخ المحدث الألباني في عدد من كتبه منها:
إرواء الغليل 1/ 313
وأحكام الجنائز ص200، ونقل كلام الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي.
3 - الشيخ السيد سابق في كتابه فقه السنة.
4و5و6و7 - اللجنة الدائمة في السعودية: ووقع على الفتيا المشايخ:عبد العزيز بن عبد الله بن باز وعبد الرزاق عفيفي وعبد الله بن غديان وعبد الله بن منيع.
8 - الشيخ الفقيه محمد العثيمين وعده من البدع كما في فتاواه.
9 - وهو الظاهر من تصرف صاحب عون المعبود حين نقل قول الخطابي وزاد ما يؤيده.
هذا ما وقفت عليه في عجالة ممن قال بالمنع ولعل هناك غيرهم لمن تقصى وبحث زيادة.
ولهؤلاء العلماء كلام محرر نفيس في بيان وجه ما ذهبوا إليه وغلط مخالفهم. والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 - Jan-2007, صباحاً 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قولك: ولهؤلاء العلماء كلام محرر نفيس في بيان وجه ما ذهبوا إليه وغلط مخالفهم " ليتك تذكر لنا هذا الكلام بنصه، وكذلك نصوص العلماء المعاصرين الذين ذكرتهم من أحمد شاكر إلى آخر من ذكرت وذلك تكميلاً للفائدة، مع أن المسألة لا تحتاج إلى كلام من المعاصرين لأنه شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون والأئمة الأربعة وعامة العلماء إلا ما روي عن الخطابي والطرطوشي ويكفي في ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب الوقوف عنده والتسليم به وكما قال ابن شهاب الزهري رحمه الله: من الله الرسالة وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم " رواه البخاري رقم (7529) والمسألة بحثت من جميع أطرافها حسب ظني ونقلت فيها أقوال جمع من العلماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين وبما أنك طلبت وضع المسألة هنا ولو بدون حواشي ليسهل الأطلاع عليها وها هي المسألة كاملة:
القول الفصل الأغر** في حكم وضع الجريد على القبر
تأليف أبي عبد الله محمد بن
محمد المصطفى الأنصاري
المدينة النبوية،
مكتبة المسجد النبوي
قسم البحث والترجمة
1424 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ? القائل إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث:صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له (). والقائل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد فهذا تلخيص لأقوال بعض أهل العلم في مسألة وضع الجريدة الرطبة على القبر أو نحوها هل ذلك خاص بالنبي ? أم أنه حكم عام للمسلمين، وسأذكر مذاهب العلماء ونصوصهم وأدلتهم وأقارن بينها، وأرجح ما هو الراجح عندي في هذه المسألة بالدليل إن شاء الله تعالى، أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في دينه، وأن يهدينا لما اختلف فيه الحق إلى صراط مستقيم إنه على كل شيء قدير، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به من قرأه إنه ولي ذلك والقادر عليه إنه على كل شيء قدير.
حكم وضع الجريدة الرطبة أو نحوها على القبر
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول:
أن وضع الجريدة الرطبة أو نحوها على القبر جائز ومسنون،
وهو مذهب أبي حنيفة ()، ومالك ()، والشافعي ()، وأحمد ().
نصوص بعض علماء المذاهب الأربعة
مرتبة على حسب تاريخ وفيات الأئمة الأربعة وترتيبهم السابق.
الحنفية:
قال ابن عابدين وغيره: مطلب في وضع الجريد ونحو الآس على القبور:
تتمة يكره أيضا قطع النبات الرطب والحشيش من المقبرة دون اليابس كما في البحر و الدرر و شرح المنية وعلله في الإمداد بأنه ما دام رطباً يسبح الله تعالى فيؤنس الميت وتنزل بذكره الرحمة. ونحوه في الخانية أقول ودليله ما ورد في الحديث من وضعه عليه الصلاة والسلام الجريدة الخضراء بعد شقها نصفين على القبرين اللذين يعذبان، وتعليله بالتخفيف عنهما ما لم يبيسا أي يخفف عنهما ببركة تسبيحهما إذ هو أكمل من تسبيح اليابس لما في الأخضر من نوع حياة وعليه فكراهة قطع ذلك وإن نبت بنفسه ولم يملك لأن فيه تفويت حق الميت، ويؤخذ من ذلك ومن الحديث ندب وضع ذلك للاتباع ويقاس عليه ما اعتيد من وضع أغصان الآس ونحوه ().
المالكية:
قال القرطبي: قوله عليه الصلاة والسلام: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا: إشارة إلى أنهما ما داما رطبين يسبحان فإذا يبسا صارا جماداًً والله أعلم، قال: وفي مسند أبي داوود الطيالسي فوضع على أحدهما نصفاً وعلى الآخر نصفاً وقال لعله أن يهون عليهما العذاب ما دام فيهما من بلولتهما شيء قال علماؤنا: ويستفاد من هذا جواز غرس الأشجار على القبور، والحمد لله على ذلك ().
الشافعية:
قال الشربيني وغيره من علماء الشافعية: ويسن وضع الجريد الأخضر على القبر وكذا الريحان ونحوه من الشيء الرطب ولا يجوز للغير أخذه من على القبر قبل يبسه لأن صاحبه لم يعرض عنه إلا عند يبسه لزوال نفعه الذي كان فيه وقت رطوبته وهو الاستغفار، ولأنه يخفف عنه ببركة تسبيحها، وقيس بها ما اعتيد من طرح نحو الريحان الرطب، ويحرم أخذ شيء منهما ما لم ييبسا، وينبغي إبدال ما ذكر من الجريدة الخضراء ومن الرياحين كلما يبس لتحصل له بركة مزيد تسبيحه وذكره كما في الحديث، ويحرم أخذ شيء منهما أي من الجريدة الخضراء ومن نحو الريحان الرطب، وظاهره أنه يحرم ذلك مطلقا أي على مالكه وغيره، وفي النهاية ويمنع مالكه أخذ من على القبر قبل يبسه، وفصل ابن قاسم بين أن يكون قليلاً كخوصة أو خوصتين فلا يجوز لمالكه أخذه لتعلق حق الميت به وأن يكون كثيراً فيجوز ().
الحنابلة:
قال ابن مفلح في كتابه الفروع والبهوتي في كتابه كشاف القناع:
وسن فعل لزائره ما يخفف عنه ولو بجعل جريدة رطبة في القبر للخبر، وفي معناه غرس غيرها ().
القول الثاني:
أن ذلك خاص ببركة يد النبي ?.
وهو قول الخطابي، والطرطوشي من المالكية: ().
وبه قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله ().
نصوص أصحاب القول الثاني:
قال ابن مفلح والبهوتي بعد ما ذكرا سنية وضع الجريد الرطب على القبر: وقد أنكره جماعة من العلماء ()
قال الشيخ العلامة بن باز يرحمه الله: الصواب في هذه المسألة ما قاله الخطابي من استنكار الجريد ونحوه على القبور لأن الرسول ? لم يفعله إلا في قبور مخصوصة اطلع على تعذيب أهلها ولو كان مشروعاً نفعله في كل القبور، وكبار الصحابة -كالخلفاء - لم يفعلوه وهم أعلم بالسنة من بريدة رضي الله عن الجميع فتنبه ().
قلت: لم أقف على اسم من أنكر ذلك من العلماء إلا الخطابي والطرطوشي والشيخ عبد العزيز بن باز يرحمهم الله جميعاً حيث قالوا: إن ذلك خاص بالنبي ? كما تقدم.
استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الأول: عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: مرَّ النبي? بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي? يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسر كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا أو: إلى أن ييبسا ().
وفي رواية من حديث جابر بن عبد الله الطويل .. في قصة أخرى مشابهة وفيها فقمت فأخذت حجراً فكسرته وحسرته فانذلق لي فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصناً ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله ? أرسلت غصناً عن يميني وغصناً عن يسارى ثم لحقته فقلت:قد فعلت
يا رسول الله فعم ذاك قال: إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين ().
الدليل الثاني:
أوصى بريدة بن الحصيب الأسلمي ? أن يجعل على قبره جريدتان،
ومات بأدنى خراسان ().
الدليل الثالث:
عن حماد بن سلمة عن عاصم الأحول أن أبا العالية أوصى إلى مورق العجلي وأمره أن يضع في قبره جريدتين ().
وجه الدلالة:
دلت هذه النصوص على أن الجريدة الرطبة وما في معناها من رطب من أي شجر تسبح وتستغفر للميت ما لم تيبس، قال ابن كثير: قال بعض من تكلم على هذا الحديث من العلماء: إنما قال ما لم ييبسا أنهما يسبحان ما دام فيهما خضرة فإذا يبسا انقطع تسبيحهما والله أعلم ().
قال ابن دقيق العيد: الخامس: قيل في أمر الجريدة التي شقها اثنتين فوضعها على القبرين وقوله ? لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا: إن النبات يسبح ما دام رطباً فإذا حصل التسبيح بحضرة الميت حصلت له بركته فلهذا اختص بحالة الرطوبة ().
قال الشوكاني: روي عن عكرمة والحسن البصري أنهما خصا تسبيح النباتات بوقت نموها لا بعد قطعها وقد استدل لذلك بحديث أن النبي ? مر على قبرين وفيه ثم دعا بعسيب رطب فشقه اثنين وقال إنه يخفف عنهما ما لم ييبسا ()، ولذلك قال الفقهاء: يستحب وضع الجريدة الرطبة وما في معناها من أي نبات رطب على القبر لفعل النبي ? ذلك ().
استدل أصحاب القول الثاني: بما يأتي
الدليل الأول:
أن جعل الرياحين على القبر تخليق له وذلك منهي عنه ().
الدليل الثاني:
أن ذلك خاص ببركة يد النبي ? ().
الدليل الثالث:
لأن الرسول ?: لم يفعله إلا في قبور مخصوصة اطلع على تعذيب أهلها ولو كان مشروعاً نفعله في كل القبور، وكبار الصحابة -كالخلفاء لم يفعلوه وهم أعلم بالسنة من بريدة رضي الله عن الجميع فتنبه ().
المناقشة والترجيح:
بعد النظر في أدلة أصحاب القولين تبيَّن لي ما يأتي:
الأول: أن ما استدل به أصحاب القول الأول صحيح صريح وهو نص في محل النزاع.
الثاني: أن ما استدل به أصحاب القول الثاني فيه نظر لما يأتي:
الأول: قولهم بأنه بدعة غير صحيح، كيف يكون بدعة وقد فعله النبي ? بوضعه الجريدة الرطبة على القبر كما في الصحيحين وغيرهما؟؟
الثاني: ادعاء الخصوصية يحتاج إلى دليل، ولم أقف على دليل هنا يدل على الخصوصية، لأن: الأصل عدم الخصوصية، وكونه ? أطلعه الله على تعذيب هذين القبرين لا يدل على الخصوصية، لأن سائر القبور إما منعمة أو معذبة، فإن كانت منعمة ليس ذلك بمانع من الدعاء أو الاستغفار لها، وإن كانت معذبة فلعله يخفف عنها بوضع ذلك الجماد الرطب ما لم ييبس، كما قال رسول الله ?، قال الحافظ ابن حجر: لا يلزم من كوننا لا نعلم أيعذب أم لا أن لا نتسبب له في أمر يخفف عنه العذاب أن لو عذب، كما لا يمنع كوننا لا ندري أرحم أم لا أن لا ندعو له بالرحمة، وليس في السياق ما يقطع على أنه باشر الوضع بيده الكريمة بل يحتمل أن يكون أمر به وقد تأسى بريدة بن الحصيب الصحابي ? بذلك فأوصى أن يوضع على قبره جريدتان ().
الثالث: قولهم بأنه لم ينقل عن أحد من الصحابة غير بريدة ? لا عن الخلفاء الراشدين ولا عن غيرهم من كبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. الجواب عنه: كما أنه لم ينقل عنهم فكذلك لم ينقل عنهم النهي عنه،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا الاعتراض عليه، ويكفي بأنه فعله رسول الله ?، وأوصى به بريدة بن الحصيب ? وأبو العالية من غير نكير من الصحابة والتابعين، ولم ينقل إلينا أن أحداً من الصحابة والتابعين خالفهما في ذلك ولا اعترض عليهما لا من كبار هم ولا من صغارهم، وقد يكون ذلك إجماعاً سكوتياً منهم على السنية أو الجواز، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وعلى افتراض أنه لم ينقل عن أحد من الصحابة، لا يجوز لنا العدول عن فعل رسول الله ? أو قوله ? إلى قول أحد كائناً من كان لا من الصحابة ولا من غيرهم إذ الحجة فيما قاله رسول الله ?، أو فعله، أو أقر عليه ? فنتعبد الله بما صح ووصل إلينا لا بما هو مسكوت عنه كما هو الحال هنا في هذه المسألة في فعل الصحابة غير بريدة رضي الله عنهم أجمعين. وقد بوب البخاري في صحيحه باب الجريد على القبر، وهذا يدل على أنه يراه لأن المعروف أن فقه البخاري في تراجمه.
قال الحافظ ابن حجر: وأما ما رواه مسلم في حديث جابر الطويل المذكور في أواخر الكتاب أنه الذي قطع الغصنين فهو في قصة أخرى غير هذه فالمغايرة بينهما من أوجه منها أن هذه كانت في المدينة وكان معه ? جماعة وقصة جابر كانت في السفر وكان خرج لحاجته فتبعه جابر وحده ومنها أن في هذه القصة أنه ? غرس الجريدة بعد أن شقها نصفين كما في الباب الذي بعد هذا من رواية الأعمش وفي حديث جابر أنه ? أمر جابراً بقطع غصنين من شجرتين كان النبي ? استتر بهما عند قضاء حاجته ثم أمر جابراً فألقى الغصنين عن يمينه وعن يساره حيث كان النبي ? جالساً وأن جابراً سأله عن ذلك فقال إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفع عنهما ما دام الغصنان رطبين ولم يذكر في قصة جابر أيضاً السبب الذي كانا يعذبان به ولا الترجى الآتي في قوله لعله فبان تغاير حديث بن عباس وحديث جابر وانهما كانا في قصتين مختلفتين ولا يبعد تعدد ذلك وقد روى بن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة أنه ? مر بقبر فوقف عليه فقال ائتوني بجريدتين فجعل إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه فيحتمل أن تكون هذه قصة ثالثة ويؤيده أن في حديث أبي رافع كما تقدم فسمع شيئاً في قبر وفيه فكسرها باثنين ترك نصفها عند رأسه ونصفها عند رجليه وفي قصة الواحد جعل نصفها عند رأسه ونصفها عند رجليه وفي قصة الإثنين جعل على كل قبر جريدة أنها كسرتين بكسر الكاف والكسرة القطعة من الشيء المكسور وقد تبين من رواية الأعمش أنها كانت نصفاً وفي رواية جرير عنه باثنتين قال النووي الباء زائدة للتوكيد والنصب على الحال قوله فوضع وفي رواية الأعمش الآتية فغرز وهي أخص من الأولى قوله فوضع على كل قبر منهما كسرة ().
قال العيني: في متن هذا الحديث ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين يعني أتي بها فكسرها، وفي حديث جابر رضي الله تعالى عنه رواه مسلم
أنه الذي قطع الغصنين فهل هذه قضية واحدة أم قضيتان؟ الجواب أنهما قضيتان والمغايرة بينهما من أوجه الأول أن هذه كانت في المدينة وكان مع النبي ? جماعة وقضية جابر كانت في السفر وكان خرج لحاجته فتبعه جابر وحده الثاني: أن في هذه القضية أنه عليه الصلاة والسلام غرس الجريدة بعد أن شقها نصفين كما في رواية الأعمش الآتية في الباب الذي بعده وفي حديث جابر أمر عليه الصلاة والسلام جابراً فقطع غصنين من شجرتين كان النبي ? استتر بهما عند قضاء حاجته ثم أمر جابراً فألقى غصنين عن يمينه وعن يساره حيث كان النبي ? جالساً وأن جابراً سأله عن ذلك فقال إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفع عنهما ما دام الغصنان رطبين الثالث لم يذكر في قصة جابر ما كان السبب في عذابهما الرابع لم يذكر فيه كلمة الترحبي فدل ذلك كله على أنهما قضيتان مختلفتان، بل روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة أنه ? مر بقبر فوقف عليه فقال ائتوني بجريدتين فجعل إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه فهذا بظاهره يدل على أن هذه قضية ثالثة فسقط بهذا كلام من ادعى أن القضية واحدة كما مال إليه النووي والقرطبي ().
وقد فرق الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدرر السنية في الأجوبة النجدية: بين الجريدة الرطبة والرياحين، فقال في الرياحين أنه بدعة منهي عنه بخلاف الجريدة الرطبة أنها من السنة وذكر الحديث ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاشك أن العبرة بالعمل الصالح وهو الذي ينفع الميت في قبره، كما قال رسول الله ? إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث:صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ().
وكما قال عبد الله بن عمر ? حين رأى على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ? فسطاطاً فقال: أنزعه يا غلام فإنما يظله عمله (). ولكن ما يمنع كونه انقطع عمله أو أنه يظله عمله أن ذلك لا يمنع انتفاعه لأن منطوق الحديث انقطع عمله، ولم يقل انقطع انتفاعه، لأن انتفاع الميت باق، ينتفع بعمل الحي من صدقة ودعاء وقضاء دين عنه بإجماع الأمة، وقد أخبرنا رسول الله ? أن وضع تلك الجريدة الرطبة على القبر تخفف عنه العذاب ما لم تيبس، وفي ذلك منفعة له لأن: تخفيف العذاب من أعظم المنفعة، وقياس كل نبات رطب سواء الريحان أو غيره على الجريدة الرطبة التي وضعها رسول الله ? على القبرين وقال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا، قياس صحيح وسليم وليس هنالك ما يعارضه إلا أن يكون هناك مانع شرعي أو مفسدة تترتب على ذلك، أو كان ذلك ذريعة لأي مخالفة شرعية، وحينئذ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
قال الحافظ ابن حجر: وقال الكرماني: شبه لعل بعسى فأتى بأن في خبره قوله يخفف بالضم وفتح الفاء أي العذاب عن المقبورين قوله ما لم تيبسا كذا في أكثر الروايات بالمثناة الفوقانية أي الكسرتان وللكشميهني إلا أن تيبسا بحرف الاستثناء وللمستملى إلى أن ييبسا بإلى التي للغاية والياء التحتانية أي العودان قال المازري: يحتمل أن يكون أوحي إليه أن العذاب يخفف عنهما هذه المدة. وعلى هذا فلعل هنا للتعليل قال: ولا يظهر له وجه غير هذا وتعقبه القرطبي بأنه لو حصل الوحي لما أتى بحرف الترجي كذا قال ولا يرد عليه ذلك إذا حملناها على التعليل، قال القرطبي: وقيل إنه شفع لهما هذه المدة كما صرح به في حديث جابر لأن الظاهر: أن القصة واحدة وكذا رجح النووي كون القصة واحدة وفيه نظر لما أوضحناه من المغايرة بينهما وقال الخطابي: هو محمول على أنه دعا لهما بالتخفيف مدة بقاء النداوة لا أن في الجريدة معنى يخصه ولا أن في الرطب معنى ليس في اليابس، قال وقد قيل إن المعنى فيه أنه يسبح ما دام رطباًًًًًًًًًً فيحصل التخفيف ببركة التسبيح وعلى هذا فيطرد في كل ما فيه رطوبة من الأشجار وغيرها، وقال الطيبي: الحكمة في كونهما ما دامتا رطبتين تمنعان العذاب يحتمل أن تكون غير معلومة لنا كعدد الزبانية وقد استنكر الخطابي ومن تبعه: وضع الناس الجريدة ونحوه في القبر عملا ًبهذا الحديث، وقال الطرطوشي: بأن ذلك خاص ببركة يده ?،
وقال القاضي عياض: لأنه علل غرزهما على القبر بأمر مغيب وهو قوله ليعذبان ().
التعقيب: قال الحافظ ابن حجر: لا يلزم من كوننا لا نعلم أيعذب أم لا أن لا نتسبب له في أمر يخفف عنه العذاب أن لو عذب كما لا يمنع كوننا لا ندري أرحم أم لا أن لا ندعو له بالرحمة وليس في السياق ما يقطع على أنه باشر الوضع بيده الكريمة بل يحتمل أن يكون أمر به وقد تأسى بريدة بن الحصيب الصحابي بذلك فأوصى أن يوضع على قبره جريدتان وهو أولى أن يتبع من غيره، وكذلك أبو العالية من التابعين ().
قلت: وأما وقت وضع الجريد على القبر هل هو وقت الدفن أو وقت الزيارة؟
الجواب: لا شك أن الذي يدل عليه الحديث وكلام فقهاء المذاهب السابق أنه وقت الزيارة لا وقت الدفن: لأن النبي ? مر على قبرين وقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير .. الحديث ().
قال ابن مفلح، والبهوتي: وسن فعل لزائره ما يخفف عنه ولو بجعل جريدة رطبة في القبر للخبر، وفي معناه غرس غيرها ().
وهذا كله يدل على أن وضع الجريد على القبر وقت الزيارة لا وقت الدفن.
وبهذا يتبيَّن لي رجحان ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من جواز وضع الجريدة الرطبة أو نحوها من أي نباتٍ رطبٍ على القبر رجاء أن يستغفر ذلك الجماد الرطب لذلك العبد الذي في قبره مبتلى للأدلة التي استدلوا بها،
إلا أن يكون هناك مانع شرعي أو مفسدة تترتب على ذلك، أو كان ذلك ذريعة لأي مخالفة شرعية، وحينئذ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. والله تعالى أعلم. أسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق إلى صراط مستقيم، وأن ينفع به من قرأه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جمعه وكتبه أبو عبد الله محمد بن
محمد المصطفى الأنصاري
المدينة النبوية في 15/ 4 / 1424 هـ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - Jan-2007, مساء 01:32]ـ
" ليتك تذكر لنا هذا الكلام بنصه،
لا أجد وقتا لذلك لكن من قصد إلى الكتابة في مثل هذه المسألة كان ينبغي له أن يوسع البحث وينقل قول المخالف وحجته؛ ليرى القارئ أيهم أسعد بالدليل، وصحة الفهم عن الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم.
مع أن المسألة لا تحتاج إلى كلام من المعاصرين لأنه شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون والأئمة الأربعة وعامة العلماء إلا ما روي عن الخطابي والطرطوشي
لكن الشأن في صحة ما دل عليه الدليل، أما قولك: إنه فعله الصحابة والتابعون وعامة العلماء والأئمة الأربعة ... فلا شك أنه غلط ومجازفة في النقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 - Jan-2007, مساء 02:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قولك جزاك الله خيرا: (فلا شك أنه غلط ومجازفة في النقل) لعلك ترجع إلى متن الرسالة وتقرأه بتأمل أليس فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما وأوصى من الصحابة بريدة ومن التابعين أبو العالية ونقل عن الحسن البصري وغيره منهم وهو مذهب الأئمة الأربعة بنصوصهم المستفيضة والمثبتة في الرسالة المرفقة، ولم ينقل عن أي شخص لا من الصحابةولا من التابعين خلافه، وكذلك عامة العلماء إلا ما نقل عن الخطابي والطرطوشي وللحافظ ابن حجر في فتح الباري رد عليهم والكل موجود في الرسالة المرفقة، وأما الرجوع إلى كلام العلماء المعاصرين فلا شك أنهم مشائخنا رحم الله من مات منهم وحفظ الله الأحياء منهم ولكن نرجع لهم في الأمور التي ليس فيها نص أو فيها نصوص متعارضة لنستعين بما لديهم فيها أما مثل هذه المسألة فقد كفاهم سلف الأمة مئونتها ويكفي بأنها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وعامة الأمة كما سبق، وجزاك الله خيراً لو نقلت لنا كلامهم النفيس الذي ذكرته في تعليقك السابق لنستفيد منه جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو الحسن المقدسي الشافعي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 12:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
غريبٌ كلام الشيخ السديس حفظه الله، فهو يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلَه بما لو قاله غيرُه لنسبه إلى الضلال والانحلال، والتجرِّي على سيِّد الرجال، وليس له من المتعلَّق إلا كلام بعض الأئمة على قلتهم، وشبهةُ الخصوصية التي يعلم الشيخ أنها على خلاف الأصل، لكنْ إنْ كان المانعون أسعد بالدليل، فما الحجة للقائل بالبدعة والتضليل، نسأل الله العفو والعافية.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[04 - Oct-2009, صباحاً 08:00]ـ
من الغريب وجود الخلاف في مثل هذه المسألة لأنها ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما وأوصى بها من الصحابة بريدة ومن التابعين أبو العالية ونقل عن الحسن البصري وغيره وهو مذهب الأئمة الأربعة، ولم ينقل عن أي شخص لا من الصحابة ولا من التابعين خلافه، ولا شك أن العبرة بما ثبت عن المشرع صلى الله عليه وسلم ولا عبرة بما خالف أو اعترض على ذلك وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - Oct-2009, مساء 01:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
غريبٌ كلام الشيخ السديس حفظه الله، فهو يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلَه بما لو قاله غيرُه لنسبه إلى الضلال والانحلال، والتجرِّي على سيِّد الرجال،.
أين رددت فعل سيد الخلق (ص) يا أخي؟!
ولا زلت أكرر أن من الإنصاف أن يذكر الباحث الذي يؤلف مثل هذه الرسالة في مثل هذه المسألة قول المخالفين ويبين حجتهم واعتراضهم كاملا = ليرى القارئ ما هو الرجح من ذلك.
لا أن يطلب ممن يعلق على موضوعه أن ينقل ذلك له.
ولا أن يقول ووجود الخلاف غريب وهي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ...
فهل أنكروا صحة النقل حتى يقال هذا، أليس من الأجدى أن تدع الحكم لمن يقرأ فهو يقرر هل الخلاف ضعيف أو قوي، وهل ما ذكر من إطلاقات في النقول في كلامك صح أو لا ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - Oct-2009, مساء 02:58]ـ
عندي هذا الإشكال:
كم من القبور مرَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يضع عليها جرائد!
أليست هذه قرينة على تعليق وضع الجريدة بمعرفة التعذيب؟
أي الخصوصية؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Oct-2009, صباحاً 12:45]ـ
لا زلت أطالب الأخ محمد مصطفى أن يذكر في بحثه كلام المخالفين وهو كثير ولهم حجج قوية جدا.
أما إظهار قولهم على أنه نشار وشذوذ بمثل هذه الطريقة فليس من العدل.
ولم ينقل عن أي شخص لا من الصحابة ولا من التابعين خلافه.
ولو قال من يخالفك:
يفعله النبي (ص) إلا في قبر علم أن صاحبه يعذب وهي وقائع أعيان لا عموم فيها، ولذا لم يفعله مع عامة القبور مع كثرة القبور التي مر عليها ومن دفن من أصحابه في حياته.
ولم يأمر بها.
ثم لم يفعله من أصحابه أحد مع أنهم بعشرات الألوف إلا وصية بريدة في وصيته في قبره.
وكذا لم يفعله أحد من التابعين مع كثرتهم ومعرفتهم بالحديث إلا ما ذكرته عن أبي العالية وصيته.
وكذا أتباع التابعين لم تذكر أن أحدا منهم فعله أو أمر به.
فهل يعقل أن يترك كل هؤلاء هذه السنة مع أنهم أحرص الناس على الاتباع؟!
ولم أرك نقلت عن أحد من الأئمة الأربعة وإنما نقلت عن بعض متأخري أصحابهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Oct-2009, صباحاً 12:56]ـ
فهو يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلَه بما لو قاله غيرُه لنسبه إلى الضلال والانحلال، والتجرِّي على سيِّد الرجال، وليس له من المتعلَّق إلا كلام بعض الأئمة على قلتهم، وشبهةُ الخصوصية التي يعلم الشيخ أنها على خلاف الأصل،
لاشك أنك تسرعت ولن تجد في مشاركاتي ما يشفع لتهمتك.
وبما أن معنى كلامك هو تهمة لمن ذكر من أهل العلم فسأبين وجه غلطك فيه.
فالذي يرد فعله (ص) هو من يقول: إن فعله (ص) عبث أو لا فائدة منه أو نحوها.
أما الذي يقول إنه (ص) فعل ذلك؛ لأن الله أطلعه بأن صاحب القبر يعذب ولم يطلعنا على ذلك، ولم يأمرنا (ص) أن نفعل ذلك ويحتج بعدة حجج، فلا يصح أن يقال فيه مثل هذا الكلام.
وإلا فما من إمام إلا وقد ترك العمل بشيء من النصوص لوجود معارض عنده، أفيحسن أن يقول مسلم في أئمة الإسلام مثل هذا؟
ومن يخالف لم يدع أن الخصوصية هي الأصل حتى يقال مثل هذا.
بل يبين وجه كلامه كاملا ويرد عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Oct-2009, صباحاً 01:27]ـ
منقول من ملتقى اهل الحديث
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي (1/ 103) عقب هذا:
((وصدق الخطابي، وقد ازداد العامة إصرارا على هذا العمل الذي لا أصل له، وغلوا فيه، خصوصا في بلاد مصر، تقليدا للنصارى، حتى صاروا يضعون الزهور على القبور، ويتهادونها بينهم، فيضعها الناس على قبور أقاربهم ومعارفهم تحية لهم، ومجاملة للأحياء، وحتى صارت عادة شبيهة بالرسمية في المجاملات الدولية، فتجد الكبراء من المسلمين إذا نزلوا بلدة من بلاد أوربا ذهبوا إلى قبور عظمائها أو إلى قبر من يسمونه (الجندي المجهول) ووضعوا عليها الزهور، وبعضهم يضع الزهور الصناعية التي لا نداوة فيها تقليدا للإفرنج، واتباعا لسنن من قبلهم، ولا ينكر ذلك عليهم العلماء أشباه العامة، بل تراهم أنفسهم يضعون ذلك في قبور موتاهم، ولقد علمتُ أن أكثر الأوقاف التي تسمى أوقافا خيرية موقوفٌ ريعها على الخوص والريحان الذي يوضع على القبور, وكل هذه بدع ومنكرات لا أصل لها في الدين، ولا سند لها من الكتاب والسنة، ويجب على أهل العلم أن ينكروها وأن يبطلوا هذه العادات ما استطاعوا))
قلت: ويؤيد كون وضع الجريد على القبر خاصاًّ به، وأنَّ التخفيف لم يكن من أجل نداوة شقها أمور:
أ - حديث جابر رضي الله عنه الطويل في (صحيح مسلم) (8/ 231 - 236) وفي قال http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif : (( إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتي أن يرد عنهما ما دام الغصنان رطبين)).
فهذا صريح في أن رفع العذاب إنما هو بسبب شفاعته http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ودعائه لا بسبب النداوة، وسواء كانت قصة جابر هذه هي عين قصة ابن عباس المتقدمة كما رجحه العيني وغيره، أو غيرها كما رجحه الحافظ في (الفتح)، أما على الاحتمال الأول فظاهر، وأما على الاحتمال الآخر، فلأن النظر الصحيح يقتضي أن تكون العلة واحدة في القصتين للتشابه الموجود بينهما، ولأن كون النداوة سببا لتخفيف العذاب عن الميت مما لا يعرف شرعا ولا عقلا، ولو كان الامر كذلك لكان أخف الناس عذابا إنما هم الكفار الذين يدفنون في مقابر أشبه ما تكون بالجنان لكثرة ما يزرع فيها من النباتات والأشجار التي تظل مخضرة صيفا شتاء.
يضاف إلى ما سبق أن بعض العلماء كالسيوطي قد ذكروا أن سبب تأثير النداوة في التخفيف كونها تسبح الله تعالى، قالوا: فإذا ذهبت من العود ويبس انقطع، تسبيحه فإن هذا التعليل مخالف لعموم قوله تبارك وتعالى: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif وإن من شئ إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif .
ب - في حديث ابن عباس نفسه ما يشير إلى أن السر ليس في النداوة، أو بالأحرى ليست هي السبب في تخفيف العذاب، وذلك قوله (ثم دعا بعسيب فشقه اثنين) يعني طولا، فإن من المعلوم أن شقه سبب لذهاب النداوة من الشق ويبسه بسرعة، فتكون مدة التخفيف أقل مما لو لم يشق، فلو كانت هي العلة لابقاه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif بدون شق ولوضع عل كل قبر عسيبا أو نصفه على الأقل، فإذا لم يفعل دل على أن النداوة ليست هي السبب، وتعين أنها علامة على مدة التخفيف الذي أذن الله به استجابة لشفاعة نبيه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif كما هو مصرح به في حديث جابر،
وبذلك يتفق الحديثان في تعيين السبب، وإن احتمل اختلافهما في الواقعة وتعددها. فتأمل هذا، فإنما هو شئ انقدح في نفسي، ولم أجد من نص عليه أو أشار إليه من العلماء، فإن كان صوابا فمن الله تعالى وإن كان خطأ فهو مني، وأستغفره من كل ما لا يرضيه.
ج - لو كانت النداوة مقصودة بالذات، لفهم ذلك السلف الصالح ولعملوا بمقتضاه، ولوضعوا الجريد والآس ونحو ذلك على القبور عند زيارتها، ولو فعلوا لاشتهر ذلك عنهم، ثم نقله الثقات إلينا، لأنه من الأمور التي تلفت النظر، وتستدعي الدواعي نقله، فإذا لم ينقل دل على أنه لم يقع، وأن التقرب به إلى الله بدعة، فثبت المراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا تبين هذا، سهل حينئذ فهم بطلان ذلك القياس الهزيل الذى نقله السيوطي في (شرح الصدور) عمن لم يسمعه: (فإذا خفف عنهما بتسبيح الجريدة فكيف بقراءة المؤمن القرآن؟ قال: وهذا الحديث أصل في غرس الاشجار عند القبور) قلت: فيقال له: (أثبت العرش ثم انقش)، (وهل يستقيم الظل والعود أعوج)؟
ولو كان هذا القياس صحيحا لبادر إليه السلف لأنهم أحرص على الخير منا.
فدل ما تقدم على أن وضع الجريد على القبر خاص به http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ، وأن السر في تخفيف العذاب عن القبرين لم يكن في نداوة العسيب بل في شفاعته http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ودعائه لهما، وهذا مما لا يمكن وقوعه مرة أخرى بعد انتقاله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif إلى الرفيق الأعلى ولا لغيره من بعده http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ، لأن الاطلاع على عذاب القبر من خصوصياته عليه الصلاة والسلام، وهو من الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الرسول كما جاء في نص القرآن http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif
واعلم أنه لا ينافى ما بينا ما أورده السيوطي في (شرح الصدور) (131): (وأخرج ابن عساكر من طريق حماد بن سلمة عن قتادة أن أبا برزة الأسلمي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/radia.gif كان يحدث أن رسول الله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif مر على قبر وصاحبه يعذب، فأخذ جريدة فغرسها في القبر، وقال: عسى أن يرفه عنه ما دامت رطبة. وكان أبو برزة يوصي: إذا مت فضعوا في قبري معي جريدتين. قال: فمات في مفازة بين (كرمان) و (قومس)، فقالوا: كان يوصينا أن نضع في قبره جريدين وهذا موضع لا نصيبهما فيه، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ركب من قبل (سجستان)، فأصابوا معهم سعفا، فأخذوا جريدتين، فوضعوهما معه في قبره. وأخرج ابن سعد عن مورق قال: أوصى بريدة أن تجعل في قبره جريدتان).
قلت: ووجه عدم المنافاة، أنه ليس في هذين الأثرين - على فرض التسليم بثبوتهما معا - مشروعية وضع الجريد عند زيارة القبور، الذي ادعينا بدعيتة عدم عمل السلف به، وغاية ما فيهما جعل الجريدتين مع الميت في قبره، وهي قضية أخرى، وإن كانت كالتي قبلها في عدم المشروعية لأن الحديث الذي رواه أبو برزة كغيره من الصحابة لا يدل على ذلك، لا سيما والحديث فيه وضع جريدة واحدة، وهو أوصى بوضع جريدتين في قبره.
على أن الأثر لا يصح إسناده، فقد أخرجه الخطيب في تاريخ (بغداد) (1/ 183 182) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) في آخر ترجمة نضلة بن عبيد بن أبي برزة الأسلمي عن الشاه بن عمار قال: ثنا أبو صالح سليمان بن صالح الليثي قال: أنبأنا النضر بن المنذر بن ثعلبة العبدي عن حماد بن سلمة به.
قلت: فهذا إسناد ضعيف، وله علتان: الأولى: جهالة الشاه والنضر فإني لم أجد لهما ترجمة. والأخرى: عنعنة قتادة فإنهم لم يذكروا له رواية عن أبي برزة، ثم هو مذكور بالتدليس فيخشى من عنعنته في مثل إسناده هذا.
وأما وصية بريدة، فهي ثابتة عنه، قال ابن سعد في (الطبقات) (ج 7 ق 1 ص 4): أخبرنا عفان بن مسلم قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عاصم الأحول قال: قال مورق: أوصى بريدة الأسلمي أن توضع في قبره جريدتان. فكان أن مات بأدنى خراسان فلم توجد إلا في جوالق حمار. وهذا سند صحيح، وعلقه البخاري (3/ 173) مجزوما.
قال الحافظ في شرحه: (وكأن بريدة حمل الحديث على عمومه، ولم يره خاصا بذينك الرجلين، قال ابن رشيد: ويظهر من تصرف البخاري أن ذلك خاص بهما، فلذلك عقبه بقول ابن عمر: إنما يظله عمله).
قلت: ولا شك أن ما ذهب إليه البخاري هو الصواب لما سبق بيانه، ورأي بريدة لا حجة فيه، لأنه رأى والحديث لا يدل عليه حتى لو كان عاما، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضع الجريدة في القبر، بل عليه كما سبق. و (خير الهدى هدى محمد)). أحكام الجنائز 253 - 258
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
وهذا الفعل إساءة ظن بالميت، فإن كونه يعذب أو لا يعذب هذا من أمور الغيب التي لا يعلمها أحد إلا الله،ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يضع الجريدة على كل قبر، إنما وضعها على من كشف له أنها يعذبان، ولم يكن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم كلما دفن ميتاً أن يضع عليه جريدة، وأما وضع الزهور فليس كوضع الجريدة لكن قد يكون فيه تشبيه بالنصارى وهذا أخبث
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 01:21]ـ
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يضع الجريدة على كل قبر، إنما وضعها على من كشف له أنها يعذبان
اخي الكريم قلت: وأما الرجوع إلى كلام العلماء المعاصرين فلا شك أنهم مشائخنا رحم الله من مات منهم وحفظ الله الأحياء منهم ولكن نرجع لهم في الأمور التي ليس فيها نص أو فيها نصوص متعارضة لنستعين بما لديهم فيها
اقول: عتدي نصوص ظاهرها التعارض يترتب عليها سؤال محدد
ارجو الاجابة عنه
الم يمت غير هما ممن وقع في شي من المعاصي او الكبائرفي حياته صلى الله عليه وسلم فلماذا لم يفعله معهم؟؟
وقتل شهداء ومات من فضلاء الصحابة في حياته صلى الله عليه وسلم الكثير فلماذا لم يفعله معهم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 01:40]ـ
هذا الكلام لا يخصص النصوص، والنص قائم ولا يخصص إلا بنص مثله وأما العقل لا يخصص النصوص وفعل وقول المعصوم لا يخصص بكلام من ليس بمعصوم لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فالواجب على المسلم الوقوف عند النص والعمل به والإيمان به قال الله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، وقال فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم والنصوص من الكتاب والسنة في هذا كثيرة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 01:54]ـ
العبرة بالنص
أما هذا على إطلاقه = فمجازفة أخي لاتليق بشخصكم وقد تربعتم للتأليف .. وأما موضوع النقاش فلعل الله يمد في العمر على الصحة والعافية والطاعة وأعود إليه في وقت آخر أوسع إن شاء الله.
تقبل الله من الجميع ما أخلصوا
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 02:06]ـ
قولك: (أما هذا على إطلاقه = فمجازفة أخي لاتليق بشخصكم؟؟؟؟)
ما معنى هذا الكلام حفظك الله؟؟؟؟
إذا كان قصدك تخصيص النصوص فالنص المطلق يبقى على إطلاقه حتى يرد النص الذي يقيده والعام يبقى على عمومه وحتى يرد النص الذي يخصصه، ولم يأتي نص واحد يخصص تلك النصوص القاضية بجواز وضع الجريد الرطب على القبر وأوصى بها من الصحابة بريدة ومن التابعين أبو العالية ونقل عن الحسن البصري وغيره وهو مذهب الأئمة الأربعة، ولم ينقل عن أي شخص لا من الصحابة ولا من التابعين خلافه، ولا شك أن العبرة بما ثبت عن المشرع صلى الله عليه وسلم ولا عبرة بما خالف أو اعترض على ذلك مهمى كان وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 02:12]ـ
رحمك الله .. ما دمت قلت:
ما معنى هذا الكلام حغظك الله؟؟ لأني لم أفهم مرادك منه
فما الداعي لتسطير ما بعده!!!
على العموم دراسة علم الحديث ومصطلحه لها دور كبير جداً في تحرير مسألتك .. فأرجوا ألا تكون بضاعتك فيه مزجاة.
وما زلت على قولي:
وأما موضوع النقاش فلعل الله يمد في العمر على الصحة والعافية والطاعة وأعود إليه في وقت آخر أوسع إن شاء الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 07:47]ـ
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. ثم أما بعد ..
هنا وقفات مهمة أخي الكريم يحسن التنبيه عليها حتى تستوفى جميع جهات البحث ومن ثم تكون النتيجة السليمة النهائية في تقرير حكم المسألة.
أولاً: اعلم رحمني الله تعالى وإياك والمسلمين أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إما أفعال، وإما أقوال، وإما تقريرات .. ثم هذه إما أحكام عبادات، أو أحكام عادات، أو أحكام ذوات .. ثم هي إما مضطردة عامة، أو حالات فردية خاصة .. وكل هذا يعرف بالقرائن الحافة، والأسباب الحاصلة، وبالتكرار، وبصيغة الخطاب وفحواه.
ثانياً: وجدنا هذا الحديث من أحاديث الأفعال .. في أحكام الذوات .. في حالة فردية خاصة .. فلم يرد أنه صلى الله عليه وسلم فعل نفس ما فعل في قبر غيرهما إلا من كان في مثل حالهما .. وهي حالات نادرة قليلة لمن تتبع السنة النبوية. فتأمل
ثم وجدنا القرائن الحافة في الحديث بينت فعلاً أنها حالة خاصة غير مضطردة في جميع الأموات لا يمكن أن نستنتج منها حكماً عاماً في كل ميت؛ فمن ذلك:
1) لم يرد أنه عليه الصلاة والسلام فعل ما فعل في غير قبر هاذين إلا ما كان مثل حالهما في معرفة أن صاحب القبر يعذب .. وهي حالات قليلة جداً معدودة.
2) أنه عليه الصلاة والسلام ما فعل ما فعل إلا لما طلب منه الشفاعة لهما .. ولكن لما أن كان هذا الأمر بيد الله وأن شفاعته عليه الصلاة والسلام في التخفيف من العذاب مختصة بيوم القيامة = فعل ما فعل لمجرد التخفيف المؤقت فقط جبراً لمن سأله ذلك لهما .. وهذا التخفيف المؤقت ما دامت الجريدتان اللتان وضعهما عليه الصلاة والسلام على قبريهما خضراوان .. وسيأتي بيان هذا إن شاء الله.
3) أن هذه من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم وبركة دعائه وشفاعته .. وليس هذا الأمر مما يحق ويصلح لكل أحد. فتنبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: النقل عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه لا يستلزم منه أن الأمر مما هو سنة في كل من مات .. ولا أكبر دليل على أنه هو رضي الله عنه قد عرف ذلك = أنه أوصى بذلك طمعاً وتبركاً .. وما ذاك إلا بعلمه أن السنة خلاف ذلك وإلا لو كانت هي العادة المتبعة لما أوصى؛ لأنه من العبث والحالة هذه.
رابعاً: ذكر الإمام مسلم رحمه الله تعالى في آخر الكتاب في الحديث الطويل؛ حديث جابر في صاحبي القبرين: "فأحببت بشفاعتي أن يُرفَّه عنهما ما دام الغصنان رطبين".
فعرف بما لا يقبل الشك أن هذا الحديث حالة خاصة قد قامت قرائنها .. وإن كانت قضية أخرى فيكون المعنى فيهما واحدا.
خامساً: قول الإمام الخطابي: (لا أصل له ولا وجه له) .. والله إنه لقول عارف بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكيف يشك أصلاً بالإمام الخطابي وهو يعرف هذا الحديث ولا يخفاه .. بل وقد شرح صحيح البخاري أيضاً .. لكنه عرف رحمه الله الصواب في هذه الحالة = وأنها حالة خاصة فردية مختصة لا يؤخذ منها حكم شرعي عام إطلاقاً .. فكان فعلاً عملٌ لا أصل له عام مضطرد ولا وجه له من فعل السلف الصالح وخاصة الخلفاء الراشدين المهديين. فتنبه
قال القاضي عياض رحمه الله: (جعل الجريدة والخوص اليوم استناناً بهذا الحديث لا يصح؛ لأنه عليه السلام علل غرزهما على القبر بعلة معينة لا يُطّلع عليها؛ وهي قوله: "إنهما ليعذبان" وعلم عليه السلام إنهما ليعذبان فلذلك فعل ما فعل، ولا نفعله نحن الآن، لأنا لا نعلم هل الميت يعذب أو هو ممن غفر له).
وقال ابن الحاج رحمه الله: (فليحذر من غرس شجرة أو ريحان أو غيرهما عند قبره .. وما نقل عن أحد الصحابة فلم يصحبه عمل ما، فهم إذ لو فهموا ذلك لبادروا بأجمعهم إليه ولكان يقتضي أن يكون الدفن في البساتين مستحباً).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (الصواب في هذه المسألة ما قاله الخطابي من استنكار الجريد ونحوه على القبور؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله إلا في قبور مخصوصة اطلع على تعذيب أهلها، ولو كان مشروعاً لفعله في كل القبور، وكبار الصحابة كالخلفاء لم يفعلوه، وهم أعلم بالسنة من بريدة، رضي الله عن الجميع. فتنبه).
سادساً: هذا الحديث يعد من أحاديث بدايات الهجرة تقريباً .. والناظر إلى أحداث الحديث وسماع الرسول صلى الله عليه وسلم لعذابهما وكونهما مسلمين على الصحيح الصواب ليستنتج الداعي والغاية من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فعل لهما .. ولا يخفى مثل هذا الأمر لمن عرف أحاديث تلك الفترة. فتأمل
وبريدة بن الحصيب رضي الله عنه ممن تقدم إسلامه فهو من المهاجرين الأولين؛ فلا يبعد أنه اطلع على الحدث ووقف عليه.
ويؤيد هذا ما قاله غير واحد من أهل العلم: أن فعله صلى الله عليه وسلم لما فعل لهما هو عن وحي من الله تعالى .. ولا يستبعد .. وهو معنى الشفاعة منه لهما؛ فلا بد لها من إذن، والآذن الله. فتأمل
وقد أتى في رواية الإمام أحمد أن مكانهما في بقيع الغرقد .. وبقيع الغرقد جبانة المسلمين في المدينة، والقبران فيها، ودفنهما حديث لا قديم.
سابعاً: جعل الجريد ما دام أخضراً هو سبب تخفيف العذاب تكلف لا ينبغي وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فكأن من قال بهذا القول قد ألغى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبركته ووساطته في الشفاعة ودعائه لهما. وهذا لا يليق.
وما يفعله بعض الناس من فعل ذلك تبركاً بنفس الجريد فهو عمل بدعي مخالفٌ لا يصح.
بل ما وقع في هذا الحديث من تخفيف إنما هو بفضل بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما .. فغاية الجريدتين هنا هو فقط تحديد الوقت الذي يستمر فيه تخفيف العذاب برطوبتهما وخضارهما .. لا أكثر ولا أقل. فتنبه
ثامناً: من ذهب من أهل العلم إلى استحباب وضع الجريد على القبر فإنما هو من أجل أنهم جعلوا هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم تشريعاً عاماً، والعلة عند هؤلاء مفهومه، وهي أن الجريدة تسبح عند صاحب القبر ما دامت رطبة، فلعله يناله من هذا التسبيح ما ينور عليه قبره .. وقد تقدم تفنيد هذا القول.
بينما ذهب طرفٌ آخر إلى عدم مشروعية ذلك؛ لأنه شرع عبادة، وهو يحتاج إلى دليل، وليس في الشرع ما يثبته، أما هذه القضية فقضية عين، حكمتها مجهولة؛ ولذا لم يفعلها النبي إلا في حالات خاصة جداً جداً، وكذلك لم يفعله من أصحابه أحد إلا ما روي عن بريدة بن الحصيب من أنه أوصى أن يوضع على قبره جريدتان .. وقد تقدم توضيح ذلك.
أما التسبيح فلا يختص بالرطب دون اليابس .. وقد مر بيان ذلك.
عاشراً: الأحاديث المنحصرة ذات الأسباب = لا يصح فيها أن نقول كما تفضلتم: (ولم يأت نص يخصص تلك النصوص) .. بل الصحيح فيها الصواب _ وهو المقرر في قواعد علم الحديث _ أن مثل هذه الأحاديث نطلب ما يعممها ويجعلها مضطردة .. ولم نجد ذلك هنا.
الحادي عشر: قولك: (القاضية بجواز وضع الجريد الرطب على القبر) = قول من لم يعرف ملابسات الحديث وقصته بالمرة .. وقد أوضحنا فيما سبق بيان ذلك بالتفصيل فلا مجال رحمك الله لتقرير حكم شرعي من مجرد المفهوم وتعميمه على أنه الفصل في المسألة؟ فتنبه
الثاني عشر: قولك: (وهو مذهب الأئمة الأربعة) فلا أعتقد أن هذا قول منصفٍ عارفٍ لأقوال الأئمة وأصحابهم .. ولو قُلتُ أنه من كيسك لأنصفتك .. وهذه الكتب غاصة ومشبعة بكلامهم حول المسألة = لم نجد فيها التعميم المتيقن الذي قلته غفر الله لك.
الثالث عشر: أرجو منك عند قراءة هذا الكلام السابق كله أن تقرأه بعين الإنصاف والعدل .. بعيدا عن التعصب ومتجرداً من الهوى .. فاتحاً له عقلك وقلبك.
هذا ما أراد الله سبحانه كتابته وتسطيره .. ويعلم الله قد تركت أضعافه .. وما ذلك إلا لضيق الوقت ومزاحمة الأشغال .. وما كتب فيه خير لمن تدبر.
والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 10:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ السكران التميمي حفظك الله
أولاً (من ناحية المداعبة والطرفة أذكرك بأن من السنة تغيير الأسماء إلى ما هو أحسن وأنسب وأفضل، ومن ناحية ما سطرته في ردك لابد للكاتب أن يتأدب بأدب الحوار ويبتعد عن العاطفية والألفاظ النابية ولتعلم بأنك ترد على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما فهون عليك فالنصوص قائمة ومحفوظة ولا يخصصها كلام أي أحد كائناً من كان ومهما نقلت من كلام البشر فهو لا يقدم ولا يؤخر فالنص قائم لا يخصص إلا بنص مثله وسأنقل إليك بعض ألفاظك النابية التالية قولك: (الثاني عشر: قولك: (وهو مذهب الأئمة الأربعة) فلا أعتقد أن هذا قول منصفٍ عارفٍ لأقوال الأئمة وأصحابهم .. ولو قُلتُ أنه من كيسك لأنصفتك ... )
وقولك (الثالث عشر: أرجو منك عند قراءة هذا الكلام السابق كله أن تقرأه بعين الإنصاف والعدل .. بعيدا عن التعصب ومتجرداً من الهوى .. فاتحاً له عقلك وقلبك).
وسأنقل إليك أقوال علماء المذاهب الأربعة حتى يتضح عندك هل هو من كيسي الخاص على حد تعبيرك ورؤيتك مع أن العبرة بما قاله المشرع عليه الصلاة والسلام ولو لم يقل به أحد، ومما هو معلوم أن كلام فقهاء المذاهب رحمهم الله محسوب على أئمتهم، ولا يمكن أن تجد في كل مسألة فيها نصاً عن الإمام نفسه بل فقهاء كل مذهب جمعوا نصوص أئمتهم وقعدوا القواعد على أصول أئمتهم وخدموها وبحثوا واجتهدوا وألحقوا بالمذهب مسائل كثيرة على أصوله، مثلاًَ كلام الشيرازي أو النووي أو العمراني أو الغزالي أو الجويني أو غيرهم من فقهاء الشافعية محسوب على مذهب الإمام الشافعي، وكلام ابن قدامة أو المرداوي أو ابن مفلح أو البهوتي أو غيرهم من فقهاء الحنابلة محسوب على مذهب الإمام أحمد، وكلام السرخسي أو الكاساني أو ابن عابدين من فقهاء الحنفية محسوب على مذهب الإمام أبي حنيفة، وكلام سحنون أو ابن القاسم أو ابن وهب أو ابن عبد البر أو القاضي عبد الوهاب أو الحطاب أو الدسوقي أو غيرهم من فقهاء المالكية رحمهم الله جميعاً محسوب على مذهب الإمام مالك لأن هؤلاء العلماء لم يتكلموا من فراغ ولا عن هواء بل تكلموا عن علم ودراسة وإخلاص فالواجب حسن الظن بهم، ورد أقوالهم وأقوال أئمتهم قبلهم إلى الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة فهو الحق، وما خالف الكتاب والسنة فهو الباطل.
وإليك نصوص علماء المذاهب الأربعة مرتبة على حسب تاريخ وفيات الأئمة الأربعة وترتيبهم السابق.
المذهب الحنفي:
قال ابن عابدين وغيره: مطلب في وضع الجريد ونحو الآس على القبور:
تتمة يكره أيضا قطع النبات الرطب والحشيش من المقبرة دون اليابس كما في البحر و الدرر وشرح المنية وعلله في الإمداد بأنه ما دام رطباً يسبح الله تعالى فيؤنس الميت وتنزل بذكره الرحمة. ونحوه في الخانية أقول ودليله ما ورد في الحديث من وضعه عليه الصلاة والسلام الجريدة الخضراء بعد شقها نصفين على القبرين اللذين يعذبان، وتعليله بالتخفيف عنهما ما لم يبيسا أي يخفف عنهما ببركة تسبيحهما إذ هو أكمل من تسبيح اليابس لما في الأخضر من نوع حياة وعليه فكراهة قطع ذلك وإن نبت بنفسه ولم يملك لأن فيه تفويت حق الميت، ويؤخذ من ذلك ومن الحديث ندب وضع ذلك للاتباع ويقاس عليه ما اعتيد من وضع أغصان الآس ونحوه.
حاشية ابن عابدين 2/ 245، وحاشية الطحطاوي 1/ 414.
المذهب المالكي:
قال القرطبي: قوله عليه الصلاة والسلام: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا: إشارة إلى أنهما ما داما رطبين يسبحان فإذا يبسا صارا جماداًً والله أعلم، قال: وفي مسند أبي داوود الطيالسي فوضع على أحدهما نصفاً وعلى الآخر نصفاً وقال لعله أن يهون عليهما العذاب ما دام فيهما من بلولتهما شيء قال علماؤنا: ويستفاد من هذا جواز غرس الأشجار على القبور، والحمد لله على ذلك. تفسير القرطبي 10/ 267.
المذهب الشافعي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشربيني وغيره من علماء الشافعية: ويسن وضع الجريد الأخضر على القبر وكذا الريحان ونحوه من الشيء الرطب ولا يجوز للغير أخذه من على القبر قبل يبسه لأن صاحبه لم يعرض عنه إلا عند يبسه لزوال نفعه الذي كان فيه وقت رطوبته وهو الاستغفار، ولأنه يخفف عنه ببركة تسبيحها، وقيس بها ما اعتيد من طرح نحو الريحان الرطب، ويحرم أخذ شيء منهما ما لم ييبسا، وينبغي إبدال ما ذكر من الجريدة الخضراء ومن الرياحين كلما يبس لتحصل له بركة مزيد تسبيحه وذكره كما في الحديث، ويحرم أخذ شيء منهما أي من الجريدة الخضراء ومن نحو الريحان الرطب، وظاهره أنه يحرم ذلك مطلقا أي على مالكه وغيره، وفي النهاية ويمنع مالكه أخذ من على القبر قبل يبسه، وفصل ابن قاسم بين أن يكون قليلاً كخوصة أو خوصتين فلا يجوز لمالكه أخذه لتعلق حق الميت به وأن يكون كثيراً فيجوز.
الإقناع للشربيني 1/ 208، وإعانة الطالبين 2/ 119 - 120، ومغني المحتاج 1/ 364، وفتح المعين 1/ 119.
المذهب الحنبلي:
قال ابن مفلح في كتابه الفروع والبهوتي في كتابه كشاف القناع:
وسن فعل لزائره ما يخفف عنه ولو بجعل جريدة رطبة في القبر للخبر، وفي معناه غرس غيرها.
كشاف القناع 2/ 165، والفروع 2/ 239.
وقد لاحظت أنك لم تطلع على ما حوته الرسالة أنقل إليك هنا هذه المناقشة التي في آخر البحث
بعد النظر في أدلة أصحاب القولين تبيَّن لي ما يأتي:
الأول: أن ما استدل به أصحاب القول الأول صحيح صريح وهو نص في محل النزاع.
الثاني: أن ما استدل به أصحاب القول الثاني فيه نظر لما يأتي:
الأول: قولهم بأنه بدعة غير صحيح، كيف يكون بدعة وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم بوضعه الجريدة الرطبة على القبر كما في الصحيحين وغيرهما؟؟
الثاني: ادعاء الخصوصية يحتاج إلى دليل، ولم أقف على دليل هنا يدل على الخصوصية، لأن: الأصل عدم الخصوصية، وكونه صلى الله عليه وسلم أطلعه الله على تعذيب هذين القبرين لا يدل على الخصوصية، لأن سائر القبور إما منعمة أو معذبة، فإن كانت منعمة ليس ذلك بمانع من الدعاء أو الاستغفار لها، وإن كانت معذبة فلعله يخفف عنها بوضع ذلك الجماد الرطب ما لم ييبس، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر: لا يلزم من كوننا لا نعلم أيعذب أم لا أن لا نتسبب له في أمر يخفف عنه العذاب أن لو عذب، كما لا يمنع كوننا لا ندري أرحم أم لا أن لا ندعو له بالرحمة، وليس في السياق ما يقطع على أنه باشر الوضع بيده الكريمة بل يحتمل أن يكون أمر به وقد تأسى بريدة بن الحصيب الصحابي رضي الله عنه بذلك فأوصى أن يوضع على قبره جريدتان.
الثالث: قولهم بأنه لم ينقل عن أحد من الصحابة غير بريدة رضي الله عنه لا عن الخلفاء الراشدين ولا عن غيرهم من كبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. الجواب عنه: كما أنه لم ينقل عنهم فكذلك لم ينقل عنهم النهي عنه،
ولا الاعتراض عليه، ويكفي بأنه فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوصى به بريدة بن الحصيب رضي الله عنه وأبو العالية من غير نكير من الصحابة والتابعين، ولم ينقل إلينا أن أحداً من الصحابة والتابعين خالفهما في ذلك ولا اعترض عليهما لا من كبار هم ولا من صغارهم، وقد يكون ذلك إجماعاً سكوتياً منهم على السنية أو الجواز، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وعلى افتراض أنه لم ينقل عن أحد من الصحابة، لا يجوز لنا العدول عن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قوله صلى الله عليه وسلم إلى قول أحد كائناً من كان لا من الصحابة ولا من غيرهم إذ الحجة فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو فعله، أو أقر عليه صلى الله عليه وسلم فنتعبد الله بما صح ووصل إلينا لا بما هو مسكوت عنه كما هو الحال هنا في هذه المسألة في فعل الصحابة غير بريدة رضي الله عنهم أجمعين. وقد بوب البخاري في صحيحه باب الجريد على القبر، وهذا يدل على أنه يراه لأن المعروف أن فقه البخاري في تراجمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن حجر: وأما ما رواه مسلم في حديث جابر الطويل المذكور في أواخر الكتاب أنه الذي قطع الغصنين فهو في قصة أخرى غير هذه فالمغايرة بينهما من أوجه منها أن هذه كانت في المدينة وكان معه صلى الله عليه وسلم جماعة وقصة جابر كانت في السفر وكان خرج لحاجته فتبعه جابر وحده ومنها أن في هذه القصة أنه صلى الله عليه وسلم غرس الجريدة بعد أن شقها نصفين كما في الباب الذي بعد هذا من رواية الأعمش وفي حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم أمر جابراً بقطع غصنين من شجرتين كان النبي صلى الله عليه وسلم استتر بهما عند قضاء حاجته ثم أمر جابراً فألقى الغصنين عن يمينه وعن يساره حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً وأن جابراً سأله عن ذلك فقال إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفع عنهما ما دام الغصنان رطبين ولم يذكر في قصة جابر أيضاً السبب الذي كانا يعذبان به ولا الترجى الآتي في قوله لعله فبان تغاير حديث بن عباس وحديث جابر وانهما كانا في قصتين مختلفتين ولا يبعد تعدد ذلك وقد روى بن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم مر بقبر فوقف عليه فقال ائتوني بجريدتين فجعل إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه فيحتمل أن تكون هذه قصة ثالثة ويؤيده أن في حديث أبي رافع كما تقدم فسمع شيئاً في قبر وفيه فكسرها باثنين ترك نصفها عند رأسه ونصفها عند رجليه وفي قصة الواحد جعل نصفها عند رأسه ونصفها عند رجليه وفي قصة الإثنين جعل على كل قبر جريدة أنها كسرتين بكسر الكاف والكسرة القطعة من الشيء المكسور وقد تبين من رواية الأعمش أنها كانت نصفاً وفي رواية جرير عنه باثنتين قال النووي الباء زائدة للتوكيد والنصب على الحال قوله فوضع وفي رواية الأعمش الآتية فغرز وهي أخص من الأولى قوله فوضع على كل قبر منهما كسرة
قال العيني: في متن هذا الحديث ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين يعني أتي بها فكسرها، وفي حديث جابر رضي الله تعالى عنه رواه مسلم أنه الذي قطع الغصنين فهل هذه قضية واحدة أم قضيتان؟ الجواب أنهما قضيتان والمغايرة بينهما من أوجه الأول أن هذه كانت في المدينة وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم جماعة وقضية جابر كانت في السفر وكان خرج لحاجته فتبعه جابر وحده الثاني: أن في هذه القضية أنه عليه الصلاة والسلام غرس الجريدة بعد أن شقها نصفين كما في رواية الأعمش الآتية في الباب الذي بعده وفي حديث جابر أمر عليه الصلاة والسلام جابراً فقطع غصنين من شجرتين كان النبي صلى الله عليه وسلم استتر بهما عند قضاء حاجته ثم أمر جابراً فألقى غصنين عن يمينه وعن يساره حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً وأن جابراً سأله عن ذلك فقال إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفع عنهما ما دام الغصنان رطبين الثالث لم يذكر في قصة جابر ما كان السبب في عذابهما الرابع لم يذكر فيه كلمة الترحبي فدل ذلك كله على أنهما قضيتان مختلفتان، بل روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم مر بقبر فوقف عليه فقال ائتوني بجريدتين فجعل إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه فهذا بظاهره يدل على أن هذه قضية ثالثة فسقط بهذا كلام من ادعى أن القضية واحدة كما مال إليه النووي والقرطبي.
وقد فرق الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدرر السنية في الأجوبة النجدية: بين الجريدة الرطبة والرياحين، فقال في الرياحين أنه بدعة منهي عنه بخلاف الجريدة الرطبة أنها من السنة وذكر الحديث.
ولاشك أن العبرة بالعمل الصالح وهو الذي ينفع الميت في قبره، كما قال رسول الله e إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث:صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه حين رأى على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فسطاطاً فقال: أنزعه يا غلام فإنما يظله عمله ولكن ما يمنع كونه انقطع عمله أو أنه يظله عمله أن ذلك لا يمنع انتفاعه لأن منطوق الحديث انقطع عمله، ولم يقل انقطع انتفاعه، لأن انتفاع الميت باق، ينتفع بعمل الحي من صدقة ودعاء وقضاء دين عنه بإجماع الأمة، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن وضع تلك الجريدة الرطبة على القبر تخفف عنه العذاب ما لم تيبس، وفي ذلك منفعة له لأن: تخفيف العذاب من أعظم المنفعة، وقياس كل نبات رطب سواء الريحان أو غيره على الجريدة الرطبة التي وضعها رسول الله e على القبرين وقال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا، قياس صحيح وسليم وليس هنالك ما يعارضه إلا أن يكون هناك مانع شرعي أو مفسدة تترتب على ذلك، أو كان ذلك ذريعة لأي مخالفة شرعية، وحينئذ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
قال الحافظ ابن حجر: وقال الكرماني: شبه لعل بعسى فأتى بأن في خبره قوله يخفف بالضم وفتح الفاء أي العذاب عن المقبورين قوله ما لم تيبسا كذا في أكثر الروايات بالمثناة الفوقانية أي الكسرتان وللكشميهني إلا أن تيبسا بحرف الاستثناء وللمستملى إلى أن ييبسا بإلى التي للغاية والياء التحتانية أي العودان قال المازري: يحتمل أن يكون أوحي إليه أن العذاب يخفف عنهما هذه المدة. وعلى هذا فلعل هنا للتعليل قال: ولا يظهر له وجه غير هذا وتعقبه القرطبي بأنه لو حصل الوحي لما أتى بحرف الترجي كذا قال ولا يرد عليه ذلك إذا حملناها على التعليل، قال القرطبي: وقيل إنه شفع لهما هذه المدة كما صرح به في حديث جابر لأن الظاهر: أن القصة واحدة وكذا رجح النووي كون القصة واحدة وفيه نظر لما أوضحناه من المغايرة بينهما وقال الخطابي: هو محمول على أنه دعا لهما بالتخفيف مدة بقاء النداوة لا أن في الجريدة معنى يخصه ولا أن في الرطب معنى ليس في اليابس، قال وقد قيل إن المعنى فيه أنه يسبح ما دام رطباًًًًًًًًًً فيحصل التخفيف ببركة التسبيح وعلى هذا فيطرد في كل ما فيه رطوبة من الأشجار وغيرها، وقال الطيبي: الحكمة في كونهما ما دامتا رطبتين تمنعان العذاب يحتمل أن تكون غير معلومة لنا كعدد الزبانية وقد استنكر الخطابي ومن تبعه: وضع الناس الجريدة ونحوه في القبر عملا ًبهذا الحديث، وقال الطرطوشي: بأن ذلك خاص ببركة يده صلى الله عليه وسلم،
وقال القاضي عياض: لأنه علل غرزهما على القبر بأمر مغيب وهو قوله ليعذبان.
التعقيب: قال الحافظ ابن حجر: لا يلزم من كوننا لا نعلم أيعذب أم لا أن لا نتسبب له في أمر يخفف عنه العذاب أن لو عذب كما لا يمنع كوننا لا ندري أرحم أم لا أن لا ندعو له بالرحمة وليس في السياق ما يقطع على أنه باشر الوضع بيده الكريمة بل يحتمل أن يكون أمر به وقد تأسى بريدة بن الحصيب الصحابي بذلك فأوصى أن يوضع على قبره جريدتان وهو أولى أن يتبع من غيره، وكذلك أبو العالية من التابعين.
قلت: وأما وقت وضع الجريد على القبر هل هو وقت الدفن أو وقت الزيارة؟
الجواب: لا شك أن الذي يدل عليه الحديث وكلام فقهاء المذاهب السابق أنه وقت الزيارة لا وقت الدفن: لأن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين وقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير .. الحديث. قال ابن مفلح، والبهوتي: وسن فعل لزائره ما يخفف عنه ولو بجعل جريدة رطبة في القبر للخبر، وفي معناه غرس غيرها، وهذا كله يدل على أن وضع الجريد على القبر وقت الزيارة لا وقت الدفن.
وبهذا يتبيَّن لي رجحان ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من جواز وضع الجريدة الرطبة أو نحوها من أي نباتٍ رطبٍ على القبر رجاء أن يستغفر ذلك الجماد الرطب لذلك العبد الذي في قبره مبتلى للأدلة التي استدلوا بها،
إلا أن يكون هناك مانع شرعي أو مفسدة تترتب على ذلك، أو كان ذلك ذريعة لأي مخالفة شرعية، وحينئذ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. والله تعالى أعلم. أسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق إلى صراط مستقيم، وأن ينفع به من قرأه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 10:37]ـ
من أولها خروج عن الموضوع .. ومحاولة إلزاق تهمة أنا منها بريء!!
وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو لو قلت أنك أصلاً لم تفتح قلبك وحواسك لما كتبت لك؛ أو أنك لم تأتِ عليه كله لما كنت حانثاً بحلفي وقسمي هذا!!!
على العموم كلامي وكلامك أمام القراء .. ومن كان منهم منصفاً فسيعلم أين الصواب من السراب .. ويعلم الله لولا المشاغل وضيق الوقت لأعدتُّ نقض كلامك بتوسعٍ واستيعاب واسهاب أكبر وأكثر .. ولكن عزائي أرباب العقول وأصحاب الأفهام.
كن منصفاً وأعد القراءة بتمهل غفر الله لك .. فلسنا ملزمين لك بأمر من الأمور جبراً وغصباً؛
ولعل الله ييسر عودة لكلامك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 01:14]ـ
اخي الكريم قلت:
فالنص المطلق يبقى على إطلاقه حتى يرد النص الذي يقيده والعام يبقى على عمومه وحتى يرد النص الذي يخصصه
اقول:اريد تطبق كلامك على حديث القبرين
اين العموم والخصوص واين التقييد والاطلاق
هل فيه انه كان صلى الله عليه وسلم يضع الجريد من النخل على القبور
او على كل قبراو اي قبر؟؟
اوقال صلى الله عليه وسلم للامة: اذامررتم بالقبورفضعوا كذا .....
اومررتم باي قبر فضعوا كذا .....
اومررتم بكل قبرفضعوا كذا ......
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 06:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ أبو محمد الغامدي حفظك الله
قولي: (فالنص المطلق يبقى على إطلاقه حتى يرد النص الذي يقيده والعام يبقى على عمومه وحتى يرد النص الذي يخصصه)
لا شك أن الأصل في التشريع هو العموم , وهذه النصوص الآتية عامة في كل قبر ولا تخصص إلا بنص آخر وادعاء أنها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بهذين القبرين يحتاج إلى دليل ولا دليل على ذلك لأن الأصل عدم الخصوصية، وكونه صلى الله عليه وسلم أطلعه الله على تعذيب هذين القبرين لا يدل على الخصوصية، لأن سائر القبور إما منعمة أو معذبة، فإن كانت منعمة ليس ذلك بمانع من الدعاء أو الاستغفار لها، وإن كانت معذبة فلعله يخفف عنها بوضع ذلك الجماد الرطب ما لم ييبس، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر: لا يلزم من كوننا لا نعلم أيعذب أم لا أن لا نتسبب له في أمر يخفف عنه العذاب أن لو عذب، كما لا يمنع كوننا لا ندري أرحم أم لا أن لا ندعو له بالرحمة، وليس في السياق ما يقطع على أنه باشر الوضع بيده الكريمة بل يحتمل أن يكون أمر به وقد تأسى بريدة بن الحصيب الصحابي رضي الله عنه بذلك فأوصى أن يوضع على قبره جريدتان فتح الباري: 1/ 320.
وإليك إعادة للنصوص الواردة في ذلك تذكيراً للقارئ الكريم بأن النص هو الأصل ويكون في الذاكرة دائماً قبل كلام كل البشر ولا يقيد ولا يخصص إلا بنص آخر:
فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسر كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا أو: إلى أن ييبسا "
أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب من الكبائر أن لاَّ يستتر من بوله رقم (216) 1/ 89 - 90، وفي كتاب الجنائز، باب الجريد على القبر رقم (1295) 1/ 458، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه رقم (292) 1/ 240 - 241.
وفي رواية من حديث جابر بن عبد الله الطويل .. في قصة أخرى مشابهة وفيها فقمت فأخذت حجراً فكسرته وحسرته فانذلق لي فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصناً ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت غصناً عن يميني وغصناً عن يسارى ثم لحقته فقلت:قد فعلت يا رسول الله فعم ذاك قال: إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين ".
أخرجه مسلم في كتاب الزهد، باب حديث جابر الطويل رقم (3012) 4/ 2306 – 2307، وابن حبان رقم (6524) 4/ 455 – 457.
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى قبرين فقال:" إنهما ليعذبان في غير كبير أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس وإن الآخر فكان صاحب نميمة ثم دعا بجريدة فشقها نصفين فوضع نصفها على هذا القبر ونصفها على هذا القبر وقال: عسى أن يخفف عنهما ما داما رطبين ".
أخرجه الطيالسي في مسنده رقم (2646) ص344، وأخرجه عبد الرزاق من حديث قتادة رقم (6753) 3/ 588، والطبراني في الأوسط من حديث يعلى بن سيابة رقم (2413) 3/ 42، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 93 من حديث يعلى بن سيابة وقال: رواه الطبراني في الأوسط وأحمد في حديث طويل يأتي في علامات النبوة وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (2842) من حديث يعلى بن سيابة.
وعن أبي هريرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر فقال ائتوني بجريدتين فجعل إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه فقيل يا نبي الله أينفعه ذلك قال لن يزال أن يخفف عنه بعض عذاب القبر ما كان فيهما ندو ".
أخرجه أحمد رقم (9684) 2/ 441، وابن أبي شيبة رقم (12043) 3/ 52، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 57 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 07:03]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ أبو عبد الله محمد مصطفى حفظك الله
ارى في كلامك تكراراولم تطبق القواعد الاصولية التي ذكرتها على مسالتنا
لذا ارى ان نتوقف عن الجدال في هذه المسالة
فقد وضح كل منا ماعنده والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 07:37]ـ
جزاك الله خيراً المراد معرفة والحق مع من اتبع النص بيقين وليس مع من خالف النص حق، والكلام ليس فيه تكرار إنما فيه تأكيد للتمسك بالنص وتقديمه على غيره من كلام البشر.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 01:57]ـ
والحق مع من اتبع النص بيقين
ووضع جريد النخل على من اوحي اليه بانه يعذب ولم يضعه على من هو منعم في قبره
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 09:32]ـ
أكرمك الله ورفع قدرك يا شيخ (أبا محمد) ..
لتعلم (أبا عبد الله) غفر الله لك وأوضح .. أن من القواعد المقررة عند الأصوليين = أن الحكم لا يثبت إلا إذا غلب على الظن وجود علته، وعلة وضع الجريد هي تعذيب أهل القبور؛ وهذه العلة غير معلومة عندنا، فحينئذ نقول بعدم مشروعية وضع الجريد على القبور.
وإلا لكان ذلك منه صلى الله عليه وسلم سنة مطردة يفعلها عليه الصلاة والسلام في كل قبر يموت صاحبه .. ويقلده عليها أقرب وألصق أصحابه به؛ وهم الخلفاء الراشدون المقلدون له في كل صغيرة وكبيرة .. لكان كل هذا لم يحصل .. فأين وجه التعميم من الحديث!!
وأنا سائلك سؤالاً واحداً غفر الله لك: كيف تنزل هذا الحديث على علم قواعد مصطلح الحديث؟!!
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 06:45]ـ
أبو محمد الغامدي: قولك ووضع جريد النخل على من اوحي اليه بانه يعذب ولم يضعه على من هو منعم في قبره.
لقد ضيقت واسعاً فما هو المانع من أن نفعل شيئاً فعله النبي صلى الله عليه وسلم سواء علمنا العلة أم لا؟ نحن الآن العشرة المبشرون بالجنة وعامة شهداء الأمة ندعوا لهم بالرحمة ونرضي عنهم في وقت. قال الحافظ ابن حجر: لا يلزم من كوننا لا نعلم أيعذب أم لا أن لا نتسبب له في أمر يخفف عنه العذاب أن لو عذب، كما لا يمنع كوننا لا ندري أرحم أم لا أن لا ندعو له بالرحمة.
وأما الأخ السكران التميمي ليتك تعدل اسمك وتقتصر على التميمي أو غيره من الأسماء الحسنة لأن اسم السكران لا يليق وحتى أنني نتحرج من نطقه وكتابته.
أما قولك: (أن الحكم لا يثبت إلا إذا غلب على الظن وجود علته)
هذا كلام في غاية الغرابة ولا يقوله عالم ولا متعلم، وهل الأحكام الشرعية يتوقف ثبوتها على غلبة الظن وجود العلة؟؟ أنا أسألك فما هي العلة في الوضوء؟ وما هي العلة في غسل الجنابة؟ وما هي العلة في كل التكاليف الشرعية؟؟؟
الواجب على المسلم الانقياد التام إلى اتباع نصوص الكتاب والسنة سواء علم العلة أم لم يعلمها قال الله تعالى: وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا سمعنا وأطعنا، وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً. وقال: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
والموضوع ما يحتاج إلى إطالة هذا شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع الأمة كما في الصحيحين وغيرهما فما ينبغي للمسلم الاعتراض عليه، وليعلم من يعترض على نصوص الكتاب والسنة أنه هو الخسران.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 09:06]ـ
تعقيب:
القاعدة التي أنكرها هذا الرجل بقوله:
هذا كلام في غاية الغرابة ولا يقوله عالم ولا متعلم
طبعاً لن أتكلم عن ثبوتها وكيفيفة إنزالها وتحقيقها فهذا ولله الحمد لا يخفى على أهل العلم .. بل سأضع تعبيرات أهل العلم لها:
- الحكم لا يثبت إلا بالبينة الكاملة.
- الحكم لا يثبت إلا مع التمكن من العلم.
- الحكم لا يثبت بدون شرطه.
- الحكم لا يثبت بدون السبب.
- الحكم لا يثبت ما لم تتم العلة.
- الحكم لا يثبت مع تحقق المعارض.
- الحكم لا يثبت إلا بوجود معنى يقتضي ثبوته.
- الحكم لا يثبت إلا بعلته.
فهل لم يقله عالم ولا متعلم؟!!! تطبيق مثل هذه القواعد يحتاج إلى دراسة وتعلم حتى تعرف متى تنزل مثل هذه القواعد على الأحكام .. فواصل الطلب.
* أما قوله:
وهل الأحكام الشرعية يتوقف ثبوتها على غلبة الظن وجود العلة؟؟
فلعله لو استمر في الطلب المؤصل على أهله عرف كيف يجيب على نفسه.
- وسأتنزل معه هذه المرة وأمشي على ما يحاول دائماً أن يدندن حوله من التمسك بالنص _ بحد زعمه _ فأقول:
يا من يقرر ويطالب ويلزم بالتمسك الحرفي بالنص النبوي هل تمسكت بما تطالب الناس به _ طبعاً طلبه على علاته وإلا النص النبوي متى ما صح وعرف مضمونه وغايته فهو شرع _ فهل قرأت هذا القول الصحيح من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني مررت بقبرين يعذبان؛ فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين" ..
فهل أنصفت نفسك يا رجل .. وهل هذه مما يملكها الناس؟!! والله ما فعلها أخيار البشر بعد رسول الله حتى نفعلها نحن!!
هداك الله وأوضح لك الحق.
* أما (السكران) فوالله لأنه بعد ديني وعقيديتي وقبيلتي لهو أشرف الألقاب والمسميات لدي .. فهذا لقبي غفر الله لك العائلي .. وأتشرف به تشرفاً لا تعلمه أنت .. والأولى لك أن تلتفت لما نحاول توضيحه لك لا لـ (لقب عائلتي).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 01:20]ـ
أبو عبد الله محمد مصطفى
تقول: قال الحافظ ابن حجر: لا يلزم من كوننا لا نعلم أيعذب أم لا أن لا نتسبب له في أمر يخفف عنه العذاب أن لو عذب كما لا يمنع كوننا لا ندري أرحم أم لا أن لا ندعو له بالرحمة
اقول:اكبرحجة لديك قول الحافظ رحمه الله هذا وليس النص فالنص في المعذبين ((إني مررت بقبرين يعذبان؛)
وكلام الحافظ هوقياس في العبادات غير صحيح فالعبادة مبناها على التوقيف
تقول: وهو مذهب الأئمة الأربعة
اقول: هات قولهم وليس قول الاتباع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 01:26]ـ
بارك الله في الجميع
المسألة من ذوات الخلاف المعتبر
وأدلة كل من الطرفين محتملة
وقد قال بكل من القولين علماء أجلاء
فلا يشنع على المخالف في ذلك
ولا يتهم في شخصه وعلمه
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 01:34]ـ
(والله ما فعلها أخيار البشر بعد رسول الله حتى نفعلها نحن)
عدة وقفات:
أولاً: يمكنك أن تكتب ما تريد بدون أن تحلف بالله قال الله تعالى ولا تجعل الله عرضة لأيمانكم)
ثانيا وهل العمل بالنص يتوقف على عمل الناس؟؟ قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
وهل سبقك أحد لهذا الشرط ولتعلم أنه شرط باطل لم يقل به أحد ولم يسألك الله عز وجل هل الناس عملوا بهذا النص أم لا؟؟ ولكن يسألك عن نفسك لم لا تعمل بهذا النص؟؟ فأجد للسؤال جواباً.
ثالثا اعلم أن العمل بالنص لا يتوقف إلا على إثبات النص وقد ثبت النص لأن الحديث متفق عليه: فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسر كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا أو: إلى أن ييبسا "
أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب من الكبائر أن لاَّ يستتر من بوله رقم (216) 1/ 89 - 90، وفي كتاب الجنائز، باب الجريد على القبر رقم (1295) 1/ 458، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه رقم (292) 1/ 240 - 241.
رابعاً أرجوك أن تتقيد بأدب الحوار وبالموضوعية وأن تحدد ما تريد ولتعلم بأن النص قائم وصحيح والعمل به مستفيض ومنتشر بين المسلمين منهم بعض الصحابة والتابعون و أتباع الأئمة الأربعة كما سلف في الرسالة بقي من بقي وكره من كره والذي يهمنا هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نتوقف في اتباعه على عمل أحد كائناً من كان وفقنا الله وإيكم لما يحبه ويرضاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وأسألك ما ذا تقصد بهذه الأقوال هل أنت مستوعب لها ولما تدل عليه وما هي علاقتها بالوضوع؟؟؟؟؟؟
الحكم لا يثبت إلا بالبينة الكاملة.
- الحكم لا يثبت إلا مع التمكن من العلم.
- الحكم لا يثبت بدون شرطه.
- الحكم لا يثبت بدون السبب.
- الحكم لا يثبت ما لم تتم العلة.
- الحكم لا يثبت مع تحقق المعارض.
- الحكم لا يثبت إلا بوجود معنى يقتضي ثبوته.
- الحكم لا يثبت إلا بعلته.
ــــــــــــــــــ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 01:40]ـ
الأخ أبو عبد الله محمد مصطفى حفظك الله
ارى في كلامك تكراراولم تطبق القواعد الاصولية التي ذكرتها على مسالتنا
لذا ارى ان نتوقف عن الجدال في هذه المسالة
فقد وضح كل منا ماعنده والله اعلم(/)
[كِتَابُ اللهِ وَمَكَانَتُهُ العَظِيمَة] لِسَمَاحَة المُفْتِيّ آل الشَّيْخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Jan-2007, مساء 11:44]ـ
[كِتَابُ اللهِ وَمَكَانَتُهُ العَظِيمَة]
لِسَمَاحَة المُفْتِيّ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ آل الشَّيْخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
- حفظه الله ورعاه -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا، ماكثين فيه أبدا، وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا، والحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث بالهدى والرحمة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله عليه وآله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن الله سبحانه قد من على خلقه وخاصة المؤمن منهم بأن بعث فيهم رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأنزل معه أفضل كتبه وخاتمها والمهيمن عليها يقول الله -عز وجل-: ? لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ? [سورة آل عمران الآية 164].
وفي صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار المجاشعي -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم في خطبته: ((ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان. . .)) الحديث. هذا الكتاب هو المهيمن على الكتب السابقة كلها، يقول الله: ? وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ? [سورة المائدة الآية 48]، والمعنى أنه عال ومرتفع على ما تقدمه من الكتب، هو أمين عليها وحاكم وشاهد وقيم عليها، يقول ابن جرير رحمه الله: (القرآن أمين على الكتب المتقدمة قبله فما وافقه منها فهو حق وما خالفه منها فهو باطل). ا هـ.
وكتاب الله له المكانة العظيمة في قلب كل مسلم، وهو أيضا عظيم في نفسه كريم مجيد عزيز، ونحن في فاتحة هذا العدد المبارك من مجلة البحوث الإسلامية، نحب أن نعرض لهذا الموضوع بإشارات وتنبيهات لعل الله أن ينفعنا بها وينفع بها إخواننا من قراء المجلة أو من بلغه هذا الكلام إنه سميع مجيب.
فأقول مستعينا بالله:
القرآن مصدر قرأ قرآنا ومنه قوله تعالى: ? إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ? [سورة القيامة: 17 - 19]، والكلام المقروء نفسه يسمى قرآنا كما في قوله تعالى: ? فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ? [سورة النحل الآية 98]، والقرآن كلام الله حقيقة، لفظه ومعناه من الله، أنزله على عبده محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- وحيا، فهو منزل غير مخلوق، يقول الله: ? تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ? [سورة الزمر الآية 1]، ويقول سبحانه: ? قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ ? [سورة النحل الآية 102]، ويقول: ? حم *تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ? [سورة غافر: 1 - 2]، ويقول: ? تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ? [سورة فصلت الآية 2]، ويقول: ? وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ? [سورة الإسراء الآية 106]، والآيات في هذا المعنى كثيرة وعلى هذا أجمع سلف الأمة رحمهم الله جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سمى الله هذا الكتاب بأسماء كثيرة في كتابه، ووصفه كذلك بصفات كثيرة، وإنما يدل هذا على شرف هذا الكتاب وعظمته، فهو القرآن والفرقان والكتاب والهدى والنور والشفاء والبيان والموعظة والرحمة والبصائر والبلاغ وهو العربي والمبين والكريم والعظيم والمجيد والمبارك والتنزيل والصراط المستقيم والذكر الحكيم وهو حبل الله وهو الذكرى والتذكرة والبشرى وهو المصدق لما بين يديه من الكتاب وهو المهيمن عليها وهو المثاني وفيه تفصيل كل شيء وتبيان كل شيء وهو الذي لا ريب فيه ولا عوج فيه،
يقول الله: ? قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ? [سورة الزمر الآية 28]، ويقول سبحانه: ? تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ? [سورة الفرقان الآية 1]، ويقول سبحانه: ? الم *ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ? [سورة البقرة: 1 - 2]، ويقول سبحانه: ? قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ? [سورة البقرة الآية 97]، ويقول سبحانه: ? ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ? [سورة آل عمران الآية 58]، ويقول -عز وجل-: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ? [سورة النساء الآية 174]، ويقول سبحانه: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ? [سورة يونس الآية 57]، ويقول سبحانه: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ? [سورة الإسراء الآية 9]، ويقول جل وعلا: ? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ? [سورة الكهف الآية 1 - 2]، ويقول عز من قائل سبحانه: ? بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ? [سورة البروج: 21 - 22]، ويقول وجل: ? إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ? [سورة الواقعة: 77 - 80]، وغير ذلك من، الآيات كثير، فيها أسماء هذا الكتاب العظيم وصفاته، مما ينبيك على عظيم قدره، وجليل شرفه، كيف والمتكلم به هو رب الأرباب - سبحانه- عالم الغيب والشهادة القائل: ? وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? [سورة لقمان الآية 27].
ومما ينبغي أن يعلم أن كل اسم أو صفة لهذا الكتاب العزيز فهو دال على معنى اختص به، ولولا خشية الإطالة لنبهنا على جملة تكون معينة على فهم ما بقي.
هذا وإن مما اختص به هذا الكتاب الكريم أن الله سبحانه تكفل بحفظه ولم يكل حفظه إلى أحد من خلقه، يقول سبحانه: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? [سورة الحجر الآية 9]، ويقول سبحانه:? بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ? [سورة البروج: 21 - 22].
يقول ابن القيم رحمه الله: " فوصفه سبحانه بأنه محفوظ في قوله: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? [سورة الحجر الآية 9] ووصف محله بالحفظ في هذه السورة - أي البروج- فالله سبحانه حفظ محله، وحفظه من الزيادة والنقصان والتبديل، وحفظ معانيه من التحريف كما حفظ ألفاظه من التبديل وأقام له من يحفظ حروفه من الزيادة والنقصان ومعانيه من التحريف والتغيير " ا هـ[التبيان 1/ 62].
(يُتْبَعُ)
(/)
كتاب الله الكريم هو المنجي من الفتن وهو أنيس المؤمن ونور قلبه وربيع صدره وجلاء همه وغمه، كتاب الله فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، لا تنقضي عجائبه ولا تفنى عبره، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا: ? إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ? [سورة الجن الآية 1].
من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم، هو الآية الكبرى والمعجزة العظمى التي أوتيها نبينا صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: ((ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما على مثله آمن البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة)) أخرجاه في الصحيحين.
معجز في لفظه وبيانه: ? وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ? [سورة البقرة الآية 23]
معجز في تيسير تلاوته وقرآنه: ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ? [سورة القمر الآية 17]، معجز فيما حواه من قصص الماضين لنعتبر: ? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ? [سورة يوسف الآية 3]، ويقول سبحانه: ? لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ? [سورة يوسف الآية 111]،
معجز فيما حواه من عقائد وشرائع الدين، لنمتثل: ? الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ? [سورة إبراهيم الآية 1]، ? وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ? [سورة النحل الآية 89]، ? إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ? [سورة الزمر الآية 2]، ? وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ? [سورة الأنعام الآية 155].
معجز بما حواه من أخبار الغيب؛ لنؤمن ونسلم: ? الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ? [سورة البقرة: 1 - 3].
آية ظاهرة وحجة باهرة من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يأذن الله برفعه، تحدى الله به أفصح الناس فلم يستطيعوا، بل تحدى به الجن والإنس مجتمعين فأعياهم: ? قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ? [سورة الإسراء الآية 88]، امتن الله به على نبيه صلى الله عليه وسلم: ? وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ? [سورة الحجر الآية 87]، يهدي إلى الطريق القويم والمنهج المستقيم: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ? [سورة الإسراء الآية 9].
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وإن لتلاوة هذا الكتاب أجرا عظيما وفضلا كبيرا، يقول الله: ? إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ? [سورة فاطر: 29 - 30]. وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)) رواه البخاري ومسلم، وعن ابن مسعود -رضي الله عنه-، قال: ((من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)).
وصاحب القرآن هو المقدم في الدنيا والآخرة، وهم أهل الإكرام والإجلال، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين)) أخرجه مسلم.
وعن أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله. . .)) الحديث. أخرجه مسلم.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ((كان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا)).
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) أخرجه أبو داود، وحسنه النووي.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)) متفق عليه.
هذا في الدنيا أما في الآخرة فثوابه أعظم إن عمل به، وأجره أكبر، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)) متفق عليه.
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)) أخرجه مسلم.
وصاحب القرآن هو المقدم في أول منازل الآخرة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: "أيهما أكثر أخذا للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما، قدمه في اللحد)) أخرجه البخاري.
ولا يزال صاحب القرآن يترقى في منازل الجنة على قدر ما معه من القرآن، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)) أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
ولا شك أن العناية بحفظ القرآن من أجل ما تنصرف إليه الهمم؛ لما في ذلك من الأجر العظيم، وقد كان وصف هذه الأمة في الكتب السابقة بأن أناجيلهم في صدورهم. وهكذا فإن الله سبحانه قد أخبر في كتابه أن هذا الكتاب محفوظ في صدور الرجال، يقول الله سبحانه: ? وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ? [سورة العنكبوت الآية 48 - 49]، فأخبر سبحانه أنه في صدور العلماء محفوظ، وهذا يصدق الحديث القدسي الذي فيه: ((إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت معك كتابا لا يغسله الماء. . .)) أخرجه مسلم والمعنى أن الماء لا يمحوه إذ هو محفوظ في الصدور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- من لم يحفظ شيئا من القرآن بالبيت الخرب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)) أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح. وقد تقدمت معنا الأحاديث الدالة على إكرام حامل القرآن وعظيم منزلته.
وحفظ القرآن مشروع للمسلم، والقدر الواجب عليه منه هو ما يحتاج إليه في تصحيح عبادته، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. " وأما حفظ جميع القرآن وفهم جميع معانيه ومعرفة جميع السنة فلا يجب على كل أحد، لكن يجب على العبد أن يحفظ من القرآن ويعلم معانيه ويعرف من السنة ما يحتاج إليه " الفتاوى (15\ 391) ا هـ.
وإن مما ينبغي العناية به لمن أراد تلاوة القرآن وحفظه أمور:
أولها: وجوب الإخلاص لله في العمل الذي يقدم عليه وألا يكون مراده به حظا من الدنيا قريب حقير فإن الله تعالى يقول: ? مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ *أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [سورة هود الآية 15 - 16]، ويقول سبحانه: ? مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ? [سورة الشورى الآية 20]، ويقول جل وعلا: ? مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ? [سورة الإسراء الآية 18].
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. . .)) الحديث. عياذا بالله من حالة السوء.
ثانيا: ينبغي لمن أراد حفظ القرآن أن يكرره ويتعاهده حتى يتمكن من حفظه، والله تعالى إن علم من عبده الصدق يسر له طريق الحفظ ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ? [سورة القمر الآية 40].
ثالثا: من كان معه شيء من القرآن قد حفظه فليتعاهده بالتكرار والمراجعة حتى لا يضيع منه وليستعن على ذلك بالصلاة فإن من قام بحزبه من القرآن لم ينسه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت)) متفق عليه. وزاد مسلم في رواية: ((وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به نسيه)).
رابعا: مما يعين على حفظ القرآن مدارسته، وقد كان جبريل عليه السلام يدارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن في كل سنة مرة، إلا عام قبض فقد عارضه القرآن مرتين، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فضل مدارسة القرآن: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)).
خامسا: ينبغي للمسلم ألا يغفل عن كتاب الله وليجعل له فيه ختمة، وقد كان السلف لهم عادات في ختم كتاب الله فمنهم من كان يختمه كل شهرين مرة، ومنهم من كان يختم كل شهر مرة، ومنهم من كان يختم كل عشر ليال، ومنهم من كان يختم في كل ثمان ليال، وعن الأكثرين في كل سبع ليال، ومنهم من يختم في أقل من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأفضل أن يختم المسلم كل سبع؛ لفعل جمع من الصحابة حيث كانوا يحزبون القرآن إلى سبعة أحزاب، فعن أوس بن حذيفة قال: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده" رواه أبو داود. وحزب المفصل من سورة " ق " إلى آخر القرآن العظيم.
ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ((اقرأ القرآن في شهر. قلت: إني أجد قوة. . .)) حتى قال: ((فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك)) أخرجه البخاري.
وأما من قرأه في أقل من ذلك فالغالب أنه يهذه هذا ولا يفهم معاني ما يقرأ وهذا لا ينبغي من المسلم والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) أخرجه أصحاب السنن الأربعة وقال الترمذي: حسن صحيح.
فالسنة ألا يختم في أقل من ثلاث.
والناس يختلفون في هذا فمنهم من هو كثير العلم دقيق الفهم سريع القراءة قليل الشغل فهذا يقرأ من القرآن أكثر ممن هو دونه في ذلك وهكذا قس.
وقد استحب جمع من السلف أن تكون الختمة إما أول الليل أو أول النهار؛ لأجل أن الملائكة تصلي على من ختم بالليل حتى يصبح ومن ختم بالنهار حتى يمسي روي ذلك موقوفا على سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، وحسنه الدارمي عنه.
سادسها: يجب على المسلم أن يسعى في تعلم ما يقرأ حتى يكون على بينة وفهم لما يتلوه، فيحصل له التدبر والخشوع إذ ليس المقصود من القرآن مجرد التلاوة، كلا، فإن من هذه حاله كان شبيها بحال أهل الكتاب الذين قال الله عنهم: ? وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ? [سورة البقرة الآية 78] يعني يقرءون الكتاب ولا يعلمون ما فيه.
وقد أمر الله بتدبر كتابه وفهمه في غير موضع من كتابه، يقول الله تعالى: ? إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? [سورة يوسف الآية 2]، ويقول سبحانه: ? كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ? [سورة ص الآية 29].
وقد أنكر الله على من لم يتدبر كتابه فقال سبحانه: ? أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ? [سورة محمد الآية 24]، وقال أيضا: ? أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ? [سورة المؤمنون الآية 68].
والنبي صلى الله غليه وسلم قد بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه، يقول الله -عز وجل-: ? لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ? [سورة النحل الآية 44] وهكذا التابعون أخذوا عن الصحابة فهذا مجاهد رحمه الله يقول: (عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها)، ولهذا قال الثوري رحمه الله: (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به). والمقصود أن معاني كلام الله موجودة معلومة، وكثير منها مدون متداول ولله الحمد، وأعظم ما فسر به القرآن هو أن يفسر بالقرآن، فإنه من المعلوم أن هذا القرآن مثاني ومتشابه، يقول الله: ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ? [سورة الزمر الآية 23]، والمعنى أن بعضه يشبه بعضا ويفسر بعضه بعضا، وأن القصص تثنى فيه فيكون في هذا الموضع ما يفسر الموضع الآخر وهكذا. وهذا ولله الحمد واضح فإنه ما فسر كلام الله بأوضح وأدل على المراد من كلام الله؛ إذ هو سبحانه المتكلم به وهو الأعلم بمراده. وهذا النوع من التفسير اعتنى به السلف كثيرا وهناك أمثلة كثيرة لذلك يطول عدها.
ثم بعد كلام الله يأتي تفسير القرآن بالسنة؛ إذ لا أعلم بمراد الله بعد الله من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي نزل عليه القرآن وأمر ببيانه للناس.
ثم يأتي أقوال الصحابة؛ إذ هم من عاصر التنزيل وأخذ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم أئمة التابعين.
ومن ثم يؤخذ من أقوال المفسرين أقربها إلى ما في الكتاب والسنة أو أقوال الصحابة، فإن كان وإلا فأقربها إلى مقتضى اللغة العربية؛ إذ هي لغة القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المفسرين من يسلك مسلك الاجتهاد والاستنباط فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر اجتهاده إذا كان عن علم.
وينبغي التنبيه هنا أن المسلم يحذر من أن يقول في كلام الله بغير علم، فلا يقل هذه، الآية تفسيرها كذا، وهو لا يعلم تفسيرها، فإن هذا إثم عظيم وقول على الله بلا علم، وقد حرمه الله في كتابه: ? قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ? [سورة الأعراف الآية 33]. ثم إن تعلم هذا القرآن وتعليمه فرض كفاية على الأمة؛ إبقاء لعلم الكتاب فيها، ومن انتصب لهذا الأمر فهو خير هذه الأمة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) أخرجه البخاري عن عثمان -رضي الله عنه-، وفي رواية: ((خيركم أو أفضلكم. . .)) الحديث.
سابعها: يجب على من علم القرآن أن يعمل به؛ إذ هذا هو ثمرة العلم وهو المقصود من إنزال الكتب وإرسال الرسل وإلا فعلم بلا عمل لا ينفع صاحبه بل يضره. وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل).
وقد قص الله علينا خبر الذي علم شيئا من آيات الله ولم يعمل بها، ومثل له بأقبح مثال وأشنعه؛ تنفيرا من فعله وبيانا لقبحه، يقول سبحانه: ? وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ *وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ? [سورة الأعراف: 175 - 176]. وقال سبحانه عن اليهود: ? مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ? [سورة الجمعة الآية 5]. وأثنى على طائفة من أهل الكتاب؛ لأنها عملت بكتابها، يقول الله: ? الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ? [سورة البقرة الآية 121]، أي يحلون حلاله ويحرمون حرامه ولا يحرفونه عن مواضعه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ومن لم يعمل بالقرآن من هذه الأمة فإن القرآن قد يكون حجة عليه". وقد أخبرنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عن عبادة أقوام وكثرة صلاتهم وصيامهم وتلاوتهم ومع ذلك آلوا إلى أسوأ حال، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا، وينظر في القدح فلا يرى شيئا، وينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق)) أخرجه البخاري.
وكان دأب السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم الحرص على العمل بما علموا من القرآن أكثر من الحرص على حفظه بغير عمل به، يقول أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن- كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وغيرهما- أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة الواحدة، يقول أنس رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جل في أعيننا)، وجاء عند مالك في الموطأ أنه بلغه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها.
وهكذا فإنا نرى أولئك القوم الأفاضل همتهم منصرفة لتدبرمعاني الكتاب والعمل به دون مجرد حفظ ألفاظه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامنها: أن يحذر المسلم من هجران القرآن، يقول الله تعالى: ? وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ? [سورة الفرقان الآية 30].
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أنواعا لهجر القرآن منها:
(هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.
والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم.
والرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله: ? وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ? [سورة الفرقان الآية 30] وإن كان بعض الهجر أهون من بعض). انتهى المقصود من كلامه رحمه الله [الفوائد ص82].
هذا ويشرع لقارئ القرآن آداب وأمور يمتثلها وهي:
أولا: أن يكون حال قراءته كتاب الله على أكمل حال، متطهرا متنظفا احتراما لهذا الكتاب العزيز، والتطهر حال القراءة مستحب، ولا بأس بقراءة القرآن للمحدث؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام مرة من نومه فغسل وجهه وتلا عشر آيات من آخر آل عمران ولم يتوضأ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في قوم وهم يقرءون القرآن فذهب لحاجته، ثم رجع وهو يقرأ القرآن، فقال له رجل: (يا أمير المؤمنين أتقرأ القرآن ولست على وضوء؟ فقال له عمر: من أفتاك بهذا؟ أمسيلمة؟!) أخرجه مالك في موطئه،
قال ابن عبد البر: (وفي هذا الحديث جواز قراءة القرآن طاهرا في غير المصحف لمن ليس على وضوء إن لم يكن جنبا، وعلى هذا جماعة أهل العلم لا يختلفون فيه إلا من شذ عن جماعتهم ممن هو محجوج بهم، وحسبك بعمر في جماعة الصحابة وهم السلف الصالح). ا هـ[الاستذكار 8/ 14].
وقد نقل الإجماع على جواز قراءة المحدث للقرآن النووي وابن تيمية رحمهما الله.
أما الجنب فإنه لا يقرأ القرآن حتى يغتسل؛ لحديث علي رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يحجبه عن القرآن شيء إلا الجنابة)). وأحاديث هذا الباب يشد بعضها بعضا، وبهذا قال أكثر الفقهاء حتى إن ابن عبد البر رحمه الله قال: " وقد شذ داود عن الجماعة بإجازة قراءة القرآن للجنب " ا هـ.
أما الحائض فالصحيح أنه يجوز لها قراءة القرآن حال حيضها؛ لأنه لم يثبت في منعها من قراءته حال حيضها حديث،
وأما قياسها على الجنب فلا يصح؛ لأن حدث الحائض يطول في الغالب ويخشى من نسيانها القرآن، أما حدث الجنب فلا يطول ومتى شاء رفعه بالاغتسال.
أما مس المصحف فالصحيح أنه لا يمسه إلا طاهر من الحدثين الأكبر والأصغر؛ لقوله تعالى: ? لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ? [سورة الواقعة الآية 79]، ولأن في كتاب عمرو بن حزم: "وأن لا يمس القرآن إلا طاهر" قال ابن عبد البر رحمه الله: "وكتاب عمرو بن حزم هذا قد تلقاه العلماء بالقبول والعمل وهو عندهم أشهر وأظهر من الإسناد الواحد المتصل" ثم قال: "وأجمع فقهاء الأمصار الذين تدور عليهم الفتوى وعلى أصحابهم بأن المصحف لا يمسه إلا طائر" ا هـ[الاستذكار 8/ 10].
الثاني: إذا أراد الشروع في القراءة استحب له أن يستعيذ؛ لقوله تعالى: ? فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ? [سورة النحل الآية 98]، وصفتها أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وكان بعض السلف يقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم). وكلاهما صحيح.
الثالث: ينبغي للقارئ أن يبسمل في بداية كل سورة ما عدا براءة؛ لأن الصحيح أن البسملة آية من القرآن جيء بها
للفصل بين السور، وقد أثبتها الصحابة رضي الله عنهم في المصاحف في أوائل السور ما عدا براءة.
الرابع: ينبغي لقارئ القرآن أن يترسل في قراءته ويرتلها ويتدبره وألا يهذها هذا، يقول الله سبحانه وتعالى: ? وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ? [سورة الإسراء الآية 106].
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ? لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ? [سورة القيامة الآية 16]، قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل جبريل بالوحي وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه وكان يعرق منه فأنزل الله، الآية التي في لا أقسم بيوم القيامة: ? لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ? [سورة القيامة الآية 16 - 19]، قال: إن علينا أن نبينه بلسانك، قال: وكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله.
وفي البخاري أيضا: ((أن رجلا قال لابن مسعود: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حم)).
وجاء في بعض الروايات أن الرجل قرأ المفصل في ركعة. وفي رواية لأبي داود سرد فيها السور النظائر فقال: ((كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة، الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والذاريات والطور في ركعة، والواقعة ونون في ركعة، وسأل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم في ركعة، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة، وإذا الشمس كورت والدخان في ركعة)).
والسنة في قراءة القرآن أن يمدها مدا، ففي الصحيح أن أنسا رضي الله عنه سئل عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (كان يمد مدا). وفي لفظ: (ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم).
الخامس: يستحب لقارئ القرآن أن يحسن صوته بكتاب الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن)). أخرجه البخاري. وفي حديث أبي هريرة في الصحيح أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)). وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ((يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)) وذلك لما سمع حسن صوته بالقراءة.
السادس: يستحب البكاء عند قراءة القرآن، يقول الله مثنيا على من هذه صفته: ? وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ? [سورة الإسراء الآية 109]،
وقال في صفة أنبيائه عليهم السلام: ? إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ? [سورة مريم الآية 58].
وفي الصحيح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لابن مسعود رضي الله عنه: ((اقرأ علي. قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري. قال: فقرأت النساء حتى بلغت ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ? [سورة النساء الآية 41]. قال لي. كف، أو أمسك. فرأيت عينيه تذرفان)).
وأخرج الإمام أحمد وغيره عن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال: ((رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء)).
وفي البخاري أن عائشة قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- حين كان في مرضه وأمر أن يخلفه أبو بكر في الصلاة بالناس: ((إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس)) وفي لفظ: ((لم يسمع الناس من البكاء)). وكان عمر رضي الله عنه إذا صلى بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف. وعن أبي رجاء قال: (رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع).
ولهذا قال النووي رحمه الله في البكاء حال القراءة: " وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين" ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وينبغي أن يعلم أن البكاء والتباكي المحمود ما كان ناشئا عن تدبر لكتاب الله أورث في القلب الخشية والحزن وهذا يدل على كمال في إيمان العبد، يقول الله: ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ? [سورة الزمر الآية 23].
وليحذر المسلم أن يتصنع البكاء رياء وسمعة أو لحاجة في نفسه فإن هذا من أعظم الخطر ومداخل الشيطان على العبد.
السابع: يستحب لقارئ القرآن في غير الفريضة إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله وإن مر بآية عذاب استعاذ بالله من عذابه، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: ((صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، ثم افتتح النساء فقرأها، فقلت: يركع بهما، ثم افتتح آل عمران فقرأ، يقرأ مترسلا؛ إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ)) أخرجه مسلم.
الثامن: ينبغي للمسلم أن يتعاهد حفظه، فإن نسي شيئا منه فلا يقل: إني نسيت، ولكن ليقل: إني أنسيت أو نسيت، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت بل نسي)) أخرجه البخاري.
وإنما نهي عن قوله: "نسيت" لأنه مشعر بالتساهل والتهاون في أمر القرآن، والأصل أن المسلم حريص كل الحرص على كتاب ربه.
التاسع: لا بأس بقراءة القرآن في أحوال الإنسان ماشيا أو راكبا أو مضطجعا، فعن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- قال: ((رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة، يقرأ وهو يرجع)) أخرجه البخاري.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتكئ في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن)).
وجاء عن عائشة رضي الله عنها أنها تقرأ حزبها وهي مضطجعة على السرير.
وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "إني أقرأ القرآن في صلاتي وأقرأ على فراشي".
العاشر: الواجب على المسلمين الائتلاف على القرآن حال قراءته والحذر من المنازعة والافتراق، ففي البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه)) وهذا لئلا يقع النزاع والخلاف ومن ثم الافتراق.
الحادي عشر: مما يتأكد العناية به سجود التلاوة، والجمهور على استحبابه؛ لورود الأمر به، وقالوا: مستحب؛
لأن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر يوم الجمعة سورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس إنما نمر بالسجود، فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه. ولم يسجد عمر. أخرجه البخاري. ويشرع هذا السجود للقارئ والمستمع.
ثم إن المشروع أن يكون حامل القرآن على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه؛ إجلالا لكتاب الله، وأن يكون مصونا عن دنيء المكاسب مترفعا عن سفاسف الأمور، متواضعا لعباد الله، وبالجملة يكون خلقه القرآن كما كان هذا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها.
ومن الكلام الجامع الذي ينبغي أن يمتثله حامل كتاب الله ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون.
ينبغي لحامل القرآن أن يتعاهد قلبه ولسانه وجوارحه؛ فلا يعتقد إلا الحق بدليله ولا ينطق إلا بصدق وخير ولا يعمل إلا خيرا، وليحرص كل الحرص على دفع الباطل عن نفسه من اعتقاد أو قول أو عمل، وأن يكف شره وأذاه عن الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ليعلم كل مسلم أن قراءة القرآن تارة تكون واجبة، كالقراءة في الصلاة فإنها واجبة بالإجماع، وإنما اختلف العلماء في هل الواجب الفاتحة بعينها أو يكفي غيرها من القرآن ويجزئ؟ والصحيح الأول. وتارة تكون مستحبة وهي ما زاد على القدر الواجب في الصلاة، وكذلك تلاوة القرآن في سائر الأوقات. وتارة تكون مكروهة كإذا كانت جهرية تشوش على التالين أو المصلين أو تزعج النائمين.
وتارة تكون محرمة كمن يقصد بها الرياء والسمعة، أو يفعلها في مواطن البدع؛ لأن في ذلك إعانة على الباطل، ومن العلماء من حرم تمطيط القراءة بحيث يخل باللفظ، وكذلك الألحان المطربة كألحان الغناء؛ صيانة لكتاب الله وتنزيها له.
هذا وإن من البدع ما يحصل في المآتم التي يقرأ فيها القرآن عند العزاء واجتماع الناس، وكذلك الاستئجار على قراءة القرآن وإهدائه للأموات ونحو ذلك مما فشى في الناس؛ لقلة العلم وغلبة الجهل، وقلة من ينكر ويبين للناس دينهم. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومما يجب التنبيه عليه أن يعلم جميع المسلمين أفرادا وحكاما أن كتاب الله إنما أنزل ليعمل به ويحكم ويتحاكم إليه، فهو مصدرنا في التشريع وإليه مرجعنا في الحكم والعمل.
هذا ما يسر الله رقمه في هذه المقدمة، وما هذه إلا كلمات يسيرة، وإلا فحق كتاب الله أعظم، وقدره أجل من أن تحيط به الكلمات، أو تؤدي حقه العبارات، وإنما هي تنبيهات أردت بها النفع لي ولإخواني المسلمين،
وأسأل الله العلي القدير بمنه وكرمه أن يفقهنا في دينه، وأن يعلمنا التأويل، وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وغمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم اجعلنا ممن عمل بمحكمه وآمن بمتشابهه، اللهم اجعله حجة لنا لا علينا واجعله شاهدا لنا ودليلنا وسائقنا إلى جناتك جنات النعيم، اللهم ارفع لنا به الدرجات وحط عنا به الخطايا والسيئات وشفعه فينا يا رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.
المصدر: ((مجلة البحوث الإسلامية)) ع: 63 ص 7
جزى الله سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ خير الجزاء بارك في جهوده.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 02:42]ـ
للفائدة؛(/)
«آراء الإمام ابن ماجه الأصولية من خلال تراجم أبواب سننه» لفضيلة الشيخ الشثري
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jan-2007, صباحاً 12:03]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«آراء الإمام ابن ماجه الأصولية من خلال تراجم أبواب سننه»
لفضيلة الشيخ العلامة د. سعد بن ناصر الشثري
عضو هيئة كبار العلماء
و
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
المقدمة:
الحمد لله الذي تفضل على هذه الأمة بحفظ دينها، وصلاح أمرها، ورفعة شأنها، نحمده سبحانه، هيأ لهذه الأمة علماء يعلمون جاهلها ويرشدون ضالها، فله الحمد سبحانه أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، هو الحق لا يستحق العبادة أحد سواه، ولا يحتاج أحد من الخلق إلى واسطة في خطاب ربه ودعائه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وأمينه على وحيه، اتباعه سبب لمحبة الله، وطاعته سبب لدخول جنة الخلد، فصلى الله على هذا النبي الكريم، وعلى آله وأصحابه وأتباعه الهداة الأبرار والسادة الأطهار، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
فإن الله تعالى بفضله هيأ لهذه الأمة من يحفظ لها دينها، فنقلوا كتاب الله نقلا متواترا لا مجال للتشكيك فيه، ونقلوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وميزوا صحيحها من غيره، وصنفت المؤلفات في السنن والأحاديث، ومن أبرز هذه المؤلفات الكتب الستة: صحيح البخاري ومسلم، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ومن هنا اهتم علماء الأمة بهذه الكتب، وصنفوا حولها المصنفات في الكلام عن معانيها وشروحها وأحكامها ورجالها واختصاراتها وزوائدها وصحيحها، إلا أنه لم يتصد أحد من المؤلفين للحديث عن القواعد الأصولية التي قررها هؤلاء الأئمة، أو طبقوها على الأحكام الشرعية في عناوين الأبواب التي يسميها العلماء بـ (التراجم)، ومن هنا ظهرت فكرة هذا البحث.
فرغبت أن أتناول تراجم الإمام ابن ماجه بالدراسة؛ لأستخرج منها القواعد والآراء الأصولية التي سار عليها الإمام في استخراج أحكام تراجمه.
وتراجم الإمام ابن ماجه على أنواع:
النوع الأول: ما ليس له علاقة مباشرة بالأحكام الشرعية، ومن أمثلة ذلك: (باب في بدء الإيمان) [السنن 1/ 22]، و (باب في القدر) [السنن 1/ 29]. ومن ذلك أيضا أبواب الفضائل [السنن 1/ 36 - 73].
النوع الثاني: التراجم التي تساق على جهة الاستفهام والسؤال، مثل قوله: (باب الرجل يستيقظ من منامه هل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها؟) [السنن 1/ 138]، و (باب الأرض يصيبها البول كيف تغسل؟) [السنن 1/ 175]، و (باب في الحائض كيف تغتسل؟) [السنن 1/ 210]، و (باب أين يجوز بناء المساجد؟) [السنن 1/ 245].
النوع الثالث: التراجم التي يفهم الحكم منها عند قرنها بما وضع تحتها مثل: (باب من سن سنة حسنة) [السنن 1/ 74]، و (باب تغطية الإناء) [السنن 1/ 129]، و (باب الاستنجاء بالحجارة) [السنن 1/ 114]، و (باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء) [السنن 1/ 108]، و (باب الوضوء بالنبيذ) [السنن 1/ 135].
النوع الرابع: التراجم التي صرحت بالحكم منسوبا لقائل، سواء كان هذا القائل معروفا أو ليس بمعروف، مثل قوله: (باب من كره أن يوطأ عقباه) [السنن 1/ 89]، و (باب من دلك يده بالأرض بعد الاستنجاء) [السنن 1/ 128]، و (باب من كان لا يرفع يديه في القنوت) [السنن 1/ 373].
النوع الخامس: التراجم التي صرح المؤلف فيها بالحكم من غير نسبته إلى قائل، مثل قوله: (باب كراهية البول في المغتسل) [السنن 1/ 11]، و (باب كراهة مس الذكر باليمنى) [السنن 1/ 113]، و (باب كراهية الخلع للمرأة) [السنن 1/ 662]، و (باب الرخصة في الصلاة بمكة في كل وقت) [السنن 1/ 394].
والنوع الأول لا علاقة له باستخراج الأحكام الشرعية، ومن ثم فهو خارج عن موضوع هذا البحث.
والأنواع من الثاني إلى الرابع لم يصرح فيها الإمام ابن ماجه بالحكم منسوبا لنفسه، ومن ثم لم تدخل في هذا البحث، وإني لآمل أن يهيئ الله لها باحثا يستخرج بواسطتها القواعد الأصولية التي بنى عليها العلامة ابن ماجه هذه التراجم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا البحث اقتصرت فيه على التراجم التي وجد الحكم فيها صريحا من غير نسبة لقائل، بحيث يتأكد الباحث أن ابن ماجه يرى هذه الأحكام، وتوصل إليها باجتهاده، وهذه التراجم منها ما يتعلق بالمسائل الأصولية مباشرة بحيث يقرر فيها حكما أصوليا مثل كلامه في قاعدة القياس، ومنها ما يقرر فيه حكما فقهيا مبنيا على دليله، فيأتي الباحث فيوضح القاعدة الأصولية التي استخرج بواسطتها هذا الحكم من هذا الدليل.
وقد رتبت هذا البحث من: مقدمة، وفصلين، وخاتمة. وهذه المقدمة فيها أهمية الموضوع وحدوده وخطة البحث ومنهجه.
الفصل الأول: آراء ابن ماجه في مباحث الأحكام والأدلة:
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: مدلول لفظ الكراهة.
المبحث الثاني: مدلول لفظ الرخصة.
المبحث الثالث: حجية القياس.
الفصل الثاني: آراء ابن ماجه في دلالات الألفاظ:
وفيه ستة مباحث:
المبحث الأول: تخصيص العام بعلة الحكم.
المبحث الثاني: مفاد صيغة الأمر.
المبحث الثالث: مفاد صيغة النهي.
المبحث الرابع: دلالة صيغة لا تفعل على النهي.
المبحث الخامس: استفادة النهي من ترتيب العقوبة على الفعل.
المبحث السادس: استفادة النهي بوصف ظرف بنقيضه.
الخاتمة: وفيها خلاصة البحث وأهم نتائجه وتوصياته.
أما منهج البحث: فقد ذكرت أولا رأي الإمام ابن ماجه في المسألة الفقهية، ثم ذكرت الدليل الذي اعتمد عليه، ومن ثم استنبطت القاعدة الأصولية التي استخرج بواسطتها هذا الحكم من هذا الدليل.
هذا وأسأل الله - عز وجل - أن يوفقني للقول الصواب والعمل السديد، وأن يجنبني الزلل في القول والعمل، وأن يرزقني النية الصالحة والأجر الجزيل، والرفعة في الدرجات. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الفصل الأول: آراء الإمام ابن ماجه في مباحث الأحكام والأدلة:
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: مدلول لفظ الكراهة.
المبحث الثاني: مدلول لفظ الرخصة.
المبحث الثالث: حجية القياس.
المبحث الأول: مدلول لفظ الكراهة:
أطلق الإمام ابن ماجه حكم الكراهة في عدد من المسائل في تراجم أبواب سننه في بضع عشر موضعا، والأغلب أنه لا يريد بلفظ الكراهة ما اصطلح عليه أخيرا، وإنما يريد بلفظ الكراهة التحريم بحسب المصطلحات الأصولية المتعارف عليها عند المتقدمين، ويدلك على أن الإمام ابن ماجه يقصد التحريم بلفظ الكراهة أمور:
أولها: أنه أطلق لفظ الكراهة في مسائل ورد الحديث بالنهي عنها بلفظ النهي الصريح المفيد للتحريم [سيأتي بحث ذلك مفصلا في المبحث الثالث من الفصل القادم]، ومن ذلك:
قوله: (باب كراهية لبس الحرير) [سنن ابن ماجه ص1187 كتاب اللباس باب رقم 16.]، واستدل عليه بحديث: ((نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الديباج والحرير)).
ومن ذلك: قوله: (باب كراهية المعصفر للرجال) [سنن ابن ماجه ص1191 كتاب: اللباس باب رقم 21.]، واستدل عليه بحديث: ((نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المفدم)).
ومن ذلك: قوله: (باب ما يكره من الأسماء) [سنن ابن ماجه ص1229 كتاب الأدب باب رقم 31.]، وأورد فيه أحاديث صريحة في النهي عن عدد من الأسماء.
ثانيها: أنه أطلق لفظ الكراهة على أفعال في مسائل استدل عليها بأحاديث وردت بترتيب العقوبة على فاعل هذه الأفعال، وهذا مما يدل على تحريم هذا الفعل [سيأتي بحث هذه القاعدة في المبحث الخامس من الفصل الثاني.]، ومن أمثلة ذلك: قوله: (باب كراهية الخلع للمرأة) [سنن ابن ماجه ص 662 كتاب الطلاق باب رقم 21.]، واستدل عليه بحديث: ((لا تسأل المرأة زوجها الطلاق في غير كنهه فتجد ريح الجنة))، وحديث: ((أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)).
ومن أمثلته: قول ابن ماجه: (باب ما جاء في كراهة الأيمان في الشراء والبيع) [سنن ابن ماجه ص 744 كتاب التجارات باب رقم 30.]، واستدل عليه بحديث: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم)) الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أمثلته: قول ابن ماجه: (باب كراهية لبس الحرير) [سنن ابن ماجه ص 1187 كتاب اللباس باب رقم 16.]، واستدل عليه بحديث: ((من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)).
ثالثهما: أنه أطلق لفظ (الكراهة) على أفعال ورد النهي عنها بصيغة (لا تفعل) الدالة على التحريم عند تجردها من قرائن على قول جمهور العلماء.
ومن ذلك: قوله: (باب كراهية البول في المغتسل) [سنن ابن ماجه ص111 كتاب الطهارة باب رقم 12.]، واستدل عليه بحديث: ((لا يبولن أحدكم في مستحمه)). ومن ذلك: قول ابن ماجه: (باب كراهة مس الذكر باليمين والاستنجاء باليمين) [سنن ابن ماجه ص113 كتاب الطهارة باب رقم 15.]، واستدل عليه بحديث: ((إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه ولا يستنج بيمينه))، وبحديث: ((إذا استطاب أحدكم فلا يستطب بيمينه ليستنج بشماله))، ومن ذلك: قول ابن ماجه: (باب كراهية النخامة في المسجد) [سنن ابن ماجه ص251 كتاب المساجد باب رقم 10.]، واستدل على ذلك بحديث: ((إذا تنخم أحدكم فلا يتنخمن قبل وجهه)).
رابعها: أنه في مسألة النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها، أورد الحديث فيها بأنه: ((كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها))، وقد حمل العلماء هذا الحديث على الكراهة دون التحريم؛ لأدلة وردت في ذلك، ولهذا لما ذكر ابن ماجه المسألة لم يعبر عنها بلفظ الكراهة مع موافقة ذلك للفظ الحديث، وإنما عبر عنها بلفظ النهي، والنهي يشمل المكروه عند جماهير العلماء؛ ولذلك قال ابن ماجه: (باب النهي عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها) [سنن ابن ماجه ص 229 كتاب الصلاة باب رقم 12].
وبمقارنة رأي الإمام ابن ماجه في إطلاق لفظ الكراهة بمعنى التحريم بآراء الأصوليين، لا نجد هذا الرأي خارجا عن طريقتهم، فإن الأصوليين ذكروا أن لفظ الكراهة تطلق على عدد من المعاني منها التحريم [روضة الناظر 1/ 206، البحر المحيط 1/ 296، التقرير والتحبير 2/ 143.]، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم، فإن الله ذكر شيئا من المحرمات في سورة الإسراء، ثم قال: ? كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ? [الآية 38].
وإن كان المشهور عند الأصوليين إطلاق لفظ الكراهة على النهي غير الجازم [تقريب الوصول ص 100، البحر المحيط 1/ 296، شرح الكوكب المنير 1/ 413].
والحنفية يقسمون المكروه إلى قسمين:
أولهما: المكروه تنزيها، وهو ما نهي عنه نهيا غير جازم.
وثانيهما: المكروه تحريما وهو ما نهي عنه نهيا جازما بدليل ظني [تيسير التحرير 1/ 53، فواتح الرحموت 588.].
وإذا أطلقوا لفظ الكراهة انصرف هذا اللفظ عندهم غالبا إلى المكروه تحريما [الحكم التكليفي ص: 221].
المبحث الثاني: مدلول لفظ الرخصة:
عبر الإمام ابن ماجه بلفظ الرخصة في عدد من المواضع من تراجم أبواب السنن، وبدراسة هذه المواطن يجد الباحث أنه
يطلق لفظ الرخصة على معان مختلفة:
المعنى الأول: يشمل الصور التي وجدت فيها علة التحريم لكن استثنيت هذه الصور بدليل خاص بها، أو بتعبير آخر: (المسائل التي ورد النص بالإباحة فيها مع وجود معنى فيها أنتج التحريم في غير هذه المسألة). ومن أمثلة ذلك: قوله: (باب الرخصة في ذلك - يعني استقبال القبلة عند قضاء الحاجة- في الكنيف) [سنن ابن ماجه ص116 كتاب الطهارة باب رقم 18]، فاستقبال القبلة في الكنيف عند قضاء الحاجة يوجد فيه المعنى الذي ثبت التحريم له، وهو كونه مستقبلا القبلة عند البول والغائط الذي تكلم عنه المؤلف في باب آخر، حيث قال: (باب النهي عن استقبال القبلة بالغائط والبول) [سنن ابن ماجه ص115 كتاب الطهارة باب رقم 17]، ولكن المؤلف استثنى من ذلك حال الكنيف؛ لورود الدليل بالإباحة فيه، وسماه رخصة.
ومن أمثلة ذلك: قول ابن ماجه: (باب ما جاء في الرخصة في الصلاة بمكة في كل وقت) [سنن ابن ماجه ص398 كتاب إقامة الصلاة باب رقم 149]، فجعل إباحة الصلاة في أوقات النهي لمن كان بمكة رخصة بعد أن قرر النهي عن الصلاة في تلك الأوقات، حيث قال: (باب ما جاء في الساعات التي تكره فيها الصلاة) [سنن ابن ماجه ص396 كتاب إقامة الصلاة باب رقم 148].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أمثلة ذلك أيضا: تسميته أكل المحرم للصيد الذي لم يصد من أجله رخصة حيث قال: (باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له) [سنن ابن ماجه ص 1033 كتاب المناسك باب رقم 93]، بعد تقريره النهي عن الصيد للمحرم في قوله: (باب ما ينهى عن المحرم من الصيد) [سنن ابن ماجه ص1032 كتاب المناسك باب رقم 92].
ومن أمثلة ذلك أيضا:: قوله: (باب ما رخص فيه من الرقى) [سنن ابن ماجه ص1161 كتاب الطب باب رقم 34] وأورد فيه حديث: ((لا رقية إلا من عين أو حمة))، فالجميع فيه علة النهي وهو كونها رقية إلا أن النص ورد بإباحة ما كان للعين أو حمة مع وجود معنى التحريم فيها.
وإطلاق لفظ الرخصة على هذا المدلول، هو منهج الأصوليين ويعبرون عنه بقولهم: (استباحة المحظور مع قيام الحاظر).
والمعنى الثاني: يتعلق بالمسائل التي تعارضت فيها الأدلة منعا وإباحة، فهو يطلق لفظ الرخصة على أدلة الإباحة في هذه المسائل، ومن أمثلة ذلك: قوله: (باب الرخصة بفضل وضوء المرأة) [سنن ابن ماجه ص 132كتاب الطهارة باب رقم 33]، ومن أمثلة ذلك أيضا: أنه لما عقد بابا بعنوان: (الوضوء من مس الذكر) [سنن ابن ماجه ص 161 كتاب الطهارة باب رقم 63]، قال بعده: (باب الرخصة في ذلك) [سنن ابن ماجه ص 163 كتاب الطهارة باب رقم 64]، وأورد فيه الأحاديث التي تدل على عدم إيجاب الوضوء من مس الذكر، وبعد هذا الباب مباشرة (باب الوضوء مما غيرت النار) [سنن ابن ماجه ص163 كتاب الطهارة باب رقم 65]، أورد فيه أحاديث توجب ذلك، وبعده (باب الرخصة في ذلك) [سنن ابن ماجه ص164 كتاب الطهارة باب رقم 66]، أورد فيه ابن ماجه أحاديث تدل على عدم وجوبه.
المعنى الثالث: ما فيه توسعة على المكلفين وإن لم يوجد فيه علة التحريم، وهذا المعنى استعمله المؤلف مرة واحدة، حيث قال: (باب الوضوء بسؤر الهرة والرخصة فيه) [سنن ابن ماجه ص131 كتاب الطهارة باب رقم 32].
ومثل هذا لا يجعله الأصوليون من باب ما يسمى رخصة في الاصطلاح الأصولي، وإن صح إطلاق هذا اللفظ عليه من باب التجوز [المغني للخبازي 89، المستصفى 1/ 330، روضة الناظر 1/ 260].
وقد يكون مراد الإمام ابن ماجه بهذا، المعنى الأول، وذلك أن سؤر الهرة فيه شيء من المعنى الذي في سؤر الكلب، ومع ذلك جاء الدليل بالوضوء من سؤر الهرة بخلاف الكلب؛ لأن ابن ماجه عقد الباب المتعلق بسؤر الهرة بعد الباب المتعلق بسؤر الكلب [سنن ابن ماجه ص130 كتاب الطهارة باب غسل الإناء من ولوغ الكلب].
المبحث الثالث: حجية القياس:
قد يفهم من كلام الإمام ابن ماجه القول بعدم حجية القياس، ويبدو ذلك جليا فيما يأتي:
أولا: أنه أورد في أحد تراجمه عبارة يفهم منها ذم الرأي والقياس، فقال: (باب اجتناب الرأي والقياس) [السنن 1/ 20].
ثانيا: أنه أورد في الباب السابق قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)). فكأنه يرى أن القياس والرأي ليسا من العلم في شيء.
أما جمهور الأصوليين فإنهم يرون حجية القياس.
ويسوقون على ذلك أدلة عديدة [انظر: التفريق بين الأصول والفروع 2/ 159].
وأجاب الجمهور على ما ذكره ابن ماجه من أدلة بأجوبة عديدة، ملخصها أن ما ورد في منع قول الإنسان بما رآه يعني فيما لا يرجع إلى أصل يقاس عليه، توفيقا بين ذلك وبين النصوص الورادة بحجية القياس [فتح الباري 13/ 291].
والذي يظهر لي أن الإمام ابن ماجه لا يخالف الجمهور في ذلك، بل هو موافق لهم ويدل على ذلك أمور:
أولا: أن مما أورده الإمام من ذم الرأي إنما يراد به المقابل للنص، أو الرأي المجرد الصادر من غير المجتهد، كما في حديث: ((اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم)). قال ابن حجر: " قوله: (باب ما يذكر من ذم الرأي) أي الفتوى بما يؤدي إليه النظر، وهو يصدق على ما يوافق النص وعلى ما يخالفه، والمذموم منه ما يوجد النص بخلافه، وأشار بقوله: (من) إلى أن بعض الفتوى بالرأي لا تذم، وهو إذا لم يوجد النص من كتاب أو سنة أو إجماع " [فتح الباري 13/ 282].
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: أن الإمام ابن ماجه من علماء الأمة الذين لهم مكانة ومنزلة فيها، ولو كان لا يرى الاحتجاج بالقياس، أو يفهم ذلك من كلامه لاشتهرت النسبة إليه بذلك.
ثالثا: سنن ابن ماجه موضع عناية الأمة، من خلال روايته وشرحه والتعليق عليه، والاعتراض على مواطن منه، ونحو ذلك، فلو كان القول بعدم صحة استنباط الأحكام الشرعية بواسطة القياس يفهم من كلام ابن ماجه، لكان موضع عناية من هؤلاء العلماء الذين اهتموا بسننه.
* * * * *
الفصل الثاني: آراء الإمام ابن ماجه في دلالات الألفاظ:
وفيه ست مباحث:
المبحث الأول: تخصيص العام بعلة الحكم المستنبطة.
المبحث الثاني: مفاد صيغة الأمر.
المبحث الثالث: مفاد صيغة النهي.
المبحث الرابع: دلالة صيغة لا تفعل على النهي.
المبحث الخامس: استفادة النهي من ترتيب العقوبة على الفعل.
المبحث السادس: استفادة النهي في الفعل بوصف ظرف بنقيضه.
المبحث الأول: تخصيص العام بعلة الحكم المستنبطة:
قرر الإمام ابن ماجه كراهة البول في مكان الاغتسال فقال: (باب كراهة البول في المغتسل) [سنن ابن ماجه ص111 كتاب الطهارة باب رقم 12]، واستدل على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبولن أحدكم في مستحمه فإن عامة الوسواس منه)).
ثم نقل عن الطنافسي قوله: "إنما هذا في الحضيره؛ فأما اليوم فلا، فمغتسلاتهم الجص والصاروج والقير، فإذا بال فأرسل عليه الماء فلا بأس " [سنن ابن ماجه ص 111].
فكأنه فهم من الحديث أن النهي عن البول في المغتسل للابتعاد عن النجاسة عند الاغتسال، ولما كان الاغتسال في التراب سابقا نهي عن البول في مكان الاغتسال لئلا يكون ذلك سببا في النجاسة، لكن إذا كان المغتسل مبنيا بحيث إذا أرسل عليه الماء غسل البول فلا مانع من البول فيه، وهذا تخصيص لعموم الحديث بالنهي عن البول في المستحم من خلال قصر الحكم العام على مكان علته المستنبطة.
وتخصيص الحكم بعلته المنصوصة لا إشكال في صحته وجوازه، ولكن الكلام في مسألة: هل يصح أن تعود العلة المستنبطة على أصلها بالتخصيص؟ للعلماء في ذلك قولان:
الأول: جواز تخصيص النص بعلته المستنبطة، واستدلوا عليه بأنه كتخصيص العلة بحكم آخر وهو جائز فكذا هنا [نهاية الوصول 8\ 3553].
الثاني: عدم جواز ذلك، وبالتالي فإن من شروط صلاحية الوصف للتعليل أن لا يعود على أصله بالتخصيص؛ لأنه تعارض عموم النص مع العلة المستنبطة، والعموم منسوب للشارع، والعلة المستنبطة منسوبة للمجتهد، فقدم العموم المنسوب للشارع [البحر المحيط 5/ 152].
والذي يظهر لي ترجح القول الثاني لوجاهة تعليلهم، وأما قياسه على تخصيص حكم آخر بالعلة فهذا قياس لا يصح لوجود الفرق بينهما من وجهين:
أولهما: أن التخصيص بالعلة لحكم آخر إنما ثبت بعد التسليم بصلاحية هذا الوصف للتعليل، وفي مسألتنا وقع النزاع في صلاحية الوصف للتعليل.
ثانيهما: أن العلة في الأصل المقيس عليه إنما خصصت حكما آخر غير الدليل الذي استنبط منه كون الوصف علة، وفي مسألتنا خصص نفس الدليل المستنبط منه التعليل. كما قد يجاب بمنع حكم الأصل.
المبحث الثاني: مفاد صيغة الأمر:
من صيغ الأمر: الفعل المضارع المسبوق بلام الأمر [البحر المحيط 2/ 356، تفسير النصوص 2/ 234، الأمر والنهي لرمضان ص 12.]، كما هو معروف عند الأصوليين. والإمام ابن ماجه أورد فعلا مضارعا مسبوقا بلام الأمر وجعله على الاستحباب فما منهجه في ذلك؟
قال ابن ماجه: (باب من يستحب أن يلي الإمام) [سنن ابن ماجه ص 312، كتاب إقامة الصلاة باب رقم 45.] فذكر الحكم بالاستحباب، واستدل عليه بحديث: ((ليلني منكم أولو الأحلام والنهى))، وهذا قد يؤخذ منه حكمان:
أولهما: أن المستحب عنده مأمور به حقيقة، وهذا هو رأي جمهور الأصوليين.
ثانيهما: أن الأمر عنده يفيد الاستحباب عند تجرده، وهذا يخالف رأي الجماهير الذين يرونه مفيدا للوجوب [روضة الناظر 2/ 604، قواطع الأدلة 2/ 476، الإبهاج 2/ 42، أصول السرخسي 1/ 132، ميزان الأصول 96.]، وإن كان استنباط هذا الرأي لابن ماجه فيه ما فيه؛ لأنه يحتمل أن ابن ماجه صرف هذا الأمر بخصوصه عن الوجوب لقرينة، فهو يرى أن الأمر المجرد يفيد الوجوب، لكن هذا الأمر صرف لقرينة خاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الثالث: مفاد صيغة النهي:
أورد ابن ماجه صيغة النهي وبوب لها بالكراهة في عدد من المواطن في سننه، فاستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يبولن أحدكم في مستحمه)). كراهة البول في المغتسل [انظر: سنن ابن ماجه ص 111 كتاب الطهارة باب رقم 12.]، ومن قوله: ((إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه ولا يستنج بيمينه)): كراهة مس الذكر باليمين والاستنجاء باليمين، ومن قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تنخم أحدكم فلا يتنخمن قبل وجهه ولا عن يمينه)) استفاد كراهة النخامة في المسجد [سنن ابن ماجه ص 251 كتاب المساجد باب رقم 10].
فقد يظن بأن ابن ماجه يرى أن النهي لا يفيد إلا الكراهة، ولا أرى ذلك صحيحا، بل ابن ماجه يوافق الجمهور في أن النهي يفيد التحريم. بدليل ما يأتي:
أولا: أن ابن ماجه يعبر بلفظ الكراهة وهو يريد التحريم كما سبق بيانه، والكراهة قد تطلق ويراد بها التحريم.
ثانيا: أن ابن ماجه عبر بلفظ النهي فيما ورد تأثيم فاعله مما يدل على أنه يرى أن النهي للتحريم، لأن الإثم إنما يلحق فاعل الحرام فهو يقول: (باب النهي أن يستلج الرجل في يمينه ولا يكفر) [سنن ابن ماجه ص 683 كتاب الكفارات باب رقم 11.]، ويستدل عليه بحديث: ((إذا استلج أحدكم في اليمين فإنه آثم له عند الله من الكفارة التي أمر بها)). فعبر بالنهي فيما فيه إثم مما يدل على أنه يرى أن النهي مفيد للتحريم.
المبحث الرابع: دلالة صيغة " لا تفعل " على النهي:
أورد ابن ماجه هذه الصيغة " لا تفعل " في مواطن من سننه وبوب عليها بأنها للنهي، فأخذ (النهي عن البول في الماء الراكد " [سنن ابن ماجه ص 124 كتاب الطهارة باب رقم 25.] من حديث: ((لا يبولن أحدكم في الماء الراكد))، واستفاد (النهي أن يرى عورة أخيه) [سنن ابن ماجه ص217 كتاب الطهارة باب رقم 137.] من حديث: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل))، وفهم (النهي عن تقدم رمضان بصوم) [سنن ابن ماجه ص528 كتاب الصيام رقم 5.] من حديث: ((لا تقدموا صيام رمضان بيوم ولا يومين)) واستنبط: (النهي أن يقال: ما شاء الله وشئت) [سنن ابن ماجه ص684 كتاب الكفارات باب رقم 13.] من حديث: ((إذا حلف أحدكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت)).
والقول بأن صيغة (لا تفعل) دالة على النهي هو مذهب الجماهير [العدة 2/ 425، تيسير التحرير 1/ 375، شرح الكوكب 3/ 77، اللمع 14].
المبحث الخامس: استفادة النهي من ترتيب العقوبة على الفعل:
قرر الإمام ابن ماجه أن بعض الأفعال منهي عنه واستدل على ذلك بأحاديث ترتب العقوبة على تلك الأفعال وذلك في مواطن عديدة.
فمثلا قرر ابن ماجه (النهي عن تخطي الناس يوم الجمعة) [سنن ابن ماجه ص 354 كتاب إقامة الصلاة، باب رقم 88.] أخذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة اتخذ جسرا إلى جهنم)).
وقرر (النهي عن المشي على القبور والجلوس عليها) [سنن ابن ماجه ص 499 كتاب الجنائز باب رقم 45.].
أخذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأن يجلس أحدكم على جمرة تحرقه خير له من أن يجلس على قبر)).
بينما قرر ابن ماجه كراهية بعض الأفعال؛ لأن الشرع قد رتب العقوبة عليها، وهذا يؤكد ما قرر قريبا من أنه يرى أن لفظ الكراهة يراد به ما اصطلح عليه أخيرا بالتحريم.
ومن المواطن التي قرر فيها ابن ماجه الكراهة لفعل؛ بناء على ترتيب العقوبة على ذلك الفصل قوله: (باب كراهية الخلع للمرأة) [سنن ابن ماجه ص 662 كتاب الطلاق باب رقم 21]؛ استدلالا بحديث: ((إيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)).
وتقريره (كراهية الأيمان في الشراء والبيع) [سنن ابن ماجه ص744 كتاب التجارات باب رقم 30.] لما ورد من حديث: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" وذكر منهم: " المنفق سلعته بالحلف الكاذب)).
ومن أمثلة ذلك قوله: (باب كراهية لبس الحرير) [سنن ابن ماجه ص 1187 كتاب اللباس باب رقم 16.]، واستدل على ذلك بحديث: ((من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
والأصوليون يذكرون أن الفعل يوصف بالتحريم بناء على ورود خطاب الشارع بترتيب العقوبة على ذلك الفعل [الحكم التكليفي للبيانوني 198، أصول الفقه الإسلامي للطنطاوي ص 73].
المبحث السادس: استفادة النهي عن فعل بوصف ظرف بنقيضه:
إذا ورد في الشرع بأن الزمان متصف بوصف يناقض فعلا ما؛ فهل يعتبر ذلك دليلا على أن هذا الفعل منهي عن إيقاعه في ذلك الزمان؛ لأن الزمان متصف بنقيض ذلك الفعل؟
ظاهر تصرف ابن ماجه أنه نهي عنه وذلك أنه قرر (النهي عن صيام أيام التشريق) [سنن ابن ماجه ص 548 كتاب الصيام باب رقم 35]؛ استدلالا بوصف النبي صلى الله عليه وسلم أيام التشريق بأنها أيام أكل وشرب.
ولم أجد لذلك شاهدا في السنن إلا هذا الموطن، إلا أن استفادة النهي من ذلك متقررة عند العلماء مما يجعل المرء يغلب موافقة ابن ماجه لهم في ذلك.
الخاتمة:
الحمد لله، وبعد: فمن خلال هذه الدراسة يظهر لنا عمق الجوانب الأصولية لدى الإمام ابن ماجه رحمه الله، وقد اقتصرت هنا على تراجم الإمام ابن ماجه التي وجد الحكم فيها صريحا من غير نسبة لقائل، سواء كانت متعلقة بالقواعد الأصولية مباشرة أو فيها حكم فقهي مبني على دليل شرعي، فيتم إبراز القاعدة التي استخرج بواسطتها هذا الحكم من هذا الدليل.
هذه خلاصة البحث، أما عن نتائجه، فقد تم استعراضها في ذات البحث لكن من أهمها ما يأتي:
1 - هذه الدراسة تبين لنا أنواع تراجم الإمام ابن ماجه بالنسبة لعلاقتها بالأحكام الشرعية والقواعد الأصولية.
2 - أن القواعد الأصولية كانت محل عناية العلماء في أوائل مراحل التدوين، مما يدل على أنها كانت تحت أنظار العلماء السابقين للتدوين في زمن الصحابة والتابعين، بل هي موجودة في زمن التشريع؛ لأن كثيرا من القواعد مبنية على أدلة شرعية.
3 - أطلق الإمام ابن ماجه لفظ (الكراهة) وأراد به التحريم حسب الاصطلاح الأصولي.
4 - أطلق الإمام ابن ماجه لفظ (الرخصة) مريدا به استثناء بعض الصور من التحريم مع وجود علة التحريم فيها لدليل خاص كما هو منهج الأصوليين، وأطلق أيضا لفظ الرخصة على أدلة الإباحة في المسائل التي تعارضت فيها الأدلة منعا وإباحة، وأطلق أيضا لفظ (الرخصة) على الوضوء من سؤر الهرة، فهذا يحتمل أنه يريد به نفس الإطلاق الأول؛ لمماثلة سؤرها لسؤر الكلب، ويحتمل أن يريد به إطلاق لفظ الرخصة على ما فيه توسعة، والأصوليون لا يطلقون على ذلك رخصة إلا من باب التجوز.
5 - قد يفهم من كلام الإمام ابن ماجه عدم القول بحجية القياس، وبتمحيص النظر ظهر لي أنه يرى حجيته، والعبارات عنه في ذم القياس إنما هي في ذم المتكلف منه مما هو مقابل للنص.
6 - ظاهر عبارة ابن ماجه تدل على أنه يرى جواز تخصيص العام بعلة الحكم المستنبطة وهو قول لبعض الأصوليين، لكن الباحث رجح خلاف هذا القول.
7 - يرى ابن ماجه أن المندوب مأمور به حقيقة كما هو رأي الجمهور.
8 - قد يفهم من كلام ابن ماجه أن النهي إنما يفيد الكراهة، لكن حقيقة مذهبه أنه يرى أن النهي مفيد للتحريم بحسب الاصطلاح الأصولي.
9 - يرى ابن ماجه أن صيغة (لا تفعل) دالة على النهي إذا تجردت عن القرائن كما هو رأي الجمهور.
10 - يرى ابن ماجه أن الفعل يعتبر محرما منهيا عنه إذا رتب الشارع العقوبة على فعله.
وهذه النتائج تظهر بعض منزلة الإمام ابن ماجه العلمية في القواعد الأصولية. وهذا يدعوني إلى أن أوصي بالاهتمام بكتب الأحاديث النبوية وخصوصا الكتب المسندة التي اهتم أصحابها بكتابة عناوين لأبوابها؛ لأن ذلك يفيدنا في معرفة المراحل الأولى لتدوين القواعد الأصولية، ويفيدنا في تعرف التطور التاريخي لهذا العلم سواء في مصطلحاته أو في الآراء فيه، كما يفيدنا في إظهار أدلة أخرى للقواعد الأصولية لم يذكرها الأصوليون، ويفيدنا في تعرف بعض التطبيقات للقواعد الأصولية.
ولا يعني ذلك إغفال غيرها من الكتب كالشروح أو الكتب المؤلفة في ترتيب المدونات الحديثية، فإن لها مشاركة قوية في ذلك.
هذا وأسأل الله للجميع التوفيق والهداية للرجوع إلى المصادر الأصلية في مسائلنا العلمية. وصلى الله على نبينا محمد آله وصحبه وسلم.
مصدر بحث الشيخ الشثري: ((مجلة البحوث الإسلامية)) العداد: 63 (ص 211)
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[أبو حماد]ــــــــ[28 - Jan-2007, مساء 01:21]ـ
نقل موفق أخي سلمان.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Mar-2007, صباحاً 12:40]ـ
جزاكم اللهُ خيرًا أبا حماد.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 01:14]ـ
للتحميل:
ـ[الأصيل]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 06:44]ـ
شكرا لك ياشيخ /سلمان على هذه المشاركة، ولدي سؤال وهو هل المنهج الذي ذكره الشيخ سعد في بحثه - ((أما منهج البحث: فقد ذكرت أولا رأي الإمام ابن ماجه في المسألة الفقهية، ثم ذكرت الدليل الذي اعتمد عليه، ومن ثم استنبطت القاعدة الأصولية التي استخرج بواسطتها هذا الحكم من هذا الدليل)) - هل هو المنهج المتعارف عليه عند من يكتب في الآراء الأصولية لعالم من العلماء؟ وذلك بأن يستنبط الباحث القاعدة الأصولية التي استخرج العالم بواسطتها هذا الحكم من الدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 01:26]ـ
شكر الله لكم على هذا النقل
ـ[القوفي]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 02:28]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 01:50]ـ
جزاكم الله خيراً أخي سلمان.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 06:21]ـ
جزاك الله خير.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 05:54]ـ
شكرا لك ياشيخ /سلمان على هذه المشاركة، ولدي سؤال وهو هل المنهج الذي ذكره الشيخ سعد في بحثه - ((أما منهج البحث: فقد ذكرت أولا رأي الإمام ابن ماجه في المسألة الفقهية، ثم ذكرت الدليل الذي اعتمد عليه، ومن ثم استنبطت القاعدة الأصولية التي استخرج بواسطتها هذا الحكم من هذا الدليل)) - هل هو المنهج المتعارف عليه عند من يكتب في الآراء الأصولية لعالم من العلماء؟ وذلك بأن يستنبط الباحث القاعدة الأصولية التي استخرج العالم بواسطتها هذا الحكم من الدليل.
جَوابُ فَضِيلةِ الشَّيخِ سَعدِ بنِ نَاصِرٍ الشّثريّ ـ حَفِظَهُ اللّهُ تَعَالَى ـ:
«ما ذكرته أحد الطرق المستخدمة في معرفة آراء الأئمة الأصولية وهناك طرق مختلفة والمسألة اصطلاحية».(/)
لماذا يقال: (أضحك الله سنك)؟!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - Jan-2007, مساء 08:51]ـ
الإخوة الأكارم /
تأملتُ في قول بعضنا لبعض (أضحك الله سنك)، ونقصد بها: الدعاء بإدامة الفرح والسرور.
ولماذا خُص السنّ في دعاء الله تعالى أن يضحكه (أضحكَ الله ُ سنكَ)؟ 1.
فقلبتُها يمينا وشمالا، وشمالا وجنوبا .... فغلبتني .... فلم أستطع القبض على سبب التخصيص غير ما دُون أدناه.
فلعل الأكارم أن يدلوا بدلوهم في سببها.
(أضحك الله سنك)
قد بحثتُ عنها بحثا يسيرا في كتب السنة، فوجدت حديثا ورد فيه: (أضحك الله سنك) وهو في البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه و سلم يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم (عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب). فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك).
ووجدته في غيرهما من كتب السنة.
أقوال بعض الشرّاح في معناها:
قال العظيم آبادي في (عون المعبود) في معنى: (أضحك الله سنك) قال: أي أدام الله فرحك وسرورك.
وقال الشيخ الملا علي القاري في (مرقاة المفاتيح): أضحك الله سنك أي أدام الله لك السرور الذي سبب ضحكك.
أما أهل اللغة:
فقد وجدت في تهذيب اللغة أن من معاني الضحك:
ظهور الثنايا من الفرح. وقال أبو زيد: يقال للرجل اربع ثنايا واربع رباعيات واربعة ضواحك والواحد ضاحك وثنتا عشرة رحى في كل شق ست وهي الطواحن ثم النواجذ بعدها وعي اقصى الاضراس.
وقال في ابن منظور في لسان العرب:
والضَّاحِكَة: كل سِنٍّ من مُقَدَّمِ الأضراس مما يَنْدُر عند الضحك.
والضَّاحِكَة السُِّّ التي بين الأَنياب والأَضراس وهي أَربع ضَواحِكَ وفي الحديث ما أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي ما تبسموا والضَّواحِكُ الأَسنان التي تظهر عند التبسم.
قال أَبو زيد: للرجل أَربع ثنايا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك والواحد ضاحِك وثنتا عشرة رَحًى وفي كل شِقٍّ ستٌّ وهي الطَّواحين ثم النَّواجِذ بعدها وهي أَقصى الأَضراس والضَّحِكُ ظهور الثنايا من الفرح والضَّحْكُ.
ـ[كلمة حق]ــــــــ[26 - Jan-2007, مساء 09:12]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Jan-2007, مساء 09:18]ـ
بارك الله فيكم يا أبا محمد
في مرقاة المفاتيح:
(أي أدامَ الله فرحَك الموجبَ لبروز سِنِّك).
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 12:49]ـ
جزاك الله خيرا علي هذه الفائدة ووفقك الله لكل خير امين
ـ[ظاعنة]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 01:21]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Mar-2007, مساء 08:04]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[07 - Mar-2007, صباحاً 04:11]ـ
شكر الله لكـ أخي الفاضل على هذه الفائدة ..
ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[07 - Mar-2007, مساء 03:14]ـ
طيب يا أخي المسيطير عندي سؤال لعلي أجد اجابته لديكم .. عندما طرحت موضوعك هذا في إحدى المنتديات .. طبعا ذكرت اسم صاحب الموضوع للأمانة .. فإحدى الأخوات قالت: العامة دائما يقولون .. قرت عينك. سمعت ان معناها: السكون. واذا سكنت عميت. وايضا .. قرة العين: برودتها من شدة الفرحة فأيهما صحيح؟ ..
ما رأيك يا أخي المسيطير أو أحد الإخوة هل لديكم جوابا لهذا السؤال؟ ..
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 10:46]ـ
جاء عند أحمد وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو قرير العين طيب النفس ثم رجع وهو حزين ... الحديث
قال المباركفوري في تحفته: (وهو قرير العين) كناية عن السرور والفرح.
ونقل ابن منظور في اللسان عن الفراء قال: .... وفي حديث الاستسقاء (لو رآك لقرت عينه) أي لسر بذلك وفرح. قال وحقيقته أبرد الله دمعة عينيه لأن دمعة الفرح باردة, وقيل أقر الله عينيك أي بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا تستشرف إلى غيره.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 05:06]ـ
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خير الجزاء.
وأخص بالشكر أخي الفاضل / جابر العتيق.
لا حرمكم الله الأجر.
ـ[عبدالله الفياض]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 05:53]ـ
أخي المسيطير ......
... شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 10:14]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل المسيطير
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 04:41]ـ
الأخ الفاضل المسيطير
أضحك الله سنك!
وجزاكم الله خيرا على موضوعكم وفائدتكم الطريفة
ـ[مشاعر أنثى]ــــــــ[05 - Aug-2007, صباحاً 05:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يافاضل
دائماً كنت أتسائل عن ذلك
والآن وجدت ضالة سؤالي
دمت في حفظ الله
ـ[قلب طيب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 09:41]ـ
جزيتم خيرا على الافادة القيمة
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 10:32]ـ
أعتقد الفائده قد عمت بلا شك
وكلامك رد لعنوان الموضوع
فقد سألت وأجبت نفسك
وجزاك المولى كل خير
فإحدى الأخوات قالت: العامة دائما يقولون .. قرت عينك. سمعت ان معناها: السكون. واذا سكنت عميت. وايضا .. قرة العين: برودتها من شدة الفرحة فأيهما صحيح؟ ..
ما رأيك يا أخي المسيطير أو أحد الإخوة هل لديكم جوابا لهذا السؤال؟ ..
بالتأكيد لايقصد بها الأسائه في هذا القول انما كنايه عن الفرح
وإلا أعتقد لوكان قصد العمى لكن أمر المقال له شأن أخر ..
تعليق بسيط لأكثر
بوركتم جميعا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[09 - Dec-2009, مساء 06:28]ـ
يقال: إن مسلما ً صار َ نصرانيّا ..
فقال له المسلم: أطالَ الله ُ بقاءكَ .. وأقرّ عينكـ .. وجعلَ يومِي قبلَ يومِكـ .. فأهداه النصرانيّ هدايا كثيرة .. فرحاً
أطال الله بقائك: لنأخذ الجزية ..
أقرّ الله ُ عينيك: أي: سكنها وجَعلك أعمى ..
وجعل يومي قبل يومك: أي: يومي لدخول الجنّة قبل يومِك الذي تدخل فيه النّار ..
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[10 - Dec-2009, صباحاً 12:03]ـ
جزا الله أخانا المسيطير خيرا على هذه الفائدة.(/)
فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[27 - Jan-2007, مساء 10:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
للكتاني
" الحلقة الأولى ":
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
من المعلوم أن التأليف والتصنيف له أنواع وأشكال متعددة من ذلك التأليف ابتداءً، والشروح، والاختصار، وجمع الفوائد و الملح في صعيد واحد بين دفتي كتاب، أو استخراج فواد وملح ونوادر كتاب معين، ومنه هذه الأسطر التي بين يديك الموسومة بـ " فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الادارية " لعبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي.
وهذا الكتاب أكثر مما عني به من التصنيف ـ وهو تسطير أسس وخطط، والطرق التي سير عليه في الدولة الإسلامية في العهد النبوي ـ فقد احتوى على فوائد ونوادر قلّ أن تجدها في كتاب آخر، الذي يظهر من خلاله على الحضارة الإسلامية، مما فيه رد على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة، ومدنية تذكر.
فهذا الكتاب فيه جملة من المعارف والفوائد والملح تشرئب إلى معرفتها أنفس الطالبين، وترتاح بمذاكرتها قلوب المتأدبين ..
ومما يدل على أهمية الكتاب غزارة المراجع التي رجع إليها في جمع مادة هذا الكتاب وتنوعها فشملت فنون العلم " التفسير، الحديث، والفقه، والأدب، والتاريخ، واللغة ...... بل إن بعض هذه المراجع نادرة وغير متوفرة بين أيدي الناس (1م/21ـ 32).
ومما يقوي أهمية هذا الكتاب الكتب والرسائل والأجزاء التي يذكرها عندما يتكلم على بعض المسائل والأبواب جمعة بين الكثرة وقيمتها العلمية، وبعضها يُظن أنها من ضمن ما فقدم من تراث هذه الأمة، فقد وقف عليها ونقل منها، ويذكر مكانها؛ حتى أن كاتب هذه الأسطر ندم على عدم تقيدها؛ فحبذا لو انتدب أحد الطالبين للعلم، والبحث عن الكتب النادرة لجمعها وترتيبها.
فهذا المصنف مشغوف في الوقوف على ما كتبه علماء هذه الأمة وجمعها؛ حتى اجتمع لديه الشيء الكثير من المصنفات في شتى العلوم، حتى أن مما ذكره من هذه الكتب لم يسبق لك الوقوف عليها بل السماع بها
على سبيل المثال حيث قال (1/ 36): وقد أفرد ما يتعلق بالنعال النبوية بالتأليف جماعة من الأعلام ثم ذكر هؤلاء الأعلام ومؤلفاتهم، وذكر ما طبع منها.، وكذا ما يتعلق الشعر والشعراء زمن النبي ? (1/ 211).
أنه يتوسع في الكلام على بعض المسائل، بذكر الأقوال، ومن قال بها، والكتب، والأجزاء في ذلك، على سبيل المثال، تكلمه على بداية التاريخ الهجري، متى البداية بهذا التاريخ، وهل أول من بدأ به هل هو النبي ? أم عمر ?؟ (1/ 180)، وكلامه على أحكام الهجر، والعزلة (1/ 301ـ 308).
وهذا الكتاب كثير ما ينقل منه فضيلة الشيخ العلامة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد ـ ألبسه الله لباس الصحة والعافية ـ ويشيد بهذا الكتاب.
فإلى هذه الفوائد والملح مراعياً في ذلك الاختصار، والأكثر فائدة مما تجذب القارئ إلى قراءة هذا الكتاب المرة بعد المرة، فقد جمع بين غزارة المسائل والفوائد العلمية، والمتعة والأنس.
• اسم الكتاب كاملاً:
" كتاب التراتيب الإدارية، والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية في المدينة المنورة العلية ".
المرجع الأساس لهذا الكتاب " تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله ? من الحرف والصنائع العمالات الشرعية " لأبي الحسن علي بن ذي الوزارتين محمد بن أحمد الخزاعي.
مع أهمية هذا الكتاب حافظ عليه المؤلف فدونه في كتاب، وجعله بخط أسود وتحته خط.
• المؤلف:
عبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي.
في طرة الكتاب اهداء الكتاب إلى شيخه والده بأبيات لابن طباطبا العلوي يقول فيها:
لا تنكرن اهداءنا لك منطقاً منك استفدنا حسنه ونظامه
فالله عز وجل يشكر فعل من يتلو عليه وحيهُ وكلامه
وبأبيات لابن حجر يقول فيها: هنيئا لأصحاب خير الورى وطوبى لأصحاب أخباره
..... ....
(1م/10، 16) مقدمة نافعة بين فيها عن الحضارة الإسلامية، ورد فيها على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة، ومدنية تذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي (1م/ 11) ناقشة ابن خلدون على قوله في " مقدمة العبر " (ص 349): إن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة، لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة، وإنما أحكام الشريعة التي هي أوامر الله ونواهيه، كان الرجال ينقلونها في صدورهم، وقد عرفوا مأخذها من الكتاب والسنة، بما تلقوة من صاحب الشرع وأصحابه. والقوم يومئذ عرب لم يعرفوا أمر التعليم والتآليف والتدوين، ولا رجعوا إليه ولا دعتهم حاجة، وجرى الأمر على ذلك زمن الصحاية والتابعين، ناقشه بكلام ماتن مفيد.
(1م/15) ذكر الخلاف في حكم معرفة وتعلم نسب النبي ? ومولده ونشأته، ..... وغير ذلك من المعارف التي تخصه ?.
نقل عن ابن فارس أنه قال بالوجوب، وبين الحد من سيرته التي يجب معرفتها ...
وذكر كلام ابن القيم في " زاد المعاد " (1/ 68): وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
• من غايات مجيء محمد ? عمارة الدنيا والعمل للآخرة (1م/ 16):
قال: ولا شك أن المسلم إذا تتبع السيرة لم يبق له شك في أن نبيه ? جاء بعمارة الدنيا والعمل للآخرة، لا بخراب العالم والانقطاع عن العمل حاشا وكلاّ نعم جاء ? بعتم تعمير القلب بالدنيا تعميراً يغفل به المسلم عن ربه وتوحيدة، ولا كن أمرك أن تجد وتجهد حتى تملا منها يدك، وتترك قلبك لله وما يرضيه منك من وجوه مبرات وحسنات ....
• حكم طلب الرئاسة والمراتب العالية كالولاية والقضاء (1م/ 21):
استدل بعض أهل العلم بقوله ?: " وجعلنا للمتقين إماماً " أن الإنسان يجوز أن يطلب المراتب العالية.
وقال السيوطي على قول يوسف ?: " اجعلني على خزائن الأرض ... " جواز طلب الولاية ونحوه لمن وثق من نفسه القيام بحقوقه وجواز التولية عند الكافر والظالم.
• نقد مقولة: ما ترك الأول للآخر من شيء (1م/ 79):
نقل عن ابن عبد البر أنه قال: ما كان أضر بالعلم وبالعلماء وبالمتعلمين من هذه المقولة، وقال عن كلمة علي بن أبي طالب قيمة كل امرئ ما يحسنه: قال لم يسبق إليه بهذه المقولة، وأي كلمة أحض على طلب العلم منها.
• مكان المتقدمين عند الناس، وتقديمهم على المتأخرين في العلوم وغيرها، وأن من عادة الناس مدح الماضي، وذم الباقي في هذا الشأن (1م/ 21):
نقل كلام المسعودي في كتابه " التنبيه والإشراف " (1/ 30) أنه قال: ونحن وإن كان عصرنا متأخراً عن عصر من كان قبلنا من المؤلفين، وأيامنا بعيدة عن أيامهم فلنرجو أن لا نقصر عنهم في تصنيف نقصده وغرض نؤمه، وإن كان لهم سبق الابتداء فلنا فضيلة الإقتداء، وقد تشترك الخواطر، وتتفق الضمائر، وربما كان الآخر أحسن تأليفاً، وأمتن تصنيفاً، لحكمة التجارب، وخشية التتبع، والاحتراس من مواقع الخطأ. ومن هاهنا صارت العلوم نامية، غير متناهية، لوجود الآخر ما لا يجده الأول، وذلك إلى غير غاية محصورة، ولا نهاية محدودة، وقد أخبر الله عز وجل بذلك فقال " وفوق كل ذي علم عليم " على أن من شيم كثير من الناس إطراء المتقدمين، وتعظيم كتب السالفين، ومدح الماضي، وذم الباقي، وإن كان في كتب المحدثين ما هو أعظم فائدة، وأكثر عائدة. فقد حكى الجاحظ - على جلالة قدره - أنه قال: كنت أؤلف الكتاب الكثير المعاني، الحسن النظم، وأنسبه إلى نفسي فلا أرى الأسماع تصغي إليه ولا الإردادات تتيم نحوه، ثم أؤلف ما هو أنقص منه رتبة، وأقل فائدة، ثم ينحله عبد الله بن المقفع، أو سهل بن هارون، أو غيرهما من المتقدمين، ممن صارت أسماؤهم في المصنفين، فيقبلون على كتبها، ويسارعون إلى نسخها، لا لشيء إلا لنسبتها للمتقدمين، ولما يداخل أهل هذا العصر من حسد من هو في عصرهم، ومنافسته على المناقب التي عني بتشيدها، وهذه طائفة لا يعبأ بها كبار الناس، وإنما العمل على أهل النظر والتأمل الذين أعطوا كل شيء حقه من القول، ووفوه قسطه من الحق، فلم يرفعوا المتقدم إذا كان ناقصاً، ولم ينقصوا المتأخر إذا كان زائداً؛ فلمثل هؤلاء تصنف العلوم، وتدون الكتب. وانظر صبح الأعشى - (ج 5/ 484).
(يُتْبَعُ)
(/)
علق الكتاني على هذا بقوله: وإذا كان هذا في ذلك الزمن زمن نفاق أسواق العلم ورجحان أهله بالمدارك والغايات فكيف بزماننا هذا زمن التأخر والانحطاط والتقليد الأعمى لكل مستهجن وغلبة الأعراض السافلة والمقاومة للكمال والكاملين والتشبت بأذيال الناقصين والساقطين سخطاً على الفضيلة ومقاومة لها.
ثم ذكر كلام ابن حزم في هذا الباب؛ حيث قال: وأما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر " أزهد الناس في عالمٍ أهله "، وقرأت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال: " لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده " وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش - وهم أوفر الناس أحلاماً وأصحهم عقولاً وأشدهم تثبتاً، مع ما خصوا به من سكناهم أفضل البقاع، وتغذيتهم بأكرم المياه - حتى خص الله تعالى الأوس والخزرج بالفضيلة التي أبانهم بها على جميع الناس، والله يؤتي فضله من يشاء، ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم الماهر منهم، واستقلالهم كثير ما يأتي به، واستهجانهم حسناته، وتتبعهم سقطاته وعثراته، وأكثر ذلك مدة حياته، بأضعافما في سائر البلاد، إن أجاد قالوا: سارق مغير ومنتحل مدع، وإن توسط قالوا: غث بارد وضعيف ساقط، وإن باكر الحيازة لقصب السبق قالوا: متى كان هذا ومتى تعلم وفي أي زمان قرأ ولأمه الهبل! وبعد ذلك إن ولجت به الأقدار أحد طريقين إما شفوفاً بائناً يعليه على نظرائه أو سلوكاً في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على البائس، وصار غرضاً للأقوال وهدفاً للمطالب ونصباً للتسبب إليه ونهباً للألسنة وعرضة للتطرق إلى عرضه، وربما نحل ما لم نقل وطوق ما لم يتقلد وألحق به ما لم يفه به ولا اعتقده قلبه، وبالحرى وهو السابق المبرز إن لم يتعلق من السلطان بحظ أن يسلم من المتالف وينجو من المخالف، فإن تعرض لتأليف غمز ولمز وتعرض وهمز واشتط عليه، وعظم يسير خطبه واستشنع هين سقطه وذهبت محاسنه وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل، فتنكس لذلك همته وتكل نفسه وتبرد حميته، وهكذا عندنا نصيب من ابتدأ يحوك شعراً أو يعمل رسالة، فإنه لا يفلت من هذه الحبائل، ولا يتخلص من هذا النصب إلا الناهض الفائت والمطفف المستولي على الأمد. وانظر " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب " (3/ 166).
علق الكتاني على هذا بقوله: فليت شعري ما يقال بعد خراب الأندلس وضعف الإسلام في القرن الرابع عشر. وجماع القول أن من جهل شيئاً عاداه، والمزكوم لا يجد رائحة العطر بل يأباه.
• المراد بالخلافة (1/ 2):
الخلافة هي: الرياسة العظمى والولاية العامة الجامعة القائمة بحراسة الدين والدنيا، والقائم بها يسمى الخليفة لأنه خليفة رسول الله ?، وأول خليفة هو أبي بكر الصديق ?.
• أول من اتخذ بيتاً للمال، وأول من لقب بشيخ الإسلام (1/ 5):
قال: أبو بكر هو أول من اتخذ بيت المال، وقال السخاوي: وهو أول من لقب بشيخ الإسلام.
• المراحل التي مر عليها لقب " أمير المنؤمنين " وأول من لقب به (1/ 6 ـ 17):
أول من سمي بأمير المؤمنين من الخلفاء عمر بن الخطاب اتفاقاً.
وأول من أطلق عليه هذا الاسم عبد الله بن جحش.
ثم قال: ثم توارث الخلفاء هذا اللقب سمة لا يشاركهم فيها أحد، وتنافسوا فيها خصوصاً ملوك بني أمية ثم بني العباس ببغداد إلا من راء أنه أحق منهم بالخلافة.
• تقديم محمد النفس الزكية بالخلافة على بني العباس (1/ 7):
محمد النفس الزكية بويع بالخلافة في المدينة قبل بيعة أبي جعفر المنصور فكان هو الخليفة الشرعي، ولهذا مالك وأبو حنيفة يجنحان إليه ويرجحان أمامته على بني العباس ويريان أن إمامته أصح من إمامة أبي جعفر لأنقاد هذه البيعة من قبل.
• سبب انتشار مذهب مالك في المغرب (1/ 8):
لأن إدريس بن عبد الله أمير المغرب أخ محمد النفس الزكية أمر أتباعه بإتباع مالك، وقال نحن أحق بإتباع مذهب وقراءة الموطأ مالك.
(يُتْبَعُ)
(/)
• فائدة من عدم إعادة الفعل عند ذكر أولي الأمر في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} " النساء: 59" (1/ 17).
قال الطيبي: أعاد الفعل في قوله أطيعوا الرسول إشارة إلى استقلال الرسول بالطاعة، ولم يعده في أولي الأمر إشارة إلى أنه يوجد فيهم من لا تجب طاعته ثم بين ذلك بقوله فإن تنازعتم في شيء كأنه قيل: فإن لم يعملوا بالحق فلا تطيعوهم وردوا ما تخالفتم فيه إلى حكم الله ورسوله.
• بيان أن لفظة الوزارة، ومزاولة أعمالها كانت معروفة في عهد النبي ?، وذكر أحاديث الوزارة، والرد على من قال أن الوزارة أخذت من كسرى (1/ 17ـ 20):
من أحاديث الوزارة حديث عائشة أن النبي ? قال: إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل الله له وزير صدق ...... " أخرجه أبو داود.
• نظم الأشياء التي كان النبي ? لا يردها (1/ 33):
قال بعدما تكلم ونقل كلام أهل الحديث على الأحاديث فذلك:
وأنشد بعضهم: قد كان من سيرة خير الورى * صلى عليه الله طول الزمن
أن لا يرد الطيب والمتكأ * والتمر واللحم معاً واللبن
وأوصلها السيوطي إلى سبع:
عن المصطفى سبع يسن قبولها * إذا ما بها قد أتحف المرء خلان
فحلو وألبان ودهن وسادة * ورزق لمحتاج وطيب وريحان
وذكر نظم لأصحاب نعلي النبي ? في (1/ 34).
• ضابط من يصلح للمناصب الدينية من الموظفين (1/ 40):
قال: هاهنا قاعدة في الموظفين الشرعيين يصلح للمناصب الدينية كما في " الفوائد " كل وضيع وشريف إذا كان ذا دين وعلم ولا يصلح لها فاسق وإن كان قرشياً نعم يقع الترجيح إذا اجتمعا في شخص وانفرد الآخر فيما سوى النسب.
• نقده للمصنفين الذين يعزو الحديث لمسلم وحده مع أن الحديث عند البخاري (1/ 42):
نقد الخزاعي صاحب " التخريج " بقوله: استفتح الخزاعي فصل الفقه في الدين في الحض على التفقه في الدين بحديث معاوية " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين " مقتصراً على عزوه لمسلم مع أنه في البخاري وهذا معيب منه رحمه الله لما تقرر أن الحديث إذا كان في البخاري لا يعزى إلى غيره.
• ذكر من كان يحفظ القرآن على عهد النبي ?، والرد على من قال إن أبا بكر الصديق ? لم يكن حافظاً للقرآن. (1/ 44).
ومما يدل على إن أبا بكر كان حافظاً للقرآن قوله ? " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله " وقد قدمه النبي ? في مرضه إماماً للمهاجرين والأنصار .....
• حكم تعلم المرأة للكتابة والقراءة (1/ 50):
تكلم عن هذا المسألة بإسهاب وماتع، ومما قاله أن في كتاب " نور النبراس " أنه قال: كان في عهده بدمشق فقيها سئل هل يجوز أن يتعلم النساء الكتابة فأجابه: لا يجوز تعليمهن الكتابة. قال الحافظ برهان الدين الحلي وغفل هذا المفتي عن الحديث الذي عند أبي داود (ح 3887) عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال لي " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟ ".
وذكر كلام فيه نوع من الطرافة، وأن ما كان يخشاه بعض المجتمعات من تعلم النساء للكتابة والقراءة قد سبقهم لذلك أجيال بعد أجيال.
ومما قاله: يعجبني أن أثبت هنا قول عصرينا الشاعر المصري المشهور وهو الشيخ مصطفى الرافعي:
ياقوم لم تخلق بنات الورى للدرس والطرس وقال وقيل
لنا علوم ولها غيرها فعلموها كيف نشر الغسيل
والثوب والإبرة في كفها طرس عليه كل خط جميل
• الرد على من قال إن اتخاذ المنير بدعة (1/ 63):
قال اشتهر في كتب المتأخرين أن اتخاذ المحاريب في المساجد لوقوف الأئمة بدعة، وأفرد ذلك الحافظ السيوطي بمؤلف، وفي " عون المعبود " ما قاله القاري من أن المحاريب من المحدثات بعده ?، وفيه نظر لأن وجود المحراب في زمنه ? يثبت من بعض الروايات، أخرج البيهقي في السنن الكبرى [جزء 2 - صفحة 30]، عن وائل بن حجر قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أو حين نهض إلى المسجد فدخل المحراب ... " وقال ابن الهمام لا يخفى أن امتياز الإمام مقرر شرعاً وثبتت المحاريب في المسجد من لدن رسول الله ?. .............
========================
تنبيه: هل كتاب التراتيب الإدارية نسخ في ( cd) فإذا لم ينسخ فحبذا لو انتدب أحد الأخوة لنسخه
ـ[الفاروق]ــــــــ[28 - Jan-2007, صباحاً 01:08]ـ
جزاكم الله خيرا يا اخي الحبيب وبارك فيكم
اختياركم يدل على حسن ذوق، ونباهة فكر، فتقييد الأوابد وقنص الشوارد لا يحسنه الا المهرة.
ونحن بانتظار باقي الحلقات
أسال الله ان يتقبل منك.
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[29 - Jan-2007, صباحاً 06:43]ـ
أشكررك على مرورك، وإلى حلقات قادمة قريبة ـ إن شاء الله. والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[04 - Feb-2007, صباحاً 06:31]ـ
الحلقة الثانية:
• من هو أعبر هذه الأمة؟ (1/ 60):
كان أبو بكر غاية في تعبير الرؤيا وكان يعبر في زمن النبي ? الرؤيا،وقد قال محمد بن سيرين وهو المقدم في هذا العلم بالاتفاق كان أبو بكر أعبر هذه الأمة بعد رسول الله ?.
• الشروط الواجب توفرها في المعبر (1/ 60):
قال وفي " الرسالة " ولا ينبغي أن يعبر الرؤيا من لا علم له بها، وقال التادلي: إلا إذا كان عالماً بأصول التفسير، وهي الكتاب والسنة وكلام العرب وأشعارها وأمثالها، وكان له فضل وصلاح وفراسة ولا يعبرها بالنظر في كتب العبارات، ويعني بذلك على جهة التقليد لذلك فإن ذلك لا يجوز لأنها تختلف باختلاف الأشخاص والأزمان والأحوال.
وقال تنبيه: الكتب المنسوبه إلى ابن سيرين في علم تعبير الرؤيا من أهجن ما كذب على السلف ولا يتصور من التابعين أن يكون هذا أول ما ألفوا فيه من أبواب العلم، والتصنيف إنما شاع بعد ذلك.
وقال ابن القيم في " الطرق الحكمية " (ص 256): لما تكلم على الذين أنكروا من السلف التدوين ما نصه: وكان ابن سيرين وأصحابه لا يكتبون الحديث فكيف بالرؤيا. ............ وذكر كلام ماتع في بابه.
• صلاة الجماعة من خصائص هذه الأمة (1/ 66):
قال فائدة: صلاة الجماعة من خصائص هذه الأمة.
• من حج بالمسلمين في السنة الثامنة (1/ 66، 109، 240):
أول من أقام للناس الحج عَتّاب بن أسيد سنه ثمان للهجرة؛ لأنه أمير على مكة، أمره النبي ? بعدما رجع إلى المدينة بعد الفتح، وكان عمره إذ ذاك قريباً من العشرين سنه، وأقره أبو بكر إلا أن مات عتاب في يوم مات أبو بكر.
• العلة من تسمية الأسبوع جمعة (1/ 69):
قال: فائدة في " التوشيح " للسيوطي كان اليهود يسمون الأسبوع كله سبتاً وقد وقع ذلك في حديث أنس في الاستسقاء فحدث في الإسلام تسميته جمعة نظراً لليوم الأشرف.
• الرد على من استدل على أن علي بن أبي طالب ? أفضل من أبي بكر ? إرسال براءة مع علي (1/ 72):
قال بعض العلماء: إنما أرسل علياً لأنها تتضمن نقض العهد، فأراد قطع ألسنة العرب بأن يرسل ابن عمه من بيته لينقض العهد، وقال الجاحظ: لا يؤخذ من تفضيل علي على أبي بكر وإنما عامل العرب بما يتعارفونه بينهم أن السيد الكريم إذا عقد لقوم عهد فإنه لا يحل ذلك الأمر إلا رجل من أقاربه المقربين ....
• الروايات في نقل ماء زمزم إلى المدينة (1/ 101):
ذكر روايات عن النبي ? أنه أمر أن يرسل إليه في المدينة من ماء زمزم نقلاً من كتاب " الإصابة " لابن حجر، من ذلك أن النبي ? كتب إلى سهيل بن عمرو إن جاءك كتابي ليلاً فلا تصبحن أو نهارا فلا تمسين حتى تبعث إلى من ماء زمزم.
• حكم أخذ الأجرة على دخول الكعبة (1/ 111):
قال المحب الطبري: لا خلاف في تحريم أخذ الأجرة على دخول الكعبة، وأنه من أشنع البدع .....
• لماذا اختيرت الهجرة للابتداء بها في التاريخ دون وقت الولادة، أو البعثة (1/ 182):
قال اختيرت الهجرة لاختلافهم فما دونها، ووقت الوفاة، وإن شارك الهجرة في الاتفاق لا يحسن الابتداء بها عقلا لما ينشأ عنه من تهيج الحزن والاسف بخلاف وقت الهجرة وقت استقامة ملة الإسلام، واختير لافتتاح السنة المحرم دون غيره لكونه شهر الله، وأحد الأشهر الحرم وفيه تنصر الناس من الحج.
• أصح الكتب التي أمر بكتابتها النبي ?، وذكر كلام أهل العلم عليه (1/ 168):
أجمع وأوعب وأطول كتاب حفظ التاريخ نصه كتابه ? لعمر بن حزم فيه من أنواع الفقه، وعمرو كان أميراً على نجران، وذكر طرقه ابن كثير في " إرشاده " قال: وعلى كل تقدير فهذا كتاب متداول بين أئمة الإسلام قديماً وحديثاً يعتمدون عليه يرجعون في مهمات هذا الباب إليه، كما قال يعقوب بن سفيان لا أعلم في جميع الكتاب كتاباً أصح من كتاب عمرو بن حزم .... وصح أن عمر ترك رأيه ورجع إليه .......... ثم ذكر من نقل الإجماع على العمل بما فيه، وتكلم عن أحكام الوجادة ............
• ما معنى البريد، ومن هو أول من اتخذه (1/ 191):
(يُتْبَعُ)
(/)
البريد اسم للمسافة التي بين كل محطة وأُخرى من محطات البريد، وهي أربعة فراسخ، أو اثنا عشر ميلاً ثم أطلق على حامل الرسائل، وتوسعوا فيه الآن فأطلقوه على أكياس البريد وأصله من وضع الفرس ثم استعمل في الإسلام وأقيم له عامل مخصوص يسمى عامل البريد ينقل أخبار الولاة والبلاد لدار الخلافة والعكس، والمشهور أن أول من وضعه في الإسلام معاوية بن أبي سفيان، ولعل أول من رتبه على طرق ومناهج مخصوصة رتب له الميل، والمحطات، و إلا فالبريد معروف عند من قبله من الخلفاء، واشتهر أمره في زمن عمر بن الخطاب.
• فوائد ونوادر في تعلم اللغة غير العربية (1/ 203):
تكلم على حديث زيد بن ثابت حينما أمره النبي ? أن يتعلم لغة اليهود، فتعلم السريانية في 17يوماً. وفي " صبح الأعشى " [3/ 7]: مما يحتاج إليه الكاتب أنه ينبغي للكاتب أن يتعلم لغة من يحتاج إلى مخاطبته أو مكاتبته من اللغات غير العربية فكذلك ينبغي أن يتعلم من الخطوط غير العربية ما يحتاج إليه من ذلك فقد قال محمد بن عمر المدائني في كتاب " القلم والدواة " إنه يجب عليه أن يتعلم الهندية وغيرها من الخطوط العجمية.
أما نهي عمر عن رطانة الاعاجم، حمل النهي عن التكلم بها في المساجد، وقيل إن النهي إذا تكلم بها بحضرة من لا يفهماه فيكون من تناجي الاثنين دون واحد، والتأويل الثاني أسعد ...........
وللشيخ صفي الدين الحلي، وهو ممن كان يحفظ عدة لغات:
بقدر لغات المرء يكثر نفعهُ وتلك له عند الملمات أعوان
فبادر إلى حفظ اللغات مسارعاً فكل لسان في الحقيقة إنسان
وقال من أغرب ما قرأته في " مرآة الزمان " لسبط ابن الجوزي حين تكلم عن موالي عبد الله بن الزبير قال كان له مائه غلام كل غلام يتكلم بلغة، وكان ابن الزبير يكلم كل أحد بلغته، وما ذكره ابن عساكر عن عمر بن قيس فهذا أعجب ما سمعت في معرفة اللغات وتعداها عن الصحابة، وتابعيهم. راجع تأليف ابن خالنا العلامة المحدث أبي عبد الله بن جعفر الكتاني " المطالب العزيزة في تكلمه عليه السلام بغير اللغة العربية ".
وتكلم بكلام في توسع عن هل النبي ? يعرف لغة غير العربية، وهل تكلم بكلمات غير عربية ...
• فوائد في الشعر في العصر الأول (1/ 211):
كانت عائشة رضي الله عنها تروي كلام الشعراء ما لا يحفظه الرجال فضلاً عن النساء، وكانت أشعر من الخنساء.
ومن شعراء النبي ? حسان بن ثابت كان إذا مد لسانه بلغ أرنفه، وكان يحلف بالله أنه لو أمره على شعر لحرقه، أو صخر لخرقه.
كلام جميل حول قصيدة كعب بن زهير " بانت سعاد ". مناسبة هذه القصيدة، حقن دمه ?، ومقدار ما أجازه عليه.
وذكر أن بعض العلماء كان لا يفتتح مجلسه إلا بهذه القصيدة، لرؤيا في المنام حيث رأى النبي ?، وقال أن أحبها , وأحب من يحبها.
من الشعراء الذين رثوا النبي ? بعد موته، أبي بكر، وعلية، وأم حكيم .............
• خطبة الجمعة بلغة غير العربية (1/ 219):
لم يرد أن ترجمة الخطبة لغير العربية في زمن النبي ? مع أنه كان يحضر خطبه، وخطب الخلفاء الراشدين رجال من الفرس والروم، والحبش ... مع أن من الصحابة من كان يعلم اللسان العجمي والرومي، كزيد ?. ولم ينقل شيئاً من وقوع ترجمة لخطب الجمعة في القرون الثلاثة الأولى.
ومن النوادر أن الدولة الموحدية كان خطباؤها بفاس يخطبون باللسان البربري.
• المراد بالديوان، وأول من وضعه (1/ 225):
الديوان دفتر يكتب فيه أسماء أهل العطاء، والعساكر على القبائل والبطون، وأول من وضعه عمر بن الخطاب ?. بسبب أن الناس كثروا في عهده، وجبيت الأموال، وتأكدت الحاجة إلى ضبهم، على ترتيب الأنساب الأقرب فالأقرب.
• السر في أن عمر بن الخطاب لا يرغب أن يلي العامل له أكثر من عامين (1/ 269):
روي أن عمر أوصى حين كتب عهده أن لا يولي العامل أكثر من عامين، قال: وكان من عادة الموحدين قديماً في تونس أنهم كانوا لا يولون القضاء أكثر من عامين، وكانوا يرون أن القاضي إذا طالت مدة قضائه أكثر الأصحاب والأخدان، وإذا كان بمظنة العزل لا يغتر، وأيضاً فإن الحال إذا كان هكذا ظهرت مخايل المعرفة بين الأقران، وكثر فيهم القضاة بتدربهم على الواقع فيبقى الحال محفوظاً بخلاف ما إذا استبد الواحد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
• لماذا سميت المسألة الفرضية " الاكدرية " بهذا الاسم (1/ 278):
قال عن الاكيدر بن حمام اللخمي: ذكر أن له إدراكاً، وكان ذا دين وفضل وفقه، وهو صاحب الفريضة التي تسمى الاكدرية، وقد قيل للاعمش لم سميت الفريضة الاكدرية، فقال: طرحها عبدالملك بن مروان على رجل يقال له الاكدر، وكان ينظر في الفرائض فأخطأ فيها، وقيل: إن زيد بن ثابت تكدر فيها.
• المراد بالحبس الشرعي، وحال السجن في عهد عمر بن الخطاب ? (1/ 295):
قال الماوردي: الحبس الشرعي ليس هو السجن في مكان ضيق، وإنما هو تعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه سواء كان في بيت أو مسجد، وكان يتولى نفس الخصم أو وكيله عليه وملازمته له ولهذا سماه النبي ? أسيراً في حديث بني تميم " يا أخا بني تميم ما تريد أن تفعل بأسيرك "، وكان هذا هو السجن في زمن النبي ?، وأبي بكر.
وكذا قال ابن القيم في " الطرق الحكمية " (ص 148).
أما اتخاذ محلاً معين بني لذلك خصيصاً فلم يكن إلا في زمن عمر ?، وقد حبس عمر الحطيئة في بئر، وبعد ذلك اشترى عمر دار صفوان بن أمية، ومن ثم سميت دار السجن.
وقال العيني: وكانت السجون آبارا فأول من بنى السجن علي بن أبي طالب باتخاذه مقصوداً لهذا الغرض.
وقال الماوردي: أم الحبس الذي هو الآن فإنه لا يجوز عند أحد من المسلمين وذلك أنه يجمع الجمع الكثير في موضع يضيق عنهم غير متمكنين من الوضوء والصلاة وقد يرى بعضهم عورة بعض ويؤذيهم الحر والصيف.
• من الذي يهجر في الدين؟ (1/ 304):
قال ابن زرقون في " شرح الموطأ ": حديث كعب بن مالك في الذين خلفوا أصل في هجر أهل البدع ومن أحدث في الدين ما لا يرضى ومن خشي من مجالسته الضرر في الدين أو في الدنيا في العدواة والبغضاء فهجرته والبعد عنه خير من قربه لأنه يحفظ عليك زلاتك ويماريك في صوابك، وربما صرم جميل خير من مخالطة موذيه.
وقال الحسن البصري: هجران الأحمق قربة إلى الله فإن ذلك يدوم إلى الموت إذ الحماقة لا ينتظر علاجها.
• فوائد في تخصيص بعض الآيات بالقراءة في الصلاة (1/ 307).
قال في كتاب السماع من " الإحياء " لدى الكلام على قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} " لقمان: 6 ".لو قرئي ليضل به عن سبيل الله كان حراماً كما حكي عن بعض المنافقين أنه كان يؤم الناس ولا يقرأ إلا سورة عبس لما فيها من العتاب مع رسول الله ? فهم عمر بقتله ورأى فعله حراماً لما فيه من الاضلال.
• فائدة في التشهير بالخطاء (1/ 308):
الجمع بين قوله ? " ما بال أقوام "، وقوله لأبي ذر: إن فيك خصلة من خصال الجاهلية "، قال: كان الشيخ الوالد عاتب مرة بعض مواريده في وجهه فعرض له بأن المصطفى كان لا يواجه أحداً بما يكره في وجهه، فأجبته بقوه لأبي ذر، و جماع القول في الباب أن ? كان يختلف حاله باختلاف الناس بين راسخ الود ثابت الاعتقاد وبين غيره من المذبذبين فكان يخاطب كل واحد على حسب منزلته وإيمانه.
• الجمع بين قوله تعالى: " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور "، وقوله: " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ". (1/ 312).
قال في شرحي " الشفا " للخفاجي، وابن عبد السلام الفاسي، سئل العتبي أي مناسبة بين ذلك وبين الحديد، وما هو إلا كما يجمع بين الضب والنون، فأجاب بأن ملك الملوك سبحانه أرسل رسوله لاجراء أوامره ونواهيه بين عباده وهما قسمان عقلاء ذوو بصيرة، وإرشادهم بالكتب الالاهية وما حوته من الأدلة القطعية، وجهلة وتسخيرهم بالقهر والإرهاب بالسيف والسنان، فصار المعنى أرسلناهم لضبط العامة والخاصة وأي مناسبة أتم من هذه.
أقول: قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " [28/ 264]: " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب " فمن عدل عن الكتاب قوّم بالحديد، ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف، وقد روى عن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضرب بهذا يعنى السيف من عدل عن هذا يعنى المصحف ".
• أبيات لأحمد شوقي في هذا المعنى:
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ
جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ
لَمّا أَتى لَكَ عَفواً كُلُّ ذي حَسَبٍ تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ
وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ ذَرعاً وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ
• الرد على من قال إن رسم الهلال على المنارات من البدع المحدثة (1/ 320):
قال ترجم في " الإصابة في تمييز الصحابة " (3/ 72): لسعد بن مالك الأزدي، فنقل عن ابن يونس، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال أبيض. فيؤخذ من هذا أصل رسم صورة الهلال في الراية الإسلامية، وبذلك تعلم ما وقع لصاحب " وفيات الأسلاف " فإنه قال في (ص 380): إن وضع رسم صورة الهلال على رءوس منارات المساجد بدعة، وإنما يتداول ملوك الدولة العثمانية رسم الهلال علامة رسمية أخذاً من القياصرة وأصله أن فيلبش المقدوني والد الاسكندر الأكبر لما هاجم بعسكره على القسطنطينية في بعض الليالي دافعه أهلها وغلبوا عليه وطردوه عن البلد وصادف ذلك وقت السحر، فتفاؤلوا به واتخذوا رسم الهلال في علمهم الرسمي تذكيراً للحادثة، وورث ذلك منهم القياصرة ثم العثمانية لما غلبوا عليها ثم حدث ذلك في بلاد قازان.
• نادرة: أن النبي ? وأصحابه كانوا لا يركبون إلا الفحلولة من الخيل (1/ 333):
ذكر ابن بطال في " شرحه للبخاري " (9/ 85) على باب الفحولة من الخيل.
وقال راشد بن سعد: كان السلف يستحبون الفحولة؛ لأنها أجرأ وأجسر.
لا فقه في هذا الباب، وإنما فيه أن فحول الخيل أفضل للركوب من الإناث لشدتها وجرأتها، ومعلوم أن المدينة لم تخل من إناث الخيل، ولم ينقل أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ولا جملة أصحابه ركبوا غير الفحول، ولم يكن ذلك إلا لفضلها على الإناث، إلا ما ذكر عن سعد بن أبى وقاص أنه كان له فرس أنثى بلقاء.
• أعجوبة في ترجمة الصحابي بدر بن امرئ القيس التميمي السعدي الزبرقان (1/ 333):
قال ابن حجر في " الإصابة " (2/ 551) أنه وفد على عبد الملك، وقاد إليه خمسة وعشرين فرساً ونسب كل فرس إلى آبائه وأمهاته، وحلف على كل فرس منا يمينا غير التي حلف بها على غيرها فقال عبد الملك عجبي من اختلاف أيمانه أشد من عجبي بمعرفته بأنساب الخيل.
ولُقب بالزبرقان لحسن وجهه، وهو من أسماء القمر.
• دليل على أن الصحابة لا يحبون أحداً ينازع المُكلف بشؤون النبي ? (1/ 342):
قال وجدت قصة في " أسد الغابة " (1/ 678) تدل عل أن الصحابة كانوا لا يحبون أحداً ينازع المكلف بشؤون رسول الله ?، بل كان المصطفى، وهم يحبون اختصاص كل مكلف بما كلف به، وذلك في ترجمة سعد بن الأخرم، قال: أتيت النبي ?، وأريد أن أسأله فقيل هو بعرفة، فاستقبلته فأخذت بزمام ناقته، فصاح بي الناس .... وفي آخر القصة قول المصطفى له: دع الناقة.
• من لطائف التأليف (1/ 345):
قال للشيخ علاء الدين على السعدي (ت 717) رسالة في المفاخرة بين السيف والرمح، ولأبي حفص أحمد الكاتب الأندلسي " مفاخرة بين السيف والقلم " ولعلي بن هبة الله بن ماكولا " المفاخرة بين السيف والقلم والدينا "، ولأبي نباته ـ أيضاً ـ وغيرهم.
• السبب في تسمية عائلة المؤلف " الكتاني " بهذا الاسم (1/ 353):
قال: الخباء تسمى في المغرب " الخزانة "، وكانت في القديم تستعمل من جلد أو صوف أو شعر، وأول من عملها من كتان أحد أسلافنا وهو يحيى بن عمران، ومن هنا جرى على عائلتنا الكتانية اللقب بالكتاني، وذكر في ذلك أبيات جميلة في ذلك ....
• حكم سفر أمهاته المؤمنين بعد وفات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (1/ 355):
قال وفي " التوشيح " للسيوطي كان عمر بن الخطاب يتوقف أولاً في الإذن لأمهات المؤمنين بالحج اعتماداً على قوله " وقرن في بيوتكن " يرى تحريم السفر عليهن فظهر له جوازه فأذن لهن في آخر خلافته فكان عثمان يحج بهن في خلافته ـ أيضاً ـ ووقف بعضهن عند ظاهر الآية، وهي زينب وسودة فقالتا لا تحركهما دابة بعد سول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وذكر قبل ذلك قصص تدل على شدة عناية الصحابة بحفظ أمهات المؤمنين، حتى أنهم يمنعون الغير من القرب منهن.
============================== ==
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلى الحلقة الثالثة إن شاء الله
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[23 - Feb-2007, صباحاً 09:25]ـ
الحلقة الثالثة:
• من عجائب متابعة الشيخ ابن غازي لأحوال الناس في وقته (1/ 364):
كان قد عين بعض أصحابه أن يكتب له كل ما جرى في البلد، وما قال، وما قيل من خميس إلى خميس فيطالع ذلك ويكون ذلك يوم الخميس الذي تفرغ فيه من التدريس، فحمل هذا من الشيخ على معرفة الزمان وأهله المأذون فيه أو المكلف به.
ونقل عن الحافظ أبي العباس المقرئ أنه كان يوم مقامه بمصر قد اتخذ رجلاً بنفقته وكسوته وما يحتاج على أن يكون كلما أصبح ذهب يخترق البلد أسواقاً ومساجد ورحابا وأزقته وكلما راء من أمر وقع أو سمع يقصه عليه في الليل.
قال معلقاً: لا شك أن ابن غازي والمقرئ لو ظهرت الجرائد في أيامهما لكانا أول المشتركين فيها، وكان الاشتراك عليهما في عشرة من الجرائد يومية أهون من الرجل المذكور وتوابعه.
ثم ذكر أمثلة لمشايخ على مثل هذا المنوال.
• وجود الدبابة آلة الحرب في العصر الأول (1/ 374):
الدبابة بفتح الدال آلة من آلات الحرب يدخل فيها الرجال فيدبون إلى الأسوار ينقبون، قال: القاموس المحيط (1/ 106): الدَّبَّابَة مُشَدَّدَةً: آلَةٌ تُتَّخَذُ لِلْحُروبِ فَتُدْفَعُ في أصْلِ الحِصْنِ فَيَنْقُبونَ وهُمْ في جَوْفِها. وهي بيت صغيرة تعمل للحصون يدخلها الرجال، ويكون سقفها حرزاً لهم من الرمي. وفي كتاب " نفحة الحدائق والخمائل في الابتداع والاختراع للأوائل " أول دبابة صنعت في الإسلام دبابة صنعت على الطائف حين حاصرها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وفي " الطبقات الكبرى " لابن سعد (1/ 312): قال لم يحضر عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة حصار الطائف كانا بجرش ـ بلد في الأردن ـ يتعلمان صنعة العرادات والمنجنيق والدبابات فقدما وقد انصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الطائف فنصبا المنجنيق والعرادات والدبابات. والعرادات: أصغر من المنجينق.
• فائدة في السياسة (1/ 377):
قال بعد الحديث عن حفر الخندق: في ذلك أعظم دلالة على أن الممالك والدول التي لا تنسج على منوال مجارريها فيما يتخذونه من الآلات الحربية والتراتيب العسكرية والنظامات العلمية والعملية الصناعية والزراعية يوشك أن تكون غنيمة لهم ولو بعد حين، فحال بنينا الكريم كان يقضي بأخذه بالأحسن والأنفع في كل باب، سواء كان قومه يعلمونه ويعملون عليه أم لا ولذلك ثبت أنه قال لعاصم بن ثابت: " من قاتل فليقاتل كما يُقاتل " ....... ثم ذكر كلاماً لابن تيمية وغيره فيه تأصيل يُستحسن قراءته كاملاً.
• هل كل ما لبسه الأعاجم يكون محرماً علينا (1/ 378):
كلام نفيس في موضوع التشبه بالكفار:
قال العز بن عبد السلام: ليس كل ما فعلته الجاهلية منهياً عن ملابسته، بل ما خالف شرعنا، وقد حفر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخندق ولم تكن العرب تعرفه، ومدح قسي العجم، وقال هم أقوى منكم رمية.
وقال المواق في " سنن المهتدين ": كنت أبحث لأهل الفحص في لبسهم الرندين كما قال مالك في المظال ليست من لباس السلف، وأباحها لأنها تقي من البرد، فأفتيت بإباحتها فشنع علي في ذلك، فقلت الرندين ثوب رومي يضمحل التشبه فيه بالعجم في جنب منفعته، إذ هو ثوب مقتصد ينتفع به ويقي من البرد، ونص أئمة على أنه ليس كل ما فعلته الأعاجم نهينا عن ملابسته إلا ذا نهت عنه الشريعة ودلت القواعد على تركه، ويختص النهي بما يفعلونه على خلاف مقتضى شرعنا، وأما ما فعلوه على وفق الندب أو الإيجاب أو الإباحة في شرعنا فلا تترك ذلك لأجل تعاطيهم إياه لأن الشرع لا ينهى عن التشبه بفعل ما أذن الله فيه ......
قال أبو سالم العياشي في كتابه " الحكم بالعدل والانصاف " أن المواق كسر شوكة من يرى أن كل ما لم يكن في الصدر الأول بدعة وأن كل ما خالف المشهور ضلالة.
• الفرق بين الغزوة والسرية (1/ 387):
وقد جرت عادة المحدثين وأرباب السير أن يسموا كل عسكر حضره عليه السلام بنفسه غزوة وما لم يحضره بل أرسل بعضاً من أصحابه إلى العدو سرية وبعثاً.
• حكم أخذ المال على المناصب الدينية كالقضاء وكذا التعليم (1/ 395):
(يُتْبَعُ)
(/)
تكلم في ذلك بكلام موسع، ومما قاله: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عماله أجروا على طلبة العلم الرزق وفرغوهم، ونُقل عن الغزالي أنه قال: يجب لحافظ القرآن في كل سنة من بيت مال المسلمين مائه دينار. وقال السيوطي: أن لمعلم الصبيان من بيت مال المسلمين مائة دينار فإن لم يكن من بيت المال فعلى جماعة المسلمين، فإن لم يكن فعلى أهل الحسبة لأن تعليم الصبيان فرض كفاية يحمله من قام به.
• الإشارة إلى أن الوقف من خصائص الإسلام، وأول من أوقف (1/ 409):
قال الشافعي، وغيره: الوقف من خصائص الإسلام، فهو من الأمور التي اختص بها الإسلام، ولم يبلغني أن الجاهلية وقفوا داراً أو أرضاً ولا يرد بناء الكعبة وحفر زمزم لأنه كان على وجه التفاخر لا التبرر.
• ضرب صور الملوك على النقود في قديم الزمان وكان أول الإسلام على ذلك (1/ 415، 2/ 67):
قال ابن عبد البر في " التمهيد " (22/ 170): كانت الدنانير في الجاهلية وأول الإسلام بالشام وعند عرب الحجاز كلها رومية تضرب ببلاد الروم عليها صورة الملك واسم الذي ضربت في أيامه مكتوب بالرومية، وكانت الدراهم بالعراق وأرض المشرق كلها كسروية عليها صورة كسرى واسمه فيها مكتوب بالفارسية. وقال الخطابي: كانت الدنانير تحمل إليهم في زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بلاد الروم فكانت العرب تسميها الهرقلية، قال: وهذه الدراهم مع إثبات صور ملوك الروم عليها كانوا في صدر الإسلام يصلون بها ويحملونها معهم ولا يتنزهون عن ذلك، وقد كنت رأيت في سفري لتطوان عام 1341هـ درهماً من هذه الدراهم الهرقلية منقوش عليها صورة هرقل ثم اشتريت بعد ذلك درهما رسم عليه اسم قيصر وصورته ولعله أحد القياصرة المعاصرين لأول الإسلام، وفي فتاوي الشهاب أحمد بن حجر الهيثمي جماعة ذكروا جواز حمل الدنانير التي تجلب من أرض الافرنج وعليه صورة حيوان حقيقة يقيقاً واستدلوا على ذلك بأنها كانت تجلب من عندهم في زمن السلف ولم ينهوا عن حملها في العمامة وغيرها لأن القصد منها النقد لا تلك الصور ولتعذر إزالتها أو تعسره، قال فإذا جاز هذا في تلك الدنانير فجواز الكتابة في الورق الإفرنج أولى وإن تحقق أن فيه صورة حيوان ا. هـ.
وفي فتاوي الشهاب أحمد الرملي الشافعي المصري أنه قال: لا يحرم حمل الدنانير التي فيها صور، فقد قال ابن العراقي: عندي أن الدراهم التي عليها الصور من القسم الذي لا ينكر لامتهانها بالاتفاق والمعاملة وقد كان السلف يتعاملون بها من غير نكير فلم تحدث الدراهم الإسلامية إلا في زمن عبد الملك بن مروان كما هو معروف، وفيها صورة، وقدمت مدينة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبها بقايا الصحابة فلم ينكروا منها شيئاً سوى. ............. وقد تكلم عن الدنانير عبر التاريخ الإسلام بإسهام فطالعه فلن تعدم فائدة.
• فائدة التحقق من المكيال والميزان الشرعيين (1/ 435):
بعدم توسع في ذكر أقوال العلماء في تحديد المكيال والميزان كالصاع النبوي، والرسائل المؤلفة في ذلك، نقل عن الإمام أبي سالم العياشي: مما ينبغي الاعتناء به تحقيق المكيال والميزان الشرعيين لأداء الحقوق المتعلقة بذلك كالنصب والكفارات والحدود والنفقات. ثم قال: خاتمة إنما أطال الفقهاء في هذه المسألة محافظة على القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر، ولأنه تكره الزيادة على الصاع لأن التحديد من الشارع فالزيادة عليه بدعة مكروهة كالزائد في التسبيح على 33 قاله القرافي.
• استعمال الحقنة الطبية في الصدر الأول (1/ 463):
بعدما تكلم عن الطب لدى العرب قبل الإسلام، و في العهد النبوي، قال لقد عرفت الحقنة الطبية في الصدر الأول فقد أخرج أبو نعيم عن سعيد بن أيمن أن رجلاً كان به وجع فنعت له الناس الحقنة فسأل عمر بن الخطاب فزجره فلما غلبه الوجع احتقن فبرئي من وجعه ذلك فرآه عمر فسأله عن برئه فقال احتقنت، فقال عمر إن عاد لك فعد لها.
• كيفية التحرز من الأمراض التي تنتقل عدواها إلى الغير وخاصة في الرسائل والطرود (1/ 467):
ومن أعجب ما وقفت عليه في مكتوب السلطان أبي العباس المنصور لولده أبي فارس وهو خليفته على مراكش بتاريخ (1011هـ) في أمر وباء حدث إذ ذاك بسوس، والبطاقة التي ترد عليك من سوس لا تقرأ ولا تدخل دار، ولا تفتح إلا بعد أن تغمس في خل ثقيف وتنشر حتى تيبس وحينئذ تقرأ. قال هذا هو عمل الافرنج اليوم في تحفظهم من الوباء المسمى عندهم بـ (الكرنتينه).
وقد وقعت محاورة بين عالمين من تونس أبي عبد الله محمد المالكي، والشيخ أبي عبد الله محمد الحنفي في أباحتها فألف الأول في الحرمة، وألف الثاني في الجواز.
• أقسام علم القافية عند العرب (1/ 472):
كان علم القافية عند العرف ينقسم إلى نوعين: الاستدلال بأثر الماشي عليه، والاستدلال بتقاطيع الجسم على صحة النسب وبطلانه.
• كلام موسع عن الصفة وأصحابها في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (1/ 473):
تكلم عن أحوال أهل الصفة، وعددهم والرسائل المؤلفة في ذلك بكلام موسع ماتع، فطالعه لترى حال الصحابة في العهد الأول من التقشف، وتقدم الآخرة على الأولى.
تم المراد من الجزء الأول، فإلى الجزء الثاني ـ إن شاء الله ـ
============================== =====
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 10:23]ـ
البدء بالجزء الثاني:
الحلقة الرابعة:
• معنى قوله " اختلاف أمتي رحمة " (2/ 3):
قال العضد في " صدر المواقف " قال بعض أكابر الأمة وأحبار الأئمة في معنى هذا الخبر المشهور: يعني اختلاف همتهم في العلوم فهمة واحدة في الفقه، والآخر في الكلام كما اختلفت الحرف ليقوم كل واحد بحرفة فيتم النظام.ا هـ.
• كسب البخاري، وشيء من ورعه (2/ 5):
كان البخاري صاحب تجارة وزرع، وقد روي أنه أعطي ببضاعة له خمسة آلاف فذكر في نفسه ولم يتلفظ فأُعطي فيها بعد ذلك أضعاف الأولى ألوفاً مؤلفة، قال: لا قد كنت ركنت إلى الأولى فحاسب نفسه على الهواجس التى لا تلزم.
• الرد على من قال إن الصحابة لا يعرفون بيعاً ولا شراءً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 6):
قال أبو علي اليوسي في " قانونه " توفي رسول الله r عن ألوف من الصحابة ما كان يحسن الواحد منهم أن شتري حاجة من السوق بقيراط، وهم فقهاء في دين الله. اهـ قال: فإن هذا الإطلاق بصيغة الشمول والاستغراق عجيب من مطلقه وأغرب ما يذكر عن عالم مثله إلا أن يكون عنى أهل الصفة الذين انقطعوا للعبادة والتعلم، وهم لم يصلوا إلى الألوف على أن انقطاعهم لا عن جهل بالبيع والشراء بل إيثارا لم يبقى على ما يفني.
• الرد على من قال إن إغلاق المحلات التجارية وقت الأذان لم يعرف في العهد الأول (2/ 7):
قال قتادة: كان القوم يتبايعون ويتجرون لا كنهم إذا نابهم حق من حقوق الله لم يلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى يؤدوه إلى الله، قال العيني في " العمدة " أراد بالقوم الصحابة فإنهم كانوا في بيعم وشرائهم إذا سمعوا الصلاة يتبادرون إليها لإقامتها. ويؤيد ذلك هذا ما أخرجه عبد الرزاق من كلام ابن عمر أنهكان في السوق فأقيمت الصلاة فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد، قال ابن عمر: فيهم نزلت قوله تعالى: " رجال لا تليهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ".
• من أسباب سقوط قيمة الشاب عند عمر بن الخطاب t (1/23) :
قال ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " (ص 347): عن محمد بن عاصم، قال بلغني أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان إذا رأى غلاماً فأعجبه سأل عنه هل له حرفة، فإن قيل: لا، قال: سقط من عيني.
• هل امتناع دخول الملائكة للبيت الذي فيه صورة يشمل الدراهم إذا كانت فيها صور (2/ 68):
واختلفوا فيما إذا كانت الصورة على الدراهم والدنانير هل تمتنع الملائكة من دخول البيت بسببها فذهب القاضي عياض إلى أنهم لا يمنعوا وأن الأحاديث مخصصة، وذهب الثوري إلى القول بالعموم.
• امتناع وصف النبي r بأوصاف الضعف كالفقير واليتيم تعظيماً لشأنه r (2/89) :
قال الحليمي كما في " شعب الإيمان " من تعظيمه u أن لا يوصف بما هو عند الناس من أوصاف الضعة فلا يقال كان فقيراً. وأنكر بعضهم إطلاق الزهد عليه، وقد ذكر القاضي عياض في " الشفا " [2/ 188]:
وأفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم المتفقه الطليطلي و صلبه بما شهد عليه به من استخفافه بحق النبي صلى الله عليه و سلم وتسميته إياه أثناء مناظرته باليتيم، وزعمه أن زهده لم يكن قصداً، و لو قدر على الطيبات أكلها.
• إجادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لفن السباحة (2/ 93):
في حديث ابن عباس في السيرة أنه صلى الله عليه وسلم قال في المدينة أحسنت العوم في بير بني عدي بن النجار، قال الزرقاني في " شرح المواهب " استدل به السيوطي على أنه عليه السلام عام راداً على القائل من معاصريه الظاهر أنه لم يعم؛ لأنه لم يثبت أنه u سافر في بحر وليس بالحرمين بحر ....... وتكلم بكلام موسع عن السباحة في دين الإسلام.
• من أجمع من كتب عن الصيد وأحكامه من المعاصرين (2/ 99):
قال من أجمع من كتب عن الصيد وأحكامه من المعاصرين منظومة أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الجبار بن أحمد الفجيجي، والتي أولها:
يلومنني في الصيد والصيد جامع لأشياء للإنسان فيها منافع
• من الإمارات التي يُستدل بها على وجود الماء في جوف الأرض (2/ 103).
ومن الإمارات ما يعرف بها على بعد الماء وقربه: إما بشم التراب، أو برائحة بعض النباتات فيه، أو بحركة حيوان مخصوص، وهو من فروع الفراسة.
• كلام حول خروج نساء الصحابة للجهاد (2/ 116):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخنا الشبيهي في " الفجر الساطع ": قال القرطبي على قوله: " يداوي الجرحى " أي أنهن يهئين الأدوية للجراح ويصلحنها ولا يلمسن من الرجال ما لا يحل ثم أولائك النساء إما متجالات " أي كبيرات " فيجوز لهن كشف وجههن، وأما الشواب فيحتجبن، وهذا كله على عادة نساء العرب في الانتهاض والنجدة والجرأة والعفة، وخصوصاً نساء الصحابة فإن اضطر لمباشرتهن بأنفسهن جاز والضرورات تبيح المحظورات، وقال ابن زكريا في هذا الحديث معالجة الأجنبية للرجل للضروات ا. هـ
• كلام المحققين على حديث الجارتين اللتين كانتا تغنيان عند عائشة " (2/ 126):
قال ابن الجوزي: " تلبيس إبليس " (ص 277): والظاهر من هاتين الجاريتين صغر السن لأن عائشة كانت صغيرة وكان رسول الله يسرب إليها الجواري فيلعبن معها، ثم ذكر بعض طرق هذه القصة، وما كانوا يغنون فيه، قال: فقد بان بما ذكرنا ما كانوا يغنون به، وليس مما يطرب ولا كانت دفوفهن على ما يعرف اليوم. وقال النووي في " شرحه على مسلم " (6/ 182)، وقول عائشة: " وليستا بمغنيتين " معناه ليس الغناء عادة لهما ولا هما معروفتان به، وليستا ممن يتغنى بعادة المغنيات من التشويق والهوى والتعريض بالفواحش والتشبيب بأهل الجمال وما يحرك النفوس ويبعث الهوى والغزل، وليستا ـ أيضاً ـ ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن، ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسباً والعرب تسمى الإنشاد غناءً .....
ونحوه للقسطلاني في " الإرشاد، وغيره.
• من معاني الغناء في الزمن الأول؛ رفع الصوت بالشعر العربي مع التلحين (2/ 136):
قال ذكر ابن عبد البر في " الاستيعاب " (1/ 135)، وابن قدامة في " الاستبصار " في ترجمة خوات بن جبير الصحابي المعروف قال: خرجنا حجاجاً مع عمر بن الخطاب فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف، فقال القوم: غننا من شعر ضرار فقال عمر: دعوا أبا عبد الله فليغن من بنيات فؤاده يعني من شعره قال: فما زلت أغنيهم حتى كان السحر فقال: عمر ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا.
وفي " الصحيح " عن بلال: أنه رفع عقيرته ينشد شعراً، قال ابن بطال في شرح على " الصحيح " (ج/ 161): ففيه من المعانى جواز هذا النوع من الغناء، وهو نشيد الأعراب للسفر بصوت رفيع.
قال الطبرى: وهذا النوع من الغناء هو المطلق المباح بإجماع الحجة، وهو الذى غنى به فى بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يَنْهَ عنه، وهو الذى كان السلف يجيزون ويسمعون، وقال عروة بن الزبير: نعم زاد الراكب الغناء نصبًا، وقال عمر بن الخطاب: الغناء من زاد الراكب، وقال الطبرى: وإنما تسميه العرب النصب لنصب المتغنى به صوته وهو الإنشاد له بصوت رفيع.
• نقد من قال إن إنشاد أهل المدينة للنبي الأبيات المشهورة " طلع البدر علينا " عند هجرته (2/ 130):
قال وفي الكلام على غزوة تبوك من " المواهب " ولما دنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المدينة خرج الناس لتلقيه وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن: " طلع البدر علينا ". وقد وهم بعض الرواة فقال: إنما كان هذا عند مقدمه المدينة، وهو وهم ظاهر لأن ثنيان الوداع إنما هي من ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ولا يراها إلا إذا توجه إلى الشام.
وقال الزرقاني: لا مانع من تعدد وقوع هذا الشعر مرة عند الهجرة ومرة عند قدومه من تبوك، فلا يحكم بغلط ابن عائشة لأنه ثقة.
• الفرق بين حجر ثمود، وبين أسواق الجاهلية كعكاظ حيث أسرع النبي r لما دخل الحجر، والأسواق أطال فيها المكث (2/ 163):
قال البدر الدماميني في " المصابيح " يتساءل عن الفرق بين حجر ثمود، وبين أسواق الجاهلية حيث أسرع النبي r لما دخل الحجر، وأمرهم أن لا ينتفعوا بشيء منه حتى لا يأكل العجين الذي عجنوه بالماء، والأسواق الجاهلية طال مكثه فيها، والانتفاع بها؟
الجواب: أن أهل الأسواق لم يتعاطوا فيها إلا البيع المعتاد، وأما ثمود فإنهم تعاطوا عقر الناقة والكفر بالله ورسوله ونزلت النقمة هناك فهذا فرق ما بينهما.
ولمزيد بحث عن هذه الأسواق يراجع " فتح الباري " لابن حجر (3/ 594، 8/ 671).
• من (ص 168حتى ص 186):
(يُتْبَعُ)
(/)
تكلم بكلام نفيس عن القرآن الكريم: " إعجازه، وبلاغته، وشموليته، وأسلوبه، وكلام فطاحل الفرنج عن هذا القرآن الكريم، والنبي r . يستحسن قراءته المرة بعد المرة.
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[21 - Mar-2007, صباحاً 06:18]ـ
الحلقة الخامسة:
• استحالة التعارض بين القرآن والسنة، وأن كل ما صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فله أصل في القرآن (1/ 199):
قال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا وجدت مصداقه في كتاب الله، وقال ابن مسعود: إذا حدثكم بحديث أبنأتكم بتصديقه من كتاب الله، وقال برهان الدين: ما قال صلى الله عليه وسلم إلا وهو في القرآن، أو فيه أصله قرب أو بعد فهمه من فهمه وعمي عنه من عمي، وكذا كل ما حكم به أو قضي به، وإنما يدرك الطالب من ذلك بمقدار اجتهاده وبذل وسعه ومقدار فهمه ............ وذكر كلاما طويل في هذا المعنى، ثم قال ولي جدنا من قبل الأم أبي الفيض حمدون ابن الحاج بقلمه: أنه كان يدرس الصحيح ويبين في كل باب أصله من الكتاب.
ولابن برهان المعروف بأبي الرجال كتاباً أفرده قصد به استخراج أحاديث صحيح مسلم فيما من كتاب الله فتارة يريك الحديث من آية، وتارة من فحواها، وتارة من إشارتها.
• إحصاء أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير ممكن (2/ 201ـ 210):
لا يخفى أن إحصائها غير ممكن ضرورة؛ لأن الصحابة لم يحصوا إلى على وجه التقريب، فالناس في القرن الأول لم يعتنوا كل الاعتناء بالتدوين، كيف وفي الصحيح أن كعب بن مالك قال في قصة تخلفه عن تبوك، وأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثير لا يجمعهم كتاب حافظ.
ففي ألفية العراقي: والعد لا يحصرهم فقد ظهر سبعون ألفاً بتبوك وحضر
أربعون ألفاً وقبض عن دين مع أربع آلاف تنص
وليكن بعلمك مقدار ما كان الأئمة يحفظونه من الأحاديث، قال أبو بكر بن أبي شيبة: من لم يكتب عشرين ألف حديث إملاء لم يعد صاحب حديث. و قيل لأحمد بن حنبل: إذا كتب الرجل مائة ألف حديث له أن يفتي؟ قال: لا، فمائتي ألف، قال: لا، قيل فثلاثمائة ألف؟ قال: أرجو.
في " غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب " للسفاريني (1/ 465) وقال عبد الوهاب الوراق: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل. قالوا له: وأي شيء بان لك من فضله وعلمه على سائر من رأيت؟ قال: رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال حدثنا وأخبرنا وروينا.
وإلى هذا أشار الإمام الصرصري في لاميته بقوله:
حوى ألف ألف من أحاديث أسندت وأثبتها حفظا بقلب محصل
أجاب على ستين ألف قضية بأخبرنا لا من صحائف نقل
قال السفاريني: وهذه لا يعلم أحد من أئمة الدنيا فعلها.
ثم قال وفي " كشف الظنون " (1/ 597) لدى كلامه على " جمع الجوامع ": لا مجال إلى دعوى الاحاطة والاستيعاب لتعذر الوصول إلى جميع المرويات والمسموعات. هـ
وقال أبو زرعة الرازي: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث، قيل له وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
ثم ذكر ما يحفظه كل إمام ممن عرف عنه كثرة الحفظ للحديث النبوي، كالبخاري ....
ثم ناقش من يشكك بهذه النقول، وهذه الكثرة للحديث النبوي. ويقول أين هي الآن!
ومما قاله: ما علقه البيهقي على قول أحمد بن حنبل: صح من الحديث سبعمائة ألف. بقوله: أراد ما صح من الأحاديث وأقاويل الصحابة والتابعين.
قال أراد البيهقي: أن مرادهم بهذه الأعداد العظيمة ما يشمل السنة وآثار الصحابة والتابعين، أو أنهم كانوا يريدون طرق الحديث المتنوعة فيجعلون لكل طريق ورواية للحديث حديثاً .....
ثم ذكر كلاماً نفيساً في هذا الموضوع يستحسن الرجوع إليه.
• هل تصدى أحد من المتأخرين لجمع السنة (2/ 208):
قال السيوطي في طليعة كتابه " الجامع الصغير " المشتمل على عشرة آلاف وتسعمائة وأربعة وثلاثين حديثاً: حوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب وسميته " الجامع الصغير " لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته " بجمع الجوامع " وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها.
علق عليه المناوي في شرحه " فيض القدير " (1/ 17) بقوله: هذا بحسب ما اطلع عليه المؤلف لا باعتبار ما في نفس الأمر لتعذر الإحاطة بها وإنافتها على ما جمعه الجامع المذكور لو تم، وقد اخترمته المنية قبل إتمامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وكتاب " جمع الجوامع " المذكور كتاب عظيم الشأن لم يؤلف في الملة مثله اشتمل على نحو ثمان مجلدات ضخمة سبر ألفاظ النبوة ويشر للناس الوقوف على كلام نبيهم الكريم، وعرفهم بمخريها، ومظان أسانيدها ورواتها فمنته على جميع من تأخر بعده من المسلمين عظيمة.
وعدد أحاديثه على ما في صدر " الدرر اللوامع " على أحاديث جمع الجوامع لأبي العلاء العراقي الحسيني (ت 1183) مائه ألف حديث.
وأبو العلاء له اهتمام بهذا الكتاب فله كتاب بالتعريف برجال الجامع، وآخر تذيل عليه، مع " الدرر اللوامع "، وآخر خصه بإستدركاته على الجامع.
وقال في (2/ 215): لا أعلم في الإسلام من اهتم بجمع الأحاديث فوصل جمعه إلى العدد الذي بلغه السيوطي إلا ما رأيته في " كشف الظنون " في ترجمة الحافظ الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي (ت 491) له كتاب جمع فيه مائه ألف حديث ورتبه وهذبه ولم يقع في الإسلام مثله. واسمه " صحاح المسانيد، وهو في ثلثمائه جزء كبار.
• أحاديث " المسند " لأحمد بن حنبل عدداً وصحة (2/ 207):
قال: ذكر أبو محمد العراقي فيما وجدته بخطه على أول نسخة بخط أحد سله عندي من مسند أحمد: أن المسند فيه أربعون ألف حديث، ولم يلتزم الصحة فيه، وإنما أخرج فيه من لم يجتمع الناس على تركه، وليس كل ما فيه صحيحاً خلافاً لمن زعمه.
وفي حواشي أبي الحسن السندي على المسند نقلاً عن ابن عساكر أن عدد أحاديث تبلغ ثلاثين ألفاً سوى المعاد، وغير ما ألحق به ابنه عبد الله.
أما المقولة التي تنقل عن أحمد بن حنبل أنه قال: أن هذا الكتاب جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فارجعوا إليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة. قال أبو المكارم على بن شهاب الظاهر أن هذا القول موضوع على الإمام أحمد لأن في الكتاب الصحيح من الأحاديث من لم يوجد في المسند مع الإجماع على حجتها.
• مقدار تفسير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للقرآن (2/ 222):
قال السيوطي في " الإتقان " (2/ 539): وقد صرح ابن تيمية وغيره بأن النبي بين لأصحابه تفسير جميع القرآن أو غالبه. ويؤيد هذا ما أخرجه أحمد، وابن ماجة، عن عمر أنه قال: من آخر ما نزل آية الربا، وإن كان رسول الله قبض قبل أن يفسرها "، فدل فحوى الكلام على أنه كان يفسر لهم كل ما نزل، وأنه إنما لم يفسر هذه الآية لسرعة موته بعد نزولها، و إلا لم يكن للتخصيص بها وجه.
وأما ما أخرجه البزار عن عائشة قالت: " ما كان رسول الله يفسر شيئاً من القرآن إلا آيا بعد أن علمه إياهن من جبريل" فهو حديث منكر كما قاله ابن كثير، وأوله ابن جرير، وغيره على أنها إشارات إلى آيات مشكلات أشكلن عليه فسأل الله علمهن فأنزله إليه على لسان جبريل.
• التحديث عن بني إسرائيل، وحكم ذكر القصص التي تدور على الكذب ككتاب " ألف ليلة وليلة " (2/ 224):
ذكر كلام: أهل العلم على الحديث الصحيح " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " ومما قاله ابن رشد: أنه r أباح التحديث عنهم بما يذكرون فيهم من العجائب وإن لم يأت ذلك بنقل العدل عن العدل. إذا كان من الكلام الحسن الذي لا يدفعه العقل، وأنه ليس تحته حكم فيلزم التثبت في روايته هـ.
وقال المناوي في " التيسير " أي بلغوا عنهم القصص والمواعظ ونحو ذلك ولا حرج في ذلك بدون إسناد لتعذر ذلك.
وفي " الدر المختار في شرح تنوير الأبصار " للحصفكي الدمشقي من كتب فقه الحنفية (5/ 724): أن هذا الحديث يفيد حل سماع العجائب والغرائب من كل ما لا يتيقن كذبه بقصد الفرجة لا الحجة، بل وما يتيقن كذبه لا كن بقصد ضرب الأمثال والمواعظ والتعليم نحو الشجاعة على لسان آدميين أو حيوانات ذكره ابن حجر هـ
وقال ابن عابدين في حواشيه " رد المختار " وذلك كمقامات الحريري فإن الظاهر أن الحكايات التي فيها عن الحرث ابن همام والسروجي لا أصل لها، وإنما أتى بها على هذا السياق العجيب لما لا يخفى على من طالعها، وهل يدخل في ذلك مثلاً قصة عنترة والملك الظاهر إذا قصد به ضرب الأمثال، ونحوها فليحرر هـ
(يُتْبَعُ)
(/)