والأدلة كما قدمت كثيرة جدّاً، لكني أقتصر على ما سقت منها، تنبيها بما ذكرت على ما لم أذكر.
الأمر الرابع
أَيَهُون على الأمّة هذا العدد الكبير من أئمة الإسلام الذين قرروا -منذ زمن القرون المفضلة- أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وأنكروا ما سواه من الأقوال؟
علماء في أزمنة متعددة وأمكنة متفرقة، ساق أقوالهم اللالكائي في أكثر من مائة ورقة (1/ 227 - 329) ورتب أزمانهم، وبلدانهم، فذكر علماء الحرمين: مكة والمدينة، والمِصْرين: البصرة والكوفة، والشام ومصر وخراسان، وواسط وبغداد والري وأصبهان وبلخ ونيسابور وبخارى وسمرقند والثغور.
ولم يكن هؤلاء بحمد الله من المغمورين، أو أنصاف المتعلمين، بل كانوا أئمة الأمة وهداتها من الفقهاء والمُحدّثين والمفسرين الذين أفنوا أعمارهم في الدعوة إلى دين الله والذب عنه بكل ما أوتوا، حتى حفظ الله بهم دينه، واتضحت معالمه، وقد قال اللالكائي (2 - 312) بعد أن ساق أقوال عدد منهم: «فهؤلاء خمسمائة وخمسون نفسا أو أكثر، من التابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيين، سوى الصحابة الخيّرين، على اختلاف الأعصار ومضي السنين والأعوام، وفيهم نحو من مائة إمام، ممن أخذ الناس بقولهم، وتدينوا بمذاهبهم».
ثم نبّه إلى أنّ العدد الذي ساقه ليس هو عدد جميع من جاءت الرواية عنه في هذه المسألة العظيمة، لكنه اختصر العدد فقال: «ولو اشتغلت بنقل قول المحدّثين لبلغت أسماؤهم ألوفاً كثيرة، لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار».
ولا عجب فيما ذكره اللالكائي من العدد العظيم، فإنّ علماء الكوفة لما جُمعوا؛ ليُقرأ عليهم الكتاب الجائر الذي ورد من المأمون بامتحان الناس في مسألة القرآن قال أبو نعيم الفضل بن دكين: «أدركت ثمانمائة شيخ ونيفاً وسبعين شيخاً، منهم الأعمش فمن دونه فما رأيت خلقا يقول بهذه المقالة -يعني خلق القرآن- ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رمي بالزندقة». (رواه اللالكائي (481)).
وفي رواية أنه قال للوالي بعد أن أخبره بكثرة أهل العلم الرافضين لهذه المقولة: «رأسي أهون علي من زِرِّي». وأخذ زِرَّه فقطعه. (تهذيب التهذيب 8/ 275).
فإذا نقل أبو نعيم وحده عن هذا العدد الكبير من أهل العلم فلا غرابة في نسبة اللالكائي مقولة أهل السنة لألوف العلماء، على مدى الأزمنة المتطاولة، وفيهم أهل القرون الثلاثة الفاضلة.
أيقال: إن هذا العدد قد جهل حقيقة الأمر، وإن ما تحمّله أهل العلم من الأذى العظيم في هذا السبيل كان في أمرٍ لم يكن لهم فيه سلف من أصحاب النبي، وإن الواجب عليهم كان هو الكف عن الدخول في المسألة من أصلها، وإن الرشاد والسداد كان في قول من توقفوا؟ مع ما قد أوضحنا من أن توقفهم كان لعدم درايتهم بحيلة الجهمية التي نوّهنا عنها! لا ريب أن ذلك قد يفتح باباً، بل أبواباً على أمور من الاعتقاد الراسخ الثابت. فلئن كان هداة الأمة وأئمتها قد خطئوا الصواب في هذه المسألة وهم بهذا العدد الكبير والأزمنة المتفاوتة، فإنهم قد يكونون كذلك في أبواب أخرى من الاعتقاد الذي نافحوا عنه، وصنفوا فيه، ونشروه في المسلمين، وذلك أمر إن جوّزناه قوّضنا أمور الاعتقاد وزعزعناها بلا ريب.
وهذه المسألة قد تخفى على البعض في الوهلة الأولى، لكن لا يلبث من تأمل الأمر جيداً أن يتضح له وجه الصواب فيها، حتى إنّ الإمام الجليل سليمان بن حرب جزم بأنّ القرآن غير مخلوق بعد أن كان لا يقوله، فسئل عما بدا له فقال: «استخرجته من كتاب الله ?إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? (آل عمران:77) فالكلام والنظر واحد» (رواه عبد الله في السنة (169)).
هذا بعض مما عندي في هذه المسألة التي نحن بحمد الله فيها على بينة من كتاب ربنا وسنّة نبينا ونهج سلفنا الصالح، بدءاً بأصحاب رسول الله والتابعين لهم على بصيرة إلى يوم القيامة.
فإن عُدّ هذا تقليداً فأكرم به من تقليد، وثبتَنا الله عليه حتى نلقاه به.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعجيب أنّ أبا عبد الرحمن قد ذكر نزراً قليلاً، وهم (الكرابيسي والمقبلي والشوكاني) مجَّد موقفهم في اختيار التوقف، وهم ممن لا يُشك في أنهم ليسوا قرناء للأئمة الذين صرحوا ببطلان هذا القول، لا في مكانتهم العلمية ولا حتى كميتهم العددية على أنّ ثمة إشكالاً كبيراً فيما قاله بشأن الكرابيسي، فإنّ المعروف عنه أنه كان يجزم بأنّ القرآن غير مخلوق، وإنما كان نقاشه في مسألة أخرى هي مسألة اللفظ، كما هو معروف عنه (انظر ترجمته في ميزان الاعتدال وغيره) وهو الذي أكد عليه ابن كثير في ترجمته للكرابيسي في (الطبقات 1 - 133) ونص على أنّ الذي رآه عنه القول بأنّ القرآن غير مخلوق.
فبقي اثنان ممن ذكر أبو عبد الرحمن، وهما من المتأخرين: المقبلي، والشوكاني الذي رغم ميله إلى الوقف، إلا أنه صوّب موقف أئمة السنة فقال- في نفس الموضع الذي نقل منه أبو عبد الرحمن موقفه -: «ولقد أصاب أئمة السنة بامتناعهم من الإجابة إلى القول بخلق القرآن وحدوثه، وحفظ الله بهم أمة نبيه عن الابتداع» (فتح القدير 3 - 397) وهذا يختلف عن جزم أبي عبد الرحمن باستواء قول هؤلاء الأئمة مع قول المعتزلة، وأنّ من قال بأي من القولين فقد «قفا ما ليس به علم!».
فقول الشوكاني فيه تصويب لأئمة السنة في امتناعهم من الإجابة إلى القول الباطل، ووصفٌ لصنيعهم بأنه حفظ للأمة عن الابتداع، فلم يقل ما قاله أبو عبد الرحمن من نبزهم بالوقوع في هذا الذنب العظيم، وهو القول بلا علم، وبكل حال فإن توقُّف مَن توقَّف مما قد بيّنّا لك سببه الناشئ عن عدم التفطن إلى ما في الوقف من إشكال، فلا تكون غفلة من وقع فيه هي الحجة على سلف الأمة وأئمتها.
والمرجو من أبي عبد الرحمن وفّقه الله لكل خير أن يعود إلى الروايات المسندة في كتب الاعتقاد، والتي نقلت إلى الأمة اعتقاد نبيها وأصحابه بالأسانيد، وأن يتأمّلها -وبعض مما أوردناه جزء قليل مما فيها- ويتأمّل الحال الذي كانت عليه أمة الإسلام وقت عزها، زمن الصحابة والتابعين قبل تفاقم مقالة الجهمية وتشعبها.
كما أنّ المرجو من رجل في سِنّه وتمكّنه الإعلامي أن يبيّن في مقالاته ما يحاك للجيل الصاعد اليوم من مؤامرات هدفها أعزّ ما يملكون: دينهم وخلقهم، فإنّ كلمة الحق في بيان ذلك من أعظم ما نحتاجه، ولاسيما في الميدان الإعلامي.
أسأل الله أن يكتب لي وله السداد والتوفيق، ويمنّ علينا جميعاً باتباع الحق بدليله، ويحسن لنا الخاتمة، ويجعلنا جميعاً مفاتيح للخير مغاليق للشر، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
(*) أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض -
alanquary@gmail.com
http://www.al-jazirah.com/20101220/fe9d.htm
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 02:49]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالله
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 03:06]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء وذب عن وجهه النار بذبه عن عقيدة السلف
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 04:01]ـ
و أنا أتمنى من صاحب الموضوع و من ابن أبي الحسن و من عدلان الجزائري - وفقهم الله - أن يأتوني بالأثر الصحيح عن بعض الصحابة في أنهم قالوا:" القرآن غير خالق و لا مخلوق"، و أرجو أن لا تأتوني بحكاية شائعة عند أهل العلم و لا بسندٍ فيه راوٍ ضعيفٌ.
هذا طلبي ليس غيرُ.
على أن الموضوع قد تنوقش منذ زمنٍ، و فيه أخذٌ و ردٌّ واسعانِ.
أسأل الله أن يرحمني و إياكم و يجعلنا من أتباع السلف الطيِّب، و يُجَنِّبَنَا فتن الجهمية و المرِّيسيَّة!
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 04:49]ـ
و أنا أتمنى من صاحب الموضوع و من ابن أبي الحسن و من عدلان الجزائري - وفقهم الله - أن يأتوني بالأثر الصحيح عن بعض الصحابة في أنهم قالوا:" القرآن غير خالق و لا مخلوق"، و أرجو أن لا تأتوني بحكاية شائعة عند أهل العلم و لا بسندٍ فيه راوٍ ضعيفٌ.
هذا طلبي ليس غيرُ.
كلام الله وكلام رسوله صريح في هذا وهو أمر مسلم به عند الصحابة. أخي أعيذك أن تكون ممن قال الله فيهم ((وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=325#docu)))
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بين الشيخ عبدالله المسألة بيانا لا مزيد عليه، ليتك تقرأه مرة أخرى:
الأمر الثاني
أنّ جملة مما ذكر أبو عبد الرحمن في شأن الروايات الواردة عن السلف في هذه المسألة غير صحيح البتة، والبرهان على ذلك موجود في الروايات.
فقد أطلق غفر الله له عدة أحكام أسوق أهمها، متْبعاً كل حكم منها التعقب عليه فيما يأتي:
1 - ذكر أنّ السلف الأول لم يصح عنهم كلمة واحدة في الموضوع، وأنّ الخبر إنما ورد عن سفيان الذي لم يدرك من الصحابة أحداً.
هكذا صوَّر أبو عبد الرحمن المسألة: كلمة فاه بها رجل بعد أن انخرم جيل الصحابة! فبداية الجزم بأنّ القرآن غير مخلوق إنما كان اجتهاداً من سفيان، دون أن يحدد (ابن عيينة أو الثوري).
والحق أنّ الأمر قبلهما بدهر، حيث ثبت عن علي بن الحسين زين العابدين أنه سئل عن القرآن فقال: «ليس بخالق ولا مخلوق، وهو كلام الخالق». كما في (الأسماء والصفات: (534) للبيهقي، وغيره).
وعلي هذا قد روى عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، كما في (تهذيب التهذيب 7 - 304)، بل إنه مات عام (93) كما في التقريب (3715) وجيل الصحابة لمّا ينقض بعد، وبين وفاته ووفاة سفيان بن عيينة أكثر من (100) عام، كما أن بين وفاته ووفاة سفيان الثوري (68) عاماً.
و ثبت عن جعفر بن محمد حفيد علي مثلما ثبت عن جده، عند البيهقي في (الأسماء والصفات 536، 537) وجعفر أيضا قبل السفيانين.
وسأورد إن شاء الله ما هو أهم من ذلك كله عند الكلام على ما يعد اتفاقاً عامّاً على المسألة عند الأمة في رواية عمرو بن دينار التي حكت حقيقة قول السلف من الصحابة ومن بعدهم.
2 - ذكر أن كل ما ورد عن الصحابة في المسألة لا يصح، وأنهم لم يقولوا فيها كلمة واحدة، ثم جزم بتكذيب ما ورد عن ابن عباس في تفسير قول الله عن القرآن في أول سورة الكهف ?الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا? (الكهف:1) حيث قال: «غير مخلوق» واحتج على بطلانه أيضاً بأن الآية الثانية من السورة فيها ما يدل على خلاف هذا التفسير.
والذي ذكره غير واحد عن ابن عباس هو في تفسير آية (الزمر:28) ?قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ?، وأشار البغوي في (التفسير 5/ 143) إلى أنّ الرواية وردت بذلك عن ابن عباس في هذه الآية، لا في آية الكهف.
وجزْم أبي عبد الرحمن بكذب المروي عن ابن عباس غريب، فإنّ الخبر رواه الآجري (160) وليس في رواته عنده من رمي بالكذب، وإن كانت الرواية فيها راوٍ ضعيف، والفرق كبير بين رمي الراوي بالكذب، ووصفه بالضعف.
خاصة وأنّ الرواية بذلك جاءت عن ابن عباس من طُرُق، كما ذكر الأصبهاني في (الحجة 1/ 227) وكما نبّه البيهقي حين أشار إلى بعض طرقه في (الأسماء والصفات: 518) والخبر الذي يُروى من طرق لا بد من الوقوف على طرقه كلها، حتى يُجزم بالحكم عليه، فقد يُروى من طريق يصح به الخبر، لا سيما وأنّ إمام المحدثين أحمد بن حنبل لمّا بلغه هذا الخبر كتب إلى أحد رواته بإجازته فأجازه فسُرّ أحمد، وقال: كيف فاتني عن عبد الله بن صالح هذا الحديث؟ كما في (الشريعة للآجري (160)).
ومما ورد عن الصحابة في المسألة قول علي رضي الله عنه - حين لامه الخوارج في أمر التحكيم -: «ما حكّمت مخلوقاً ما حكمت إلا القرآن» (رواه اللالكائي 730، 731) وقال البيهقي حين رواه في (الأسماء والصفات: 525): «هذه الحكاية عن علي رضي الله عنه شائعة فيما بين أهل العلم، ولا أراها شاعت إلا عن أصل».
وهذا يؤكد على أمر التأني في إطلاق الحكم على الروايات، مع أني لا أريد الدخول في الحكم على أسانيدها فذلك يحتاج إلى دراسة مفصَّلة في مناسبة غير هذه، غير أني أحببت التنويه إلى أمر التريث في الحكم، خاصة في رمي الرواة بالكذب فإنّ أمره عظيم، وقد يسأل الله عنه قائله حين يخاصمه من رماهم به بين يديه تعالى.
3 - ذكر أبو عبد الرحمن أنّ القول بالوقف هو الذي سار عليه الصحابة رضي الله عنهم، في الوقت الذي أكد فيه أن المسألة برُمّتها لم تحدث أصلا إلا بعدهم!
وهذا مستدرك من وجوه، منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- أن على من ينسب إلى الصحابة قولاً ساروا عليه - بهذا الإطلاق - أن ينقل عنهم ما يدل عليه من صريح قولهم، وقد قدّمنا أن القائلين بالوقف لا يمكنهم أن يرووا عن الصحابة حرفاً واحداً يدل على قولهم بالوقف، وأبو عبد الرحمن نفسه ذكر أن المسألة لم تحدث إلا بعدهم، فكيف إذاً ساروا على هذا القول؟ وقد تقدم أن مقالة الوقف إنما نشأت متأخرة، على يد الجهمية، كما نقلنا عن أحمد وغيره.
ب- إن قيل: فهل يروي القائلون بأن القرآن غير مخلوق عن الصحابة شيئاً يبيّن ما الذي ساروا عليه؟
فالجواب أنهم يروون روايات ذكرتُ بعضاً قليلاً منها، فينبغي لمن أراد الخوض في هذه المسألة أن يدقق فيها ولا يغفلها.
فإن ادعى ضعفها فليبرهن على ذلك، مستنداً إلى قواعد المحدِّثين المعروفة في التصحيح والتضعيف، مجيباً على كل ما ورد في هذا الباب.
ولو فرضنا أنه برهن على ذلك فلا بد له من النظر في الروايات العامة التي وردت عن الصحابة بشأن القرآن، والسبب أن التابعين - وهم تلامذة الصحابة وأعرف الناس بمنهجهم - قد استنبطوا من تلك الروايات قول أصحاب نبيهم في المسألة حين وقعت.
ومن أظهر ما يجلي ذلك -ويجلي حقيقة موقف الصحابة- ما ثبت بسند صحيح عن تلميذ الصحابة الجليل عمرو بن دينار عند (الدارمي في الرد على الجهمية (344) وغيره) أنه قال: «أدركت أصحاب النبي فمن دونهم منذ سبعين سنة يقولون: الله الخالق، وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله، (منه خرج)، وإليه يعود».
فتأمّل كيف قرن الصحابة رضي الله عليهم بين حقيقتين كبيرتين، الأولى: أنّ القرآن كلام الله، مضافاً إليه وحده؛ لأنه منه خرج، أي هو المتكلم به كما فسره الإمام أحمد في (السنّة للخلال (1859))، ثم أوضحوا الحقيقة الثانية، وهي أن كل ما سوى الله فهو مخلوق، ولا ريب أن ذلك يقتضي أن القرآن غير مخلوق، لأن القرآن (من الله)، وليس من الله شيء مخلوق قطعاً.
فهذه العبارة العظيمة التي نقلها عمرو بن دينار عن الصحابة بالصيغة الدالة على أنهم كانوا ينشرونها في الأمة قد رسمت للتابعين منهجاً واضحاً انطلقوا منه، حين ظهرت مقالة الجهمية الشنيعة في القرآن، فلم يتردد التابعون في ردِّها، انطلاقا مما كان يقرره لهم أصحاب محمد، فقال تلميذ الصحابة الجليل أبو عبد الرحمن السلمي كما في (الأسماء والصفات للبيهقي (504) وغيره): «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه، وذلك أنه (منه)». يعني القرآن.
فجعل الفرق بين كلام الخالق وكلام المخلوق كالفرق بين الله وبين المخلوقين، ثم أوضح أن السبب في ذلك هو أن كلام الله (من الله)، فصار بالمقام الذي لا يمكن أن يُقارَن بينه وبين كلام المخلوقين، فكما أن الرب الذي قاله لا يقاس بالمخلوقين فكذلك لا يقاس كلامه تعالى بكلامهم.
وقد ركّز كثيرون من علماء الأمة على هذه الحجة المستمدة من كلام الصحابة رضي الله عنهم، فكان علماء مدينة النبي يقولون: «القرآن من الله، وليس (من الله) شيء مخلوق» كما رواه (اللالكائي (478)).
وجاء هذا عن غير واحد من أهل العلم كمحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة فيما رواه اللالكائي (474) وحجاج الأنماطي كما في (السنة للخلال (1932)) وغيرهم من أهل العلم.
وقرّر وكيع بن الجراح ذلك مقروناً بدليله من القرآن، فقال كما عند اللالكائي (359): «من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئاً من الله مخلوق» فسُئل: من أين قلتَ ذلك؟ فقال: «لأنّ الله تبارك وتعالى يقول ?وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ? (السجدة:13) ولا يكون (من الله) شيء مخلوق» كما أوضح ذلك الإمام أحمد جليّاً، ففي (السنّة للخلال (1848)) أنه قال لمن سأله عن القرآن «ألستَ مخلوقا؟ فقال: نعم، فقال: أليس كل شيء منك مخلوقا؟ فقال: نعم، فقال أحمد: فكلامك أليس هو منك، وهو مخلوق؟ فقال: نعم، فقال: فكلام الله عز وجل أليس هو (منه)؟ فقال: نعم» فأجابه أحمد بصيغة سؤال الإنكار: فيكون (من الله) شيء مخلوق؟».
وقال علي بن المديني في الاعتقاد الذي رواه (اللالكائي (318)): «القرآن كلام الله، ليس بمخلوق، ولا تضعُفْ أن تقول: ليس بمخلوق، فإنّ كلام الله ليس بباين منه، وليس (منه) شيء مخلوق».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اختصر أبو الوليد الطيالسي بيان ذلك في عبارة دقيقة كما عند اللالكائي (437) فقال: «القرآن كلام الله، والكلام في القرآن الكلام في الله» وصدق رحمه الله، لأنّ القرآن كما بيّن أصحاب النبي (من الله)، وعليه فإنّ أي اعتقاد يعتقده العبد في القرآن يكون اعتقاداً في الله الذي تكلم به، وذلك أنّ كلام الله صفة من صفاته، وصفته تعالى مما يدخل في مسمّى اسمه، وهذا يقال في سائر الصفات، كالقدرة والحياة والسمع والبصر فإنها كلها (من الله)، أي مما يدخل في مسمّى اسمه، كما بيّن ابن تيمية في (التسعينية 1/ 363 - 364).
ومن هنا ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه أن من حلف بالقرآن فعليه بكل آية منه يمين، ولما سمع من حلف بسورة البقرة قال: «أتراه مُكفّراً؟ فعليه بكل آية منه يمين». (رواه عبد الرزاق (8/ 472 - 473)، واللالكائي (378، 379)).
واليمين التي تلزم فيها الكفارة هي التي تكون بالله أو باسم من أسمائه أو صفة من صفاته، فمن حنث لزمته الكفارة، أما إذا كانت اليمين بشيء من المخلوقات فإنها لا تنعقد أصلاً، ومن حنث فلا كفارة عليه، كما لا يخفى، وبه نعلم أن إلزام ابن مسعود مَن حلف بالقرآن أن يكفّر دليل على أنّ القرآن عنده غير مخلوق، كما أوضحه اللالكائي حين رواه، وقد حكى الشافعي عن مالك أن من حلف بعظمة الله وقدرته ونحوهما فحنث فعليه الكفارة، ثم قال الشافعي: ومن حلف بغير الله كالكعبة فحنث فلا كفارة عليه، قال: «لأن هذا مخلوق، وذلك غير مخلوق» (رواه البيهقي في الأسماء والصفات (565)).
وبناءً على ما تقدم فلا وجه للتوقف في كون كلام الله غير مخلوق، فضلاً عن نسبة ذلك للصحابة فمنهج الصحابة في القرآن يُعرف منه حقيقة قولهم في هذه المسألة، حتى لو لم يثبت عنهم حرف واحد في النص عليها بعينها، وهذا سبب إصرار علماء الأمة على الجزم بأنّ القرآن غير مخلوق، كما تقدم.
والذي ينبغي للباحث في موقف الصحابة أن يدقق في رواية عمر بن دينار الثابتة عنه، فإنّ فيها بيان الحال الذي كان عليه المسلمون قبل نشوء مقالة الجهمية الشنيعة في القرآن، وأن المنهج الذي رسمه أصحاب النبي أنتج هذا الاتفاق العظيم في تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم، فلا ينبغي نسف هذا كله والرجوع لقولٍ حدث بعد الصحابة بدهر طويل، وفيه ما فيه من إشكال كبير بيّنّاه فيما تقدم.
الأمر الثالث
ما يقول أبو عبد الرحمن في الحجج التي أوردها علماء السنّة، لبيان أنّ القرآن غير مخلوق؟
لقد نص هؤلاء الأئمة على براهين لا يسع المنصفَ أن يهملها، من أهمها ما تقدم بيانه قريباً من أنّ القرآن (من الله) وليس من الله تعالى شيء مخلوق، وثمة أدلة كثيرة أسوق بعضا قليلاً منها فيما يأتي:
1 - أن القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقاً، كما بين (الآجري 1/ 489).
وروى الآجري (175) أن الإمام أحمد قال: «ليس شيء أشد عليهم مما أدخلتُ على من قال: القرآن مخلوق، قلتُ: علم الله مخلوق؟ قالوا: لا، قلت: فإن علم الله هو القرآن».
واحتج أحمد على ذلك بآيات من القرآن كقول الله: ?وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ? (البقرة:120) وقوله: ?وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ? (البقرة:145).
وأوضح أحمد أيضاً كما في (السنة للخلال (1865)) أن مما يترتب على القول بخلق القرآن أن الله لم يكن له علم حتى خلقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من أفظع ما يمكن أن يعتقده أحد، وهو دال على وضوح بطلان القول الذي يؤدي إليه، وهو الزعم أن القرآن مخلوق. وقد استدل أحمد على المسألة كما في (السنة للخلال (1900)) بقول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآَنَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} (الرحمن:1 - 4) من جهة أن الله تعالى فرّق بين العلم والخلق، وهذا استدلال قوي فقد ذكر الله (القرآن) في أكثر من (50) موضعاً في كتابه فلم يخبر عن خلقه، ولا أشار إليه بشيء من صفات الخلق، وذكر سبحانه الإنسان في (18) موضعاً من كتابه، ما ذكره في موضع منها إلا أخبر عن خلقه.
ثم جمع بين (القرآن) و (الإنسان) في سورة الرحمن فقال ?الرَّحْمَنُ {1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ {2} خَلَقَ الْإِنسَانَ {3} ? فأخبر عن خلق الإنسان دون القرآن، فلو كان القرآن مخلوقاً لما فرّق الرب بينه وبين خلق الإنسان في هذا الموضع، لأن أكمل بيان هو بيان رب العالمين الذي لا يعزب عن علمه شيء.
2 - استدل أئمة السنّة على أن القرآن غير مخلوق بما ثبت عن النبي من التعوذ بكلمات الله من شر ما خلق، فقال الإمام أحمد كما عند الخلال (1922): «ولا يجوز أن يقول: أعيذك بالنبي أو بالجبال أو بالأنبياء أو بالملائكة ... أو بشيء مما خلق الله، لا يتعوذ إلا بالله وكلماته».
وقال ابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 400 - 402): «أفليس العلم محيطاً يا ذوي الحجا أنه غير جائز أن يأمر النبي بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه؟ هل سمعتم عالماً يجيز أن يقول الداعي: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله؟» إلى أن قال: «محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه».
واحتج بهذه الحجة جمّ غفير من أئمة السنّة على بطلان القول بأن القرآن مخلوق، لأن النبي قد استعاذ بكلام الله. والقاعدة المسلَّمة التي لا يتطرق إليها الشك أن الاستعاذة لما كانت نوعاً من الدعاء لم يجز أن تكون إلا بالله أو بأسمائه وصفاته، فلذا استعاذ سيد الموحدين بهذه الكلمات، لأنها من الله، وليست مخلوقة وإلا لكان متعوذاً بمخلوق، حاشاه أن يقع في هذا الأمر الفظيع.
ومن هنا ذكر البغوي في (شرح السنة 1/ 185) أن النبي استعاذ بكلام الله كما استعاذ بالله، ثم قال: «ولم يكن النبي يستعيذ بمخلوق من مخلوق».
وقال الخطابي: «لا يستعاذ بغير الله أو صفاته، إذ كل ما سواه تعالى وصفاته مخلوق، ولذلك وُصفت كلماته تعالى بالتمام، وهو الكمال، وما من مخلوق إلا وفيه نقص، والاستعاذة بالمخلوق شرك مناف لتوحيد الخالق» (نقله السويدي في العقد الثمين ص (225)).
فكيف يسوغ لأحد بعد ذلك أن يتوقف في كون القرآن -الذي هو كلام الله- غير مخلوق، وهو يعلم أن النبي قد استعاذ بكلام الله؟
وهل يتصور مسلم أن النبي الذي قد أعلا ربه قدره يمكن أن يتعوذ بمخلوق بهذه الصيغة؟ فإذا لم يقع التردد في كون النبي يستحيل أن يقع منه ذلك، فكيف يقع التردد في أن الكلام الذي تعوذ به النبي غير مخلوق؟ لا ريب في وضوح هذه الحجة، وتعلقها ببابين كبيرين من أبواب الاعتقاد:
أولهما: توحيد الله تعالى، من جهة أن التعوذ به تعالى توحيد، وأن التعوذ بغيره شرك.
والثاني: مقام نبي الله الذي هو أعظم الناس علماً بربه وأبعدهم عن الشرك.
وقول من زعم أنّ القرآن مخلوق، يشكل من ناحية التوحيد والنبوة معاً، فبطلانه جلي لا ينبغي أن يكون محل تردد.
3 - روى الآجري (171) أن سفيان بن عيينة لما بلغه قول بشر المريسي بأن القرآن مخلوق قال: «كذب، قال الله تعالى: ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? (الأعراف:54) فالخلق خلق الله، والأمر القرآن.
ولما روى اللالكائي (358) هذا الخبر عن سفيان قال: «وكذلك قال أحمد بن حنبل ونعيم بن حماد ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد السلام بن عاصم وأحمد بن سنان وأبو حاتم الرازي.
والآية كما ترى قد فرقت بين الخلق والأمر، فجعلت الأمر مغايراً للخلق، وعليه فالقرآن الذي هو أمر الله ليس مخلوقاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأدلة كما قدمت كثيرة جدّاً، لكني أقتصر على ما سقت منها، تنبيها بما ذكرت على ما لم أذكر.
الأمر الرابع
أَيَهُون على الأمّة هذا العدد الكبير من أئمة الإسلام الذين قرروا -منذ زمن القرون المفضلة- أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وأنكروا ما سواه من الأقوال؟
علماء في أزمنة متعددة وأمكنة متفرقة، ساق أقوالهم اللالكائي في أكثر من مائة ورقة (1/ 227 - 329) ورتب أزمانهم، وبلدانهم، فذكر علماء الحرمين: مكة والمدينة، والمِصْرين: البصرة والكوفة، والشام ومصر وخراسان، وواسط وبغداد والري وأصبهان وبلخ ونيسابور وبخارى وسمرقند والثغور.
ولم يكن هؤلاء بحمد الله من المغمورين، أو أنصاف المتعلمين، بل كانوا أئمة الأمة وهداتها من الفقهاء والمُحدّثين والمفسرين الذين أفنوا أعمارهم في الدعوة إلى دين الله والذب عنه بكل ما أوتوا، حتى حفظ الله بهم دينه، واتضحت معالمه، وقد قال اللالكائي (2 - 312) بعد أن ساق أقوال عدد منهم: «فهؤلاء خمسمائة وخمسون نفسا أو أكثر، من التابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيين، سوى الصحابة الخيّرين، على اختلاف الأعصار ومضي السنين والأعوام، وفيهم نحو من مائة إمام، ممن أخذ الناس بقولهم، وتدينوا بمذاهبهم».
ثم نبّه إلى أنّ العدد الذي ساقه ليس هو عدد جميع من جاءت الرواية عنه في هذه المسألة العظيمة، لكنه اختصر العدد فقال: «ولو اشتغلت بنقل قول المحدّثين لبلغت أسماؤهم ألوفاً كثيرة، لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار».
ولا عجب فيما ذكره اللالكائي من العدد العظيم، فإنّ علماء الكوفة لما جُمعوا؛ ليُقرأ عليهم الكتاب الجائر الذي ورد من المأمون بامتحان الناس في مسألة القرآن قال أبو نعيم الفضل بن دكين: «أدركت ثمانمائة شيخ ونيفاً وسبعين شيخاً، منهم الأعمش فمن دونه فما رأيت خلقا يقول بهذه المقالة -يعني خلق القرآن- ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رمي بالزندقة». (رواه اللالكائي (481)).
وفي رواية أنه قال للوالي بعد أن أخبره بكثرة أهل العلم الرافضين لهذه المقولة: «رأسي أهون علي من زِرِّي». وأخذ زِرَّه فقطعه. (تهذيب التهذيب 8/ 275).
فإذا نقل أبو نعيم وحده عن هذا العدد الكبير من أهل العلم فلا غرابة في نسبة اللالكائي مقولة أهل السنة لألوف العلماء، على مدى الأزمنة المتطاولة، وفيهم أهل القرون الثلاثة الفاضلة.
أيقال: إن هذا العدد قد جهل حقيقة الأمر، وإن ما تحمّله أهل العلم من الأذى العظيم في هذا السبيل كان في أمرٍ لم يكن لهم فيه سلف من أصحاب النبي، وإن الواجب عليهم كان هو الكف عن الدخول في المسألة من أصلها، وإن الرشاد والسداد كان في قول من توقفوا؟ مع ما قد أوضحنا من أن توقفهم كان لعدم درايتهم بحيلة الجهمية التي نوّهنا عنها! لا ريب أن ذلك قد يفتح باباً، بل أبواباً على أمور من الاعتقاد الراسخ الثابت. فلئن كان هداة الأمة وأئمتها قد خطئوا الصواب في هذه المسألة وهم بهذا العدد الكبير والأزمنة المتفاوتة، فإنهم قد يكونون كذلك في أبواب أخرى من الاعتقاد الذي نافحوا عنه، وصنفوا فيه، ونشروه في المسلمين، وذلك أمر إن جوّزناه قوّضنا أمور الاعتقاد وزعزعناها بلا ريب.
وهذه المسألة قد تخفى على البعض في الوهلة الأولى، لكن لا يلبث من تأمل الأمر جيداً أن يتضح له وجه الصواب فيها، حتى إنّ الإمام الجليل سليمان بن حرب جزم بأنّ القرآن غير مخلوق بعد أن كان لا يقوله، فسئل عما بدا له فقال: «استخرجته من كتاب الله ?إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? (آل عمران:77) فالكلام والنظر واحد» (رواه عبد الله في السنة (169)).
هذا بعض مما عندي في هذه المسألة التي نحن بحمد الله فيها على بينة من كتاب ربنا وسنّة نبينا ونهج سلفنا الصالح، بدءاً بأصحاب رسول الله والتابعين لهم على بصيرة إلى يوم القيامة.
فإن عُدّ هذا تقليداً فأكرم به من تقليد، وثبتَنا الله عليه حتى نلقاه به.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعجيب أنّ أبا عبد الرحمن قد ذكر نزراً قليلاً، وهم (الكرابيسي والمقبلي والشوكاني) مجَّد موقفهم في اختيار التوقف، وهم ممن لا يُشك في أنهم ليسوا قرناء للأئمة الذين صرحوا ببطلان هذا القول، لا في مكانتهم العلمية ولا حتى كميتهم العددية على أنّ ثمة إشكالاً كبيراً فيما قاله بشأن الكرابيسي، فإنّ المعروف عنه أنه كان يجزم بأنّ القرآن غير مخلوق، وإنما كان نقاشه في مسألة أخرى هي مسألة اللفظ، كما هو معروف عنه (انظر ترجمته في ميزان الاعتدال وغيره) وهو الذي أكد عليه ابن كثير في ترجمته للكرابيسي في (الطبقات 1 - 133) ونص على أنّ الذي رآه عنه القول بأنّ القرآن غير مخلوق.
فبقي اثنان ممن ذكر أبو عبد الرحمن، وهما من المتأخرين: المقبلي، والشوكاني الذي رغم ميله إلى الوقف، إلا أنه صوّب موقف أئمة السنة فقال- في نفس الموضع الذي نقل منه أبو عبد الرحمن موقفه -: «ولقد أصاب أئمة السنة بامتناعهم من الإجابة إلى القول بخلق القرآن وحدوثه، وحفظ الله بهم أمة نبيه عن الابتداع» (فتح القدير 3 - 397) وهذا يختلف عن جزم أبي عبد الرحمن باستواء قول هؤلاء الأئمة مع قول المعتزلة، وأنّ من قال بأي من القولين فقد «قفا ما ليس به علم!».
فقول الشوكاني فيه تصويب لأئمة السنة في امتناعهم من الإجابة إلى القول الباطل، ووصفٌ لصنيعهم بأنه حفظ للأمة عن الابتداع، فلم يقل ما قاله أبو عبد الرحمن من نبزهم بالوقوع في هذا الذنب العظيم، وهو القول بلا علم، وبكل حال فإن توقُّف مَن توقَّف مما قد بيّنّا لك سببه الناشئ عن عدم التفطن إلى ما في الوقف من إشكال، فلا تكون غفلة من وقع فيه هي الحجة على سلف الأمة وأئمتها.
والمرجو من أبي عبد الرحمن وفّقه الله لكل خير أن يعود إلى الروايات المسندة في كتب الاعتقاد، والتي نقلت إلى الأمة اعتقاد نبيها وأصحابه بالأسانيد، وأن يتأمّلها -وبعض مما أوردناه جزء قليل مما فيها- ويتأمّل الحال الذي كانت عليه أمة الإسلام وقت عزها، زمن الصحابة والتابعين قبل تفاقم مقالة الجهمية وتشعبها.
كما أنّ المرجو من رجل في سِنّه وتمكّنه الإعلامي أن يبيّن في مقالاته ما يحاك للجيل الصاعد اليوم من مؤامرات هدفها أعزّ ما يملكون: دينهم وخلقهم، فإنّ كلمة الحق في بيان ذلك من أعظم ما نحتاجه، ولاسيما في الميدان الإعلامي.
أسأل الله أن يكتب لي وله السداد والتوفيق، ويمنّ علينا جميعاً باتباع الحق بدليله، ويحسن لنا الخاتمة، ويجعلنا جميعاً مفاتيح للخير مغاليق للشر، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أخي لو جعلت الحق ضالتك وسألت الله الهداية وأنت تقرأ المقال لتبين لك الحق. أسأل الله لنا ولك الهداية.
وعليه فإن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، ومن زعم غير ذلك فيقرأ قول الله تعالى المنزل غير المخلوق ((فماذا بعد الحق إلا الضلال)).
الأمر لا يحتاج إلى مراء وجدال، فمن وقف في القرآن فيلزمه الوقوف في الرحمة والعلم والقدرة وغيرها، وهو طريق الزندقة.
وينبغي أن لا يكون حبك للظاهري سبيل لرد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وما استقر عند الصحابة.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 04:59]ـ
أخي الحبيب ابن أبي الحسن!
أنا قرأتُ ما أعدتَ نقلَهُ قبل أن أشارك، و ليس فيه أي أثر صحيح عن الصحابة أو عن بعضهم أو عن أحد منهم ينص فيه على أن القرآن غير خالق و لا مخلوق.
و حبي لأبي عبد الرحمن الظاهري لم يجعلني أوافقُهُ فيما ذهب إليه، و قد بينتُ للأحباب في هذا المنتدى الكريم أني لا أوافقه، بل من قال: إن القرآن مخلوق فهو كافر، و من قال إنه خالق فهو كافر، هكذا قلتُ أنا.
و لكن مطالبتي هنا بألفاظ الصحابة، حتى إذا لم تجدوها علمتُ أن دعوى الظاهري في أنه لم ينقل عنهم نص صحيح في المسألة - أنها دعوى صحيحة، و هذا لا يُفْهَمُ منه أني وافقتُهُ في التوقف الذي ذهب إليه.
أظن أن كلامي واضحٌ أخي الحبيب!
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 06:11]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
167 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ فِي التَّارِيخِ، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: الْحَكَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مَرْوَانَ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَاهُ، سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: " أَدْرَكْتُ مَشْيَخَتَنَا مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَقُولُونَ: " الْقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ " كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ وَرَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَشْيَخَتَنَا مُنْذُ سَبْعِينَ يَقُولُونَ فَذَكَرَ مَعْنَى هَذِهِ الْحِكَايَةِ.
168 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، فَذَكَرَهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " مَشْيَخَةُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ: عَبْدُ اللهِ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَكَابِرُ التَّابِعِينَ، وَرُوِّينَا هَذَا الْقَوْلُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَبِي عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ فِي مَشْيَخَةِ أَجِلَّةٍ سِوَاهُمْ، وَإِنَّمَا أَحْدَثَ هَذِهِ الْبِدْعَةَ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ، وَمِنْهُ كَانَ يَأْخُذُ جَهْمٌ، فَذَبَحَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ يَوْمَ الْأَضْحَى.
شعب الإيمان للبيهقي المجلد الأول.
قال الشيخ عبدالله العنقري حفظه الله في مقاله (والذي ينبغي للباحث في موقف الصحابة أن يدقق في رواية عمر بن دينار الثابتة عنه، فإنّ فيها بيان الحال الذي كان عليه المسلمون قبل نشوء مقالة الجهمية الشنيعة في القرآن، وأن المنهج الذي رسمه أصحاب النبي أنتج هذا الاتفاق العظيم في تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم، فلا ينبغي نسف هذا كله والرجوع لقولٍ حدث بعد الصحابة بدهر طويل، وفيه ما فيه من إشكال كبير بيّنّاه فيما تقدم.)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 08:45]ـ
لعلك تلاحظ أخي الفاضل قول البيهقي - رحمه الله -:"فَذَكَرَ مَعْنَى هَذِهِ الْحِكَايَةِ. " أي: أن رواية سلمة إنما هي كرواية البخاري في المعنى، فلم ينقل لنا اللفظ حتى نتقين الأمر، و المسألة عقيدة.
و أرجو أن يتضح محل دفاعي، فليس إلا في نسبة هذه العبارة للصحابة.
للصحابة - أقول - لا لمن بعدهم.
فأنا أرجو ألاَّ أنسب لمذهب ابن عقيل الظاهري في التوقف في هذه المسألة - و الله المستعان -.
و أرجو - كذلك - الدقِّةَ - من أحبَّائي - و التحريرَ.
بارك الله فيك أبا عمر!
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 10:29]ـ
لعلك تلاحظ أخي الفاضل قول البيهقي - رحمه الله -:"فَذَكَرَ مَعْنَى هَذِهِ الْحِكَايَةِ. " أي: أن رواية سلمة إنما هي كرواية البخاري في المعنى، فلم ينقل لنا اللفظ حتى نتقين الأمر، و المسألة عقيدة.
و أرجو أن يتضح محل دفاعي، فليس إلا في نسبة هذه العبارة للصحابة.
للصحابة - أقول - لا لمن بعدهم.
فأنا أرجو ألاَّ أنسب لمذهب ابن عقيل الظاهري في التوقف في هذه المسألة - و الله المستعان -.
و أرجو - كذلك - الدقِّةَ - من أحبَّائي - و التحريرَ.
بارك الله فيك أبا عمر!
بارك الله فيك و السند الذي ساقه البيهقي ماحكمه عندك؟
ثم إذا كنت لا تحب أنتنسب لمذهب ابن عقيل الظاهري لماذا لم تكن المسألة عندك مسلمة؟ و ما موقفك من قوله؟!
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 11:27]ـ
أخي الحبيب ابن أبي الحسن!
و حبي لأبي عبد الرحمن الظاهري لم يجعلني أوافقُهُ فيما ذهب إليه، و قد بينتُ للأحباب في هذا المنتدى الكريم أني لا أوافقه، بل من قال: إن القرآن مخلوق فهو كافر، و من قال إنه خالق فهو كافر، هكذا قلتُ أنا.
هل ثبت عن أحد الصحابة القول بكفر من قال بخلق القرآن و كفر من قال أن القرآن خالق؟
وهل يكفر من قال أن القرآن غير مخلوق كما أن القائل بخلقه كافر- على مذهب الواقفه؟
أم أن الجواب أثقل من أن يذكر؟
المسألة واضحة أكثر من وضوح الشمس في كبد السماء، فلو أراد أحد أن ينكر وجود الشمس في كبد السماء وقت الظهر لأغمض عينيه وقال: لا أرى الشمس، فأتوا بدليل صحيح لأراها، فيقال لن تراها حتى تفتح عينيك، وهو تماما ما يفعله الواقفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 12:42]ـ
أخي أبا عمر، كيف أسلِّم بما لم يثبتْ؟
أنت لم تأتني و لو بأثر واحد صحيح عن صحابي واحد فيه النص على أن القرآن ليس بخالق و لا مخلوق؟ فلما طالبتُك ما أجبتَني أصلا، و لكني أجيبك على ما طالبتَني به:
- سند البيهقي صحيح عندك لأنك احتججْتَ به، و هو صحيح لكن لا أفعل به شيئًا، لأنه كما ترى ليس فيه نصٌّ عن الصحابة.
- أما موقفي من قوله فأنا أجزم أنك لم تقرأ كلامي من قبلُ - و هذا خطأ - فإني صرحتُ بأني لا أقول بقوله في التوقف لكني أوافقه على عدم نسبة هذه العبارة إلى الصحابة.
ثم لا أدري بعد هذا - و بعد الذي قبله - كيف يقتبس ابن أبي الحسن مشاركتي و يطرح عليَّ تلك الأسئلة؟؟؟
يا أخي: ابن عقيل الظاهري أظنه في الرياض فاتصل به، و الأفضل أن تزوره حتى تبسط في الكلام و تستفيد و تفيد.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 12:50]ـ
فإني صرحتُ بأني لا أقول بقوله في التوقف لكني أوافقه على عدم نسبة هذه العبارة إلى الصحابة.
هل ورد بسند صحيح عن أحد من الصحابة أن القول بالوقف خطأ-كما صرحت؟
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 01:11]ـ
هل ورد بسند صحيح عن أحد من الصحابة أن القول بالوقف خطأ-كما صرحت؟
يبدو أن الصحابة لم ينصوا على أن القرآن ليس بخالق و لا مخلوق - حبيبي -؟
ثم إنك نسيتَ نفسك، فأصول الاستدلال هي: القرآن و السنة و إجماع الصحابة المتيقن و بديهة العقل، هذه واحدة.
فأي حكم ثبت ببعض هذه الأصول أخذنا به، سواء ثبت بآية أو بحديث أو بإجماع الصحابة أو بالبديهة.
فإذا ثبت الحكم ببعض هذه الأصول ما باليْنا أن لا يثبت بالآخر.
فإن ثبت في نص الكتاب أو السنة أن القرآن كلام الله غير مخلوق ما اشترطْنا أن يثبت مثله في الإجماع.
و إن صح بالبرهان العقليِّ - السالم من الهوى الاعتزالي - أن حكم كذا هو كذا فهو يقين لا يخالفه الشرع، لأن صحيح المنقول لا يعارض صريح المعقول.
و تكلُّمُ الله فعلٌ من أفعاله يقينًا، و أفعاله ليست مخلوقة.
و القرآن من تكلُّمِ الله فهو ليس بمخلوق، و الحمد لله.
فإن قيل: لم أفعاله غير مخلوقة؟
قيل: لأنها لو كانت مخلوقة لكان الرب محلا للمخلوقات و هذا باطل، و كفرٌ ممن أجازه.
و لأنها لو كانت مخلوقة لكان الرب متغيرا و هذا محال على الله.
فامتنع يقينا - بحمد الله - أن يكون القرآن - الذي هو تكلم الله و كلامه - مخلوقًا.
و هذا برهان يكفي عن الخوض في مسألة: هل الصحابة قالوا كذا؟
فمن لم يتضح له هذا البرهان أو رآه استدلالا ظنيًّا، فلا يجوز له إثبات حكم نتج بالظن - خاصة و الأمر في العقيدة -.
فإن عورض بأن الصحابة أجمعوا على هذا الحكم، فلا يجوز له أن يقبل هذا إلا حتى يتيقن من هذا الإجماع، فإن صح لديه هذا الإجماع حرم عليه مخالفته.
فإن رأى أنه لم يثبت بقي على ظنه فلم يجز له الحكم في المسألة، و كفاه من ذلك أن ربَّه يقول:" و لا تقف ما ليس لك به علم ".
و الله أعلم.
و عند جهينة الخبر اليقينُ
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 01:18]ـ
و شيء آخر:
فمن قال: إن القرآن خالق هو مشرك، لأنه أثبت خالقا غير الله.
و من قال: إن القرآن مخلوق فهو فهو مشرك لأنه شبه الله بخلقه و كذَّب الله في قوله:" ليس كمثله شيء ".
و من توقف، فليس لنا أن نُقوِّلَهُ ما لم يقلْ.
و لنتذكر قوله تعالى:" و البلد الطيب يخرج نباته بإذن الله "، فأهل الفضل لهم الفضل و لهم العذر.
و في الأثر:" ليس منا من لم يعرف لعالمنا قدره ".
فمن توقف منهم في مسألة، فكم له من كلام طيب في غيرها.
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 01:43]ـ
إني صرحتُ بأني لا أقول بقوله في التوقف لكني أوافقه على عدم نسبة هذه العبارة إلى الصحابة.
جزاك الله خيرًا على هذا التصريح الوجيز.
ويستفاد منه أن القول بالتوقف خطأ محض لما قد أبديته في المشاركة السابقة.
وأما نسبة العبارة .. فلا يُنْسب إلى ساكت قول، نظرًا لأن البدعة لم تظهر في زمن الصحابة.
فلم ينص الصحابة ولم يجمعوا على شيء في هذه البدعة كالقول بالتوقف أسلم مثلا، ولا أن القرآن مخلوق، ولا أن القرآن خالق .. على هذا التوصيف الذي وضعته في عبارتك.
وثبت عندنا أن القرآن كلام الله - عز وجل -، وكلامه - سبحانه - ليس بمخلوق، وهذا أدعى للقول إلى أن المناداة بالتوقف بدعة لأنه يخالف الدليل. ومخالف لما عليه أهل السنة والجماعة.
وبالتالي فإن مخالفتك له تابعة لظهور الدليل المتيقن بأن كلا من القول بخلق القرآن والتوقف فيه لا ينفكان عن البدعة لمخالفتهما صريح القرآن.
وأن القول بأن: القرآن غير مخلوق، هو الصواب الذي لا حيدة عنه.
وأما ثبوت إقرار الصحابة بأن القرآن غير مخلوق، فإنه يأتي تبعا أو ضمنا في تفسير كتاب الله - عز وجل -، فلا يمكن أن يكون القرآن الكريم قد تناقل لنا مجردا عن فهمه وكأنه نصوص خاوية! حاش وكلا!
لذا فإن الرواية عند البيهقي التي أتى بها الأخ الفاضل فإنها تنسب هذا القول لمشيخته وهي سلة من الصحابة الأخيار، وبلا شك أن الصحابة لن يخالفوا ما جاء به الوحي والذي يظهر جليًا لأمثالنا من الصغار في العلم ومعرفة العربية وهم القوم الأقحاح!
فما نُقل عنهم بالمعنى بلا شك أنه يوافق قول ابن دينار وقولي وقولك، ومن نسبهم إلى السكوت فإنه قد ينسبهم للسكوت عن الرد على هذه البدعة تحديدا لأنها قد أتت فيما بعد، وليس السكوت عن فهم معنى مراد الله - عز وجل - الذي هو واضح كربعة النهار .. فلله الحمد والمنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 03:35]ـ
ثم إنك نسيتَ نفسك، فأصول الاستدلال هي: القرآن و السنة و إجماع الصحابة المتيقن و بديهة العقل، هذه واحدة.
نسيت أن تذكر قول ابن حزم مع أصول استدلالك
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 03:53]ـ
بوركتَ يا أسامةُ!
و التوقف الذي ذهب إليه أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري - حفظه الله - لعدم وضوح البرهان من القرآن على هذه المسألة، فكأن ترجمة توقفه = أنه لم يَقْفُ ما ليس له به علمٌ.
لا أنه اتضح عنده البرهان فعارضه كأمثال أهل البدع.
و ابن عقيل الظاهري من أصوله أن لكل مسألة نصًّا من القرآن أو السنة أو من الإجماع أو من دليل ناتج عن بعضها، فهذا ما يؤكد أن توقفه إلا لعدم ظهور الدلالة من النصوص التي يستدل بها غيره على ما ذهبوا إليه، فلما رأى الصحابة لم يتكلموا فيها فرأى أن لا يتكلم فيها.
فأن تهدأ هذه العاصفة خيرٌ من أن يتصاعد هديرها، و يكثر قتيلها، و تأتي على الأخضر و اليابس ...
و لستُ أيد أن أمثل ببعض الأمثلة التاريخية الثابتة، و التي تحكي لنا الأخطاء الجسام التي وقع فيها مشاهير من الجلة الكبار ...
فعيوبنا و ذنوبنا أكثر، فنشتغل بها و نتذلل لله عسى أن يغفر لنا و يسترها عنا في الدنيا و الآخرة.
قال أبو هريرة:" يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، و ينسى الجذع في عينه " أو كما قال رضي الله عنه.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 03:54]ـ
و شيء آخر:
فمن قال: إن القرآن خالق هو مشرك، لأنه أثبت خالقا غير الله.
و من قال: إن القرآن مخلوق فهو فهو مشرك لأنه شبه الله بخلقه و كذَّب الله في قوله:" ليس كمثله شيء ".
و من توقف، فليس لنا أن نُقوِّلَهُ ما لم يقلْ.
و لنتذكر قوله تعالى:" و البلد الطيب يخرج نباته بإذن الله "، فأهل الفضل لهم الفضل و لهم العذر.
و في الأثر:" ليس منا من لم يعرف لعالمنا قدره ".
فمن توقف منهم في مسألة، فكم له من كلام طيب في غيرها.
المسألة ليس لها علاقة بخبر جهينه ولا أن القرآن خالق لأنه لا يوجد أحد يعبد القرآن، ولا داعي لتأصيلاتك، المراد هنا هو قول استاذك الذي تغلو فيه غلوا شديدا، ولذلك لا تريد أن تخطّأ من اتبع سبيل الجهمية الذين ارادوا أن يوهموا الناس بوقفهم. وهل البيت الطيب يهمز ويلمز ويتنقص الأئمة الكبار مثل ابن القيم والبراك.
أخي لا داعي للجدال، فمن أصدّق أنت واستاذك أم الإمام أحمد والأئمة الكبار الذين أنكروا عن على الواقفة.
ولماذا لم يقف هذا الواقف في الرحمة والعلم والقدرة؟
وما هذا التورع الذي يؤدي إلى الشك في دين الله وأن الله ورسول الله لم يبينوا الدين كمال البيان.
((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم))
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 04:06]ـ
بوركتَ يا أسامةُ!
و التوقف الذي ذهب إليه أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري - حفظه الله - لعدم وضوح البرهان من القرآن على هذه المسألة، فكأن ترجمة توقفه = أنه لم يَقْفُ ما ليس له به علمٌ.
لا أنه اتضح عنده البرهان فعارضه كأمثال أهل البدع.
و ابن عقيل الظاهري من أصوله أن لكل مسألة نصًّا من القرآن أو السنة أو من الإجماع أو من دليل ناتج عن بعضها، فهذا ما يؤكد أن توقفه إلا لعدم ظهور الدلالة من النصوص التي يستدل بها غيره على ما ذهبوا إليه، فلما رأى الصحابة لم يتكلموا فيها فرأى أن لا يتكلم فيها.
فأن تهدأ هذه العاصفة خيرٌ من أن يتصاعد هديرها، و يكثر قتيلها، و تأتي على الأخضر و اليابس ...
و لستُ أيد أن أمثل ببعض الأمثلة التاريخية الثابتة، و التي تحكي لنا الأخطاء الجسام التي وقع فيها مشاهير من الجلة الكبار ...
فعيوبنا و ذنوبنا أكثر، فنشتغل بها و نتذلل لله عسى أن يغفر لنا و يسترها عنا في الدنيا و الآخرة.
قال أبو هريرة:" يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، و ينسى الجذع في عينه " أو كما قال رضي الله عنه.
1 - إذا كان لم يتبين له الدليل فليسأل العلماء الكبار بدل تنقصهم وهمزهم ولمزهم وأنهم مقلدة
2 - إذا كانت تلك من أصوله فأين النصوص وأين أقوال الصحابة التي أباحت له همز ولمز وتنقص الشيخ البراك؟
والله تعالى يقولى ((ويل لكل همزة لمزة)) ..... سبحان الله
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ولا داعي للدفاع المستميت عنه، وكان يجب عليك أن تنصحه ليرجع عن هذا القول الباطل، بدل الدفاع عنه.
4 - والعاصفة من أتى بها؟
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 04:17]ـ
نسيت أن تذكر قول ابن حزم مع أصول استدلالك
ابن حزم مدفون في الفردوس المفقود - فرحمه الله - و لعله في الفردوس الأعلى - إن شاء الله -.
و أنا لم أذكر في كلامي معك لفظ (ابن حزم) أصلاً، و أنا أحب ابن حزم و إن كره التقليديون.
و أرجو أن لا تتسبَّب - يا أخي - في حذف الموضوع، لأنك تكلَّمتَ كلاما خارجًا عنه.
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 04:42]ـ
بوركتَ يا أسامةُ!
و التوقف الذي ذهب إليه أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري - حفظه الله - لعدم وضوح البرهان من القرآن على هذه المسألة، فكأن ترجمة توقفه = أنه لم يَقْفُ ما ليس له به علمٌ.
لا أنه اتضح عنده البرهان فعارضه كأمثال أهل البدع.
و ابن عقيل الظاهري من أصوله أن لكل مسألة نصًّا من القرآن أو السنة أو من الإجماع أو من دليل ناتج عن بعضها، فهذا ما يؤكد أن توقفه إلا لعدم ظهور الدلالة من النصوص التي يستدل بها غيره على ما ذهبوا إليه، فلما رأى الصحابة لم يتكلموا فيها فرأى أن لا يتكلم فيها.
وفيك بارك الله.
بل توقفه بناه على - البحث والتنقيب في المسألة هكذا دعواه -؛ ثم نسب اجتهاده إلى الصحابة - رضوان الله عليهم -. وهنا الطآمة التي لا ينبغي لأمثال ابن عقيل الوقوع فيها.
حيث أن الصحابة - رضوان الله عليهم - لم يتوقفوا في قول كفري قط ولا ينبغي لهم. فكيف يقال "يسعني ما وسعهم"؟! أوَسعهم القول الكفري وسكتوا عنه (إقرارًا)؟! بالطبع لا.
وخلاصة الموضوع:
ابن عقيل أبعد النجعة وأقصى فيها ما أقصى، ووافق بقوله قول المبتدعة وأصبح ينافح عن هذا القول كأئمة المبتدعة. وهذا لا عذر له فيه.
وفي - رأيي الشخصي - فإن الشيخ البراك قد أغلظ القول على ابن عقيل، لذا فالواضح من ردود ابن عقيل الأخيرة أن حظ النفس أخذ ما أخذ فيها. والحق أحق وأحب إلينا من جميعهم ومثلهم معهم ومن أنفسنا. فنصرة الحق واجبة. ولا محاباة في دين الله.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 04:55]ـ
أعجبني فيك يا أسامة التحرر من الدفاع عن الرجال، في وقتٍ يستفزُّني فيه الآخر حتى أتعقل و يتبرك.
و لن أتعقَّل إلا بمعنى: العقل - و نعم الاشتقاق -.
و دَعْهُ يتبرَّكْ.
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 05:30]ـ
أعجبني فيك يا أسامة التحرر من الدفاع عن الرجال، في وقتٍ يستفزُّني فيه الآخر حتى أتعقل و يتبرك.
و لن أتعقَّل إلا بمعنى: العقل - و نعم الاشتقاق -.
و دَعْهُ يتبرَّكْ.
يا أخانا الكريم
شخصنة المسائل العلمية أمر لا يليق بطلاب العلم، وكما قال أمير المؤمنين: اعرف الحق تعرف رجاله.
والشيخ البراك قد أصاب في رده، مع ما يعتري المؤمن الغيور على دينه من بعض الحدة. والتي تجدها في نفسك كما أجدها في نفسي .. فليست بعجيبة في حق الشيخ البراك.
ولكن إن كان ولا بدّ .. فالانتساب إلى من أصاب الحق كناية عن الإصابة في القول. ويكأن الانتساب الذي وصفته بالـ (تبرك) ممدحة لا مذمة. على عكس (التعقل) الذي هو نقيض الأول.
ولنتعقل جميعا (أفلا تعقلون) ونضع الحق نُصب أعيننا.
فمن كان يريد الحق .. فإنه لا يرى فائدة من اللمز ونحوه .. ويربأ بنفسه عنه.
بارك الله فيكم.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 05:37]ـ
وفي - رأيي الشخصي - فإن الشيخ البراك قد أغلظ القول على ابن عقيل
الشيخ البراك غضب لله، كما أغلط رسول صلى الله عليه وسلم القول لما أرادوا أن يثنوه عن حد المخزومية، ولكن الذي أستغربه لماذا لم يتوقف عن همز ولمز وتنقص العلماء مثل ابن القيم والبراك كما وقف مع الواقفة؟
وثمة أمر يحسم القضية: هل يقف هو في الرحمة والعلم والقدرة وغيرها؟
الإجابة ستكشف الحقائق
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 06:41]ـ
يا أخانا الكريم
شخصنة المسائل العلمية أمر لا يليق بطلاب العلم، وكما قال أمير المؤمنين: اعرف الحق تعرف رجاله.
والشيخ البراك قد أصاب في رده، مع ما يعتري المؤمن الغيور على دينه من بعض الحدة. والتي تجدها في نفسك كما أجدها في نفسي .. فليست بعجيبة في حق الشيخ البراك.
ولكن إن كان ولا بدّ .. فالانتساب إلى من أصاب الحق كناية عن الإصابة في القول. ويكأن الانتساب الذي وصفته بالـ (تبرك) ممدحة لا مذمة. على عكس (التعقل) الذي هو نقيض الأول.
ولنتعقل جميعا (أفلا تعقلون) ونضع الحق نُصب أعيننا.
فمن كان يريد الحق .. فإنه لا يرى فائدة من اللمز ونحوه .. ويربأ بنفسه عنه.
بارك الله فيكم.
أودُّ أن أبرِّئ نفسي من هذه (الشخصنة)، و لستُ في مقام الدفاع عن ابن عقيل الظاهري، فهو لا يحتاجني أصلاً، و لكن غفر الله لابن أبي الحسن.(/)
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى - دولة النحل
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 02:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة النحل
الهيكل الإداري:
· هناك ملكة،
· وهناك عاملات،
· و هناك ذكور،
· و النحل الشغالة.
من علم النحل كيف تبني مجتمع كبير, ومنظم؟؟؟ و كيف عرف الهرم الإداري؟؟؟؟ أإله مع الله؟؟
الهيكل الوظيفي:
· هناك عاملات لتنظيف الخلية،
· و هناك عاملات مهمتها تهوية الخلية تقف على مداخل الخلية وتحرك أجنحتها لدفع الهواء إلى داخل الخلية، من علمها فكرة عمل المروحة؟؟ أإله مع الله؟؟ و في الشتاء تغلق هذه العاملات أبواب الخلية من أجل الدفء.
· و هناك عاملات حارسات يقفن على مدخل الخلية وأية نحلة لا تنطق بكلمة السر تقتل، والعجيب أن هذه الكلمة تتبدل من حين لآخر، من علمها كيفية تامين الخلية؟؟؟ أإله مع الله؟؟
· و هناك عاملات مستطلعات يبحثن عن المراعي ويعدن إلى الخلية ويرقصن رقصة تبين بعد المرعى عن الخلية، وفي رقصة أخرى تبين غزارة الأزهار، من علمها حروف هذه اللغة؟؟ أإله مع الله؟؟
· و هناك عاملات يصنعن خلايا الشمع، هذه الخلايا على شكل سداسي, وليست على شكل دائرة أو مربع, لماذا؟؟؟
لأنه لا يبقي فراغات بينية إطلاقاً, كما في حالة الدائرة.
وزواياه منفرجة أكثر من المربع, وبالتالي يسهل على أكثر من نحلة أخذ العسل منه في نفس الوقت.
وتبدأ النحلات بصنعه من أطراف الخلية وتلتقي في مركز الخلية، لو أتينا بمجموعة من امهر عمال البلاط, وطلبنا منهم أن يعملوا بنفس الطريقة (أن يبدؤوا من أركان الحجرة, ويلتقوا في مركزها, لما نجحوا). في أي مدرسة تعلم هذا النحل أصول الهندسة؟؟ ثم, أي جهاز ملاحة هذا الذي يقوده إلى مركز الخلية مباشرة بلا أي انحراف ولو ملليمتر واحد؟؟؟ أإله مع الله؟؟
آيات للتفكر:
? فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ? (سورة النحل الآية: 69)
? أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ? (سورة الأنعام الآية: 38)
?وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا? (سورة النحل الآية: 68)
الياء في الآية السابقة هي ياء مؤنثة مخاطبة، هل كان يعرف من في عهد رسول الله أن النحلة التي تصنع العسل هي الأنثى؟
الذكر لا يصنع العسل، فالله عز وجل وصف النحلة العاملة بأنها أنثى هذا من إعجاز القرآن الكريم.
و أخيرا:
? قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ? (سورة طه).
سبحان الله سبحان الله سبحان الله
المصدر: حلقات العقيدة و الإعجاز- للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
هل يمكن ان نثبت لله تعالى صفة بحديث حسن لغيره ?
ـ[عبد الغني القاسمي]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 03:36]ـ
هل يمكن ان نثبت لله تعالى صفة بحديث حسن لغيره
ارجو ان تكون الاجابة مؤصلة بنصوص الائمة و بوركتم جميعا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 07:16]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10908&highlight=%C7%E1%CD%CF%ED%CB+% C7%E1%CD%D3%E4+%C7%E1%C7%DA%CA %DE%C7%CF(/)
ما رأيكم في كتب د. عبد الكريم بكار؟
ـ[أبوعبد الله الشيشاني]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 09:54]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته!
مشايخنا الأفاضل و الإخوة طلاب العلم ما رأيكم في كتب د. عبد الكريم بكار؟ و قد شرعت في قراءة كتابه المسمى " مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي " فأعجبت بأسلوب الرجل ....
و جزاكم الله خير الجزاء
ـ[بذل الخير]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 10:20]ـ
أبشر أخى الشيشانى وفقك الله ونصر الشيشان وعجل بالفرج
فقد وقعت على علم فاضل من كبار العلماء المفكرين المبدعين وماعن مثله يسأل فهو غنى عن التعريف
انتفع بكتبه ومقالاته واتخذها معينا فكريا منضبطا والكمال لله وحده ولاعصمة بعد الأنبياء
وشكر الله لك وزادك حرصا وأعانك اذ اردت التثبت واليقين لمن تقرأ له
وهذا موقعه وفيه سيرته الذاتية www.drbakkar.com
وهذه صفحته على صيد الفوائد فيها بعض انتاجه
www.saaid.net/Doat/ (http://www.saaid.net/Doat/)bakkar/index.htm
وهذه مقالة طيبة لأخينا فى الله طالب الايمان زاده الله توفيقا
د. عبد الكريم بكاّر ...... قمة الإصلاح التربوي!!
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18262
وان كنا نوصيك وأنفسنا بالمزيد من التضلع فى العقيدة فهى ميزان دقيق
وعليك بالقرءان فليس بطالب علم من لم يجمعه فى صدره واعلم ان الله لايوفقه لكل أحد
ثبته الله فى صدورنا وكذا سنة النبى صلى الله عليه وسلم واحرص على لقيا العلماء الربانيين
فان الله لعله اصطفاك على السنة لأمر خير فلا تتوانى واحرص على عمرك وعذرا على الجور فى النصيحة لعلى اثبت نفسى بكم ثبتكم الله وأعناكم
ولعلكم تبشرونا ببعض أخبار الشيشان وغفر الله لنا تقصيرنا فى حق الشيشان وكل بلاد المسلمين
ولاتنسنا ياأخى من دعائك وفقكم الله الى كل خير وسائر المسلمين.
ـ[أبوعبد الله الشيشاني]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 10:56]ـ
أبشر أخى الشيشانى وفقك الله ونصر الشيشان وعجل بالفرج
فقد وقعت على علم فاضل من كبار العلماء المفكرين المبدعين وماعن مثله يسأل فهو غنى عن التعريف
انتفع بكتبه ومقالاته واتخذها معينا فكريا منضبطا والكمال لله وحده ولاعصمة بعد الأنبياء
وشكر الله لك وزادك حرصا وأعانك اذ اردت التثبت واليقين لمن تقرأ له
وهذا موقعه وفيه سيرته الذاتية www.drbakkar.com
وهذه صفحته على صيد الفوائد فيها بعض انتاجه
www.saaid.net/doat/ (http://www.saaid.net/doat/)bakkar/index.htm
وهذه مقالة طيبة لأخينا فى الله طالب الايمان زاده الله توفيقا
د. عبد الكريم بكاّر ...... قمة الإصلاح التربوي!!
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18262
وان كنا نوصيك وأنفسنا بالمزيد من التضلع فى العقيدة فهى ميزان دقيق
وعليك بالقرءان فليس بطالب علم من لم يجمعه فى صدره واعلم ان الله لايوفقه لكل أحد
ثبته الله فى صدورنا وكذا سنة النبى صلى الله عليه وسلم واحرص على لقيا العلماء الربانيين
فان الله لعله اصطفاك على السنة لأمر خير فلا تتوانى واحرص على عمرك وعذرا على الجور فى النصيحة لعلى اثبت نفسى بكم ثبتكم الله وأعناكم
ولعلكم تبشرونا ببعض أخبار الشيشان وغفر الله لنا تقصيرنا فى حق الشيشان وكل بلاد المسلمين
ولاتنسنا ياأخى من دعائك وفقكم الله الى كل خير وسائر المسلمين.
جزاك الله خيرا أخي الكريم على نصائحك و توجيهاتك وزادك علما.
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعز أهل التوحيد وأن يذل أهل الشرك و أن يغفر لنا و لوالدينا و للمسلمين جميعا
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 05:30]ـ
وعليك بكتابه المفيد:
فصول في التفكير الموضوعي
ـ[أبوعبد الله الشيشاني]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 11:38]ـ
الإخوة الكرام أبو إسحاق و المتقي السني جزاكما الله خيرا و وفقكما لما يحب و يرضى
حبذا لو ذكر الإخوة الملاحظات والمؤاخذات على كتبه
و بارك الله في الجميع
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 11:43]ـ
كتبه مفيدة ونافعة بلا شك , تنمي الحس الإبداعي وتفتح للنفس آفاقا من التفكير الواعي
مع جزالة في لغة صاحبها وحسن عرض بما يوافق المنطلقات الإسلامية
والله أعلم
ـ[أبوعبد الله الشيشاني]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 11:58]ـ
كتبه مفيدة ونافعة بلا شك , تنمي الحس الإبداعي وتفتح للنفس آفاقا من التفكير الواعي
مع جزالة في لغة صاحبها وحسن عرض بما يوافق المنطلقات الإسلامية
والله أعلم
أخي الكريم أبو القاسم بارك الله فيك وأحسن الله إليك
ـ[عبدالله بن سعيد]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 01:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أتمنّى من أخينا أبي عبدالله الشيشاني ألّا يجعل شغله الشاغل البحث عن الأخطاء والهفوات التي يقع فيها كل مولف لأنه إن فعل فلن يستفيد من أحد وسيصبح كل ما أراد أن يقرأ كتابا وقيل له إنّ للمولف هفوات تردّد في قرائته فإذا قرأه أصبح خائفا من السقوط في إحدى هذه الهفوات مع العلم أنّ كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلّا النبيّ عليه الصلاة والسلام فاستعن بالله يا أخانا ولا تنظر إلى مافي الكتاب من الخطأ بل انظر إلى مافيه من الصواب لتستفيد منه حق الفائدة
جنبك الله الشبهة وعصمك من الفتنة وصلى الله على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبد الله الشيشاني]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 09:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أتمنّى من أخينا أبي عبدالله الشيشاني ألّا يجعل شغله الشاغل البحث عن الأخطاء والهفوات التي يقع فيها كل مولف لأنه إن فعل فلن يستفيد من أحد وسيصبح كل ما أراد أن يقرأ كتابا وقيل له إنّ للمولف هفوات تردّد في قرائته فإذا قرأه أصبح خائفا من السقوط في إحدى هذه الهفوات مع العلم أنّ كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلّا النبيّ عليه الصلاة والسلام فاستعن بالله يا أخانا ولا تنظر إلى مافي الكتاب من الخطأ بل انظر إلى مافيه من الصواب لتستفيد منه حق الفائدة
جنبك الله الشبهة وعصمك من الفتنة وصلى الله على نبينا محمد.
صدقت و بررت و لأخيك نصحت فجزاك الله عنا خيرا أخي الكريم.
وأما طرح هذا الموضوع بين يدي الإخوة فكان من باب المشاورة والمراجعة. وجزا الله الجميع خيرا و بارك الله فيكم
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:56]ـ
///أخي أبا عبد الله ...
أنصحك نصيحة لوجه الله تعالى وأنتم إن شاء الله أهل لكل خير ...
قد لا تروق هذه النصيحة للبعض ولكن الأمر سهل إن حمل على محمل حسن
دعك من هكذا مؤلفات وعليك بكلام أهل العلم المعتبرين وبمؤلفاتهم في مختلف الفنون أو في الفن الذي تميل إليه ...
فوالله للمجلد الأول من السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني خير من وقر بعير من مثل مؤلفات بكار
هذا إذا رمت أن تكون عالما وإماما مطاعاً إن نهيت وإن أمرت ...
أما إذا لم تكن طالب علم ... كأن تكون مهندساً أو طبيباً وما إلى ذلك فلا بأس أن تقرأ للدكتور بكار ولغيره ممن يوثق في منطلقه الفكري وأنت على خير ...
والله يرعاكم ويحفظكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:03]ـ
العلم أو الفائدة ليس محصورا في شيء واحد, وليس يصح أن يقال لمن له اهتمام بالاقتصاد الإسلامي مثلا:قراءة البخاري خير لك! ولكل مقام مقال ,قد جعل الله لكل شيء قدرا ,وما ينتفع به فلان يختلف عما يفيد منه آخر ,وهذا من التنوع المحمود لا التعارض المذموم
وفي كل خير ومدارك الناس متنوعة واهتمامتهم شتى , وإتقان التصحيح والتضعيف لا يجعل صاحبه متقنا للفقه والتفسير
وهذان لا يغنيان في فهم المؤامرات الدولية والمخططات الفكرية , وكلٌ على ثغر إن حسنت النية وصلح العمل
والله المستعان
ـ[سعيدة عباس]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:05]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم الدكتور عبد الكريم بكار من المؤلفين والمفكرين الذين ساهموا في فتح شوارع فكرية للكثيرين؛ وذلك لكونه يعتمد على إثارة مشكلات واقعية ومنطقية تعيشها مجتمعاتنا الإسلامية، وأنا شخصيا قرأت له عدة مؤلفات واستفدت منها، كما أن أسلوبه يشبه كثيرا أسلوب المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله.
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:21]ـ
المفكر الإسلامي الدكتور عبدالكريم بكار
إذا كانت التسمية صحيحة فهو المفكر الإسلامي
رقم واحد في العصر الحديث ..
لا أقول عالم .......... لكنه مفكر
ولك تحيااااااااااتي.(/)
بيان حول منتدى جدة الذي نظمه المركز المنسوب زوراً لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
ـ[المستفيد محمد]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 12:26]ـ
بيان حول منتدى جدة ( https://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=21109&Itemid=33)
أصدر عدد من الدعاة والمحامين والأكاديميين ورجال الأعمال بياناً وقّعوا عليه حول منتدى " واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية" الذي عقد في محافظة جدة مؤخراً وحضره عدد من الوزراء والأعيان، وانتقد البيان إقامة هذا المنتدى في المملكة محذرين من أهدافه الخطيرة وناشدوا في بيانهم ولاة الأمر التدخل لإخماد هذه الفتنة والدفاع عن حياض الدين والفضيلة.
وفيما يلي نص البيان والموقعين عليه:
بيان حول منتدى جدة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد:
فإن المتابع لمجريات الأحداث على الساحة المحلية ليهوله حجم النشاط التغريبي المحموم الذي يستهدف تدمير الهوية الإسلامية لبلاد الحرمين، المملكة العربية السعودية، عن طريق زعزعة الثوابت والمسلمات الشرعية، وتشويه صورة مؤسسات الإفتاء والقضاء والاحتساب داخلياً وخارجياً، والسعي الحثيث لتغريب المرأة ومسخ هويتها وتشويه فطرتها وجعلها معول هدم وتخريبٍ لهذه البلاد المباركة،عن طريق تطبيع الفساد والتبرج والاختلاط بين الجنسين والزج بالمرأة فيما لا يتوافق مع طبيعتها، وإغرائها بالتمرد على شريعة ربها، في انقلاب صريحٍ على الأحكام الشرعية وأنظمة الدولة وفتاوى أهل العلم المعتبرين، وقد توسل المتورطون في هذا المخطط الإجرامي لتحقيق غاياتهم الخبيثة؛بوسائل إعلاميةٍ وأقلامٍ صحفيةٍ مأجورةٍ ومنتديات ومؤتمرات مشبوهة وتلبيسات لبعض الجهلة من المنتسبين إلى العلم الشرعي. وكانت آخر حلقة من حلقات هذا المشروع التخريبي: ما سمي "بمنتدى واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية" والذي نظمه المركز المنسوب زورا وبهتاناً لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، والمنبثق عن الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جده بوابة الحرمين الشريفين. وفي أجواءٍ خيم عليها السفور والتبرج والاختلاط؛ كان من أبرز توصيات هذا المنتدى المشبوه:
الزج بالمرأة في اللجان القضائية وهيئات الإفتاء والمجالس البلدية ومجالس المناطق والهيئات المهنية المختلفة، والمطالبة بتمكين المرأة من تولي عددٍ من الحقائب الوزارية، وإنشاء قناة فضائية تحمل اسم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، متخصصة في تناول قضايا المرأة (من وجهة النظر التغريبية طبعا)، إلى غير ذلك من التخبطات والهذيان، الذي يصور النساء في بلادنا وكأنهن أقلية عرقية أو دينية مضطهدة مقهورة من قبل الرجال، ليأتي هذا المنتدى ليرسم لهن سبيل الخلاص.
وقد شارك في حضور هذا المنتدى عدد من الوزراء والأعيان، مما يعكس مدى النفوذ الذي وصلت إليه هذه الأقلية التغريبية،والتي استطاعت أن تنتزع وبسرعة مذهلة، موافقة فورية من وزير الثقافة والإعلام_وخلال عشر دقائق على حد قول رئيسة المنتدى (جريدة الوطن~1/ 1/1432ه) _ على إنشاء قناة فضائية!! بل وتنجح في انتزاع تصريح منه يثير الدهشة والاستغراب ويتجاوز صلاحياته كوزير: بأن بإمكان المرأة في بلادنا أن تصبح وزيرة للثقافة والإعلام وليس مجرد نائبة للوزير!!،بل وتباهي بعض القائمات على هذا المنتدى المشبوه: بأن عدداً من توصيات المنتدى السابق قد تم تنفيذها بالفعل وتحولت إلى واقع عملي!!.
وانطلاقاً مما سبق، ونظرا لفداحة الخطب،وخطورة الأمر، وانطلاقاً مما أوجبه الله تعالى على أهل العلم من بيان الحق وعدم كتمانه، فإن الموقعين على هذا البيان يودون توضيح الآتي:
أولاً: أن هذا المنتدى المشبوه يعد نقلة خطيرة في مسيرة المشروع التغريبي في البلاد السعودية، بل هو انقلاب حقيقي
على القيم والأخلاق، وعلى سيادة الدولة وأنظمتها وهيبتها، وهو يذكرنا بصنيع: هدى شعراوي وصفية زغلول في أرض الكنانة قبل ثلاثةٍ وتسعين عاماً، فاللهم رحماك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أظهر القائمون على هذا المنتدى أن المرأة المسلمة في هذه البلاد،لا يمكن أن تتبوأ المنزلة اللائقة بها؛إلا إذا انقلبت على فطرتها مزاحمةً للرجال فيما لا يتناسب مع طبيعتها، ولا يتلاءم مع قدراتها ومقوماتها، محاكية في ذلك نساء الغرب ممن يعشن تعاسةً لا يماثلها تعاسةً، وذلك بشهادة المنصفين من الغربيين رجالاً ونساء، مع أننا نؤكد على ضرورة إنصاف المرأة بالصورة التي تتوافق مع فطرتها ويحفظ لها دينها وعفافها وحشمتها، وليس كما يريد التغريبيون من المطالبة بحقوقها المزعومة ظاهرا، وتعريضها للفتنة والإنحراف باطناً؛ حتى تكون سلعة رخيصة بأيدي أصحاب الشهوات.
ثالثاً: أن هذا المنتدى قد مارس الإقصائية بأبشع صورها، عن طريق تهميش من يمثلن السواد الأعظم من المثقفات وسيدات الأعمال ممن لا يتبنين المشروع التغريبي، إما بعدم دعوتهن أو بتنفيرهن من الحضور بسبب أجواء الاختلاط والسفور التي خيمت على المنتدى، مما يجعل هذا المنتدى بعيداً كل البعد عن مصلحة المرأة السعودية.
رابعاً: أن تغيير الواقع المعاش عن طريق توصيات هذه المنتديات والمؤتمرات المشبوهة،والتي لم يعد خافياً استقواؤها بجهات خارجية؛ سيفتح الباب على مصراعيه أمام كافة التيارات والجماعات العرقية والقبلية والمذهبية-والتي تدعي التهميش والإقصاء-على سلوك نفس السبيل واقتفاء ذات الأثر .. مما سيقوض الأمن والاستقرار ويدخل المجتمع في دوامة من التطاحن والتناحر،
خامساً: وتأسيساً على ما سبق، فإننا نناشد ولاة الأمر_وفقهم الله لمرضاته_ بأن يتقوا الله تعالى، وأن يخمدوا هذه الفتنة العمياء، وأن يذودا عن حياض الدين والفضيلة، وليعلموا تمام العلم أن سلطانهم وعزهم منوط بنصرهم وإعزازهم لدين الله، مصداقاً لقول الله تعالى"ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور".وإلا فإنه لا مناص من إتاحة المجال لنقد وكشف توجهات التغريبيين، وكشف أستار الحماية المسدلة عليهم،،وفتح المجال لعلماء والإسلام ودعاته ليعبروا عن رغبة الأغلبية الساحقة من المواطنين الذين لا يرتضون هذا الحال الرديء ولا يخفون تخوفهم من مآلاته الخطيرة التي بدأت في بلدان عربية قريبة بنحو ما بدأت به هنا ثم آل الأمر إلى فساد عظيم وبلاء كبير، نشأ عليه الصغير وهرم عليه الكبير، حتى صار مجرد التحفظ عليه مسبة كبيرة،ومنكرا عظيما، وتخلفا ورجعية.
سادساً: مراجعة الاتفاقيات الدولية التي تتضمن انتهاك سيادة البلاد تشريعيا وأخلاقيا وسياسيا، وتستهدف إلحاق المجتمع المسلم بغيره من المجتمعات التي سيطر عليها الفكر المادي، والمطالبة بإخضاع تلك الاتفاقيات -وما شابهها مما لم يعلن- للشريعة الإسلامية، تحقيقا للسيادة الوطنية التي انتهكت، فضلا عن الأحكام الشرعية التي يراد إخضاعها لأهواء التوجهات المادية، وخروجا من دائرة الانسياق الواجف التي يسوغ بها أهل الخور والضعف والتبعية مواقفهم تحت حجة أننا جزء من العالم لايمكننا الخروج عنه، أو أن تلك الاتفاقيات أممية لابد من قبولها، وإن عارضت شرع الله، ونحو ذلك من الحجج الواهية التي هي أشبه بالاستسلام الخانع والقبول الراضخ و التسليم المطلق بانتهاك السيادة وسلب الارادة.
سابعاً: أننا نناشد العلماء والدعاة وطلبة العلم وخطباء المساجد، بأن يقوموا بدورهم في بيان الحق والنصح للخلق، والتواصل مع ولاة الأمر بالنصيحة والتذكير، وكشف المخططات التخريبية التي تستهدف ديننا وأمننا وأخلاقنا ووحدتنا، وليعلموا علم اليقين "أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا"،"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون".
الخميس 1432/ 1/3
الموقعون:
1. فضيلة الشيخ د. عبدالله بن محمد الغنيمان، رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقاً
2. الشيخ/ د. محمد بن ناصر السحيباني، عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقاً
3. الشيخ/د. سليمان بن وائل التويجري، عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقاً
4. الشيخ / عبدالعزيز بن صالح العقل، داعية بمكتب الدعوة بالقصيم (سابقا)
5. الشيخ/ د. عبدالرحمن الصالح المحمود، الأستاذ في قسم العقيدة بجامعة الإمام سابقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
6. الشيخ/ أ. د.علي بن سعيد الغامدي، عضو هيئة التدريس بالمسجد النبوي وجامعة الإمام، والمحامي والمستشار
7. الشيخ د. محمد بن سعيد القحطاني، جامعة أم القرى سابقًا
8. الشيخ/ أحمد بن عبدالله آل شيبان العسيري، مستشار تربوي
9. الشيخ/ د. وليد بن عثمان الرشودي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين
10. الشيخ/ د. سعيد بن ناصر الغامدي، الاستاذ المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة
11. الشيخ/ د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى
12. الشيخ/ د. محمد بن سليمان المسعود، القاضي بالمحكمة الجزئية بالطائف
13. الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان، مدير المعهد العلمي بمكة سابقًا
14. الشيخ/ أحمد بن حسن بن محمد آل عبدالله، مشرف تربوي بإدارة تعليم عسير سابقاً
15. الشيخ/ علي بن إبراهيم المحيش، رئيس كتابة عدل الأحساء سابقاً
16. الشيخ/ د. أحمد بن عبدالله الزهراني، عميد كلية القرآن بالجامعة الإسلامية سابقاً
17. الشيخ/ د. عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف، أستاذ مشارك بجامعة الإمام
18. الشيخ/ د. عبدالله بن ناصر الصبيح، عضو هئية التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
19. الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي، مستشار تربوي
20. الشيخ/ د. خالد بن عبدالله الشمراني، أستاذ الفقه بجامعة أم القرى
21. الشيخ/ د. محمد بن صامل السلمي، عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقاً
22. الشيخ/ د. يوسف بن عبدالله الأحمد، عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الإمام
23. الشيخ/ أ. د. سعد بن عبد الله الحميِّد، الأستاذ بجامعة الملك سعود
24. الشيخ/ حمود بن ظافر الشهري، مشرف تربوي بوزارة التربية والتعليم
25. الشيخ/ بدر بن إبراهيم الراجحي، قاضي بالمحكمة العامة بمكة
26. الشيخ د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي، عضو هيئة التدريس في قسم العقيدة بجامعة أم القرى
27. الشيخ سعد بن ناصر الغنام، داعية إسلامي
28. الشيخ د. محمد بن عبدالعزيز اللاحم، مشرف تدريب تربوي
29. الشيخ/ محمود بن إبراهيم الزهراني، عضو لجنة الإصلاح
30. الشيخ/ د. أحمد بن عبدالعزيز الحمدان، وزارة الشؤون الإسلامية
31. الشيخ/ د. إبراهيم بن عبدالله الحماد، أستاذ مشارك في جامعة الإمام
32. الشيخ/ د. إبراهيم بن علي الحذيفي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
33. الشيخ/ عبدالرحمن بن جميل قصاص، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
34. الشيخ/ إبراهيم بن خضران الزهراني، كاتب العدل بمكة المكرمة
35. الشيخ/ عبدالعزيز بن سعود عرب، عضو الجمعية العلمية الفقهية السعودية
36. الشيخ/ د. صالح بن درباش الزهراني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
37. الشيخ/ جمال بن إبراهيم عبداللطيف الناجم، إمام وخطيب جامع لؤلؤة الشمالي
38. الشيخ/ د. محمد بن سليمان البراك، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى
39. الشيخ عبدالله بن ناصر السليمان، المفتش القضائي بوزارة العدل
40. الشيخ/ د. حسن صالح الحميد، جامعة القصيم
41. الشيخ/ خالد بن محمد الشهراني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
42. الشيخ/ د. خالد بن محمد الماجد، أستاذ مساعد في كلية الشريعة
43. الشيخ/ عيسى بن درزي المبلع، جامع الأمير سعود الفيصل بحائل
44. الشيخ/عبدالله بن فيصل آل زنان الزهراني، إمام وخطيب جامع الملك فهد بجدة
45. الشيخ/محمد بن سعيد بافيل، محاضر بجامعة الملك عبدالعزيز
46. الشيخ/عبدالله بن إبراهيم الشبانات، القاضي بالمحكمة العامة بجدة
47. الشيخ/ د. سليمان بن صالح الخميس، محامي
48. الشيخ/ د. خليل بن إبراهيم بخاري، نائب رئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني بالعزيزية بجدة
49. الشيخ/ د. موفق بن عبدالله الغامدي، أستاذ العقيدة بجامعة الملك عبدالعزيز
50. الشيخ/ حمدي بن حميد الظاهري، محامي
51. الشيخ/ فوزي بن حمد الصبحي، إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب
52. الشيخ/ علي بن عبدالرحمن محيا، مشرف تربوي بإدارة تعليم عسير سابقاً
53. الشيخ/ مسعود بن حسين بن سحنون القحطاني، مدير التوعية الإسلامية بتعليم عسير سابقاً
54. الشيخ/ سعد بن علي العمري، وزارة التربية والتعليم سابقاً
55. الشيخ/ محمد بن عوض السرحاني، وزارة التربية والتعليم سابقاً
56. الشيخ/يحيى بن حسين بن محمد القحطاني، معلم بتعليم عسير
57. الشيخ/سعيد بن علي بن دليه القحطاني، معلم بتعليم عسير
58. الشيخ /عبدالله فهد السلوم، امام جامع خب الثنيان ببريدة
59. الشيخ / ابراهيم عبدالعزيزالرميحي، رجل اعمال
60. الشيخ /عبدالله سليمان المجيدل، ادارة تعليم القصيم
61. الشيخ / عبدالله عمر السحيباني، جامعة الامام (متقاعد)
62. الشيخ / عبدالعزيز عبدالله الوهيبي، جامعة الامام
63. الشيخ /عبدالله علي الربع، جامعة الامام
64. الشيخ /احمد عبدالله الراجحي، امام وخطيب جامع النملة بالبكيرية
65. الشيخ / محمد سليمان السلمان، خطيب الجامع الكبير بعنيزة
66. الشيخ/ د. علي عمر السحيباني، جامعة القصيم
67. الشيخ/د. عبدالعزيزعبدالله الخضيري، استاذمشارك بجامعة القصيم
68. الشيخ/د. عبدالرحمن سليمان الشمسان، وزارة التربية والتعليم سابقا
69. الشيخ/ صالح بن محمد الدليقان، جامعة الإمام
70. الشيخ/ د. ابراهيم بن محمد عباس، استشاري طب أطفال
71. المهندس/ سعيد بن عبدالله العاطفي
اهـ
و في المرفقات: بيان صوتي للشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله حول هذا المنتدى.
حسبنا الله و نعم الوكيل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(/)
توضيح بطلان قياس الاختلاط في الجامعة على الاختلاط الحاصل في المسجد الحرام- مقطع صوتي
ـ[المستفيد محمد]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 02:52]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد، فهذا مقطع صوتي مفيد جداً حول مسألة الاختلاط، أجاب فيه الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى على من يقيس الاختلاط في الجامعات على الاختلاط الحاصل في المسجد الحرام.
و المقطع منقول من موقع "طريق الاسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=94298)"
و الملف أضيف أيضاً بالمرفقات
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(/)
الحبيب هو الله
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 05:40]ـ
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ بَدْءِ الخَلْقِ >> بَابُ ذِكْرِ المَلاَئِكَةِ >>
3062 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَابَعَهُ أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الأَدَبِ >>
بَابُ عَلاَمَةِ حُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِقَوْلِهِ: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ >> كِتَابُ الْفِتَنِ >> بَابُ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ >>
4063 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ " *
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ الإِيمَانِ >> بَابُ حَلاَوَةِ الإِيمَانِ >>
16 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ " *
قِصَرُ الْأَمَلِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا >>
2 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْيَمَانُ بْنُ حُذَيْفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَنْظَلَةَ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَشَدَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ خَصْلَتَيْنِ: اتِّبَاعَ الْهَوَى، وَطُولَ الْأَمَلِ. فَأَمَّا اتِّبَاعُالْهَوَى فَإِنَّهُ يَعْدِلُ عَنِ الْحَقِّ. وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَالْحُبُّ لِلدُّنْيَا " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَيُبْغِضُ. وَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الْإِيمَانَ، أَلَا إِنَّ لِلدِّينِ أَبْنَاءً، وَلِلدُّنْيَا أَبْنَاءً. فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدِّينِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا. أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُولِّيَةً، وَالْآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي يَوْمِ عَمَلٍ لَيْسَ فِيهِ حِسَابٌ، أَلَا وَإِنَّكُمْ تُوشِكُونَ فِي يَومِ حِسَابٍ وَلَيْسَ فِيهِ عَمَلٌ " *
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 07:51]ـ
اخي الكريم:ليس من اسماء الله الحبيب؟؟؟
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 08:25]ـ
لكنه المحبوب الذي تؤلهه القلوب اجلال ومحبة وتعظيما واذا كان الحبيب ليس من اسمائه فهل يصح المناجاة به تملقا وذلا كان يقول وحبيبا الى قلبي او ياحبيبي كما يذكر عن كثير من الصالحين ممن ذكرهم ابن الجوزي في الصفوة؟
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 09:44]ـ
أسماء الله توقيفية , فلا يدعى الله إلا بما ثبت من أسمائه
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 06:55]ـ
///أخي الكريم جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به
أولاً: دائرة الأسماء أضيق من دائرة الصفات ...
فكلُّ اسم من أسماء الله يشتقُّ منه صفة، وليس كلُّ صفة يشتق منها اسمٌ
مثال للاسم: اسم الله الكريم ... نشتق منه أن لله صفة الكرم
مثال للصفة: الكلام، فأهل السنة والجماعة يثبتون لله صفة الكلام بصوت وحرف خلافا للمبتدعة من أهل القبلة ... لكن هل نشتق من صفة الكلام اسم المتكلم؟؟
الجواب: لا ...
قد يقول قائل: ولماذا؟
نقول: لأن أسماء الله توقيفية ...
هذه ما قرره العلماء وليس من كيسي؟؟
///ثانيا: حبذا لو توكدتم من صحة الحديث الذي أخرجه ابن ماجة وابن أبي الدنيا
والله يرعاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 07:38]ـ
أخي نحن لا نتكلم على هذا المبحث , فالمسألة مسألة دعاء الله باسم الحبيب , فهل ثبت فندعو الله به , لأن الدعاء لايكون إلا بالأسماء الحسنى
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 08:05]ـ
اخي طارق الاخ الحميري يقصد بمثاله مايلي:
صفة: المحبة، فأهل السنة والجماعة يثبتون لله صفة المحبة لله فهو يحب المؤمنين وهم يحبونه خلافا للمبتدعة من أهل القبلة ... لكن هل نشتق من صفة المحبة اسم المحب او الحبيب؟؟
الجواب: لا ...
قد يقول قائل: ولماذا؟
نقول: لأن أسماء الله توقيفية
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 11:24]ـ
إعلم أخي الحبيب أن أسماء الله بين توقيفية و إجتهادية
بدليل حديث التسعة و تسعين إسما
فلا يمكنك أن تحصي الأسماء إلى بالبحث عنها في الكتاب و السنةو هذا الذي نقصده بالإجتهاد عند أهل الحديث
فهي توقيفية بإعتبار المصدر و إجتهادية بإعتبار النظر
أما ما جاء في الحديث المذكور عن النبي صلى الله عليه و سلم من سرد الأسماء فهو مدرج من بعض الروات و هي إجتهادات معتبر وزنها
أما بالنسبة للدعاء
فيجوز الدعاء بصفات الله بالإجماع و الكتاب و السنة و اللغة و العقل الصحيح
و أستغفر الله الحبيب
و يا حبيب المؤمنين إغفر لي
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 12:36]ـ
خلطت بين الصفة و الإسم , و هذه القواعد من قال بها من العلماء , فاليد صفة ذاتية فهل يمكن أن تدعو بيد الله,
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:49]ـ
يا سميع يا بصير يا حي يا قيوم
أليست صفات
أم هي أسماء
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:54]ـ
كل اسم يشتق منه صفة و العكس غير صحيح. فالرحيم اسم نشتق منه صفة الرحمة , و الغضب صفة لا نشتق منها اسم فلا نقول الغضبان
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:52]ـ
يا سميع يا بصير يا حي يا قيوم
أليست صفات
أم هي أسماء
*بل أسماء بإتفاق الإنس والجن!! (ابتسامة)
لا أدري كيف خفيت عليك يا أبا عبد البر
السميع اسم والسمع هو الصفة
البصير اسم والبصر صفة
الحي اسم والحياة صفة
القيوم اسم والقيومية صفة
وهكذا دواليك
*بالنسبة لمسألة الدعاء فإن الأسماء الحسنى تدعى فيقال يا سميع يا بصير يا رحيم يا رحمان وهكذا
وأما الصفات فلا تدعى فلا يقال يا سمع الله يا بصر الله يا يد الله يا رحمة الله يا عزة الله
فهذا لا يجوز بإتفاق العلماء
والذي يجوز هو دعاء الله بأسماءه وصفاته وليس دعاء صفاته!!
فيقال مثلاً: اللهم برحمتك ارحمني وهكذا
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:55]ـ
وشيء آخر ..
ما ذكر حول اسم الحبيب!
الذي يقول أن الحبيب إسم لابد أن يقيم عليه الدليل إن كان من أهل الإجتهاد ..
أو يذكر من من أهل العلم الذين سبقوه وذكرو أن الحبيب إسم من أسماء الله الحسنى يجوز دعاءه
والله أعلم ..
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 11:04]ـ
*بل أسماء بإتفاق الإنس والجن!! (ابتسامة)
لا أدري كيف خفيت عليك يا أبا عبد البر
السميع اسم والسمع هو الصفة
البصير اسم والبصر صفة
الحي اسم والحياة صفة
القيوم اسم والقيومية صفة
وهكذا دواليك
*بالنسبة لمسألة الدعاء فإن الأسماء الحسنى تدعى فيقال يا سميع يا بصير يا رحيم يا رحمان وهكذا
وأما الصفات فلا تدعى فلا يقال يا سمع الله يا بصر الله يا يد الله يا رحمة الله يا عزة الله
فهذا لا يجوز بإتفاق العلماء
والذي يجوز هو دعاء الله بأسماءه وصفاته وليس دعاء صفاته!!
فيقال مثلاً: اللهم برحمتك ارحمني وهكذا
والله تعالى أعلى وأعلم
افهم كلامي جيدا السميع اسم نشتق منه صفة السمع , و لكن الصفة لا نشتق منها اسما فالغضب صفة لا نشتق منها اسما فنقول الغضبان
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 11:07]ـ
أنا أقصد رشيد ولم أقصدك أخي الحبيب (ابتسامة)
فإني لم أنتبه إلا أن هناك أبوان لعبد البر:)
لك عذري ..
والسلام عليكم ..
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 11:08]ـ
والظاهر أني اقتبست كلامه ثم رددت عليه
فهل أنا مخطئ أم عميتُ فاقتبست كلامك؟!!!
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 03:26]ـ
ليس في الكتاب و لا السنة إطلاق لفظ الصفة على المعنى المراد به لغة
أما التفريق بين الإسم و الصفة في الغة ففيه خلاف لغوي و ليس شرعي فتنبه
فكل ما جاء في لفظ القرأن و السنة إطلاق الإسم فهو عام لكل علم سواء كان جامدا أو مشتقا
فالجامد كلفظ الجلالة الله و الرحمان و المشتق كالحي و القيوم و السميع و البصير(/)
عدالة الصحابة ونداء إلى من سبهم
ـ[دكتور أحمد محمد سليمان]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 01:13]ـ
عدالة الصحابة ونداء إلى من سبهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الصحابة نجوم هذه الأمة ومصابيحها المتقدة اللامعة , وقدوتها إلى طريق الهداية الحقة , والكلام على عدالة الصحابة من الأمور القديمة التي تداولها جُلَّ علماء الأمة الإسلامية , وآل اتفاقهم إلى أن الصحابة كلهم عدول , والسؤال ما أدلتهم على عدالة الصحابة؟
وفي هذه الأسطر القادمة سنبين ونفند تلك الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
قبل الإجابة على هذا التساؤل أود الحديث عن معنى كلمة صحابي , ومن الذي يُطلق عليه صحابي؟
من هو الصحابي:
اختلف العلماء في هذا فمنهم من قال: " الصحابي هو من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - , وإن لم يختص به اختصاص المصحوب , ولا روى عنه , ولا طالت مدة صحبته ".
ومنهم من قال: " من لقي النبي مؤمنا، ومات على إيمانه ".
ومنهم من قال: الصحابي إنما يطلق على من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - واختص به اختصاص المصحوب , وطالت مدة صحبته , وإن لم يرو عنه ".
ومنهم من قال: " الصحابي هو من طالت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه العلم ".
ومنهم من قال: "لا بد من أن يغزو معه حتى يسمى صحابيا".
والصحيح ما قرره الحافظ ابن حجر بقوله: " وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابى هو من لقى النبى صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام، ولو تخللت ردة على الأصح ".
وقد أيد السيوطي – رحمه الله – هذا الرأي , فقال: " وهو المعتبر " [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) .
وأيده كذلك الإمام السخاوي - رحمه الله – في فكتابه فتح المغيث حيث قال: " والعمل عليه عند المحدثين والأصوليين".
ونحى هذا النحو الإمام الزركشي في البحر المحيط [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) , والآمدي في الإحكام [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).
فالصحبة تثبت ولو بساعة , فلو أنك صاحبت أحدًا في السفر فلك أن تقول صاحبت فلانا , ولو كانت مدة صحبتك له ساعة أو أقل , فالصحبة تثبت بدوام المصاحبة وبقصرها , فلو اعتمدنا طول المصاحبة لخرج من الصحبة الكثير من الأنصار الذين ماتوا في بدر , ولم تطول أعمارهم كي يصاحبوا النبي , أما من قال بضرورة الرواية عنه فهذا ليس بصحيح , فقد تُصاحب أنت إنسانا ولا تنقل عنه الأخبار ولا الأقوال , فهل معنى هذا أنك لا تستطيع أن تقول إنك صاحبته؟ بالطبع لا , والكلام في مسألة أخذ العلم عنه ينطبق على مسألة الرواية. والله أعلم.
قال تعالى: " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " (البقرة 143)
وقيل في تفسير قوله تعالى وسطا أي عدولا.
قال تعالى: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " (آل عمران 110)
كنتم هنا للخطاب , وكان خطابه تعالى موجهًا إلى الصحابة الموجودين زمن النبي – صلى الله عليه وسلم -.
قال تعالى: " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الفتح: 29].
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الحشر /8,9) , فالصادقون هم المهاجرون، والمفلحون هم الأنصار.
فمن يجرؤ بعدُ أن يرد شهادة العزيز الغفار , ولتعلم الأمة الإسلامية أن الكلام في عدالة الصحابة يعني رد بعض آيات القرآن الكريم التي تحدثت وبيَّنت عدالتهم , ورد آيات من القرآن لا شك كفر وإلحاد.
استعرضنا في الأسطر القليلة السابقة آيات من كتاب الله تعالى فيها دليل واضح على عدالة أولئك الصحابة – رضي الله عنهم – وسنستعرض بعون الله الآن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه دليل واضح على عدالتهم.
قال – صلى الله عليه وسلم -: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ".
فهذه شهادة من لا تجرح شهادته , شهادة النبي المختار محمد بن عبد الله , فهؤلاء الصحابة هم نجوم هذه الأمة , وعلينا الاقتداء بهم , فهل سيأمرنا نبينا باتباع من ليسوا عدولا "!!.
وقال – صلى الله عليه وسلم -: " إن الله اختار لي أصحابا وأصهارا وأنصارا ".
فقد اختارهم الله سبحانه وتعالى لنُصرة نبيه ومؤازرته , وتحمل أمر الدعوى على أعناقهم , وهذه شهادة أخرى , فالله سبحانه وتعالى لا يختار مجروحا.
وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: " ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب ".
فقد عمَّ النبي كل الموجودين من صحابته الكرام ولم يستثني واحدا منهم , وفي هذا أكبر دليل على عدالتهم جميعا.
وقال – صلى الله عليه وسلم -: "خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِم يَمِيَنهُ ويَميِنُهُ شَهَادَتَهُ" [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4) .
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "النجومُ أَمنةٌ للسماءِ، فإذا ذهبتِ النجوُمِ، أَتى السماءَ ما تُوعدُ، وأَنا أَمَنةٌ لأَصْحَابى. فإذا ذهبتُ أَتَى أَصْحَابِى ما يُوعدونَ، وأَصْحَابى أَمنةٌ لأُمَّتِى، فإِذا ذهب أصحابى أتى أُمِتى ما يُوعَدُون " [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) .
والحقيقة واضحة لكل ذي لب سوي وعقل غير عيي أن زمن الصحابة هو أفضل أزمنة الإسلام من جميع النواحي , من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والفتوحات , بل ومن الناحية الروحية والترابط بين جميع أفراد المسلمين , وكذا الأخلاقيات , فلو استعرضنا سير هؤلاء الصحابة الكرام لوجدت العجب العجاب في حلاوة وطلاوة تعاملاتهم الدنيوية مع بعضهم بعضا , وكيف كانوا يخافون على دينهم , وكان الواحد منهم يهتم بأمره وأمر أخيه , فكانوا كالبنيان المرصوص بحق , وكانوا يتنافسون في الخيرات , فهل بعد هذا كله نجد منا من يسبهم أو يقدح في عدالتهم إلا من كان قلبه خال من الإيمان , وعار عن الإنصاف.
فكيف يكونوا غير عدول وقد تربوا في المدرسة النبوية التي نبعت وارتوت جذورها من المدرسة الربانية , فقد تربى النبي على يد ربه – جل وعلا – ثم ربَّى نبينا أصحابه كما ربَّاه ربه.
أقوال السلف الصالح في عدالة الصحابة:
قال ابن حبان - رحمه الله -: (وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم: «ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب» أعظم دليل على أن الصحابة كلهم عدول ليس فيهم مجروح ولا ضعيف، إذ لو كان فيهم أحد غير عدل لاستثنى في قوله صلّى الله عليه وسلّم وقال: ألا ليبلغ فلان منكم الغائب، فلما أجملهم في الذكر بالأمر بتبليغ من بعدهم دل ذلك على أنهم كلهم عدول، وكفى بمن عدله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شرفاً).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن الصلاح - رحمه الله -: (للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يُسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه؛ لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة، وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة) [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) .
وقال أيضًا: (إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتن منهم فكذلك، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، فكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك؛ لكونهم نقلة الشريعة، والله أعلم).
قال ابن عبد البر - رحمه الله -: (ونحن وإن كان الصحابة رضي الله عنهم قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول).
وقال الإمام الغزالى: "والذى عليه سلف الأمة، وجماهير الخلق، أن عدالتهم معلومة بتعديل الله عز وجل إياهم وثنائه عليهم فى كتابه، فهو معتقدنا فيهم، إلا أن يثبت بطريق قاطع ارتكاب واحد لفسق مع علمه به، وذلك مما لا يثبت فلا حاجة لهم إلى التعديل - ثم ذكر بعض ما دل على عدالتهم من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال: فأى تعديل أصح من تعديل علام الغيوب - سبحانه - وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم كيف ولو لم يرد الثناء لكان فيما اشتهر وتواتر من حالهم فى الهجرة، والجهاد، وبذل المهج، والأموال، وقتل الآباء والأهل، فى موالاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونصرته، كفاية فى القطع بعدالتهم" [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
وقال ابن الأثير -رحمه الله-: «والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك، إلا في الجرح والتعديل، فإنهم كلهم عدول، لا يتطرق إليهم الجرح، لأن الله ورسوله زكياهم وعدلاهم، وذلك مشهور لا يحتاج لذكره ويجئ كثير منه في كتابنا هذا» [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8).
أما عما نُقل إلينا من حياة أولئك الصحابة , أولئك النفر المكرمون من حروبهم لنُصرة دين الله وإعلاء كلمة التوحيد في الأرض , وتضحيتهم بالمال والأنفس والأبناء , وسهرهم الدؤوب وعملهم المستمر من أجل دين الإسلام , وطاعتهم العمياء لأوامر الله وأوامر رسوله الكريم , وتسابقهم في الخيرات , وزهدهم ورقهم , وما خاضوه من معارك لنشر الإسلام في شتى بقاع الأرض حتى صار المسلمون من أعلى الأمم وأوسعها انتشارا , ووصل الإسلام بهم إلى الهند وأوروبا وإفريقيا , وهذا ثابت في كتب التاريخ والسيرة وفضائل الصحابة بالنقول الصحيحة المتواترة عنهم.
وليس معنى عدالتهم هنا أنهم منزهون عن الخطأ , فالخطأ وارد وموجود بالفعل , فمن الناس على عهد رسول الله قد زنا مثل ماعز والغامدية , ومنهم من سرق ومن سب , ومنهم من شرب الخمر كأبي محجن وغير ذلك من الذنوب والأوزار التي كانت على عهده – صلى الله عليه وسلم - , فما من معصوم غير الأنبياء والمرسلين.
وليس معنى عدالتهم إصابتهم الدائمة في الاجتهاد , فمنهم من يصيب ومنهم من يخطأ , ومن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر , لذا فالفتنة التي وقعت أيام عثمان وعلي , وكذلك أيام معاوية – رضي الله عنهم أجمعين – لا ينبغي لأي مسلم أن يأخذها على محمل الفسق , وعلى محمل الشر وليعاذ بالله , بل علينا أن نأخذها على محمل الاجتهاد , فكلا الفئتان ظنت أنها على صواب , وأن الثانية على خطأ.
وكلتاهما ظنت أنه تُدافع عن الحق , فلهذا ضحوا بأنفسهم , ودخلوا في حروب ضروس , ولم تكن تلك الحروب إلا دفاعا عن الحق في نظر الفريقين , وأنه بهذه الحروب يدافع عن الإسلام والمسلمين ,ولم تكن حربهم – رضي الله عنهم – لمصالح شخصية ولا للوصول إلى منصب , ولا إلى جاه , ولا إلى مال.
وفي هذا يقول الإمام ابن حجر في الفتح: " واتّفق أهلُ السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروبٍ ولو عُرف المحقُّ منهم؛ لأنَّهم لَم يقاتلوا في تلك الحروب إلاَّ عن اجتهادٍ وقد عفا اللهُ تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنَّه يؤجر أجراً واحداً وأنَّ المصيبَ يؤجر أجرين " [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ يحيى بن أبي بكر العامري - رحمه الله -:
في كتابه الرياض المستطابة في من له روايةٌ في الصحيحين من الصحابة: " وينبغي لكلِّ صيِّنٍ متديِّنٍ مسامحة الصحابة فيما صدر بينهم من التشاجر والاعتذار عن مخطئهم وطلب المخارج الحسنة لهم وتسلِيم صحة إجماع ما أجمعوا عليه على ما علموه، فهم أعلم بالحال، والحاضرُ يرى ما لا يرى الغائبُ، وطريقةُ العارفين الاعتذارُ عن المعائب، وطريقةُ المنافقين تتبُّعُ المثالب، وإذا كان اللاَّزمُ من طريقة الدين سترُ عورات المسلمين فكيف الظنُّ بصحابة خاتم النبيّين مع اعتبار قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسبُّوا أحداً من أصحابي)، وقوله: (من حُسْن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه) هذه طريقةُ صلحاء السلف وما سواها مهاوٍ وتلف " [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10).
فمعنى العدالة أنهم كانوا لا يكذبون على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وذلك لشدة تقواهم واتباعهم لأوامر الله ورسوله , وبعدهم عما نهاهم عنه.
فالعدل كما يقول الشافعي – رحمه الله -: " من اجتنب الكبائر؛ وكانت محاسنه أكثر من مساويه " [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11).
قال الإبياري: "وليس المراد بعدالتهم ثبوت العصمة لهم، واستحالة المعصية عليهم، وإنما المراد: قبول روايتهم من غير تكلف بحث عن أسباب العدالة وطلب التزكية، إلا أن يثبت ارتكاب قادح، ولم يثبت ذلك ولله الحمد! فنحن على استصحاب ما كانوا عليه فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يثبت خلافه، ولا التفات إلى ما يذكره أهل السير، فإنه لا يصح، وما صح فله تأويل صحيح " [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12).
وقال الخطيب البغدادى: "إنه لو لم يرد من الله - عز وجل - ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، والنصرة، وبذل المهج، والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين: القطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين، الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين. هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء" [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13).
وما قرأت أعظم مما قاله الإمام الذهبي في مقدمته لكتابه ميزان الاعتدال حيث يقول تقديرا منه للصحابة: " إلا ما كان في كتاب البخاري، وابن عدي وغيرهما من الصحابة فإني أسقطهم لجلالة الصحابة، ولا أذكرهم في هذا المصنف، فإن الضعف إنما جاء من جهة الرواة إليهم، وكذا لا أذكر في كتابي من الأئمة المتبوعين في الفروع أحداً لجلالتهم في الإسلام وعظمتهم في النفوس، مثل أبي حنيفة، والشافعي، والبخاري، فإن ذكرت أحداً منهم فأذكره على الإنصاف وما يضره ذلك عند الله ولا عند الناس " [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14) .
وبعد: فعلى من يقول إن الصحابة رجال ونحن رجال أن يتقي الله , فهم رجال ونحن لا شيء بالنسبة لهم , يقول أبي حنيفة: "ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وما جاء عن الصحابة تخيرنا، وما جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال".
فهذا هو القول الحق , أن الصحابة عدول وليسوا رجالا مثلنا , أما التابعون فهم رجال ونحن رجال , لكن مع الأخذ في الاعتبار أن القائل أبو حنيفة.
إلى من سب الصحابة:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ , وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15).
قال الإمام الآجر ي: (ومن سبهم فقد سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن سب رسول الله استحق اللعنة من الله عز وجل ومن الملائكة ومن الناس أجمعين) [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) .
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال كذلك: (لقد خاب وخسر من سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لانه خالف الله ورسوله و لحقته اللعنة من الله عز وجل ومن رسوله ومن الملائكة ومن جميع المؤمنين ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، لا فريضة ولا تطوعا، وهو ذليل في الدنيا، وضيع القدر، كثّر الله بهم القبور، و أخلى منهم الدور) [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17).
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18).
فهذا نهي واضح من النبي – صلى الله عليه وسلم – للمسلمين بعدم سب الصحابة , والتهديد لهم باللعنة من الله والملائكة والناس أجمعين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وذلك إن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلة أهله، وكثرة الصوارف عنه، وضعف الدواعي إليه لا يمكن لأحد أن يحصل له مثله من بعدهم. وهذا يعرف بعضه من ذاق الأمر، وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للناس، وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة. وهذا مما يعرف به أن أبا بكر - رضي الله عنه - لن يكون أحد مثله، فان اليقين والإيمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحد. قال أبو بكر بن عياش: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في قلبه. وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول، مؤمنين به مجاهدين معه، إيمان ويقين لم يشركهم فيه من بعدهم) [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19) .
أقوال أئمة الأمة فيمن سب الصحابة:
قال القرطبي في تفسيره: " فالصحابة كلُّهم عدولٌ، أولياء الله تعالى وأصفياؤه، وخِيرتُه من خلقه بعد أنبيائه ورسله، هذا مذهب أهل السنَّة والذي عليه الجماعة من أئمَّة هذه الأمَّة، وقد ذهبت شِرذمةٌ لا مبالاة بهم إلى أنَّ حالَ الصحابة كحال غيرهم، فيلزم البحث عن عدالتهم!! " [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20).
قال الإمام مالك - رحمه الله -: (من يبغض أحدا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان في قلبه عليهم غل، فليس له حق في فيء المسلمين، ثم قرأ قول الله سبحانه وتعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} إلى قوله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الحشر: 7 - 10]، وذكر بين يديه رجل ينتقص أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقرأ مالك هذه الآية: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} إلى قوله: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29]، ثم قال: من أصبح من الناس في قلبه غل على أحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم فقد أصابته الآية).
وقال الصابوني - رحمه الله -: (من أبغضهم وسبهم، ونسبهم إلى ما تنسبهم الروافض والخوارج - لعنهم الله - فقد هلك في الهالكين .. ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم، ونقصاً فيهم).
وقال ابن أبي زيد القيرواني - رحمه الله -: (وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول إلا بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب).
وقال الإمام الذهبي - رحمه الله -: (تقرر الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين -، ومازال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا: فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه، لتصفو القلوب، وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم، وكتمان ذلك متعين عن العامة، وآحاد العلماء).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أمرنا الله – سبحانه وتعالى – في كتابة العزيز ألا نسب الصحابة وأن ندعو لهم بالخير , قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر10)
والقول هنا بالقلب واللسان وليس باللسان فقط , فيجب علينا ألا نظن بهم السوء ولا نقدح فيهم بقلبنا ولساننا.
سُئل الإمام الإمام النسائى عن معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما فقال: " إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب - أى نقبه - إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21).
بل ومن العلماء من اتهم من يسب الصحابة في إسلامه فها هو الإمام أحمد بن حنبل يقول: " إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام " [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22).
بل ومن العلماء من اتهم من يسب الصحابة بالزندقة يقول الإمام أبو زُرعة: " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن، والسنن، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة " [23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23).
وهناك من العلماء والأئمة من أفتى بعدم تكفيرهم بل هو فاسق , وهناك من قال إن كان يسب كل الصحابة أو أكثرهم فهو كافر , خارج عن ملة الإسلام , أما إن سب بعضهم فهو فاسق ,
[/ URL] انظر تدريب الراوي (2/ 216). [1]
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) انظر البحر المحيط (4/ 302 – 305). [2]
انظر الإحكام (2/ 84 - 85). [3]
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) متفق عليه: أخرجه البخارى كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، ومن صحب النبى صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه رقم؟؟؟؟؟، ومسلم كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم رقم؟؟؟؟ من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.
[5] أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة، باب بيان أن بقاء النبى - صلى الله عليه وسلم - آمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة رقم؟؟؟؟؟ من حديث أبى موسى الأشعرى - رضي الله عنه-.
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6"][6] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) علوم الحديث ص 176.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) انظر: الإحكام للآمدى (2/ 81، 82)، والبحر المحيط للزركشى (4/ 299).
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) انظر: أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير (1/ 10).
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) فتح الباري (13/ 34).
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) انظر الرياض المستطابة (ص:311).
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) انظر: الروض الباسم فى الذب عن سنة أبى القاسم لابن الوزير اليمانى (1/ 28).
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) انظر: فتح المغيث للسخاوى (3/ 96)، والبحر المحيط للزركشى (4/ 300)، والشفا للقاضى عياض (2/ 52).
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) انظر الكفاية ص 96.
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) ميزان الاعتدال 1/ 2.
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2340).
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) انظر الشريعة للإمام الآجري – رحمه الله – (3/ 543).
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) الشريعة (3/ 550).
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) صحيح: أخرجه مسلم في صحيحه , كتاب فضائل الصحابة , باب تحريم سب الصحابة (2540).
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19) انظر: منهاج السنة (6/ 223).
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20) (16/299)
[21] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21) تهذيب الكمال للحافظ للمزي (1/ 339) في ترجته للإمام النسائى.
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (8/ 142).
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23) انظر الكفاية للخطيب البغدادي ص 49.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 01:20]ـ
هل صحيح ان النبي الاكرم سب ولعن بعض الصحابة عند الغضب؟ دكتور(/)
الجهاز العظمي وأسماء الله الحسنى
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حينما يولد الإنسان, يبدأ جهازه العظمى بالنمو, و يختلف مقدار هذا النمو من مرحلة الطفولة إلى البلوغ, من المسئول عن هذا النمو؟
الباسط
ولكن ماذا لو حدث خلل في مرحلة النمو؟
لو زاد النمو, أصيب الإنسان بمرض العملقة.
ولو نقص النمو, صار الإنسان قزما. من الذي يراقب و يحسب مقدار النمو حتى تسلم صنعته من كل نقص و عيب؟
السلام
الله عز وجل "السلام" أي ذو سلامة لعباده.
هذا الجهاز ينمو، لكن لحكمة بالغة, عند حد ما يقف النمو، وهذا من رحمة الله بنا، لكن من أعطى لهذه الخلية العظمية أمراً بأن تقف؟
القابض
ولكن ماذا يحدث عندما تكسر رجل الإنسان؟
مهمة الطبيب العظمي فقط أن يضع القطعتين بشكل صحيح وبعدها .............
تستيقظ هذه الخلية التي أمرت بالتوقف، وتعيد التئام طرفي العظم، قد تنام الخلية العظمية سبعين عاماً، وفي نهاية المطاف تكسر إحدى أعضاء هذا الإنسان فتستيقظ هذه الخلية، وتسهم في التئام هذا العظم، يد من؟ حكمة من؟
الباسط و الشافي
إذا لاحظت التسلسل السابق جيدا, ستجد أنك تحت تصرفه, بداية و تصرفا و نهاية, هل لاحظت بمن أنت موصول؟
الملك
قال جل شانه:
?تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير? (سورة الملك الآية: 1)
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
استدلال لطيف لشيخ الاسلام في بيان حال (عمار القبور وعُبّادها) من آية كريمة
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 03:10]ـ
استدلال لطيف لشيخ الاسلام في بيان حال (عمار القبور وعُبّادها) من قوله تعالى: (إنما يعمر مساجد الله ..... )
قال رحمه الله في الرد على البكري (ص305):
و جمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع و الدعاء و حضور القلب ما لا يجده أحدهم في مساجد الله تعالى التي أذن أن ترفع و يذكر فيها اسمه.
إلى أن قال (ص 308):
وهؤلاء وأمثالهم صلاتهم ونسكهم لغير الله رب العالمين؛ فليسوا على ملة إبراهيم إمام الحنفاء، وليسوا من عمار مساجد الله الذين قال الله فيهم: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)؛
فعمار مساجد الله لا يخشون إلا الله، وعمار مساجد المقابر يخشون غير الله ويرجون غير الله، حتى إن طائفة من أصحاب الكبائر الذين لا يتحاشون فيما يفعلونه من القبائح كان إذا رأى قبة الميت أو الهلال الذي على رأس القبة خشي من فعل الفواحش، ويقول أحدهم لصاحبه: ويحك هذا هلال القبة؛ فيخشون المدفون تحت الهلال ولا يخشون الذي خلق السماوات والأرض وجعل أهلة السماء مواقيت للناس والحج.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 03:28]ـ
((لعمرك إنهم لفي سكرتهم))
وكذلك يجد بعض دعاة التغريب المنتسبين للعلم خشوعا ورقة حال تحريفهم لدين الله.
((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))
يقول ابن كثير: في تفسير (أن تصيبهم فتنة) أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة.
وهو والله ما أصيب به المنافقون وقادتهم المنتسبين للعلم ومن يعولهم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 05:27]ـ
بارك الله فيك.
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 06:38]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 01:40]ـ
وإياكم أخي الفاضل.(/)
تسع قواعد لصحة الإستدلال على المسائل العقائدية
ـ[ابن خليفة المصرى]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 12:17]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:فهذا كلام إختصرته من كلام أهل العلم لأنتفع به لنفسى فمن شاء الإنتفاع به فله هذا وقد راعيت فيه الإختصار الشديد ويا حبذا لو يشرح الأخوة ما أتيت به مختصرا وأسأل الله الكريم أن يبارك فى الموضوع وألا يحرمنى أجره.
قواعد الإستدلال على مسائل الإعتقاد.
القاعدة الأولى: الإيمان والتسليم المطلق لنصوص الكتاب والسنة.
تعليق مختصر على القاعدة: فيجب على كل مسلم أن يؤمن بما فى النصوص ولا يقول ما وافق عقلى أقبله وما لم يوافق لا أقبله فليس هذا ما ذهب إليه المؤمنون الصادقون الذين قالوا سمعنا وأطعنا فعلينا التصديق والتسليم والإيمان وقد أصل مالك رحمه الله هذه القاعدة حين قال عندما سؤل عن الإستواء: الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:ولم يكن في سلف الأمة وأئمتها من يرد أدلة الكتاب ولاالسنة على شيء من مسائل الصفات ولا غيرها بل ينكرون على أهل الكلام الذين يعدلون عما دل عليه الكتاب والسنة إلى ما يناقض ذلك.
القاعدة الثانية: جمع أدلة الباب الواحد وإعمالها جميعاً.
تعليق مختصر:فلابد من جمع الأدلة فى المسألة المراد تحريرها مع إعتماد فهم السلف فإن كان هناك تعارض وهذا فى الحقيقة ليس تعارض لأنه لا يوجد تعارض بين الأدلة الشرعية الصحيحة التى لم ينسخ أحدها الأخر فهذا التعارض يكون فى الظاهر فقط ثم يوفق المجتهد بين الأدلة جميعاً ولا يهمل منها دليل وذلك لأن الأصل فى الأدلة الإعمال وليس الإهمال وذلك حتى نتعبد بكل النصوص.
قال الإمام أحمد:الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه والحديث يفسر بعضه بعضاً.
وقد حكى الإمام الباقلانى الإجماع على منع التعارض بين الأدلة الشرعية كما نقله عنه الخطيب فى الكفاية
القاعدة الثالثة:مصدر تلقى العقيدة هو الكتاب والسنة والإجماع ولا قياس فى العقيدة.
القاعدة الرابعة:الإيمان بالنصوص على ظاهرها ورد التأويل إلا إذا وجب التأويل.
قال إبن الوزير رحمه الله تعالى:من النقص فى الدين رد النصوص والظواهر ورد حقائقها إلى المجاز من غير طريق قاطعة تدل على ثبوت موجب للتأويل. (إيثار الحق لابن الوزير ص 129)
قال العلامة الجبل ابن تيميه:لم يكن فى الصحابة من تأول شيئاً من نصوصه (أى نصوص الوحيين الكتاب والسنة) على خلاف ما دل عليه لا فيما أخبر به الله عن أسمائه وصفاته ولا فيما أخبر به عما بعد الموت. (مجموع الفتاوى).
القاعدة الخامسة:لا تعارض أبداً بين نصوص الوحيين الصحيحة وبين العقل.
تعليق مختصر:إذا رأى أحد أن هناك تعارض بين النص والعقل فذلك راجع إلى سوء الفهم أو قصوره.
قال العلامة ابن تيمية:وكان من اعظم ما أنعم الله به عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنة فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم باحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله ولا قياسه ولا وجده فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق وان القرآن يهدى للتى هى أقوم فيه نبأ من قبلهم وخبر ما بعدهم وحكم بينهم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله الله هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذى لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الألسن فلا يستطيع أن يزيغه الى هواه ولا يحرف به لسانه ولا يخلق عن كثرة الترداد فاذا ردد مرة بعد مرة لم يخلق ولم يمل كغيره من الكلام ولا تنقضى عجائبه ولا تشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعى اليه هدى الى صراط مستقيم. (الفتاوى)
القاعدة السادسة: نفهم النصوص كما فهمها الصحابة.
تعليق مختصر:ويكفى هنا الإستدلال بقول الله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).فعلينا إتباعهم علماً وعملاً.
القاعدة السابعة:موافقة النصوص لفظاً ومعنى أفضل من موافقتها معنى بدون اللفظ.
قال ابن تيمية:ان السلف كانوا يراعون لفظ القرآن والحديث فيما يثبتونه وينفونه عن الله من صفاته وافعاله فلا يأتون بلفظ محدث مبتدع فى النفي والاثبات بل كل معنى صحيح فانه داخل فيما اخبر به الرسول والألفاظ المبتدعة ليس لها ضابط بل كل قوم يريدون بها معنى غير المعنى الذي اراده اولئك كلفظ الجسم والجهة والحيز والجبر ونحو ذلك. (مجمع الفتاوى)
وقال أيضاً:والتعبير عن حقائق الايمان بعبارات القرآن أولى من التعبير عنها بغيرها فان ألفاظ القرآن يجب الايمان بها وهي تنزيل من حكيم حميد والأمة متفقة عليها ويجب الاقرار بمضمونها قبل أن تفهم وفيها من الحكم والمعاني مالا تنقضي عجائبه والألفاظ المحدثة فيها إجمال واشتباه ونزاع. (النبوات)
القاعدة الثامنة:عدم الخوض فيما أمسك السلف عن الخوض فيه.
وذلك كبعض مسائل القدر فلسنا بأكثر منهم علماً ولا ورعاً.
القاعدة التاسعه: السكوت عما سكت عنه الله ورسوله.
فلا نخوض فيما لم يذكر لنا فيه أدلة ونقضى فى البحث عنه أوقاتاً طويلة وليس لدينا إلا قيل وقال من كلام الناس المفتقد للدليل وهذا ليس من منهج التلقى للعقيدة وقد قال الله تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).
ابن خليفة 19 _12 _2011بعد العشاء(/)
س: حكم الاحتفال بأعياد غير المسلمين ...
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 12:24]ـ
العقيدة والأعياد
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فإن اتخاذ (الأعياد) ظاهرة بشرية، لا تخلو منها أمة من الأمم. وهي تنبع من رغبة عميقة في إحياء ذكرى معينة، أو التعبير عن الفرح والسرور، أو الشكر، بصفة دورية تعود عاماً إثر عام، ولذلك سميت عيداً.
ولما علم الله من عباده هذه النزعة الفطرية، هداهم إلى التعبير عنها بصورة كريمة، في إطار النظرة الشمولية لحكمة الخلق، ووظيفة الإنسان، وعبوديته لله. فعن أنس بن مالك، - رضي الله عنه -، قال: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ»، قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ» [رواه أبو داود وأحمد]، وقال لأبي بكر - رضي الله عنه -: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا» [رواه البخاري].
وهذان دليلان على اختصاص هذه الأمة بأعيادها التي تمتزج فيها العقيدة والحياة، وافتراقها عن سائر الأعياد الأجنبية، أياً كانت صفتها؛ دينيةً، أو قوميةً، أو دنيوية.
وتجتاح العالم منذ الخامس والعشرين من ديسمبر (أعياد الميلاد)، ثم تتوج ليلة الحادي والثلاثين منه بما يسمى (عيد رأس السنة).
وينخرط بعض المسلمين، بوعي، أو بغير وعي، في هذه الأعياد، دون شعور بالتميز، والاختصاص، والكرامة التي أكرم الله بها هذه الأمة.
وقد جاءت النصوص الشرعية المتكاثرة داله على تميز هذه الأمة المحمدية وعلى ضرورة مفارقتها ومجانبتها لسائر الأمم والملل والطوائف، وأن تكون شامة بين الأمم.
ولا غرو فهي أمة الرسالة الخاتمة؛ نبيها محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكتابها القرآن.
وقد زينها الله - عز وجل - بأعظم زينة حين وصفها بأنها بقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} [سورة آل عمران: 110].
فهذه الأمة خير الأمم، ففي حديث معاوية بن حيده قال: قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها، وأنتم أكرم على الله - عز وجل -». [رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم]. وقال أيضاً: «أهل الجنة عشرون ومائة صف هذه الأمة من ذلك ثمانون صفاً» [رواه الترمذي، وابن ماجة، وأحمد]. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم. فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له فاليوم لنا وغداً اليهود وبعد غد النصارى» [متفق عليه].
قال ابن كثير - رحمه الله -: "وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإنه أشرف خلق الله، وأكرم الرسل على الله، وبعثه الله بشرع كامل عظيم، لم يعطه نبياً قبله ولا رسولاً من الرسل. فالعمل على منهاجه وسبيله، يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه" تفسير القرآن العظيم: 2/ 94.
ونتيجة لغياب الوعي الصحيح، وضعف الانتماء العقدي، انجرّ بعض المسلمين في هذه الأزمنة المتأخرة إلى الاحتفال بعيد الميلاد، وعيد رأس السنة، وباتوا يتمظهرون بمظاهر النصارى، وشعاراتهم، مثل:
1 - تبادل التهاني، وبطاقات المعايدة، بريدياً، وعبر الانترنت.
2 - مشاركة النصارى في إحياء تلك الأعياد، في الكنائس، أو الفنادق، أو الساحات العامة، أو عبر الفضائيات.
3 - شراء شجرة عيد الميلاد، وتجسيد شخصية (بابا نويل) المحبب للأطفال، بتوزيعه للهدايا ليلة رأس السنة الميلادية.
4 - العزف، والرقص، والفسق، والفجور، وشرب الخمور،، وإطفاء الأنوار،، الذي يقع ليلة رأس السنة. وغير ذلك من المظاهر العامة والخاصة.
وكلا العيدين؛ (الميلاد) و (رأس السنة) لا يجوز اتخاذه عيداً:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأول: له صفة دينية كفرية، يجري فيه وصف المسيح - عليه السلام -، بصفات الألوهية، والحلول، والتجسد، والأبنية، والصلب، إلى غير ذلك من العقائد التي يضج بها القسس والرهبان في أعياد الميلاد.
والثاني: له صفة دنيوية فسقية، يجري فيها من الاستهتار، والانحطاط البهيمي، ما لا يليق بإنسان، فضلاً عن مؤمن حنيف.
وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - شديد التيقظ لهذا الأمر، فحين نَذَرَ رَجُلٌ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ» [رواه أبو داود].
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «من بنى ببلاد المشركين، وصنع نيروزهم ومهرجانهم، حتى يموت حُشر معهم يوم القيامة» [رواه البيهقي في السنن: 9/ 234]. والنيروز والمهرجان من أعياد المشركين المجوس.
وسر هذا الأمر أن بين التشبه الظاهري، والاعتقاد الباطني صلة وثيقة. يقول شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - في كتابه العظيم (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): " إن الصراط المستقيم هو أمور باطنة في القلب؛ من اعتقادات، وإرادات وغير ذلك، وأمور ظاهرة؛ من أقوال، وأفعال، قد تكون عبادات، وقد تكون أيضاً عادات في الطعام، واللباس، والنكاح، والمسكن والاجتماع، والافتراق، والسفر، والركوب، وغير ذلك. وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهره، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعوراً وأحوالاً.
وقد بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالحكمة التي هي سنته، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له. فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم الضالين.
فأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر، وإن لم يظهر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة، لأمور: منها أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما، في الأخلاق والأعمال. وهذا أمر محسوس، فإن اللابس لثياب أهل العلم مثلاً يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة مثلاً يجد من نفسه نوع تخلق بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضياً لذلك، إلا أن يمنعه مانع" إلى أن قال: (ثم قال - رحمه الله -: "ومنها: أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة، توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال، والانعطاف على أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين، وأعداءه الخاسرين. وكلما كان القلب أتم حياه وأعرف بالإسلام الذي هو الإسلام، لست أعني مجرد التوسم به ظاهراً أو باطناً بمجرد الاعتقادات من حيث الجملة، كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً وظاهراً أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد ومنها: أن مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر، حتى يرتفع التميز ظاهراً، بين المهديين المرضيين، وبين المغضوب عليهم والضالين، إلى غير ذلك من الأسباب الحِكمية هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحاً محضاً لو تجرد عن مشابهتهم، فأما إن كان من موجَبَات كفرهم كان شعبة من شعب الكفر. فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع معاصيهم. فهذا أصل ينبغي أن يتفطن له" 1/ 80 - 82.
ولا يدرك هذه المعاني إلا القلب الحساس بالإيمان، والشعور المرهف بالتوحيد. أما أصحاب التدين التقليدي، والإيمان البليد، فلا يرفعون بذلك رأساً، ولا يرون بالتشبه بأساً، فتراهم يتبادلون التهاني، ويظهرون الفرح والمرح في تلك الأعياد دون أدنى حرج.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم - رحمة الله- في أحكام أهل الذمة: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق. مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه. فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام، ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعه فقد تعرض لمقت الله وسخطه) أحكام أهل الذمة: 205 - 206.
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 12:27]ـ
الاحتفال برأس السنة الميلادية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ففي كل عام مثل هذا الوقت تنشط وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في كثير من الدول الإسلامية فضلا عن غيرها لنشر برامج احتفالات رأس السنة الميلادية ودعوة الناس للمشاركة فيها وتخصيص أماكن معينة للاحتفالات وتُزين الشوارع والأماكن العامة والخاصة بأنواع كثيرة ومتنوعة من أشكال الزينة مما يوجب على العلماء وطلبة العلم بيان حكم ذلك شرعا لذا فقد جمعت ما تيسر من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال أهل العلم ورتبتها مع إضافات يسيرة فأقول مستعينا بالله تعالى:
أولاً: مما يعلم من الدين بالضرورة أن الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم الرسالة قال تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} (المائدة:3) ولا دين حق الآن غير الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم قال تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (آل عمران:19) وقال تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران:85) قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى:" يعني بذلك جلّ ثناؤه: ومن يطلب دينا غير دين الإسلام ليدين به، فلن يقبل الله منه، {وَهُوَ فِى ?لآخِرَةِ مِنَ ?لْخَـ?سِرِينَ} يقول: من الباخسين أنفسهم حظوظها من رحمة الله عزّ وجلّ. وذُكر أن أهل كل ملة ادّعوا أنهم هم المسلمون لما نزلت هذه الآية، فأمرهم الله بالحجّ إن كانوا صادقين، لأن من سنة الإسلام الحجّ، فامتنعوا، فأدحض الله بذلك حجتهم " ا. هـ التفسير 3/ 241
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: " وقوله تعالى {إِنَّ ?لدِّينَ عِندَ ?للَّهِ ?لإسْلَـ?مُ} إخبار منه تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلّم الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلّم، فمن لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلّم بدين على غير شريعته فليس بمتقبل، كما قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ?لإسْلَـ?مِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} " ا. هـ التفسير 2/ 19
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (تجيء الأعمال يوم القيامة، فتجيء الصلاة فتقول: يا رب أنا الصلاة، فيقول: إنك على خير، فتجيء الصدقة فتقول: يا رب أنا الصدقة فيقول: إنك على خير، ثم يجيء الصيام، فيقول: أي يا رب أنا الصيام، فيقول: إنك على خير، ثم تجيء الأعمال على ذلك فيقول الله عز وجلّ: إنك على خير، ثم يجيء الإسلام فيقول: يا رب أنت السلام وأنا الإسلام، فيقول الله عز وجلّ: إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطي، فقال الله عز وجلّ في كتابه: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} رواه أحمد (8678) وأبو يعلى (6236) قال الهيثمي:" وفيه: عباد بن راشد، وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح " ا. هـ مجمع الزوائد 10/ 624 قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " فالإسلام دين أهل السموات ودين أهل التوحيد من أهل الأرض لا يقبل الله من أحد
(يُتْبَعُ)
(/)
دينا سواه فأديان أهل الأرض ستة واحد للرحمن وخمسة للشيطان فدين الرحمن هو الإسلام والتي للشيطان اليهودية والنصرانية والمجوسية والصابئة ودين المشركين "ا. هـ مدارج السالكين
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الإسلام بيانا شافيا فعن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه قال: كانَ النبي صلى الله عليه وسلّم بارِزاً يَوْماً للناسِ، فأتاهُ رَجُلٌ فقالَ: ما الإِيمانُ؟ قال: الإِيمانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلاَئِكتِهِ، وبِلقائه، وَرُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ. قال: ما الإِسلامُ؟ قال: الإِسْلامُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ ولا تُشْرِكَ بهِ، وَتُقِيمَ الصلاةَ، وَتُؤَدّيَ الزكاةَ المَفْروضةَ، وتَصومَ رَمضانَ. قال: ما الإِحسانُ؟ قال: أنْ تَعْبُدَ اللَّهِ كأَنكَ تَراهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَراهُ فإِنهُ يراك. قال: مَتى الساعةُ؟ قال: ما المسؤولُ عنها بأعلمَ مِنَ السائل. وسأُخبِرُكَ عنْ أشَراطها: إِذا وَلَدَت الأَمَةُ رَبها؛ وإِذَا تَطاوَلَ رُعاةُ الإِبلِ البُهْمِ في البُنْيانِ، في خَمْس لا يَعْلَمُهنَّ إلاَّ اللَّهُ. ثمَّ تَلا النبي صلى الله عليه وسلّم: {إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلمُ السَاعةِ} الآية. ثمَ أدْبَرَ. فقال رُدوهُ. فلم يَرَوا شَيئاً. فقال: هذا جِبْريلُ جاءَ يُعَلِّمُ الناسَ دِينَهُم " رواه البخاري (50)
و عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ. شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَإِقَامِ الصلاَةِ. وَإِيتَاءِ الزكاةِ. وَحَجِّ الْبَيْتِ. وَصَوْمِ رَمَضَانَ) رواه البخاري (8) ومسلم (79) وهذا الأمر شامل جميع الأمم من أهل الكتاب وغيرهم فمن لم يؤمن به عليه الصلاة والسلام ويتبعه فهو من أهل هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} (البينة:6) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنهُ قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذِهِ الأُمةِ يَهُودِي وَلاَ نَصْرَانِي، ثُم يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النارِ) رواه مسلم (341).
ثانيا: أن مما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن أقواما من أمته ستقلد أهل الكتاب فيما يفعلونه فعن أبي سعيدٍ رضيَ اللهُ عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال لتتّبِعُن سَنَنَ من كان قبلَكم شِبراً بشِبرٍ وذِراعاً بذِراع، حتّى لو سَلَكوا جُحرَ ضَبٍّ لَسَلكتُموهُ. قلنا: يارسولَ الله، اليهودَ والنصارَى؟ قال: فمَن) رواه البخاري (3381) ومسلم (6732) ورواه الحاكم (8454) وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما وفي آخره: (وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه) قال المناوي: إسناده صحيح.تحفة الأحوذي 6/ 342 قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:" هذا خرج مخرج الخبر عن وقوع ذلك والذم لمن يفعله كما كان يخبر عما يفعل الناس بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المحرمة " ا. هـ فيض القدير 5/ 262
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: " والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم، والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر، وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلّم "ا. هـ شرح صحيح مسلم 16/ 189تحفة الأحوذي 6/ 342
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " والمقصود من هذه الأخبار عما يقع من الأقوال والأفعال المنهي عنها شرعا مما يشابه أهل الكتاب قبلنا أن الله ورسوله ينهيان عن مشابهتهم في أقوالهم وأفعالهم حتى لو كان قصد المؤمن خيرا لكنه تشبه ففعله في الظاهر فعلهم "ا. هـ البداية والنهاية 2/ 142
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المناوي رحمه الله تعالى: " وذا من معجزاته فقد اتبع كثير من أمته سنن فارس في شيمهم ومراكبهم وملابسهم وإقامة شعارهم في الحروب وغيرها وأهل الكتابين في زخرفة المساجد وتعظيم القبور حتى كاد أن يعبدها العوام وقبول الرشا وإقامة الحدود على الضعفاء دون الأقوياء وترك العمل يوم الجمعة " ا. هـ فيض القدير 5/ 262
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " ووقع في حديث عبدالله بن عمرو عند الشافعي بسند صحيح «لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها» " ا. هـ فتح الباري 15/ 235
وهذا التقليد قد بلغ مبلغا عظيما هذه الأزمنة بسبب التقدم التقني الذي أحرزه الغرب مما فتن كثيرا من المسلمين بهم وساعد في نشر ذلك سهولة نقل هذه الأمور من أقصى الغرب إلى جميع بلاد المسلمين في ثوان معدودة عبر وسائل الإعلام المتنوعة المرئية والمسموعة والشبكة العنكبوتية فالعالم اليوم أصبح بيتا واحدا وهذه الاحتفالات التي تحصل في مدن العالم يراها المسلم لحظة بلحظة ويتنقل من مدينة إلى أخرى كلمح بالبصر والله المستعان وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قال (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذٍ بدينه كالقابض على الجمر، أو قال: على الشوك) رواه أحمد (8982) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال الحسن بعد روايته للحديث: فواللّه لقد رأيناهم صوراً بلا عقول وأجساماً بلا أحلام فراشُ نارٍ وذبابُ طمعٍ يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين يبيع أحدهم دينه بثمن العنز. رواه عنه أحمد (18060) والحاكم (6317)
ثالثا: لابد أن نعلم أن الأعياد في الإسلام عبادة من العبادات التي نتقرب بها إلى الله تعالى وأعياد المسلمين معروفة معلومة ثلاثة لا رابع لها عيد الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: (إن يوم الجمعة يومُ عيد، فلا تجعلوا يومَ عيدكم يومَ صيامكم، إلاَّ أن تصوموا قبلَه أو بعدَه) رواه أحمد (7983) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2512) وابن خزيمة (2155) وصححه الحاكم (1630). وعن أنَسٍ رضي الله عنه، قال: «قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم المَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلعَبُونَ فيهِمَا فقال: (مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ)؟ قالُوا: كُنا نَلْعَبُ فِيهِمَا في الْجَاهِليةِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: (إنَّ الله قَدْ أبْدَلَكُم بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا: يَوْمَ الأضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ) رواه أحمد (11750) وأبو داود (1135) والحاكم (1124) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح " ا. هـ البلوغ /93 فتح الباري 3/ 113 قال المجد ابن تيمية رحمه الله تعالى: الحديث يفيد حرمة التشبه بهم في أعيادهم لأنه لم يقرهما على العيدين الجاهليين ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة وقال أبدلكم والإبدال يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجتمع بين البدل أو المبدل منه ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا في ترك اجتماعهما ا. هـ فيض القدير 4/ 511.
رابعا: لنعلم أن مخالفة المشركين وأهل الكتاب مأمور به في شرعنا فعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (غَيِّروا الشَّيْبَ، ولا تَشَبهوا باليَهُودِ والنصَارَى) رواه أحمد (8611) وأبو يعلى (5981) واللفظ لهما والترمذي (1753) وقال "حسن صحيح "وصححه ابن حبان (5376) وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ. أَحْفُوا الشوَارِبَ وَأَوْفُوا اللِّحَى) رواه مسلم (555) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللِّحَى. خَالِفُوا الْمَجُوسَ) رواه مسلم (556) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " وقد كان صلى الله عليه وسلّم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ولاسيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان، فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب أيضاً كما ثبت في الصحيح " ا. هـ فتح
(يُتْبَعُ)
(/)
الباري 4/ 771 تحفة الأحوذي 3/ 397 وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " وقد دل الكتاب، وجاءت سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسنّة خلفائه الراشدين التي أجمع أهل العلم عليها بمخالفتهم وترك التشبه بهم " ا. هـ الفتاوى 25/ 327 أما من تشبه بهم في أعيادهم وغيرها فهو على خطر عظيم فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تَشَبَّه بقومٍ فهو منهم) رواه أحمد (5106) وأبو داود (3040) وصححه ابن حبان قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " هذا إسناد جيد " ا. هـ اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 240 قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: أخرجه أبو داود بسند حسن. فتح الباري 11/ 443 قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " أقلُّ أحوالِهِ أنْ يقتضي تحريمَ التشبه. وإنْ كانَ ظاهرُهُ يقتضي كفرَ المتشبِّهِ بهمْ " ا. هـ الفروع 1/ 348 كشاف القناع 1/ 236 شرح منتهى الإرادات 1/ 149 وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: " وسر ذلك أن المشابهة في الهَدْي الظاهِرِ ذريعةٌ إلى الموافقة في القصد والعمل " ا. هـ إعلام الموقعين 2/ 107 وقال رحمه الله تعالى: " ونهى عن التشبه بأهل الكتاب وغيرهم من الكفار في مواضع كثيرة، لأن المشابهة الظاهرة ذريعة إلى الموافقة الباطنة فإنه إذا أشبه الهدى الهدى أشبه القلب القلب " ا. هـ إغاثة اللهفان وقال الصنعاني رحمه الله تعالى: " والحديث دال على أن من تشبه بالفساق كان منهم أو بالكفار أو المبتدعة في أي شيء مما يختصون به من ملبوس أو مركوب أو هيئة، قالوا: فإذا تشبه بالكفار في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء منهم من قال: يكفر وهو ظاهر الحديث ومنهم من قال: لا يكفر ولكن يؤدب " ا. هـ سبل السلام /2018 وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " فإِذا كان هذا في التشبه بهم وإن كان في العادات فكيف التشبه بهم فيما هو أبلغ من ذلك؟ وقد كره جمهور الأئمة إما كراهة تحريم أو كراهة تنزيه أكل ما ذبحوه لأعيادهم وقرابينهم إدخالاً له فيما أهلَّ به لغير الله وما ذبح على النصُبِ، وكذلك نهوا عن معاونتهم على أعيادهم بإهداء أو مبايعة وقالوا: إنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئاً من مصلحة عيدهم لا لحماً، ولا أدماً، ولا ثوباً، ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شيء من دينهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم " ا. هـ الفتاوى 25/ 331 وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: " فليس للمسلم أن يتشبه بهم لا في أعيادهم ولا مواسمهم ولا في عباداتهم لأن الله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل الذي لو كان موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة وعيسى بن مريم الذي أنزل عليه الإنجيل حيين لم يكن لهما شرع متبع بل لو كانا موجودين بل وكل الأنبياء لما ساغ لواحد منهم أن يكون على غير هذه الشريعة المطهرة المشرفة المكرمة المعظمة فإذا كان الله تعالى قد مَنَّ علينا بأن جعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قد بدلوا دينهم وحرفوه وأولوه حتى صار كأنه غير ما شرع لهم أولا ثم هو بعد ذلك كله منسوخ والتمسك بالمنسوخ حرام لا يقبل الله منه قليلا ولا كثيرا ولا فرق بينه وبين الذي لم يشرع بالكلية والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " ا. هـ البداية والنهاية 2/ 142
خامسا: الواجب علينا تجاه ما ذكرته أعلاه:
1/ أن يكون اليوم الأول من أيام السنة الميلادية وليلته كسائر أيام العام فلا نظهر فيه أي مظهر من مظاهر الاحتفال.
2/ أن يتفقد كل واحد منا أهله وأولاده خشية الوقوع في شيء من ذلك بسبب صحبة حثته عليه أو قناة دعته إليه أو حب استطلاع أو تقليد فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنهُ قَالَ: (أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ. وَكُلُّكُمْ مَسْوولٌ عَنْ رَعِيتِهِ. فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى الناسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْوولٌ عَنْ رَعِيتِهِ. وَالرجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْوولٌ عَنْهُمْ. وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْوولَةٌ عَنْهُمْ. وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ. أَلاَ فَكُلُّكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
رَاعٍ. وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه البخاري (882) ومسلم (4680) قال المناوي رحمه الله تعالى: " يعني كلكم مستلزم بحفظ ما يطالب به من العدل إن كان والياً ومن عدم الخيانة إن كان مولياً عليه (وكل) راع (مسؤول عن رعيته) في الآخرة فكل من كان تحت نظره شيء فهو مطلوب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقات ذلك فإن وفي ما عليه من الرعاية حصل له الحظ الأوفر والجزاء الأكبر وإلا طالبه كل أحد من رعيته بحقه في الآخرة " ا. هـ فيض القدير 5/ 38.
3/ أن لا نتبادل التهاني والهدايا بهذه المناسبة لا مع المسلمين ولا مع غيرهم ممن يحتفل بها خاصة ليلة مولد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال ابن القيم رحمه الله تعالى " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممَن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت اللّه وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه وإن بُلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعاً لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيراً، ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك، وبالله التوفيق " ا. هـ أحكام أهل الذمة 1/ 441
4/ لا يجوز تعطيل الأعمال ذلك اليوم لا الدراسة ولا العمل الرسمي و الخاص.
5/ عدم الاتصال على البرامج المباشرة عبر القنوات الفضائية والإذاعية وإهداء الأغاني والتحيات وغيرها إلا من يتصل عليها على وجه الإنكار فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى اله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ. وَذلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) رواه مسلم (140).
6/ على تجار المسلمين أن يتقوا الله تعالى وأن لا يبيعوا شيئا مما يُعين على إظهار هذه الشعيرة قال ابن الحاج رحمه الله تعالى: " لا يحل لمسلم أن يبيع نصرانياً شيئاً من مصلحة عيده لا لحماً ولا أدماً ولا ثوباً ولا يعارون شيئاً ولو دابة إذ هو معاونة لهم على كفرهم وعلى ولاة الأمر منع المسلمين من ذلك " ا. هـ فتاوى ابن حجر الهيتمي 4/ 238
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين واحشرنا في زمرة سيد المرسلين محمد خاتم النبيين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 12:30]ـ
السؤال:
ما حكم الاحتفال بأعياد غير المسلمين كعيد الميلاد وعيد القيامة؟ وهل يجوز تبادل التهاني بمناسبتها بين المسلمين وبعضهم أو بين المسلمين وغيرهم من غير المسلمين علمًا بأنهم يهنئوننا بأعيادنا الإسلامية؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا. لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا. تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا. أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) (مريم: 88 - 91)، وقال -عز وجل-: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72)، قال مجاهد وابن سيرين وغيرهما: "هي أعياد المشركين"، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تشبه بقوم فهو منهم) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
وقال ابن القيم -رحمه الله- عن التهنئة والمشاركة في أعياد الكفار: "هو حرام بالاتفاق"، وقال: "فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب".
ولا يصح أن يُقال: إن هذا من تعظيم الأنبياء بالاحتفال بمولدهم؛ فإن ذلك من البدع، ثم ليس هذا العيد في يوم مولده؛ إذ لا دليل على ذلك، مع اختلاف أهل الكتاب فيه اختلافًا يدل على تناقضهم وكذبهم، وعدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم، وذلك خلاف ما يعملون به.
فعلى أي حال التهنئة بذلك والاحتفال به من البدع الضلالات، ولا يجوز تخصيص هذا اليوم بشيء، لا بعبادة كما يفعل البعض زعمًا للمخالفة، ولا بغير العبادة كما يفعله الفسقة والفجرة من اللهو المحرم وشرب الخمر واختلاط الرجال بالنساء خصوصًا عند لحظة بداية السنة، مع إطفاء الأنوار، واختلاط الحابل بالنابل، وكسر الزجاجات، وغير ذلك من الفساد والمنكر.
وأما كون الكفار يهنئون المسلمين بعيد المسلمين فلا يجوز تهنئتهم بعيدهم من أجل ذلك؛ فإن عيد المسلمين حق، وعيد هؤلاء احتفال بشتم الرب -سبحانه وتعالى-، ففي الحديث القدسي الصحيح: (قال الله -تعالى-:يشتمنيابن آدم وما ينبغيله أنيشتمني، ويكذبني وما ينبغي له، أماشتمه فقوله: إن لي ولدًا، وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني) (رواه البخاري).
فلو أن رجلاً سب أبا رجل أو أمه، وفي موعد السب من كل عام يتبادل أناس التهنئة بذلك؛ أفلا يكون ذلك من أعظم الاستهزاء والسخرية والرضا؟ فكيف بمن يسب الله -عز وجل- ويشتمه؟ لو استحضر المسلمون ذلك لما فعلوا منه ذرة، فشتان بين من عيده توحيد الله وذكره، ومن عيده الشرك والكفر والفسوق والعصيان، والحمد لله على دين الإسلام.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 12:37]ـ
أعياد الكفار وحكم المشاركة فيها
الصراع بين الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، واتباع فئام من الأمة المحمدية أهلَ الباطل في باطلهم من يهود ونصارى ومجوس وعباد أوثان وغيرهم، وبقاء طائفة على الحق رغم الضغوط والمضايقات، كل ذلك سنن كونية مقدرة مكتوبة، ولا يعني ذلك الاستسلام وسلوك سبيل الضالين؛ لأنّ الذي أخبرنا بوقوع ذلك لا محالة حذَّرنا من هذا السبيل، وأمرنا بالثبات على الدين مهما كثر الزائغون، وقوي المنحرفون، وأخبرنا أنّ السعيد من ثبت على الحق مهما كانت الصوارف عنه، في زمن للعامل فيه مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمل الصحابة - رضي الله عنهم - كما ثبت ذلك في حديث أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه -. ولسوف يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أقوام ينحرفون عن الحق صوب الباطل يغيرون ويبدلون، وعقوبتهم أنّهم سيُحجزون عن الحوض حينما يَرِده الذين استقاموا ويشربون منه كما قال عليه الصلاة والسلام: «أنا فرطكم على الحوض؛ وليُرفعن إليَّ رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي رب! أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك». وفي رواية: «فأقول: سحقاً لمن بدَّل بعدي». ومن أعظم مظاهر التغيير والتبديل، والتنكر لدين محمد صلى الله عليه وسلم اتِّباع أعداء الله تعالى في كل كبيرة وصغيرة، باسم الرقي والتقدم، والحضارة والتطور، وتحت شعارات التعايش السلمي والأخوة الإنسانية، والنظام العالمي الجديد والعولمة والكونية، وغيرها من الشعارات البراقة الخادعة. وإنّ المسلم الغيور ليلحظ هذا الداء الوبيل في جماهير الأمة إلاّ من رحم الله تعالى حتى تبعوهم وقلدوهم في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم كالأعياد التي هي من جملة الشرائع والمناهج. والله تعالى يقول: {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} [المائدة: 48]، ويقول تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67] أي: عيداً يختصون به. وإذا كان كثير من المسلمين قد اغتروا ببهرج أعداء الله تعالى خاصة النصارى في أعيادهم الكبرى كعيد ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام (الكريسمس) وعيد رأس السنة الميلادية، ويحضرون احتفالات النصارى بها في بلادهم؛ بل نقلها بعضهم إلى بلاد المسلمين - والعياذ بالله - فإنّ البلية الكبرى والطامة العظمى ما يجري من استعدادات عالمية وعلى مستوى الدول النصرانية الكبرى للاحتفال بنهاية الألفية الثانية والدخول في الألفية الثالثة لميلاد المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وإذا كانت الأرض تعج باحتفالات النصارى في كل رأس سنة ميلادية فكيف سيكون احتفالهم بنهاية قرن ميلادي (القرن العشرين)؛ بل بنهاية ألف ميلادية هي الثانية؟ إنّه حدث ضخم تستعد له الأمم النصرانية بما يناسب حجمه وضخامته. إنّ هذا الحدث النصراني لن يكون الاحتفال بليلة رأس السنة فيه كما هو المعتاد في بلاد النصارى فحسب وفي قبلة ديانتهم الفاتيكان؛ بل الاستعدادات جارية ليكون مركز الاحتفال الرئيس (بيت لحم) موضع مولد المسيح عليه الصلاة والسلام وسينتقل إليها أئمة النصارى السياسيون والدينيون، الإنجيليون منهم والعلمانيون لإحياء تلك الاحتفالات الألفية التي تنشط الصحافة العالمية في الحديث عنها كلما اقترب الحدث يوماً بعد يوم، ويتوقع أن يحضرها أكثر من ثلاثة ملايين من البشر في (بيت لحم) يؤمهم البابا يوحنا بولس الثاني، وستشارك بعض الدول الإسلامية المجاورة في هذه التظاهرة العالمية على اعتبار أنّ بعض شعائر العيد النصراني يقع في أراضيها وهو موقع تعميد المسيح عليه الصلاة والسلام حيث عمده يوحنا المعمدان (يحيى عليه الصلاة والسلام) في نهر الأردن، بل إنّ كثيراً من المسلمين سيشاركون في تلك الاحتفالات على اعتبار أنّها مناسبة عالمية تهم سكان الأرض كلهم، وما علم هؤلاء أنّ الاحتفال بهذه الألفية هو احتفال بعيد ديني نصراني (عيد ميلاد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية) وأنّ المشاركة فيه مشاركة في شعيرة من شعائر دينهم، والفرح به فرح بشعائر الكفر وظهوره وعلوه، وفي ذلك من الخطر على عقيدة المسلم وإيمانه ما فيه؛ حيث إنّ «من تشبه بقوم فهو
(يُتْبَعُ)
(/)
منهم» كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن شاركهم في شعائر دينهم؟! وذلك يحتم علينا الوقوف على حكم أعياد الكفار، وما يجب على المسلم تجاهها، وكيفية مخالفتهم التي هي أصل من أصول ديننا الحنيف، بَلْهَ التعرف على أنواع أعيادهم وشعائرهم فيها بقصد تجنبها والحذر والتحذير منها. لماذا علينا أن نعرف أعياد الكفار؟! من المتفق عليه أنّ المسلم لا يعنيه التعرف على أحوال الكفار، ولا يهمه معرفة شعائرهم وعاداتهم - ما لم يُرِدْ دعوتهم إلى الإسلام - إلاّ إذا كانت شعائرهم تتسرب إلى جهلة المسلمين فيقعون في شيء منها عن قصد أو غير قصد، فحينئذ لا بد من معرفتها لاتقائها، والحذر من الوقوع في شيء منها، وفي العصور المتأخرة يتأكد ذلك للأسباب الآتية: 1 - كثرة الاختلاط بالكفار سواء بذهاب المسلم إلى بلادهم للدراسة أو السياحة أو التجارة أو غير ذلك، فيرى أولئك الذاهبون إليهم بعض شعائرهم وقد يُعجبون بها، ومن ثم يتَّبعونهم فيها، لا سيما مع هزيمتهم النفسية، ونظرتهم إلى الكافرين بإعجاب شديد يسلب إرادتهم، ويفسد قلوبهم ويضعف الدين فيها، ومن ذلك أنّ كثيراً من المثقفين المغتربين يصف الكفرة بالرقي والتقدم والحضارة حتى في عاداتهم وأعمالهم المعتادة، أو كان ذلك عن طريق إظهار تلك الأعياد في البلاد الإسلامية من طوائف وأقليات أخرى غير مسلمة فيتأثر بها جهلة المسلمين في تلك البلاد. 2 - وزاد الأمرَ خطورةً البثُّ الإعلامي الذي به يمكن نقل كل شيء بالصوت والصورة الحية من أقصى الأرض إلى أدناها، وما من شك في أنّ وسائل إعلام الكفار أقوى وأقدر على نقل شعائرهم إلى المسلمين دون العكس؛ حيث أصبحت كثير من القنوات الفضائية تنقل شعائر أعياد الآخرين خاصة أعياد الأمة النصرانية، واستفحل الخطر أكثر وأكثر حينما تبنت بعض الأنظمة العلمانية في البلاد الإسلامية كثيراً من الاحتفالات بشعائر الكفرة والمبتدعة وأعيادهم، وينقل ذلك عبر الفضائيات العربية إلى العالم؛ فيغتر بذلك بعض المسلمين بسبب صدوره من بلاد إسلامية. 3 - قد عانى المسلمون على مدى تاريخهم من تأثُّر بعضهم بشعائر غيرهم من جراء الاختلاط بهم ممّا جعل كثيراً من أئمة الإسلام يحذرون عوام المسلمين من تقليد غيرهم في أعيادهم وشعائرهم؛ منهم - على سبيل المثال -: "شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم"، والحافظان: "الذهبي وابن كثير"، وهم قد عاشوا عصراً واحداً كثر فيه اختلاط المسلمين بغيرهم خاصة بالنصارى، وتأثر جهلتهم ببعض شعائر دينهم خاصة أعيادهم، ولهذا أكثر الكلامَ عن ذلك هؤلاء العلماء في تضاعيف مصنفاتهم، وبعضهم أفرد لذلك كتاباً خاصاً، كابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم) أو الذهبي في رسالته: (تشبه الخسيس بأهل الخميس)، وغيرهم. ولقد أطال ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في ذكر أعيادهم وأعمالهم فيها، وبين مدى تأثر جهلة المسلمين بها، ووصف أعيادهم وأنواعها وما يجري فيها من شعائر وعادات مما يستغني عن معرفته المسلمون، إلاّ أنّ الحاجة دعت إلى ذلك بسبب اتباع كثير من المسلمين أهل الكتاب في تلك الشعائر. وقد بيّن شيخ الإسلام أعيادهم وعرضها في مقام التحذير؛ حيث يقول - رحمه الله تعالى - بعد أن أفاض في الحديث عنها: "وغرضنا لا يتوقف على معرفة تفاصيل باطلهم؛ ولكن يكفينا أن نعرف المنكر معرفة تميز بينه وبين المباح والمعروف، والمستحب والواجب، حتى نتمكن بهذه المعرفة من اتقائه واجتنابه كما نعرف سائر المحرمات؛ إذ الفرض علينا تركها، ومن لم يعرف المنكر جملة ولا تفصيلاً لم يتمكن من قَصْدِ اجتنابه. والمعرفة الجُمَلية كافية بخلاف الواجبات". وقال أيضاً: "وإنّما عددت أشياء من منكرات دينهم لما رأيت طوائف من المسلمين قد ابتلي ببعضها، وجهل كثير منهم أنّها من دين النصارى الملعون هو وأهله، ولست أعلم جميع ما يفعلونه، وإنّما ذكرت ما رأيت من المسلمين يفعلونه وأصله مأخوذ عنهم". 4 - أنّ بعض أعيادهم تحول في العصر الحاضر إلى اجتماع كبير له بعض خصائص عيدهم القديم، ويشارك كثير من المسلمين في ذلك دون علم كما في دورة الألعاب الأولمبية التي أصلها عيد عند اليونان ثم عند الرومان ثم عند النصارى، وكالمهرجانات التي تقام للتسوق أو الثقافة أو غير ذلك مع أنّ أصل المهرجان
(يُتْبَعُ)
(/)
عيد من أعياد الفرس، وأكثر من يقيمون تلك الاجتماعات ويسمونها (مهرجانات) يجهلون ذلك. 5 - معرفة الشر سبب لاتقائه واجتنابه، وقد قال حذيفة - رضي الله عنه -: " كان النّاس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركني". ومن المعلوم أنّ الشر العظيم والداء الوبيل أن يقع المسلم في شيء من شعائر الذين كفروا دون علمه أنّ ذلك من شعائرهم وأخص عاداتهم التي أُمرنا بمجانبتها والحذر منها؛ لأنّها رجس وضلال. 6 - كثرة الدعاوي وقوة الأصوات المنافقة التي تريد للأمة الخروج عن أصالتها، والقضاء على هويتها، والانصهار في مناهج الكفرة، واتباعهم حذو القذة بالقذة تحت شعارات: الإنسانية والعولمة والكونية والانفتاح على الآخر وتلقِّي ثقافته، ممّا حتَّم معرفة ما عند هذا الآخر - الكافر - من ضلال وانحراف لفضحه وبيان عواره وكشف التزوير وتمزيق الأغلفة الجميلة التي تغلف بها تلك الدعاوى القبيحة {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42] ولكي تقوم الحجة على أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فلا يغتروا وينخدعوا. أعياد الفراعنة: من أعياد الفراعنة عيد شم النسيم وهو لتقديس بعض الأيّام تفاؤلاً أو تزلفاً لمن كانوا يُعبدون من دون الله تعالى وقد ذكر الشيخ محفوظ ما يقع فيه - في زمنه - من المخازي والفجور ممّا يندى له الجبين؛ حيث تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، ينزحون جماعات شيباً وشباناً ونساءًا إلى البساتين والأنهار لارتكاب الزنا وشرب المسكرات، يظنون أنّ ذلك اليوم أبيحت فيه جميع الخبائث لهم. ومن أوهامهم فيه: وضع البصل تحت رأس النائم وتعليقه على الأبواب زاعمين أنّه يُذهب عنهم الكسل والوخم. وهو معدود في أعياد الفراعنة وقيل: أحدثه الأقباط، ولا مانع أنّه لكليهما وأنّه انتقل من أولئك إلى هؤلاء، ولا زال كثير من أهل مصر - خاصة الأقباط - يحتفلون به ويشاركهم فيه كثير من المسلمين، وفي الآونة الأخيرة كتب عنه عدد من الكتاب العلمانيين داعين إلى أن يكون عيداً رسمياً إحياءًا لتراث الفراعنة في الوقت الذي يصفون فيه شعائر الإسلام بالتخلف والرجعية والردة الحضارية. أعياد اليونان: أَشْهُر السنة عند اليونان كثيرة وكانت تسمى بأسماء أعيادهم، وكانت نفقات أعيادهم يتحملها الأغنياء منهم، وعامة أعيادهم لها صلات بشعائر دينهم الوثني المبني على تعدد الآلهة عندهم، وقد كثرت أعيادهم جداً بغية التخفف بتلك الأعياد من متاعب الحياة الرتيبة، وبلغ من كثرتها أنّه ما خلا شهر من أشهرهم من عيد أو أعياد عدا شهر واحد عندهم هو شهر (ممكتريون). واتسمت أعيادهم بالفحش والعهر والسكر وإطلاق العنان لغرائزهم الحيوانية تفعل ما تشاء، كما كان فيها شيء كثير من خرافاتهم وضلالهم: كزعم تحضير أرواح الأموات ثم إرجاعها أو طردها مرة أخرى بعد انتهاء العيد. وأهم أعيادهم: عيد الأولمبياد أو العيد الأولمبي ويقام في (إليس) وينعقد كل أربع سنوات، وكان الأولمبياد الأول المعترف به سنة (776 ق م) وهذا الأولمبياد من أكبر أعيادهم وتجمعاتهم الموسمية، ومنذ ذلك التاريخ كان يطلق على تلك الألعاب (الأولمبياد)، وكان لها صبغة وطنية، ومضامين قومية حتى قيل: إنّ اليونان كانت تفتخر بانتصاراتها الأولمبية أكثر من افتخارها بانتصاراتها في المعارك الحربية؛ فهو أكبر عيد في عالم الإغريق آنذاك. ولا تزال هذه الألعاب تقام وترعاها الأمم النصرانية بتسميتها القديمة نفسها وشعائرها الموروثة من إشعال الشعلة الأولمبية من أثينا ونقلها إلى البلد المنظم للدورة ونحو ذلك؛ ومع بالغ الأسف فإنّ كثيراً من المسلمين يشاركون فيها، ويفاخرون بتلك المشاركات، ويجهل كثيرون منهم أنّ أصلها عيد من أعياد الكفار الكبرى وأيّام مقدسة في دينهم الوثني؛ فنعوذ بالله من الزيغ والضلال والتقليد الأعمى. وكان لليونان أيضاً أعياد عظيمة كأعياد الجامعة الهيلينية، وعيد الجامعة الأيونية وغيرها. أعياد الرومان: من أكثر الأمم أعياداً الرومان؛ حيث كان عندهم في السنة أكثر من مائة يوم مقدس يعتبرونها أعياداً، من بينها اليوم الأول من كل شهر، وخصصت بعض هذه الأعياد لتقديس الموتى، وأرواح العالم السفلي، وكان يقصد بكثير من أعيادهم وما يقام فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
من احتفالات استرخاء الموتى وإقصاء غضبهم حسب زعمهم. ومن المعلوم أنّ الإمبراطورية الرومانية سادت بعد اليونان؛ فورثت كثيراً من شعائر اليونان وعاداتهم وأعيادهم. ومن أشهر أعيادهم: عيد الحب يحتفلون به في يوم (14) فبراير من كل سنة تعبيراً عما يعتقدونه في دينهم الوثني أنه تعبير عن الحب الإلهي، وأحدث هذا العيد قبل ما يزيد على (1700 عام) في وقت كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان، وقد أعدمت دولتهم أيام وثنيتها القديس (فالنتين) الذي اعتنق النصرانية بعد أن كان وثنياً، فلما اعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم إعدامه مناسبة للاحتفال بشهداء الحب، ولا زال الاحتفال بهذا العيد قائماً في أمريكا وأوروبا لإعلان مشاعر الصداقة، ولتجديد عهد الحب بين المتزوجين والمحبين، وأصبح لهذا العيد اهتمامه الاجتماعي والاقتصادي. ويبدو أنّ عيداً آخر نشأ من مفهوم هذا العيد ذلك هو عيد الزوجين أو الصديقين المتحابين يحتفل به الزوجان في يوم ذكرى زواجهما من كل عام لتأكيد المحبة بينهما، وانتقلت هذه العادة إلى المسلمين بسبب المخالطة حتى صار الزوجان يحتفلان بليلة زواجهما احتفالاً خاصاً في كثير من بلاد المسلمين؛ تشبهاً بالكفار؛ فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. أعياد اليهود: 1 - عيد رأس السنة العبرية ويسمونه عيد (هيشا) وهو أول يوم من تشرين الأول، ويزعمون أنّه اليوم الذي فُدِيَ فيه الذبيح إسحاق عليه السلام، - حسب معتقدهم الخاطئ؛ لأنّ الذبيح هو إسماعيل لا إسحاق - و هذا العيد هو بمنزلة عيد الأضحى عند المسلمين. 2 - عيد صوماريا أو الكيبور وهو عندهم يوم الغفران. 3 - عيد المظلل أو الظلل أو المظال يوم (15 تشرين) يستظلون فيه بأغصان الشجر ويسمونه أيضاً: "عيد صوم مريم العذراء". 4 - عيد الفطير وهو عيد الفصح يوم (15 نيسان) وهو بمناسبة ذكرى هروب بني إسرائيل من الاستعباد في مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقصة هذا العيد مروية في الإصحاح الثاني عشر من التوراة - سِفْر الخروج - ومدته ثمانية أيام يحتفلون به في فلسطين المحتلة، واليهود الإصلاحيون يحتفلون به في أقطارهم لمدة سبعة أيام، ولهم فيه احتفال يسمى (السيدار) وفيه تُقرأ قصة هروب بني إسرائيل من كتاب اسمه: (الحقادا) ويأكلون فيه خبزاً غير مخمر، على اعتبار أنّ بني إسرائيل لما هربوا أكلوه؛ إذ لم يكن عندهم وقت لتخميره، ولا يزال اليهود يأكلونه إلى اليوم في هذا العيد. 5 - عيد الأسابيع أو (العنصرة) أو (الخطاب) ويزعمون أنّه اليوم الذي كلم الله تعالى فيه موسى عليه الصلاة والسلام. 6 - يوم التكفير في الشهر العاشر من السنة اليهودية: ينقطع الشخص تسعة أيام يتعبد فيها ويصوم وتسمى أيام التوبة. 7 - الهلال الجديد: كانوا يحتفلون لميلاد كل هلال جديد؛ حيث كانت تنفخ الأبواق في بيت المقدس وتشعل النيران ابتهاجاً به. 8 - عيد اليوبيل وهو المنصوص عليه في سِفْر اللاويين. ولهم أعياد أخرى من أشهرها: عيد الفوز أو (البوريم) وعيد الحنكة ويسمى (التبريك). أعياد النصارى: 1 - عيد القيامة ويسمى عيد الفصح، وهو أهم أعياد النصارى السنوية، ويسبقه الصوم الكبير الذي يدوم أربعين يوماً قبل أَحَد الفصح، وهذا العيد يحتفون في ذكراه بعودة المسيح عليه السلام أو قيامته بعد صلبه وهو بعد يومين من موته - على حد زعمهم - وهو خاتمة شرائع وشعائر متنوعة هي: أ- بداية الصوم الكبير وهو أربعون يوماً قبل أحد الفصح، ويبدؤون الصوم بأربعاء يسمونه أربعاء الرماد؛ حيث يضعون الرماد على جباه الحاضرين ويرددون: "من التراب نبدأ وإليه نعود". ب- ثم بعده خمسون يوماً تنتهي بعيد الخمسين أو العنصرة. ج- أسبوع الآلام وهو آخر أسبوع في فترة الصوم، ويشير إلى الأحداث التي قادت إلى موت عيسى عليه السلام وقيامته كما يزعمون. د- أحد السعف وهو يوم الأحد الذي يسبق الفصح، وهو إحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس ظافراً. هـ- خميس العهد أو الصعود ويشير إلى العشاء الأخير للمسيح واعتقاله وسجنه. و- الجمعة الحزينة وهي السابقة لعيد الفصح وتشير إلى موت المسيح على الصليب حسب زعمهم. ز- سبت النور وهو الذي يسبق عيد الفصح، ويشير إلى موت المسيح، وهو يوم الانتظار وترقب قيام المسيح أحد عيد الفصح. وتنتهي احتفالات عيد الفصح بيوم الصعود أو خميس الصعود؛ حيث
(يُتْبَعُ)
(/)
تتلى قصة رفع المسيح إلى السماء في كل الكنائس، ولهم فيه احتفالات ومهرجانات مختلفة باختلاف المذاهب والبلاد النصرانية، ويسمون خميسه وجمعته السابقة له الخميس الكبير، والجمعة الكبيرة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو الخميس المقصود برسالة الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى (تشبيه الخسيس بأهل الخميس)، وهذا الخميس هو آخر يوم صومهم ويسمونه أيضاً خميس المائدة أو عيد المائدة وهو المذكور في سورة المائدة في قوله تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ... } [المائدة: 114]. وكان لهم من الأعمال الغريبة في هذه الأعياد شيء كثير، ذَكَرَهُ كثير من المؤرخين، فمن ذلك جمع ورق الشجر وتنقيعه والاغتسال به والاكتحال، وكان أقباط مصر يغتسلون في بعض أيامه في النيل ويزعمون أنّ في ذلك رقية ونشرة. ويوم الفصح عندهم هو يوم الفطر من صومهم الأكبر، ويزعمون أنّ المسيح عليه السلام قام فيه بعد الصلبوت بثلاثة أيام وخلص آدم من الجحيم، إلى غير ذلك من خرافاتهم. وقد ذكر شمس الدين الدمشقي الذهبي أنّ أهل حماة يعطلون فيه أعمالهم لمدة ستة أيام، ويصبغون البيض، ويعملون الكعك، وذكر ألواناً من الفساد والاختلاط الذي يجري فيه آنذاك، وذكر أنّ المسلمين يشاركون فيه وأنّ أعدادهم تفوق أعداد النصارى والعياذ بالله. وذكر ابن الحاج: أنّهم يجاهرون بالفواحش والقمار ولا أحد ينكر عليهم ولعل هذا ما دفع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إلى إنكار ما رآه من المسلمين من تقليد النصارى في أعيادهم وشعائرهم؛ فإنّه ذكر شيئاً كثيراً من ذلك في كتابه القيم الاقتضاء، وكذلك ألف الذهبي رسالته آنفة الذكر. ويحتفل به عامة النصارى إلى اليوم في أول أَحد بعد كمال الهلال من فصل الربيع في الفترة ما بين (22 مارس و25 إبريل) والكنائس الشرقية الأرثوذكسية تتأخر عن بقية النصارى في الاحتفال به وهو بشعائره وصيامه وأيامه فصلٌ كامل من السنة النصرانية. 2 - عيد ميلاد المسيح عليه السلام وعند الأوروبيين يسمى عيد الكريسمس وهو يوم (25 ديسمبر) عند عامة النصارى، وعند الأقباط يوافق يوم (29 كيهك) والاحتفال به قديم ومذكور في كتب التاريخ قال المقريزي: "وأدركنا الميلاد بالقاهرة ومصر وسائر إقليم مصر جليلاً تباع فيه الشموع المزهرة وكانوا يسمونها الفوانيس". ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح عليه السلام كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات؛ حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة. وقصة عيد الميلاد مذكورة في أناجيلهم (لوقا) و (متَّى) وأول احتفال به كان عام 336م، وقد تأثر بالشعائر الوثنية؛ حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوروبا، وأصبح القديس (نيكولاس) رمزاً لتقديم الهدايا في العيد من دول أوروبا، ثم حل البابا (نويل) محل القديس (نيكولاس) رمزاً لتقديم الهدايا خاصة للأطفال. وقد تأثر كثير من المسلمين في مختلف البلاد بتلك الشعائر والطقوس؛ حيث تنتشر هدايا البابا (نويل) المعروفة في المتاجر والمحلات التي يملكها في كثير من الأحيان مسلمون، وكم من بيت دخلته تلك الهدايا، وكم من طفل مسلم يعرف البابا (نويل) وهداياه! فلا حول ولا قوة إلاّ بالله. وللنصارى في هذا العيد شعائر منها: أنّ نصارى فلسطين وما جاورها يجتمعون ليلة عيد الميلاد في (بيت لحم) المدينة التي ولد فيها المسيح عليه الصلاة والسلام لإقامة قداس منتصف الليل، ومن شعائرهم: احتفالهم بأقرب يوم أحد ليوم (30 نوفمبر) وهو عيد القديس (أندراوس) وهو أول أيام القدوم - قدوم عيسى عليه السلام - ويصل العيد ذروته بإحياء قداس منتصف الليل؛ حيث تزين الكنائس ويغني النّاس أغاني عيد الميلاد وينتهي موسم العيد في (6 يناير). وبعضهم يحرق كتلة من جذع شجرة عيد ميلاد المسيح، ثم يحتفظون بالجزء غير المحروق، ويعتقدون أنّ ذلك الحرق يجلب الحظ، وهذا الاعتقاد سائد في بريطانيا وفرنسا والدول الاسكندنافية. 3 - عيد الغطاس: وهو يوم (19 يناير) وعند الأقباط يوم (11 من شهر طوبة) وأصله عندهم أنّ يحيى بن زكريا عليهما الصلاة
(يُتْبَعُ)
(/)
والسلام والمعروف عندهم بيوحنا المعمدان عمّد المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام في نهر الأردن، وعندما غسله اتصلت به روح القدس، فصار النصارى لأجل ذلك يغمسون أولادهم في الماء في هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم، وقد ذكر المسعودي أنّ لهذا العيد - في وقته - شأناً عظيماً بمصر، يحضره آلاف النصارى والمسلمين، ويغطسون في نهر النيل ويزعمون أنّه أمان من المرض ونشرة للدواء. وعلى هذا المفهوم تحتفل به الكنائس الأرثوذكسية، وأمّا الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية فلهم مفهوم آخر في الاحتفال به، وهو إحياء ذكرى تقديس الرضيع المسيح - عليه الصلاة والسلام - على يد الرجال الثلاثة الذين قدموا من الشرق. وأصل كلمة (غطاس) إغريقية وهي تعني الظهور، وهو مصطلح ديني مشتق من ظهور كائن غير مرئي، وقد جاء في التوراة أنّ الله تعالى تجلى لموسى عليه الصلاة والسلام على هيئة أجمة محترقة تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً. 4 - عيد رأس السنة الميلادية: وللاحتفال به شأن عظيم في هذه الأزمنة؛ حيث تحتفل به الدول النصرانية وبعض الدول الإسلامية، وتنقل تلك الاحتفالات بالصوت والصورة الحية من شتى بقاع الأرض، وتتصدر احتفالاته الصفحات الأولى من الصحف والمجلات، وتستحوذ على معظم نشرات الأخبار والبرامج التي تبث في الفضائيات، وصار من الظواهر الملحوظة سفر كثير من المسلمين الذين لا تقام تلك الاحتفالات النصرانية في بلادهم إلى بلاد النصارى لحضورها والاستمتاع بما فيها من شهوات محرمة غافلين عن إثم الارتكاس في شعائر الذين كفروا. وللنصارى في ليلة رأس السنة (31 ديسمبر) اعتقادات باطلة، وخرافات كسائر أعيادهم المليئة بذلك، وهذه الاعتقادات تصدر عن صُنّاع الحضارة الحديثة وممّن يوصفون بأنّهم متحضرون ممّن يريد المنافقون من بني قومنا اتباعهم حذو القذة بالقذة حتى في شعائرهم وخرافاتهم لكي نضمن مواقعنا في مصافِّ أهل التقدم والحضارة، وحتى يرضى عنها أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء!! ومن اعتقاداتهم تلك أنّ الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ، وإذا كان عازباً فسيكون أول من يتزوج من بين رفاقه في تلك السهرة، ومن الشؤم دخول منزل ما يوم عيد رأس السنة دون أن يحمل المرء هدية، وكنسُ الغبار إلى الخارج يوم رأس السنة يُكنس معه الحظ السعيد، وغسل الثياب والصحون في ذلك اليوم من الشؤم، والحرص على بقاء النار مشتعلة طوال ليلة رأس السنة يحمل الحظ السعيد .... إلخ تلك الخرافات. ولهم أعياد سوى تلك: منها ما هو قديم، ومنها ما هو محدث، وأعياد أخذوها عمن سبقهم من اليونان والرومان، وأعياد كانت في دينهم ثم اندثرت، ومن هذه الأعياد ما هو كبير مهم لديهم، ومنها ما هو صغير تقتصر أهميته على بعض كنائسهم أو بعض مذاهبهم. ولكل أصحاب مذهب منهم أعياد تخصهم وتخص كنائسهم ورهبانهم وقساوستهم لا يعترف بها أهل المذاهب الأخرى، فالبروتستانت لا يؤمنون بأعياد الكنائس الأخرى، ولكنهم يتفقون على الأعياد الكبرى كعيد الفصح والميلاد ورأس السنة والغطاس وإن اختلفوا في شعائرها ومراسم الاحتفال بها، أو في بعض أسبابها وتفاصيلها، أو في زمانها ومكانها. أعياد الفرس: 1 - عيد النيروز: ومعنى النيروز: الجديد، وهو ستة أيام؛ حيث كانوا في عهد الأكاسرة يقضون حاجات النّاس في الأيام الخمسة الأولى، وأمّا اليوم السادس فيجعلونه لأنفسهم وخواصهم ومجالس أنسهم، ويسمونه النيروز الكبير، وهو أعظم أعيادهم. وذكر أصحاب الأوائل أن أول من اتخذ النيروز حمشيد الملك، وفي زمانه بعث هود عليه السلام وكان الدين قد تغيّر، ولما ملك حمشيد جدّد الدين وأظهر العدل، فسُمي اليوم الذي جلس فيه على سرير الملك نيروزاً، فلما بلغ من عمره سبعمائة سنة ولم يمرض ولم يوجعه رأسه تجبر وطغى، فاتخذ شكلاً على صورته وأرسلها إلى الممالك ليعظموها، فتعبَّدها العوام، واتخذوا على مثالها الأصنام، فهجم عليه الضحاك العلواني من العمالقة باليمن فقتله كما في التواريخ. ومن الفرس من يزعم أنّ النيروز هو اليوم الذي خلق الله فيه النور. ويعتبر النيروز عيد رأس السنة الفارسية الشمسية ويوافق الحادي والعشرين من شهر مارس من السنة الميلادية، وكان من عادة عوامهم إيقاد النار في ليلته ورش الماء في صبيحته. ويحتفل بعيد
(يُتْبَعُ)
(/)
النيروز أيضاً البهائيون، وذلك في ختام صيامهم الذي مدته 19 يوماً وذلك في (21 آذار) والنيروز، أيضاً أول يوم من السنة عند القبط ويسمى عندهم عيد شم النسيم ومدته عندهم ستة أيام أيضاً تبدأ من (6 حزيران). وقد مضى ذكر شم النسيم عند الفراعنة فلا يمنع أن يكون الأقباط أخذوه من تراث الفراعنة وآثارهم، ولا سيما أنّ الجميع في مصر. 2 - عيد المهرجان: كلمة (مهرجان) مركبة من (المهر) ومعناه: الوفاء، (جان): السلطان، ومعنى الكلمة: سلطان الوفاء، وأصل هذا العيد: ابتهاج بظهور (أفريدون) على الضحاك العلواني الذي قتل (حمشيد) الملك صاحب عيد النيروز، وقيل: بل هو احتفال بالاعتدال الخريفي، ولا يمنع أن يكون أصله ما ذكر أولاً لكنه وافق الاعتدال الخريفي فاستمر فيه. والاحتفال به يكون يوم (26 من تشرين الأول من شهور السريان) وهو كسابقه ستة أيام أيضاً، والسادس منها المهرجان الكبير، وكانوا يتهادون فيه وفي النيروز المسك والعنبر والعود الهندي والزعفران والكافور، وأول من رسم هدايا هذين العيدين في الإسلام الحجاج بن يوسف الثقفي، واستمر إلى أن رفعه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى. ومن عظيم ما ابتلي به المسلمون استخدام لفظ (المهرجان) على كثير من الاجتماعات والاحتفالات والتظاهرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية؛ بل وحتى الدعوية فيقال: مهرجان الثقافة، ومهرجان التسوق، ومهرجان الكتب، ومهرجان الدعوة، وما إلى ذلك ممّا نرى دعاياته ونسمع عباراته كثيراً يتصدرها هذا المصطلح الوثني (المهرجان) الذي هو عيد عَبَدَة النار. ولهذا فإنّ إطلاق هذا الشعار الفارسي الوثني على اجتماعات المسلمين من مواطن النهي الجلي يجب اجتنابه والنهي عن استعماله، وفي المباح من الألفاظ غنية عنه، واللغة العربية أغنى اللغات لفظاً ومعنى. تشبه المسلمين بالكفار في أعيادهم: تعريف التشبه: الشبه في اللغة المثل وشابهه وأشبهه ماثله، وتشبه فلان بكذا وتشبه بغيره ماثله وجاراه في العمل. والتشبيه: التمثيل. وفي اللغة ألفاظ مقاربة للفظ التشبه منها: المماثلة, والمحاكاة والمشاكلة، والاتباع، والموافقة، والتأسي، والتقليد، ولكل منها معنى يخصه، ولها اشتراك مع لفظ التشبه. وأمّا في الاصطلاح فعرف الغزي الشافعي التشبه بأنّه: عبارة عن محاولة الإنسان أن يكون شبه المتشبه به، وعلى هيئته وحليته ونعته وصفته وهو عبارة عن تكل ف ذلك وتقصده وتعمله. حكم التشبه بالكفار: إنّ من الأصول العظيمة التي هي من أصول ديننا الولاء للإسلام وأهله، والبراءة من الكفر وأهله، ومن حتميات تلك البراءة من الكفر وأهله تميز المسلم عن أهل الكفر، واعتزازه بدينه وفخره بإسلامه مهما كانت أحوال الكفار قوة وتقدما وحضارة، ومهما كانت أحوال المسلمين ضعفا وتخلفا وتفرقا ولا يجوز بحال من الأحوال أن تتخذ قوة الكفار وضعف المسلمين ذريعة لتقليدهم ومسوغا للتشبه بهم كما يدعو إلى ذلك المنافقون والمنهزمون، ذلك أنّ النصوص التي حرمت التشبه بالكفار ونهت عن تقليدهم لم تفرق بين حال الضعف والقوة لأنّ المسلم باستطاعته التميز بدينه والفخر بإسلامه حتى في حال ضعفه وتأخره. والاعتزاز بالإسلام والفخر به دعا إليه ربنا تبارك وتعالى واعتبره من أحسن القول وأحسن الفخر; حيث قال: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]. ولأهمية تميز المسلم عن الكافر أُمر المسلم أن يدعو الله تعالى في كل يوم على الأقل سبع عشرة مرة أن يجنبه طريق الكافرين ويهديه الصراط المستقيم: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة: 6 - 7] وجاءت النصوص الكثيرة جدا من الكتاب والسنة تنهى عن التشبه بهم، وتبين أنهم في ضلال؛ فمن قلدهم فقد قلدهم في ضلالهم. قال الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18] وقال تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} [الرعد: 37]. وقال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105]، ويدعو الله تعالى المؤمنين إلى الخشوع عند ذكره سبحانه وتلاوة آياته ثم يقول: {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16]. وما من شك أنّ مشابهتهم من أعظم الدلائل على مودتهم ومحبتهم، وهذا يناقض البراءة من الكفر وأهله، والله تعالى نهى المؤمنين عن مودتهم وموالاتهم، وجعل موالاتهم سببا لأن يكون المرء والعياذ بالله منهم؛ يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51]، وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22]، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "المشابهة تورث المودة والمحبة والموالاة في الباطن، كما أنّ المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر"، وقال أيضا تعليقا على آية المجادلة: "فأخبر سبحانه أنّه لا يوجد مؤمن يواد كافرا؛ فمن واد الكفار فليس بمؤمن؛ والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة". وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم» [أخرجه أبو داود في اللباس (1204) وأحمد (2/ 05) وجود إسناده شيخ الإسلام في الاقتضاء (1/ 042) وانظر الفتاوى (52/ 133) وعضده الحافظ في الفتح بمرسل حسن الإسناد (6/ 89) وحسنه السيوطي وصححه الألباني في صحيح الجامع (5206)]. قال شيخ الإسلام: "وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51] ". [الاقتضاء (1/ 732)]. وقال الصنعاني: "فإذا تشبه بالكافر في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر، فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء: منهم من قال يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال: لا يكفر؛ ولكن يؤدب". [سبل السلام (8/ 842)]. ويذكر شيخ الإسلام: "أنّ من أصل دروس دين الله وشرائعه وظهور الكفر والمعاصي التشبه بالكافرين، كما أن أصل كل خير المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم". [الاقتضاء (1/ 413)]. دروس الدين: اختفاء معالمه. والحديث عن التشبه بالكفار يطول؛ ولعل فيما سبق إيراده من نصوص ونقول يفي بالغرض المقصود. صور التشبه بالكفار في أعيادهم: للكفار على اختلاف مللهم ونحلهم أعياد متنوعة منها ما هو ديني من أساس دينهم أو ممّا أحدثوه فيه، وكثير من أعيادهم ما هو إلاّ من قبيل العادات والمناسبات التي أحدثوا الأعياد من أجلها، كالأعياد القومية ونحوها، ويمكن حصر أنواع أعيادهم فيما يلي: أولا: الأعياد الدينية التي يتقربون بها إلى الله تعالى كعيد الغطاس والفصح والفطير، وعيد ميلاد المسيح عليه السلام ونحوها، ومشابهة المسلم لهم فيها تكون من وجهين: 1 - مشاركتهم في تلك الأعياد، كما لو احتفلت بعض الطوائف والأقليات غير المسلمة في بلاد المسلمين بعيدها فشاركهم فيها بعض المسلمين، كما حدث في وقت شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي، وهو ما يحدث الآن في كثير من بلاد المسلمين، وأقبح منه ما يفعله بعض المسلمين من السفر إلى بلاد الكفار بقصد حضور تلك الأعياد والمشاركة في احتفالاتها، سواء أكانت دوافع هذا الحضور شهوانية أم كانت من قبيل إجابة دعوة بعض الكفار كما يفعله بعض المسلمين الحاليين في بلاد الكفار من إجابة تلك الدعوات الاحتفالية بأعيادهم، وكما يفعله بعض أصحاب رؤوس الأموال وملاك بعض الشركات الكبرى من إجابة تلك الدعوات مجاملة لأصحاب الدعوة أو لمصلحة دنيوية؛ كعقد صفقات تجارية، ونحو ذلك؛ فهذا كله محرم ويخشى أن يؤدي إلى الكفر لحديث «من تشبه بقوم فهو منهم» وفاعل ذلك قصد المشاركة فيما هو من شعائر دينهم. 2 - نقل احتفالاتهم إلى بلاد المسلمين؛ فمن حضر أعياد الكفار في بلادهم وأعجبته احتفالاتهم مع جهله وضعف إيمانه وقلة علمه، فقد
(يُتْبَعُ)
(/)
يجعله ذلك ينقل شيئا من تلك الأعياد والشعائر إلى بلاد المسلمين كما يحصل الآن في أكثر بلاد المسلمين من الاحتفال برأس السنة الميلادية، وهذا الصنف أقبح من الصنف السابق من وجه وهو نقل هذه الأعياد إلى بلاد المسلمين حيث لم يكتف أصحابه بمشاركة الكفار في شعائرهم بل يريدون نقلها إلى بلاد المسلمين. ثانيا: الأعياد التي كان أصلها من شعائر الكفار، ثم تحولت إلى عادات واحتفالات عالمية وذلك مثل الأعياد الأولمبية عند اليونان (الأولمبياد) حيث تظهر في هذا العصر على أنّها مجرد تظاهرات رياضية عالمية والمشاركة فيها تكون على وجهين أيضا: 1 - حضور تنظيماتها ومراسمها وشعائرها في بلاد الكفار كما تفعله كثير من الدول الإسلامية من إيفاد وفود رياضية للمشاركة في ألعابها المختلفة. 2 - نقل هذه الأعياد إلى بلاد المسلمين كما لو طلبت بعض الدول الإسلامية تنظيم الألعاب الأولمبية في بلاد المسلمين. وكلا الأمرين المشاركة فيها أو تنظيمها محرم في بلاد المسلمين لما يلي: أ- أنّ أصل هذه الألعاب الأولمبية عيد وثني من أعياد اليونان كما سبق ذكره وهو أهم وأعظم عيد عند الأمة اليونانية، ثم ورثه عنهم الرومان، ثم النصارى. ب- أنّها تحمل الاسم ذاته الذي عرفت به لما كانت عيدا لليونان. وكونها تحولت إلى مجرد ألعاب رياضية لا يلغي كونها عيدا وثنيا باعتبار أصلها واسمها والدليل على ذلك ما رواه ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي نذرت أن أنحر إبلا ببوانة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟». قالوا: لا. قال: «فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟». قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم» [أخرجه أبو داود في الأيمان والنذور (3133) وفي رواية أخرى أن السائلة امرأة (2133) وأخرجه الطبراني في الكبير (1431). قال شيخ الإسلام: وهذا الإسناد على شرط الصحيحين, وإسناده كلهم ثقات مشاهير وهو متصل بلا عنعنة، انظر الاقتضاء (1/ 634)، وصححه الحافظ في البلوغ (5041)]. فاعتبر النبي صلى الله عليه وسلم الأصل وأصل هذه الدورة الرياضية عيد. قال شيخ الإسلام: "وهذا يقتضي أن كون البقعة مكانا لعيدهم مانع من الذبح بها وإن نذر، كما أنّ كونها موضع أوثانهم كذلك، وإلا لما انتظم الكلام وحسن الاستفصال، ومعلوم أنّ ذلك إنّما هو لتعظيم البقعة التي يعظمونها بالتعييد فيها أو لمشاركتهم في التعييد فيها: أو لإحياء شعار عيدهم فيها، ونحو ذلك إذ ليس إلا مكان الفعل أو الفعل نفسه أو زمانه ... ، وإذا كان تخصيص بقعة عيدهم محذورا فكيف عيدهم نفسه؟ ". [الاقتضاء (1/ 344)]. ومسألتنا هنا في عيد الأولمبياد ليست في زمان العيد أو مكانه، بل هو العيد عينه على أصل تسميته وما يجري فيه من أعمال، كإشعال الشعلة الأولمبية، وهي شعار العيد، وهو زمانه أيضا؛ لأنّه عند اليونان يقام كل أربع سنوات، وكذلك هو الآن يقام كل أربع سنوات؛ فهو عيد بأصله وتسميته وأعماله وزمانه فالاشتراك فيه اشتراك في عيد وثني ثم نصراني، وطلب تنظيم تلك الألعاب الأولمبية في بلاد المسلمين هو نقل لذلك العيد الوثني إلى بلاد المسلمين. ثالثا: الأيام والأسابيع التي ابتدعها الكفار وهي على قسمين: 1 - ما كان له أصل ديني عندهم ثم تحول إلى عادة يرتبط بها مصلحة دنيوية وذلك مثل عيد العمال الذي أحدثه عباد الشجر، ثم صار عيدا وثنيا عند الرومان، ثم انتقل إلى الفرنسيين وارتبط بالكنيسة إلى أن جاءت الاشتراكية فنادت به وأصبح عالميا ورسميا حتى في كثير من الدول الإسلامية، فلا شك في حرمة اتخاذه عيدا وتعطيل الأعمال فيه لما يلي: أ- كونه عيدا دينيا وثنيا في أصل نشأته. ب- ثبوته في يوم من السنة معلوم وهو الأول من مايو. ج - علة التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم. 2 - أن لا يكون له أصل ديني، كيوم الصحة العالمي ويوم مكافحة المخدرات، ويوم محو الأمية، ونحوها من الأيام والأسابيع المحدثة؛ فلا يخلو حينئذ من أحد حالين: أ- أن يكون يوما أو أسبوعا ثابتا معلوما من السنة للعالم كله، يعود إذا عاد ذلك اليوم بعينه وذلك كعيد البنوك وما شابهه من الأيام الثابتة
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا فيه علتان: - كونه ثابتا يعود كلما عاد ذلك اليوم بعينه. - علة التشبه بالكفار حيث هو من إحداثهم. وهل يتسامح في الأيام التنظيمية العالمية التي فيها خير للإنسانية كلها، ولا مفر للمسلمين من مشاركة العالم فيها إذ لهم مصالح تفوت بعدم المشاركة كيوم الصحة العالمي ويوم مكافحة المخدرات، وهي ليست من باب الديانات بل هي من قبيل التنظيمات وإن أخذت صفات العيد في كونها تعود كل عام وفي كونها محل احتفال واحتفاء، هذا فيما يظهر لي محل بحث واجتهاد تقدر فيه المصالح والمفاسد إذ لا مشورة للمسلمين فيها ولا اعتبار لرأيهم بل هي مفروضة على العالم كله والمسلمون من الضعف والذلة بما يعلم. ب- أن لا يكون يوما أو أسبوعا ثابتا في السنة وإنّما متنقل حسب تنظيم معين أو مصلحة ما، فهذا انتفت عنه علة العيد وهي العود في يوم محدد، المحرم؟ أم هو من التشبه الحلال فيكون كسائر التنظيمات الإدارية ونحوها وكأيام الجرد السنوية بالنسبة للشركات والمؤسسات ونحوها؟ هذا أيضا محل بحث ونظر، وإن كان الظاهر لي ابتداءا أنّه لا بأس بها لما يلي: - عدم ثباتها في أيام معينة تعود كلما عادت؛ فانتفت عنها صفة العيد. - أنّها لا تسمى أعيادا ولا تأخذ صفة الأعياد من حيث الاحتفال ونحوه. - أنّ الهدف منها تنظيم حملات توعية وإرشاد لتحقيق أهداف نافعة. - أنّه يلزم من منعها منع كثير من التنظيمات والاجتماعات التي تعود بين حين وآخر، ولا أظن أحدا يقول بهذا وذلك مثل الاجتماعات الأسرية والدعوية والوظيفية ونحوها. - ليس فيها علة تحرمها إلا كون أصلها من الكفار وانتقلت إلى المسلمين، وعمت بها البلوى وانتشرت عند الكفار وغيرهم، فانتفت عنها خصوصية الكفار بها بانتشارها بين المسلمين. والخلاصة: أنّها ليست من دين الكفار ومعتقداتهم، وليست من خصائص عاداتهم وأعرافهم، ولا تعظيم فيها ولا احتفال وليست أعيادا في أيام معلومة تعود كلما عادت فأشبهت سائر التنظيمات على ما فيها من مصلحة راجحة. رابعا: من صور التشبه بالكفار قلب أعياد المسلمين إلى ما يشبه أعياد الكفار: فإن أعياد المسلمين تميزت بكون شعائرها تدل على شكر الله تعالى وتعظيمه وحمده وطاعته، مع الفرح بنعمة الله تعالى وعدم تسخير هذه النعمة في المعصية وعلى العكس من ذلك أعياد الكفار فإنّها تميزت بأنّها تعظيم لشعائرهم الباطلة وأوثانهم التي يعبدونها من دون الله تعالى مع الانغماس في الشهوات المحرمة، ومع بالغ الأسف فإنّ المسلمين في كثير من الأقطار تشبهوا بالكفار في ذلك، فقلبوا مواسم عيدهم من مواسم طاعة وشكر إلى مواسم معصية وكفر للنعمة وذلك بإحياء ليالي العيدين بالمعازف والغناء والفجور وإقامة الحفلات المختلطة وما إلى ذلك ممّا يعبرون به عن بهجة العيد، على غرار ما يفعله الكفار في أعيادهم من فجور ومعصية. وجوب اجتناب أعياد الكفار: - اجتناب حضورها: اتفق أهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهم فيها وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة انظر الاقتضاء (2/ 425) وأحكام أهل الذمة لابن القيم (2/ 227 - 527) والتشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي (533). لأدلة كثيرة جدا منها: 1 - جميع الأدلة الواردة في النهي عن التشبه وقد سبق ذكر طرف منها. 2 - الإجماع المنعقد في عهد الصحابة والتابعين على عدم حضورها ودليل الإجماع من وجهين: أ- أنّ اليهود والنصارى والمجوس ما زالوا في أمصار المسلمين بالجزية يفعلون أعيادهم التي لهم والمقتضي لبعض ما يفعلونه قائم في كثير من النفوس، ثم لم يكن على عهد السابقين من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، فلولا قيام المانع في نفوس الأمة كراهة ونهيا عن ذلك لوقع ذلك كثيرا إذ الفعل مع وجود مقتضيه وعدم منافيه واقع لا محالة والمقتضي واقع فعلم وجود المانع والمانع هنا هو الدين فعلم أن الدين دين الإسلام هو المانع من الموافقة وهو المطلوب. [الاقتضاء (1/ 454)]. ب- ما جاء في شروط عمر رضي الله عنه التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم أنّ أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم من إظهارها فكيف يسوغ للمسلمين فعلها أو ليس فعل المسلم لها أشد من فعل الكافر لها مظهرا لها؟ المصدر السابق (1/ 454). 3 - قول عمر رضي الله عنه: " لا تعلموا رطانة
(يُتْبَعُ)
(/)
الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم". [مصنف عبد الرزاق (9061) والسنن الكبرى للبيهقي (9/ 432)]. 4 - قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة". [السنن الكبرى (9/ 432) وصححه ابن تيمية في الاقتضاء (1/ 754)]. قال شيخ الإسلام: "وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم؛ فكيف بفعل بعض أفعالهم؛ أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟ أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه؛ أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ [الاقتضاء (1/ 854)]. وعلق على قول عبد الله بن عمرو: حشر معهم. فقال: "وهذا يقتضي أنّه جعله كافرا بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار وإن كان الأول ظاهر لفظه". [الاقتضاء (1/ 954)]. - اجتناب موافقتهم في أفعالهم: قد لا يتسنى لبعض المسلمين حضور أعياد الكفار لكنه يفعل مثل ما يفعلون فيها، وهذا من التشبه المذموم المحرم. قال شيخ الإسلام: "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء ممّا يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام". [مجموع الفتاوى (52/ 923)]. وقال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم". [تشبيه الخسيس بأهل الخميس، ضمن مجلة الحكمة, عدد (4)، ص 391]. وذكر ابن التركماني الحنفي جملة مما يفعله بعض المسلمين في أعياد النصارى من توسع النفقة وإخراج العيال، ثم قال عقب ذلك: "قال بعض علماء الحنفية: من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب فهو كافر مثلهم، وقال بعض أصحاب مالك: من كسر يوم النيروز بطيخة فكأنما ذبح خنزيرا". [اللمع في الحوادث والبدع (1/ 492)]. - اجتناب المراكب التي يركبونها لحضور أعيادهم: قال مالك: "يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم". [اللمع في الحوادث والبدع (1/ 492)]. وسئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه. [الاقتضاء (2/ 625)]. - عدم الإهداء لهم أو إعانتهم على عيدهم ببيع أو شراء: قال أبو حفص الحنفي: "من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيما لليوم فقد كفر بالله تعالى". [فتح الباري لابن حجر العسقلاني (2/ 315)]. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكره ابن القاسم للمسلم يهدي للنصارى شيئا في عيدهم مكافأة لهم، ورآه من تعظيم عيدهم وعونا لهم على مصلحة كفرهم؛ ألا ترى أنّه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا من النصارى شيئا من مصلحة عيدهم؟ لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شيء من عيدهم لأنّ ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره: لم أعلمه اختلف فيه". [الاقتضاء (2/ 625 - 725)]. وقال ابن التركماني: "فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم". [اللمع في الحوادث (1/ 492)]. - عدم إعانة المسلم المتشبه بهم في عيدهم على تشبهه: قال شيخ الإسلام: "وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك؛ بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأنّ في ذلك إعانة على المنكر". [الاقتضاء (2/ 915
(يُتْبَعُ)
(/)
- 025)]. - عدم تهنئتهم بعيدهم: قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأمّا التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممّن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه". ا. هـ. [أحكام أهل الذمة (1/ 144 - 244)]. وإنّما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأنّ فيها إقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره لأنّ الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]، وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]. وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا وإذا هنؤونا بأعيادهم فإنّنا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنّها ليست بأعياد لنا ولأنّها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنّها إمّا مبتدعة في دينهم وإمّا مشروعة؛ لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام لأنّ هذا أعظم من تهنئتهم به لما في ذلك من مشاركتهم فيها ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياءا أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. [مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد العثيمين - جمع وترتيب فهد السلمان (3/ 54 - 64)]. مسألة: لو أراد المسلم أن يحتفل مثل احتفالهم لكنه قدم ذلك أو أخره عن أيام عيدهم فرارا من المشابهة؟ هذا نوع من التشبه وهو حرام لأنّ تحريم الشيء يدخل فيه، وتحريم العيد ما قبله وما بعده من الأيام التي يحدثون فيها أشياء لأجله أو ما حوله من الأمكنة التي يحدث فيها أشياء لأجله أو ما يحدث بسبب أعماله من الأعمال حكمها حكمه، فلا يفعل شيء من ذلك. فإنّ بعض الناس قد يمتنع من إحداث أشياء في أيام عيدهم كيوم الخميس، المقصود بالخميس هنا خميس العهد أو الصعود وهو من ضمن شعائر عيد القيامة (الفصح) عند النصارى ويسمونه الخميس الكبير والميلاد، ويقول لعياله: إنما أصنع لكم هذا في الأسبوع أو الشهر الآخر وإنما المحرك على إحداث ذلك وجود عيدهم ولولا هو لم يقتضوا ذلك، فهذا أيضا من مقتضيات المشابهة. انظر: [الاقتضاء (2/ 315)]. - اجتناب استعمال تسمياتهم ومصطلحاتهم التعبدية: إذا كانت الرطانة لغير حاجة ممّا ينهى عنه لعلة التشبه بهم، فاستخدام تسميات أعيادهم أو مصطلحات شعائرهم ممّا هو أو لى في النهي عنه وذلك مثل استخدام لفظ (المهرجان) على كل تجمع كبير وهو اسم لعيد ديني عند الفرس. فقد روى البيهقي: "أنّ عليا رضي الله عنه أتي بهدية النيروز فقال: ما هذه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين! هذا يوم النيروز. قال: فاصنعوا كل يوم فيروزا. قال أبو أسامة: كره رضي الله عنه أن يقول: نيروزا". [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 532)]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأمّا علي رضي الله عنه فكره موافقتهم في اسم يوم العيد الذي ينفردون به، فكيف بموافقتهم في العمل". انظر: [الاقتضاء (1/ 954)]. وقد مضى بيان أنّ هذا اللفظ ليس بعربي وفي العربية ما يغني عنه وما هو خير منه. وحكم قبول هديتهم في أعيادهم: تقرر سابقا أنّ الإهداء لهم في عيدهم لا يجوز لأنّه من إعانتهم على باطلهم وأيضا
(يُتْبَعُ)
(/)
عدم جواز هدية المسلم المتشبه بهم في عيدهم لأنّ قبولها إعانة له في تشبهه وإقرار له وعدم إنكار عليه الوقوع في هذا الفعل المحرم. وأمّا قبول هدية الكافر إذا أهدى للمسلم في وقت عيد الكافر فهو مثل الهدية في غيره لأنّه ليس فيه إعانة على كفرهم والمسألة فيها خلاف وتفصيل ينبني على مسألة قبول هدية الكافر الحربي والذمي. علما بأنّ هديتهم على نوعين: 1 - ما كان من غير اللحوم التي ذبحت لأجل عيدهم كالحلوى والفاكهة ونحوها، فهذا فيه الخلاف المبني على مسألة قبول هدية الكافر عموما والظاهر الجواز لما مضى أنّ عليا رضي الله عنه قبلها ولما ورد أن امرأة سألت عائشة رضي الله عنها قالت: "إن لنا أطيارا من المجوس وإنّه يكون لهم في العيد فيهدون لنا فقالت: أمّا ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ولكن كلوا من أشجارهم". [أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الأطعمه من مصنفه (5/ 521) برقم (16342)]. وفي الاقتضاء (إن لنا آظارا) وهو جمع ظئر. قال محقق الاقتضاء: "ولعل المقصود به الأقارب من الرضاعة". وعن أبي برزة رضي الله عنه: " أنّه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان فكان يقول لأهله: ما كان من فاكهة فكلوه وما كان غير ذلك فردوه". المصدر السابق برقم (26342). قال شيخ الإسلام: "فهذا كله يدل على أنّه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم؛ بل حكمها في العيد وغيره سواء لأنّه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم". [الاقتضاء (2/ 455 - 555)]. 2 - أن تكون هديتهم من اللحوم المذبوحة لأجل عيدهم فلا يأكل منها لأثر عن عائشة وأبي برزة السابق ذكرهما ولأنّه ذبح على شعائر الكفر. تخصيص أعياد الكفار بالصيام مخالفة لهم: اختلف العلماء في ذلك: 1 - فقيل بعدم كراهة صيام أعيادهم لأجل مخالفتهم وهذا ضعيف. 2 - والصواب عدم جواز تخصيص أعيادهم بالصيام لأنّ أعيادهم موضع تعظيمهم فتخصيصها بالصيام دون غيرها موافقة لهم في تعظيمها. قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: "وقال أصحابنا: ويكره إفراد يوم النيروز ويوم المهرجان بالصوم؛ لأنّهما يومان يعظمهما الكفار فيكون تخصيصهما بالصيام دون غيرهما موافقة لهم في تعظيمهما فكره كيوم السبت وعلى قياس هذا كل عيد للكفار أو يوم يفردونه بالتعظيم". [المغني (4/ 924) وانظر الاقتضاء (2/ 975)]. "وهذا الحكم فيما إذا قصد تخصيصه بالصوم لأنّه عيدهم. أمّا لو وافق نذرا أو صيام تطوع أو نحوه من دون قصد موافقة عيدهم فلا بأس به". انظر: [حاشية ابن قاسم على الروض المربع (3/ 064)]. وضابط مخالفتهم في أعيادهم أن لا يحد ث فيها أمرا أصلا بل يجعل أيام أعيادهم كسائر الأيام. انظر: [الاقتضاء (2/ 815)]. فلا يعطل فيها عن العمل ولا يفرح بها ولا يخصها بصيام أو حزن أو غير ذلك. وذكر شيخ الإسلام ما يمكن أن يضبط به التشبه فقال رحمه الله تعالى: " والتشبه: يعم من فعل الشيء لأجل أنّهم فعلوه وهو نادر ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير فأمّا من فعل الشيء واتفق أنّ الغير فعله أيضا ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه ففي كون هذا تشبها نظر لكن قد ينهى عن هذا لئلا يكون ذريعة إلى التشبه ولما فيه من المخالفة". [الاقتضاء (1/ 242)]. وبناءا على ما ذكره شيخ الإسلام فإنّ موافقتهم فيما يفعلون على قسمين: 1 - تشبه بهم وهو ما كان للمتشبه فيه قصد التشبه لأي غرض كان وهو المحرم. 2 - مشابهة لهم وهي ما تكون بلا قصد لكن يبين لصاحبها وينكر عليه فإن انتهى وإلاّ وقع في التشبه المحرم. قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: «إنّ هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها». وفي رواية فقال: «أأمك أمرتك بهذا؟». قلت: أغسلهما؟ قال: «بل احرقهما» [أخرج الروايتين مسلم في اللباس والزينة (7702)]. قال القرطبي: "يدل على أنّ علة النهي عن لبسهما التشبه بالكفار". [المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (5/ 993)]. فظاهر الحديث أنّ عبد الله رضي الله عنه لم يعلم بأنّه يشبه لباس الكفار، ومع ذلك أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وبين له الحكم الشرعي في ذلك. هذا إذا كان أصل الشيء من الكفار أمّا إذا لم يعلم أنّه من أصلهم بل يفعلونه ويفعله غيرهم فكأنّه لا يكون تشبها؛ لكن يرى شيخ الإسلام ابن تيمية النهي عنه سدا
(يُتْبَعُ)
(/)
للذريعة وحماية للمسلم من الوقوع في التشبه، ولما فيه من قصد مخالفتهم. المنافقون وأعياد الكفار: 1 - طالب حزب البعث الاشتراكي في إحدى الدول العربية بإلغاء الأضحية بحجة الجوع والجفاف، ووضع دعاته لافتة كبيرة مكتوبا عليها: "من أجل الجوعى والفقراء والعراة تبرع بقيمة خروف الأضحية". انظر [مجلة الاستجابة عدد (4) ربيع الثاني 1406 هـ]. ومضى عيد الأضحى بسلام وضحى المسلمون في ذلك البلد ثم لما أزف عيد الميلاد وعيد رأس السنة بدأت الاستعدادات للاحتفالات، ثم جاء الميلاد ورأس السنة فكانت العطلات الرسمية في ذلك البلد والحفلات الباهظة والسهرات الماجنة وفي مقدمة المحتفلين قادة حزب البعث الاشتراكي الذين أنستهم الفرحة بأعياد النصارى ومجونها حال الجوعى والفقراء والعراة؛ فهم لا يتذكرون أحوالهم إلاّ في أعياد المسلمين!! 2 - كتب أحدهم في زاويته الأسبوعية تحت عنوان (تسامح) انظر [صحيفة عكاظ (82/ 8/8141هـ) (5/ 9/8141هـ) (21/ 9/8141هـ)] كلاما ينبئ عن مرض قلبه وضعف دينه، وهذا التسامح الذي يريده كان بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة النصرانيين فكان ممّا قال هذا المتفقه المتحذلق: "فهذه الأخوة الإنسانية تعم البشر جميعا ولا تكون التفرقة والمعاداة إلاّ عند الاقتتال وحين يناوئ جماعة المسلمين جماعة أخرى عندئذ تكون المقاتلة والعداوة للدفاع المشروع عن النفس، رغم أنّ بعض المتشددين والجماعات الإرهابية تحاول إطفاء هذا الوهج بإشاعة تفاسير وآراء تحض على الكراهية بين البشر ومقاطعة العالم يضجون بها في المناسبات العامة التي يحتفي بها العالم جميعه ويعتبرون تهنئة الآخرين بها جنوحا عن الإسلام والصواب - لعمري - هو إشاعة المحبة لا البغض والتقريب لا التنفير". ويمضي الكاتب في سلسلته التسامحية المتميعة المنهزمة والتي امتدت على ثلاث حلقات لتغطي جميع أيام العيدين النصرانيين الذي أشرب قلبه حبهما، فيقول في الثانية منهما: "فالأصل هو البر أي التسامح والعدل، أمّا العداوة فهي على الذين أعلنوا القتال علينا. أمّا الاختلاف في الأديان فالأمر فيه لعدل الله ورحمته يوم القيامة والقول بأنّ ذلك التسامح موالاة لغير المسلمين فقد رد عليه العلماء بقولهم: إنّ الممنوع هو موالاة المحاربين للمسلمين في حرب معلنة فيكون حينئذ خيانة عظمى، ولا يحل للمسلم حينذاك مناصرتهم واتخاذهم بطانة يفضي إليهم بالأسرار". فهل هذا الكلام إلاّ عين الضلال والشك في الإسلام وتصحيح كفر الكفار؟! والعياذ بالله من ذلك. ثم في حلقته الثالثة يكيل التهم الرخيصة المستهلكة من الإرهاب والتطرف وسفك الدماء على كل من لم يوافقه على فقهه الصحفي، كما هي عادة هذه الذئاب المتفرنجة في افتتاحيات مقالاتهم وخاتمتها. وما كنت أظن أنّ الحال بالأمة سيصل إلى هذا الحد المخزي ولا أن التبعية والانهزام سيصير إلى هذا الأثر المخجل، ولكن ماذا كنا نتوقع ما دام أنّ كثيرا من المنابر الإعلامية والصحفية يتربع عليها أمثال هؤلاء الموتورين المهووسين، وإلى الله المشتكى من أمة يقرر ولاءها وبراءها ويرسم طريقها ومنهجها عبر الإعلام والصحافة أناس ما تخرجوا إلاّ من الملاحق الفنية والرياضية جل ثقافتهم أسماء الممثلات والمغنيات والراقصات والرياضيين. ثم يا ترى ماذا سيكتبون بعد أسابيع عن احتفالات نهاية الألفية الميلادية الثانية التي توشك على الانتهاء؟! إنّهم وكالمعتاد سيدعون جماهير المسلمين إلى المشاركة فيها حتى لا يتهم الإسلام بالرجعية والظلامية، ولكي يثبتوا للعالم أنّهم متحضرون بما فيه الكفاية حتى يرضى عنهم عباد الصليب وعباد العجل، والويل ثم الويل لمن أنكر مشاركة المسلمين في تلك الاحتفالات العالمية الألفية، إنّه سيتهم بالأصولية والتطرف والإرهاب وسفك الدماء. ولن تعدم من منهزميهم فتاوى معممة جاهزة بجواز المشاركة، يتلقفها صحفيون يكذبون عليها ألف كذبة لإقناع المسلمين أنّ الإسلام بلغ من تسامحه وأريحيته إجازة المشاركة في شعائر الكفر؛ حتى لا نجرح مشاعر الكفار، ونكدر عليهم صفو احتفالاتهم التي كانت خاتمة لقرن شهد دماءا إسلامية غزيرة نزفت في أرجاء المعمورة بأيدي اليهود والنصارى في حروب عقائدية دينية غير متكافئة، وما أنباء كوسوفا عن تلك الاحتفالات ببعيدة إذ هي في آخر عام من تلك الألفية النصرانية المتسامحة!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 12:40]ـ
الاحتفال بالمسيح بين نصارى الشرق والغرب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي كل أمة من الأمم أو ملة من الملل تجد في سلوكها ومظاهرها ما تستطيع أن تحكم به على أفكارها وعقائدها، وهذا يؤكد لنا صحة المقولة المشهورة: "السلوك مرآة الفكر"، ولكن لو عبرنا بتعبير شرعي فسنقول: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» متفق عليه.
وبقدر ما تتفق المظاهر والشعائر بقدر ما تتفق الأفكار والعقائد، وهذا ما عبر عنه الشرع في الحديث النبوي: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبو داود، وصححه الألباني.
ومن أعظم ما يثير الأمم والشعوب لإظهار ما تعتقده قلوبهم ما توارثوه من اجتماعات ومواسم، وشعائر ومراسم، حظيت بمزيد من التكريم والاهتمام، بل والإجلال والإعظام.
فإنك إذا طالعت مثلا أعياد أمة كاليونان لم تكد تجد يومًا من أيام السنة إلا وفيه عيد من أعيادهم إرضاءً لإله من آلهتهم، التي زاد عددها فوق الحصر، وما قاربهم أحد في ذلك في قطر ولا مصر.
فهل هذا إلا لفراغ عقولهم وفساد حلومهم، حتى كلوا وملوا من تلك الأعياد، إذ تاهوا من قبل وضلوا عن طريق الهدى والرشاد، فاخترعوا عيدًا فريدًا لكبير آلهتهم ومقدم أربابهم (زيوس) يتكرر كل أربع سنوات عند سهل (أوليمبيا) وبالقرب من جبال (الأوليمب)، وعنده أوقدوا شعلتهم الوثنية، وانطلقوا في ألعابهم الأوليمبية.
بل لو طالعت أعياد ملة كالنصرانية، لوجدت عجبًا من التصور الفاسد، والاعتقاد الباطل، ينبيك عنه أعمال شقوا فيها، ظنوا أن وراءها جزاءً ووفاءً، وما هي إلا سراب وظلمات، تكون عليهم يوم القيامة حسرات.
فأعظم أعيادهم المبتدعة ومناسباتهم المخترعة ما أسموه (عيد الفصح) أو (عيد القيامة)؛ وهو عندهم يوم الفطر من صومهم الأكبر، ولا يكون إلا يوم الأحد، ويسمى (أحد الفصح)، ويزعمون أن المسيح -عليه السلام- قام بعد موته بثلاثة أيام ليخلص آدم من الجحيم. وهذا إشارة إلى اعتقادهم في المسيح -عليه الصلاة والسلام- الذي يزعمون كذبًا أنه ابن الله، ويشيرون إليه باسم (الناسوت) إشارة إلى الطبيعة الإنسانية للمسيح، في مقابل (اللاهوت) الذي يشير إلى الطبيعة الإلهية له، ولكنهم اختلفوا في حقيقة تلك الصفات بعد التجسد، فتعتقد طائفة الأرثوذكس أن المسيح بعد التجسد له طبيعة واحدة متحدة، بينما يعتقد الكاثوليك والبروتستانت أن له طبيعتين إحداهما (لاهوتية) والأخرى (ناسوتية) كما أن له مشيئتين كذلك.
ثم اتفقوا أيضًا على أن هذا الإله المزعوم مات وترك الأكوان معطلة، ثم قام بعد موته ليصعد إلى الملكوت.
واختلفوا كذلك في وقوع الصلب هل كان على الناسوت فقط أم على الناسوت واللاهوت معًا، وهذا بناء على اختلافهم السابق في طبيعة المسيح بعد التجسد.
وفي النهاية هم متفقون على وقوع الصلب على الذي يزعمون أنه (ابن الله)، وأنه قام بعد موته ليصعد إلى الملكوت -فتعالى الله عن إفكهم وضلالهم-.
وهذا العيد يأتي بعد عيد قبله، وهو عيد ميلاد إلههم الزور، الذي سيموت بعد قليل ليقوم بعد موته؛ ليحتفلوا به في عيد قيامته.
ومما يجدر ذكره أن طائفة البروتستانت لا تؤمن بأعياد واحتفالات الطوائف الأخرى، حتى وإن أقرت بالأعياد الكبرى كالميلاد والغِطاس والقيامة فإنها تخالفهم في شعائرها ومراسم الاحتفال بها.
عيد الميلاد:
وعيد الميلاد هذا أو كما يحلو لهم أن يسموه (عيد الكريسمس) هم أنفسهم لا زالوا مختلفين فيه؛ فعامة النصارى تحتفل به في يوم الخامس والعشرين من ديسمبر.
أما عند نصارى الشرق فيحتفلون به يوم التاسع والعشرين من شهر (كيهك) والذي يوافق السابع من شهر يناير.
ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح -عليه السلام- كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات؛ حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة.
وقصة الميلاد مذكورة في إنجيلي (لوقا) و (متَّى).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأول احتفال به كان عام 336م، وقد تأثر بالشعائر الوثنية؛ حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء، وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية؛ صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوروبا، وأصبح القديس (نيكولاس) رمزًا لتقديم الهدايا في العيد من دول أوروبا، ثم حل البابا (نويل) محل القديس (نيكولاس) رمزًا لتقديم الهدايا خاصة للأطفال.
وقد تأثر كثير من المسلمين في مختلف البلاد بتلك الشعائر والطقوس؛ حيث تنتشر هدايا البابا (نويل) المعروفة في المتاجر والمحلات التي يملكها في كثير من الأحيان مسلمون، وكم من بيت دخلته تلك الهدايا، وكم من طفل مسلم يعرف البابا (نويل) وهداياه!
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن خرافاتهم في ليلة رأس السنة -31 ديسمبر- اعتقادهم أن الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ، وإذا كان عازبًا فسيكون أول من يتزوج من بين رفاقه في تلك السهرة، ومن الشؤم دخول منزل ما يوم عيد رأس السنة دون أن يحمل المرء هدية، وكنسُ الغبار إلى الخارج يوم رأس السنة يُكنس معه الحظ السعيد، وغسل الثياب والصحون في ذلك اليوم من الشؤم، والحرص على بقاء النار مشتعلة طوال ليلة رأس السنة يحمل الحظ السعيد ... إلخ تلك الخرافات.
عيد الغِطَاس:
وهو يوم (19 يناير) عند عامة النصارى، وأما عند الأرثوذكس فيوم (11 من شهر طوبة)، وأصله عندهم أن يحيى بن زكريا -عليهما الصلاة والسلام- والمعروف عندهم (بيوحنا المعمدان) عمّد المسيح ابن مريم -عليه السلام- في نهر الأردن، وعندما غسله اتصلت به روح القدس، فصار النصارى لأجل ذلك يغمسون أولادهم في الماء في هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم.
وعلى هذا المفهوم تحتفل به الكنائس الأرثوذكسية، وأما الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية فلهم مفهوم آخر في الاحتفال به عن طريق الرش بالماء، وليس التغطيس.
شرائع وشعائر بين عيد الميلاد المبتدع وعيد القيامة المخترع:
أ- بداية الصوم الكبير، وهو أربعون يومًا قبل أحد الفصح، ويبدؤون الصوم بأربعاء يسمونه أربعاء الرماد؛ حيث يضعون الرماد على جباه الحاضرين ويرددون: "من التراب نبدأ وإليه نعود".
ب- ثم بعده خمسون يومًا تنتهي بعيد الخمسين أو العنصرة.
ج- أسبوع الآلام، وهو آخر أسبوع في فترة الصوم، ويشير إلى الأحداث التي قادت إلى موت عيسى -عليه السلام- وقيامته -كما يزعمون-.
د- أحد السعف، وهو يوم الأحد الذي يسبق أحد الفصح، وهو أول يوم من أسبوع الآلام، وهو إحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس ظافرًا. ويسمى أيضًا (أحد الشعانين) و (أحد السعانين) و (أحد الأغصان).
هـ- خميس العهد أو الصعود، ويشير إلى العشاء الأخير للمسيح واعتقاله وسجنه.
و- الجمعة الحزينة، وهي السابقة لعيد الفصح، وتشير إلى موت المسيح على الصليب -حسب زعمهم-.
ز- سبت النور وهو الذي يسبق عيد الفصح، ويشير إلى موت المسيح، وهو يوم الانتظار وترقب قيام المسيح أحد عيد الفصح.
وتنتهي احتفالات عيد الفصح بيوم الصعود أو خميس الصعود؛ حيث تتلى قصة رفع المسيح إلى السماء في كل الكنائس، ولهم فيه احتفالات ومهرجانات مختلفة باختلاف المذاهب والبلاد النصرانية، ويسمون خميسه وجمعته السابقة له (الخميس الكبير)، و (الجمعة الكبيرة)، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-، وهو الخميس المقصود برسالة الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- (تشبه الخسيس بأهل الخميس).
وهذا الخميس هو آخر أيام صومهم، والذي يليه أحد القيامة، والذي يتبعه مباشرة الاحتفال بشم النسيم يوم الاثنين بعده.
والعجيب أن يأتي بعد ذلك من المسلمين من يهنئ هؤلاء بأعيادهم أو يشاركهم فيها، وقد علم ما فيها من فساد في الاعتقاد، قال -تعالى-: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً* أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً* إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً* وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم: 88 - 95]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقوم فهو منهم».
قال ابن القيم -رحمه الله- في أحكام أهل الذمة: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه". انتهى كلامه.
نسأل الله -تعالى- أن يهدي من ضل من المسلمين، وأن يثبتنا على الصراط المستقيم.
للاستزادة يراجع:
اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
تشبه الخسيس بأهل الخميس للذهبي.
أعياد الكفار وموقف المسلم منها لإبراهيم بن محمد الحقيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن الغريب]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 02:01]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
ـ[أبو العيناء الغريب]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 02:51]ـ
بارك الله فيكم
اللهم اهدي أمتي ورجال ونساء أمتي
اللهم اصرف عنهم تلك المحرمات وقربهم إلى كل قول وعمل يرضيك منهم يا رب العالمين(/)
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ - الانف
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 10:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنف جهاز بالغ الدقة
· إذا نظرت إلى انفك من الداخل, لوجدت مجموعة من السطوح المتداخلة، و التي تجعل مسار الهواء حتى يصل إلى الرئتين طويلا, لماذا؟
في أيام الشتاء القارص, قد يستنشق الإنسان هواء حرارته صفر، فبهذه المسافة الطويلة, و بهذا السير بين السطوح المتداخلة, يسخن الهواء و يصل إلى الرئة بدرجة حرارة مناسبة جداً.
· هذه السطوح المتداخلة، فيها أوعية دموية, في أيام البرد, تتسع هذه الأوعية الدموية، و مع هذا الاتساع تأتي كمية دم ساخنة تسخن هذه السطوح، و يسخن الهواء الذي يمشي بينها, فالإنسان لو نظر على أنفه بالمرآة في أيام البرد الشديد يرى أنفه أحمر اللون، من أين جاء هذا اللون؟
من اتساع هذه الأوعية الدموية
· هذه السطوح الداخلية مغطاة بمادة مخاطية لزجة، من شأن هذه المادة أن تستقطب الغبار والمواد العالقة في الغبار
· و كخط دفاع ثاني, يوجد على هذه السطوح الداخلية أشعار, و كل هذا للتخلص من الغبار العلق في الهواء الذي نتنفسه
· خاصية الشم عجيبة أخرى, عشرون مليون عصب شمٍّ لنقل الرائحة إلى المخ، وتستقر هذه الرائحة في الذاكرة الشمية، و هذه الذاكرة تتسع لعشرة آلاف رائحة, أي أن الأنف السليم يستطيع أن يميز بين عشرة آلاف رائحة مختلفة.
أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
كل هذه الخصائص من أجل أن تستنشق هواءً نقياً ساخناً يتناسب مع حرارة الجسم
سبحانك ربنا, ما خلقت هذا باطلا
? وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُم ? (سورة غافر الآية: 64).
? الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ? (سورة السجدة الآية: 7).
? لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ? (سورة التين).
المصدر: حلقات العقيدة و الإعجاز- للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
أعظم أنواع العبادة لفضيلة الشيخ العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 02:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، توعَّد المجرمين بالعقاب، ووعد المتقين بالإثابة. وبعد:
فإنَّ الدعاء أعظم أنواع العبادة، فعن النعمان بن بشير- رضي الله عنهما- عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: ((الدعاء هو العبادة))، ثم قرأ: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، [غافر:60])) [رواه أبو داود، والترمذي، قال حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم].
وقد أمر الله بدعائه في آيات كثيرة، ووعد بالإجابة، أثنى على أنبيائه ورسله فقال:
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء:90].
وأخبر أنَّه سبحانه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، فقال-سبحانه- لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة:186].
وأمر -سبحانه- بدعائه والتضرّع إليه، لا سيما عند الشدائد والكربات. وأخبر أنّه لا يجيب المضطر ولا يكشف الضر إلا هو. فقال: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) [النمل:62].
وذم الذين يعرضون عن دعائه عند نزول المصائب، وحدوث البأساء والضراء. فقال: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) [الأعراف:94]. وقال –تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأنعام:42،43].
وهذا من رحمته وكرمه-سبحانه- فهو مع غناه عن خلقه يأمرهم بدعائه؛ لأنهم هم المحتاجون إليه.
قال-تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر:15]. وقال-تعالى-: (وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء) [محمد:38].
وفي الحديث القدسي: ((يا عبادي، كلكم ضال إلّا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلّكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلَّكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنّكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم)) [رواه مسلم].
فادعوا الله عباد الله، واعلموا أنَّ الاستجابة الدعاء شروطاً لابد من توفّرها. فقد وعد الله-سبحانه- أن يستجيب لمن دعاه. والله لا يخلف وعده، ولكن تكون موانع القبول من قبل العبد.
*فمن موانع إجابة الدعاء أن يكون العبد مضيعاً لفرائض الله، مرتكباً لمحارمه ومعاصيه:
فهذا قد ابتعد عن الله وقطع الصلة بينه وبين ربه. فهو حري إذا وقع في شدّة ودعاه أن لا يستجاب له.
وفي الحديث أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: ((تعرّف على الله في الرخاء، يعرفك في الشدة)) يعني أنّ العبد إذا اتقى الله، وحفظ حدوده، وراعى حقوقه في حال رخائه فقد تعرّف بذلك إلى الله وصار بينه وبين ربه معرفة خاصة. فيعرفه ربه في الشدة؛ بمعنى أنّه يفرجها له في الشدة، ويُراعي له تعرّفه إليه في الرخاء فينجيه من الشدائد. وفي الحديث: ((وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ ممّا افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصره به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي لها. ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه)) [رواه البخاري].
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخائه عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته. كما قال تعالى عن نبيّه يونس- عليه الصلاة والسلام- لما التقمه الحوت: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات:143،144] أي لصار له بطن الحوت قبراً إلى يوم القيامة.
قال بعض السلف: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إنّ يونس –عليه الصلاة السلام- كان يذكر الله، فلما وقع في بطن الحوت قال الله –تعالى: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).وإن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله: (حتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ)، فقال الله –تعالى-: (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) يونس: [91،90]
*ومن أعظم موانع الدعاء: أكل الحرام:
فقد ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء يا ربّ، يا ربّ ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغُذّي بالحرام. فأنّى يُستجاب لذلك)) [رواه مسلم].
فقد أشار النبيّ صلّى الله عليه وسلم إلى أنّ التمتّع بالحرام أكلاً وشرباً ولبساً وتغذيةً أعظم مانع من قبول الدعاء وفي الحديث: ((أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة)).
وقد ذكر عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه قال: أصاب بني إسرائيل بلاء فخرجوا مخرجاً، فأوحى الله – عز وجل- إلى نبيهم أن أخبرهم أنّكم تخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة، وترفعون إليَّ أكفاً قد سفكتم بها الدماء، وملأتم بها بيوتكم من الحرام. الآن حين اشتد غضبي عليكم لن تزدادوا مني إلا بعداً.
فتنبّهوا لأنفسكم أيّها الناس، وانظروا في مكاسبكم ومأكلكم ومشاربكم وما تغذّون به أجسامكم؛ ليستجيب الله دعاءكم وتضرعكم.
*ومن موانع قبول الدعاء: عدم الإخلاص فيه لله:
لأن الله تعالى –يقول-: ((فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) [غافر:14]. وقال –تعالى-: ((فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)) [الجن:18]
فالذين يدعون معه غيره من الأصنام وأصحاب القبور والأضرحة والأولياء والصالحين كما يفعل عُبّاد القبور اليوم من الاستغاثة بالأموات، هؤلاء لا يستجيب الله دعاءهم إذا دعوه لأنهم لم يخلصوا له. وكذلك الذين يتوسّلون في دعائهم بالموتى فيقولون: نسألك بفلان أو بجاهه. هؤلاء لا يستجاب لهم دعاء عند الله، لأنّ دعاءهم مبتدع غير مشروع فالله لم يشرع لنا أن ندعو بواسطة أحد ولا بجاهه، وإنما أمرنا أن ندعو مباشرة من غير واسطة أحد.
قال تعالى: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))، وقال تعالى: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))، وإن استجيب لهؤلاء فهو من الاستدراج والابتلاء. فاحذروا من الأدعية الشركيّة والأدعية المبتدعة التي تُروَّج اليوم.
*ومن موانع قبول الدعاء: أن يدعو الإنسان وقلبه غافل:
فقد روى الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنَّ الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه))
*ومن موانع قبول الدعاء: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
فعن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما- عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عذاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم)) [رواه الترمذي].
وقال الإمام ابن القيم: الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب. ولكن قد يتخلّف عنه أثره إمَّا لضعفه في نفسه بأن يكون دعاءً لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإمّا لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء، فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً. فإن السهم يخرج منه خروجاً ضعيفاً. إما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، ورين الذنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها. وقال: الدعاء من أنفع الأدوية. وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه. ويمنع نزوله ويرفعه أو يخفِّفه إذا نزل وهو سلاح المؤمن. كما روى الحاكم في مستدركه من حديث علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وسلم: ((الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض)). وروى الحاكم أيضاً من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدعاء ينفع مما نزل وممّا لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)) وعن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يحب المُلحِّين في الدعاء)).
فالدعاء هو أعظم أنواع العبادة؛ لأنّه يدل على التواضع لله، والافتقار إلى الله، ولين القلب والرغبة فيما عنده، والخوف منه تعالى، والاعتراف بالعجز والحاجة إلى الله. وترك الدعاء يدلك على الكبر وقسوة القلب والإعراض عن الله وهو سبب لدخول النار. قال – تعالى -: ((قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)).
كما أنَّ دعاء الله سبب لدخول الجنة. قال – تعالى -: ((وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)) [الطور:25 - 28].
يخبر سبحانه – عن أهل الجنة أنهم يسأل بعضهم بعضاً عن أحوال الدنيا وأعمالهم فيها، وعن السبب الذي أوصلهم إلى دار الكرامة، فيقول بعضهم لبعض: إن السبب الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الكرامة والسرور أنهم كانوا في دار الدنيا خائفين من ربهم ومن عذابه، فتركوا الذنوب، وعملوا الصالحات وأن الله –سبحانه- منَّ عليهم بالهداية والتوفيق. ووقاهم عذاب الحريق. فضلا منه وإحساناً؛ لأنهم كانوا في الدنيا يدعونه أن يقيهم عذاب السموم، ويوصلهم إلى دار النعيم.
فادعوا الله أيها المسلمون، وأكثروا من دعائه مخلصين له الدين.
قال تعالى: ((ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف:55].
(المصدر: مطوية دار القاسم)
إعداد:
فضيلة الشيخ العلّامة/ صالح بن فوزان الفوزان
تم تفريغ هذه المطوية من قبل/ مجموعة آل سهيل الدعوية
تحت إشراف: سهيل بن عمر بن عبد الله بن سهيل الشريف.
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 07:34]ـ
بارك الله فيك(/)
مجموعة من الأكاديميات السعوديات يصدرن بياناً في رفض منتدى جدة
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 02:27]ـ
مجموعة من الأكاديميات السعوديات يصدرن بياناً في رفض منتدى جدة
|
صدر عن مجموعة من الأكاديميات بيان يؤكدن فيه رفضهن لمنتدى (واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية) الذي نظمه مركز السيدة خديجة بنت خويلد، التابع للغرفة التجارية بجدة، وفيما يلي نص البيان وأسماء الموقعات عليه:
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وهدانا به إلى طريق الحق وسبيل السلام، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير الأنام، وعلى آله وصحبه الكرام أما بعد:
لقد تابعنا انعقاد منتدى ((واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية لعام 1431 هـ)) بتنظيم من (مركز السيدة خديجة بنت خويلد) - رضي الله عنها - التابع للغرفة التجارية بجدة، على مدى ثلاثة أيام من الأحد 22 ذي الحجة إلى الثلاثاء 24 ذي الحجة 1431هـ.
وحيث إن هذا (المنتدى) ينعقد في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية أعزها الله بالإسلام، وحفظها من موجبات سخطه وعقابه، وبتنظيم من مركز (يحمل) اسم السيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها -؛ فقد كان من المؤمل أن يمثل هذا المنتدى نهج المرأة السعودية المسلمة الحقيقي في استقلالها الفكري، والتزامها بأحكام الإسلام بما يحقق الأمن النفسي والاجتماعي لها وللأسرة في المجتمع.
كما كان من المؤمل أن يصدر هذا (المنتدى) وهو يعنى بالمرأة السعودية ومشاركتها في التنمية الوطنية عن (توصيات) تنظم حق المرأة السعودية في العمل الذي يكفل لها خصوصيتها الدينية والاجتماعية، ويفي بحاجاتها المادية والمعنوية، وتمكنها من أداء واجباتها الأسرية والوطنية، دون خروج على أحكام الشريعة ومقاصدها، ودون إخلال بقيمها وأصالتها الإسلامية، استجابة لأمر ربنا عز وجل القائل في سورة الأحزاب: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن).
ولكن لم يكن في فعاليات هذا المنتدى ولا في مطالباته وتوصياته ما يمثل المرأة المسلمة مظهراً ولا فكراً،ولا ما يمثل طموحاتها الواعية في المشاركة الواقعية في التنمية الوطنية،ولم تكن معظم تلك التوصيات سوى تنفيذ لما في (بنود) (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة) والتي تحفظت المملكة العربية السعودية بعد توقيعها عليها، على ما يخالف التشريعات الإسلامية.
ومن هذه المطالب المرفوضة الدعوة إلى الاختلاط في المنتديات وأماكن العمل، وغير ذلك من المطالب المخالفة لأحكام الشرع المطهر التي يقوم عليها نظام الحكم في الدولة.
وتأسيساً على ما سبق فإنا نحن الموقعات على هذا البيان،نناشد ولاة أمرنا الغيورين على حقوقنا الشرعية التي كفلها لنا ديننا وعلى قيمنا وعلى كرامتنا بصفتنا مواطنات سعوديات نعتز بقيمنا وأخلاقنا:
-أن يوقفوا مثل هذه المنتديات التي لا تمثل واقعنا واحتياجاتنا التنموية في ظل التشريعات الإسلامية حفاظاً على تماسك مجتمعنا وحفاظاً على أمننا الفكري ومصالحنا التنموية الحاضرة، ومستقبل أجيالنا الواعدة القادمة.
- و مراجعة الاتفاقيات الدولية التي تتعارض مع التشريعات الإسلامية , والتي سيؤدي تنفيذها ألي إلحاق مجتمعنا المسلم بغيره من المجتمعات التي سيطر عليها الفكر المادي.
-العمل على تهيئة بيئة عمل آمنة للنساء, وتوفير جميع ما يحقق الأمن النفسي والاجتماعي للمرأة والأسرة في مجتمعنا السعودي المسلم.
والله الموفق والمستعان، وعليه المعول والتكلان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
الموقعات على البيان:
م الاسم المهنة
1 د. أميرة بنت علي الصاعدي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
2 د. حصة بنت زيد الرشود أستاذ مشارك بجامعة أم القرى
3 د. خديجة صالح بادحدح أستاذ مساعد بجامعة الملك عبدالعزيز
4 د. إيمان بنت محمد صالح أستاذ الفقه المساعد بجامعة الدمام
5 د. سلمى بنت معويض الجميعي كلية الشريعة بجامعة أم القرى
6 د. ابتسام بنت بدر الجابري أستاذ مشارك بجامعة أم القرى-قسم الكتاب والسنة
7 د. عائشة بنت محمد بن رجاء الله الحربي أستاذ مساعد بجامعة أم القرى
8 د. نجلاء بنت سعد الردادي أستاذ مساعد بجامعة طيبة
9 د. منيرة بنت عبد الله الراجحي جامعة القصيم
(يُتْبَعُ)
(/)
10 د. أحلام بنت محمد الوادي أستاذ مساعد بجامعة أم القرى
11 د. سعاد بنت صالح بابقي أستاذ مساعد بجامعة أم القرى
12 د. خديجة بنت علي بيضان أستاذ مساعد بجامعة الملك عبدالعزيز
13 د. هدى بنت عمر باكودح أستاذ مساعد بجامعة الملك عبد العزيز
14 أ. خلود بنت محمد السياري عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
15 د. سميرة بنت حسن أبكر أستاذ مشارك بجامعة الملك عبدالعزيز
16 د. عبير بنت علي محمد دكتوراه تفسير وعلوم قرآن
17 د. رقية بنت نصرالله نياز عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة
18 د. حنين محمد شاهين طبيبة بوزارة الصحة
19 د. رقية بنت محمد المحارب أستاذ مشارك بجامعة الأميرة نورة
20 د. نورة بنت عبدالله العجلان عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز
21 د. أمل بنت عباس جار أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز
22 آمال صالح سالم نصير أستاذ مساعد بجامعة الملك عبدالعزيز
23 د. سميرة بنت صقر المحمد أستاذ مساعد بجامعة الملك عبدالعزيز
24 أ. تهاني ضياء الدين رجب عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز
25 ريم سعيد آل عاطف كاتبة وباحثة في شؤون المرأة و الإعلام
26 مشاعل حمد العيسى كاتبة-دراسات عليا
27 أ. سميرة محمد محمود البلوشي عضو هيئة التدريس بكلية التربية-وادي الدواسر
28 إيمان سالم صالح بن قبوس أكاديمية بجامعة أم القرى
29 هدى بنت محمد الهدلق أكاديمية بجامعة الإمام
30 نورة محمد الهدلق أكاديمية
31 فاطمة عويض الجلسي أكاديمية
32 حنان أحمد بياري أكاديمية- جامعة أم القرى
33 سعاد صقير السلمي أكاديمية في جامعة أم القرى
34 ذكرى عمر اللحياني أكاديمية بجامعة أم القرى
35 أسماء محمد الهدلق أكاديمية بكلية إعداد المعلمات
36 شريفة علي الزبيدي أكاديمية
37.د. أفنان بنت محمد تلمساني ـ استاذ الفقه المشارك في جامعة أم القرى
38.د. فايزة بنت جميل ـ معلم استاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدريس بجامعة أم القرى
مركز التأصيل للدراسات والبحوث ( http://www.taseel.com/Display/Author/AuthorsPubs.aspx?ID=219)(/)
ايهما اولى بالاباحة: عيد القبر النبوي ام عيد ميلاد ابنك .. ؟
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 05:28]ـ
يقول عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه: لاتجعلوا قبري عيدا , وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم ..
وفي الحديث الاخر بين عليه الصلاة والسلام امرا آخر يقترن بهذا الحديث ليكون الامر اسهل بل و اوضح للقضية على المؤمن , فقال عليه الصلاة والسلام: ان لله ملائكة سياحين يبلغونني عن امتي السلام ..
يعني صل وسلم على نبيك ولا يحتاج ان تضرب المطي من اجل ذلك ..
بل بعض التابعين حينما رأى رجلا واقفا عند فرجة في القبر النبوي , قال له: ما انت ومن بالاندلس الا سواء ,
يعني سواء سلمت هنا او سلمت بالاندلس فالامر سيان ..
ولما توفي عليه الصلاة والسلام بأبي هو وامي - دفن حيث مات - في بيت عائشة رضي الله عنها , وقد احاط عمر بن عبدالعزيز حينما كان على المدينة = قبره على ثلاثة جدران , وكان هذا الفعل منه فضيلة له ليقرر قول عائشة رضي الله عنها ويتم للصحابة مرادهم كونهم خشوا من ابراز قبره حتى لا يكون وثنا يعبد تفسيرا منهم للعنه صلى الله عليه وسلم لاهل الكتاب الذين يجعلون على قبور انبيائهم مساجد ... !
وقد جاء عن مالك رحمه الله كراهته ان يقال زرت قبر النبي عليه الصلاة والسلام
مع كونه يرى مشروعية زيارته .. !!
حتى جاء عنه رحمه الله المنع من مس قبره عليه الصلاة والسلام
اذن ... الاثر الاول يقول لك لا تكرر الزيارة للقبر النبوي , ولا تجعل لها يوما محددا يكون عيدا
والاثر الثاني والثالث يريحك من عناء السفر ويقطع عليك المشقة
لتسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وانت في مكانك في اي البلاد شئت
اما الاثر الرابع فيبين التحذير والخوف من الغلو في قبره عليه الصلاة والسلام ..
واما النقل عن مالك فيدل على حرص السلف على المنع من جعل قبر النبي عليه الصلاة والسلام عيدا لما ورد عنه في ذلك
كل هذا .. مع كون زيارة قبره عليه الصلاة والسلام مشروعة .. !!
طيب .. ومع عدم وجه القارنة:
ايهم اولى بان يكون عيدا .. ؟
ما كان له اصل في الشريعة
وقد جاء النص بالمنع منه على وجه مخصوص ..
او ما لم يكن له اصل في الشريعة .. ؟
وقد جاء النص بالمنع منه مطلقا وهو التشبه بالكفار .. !
والمبيح للثاني محجوج بالاول
فإن لم يكن بالاول فبالثاني نفسه
وقد قال عليه الصلاة والسلام من تشبه بقوم فهو منهم(/)
إماطة الأذى عن الرؤوس .. ش. عبد المنعم الشحات حفظه الله ..
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 07:38]ـ
إماطة الأذى عن الرؤوس
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
كم من المخالفات التي يرتكبها المسلمون في ليلة رأس السنة الميلادية!!
وكم من التصرفات التي لا تليق بعاقل فضلاً عن مسلم!!
ولنبدأ بآخرها وأهونها -وليس بهيِّن عند الله-.
تمشي في طرقات المسلمين صبيحة تلك الليلة لترى العجب العجاب، تجد قِطعاً من الزجاج والفخار والخزف، وقد تناثرت شظاياها في وسط الطريق مهدِدة المشاة والسيارات على حد سواء، وتعجب من تكاسل كافة الخلق عن إماطة هذا الأذى عن الطريق، صحيحٌ أن إماطة الأذى عن الطريق هو أدنى شعب الإيمان كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) متفق عليه، ولكن يكفيها شرفاً أنها من جملة شعب الإيمان.
ثم إن هذه الشعبة من شعب الإيمان قد غَدت عند كثير من أهل زماننا المنبهرين بحضارة الغرب من أعظم شعب الإيمان، إلى الدرجة التي دفعت الكثيرين منهم إلى أن يقولوا: "إن في الغرب إسلام بلا مسلمين"، يعنون بالإسلام الذي عند الغرب نظافة الطرق ونظامها، وإلا ففي أجوافهم نجاسة الخمر، وفي قلوبهم نجاسة الشرك، فلماذا يُقصِّر الناس إذن في شعبة من شعب الإيمان رغم أنهم من الناحية النظرية يغالون فيها ويعظمون من شأنها فوق ما هو أعظم منها من شعب الإيمان كالتوحيد ونفي الشرك؟
وإن تعجب من حال هؤلاء المتكاسلين عن إماطة الأذى عن الطريق، فالعجب كل العجب ممن ألقى بهذا الأذى في طريق الناس عن عمد!
وإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من جملة الأمور المطلوب فعلها، فإن وضع الأذى في طريق الناس من أعظم المناهي الشرعية، والتي جاء لعن من وقع فيها، وفي الحديث (اتقوا اللاعنين. قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم) رواه مسلم، وهذا الزجر الشديد لمن يفسد على الناس طريق سيرهم، أو مواطن استظلالهم، وإن كانوا بصحراء، فكيف بمن يضع الأذى في الطرق المؤهلة العامرة؟ ويا ليته كان "وضعاً"، ولكنه الإلقاء من الأبنية العالية الشاهقة، وربما صادف بعض المشاة أو بعض السيارات، ومن لم يأخذ حذره تنهال هذه القذائف على رأسه قبل أن تهوي إلى الطريق.
مما يعني أن الكلام على إماطة الأذى عن الطريق يعد رفاهية إذا ما علمنا أننا بحاجة إلى إماطة الأذى عن الرؤوس -أعني رؤوس المارة-، ولكن هذا لا يتأتَّى إلا بإماطة الأذى من رؤوس الرامين، فلابد من جولة داخل هذه الرؤوس لمعرفة ما الذي دهاها لكي تقدم على تلك الأفعال الشنيعة؟
فإذا سألتهم فسوف تجد عجباً، إن القوم يفعلون ما يفعلون تفاؤلاً بأنهم بذلك يودعون شرور سنة ماضية بكسر الأواني، وإن كان ذلك فوق رؤوس الخلق، وأنهم يعتقدون أن من لن يفعل ذلك سوف تبقى معه شرور السنة الماضية.
وهذا هو التطير الذي أقل أحواله أن يكون شركاً أصغر، والذي بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه من الشرك فقال: (الطيرة شرك، الطيرة شرك) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني، وقال -تعالى-: (فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف: 131)، أي أن ما يأتيهم من الحسنات أو السيئات إنما هو من قضاء الله وقدره، وبالتالي فقد جاءت السُنَّة بخير عوض للمسلم عن طيرة الجاهلية، وهو أن يقول المسلم: (اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك) رواه أحمد وصححه الألباني.
فالإسلام يربِّي المسلم على أن يتوكل في أموره كلها على الله -تعالى- ثم بعد ذلك يأتي دور الأخذ بالأسباب الظاهرة الواضحة التي يدرك أهل الدنيا وجه العلاقة بينها وبين نتائجها، وهذا الجمع بين الأسباب الباطنة والظاهرة قد تعرض لهجمة غربية علمانية، تريد من الناس جميعاً -ومن المسلمين خصوصاً- أن يتراجعوا عما أسموه بـ "الفكر الغيبي"، وأن يكفوا عن إنزال حاجاتهم ورفع دعواتهم لله -عز وجل-.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الثقافة العلمانية لا تفرق بين علم غيب هو من خبر علام الغيوب المحفوظ بحفظ الله له، وبين غيره من التخرصات البشرية أو من أخبار الرسل التي تلاعبت بها أيدي البشر، فالكل عند القوم"خرافات".
ولكن ويا للعجب أن تراهم غارقين في الخرافة الحقيقية حتى آذانهم!
إن مقتضى إيمان العبد بالله -عز وجل- وقدرته الشاملة أنه يدرك أنه عبدٌ لله، والعبد لابد له من إظهار مظاهر العبودية التي هي الطاعة المطلقة، ومن ثَم جاء دين الله بأوامر يجب على العباد امتثالها، ونواهي يجب عليهم اجتنابها، ومع ذلك جاءت الشريعة بأنواع من التخفيف والتيسير عند وجود المشقة فضلاً عن الضرر.
وهؤلاء القوم الذين زعموا أن الإيمان بالغيب خرافة، ثم وقعوا في خرافات التشاؤم والتفاؤل بطقوس ما أنزل الله بها من سلطان، يحافظ أصحابها عليها محافظة تملأك دهشاً وعجباً، وكأنها العبادة التي استنكفوا عنها، ولكنها لجهة مجهولة لا تملأ القلب سكينة، ولا تسد فيه فقراً إلى خالقه ومولاه.
وانظر إلى حال هؤلاء وهم يتحينون الميعاد بالدقيقة والثانية، وهم يحرصون على أنواع المقذوفات، والمسلمون الذين يفعلون هذه الطقوس غالباً ما يكونون مقصرين في عباداتهم، أو على أحسن أحوالهم يكونون من المتَرخِّصين الذين يسألون دائماً عن الرُخَص في أمر العبادات الشرعية؛ لأن العبادات الشرعية معلومٌ مَن فرضها، ومعلومٌ مَن يُتوجه بها إليه، ومعلوم أن الذي فرضها شرع معها رُخَصاً يسأل عنها السائلون.
ولكن لمَّا كانت هذه الطقوس شيطانية لا يُعلم لها خطام ولا زمام، فالعاملون بها لا يجدون من يسألونه عن رخصة، ومن ثم تجد الحرص البالغ على هذه الطقوس، وإلا فما أحوج طقوسهم إلى رخصة تعفي أصحاب الأدوار العليا مثلاً من أن يتولوا بأنفسهم إلقاء هذه المقذوفات، أو رخصة تبيح لهم أن يوكلوا حارس العمارة عنهم حتى يكون مبصراً على رأس من ستقع، أو رخصة تبيح تأجيل الرمي في الليالي الباردة.
ولكن القوم لن يجدوا من يسألونه عن هذا كله، ولا أدري متى يميط هؤلاء الرامون الأذى من رؤوسهم؟
فلنبحث إذن عمن وضع هذا الأذى في رؤوس القوم لاسيما والغرب الذي من عنده ورد هذا الأذى يتبنى أعلى درجات المادية الرافضة لكل صور الفكر الغيبي، كما أشرنا آنفا، ولكن المفاجأة أنك ستجد أن هذه الطقوس هي جزء من البقية الباقية من عقيدة الغرب الخرافية التي تمثلت في تحريفات أوربا في عصورها القديمة على دين المسيح -عليه السلام-، وأن الغرب صدَّر لنا كل ثقافته المادي منها والخرافي، مما يستوجب على جميع المعنيين بشأن الأمة أن يعيدوا صياغة العقل المسلم، وأن يحرروه من التطرف الغربي في ميدان المادة وفي ميدان الخرافة على حد سواء، وأن يعيدوه إلى المنهج الإسلامي النقي الذي لا يتوكل فيه إلا على الله، ولا يسأل فيه إلا الله، ومع الأخذ بما ينفعه والبعد عما يضره.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
كلمة للداعية أحمد ديدات في صميم دعوة النصارى واليهود!
ـ[مرثد]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 08:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تشرَّفتُ قبل بضعة أيام، وغمرتني سعادة – وأيما سعادة – حينما وقعت في يدي نسخة من آخر كتب الداعية الكبير الشيخ أحمد ديدات ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A F%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA) ( توفي 2005م) رحمه الله، وهو كتاب (الاختيار بين الإسلام والنصرانية) .. وسعادتي هذه لأمرين:
(1) أنّها هدية.
(2) أنها ترجمة للجزء الثاني من الكتاب (الذي سعدتُ كذلك حينما رأيت طبعته الثانية في قرابة سنتين ما شاء الله).~
جعلتُ أتصفحه سريعاً حينما اضطُررتُ للانتظار في مكان عام، ووقع نظري على مقطع للشيخ أحمد ديدات يتناول فيه آيات يحفظها أو يعرفها أغلب المسلمون (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .. )، وأدهشني ما قاله الشيخ ديدات رحمه الله عنها، ما تلمسه فيها من سعة عقل وفن في الدعوة، وأنقل لكم نص الفقرة، كنموذج محفِّز لقراءة الكتاب أولاً، وكأسلوب جديد تستفيد منه في دعوة غير المسلمينوَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)!
http://img831.imageshack.us/img831/8020/ikhtear.png
غلاف الجزء الأولى
قال المؤلف الداعية أحمد ديدات رحمه الله ص13 من كتابه الاختيار بين الإسلام والنصرانية (ط العبيكان 1431هـ): “
الفصل الأول
أول زبائننا
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [آل عمران:110].
دعهم وحدهم
الآية المذكورة سابقاً هي واحدة من أكثر الآيات متعددة الدلالات في القرآن الكريم، فقد سمعتُ مجموعة من المحاضرات من إخواننا الطلبة يتلون الشطر الأول من الاية، متوقفين عند لفاظ الجلالة، متبعينها بأطروحات مختلفة، وللحقيقة فقد فعلتُ الأمر نفسه في أكثر من نصف مجموعة من المواضيع المختلفة.
وخلال الأسئلة وإجاباتها في نهاية محاضراتي، وتحديداً في نيوكاسل [مدينة في جنوب ناتال بجنوب أفريقيا]، سئلتُ لماذا لا أدع اليهود والنصارى وشأنهم في أثناء حديثي وكتاباتي، وفي ردي على هذا السؤال، قرأت النصف الأول من الآية، وسألت جمهوري لأعرف عدد الناس الذين فهموا المقطع، ومن ضمن جمهور يقارب الثلاثة مئة، رفع أحد عشر أخاً أيديهم، عندما طلبتُ ممن يحفظ القرآن من هؤلاء الأحد عشر أن يخفض يده لمعرفته المسبقة بالآية كاملة، فأنزل ثلاثة من الأحد عشر أيديهم، وسألت الثمانية الباقين كل على حدة أن يكمل النصف الثاني من الآية فكان الفشل بنسبة 100?، وكنت أنا أيضاً في السفينة نفسها باعتباري أحفظ الآية من مدة طويلة جداً.
~
ومن خبرتي لم أسمع قط شرحاً للجزء الثاني من الآية، وقد لاحظتُ أيضاً أنه لا أحد من مفسري القرآن ذكر شيئاً عنه، وكأن هناك نوعاً من المؤامرة من جانبهم، لكنها ليست مؤامرة، ففي الجزء الأول من الآية يحث كل مفسر على السلوك القويم، ويحذر من الزيغ عن الطريق، فهم يعقلون على المحتوي معتمدين على هذا النصف مظهرين رضاهم عن عملهم الجيد.
~
لكن إجابة سؤال «لماذا حُذف اليهود والنصارى؟» موجودة في الجزئ الثاني من الآية: (وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [آل عمران:110].
http://img196.imageshack.us/img196/9903/ikhteaier2.png
غلاف الجزء الثاني
خلع الله في بداية الآية على هذه الأمة الشرف والامتياز والمنزلة العالية، كوننا (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، فتقلدنا هذا الشرف العالي والمكانة، مستنزلاً سبحانه واجباً ومسؤولية وهي إشراك بقية الناس هذه المنزلة الشريفة بعيداً عن الأنانية.
~
(يُتْبَعُ)
(/)
فأهل الكتاب هو أول من يجب أن نبدأ بهم كونهم مهيئين لهذه الرسالة، فقد بلّغهم العديد من الأنبياء هذه الرسالة، وهم لا ينكرون الكتاب المقدس، ويفخرون بالوحي من التوراة والزبور والإنجيل [التوراة والزبور والإنجيل: لمزيد من الشرح انظر: الجزء الثالث من هذا الكتاب]، والذي أنزل على أنبياءهم الموقرين، ووفقاً لذلك فهم الأنسب والأكثر استعداداً لقبول الإسلام، فمن الواجب عليهم أن يكونوا أول من يقدمون أوامر الله (الإسلام) على رغباتهم، فهو المجدد والموكِّد لما لديهم من الوحي، وعلى الرغم من ذلك فهم أول من يرفض، فما سبب رفضهم؟ وما هي اعتباراتهم في ذلك؟
~
وعلى الرغم من هذا، فليس جميعهم كذلك، فالله يؤكد أن من بين اليهود والنصارى من هو مخلص (وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ).
~
إلى النصارى الطيبين يجب علينا أن ننهج أفضل الطرق لتوصيل رسالتنا لكلا النوعين سواء الشخص الطيب أو الشخص المعارض المتكبر، فللطيبين أفتح القرآن الكريم بينهم وألقي الضوء على هذه الآيات من ثاني السور في القرآن الكريم بادئاً بالآية 42: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42} يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {45} وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ {46}) [آل عمران: 42 - 47].
~
(قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {47} وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {48} وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ {49}) [آل عمران: 47 - 49].
~
وفي نظرتك للنصارى اعمل على فرضية أن كل النصارى طيبون ومخلصون ما لم يثبت غير ذلك، واقرأ الآيات السابقة آية آية، فلا يمكنك تصور الأثر الكبير لكلمات الله على المستمع، فقد رأيت مراراً الدموع تملأ عيون المستمع تماماً كما وصفها القرآن الكريم: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة:83].
~
وهي طريقة إيجابية، فعاملهم جميعاً بلطف وشفقة يستحقونها، لكنهم إذا أظهروا عداوتهم وسكبوا سمومهم تجاه نبي الإسلام الكريم صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، فنحن مؤهلون أن نغيِّر طريقتنا، فنحن مسلحون مسبقاً بالعبارة الخاتمة لهذه الآية الموجودة في بداية الفصل: (وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ). ” إنتهى النقل من الكتاب ص17.
~
أنصح الإخوة بقراءة هذين الكتابين (الجزء الأول والثاني) لأنهما وباختصار: (ترجمة أهم وآخر كتب أشهر داعية إسلامي في الغرب في العصر الحديث، متضمناً سيرة حياته ومواقف مرت به)!!
???
يحسُن لمن ليست لديه فكرة مطلقاً عن الموضوع أن يقرأ كتاب (التوراة والقرآن والإنجيل) لمحمد الصوياني / نشر العبيكان.
هنا تشاهد مقابلة مع أحمد ديدات باللغة العربية ( http://www.archive.org/details/17AR_Sh_Deedat_on_U_A_E_Spotli ght_Arabic)~(/)
صفات الثواب والعقاب
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 12:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفهم من صفة الحياة أنها صفة ذاتية و الجمع بين الحياة و الموت في ذات واحدة يؤدي لنفي أو إنتفاء الذات.
سؤالي الذي فكرت فيه اليوم يتعلق بالعقاب و الرحمة و العقاب, هل هذه الصفات ذاتية؟
نعرف ان رحمة الله بالعباد من مقتضيات صفته الرحمة مع الإرادة, فهل نقول نفس الشيء في البطش و العقاب و الجبروت و غيرها؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 12:40]ـ
هل تقصد كيف نجمع بين صفة الرحمة و صفة الغضب و الإنتقام في ذات الله
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 12:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا, هل هي أولا كل هذه الصفات ذاتية؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(ابتسامة)
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 12:54]ـ
و عليكم السلام
قال العثيمين
كذلك الصفات الفعلية نمرها كما جاءت،
مثل: المجيء والإتيان، الغضب، السخط، الرضى، الفرح، العجب، وغير ذلك من الصفات الفعلية فنمره كما جاء،
فنقول: المراد بالرضى المعنى الحقيقي - بالسخط المعنى الحقيقي - بالفرح المعنى الحقيقي - بالكراهة المعنى الحقيقي - وهكذا،
وقال في موضع آخر من شرح السفارينية
الصفات الفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها،
مثل: الاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد، والفرح بتوبة التائب، والضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخلان الجنة، والغضب على الكافرين والرضى للمؤمنين وما أشبه ذلك،
هذه تسمى صفات فعلية،
لأنها من فعله وفعله يتعلق بمشيئته،
لكن هذا القسم من صفات الله، آحاده حادثة تحدث شيئاً فشيئاً،
وأما جنس الفعل فإنه أزلي أبدي،
فجنس كون الله فعالاً أزلي لم يزل ولا يزال فعالاً لم يأت وقت من الأوقات يكون الله تعال معطلاً فيه عن الفعل، فإن الله لم يزل ولا يزال فعالاً لما يريد سبحانه وتعالى،
لكن نوع الفعل أو آحاده هي التي تكون حادثة،
فمثلاً: الاستواء على العرش نوع من أنواع الفعل وهو حادث، لأنه بعد خلق العرش، النزول إلى السماء الدنيا نوع من أنواع الفعل، هل هو حادث أو غير حادث؟
حادث كان بعد أن خلق السماء الدنيا، الرضى نوع من أنواع الفعل وهو حادث، لأنه إذا فعل العبد فعلا ً يقتضي الرضى رضي الله عنه, إذا فعل فعلاً يقتضي الغضب غضب الله عليه،
هذه تسمى الصفات الفعلية، وربما تسمى (الأفعال الاختيارية)،
لأن هذه الأفعال تتعلق بمشيئة الله واختياره، {وربك يخلق ما يشاء ويختار} (القصص 68).
اعلموا أن كل صفة فعلية فإنها حادثة النوع أو الفرد لكنها قديمة الجنس
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 09:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل نمرها كماء جاءت؟ جاء ماذا؟ الصفات. بعد أن عرفت أنها صفات؟ نعم.
حسنا, نمررها كما جاءت, لكن هذا ليس سؤالي. سؤالي محدد حول الثواب و العذاب.
هل الثواب و العذاب صفات؟ لماذا؟
صفات فعلية أم ذاتية؟
لا أرى إجابة فيما نقلته أخي و السلام عليكم.
ـ[أمل*]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 07:24]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الثواب والعقاب آثار للصفات وليست صفات
الثواب أثر لصفة الرحمة
العقاب أثر لصفة الغضب
والله أعلم(/)
ندوة دراسات ما بعد الاستعمار
ـ[ابن شاهين]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 01:29]ـ
جامعة مولاي إسماعيل
الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية
ندوة: نقد الأنساق الثقافية، ودراسات ما بعد الاستعمار
نحو بدائل لتجديد النظرية النقدية
24/ 25 ماي 2011
Adresse : – BP : 512 Boutalamine – Errachidia
Tél: 05-35-57-00-24 -- Fax : 05-35-57-43-07
Email : fpe.errachidia@yahoo.fr -- Site Web :http://www.fpe-umi.net (http://www.fpe-umi.net/)
تهدف الندوة إلى التفصيل في خصائص نظرية ما بعد الاستعمار، التي تتأسس على تفكيك الخطاب وتحليله في: الأدب والفلسفة والتاريخ والأنثروبولوجيا، ارتباطا بإشكالية الغيرية، والآخر.
لقد حاولت نظرية ما بعد الاستعمار- التي هيمنت على الدراسات النقدية الفلسفية والأدبية الغربية في الآونة الأخيرة- أن تسائل موضوع كتابة تاريخ الآخر غير الأوروبي، وصورته في الأدب والمتخيل الغربيين، وأن تعيد النظر في إشكالية الهوية بوصفها نتاجا للقاء/ الصدام بين الغرب والشرق.
تقترح الندوة التفكير في الموضوعات والأسئلة التالية:
· المفاهيم المفتاحية لنظرية ما بعد الاستعمار: الاختلاف، الغيرية، الهوية، العجائبي، الآخر الشرقي، الزنوجة، الاختلافات الثقافية، صدام الثقافات، النزعات الوطنية ....
· الأسس النظرية والفلسفية لنظرية ما بعد الاستعمار، من خلال جهود ديريدا، فوكو، إدوارد سعيد، غياتري شاكرافورتي سبيفاك، هومي بابا، إعجاز أحمد ...
· نقد نظرية ما بعد الاستعمار من خلال التركيز على مفارقات رهاناتها النظرية ومنجزها العلمي ...
· أدب ما بعد الاستعمار في علاقته بالنظرية، ورد فعل الأدب الغربي ...
· مشكلة تمثيل الآخر في الأدب والفنون ...
· تمثيلات الآخر في أعمال الحقبة الاستعمارية: شكسبير، كونراد، فورستر، كونراد، فلوبير ...
· دراسات تحليلية ونقدية لأعمال ومؤلفات أقطاب النظرية: فرانز فانون، إدوارد سعيد، سبيفاك، هومي بابا، إعجاز أحمد، ...
· دراسات تطبيقية في أدب ما بعد الاستعمار: إيمي سيزير، طيب صالح، سلمان رشدي، غرسيا ماركيز، فارغاس يوسا، آسيا جبار، إدريس شرايبي، أنور ماجد ...
مقتضيات تنظيمية:
* تاريخ انعقاد الندوة: الثلاثاء والأربعاء: 24/ 25 ماي 2011
* يرسل ملخص البحث في حدود 20سطرا على الأكثر، قبل: 15 فبراير2011، مرفقا بالمعلومات التالية:
الاسم الكامل، الصفة الأكاديمية، مؤسسة الانتماء، القسم، الدرجة العلمية، التخصص، المدينة والدولة، الهاتف الثابت والمحمول، البريد الإلكتروني.
* يرسل البحث كاملا قبل 01 أبريل 2011.
* لغات الندوة: العربية، الفرنسية، الإنجليزية.
* تاريخ الإخبار بقبول المشاركة: 15 أبريل 2011
* تتكفل الكلية بنفقات الإقامة والإيواء مدة الندوة.
* توجه المراسلات إلى الأستاذين:
عثمان بيصاني، قسم اللغة الفرنسية بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية،
الإيميل: bissaniat@hotmail.com
الهاتف: 0670629335
البشير التهالي، قسم اللغة العربية بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية،
الإيميل: tahalib@yahoo.fr
الهاتف: 0666526718(/)
مونديال قطر نصر للإسلام؟ أم إغضاب للرحمن؟
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 10:03]ـ
مونديال قطر نصر للإسلام؟ أم إغضاب للرحمن؟
كتبه/ علي حاتم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد عمَّت الفرحة العارمة دولة قطر العربية المسلمة، إثر إعلان فوزها بتنظيم "كأس العالم لكرة القدم" لعام 2022، كما عمَّت الفرحة أيضًا الكثير من الدول العربية والإسلامية لفوز دولة إسلامية عربية لأول مرة في التاريخ بتنظيم ذلك "المونديال"، واعتبره جميع المهنئين نصرًا كبيرًا للإسلام والمسلمين.
وكم هو محزن حقًا أن يعتبر كثير من المسلمين، وصحفيهم، وكتَّابهم، وأدبائهم هذا الحدث نصرًا للإسلام والمسلمين؛ لا سيما وأن إعلان الفوز بذلك المونديال كان من خلال المنافسة مع أكبر دولة في العالم وهي أمريكا، وكأن "قطر" قد انتصرت على تلك الدولة في معركة حربية رفع فيها لواء الإسلام، وعلت فيها راية الحق، وسفلت فيها كلمة الذين كفروا!
وكان حريًا بالمهنئين من المسلمين على اختلاف مواقعهم أن يتبصروا بعاقبة ذلك الحدث -والذي ربما لم تفكر فيه "قطر" نفسها- على ميراث "قطر" الإسلامي والأخلاقي كدولة خليجية لها تقاليدها الإسلامية، بل لقد كان من المحزن أكبر أن تتفطن لتلك العاقبة صحفية "تليجراف" البريطانية -مع اختلاف منظور الصحيفة بطبيعة الحال-، وتعلن عن خمس مشاكل متوقعة تواجه قطر، وكانت المشكلة الرابعة أو "التحدي الرابع"، كما جاء في الصحيفة المذكورة، ونقلت عنها صحيفة "المصري اليوم" في عددها الصادر بتاريخ الأحد 5/ 12/2010م، يتمثل في ثقافة الشعب القطري؛ حيث إن قطر لديها نفس قوانين دول الشرق الأوسط والمجاورة لها، وبالتالي ستشاهد الجماهير العرب ثقافة جديدة، وهي ضرورة وجود عدد من النوادي الليلية والحانات في الشوارع، وهو ما لا يتوافر حاليًا إلا في بعض الفنادق غالية الثمن فقط، فضلاً عن أن الشريعة الإسلامية المطبقة في قطر -الكلام لازال للصحيفة المذكورة- تمنع تناول الكحوليات في أي مكان عام، وهو ما لا يمكن تحقيقه مع الكم الكبير للجماهير المتوقع وصولها إلى قطر" انتهى كلام الصحيفة.
ونحن من خلال ما ذكر نطرح هذه التساؤلات:
هل ستسعى قطر خلال الأعوام المتبقية إلى محاولة تغير ثقافة شعبها، كما أعلنت الصحيفة البريطانية؛ وذلك حتى تتناسب تلك الثقافة المزعومة مع هذا الحدث الكبير؟! أم ستعلن قطر أنها متمسكة بثقافة شعبها الإسلامية التي ورثتها عبر قرون طويلة؟
وهل قطر في هذه الحالة لن تعبأ بمقاطعة جموع المشجعين ومعظمهم من الأوروبيين، للحدث الكبير كما يزعم اللاعبون واللاهون؟!
الذي يظهر بطبيعة الحال وبسعي قطر الدءوب لتنظيم هذا المونديال أن قطر لن تسمح بإفشال هذا الحدث الذي ملأت الدنيا فرحًا به منذ لحظة إعلانه، ومِن ثمَّ فإننا نتساءل أيضًا:
هل تستعد قطر بخططها لبناء الحانات والملاهي الليلية التي ستتسع للسكارى والعاريات من مشجعي كرة القدم التي ابتليت الأمة بها؟
وهل أعدت قطر العدة لتزويد تلك الملاهي والحانات الليلية -كما تسميها صحيفة "التليجراف"- وذلك بمقومات الحانات مِن: خمور ونساء .. الخ؟ اللهم لا حول ولا قوة إلا بك، وإليك وحدك المشتكى.
لقد كُتب على قطر -وذلك بسعيها وفعلها- اختيارٌ واحد، وهو سلوك الطريق نحو مواجهة تحديات إفشال المونديال كما أطلقت عليه الصحيفة المذكورة، ومن بين تلك التحديات التحدي الرابع الذي ذكرناه، والذي عبرت عنه الصحيفة بلفظ: "ضرورة" وجود عدد من النوادي الليلية والحانات في الشوارع.
وبعد هذا العرض الموجز نتساءل أيضًا:
هل فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 انتصار للإسلام كما روَّج له الكثير من المنتسبين للإسلام؟!
أم هو في الحقيقة إنفاق لمئات الملايين، بل المليارات من أموال المسلمين في معصية الله وإغضابه، ونشر قيم الفساد والتعري وشرب الخمور، والزنا، والرقص والطبل، والغناء وغير ذلك من ألوان الفجور التي تغضب الله -عز وجل-؟!
يا لها من خسارة تلحق بالإسلام والمسلمين .. !
يا لها من انتكاسة تأخذ بقيم الإسلام في هذا البلد لترمي بها إلى أسفل سافلين!
وإلى دعاة الضلال والفساد في كل بلاد المسلمين: ها هو النصر المزعوم الذي تروجون له بلا حياء من خالق السموات والأرض، مالك يوم الدين، الذي تقفون بين يديه لا محالة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء:227).
والله وحده المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
منقول(/)
مشروع تقارب بين السلفيين والاشاعره (متجدد)
ـ[فارس اللواء]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 12:05]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نحب التنويه لجميع الاخوه والاخوات بان هناك مشروعا تقريبيا متكاملا يتم الاعداد له الان بالتنسيق مع اداره شبكه محبي الازهر الثقافيه، المشروع يخص جميع اوجه التقارب بين المنهج الفكري السلفي والذي تمثله مدرسه الامام ابن تيميه والشيخ محمد بن عبدالوهاب، وبين المدرسه الفكريه السلفيه الاشعريه.
ونأمل ممن لديه فكره عامه اوخاصه تخص هذا المجال من التقريب نرجو منه ان يضعها في هذا الموضوع المتجدد باذن الله
المشروع حصريا علي شبكه محبي الازهر الثقافيه
وباذن الله سيتم نقل جميع فعاليات المشروع اولا بأول فور حدوثها مباشره
نسأل الله التوفيق والقبول
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 01:10]ـ
الحمد لله .. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التقريب بين المسلمين أمر حسن ومقصد عظيم متفرع عن معنى التوحيد"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
يشكر كل من كان يفكر فيه بقصد حسن وعلى أسس صحيحة, ولا يجوز أن تتوقف مساعي هذا التقريب لحظة, وكل من يأباه فهو مجرم أو أحمق , ولكن أي تقريب؟
بصراحة: عرض المشروع كما هو مبين هنا ,لا يبشر بخير ,حيث توحي طريقة العرض أن السلفيين لم يكن لهم وجود قبل ابن تيمية وفيه من التدليس ما لا يخفى .. فيقال: إن الأشاعرة على طريقتين ,المؤولة وهم جمهورهم ,فهؤلاء لا سلف لهم من السلف الذين هم الصحابة وتابعوهم وتابعوهم, والطريقة الثانية: المفوضة وهؤلاء ينسبون للسلف خطأ, فتحصل من هذا أشعريتان .. فيلزم إذن تحرير معنى كون الأشاعرة:مدرسة سلفية! حتى يكون الكلام بعلم وعدل, هذا إن كان المقصود بالمدرستين:الكلام في الأسماء والصفات فحسب
,فإذا وسعنا الكلام ليشمل كل شيء فثم أمور أخرى بالغة الأهمية, وعلى رأسها مقهوم توحيد العبادة الذي انحسر جدا عند الأشاعرة ومفهوم الإيمان واختيارهم المدرسة الإرجائية .. وغير ذلك
وعليه لو كان المشروع يهدف مثلا لـ: توحيد الأهداف ضد الرافضة مثلا ,لكان شيئا عظيماً ومجديا وقابلا للتحقق عمليا
أما وقد بدأ في مطلعه بالتدليس وإيهام الناس أن المدرسة السلفية الصحيحة المعاصرة لم تكن لتكون موجودة لولا ابن تيمية بما يعني أنها مدرسة محدثة لا علاقة لها بالصحابة ,فهذا مما يفقد الثقة في نيات القائمين عليه, وبخاصة أننا نعلم من كبار علماء الأشعرية (قبل ابن تيمية) من مايز بين طريقة السلف وطريقتهم واعترف بالمباينة
والله أعلم
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 01:39]ـ
فارس اللواء (لم يتبين نوع أل في لوائك)
دعنا من التلبيس أنت ومن وراءك.
بالأمس تنقل كلاما للزائغ محمود سعيد ممدوح وتسميه حافظاً!.
والآن تجعل الأشاعرة سلفية! وتجعل المدرسة السلفية لا يمثلها إلا شيخ الاسلام والمجدد محمد بن عبدالوهاب عليهما رحمة الله.!
إن أردت الحق فادع من زاغ عن الحق إلى الاقتراب من الحق.
ألم تعلموا بعد أن هذه الأفلام لم تعد تروج عند اهل البصيرة.
ـ[فارس اللواء]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 02:22]ـ
اخي الحبيب ابو القاسم حياكم الله
ملاحظتك سوف ننقلها بتمامها للمشروع باذن الله، ولكن ما نود قوله في هذا التخصيص هو الاتجاه الفكري والثقافي للسلفيين المعاصرين بفكر وثقافه شيخ الاسلام بن تيميه، وذلك في جزئيه (الصفات الخبريه) وبناءا عليه نسبناهم اليه، ولكن لا ينفي ذلك ان نفس افكار وثقافه السلفيين لم تكن موجوده قبل ذلك، فنحن لم نقل او نشير الي هذا الامر، لاننا نوقن بان ما عليه السلفيين الان كان له وجود قبل ابن تيميه، ولكن هذا الوجود هومحل خلاف مع الاشاعره، فبحكم النظر الي الاتجاه الفكري للفريقين وجدنا ان افكار شيخ الاسلام بن تيميه وتلميذه الشيخ ابن عبدالوهاب هي اصل الخلاف مع الاشعريه، ولذلك اقمنا هذا المشروع علي هذا الاساس.
ونرغب فضلامنكم ان تأتونا بافكار تخص هذا المجال
حياكم الله
ـ[فارس اللواء]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 02:25]ـ
اخي الحبيب ابوعبدالملك النصري
ما تراه حقا اخي الحبب يراه غيرك باطلا، وما يراه الاشعري حقا تراه انت باطلا، ومن الحكمه ان نقيم حوارا بناءا وهادفا يرتقي بنا من ثقافه الصدام الي ثقافه الحوار والتقريب
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 02:34]ـ
أول خطوة للتقريب الرجوع إلى ما رجع إليه أبو الحسن الأشعري , فهو إمامهم , ألم يرجع إلى مذهب أهل السنة و الجماعة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 02:39]ـ
،ولكن هذا الوجود هومحل خلاف مع الاشاعره،
أخي بارك الله فيك .. قبل التقارب المذكور نحن بحاجة للصدق مع أنفسنا .. صدقني
ماذا لو نقلت لك نصوصا-سددك الله- من علماء أشاعرة تخالف ما تقول (المعلم بالأحمر)؟ وهم قبل ابن تيمية
لقد اضطهد قدماء الأشعرية ابن تيمية وسجنوه ظلما ,وقلعة دمشق مازالت شاهدة على ظلمكم له أخي فارس اللواء .. أفلا يكفي هذا حتى يتجدد اتهامه بما كتبه طافحة بالبراء منه وهو أنه اخترع طريقة جديدة!
وإذا كان القائمون على المشروع أشعرية فليس من حقهم تجاوز الحقائق وخداع الناس بارك الله فيك
ثم كيف صح أن تنسب العقيدة الأشعرية للسلف والسلف ذموا علم الكلام جملة؟
وكيف صح ذلك وطائفة كبيرة من مستمداتهم مادة فلسفية يونانية؟
ولماذا اختزال الأمر في صفات خبرية؟
أين التوحيد بمعناه الشامل؟ أين موقف الأشعرية من بدع الصوفية؟
فهل تستطيع أن تحلف بالله العظيم أن طريقة الرازي والإيجي والتفتازاني إلخ صلى الله عليه وسلم هي طريقة الرسول وصحابته؟
ثم أي أشعرية تعنون؟ فهم طرائق قدد .. هل تعني طريقة الباقلاني؟ أم الرازي؟ أم القشيري؟ أم الغزالي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 02:41]ـ
اخي الحبيب ابوعبدالملك النصري
ما تراه حقا اخي الحبب يراه غيرك باطلا، وما يراه الاشعري حقا تراه انت باطلا، ومن الحكمه ان نقيم حوارا بناءا وهادفا يرتقي بنا من ثقافه الصدام الي ثقافه الحوار والتقريب
لا يوجد تقارب بين الحق والباطل
والواقع يقول إما أن يرجع الباطل (وهم الأشاعرة) عن اعتقاده باطله، أو يرجع الحق (وهم السلفيون) عن اعتقاده الحق
والسلفيون لن يتراجعوا عن عقائدهم مطلقًا مهما كانت الظروف
فهل الأشاعرة على استعداد للرجوع للحق (وهو المذهب السلفي) وترك الباطل الذي هم فيه؟
هذا هو السؤال
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 02:46]ـ
جزيت خيرا أبا عبدالبر أحسنت القول.
الحكمة مع هؤلاء هي المجادلة بالتي أحسن أما التقريب في إصطلاح الدبلوماسيين ومن شابههم فهو التنازل عن الأصول وإقرار المخالف على ما هو فيه.
الفيصل هو الكتاب وصحيح السنة وما أجمع عليه السلف وهذا منهج السلفية فإلى هذه الأصول يحتكم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 02:47]ـ
[ font=decotype naskh] وإذا كان القائمون على المشروع أشعرية فليس من حقهم تجاوز الحقائق وخداع الناس بارك الله فيك
فهل تستطيع أن تحلف بالله العظيم أن طريقة الرازي والإيجي والتفتازاني إلخ صلى الله عليه وسلم هي طريقة الرسول وصحابته؟
أحسنت بارك الله فيك.
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 04:35]ـ
لو سميت الموضوع مشروع رجوع الأشاعرة للحق , و الإحتكام إلى الكتاب و السنة بفهم السلف , لاقتصرت الطريق , أما التقريب فلا يكون على حساب الحق , فهذا مثل من أراد أن يرقع ثوبا برقع جلد محرم , فمذهب السلف أعلم و أحكم و أقدم و و أسهل في الفهم, فهو يفهمه العالم و العامي بخلاف عقائد الأشاعرة المبنية على علم الكلام , الذي يعسر فهمه
ـ[فارس اللواء]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 05:44]ـ
ملامح اوليه للمشروع
1 - ليس المطلوب من السلفي ان يكون اشعريا، ولا من الاشعري ان يكون سلفيا والمعني مفهوم حفظا لمصطح (سلفيه الاشاعره).
2 - المطلوب هوايجاد صيغه حوار بناء قائم علي الحوار وليس التصادم.
3 - نعلم يقينا بان الانسان سوف يظل يدافع عن اغلي شئ يملكه في حياته الا وهي اعتقاده وما يدين به لله.
4 - لذلك مشروعنا ليس قائما علي التخلي عن عقائد الناس بقدر ما هو ايجاد مناخ قوي وصحي للتفاهم ووضع نقاط فكريه مشتركه تزيل اي عائق امام عمليه ايجاد الحلول العمليه التي ستؤدي بنا الي الفهم السليم للاسلام والخالي من التهجم علي الشيوخ ومقدسات الاخرين.
5 - من ملامح المشروع العمل علي قتل التعصب عند من ينتمي الي المذهبين الكبيرين، ومحاصره الفكر الاحادي قدر الاستطاعه.
مرور سريع ايها الاخوه ونعود اليكم بالجديد ونعتذر عن الرد علي كل مشاركات الاخوه الكرام، فالمشروع تم التنويه عنه في عشرات المواقع المختلفه-وجاري متابعته- كمرحله زمنيه مؤقته تهدف الي اختبار اراده التقريب عند المسلمين السنه ومن ثم البناء عليها مستقبلا.
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 06:18]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله في الأخ لواء و ان كانت نيته طيبة، لي ملاحظات على كلامه
- أنك حصرت مذهب السلف في العقيدة على أتباع ابن تيمية و ابن عبد الوهاب و هذا خطأ واضح.
- قلت تقاربا و كأن المسألة تحتمل التنازل و نسيت أن المسألة مسألة عقيدة فاما مصيب و اما مخطيء و الأشاعرة أخطأوا في مسائل فيجب عليهم العودة الى الحق. والله الموفق.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 07:50]ـ
تسجيل مراقبة:)
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:03]ـ
كيف تريد الجمع بين مذهب مبني على الكتاب و السنة بفهم السلف , و مذهب مبني على علم الكلام الذي ذمه السلف, فلابد من تحديد مصادرالتشريع أولا عند الأشاعرة , و كيف يفهمون النصوص , فليس هناك إلا مذهب السلف الذي يصل سنده للرسول , أما الأشاعرة فسنده في العقيدة ينتهي لأبي الحسن الأشعري و قد رجع عن عقيدته.
ـ[فارس اللواء]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:11]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الاخ الحبيب ابو طلحه الجزائري حياكم الله قد رددنا علي شبهتك في المشاركه التي تعلو مشاركتك مباشره فيرجي الرجوع اليها فضلا منكم
الاخ الحبيب ابو محمد العمري، يشرفنا مراقبتكم، ولو نطمع من فضيلتكم باضافه ما قد يثري المشروع باذن الله
وبعد استعراض الملامح اعلاه بقي لنا ان نوجز مقدمه بسيطه للمشروع الذي نسأل الله ان يتمه لنا بانتفاع للجميع باذن الله، فما نريده هو حوارا ثنائيا سلفيا اشعريا مبنيا علي لغه الحوار وليس الغلبه، فالاهم من التناظر المبني علي الافحام هو الحوار المبني علي التقريب وكانت لي رساله سابقه علي الملتقي في عده مشاركات اكدت فيها بان السبب الرئيسي لفرقه المسلمين وخنوعهم لعدوهم وضعفهم الداخلي، هذا السبب هو (التناظر) فالنفس البشريه لا تقبل الهزيمه حتي لوكانت علي خطأ، انها المكابره التي تغلب حال المناظرات بين الطرفين هذه الايام بالذات وعنوانها هو (التعصب والجهل والمكابره) كلها عناوين توحي بان الاطراف المتحاوره تزيد من الازمه ولا تحلها.
ونحن في هذا الموضوع نري انه من واجبنا ان ننزع هذه العناوين، ونصل الي صيغه تفاهم مشتركه، حتي لو كلفنا الوقت لشهور بل لسنوات، فالاهم هو بناء ثقافه الحوار بين الطرفين فكلاهما علي طريق الخير باذن الله، وان كان العيب والخطأ هو المعطل فسنحاول علاجه عن طريق فهم موحد وتحديد الاشكاليات ومن ثم مناقشتها بهدوء والوصول الي اعتقاد موحد في الصفات الخبريه يرضي الله عزوجل وان لم نصل فعلي الاقل تقبل اجتهاد الاخر فلكل فهمه وعلمه، ولكن الاهم من ذلك وما سنعمل عليه هو ان لا نقع في المحظور فلا تشبيه ولا تعطيل فكلاهما مذمه،وللايضاح اكثر يرجي زياره هذا الرابط لموضوع لنا في موقع الشفاء الاسلامي عنوانه هو (تحرير محل النزاع حتي نضيق هوه الخلاف) وهذا رابطه
http://www.forum.ashefaa.com/showthread.php?t=92534
هذه الموضوعات هي نتاج لجهود علماء مخلصين ارادوا للامه الخير والابتعاد عن اي عمل يكلفهم الكثير من الوقت والمجهود في زمن نحتاج فيه الي كل قطره عرق تصب في طريق النهضه والاصلاح.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:13]ـ
ومن قال أنه يريد الجمع؟!
اقرأ المشاركة 12 النقطة الرابعة ...
المهم أخى صاحب الموضوع:1 - هل هذا "التقارب" سيكون على الشبكة أم ندوة أم مؤتمر؟
مسألة إيجاد المناخ لن تتحقق بمؤتمر واحد .... فما بالك إن كان على الشبكة؟
2 - طالما التقريب لم يحدث بين رؤوس الفريقين فلا اعتقد أن باقى الجسد سيتقارب .... فهل فكرتم فى الأسماء التى ستتعينون بها؟
ـ[فارس اللواء]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:14]ـ
بسم الله والحمد لله ولا اله الا الله
قبل رمي قواعد المشروع ايها الاحبه علينا اولا ان نمر علي راي شيخنا الامام حسن البنا رحمه الله وذلك في التقريب بين السلفيين والاشاعره، فرأي عالمنا الجليل مهم جدا لاستقراء الحدث،وقد قرأته عشرات المرات ولم امل الي الان من قرائته، لذلك ادعوكم جميعا الي قرائته وابداء ارائكم نحوه.
كلمه الامام
حسن البنا للفريقين
فلقد سئل الامام حسن البنا رحمه الله في ماهيه الخلاف حول ايات الاسماء والصفات ومذهب السلف والخلف وذلك في مجله المنار اليكم السؤال والجواب معا
سيدي الأستاذ محرر المنار الأغر، السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته (وبعد):
فلعلكم قرأتم ما دار من الحوار بين كتَّاب مجلة
الإسلام ومجلة الهدي النبوي حول آيات الصفات وأحاديثها ومذهب السلف والخلف، فما
وجه الحق في هذا الخلاف؟
وهل يجوز شرعًا أن يتقاذف الفضلاء من المسلمين
بهذه التهم على صفحات الجرائد السيارة، وأن تذاع مثل هذه البحوث على العامة؟
وهلا يمكن أن تعملوا على التوفيق بين الفريقين
حتى تنصرف القوى إلى ما يعود على المسلمين بالخير؟
أفيدوا مأجورين، والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته.
محمد حلمي نور الدين
بتفتيش ري الجيزة
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة
على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) قرأت ما دار بين الكتاب الفضلاء على صفحات المجلتين المذكورتين وكثير من حضراتهم أصدقاء لنا، وكلهم يعمل لخدمة الدعوة الإسلامية ويرجو للمسلمين النهوض من كبوتهم والإقالة من عثرتهم مخلصًا من قلبه، والحق أني أنا شخصيًّا لا أفهم معنى لإثارة هذا الموضوع في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والتآزر على إحياء تعاليم الإسلام في نفوس المسلمين.
إن الفريقين مؤمنان أعمق الإيمان بأن ما جاء من هذه الآيات وما صح من الأحاديث التي تعرضت لصفات الباري عز وجل كلها حق لا جدال في صدقها ولا خلاف، فقوله تعالى:
[الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى] (طه:5)
و [يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ] (الفتح: 10)
و [كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ] (القصص: 88)
و [وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ] (الأنعام: 18)
وكل ما نحا هذا المنحى من الآيات والأحاديث التي تثبت صحتها فنيًّا، كل ذلك موضع إيمان وتصديق وتسليم من الفريقين كليهما.
الفريقان كذلك مؤمنان أعمق الإيمان بأن قوله تعالى:
[لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] (الشورى: 11)
وقوله تعالى: [وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ] (الإِخلاص: 4)
كل ذلك حق لا مرية فيه، فلا يشبه الباري أحدًا من خلقه في شيء من صفاته، ولا يشبهه أحد من هؤلاء الخلق كذلك.
وحقيقة ثالثة يؤمن بها الفريقان أيضًا وهي أن ذات الباري - جل وعلا - وصفاته فوق متناول إدراك العقل البشري الصغير الذي يعجز عن معرفة حقائق ما حوله من عالم الحس فضلاً عن عالم الروح فضلاً عن الملأ الأعلى فضلاً عن ذات الله - جل وعلا - وصفاته.
وأسوق هنا قول شارل ريشيه المدرس بجامعة الطب في فرنسا سابقًا في مقدمة كتاب (الظواهر النفسية).
(لماذا لا نصرخ بصوت جهوري أن كل العلم الذي نفخر به إلى هذا الحد ليس إلا إدراكًا لظواهر الأشياء، وأما حقائقها فتفلت منا ولا تقع تحت مداركنا،إن حواسنا من القصور والنقص على حال يكاد معها يفلت من شعورها الوجود كل الإفلات).
بل قول الله - تبارك وتعالى وهو أصدق القائلين -[وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً] (الإسراء: 85).
هذه الحقائق المقررة والمسلَّم بها من الطرفين تجعل الخلاف لا معنى له، فماذا على كل منهما لو قال (استوى الله على عرشه استواء تعجز عقولنا عن إدراك حقيقته مع علمنا بأنه لن يكون كاستواء الخلق) وبذلك نرد علم الحقائق لله - تبارك وتعالى - ونُصيب بذلك الحق؛ لأن الحق هو أننا في هذا جهلاء أتم الجهل، وماذا علينا لو سلكنا هذه الطريقة في كل ما ورد على هذا النحو (فيد الله التي ذكرها في كتابه بأنها من صفاته تعذر عقولنا عن إدراك حقيقتها مع علمنا التام بأنها لن تكون كأيدينا) وهكذا.
وقد أرشدنا الله - سبحانه وتعالى - إلى الواجب في مثل هذه المعاني، ووضع لنا أساس النظر فيها، فقال:
[هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ] (آل عمران: 7)
فتأمل قوله - تعالى -: [وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا] (آل عمران: 7) لتعلم هل لنا أن نخوض ونفيض، أم أن الرسوخ في العلم أن نقول آمنا به كل من عند ربنا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
استطراد: لقد أتى على المسلمين حين من الدهر في عصر الانتقال الأول حين نقلتهم حوادث السياسة والاجتماع من دور الجهاد العملي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الراشدين المهديين من بعده، حيث كان هم المسلم إذ ذاك أن يؤدي فريضة ربه ويراقب دخيلة نفسه ويقيم من نفسه حارسًا يحاسبه على كل عمله ثم يمضى في البلاد مجاهدًا في سبيل الله يعرض روحه على الموت في اليوم ألف مرة فلا يظفر إلا بالحياة العزيزة، وينشر لواء الله في العالمين حتى يدركه الأجل، فيودع الدنيا شهيدًا سعيدًا، حين انتقل المسلمون من هذا الدور إلى دور الاستمتاع بمظاهر دنياهم الجديدة، والإقبال على تنظيم ملكهم الواسع، والاستفادة من ثمار هذه الحضارات والمدن التي اتصلوا بها ودخلت عليهم آثارها من كل مكان عمرانية واجتماعية وثقافية وعلمية، فترجموا العلوم الأجنبية وتوسعوا في البحث فيها ومزجوا كثيرًا منها بتعاليم الدين السمحة السهلة، فسلكوا بدينهم مسلكًا فلسفيًّا قياسيًّا وقد جاءهم فطريًّا نبويًّا فوق العلوم والفلسفات يخاطب الفطرة من غير وساطة ويجذب القلوب بما فيه من جمال وروحانية وصدق توجيه.
في هذا الدور وفي وسط هذه المعمعة انقسم علماء الإسلام إلى معسكرين:
معسكر يدعو إلى تطبيق نظريات الدين على نظريات الفلسفة والمزج بينهما، وبذلك يصطبغ الدين بآراء الفلاسفة، فيذهب عنه جلال النبوة وروعة الوحي وسماحة الفطرة، وتتقيد الفلسفة بقداسة الدين وجلال العقيدة فتنزل بذلك عن أخص خصائصها؛ وإنما الفلسفة تفكير دائم متواصل فيه الخطأ وفيه الصواب، وفيه الشك وفيه اليقين، والخطأ فيها سلم للإصابة والشك عندها باعث من بواعث الإيمان، وهذا المعسكر أطلق على نفسه أو أطلق الناس عليه ألقابًا كثيرة؛ فهم أهل الرأي وهم أهل القياس وهم النظار وهم المتكلمون على تفاوت بينهم في هذه الألقاب وفي مدى تطبيق هذه الآراء، ومعسكر يدعو إلى أن يظل الدين بعيدًا عن كل هذا يؤخذ من منابعه الأولى كتاب الله وسنة رسوله، ويرجع في بيانه وتفصيله إلى الطريقة التي فهمه عليها السلف الصالح - رضوان الله عليهم - وليتناول العقل بعد ذلك ما شاء من البحوث، ولتجر الفلسفة على أي غرار شاءت، وليخطئ العلماء الكونيون أو يصيبوا ولكن في ثوب نظري بحت، قياسي بحت، لا يتناول عقائد الناس ولا يمس عبادتهم ولا يقرب الحقائق الدينية المقررة المكفولة بتسليم العقل بأحقيتها وصدقها، وأطلق هذا المعسكر على نفسه أو أطلق الناس عليه أهل الحديث أو السلفيون أو أهل السنة أو أهل الأثر على تفاوت كذلك في هذه الألقاب وفي مدى الأخذ بهذه الفكرة، ولا شك أن الحق مع هؤلاء، ولا شك أن المسلمين لو سلكوا هذا السبيل ولم يشتغلوا بهذا الجدل ولم يصبغوا فطرة دينهم بهذه الصبغة ودرجوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لكان لهم في ذلك الخير كل الخير، ولنجوا من انقسامات وفتن كانت من أهم الأسباب لزوال عظمتهم وتوزيع ملكهم ومجدهم، ولا شك أن كل عاقل يهمه أن يعود للإسلام مجده وعظمته الآن يدعو المسلمين إلى الأخذ بهذا الرأي وهو ما نعمل عليه، وندعو إليه، ونسأل الله المعونة فيه، وفتح مغاليق القلوب لفهمه وفقهه.
كان الأخذ والرد والجذب والشد قويًّا عنيفًا بين الفريقين منذ نجم قرن هذا الخلاف، وأنت خبير بأن خلافًا كهذا في صدر الإسلام أو قريبًا منه - ولما يمض على المسلمين بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم أكثر من قرن من الزمان، وهو يتصل بالعقيدة وهي أغلى ما يدافع عنه الإنسان - لابد أن يصحبه من مظاهر العنف الشيء الكثير وذلك ما كان؛ فقد تنابز الفريقان بالألقاب واشتد بينهما التخاصم حتى وصل إلى التكفير والزندقة، ورمى بعضهم بعضًا بأعظم ما يتصور من التهم، واستخدمت في ذلك الألفاظ المثيرة.
فأهل الرأي والنظر جهمية معطلة مؤولون حشوية زنادقة لا يعرفون لهم ربًّا ولا يثبتون له صفة، وأهل الحديث والأثر مشبِّهون مجسمون جامدون متعصبون لا ينزهون الله ولا يقدرون عظمته قدرها ويضعونه في صفة خلقه
.
وأُلقيت إلى جانب ذلك عبارات شديدة، وأُلفت كتب، وانتصر كل فريق لرأيه، وبدت الحدة في كل ما قيل وما ألف؛ لأن تلك طبيعة الموقف ومقتضيات الخلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان ذلك في هذا الدور الذي ذكرت لك، ثم نقلت إلينا نحن الآن بعض هذه الآثار والحال غير الحال، والموقف غير الموقف، والفرق غير الفرق.
ليس فينا أهل رأي وأهل حديث، وأنا أعلم أن هذا الحكم قد يكون محل خلاف بيني وبين بعض القارئين، فها هم يرون فريقين ينتصر كل منهما لفريق، فما معنى هذا النفي؟ ولكني أؤكد لحضرات القراء أن طبيعة هذا العصر غير طبيعة العصر الذي شجر فيه هذا الخلاف بين المسلمين، وأن المشاكل والأفكار التي تشغلنا الآن غير تلك المشاكل والأفكار، وأن الخلاف في هذه المسائل محصور في نطاق لا يكاد يذكر في بعض المجالس وفي جدران بعض الهيئات، حتى الأزهر نفسه - وتلك مهمته - مشغول عن هذا الخلاف.
الأمة الآن معسكرات مختلفة، لكل معسكر فكرته التي يدعو إليها وينادي بها، فهناك المعسكر الذي يدعو إلى الاندفاع وراء الأفكار والمظاهر الغربية في كل شيء، وهناك المعسكر الذي يثير المعنى القومي وحده في النفوس ويريد أن يجعله أساسًا للنهوض، وهناك المعسكر الذي يأخذ بأعناق الناس وجهودهم إلى المسائل السياسية البحتة التي يراد بها استقرار الحكم في الداخل وحفظ الكرامة في الخارج ولا يعنيه إلا هذا، وهناك معسكرات غير هذه، ومن وراء ذلك كله معسكر محمدي قرآني يهيب بكل هؤلاء إن الإسلام كفل لكم من السعادة والقوة كل ما تريدون فهلموا إليه.
أريد أن أصل من هذا الاستطراد إلى نتيجتين:
الأولى أننا ليس بيننا في حقيقة الأمر خلاف كالذي بين الفلاسفة والسلفيين في القديم فلا معنى للاحتجاج كذلك بما قال هؤلاء وأولئك، وأولى لنا جميعًا أن نترك ذلك الدور بما كتب فيه وما كان من أهله في ذمة التاريخ ونرجع جميعًا في ديننا إلى المعين الأصلي الذي ما زال وسيظل صافيًا نقيًّا، لا تكدره الحوادث، ولا ينال منه الزمن، ولا يزعزعه الخلاف، ذلك هو كتاب الله وسنه رسوله الصحيحة صلى الله عليه وسلم.
(والثانية) أن ننصرف - في صف مؤمن قوي موحد - إلى معالجة مشاكل عصرنا، ودعوة الناس إلى محاسن هذا الدين وجلاله، وتقوية معسكرنا معشر المنادين بالإسلام فوق كل المعسكرات حتى يكون له النفوذ الفكري والعملي، فيعود للإسلام ما كان له من هيمنة على الأرواح والأعمال.
وبعد - فذلك رأيي أيها السائل في موضع الخلاف.
2 - أما هل يجوز للفريقين أن يتقاذفا بهذه التهم على صفحات الجرائد السيارة، وأن تذاع هذه البحوث على العامة - فذلك ما لا أقرهما عليه ولا أوافقهما فيه، وفي لين القول وحسن الخطاب مندوحة، وهذه بحوث دقيقة أولى بها أن تكون بين أهل العلم في حلقهم الخاصة ومجالسهم المحصورة، وأذكر الفريقين بما رواه البخاري في صحيحه عن علي - كرم الله وجهه -: (حدِّثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله؟!).
وما رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) فإن كان ولا بد من الكلام في هذه المباحث فليكن ذلك في قول لين وفي بحث هادئ، حتى لا تسرى عدوى الخلاف والتهاتر من الخاصة إلى العوام وفي ذلك فساد كبير كما هو مشاهد في البلاد التي تشتد فيها العصبية لبعض الآراء، أقول هذا وأنا أعلم ما سيقال حول هذا الكلام من أن العقيدة أساس كل إصلاح وأن دين الله - تبارك وتعالى - جلي واضح لا خفاء فيه، ولا يليق أن يكتم فيه شيء عن جميع الناس، وبأن هذه خصومة في الحق وهي جائزة، وهذا هو الغضب لله وهو فضيلة، وهذا هو الدفاع عن دينه وهو واجب، وهذا من الجهاد بالقول والقلم والقعود عنه إثم، فكيف يراد منا بعد هذا أن ننصرف إلى إصلاح جزئي والعقيدة فاسدة؟ وكيف يراد منا أن نجعل هذا الكلام خاصًّا ودين الله عام للناس جميعًا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحب أن أقول لمن يدور بفكره أو على لسانه وقلبه مثل هذا القول: احترس أيها الأخ من خداع الألفاظ ومزالق الأسماء؛ فالعقيدة شيء، والخلاف في بعض المسائل التي لا يمكن لإنسان أن يعرف حقيقتها شيء آخر، وأحكام الدين التي هي عامة للناس جميعًا شيء والأسلوب الذي تؤدى به وتقدَّم للناس شيء غيرها، والخصومة والغضب للدين شيء وخلق هذه الخصومة وإثارة الفتنة بها شيء ثان، ولم لا يكون هذا من الجدل المنهي عنه، ومن المراء الذي أغضب رسول الله أشد الغضب على المتمارين، حتى جعله يقول:
(1) (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ: [مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً] (الزخرف: 58) رواه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن صحيح.
(2) ويقول: (من ترك المراء وهو مبطل بُني له بيت في ربض الجنة، ومن تركه وهو محق بُني له في وسطها، ومن حسن خلقه بُني له في أعلاها) رواه أبو داود، والترمذي، والبيهقي، وغيرهم، وحسنه الترمذي.
(3) وروى الطبراني في الكبير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كنا جلوسًا عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر، ينزع هذا بآية وينزع هذا بآية، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما تفقأ في وجهه حب الرمان، فقال: (ما هؤلاء، أبهذا بعثتم أم بهذا أمرتم؟ لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض).
(4) وعن أبي الدرداء، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم -، قالوا: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ونحن نتمارى في شيء من أنباء الدين، فغضب غضبًا شديدًا لم يغضب مثله، ثم انتهرنا فقال: (مهلاً يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ذروا المراء لقلة خيره.
ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري، ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته، ذروا المراء فكفى إثما ألا تزال مماريًا، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رياضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق، ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان - المراء) رواه الطبراني في الكبير أيضًا.
وقد يقال: إن المراء شيء وما نحن فيه شيء آخر، فأقول: إن لم يكنه فهو نوع منه، ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه، واتقاء الشبهات استبراء للدين، والورع أن تدع ما لا بأس به مخافة الوقوع فيما فيه بأس، فهل بعد ذلك مذهب لذاهب أيها الإخوان؟
(3) وأما العمل على التوفيق بين الفريقين فنعمَّا هو، وما أحبه إلى النفس، وما أعظم فائدته، وإنا لمحاولون ذلك - إن شاء الله - وأعتقد أن كثيرًا من المختلفين لو التقى بعضهم ببعض وتركوا طريقة التحاور الكتابي إلى طريقة التفاهم الشفهي لأنتج هذا التعارف خيرًا كثيرًا، ولأدى إلى حل كثير من الخلافات في هدوء وفي توفير للوقت والمجهود، وحينئذ يستطيع كل رئيس جماعة أن يتقدم إلى جماعته برأي موحد أو بفكرة عامة فيؤدي ذلك إلى الوحدة المنشودة - إن شاء الله -وسنترقب الفرصة المناسبة لمثل هذا الاجتماع فنعمل على تحقيقه - إن شاء الله - والله حسبنا ونعم الوكيل
ـ[فارس اللواء]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:18]ـ
معذره اخوي الحبيبين ابوعبدالبرطارق واحمد دهشوري فلم اري مشاركتكما الا الان.
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:26]ـ
كنت تعرب في الأول عن مؤسس الفكرة , المهم لا يجوز وصف البنا بتلك الألقاب , فالإمام لا تطلق إلا على أمثال الإمام مالك و احمد و الشافعي و غيرهم ممن عرفوا بسلامة العقيدة و المنهج , و لا داعي لنفتح موضوع البنا هنا , فليس هناك ترقيع في العقيدة لجمع الناس , العقيدة واحدة من عهد النبي إلى ان تقوم الساعة و لن يزيغ عنها إلا هالك
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:59]ـ
الاخ الحبيب ابو محمد العمري، يشرفنا مراقبتكم، ولو نطمع من فضيلتكم باضافه ما قد يثري المشروع باذن الله
أشكركم أخي فارس اللواء على حسن ظنكم بأخيك.
وأفضل دور المراقب لأن البعض من الطرفين الذين تريدهما أن يتحاورا لا يرضى عني أو عن بعض فكري ومنهجي!:)
ولكن لي مع كلامك وقفات وأرجو من الجميع أن تتسع صدورهم لها واعتبروها من رجل عامي يقبع في آخر الصف من ضعفه وقلة حيلته وهوانه على الناس:
1 - كلمة الشيخ البنا رحمه الله في مجملها طيبة جميلة وهو رحمه الله كانت كلماته تفيض حماسة وإيماناً وأسأل الله أن يكتبه مع الشهداء وينزله منازلهم ويهدي من انحرف عن نهجه من بعض أتباعه ويثيبه على نيته الطيبة.
2 - الخلاف بين الأشاعرة والطرف الآخر لا يدخل في قضية الصفات فقط بل الأشاعرة لهم مزالق تقترب بهم من الجبرية في مسائل القدر والمرجئة في باب الأسماء والأحكام ولهم مخالفات كلامية أخرى ذكرها ابن حزم في كتابه العظيم (الفصل) كذلك مسائل مهمة كالتوسل وبعض أشكال التصوف.
3 - أسلوب الفريقين في الحوار مع المخالف يغلب على بعض ممارسيه أخطاء وخطايا من اعتقاد قداسة الأسلاف وتنقص المخالف في شخصه ودينه وخلقه قبل فكره ومليء بالتهويلات ولزوم ما لا يلزم المخالف ويبتعد عن الروح العلمية التى تعتني بالنص والدليل الشرعي وتقديمه على غيره.
وهذا يكفي وهنا ينبغي التوقف وإلا خالفنا الشروط والقوانين والأنظمة ويحدث ما لا نرضاه:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:26]ـ
أنا لا أدري صراحة ما الهدف من هذه الدعوة؟
وبخاصة أن من يقوم عليها (أي: كاتب هذا الموضوع) هو من جماعة الإخوان المسلمين
والإخون منهم السلفي والأشعري والمعتزلي والصوفي بل والشيعي الرافضي
فهل يريد صاحب الموضوع أن نمشي على درب جماعته؟
ولعل هذا توجه عام في الجماعة الآن
راجع هذا الموضوع:
القرضاوي: أدعو إلى المزج بين السلفية والصوفية
http://islammemo.cc/akhbar/arab/2010/12/22/113724.html
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:27]ـ
بارك الله فيك ..
وهذا التقارب على معنى التعاون على البر والتقوى،ورعاية المشتركات، وتهدئة لهجة الحوار في موارد النزاع، والتركيز في بيان موارد النزاع على الفرق بين التمشعر القديم وتمشعر ما بعد الجويني والرازي،ونبذ غلاة السلفية وغلاة الأشعرية = هي من أبواب الخير التي أسأل الله أن يتمها ولا تقترن بفساد يغلبها ..
وللشيخ كلام جميل فيه من إحقاق الحق ورحمة الخلق وتعبيد طرق المؤالفة بما لا يضيع بيان السنة = شيء كثير ..
يراجع في المجلد الثالث من الفتاوى، ومما قال فيه: ((وَالنَّاسُ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ الْحَنْبَلِيَّةِ وَالْأَشْعَرِيَّةِ وَحْشَةٌ وَمُنَافَرَةٌ. وَأَنَا كُنْت مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ تَأْلِيفًا لِقُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَطَلَبًا لِاتِّفَاقِ كَلِمَتِهِمْ وَاتِّبَاعًا لِمَا أُمِرْنَا بِهِ مِنْ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ وَأَزَلْت عَامَّةَ مَا كَانَ فِي النُّفُوسِ مِنْ الْوَحْشَةِ وَبَيَّنْت لَهُمْ أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ كَانَ مِنْ أَجَلِّ الْمُتَكَلِّمِينَ
الْمُنْتَسِبِينَ لَى الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَحْوِهِ الْمُنْتَصِرِينَ لِطَرِيقِهِ كَمَا يَذْكُرُ الْأَشْعَرِيُّ ذَلِكَ فِي كُتُبِهِ. وَكَمَا قَالَ أَبُو إسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ: إنَّمَا نَفَقَتْ الْأَشْعَرِيَّةُ عِنْدَ النَّاسِ بِانْتِسَابِهِمْ إلَى الْحَنَابِلَةِ وَكَانَ أَئِمَّةُ الْحَنَابِلَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي الْحَسَنِ التَّمِيمِيِّ وَنَحْوِهِمَا يَذْكُرُونَ كَلَامَهُ فِي كُتُبِهِمْ بَلْ كَانَ عِنْدَ مُتَقَدِّمِيهِمْ كَابْنِ عَقِيلٍ عِنْدَ الْمُتَأَخِّرِينَ، لَكِنَّ ابْنَ عَقِيلٍ لَهُ اخْتِصَاصٌ بِمَعْرِفَةِ الْفِقْهِ وَأُصُولِهِ وَأَمَّا الْأَشْعَرِيُّ فَهُوَ أَقْرَبُ إلَى أُصُولِ أَحْمَدَ مِنْ ابْنِ عَقِيلٍ وَأَتْبَعُ لَهَا فَإِنَّهُ كُلَّمَا كَانَ عَهْدُ الْإِنْسَانِ بِالسَّلَفِ أَقْرَبَ كَانَ أَعْلَمَ بِالْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ. وَكُنْت أُقَرِّرُ هَذَا لِلْحَنْبَلِيَّةِ - وَأُبَيِّنُ أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ، وَإِنْ كَانَ مِنْ تَلَامِذَةِ الْمُعْتَزِلَةِ ثُمَّ تَابَ، فَإِنَّهُ كَانَ تِلْمِيذَ الجبائي وَمَالَ إلَى طَرِيقَةِ ابْنِ كُلَّابٍ وَأَخَذَ عَنْ زَكَرِيَّا الساجي أُصُولَ الْحَدِيثِ بِالْبَصْرَةِ، ثُمَّ لَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ أَخَذَ عَنْ حَنْبَلِيَّةِ بَغْدَادَ أُمُورًا أُخْرَى، وَذَلِكَ آخِرُ أَمْرِهِ كَمَا ذَكَرَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِي كُتُبِهِمْ. وَكَذَلِكَ ابْنُ عَقِيلٍ كَانَ تِلْمِيذَ ابْنِ الْوَلِيدِ وَابْنِ التَّبَّانِ الْمُعْتَزِلِيَّيْن ثُمَّ تَابَ مِنْ ذَلِكَ، وَتَوْبَتُهُ مَشْهُورَةٌ بِحَضْرَةِ الشَّرِيفِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَمَا أَنَّ فِي أَصْحَابِ أَحْمَدَ مَنْ يُبْغِضُ ابْنَ عَقِيلٍ وَيَذُمُّهُ: فَاَلَّذِينَ يَذُمُّونَ الْأَشْعَرِيَّ لَيْسُوا مُخْتَصِّينَ بِأَصْحَابِ أَحْمَدَ بَلْ فِي جَمْعِ الطَّوَائِفِ مَنْ هُوَ كَذَلِكَ. وَلَمَّا أَظْهَرْت كَلَامَ الْأَشْعَرِيِّ - وَرَآهُ الْحَنْبَلِيَّةُ - قَالُوا: هَذَا خَيْرٌ مِنْ كَلَامِ الشَّيْخِ الْمُوَفَّقِ وَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِاتِّفَاقِ الْكَلِمَةِ. وَأَظْهَرْت مَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي مَنَاقِبِهِ أَنَّهُ لَمْ تَزَلْ الْحَنَابِلَةُ وَالْأَشَاعِرَةُ مُتَّفِقِينَ إلَى زَمَنِ القشيري فَإِنَّهُ لَمَّا جَرَتْ تِلْكَ الْفِتْنَةُ بِبَغْدَادَ تَفَرَّقَتْ الْكَلِمَةُ وَمَعْلُومٌ أَنَّ فِي جَمِيعِ الطَّوَائِفِ مَنْ هُوَ زَائِغٌ وَمُسْتَقِيمٌ. مَعَ أَنِّي فِي عُمْرِي إلَى سَاعَتِي هَذِهِ لَمْ أَدْعُ أَحَدًا قَطُّ فِي أُصُولِ الدِّينِ إلَى مَذْهَبٍ حَنْبَلِيٍّ وَغَيْرِ حَنْبَلِيٍّ، وَلَا انْتَصَرْت لِذَلِكَ، وَلَا أَذْكُرُهُ فِي كَلَامِي، وَلَا أَذْكُرُ إلَّا مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا. وَقَدْ قُلْت لَهُمْ غَيْرَ مَرَّةٍ: أَنَا أُمْهِلُ مَنْ يُخَالِفُنِي ثَلَاثَ سِنِينَ إنْ جَاءَ بِحَرْفِ وَاحِدٍ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ يُخَالِفُ مَا قُلْته فَأَنَا أُقِرُّ بِذَلِكَ. وَأَمَّا مَا أَذْكُرُهُ فَأَذْكُرُهُ عَنْ أَئِمَّةِ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ بِأَلْفَاظِهِمْ وَبِأَلْفَاظِ مِنْ نَقْلِ إجْمَاعِهِمْ مِنْ عَامَّةِ الطَّوَائِفِ. هَذَا مَعَ أَنِّي دَائِمًا وَمَنْ جَالَسَنِي يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنِّي: أَنِّي مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نَهْيًا عَنْ أَنْ يُنْسَبَ مُعَيَّنٌ إلَى تَكْفِيرٍ وَتَفْسِيقٍ وَمَعْصِيَةٍ، إلَّا إذَا عُلِمَ أَنَّهُ قَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الرسالية الَّتِي مَنْ خَالَفَهَا كَانَ كَافِرًا تَارَةً وَفَاسِقًا أُخْرَى وَعَاصِيًا أُخْرَى وَإِنِّي أُقَرِّرُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَطَأَهَا: وَذَلِكَ يَعُمُّ الْخَطَأَ فِي الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:33]ـ
هل تعني بهذا الكلام أن الإمام ابن تيمية يدعو للتقارب بين السلفية و الأشعرية
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:35]ـ
جزاك الله خير على حرصك ..... وسوف تجد كثيرا من أصحاب
النظرة الضيقة والأفق المحدود .. الذين إختطفوا مسمى السلفية وشوهوها
بتعصبهم ... وإعتقادهم أن السلفية محصورة فيهم .. وأن كل من خالفهم فهو
إما كافر أو مبتدع .......... ؟!
تحياااااااااتي لك.
...........
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:36]ـ
غلاة السلفية
من هم بارك الله فيك؟
لو تورد لنا مثال يكون أفضل
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:41]ـ
جزاك الله خير على حرصك ..... وسوف تجد كثيرا من أصحاب
النظرة الضيقة والأفق المحدود .. الذين إختطفوا مسمى السلفية وشوهوها
بتعصبهم ... وإعتقادهم أن السلفية محصورة فيهم .. وأن كل من خالفهم فهو
إما كافر أو مبتدع .......... ؟!
تحياااااااااتي لك.
...........
أظن أن الموضوع سيخرج عن مصاره إلى الشتم والسب , فبينما نمدح حسن البنا و الأشعرية نسب السلفية
السلفية هي الإمتداد الصحيح للإسلام , والشاذ هو كل من خالف السلفية, فهو المتعصب لإمامه , أما التعصب للحق فهو محمود
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:54]ـ
من هم بارك الله فيك؟
لن نذكر لك أسماء ... لكن ..... غلاة مدعي السلفية ... هم الذين شوهوها ..
تعرفهم بسيماهم ............ ومن ذلك:
تجد أحدهم غمر ربما لم يتجاوز سن المراهقة ويتطاول على علماء أجلاء مثل
العلامة إبن جبرين رحمه الله .. أو دعاة مشهورين مثل الشيخ سفر الحوالي
..........
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 11:03]ـ
السلفية هي الإمتداد الصحيح للإسلام , والشاذ هو كل من خالف السلفية, فهو المتعصب لإمامه , أما التعصب للحق فهو محمود
كلا يدعي وصلا بليلا .......... ؟!
أنا أحب وأتبع الشيخ إبن باز وإبن عثيمين والألباني وإبن جبرين رحمهم الله تعالى
وأجل وأقدر الدعاة المخلصين أمثال الحوالي والعودة والعمر
طبعا ... مدعي السلفية الجدد .. ما إن يروا بعض تلك الأسماء .. حتى يخرجوني
من السلفية ............... ؟!
منطقهم الأعوج يقول:
نحن فقط .. السلفيون .......... والبقية إلى الجحيم ............. ؟!
.................
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 11:12]ـ
لا تخلو أمة من الغلاة ..
ومن أمثلة الغلو الواقع من المتسننة ما ذكره شيخ الإسلام: ((وَفِي الْحَنْبَلِيَّةِ أَيْضًا مُبْتَدِعَةٌ؛ وَإِنْ كَانَتْ الْبِدْعَةُ فِي غَيْرِهِمْ أَكْثَرَ وَبِدْعَتُهُمْ غَالِبًا فِي زِيَادَةِ الْإِثْبَاتِ فِي حَقِّ اللَّهِ وَفِي زِيَادَةِ الْإِنْكَارِ عَلَى مُخَالِفِهِمْ بِالتَّكْفِيرِ وَغَيْرِهِ؛ لِأَنَّ أَحْمَد كَانَ مُثْبِتًا لِمَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ؛ مُنْكِرًا عَلَى مَنْ خَالَفَهَا مُصِيبًا فِي غَالِبِ الْأُمُورِ مُخْتَلِفًا عَنْهُ فِي الْبَعْضِ وَمُخَالِفًا فِي الْبَعْضِ)).
وقوله: ((وَكَمَا قَدْ يَبْغِي بَعْضُ الْمُسْتَنَّةِ إمَّا عَلَى بَعْضِهِمْ وَإِمَّا عَلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ بِزِيَادَةِ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَهُوَ الْإِسْرَافُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِمْ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا})).
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 11:13]ـ
اتق الله فهل منهج السلف السب و الشتم , فأنت تنكر على السلفين الشدة , و أنت تستعملها في مشاركتك , الآن البحث ليس حول سفر و العودة , و إنما بين الأشعرية و السلفية , و هل يقول السلفيون أن مخالفيهم إلى الجحيم , و هل هذا إلا افتراء ستحاسب عليه
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 11:26]ـ
أخي بارك الله فيك .. قبل التقارب المذكور نحن بحاجة للصدق مع أنفسنا .. صدقني
صدقت والله.
هذا من أهم التعليقات إن لم يكن أهمها على الاطلاق.
المنهج الاشعري يقوم على التقية للاسف. كل المناهج البدعية تقوم على التقية بدرجات.
ثم المشروع ليس بين الاشاعرة وبين السلفيين. أقترح أن تغير العنوان الى مشروع تقارب بين السلفيين و الصوفية الاشاعرة. يجب أن تضيف كلمة الصوفية لأن كل أشعري اليوم هو صوفي ............. إلا من رحم الله ولا اعرف منهم إلا القرضاوي. هل تعرف اليوم أشعري (معروف) غير صوفي؟
أخي بارك الله فيك .. قبل التقارب المذكور نحن بحاجة للصدق مع أنفسنا .. صدقني
ماذا لو نقلت لك نصوصا-سددك الله- من علماء أشاعرة تخالف ما تقول (المعلم بالأحمر)؟ وهم قبل ابن تيمية
لقد اضطهد قدماء الأشعرية ابن تيمية وسجنوه ظلما ,وقلعة دمشق مازالت شاهدة على ظلمكم له أخي فارس اللواء .. أفلا يكفي هذا حتى يتجدد اتهامه بما كتبه طافحة بالبراء منه وهو أنه اخترع طريقة جديدة!
وإذا كان القائمون على المشروع أشعرية فليس من حقهم تجاوز الحقائق وخداع الناس بارك الله فيك
ثم كيف صح أن تنسب العقيدة الأشعرية للسلف والسلف ذموا علم الكلام جملة؟
وكيف صح ذلك وطائفة كبيرة من مستمداتهم مادة فلسفية يونانية؟
ولماذا اختزال الأمر في صفات خبرية؟
أين التوحيد بمعناه الشامل؟ أين موقف الأشعرية من بدع الصوفية؟
فهل تستطيع أن تحلف بالله العظيم أن طريقة الرازي والإيجي والتفتازاني إلخ صلى الله عليه وسلم هي طريقة الرسول وصحابته؟
ثم أي أشعرية تعنون؟ فهم طرائق قدد .. هل تعني طريقة الباقلاني؟ أم الرازي؟ أم القشيري؟ أم الغزالي؟
بارك الله فيك .. كلام عملي أرضي واقعي بعيد عن الخيال.
الاشاعرة يحتاجون الى مشروع تقارب مع عقيدة السلف لا مع السلفيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 12:31]ـ
شكر الله لكم أخي المكرم أبا نسيبة وبارك فيكم .. وفي الجميع, وها هنا نقاط أحب بيانها:
------
-الوحدة بين المسلمين مقصد عظيم من مقاصد الشرع لا ينبغي أن يجادل فيه أحد , فكان الأولى طرح الأمر على هذا الأصل حتى لا يقع التخليط في الوصف وتقدمت الإشارة إليه
-كلام الشيخ حسن البنا رحمه الله تعالى وصب على قبره شآبيب الرضوان مع كونه ينضح بالحمية الإيمانية والغيرة على الدين إلا أنه متفرع عن ظنه أن هذه المقالات انقرضت ,وأنه لا وجود لورثة ألئك من سائر الفرق ,و الحق أن الواقع يخالف هذه الرؤية ,وكثير من الناس بل من العلماء كان يظن أن مقالات الرافضة انقرضت ,ثم تبين لهم أنهم شر من سالفيهم كالشيخ العالم المجاهد مصطفى السباعي رحمه الله تعالى
-ونعم لا ينبغي ان يكون تنافر وتناكر , وأن يُسعى لتحصيل التآلف والتآخي .. والتعاون على البر والتقوى ولذلك ضربت مثالا عمليا على هذا التعاون بتوحيد الجهود ضد خطر الرافضة الزاحف .. أو ضد التبشير النصراني الكاسح
-ولكن هذا لا يعني السكوت عن بيان الحق , بعلم وعدل .. وأهل السنة نعم أرحم الناس بالخلق لكنهم أيضا أعرف الناس بالحق فلا يجاملون على حساب الحق أحداً .. مع الاحتفاظ بأخوة الإسلام والتفريق بين الحكم على الرجال حالَ زنتهم وبين نقد المقالات وبيان ما فيها من غلط أو انحراف
-فإذا ادعى الأشاعرة أن عقيدتهم سلفية وجب إثبات ذلك ,فإنك حين تقرأ في كتب محققيهم تجد التباين البيّن بين السلف عقيدة ومنهجا وبين طريقتهم ,بل لا تفهم كلامهم إلا إن درست ما يسمى بعلم الكلام المحدث الدخيل المستورد من الثقافة اليونانية الفلسفية ,فليت شعري كيف يكون من ينفي العلو-مثلا- ويتكلم بسان أرسطو سلفيا؟
بعبارة أخصر: كيف يقال للفلسفي:سلفيّ؟
وتقدم أن كبار محققي الأشاعرة يقرون بأن طريقتهم في تقرير العقائد مغايرة للسلف والأمثلة حاضرة لمن شاء
فلهذا كان الأولى إن كان المشروع عمليا أن يقتصر على أحد أمرين:
-تفعيل التعاون على البر والتقوى في نصرة الدين والجهاد في سبيل الله تعالى كما تقدم بيانه ببعض الأمثلة
-أو فتح قنوات حوار لتحرير حقيقة اتباع السلف .. من هو؟ وإقامة الدلائل في تقرير الحق في مسائل العقيدة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأبرار .. كل ذلك يسبقه تجريد نيات وإخلاص توجه لله سبحانه ..
وأدعو أخي فارس اللواء لقراءة كتاب الشيخ العلامة سفر "منهج الأشاعرة في العقيدة الكبير"
وللكلام بقية إن شاء الله تعالى
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 01:37]ـ
فارس اللواء ..
كلا من الطرفين يدعي أن كلامه يوافق الكتاب والسنة، فإن دعونا الجميع لاتباع الكتاب والسنة لقال كل طرف منهما نفس الجواب. لذا .. أقترح أن تجمع أتباع السلف والأشاعرة على كتاب:
الإبانة عن أصول الديانة
لأبي الحسن الأشعري
فهل يرضى (الأشاعرة) بما قرره الإمام الأشعري؟
إن كانت الإجابة بـ (نعم) فهلا ومرحبا.
وإن كانت (لا) فليعلنوا براءتهم من الانتساب إليه!
فهاكم سلفي يدعوكم إلى الإحتكام إلى كتاب الإمام الأشعري. أفلا تعقلون!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 03:50]ـ
... أقترح أن تجمع أتباع السلف والأشاعرة على كتاب:
الإبانة عن أصول الديانة
لأبي الحسن الأشعري
فهل يرضى (الأشاعرة) بما قرره الإمام الأشعري؟
إن كانت الإجابة بـ (نعم) فهلا ومرحبا.
وإن كانت (لا) فليعلنوا براءتهم من الانتساب إليه!
....
هم يشككون في نسبته إليه فلا يلزمهم ما ذكرت.
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 04:28]ـ
هم يشككون في نسبته إليه فلا يلزمهم ما ذكرت.
تحدث عن ذلك الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله - بما فيه الكفاية في معرض تقديمه للكتاب بداية من ص 12؛ ومن الذين أثبتوه ابن عساكر والبيهقي والذهبي الذي كان عنده نسخة بخط النووي من الإبانة وكذلك ابن فرحون والعماد الحنبلي وغيرهم خلق كثير!
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 05:38]ـ
هم يشككون في نسبته إليه فلا يلزمهم ما ذكرت.
لماذا يفعلون؟
السبب ليس التحريف بل بما فيه من عقيدة تخالف عقيدتهم المتأخرة. ولهذا السبب قلنا يحتاج الاشاعرة الى صدق مع النفس قبل التقدم بمشروع في التقارب. وإلا كان كتقارب المتقاربين مع الروافض الذي فشل فشلا ذريعا وأحد أسباب الفشل: الطرف الرافضي ليس مستعدا بل كان يستخدم التقية.
إن قالوا نحن نخالف السلف فأي عقيدة مبتدعة تكون حقا.
وإن قالوا نحن على عقيدة السلف فالواقع يكذبهم. فهم هنا على طريقين:
1 - إما أنهم يجهلون حقيقة عقيدة السلف وهذا علاجه يسير لمن طلب الحق = الصدق الذي نريد ثم بيان الحق.
2 - وإن علموا مخالفتهم للواقع ومع هذا يكابرون فأي تقارب مع المكابر أو صاحب التقية؟!
التشكيك أحد طرق الاشاعرة في التملص من عقيدة الاشعري. على أية حال ليس الكل يشكك في الكتاب وخذ مثلا البوطي فهو يثبته. وبغض النظر عن الكتاب فالسقاف يعترف بأنهم ليسوا على عقيدة الاشعري بل يتهم الاشعري بالتجسيم. ولماذا نذهب بعيدا يكفيك أن الاشاعرة اليوم يقولون بالاستيلاء الجهمي المعتزلي كتفسير للاستواء رغم علمهم بإنكار السلف على هذا التفسير (التحريف)!
فأي سلف يتبعون؟
الجهمية!
الكثير لا يعرف أساليب الاشاعرة: التقية الاشعرية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 06:42]ـ
لو بدأوا بتأصيل قاعدة الصدق مع المخالف ونقل كلامه بأمانة، وعدم الحديث بالنيابة عنه لإثبات الانحراف عليه، لأنجزوا خيرًا كثيرًا.
ادخل إلى مواقع القوم وستراهم لا يزالون يمضغون أسطورة نزول ابن تيمية درجتين من المنبر!
وأما مشاريع التقريب والحلول الوسط، وأن يتنازل كل طرف عن جزء من عقيدته، كالمقايضات التجارية، فهي مشاريع سياسية وحزبية فاشلة تخدم القائمين عليها فقط وتجعلهم أصحاب مشاريع فكرية وزعماء دعوات إصلاحية
ومن ذلك شعار الشيخ القرضاوي الذي طرحه من عدة أيام (تسنين الصوفية وتصويف السنة)! كتطعيم البرتقال بالليمون!
قد كان الأَوْلى بالشيخ وفقه الله أن يدعو كل منحرف عن الكتاب والسنة إلى الجادَّة، من غير تنظيرات ولا مقايضات
ولو بدأ بنفسه، كما حصل له في مسألة التقريب مع الشيعة، لكان في ذلك خير كثير له وللأمة
وتسميتها (مشاريع) جزء من الخلل، وإلا فهي شعارات لا غير، سوف تذهب جفاء كما ذهب أمثالها.
وهي تذكِّرني بما تكتبه صحف الإثارة العربية بالعناوين العريضة (جدلٌ في الأزهر حول الطلاق بالإيميل)!!
وبالتأكيد لو ذهبت إلى الأزهر فلن تجد العلماء يتجادلون عن الطلاق بالإيميل! فالأمر فجرد فرقعة إعلامية لأن المراسل يكتب بالقطعة فيختلق هذه الإشكالات وربما يسأل عنها بعض العلماء لتسويد الصفحة وملء الفراغ وقبض المكافأة!
مجرَّد زبَد يذهب جفاءً!
والله المستعان
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 08:27]ـ
لو بدأوا بتأصيل قاعدة الصدق مع المخالف ونقل كلامه بأمانة، وعدم الحديث بالنيابة عنه لإثبات الانحراف عليه، لأنجزوا خيرًا كثيرًا.
ادخل إلى مواقع القوم وستراهم لا يزالون يمضغون أسطورة نزول ابن تيمية درجتين من المنبر!
وأما مشاريع التقريب والحلول الوسط، وأن يتنازل كل طرف عن جزء من عقيدته، كالمقايضات التجارية، فهي مشاريع سياسية وحزبية فاشلة تخدم القائمين عليها فقط وتجعلهم أصحاب مشاريع فكرية وزعماء دعوات إصلاحية
ومن ذلك شعار الشيخ القرضاوي الذي طرحه من عدة أيام (تسنين الصوفية وتصويف السنة)! كتطعيم البرتقال بالليمون!
قد كان الأَوْلى بالشيخ وفقه الله أن يدعو كل منحرف عن الكتاب والسنة إلى الجادَّة، من غير تنظيرات ولا مقايضات
ولو بدأ بنفسه، كما حصل له في مسألة التقريب مع الشيعة، لكان في ذلك خير كثير له وللأمة
وتسميتها (مشاريع) جزء من الخلل، وإلا فهي شعارات لا غير، سوف تذهب جفاء كما ذهب أمثالها.
وهي تذكِّرني بما تكتبه صحف الإثارة العربية بالعناوين العريضة (جدلٌ في الأزهر حول الطلاق بالإيميل)!!
وبالتأكيد لو ذهبت إلى الأزهر فلن تجد العلماء يتجادلون عن الطلاق بالإيميل! فالأمر فجرد فرقعة إعلامية لأن المراسل يكتب بالقطعة فيختلق هذه الإشكالات وربما يسأل عنها بعض العلماء لتسويد الصفحة وملء الفراغ وقبض المكافأة!
مجرَّد زبَد يذهب جفاءً!
والله المستعان
أحسنت بارك الله فيك
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 09:27]ـ
الأشاعرة درسونا التفسير والفقه والعقيدة في الجامعات السعودية ولم نر منهم ولم يروا منا إلا كل احترام
لا أعلم هل هي التقية التي تقولون أم ماذا
نعم مر بي بعض المواقف التي لم تفسد الود بيننا وبينهم من بعض الدكاترة كمثل نسبة التفويض للسلف أو حصر التوحيد بالربوبية .. لكنهم في الغالب إذا نبهوا سكتوا ولم يصروا.
لكن لدي ملحوظة وهي أن عامة الأشاعرة (ومنهم عجائز نيسابور) لو سألتهم في العقيدة لوجدتهم مثلنا ولابن تيمية مقالة تفيد ذلك في عامة أهل البدع
لذا أقترح أن يبقى طرح مثل هذه المسائل التي لا يدركها العامة خاصا بمجالس العلم
مع تحذير الناس من البدع العملية ونشر كتاب محمد الغزالي وغيره من الأشاعرة في نقد التصوف
وهذا هو أعظم تقارب نستطيعه وتستطيعونه
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 10:51]ـ
الأشاعرة درسونا التفسير والفقه والعقيدة في الجامعات السعودية ولم نر منهم ولم يروا منا إلا كل احترام
لا أعلم هل هي التقية التي تقولون أم ماذا
نعم مر بي بعض المواقف التي لم تفسد الود بيننا وبينهم من بعض الدكاترة كمثل نسبة التفويض للسلف أو حصر التوحيد بالربوبية .. لكنهم في الغالب إذا نبهوا سكتوا ولم يصروا.
لكن لدي ملحوظة وهي أن عامة الأشاعرة (ومنهم عجائز نيسابور) لو سألتهم في العقيدة لوجدتهم مثلنا ولابن تيمية مقالة تفيد ذلك في عامة أهل البدع
لذا أقترح أن يبقى طرح مثل هذه المسائل التي لا يدركها العامة خاصا بمجالس العلم
مع تحذير الناس من البدع العملية ونشر كتاب محمد الغزالي وغيره من الأشاعرة في نقد التصوف
وهذا هو أعظم تقارب نستطيعه وتستطيعونه
إما أنك لا تعرف الأشعرية أو أنك لا تعرف التصوف , فكيف تقول إن الأشاعرة مثل السلفية , فلا تقارب بين من يثبت لله كل ما أثبته لنفسه بالكتاب و السنة , ومن يثبت بعض الصفات بالعقل , التقارب هو الرجوع إلى عقيدة الرعيل الأول , أما من يثير علم الكلام فهم الأشاعرة فلو سكتوا سكتنا, فبقي الناس على فطرتهم و هي عقيدة السلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 02:04]ـ
هذا رد الأخ أبي عمر الأثري جزاه الله خيراً:
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله ,
أما بعد ,
فردا على موضوع الاستاذ فارس اللواء أقولها بكل وضوح نعم نحن السلفيون مستعدون للتقارب الشرعي مع الأشاعرة أو الصوفية أو غيرهم من الفرق .... تقاربا شرعيا مبنيا على الاعتصام بالكتاب و السنة بفهم سلف الأمة و التحاكم لألفاظ الكتاب و السنة فقط و نبذ علم الكلام المذموم المأخوذ عن الفلاسفة .... تقاربا شرعيا مبنيا على توحيد الله و افراده بالعبادة و عدم التعلق بسواه من نبي او ولي او قبر او ضريح و نبذ كل فكر يدعو الى تقديس الاشخاص أو العلماء او الأولياء فتقاربنا على اننا مسلمون موحدون عبيد لله وحده لا شريك له.
فنحن السلفيون دعاة وحدة لا دعاة فرقة و دعاة تقارب و اجتماع لا دعاة فرقة و تباعد و ابتداع.
و ان كنا نعلم علم اليقين ان التفرق في هذا الأمة واقع بقضاء الله و ارادته الكونية لكننا نعلم أن الله لا يحبه و لا يرضاه و يأمر بالاجتماع كما قال تعالى "و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا " فقد بين الله جل و علا أن التقارب الشرعي يكون بالاعتصام بدينه وهو الكتاب و السنة كما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم ....... فالتقارب الشرعي قد بينت معالمه و حددت في الكتاب و السنة فهي ليست بحاجة الى أفكار داعية مميع!! و لا الى اجتهاد عالم ..... فالتقارب الشرعي معالمه واضحة وضوح الشمس بخلاف التقارب التمييعي الذي يدعو له الاستاذ حسن البنا و من اهم معالم التقارب الشرعي:-
1 - الاعتصام بحبل الله وهو دينه وهو الكتاب و السنة كما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم كما قال تعالى "و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا " .......... و نبذ علم الكلام المذموم المأخوذ من زبالات افكار الفلاسفة باعتراف علماء الاشاعرة انفسهم! كما اعترف بذلك السعد التفتازاني و كما قاله الامام ابو حنيفة و الامام الخطابي و غيرهم .......
2 - الاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة كما قال صلى الله عليه وسلم "فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " (حديث العرباض بن سارية الذي اخرجه احمد و ابن ماجة و غيرهم باسناد صحيح) ................... فاذ قد صح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يختبر إيمان الجواري بسؤالهن اين الله فيقلن في السماء (كما في حديث معاوية بن الحكم عند مسلم و حديث ابي هريرة عند ابي داود وهما قصتان مختلفتان) و ان الصحابة سمعوا ذلك فاقروه و لم ينكره فكل من انكر هذا السؤال و هذا الجواب (اين الله؟ في السماء) بعبارات الفلاسفة و المعتزلة كنفي المكان و الحيز و الجهة ...... فهم من الذين حذرنا منهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (و اياكم و محدثات الامور فان كل محدثة بدعة و كل ضلالة في النار)
3 - فهم الكتاب و السنة بفهم سلف الامة اهل القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية و تقديم كلامهم على كلام من بعدهم من العلماء فاذا سمعنا قول الامام الاوزاعي:"كنا و التابعون متوافرون نقول ان الله على عرشه و نؤمن بما وردت به السنة من صفاته " ...... تمسكنا به ,و اذا سمعنا كلام افراخ الفلاسفة كالجويني و الرازي و الغزالي بقزلهم ان الله لا داخل العالم و لا خارجه!!! نبذناه و علمنا انه قول سوء مخالف لأقوال السلف لأن الله امرنا ان نفهم القرآن و السنة بفهم الصحابة و التابعين و تابعيهم باحسان كما قال تعالى "و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا "
فاذا نظرنا لأقوال الصحابة و جدناهم:-
1 - اثبتوا صفة العلو كما قالت زينب ام المؤمنين:"زوجني ربي من فوق سبع سماوات" و كما قال ابن عباس لعائشة ام المؤمنين "انزل الله براءتك من السماء " و كما قال ابن مسعود " ما بين كل سماء و التي تليها مسيرة 500 عام ..... وبين الكرسي و العرش 500 عام و الله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه "
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - اثبتوا صفة اليدين فقال ابن عمر (كما اخرجه اللالكائي وغيره و الاثر حسن) خلق الله اربع اشياء بيده آدم و اللوح و القلم و جنة عدن وقال لسائر خلقه كن فكان ..... ففرق ابن عمر بين ما خلق باليد و بين ما خلق بكلمة كن مع ان الكل خلق بقدرة الله
3 - اثبتوا ان الله لم يزل فعالا و انه تعالى يتكلم بمشيئته وقدرته كما قال ابن عباس في تأويل قوله تعالى "و كان الله عليما حكيما" كان و ما يزال ..... و كما قالت عائشة ام المؤمنين "و لشأني في نفسي كان احقر من ان يتكلم الله في بأمر يتلى "
.............................. .................... .............................. .................... ......
و لم نجد أحدا من الصحابة قال ان "الله لا داخل العالم و لا خارجه"!!! او قال " ان كلام الله هو الكلام النفسي "!!! او انه معنى واحد فمعنى آية الكرسي هو نفس معنى آية الدين كما يزعم الاشاعرة!! او قالوا ان الله لا تقوم به الافعال الاختيارية!!! او سموا افعال الله حوادث!!! او سموا فعله تغيرا!!! او كذبوا بقوله تعالى "ان ربك فعال لما يريد"!! او قالوا ان الفاعل حقيقة لفعل العبد للسرقة و شرب الخمر و سائر القبائح هو الله!! - تعالى الله عن قول الاشاعرة الجهمية المعطلة علوا كبير-!!! او قالوا ان الايمان هو التصديق فقط!! او قالوا ان الله يخلق لا لحكمة!!! او قالوا ان تعلقات ارادته و قدرته عدمية!! ........... الخ
.............................. .................... .............................. .................... ...............
فنتمسك بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم و بهديهم و منهجهم و نبتعد عن كل الأقوال الباطلة التي صدرت ممن بعدهم.و نعتقد ان السلف ما خاضوا في علم الكلام المذموم -بل ذموه و حذروا منه- لعجزهم عن فهمه او ادراك معانيه فقد كانوا اذكى الناس و اعلاهم فهما و اكملهم عقولا ... و لا لأنهم لم يحتاجوه فقد ظهر الجهمية في عهد السلف .... بل للمعاني الباطلة التي احتوى عليها هذا العلم المذموم من تعطيل صفات الرب و جحد آياته.
فاذا تم الاتفاق على هذه الاصول حصل التقارب المنشود وهو التقارب الشرعي المحمود و أما التقارب التمييعي الذي دعا اليه الاستاذ حسن البنا فهو في الحقيقة اقرار للفرقة و تعميق لها ...........
فقد وقع حسن البنا في أخطاء شنيعة في مقاله الوارد اعلاه ........ و هذه الأخطاء لن تجعل دعوته موفقة و لا نظرته صائبة و لا أدل على ذلك من نتائج دعوة الاخوان المسلمين في البلاد الاسلامية و التي لم تفلح في جمع كلمة المسلمين لبطلان المنهج الذي قامت عليه وهو منهج التقارب التمييعي و التجميع للأبدان لا للأفهام!!
و من هذه الأخطاء الشنيعة التي وقع بها حسن البنا:-
1 - زعمه أن السلفيين و الأشاعرة متفقون في الاصول العامة في توحيد اسماء الله وصفاته!! وهو زعم باطل و استنتاج مردود ... اذ كيف يتفق من مصدر تلقيه الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح مع الاشاعرة الذين يتلقون العقيدة من اصول فلاسفة اليونان الوثنيين و زبالات افكار ارسطو و سقراط و التي هذبها و نقاها الفيلسوف ابن سينا الذي هو الشيخ الحقيقي لأبي حامد الغزالي و الفخر الرازي؟؟ و كيف يتفق السلفي الذي يعتقد ان ربه موجود و انه فوق العرش مع الاشعري الجهمي الذي لا يثبت حقيقة لله و لا لصفاته فوجوده في الحقيقة ذهني عدمي عنده - كحال الملحدين الدهريين- و لذلك فهو يصف ربه بصفات العدم فيقول "هو لا داخل العالم و لا خارجه " "هو لا يقوم به فعل و لا كلام بعد الأزل" "تعلقات ارادته و قدرته عدمية " وصف واجب الوجود له وصف عدمي "!! فأبلغ وصف لله عند الاشاعرة هو العدم!! فهم يعبدون عدما و لا يثبتون الا العدم!! تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - زعمه أن آيات الصفات و أحاديثها من المتشابه الذي لا يعلم معناه الا الله ............. مع ان السلف علموا معناها و قالوا لا يعلم حقيقتها الا الله ... و محاولته تقديم مذهب التفويض كحل وسط بين المذهبين مع ان مذهب التفويض هو (مذهب الهروب من الهزيمة عند الاشاعرة) فهو المذهب الذي يعلن متكلموا الاشاعرة تمسكهم بعد ان يجادلوا طويلا عن تأويلاتهم و يبين لهم تناقضها و تهافتها ......... وهو من اشر اقوال اهل البدع و الالحاد وهو مذهب مذموم عند السلف لان السلف علموا معاني آيات الصفات و احاديثها ففي صحيح البخاري عن مجاهد في تفسير استوى انه قال علا
و قال الامام مالك رحمه الله " محال ان يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم انه علم أمته الاستنجاء و لم يعلمهم التوحيد " (ذم الكلام ق-210) و قال الامام مالك: الاستواء معلوم و الكيف مجهول.
3 - وقع حسن البنا في شبهة رئيسية من شبهات الفلاسفة و المتكلمين ......... وهي زعمهم ان السلف كانوا اهل جمود على النصوص و لم يكونوا اهل عقول و نظر!!! و ان التمسك بالأثر جمود و عدم مسايرة للحياة العصرية و قد صاغ حسن البنا شبهته باسلوب خبيث فقال كما ورد في مقال فارس اللواء:-
اقتباس:-
، ومعسكر يدعو إلى أن يظل الدين بعيدًا عن كل هذا يؤخذ من منابعه الأولى كتاب الله وسنة رسوله، ويرجع في بيانه وتفصيله إلى الطريقة التي فهمه عليها السلف الصالح - رضوان الله عليهم - وليتناول العقل بعد ذلك ما شاء من البحوث، ولتجر الفلسفة على أي غرار شاءت، وليخطئ العلماء الكونيون أو يصيبوا ولكن في ثوب نظري بحت، قياسي بحت، لا يتناول عقائد الناس ولا يمس عبادتهم ولا يقرب الحقائق الدينية المقررة المكفولة بتسليم العقل بأحقيتها وصدقها،
انتهى الاقتباس
و هذا الزعم الباطل قد اشرنا اليه بقولنا
"و نعتقد ان السلف ما خاضوا في علم الكلام المذموم -بل ذموه و حذروا منه- لعجزهم عن فهمه او ادراك معانيه فقد كانوا اذكى الناس و اعلاهم فهما و اكملهم عقولا ... و لا لأنهم لم يحتاجوه فقد ظهر الجهمية في عهد السلف .... بل للمعاني الباطلة التي احتوى عليها هذا العلم المذموم من تعطيل صفات الرب و جحد آياته"
و هؤلاء الجهلة أتوا من سوء ظنهم بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فظنوا ان نصوص الوحيين هي اخبارات مجردة خالية من الأدلة العقلية فظن حسن البنا كما ظن المتكلمون و الفلاسفة من قبله ان التمسك بالنصوص " لا يتناول عقائد الناس ولا يمس عبادتهم ولا يقرب الحقائق الدينية المقررة المكفولة بتسليم العقل بأحقيتها وصدقها " و كذبوا في قولهم و ضلوا ضلالا مبينا فالقرآن قد جاء بالادلة العقلية و النقلية و ليس اخبارات مجردة كما زعم المتكلمون فأدى بهم سوء ظنهم بكلام ربهم الى اتباع زبالات افكار الفلاسفة التي ظنوها براهين عقلية يخاطبون بها الناس وهي ليست اكثر من سفسطات و ظنون وهمية ردية ..
و نضرب على ذلك مثالا واحدا.وهو ان اشهر الادلة العقلية عند اهل الكلام الاشاعرة و المعتزلة و الفلاسة لاثبات وجود الله هو دليل الاعراض و حدوث الاجسام الذي يؤدي الى نفي صفات الرب ووصفه بالعدم وهو دليل متناقض ذو مقدمات اقر كبار المتكلمين الاشاعرة بتناقضها و تهافتها ... وهو دليل لا تقبله العقول المستقيمة و تأباه الفطر السليمة ... في حين ان الدليل العقلي القرآني الذي يقبله العقل السليم و الذي مقدماته صحيحة سهلة لكل عاقل -غير متناقضة ولا معقدة - على وجود الله وهو ان المحدث لا بد له من محدث و ان المخلوق لا بد له من خالق وهو دليل به اسلم آلاف الملحدين واقر به عامة الخلق بعقولهم وفطرهم وهو المذكور في قوله تعالى "ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون"
فالدليل القرآني ليس كما زعم حسن البنا بل هو الذي تصدق به العقول و تقبله القلوب و ليس مباحث المتكلمين المتهافتة التي هي زبالات افكار الفلاسفة الكفار.
فاذا كان الاشاعرة مستعدون للتقارب تقاربا شرعيا كالذي شرحناه و بيناه فحي هلا بهذا التقارب و إن أبوا فليعلموا انهم هم الأذلون المهزومون في الدنيا و الأخرة
هذا و لا بد من التنبه لامرين مهمين وهما
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ان الامة في القرون الثلاثة الاولى كانت موحدة على العقيدة السلفية فجاء الاشاعرة و المتكلمون المعتزلة و الجهمية ففرقوها و مزقوا وحدتها فسبيل الوحدة هو بالعودة لتمسك بالعقيدة التي كان عليها المسلمون قبل التفرق و الاختلاف وهي العقيدة السلفية النقية وهذا هو ما دعا له العلماء المجددون بعد ظهور فتن المتكلمين كالامام ابن عبدالبر و الامام ابوعمرو الطلمنكي من المالكية و الامام ابو المظفر السمعاني و عبدالملك الكرجي و الامام البغوي من الشافعية و الامام عبدالغني المقدسي و ابن قدامة و شيخ الاسلام ابن تيمية من الحنابلة
2 - ان الاشاعرة شرذمة قليلون في الأمة و ليسوا سواد الامة كما يضحكون على انفسهم كما اعترف الغزالي ان مذهبهم لا يقبله واحد بالالف و اعترف ابن عساكر ان اكثر الناس لا تقلد الاشعري و قال الامام النووي رحمه الله - والذي رجع عن عقيدة الاشاعرة- في كتاب الفه في آخر عمره وهو "جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف و الاصوات"
بعد ان بين فساد عقيدة الاشاعرة في القرآن قال ما معناه: ان من ادل الأدلة على بطلان مذهبهم (القول بخلق حروف القرآن) انهم لا يستطيعون التصريح به امام الناس .... فالاشاعرة طوال عمرهم مختبئون في الجحور لا يرتفعون الا بدعم من السلطان الذي يوليهم مناصب القضاء و الفتيا فهم لا تقوم لهم قائمة الا بحبل من الله و حبل من الناس!! كحال الذين حرفوا دينهم من اهل الكتاب!! و لذلك فلا يوجد مصلحة شرعية من التقارب التمييعي معهم.اذا زعم دعاة التقارب انه لا بد منه لوحدة المسلمين!! ف 99% من المسلمين قديما و حديثا يقرون ان الله في السماء و ان القرآن كلام الله غير مخلوق بخلاف عقائد الاشاعرة الباطلة ... وبالتالي لسنا بحاجة لتقارب تمييعي معهم لا من ناحية علمية و لا عملية!! فهم شرذمة قليلون لا وزن لهم في تاريخ الاسلام لولا دعم السلاطين لهم. و ذلك لان الاشاعرة في الغالب اهل نفاق و مداهنة للسلطان ليوليهم المناصب فينشرون بدعهم بخبث!!
فاذا اراد الاشاعرة التقارب الشرعي و العودة بالامة الى عقيدة السلف التي توحدت عليها قبل ان يفرقها الاشاعرة و المتكلمون فاهلا و مرحبا و نحن مستعدون لهذا التعاون و اما التقارب التمييعي فهو بحد ذاته دعوة لمزيد من التفرق و التشرذم و ليس للوحدة فتأمل!
أبو عمر الأثري
21 محرم 1432 هجري
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=8828
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 02:17]ـ
الأخ فارس اللواء:
هدفك نبيل لكن ما تطلبه يهدم عند الفريقين آراء علماء معظمين عندهم، فالطريقة التى -فهمتها من مشروعك - لن تجدى، خاصة فى مسألة الحوار فى الصفات الخبرية.
لماذا تبحث عن أوجه الخلاف وتصمم على إيجاد حل لها،فى حين يمكنك البحث عن السبل التى تجمع الفريقين فيما يخدم الإسلام ضد أعدائه؟(/)
قواعد الإستدلال على مسائل العقيدة
ـ[ابن خليفة المصرى]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 12:34]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:فهذا كلام إختصرته من كلام أهل العلم لأنتفع به لنفسى فمن شاء الإنتفاع به فله هذا وقد راعيت فيه الإختصار الشديد ويا حبذا لو يشرح الأخوة ما أتيت به مختصرا وأسأل الله الكريم أن يبارك فى الموضوع وألا يحرمنى أجره.
قواعد الإستدلال على مسائل الإعتقاد.
القاعدة الأولى: الإيمان والتسليم المطلق لنصوص الكتاب والسنة.
تعليق مختصر على القاعدة: فيجب على كل مسلم أن يؤمن بما فى النصوص ولا يقول ما وافق عقلى أقبله وما لم يوافق لا أقبله فليس هذا ما ذهب إليه المؤمنون الصادقون الذين قالوا سمعنا وأطعنا فعلينا التصديق والتسليم والإيمان وقد أصل مالك رحمه الله هذه القاعدة حين قال عندما سؤل عن الإستواء: الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:ولم يكن في سلف الأمة وأئمتها من يرد أدلة الكتاب ولاالسنة على شيء من مسائل الصفات ولا غيرها بل ينكرون على أهل الكلام الذين يعدلون عما دل عليه الكتاب والسنة إلى ما يناقض ذلك.
القاعدة الثانية: جمع أدلة الباب الواحد وإعمالها جميعاً.
تعليق مختصر:فلابد من جمع الأدلة فى المسألة المراد تحريرها مع إعتماد فهم السلف فإن كان هناك تعارض وهذا فى الحقيقة ليس تعارض لأنه لا يوجد تعارض بين الأدلة الشرعية الصحيحة التى لم ينسخ أحدها الأخر فهذا التعارض يكون فى الظاهر فقط ثم يوفق المجتهد بين الأدلة جميعاً ولا يهمل منها دليل وذلك لأن الأصل فى الأدلة الإعمال وليس الإهمال وذلك حتى نتعبد بكل النصوص.
قال الإمام أحمد:الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه والحديث يفسر بعضه بعضاً.
وقد حكى الإمام الباقلانى الإجماع على منع التعارض بين الأدلة الشرعية كما نقله عنه الخطيب فى الكفاية
القاعدة الثالثة:مصدر تلقى العقيدة هو الكتاب والسنة والإجماع ولا قياس فى العقيدة.
القاعدة الرابعة:الإيمان بالنصوص على ظاهرها ورد التأويل إلا إذا وجب التأويل.
قال إبن الوزير رحمه الله تعالى:من النقص فى الدين رد النصوص والظواهر ورد حقائقها إلى المجاز من غير طريق قاطعة تدل على ثبوت موجب للتأويل. (إيثار الحق لابن الوزير ص 129)
قال العلامة الجبل ابن تيميه:لم يكن فى الصحابة من تأول شيئاً من نصوصه (أى نصوص الوحيين الكتاب والسنة) على خلاف ما دل عليه لا فيما أخبر به الله عن أسمائه وصفاته ولا فيما أخبر به عما بعد الموت. (مجموع الفتاوى).
القاعدة الخامسة:لا تعارض أبداً بين نصوص الوحيين الصحيحة وبين العقل. (0وذلك إذا لم يثبت النسخ)
تعليق مختصر:إذا رأى أحد أن هناك تعارض بين النص والعقل فذلك راجع إلى سوء الفهم أو قصوره.
قال العلامة ابن تيمية:وكان من اعظم ما أنعم الله به عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنة فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم باحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله ولا قياسه ولا وجده فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق وان القرآن يهدى للتى هى أقوم فيه نبأ من قبلهم وخبر ما بعدهم وحكم بينهم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله الله هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذى لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الألسن فلا يستطيع أن يزيغه الى هواه ولا يحرف به لسانه ولا يخلق عن كثرة الترداد فاذا ردد مرة بعد مرة لم يخلق ولم يمل كغيره من الكلام ولا تنقضى عجائبه ولا تشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعى اليه هدى الى صراط مستقيم. (الفتاوى)
القاعدة السادسة: نفهم النصوص كما فهمها الصحابة.
تعليق مختصر:ويكفى هنا الإستدلال بقول الله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).فعلينا إتباعهم علماً وعملاً.
القاعدة السابعة:موافقة النصوص لفظاً ومعنى أفضل من موافقتها معنى بدون اللفظ.
قال ابن تيمية:ان السلف كانوا يراعون لفظ القرآن والحديث فيما يثبتونه وينفونه عن الله من صفاته وافعاله فلا يأتون بلفظ محدث مبتدع فى النفي والاثبات بل كل معنى صحيح فانه داخل فيما اخبر به الرسول والألفاظ المبتدعة ليس لها ضابط بل كل قوم يريدون بها معنى غير المعنى الذي اراده اولئك كلفظ الجسم والجهة والحيز والجبر ونحو ذلك. (مجمع الفتاوى)
وقال أيضاً:والتعبير عن حقائق الايمان بعبارات القرآن أولى من التعبير عنها بغيرها فان ألفاظ القرآن يجب الايمان بها وهي تنزيل من حكيم حميد والأمة متفقة عليها ويجب الاقرار بمضمونها قبل أن تفهم وفيها من الحكم والمعاني مالا تنقضي عجائبه والألفاظ المحدثة فيها إجمال واشتباه ونزاع. (النبوات)
القاعدة الثامنة:عدم الخوض فيما أمسك السلف عن الخوض فيه.
وذلك كبعض مسائل القدر فلسنا بأكثر منهم علماً ولا ورعاً.
القاعدة التاسعه: السكوت عما سكت عنه الله ورسوله.
فلا نخوض فيما لم يذكر لنا فيه أدلة ونقضى فى البحث عنه أوقاتاً طويلة وليس لدينا إلا قيل وقال من كلام الناس المفتقد للدليل وهذا ليس من منهج التلقى للعقيدة وقد قال الله تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).
ابن خليفة 19 _12 _2010بعد العشاء(/)
أي الفريقين أعظم تعظيماً لرسل الله؟ آلموحدون أم الغلاة القبوريون؟ .. من أربعة وجوه.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 02:25]ـ
أي الفريقين أعظم توحيداً لرسل الله؟ آلموحدون أم الغلاة القبوريون؟
قال شيخ الاسلام رحمه الله في الرد على البكري (326 - 327):
الغلاة المشركون هم في الحقيقة بخسوا الرسل ما يستحقونه من التعظيم دون الأمة الوسط أهل التوحيد المتبعين لشريعة الرسول.
و بيان ذلك بأمور؛ منها:
أن النصارى يقولون: أنهم يعظمون المسيح، و كذلك الغالية في علي أو الأئمة أو الشيوخ أو غيرهم، وهم في الحقيقة متنقصون لهم؛ فإن المسيح عليه السلام أمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له و أخبرهم أنه عبد الله؛ فهم إذا اتبعوه كان له من الأجر مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم و يكونون سعداء أولياء الله تبارك و تعالى من أهل الجنة، و إذا غلوا فيه و اتخذوه رباً؛ انقطع ثواب العمل الصالح الذي كان يحصل بتوحيدهم وطاعتهم وحصل لهم مع ذلك عذاب أليم وإن كان هو سليما من العذاب لكن فوتوه الأجر الذي كان يحصل له بتوحيدهم و طاعتهم.
و أما أهل الاستقامة فهم إذا وحدوا الله تعالى و عبدوه كما شرعته لهم الرسل و أطاعوهم صاروا أولياء الله تعالى مستيقنين لثوابه و حصل للرسول بالذي دعاهم مثل أجورهم و كان في هذا من التعظيم للرسل ما ليس في طريق الغلاة.
الأمر الثاني: أن أهل التوحيد و السنة يدعون لهم دائما فينتفعون بذلك الدعاء، و أهل الشرك و البدعة يكلفونهم حوائجهم، و أين من يحصل بسعيه منفعة لهم إلى من يكلفهم و يؤذيهم بسؤاله؟، و اعتبر هذا بحال الصديق الذي كان يعاون الرسول بماله و نفسه ولا يسأله شيئا أين منزلته من منزلة من يسأله و يكلفه ولا يعاونه؟
الأمر الثالث: أن أهل التوحيد و السنة يصدقونهم فيما أخبروا و يطيعونهم فيما أمروا و يحفظون ما قالوا و يفهمونه و يعملون به و ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين و يجاهدون من خالفهم، ويفعلون ذلك تقربا إلى الله تعالى طلبا للجزاء منه لا منهم، و أهل الجهل و الغلو لا يميزون بين ما أمروا به و نهوا عنه ولا بين ما صح عنهم و ما كذب عليهم ولا يفهمون حقيقة مرادهم ولا يتحرون طاعتهم و متابعتهم بل هم جهال بما أتوا به معظمون لأغراضهم؛ إما لينالوا منهم منفعة أو ليدفعوا بهم عن أنفسهم مضرة؛ فالسدنة الذين عند القبور و نحوهم غرضهم يأكلون أموال الناس بهم و أتباعهم غرضهم تعظيم أنفسهم عند الناس و أخذ أموالهم لهم، و الصادق المحض المتدين منهم غرضه أنه إذا سألهم و استغاث بهم في دفع شدة أو طلب حاجة قضوها له؛ فأي الفريقين أشد تعظيما أولئك أو هؤلاء؟
الأمر الرابع: أن أولئك الغلاة المشركين إذا حصل لأحدهم مطلوبه ولو من كافر؛ لم يُقبل على الرسول بل يطلب حاجته من حيث يظن أنها تقضى.
إلى أن قال (ص330):
و المقصود أن كثيرا من الناس يعظم قبر من يكون في الباطن كافراً أو منافقاً، ويكون هذا عنده و الرسول من جنس واحد؛ لاعتقاده أن الميت يقضي حاجته إذا كان رجلا صالحا وكلا هذين عنده من جنس من يستغيث به. انتهى.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 02:54]ـ
أي الفريقين أعظم توحيداً لرسل الله؟ آلموحدون أم الغلاة القبوريون؟
استغفر الله
الصواب: تعظيما.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 10:55]ـ
جزاكم الله خيراً على تعديل العنوان.(/)
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ - الغشاء الأمنيوسي
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 04:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجنين في رحم أمه مغلف بثلاثة أغشية، القرآن أشار إليها فقال:
? ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ? (سورة الزمر الآية: 6)
و هذا من الإعجاز العلمي في القران.
سنتحدث اليوم عن الغشاء الأول, وهو يسمى الغشاء الأمنيوسي, هذا الغشاء مغلق، ليس له فتحة، ولأنه مغلق فهو ممتلئ بسائل اسمه السائل الأمنيوسي، هذا السائل بين الغشاء والجنين، حجم السائل لتر ونصف, هذا السائل له العديد من الوظائف, نذكر منها:
· تغذية الجنين: هذا السائل فيه مواد زلالية، مواد سكرية، أملاح غير عضوية.
· حماية الجنين من الصدمات: فهو تماماً كالدماغ، الدماغ أيضاً بينه وبين الجمجمة سائل، والمركبة الفضائية بين قمرة الرواد والغلاف الخارجي سائل، فلو أن ضربة وجهت إلى بطن المرأة الحامل، يتحملها السائل, و يوزع الضغط الناتج, فيقل تأثيره على الجنين.
· تسهيلُ حركة الجنين في بطن أمه.
· منعُ التصاق الجنين برحم الأم
· جهاز تبريد وتسخين: حيث أن درجة حرارته ثماني عشرة درجة، ثابتة, في الصيف, و الشتاء.
· مساعدة الجنين في الخروج عند الولادة: قبل الولادة يتمزق الغشاء الأمنيوسي من الأسفل, فينطلق السائل, وينطلق معه الجنين عبر الممر الضيق في سهولة ويسر.
· تعقيم مجرى الولادة.
كل هذه التجهيزات من أجل جنين يتم استضافته تسعة شهور فقط
فكيف بتجهيزات الكرة الأرضية التي تستضيف الإنسان سبعين سنة
و كيف بتجهيزات مكان سيستضيفك للأبد ......................... ....
الجنة
اللهم ارزقنا الجنة
? الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ? (سورة السجدة الآية: 7)
? هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ? (سورة لقمان الآية: 11)
? وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ? (سورة الذرايات الآية: 21)
المصدر: حلقات العقيدة و الإعجاز- للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
التغريبيون هدفهم أن نكون نصارى أو يهود أو لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 08:56]ـ
دعاة التغريب ومن يقف خلفهم ليس هدفهم تغريب المجتمع الإسلامي فحسب، بل لجعل رجاله ونساءه نصارى، ويهود، وبلا دين، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، المهم أنهم ليسوا بمسلمين هذا هو هدفهم الحقيقي.
فالتغريب – كما لا يخفى - هو التبعية للأجنبي في الشرق والغرب فكراً وسلوكاً، والانجذاب إلى ثقافته، انطلاقاً من فكرة شاعت قوامها أن هناك نموذجاً ثقافياً واحداً ووحيداً، هو النموذج الغربي، وأن كل ابتعاد عنه عجز وتخلف.
دعاة التغريب هم مقلدون تائهون يرددون كلام سادتهم وأوليائهم، ويلفقون ويزورون في دعاويهم وآرائهم، كل عملهم في الأمة هو عمل الغواة والسحرة، فما أضخم شعاراتهم، وما أكثر ضجيجهم، وما أسوأ أخلاقهم، انتشر بهم الكذب والفجور والتحلل، وعمَّ بهم البلاء والفتنة، فأصبحوا كابوساً ثقيلاً على الأمة، فما أبعد الإنصاف والعدل والانتماء للإسلام عن سلوكهم وأعمالهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كأن شعاع الشمس في كل غدوة ... على ورق الأشجار أول طالع
دنانير في كف الأشل يضمها ... لقبض فتهوى من فروج الأصابع
فدعاة التغريب أواللادينية في مجتمعاتنا إنما يحاربون الفطرة الخيرة في الأمة والتي جاء الإسلام فقواها ونماها وغذاها حتى أصبحت فطرة سليمة تستطيع العيش في الأرض هادئة مطمئنة وفق القوانين التي شرعها الله لها.
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة 50].
ولقد عرفت البلاد الإسلامية والعربية الأهداف الحقيقية لهذا التغريب، ولمستها لمس اليد، عن طريق تجربتها مع المحتل الأجنبي يوم أن ضعفت وحصل فيها الخلل، فاستهدفت استراتيجية التغريب التي ساقها المحتل الأجنبي، العزل القسري الإسلامي، وطمس الهوية الإسلامية، والقضاء على اللغة العربية، لغة القرآن، وذلك عن طريق السعي إلى استئصال المناعة الإسلامية، والجذور الإسلامية، التي تقف وحدها عقبة كأداء في طريق بلوغ الأهداف التغريبية.
نعم إن الإسلام والمتمثل في علمائه ورجاله وطلاب علمه ودعاته، هو العقبة الوحيد في تحقيق ما يصبوا إليه دعاة التغريب، أذناب الغرب وعملائه، فإن نام هؤلاء الأسود فرح المخلفون بمقعدهم خلافهم وكرهوا كل دعوة تناهض دعوة التغريب وتصدها.
لقد استغل التغريبيون لتحقيق هذا الهدف كل الوسائل في أرضنا الإسلامية منها على سبيل المثال: النماذج الخلقية المنحطة، والمجلات والصحف الخليعة، والإذاعة المسموعة والمرئية، المواقع الالكترونية المشبوهة، والسينما والمسارح، ومحلات الدعارة وبيوتها، والملاهي والمراقص والحفلات الماجنة، ومعسكرات الشباب ومنظماته، و (البلاجات) والمسابح المشتركة، والرياضة، وتعاطي الخمور، والتشجيع على استهلاك وسائل التجميل، والتشجيع على ارتكاب الجريمة، ودفع المجتمع نحو المخدرات، واستغلال الإبداعات والأعمال الفنية، واستغلال النتاجات الأدبية كالقصة والشعر لهذا الغرض، وتربية الناس على تقليد الغرب الخليع في مختلف الشؤون كاللباس والسكن والسلوك، وفسح المجال للجمعيات والعناصر تدعو إلى ذلك ليساعدوا في إذكاء نار الفساد، وإشاعة العملية غير النزيهة بين الجنسين، وغير ذلك الكثير والكثير من الأساليب الرخيصة.
فالهدف لا يختلف وهو التغيير الاجتماعي أو التغريب، أو بعبارة أوضح: الإبعاد عن الإسلام.
وهو في نفس الوقت أن تتجه الأمة الإسلامية إتجاهًا علمانيًّا في بدايته ونهايته في جل شؤون الحياة.
فالدعاة إلى الله يجب أن يستفرغوا جهودهم في سبيل جلاء هذا الفكر، وطرحه على بساط التفكر والتدبر أمام المسلمين عامة، ومن توجه إليهم سهام التغريب والاستشراق والعلمانية والماسونية ودعاة المدنية المادية الزائفة، والمشككين، ومن يعبدون الله على حرف، والمنافقين، وطلاب الدنيا، والباحثين عن زخارفها، بصفة خاصة، لأن المستهدف أولى بالرعاية. (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً) [النساء84].(/)
من الفروق بين الأسماء والصفات
ـ[ابن خليفة المصرى]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 12:28]ـ
الفرق بين الأسماء والصفات أن كل إسم لابد أن يحتوى على صفة وليست كل صفة لابد أن تدل على إسم
مثال:العليم إسم يحتى على صفة هى العلم
مثال:ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة فى الثلث الأخير من الليل فهنا إثبات لصفة النزول ولكن لا يسمى الله بالنازل
والسلام عليكم
وأيضاً فى التسمية:، مثل: (عبد الكريم)، ولا يجوز عبد الكرم، كما أنه يُدعى الله عزّ وجل بأسمائه مثل يا كريم، ولا يجوز يا كرم الله.
وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: عن عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته؟ وعن الفرق بين الاسم والصف؟ وهل يلزم من ثبوت الاسم ثبوت الصفة؟ ومن ثبوت الصفة ثبوت الاسم؟
الجواب
عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هي إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات من غير تحريف، ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تمثيل.
والفرق بين الاسم والصفة: أن الاسم: ما سمي الله به، والصفة: ما وصف الله به. وبينهما فرق ظاهر.
فالاسم يعتبر علمًا على الله –عز وجل- متضمنًا للصفة.
ويلزم من إثبات الاسم إثبات الصفة. مثاله: {إن الله غفور رحيم}: {غفور} اسم يلزم منه المغفرة، و {رحيم} يلزم منه إثبات الرحمة.
ولا يلزم من إثبات الصفة إثبات الاسم، مثل "الكلام" لا يلزم أن نثبت لله اسمًا المتكلم، بناء على ذلك تكون الصفات أوسع، لأن كل اسم متضمن لصفة وليس كل صفة متضمنة لاسم.
وانظر مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - (1/ 121)
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 01:05]ـ
وأيضاً فى التسمية:، مثل: (عبد الكريم)، ولا يجوز عبد الكرم، كما أنه يُدعى الله عزّ وجل بأسمائه مثل يا كريم، ولا يجوز يا كرم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي بارك الله فيك, أحببت أن أضيف للفائدة بالنسبة لدعاء الصفة:
سأل الشيخ العثيمين رحمه الله:
السؤال: إذا كان دعاء صفة من صفات الله عز وجل محرم، فكيف نفهم الأدعية الآتية من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كقوله: (أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) وقوله: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)؟
______________________________ __________
الجواب: وقوله: (أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك) كل هذا استعاذة بصفة الله والمراد الموصوف، لأن الدعاء المحظور أن تقول: يا قدرة الله اغفري لي، يا رحمة الله ارحميني، هذا الذي قال عنه شيخ الإسلام: إنه كفر بالاتفاق، لأنك إذا قلت: يا قدرة الله اغفري لي، أو: يا رحمة الله ارحميني، كأنك جعلت هذه الصفة شيئاً مستقلاً عن الموصوف فيغفر ويرحم ويغني، أما إذا قلت: أعوذ بعزة الله، فهذا من باب التوسل بعزة الله عز وجل إلى النجاة من هذا المرهوب الذي استعذت بالعزة منه، وكذلك: برضاك من سخطك، وكذلك قوله: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) ليس المعنى أن الإنسان أن يستغيث بالرحمة منفصلة عن الله، لكن هذا من باب التوسل بصفات الله عز وجل المناسبة للمستعاذ منه أو للمدعو، وليس دعاء صفة، دعاء الصفة أن تقول: يا رحمة الله ارحميني، يا قدرة الله أعطيني، وما أشبه ذلك ....... اه
وجزاك الله خيرا على ماتفضلت.
ـ[ابن خليفة المصرى]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 01:20]ـ
جزاك الله خيرا ولا تحرمنا أخى من فوائدك الجميلة(/)
[ومرة أخرى: رفقا أهل السنة بأهل السنة] لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد
ـ[فتح البارى]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 08:52]ـ
من هنا = ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=232555)
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 10:47]ـ
بارك الله فيك أخي فتح الباري، لكن لاحياة لمن تنادي!!!!
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 08:40]ـ
الله المستعان، والله إنّ القلب ليحزن ..
هدانا الله وإياهم إلى سواء سبيله ..
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 08:12]ـ
بارك الله فيكم(/)
القرضاوي: أدعو إلى المزج بين السلفية والصوفية
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 06:13]ـ
مفكرة الاسلام: ( http://www.islammemo.cc/)
دعا الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" إلى ما أسماه بـ "تسليف الصوفية وتصويف السلفية"، وذلك بأن "يأخذ المتصوف من انضباط السلفية في عدم الأخذ بالأحاديث الموضوعة وعدم الأخذ بالشركيات والقبوريات"، ونريد من السلفي أن يأخذ من الصوفية الرقة والروحانية وخشوع القلب ونعمل من هذا المزيج المسلم المطلوب".
وقال القرضاوي إنه يدعو إلى ذلك تأسيًا بشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم، اللذين وصفهما بأنهما "من كبار المتصوفين إلا أنهما رفضا من التصوف ما لا يليق وأخذا منه ما يليق"، نافيًا في مقابلة نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" الأربعاء أن يكون موقفًا معاديًا للسلفية، قائلا "لا أقف من السلفية موقف عداء، وإنما هو موقف نقدي في بعضه، وأدعو الجميع دائمًا إلى الوسطية".
واعترف القرضاوي بتنامي التيار السلفي على الساحة حتى امتد إلى داخل جماعة "الإخوان المسلمين" نفسها، لكنه يصور ذلك على أنه يتسق مع المبادئ التي أسس عليها حسن البنا الجماعة والتي من بينها أنها "دعوة سلفية بمناداتها الرجوع إلى الكتاب والسنة".
ورأى القرضاوي- الذي قال إنه عرض عليه منصب المرشد للإخوان لكنه رفض- أن "ميزة "الإخوان" في شمولها وتوازنها بحيث لا تبالغ في تيار على حساب آخر، فعلى سبيل المثال قد يغلب عليها حينا التيار السلفي الذي يتشدد في أمور منها قضية تأويل صفات الله، وكلام السلفيين مع الأشاعرة، والماتوريدية وغيرهم، فيدخل السلفيون على الساحة وتصبح هذه القضايا وغيرها مدار نقاش كبير وجدل وعراك، أمر موجود بالأخص في دول الخليج، حيث تأثر تيار "الإخوان" بالآخر السلفي".
وقال إن "السلفية التقليدية أصبحت مدارس، ولم تعد واحدة، فهناك سلفية اقتربت من "الإخوان"، فبات هناك من يقول للسلفيين: أصبحت تتحدث كما القرضاوي، فهناك من السلفيين من اقتربوا من منهج الوسطية الذي يقوم على الجمع ما بين المتقابلات والجمع ما بين العقل والنقل، وبين الروح والمادة ويؤول أحيانا ويمتنع أحيانا أخرى، ويمزج بين الفكر والحركة، والدين والسياسة".
وكان من أبرز مظاهر التغيير - بحسبه - خوض المعارك السياسية، بعد أن عابوا الأمر زمنا طويلا على جماعة "الإخوان"، وتابع "لا يمكن أن نغفل تطور السلفيين، فسابقا لم يكونوا يتحدثون في الشئون السياسية، إلا أنهم حاليا باتوا يشاركون في المعارك السياسية، وخوض الانتخابات، بعد أن عابوا الأمر زمنا طويلا على حركة "الإخوان"، كما تطوروا في قضايا فقهية متعددة مثل "التصوير" الذي عد من الجرائم الكبرى، وأصبح في الوقت الراهن من المباح".
وبين القرضاوي أن الواقع فرض على السلفيين التغيير عقب احتكاكهم بالعالم الخارجي وبشعوب مختلفة، "لا شك أن الواقع فرض عليهم التغيير، بما في ذلك احتكاكهم بالعالم وخروجهم إلى بلاد الدنيا، بعد أن كان منهم عدد كبير لم يذهب مطلقا خارج بلاده، الأمر الذي تسبب في عدم تغيير تفكيرهم، ولكن حينما يخرج السلفي ويحتك بالشعوب المختلفة قطعا سيراجع نفسه، كما أن هناك من اتسعت قراءاته واطلع على كتب لم يتوقع الاطلاع عليها في وقت من الأوقات، فالإنسان ليس حجرا، وهناك مؤثرات عدة لا بد أن تلقي بظلالها على الفرد".
وأكد القرضاوي خلال المقابلة التي جرت أثناء وجوده بالسعودية، إنه يحتفظ بعلاقات صداقة مع عدد من كبار العلماء المملكة، ومن بينهم الشيخ صالح بن حميد، خطيب المسجد الحرام ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، بالإضافة إلى الدكتور محمد العقلا، مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والشيخ عبد الله بن منيع.
كما قال إن هناك علاقة "مودة كبيرة" تربطه بالشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية، "التقيت به عند بداية تعيينه مفتيا عاما للسعودية، وقال لي إنه من قراء كتبي، من بينها "حتمية الحل الإسلامي" و"الحلول المستوردة"، بالإضافة إلى كتب لي في الفكر السياسي، وكما وربطتني بالشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله – مودة عظيمة"، فيما وصف الشيخ سلمان العودة بأنه "من أقرب أحبائي، ويعتبرونه على منهج القرضاوي".
وحول قضية الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، قال القرضاوي "ذكرت كثيرا أنه في سبيل تحقيق التقارب الفعال ما بين الطائفتين يجب الامتناع عن نشر المذهب في مجتمعات المذهب الآخر، وغضب لذلك مني أبناء الطائفة الشيعية، وخصوصا عقب مطالبتي علماء السنة بتحصين أهل السنة بأي ثقافة وقائية من هذا الغزو، حيث إن الطائفة الشيعية مدربة على التبشير للمذهب ورصد أموال كبيرة لذلك، كما أن لديهم دولة إرشادية من خلفهم".
وفسر مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للشيعة مراسم إحياء ذكرى عاشوراء بأنه ذو بعد سياسي؛ "فهناك في إسطنبول من يعرفون بالعلويين، فربما هم من احتفلوا بيوم عاشوراء، وحضور طيب أردوغان أتى حتما من بعد سياسي، خصوصا أنه عرف عنه الحنكة والدبلوماسية، ومحاولة منه لكسب كافة الأطراف التركية، وخصوصا تأليف قلوب العلويين؛ كما فعل أيضا مع الأكراد".
المصدر:
http://islammemo.cc/akhbar/arab/2010/12/22/113724.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 06:21]ـ
حيصبيص أديان!!! الله المستعان ...
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 07:48]ـ
الشيخ القرضاوي له اراء ينفرد بها والرد عليه لازم يكون بشكل علمي
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 11:49]ـ
مناقشة الآراء لا يكون بالألفاظ التي لا تليق بمستوى هذا المنتدى العلمي أرجوا من الإخوة المشاركين إن كان عندهم علم تكلموا وإلا صمتوا فإن من صمت نجا. و بخصوص السلفية والصوفية والإمتزاج بينهما إن كان الكلام علاجا لحكاية واقع فقد يكون حسنا لأن بعض من رفع هذا الشعار الآن هو بحاجة أن يلقن مباديء الأصول لفهم الأصول، أما إن كان علاجا لتصحيح حقيقة المفهومين فلا، لأن السلفية بمفهومها الصحيح المراد بكلام اهل العلم والذي هو وصف لمفهوم عام يسلكه أهل السنة في اعتقاداتهم و تفقههم وسلوكهم لا إطلاقه على طائفة معينة، فإن هذا المفهوم لا يحتاج أن يرقع بحسنات التصوف فما عندهم من خير فعند أهل السنة مثله و أفضل منه، كما أن ما يحصل من تفريط عند أهل السنة فهو عند المتصوفة مثله وأكثر منه، وهو بهذا المفهوم لا يلتقي أبدا بمنهج منشأه في الأصل رهبان الهنود وجهلة العباد ثم تطور ما بين مستكثر ومقل، بقي أن يقال أن الدعوة الى ارجاع من انتسب لكلا الطائفتين عما فرط فيه من حق وضيع من واجب داخل في عموم دعوة الأمة، كما أن التقليل من المفاسد المصاحبة مطلب شرعي وفق الله الجميع للعلم النافع الهادي الى جمع الأمة ونبذ الفرقة على كلمة التوحيد.
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:10]ـ
مفكرة الاسلام: ( http://www.islammemo.cc/)
دعا الدكتور يوسف القرضاوي، بأن "يأخذ المتصوف من انضباط السلفية في عدم الأخذ بالأحاديث الموضوعة وعدم الأخذ بالشركيات والقبوريات"، ونريد من السلفي أن يأخذ من الصوفية الرقة والروحانية وخشوع القلب ونعمل من هذا المزيج المسلم المطلوب".
كلام جميل .......... لكن المشكلة أن البعض يرون أن كل الطوائف
الأخرى كفار .. ولايمكن دعوتهم ... وأن طائفتهم هي الفرقة الناجية
والبقية هالكون لامحالة ........... ؟!
..........
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 01:03]ـ
هل ممكن تصرح لنا من هؤلاء البعض الذين تقصدهم؟
وصدقني لا أظنك تفعل
وإن بعض الظن أثم
فلعلك تتكرم وتخيب ظني
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 10:23]ـ
كلام الشيخ القرضاوي ناتج من مفهومه هو للسلفية وتصورها على أنها مذهب وليست منهجا لفهم الإسلام له أصوله وقواعده، ولهذا يدعي أن السلفية ليس فيها ترقيق القلوب وأعمال القلوب ونحو ذلك، ولا أدري هل هذا بسبب عدم إطلاعه؟
لا أظن ذلك فهو مطلع وله من يطلعه إن لم يطلع هو!
والذي أظنه من خلال الحياة مع القرضاوي وآرائه لسنوات أن السبب هو الحزبية وعدم وجود قواعد منهجية يسير عليها، بل القواعد التي تخدم رأيه يؤصلها ويسلط الضوء عليها، وهذا هو اتباع الهوى والشواهد على ما أقوله كثيرة جدا.
والمقصود من كلامي: أن الرجل يطعن بكلامه هذا على المنهج السلفي ويضعه جنبا إلى جنب مع المذاهب البدعية وفي هذا ما فيه من ظلم وتشويه لمنهج السلف.
ثم إن المتكلم في هذا الباب لو انطلق من أفعال المنتسبين إلى السلفية فلاشك أنه سيغلط غلطا كبيرا، لأنهم بشر كغيرهم، ولأن الصواب أن المنهج هو الحاكم على الأشخاص وليس العكس.
ونسأله الله أن يثبتنا على دينه وأن يؤلف بين القلوب وأن يهدي ضال المسلمين في كل مكان.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 01:41]ـ
في هذا النداء طعن كبير في السلفية والسلفيين فالدكتور هداني الله وإيّاه ينطلق من تصوّر فاسد عن السلفية والسلفيين على أنّه مسلّمة يقرّ بها مخالفوه ثمّ يبني على مقدّماته المنقوضة نتائج غير معقولة ينصر فيها منهج الإخوان بطريقة خفية فهو يريد أن يقول بطريقة غير مباشرة تعالوا إلى منهج الإخوان المسلمين فهو منهج يسع السلفية والصوفية دون إقصاء أيّ أحد ونسي فضيلته بأنّ الحقّ لا يمكن ابدا أن يمزج بالباطل فباطل الصوفية يمزج البحر كما أرجوا أن لا يتدخل متفذلك ليدرّسنا عن مفهوم الزهد والتقوى والورع والخشية والحب وغيرها من المفاهيم السلفية الاصيلة بمعنى أنّ هذا ما يقصده الدكتور بالتصوف فهذا ليس بتصوف ولم يكن يوما تصوّفا فالتصوف فكرة وثنية غذتها مصادر شتّى من وثنية هندية ورهبانية نصرانية ثمّ لبّس ذلك الخليط لبّوس الإسلام تمويها على الخلق وتلبيسا عليهم فالدكتور ينطلق من فكرة فاجرة مفادها أنّ السلفيين اصحاب جفاف عاطفي وقسوة قلبية لا يمكنهم التخلّص منها إلاّ بمعانقة ما يقترحه الصوفية من (روحانيات) وتحليق في فضاء (الربانية) حتى لا يقول كما قال غيره وهو اعلم به (غرق في بحور الوحدة) فليكن الإخوة على حذر من مثل هذه الدعاوى وعلى حذر من الإقرار بمقدّماتها وشكرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 01:57]ـ
الشيخ القرضاوي هدفه التقريب كما هو معهود عنه
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:05]ـ
الشيخ القرضاوي هدفه التقريب كما هو معهود عنه
التقريب الإخواني المعهود ... فليتنازل كلّ عن أصوله ولنلتق عند منتصف الطريق .. أيّ شيء هذا
التقريب الحقّ هو دعوة المبطل إلى ترك باطله ولزوم الحقّ مع الرفق به ودعوته بالتي هي أحسن لا مجاملته على حساب الحق ودعوة اهل الحقّ إلى التنازل عن حقّهم لإرضاء الباطل
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:29]ـ
نية المرء خير من عمله
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:46]ـ
نية المرء خير من عمله
سبحان الله!
وهل يعلم النِّيَّات إلا رب السماوات
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:48]ـ
كلام الشيخ القرضاوي ناتج من مفهومه هو للسلفية وتصورها على أنها مذهب وليست منهجا لفهم الإسلام له أصوله وقواعده، ولهذا يدعي أن السلفية ليس فيها ترقيق القلوب وأعمال القلوب ونحو ذلك، ولا أدري هل هذا بسبب عدم إطلاعه؟
لا أظن ذلك فهو مطلع وله من يطلعه إن لم يطلع هو!
والذي أظنه من خلال الحياة مع القرضاوي وآرائه لسنوات أن السبب هو الحزبية وعدم وجود قواعد منهجية يسير عليها، بل القواعد التي تخدم رأيه يؤصلها ويسلط الضوء عليها، وهذا هو اتباع الهوى والشواهد على ما أقوله كثيرة جدا.
والمقصود من كلامي: أن الرجل يطعن بكلامه هذا على المنهج السلفي ويضعه جنبا إلى جنب مع المذاهب البدعية وفي هذا ما فيه من ظلم وتشويه لمنهج السلف.
ثم إن المتكلم في هذا الباب لو انطلق من أفعال المنتسبين إلى السلفية فلاشك أنه سيغلط غلطا كبيرا، لأنهم بشر كغيرهم، ولأن الصواب أن المنهج هو الحاكم على الأشخاص وليس العكس.
ونسأله الله أن يثبتنا على دينه وأن يؤلف بين القلوب وأن يهدي ضال المسلمين في كل مكان.
أحسنت بارك الله فيك
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:53]ـ
هل ممكن تصرح لنا من هؤلاء البعض الذين تقصدهم؟
وصدقني لا أظنك تفعل
وإن بعض الظن أثم
فلعلك تتكرم وتخيب ظني
لن يصرح
وقد تكلم بهذا الكلام من قبل في موضوع آخر ولم يصرح بمن يقصد
ولعل عدم تصريحه هو خوفه من ردود أفعال الإخوة السلفيين
والله المستعان
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:55]ـ
احمل فعل أخيك على أحسنه
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 06:09]ـ
هذا من دعوى الجاهلية مصداقا لحديث رسول الله لا تتركها أمتي
علينا أن نعرف الحق بالحق و ليس الدعوة إلى الإسلام إلى هي الحق و هل بعد الحق إلى الضلال
فالله المستعان و عليه التكلال
اللهم أرنى الحق حقا و إرزقنا إتباعه و أرنى الباطل باطل و أرزقنا إجتنابه
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 07:49]ـ
أحسنت بارك الله فيك
جزاك الله خيرا أخي الحبيب.
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 09:08]ـ
لابد للرد على الشيخ القرضاوي أو عى غيره ان يكون علميا كما قلت سابقا بدون تجريح فان ذلك خلاف اداب الاسلام.قارعوا الحجة بالحجة بدون طعن كقول الاخ السابق هذا من دعوى الجاهلية.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 11:25]ـ
كلام جميل .......... لكن المشكلة أن البعض يرون أن كل الطوائف
الأخرى كفار .. ولايمكن دعوتهم ... وأن طائفتهم هي الفرقة الناجية
والبقية هالكون لامحالة ........... ؟!
..........
لا شك أن الفرقة الناجية هي فرقة أهل السنة والجماعة -عملا لا لفظا-، والبقية اتبعوا السبل فتفرقت بهم عن سبيل الحق. والكافر من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، شاء من شاء وأبى من أبى.
يقول الله تعالى ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)) فالله عز وجل حكم عليهم بالهلاك.
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 11:43]ـ
كلام الشيخ القرضاوي ناتج من مفهومه هو للسلفية وتصورها على أنها مذهب وليست منهجا لفهم الإسلام له أصوله وقواعده، ولهذا يدعي أن السلفية ليس فيها ترقيق القلوب وأعمال القلوب ونحو ذلك، ولا أدري هل هذا بسبب عدم إطلاعه؟
لا أظن ذلك فهو مطلع وله من يطلعه إن لم يطلع هو!
والذي أظنه من خلال الحياة مع القرضاوي وآرائه لسنوات أن السبب هو الحزبية وعدم وجود قواعد منهجية يسير عليها، بل القواعد التي تخدم رأيه يؤصلها ويسلط الضوء عليها، وهذا هو اتباع الهوى والشواهد على ما أقوله كثيرة جدا.
والمقصود من كلامي: أن الرجل يطعن بكلامه هذا على المنهج السلفي ويضعه جنبا إلى جنب مع المذاهب البدعية وفي هذا ما فيه من ظلم وتشويه لمنهج السلف.
ثم إن المتكلم في هذا الباب لو انطلق من أفعال المنتسبين إلى السلفية فلاشك أنه سيغلط غلطا كبيرا، لأنهم بشر كغيرهم، ولأن الصواب أن المنهج هو الحاكم على الأشخاص وليس العكس.
ونسأله الله أن يثبتنا على دينه وأن يؤلف بين القلوب وأن يهدي ضال المسلمين في كل مكان.
بارك الله فيك
قد أحسنت اخي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 11:48]ـ
الشيخ القرضاوي نيته حسنة وقد اوضح ذلك بكلامه فلماذا الاصرار على اتهامه؟ اين الرد العلمي من دون الدخول الى النوايا؟
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 04:52]ـ
الشيخ القرضاوي نيته حسنة وقد اوضح ذلك بكلامه فلماذا الاصرار على اتهامه؟ اين الرد العلمي من دون الدخول الى النوايا؟
يرد عليك بكلامك:
احمل فعل أخيك على أحسنه
ـ[أبو معاذ التونسي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:08]ـ
الشيخ القرضاوي نيته حسنة وقد اوضح ذلك بكلامه فلماذا الاصرار على اتهامه؟ اين الرد العلمي من دون الدخول الى النوايا؟
و هل فتحت عن قلبه
ـ[أبو معاذ التونسي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:15]ـ
و ماهذا الا من مخلفات الفكر الاخواني المنحرف
و الا بالله عليكم كيف نجمع بين هذه المتناقضات توحيد و شرك و سنة و بدعة سلفي و صوفي ما هذا الا كمن يريد ان يجمع بين الماء و النار
ـ[زاهر العمر]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:18]ـ
مفكرة الاسلام: ( http://www.islammemo.cc/)
دعا الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" إلى ما أسماه بـ "تسليف الصوفية وتصويف السلفية"، وذلك بأن "يأخذ المتصوف من انضباط السلفية في عدم الأخذ بالأحاديث الموضوعة وعدم الأخذ بالشركيات والقبوريات"، ونريد من السلفي أن يأخذ من الصوفية الرقة والروحانية وخشوع القلب ونعمل من هذا المزيج المسلم المطلوب".
ما المشكلة في هذا الكلام؟
ـ[زاهر العمر]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:18]ـ
كما أن صياغة العنوان لا تعبر عن مضمون الكلام!
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:54]ـ
ما المشكلة في هذا الكلام؟
وهل السلفي ليس عنده "رقة وروحانية وخشوع القلب"، حتى يأخذها من الصوفي
بل إني أسأل سؤال مهم جدًا:
هل الصوفية اليوم (وليس الصوفية من ألف عام مثلًا) عندهم "رقة وروحانية وخشوع القلب"؟
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:55]ـ
كما أن صياغة العنوان لا تعبر عن مضمون الكلام!
العنوان ليس من صنعي
بل هو من صنع موقع "مفكرة الإسلام"
ـ[زاهر العمر]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 07:09]ـ
وهل السلفي ليس عنده "رقة وروحانية وخشوع القلب"، حتى يأخذها من الصوفي
ليسوا كلهم:)
يعني إفرض أنه قال نريد للصوفية أن يكونوا مثل ابن القيم ونريد للسلفيين أن يكونوا مثل الجنيد .. ما المشكلة؟
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 07:14]ـ
إخواني المشاركين مراعاة الأدب والتجرد في النقاش مطلب شرعي وخلق نبوي إلا لمن أفلس من الحجة، ومن الجهل مناقشة كلام الشيخ يوسف بتصور عنه مسبق مشوش لا يعي صاحبه ما يقول، فاحترام من له سابقية في الإسلام والفتوى مطلب شرعي خاصة لمن كان له مساهمة كبيرة في الدعوة الى الاسلام ومحاربة الرفض وهو يجهر بها ويتحمل الأذى من أجلها ويصر على ذلك، وليس كمثل من يتحدث خلف الأسوار!!! وهذا لا يعني تقديسه وعدم تخطئته في اطروحاته و فتاويه لكن الإنصاف عزيز والأدب من شيم أخلاق الرجال، وقد كنت كتبت تعليقا حول دعوته للمزج بين الصوفية والسلفية، أنقلها لكم مرة أخرى لعلها تفيد من تأملها، فإليكم:
مناقشة الآراء لا يكون بالألفاظ التي لا تليق بمستوى هذا المنتدى العلمي أرجوا من الإخوة المشاركين إن كان عندهم علم تكلموا وإلا صمتوا فإن من صمت نجا. و بخصوص السلفية والصوفية والإمتزاج بينهما إن كان الكلام علاجا لحكاية واقع فقد يكون حسنا لأن بعض من رفع هذا الشعار الآن هو بحاجة أن يلقن مباديء الأصول لفهم الأصول، أما إن كان علاجا لتصحيح حقيقة المفهومين فلا، لأن السلفية بمفهومها الصحيح المراد بكلام اهل العلم والذي هو وصف لمفهوم عام يسلكه أهل السنة في اعتقاداتهم و تفقههم وسلوكهم لا إطلاقه على طائفة معينة، فإن هذا المفهوم لا يحتاج أن يرقع بحسنات التصوف فما عندهم من خير فعند أهل السنة مثله و أفضل منه، كما أن ما يحصل من تفريط عند أهل السنة فهو عند المتصوفة مثله وأكثر منه، وهو بهذا المفهوم لا يلتقي أبدا بمنهج منشأه في الأصل رهبان الهنود وجهلة العباد ثم تطور ما بين مستكثر ومقل، بقي أن يقال أن الدعوة الى ارجاع من انتسب لكلا الطائفتين عما فرط فيه من حق وضيع من واجب داخل في عموم دعوة الأمة، كما أن التقليل من المفاسد المصاحبة مطلب شرعي وفق الله الجميع للعلم النافع الهادي الى جمع الأمة ونبذ الفرقة على كلمة التوحيد
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 08:22]ـ
ليسوا كلهم:)
يعني إفرض أنه قال نريد للصوفية أن يكونوا مثل ابن القيم ونريد للسلفيين أن يكونوا مثل الجنيد .. ما المشكلة؟
وهل صوفية اليوم على طريقة الجنيد؟
قطعًا لا
بل هم على طريقة الحلاج وابن عربي والغزالي وابن سبعين وابن الفارض
والواضح أن كثير ممن يكتب لا يدري (أو يدري ولكن يتغافل) من هم صوفية اليوم، وما هي أفعلهم الكفرية الشنيعة المستقبحه في الشرع والعقل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زاهر العمر]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 08:47]ـ
وهل صوفية اليوم على طريقة الجنيد؟
قطعًا لا
بل هم على طريقة الحلاج وابن عربي والغزالي وابن سبعين وابن الفارض
والواضح أن كثير ممن يكتب لا يدري (أو يدري ولكن يتغافل) من هم صوفية اليوم، وما هي أفعلهم الكفرية الشنيعة المستقبحه في الشرع والعقل
سبحان الله يا أخي! ما الذى أدخل صوفة اليوم في الموضوع؟
أعد قراءة مشاركتي لتفهم ما أعنيه
ثم أنك تتحدث عن الكتابة دون دراية وقد وضعت الغزالي ومع الحلاج وابن عربي في سلة واحدة؟!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 08:36]ـ
ومن الجهل مناقشة كلام الشيخ يوسف بتصور عنه مسبق مشوش لا يعي صاحبه ما يقول، ... ومحاربة الرفض وهو يجهر بها ويتحمل الأذى من أجلها ويصر على ذلك
بارك الله فيك أخي الكريم ... ولكن الذي من الجهل حقا هو مناقشة كلام الشيخ القرضاوي أو الدفاع عنه دون معرفة مسبقة بآرائه، وليتك إذا رأيت خطأ في كلام إخوانك أو نسبة شيء للقرضاوي وهو منه بريء أن تبين لهم هذا بالحجة هذا أولا.
أما ثانيا: فلا أريد أن أفتح ملف القرضاوي مع الرفض والرافضة وما سببه من مآسي وتشيع قرى بأكملها وما زرعه من فتنة بين المسلمين، وموقفه الأخير من الروافض سياسي وليس فيه إظهار لحق أو إبطال لباطل، وإنما اسكت عني وسأسكت عنك والموضوع طويل، وكل كلمة أكتبها عن الشيخ القرضاوي يوجد عليها أدلة كثيرة جدا جدا ومن يتابع القرضاوي من عشرين سنة أو أكثر يعلم هذا علم اليقين والله يوفقنا وإياكم إلى كل خير ويهدي الشيخ القرضاوي.
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 08:47]ـ
يرد عليك بكلامك:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صادق صادق صادق http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=447026#post44 7026)
احمل فعل أخيك على أحسنه
وهل ترى ان هذا الرد غير علمي؟ ولماذا؟
ـ[ثمّ]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 10:28]ـ
نية المرء خير من عمله
وحسن النية لا يبرر الخطأ!
- السلفية منهج حياة كاملة
لا تحتاج إلى الصوفية للرقة والروحانية
إذ أن هذا من ضمن المنهج السلفي
لكن إن كان يقصد [روحانيتهم] المزيفة فالسلفية في غنى عنها!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 10:41]ـ
دائما تخرج المواضيع إلى أمور جانبية لا تعلق لها بالموضوع الأصلي، وسبب ذلك والله أعلم، هو دخول بعض المحاورين لمجرد الرد أو الدفاع دون معرفة بالقول أو قائله وهذه آفة عظيمة، والاشتراك في المنتدى ليس معناه وجوب الرد على كل ما يكتب ولكن إخواني: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت) ثم من تكلم فليعلم قول الله تعالى: (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ).(/)
تقنيين التغريب وشرعنته ((1))
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 07:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وبعد ..
قد يثير الكثير من أهل الغيرة ما يرونه من منكرات منتشرة ومنتديات تغريبية وحفلات مختلطة, مما يثير غيرة أهل الديانة من علماء ودعاة وطلاب علم وعامة, لنرى لهم ردة فعل مشكورة من خلال استنكار هذه المظاهر الفاسدة بالكتابة عنها والاحتساب عليها ومناصحة ولي الأمر حولها وتنبيه الناس بضررها وخطورتها, وهذا كله مما يجب على كل قادر تجاه هذه المنكرات الخطيرة, التي يخشى على المجتمع من العقوبة إن سكت عنها ولم ينكرها كما قال الله:"لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ *كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ " (المائدة: 78 - 79).
ومع أهمية استنكار هذه المظاهر والاحتساب عليها, إلا أنه ينبغي علينا دراسة المرحلة دراسة متأنية لنعرف حقيقتها وأبعادها وطبيعتها, ومن خلال تأمل طويل حول هذه المرحلة التي نعيشها وتمر بها البلد, أرى أن هذه المظاهر مع خطرها إلا أنها من باب إشغال المحتسبين عن الأيدي الخفية التي تلعب من وراء الستار, لتمرر خطرا أكبر وأعم ينبغي أن يكشف عنها الستار ويقف أمامها المحتسبين والمتخصصين, حتى لا تصبح هذه المنتديات والحفلات والمخالفات الغير قانونية والمخالفة لأنظمة البلد نظاما يصعب مخالفته ويدعمه القانون ويؤيده.
إن المتأمل في خط سير التغريب في البلاد, يرى أن أول ما يواجهه كثير من الأنظمة التي تمنعه من تنفيذ أجندته, والتي تعب على تأسيسها جيل فريد من العلماء الناصحين والمخلصين المجتهدين, الذين صاغوا أنظمة كلما رجعت إليها وقرأتها وجدت لمساتهم الواضحة فيها لسد أبواب الشر , والتي من واجبنا أن نحافظ عليها ونسعى لتطويرها مع التمسك بمبادئها وسياساتها العامة المبنية على الشرع والمحافظة على هوية البلد وعقيدته.
يسعى التغريبيون اليوم إلى صياغة أنظمة جديدة, تسمح لهم بالانطلاق حتى لو بعد سنوات من الآن, حيث يعتبرون المرحلة الحالية مرحلة ذهبية لتغيير أنظمة طالما عانوا من وقوفها في وجوههم, وفي تصوري أننا بحاجة إلى دراسة كل نظام جديد يصدر لمعرفة ملامح التغيير التي مر بها هذا النظام, كما أننا بحاجة ماسة قبل ذلك إلى المطالبة بإقرار كل نظام جديد من قبل هيئة كبار العلماء كهيئة رسمية, للتأكد من موافقته للشريعة ومنع كل البنود التي يحويها هذا النظام تقر أو تسمح بالتجاوزات الخطيرة التي بدأنا نرى ملامحها على بعض الأنظمة الجديدة, كنظام العمل الذي أسقط منع الاختلاط وغيره من الأنظمة في الوزارات الأخرى, وخاصة وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام ووزارة الصحة, حيث أن هذه الوزارات تعتبر هدفا للتغريبيين فإنهم وإن تمكنوا من إدارتها مع كون النظام لا يخدمهم يخفف من شرهم ومن شر مايسعون من أجل تحقيقه.
ليس شرطا حينما يقنن التغريب أن يبدأ بالتنفيذ الآن, فمثلا حينما يسمح النظام بتولي المرأة لمنصب لم يكن يتولاه إلا الرجال ليس شرطا أن تتولاه المرأة في نفس الوقت بل قد يتولاه رجل لفترة أو فترتين ثم تنصب امرأة بعد ذلك لأن النظام يسمح بذلك .. وقس على ذلك بقية الأنظمة التي يسعى التغريبيون إلى صياغتها صياغة تتلاءم مع أهدافهم وتخدمها, وحينها سيكون من الصعب جدا استنكار أي مخالفة دام أن النظام يخدمها ودام أنها لم تخالف النظام, فإذا كان تغيير بعض المنكرات اليوم يحتاج إلى جهد كبير مع مخالفتها للأنظمة فكيف سيكون الحال إذا كانت نظامية في المستقبل.
إنني أدعو كل غيور من العلماء وطلاب العلم والمتخصصين والقانونيين والمحامين إلى التنبه إلى هذا الأمر, والمطالبة باعتماد الأنظمة الجديدة قبل صدورها من قبل هيئة كبار العلماء لتأكد من سلامتها, كما أدعو كل غيور إلى المشاركة بفعالية في صياغة أي نظام يراد تطويره وتجديده والحرص على عدم ترك المجال لرواد التغريب ودعاته, حفاظا على المكتسبات التي حققها الجيل السابق ورعاية لأعراض المسلمين ومصالحهم وسعيا لوقاية البلد من شر التغريبيين. وفي المقال القادم سأتناول الشق الثاني من العنوان حتى لا أطيل عليكم أيها القراء الكرام ولأهميته وخطورته حيث يستحق أن يفرد بمقالة مستقلة
والله أسأل أن يحفظ علينا أمننا وإيماننا وأن يرد كيد الفجار في نحورهم إنه سميع مجيب
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
إتحاف الخلان بالكلام عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن
ـ[ابن خليفة المصرى]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 11:14]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله ومن والاه وبعد فهذه رسالة قرأتها فوجدتها مفيدة فأحببت أن تعم الفائدة لأنها تتحدث عن إثبات صفة لله وهى أن الله خلق أدم على صورته أى على صورة الله (ليس كمثله شئ) وقد علمنا إخوانى أن لله وجه ولآدم أيضاً وجه وهكذا ولا أود الإسترسال وحتى لو ضعفنا حديث خلق أدم على صورة الرحمن فلن نسلم من المشكلات اللغوية التى ستقف حائلاً وحصناً منيعاً على أن نقول بغير هذا القول والله أسائل أن تكون رسالة شافية
اتحاف الخلان بالكلام على حديث خلق أدم على صورة الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فهذا المبحث تكلمت فيه على حديث "خلق أدم على صورة الرحمن" فقمت بتخريجه، وجمع طرقه، والكلام على علله،وبيان من صححه من العلم، ومن ضعفه.
ثم تكلمت على معنى هذا الحديث،وماجاء في معناه من أحاديث، ومايدل عليه،وذكرت أقوال المخالفين وماجاء في الرد عليهم.
وقد أسميته بـ"اتحاف الخلان بالكلام على حديث خلق أدم على صورة الرحمن"
ومن أنفس ماكتب في الكلام على الحديث، وماجاء في معناه من أحاديث،كحديث أبي هريرة مرفوعا عند البخاري (3326) (6227) ومسلم (7163): (خلق الله أدم على صورته، طوله سبعون ذراعا ... الحديث)
ماكتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم "بيان تلبيس الجهمية" في رده على الرازي
فقد بين رحمه الله أنه لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في هذا الحديث عائد إلى الله تعالى، وأن سياق الأحاديث كلها تدل على ذلك.
ثم أوضح المسألة بما لامزيد عليه، فرد على المخالفين القائلين بأن الضمير في الحديث يعود على أدم عليه السلام من ثلاثة وعشرون وجها، ورد على من قال بأن الضمير في الحديث يعود على المضروب من ثلاثة عشر وجها.
وأثبت أن الضمير يعود على الله عزوجل، ودافع عن حديث"خلق أدم على صورة الرحمن"،فراجعه فإنه مهم.
أقول وأليس الشأن هنا إثبات الصورة لله عز وجل فهذا له موضع آخر، فالنصوص في إثبات الصورة لله جل في علاه متواترة في السنة،وأجمع على ذلك سلف الأمة.
إنما الشأن الكلام على حديث: (خلق آدم على صورة الرحمن)،وحديث: (خلق الله آدم على صورته)،أسأل الله أن ينفع به، ويجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به، آمين.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
صحة حديث: (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن)
الحديث جاء من ثلاثة طرق:
الطريق الأول:
أخرجه عبدالله بن أحمد في السنة (498) , وابن أبي عاصم في السنة (529)،والحارث في مسنده (24)،وابن خزيمة في التوحيد (44)، و الآجري في الشريعة (725) (3/ 1152)،والطبراني في الكبير (13404)، والدارقطني في الصفات (50) ,والحاكم في المستدرك (3296)،والبيهقي في الأسماء والصفات (432)،وابن بطة في الإبانة (2573) كلهم من طريق جرير بن عبدالحميد عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء , عن ابن عمر مرفوعا بلفظ: (لا تقبحوا الوجه , فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن).
الطريق الثاني:
أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (45) من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء مرسلا بلفظ: (لا تقبحوا الوجه , فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن)
الطريق الثالث:
أخرجه عبدالله بن أحمد في السنة (1243) وابن أبي عاصم في السنة (533) وابن بطة في الإبانة (2575)
من طريق عبدالله بن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل فليجتنب الوجه , فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن).
والدارقطني في الصفات (51) من طريق ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة.
أقول هذا الحديث بطريقه الأول أعله الإمام ابن خزيمة بعلل ثلاث:
الأولى: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده , فأرسله الثوري ولم يقل عن ابن عمر.
الثانية: أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت.
الثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء
أقول والعلة الرابعة:
حديث حبيب بن أبي ثابت عن عطاء ليس بمحفوظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال يحيى بن سعيد القطان عن حبيب بن أبي ثابت: حديثه عن عطاء ليس بمحفوظ. وقال العقيلي: وله عن عطاء أحاديث لايتابع عليها منها حديث عائشه لاتسبخي عنه.
والعلة الخامسة:
في سماع عطاء بن أبي رباح من ابن عمر. قال الإمام أحمد: لم يسمع عطاء من ابن عمر. .
وقال علي بن المديني: رأى ابن عمر ولم يسمع منه
مع أن عطاء قد رأى ابن عمر كما عند البخاري معلقا، وذكر الطبراني أحاديث فيها تصريح عطاء بالسماع من ابن عمر والا يصح منها شيء.
والعلة السادسة:
جرير بن عبدالحميد الضبي نسب في أخر عمره إلى سوء الحفظ.
قال الذهبي ذكر البيهقي في سننه في ثلاثين حديثا لجرير بن عبدالحميد قال: قد نسب في أخر عمره إلى سوء الحفظ.
أقول وقد تفرد به أيضا عن الأعمش!
قال الدارقطني:حديث لاتقبحوا الوجه تفرد به جرير بن عبدالحميد عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء
الجواب عن العلة الأولى:
أن هذه ليست بعلة لإمور ثلاث:
1 - أن سفيان الثوري وإن كان أتقن من الأعمش إلا أن الأعمش أحفظ منه، فهى زيادة ثقة مقبوله.
2 - أن الإمام ابن تيمية لم يجعل حديث الثوري المرسل معارضا لحديث الأعمش المسند المرفوع.
قال رحمه الله: (عطاء بن أبي رباح إذا أرسل هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فلابد أن يكون قد سمعه من أحد، وإذا كان في أحد الطريقين قد بين أنه أخذه عن ابن عمر كان هذا بيانا وتفسيرا لما تركه وحذفه من الطريق الأخرى، ولم يكن هذا اختلافا أصلا).
3 - أن الإمام أحمد ذكر أن الثوري رواه موقوفا على ابن عمر ففي ترجمة أبي إسحاق ابن شاقلا ت 369 هـ قال: وأما أحمد بن حنبل فذكر أن الثوري أوقفه على ابن عمر.
وفي قال المروذي: قلت لأبي عبدالله: كيف تقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " خلق آدم على صورته"؟
قال الأعمش: يقول: عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء , عن ابن عمر (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن) فأما الثوري فأوقفه يعني حديث ابن عمر.
وهذا يخالف ما أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 86) من طريق سفيان الثوري , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء مرسلاً ,.
وبهذا يجاب عن الطريق الثاني، أقول ولعل الإمام أحمد يقصد بالوقف الإرسال.
الجواب عن العلة الثانية:
أن الأعمش من المقلين من التدليس،وذكره الحافظ ابن حجر في مراتب المدلسين في المرتبة الثانية أي ممن يحتمل تدلسيهم.
الجواب عن العلة الرابعة:
يجاب عنها بأن جرير بن عبدالحميد الضبي يحدث من كتابه غالبا والتغير الذي حصل له لاتصح نسبته إليه، وإنما هو وهم!
قال أبو حاتم:صدوق،تغير قبل موته وحجبه أولاده.
قال الذهبي: وكذا نقل أبوالعباس النباتي هذا الكلام في ترجمة جرير بن عبدالحميد وإنما المعروف هذا عن جرير بن حازم.
وقال ابن حجر وذكر صاحب الحافل:عن أبي حاتم:أنه تغير قبل موته فحجبه أولاده. وهذا ليس بمستقيم، فإن هذا إنما وقع لجرير بن حازم، فكأنه اشتبه على صاحب الحافل.
أقول والذي يظهر أن هذا هو عمدة الإمام البيهقي، فلم أجد أحدا ذكر هذا غيره.
والطريق الثالث: ضعيف , في سنده عبدالله بن لهيعة , والمحفوظ في الحديث مارواه أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بلفظ) على صورته) عند أحمد (2/ 244)!
فالخلاصة أن الحديث معلول بالإرسال وعنعنة حبيب بن أبي ثابت وحديثه أيضا عن عطاء ليس بمحفوظ وعطاء لم يسمع من ابن عمر نص على ذلك أحمد وابن المديني.
فصل في من صحح الحديث
1 - الإمام أحمد. قال إسحاق الكوسج سمعت أحمد يقول: هذا الحديث صحيح.
2 - الإمام إسحاق ابن راهوية.قال حرب الكرماني في كتاب السنة سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح أن الله خلق آدم على صورة الرحمن،وقال: صحيح وألايدعه إلامبتدع أوضعيف الرأي.
وفي ترجمة أبي إسحاق ابن شاقلا (ت 369 هـ) قال: وهذا الحديث يذكر عن إسحاق بن راهويه: أنه صحيح مرفوع.
3 - وأبوعبدالله الحاكم في المستدرك (2/ 48) قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
4 - ابن تيمية في نقض التأسيس في دفاعه عن هذا الحديث.
5 - الحافظ الذهبي في السير (5/ 450) قال: صح من حديث ابن عمر.
6 - الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 226) قال: رجاله ثقات.-
أقول وقد جاء الحديث من رواية كل من:
*معمرعن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعا عند البخاري (3326) (6227) ومسلم (7163) بلفظ: (خلق الله أدم على صورته، طوله سبعون ذراعا ... الحديث)
(يُتْبَعُ)
(/)
*ورواه قتادة عن أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة مرفوعا عند مسلم (6655) بلفظ: (إذا فاتل أحدكم أخاه،فليجتنب الوجه،فإن الله خلق أدم على صورته).
*ورواه أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة عند أحمد (2/ 244)،وابن حبان في صحيحه (5605) إحسان بلفظ:"إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق أدم على صورته
*ورواه محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عند البخاري في الأدب المفرد (173) بلفظ:"لاتقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فإن الله عزوجل خلق أدم صلى الله عليه على صورته"
وقد جاء عن الإمام مالك رحمه الله إنكار الحديث!
فروى العقيلي في كتاب الضعفاء (2/ 647) عن مقدام بن داود قال ثنا أبو زيد أحمد بن أبي الغمر والحارث بن مسكين قالا حدثنا عبدالرحمن بن القاسم قال سألت مالك عن من يحدث بالحديث الذي قالوا إن الله خلق أدم على صورته فأنكر ذلك مالك إنكارا شديدا،ونهى أن يتحدث به أحد،فقيل له كإن ناسا من أهل العلم يتحدثون به، فقال:من هم؟ فقيل محمد بن عجلان وأبي الزناد فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء ولم يكن عالما وذكر أبا الزناد فقال إنه لم يزل عاملا لهؤلاء حتى مات وكان صاحب عمال يتبعهم.
أقول الحديث لم ينفرد به محمد بن عجلان فقد توبع عليه.
قال الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 419):
الحديث في أن الله خلق آدم على صورته لم ينفرد به ابن عجلان، فقد رواه همام، عن قتادة، عن أبى موسى أيوب (أقول الصواب: أبوأيوب يحيى بن مالك المراغي)، عن أبى هريرة. ورواه شعيب، وابن عيينة، عن أبى الزناد، عن الاعرج، عن أبى هريرة. ورواه معمر، عن همام، عن أبى هريرة. ورواه جماعة كالليث بن سعد وغيره، عن ابن عجلان، عن المقبرى، عن أبى هريرة. ورواه شعيب أيضا وغيره، عن أبى الزناد، عن موسى بن أبى عثمان، عن أبى هريرة. ورواه جماعة عن ابن لهيعة، عن الاعرج، وأبى يونس، عن أبى هريرة. ورواه جرير، عن الاعمش، عن حبيب بن أبى ثابت، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وله طرق أخر، قال حرب: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آدم خلق على صورة الرحمن. وقال الكوسج: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: هذا الحديث صحيح. قلت: وهو مخرج في الصحاح. وأبو الزناد فعمدة في الدين، وابن عجلان صدوق من علماء المدينة وأجلائهم. ومفتيهم، وغيره أحفظ منه
وقال في سير أعلام النبلاء (5/ 450):
الخبر لم ينفرد به ابن عجلان، بل ولا أبو الزناد، فقد رواه شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد، ورواه قتادة. عن أبي أيوب المراغي، عن أبي هريرة، ورواه ابن لهيعة، عن الأعرج وأبي يونس، عن أبي هريرة، ورواه معمر، عن همام، عن أبي هريرة، وصح أيضا من حديث ابن عمر. وقد قال إسحاق بن راهويه عالم خراسان: صح هذا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم. فهذا الصحيح مخرج في كتابي البخاري ومسلم.
وقد عذر الذهبي الإمام مالك في ذلك فقال في السير (8/ 104): (أنكر الإمام مالك ذلك، لأنه لم يثبت عنده ولااتصل به فهو معذور ...
فصل
في اختلاف أهل العلم إلى ما يعود إليه الضمير في قوله عليه الصلاة والسلام:"خلق الله أدم على صورته"
القول الأول:
خلق الله آدم على صورته أي على صورة آدم!
أي أن الله صور صورة أدم قبل خلقه ثم خلقه على تلك الصورة!
*وهذا القول ذكرللإمام أحمد عن بعض محدثي البصرة.
*وعزاه ابن قتيبة إلى قوم من أصحاب الكلام.
*وقال به أبوثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي الفقيه،كما في ترجمة عبدالوهاب الوراق المتوفى سنة 251هـ،وفي ترجمة أبي جعفر الوراق المعروف "بحمدان" المتوفى سنة 271هـ
*وقال به أيضا محمد بن حبان البستي ("والهاء" راجعة إلى آدم ... ) ..
*واختاره فخر الدين الرازي
وقد روى هذا عن الإمام أحمد، وألا يصح عنه لأمرين:
أولا: أنكر الحافظ الذهبي ذلك عن الإمام احمد وأبطله.
في ترجمة حمدان بن الهيثم، قال الإمام الذهبي: أتى بشيء منكرا عن أحمد بن حنبل في معنى قوله عليه السلام: (إن الله خلق أدم على صورته).
زعم أنه قال على صور الله صورة أدم قبل خلقه، ثم خلقه على تلك الصورة، فأما أن يكون خلق الله أدم على صورته فلا، فقد قال تعالى: (ليس كمثله شيء).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال يحيى بن منده في مناقب أحمد قال المظفر بن أحمد الخياط في كتاب السنة وحمدان بن الهيثم يزعم أن احمد قال صور الله صورة أدم قبل خلقه، وأبو الشيخ فوثقه في كتاب الطبقات.
ثانيا: أن الإمام أحمد صح عنه خلاف هذا القول!
فقد قال الحافظ الذهبي ويدل على بطلان روايته مارواه حمدان بن علي الوراق الذي هو أشهر من حمدان بن الهيثم، وأقدم أنه سمع أحمد بن حنبل، وسأله رجل عن حديث "خلق أدم على صورته"على صورة ادم!
فقال أحمد: فأين الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم"إن الله خلق ادم على صورة الرحمن"؟! ثم قال أحمد:وأي صورة لأدم قبل أن يخلق.
والضمير لوكان عائدا إلى أدم فإن المعنى لايستقيم، والا فائدة من ذلك!
وقد أنكر ذلك الإمام أحمد في رواية أبي طالب وقال:من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي، وأي صورة لأدم قبل أن يخلق.
قال ابن قتيبة: ولو كان المراد هذا , ما كان في الكلام فائدة , ومن يشك في أن الله تعالى خلق الإنسان على صورته , والسباع على صورها , الأنعام على صورها؟!
قال الإمام ابن تيمية:
(أنه إذا قيل: إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورة آدم , أولا تقبحوا الوجه , ولا يقل أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ,فإن الله خلق آدم على صورة آدم , كان هذا من أفسد الكلام , فإنه لا يكون بين العلة والحكم مناسبة أصلاً , فإن كون آدم مخلوقاً على صورة آدم , فأي تفسير فسر به فليس في ذلك مناسبة للنهي عن ضرب وجوه بنية , ولا عن تقبيحها وتقبيح ما يشبهها , وإنما دخل التلبيس بهذا التأويل حيث فرق الحديث المروي (،فروى قوله (إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه) مفرداً , وروي قوله (إن الله خلق آدم على صورته) مفرداً , أما مع أداء الحديث على وجهه فإن عود الضمير إلى آدم يمتنع فيه , وذلك أن خلق آدم على صورة آدم سواء كان فيه تشريف لآدم أو كان فيه إخبار مجرد بالواقع فلا يناسب هذا الحكم)
فذكر ثلاثة وعشرون وجها تدل على فساد هذا القول وبطلانه،بمالامزيد عليه فانظرها5.
قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين: إذا كان الضمير راجع إلى أدم فلا فائدة من ذلك، بأنه إذا ليس يشك أحد أن الله خالق كل شيء على صورته وأنه خلق الأنعام والسباع على صورها فأي فائدة في الحمل على ذلك؟!
القول الثاني:
أن الضمير يعود للمضروب وقال بهذا القول:
*الإمام محمد بن خزيمة قال رحمه الله: معنى قوله (خلق أدم على صورته) الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب!
*وابن حبان قال عن الحديث: (يريد به صورة المضروب , لأن الضارب إذا ضرب وجه أخيه المسلم ضرب وجهاً خلق الله آدم على صورته (
* وأبوالشيخ الأصفهاني.
*وعزاه الحافظ ابن حجر للأكثر.
وقد رد الإمام أحمد ذلك ففي كتاب السنة للطبراني حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال:قال رجل لأبي إن رجلا قال: خلق آدم على صورته أي صورة الرجل فقال كذب هو قول الجهمية وأي فائدة في هذا!
وقد رد هذا القول الإمام ابن تيمية من ثلاثة عشرة وجها في كلام نفيس جدا لامزيد عليه.
وقال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين: وردتأويله بأن الضمير عائد على ابن أدم المضروب بأنه لافائدة فيه إذ الخلق عالمون بأن أدم خلق على خلق ولده وأن وجهه كوجوههم،فيرد على هذا التوجيه كله بالرواية المشهورة " لا تقبحوا الوجه , فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن" في
القول الثالث: أن هذا من باب إضافة الخلق إليه قال الإمام ابن خزيمة في الكلام على حديث:) خلق الله أدم على صورة الرحمن):معنى هذا الخير عندنا أن إضاقة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر إنما هو من إضافة الخلق إليه لأن الخلق يضاف إلى الرحمن،وكذلك الصورة تضاف إلى الرحمن لأن الله صورها،ألم تسمع قوله عزوجل (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ... ).
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في الكلام على حديث: (خلق الله أدم على صورته):
(يُتْبَعُ)
(/)
الإضافة هنا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه فقوله (على صورته) مثل قوله في آدم (ونفخت فيه من روحي) ولا يمكن أن الله عز وجل أعطى آدم جزءاً من روحه بل المراد الروح التي خلقها الله عز وجل لكن إضافتها إلى الله بخصوصها من باب التشريف كما نقول: عباد الله، يشمل الكافر والمسلم والمؤمن والشهيد والصديق والنبي، لكننا لو قلنا:محمد بن عبد الله هذه إضافة خاصة ليست كالعبودية السابقة فقوله: (خلق آدم على صورته) يعني صورة من الصور التي خلقها الله وصورها، كما قال تعالى: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) والمصور آدم،
إذا: فآدم على صورة الله يعني أن الله هو صوره على هذه الصورة التي تعد أحسن صورة في المخلوقات (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) فإضافة الصورة إليه من باب التشريف كأنه عز وجل اعتنى بهذه الصورة ومن أجل ذلك لا تضرب الوجه فتعيبه حساً،ولا تقبحه فتقول:قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك،فتعيبه معنى فمن أجل أنه الصورة التي صورها الله وأضافها إلي نفسه تشريفاً وتكريما ًلا تقبيحها بعيب حسي ولا بعيب معنوي.ثم هل يعتبر هذا الجواب تحريفا أم له نظير؟ نقول له نظير، كما:في بيت الله،وناقة الله، وعبد الله،لأن هذه الصورة (أي:صورة آدم) منفصلة بائنة من الله، وكل شيء أضافه إلى نفسه وهو منفصل بائن عنه فهو من المخلوقات.
والصواب أن هذا من باب من باب إضافة الصفات إليه ومن باب إضافة الصفة إلى موصوفها.
وقد رد الإمام ابن تيمية هذا القول من عشرة وجوه
وقد رجح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أن الأسلم حمل الحديث على ظاهره، وأنه لايلزم من كون الشيء على صورة شيء أن يكون مماثلا له من كل وجه
وقال رحمه الله:مادمنا نجد أن لظاهر الحديث مساغا في اللغة العربية وإمكانا في العقل، فالواجب حمل الكلام عليه، ونحن وجدنا أن الصورة لايلزم منها مماثلة الصورة الأخرى،وحينئذ يكون الأسلم أن نحمله على ظاهره.
القول الرابع: أن الضمير يعود إلى الله عزوجل،وهذا يقتضي نوعا من المشابهه فقط، وألايقتضي تماثلا لافي حقيقة وألاقدر،وألايلزم من كون الشيء على صورة شيء أخر أن يكون مماثلا له، فيثبت الحديث من غير تكييف وألا تمثيل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وهو مذهب أهل السنة والجماعة
* قال الإمام أحمد:نقول كما في الحديث.
وقال: لانفسره مالنا أن نفسره. كماجاء الحديث 1
*وإسحاق بن راهوية
* عبدالله بن الزبير الحميدي وسفيان بن عيينه.
قال الإمام أحمد سمعت الحميدي وحدثنا سفيان بهذا الحديث (خلق أدم على صورة الرحمن) ويقول هذا حق ويتكلم وابن عيينه ساكت قال: ماينكر ابن عيينه قوله.
* ابن قتيبة الدينوري قال رحمه الله: (والذي عندي والله أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد)
* الإمام الآجري قال رحمه الله:هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها ولايقال فيها كيف؟ ولم؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر.
*القاضي محمد بن الحسين أبويعلى الفراء قال رحمه الله: ليس في حمله على ظاهره مايزيل صفاته ولايخرجها عما تستحقه لأننا نطلق تسمية الصورة عليه لا كالصور كما أطلقنا تسمية ذات ونفس لاكالذوات والأنفس
وقال: ونقر بأن الرحمن خلق آدم على صورته رواه أحمد بن حنبل وابن خزيمة وغيرهما.
*وأبوالقاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني الملقب بقوام السنة المتوفى سنة 535هـ
قال: أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولايطعن عليه بذلك، بل لايؤخذ عنه فحسب.
*الإمام النووي قال: من العلماء من يمسك عن تأويلها ويقول: بأنها حق وأن ظاهرها غير مراد،ولها معتى يليق بها،وهذا مذهب جمهور السلف، وهو أحوط وأسلم،والثاني: أنها تتأول على حسب مايليق بتنزيه الله تعالى،وأنه ليس كمثله شيء.
* الإمام ابن تيمية قال: (لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى، فإنه مستفيض من طرق متعددة، عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك)
وقال رحمه الله: (لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة)
* الإمام الذهبي قال: أما معنى حديث الصورة فنرد علمه إلى الله ورسوله ونسكت كما سكت السلف مع الجزم بأن الله ليس كمثله شئ
وقال:. فنؤمن به ونفوض ونسلم ولا نخوض فيما لا يعنينا مع علمنا بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
* الحافظ ابن حجر قال:فتعين إجراء مافي ذلك على ماتقرر بين أهل السنة من إمراره كماجاء من غير اعتقاد تشبيه،أو من تأويله على مايليق بالرحمن جل جلاله -.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.(/)
وساوس حول مذهب السلف
ـ[أبوأسيد السندي]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 11:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبابي واخوتي
.. أتمنى منكم مساعدتي في هذه المشكلة ..
المشكلة:
أني بدأت تأتيني بعض الوساوس والشكوك في مذهب السلف تحديداً "باب الأسماء والصفات+الاستغاثة بالنبي-صلى الله عليه وآله وسلم" مع العلم بأني ولله الحمد سلفي وأحب مشايخ السلفية وبالذات مشايخ المملكة, لكن هذه الوسواس تزعجني كثيراً, وأخاف أن أقبض على الشرك (والعياذ بالله) ..
فأرجوا من الأخوة مساعدتي في التخلص من هذه الوسواس والدعاء لي بالخاتمة الحسنة والايمان الصادق الخالص لله
.. وجزاكم الله خيرا ..
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:01]ـ
ربي يشفي قلوبنا من كل ريب وشك يخالف خبره وأمره، و بخصوص هذه الوساوس والشكوك لا أدري طبيعتها لأجيبك عنها لكن إن كان منشأها الجهل عن اجابة شبهة فعليك بسؤال من تثق فيه ليزيلها عنك وبإمكانك أن تجمعها وتراسل اهل العلم فيها بدلا من أن تطرحها في المنتديات التي تجمع أحيانا من لا يقوى على العلم وكشف الشبه العارضة له. واما أن كانت طبيعة هذه الوساوس ناشئة من مبالغتك في المجادلة للآخرين والجلوس معهم فأنصحك بأن تبتعد عن ذلك وتشارك إخوانك فيما سواه من الحقوق، و أعلم أن فتح الباب للنفس للإكثار من الجدال حولها - ولو بقصد الذب عن الحق- والوقوف عند المخالفين لها يضيع الأصل والغاية التي أراد الشارع منك أن تعتقدها فاقبل أخي الكريم على الأصل وتجنب الخوض في التفاصيل حتى يقوى علمك و يثبت جنانك وإباك من تزكية نفسك فإنها مانعة من تعميق الثقة باعتقادك الذي هداك ربي اليه. ربي يوفقك ويسدد دربك و يثبت على الحق قلبك.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبابي واخوتي
.. أتمنى منكم مساعدتي في هذه المشكلة ..
المشكلة:
أني بدأت تأتيني بعض الوساوس والشكوك في مذهب السلف تحديداً "باب الأسماء والصفات+الاستغاثة بالنبي-صلى الله عليه وآله وسلم" مع العلم بأني ولله الحمد سلفي وأحب مشايخ السلفية وبالذات مشايخ المملكة, لكن هذه الوسواس تزعجني كثيراً, وأخاف أن أقبض على الشرك (والعياذ بالله) ..
فأرجوا من الأخوة مساعدتي في التخلص من هذه الوسواس والدعاء لي بالخاتمة الحسنة والايمان الصادق الخالص لله
.. وجزاكم الله خيرا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
مذهب السلف في باب الأسماء والصفات بينه الشيخ العثيمين رحمه الله فقال:
القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات:
وهو إفراد الله- عز وجل- بما له من الأسماء والصفات.
وهذا يتضمن شيئين:
الأول: الإثبات، وذلك بأن نثبت لله- عز وجل- جميع أسمائه وصفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الثاني: نفي المماثلة، وذلك بأن لا نجعل لله مثيلا في أسمائه وصفاته، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: من الآية11].
فدلت هذه الآية على أن جميع صفاته لا يماثله فيها أحد من المخلوقين; فهي وإن اشتركت في أصل المعنى، لكن تختلف في حقيقة الحال، فمن لم يثبت ما أثبته الله لنفسه; فهو معطل، وتعطيله هذا يشبه تعطيل فرعون، ومن أثبتها مع التشبيه؛ صار مشابها للمشركين الذين عبدوا مع الله غيره، ومن أثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين.
وهذا القسم من التوحيد هو الذي ضلت فيه بعض الأمة الإسلامية، وانقسموا فيه إلى فرق كثيرة:
فمنهم من سلك مسلك التعطيل، فعطل ونفى الصفات زاعما أنه منزه لله، وقد ضل؛ لأن المنزه حقيقة هو الذي ينفى عنه صفات النقص والعيب، وينزه كلامه من أن يكون تعمية وتضليلا، فإذا قال: إن الله ليس له سمع، ولا بصر، ولا علم، ولا قدرة، لم ينزه الله، بل وصمه بأعيب العيوب، ووصم كلامه بالتعمية والتضليل; لأن الله يكرر ذلك في كلامه ويثبته، {سَمِيعٌ بَصِيرٌ} {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} {غَفُورٌ رَحِيمٌ} فإذا أثبته في كلامه وهو خال منه؛ كان في غاية التعمية والتضليل، والقدح في كلام الله- عز وجل-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنهم من سلك مسلك التمثيل، زاعما بأنه محقق لما وصف الله به نفسه، وقد ضلوا؛ لأنهم لم يقدروا الله حق قدره، إذ وصموه بالعيب والنقص; لأنهم جعلوا الكامل من كل وجه كالناقص من كل وجه.
وإذا كان اقتران تفضيل الكامل على الناقص يحط من قدره; كما قيل:
ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
فكيف بتمثيل الكامل بالناقص؟! هذا أعظم ما يكون جناية في حق الله- عز وجل-، وإن كان المعطلون أعظم جرما، لكن الكل لم يقدر الله حق قدره.
فالواجب: أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم.
فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، والتكييف في الصفة، والتمثيل في الصفة، إلا أنه أخص من التكييف; فكل ممثل. مكيف، ولا عكس.
فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه الأمور الأربعة.
ونعني بالتحريف هنا: التأويل الذي سلكه المحرفون لنصوص الصفات، لأنهم سموا أنفسهم أهل التأويل، لأجل تلطيف المسلك الذي سلكوه، لأن النفوس تنفر من كلمة تحريف، لكن هذا من باب زخرفة القول وتزيينه للناس، حتى لا ينفروا منه.
وحقيقة تأويلهم: التحريف، وهو صرف اللفظ عن ظاهره، فنقول: هذا الصرف إن دل عليه دليل صحيح، فليس تأويلا بالمعنى الذي تريدون، لكنه تفسير.
وإن لم يدل عليه دليل، فهو تحريف، وتغيير للكلم عن مواضعه، فهؤلاء الذين ضلوا بهذه الطريقة، فصاروا يثبتون الصفات لكن بتحريف، قد ضلوا، وصاروا في طريق معاكس لطريق أهل السنة والجماعة.
وعليه لا يمكن أن يوصفوا بأهل السنة والجماعة، لأن الإضافة تقتضي النسبة، فأهل السنة منتسبون للسنة; لأنهم متمسكون بها،
وهؤلاء ليسوا متمسكين بالسنة فيما ذهبوا إليه من التحريف.
وأيضا الجماعة في الأصل: الاجتماع، وهم غير مجتمعين في آرائهم; ففي كتبهم التداخل، والتناقض، والاضطراب، حتى إن بعضهم يضلل بعضا، ويتناقض هو بنفسه.
وقد نقل شارح "الطحاوية" عن الغزالي- وهو ممن بلغ ذروة علم الكلام- كلاما إذا قرأه الإنسان تبين له ما عليه أهل الكلام من الخطأ والزلل والخطل، وأنهم ليسوا على بينة من أمرهم.
وقال الرازي وهو من رؤسائهم:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا أذى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ثم قال: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية; فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: من الآية10] يعني:
فأثبت، وأقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: من الآية11]، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} [طه: من الآية110]، يعني: فأنفي المماثلة، وأنفي الإحاطة به علما، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
فتجدهم حيارى مضطربين، ليسوا على يقين من أمرهم، وتجد من هداه الله الصراط المستقيم مطمئنا منشرح الصدر، هادئ البال، يقرأ في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات؛ فيثبت، إذ لا أحد أعلم من الله بالله، ولا أصدق خبرا من خبر الله، ولا أصح بيانا من بيان الله; كما قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} [النساء: من الآية26]، {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: من الآية176]، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء} [النحل: من الآية89]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} [النساء: من الآية122]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} [النساء: من الآية87].فهذه الآيات وغيرها؛ تدل على أن الله يبين للخلق غاية البيان الطريق التي توصلهم إليه، وأعظم ما يحتاج الخلق إلى بيانه ما يتعلق بالله تعالى، وبأسماء الله وصفاته، حتى يعبدوا الله على بصيرة؛ لأن عبادة من لم نعلم صفاته، أو من ليس له صفة: أمرٌ لا يتحقق أبدا، فلا بد أن تعلم من صفات المعبود ما تجعلك تلتجئ إليه وتعبده حقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يتجاوز الإنسان حده إلى التكييف أو التمثيل; لأنه إذا كان عاجزا عن تصور نفسه التي بين جنبيه; فمن باب أولى أن يكون عاجزا عن تصور حقائق ما وصف الله به نفسه، ولهذا يجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن السؤال ب "لم" و "كيف" فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته. وكذا يمنع نفسه من التفكير بالكيفية.
وهذا الطريق إذا سلكه الإنسان استراح كثيرا، وهذه حال السلف رحمهم الله، ولهذا لما جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله قال: يا أبا عبد الله! {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، كيف استوى؟ فأطرق برأسه وقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا".
أما في عصرنا الحاضر، فنجد من يقول: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر كل ليلة، فيلزم من هذا أن يكون كل الليل في السماء الدنيا; لأن الليل يمشي على جميع الأرض، فالثلث ينتقل من هذا المكان إلى المكان الآخر! وهذا لم يقله الصحابة رضوان الله عليهم، ولو كان هذا يرد على قلب المؤمن; لبينه الله إما ابتداء أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، أو يقيض من يسأله عنه فيجاب، ورد من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما, وفيه: "جئنا نسألك عن هذا الأمر. قال: كان الله ولم يكن شيء غيره, وكان عرشه على الماء". رواه البخاري (كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ}، 1/ 418). ومن حديث أبي رزين قال: قلت يا رسول الله! أين ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء ما تحته هواء، وما فوقه هواء وخلق عرشه على الماء ". رواه الترمذي (التفسير، رقم 3108) - وقال: " حديث حسن " -، وابن ماجه في (المقدمة، رقم 13)، وأحمد في المسند " (4/ 11، 12).
.. فهذا السؤال العظيم يدل على أن كل ما يحتاج إليه الناس فإن الله يبينه بأحد الطرق الثلاثة.
والجواب عن الإشكال في حديث النزول1 أن يقال: ما دام ثلث الليل الأخير في هذه الجهة باقيا، فالنزول فيها محقق، وفي غيرها لا يكون نزول قبل ثلث الليل الأخير أو النصف، والله عزوجل ليس كمثله شيء، والحديث يدل على أن وقت النزول ينتهي بطلوع الفجر.
وعلينا أن نستسلم، وأن نقول: سمعنا، وأطعنا، واتبعنا، وآمنا; فهذه وظيفتنا لا نتجاوز القرآن والحديث. اه القول المفيد على كتاب التوحيد
أما الاستغاثة بالنبي (ص) فلم يرد ذلك بعد موته, أما في الحياة فان أهل العلم قالوا أنه يجوز أن يستغاث بالانسان اذا كان يستطيع أن يغيث أما اذا استغيث به فيما لايقدر عليه الا الله فهذا شرك, أو استغيث بعاجز لايقدر وان كان حيا فهذا من الباطل, أو استغيث بغائب وان كان يقدر على الاغاثة لو كان حاظرا فانه من الباطل وان اعتقد أنه يعلم الغيب مع غيابه فهذا شرك بالله سبحانه وتعالى ومخالف لقوله تعالى (قل لايعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله) , أما الاغاثة المشروعة فمثل قوله تعالى (فاستغاثه الذي هو من شيعته على الذي هو من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه) , والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبوأسيد السندي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 12:28]ـ
ربي يشفي قلوبنا من كل ريب وشك يخالف خبره وأمره، و بخصوص هذه الوساوس والشكوك لا أدري طبيعتها لأجيبك عنها لكن إن كان منشأها الجهل عن اجابة شبهة فعليك بسؤال من تثق فيه ليزيلها عنك وبإمكانك أن تجمعها وتراسل اهل العلم فيها بدلا من أن تطرحها في المنتديات التي تجمع أحيانا من لا يقوى على العلم وكشف الشبه العارضة له. واما أن كانت طبيعة هذه الوساوس ناشئة من مبالغتك في المجادلة للآخرين والجلوس معهم فأنصحك بأن تبتعد عن ذلك وتشارك إخوانك فيما سواه من الحقوق، و أعلم أن فتح الباب للنفس للإكثار من الجدال حولها - ولو بقصد الذب عن الحق- والوقوف عند المخالفين لها يضيع الأصل والغاية التي أراد الشارع منك أن تعتقدها فاقبل أخي الكريم على الأصل وتجنب الخوض في التفاصيل حتى يقوى علمك و يثبت جنانك وإباك من تزكية نفسك فإنها مانعة من تعميق الثقة باعتقادك الذي هداك ربي اليه. ربي يوفقك ويسدد دربك و يثبت على الحق قلبك.
جزاك الله خير
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 10:27]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكرا لك أخي أبوأسيد السندي ربي يجمعنا وإياك على العلم و محبة أهله.
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 10:57]ـ
قال ابن القيم في الفوائد:
وبالجملة فالقلب لا يخلو من الفكر فإما في واجب آخرته ومصالحها وإما في مصالح دنياه ومعاشه وإما في الوساوس والأماني الباطلة والمقدرات المفروضة وقد تقدم أن النفس مثلها كمثل رحا تدور بما يلقي فيها فإن ألقيت فيها حبا دارت به وإن ألقيت فيها زجاجا وحصا وبعرا دارت به والله سبحانه هو قيم تلك الرحا ومالكها ومصرفها وقد أقام لها ملكا يلقي فيها ما ينفعها فتدور به ,وشيطانا يلقى فيها ما يضرها فتدور به, فالملك يلم بها مرة والشيطان يلم بها مرة فالحب الذي يقيه الملك ايعاد بالخير وتصديق بالوعد والحب الذي يلقيه الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب بالوعد والطحين على قدر الحب وصاحب الحب المضر لا يتمكن من إلقائه إلا إذا وجد الرحى فارغة من الحب النافع وقيمها قد أهملها وأعرض عنها فحينئذ يبادر إلى إلقاء ما معه فيها
وبالجملة فقيم الرحا إذا تخلى عنها وعن إصلاحها وإلقاء الحب النافع فيها وجد العدو السبيل إلى إفسادها وإردارتها بما معه, وأصل صلاح هذه الرحى بالاشتغال بما يعنيك ,وفسادها كله في الاشتغال بما لا يعنيك
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى
وَالْوَسَاوِسُ: إمَّا مِنْ قَبِيلِ الْحُبِّ، مِنْ أَنْ يَخْطِرَ بِالْقَلْبِ مَا قَدْ كَانَ أَوْ مِنْ قَبِيلِ الطَّلَبِ، وَهُوَ أَنْ يَخْطِرَ فِي الْقَلْبِ مَا يُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَهُ.
وَمِنْ الْوَسَاوِسِ مَا يَكُونُ مِنْ خَوَاطِرِ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ، فَيَتَأَلَّمُ لَهَا قَلْبُ الْمُؤْمِنِ تَأَلُّمًا شَدِيدًا، كَمَا قَالَ الصَّحَابَةُ: {يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ أَحَدَنَا لَيَجِدُ فِي نَفْسِهِ مَا لَأَنْ يَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، فَقَالَ: أَوَجَدْتُمُوهُ؟، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَلِكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ} ".
وَفِي لَفْظٍ: {إنَّ أَحَدَنَا لَيَجِدُ فِي نَفْسِهِ مَا يَتَعَاظَمُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إلَى الْوَسْوَسَةِ}.
قَالَ كَثِيرٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ: فَكَرَاهَةُ ذَلِكَ وَبُغْضُهُ، وَفِرَارُ الْقَلْبِ مِنْهُ، هُوَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَانَ غَايَةُ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الْوَسْوَسَةَ، فَإِنَّ شَيْطَانَ الْجِنِّ إذَا غَلَبَ وَسْوَسَ، وَشَيْطَانَ الْإِنْسِ إذَا غَلَبَ كَذَبَ، وَالْوَسْوَاسُ يَعْرِضُ لِكُلِّ مَنْ تَوَجَّهَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِذِكْرٍ أَوْ غَيْرِهِ، لَا بُدَّ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَثْبُتَ وَيَصْبِرَ، وَيُلَازِمَ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ الذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ، وَلَا يَضْجَرُ، فَإِنَّهُ بِمُلَازَمَةِ ذَلِكَ يَنْصَرِفُ عَنْهُ كَيْدُ الشَّيْطَانِ، كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.
وَكُلَّمَا أَرَادَ الْعَبْدُ تَوَجُّهًا إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِقَلْبِهِ جَاءَ مِنْ الْوَسْوَاسِ أُمُورٌ أُخْرَى، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ بِمَنْزِلَةِ قَاطِعِ الطَّرِيقِ، كُلَّمَا أَرَادَ الْعَبْدُ يَسِيرُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرَادَ قَطْعَ الطَّرِيقِ عَلَيْهِ؛ وَلِهَذَا قِيلَ لِبَعْضِ السَّلَفِ: إنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ: لَا نُوَسْوَسُ، فَقَالَ: صَدَقُوا، وَمَا يَصْنَعُ الشَّيْطَانُ بِالْبَيْتِ الْخَرَابِ.
وَتَفَاصِيلُ مَا يَعْرِضُ لِلسَّالِكِينَ طَوِيلٌ مَوْضِعُهُ.
أعتذر للأخ على الإطالة
ـ[أبو جعفر كمال]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حيّاك الله أبا أسيد
أذكر حالة مشابهة نوعا ما وقعت لأحد إخواني أشغلته عن طلب العلم مدة من الزمن
بدأته الوساوس في أمور تتعلق بالمتون العلمية التي يدرس .. مثلا إن درس كتابا في التوحيد ووقف على نواقض الاسلام ككفر الشك مثلا .. كثرت الوساوس والخطرات .. فيلقي الشيطان في قلبه فكرة كفرية .. ثم يوسوس إليه بأنا من حديث النفس,, وأنه يشك في دينه
وهكذا حتى ضاقت عليه نفسه .. فكان يتصل بي يوميا يشكو من هذه الوساوس التي نغصت عليه حياته .. حتى أنه يخيل إليه أحيانا أنه في سكرات الموت وأنه مختوم له بالكفر لا محالة
في الأخير جرّب أخونا الرقية .. فتبين أن ذلك كان مسا شيطانيا .. ثم منّ الله عليه بالشفاء
لذأ أدعو أخي إلى أن يرقي نفسه أو يرقيه غيره .. وألا يسترسل مع هذه الوساوس لأنها تقوى بذلك
وأن يفزع إلى ذكر الله والاكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم متى هاجمته هذه الخواطر .. وسترى إن شاء الله ما يسرّك
وفّقك الله لما يحب .. وأعاذناوإياك من نزغات شياطين الجن والانس
ـ[بذل الخير]ــــــــ[29 - Dec-2010, صباحاً 12:51]ـ
اثبت فانك على الحق
ولاتلتفت لتلعب الشياطين
وأكثر من الدعاء بالثبات
وقد يكون من العلاج أن تسكت عنه ولاتطاوعه
ثبتنا الله واياك على دينه حتى نلقاه.(/)
المزلق العقدي الذي وقع فيه صاحب قناة المستقلة والديمقراطية
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 11:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المزلق العقدي الذي وقع فيه صاحب قناة المستقلة والديموقراطية
الحمد لله الذي هدانا لملة إبراهيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: فلا أخفي شعوري بالأسى حيال ما كتبه الشيخ سليمان الخراشي-حفظه الله وبارك في عمره- في مقال (اعتراف مهم للدكتور الهاشمي صاحب قناة المستقلة)
فالقارئ لكلام الشيخ في هذا المقال كأنه لا يقرأ للشيخ الخراشي أحد الذين كشفوا ثقافة التلبيس والتدليس، وأحد الذين يعظمون جناب التوحيد-كما نحسبهم- من أي خادش ولا يقبلون في التوحيد المساومة جراء بعض المكاسب الدعوية المتوهمة كما يفعل ذلك بعض المنتسبين إلى الدعوة؟؟؟
أبا مصعب ...
أعيذها نظرات منك صادقة ///أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
لا أدري ...
هل بلغكم أن المدعو بالهاشمي هذا هو صاحب قناة (طاغوت العصر) الديمقراطية؟؟؟
أما بلغكم أنه هو الذي أسسها في لندن عام 2005م كما جاء في سيرته الذاتية؟؟
http://www.almustakillah.com/index.php?option=com_content&task=view&id=77&Itemid=5 (http://www.almustakillah.com/index.php?option=com_content&task=view&id=77&Itemid=5)
ما حكم الديمقراطية في نظركم؟؟
ألا ترون أن هذا الأمر في غاية الخطورة؟؟
ألا ترون أن الديمقراطية هي الكفر ...
أليس الترويج لهذا المصطلح الكفري القاضي بحكم الشعب للشعب كما لا يخفى عليكم=من قوادح التوحيد في أصله لا في كماله؟؟؟
وما رأيكم بالحملة التي اطلقتها قناة الديمقراطية يوم الإثنين 11 يناير 2010، لترويج الحوار حول سبل تعزيز الحرية والشورى والديمقراطية في الدول العربية، وذلك ضمن برنامج "المنتدى الديمقراطي"؟؟؟
تكرما لا أمرا راجعوا الرابط
http://www.almustakillah.com/index.php?option=com_content&task=view&id=206&Itemid=1 (http://www.almustakillah.com/index.php?option=com_content&task=view&id=206&Itemid=1)
ولا يخفى على شريف علمكم أنه حتى ولو قال قائل إني أرى الديمقراطية هي الشورى فإنا هذا من التلبيس الذي تعرفونه ولا يخفى عليكم؟؟
والأمر الآخر: هل أتاك نبأ برنامج (آل إبراهيم) وما أداركم مابرنامج (آل إبراهيم)؟ هل شاهدتموه؟؟ فهو الذي قدمه؟؟ وما رأيكم فيه؟؟؟
أما بلغكم يا رعاكم الله أنه أقفل الخط الهاتفي اثناء مكالمة الشيخ الداعية المبارك محمد المنجد-حفظه الله-لما بدأ الشيخ بالكلام على اليهود؟؟؟ وهذه الحادثة شاهدته بعيني رأسي؟؟ فلن أقول حدثني الثقة أو حدثني من لا أتهم؟؟
ما رأيكم بهذا الأمر؟؟؟
وغيرها كثير من المواقف التي لا تصدر إلا ممن لديه خلل خطير في التوحيد ...
والله يرعاكم ويحفظكم أبا مصعب ...
وأسأله سبحانه أن يجعلكم غصة في حلوق أهل الضلال ...
آمين
أخوكم أبو البراء
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 11:57]ـ
ماهذا التفكير الأعوج .......... ؟!
تكفروتسب وتشتم ... على هواك
ناقش الفكرة بأدب حتى نسمع لك ,
أورد أدلتك على أن الدكتاتورية أفضل من الديمقراطية
حتى نصدقك ..... ؟!
..........
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:03]ـ
ماهذا التفكير الأعوج .......... ؟!
تكفروتسب وتشتم ... على هواك
ناقش الفكرة بأدب حتى نسمع لك ,
أورد أدلتك على أن الدكتاتورية أفضل من الديمقراطية
حتى نصدقك ..... ؟!
..........
جزاك الله خيرا على أدبك أخي فواز وبارك الله فيك
وإذا تكرم الشيخ الخراشي حفظه الله بالجواب لأنه المعني بالكلام عطفت على ما تحب؟؟
وأرجو من الإخوة المشرفين تكرما لا أمرا ألا يحذفوا مشاركة أخي فواز .. فالحق لي والله يعفوا عني وعنه
والله يوفقني وإياك لمراضيه
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:21]ـ
أخي الكريم العطاب سدد ربي قلبك لفهم السنة والكتاب لكن يا صاحبنا اذا كنت تريد أن يناقش اعتراضك الشيخ الخراشي فحسب فراسله وحده وإلا فليتسع صدرك بمن ينصحك ربي يوفقك.
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:26]ـ
تكفر
كفر من؟
أورد أدلتك على أن الدكتاتورية أفضل من الديمقراطية
أي دكتاتورية؟
وأرجو ألا تتسرع في وضع الردود .. ويا ليتك تنظر في طريقتك وأسلوبك لأنها فعلا سيئة!
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:31]ـ
اذا كنت تريد أن يناقش اعتراضك الشيخ الخراشي فحسب فراسله وحده
بالعكس!
إن كانت المناقشة على الخاص لحرمنا من فوائد الشيخ الخراشي ونحن نتشوق لمشاركاته النافعة.
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:41]ـ
يا أستاذ أسامة
إذا كان كلامه أعلاه ليس تكفيرا للهاشمي .. فماهو التكفير في نظرك؟
والبيت الشعري ألا يتضمن هجاء قبيحا للهاشمي
أتمنى ألا تأخذك العصبية للدفاع عن الباطل.
............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 02:29]ـ
الهجاء شيء والتكفير شيء آخر.
إذا كان كلامه أعلاه ليس تكفيرا للهاشمي .. فماهو التكفير في نظرك؟
هات كلامه لنا. فإني لم أرى أي تكفير للهاشمي في كلامه.
والتكفير ليس بنظري ولا بنظرك، وإنما التكفير حكم من الأحكام الشرعية.
نتحدث عن هذا الحكم بتوقير وإجلال كأي حكم شرعي في دين الله. وليس بتهمة حتى نوجهها لأحد. فالكافر هو الكافر في دين الله.
والغلو في التكفير كالغلو في غيره.
فقد كان ولازال غلو النصارى في عيسى بن مريم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس بقادح فيه. وهناك غلو في النبي - صلى الله عليه وسلم - كما عند الصوفية مثلا .. وكذلك غلو المتشيعة في علي بن أبي طالب، وغلو الرافضة في الحسين بن علي.
فالغلو يشين صاحبه، ولا يمس المغلو فيه إذا كان من الصالحين .. فكيف بحكم شرعي!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 08:52]ـ
بارك الله فيكم أخي العطّاب .. وجزاكم خيرًا عن حرصكم.
مقالي كان عن (اعتراف مهم للدكتور الهاشمي صاحب قناة المستقلة) ..
وهو يُضاف إلى ماجمعته هنا: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
ولا علاقة له - لو تأملتَه - برأيه في الديمقراطية أو غيرها ..
وفقكم الله.
تحطيم الصنم الديمقراطي ( http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/7.doc)
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/7.doc
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 10:13]ـ
بارك الله فيكم أخي العطّاب .. وجزاكم خيرًا عن حرصكم.
مقالي كان عن (اعتراف مهم للدكتور الهاشمي صاحب قناة المستقلة) ..
وهو يُضاف إلى ماجمعته هنا: http://saaid.net/warathah/alkharashy/m/a.htm
ولا علاقة له - لو تأملتَه - برأيه في الديمقراطية أو غيرها ..
وفقكم الله.
تحطيم الصنم الديمقراطي ( http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/mm/7.doc)
http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/mm/7.doc
شيخنا الكريم ربما أن الفاضل (العطاب) يقصد أن فيما كتبتم تزيكة لصاحب المستقلة.
ولعل الأخ الكريم يخشى أن تصيبك عدوى مرض (الاحتواء) التي ألمت بكثير من طلاب العلم والدعاة.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 02:35]ـ
الشيخ المكرم سليمان الخراشي ...
أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق ....
وأتوقع في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى أن يكون هذا المذكور في أحد موازينكم أو نظراتكم أو على أقل تقدير أن ترسلوا له رسالة على غرار رسالتكم للأستاذ (محمد خير رمضان يوسف) هداه الله تعالى
وقد أعجبني في رسالتكم للأستاذ محمد قولكم: (هذه نصيحتي
للأستاذ الكريم، ولكنه - للأسف - لازال يردد فكرته
(التجميعيةالعجيبة) في كتابه
الأخير " آخر لقاء .. "، وهذا - وإن كره الأستاذ - من
التلبيس على المسلمين، وخلط الحق أمامهم بالباطل،
وغشهم، والله يقول (ولاتلبسوا الحقبالباطل))
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2667 (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2667)
أبا مصعب ...
إني سآئلكم ومشدد عليكم ...
أ يهما أشد خطرا على دين الأمة؟؟
كتاب لمحمد خير الذي لا يعرفه إلا خواص طلبة العلم وربما لا يطبع
إلا طبعة واحدة فحسب أم قناة تدعو إلى دين الديمقراطيين يسمعها
المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها؟؟؟
أيهما أشد خطرا ... الفكرة التجميعية التي يتبناها محمد خير أم
الصنم الديمقراطي الذي يتبناه صاحب كتاب التوحيد؟؟
أشهد الله وملائكته والناس أجمعين على بغض هذا الرجل، ووالله
إني لا أرى فيه إلا انسانا متملقا يتكسب بدكانه الإعلامي حيث
لاح الدولار أو الريال بمختلف مراحله العمرية؟؟ ولا أدل على هذا من
نقل قناته الأولى لوقائع مؤتمر إباضي في ((الفقه الإسلامي والمستقبل
الأصول المقاصدية وفقه التوقع)) والحوادث كثيرة ... وماذا أذكر
وماذا أذر؟؟
تكاثرت الظباء على خراش///فلايدري خراش ما يصيد
هذا المدعي للهاشمية رجل مبهور بالمنتجات الفكرية الغربية، ولا
حول ولا قوة إلا بالله ...
ولكني مع هذا ومن خلال تجربتي الإعلامية المتواضعة في هذا الحقل
الفاتن = لأشهد لهذا
الضال بالدهاء الإعلامي، وأرى أنه في غضون سنوات قليلة استطاع أن
يحقق نقلة في قناته الأولى وأنه تمكن بحرفية قلَّ نظيرها أن يوظف
العاطفة الدينية لإستمالة الجماهير وبعض النخب الثقافية
بأطيافها المختلفة ... وقد نجح في ذلك ولا شك، وكل هذا مع ضعف
الإمكانيات المادية والمهنية وضيق الشريحة المستهدفة في الوقت
ذاته ...
اللهم اجعل أقوالنا حجة لنا لا علينا وتوفنا مسلمين وألحقنا
بالصالحين واختم لنا بلا إله إلا الله محمد رسول الله غير مبدلين ولا
مغيرين ...
والله أعلم
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 06:12]ـ
شيخنا الكريم ربما أن الفاضل (العطاب) يقصد أن فيما كتبتم تزيكة لصاحب المستقلة.
ولعل الأخ الكريم يخشى أن تصيبك عدوى مرض (الاحتواء) التي ألمت بكثير من طلاب العلم والدعاة.
صدقتم وبارك الله فيكم ورفع قدركم يا أختي ...
وإذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جعفر كمال]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 07:11]ـ
استطاع صاحب قناة المستقلة من خلال بث مناظرات أهل السنة مع الشيعة الروافض استقطاب جمهور كبير من المشاهدين في العالم العربي
صحيح أنها كانت فرصة نادرة لمواجهة جرثومة التشيع وفضحه .. وأيضا ترويجا لكثير من شبه الروافض وتوزيعها على قلوب المشاهدين من عوام أهل السنة
ظهور هؤلاء المشايخ على هذه القناة أعطاها قدرا من المصداقية لذى المشاهدين .. وبالتالي هيّأهم لقبول ما يبثّه من تصورات شيخصية لبعض القضايا الاسلامية باعتباره مفكرا إسلاميا له نوع من الاستقلالية في طريقة معالجة هذه القضايا بطريقة عصرية
لذا وجب أن يبين هؤلاء المشايخ لمن كان يتتبع حلقاتهم على هذه القناة أن علاقتهم بها انتهت بتوقف تلك المناظرات .. حتى لا يتسببوا في تشرّب المسلمين لأفكار منحرفة كثيرة يدعوا لها هذا الصحفي وأخطرها فيما أعتقد هو دعوته للديمقراطية(/)
المرأة لا تُنكح لنسبها يا سادة!
ـ[أبو فهد]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بحث كنتُ قد كتبته قبل بضع سنوات وتحديداً أثناء قضية منصور وفاطمة ولم أقم بنشره على مستوى واسع ولكن مع تكرار القضية وآخرها قضية المدينة المنورة أحببتُ أن أقوم بنشره بشكل أوسع لعل الله أن ينفع به ويكون له الصدى الإيجابي الذي أتمناه ..
-----------------------
المرأة لا تُنكح لنسبها يا سادة!
(التزاوج بين القبليين وغير القبليين جائز ومنعه لا يجوز)
بقلم: أبو فهد
--------
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ... أما بعد
فمما ابتلي به مجتمعنا السعودي (وربما بقية مجتمعات الجزيرة العربية) , منع التزاوج بين القبليين (وهم العرب الذين ينتسبون إلى قبائل عربية إما بالحقيقة أو بالحلف والولاء) وغير القبليين (وهم إما أناس مِن ذوي أصول غير عربية أو عرب ينتسبون إلى قبائل عربية ولكنهم يجهلونها أو أنهم يعلمونها ولكن المجتمع لا يعترف لهم بنسبهم بسبب صنعة أحد أجدادهم الأوائل أو بسبب تزاوجهم مع غير القبليين أو لأسباب أخرى لسنا بصدد البحث عنها).
والمجتمع – مع الأسف – عندما يمنع التزاوج بين القبليين وغير القبليين , هو في الحقيقة يقسم المجتمع ويصنف المسلمين إلى طبقات!
وتكبر المصيبة ويعظم الخطب عندما يشرعن بعض العلماء هذه الطبقية ويؤيدون أعراف الجاهلية على حساب القرآن والسنة وروح الشريعة الإسلامية!
فلو أن المنع جاء من بعض أفراد المجتمع وبعض العوام , لهان الأمر كثيراً .. لكن أن تأتي شرعنة الباطل من بعض القضاة وطلبة العلم فهذه والله هي المصيبة.
فبعد أن سمعنا بعدة قضايا في تفريق أزواج بالقوة من قبل بعض القضاة بدعوى عدم الكفاءة النسبية , وجب الرد والبيان وتفنيد ذلك الرأي بالأدلة.
وقبل أن أشرع في البحث أود أن أؤكد على أنني لا أوجب ولا أحرّم التزاوج بين القبليين وغير القبليين ابتداءً , ولكني أرى أنه دخل في هذه المسألة ما هو محرّم , فوجب البيان.
كما أود أن أنوه إلى أنني سأحرص في هذا البحث على الاختصار وعدم تكرار ما قد قيل في هذه المسألة بل سأحاول جاهداً طرح شيء جديد يُضاف إلى ما ذكره العلماء والباحثون.
ومع تداخل المواضيع مع بعضها سأحاول أن أقسّم البحث إلى عدة مباحث:
المبحث الأول: اعتبار الكفاءة في النسب عند الزواج.
المبحث الثاني: منع زواج القبلي بغير القبلي بالقوة وتحت التهديد بالتبرؤ وقطع صلة الرحم وما شابه ذلك.
المبحث الثالث: فسخ عقد الزواج بالقوة – بعد الزواج – بحجة عدم الكفاءة في النسب.
-------------
المبحث الأول:
اعتبار الكفاءة في النسب عند الزواج
لقد كفل الإسلام الحرية الكاملة للمسلم أن يتزوج أو يزوج من يشاء من المسلمين وحثه على أن يتزوج أو يزوج أصحاب الدين والخلق (خصوصاً الدين) .. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: " تُنكح المرأة لأربع , لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك " رواه البخاري ومسلم
وورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " رواه الترمذي بسند حسن وصححه الألباني.
ونستفيد من هذين الحديثين الحث على الزواج أو تزويج ذوي الدين والخلق , والأمر في الحديثين واضح وهو يدل إما على الوجوب أو الاستحباب.
وبما أن المقرر شرعاً استحباب ذلك – على الأقل – , فيحق لأي مسلم أن يختار لنفسه أو لموليته ما يشاء من صفات بالإضافة إلى صفتي الدين والخلق سواءً كانت هذه الصفة النسب أو الجمال أو المال أو الحسب.
وهنا أود أن أنبه على أمر مهم يخطئ فيه الكثير وهو أن هناك فرق بين الحسب (الوارد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم) والنسب الذي في ذهن بعض العوام في مجتمعنا.
فقد ورد في كتب اللغة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحَسَب مصدر حَسُبَ وهو ما تعدُّهُ من مفاخر آبائك أو المالُ أو الدِين أو الكرم أو الشرف في الفعل أو الفعال الصالح أو الشرف الثابت في الآباء أو البالُ – أي الشأن – أو الحَسَب والكَرَم قد يكونان لمن لا آباءَ شرفاءَ لهُ والشرف والمجد لا يكونان إلاَّ بهم. وقيل أصل الحَسَب من الحِساب لأن الحسيب يعدُّ لنفسهِ مآثر فتلك المآثر حَسَبٌ.
والحسب ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه وقيل حسبه دينه وقيل ماله , والرجل حسيب وبابه ظرُف.
قال ابن السكيت: الحسب والكرم يكونان بدون الآباء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء ". انظر القاموس المحيط للفيروز آبادي , ومختار الصحاح للرازي.
وقد ورد تفصيل جيد لمعنى الكلمة في تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي يمكن الرجوع إليه لمن يريد الاستزادة.
كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث تشير إلى أن الحسب هو الدين وهو الخُلُق وهو المال. فعند الحاكم وغيره: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " كرم المرء دينه ومروءته عقله وحسَبُه خُلُقه "
وأورده الحافظ في زوائد التلخيص بلفظ: " حَسَبُ المرء دينه ومروءته خلقه " وهو في الموطأ عن عمر من قوله.
وعن سمرة ابن جندب قال قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " الحسب: المال والكرم: التقوى " رواه الترمذي وأحمد وغيرهما.
بل ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " أربع في أمتي لايتركونهن: الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة " رواه مسلم.
إذن هناك فرق بين الحسب والنسب لغة وشرعاً.
ومما يُستأنس به أيضاً للدلالة على أن الحسب الوارد في الحديث غير النسب الذي في عرف الناس اليوم , أن المخاطبين في الحديث (وهم الصحابة) كلهم – تقريباً – عرب فكيف يكون المقصود بالحسب في الحديث هو النسب العربي وهو السائد في ذلك الوقت بين المسلمين؟!
وعلى هذا ففي المجتمع قد يكون المرء (رجلاً كان أو امرأة) حسيباً ولا يكون نسيباً , وقد يكون نسيباً ولا يكون حسيباً , وقد يجمع بين الأمرين معاً.
وفي جميع الأحوال , هذه الأمور ليست مما رغّب بها النبي عليه الصلاة والسلام.
ولكني ذكرتُ الفرق بين الحسب والنسب للبيان والتوضيح وتصحيح مفهوم خاطئ.
وبالمناسبة:
ذكر العلماء أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث صحيح في اعتبار النسب عند النكاح لا صحةً ولا لزوماً. لكن الذي ثبت هو اعتبار الدين والخلق.
فحديث: " تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس " وغيره من أحاديث الباب , كلها أحاديث ضعيفة لا يصح الاحتجاج بها.
أما حديث: " تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم "
فعلى افتراض صحته بهذا اللفظ (إذ ضعفه جماهير علماء الحديث) لا تكون الكفاءة المذكورة فيه بمعنى كفاءة النسب بل تكون كفاءة الدين والخلق جمعاً بين الأحاديث النبوية وحملاً على أن هذا الحديث مطلق وحديث " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه ... " مقيِّد له.
وقد ذكر الألباني رحمه الله تعالى – عندما حسّن الحديث – أن الكفاءة هنا هي كفاءة الدين والخلق.
ولو قيل إن الكفاءة المذكورة هنا عامة , ولذا هي تشمل الكفاءة في النسب والكفاءة في غيره ولا ينبغي إلغاء النسب أو استثناءه من الشمول.
فنقول:
نعم , إذا كانت الكفاءة الواردة في الحديث تشمل الكفاءة في النسب , فهي أيضاً تشمل الكفاءة في جميع الأشياء التي فيها تفاضل كالكفاءة في لون البشرة والعلم والوظيفة والمال والجاه والمنصب والصحة وغيرها ..
فهل يمكن الاستدلال بهذا الحديث على وجوب الكفاءة في جميع هذه الأمور؟!
إذن:
حتى على افتراض صحة الحديث وافتراض أن الكفاءة الواردة فيه تشمل الكفاءة في النسب وغيره , فإنه لا يمكن الاستدلال به على اعتبار الكفاءة في النسب شرعاً من جهة التأثير صحة أو لزوماً. بل أقصى ما يمكن أن يقال في هذا هو أنه يجوز للمسلم الاهتمام بالكفاءة في النسب وفي غيره من الأمور التي فيها تفاضل إذا هو أراد ذلك.
فمن يريد الاهتمام بالكفاءة النسبية , فله ذلك .. ومن لا يريد الاهتمام بكفاءة النسب عند الزواج أو التزويج , فله ذلك أيضاً ولا يجوز لأحد أن يجبره على ما لا يريد ما دام الأمر يدور في دائرة المباح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونستخلص مما سبق أنه يحق لأي مسلم أن يختار لنفسه أو لموليته ما يشاء من صفات بالإضافة إلى صفتي الدين والخلق.
كذلك يحق لأي مسلم أن يتنازل عن أي صفة من تلك الصفات الإضافية , ولا يجوز حينئذ لأي شخص كان أن يمنع رجلاً عاقلاً راشداً أو ولياً شرعياً من أن يتزوج أو يزوج موليته من مسلم صاحب دين وخلق وليس عنده مال أو حسب أو نسب أو غير ذلك.
فكما يجوز لك أن تتزوج أو تزوج من تشاء (في حدود المباح شرعاً) , فكذلك يجوز لغيرك ما يجوز لك.
------------------ المبحث الثاني:
منع التزاوج بين القبلي وغير القبلي بالقوة والتهديد بالتبرؤ وقطع صلة الرحم وما شابه ذلك.
بما أن المتقرر شرعاً هو إباحة التزاوج بين العرب وغير العرب , فإنه لا يجوز لمسلم أن يمنع أخاه المسلم من فعل أمر مباح .. وتتأكد الحرمة حين يكون المنع بالقوة والتهديد (سواءً بالقتل أو بالتبرؤ أو بقطع صلة الرحم أو غير ذلك مما يحدث في بعض المجتمعات مع الأسف).
قد يقال:
كما كفل الإسلام الحرية للمسلمين في حدود المباح , فقد قرر الإسلام أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح بل ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: " لا ضرر ولا ضرار ".
فنقول:
أولاً: لا يمكن أن تتناقض الشريعة الإسلامية مع نفسها , وهذا متفق عليه بين المسلمين. ولهذا فإن الشريعة التي تحثك على أن تتزوج أو تزوج ذوي الدين والخلق دون قيود أو استثناءات , لا يمكن أن تبيح لك أن تضع الاستثناءات وتحرّم أو تمنع زواجاً من هذا النوع بالقوة والإكراه.
ولو أردنا أن نطبق تلك القاعدة الشرعية على موضوعنا هذا , يلزمنا أن نقول ابتداءً إن التزاوج بين القبليين وغير القبليين أو بين العرب وغير العرب لا يجوز شرعاً!
وهذا لم يقل به أحد من العلماء المعتبرين حسب علمي.
إذن: من يبيح فسخ عقد النكاح بعد الزواج أو يبيح منع زواج من هذا النوع بالقوة (من باب درء المفسدة) , يلزمه تحريم عقد النكاح ابتداءً.
لأن من يبيح مثل هذا الزواج ابتداءً , ثم يبيح للأقارب أو للقاضي فسخ عقد النكاح بعد ذلك ولو بعد سنوات بل ورغماً عن الزوجين , هو كمن يبيح لك السرقة ثم بعد ذلك يقيم عليك الحد!
وهذا غش وتغرير لا يُعقل أن يجيزه الإسلام.
ومن يريد أن يحرّم مثل هذا الزواج ابتداءً , يلزمه تعطيل السنة النبوية والنصوص الشرعية الصحيحة الصريحة التي تؤكد جواز وصحة هذا الزواج.
ولا أعلم عالماً من علماء المسلمين المعتبرين يحرّم التزاوج بين القبلي وغير القبلي أو بين العربي وغير العربي ابتداءً.
ثانياً: بالنسبة لمسألة درء المفسدة التي يدندن حولها المؤيدون لمتع التزاوج ابتداءً أو لفسخ عقد النكاح ولو بالقوة , فهذه لا اعتبار لها هنا.
لأن المفسدة التي يريدون درأها ليست مفسدة شرعية بل هي مفسدة اجتماعية تتحقق في مجتمع ولا تتحقق في مجتمع آخر وتتحقق في زمن ولا تتحقق في زمن آخر.
ومثل هذه المفسدة غير الثابتة لا ينبغي دفعها مقابل تعطيل مصلحة شرعية ثابتة .. فالكفة غير متوازنة هنا حتى يُحتج بقاعدة: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح لإجازة فسخ عقد نكاح صحيح بالقوة والإكراه.
وينبغي أن ننبه إلى أن قاعدة درء المفاسد التي يستند عليها مؤيدو فسخ النكاح بالقوة والإكراه , تُقاس بالمعيار الشرعي لا بالمعيار الاجتماعي أو النفسي.
بل إن المفسدة متحققة يقينية لو تم منع التزاوج أو تم فسخ عقد النكاح , بينما المفسدة التي يريدون درأها بفسخ العقد مفسدة ظنية.
ولا يُعقل أن ندرأ مفسدة ظنية بتحقيق مفسدة يقينية.
بل حتى لو كانت المفسدتان يقينيتين , فمفسدة منع الزواج أو فسخ النكاح مفسدة شرعية ثابتة (وهي تعطيل النصوص الشرعية التي تحث على عدم اعتبار غير الدين والخلق) بينما مفسدة إبقاء عقد النكاح دون فسخ ليست كذلك , إذ قد تتحقق وقد لا تتحقق بحسب الزمان والمكان.
قد يقال:
هناك قاعدة أخرى وهي احتمال أخف الضررين وأهون الشرين , وهي التي على أساسها يجاز فسخ العقد.
فنقول:
كما قلنا من قبل في الكلام عن قاعدة درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة , وهو أن المعيار في تحديد المفسدة أو الضرر لابد أن يكون معياراً شرعياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إننا في مثل هذه المسألة لسنا أمام ضررين أو شرين حتى يمكن الحديث عن اختيار أهونهما , بل هناك ضرر ثالث بجانب الضررين السابقين وهو تشويه صورة الإسلام وإظهاره أمام غير المسلمين بل والمسلمين من غير العرب بمظهر الدين العنصري الذي يفرق بين المسلمين.
وهذا الضرر أعظم ضرراً من ذلك الضرر الذي يتعلق به بعض الأخوة هداهم الله وهو الضرر الذي قد يلحق بأقارب الزوجة القبلية.
ومنع مثل هذا النوع من النكاح أو فسخ عقده بالقوة مضاره على الزوجين والمجتمع الإسلامي ككل بل وصورة الإسلام أكثر من مضاره الخاصة بأقارب الزوجة.
إذن:
إذا كانوا يستدلون لجواز فسخ العقد – ولو بالقوة – بقاعدة احتمال أخف الضررين
(وهو ضرر فردين مقابل ضرر الجماعة) .. فنحن نقول لهم: إذاً يلزمكم أن تختاروا ضرر الجماعة الأقل (وهم أهل وأقارب الزوجة القبلية) مقابل دفع الضرر الذي سيقع على الجماعة الأكثر وهم المسلمون جميعاً (العرب وغير العرب) بل وصورة دين الإسلام.
فالضرر الذي قد يقع على أهل وأقارب الزوجة القبلية أخف ضرراً من ذاك الذي قد يقع على الزوجين وصورة الإسلام أمام المسلمين العرب وغير العرب واستغلال ذلك من قبل غير المسلمين لتشويه صورة الإسلام.
وعلى هذا يُحتج بدليلهم عليهم.
عموماً , المعيار الشرعي هو الذي يجب أن يُنظر من خلاله عند النظر في مسألة أخف الضررين أو درء المفسدة.
والمفسدة أو الضرر الذي قد يتحقق في مجتمع ما بسبب مثل هذا الزواج يكون بسبب بُعد هذا المجتمع عن روح الإسلام وسماحة الشريعة التي تجمع ولا تفرّق المسلمين.
فبدلاً من أن يرضخ البعض لعرف اجتماعي في مقابل مخالفة حكم شرعي وبالتالي تحقيق مفسدة شرعية , كان الأولى والأوجب أن نُرضخ العرف ليتلاءم مع الشريعة ونهذب المجتمع ونعلّم أفراده بأن الإسلام ينبذ مثل هذا العرف (أعني منع الآخرين بالقوة من التزاوج مع من يريدون من المسلمين أو إجبارهم على فسخ عقد النكاح بعد وقوعه).
فالشرع هو المهيمن على العُرف , وليس العكس.
قد يقال:
هم يمنعون مثل هذا التزاوج بالقوة والتهديد لأن ضرره متعدٍّ. فالمسألة تدور بين إباحة أصل الفعل وحرمة الضرر بالآخرين (وهم أقارب القبلي الذين سيتضررون من وقوع مثل هذا الزواج).
وعلى هذا فإننا أمام أمرين: بين فعل أمر مباح (وهو الزواج بين القبلي وغير القبلي) , والضرر الذي قد يحدث بسبب فعل هذا الأمر المباح (وهو ما سنذكره بعد قليل)
فنقول:
أولاً: يجب أن نقرر أن الحرية مكفولة لجميع المسلمين , فالقبلي إن أراد ألا يتزوج أو لا يزوج موليته إلا من قبيلته , فهو حر .. وإن أراد أن يتزوج أو يزوج موليته من غير قبيلته أو من غير قبلي أو من غير عربي , فهو أيضاً حر.
فما دام الرجل أو الولي الشرعي عاقلاً راشداً ليس فيه مطعن , فهو حر أن يفعل ما يشاء ما دام لم يفعل الحرام.
ثانياً: دعونا نتأمل الأضرار التي يقولون إنها هي أسباب المنع , لنرى هل هي أسباب شرعية أو لها مستند عقلي أم لا؟!
1 - يقولون إنهم لو سمحوا بزواج القبلية بغير القبلي , فإن هذا سيؤدي إلى بقاء أخوات وقريبات الزوجة القبلية دون زواج لأن الشباب القبليين سيعزفون عن الزواج منهن وبالتالي ستبقى هذه الفتيات عوانس , وهذا ضرر متعدٍّ.
فنقول:
هل نفهم من حرصكم الشديد على عدم بقاء الفتيات عوانس أنكم تسمحون للفتاة القبلية إذا أصبحت عانساً بالزواج من غير القبلي إن لم يوجد غيره .. أم أنكم ستظلون تحتجون باحتمالية بقاء الأخريات عوانس؟!
طبعاً هذا ليس سؤالاً ولا طلباً ولا حتى حجة بذاته , ولكنه يشير إلى أن مجرد التعلق بالاحتمالات والظن هو أمر غير معتبر لا شرعاً ولا عقلاً.
فمن يحتج على منع الزواج بين القبلي وغير القبلي باحتمال بقاء بقية أقارب الفتاة عوانس , فإنه يُحتج عليه بحال الفتاة المتزوجة نفسها بل وغيرها من الفتيات العوانس أو المطلقات والأرامل.
فيا أيها المانعون لزواج امرأة من شخص غير قبلي: إن الضرر " المحتمل " على قريبات الزوجة القبلية ليس سببه المباشر والحقيقي هو وقوع هذا الزواج بين القبلية وغير القبلي , بل هو بسبب جهل المجتمع وإرجافه وتناقضه وإلا ما شأن زواج امرأة من شخص غير قبلي , بقريباتها من نفس القبيلة أو حتى العائلة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فها نحن نسمع ونرى رجالاً قبليين يتزوجون من الشام ومصر بل ومن الهند والفلبين وغيرها , ولم نسمع أن هذا أثّر على أقارب وقريبات هؤلاء الأزواج.
فما بال هذا الفعل لم يؤثر؟!
أم أن باء المرأة تجر , وباء الرجل لا تجر؟!
إذن: نستخلص مما سبق أن الضرر المحتمل الذي يحتج به البعض لمنع هذا الزواج بالقوة , ليس حجة شرعية يمكن الاستناد إليها.
ومثل هذه الحجة لا ينبغي اعتبارها لا شرعاً ولا عقلاً , وإلا لزم اطرادها شرعاً وعقلاً في شأن الرجل الذي يريد أن يتزوج من غير عربية.
ومن المضحك المبكي أن البعض يقبل أن يتزوج ابنه أو أخوه أو قريبه من امرأة غير عربية – حتى ولو كانت نصرانية – بينما لا يقبل أن يتزوج ابنه من ابنة جاره المسلم الذي يجاوره منذ سنوات ويعرف حسن أخلاقه وسلامة تربيته وتقارب الطبائع والسلوك والعادات بينهم!
تناقض مالنا إلا السكوت له ... وأن نعوذ بمولانا من النار
2 - يقولون إنهم لو سمحوا بزواج القبلية بغير القبلي , فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل ومشاحنات وقلاقل أسرية وربما حدوث عدة حالات طلاق لأخوات وربما قريبات الزوجة , ومثل هذا يجعلهم يمنعون وقوع هذا الزواج ولو بالقوة والإكراه!
فنقول:
وهل يبرر فعل المحرم باحتمال وقوع محرم آخر؟!!
إن الذي يبرر منعه لزواج صحيح شرعاً بين قبلي وغير قبلي بالإكراه خوفاً من وقوع حالات طلاق , كمن يبرر سرقته للمال العام بحجة خوفه من احتمال وقوع مجاعة! (مع أنه في الحقيقة هو سبب رئيسي في وقوع هذه المجاعة لو وقعت!)
وكذلك الذي يساهم في منع الزواج بالقوة هو في الحقيقة يساهم في وقوع هذا الطلاق!
إن شرعنة منع الزواج بالقوة والإكراه بحجة احتمال حدوث مشاكل أو طلاق لأخت أو قريبة الزوجة , سيفتح باباً قد يستغله ضعاف النفوس ليجبروا آباء زوجاتهم وأقاربهم على ألا يزوجوا بناتهم إلا ممن يرضى بهم هؤلاء.
فهل نقول إنه يجوز لرجل أن يهدد بطلاق زوجته إن قام أبوها بتزويج أختها أو قام عمها بتزويج بنت عمها من قريبهم الذي يبغضه هذا الزوج؟!!
بل هل فعل أو تهديد هذا الزوج مبرر شرعي لمنع الزواج الجديد بالقوة؟!!
إن منع وقوع مثل هذا الزواج بالإكراه , هو بحد ذاته لا يجوز ويجب أن يتضح ذلك للجميع. كما أن التهديد بطلاق قريبات الزوجة لمنع وقوع هذا الزواج أيضاً لا يجوز.
فالإسلام لم يقم على إكراه الآخرين وتهديدهم.
نعم , قد يكون لك الحق بالنصح وبإبداء عدم الرغبة أو حتى التذمر وعدم القبول , لكن لا يجوز لك أن تهدد بتطليق زوجتك إذا تزوجت أختها أو قريبتها من شخص لا تريده , إذ لا تزر وازرة وزر أخرى في الإسلام.
ثم إن المسألة نفسية سببها التأثيرات الاجتماعية , وليست حقيقية بل ولا فطرية (كما لو كانت هناك إعاقة أو تشوه خَلقي أو اختلاف في لون البشرة مثلاً).
إذ أن من يرفض مثل هذا الزواج , يرفضه لعوامل نفسية اجتماعية تتغير مع الزمن .. بخلاف من يحتج ويقيس هذا الرفض برفض زواج المعوّق أو المشوَّه أو أسود البشرة من السليمة الجميلة بيضاء البشرة .. لأن السبب هنا فطري ثابت لا يتغير عند الكثيرين.
مع العلم أنه لو جاء رجل معوّق أو مشوّه أو أسود البشرة وأراد الزواج من امرأة جميلة بيضاء البشرة أو العكس وقبلت المرأة ووليها الشرعي , فلا يجوز لأحد أن يمنع مثل هذا الزواج بالإكراه والتهديد. ولنا في زواج بلال الحبشي رضي الله عنه من أخت عبد الرحمن بن عوف خير مثال , إذ لم يرد في التاريخ والسير وجود منع بالإكراه أو تهديد أو ما شابه ذلك.
فالمسألة بكل بساطة تعود أساساً للخاطب والمرأة ووليها الشرعي , فإذا رضي هؤلاء فهم المعتمد.
3 - يقولون إنهم لو سمحوا بزواج القبلية بغير القبلي , فستختلط وتضيع الأنساب!!
فنقول:
كلامهم هذا لا يخلو من جهل بالتاريخ وعلم الأنساب , بل إن واقع حالهم يناقض كلامهم.
فالهاشمي سيظل هاشمياً حتى لو تزوج حبشية .. والحبشي سيظل حبشياً حتى لو تزوج هاشمية.
والمرأة سواءً كانت عربية أو غير عربية إذا تزوجت من أي رجل كان لن يغيّر نسبها , وكذلك الرجل.
أما الأولاد فيُنسبون لآبائهم. فمن كان أبوه عربياً وأمه غير عربية , فهو عربي .. ومن كان أبوه غير عربي وأمه عربية , فهو غير عربي.
فأين ضياع الأنساب واختلاطها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن زواج الرجل القبلي من امرأة غير عربية , أمر مقبول – وربما مرغوب عند البعض - ومع ذلك لم يحدث ضياع أو اختلاط للأنساب ولم نسمع من يذكر ضياع الأنساب واختلاطها!
فهل إذا تزوجت المرأة القبلية من رجل عربي غير قبلي تختلط وتضيع الأنساب .. وإذا تزوج الرجل القبلي من غير عربية لا تختلط ولا تضيع الأنساب؟!
إن ادعاء الخوف من اختلاط وضياع الأنساب بمثل هذا الزواج , أمر يوهم أن الأنساب وكأنها كانت محفوظة تماماً من الضياع والاختلاط طوال التاريخ , وهذا مخالف للواقع.
إذ هناك جزء من تاريخ الجزيرة العربية – ذات الأحوال المضطربة – مفقود ولم يدوّن , كما أن بعض القبائل المعاصرة هي عبارة عن تحالفات بين مجموعات بشرية مختلفة.
وهذا الأمر الذي حدث في السابق قد يفسر حرص البعض الشديد وخوفهم المبالغ فيه من اختلاط الأنساب لأن اختلاط الأنساب لا يمكن أن يحدث فعلاً إلا عند عدم اتضاحها ابتداءً.
وعموماً يظل التحجج بالخوف من ضياع واختلاط الأنساب هي حجة من كيد الشيطان الذي يئس أن يُعبد في هذه الجزيرة فأراد بها التفريق والتحريش بين المسلمين.
على أي حال:
يجب أن يعلم الجميع أن مجرد التهديد بالقتل أو التبرؤ أو قطع صلة الرحم أو ما شابه ذلك , أمر محرم شرعاً بحد ذاته , حتى ولو كان الهدف منه تحقيق مصلحة مباحة فالغاية لا تبرر الوسيلة في الإسلام.
وعلى هذا فإن من يمنع تزاوجاً بين قبلي وغير قبلي بالقوة وتحت التهديد بالقتل أو التبرؤ أو قطع صلة الرحم أو ما شابه ذلك , فهو آثم. والله أعلم.
---------
المبحث الثالث:
حكم فسخ عقد النكاح بالقوة بحجة عدم الكفاءة في النسب.
إذا كان منع الزواج بالقوة ابتداءً لا يجوز وهو شبيه بالعضل المحرم , فحرمة فسخ العقد بعد النكاح من باب أولى.
وإذا كان إرغام الفتاة على الزواج ابتداءً ممن لا تريد لا يجوز , فكذلك إرغام الفتاة على الطلاق من زوجها الذي تريده لا يجوز أيضاً .. بل الأخير أولى بالتحريم لأنه يهدم بنيان أسرة قائمة.
أما قول بعض علماء السلف رحمهم الله بأن للأقارب فسخ العقد ولو بعد حين , فهو اجتهاد من غير معصومين وهو قول لا يستند على دليل شرعي لا من القرآن ولا من السنة بل هو عند التحقيق يتعارض مع سنة المصطفى – عليه الصلاة والسلام – القولية والفعلية والتقريرية (كزواجه عليه الصلاة والسلام من أم المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله عنها وهي غير عربية , وكذلك زواج زيد بن حارثة وأسامة بن زيد وبلال بن رباح وغيرهم من نساء قرشيات وغير قرشيات) وهذه الشواهد وأشباهها تكفي لعدم اعتبار ذلك القول من بعض علمائنا رحمهم الله.
كما أن هذا القول قد عارضه علماء آخرون من علماء السلف كالإمام مالك رحمه الله وغيره.
وعليه فلا ينبغي الاحتجاج بقول عالم على قول عالم آخر إلا بتعضيد ذلك بالأدلة من القرآن أو السنة إذ يلزم النظر في الأدلة من القرآن والسنة من قبل ومن بعد اختلاف العلماء.
لأن مجرد وجود قول لبعض علماء السلف في مسألة ما , ليس حجة بذاته – خصوصاً إذا عارضه قول علماء آخرين – بل هو بحاجة إلى تعضيد بالأدلة الشرعية من القرآن أو السنة.
أما إذا تعارض قول لبعض علماء السلف مع الأدلة من القرآن أو السنة , فيجب على المسلم اتباع القرآن والسنة واعتبار ذلك القول من أولئك العلماء اجتهاداً خاطئاً.
ثم إني أتساءل:
1 - لو كان هناك رجل أسود البشرة تزوج امرأة بيضاء البشرة وكلاهما من نفس القبيلة مثلاً , فهل يجوز لأقارب المرأة أن يفسخوا عقد النكاح بحجة عدم التكافؤ باللون؟!
2 - لو أن رجلاً قبلياً ليس له مكانة في قبيلته أو صاحب عمل وضيع في المجتمع وتزوج ابنة شيخ قبيلة , فهل يحق لأقارب المرأة أن يفسخوا عقد النكاح بحجة عدم التكافؤ بالحسب؟!
3 - لو أن رجلاً قبلياً يعاني من مرض أو إعاقة جسدية وتزوج امرأة سليمة من ذلك , فهل يحق لأقارب المرأة أن يفسخوا عقد النكاح بحجة عدم التكافؤ في الصحة؟!
4 - بل حتى لو أن رجلاً ليس متديناً وليس ذا خلق رفيع وتزوج من امرأة متدينة صاحبة دين وخلق رفيع .. فهل يجوز لأقارب المرأة أن يفسخوا عقد النكاح بحجة عدم التكافؤ بالدين والخلق؟!
إن عقود النكاح ميثاق غليظ ومن الخطأ الفادح استسهال فسخها هكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
** ومن النصوص الشرعية التي يحسن ذكرها في هذا المقام حديث مغيث وبريرة. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن زوج بريرة كان عبداً يقال له: مغيث، كأني أنظر إليه خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثا، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لو راجعته، قالت: يا رسول الله أتأمرني؟ قال: إنما أنا أشفع، قالت: لا حاجة لي فيه. رواه البخاري 5283
وهذا الحديث يتحدث عن اختلاف الحرية والعبودية بين الزوجين وليس عن النسب.
والشاهد هنا أن النبي ترك الخيار للزوجة نفسها – بعد أن أصبحت حرة – في مسألة البقاء
على ذمة زوجها – الرقيق – أو تطليقها منه , بل إنه عليه الصلاة والسلام شفع للزوج وحاول ألا يقع الطلاق ولكن الزوجة أبت , فقبل النبي باختيارها ولم يجبرها على ما لا تريد.
** كذلك وردت قصة تلك المرأة التي جاءت إلى النبي عليه الصلاة والسلام تشتكي من تزويج أبيها لها بالقوة من ابن أخيه ليرفع به خسيسته.
فعن عائشة رضي الله عنها: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخ له ليرفع خسيسته، ولم يستأمرني، فهل لي في نفسي أمر؟ قال: " نعم "، قالت: ما كنت لأرد على أبي شيئا صنعه، ولكن أحببت أن تعلم النساء ألهن في أنفسهن أمر أم لا؟ "رواه البيهقي والنسائي وابن ماجة , وضعفه الألباني.
وهذا الحديث – على افتراض صحته – يتحدث عن امرأة زوّجها أبوها من ابن عمها رغماً عنها ليجعله بها عزيزاً أو ليجعل الأب نفسه بتزويجها عزيزاً.
والشاهد في هذا الحديث ليس اختلاف النسب لأن الزوجين أبناء عمومة أي من نسب واحد , لكنّ الشاهد فيه رد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الزواج لرأي الزوجة وإعادة الأمر إليها.
** وفي البخاري في باب: إذا زوّج ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود.
عن خنساء بنت خذام الأنصارية: أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك , فأتت النبي عليه الصلاة والسلام فردّ نكاحه.
** وعن ابن عباس أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة , فخيّرها النبي صلى الله عليه وسلم. رواه أبو داود وصححه الألباني.
** وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال: "يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يُرَ للمتحابين غير النكاح " رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي والطبراني وغيرهم، انظر السلسلة الصحيحة 624.
** هذا في شأن الإكراه والإجبار على الزواج , أما الإكراه على الطلاق فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله إن سيدي زوجني أمته وهو يريد أن يفرق بيني وبينها. قال: فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: " يا أيها الناس! ما بال أحدكم يزوج عبده أمته ثم يريد أن يفرق بينهما؟ إنما الطلاق لمن أخذ بالساق " رواه ابن ماجه , وحسنه الألباني.
ونستخلص من هذه الأحاديث أن إجبار الزوجين أو أحدهما على ما لا يريد – سواءً كان ذلك الإجبار على الزواج أو الطلاق – أمر مرفوض شرعاً ولا يجوز.
بل لو تأملنا هذه الأحاديث , لوجدنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرفض الإكراه وفرض الأمور على الزوجين من قبل الآخرين حتى ولو كان هؤلاء " الآخرون " الأولياء أنفسهم أو حتى النبي عليه الصلاة والسلام نفسه.
فالإسلام لا يجيز إكراه أحد على الزواج أو الطلاق , ما دام هذا الأحد عاقلاً بالغاً راشداً.
وزواج أو طلاق المكره لا يجوز ولا يقع في أصح قولي العلماء , كما صح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " طلاق السكران والمستكره ليس بجائز ". رواه البخاري.
وهو رأي الإمام مالك رحمه الله وغيره من العلماء. قال مالك كما في المدونة: " لا يجوز على المستكره شيء من الأشياء لا عتق ولا طلاق ولا نكاح ولا بيع ولا شراء ".
الخاتمة:
أود أن أنبه في الختام إلى أن طرح هذا الموضوع ليس من أجل إحداث البلبلة والفرقة في المجتمع ولكنه – والله – دفاعاً عن الشريعة الإسلامية السمحة التي أُلصق فيها ما ليس منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه العادة الاجتماعية – سواءً كانت مذمومة عند البعض أو محمودة عند البعض الآخر – ليست من الدين وليس لها أصل شرعي , بل إن فيها جوانب تتعارض مع الإسلام نصاً وروحاً كجانب منع الزواج قبل وقوعه بالإكراه والتهديد وكذلك جانب فسخ عقد النكاح بعد الزواج بالإكراه وتحت التهديد.
أما الزواج واختيار الشريك ابتداءً , فقد كفله الإسلام لكل مسلم ولله الحمد والمنة , ولم تكن هي مدار بحثنا بل كان مدار بحثنا ونتائجه التي توصلنا إليها ما يلي:
1 - أن الاهتمام بمسألة النسب أو المال أو الحسب أو الجمال أو سلامة البدن من الإعاقات عند الزواج أو التزويج , أمر مباح إذا كان بعد الاهتمام بالدين والخلق وهو أمر متاح مباح لمن يرغب ذلك.
2 - أن التركيز فقط على جانبي الدين والخلق عند الزواج أو التزويج وتجاهل الأمور الأخرى من مال أو نسب أو جمال أو حسب أو سلامة من إعاقة , أمر مباح أيضاً.
3 - أن منع المسلم لأخيه المسلم من أن يتزوج أو يزوج من يشاء من المسلمين بالقوة والإكراه لا يجوز مادامت صفتي الدين والخلق متوفرتان في الطرف الآخر ومادام الولي شرعياً , بل حتى وإن تفاوتت صفتي الدين والخلق وقلّت عند أحد الطرفين.
4 - أن فسخ عقد النكاح بالقوة والإكراه بحجة عدم تكافؤ النسب أو المال أو الحسب أو الجمال أو اللون أو غيرها , لا يجوز شرعاً خصوصاً إذا كان الزوجان لا يريدان الانفصال.
وأخيراً:
قد يكون هناك من يستغرب أو يستنكر حرصنا على طرح هذا الموضوع ويطالب بالكف عن طرح هذا الموضوع لئلا يثير فتنة!
وهناك من يقول إن بقاءنا على هذا الحال أفضل وأسلم!
وهناك من يقول إنه لا فائدة من التزاوج بل بالعكس هناك أضرار!
وهناك وهناك ...
فأقول وبالله التوفيق:
إن من أسباب طرحنا لهذا الموضوع ما يلي:
1 - تطبيق أمر النبي عليه السلام وعدم تعطيله كلياً , وتطبيق الأوامر النبوية لا يمكن أن تثير فتنة.
قال عليه الصلاة والسلام: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض "
2 - عدم الوقوع في الوعيد النبوي الذي جاء في الحديث السابق: " ... إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض "
3 - تغيير نظرة المجتمع الخاطئة عن مثل هذا الزواج , إذ أن محاسنه على المدى البعيد خير وأولى بالاهتمام من مساوئه الآنية وعلى المدى القصير.
4 - انصهار المجتمع مع بعضه لتزيد اللُحمة بين أفراده.
5 - تحقيق تشبيه النبي عليه السلام المؤمنين بأنهم كالجسد الواحد .. تحقيق هذا عملياً.
6 - القضاء أو على الأقل التقليل من المحسوبية ومحاربة من يختلفون عنا في التصنيف , كما نسمع أنه يحدث في العمل وغيره.
7 - قطع الطريق على الشيطان عليه لعائن الله في التحريش بين أفراد المجتمع المسلم.
قال عليه الصلاة والسلام: " إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم " رواه مسلم
8 - قطع الطريق على العدو الإنسي من التفريق بيننا واستغلال الفجوة الموجودة في المجتمع للتحريش بل والاقتتال لا قدر الله , كما فعل ذلك في العراق ولكن من باب الكرد والعرب أو الشيعة والسنة.
وغير ذلك من الأمور الإيجابية التي يحث عليها ديننا الحنيف.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تم الانتهاء من كتابة البحث في:
1/ 6/1428هـ
16/ 6/2007
أبو فهد
http://www.up-00.com/dldUNF24779.doc.html
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:54]ـ
بارك الله فيكم
لا أعلم في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اشتراط كفاءة النسب في النكاح والجمهور لا يشترطه
قال ابن حزم في المحلى:
1871 مسألة
وأهل الإسلام كلهم أخوة لا يحرم على ابن من زنجية لغية نكاح ابنة الخليفة الهاشمي والفاسق الذى بلغ الغاية من الفسق المسلم ما لم يكن زانيا كفؤ للمسلمة الفاضلة، وكذلك الفاضل المسلم كفؤ للمسلمة الفاسقة ما لم تكن زانية والذى نختاره فنكاح الأقارب بعضهم لبعض وقد اختلف الناس في هذا فقال سفيان الثوري.
وابن جريج.
والحسن بن حى.
وابن أبى ليلى.
والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومى صاحب مالك.
واسحاق بن راهويه: يفسخ نكاح المولى للعربية، وقال أبو حنيفة: ان رضيت القرشية بالمولى ووفاها صداق مثلها أمر الولى أن ينكحها فان أبى أنكحها القاضى، وقال مالك والشافعي وأبو سليمان: كقولنا
قال أبو محمد: احتج المخالفون بآثار ساقطة والحجة قول الله تعالى: (انما المؤمنون اخوة) وقول تعالى مخاطبا لجميع المسلمين: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) وذكر عزوجل ما حرم علينا من النساء ثم قال تعالى: (وأحل لكم ما وراء ذلكم) وقد انكح رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب أم المؤمنين زيدا مولاه وأنكح المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وانما تخيرنا نكاح الاقارب لانه فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكح بناته الامن بنى هاشم وبنى عبد شمس، وقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) وبالله تعالى التوفيق، وأما قولنا في الفاسق.
والفاسقة فيلزم من خالفنا أن لا يجيز للفاسق أن ينكح الا فاسقة وأن لا يجيز للفاسقة أن ينكحها الا فاسق وهذا
لا يقوله أحد، وقد قال الله تعالى: (انما المؤمنون اخوة) وقال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) وبالله تعالى التوفيق.أ. هـ
• أيضاً قول ابن تيمية وابن القيم في هذه المسألة موافق للقول بعدم الاعتداد بكفاءة النسب في النكاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهد]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 01:27]ـ
بارك الله فيكم أخي أبو محمد
ولكن ما توصلتُ إليه أيضاً أن منع زواج القبلية بغير قبلي (كما يحدث في بعض المناطق) لا يجوز
أبو فهد ,,
.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 11:09]ـ
السلام عليكم
كدت أصدم وانا أقرأ مقدمات الموضوع، فلا حول ولاقوة إلا بالله.
بديهيات في دين الله صار الفضلاء من أهل العلم يضطرون لإثباتها، وأين في بلاد رفعت راية التوحيد وردا على من لجأ إلى القضاء الشرعي لمخالفة شرع الله
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 12:19]ـ
طرحٌ غير متوازن!
وقد كتم الأخ الفاضل أن كثيراً من المشاكل والقضايا التي أشار إليها سببها كذب الرجل في نسبه عندما خطب المرأة
والأخ الكاتب يعرف ذلك بالتأكيد!
وقد اطلعت بنفسي على الأوراق الرسمية لبعض تلك القضايا وثبت لي ما ذكرتُه
نعم، يوجد أحياناً تراض ومصارحة بين الطرفين، وتثور القبيلة، ولكن هذه الحالات قليلة
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 10:59]ـ
طرحٌ غير متوازن!
صدقتَ، بارك الله فيك
ـ[أبو فهد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:20]ـ
السلام عليكم
كدت أصدم وانا أقرأ مقدمات الموضوع، فلا حول ولاقوة إلا بالله.
بديهيات في دين الله صار الفضلاء من أهل العلم يضطرون لإثباتها، وأين في بلاد رفعت راية التوحيد وردا على من لجأ إلى القضاء الشرعي لمخالفة شرع الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مع الأسف أخي العزيز أن هذا يحدث , ومِن مَن؟!
من موقعين عن الله سبحانه وتعالى!
أبو فهد ,,
ـ[أبو فهد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:37]ـ
طرحٌ غير متوازن!
وقد كتم الأخ الفاضل أن كثيراً من المشاكل والقضايا التي أشار إليها سببها كذب الرجل في نسبه عندما خطب المرأة
والأخ الكاتب يعرف ذلك بالتأكيد!
وقد اطلعت بنفسي على الأوراق الرسمية لبعض تلك القضايا وثبت لي ما ذكرتُه
نعم، يوجد أحياناً تراض ومصارحة بين الطرفين، وتثور القبيلة، ولكن هذه الحالات قليلة
نحن لسنا قضاة أخي العزيز حتى نحكم أو يتهم بعضنا بعضاً بأننا كتمنا شيئاً نعلمه!
على أي حال:
دعنا من الدخول في النوايا أو في أعيان بعض القضايا , وأعطني رأيك - بارك الله فيك - بالحكم الشرعي في المسألة.
هل الكفاءة في النسب معتبرة عند الزواج أم لا؟
هل يجوز منع التزاوج بالقوة وتحت التهديد بالقتل أو قطع صلة الرحم أو تطليق الأخوات والبنات الأخريات؟
هل يجوز فسخ عقد النكاح - بعد إتمامه - من قبل القاضي بحجة عدم الكفاءة في النسب؟
مع رجائي أن تكون إجاباتك مقرونة بالدليل من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة.
أبو فهد ,,
ـ[أبو فهد]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 01:22]ـ
صدقتَ، بارك الله فيك
وأحيل عليك أيضاً نفس الأسئلة التي وجهتها لأخينا خزانة الأدب , وهي أسئلة موجهة للجميع.
أبو فهد ,,(/)
خطر!!! ((العلمانية)): ((اللادينية)).
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 11:34]ـ
س/ ما هي العلمانية؟
ج/ معناها: اللادينية وهي: ((اتجاه في الحياة أو في شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية يجب أن لاّ تتدخل في الحكومة , أو استبعاداً تاماً عن شؤون الدولة , فهي تعني مثلاً السياسة اللادينية البحتة للحكومة, وهي نظامٌ اجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام السلوكية والخُلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي دون النظر إلى الدين)).
س/ ما سبب ولادتها؟
ج/ هي وليدة الصراع الطويل والمرير بين السُلطتين الدينية والدنيوية في أوربا.
س/ ما هي سمات العلمانية؟
ج/
1/ وضع الحواجز بين الروح والمادة.
2/النظرة إلى القيم الروح نظرة سلبية , بغض النظر عن تلك التي تُعدّ قاسماً مشتركاً للمجتمع الذي تسوده , والتي يجب أن تُحافظ على إيجابيتها بسبب من طابعها الاجتماعي , كالتكافل والتعاون والتضحية والإيثار ....... وغيرها, كما أنّها بإغفالها لهذا تفتح المجال لحدوث تصادم بين القيم –ذات الطابع الاجتماعي- وبين القيم المادية المفروضة من الخارج.
3/ مناداتها بفصل الدين عن السياسة لكي يتحرر – كما يقولون- دعاتها من ظروف السياسة وملابساتها (ولكي يُسمح لها بالانطلاق في مجالها الحيوي) , وهنا وقع التناقض الصريح باعترافها أيضاً بوضوح , بأن السياسة أداة لا أخلاقية , ولابد أن تُمارس الانحراف عن القيم الخُلقية المتعارفة لأسبابٍ تقتضيها ظروفها وملابساتها, وما دامت هكذا فمن الخطأ إذن إنزال الدين من سماواته العُليا إلى دركاتها؛ لأنّها ترى أن السياسة لا تتورع عن استخدام أيّ أسلوب دنيء يُمكّنها من الوصول إلى أهدافها بأسرع وقتٍ مُستطاع.
4/ حاولت اللادينية أن تُحقق سماتها وأهدافها من خلال احتواء التربية والتعليم , للسيطرة على إخراج أجيال لا تعرف الدين أو الأخلاق , فأبعدت الثقافة الدينية عن المدارس العامة في أوربّا, أمّا نجاحها فإنها لم تنجح –النجاح الحق- في تحقيق غايتها وهي إقامة دولة ومُجتمع ينحصر فيها الدين على الصعيد الفردي , حيثُ لم تتمكن اللادينية حصرِ الدين في الفرد فقط ,ولم تتمكن كذلك من جعل أبناء الطوائف الذين يعيشون في بلدٍ واحد, يشعرون أّنهم إخوةٌ في الوطن , بصرف النظر عن كونهم غيرُ إخوةٍ في الدين, فقد قامت الدولة اللادينية لكنّها في الواقع لم تقم إلّا بشكلٍ صوري. بل إن الدّول التي تمركزت فيها اللادينية لم تتخلّ عن دينها كلياً, وإن الدين لا يزال له نفوذه , وإنّ رجال الدين في أوربا أدركوا أنّ عليهم أن يلبسوا الدين وتقاليده ثوباً عصرياً , ومع هذا بقاء الشعور الديني حتّى في البلاد التي تدين بالإلحاد رسمياً , وهنا من الممكن القول بفشل اللادينية فشلاً جُزئيا في تلكَ البلاد.
أسباب اختلاف اللادينية بين المُجتمع الأوربي والمجتمعات الإسلامية:
1/ إن فشل الكنيسة لايعني فشل الإسلام فالكنيسة ضيّقة التأثير على الحياة الاجتماعية والمعاملات اليومية للفرد والمجتمع. أما الدين الإسلامي فبالإضافة إلى احتوائه على العقائد والعبادات والأخلاق , فقد جاء بنظامٍ شامل يُهذب حياة الإنسان في شتّى نواحي الحياة. فهو نظامٌ يتفق مع صميم طبيعة الحياة الإنسانية , فالفصل هنا معناه التنصل من التشريع الحق. قال الله تعالى ((ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)).
2/لاتوجد في الإسلام مؤسسة كالكنيسة الغربية , وإنّ الإسلام بمنهجه الشمولي ومسايرته لكلّ زمانٍ ومكان , فإنّه في منابعه يرفض أي نوعٍ من أنواع السُلطة الأبوية , لأنه يأبى مفهوم العِصمة ويرفضه , إذ بات من المقررات الشرعية التي استقر عليها العمل منذُ الصدر الأول أن كلّ شخصٍ يؤخذ منه ويردّ إلّا رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي قال جلّ في عُلاه في حقه: ((ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)). وأن لا طاعة لمخلوق في معصيّة الخالق فلا وجود للطاعة العمياء ولا لصكوك الغُفران.
(يُتْبَعُ)
(/)
3/لا صدام بين الدين الإسلامي والعلم, كما حصل في الكنيسة. بل على العكس من ذلك , فقد شجّع الإسلام العلم وحثَّ عليه وجعل منزلة العلم والعُلماء منزلةً مرموقةً في المجتمع حيثُ قال عزّ من قائل ((قُل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)). ثمّ نادى العقل والفِكر بالتدبر في الكثير من الآيات القُرآنية , فلم يمنع من تقّدمه في كل ميادين الحياة , فلا تعارض بين هذا وذاك. أمّا دين الكنيسة الذي بدأ يترنّح تحت ضربات اللادينية فهو ليس دين الإسلام, بل هو الصورة الشوهاء والنصوص المحرّفة والخرافة المسطورة التي عُرضت في محلاّت المعابد عند أرباب المسيحية الأوربية , أمّا الإسلام يُوحِّد بين الدين والعلم لأنه يقوم على النظر والتفكير والاعتماد على البُرهان , والعلمُ في الإسلام فريضةٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة.
4/إنّ الأخلاق المتفشية في المجتمعات الأوربية هي غيرها في المُجتمعات الإسلامية , فقد هجر الناس الكنيسة في الغرب لما يلاقونه من ازدواجية وتضارب بين العقيدة المسيحية والسلوك الكنيسي , فأعلنوا تخلّيهم عن الكنيسة وما يدورُ في فلكها , فغرقَ الناسُ في سفاسف الأخلاق, وفي حمأة الجنس بتأثير المبادئ الهدّامة , فنسوا أو تناسوا أنّهم ينحرفون عن الأخلاق التي كان مصدرها غالباً من المسلمين أيام احتكاك العالم الصليبي بالعالم الإسلامي في الحروب الصليبية, ودخولهم إلى بلاد الإسلام وإقامتهم فيها فترات من الزمن بوضع دُويلات مؤقتة كما فعلوا في بعض بلاد الشام, أمّا المجتمعات الإسلامية فلا تزال الأخلاق فيها قائمة , وانفصال الأخلاق عن الدين أمرٌ مستبعد. ومن هنا فلا توجد حاجة لأن يعتنق الفكر الإسلامي أو المجتمعات الإسلامية مبدأ اللادينية, إذ أنَّ العوامل التي كانت سبباً لنشوئها في أوربا, لم تُوجد في المجتمع المسلم ولا الفكر الإسلامي.
5/ لم تكن الكنيسة مُستندة على الوحي الإلهي , بينما يعتمد الإسلام على الوحي, لاسيما في الجوانب القطعية الثابتة بالوحي الإلهي. أما الاجتهاد المتحرّك في الحياة ضمن إطار ضوابط الفهم الأصولي الإسلامي في حدود مصالح الأمة وفي حركتها الحضارية الصاعدة فهو أمرٌ محمود.
6/ (لم يكن موقف الكنيسة مع أهل الأديان الأخرى والمذاهب النصرانيّة المُخالفة موقفاً ودياً , بل كان موقفاً يتميز بالعنف والاضطهاد وسفك الدماء كما في محاكم التفتيش).
بينما الإسلام حل تلك المسألة حلاًّ جذرياً , عند ما صوّر القرآن ذلك بقول الله تعالى ((لا إكراه في الدين قد تبيّن الرُشد من الغي)) وقوله تعالى: ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.))
فحقوق الناس والأديان كلّها ثابتة في الإسلام , بل كان وجود النصارى بين المسلمين سبباً لظهور مبادئ التسامح عندهم.
وأخيراً: ماذا جنت الشعوب من اللادينية؟! إنها الحضارة الموهومة التي أودت بعاشقيها في متاهات الظلام , ثم ساقتهم إلى جرفٍ هارٍ فانهار بهم في نار جهنّم.
همسة اعتذار:
أعتذر أخواني القرّاء عن الإطالة ولكن يعلم الله أنّي خشيتُ الإيجاز المُخل, حيثُ أنّ الموضوع لايحتمل الهضم , وهو الآن أمامكم يُعتبر مُختصر في نظري ولكن بشكلٍ شمولي, أتمنى أن أكون وفقّت , فإن كان صواباً عملي فمن الله وإن كان خطئاً فمن نفسي والشيطان.
(مقتبسة: من رسالة الأستاذ: موفق الدليمي ""خصائص وسمات الجاهلية المعاصرة"")
وبتصرّف الفقير إلى ربه: سهيل عمر سهيل الشريف(/)
التمددٌ الشيعي
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 12:04]ـ
التمدٌد الشٌيعي
بقلم: عبد الله المطرفي
شبكة الدفاع عن السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
قام بتفريغ هذه المطوية مجموعة آل سهيل الدعوية، تحت إشراف سهيل بن عمر بن عبد الله بن سهيل الشريف.
وإليكم هذه المادة ...
الحمد لله ربٌ العالمين،والصٌلاة والسلام على خير المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أخي القارئ الكريم: إنٌ استبانة سبيل المجرمين، وفضح خُطَطِهمِ، منهج مقرٌر في كتاب ربٌنا، قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام:55]
فما أجملَ أنْ يدرك سواد الأمة عقائد مخالفيهم، وأجمل من ذلك أن يحيطوا بخطط ووسائل خصومهم في التٌرويج لباطلهم.
نقف – وإياك أخي القارئ –مع خطر قد دُقٌ ناقوسه، وعلا دخانه، واضطرمت ناره، والتهب سعاره! إنه خطرُ التمدٌد الشيعي على العالم الإسلامي.
هذا التٌشيع الباطني حقيقة لا خيال، وواقع ليس مؤامرة، فشبح الرٌفض لم يستثن دولة ولا بقعة إلا وطئها، من اليابان إلى أمريكا اللاتينية.
يجوس هذا المشروع خلال الديار، ينتقص من عرى الإسلام، وعقيدته، وتاريخه، ورموزه، حتى علتْ شكاية كل غيور من هذا الطوفان الباطني المتزايد، في الوقت الذي تعاني فيه المنظمات والجمعيات الإسلامية من المضايقات النصرانية الآثمة الخاطئة.
إنٌ الحديث عن الغزو العَقَدي، والتٌطبيع الفكري، لا يقلٌ أهمية عن الاحتلال العسكري، وبالأخص ونحن نرى نتائج هذا الغزو والاختراق وما يتبعه من تعبئة وشَحن لا يُبشٌرُ بمستقبل مطمئن على الأمة الإسلامية.
أما لماذا التٌحذير من المدٌ الشٌيعي؟
فلأنٌ الثٌوابت بيننا وبينهم مختلفة، والأصول بين الفريقين بعيدةٌ بُعْدَ المشرقين
فكيف –أخي القارئ الكريم- نتقارب مع قوم يدٌعون العِصْمة لأئمة آل البيت، وأنٌهم يعلمون الغيب. [انظر: أصول الكافي 1/ 165 للكليني].
وقالوا بتحريف القرآن الكريم، وأنٌ القرآن الذي بين أيدينا ليس هو القرآن الذي نَزَلَ على النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد غُيٌر فيه، وبُدٌل، وزِيدَ فيه، ونُقصَ منه. [أصول الكافي1/ 285].
كيف نتقارب مع قوم أطلقوا ألسنتهم الحِدَاد على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تفسيقاً، ولعناً، وتكفيراً. [ينظر ما أورده المجلسي في كتابه ((بحار الأنوار)) 69/ 138،137].
وكل من يُنكر إمامة أحدٍ من الأئمة الاثني عشر فهو عند الشٌيعة الإماميٌة كافر، ضال، مستحقٌ للخلود في النٌار. [ينظر ((حق اليقين)) لعبد الله شُبٌر/189].
فضلاً عن أنٌ هذه الفرقة لها تاريخ مظلم أسود مع الأمة الإسلامية، فعداؤهم لنا مستحكم، وبغضهم وحقدهم علينا غائر، بل لا تكاد تمر حِقبةٌ من حِقَبِ تاريخ أُمتنا إلا ولهؤلاء طعنات وغدرات، وثورات وخيانات، هذه هي حقيقة وتاريخ الباطنيٌة الشٌيعيٌة:
اقرؤوا التٌاريخ إذ فيه العبر ضلٌ قوم ليس يدرون الخبر
إنٌ فضح أساليب هؤلاء وتوسعهم وتمدٌدهم لا يعني ظُلمهم، وعدم العدل معهم، فنحن أمٌة العدل والقسط والرحمة والوسط.
نعم –والله- ليس في مصلحة الأمة الدعوة للمصادمة والاعتراك الطائفي في هذه الفترة، فهذا بَذْرٌ سيجني ثَمَرَهُ المشروع اليهودي الصهيوني ومن يقف وراءه.
بَيْدَ أنٌ السٌكوت عن هذا التمدٌد الواضح الفاضح، وغضٌ الطرف عنه هو على حساب أهل السٌنٌة، فهذا التٌبشير الشٌيعي إنٌما يقصد ويستهدف في المقام الأول المناطق الإسلاميٌة السٌنٌية.
فهذه الكلمات إذاً هي رسالة لفهم المشروع التٌوسعي الشٌيعي، وتقدير مخاطره، والدٌعوة لمواجهته بالطٌرق السٌلمية وليست دعوة للتٌصادم، والتٌحارب المذهبي.
أخي القارئ الكريم:
لقد بدأت فكرة التمدد الشيعي مع بداية حكم الخميني الهالك الذي أعلن فور انقلابه، تصدير ما يسمى بالثٌورة الإسلامية.
بدأ مشروع التمدٌد الشيعي متزامناً مع العهد الجديد لولاية الفقيه، والتي تعني عند الشٌيعة: أنٌه يجب على أتباع المذهب الإمامي طاعة الفقيه، الذي هو النائب عن الإمام الغائب المنتظر، يقول الخميني في كتابه ((الحكومة الإسلامية ص36)) - مقرٌراً عقيدة ولاية الفقيه-:
(يُتْبَعُ)
(/)
( ... من حق الفقهاء، بل من واجبهم ومن المفروض عليهم أن يسعوا إلى أن يكونوا خلفاء لإمام آخر الزٌمان، الإمام الغائب، وأنْ يمتلكوا زِمام الحكم كممثلين للإمام وكمندوبين عنه، ومن هنا تصبح طاعته واجبة ليس فقط كإمام بل كنبي ورسول) اهـ.
بهذا الفكر أمسك مُصدٌر الثٌورة أتباعه وأقلياته هنا وهناك، ليكونوا بعد ذلك تابعين له، مؤتمرين بأمره.
وتحت هدف تصدير الثٌورة دخلت الحكومة الخمينية حرب الثٌمان سنوات مع العراق،- والتي يعتبرها الفُرْس بوٌابتهم ومدخلهم للعالم الإسلامي، فضلاً عما يمثله العراق من بُعْدٍ ديني في مذهبهم-، وانتهت هذه الحرب بعد أن أزهقت وراءها أرواحاً، وأثمرت خسائر اقتصادية كبرى.
كانت حكومة الملالي في نشأتها ونشوتها تحرٌض وتُشجٌع الأقليات الشٌيعية على المطالبة بالاستقلال، والمناداة بحكم ذاتي، وأنشئت حينها بعض الأحزاب السٌُياسيٌة الشٌيعيٌة المعارضة لحكوماتهم والتي أصبح لها في عالم اليوم صوت وضجيج، كحزب الدعوة الإسلامية في العراق، وحركة أمل وحزب الله في لبنان، وجبهة التٌحرير الإسلامي في البحرين، والحركة الحوثيٌة في اليمن بعد ذلك.
قامت هذه الأحزاب استجابة لأوامرِ آياتِ قم، وأصبحت بعد ذلك صدىً للصوت الصٌفوي الفارسي.
وبعد أن فشل الفرس في تصدير الثٌورة بسلاح القوة، جاء الدٌهاء الفارسي بتصدير الثٌورة بالدبلوماسية الهادئة.
وتحت سياسة النٌفَس الطويل، والتخطيط العميق، والعمل بالممكن، بدأ المدٌ الشٌيعي يغزو البلاد الإسلامية، لا يعترفُ بالحدود، ولا تَقِفُه السٌدود.
بدأ هذا المشروع تَدْعَمُه وتَنْصُرُه دولة دينية شيعيٌة تسعى للزٌعامة، وسخٌرت في ذلك كل إمكانياتها وطاقاتها، ومؤسٌساتها واقتصادها، وأنفقت في سبيل نشر التٌشيع الأرقام الفلكية من المليارات، ومن الأخبار المعلنة في هذا الصٌدد: أنٌ خُمس عائدات النٌفط الإيرانيٌة تُنفقُ لأجل تحقيق هذا الهدف.
يقول الخميني في وصيته- حاثاً شيعته على نشر التٌشيع-:
ومسألة التبليغ لا تَنهض بها وزارة الإرشاد وحدها، بل هي مسؤولية كل العلماء، والخطباء، والكتاب، والفن ٌانين، يجب أن تسعى وزارة الخارجية لأن توفر نشرات تبليغ في السٌفارات تبين الوجه النٌيٌر للإسلام. [((الوصية السٌياسيٌة للإمام الخميني ص40))].
أمٌا الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد فقد أعلن صراحةً أن هدف النٌظام الإيراني هو نشر التٌشيع في العالم، ورفع راية المهدي المنتظر ونشرها، وقال ما هذا نصٌه: (إن نشر هذه المهمة في العالم يقع على عاتق الجمهورية الإيرانية) [نقلاً من موقع مفكرة الإسلام].
وصرٌح أحد علماء الشٌيعة في مداخلة له بقناة (المستقلة) الفضائية،- بتاريخ 4/ 1/1428هـ -:أنٌ الحوزة الشٌيعيٌة في (قم)،و (النجف) تسعى للسٌيطرة على كل منطقة الحجاز، والشٌام، واليمن، والعراق، وأنٌ هدف المرجعية هو رئاسة العالم الإسلامي كله، وأنٌ تمدٌد الشٌيعة ليس له حدود، وأنٌهم يسعون إلى التمدٌد على كلٌ الآفاق.
*أما وسائلهم، وطرقهم في نشر التٌشيع ونجاحهم فيه، فهي كثيرة:
-أولهما وأهمٌها: رفع شعار محبة آل البيت، وتسميةُ نحلتهم بمذهب آل البيت، وقَصْر دعوتِهم في مَهْدِها على محبة آل البيت، وذكر فضائلهم، والتٌأكيد على حقوقهم.
هذه الدعوة يستخدمها الشٌيعة قنطرةً للغلوٌ فيهم وتقديسهم، ومن ثمٌ الطٌعن فيمن سَلَبَ حق آل البيت، واغتصبه، وظلمهم، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- كما تزعم الرٌافضة-، ثم تأتي مرحلة الطٌعن، والغمز واللمز بالصحابة وتخوينهم، ثم لعنهم، وتكفيرهم.
فهذا الشٌعار إذاً –حبٌ آل البيت- هو غطاء للتٌبشير بالمذهب الشٌيعي، وتحسين صورته.
لذا كانت الجمعيات الشٌيعية الدعوية والإغاثية- وحتى السياسة- تُسمى بأسماء آل البيت للترويج لهذا المذهب وقبوله.
أمٌا أماكن قبور آل البيت، فقد كانت هدفاً للشٌيعة، جعلوها مَزَارات، وبنو القِباب عليها، وأحيوا عندها كثيراً من البدع الكفرية، هذا بالإضافة إلى بناء الحوزات حول تلك الأضرحة، وشراء الأراضي المجاورة لها، لتكون تلك البقاع بعد ذلك شيعيٌة صِرْفة.
-ومن حِيَل الشٌيعة في نشر مذهبهم: الدٌعوة إلى التٌقارب المذهبي بين أهل السٌنٌة والشٌيعة، هذه الدٌعوة في حقيقتها تعني الاعتراف بالمذهب الشٌيعي وصحٌته، مما يُمهٌد لقبوله، وجواز التٌمذهب به.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الحيلة وللأسف، جعلت دعاة الشٌيعة يتحركون داخل البلدان السٌنية بكل حريٌة، يُنشِئون المراكز، ويَفتَحون دور النٌشر، وينشرون المذهب.
أما الاعتراض على معتقداتهم الفاسدة، وتراثهم المليء بالكفر، فهذا عند الشٌيعة شرخ يهدٌد وحدة المسلمين.
ثم حُق لأهل السٌنٌة بعد ذلك أن يتساءلوا: هل سيسمح ملالي إيران بعملية تسنٌن في الأماكن الشٌيعيٌة؟ هل سيسكت الفرس إن تسنٌن الإيرانيون؟ وهل سيسمحون بمثل هذا النٌشاط؟.
لا وأيم الله، هذا النٌظام يمنع من تدريس العقيدة السٌنٌية حتى في الحوزات العلمية.
هذا النظام الذي يتشدق بالتقريب والوحدة، هو نفسه النٌظام الذي يقتل علماء السٌنٌة هناك، ويفتك بعرب الأحواز، وهو الذي يهدم المساجد، ويغلق المدارس ويشرٌد دعاة أهل السٌنٌة.
إنٌنا أهل السٌنٌة لا يمكن أن نتقارب مع أقوام عاضٌين على نواقض الإسلام، عاكفين على القبور، مستميتين في نشر البدع.
-ومن وسائل الشٌيعة التٌوسعيٌة: الاهتمام بالمِنَح الٌدراسية،
واستقطاب الألوف المؤلٌفة من الشباب المسلم من مختلف الأقطار للدراسة في الحوزات العلمية في طهران، وقم، ومَشْهد، وتبريز.
وتتكفل حكومة الملالي هناك بنفقتهم، وعيشهم، وحاجاتهم، وحتى تزويجهم.
أما هدف هذه المنح فهو تشيعهم في الدرجة الأولى, ليعودوا دعاة لنشر التٌشيع في بلدانهم، ثم لا تسل بعد ذلك عن وطنيتهم، وصدق انتمائهم!! فقد عبٌئوا سنوات عدة: أنٌ كل الحكومات ظالمة وغير شرعية، لأنٌها غير ملتزمة بخط ولاية الفقيه، أو ما يعبر عنه بخط الإسلام المحمدي الأصيل (كما يزعمون).
-ومن وسائلهم أيضاً: نشر الدعاة وبعث المعلمين لنشر التٌشيع، وبالأخص في المناطق النائية، والأماكن التي يُعتبر فيها المسلمون أقلية.
وقد نشرت إحدى الصٌحف الأجنبية: أنٌ النظٌام الإيراني بعد سقوط الاتحاد السوفيتي قد أرسل مئات المدرسين إلى الجمهوريات التي استقلٌت. وتذكر هذه الصحيفة أنٌ هذه العملية قد كلٌفت الحكومة الإيرانية مليارات الدولارات.
-ومن وسائلهم في نشر التشيع أيضاً: الاستفادة من السفارات الإيرانية في كل الدول، والتي أصحبت ملحقياتها الثقافية وزارات مصغٌرة للدٌعوة إلى التٌشيع، من خلال متابعة المقيمين الشٌيعة، وتبني قضيتهم، والدٌفاع عن حقوقهم، وتزويدهم بالإصدارات الدٌينية والسٌياسيٌة الشٌيعيٌة، لذا لا تخلو سفارة من السٌفارات الإيرانيٌة من وجود المعمٌمين الدٌاعين، والمتابعين لشأن التٌشيع.
-ومن وسائلهم في نشر التشيع أيضا: استخدام سلاح المال والإغراء المادي، وشراء ذمم الوجهاء وشيوخ العشائر بالأموال الضٌخمة, والمخصٌصات المغرية، لإدخالهم في مذهب التٌشيع مع تصويرهم أنٌه لا فرق في الإسلام بين الشٌيعة والسٌنٌة.
وليس سراً- أخي القارئ- أنٌ التٌشيع قد انتشر في العراق وسوريا، عن طريق بوابة الوجهاء، وشيوخ العشائر. [ينظر في هذا كتاب ((تحذير البرية من نشاط الشٌيعة في سورية))
-ومن وسائلهم في نشر التشيع أيضاً: تتبع أماكن الجهل، ومواقع الفقر وتركيز الجهد عليها، فتُنشأ المستشفيات، وتُبنى المساكن، وتُحسٌن المعيشة وتُقدٌم المساعدات، ولكن مع التٌبشير بالمذهب.
وتحت غطاء حب الإسلام، ومحبة آل البيت دخل هؤلاء البسطاء الفقراء في دين الشٌيعة أفواجاً.
-ومن أهم وسائل الشٌيعة في نشر مذهبهم: دعوى تبني قضايا المسلمين، واتٌخاذ المواقف المعادية لليهود والصهيونية، والسٌياسة الغربية، مما كان له الأثر الأكبر في تلميع صورة الشٌيعة في العالم الإسلامي، وكسب تعاطف الشٌعوب المقهورة.
وما اقتراب ملالي إيران من القضية الفلسطينية إلا لدغدغة المشاعر، ومصلحة المذهب، والتكسب السٌياسي.
يقول رئيس البرلمان الإيراني: (إنٌ القوة المعنوية لإيران في الدول الإسلامية تخدم المصالح الوطنية للبلاد). [موقع صحيفة الأخبار الإلكتروني عدد الجمعة حزيران 2008م].
فهذا اعتراف من أحد السٌاسة هناك بأنٌ إيران تسعى لمصالحها فقط، لا مصالح الأمة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
-ومن المواقف السٌياسيٌة في نشر التٌشيع: التعاون مع الدول الأجنبية في ضرب الحكومات السٌنيٌة المناوئة للتٌشيع، فقامت حكومة إيران –التي طالما صَرَخ معمٌموها بلعن الشيطان الأكبر (أمريكا) – بالتعاون مع الحكومات الأجنبية لإسقاط النٌظام العراقي ومن قبله الحكومة الأفغانية، أعلن ذلك نائب الرئيس الإيراني الأسبق محمد أبطحي بكل صراحة: (لولا إيران لما احتلت أمريكا العراق، ولولا إيران ما احتلت أمريكا أفغانستان).
[راجع كتاب ((ماذا تعرف عن حزب الله؟)) ص208]
-ومن وسائل الشيعة في نشر مذهبهم وتقوية صفٌهم: عقد التحالفات مع الطبقات الناقمة على المجتمع السٌنٌي، كالماركسيين قديماً، والعلمانيين حديثاً.
فتجد لهذه الأسماء المرفوضة من المجتمع، حضوراً في إعلام الشٌيعة وندواتهم، لأنهم يتفقون معهم على هدف محاربة الهوية السٌنٌية المحافظة.
ويهدف الشٌيعة من هذا التٌحالف أيضاً: إلى إضعاف الموقف السٌنٌٌٌي، وتفكيكه من الداخل.
ويدخل في هذا أيضاً: احتفاء الشٌيعة ببعض الرٌموز السٌنٌية، وهي التي مع الأسف تُصحٌحُ مذهب التٌشيع، فتنشر أقوالهم وفتاواهم، ويوُصفون في الإعلام الشٌيعي بأنهم رموز الوحدة والاعتدال.
أخي القارئ الكريم: وسيبقى المدٌ الشٌيعي خطراً ماثلاً، وأهدافهم لن تستثني بقعة إسلامية، وبالأخص بلاد الحرمين الشريفين الغنيٌة بثرواتها، الغالية بمقدٌساتها.
هذه البلاد أهداف الرٌافضة، وإن تمدٌدوا وتوسٌعوا هنا وهناك، لا يقال هذا الكلام تجنٌياً، ولا رجماً بالتٌهم، بل أقوال مراجعهم ومعمٌميهم تنضح بهذا الهدف.
يقول أحد أعمدة الحكم في طهران –صاحب كتاب ((الإسلام على ضوء التشيع)) -: (إنٌ كل شيعي على وجه الأرض يتمنى فتح وتحرير مكة والمدينة، وإزالة الحكم الوهٌابي النٌجس عنها).
ويقول أحد معمٌمي الفرس: (أُصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حَرَم الله يحتلٌها شرذمة أشد من اليهود) [موقع مشكاة الإسلامية].
ويقول أحد أعضاء كتلة الوفاق في البحرين –حمزة الديري-: (شيوخ أهل السٌنٌة وعلماؤهم وأئمة الحرم نواصب، وإنٌ صلاتكم في المسجد الحرام تعتبر صلاة وراء ناصبي). [صحيفة الوقت، الأحد/رجب/1428،عدد 531].
أما رئيس الجمهورية الإيرانية السابق رفسنجاني فقد صرح لجريدة ((اطلاعات)) بتاريخ (14/ 12/1987م) ما هذا نصٌه: (إنٌ جمهورية إيران الإسلامية لديها الاستعداد للحرب من أجل تحرير مكة).
وحرٌض الشٌيعي السعودي نمر النٌمر- في خطبته المشهورة المسجلة والمثبتة في موقعه الرسمي – الشٌيعة على التحرك فقال: (أدعو نفسي، وأُحرٌض جميع المؤمنين وبالخصوص محبي أهل البيت عليهم السلام وبالأخص مواليهم وأتباعهم لتجديد العهد، وعقد العزم، ومضاعفة الجهد للسعي بكل إمكانياتنا، فلنكافح ونجاهد ونناضل ونقاوم من أجل البناء الشامخ قبل مضي قرن على الهدم الغاشم).
ويقول المعارض الشٌيعي الكويتي والمقيم في لندن ياسر الحبيب – في خطبة مسجٌلة داعياً للتٌمرد والمواجهة-: (مكة والمدينة اليوم تحت الاحتلال ويجب تحريرهما).
هذه بعض وسائل التٌمدد الشٌيعي وشيء من أهدافهم وأقوالهم، شهد بها الواقع والحال، وصدٌقها المقال. [للاستزادة راجع ((الخطة الخمسينية لآيات الرافضة في إيران))].
ويبقى السؤال الأهم –أخي القارئ-:ماذا بوسعنا أن نفعل لمواجهة هذا الإعصار الشٌيعي، والغول الصٌفوي؟
أخي المسلم الكريم: إنٌ من الواجب الشرعي، والنصيحة للمسلمين، التصدي لبدعة الرٌفض باللسان والمال، ونشر الوعي بين المسلمين بخطر هذا المدٌ حماية للدين وحفظاً للشٌريعة.
إذا لم نتحرك حكاماً ومحكومين، أمام هذا الطٌوفان الشٌيعي، فإنٌ رياحه قادمة، وما أحداث الدول المجاورة عنٌا ببعيد، فعلى كل مسلم غيور على دينه أن ينصر مذهبه بكل وسعه واستطاعته، وهذه الاستطاعة التي في مقدورنا يمكن إجمالها فيما يلي:
أولاً: العمل الجاد على نشر مذهب أهل السٌنة في العالم الإسلامي ودعم الدٌعاة والمؤسٌسات في سبيل تحقيق هذا الهدف.
ثانياً: نشرُ الموادٌ الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية التي تفضح التٌشيع، وتبين حقيقة وجهته.
ثالثاً: التركيز على تدريس عقيدة أهل السنة، وتأكيدها في المجتمعات السٌنيٌة وإجلال جانب الصحابة رضي الله عنهم، ورد الشٌبه الرٌافضيٌة المثارة حولهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: أن يتناسى أهل السٌنٌة عن خلافاتهم وخاصٌة العاملين في المجال الدٌعوي الإسلامي، فيوحٌدوا صفٌهم وكلمتهم في نشر وتقوية المذهب السٌنٌي , فاختلافاتنا سبب لتفرقنا وضعفنا، ولا يصب إلا في مصلحة الجهة الأخرى.
يقول سهيل الشريف , تعليقاً على هذه النقطة: أنَّ هذا الاختلاف يجب إزالتَه بالرجوع إلى الكتاب والسُنّة على منهج السلفِ الصالح , مِن جميع المُخالِفين , لا بتقديم التنازلات التي عرفناها عندَ الأحزاب مِن أجل التجميع والجمهرَة , فإزلة الخِلاف تكون بالاعتصام بحبلِ الله , كما أمرَنا الله جلَّ وعلا في قولِه: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا". ( http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book51&f=eban-00014.htm#)
خامساً: أنٌ على الدول الإسلامية السٌنيٌة أن تتقوى بذاتها، وأن تسعى لامتلاك القوة التي تردع أطماع الفرس على البلاد السٌنيٌة، فالمنطق اليوم منطق القوة، وعالم اليوم لا يحترم إلا الأقوياء، وبالأخص ونحن نرى الخصم يُحدٌ سكاكينه, ويستعرض قوته يوماً بعد يوم.
سادساً: على دعاة الإسلام وإعلاميٌيهم وتجارهم إنشاء قنوات إسلاميٌة تواجه القنوات الشٌيعيٌة ذات الطابع الطائفي التحريضي، فعصرنا هو عصر الإعلام، وسلاح الإعلام أشد فتكاً، وأوسع انتشاراً.
سابعاً: على أهل السٌنٌة نشر التٌراث العَقَدي للرٌافضة من المراجع المعتَمَدة عنهم في المذهب، وأنْ يُظهروا خياناتهم على مَرٌ التاريخ، وحقدهم على الأمٌة الإسلاميٌة، وأنٌ هؤلاء هم من يزعم الوحدة والتقارب.
ثامناً: على أهل السٌنُة أيضاً إبراز تاريخهم ومشوارهم الطويل، في حفظ عقيدة الأمة ووحدتها، والحفاظ على مقدٌساتها, وأنٌ كل انتشار للإسلام في أصقاع المعمورة كان على أيديهم.
*للاستزادة في بيان عقائد الشيعة الإمامية وانحرافهم، راجع الكتب التالية:
1 - أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب.
2 - من عقائد الشيعة.
3 - الشيعة الاثنا عشرية وتكفيرهم العموم المسلمين.
نسأل الله عز وجل أن يحفظ لنا ديننا وأمننا وإيماننا وأن يقينا شرٌ أعدائنا والمتآمرين علينا.
تم التفريغ والإخراج بواسطة: مجموعة آل سهيل الدعوية.
تحت إشراف: سهيل بن عمر بن عبد الله بن سهيل الشريف.(/)
«ضرورة قيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع المسلم»،لشيخنا الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:29]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«ضرورة قيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع المسلم»،
لصَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا المُبَارَك العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
الحمد لله رب العالمين قال في محكم التنزيل: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} [سورة آل عمران، الآية: 104]، وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [سورة آل عمران، الآية: 110]، وقال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ} [سورة الحج: 40 - 41]، وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ} [سورة التوبة، الآية: 21]، والمعروف كل ما أمر الله به والمنكر كل ما نهى الله عنه والمجتمع المسلم لا يقوم إلا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومتى عطلت هذه الشعيرة فيه فقد آذن بالزوال.
لأن أفراده يكون فيهم السفهاء وضعاف الإيمان وفيهم المنافقون فيحصل من هذه الفئات تفلتات نحو الشبهات والشهوات المحرمة فإذا تركوا يزاولونها حلت العقوبة والدمار على المجتمع كله قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة الأنفال، الآية: 25]، وقال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [سورة المائدة: 78 - 79]، ولذلك من حين قامت هذه الدولة المباركة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله وجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها قائم ومعزز من ولاة الأمور.
وقد شكل الملك عبدالعزيز رحمه الله جهازًا خاصًا يقوم بهذه الشعيرة فأنشأ هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع مناطق المملكة وتعاهد هذا الجهاز أبناؤه من بعده ولا يزال بحمد الله يؤدي مهمته بمؤازرة من ولاة الأمور فصار من مفاخر هذه الدولة المباركة وجود هذا الجهاز فيها وهو سر عزها ونصرها وبقائها ونسأل الله تعالى أن يمد ولاة أمرنا بنصره وتوفيقه ويزيدهم من فضله إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كَتَبَهُ:
صالِحُ بنُ فَوزانَ الفَوْزانُ
عضو هيئة كِبار العُلماءِ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:30]ـ
المصدر: موقع شيخِنا. ( http://www.alfawzan.ws/node/13149)(/)
مالفرق بين القدرية والدهريه
ـ[الأصيلة]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 07:47]ـ
السلام عليكم اخواني الفضلاء مالفرق بين القدريه والدهريه؟ مع ضرب المثال .. انا في حاجة للاجابه على هذا السؤال ..(/)
حث الشيخ صالح الخريصي العلماء والرؤساء على القيام بما أوجب الله عليهم من الأمر والنهي
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 08:03]ـ
[حث الشيخ صالح الخريصي العلماء والرؤساء على القيام بما أوجب الله عليهم من الأمر والنهي]
وقال الشيخ: صالح بن أحمد الخريصي، رحمه الله:
بعد حمد الله والثناء عليه، والتحذير من حلول العقوبات، فيا معشر العلماء، والرؤساء، والأمراء، ومن ولاه الله أمرا من أمور المسلمين، قوموا بما أوجب الله عليكم، من الأمر والنهي، والدعوة والإرشاد، والتعليم، والتحذير، والإنذار؛ وذودوا الخلق عن المراتع الوخيمة، والأعمال السيئة الذميمة؛ فإنكم مسؤولون أمام الله تبارك وتعالى عن ذلك؛ فأعدوا للسؤال جوابا، وللجواب صوابا، قبل أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله.
واعلموا أن الله قد أخذ عليكم الميثاق، وأن عليكم من الواجب ما ليس على غيركم؛ فإنكم قادات الناس، ودعاة الناس ورعاتهم؛ فإن أصيبوا فبسببكم، وسبب تفريطكم وإهمالكم. والأمر ظاهر لا خفاء فيه، أما علمتم أن الله تبارك وتعالى إذا أطيع رضي، وإذا رضي بارك، وليس لبركته نهاية؟ وإذا عصي غضب، وإذا غضب لعن، ولعنته تبلغ السابع من الولد.
فيا عباد الله، أما ظهرت المنكرات وانتشرت في ناديكم، وفي حاضرتكم وبواديكم؟! فلم يشمئز منها قلب، ولم يتمعر منها وجه، ولم تنكرها فطرة فأين الغيرة الدينية؟ وأين الأنفة الإسلامية؟ وأين الشهامة العربية؟ وأين الغريزة الإيمانية؟
أما هذه الصلاة تقام، هي أعظم شعائر الإسلام، وتصلى، وكل على سبيله؟ أما هذه الأغاني تشاع وتذاع في الإذاعات، والسينمات، من غير نكير؟ أما هذا السفور من بعض النساء قد ظهر وانتشر، ولم يؤمرن بالتحجب والتستر؟ أما تغارون؟ أما تستحيون؟ وهو أعظم داعية إلى الخناء والفجور؟ أما هذه بناتكم يلبسن لباس الإفرنج، ويتزيين بزيهم، من غير مبالاة ولا مخافة؟! أما هذا من المنكرات والسخافة؟ لأن من تشبه بقوم فهو منهم؟ أما أمركم الله بتأديبهن وصيانتهن وأمرهن ونهيهن؟ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [سورة التحريم آية: 6] أي: مروهم وانهوهم وعلموهم.
أما هذا التتن الخبيث يشرب في كثير من الشوارع، من غير استتار ولا خفاء، ولا منكر ولا رادع؟ أما هذه المصورات المحرمة تصور جهارا، لا يخشى مصورها ومتخذها عتابا ولا إنكارا؟ أما هذه اللحى تحلق علانية في وسط النهار، مع أن حلقها مثلة ومنقصة وعار، ولا يوجد من ينكر ويغار؟!.
وهذه الأشياء وأضعافها، وأضعاف أضعافها ظاهرة في أسواقكم من غير استتار، أتنكرون وتقولون: إنها ليست ظاهرة، فليس الخبر كالعيان؟ أم تقرون وتقولون: لا قدرة لنا؟ كلا والله إن لكم السلطة التامة، والقدرة النافذة، التي لم تكن لغيركم.
ولكن احذروا عقوبة الله وتغييره، فإنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا غير العباد غير عليهم، جزاء وفاقا. فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم ترحمون، وقوموا لله مثنى وفرادى بقوة وثبات، وليأخذ بعضكم على يد بعض، حتى يرجع الأمر إلى نصابه، ويكون على السداد والصواب، لتفوزوا غدا بثوابه، وتأمنوا من نقمته وعقابه.
وعلى سامع هذه الكلمة أن يلقي إليها السمع وهو شهيد، وينظر بطرفه إلى الواقع، حتى يتبين له أن ما قلته ليس فيه مجازفة، ولا خروج عن الحالة التي نحن عليها، وأن الهدف والمطلوب، هو: إصلاح حالتنا الراهنة، ومعالجتها مادام العلاج يفيد، قبل أن يحال بيننا وبين ما نحاول ونريد.
والله المسؤول المرجو الإجابة أن يصلح أئمتنا وعلماءنا وقضاتنا، وأن يجعلهم لأهل الخير أئمة وقادة، وأن يجعل لهم العمل بذلك سجية وعادة، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته.(/)
بعض المآخذ في عقيدة ابن رشد الحفيد
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 09:43]ـ
بعض المآخذ في عقيدة ابن رشد الحفيد
السؤال: ما هي عقيدة الإمام ابن رشد، وما حقيقة خلافه مع الإمام أبي حامد الغزالي؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: الحمد لله
أولا:
ابن رشد اسم مشترك بين ابن رشد الحفيد، وابن رشد الجد، وكلاهما يُكنَى بأبي الوليد، وكلاهما يحمل اسم: محمد بن أحمد، كما أن كلا منهما تولى قضاء قرطبة.
والمقصود في السؤال هو ابن رشد الحفيد، المتوفى سنة (595هـ)، المشهور باشتغاله وتأليفه في الفلسفة، أما ابن رشد الجد فلم يشتغل بها، وتوفي سنة (520هـ).
قال الأبار:
لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا، وكان متواضعا، منخفض الجناح، يقال عنه: إنه ما ترك الاشتغال مذ عقل سوى ليلتين: ليلة موت أبيه، وليلة عرسه، وإنه سود في ما ألف وقيد نحوا من عشرة آلاف ورقة، ومال إلى علوم الحكماء، فكانت له فيها الإمامة. وكان يُفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه، مع وفور العربية، وقيل: كان يحفظ ديوان أبي تمام والمتنبي.
ومن أشهر مصنفاته: (بداية المجتهد) في الفقه، و (الكليات) في الطب، و (مختصر المستصفى) في الأصول، ومؤلفات أخرى كثيرة في الفلسفة، اهتم فيها بتلخيص فكر فلاسفة اليونان، فألف: كتاب (جوامع كتب أرسطوطاليس)، وكتاب (تلخيص الإلهيات) لنيقولاوس، كتاب (تلخيص ما بعد الطبيعة) لأرسطو، ولخص له كتبا أخرى كثيرة يطول سردها، حتى عرف بأنه ناشر فكر أرسطو وحامل رايته، وذلك ما أدى به في نهاية المطاف إلى العزلة، فقد هجره أهل عصره لما صدر منه من مقالات غريبة، وعلوم دخيلة.
قال شيخ الشيوخ ابن حمويه:
لما دخلت البلاد، سألت عن ابن رشد، فقيل: إنه مهجور في بيته من جهة الخليفة يعقوب، لا يدخل إليه أحد، لأنه رفعت عنه أقوال ردية، ونسبت إليه العلوم المهجورة، ومات محبوسا بداره بمراكش.
يمكن مراجعة سيرته في " سير أعلام النبلاء " (21/ 307 - 310)
ثانيا:
قد طال الجدل حول حقيقة عقائد ابن رشد، وكثرت المؤلفات ما بين مؤيد ومعارض، واضطربت الأفهام في تحديد عقائده ومذاهبه.
ولضيق المقام ههنا عن الدراسة المفصلة لعقائد ابن رشد، سنكتفي بذكر بعض المآخذ المجملة التي كانت مثار جدل في مؤلفاته:
1 - تأويل الشريعة لتوافق الفلسفة الآرسطية:
لعل الاطلاع على ترجمة ابن رشد الموجزة السابقة كاف للدلالة على هذه التوجهات الفكرية لدى ابن رشد، فقد أُخِذَ بفكر أرسطو، حتى قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " هو من أتبع الناس لأقوال آرسطو " انتهى. " بيان تلبيس الجهمية " (1/ 120)، وحاول جاهدا شرحه وبيانه وتقريره للناس بأسلوب عربي جديد، وهو - خلال ذلك - حين يرى مناقضة فكر أرسطو مع ثوابت الشريعة الإسلامية، يحاول سلوك مسالك التأويل البعيدة التي تعود على الشريعة بالهدم والنقض، وكأن فلسفة أرسطو قرين مقابل لشريعة رب العالمين المتمثلة في نصوص الكتاب والسنة، ولذلك كتب كتابه المشهور: " فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال ".
2 - اعتقاده بالظاهر والباطن في الشريعة:
يقول ابن رشد:
" الشريعة قسمان: ظاهر ومؤول، والظاهر منها هو فرض الجمهور، والمؤول هو فرض العلماء، وأما الجمهور ففرضهم فيه حمله على ظاهره وترك تأويله، وأنه لا يحل للعلماء أن يفصحوا بتأويله للجمهور، كما قال علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يفهمون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله " انتهى.
" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/99) طبعة مركز دراسات الوحدة العربية.
وقد استغرق ابن رشد في تقرير هذه الفكرة الباطنية في كتبه، حتى إنه جعل من أبرز سمات الفرقة الناجية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها هي " التي سلكت ظاهر الشرع، ولم تؤوله تأويلا صرحت به للناس " انتهى. " الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/150).
ولذلك توسع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على خصوص كلام ابن رشد في هذا الكتاب، وبيان بطلان التفسير الباطني لنصوص الشريعة، وذلك في كتابيه العظيمين: " بيان تلبيس الجهمية "، ودرء تعارض العقل والنقل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وابن سينا وأمثاله لما عرفوا أن كلام الرسول لا يحتمل هذه التأويلات الفلسفية؛ بل قد عرفوا أنه أراد مفهوم الخطاب: سلك مسلك التخييل، وقال: إنه خاطب الجمهور بما يخيل إليهم؛ مع علمه أن الحق في نفس الأمر ليس كذلك. فهؤلاء يقولون: إن الرسل كذبوا للمصلحة. وهذا طريق ابن رشد الحفيد وأمثاله من الباطنية " انتهى.
" مجموع الفتاوى " (19/ 157).
3 - مال في باب " البعث والجزاء "، إلى قول الفلاسفة أنه بعث روحاني فقط، بل وقع هنا في ضلالة أعظم من مجرد اعتقاده مذهب الفلاسفة في البعث الروحاني؛ حيث جعل هذه المسألة من مسائل الاجتهاد، وأن فرض كل ناظر فيها هو ما توصل إليه. قال:
" والحق في هذه المسألة أن فرض كل إنسان فيها هو ما أدى إليه نظره فيها " انتهى.
" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/204)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" وأولئك المتفلسفة أبعد عن معرفة الملة من أهل الكلام:
فمنهم من ظن أن ذلك من الملة.
ومنهم من كان أخبر بالسمعيات من غيره، فجعلوا يردون من كلام المتكلمين ما لم يكن معهم فيه سمع، وما كان معهم فيه سمع كانوا فيه على أحد قولين: إما أن يقروه باطنا وظاهرا إن وافق معقولهم، وإلا ألحقوه بأمثاله، وقالوا إن الرسل تكلمت به على سبيل التمثيل والتخييل للحاجة، وابن رشد ونحوه يسلكون هذه الطريقة، ولهذا كان هؤلاء أقرب إلى الإسلام من ابن سينا وأمثاله، وكانوا في العمليات أكثر محافظة لحدود الشرع من أولئك الذين يتركون واجبات الإسلام، ويستحلون محرماته، وإن كان في كل من هؤلاء من الإلحاد والتحريف بحسب ما خالف به الكتاب والسنة، ولهم من الصواب والحكمة بحسب ما وافقوا فيه ذلك.
ولهذا كان ابن رشد في مسألة حدوث العالم ومعاد الأبدان مظهرا للوقف، ومسوغا للقولين، وإن كان باطنه إلى قول سلفه أميل، وقد رد على أبي حامد في تهافت التهافت ردا أخطأ في كثير منه، والصواب مع أبي حامد، وبعضه جعله من كلام ابن سينا لا من كلام سلفه، وجعل الخطأ فيه من ابن سينا، وبعضه استطال فيه على أبي حامد، ونسبه فيه إلى قلة الإنصاف لكونه بناه على أصول كلامية فاسدة، مثل كون الرب لا يفعل شيئا بسبب ولا لحكمة، وكون القادر المختار يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح، وبعضه حار فيه جميعا لاشتباه المقام " انتهى.
" منهاج السنة " (1/ 255)
4 - ولعل من أبرز سمات منهج ابن رشد في كتبه، وفي الوقت نفسه من أبرز أسباب أخطائه هو عدم العناية بالسنة النبوية مصدرا من مصادر التشريع.
يقول الدكتور خالد كبير علال حفظه الله:
" ابن رشد لم يُعط للسنة النبوية مكانتها اللائقة بها كمصدر أساسي للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم، ولم يتوسع في استخدامها في كتبه الكلامية والفلسفية، ففاتته أحاديث كثيرة ذات علاقة مباشرة بكثير من المواضيع الفكرية التي تطرق إليها، كما أن الأحاديث التي استخدمها في تلك المصنفات كثير منها لم يفهمه فهما صحيحا، وأخضعه للتأويل التحريفي خدمة لفكره وأرسطيته " انتهى.
" نقد فكر الفيلسوف ابن رشد " (ص/97)
هذه بعض الخطوط العريضة التي يمكن أن توضح بعض مآخذ العلماء على عقيدة ابن رشد الحفيد، وهي في محصلها ترجع إلى إلغاء كثير من موازين الشريعة التي ضبط بها الشارع حدودها، والدعوة إلى سلوك التأويل والاجتهاد في بعض مسلماتها، انطلاقا من أفكار دخيلة جاءت من حضارات قديمة بائدة.
ولأجل ذلك احتفى به كثير من المحسوبين على التوجهات العلمانية والليبرالية المتحررة اليوم، حتى نسبوا ريادة الفكر التنويري للفيلسوف ابن رشد، وهم يعلمون أن كثيرا من العلوم الواردة في كتبه تعد من العلوم البائدة التي يجزم العلم الحديث بخطئها، ولكن غرضهم تمجيد كل فكر متحرر من ثوابت الشريعة، متحرر من حقائق نصوصها إلى المجازات والتأويلات، وفي الوقت نفسه يلبس لبوس الدين والعلم والفقه، فرأوا في ابن رشد ضالتهم، وفي كتبه رائدا لهم، وإن كنا نحسب أن في كتبه من إظهار التمسك بالشريعة والرجوع إليها ما لا نجده في كتب هؤلاء القوم، وكان عنده من لزوم الجانب العملي في الشريعة، وتعظيمها في الفقه والقضاء والفتيا ما لا يعجب القوم، ولا يبلغون معشاره: قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ!!
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبوالبركات]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 06:37]ـ
اعتقد ان كلمة موبقات افضل من مآخذ!
لان فكر بن رشد الحفيد يعد اخطر واخبث من بعض أهل البدع
فمن يجعل كلام ارسطو في مقابل كلام رب العالمين وكلام الانبياء فهو ضال مضل.(/)
إشكال في قول الإمام محمد بن عبد الوهاب: إن زيارة قبر النبي عليه السلام أفضل الأعمال
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 09:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدتُ كلاما لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في " كتاب التوحيد " أشكل عليّ كثيراً
فاحببتُ أن أستشير إخوتي من طلاب العلم والمشايخ
* * *
قال - رحمه الله - في " باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك ":
(فيه مسائل: ...
الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص [مع أن زيارته من أفضل الأعمال) اهـ.
مع أنه - رحمه الله - قال بعدها:
(الثامنة: تعليل ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعُد; فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب) اهـ.
* * *
أولا: ما هو الدليل على أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال؟
2 - كيف تكون عبادة من العبادات من أفضل الأعمال وفي نفس الوقت ينهى عن الاكثار منها؟
* * *
أفيدونا بارك الله فيكم
فإنني قد رأيتُ نصوص شرعية عديدة سئل فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فلم أجد ولا حديث واحد يذكر زيارة قبره
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 10:39]ـ
صدقت أخي الكريم:
العبارة على ظاهرها لا تصح - غفر الله لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إن كان قصد ذلك.
وممكن تحميل العبارة معنى بعيدا ولكن محتمل وهو أن زيارته من أفضل الأعمال عند كثير من الناس وليس في الحقيقة.
فمنهم القائل:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي تتوق لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الطهر والكرم
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 02:29]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في (القول المفيد على كتاب التوحيد) وهو من أفضل الشروح (1/ 452) ط. دار ابن الجوزي-1419هـ: (الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص:تؤخذ من قوله-عليه الصلاة والسلام- (ولا تجعلوا قبري عيدا) فقوله (عيدا) هذا هو الوجه المخصوص، وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال من جنسها، فزيارته فيها سلام عليه وحقه صلى الله عليه وسلم أعظم من غيره، وأما من حيث التذكير بالآخرة فلا فرق بين قبره وقبر غيره) انتهى
فكلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ليس على إطلاقه كما توهمت أخي أبا سلمى؟
بل هو في جنس زيارة القبور لا في مطلق الأعمال فتأمل؟؟
وأنصحك أخي أبا سلمى وأخي محمد داود المصري = أن ترجعا لشرح الشيخ ابن عثيمين وستجدان في هذا الشرح فوائد وفرائد؟؟؟
وفقنا الله جميعا لمرضاته سبحانه
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 02:40]ـ
الشيخ العثيمين رأى خللاً فأراد تصويبه بزيادة عبارة [من جنسها]
فالمسألة ليست مسألة توهم منّي.
يا اخي الحميري بارك الله فيك أنا لا أزال أعتمد على شرح الشيخ العثيمين - رحمه الله - منذ أول طبعة له
ثم ان شيخ الإسلام لم يقل [من جنسها] بل هو عمّم - رحمه الله -
ولتفترض انه قالها .. نحن نعلم أن تسليمنا عليه يبلغه أينما كنا .. فمن أين جاءت الأفضلية؟ ألا ترى أنه - رحمه الله - قال بعدها: (الثامنة: تعليل ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعُد; فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب) اهـ.
و كيف تكون عبادة من العبادات من أفضل الأعمال - من جنسها - وفي نفس الوقت ينهى عن الاكثار منها؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 04:09]ـ
وما أدراكم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ربما يكون قصد شيئا آخر
فقوله رحمه الله " الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص [مع أن زيارته من أفضل الأعمال) "
يحتمل أنه قصد زيارته حياً من أفضل الاعمال وليس زيارة قبره هي أفضل الاعمال، بل إن هذا هو الظاهر حيث لم يقل الشيخ مع أن زيارة قبره من أفضل الأعمال بل قال زيارته هو، وهو متوجه حيث لا شك أن لقاء النبي وهو حي من أفضل الاعمال بل وواجب لمن قدر عليه أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم
ولو كان الشيخ يقصد زيارة قبره لقال: مع أن زيارة قبره
أو قال: مع أنها (أي زيارة قبره) فتأمل، ولن يعرض لك أي إشكال بفضل الله.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 04:24]ـ
وما قول الإخوة في هذا التوجيه:
ونهى عن زيارة قبره (شرعا) (1) مع أنّ زيارته من أفضل الأعمال (عقلا) (2)
.............................
(1) يعني شدّ الرحل للزيارة سدّا لذريعة الشرك
(2) من باب الأوليّة: ذلك أنّ لزيارة القبور -عامة- فضل فهي ترقق القلوب وتذكرّ بالآخرة وهي من باب الإحسان إلى الميّت فزيارة قبور الصالحين الزيارة الشرعية من باب أولى
والله أعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 04:42]ـ
وما أدراكم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ربما يكون قصد شيئا آخر
فقوله رحمه الله " الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص [مع أن زيارته من أفضل الأعمال) "
يحتمل أنه قصد زيارته حياً من أفضل الاعمال وليس زيارة قبره هي أفضل الاعمال، بل إن هذا هو الظاهر حيث لم يقل الشيخ مع أن زيارة قبره من أفضل الأعمال بل قال زيارته هو، وهو .. .
وما أدراك .. وربما .. ويحتمل .. ويحتمل .. وكان يقصد .. وكان يقصد
نعم من الواجب علينا حمل كلام العلماء السلفيين أحسن المحامل؛ ومن أجل هذا أنا استشرتكم يا إخوتي؛ لكني أرى في مشاركة أخي شريف تكلفاً. والله أعلمُ
ثم أليس الضمير يعود إلى اقرب مذكور؟ وقبره هو أقرب مذكور؟ فلماذا نعدل عنه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 04:56]ـ
أحسن الله إليكم على الطرح.
أما أقرب مذكور فهو الضمير في قوله (قبره)، و الهاء عائدة على النبي صلى الله عليه و سلم.
و توجيه كلام محمد بن عبدالوهاب - و الله أعلم - هكذا: النهي عن زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم بطريقة مخصوصة في الزمن أو المركب أو في الذكر أو في التخشع أو غيرها، بل ينبغي زيارة قبره - صلى الله عليه و سلم - كما سنَّ رسول الله في زيارة القبور، يعني في الاحتفاء و الذكر المعروف و نحوها من السنن العامة في زيارة المقابر، فلا يخص قبره - صلى الله عليه و سلم - بزيارة مخالفة في كمٍّ أو كيفٍ للزيارات الأخرى.
و الله الموفق للخير.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 04:57]ـ
(2) من باب الأوليّة: ذلك أنّ لزيارة القبور -عامة- فضل فهي ترقق القلوب وتذكرّ بالآخرة وهي من باب الإحسان إلى الميّت فزيارة قبور الصالحين الزيارة الشرعية من باب أولى
سؤال: ما هو الدليل على أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيه زيادة إحسان إليه أكثر من السلام عليه الذي يبلغه عنا حيثما كنّا؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:04]ـ
أحسن الله إليكم على الطرح.
أما أقرب مذكور فهو الضمير في قوله (قبره)، و الهاء عائدة على النبي صلى الله عليه و سلم.
اللهم زدني علماً. آمين. فالذي نعلمه أن اقرب مذكور هو الاسم الظاهر وليس الضمير
يعني مثلا لو قلت لك أنه زارنا محمد وخاله وعمه وأبوه وأمه
بعني بطريقتك - أخي العزيز - في النظر لاقرب مذكور
يكون معنى الكلام أنه: جاء محمد وخال محمد وعم خاله وأبو عم خاله وأم أب عم خاله
هل هذا هو المعنى الصحيح؟
[أم أن الذين جاؤوا مع محمد وخاله هم عم محمد وابو محمد وأم محمد]
يعني أن نجعل أقرب مذكور هو الاسم الظاهر وليس المضمر
فهمت قصدي أخي؟ فهمت وين غلطتك؟
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:09]ـ
نعم فهمتُ وين غلطتي
لكن هل فهمتَ توجيه كلام ابن عبد الوهاب؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:24]ـ
نعم فهمتُ وين غلطتي
لكن هل فهمتَ توجيه كلام ابن عبد الوهاب؟
أي توجيه اخي؟ لم أجد لك إلا مشاركة واحدة هنا
فقد تم اتفاقنا على ان اقرب مذكور ليس الضمير وانما هو الاسم الظاهر يعني أقرب مذكور هو القبر.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:50]ـ
...
و توجيه كلام محمد بن عبدالوهاب - و الله أعلم - هكذا: النهي عن زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم بطريقة مخصوصة في الزمن أو المركب أو في الذكر أو في التخشع أو غيرها، بل ينبغي زيارة قبره - صلى الله عليه و سلم - كما سنَّ رسول الله في زيارة القبور، يعني في الاحتفاء و الذكر المعروف و نحوها من السنن العامة في زيارة المقابر، فلا يخص قبره - صلى الله عليه و سلم - بزيارة مخالفة في كمٍّ أو كيفٍ للزيارات الأخرى.
و الله الموفق للخير.
ها هو توجيهي على ما أظنُّ
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 06:44]ـ
السلام عليكم ما ذكره الأخ الصياد من توجيه هو ظاهر عبارة الشيخ، فإن كلامه رحمه الله منزل على التحذير من وسائل الشرك المؤدية الى حماية جناب التوحيد، والغلو في الأنبياء والصالحين يناقض ذلك ومن مظاهر الغلو فيهم بعد موتهم تخصيهم بزيارة تنافي تعظيمهم الواجب، وإن كانت زيارتهم من حيث الأصل مسنونة وهي داخلة في عموم العبادات ولا شك أن زيارة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الوجه المشروع لها مزية على غيره من القبور فإن الزيارة للمقبور ليست مختصة بمعنى التذكر فحسب بل معنى الصلة مقصود وعليه يدل كلام أهل العلم.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 11:38]ـ
وما قول الإخوة في هذا التوجيه:
ونهى عن زيارة قبره (شرعا) (1) مع أنّ زيارته من أفضل الأعمال (عقلا) (2)
.............................
(1) يعني شدّ الرحل للزيارة سدّا لذريعة الشرك
(2) من باب الأوليّة: ذلك أنّ لزيارة القبور -عامة- فضل فهي ترقق القلوب وتذكرّ بالآخرة وهي من باب الإحسان إلى الميّت فزيارة قبور الصالحين الزيارة الشرعية من باب أولى
والله أعلم
أحسنت أخى بارك الله فيك،
وعلى هذا يجب حمل كلام الأئمة.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 02:24]ـ
أحسنت أخى بارك الله فيك،
وعلى هذا يجب حمل كلام الأئمة.
يا أخي دأبنا وأدبنا دائماً هو تحسين الظن بأسيادنا وساداتنا الأئمة وحمل كلامهم على أحسن محمل وهذا واجب علينا
لكن .. ليتك تجيب على سؤالي الذي في مشاركتي التي برقم 9
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:26]ـ
سؤال: ما هو الدليل على أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيه زيادة إحسان إليه أكثر من السلام عليه الذي يبلغه عنا حيثما كنّا؟
أخي الكريم ابا سلمى سؤالك هذا لا علاقة له بكلامي فأرجوا أن تفهم كلام أخيك كما هو لا كما تريد فقد سبق وأن بيّنت بأنّ ذلك من باب الأوليّة عقلا لا شرعا وبيانه أنّ (إذا كانت زيارة قبور المؤمنين بصفة عامة عمل طيّب - ولا اظنّك تعترض على هذا - فزيارة قبور الصالحين لا تخرج عن هذا الوصف من باب أولى هذا هو المقصود إلاّ أنّ الشارع قد منعه سدّا لذريعة الشرك ولو أنّك قرأت كلام أخيك كاملا لفهمت مراده ولخصمك ان يقلب عليك السؤال قائلا: ما دليلك على خروج قبور الصالحين عن عموم الدعوة لزيارة القبور - الزيارة الشرعية- ثمّ ما دليلك أيضا عن خروج قبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عموم هذه الزيارة وحينها لن تجد جوابا ذلك أنّ الكلام مقيّد بالزيارة الشرعية لا بغيرها من أنواع الزيارات وقد سبق لأخيك البيان بصراحة عن مراده فقال (ونهى عن زيارة قبره (شرعا) (1) يعني شدّ الرحل للزيارة سدّا لذريعة الشرك) فالهدف كان بيان أنّ في كلام الشيخ مقدّرا محذوفا والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:00]ـ
أخي الكريم ابا سلمى سؤالك هذا لا علاقة له بكلامي فأرجوا أن تفهم كلام أخيك كما هو لا كما تريد فقد سبق وأن بيّنت بأنّ ذلك من باب الأوليّة عقلا لا شرعا وبيانه أنّ (إذا كانت زيارة قبور المؤمنين بصفة عامة عمل طيّب - ولا اظنّك تعترض على هذا - فزيارة قبور الصالحين لا تخرج عن هذا الوصف من باب أولى هذا هو المقصود إلاّ أنّ الشارع قد منعه سدّا لذريعة الشرك ولو أنّك قرأت كلام أخيك كاملا لفهمت مراده ولخصمك ان يقلب عليك السؤال قائلا: ما دليلك على خروج قبور الصالحين عن عموم الدعوة لزيارة القبور - الزيارة الشرعية- ثمّ ما دليلك أيضا عن خروج قبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عموم هذه الزيارة وحينها لن تجد جوابا ذلك أنّ الكلام مقيّد بالزيارة الشرعية لا بغيرها من أنواع الزيارات وقد سبق لأخيك البيان بصراحة عن مراده فقال (ونهى عن زيارة قبره (شرعا) (1) يعني شدّ الرحل للزيارة سدّا لذريعة الشرك) فالهدف كان بيان أنّ في كلام الشيخ مقدّرا محذوفا والله اعلم
أخي الفاضل العاصمي
أنت قلت ان زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال عقلاً؛ ثم فسرت معناها بقولك انه من باب الأوليّة؛ وقلت: ذلك أنّ لزيارة القبور -عامة- فضل فهي ترقق القلوب وتذكرّ بالآخرة وهي من باب الإحسان إلى الميّت فزيارة قبور الصالحين الزيارة الشرعية من باب أولى
- وأنا لاحظتُ قولك [من باب الإحسان إلى الميت] ففهمتُ أنك تقصد أن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم فيه زيادة إحسان إليه.
فنتج السؤال الذي طرحته عليك في مشاركتي التي برقم 9
- ثم أنت يا أخي العزيز طرحتَ علينا مسألة [الخروج] وكأنك تجعلها من لازم كلامي؛ إلا أنها غير لازمة؛ فأنا لم أنف كون زيارة قبور الصالحين - الزيارة الشرعية - لا تخرج عن كونها عمل طيّب.
- وترد هنا مسألة بالضرورة ألا وهي مسألة [كثرة التردد على قبر النبي صلى الله عليه وسلم] هل تدخل في النهي عن [جعل قبره صلى الله عليه وسلم عيداً] أم لا؟
- وهل النهي خاص بكل فرد من أفراد الأمة بمفرده أم هو خاص بعموم الأمة؟ يعني أننا نتفادى زيارة القبر كلما وجدنا الازدحام هناك؟
في انتظار إفاداتكم
* * *
والله يسعدني تواصلكم العلمي يا إخوتي
فاصبروا عليّ ولا تحرموني من الاستفادة منكم(/)
معاملة الإسلام لليهود إذا تعدوا أو ظلموا. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
ـ[أسامة خضر]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 07:56]ـ
معاملة الإسلام لليهود إذا اعتدوا أو ظلموا
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
في نظرة عامة في كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عن اليهود؛ نجدُ الوصفَ الصحيح، لهذه الأمَّة منذ نشأتها أيامَ نبيِّ الله يعقوبَ عليه السلام، حيث الحسدُ أكلَ قلوبهم من أخيهم يوسف عليه السلام، ففكروا في التخلص منه بالقتل أو الإبعاد.
أما صفةُ التشدُّد؛ فقد تكشَّفت مع معاملتهم لكليم الله موسى عليه السلام، حيث أمرهم بذبح بقرة؛ فلم يبادروا بامتثال أمر نبيهم، وتشددوا في أسئلتهم، فشدد الله تعالى عليهم.
أما صفة العناد؛ فعندما يقال لهم: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} (البقرة: 58، 59)، فإذا بهم يدخلون على أستاههم قائلين حبة في حنطة.
ومع كل هذه المخالفات، وذاك العصيان والتمرد على الأوامر؛ يقولون: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} ويقولون: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}. هذا وغيره من نقض العهود، وإخلاف الوعود، {كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} (البقرة: 100). واحتقار غيرهم من الأمم، و {قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} (آل عمران: 75) ويأكلون الربا من غيرهم وقد نُهُوا عنه ..
ومع هذا كلِّه أنصفهم القرآن، حيث بين أن منهم أمناء، ومنهم خونة، قال سبحانه: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} (آل عمران: 75) وأنصفتْهم السنةُ، وعدلت معهم معاملةُ النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في المدينة المنورة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا؛ لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا". ([1] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftn1)) ولقد عاملهم صلى الله عليه وسلم فاشترى منهم وباع عليهم، ورهن درعه عندهم على آصع من شعير.
(يُتْبَعُ)
(/)
و [أَبْصَرَ عُمَرُ شَيْخًا كَبِيرًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ يَسْأَلُ، فَقَالَ لَهُ: مالك؟ قَالَ: لَيْسَ لِي مَالٌ، وَأَنَّ الْجِزْيَةَ تُؤْخَذُ مِنِّي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا أَنْصَفْنَاك، أَكَلْنَا شَيْبَتَك، ثُمَّ نَأْخُذُ مِنْك الْجِزْيَةَ، ثُمَّ كَتَبَ إلَى عُمَّالِهِ أَنْ لا يَأْخُذُوا الْجِزْيَةَ مِنْ شَيْخٍ كَبِيرٍ. قال: ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه]. (أبو عبيد، وابن زنجويه) ([2] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftn2))
لكن! لماذا أُجلي بنو قينقاع وبنو النضير، وقتِّل بنو قريظة؟ ولماذا رُضَّ رأس يهودي بحجر حتى مات؟ هل جاءت هذه الأحكامُ عليهم من فراغ؟ والجواب:
رغم المعاملة الطيبة التي وجدها اليهود من المسلمين، إلاّ أنَّ أخلاقَهم تأبى عليهم إلاّ أنْ يقابلوا الإحسانَ بالإساءة، والخيرَ بالشرِّ، وبعد إعطاء العهود والمواثيق غدروا، وكانوا يكيدون للإسلام وأهلِه، وذلك الكيد إمَّا من أفراد أو جماعات وقبائل، وكلٌّ له في الإسلام حكمه، فلا يؤاخَذ البريء بجريرة الجاني المجرم.
ماذا ينتظر من هتك عورة امرأة مسلمة وقتل من دافع عنها؟ كما فعلت بنو قينقاع؟ ولولا تدخل المنافق عبد الله بن سلول لأبادهم ([3] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftn3)) رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن من أجل المصلحة، ودرء المفسدة أجلاهم عن المدينة. قال ابن حجر: [فكان أول من نقض العهد من اليهود؛ بنو قينقاع، فحاربهم في شوال بعد وقعه بدر، فنزلوا على حُكْمه، وأرادَ قتلهم، فاستوهبهم منه عبد الله بن أبيٍّ، وكانوا حلفاءه فوهبهم له، وأخرجهم من المدينة إلى أذرعات. ثم نقض العهد بنو النضير ... وكان رئيسهم حيي بن أخطب] ([4] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftn4))
ماذا ينتظر من يحرِّض على المسلمين ليل نهار، ويؤلِّب عليهم القبائل، ويتسبَّب في جمع الجيوش المعادية لقتال المسلمين، وتؤيده قبيلته بكاملها؟ كما فعل حُيَيُّ بنُ أخطب وساعدته بنو قريظة؟ فنقضت عهدها مع المسلمين في أحلك الظروف المحيطة بالمسلمين، التي بلغت فيها القلوب الحناجر، وزلزلوا زلزالا شديدا، ماذا تنتظر هذه القبيلة إلا قتل رجالها، وسبي نسائها وأطفالها، والاستيلاء على أموالها؟ عن أَبِي سَعِيدٍ الْخدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ؛ هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ، بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهُ، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ". فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: "إِنَّ هؤُلاَءِ
(يُتْبَعُ)
(/)
نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ" قَالَ: (فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ) قَالَ: "لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ". ([5] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftn5))
وعن ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَارَبَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ، فَأَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ، وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ، حَتَّى حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ، وَقَسَمَ نِسَاءَهُمْ وَأَوْلاَدَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، إِلاَّ بَعْضَهُمْ، لَحِقُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَآمَنَهُمْ وَأَسْلَمُوا وَأَجْلَى يَهُودَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ، بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، وَيَهُودَ بَنِي حَارِثَةَ، وَكُلَّ يَهُودِ الْمَدِينَةِ. ([6] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftn6))
ماذا ينتظرون من قائد أو مسئول خُطِّط لاغتياله؛ بإلقاء الرحى عليه، كما فعلت بنو النضير؟ فأخبره الله تعالى، ونجاه من مكيدتهم! فأجلاهم صلى الله عليه وسلم عن المدينة. عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ" فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهُمْ: "يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا" فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ! فَقَالَ: "ذلِكَ أُرِيدُ" ثُمَّ قَالَهَا الثَّانِيَةَ، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ! ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ؛ فَقَالَ: "اعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ للهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلاَّ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ للهِ وَرَسُولِهِ". ([7] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftn7)) هذا على مستوى نقض العهود من الجماعة أو القبيلة، يكون العقاب والجزاء جماعيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما من نقض العهد من الأفراد؛ فلا يعاقب الجميع عقابا جماعيًّا، بل يعاقب الجاني المعتدي، ويعفى عن البريء الغافل، فعندما حاولوا اغتياله بالسُّمِّ في خيبر؛ حقَّقَ معهم صلى الله عليه وسلم، فاعترفت امرأة منهم؛ وهي زينب بنت الحارث بفعلتها، واعتذرت عن ذلك بأنها أرادت أن تختبره: هل هو كذّابٌ فنستريح منه؟ أو نبي فيخبره الله تعالى؟ فلم يقتلْها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أوَّلاً، ثم لما مات صاحبُه بشرُ بن البراء من سمِّها؛ قتلها المسلمون به، فالقاتل يقتل، ولم يعاقب جميع أهل خيبر على ذلك.
كذلك من سبَّب الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بسحره؛ كما فعل لبيدُ بنُ الأعصم اليهوديُّ وبناتُه؟ حتى بقي شهرا يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، ولولا مخافة إثارة الشر لقتلهم، ولكنه تركهم, فلم يعاقبْه ولم يعاقبْ بناتِه ولا قبيلتَه، فقد نجَّاه الله من شرهم ومن سحرهم.
وهذا يهوديٌّ مجرم اعتدى على جارية أنصارية، فطمع فيما عليها من حليّ وزينة، فرجمها بالحجارة، ثم رَضَّ رأسَها بين حجرين فقتلها، واستلبها حليَّها، واعترف بفعلته؟ ففُعِل به كما فَعَل بالفتاة؛ رُضَّ رأسه بين حجرين جزاء وفاقا. ([8] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftn8)) *****
انظروا إلى عمر رضي الله عنه يغضب لاعتداء مسلم على يهودي؛ ففي السنن الكبرى للبيهقي (9/ 201) بسنده [عن سويد بن غفلة قال: كنا مع عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو أمير المؤمنين بالشام، فأتاه نَبَطِيٌّ مضروب مشجج مستعدى، =وكان يهوديًّا= فغضب غضبا شديدا، فقال لصهيب: (انظر من صاحب هذا؟) فانطلق صهيب؛ فإذا هو عوف بن مالك الأشجعى، فقال له: (إن أميرَ المؤمنين قد غضب غضبا شديدا، فلو أتيت معاذَ بنَ جبلٍ فمشى معك إلى أمير المؤمنين، فإني أخاف عليك بادرته). فجاء معه معاذٌ، فلما انصرف عمر من الصلاة؛ قال: (أين صهيب؟) فقال: (أنا هذا يا أمير المؤمنين!) قال: (أجئت بالرجل الذي ضربه؟) قال: (نعم!) فقام إليه معاذ بن جبل، فقال: (يا أمير المؤمنين! إنه عوفُ بنُ مالكٍ فاسمع منه ولا تعجل عليه). فقال له عمر: (مالك ولهذا؟) قال: (يا أمير المؤمنين! رأيته يسوق بامرأة مسلمة، فنخَس الحمار ليصرعَها، فلم تصرع، =أي ليوقعها على الأرض=، ثم دفَعَها فخرَّت =أي سقطت= عن الحمار، ثم تغشّاها، ففعلْتُ ما ترى). =وفي رواية ابن بي شيبة: نَخَسَ بِامْرَأَةٍ عَلَى دَابَّةٍ، فَلَمْ تَقَعْ، فَدَفَعَهَا بِيَدِهِ فَصَرَعَهَا، فَانْكَشَفَتْ عَنْهَا ثِيَابُهَا، فَجَلَسَ لِيُجَامِعَهَا، فَرُفِعَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،= قال: (ائتنى بالمرأة لتصدقَك). فأَتَى عوفٌ المرأةَ، فذكرَ الذي قال له عمر رضى الله عنه، قال أبوها وزوجها: (ما أردتَ بصاحبتنا؟! فضحتها) فقالت المرأة: (والله لأذهبن معه إلى أمير المؤمنين). فلما أجمعَتْ على ذلك، قال أبوها وزوجها: (نحن نبلغُ عنك أميرَ المؤمنين). فأَتيا فصدَّقَا عوفَ بنَ مالك بما قال، قال: فقال عمرُ لليهوديِّ: (والله ما على هذا عاهدناكم). فأمرَ به فصُلِبَ، ثم قال: (يا أيها الناس! فوا بذمة محمد صلى الله عليه وسلم، فمن فعل منهم هذا فلا ذمة له). قال سويد بن غفلة: وإنه لأوَّلُ مصلوبٍ رأيته. ([9] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع
(يُتْبَعُ)
(/)
& Oslash;ªØ¯Ù?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftn9)) وهاهو ديننا وهاهو رسولنا وهاهم المسلمون عدلوا ولم يظلموا، وأنصفوا ولم يجحفوا، فمن أخطأ عوقب، ومن لم يعاقب في الدنيا فسيجازى يوم القيامة، وسيحاسب بين يدي أعدل العادلين.
ونحن في هذا الزمن نرى ونسمع ونشاهد الظلم للأبرياء، والقتل والتعذيب والتشريد للرجال والنساء، وذلك في الصباح والمساء، ومن البر والبحر والسماء، يأخذون الأبرياء بجرائر المذنبين، والغافلين بجرائم المجرمين.
إن دولتهم اليوم تحبُّ الحروب، وتحب العيش في كنفها، لا لشجاعتهم؛ بل لشعورهم بالقوة، لأنهم يملكون آلتَها، ويشعرون بتفوقهم فيها، خسائرهم –حسب إحصاآتهم وتكهناتهم- قليلة ضئيلة، في أي حرب يخوضونها، فهم يعلمون ما عند خصمهم.
وعليه؛ فإننا لا نملك ما يملكون من أدوات الدمار، فإذا طالبناهم بما نملك المطالبة به؛ بالسلام؛ فإننا نطالبهم بشيء لا يريدونه، ولا يحبونه، وليس موجودا في مخططاتهم الآنية، وإن ادَّعَوا ذلك أو نادوا به، لأنهم في ظلال السلام؛ يتفرغون لأنفسهم، فيخشون من الانشقاق بينهم، والتفرقِ والتشتت والتنازع، فبالحروب ينشغلون عن الداخل بالخارج، فإيقادهم للحروب لا تنتهي، وإشعالهم للفتن لا تنجلي، ولكن كما قال الله تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (المائدة: 64).
وكتب وخطب أبو المنذر فؤاد في مسجد الزعفران
18 محرم 1432 هجرية الموافق 24/ 12/ 2010 رومية
[1] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftnref1))) البخاري (3166)
[2] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftnref2))) ( كنز العمال 11477)
[3] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftnref3))) نصحني بعض الأخوة بأن هذه العبارة (لأبادهم) موهمة بالإبادة الجماعية، وليس هذا من خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فأستغفر الله تعالى.
[4] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftnref4))) فتح الباري (7/ 330)
(يُتْبَعُ)
(/)
[5] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftnref5))) البخاري في: 56 كتاب الجهاد: 168 باب إذا نزل العدو على حكم رجل
[6] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftnref6))) أخرجه البخاري في: 64 كتاب المغازي: 14 باب حديث بني النضير
[7] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftnref7))) أخرجه البخاري في: 89 كتاب الإكراه: 2 باب في بيع المكره ونحوه في الحق وغيره
[8] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftnref8))) صحيح البخاري (6876)
[9] ( file:///E:/Office/Word/خطب%201432%20Ù?Ù?Øر Ù?Ø©/Ù?عØÙ?Ù?Ø©%20ØÙ?Ø Ø³Ù?ØÙ?% 20Ù?Ù?Ù?Ù?Ù?د%20Ø Ø°Ø%20Øع تدÙ?Ø%20Ø£Ù?%20ظÙ?Ù?Ù?Ø2. doc#_ftnref9))) حسنه في إرواء الغليل (5/ 304).(/)
ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي محمد-والعياذ بالله- قبل بلوغه؟
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 10:20]ـ
السلام عليكم
ما حكم من من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي الاكرم سيدنا محمد (ص) قبل بلوغه؟ ودليله كفر ابويه؟ نرجو الجواب من أهل الاختصاص فقط.
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 11:18]ـ
نرجو الاجابة من المتخصصين بالعقيدة وشكرا لكم
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 11:31]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هو بحاجة إلى تعليم.
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 11:38]ـ
ما حكمه اذا لم يكن بحاجة لذلك اخي؟ والسلام عليكم
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 12:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
مبدئيا هو طفل صغير لم يبلغ الحلم، وقد ألقى الشيطان في نفسه شبهة طفولية يستدل عليها بأسلوب طفولي محض.
فإذا نظرت في استدلاله .. تيقنت من حاجته الشديدة للتعليم.
ويتوجب على وليه أو وصيه تعليمه أو إرساله إلى من يعلمه ويرشده.
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 12:09]ـ
وعليكم السلام
ما حكمه اذا لم يكن كذلك؟
ـ[أبو وئام]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 01:27]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
مبدئيا هو طفل صغير لم يبلغ الحلم، وقد ألقى الشيطان في نفسه شبهة طفولية يستدل عليها بأسلوب طفولي محض.
فإذا نظرت في استدلاله .. تيقنت من حاجته الشديدة للتعليم.
ويتوجب على وليه أو وصيه تعليمه أو إرساله إلى من يعلمه ويرشده.
السلام عليكم
اولا يجب على الأخ إعادة صياغة السؤال ليكون كالآتي:
ماحكم من يقول تلميحا بأن الرسول قبل بعتثه كان كافرا ودليله أن أبويه كانا كافرين؟
والجواب أن هذا جاهل جهلا مركبا فلم يعلم ان الرسول كان يتعبد بديانة قومه فقد نزهه الله من درنها وطهره ويوجد كثير من الحنفاء في الجزيرة قبل الإسلام ويضاف لهذا ان هذا من التكلف بفضول المسائل والأحرى أن يعزر السائل فمثل هذه الأقوال البدعية تبدأ تلميحا وتنتهي كفرا بواحا وتلهي العلماء فيما لا طائل منه
قلت المرجو إعادة صياغة السؤال فقد يفهم منه كما في الرد المقتبس اعلاه ان السائل هو الذي لم يبلغ الحلم
والله اعلم
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 11:53]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاك الله خيرًا أبا وئام.
قد استبعدت هذا الفهم لأن البعثة كانت بعد البلوغ بزمان، فعليه يرجع الضمير "في بلوغه" على الأول.
وأخبرني الأخ الفاضل/ صادق .. بكلام السائل، حيث أنه يستدل بـ (الصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين) ويغلب على ظني أن هذا الصبي قد تأثر ببعض الشبهات.
أولاً:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {ما من مولود إلا يولد على الفطرة .. } الحديث المتفق على صحته من رواية أبي هريرة في الصحيحين وغيرهما؛ والفطرة هي الإسلام. لذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه} وذلك لما للأبوين من الولاية على الطفل.
فإن كان .. فقد أصبح يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو غير ذلك تبعا لأبويه، وإلا فلا. فإن لم يتلبس بالشرك فيكون له حكم أهل الفترة إن لم يبلغه الإسلام.
وحكم الكافر البالغ يختلف عن حكم الطفل التابع كما يفصل في ذلك الفقهاء. وينتقل من حكم التبعية مع بلوغه .. فلا يحكم عليه حينئذ بالتبعية.
وتبعية الطفل إنما هي في أحكام السبي والاسترقاء والتوريث ونحو ذلك، لا لكونه كافرا أصليا.
هذا من ناحية.
والناحية الأخرى الاختلاف في حكم أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأصل، حيث أن هذه النقطة خلافية، على أقوال .. هي: القول بكفرهما، وقول ثان أنهما من أهل الفترة، وثالث يقول بنجاتهما.
والقول الأول والثاني لهما حظ كبير من النظر، والثاني أقرب للصحة.
ثانيا:
الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتحنث كما في حديث أم المؤمنين عائشة عند البخاري. وأتبعته وهي أعلم بالمراد بقولها {وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد} الحديث.
ويبين المعنى الحديث الآخر، من حديث حكيم بن عزام - رضي الله عنه - أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {أي رسول الله! أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية. من صدقه أو عتاقة أو صلة رحم. أفيها أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسلمت على ما أسلفت من خير"} متفق عليه واللفظ لمسلم.
فيظهر أن التحنث إنما هو العبادة لله، كالصدقات والعتاقة وصلة الرحم .. ويدخل فيها الدعاء والاعتكاف. مما لا حظ فيه للشرك.
وذلك من عصمة الله - عز وجل - لرسله - صلوات الله عليهم وسلامه -.
ولشيخ الإسلام كلام جيد في هذا المبحث في [منهاج السنة (8/ 285)] ولابن القيم كلام جيد في أحكام أهل الذمة .. وزبدة القول تجدها في مختصره للشيخ سليمان الخراشي [مختصر أحكام أهل الذمة (ص 54 - 57)].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 08:40]ـ
الاخ المحترم اسامة، فاني راجعت على عجالة كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في منهاج السنةج8ص285 والذي أحلتني عليه وهو كالتالي (
الثالث أن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا أمرأة ولا الثلاثة ولا علي وإذا قيل عن الرجال إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك علي وغيره وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ قيل ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغ والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين الخ)
فوجدت هذا الكلام متوافقا مع كلام صاحب الشبهة محل كلامنا. فما هو الحل بنظرك؟ والسلام عليكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 10:53]ـ
بارك الله فيك ..
إن قصد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعبد الأصنام= فهذا قول سوء كما قال الإمام أحمد
وإن قصد أنه كان لا يدري ما الكتاب وما الإيمان فكان على بقايا دين إبراهيم وفاته من شرائع الإيمان مالم يعلم سوى بالوحي = فهذا أحد أقوال أهل العلم ..
وانظر: ((تفسير آيات أشكلت)) (1/ 200)
وانظر (1/ 230) = لترى شيخ الإسلام يقرر أنه لا يلزم أن يكون كل نبي معصوم من الشرك قبل البعثة ..
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 01:42]ـ
اسأل الله الهداية للجميع اخي الكريم
ولكن ايعقل ان يرسل الله تعالى نبيا كان مشركا ليهدي الناس الى التوحيد؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 01:49]ـ
نعم يعقل ..
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 01:54]ـ
دعوى بلا دليل كلامك
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 01:56]ـ
إن قصد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعبد الأصنام= فهذا قول سوء كما قال الإمام أحمد
الأخ الفاضل
لو توضحون لنا:كيف هذا مع هذا؟
ولكن ايعقل ان يرسل الله تعالى نبيا كان مشركا ليهدي الناس الى التوحيد؟
نعم يعقل ..
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 02:00]ـ
الانسان مفطور على التوحيد لا على الشرك اليس كذلك؟ قال تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها
فهل النبي (ص) مفطور على التوحيد ام لا؟
ـ[ابن خليفة المصرى]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 03:09]ـ
أولا: الدعوى بعد وجود من كان موحدا لله فى مكة مطلقا دعوى خطأ فماذا تقولون فى ورقة بن نوفل
ثانياً: إذا لم يثبت أبداً ومطلقا ً أن النبى سجد لصنم فيجب حمل عقيدته على الأصل ألا وهى الإسلام فكل مولود يولد على الفطرة كما ثبت فى الحديث
ثالثأ: هذا إختراق لإجماع الأمة الذين قالوا أن الأنبياء معصومون من الشرك قبل النبوة والأمة لا تجتمع أبداً على الضلالة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:43]ـ
يا أخي الكريم من أين أتيت بهذا الإجماع، والخلاف في المسألة مشهور؟!!
يقول شيخ الإسلام: ((وأما قولهم إن شعيبا والرسل ما كانوا في ملتهم قط، وهي ملة الكفر = فهذا فيه نزاع مشهور،وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك،وأما العقل ففيه نزاع، والذي عليه نظار أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك .... وأما تحقيق القول فيه فالله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان من خيار قومه ... ومن نشأ بين قوم مشركين جهال لم يكن عليه منهم نقص ولا بغض ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم إذا كان عندهم معروفاً بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه واجتناب ما يعرفون قبحه وقد قال تعالى: ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)) فلم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة وإن كان لا هو ولا هم يعرفون ما أرسل به.
وفرق بين من يرتكب ما علم قبحه وبين من يفعل مالم يعرف؛فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبون عليه ولا يكون فعله مما هم عليه منفراً عنه بخلاف الأول ... ))
أخي صادق: هل بعثة نبي كان مشركاً قبل البعثة ممتنع عقلاً،وهل تفهم معنى الامتناع العقلي؟
قال شيخ الإسلام: ((والذي عليه نظار أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك)).
لو توضحون لنا:كيف هذا مع هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وضحها شيخ الإسلام بقوله: ((فلا يلزم إذا كان نبي قبل النبوة معصوماً من كبائر الإثم والفواحش صغيرها وكبيرها = أن يكون كل نبي كذلك، ولا يلزم إذا كان الله قد بغض إليه شرك قومه قبل النبوة أن يكون كل نبي كذلك؛ فما عرف من حال نبينا وفضائله لا تناقض ما روي من أخبار غيره إذا كان دون ذلك)).
وقال: ((لكن هذا لا يجب أن يكون مثله لكل نبي، فإنه أفضل الأنبياء، وهو سيد ولد آدم; والله سبحانه إذا أهل عبدا لأعلى المنازل والمراتب رباه على قدر تلك المرتبة; فلا يلزم إذا عصم نبيا أن يكون معصوما قبل النبوة من كبائر الإثم والفواحش، صغيرها وكبيرها; ولا يكون كل نبي كذلك.
ولا يلزم إذا كان الله بغض إليه شرك قومه قبل النبوة، أن يكون كل نبي كذلك، كما عرف من حال نبينا صلى الله عليه وسلم؛ وفضائله لا تناقض ما روي من أخبار غيره إذا كان كذلك، ولا يمنع كونه نبيا، لأن الله فضل بعض النبيين على بعض، كما فضلهم بالشرائع والكتب والأمم؛ وهذا أصل يجب اعتباره.
وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له أن الله أرسله; والرسول الذي نشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم، ثم يبعثه الله فيهم، يكون أكمل وأعظم ممن كان من قوم لا يعرفونه; فإنه يكون بتأييد الله له أعظم من جهة تأييده بالعلم والهدى، ومن جهة تأييده بالنصر والقهر.
قلت: وبهذا يظهر اختلاف درجات الأنبياء والرسل، وعدم الاحتجاج إلى التكلف في الجواب عن مثل آية إبراهيم ونحوها، وأن قصارى ما يقال في مثل قوله لنبينا: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [سورة الضحى آية: 7]، وقوله: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ} [سورة الشورى آية: 52] هو عدم العلم بما جاء من النبوة والرسالة، وتفاصيل ما تضمن من الأحكام الشرعية والأصول الإيمانية.
وهذا غاية ما تيسر لنا في هذا المقام الضنك الذي أحجم عنه فحول الرجال وأهل الفضائل والكمال، ونستغفر الله من التجاسر والوثوب على الكلام في مثل هذا المبحث الذي زلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام واضطربت فيه أقوال الأئمة الأعلام)).
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:50]ـ
الأخ أبو فهر يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مشركا قبل بعثته وأنه لا يمتنع عقلا أن يكون أي نبي آخر مشركا قبل بعثته
هل هذا ما قصدته أيها الفاضل؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:54]ـ
بل ولا النبي صلى الله عليه وسلم يمتنع عقلاً؛لكن النبي صلى الله عليه وسلم= يمتنع شرعاً؛ لثبوت الأدلة، أما غيره من الأنبياء فلا يمتنع لا عقلاً ولا شرعاً ..
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:05]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
لابن القيم كلام جيد في بيان حال من كان على الفطرة وجرت عليه أحكام الدنيا في معرض كلامه عن السبي. وهو في أحكام أهل الذمة. فلتراجعه فضلا منك. فكلامه سيزيل بعض الالتباس، لأن أحكام التبعية مشكلة، والاختلاف فيها واسع.
وأما الإيمان .. فيجب تصور حال الناس جميعا قبل البعثة.
حيث لم ينكر الناس فيما قبل البعثة ربوبية الله - عز وجل -، بل يقرون بها إجمالا. ولكن كان هناك من يعبد الأوثان، ومنهم من يعبد الأصنام، ومنهم من انتهج طريق أهل الكتاب، ومنهم من كان يعبد الكواكب والنجوم، ومنهم من كان يتحنث لله ولم يتلبس بشرك .. إلى غير ذلك.
بل استهزأ بعضهم بالمشركين لشركهم.
وأما عبادة غير الله كالأصنام والأوثان مثلا، فكان فريق كبير منهم لا يظنون فيها النفع ولا الضر، لذا حاج إبراهيم أباه بهذا وغيره من الأنبياء.
وإنما كانت عبادتهم لها من دون الله لعلة ساقطة، أنها تقربهم إلى الله زلفى.
لذا كان يوجد من العرب وغيرهم من بقايا أهل الكتاب وقد يكون فيما وراء ذلك من لا يعلمهم إلا الله لم يشركوا بالله - عز وجل - شيئا.
هذه هي ملة إبراهيم.
فمن كان على ملة إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - فيما قبل البعثة، فإنه ليس كالمشركين وغيرهم.
وحين أنزل الله - عز وجل - لنا الهدى، فإنه كان موافقا لملة إبراهيم من الناحية المجملة والتي كان يعرفها العرب ولم تكن غريبة عليهم؛ فلم نجد من يسأل: وما ملة إبراهيم؟ "مثلا"!
لأنهم كانوا قوما فيهم الأخبار تتناقل، وكان المشركون يشوشون على تلك الأخبار وعدم مصداقيتها بقولهم "أساطير الأولين" لصرف الناس عن الحق.
والذي سمانا بالمسلمين هو إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، فبالأولوية فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي لم يتلبس بشرك وكان على ملته، فهو أولى الناس بالإسلام وصفا.
وأما أبويه، فإن القول فيهم الأقرب للصواب أنهما من أهل الفترة. ومعاملة التابع ليس لكفره الأصلي المتلبس به، وإنما لتبعية .. لا ذنب له فيها.
أرأيت إن كان طفلا والداه أشد الناس كفرا وشركا وبغضا للمسلمين، ووجده الناس لقيطا لا يعلمون عن أهله شيئا؟ أي معاملة تسري عليه؟
مع أهله: فهو منهم.
ومع المسلمين: من المسلمين.
فبأي عقل وبأي شرع أن يحكم على الطفل حكم البالغ!
لا يكون هذا!
فحكمه في صغره حكم التابع لوالديه، والعبرة في بلوغه واختياره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:20]ـ
الناس في مكة قبل البعثة إما مشرك أو غير مشرك، وغير المشرك قد يكون كتابياً من النصارى (كورقة بن نوفل)، وقد يكون على بقايا الحنيفية والتي من صورها: نبذ الأصنام والتحنث (كزيد بن عمرو بن نفيل) ..
والنبي -صلى الله عليه وسلم- من الثاني حتماً؛ لأن هذا هو الذي نُقِل عنه، بالإضافة إلى أنه لم ينقل عنه أنه تنصّر أو عبد الأصنام ..
وبشكل عام فالسؤال الذي عنونت به موضوعك لا فائدة عملية له!
ودع عنك تطلب الأحكام على الرجال ..
وفقك الله
ثانياً: إذا لم يثبت أبداً ومطلقا ً أن النبى سجد لصنم فيجب حمل عقيدته على الأصل ألا وهى الإسلام فكل مولود يولد على الفطرة كما ثبت فى الحديثليس المراد بالفطرة في الحديث: (الإسلام)، ولم يقل به أحد، وقد نقل النووي في شرحه على مسلم الأقوال في معناها، وهي على ما يلي:
1 - قيل: هي ما أخذ عليه. في أصلاب آبائهم، وأن الولادة تقع عليها حتى يحصل التغير بالأبوين.
2 - وقيل: هي ما قضي عليه من سعادة أو شقاوة يصير إليها.
3 - وقيل: هي ما هيئ له
4 - وقال ابن المبارك: يولد على ما يصير إليه من سعادة أو شقاوة فمن علم الله تعالى أنه يصير مسلما ولد على فطرة الإسلام، ومن علم أنه يصير كافرا ولد على الكفر.
5 - وقيل: معناه كل مولود يولد على معرفة الله تعالى والإقرار به، فليس أحد يولد إلا وهو يقر بأن له صانعا، وإن سماه بغير اسمه، أو عبد معه غيره
غيره.
6 - والأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للإسلام، فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا، وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا.
شرح النووي على مسلم ج9 ص9 - هكذا في الشاملة-
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:20]ـ
جزاك الله خيرًا أبا فهر.
الامتناع العقلي لا يمكن تحكميه في مسائل مهمة وشائكة كمثل هذه الأبواب.
ومن ناحية الامتناع العقلي، فإنه غير ممتنع، فلا يمكن المحاجة العقلية في هذا المقام بالامتناع.
وهذا لا نختلف معك فيه.
ولا يوجد دليل على كفر أو شرك أحد من الأنبياء، لا عقلي ولا شرعي، فمن أراد إثبات ذلك فعليه بالدليل.
وإلا وسعه السكوت، فليقل خيرا أو ليصمت!
لوط هو لوط بن هاران، وإبراهيم عمه، فإن استأنسنا بقصة شبيهة بذلك فيكون أقربها إيمان علي بن أبي طالب بالنبي.
وليس دليلا على أنه كان على شرك أو غير ذلك فيما قبل ذلك.
والإيمان لنبي من الأنبياء لا يعني أنه كان كافرا مشركا بالله فيما قبل ذلك، ولكن لا يمتنع عن الضلال، والضلال هو الجهل بالعلم النافع، والعلم هو ما يرسله الله - عز وجل - لأنبيائه، فمن اتبعه وعمل صالحا فهو على الهدى، وإلا فهو على ضلاله. وكفره ينتقل إلى أشد وهو الكفر بالنبي الذي أرسله الله - عز وجل -.
والله أعلم.
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:30]ـ
إخواني طرح الموضوع بهذا الشكل ينافي كمال الأدب مع نبينا الخاتم سيد ولد آدم، ومثل هذه المسائل لا تذكر أصالة وإنما قد يشار اليها استطرادا عند الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. فلم طرحها للمشاركة؟ وهل عندك شك في أن النبي صلى الله عليه وسلم على الحنفية السمحة منذ ولادته؟، وهل مثل هذه المسائل تحتاج الى بيان!!! وكلام شيخ الإسلام لا يحمل على جواب مثل هذه المسائل وانما كلامه رحمه الله في ذكر العصمة للانبياء قبل النبوة هل يلزم من قدر له ذلك العصمة له أم لا يلزم؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:37]ـ
ولا يوجد دليل على كفر أو شرك أحد من الأنبياء، لا عقلي ولا شرعي، فمن أراد إثبات ذلك فعليه بالدليل.
الأدلة موجودة في كلام شيخ الإسلام في الموضع المشار إليه = فتفضل بمراجعتها ..
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:10]ـ
الأدلة موجودة في كلام شيخ الإسلام في الموضع المشار إليه = فتفضل بمراجعتها ..
عفوا .. لم أجد أي دليل، وكلام شيخ الإسلام عبارة عن نفي وجود دليل عقلي يمنع ذلك. وهذا لا خلاف عليه .. وليس للعقل إنشاء الأخبار! ولا يمكن إثبات أو نفي ذلك إلا بخبر صحيح.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 08:14]ـ
راجع كلام شيخ الإسلام في الموضع الذي أشرت إليه وهو قرابة خمسين صفحة، وذكر فيه الدليل من قصة لوط ومن قصة شعيب عليهما السلام ..
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 08:33]ـ
- والله - قرأت كلام شيخ الإسلام في الموضع المشار إليه قبل أن أضع مشاركتي السابقة. (ابتسامة)
ولا يمكن الاستدلال بمجرد إيمانهم بالرسالة، إذ الحال هو هو مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، حيث أنه آمن بالله وبرسالته ولم يكن مشركا من قبل.
وهذا لا يتعارض مع كون الضلال سابقا على الإيمان، وهو ما يسميه أهل العلم بالضلال القريب كما قال شيخ الإسلام في معرض كلامه في الموضع السابق.
وبين الضلال القريب والضلال البعيد كما بين الحيرة وبين الكفر والشرك. وهذا واضح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 08:46]ـ
جزاك الله خيرا ياأبا فهر
قد شفيت الغليل ......
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 09:10]ـ
وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه ..
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 10:03]ـ
وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك
هذه هي القاعدة التي يدور عليها كلام شيخ الإسلام.
لأنه لا إثبات ولا نفي لشيء يتعلق بالأخبار بمجرد العقل أو التخرصات.
فإن كان من الناحية العقلية غير ممتنع، ولكنه لا يثبت بالنقل.
فمن ناحية التجويز لدلالة العقل وحسب، فهو التجويز بالافتراء.
فليس ممتنع عقلا أن تكونوا لصوص وزناة. ولكن عدم الامتناع ليس دليلا، والأصل هو البراءة إلا إذا ثبت شيء فينتقل الحكم.
فإن كان هذا في أمثالكم، فالأنبياء أولى بهذا التنزيه والبراءة، ولا يثبت في أي منهم شيء يشينه.
فليكون الكلام مستقيمًا .. فيقال:
وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك، والأصل هو البراءة إلا إذا ثبت غير ذلك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 10:13]ـ
والأصل هو البراءة إلا إذا ثبت غير ذلك
وغير ذلك ثبت عند الشيخ واستدل عليه بالسمع في قصة لوط وقصة شعيب ..
بل بعد أن أثبته الشيخ ذكر مقصد الشرع فيه ..
قال الشيخ: ((وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له ثم أن الله أرسله; والرسول الذي نشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم، ثم يبعثه الله فيهم، يكون أكمل وأعظم ممن كان من قوم لا يعرفونه; فإنه يكون بتأييد الله له أعظم من جهة تأييده بالعلم والهدى، ومن جهة تأييده بالنصر والقهر.
قلت: وبهذا يظهر اختلاف درجات الأنبياء والرسل، وعدم الاحتجاج إلى التكلف في الجواب عن مثل آية إبراهيم ونحوها، وأن قصارى ما يقال في مثل قوله لنبينا: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [سورة الضحى آية: 7]، وقوله: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ} [سورة الشورى آية: 52] هو عدم العلم بما جاء من النبوة والرسالة، وتفاصيل ما تضمن من الأحكام الشرعية والأصول الإيمانية.
وهذا غاية ما تيسر لنا في هذا المقام الضنك الذي أحجم عنه فحول الرجال وأهل الفضائل والكمال، ونستغفر الله من التجاسر والوثوب على الكلام في مثل هذا المبحث الذي زلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام واضطربت فيه أقوال الأئمة الأعلام)).
وقال الشيخ: ((وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له ثم أن الله أرسله .. وكذلك يوشع كان من أمة موسى وكان فتاه ثم إن الله أرسله وكذلك هارون. لكن هارون ويوع كانا على دين بني إسرائيل ملة إبراهيم، وأما لوط فلم يكن قبل إبراهيم من قومه ملة نبي يتبعها لوط، بل لما بعث الله إبراهيم = آمن له)).
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
((قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} ظَاهِرُهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ شُعَيْبًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ كَانُوا عَلَى مِلَّةِ قَوْمِهِمْ؛ لِقَوْلِهِمْ: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} وَلِقَوْلِ شُعَيْبٍ: (أنَعُودُ فِيهَا {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} وَلِقَوْلِهِ: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا فِيهَا. وَلِقَوْلِهِ: {بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا}. فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَنْجَاهُمْ مِنْهَا بَعْدَ التَّلَوُّثِ بِهَا؛ وَلِقَوْلِهِ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى قَوْمِهِ؛ لِأَنَّهُ صَرَّحَ فِيهِ بِقَوْلِهِ: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ} وَلِأَنَّهُ هُوَ الْمُحَاوِرُ لَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِقَوْلِهِ: {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} إلَى آخِرِهَا وَهَذَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ الْمُتَكَلِّمُ وَمِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ إبْرَاهِيمَ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ})).
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 11:40]ـ
هذا التجويز يذكرني بما قالته اليهود في أنبياء الله؛ وفيما يظهر لي أن الشيخ لا يستدل على ذلك بدليل سمعي، وإنما هو للرد على التجويز العقلي .. حيث أنه إذا كان فكيف يكون! وقد يأتي بشيء من المقاصد الشرعية لبيان أنه إذا كان فإنه لا يخلو من الحكمة، وهذا شأن شيخ الإسلام في كتاباته.
لوط من أمة إبراهيم، هذا صحيح. بل بينهما قرابة إذ أن لوطا هو ابن أخيه هاران. ومجرد الإيمان بنبوة إبراهيم ورسالته لا يفيد ولا يثبت إلا الإيمان والتبعية. ولم يتطرق القصص إلى ما يسبق ذلك.
فلا يوجد دليل سمعي يمكن الاعتضاد به، فضلا عن الاعتماد عليه والاستدلال به.
وأما من الناحية العقلية.
فالتجويز للضلال وارد، ولكن فيه تفصيل.
لأنه لا يعلم عمر نبي الله لوط حين آمن بإبراهيم، فقد تسري عليه أحكام التبعية لصغره، وآمن عند بلوغه، ولا يستبعد أن يكون قد آمن به قبل بلوغه، إذ أن عليا قد آمن بالنبي وهو غلام صغير. وكذلك قد يكون آمن به بعد بلوغه بفترة ولكن ليس هناك ثم دليل على أنه تلبس بشرك أو كفر فيما قبل ذلك.
لذا فالأولى استصحاب البراءة الأصلية.
وبنحو منه يوشع بن نون، إذ أنه إسرائيلي. والثابت أنه كان فتى لموسى .. وثبتت التبعية له في صغره لنبي الله موسى. فلا يمكن الاستناد إلى هذا.
ولا يمكن نفي وجود ملة لأهل الأرض فيما قبل إبراهيم، وكأن الله - عز وجل - قد ترك الناس هملا - سبحانه -، ولا دليل على ذلك.
بل الثابت أن الله - عز وجل - قد أرسل الرسل فيما قبل إبراهيم. وهذا دليل على وجود ملة سابقة على ملته.
ويعترض الاستدلال اعتراضات أقوى منه، وإذا استصحبت البراءة "وهذا هو الأولى" لعلم أنه لا يمكن الإثبات إلا بدليل، وهذا الاستدلال ضعيف جدا .. على الأقل بالمقارنة.
وأما قصة شعيب، فأي ضلال كان؟ هل هو الكفر والشرك؟ أم هو من الضلال القريب الذي هو الحيرة بسبب الجهل مع عدم التلبس بالكفر والشرك؟
كلاهما وارد! ولكن ما الذي يثبت؟
بالنسبة للآيات الكريمات، فإن سياق الآيات يدل على المعنى، إذ القوم قالوا: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ}
فهذا التهديد حاصله أن المتوعد به جماعة، شعيب والذين آمنوا معه. ونبي الله شعيب يرد عن الجماعة وهو منهم.
والتهديد هو التهديد بالإخراج، وإلا العودة إلى الملة.
ومجرد العودة إلى الملة لا يعني الرجوع إلى الشرك، إذ أن العرب فيما قبل البعثة كانوا على ملة إبراهيم، وكان منهم المشرك الكافر ومنهم المتحنث كما قد سبق الإشارة إلى ذلك.
فمجرد الدعوى بأن (الملة = الشرك) فهذا قول بعيد، ولكن (الملة فيها الشرك) فهذا هو الأقرب. كما كانت ملة إبراهيم فيما قبل البعثة.
وقال الطبري: ((قال شعيب مجيبًا لهم: (أولو كنا كارهين).
ومعنى الكلام: أن شعيبًا قال لقومه: أتخرجوننا من قريتكم، وتصدّوننا عن سبيل الله، ولو كنا كارهين لذلك؟))
وتثبت الملة الصحيحة بالبعثة، كما أن ملة إبراهيم الصحيحة قد ثبتت بالبعثة.
فإن ادعى شخص أنه سيكون على ملة إبراهيم التي كان العرب عليها قبل البعثة، فإنه يكون بقوله هذا كافرا. ولا يعني أن هذه الملة غير صحيحة.
والنجاة منها لا يعني الولوج فيها، فأنت تقول مثلا: نجاني الله من الأسد، لا يفيد أن الأسد قد اعتدى عليك، وربما رأيته ينظر إليك وقريب منك وشعرت بالخطر على نفسك.
وبنحوه قول الرجل لرسول الله (هلكت يا رسول الله)، والرجل معافي ولكن من هول ما يفجعه.
وإن قلت نجاني الله من القتل لا يفيد أنك قد قتلت.
وفي هذه المسألة عدة أقوال يجب وضعها في عين الاعتبار .. من خير من تحدث عنها العلامة الألوسي. وهاك قوله.
قال العلامة الألوسي في محاسن التأويل (5/ 149):
تنبيهات:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول- اعلم أن ظاهر قوله تعالى {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا} وقوله {بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها} يدل على أن شعيبا عليه السلام كان على ملتهم قبل بعثته. ومعلوم عصمة الأنبياء عن الكبائر، فضلا عن الشرك.
وفي (المواقف وشرحها): أن الأمة أجمعت على عصمة الأنبياء من الكفر قبل النبوة وبعدها، غير أن الأزارقة من الخوارج جوّزوا عليهم الذنب، وكل ذنب عندهم كفر، فلزمهم تجويز الكفر. وجوّز الشيعة إظهار الكفر تقية عند خوف الهلاك، واحترازا عن إلقاء النفس في التهلكة. ومثله في (شرح التجريد).
ولما تقرر إجماع الأمة على ما ذكر، كان للعلماء في هذه الآية وجوه:
منها: أن العود المقابل للخروج، هو العود إلى ترك دعوى الرسالة والإقرار بها.
والجار والمجرور حال. أي ليكن منكم الخروج من قريتنا، أو العود إلى ترك دعوى الرسالة والإقرار بها، داخلين في ملتنا. وهذا الوجه اقتصر عليه المهايمي، وسايرناه فيه مع تفسير تتمة الآية.
ومنها: أن العود المذكور إلى ما خرج منه، وهو القرية. والمجرور حال كالسابق. أي ليكن منكم الخروج من قريتنا، أو العود إليها، كائنين في ملتنا. وعدّي (عاد) ب (في) كأن الملة لهم بمنزلة الوعاء المحيط بهم.
ومنها: أن هذا القول جار على ظنهم أنه كان في ملتهم، لسكوته قبل البعثة عن الإنكار عليهم ومنها: أنه صدر عن رؤسائهم تلبيسا على الناس، وإيهاما لأنه كان على دينهم. وما صدر عن شعيب عليه السلام كان على طريق المشاكلة.
ومنها: أن لَتَعُودُنَّ بمعنى لتصيرن. إذ كثيرا ما يرد (عاد) بمعنى (صار)، فيعمل عمل (كان). ولا يستدعي الرجوع إلى حالة سابقة، بل عكس ذلك، وهو الانتقال من حال سابقة، إلى حال مؤتنفة مثل (صار). وكأنهم قالوا- والله أعلم- لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا، أو لتصيرن كفارا مثلنا.
قال الرازي: تقول العرب. قد عاد إليّ من فلان مكروه، يريدون: قد صار إليّ منه المكروه ابتداء. قال الشاعر:
فإن تكن الأيام أحسن مدة ... إليّ فقد عادت لهنّ ذنوب
أراد: فقد صارت لهن ذنوب، ولم يرد أن ذنوبا كانت لهن قبل الإحسان- انتهى-.
ومنه
حديث معاذ. قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: (أعدت فتّانا يا معاذ؟) أي صرت.
ومنه
حديث خزيمة: عاد لها النّقاد مجرنثما. أي صار.
وفي حديث كعب: وددت أن هذا اللبن يعود قطرانا، أي يصير. فقيل له: لم ذلك؟ قال: تتّبعت قريش أذناب الإبل، وتركوا الجماعات.
قال الشهاب: إلا أنه قيل إنه لا يلائم قوله {بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها} إلا أن يقال بالتغليب فيه، أو يقال: التنجية لا يلزم أن تكون بعد الوقوع في المكروه. ألا ترى إلى قوله {فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ} [الأعراف: 83] و [النمل: 57] وأمثاله؟
ومنها: أن العود يطلق، ويراد به الابتداء. حققه الراغب والجار بردي وغير واحد.
وأنشدوا قول الشاعر:
وعاد الرأس منّي كالثّغام
ومعنى الآية: لتدخلنّ في ملتنا، وقوله تعالى: {إِنْ عُدْنا} أي دخلنا- كذا في تاج العروس-.
ومنها: إبقاء صيغة العود على ظاهرها، من استدعائها رجوع العائد، إلى حال كان عليها قبل. كما يقال: عاد له، بعد ما كان أعرض عنه، إلا أن الكلام من باب التغليب. قال الزمخشري: لما قالوا: {لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ} فعطفوا على ضميره، الذين دخلوا في الإيمان منهم بعد كفرهم- قالوا {لَتَعُودُنَّ} فغلبوا الجماعة على الواحد. فجعلوهم عائدين جميعا، إجراء للكلام على حكم التغليب. وعلى ذلك أجرى شعيب عليه السلام جوابه فقال: {إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها} وهو يريد عود قومه، إلا أنه نظم نفسه في جملتهم، وإن كان بريئا من ذلك، إجراء لكلامه على حكم التغليب- انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: ما قاله الناصر في (الانتصاف): إنه يسلم استعمال (العود) بمعنى (الرجوع إلى أمر سابق)، ويجاب عن ذلك بمثل الجواب عن قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ} [الظلمات: 257] والإخراج يستدعي دخولا سابقا فيما وقع الإخراج منه، ونحن نعلم أن المؤمن الناشئ في الإيمان لم يدخل قط في ظلمة الكفر، ولا كان فيها. وكذلك الكافر الأصلي لم يدخل قط في نور الإيمان، ولا كان فيه. ولكن لما كان الإيمان والكفر من الأفعال الاختيارية التي خلق الله العبد متيسرا لكل واحد منهما متمكنا منه لو أراده، فعبر عن تمكن المؤمن من الكفر،
ثم عدوله عنه إلى الإيمان، إخبارا بالإخراج من الظلمات إلى النور، توفيقا من الله له، ولطفا به، بل وبالعكس في حق الكافر.
وقد مضى نظير هذا النظر عند قوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى} [البقرة: 16] وهو من المجاز المعبر فيه عن السبب بالمسبب: وفائدة اختياره في هذه المواضع تحقيق التمكن والاختيار، لإقامة حجة الله على عباده- والله أعلم- انتهى.
الثاني: في قوله {إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا} ردّ إلى الله تعالى مستقيم.
قال الواحدي والذي عليه أهل العلم والسنة في هذه الآية، أن شعيبا وأصحابه قالوا: ما كنا لنرجع إلى ملتكم، بعد أن وقفنا على أنها ضلالة تكسب دخول النار، إلا أن يريد إهلاكنا. فأمورنا راجعة إلى الله، غير خارجة عن قبضته، يسعد من يشاء بالطاعة، ويشقي من يشاء بالمعصية. وهذا من شعيب وقومه استسلام لمشيئة الله.
ولم تزل الأنبياء والأكابر يخافون العاقبة، وانقلاب الأمر. ألا ترى إلى قول الخليل عليه الصلاة والسلام: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ} [إبراهيم: 35]؟ وكان نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم كثيرا ما يقول: «يا مقلّب القلوب! ثبّت قلبي على دينك».
وقال الزجاج: المعنى: وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يكون قد سبق في علم الله ومشيئته أن نعود فيها. وتصديق ذلك قوله {وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً}، يعني أنه تعالى يعلم ما يكون، من قبل أن يكون، وما سيكون. وأنه تعالى كان عالما في الأزل بجميع الأشياء. فالسعيد من سعد في علم الله تعالى. والشقي من شقي في علم الله تعالى.
وقال الناصر في (الانتصاف): موقع قوله {وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} الاعتراف بالقصور عن علم العاقبة، والاطلاع على الأمور الغائبة. فإن العود إلى الكفر جائز في قدرة الله أن يقع من العبد. ولو وقع. فبقدرة الله ومشيئته المغيّبة عن خلقه. فالحذر قائم، والخوف لازم. ونظيره قول إبراهيم عليه السلام {وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً، أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} [الأنعام: 80] لما ردّ الأمر إلى المشيئة، وهي مغيّبة، مجّد الله تعالى بالانفراد بعلم الغائبات- والله أعلم.
وقال أبو السعود: معنى وَما يَكُونُ لَنا ... الآية- أي ما يصح لنا أن نعود فيها في حال من الأحوال، أو في وقت من الأوقات، إلا أن يشاء الله. أي إلا حال مشيئة الله تعالى، أو وقت مشيئته تعالى. لعودنا فيها. وذلك مما لا يكاد يكون، كما ينبئ عنه قوله تعالى: {رَبُّنا} ... فإن التعرض لعنوان ربوبيته تعالى لهم، مما ينبئ عن استحالة مشيئته تعالى لارتدادهم قطعا، وكذا قوله {بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها} فإن تنجيته تعالى لهم منها، من دلائل عدم مشيئته لعودهم فيها. وقيل معناه: إلا أن يشاء الله خذلاننا. فيه دليل على أن الكفر بمشيئته تعالى. وأيّا ما كان، فليس المراد بذلك بيان أن العود فيها في حيّز الإمكان، وخطر الوقوع، بناء على كون مشيئته تعالى كذلك، بل بيان استحالة وقوعها. كأنه قيل: وما كان لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا، وهيهات ذلك. بدليل ما ذكر من موجبات عدم مشيئته تعالى له- انتهى-.
ولا يخفى أن إفهام ذلك الاستحالة، هو باعتبار الواقع، وما يقتضيه منصب النبوة. وأما إذا لوحظ مقام الخوف والخشية، الذي هو من أعلى مقامات الخواصّ، فيكون ما ذكرناه أولا أدقّ، وبالقبول أحق.
قال الإمام ابن القيم في (طريق الهجرتين): قد أثنى الله سبحانه على أقرب عباده إليه بالخوف منه، فقال عن أنبيائه، بعد أن أثنى عليهم ومدحهم {إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً} [الأنبياء: 90] فالرغب الرجاء، والرهب الخوف والخشية. وقال عن ملائكته الذين قد آمنهم من عذابه {يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50]
وفي الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إنّي أعلمكم بالله، وأشدكم له خشية».
وفي لفظ آخر: «إنّي أخوفكم لله وأعلمكم بما أتقي».
وكان صلّى الله عليه وسلّم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء. وقد قال تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ} [فاطر: 28]، فكلما كان العبد بالله أعلم، كان له أخوف.
الثالث: قال الفرّاء: أهل عمان يسمون (القاضي) الفاتح والفتاح. لأنه يفتح مواضع الحق، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما كنت أدري ما قوله: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ} حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك، أي أحاكمك.
وقال الشهاب: الفتح، بمعنى الحكم، وهي لغة لحمير، أو لمراد، والفتاحة (بالضم) عندهم الحكومة. أو هو مجاز بمعنى: أظهر وبيّن أمرنا، حتى ينكشف ما بيننا وبينهم، ويتميز المحق من المبطل. ومنه فتح المشكل لبيانه وحلّه، تشبيها له بفتح الباب وإزالة الأغلاق، حتى يوصل إلى ما خلفها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن خليفة المصرى]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 11:43]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد
فقد تعقبنى أحد إخوانى فى قولى أن الفطرة هى الإسلام وقال ليس المراد بالفطرة في الحديث: (الإسلام)، ولم يقل به أحد
وأنا أقول له
وَأَشْهَرُ الأَقْوَال أَنَّ الْمُرَاد بِالْفِطْرَةِ الإِسْلام
قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْد عَامَّة السَّلَف. وَأَجْمَعَ أَهْل الْعِلْم بِالتَّأْوِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى (فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا) الإِسْلام , وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَة فِي آخِر حَدِيث الْبَاب: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا) وَبِحَدِيثِ عِيَاض بْن حِمَار عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيه عَنْ رَبّه " إِنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاء كُلّهمْ , فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِين عَنْ دِينهمْ " الْحَدِيث. وَقَدْ رَوَاهُ غَيْره فَزَادَ فِيهِ " حُنَفَاء مُسْلِمِينَ " وَرَجَّحَهُ بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى (فِطْرَة اللَّه) لأَنَّهَا إِضَافَة مَدْح , وَقَدْ أَمَرَ نَبِيّه بِلُزُومِهَا , فَعُلِمَ أَنَّهَا الإِسْلام.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
الحمد للّه؛ أما قوله صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه": فالصواب أنها فطرة اللّه التي فطر الناس عليها، وهي فطرة الإسلام، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال: {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} [الأعراف: 172] وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول للعقائد الصحيحة.
فإن حقيقة الإسلام أن يستسلم للّه، لا لغيره، وهو معنى لا إله إلا اللّه، وقد ضرب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال: " كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ " بين أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن، وأن العيب حادث طارئ.
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 12:41]ـ
العلامة الألوسي. وهاك قوله.
قال العلامة الألوسي في محاسن التأويل (5/ 149):
بل هو العلامة القاسمي.
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 02:47]ـ
ولا يمكن نفي وجود ملة لأهل الأرض فيما قبل إبراهيم، وكأن الله - عز وجل - قد ترك الناس هملا - سبحانه -، ولا دليل على ذلك.
بل الثابت أن الله - عز وجل - قد أرسل الرسل فيما قبل إبراهيم. وهذا دليل على وجود ملة سابقة على ملته.
وهذا على سبيل التجوز والتنزل أن شعيبا كان قبل إبراهيم للخلاف الشديد في نسبه، وما عليه أكثر أهل العلم أن جده لأبيه هو مدين وهو ابن لإبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، ونسبه لأمه يرجع للوط - عليه السلام -.
وإن كان في نسبه نظر .. إلا أن الراجح أنه فيما بعد مبعث إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو الواضح من مجموع كلام أهل العلم من السلف والخلف.
فيكون بذلك الملة التي كان عليها القوم هي ملة إبراهيم وحدث فيها الشرك، فيكون حالها كحال جزيرة العرب فيما قبل البعثة وملة إبراهيم. ولكن مع الاختلاف لقرب زمان شعيب.
وصيغة الجمع استخدمها في الخطاب (وهو خطيب الأنبياء) كما قال مالك وغيره، لمن معه من المؤمنين.
وأما الإجماع .. فمعلوم لدى الجميع أن الأنبياء معصومون فيما يخص الرسالة ومعصومون من الكبائر والموبقات .. كذا حكاه غير جماعة من أهل العلم كالقاضي عياض.
وما من كبيرة مستقبحة كالكفر والشرك.
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 08:39]ـ
بارك الله بالاخوة المشاركين
قرأت ما أفاده الاخوة الافاضل جزاهم الله خيرا وبقي السؤال ولم يجب عنه أحد بعد، وهو ما حكم من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي (ص) والعياذ بالله قبل بلوغه؟ ويبدو من الكلام الذي استشهد به الاخوة في نقاشاتهم حول هذا الموضوع الحساس أن شيخ الاسلام ابن تيمية هو الذي فعل ذلك كما يظهر من كلامه الذي ارشدني اليه الاخ اسامة في منهاج السنةج8ص285 وهو كالتالي (
الثالث أن يقال قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد مؤمنا من قريش لا رجل ولا صبي ولا أمرأة ولا الثلاثة ولا علي وإذا قيل عن الرجال إنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك علي وغيره وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ قيل ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغ والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين الخ)
السؤال:ما حكم من يلمح من دون ان يصرح بكفر النبي (ص) والعياذ بالله قبل بلوغه؟ ما يقول الاخوة الافاضل؟
ـ[المقدسى]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 09:59]ـ
التجويز العقلي في مسألة معينة له حالة خاصة لا تستوجب أن نسقط ما جوزناه أو منعناه على وقائع شرعية معينة ..
المقصود أن مسألة/ هل يجوز عقلاً أن يكون الأنبياء على الكفر قبل البعثة كفار من الناحية العقلية البحتة امر جائز ولا يعنى هذا التجويز إثبات ذلك شرعاً، وهذا أمر يجب ان يتفطن إليه ولا يظن بقائل هذه العبارة أو موافقها أنه يثبت كفر الإنبياء عليهم صلوات الله قبل بعثتهم.
أما بخصوص رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام
فالنصوص الشرعية المنقولة تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعبد لله منفرداً موحداً على غير ديانة قومه ولم يسجد لصنم من أصنامهم قط بتوفيق الله وحكمته.
والله أعلم /
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 01:00]ـ
الاجوبة تتقدم الى الامام وهذا جيد جدا ولكن يبقى السؤال المطروح محل البحث حتى الان بغير اجابة؟(/)
أجمل قصة فى رفع راية العقيدة عالياً
ـ[ابن خليفة المصرى]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 01:09]ـ
أجمل قصة فى رفع راية العقيدة عالياً
فى البداية أقول الحمد لله العلى الأعلى الذى خلقنا وسوانا وهيأ طعامنا وسقيانا وشق سمعنا وبصرنا وهدانا الحمد لله ذى العز المجيد والبطش الشديد المبدئ المعيد الفعال لما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده هو رب العبيد وأصلى وأسلم على رسوله محمد الداعى إلى التوحيد الساعى بالنصح إلى القريب والبعيد أما بعد: فقد سمعت من أحد علمائنا الكرام قصة منذ عدة سنوات فدخلت قلبى مباشرة وسكنت فؤادى دون أن تستأذننى وحفرت فى الذاكرة رغماً عنى وهذا هو حال الحق لا تستطيع القلوب أن تنكره وفيها بإختصار أن بعض علماء الشيعة طلبوا من علماء السنة أن يجتمعوا حتى يتناظروا فأى الفريقين إنتصر كان دينه الحق وعلى اللقاء تواعد الفريقان وظن الشيعة أنهم منتصرون بعد ما وسوس لهم بذلك الشيطان وعندما حان الوقت وجاء الزمان إجتمع علماء الشيعة جميعاً وإنتظروا مجى علماء السنة فلم يأتى من علماء السنة إلا واحداً فقط ولكنه دخل علىالشيعة بشكل غريب لا بل عجيب أتدرى أخى كيف دخل عليهم؟
دخل ممسكاً بحذائه بقوة ووضعه تحت كتفه ولم يرضى أن يتركه بالخارج فقالوا له لما تمسك بالحذاء هكذا بعدما خلعته من قدميك فقال العالم السنى لقد سمعت أن الشيعة على عهد النبى كانوا يسرقون الأحذية لذلك أنا ممسك بحذائى فقالوا له جميعاً فى وقت واحد كذبت يا كذاب وهل كان هناك شيعة على عهد رسول الله حتى تتهمنا بالسرقة فقال العالم قد إنتهت المناظرة قبل أن تبدأ فما لم يكن على عهده ديناً فليس اليوم ديناً ولأول مرة يتحد الشيعة على الصدق فصدقوا وهل كان هناك شيعة على عهد رسول الله وهل كان هناك جهمية وهل كان هناك فرقة كذا أو كذا
(أخوكم رابح ابن خليفة)(/)
انطلاق مشروع "سألوا .. فأجبنا" بمنتدى التوحيد.
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:51]ـ
الحمدُ لله الذي أكملَ لنا الملة، وأتمَّ علينا المنّة، أرسل رسولَه بالحقِّ وعصمه، وأنزل إليه الذكرَ وحفظه، فذهبت الظلمة وقامت الحجة، وزالت الغمة وبانت المحجة، وقام على السبيل نورٌ يشرق، وكثرت على الصراط أدلةٌ تبرق، فالحمد لله أولًا وآخرًا، والحمد لله ظاهرًا وباطنًا!
ونشهد ألّا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، أرسل رسوله بالهدى، ووقاه النطقَ عن الهوى، وأمره بالبلاغ فأسمع، وعلمه البيان فأقنع، ونصره بالرعب وظلله بالسؤدد، ولم يقبضه حتى قال " اللهم فاشهد! "، استقام الموحدون على حكم ملك الملوك، أن قال "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ"، وعنت الوجوه تسعى لنيل رضاه، فعلمهم أنه من يطع الرسول فقد أطاع الله، وسارع المحبون لنيل المحبوبية، فاشترط عليهم أن يتبعوا نبيّه، فسبحانك اللهم وبحمدك، لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك!!
ونشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة فنعمّا هي، وأدى الأمانة كما ينبغي، صادق الحديث أمين، بالمؤمنين رءوفٌ رحيم، هو سيد ولد آدم، وهو للأنبياء خاتم، سيرته خير سيرة، وسنته خير سنة، نقلها إلينا الثقات، وبينها لنا الأثبات، صحابته خير أمة أخرجت للناس، ودينه ظاهر رغم أنف أهل الإبلاس، فاللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين!!
أما بعدُ ..
فإن الله جعل أمتنا أمةً مرحومة، لم تكن يومًا من العلماء محرومة، وجعل – سبحانه - من سننه التدافع بين الحق والباطل، فيظهر الحق ويزهق الباطل فإذا هو زائل، وأمر – جل شأنه – من عَدِم العلم أن يسأل، وأقام – بعزته – على الحق طائفةً لا يضرهم من يخذل، فاستغنى أهل السنة بنور الوحي، وأفلس أهل الباطل إلا من الخزيّ، فتلك سنةٌ ماضيةٌ وحجةٌ باقية، وذاك نورٌ دائمٌ وبرهانٌ قائم.
ومن هذا الباب، فإن إدارة منتدى التوحيد تحمل إلى المسلمين والباحثين عن الحق، هذه البشرى الطيبة بانطلاق مشروع (سألوا ... فأجبنا) .. مشروعٌ نتناول فيه جواب أسئلة الحائرين والمتعلمين، بأنصع ما يكون جواب، وأظهر ما تقوم حجة، من كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم، وما أثبته علماء الأمة في مصنفاتهم، مع إظهار علو كعب المسلمين على الحيارى في شتى المذاهب، والشهادة من أفواه الأعداء، وسد الباب على مواطن الاشتباه والإشكال أثناء بيان الحق الظاهر، راجين المولى عز وجل التوفيق والسداد، والإخلاص والصواب.
وسيتم طرح كل سؤالٍ مع جوابه في مشاركةٍ مستقلة، وبين كل سؤالٍ والذي يليه مهلةٌ بحسب ما يحسُن ويمكن، مع الإعلام بصاحب الجواب إن انفرد بجوابه، فإن لم يكن كذلك فالإجابة منسوبة لهذه اللجنة العلمية لمنتدى التوحيد، ويسعدنا أن نستقبل اقتراحاتكم وإجاباتكم وأسئلتكم على هذا المعرّف، لننظر فيها وفي أحسن الوجوه للاستفادة منها أو الجواب عليها، دون موعدةٍ بالرد على كل رسالةٍ استقلالًا لعسر ذلك وضيق الوقت ... والأسئلة والإجابات مما نهيب بإخواننا أن ينشروه نشرًا للعلم النافع، مع الإلحاح في الإشارة إلى مصدر النقل، لما في ذلك من المصالح التي لا تخفى على إخواننا الألبّاء.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ به سبحانه من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال، ونسأله سبحانه أن يفرغ علينا صبرًا، وأن يربط على قلوبنا، وأن يجعلنا هداةً مهتدين .. والله ولي التوفيق!
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=206578#post20 6578
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:54]ـ
س (1) تفسير: ما معنى قوله تعالى (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ) "الإسراء: 59"؟ وما الجمع بين ذلك وما حدث من انشقاق القمر بعد أن سأل بعضُ المشركين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم آيةً؟
يجيب الأخ الفاضل الشيخ أبو المظفر السناري حفظه الله. ( http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=206578&postcount=2)
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
تكاد تكون كلمة المفسرين في تأويل تلك الآية: قائمًا على كون المانع من المعاجلة باستنزال الآيات - المعجزات - مما طلبه مشركو مكة = هو ما سبق في الغابر من تكذيب المكذبين لأضرابها؛ مما كان سببًا في كونهم عُوجِلوا بالعذاب الحاضر، والغضب المتواتر!
ولو أن قريشًا سلكتْ تلك السبيل التي سلكها المكذبون قبلهم إزاء تلك الآيات؛ لجاءهم الموت من كل جانب، وأتتْهم نقمة الجبار من حيث لا يشعرون، ولأصبحوا أحاديث للناس كما أصبح عاد وثمود.
قال جار الله الخوارزمي في (تفسيره): (وعادة الله في الأمم أن من اقترح منهم آيةً فأجيب إليها ثم لم يؤمن، أن يُعاجل بعذاب الاستئصال، فالمعنى: وما صرفنا عن إرسال ما يقترحونه من الآيات إلا أن كذّب بها الذين هم أمثالهم من المطبوع على قلوبهم كعادٍ وثمود، وأنها لو أرسلت لكذبوا بها تكذيب أولئك، وقالوا هذا سحرٌ مبين، كما يقولون في غيرها، واستوجبوا العذاب المستأصل، وقد عزمنا أن نؤخِّر أمر من بُعِثْتَ إليهم إلى يوم القيامة).
قلت: ومستندهم في ذلك: حديث ابن عباس المشهور: (قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ، فَيَزْرَعُوا، فَقِيلَ لَهُ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْنِيَ بِهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ نُؤْتِيَهُمُ الَّذِي سَأَلُوا، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ، قَالَ: «لَا، بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 59]).
وهذا الحديث: أخرجه أحمد والنسائي في الكبرى وجماعة، وقد صححه الحافظ الذهبي وجماعة، وجوَّد سنده العمادُ ابن كثير، ورجاله ثقات مشاهير.
وأخرج أحمد أيضًا وغيره بإسناد ثابت عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُصْبِحْ لَنَا الصَّفَا ذَهَبَةً، فَإِنْ أَصْبَحَتْ ذَهَبَةً اتَّبَعْنَاكَ، وَعَرَفْنَا أَنَّ مَا قُلْتَ كَمَا قُلْتَ: فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَتْ لَهُمْ هَذِهِ الصَّفَا ذَهَبَةً، فَمَنْ كَفَرَ مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ، فَتَحْنَا لَهُمْ أَبْوَابَ التَّوْبَةِ، قَالَ: «يَا رَبِّ، لَا، بَلِ افْتَحْ لَهُمْ أَبْوَابَ التَّوْبَةِ»).
وعند البيهقي في (الدلائل) بإسنادٍ صالح من مرسل الربيع بن أنس البكري قال: (قال الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون فقال رسول الله إن شئتم دعوت الله فأنزلها عليكم فإن عصيتم هلكتم يقول ينزل العذاب فقالوا لا نريدها)!
قلتُ: وأشكل على هذا ما صح من انشقاق القمر بعدما سأله السائلون من رسول الله؟
وأجيب عنه بثلاثة أجوبة بل أربعة:
1 - أولهما: ما قاله بعضهم من أن حكمة الله اقتضت أن يُظْهِر هذه الآية - يعني انشقاق القمر - في أول العهد المكي، فلما كذّبها الكفار وقالوا إنها سحرٌ اقتضت حكمة الله أن يكون ذلك الموقف السلبي المنطوي في الآيات التي نزلت بعد هذه السورة، مثل قوله: وما منعنا أن نرسل بالآيات) وغيرها.
قلت: وهذا جوابٌ ضعيف!
2 - وثانيهما: أن الله قد آتى رسوله صلى الله عليه وسلم آياتٍ علميةً وكونيةً، ولكنه لم يجعلها حجةً على رسالته، ولا أمره بالتحدي بها، بل كانت لضروراتٍ استدعتها، كاستجابة بعض أدعيته صلى الله عليه وسلم، كانشقاق القمر، وشفاء المرضى وإشباع العدد الكثير من الطعام القليل فى غزوة بدر وغزوة تبوك، وتسخير الله السحاب لإسقاء المسلمين، وتثبيت أقدامهم التي كانت تسيخ فى الرمل ببدر.
ولذلك لم تكن حجته القائمة إلى يوم القيامة سوى القرآن الكريم وحده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ثبت في (الصحيحين) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: (ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أُعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة).
قلت: وهذا جوابٌ جيدٌ لا بأس به.
3 - وثالثها: أنه ليس المراد بالامتناع من إرسال الآيات التي طلبها المشركون هو مطلق الآيات!
بل المراد بالآيات هنا: هي آيات الاقتراح والتشهي، مثل تحويل جبل الصفا ذهبًا، وجَرْيِ الأنهار، وغيرها، وهي أنها لا توجب الإيمان بها عند القوم، فقد سألها الأولون فلما أوتوها كذبوا بها فأهلكهم الله، فليس لهم مصلحةٌ في الإرسال بها، بل حكمته سبحانه تأبى ذلك كل الإباء.
فلا يدخل في ذلك: استجابة الرحمن لسؤال القوم بأن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر عيانًا.
قال الخطابي فيما نقله عنه جماعة وهو بصدد بيان الحِكَم من انشقاق القمر: (الحكمة في وقوعها ليلاً أن من طلبها من الرسول صلى الله عليه وسلم بعض من قريش فوقع لهم ذلك ليلاً، ولو أراد الله تعالى أن تكون هذه المعجزة نهارًا؛ لكانت داخلة تحت الحس قائمة للعيان، بحيث يشترك فيها الخاصة والعامة - لَفَعَلَ ذلك؛ ولكن الله تعالى بلطفه أجرى سنته بالهلاك في كل أمةٍ أتاها نبيها بآيةٍ عامةٍ يدركها الحس فلم يؤمنوا، وخص هذه الأمة بالرحمة فجعل آية نبيها عقلية، وذلك لما أوتوه من فضل الفهم بالنسبة إلى سائر الأمم، والله سبحانه وتعالى أعلم).
فَعُلِم بهذا أن طلبه سبحانه وتعالى للقوم بانشاق القمر، لا يتعارض مع قوله تعالى: (وما منعنا أن نرسل بالآيات .... ).
قلت: وهذا جوابٌ حسنٌ أيضًا.
4 - رابعها: أنه ليس ثمة تعارضٌ بين انشقاق القمر وآية: (وما منعنا أن نرسل بالآيات ... ).
وذلك: لأن الآيات التي لم يرسلها الله تعالى وعلق الهلاك على التكذيب بها هي التي طلبها المشركون من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعيانها، وأما انشقاق القمر فلم تطلب منه عليه الصلاة والسلام. وإنما طلبوا آيةً دون تحديد فانشق القمر، كما في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: (سأل أهل مكة أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر).
فوقعت تلك الآية: كما تقع خوارقُ كثيرةٌ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم، دون سؤالٍ من أحد لها أو بتعيين أفرادها.
قلت: وهذا جوابٌ قوي.
وهناك أجوبة أخرى لا تخلو من ضعف وتكلف.
وقد أطال محمد رشيد رضا وغيره النَّفَسَ في التعلق بآية الإسراء: (وما منعنا أن نرسل بالآيات)، وغيرها في سبيل التنكب عما ثبت من قصة انشقاق القمر!
وهذا باعثه: الاحتكامُ إلى قوانين العقل باديَ الرأي! مع ما يصحبه من تلك التكلفات في درء صحاح الأخبار، بما لا يتفق مع أهواء كل حائر محتار!
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 09:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله و سدد خطاكم, مشروع رائع لا ينقصه إلا شكر صاحب الفكرة و المجيبين و الناشرين و الدعاء لهم بالتوفيق و الخير.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
«شرح المُختصر المُفيد في بَيان دلائل أقسام التَّوحيد»، لشيخنا عبد الرّزّاق البدر
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:58]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«شرح المُختصر المُفيد في بَيان دلائل أقسام التَّوحيد»،
شرح صَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شيخنا عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
[الدّرسُ الأوّل]:
http://www.archive.org/download/SharhAlMukhtasarAlMoufidFiBaya anDalaa-ilAqsaamAt-tawheed/almukhtasar-almufid01.mp3
[ الدَّرسُ الثَّاني]:
http://www.archive.org/download/SharhAlMukhtasarAlMoufidFiBaya anDalaa-ilAqsaamAt-tawheed/almukhtasar-almufid02.mp3
[ الدَّرسُ الثَّالِث]:
http://www.archive.org/download/SharhAlMukhtasarAlMoufidFiBaya anDalaa-ilAqsaamAt-tawheed/almukhtasar-almufid03.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 06:04]ـ
[الدَّرسُ الرَّابِع]:
http://www.archive.org/download/SharhAlMukhtasarAlMoufidFiBaya anDalaa-ilAqsaamAt-tawheed/almukhtasar-almufid04.mp3
[ الدَّرسُ الخَامِسُ]:
http://www.archive.org/download/SharhAlMukhtasarAlMoufidFiBaya anDalaa-ilAqsaamAt-tawheed/almukhtasar-almufid05.mp3
[ الدَّرْسُ السَّادِسُ]:
http://www.archive.org/download/SharhAlMukhtasarAlMoufidFiBaya anDalaa-ilAqsaamAt-tawheed/almukhtasar-almufid06.mp3
انتهى الشَّرح.
والحمدُ للَّه ربِّ العالمينَ.
صفحة الشّرح على الأرشيف:
http://www.archive.org/details/SharhAlMukhtasarAlMoufidFiBaya anDalaa-ilAqsaamAt-tawheed
أَخُوكُم المُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ عَامَلَهُ اللَّهُ بِلُطْفِهِ الْخَفِيْ، آمين ـ
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 06:09]ـ
جعل الله ذلك في موازين الحسنات لكن ........
هلا تكرمتم بتأريخ الشرح هناوفي بقية مشاركاتكم وفقكم المولى .....
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 06:21]ـ
جعل الله ذلك في موازين الحسنات لكن ........
هلا تكرمتم بتأريخ الشرح هناوفي بقية مشاركاتكم وفقكم المولى .....
الأخ الحبيب / أبا فؤاد: جزاكُم اللَّهُ خَيرًا، وباركَ فيكُم.
[الدّرسُ الأوّل] (06/ 01/1432)
[الدَّرسُ الثَّاني] (07/ 01/1432)
[الدَّرسُ الثَّالِث] (08/ 01/1432)
[الدَّرسُ الرَّابِع] (12/ 01/1432)
[الدَّرسُ الخَامِسُ] (13/ 01/1432)
[الدَّرْسُ السَّادِسُ] (14/ 01/1432)(/)
أين أجد تقسيم ابن تيمية للشيعة إلى ثلاث طوائف رئيسية
ـ[أبو إسحاق الشاوي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 06:56]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رجاءا يا إخواني الكرماء لقد قرأت قديما كلاما لابن تيمية في تقسيم الشيعة إلى ثلاثة طوائف رئيسية و نسيته فمن يحضره و يوافيني به و جزاكم الله - جميعا - خيرا
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 07:21]ـ
اقال شيخ الاسلام رحمه الله: (وكان ظهور البدع بحسب البعد عن الدار النبوية، فلما حدثت الفرقة بعد مقتل عثمان ظهرت بدعة الحرورية، وتقدم بعقوبتها الشيعة من الأصناف الثلاثة الغالية، حيث حرقهم علي بالنار، والمفضلة حيث تقدم بجلدهم ثمانين، والسبائية حيث توعدهم وطلب أن يعاقب ابن سباء سبأ بالقتل أو بغيره فهرب منه. ثم في أواخر عصر الصحابة حدثت القدرية في آخر عصر ابن عمر وابن عباس؛ وجابر؛ وأمثالهم من الصحابة. وحدثت المرجئة قريباً من ذلك .......... ).
فتبين انهم في بادئ الامر ينقسمون الى هذه الفرق الرئيسية الغالية والمفضلة والسبئية ثم تفرقت هذه الثلاث الى فرق عدة ومذاهب شتى الى يومنا هذا والامر يطول وصفه وحسبك من ذا ..
ـ[أبو إسحاق الشاوي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 10:31]ـ
بارك الله فيك، لكن غير هذا النقل، وفيه القسم الأول من كان يفل عليا على أبي بكر و عمر، القسم الثاني من يفضله و يرى أنه أولى بالخلافة منهما فهذا غاليا في التشيع، القسم الثاني من يسب الصحابة فهذا يعدونه رافضيا
ـ[محمد سالم الخضر]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 02:03]ـ
لا أدري أخي، هل تقصد هذا النص؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (جامع الرسائل 264/ 1):
(وَكَذَلِكَ أول مَا ابتدعت مقَالَة الغالية فِي الْإِسْلَام من جِهَة بعض من كَانَ قد دخل فِي الْإِسْلَام وَانْتَحَلَ التَّشَيُّع وَقيل أول من أظهر ذَلِك عبد الله بن سبأ الَّذِي كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم وَكَانَ مِمَّن أَقَامَ الْفِتْنَة على عُثْمَان ثمَّ أظهر مُوالَاة عَليّ وَهُوَ من ابتدع الغلو فِي عَليّ حَتَّى ظهر فِي زَمَانه من ادّعى فِيهِ الإلهية وسجدوا لَهُ لما خرج من بَاب مَسْجِد كِنْدَة فَأمر عَليّ رَضِي الله عَنهُ بتحريقهم بالنَّار بعد أَن أَجلهم ثَلَاثَة أَيَّام وَفِي الصَّحِيح أَن ابْن عَبَّاس بلغه أَن عليا حرق زنادقة فَقَالَ لَو كنت أَنا لم أحرقهم لنهي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يعذب بِعَذَاب الله ولضربت رقابهم بِالسَّيْفِ لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بدل دينه فَاقْتُلُوهُ قَالُوا وهم هَؤُلَاءِ وَقد رووا قصتهم مستوفاة وروا أَنه أظهر أَيْضا سبّ أبي بكر وَعمر حَتَّى طلب عَليّ أَن يقْتله فهرب مِنْهُ وَلما بلغ عليا أَن أَقْوَامًا يفضلونه على أبي بكر وَعمر قَالَ لَا أُوتِيَ بِأحد يُفَضِّلُنِي على أبي بكر وَعمر إِلَّا جلدته حد المفتري تَحْقِيقا لما رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة أَنه سَأَلَ أَبَاهُ من خير النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَبُو بكر قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ عمر وَقد روى ذَلِك عَن على من نَحْو ثَمَانِينَ طَرِيقا وَهُوَ متواتر عَنهُ وروى هَذَا الْمَعْنى عَنهُ من وُجُوه مَرْفُوعا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب ثَنَاء الصَّحَابَة على الْقَرَابَة وثناء الْقَرَابَة وثناء الْقَرَابَة على الصَّحَابَة، وَحِينَئِذٍ ابتدع القَوْل بِأَن عليا إِمَام مَنْصُوص على إِمَامَته وابتدع أَيْضا القَوْل بِأَنَّهُ مَعْصُوم أعظم مِمَّا يَعْتَقِدهُ الْمُؤْمِنُونَ فِي عصمَة الْأَنْبِيَاء بل ابتدع القَوْل بنبوته وَحدث بِإِزَاءِ هَؤُلَاءِ من اعْتقد كفره وردته واستحل قَتله على ذَلِك من الْخَوَارِج وَمن اعْتقد فسقه أَو ظلمه من الأموية وَبَعض أهل الْكَلَام من الْمُعْتَزلَة وَغَيرهم وَمن لم يعْتَقد إِمَامَته وَلَا إِمَامَة غَيره فِي زَمَانه أَو جعل إِمَامَته وإمامة غَيره سَوَاء مَعَ اعْتِقَاده فَضله وسابقته فَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة حدثت بِإِزَاءِ تِلْكَ الثَّلَاثَة فالغالية والرافضة والمفضلة بِإِزَاءِ المكفرة والمفسقة والمتوقفة عَن اخْتِصَاصه بِالْإِمَامَةِ ... ).(/)
قصيدة نهج البرده
ـ[الدره المصونه]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوه الأعضاء
اريد الاستفسار عن قصيدة (نهج البرده) للشيخ ابراهيم داود فطاني
احد مشايخ مكه المكرمه
معنى نهج البرده؟
وهل هي على غرار قصيده البوصري في مدح الرسول (ص)
هل لها مخالفات عقديه؟
وشكرا
ـ[أبويحي السوفي]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 12:44]ـ
وعليكم السلام
هذه القصيدة نظمها أحمد شوقي – أمير الشعراء – في مدح النبي عليه. أفضل الصلاة والسلام وقافيتها على وزن بردة البوصيري.
واليك الرابط:
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=12561
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 09:42]ـ
الأخ الكريم، أنت تستفسر عن ((نهج البردة)) للشيخ/ إبراهيم داود فطاني.
أنا لا أدري هل هي قصيدة أو مجموعة قصائد جمعها تحت هذا الاسم.
لكني حين بحثت عن الشيخ المذكور وقفت على هذه المعلومات عنه، وهي تنبي عن فضله وعلمه.
الشيخ إبراهيم بن داود بن عبد القادر فطاني المكي، فقيه مكة.
العلامة المفسر الفقيه القاضي الأديب، ولد بمكة المكرمة سنة 1320 هـ, في محلة القشاشية، ومن جيرانهم بيت بن صديق، درس على أيدي مشايخ أفاضل, منهم عمه شقيق والده العلامة البارع محمد بن عبد القادر فطاني، والعلامة النحوي الشيخ علي بن حسين المالكي، والعلامة القاضي الشيخ يَحيى أمان، والشيخ حسن يماني، والشيخ عمر حمدان المحرسي - رحمهم الله.
عُرف الشيخ إبراهيم فطاني بالعلم والزهد والتقوى والورع، وتربى تربية ثقافية قوية، وخصوصًا في النواحي الدينية، وكان لذلك أثره البالغ على أخلاقه وصفاته وسلوكياته، وهو عالم جليل وفقيه وأديب شاعر ومفسر، ومثقَّف واسع الاطلاع، سليم النية، اشتهر بالتواضع وحسن السلوك ودماثة الأخلاق، هادئ في كلامه، بعيد عن زخارف الدنيا وأبهتها، لطيف المنادرة، فيه رقة ورحمة حريص على نشر دينه.
نشأ إبراهيم فطاني في دار وكنف والده حيث حفظ القرآن الكريم، وأدخله والدُه كتَّاب السيد حسين مالكي، وكان والده يأخذه دائمًا معه إلى المسجد الحرام.
من مؤلفاته:
نهج البردة (مجموعة قصائد في مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم) , الفتوحات الرمضانية, الهمزية.
هذا ما وقفت عليه.
ـ[الدره المصونه]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 11:31]ـ
احسن الله لكم، ونفع بكم،
وجزاكم ربي خيرا
ولكن هل هذه القصيده مطبوعه في كتاب
انا اريد الرجوع الى مرجع علمي
حتى استطيع ان اثبت ذلك في بحثي(/)
ما فاءدة ما نتعلمه؟؟؟؟؟؟
ـ[احمد-نجم]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 11:38]ـ
يالسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
قد يبدو للبعض ان هذا الموضوع اللذى اتطرق اليه لا يستحق النظر او خظرطة.ولكن ارجو التمعن فقد تحصل الفائدة
اننا كأمة اسلاميةشرفها الله باخر رسله وباحسن كتبه وبكثير من الفضائل اللتى لا تحصى ولا تعديتوجب علينا ان نسير بهدى نبينا وبقوانين وتعاليم القرأن الكريم حتى نكون اهلا لما شرفنا الله به
ولكن .. والمتمعن جيدا فى احوال هذه الامة من المحيط الى الخليج يجد انها اقل ما يقال عنها بعيدة جدا عن الطريق الصحيح
نعم نسمع ونشاهدشيوخا وعلماءا يتكلمون ويتكلمون حتى اصبح بعضهم يشكك فى بعض (.والطامة الكبرى ان المساجد عامرة ولكن ترى المصلين يخرجون من المساجد ضاحكين مبتسمين (انها من علا مات الساعة.ترى المساجد عامرة والقلوب خاوية)
ارحع واقول.ان ما ابكى عينى وادمعها واثار حفيظتى حتى اكتب هذه الاسطر.ما يقع فى فلسطين
المحتلة
انه العااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااار على جبين كل مسلم العااااااااااااااااااااااار على جبين كل عالم العااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااار على جبين كل من بيده سلطة او القرار و العااار العار على كل خائنتعاون مع اعداء الامة والدين نعم يا امة الاسلام ... اليوم الاحد 26ديسمبر 2010يتضامن مواطنون من اكثر من مائة دولم من العالم ليس فيهم اي ممثلين لاي دولة عربية ويعرضون انفسهم للخطر ويحاولو فتح حاجز صهيونى بينما اكثر من مليار مسلم يحتفلون بالسنة الميلادية
انه عار واى عااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااار.انه شرف الامة. انها القدستدنس. انهم اليهود. انه الجبن العربىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىى ياامة الاسلام ماذا فعلنا بعلمنا والرسولصلى الله عليه وسلم يقول المسلمون كالجسد الواحد يتداعى لعضو منه بالسهر والحمى.ونحن ابعد ما يكون عن قول رسول الله.تائهون فى مشاكل وهموم الدنيا بهمومها.وبذخها بينما الفلسطينيون محاطون باتلاسلاك الشائكة. الجدران العالية. محاصرون كالفئران.والصهاينة يصطادونهم الواحد تلو الاخر.والامة غارقة فى النعاس.بل تجد من غير المسلمين من يتعاطف ويتكلم ولا يخاف ... رحم الله الناصر صلاح الدين الايوبى لقد هزم خمسة ملوك مدججين باقوى ما لديهم من اسلحة
ولكن اليوم ماذا .... اين العلم ... اين كلمة الحق.لماذا لا يصرخ الايمة فى المساجد.لماذا لا يفهمون الناس دينهم لماذا لا يوجد تحريط على محاربة الصهاينة .. لماذا ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والاسئلة كثيرة
الجواب وااااااااااااااااااااااااااااا ااحد لقد رضينا بالحياة الدنيا ونسينا الاخرة
انه حلم ان ارى فلسطين حرة .... حلم ان ياتى رجل من هذه الامة ويقول.انا لهااااااااااااااااااا
لقد ضاعت فلسطين كما ضاعت العراق وضعنا نحن ايضا
لو حاولنا ولم نقدر فلربمى كان لنا عذرا.ولكن علماء الدين يخدمون لمصلحة حكامهم ولا يقدرون على قول كلمة الحق
ختاما اعتذر لكل من يرى انى مسسته بكلامى لانى رايت اليوم ما لن انساه ابدا
ان القدس
وابناء الشعب المنكوب
يستغيثون
والجبار اللذى قهر الامة
ثلاثة ملايين جبان صهيونى
لا حولة ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون
ـ[أبو مروان]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 12:11]ـ
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 12:34]ـ
المشكلة يالغالي .. أن بعض الناس دائما ما يكرر: كلمة التوحيد قبل وحدة الكلمة .. وأننا لا يمكن أن نصطف إلا إذا اتفقنا في الكليات والجزئيات.
سيدنا محمد - علي وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم - لم يقل: السني أخو السني ,, أو أن أهل السنة كالجسد الواحد , لا .. بل قال المسلم أخو المسلم , والله إني أعرف كثيرا من الناس لا يسلم على أهل البدع بل ولا يرد السلام عليهم بل ويرى أنهم لا يُجالسون ولا يًأكل معهم
هل يعني هذا أننا نترك الخلاف في العقيدة؟! لا .. كل إنسان يقرأ كتاب الله سبحانه ويعتقد العقيدة التي يراها أنها صحيحة , وإلا فإن المسلمين من 1400 سنة وهم مختلفون في العقيدة , وصدقني .. لن يأتي اليوم الذي يتفقون فيه لأن النبي أخبر أن الأمة ستفترق افتراق عظيما (72فرقة)
فإذا طلبة العلم: (سلفية , أشعرية , صوفية , إباضية , زيدية .. ) حاولوا أن يقفوا في صف واحد , وأن يفرغوا جهدهم في عودة الأمة إلى ما كانت عليه - بدل أن يشتغلوا في الرد على بعض - لكان الوضع أحسن حال , ولنا في من سبقنا عبرة .. فابن قدامة الحنبلي صف خلف صلاح الدين الأشعري - رحمهما الله -!
اسال نفسك: هل تعتقد الآن أن الأشعري يرضى أن يكون قائده أثري - والعكس -؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 02:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل عن غيرتك على إخوانك في فلسطين.
أخوك من غزة - فلسطين
وأقول لك عن معرفة بواقعنا هنا في فلسطين
والله ثم والله ثم والله
فلسطين لن تعود إلا إذا اعتقد الناس اعتقاد محمد صلى الله عليه وسلم = الاعتقاد السلفي، إن شاء القهار
و العلماء لهم أعذارهم ويقدمون ما يستطيعون وطلبة العلم في غزة يعلمون ذلك، ويكفيك عذراً لهم عجزهم.
لذلك أخي الفاضل نصيحة من تلميذ لكم:
إن أردت تحرير فلسطين؛ حرر الناس من أي اعتقاد يخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
والسبيل إلى ذلك
العلم ثم العمل به ثم الدعوة إليه ثم الصبر على ذلك = النتيجة ما شاء الله
وبهذا تعلم فائدة ما نتعلمه
وفقكم الله(/)
أصناف المبدلين لشرع الله (متجدد)
ـ[ابوسعيد الذرحاني]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 12:34]ـ
أصناف المبدلين لشرع الله
اعلم أيها القارئ الكريم أن أصناف المبدلين لدين الله كثير في وسط أمة الإسلام ومنهم المستقل ومنهم المستكثر وترد أصناف المبدلين إلى ثلاثة أقسام:
1 - علماء ودعاة البدع والتحزب.
2 - عباد وزهاد أهل البدع.
3 - أصحاب الرئاسات والولايات الجائرين.
وسأبدأ بالقسمين الأولين العلماء والعباد والزهاد، وقد جعلت الكلام عليهم واحدا دون التفريق بين الصنفين لأن الثاني تبع للأول، وقد تقدم ذكر الأدلة وكلام أهل العلم على وقوع التبديل والتحريف في داخل أمة الإسلام وتلك الأدلة عامة في المبدلين، وأردت هنا أن أذكر الأصناف مع شيء من الإيضاح والتفصيل مستدلا بشيء من كلام أهل العلم وشيء من الأمثلة، وإليك ذكر ما تيسر ذكره من الأصناف:
أول من عرف التبديل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم المنافقون:
لقد صرح القرآن الكريم أن المنافقين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أرادوا تبديل كلام الله قال تعالى: {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا} [الفتح] ذكر ابن كثير في تفسيره في تبديل كلام الله قال: (وهو الوعد الذي وعد به أهل الحديبية واختاره ابن جرير) 8/ 337
وقال ابن عطية: (معناه أن يغيروا وعده لأهل الحديبية بغنيمة خيبر) المحرر الوجيز 13/ 447
وقال القرطبي: (المعنى يريدون أن يغيروا وعد الله الذي وعد أهل الحديبية وذلك أن الله جعل لهم غنائم خيبر عوضا عن فتح مكة إذا رجعوا من الحديبية على صلح. قاله مجاهد وقتادة واختاره الطبري وعليه عامة أهل التأويل) 16/ 179
والذين أرادوا تبديل كلام الله هنا هم المنافقون كما هو ظاهر سياق الآيات، وقال البقاعي: ولما كانوا منافقين لا يعتقدون شيئا من هذه الأقوال بل يظنون أنها حيل على التوصل إلى المرادات الدنيوية سبب عن قولهم له ذلك تنبيها على جلافتهم وسوء ظنونهم (فسيقولون) ليس الأمر كما ذكر مما أدعي أن قول الله (بل) إنما ذلك لأنكم (تحسدوننا) ومعلوم أن المنافقين لم يخرجوا في غزوة الحديبية فكانوا هم الممنوعين من المشاركة في غنائم خيبر.
فأصل تبديل كلام الله في وسط الأمة الإسلامية جاء عن طريق المنافقين على اختلاف مراتبهم فإن النفاق ضروب كثيرة.
أمهات الفرق في التبديل والتحريف
إن الفرق متفاوتة في تبديل شرع الله وتحريفه والتفاوت يكون تارة من جهة بسبب قوة الانحراف وضعفه وتارة بسبب الابتداء به والتأسيس له لأن البادئ والمؤسس للشر أعظم وزرا من المتابع قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئا)) رواه مسلم رقم (2674) عن أبي هريرة.
وقد ذكر ابن القيم أمهات الفرق في التحريف قال بعد أن ذكر اليهود وأنهم الراسخون والشيوخ في التحريف: (ودرج على آثارهم الرافضة فهم أشبه بهم من القذة بالقذة، والجهمية فإنهم سلكوا في تحريف النصوص (الواردة) في الصفات مسالك إخوانهم من اليهود ولما لم يتمكنوا من تحريف نصوص القرآن حرقوا معانيه وسطوا عليها وفتحوا باب التأويل لكل ملحد يكيد الدين فإنه جاء فوجد بابا مفتوحا وطريق مسلوكا ولم يمكنهم أن يخرجوه من باب أو يردوه من طريق فشاركوه فيها، وإن كان الملحد قد وسع بابا هم فتحوه وطريقا هم اشتقوه) الصواعق 1/ 216
وقال ابن تيمية: (وأما تحريفهم للنصوص بأنواع التأويلات الفاسدة التي يحرفون بها الكلم عن مواضعه فأكثر من أن تذكر كتأويلات القرامطة الباطنية والجهمية والقدرية وغيرها) درء التعارض 5/ 126
أول من بدل حكم الله في عهد الصحابة الخوارج
(يُتْبَعُ)
(/)
روى الإمام أحمد 5/ 251 عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة وكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن نقضا الصلاة)) فقوله صلى الله عليه وسلم: (لتنقضن) دليل على أن النقض سيكون بعده وليس في عهده، وقوله: (فأولهن نقضا الحكم) دليل على أن الخوارج هم أول من أظهر نقض الحكم فلما قالوا إن الحكم إلا لله قال لهم علي بن أبي طالب: (كلمة أريد بها باطل) كما في صحيح مسلم رقم (157)
وأخرج الطبري في تهذيب الآثار كما في الفتح 12/ 354 عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال في الخوارج: (عمدوا إلى آيات نزلت في الكفار ثم جعلوها في المؤمنين) قال الحافظ: سنده صحيح. وهذا الكلام من هذين الصحابيين واضح جدا حيث إن الخوارج حكموا على المسلمين بحكم غير حكم الله وغير حكم رسوله، وهذا الذي قاله الصحابيان هو ما صرحت به الأحاديث الكثيرة الصحيحة في الخوارج كقوله j: (( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)) رواه البخاري رقم (4667) ومسلم رقم (1064) وكقوله j: (( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)) هذا اللفظ متواتر.
قلت: فأول من أظهر نقض الحكم الخوارج على أن عبد الله بن سبأ كان يخفي طريقة نقض الإسلام وتبديله، وأيضا لم يكن في وقت ظهور الخوارج قد أقام له جماعة مستقلة فهو أسبق من جهة الزمان، والخوارج أسبق من جهة الظهور.
فالخوارج أول فرقة انشقت وانحازت عن جماعة المسلمين الصحابة ومن معهم ومما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في تبديل الخوارج للإسلام قوله: ((إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تبديله فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال: لا ولكنه حاصف النعل قال: فجئنا نبشره وكأنه قد سمعه)) رواه أحمد 3/ 82 والحاكم 3/ 122/123 والبغوي في شرح السنة (2557) عن أبي سعيد، والرجل الذي عناه النبي j هو علي بن أبي طالب فقد قاتل الخوارج في خلافته بسبب تأويلهم للقرآن تأويلا باطلا أدى بهم إلى مفارقة السنة والجماعة، بل إلى تكفير علي ومن معه ومعاوية ومن معه واستحلال دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم.
وإليك شيئا من تبديلهم:
قال الذهبي: (فأول ذلك بدعة الخوارج حتى قال أولهم للنبي j: ( اعدل) فهؤلاء يصرحون بمخالفة السنة المتواترة ويقفون مع الكتاب فلا يرجمون الزاني ولا يعتبرون النصاب في السرقة فبدعتهم تخالف السنة المتواترة ... ) كلام الذهبي في التمسك بالسنة له (101 - 102) فالخوارج بدلوا هنا حيث وضعوا لهم نظاما وقاعدة وهي أن السارق تقطع يده في قليل السرقة وكثيرها، وهذا النظام يخالف السنة النبوية المتواترة في أن السارق لا تقطع يده إلا إذا بلغت السرقة النصاب، وكذا وضعهم لقاعدة أن الزاني لا يرجم لأن القرآن لم يصرح بالرجم، مع العلم أن الرجم قد تواترت السنة بذكره، بل لقد وضعت الخوارج قاعدة خطيرة مترامية الأطراف في الشر ألا وهي عدم الاحتجاج بما جاء في السنة إذا لم ينص عليه القرآن.
قال ابن تيمية: (فكل فريق منهم قد أصل لنفسه دينا وضعه إما برأيه وقياسه الذي يسميه عقليات وإما بذوقه وهواه الذي يسميه ذوقيات وإما بتأويله من القرآن ويحرف فيه الكلم عن مواضعه ويقول إنما يتبع القرآن كالخوارج) النبوات ص (89)
الشاهد من كلام ابن تيمية: (ويقول إنما يتبع القرآن كالخوارج)
وقال أيضا: (إن الخوارج كانوا ينحل إتباع القرآن بآرائهم ويدعون اتباع السنة التي زعموا أنها تخالف القرآن) مجموع الفتاوى 28/ 491
وقال أيضا: (والخوارج جوزوا على الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه أن يجوز ويضل في سنته ولم يوجبوا طاعته ومتابعته وإنما صدقوه فيما بلغه من القرآن دون ما شرعه من السنة التي تخالف بزعمهم القرآن ... ) مجموع الفتاوى 19/ 73
وقال القرطبي وهو يتكلم عن خروج الخوارج على الولاة: (لكنهم أخطأوا التأويل وحرفوا التنزيل) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 4/ 60 وقال أيضا في الخوارج: (ولهم خاصتان مشهورتان فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم أحدهما: خروجهم عن السنة وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة أو ما ليس بحسنة حسنة، وهذا هو الذي أظهروه في وجه النبي j قال له ذو الخويصرة التميمي: (اعدل فإنك لم تعدل) ... الثاني: أنهم يكفرون بالذنوب والسيئات ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم وأن دار الإسلام دار حرب ودارهم هي دار الإيمان ... فمن كفر المسلمين بما رآه ذنبا سواء كان دينا أو لم يكن دينا وعاملهم معاملة الكفار فهو مفارق للجماعة، وعامة البدع إنما تنشأ من هذين الأصلين) مجموع الفتاوى 19/ 72 - 74
وكلام أهل العلم على خروج الخوارج من السنة إلى البدعة والضلال ووضعهم لهم دينا يسيرون عليه ويعتمدونه دون الكتاب والسنة كثير وهذا الذي ذكرته كافيا في إثبات ما أردنا.
يتبع يتبع يتبع(/)
ما هي أفضل الكتب المبينة لعقيدة الأشاعرة والماتريدية؟
ـ[أبو عبد الرحمن الخطابي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 03:42]ـ
ما هي أفضل الكتب المبينة لعقيدة الأشاعرة والماتوريدية؟؟؟
ـ[أبو المغيرة]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 06:36]ـ
كتاب الشيخ سفر الحوالي هو من أنفع الكتب في نقد وبيان عقيدة الأشاعرة
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:05]ـ
موقف شيخ الإسلام من الأشاعرة ...
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:18]ـ
بالإضافة إلى ما ذكره الإخوة:
الأشاعرة في ميزان أهل السنة لـ فيصل الجاسم ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:42]ـ
كتاب: موقف ابن حزم من المذهب الأشعري كما في كتابه الفصل في الملل والنحل
المؤلف: عبد الرحمن بن محمد سعيد دمشقية
عدد الصفحات: 127
حجم الملف: 2.88 Mo
رابط صفحة التحميل:
http://www.archive.org/details/Ibn-Hazm-Asha3irah
الرابط المباشر
http://www.archive.org/download/Ibn-Hazm-Asha3irah/Asha3irah.pdf
وابن حزم فضحهم فضيحة كبرى في هذا الكتاب بمختلف أقسامهم وكبرائهم
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 08:51]ـ
///أما إذا أردت مرجعا في الماتريدية فعليك بكتاب شمس الدين الأفغاني
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 09:08]ـ
من افضل الكتب كتاب الشيخ الخميس حفظه الله "حوار مع اشعري "
وهذا هو رابط التحميل http://www.islamcountry.com/dataBook.php?book_id=288&book_title=%D8%AD%D9%88%D8%A7% D8%B1+%D9%85%D8%B9+%D8%A3%D8%B 4%D8%B9%D8%B1%D9%8A+%D9%88%D9% 8A%D9%84%D9%8A%D9%87+%D8%A7%D9 %84%D9%85%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9 %8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9+%D8%B1%D 8%A8%D9%8A%D8%A8%D8%A9+%D8%A7% D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8% D9%8A%D8%A9&book_writer=%D9%85%D8%AD%D9%85 %D8%AF+%D8%A8%D9%86+%D8%B9%D8% A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8 %AD%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D 8%AE%D9%85%D9%8A%D8%B3&book_class=%D8%A7%D9%84%D8%B9% D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9
ـ[ربيع الأديب]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 05:16]ـ
أفضل كتاب -كما قال الأخ أبو المغيرة- هو كتاب الدّكتور سفر ابن عبد الرحمن الحوالي - شفاه الله - وقد نصح به الشّيخ ابنُ عُثَيمين - رحمه الله - كما في كتاب لقاءات الباب المفتوح.(/)
بل فرعون لعنه الله مات كافراً.
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:19]ـ
تصحيحاً لما ورد في مقال نجيب يماني .. الفوزان:
بل فرعون لعنه الله مات كافراً.
نشرت صحيفة عكاظ في يوم الثلاثاء 15/ 1/1431هـ مقالا للكاتب نجيب عصام يماني عنوانه: (هل فرعون مات كافرا) قال: فإنه نطق بالشهادة على وجهها وأعلن إيمانه بالله وتوحيده له عندما أدركه الموت كما جاء في قوله تعالى (حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) يونس: 90، وهذه شهادة واضحة وصريحة ولقد قال الله سبحانه في الآية الأخرى (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار) النساء: 18، وفرعون إنما مات بعد النطق بالشهادة فهو على الأصل لم يمت كافرا إلى آخر ما قال.
وإنك لتعجب أيها العاقل من هذا التناقض العجيب من نجيب حيث ساق الآية التي تدل على بطلان قوله ليستدل بها على إيمان فرعون والله يقول فيها (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن) النساء: 18، وفرعون إنما قال ما قال لما حضره الموت وقد نفى الله قبول التوبة عمن هو في مثل حال فرعون فإن فرعون إنما قال (آمنت) يونس: 90، لما أدركه الغرق وحضره الموت فليس له توبة بنص الآية الكريمة. وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) أي تبلغ روحه الغرغرة، وفرعون قال ما قال لما بلغت روحه الغرغرة بإدراك الغرق له لما رأى أنه ميت لا محالة. وقد قال الله في حقه «آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين» يونس: 91، وقال الله عنه «وما أمر فرعون برشيد (97) يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود (98) وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود (99)» هود: 97 ـ 99.
وقال عنه «واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون (39) فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين (40) وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون (41) وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين (42)» القصص:39 ــــ 42.
وقد بينت كل الآيات التي جاءت في سياق قصته أنه استمر على الكفر والاستكبار إلى أن مات وقال تعالى في حقه «فأخذه الله نكال الآخرة والأولى» النازعات: 25، أي نكال الدار الآخرة والدنيا ولم ينكر أحد كفر فرعون وموته على الكفر إلا أهل وحدة الوجود من جماعة ابن عربي وأمثالهم. والأحاديث التي استدل بها الكاتب فيمن قال لا إله إلا الله ثم قتل في سبيل الله فدخل الجنة، والذي قالها ثم قتله أسامة ظنا منه أنه قالها يتقي بها السيف وأنكر عليه النبي قتله بعد ما قالها، وأمثال ذلك من الأحاديث إنما هي في حق من قالها موقنا بها قبل الغرغرة وقبل أن تبلغ روحه الحلقوم بخلاف فرعون فإنه إنما قالها لما أدركه الغرق وعاين ملك الموت، فالواجب على الكاتب نجيب يماني التراجع عن هذا الرأي الذي لا يوافقه عليه أحد من أهل الحق وأن يكتب تراجعه في كلمة ينشرها في الصحيفة التي نشرت مقالته المشار إليها وأن لا يورط نفسه في شيء لا يحسنه.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20101227/Con20101227391079.htm
ـ[السليماني]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:21]ـ
جزاك الله خيراً
وقد تسلط جهلة الصحفيين على القول على الله بغير علم ...
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:37]ـ
قرأت مقالة اليماني بالأمس فعجبت، وحُق لي العجب!
عموماً: عجائب نجيب لا تنقضي ولا تنتهي، وأعاننا الله وإياكم عليها ..(/)
ماهو المراد بالعقل؟
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 06:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عندي سؤال للأخوة المختصين في علم العقيدة.
ماهو تعريف العقل عند اهل السنة؟
و ما هي انواعه؟
و هل العقل جوهر ام عرض؟ و من قال بهما؟
ارجوا ان تكون الفائدة موثقه! حتى تكون الفائدة اكبر.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 01:14]ـ
اخي الراغب الصفهاني في الكتاب التالي موجود اجابة على سؤالك
فيه نص مهم ص 54 - 55، والكتاب يمكن تحميله من هنا
رسالة في العقل والروح ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5896) - أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني أبو العباس تقي الدين
وص33 مهم
وص53
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[29 - Dec-2010, صباحاً 01:10]ـ
العقل عرض من الأعراض وليس جوهرا قائم بذاته خلافا للفلاسفة، ويدل على ذلك قوله تعالى " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في اصحب السعير، فقرنه بالسمع لا بالعين لأنهما من جنس المعاني لا الجواهر، واطلاقات القران تؤكد هذا المعنى ثم أن العقل لا يراد به في الشرع مجرد البحث عن نوعه أو يرادف مصطلح التفكير بل هو وصف لكمال الفعل وحسن السلوك والمعتقد، فلذا يأتي في سياق المدح فحسب وذم من تركه. والكلام فيه يطول لكن بإمكانك ان تراجع كلام شيخ الإسلام في الفتاوى ففيه تفصيل حسن. والخلاف فيه له آثار على التفكير والتنظير كما هو الحاصل في النظريات الغربية التي بنيت على العقل المجرد بناء على اعتقادهم بأن العقل جوهر قائم بذاته يتحكم في الحقائق وتصدر منه البراهين التي تجرد التفكير في الماهيات المادية البحتة دون النظر الى تهذيب اثارها وضبط نتائجها لأن ذلك عندهم خروج عن وظيفة العقل.(/)
بحثان علميان في علاقة ابن قدامة بالتفويض و عدمه
ـ[أبو إسحاق الشاوي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:42]ـ
فدونك في المرفقات بحثان متضادان من طلاب دار الحديث في دماج العامرة بالعلم و أهله. في عقيدة ابن قدامة من جهة التفويض.
ـ[أبو إسحاق الشاوي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:46]ـ
عفوا لأني لم أتمكن من رفع الرسالتين معا(/)
شيخنا صالح الفَوزان تعقيبًا على مقال نجيب يماني: «بل فرعون لعنه اللَّه مات كافرًا»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 10:43]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«بل فرعون لعنه اللَّه مات كافرًا»،
لصَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا المُبَارَك العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
نشرت جريدة عكاظ في يوم الثلاثاء 15/ 1/1432هـ مقالًا للكاتب نجيب عصام يماني عنوانه: (هل فرعون مات كافرا) قال: فإنه نطق بالشهادة على وجهها وأعلن إيمانه بالله وتوحيده له عندما أدركه الموت كما جاء في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ} [سورة يونس، الآية: 90] وهذه شهادة واضحة وصريحة ولقد قال الله سبحانه في الآية الأخرى: {وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} [سورة النساء، الآية: 18] وفرعون إنما مات بعد النطق بالشهادة فهو على الأصل لم يمت كافرا- إلى آخر ما قال.
.
وإنك لتعجب أيها العاقل من هذا التناقض العجيب من نجيب حيث ساق الآية التي تدل على بطلان قوله ليستدل بها على إيمان فرعون والله يقول فيها {وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [سورة النساء، الآية: 18] وفرعون إنما قال ما قال لما حضره الموت وقد نفى الله قبول التوبة عمن هو في مثل حال فرعون فإن فرعون إنما قال: {آمَنْتُ} [سورة يونس، الآية: 90] لما أدركه الغرق وحضره الموت فليس له توبة بنص الآية الكريمة.
وقد قال النبي (ص): "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" أي تبلغ روحه الغرغرة، وفرعون قال ما قال لما بلغت روحه الغرغرة بإدراك الغرق له لما رأى أنه ميت لا محالة. وقد قال الله في حقه: {أَالآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ} [سورة يونس، الآية:91] وقال الله عنه: {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ* يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ* وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} [سورة هود: 97 - 99] وقال عنه: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ* فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ* وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ* وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنْ الْمَقْبُوحِينَ} [سورة القصص: 39 - 42].
وقد بينت كل الآيات التي جاءت في سياق قصته أنه استمر على الكفر والاستكبار إلى أن مات. وقال تعالى في حقه: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى} [سورة النازعات، الآية: 25] أي نكال الدار الآخرة والدنيا ولم ينكر أحد كفر فرعون وموته على الكفر إلا أهل وحدة الوجود من جماعة ابن عربي وأمثالهم والأحاديث التي استدل بها الكاتب فيمن قال لا إله إلا الله ثم قتل في سبيل الله فدخل الجنة والذي قالها ثم قتله أسامة رضي الله عنه ظنًا منه أنه قالها يتقي بها السيف وأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قتله بعد ما قالها وأمثال ذلك من الأحاديث إنما هي في حق من قالها موقنًا بها قبل الغرغرة وقبل أن تبلغ روحه الحلقوم بخلاف فرعون فإنه إنما قالها لما أدركه الغرق وعاين ملك الموت فالواجب على الكاتب نجيب يماني التراجع عن هذا الرأي الذي لا يوافقه عليه أحد من أهل الحق وأن يكتب تراجعه في كلمة ينشرها في الصحيفة التي نشرت مقالته المشار إليها وأن لا يورط نفسه في شيء لا يحسنه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جامع الرسائل: وهذا القول كفر معلوم فساده بالاضطرار من دين الإسلام لم يسبق ابن عربي إليه فيما أعلم أحد من أهل القبلة ولا من اليهود ولا من النصارى.
بل جميع أهل الملل مطبقون على كفر فرعون فهذا عند الخاصة والعامة أبين من أن يستدل عليه بدليل. فإنه لم يكفر أحد بالله ويدعي لنفسه الربوبية والألوهية مثل فرعون. انتهى من الجزء الأول (ص 277) والله أعلم.
وفّق اللَّهُ الجميعَ لقولِ الحقّ والعمل به وصلى اللَّهُ وسلّم على نبيِّنا مُحمَّد وصحبه.
كَتَبَهُ:
صالِحُ بنُ فَوزانَ الفَوْزانُ
عضو هيئة كِبار العُلماءِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 10:44]ـ
المصدر: موقع شيخِنا. ( http://www.alfawzan.ws/node/13150)(/)
طريقة الرد على الشبهات
ـ[الدره المصونه]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 12:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ايها الاخوة من الاعضاء، والمشايخ الفضلاء، طلبة العلم والباحثين
ارجو التكرم بالاجابه على سؤالى
كيف يكون الرد العلمي على الشبهات المثاره حول الاسلام؟
هل هناك ضوابط علميه نقليه وادله عقليه؟ في تفنيد الشبهه والرد عليها ومناقشتها؟
واذا كانت الشبهات من المستشرقين اومن ملحدين او من القرآنيون (الذين ينكرون السنه وعدم العمل بها) وهم في الاصل يطعنون في القران الكريم والسنه النبويه وفي شخص الرسول (ص) كيف يكون الرد عليهم وتفنيد شبهاتهم؟
كلي رجاء من مشايخ هذا المجلس وطلبة العلم فيه، الايضاح والشرح بطريقه عليمه حتى استفيد من ذلك في رسالتي
وجزاكم الله خيرا
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 11:27]ـ
موضوع مهم جداً، ويستحق العناية والمزيد من التأليف والكثير من التحقيق، وأذكر أني تفكرت فيه مرةً في سفر، وبدا لي فيه عدد من القواعد الكلية النافعة في هذا الباب ولكني لم أودنها فذهبت!
عموماً: هذا كتاب لعله ينفع في هذا الباب، وهو بعنوان
http://www.al-maktabeh.com/ar/images/books/A1045.jpg
في قفص الاتهام - منهجية التعامل مع الشبهات وقواعد دحضها - ج1
رابط التحميل
http://www.al-maktabeh.com/ar/books/A1045.zip
رابط الصفحة
http://www.al-maktabeh.com/ar/open.php?cat=2&book=1045(/)
أبحث عن فتوى للعثيمين فى مسألة الذكر
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 04:54]ـ
السلام عليكم
أبحث عن فتوى للعثيمين رحمه الله فى مسألة الذكر بطريقة الصوفيه
الذين يقولون مثلا
من صلى على النبى ألفا تحقق له كذا و من صلى عشرة آلاف تحقق له كذا
و من أراد كذا و كذا فليقرأ الفاتحة عدد كذا و ليصل كذا
أذكر أنى قرأت تلك الفتوى له قديما
و لكنى لا أستطيع الوصول إليها
من يدلنى؟
و له منى جزيل الشكر؟(/)
القبوريين
ـ[الدره المصونه]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 08:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته
ماالمقصود بالقبوريين؟
اريد مرجعا او معجم عقدي يحدد المصطلح كمصطلح علمي عقدي
ارجو التفاعل من الاخوه الاعضاء(/)
كتاب كفاية الطالبين
ـ[محمد الحلوانى]ــــــــ[29 - Dec-2010, صباحاً 12:02]ـ
كل ما يخص الجماعات الاسلامية في مصر والعالم الاسلامى
الفصل الاخير من كتاب كفاية الطالبين في الفرق والاديان والمذاهب المعاصرة يتكلم باختصار عن نشأة كل تيار من التيارات الاسلامية ونقاط القوة والقصور في كل منها كما عودنا فضيلة الدكتور محمود الرضواني بأسلوبه العلمي الدقيق والسهل
للتحميل
http://alaqeda.com/book/kfahaltalben30.rar(/)
"قالت الأعرابُ آمنَّا قُل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلَمنا " أي أنواع التوحيد المقصود؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Dec-2010, صباحاً 12:07]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أحبّتي الكرام:
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (14) سورة الحجرات(/)
القول الصريح بأن المنهج شرعا هو الإسلام الصحيح
ـ[أبو طيبة]ــــــــ[29 - Dec-2010, صباحاً 12:43]ـ
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا؛
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: لما رأيت كثرة اللهج بالمنهج في هذا العصر، واختلاف الناس في بيان حقيقته، استعنت بالله – عز وجل – أن أكتب هذا المقال المبهج في بيان الحقيقة الشرعية للمنهج، ومعلوم أن التحقيق حمل اللفظ على الحقيقة الشرعية، ثم العرفية، ثم اللغوية، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما المنهج في اللغة فكما قال أبو منصور الأزهري في "تهذيب اللغة" في مادة نهج (6/ 62 - 63): «قال الليث: طريقٌ نَهْج، وطُرُقٌ نَهْجة، وقد نَهَج الأمرُ وأَنهَج، لغتان: إذا وضح، ومِنهَج الطريق: وَضَحه، والمِنهاج: الطّريق الواضح. وقال ابن بُزُرج: اسْتَنْهج الطريقُ: صار نهْجاً، ويقال: نهجتُ لكَ الطريقَ وأَنهجْتُه، فهو مَنْهُوج ومُنهَج، وهو نَهْج، ومُنهَج».
وقال – رحمه الله – في مادة شرع (1/ 424 - 425): «قال الله جلّ وعزّ: ? لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ? [المائدة: 48]، وقال في موضع آخر: ? ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمر فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أهواء الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ? [الجَاثيَة: 18]، وقال: ? شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً ? [الشّورى: 13]؛ قال أبو إسحاق في قوله: ? شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ? [المَائدة: 48] قال بعضهم: الشِّرعة في الدين، والمنهاجُ: الطَّريق، وقيل: الشِّرعة والمنهاج جميعاً: الطَّريق. والطَّريق ها هنا: الدِّين، ولكنَّ اللفظَ إذا اختَلف أُتي به بألفاظٍ تؤكد بها القصَّة والأمر، كما قال عنترة:
أقوَى وأقفَرَ بعد أمِّ الهيثَمِ
فمعنى أقوى وأقفَرَ واحد يدلُّ على الخَلْوة، إلاّ أنّ اللَّفظين أوكدُ في الخَلْوة. قال: وقال محمد بن يزيد: شِرعةً معناها ابتداء الطريق. والمنهاج: الطريق المستمرّ.
وقال الفرّاء في قوله: ? ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمر ? [الجَاثيَة: 18]، قال: على دينٍ ومِلّة ومنهاج، وكلُّ ذلك يقال. وقال القتيبيّ: ? على شريعة ?: على مِثال ومذْهب، ومنه يقال: شَرَع فلان في كذا وكذا، أي أخذَ فيه. ومنه مَشارع الماء، وهي الفُرَض التي تَشرع فيها الواردة.
وقوله جلّ وعزّ: ? شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً والذي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ? [الشّورى: 13]؛ قال ابن الأعرابيّ - فيما روى عنه أبو العباس-: شَرَع أي أظهَرَ، وقال في قوله: ? شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله ? [الشّورى: 21] قال: أظهروا لهم. قال: والشارع: الرَّبَّانيّ، وهو العالم العامل المعلِّم. قال: وشرعَ فلانٌ إذا أظهرَ الحقَّ وقَمَعَ الباطل.
وقال ابن السكيت: الشَّرْع: مصدر شَرَعتُ الإهابَ، إذا شققتَ ما بين الرِّجلين وسلختَه. قال: وهم في الأمر شَرَعٌ، أي سواء.
قلت: فمعنى شَرَعَ بيَّنَ وأوضَحَ، مأخوذ من شُرِع الإهابُ، إذا شُقَّ ولم يُزقَّقْ ولم يُرجَّلْ. وهذه ضروبٌ من السَّلخ معروفة، أوسعُها وأبيَنها الشرع.
وقيل في قوله: ? شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً ? [الشّورى: 13]: إنّ نُوحاً أوّلُ من أتى بِتحريم البنات والأخوات والأمَّهات. وقوله جلّ وعزّ: ? والذي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وموسى ? [الشّورى: 13]: أي وشرع لكم ما أوحينا إليك وما وصَّينا به الأنبياء قبلك. والشِّرعة والشريعة في كلام العرب: المَشْرعة التي يشرعُها الناس فيشربون منها ويستَقُون، وربَّما شرَّعوها دوابَّهم حتى تشرعَها وتَشربَ منها. والعربُ لا تُسمِّيها شريعةً حتّى يكون الماء عِدّاً لا انقطاعَ له، ويكونَ ظاهراً مَعِيناً لا يُستَقى منه بالرِّشاء. وإذا كان من ماء السماء والأمطار فهو الكَرَع، وقد أكرعوه إبلَهم فكرعتْ فيه، وقد سقَوها بالكَرَع».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام الطبري في التفسير (10/ 384): « ... وأما"المنهاج"، فإنّ أصله: الطريقُ البيِّن الواضح، يقال منه: "هو طريق نَهْجٌ، وَمنهْجٌ"، بيِّنٌ، كما قال الراجز:
مَنْ يكُ فِي شَكٍّ فَهذَا فَلْجُ ... مَاءٌ رَوَاءٌ وَطَرِيقٌ نَهْجُ
ثم يستعمل في كل شيء كان بينًا واضحًا سهلا».
فالمنهج والمنهاج في اللغة هو الطريق الواضح البين السهل، وهو الصراط المستقيم، وسواء السبيل.
وأما المنهج في الشرع؛ فقد قال الله - جل وعز-: ? وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ? [المائدة: 48].
عن ابن عباس قوله: ? لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ? [المائدة: 48]. يقول: «سبيلا وسنة». أثر صحيح: رواه الطبري (10/ 388)، والبخاري معلقا، ووصله عبد الرزاق في تفسيره، كما في تغليق التعليق (2/ 25).
وعن أبي بن كعب قال: «عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما على الأرض من عبد على السبيل والسنة ذكر الله ففاضت عيناه من خشية ربه فيعذبه الله أبدا، وما على الأرض من عبد على السبيل والسنة ذكر الله في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله إلا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك إذا أصابتها ريح شديدة فتحات عنها ورقها إلا حط الله عنه خطاياه، كما تحات عن تلك الشجرة ورقها، وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة، فانظروا أن يكون عملكم إن كان اجتهادا أو اقتصادا أن يكون على منهاج الأنبياء وسنتهم». أثر حسن في حكم المرفوع: رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد والرقائق بزوائد نعيم بن حماد (ص454، رقم87 - ط2، دار الكتب العلمية، 1425)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 91 - 92 - ط1، مكتبة الرشد، 1425)، وأحمد في الزهد (ق 102 – مخطوط)، وأبو داود في كتاب الزهد (ص183 - ط1، دار المشكاة)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 252 - 253 – ط1، دار الكتب العلمية، 1409).
وعن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: ? شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ?، قال: «"الشرعة": السنة، "ومنهاجًا"، قال: السبيل». أثر حسن رواه الطبري (10/ 388).
وعن قتادة قوله: ? لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ? يقول: «سبيلا وسُنّة. والسنن مختلفة: للتوراة شريعة، وللإنجيل شريعة، وللقرآن شريعة، يحلُّ الله فيها ما يشاء، ويحرِّم ما يشاء بلاءً، ليعلم من يطيعه ممن يعصيه. ولكن الدين الواحد الذي لا يقبل غيره: التوحيدُ والإخلاصُ لله، الذي جاءت به الرسل». أثر حسن رواه الطبري (10/ 385).
وعن قتادة أيضا قوله: ? لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ?، قال: «الدينُ واحد، والشريعةُ مختلفة». أثر صحيح رواه الطبري (10/ 385).
فالمنهاج هو سبيل الله؛ وهو يقع على كل عمل خالص لله موافق لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ قال أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة (12/ 436): «وكلُّ سَبِيل أُريدَ به الله جلَّ وعزّ وفيه بِرٌّ، فهو داخلٌ في سبيل الله». وقال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر" (2/ 338 - 339، ط، دار ابن الجوزي): «قد تكرر في الحديث ذكر سَبيل اللّه وابن السَّبيل؛ فالسَّبيلُ في الأصل: الطَّريقُ ويذكَّر ويؤنثَّ، والتأنيثُ فيها أغلبُ. وسبيلُ اللّه عامٌّ يقعُ على كل عَمل خالِصٍ، سُلك به طَريق التقرُّب إلى اللّه تعالى، بأداءِ الفَرَائض والنَّوافل وأنْواع التَّطوعُّات، وإذا أُطْلق فهو في الغالِب واقعٌ على الجهَاد، حتى صارَ لكَثْرة الاسْتِعْمال كأنه مقصورٌ عليه».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: ? ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ? [النحل: 125].
قال الإمام الطبري في تفسيره (17/ 321، ط، شاكر، مكتبة ابن تيمية): «يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ? ادْعُ ? يا محمد من أرسلك إليه ربك بالدعاء إلى طاعته، ? إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ? يقول: إلى شريعة ربك التي شرعها لخلقه، وهو الإسلام، ? بِالْحِكْمَةِ ? يقول: بوحي الله الذي يوحيه إليك وكتابه الذي ينزله عليك، ? وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ? يقول: وبالعبر الجميلة التي جعلها الله حجة عليهم في كتابه، وذكّرهم بها في تنزيله، كالتي عدّد عليهم في هذه السورة من حججه، وذكّرهم فيها ما ذكرهم من آلائه، ? وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ? يقول: وخاصمهم بالخصومة التي هي أحسن من غيرها أن تصفح عما نالوا به عرضك من الأذى، ولا تعصه في القيام بالواجب عليك من تبليغهم رسالة ربك». ثم روى بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله: ?وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ?: «أعرض عن أذاهم إياك».
وسيبل الله هو سبيل رسوله – صلى الله عليه وسلم -، قال الله - جل وعز -: ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? [يوسف: 108].
قال الإمام الطبري (16/ 251 - 252، ط، شاكر، مكتبة ابن تيمية): «يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ? قل ? يا محمد ? هذه ? الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها؛ من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان، والانتهاء إلى طاعته، وترك معصيته، ? سبيلي ? وطريقتي ودعوتي، ? أدعو إلى الله ? وحده لا شريك له ? على بصيرة ? بذلك ويقينِ عليمٍ منّي به أنا، ويدعو إليه على بصيرة أيضًا من اتبعني وصدقني وآمن بي، ? وسبحان الله ? يقول له تعالى ذكره: وقل تنزيهًا لله وتعظيمًا له من أن يكون له شريك في ملكه، أو معبود سواه في سلطانه، ?وما أنا من المشركين ? يقول: وأنا بريءٌ من أهل الشرك به، لست منهم ولا هم منّي». ثم روى بسنده الحسن عن الربيع بن أنس قوله: ? قل هذه سبيلي ?: هذه دعوتي.
وسيبل الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم – هي سبيل المؤمنين، قال: ? وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ? [النساء: 115].
قال الطبري: «يعني جل ثناؤه بقوله: ? ومن يشاقق الرسول?: ومن يباين الرسولَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - معاديًا له، فيفارقه على العداوة له، ? من بعد ما تبين له الهدى ? يعني: من بعد ما تبين له أنه رسول الله، وأن ما جاء به من عند الله يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، ? ويتبع غير سبيل المؤمنين? يقول: ويتبع طريقًا غير طريق أهل التصديق، ويسلك منهاجًا غير منهاجهم، وذلك هو الكفر بالله، لأن الكفر بالله ورسوله غير سبيل المؤمنين وغير منهاجهم، ? نولّه ما تولّى ? يقول: نجعل ناصره ما استنصره واستعان به من الأوثان والأصنام، وهي لا تغنيه ولا تدفع عنه من عذاب الله شيئًا، ولا تنفعه، كما حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: ? نوله ما تولى ? قال: من آلهة الباطل» وإسناد الأثر صحيح وجادة.
وفي الحديث عن الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا أنقيد انْقَادَ» حديث صحيح رواه أحمد (13/ 278) مروي في عدة من دواوين السنة.
قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/ 120، ط دار الهدى): « ... والسُّنة: هي الطريقة المسلوكةُ، فيشمل ذلك التمسُّك بما كان عليه هو وخلفاؤه الرَّاشدونَ مِنَ الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السُّنةُ الكاملةُ، ولهذا كان السلف قديماً لا يُطلقون اسم السُّنَّةِ إلا على ما يشمل ذلك كلَّه، ورُوي معنى ذلك عن الحسن والأوزاعي والفُضيل بن عياض. وكثيرٌ من العُلماء المتأخرين يخصُّ اسم السُّنة بما يتعلق بالاعتقادات؛ لأنَّها أصلُ الدِّين، والمخالفُ فيها على خطرٍ عظيم ... ».
وسبيل المؤمنين هي الصراط المستقيم، كما في قول الله – عز وجل -: ? اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ? [الفاتحة: 6].
عن جابر بن عبد الله: ? الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ?، قال: «الإسلام»، قال: «هو أوسع مما بين السماء والأرض» أثر صحيح: رواه الطبري في تفسيره (1/ 173) وابن نصر في السنة (ص/151، ط1، دار غراس) والحاكم وصححه (2/ 311، ط1، دار الحرمين) و (2/ 524 - 525).
قال أبو جعفر الطبري في تفسيره (1/ 170 - 171): «أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعًا على أن "الصراط المستقيم"، هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب، فمن ذلك قول جرير بن عطية الخَطَفي:
أميرُ المؤمنين عَلَى صِرَاطٍ ... إذا اعوَجَّ المَوَارِدُ مُسْتَقيمِ
يريد على طريق الحق.
ومنه قول الهُذلي أبي ذُؤَيْب:
صَبَحْنَا أَرْضَهُمْ بالخَيْلِ حَتّى ... تركْنَاها أَدَقَّ مِنَ الصِّرَاطِ
ومنه قول الراجز:
فَصُدَّ عَنْ نَهْجِ الصِّراطِ القَاصدِ
والشواهد على ذلك أكثرُ من أن تُحصى، وفيما ذكرنا غنًى عما تركنا.
ثم تستعيرُ العرب الصراط فتستعمله في كل قولٍ وعمل وُصِف باستقامة أو اعوجاج، فتصفُ المستقيمَ باستقامته، والمعوجَّ باعوجاجه.
والذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي، أعني: ? اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ?، أن يكونا معنيًّا به: وَفّقنا للثبات على ما ارتضيتَه ووَفّقتَ له مَنْ أنعمتَ عليه من عبادِك، من قولٍ وعملٍ، وذلك هو الصِّراط المستقيم؛ لأن من وُفّق لما وفق له من أنعم الله عليه من النبيِّين والصديقين والشهداء، فقد وُفّق للإسلام، وتصديقِ الرسلِ، والتمسكِ بالكتاب، والعملِ بما أمر الله به، والانزجار عمّا زَجره عنه، واتّباع منهج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ومنهاج أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وكلِّ عبدٍ لله صالحٍ، وكل ذلك من الصراط المستقيم».
وقال الله – سبحانه -: ? وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ? [الأنعام: 153].
عن عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا، فقال: «هذا سبيل الله»، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، فقال: «هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه»، ثم تلا: ? وأن هذا صراطي مستقيما ? الآية. حديث حسن الطيالسي في مسنده (1/ 197، ط دار هجر) وغيره.
وفي رواية عن أبي وائل قال: قال عبد الله: «خط لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوماً خطاً، - وخطه لنا عاصم – فقال: «هذا سبيل الله»، ثم خط خطوطاً عن يمين الخط وعن شماله؛ فقال لهذه السُّبُل: «وهذه سُبُل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه»، ثم تلا هذه الآية: ? وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ? للخط الأول، ?ولا تتبعوا السبل ? للخطوط، ? فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلكم تتقون?». حديث حسن صحيح رواه النسائي في تفسيره (2/ 485، ط1، 1410هـ، مؤسسة الكتب الثقافية).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن ابن عباس قوله: ? فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ?، وقوله: ? وَأَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ? [سورة الشورى: 13]، ونحو هذا في القرآن. قال: «أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك مَنْ كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله» حسن رواه الطبري في التفسير (12/ 229 - 230).
وعن مجاهد: ? وَلَا تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ ? قال: «البدع والشبهات» أثر صحيح رواه الدارمي (1/ 286، ط1، دار المغني) وغيره.
وقال تعالى: ? قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? [الأنعام: 161].
قال أبو جعفر الطبري في تفسيره (12/ 281 - 282): «يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ? قل ? يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان والأصنامَ ?إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ?، يقول: قل لهم إنني أرشدني ربي إلى الطريق القويم، هو دين الله الذي ابتعثه به، وذلك الحنيفية المسلمة، فوفقني له، ? دينًا قيمًا ?، يقول: مستقيمًا، ? ملة إبراهيم ?، يقول: دين إبراهيم، ?حنيفًا ? يقول: مستقيمًا، ? وما كان من المشركين ?، يقول: وما كان من المشركين بالله، يعني إبراهيم - صلوات الله عليه -، لأنه لم يكن ممن يعبد الأصنام».
وقد وردت كلمة المنهاج – أيضا - في السنة النبوية فعن حبيب بن سالم قال: سمعت النعمان بن بشير بن سعد قال: كنا قعودا في المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان بشير رجلا يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة، فقال: يا بشير بن سعد، أتحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأمراء؟ وكان حذيفة قاعدا مع بشير، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنكم في النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»، ثم سكت، قال: فقدم عمر ومعه يزيد بن النعمان في صحابته، فكتبت إليه أذكره الحديث، فكتبت إليه: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية، قال: فأخذ يزيد الكتاب فأدخله على عمر، فسر به وأعجبه. حديث حسن رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 349 - 350، دار هجر، رقم439) ومن طريقه رواه الإمام أحمد وغيره.
وعن أبي الطُّفَيْلِ عامر بن واثلة يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ أَلَا تَسْأَلُونِي، فَإِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، إِنَّ اللهَ بَعَثَ نَبِيَّهُ – عليه الصلاة والسلام - فَدَعَا النَّاسَ مِنَ الْكُفْرِ إِلَى الْإِيمَانِ، وَمِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى، فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنْ اسْتَجَابَ، فَحَيِيَ مِنَ الْحَقِّ مَا كَانَ مَيْتًا، وَمَاتَ مِنَ الْبَاطِلِ مَا كَانَ حَيًّا، ثُمَّ ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ، فَكَانَتِ الْخِلَافَةُ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». صحيح رواه الإمام أحمد (16/ 624، برقم 23324، ط دار الحديث).
وما منهاج النبوة إلا الإسلام الصحيح، وهو ما كان عليه النبي –صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَتَنفرجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ؛ قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، وَالصِّرَاطُ: الْإِسْلَامُ، وَالسُّورَانِ: حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ: وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ» حديث صحيح رواه أحمد (13/ 485، ط1، 1416هـ، دار الحديث) وغيره.
هذا ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبت قلوبنا على الدين، وأن يهدينا الصراط المستقيم، وأن يمسكنا بالإسلام حتى نلقاه عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه أبو طيبة(/)