«فيقال لهذا المعارض: أما دعواك عليهم (أي أصحاب الحديث) أنهم ثبتوا له سمعا وبصرًا، فقد صدقت. وأما دعواك عليهم أنه كعينٍ وكسمعٍ فإنه كذب ادعيت عليهم؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا كصفاته صفة. وأما دعواك أنهم يقولون: "جارح مركب" فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة: جارح وعضو وما أشبهه، حشو وخرافات، وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين: وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنقول كما قال، ونعني بها كما عنى والتكييف عنا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع» (8).
5. لا دليل من القرآن، أو السنة، أو أثر عن أحد من السلف على أن نصوص الصفات ليست على ظاهرها، ولا أن الصفات على المجاز وليس الحقيقة، ولا أن إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه، بل إن الجهمية كانوا ينفون ويؤولون الصفات لاعتقادهم أن إثباتها على الحقيقة تشبيه فسمَّاههم السلف: معطلة. أما قوله تعالى {ليس كمثله شيء}، فقد قال الحافظ عثمان الدارمي ( http://as-salaf.com/article.php?aid=19&lang=ar) رحمه الله: «ونحن نقول كما قال ابن عباس: ليس لله مثل ولا شبه، ولا كمثله شيء، ولا كصفاته صفة، فقولنا: {ليس كمثله شيء} أنه شيء أعظم الأشياء، وخالق الأشياء، وأحسن الأشياء، نور السموات والأرض. وقول الجهمية: {ليس كمثله شيء} يعنون أنه لا شيء ... واتخذوا قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} دِلْسَةً على الجهال ليروجوا عليهم بها الضلال، كلمةُ حق يبتغى بها باطل. ولئن كان السفهاء في غلط من مذاهبهم، إن الفقهاء منهم على يقين» (9).
6. لو كان اعتقاد ظاهر النصوص تشبيهًا لحذر منه السلف الصالح، لأن الأصل في الكلام أن يكون على ظاهره، والناس يأخذون بظاهر الكلام ما لم يرد دليل على أن الظاهر غير مُراد.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت. 795 هـ) رحمه الله: «وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه، وتجسيم، وضلال، واشتقّوا من ذلك -لمن آمن بما أنزل الله على رسوله- أسماء ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان؛ بل هي افتراءٌ على الله، يُنفّرون بها عن الإيمان بالله ورسوله. وزعموا أنّ ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك - مع كثرته وانتشاره - من باب التوسع والتجوز، وأنه يُحمل على مجازات اللغة المستبعدة، وهذا من أعظم أبواب القدحِ في الشريعة المحكمةِ المُطهّرةِ، وهو من جِنس حَمْل الباطنية نصوصَ الإخبار عن الغُيوبِ؛ كالمعاد والجنة والنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة، وحملِهم نصوص الامر والنهي عن مثل ذلك، وهذا كله مروق عن دين الإسلام.
ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام، وحذّروا عنه، إلا خوفاً من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيينُ ذلك وتحذير الأمة منه؛ فإن ذلك من تمامِ نصيحةِ المسلمين، فكيف كان ينصحون الأمة فيما يتعلق بالاحكام العملية ويَدَعون نصيحتَهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات، هذا من أبطل الباطل) (10).
7. التشبيه يكون في الكيفية، وليس في إثبات الصفة التي أثبتها الله لنفسه وأثبتها له رسوله -صلى الله عليه وسلم- دون الخوض في كيفيتها؛ قال ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ): (ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء). (11)
وقال ابن خزيمة ( http://as-salaf.com/article.php?aid=78&lang=ar) ( ت. 311هـ) رحمه الله، مُبيِّنًا أن إثبات الصفة على الحقيقة ليس بتشبيه:
«وزعمت الجهمية -عليهم لعائن الله- أن أهل السنة ومتبعي الآثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، المثبتين لله عز وجل من صفاته ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله المثبت بين الدفتين، وعلى لسان نبيه المصطفى بنقل العدل عن العدل موصولا إليه، مشبهة جهلا منهم بكتاب ربنا وسنة نبينا، وقلة معرفتهم بلغة العرب الذين بلغتهم خوطبنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكرنا من الكتاب والسنة في ذكر وجه ربنا بما فيه الغنية والكفاية. ونزيده شرحًا فاسمعوا الآن أيها العقلاء: ما نذكر من جنس اللغة السائرة بين العرب، هل يقع اسم المشبهة على أهل الآثار ومتبعي السنن؟
نحن نقول وعلماؤنا جميعا في جميع الأقطار: أن لمعبودنا عز وجل وجهًا كما أعلمنا الله في محكم تنزيله، فذوّاه (12) بالجلال والإكرام، وحكم له بالبقاء، ونفى عنه الهلاك.
ونقول: إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره، محجوب عن أبصار أهل الدنيا، لا يراه بشر ما دام في الدنيا الفانية.
ونقول: إن وجه ربنا القديم لا يزال باقيا، فنفى عنه الهلاك والفناء.
ونقول: إن لبني آدم وجوها كتب الله عليها الهلاك، ونفى عنها الجلال والإكرام، غير موصوفة بالنور والضياء والبهاء التي وصف الله بها وجهه. تدرك وجوه بني آدم أبصار أهل الدنيا، لا تحرق لأحد شعرة فما فوقها لنفي السبحات عنها التي بيّنها نبينا المصطفى لوجه خالقنا.
ونقول: إن وجوه بني آدم محدثة مخلوقة، لم تكن فكوّنها الله بعد أن لم تكن مخلوقة، أوجدها بعد ما كانت عَدَمًا، وإن جميع وجوه بني آدم فانية غير باقية، تصير جميعا ميتًا، ثم تصير رميمًا، ثم ينشئها الله بعد ما قد صارت رميما، فتلقى من النشور والحشر والوقوف بين يدي خالقها في القيامة ومن المحاسبة بما قدمت يداه، وكسبه في الدنيا، ما لا يعلم صفته غير الخالق البارئ. ثم تصير إما إلى جنة منعمة فيها، أو إلى النار معذبة فيها، فهل يخطر -يا ذوى الحجا- ببال عاقل مركب فيه العقل، يفهم لغة العرب، ويعرف خطابها، ويعلم التشبيه، أن هذا الوجه شبيه بذاك الوجه؟
وهل ها هنا -أيها العقلاء- تشبيه وجه ربنا جل ثناؤه الذى هو كما وصفنا وبينا صفته من الكتاب والسنة بتشبيه وجوه بني آدم التي ذكرناها ووصفناها غير اتفاق اسم الوجه، وإيقاع اسم الوجه على وجه بني آدم كما سمّى الله وجهه وجها؟
ولو كان تشبيها من علمائنا لكان كل قائل: أن لبني آدم وجها، وللخنازير، والقردة، والكلاب، والسباع، والحمير، والبغال، والحيات، والعقارب، وجوهًا قد شبه وجوه بني آدم بوجوه الخنازير والقردة والكلاب وغيرها مما ذكرت. ولست أحسب أن أعقل الجهمية المعطلة عند نفسه، لو قال له أكرم الناس عليه: وجهك يشبه وجه الخنزير، والقرد، والدب، والكلب، والحمار، والبغل، ونحو هذا، إلا غضب، لأنه خرج من سوء الأدب في الفحش في المنطق من الشتم للمشبه وجهه بوجه ما ذكرنا، ولعله بعد يقذفه ويقذف أبويه.
ولست أحسب أن عاقلا يسمع هذا القائل المشبه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا إلا ويرميه بالكذب، والزور، والبهت، أو بِالعَتَهِ، والخبل، أو يحكم عليه بزوال العقل، ورفع القلم، لتشبيه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا. فتفكروا يا ذوى الألباب: أوجوه ما ذكرنا أقرب شبها بوجوه بني آدم أو وجه خالقنا بوجوه بني آدم؟
فإذا لم تطلق العرب تشبيه وجوه بني آدم بوجوه ما ذكرنا من السباع، واسم الوجه قد يقع على جميع وجوهها كما يقع اسم الوجه على وجوه بني آدم، فكيف يلزم أن يقال لنا: أنتم مشبهة؟
ووجوه بني آدم ووجوه ما ذكرنا من السباع والبهائم محدثة، كلها مخلوقة، قد قضى الله فناءها وهلاكها، وقد كانت عَدَمًا فكوّنها الله وخلقها وأحدثها. وجميع ما ذكرناه من السباع والبهائم لوجوهها أبصار، وخدود، وجباه، وأنوف، وألسنة، وأفواه، وأسنان، وشفاه؛ ولا يقول مركب فيه العقل لأحد من بني آدم: وجهك شبيه بوجه الخنزير، ولا عينك شبيهة بعين قرد، ولا فمك فم دب، ولا شفتاك كشفتي كلب، ولا خدك خد ذئب، إلا على المشاتمة كما يرمي الرامي الإنسان بما ليس فيه.
فإذا كان ما ذكرنا على ما وصفنا، ثبت عند العقلاء وأهل التمييز أن من رمى أهل الآثار، القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، بالتشبيه، فقد قال الباطل والكذب والزور والبهتان، وخالف الكتاب والسنة، وخرج من لسان العرب» (13).
للمزيد يُرجى مراجعة مقال: «ما هو التشبيه في صفات الله؟»:
http://as-salaf.com/article.php?aid=82 (http://as-salaf.com/article.php?aid=82)
مواضيع ذات صلة:
هل صفات الله حقيقية أم غير حقيقية؟ ( http://as-salaf.com/article.php?aid=101&lang=ar)
_______
(1) الحجة في بيان المحجة لاسماعيل الأصبهاني (ج2 ص186)
(2) من أدلة صفة اليد لله عز وجل قوله تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]
(3) رُوع القلب: ذِهنُه وخَلَدُه. يُقال: رجع إليه رُوعُه ورُواعُه إذا ذهب قلبه ثم تاب إليه. (كتاب العين للخليل الفراهيدي 2/ 242)
(4) نقله ابن تيمية في تلبيس الجهمية (ج2 ص167 - 168)، وفي رسالته العرشية (ج1 ص20)؛ ورواه ابن بطة في الإبانة بسنده إلى الماجشون؛ وروى اللالكائي جزءًا من الرسالة في كتابه "شرح اعتقاد أصول أهل السنة" (ج3 ص502) من طريق ابن أبي حاتم الذي رواه بسنده إلى الماجشون في كتابه "الرد على الجهمية".
(5) الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص415)؛ وتفسير عبد الرزاق الصنعاني (ج2 ص142)؛ ومعاني القرآن للفراء (ج2 ص384)
(6) معاني القرآن للنحاس (ج6 ص16) تحقيق: محمد علي الصابوني.
(7) رواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه بسند رواته ثقات (ج11 ص423) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي -الطبعة الأولى - منشورات المجلس العلمي؛ ورواه أيضا في تفسيره (ج2 ص239). ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (ج1 ص339)
(8) نقض الدارمي (ج2 ص688 - 689)
(9) نقض الدارمي (ج2 ص909 - 910)
(10) فتح الباري لابن رجب الحنبلي (ج7 ص230 - 231)
(11) الاستذكار لابن عبد البر (ج2 ص528)
(12) أي وصفه بـ «ذو»
(13) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب لابن خزيمة (ج1 ص53)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 12:54]ـ
"إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه، فكما لم يلزم من إثبات ذاتٍ حقيقية، وحياة حقيقية، وعلم حقيقي، تشبيه؛ فإنه لا يلزم التشبيه من إثبات باقي الصفات الثابتة في القرآن والسنة على الحقيقة؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه."
السلام عليكم
الى الاخت الكريمة صاحبة المقال "أم عبد الله ش م"
الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه
والله اعلم
والسلام عليكم
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 10:48]ـ
الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه
والله اعلم
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله
اسمح لي أخي الكريم أن أختلف معك في هذا.
أولا: السلف الصالح استخدموا لفظ التشبيه ولم يعترضوا عليه حسب علمي:
روى الترمذي -رحمه الله- في سننه أن شيخه ابن راهويه -رحمه الله- قال: ((إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه ... ))
وقد وردت آثار عن بعض السلف في تفسير قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]؛ أي: شبها / شبيها.
ثانيا: الاشتراك في أصل المعنى لا يُسمى تشبيها، فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى. حتى الأشاعرة لا يختلفون في هذا، فهم يثبتون لله أصل المعنى لصفة الحياة والعلم والقدرة .. إلخ، ولا يرون ذلك تشبيها.
ولو كان الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيها لجاز أن يُقال بأن وجوه بني آدم تشبه وجوه الخفافيش والأسماك والطيور والحشرات .. إلخ، وكذلك لجاز أن يقال بأن وجه كل إنسان يشبه وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا كله ظاهر البطلان.
وقد نقلت كلاما لابن خزيمة رحمه الله في مقالي فيه بيان أن الاشتراك في أصل المعنى لا يوجب تشبيها، فلعلك تراجعه.
قال أبو عمر الطلمنكي رحمه الله في رده على الجهمية والعتزلة:
((قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به ... ))
فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى.
للمزيد فيما يتعلق بالتشبيه انظر المقال التالي:
(ليس كمثله شيء) ما هو التشبيه؟ ( http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)
.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 02:59]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
اسمح لي أخي الكريم أن أختلف معك في هذا.
أولا: السلف الصالح استخدموا لفظ التشبيه ولم يعترضوا عليه حسب علمي:
روى الترمذي -رحمه الله- في سننه أن شيخه ابن راهويه -رحمه الله- قال: ((إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه ... ))
وقد وردت آثار عن بعض السلف في تفسير قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]؛ أي: شبها / شبيها.
ثانيا: الاشتراك في أصل المعنى لا يُسمى تشبيها، فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى. حتى الأشاعرة لا يختلفون في هذا، فهم يثبتون لله أصل المعنى لصفة الحياة والعلم والقدرة .. إلخ، ولا يرون ذلك تشبيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كان الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيها لجاز أن يُقال بأن وجوه بني آدم تشبه وجوه الخفافيش والأسماك والطيور والحشرات .. إلخ، وكذلك لجاز أن يقال بأن وجه كل إنسان يشبه وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا كله ظاهر البطلان.
وقد نقلت كلاما لابن خزيمة رحمه الله في مقالي فيه بيان أن الاشتراك في أصل المعنى لا يوجب تشبيها، فلعلك تراجعه.
قال أبو عمر الطلمنكي رحمه الله في رده على الجهمية والعتزلة:
((قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به ... ))
فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى.
للمزيد فيما يتعلق بالتشبيه انظر المقال التالي:
(ليس كمثله شيء) ما هو التشبيه؟ ( http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ صالح آل الشيخ في شرح العقيدة الواسطية:
*هنا تنبيه: وهو أن التمثيل يختلف عن التشبيه، التمثيل أن يُجعل الشيءُ مماثلا للشيء في صفة كاملة أو في الصفات كلها، نقول: محمد مثل خالد إذا كان محمد مثل خالد في جميع الصفات أو في صفة كاملة، محمد مثل خالد في الكرم يعني يماثله تماما.
أما المشابهة فهي اشتراك في بعض الصفة أو في بعض الصفات.
قال بعض العلماء أو في كل الصفات، يعني جعلوا التشبيه أوسع من التمثيل.
يعني بعض العلماء جعل التمثيل أوسع من التشبيه.
ولهذا فإن نفي التشبيه، إذا نُفِي في نصوص العلماء أهل السنة والجماعة فإنما يعنون به التشبيه الذي هو التمثيل.
المماثلة في صفة كاملة أو المماثلة في الصفات.
أما التشبيه الذي هو اشتراك في جزء المعنى فإن هذا ليس مرادا لهم لأنهم يثبتون الاشتراك، فالله جل وعلا له سمع وللمخلوق سمع
وهناك اشتراك في اللفظ وفي جزء المعنى.
فالسمع معناه معروف في اللغة لكن من حيث تعلقه بالمخلوق يختلف عن جهة تعلقه بالخالق.
ولهذا فإننا نقول في الصفات هنا كما قال ومن غير تكييف ولا تمثيل وإذا قيل من غير تشبيه فإنهم يريدون بالتشبيه التمثيل وهذا مستعمل عند العلماء أنهم ينفون التشبيه ويريدون به التمثيل.اه
فالتشبيه قد يطلق ويراد به المماثلة فنقول المخلوق لايشبه الله في أسماءه وصفاته وأفعاله وقد يراد به المشابهة القاصره أي المشابهة في أصل المعنى أي (أن المخلوق مثلا له سمع والله له سمع وهكذا فهذا لااشكال فيه) , والله أعلم.
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 03:33]ـ
أما التشبيه الذي هو اشتراك في جزء المعنى فإن هذا ليس مرادا لهم لأنهم يثبتون الاشتراك، فالله جل وعلا له سمع وللمخلوق سمع
وهناك اشتراك في اللفظ وفي جزء المعنى.
فالسمع معناه معروف في اللغة لكن من حيث تعلقه بالمخلوق يختلف عن جهة تعلقه بالخالق.
بارك الله فيكم
إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد بـ" جزء المعنى" أصل المعنى، فأنا أخالفه في ذلك، ليس لأني أعلم منه، كلا، بل ليس لدي 0.0001 عمله -حفظه الله-، ولكن سبب مخالفتي هو للسبب الثاني الذي ذكرته في مشاركتي السابقة، وقد بيّن الإمام ابن خزيمة رحمه الله كيف أن العرب لا تفهم من التشبيه الإشتراك في أصل المعنى، وإلا لكان كل مخلوق له وجه مشابها للمخلوق الآخر الذي له وجه لأنها مشتركة في المعنى، ولا أحد يقول بذلك، فالتشبيه يكون في الكيفية الصفة، أو بتعبير آخر: صفة الصفة، سواءً في جزء منها أو فيها كلها.
والله أعلم
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 04:10]ـ
بارك الله فيكم
إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد بـ" جزء المعنى" أصل المعنى، فأنا أخالفه في ذلك، ليس لأني أعلم منه، كلا، بل ليس لدي 0.0001 عمله -حفظه الله-، ولكن سبب مخالفتي هو للسبب الثاني الذي ذكرته في مشاركتي السابقة، وقد بيّن الإمام ابن خزيمة رحمه الله كيف أن العرب لا تفهم من التشبيه الإشتراك في أصل المعنى، وإلا لكان كل مخلوق له وجه مشابها للمخلوق الآخر الذي له وجه لأنها مشتركة في المعنى، ولا أحد يقول بذلك، فالتشبيه يكون في الكيفية الصفة، أو بتعبير آخر: صفة الصفة، سواءً في جزء منها أو فيها كلها.
والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلام في الصفات ينطلق من خلال ثلاثة محاور:
1: أصل الصفة أي الاشتراك أو المشابهة في الأسم.
2: كيفية الصفة.
3: تمام معنى الصفة.
فالمحور الأول لاخلاف في التشابه لأن الله سبحانه وتعالى خاطبنا بما نفهمه فعندما بين لنا أنه سميع عليم ووصف المخلوق بأنه سميع عليم فهمنا من ذلك أن الله له سمع وأن له علم وهذا هو التشابه وهو غير ماذكرت من أنه اذا قلت وجه الأنسان كوجه الفيل انما يقصد أن الأنسان والفيل لهما وجه في أصل المعنى ولكن كيفية الوجه وتمام معنى الوجه يختلف, كذلك الأمر بالنسبة لله فكل صفات الله تشابه صفات الأنسان في أصل المعنى لكن الكيفية وتمام المعنى لايعلمها الا الله سبحانه وتعالى, الأمر الآخر بارك الله فيك لانستعجل ونخالف كلام أهل العلم بل الأولى بك أن تقولي نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المعروفين بالتأصيل للعقيدة كالشيخ العثيمين والشيخ صالح آل الشيخ, أما الرجوع مباشرة الى كلام المتقدمين فقد نقع في عدم فهم مرادهم بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 04:38]ـ
3: تمام معنى الصفة.
هل تقصد بتمام معنى الصفة أي: أصل المعنى وكيفية معًا؟
أم تقصد شيئًا آخر؟
[ size=5] فالمحور الأول لاخلاف في التشابه لأن الله سبحانه وتعالى خاطبنا بما نفهمه فعندما بين لنا أنه سميع عليم ووصف المخلوق بأنه سميع عليم فهمنا من ذلك أن الله له سمع وأن له علم وهذا هو التشابه [/ quote]
هل يصح أن يُقال بأن التلميذ المبتدئ يشبه العالم لأن التلميذ لديه علم، والعالم له علم؟
أرجو أن توضح لي كيف يكون الاشتراك في بعض الصفات تشابها؟ خاصة إذا كان الاختلاف في حقيقة تلك الصفة بين الاثنين كبيرًا.
أحسن الله إليكم
كذلك الأمر بالنسبة لله فكل صفات الله تشابه صفات الأنسان في أصل المعنى
بارك الله فيكم
أرجو ذكر الدليل على أن الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيهًا، لغةً أو شرعًا
الأمر الآخر بارك الله فيك لانستعجل ونخالف كلام أهل العلم ...
بارك الله فيكم
صحيح
كان علي أن أسأل عن الدليل وأستفسر أكثر ولا أخالف هكذا مباشرة.
أرجو أن تعتبر نقاشي معكم نقاش مُتعلم.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 05:07]ـ
بارك الله فيكم
إذا كان الشيخ حفظه الله يقصد بـ" جزء المعنى" أصل المعنى، فأنا أخالفه في ذلك، ليس لأني أعلم منه، كلا، بل ليس لدي 0.0001 عمله -حفظه الله-، ولكن سبب مخالفتي هو للسبب الثاني الذي ذكرته في مشاركتي السابقة، وقد بيّن الإمام ابن خزيمة رحمه الله كيف أن العرب لا تفهم من التشبيه الإشتراك في أصل المعنى، وإلا لكان كل مخلوق له وجه مشابها للمخلوق الآخر الذي له وجه لأنها مشتركة في المعنى، ولا أحد يقول بذلك، فالتشبيه يكون في الكيفية الصفة، أو بتعبير آخر: صفة الصفة، سواءً في جزء منها أو فيها كلها.
والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا أم عبدالله بارك الله فيك أحب أن أبين لك مسألة مهمة وهي:
أن فهم كلام المتقدمين خصوصا في باب العقيدة نحتاج الى أن نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المعروفين بأتقان مسائل العقيدة لكي نكون على بصيرة من أمرنا أما أن نرجع الى كتب المتقدمين دون الرجوع الى أهل العلم المعاصرين فهذا يوقعنا بالخطأ لاشك كما قالوا (من كان أكثر علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه) , مسألة الصفات تدور في ثلاثة محاور هي:
1: أصل المعنى أوأصل معنى الصفة.
2: كيفية الصفة.
3: تمام معنى الصفة.
أما المحور الأول فان الله خاطبنا بكلام عربي مبين فبين لنا صفاته جل جلاله مثل السمع والبصر والحياة وغيرها ووصف الأنسان بهذه الصفات فما هو المقصود؟ أليس هو أن هناك اشتراك بين صفات الله وصفات الأنسان, فما هو القدر الذي يشترك فيه الأنسان مع خالقه؟ انه أصل معنى الصفة وليس تمامها ولا كيفيتها وهذا تمام ما قاله الأمام مالك رحمه الله (الأستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة) , غير مجهول أي معلوم المعنى أي أصله وليس تمامه ولا كيفيته مصداقا لقوله تعالى (ولايحيطون به علما) ,
كما قلت التشبيه والتمثيل قد يطلقهما السلف ويريدون نفس المعنى أي أن كل مشبه ممثل فيريدون من التشبيه المعنى الكلي وقد يكون التشبيه بمعنى المشابهة في أصل المعنى وهذا لايلزم المماثلة , مثل أن نقول للأنسان وجه وللفيل وجه فهما متشابهان في أصل المعنى ولكن الوجه لايماثل الوجه في كل شئ, وأليك كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله قفي عنده وراجعي كلام أهل العلم فالتأني مطلوب بارك الله فيك, قال في شرح الفتوى الحموية:
وهذا هو قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته «إنَّ الله خلق آدم على صورته» فالله جل وعلا خلق آدم على صورة الرحمن سبحانه وتعالى؛ يعني على صفاته سبحانه، فخصَّ آدم من بين المخلوقات بأنَّ له من الصفات من جنس صفات الحق سبحانه وتعالى؛ يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك.
فهذا اشتراك في الصفة، والاشتراك في الصفة لا يعني الاشتراك في الكيفية؛ لأن هذا باطل، فالله سبحانه وتعالى جعل لآدم من الصفات مثل الصفات التي ذكرنا؛ يعني الصفات سواء الذاتية أو الصفة القوة والغضب والرضا والكلام إلى آخره، هذه الصفات جعل صفات آدم على صفات الرحمن سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث هذا «خلق الله آدم على صورته» و (على) ليست
للتمثيل وليست للتشبيه، وإنما هي في اللغة للاشتراك، وهذا الاشتراك حاصل بدلالة النصوص.
فما فصل في هذا الموضع مما ينقله العلماء أجمل في قوله عليه الصلاة والسلام «خلق الله آدم على صورته» فقوله (على) يقتضي -كما ذكرت لك- الاشتراك ولا يقتضي المشابهة ولا المماثلة في الكيفية ولا في الصفة؛ يعني في غاية الصفة، وإنما هو اشتراك في جنس الصفة؛ في أصل معناها. اه
أسأل الله أن يبصرني واياك لما هو صواب انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 05:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا أم عبدالله بارك الله فيك أحب أن أبين لك مسألة مهمة وهي:
أن فهم كلام المتقدمين خصوصا في باب العقيدة نحتاج الى أن نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المعروفين بأتقان مسائل العقيدة لكي نكون على بصيرة من أمرنا أما أن نرجع الى كتب المتقدمين دون الرجوع الى أهل العلم المعاصرين فهذا يوقعنا بالخطأ لاشك كما قالوا (من كان أكثر علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه) ,
بارك الله فيكم
أنا أتفق معك في هذا 100%
وأحاول قدر المستطاع أن لا أخالف هذا، فأنا أرسل مقالاتي إلى مجموعةمن المشايخ ليقوموا بمراجعتها، ولكنهم لا يقومون جميعا بمراجعة كل مقال حيث أنهم مشغولين، ولكن يقوم على الأقل واحد أو اثنان منهم بمراجعة المقال.
كما أنني لا أكتب في موضوع إلا بعد أن أدرسه دراسة مبدئية من كتب المعاصرين ثم أنتقل لآثار السلف في المسألة.
ومقالي تطرق فقط لمعنى التشبيه في صفات الله، ولم يتطرق لـ: هل هناك أكثر من إطلاق للفظ التشبيه أم لا؟
وهذا هو نقاشي معكم حفظكم الله.
فنقاشي معكم هو: هل يصح إطلاق "التشبيه" على "أصل المعنى" في لغة العرب أم لا؟
وليس نقاشي في المقصود بالتشبيه في صفات الله عز وجل، فنحن متفقان في ذلك.
أما المحور الأول فان الله خاطبنا بكلام عربي مبين فبين لنا صفاته جل جلاله مثل السمع والبصر والحياة وغيرها ووصف الأنسان بهذه الصفات فما هو المقصود؟ أليس هو أن هناك اشتراك بين صفات الله وصفات الأنسان, فما هو القدر الذي يشترك فيه الأنسان مع خالقه؟ انه أصل معنى الصفة وليس تمامها ولا كيفيتها وهذا تمام ما قاله الأمام مالك رحمه الله (الأستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة) ,
بارك الله فيكم
لا أختلف معكم في هذا
أن هناك اشتراك بين الصفات وهو أصل المعنى، فهذا يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
إشكالي في إطلاق لفظ "تشبيه" على ذلك الاشتراك.
وهذا هو قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته «إنَّ الله خلق آدم على صورته» فالله جل وعلا خلق آدم على صورة الرحمن سبحانه وتعالى؛ يعني على صفاته سبحانه، فخصَّ آدم من بين المخلوقات بأنَّ له من الصفات من جنس صفات الحق سبحانه وتعالى؛ يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك.
فهذا اشتراك في الصفة، والاشتراك في الصفة لا يعني الاشتراك في الكيفية؛ لأن هذا باطل، فالله سبحانه وتعالى جعل لآدم من الصفات مثل الصفات التي ذكرنا؛ يعني الصفات سواء الذاتية أو الصفة القوة والغضب والرضا والكلام إلى آخره، هذه الصفات جعل صفات آدم على صفات الرحمن سبحانه وتعالى وكما جاء في الحديث هذا «خلق الله آدم على صورته» و (على) ليست
للتمثيل وليست للتشبيه، وإنما هي في اللغة للاشتراك، وهذا الاشتراك حاصل بدلالة النصوص.
فما فصل في هذا الموضع مما ينقله العلماء أجمل في قوله عليه الصلاة والسلام «خلق الله آدم على صورته» فقوله (على) يقتضي -كما ذكرت لك- الاشتراك ولا يقتضي المشابهة ولا المماثلة في الكيفية ولا في الصفة؛ يعني في غاية الصفة، وإنما هو اشتراك في جنس الصفة؛ في أصل معناها. اه
أسأل الله أن يبصرني واياك لما هو صواب انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. [/ quote]
جزاكم الله خيرا
ما قاله الشيخ هو الصواب، ولكن كما قُلت، السؤال هو:
هل يصح أن يُسمى هذا الإشتراك "تشبيها" في لغة العرب؟
فما فهمته من كلام الإمام ابن خزيمة رحمه الله هو أن التشبيه في لغة العرب لا يُطلق على الاشتراك في أصل المعنى.
لهذا أنا طلبت الدليل سواءً كان من النصوص الشرعية أو أقوال السلف والعلماء المتقدمين أو المعنى اللغوي للكلمة.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 06:42]ـ
بارك الله فيكم
أنا أتفق معك في هذا 100%
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحاول قدر المستطاع أن لا أخالف هذا، فأنا أرسل مقالاتي إلى مجموعةمن المشايخ ليقوموا بمراجعتها، ولكنهم لا يقومون جميعا بمراجعة كل مقال حيث أنهم مشغولين، ولكن يقوم على الأقل واحد أو اثنان منهم بمراجعة المقال.
كما أنني لا أكتب في موضوع إلا بعد أن أدرسه دراسة مبدئية من كتب المعاصرين ثم أنتقل لآثار السلف في المسألة.
ومقالي تطرق فقط لمعنى التشبيه في صفات الله، ولم يتطرق لـ: هل هناك أكثر من إطلاق للفظ التشبيه أم لا؟
وهذا هو نقاشي معكم حفظكم الله.
فنقاشي معكم هو: هل يصح إطلاق "التشبيه" على "أصل المعنى" في لغة العرب أم لا؟
وليس نقاشي في المقصود بالتشبيه في صفات الله عز وجل، فنحن متفقان في ذلك.
بارك الله فيكم
لا أختلف معكم في هذا
أن هناك اشتراك بين الصفات وهو أصل المعنى، فهذا يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
إشكالي في إطلاق لفظ "تشبيه" على ذلك الاشتراك.
جزاكم الله خيرا
ما قاله الشيخ هو الصواب، ولكن كما قُلت، السؤال هو:
هل يصح أن يُسمى هذا الإشتراك "تشبيها" في لغة العرب؟
فما فهمته من كلام الإمام ابن خزيمة رحمه الله هو أن التشبيه في لغة العرب لا يُطلق على الاشتراك في أصل المعنى.
لهذا أنا طلبت الدليل سواءً كان من النصوص الشرعية أو أقوال السلف والعلماء المتقدمين أو المعنى اللغوي للكلمة. [/ quote]
بسم الله الرحمن الرحيم
اليك كلام ابن خزيمة رحمه الله (إذا لم تطلق العرب تشبيه وجوه بني آدم بوجوه ما ذكرنا من السباع، واسم الوجه قد يقع على جميع وجوهها كما يقع اسم الوجه على وجوه بني آدم، فكيف يلزم أن يقال لنا: أنتم مشبهة؟
لونظرنا في كلام ابن خزيمة رحمه الله لتبين لنا أنه يقصد التشبيه الذي يقابل التمثيل وليس التشبيه الذي يقابل أصل المعنى بدليل أنه استدل عليهم بمشابهة وجه الأنسان لوجوه السباع على سبيل أصل المعنى وهو أن لكل منها وجه وليس تماثل وجه الأنسان مع وجوه السباع. في الخلاصة التشبيه من وجه يقابل التمثيل فهذا ممنوع ومن وجه يقابل أصل الصفة فهذا لابأس به, ثم اني أسأل سؤالا وهو قول عائشة رضي الله عنها (شبهتمونا بالكلاب والحمير) هل أرادت المماثلة أم غير ذلك بارك الله فيك, والله أعلم.
ـ[المفتقر لرحمة رب العالمين]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 10:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قولك ((يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك)).
هل هذا شرحك وانك تعني ان لله جسم لكن غير جسمنا لانه يستلزم من كلامك ان لهذه الاعضاء والصفات جسم تقوم به فهل تقصد هذا؟
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 11:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قولك ((يعني أن الله سبحانه وتعالى له وجه وجعل لآدم وجها، وله سمع وجعل لآدم سمعا، وله بصر وجعل لآدم بصرا، وله أصابع سبحانه وجعل لآدم أصابعا، وله جل وعلا قدمان وجعل لآدم قدمين، وله سبحانه ساق وجعل لآدم ساقا، إلى آخر ذلك)).
هل هذا شرحك وانك تعني ان لله جسم لكن غير جسمنا لانه يستلزم من كلامك ان لهذه الاعضاء والصفات جسم تقوم به فهل تقصد هذا؟
كل الصفات التي ذكرها الأخ الكريم ثابتة بالكتاب والسنة.
فالله له ذات متصفة بتلك الصفات لا تشبه ذوات المخلوقين ولا صفاتهم، بل هي بصفة تليق بجلاله لا يعلمها إلا هو سبحانه.
وقد أثبت هذه الصفات السلف الصالح، انظر مثلا قول الإمام الحافظ حماد بن زيد بن درهم (ت. 179 هـ):
«مَثَلُ الجهمية مثل رجل قيل له: أفي دارك نخلة؟ قال: نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قال: لا. قيل: فلا نخلة في دارك. هؤلاء مِثل الجهمية قيل لهم:
لكم ربّ؟ قالوا: نعم. قيل: يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد (1)؟ قالوا: لا. قيل: فله قدم (2)؟ قالوا: لا. قيل: فله إصبع (4)؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم!» (4) إسناده صحيح.
_الهامش_________
(1) من أدلة صفة اليد لله عز وجل قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]
(2) دليل صفة القَدم لله عز وجل: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول: قط قط وعزتك. ويزوى بعضها إلى بعض.“ حديث صحيح مُتفق عليه [صحيح البخاري ومسلم].
(3) من أدلة صفة الأصابع لله عز وجل الحديث المتفق عليه (رواه البخاري ومسلم): عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه- قال: جاء حبر من اليهود فقال: "إنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يهزهن، ثم يقول: أنا الملك أنا الملك." فلقد رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا لقوله؛ ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]
(4) رواه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"، قال: "حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، حدثنا أبي، عن سليمان بن حرب، قال: قال حماد بن زيد: ... " وذكره. شرح مذاهب أهل السنة (ص34 - 35) تحقيق: عادل بن محمد.
وأبو يعلى في "إبطال التأويلات" عن أبي القاسم عبد الكريم (ج1 ص55)؛ و أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني التيمي في "الحجة في بيان المحجة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المفتقر لرحمة رب العالمين]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 11:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت الكريمة انا لم اقصد ماقلتيه عن الجهمية ((وقد أثبت هذه الصفات السلف الصالح، انظر مثلا قول الإمام الحافظ حماد بن زيد بن درهم (ت. 179 هـ):
«مَثَلُ الجهمية مثل رجل قيل له: أفي دارك نخلة؟ قال: نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قال: لا. قيل: فلا نخلة في دارك. هؤلاء مِثل الجهمية قيل لهم:
لكم ربّ؟ قالوا: نعم. قيل: يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد (1)؟ قالوا: لا. قيل: فله قدم (2)؟ قالوا: لا. قيل: فله إصبع (4)؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم!))
قال الله تعالى ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} [هود: 37]
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48]
{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر: 14]
وكذلك قال {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]
ايعني ذلك ان لله اعين؟
وعنده كما روي كلتا يديه يمين؟
وانا اريد ان افهم هل لربنا جسم لكن غير جسمنا او لا؟ ولست جهميا والعياذ بالله
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 12:05]ـ
قال الله تعالى ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} [هود: 37]
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48]
{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر: 14]
وكذلك قال {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]
ايعني ذلك ان لله اعين؟
روى ابن جرير الطبري في تفسيره -بسند صحيح- عن التابعي قتادة رحمه الله في قوله تعالى: (بأعيننا ووحينا)، قال: بعين الله ووحيه. ا. هـ.
أي: بمرأى من عين الله عز وجل.
فهذه الآيات من أدلة صفة العين لله عز وجل.
وانا اريد ان افهم هل لربنا جسم لكن غير جسمنا او لا؟ ولست جهميا والعياذ بالله
نحن لا نثبت إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولم يُثبت الله لنفسه جسما، ولم يثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فنحن لا نثبته. ما نثبته هو: ذات تليق به سبحانه ليست كذواتنا.
وكذلك نُثبت صفاته دون تمثيل بصفات المخلوقين.
فحياة الله وعلمه ويده ورحمته وغضبه وعينه .. إلخ صفات له سبحانه لا تشبه حياة وعلم ويد ورحمة وغضب وعين المخلوقين، بل هي بصفة تليق بجلاله.
ـ[المفتقر لرحمة رب العالمين]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 05:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على هذه العقيدة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 03:55]ـ
روى ابن جرير الطبري في تفسيره -بسند صحيح- عن التابعي قتادة رحمه الله في قوله تعالى: (بأعيننا ووحينا)، قال: بعين الله ووحيه. ا. هـ.
أي: بمرأى من عين الله عز وجل.
فهذه الآيات من أدلة صفة العين لله عز وجل.
نحن لا نثبت إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولم يُثبت الله لنفسه جسما، ولم يثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فنحن لا نثبته. ما نثبته هو: ذات تليق به سبحانه ليست كذواتنا.
وكذلك نُثبت صفاته دون تمثيل بصفات المخلوقين.
فحياة الله وعلمه ويده ورحمته وغضبه وعينه .. إلخ صفات له سبحانه لا تشبه حياة وعلم ويد ورحمة وغضب وعين المخلوقين، بل هي بصفة تليق بجلاله.
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أختنا الكريمة أم عبدالله على الرد وبيان عقيدة السلف, أرجو أن أكون قد بينت المسألة ووضحت لك أي (مسألة التشبيه والتمثيل) , واذا كان هناك مزيد من الكلام في هذا الموضوع فأنا على استعداد لبحثه وبيانه, نسأل الله السداد في القول والعمل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 08:03]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لو أمكن من المخالف: أن يبرز لنا من أطلق من السلف الصالح، لفظ التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه؟ سواء كان في أصل المعنى أو في غير ذلك؟
وأرجوا ذكر أقوال السلف فقط لا غير، لأنني ترددت كثيرًا في رفع هذا الموضوع مرة أخرى، لعظم الأمر فيه وخطورة الكلام عن رب العالمين.
فرجاء خاص: من أراد أن يجاوب عن هذا الإستفسار يذكر لنا أقوال السلف الصالح فقط لاغير،
وجزاكم الله تعالى عنا كل خير.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 05:12]ـ
لو أمكن من المخالف: أن يبرز لنا من أطلق من السلف الصالح، لفظ التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه؟ سواء كان في أصل المعنى أو في غير ذلك؟
وأرجوا ذكر أقوال السلف فقط لا غير، لأنني ترددت كثيرًا في رفع هذا الموضوع مرة أخرى، لعظم الأمر فيه وخطورة الكلام عن رب العالمين.
فرجاء خاص: من أراد أن يجاوب عن هذا الإستفسار يذكر لنا أقوال السلف الصالح فقط لاغير،
وجزاكم الله تعالى عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتداءا أخي الكريم الله أمرنا أن نسأل أهل الذكر ان كنا لانعلم فقال تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) , وأهل الذكر بارك الله فيك في عصرنا ولله الحمد موجودون وهذا مصداق قول النبي (ص) (لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) ,لذلك لابد أن تجد جوابا مفصلا للمسائل المطروحة فان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بين هذه المسألة فقال:
قوله: (ولا تشبيه): يعني: أنهم لا يشبهون الله بخلقه, ومراد المؤلف بالتشبيه (التمثيل) ولهذا لو عبّر به لكان أولى من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن الذي جاء به القرآن والسنة نفي التمثيل لا نفي التشبيه.
كما قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (الشورى 11)، {فلا تضربوا لله الأمثال} (النحل 74).
ومعلوم أن المحافظة على لفظ النص لا سيما في هذه الأمور الدقيقة أولى من الإتيان بلفظ آخر، ولو ادعى من أتى به أنه مرادفٌ للفظ الذي جاء به النص
الوجه الثاني: أن نفي التشبيه فيه إجمال 122،لأنه إن أراد نفي التشبيه من كل وجه فهذا غلط،وإن أراد نفي التشبيه في كل الصفات فهذا هو التمثيل،
يعني: إن أراد نفي التشبيه أي أنه لا يشابه الخلق في أي شيء وأي وجه من الوجوه فهذا خطأ،وإن أراد نفي التشبيه يعني أنه مشابه للخلق في كل وجه وفي كل معنى،فهذا يكفي عنه قوله: (التمثيل)،فنفي التشبيه من كل وجه من الوجوه هذا خطأ، لأن هناك تشابه واشتراك في بعض المعاني،
فمثلاً: الحياة، يتصف بها الخالق ويتصف بها المخلوق،فبينهما تشابه من حيث أصل الصفة وهي الحياة،ولولا هذا التشابه المشترك بين صفات الله وصفات المخلوق ما عرفنا معاني صفات الله،فلا بد أن يكون هناك اشتراك وتشابه من بعض الوجوه؟ لله علم وللمخلوق علم بين علم الله وعلم المخلوق تشابه من حيث أصل المعنى، المخلوق يدرك ما يعلمه والخالق عز وجل كذلك
فهناك اشتراك في أصل المعنى، للمخلوق بصر وللخالق بصر،البصر للخالق والمخلوق مشتركان في أصل الرؤية،فبينهما تشابه من هذا الوجه،
لكنهما لا يتماثلان،لأن المماثلة: (التساوي من كل وجه)،
والمشابهة: (الاشتراك ولو في بعض الوجوه) 123،
الوجه الثالث: أن نفي التشبيه صار عند كثير من الناس يساوي نفي الصفات مطلقاً.وذلك عند من يقول: كل من اثبت لله صفة فهو مشبه،
فإذا قلنا: (من غير تشبيه): صار معنى هذا الكلام عندهم أي من غير إثبات صفة،فيوهم هذا بأن مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب أهل التعطيل لأنهم يرون أن معنى (نفي التشبيه) يعني نفي الصفات،حيث يزعمون أن كل من أثبت لله صفة فهو مشبِّه،
فالحاصل: أن المؤلف رحمه الله تابع في قوله: (ولا تشبيه): تابع عبارة كثير ممن كتبوا أو تكلموا في هذا الباب،والصواب: أن نقول: (من غير تمثيل)،ولهذا عبَّر شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية بذلك 124،
فقال: (من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل) اه (شرح العقيدة السفارينية) ,والله أعلم
أعتذر أخي الكريم عن الاطالة بارك الله فيك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 03:54]ـ
ليتك أخي الكريم وضعت رجائي في حسبانك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أدري ما علاقة ما كتبته بطلبي؟
ويبدوا والله تعالى أعلم إن ما في أحد من السلف الصالح أبدًا أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه، فلم يجد المخالف إلا نقل بعض الأقوال المتشابهة لبعض العلماء ليثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه!
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 04:31]ـ
ليتك أخي الكريم وضعت رجائي في حسبانك!
ولا أدري ما علاقة ما كتبته بطلبي؟
ويبدوا والله تعالى أعلم إن ما في أحد من السلف الصالح أبدًا أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه، فلم يجد المخالف إلا نقل بعض الأقوال المتشابهة لبعض العلماء ليثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه!
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم هل تظن أن كل المسائل الجزئية قد تكلم فيها السلف, ما قال أحد من أهل العلم هذا الشئ فأهل العلم يذكرون المسائل عند الحاجة اليها ولا أظنك يخفى عليك هذا الأمر, فمثلا ابن المبارك قال (ان الله بائن من خلقه) هل قال ذلك أحد من السلف, وان لم يفعلوا هل نرد كلام ابن المبارك وهو يرد على المنحرفين, كذلك الشيخ العثيمين وغيره تكلموا بهذه المسائل للحاجة اليها ولبيان الحق في المسألة ونحن مأمورون بمتابعة أهل العلم الذين يبينون لنا دين الله قال الله تعالى (فسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) وقد تكلم بهذه المسألة هو وغيره من أهل العلم المعروفين بتأصيلهم المتين لمسائل العقيدة ثم أذكرك بحديث النبي (ص) المشهور (عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ". رواه البيهقي. قال الشيخ الألباني صحيح
ولا شك أن الشيخ العثيمين والشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح آل الشيخ وغيرهم كثيرنعم الخلف لخير سلف بشهادة أهل العلم لهم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 04:49]ـ
أخي الكريم ..
عندما تثبت شىء لرب العالمين مطلوب منك إنك تأتي بالدليل من الكتاب والسنة على هذا الإثبات،
فأين في الكتاب السنة ومن أقوال السلف الصالح إنه يوجد (تشبيه) بين الله عز وجل وبين خلقه؟!
بل تواترت الأخبار إن من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر!
عندما تأتي بمنتهى البساطة وتقول إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه!
أنا كمسلم بسيط أطالبك بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف، وإلا لا تتكلم عن رب العالمين.
وأنت لم تأتي لا بالكتاب ولا السنة، حتى أقوال السلف مخالفة لما تقول!
فكيف يمر كلامك هكذا بكل بساطة عن رب العالمين!
والكلام اللى ذكرته عن الشيخ ابن عثيمين كلام متشابه، وأين قال ذلك الفوزان؟ أم أنه حشر أسماء العلماء لتقرير التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه!!
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 06:07]ـ
أخي الكريم ..
عندما تثبت شىء لرب العالمين مطلوب منك إنك تأتي بالدليل من الكتاب والسنة على هذا الإثبات،
فأين في الكتاب السنة ومن أقوال السلف الصالح إنه يوجد (تشبيه) بين الله عز وجل وبين خلقه؟!
بل تواترت الأخبار إن من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر!
عندما تأتي بمنتهى البساطة وتقول إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه!
أنا كمسلم بسيط أطالبك بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف، وإلا لا تتكلم عن رب العالمين.
وأنت لم تأتي لا بالكتاب ولا السنة، حتى أقوال السلف مخالفة لما تقول!
فكيف يمر كلامك هكذا بكل بساطة عن رب العالمين!
والكلام اللى ذكرته عن الشيخ ابن عثيمين كلام متشابه، وأين قال ذلك الفوزان؟ أم أنه حشر أسماء العلماء لتقرير التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه!!
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيرا, أسأل الله أن يهديني واياك للحق الذي اختلفنا فيه وأن يؤلف بين قلوبنا انه سميع مجيب, أخي الكريم أنا ذكرت الشيخ صالح الفوزان ليس تكثرا وحشدا ولكني أستطيع أن أحتج به عليك لأنه لاشك سمع أو قرأ كلام الشيخ العثيمين لأنه تقرير لمسألة عقدية مهمة فكيف يسوغ للشيخ الفوزان أن يسكت على باطل, ثم ان المسألة لم يذكرها العثيمين فقط بل ذكرها الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذن الصفات والأسماء وإن كان ظاهر المعنى قد يقتضي المشابهة، فإن إثبات الأسماء لله جل وعلا وإثبات الصفات لله جل وعلا إثبات لها بإثبات اللفظ وإثبات المعنى الذي دل عليه اللفظ على ما يليق بالله جل وعلا، وأما الاشتراك في بعض المعنى فإن هذا لا ينفيه أهل السنة والجماعة لأن الله جل وعلا هو الذي وصف نفسه بذلك كما سيأتي من قوله (فَإنَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ).فهو جل وعلا الذي سمى نفسه السميع وسمى المخلوق بالسميع.وبين السميع والسميع قدر مشترك من المعنى، وهذا المعنى هو أصل السمع.والسمع الذي في المخلوق يناسب ذاته والسمع الذي لله جل وعلا يناسب ذاته.وهذا على أصل القاعدة المقررة وهي أن القول في الصفات كالقول في الذات يُحتذى فيه حذوه ويُنهج فيه منهاجه، لأن الصفة،كل صفة تناسب الموصوف فسمع المخلوق يناسب ذاته وسمع الله جل وعلا يناسب ذاته.
ما بين الصفتين من القدر المشترك هذا هو ما يجمعهما في أصل اللغة في المعنى العام أما المناسبة للذات فهذه لخارج الأصل العام.
ولهذا فإن لله جل وعلا من الصفات أكملها وله من كل صفة كمال أكمل تلك الصفة وأعظمها وأشملها أثرا وأعمها متعلقا.وهذا لا يعني بحال المماثلة، وإنما القدر المشترك في أصل المعنى هذا لا ينفيه أهل السنة لأن الله جل وعلا أنزل القرآن بلسان عربي مبين ومعنى ذلك أن الكلمات التي فيها ذكر الأسماء والصفات أنها تفهم باللغة وهذا سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى.اه شرح العقيدة الواسطية
ثم أذكرك أخي الكريم بهذا الكلام:
قال محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة: من لم يقل: إن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة، ولا أهل الذمة. ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح. اه
أين في كتاب الله أوسنة نبيه أو كلام الصحابة أن الله بائن من خلقه.
جزاك الله خيرا أخي الكريم وهداني واياك الى الحق انه سميع قريب مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 06:44]ـ
وفقك الله تعالى للحق،،
أنت تركت كلام آلاف العلماء من المسلمين الذين ينفون التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه، وتمسكت لمجرد قول متشابه للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، مع أن الشيخ ابن عثيمين له فتوى اخرى نفى فيه التشبيه ..
ثم قررت وأصلت إن هذا هو الحق الذي يجب أن يكون عليه كل مسلم، حيث أنكرت على الأخت، مع إن جملة الأخت أصلا مأخوذة من الأئمة، فأنكرت على صاحبة المقال وقلت:
((الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه
يعنى تواترت أقوال علماء المسلمين أن إثبات الصفات على الحقيقة لا يلزم منه التشبيه، ثم أتيت أنت لتثبت عكس ذلك وتثبت خطا علماء المسلمين الذين لم يفهموا التمثيل والتشبيه!!
طيب على فرض أن صاحبة المقال أخطأت لانها نفت بغير دليل، فلماذا لا تعترف انت بخطأك لأنك أثبت بغير دليل، وأن المثبت والنافي كما تعلم يجب عليه الدليل؟!
وأهل السنة والجماعة إن كانت كما تقول أثبتت أصل المعنى في الصفات المشتركة بين الله عز وجل وبين خلقه، فهل أطلقت أهل السنة عليه " تشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه؟ كما تقول؟ أم وصفت من شبه الله عز وجل بخلقه بأنه قد كفر؟!
أغاب عن اهل السنة إن القدر المشترك في الصفات بين الخالق سبحانه وتعالى وبين خلقه إنه تشبيه؟! فكان الواجب على علماء أهل السنة إنه يبينوا للناس إنه ليس كل التشبيه يكون مذموم، بل يوجد انواع من التشبيه هو الحق المبين؟!
ما الضير إن قلنا أخطأنا، وليس لنا أصلاً أن ننكر على من تمسك بألفاظ أئمة المسلمين في نفي التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه؟!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 06:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيرا, أسأل الله أن يهديني واياك للحق الذي اختلفنا فيه وأن يؤلف بين قلوبنا انه سميع مجيب, أخي الكريم أنا ذكرت الشيخ صالح الفوزان ليس تكثرا وحشدا ولكني أستطيع أن أحتج به عليك لأنه لاشك سمع أو قرأ كلام الشيخ العثيمين لأنه تقرير لمسألة عقدية مهمة فكيف يسوغ للشيخ الفوزان أن يسكت على باطل, ثم ان المسألة لم يذكرها العثيمين فقط بل ذكرها الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
.
يا اخي الكريم هذا لا يصلح لان نخرج بفتوى: إن الشيخ الفوزان يقول بالفتوى المتشابهة للشيخ ابن عثيمين، لأنه لا يعقل أن يقال أن كل الأقوال لكبار العلماء لو كان فيها خطأ ما، لقام الشيخ الفوزان بتبيين هذه الأخطاء وإلا فإن الشيخ الفوزان موافق على ما فيها!
قال محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة: من لم يقل: إن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة، ولا أهل الذمة. ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح. اه
بارك الله تعالى فيك، وهل انت قلت في هذه المسألة بكلام ابن خزيمة، أو من في طبقته أو أقدم منه؟!
وهل يقاس القول: ((على عرشه بائن من خلقه)) سبحانه وتعالى بقولك: (إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه))!!
الأولى وردت عن كثير من الأئمة وعلماء المسلمين، أما جملتك فقد نفاها الأئمة وعلماء المسلمين، فكيف يقاس إثبات الأئمة والعلماء، بنفي الأئمة والعلماء؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 07:01]ـ
وأنا الآن بمنتهى البساطة
كمسلم بسيط ولله الحمد
أسأل كل من أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه لأي شىء ما:
أسأله سؤال بسيط بالتحاكم لأبجديات أصول أهل السنة ..
ما هو الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف في إثبات التشابه بين الله عز وجل وبين خلقه؟
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 07:20]ـ
وأنا الآن بمنتهى البساطة
كمسلم بسيط ولله الحمد
أسأل كل من أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه لأي شىء ما:
أسأله سؤال بسيط بالتحاكم لأبجديات أصول أهل السنة ..
ما هو الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف في إثبات التشابه بين الله عز وجل وبين خلقه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم بارك الله فيك اليك الدليل:
(سنن أبي داود):
حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي المعنى قالا حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حرملة يعني ابن عمران حدثني أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) إلى قوله تعالى (سميعا بصيرا) قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه قال أبو هريرة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه قال ابن يونس قال المقرئ يعني إن الله سميع بصير يعني أن لله سمعا وبصرا قال أبو داود وهذا رد على الجهمية. اه قال الشيخ الألباني صحيح الاسناد
وجاء في الحديث عن النبي (ص):
(نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها فإذا كان كذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثر - يعني - من يخرج إليه النساء وذلك يوم التخليص وذلك يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد يكون معه سبعون ألفا من اليهود على كل رجل منهم ساج وسيف محلى فتضرب قبته بهذا الضرب الذي عند مجتمع السيول.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما كانت فتنة - ولا تكون حتى تقوم الساعة - أكبر من فتنة الدجال ولا من نبي إلا وقد حذر أمته ولأخبرنكم بشيء ما أخبره نبي قبلي. ثم وضع يده على عينه ثم قال: أشهد أن الله عز وجل ليس بأعور. الصحيحة, الألباني
وجزاك الله خيرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 08:47]ـ
متابع لهذا الحوار العلمي
جزاكم الله خيرًا .. وبارك الله فيكم جميعااااا
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 11:59]ـ
يا عباد الله أنا مالي شأن بكل ما كتبته.
وليس يعني هذا أنني موافق على ما ذكره المخالف.
الله عز وجل أعلم بنفسه وهو سبحانه وتعالى ليس له مثيل ولا ند ولا كفء.
لا أقول إلا بكتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأستغفر الله العظيم وأبرأ إلى الله سبحانه وتعالى من كل قول خالف ما أراده رب العالمين.
وسبحان ربك رب بالعزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ـ[شرف الدين خالد]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 04:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الإخوة ووفقهم إلى الحق والصواب
فهو جل وعلا الذي سمى نفسه السميع وسمى المخلوق بالسميع.
أخي الفاضل: لي تعقيب بسيط وهو استفهام أكثر منه استنكار.
أنت قلت: أنه عز وجل سمى نفسه السميع، وسمى المخلوق بالسميع.
وأنا استفهم أين سمى الله عز وجل المخلوق (بالسميع).
ولي استفهام آخر.
أنت قلت أن هناك تشابها في أصل المعنى بين صفة الله عز وجل وصفة خلقه.
لو قلنا أن اليد صفة، أي أن الله سبحانه وتعالى له يد.
وأن الإنسان من صفاته أن له يد.
فما هو القدر المشترك في المعنى بين الصفتين؟
وفي النهاية هذه الأسئلة من قبيل المدارسة فقط.
وأنا أؤمن بما قال الله على مراد الله، وبما قال رسول الله على مراد رسول الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 06:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الإخوة ووفقهم إلى الحق والصواب
أخي الفاضل: لي تعقيب بسيط وهو استفهام أكثر منه استنكار.
أنت قلت: أنه عز وجل سمى نفسه السميع، وسمى المخلوق بالسميع.
وأنا استفهم أين سمى الله عز وجل المخلوق (بالسميع).
ولي استفهام آخر.
أنت قلت أن هناك تشابها في أصل المعنى بين صفة الله عز وجل وصفة خلقه.
لو قلنا أن اليد صفة، أي أن الله سبحانه وتعالى له يد.
وأن الإنسان من صفاته أن له يد.
فما هو القدر المشترك في المعنى بين الصفتين؟
وفي النهاية هذه الأسئلة من قبيل المدارسة فقط.
وأنا أؤمن بما قال الله على مراد الله، وبما قال رسول الله على مراد رسول الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم شرف الدين اليك الجواب:
قال الله تعالى (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا).
أما ما ذكرت في صفة اليد والكلام نفسه يقال في كل الصفات كما ذكر الامام مالك رحمه الله (ألاستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة) , فنقول (اليد غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة) , فنحن قد خاطبنا الله بما نفهم فنعرف معاني صفات الله ولكننا نجهل كيفيتها وكمال معناها هذا ما ذكره أهل العلم كالشيخ العثيمين رحمه الله وذكره الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله, واذا رجعت الى المشاركة من البداية ستجد ذلك مذكورا, بالمناسبة الأخ وادي الذكريات لم يتسع صدره لسنة النبي (ص) نسأل الله أن يشرح صدرنا لتقبل سنة النبي (ص) انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 05:53]ـ
ما كنت أحب الرد على مشاركاتك، وليتك رددت على رسالتي في الخاص!
وكنت أظن أن احدًا ممن اطلع على كلامك وآتاه الله عز وجل علم بهذا الأمر كان سيرد عليك،
لمخالفتك للسلف والأئمة في قولك " إن رب العالمين يشبه مخلوقاته ".
ولموافقتك لأهل الضلال في استدلالاتهم، والتي رد عليها علماء أهل السنة وبينوا أن هذه الأحاديث التي أوردتها ليست للمشابهة ولا المماثلة.
وسأنقل لك فتوى واحد فقط من العلماء ممن تقول أنك على نهجههم، وليتك تلتزم بقوله وتعترف بالحق!
أنت نقلت فتوى متشابهة للشيخ ابن عثيمين تستدل بها على أن الشيخ يقول " إن رب العالمين يشبه مخلوقاته ".
ثم استدللت بأحاديث على قولك، وقد رد علماء اهل السنة على استدلالاتك وبينوا أنها ليست للمشابهة ولا المماثلة!
وسأكتفي إن شاء الله تعالى بذكر كلام الشيخ ابن عثيمين على الأحاديث التي استدللت بها، لنرى إن كنت تتناقض مع نفسك أو لا.
?
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
ومِن ذلك أيضاً: "ما يكثُر السُّؤال عنه من بعض الطَّلبة، وهو: أنه ثَبَتَ عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أنه لما قرأ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا *} [النساء] أنَّه وَضَعَ إبهامَه وسبَّابته على أُذُنِهِ وعلى عينِهِ. فقال: هل يجوز أن أفعل مثل هذا؟
فجوابنا على هذا أنْ نقول: لا تفعلْه أمامَ العامَّة؛ لأن العامَّة ربَّما ينتقلون بسرعة إلى اعتقادِ المشابهة والمماثلة؛ بخلاف طالب العلم، ثم هذا فِعْلٌ مِن الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وليس أمراً، لم يقل: ضعوا أصابعكم على أعينكم وآذانكم، حتى نقول: لا بُدَّ مِن تنفيذِ أمْرِ الرَّسول، بل قَصَدَ بهذا تحقيق السَّمع والبصر، لا التعبُّد في ذلك فيما يظهر لنا، فلماذا نلزم أنفسنا ونكرِّر السؤال عن هذا من أجل أن نقوله أمام العامَّة؟
فالحاصلُ: أنه ينبغي لطالب العِلم أن يكون معلِّماً مربيًّا، والشيءُ الذي يُخشى منه الفتنة؛ وليس أمراً لازماً لا بُدَّ منه؛ ينبغي له أن يتجنَّبه.
وأشدُّ مِن ذلك ما يفعله بعضُ النَّاسِ، حين يسوق حديث: «إن قلوبَ بني آدم بين أصبعين مِن أصابعِ الرَّحمن» فيذهب يُمثِّل ذلك بضمِّ بعض أصابعه إلى بعض، مُمَثِّلاً بذلك كون القلب بين أصبعين من أصابع الله، وهذه جرأة عظيمة، وافتراءٌ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنه لم يمثِّل بذلك. وما الذي أدرى هذا المسكين المُمثِّلُ أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الله على هذا الوصف؟ فليتَّقِ الله ربَّه ولا يتجاوز ما جاء به القرآنُ والحديثُ. "الشرح الممتع (3/ 82)
**
وأقوال العلماء في تبيين أن ما ورد في الأحاديث ليس للمشابهة او المماثلة كثيرة، ولا نعلم واحد من علماء اهل السنة استدل بمثل ما استدللت به!
لأنك تستقل بفكرك عن السلف والأئمة فخالفتهم في قولك، ووافقت اهل الضلال في استدلالاتهم!
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 06:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتداءا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي أخاك وأن يلبسه لباس العافية وأن يهديني واياك لما اختلفنا فيه من الحق, قل آمين, جزاك الله خيرا.
ـ[سمسوم عوض]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 12:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
بداية أسأل الله تعالى إقرار عينيك بشفاء أخيك، وألا يريك فيه إلا ما يثلج صدرك ..
أشكركم جميعًا لتناول هذه الأمور الخطيرة بالإسهاب في البيان للبسطاء مثلي، حتى لا نقع في مخالفات عقدية دون شعور، ولكن يزعجني أحيانا إحساسي بعدم اتساع صدور بعض إخواني المتناقشين للرأي المخالف، وإن كانت مثل هذه الأمور ليس فيها رأيان وإنما قصدت ما تفهمونه، فمثلا الأخ "وادي الذكريات" مصمم على المناضلة في إثبات أن أخاه "التميمي" مخالف لمنهج السلف وأن كلامه يفضي إلى المشابهة والمماثلة ولو قليلا، وأرجو اتساع الصدور لكلامي، مع أن أخانا التميمي يلتزم منذ بدء النقاش بإيراد الأدلة من الكتاب والسنة، ويتسع صدره لبعض العبارات الخشنة أحيانا، كقول أخينا الفاضل مثلا: تستقل بفكرك، وقوله: وافقت أهل الضلال ... إلخ، مع أني والله أرى غير ذلك، وكذلك قوله: " وما الذي أدرى هذا المسكين المُمثِّلُ أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الله على هذا الوصف؟ " فيه تسرع، وليس فيه "وصف" كما يقول أخونا الوادي، ولا يفهم منه إلا نفس ما يفهم من وضع النيي صلى الله عليه وسلم إصبعيه على العين والأذن، ولست معكم في أن مثل هذه الأمور يكون فيها خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم لخطورتها ولأنه المناط به البيان عن الله، فلا يُعقل أن يفعل أمام الناس ما لو قلدوه فيه لهلكوا، إلا وبين لهم هذه الخصوصية ـ إن وُجدت ـ كقوله صلى الله عليه وسلم في موطن آخر " إني لست كهيئتكم "، ثم إن القدر المشترك في اللفظ، والذي يحاول أخونا الوادي منذ بداية النقاش أن يجعله تشبيها، أعني في وضع النبي صلى الله عليه وسلم إصبعيه على عينه وأذنه، هذا القدر من التشابه اللفظي هو الذي فهمنا منه مراده صلى الله عليه وسلم!! فأين إذن التشبيه والتمثيل؟؟؟؟؟
أرجو أن أكون قد أوضحت مرادي والتوفيق من الله، ولتتسع صدورُنا للحوار، ولتزدنا هذه المناقشات حبًا واحترامًا لبعضنا البعض، وجزاكم الله خيرًا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم علي]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 02:58]ـ
السلام عليكم
الأخ أبوعبدالعزيزالتميمي ( http://majles.alukah.net/member.php?u=67451)
جزاك الله خيرا وكل اللإخوى المشاركين في الموضوع للفائدة
أما الأخ وادي الذكريات فالفرق بين التشبيه والتمثيل واضح وكلام العلماء في تقريره كثير
وقد ذكر شيخ الإسلام هذا الفرق في كتبه وذكر رواية عن الإمام أحمد ينكر فيها نفي القول بنفي التشبيه بين صفات الخالق والمخلوق من كل وجه فالإمام أحمد من السلف فقد أثبت الإشتراك وقد علق شيخ الإسلام على كلامه و قرره
وهذا لأنه كما قرره الأخ أبو عبد العزيز التميمي جزاه الله خيرا هناك تشابه وإلا كان كلام الله وخطابه لنا غير مفهوم وقد يصعب فهم هذه المسألة أخي الكريم لعدم تفريق الناظر فيها بين التشبيه والتمثيل ويخطئ فيها الكثير من الناس
وللفائدة فقد سئل شيخ الإسلام كما في المناظرة على العقيدة الواسطية عن تعبيره بنفي التمثيل و عدوله عن لفظ التشبيه فأجاب بما أجابك به الأخ التميمي من الفرق بين التشبيه والتمثيل ولأن هناك تشابه في أصل المعنى وهذا ما يعبر عنه العلماء بأن أسماء الله وصفاته من قبيل المشكك و المتواطئ أما من نفى التشبيه من السلف فمقصودهم نفي التمثيل و هو الذي جاء القرآن بذكره في كلام الله و فيه الهدى و الشفاء
وأنبهك ونفسي أن لانتسرع في رمي الناس بالضلال و مخالفة كلام السلف
وقبل أن تعيد الكلام في هذه المسألة راجع:
1 - الفرق بين الألفاظ المتواطئة والمشككة و المشترك اللفظي
2 - الفرق بين التشبيه والتمثيل
3 - مسألة المطلق الكلي الذي لا يكون إلا في الذهن
وأنظر كلام شيخ الإسلام في المسألة و تعليقاته على كلام اللإمام أحمد فقد نقله الشيخ عبد الرحمان المحمود في كتابه موقف شيخ الإسلام من الأشاعرة المجلد 3
والله تعالى أعلى وأعلم
ولولا البعد عن المراجع لنقلت لك كل ذالك و الله المستعان
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 06:56]ـ
فمثلا الأخ "وادي الذكريات" مصمم على المناضلة في إثبات أن أخاه "التميمي" مخالف لمنهج السلف وأن كلامه يفضي إلى المشابهة والمماثلة ولو قليلا
احسن الله تعالى إليك وبارك فيك،،
أنا لا أريد أن اثبت أن كلامه يفضي للمشابهة، بل هو الذي يقول بذلك صراحة وانكر على صاحبة المقال هو وغيره نفيها التشبيه عن الله عز وجل، مع انها متبعة للسلف الصالح في ذلك،
ولما طلبت أنا الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح على إنه فيه تشابه بين الله سبحانه وبين خلقه، أتانى هو بادلة أهل الضلال ليثبت التشابه بين الله عز وجل، راجع التعليقات من فضلك.
مع أن أخانا التميمي يلتزم منذ بدء النقاش بإيراد الأدلة من الكتاب والسنة
أين الأدلة من الكتاب والسنة بأن فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه، وأين اقوال السلف الصالح في ذلك؟
يعنى كثير من السلف قال: إن من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر " وأنكروا التمثيل والتشبيه.
وأنتم تقولون: إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه.
ثم تنزلون هذا التشابه على الإشتراك في أصل المعنى للصفات.
مع إنه يوجد من السلف من أنكر إطلاق التشبيه على الإشتراك في الأسماء.
وأين أقوال السلف الصالح من قال إن الله عز وجل يشبه خلقه في الإشتراك في أصل المعنى؟
ثم إن القدر المشترك في اللفظ، والذي يحاول أخونا الوادي منذ بداية النقاش أن يجعله تشبيها، أعني في وضع النبي صلى الله عليه وسلم إصبعيه على عينه وأذنه، هذا القدر من التشابه اللفظي هو الذي فهمنا منه مراده صلى الله عليه وسلم!! فأين إذن التشبيه والتمثيل؟؟؟؟؟
يا أخي الكريم لست أنا من استدل بهذا الحديث على إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه، بل هو المخالف الذي توافقه أنت فيما يقول.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 07:06]ـ
أما الأخ وادي الذكريات فالفرق بين التشبيه والتمثيل واضح وكلام العلماء في تقريره كثير
نريد واحد من السلف الصالح فقط!
وذكر رواية عن الإمام أحمد ينكر فيها نفي القول بنفي التشبيه بين صفات الخالق والمخلوق من كل وجه
لو تذكر لنا قول الإمام أحمد الذي أنكر فيه نفي التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يصعب فهم هذه المسألة أخي الكريم لعدم تفريق الناظر فيها بين التشبيه والتمثيل ويخطئ فيها الكثير من الناس
من الذي يخطىء؟!
السلف الصالح والأئمة يخطئون في أمر عقدي خطير، ولا يفهمون الفرق بين التشبيه والتمثيل؟!!
يعنى كل العلماء والأئمة على مدار القرون لما كانوا يحذرون من التمثيل والتشبيه معاً، ما كانوا يفهمون الفرق بينهما؟!!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 07:09]ـ
هذا مقال الأخت الفاضلة صاحبة الموضوع:
قال الله تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
ما هو التشبيه وما حكمه
إعداد: أم عبد الله الميساوي
أُعِدّ لموقع: عقيدة السلف الصالح ( http://www.as-salaf.com/)
مقدمة:
مر معنا في مقدمة عقيدة السلف في صفات الله عز وجل ( http://as-salaf.com/article.php?aid=8&lang=ar) أن الأسس التي تقوم عليها عقيدة الإسلام في الصفات هي:
- إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات والإيمان بها
- تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات
- عدم الخوض في كيفية صفات الله
وهذا المقال سيتحدث عن الأساس الثاني وهو تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات، وعدم تشبيه ذاته وصفاته بذوات المخلوقين وصفاتهم.
تعريف التشبيه:
في اللغة: الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: المِثْلُ، والجمع أَشْباهٌ، وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ: مَاثَله. (1) فالتشبيه: التمثيل. (2)
وشَبَّه: إذا ساوَى بين شيءٍ وشيء. (3)
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ): «وأما التشبيه: فهو مصدر شبّه يشبّه تشبيها، يُقال: شبهت الشيء بالشيء أ مثلته به، وقسته عليه، إما بذاته أو بصفاته، أو بأفعاله.» (4)
الأدلة على تنزيه الله عن التشبيه والتمثيل:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
قال أبو جعفر النَّحّاس (ت. 338 هـ) عن الكاف في "كمثله": «الكاف زائدة للتوكيد.» (5)
قال أبو منصور معمر بن أحمد الأصبهاني (ت. 418 هـ): «فـ {ليس كمثله شيء} ينفي كل تشبيه وتمثيل، {وهو السميع البصير} ينفي كل تعطيل وتأول. فهذا مذهب أهل السنة والجماعة والأثر» (6)
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]
سميًّا: أي مثلا أو شبيها
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4]
أي ليس له كفء ولا مثل.
التشبيه في صفات الله
أولا: التشبيه في صفات الله عز وجل يكون بتشبيه صفات لله بصفات المخلوق: كأن يعتقد المسلم أو يقول: حياة الله مثل حياة المخلوقين، أو كلام الله مثل كلام البشر، أو وجه الله كوجه المخلوقين .. إلخ. فيكون نفي التشبيه والتمثيل (أي التنزيه) باعتقاد أن صفات الله عز وجل ليست كصفات المخلوقين، وأنها على صفة تليق بجلال الله وكماله لا نعلمها، وعلينا الإيمان والتسليم.
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى فى كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}» (7)
- قال خُشَيْش بن أصرم (ت. 253 هـ) في "الاستقامة": «وأنكر جهم أن يكون لله سمع وبصر، وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه، ووصف نفسه في كتابه، قال الله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، ثم أخبر عن خلقه، فقال عز وجل {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2]. فهذه صفة من صفات الله أخبرنا أنها في خلقه، غير أنَّا لا نقول: إن سمعه كسمع الآدميين، ولا بصره كأبصارهم ... ) ثم ذكر أدلة على أن الله يسمع ويرى، إضافة إلى صفات أخرى، ثم قال: (فقد وصف الله من نفسه أشياء جعلها في خلقه والذي يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وإنما أوجب الله على المؤمنين اتباع كتابه وسنة رسوله.» (8)
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
«وادعى المعارض أيضا أن المقري حدَّث عن حرملة بن عمران عن أبي موسى يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] فوضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه (9). وقد عرفنا هذا من رواية المقري وغيره كما روى المعارض، غير أنه ادعى أن بعض كتبة الحديث ثبتوا به بصرًا بعين كعين وسمعًا كسمع جارحًا مركبًا.
فيقال لهذا المعارض: أما دعواك عليهم أنهم ثبتوا له سمعا وبصرا، فقد صدقت. وأما دعواك عليهم أنه كعينٍ وكسمعٍ فإنه كذب ادعيت عليهم؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا كصفاته صفة.
وأما دعواك أنهم يقولون: "جارح مركب" فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة: جارح وعضو وما أشبهه، حشو وخرافات، وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين: وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنقول كما قال، ونعني بها كما عنى والتكييف عنا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع.» (10)
- قال أبو إسحاق إبراهيم بن شاقلا الحنبلي (ت. 369 هـ) لأبي سليمان الدمشقي – أحد أتباع ابن كُلاب- في مناظرة بينهما عندما قال له أبو سليمان: "أنتم المشبهة"، قال ابن شاقلا: (حاشا لله، المُشبِّه الذي يقول: وجهٌ كوجهِي، ويَدٌ كَيَدِي، فأما نحن فنقول: له وجهه، كما أثبت لنفسه وجهًا، وله يدٌ، كما أثبتَ لنفسه يَداً، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] ومن قال هذا فقد سَلِم.) (11)
- قال أبو عثمان الصابوني الشافعي (ت. 449 هـ): (ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيديه، كما نص سبحانه عليه في قوله –عز من قائل- {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]. ولا يحرفون الكلام عن مواضعه، بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين؛ تحريف المعتزلة والجهمية – أهلكهم الله-، ولا يكيفونهما بكيف، أو يشبهونهما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة –خذلهم الله-.) (12)
- قال ابن البنا الحنبلي (ت. 471 هـ): (وأما المشبهة والمجسمة فهم الذين يجعلون صفات الله -عز وجل- مثل صفات المخلوقين، وهم كفار.) (13)
- قال الحافظ الذهبي (ت. 748): (ليس يلزم من إثبات صفاته شيء من إثبات التشبيه والتجسيم، فإن التشبيه إنما يقال: يدٌ كيدنا ... وأما إذا قيل: يد لا تشبه الأيدي، كما أنّ ذاته لا تشبه الذوات، وسمعه لا يشبه الأسماع، وبصره لا يشبه الأبصار ولا فرق بين الجمع، فإن ذلك تنزيه.) (14)
- قال ابن الوزير (ت. 840 هـ): (وكذلك كل صفة يوصف بها الرب سبحانه ويوصف بها العبد، وان الرب يوصف بها على أتم الوصف مجردة عن جميع النقائص، والعبد يوصف بها محفوفة بالنقص، وبهذا فسر أهل السنة نفي التشبيه، ولم يفسروه بنفي الصفات وتعطيلها كما صنعت الباطنية الملاحدة.) (15)
ثانيا: التشبيه والتمثيل يكون في كيفيّة وحقيقة الصفة، أي كيف هي على الحقيقة، وليس في معنى الصفة. والخوض في الكيفية تشبيه، فالإنسان يصف الشيء على ما يشاهده، والله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
- قال عبد الرحمن بن مهدي (ت. 198 هـ) لِفَتى من ولد جعفر بن سليمان: «مكانك»
فقعد حتى تفرق الناس. ثم قال ابن مهدي: «تعرف ما في هذه الكورة من الأهواء والاختلاف، وكل ذلك يجري مني على بالٍ رَضِي إلا أمرُك وما بلغني، فإن الأمر لا يزال هَيِّنًا ما لم يصر إليكم، يعني السلطان، فإذا صار إليكم جلَّ وعَظُم.»
فقال (الغلام): "يا أبا سعيد وما ذاك؟ "
قال: «بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه.»
فقال الغلام: "نعم". فأخذ يتكلم في الصفة.
فقال: «رُويدك يا بُني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإذا عجزنا عن المخلوقات فنحن عن الخالق اعجز واعجز. أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن الشيباني قال: سمعت زرًا قال: قال عبد الله في قوله: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18]
قال: رأى جبريل له ستمائة جناح؟ قال: نعم. فعرف الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال عبد الرحمن: «صِف لي خلقًا من خلق الله له ستمائة جناح.» فبقي الغلام ينظر إليه.
فقال عبد الرحمن: «يا بُني فإني أُهوِّن عليك المسألة، واضع عنك خمس مائة وسبعة وتسعين (جناحًا)، صِف لي خلقا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين اللذين ركبهما الله حتى أعلم»
فقال (الغلام): "يا أبا سعيد، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز، فأشهدك إني قد رجعت عن ذلك واستغفر الله." (16)
قال ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ): (ومُحالٌ أن يكون مَن قال عن اللهِ ما هو في كتابه منصوصٌ مُشبهًا إذا لم يُكيّف شيئا، وأقرّ أنه ليس كمثله شيء.) (40)
قال الحسين البغوي الشافعي (ت. 510 هـ) في صفات الله عز وجل: (وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب أو السنة كاليد والإصبع، والعين والمجيء، والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمُكيِّف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}) (17)
ثالثًا: الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، فكما لم يلزم التشبيه في إثبات الذات، لم يلزم التشبيه في إثبات الصفات.
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني الشافعي (ت. 535 هـ) بعد ذكر مجموعة من الآيات والأحاديث في صفات الله عز وجل: (فهذا وأمثاله مما صح نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مذهبنا فيه ومذهب السلف إثباته وإجراؤه على ظاهره، ونفي الكيفية والتشبيه عنه .... والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، وإثبات الله تعالى إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فإذا قلنا يد، وسمع، وبصر، ونحوها، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه ولم يقل: معنى اليد: القوة، ولا معنى السمع والبصر: العلم والإدراك. ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار، ونقول إنما وجب إثباتها لأن الشرع ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، كذلك قال علماء السلف في أخبار الصفات: أمروها كما جاءت ( http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar). فإن قيل: فكيف يصح الإيمان بما لا يحيط علمنا بحقيقته؟ أو كيف يتعاطى وصف شيء لا درك له في عقولنا؟
فالجواب أن إيماننا صحيح بحق ما كلفنا منها، وعلمنا مُحيط بالأمر الذي ألزمناه فيها وإن لم نعرف لما تحتها حقيقة كافية، كما قد أمرنا أن نؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، والجنة ونعيمها، والنار وأليم عذابها، ومعلوم أنا لا نحيط علمًا بكل شيء منها على التفصيل، وإنما كلفنا الإيمان بها جملة واحدة، ألا ترى أنا لا نعرف أسماء عدة من الأنبياء وكثير من الملائكة، ولا يمكننا أن نحصي عددهم، ولا نحيط بصفاتهم، ولا نعلم خواص معانيهم، ثم لم يكن ذلك قادحا في إيماننا بما أمرنا أن نؤمن به من أمرهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة: ”يقول الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.“ [صحيح البخاري ومسلم].) (18)
رابعا: الاشتراك في مطلق الاسم لا يقتضي التشبيه والتمثيل:
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
«إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه، كما يقال: إنه ملك كريم، عليم، حكيم، حليم، رحيم، لطيف، مؤمن، عزيز، جبار، متكبر. وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء، وإن كانت مخالفة لصفاتهم. فالأسماء فيها متفقة، والتشبيه والكيفية مفترقة، كما يقال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، يعني في الشبه والطعم والذوق والمنظر واللون. فإذا كان كذلك فالله أبعد من الشبه وأبعد. فإن كنا مشبهة عندك أن وحدنا الله إلهًا واحدًا بصفات أخذناها عنه وعن كتابه، فوصفناه بما وصف به نفسه في كتابه، فالله في دعواكم أول المشبهين بنفسه، ثم رسوله الذي أنبأنا ذلك عنه. فلا تظلموا أنفسكم ولا تكابروا العلم؛ إذ جهلتموه فإن التسمية في التشبيه بعيدة.» (19)
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال ابن خزيمة الشافعي (ت. 311 هـ): (نحن نقول: إن الله سميع بصير كما أعلمنا خالقنا وبارؤنا، ونقول: من له سمع وبصر من بني آدم فهو سميع بصير، ولا نقول أن هذا تشبيه المخلوق بالخالق.) (20)
وقال: (ولو لزم - يا ذوى الحجا- أهل السنة والآثار إذا أثبتوا لمعبودهم يدين كما ثبتهما الله لنفسه، وثبتوا له نفسا -عز ربنا وجل-، وأنه سميع بصير، يسمع ويرى، ما ادعى هؤلاء الجهلة عليهم أنهم مشبهة، للزم كل من سمى الله ملكًا، أو عظيمًا ورؤوفًا، ورحيمًا، وجبارًا، ومتكبرًا، أنه قد شبه خالقه -عز وجل- بخلقه، حاش لله أن يكون من وصف الله جل وعلا، بما وصف الله به نفسه، في كتابه، أو على لسان نبيه المصطفى –صلى الله عليه وسلم- مشبها خالقه بخلقه.) (21)
- قال محمد بن إسحاق ابن منده (ت. 395 هـ): ( ... وذلك أن الله تعالى امتدح نفسه بصفاته تعالى، ودعا عباده إلى مدحه بذلك، وصدق به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبيّن مُراد الله عز وجل فيما أظهر لعباده من ذكر نفسه وأسمائه وصفاته، وكان ذلك مفهوما عند العرب غير مُحتاج إلى تأويلها، فقال عز وجل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” قال الله تعالى: (إني حرّمت الظلم على نفسي) “، وقال صلى الله عليه وسلم بيانًا لقوله: ”إن الله كتب كتابا على نفسه فهو عنده: إن رحمتي تغلب غضبي“، فبيّن مُراد الله فيما أخبر عن نفسه، وبيَّن أن نفسه قديم غير فانٍ بفناء الخلق، وأن ذاته لا توصف إلا بما وصف، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم، لأن المجاوز وصفهما يوجب المماثلة، والتمثيل والتشبيه لا يكون إلا بالتحقيق، ولا يكون باتفاق الأسماء، وإنما وافق اسم النفس اسم نفس الإنسان الذي سماه الله نفسًا منفوسة، وكذلك سائر الأسماء التي سمى بها خلقه، إنما هي مستعارة لخلقه منحها عباده للمعرفة ...
وإنما ينفي التمثيل والتشبيه النية، والعلم بمباينة الصفات والمعاني، والفرق بين الخالق والمخلوق في جميع الأشياء فيما يؤدي إلى التمثيل والتشبيه عند أهل الجهل والزيغ، ووجوب الإيمان بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن أسامي الخلق وصفاتهم وافقتها في الإسم وباينتها في جميع المعاني، بحدوث خلقه وفنائهم، وأزلية الخالق وبقائه، وبما أظهر من صفاته ومنع استدراك كيفيتها، فقال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}» </ SPAN> (22)
- قال أبو عمر الطلمنكي المالكي الأندلسي (ت. 429 هـ) في كتاب "الوصول إلى معرفة الأصول": (قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يسمى الله عز وجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق. فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه، وأثبتوها لخلقه، فإذا سُئلوا ما حملهم على هذا الزيغ؟ قالوا: الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه.
قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به، فنسألهم: أتقولون إن الله موجود؟ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبها للموجودين. وإن قالوا: موجود ولا يوجب وجوده الإشتباه بينه وبين الموجودات. قلنا: فكذلك هو حيٌ، عالمٌ، قادرٌ، مريدٌ، سميعٌ، بصيرٌ، متكلمٌ، يعني ولا يلزم إشتباهه بمن اتصف بهذه الصفات.) (23)
قال أبو نصر السجزي الحنفي (ت. 444 هـ): (والأصل الذي يجب أن يُعلم: أن اتفاق التسميات لا يوجب اتِّفاق المسمّين بها، فنحن إذا قلنا: إن الله موجود رؤوف واحد حيٌّ عليم سميع بصير متكلم، وقلنا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان موجودًا حيًّا عالمًا سميعًا بصيرًا متكلمًا، لم يكن ذلك تشبيها، ولا خالفنا به أحدًا من السلف والأئمة، بل الله موجود لم يزل، واحد حي قديم قيوم عالم سميع بصير متكلم فيما لم يزل، ولا يجوز أن يوصف بأضداد هذه الصفات.) (24)
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسًا: كل مُعطل مُمثل، وكل مُمثل مُعطل: وذلك لأن المُعطِّل تصوّر التشبيه في ذهنه فنفى الصفة، والمُمثل عطَّل الصفة بتمثيله الخالق بالمخلوق، إذ ليست هي حقيقة الصفة كما أنه عطل النصوص.
قال ابن بطة العكبري الحنبلي (ت. 387 هـ) في الإبانة: (الجهمية ترد هذه الأحاديث وتجحدها وتكذب الرواة، وفي تكذيبها لهذه الأحاديث رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاندة له، ومن رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد على الله؛ قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، فإذا قامت الحُّجة على الجَهْمِي، وعلم صحة هذه الأحاديث ولم يقدر على جحدها، قال: الحديث صحيح، وإنما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”ينزل ربنا في كل ليلة“ ينزل أمره. قلنا: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”ينزل الله عز وجل“، ”وينزل ربنا“ ولو أراد أمره لقال: «ينزل أمر ربنا». فيقول (الجهمي): إن قلنا: "ينزل"، فقد قلنا: إنه يزول والله لا يزول، ولو كان ينزل لزال؛ لأن كل نازل زائل.
فقلنا: أوَ لستم تزعمون أنكم تنفون التشبيه عن رب العالمين؟ فقد صرتم بهذه المقالة إلى أقبح التشبيه، وأشد الخلاف؛ لأنكم إن جحدتم الآثار، وكذبتم بالحديث، رددتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، وكذبتم خبره، وإن قلتم: لا ينزل إلا بزوال، فقد شبهتموه بخلقه، وزعمتم أنه لا يقدر أن ينزل إلا بزواله على وصف المخلوق الذي إذا كان بمكان خلا منه مكان. لكنا نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم ونقبل ما جاء به فإنا بذلك أمرنا وإليه ندبنا، فنقول كما قال: ”ينزل ربنا عز وجل“ ولا نقول: إنه يزول، بل ينزل كيف شاء، لا نصف نزوله، ولا نحدّه، ولا نقول: إن نزوله زواله.)
أقوال السلف الصالح والأئمة من بعدهم في تنزيه الله عن التشبيه:
- قال عبد الرحمن بن القاسم (ت. 191 هـ) صاحب الإمام مالك: «لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن، ولا يشبه يديه بشيء، ولا وجهه بشيء، ولكن يقول: له يدان كما وصف نفسه في القرآن، وله وجه كما وصف نفسه، يقف عندما وصف به نفسه في الكتاب، فإنه تبارك وتعالى لا مثل له ولا شبيه، ولكن هو الله لا إله إلا هو كما وصف نفسه» (25)
- قال نُعيم بن حماد (ت. 228 هـ): «حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق". قال نعيم: ليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء من الأشياء» (26)
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ): «وكما أنه ليس كمثله شيء فليس كيده يد.» (27)
وقال: «وكما ليس كمثله شيء ليس كسمعه سمع ولا كبصره بصر ولا لهما عند الخلق قياس ولا مثال ولا شبيه.» (28)
وقال: «فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها، حتى ظهرت هذه العصابة (الجهمية) فعارضت آثار رسول الله برد، وتشمروا لدفعها بجد فقالوا: "كيف نزوله هذا؟ " قلنا: لم نُكلف معرفة كيفية نزوله في ديننا ولا تعقله قلوبنا، وليس كمثله شيء من خلقه فنشبه منه فعلا أو صفة بفعالهم وصفتهم.» (29)
- قال ابن أبي زَمَنِين المالكي الأندلسي (ت. 399 هـ): (فهذه صفاتُ ربِّنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس في شيء منها تحديد، ولا تشبيه، ولا تقدير، فسبحان من {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. لم تره العيون فتحده كيف هو كَيْنُونِيته، لكن رأته القلوب في حقائق الإيمان به.) (30)
- قال يحيى بن عمار الحنبلي (ت. 422 هـ) في رسالته إلى السلطان محمود: (ولا نحتاج في هذا الباب إلى قولٍ أكثر من هذا أن نؤمن به، وننفي الكيفية عنه، ونتقي الشك فيه، ونوقن بأن ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نتفكر في ذلك ولا نسلط عليه الوهم، والخاطر، والوسواس، وتعلم حقًّا يقينا أن كل ما تصور في همك ووهمك من كيفية أو تشبيه، فإن الله سبحانه بخلافه وغيره.) (31)
وغيرهم كثير، اقتصرنا على ما ذكرناه اختصارًا.
حُكم التشبيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
تشبيه صفات الله عز وجل كُفرٌ، فهو ردٌّ للنصوص كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وقوله سبحانه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] وغيرها من نصوص التنزيه.
- قال نعيم بن حماد (ت. 228 هـ): «من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، فليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه» (32)
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «من وصف الله فشبه صفاته بصفت أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم، لأنه وصف بصفاته، إنما هو استسلام لأمر الله ولما سن الرسول.» (33)
- يزيد بن هارون (ت. 206هـ): قال شاذ بن يحيى الواسطي: كنت قاعدًا عند يزيد بن هارون، فجاء رجل فقال: يا أبا خالد، ما تقول في الجهمية؟
قال: «يُستتابون، إن الجهمية غلت ففرغت في غلوها إلى أن نَفَت، وإنّ المشبهة غلت ففرغت في غلوها حتى مثلت. فالجهمية يستتابون، والمشبهة: كذى» رماهم بأمر عظيم. (34)
من علامات أهل البدع: تسميتهم لأهل السنة – أهل الأثر- بالمشبهة
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة -وما أولعوا به من الكذب- أنهم مشبهة، بل هم المعطلة، ولو جاز أن يُقال لهم: هم المشبهة، لاحتمل ذلك، وذلك أنهم يقولن: إن الرب -تبارك وتعالى- في كل مكان بكماله، في أسفل الأرضين وأعلى السموات على معنى واحد، وكذبوا في ذلك، ولزمهم الكفر.» (35)
- قال أبو زرعة الرازي (ت. 264 هـ): «المعطلة النافية الذين ينكرون صفات الله عز وجل التي وصف بها نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ويكذبون بالأخبار الصحاح التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات، ويتأولونها بآرائهم المنكوسة على موافقة ما اعتقدوا من الضلالة وينسبون رواتها إلى التشبيه، فمن نسب الواصفين ربهم تبارك وتعالى بما وصف به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه –صلى الله عليه وسلم-، من غير تمثيل ولا تشبيه، إلى التشبيه فهو مُعطل نافٍ، ويُستدل عليهم بنسبتهم إياهم إلى التشبيه أنهم معطلة نافية، كذلك كان أهل العلم يقولون منهم: عبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح.» (36)
وقال: «علامة الجمهية: تسميتهم أهل السنة مشبهة» (37)
- وقال أبو حاتم الرازي (ت. 277 هـ): «وعلامة الجهمية: أن يسموا أهل السنة مشبهة ونابتة» (38)
- قال أبو عثمان الصابوني (ت. 449 هـ): (وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشويّة، وجهلة، وظاهرية، ومشبهة. اعتقادًا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير، العاطلة، وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23]، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18].) (39)
المصدر: http://as-salaf.com/article.php?aid=82
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 08:22]ـ
إخواني المشاركين جزيتم خيرا على مباحثاتكم العلمية وما دام أن المقصود هو التباحث في العلم فلا يجوز اتهام الآخر بأنه لم ينشرح صدره للسنة، ونحو ذلك من الألفاظ غير الائقة، وكذلك لا ينبغي أخذ شرح بعض الفاظ العقيدة كالتمثيل والتشبيه وادخال اسماء بعض أهل العلم في توضيح المراد وجعلهم معيارا للحق والمفارقة بين المخالف، وكأن المخالف اذا خطأ بعض من ذكر قد أخطأ السنة، وهذا ليس منهجا لأهل العلم في تقرير العقيدة والجواب عن بعض ما يشكل في الفاظها، ومعلوم أخي الكريم أن المخالف في التفريق أو عدم التفريق لا يعارض في أصل القاعدة من اثبات الصفة الائقة بجلال الله تعالى وعظمته، ولكن الخلاف هل لابد من اضافة عبارة التمثيل بدل التشبيه عند نفي كيفية ظاهر الصفة أم لا؟ وفي اعتقادي أن كلام اهل العلم في هذه المسألة ليس منزل على حالة واحدة لا تقبل الجدال فمن رأى التعبير بنفي التمثيل أولى لكونه موافق للفظ القرآن، و كون مطلق المعنى مشترك في الأصل و يقيد كمالها من عدمها بقيد الإضافة، وهذا لو تأملته لا يسمى تشبيها لأنه الشبه مورده غير مورد المشترك، فليعلم، ولذا تواردت كثير من نصوص اهل العلم عند تقرير اثبات الصفات أن ذلك لا يسمى تشبيها كما جاء عن ابن المبارك وغيره من شبه الله بخلقه كفر وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيها، وليعلم كذلك أن المصطلح إذا تقاربت معانيه جاز استخدام الفاظه المتقاربة في النفي والتحذير، خاصة إذا صار علما على طائفة معينة ضالة كما هي حال المشبهة. لكن في الجواب عن شبهة المناوئين يمكن أن نجيب بالتفصيل الذي ذكروه الإخوة ونقلوه عن بعض المشايخ المعاصرين دون أن يقرر كأصل وهو مشابهة الله لمخلوقاته بالنظر الى هذا الجانب فإن التصريح بهذا ولو اريد به أصل المعنى خطأ محض لا ينبغي نقله عن أحد من الأئمة ولو صح النقل عنهم، لكن مجال الشرح واسع فله أن يقول أن الصفة لها مطلق المعنى وكمال المعنى وفي الأول لا ينفى التشبيه وفي الثاني منفي، فهذا شرح وتقرير لمذهب أهل السنة يجوز أن يقال وان كنت لا ارى هذا تشبيها بل اشتراك في المعنى والله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 07:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم (وادي الذكريات) والأخوة الكرام بارك الله فيكم, نحن نتحاور ويبين كل منا ماعنده حتى يتبين لنا الحق في المسألة وأنا أقول لأخي (وادي الذكريات) جزاك الله خيرا, ابتداءا أريدك أن تعرف أني لاأريد أن ألزمك بشئ بل أحاورك حتى يتبين لي أو لك الحق, كما قال الشافعي رحمه الله (ما عندي صواب يحتمل الخطأ وما عند غيري خطأ يحتمل الصواب) , فارفق بنفسك, بل أقول لك (رب حامل فقه الى من هو أفقه منه) , ما ضر سليمان عليه السلام عندما قال له الهدهد (أحطت بما لم تحط به) , سأعرض عليك أخي الأمر بشكل آخر:
الله سبحانه وتعالى قال (الرحمن على العرش استوى) , الله أراد منا واحدا من أربعة في صفة الأستواء التي ذكرها في الآية:
اما أن لانفهمها أوأن نفهم تمام معنى الصفة أوأن نفهم كيفية الصفة أو أن نفهم أصل معنى الصفة ولاخامس لهذه الأربع.
اذا قلنا بأن الله لم يرد أن نفهمها قلنا هذا مخالف لقوله تعالى (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم).
واذا قلنا بأن الله أراد أن نفهم تمام المعنى قلنا هذا مخالف لقوله تعالى (ولايحيطون به علما).
واذا قلنا بأن الله أراد أن نفهم كيفية الصفة قلنا هذا مخالف لقوله تعالى (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).
اذا لم يبق الا أنه أراد منا أن نفهم أصل معنى الصفة, فعرفنا من لغة العرب أن معنى الأستواء العلو والارتفاع كما قال تعالى (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ /// لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) , فعندما تقول استوى على دابته أي علا عليها وارتفع, فهذا القدر من الأشتراك في المعنى يسميه أهل العلم تشابه في أصل المعنى, لكن مع بيان أن الأنسان اذا علا لايلزم أن يكون عاليا على كل شئ بل قد تعلوه مظلته التي يحملها على رأسه أما علو الله فهو له العلو المطلق على جميع مخلوقاته وله العلو الخاص على عرشه, بقي علينا أن نوجه كلام من ذكرت من أهل العلم مثل (من شبه الله بخلقه فقد كفر) , فأرادوا رحمهم الله من مثل الله بخلقه مثل أن يقول له استواء كاستواءنا وله سمع كسمعنا في الكيفية وتمام المعنى وهكذا, أرجو أخي اكريم أن أكون قد أوصلت لك شيئا يوضح لك ما سبق, أخيرا لاتنسنا أخي الكريم من صالح دعاءك وبارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 01:05]ـ
السلام عليكم
الاخت الكريمة الاصطلاح الاول لكلمة التشبيه كان بمعنى التمثيل
اما عند المتاخرين من الاشاعرة والذي استقر عليه الاصطلاح هو ان التشبيه يتناول اي ععلاقة بين صفة الله وغيره
اما عن قولك اصل الصفة فكلام غير مفهم ارجو الايضاح من فضلك
وللكلام بقية و هذا ان شاء الله فقط زيادة بيان
ولي تعليق على كلام الشيخ العثيمين سانقله لك ان شاء الله
وهذا فقط عن الشيخ صالح ال الشيخ
فائدة عن الشيخ صالح آل الشيخ، حيث يقول: لم يُطلق أكثر السلف نفي التشبيه، وإنما أطلقوا نفي التمثيل؛ لأن الله جل جلاله قال ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ?.
ولفظ شبه والتشبيه لم يرد فيه النفي في الكتاب ولا في السنة فيما أعلم، وإنما ورد لفظ التمثيل ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? وفرق ما بين التمثيل وما بين التشبيه؛ لأن التمثيل معناه المساواة هذا مثل هذا؛ يعني يساويه في صفة أو في صفات، أما التشبيه فهو من التشابه، وقد يكون التشابه كاملا، فيكون تمثيلا، وقد يكون التشابه ناقصا فيكون في كلّ المعنى أو في أصل المعنى على نحو ما فصلت لك.
فإذن إذا قيل لا نشبِّه فلا يندرج في ذلك إثبات أصل المعنى يعني التشابه في المعنى؛ لأنه لا يستقيم إثبات الصفات إلا بمشابهة في المعنى، ولكن ليس مشابهة في كل المعنى، ولا في الكيفية؛ لأن هذا تمثيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلهذا لا يُطلق النفي للتشبيه، لا نقول التشبيه منتفيا مطلقا، كما يقوله من لا يحسن، بل يقال التمثيل منتفٍ مطلقا، أما التشبيه فنقول التشبيه منتف؛ الله سبحانه تعالى لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء وينصرف هذا النفي للتشبيه في الكيفية أو في تمام المعنى في كماله
قال الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-:التشبيه هو أن يجعل شيء شبها لشيء، فعملية الجعل هذه تشبيه، شبه تشبيها، والتشبيه قسمان يعني جعل الشبيه قسمان:
? جعْل الشبيه لله جل وعلا في صفاته كلها، أو في بعض صفاته، أو في تمام معنى الصفة ... ، يمكن أن تقول اختصارا أن يشبه الله جل وعلا بخلقه أو يشبه الخلق بالله جل وعلا في الكيفية كيفية الصفات أو كيفية الصفة أو في تمام معنى بعض الصفة.
? النوع الثاني من التشبيه أن تشبّه صفة الله جل وعلا بصفة خلقه في أصل المعنى دون تمامه؛ أن تشبه صفة الخالق جل وعلا بصفة المخلوق في بعض المعنى أو في أصل المعنى.
وهذان القسمان هل يُنفيان عن الله جل وعلا جميعا أو ينفى أحدهما عن الآخر؟ اختلف أهل العلم في ذلك.
الذي يوافق طريقة أهل السنة والجماعة أن ينفى الأول وهو المراد بالتمثيل دون نفي الثاني؛ لأن إثبات الصفات إثبات للصفة مع المعنى، والمعنى يشترك المخلوق مع الخالق فيه في أصل الصفة، في أصل المعنى دون كماله، كما أنه المخلوق يوصف بالوجود والله جل وعلا يوصف بالوجود فبينهما اشتراك في أصل المعنى دون تمامه ودون حقيقته، كذلك يوصف المخلوق بالسمع، والله جل وعلا يوصف بالسمع وللمخلوق سمع يناسبه، ولله جل وعلا سمع كامل متنزه عن النقائص .. وما يليق بجلاله وعظمته جل وعلا.
فتحصّل من هذا أن:
الأول متفق على منعه وهو التمثيل.
والثاني مختلف في إطلاقه بين أهل العلم، والأوْلى أن لا يُستعمل التشبيه إلا في معنى التمثيل حتى لا يظن الظان ممن لا يفهم طريقة أهل السنة والجماعة أنهم يتساهلون في مسألة التشبيه، فيصدِّقون أنهم مشبهة أو يؤكدون أنهم مشبهة.
وهذا ولو استعمله بعض أهل العلم كابن تيمية وغيره؛ ولكن أرادوا منه حقا وهو أن لا تنفى الصفات؛ ولكن من حيث الاستعمال لا تستعمل لا يقال أنه هناك تشبيه جائز أو أن من التشبيه ما هو حق هذا ليس كذلك.
لذلك لفظ التشبيه لم يأت في الكتاب والسنة منفيا، وإنما جاء نفي المثيل ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? [الشورى:11]، ولكن لا نستعمل لفظ التشبيه، فالله جل وعلا ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، وكذلك ليس له شبيه جل وعلا، وأهل التشبيه هم أهل الضلال.
....... فالمشبهة وهم الذين جعلوا صفات الله جل وعلا مشبهة لصفات خلقه، إما جميع الصفات كحال أهل التجسيم أو بعض الصفات، هؤلاء نتبرأ منهم وليس في طريقة أهل السنة لفظ تشبيه مثبتا، لا نقول قد يكون مثل ما استعمل بعض المعاصرين ممن لم يتحقق بطريقة أهل السنة والجماعة وأهل الحديث.
ـ[عبد الحكيم علي]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 02:08]ـ
السلام عليكم
يا إخواننا لا يعلق على أهل العلم أحد إلا وهو متأكد من وضوح المسألة عنده ووضوح كلام الشيخ
وإني أقول الآن إنه قد أنكرت ما قررته لكم لأن هذه المسألة قد يتعسر فهمها على بعض الناس ثم لما سألت بعض طلبة العلم الكبار أرشدني إلى الإطلاع على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و بعد طول الإطلاع على كلامه فهت المسألة والحمد لله
أما ما نحن فيه فهو من باب أنك لو حدثت الناس بكلام لايفهمونه كان لبعضهم فتنة
و أسأل الجميع التحلي بالصبر والأخلاق الحسنة وأن يرجعو إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
أما قول واد الذكريات:
من الذي يخطىء؟!
السلف الصالح والأئمة يخطئون في أمر عقدي خطير، ولا يفهمون الفرق بين التشبيه والتمثيل؟!!
يعنى كل العلماء والأئمة على مدار القرون لما كانوا يحذرون من التمثيل والتشبيه معاً، ما كانوا يفهمون الفرق بينهما؟!!
فأقول لك حاشاهم أن يخطؤوفيمثل هذه المسائل التي يفهمها من له أدنى إلمام بلغة العرب وكماقال الشاعر:
بأبه إقتدى عدي في الكرم ..... ومن يشابه أبه فما ظلم
لاحظ أنه قال في الكرم ولم يقتدي بأبيه في كل شيئ فماذا سمى هذا سماه تشبيها إذن
التشبيه في لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم هو الإشتراك في جزء من الصفات لا كلها يا وادي الذكريات
و أما كلام السلف فقد أحلتك اليى كلام ابن تيمية رحمه الله والإمام أحمد ياأخي:
هلا طلاعة كلامه في الموضع الذي أحلتك عليه ..... هلا طلاعة كلامه في الموضع الذي أحلتك عليه
وقد أحالك الإخوى الكرام على الشيخ صالح والشيخ العثيمين و الشيخ الفوزان
وليس لي مزيد على كل هذا فعليك وعلى من يرى رأيك أن تأتون بأقوال العلماء في تخطئة كل هاؤلاء وإلا فصبرو وتفقهو قبل أن تتكلمو
وهذا لأنكم تردون على مثل شيخ الإسلام وأنا لكم ذالك وكيف تردون على كل هاؤلاء العلماء بفهمكم لكلام عام أثبت قائله شيئ وقال شيخ الإسلام أنه إنما أرادو بالنفي العام للتشبيه نفي التمثيل
هلا طلاعة كلامه في الموضع الذي أحلتك عليه ..... هلا طلاعة كلامه في الموضع الذي أحلتك عليه
الله المستعان والله أعلم
تنبيه:لن أزيدك شيئ يا وادي الذكريات حتى ترجع لكلام شيخ الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 11:07]ـ
أتعلمون ما هو لازم قولكم؟
أنتم تقولون أن التشبيه جائز لأن المنفي عن الله سبحانه وتعالى هو التمثيل فقط.
وتقولون أن السلف لما نفوا التشبيه أرادوا به التمثيل فقط الذي هو المساواة في كل أوجه الصفة، ولم ينفوا التشبيه،
وتعللون ذلك بأنه ولابد إن فيه وجه تشابه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه، وهو عندكم الإشتراك في أصل المعنى للصفات.
لازم قولكم:
إنه لو كان صفة من الصفات ولتكن (العين) مثلاً.
لو كان كل الأوجه في هذه الصفة تساوي كل الأوجه في صفة رب العالمين، ماعدا وجه واحد فقط، لكان ذلك جائز عندكم،
لأنكم تنفون فقط (التمثيل) الذي هو الإشتراك والمساواة في كل الأوجه للصفة،
ولا تنفون الإشتراك والمساواة في كل الأوجه ما عدا وجه واحد لأنه (تشبيه) عندكم،،
فهل سبقكم لهذا أحد من السلف الصالح؟!
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 11:56]ـ
بارك الله فيك أختنا الكريمة أم عبدالله على الرد وبيان عقيدة السلف, أرجو أن أكون قد بينت المسألة ووضحت لك أي (مسألة التشبيه والتمثيل) , واذا كان هناك مزيد من الكلام في هذا الموضوع فأنا على استعداد لبحثه وبيانه,
ستنحل المشكلة -إن شاء الله- عند إجابة طلبي السابق وهو:
أرجو ذكر الدليل على أن الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيهًا في لغة العرب.
وأريد أن أذكركم بأن الإشكال عندي ليس في إثبات الاشتراك اللفظي أو الاشتراك في أصل المعنى، فكلنا نُثبت ذلك لصفات الله عز وجل، ولكن الإشكال في تسمية ذلك الاشتراك في أصل المعنى: تشبيها.
فمثلا الطفل لديه علم والعالم لديه علم، فهل يصح في لغة العرب أن نقول بأن علم الطفل يشبه علم العالم لأجل إشتراك أصل المعنى في صفة العلم عندهما؟
هل يصح إطلاق لفظ "التشبيه" على ذلك الاشتراك؟
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[18 - Dec-2010, صباحاً 01:39]ـ
ستنحل المشكلة -إن شاء الله- عند إجابة طلبي السابق وهو:
أرجو ذكر الدليل على أن الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيهًا في لغة العرب.
وأريد أن أذكركم بأن الإشكال عندي ليس في إثبات الاشتراك اللفظي أو الاشتراك في أصل المعنى، فكلنا نُثبت ذلك لصفات الله عز وجل، ولكن الإشكال في تسمية ذلك الاشتراك في أصل المعنى: تشبيها.
فمثلا الطفل لديه علم والعالم لديه علم، فهل يصح في لغة العرب أن نقول بأن علم الطفل يشبه علم العالم لأجل إشتراك أصل المعنى في صفة العلم عندهما؟
هل يصح إطلاق لفظ "التشبيه" على ذلك الاشتراك؟
أحسن الله اليك, أرعني بارك الله فيك سمعك وأجعلي الأمر لبيان الحق سواء كان مني أو منك فهذا لايهم, قال الله تعالى (وقال الذين لايعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون) , قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
وقوله: {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} أي: أشبهت قُلُوب مشركي العرب قلوب من تقدمهم في الكفر والعناد والعتو. اه
أي أن التشابه حصل في بعض ماهو متعلق بالقلب, أي للتوضيح القلب فيه حجم ومشاعر وحب وبغض وضعف وقوة لكن التشابه حصل في جزئية وهي الكفر والعناد والعتو, فهذا الاشتراك الذي سميتيه قال عنه أنه تشابه, ومعلوم أنه لم يحصل تشابه في كل شئ كما بينا, أي ليست قلوبهم مماثلة لقلوب من سبقهم بل تشبهها في بعض الصفات. أختي الكريمة أحب أن أهدي لك هدية قيمة وهي أننا لن نستطيع أن نفهم كلام السلف حتى نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المتبعين للسلف لأن هذا العلم وراثة, وقد بينا كلام أهل العلم فيما سبق من المشاركات, أرجو أن أكون بينت ما فيه اللبس بارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[18 - Dec-2010, صباحاً 01:59]ـ
أحسن الله اليك, أرعني بارك الله فيك سمعك وأجعلي الأمر لبيان الحق سواء كان مني أو منك فهذا لايهم, قال الله تعالى (وقال الذين لايعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون) , قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
وقوله: {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} أي: أشبهت قُلُوب مشركي العرب قلوب من تقدمهم في الكفر والعناد والعتو. اه
أي أن التشابه حصل في بعض ماهو متعلق بالقلب, أي للتوضيح القلب فيه حجم ومشاعر وحب وبغض وضعف وقوة لكن التشابه حصل في جزئية وهي الكفر والعناد والعتو, فهذا الاشتراك الذي سميتيه قال عنه أنه تشابه, ومعلوم أنه لم يحصل تشابه في كل شئ كما بينا, أي ليست قلوبهم مماثلة لقلوب من سبقهم بل تشبهها في بعض الصفات.
بارك الله فيكم
لا إشكال عندي في هذا مطلقًا لأن هذا التشابه الجزئي ليس في أصل معنى القلب، فلو كان في أصل المعنى لكانت كل قلوب المخلوقات متشابهة بما في ذلك قلوب المؤمنين والكفار، لأنها تشترك في أصل معنى القلب، ولكن هنا كان التشابه بين قلوب المشركين ومن سبقهم في الكفر دون قلوب غيرهم لأجل شيء آخر زائد على أصل المعنى الذي اشتركوا فيه جميعًا، وهذا ما حاولت أن أقوله في مشاركاتي الأولى، في أن التشبيه يكون في الكيفية، وفيما هو زائد على أصل المعنى، وليس في أصل المعنى الذي يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
أختي الكريمة أحب أن أهدي لك هدية قيمة وهي أننا لن نستطيع أن نفهم كلام السلف حتى نرجع الى كلام أهل العلم المعاصرين المتبعين للسلف لأن هذا العلم وراثة, وقد بينا كلام أهل العلم فيما سبق من المشاركات, أرجو أن أكون بينت ما فيه اللبس بارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بارك الله فيكم
هل هناك إجماع بين أهل العلم المعاصرين في هذه المسألة؟ أقصد إطلاق لفظ "التشبيه" على الاشتراك والاتفاق في أصل المعنى فقط؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 12:16]ـ
بارك الله فيكم
لا إشكال عندي في هذا مطلقًا لأن هذا التشابه الجزئي ليس في أصل معنى القلب، فلو كان في أصل المعنى لكانت كل قلوب المخلوقات متشابهة بما في ذلك قلوب المؤمنين والكفار، لأنها تشترك في أصل معنى القلب، ولكن هنا كان التشابه بين قلوب المشركين ومن سبقهم في الكفر دون قلوب غيرهم لأجل شيء آخر زائد على أصل المعنى الذي اشتركوا فيه جميعًا، وهذا ما حاولت أن أقوله في مشاركاتي الأولى، في أن التشبيه يكون في الكيفية، وفيما هو زائد على أصل المعنى، وليس في أصل المعنى الذي يشترك فيه كل من يتصف بالصفة.
بارك الله فيكم
هل هناك إجماع بين أهل العلم المعاصرين في هذه المسألة؟ أقصد إطلاق لفظ "التشبيه" على الاشتراك والاتفاق في أصل المعنى فقط؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا الكريمة ممكن تبيني لي مثلا في صفة الاستواء كيف نفهم معنى هذه الصفة اذا أمكن اشرحي لي, أما مسألة الاجماع فهذه نبحثها في غير هذا الوقت لأنها تحتاج الى بيان, بارك الله فيك.
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 12:35]ـ
نفهم من صفة الاستواء: العلو والارتفاع
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 01:19]ـ
نفهم من صفة الاستواء: العلو والارتفاع
هذا جواب الحذر, بارك الله فيك, كيف نقارن بين صفة الاستواء للمخلوق وصفة الاستواء للخالق, لأن الله خاطبنا وأراد منا أن نفهم, أرجو منك أن تبيني لي وجزاك الله خيرا.
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 01:35]ـ
كيف نقارن بين صفة الاستواء للمخلوق وصفة الاستواء للخالق,
لم أفهم سؤالك
وما الإشكال في جوابي؟
نحن نفهم من صفة الاستواء لله عز وجل أنه علا وارتفع فوق العرش كما يليق بجلاله
ما الإشكال في هذا الجواب؟ ما هو الشيء الذي ليس بمفهوم في جوابي؟
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 01:57]ـ
لم أفهم سؤالك
وما الإشكال في جوابي؟
نحن نفهم من صفة الاستواء لله عز وجل أنه علا وارتفع فوق العرش كما يليق بجلاله
ما الإشكال في هذا الجواب؟ ما هو الشيء الذي ليس بمفهوم في جوابي؟
أقصد بارك الله فيك كيف فهموا صفة الاستواء لله, يعني من خلال معرفتهم بمعنى الصفة المتعلقة بالمخلوق أم ماذا؟ ممكن التفصيل, عفوا أنا أريد أن أصل معك الى نقطة التقاء, بارك الله فيك.
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 02:19]ـ
أقصد بارك الله فيك كيف فهموا صفة الاستواء لله, يعني من خلال معرفتهم بمعنى الصفة المتعلقة بالمخلوق أم ماذا؟ ممكن التفصيل, عفوا أنا أريد أن أصل معك الى نقطة التقاء, بارك الله فيك.
فهموا الاستواء من معناه في اللغة
الاستواء على الشيء في اللغة معناه العلو والارتفاع
قال الأَخفش استَوى أَي علا تقول استَوَيْتُ فوق الدابة وعلى ظهر البيت أَي علَوْتُه.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 07:46]ـ
فهموا الاستواء من معناه في اللغة
الاستواء على الشيء في اللغة معناه العلو والارتفاع
قال الأَخفش استَوى أَي علا تقول استَوَيْتُ فوق الدابة وعلى ظهر البيت أَي علَوْتُه.
هذا جيد بارك الله فيك, والآن السؤال هو:
هل فهموا أصل معنى الصفة أم تمام معنى الصفة أم كيفية الصفة, واذا كان فهموا أصل معنى الصفة أليس هذا هو تشابه أصل المعنى الذي أراده الله في كتابه (والذي أراد منا أن نفهمه) مع المعنى المراد من لغة العرب, واذا قلت هو أشتراك لفظي, أقول الاشتراك اللفظي ألا يدل على معنى مشترك فيه نصيب من التشابه وهو العلو والارتفاع والا كيف فهموه وبارك الله فيك.
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 11:24]ـ
لم أفهم الفرق بين تمام المعنى والكيفية، لعلك توضحه لي، أحسن الله إليك.
وبالنسبة لما فهموه، فهو أصل المعنى، هم فهموا أصل معنى الاستواء، وأنا أسمي هذا اشتراكًا وليس تشبيها، فالإشكال عندي فقط في تسمية هذا الاشتراك في أصل المعنى: تشبيها.
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[19 - Dec-2010, صباحاً 12:05]ـ
أخي التميمي شاكر لك اطلاعك و جميل إيرادك، لكن ما يحتاج أن تقحم كلمة الحق في هذه المسألة فإن المسألة تدور بين الراجح والأرجح، وقد كنت كتبت تعليقا في الصفحات الماضية تتعلق بمسألة التشبيه والتمثيل، أرجوا تأمله لعله يوضح لك المراد أكثر، فإن هذه المسألة ليست موردها واحد من جهة التحديد اللغوي والإصطلاحي، فلا نخلط بين أصل اللغة والمصطلح، واستخدام الألفاظ المترادفة في النفي، و المشترك المعنوي لا اللفظي، فإن التشبيه يتعلق بالظاهر لا الباطن فتأمل ربي يبارك فيك وفيمن كان مؤيدا لإعتراضك أو مخالفا.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 01:33]ـ
لم أفهم الفرق بين تمام المعنى والكيفية، لعلك توضحه لي، أحسن الله إليك.
وبالنسبة لما فهموه، فهو أصل المعنى، هم فهموا أصل معنى الاستواء، وأنا أسمي هذا اشتراكًا وليس تشبيها، فالإشكال عندي فقط في تسمية هذا الاشتراك في أصل المعنى: تشبيها.
أقصد بتمام المعنى كمال المعنى وقد بين الله سبحانه وتعالى فقال (ولا يحيطون به علما) , أريد أن أعرف ماهو الاشتراك اللفظي, يعني ماهي الثمرة من قولنا (اشتراك لفظي).يعني عندما أقول (زيد أسد) , فكلمة أسد مشترك لفظي, ماهي الثمرة أليس التشابه في بعض الصفات بين زيد والأسد, وقد اتفقنا أن المخلوق له أشتراك لفظي مع أسماء الله وصفاته في أصل المعنى, أليس هذا من التشابه في أصل المعنى, والله أعلم, اللهم اهدنا لما اختلفنا فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم وبارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 03:19]ـ
لو قلتُ بأن الاشتراك في أصل معنى الصفة يجعلها متشابهة في الشيئين المتصفين بها، للزم من ذلك جواز القول بأن قلوب المؤمنين والكافرين متشابهة حيث أنها مشتركة في أصل المعنى، والله أعلم.
اللهم اهدنا لما اختلفنا فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم
اللهم آمين
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 07:16]ـ
لو قلتُ بأن الاشتراك في أصل معنى الصفة يجعلها متشابهة في الشيئين المتصفين بها، للزم من ذلك جواز القول بأن قلوب المؤمنين والكافرين متشابهة حيث أنها مشتركة في أصل المعنى، والله أعلم.
اللهم آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد فرقنا فقلنا التشابه في أصل الصفة وليس في كمال المعنى ولا الكيفية, ومع هذا فان قلب الكافر لايشبه قلب المؤمن فان الله قد فرق بينهما فقال تعالى (لهم قلوب لايفقهون بها). والله أعلم. نحتاج الى تأني وسيتضح الأمر باذن الله هداني الله واياك والاخوة للصواب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 09:15]ـ
نعم
الموضوع يحتاج لمزيد بحث ودراسة
ولعل الله ييسر لي ذلك في المستقبل إن شاء الله.
ـ[الطيبوني]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 12:51]ـ
معلوم ان الاشاعرة مفوضة ومؤولة يرمون اهل السنة بالتشبيه لانهم ينفون التشابه بين صفات الخالق وصفات المخلوق من كل وجه.
والتشابه لا يكون الا في الخارج بمعنى ان الكليات الذهنية مجردة لا تضاف الى احد فلا يثبت بهذا تشابه الموجودات في الذهن.
بقي ان اقول /
اما ان تثبت نوع تشابه خارج الذهن الذي به تعرف المعاني الموجودة في الخارج وانها تعود الى ذلك الكلي
فمثلا /
العلم في الذهن كمطلق كلي كيف تحكم على علم مضاف في الخارج انه يرجع الى ذلك الكلي
هل لمجرد تشابه اللفظ ام لمعنى موجود في الخارج تحكم به انه يعود لذلك الكلي
فالتشابه يكون في ذلك القدر من المعنى الذي يفرق به بين المعاني في الخارج
ان لم نقل هذا الا يلزم منا موافقة اهل الكلام الذين نفوا التشابه من كل وجه بين صفات الخالق وصفات المخلوق
لان حقيقة التشابه الذي نفوه هو التشابه المضاف اذ الذي في الاذهان امور مجردة لا تضاف الى احد فضلا عن ان يثبت تشابه بين الموجودات فيها.
هذا فهمي للمسالة والله اعلم بالصواب.(/)
أهمية الوحدة العقائدية
ـ[رشاد السيروان]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 05:55]ـ
الوحدة العقائدية في الإسلام هي الرباط الأقوى لأحكام الدين، فبقية أجزائه لا تعدو أن تكون تطبيقات لمباحث العقيدة، وإن شئت قلت لمقتضى صفات الباري تعالى، ومن هنا لا يمكن لأبناء المجتمع الإسلامي، أن يستتموا وحدتهم إن لم يقفوا على هذا المنهل العذب الذي يروي علوم دينهم، وحضارتهم، وفي حال لم يراع قادة المسلمين، ومنظروهم هذا المبدأ، فإنهم أمام ما حذر منه ربنا تبارك وتعالى بقوله: چہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? چ pالأنعام/65، i، وخوّف منه نبينا r، بقوله: ((إني سألت ربّي U: أن لا يُهلِك أمّتي بسنةٍ بعامّةٍ [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)، وأن لا يسلِّطَ عليهم عدوّاً، فيهلكَهُمْ بعامَّةٍ، وأن لا يلبِسَهُم [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) شيعاً [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)، ولا يُذيقَ بعضَهم بأسَ بعضٍ، وقال: "يا محّمد إنّي إذا قضيت قضاءً فإنه لا يردّ، وإني قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنةٍ بعامّةٍ، ولا أسلّط عليهم عدواً، ممن سواهم، فيهلكوهم بعامّة، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، وبعضُهم يقتل بعضاً، وبعضُهم يسبي بعضاً [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)))، وقال النبي r: (( إني لا أخافُ على أمّتي إلا الأئمةَ المضلِّينَ، فإذا وُضِعَ السيفُ في أُمَّتي، لم يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلى يَومِ القيامةِ)) [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)، ولأجلِ هذا ثبت بالدليل الصحيح: أنّ حال الاختلاف بين المسلمين إذا وصل حد الاقتتال، فليس هذا إلا خطوة متقدمة باتجاه الخروج من الدين جملة، يقول r: (( لا ترجعوا بعدي كفاراً [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) يَضْرِبُ بعضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)) [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7) .
فيَتَبَيَّن أن أي مشروع نهوض للأمة، سواءً قام عليه أفراد أو جماعة، لا يكون صحيحاً، إلا إن أخذ بعين الاعتبار الحفاظ على وحدة مجتمعات الأمة، وإيجادها إن كانت مفتقدة.
وأساس وحدة دين الأمة الذي لا يجوز الاختلاف فيه هو العقيدة، بحيث تكون صافية صحيحة.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) ـ سنة عامة: "بِقَحْط عامٍّ يَعُمُّ جَميعهم"، انظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، باب العين مع الميم، مادة (عمم)، 3/ 302.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) ـ "اللبْس: الخَلْط. يقال: لَبَسْت الأمر ـ بالفتح ـ ألْبِسُه إذا خَلَطْتَ بعضَه ببعض: أي يَجْعلكم فِرقَاً مختلفِين". انظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، باب اللام مع الباء، مادة (لبس)، 4/ 225.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) ـ " الشِّيَع: الفِرَق أي يجعلَكم فِرَقاً مختلفين"، انظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، باب الباء مع الياء، مادة (شيع)، 2/ 519.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) ـ أحمد، مسند أحمد، ط. الرسالة، مسند شداد بن أوس، رقم/17114، 6/ 76.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) ـ أحمد، مسند أحمد، مسند شداد بن أوس، رقم/17115، 6/ 76. قال الهيثمي في المجمع عن الحديثين، 7/ 452: "رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح".
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) ـ حول تفسير (كفاراً) انظر: النووي، شرح صحيح مسلم، 2/ 54، وانظر: البدر العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 2/ 281، بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1421هـ. وقد رجحا أن يكون المقصود تشبيهاً للكفار بقتالهم، أو ـ بوجه أضعف ـ طريقاً للتكفير، واستحلال ما يستحله المقاتل من المقاتل الكافر.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) ـ متفق عليه، عن جرير بن عبد الله البجلي، انظر: البخاري، صحيح البخاري، كتاب العلم، باب الإنصات للعلماء، رقم/121، ص13، ومسلم، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب: بيان معنى قول النبي r: (( لا ترجعوا بعدي كفاراً))، رقم/223، ص691.(/)
من أضل سبيلا - إعداد الدكتور أمل العلمي
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 07:31]ـ
من أضل ممن هو في شقاق بعيد ...
ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ...
ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له ...
وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ...
من أضل ممن هو في شقاق بعيد ...
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ?? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چفصلت: 49 - 52
ذلك هو اليوم الذي لا يحتاطون له , ولا يحترسون منه , مع شدة حرص الإنسان على الخير , وجزعه من الضر. . وهنا يصور لهم نفوسهم عارية من كل رداء , مكشوفة من كل ستار , عاطلة من كل تمويه: (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير , وإن مسه الشر فيؤوس قنوط. ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته , ليقولن: هذا لي , وما أظن الساعة قائمة , ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى. فلننبئن الذين كفروا بما عملوا , ولنذيقنهم من عذاب غليظ. وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه , وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض). . إنه رسم دقيق صادق للنفس البشرية, التي لا تهتدي بهدى الله, فتستقيم على طريق. . رسم يصور تقلبها , وضعفها , ومراءها , وحبها للخير , وجحودها للنعمة , واغترارها بالسراء , وجزعها من الضراء. . رسم دقيق عجيب. . هذا الإنسان لا يسأم من دعاء الخير. فهو ملح فيه , مكرر له , يطلب الخير لنفسه ولا يمل طلبه. وإن مسه الشر. مجرد مس. فقد الأمل والرجاء وظن أن لا مخرج له ولا فرج , وتقطعت به الأسباب وضاق صدره وكبر همه ; ويئس من رحمة الله وقنط من رعايته. ذلك أن ثقته بربه قليلة , ورباطه به ضعيف!
وهذاالإنسان إذا أذاقه الله منه رحمة بعد ذلك الضر , استخفته النعمة فنسي الشكر ; واستطاره الرخاء فغفل عن مصدره. وقال: هذا لي. نلته باستحقاقي وهو دائم علي! ونسيالآخرة واستبعد أن تكون (وما أظن الساعة قائمة). . وانتفخ في عين نفسه فراحيتألىعلى الله , ويحسب لنفسه مقاماً عنده ليس له , وهو ينكر الآخرة فيكفر بالله.ومعهذا يظن أنه لو رجع إليه كانت له وجاهته عنده! (ولئن رجعت إلى ربي إنلي عندهللحسنى)! وهو غرور. . عندئذ يجيء التهديد في موضعه لهذا الغرور: (فلننبئن الذين كفروا بما عملوا , ولنذيقنهم من عذاب غليظ). .
وهذا الإنسان إذا أنعم الله عليه: استعظم وطغى. وأعرض ونأى بجانبه. فأما إذا مسه الشر فيتخاذل ويتهاوى , ويصغر ويتضاءل , ويتضرع ولا يمل الضراعة. فهو ذو دعاء عريض!
أية دقة , وأي تسجيل للصغيرة في نفس الإنسان والكبيرة! إنه خالقه الذي يصفه. خالقه الذي يعرف دروب نفسه. ويعرف أنها تظل تدور في هذه الدروب المنحنية, إلا أن تهتدي إلى الطريق المستقيم. . فتستقيم. .
وأمام هذه النفس العارية من كل رداء , المكشوفة من كل ستار , يسألهم: فماذا أنتم إذن صانعون إن كان هذا الذي تكذبون به , من عند الله , وكان هذا الوعيد حقاً ; وكنتم تعرضون أنفسكم لعاقبة التكذيب والشقاق: (قل: أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به ? من أضل ممن هو في شقاق بعيد ?). . إنه احتمال يستحق الاحتياط. فماذا أخذوا لأنفسهم من وسائل الاحتياط ?! [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ...
ٹ ٹ چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ےے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پ پ چالقصص: 47 - 51
(ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم, فيقولوا: ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا, فنتبع آياتك, ونكون من المؤمنين!). . كذلك كانوا سيقولون لو لم يأتهم رسول. ولو لم يكن مع هذا الرسول من الآيات ما يلزم الحجة. ولكنهم حين جاءهم الرسول , ومعه الحق الذي لا مرية فيه لم يتبعوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا: لولا أوتي مثلما أوتي موسى! أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ? قالوا: سحران تظاهرا, وقالوا: إنا بكل كافرون). . وهكذا لم يذعنوا للحق , واستمسكوا بالتعلات الباطلة: (قالوا: لولا أوتي مثلما أوتي موسى) إما من الخوارق المادية , وإما من الألواح التي نزلت عليه جملة , وفيها التوراة كاملة. ولكنهم لم يكونوا صادقين في حجتهم , ولا مخلصين في اعتراضهم: (أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ?) ولقد كان في الجزيرة يهود , وكان معهم التوراة , فلم يؤمن لهم العرب , ولم يصدقوا بما بين أيديهم من التوراة. ولقد علموا أن صفة محمد [ص] مكتوبة في التوراة , واستفتوا بعض أهل الكتاب فيما جاءهم به فأفتوهم بما يفيد أنه الحق , وأنه مطابق لما بين أيديهم من الكتاب ; فلم يذعنوا لهذا كله , وادعوا أن التوراة سحر , وأن القرآن سحر , وأنهما من أجل هذا يتطابقان , ويصدق أحدهما الآخر: (قالوا: سحران تظاهرا. وقالوا: إنا بكل كافرون)! فهو المراء إذن واللجاجة , لا طلب الحق ولا نقصان البراهين , ولا ضعف الدليل. ومع هذا فهو يسير معهم خطوة أخرى في الإفحام والإحراج. يقول لهم: إن لم يكن يعجبكم القرآن , ولم تكن تعجبكم التوراة ; فإن كان عندكم من كتب الله ما هو أهدى من التوراة والقرآن فأتوا به أتبعه: (قل: فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه. إن كنتم صادقين)! وهذه نهاية الإنصاف, وغاية المطاولة بالحجة, فمن لم يجنح إلى الحق بعد هذا فهو ذو الهوى المكابر, الذي لا يستند إلى دليل: (فإن لم يستجيبوا لك, فاعلم أنما يتبعون أهواءهم. ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ? إن الله لا يهدي القوم الظالمين). . إن الحق في هذا القرآن لبين ; وإن حجة هذا الدين لواضحة, فما يتخلف عنه أحد يعلمه إلا أن يكون الهوى هو الذي يصده. وإنهما لطريقان لا ثالث لهما: إما إخلاص للحق وخلوص من الهوى , وعندئذ لا بد من الإيمان والتسليم. وإما مماراة في الحق واتباع للهوى فهو التكذيب والشقاق. ولا حجة من غموض في العقيدة , أو ضعف في الحجة , أو نقص في الدليل. كما يدعي أصحاب الهوى المغرضون. (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم). . وهكذا جزما وقطعا. كلمة من الله لا راد لها ولا معقب عليها. . إن الذين لا يستجيبون لهذا الدين مغرضون غير معذورين. متجنون لا حجة لهم ولا معذرة, متبعون للهوى , معرضون عن الحق الواضح: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ?). . وهم في هذا ظالمون باغون: (إن الله لا يهدي القوم الظالمين). . (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)). إن هذا النص ليقطع الطريق على المعتذرين بأنهم لم يفهموا عن هذا القرآن , ولم يحيطوا علما بهذا الدين. فما هو إلا أن يصل إليهم, ويعرض عليهم, حتى تقوم الحجة, وينقطع الجدل, وتسقط المعذرة. فهو بذاته واضح واضح , لا يحيد عنه إلا ذو هوى يتبع هواه , ولا يكذب به إلا متجن يظلم نفسه , ويظلم الحق البين ولا يستحق هدى الله. (إن الله لا يهدي القوم الظالمين). ولقد انقطع عذرهم بوصول الحق إليهم, وعرضه عليهم, فلم يعد لهم من حجة ولا دليل. . (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون). . [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ...
ٹ ٹ چ ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ?? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ چالأحقاف: 1 - 7
(حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. ما خلقنا السماوات والأرض ومابينهماإلا بالحق وأجل مسمى , والذين كفروا عما أنذروا معرضون). .هذاهو الإيقاع الأول في مطلع السورة ; وهو يلمس العلاقة بين الأحرف العربيةالتييتداولها كلامهم , والكتاب المصوغ من جنس هذه الأحرف على غير مثال من كلامالبشر , وشهادة هذه الظاهرة بأنه تنزيل من الله العزيز الحكيم. كما يلمس العلاقةبينكتاب الله المتلو المنزل من عنده , وكتاب الله المنظور المصنوع بيده. كتاب هذاالكونالذي تراه العيون , وتقرؤه القلوب.وكلاالكتابين قائم على الحق وعلى
(يُتْبَعُ)
(/)
التدبير. فتنزيل الكتاب (من الله العزيزالحكيم) هو مظهر للقدرة وموضع للحكمة. وخلق السماوات والأرض وما بينهما متلبسبالحق: (ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق). . وبالتقدير الدقيق: (وأجل مسمى) تتحقق فيه حكمة الله من خلقه, ويتم فيه ما قدره له من غاية. وكلاالكتابين مفتوح , معروض على الأسماع والأنظار , ينطق بقدرة الله , ويشهدبحكمته , ويشي بتدبيره وتقديره , ويدل كتاب الكون على صدق الكتاب المتلو , وما فيهمنإنذار وتبشير. . (والذين كفروا عما أنذروا معرضون). . وهذا هو العجب المستنكرفيظل تلك الإشارة إلى الكتاب المنزل والكتاب المنظور! والكتابالمنزل المتلو يقرر أن الله واحد لا يتعدد , وأنه رب كل شيء , بما أنهخالقكل شيء , ومدبر كل شيء , ومقدر كل شيء. وكتاب الكون الحي ينطق بهذه الحقيقةذاتها ; فنظامه وتنسيقه وتناسقه كلها تشهد بوحدانية الصانع المقدر المدبر , الذييصنععلى علم , ويبدع على معرفة , وطابع الصنعة واحد في كل ما يصنع وما يبدع. فأنىيتخذالناس آلهة من دونه ? وماذا صنع هؤلاء الآلهة وماذا أبدعوا ? وهذا هو الكونقائمامعروضا على الأنظار والقلوب ; فماذا لهم فيه ? وأي قسم من أقسامه أنشأوه ? (قل: أرأيتم ما تدعون من دون الله ? أروني ماذا خلقوا من الأرض ? أم لهم شرك فيالسماوات ? ائتوني بكتاب من قبل هذا , أو أثارة من علم , إن كنتم صادقين). .وهذاتلقين من الله سبحانه لرسوله [ص] ليواجه القوم بشهادة كتاب الكون المفتوح. الكتابالذيلا يقبل الجدل والمغالطة - إلا مراء ومحالا - والذي يخاطب الفطرةبمنطقها , بما بينه وبين الفطرة من صلة ذاتية خفية , يصعب التغلب عليها ومغالطتها.
قُلْأَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَالْأَرْضِأَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِهَذَاأَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (4) وَمَنْ أَضَلُّمِمَّنيَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِالْقِيَامَةِوَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُكَانُوالَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6)
(أروني ماذا خلقوا من الأرض ?). . ولن يملك إنسان أن يزعم أن تلك المعبودات - سواء كانت حجرا أم شجرا أم جنا أم ملائكة أم غيرها - قد خلقت من الأرض شيئا , أو خلقت في الأرض شيئا. إن منطق الفطرة. منطق الواقع. يصيح في وجه أي ادعاء من هذا القبيل.
(أم لهم شرك في السماوات ?). . ولن يملك إنسان كذلك أن يزعم أن لتلك المعبودات شركة في خلق السماوات أو في ملكيتها. ونظرة إلى السماوات توقع في القلب الإحساس بعظمة الخالق, والشعور بوحدانيته ; وتنفض عنه الانحرافات والترهات. . والله منزل هذا القرآن يعلم أثر النظر في الكون على قلوب البشر ومن ثم يوجههم إلى كتاب الكون ليتدبروه ويستشهدوه ويستمعوا إلى إيقاعاته المباشرة في القلوب.
ثم يأخذ الطريق على ما قد يطرأ على بعض النفوس من انحراف بعيد. فقد يصل بها هذا الانحراف إلى أن تزعم هذا الزعم أو ذاك بلا حجة ولا دليل. يأخذ عليها الطريق, فيطالبها بالحجة والدليل ; ويعلمها في الوقت ذاته طريقة الاستدلال الصحيح ; ويأخذها بالمنهج السليم في النظر والحكم والتقدير:
(ائتوني بكتاب من قبل هذا , أو أثارة من علم , إن كنتم صادقين). . فإما كتاب من عند الله صادق. وإما بقية من علم مستيقن ثابت. وكل الكتب المنزلة قبل القرآن تشهد بوحدانية الخالق المبدع المدبر المقدر ; وليس فيها من كتاب يقر خرافة الآلهة المتعددة, أو يقول بأن لها في الأرض خلقا أو في السماوات شركا! وليس هنالك من علم ثابت يؤيد مثل ذلك الزعم المتهافت. وهكذا يواجههم القرآن بشهادة هذا الكون. وهي شهادة حاسمة جازمة. ويأخذ عليهم طريق الادعاء بلا بينة. ويعلمهم منهج البحث الصحيح. في آية واحدة قليلة الكلمات , واسعة المدى , قوية الإيقاع , حاسمة الدليل.
ثم يأخذ بهم إلى نظرة موضوعية في حقيقة هذه الآلهة المدعاة , منددا بضلالهم في اتخاذها , وهي لا تستجيب لهم , ولا تشعر بدعائهم في الدنيا ; ثم هي تخاصمهم يوم القيامة , وتنكر دعواهم في عبادتها:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة, وهم عن دعائهم غافلون ? وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين). . وقد كان بعضهم يتخذ الأصنام آلهة. إما لذاتها وإما باعتبارها تماثيل للملائكة. وبعضهم يتخذ الأشجار , وبعضهم يتخذ الملائكة مباشرة أو الشيطان. . وكلها لا تستجيب لداعيها أصلا. أو لا تستجيب له استجابة نافعة. فالأحجار والأشجار لا تستجيب. والملائكة لا يستجيبون للمشركين. والشياطين لا تستجيب إلا بالوسوسة والإضلال. ثم إذا كان يوم القيامة وحشر الناس إلى ربهم , تبرأ هؤلاء وهؤلاء من عبادهم الضالين. حتى الشيطان كما جاء في سورة أخرى: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق , ووعدتكم فأخلفتكم , وما كان لي عليكم من سلطان , إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموا أنفسكم , ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي. إني كفرت بما أشركتمون من قبل. إن الظالمين لهم عذاب أليم). .
(وَإِذَاتُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوالِلْحَقِّلَمَّا جَاءهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7))
وهكذايقفهم القرآن وجها لوجه أمام حقيقة دعواهم ومآلها في الدنياوالآخرة. بعدما وقفهم أمام الحقيقة الكونية التي تنكر هذه الدعوى وترفضها. وفيكلتاالحالتين تبرز الحقيقة الثابتة. حقيقة الوحدانية التي ينطق بها كتاب الوجود, وتوجبهامصلحة المشركين أنفسهم, ويلزمهم بها النظر إلى مآلهم في الدنيا والآخرة.
وإذا كان القرآن يندد بضلال من يدعون من دون الله آلهة لا يستجيبون لهم إلى يوم القيامة ; وكان هذا يعني المعبودات التاريخية التي عرفتها الجماعات البشرية عند نزول هذا القرآن, فإن النص أوسع مدلولا وأطول أمدا من ذلك الواقع التاريخي. فمن أضل ممن يدعو من دون الله أحدا في أي زمان وفي أي مكان ? وكل أحد - كائنا من كان - لا يستجيب بشيء لمن يدعوه, ولا يملك أن يستجيب. وليس هناك إلا الله فعال لما يريد. . إن الشرك ليس مقصورا على صوره الساذجة التي عرفها المشركون القدامى. فكم من مشركين يشركون مع الله ذوي سلطان, أو ذوي جاه, أو ذوي مال ; ويرجون فيهم, ويتوجهون إليهم بالدعاء. وكلهم أعجز من أن يستجيبوا لدعاتهم استجابة حقيقية. وكلهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا. ودعاؤهم شرك. والرجاء فيهم شرك. . والخوف منهم شرك. ولكنه شرك خفي يزاوله الكثيرون, وهم لا يشعرون. [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ...
ٹ ٹ چ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ??? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پپ پ ? ? ?? ? ? ? ? ? چالفرقان: 41 – 44
وبعد هذا الاستعراض السريع يجيء ذكر استهزائهم برسول الله [ص] وقد سبقه تطاولهم على ربهم, واعتراضهم على طريقة تنزيل القرآن. وسبقه كذلك مشاهدهم المفجعة في يوم الحشر, ومصارع المكذبين أمثالهم في هذه الأرض. . كل أولئك تطييبا لقلب الرسول] ص] قبل ذكر استهزائهم به وتوقحهم عليه. ثم يعقب عليه بتهديدهم وتحقيرهم وتنزيلهم إلى أحط من درك الحيوان. (وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا. أهذا الذي بعث الله رسولا ? إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها , وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا. أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ? أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ? إن هم إلا كالأنعام , بل هم أضل سبيلا). ولقد كان محمد [ص] ملء السمع والبصر بين قومه قبل بعثته. فقد كان عندهم ذا مكانة من بيته وهو من ذروة بني هاشم وهم ذروة قريش. وكان عندهم ذا مكانة من خلقه وهو الملقب بينهم بالأمين. ولقد ارتضوا حكومته بينهم في وضع الحجر الأسود قبل البعثة بزمن طويل. ويوم دعاهم على الصفا فسألهم أيصدقونه لو أخبرهم أن خيلا بسفح هذا الجبل قالوا: نعم أنت عندنا غير متهم. ولكنهم بعد البعثة وبعد أن جاءهم بهذا القرآن العظيم راحوا يهزأون به ويقولون: (أهذا الذي بعث الله رسولا ?) وهي قولة ساخرة مستنكرة. . أكان ذلك عن اقتناع منهم بأن شخصه الكريم يستحق منهم هذه السخرية , وأن ما جاءهم به يستحق منهم هذا الاستهزاء ? كلا. إنما كانت تلك خطة مدبرة من كبراء قريش للتصغير من أثر شخصيته العظيمة ومن أثر هذا القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي لا يقاوم. وكانت وسيلة من وسائل مقاومة الدعوة الجديدة التي تهددهم في مراكزهم الاجتماعية وأوضاعهم الاقتصادية , وتجردهم من الأوهام والخرافات الاعتقادية التي تقوم عليها تلك المراكز وهذه الأوضاع. ولقد كانوا يعقدون المؤتمرات لتدبير المؤامرات المحبوكة , ويتفقون فيها على مثل هذه الوسيلة وهم يعلمون كذبهم فيها عن يقين:
روى ابن إسحاق أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش - وكان ذا سن فيهم - وقد حضر الموسم - موسم الحج - فقال لهم: يا معشر قريش: إنه قد حضر هذا الموسم , وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه , وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا , فأجمعوا فيه رأيا واحدا , ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا , ويرد قولكم بعضه بعضا. قالوا: فأنت يا أبا عبد شمس, فقل وأقم لنا رأيا نقول به. قال: بل أنتم فقولوا أسمع. قالوا: نقول كاهن. قال لا والله ما هو بكاهن. لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه قالوا: فنقول: إنه مجنون قال: ما هو بمجنون , لقد رأينا الجنون وعرفناه , فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته. قالوا: فنقول شاعر قال: ما هو بشاعر , لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه , فما هو بالشعر. قالوا: فنقول ساحر. قال ما هو بساحر , لقد رأينا السحار وسحرهم , فما هو بنفثهم ولا عقدهم. قالوا: فما تقول يا أبا عبد شمس ? قال: والله إن لقوله طلاوة , وإن أصله لعذق , وإن فرعه لجناة وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل , وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا: ساحر جاء يقول هو سحر يفرق بين المرء وأبيه , وبين المرء وأخيه , وبين المرء وزوجه , وبين المرء وعشيرته. . فتفرقوا عنه بذلك. فجعلوا يجلسون بسبل الناس حين قدموا الموسم , لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه , وذكروا لهم أمره.
فهذا مثل من الكيد والتدبير يشي بحيرة القوم في المؤامرات ضد رسول الله [ص] ومعرفتهم بحقيقته في الوقت ذاته. فما كان اتخاذهم إياه هزوا , وقولهم ساخرين: (أهذا الذي بعث الله رسولا ?) بصورة الاستغراب والاستنكار والزراية إلا طرفا من تلك المؤامرات المدبرة لا ينبعث عن حقيقة شعورية في نفوسهم , إنما يتخذ وسيلة للحط من قدره في أعين الجماهير , التي يحرص سادة قريش على استبقائها تحت وصايتهم الدينية , استبقاء للمراكز الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية التي يتمتعون بها في ظل تلك الوصاية! شأن قريش في هذا شأن أعداء دعوات الحق ودعاتها في كل زمان وفي كل مكان.
وبينما كانوا يظهرون الهزء والاستخفاف كانت أقوالهم ذاتها تشي بمقدار ما في نفوسهم من شخصه ومن حجته ومن القرآن الذي جاء به , فيقولون: (إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها). .
إِنكَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَيَعْلَمُونَحِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) أَرَأَيْتَ مَنِاتَّخَذَإِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43)
فلقد زلزل قلوبهم إذن باعترافهم حتى كادوا يتركون آلهتم وعبادتهم - على شدة حرصهم على استبقاء ديانتهم وما وراءها من مراكز ومغانم - لولا أنهم قاوموا تأثرهم به وصبروا على آلهتهم! والصبر لا يكون إلا على المقاومة العنيفة للجاذبية العنيفة. وهم يسمون الهداية إضلالا لسوء تقديرهم للحقائق وتقويمهم للقيم. ولكنهم لا يملكون إخفاء الزلزلة التي أصابت قلوبهم من دعوة محمد [ص] وشخصيته والقرآن الذي معه حتى وهم يتظاهرون بالاستخفاف بشخصه ودعوته, إصرارا وعنادا. ومن ثم يعاجلهم بالتهديد المجمل الرهيب:
(وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا). .
فيعلمون إن كان ما جاءهم به هو الهدى أو أنه هو الضلال. ولكن حين لا ينفع العلم, حين يرون العذاب. سواء أكان ذلك في الدنيا كما ذاقوا يوم بدر, أم كان في الآخرة كما يذوقون يوم الحساب.
ويلتفت بالخطاب إلى رسول الله [ص] يعزيه عن عنادهم وجموحهم واستهزائهم, فهو لم يقصر في الدعوة, ولم يقصر في الحجة, ولم يستحق ما لاقوه به من التطاول, إنما العلة فيهم أنفسهم. فهم يجعلون من هواهم إلها يعبدونه, ولا يرجعون إلى حجة أو برهان. وماذا يملك الرسول لمن يتخذ إلهه هواه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أرأيت من اتخذ إلهه هواه. أفأنت تكون عليه وكيلا ?). . وهو تعبير عجيب يرسم نموذجا عميقا لحالة نفسية بارزة , حين تنفلت النفس من كل المعايير الثابتة والمقاييس المعلومة , والموازين المضبوطة , وتخضع لهواها , وتحكم شهواتها وتتعبد ذاتها , فلا تخضع لميزان , ولا تعترف بحد , ولا تقتنع بمنطق , متى اعترض هواها الطاغي الذي جعلت منه إلها يعبد ويطاع. والله - سبحانه - يخاطب عبده في رفق ومودة وإيناس في أمر هذا النموذج من الناس (أرأيت ?) ويرسم له هذه الصورة الناطقة المعبرة عن ذلك النموذج الذي لا جدوى من المنطق معه , ولا وزن للحجة , ولا قيمة للحقيقة ; ليطيب خاطره من مرارة الإخفاق في هدايته. فهو غير قابل للهدى , وغير صالح لأن يتوكل الرسول بأمره , ولا أن يحفل بشأنه: (أفأنت تكون عليه وكيلا ?). .
ثم يخطو خطوة أخرى في تحقير هؤلاء الذين يتعبدون هواهم , ويحكمون شهواتهم , ويتنكرون للحجة والحقيقة , تعبدا لذواتهم وهواها وشهواتها. يخطو خطوة أخرى فيسويهم بالأنعام التي لا تسمع ولا تعقل. ثم يخطو الخطوة الأخيرة فيدحرجهم من مكانة الأنعام إلى درك أسفل و أحط:
(أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ? إن هم إلا كالأنعام. بل هم أضل سبيلا). وفي التعبير تحرز وإنصاف, إذ يذكر (أكثرهم) ولا يعمم, لأن قلة منهم كانت تجنح إلى الهدى, أو تقف عند الحقيقة تتدبرها. فأما الكثرة التي تتخذ من الهوى إلها مطاعا , والتي تتجاهل الدلائل وهي تطرق الأسماع والعقول , فهي كالأنعام. وما يفرق الإنسان من البهيمة إلا الاستعداد للتدبر والإدراك , والتكيف وفق ما يتدبر ويدرك من الحقائق عن بصيرة وقصد وإرادة واقتناع , ووقوف عند الحجة والاقتناع. بل إن الإنسان حين يتجرد من خصائصه هذه ليكونن أحط من البهيمة , لأن البهيمة تهتدي بما أودعها الله من استعداد , فتؤدي وظائفها أداء كاملا صحيحا. بينما يهمل الإنسان ما أودعه الله من خصائص , ولا ينتفع بها كما تنتفع البهيمة:
أَمْتَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّاكَالْأَنْعَامِبَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)
(إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا). . وهكذا يعقب على استهزائهم برسول الله [ص] ذلك التعقيب الذي يخرج المستهزئين من إطار الآدمية في عنف واحتقار ومهانة. وهكذا ينتهي الشوط الثاني في السورة. [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
الهوامش:
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - سيد قطب – في ظلال القرآن
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - نفس المصدر السابق
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - نفس المصدر
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - سيد قطب (رحمه الله) – في ظلال القرآن.(/)
رأي الشيخ / عبد الله المطلق في منتدى السيدة خديجة رض الله عنها "التغريبي"!!
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 12:18]ـ
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=64c3cfc 29ed7b74883be
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 12:57]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك وفي الشيخ عبد الله المطلق
الله يكفينا شر الاشرار .. اللهم احفظ نسائنا
ونساء المسلمين
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 04:39]ـ
عضو هيئة كبار العلماء منتقدا منتدى خديجة بنت خويلد: لا يمثل المرأة السعودية
الرياض: تركي الصهيل
انتقد عضو في هيئة كبار العلماء السعودية، أمس الجمعة، منتدى خديجة بنت خويلد، الذي احتضنته مدينة جدة الساحلية، وشهد مشاركة نسائية ضخمة، بحضور عدد من وزراء الحكومة، ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة، الذي كان له رأي مخالف لرأي المؤسسة الدينية الرسمية في ما يتعلق بمفهوم الاختلاط. وكان المنتدى، الذي اختتم أعماله في جدة الأسبوع الماضي، قد دعا إلى إشراك المرأة في عضوية هيئة كبار العلماء، وباستحداث وزارة خاصة بالمرأة، واستطاع أن يحصل على رأي شرعي لا يرى مانعا لقيادة المرأة للسيارة.
واعتبر الشيخ عبد الله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، من تحدث في شؤون المرأة بمنتدى خديجة بنت خويلد «لا يمثلون المرأة السعودية».
ووصف الشيخ المطلق، في برنامج تلفزيوني، بث على قناة المجد الفضائية ذات التوجه الإسلامي، الدعوة إلى الاختلاط وتفسيره في غير محله بـ «الافتراءات».
ولم يتطرق عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، إلى هذا الموضوع، من تلقاء نفسه. لكنه تحدث فيه تحت ضغط اتصالين كانا يريدان سماع رأي الشيخ في منتدى خديجة بنت خويلد في مدينة جدة.
وقال الشيخ عبد الله المطلق: «الموضوع الذي حدث في جدة والذي تحدث عنه هؤلاء في شؤون المرأة هم - حقيقة - لا يمثلون المرأة السعودية، فهي بمعزل عن هذه الافتراءات التي يأتي إليها هؤلاء ويدعون فيها إلى الاختلاط ويفسرون الاختلاط الممنوع بأنه التلاحم الجسدي. هذه كلها أشياء المرأة السعودية والشعب السعودي لا يرضى بأن يمثله هؤلاء».
وأكد عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أن ما جرى في منتدى خديجة بنت خويلد سيأخذ حقه من النقاش ضمن القنوات الرسمية،.
وقال: «نحن نعرف كيف يمكن معالجة هذه الأمور. لكن إخواننا من حرصهم يريدون كل شيء ينشر. هذا ليس من اختصاصهم».
وقال في إطار كلامه للمحتسبين: «نحن نشكر لكم غيرتكم وتضايقكم من هذا العمل الذي ترون أنه لا يمثلكم ولا يمثل أخواتكم ولا بناتكم، ونعدكم بأن هذه الأمور تدرس وعند أيد أمينة».
وأضاف: «الحمد لله .. حكومة المملكة العربية السعودية حكومة إسلامية، حكومة تعتز بشريعة الله تعالى وبتطبيق الكتاب والسنة»، وأكد أن مثل هذه الأمور (يقصد منتدى خديجة بنت خويلد وما رافقه) مسؤولية العلماء وليست مسؤولية الصحافيين أو الكتاب.
وتعهد عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، بدراسة موضوع منتدى خديجة بنت خويلد، وما رافقه من توصيات.
وقال: «المسألة ستأخذ حقها من الدراسة وستدرس، وأحسنوا الظن، وثقوا بالله، واعلموا أن الأمور بأيد أمينة، ونسأل الله ألا يفرق شملنا ولا يشتت أمرنا، وأن يقينا شر من يريد بهذه الأمة السوء والفحشاء».
يشار إلى أن منتدى خديجة بنت خويلد، شهد مشاركة حكومية واسعة، تمثلت بحضور وزيري الإعلام والعمل، ورئيس هيئة الأمر بالمعروف في منطقة مكة المكرمة، ونائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يثار الجدل حولها عبر المنتديات التي تقام في مدينة جدة الساحلية تحديدا، حيث سبق أن انتقد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام البلاد، منتدى جدة الاقتصادي، الذي وصفه بـ «الإفسادي».
المصدر: الشرق الأوسط.(/)
ما ذا وراء اطراء الددو للتيجانيين
ـ[محمد مراد]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 08:38]ـ
السلام عليكم
ايها الاخوة لقد انتشر قبل فترة خبر تعزية محمد الحسن الددو للطائفة التيجانية في سينغال بمناسبة وفاة شيخهم الحاج احمدو بن الشيخ ابراهيم انيص ونشر التيجانيون الخبر في مواقعهم فرحين شامتين باهل السنة
وكانت تعزيته لهم في منطقتين من مناطقهم
رابط التعزية الاولى
http://www.4shared.com/audio/fCgTmeK8/___.html (http://www.4shared.com/audio/fCgTmeK8/___.html)
ويقدم له الحاج المشري وهو احد قادتهم ويعتبر في تقديمه ان توبة اللدو ورجوعه لهم تمثل توبة الثلاثة الذين خلفوا
ثم يبدا الددو كلمته في الدقيقة 6
ويكثر من الترحم على شيوخهم ويعتبرهم وصلوا الى مقام الخلافة العظيم ويترضى عنهم
****
رابط التعزية الثانية
http://www.4shared.com/audio/d6UsayT5/___.html (http://www.4shared.com/audio/d6UsayT5/___.html)
ويعتبر شيخهم ابراهيم انيص وصل نوره الى الصين شرقا والولايات المتحدة غربا ونهم شرف الله بهم اهل غرب افريقيا
ثم يصلي صلاة الفاتح قبل الدعاء لهم
ويقدم له احدهم ثم يبدا كلامه في الدقيقة 11
ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 09:02]ـ
مواقفه المماثلة كثيرة في موريتانيا وغيرها والله المستعان!
ـ[أشجعي]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 05:26]ـ
الله المستعان
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 06:31]ـ
أنا لا أستغرب ذلك منه
لكني أستغرب إستغراب بعض الاخوة ذلك.!
أرجو أن لاأكون أغربت في استخدام لفظ الاستغراب (ابتسامة لكل سني لايعظم الا الدليل)
ـ[الكوسج]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 09:54]ـ
إن مما يندى له الجبين أن نرى من أمثال الددو ابن بيه وغيرهما يتم اشهارهم على أنهم من علماء السنة فيغتر بهم من يغتر إلى أن يقع الفأس في الرأس وينقسم عليهم الناس فرقا.
ويدخل الهوى وتصفى الحسابات الخ.
قد يكون الشيخ عالما بل ومن كبار العلماء لكنه ليس بشرط أن يكون من أهل السنة،فالأشاعرة مثلا أكثر الناس تصنيفا في الفقه وشروح الحديث والأصول وغيرها من العلوم.
وقد يكون الشيخ سلفيا ولكن مشاركته في الفنون ليست بتلك.
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 10:22]ـ
حفظ الله ذلك العلامة الإمام .. الشيخ محمد ونفعنا الله بعلمه(/)
الإمام البربهاري:مَثَل أصحاب البدع مَثَل العقارب .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 05:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال البربهاري: مَثَل أصحاب البدع مَثَل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويُخرجون أذنابهم فإذا تمكّنوا لدَغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون.
طبقات الحنابلة - (2/ 41)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 09:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال البربهاري: مَثَل أصحاب البدع مَثَل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويُخرجون أذنابهم فإذا تمكّنوا لدَغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون.
طبقات الحنابلة - (2/ 41)
رحم الله البربهاريّ الإمام .. ما أبصره بأهل البدع
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 12:40]ـ
لقد رأيناهم رأي العين و كذلك عرفناهم في المنتديات ووصل بهم الامر الى الكذب الصراح البواح مع قلة حياء
أعظم سلاح قبوري على الاطلاق: التقية الصوفية والتقية الرافضية ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html)
وهذا أيضا: التقية الاشعرية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)(/)
هناك ألف قضية وقضية للمرأة غير الاختلاط وقيادتها للسيارة
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 06:48]ـ
هناك ألف قضية وقضية
قبل قضيتي الاختلاط وقيادة المرأة للسيارة تهم بلادنا
(هذا المقال أرسل لأكثر من صحيفة لمدة عام كامل ولم ينشر)
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد:
إن مما انتهجته هذه البلاد -ولله الحمد- اعتبار الدين الإسلامي هو الدين الأساسي للدولة، وهو المقصد الأول في سياسة التشريع والحكم، ومعنى ذلك أن كافة القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها خاضعة للكتاب والسنة، وفهم سلف الأمّة، وبهذا الأمر يقال لكل من تأثر بالفكر الليبرالي الغربي!: من فضلك؛ ليس المقام لك، ولسنا نريد نداءات "بترارك" ولا خيالات "شكسبير" ولا آهات "دانتي"، ولن نضيع شريعة الكتاب والسنة، وسبيل سلف الأمة بشعارات أمثال هؤلاء الذين أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء، وأتوا علوماً وما أوتوا فهوما، وأوتوا (سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (الأحقاف:26).
نحن نريد: شريعة الله تعالى التي بها صلاح الله الأرض، والله تعالى يقول (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) (الأعراف:56).
ونريد شريعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم التي هي رحمة للعالمين، كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) كلّ العالمين من بشر وشجر ودواب وحجر.
نحن نريد: شريعة أبي بكر العادلة، وشريعة عمر الفاروق الصارمة، وشريعة عثمان بن عفان النزيهة، وشريعة علي بن أبي طالب الثاقبة، وهؤلاء الذين أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنته وسنتهم فقال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ).
نريد شريعة أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم في سياسة الدول، وقانون الاقتصاد، ورعاية الأسرة والمجتمع، الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني).
فيا معاشر الليبراليين؛ قفوا جانباً فليس الحديث اليوم معكم، فلسنا منكم ولستم منا!
وإنما الحديث مع من ظهر بلباس الشريعة، وتكلم بلسان العلماء، وزخرف القول بنصوص الكتاب والسنة، فأقول لهم:
لماذا قضية الاختلاط وقيادة المرأة للسيارة وتوليها للمناصب العامة؟ أهي أمّ القضايا؟
إن عندنا في الميدان ألف قضية وقضية تعاني منها الأمة هي بحاجة إلى:
[1] الطرح.
[2] والتشخيص.
[3] والعلاج.
أكثر من قضية (اختلاط المرأة) أو (قيادتها للسيارة) أو (توليها للمناصب).
مع أن الشارع حسم أمر المرأة وما لها وما عليها من حقوق، ولهذا -ولما مع الناس من ثوابت الدين الإسلامي- المرأة (السعودية) خاصة و (المسلمة) عامة تنعم بما لا ينعم به سائر نساء العالمين: حفظاً ورعاية ووقاية وخدمة، فهي (مخدومة محروسة) كأي معظّمٍ عند سائر البشر، عملاً بوصايا النبي صلى الله عليه وسلم لنا فيهن سواء كانت أمّاً أو زوجة أو أختاً أو بنتاً أو خادمة! فقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرا) متفق عليه، وقال: (كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يقوت) رواه مسلم، وقال: (من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة) وعدّ عقوق الأمّ من كبائر الذنوب، وقال: (خيركم خيركم لأهله) رواه ابن ماجه، والأحاديث في الباب كثيرة.
ولهذا كان التزام الشعب السعودي برعاية المرأة وحمايتها وخدمتها أكثر من سائر الشعوب، وما خرج عن هذا الأصل إنما هي قصص شاذة لا يقاس عليها غيرها، وهي لا تتجاوز عن كونها (مشكلة) لم تنصف بعد إلى حد (الظاهرة) التي تتطلب هذا الاستنفار الغريب تحت اسم (حماية المرأة ورعاية حقوقها).
إن الظاهرة التي تتطلب ثورة الغيورين هي مثل:
- ارتكاب الكثير من المحرمات التي استفاضت النصوص الشرعية بتحريمها.
- ومثل انتشار القول على الله بغير علم.
- ومثل تعاطي المخدرات، وشرب الدخان الذي أتلف أكباداً وأولاداً.
- ومثل انتشار الرشوة في القطاع العام والخاص!
- ومثل السير الجارف من القنوات الفضائحية التي تهدم أخلاق المسلمين.
- ومثل مخاطر وسائل الاتصال، وما يحصل بها من شذوذ أخلاقي.
- ومثل تقصير الكثير في القيام بواجب الأمانة في القيام بالأعمال الوظيفية، والفساد الإداري.
- ومثل قضايا التحرش بالمرأة في السوق والعمل!
- ومثل المطلقات وكفالة حقوقهن المعيشية.
وغيرها من الحقوق الاجتماعية والوظيفية والصحية التي تفتك بأطراف المجتمع اليوم، مما هي أولى بالانتصار والرعاية من غيرها.
فإن كان لهؤلاء غيرة على هذه البلاد، وصدق اهتمام بالقضايا المهمة للأمة فليناقشوا هذه القضايا، أو على أقلِّ تقديرٍ يضمونها إلى قضايا المرأة المزعومة!
إن من العجيب أن تغيب شموس أولئك عن الوجود.
تغيب عن أهم القضايا، وعن علاج أكبر الرزايا، وعن تشخيص أبشع البلايا، ثم تشرق فجأة على ملف (الاختلاط) و (قيادة المرأة للسيارة) وكأن حال المجتمع السعودي المئوي! خلال مائة سنة ماضية كان في الحضيض الداني!
بينما هو في واقع الحال خلال تلك المدة يشق عباب العالم نحو القمة ولم تحتج إلى هذه الأمور من (الاختلاط) و (القيادة).
فقليل من العقل، ويسير من الحرص على المجتمع، ثم سترون أن مجتمعنا في غنى عن هذه الأطروحات، وعن المشاغبة بتلك الأغلوطات، ثم نبدأ بداية جادة في نقاش تلك المعضلات من المشكلات لرقي المجتمع وصيانته.
وأدهى من هذا الفريق فريق آخر! جعلوا مهمتهم نبش مقابر المسائل! والبحث عن مستوحش الدلائل! وبدءوا في إعادة النظر في مسائل طوى العلماء بساطها، أوثقوا حدودها ونياطها، فلبسوا على المسلمين أمر دينهم، وأحدثوا البلبلة والاختلاف بين الناس في مشاربهم ومذاهبهم، وقد كانوا يداً على واحدة، على شريعة واحدة، تحت ولاية واحدة، وهؤلاء لهم يفسدون أكثر مما يصلحون، ولي معهم مقام في مقال لاحق بإذن الله، والله أعلم.
وكتب
بدر بن علي بن طامي العتيبي
Badra99@hotmail.com(/)
الله ستار أم ستير؟ ما هو الاسم الصحيح
ـ[حليمة حمدان]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 11:15]ـ
السلام عليكم
فاجئتني صديقتي اليوم عندما قالت لي بأن الستار ليس من أسماء الله تعالى و انما الستير هو الاسم الصحيح و أتت لي بقول النبي صلى الله عليه و سلم: (ان الله حيي ستير ....... ) بتشديد التاء , فهل ما قالته لي صحيحا و هل الحديث الذي ذكرته ثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم, ولكم جزيل الشكر على جهودكم العظيمة في خدمة الاسلام وأهله.
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 12:15]ـ
http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?book=&RootID=200896
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 01:20]ـ
هنا فتوى سماحة الشيخ ابن باز عليه رحمة الله:
http://www.binbaz.org.sa/mat/10306
وهنا موضوع ذو صلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3560
ـ[سعد سليمة]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 05:03]ـ
عليك بتحقيقات شيخنا الألباني من موقع الدّرر السَّنِيَّة
إن الله ستير يحب الستر
الراوي: يعلى بن أمية المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: إرواء الغليل ( http://majles.alukah.net/book/6092&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2335
خلاصة حكم المحدث: صحيح
http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1/+m1420+yj (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1/+m1420+yj)
http://www.islamqa.com/ar/ref/106256 (http://www.islamqa.com/ar/ref/106256)
هل الستير والستار من أسماء الله؟
سؤال: ما الفرق بين الستير والستار، وأيهما اسم من أسماء الله عز وجل؟
http://www.islamqa.com/ar/ref/106256
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
أسماء الله تعالى توقيفية، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، فلا يسمى سبحانه إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها: وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يُزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص؛ لقوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء/36، وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف/33، ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص" انتهى.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (3/ 275).
ثانياً:
لفظ "الستار" لم يثبت - فيما نعلم - في نصوص الكتاب والسنة أنه اسم من أسماء الله تعالى.
وقد سُئل الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله: هل السَّتَّار من أسماء الله الحسنى؟
فأجاب: " الستار لا أعلم أنه من أسماء الله، ولكن من أسماء الله: "الستير"، كما جاء في الحديث: (إن الله حيي ستير)، أما الستار فلا أعلم أنه من أسماء الله، وإنما هو من باب الخبر، أُخْبِرَ عن الله أنه ستار، وباب الخبر أوسع من باب الأسماء " انتهى.
"نقلاً: عن شريط شرح الإبانة الصغرى لابن بطة".
أما لفظ الستير، فقد روى أبو داود (4012) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ) وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وقال ابن القيم رحمه الله في "نونيته":
وهو الحيي فليس يفضح عبده ***** عند التجاهر منه بالعصيان
لكنه يلقي عليه ستره ***** فهو الستير وصاحب الغفران
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح": هل المحيي والستير يعتبران من أسماء الله؟
فأجاب: " المحيي ليس من أسماء الله، بل هو صفة فعل من أفعال الله، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) غافر/68، فالمحيي اسم فاعل من أحيا، فهو من صفات الأفعال وليس من الأسماء.
وأما الستير فقد ورد فيه حديث، ولكن يحتاج إلى نظر في صحته، فإذا صح فهو من أسماء الله؛ لأن مذهب أهل السنة والجماعة أن كل ما صح في أسماء الله عن رسول الله فإنه يثبت، أي: ثابت التسمية به " انتهى.
وأما الفرق بين "الستير" و "الستار" فكلاهما يدل على المبالغة في الستر، فالله تعالى يستر على عباده كثيراً.
واسم الفاعل إذا أريد المبالغة في الوصف به جاء على عدة أوزان منها: فَعَّال، وهذا كثير مشهور، ومنه: "ستَّار".
ومنها: فِعِّيل، ومن هذه الصيغة: اسم " سِتِّير"، وقد ورد استعمال هذه الصيغة في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) يوسف/46، وقال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ) المائدة/82.
والله أعلم(/)
اثنا عشر إجماعاً على علو الله على خلقه
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 01:51]ـ
اثنا عشر إجماعاً على علو الله تعالى على خلقه
كنت قد وقفت على مقال بعنوان: أحد عشر إجماعا في إثبات علو الله على خلقه -جزى الله كاتبه خيرا-على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/2.htm.
وقد نظرت فيه فوجدت بعض ما أورده غير صريح بنقل الإجماع فحذفته وزدت نقولاً أخرى فكانت اثني عشر، وهذه بين يديك مرتبة على سني وفيات قائليها:.
1. الامام اسحاق بن راهويه (238)
قال رحمه الله: قال الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة.
ذكر اسناده الحافظ الذهبي في العلو (برقم 487) وصححه المحدث الألباني في مختصره.
قال الذهبي: اسمع ويحك إلى هذا الإمام كيف نقل الإجماع على هذه المسألة.
2.الامام قتيبة بن سعيد (150 - 240) هـ
قال رحمه الله: "هذا قول الائمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه، كما قال جل جلاله: (الرحمن على العرش استوى) ".
ذكر اسناده الحافظ الذهبي في العلو (برقم 470) وصححه المحدث الألباني في مختصره.
قال الذهبي: فهذا قتيبة في امامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة، وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد والكبار، وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه.
3و4. الإمام أبو زرعة ت264 هـ والإمام أبو حاتم الرازيان ت 277 هـ
قال ابن أبى حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك؟
فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان مذهبهم:
الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.…وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (
رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 321).
5. الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280)
قال رحمه الله في النقض على بشر المريسي (ص154):
وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سمواته.
وقال رحمه الله في الرد على الجهمية (ص64):
والأحاديث عن رسول الله وعن أصحابه والتابعين ومن بعدهم في هذا أكثر من أن يحصيها كتابنا هذا غير أنا قد اختصرنا من ذلك ما يستدل به أولوا الألباب أن الأمة كلها والأمم السالفة قبلها لم يكونوا يشكون في معرفة الله تعالى أنه فوق السماء بائن من خلقه غير هذه العصابة الزائغة عن الحق المخالفة للكتاب وأثارات العلم كلها حتى لقد عرف ذلك كثير من كفار الأمم وفراعنتهم.
6. الامام: زكريا الساجي ت 307 هـ
قال رحمه الله: "القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ".
رواه ابن بطه كما في العلو للذهبي (برقم 524).
قال الذهبي: وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها وعنه اخذ أبو الحسن الاشعري علم الحديث ومقالات أهل السنة.
7. الامام ابن أبي زيد القيرواني (386)
قال رحمه الله في الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (ص 107 - 108):
فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة؛ أن الله تبارك اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته ..... وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه.
8. الامام ابن بطة العكبري (304 - 387) هـ
قال رحمه الله في كتابه الإبانة عن شريعة الفرقة والناجية:
"باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه
أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه
ولا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا: إن الله ذاته لا يخلو منه مكان". انتهى
9. الإمام أبو عمر الطلمنكي الأندلسي (339 - 429) هـ
قال رحمه الله في كتابه: الوصول إلى معرفة الأصول كما في العلو للذهبي (566):
(يُتْبَعُ)
(/)
" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله: وهو معكم أينما كنتم. ونحو ذلك من القرآن: أنه علمه، وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء، وقال: قال أهل السنة في قوله:الرحمن على العرش استوى: إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.".
10. شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني (372 - 449)
قال رحمه الله في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص36 - 37): ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق كتابه وعلماء الأمة واعيان الأئمة من السلف، لم يختلفوا أن الله على عرشه وعرشه فوق سمواته ".
11. الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (336 - 430)
قال رحمه الله في كتاب الاعتقاد له كما في العلو للذهبي (برقم 561)
" طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومما اعتقدوه:
أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة، لا يزول ولا يحول …. وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا: كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة… وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه". انتهى.
قال الذهبي: " فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد، وكان حافظ العجم في زمانه بلا نزاع … ذكره ابن عساكر الحافظ في أصحاب أبى الحسن الاشعري".
12. الإمام أبو نصر السجزي (ت 444 هـ)
قال رحمه الله في كتابه الإبانة كما في العلو للذهبي (برقم 569):
" فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وان علمه بكل مكان وانه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه براء ".
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[06 - Dec-2010, صباحاً 01:05]ـ
روى أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "
وإذا كان المسلمون ليسوا من اهل الاديان فلا أعرف من هم. فهذا ليس اجماعا للمسلمين فقط بل كل الاديان السماوية.
وجزاك الله خيرا
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - Dec-2010, صباحاً 11:08]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
كان هذا النص أول نقل عندي في المقال ثم حذفته خشية أن يعترض المخالف على أول إجماع منقول بأنه معلق منقطع فتضعف حجة السني عليه.
أثابك الله على المشاركة.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 12:20]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 03:44]ـ
وإياك أخي الكريم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 11:17]ـ
للفائدة
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 12:37]ـ
أقوى اجماع هو اجماع الخلق جميعا, الذي مستنده الفطرة السويّة, وهو اجماع ضروري لا يمكن دفعه البتة, إذ ما من مخلوق مسلم أو كافر, عالم أو جاهل, متعلم أو أميّ إلا و هو يرفع يديه وعينيه إلى جهة العلو إذا توجه إلى ربه داعيا.
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 05:41]ـ
سؤال
هل يجوز جمع الإجماع؟
لو حدث لكان تفرقا، و هذا ما لا أثر له هنا!!!
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 11:13]ـ
أقوى اجماع هو اجماع الخلق جميعا, الذي مستنده الفطرة السويّة, وهو اجماع ضروري لا يمكن دفعه البتة, إذ ما من مخلوق مسلم أو كافر, عالم أو جاهل, متعلم أو أميّ إلا و هو يرفع يديه وعينيه إلى جهة العلو إذا توجه إلى ربه داعيا.
صدقت أخي الكريم ولكنك إن كنت في مقام المناظرة والرد فلا تذكر إبتداء إلا ما ينقطع به المخالف ولا يستطيع أن يدعي فيه أنه مجرد دعوى.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 11:17]ـ
سؤال
هل يجوز جمع الإجماع؟
لو حدث لكان تفرقا، و هذا ما لا أثر له هنا!!!
أخي المستعيذ بالله.
قرأت بعض مشاركاتك أوشكت أن أكتب موضوعاً: هل كان الأخ المستعيذ بالله متكلماً (ابتسامة)
إلاجماع هو الاجماع نقله اثنا عشر إماماً فجعلت إلاجماع بعددهم ليكون أدعى للانتباه.
لعلك فهمت قصدي جزيت خيراً.
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 06:39]ـ
إذن نقول
إثنا عشر إماما نقلوا الإجماع
و تذكر قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (و هل يكبكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)
و جمع الإنتباه بتعبير خاطئ لا يسوغ
هدانا و إياك سراطا مستقيما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 07:02]ـ
إذن نقول
إثنا عشر إماما نقلوا الإجماع
و تذكر قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (و هل يكبكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)
و جمع الإنتباه بتعبير خاطئ لا يسوغ
هدانا و إياك سراطا مستقيما
اللهم آمين.
نعوذ بالله من حصائد الألسن.
اللهم علمنا .......
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 08:40]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك(/)
"ساعة حوار" الليلة مباشرة بين السنيدي والشويقي .. الحرية والديمقراطية بين العبودية وا
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 03:48]ـ
"ساعة حوار" الليلة مباشرة بين السنيدي والشويقي .. الحرية والديمقراطية بين العبودية والدكتاتورية
لجينيات ـ يستضيف برنامج " ساعة حوار" الذي يقدمه الدكتور فهد السنيدي مساء اليوم الأحد الشيخ بندر الشويقي صاحب الحوارات الأشهر حول موضوع الديمقراطية.
وموضوع حلقة اليوم "الحرية والديمقراطية بين العبودية والدكتاتورية" وسيناقش البرنامج لماذا يرفض الإسلاميون الديمقراطية، وهل الشكل الانتخابي السياسي يشكل قلقا للإسلاميين أم هو مكسب، ولماذا تظل الحرية مدار الجدل مع كفالتها شرعاً، وماذا ينقم المعارضون للتوجه الإسلامي حول قضايا الشورى والحرية المنضبطة ورفع الإسلام شعاراً.
يبث البرنامج على الهواء مباشرة عبر قناة المجد الفضائية عند الساعة التاسعة من مساء اليوم بتوقيت مكة المكرمة.
ـ[أحمد الشهري]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 12:28]ـ
شاهدت تلك الحلقة ونسأل الله أن يبارك في الدكتور فهد والشيخ بندر
ولكن للأسف موضوع الحلقة يحتاج إلى أكثر من ساعة.(/)
ما يمسكهن إلا الله ... الواحد القهار (بخلاف ما ادعاه بعض الجهلة من المتصوفة!)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 04:55]ـ
ما يمسكهن إلا الله ... الواحد القهار
(بخلاف ما ادعاه بعض الجهلة من المتصوفة!)
إعداد الدكتور أمل العلمي
في سورة النحل: الآيات 77 - 79
ٹ ٹ چ ھ ے ے ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? چالنحل: 77 - 79
(ولله غيب السماوات والأرض. وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب. إن الله على كل شيء قدير). . وقضية البعث إحدى قضايا العقيدة التي لقيت جدلا شديدا في كل عصر, ومع كل رسول. وهي غيب من غيب الله الذي يختص بعلمه. (ولله غيب السماوات والأرض) وإن البشر ليقفون أمام أستار الغيب عاجزين قاصرين , مهما يبلغ علمهم الأرضي , ومهما تتفتح لهم كنوز الأرض وقواها المذخورة. وإن أعلم العلماء من بني البشر ليقف مكانه لا يدري ماذا سيكون اللحظة التالية في ذات نفسه. أيرتد نفسه الذي خرج أم يذهب فلا يعود! وتذهب الآمال بالإنسان كل مذهب , وقدره كامن خلف ستار الغيب لا يدري متى يفجؤه , وقد يفجؤه اللحظة. وإنه لمن رحمة الله بالناس أن يجهلوا ما وراء اللحظة الحاضرة ليؤملوا ويعملوا وينتجوا وينشئوا , ويخلفوا وراءهم ما بدؤوه يتمه الخلف حتى يأتيهم ما خبئ لهم خلف الستار الرهيب. والساعة من هذا الغيب المستور. ولو علم الناس موعدها لتوقفت عجلة الحياة , أو اختلت , ولما سارت الحياة وفق الخط الذي رسمته لها القدرة , والناس يعدون السنين والأيام والشهور والساعات واللحظات لليوم الموعود! (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب). . فهي قريب. ولكن في حساب غير حساب البشر المعلوم. وتدبير أمرها لا يحتاج إلى وقت. طرفة عين. فإذا هي حاضرة مهيأة بكل أسبابها (إن الله على كل شيء قدير) وبعث هذه الحشود التي يخطئها الحصر والعد من الخلق , وانتفاضها , وجمعها , وحسابها , وجزاؤها. . كله هين على تلك القدرة التي تقول للشيء: كن. فيكون. إنما يستهول الأمر ويستصعبه من يحسبون بحساب البشر , وينظرون بعين البشر , ويقيسون بمقاييس البشر. . ومن هنا يخطئون التصور والتقدير! ويقرب القرآن الأمر بعرض مثل صغير من حياة البشر, تعجز عنه قواهم ويعجز عنه تصورهم, وهو يقع في كل لحظة من ليل أو نهار:
(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا, وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون). . وهو غيب قريب , ولكنه موغل بعيد. وأطوار الجنين قد يراها الناس, ولكنهم لا يعلمون كيف تتم, لأن سرها هو سر الحياة المكنون. والعلم الذي يدعيه الإنسان ويتطاول به ويريد أن يختبر به أمر الساعة وأمر الغيب , علم حادث مكسوب: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) ومولد كل عالم وكل باحث , ومخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئا قريب قريب! وما كسبه بعد ذلك من علم هبة من الله بالقدر الذي أراده للبشر , وجعل فيه كفاية حياتهم على هذا الكوكب , في المحيط المكشوف لهم من هذا الوجود: (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) والقرآن يعبر بالقلب ويعبر بالفؤاد عن مجموع مدارك الإنسان الواعية ; وهي تشمل ما اصطلح على أنه العقل , وتشمل كذلك قوى الإلهام الكامنة المجهولة الكنه والعمل. جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة (لعلكم تشكرون) حين تدركون قيمة النعمة في هذه وفي سواها من آلاء الله عليكم. وأول الشكر: الإيمان بالله الواحد المعبود. وعجيبة أخرى من آثار القدرة الإلهية يرونها فلا يتدبرونها وهي مشهد عجيب معروض للعيون:
(ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء , ما يمسكهن إلا الله. إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون). . ومشهد الطير مسخرات في جو السماء مشهد مكرور , قد ذهبت الألفة بما فيه من عجب , وما يتلفت القلب البشري عليه إلا حين يستيقظ , ويلحظ الكون بعين الشاعر الموهوب. وإن تحليقة طائر في جو السماء لتستجيش الحس الشاعر إلى القصيدة حين تلمسه. فينتفض للمشهد القديم الجديد. . (ما يمسكهن إلا الله) بنواميسه التي أودعها فطرة الطير وفطرة الكون من حولها , وجعل الطير قادرة على الطيران , وجعل الجو من حولها مناسبا لهذا الطيران ; وأمسك بها الطير وهي في جو السماء: إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون. . فالقلب
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤمن هو القلب الشاعر ببدائع الخلق والتكوين , المدرك لما فيها من روعة باهرة تهز المشاعر وتستجيش الضمائر. وهو يعبر عن إحساسه بروعة الخلق , بالإيمان والعبادة والتسبيح ; والموهوبون من المؤمنين هبة التعبير , قادرون على إبداع ألوان من رائع القول في بدائع الخلق والتكوين , لا يبلغ إليها شاعر لم تمس قلبه شرارة الإيمان المشرق الوضيء. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
في سورة الملك: الآيات 19 - 21
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ?ں ں ? ? ?? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? چالملك: 19 - 21
بعدئذ ينتقل بهم من لمسة التهديد والنذير , إلى لمسة التأمل والتفكير. في مشهد يرونه كثيرا , ولا يتدبرونه إلا قليلا. وهو مظهر من مظاهر القدرة , وأثر من آثار التدبير الإلهي اللطيف.
(أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ? ما يمسكهن إلا الرحمن , إنه بكل شيء بصير). . وهذه الخارقة التي تقع في كل لحظة, تنسينا بوقوعها المتكرر, ما تشي به من القدرة والعظمة. ولكن تأمل هذا الطير , وهو يصف جناحيه ويفردهما , ثم يقبضهما ويضمهما , وهو في الحالين: حالة الصف الغالبة , وحالة القبض العارضة يظل في الهواء , يسبح فيه سباحة في يسر وسهولة ; ويأتي بحركات يخيل إلى الناظر أحيانا أنها حركات استعراضية لجمال التحليق والانقضاض والارتفاع! تأمل هذا المشهد, ومتابعة كل نوع من الطير في حركاته الخاصة بنوعه, لا يمله النظر, ولا يمله القلب. وهو متعة فوق ما هو مثار تفكير وتدبر في صنع الله البديع, الذي يتعانق فيه الكمال والجمال! والقرآن يشير بالنظر إلى هذا المشهد المثير: (أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ?). . ثم يوحي بما وراءه من التدبير والتقدير: (ما يمسكهن إلا الرحمن). . والرحمن يمسكهن بنواميس الوجود المتناسقة ذلك التناسق العجيب , الملحوظ فيه كل صغيرة وكبيرة , المحسوب فيه حساب الخلية والذرة. . النواميس التي تكفل توافر آلاف الموافقات في الأرض والجو وخلقة الطير, لتتم هذه الخارقة وتتكرر, وتظل تتكرر بانتظام. والرحمن يمسكهن بقدرته القادرة التي لا تكل , وعنايته الحاضرة التي لا تغيب. وهي التي تحفظ هذه النواميس أبدا في عمل وفي تناسق وفي انتظام. فلا تفتر ولا تختل ولا تضطرب غمضة عين إلى ما شاء الله: (ما يمسكهن إلا الرحمن). . بهذا التعبير المباشر الذي يشي بيد الرحمن تمسك بكل طائر وبكل جناح, والطائر صاف جناحيه أو حين يقبض , وهو معلق في الفضاء! (إنه بكل شيء بصير). . يبصره ويراه. ويبصر أمره ويخبره. ومن ثم يهيئ وينسق , ويعطي القدرة , ويرعى كل شيء في كل لحظة رعاية الخبير البصير. وإمساك الطير في الجو كإمساك الدواب على الأرض الطائرة بما عليها في الفضاء. كإمساك سائر الأجرام التي لا يمسكها في مكانها إلا الله. ولكن القرآن يأخذ بأبصار القوم وقلوبهم إلى كل مشهد يملكون رؤيته وإدراكه ; ويلمس قلوبهم بإيحاءاته وإيقاعاته. وإلا فصنعة الله كلها إعجاز وكلها إبداع , وكلها إيحاء وكلها إيقاع. وكل قلب وكل جيل يدرك منها ما يطيقه, ويلحظ منها ما يراه. حسب توفيق الله. ثم يلمس قلوبهم لمسة أخرى تعود بهم إلى مشهد البأس والفزع من الخسف والحاصب , بعد أن جال بهم هذه الجولة مع الطير السابح الآمن. فيردد قلوبهم بين شتى اللمسات عودا وبدءا كما يعلم الله من أثر هذا الترداد في قلوب العباد:
(أم من هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ? إن الكافرون إلا في غرور). . وقد خوفهم الخسف وخوفهم الحاصب , وذكرهم مصائر الغابرين الذين أنكر الله عليهم فأصابهم التدمير. فهو يعود ليسألهم: من هو هذا الذي ينصرهم ويحميهم من الله , غير الله ? من هو هذا الذي يدفع عنهم بأس الرحمن إلا الرحمن ? (إن الكافرون إلا في غرور). . غرور يهيئ لهم أنهم في أمن وفي حماية وفي اطمئنان , وهم يتعرضون لغضب الرحمن وبأس الرحمن , بلا شفاعة لهم من إيمان ولا عمل يستنزل رحمة الرحمن. ولمسة أخرى في الرزق الذي يستمتعون به , وينسون مصدره , ثم لا يخشون ذهابه , ثم يلجون في التبجح والإعراض:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أم من هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ? بل لجوا في عتو ونفور). . ورزق البشر كله - كما سلف - معقود بإرادة الله في أول أسبابه, في تصميم هذا الكون وفي عناصر الأرض والجو وهي أسباب لا قدرة للبشر عليها إطلاقا, ولا تتعلق بعملهم بتاتا. فهي أسبق منهم في الوجود , وهي أكبر منهم في الطاقة , وهي أقدر منهم على محو كل أثر للحياة حين يشاء الله. فمن يرزق البشر إن أمسك الماء , أو أمسك الهواء , أو أمسك العناصر الأولى التي منها ينشأ وجود الأشياء ? إن مدلول الرزق أوسع مدى وأقدم عهدا وأعمق جذورا مما يتبادر إلى الذهن عندما يسمع هذه الكلمة. ومرد كل صغيرة وكبيرة فيه إلى قدرة الله وقدره , وإرساله للأسباب وإمساكها حين يشاء. وفي هذا المدلول الكبير الواسع العميق تنطوي سائر المدلولات القريبة لكلمة الرزق, مما يتوهم الإنسان أنها من كسبه وفي طوقه, كالعمل, والإبداع, والإنتاج. . وكلها مرتبطة بقيام الأسباب والعناصر الأولى من جهة ومتوقفة على هبة الله للأفراد والأمم من جهة أخرى. فأي نفس يتنفسه العامل , وأي حركة يتحركها , إلا من رزق الله , الذي أنشأه , ومنحه المقدرة والطاقة , وخلق له النفس الذي يتنفسه , والمادة التي تحترق في جسده فتمنحه القدرة على الحركة ? وأي جهد عقلي يبذله مخترع إلا وهو من رزق الله الذي منحه القدرة على التفكير والإبداع ? وأي إنتاج ينتجه عامل أو مبدع إلا في مادة هي من صنع الله ابتداء, وإلا بأسباب كونية وإنسانية هي من رزق الله أصلا ?. . (أم من هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ?!). . (بل لجوا في عتو ونفور). والتعبير يرسم خدا مصعرا, وهيئة متبجحة, بعد تقريره لحقيقة الرزق, وأنهم عيال على الله فيه , وأقبح العتو والنفور , والتبجح والتصعير , ما يقع من العيال في مواجهة المطعم الكاسي , الرازق العائل وهم خلو من كل شيء إلا ما يتفضل به عليهم. وهم بعد ذلك عاتون معرضون وقحاء! وهو تصوير لحقيقة النفوس التي تعرض عن الدعوة إلى الله في طغيان عات, وفي إعراض نافر, وتنسى أنها من صنع الله, وأنها تعيش على فضله, وأنها لا تملك من أمر وجودها وحياتها ورزقها شيئا على الإطلاق! [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
في سورة فاطر: الآيات 39 - 45
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? پپ پ پ ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ?? ? ? ? ? ? ں ں ?? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? چفاطر: 39 - 45
خضوع الكون والإنسان لله وسنته المطردة ونفيالشركاء:
هذا المقطع الأخير في السورة يشتمل على جولات واسعة المدى كذلك , ولمسات للقلب وإيحاءات شتى: جولة مع البشرية في أجيالها المتعاقبة , يخلف بعضها بعضاً. وجولة في الأرض والسماوات للبحث عن أي أثر للشركاء الذين يدعونهم من دون الله. وجولة في السماوات والأرض كذلك لرؤية يد الله القوية القادرة تمسك بالسماوات والأرض أن تزولا. وجولة مع هؤلاء المكذبين بتلك الدلائل والآيات كلها وهم قد عاهدوا الله من قبل لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم , ثم نقضوا هذا العهد وخالفوه فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفوراً. وجولة في مصارع المكذبين من قبلهم وهم يشهدون آثارهم الداثرة ولا يخشون أن تدور عليهم الدائرة وأن تمضي فيهم سنة الله الجارية. . ثم الختام الموحي الموقظ الرهيب: (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة). وفضل الله العظيم في إمهال الناس وتأجيل هذا الأخذ المدمر المبيد. .
استخلاف الله للناس في الأرض:
(هو الذي جعلكم خلائف في الأرض. فمن كفر فعليه كفره. ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا. ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خساراً).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تتابع الأجيال في الأرض, وذهاب جيل ومجيء جيل, ووراثة هذا لذاك, وانتهاء دولة وقيام دولة, وانطفاء شعلة واتقاد شعلة. وهذا الدثور والظهور المتواليان على مر الدهور. . إن التفكير في هذه الحركة الدائبة خليق أن يجد للقلب عبرة وعظة, وأن يشعر الحاضرين أنهم سيكونون بعد حين غابرين, يتأمل الآتون بعدهم آثارهم ويتذاكرون أخبارهم, كما هم يتأملون آثار من كانوا قبلهم ويتذاكرون أخبارهم. وجدير بأن يوقظ الغافلين إلى اليد التي تدير الأعمار, وتقلب الصولجان, وتديل الدول, وتورث الملك, وتجعل من الجيل خليفة لجيل. وكل شيء يمضي وينتهي ويزول, والله وحده هو الباقي الدائم الذي لا يزول ولا يحول. ومن كان شأنه أن ينتهي ويمضي, فلا يخلد ولا يبقى. من كان شأنه أنه سائح في رحلة ذات أجل ; وأن يعقبه من بعده ليرى ماذا ترك وماذا عمل, وأن يصير في النهاية إلى من يحاسبه على ما قال وما فعل. من كان هذا شأنه جدير بأن يحسن ثراءه القليل, ويترك وراءه الذكر الجميل, ويقدم بين يديه ما ينفعه في مثواه الأخير. هذه بعض الخواطر التي تساور الخاطر , حين يوضع أمامه مشهد الدثور والظهور , والطلوع والأفول , والدول الدائلة , والحياة الزائلة , والوراثة الدائبة جيلاً بعد جيل: (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض). . وفي ظل هذا المشهد المؤثر المتتابع المناظر, يذكرهم بفردية التبعة, فلا يحمل أحد عن أحد شيئاً, ولا يدفع أحد عن أحد شيئاً ; ويشير إلى ما هم فيه من إعراض وكفر وضلال, وعاقبته الخاسرة في نهاية المطاف: (فمن كفر فعليه كفره. ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتاً. ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خساراً). والمقت أشد البغض. ومن يمقته ربه فأي خسران ينتظره ? وهذا المقت في ذاته خسران يفوق كل خسران ?!
نفي الشركاء العجزة عن الله
والجولة الثانية في السماوات والأرض, لتقصِّي أي أثر أو أي خبر لشركائهم الذين يدعونهم من دون الله, والسماوات والأرض لا تحس لهم أثراً, ولا تعرف عنهم خبراً:
(قل: أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله ? أروني ماذا خلقوا من الأرض ? أم لهم شرك في السماوات ? أم آتيناهم كتاباً فهم على بينة منه ? بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضاً إلا غروراً).
والحجة واضحة والدليل بين. فهذه الأرض بكل ما فيها ومن فيها. هذه هي مشهودة منظورة. أي جزء فيها أو أي شيء يمكن أن يدعي مدع أن أحداً - غير الله - خلقه وأنشأه! إن كل شيء يصرخ في وجه هذه الدعوى لو جرؤ عليها مدع. وكل شيء يهتف بأن الذي أبدعه هو الله ; وهو يحمل آثار الصنعة التي لا يدعيها مدع , لأنه لا تشبهها صنعة , مما يعمل العاجزون أبناء الفناء!
(أم لهم شرك في السماوات ?). . ولا هذه من باب أولى! فما يجرؤ أحد على أن يزعم لهذه الآلهة المدعاة مشاركة في خلق السماوات , ولا مشاركة في ملكية السماوات. كائنة ما كانت. حتى الذين كانوا يشركون الجن أو الملائكة. . فقصارى ما كانوا يزعمون أن يستعينوا بالشياطين على إبلاغهم خبر السماء. أو يستشفعوا بالملائكة عند الله. ولم يرتق ادعاؤهم يوماً إلى الزعم بأن لهم شركاً في السماء!
(أم آتيناهم كتاباً فهم على بينة منه ?). . وحتى هذه الدرجة - درجة أن يكون الله قد آتى هؤلاء الشركاء كتابا فهم مستيقنون منه , واثقون بما فيه - لم يبلغها أولئك الشركاء المزعومون. . والنص يحتمل أن يكون هذا السؤال الإنكاري موجهاً إلى المشركين أنفسهم - لا إلى الشركاء - فإن إصرارهم على شركهم قد يوحي بأنهم يستمدون عقيدتهم هذه من كتاب أوتوه من الله فهم على بينة منه وبرهان. وليس هذا صحيحاً ولا يمكن أن يدعوه. وعلى هذا المعنى يكون هناك إيحاء بأن أمر العقيدة إنما يتلقى من كتاب من الله بيّن. وأن هذا هو المصدر الوحيد الوثيق. وليس لهم من هذا شيء يدعونه ; بينما الرسول [ص] قد جاءهم بكتاب من عند الله بيّن. فما لهم يعرضون عنه, وهو السبيل الوحيد لاستمداد العقيدة ?!
(بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضاً إلا غروراً). . والظالمون يعد بعضهم بعضاً أن طريقتهم هي المثلى ; وأنهم هم المنتصرون في النهاية. وإن هم إلا مخدوعون مغرورون , يغر بعضهم بعضاً , ويعيشون في هذا الغرور الذي لا يجدي شيئاً. .
تدبير الله للسموات والأرض وقيامه عليهما
(يُتْبَعُ)
(/)
والجولة الثالثة - بعد نفي أن يكون للشركاء ذكر ولا خبر في السماوات ولا في الأرض - تكشف عن يد الله القوية الجبارة تمسك بالسماوات والأرض وتحفظهما وتدبر أمرهما بلا شريك:
(إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده. إنه كان حليماً غفوراً). .
ونظرة إلى السماوات والأرض ; وإلى هذه الأجرام التي لا تحصى منتثرة في ذلك الفضاء الذي لا تعلم له حدود. وكلها قائمة في مواضعها , تدور في أفلاكها محافظة على مداراتها , لا تختل , ولا تخرج عنها , ولا تبطىء أو تسرع في دورتها , وكلها لا تقوم على عمد , ولا تشد بأمراس , ولا تستند على شيء من هنا أو من هناك. . نظرة إلى تلك الخلائق الهائلة العجيبة جديرة بأن تفتح البصيرة على اليد الخفية القاهرة القادرة التي تمسك بهذه الخلائق وتحفظها أن تزول. ولئن زالت السماوات والأرض عن مواضعها , واختلت وتناثرت بدداً , فما أحد بقادر على أن يمسكها بعد ذلك أبداً. وذلك هو الموعد الذي ضربه القرآن كثيراً لنهاية هذا العالم. حين يختل نظام الأفلاك وتضطرب وتتحطم وتتناثر ; ويذهب كل شيء في هذا الفضاء لا يمسك أحد زمامه. وهذا هو الموعد المضروب للحساب والجزاء على ما كان في الحياة الدنيا. والانتهاء إلى العالم الآخر , الذي يختلف في طبيعته عن عالم الأرض اختلافاً كاملاً. ومن ثم يعقب على إمساك السماوات والأرض أن تزولا بقوله:
(إنه كان حليماً غفوراً). . (حليماً) يمهل الناس , ولا ينهي هذا العالم بهم , ولا يأخذ بنواصيهم إلى الحساب والجزاء إلا في الأجل المعلوم. ويدع لهم الفرصة للتوبة والعمل والاستعداد. (غفوراً) لا يؤاخذ الناس بكل ما اجترموا , بل يتجاوز عن كثير من سيئاتهم ويغفرها متى علم فيهم خيراً. وهو تعقيب موح ينبه الغافلين لاقتناص الفرصة قبل أن تذهب فلا تعود.
انطباق سنة الله المطردة على الكفار
والجولة الرابعة مع القوم وما عاهدوا الله عليه, ثم ما انتهوا بعد ذلك إليه من نقض للعهد, وفساد في الأرض. وتحذير لهم من سنة الله التي لا تتخلف, ولا تبديل فيها ولا تحويل:
(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم. فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفوراً. استكباراً في الأرض ومكر السيئ - ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله - فهل ينظرون إلا سنة الأولين ? فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً. .)
ولقد كان العرب يرون اليهود أهل كتاب يجاورونهم في الجزيرة ; وكانوا يرون من أمر انحرافهم وسوء سلوكهم ما يرون ; وكانوا يسمعون من تاريخهم وقتلهم رسلهم , وإعراضهم عن الحق الذي جاءوهم به. وكانوا إذ ذاك ينحون على اليهود ; ويقسمون بالله حتى ما يدعون مجالاً للتشديد في القسم: (لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم). . يعنون اليهود. يعرضون بهم بهذا التعبير ولا يصرحون! ذلك كان حالهم وتلك كانت أيمانهم. . يعرضها كأنما يدعو المستمعين ليشهدوا على ما كان من هؤلاء القوم في جاهليتهم. ثم يعرض ما كان منهم بعد ذلك حينما حقق الله أمنيتهم , وأرسل فيهم نذيراً: (فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفوراً. استكباراً في الأرض ومكر السيىء!. .). وإنه لقبيح بمن كانوا يقسمون هذه الأيمان المشددة أن يكون هذا مسلكهم: استكباراً في الأرض ومكر السيئ. والقرآن يكشفهم هذا الكشف , ويسجل عليهم هذا المسلك. ثم يضيف إلى هذه المواجهة الأدبية المزرية بهم , تهديد كل من يسلك هذا المسلك الزري: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. .). فما يصيب مكرهم السيئ أحداً إلا أنفسهم ; وهو يحيط بهم ويحيق ويحبط أعمالهم. وإذا كان الأمر كذلك فماذا ينتظرون إذن ? إنهم لا ينتظرون إلا أن يحل بهم ما حل بالمكذبين من قبلهم , وهو معروف لهم. وإلا أن تمضي سنة الله الثابتة في طريقها الذي لا يحيد: (فلن تجد لسنة الله تبديلاً , ولن تجد لسنة الله تحويلاً). .
دعوة الكفار للإعتبار من السابقين
(يُتْبَعُ)
(/)
والأمورلا تمضي في الناس جزافاً ; والحياة لا تجري في الأرض عبثاً ; فهناكنواميسثابتة تتحقق, لا تتبدل ولا تتحول. والقرآن يقرر هذه الحقيقة, ويعلمهاللناس, كي لا ينظروا الأحداث فرادى, ولا يعيشواالحياة غافلين عن سننها الأصيلة, محصورين في فترة قصيرة منالزمان, وحيز محدود من المكان. ويرفع تصورهم لارتباطات الحياة, وسنن الوجود, فيوجههمدائماً إلى ثبات السنن واطراد النواميس. ويوجه أنظارهم إلى مصداق هذا فيماوقعللأجيال قبلهم ; ودلالة ذلك الماضي على ثبات السنن واطراد النواميس. وهذهالجولة الخامسة نموذج من نماذج هذا التوجيه بعد تقرير الحقيقة الكلية من أنسنةالله لا تتبدل ولا تتحول:
(أَوَلَمْيَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَمِنقَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُلِيُعْجِزَهُمِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَعَلِيماًقَدِيراً (44))
والسير في الأرض بعين مفتوحة وقلب يقظ ; والوقوف على مصارع الغابرين, وتأمل ما كانوا فيه وما صاروا إليه. . كل أولئك خليق بأن تستقر في القلب ظلال وإيحاءات ومشاعر وتقوى. . ومن ثم هذه التوجيهات المكررة في القرآن للسير في الأرض والوقوف على مصارع الغابرين, وآثار الذاهبين. وإيقاظ القلوب من الغفلة التي تسدر فيها , فلا تقف. وإذا وقفت لا تحس. وإذا أحست لا تعتبر. وينشأ عن هذه الغفلة غفلة أخرى عن سنن الله الثابتة. وقصور عن إدراك الأحداث وربطها بقوانينها الكلية. وهي الميزة التي تميز الإنسان المدرك من الحيوان البهيم, الذي يعيش حياته منفصلة اللحظات والحالات ; لا رابط لها, ولا قاعدة تحكمها. والجنس البشري كله وحدة أمام وحدة السنن والنواميس. وأمام هذه الوقفة التي يقفهم إياها على مصارع الغابرين قبلهم - وكانوا أشد منهم قوة - فلم تعصمهم قوتهم من المصير المحتوم. أمام هذه الوقفة يوجه حسهم إلى قوة الله الكبرى. القوة التي لا يغلبها شيء ولا يعجزها شيء ; والتي أخذت الغابرين وهي قادرة على أخذهم كالأولين: (وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض). . ويعقب على هذه الحقيقة بما يفسرها ويعرض أسانيدها: (إنه كان عليماً قديراً). . يحيط علمه بكل شيء في السماوات والأرض ; وتقوم قدرته إلى جانب علمه. فلا يند عن علمه شيء, ولا يقف لقدرته شيء. ومن ثم لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض. ولا مهرب من قدرته ولا استخفاء من علمه: (إنه كان عليماً قديراً). .
حلم الله بالناس وتأخير حسابهم ليوم القيامة
وأخيراً يجيء ختام السورة , يكشف عن حلم الله ورحمته إلى جانب قوته وقدرته ; ويؤكد أن إمهال الناس عن حلم وعن رحمة , لا يؤثر في دقة الحساب وعدل الجزاء في النهاية:
(وَلَوْيُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِندَابَّةٍوَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْفَإِنَّاللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45)). .
إن ما يرتكبه الناس من كفر لنعمة الله, ومن شر في الأرض وفساد, ومن ظلم في الأرض وطغيان. إن هذا كله لفظيع شنيع ولو يؤاخذ الله الناس به , لتجاوزهم - لضخامته وشناعته وبشاعته - إلى كل حي على ظهر هذه الأرض. ولأصبحت الأرض كلها غير صالحة للحياة إطلاقاً. لا لحياة البشر فحسب , ولكن لكل حياة أخرى!
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45)). . والتعبير على هذا النحو يبرز شناعة ما يكسب الناس وبشاعته وأثره المفسد المدمر للحياة كلها لو آخذهم الله به مؤاخذة سريعة. غير أن الله حليم لا يعجل على الناس: (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى). . يؤخرهم أفراداً إلى أجلهم الفردي حتى تنقضي أعمارهم في الدنيا. ويؤخرهم جماعات إلى أجلهم في الخلافة المقدرة لهم حتى يسلموها إلى جيل آخر. ويؤخرهم جنساً إلى أجلهم المحدد لعمر هذا العالم ومجيء الساعة الكبرى. ويفسح لهم في الفرصة لعلهم يحسنون صنعاً. (فإذا جاء أجلهم). . وانتهى وقت العمل والكسب, وحان وقت الحساب والجزاء , فإن الله لن يظلمهم شيئاً: (فإن الله كان بعباده بصيراً). . وبصره بعباده كفيل بتوفيتهم حسابهم وفق عملهم وكسبهم , لا تفوت منهم ولا عليهم كبيرة ولا صغيرة. هذا هو الإيقاع الأخير في السورة التي بدأت بحمد الله فاطر السماوات والأرض. (جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة) يحملون رسالة السماء إلى الأرض. وما فيها من تبشير وإنذار فإما إلى جنة وإما إلى نار. . وبين البدء والختام تلك الجولات العظام في تلك العوالم التي طوفت بها السورة. وهذه نهاية المطاف. ونهاية الحياة. ونهاية الإنسان. . [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
الهوامش:
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - سيد قطب – في ظلال القرآن
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - نفس المصدر السابق
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - سيد قطب (رحمه الله) – في ظلال القرآن. (وكل الشروح منقولة من نفس المصدر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 05:01]ـ
ما يمسكهن إلا الله ... الواحد القهار
تتمة الموضوع
في سورة الحج: الآيات 63 - 72
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ?? ? ? ? ?? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہھ ھ ھ ھ ےے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? چالحج: 63 - 72
ملك الكون لله وإنزاله المطر وإنباته النبات
ويستطرد السياق في استعراض دلائل القدرة في مشاهد الكون المعروضة للناس في كل حين:
(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء, فتصبح الأرض مخضرة ? إن الله لطيف خبير).
ونزول الماء من السماء, ورؤية الأرض بعده مخضرة بين عشية وصباح. . ظاهرة واقعة مكرورة. قد تذهب الألفة بجدتها في النفوس. فأما حين يتفتح الحس الشاعر , فإن هذا المشهد في الأرض يستجيش في القلب شتى المشاعر والأحاسيس. وإن القلب ليحس أحيانا أن هذا النبت الصغير الطالع من سواد الطين , بخضرته وغضارته , أطفال صغار تبسم في غزارة لهذا الوجود الشائق البهيج , وتكاد من فرحتها بالنور تطير! والذي يحس على هذا النحو يستطيع أن يدرك ما في التعقيب بقوله: (إن الله لطيف خبير). . من لطف وعمق ومشاكلة للون هذا الإحساس , ولحقيقة ذلك المشهد وطبيعته. فمن اللطف الإلهي ذلك الدبيب اللطيف. دبيب النبتة الصغيرة من جوف الثرى , وهي نحيلة ضئيلة , ويد القدرة تمدها في الهواء , وتمدها بالشوق إلى الارتفاع على جاذبية الأرض وثقلة الطين. . وبالخبرة الإلهية يتم تدبير الأمر في إنزال الماء بقدر في الوقت المناسب وبالقدر المطلوب ويتم امتزاج الماء بالتربة , وبخلايا النبات الحية المتطلعة إلى الانطلاق والنور! والماء ينزل من سماء الله إلى أرضه, فينشى ء فيها الحياة, ويوفر فيها الغذاء والثراء. . والله المالك لما في السماء والأرض, غني عما في السماء والأرض. وهو يرزق الأحياء بالماء والنبات, وهو الغني عنهم وعما يرزقون:
(وإن الله لهو الغني الحميد). فما به سبحانه من حاجة إلى من في السماء والأرض , أو ما في السماء والأرض فهو الغني عن الجميع. . وهو المحمود على آلائه, المشكور على نعمائه, المستحق للحمد من الجميع.
حفظ الله للكون وتدبيره بقدرته
ويستطرد السياق مرة أخرى إلى استعراض دلائل القدرة المعروضة للناس في كل حين:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (65) وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ (66)
وفي هذه الأرض كم من قوة وكم من ثروة سخرها الله لهذا الإنسان ; وهو غافل عن يد الله ونعمته التي يتقلب فيها بالليل والنهار! لقد سخر الله ما في الأرض لهذا الإنسان , فجعل نواميسها موافقة لفطرته وطاقاته. ولو اختلفت فطرة الإنسان وتركيبه عن نواميس هذه الأرض ما استطاع الحياة عليها , فضلا على الانتفاع بها وبما فيها. . لو اختلف تركيبه الجسدي عن الدرجة التي يحتمل فيها جو هذه الأرض , واستنشاق هوائها , والتغذي بطعامها والارتواء بمائها لما عاش لحظة. ولو اختلفت كثافة بدنه أو كثافة الأرض عما هي عليه ما استقرت قدماه على الأرض , ولطار في الهواء أو غاص في الثرى. . ولو خلا وجه هذه الأرض من الهواء أو كان هذا الهواء أكثف مما هو أو أخف لاختنق هذا الإنسان أو لعجز عن استنشاق الهواء مادة الحياة! فتوافق نواميس هذه الأرض وفطرة هذا الإنسان هو الذي سخر الأرض وما فيها لهذا الإنسان. وهو من أمر الله. ولقد سخر الله له ما في الأرض مما وهبه من طاقات وإدراكات صالحة لاستغلال ثروات هذه الأرض , وما أودعه الله إياها من ثروات وطاقات ظاهرة وكامنة ; يكشف منها الإنسان واحدة بعد واحدة - وكلما احتاج إلى ثروة جديدة فض كنوزا جديدة. وكلما خشي أن ينفذ رصيده من تلك الكنوز تكشف له منها رصيد جديد. . وها هو ذا اليوم لم يستنفد بعد ثروة
(يُتْبَعُ)
(/)
البترول وسائر الفلزات ثم فتح له كنز الطاقة الذرية والطاقة الإيدروجينية. وإن يكن بعد كالطفل يعبث بالنار فيحرق نفسه بها ويحرق سواه , إلا حين يهتدي بمنهج الله في الحياة , فيوجه طاقاتها وثرواتها إلى العمران والبناء , ويقوم بالخلافة في الأرض كما أرادها الله!
(والفلك تجري في البحر بأمره). . فهو الذي خلق النواميس التي تسمح بجريان الفلك في البحر. وعلم الإنسان كيف يهتدي إلى هذه النواميس, فيسخرها لمصلحته وينتفع بها هذا الانتفاع. ولو اختلفت طبيعة البحر أو طبيعة الفلك. أو لو اختلفت مدارك هذا الإنسان. . ما كان شيء من هذا الذي كان!
(ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه). . وهو الذي خلق الكون وفق هذا النظام الذي اختاره له ; وحكم فيه تلك النواميس التي تظل بها النجوم والكواكب مرفوعة متباعدة , لا تسقط ولا يصدم بعضها بعضا. . وكل تفسير فلكي للنظام الكوني ما يزيد على أنه محاولة لتفسير الناموس المنظم للوضع القائم الذي أنشأه خالق هذا النظام. وإن كان بعضهم ينسى هذه الحقيقة الواضحة , فيخيل إليه أنه حين يفسر النظام الكوني ينفي يد القدرة عن هذا الكون ويستبعد آثارها! وهذا وهم عجيب وانحراف في التفكير غريب. فإن الاهتداء إلى تفسير القانون - على فرض صحته والنظريات الفلكية ليست سوى فروض مدروسة لتفسير الظواهر الكونية تصح أو لا تصح, وتثبت اليوم وتبطل غدا بفرض جديد - لا ينفي وجود واضع القانون. وأثره في إعمال هذا القانون. . والله سبحانه (يمسك السماء أن تقع على الأرض) بفعل ذلك الناموس الذي يعمل فيها وهو من صنعه. (إلا بإذنه) وذلك يوم يعطل الناموس الذي يعمله لحكمة ويعطله كذلك لحكمة.
الحياة والموت والبعث بيد الله
وينتهي السياق في استعراض دلائل القدرة ودقة الناموس بالانتقال من الكون إلى النفس ; وعرض سنن الحياة والموت في عالم الإنسان:
(وهو الذي أحياكم , ثم يميتكم , ثم يحييكم , إن الإنسان لكفور). . والحياة الأولى معجزة , تتجدد في كل حياة تنشأ آناء الليل وأطراف النهار. وسرها اللطيف ما يزال غيبا يحار العقل البشري في تصور كنهه. . وفيه مجال فسيح للتأمل والتدبر. . والموت سر آخر يعجز العقل البشري عن تصور كنهه , وهو يتم في لحظة خاطفة , والمسافة بين طبيعة الموت وطبيعة الحياة مسافة عريضة ضخمة. . وفيه مجال فسيح للتأمل والتدبر. . والحياة بعد الموت - وهي غيب من الغيب, ولكن دليله حاضر من النشأة الأولى. . وفيه مجال كذلك للتأمل والتدبر. . ولكن هذا الإنسان لا يتأمل ولا يتدبر هذه الدلائل والأسرار: (إن الإنسان لكفور). .
والسياق يستعرض هذه الدلائل كلها, ويوجه القلوب إليها في معرض التوكيد لنصرة الله لمن يقع عليه البغي وهو يرد عن نفسه العدوان. وذلك على طريقة القرآن في استخدام المشاهد الكونية لاستجاشة القلوب , وفي ربط سنن الحق والعدل في الخلق بسنن الكون ونواميس الوجود. .
تثبيت الرسول على دعوته وعدم التفاته للمشركين وعداوةالمشركينللحق
وحين يصل السياق إلى هذا المقطع الفاصل من عرض دلائل القدرة في مشاهد الكون الكبرى يتوجه بالخطاب إلى رسول الله [ص] ليمضي في طريقه , غير ملتفت إلى المشركين وجدالهم له ; فلا يمكنهم من نزاعه في منهجه الذي اختاره الله له , وكلفه تبليغه وسلوكه.
(لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ (67) وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69). ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض ? إن ذلك في كتاب. إن ذلك على الله يسير). .
(يُتْبَعُ)
(/)
إن لكل أمة منهجا وطريقة في الحياة والتفكير والسلوك والاعتقاد. هذا المنهج خاضع لسنن الله في تصريف الطبائع والقلوب وفق المؤثرات والاستجابات. وهي سنن ثابتة مطردة دقيقة. فالأمة التي تفتح قلوبها لدواعي الهدى ودلائله في الكون والنفس هي أمة مهتدية إلى الله بالاهتداء إلى نواميسه المؤدية إلى معرفته وطاعته. والأمة التي تغلق قلوبها دون تلك الدواعي والدلائل أمة ضالة تزداد ضلالا كلما زادت إعراضا عن الهدى ودواعيه. . وهكذا جعل الله لكل أمة منسكا هم ناسكوه , ومنهجا هم سالكوه. . فلا داعي إذن لأن يشغل الرسول [ص] نفسه بمجادلة المشركين, وهم يصدون أنفسهم عن منسك الهدى, ويمعنون في منسك الضلال. والله يأمره ألا يدع لهم فرصة لينازعوه أمره, ويجادلوه في منهجه. كما يأمره أن يمضي على منهجه لا يتلفت ولا ينشغل بجدل المجادلين. فهو منهج مستقيم: (وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم). . فليطمئن إذن على استقامة منهجه. واستقامته هو على الهدى في الطريق. . فإن تعرض القوم لجداله فليختصر القول. فلا ضرورة لإضاعة الوقت والجهد: (وإن جادلوك فقل: الله أعلم بما تعملون). . فإنما يجدي الجدل مع القلوب المستعدة للهدى التي تطلب المعرفة وتبحث حقيقة عن الدليل. لا مع القلوب المصرة على الضلال المكابرة التي لا تحفل كل هذا الحشد من الدواعي والدلائل في الأنفس والآفاق وهي كثيرة معروضة للأنظار والقلوب. . فليكلهم إلى الله. هو الذي يحكم بين المناسك والمناهج وأتباعها الحكم الفاصل الأخير: (الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون). . وهو الحكم الذي لا يجادل فيه أحد, لأنه لا جدال في ذلك اليوم, ولا نزاع في الحكم الأخير! والله يحكم بعلم كامل, لا يند عنه سبب ولا دليل, ولا تخفى عليه خافية في العمل والشعور. وهو الذي يعلم ما في السماء والأرض كله ; ومن ضمنه عملهم ونياتهم وهو بها محيط:
(ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض. إن ذلك في كتاب. إن ذلك على الله يسير). وعلم الله الكامل الدقيق لا يخفى عليه شيء في السماء ولا في الأرض, ولا يتأثر بالمؤثرات التي تنسى وتمحو. فهو كتاب يضم علم كل شيء ويحتويه.
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (71) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72))
وإن العقل البشري ليصيبه الكلال , وهو يتأمل - مجرد تأمل - بعض ما في السماء والأرض , ويتصور إحاطة علم الله بكل هذا الحشد من الأشياء والأشخاص , والأعمال والنيات والخواطر والحركات , في عالم المنظور وعالم الضمير. ولكن هذا كله , بالقياس إلى قدرة الله وعلمه شيء يسير: (إن ذلك على الله يسير). . وبعد أن يأمر الله رسوله [ص] ألا يدع للمشركين فرصة لمنازعته في منهجه المستقيم, يكشف عما في منهج المشركين من عوج, وعما فيه من ضعف, وعما فيه من جهل وظلم للحق ; ويقرر أنهم محرومون من عونه تعالى ونصرته. وهم بذلك محرومون من النصير:
(ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا, وما ليس لهم به علم. وما للظالمين من نصير). وما لوضع ولا لشرع من قوة إلا أن يستمد قوته من الله. فما لم ينزل به الله من عنده قوة, هو ضعيف هزيل, خلو من عنصر القوة الأصيل. وهؤلاء إنما يعبدون آلهة من الأصنام والأوثان, أو من الناس أو الشيطان. . وهذه كلها لم ينزل الله بها قوة من عنده, فهي محرومة من القوة. وهم لا يعبدونها عن علم ولا دليل يقتنعون به , إنما هو الوهم والخرافة. وما لهم من نصير يلجأون إليه وقد حرموا من نصرة الله العزيز القدير. وأعجب شيء أنهم وهم يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا, وما ليس لهم به علم. لا يستمعون لدعوة الحق , ولا يتلقون الحديث عنها بالقبول. إنما تأخذهم العزة بالإثم , ويكادون يبطشون بمن
(يُتْبَعُ)
(/)
يتلون عليهم كلام الله:
(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر, يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا). . إنهم لا يناهضون الحجة بالحجة , ولا يقرعون الدليل بالدليل إنما هم يلجأون إلى العنف والبطش عندما تعوزهم الحجة ويخذلهم الدليل. وذلك شأن الطغاة دائما يشتجر في نفوسهم العتو , وتهيج فيهم روح البطش , ولا يستمعون إلى كلمة الحق لأنهم يدركون أن ليس لهم ما يدفعون به هذه الكلمة إلا العنف الغليظ! ومن ثم يواجههم القرآن الكريم بالتهديد والوعيد:
(قل: أفأنبئكم بشر من ذلكم ?) بشر من ذلكم المنكر الذي تنطوون عليه , ومن ذلك البطش الذي تهمون به. . (النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا). . وهي الرد المناسب للبطش والمنكر (وبئس المصير). .
عجز الآلهة المعبودة من دون الله وعرض بعض صفات الله
ثم يعلن في الآفاق, على الناس جميعا, إعلانا مدويا عاما. . يعلن عن ضعف الآلهة المدعاة ; الآلهة كلها التي يتخذها الناس من دون الله. ومن بينها تلك الآلهة التي يستنصر بها أولئك الظالمون , ويركن إليها أولئك الغاشمون. يعلن عن هذا الضعف في صورة مثل معروض للأسماع والأبصار , مصور في مشهد شاخص متحرك , تتملاه العيون والقلوب. . مشهد يرسم الضعف المزري ويمثله أبرع تمثيل:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74))
. . إنه النداء العام, والنفير البعيد الصدى: (يا أيها الناس). . فإذا تجمع الناس على النداء أعلنوا أنهم أمام مثل عام يضرب, لا حالة خاصة ولا مناسبة حاضرة: (ضرب مثل فاستمعوا له). . هذا المثل يضع قاعدة, ويقرر حقيقة. (إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له). . كل من تدعون من دون الله من آلهة مدعاة. من أصنام وأوثان, ومن أشخاص وقيم وأوضاع, تستنصرون بها من دون الله, وتستعينون بقوتها وتطلبون منها النصر والجاه. . كلهم (لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له). . والذباب صغير حقير ; ولكن هؤلاء الذين يدعونهم آلهة لا يقدرون - ولو اجتمعوا وتساندوا - على خلق هذا الذباب الصغير الحقير! وخلق الذباب مستحيل كخلق الجمل والفيل. لأن الذباب يحتوي على ذلك السر المعجز سر الحياة. فيستوي في استحالة خلقه مع الجمل والفيل. . ولكن الأسلوب القرآني المعجز يختار الذباب الصغير الحقير لأن العجز عن خلقه يلقي في الحس ظل الضعف أكثر مما يلقيه العجز عن خلق الجمل والفيل! دون أن يخل هذا بالحقيقة في التعبير. وهذا من بدائع الأسلوب القرآني العجيب!
ثم يخطو خطوة أوسع في إبراز الضعف المزري: (وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه). . والآلهة المدعاة لا تملك استنقاذ شيء من الذباب حين يسلبها إياه, سواء كانت أصناما أو أوثانا أو أشخاصا! وكم من عزيز يسلبه الذباب من الناس فلا يملكون رده. وقد اختير الذباب بالذات وهو ضعيف حقير. وهو في الوقت ذاته يحمل أخطر الأمراض ويسلب أغلى النفائس: يسلب العيون والجوارح , وقد يسلب الحياة والأرواح. . إنه يحمل ميكروب السل والتيفود والدوسنتاريا والرمد. . ويسلب ما لا سبيل إلى استنقاذه وهو الضعيف الحقير! وهذه حقيقة أخرى كذلك يستخدمها الأسلوب القرآني المعجز. . ولو قال: وإن تسلبهم السباع شيئا لا يستنقذوه منها. . لأوحى ذلك بالقوة بدل الضعف. والسباع لا تسلب شيئا أعظم مما يسلبه الذباب! ولكنه الأسلوب القرآني العجيب!
ويختم ذلك المثل المصور الموحي بهذا التعقيب: (ضعف الطالب والمطلوب). ليقرر ما ألقاه المثل من ظلال , وما أوحى به إلى المشاعر والقلوب! وفي أنسب الظروف. . والمشاعر تفيض بالزراية والاحتقار لضعف الآلهة المدعاة يندد بسوء تقديرهم لله , ويعرض قوة الله الحق الحقيق بأنه إله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ما قدروا الله حق قدره, إن الله لقوي عزيز). . ما قدروا الله حق قدره, وهم يشركون به تلك الآلهة الكليلة العاجزة التي لا تخلق ذبابا ولو تجمعت له. بل لا تستنقذ ما يسلبها الذباب إياه! ما قدروا الله حق قدره , وهم يرون آثار قدرته , وبدائع مخلوقاته , ثم يشركون به من لا يستطيعون خلق الذباب الحقير! ما قدروا الله حق قدره, وهم يستعينون بتلك الآلهة العاجزة الكليلة عن استنقاذ ما يسلبها إياه الذباب, ويدعون الله القوي العزيز. . إنه تقرير وتقريع في أشد المواقف مناسبة للخشوع والخضوع! [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
وبعد ...
(وللتجانيين رأي آخر! ... )
فماذا يقول التجانيون؟! ...
أورد العلامة محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في كتابه "الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية" نصاً يعرض فيه حقيقة القطبانية في العقيدة التجانية أنقله هنا لعلاقته بهذا الموضوع، وهو ينقله بدوره بالحرف عن كتاب يُعد المرجع الأول عند التجانيين ... أنقل إذاً ما نقله بكل أمانة لا أنقص منه حرفاً ولا أزيد عليه حرفاً، يشرح لنا فيه صاحب "جواهر المعاني" [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) ( وشهد شاهد من أهلها ... ) كيف أن شيخهم [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) ( بحسب مؤلف الكتاب المذكور) يمسك هذا الكون والسماوات والأرض، ... بل الوجود كله ... أنقله وبدون تعليق:
يقول الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله: [المسالة الأولى ما يسمى بقطب الأقطاب والغوث الجامع: تقدم بطلان وجود القطب وأنه من عقيدة الجهال وأريد هنا أن أذكر ما نسبه صاحب جواهر المعاني إلى شيخه التجاني في تفسير قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)} ليطلع القراء ويعلموا إلى أي حد بلغ الضلال ببعض الناس
قال صاحب الجواهر (ج 2 ص 181) ما نصه: وسألته عن معنى قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية، فأجاب بما نصه قال الأمانة هي القيام بحقوق مرتبة الحق في كلية معانيها خلقية وإلاهية فلم تطق حمل هذه الأمانة السماوات والأرض، فأشفقن منها، وحملها الإنسان الكامل الذي يحفظ الله به نظام الوجود وبه يرحم جميع الوجود وبه صلاح جميع الوجود وهو حياة جميع الوجود، وبه قيام جميع الوجود، ولو زال عن الوجود طرفة عين واحد لصار الوجود كله عدما في أسرع من طرفة عين، وهو المعبر عنه بلسان العامة (بقطب الأقطاب والغوث الجامع) ومعنى قوله ظلوما جهولا يعني ظلوما بتخطيه حدود البشرية وحدود الخلقية وخروجه إلى القيام بحقوق مرتبة الحق حيث لا أين ولا كيف ولا صورة ولا حد، فإن هذا لا قدرة لأحد عليه إلا الله وحده فهذا معنى ظُلْمِه لكونه تخطى مرتبة البشرية من الخلقية وهو لا يقدر لأن الأمر الذي تخطى إليه لا غاية له ولا نهاية، لكون الإحاطة مستحيلة فيه قال سبحانه: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} فهذا معنى الجهل والظلم الذي نسب إليه هو نفي الإحاطة بكنه جلاله، وذلك غاية المعرفة بالله فإن معرفته من وراء خطوط الدوائر كلها يعني دوائر الصديقية. اهـ
ويُعلق الدكتور الهلالي رحمه الله بقوله: «فانظر كيف خلع هؤلاء الضالونعلى الشخص الخيالي المسمى بالقطب صفة الحي القيوم، الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهن من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ولولا حلمه سبحانه لخسفت الأرض تحت من يقول هذا القول ويعتقد هذه العقيدة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى. والآن دونك التفسير الصحيح للآية: ذكر الإمامان ابن جرير وابن كثير في تفسير هذه الآية أقوالا وأحاديث مروية بالأسانيد إلى الصحابة والتابعين، بعضها مرفوعا، وبعضها موقوف، وقد لخص الجمل في حاشيته على الجلالين الموقوف منها فأحببت أن أنقله مختصرا كراهية التطويل. ونص تفسير الجلالين: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ} الصلوات وغيرها مما في فعلها من الثواب وتركها من العقاب {عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ} بأن خلق فيها فهما ونطقا، {فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ} خِفن {مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} آدم
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد عرضها عليه {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا} لنفسه بما حمله {جَهُولًا} به {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ} اللام متعلقة بعرضنا المترتب عليه حمل آدم {الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ} المضيعين الأمانة {وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} المؤدين الأمانة {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا} للمؤمنين {رَحِيمًا} بهم. اهـ قال الجمل في حاشيته على هذا الكلام قوله: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ} قال ابن عباس: أراد بالأمانة الطاعة والفرائض التي فرضها الله تعالى، على عباده عرضها على السماوات والأرض والجبال على أنهم إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم، وقال ابن مسعود: الأمانة أداء الصلوات وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وصدق الحديث وقضاء الدين والعدل في المكيال، وأشد من هذا كله الودائع، وقيل هي جميع ما أمروا به ونهوا عنه وقيل هي الصوم وغسل الجنابة، وفي رواية ابن عباس هي أمانات الناس والوفاء بالعهود، فحق على كل مؤمن ألا يغش مؤمنا ولا معاهدا لا في قليل ولا في كثير، فعرض الله هذه الأمانة على أعيان السماوات والأرض والجبال، وهذا قول جماعة من التابعين وأكثر السلف فقال لهن أتحملن هذه الأمانة بما فيها فقلن: وما فيها قال: إن أحسنتن جوزيتن، وإن عصيتن عوقبتن، قلن: لا يا رب نحن مسخرات لأمرك لا نريد ثوابا ولا عقابا، وقلن ذلك خوفا وخشية وتعظيما لدين الله تعالى لئلا يقوموا بها لا معصية ومخالفة لأمره، وكان العرض عليهن تخييرا لا إلزاما، ولو ألزمهن لم يمتنعن من حملها، والجمادات كلها خاضعة لله تعالى مطيعة لأمره ساجدة له. ثم قال: وفي القرطبي واللام متعلقة بحملها أي حملها ليعذب العاصي ويثيب المطيع، وقيل متعلقة بعرضنا أي عرضنا الأمانة على الجميع ثم قلدناها الإنسان ليظهر شرك المشرك ونفاق المنافق ليعذبهم الله وإيمان المؤمن ليثيبه الله. اهـ
قال محمد تقي الدين: ولم يزل يظهر لي أن المراد بالإنسان هنا الجنس، كما قال تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} وكقوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)}، ولكني تهيَّبت أن أُحدث قولا لم ينقل عن السلف حتى وقفت على كلام القرطبي فرأيته يشير إلى ذلك كما ترى، واتصاف جنس الإنسان بكثرة الجهل والظلم أولى من قصره أحد أفراده، وإبعاد الأنبياء والصديقين واستثناؤهم من الظلم والجهل مستحسن عندي جدا، كما وقع في آية العصر وآية التين، ويا لله العجب كيف يستطيع رجل من بني آدم أن يمسك السماوات والأرض، ويدبر شؤونها بحيث لو غفل عنهما طرفة عين لصرنا عدما ولا تلاشينا ولم يبق لهن أثر، سبحانك هذا بهتان عظيم، أرأيت لو حبس هذا القطب في مكان لا يجد فيه سبيلا لقضاء الحاجة فهل يستطيع أن يخرج من ذلك الحبس الضيق إلى عالم من العوالم التي يدبر شؤونها ويقضي حاجته أم يبقى في (حيص بيص) حتى يتغوط على ثيابه ويبول عليها وحينئذ، يسخر منه الشيطان الذي أغواه وأمره بادعاء ذلك الأمر العظيم، الذي لا يقدر عليه إلا الله، ليس اللوم على هؤلاء الدجاجلة إذا ما ادعوا مثل هذه الدعوى ليسلبوا بها عقول الناس وأديانهم وأموالهم وأعراضهم، ولكن اللوم كل اللوم على شرار الدواب الذين يصدقونهم، ... »] (ص 115) ...
[ ... وقال صاحب الجواهر في الموضوع نفسه (ج 2 ص 74): «وسألته رضي الله عنه عن حقيقة القطبانية فأجاب بقوله: اعلم أن حقيقة القطبانية هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقا في جميع الوجود جملة وتفصيلا، حيثما كان الرب إلها كان هو خليفة في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من عليه ألوهية الله تعالى، ثم قيامه بالبرزخية العظمى بين الحق والخلق فلا يصل إلى الخلق شيئا كائنا من كان من الحق إلا بحكم القطب وتوليته ونيابته عن الحق في ذلك، وتوصيله كل قسمة إلى محلها، ثم قيامه في الوجود بروحانيته في كل ذرة من ذرات الوجود جملة وتفصيلا، فترى الكون كله أشباحا لا حركة لها إنما هو الروح القائم فيها جملة وتفصيلا، وقيامه فيها في أرواحها وأشباحها، ثم تصرفه في مراتب الأولياء فيذوق مختلفات أذواقهم فلا تكون مرتبة في الوجود للعارفين والأولياء خارجة عن ذوقه، فهو المتصرف فيها جميعا، والمعد
(يُتْبَعُ)
(/)
لأربابها، وله الاختصاص بالسر المكتوم الذي لا مطمع لأحد في دركه والسلام.». اهـ
قال محمد تقي الدين: وهذا الكلام بلغ من الوضوح حدا لا يحتاج إلى شرح، فحكايته شرحه، ونترك الحكم عليه للقارئ والله المستعان. [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4) .../... ] ( ص 119) (نقلاً عن: الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية)
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - سيد قطب – في ظلال القرآن
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - إشارة إلى كتاب "جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني" – لمؤلفه: علي حرازم بن العربي براده المغربي الفاسي.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - يقول العلامة تقي الدين الهلالي (رحمه الله): ... أول ما نقله مؤلف الإفادة الأحمدية عن شيخه التجاني أنه سأله سائل أيُكذبُ عليك؟ قال نعم ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله وسنة رسوله فما وافقهما فهو عني سواء أقلته أو لم أقله وما خالفهما فليس عني سواء أقلته أو لم أقله، فنحن حين نعرض هذه المسائل على الكتاب والسنة نكون عاملين بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبوصية الشيخ التجاني نفسه فنقول وبالله التوفيق وهو الهادي بمنه إلى أقوم طريق. (نقلا عن الهدية الهادية، ص 37 - 38). ويقول أمل العلمي: عنوان الكتاب المشار إليه: الإفادة الأحمدية لمريد السعادة الأبدية ومؤلفه هو الطيب السفياني. ولتأكيد ما قاله العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله، رجعت لمقدمة الكتاب المشار إليه الطبعة الثانية الصادرة في السنة 1391هـ/1971م وأنقل منها ما نصه بالضبط من كلام الشيخ التجاني (حسب المصدر) المرتب ترتيباً معجمياً: 1 - [إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فإن وافق فأعملوا به، وإن خالف فاتركوه]." اهـ ... ويضيف أمل بن إدريس العلمي: "وبذلك يكون شيخهم تبرأ مما ينسبونه إليه إذا كان مخالفاً للكتاب والسنة".
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - محمد تقي الدين الهلالي (رحمه الله) - الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية. ص 115 و ص 119 من الطبعة الثانية
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 05:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الدكتور أمل ... أرجو منك توضيح الآيات لتلميذك وأعضاء المجلس، ليتسنى لنا قراءة مقالاتك الطيبة على أكمل وجه
تلميذك المحب
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 07:09]ـ
الدكتور أمل العلمي هناك مشكلة في ظهور الآيات.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[06 - Dec-2010, صباحاً 09:57]ـ
الدكتور أمل العلمي هناك مشكلة في ظهور الآيات.
أستعمل مصحف المدينة للنشر الحاسوبي لضبط الآيات. ربما يتعين تثبيت خطوط المصحف على جهاز الكمبيوتر. على أي أنشر من جديد فيما يلي الآيات بخط عادي:
قال تعالى: ?وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) ? النحل: 77 - 79
قال تعالى: ? أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) ? الملك: 19 - 21
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: ? هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتًا وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَارًا (39) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلاَّ غُرُورًا (40) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45) ? فاطر: 39 - 45
قال تعالى: ? أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (65) وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ (66) لِكُلِّ أمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ (67) وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (71) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) ? الحج: 63 - 74(/)
ماهو أجمع كتاب لقواعد الأسماء والصفات؟
ـ[أبو أويس السلفي]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 09:34]ـ
ماهو أجمع كتاب لقواعد الأسماء والصفات؟
وما هو الفرق بين كتاب الدكتور البريكان (القواعد الكلية) و كتاب العلامة ابن عثيمين (القواعد المثلى) رحمهما الله؟
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 10:24]ـ
لم أطلع على كتاب جامع لقواعد الأسماء والصفات، لكن يمكنك الجمع بين:
1 - أسماء الله وصفاته فى معتقد أهل السنة والجماعة (الأشقر).
2 - أسماء الله الحسنى (الغصن).
3 - معتقد أهل السنة والجماعة فى توحيد الأسماء والصفات (محمد بن خليفة التميمى).
4 - معتقد أهل السنة والجماعة فى أسماء الله الحسنى (محمد بن خليفة التميمى).
5 - الصفات الإلهية (محمد بن خليفة التميمى).
6 - القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف (البريكان).
7 - المجلى شرح القواعد المثلى (كاملة الكوارى).
8 - القواعد المهمات (ابن القيم) (ضمن القواعد الطيبات، أشرف عبد المقصود).
والله أعلم.
ـ[أبو أويس السلفي]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 03:55]ـ
جزاكم الله خيرا.
هل من رابط للكتاب رقم 1 , 2 , 8
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 04:38]ـ
تفضل أخى الحبيب
1 - أسماء الله وصفاته فى معتقد أهل السنة والجماعة (الأشقر). ( http://majles.alukah.net/www.waqfeya.com/book.php?bid=1382)
2- أسماء الله الحسنى (الغصن).
الكتاب ( http://www.archive.org/download/ekmkekmk/aah.pdf)
8- القواعد المهمات (ابن القيم) (ضمن القواعد الطيبات، أشرف عبد المقصود).
( http://majles.alukah.net/4shared.com/********/.../_____-_____1___.html)
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 05:56]ـ
الواسطية
ـ[الفطائري]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 11:02]ـ
أنصح بكتاب القواعد المثلى مع شرحه للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى و الله أعلم
ـ[عبد المنعم أحمد]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 11:25]ـ
أنصح بكتاب القواعد المثلى مع شرحه للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى و الله أعلم
هناك ايضا كتاب الشيخ محمد أمان الجامي الصفات الإلهية من أروع ما قرأت في الباب
ـ[أبو معاذ حسين]ــــــــ[10 - Dec-2010, صباحاً 03:03]ـ
للرفع
ـ[أبو أويس السلفي]ــــــــ[10 - Dec-2010, صباحاً 11:49]ـ
الواسطية
جزاك الله خيرا.
أنا أتكلم عن جامع للقواعد في الباب
وللعلم التدمرية أجمع من الواسطية
ـ[أبو أويس السلفي]ــــــــ[10 - Dec-2010, صباحاً 11:52]ـ
هناك ايضا كتاب الشيخ محمد أمان الجامي الصفات الإلهية من أروع ما قرأت في الباب
صدقت أخي ..
أ، اكنت متشوق للكتاب منذ أربع سنوات ويسره الله لي العام الماضي وهو مذهل بحق.
ـ[أبو معاذ حسين]ــــــــ[10 - Dec-2010, صباحاً 11:53]ـ
صدقت أخي ..
أ، اكنت متشوق للكتاب منذ أربع سنوات ويسره الله لي العام الماضي وهو مذهل بحق.
عن اي دار طبع
وكم السعر ......
ـ[أبو أويس السلفي]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 12:06]ـ
أنصح بكتاب القواعد المثلى مع شرحه للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى و الله أعلم
جزاك الله خيرا هذا اول كتاب درسته ..
ـ[أبو أويس السلفي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 02:00]ـ
أبا معاذ:
دار المنهاج في عين شمس وكان سعره 25 ج
والآن الله اعلم قد تجده بـ 30ج؟!(/)
فضيحة بجلاجل للقنوات الشيعية
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[06 - Dec-2010, صباحاً 08:10]ـ
فضيحة بجلاجل للقنوات الشيعية " الانوار والغدير واهل البيت والحسين والعالمية " .. كلها تتعامل مع الشركات اليهودية
الى المخدوعين بالشيعة والمتعاونين معهم .. إليكم هذه الفضيحة القاصمة للظهر
بسم الله الرحمن الرحيم
هل العشق اليهودي / الرافضي بدأ [عهدا ً جديدا ً]؟
وجميعنا يعلم بإن لابُدّ لِكُل بدايه من نهايه وإن طال الزّمن ويبدو أن العشق [الخفي] بدأت تظهر خفاياه بـ وضوح شديد جدا ً!
تمعنوا معي في الكلمة RR sat والظاهرة تحت أسم القناة في الصورة التالية الملتقطة لقناة فدك أثناء البث:
http://majles.alukah.net/rtb_uploaded_images/fad1.jpg
تعالوا بنا الآن لنتعرف على هذا الأسم المختصر ولمن هو يعود:
RRsat wasfounded in 1981 and operates under license from the Israeli Ministry ofCommunications. The company is headed by Mr. David Rivel and has twostrategic partners: TheIntergamaInvestment Group (http://www.intergamma.co.il/)andKardan Group (http://www.kardan.com/) - both major public holding companies tradedon the TASE.
http://www.rrsat.com/about.asp (http://www.rrsat.com/about.asp)
نعم .. إنها شركة إتصالات إسرائيلية خاصة لرجل الاعمال اليهودي david Rivel
http://majles.alukah.net/rtb_uploaded_images/fad2.jpg
شلة القنوات الرافضية كثيرة المتعاملة مع الشركة اليهودية
قناة الامام الحسين - فارسية
http://www.satage.com/en/Channels/FarsiChannels.php (http://www.satage.com/en/Channels/FarsiChannels.php)
http://majles.alukah.net/rtb_uploaded_images/fad3.jpg
قناة العالمية وقناة اهل البيت
http://majles.alukah.net/rtb_uploaded_images/fad4.jpg
قناة الغدير
http://majles.alukah.net/rtb_uploaded_images/fad5.jpg
قناة الانوار الفضائية
http://majles.alukah.net/rtb_uploaded_images/fad6.jpg
وهنا الموقع قناة الغدير والعالمية واهل البيت والانوار
http://www.satage.com/en/Channels/ArabicChannels.php (http://www.satage.com/en/Channels/ArabicChannels.php)
كلها تأخذ الخدمة من هذه الشركة
RRSAT اليهودية
وهذا موقع الشركة باستخدام خدمة البحث عن الموقع
http://majles.alukah.net/rtb_uploaded_images/fad71.jpg
وهذا من باب التأكيد، حتى في موقع الشركة الرسمي لديهم مكتب في "فلسطين المحتلة "
http://www.rrsat.com/contact.asp (http://www.rrsat.com/contact.asp)
منقول من مجموعة ابو عبد الرحمن البريدية
http://www.kasralsanam.com/articles.aspx?id=763&selected_id=-764&page_size=5&links=False
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 12:14]ـ
بارك الله فيك.
مؤسس الملة يهودي، فلا بد أن يكون مؤسس القنوات الفضائية مثله. وهذا من تمسكهم بأصولهم.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 12:23]ـ
جزاك الله خيرا أخي
لو سمحت لي أخي أن أسأل:ما معنى كلمة "بجلاجل"؟
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 12:28]ـ
ما معنى كلمة "بجلاجل"؟
بالعامية المصرية .. ومعناها فضيحة مدوية.
ـ[التبريزي]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 12:35]ـ
لا غرابة في ذلك،،،
الرافضة نبتة نصرانية غرستها اليهودية بأيد مجوسية في أرض فارسية ..
صاحب الزمان مهدي الرافضة الذي لم يولد، سيخرج ليقتل أهل السنة وخصوصا القرشيين، ويحكم بشريعة بني اسرائيل، ويهدم الحرمين الشريفين، وتنص الروايات على"أن القائم سيهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله إلى أساسه، ويرد البيت إلى موضعه ويقيمه على أساسه".
لذلك لا غرابة إذا كانت قنوات الرافضة متعاونة مع اليهود، فالديانة الرافضية الإثني عشرية متأثرة بالديانة اليهودية، وبينهما تشابه كثير، والبداء معتقد يهودي وجد فيه الرافضة ضالتهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن بابويه القمي في كتابه الاعتقادات يقول إن صاحب الزمان سيحكم بحكم آل داود لا بحكم محمد وآل محمد، فالروايات الشيعية تقول: (إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان ولا يسأل بينة)، وفي لفظ آخر: (إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود ولا يحتاج إلى بين)، وهدف هذه الفكرة اليهودية المجوسية إلغاء الحكم بالقرآن الكريم وإنشاء حكم جديد، بقرآن جديد، فعن أبي بصير قال: قال أبو جعفر: (يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد» ... «لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد).
والتمازج بين المجوسية واليهودية والنصرانية واضح في عقيدة الشيعة الإثني عشرية، فأم صاحب الزمان الذي لم يولد أصلا كانت نصرانية، ففي الروايات الشيعية أن الإمام الحسن العسكري قال لبشر بن سليمان النخّاس: (سأطلعك على سر لا أطلع عليه أحداً غيرك، فكتب له كتاباً باللغة الرومية وطبع عليه خاتمه، ثم أعطاه مئتين وعشرين ديناراً، وقال له: خذ هذا المبلغ وتوجه إلى بغداد وستجد سوق نخاسة فيه رجل اسمه عمر بن يزيد النخّاس، وسترى من بين الجواري عنده جارية صفتها كذا وكذا، وذكر له صفاتها، تمتنع عن الرجال، فإن رأيتها فأرها كتابي هذا، فذهب بشر إلى بغداد ووجد ما قال له الإمام، فلما أعطى الجارية الكتاب بكت بكاءً شديداً، وقالت لعمر بن يزيد: بعني من صاحب هذا الكتاب، ثم سألها بشر بعد أن اشتراها عن سبب بكائها فأخبرته أنها (مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأن أمها تنتسب إلى وصي المسيح شمعون بن حمّون بن الصفا)!!
ثم ذكرَت له قصة غريبة عجيبة عن جدها قيصر الذي أراد تزويجها من ابن أخيه، وكيف أنها رأت محمداً عليه الصلاة والسلام في المنام قد أتى المسيح خاطباً من وصيه شمعون فتاته، وكيف أنها رأت في المنام بعد ذلك فاطمة الزهراء ومريم بنت عمران، وألفاً من وصيفات الجنة، وكيف أنها رأت الإمام الحسن العسكري في المنام وأنه أخبرها أنّ جدها سيسيّر جيشاً لقتال المسلمين في يوم كذا، وأنّ عليها أن تلحق بالجيش متنكرة في زي خدم، وكيف أنها وقعت في الأسر بعد ذلك، ثم جيء بها إلى الحسن العسكري فحملت ووضعت من ليلتها، في الجنب لا في البطن، وخرج صاحب الزمان من الفخذ الأمين، فتقول رواياتهم: (إنا معاشر الأوصياء لسنا نحمل في البطون، وإنما نحمل في الجنوب، ولا نخرج من الأرحام، وإنما نخرج من الفخذ الأيمن من أمهاتنا، لأنا نور الله الذي لا تناله الدناسات!!) أي أن الأنبياء والرسل وسائر البشر يولدون من النجاسات بينما الأوصياء منزهونوخارجون على القوانين والنواميس الربانية!!
هنا قائمة بوجوه الشبه بين الرافضة واليهود وضعها بعض الإخوة، وقد يكون في بعضها نظر:
1_ قالت اليهود: لا يكون الملك إلا في آل داوود ..... وقالت الرافضة: لا يكون الملك إلا في آل علي
2_ قالت اليهود لا يكون الجهاد حتى يخرج المسيح وينادي منادي من السماء .... وقالت الرافضة لا يكون الجهاد حتى يخرج المهدي وينزل به سبب من السماء.
3_ اليهود يأخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم ................ كذلك الرافضة
4_ اليهود لا يرون ان الطلاق الثالث يحرم الزوجة ...... وكذلك الرافضة
5_ اليهود لا يرون على المرأة عدة ....... وكذلك الرافضة.
6_ اليهود يستحلون دم كل مسلم ..... كذلك الرافضة.
7_ اليهود حرفوا التوراة .... الرافضة قد حرفوا القرآن واضافوا فيه (سورة الولاية)
9_ اليهود تقول ان جبريل هو عدونا من الملائكة ... الرافضة تقول ان جبريل غلط في انزال الوحي على سيدنا محمد والعياذ بالله
10_ اليهود لا تأكل لحم الجزور .......... وكذلك اللاافضة.
11_ اليهود يحرمون الجري والمرماهي وهي أنواع من السمك ......... وكذلك الرافضة
12_ اليهود حرموا الأرنب والطحال ........... وكذلك الرافضة
13 _ اليهود لا يرون المسح على الخفين .............. وكذلك الرافضة
14_ اليهود قذفوا مريم عليها السلام ......... اما الرافضة فقذفو السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها
ثم زاد بعض الإخوة بهذا:
ستة عشر: اليهود لا يصلون إلا فرادى.
وكذلك الرافضة لا يصلون الجمعة و لا يحضرون الجماعة.
و معروف قولهم أن لا جماعة حتى يأتي المهدي.
سبعة عشر: اليهود كانوا يجمعون في شرع يعقوب بين الأختين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرافضة يجمعون بين المرأة و عمتها و بين المرأة و خالتها.
ثمانية عشر: اليهود: لا يقولون: (آمين في الصلاة وراء الإمام.
يزعمون أن الصلاة تبطل به. والرافضة كذلك.
تسعة عشر: اليهود يخرجون من الصلاة بالفعل.
والرافضة كذلك بل و يتركون السلام في الصلاة فإنهم يخرجون من الصلاة من غير سلام. بل يرفعون أيديهم و يضربون بها على ركبهم كأذناب الخيل الشمس.
عشرون: اليهود من أشد الناس عداوة للمسلمين و أخبر الله عن اليهود: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود
و كذلك الرافضة فهم أشد الناس عداوة لأهل السنة والجماعة حتى إنهم يعدونهم أنجاساً فقد شابهوا اليهود في ذلك و من خالطهم لا ينكر وجود ذلك فيهم.
واحد وعشرون قالت اليهود لن يدخل الجنة أحد غيرهم. و ذكر الله تعالى قولهم:
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى، تلك أمانيهم.
وكذلك الرافضة، قالوا لن يدخل أحد الجنة إلا من كان من شيعة أبا الحسن.
وكذلك قولهم أن من عداهم من الأمة لا يدخلون الجنة بل يخلدون حفياً في النار.
اثنان وعشرون: اليهود و النصارى اتخذوا الصور والتماثيل في معابدهم وبيوتهم
وكذلك الرافضة اتخذوا صوراً وأشكالاً لأهل البيت.
و قد ورد الوعيد الشديد في تصوير الصور ذات الأرواح في صحيح البخاري و غيره أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: " لعن الله المصورين " و أنه قال " إن المصور يكلف يوم القيامة أن ينفخ الروح فيما صوره و ليس بنافخ" و " لا تدخل الملائكة بيت فيه صورة ذات روح ".
ثلاثة وعشرون: اليهود تخلفوا عن نصرة موسى و من تلاه من الأنبياء و الرسل و قد سجل الله لنا قولهم: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون.
و الرافضة تخلفوا عن نصر أئمتهم، كما خذلوا علياً وحسيناً وزيداً، و غيرهم ـ رضي الله عنهم ـ قبحهم الله ما أعظم دعواهم في حب أهل البيت و أجبنهم عن نصرهم.
أربعة وعشرون: اليهود والرافضة لا يعدلون في حبهم ولا بغضهم بل كلتا الطائفتين مسرفة ظالمة في هذا وذاك. فبينا ترى اليهود يغلون في بعض الأنبياء والأحبار ويتخذونهم آلهة أرباباً ويذلون لهم أعظم الذل كقولهم عزير ابن الله، إذا بهم يقدحون في فريق آخر من الأنبياء ويرمونهم بالخبث وبما هو فوق الخبث كذباً وزوراً.
كذلك الرافضة، فبينما ترى انهم يغلون في علي ـ رضي الله عنه ـ و في بعض ذريته ويؤلهونهم ويزعمون أن الله حلّ في ذواتهم لشرفهم و قداستهم، ونفس الوقت يقدحون في الفريق الآخر من الصحابة والمسلمين أمرّ القدح ويرمونهم بالكفر والنفاق كذباً وزوراً. خلقٌ يهوديٌ، وفعلةٌ إسرائيليةٌ موروثةٌ مستعارةٌ.
خمسة وعشرون: اليهود ضربت عليهم الذلة و المسكنة أينما كانوا.
كذلك الرافضة ضربت عليهم الذلة حتى أحيوا التقية أي الكذب و النفاق من شدة خوفهم و ذلهم و العزيز الحمي الأبي لا يرضى بالتقية و لا يلجأ إليها و إنما الذي يلجأ إليها هو الأذل أو الجبان
ستة وعشرون: اليهود ليس فيهم دعاة للدين عكس النصارى تجد المبشرين في كل مكان وعكس المسلمين أهل السنة الذين يعتبرون الدعوة واجبة.
بعكس الرافضة، والرافضة شابهت اليهود في هذه الخصلة.
فقد روى بخاريهم الكليني عن سليمان بن خالد قال أبو عبد الله (يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله (الكافي 2/ 176 (
ومن المؤسف أن تجد الرافضة لا يهتمون بنشر دين الإسلام بين غير المسلمين، ولكن يكتفون بتشييع وخداع أهل السنة وجذبهم بكل الوسائل الخبيثة، وقد نجحوا في بعض الأزمان بكل أسف، في غفلة من الأزهر ورجال الدين من أهل السنة الذين شُغِلُوا في القضايا الفرعية التافهة، وتناسوا أعظم أمر وهو أمر العقيدة، وتركوا الساحة للرافضة يعبثون بعقول عوام أهل السنة، فالمسلمون السنة نشروا الإسلام في ربوع أفريقيا ولكن الرافضة بدلاً من أن يكملوا المشوار أخذوا في تشييع من أسلم من أهل أفريقيا، مثل ما حدث في السودان، ونيجيريا، وغانا، وساحل العاج، وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
سبعة وعشرون: لم يؤمن من اليهود وحسن إسلامه إلا قليلا منهم كعبد الله بن سلام وصفية رضي الله عنهم. وقال تعالى (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا). (46).
والرافضة: لم يؤمن منهم إلا قليلا ومن أشهرهم آية الله البرقعي وكسروي.
و قال الله تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (113
فمن هم الذين لا يعلمون و ما سر ذكرهم بعد اليهود؟ و لماذا ذكر الله تعالى أنهم يأتون بعد اليهود و بعد النصارى لكنهم لا يتلون الكتاب نفسه (العهد القديم؟
أليسوا هم الرافضة؟؟؟.
وكذلك اليهود قالوا نحن شعب الله المختار، ونحن أولياء لله من دون الناس، ونحن أبناء الله وأحباؤه، والقرآن الكريم مليء بهذه الشواهد، التي لا تخفى على أحد.
ثمانية وعشرون: اليهود والرافضة: كلاهما يستحل الكذب والافتراء على مخالفيهم ويسمونهم (العامة.
تسعة وعشرون: اليهود والرافضة: كلاهما له هوس في الجنس، وقد استباحوا في دينهم من القضايا الجنسية ما لا يستبيحه دين، أما اليهود فكانوا وراء كل انحلال أخلاقي وكل دعارة تحدث في العالم.
وكذلك الرافضة وحسبك من ذلك ما تراه من إعارة الفروج، ومن أثر المتعة، وكذلك وجواز التمتع بالرضيعة وهذا آخر خازوق من خوازيق الرافضة قد أتى به الخميني الهالك.
ثلاثون: اليهود حرفوا توراتهم، التي أنزلها الله على نبيه موسى.
وكذلك الرافضة ادعت أن القرآن محرف، بل حرفوا بعض آياته تحريفاً لفظياً واضحاً، أما عن التحريف المعنوي ومحاولة لوي أعناق الآيات كي تخدم مذهبم فحدث ولا حرج، فالمقام هنا يضيق لسرد ذلك،
واحد وثلاثون: كلاهما يخطط لبناء دولة دينية، فاليهود يخططون لإعادة بناء مملكة داود والرافضة يخططون لإعادة مملكة بني ساسان الأكاسرة الفرس،
اثنان وثلاثون: اليهود أول من ابتدع تعظيم القبور وبناء المعابد عليها، وقد لعنهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وفي رواية ألا إني أنهاكم عن ذلك، وفي دين الإسلام أول من ابتدع هذه البدعة هم الرافضة، وقد عظموا القبور وسجدوا خشوعاً لها، ونذروا لها وأقسموا بأصحابها، واستعانوا بهم، واستغاثوا بهم، وطلبوا حوائجهم منهم، وغيرها من الأمور الشركية
ثلاثة وثلاثون: اليهود والرافضة بنوا عقيدتهم على الجنس والذهب، فاليهود قد سيطروا على معظم ثروات العالم بخبثهم،أما الرافضة فحدث عن الخمس ولا حرج،
أربعة وثلاثون: اليهود والرافضة كلاهما يقوم دينه على اللف والدوران والمراوغة والخبث والبهتان والسب والطعن في الأعراض والقذف، فمن يقرأ توراتهم المحرفة وتلمودهم فسيدرك أنهم لم يدعوا نبياً، إلا وافتروا عليه فقد افتروا على يعقوب ويوسف وموسى وداود وسليمان ـ عليهم السلام ـ وأبناء يعقوب روبين ويهوذا، كما ملؤوا تلمودهم بسب سيدنا عيسى عليه السلام، كما ملؤوه بقذف مريم الصديقة البتول واتهموها في شرفها.
وهذا عين ما فعلته الرافضة، فهم قد ملؤوا كتبهم بسب أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم أصهاره وآباء زوجاته، وأنصاره وأحبابه، ولم يكتفوا بذلك بل طعنوا في عرض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقالوا في أحب زوجاته إليه عائشة كلاماً تهتز له الجبال، يعف لساني وقلمي أن يذكره،وهي، الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله المبرأة من فوق سبع سماوات من عند الله تعالى، أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ المهم أنهم طعنوا في أخلاقها، ومن أراد اليقين فليقرأ مشارف أنوار اليقين، لأحد علمائهم وهو ابن رجب البرسي،
خمسة وثلاثون: كلاهما له خصوصية مع الرقم اثني عشر، فاليهود هم اثنا عشر سبطاً، وأرسل موسى اثنا عشر نقيباً ... وهكذا،
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الرافضة فاسم دينهم الاثنا عشرية، ويعتقدون الولاية الموهومة في اثني عشر إمام من ذرية سيدنا علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ كما يعتقدون فيهم العصمة، وأعطوهم معظم صفات الألوهية.
ستة وثلاثون: اليهود والرافضة كلا هما في صومه يفطر عند اشتباك النجوم، أي عند سدول الظلام وظهور النجوم.
سبعة وثلاثون: اليهود يخططون لقيام دولة ذات طابع ديني، وطبيعة هذه الدولة عنصرية، واليهودي مستعد كي يخون البلاد التي هو منها وولد فيها، وترعرع فيها،مع أنَّ لحمه ودمه من خيراتها، يخون كل ذلك وينكر الجميل من أجل إسرائيل، فاليهودي الأمريكي والفرنسي والإنكليزي ... وأي يهودي في العالم مستعد كي يخون بلاده من أجل مجد وعزة إسرائيل.
وكذلك الرافضة، فالرافضي العراقي والسوري واللبناني والكويتي والسعودي ... وأي رافضي على وجه الأرض، مستعد بأن يخون وطنه الأم الذي ولد فيه وعاش فيه، من أجل قوة وعظمة إيران، والآن الرافضي ليس عنده مشكلة لو دمرت بلاده وخربت واحتلت، المهم أن تبقى إيران سليمة، وعند الرافضي أهون ألف مرة أن يدمر الوطن العربي بأكمله، ولا تسقط حجرة من منزل في طهران أو قم.
ثمانية وثلاثون: اليهود والرافضة كلاهما لديه تهمة جاهزة إن حاججته أو تعرضت لأحد أتباعه بسوء، فاليهود أن حاولت انتقاد إسرائيل أو شارون أو موفاز أونتنياهو، أو أي يهودي حتى لو كان فناناً أو رساماً، فإنهم سيتهمونك بأنك عدو للسامية، وهذه ذريعة وتهمة أخافوا فيها شعوب العالم.
وكذلك الرافضة فإنك إن حاججتهم، أو دافعت عن نزاهة الصحابة، أو دافعت عن زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو انتقدت سياسة الخميني أو فضحته، أو انتقدت خامنئي، أو خاتمي، وأكبر ولايتي، أو نصر الله، أو أي رافضي أو إيراني فإنهم يتهمونك بأنك عدو أهل البيت، ويقولون أنت ناصبي، وفي العصر الحديث أضافوا تهم أخرى وهي وهابي، بن لادني، زرقاوي، إرهابي.
تسعة وثلاثون: اليهود والرافضة كلاهما ليس ولاؤه للبلاد التي يعيش فيها، فولاء اليهود للحاخامات القابعين في نيويورك و إسرائيل، وهم مستعدون لخيانة بلادهم الحقيقية طاعة لحاخاماتهم ورجال الدين عندهم.
وكذلك الرافضة: فولاؤهم لأئمتهم ورجال دينهم، فلو أمر الخميني كل شيعة العالم بأمر لأطاعوه على الفور بلا تردد، حتى لو كان فيه خيانة لأوطانهم، أو خرق لسيدة أوطانهم، أو خرق للشريعة، فكلام الإمام هو الشريعة عندهم. وبعد موت الخميني، لو أمر خامنئي شيعة العالم بأمر مهما كان نوعه لأطاعوه طاعة عمياء، حتى لو كان الأمر فيه خيانة لبلادهم، وهذا من أدل الدلائل على أن ولاء الرافضة ليس لبلادهم، فيجب على المسلمين الحذر منهم، ويجب ألاّ يمكنوا في مناصب حساسة في أجهزة الدولة لأن خطرهم سيكون أعظم من غيرهم في حال صدور الأوامر من رجال الدين الرافضي.
أربعون: اليهود يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار، فقد قالوا نحن شعب الله المختار، ونحن أولياء لله من دون الناس، ونحن أبناء الله وأحباؤه، والقرآن الكريم مليء بهذه الشواهد، التي لا تخفى على أحد.
وكذلك الرافضة فهم يرون أنفسهم أنهم خلقوا من طينة خاصة، غير طينة أهل السنة، أظن أنكم تستغربون من هذا
واحد وأربعون: اليهود تسدل أثوابها في الصلاة، وكذلك الرافضة.
ثلاثة وأربعون: اليهود لا يخلصون السلام على المؤمنين إنما يقولون السام عليكم والسام الموت وكذلك الرافضة.
أربعة وأربعون: واليهود يستحلون أموال الناس كلهم وكذلك الرافضة وقد أخبرنا الله عنهم بذلك في القرآن أنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل سورة آل عمران 75 وكذلك الرافضة.
خمسة وأربعون: اليهود تسجد على قرونها في الصلاة وكذلك الرافضة.
ستة وأربعون: اليهود لا تسجد حتى تخفق برؤوسها مرارا شبه الركوع وكذلك الرافضة.
سبعة وأربعون: اليهود تنود في صلاتها وكذلك الرافضة.
ثمانية وأربعون: اليهود يرون غش الناس وكذلك الرافضة.
تسعة وأربعون: اليهود لا يعدون الطلاق شيئا إلا عند كل حيضة، وكذلك الرافضة.
خمسون: اليهود ليس لنسائهم صداق إنما يمتعوهن، وكذلك الرافضة يستحلون المتعة.
ثلاث وخمسون: اليهود لا يلحدون موتاهم، وكذلك الرافضة وقد ألحد لنبينا ـ صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أربعة وخمسون: واليهود قالوا افترض الله علينا خمسين صلاة، وكذلك الرافضة.
ـ[التبريزي]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 12:44]ـ
الرد السابق كان عن التشابه بين الديانتين، أما عن التعاون بين الروافض واليهود فهاكم هذا التقرير عن موقع محيط:
بارسي يواصل كشف المستور حول تحالف إيران وإسرائيل
http://www.moheet.com/image/65/225-300/655041.jpg
نتنياهو ونجادر
غم أن الظاهر على السطح هو وجود عداء صارخ بين طهران وتل أبيب، إلا أن الكاتب الأمريكي تريتا بارسي كان له رأي آخر، حيث ألف كتابا حول العلاقات السرية بين إسرائيل وإيران، وأخيرا خرج بتصريحات كذب فيها ما أسماها "الأسطورة الزائفة" عن التنافس الإسرائيلي – الإيراني.
ونقلت "شبكة أخبار العراق" عن بارسي القول في تصريحات له في 31 مايو / أيار إن إدانة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لإسرائيل وتشكيكه في عدد ضحايا المحرقة اليهودية تعد مثالاً أيضا لتلك "الأسطورة الزائفة"، مشيرا إلى أن إيران هى الدولة الثانية في الشرق الأوسط بعد إسرائيل التي تضم يهودا، كما يضم البرلمان الإيراني نوابا من اليهود.
وأضاف أنه في الأيام الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية، أصدر الإمام الخميني فتوى تقضي بحماية اليهود كأقلية دينية، كما أن بعض المسئولين الإسرائيليين أصولهم فارسية ومن أبرزهم الرئيس الإسرائيلى السابق موتشيه كاتساف.
وشدد بارسي، الذى ترأس في السابق المجلس القومي الأمريكي – الإيراني، على وجود تعاون استخباراتي وصفقات أسلحة ومحادثات سرية بين طهران وتل أبيب، موضحا أن إسرائيل وإيران يمثل كل منهما للآخر حليف خارجي محتمل.
التحالف الغادر
وكان بارسي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز" الأمريكية، قد فجر مطلع مايو / أيار مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف عن وجود اتصالات سرية بين إسرائيل وإيران تتم خلف الكواليس.
وفي كتابه بعنوان:"التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية"، أشار بارسي إلى اجتماعات سرية عديدة عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية طالب فيها الإيرانيون بالتركيز على المصالح المشتركة للبلدين في المنطقة.
وشرح في هذا الصدد الآليات وطرق الاتصال والتواصل بين الأطراف الثلاثة التي تبدو ملتهبة على السطح ودافئة خلف الستار في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات والتصريحات النارية بينهم، قائلا:" إن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل، مستشهدا على ذلك بعدم لجوء الطرفين إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس.
وأضاف أن المسئولين الإيرانيين وجدوا أن الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق عام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه، مقابل ما ستطلبه إيران منها على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تنهي مخاوف الطرفين وتحسن العلاقات بينهما.
وشمل العرض الإيراني والذي أرسل إلى واشنطن عبر وثيقة سرية مجموعة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمت الموافقة على "الصفقة الكبرى" والتي تتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي وسياستها تجاه إسرائيل ومحاربة تنظيم القاعدة.
كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية - إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاثة مواضيع هى أسلحة الدمار الشامل والإرهاب والأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي.
وتضمنت الوثيقة السرية والتي حملها الوسيط السويسري "تيم جولدمان" إلى الإدارة الأمريكية أوائل مايو عام 2003، قيام إيران باستخدام نفوذها في العراق لتحقيق الأمن والاستقرار وتشكيل حكومة غير دينية، كما عرضت إيران شفافية كاملة لتوفير الاطمئنان والتأكيد بأنها لا تطور أسلحة دمار شامل والإلتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون قيود.
كما وافقت إيران على إيقاف دعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية والضغط عليها لإيقاف عملياتها الفدائية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان من أهم بنود الوثيقة السرية أيضا التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني وكذلك قبولها بالمبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2002 والتي تنص على إقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع إسرائيل مقابل انسحابها إلى حدود 1967.
http://www.moheet.com/image/52/225-300/522542.jpg
كاتساف من أصول فارسية
وتبقى المفاجأة الكبرى في الوثيقة السرية والتي تمثلت في استعداد إيران للاعتراف بإسرائيل، إلا أن صقور الإدارة الأمريكية المتمثلة بديك تشيني ووزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا العرض الإيراني ورفضه على اعتبار أن الإدارة الأمريكية ترفض التحدث إلى ما تسميه بدول محور الشر.
وجاء في الكتاب أيضا أن إيران حاولت مرات عديدة بعد رفض هذا العرض التقرب من الولايات المتحدة لكن إسرائيل كانت تعطل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.
وخلاصة ما توصل إليه بارسي في كتابه أن إيران ليست خصما للولايات المتحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدام حسين وأفغانستان بقيادة حركة طالبان، فطهران تعمد إلى استخدام التصريحات الاستفزازية ولكنها لا تتصرف بناء عليها بأسلوب متهور وأرعن من شأنه أن يزعزع نظامها وعليه فإن تحركات إيران لا تشكل خطرا حقيقيا بالنسبة لإسرائيل وأمريكا، بل إن هناك تشابها بين تل أبيب وطهران في العديد من المحاور بحيث أن ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
فالدولتان تميلان إلى تقديم نفسيهما على أنهما متفوقتان على العرب، حيث يرى العديد من الإيرانيين جيرانهم العرب أقل منهم شأنا من الناحية الثقافية والتاريخية ويعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضرهم وتمدنهم ولولاه لما كان لهم شأن يذكر.
وفي المقابل، يرى الإسرائيليون أنهم متفوقون على العرب بدليل أنهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، ويقول أحد المسئولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي:"إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، وهو ليس بالشيء الكبير"، في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شيء حيال الأمور.
ورغم أن هناك بعض الآراء التي تتفق مع وجهة نظر بارسي إلا أن هناك آخرين يشككون في صحتها بالنظر إلى قلق إسرائيل الشديد من البرنامج النووي الإيراني والذي هددت أكثر من مرة بتوجيه ضربة عسكرية له، بل إن المناورات التي بدأتها في 31 مايو / أيار اعتبرت بأنها بروفة نهائية على عمل عسكري وشيك ضد إيران.
------------------------------
وفي مجلة العصر كتب علي باكير
في 21 تشرين الأول من العام 1992, قام رئيس لجنة التحقيق السابق بقضية إيران-كونترا العضو الجمهوري "لي هاملتون" بتوجيه رسالة إلى لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الروسي الدوما، يطلب فيها المساعدة للحصول على معلومات بشأن هذه القضية. فردّت اللجنة الروسية ببرقية إلى السفارة الأمريكية في موسكو في 11 كانون ثاني 1993 تزودها بما لديها من معلومات حول هذا الموضوع بعد مرور 13 سنة على وقوعه.
قامت السفارة الأمريكية بدورها بنقل هذه الرسالة وترجمتها وإرسالها إلى الولايات المتحدة, لكن الدوائر المعنية هناك لم تقم بالكشف عن محتوى التقرير الذي جاء مخالفا لما ذهبت إليه لجنة التحقيق. حيث أكد التقرير الروسي، أن حملة ريجان - بوش الأب لانتخابات الرئاسة الأمريكية أجرت خلال صيف وخريف 1980 مفاوضات سرية مع الحكومة الإسلامية في إيران التي كانت تحتجز 52 دبلوماسيا أمريكيا كرهائن، ما أدى آنذاك إلى إضعاف موقف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، ومهد الطريق للفوز التاريخي الذي حققه رونالد ريجان، وتم الإفراج عن الرهائن بعد أن أصبح ريجان رئيساً للولايات المتحدة مباشرة.
التقرير السري المترجم هذا، تم الكشف عنه مؤخرا، وجاء فيه ما يلي:
إلى رئيس مجموعة العمل التابعة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب في الكونجرس الأمريكي، "لي هاملتون":
تحية وبعد
بعد الاعتذار عن طول فترة إعداد الرد على طلبكم، أرسل لكم المادة التي بحوزتنا، والتي نأمل أن تساعدكم في عملكم، "سكرتير اللجنة كوزنيتسوف".
(يُتْبَعُ)
(/)
عند تقديم أسلحة أمريكية لإيران وفقا للمعلومات المتوافرة، اجتمع رئيس حملة رونالد ريجان الانتخابية، ويليام كاسي، ثلاث مرات في عام1980 مع ممثلين للقيادة الإيرانية، سيما مع تاجري السلاح جمشيد وكوروش هاشمي، وقد جرت اللقاءات في مدريد وباريس، وشارك في اجتماع باريس في تشرين الأول 1980، آر جيتس، الذي كان آنذاك موظفا بمجلس الأمن القومي خلال عهد الرئيس جيمي كارتر ومدير وكالة "سي آي ايه" السابق جورج بوش الأب.
وخلال اجتماعات مدريد وباريس، بحث ممثلو رونالد ريجان والقيادة الإيرانية موضوع احتمال تأخير الإفراج عن 52 رهينة من موظفي السفارة الأمريكية في طهران، احتجزهم "الطلاب" الإيرانيون وأفراد "قوات الدفاع عن الثورة الإسلامية" في 4 تشرين الثاني 1979 إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في تشرين الثاني 1980.
وفي مقابل هذا، وعد المندوبون الأمريكيون بتزويد إيران بالأسلحة، وقد أكد هذا الاتفاق تحديدا عميل الاستخبارات "الإسرائيلية" السابق أري بن - ميناش، وهو يهودي مولود في إيران، وتم اعتقاله عام 1989 في الولايات المتحدة بتهمة تزويد إيران بالسلاح، (حيث اعتقل في كاليفورنيا بتهم تتعلق بتصدير طائرات مهربة، من طراز "سي — 13" من الولايات المتحدة إلى إيران) وقضى في السجن 11 شهراً ثم تم الإفراج عنه، وطبقا لحساباته، بلغت القيمة الإجمالية للأسلحة التي تم تسليمها على نحو غير مشروع إلى إيران 82 مليار دولار.
وقد وردت معلومات عن محاولات فريق رونالد ريجان لتعطيل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين المحتجزين في طهران مؤقتاً، في تصريحات رسمية أدلى بها عدد من المسئولين الإيرانيين من بينهم وزير الخارجية الإيراني آنذاك قطب زاده في أيلول 1980.
وكشروط للإفراج عن الرهائن الأمريكيين، طالبت إيران في ذلك الوقت الإفراج عن الحسابات الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة، وإعادة أموال الشاه وعائلته إلى إيران ورفع الحصار الاقتصادي، وإنهاء الحصار المفروض على تزويد إيران بقطع غيار الأسلحة الأمريكية المشتراة سابقا.
ومن جهة ثانية، ظهرت أيضا أدلة على أن مفاوضات جرت أيضا في عام 1980 بين ممثلين لإدارة كارتر والقيادة الإيرانية، تم خلالها بحث موضوع تزويد إيران سراً بالأسلحة وقطع الغيار الأمريكية، وإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، والإفراج عن الحسابات المصرفية الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة.
وهكذا، وفي تموز 1980 وفي مدينة أثينا، التقى وفد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضم نائب وزير الدفاع فاريفارا والجنرال فاروه-زاده والكولونيل فيسي وممثل وزير الخارجية اتمينانا مع مندوبين من وزارة الدفاع الأمريكية، وتم التوصل لاتفاق من حيث المبدأ حول توريد أسلحة، وقطع غيار للأسلحة الأمريكية الموجودة بحوزة إيران.
وفي تموز 1980 بحث ممثلو واشنطن وطهران في أثينا تطبيع العلاقات الإيرانية الأمريكية خطوة خطوة، وتقديم الدعم للرئيس كارتر في الحملة الانتخابية عبر الإفراج عن الرهائن الأمريكيين.
وتماشياً مع اتفاق أثينا، تم في تشرين الأول 1980 إرسال كمية ضخمة من قطع الغيار الخاصة بطائرات اف-4 واف-5 ودبابات ام-6 إلى إيران عن طريق تركيا. وكما فعل الجمهوريون، بدأ الديمقراطيون يتفطنون إلى أن الإمام الخميني، وبعد أن أعلن سياسة "لا للغرب ولا للشرق" ولعن "الشيطان الأمريكي" والامبريالية والصهيونية، اضطر للحصول على الأسلحة وقطع الغيار والإمدادات الأمريكية بجميع الوسائل الممكنة.
ولاحظ الخبراء العسكريون أن الحكومة الإيرانية كانت تواجه، بعد اندلاع الثورة الإسلامية عجزاً حاداً في الأسلحة وقطع الغيار والإمدادات العسكرية التي تستطيع بوساطتها أن تحد من انتفاضة الأكراد الإيرانيين، وتخوض الحرب مع العراق التي بدأت في أيلول 1980. وكان الجيش الإيراني في تلك الفترة يعتمد بشكل أساسي على الأسلحة الغربية -سيما الأمريكية والبريطانية- وكانت جميع طائرات سلاح الجو الإيراني أمريكية.
واتضحت الحاجة الإيرانية الملحة لإمدادات الأسلحة والعتاد العسكرية أيضاً من حقيقة أنه -وبعد قيام الثورة الإسلامية في إيران- تم إلغاء طلبات ضخمة لأسلحة، كان من المقرر تسليمها إلى إيران بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 10،5 مليار دولار.
وطبقاً لتقييم مصادر في الدوائر العسكرية، مكنت إمدادات قطع الغيار والعتاد العسكري من الولايات المتحدة عبر "إسرائيل" ابتداء من 1980، لسلاح الجو الإيراني بتنفيذ نشاطات قتالية.
وبعد فوز ريجان في انتخابات الرئاسة، تم التوصل في مطلع عام 1981 لاتفاق في لندن، أفرجت إيران بموجبه عن الرهائن الأمريكيين، واستمرت الولايات المتحدة في تزويد الجيش الإيراني بالسلاح وقطع الغيار والعتاد، وتولى تنظيم شحنات الأسلحة الكولونيل دومكان من الأركان العامة الإيرانية والكولونيل ياكوس مارفيدي من جهاز الموساد "الإسرائيلي"، علماً بأن الأخير لعب دوره كمالك لشركة خاصة تشتري السلاح الأمريكي في السوق السوداء.
وفي آذار - نيسان 1981، نقلت الطائرات من "إسرائيل" إلى إيران قطع غيار طائرات "اف-14" المقاتلة ومعدات عسكرية أخرى. وعبر "إسرائيل"، اشترت إيران في عام 1983 صواريخ أرض-أرض من طراز "لاتس"، علاوة على مدفعية بقيمة إجمالية بلغت 135 مليون دولار.
وفي تموز 1983 توجهت مجموعة من الخبراء التابعين لشركة "لوكهيد" إلى إيران بجوازات سفر إنجليزية لتصليح أجهزة الملاحة وأجزاء إلكترونية أخرى في الطائرات العسكرية الأمريكية.
وشهد عام 1985 تدفق كميات هائلة من إمدادات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إيران عبر "إسرائيل". وتم إرسال الأسلحة بالطائرات والسفن، وباع الأمريكيون لإيران 200 نظام صواريخ مضادة للطائرات من طراز "هوك" و2000 صاروخ مضاد للدبابات من طراز "تاو". وطبقاً لمعلومات لاحقة، فإن صواريخ تاو وهوك سمحت للجيش الإيراني بمواجهة تفوق وحدات الدبابات وسلاح الجو العراقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 02:18]ـ
بارك الله فيك.
مؤسس الملة يهودي، فلا بد أن يكون مؤسس القنوات الفضائية مثله. وهذا من تمسكهم بأصولهم.
وفيك بارك؛
نكتة لطيفة، جزاك الله خير.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 02:24]ـ
جزاك الله خيرا أخي
وجزاك أخى الحبيب.
لو سمحت لي أخي أن أسأل:ما معنى كلمة "بجلاجل"؟
كما قال الشيخ اسامة؛
ومن باب الإستئناس؛
* يروى أنه منذ زمن كان من يعمل شئ فاضح يوضع على حمار -بالمقلوب- ويعلق بالحمار أجراس (جلاجل) فتنتشر فضيحة هذا الشخص بهذه الطريقة.
* قيل من هنا أطلق على الفضائح المدوية (فضيحة بجلاجل).
* أسأل الله أن يسترنا وإياك والمسلمين فى الدنيا والآخرة.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 02:27]ـ
شيخنا التبريزى جزاك الله خير على هذه الدرر (لو تكبر الخط قليلا).
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 04:08]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
أجزم بأن مهدي الرافضة هو المسيح الدجال. ومن الأمور التي استفدتها من قنواتهم أنهم أشد الخلق كفرا مع الصوفية، وأنهم مخلصون موحدون في عبادة غير الله، ويدعون غير الله في السراء والضراء.
وهذه قصة جميلة لطيفة سمعتها من عالم شرك شيعي في إحدى القنوات أهديها لكم، وهي أن طائرة كان كل ركابها شيعة، وفجأة بدأت في السقوط، ففزع الناس، فقام أحدهم إلى قائد الطائرة ليستفسر فقال القائد هناك عطل في المحرك، فرجع وأمر الناس أن يدعو المهدي أن ينقذهم من هول هذه المصيبة، فقالوا ياصحب الزمان أغثناااااا، واستمروا كذلك، فإذا بالطائرة ترجع إلى مكانها الطبيعي بسرعة فائقة، فشكروه على هذه الخدمه المجانية، فلما وصلت الطائرة نظروا فإذا المحرك جديد)))، ويستفاد من هذه القصة أن المهدي المسردب خرج من سردابه وأحضر المعدات اللازمه وذهب إلى مصنع الطائرات، وأحضر معه قطع الغيار ومحرك جديد ووضع هذه المعدات الثقيلة في شيء ما ثم طار ووصل إلى الطائرة فرأى أن تغيير المحرك بالكامل أفضل من عملية الصيانة، وهذا من كرمه، فأخرج المحرك القديم واستبدله بجديد، مع العلم أن الطائرة لازالت طوال هذا الوقت تهوي منتظرة مجيئه، ثم رجع بعد هذه الحادثة العجيبة من جميع النواحي إلى سردابه السامرائي.
وثمة استدراك على الشيخ عثمان الخميس حفظه الله، وهو أنه لما سمع هذا العجب العجاب قال أين فاتورة قطع غيار الطائرة، قلت: لعله أرسلها على البريد الالكتروني الخاص لحسن المالكي.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 05:44]ـ
الحمد لله على نعمة العقل
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 05:50]ـ
جزاك الله خيرا أخي
لو سمحت لي أخي أن أسأل:ما معنى كلمة "بجلاجل"؟
الجلاجل جمع جلجل،وهو نوع من المعازف.(/)
أصول معتقد أهل السنة في أسماء الله وصفاته من كلام الأئمة قبل شيخ الاسلام ابن تيمية
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 04:04]ـ
أصول معتقد أهل السنة في أسماء الله وصفاته من كلام الأئمة قبل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهم الله.
هذه أصول معتقد أهل السنة في باب عظيمٍ عظمت فيه مخالفة فرق أهل القبلة للحق الذي دل عليه الكتاب وصحيح السنة وأجمع عليه السلف الصالح، ثمانية أصول مشفوعة بما يقررها من كلام الأئمة قبل شيخ الاسلام ابن تيمية الذي نتهم اليوم بأننا نقلده فيما ابتدع من أصول في هذا الباب وغيره؛ ليعلم الموافق والمخالف أن ساداتنا الأئمة الأربعة ومشايخهم وأقرانهم وأتباعهم بحق على وفاق في باب أصول الدين وباب الأسماء والصفات لاجتماعهم على التمسك بالوحيين ولزومهما، حق مبين سخر الله تبارك وتعالى بعضَ وراث نبيه صلى الله عليه وسلم في العصور المتأخرة للذب عنه والدعوة إليه وبذل الوسع في كشف ضلال مخالفيه، ومن أولئك شيخ الاسلام وعلم الأعلام أبو العباس ابن تيمية رضي الله عنه وعن أئمتنا من قبل ومن بعد وجمعنا بهم تحت لواء نبينا صلوات ربي وسلامه عليه.
الأصل الأول: أسماء الله وصفاته توقيفية.
قال الامام أحمد رحمه الله (241):
نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه قد أجمل الصفة لنفسه ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ولا نتعدى ذلك، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته لشناعة شنعت ولا نزيل ما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضع كنفه عليه هذا كله يدل على أن الله يرى في الآخرة، والتحديد في هذا بدعة والتسليم لله بأمره ولم يزل الله متكلما عالما غفورا عالم الغيب والشهادة عالم الغيوب فهذه صفات الله وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد. رواه الامام ابن بطة في الابانة.
وقال الامام عبدالعزيز الكناني (240) في الحيدة (ص 47):
إن على الناس كلهم جميعا أن يثبتوا ما أثبت الله، وينفوا ما نفى الله، ويمسكوا عما أمسك الله عنه.
وقال الامام البربهاري (329) في شرح السنة (فقرة 9):
واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة، ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز و جل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه.
وقال الامام ابن بطة العكبري (387) في الإبانة:
اعلم رحمك الله أن العصمة في الدين أن تنتهي حيث انتهى بك؛ فلا تجاوز ما قد حد لك؛ فإن من قوام الدين معرفة المعروف وإنكار المنكر؛ فما بسطت عليه المعرفة وسكنت إليه الأفئدة وذكر أصله في الكتاب والسنة وتوارثت علمه الأمة؛ فلا تخافن في ذكره وصفته من ربك ما وصف من نفسه عبثا ولا تتكلفن لما وصف لك من ذلك قدرا، وما أنكرته نفسك ولم تجد ذكره في كتاب ربك ولا في الحديث عن نبيك من ذكر صفة ربك؛ فلا تتكلفن علمه بعقلك ولا تصفه بلسانك واصمت عنه كما صمت الرب عنه من نفسه؛ فإن تكلفك معرفة ما لم يصف من نفسه مثل إنكارك ما وصف منها؛ فكما أعظمت ما جحد الجاحدون مما وصفه من نفسه؛ فكذلك أعظم تكلف ما وصف الواصفون مما لم يصف منها.
وقال الامام السجزي (444) في رسالته لأهل زبيد في الحرف والصوت (ص 121):
وقد اتفقت الأئمة على أنّ الصفات لا تؤخذ إلا توقيفاً، وكذلك شرحها لا يجوز إلا بتوقيف.
وقال الامام ابن عبد البر (463) في التمهيد (7/ 137):
لَا نُسَمِّيهِ وَلَا نَصِفُهُ، وَلَا نُطْلِقُ عَلَيْهِ إِلَّا مَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ مِنْ وَصْفِهِ لِنَفْسِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا نَدْفَعُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ؛ لِأَنَّهُ دَفْعٌ لِلْقُرْآنِ.
وقال (7/ 145):
مَا غَابَ عَنِ الْعُيُونِ فَلَا يَصِفُهُ ذَوُو الْعُقُولِ إِلَّا بِخَبَرٍ، وَلَا خَبَرَ فِي صِفَاتِ اللَّهِ إِلَّا مَا وَصَفَ نَفْسَهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ أَوْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا نَتَعَدَّى ذَلِكَ إِلَى تَشْبِيهٍ أَوْ قِيَاسٍ أَوْ تَمْثِيلٍ أَوْ تَنْظِيرٍ فَإِنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
وقال الامام السمعاني (471) في قواطع الأدلة (1/ 28):
(يُتْبَعُ)
(/)
الأصل في اسامي الرب تعالى هو التوقيف، ولا توقيف في وصف الله تعالى بالعقل فلا يوصف به.
الأصل الثاني: إثبات ما وصف الله به نفسه من الصفات في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم - وصح السند عنه- واجبٌ.
قال حنبل بن اسحاق قال سالت: أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الاحاديث التي تروي عن النبي؛ "ان الله ينزل الي السماء الدنيا" فقال ابو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد شيئا منها اذا كانت اسانيد صحاح، ولا نرد علي رسول الله قوله، ونعلم ان ما جاء به الرسول حق. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 777).
وقال الامام اسحاق بن راهوية (238):
: دخلت على ابن طاهر فقال: ما هذه الأحاديث؛ يروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا؟ قلت: نعم، رواها الثقات الذين يروون الأحكام فقال: ينزل ويدع عرشه؟ فقلت: يقدر أن ينزل من غير أن يخلو منه العرش؟ قال: نعم، قلت: فلم تتكلم في هذا. ذكره الذهبي في العلو للعلي العظيم.
وقال عباد بن العوام: قدم علينا شَريك [القاضي (277)] فسألناه عن الحديث: إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان قلنا إن قوما ينكرون هذه الاحاديث قال: فما يقولون؟ قلنا: يطعنون فيها فقال: إن الذين جاءوا بهذه الاحاديث هم الذين جاءوا بالقرأن وبأن الصلوات خمس وبحج البيت وبصوم رمضان فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث. رواه عبدالله بن أحمد في السنة (برقم 508).
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة (311) في كتاب التوحيد (1/ 137):
لا نصف معبودنا إلا بما وصف به نفسه إما في كتاب الله أو على لسان نبيه بنقل العدل عن العدل موصولا إليه، لا نحتج بالمراسيل ولا بالأخبار الواهية، ولا نحتج أيضا في صفات معبودنا بالآراء والمقاييس.
وقال الامام الآجري (360) في الشريعة (2/ 1068) بعد ذكره أحاديث في الصفات:
هذه السنن كلها نؤمن بها، ولا نقول فيها: كيف؟ والذين نقلوا هذه السنن هم الذين نقلوا إلينا السنن في الطهارة، وفي الصلاة، والزكاة، والصيام، الحج، والجهاد، وسائر الأحكام من الحلال والحرام، فقبلها العلماء منهم أحسن قبول، ولا يرد هذه السنن إلا من يذهب مذهب المعتزلة، فمن عارض فيها أو ردها، أو قال: كيف؟ فاتهموه واحذروه.
وقال الامام قوام السنة الأصبهاني في الحجة (2/ 214 - 215):
قال لنا الإمام أبو المظفر السمعاني (371):
فصل ونشتغل الآن بالجواب عن قولهم فيما سبق: إن أخبار الآحاد لا تقبل فيما طريقه العلم، وهذا رأس شغب المبتدعة في رد الأخبار، وطلب الدليل من النظر، والاعتبار؛ فنقول وبالله التوفيق: إن الخبر إذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه الثقات والأئمة، وأسندوه خلفهم عن سلفهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقته الأمة بالقبول، فإنه يوجب العلم فيما سبيله العلم، وهذا قول عامة أهل الحديث والمتقنين من القائمين على السنة، وإنما هذا القول الذي يذكر أن خبر الواحد لا يفيد العلم بحال، ولا بد من نقله بطريق التواتر لوقوع العلم به، شيء اختراعته القدرية والمعتزلة، وكان قصدهم منه رد الأخبار، وتلقفه منهم بعض الفقهاء الذين لم يكن لهم علم في العلم وقد ثابت، ولم يقفوا على مقصودهم من هذا القول، ولو أنصف الفرق من الأمة لأقروا بأن خبر الواحد يوجب العلم.
وقال الامام ابن بطة (387) في الابانة:
اعلموا رحمكم الله أن من صفات المؤمنين من أهل الحق؛ تصديقَ الآثار الصحيحة وتلقيها بالقبول وترك الاعتراض عليها بالقياس ومواضعه القول بالآراء والأهواء؛ فإن الإيمان تصديق والمؤمن هو المصدق، قال الله عز و جل: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)؛ فمن علامات المؤمنين أن يصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله مما نقلته العلماء ورواه الثقات من أهل النقل الذين هم الحجة فيما رووه من الحلال والحرام والسنن والآثار ولا يقال فيما صح عن رسول الله: كيف ولا لم، بل يتبعون ولا يبتدعون ويسلمون ولا يعارضون ويتيقنون ولا يشكون ولا يرتابون؛ فكان مما صح عن النبي رواه أهل العدالة ومن يلزم المؤمنين قبول روايته وترك مخالفته: أن الله تعالى يضحك فلا ينكر ذلك ولا يجحده إلا مبتدع مذموم الحال عند العلماء داخل في الفرق المذمومة وأهل المذاهب المهجورة عصمنا الله وإياكم من كل
(يُتْبَعُ)
(/)
بدعة وضلالة برحمته.
وقال الامام ابن عبدالبر (463) في جامع بيان العلم وفضله (ص 943):
ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أجمعت عليه الأمة وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه.
الأصل الثالث: ظواهر نصوص الأسماء والصفات حقٌ يجب اعتقاده.
قال الوليد بن مسلم: سألت الاوزاعي (157) وسفيان الثوري (161) ومالك بن أنس (179) عن هذه الاحاديث التي فيها ذكر الرؤيه فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 930).
و سأل بشر بن السري حمادَ بن زيد (179) فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء ينزل الله عز و جل إلى السماء الدنيا؟ قال: حق كل ذلك كيف شاء الله. رواه ابن بطة في الابانة.
وقال الامام الترمذي (279) في جامعه (عقب حديث 662):
وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا: قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِى هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ يُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ كَيْفَ هَكَذَا رُوِىَ عَنْ مَالِكٍ (179) وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (198) وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ (181) أَنَّهُمْ قَالُوا فِى هَذِهِ الأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلاَ كَيْفٍ،. وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ؛ فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ. وَقَالُوا: إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَا هُنَا الْقُوَّةُ.
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [بن راهويه (238)]: إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ. فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ؛ فَهَذَا التَّشْبِيهُ، وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلاَ يَقُولُ كَيْفَ وَلاَ يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلاَ كَسَمْعٍ؛ فَهَذَا لاَ يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى كِتَابِهِ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
و قال الامام نُعيم بن حماد (228):
من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر؛ وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيهاً. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 963) والذهبي في العرش (برقم 209).
وقال الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280) في النقض على المريسي (1/ 345):
القرآن عربي مبين تصرف معانيه إلى أشهر ما تعرفه العرب في لغاتها وأعمها عندهم؛ فإن تأول متأول مثلك جاهل في شيء منه خصوصاً أو صرفه إلى معنى بعيد عن العموم بلا أثر؛ فعليه البينة على دعواه، وإلا فهو على العموم أبدا كما قال الله تعالى.
وقال الامام ابن جرير الطبري (310) في التبصير في معالم الدين (ص 140):
فإن قال لنا قائلٌ: فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله -عز وجل- ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قيل: الصواب من هذا القول عندنا، أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه -جل ثناؤه- فقال: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وقال الإمام أبو عمر الطلمنكي (429) المالكي في كتاب الوصول إلى معرفة الأصول كما في العلو للذهبي (566):
أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله: (وهو معكم أينما كنتم) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أهل السنة في قوله: (الرحمن على العرش استوى): إن الإستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز؛ فقد قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يسمى الله عزوجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق؛ فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه وأثبتوها لخلقه ..
وقال الامام السجزي (444) في رسالته لأهل زبيد في الحرف والصوت (ص152):
الواجب أن يعلم أن الله تعالى إذا وصف نفسه بصفة هي معقولة عند العرب، والخطاب ورد بها عليهم بما يتعارفون بينهم ولم يبين سبحانه أنها بخلاف ما يعقلونه، ولا فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لما أداها بتفسير يخالف الظاهر؛ فهي على يعقلونه ويتعارفونه.
وقال الامام أبوعثمان الصابوني (449) في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص23):
وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة والفرح والضحك وغرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر.
وقَالَ الامام أَبُو عُمَرَ ابن عبدالبر (463) في التمهيد (7/ 129 - 131):
قَالَتِ الْجَمَاعَةُ وَهُوَ مِنْ حُجَّتِهِمْ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ فِي قَوْلِهِمْ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَلَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالُوهُ أَهْلُ الْحَقِّ فِي ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ) وَقَوْلُهُ: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) وَقَوْلُهُ: (إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا) وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ اسْمُهُ: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) وَقَالَ: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ) وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) وَهَذَا مِنَ الْعُلُوِّ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: (الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) وَ (الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) وَ (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ) وَ (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ)، وَالْجَهْمِيُّ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَسْفَلَ، وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) وَقَوْلُهُ: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) وَقَالَ لِعِيسَى: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) وَقَالَ: (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) وَقَالَ: (فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) وَقَالَ: (وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ) وَقَالَ: (لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ)، وَالْعُرُوجُ: هُوَ الصُّعُودُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ) فَمَعْنَاهُ: مَنْ عَلَى السَّمَاءِ، يَعْنِي: عَلَى الْعَرْشِ، وَقَدْ يَكُونُ " فِي " بِمَعْنَى " عَلَى "، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) أَيْ عَلَى الْأَرْضِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)، وَهَذَا كُلُّهُ يُعَضِّدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ)، وَمَا كَانَ مِثْلَهُ مِمَّا تَلَوْنَا مِنَ الْآيَاتِ فِي هَذَا الْبَابِ، وَهَذِهِ الْآيَاتُ كُلُّهَا وَاضِحَاتٌ فِي إِبْطَالِ قَوْلِ الْمُعْتَزِلَةِ، وَأَمَّا ادِّعَاؤُهُمُ الْمَجَازَ فِي الِاسْتِوَاءِ، وَقَوْلُهُمْ فِي تَأْوِيلِ اسْتَوَى:
(يُتْبَعُ)
(/)
اسْتَوْلَى فَلَا مَعْنَى لَهُ ظَاهِرٌ فِي اللُّغَةِ، وَمَعْنَى الِاسْتِيلَاءِ فِي اللُّغَةِ الْمُغَالَبَةُ، وَاللَّهُ لَا يُغَالِبُهُ وَلَا يَعْلُوهُ أَحَدٌ، وَهُوَ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، وَمِنْ حَقِّ الْكَلَامِ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى حَقِيقَتِهِ حَتَّى تَتَّفِقَ الْأُمَّةُ أَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ الْمَجَازُ؛ إِذْ لَا سَبِيلَ إِلَى اتِّبَاعِ مَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا إِلَّا عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يُوَجَّهُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْأَشْهَرِ وَالْأَظْهَرِ مِنْ وُجُوهِهِ مَا لَمْ يَمْنَعْ مِنْ ذَلِكَ مَا يَجِبُ لَهُ التَّسْلِيمُ، وَلَوْ سَاغَ ادِّعَاءُ الْمَجَازِ لِكُلِّ مُدَّعٍ؛ مَا ثَبَتَ شَيْءٌ مِنَ الْعِبَارَاتِ، وَجَلَّ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَنْ أَنْ يُخَاطِبَ إِلَّا بِمَا تَفْهَمُهُ الْعَرَبُ فِي مَعْهُودٍ مُخَاطَبَاتِهَا مِمَّا يَصِحُّ مَعْنَاهُ عِنْدَ السَّامِعِينَ، وَالِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ فِي اللُّغَةِ وَمَفْهُومٌ، وَهُوَ الْعُلُوُّ وَالِارْتِفَاعُ عَلَى الشَّيْءِ، وَالِاسْتِقْرَارُ وَالتَّمَكُّنُ فِيهِ، قَال َأَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (اسْتَوَى) قَالَ: عَلَا قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ: اسْتَوَيْتُ فَوْقَ الدَّابَّةِ، وَاسْتَوَيْتُ فَوْقَ الْبَيْتِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْتَوَى أَيِ انْتَهَى شَبَابُهُ وَاسْتَقَرَّ فَلَمْ يَكُنْ فِي شَبَابِهِ مَزِيدٌ.
إلى أن قال (7/ 145):
أَهْلُ السُّنَّةِ مُجْمِعُونَ عَلَى الْإِقْرَارِ بِالصِّفَاتِ الْوَارِدَةِ كُلِّهَا فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَالْإِيمَانِ بِهَا، وَحَمْلِهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ لَا عَلَى الْمَجَازِ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يُكَيِّفُونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يَحُدُّونَ فِيهِ صِفَةً مَحْصُورَةً، وَأَمَّا أَهْلُ الْبِدَعِ وَالْجَهْمِيَّةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ كُلُّهَا وَالْخَوَارِجُ فَكُلُّهُمْ يُنْكِرُهَا، وَلَا يَحْمِلُ شَيْئًا مِنْهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ أَقَرَّ بِهَا مُشَبِّهٌ، وَهُمْ عِنْدَ مَنْ أَثْبَتَهَا نَافُونَ لِلْمَعْبُودِ، وَالْحَقُّ فِيمَا قَالَهُ الْقَائِلُونَ بِمَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ، وَهُمْ أَئِمَّةُ الْجَمَاعَةِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
وقال الامام قوام السنة الأصبهاني (535) في الحجة في بيان المحجة (2/ 186):
قال أهل السنة: نصف الله بما وصف به نفسه، ونؤمن بذلك إذ كان طريق الشرع الاتباع لا الابتداع، مع تحقيقنا أن صفاته لا يشبهها صفات، وذاته لا يشبهها ذات، وقد نفى الله تعالى عن نفسه التشبيه بقوله: (ليس كمثله شيء)؛ فمن شبه الله بخلقه فقد كفر، وأثبت لنفسه صفات فقال: (وهو السميع البصير)، وليس في إثبات الصفات ما يفضي إلى التشبيه، كما أنه ليس في إثبات الذات ما يفضي إلى التشبيه، وفي قوله: (ليس كمثله شيْءٌ) دليل على أنه ليس كذاته ذات، ولا كصفاته صفات.
الأصل الرابع: الإضافة تمنع تماثل المسميين ولو اتفق الإسمان، وتمنع تماثل الموصوفين في صفةٍ ما ولو اتفقت الصفتان.
قال الامام البخاري (256) في خلق أفعال العباد (ص 182):
وإن الله عز و جل ينادي بصوت يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قَرُب؛ فليس هذا لغير الله جل ذكره، قال أبو عبد الله: وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق؛ لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قُرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال عز و جل: (فلا تجعلوا لله أندادا)؛ فليس لصفة الله ند ولا مثل ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين.
و قال الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280) في النقض على بشر المريسي (1/ 303):
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه كما يقال: إنه ملك كريم عليم حكيم حليم رحيم لطيف مؤمن عزيز جبار متكبر، وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء وإن كانت مخالفة لصفاتهم فالأسماء فيها متفقة، والتشبيه والكيفية مفترقة كما يقال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء؛ يعني في الشبه والطعم والذوق والمنظر واللون؛ فإذا كان كذلك؛ فالله أبعد من الشبه وأبعد؛ فإن كنا مشبهة عندك أن وحدنا الله إلها واحدا بصفات أخذناها عنه وعن كتابه فوصفناه بما وصف به نفسه في كتابه؛ فالله في دعواكم أول المشبهين بنفسه ثم رسوله الذي أنبأنا ذلك عنه؛ فلا تظلموا أنفسكم ولا تكابروا العلم إذ جهلتموه فإن التسمية في التشبيه بعيدة.
وقال الامام أبو بكر ابن خزيمة (311) في كتاب التوحيد (1/ 58 - 65):
والله قد ثبت لنفسه أنه يسمع ويرى، والمعطلة من الجهمية تنكر كل صفة لله وصف بها نفسه في محكم تنزيله أو على لسان نبيه لجهلهم بالعلم، وذلك أنهم وجدوا في القرآن أن الله قد أوقع أسماء من أسماء صفاته على بعض خلقه؛ فتوهموا لجهلهم بالعلم أن من وصف الله بتلك الصفة التي وصف الله بها نفسه قد شبهه بخلقه.
أقول: وجدت الله وصف نفسه في غير موضع من كتابه فأعلم عباده المؤمنين أنه سميع بصير فقال (وهو السميع البصير) وذكر عز و جل الإنسان فقال: (فجعلناه سميعا وبصيرا) وأعلمنا جل وعلا أنه يرى فقال: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وقال لموسى وهارون عليهما السلام: (إنني معكما أسمع وأرى)؛ فأعلم عز و جل أنه يرى أعمال بني آدم وأن رسوله وهو بشر يرى أعمالهم أيضا وقال: (أو لم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء) وبنو آدم يرون أيضا الطير مسخرات في جو السماء وقال عز و جل: (واصنع الفلك بأعيننا) وقال (تجرى بأعيننا) وقال (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) فثبت ربنا عز و جل لنفسه عينا وثبت لبني آدم أعينا فقال: (ترى أعينهم تفيض من الدمع)؛ فقد خبرنا ربنا أن له عينا وأعلمنا أن لبني آدم أعينا وقال لإبليس عليه لعنة الله: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى) وقال: (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) وقال (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) فثبت ربنا جل وعلا لنفسه يدين وخبرنا أن لنبي آدم يدين فقال: (وذلك بما قدمت أيديكم) وقال (ذلك بما قدمت يداك) وقال (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) وقال (الرحمن على العرش استوى)، وخبرنا أن ركبان الدواب يستوون على ظهورها وقال في ذكر سفينة نوح: (واستوت على الجودى) أفيلزم ذوى الحجا عند هؤلاء الفسقة أن من ثبت لله ما ثبت الله في هذا الآى أن يكون مشبها خالقه بخلقه حاش لله أن يكون هذا تشبيها كما ادعوا لجهلهم بالعلم.
نحن نقول: إن الله سميع بصير كما أعلمنا خالقنا وبارؤنا ونقول: من له سمع وبصر من بني آدم فهو سميع بصير ولا نقول أن هذا تشبيه المخلوق بالخالق، ونقول: إن لله عز و جل يدين يمينين لا شمال فيهما قد أعلمنا الله تبارك وتعالى أن له يدين وخبرنا نبينا أنهما يمينان لا شمال فيهما ونقول: إن من كان من بني آدم سليم الجوارح والأعضاء فله يدان يمين وشمال، ولا نقول: إن يد المخلوقين كيد الخالق عز ربنا عن أن تكون يده كيد خلقه وقد سمى الله لنا نفسه عزيزا وسمى بعض الملوك عزيزا فقال: (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) وسمى إخوة يوسف أخاهم يوسف عزيزا (فقالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا) وقال (قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر) فليس عزة خالقنا العزة التي هي صفة من صفات ذاته كعزة المخلوقين الذين أعزهم الله بها، ولو كان كل اسم سمى الله لنا به نفسه وأوقع ذلك الاسم على بعض خلقه كان ذلك تشبيه الخالق بالمخلوق على ما توهم هؤلاء الجهلة من الجهمية لكان كل من قرأ القرآن وصدقة بقلبه أنه قرآن ووحي وتنزيل قد شبه خالقه بخلقه
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أعلمنا ربنا تبارك وتعالى أنه الملك وسمى بعض عبيده ملكا فقال: (وقال الملك ائتوني به) وأعلمنا جل جلاله أنه العظيم وسمى بعض عبيدة عظيما فقال (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) وسمى الله بعض خلقه عظيما فقال (وهو رب العرش العظيم) فالله العظيم وأوقع اسم العظيم على عرشه والعرش مخلوق وربنا الجبار المتكبر فقال: (السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) وسمى بعض الكفار متكبرا جبارا فقال (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) وبارؤنا عز و جل الحفيظ العليم وخبرنا أن يوسف عليه السلام قال للملك: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) وقال: (وبشروه بغلام عليم) وقال (بغلام حليم) فالحليم والعليم اسمان لمعبودنا جل وعلا قد سمى الله بهما بعض بني آدم، ولو لزم يا ذوى الحجا أهل السنة والآثار إذا أثبتوا لمعبودهم يدين كما ثبتهما الله لنفسه وثبتوا له نفسا عز ربنا وجل وأنه سميع بصير يسمع ويرى ما ادعى هؤلاء الجهلة عليهم أنهم مشبهة للزم كل من سمى الله ملكا أو عظيما ورؤوفا ورحيما وجبارا ومتكبرا أنه قد شبه خالقه عز و جل بخلقه حاش لله أن يكون من وصف الله جل وعلا بما وصف الله به نفسه في كتابه أو على لسان نبيه المصطفى مشبها خالقه بخلقه؛ فأما احتجاج الجهمية على أهل السنة والآثار في هذا النحو بقوله: (ليس كمثله شيء) فمن القائل: إن لخالقنا مثلا أو إن له شبيها؟! وهذا من التمويه على الرعاع والسفل يموهون بمثل هذا على الجهال يوهمونهم أن من وصف الله بما وصف به نفسه في محكم تنزيله أو على لسان نبيه فقد شبه الخالق بالمخلوق وكيف يكون يا ذوى الحجا خلقه مثله
نقول: الله القديم لم يزل والخلق محدث مربوب والله الرازق والخلق مرزوقون والله الدائم الباقي وخلقه هالك غير باق والله الغني عن جميع خلقه والخلق فقراء إلى الله خالقهم، وليس في تسميتنا بعض الخلق ببعض أسامي الله بموجب عند العقلاء الذين يعقلون عن الله خطابه أن يقال: إنكم شبهتم الله بخلقه إذ أوقعتم بعض أسامي الله على خلقه.
إلى أن قال (1/ 79 - 80):
وكل من فهم عن الله خطابه يعلم أن هذه الأسامي التي هي لله تعالى أسامي بين الله ذلك في كتابه وعلى لسان نبيه مما قد أوقع تلك الأسامي على بعض المخلوقين ليس على معنى تشبيه المخلوق بالخالق لأن الأسامي قد تتفق وتختلف المعاني.
وقال الامام أبو عبد الله ابن مندة (395) في كتاب التوحيد ومعرفة اسماء الله (1/ 256):
ذكر آية تدل على وحدانية الخالق بأنه خلق الخلق وجعلهم سميعا وبصيرا يسمعون ويبصرون وهي من الأسماء المستعارة من أسماء الله تعالى لخلقه ليعرفوا نعمة الله تعالى عليهم بذلك، فتسمى بالسميع البصير وسمى عبده سميعا بصيرا؛ فاتفقت الأسماء واختلفت المعاني إذ لم يشبه من جميع الجهات قال الله تعالى منبها على قدرته على ذلك: (فجعلناه سميعا بصيرا، إما شاكرا وإما كفورا) وقال عز وجل: (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون).
وقال الامام أبو عمر الطلمنكي (429) في كتابه الوصول إلى معرفة الأصول كما في العلو للذهبي (566):
قال أهل السنة في قوله: (الرحمن على العرش استوى): إن الإستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز فقد قال قوم من المعتزلة والجهمية لا يجوز أن يسمى الله عزوجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق؛ فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه وأثبتوها لخلقه فإذا سئلوا: ما حملهم على هذا الزيغ قالوا: الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه، قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض والسواد بالسواد والطويل بالطويل والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها وعموم تسمية الأشياء به؛ فنسألهم أتقولون: إن الله موجود فإن قالوا: نعم قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبها للموجودين، وإن قالوا موجود ولا يوجب وجوده الإشتباه بينه وبين الموجودات، قلنا فكذلك هو حي عالم قادر مريد سميع بصير متكلم يعني ولا يلزم إشتباهه بمن اتصف بهذه الصفات ..
وقال الامام ابن قدامة المقدسي (620) في تحريم النظر في كتب الكلام (ص 57 - 58):
(يُتْبَعُ)
(/)
طائفة المتكلمين والمبتدعة تمسكوا بنفي التشبيه توسلاً إلى عيب أهل الآثار وإبطال الأخبار، وإلا فمن أي وجه حصل التشبيه؟، إن كان التشبيه حاصلا من المشاركة في الأسماء والألفاظ؛ فقد شبهوا الله تعالى حيث أثبتوا له صفات من السمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة والحياة مع المشاركة في ألفاظها.
ولله تسعة وتسعون اسما ليس فيها ما لا يسمى به غيره إلا اسم الله تعالى والرحمن وسائرها يسمى بها غيره سبحانه وتعالى ولم يكن ذلك تشبيها ولا تجسيما
ثم كيف يعملون في الآيات الواردة في الصفات فهل لهم سبيل إلى ردها أو طريق في إبطالها أو يثبتونها مع التشبيه في زعمهم ولقد علموا إن شاء الله أن لا تشبيه في شيء من هذا ولكنهم قبحهم الله تعالى يبهتون ولا يستحيون.
وإن كان الله تعالى قد أعمى قلوبهم حتى ظنوا ذلك فما هو ببعيد
فقد رأينا من ينسب قول الله تعالى وقول رسوله إلينا على وجه العيب لنا بها فيقول أنتم تقولون: الرحمن على العرش استوى، وأنتم تقولون: وكلم الله موسى تكليما وأنتم تقولون: ينزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيا
وهذا كلام الله تبارك وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وكلام رسوله حملتهم العصبية وعمى القلب على أن جعلوه كلاما لنا ثم عابوه علينا
ومن عاب كتاب الله عز و جل وسنة رسوله فليس بمسلم، ومن جعل كلام الله عز و جل كلاماً لغيره فهو جاهل غبي.
الأصل الخامس: نفي الصفة متضمن ثبوت نقيضها من النقائص
قال الامام أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ (193):
إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ الْجَهْمِيَّةُ أَنْ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ. رواه الخلال في السنة (1776).
وقال الامام عبدالرحمن بن مهدي (198):
ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء، أرى والله ألا يناكحوا ولا يوارثوا. رواه عبدالله في السنة (147).
وقال الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280) في النقض على بشر المريسي (1/ 301 - 303):
فقد جمعت أيها المريسي في دعواك هذه جهلا وكفرا، أما الكفر؛ فتشبيهك الله تعالى بالأعمى الذي لا يبصر ولا يرى ...... ،وكيف استجزت أن تسمي أهل السنة وأهل المعرفة بصفات الله المقدسة مشبهةًُ إذ وصفوا الله بما وصف به نفسه في كتابه بالأشياء التي أسماؤها موجودة في صفات بني آدم بلا تكييف، وأنت قد شبهت إلهك في يديه وسمعه وبصره بأعمى وأقطع وتوهمت في معبودك ما توهمت في الأعمى والأقطع؛ فمعبودك في دعواك مجدع منقوص أعمى لا بصر له وأبكم لا كلام له وأصم لا سمع له وأجذم لا يدان له ومقعد لا حراك به وليس هذا بصفة إله المصلين؛ فأنت أوحش مذهبا في تشبيهك إلهك بهؤلاء العميان والمقطوعين أم هؤلاء الذين سميتهم مشبهة أن وصفوه بما وصف به نفسه بلا تشبيه؟ فلولا أنها كلمة هي محنة الجهمية التي بها ينبزون المؤمنين ما سمينا مشبها غيرك لسماجة ما شبهت ومثلت.
وقال في خطبة كتابه الرد على الجهمية:
الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات و لا في الأرض يعلم سر خلقه وجهرهم ويعلم ما يكسبون، نحمده بجميع محامده ونصفه بما وصف به نفسه ووصفه به الرسول؛ فهو الله الرحمن الرحيم قريب مجيب متكلم قائل وشاءٍ مريد فعال لما يريد الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء له الأمر من قبل ومن بعد وله الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين وله الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم يقبض ويبسط ويتكلم ويرضى ويسخط ويغضب ويحب ويبغض ويكره ويضحك ويأمر وينهى ذو الوجه الكريم والسمع السميع والبصر البصير والكلام المبين واليدين والقبضتين والقدرة والسلطان والعظمة والعلم الأزلي لم يزل كذلك ولا يزال استوى على عرشه فبان من خلقه لا تخفى عليه منهم خافية علمه بهم محيط وبصره فيهم نافذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير؛ فبهذا الرب نؤمن وإياه نعبد وله نصلي ونسجد؛ فمن قصد بعبادته إلى إله بخلاف هذه الصفات فإنما يعبد غير الله وليس معبوده بإله؛ كفرانه لا غفرانه.
وقال قوام السنة الاصبهاني (535) في الحجة (2/ 137):
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا بطل السمع حصل الصمم، وإذا بطل البصر حصل العمى، فيكون الله تعالى في قول من يثبت السميع ولا يثبت السمع، سميعاً أصم وبصيراً أعمى، كما تقول في القدير والعليم، فيبطل الصفات كلها وتكون ألفاظاً لا معاني لها، ويكون الله تعالى خالياً عن الصفات والأسماء التي هي صفات -تعالى الله عما يقول المعطلة-.
الأصل السادس: نصوص الصفات محكمة ليست متشابهة؛ فصفات الله معلومة المعنى من لغة العرب، وإنما جهل العباد بكيفياتها.
عن سفيان بن عيينة قال: سئل ربيعة عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 665).
و عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس؛ فقال: يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟، قال: فما رأيت مالكا وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء -يعني العرق- قال: واطرق القوم وجعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه، قال فسري عن مالك فقال: الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة؛ فإني أخاف أن تكون ضالا وأمر به فأُخرج. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 664).
الأصل السابع: القول في بعض الصفات كالقول في بعض
قال الامام خطيب أهل السنة ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص 322):
والذي عندي والله تعالى أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد.
وقال الامام أبوعثمان الصابوني (449) في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص23):
وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة والفرح والضحك وغيرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر.
وقال الامام ابن عبدالبر (463) في التمهيد (7/ 143):
أَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: يَنْزِلُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا؛ فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ التَّنَازُعَ فِيهِ، وَالَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: يَنْزِلُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُصَدِّقُونَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَلَا يُكَيِّفُونَ، وَالْقَوْلُ فِي كَيْفِيَّةِ النُّزُولِ كَالْقَوْلِ فِي كَيْفِيَّةِ الِاسْتِوَاءِ وَالْمَجِيءِ، وَالْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ وَاحِدَةٌ.
الأصل الثامن: القول في الصفات كالقول في الذات.
قال الامام أبو سليمان الخطابي (388) في الغنية عن الكلام وأهله كما الفتوى الحموية (ص 362 - 363):
فأما ما سألت عنه من الصفات، وما جاء منها في الكتاب والسنة، فإن مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المثبتين، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، وإنما القصد في السلوك الطريقة المستقيمة بين الأمرين، ودين الله تعالى بين الغالي فيه والمقصر عنه، والأصل في هذا: أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يحتذى في ذلك حذوه وأمثاله، فإذا كان معلومًا أن إثبات الباري سبحانه إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف ..
وقال الامام الخطيب البغدادي (463) في جوابه لأهل دمشق في الصفات (ص 64):
أما الكلام في الصفات؛ فإن ما رُوِي منها في السنن الصحاح مذهب السلف رضوان الله عليهم إثباتها, وإجراؤها على ظواهرها, ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله سبحانه, وحققها من المثبتين قوم فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف.
والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين , ودين الله بين الغالي فيه, والمقصر عنه، والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات, ويحتذي في ذلك حذوه ومثاله؛ فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين عز وجل إنما هو إثبات وجود, لا إثبات كيفية , فكذلك إثبات صفاته, إنما هو إثبات وجود, لا إثبات تحديد وتكييف.
وقال الامام البغوي (516) بعد ذكره نصوصاً في الصفات في شرح السنة (1/ 70):
فهذه ونظائرها صفات لله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل، مجتنبا عن التشبيه، معتقدا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق،كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وقال الامام قوام السنة الأصبهاني (535) في الحجة (1/ 175):
والطريقة المحمودة هي الطريقة المتوسطة بين الأمرين، وهذا لأن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، وإثبات الذات إثبات وجود، لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات وإنما أثبتناها لأن التوقيف ورد بها، وعلى هذا مضى السلف.
وقال (2/ 186):
وليس في إثبات الصفات ما يفضي إلى التشبيه، كما أنه ليس في إثبات الذات ما يفضي إلى التشبيه، وفي قوله: (ليس كمثله شيْءٌ) دليل على أنه ليس كذاته ذات، ولا كصفاته صفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 05:22]ـ
فاتني أن أذكر أنني استفدت بعض النقول من كتاب "القواعد والضوابط السلفية في أسماء وصفات رب البرية" للشيخ أحمد النجار جزاه الله خيراً وأثابه.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 03:13]ـ
هذا رابط فيه نقول عن الأئمة الأربعة رحمهم الله ورضي عنهم في إثبات الصفات؛ به تعظم الفائدة بإذن الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=205430
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 11:17]ـ
للفائدة(/)
شبهة: لم يعذب الله الكفار ابدا؟ اليس من العدل ان يعذبهم مقدار ما عاشوه في الارض؟
ـ[ابا إسماعيل الجزائري]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 06:26]ـ
السلام عليكم وارجوا ان اجد الاجابة عند الاخوة الكرام
قبل اسبوع من اليوم، بينما نحن نوزع كتب اسلامية لغير المسلمين اذ دخل علينا شاب فاخد بعض الكتب واستأذن بطرح سؤال فقلنا نعم تفضل فقال:
لماذا يعذب الله الذين لايؤمنون به اشد العذاب ابد الابدين وهو غني عن تعذيبهم اليس من العدل ان تكون مدة تعذيبهم اياهم المقدار الذي عاشوه في الارض
فبدأ بعض الاخوة الحاضرين يحاولون اقناعه ولكن كل الاجابات لم تروي غليلي
فارجوا ان اجد ما يشفي الصدر عند احد الاخوة في هذا المجلس المبارك
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 08:06]ـ
من بلغه دين الاسلام ولم يؤمن فقد انقطع العذر في حقه وكان من الكافرين المستحقين للخلود في النار طال عمره أم قصر ما دام لم يحقق سبب النجاة قبل حلول أجله؛ فإنه لو أسلم قبل الغرغرة بساعة كان من الناجين ولو عاش قبلها كافراً مئة سنة؛ فليست العبرة بمدة حياته كافراً بل العبرة بإتيانه بشرط النجاة.
والخلود في النار للكافرين هو عين العدل، رجل أرسل الله إليه الرسل وأنزل مع رسله الكتب وأزاح عنه العلل و زين له الحق وبين له طريقه وقبح له الباطل وحذره طريقه، ومكنه من الهداية وأمده بالنعم الدنيوية في الأبدان والمآكل والمشارب والمناكح والمساكن ثم كفر نعمة سيده وأشرك معه غيره واستكبر عن عبادته واتبع هواه وقدم طاعة شيطانه على طاعة خالقه ومدبره هل يستوي بعبد أذعن لربه بالتوحيد و أطاع رسله وإن قصر في العمل؟، ثم إن هذا الخلود للكافرين شيء من أشياء يظهر بها عظيم منزلة التوحيد والايمان الذي هو مقصد خلق الخلق، وظهور حسن أحكام الله ودينه بل أصل دينه مما يحبه الله تعالى، ومما ينشرح أهل الايمان به نفساً ويزادادون به إيماناً ويثبتون به على الصراط المستقيم.
وثمة أصول محكمة في هذا الباب لا بد للمسلم من معرفتها منها:
الأول: أن الله لا يظلم لا في أحكامه القدرية و لا الشرعية، قال تعالى: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) وقال: (ولا يظلم ربك أحداً)، وخلود الكافرين حكم قدري، ولا أحسن من الله حكما لمن أيقن قال تعالى: (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
الثاني: أن الله يضع الضلال في محله اللائق به، قال تعالى: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) وقال: (ولو علم الله فيهم خيراً وأسمعهم) وقال: (أفرأيت من اتخذه الهاه هواه وأضله الله على علم) فأضله الله عالماً به وبما يليق به.
إجابة عاجلة غفر الله لكاتبها تقصيره وضعفه ألزمني بها تأخر الإجابة من غيري ممن هو أولى مني، والله المستعان.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 08:33]ـ
قال الله عز وجل "ولو رُدوا لعادوا لما نهوا عنه" فهذه الآية إخبار من الله العليم بالغيب أن هؤلاء الكافرين المعذبين في النار لو أعيدوا لدار الدنيا لعادوا لكفرهم فاقتضى ذلك تخليدهم فلا يطهرهم إلا المكث الدائم .. لكن يبقى سؤال: ولكنهم لم يكفروا إلا سبعين سنة أو ستين أو مئة .. إلخ .. فكيف يخلدهم على مالم يصدر منهم؟ , وإذا وصل النقاش إلى هنا فأمسكوا .. وعدل الله لا يقاس بعدل المخلوقين وليس مدلوله مثله, كأي صفة من صفاته سبحانه وتعالى
واذكروا"لا يسأل عما يَفعل وهم يسألون" .. وقولوا "آمنا بالله كل من عند ربنا"
واعلموا أن الله لا يخلد أحداً حتى يعذر إليه فيجعله بمثابة المختار لمصيره "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسيل"
ـ[ابا إسماعيل الجزائري]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 10:43]ـ
بارك الله في احبتي في الله ولكن سؤالي هل الله عز وجل لا يرحم ابدا الكافر اذا كان في النار خالدا فيها ولايخفف عنه العذاب ولايموت فيها ولا يحيا وكلما نضجت جلودهم بدل جلده بجلد غيره ليذوق العذاب ويشرب الحميم الماء المغلى التي تسقط منه فروة الوجه قبل شرابه و اكله من شجرة الزقوم وهذا ابد الابدين، فأين رحمة الله؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 11:03]ـ
استعذ بالله أبا اسماعيل.
إلى هنا حسبك.
عقلك القاصر هو الذي لا يرى رحمة في أحكام الله القدرية في حق الكافرين يوم القيامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
من أكرمه الله بالاسلام فليحمد ربه ويشتغل بطاعة ربه، ولا يتتبع خطوات الشيطان ووسوسته فيلقيه -والعياذ بالله- في مهاوي سوء الظن بالله رب العالمين.
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 12:42]ـ
تحدث الإمام ابن القيم عن هذه الجزئية في كتاب شفاء العليل، في الأبواب 22 و23.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 03:24]ـ
بارك الله في احبتي في الله ولكن سؤالي هل الله عز وجل لا يرحم ابدا الكافر اذا كان في النار خالدا فيها ولايخفف عنه العذاب ولايموت فيها ولا يحيا وكلما نضجت جلودهم بدل جلده بجلد غيره ليذوق العذاب ويشرب الحميم الماء المغلى التي تسقط منه فروة الوجه قبل شرابه و اكله من شجرة الزقوم وهذا ابد الابدين، فأين رحمة الله؟ بارك الله فيك
إجابة على سؤالك الحالي والسابق
وهما ينقسمان ما بين سؤال عن العدل وسؤال عن الرحمة فنقول وبالله التوفيق وبه نستعين وله وحده سبحانه الحمد والمنة والكرم والجود:
العدل هو أن تعطي كل ذي حق حقه، والظلم هو أن تمنع ذي حق حقه
فعلى سبيل المثال:
نحن كبشر إذا أنت اخترعت جهاز معين ثم أعطيت براءة الاختراع لهذه الشركة دون تلك فهل أنت ظالم؟
وإذا أخذت الاختراع وحرقته ودمرته هل أنت ظلمت الشركات المختصة؟؟
الإجابة: لا لست ظالما قطعا لأن الاختراع خاص بك وأنت حر فيه
ولله المثل الأعلى
هذا الكون هو ملك لله تعالى، فلو أن الله تعالى أخذ الأولين والآخرين بعذاب في الدنيا والآخرة فهو غير ظالم لهم لأنهم ملكه هو وهو خلقهم فلو عذبهم من غير ذنب صدر منهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم بل هذا ملكه يتصرف فيه كيف يشاء
الله خلقنا ورزقنا وأعطانا وهدانا ونعمه سابغة علينا لا نحصيها بل إن من أسلم وأطاع الله تعالى فبهدى من الله وبرحمته ومنته وكرمه، فلو حاسبنا الله بالعدل لأدخلنا النار،
فالطائع لم يستحق الجنة بعمله بل يدخل الجنة برحمة الخالق المتعال
قال صلى الله عليه وسلم: لن يدخل أحدا عمله الجنة. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا " متفق عليه واللفظ للبخاري، وفي رواية لمسلم: ليس أحد منكم ينجيه عمله. قالوا: ولا أنت؟ يا رسول الله! قال: ولا أنا. إلا أن يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة "
فهذا نبي الله صلى الله عليه وسلم الذي قوم الليل حتى تتفطر قدماه ويصوم ويواصل الصوم ويدعو إلى الله منتصبا في العبادة حتى يأتيه اليقين يقول لن أدخل الجنة بعملي، فتأمل
فالجنة رحمته وليس عدله
أما النار فهي العدل ولو شئت فقل هي رحمة من وجه!!
قال تعالى: "إن الشرك لظلم عظيم" فكان جزاء الشرك الذي هو ظلم عظيم نارا خالدا فيها
طيب نستحضر سؤالك عن الزمن، ليتصل الحديث ويتكامل
هل العدل أن يعذبهم إلى الأبد أو يعذبهم مقدار ما عصوا؟
نضرب مثالا آخر للتوضيح
هذا أب له أولاد، يعصيه ولده في لحظة واحدة: يقول له أيها الأب أنت ظالم وكذا وكذا (يسبه سبابا عظيما ويسب أباه وأمه وينعته بالزنا والسرقة وكذا وكذا ... الخ)
كم يستغرق السباب؟
يستغرق عشر دقائق
الأب يطرد الابن ويحرمه من دخول بيته إلى أن يموت
هل يقول عاقل أن الأب ظالم؟؟؟
الإجابة:
لا ليس ظالما، بل تجد اللعائن تصب على رأس الولد العاق الكذا وكذا ..
لماذا؟؟
الإجابة: لأن على قدر الذنب تأتي العقوبة وليس على مقدار وقت الذنب تأتي العقوبة
مثال آخر
السارق سرق في ساعة واحدة
الزاني استمتع بالزنا يُكرِه فتاة عليه، ساعة واحدة
وفي قوانين الدنيا الوضعية يحبس بمقدار كم؟؟ ساعة؟؟ أم كل ذي جرم يقدر حبسه في القوانين الوضعية العادلة من وجهة نظرههم ككفار
طيب
أحق الله أحق أم حق البشر؟؟
ولله المثل الأعلى
المشكلة أن هذا الكافر الذي طرح عليك السؤال لم يعرف (الله) ولم يعرف قدر الله وعظمته قال تعالى:" وما قدروا الله حق قدره "
الله تعالى خلق هذا الكائن وسخر له الكون وجعل له العقل ليفكر ويبدع وينتج
ورزقه الرزق وأعطاه من شتى الألوان والأنواع والنعم فمن سمع لبصر ليد لكذا وكذا ... الخ
ويأتي هذا الكائن فيسب الله تعالى كما يفعل النصارى يقولون له ولد
ويأتي هذا الكائن ويسب الله فيجعله بقرة أو تمثال - تعالى الله عز وجل علوا كبيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ويأتي هذا الكائن فيعاند الله مثل اليهود ويتحدى الله ويسبه يقول الله فقير ونحن أغنياء
ويأتي هذا الكائن فيلحد ويجحد الرب جل وعلا ويقول ما للكون من خالق إنما وُجد صدفة
ويأتي هذا الكائن فيخادع الله يحسب أنه - المنافق - على شيء
ويفعل ويفعل ويفعل ... فهذا عدل الله به ولو شئت فقل عذابه في النار عذابا أبديا رحمة من الله فلو عامله الله بتمام العدل لكان العذاب أكبر من ذلك وأشد وأنكى من عذاب النار وهو مستحق لهذا العذاب أيما استحقاق
فإذا عرف الإنسان أن الله تعالى عظيم وكبير وأنه هو العلي الأعلى لعلم مقدار ذنب هذا الكافر الذي عاند وجحد وسب الله تعالى فلو حُكَّمَ فيه لحكم عليه بما هو أفظع من النار
فيعلم السائل أن هذه النار إنما هي أقل مما يستحق الكافر وأنه يستحق أن يعذب ما هو أشد من هذا لأنه طغى وظلم وتجبر وتكبر على ولي نعمته
الله تعالى تعرف إلينا في الدنيا باسمه (الرحمن) واسمه (الرحيم) فيحلم ويعفو ولا يمنع الكافر الدنيا وما فيها، أما يوم القيامة فيغضب ربك غضبا لم يغضب مثله قبل ولا يغضب مثله بعد كما جاء في صحيح البخاري، فيحاكم الكافر بعدله، ويتجاوز للمؤمن برحمته
فما أرحمه وما أعدله سبحانه وتعالى، سبحان ربك رب العزة عما يصفون
قال النبي صلى الله عليه وسلم "يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب! لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك، ما عبدناك حق عبادتك " صححه الألباني لغيره في صحيح الترهيب والترغيب
هؤلاء الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ما عبدوه حق عبادته
فمن عرف عظمة الله جل في علاه لا يقول أين عدل الله في النار، بل يقول اللهم ارحمنا برحمتك ولا تعاملنا بعدلك فلو عاملنا الله بالعدل لأدخلنا النار وهو غير ظالم لنا
وجاء في الحديث:" اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنة: يا رب، ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم، وقالت النار - يعني - أوثرت بالمتكبرين، فقال الله تعالى للجنة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها، قال: فأما الجنة: فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا، وإنه ينشئ للنار من يشاء، فيلقون فيها، فتقول: هل من مزيد، ثلاثا، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ، ويرد بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط قط " رواه البخاري،
وصحح الألباني في صحيح ابن ماجة ما رواه الديلمي قال:وقع في نفسي شيء من هذا القدر خشيت أن يفسد علي ديني وأمري فأتيت أبي بن كعب فقلت أبا المنذر إنه قد وقع في نفسي شيء من هذا القدر فخشيت على ديني وأمري فحدثني من ذلك بشيء لعل الله أن ينفعني به فقال لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل جبل أحد ذهبا أو مثل جبل أحد تنفقه في سبيل الله ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار ولا عليك أن تأتي أخي عبد الله بن مسعود فتسأله فأتيت عبد الله فسألته فذكر مثل ما قال أبي وقال لي ولا عليك أن تأتي حذيفة فأتيت حذيفة فسألته فقال مثل ما قالا وقال ائت زيد بن ثابت فاسأله فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل أحد ذهبا أو مثل جبل أحد ذهبا تنفقه في سبيل الله ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر كله فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار "
معذرة أطلت ولكن الموقف يستحق الإطالة ولعل الله تعالى يزيل ما علق من هذه الشبهة ويعينك في الرد على هذا الكافر ولعل الله تعالى يجعله في ميزان حسناتك فيسلم وبارك الله فيك
ـ[ابا إسماعيل الجزائري]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 03:59]ـ
بارك الله في الاخ ابو عبد الملك والاخت سارة بنت محمد واسأل الله ان يجزيكما عني خير الجزاء
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 04:08]ـ
هذا الكون هو ملك لله تعالى، فلو أن الله تعالى أخذ الأولين والآخرين بعذاب في الدنيا والآخرة فهو غير ظالم لهم لأنهم ملكه هو وهو خلقهم فلو عذبهم من غير ذنب صدر منهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم بل هذا ملكه يتصرف فيه كيف يشاء
أختي الفاضلة سارة .. وفقها الله تعالى
هذا الكلام غريب عن طريقة أهل السنة والجماعة .. وهو أشبه بكلام الأشعرية, وآمل ألا يتكلف الإخوة الكرام الكلام فيما هو خارج عن حيز العقل مما لم يطلعنا الله عليه .. فمن السهل الاستدراك على ذلك ثم الدخول في دوامة لا حصر لها من الشكوك والله نهانا عن التكلف وعن استعمال العقل في غير ما وضع له, على أني أشكر لك حرصَك البالغ على شفاء غليل السائل فهذا مما تحمدين عليه وقد لاحظت عليك حب إسداء الخير والنفع للناس فجزاك الله خيرا ..
لم أقرأ جميع الكلام بعد واستوقفتني هذه العبارة .. فإن الأشعرية لما حرفوا صفة الحكمة
لله عز وجل أعني اولوها .. كان مقتضى ذلك تجويزهم على الله أن يدخل النار من ظل طول عمره يعبده
والعكس .. وهذا من الباطل الظاهر بطلانه ,فربوبيته سبحانه لخلقه من جملة معانيها اتصافه بالحكمة
وغير ذلك فلا يقال لو انه فعل ذلك لا يكون ظالما لأنه تصرف في ملكه ,,بل الصواب أن يقال: حرم الله الظلم على نفسه
أو أوجب العدل وكتب الرحمة على نفسه .. وإن كان يقدر سبحانه أن يعذب من يشاء ولو دون ذنب لكن هذا ممتنع عليه لتنزهه عن الظم. وذلك كما لو قيل لعالم موقر:هل تستطيع أن تخرج للناس وأنت عريان؟ الجواب:يستطيع لكنه يتنزه عن الشين .. ولله المثل الأعلى
وفي الجواب الذي قلتُه أول شيء كفاية للعاقل, فليتأمل .. ولست بذا أمدح قلمي الكليل
ولا أقلل مما ذكره الفضلاء الكرام-معاذ الله-ولكن كانت إيماءات مقتبسة من كتاب ربي ففيها الغنية والشفاء لمن كان صادقا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 04:18]ـ
((إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين))
((لا يُسئل عما يفعل وهم يسئلون))
((إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون))
((إن الله لا يظلم مثقال ذرة))
وإذا بقي في النفس شيء فيقال: هل يعقل أن الذي خلق الكون وما فيه، وينعم على الخلق - بما فيهم من يسب الله عز وجل - منذ بدأ الخلق يظلم خلقه في الدار الآخرة؟
ويلزم من هذه الشبهة أن يقال لماذا يخلد المؤمنون في الجنة، ولماذا لا يجازون يقدر ما عاشوا في الأرض فقط، وتبدأ حينئذ الشبة تتلوها الأخرى، فينصح الأخ أن يقول لا إله إلا الله، كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 04:20]ـ
وإياك أخي الفاضل وفقك الله ونفع بك وجعلك للمتقين إماما.
مشاركتي الثانية لم أرد بها إلا علاج الكف والاستعاذة بالله، وهو علاج شرعي في باب الشبهات؛ فلا تحملن على أخيك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 04:22]ـ
معاذ الله أن أحمل عليك .. اللهم آمين ولك بمثل .. أشكرك حقا على دعائك الجميل
وأنت حبيبي في ربي, ولكن تكلمت بعامة ولم أعنك خصوصا
------
والنار لا توصف بأنها رحمة .. هذا تكلف بعيد ,, فالله نص على أن رحمته في الآخرة خاصة بأوليائه فقال جل ثناؤه"ورحمتي وسعت كل شيء" أي من جهل الأصل ثم بين الاستحقاق "فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون "والأدلة في هذا كثيرة جدا .. والله الموفق للحق
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 04:48]ـ
أختي الفاضلة سارة .. وفقها الله تعالى
هذا الكلام غريب عن طريقة أهل السنة والجماعة .. وهو أشبه بكلام الأشعرية, وآمل ألا يتكلف الإخوة الكرام الكلام فيما هو خارج عن حيز العقل مما لم يطلعنا الله عليه .. فمن السهل الاستدراك على ذلك ثم الدخول في دوامة لا حصر لها من الشكوك والله نهانا عن التكلف وعن استعمال العقل في غير ما وضع له, على أني أشكر لك حرصَك البالغ على شفاء غليل السائل فهذا مما تحمدين عليه وقد لاحظت عليك حب إسداء الخير والنفع للناس فجزاك الله خيرا ..
لم أقرأ جميع الكلام بعد واستوقفتني هذه العبارة .. أخي الفاضل أبو القاسم
وما تقول في هذا الحديث؟
وصحح الألباني في صحيح ابن ماجة ما رواه الديلمي قال:وقع في نفسي شيء من هذا القدر خشيت أن يفسد علي ديني وأمري فأتيت أبي بن كعب فقلت أبا المنذر إنه قد وقع في نفسي شيء من هذا القدر فخشيت على ديني وأمري فحدثني من ذلك بشيء لعل الله أن ينفعني به فقال لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل جبل أحد ذهبا أو مثل جبل أحد تنفقه في سبيل الله ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار ولا عليك أن تأتي أخي عبد الله بن مسعود فتسأله فأتيت عبد الله فسألته فذكر مثل ما قال أبي وقال لي ولا عليك أن تأتي حذيفة فأتيت حذيفة فسألته فقال مثل ما قالا وقال ائت زيد بن ثابت فاسأله فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل أحد ذهبا أو مثل جبل أحد ذهبا تنفقه في سبيل الله ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر كله فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار "
وهذا الحديث:
وجاء في الحديث:" اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنة: يا رب، ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم، وقالت النار - يعني - أوثرت بالمتكبرين، فقال الله تعالى للجنة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها، قال: فأما الجنة: فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا، وإنه ينشئ للنار من يشاء، فيلقون فيها، فتقول: هل من مزيد، ثلاثا، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ، ويرد بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط قط " رواه البخاري،
وقولي:
فهذا عدل الله به ولو شئت فقل عذابه في النار عذابا أبديا رحمة من الله فلو عامله الله بتمام العدل لكان العذاب أكبر من ذلك وأشد وأنكى من عذاب النار وهو مستحق لهذا العذاب أيما استحقاق
فالقصد المبالغة في إثبات العدل وهي - في ظني - مقبولة إن شاء الله تعالى في هذا الموقف
وإن كنت وقت كتابتها شعرت أن في النفس شيء منها فللمشرفين بارك الله فيهم تركها لو كان ظاهرا في السياق أن المقصود المبالغة إثبات صفة العدل وليس إثبات أن النار رحمة، وإلا حذفها لو كان هذا غير واضح.
ونشكر الأخ أبا القاسم على نصحه وإرشاده لإخوانه وحرصه على الخير
بارك الله فيك وشكرا على المداخلة والنصيحة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 05:14]ـ
بارك الله في الاخ ابو عبد الملك والاخت سارة بنت محمد واسأل الله ان يجزيكما عني خير الجزاء
وإياك أخي الفاضل وفقك الله ونفع بك وجعلك للمتقين إماما.
مشاركتي الثانية لم أرد بها إلا علاج الكف والاستعاذة بالله، وهو علاج شرعي في باب الشبهات؛ فلا تحملن على أخيك.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 05:15]ـ
الأخ أبا القاسم وفقك الله ونفع بك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 05:23]ـ
لا يصح شيء من ذلك ولله الحمد وتصحيح الشيخ الالباني مردود.
.. ولو صح-جدلا- فليس فيه ما ذهبت إليه, لأن مدلوله أنه لو عذبهم لكان غير ظالم وليس فيه انه عذبهم بغير ذنب, ففرق بين الأمرين .. أما حديث البخاري فهذه اللفظة غلط من الراوي .. فهي لفظة شاذة أو إن شئت مقلوبة لأن عامة طرق الحديث ليس فيها ذلك
وقد قطع العلامة الإمام ابن تيمية وغيره من المحققين أنها شاذة, وبيان ذلك باختصار أن الحديث من رواية أبي هريرة
ولفظك الذي وضعتيه من طريق صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة ..
لكن رواه عن الأعرج أبو الزناد ومن طريقه عن أبي هريرة وكل الطرق إلى أبي الزناد بلفظ "الجنة"
ورواه أيوب وهشام بن حسان عن محمد بن سيرين به وليس فيه أن الله ينشيء للنار خلقا!
وكذا بقية طرقه كطريق همام بن منبه عن أبي هريرة .. وغيره ..
على أن النكارة في المتن ظاهرة معارضة للأصول المتقررة في الكتاب والسنة
فهي أمارة على علة في الحديث حتى لو لم تكن العلة ظاهرة كما في حالتنا هذه فهي بينة ولله الحمد
وأخرج الإمام مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" احتجت الجنة والنار فقالت النار في الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة في ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى بينهما فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي
وهذا جواب سريع .. لاضطراري للخروج
والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 05:43]ـ
الأخ أبا القاسم وفقك الله ونفع بك
رضي الله عنك وبارك فيك .. اللهم ربنا آمين
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 07:52]ـ
ولكن اذكر اني قرات لابن القيم رحمه الله قولا شبيها لما قالته اختنا
والله اعلم
ثم اني اقول دائما انه اذا سألت الكافر عن موقفه مما يفعل هل سيفعله دائما فسيقول لك نعم والى الابد
مثل مثلا الحاكم الكافر الظالم فلو تُرك له الامر اي تعذيب المؤمنين او تعذيب غيرهم لفعله الى الابد ويقول اكثرهم مالنا ولله اننا نريد ان نفعل مانريد وهم مصممون على مايفعلون ويشرعون والجزاء من جنس العمل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 08:08]ـ
هذا الذي قلته أيها النبيل هو مفاد قول الله تعالى "ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه"
والخلاصة:أن المرء مادام قامت عنده البراهين على صحة الإسلام دينا هو الحق وحده
فلا ينبغي أن يخوض فيما وراء حدود عقله ويسأل عن أفعال الله مستشكلا أو معارضاً
"ولا تقف ما ليس لك به علم " .. بل يكون لسان حاله: سمعنا وأطعنا كلٌ من عند ربنا
وحسبه أن يعلم أن الله حرم الظلم على نفسه ,فيثيب المحسن على إحسانه ويعاقب المسيء
ويعفو عن كثير .. وإلا أشبه حال الذين يجعلون القران عضين .. فليس ذا من الموقنين
والله أعلم
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 11:37]ـ
من المعلوم ان الله لايفعل امرا الا بحكمة فالخلق وارسال الرسل والاحكام كلها بحكمة
والله عز وجل لايظلم احدا وهو اعلم بما خلق ومن ظلم واهل الجنة واهل النار وهو سبحانه يخرج من النار من يستحق ويعذب من يستحق ولو علم الله فيهم خيرا لهداهم ولاخرجهم منها لكنه اعلم بالنفوس منا واعلم باهل الجنة واهل النار منا
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 10:52]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 12:35]ـ
لا يصح شيء من ذلك ولله الحمد وتصحيح الشيخ الالباني مردود.
.. ولو صح-جدلا- فليس فيه ما ذهبت إليه, لأن مدلوله أنه لو عذبهم لكان غير ظالم وليس فيه انه عذبهم بغير ذنب, ففرق بين الأمرين .. أما حديث البخاري فهذه اللفظة غلط من الراوي .. فهي لفظة شاذة أو إن شئت مقلوبة لأن عامة طرق الحديث ليس فيها ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قطع العلامة الإمام ابن تيمية وغيره من المحققين أنها شاذة, وبيان ذلك باختصار أن الحديث من رواية أبي هريرة
ولفظك الذي وضعتيه من طريق صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة ..
لكن رواه عن الأعرج أبو الزناد ومن طريقه عن أبي هريرة وكل الطرق إلى أبي الزناد بلفظ "الجنة"
ورواه أيوب وهشام بن حسان عن محمد بن سيرين به وليس فيه أن الله ينشيء للنار خلقا!
وكذا بقية طرقه كطريق همام بن منبه عن أبي هريرة .. وغيره ..
على أن النكارة في المتن ظاهرة معارضة للأصول المتقررة في الكتاب والسنة
فهي أمارة على علة في الحديث حتى لو لم تكن العلة ظاهرة كما في حالتنا هذه فهي بينة ولله الحمد
وأخرج الإمام مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" احتجت الجنة والنار فقالت النار في الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة في ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى بينهما فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي
وهذا جواب سريع .. لاضطراري للخروج
والله أعلم
الأخ الفاضل
بارك الله فيكم وأحسن إليكم وجزاكم خيرا على حرصكم على الخير
ولكن أرى أنه كان من الأفضل فتح صفحة خاصة بهذا النقاش لمدارسة الأمر
وأقول بالنسبة لحديث ابن ماجة فقد حسنه الوادعي وذكر ابن القيم أنه قد تلقاه أهل السنة بالقبول والله تعالى أعلم
وبالنسبة لحديث البخاري فالحكم بقلب الحديث لا يُتحدث فيه بهذه السهولة لمكانة الكتاب، وهذا الأمر أيضا يحتاج لمدارسة وبحث
بارك الله فيكم، الله عز وجل يعامل العباد ما بين الفضل والعدل ولله تعالى الإرادة المطلقة والحكمة المطلقة، وعلى هذه العبارة السابقة مدار حديثي السابق. وربما لم أعبر لغويا بالشكل الصحيح وربما يحتاج كلامي لإعادة صياغة وضبط فسأراجع كلامي بتأن والله المستعان.
بشكل عام نصيحتكم في ذهني وسأفكر فيها جيدا وأبحث على مهل، فإن وجدت أنني كنتُ على خطأ فسيكون لي عودة للموضوع لتصويب ذلك الخطأ إن شاء الله تعالى.
وإن شئتَ أن ينقل المشرفون الأفاضل المشاركات المتعلقة بهذه المدارسة في صفحة مستقلة لعلها تستمر ونستفيد منها يكون أفضل. وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 12:49]ـ
أختي الفاضلة سارة: مع الأسف .. الانتصار للرأي ,كان هو الذي لمسته من ردك .. مع أنك ممن يدعو للإذعان للحق
ولست في وارد الدخول في جدال لا أحبه, وما قلته فيه كفاية لمن كان على جادة طريق العلم
وقد بينت أن كلامك مشابه لكلام الأشعرية وأن الحديث حتى لو صح-جدلا- فليس فيه تقرير ما قلتيه
والبخاري نفسه أورد الروايات الصحيحة فبين هو نفسه الغلط ,وهناك فرق بين الخطأ في لفظة ونحوها وبين أن يكون في الحديث من أصله فقد بين هذا الغلط الكرماني و ابن حزم وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن الوزير والبلقيني وغيرهم ,وهؤلاء يعرفون جلالة قدر الجامع الصحيح وليسوا بحاجة لتوصية:ليس من السهل .. إلخ
قال ابن القيم في الزاد: (قال شيخنا:وهذه حجة باطلة فإن هذه اللفظة وقعت غلطاً من بعض الرواة وبينها البخاري رحمه الله تعالى في الحديث الآخر الذي هو الصواب) حتى من احتمل صححة اللفظ فقد تكلف تأويله بما هو أقرب للتعسف وأوله بغير العذاب قال ابن حجر: (ويمكن التزام أن يكونوا من ذوي الأرواح، ولكن لا يعذبون كما في الخزنة ويحتمل أن يراد بالإنشاء ابتداء إدخال الكفار النار، وعبر عن ابتداء الإدخال بالإنشاء فهو إنشاء الإدخال لا الإنشاء بمعنى ابتداء الخلق .. )
فآمل منك التوقف عن الخوض في هذه المسائل الخطيرة التي تنسبين فيها لله ما لا يليق, ولست والله عاجزا عن رد مطول
لكن الله المستعان .. أعجب والله من اعتقاد مسلم أن الله يضع في النار خلقا يعذبهم فيها وهم لم يذنبوا قط!
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
والسلام عليكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 02:10]ـ
أغرب ما في الموضوع أن الأخ الكريم أبا إسماعيل يسأل عن شبهة قد تؤدي بضعاف الإيمان إلى الشك
أفيكون دواؤه أن نزيده شكا ونقول:الله يدخل النار من لا يستحق دخولها أصلا!؟
فلو أني وجدت شخصاً وخشيت عليه من الكفر لأجل هذا فربما قلت له: ورد عن بعض السلف القول بفناء النار
فأعمد للقول المرجوح لمصلحة معتبرة متحققة حتى يزداد رسوخا في الإيمان ,لا أن أزيده شكا وزهدا في دينه
--
خروجا من التصحيح والتضعيف, أود التأكيد على أن معناه لا يفيد ما ذكرته الأخت ,فلا يفهمه بهذا الفهم إلا فرقة الجبرية .. قال الإمام ابن تيمية في الفتاوى عن هذا الحديث أنه: (يبين أن العذاب لو وقع لكان لاستحقاقهم ذلك، لا لكونه بغير ذنب)
وهو ما قلته من أول رد ..
والله الموفق
ـ[عبد الملك الأردني]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 02:20]ـ
الجواب في سطر واحد
علم الله في أن الكفار لو عاشوا ألف ألف سنة سوف يبقون على كفرهم
وأن أهل الإيمان لو عاشوا ألف ألف سنة لبقوا على إيمانهم
و الدليل ((ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (27)) (بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون (28) الأنعام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الملك الأردني]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 02:24]ـ
بارك الله في احبتي في الله ولكن سؤالي هل الله عز وجل لا يرحم ابدا الكافر اذا كان في النار خالدا فيها ولايخفف عنه العذاب ولايموت فيها ولا يحيا وكلما نضجت جلودهم بدل جلده بجلد غيره ليذوق العذاب ويشرب الحميم الماء المغلى التي تسقط منه فروة الوجه قبل شرابه و اكله من شجرة الزقوم وهذا ابد الابدين، فأين رحمة الله؟
أتدري ما الحكمة؟؟؟؟
تخيل لو ان إبنك أخطأ فهل تقوم بضربه؟ ولماذا تقوم بضربه إذا كنت تحبه؟
هذه هي الحكمة؟
ولله المثل الأعلى فالله حكيم عليم
هو رحيم بمن يستحق الرحمة وشديد العقاب بمن يستحق العقاب
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 02:34]ـ
الأخ الفاضل أبو القاسم
بارك الله فيك ورزقنا وإياك العدل والإخلاص والإنصاف
تعلّم يا أخي أن كلامك وحده أو كلامي وحده ليس حجة بذاته وأن من حقي أن أبحث وأتثبت قبل أن أقول لك كلامك صحيح وكلامي خطأ أو العكس.
لأني عندما أتحدث لا أتحدث عن جهل، تماما كما أنك إذ تتحدث لا تتحدث عن جهل
والخطأ وارد سواء منا أو منكم فليس مجرد قولك -المجرد من الإحالة على مراجع - حجة عليّ، بحيث أنني بعد سماعه لابد أن أعترف بالخطأ وأتوب عن البدعة.
وأنا ذكرت لكم أنني سأبحث وأقرأ على مهل وبالفعل قدمت هذا البحث على ما سواه، وبدأت بكتب ابن القيم لأني تذكرت أني قرأت هذا المعنى من قبل
فبارك الله فيكم ووجدت أنكم على حق، وأن عبارتي التي قلتُ فيها:
العدل هو أن تعطي كل ذي حق حقه، والظلم هو أن تمنع ذي حق حقه
فعلى سبيل المثال:
نحن كبشر إذا أنت اخترعت جهاز معين ثم أعطيت براءة الاختراع لهذه الشركة دون تلك فهل أنت ظالم؟
وإذا أخذت الاختراع وحرقته ودمرته هل أنت ظلمت الشركات المختصة؟؟
الإجابة: لا لست ظالما قطعا لأن الاختراع خاص بك وأنت حر فيه
ولله المثل الأعلى
هذا الكون هو ملك لله تعالى، فلو أن الله تعالى أخذ الأولين والآخرين بعذاب في الدنيا والآخرة فهو غير ظالم لهم لأنهم ملكه هو وهو خلقهم فلو عذبهم من غير ذنب صدر منهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم بل هذا ملكه يتصرف فيه كيف يشاء
عبارة خاطئة لفظا ومعنى
وأن الصواب أن يقال كما قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة وغيره من المراجع:
فجميع عباده تحت عفوه ورحمته وفضله فما نجا منهم أحدا إلا بعفوه ومغفرته ولا فاز بالجنة إلا بفضله ورحمته وإذا كانت هذه حال العباد فلو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم لا لكونه قادرا عليهم وهم ملكه بل لاستحقاقهم ولو رحمهم لكان ذلك بفضله لا بأعمالهم
فكل عبارتي السابقة خاطئة لفظا ومعنى، ونسبها ابن القيم لبعض المبتدعة، والصواب ومنهج أهل السنة أهل الحق هي العبارة التي ذكرتُها آنفا نقلا عن ابن القيم
وجزاكم الله خيرا على التنبيه والمدارسة والفائدة فقد انتفعنا بك وبتنبيهك وتعلمنا معلومة قيمة فجزاك الله عنا خيرا
واسمح لي أيها الأخ السائل أن أعيد صياغة الرد السابق مرة أخرى في المشاركة التالية حتى إذا احتجتَ إلى نقله للفائدة يكون مرتبا ومنقحا وجزاكم الله خيرا
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 02:40]ـ
بارك الله فيك
إجابة على سؤالك الحالي والسابق
وهما ينقسمان ما بين سؤال عن العدل وسؤال عن الرحمة فنقول وبالله التوفيق وبه نستعين وله وحده سبحانه الحمد والمنة والكرم والجود:
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:جميع عباده تحت عفوه ورحمته وفضله فما نجا منهم أحدا إلا بعفوه ومغفرته ولا فاز بالجنة إلا بفضله ورحمته وإذا كانت هذه حال العباد فلو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم لا لكونه قادرا عليهم وهم ملكه بل لاستحقاقهم ولو رحمهم لكان ذلك بفضله لا بأعمالهم
الله خلقنا ورزقنا وأعطانا وهدانا ونعمه سابغة علينا لا نحصيها بل إن من أسلم وأطاع الله تعالى فبهدى من الله وبرحمته ومنته وكرمه، فلو حاسبنا الله بالعدل لأدخلنا النار،
فالطائع لم يستحق الجنة بعمله بل يدخل الجنة برحمة الخالق المتعال
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صلى الله عليه وسلم: لن يدخل أحدا عمله الجنة. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا " متفق عليه واللفظ للبخاري، وفي رواية لمسلم: ليس أحد منكم ينجيه عمله. قالوا: ولا أنت؟ يا رسول الله! قال: ولا أنا. إلا أن يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة "
فهذا نبي الله صلى الله عليه وسلم الذي قوم الليل حتى تتفطر قدماه ويصوم ويواصل الصوم ويدعو إلى الله منتصبا في العبادة حتى يأتيه اليقين يقول لن أدخل الجنة بعملي، فتأمل
فالجنة رحمته وليس عدله
أما النار فهي العدل
قال تعالى: "إن الشرك لظلم عظيم" فكان جزاء الشرك الذي هو ظلم عظيم نارا خالدا فيها
طيب نستحضر سؤالك عن الزمن، ليتصل الحديث ويتكامل
هل العدل أن يعذبهم إلى الأبد أو يعذبهم مقدار ما عصوا؟
نضرب مثالا آخر للتوضيح
السارق سرق في ساعة واحدة
الزاني استمتع بالزنا يُكرِه فتاة عليه، ساعة واحدة
وفي قوانين الدنيا الوضعية يحبس بمقدار كم؟؟ ساعة؟؟ أم كل ذي جرم يقدر حبسه في القوانين الوضعية التي يعتبرونها عادلة من وجهة نظرههم ككفار
الإجابة: لأن على قدر الذنب تأتي العقوبة وليس على مقدار وقت الذنب تأتي العقوبة
طيب
أحق الله أحق أم حق البشر؟؟
ولله المثل الأعلى
المشكلة أن هذا الكافر الذي طرح عليك السؤال لم يعرف (الله) ولم يعرف قدر الله وعظمته قال تعالى:" وما قدروا الله حق قدره "
الله تعالى خلق هذا الكائن وسخر له الكون وجعل له العقل ليفكر ويبدع وينتج
ورزقه الرزق وأعطاه من شتى الألوان والأنواع والنعم فمن سمع لبصر ليد لكذا وكذا ... الخ
ويأتي هذا الكائن فيسب الله تعالى كما يفعل النصارى يقولون له ولد
ويأتي هذا الكائن ويسب الله فيجعله بقرة أو تمثال - تعالى الله عز وجل علوا كبيرا
ويأتي هذا الكائن فيعاند الله مثل اليهود ويتحدى الله ويسبه يقول الله فقير ونحن أغنياء
ويأتي هذا الكائن فيلحد ويجحد الرب جل وعلا ويقول ما للكون من خالق إنما وُجد صدفة
ويأتي هذا الكائن فيخادع الله يحسب أنه - المنافق - على شيء
ويفعل ويفعل ويفعل ... فهذا عدل الله به ولو شئت فقل هو يستحق أشد من هذا العذاب لأنه طغى وظلم وتجبر وتكبر على ولي نعمته
فإذا عرف الإنسان أن الله تعالى عظيم وكبير وأنه هو العلي الأعلى لعلم مقدار ذنب هذا الكافر الذي عاند وجحد وسب الله تعالى فلو حُكَّمَ فيه لحكم عليه بما هو أفظع من النار
الله تعالى تعرف إلينا في الدنيا باسمه (الرحمن) واسمه (الرحيم) فيحلم ويعفو ولا يمنع الكافر الدنيا وما فيها، أما يوم القيامة فيغضب ربك غضبا لم يغضب مثله قبل ولا يغضب مثله بعد كما جاء في صحيح البخاري، فيحاكم الكافر بعدله، ويتجاوز للمؤمن برحمته
فما أرحمه وما أعدله سبحانه وتعالى، سبحان ربك رب العزة عما يصفون
قال النبي صلى الله عليه وسلم "يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب! لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك، ما عبدناك حق عبادتك " صححه الألباني لغيره في صحيح الترهيب والترغيب
هؤلاء الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ما عبدوه حق عبادته
فمن عرف عظمة الله جل في علاه لا يقول أين عدل الله في النار، بل يقول اللهم ارحمنا برحمتك ولا تعاملنا بعدلك بل لو عاملنا الله بالعدل لأدخلنا النار وهو غير ظالم لنا
وصحح الألباني في صحيح ابن ماجة ما رواه الديلمي قال:وقع في نفسي شيء من هذا القدر خشيت أن يفسد علي ديني وأمري فأتيت أبي بن كعب فقلت أبا المنذر إنه قد وقع في نفسي شيء من هذا القدر فخشيت على ديني وأمري فحدثني من ذلك بشيء لعل الله أن ينفعني به فقال لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل جبل أحد ذهبا أو مثل جبل أحد تنفقه في سبيل الله ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار ولا عليك أن تأتي أخي عبد الله بن مسعود فتسأله فأتيت عبد الله فسألته فذكر مثل ما قال أبي وقال لي ولا عليك أن تأتي حذيفة فأتيت حذيفة فسألته فقال مثل ما قالا وقال ائت زيد بن ثابت فاسأله فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل أحد ذهبا أو مثل جبل أحد ذهبا تنفقه في سبيل الله ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر كله فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار "
معذرة أطلت ولكن الموقف يستحق الإطالة ولعل الله تعالى يزيل ما علق من هذه الشبهة ويعينك في الرد على هذا الكافر ولعل الله تعالى يجعله في ميزان حسناتك فيسلم وبارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 02:43]ـ
بارك الله في احبتي في الله ولكن سؤالي هل الله عز وجل لا يرحم ابدا الكافر اذا كان في النار خالدا فيها ولايخفف عنه العذاب ولايموت فيها ولا يحيا وكلما نضجت جلودهم بدل جلده بجلد غيره ليذوق العذاب ويشرب الحميم الماء المغلى التي تسقط منه فروة الوجه قبل شرابه و اكله من شجرة الزقوم وهذا ابد الابدين، فأين رحمة الله؟
أخي بارك الله فيك والأخ صاحب الموضوع.
يجب أن تعلما أن الكفر جريمةٌ عظيمة -مهما صغرت في عينك ولا يجب أن تصغر-فلا تستكثر العقوبة التي كتبها الله على من اقترفها وهو -جل وعلا - أعدل الحاكمين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 02:51]ـ
تعلّم يا أخي أن كلامك وحده أو كلامي وحده ليس حجة بذاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
لم أدع قط ان كلامي حجة .. ولم أطلب منك يا رعاك الله الأخذ بكلامي, هذا يقال لو قلت لك: عليك أن تأخذي بكلامي ونحوه وإنما رددت بأدلة
.. كما أن أسلوبك الأستاذي ليس حسنا: تعلم أن .. إلخ,
ومع انك أقررت بخطأ ظنك وهو مما أحمده لك ويحسب لك وفي ميزان حسناتك إن شاء الله تعالى
إلا أني رجوت لو جاء هذا دون تحفظ وبروح أرحب
بخصوص حديث (لو عذب الله أهل سماواته .. ) فقد ظهر لي بادي الرأي أنه يمكن أن يقال فيه:سنده جيد والله أعلم ويتطلب مزيد تقصٍ
مع أي لم أقل تصحيح الألباني مردود -هكذا-كما هو مثبت الآن
ولكن على كل حال معناه كما سلف بيانه
والله الموفق
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 08:24]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
والحمد لله على نعمة الاسلام ..
بورك فيك اختي ساره، فوالله هالني ما قرأت ان الله يعذب ولو بغير ذنب .. نسأل الله العافيه من الشرك وكلنا برحمة الله وبفضله
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[10 - Dec-2010, صباحاً 06:34]ـ
بورك فيك اختي ساره، فوالله هالني ما قرأت ان الله يعذب ولو بغير ذنب .. نسأل الله العافيه من الشرك وكلنا برحمة الله وبفضله
وبارك فيك المولى أختي الكريمة نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل رحمته.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 03:46]ـ
بارك الله فيكم، هذه الشبهة من الشبهات القديمة للفلاسفة والسوفسطائيين، وجوابها باختصار شديد وبعبارة جامعة أن يقال لمن يقول (أليس من العدل كذا وكذا): وما أدراك أنه من العدل؟ العدل قوامه عند صاحب الشريعة: العلم والحكمة، فإن كنت تسلم بأن الله موصوف بتمام العلم وتمام الحكمة سبحانه وتعالى (العلم والإحاطة بالحال والمآل والغيب والشهادة وما كان لو لم يكن كيف يكون .. الخ، والحكمة في تقدير العقوبة بما يوافق الذنب ويليق به بلا زيادة أو نقصان)، فهل تدعي أنك أعلم من الله بما هو أعدل في تشريع عقوبة توعد بها قوما هو خالقهم لفعل بعينه قد نهاهم عنه؟ هل تزعم أنك علمت ما لم يعلمه الله؟ فإن قال كلا، فقد انتهى المقصود من الرد ولا مزيد! وإن قال نعم، فقد أثبت لنفسه ما يدل العقل الصريح والحس والمشاهدة على بطلانه مكابرة وجحودا، ولا مجال لمواصلة الحوار معه!
أما السؤال: أين رحمة الله في ذلك، فالحكمة وضع الشيء في موضعه الصحيح، فلا توضع الرحمة إلا في موضعها. والرحمة لا يُسأل عنها في مقام إنفاذ عقوبة مستحقة على قوم يلزمنا أن نشهد بأن الله ما أوجب لهم تلك العقوبة إلا وقد سبق في علمه أنهم لا يستحقون الخروج منها ولا يستحقون الرحمة، وعليه فإنك يا صاحب الموضوع ترى أن الجواب يؤول في الرحمة - كما في العدل - إلى مسألة العلم والحكمة، والله أعلم وأحكم.(/)
الفرق بين الشك النفسي .. والشك العقلي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 09:28]ـ
منذ نحوعام .. سيق للفقير ,راقم هذه السطور .. خبر فتاة تنهشها بنات الأفكار فأضحت أسيرة لسواقي الشكوك .. تقذف بها يمنة ويسرة, فقيل: كلمها لعل الله يلطف بها على طوقٍ بيديك تلقيه إليها ,فتركبَ سفينة النجاة على بحرٍ من اليقين مبين .. فقلت نعم: لعلّ! .. فلما كلمتها .. تبين لي أنها أرفع إيمانا مني! وغاية ما هنالك وسواس قهري قاس أنشب أظفاره في فؤادها المكلوم ,يهجم عليها دون استدعاء منها ولا تعمد استرسال .. ويكاد صوت أنينها يخترق حجب المسافات .. أحس به منبعثا من بين ثنايا سطورها الراعشة .. وقد أكفرت نفسها وتستغيث: أرجوك كيف أذوق طعم الإيمان من جديد! قلت لها:هل تصلين قالت الحمد لله .. وحجابك؟ .. منتقبة ولله الحمد .. إلخ بعد جملة من السؤالات هنأتها وغبطتها على إيمانها, وبينت لها أن هذه الخطرات إن كانت تهجم عليك قسراً بلا تحرٍ منك وليست على إثر قراءات عبثية لبعض المخبولين, فاطمئني فإن الله لا يؤاخذك , بل هذا مما تؤجرين عليه .. وإنما يلزمك عيادة خبير بآفات النفس ليقوّم ما أنت فيه سلوكياً, وإن كان في مخزونك زاد من الإرادة فيمكنك الاستغناء عن أطباء النفس وعلماء النفس كافة .. بأن تعرضي عن هذه الهواجس كما لو حطت على وجهك ذبابة ,فإنما تقولين بيدك هكذا فتطير .. وإن أتقنت صناعة عدم الالتفات وأشغلت نفسك بنفع متعدٍ .. فما تلبثين بعد مدة أن تتعافي من هذا بإذن الله تعالى .. أما الشك العقلي فشيء آخر .. إنه بوابة الكفر الكبرى وعلى عتبات مصراعيها يهلك المبطلون فكيف لو ولجوا .. ؟! وغالبا ما تكون البداية تلك الخدعة الماكرة التي يلقيها الملاحدة على أغرار المسلمين: لا تكن مقلداً .. عليك أن تشك في كل شيء من حولك .. فتلقى هذه الفكرة الصاخبة بما لها من بهرج خلّاب وبريق أخّاذ ,رجعَ صدىً كبيرٍ دويُّه عند جملة من الناس, لاسيما محبو الخروج عن المألوف وفق مبدأ "خالف تعرف" .. وإنما هي شبهات تلقفوها من هنا وهناك , ودواؤها: قذائف الحق .. التي تدمغ الباطل رأساً كما قال سبحانه "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" ويكفي في حرقها ومحق أثرها عند من أصابته عدوى الشك هذه =دليل واحد فحسب .. إن كان صادقا في اتباع المنهج العلمي, ولو كان أصل الشك محمودا في ذاته دون اقتضاء سبب وجيه له .. لكانت المعادلة أنه يوصل إلى اليقين في قاعدة مطردة لا كما قال (بيرون 365 - 275ق. م) أستاذ المدرسة اللا أدرية،فلا حقيقة في الوجود وما ثم إلا وجهات نظر يمكن إثباتها ونفيها في آن ولا خير ولا شر في واقع الأمر .. إنما هو رأيك ورايي .. !
وإذ لم يكن الشك من حيث هو أمرا محمودا وإنما بحسب متعلقه.مع استصحاب القاعدة الجليلة"اليقين لا يزول بالشك" , فلا يمكن أن يقرر منهجا علمياً, وقد ثبت بالتواتر المستفيض أن هؤلاء الشكاكين =هم أشقى الناس في الدنيا كما قال تعالى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"
اللهم متعنا باليقين حتى نلقاك
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 11:43]ـ
اللهم متعنا باليقين حتى نلقاك
آمين ياحي ياقيوم ..
أحسن الله إليكم كلام مفيد .. لكن ثمة اشكال عندي وهو:
مع إيماني باختلاف كل من الشك النفسي، والشك العقلي كما ذكرتم ..
لكن ألا يُعتبر النفسي بوابة ومفتاح للعقلي إن تم الاسترسال معه والاستسلام له؟!
أعاذنا الله وإياكم من الزيغ والفتن ما ظهر منها وما بطن ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 12:20]ـ
نعم هناك خيط يربط بين النفسي والعقلي, يدق أحيانا ويغلظ أحيانا أعني بين الشعور الوجداني والتفكير العقلي, والوسواس شيء آخر فقد يكون مصابا به دون أي إشكال عقلي .. تشخيص النوع هو الخطوة الأولى في العلاج فيمكن أن نجد شخصا لديه مشكلة عقلية بقدر 10% ونفسية بمقدار 90% فيتعامل معه بحسب حالته, ومن علامة الوسواس القهري أن تقديم الحجج العقلية الدامغة لا يؤثر في التخفيف من حدة حالته, والله أعلم
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 05:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..............
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
ألخص أسئلتي في:
1 - ما الفرق بين الإشكال العقلي والشك العقلي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - هل الشك العقلي دائما مذموم؟ فمثلا إن شك اليهودي أو المسيحي في موروثاته الدينية ألن يكون شكه محمودا هنا،لأن ذلك سيجعله يبحث عن الحقيقة وهي الإسلام دين جميع الأنبياء؟.
3 - هل الشك العقلي محمود للشيعي؟
4 - بالنسبة للشك النفسي الذي وصفتموه أليس الأدق أن نسميه هنا خاطر شيطاني أو وسواس شيطاني _إن شئتم الإبتعاد عن مصطلحات الصوفية_؟
والله أعلى وأعلم.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وفي علمكم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 06:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..............
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
ألخص أسئلتي في:
1 - ما الفرق بين الإشكال العقلي والشك العقلي؟
2 - هل الشك العقلي دائما مذموم؟ فمثلا إن شك اليهودي أو المسيحي في موروثاته الدينية ألن يكون شكه محمودا هنا،لأن ذلك سيجعله يبحث عن الحقيقة وهي الإسلام دين جميع الأنبياء؟.
3 - هل الشك العقلي محمود للشيعي؟
4 - بالنسبة للشك النفسي الذي وصفتموه أليس الأدق أن نسميه هنا خاطر شيطاني أو وسواس شيطاني _إن شئتم الإبتعاد عن مصطلحات الصوفية_؟
والله أعلى وأعلم.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وفي علمكم.
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. مرحباً بك أختي الفاضلة الموقرة ولست شيخاً لأحد
1 - قصدت بالشك العقلي ما يكون من شبهات يعارَض بها حقائق الإيمان , مما يكتبه الملاحدة والفلاسفة والزنادقة .. فأقصاها أن يشك في وجود الله تعالى .. أما الإشكال العقلي فأفهمه بمعنى أن يستشكل أحد الجمع بين آيتين .. أو حديثين .. أو يسأل عن بعض حكم الله تعالى بنية الفهم والتعلم لا المشاقّة والمحادّة
2 - تضمن أصل المقال الجواب على سؤالكم الكريم الجيد هذا ,فاليهودي والشيعي ونحوهما من ملل الكفر ,سبب الشك في أديانهم قائم ووجيه وحاضر دائما ,فمثلا حين يقرأ في العهد القديم أن الرب تصارع مع يعقوب-عليه السلام-! أو يقرأ عن أن سليمان-عليه السلام- يزني
أو أن الإله المتجسد خرج من فرج امرأة! (وهذا ليس في العهد الجديد ولا القديم) .. إلخ أو يقرأ الرافضي في الكافي أن القرآن محرف! أو أن الصحابة كلهم ارتدوا إلا ثلاثة! أو أن الأئمة يعلمون ماكان وما يكون ومالم يكن لو كان كيف يكون! .. أو يقرأ في تفاسيرهم أن زوجة خير البشر خائنة أو كافرة! إلخ وقيسي على ذلك .. فهذه أمور يمجها العقل بداهة .. وكلمة الشك قليلة في حقها .. لذلك لم يكن الجهل عذرا في كل شيء .. بخلاف المسلم الذي على عقيدة السلف خاصة وهي عقيدة الرسول وأصحابه دون شوب المتكلمين .. فقد قام عنده البرهان العقلي اليقيني على صحة الإسلام ,وهذا البرهان ليس واحدا أو اثنين بل مئات الأدلة .. وحينئذ لو عرضت له شبهة أو إشكال فلا يجوز أن تعود بالنقض على ما ثبت يقينا ..
مثال ذلك: لو كان ثم بروفيسور مشهور يشهد له علماء الأرض بإتقان مادته العلمية وله أبحاث .. إلخ .. فإذا حضرت له ثم لم تفهمي بعض كلامه ,فليس ذا سبيلا لأن تقولي هو غبي او لا يفهم .. وكذا لو قال لك أحد الطلاب ممن يحضر له:هو جهول بدليل أنه يشرح ولا أفهم شيئا, فليس يحق لك عقلاً أن تجعلي هذه الشبهة دليلا ناقضا للأصل اليقيني
3 - تقدم الجواب عليه والحمد لله تعالى
4 - هناك مرض نفسي معروف اسمه الوسواس القهري وهو ما عنيته بالشك النفسي
وهذا مخالف لما يلقيه الشيطان من وساوس فهذه أمرها يسير بل هي دليل الإيمان لحديث أبي هريرة الذي عند مسلم قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به .. قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم,,قال: ذاك صريح الإيمان .. ووجه كونه صريح الإيمان أن الشيطان لما وجدهم مؤمنين عمد إلى إلقاء وساوسه
فكبر عليهم ذلك ورفضوه واستشعروا خطره حتى تعاظموا ان يتكلموا به تعظيما لله عز وجل .. شكرالله لك وبارك فيك
والله أعلم
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 08:28]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم و نفع بكم إن الله على هذا لقدير.
هل لمن تورط في الشك العقلي نجاة أو خروج منه؟
ربّ زدنا يقيناً ولا تفتنا و كل مسلمٍ و مسلمة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 09:10]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم و نفع بكم إن الله على هذا لقدير.
هل لمن تورط في الشك العقلي نجاة أو خروج منه؟
ربّ زدنا يقيناً ولا تفتنا و كل مسلمٍ و مسلمة.
اللهم آمين .. ولك بمثل, أكرمك الله جزاء ما أكرمت أخاك من دعوات طيبات
الجواب على سؤالك الكريم موضح في صلب المقال, وصورة الأمر أن يذهب شخص ممن لم يؤصل نفسه في علم الشرع عامة والعقيدة خاصة .. إلى كتب هؤلاء ومواقعهم (وهذا محرم لا يجوز) فتقع عينه على بعض شبهاتهم فتخالط قلبه لقلة علمه .. فنتابه حالة الشك المعنية في المقال
وحينئذ لو كان صادقا مع نفسه فإنه سيسأل أهل الذكر ,فيحرقون شبهات القوم بقذائف الحق .. مما تيسر من براهين دامغة بحسب ما يناسب حاله فإن كان شخصاً ذا اهتمام بالعلوم التجريبية خوطب بهذه اللغة التي يفهمها .. وهكذا ..
والله الهادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 09:39]ـ
جزاكم الله خيرًا ... وسددكم ونفع بكم
ـ[أمة القادر]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 10:28]ـ
جزاكم الله خيرًا ... وسددكم ونفع بكم
اللهم ءامين
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 11:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................
جزاكم الله خيرا.
أخي الفاضل أبا القاسم:
1 - هل يمكن للمؤمن حقيقة أن يصاب بأمراض نفسية مثل الوسواس القهري الذي وصفتموه؟
- لماذا لم نسمع أنه حدث مثل هذا عند الصحابة الكرام وهم الأرسخ منا لإيمانا؟
2 - إن كانت هذه الأخت كما وصفتم عالية الإيمان فما أصابها هو عبارة عن خواطر شيطانية تصيب كل سالك طريقه إلى الله، وإن كان وسواس قهري كما شخصتموه فهذا دليل على خلل في فهمها الحقيقي للإسلام وهي هنا بحاجة لمن يشرح لها حقيقة الإيمان.
هذا رأيي، والله أعلى وأعلم.
بارك الله فيكم وفي علمكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 01:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................
جزاكم الله خيرا.
أخي الفاضل أبا القاسم:
1 - هل يمكن للمؤمن حقيقة أن يصاب بأمراض نفسية مثل الوسواس القهري الذي وصفتموه؟
- لماذا لم نسمع أنه حدث مثل هذا عند الصحابة الكرام وهم الأرسخ منا لإيمانا؟
2 - إن كانت هذه الأخت كما وصفتم عالية الإيمان فما أصابها هو عبارة عن خواطر شيطانية تصيب كل سالك طريقه إلى الله، وإن كان وسواس قهري كما شخصتموه فهذا دليل على خلل في فهمها الحقيقي للإسلام وهي هنا بحاجة لمن يشرح لها حقيقة الإيمان.
هذا رأيي، والله أعلى وأعلم.
بارك الله فيكم وفي علمكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
1 - نعم يمكن وقد يكون وراثياً أو لمواقف مر بها في حياته,
2 - لا ليس بالضرورة .. المرض النفسي قد يصيب خيار المؤمنين ,وقد يتدخل الشيطان
مهتبلا الفرصة ليزيده عناء .. وحين راجعت هذه الأخت الدكتور أيد ما قلته .. لكن ميزة المؤمن أنه يصبر ويعتصم بالله ويستعين به ويلوذ بالذكر حتى يخفف الله عنه خلافا لضعيف الإيمان فقد ينتحر أو يسخط .. إلخ
شكر الله لك ,والشكر موصول لأخي الفاضل الدهشوري وأختي الكريمة أمة القادر
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 05:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........
جزاكم الله خيرا.
1 - هل تقصدون بالوراثة هنا الوراثة الجينية أم تقصدون ما يتأثر به الجنين أثناء فترة حمل أمه به؟
2 - هل هناك أمثلة من الصحابة الكرام أصيبوا بأمراض نفسية؟
بارك الله فيكم وجزاكم الحسنى وزيادة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 06:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........
جزاكم الله خيرا.
1 - هل تقصدون بالوراثة هنا الوراثة الجينية أم تقصدون ما يتأثر به الجنين أثناء فترة حمل أمه به؟
2 - هل هناك أمثلة من الصحابة الكرام أصيبوا بأمراض نفسية؟
بارك الله فيكم وجزاكم الحسنى وزيادة.
1 - نعم حفظك الله .. أعني الوراثة الجينية وهذا أمر ثابت .. وكذلك الجنين قد يحمل جزءا غير قليل من تبعات المشاكل والاكتئاب النفسي الذي عند الأم
2 - الذي ورد عن جيل الصحابة من نحو ذلك:الصرع .. فقد أصيبت به امرأة ,أخرج الشيخان عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أريك امرأة من أهل الجنة فقلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها .. وأما ما يحصل من ضيق النفس فكان يحصل بدليل
في الصحيحين عن عائشة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=25) وسهل بن حنيف ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3753) رضي الله عنهما عن النبي صلى الله وسلم: "لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي " وإنما كره لفظ خبثت لأن نفس المؤمن شريفة لا تخبث
وإن كان مراد من يقول خبثت نفسي هو هو المراد من لقست أي ضاقت
والله أعلم
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 04:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .............
جزاكم الله خيرا.
وهل يصنف الصرع وضيق النفس من الأمراض النفسية؟
- إن كانت الإجابة نعم فإننا سنخلص أن كل إنسان أصيب بالمرض النفسي، فلم يسلم من الضيق النفسي أحد حتى الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.
معذرة إن كنت أثقلت، عسى الله أن ينفعنا مما علمكم.
بارك الله فيكم وفي علمكم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 05:05]ـ
وهل قلت إن الأمراض النفسية تصيب الصحابة؟ وما الإشكال أنها لا تصيبهم؟ ..
ألئك جيل فريد .. أبر الأمة قلوبا وازكاهم نفوسا وأذكاهم عقولا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 05:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهل قلت إن الأمراض النفسية تصيب الصحابة؟ وما الإشكال أنها لا تصيبهم؟ ..
ألئك جيل فريد .. أبر الأمة قلوبا وازكاهم نفوسا وأذكاهم عقولا
منطلق الإشكال عندي هو أن المؤمن الحق _مثل الصحابة الكرام-1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لايمكن أن يصيبه المرض النفسي وذلك للعلاقة الروحية بينه وبين ربه، وهو يعيش جنّة الدنيا التي وصفها لنا أحد شيوخ الإسلام إن لم أكن مخطئة كان الإمام بن تيمية- رحمه الله-، ومن يعيش جنّة الدنيا فلن تشقى نفسه في هذه الفانية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 06:09]ـ
أختي الفاضلة أود أن تعلمي أن بعض الأمراض النفسية وراثي .. وبعضها يكون من إثر صدمات عنيفة يمر بها المرء
وغير ذلك .. فالمؤمن الذي إيمانه عال:عصي على أن تهزه الخطوب أوتفت من عضده النوائب ..
فيكون استقباله للمصيبة مصحوبا بثبات واعتصام بالله ونحو ذلك فيكون تأثيرها أخف عليه من غيره قطعا .. على تفاوت بين شخص وآخر في مراتب الإيمان ...
لذلك كثير من الأمراض النفسية يمكن الاستغناء عن مراجعة الطبيب فيها بحسب حصيلة الإيمان والتوكل .. لكن لا يمكننا نفي إصابة المؤمن عالي الإيمان بالمرض النفسي مطلقاً
إنما الفرق بين المؤمن وغيره هو طريقة التعامل مع هذا المرض وكذا طريقة استقباله للصدمة النفسية
والله الموفق
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 06:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
جزاكم الله خيرا.(/)
«الاختلاطُ وما قيلَ حَوله»، مقال جديد لشيخِنا العلَّامة صالِح الفَوْزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 09:50]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«الاختلاطُ وما قيلَ حَوله»،
لصَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا المُبَارَك العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن الله كرم المرأة وشرع لها من الأحكام ما يناسبها ويحفظ لها كرامتها ومن ذلك أنه لها شرع الحجاب الساتر ليمنع عنها أذى المنافقين والذين في قلوبهم مرض. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} [سورة الأحزاب، الآية: 59]، أي يعرفن بالشرف والعفة فلا يطمع فيهن الذي في قلبه مرض شهوة، وأباح لها العمل لتحصيل الكسب الطيب مع التزامها بالحجاب للبعد عن الاختلاط بالرجل الذي يثير الفتنة منها وبها. وما زالت نساء المسلمين ملتزمة بهذا المنهج الرباني الذي يبعدها عن تضررها والتضرر بها. لكن في وقتنا الحاضر ثارت مجادلات حول هذه المواضيع تريد أن تتخلى المرأة عما رسمه الله لها لتنهج منهج المرأة الغربية التي أصبحت متعبة مبتذلة لأنها تخلت عما يصونها ويحفظ لها كرامتها. يريد أصحاب هذه المجادلات والمراوغات أن تتخلى عن الحجاب وأن تختلط بالرجال في مقاعد الدراسة وفي الأعمال الوظيفية المختلطة وفي اللقاءات والمقابلات مع المسئولين واقفات في صفوف الرجال للاستقبال وغيره سافرات عن وجوههن يجلسن وقفن مع الرجال جنبًا إلى جنب ويصافحنا الرجال ويختلطن مع الرجال في المشاهد الإعلامية كأنهن يجلسن مع محارمهن أمام الشاشات وفوق المنصات الإعلامية لبث البرامج. وحينما تصدى أهل العلم لإنكار ذلك والمطالبة بمنعه سلقهم بعض الصحفيين بألسنة حداد غير مبالين بما يورده أهل العلم من أدلة الكتاب والسنة على ما يقولون. بل صاروا لا ينشرون مقالات أهل العلم ليحجبوها عن الناس ويكتموا الحق وهم يعلمون. وصاروا يبثون الشبهات التي يظنون أنها تؤيد فكرتهم حول السفور والاختلاط مثل قولهم لا دليل على منع الاختلاط ولم يسبق للعلماء أن تكلموا فيه وقولهم الاختلاط موجود في المسجد الحرام وفي الطواف والسعي وقولهم: ما زالت النساء تعمل في أسواق البيع والشراء وفي المزارع وفي الرعي مع الرجال. إلى غير ذلك من الشبهات ولم يسمحوا بنشر التوضيحات أمام هذه الشبهات لتخلو الساحة لهم هروبًا من بيان الحق الذي ليس عندهم ما يقاومه.
والجواب عن هذه الشبهات باختصار وإجمال:
أولًا: قولهم لا دليل بمنع الاختلاط بين الرجال والنساء يجاب عنه بأن الأدلة على ذلك موجودة بكثرة ومتوفرة في الكتاب والسنة وقد قام العلماء جزاهم الله خيرا بنشرها في كتب خاصة ومواقع الانترنت. فرب ضارة نافعة لأن هذه الأدلة كانت متفرقة في الكتب وكلام أهل العلم غير مجموع في مكان واحد فيسر الله جمعها وترتيبها وإبرازها {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَة} [سورة الأنفال، الآية: 42].
ثانيًا: أما احتجاجهم بحصول الاختلاط في المسجد الحرام والطواف والسعي فالجواب عنه أن هذا غير صحيح فالنساء يصلين في المسجد الحرام في أمكنة خاصة بهن كما هو مشاهد وما يحصل في الطواف والسعي فهو اختلاط لا يمكن تلافيه بسبب الزحام ولا يقع عن تعمد ومع هذا يجب على الرجال أن يتجنبوا الزحام مع النساء مهما أمكنهم ذلك.
ثالثًا: أما أن النساء ما زالت تعمل بالبيع والشراء في الأسواق وتعمل في المزارع وفي المراعي مع الرجال فالجواب عنه أن النساء تعمل في هذه المجالات منعزلات عن الرجال ففي الأسواق يهيأ لهن أمكنة خاصة يزاولن فيها البيع والشراء منعزلة عن الرجال. وفي المزارع والمراعي تعمل النساء لوحدهن منفردات عن الرجال وبينهم مسافات تبعد أحد الجنسين عن الآخر.
وختامًا: أسأل الله تعالى أن يبصر المسلمين بدينهم ويرد مخطئهم إلى الصواب ويثبت المصيب على صوابه ويزيده علمًا وفهما.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كَتَبَهُ:
صالِحُ بنُ فَوزانَ الفَوْزانُ
عضو هيئة كِبار العُلماءِ
24/ 12/1431
http://www.alfawzan.ws/node/13124
ـ[الغايب]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 06:45]ـ
جزا الله خيرا"الوالد الشيخ صالح الفوزان ومن قام بنشر مقاله.
ـ[ابوسعيد الذرحاني]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 08:19]ـ
جزالله العلامه بقيه السلف الصالح الشيخ صالح الفوزان خير الجزاء واسئل الله ان يقر اعيننا بعز الاسلام والمسلمين.
ـ[فتح البارى]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 09:09]ـ
جزاكم الله خيرا
حفظ الله الشيخ الفوزان، وبارك في علمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 09:30]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا جميعًا.
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 09:45]ـ
بارك الله فيك
وحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من شر دعاة الفساد
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 11:59]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذه كلمة شهريَّة للشَّيخ الدُّكتور محمّد علي فركوس -حفظه الله- حول الاختلاط أدرجتُها هنا لإثراء موضوع «الاختلاطُ وما قيلَ حَوله».
أسأل الله تعالى أنْ ينفع بها الكاتب والنّاقل والقارئ. آمين
http://www.ferkous.com/image/newsite/m.gif
الصراط في توضيح حالات الاختلاط ( http://www.ferkous.com/rep/M23.php)
اعتراض فيه تَقوُّل
ليس في فتوى حكم الاختلاط أدنى تقريرٍ على إباحة الاختلاط مُطلقًا، كما ورد في عنوان بعض المعترضين على الفتوى، وإنما هو تعسُّفٌ في التَّقوُّل، وضعفٌ في الفهم، وتقاعسٌ عن الاستفسار عن مواضع الشُّبهة تحلِّيًا بمنهج السلف في تحقيق عموم النصيحة الواجبة قبل ركوب نزوات النفس، ومحبةِ التصدُّر بالردِّ، ولا شكَّ أنَّ هذا الأمرَ يعكس بوضوح عن نوعيةٍ أخلاقيةٍ متدنِّية دون المستوى المطلوب، تضرب الأُمَّة بضرب رجالها الدعاةِ إلى الله بسهم الاستئصال والتفرقة، من حيث تشعر أو لا تشعر، لتحصيل شماتة الأعداء، تحت غطاء «درء البلاء»، لذلك يتطلَّب الموقف الشرعيّ منِّي الاكتفاء بفتح ما أُغلق بإضافة توضيحٍ على الجوانب المُقْفَلة من الفتوى، وتعزيزِها ببعض فتاوى أهلِ العلم المعاصرين، استغناءً بها عن بذل المجهود فيما لا يسع تناوله بالردِّ لخروجه عن الإنصاف، وبُعده عن القول السديد، فضلاً عن المبالغة في إطراء المُعيل، وتحقير المتحامل عليهم بالتهجين والتنقُّص، قال أبو الطيب:
وَمِنَ البَلِيَّةِ عَذْلُ مَنْ لاَ يَرْعَوِي ... عَنْ غَيِّهِ وَخِطَابُ مَنْ لاَ يَفْهَمُ
اللهمَّ أرنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتباعَه، وأرنا الباطلَ باطلاً وارْزُقْنا اجتنابَه.
السؤال:
ممَّا لا يخفى أنَّ مما ابتُليت به الأُمَّة الإسلاميَّة في الوقت الراهن اختلاط النساء بالرِّجال في جُلِّ الأماكن العمومية، وبخاصة في أماكن العمل والدِّراسة، فهل يَترك الرجلُ العمل والدراسةَ بسبب الاختلاط؟ وهل يلحقه إثمٌ في ذلك؟ وهل ثَمَّةَ مستثنياتٌ تدعو فيها الحاجة إلى الاختلاط؟ وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فحالاتُ اختلاط النساء بالرجال على ثلاث:
• الحالة الأولى: الاختلاط بين المحارم: وهو مأذونٌ به شرعًا، ولا خلافَ في حِلِّيَّته، وكذلك الاختلاط بالمعقود عليهنَّ عقد زواج، فإنَّ هذه الحالةَ مُجمَعٌ عليها للنصوص الواردة في تحريم المحارم وفي الرجال الذين يجوز للمرأة إبداء زينتها أمامهم منها: قوله تعالى: ?حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا? [النساء: 23]، وقوله تعالى: ?وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ?
(يُتْبَعُ)
(/)
[النور: 31].
• الحالة الثانية: الاختلاط الآثم الذي يكون غرضه الزِّنا والفساد فحرمته ظاهرة بالنصِّ والإجماع، منها: قوله تعالى: ?وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً? [الإسراء: 32]، وقوله تعالى:?وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا? [الفرقان: 68].
• الحالة الثالثة: الاختلاط بالأجانب في أماكن الدِّراسة والعمل، والاختلاط في الطُّرقات والمستشفيات، والحافلات وغير ذلك من المجالات، على وجهٍ يؤدِّي بطريقٍ أو بآخرَ إلى افتتان الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، فإنَّ حُكم الاختلاط فيه المنع وعدم الجواز؛ لاعتبار مآل تعلق كلّ فردٍ من الجنسين بالآخر، تعلُّقًا يفضي إلى ما تؤدِّيه الحالة الثانية من الفساد والفحشاء والمنكر، و «الوَسَائِلُ لَهَا حُكْمُ المَقَاصِدِ»، «وَسِيلَةُ المَقْصُودِ مَقْصُودَةٌ» (1).
غير أنَّ الإشكاليَّة التي تفرض نفسَها في مسألة هذا النَّوع من الاختلاط الذي عمَّت به البلوى وخاصَّةً في الدِّيار الجزائرية إنَّما تفرضها على وجه الطَّرح التالي:
- هل الاختلاط يلحق إثمه مطلقًا لكِلا الجنسين، سواء وُجِدَت الحاجة والضَّرورة لكِلا الجنسين أو انتفت عنهما؟ أو وجدت لأحدهما دون الآخر؟
- هل إثم الاختلاط يتقرَّر حكمه سواء أُمنت الفتنة أم احتُمِلت؟ وهل يتعلَّق الإثم بخصوص خروج المرأة واختلاطها بالرَّجل لمخالفتها للأمر بالقرار في البيت كأصل لها، ولا يلحقها إذا ما خرجت استثناءً من الأصل للحاجة أو الضَّرورة، مع التزام الضَّوابط الشَّرعيَّة للخروج من البيت؟
- وهل يتبع الإثم الرجل المباشر لأصله مُطلقًا أم يلحقه سوى من جانب عدم احترازه منه وعدم اتِّخاذه للوسائل الوقائيَّة من الوقوع في الفتنة والفساد من غضّ البصر، وتقوى الله في حدود الاستطاعة في التَّعامل معهنَّ، ووجاء الصوم، ونحو ذلك احتياطًا للدِّين وإبعادًا للقلب عن الميل إليهنَّ؟
هذه الإشكالات المطروحة هي محلُّ نظرٍ وتفصيلٍ.
في تأصيل سبب الاختلاط
وجديرٌ بالتَّنبيه أنَّ سبب فتنة النساء هو خروج المرأة عن أصلها؛ وهو قرارُها في البيت ولزومها فيه، من غير حاجة على وجه الاختلاط بالرجال والتبرّج، مصداقًا لقوله تعالى: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى? [الأحزاب: 33].
فألزمها الشرعُ البيتَ، ونهاها أن تخرج من البيت إلاَّ لضرورة أو حاجة شرعيَّة، كما ثبت ذكره من حديث سودةَ بنتِ زُمْعَة رضي الله عنها: «قَدْ أَذِنَ اللهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ» (2)، أي: المرأة تخرج لحاجتها، خاصَّة إذا لم يكن عندها من ينفق عليها، أو تخرج لأمور حاجيّات أو واجبات، كصلة الأرحام، وغيرها من الأمور التي تقترن بها الحاجة مع أمن الفتنة، وجواز خروج المرأة عن محلِّ بيتها استثناء من أصل قرارها في البيت.
في حين يخالف الرجل المرأة في هذا الأصل إذ الخروج لأجل التكسُّب والاسترزاق حتم لازم عليه، وهو المأمور بالنَّفقة على البيت لقوله تعالى: ?لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ? [الطلاق: 7]، وقوله عزَّ وجلَّ: ?وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ? [البقرة: 233]، فألزم اللهُ تعالى الرَّجلَ بالنَّفقة عليها والقيام على جميع شئونها قال تعالى: ?الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ? [النساء: 34]، فالرَّجل قَيِّمٌ على المرأة أي: رئيسها وكبيرها والحاكم عليها، لأفضليَّته في نفسه وله الفضل عليها والإفضال بالنَّفقات والمهور فناسب أن يكون قَيِّمًا عليها (3)، كما قال تعالى: ?وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ? [البقرة: 228]، سواء كان وليًّا أو زوجًا حتى تمكث المرأة في البيت، ذلك المكان التي خصّت بِمَسْئوليَّتها عليه في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَالمرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ» (4). وهذه النُّصوص كلّها تدعيم وتأكيد للأصل السَّابق وهو قوله تعالى: ?وَقَرْنَ فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى? [الأحزاب: 33]، ولذلك لا يجوز للرَّجل أن يدخل على المرأة في أصلها المقرَّر بنصِّ قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ» (5)، والمرأة وإن كان يجوز لها الخروج من أصلها استثناء لكنَّه مشروط بأمن الفتنة والقيام بالضَّوابط الشَّرعيَّة (6): وذلك بالتزام جلبابها، وعدم تعطُّرها، ومشيها على جوانب الطريق دون وسطه، من غير تمايل، أو التفات، أو حركات تشدُّ أنظار الرجال، أو تثير انتباههم، وشهوتهم، اتقاء لحبائل الشيطان وتجنُّبًا لشباكه؛ ذلك لأنَّ الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر والنَّفس أمَّارة بالسُّوء، والهوى يعمي ويُصِمُّ.
هذا، وللفتنة الحاصلة بخروج المرأة عن أصلها من غير ما حاجة أو ضرورة دافعة إلى الخروج فإنَّ المرأة آثمة -بلا شكّ-؛ لأنَّها سبب الفتنة وليس الرجلُ هو الآثم بالضَّرورة، إذا احترز منه ما أمكن وأنكره ما استطاع، احتياطًا للدِّين وسلامة للعِرض، وذلك باتِّخاذه للأسباب الوقائيَّة الَّتي تحول دون الميل إليهنَّ والوقوع في شباكهنَّ (7)، وإن خرجت المرأة للحاجة فلا يلحقها لحديث سودة بنت زمعة رضي الله عنها المتقدم بشرط قطع أسباب الفتنة بالتزامها للضَّوابط الشرعية (8)، علمًا بأنَّ هذا الاختلاط ليس محرَّمًا لذاته، ولذلك انتظم ضمن القواعد الفقهيَّة قاعدة: «مَا حُرِّمَ لِذَاتِهِ يُبَاحُ عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَمَا حُرِّمَ لِغَيْرِهِ يُبَاحُ عِنْدَ الحَاجَةِ»، وقاعدة: «مَا حُرِّمَ سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ أُبِيحَ لِلْمَصْلَحَةِ الرَّاجِحَةِ»، ومن أمثلة هذه القاعدة قوله تعالى: ?قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ? [النور: 30 - 31]، قال ابن القيِّم -رحمه الله- موضِّحًا وجه دلالة هذه الآية: «لَمَّا كان غضُّ البصر أصلاً لحفظ الفرج بدأ بِذِكْره، ولمَّا كان تحريمه تحريم الوسائل فيباح للمصلحة الرَّاجحة، ويحرم إذا خيف منها الفساد، ولم يعارضه مصلحة أرجح من تلك المفسدة، لم يأمر سبحانه بِغَضِّه مطلقًا بل أمر بالغضّ منه، وأمَّا حفظ الفرج فواجب بكلِّ حال، لا يباح إلا بحقِّه، فلذلك عمّ الأمر بحفظه» (9).
وممَّا يستدلُّ به من السُّنَّة: سفر أُمِّ كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيْطٍ كانت ممَّن خرج إلى رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يومئذٍ-وهي عاتق- فجاء أهلها يسألون النَّبي صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أن يرجعها إليهم، فلم يرجعها إليهم، لما أنزل الله فيهنَّ: ?إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ? [الممتحنة: 10] (10)، وكذلك سفر عائشة رضي الله عنها لما تخلّفت مع صفوانَ بنِ المُعَطَّل (11)، قال ابن تيمية -رحمه الله-: « .. كما نهى عن الخلوة بالأجنبية والسَّفر معها والنَّظر إليها لما يفضي من الفساد، ونهاها أن تسافر إلاَّ مع زوجٍ أو ذي محرم .. ثمَّ إنّ ما نُهي عنه لسدِّ الذَّريعة يُباح للمصلحة الرَّاجحة، كما يباح النَّظر إلى المخطوبة، والسَّفر بها إذا خيف ضياعها، كسفرها من دار الحرب، مثل سفر أم كلثوم، وكسفر عائشة لما تخلَّفت مع صفوان بن المعطَّل، فإنَّه لم ينه عنه، إلاَّ لأنه يفضي إلى مفسدة فإن كان مقتضيًا للمصلحة الرَّاجحة لم يكن مفضيًا إلى المفسدة» [بتصرف] (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن انتفت الحاجة فإنَّه يمنع خروجها حَسْمًا للفساد وقطْعًا لمادَّته، وقد جاءت نصوص السُّنَّة في تقرير هذا الأصل واضحة منها: كراهية خروج المرأة في اتِّباع الجنائز ففي حديث أمِّ عطيَّة رضي الله عنها قالت: «كُنَّا نُنْهَى عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَلَم يُعْزَمْ عَلَيْنَا» (13)، ومن أسباب الوقاية من الاختلاط: النَّهي عنه في الصَّلاة عند إقامة الصفوف، قال صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا» (14)، فرغَّب النَّبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في ابتعاد المرأة عن الرَّجل، وجعل آخر الصُّفوف للنِّساء هو الخير، وهو يدل على أنَّ الإسلام يحبِّذ ابتعاد النِّساء عن الرِّجال، وأيضًا كان يقال للنِّساء: «لاَ تَرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا» (15).
وقد أخبر النَّبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم عن خطر الاختلاط الآثم وما يؤدِّي إليه من انتشار الرَّذائل والفواحش بسبب فتنة المرأة، ونسب الضَّرر إلى خروجها في قوله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «مَا تَرَكْتُ فِتْنَةً أَضَرَّ بِهَا عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» (16)، والحديث الآخر: «فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» (17)، وفي الحديث أيضًا: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ. قَالُوا: أَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قَالَ: الحَمْوُ المَوْتُ». ويمكن الاستئناس بقول ابن عباس رضي الله عنهما مفسّرًا لقوله تعالى: ?يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ? [غافر: 19]: «الرَّجُلُ يَكُونُ فِي القَوْمِ فَتَمُرُّ بِهِمْ المرْأَةُ فَيُرِيهِمْ أَنَّهُ يَغُضُّ بَصَرَهُ عَنْهَا فَإِنْ رَأَى مِنْهُمْ غَفْلَةً نَظَرَ إِلَيْهَا فَإِنْ خَافَ أَنْ يَفْطنُوا بِهِ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا وَقَدِ اطَّلَعَ الله مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ وَدَّ أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى عَوْرَتَهَا» (18)، وإذا كان الله تعالى وصف اختلاس النَّظر إلى ما لا يحلُّ من النِّساء بأنَّها خائنة، -ولو كانت في بيوت محارمها- فكيف بالاختلاط الآثم المؤدِّي إلى الهلكة.
ولا يخفى أنَّ التدنيَ في الأخلاق والانحراف بها عن الجادة إلى مزالق الهوى والرَّدى ممَّا يضعف شوكة الأمَّة ويذهب قُوَّتها قال الشّاعر:
إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ ... فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا
هذا، والرَّجل إذا ارتاد إلى أماكن العمل للاسترزاق فلا يطلب منه الرُّجوع إلى البيت، ولو لم تَخْلُ أماكن العمل من فتنة النِّساء، وإنَّما الرَّجل مُطالب بقطع أسباب الفتنة: من غضِّ البصر وتحاشي الحديث معهنَّ وغيرها، وأن يتَّقي الله في تجنُّب النِّساء قدر المستطاع (19). وإنَّما يطلب ذلك من المرأة الَّتي خالفت أصلَها فهي آثمة من جهة مخالفتها للنُّصوص الآمرة بالمكوث في البيت، ومن جهة تبرُّجها وسفورها وعُريها، تلك هي الفتنة المضرَّة بالرِّجال والأمم والدِّين، وله انتياب أماكن العمل من غير إثم إذا احترز واحتاط لدينه ما أمكن؛ لأنَّ النَّفقة تلزمه على أهله وعياله وتبقى ذمَّته مشغولة بها، وتكسبه واجبًا بخلاف المرأة فهي مكفيَّة المؤونة (20).
هذا، والجدير بالتَّنبيه أنَّ المرأة إذا خرجت لحاجة شرعيَّة كطلب العلم الشّرعيّ الذي يتعذَّر عليها تحصيله إلاَّ بالخروج إلى مظانِّه لتقي نفسها من النار، عملاً بقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا? [التحريم: 6]، فإنَّه لا يلحقها إثم ولا يتبعها لوم للمصلحة الرَّاجحة على نحو ما تقدَّم بيانه، إذ الوقاية من النَّار إنَّما تكون بالإيمان والعمل الصالح، ولا يمكن ذلك إلاَّ بالعلم الشَّرعي الصحيح و «ما لا يتمُّ الواجب إلاَّ به فهو واجب»، وإذا جاز للمرأة الخروج للتكسُّب عند فقدان المعيل والمنفق لإصلاح بدنها وبدن عيالها، فإنَّ خروجها لقوام دينها أولى، ومع ذلك يشترط لها في الخروج أن يكون بالضَّوابط الشَّرعيَّة الآمنة من الفتنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحاصل: أنَّ الواجب على الرَّجل أن يبذل جهده في البحث عن محلِّ عمل تنتفي فيه فتنة النِّساء أو تَقِلُّ، عملاً بقاعدة: «دَرْءُ المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ»، فإن لم يجد -وهو الغالب الأعم- فله أن ينتاب أماكن العمل ويشتغل بالتوظيف للتكسُّب والاسترزاق لوجوب قوام بدنه ولزوم النَّفقة عليه وعلى عياله، واختلاط المرأة به في محلِّ عمله لا يكون سببًا في تركه للعمل، ولا يلزم ترتب الإثم عليه إذا ما احتاطَ لنفسه، وكَرِهَ الحالَ الَّذي هو عليه، وأنكرَه ولو بأدنى درجات الإنكار، حتى لا يكون راضيًا بالمعصية الحاصلة بالاختلاط، لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِذَا عُمِلَتِ الخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا -وفي روايةٍ: فَنَكِرَهَا- كَمَنْ غَابَ عَنْهَا وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا» (21)، ونظيره الاختلاط الذي تدعو الضَّرورة إليه وتشتدُّ الحاجة إليه وتخرج فيه المرأة بالضَّوابط الشَّرعيَّة كما هو حاصل في أماكن العبادة ومواضع الصَّلاة ونحوها مثل ما هو واقع ومشاهد في مناسك الحجّ والعمرة (22) في الحرمين فلا يدخل في النَّهي؛ لأنَّ الضَّرورة والحاجة مستثناة من الأصل من جهة، وأنَّ مفسدة الفتنة مغمورة في جَنْبِ مصلحة العبادة من جهة ثانية إذ «جِنْسُ فِعْلِ المَأْمُورِ بِهِ أَعْظَمُ مِنْ جِنْسِ تَرْكِ المَنْهِيِّ عَنْهُ» كما هو مقرَّر في القواعد العامَّة. أمَّا مَن خالف أصله في القرار في البيت أصالة، وخرج إلى أبواب الفتنة من غير مُسوِّغٍ، أو بدون ضوابط شرعيَّة: من تبرج وسفور وعري وهتيكة، فهو أحظى بالإثم.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 28 شعبان 1428ه
الموافق ل: 10 سبتمبر 2007م
1 - انظر الحالات الثلاث في فتاوى ورسائل الشيخ محمّد بن إبراهيم آل الشَّيخ (10/ 35 - 44).
2 - أخرجه البخاريّ في «النِّكاح»، باب خروج النِّساء لحوائجهنّ: (4939)، ومسلم في «السَّلام»، باب إباحة الخروج للنِّساء لقضاء حاجة الإنسان: (5668)، وأحمد: (23769)، والبيهقيّ في «السُّنَن الكبرى»: (13793)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
3 - «تفسير ابن كثير» (1/ 491).
4 - أخرجه البخاريّ في «الأحكام»، باب قول الله أطيعوا الله وأطيعوا الرَّسول وأولي الأمر: (7138)، ومسلم في «الإمارة»، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر: (1829)، وأبو داود في «الخراج والإمارة»، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية: (2928)، والتّرمذي في «الجهاد»، باب ما جاء في الإمام: (1705)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
5 - أخرجه البخاريّ في «النكاح»، باب لا يَخْلُوَنَّ رجل بامرأة إلا ذو محرم: (4934)، ومسلم في «السَّلام»، باب تحريم الخلوة بالأجنبيَّة والدّخول عليها: (5674)، والتّرمذي في «الرَّضاع»، باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيَّبات: (1171)، وأحمد: (16945)، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
6 - سئل الشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن بن جبرين -رحمه الله- عن كيفيّة طلب العلم للمرأة في الجامعات المختلطة فأجاب:
«نوصيكِ بالتمسُّك بالدِّين والالتزام بالحجاب الشرعيّ والحرص على التستُّر، والحرص على البعد عن الاختلاط والاحتكاك بالرّجال والتحفُّظ عن أسباب المعاصي والفجور، ونوصيكِ أن تحرصي على طاعة الأمّ وبِرِّها والتماس رضاها بقدر الاستطاعة بما في ذلك مُواصلة الدّراسة إذا أُمنت الفتنة، وإذا احتيج إلى الانتظام في مدارس يكون فيها الاختلاط لزم كلّ فتاة أن تكون في جانب بعيد عن الشّباب مع القيام بالتستُّر، وعدم إبداء شيءٍ من الزّينة بقدر المستطاع. والله أعلم». [من الموقع الرسميّ للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن جبرين –رحمه الله-، رقم الفتوى: 12636].
7 - سئل الشّيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:
هل يجوز للمسلم أن يدخل سوقًا تجارية وهو يعلم أنّ في السوق نساء كاسيات عاريات، وأنّ فيه اختلاطًا لا يرضاه الله عزّ وجل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب: «مثل هذا السّوق لا ينبغي دخوله إلاّ لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، أو لحاجة شديدة مع غضّ البصر، والحذر من أسباب الفتنة، حرصًا على السّلامة لعِرضه وابتعادً عن وسائل الشر». [«الفتاوى - كتاب الدعوة للشّيخ ابن باز (2/ 227، 228). انظر: «فتاوى المرأة المسلمة» اعتنى بها ابن عبد المقصود: (2/ 574)، أضواء السلف - دار ابن حزم].
وسئل الشّيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
في الجامعات –عندنا- بمصر اختلاط شديد بين الطّلبة والطّالبات، فماذا نفعل ونحن في حاجة لهذه الدّراسة لخدمة الإسلام والمسلمين في بلدنا، وعدم ترك هذه الأماكن لغير المسلمين ليتحكموا بعد ذلك في شئون المسلمين الهامة، مثل: الطّبّ، والهندسة، وغيرهما؟
فأجاب: «الاختلاط بين الرّجال والنّساء فتنة كبيرة، فتحرّزوا منه ما أمكن، وأنكِروه ما استطعتم، نسأل الله لنا ولكم السّلامة». [من رسالة للشيخ بخطه بتاريخ 4/ 4/1406ه، عن فتاوى الشيخ محمّد الصالح العثيمين (2/ 896). انظر: «فتاوى المرأة المسلمة» اعتنى بها ابن عبد المقصود: (2/ 572)، أضواء السلف - دار ابن حزم].
وسئل الشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن بن جبرين -رحمه الله- عن كيفيّة التّعامل مع النّساء في العمل فأجاب:
«ننصحك أن تحرص على ترك العمل الذي يحصل منه الاختلاط بالنّساء سيما إذا كُنَّ متكشِّفات، وإذا كنت مضطرًّا إلى هذا العمل فعليك أن تُرشدَهنَّ إلى الاحتجاب والتّستُّر، وألاّ تكلّمَهُنَّ إلاَّ بكلام ضروريٍّ لا يكون فيه شيء من الخضوع والتغنُّج، وألاّ تخلُوَ بإحداهنَّ بل عليك ألا تجلس معهنَّ إلا عند الضّرورة بحيث لا يكون المكان مغلقًا بل يكون فيه جمع من رجال ونساء، وعليك إرشاد النّساء إلى أنْ يكنَّ مبتعدات عن مجتمع الرّجال حرصًا على الأمن والبعد عن الفتنة وأسبابها». [من الموقع الرّسميّ للشّيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -رحمه الله-، رقم الفتوى: 12627].
8 - سئل الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان -حفظه الله-:
ما حكم تحدّث المرأة مع صاحب محل الملابس والخيّاط؟ مع الرّجاء توجيه كلمة شاملة للنّساء.
فأجاب: تحدّث المرأة مع صاحب المتجر التّحدث الّذي بقدر الحاجة، وليس فيه فتنة لا بأس به، كانت النّساء تكلّم الرّجال في الحاجات والأمور التي لا فتنة فيها في حدود الحاجة.
أمَّا إن كان مصحوبًا بضحك أو بمباسطة أو بصوت فاتن فهذا محرّم لا يجوز، يقول الله سبحانه وتعالى لأزواج نبيه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ورضي الله عنهنّ: ?فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا? [الأحزاب: 32]، والقول المعروف ما يعرفه النّاس وبقدر الحاجة، أمَّا ما زاد عن ذلك بأن كان على طريق الضّحك والمباسطة أو بصوت فاتن، أو غير ذلك، أو أن تكشف وجهها أمامه، أو تكشف ذراعيها، أو كفّيها، فهذه كلها محرّمات ومنكرات ومن أسباب الفتنة، ومن أسباب الوقوع في الفاحشة.
فيجب على المرأة المسلمة التي تخاف الله عزّ وجلّ أن تتَّقي الله، وأن لا تكلِّم الرِّجال بكلام يطمعهم فيها، ويفتن قلوبهم، وتجتنب هذا الأمر، وإذا احتاجت إلى الذّهاب إلى متجر أو مكان فيه رجال، فَلْتَحْتَشِم وَلْتَسْتَتِر وتتأدّبْ بآداب الإسلام، وإذا كلَّمت الرّجال، فلْتُكلِّمهم الكلام المعروف الَّذي لا فتنة فيه ولا ريبة فيه». [«المنتقى من فتاوى الشيخ صالح بن فوزان»: (3/ 156، 157)].
9 - «روضة المحبّين» لابن القيم (92).
10 - أخرجه البخاريّ في «الشّروط» (5/ 312)، باب ما يجوز من الشّروط في الإسلام والأحكام والمبايعة، رقم (2711، 2712)، من حديث مروان والمسورة بن مَخْرَمَةَ رضي الله عنهما.
11 - أخرجه البخاري في «المغازي» (7/ 431)، باب حديث الإفك، رقم (4141)، ومسلم في «التّوبة» (17/ 102)، باب حديث الإفك وقَبول توبة القاذف، من حديث عائشة رضي الله عنها.
12 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (23/ 186 - 187).
13 - أخرجه البخاريّ في «الجنائز»، باب اتّباع النّساء الجنائز: (1219)، ومسلم في «الجنائز»، باب نهي النّساء عن اتّباع الجنائز: (2166)، وأحمد: (26758)، من حديث أمّ عطيّة رضي الله عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - أخرجه مسلم في «الصّلاة»، باب تسوية الصّفوف وإقامتها وفضل الأوّل فالأوّل: (1013)، وأبو داود في «الصّلاة»، باب صفّ النّساء وكراهية التّأخّر عن الصّفّ الأوّل: (687)، والتّرمذيّ في «الصّلاة»، باب ما جاء في فضل الصّفّ الأوّل: (224)، والنّسائيّ في «الإمامة»، باب ذكر خير صفوف النّساء وشرّ صفوف الرّجال: (228)، وابن ماجه في «إقامة الصّلاة»، باب صفوف النّساء: (1053)، وأحمد: (7565)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
15 - أخرجه البخاريّ في «الصّلاة»، باب إذا كان الثّوب ضيّقا: (355)، ومسلم في «الصّلاة»، باب أمر النّساء المصلّيات وراء الرجال أن لا يرفعن: (987)، وأبو داود في «الصّلاة»، باب الرّجل يعقد الثوب في قفاه ثم يصلي: (630)، والنّسائيّ في «القِبْلَة»، باب الصّلاة في الإزار: (766)، وأحمد: (15134)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
16 - أخرجه البخاريّ في «النِّكاح»، باب ما يتَّقى من شؤم المرأة: (4808)، ومسلم في «الرّقاق»، باب أكثر أهل الجنّة الفقراء وأكثر أهل النار النّساء: (6945)، والتّرمذيّ في «الأدب»، باب ما جاء في تحذير فتنة النّساء: (2780)، وابن ماجه في «الفتن»، باب فتنة النّساء: (3989)، وأحمد: (21239)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
17 - أخرجه مسلم في «الذِّكْر والدُّعاء»، باب أكثر أهل الجنّة الفقراء وأكثر أهل النّار: (6948)، والتّرمذيّ في «الفتن»، (2191)، وابن ماجه في «الفتن»، باب فتنة النّساء: (4000)، وابن حبّان: (3221)، وأحمد: (10785)، والبيهقي: (6746)، من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه.
18 - أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنّف»: (13246)، وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم كما قال الجلال السّيوطيّ في «الدّرّ المنثور»: (7/ 282)، وذكره ابن كثير في «تفسيره»: (7/ 123).
19 - سئل الشيخ محمَّد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن حكم الدّراسة في المدارس المختلطة، فأجاب:
«فعلى كلِّ حالٍ نقول -أيّها الأخ- يجب عليك أن تطلب مدرسةً ليس هذا وضعها، فإن لم تجد مدرسةً إلاَّ بهذا الوضع وأنت محتاجٌ إلى الدّراسة فإنّك تقرأ وتدرس وتحرص بقدر ما تستطيع على البعد عن الفاحشة والفتنة، بحيث تغضُّ بصرَك وتحفظ لسانَك، ولاتتكلَّم مع النّساء، ولا تمرُّ إليهنَّ». [من موقع فضيلة الشّيخ العلاّمة محمَّد بن صالح العثمين، مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدَّرْب (نصِّيَّة): العلم].
20 - سئل الشيخ عبد الله بن عبد الرّحمن بن جبرين –رحمه الله- عن حكم الدّراسة والتّدريس بالمدارس المختلطة فأجاب:
«لا يجوز بالنّسبة للنّساء أن يدرسنَ في المدرسة التي يحصل فيها الاختلاط بالرّجال، سواء كان ذلك في حقِّ الطّالبات أو المُدرِّسات؛ لما في ذلك من الفتنة.
وأمَّا الرّجال والطُلاَّب فلهم الدّراسة مع الحرص على غضِّ البصر والبُعد عن الاحتكاك بالنساء المُتكشّفات، أو القُرب منهنَّ. والله أعلم». [من الموقع الرّسمي للشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن بن جبرين –رحمه الله-، رقم الفتوى: 11661].
وفي جواب آخر قال -رحمه الله-:
«لا يجوز ذلك عند القدرة على تركها، والواجب إبعاد الطّالبات عن الطّلاب في جميع المراحل الدّراسية لما في الاختلاط من الفتنة، فإذا لم يجد الطالب إلاَّ هذه المدارس حرص على أن يبتعد عن النّظر والاختلاط الذي يحصل به الفتنة. والله أعلم». [من الموقع الرسمي للشيخ عبد الله بن عبد الرّحمن بن جبرين –رحمه الله-، رقم الفتوى: 11754].
21 - أخرجه أبو داود في «الملاحم»، باب الأمر والنّهي (4345)، والطّبرانيّ في «المعجم الكبير» (345)، من حديث العرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه، والحديث حسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (702) و «صحيح أبي داود» (4345).
22 - انظر: «فتاوى الشيخ محمَّد بن إبراهيم» (10/ 44).(/)
لا يليق اتخاذ اسم ((خديجة بنت خويلد)) عنواناً لانفلات النساء للشيخ العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 10:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((لا يليق اتخاذ اسم ((خديجة بنت خويلد)) عنواناً لانفلات النساء))، وهذا نصه:
الحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد، فإن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها هي أول امرأة في تاريخ الإسلام وأول زوجة لسيد الأنام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وكانت له نعم الصاحبة والسكن وهي أم أولاده سوى إبراهيم وهي مع عائشة أفضل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن وعن الصحابة أجمعين، قال الإمام الذهبي في السير (2/ 110): ((ومناقبها جمة، وهي ممن كمل من النساء، كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة من أهل الجنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، بحيث إن عائشة كانت تقول: ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها))، وكانت وفاتها رضي الله عنها في مكة قبل الهجرة ولم يتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى ماتت، وكل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر وترجو ثواب الله وتخشى عذابه تتخذ منها وسائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في الطهر والعفاف والبعد عن كل ريبة.
وإن مما يؤسف له أنه في هذا الزمان انفلتت النساء في كثير من بلاد المسلمين بسفورهن واختلاطهن بالرجال وزهدهن في الأخذ بالأخلاق والآداب التي جاء بها الإسلام تقليداً لنساء الغرب اللاتي تخلين عن الفضائل وانغمسن في الرذائل ولم يبقَ محافظاً على التقيد بأحكام الإسلام من الحجاب والبعد عن الاختلاط بالرجال إلا نساء بلاد الحرمين ومن رحم الله منهن في البلاد الأخرى ومع ذلك ففي الآونة الأخيرة وقبل سنوات قليلة ظهر نشاط المستغربين والتغريبيين الذين يريدون للنساء في هذه البلاد أن تنفلت وتذوب كما انفلت ذاب غيرهن من النساء في البلاد الأخرى، وكان من أنشط الذين يريدون أن تميل هذه البلاد ميلاً عظيماً المسئولون في الغرفة التجارية في جدة الذين سبقوا غيرهم إلى اختيار امرأة نائبة للرئيس وإشراك بعض النساء في مجلس الغرفة سافرات مختلطات بالرجال، وقد كتبت كلمة بعنوان: ((الغرفة التجارية الصناعية في جدة رائدة الغرف التجارية في انفلات النساء)) نشرت بتاريخ 30/ 9/1431هـ، ومن أسوأ ما عملته هذه الغرفة إنشاء مركز تابع لها قبل ست سنوات للتخطيط لتغريب النساء في بلاد الحرمين ومتابعة تنفيذ ذلك التخطيط، سموه مركز السيدة خديجة بنت خويلد وتفرع عنه إيجاد منتدى باسم منتدى السيدة خديجة بنت خويلد عقدت دورته الأولى في عام 1427هـ ودورته الثانية في الأسبوع الماضي وهذا المنتدى الأخير في غاية الخطورة والسوء وهو بمثابة كارثة على هذه البلاد في أخلاق نسائها، وأشير حول هذا المركز والمنتدى إلى ما يلي:
1ـ أن تسمية هذا المركز وهذا المنتدى باسم السيدة خديجة بنت خويلد أمر منكر وإساءة إلى أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها لأن هذا السفور والاختلاط وغيرهما من منكرات المنتدى مجانبة لهدي الإسلام، وخديجة رضي الله عنها بريئة من هذه الأفعال التي قدوة أصحابها الغربيون، ولو ظهرت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها لتبرأت من ذلك وكذا لو ظهر الملك عبد العزيز رحمه الله مؤسس هذه الدولة لتبرأ من ذلك وهو الذي قال: ((أقبح ما هنالك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وفتح المجال لهن في أعمال لم يُخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية: من تدبير المنزل، وتربية الأطفال))، ولو سموه (مركز هدى شعراوي) لكانت التسمية مطابقة للواقع لأنها أول امرأة مسلمة في مصر كشفت وجهها وتمردت على الحجاب في أوائل القرن الماضي، انظر حراسة الفضيلة (166) للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله، وقد ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في ذكرياته (5/ 226) أن أول امرأة مسلمة كشفت وجهها في بلاد الشام كان ذلك أوائل القرن الماضي ثم آل الأمر إلى ما هو مشاهد ومعاين في بلاد الشام ومصر، والسعيد من وعظ بغيره (إن في ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
وقد كتبت قريباً كلمة بعنوان: ((المرأة في بلاد الحرمين بين أنصارها حقاً وأدعياء نصرة حقوقها)) نشرت في الأسبوع الماضي 23/ 12/1431هـ وكل من يدعو إلى انفلات النساء في بلاد الحرمين ـ وفي مقدمتهم أصحاب الغرفة والمركز والمنتدى ـ من أدعياء نصرة حقوقها الذين يدعونها إلى النار، ألا فليتقِ الله هؤلاء جميعاً في أنفسهم وفي نساء بلاد الحرمين قبل أن يفجأهم هادم اللذات ومفرق الجماعات، وقد أورد البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الرقاق ((باب في الأمل وطوله)) قبل الحديث (6417) أثراً معلقاً عن علي رضي الله عنه قال: وقال علي بن أبي طالب: ((ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل)).
2ـ من مكر القائمين على الغرفة والمركز والمنتدى اختيارهم لإحدى بنات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ـ حفظه الله وشفاه ووفقه لما فيه رضاه ـ لتكون رئيسة لمجلس المركز وراعية للمنتدى للتقوي بهذا الاختيار، والله عز وجل أقوى من كل قوي وأكبر من كل كبير، ومن الخير لها والبر بأبيها أن يكون سعيها في أن يحصل في عهد والدها ما فيه له الذكر الحسن في الدنيا والثواب الجزيل في القبر وما بعده، وأن لا يحصل في عهده تحوّل عما كان عليه والده ومن سبقه من إخوانه رحم الله الجميع إلى حال لا يرتضيها إلا الغربيون والمستغربون التغريبيون.
3ـ ومن مكرهم دعوة نساء في مناصب قيادية في بلادهن ليقفن على انفلات بعض النساء الذي تم حتى الآن في بلاد الحرمين ولتأخذ منهن النساء المنفلتات القدوة السيئة في ذلك، ومن المدعوات وزيرة في مصر ووزيرة في البحرين ووزيرة سابقة في لبنان وكل واحدة منهن تتحدث عن إنجازات المرأة في بلادها، ومن إنجازات المرأة في البحرين التي ذكرتها الوزيرة أنها تعمل سائقة تاكسي، وكل يعلم منتهى الانفلات الذي حصل لنساء البحرين ولبنان ومصر، فَهل يريد التغريبيون في هذه البلاد أن تصل النساء في بلاد الحرمين إلى ما وصلت إليه النساء في تلك البلاد من تبرج وتهتك وابتذال وصل إلى إظهار بعض النساء فيها رؤوسهن ونحورهن وأعضادهن وسوقهن وشيئاً من أفخاذهن، بل إن من أسوأ ما تضمنه المنتدى أن رئيسته زوجة وزير العمل أوضحت أن رؤية المنتدى هي طرح نموذج وطني عربي مسلم للمرأة الواعية والملتزمة في أداء دورها محلياً وعالمياً، وأن نائبة رئيس الغرفة التجارية في جدة تقدم عرض تجارب عالمية ناجحة لقياديات وصانعات قرارات وما واجهنه من تحديات وعقبات عبر مسيرة الإنجاز، ومما زاد الطين بِلة والخرق اتساعاً لمآرب لدى التغريبيين دعوة زوجة السفير الأمريكي الغربية لحضور منتداهم.
4ـ ومن مكرهم دعوة وزراء التربية والتعليم والإعلام والعمل والتجارة الذي تحدث كل واحد منهم عن أبرز الإجراءات والتدابير اللازمة لزيادة مشاركة المرأة في التنمية الوطنية من منظور وزارته، ومن الخير لهؤلاء الوزراء أن يستغلوا مدة بقائهم في وزاراتهم في ما يعود على نساء هذه البلاد بالحشمة والعفاف والسلامة من كل ما يعود عليهن بالضرر في دينهن وأخلاقهن قبل أن يخرجوا من وزاراتهم من البابين اللذينِ خرج منهما وزيرا العمل والإعلام السابقان وهما باب الموت وباب الإقصاء وقد كانا أعظم مكانة من ثلاثة منهم.
5ـ جاء في المنتدى أن رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في جدة صالح كامل أوضح: ((أن غرفة جدة رفعت من خلال مركز السيدة خديجة مطالبة بوضع آلية لعمل المرأة في محال بيع الملابس الداخلية للنساء، مبينا أن الطلب رفع إلى وزارة التجارة التي ستبحث مع الوزارات الأخرى وضع الآليات المنظمة، فعمل المرأة في مثل هذه المحال هو من الأفضل لها ولبنات جنسها مؤملا أن تصدر هذه التنظيمات في القريب العاجل))، أقول: إن الطريق الصحيح السليم لعمل النساء في محال الملابس الخاصة بالنساء أن يُعمل على إيجاد مجمعات تجارية خاصة بالنساء لا يبيع فيها إلا النساء ولا يدخلها إلا النساء ويمكن إبقاء بعض هذه المحال قريبة من المجمعات يبيع فيها الرجال ليشتري منها الرجال ومن معهم من محارمهم، أما أن تكون المحال التي تبيع فيها النساء بارزة للرجال يبعن فيها سافرات الوجوه أمثال
(يُتْبَعُ)
(/)
المشاركات في المنتدى ففي ذلك من الضرر وقلة الحياء على الرجال والنساء ما فيه.
6ـ حَرِص أصحاب الغرفة والمركز والمنتدى أن يظفروا بأحد ينتسب إلى العلم يشاركهم في منتداهم فلم يجدوا ضالتهم إلا في شخص واحد رخص لهم في قيادة المرأة السيارة وكشف وجهها وعبر عن الحجاب بقوله: ((ما يسمى بالحجاب))، والذي سمى الحجاب هو الله عز وجل في قوله: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)، وكذا جاءت تسميته في السنة في قول عائشة رضي الله عنها في تخلفها عن الرَكْب ومرور صفوان بن المعطل رضي الله عنه عليها وأنها لما حست به خمرت وجهها وقالت: ((وكان رآني قبل الحجاب)) رواه البخاري (4141) ومسلم (7020)، وقيد هذا الشخص كشف الوجه بأن لا يكون عليه زينة فنقلوا عنه ((شرعية جواز قيادة المرأة السيارة وكشف وجهها دون تكلف أو زينة))، ومن المعلوم أن جمال الوجه الحقيقي هو جمال الخِلقة وليس جمال طليهِ بالأصباغ؛ قال الشاعر:
دع التكلف لا يجديك منفعة .. ليس التكحل في العينين كالكَحَل
والنسوة اللاتي قطعن أيدهن لما رأين وجه يوسف عليه الصلاة والسلام إنما بهرهن جمال الخِلقة، ومجيء السنة بتغطية النساء أرجلهن واضح الدلالة على أن تغطية الوجه أولى لأن الجمال يبحث عنه في الوجه لا في الرجلين والحديث في ذلك رواه أهل السنن وغيرهم وقال الترمذي (1731): ((وهذا حديث حسن صحيح))، وفي سنن سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها كما في فتح الباري (3/ 406) قالت: ((تسدل المرأة جلبابها من فوق رأسها على وجهها))، وفي مستدرك الحاكم (1/ 454) عن أسماء رضي الله عنها قالت: ((كنا نغطي وجوهنا من الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام)) وقال: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ووافقه الذهبي، وقال ابن المنذر كما في فتح الباري (3/ 406): ((أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط والخفاف، وأن لها أن تغطي رأسها وتستر شعرها إلا وجهها فتسدل عليه الثوب سدلاً خفيفاً تستر به عن نظر الرجال))، وقد استمرت النساء في مختلف العصور على ستر وجوههن عن الرجال الأجانب في الإحرام وفي غير الإحرام إلى أن بدأ السفور في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 324): ((ولم تزل عادة النساء قديماً وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب))، ولم يكتفِ مفتي التغريبيين بإباحة قيادة المرأة السيارة وكشف المرأة وجهها بل تعدى إلى إباحة خلوة الرجل بالأجنبية من غير تهمة وأن تفلي رأسه وتحلقه وتقصه وقد نقلت كلامه ورددت عليه في كلمة بعنوان: ((أسوأ هذيان ظهر حتى الآن في فتنة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين)) نشرت في 10/ 1/1431هـ وما أحسن ما نقله ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 207) قال: ((وقد رأى رجلٌ ربيعةَ ابن أبي عبد الرحمن يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقال: استُفتي مَن لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم، قال: ولَبعضُ مَن يفتي ههنا أحق بالسجن من السرَّاق))، وجاء عن هذا المفتي المفتون التهوين من شأن صلاة الجماعة في المساجد وإباحة بقاء الحوانيت مفتوحة في وقت الصلاة في هذيان نشر له وقد رددت عليه في كلمة بعنوان: ((تحذير أهل الطاعة من الهذيان المثبِّط عن صلاة الجماعة))، ولا شك أن هذا المفتي للتغريبيين في طليعة من يعنيهم بالمنع توجيه خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله الذي أصدره أخيراً في أمر الفتوى.
وأقول في الختام: هذه الكلمة هي المتممة لعشرين كلمة في موضوع انفلات النساء أخيراً في بلاد الحرمين وسفورهن واختلاطهن بالرجال، كتبت هذه الكلمات العشرين خلال عامين تقريباً وقد نشرت الكلمة الأولى منها بتاريخ 18/ 2/1430هـ أي قبل تعيين نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات بيوم واحد وعنوانها: ((دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات هم الذين وراء بدء انفلات بعض النساء أخيراً في بلاد الحرمين))، ونشرت الكلمة الثانية بتاريخ 2/ 3/1430هـ بعنوان: ((لا يجوز للمرأة الولاية على الرجال))، وكتبت عدة رسائل في هذا الموضوع، هي: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟!)) طبعت في عام 1428هـ، ورسالة: ((الدفاع عن الصحابي أبي بكرة رضي الله عنه ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال)) طبعت في عام 1425هـ وطبعت ضمن مجموع
(يُتْبَعُ)
(/)
كتبي ورسائلي (7/ 359ـ427)، ورسالة: ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها)) طبعت في عام 1430هـ، ورسالة: ((العدل في شريعة الإسلام وليس في الديمقراطية المزعومة)) طبعت في 1426هـ وطبعت ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/ 329ـ375)، ورسالة: ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها)) طبعت عام 1430هـ، وهذه الرسائل والكلمات في الرد على عدو خطير لبلاد الحرمين ـ حكومة وشعباً ـ وهم: قتلة الأخلاق المتبعون للشهوات من التغريبيين، وأما العدو الثاني وهم: قتلة الأنفس فقد كتبت في التحذير منهم رسالتين إحداهما بعنوان: ((بأيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟! وَيحَكم أفيقوا يا شباب!!)) طبعت في عام 1424هـ، والثانية بعنوان: ((بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير)) طبعت في عام 1426هـ وطبعتا معاً ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/ 225ـ243)، وما يقوم به العدو الثاني هو نتيجة لما يقوم به العدو الأول، لقول الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير)، وقوله: (ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب).
وجهاد مرضى القلوب من أهل الشبهات والشهوات بالقلم واللسان هو الجهاد في سبيل الله المتيسر في هذا الزمان.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين في كل مكان للفقه في الدين والثبات على الحق، وأسأله تعالى أن يوفق خادم الحرمين حفظه الله لإطفاء فتنة انفلات النساء التي حدثت في عهده بمكر الماكرين من التغريبيين والمترفين، إنه سميع مجيب، اللهم وفق خادم الحرمين للأخذ بنصح كل ناصح يدعوه إلى الجنة والحذر من مكر كل ماكر يدعوه إلى النار، اللهم هيئ له البطانة الصالحة الناصحة واصرف عنه بطانة السوء الماكرة بما تشاء من هداية أو إقصاء أو إهلاك إنك على كل شيء قدير، اللهم وفق خادم الحرمين للأخذ بنصح كل ناصح يدعوه إلى الجنة والحذر من مكر كل ماكر يدعوه إلى النار، اللهم هيئ له البطانة الصالحة الناصحة واصرف عنه بطانة السوء الماكرة بما تشاء من هداية أو إقصاء أو إهلاك إنك على كل شيء قدير، اللهم وفق خادم الحرمين للأخذ بنصح كل ناصح يدعوه إلى الجنة والحذر من مكر كل ماكر يدعوه إلى النار، اللهم هيئ له البطانة الصالحة الناصحة واصرف عنه بطانة السوء الماكرة بما تشاء من هداية أو إقصاء أو إهلاك إنك على كل شيء قدير.
وأرجو من كل غيور على الدولة السعودية ورعيتها واحتشام نسائها وسلامتهن من السفور والتبرج والاختلاط بالرجال أن يدعو بهذا الدعاء وغيره لعل الله أن يستجيب دعاءهم فيلطف بالأمة ويكشف هذه الغمة ويقطع دابر المفسدين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 09:43]ـ
بارك الله فيك
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((لا يليق اتخاذ اسم ((خديجة بنت خويلد)) عنواناً لانفلات النساء))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/khadija/Khadija.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/khadija/Khadija.pdf)
...
وفي المقال إشارة إلى مقال الشيخ: ((الغرفة التجارية الصناعية في جدة رائدة الغرف التجارية في انفلات النساء))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/alghrfhattejaryh/AlGhrfhATtejaryh.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/alghrfhattejaryh/AlGhrfhATtejaryh.pdf)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ: ((المرأة في بلاد الحرمين بين أنصارها حقاً وأدعياء نصرة حقوقها))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah.doc)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah.pdf)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ: ((أسوأ هذيان ظهر حتى الآن في فتنة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aswa_hathayan/aswa_hathayan.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aswa_hathayan/aswa_hathayan.pdf)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ: ((تحذير أهل الطاعة من الهذيان المثبِّط عن صلاة الجماعة))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/prayer/prayer.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/prayer/prayer.pdf)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ: ((دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات هم الذين وراء بدء انفلات بعض النساء أخيراً في بلاد الحرمين))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Mtbawa_alshahwat.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Mtbawa_alshahwat.pdf)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ: ((لا يجوز للمرأة الولاية على الرجال))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/women.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/women.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟!))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Why_not_lead_the_womens_car.do c)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Why_not_lead_the_womens_car.pd f)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((الدفاع عن الصحابي أبي بكرة رضي الله عنه ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/Abi_Bkrah.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/Abi_Bkrah.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Hesbah.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Hesbah.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((العدل في شريعة الإسلام وليس في الديمقراطية المزعومة))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aladl_fe_aleslam.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aladl_fe_aleslam.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/woman_face.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/woman_face.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((بأيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟! وَيحَكم أفيقوا يا شباب!!))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/bay_aql.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/bay_aql.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/badl_alnosh.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/badl_alnosh.pdf)
...
وهذا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/khadija/Khadija.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/khadija/Khadija5-1.jpg
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/khadija/Khadija5-2.jpg
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/khadija/Khadija5-3.jpg
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/khadija/Khadija5-4.jpg
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/khadija/Khadija5-5.jpg
...(/)
وما يعلم جنود ربك إلا هو ... شرم الشيخ وسمك القرش ....
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 08:14]ـ
هجمات القرش بمصر: منتجعات البحر الأحمر تريد تفسيرا ...
هكذا عنونت بي بي سي على الشبكة الانترنتية!
وكتبوا تحته تقريرا عن ذلك تفسيرا لتلك الهجمات، وكعادة الكفار في تفسيراتهم للبلايا والمصايب، فسروها بالأمور المحسوسة،ونسوا سببا معنويا هاما عظيما-وحُقّ لهم- ذكره الله تعالى في كتابه كثيرا:
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)}.
وقال تعالى:
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51)}.
وقال تعالى:
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}.
وقال تعالى:
{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162) وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)}.
وقال تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)}.
وقال تعالى:
{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16)}.
وقال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)}.
والآيات في عاقبة من انتهك شرع الله تعالى، ونسي دينه كثيرة كثيرة، ولكن هل من مدكر؟!!.(/)
خصص من وقتك 10 دقائق للتعرف على عالم الجن
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 11:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه أجمعين
لا شك أن الإيمان بالغيب من الأمور التي تميز المؤمن على الكافر, ومن الامور الغيبية التي يجب الإيمان بها وجود الجن, لكن الناس انقسموا فمنهم من أنكر وجودهم ومنهم من أثبتهم ولكن توسع في استغلال موضوع صرع الجن لأكل أموال الناس بالباطل, فكلما مرض شخص بمرض قالوا هذا جن أصابه , ولقد أصبح من عُرف بالعلم يجعل بيته عيادة يستقبل فيها المرضى بالصرع (حسب زعمه) مقابل كمية من المال يحددها و الله المستعان
فهذا بحث بسيط جمعته من المراجع التي أذكرها في آخر البحث , و قد اتبعت المنهج التالي
-طريقة سؤال وجواب
-الإختصار
-عدم الدخول في خلاف العلماء
-التركيز على أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية لما له عناية بالموضوع التي كان سببها المعارك مع الصوفية الذين يستغلون الجن
-تقسيم الموضوع إلى حلقات
اسأل الله أن أكون وفقت فمن وجد خيرا فهو توفيق من الله و من وجد غير ذلك فلينبه عليه مشكورا
الحلقة (1)
1 - ما معنى كلمة جن؟
قال شيخ الإسلام وَالْجِنُّ سُمُّوا جِنًّا لِاجْتِنَانِهِمْ يَجْتَنُّونَ عَنْ الْأَبْصَارِ أَيْ يَسْتَتِرُونَ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} أَيْ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ فَغَطَّاهُ وَسَتَرَهُ
2 - هل الجن هم الملائكة؟
-هذا القول ساقط للأسباب التالية:
-الجن خلق من نار الملائكة خلقت من نور
-الجن يأكلون و يشربون و يتزاوجون الملائكة عكس ذلك
الجن منهم الطائع و العاصي الملائكة لا يعصون ما أمرهم الله
3 - مما خلق الجن؟
خلق من نار ففي صحيح مسلم، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خُلِقَت الملائكة من نور، وخُلقَ إبليس من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصِفَ لكم" هكذا رواه مسلم
مارج من نار. وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت.
4 - هل إبليس أبو الجن كما أن آدم أبو الإنس؟
قال بهذا القول شيخ الإسلام فقال في الفتاوى: وَأَيْضًا فَإِبْلِيسُ الَّذِي هُوَ أَبُو الْجِنِّ , لكن المسألة تحتاج لدليل و بحث أكثر
5 - ما معنى الشيطان؟
قال ابن كثير في تفسيره:
وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلان إذا فَعَل فِعْل الشيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيط. والشيطان مشتق من البعد على الصحيح؛ ولهذا يسمون كل ما تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانًا، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112]. وفي مسند الإمام أحمد، عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا ذر، تعوّذ بالله من شياطين الإنس والجن "، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: " نعم ".وفي صحيح مسلم عن أبي ذر -أيضًا-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود ". فقلت: يا رسول الله، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر فقال: " الكلب الأسود شيطان. انتهى
فالشيطان صفة لكل من فَعل فِعل الشياطين سواء كان جنيا أو إنسيا أو حيوانا
6 - ما معنى أن الإبل من شيطان و أن الكلب الأسود شيطان؟
قال شيخ الإسلام:
قد أشار صلى الله عليه وسلم في الإبل إلى أنها من الشياطين يريد والله أعلم أنها من جنس الشياطين ونوعهم فإن كل عات متمرد شيطان من أي الدواب كان كالكلب الأسود شيطان والإبل شياطين الأنعام, كما للإنس شياطين
7 - لماذا خلق الله الجن
خلقهم لعبادته قال تعالى:و ماخلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون
يتبع إن شاء الله
****************************** ******************** **
المراجع:
فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام /مشهور حسن
ردود القرطبي عل الشيعة/ مشهورحسن
الغول بين الحديث النبوي و الموروث الشعبي/ مشهورحسن
فتاوى شيخ الإسلام
عالم الجن و الشياطين/ عمر سليمان الأشقر
برهان الشرع في إثبات الصرع / علي حسن
طريق الهداية في درء مخاطر الجن و الشياطين/ عبد العزيز بن علي القحطاني
آكام المرجان / بدر الدين الشبلي (فيه حكايات غريبة جدا يقرأ على حذر)
تفسير ابن كثير
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 12:44]ـ
معلومات مفيدة وان كنت ارى انها غير ضرورية
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 03:06]ـ
معلومات مفيدة وان كنت ارى انها غير ضرورية
لماذا ليست ضرورية , وعدو الإنسان الذي لا ينام من الجن , فهذه الحياة ليست إلا صراع بين الإنسان و الشيطان , فإذا لم تعرف عدوك فكيف تغلبه, كما أن هناك من ينكر وجود الجن, و منهم من استغله لكسب المال.
ـ[أمد]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 03:20]ـ
موضوع شيّق , بورك فيكم أخي الكريم
لعلكم تواصلون فنحن متابعون.
فهذه الحياة ليست إلا صراع بين الإنسان و الشيطان , فإذا لم تعرف عدوك فكيف تغلبه, كما أن هناك من ينكر وجود الجن, و منهم من استغله لكسب المال
بالفعل الموضوع مهم جدًّا,
وإلا فأين نحن من قوله تعالى:" قال فبعزتك لأغوينّهم أجمعين"؟
وأين نحن من قوله صلى الله عليه وسلّم: (يجري الشيطان من ابن آدم مجرى الدم)؟
وأين نحن ممن هم بالفعل قد ابتلوا ودور الرقيّة الشرعيّة واخص منها النظامية فيها ما الله به عليم أسأل الله أن يفرّج عن كل مكروب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 11:56]ـ
الحلقة (2)
8 - أين يسكن الجن؟
الجن يسكنون هذه الأرض و يكثر تواجد الشياطين في الحشوش و أعطان الإبل و الحمام و الأودية , الخراب و الفلوات و مواضع النجاسات و الأسواق و المزابل, و الأماكن التي يعظم فيه غير الله بالذبح و النذر و الإستغاثة بالقبور, و المقابر, و البيت الذي لا يقرا فيه القرآن خصوصا سورة البقرة, المهم أن الأرواح الخبيثة تحب الاماكن الخبيثة, و الأرواح الطيبة تحب الأماكن الطيبة.
9 - ما هو طعام الجن؟
أما مؤمنوا الجن فقد َسَأَلُو الرسول الزَّادَ فَقَالَ «لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِى أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعَرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ». فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «فَلاَ تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ».
أما الشياطين فيأكلون كل ما لا يذكر اسم الله عليه
10 - هل للجن حواس؟
نعم لهم سمع وبصر وقلوب و غير ذلك لقوله تعالى: (و لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)
11 - هل الجن تموت؟
اما إبليس فقد أنظره الله إلى يوم القيامة, و باقي الجن تموت لقوله صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِى أَنْتَ الْحَىُّ الَّذِى لاَ يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ» رواه مسلم , وهناك بعض الصحابة قتل الجن.
12 - هل يمكن للجن أن تتشكل؟
قال شيخ الإسلام:
والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم، فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها، وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير، وفي صور الطير، وفي صور بني آدم.
و قال ابن حجر في الفتح
وَفِيهِ أَثَرٌ عَنْ عُمَر أَخْرَجَهُ اِبْنُ أَبِي شَيْبَة بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ " أَنَّ الْغِيلَان ذُكِرُوا عِنْد عُمَر فَقَالَ: إِنَّ أَحَدًا لَا يَسْتَطِيع أَنْ يَتَحَوَّل عَنْ صُورَته الَّتِي خَلَقَهُ اللَّه عَلَيْهَا، وَلَكِنْ لَهُمْ سَحَرَة كَسَحَرَتِكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَأَذِّنُوا.
الْغِيلَان عند العرب سحرة الشياطين
13 - هل يمكن رؤية الجن؟
اما على صورتهم التي خلقهم الله عليها فلا يمكن رؤيتهم, فعلى هذا يحمل قول الشافعي من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته , إلا أن يكون نبيا.
أما بعد التشكل فيمكن رؤيتهم , فقد رآهم بعض الصحابة.
14 - هل يمكن للجن أن تتصور بصورة الرسول؟
هذا لا يمكن لقول: رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ رَآنِى فِى الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِى فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ بِى» البخاري و مسلم
15 - هل تصح الرواية عن الجن؟
قال الشيخ أبو اسحاق الحويني في الفتاوى الحديثية: ..... جواز الرواية عن الجن وقد روى عنهم الطبراني وبن عدي وغيرهما لكن توقف في ذلك بعض الحفاظ بأن شرط الراوي العدالة والضبط، وكذا مدعي الصحبة شرط العدالة والجن لا نعلم عدالتهم مع أنه ورد الإنذار بخروج شياطين يحدثون الناس انتهى. والتوقف متجه.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 11:29]ـ
الحلقة (3)
15 - هل الجن مكلفون؟
قال شيخ الإسلام
بل الملائكة والجن فإنهم كلهم أحياء عقلاء ناطقون لهم علم وعمل اختياري ..
و قال في موضع آخر
فَإِنَّ الْجِنَّ مَأْمُورُونَ وَمَنْهِيُّونَ كَالْإِنْسِ وَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ الرُّسُلَ مِنْ الْإِنْسِ إلَيْهِمْ وَإِلَى الْإِنْسِ وَأَمَرَ الْجَمِيعَ بِطَاعَةِ الرُّسُلِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}
16 - هل الجن مكلفون بفروع الشريعة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ الْجَانِّ الْمُؤْمِنِينَ: هَلْ هُمْ مُخَاطَبُونَ " بِفُرُوعِ الْإِسْلَامِ " كَالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْعِبَادَاتِ؟ أَوْ هُمْ مُخَاطَبُونَ بِنَفْسِ التَّصْدِيقِ لَا غَيْرُ؟
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: لَا رَيْبَ أَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِأَعْمَالِ زَائِدَةٍ عَلَى التَّصْدِيقِ وَمَنْهِيُّونَ عَنْ أَعْمَالٍ غَيْرِ التَّكْذِيبِ فَهُمْ مَأْمُورُونَ بِالْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ بِحَسْبِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا مُمَاثِلِي الْإِنْسِ فِي الْحَدِّ وَالْحَقِيقَةِ فَلَا يَكُونُ مَا أُمِرُوا بِهِ وَنُهُوا عَنْهُ مُسَاوِيًا لِمَا عَلَى الْإِنْسِ فِي الْحَدِّ لَكِنَّهُمْ مُشَارِكُونَ الْإِنْسَ فِي جِنْسِ التَّكْلِيفِ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالتَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ. وَهَذَا مَا لَمْ أَعْلَمْ فِيهِ نِزَاعًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.
17 - هل كفار الجن وفساقهم يستحقون النار؟
قال شيخ الإسلام
وَلَا تَمْتَلِئُ جَهَنَّمُ إلَّا مِنْ أَتْبَاعِ إبْلِيسَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} وَلِهَذَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ أَنَّ الْجَنَّةَ يَبْقَى فِيهَا فَضْلٌ فَيُنْشِئُ اللَّهُ لَهَا أَقْوَامًا فِي الْآخِرَةِ وَأَمَّا النَّارُ فَإِنَّهُ يَنْزَوِي بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئَ بِمَنْ دَخَلَهَا مِنْ أَتْبَاعِ إبْلِيسَ
18 - هل يدخل مؤمنوا الجن الجنة؟
تنازع العلماء في هذه المسألة و رجح شيخ الإسلام دخولهم الجنة
قال شيخ الإسلام
وأما مؤمنوهم فأكثر العلماء على أنهم يدخلون الجنة وقال طائفة بل يصيرون ترابا كالدواب والاول أصح وهو قول الأوزاعي وابن أبي ليلى وأبي يوسف ومحمد ونقل ذلك عن مالك والشافي وأحمد بن حنبل وهو قول أصحابهم
19 - هل بعث رسل للجن؟
أما رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهي للجن و الإنس قال ابن حجر في الفتح: وَقَالَ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ: اِتَّفَقَ عَلَى ذَلِكَ عُلَمَاء السَّلَف مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّة الْمُسْلِمِينَ، وَثَبَتَ التَّصْرِيح بِذَلِكَ فِي حَدِيث " وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبْعَث إِلَى قَوْمه وَبُعِثْت إِلَى الْإِنْس وَالْجِنّ " فِيمَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّار بِلَفْظٍ انتهى
و قد ألف الشيخ برهان الدين رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الجان
لكن وقع الخلاف هل كان هناك رسل من الجن
قال شيخ الإسلام
وَهَلْ فِيهِمْ رُسُلٌ أَمْ لَيْسَ فِيهِمْ إلَّا نُذُرٌ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ: فَقِيلَ: فِيهِمْ رُسُلٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}. وَقِيلَ: الرُّسُلُ مِنْ الْإِنْسِ؛ وَالْجِنِّ فِيهِمْ النُّذُرُ وَهَذَا أَشْهَرُ؛ فَإِنَّهُ أَخْبَرَ عَنْهُمْ بِاتِّبَاعِ دِينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُمْ {وَلَّوْا إلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} الْآيَةَ قَالُوا وَقَوْلُهُ: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} كَقَوْلِهِ: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} وَإِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ الْمَالِحِ وَكَقَوْلِهِ {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} وَالْقَمَرَ فِي وَاحِدَةٍ.
20 - هل في الجن أهل السنة و أهل البدع؟
قال شيخ الإسلام
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِيمَا أَخْبَرَ عَنْهُمْ {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} قَالُوا مَذَاهِبَ شَتَّى مُسْلِمِينَ وَيَهُودَ وَنَصَارَى وَشِيعَةً وَسُنَّةً
قال القرطبي في تفسيره:
وقال المسيب: كنا مسلمين ويهود ونصارى ومجوس. وقال السدي في قوله تعالى: طَرائِقَ قِدَداً قال: في الجن مثلكم قدرية، ومرجئة، وخوارج، ورافضة، وشيعة، وسنية.
يتبع إن شاء الله
ـ[علي سليم]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 10:35]ـ
بارك الله فيك ... الموضوع في غاية الاهمية
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 10:48]ـ
موضوع مهم والله،
نحن لك متابعون إن شاء الله، على أن نقرأه نهارا.
بارك الله فيك.
وهذا الكتاب من أهم الكتب التي تعالج هذا الموضوع.
عالم الجن والشياطين لسليمان الأشقر
http://dc202.4shared.com/img/eFB1pZMV/_______________.pdf
http://www.4shared.com/get/lLEwfHsn/___-___.html (http://www.4shared.com/get/lLEwfHsn/___-___.html)
أو:
http://www.4shared.com/get/eFB1pZMV/_______________.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 11:06]ـ
جزاك الله خيرا على المرجع , فانا قد جعلت كتاب الشيخ عمر من المراجع التي آخذ منها , أنظر المراجع في الأعلى
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 01:07]ـ
الحلقة (4)
21 - كيف يلبس الشيطان على المشركين؟
قال شيخ الإسلام
وَلِهَذَا كَانَ الَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْكَوَاكِبِ يَقْصِدُونَ السُّجُودَ لَهَا فَيُقَارِنُهَا الشَّيْطَانُ عِنْدَ سُجُودِهِمْ لِيَكُونَ سُجُودُهُمْ لَهُ؛ وَلِهَذَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِصُورَةِ مَنْ يَسْتَغِيثُ بِهِ الْمُشْرِكُونَ. فَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا وَاسْتَغَاثَ بجرجس أَوْ غَيْرِهِ جَاءَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ جرجس أَوْ مَنْ يَسْتَغِيثُ بِهِ وَإِنْ كَانَ مُنْتَسِبًا إلَى الْإِسْلَامِ وَاسْتَغَاثَ بِشَيْخِ يَحْسُنُ الظَّنُّ بِهِ مِنْ شُيُوخِ الْمُسْلِمِينَ جَاءَ فِي صُورَةِ ذَلِكَ الشَّيْخِ وَإِنْ كَانَ مِنْ مُشْرِكِي الْهِنْدِ جَاءَ فِي صُورَةِ مَنْ يُعَظِّمُهُ ذَلِكَ الْمُشْرِكُ.
و قال في موضع آخر
وَمِنْ اسْتِمْتَاعِ الْإِنْسِ بِالْجِنِّ اسْتِخْدَامُهُمْ فِيمَا يَطْلُبُهُ الْإِنْسُ مِنْ شِرْكٍ وَقَتْلٍ وَفَوَاحِشَ فَتَارَةً يَتَمَثَّلُ الْجِنِّيُّ فِي صُورَةِ الْإِنْسِيِّ فَإِذَا اسْتَغَاثَ بِهِ بَعْضُ أَتْبَاعِهِ أَتَاهُ فَظَنَّ أَنَّهُ الشَّيْخُ نَفْسُهُ
22 - هل يجوز استخدام الجن من قبل الإنس؟
نقل الشيخ مشهور حسن في كتابه فتح المنان فتوى الشيخ العتيمين:
و قد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ الإسلام رحمه الله متكئا على مشروعية الإستعانة بالجن المسلم في العلاج بأنه من الأمور المباحة , و لا أرى في كلام شيخ الإسلام ما يسوغ ذلك , فإن من البدهيات المسلم بها أن الجن من عالم الغيب يرانا و لا نراه , الغالب عليها الكذب و معتد ظلوم غشوم , لا يعرف العذر بالجهل مجهولة عدالته , لذا روايته للحديث ضعيفة , فما هو المقياس الذي نحكم به على أن الجني مسلم و هذا منافق أو كافر و هذا صالح و ذاك طالح ..........
23 - هل يقع زواج الجن بالإنس؟
ذكر صاحب آكام المرجان فتوى الإمام مالك:
وقد سئل مالك بن أنس رضي الله عنه لإن هاهنا رجلا من الجن يخطب إلينا جارية يزعم أنه يريد الحلال , فقال لا أرى بذلك بأسا في الدين, و لكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها من زوجك قالت من الجن فيكثر الفساد في الإسلام بذلك. انتهى
قال صاحب هذه السطور: لا أدري كيف يكون الزواج صحيحا و العدالة مجهولة في الجن , ولا ندري هل هو مسلم أم كافر , و أين أركان الزواج , و الجن لا يرى , وأين المهر و والشهود هل يكونون من الجن أم الإنس. و قد يفعل الجني مخالفة شرعية فإلى من نحتكم للجن أم للإنس, وإذا كانت جنية تريد الزواج فما يدرينا أنها صاحبة زوج.
لدى فالحق مع العلماء الذين منعوا هذا الزواج لقوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) / الروم
24 - هل للإنسان قرين من الجن؟
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ عُثْمَانُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى الْجَعْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ». قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «وَإِيَّاىَ إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِى عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلاَ يَأْمُرُنِى إِلاَّ بِخَيْرٍ»./مسلم
قال النووي:
(فَأَسْلَم) بِرَفْعِ الْمِيم وَفَتْحهَا، وَهُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فَمَنْ رَفَعَ قَالَ: مَعْنَاهُ: أَسْلَمُ أَنَا مِنْ شَرّه وَفِتْنَته، وَمَنْ فَتَحَ قَالَ: إِنَّ الْقَرِين أَسْلَمَ، مِنْ الْإِسْلَام وَصَارَ مُؤْمِنًا لَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَيْرٍ، وَاخْتَلَفُوا فِي الْأَرْجَح مِنْهُمَا فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: الصَّحِيح الْمُخْتَار الرَّفْع، وَرَجَّحَ الْقَاضِي عِيَاض، الْفَتْح وَهُوَ الْمُخْتَار، لِقَوْلِهِ: " فَلَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَيْرٍ "، وَاخْتَلَفُوا عَلَى رِوَايَة الْفَتْح، قِيلَ: أَسْلَمَ بِمَعْنَى اِسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ، وَقَدْ جَاءَ هَكَذَا فِي غَيْر صَحِيح مُسْلِم (فَاسْتَسْلَمَ) وَقِيلَ: مَعْنَاهُ صَارَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر، قَالَ الْقَاضِي: وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّة مُجْتَمِعَة عَلَى عِصْمَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الشَّيْطَان فِي جِسْمه وَخَاطِره وَلِسَانه. وَفِي هَذَا الْحَدِيث: إِشَارَة إِلَى التَّحْذِير مِنْ فِتْنَة الْقَرِين وَوَسْوَسَته وَإِغْوَائِهِ، فَأَعْلَمَنَا بِأَنَّهُ مَعَنَا لِنَحْتَرِز مِنْهُ بِحَسَبِ الْإِمْكَان.
وقد ذهب الشيخ عمر سليمان الأشقر في كتابه عالم الجن أن هذا الحكم ليس خاصا بالنبي , بل يمكن للمسلم أن يؤثر في قرينه فيُسلم , و هذا خطأ لان هذا الحكم خاص بالرسول صلى الله عليه و سلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 04:42]ـ
الحلقة (5)
25 - هل معنى لا غول نفي وجود الغول؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ غُولَ»./مسلم
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:
(لَا غُول)
: بِضَمِّ الْغَيْن وَسُكُون الْوَاو قَالَ فِي النِّهَايَة: الْغُول أَحَد الْغِيلَان وَهِيَ جِنْس مِنْ الْجِنّ وَالشَّيَاطِين كَانَتْ الْعَرَب تَزْعُم أَنَّ الْغُول فِي الْفَلَاة تَتَرَاءَى لِلنَّاسِ فَتَتَغَوَّل تَغَوُّلًا أَيْ تَتَلَوَّن تَلَوُّنًا فِي صُوَر شَتَّى، وَتَغُولهُمْ أَيْ تُضِلّهُمْ عَنْ الطَّرِيق وَتُهْلِكهُمْ، فَنَفَاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبْطَلَهُ.
وَقِيلَ قَوْله " لَا غُول " لَيْسَ نَفْيًا لِعَيْنِ الْغُول وَوُجُوده، وَإِنَّمَا فِيهِ إِبْطَال زَعْم الْعَرَب فِي تَلَوُّنه بِالصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَة وَاغْتِيَاله فَيَكُون الْمَعْنَى بِقَوْلِهِ لَا غُول أَنَّهَا لَا تَسْتَطِيع أَنْ تُضِلّ أَحَدًا وَيَشْهَد لَهُ الْحَدِيث الْآخَر " لَا غُول وَلَكِنْ السَّعَالِي وَالسَّعَالِي سَحَرَة الْجِنّ " أَيْ وَلَكِنْ فِي الْجِنّ سَحَرَة تَلْبِيس وَتَخْيِيل. وَمِنْهُ الْحَدِيث " إِذَا تَغَوَّلَتْ الْغِيلَان فَبَادِرُوا بِالْأَذَانِ " أَيْ اِدْفَعُوا شَرّهَا بِذِكْرِ اللَّه وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَرِد بِنَفْيِهَا عَدَمهَا.
وَمِنْهُ حَدِيث أَبِي أَيُّوب: " كَانَ لِي تَمْر فِي سَهْوَة فَكَانَتْ الْغُول تَجِيء فَتَأْخُذ " اِنْتَهَى كَلَامه.
26 - هل تثبت قصة الشيطان مع آدم؟
ذكر بعض المفسرين حديثا في تفسير الآية: قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن إبراهيم، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولما ولدت حواء طاف بها إبليس -وكان لا يعيش لها ولد -فقال: سميه عبد الحارث؛ فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث، فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره".
و قد ذكر ابن كثير الآثار الواردة في القصة و عقبها بقوله: وهذه الآثار يظهر عليها -والله أعلم -أنها من آثار أهل الكتاب، وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا حَدَّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم.
ثم قال: أما نحن فعلى مذهب الحسن البصري، رحمه الله، في هذا وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته.
وللمزيد أنظر فتح المنان / مشهور حسن /164
27 - الفرق بين طاعة الجن لنبي الله سليمان عليه السلام و طاعة الجن للسحرة؟
نبي الله سليمان كان تسخيره للجن معجزة ,و ملكا أعطاه الله لم يكن لغيره من الأنبياء, فهو يسخرهم في أمور مباحة كصنع المحاريب و التماثيل و غيرها, أما السحرة فهم فيستعملون العزائم و الطلاسم الشركية لتسخير الجن , فهم يتعاونون على الإثم و العدوان, وهذا معنى استمتاع الجن بالإنس و استمتاع الجن بالإنس الذي جاء في الآية (رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ) الآية
قَالَ البغوي: قَالَ بَعْضُهُمْ: اسْتِمْتَاعُ الْإِنْسِ بِالْجِنِّ مَا كَانُوا يُلْقُونَ لَهُمْ: مِنْ الْأَرَاجِيفِ وَالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ وَتَزْيِينُهُمْ لَهُمْ الْأُمُورَ الَّتِي يُهَيِّئُونَهَا وَيَسْهُلُ سَبِيلُهَا عَلَيْهِمْ وَاسْتِمْتَاعُ الْجِنِّ بِالْإِنْسِ طَاعَةُ الْإِنْسِ لَهُمْ فِيمَا يُزَيِّنُونَ لَهُمْ مِنْ الضَّلَالَةِ وَالْمَعَاصِي
28 - ما الفرق بين طاعة الجن لنبيا محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة الجن لنبي الله سلميان عليه السلام
قال شيخ الإسلام في النبوات
وسليمان كان على شريعة التوراة واستخدامه لمن لم يؤمن منهم هو مثل استخدام الاسير الكافر فحال نبينا مع الجن والانس أكمل من حال سليمان وغيره فإن طاعتهم لسليمان كانت طاعة ملكية فيما يشاء وأما طاعتهم لمحمد فطاعة نبوة ورسالة فيما يأمرهم به من عبادة الله وطاعة الله واجتناب معصية الله فان سليمان كان نبيا ملكا ومحمد صلى الله عليه و سلم كان عبدا رسولا مثل ابراهيم وموسى.وسليمان مثل داود ويوسف وغيرهما
يتبع إن شاء الله
ـ[عبد الله الكعبي]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 11:30]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيرا ابو عبد البر على جهودك الطيب و جزاك الله خيرا و ننتظر ان شاء الله و بارك الله فيك
ـ[أبو العيناء الغريب]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 03:53]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
موضوع مهم للغاية
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 07:10]ـ
جزاكم الله خيرا على اهتمامكم بالموضوع لا زال في الموضوع بقية في الصرع و أحكامه و أنواعه
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:12]ـ
الحلقة (6)
تنبيه مهم
قبل الخوض في هذا الموضوع فلا بد للإنسان ألا يستسلم للوهم , فأكثر الحالات التي تدعي تلبس الجن هي مجرد أوهام , فالخوف من الجن , ورؤية المصابين بالصرع تجعل الإنسان يتوهم أنه مسحور أو به جن أو به عين.
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: فما قطع العبد عن كماله وفلاحه وسعادته العاجلة والاجلة ,قاطع اعظم من الوهم الغالب على النفس والخيال الذي هو مركبها بل بحرها الذي لا تنفك سابحة فيه.
لذلك يجب على المؤمن أن ينظر في سيرة السلف و كيف كانوا يصرعون الجن , فقد خنق الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جنيا و كاد يربطه في السارية , و انظر كيف كان عمر يهرب منه الجن فيسلك طريقا آخر , فكن أيها المؤمن عُمريّاً مع الجن إذا رأتك من مكان بعيد هربت , ولاتكن كمن إذا حرك الريح بابا ظنه جنيا , أو إذا اشتكى منه عضو ظنه مسا , فأسرع عند من يظنه نبي الله سليمان ليرقيه.
29 - كيف لا تتسلط عليك الشياطين؟
لا شك أن من عمر باطنه و ظاهره بالتقوى , و تحصن بالأذكار و كان دائم الطهارة , فرت منه الشياطين , كما كان عمر رضي الله عنه, فالشياطين تتسلط على من كان خاليا من السلاح.
قال مجاهد:
بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي، إِذْ قَامَ مِثْلُ الغُلاَمِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ لآخُذَهُ، فَوَثَبَ، فَوَقَعَ خَلْفَ الحَائِطِ حَتَّى سَمِعْتُ وَجْبَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُم يَهَابُوْنَكُمْ كَمَا تَهَابُوْنَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُلْكِ سُلَيْمَانَ.
قال شيخ الإسلام في الصفدية:
وإذا كان من أولياء الله المتقين المطيعين لله ورسوله هربت منه هذه الشياطين وكان أعوانه جند الله من الملائكة والجن المؤمنين وغيرهم.
30 - ما سبب كثرة الوسواس؟
قال شيخ الإسلام في الفتاوى
كَثْرَةَ الْوَسْوَاسِ بِحَسَبِ كَثْرَةِ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ وَتَعْلِيقِ الْقَلْبِ بِالْمَحْبُوبَاتِ الَّتِي يَنْصَرِفُ الْقَلْبُ إلَى طَلَبِهَا وَالْمَكْرُوهَاتِ الَّتِي يَنْصَرِفُ الْقَلْبُ إلَى دَفْعِهَا.
31 - ما هو تعريف الصرع في الطب الحديث؟
قال الشيخ علي حسن في كتابه برهان الشرع نقلا من كتاب مرض الصرع:
هو نوبات تصيب بعض الناس نتيجة خلل مؤقت في وظيفة الجهاز العصبي, و ما يظهر على مريض الصرع ليس سوى النتيجة النهائية لهذا الاضطراب , فقد يفقد الوعي بما حوله , أو يسقط بصورة مفاجئة في أي مكان , أو تظهر عليه أي علامات غريبة , أو يقوم ببعض الحركات دون أن يدري في الوقت الذي يكون فيه تحت تأثير النوبة.
32 - ماهي أنواع الصرع؟
قال ابن القيم في الزاد
الصّرْعُ صَرْعَانِ صَرْعٌ مِنْ الْأَرْوَاحِ الْخَبِيثَةِ الْأَرْضِيّةِ وَصَرْعٌ مِنْ الْأَخْلَاطِ الرّدِيئَةِ. وَالثّانِي: هُوَ الّذِي يَتَكَلّمُ فِيهِ الْأَطِبّاءُ فِي سَبَبِهِ وَعِلَاجِهِ.
33 - كيف نفرق بين الصرع الطبي و الصرع الجني؟
أذكرها ملخصة من كتاب برهان الشرع لعلي حسن (من أراد التوسع الرجوع للكتاب)
الصرع الطبي يكشف بأجهزة طبية , كجهاز التخطيط الدماغي
الصرع الجني يسبب أرقا, و عدم إقبال على الطاعة, و عدم تحمل سماع القرآن
المصاب بالصرع الطبي لا يتأثر بقراءة القرآن و قد يهدأ نفسيا , المصاب بالصرع الجني يتأثر بقراءة القرآن و قد يضيق صدره.
الصرع الطبي سببه تشنج عضوي يستمر لمدة دقائق يعجز صاحبه فيها عن الكلام , الصرع الجني سببه روح خبيثة يستمر مدة طويلة يمكن للمصروع الكلام
الصرع الطبي يشفى بالأدوية المعروفة , الصرع الجني يشفى بخروج الجن
34 - ما هو الفرق بين الصرع و الجنون؟
قال ابن تيمية
أما الصرع و هو الخنق الذي يعرض وقتا ثم يزول , فينبغي أن يلحق بالإغماء و الغشي , لأنه يزيل الإحساس من السمع و البصر و الشم و الذوق , فيُغطي , فيزول العقل تبعا لذلك , بخلاف الجنون فإنه يزيل العقل خاصة , فيلحقه بالبهائم.
يتبع إن شاء الله(/)
هل هذا من الإنصاف يا أهل السنة و الجماعة .. للشيعة الروافض؟؟؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 01:36]ـ
سبحان الله يا اهل السنة ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) و الجماعة لماذا تزعمون ان الشيعة الروافض
يبغضون النبي محمداً عليه ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) الصلاة ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) و السلام ..
و يبغضون دينه الإسلام ..
فهل ذلك لمجرد ان الرافضة:
1ـ يردُّون كتاب الله:" القرآن الكريم " الذي أنزله على نبيه محمداً ـ عليه ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) الصلاة ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) و السلام ـ
و يحكمون عليه ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) بالتحريف و التزوير.
2ـ و لكونهم ينكرون سنته عليه ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) الصلاة ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) و السلام ..
3ـ و لكونهم يكفِّرون أصحابه رضوان الله عليهم
4ـ و لكونهم يسبون أزواجه الطاهرات و يصفونهم بأبشع الأوصاف
5ـ و لأنَّهم ينكرون أبوَّته لبناته: رقية و أم كلثوم و زينب،
و يدَّعون أنهن بنات خديجة رضي الهم عنها من زوجها السابق
6ـ و لكونهم يسبون آل البيت:
إمَّا صراحةً مثل سبِّهم لعبدالله بن عباس و أبيه وعقيل بن ابي طالب .. الخ
أو بطريقٍ غير مباشر مثل وصفهم لعلي وأبنائه رضي الله عنهم بالجبن و الخيانة ...
7ـ و لمجرد كونهم يفضلِّون كربلاء على مكة المكرمة قبلة المسلمين و مكان مولده عليه ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) الصلاة و السلام
8ـ ومن أجل موالاتهم لأعداء دينه من اهل الشرك و معسكر الكفر كما هومعروف مشهور ..
9ـ ولكونهم يزعمون ان المهدي إذا خرج يحكم بشريعة داود ـ شريعة بني اسرائيل ـ ويترك شريعته عليه ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) الصلاة ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) والسلام
10ـ كما يزعمون أن المهدي ـ الذي هومن ولد يزدجرد؟؟ من ناحية أمِّه و المسمَّى عند الرافضة خسرومجوس" أي "ملك المجوس بالفارسية ـ يقتل أهل بيت النبي عليه ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) الصلاة ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) و السلام من قريش.
11ـ وكذلك أبناء جنسه من العرب.
12ـ كما يصلب صهريه و وزيريه الكريمين ابا بكرٍ وعمر رضي الله عنهما ..
فقط من أجل ما ذُكِر .. !!
تزعمون أن الروافض ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) يبغضونه عليه ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) الصلاة ( http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=1807) و السلام!!
و يبغضون دينه الإسلام .. !!!!
و تنسبونهم الى ابن سبأ اليهودي!!!!!!
فهل هذا من الإنصاف هداكم الله
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 01:47]ـ
والأدهى من ذلك ..
حين يصفهم أهل السنة والجماعة بالشرك. فقط لأنهم يعبدون الأوثان من دون الله -عز وجل-.
ما عبدوا أوثان غوغاء ولا همج .. وإنما اتخذوا قبور الصالحين أوثانا.
هل هذا من الإنصاف!!
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 01:57]ـ
مَقالةٌ في غايةِ الحسنِ،، ..
سَلمت يمينكَ يا محمد المبارك وجزيت خيرا،، ..
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 03:58]ـ
نعم يا اهل السنة اهذا من الانصاف؟
اخي المبارك هؤلاء وهابية اتباع محمد بن عبد الوهاب هم من يكفر الرافضة فقط امّا علماء المالكية والشافعية والحنفية والحنابلة لا يكفرونهم!!
كل من يكفر الرافضة فهو وهابي(/)
فضيحة جديدة للصوفية بالفيديو: الشيخ البوطي يكفر الحلاج .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 05:35]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
فضيحة جديدة للصوفية بالفيديو
الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي يكفرالحسين بن منصور الحلاج
الحلاج زنديق من زنادقة الكفر والإلحاد أدعى انه الله وصرح بالحلول والإتحاد
وحكم عليه علماء عصره بالقتل ومازال المتصوفة إلى اليوم يلتمسون له الأعذار
و يسميه البعض ((شهيد التصوف))
http://www.alsoufia.com/upload/userfiles/images/Persons/alboty.gif
لتحميل المقطع
http://sub5.rofof.com/012bsgxy7/Al-shykh_alswfy.html (http://sub5.rofof.com/012bsgxy7/Al-shykh_alswfy.html)
http://www.zshare.net/download/83594629914749e1/ (http://www.zshare.net/download/83594629914749e1/)
المصدر بتصرف يسير
http://www.soufia-h.net/showthread.php?goto=newpost&t=8596 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?goto=newpost&t=8596)
فماذا ستكون ردة فعل المتصوفة ضد البوطي الذي كفر شيخهم الحلاج؟؟؟؟؟(/)
أرجو المساعدة لا حرمكم الله الأجر
ـ[مزن]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدى صديقتي بحث بعنوان"الحال المختلف بين شباب السلف وشباب الخلف"
هل بالإمكان تدلونها على مراجع لتساعدها في البحث ... الله يجزيكم الجنان بغير حساب ..
ـ[من أقصى المدينة]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 04:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدى صديقتي بحث بعنوان"الحال المختلف بين شباب السلف وشباب الخلف"
هل بالإمكان تدلونها على مراجع لتساعدها في البحث ... الله يجزيكم الجنان بغير حساب ..
القضية في ظني ليست قضية مراجع ـ فحسب, لكن,
قبل المراجع يبرز دور التفكير في العنوان.
1ـ عنوان الرسالة عادة يتضمن محتوى الرسالة.
2ـ العنوان هو:"الحال المختلف بين شباب السلف وشباب الخلف"
3ـ يتضمن العنوان ـ كما يبدو ـ العديد من المباحث، وخاصة: البحث في أزمنة اجتماعية ثلاث,
4ـ الزمن الماضي, ويحدد هذا الزمن تعبير (شباب الخلف) ـ وشباب الخلف لا يعني البحث في فترة الجاهلية, لأن شباب الجاهلية ليسوا شباب الخلف, ومع ذلك لا بأس من لمحة سريعة يُنْتَقَلُ منها فورا إلى عهد الرسالة حيث تبلورت فيه نفسية شباب الخلف وإيمانه وفكره وبالتالي سلوكه وتصرفه في الحياة, وبقي الفكر الذي أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم مهيمنا على المناحي الاجتماعية عموما, وعلى شباب السلف المسلم، خصوصا عبر الحقب التاريخية المختلفة حتى انهيار الخلافة العثمانية.
وهنا أحب أن أشير إلى نقاط عدة:
أ ـ بدء الفترة التكوينية لشباب الخلف ليس مجالا للاختلاف فيما نظن.
ب ـ نهاية فترة شباب الخلف قد تكون فترة مختلف فيها ـ وهنا تظهر ميول المؤلف واتجاهاته النظرية في رؤية الأحداث التاريخية.
ج ـ ذلك لأن هذا البحث ـ في الواقع ـ مزيج بين ما سجله التاريخ (وبين قوسين، ما سجله التاريخ في حاجة إلى تحقيق باعتبار أنه ليس من المسلم به دائما) ,
د ـ وربما اعتبر البعض الثورة التكنولوجية الغربية نهاية لفترة شباب الخلف ...
5ـ وفي ظني أنه لا بد من فترة انتقال بين الجيلين ـ هذه الفترة أرى التركيز عليها ومنحها اهتماما وعناية مميزة ـ لأن استقرار شباب الخلف على ما هم عليه اليوم مر بفترة صراع داخلي عبر جيلين أو ثلاث ...
6 ـ ولا بد من ذكر الصحابة الصغار أثناء البحث وضمن السياق ... من المصادر الأم كالطبقات الكبرى ... لتضفى على البحث مسحة جدية ـ متعوب عليها ...
7 ـ المراجعات لأكثر من مرة ...
هذه هي ـ في ظني الخطوط العريضة التي يمكن الانطلاق منها إلى ما يلي:
أولا: مخطط البحث ويتضمن ...
ثانيا: التفتيش على المراجع ...
ثالثا: إن محركات البحث الاليكتروني تدل على كثير من المطلوب, وعلى سبيل المثال، عبارة: (شباب السلف) ـ فنجد: بغيتنا فورا ـ
الشيء المهم أن يكون لدى الباحث خلفية ثقافية جيدة ـ وبقدر ما يكون مثقفا بقدر ما يكون واسع الاطلاع ـ تذكرت: رجال حول الرسول ـ نساء حول الرسول
رأس الخيط ومن ثم الانطلاق
وعلى بركة الله ضمن /50/ صفحة a4 وضمن شروط الجهة طالبة البحث
هذا ما أراه
وبالله التوفيق
ـ[مزن]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 06:22]ـ
ليس بحث رسالة أكاديمية وإنما بحث تجريبي لتأهيلها للبحث الأكاديمي .. جزاك الله الجنة وكتب أجرك وجعل ذلك في موازين حسناتكم ..
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 06:58]ـ
شباب السلف .. وشباب الخلف
محمود المصري
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=22048(/)
منهج جماعة أنصار السنة المحمدية (بالسودان) في الإصلاح
ـ[نادرعبدالعظيم سيد محمد]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 03:43]ـ
[جماعة أنصار السنة المحمدية جماعة إسلامية سنية سلفية، ذات طبيعة إصلاحية، تقوم على الكتاب و السنة و إجماع سلف الأمة وما اتفق عليه جماهير علماء الأمة، وغايتها تحقيق التوحيد الخالص وتعميق الإتباع الصحيح و إقامة الشريعة العادلة، وتهدف إلى جعل الكتاب و السنة مرجعية ونهج حياة في مختلف مجالات الحياة وميادينها.
من مبادئ الجماعة:-
1 - نعتقد أن توحيد الله وإفراده بالعبادة هو أعظم حقوق الله على عباده ومن صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد أشرك. قال الله تعالى: ((إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد إفترى إثما مبينا)) النساء 48.
2 - ونؤمن بما وصف الله به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. قال تعالى: ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) الشورى 11.
3 - ونؤمن بكل عقيدة وأصل دل عليه الكتاب و السنة وأجمع عليه سلف الأمة واتفق عليه أهل السنة والجماعة.
4 - ونرى أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة. وهم أهل التوسط والإعتدال بين الإفراط والتفريط وبين الغلو والجفاء. وهم وسط في فرق الأمة كما أن ملة الإسلام وسط في الملل. قال الله تعالى: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)) البقرة 143، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (( ... ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: ومن هم يارسول الله؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي)) أخرجه الحاكم وغيره.
5 - ونعتقد أن الإسلام عبادة وحكم، وعقيدة وشريعة، ودي ودولة. ومن فرق بينهما فهو على غير السبيل. قال تبارك وتعالى: ((أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)) المائدة 50.
6 - ولانكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال الرجل لأخيه: ياكافر، فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه)) متفق عليه.
7 - ونصدق بكرامات الأولياء وما يجري على أيديهم من خوارق العادات، مع التفريق بين كرامات أولياء الرحمن وخوارق أولياء الشيطان. قال الله تعالى: ((ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون (62) الذين آمنوا وكانوا يتقون (63) لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم)) يونس 64.
8 - ونرى أنه لاصلاح لهذه الأمة إلا بما جاء به أولها وهو الكتاب و السنة. وما أحسن ما قاله إمام دار الهجرة مالك بن أنس: " لايصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ".
9 - ولاصلاح للمجتمع والدولة إلا باتباع مادل عليه الكتاب و السنة. وما نزل شر وبلاء إلا وسببه مخالفة الكتاب والسنة.
قال الله عز وجل: ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تهتدون)) آل عمران 103.
10 - ونرى أنه لاقيام لأمر الكتاب والسنة على الوجه الكامل إلا بولاية شرعية تقام بها شعائر الدين وشرائعه ويأمن فيها الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم.
11 - ونعتقد أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين: تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين. ونتبع مادل عليه الكتاب والسنة من الأمر بالجماعة والإئتلاف والنهي عن الفرقة والإختلاف. وجلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، وتحقيق التواصل مع جميع أطياف المجتمع فيما يعود بالخير على العباد والبلاد.
12 - ونرى إتباع السياسة الشرعية ورعاية مصالح الأمة، واتخاذ الحكمة سبيلا وطريقا.
من أهداف الجماعة:-
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الأمر بالتوحيد الذي دعا إليه الكتاب والسنة والنهي عن الشرك الذي حذر منه الكتاب والسنة. قال الله تعالى: ((ولقد بعثنا في كل أمة أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فاظروا كيف كان عاقبة المكذبين)) النحل 36.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذا إلى اليمن قال: ((إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ماتدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله - وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله .... )) متفق عليه.
2 - الدعوة إلى عقيدة وأصول أهل السنة والجماعة الذين هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، والتحذير من سبل أهل الأهواء والبدع والتفرق.
3 - التحذير من فتنة وبدعة التكفير التي هي ذريعة إلى إستباحة الدماء والأموال والأعراض، و الإفتئات على القضاة والمفتين والعلماء فيما هو من شأنهم.
4 - الوقوف بحزم ضد جميع أشكال الإتجاهات العلمانية المضادة للإسلام.
5 - أمر المجتمع والدولة بالمعروف الذي دعا إليه الكتاب والسنة والنهي عن المنكر الذي ذمه الكتاب والسنة.
قال تعالى: ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعرف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)) آل عمران 104.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم.
6 - العمل على أن تكون تزكية الأنفس ومناهج السلوك وفق كتاب ربنا وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم وسبيل سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، والتحذير من طرق التزكية والسلوك المبتدعة والتي على غير السبيل. قال تبارك وتعالى: ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)) الأنعام 153.
7 - الدعوة إلى أن يكون الحكم بين الناس بما أنزل الله في كتابه وبما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في سنته والسعي لكي تكون الشريعة واقعا في حياة المجتمع والدولة.
8 - المشاركة في القضايا العامة من أجل تحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها وتحقيق التواصل مع جميع أطياف المجتمع فيما يعود بالخير على العباد والبلاد]. انتهى.
تم نقلها كاملة من مطوية بعنوان ((منهج جماعة أنصار السنة المحمدية في الإصلاح)) لفضيلة الشيخ الدكتور / طارق محمد هاشم الهدية - حفظه الله - * الأستاذ بجامعة الرباط الوطني (بالخرطوم). * ومدير مركز ناجي للبحوث والدراسات بالمركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان. *والباحث بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية - سابقا.
موقع جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان: www.ansar-alsunna.net (http://www.ansar-alsunna.net) . الإيميل: jammtansaralsunna@gmail.com (jammtansaralsunna@gmail.com) .
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 09:06]ـ
جزاك الله خيراً
-------------
التحذير من فتنة وبدعة التكفير
لابد من تخصيص التكفير بغير حق
لإن التكفير حكم شرعي فأهل السنة يكفرون من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأهل السنة وسط بين الخوارج المارقين والمرجئة الضالين
فيجب التحذير من التكفير بغير حق والإرجاء
-----------
ولانكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله
ينبغي تقييد الذنب بمادون الشرك ....
ـ[نادرعبدالعظيم سيد محمد]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 01:00]ـ
جزاك الله خيراً
-------------
التحذير من فتنة وبدعة التكفير
لابد من تخصيص التكفير بغير حق
لإن التكفير حكم شرعي فأهل السنة يكفرون من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأهل السنة وسط بين الخوارج المارقين والمرجئة الضالين
فيجب التحذير من التكفير بغير حق والإرجاء
-----------
ولانكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله
ينبغي تقييد الذنب بمادون الشرك ....
أخي السليماني جزاك الله خيرا على هذا التعليق و التنبيه. الآن أريد أن أعدل في المواضع التي ذكرتها؛ لكن لا أدري كيف طريقة التعديل؟. وشكرا.
ـ[السليماني]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 08:39]ـ
أخي الكريم
بارك الله فيك
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[16 - Dec-2010, صباحاً 10:27]ـ
جزاك الله خيراً(/)
الآخرة بلغة الفيزياء / طرح غريب .. !!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 06:37]ـ
محاضرة للاستاذ / علي الكيالي عن:
الآخرة بلغة الفيزياء .. !!
و فيها غرائب ..
وعليها مآخذ كثيرة ..
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27121(/)
كلمة شهرية للشيخ فركوس: تفنيد الشبهات المثارة حول حكم القيام للجماد «الحلقة الثانية».
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 10:30]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
هذه كلمة شهريَّة لفضيلة الشَّيخ العلاَّمة الدّكتور أبي عبد المعزِّ محمَّد عليّ فركوس حفظه الله وأعزَّه وأعاذه مِنْ كيد الكائدين وحَسَدِ الحاسدين وأطال عُمُرَه في طاعته ووهَب له قُوَّةً في العِلْم والجِسْم. آمين.
http://www.ferkous.com/image/newsite/m.gif
تَفْنِيدُ الشُّبُهَاتِ الْمُثَارَةِ حَوْلَ حُكْمِ القِيَامِ لِلْجَمَادِ ( http://www.ferkous.com/rep/M57.php)
« الحلقة الثانية»
الشّبهةُ الثّانيةُ: إخراجُ القيامِ مِن مفهومِ العبادةِ
أمّا القولُ بأنّ القيامَ لا يدخل في مفهومِ العبادةِ لأنّه مجرَّدٌ عنِ الصّلاةِ والذّكرِ وغيرِها مِن العباداتِ، وفرّق بعضُهم بين تعظيمِ العبادةِ وتعظيمِ العادةِ، وألحق الوقوفَ وتحيّةَ العَلَمِ بتعظيمِ العادةِ، ونفى جازمًا أن يكونَ القيامُ مِنَ العبادةِ.
فإنّه لا يخفى على طالبِ علمٍ، بَلْهَ عن عالمٍ أو مُفتٍ أنّ مفهومَ العبادةِ أوسعُ مِن أن يكونَ صلاةً أو ذكرًا، وإنّما العبادةُ اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبّه اللهُ ويرضاه مِنَ الأقوالِ والأعمالِ الظّاهرةِ والباطنةِ مع كمالِ المحبّةِ والذّلِّ والخضوعِ والبراءةِ مما يُنافي ذلك ويُضادّه، فهي بهذا المفهومِ شاملةٌ لكافّةِ جوانبِ الحياةِ المختلفةِ، يصدق على هذا المعنى الشّموليِّ قولُه تعالى: ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ? [الأنعام: 162 - 163].
وعليه فأنواعُ العبادةِ كثيرةٌ يمكن حصرُها في أربعِ مراتبَ:
الأولى: عباداتٌ قلبيّةٌ، منها: المحبّةُ، والخوفُ، والرّجاءُ، والإنابةُ، والخشيةُ، والرّهبةُ، والرّغبةُ، والتّوكّلُ، ونحوُ ذلك.
الثّانيةُ: عباداتٌ قوليّةٌ، منها: الذّكرُ، والاستغفارُ، والشّهادةُ، والأذانُ، والاستعانةُ، والاستجارةُ، والجهادُ باللّسانِ، والدّعاءُ، والقسَمُ، والأمرُ بالمعروفِ، والنّهيُ عنِ المنكرِ، وصِدْقُ الحديثِ، ونحوُ ذلك.
الثّالثةُ: عباداتٌ عمليّةٌ، منها: الصّلاةُ، والصّيامُ، والحجُّ، والسّجودُ، والرّكوعُ، والقيامُ، والتّمسّحُ، والتّقبيلُ، ورفعُ اليدين، ومظاهرُ الخضوعِ والخنوعِ والانكسارِ، والذّبحُ، والجهادُ باليدِ، وبرُّ الوالدَيْنِ وصلةُ الأرحامِ، ونحوُ ذلك.
الرّابعةُ: عباداتٌ ماليّةٌ: كالزّكاةِ، والصّدقةِ، والذّبيحةِ، والجهادِ بالمالِ، ونحوِ ذلك.
والمعلومُ أنّ هذه الأنواعَ –على انفرادِها- عباداتٌ سواء كانت قلبيّةً أو قوليّةً أو عمليّةً أو ماليّةً، لكنْ لا تتمّ على الوجهِ الكاملِ الصّحيحِ إلا باجتماعِ ثلاثةِ أعمالٍ قلبيّةٍ وهي أصولُ العبادةِ: المحبّةُ والخوفُ والرّجاءُ، والمحبّةُ لا تتمّ إلا بموالاةِ العبدِ ربَّه فيما يحبّه اللهُ ويبغضُه، فهي محرّكُ إرادةِ القلبِ، وكلّما قَوِيَتْ طلب القلبُ فِعْلَ كلِّ ما يدخل في وسعِ صاحبِه وقدرتِه، والخضوعُ لازمُ المحبّةِ، فالمحبّةُ المنفردةُ عنِ الخضوعِ لا تكون عبادةً،كمحبّةِ العبدِ لولدِه أو لصديقِه أو للطّعامِ والشّرابِ، وبالعكسِ فالخضوعُ المجرّدُ عنِ المحبّةِ لا يكون عبادةً كمن يخضع لأوامرِ قاطعِ طريقٍ أو لظالمٍ متجبّرٍ اتّقاءَ ظلمِه وعدوانِه وشرِّه، فلا بدَّ في العبادةِ مِنِ اجتماعِ المحبّةِ والخضوعِ مع الأصلين السّابقَيْن.
والقيامُ في ذاتِه إن كان مصحوبًا بالمحبّةِ مع الذّلِّ والخضوعِ فهو عبادةٌ، قال تعالى: ?وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ? [البقرة: 238]، وقال تعالى: ?أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا? [الزمر: 9].
وإذا خلا القيامُ مِن معاني الحبِّ والذّلِّ والخضوعِ لم يكن عبادةً، وإذا ما أردْنا تحقيق المناطِ في القيامِ للجماداتِ: مِن سيفٍ أو عَلَمٍ أو تمثالٍ مرفوعٍ أو محلِّ نارٍ ملتهبةٍ أو حَجَرٍ منصوبٍ ونحو ذلك؛ فإننا نجد حقيقةَ القيامِ لها مُشْرَبًا بالمحبّةِ التي يجسّدها صنيعُ بعضِهم بوضعِ اليدِ اليمنى على القلبِ أثناءَ أداءِ تحيّةِ العَلَمِ إشعارًا بالمحبّةِ والولاءِ الوطنيِّ، والقائمون لها يُقْبِلون بوجوهِهم، خاشعةً أبصارُهم يوجّهونها جميعًا للجماداتِ بمحبّةٍ مصحوبةٍ بانكسارٍ وتركٍ للحركةِ وخشوعٍ وخضوعٍ وغيرِها مِن مظاهرِ الذّلِّ والعبادةِ. أليس هذا بحقٍّ؟ نبّئوني بعلمٍ إن كنتم صادقين.
ولو سلّمْنا -جدلاً- أنّ القيامَ للجمادِ لا يدخل في مفهومِ العبادةِ وإنّما هو داخلٌ في مفهومِ العادةِ، أفليست عادةُ اليهودِ والنّصارى هذه قائمةً على غلوِّهم في العبادِ والجمادِ؟ أليستِ المشابهةُ للكفّارِ تدلّ على استحسانِ الفاعلِ لمراسيمِهم وشعائرِهم الوثنيّةِ؟ وقد جاء النّصُّ صريحًا في النّهيِ عنِ التّشبّهِ بالكفّارِ في قولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (1)، ويكفي اتّباعَ سبيلِ المغضوبِ عليهم والضّالين مهلكةً أنّ التّشبُّه بهم في الظّاهرِ مؤذنٌ بالتّشبّهِ بهم في الباطنِ. واللهُ المستعانُ.
1 - أخرجه أبو داود في «اللباس» (4033) باب في لباس الشهرة، وأحمد في «مسنده» (2/ 50)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وصححه العراقي في «تخريج الإحياء»: (1/ 359)، وحسنه ابن حجر في «فتح الباري»: (10/ 288)، والألباني في «الإرواء»: (5/ 109).(/)
هل كان ابن تيمية متكلما؟
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[09 - Dec-2010, صباحاً 11:30]ـ
هل كان ابن تيمية متكلما؟
فإذا لم يكن له علم بالكلام كيف كان يرد على المتكلمين؟
فإن كان متكلما
فكيف نحرم الكلام؟
برجاء الإفادة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 12:32]ـ
حين تقرأ ما يسمى بالكتاب المقدس , فإنك تكون قادرا على الرد على النصارى من كتبهم بخطاب يفهمه القسيسون والمتدينون منهم ,كما كان يفعل الشيخ أحمد ديدات عليه سحائب الرحمة والرضوان
لكن هذا لا يعني أن تعتمد في تقرير عقائد الإسلام على هذه الكتب ..
بالمثل ابن تيمية عرف مناهج المتكلمين وأصحاب النحل الدخيلة ,فرد عليهم ما قرروه بخطاب يفهمونه
وهذا لا يعني أنه صار متكلماً .. لأنه كان يستعمل ألفاظهم ثم ينقض ما يكون فيها من مضامين مغلوطة
كما لو أردت أن ُتفهم إنجليزيا فإنك تخاطبه بلغته حتى يفهم .. ولكنك لا تصبح إنجليزيا بل تبقى عربيا أصيلا
ولو أردت أن تخاطب طفلا صغيرا دون أربع فإنك تستعمل معه مفردات تناسب ذهنه .. وليس حاصل ذلك أنك أصبت طفلا مثله .. وهكذا, فالنهي عن علم الكلام مورده:
-تقرير العقائد الإسلامية بالمادة الكلامية البدعية أو الاشتغال بتعلمه بقصد طلب الحق (كما يفعل المتكلمون) أو مطلق الفضول وحب الاطلاع ونحو ذلك ,
بخلاف ما لو درستها أو حتى درست كل ملل الكفر بعد أن رسخت نفسك في علم الشريعة ,بقصد الرد عليهم
أو تحذير الأمة من مخالفاتهم البدعية ببيان مواضع أخطائهم التي خالفوا فيها الكتاب والسنة أو الإجماع .. أو نحو ذلك من المقاصد المشروعة شريطة أن تكون أهلا لذلك ولا تخشى على نفسك الزيغ .. وقد تواتر ذم الكلام على ألسنة أئمة هذه الأمة .. في القرون الفاضلة
والله الموفق
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 01:05]ـ
شكرا
بارك الله فيك
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[10 - Dec-2010, صباحاً 11:51]ـ
بارك الله فيك أبا القاسم
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 01:22]ـ
ما كان متكلما على حد علمي القاصر(/)
علم الغيب بين برهان الرحمن وإملاء الشيطان
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 01:13]ـ
علم الغيب بين برهان الرحمن وإملاء الشيطان
إعداد الدكتور أمل العلمي
مدخل
أيها الإخوة الأفاضل جُمِعَ لي في هذا الموضوع الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تكشف لنا حقيقة الغيب وأن علمه عند الله ... وبعد تجميع نصوص الآيات القرآنية على الخصوص، يبدو للمتفحص على كثرتها أنها تؤكد على تفرد الله سبحانه وتعالى بعلم الغيب بصفة عامة، فلا يعلم الغيب إلا الله، ثم يأتي مفهوم الغيب الذي أطلع عليه الخالق عز وجل من ارتضى من رسول، أو خص به سبحانه أحداً من أنبيائه عليهم السلام ... وللسائل أن يتساءل "هل عند أحد آخر من المخاليق علم الغيب يستأثر به ويتبجح به ويوهم العوام، الهوام، ويمنيهم ... فيصدقونه ... ويهول على من أنكر عليهم؟ ... ومسألة رابعة تفرض نفسها، وهي اعتقاد العوام في سلطة الجن ... فهل للجن سلطة ويعلمون الغيب كذلك مثل إدعاء المتصوفة ... وأخيراً أخص بالذكر المناكيد من المتصوفة التيجانيين الذين يفترون الكذب على خالقهم وعلى نبيهم وعلى شيخهم وهو براء مما ينسبوه إليه ... ولا ألقي بهذا الكلام جُزافاً (ولهذا الأمر البالغ الأهمية مباحث أخرى إن شاء الله) ... أقترح عليكم إذاً تلك المسائل الخمسة في خمس حلقات، تتناول تِباعاً كل منها ما يلي:
الحلقة الأولى: لا يعلم الغيب إلا الله
الحلقة الثانية: ولا يطلع عليه إلا من ارتضى من رسول
الحلقة الثالثة: أعند أحد آخر من المخاليق علم الغيب يتبجح به؟
الحلقة الرابعة: هل يعلم الجن الغيب؟
الحلقة الخامسة: وماذا عند المتصوفة التيجانيين؟
ترقبوا على هذه الصفحة حلقات البرنامج ... وبالله التوفيق ...
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 04:03]ـ
الحلقة الأولى
لا يعلم الغيب إلا الله:
قال تعالى: ? وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ? هود: 123
في تفسير ابن كثير: قوله تعالى: ?وَللَّهِ غَيْبُ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ?لأَمْرُ كُلُّهُ فَ?عْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَـ?فِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ?. يخبر تعالى أنه عالم غيب السموات والأرض، وأنه إليه المرجع والمآب، وسيؤتي كل عامل عمله يوم الحساب، فله الخلق والأمر، فأمر تعالى بعبادته والتوكل عليه، فإنه كاف من توكل عليه، وأناب إليه، وقوله: {وَمَا رَبُّكَ بِغَـ?فِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} أي: ليس يخفى عليه ما عليه مكذبوك يا محمد بل هو عليم بأحوالهم، وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء في الدنيا والآخرة، وسينصرك وحزبك عليهم في الدارين، [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
قال تعالى: ? وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? النحل: 77
عند ابن كثير في التفسير [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2): يخبر تعالى عن كمال علمه وقدرته على الأشياء في علمه غيب السموات والأرض، واختصاصه بعلم الغيب، فلا اطلاع لأحد على ذلك إلا أن يطلعه تعالى على ما يشاء، وفي قدرته التامة التي لا تخالف ولا تمانع، وأنه إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، كما قال:?وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَ?حِدَةٌ كَلَمْحٍ بِ?لْبَصَرِ?] القمر: 50 [أي: فيكون ما يريد كطرف العين، وهكذا قال ههنا: {وَمَآ أَمْرُ ?لسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ?لْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ ?للَّهَ عَلَى? كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ} كما قال:?مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَ?حِدَةٍ?
قال تعالى: ? وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ? الأنعام: 59
(يُتْبَعُ)
(/)
في تفسير ابن كثير: وقوله تعالى: ?وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ?لْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ ? قال البخاري: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ ?للَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ?لسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ?لْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ?لأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ?للَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ "?] لقمان:34 [وفي حديث عمر: أن جبريل حين تبدى له في صورة أعرابي، فسأل عن الإيمان والإسلام والإحسان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فيما قاله له: " خمس لا يعلمهن إلا الله " ثم قرأ:?إِنَّ ?للَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ?لسَّاعَةِ?] لقمان:34 [الآية. وقوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي ?لْبَرِّ وَ?لْبَحْرِ} أي: يحيط علمه الكريم بجميع الموجودات؛ بريها وبحريها، لا يخفى عليه من ذلك شيء، ولا مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وما أحسن ما قال الصرصري:
فَلا يَخْفى عليه الذَّرُّ إِمَّا
تراءى لِلنَّواظِرِ أَوْ تَوارى
وقوله: ?وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا? أي: ويعلم الحركات حتى من الجمادات، فما ظنك بالحيوانات، ولا سيما المكلفون منهم؛ من جنهم وإنسهم؟ كما قال تعالى:?يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ?لأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ?لصُّدُورُ?] غافر:19 [وقال ابن أبي حاتم، حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص، عن سعيد ابن مسروق، حدثنا حسان النمري، عن ابن عباس، في قوله: ? وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا ? قال: ما من شجرة في بر ولا بحر، إلا وملك موكل بها، يكتب ما يسقط منها، رواه ابن أبي حاتم، وقوله: ? وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظُلُمَـ?تِ ?لأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَـ?بٍ مُّبِينٍ ? قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري، حدثنا مالك بن سعير، حدثنا الأعمش، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: ما في الأرض من شجرة ولا مغرز إبرة، إلا وعليها ملك موكل، يأتي الله بعلمها، رطوبتها إذا رطبت، ويبوستها إذا يبست، وكذا رواه ابن جرير عن أبي الخطاب زياد ابن عبد الله الحساني، عن مالك بن سعير به. ثم قال ابن أبي حاتم: ذكر عن أبي حذيفة، حدثنا سفيان عن عمرو بن قيس، عن رجل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: خلق الله النون، وهي الدواة، وخلق الألواح، فكتب فيها أمر الدنيا حتى ينقضي ما كان من خلق مخلوق، أو رزق حلال أو حرام، أو عمل بر أو فجور، وقرأ هذه الآية: {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا} إلى آخر الآية، قال محمد بن إسحاق: عن يحيى بن النضر، عن أبيه، سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: إن تحت الأرض الثالثة وفوق الرابعة من الجن، ما لو أنهم ظهروا، يعني: لكم، لم تروا معهم نوراً، على كل زاوية من زوايا الأرض خاتم من خواتيم الله عز وجل، على كل خاتم ملك من الملائكة، يبعث الله عز وجل إليه في كل يوم ملكاً من عنده أن: احتفظ بما عندك .. [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
قال تعالى: ? وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) ? الكهف: 26
أخرج الحافظ ابن كثير في تفسيره: هذا خبر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بمقدار ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم، منذ أرقدهم، إلى أن بعثهم الله وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان، وأنه كان مقداره ثلاثمائة سنة تزيد تسع سنين بالهلالية، وهي ثلاثمائة سنة بالشمسية، فإن تفاوت ما بين كل مائة سنة بالقمرية إلى الشمسية ثلاث سنين، فلهذا قال بعد الثلاثمائة: {وازدادوا تسعاً}. وقوله: {قُلِ ?للَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ} أي: إذا سئلت عن لبثهم، وليس عندك علم في ذلك، وتوقيف من الله تعالى، فلا تتقدم فيه بشيء، بل قل في مثل هذا: {?للَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ} أي:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يعلم ذلك إلا هو، ومن أطلعه عليه من خلقه، وهذا الذي قلناه عليه غير واحد من علماء التفسير؛ كمجاهد وغير واحد من السلف والخلف.
وقال قتادة في قوله: {وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ} الآية، هذا قول أهل الكتاب، وقد ردّه الله تعالى بقوله: {قُلِ ?للَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ} قال: وفي قراءة عبد الله: وقالوا ولبثوا، يعني: أنه قاله الناس، وهكذا قال قتادة ومطرف ابن عبد الله، وفي هذا الذي زعمه قتادة نظر، فإن الذي بأيدي أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلاثمائة سنة، من غير تسع، يعنون بالشمسية، ولو كان الله قد حكى قولهم، لما قال: وازدادوا تسعاً، والظاهر من الآية إنما هو إخبار من الله، لا حكاية عنهم، وهذا اختيار ابن جرير رحمه الله، ورواية قتادة قراءة ابن مسعود منقطعة، ثم هي شاذة بالنسبة إلى قراءة الجمهور، فلا يحتج بها، والله أعلم.
وقوله: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} أي: إنه لبصير بهم، سميع لهم، قال ابن جرير: وذلك في معنى المبالغة في المدح، كأنه قيل: ما أبصره وأسمعه، وتأويل الكلام: ما أبصر الله لكل موجود وأسمعه لكل مسموع لا يخفى عليه من ذلك شيء. ثم روي عن قتادة في قوله: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} فلا أحد أبصر من الله، ولا أسمع. وقال ابن زيد: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} يرى أعمالهم، ويسمع ذلك منهم سميعاً بصيراً. وقوله: {مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} أي إنه تعالى هو الذي له الخلق والأمر، الذي لا معقب لحكمه، وليس له وزير ولا نصير، ولا شريك ولا مشير، تعالى وتقدس. [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
قال تعالى: ? وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ? يونس: 20
في تفسير الآية عند ابن كثير: أي: يقول هؤلاء الكفرة المكذبون المعاندون: لولا أنزل على محمد آية من ربه، يعنون: كما أعطى الله ثمود الناقة، أو أن يحول لهم الصفا ذهباً، أو يزيح عنهم جبال مكة، ويجعل مكانها بساتين وأنهاراً، أو نحو ذلك مما الله عليه قادر، ولكنه حكيم في أفعاله وأقواله؛ كما قال تعالى:? تَبَارَكَ ?لَّذِى? إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذ?لِكَ جَنَّـ?تٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ?لأَنْهَـ?رُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً بَلْ كَذَّبُواْ بِ?لسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِ?لسَّاعَةِ سَعِيراً?] الفرقان:10 - 11 [وكقوله: {وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِ?لأَيَـ?تِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ?لأَوَّلُونَ} الآية، يقول تعالى: إِن سنتي في خلقي أني إِذا آتيتهم ما سألوا، فإن آمنوا وإِلا عاجلتهم بالعقوبة. ولهذا لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين إعطائهم ما سألوا فإن آمنوا وإِلا عذبوا، وبين إِنظارهم، اختار إِنظارهم، كما حلم عنهم غير مرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال تعالى إِرشاداً لنبيه صلى الله عليه وسلم إِلى الجواب عما سألوا: {فَقُلْ إِنَّمَا ?لْغَيْبُ للَّهِ} أي: الأمر كله لله، وهو يعلم العواقب في الأمور. ?فَ?نتَظِرُو?اْ إِنِّى مَعَكُم مِّنَ ?لْمُنتَظِرِينَ ? أي: إِن كنتم لا تؤمنون حتى تشاهدوا ما سألتم، فانتظروا حكم الله فيَّ وفيكم. هذا مع أنهم قد شاهدوا من آياته صلى الله عليه وسلم أعظم مما سألوا حين أشار بحضرتهم إِلى القمر ليلة إِبداره، فانشق اثنتين: فرقة من وراء الجبل، وفرقة من دونه. وهذا أعظم من سائر الآيات الأرضية مما سألوا وما لم يسألوا، ولو علم الله منهم أنهم سألوا ذلك استرشاداً وتثبيتاً، لأجابهم، ولكن علم أنهم إِنما يسألون عناداً وتعنتاً، فتركهم فيما رابهم، وعلم أنهم لا يؤمن منهم أحد؛ كقوله تعالى:?إِنَّ ?لَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ. وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ ءايَةٍ?] يونس:96 - 97] الآية. وقوله تعالى:?وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ?لْمَلَـ?ئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ?لْمَوْتَى? وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُو?اْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ?للَّهُ?] الأنعام: 111] الآية، ولما فيهم من المكابرة؛ كقوله تعالى:?وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ?لسَّمَاءِ?
(يُتْبَعُ)
(/)
] الحجر: 14] الآية، وقوله تعالى:?وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ?لسَّمَآءِ سَـ?قِطاً يَقُولُواْ سَحَـ?بٌ مَّرْكُومٌ?] الطور: 44] الآية، وقال تعالى:?وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَـ?باً فِى قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـ?ذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ?] الأنعام:7 [فمثل هؤلاء أقل من أن يجابوا إِلى ما سألوه؛ لأنه لا فائدة في جوابهم؛ لأنه دائر على تعنتهم وعنادهم لكثرة فجورهم وفسادهم، ولهذا قال: ? فَ?نتَظِرُو?اْ إِنِّى مَعَكُم مِّنَ ?لْمُنتَظِرِينَ?.
قال تعالى: ? وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ? المائدة: 116
في تفسير ابن كثير: وقوله: {إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} أي: إن كان صدر مني هذا فقد علمته يا رب، فإنه لا يخفى عليك شيء، فما قلته، ولا أردته في نفسي، ولا أضمرته، ولهذا قال: {تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـ?مُ ?لْغُيُوبِ} {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِى بِهِ} بإبلاغه {أَنِ ?عْبُدُواْ ?للَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ} أي: ما دعوتهم إلا إلى الذي أرسلتني به، وأمرتني بإبلاغه {أَنِ ?عْبُدُواْ ?للَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ} أي: هذا هو الذي قلت لهم. وقوله: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ} أي: كنت أشهد على أعمالهم حين كنت بين أظهرهم، {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى? كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ} قال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة قال: انطلقت أنا وسفيان الثوري إلى المغيرة بن النعمان، فأملى على سفيان، وأنا معه، فلما قام، انتسخت من سفيان، فحدثنا قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بموعظة، فقال: " يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله عز وجل حفاة، عراة، غرلاً {كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: ?وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى? كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ? ? إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ ? فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم " ورواه البخاري عند هذه الآية عن أبي الوليد، عن شعبة، وعن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، كلاهما عن المغيرة بن النعمان به. وقوله: ? إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ ? هذا الكلام يتضمن رد المشيئة إلى الله عز وجل؛ فإنه الفعال لما يشاء، الذي لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون، ويتضمن التبري من النصارى الذين كذبوا على الله وعلى رسوله، وجعلوا لله نداً وصاحبة وولداً، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وهذه الآية لها شأن عظيم، ونبأ عجيب، وقد ورد في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بها ليلة حتى الصباح يرددها. قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن فضيل، حدثني فُلَيْت العامري، عن جَسْرَة العامرية، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقرأ بآية حتى أصبح، يركع بها ويسجد بها: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} فلما أصبح، قلت: يا رسول الله، ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، تركع بها، وتسجد بها؟ قال:" إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي، فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئاً " ?طريق أخرى وسياق آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، حدثنا قدامة بن
(يُتْبَعُ)
(/)
عبد الله، حدثتني جسرة بنت دجاجة: أنها انطلقت معتمرة، فانتهت إلى الربذة، فسمعت أبا ذر يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة من الليالي في صلاة العشاء، فصلى بالقوم، ثم تخلف أصحاب له يصلون، فلما رأى قيامهم وتخلفهم، انصرف إلى رحله، فلما رأى القوم قد أخلوا المكان، رجع إلى مكانه يصلي، فجئت، فقمت خلفه، فأومأ إليّ بيمينه، فقمت عن يمينه، ثم جاء ابن مسعود، فقام خلفي وخلفه، فأومأ إليه بشماله، فقام عن شماله، فقمنا ثلاثتنا، يصلي كل واحد منا بنفسه، ونتلو من القرآن ما شاء الله أن نتلو، وقام بآية من القرآن يرددها حتى صلى الغداة، فلما أصبحنا أومأت إلى عبد الله بن مسعود: أن سله ما أراد إلى ما صنع البارحة فقال ابن مسعود بيده: لا أسأله عن شيء حتى يحدث إليّ، فقلت: بأبي وأمي قمت بآية من القرآن ومعك القرآن، لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه، قال: " دعوت لأمتي "، قلت: فماذا أجبت، أو: ماذا رد عليك؟ قال: " أجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة تركوا الصلاة " قلت: أفلا أبشر الناس؟ قال: " بلى " فانطلقت معنقاً، قريباً من قذفة بحجر، فقال عمر: يا رسول الله، إنك إن تبعث إلى الناس بهذا، نكلوا عن العبادات، فناداه أن: " ارجع " فرجع، وتلك الآية: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ}. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن بكر بن سوادة حدثه، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم، تلا قول عيسى: ? إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ? فرفع يديه، فقال: " اللهم أمتي " وبكى، فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد -وربك أعلم - فاسأله ما يبكيه؟ فأتاه جبريل فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوْءُك. وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن قال: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا ابن هبيرة: أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: حدثني سعيد بن المسيب، سمعت حذيفة بن اليمان يقول: غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوماً، فلم يخرج حتى ظننا أن لن يخرج، فلما خرج، سجد سجدة ظننا أن نفسه قد قبضت فيها، فلما رفع رأسه، قال:" إن ربي عز وجل استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم؟ فقلت: ما شئت أي رب هم خلقك وعبادك، فاستشارني الثانية، فقلت له كذلك، فقال لي: لا أخزيك في أمتك يا محمد، وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي معي سبعون ألفاً، مع كل ألف سبعون ألفاً ليس عليهم حساب. ثم أرسل إليّ فقال: ادع تجب، وسل تعط، فقلت لرسوله: أَوَمعطيَّ ربي سؤلي؟ فقال: ما أرسلني إليك إلا ليعطيك، ولقد أعطاني ربي ولا فخر، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأنا أمشي حياً صحيحاً، وأعطاني أن لا تجوع أمتي ولا تغلب، وأعطاني الكوثر، وهو نهر في الجنة يسيل في حوضي، وأعطاني العز والنصر والرعب يسعى بين يدي أمتي شهراً، وأعطاني أني أول الأنبياء يدخل الجنة، وطيب لي ولأمتي الغنيمة، وأحل لنا كثيراً مما شدد على من قبلنا، ولم يجعل علينا في الدين من حرج". [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
قال تعالى: ? قُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (64) قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ (66) ? النمل: 59 – 66
في تفسير ابن كثير لهذه الآية: ? قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ? النمل: 65. يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول معلماً لجميع الخلق: أنه لا يعلم أحد من أهل السموات والأرض الغيب إلا الله. وقوله تعالى: ? إِلاَّ ?للَّهَ? استثناء منقطع أي: لا يعلم أحد ذلك إلا الله عز وجل؛ فإنه المنفرد بذلك وحده لا شريك له؛ كما قال تعالى:? وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ?لْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ?] الأنعام: 59] الآية، وقال تعالى:?بِ?للَّهِ ?لْغَرُورُ إِنَّ ?للَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ?لسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ?لْغَيْثَ?] لقمان:34 [إلى آخر السورة، والآيات في هذا كثيرة. وقوله تعالى: {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} أي: وما يشعر الخلائق الساكنون في السموات والأرض بوقت الساعة؛ كما قال تعالى:?ثَقُلَتْ فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً?] الأعراف: 187] أي: ثقل علمها على أهل السموات والأرض. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا أبو جعفر الرازي عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها، قالت: من زعم أنه يعلم ــــ يعني: النبي صلى الله عليه وسلم - ما يكون في غد، فقد أعظم على الله الفرية؛ لأن الله تعالى يقول: {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ?لسَّمَـ?و?تِ و?لأَرْضِ ?لْغَيْبَ إِلاَّ ?للَّهُ} وقال قتادة: إنما جعل الله هذه النجوم لثلاث خصال: جعلها زينة للسماء، وجعلها يهتدى بها، وجعلها رجوماً للشياطين، فمن تعاطى فيها غير ذلك، فقد قال برأيه، وأخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به. وإن أناساً جهلة بأمر الله قد أحدثوا من هذه النجوم كهانة، من أعرس بنجم كذا وكذا، كان كذا وكذا، ومن سافر بنجم كذا وكذا، كان كذا وكذا، ومن ولد بنجم كذا وكذا، كان كذا وكذا، ولعمري ما من نجم إلاَّ يولد به الأحمر والأسود، والقصير والطويل، والحسن والدميم، وما علم هذا النجم، وهذه الدابة، وهذا الطير، بشيء من الغيب، وقضى الله تعالى أنه لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله، وما يشعرون أيان يبعثون. رواه ابن أبي حاتم بحروفه، وهو كلام جليل متين صحيح .. [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - ابن كثير - تفسير القرآن الكريم
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - ابن كثير - تفسير القرآن الكريم
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - ابن كثير - تفسير القرآن الكريم
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) - ابن كثير - تفسير القرآن الكريم
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) - ابن كثير - تفسير القرآن الكريم
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 08:18]ـ
الحلقة الثانية
ولا يطلع على غيبه سبحانه وتعالى إلا من ارتضى من رسول
والله عز وجل أوحى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من أنباء الغيب
قال تعالى: ?قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? الأعراف: 188
(يُتْبَعُ)
(/)
في تفسير ابن كثير: أمره الله تعالى أن يفوض الأمور إليه، وأن يخبر عن نفسه أنه لا يعلم الغيب المستقبل، ولا إطلاع له على شيء من ذلك إلا بما أطلعه الله عليه، كما قال تعالى:?عَـ?لِمُ ?لْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى? غَيْبِهِ أَحَداً?] الجن:26 [الآية. وقوله: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ?لْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ?لْخَيْرِ} قال عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ?لْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ?لْخَيْرِ} قال: لو كنت أعلم متى أموت؟ لعملت عملاً صالحاً، وكذا روى ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقال مثله ابن جريج، وفيه نظر؛ لأن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ديمة، وفي رواية: كان إذا عمل عملاً أثبته، فجميع عمله كان على منوال واحد؛ كأنه ينظر إلى الله عز وجل في جميع أحواله، اللهم إلا أن يكون المراد أن يرشد غيره إلى الاستعداد لذلك، والله أعلم. والأحسن في هذا ما رواه الضحاك عن ابن عباس: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ?لْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ?لْخَيْرِ} أي: من المال. وفي رواية: لعلمت إذا اشتريت شيئاً ما أربح فيه، فلا أبيع شيئاً إلا ربحت فيه {وَمَا مَسَّنِىَ ?لسُّو?ءُ} ولا يصيبني الفقر. وقال ابن جرير: وقال آخرون: معنى ذلك لو كنت أعلم الغيب، لأعددت للسنة المجدبة من المخصبة، ولوقت الغلاء من الرخص، فاستعددت له من الرخص، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: {وَمَا مَسَّنِىَ ?لسُّو?ءُ} قال: لاجتنبت ما يكون من الشر قبل أن يكون، واتقيته، ثم أخبر أنه إنما هو نذير وبشير، أي: نذير من العذاب، وبشير للمؤمنين بالجنات؛ كما قال تعالى:?فَإِنَّمَا يَسَّرْنَـ?هُ بِلَسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ?لْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً?] مريم: 97 [. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
قال تعالى: ? قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) ? الجن: 25 – 28
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس: إنه لا علم له بوقت الساعة، ولا يدري: أقريب وقتها أم بعيد؟ {قُلْ إِنْ أَدْرِى? أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى? أَمَداً} أي: مدة طويلة، وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الحديث الذي يتداوله كثير من الجهلة من أنه عليه الصلاة والسلام لا يؤلف تحت الأرض كذب لا أصل له، ولم نره في شيء من الكتب، وقد كان صلى الله عليه وسلم يُسأل عن وقت الساعة، فلا يجيب عنها، ولما تبدى له جبريل في صورة أعرابي، كان فيما سأله أن قال: يا محمد فأخبرني عن الساعة؟ قال:" ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " ولما ناداه ذلك الأعرابي بصوت جهوري فقال: يا محمد متى الساعة؟ قال: " ويحك إنها كائنة فما أعددت لها؟ " قال: أما إني لم أعد لها كثير صلاة ولا صيام، ولكني أحب الله ورسوله، قال: " فأنت مع من أحببت " قال أنس: فما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مصفّى، حدثنا محمد بن حمير، حدثني أبو بكر بن أبي مريم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا بني آدم إن كنتم تعقلون، فعدوا أنفسكم من الموتى، والذي نفسي بيده إن ما توعدون لآت " وقد قال أبو داود في آخر كتاب الملاحم: حدثنا موسى بن سهل، حدثنا حجاج بن إبراهيم، حدثنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن تعجز الله هذه الأمة من نصف يوم " انفرد به أبو داود، ثم قال أبو داود: حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبو المغيرة، حدثني صفوان عن شريح بن عبيد عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: " إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم " قيل لسعد: وكم نصف يوم؟ قال: " خمسمائة عام ". انفرد به أبو داود. وقوله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى: {عَـ?لِمُ ?لْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى? غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ?رْتَضَى? مِن رَّسُولٍ} هذه كقوله تعالى:?وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ?] البقرة: 255 [وهكذا قال ههنا: إنه يعلم الغيب والشهادة، وإنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه، ولهذا قال: {عَـ?لِمُ ?لْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى? غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ?رْتَضَى? مِن رَّسُولٍ} وهذا يعمّ الرسول الملكي والبشري. ثم قال تعالى: ? فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ? أي: يخصه بمزيد معقبات من الملائكة يحفظونه من أمر الله، ويساوقونه على ما معه من وحي الله، ولهذا قال: ? لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَـ?لَـ?تِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى? كُلَّ شَىْءٍ عَدَداً? وقد اختلف المفسرون في الضمير الذي في قوله: {لِّيَعْلَمَ} إلى من يعود؟ فقيل: إنه عائد على النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله: {عَـ?لِمُ ?لْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى? غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ?رْتَضَى? مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} قال: أربعة حفظة من الملائكة مع جبريل {لِّيَعْلَمَ} محمد صلى الله عليه وسلم {أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَـ?لَـ?تِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى? كُلَّ شَىْءٍ عَدَداً}. ورواه ابن أبي حاتم من حديث يعقوب القمي به. وهكذا رواه الضحاك والسدي ويزيد بن أبي حبيب. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: {لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَـ?لَـ?تِ رَبِّهِمْ} قال: ليعلم نبي الله أن الرسل قد بلّغت عن الله، وأن الملائكة حفظتها ودفعت عنها، وكذا رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، واختاره ابن جرير، وقيل غير ذلك، كما رواه العوفي عن ابن عباس في قوله: ?إِلاَّ مَنِ ?رْتَضَى? مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ? قال: هي معقبات من الملائكة يحفظون النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان، حتى يتبين الذي أرسل به إليهم، وذلك حين يقول: ليعلم أهل الشرك أن قد أبلغوا رسالات ربهم. وكذا قال ابن أبي نجيح عن مجاهد: ? لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَـ?لَـ?تِ رَبِّهِمْ ? قال: ليعلم من كذب الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم، وفي هذا نظر. وقال البغوي: قرأ يعقوب: {لِيُعْلَمَ} بالضم، أي: ليعلم الناس أن الرسل قد بلغوا. ويحتمل أن يكون الضمير عائداً إلى الله عز وجل، وهو قول حكاه ابن الجوزي في زاد المسير، ويكون المعنى في ذلك: أنه يحفظ رسله بملائكته؛ ليتمكنوا من أداء رسالاته، ويحفظ ما ينزله إليهم من الوحي؛ ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم، ويكون ذلك كقوله تعالى:
?وَمَا جَعَلْنَا ?لْقِبْلَةَ ?لَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ?لرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى? عَقِبَيْهِ?
] البقرة: 143] وكقوله تعالى:?وَلَيَعْلَمَنَّ ?للَّهُ ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ?
] العنكبوت:11 [إلى أمثال ذلك من العلم بأنه تعالى يعلم الأشياء قبل كونها قطعاً لا محالة، ولهذا قال بعد هذا: ? وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى? كُلَّ شَىْءٍ عَدَداً?. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
قال تعالى: ? وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ? هود: 31
(يُتْبَعُ)
(/)
في تفسير ابن كثير: يخبرهم أنه رسول من الله يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له بإذن الله له في ذلك، ولا يسألهم على ذلك أجراً، بل هو يدعو من لقيه من شريف ووضيع، فمن استجاب له فقد نجا، ويخبرهم أنه لا قدرة له على التصرف في خزائن الله، ولا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه، وليس هو بملك من الملائكة، بل هو بشر مرسل مؤيد بالمعجزات، ولا أقول عن هؤلاء الذين تحقرونهم وتزدرونهم: إنهم ليس لهم عند الله ثواب على أعمالهم، الله أعلم بما في أنفسهم، فإن كانوا مؤمنين باطناً كما هو الظاهر من حالهم، فلهم جزاء الحسنى، ولو قطع لهم أحد بشر بعد ما آمنوا، لكان ظالماً قائلاً ما لا علم له به. [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
قال تعالى: ? تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ? هود: 49
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم هذه القصة وأشباهها {مِنْ أَنبَآءِ ?لْغَيْبِ} يعني: من أخبار الغيوب السالفة، نوحيها إليك على وجهها، كأنك شاهدها، نوحيها إليك، أي: نعلمك بها وحياً منا إليك {مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـ?ذَا} أي: لم يكن عندك ولا عند أحد من قومك علم بها، حتى يقول من يكذبك؛ إنك تعلمتها منه، بل أخبرك الله بها مطابقة لما كان عليه الأمر الصحيح؛ كما تشهد به كتب الأنبياء قبلك، فاصبر على تكذيب من كذبك من قومك، وأذاهم لك، فإنا سننصرك ونحوطك بعنايتنا، ونجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة؛ كما فعلنا بالمرسلين حيث نصرناهم على أعدائهم ?إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ?] غافر: 51] الآية، وقال تعالى:?وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ?لْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ?لْمَنصُورُونَ?] الصافات:171 - 172] الآية، وقال تعالى: ? فَ?صْبِرْ إِنَّ ?لْعَـ?قِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ?. [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
قال تعالى: ? قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) ? الأنعام: 50 - 51
في تفسير ابن كثير: يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ ?للَّهِ} أي: لست أملكها، ولا أتصرف فيها، ? وَلا? أَعْلَمُ ?لْغَيْبَ? أي: ولا أقول لكم: إني أعلم الغيب، إنما ذاك من علم الله عز وجل، ولا أطلع منه إلا على ما أطلعني عليه، {وَلا? أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ} أي: ولا أدعي أني ملك، إنما أنا بشر من البشر، يوحى إليّ من الله عز وجل، شرفني بذلك، وأنعم عليّ به، ولهذا قال: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى? إِلَىَّ} أي: لست أخرج عنه قيد شبر، ولا أدنى منه، {قُلْ هَلْ يَسْتَوىِ ?لأَعْمَى? وَ?لْبَصِيرُ} أي: هل يستوي من اتبع الحق وهدي إليه، ومن ضل عنه فلم ينقد له {أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} وهذه كقوله تعالى:?أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ?لْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى? إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ?لأَلْبَـ?بِ?] الرعد:19 [وقوله: {وَأَنذِرْ بِهِ ?لَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُو?اْ إِلَى? رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ} أي: وأنذر بهذا القرآن يا محمد ??لَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ?] المؤمنون:57 [?وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ?] الرعد: 21 [? ?لَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُو?اْ إِلَى? رَبِّهِمْ ? أي: يوم القيامة {لَيْسَ لَهُمْ} أي: يومئذ {مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ} أي: لا قريب لهم، ولا شفيع فيهم من عذابه إن أراده بهم، {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} أي: أنذر هذا اليوم الذي لا حاكم فيه إلا الله عز وجل، ?لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ? فيعملون في هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الدار عملاً ينجيهم الله به يوم القيامة من عذابه، ويضاعف لهم به الجزيل من ثوابه. [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
قال تعالى: ? ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ? آل عمران: 44
في تفسير ابن كثير: ثم قال تعالى لرسوله بعد ما أطلعه على جلية الأمر: {ذ?َلِكَ مِنْ أَنبَآءِ ?لْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} أي: نقصه عليك {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلَـ?مَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} أي: ما كنت عندهم يا محمد فتخبرهم عنهم معاينة عما جرى، بل أطلعك الله على ذلك كأنك حاضر وشاهد لما كان من أمرهم حين اقترعوا في شأن مريم أيهم يكفلها، وذلك لرغبتهم في الأجر. قال ابن جرير: حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، حدثني حجاج عن ابن جريج، عن القاسم بن أبي بزة، أنه أخبره عن عكرمة، وأبي بكر عن عكرمة، قال: ثم خرجت بها، يعني: أم مريم بمريم تحملها في خرقها إلى بني الكاهن بن هارون أخي موسى عليهما السلام، قال: وهم يومئذ يلون في بيت المقدس ما يلي الحجبة من الكعبة، فقالت لهم: دونكم هذه النذيرة، فإني حررتها، وهي ابنتي، ولا تدخل الكنيسة حائض، وأنا لا أردها إلى بيتي، فقالوا: هذه ابنة إمامنا ـ وكان عمران يؤمهم في الصلاة ـ وصاحب قرباننا، فقال زكريا: ادفعوها لي؛ فإن خالتها تحتي، فقالوا: لا تطيب أنفسنا، هي ابنة إمامنا، فذلك حين اقترعوا عليها بأقلامهم التي يكتبون بها التوراة، فقرعهم زكريا فكفلها. وقد ذكر عكرمة أيضاً والسدي وقتادة والريبع بن أنس وغير واحد، دخل حديث بعضهم في بعض، أنهم ذهبوا إلى نهر الأردن، واقترعوا هنالك على أن يلقوا أقلامهم، فأيهم يثبت في جَرْيَة الماء، فهو كافلها، فألقوا أقلامهم، فاحتملها الماء، إلا قلم زكريا، فإنه ثبت، ويقال: إنه ذهب صُعُداً يشق جرية الماء، وكان مع ذلك كبيرهم وسيدهم وعالمهم وإمامهم ونبيهم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين. [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)
قال تعالى: ? ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (104) ? يوسف: 102
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم لما قص عليه نبأ إِخوة يوسف، وكيف رفعه الله عليهم، وجعل له العاقبة والنصر، والملك والحكم، مع ما أرادوا به من السوء والهلاك والإعدام: هذا وأمثاله يا محمد من أخبار الغيوب السابقة {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} ونعلمك به يا محمد؛ لما فيه من العبرة لك، والاتعاظ لمن خالفك? وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ ? حاضراً عندهم، ولا مشاهداً لهم {إِذْ أَجْمَعُو?اْ أَمْرَهُمْ} أي: على إِلقائه في الجب ? وَهُمْ يَمْكُرُونَ? به، ولكنا أعلمناك به وحياً إِليك، وإِنزالاً عليك؛ كقوله:?وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلَـ?مَهُمْ?] القصص: 46] الآية، وقال تعالى:? وَمَا كُنتَ ِجَانِبِ ?لْغَرْبِىِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَى? مُوسَى ?لأَمْرَ?] آل عمران: 44] الآية، إِلى قوله:?وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ?لطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا?] القصص: 46] الآية، وقال:?وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِى? أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا?] القصص: 45] الآية، وقال:?مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِ?لْمََلإِ ?لأَعْلَى? إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِن يُوحَى? إِلَىَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ?] ص:69 - 70 [يقول تعالى: إِنه رسوله، وإِنه قد أطلعه على أنباء ما قد سبق؛ مما فيه عبرة للناس، ونجاة لهم في دينهم ودنياهم، ومع هذا ما آمن أكثر الناس، ولهذا قال: {وَمَآ أَكْثَرُ ?لنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} وقال:?وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ?لأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ?للَّهِ?] الأنعام: 116] كقوله:?إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ?
] الشعراء:8 [إلى غير ذلك من الآيات. وقوله: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} أي: ما تسألهم يا محمد على هذا النصح والدعاء إِلى الخير والرشد من أجر، أي: من جُعالة ولا أجرة على ذلك، بل تفعله ابتغاء وجه الله، ونصحاً لخلقه، {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَـ?لَمِينَ} يتذكرون به، ويهتدون وينجون به في الدنيا والآخرة. [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:30]ـ
الحلقة الثالثة
أعند أحد آخر من المخاليق علم الغيب يتبجح به؟
? أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى (34) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) ?النجم: 33 – 35
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى ذاماً لمن تولى عن طاعة الله:?فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى? وَلَـ?كِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى??] القيامة: 31 ــــ 32] {وَأَعْطَى? قَلِيلاً وَأَكْدَى?} قال ابن عباس: أطاع قليلاً، ثم قطعه، وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة وغير واحد. قال عكرمة وسعيد: كمثل القوم إذا كانوا يحفرون بئراً، فيجدون في أثناء الحفر صخرة تمنعهم من تمام العمل، فيقولون: أكدينا، ويتركون العمل. وقوله تعالى: {أَعِندَهُ عِلْمُ ?لْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى?} أي: أعند هذا الذي قد أمسك يده خشية الإنفاق، وقطع معروفه، أعنده علم الغيب أنه سينفد ما في يده، حتى قد أمسك عن معروفه، فهو يرى ذلك عياناً؟ أي: ليس الأمر كذلك، وإنما أمسك عن الصدقة والمعروف والبر والصلة بخلاً وشحاً وهلعاً، ولهذا جاء في الحديث: " أنفق بلالاً، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً " وقد قال الله تعالى:?وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ?لرَّازِقِينَ?] سبأ: 39 [. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
قال تعالى: ? أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) ? الطور: 41 - 43
في تفسير ابن كثير: ?أَمْ عِندَهُمُ ?لْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ? أي ليس الأمر كذلك؛ فإنه لا يعلم أحد من أهل السموات والأرض الغيب إلا الله {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَ?لَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ?لْمَكِيدُونَ} يقول تعالى: أم يريد هؤلاء بقولهم هذا في الرسول وفي الدين غرور الناس، وكيد الرسول وأصحابه؟ فكيدهم إنما يرجع وباله على أنفسهم، فالذين كفروا هم المكيدون {أَمْ لَهُمْ إِلَـ?هٌ غَيْرُ ?للَّهِ سُبْحَـ?نَ ?للَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} وهذا إنكار شديد على المشركين في عبادتهم الأصنام والأنداد مع الله، ثم نزه نفسه الكريمة عما يقولون ويفترون ويشركون فقال: ? سُبْحَـ?نَ ?للَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ?. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
قال تعالى: ? فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ (46) أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) ? القلم: 44 - 47
في تفسير ابن كثير: ثم قال تعالى: ? فَذَرْنِى وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـ?ذَا ?لْحَدِيثِ ? يعني: القرآن، وهذا تهديد شديد، أي: دعني وإياه، أنا أعلم به منه؛ كيف أستدرجه، وأمده في غيّه، وأنظره، ثم آخذه أخذ عزيز مقتدر، ولهذا قال تعالى: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} أي: وهم لا يشعرون، بل يعتقدون أن ذلك من الله كرامة، وهو في نفس الأمر إهانة؛ كما قال تعالى:?أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ?لْخَيْرَ?تِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ?] المؤمنون: 55 ــــ 56] وقال تعالى:? فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى? إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُو?اْ أَخَذْنَـ?هُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ?] الأنعام:44 [ولهذا قال ههنا: {وَأُمْلِى لَهُمْ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ} أي: وأؤخرهم وأنظرهم وأمدهم، وذلك من كيدي ومكري بهم، ولهذا قال تعالى: {إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ} أي: عظيم لمن خالف أمري، وكذب رسلي، واجترأ على معصيتي. وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله تعالى ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم قرأ:?وَكَذ?لِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ?لْقُرَى? وَهِىَ ظَـ?لِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ?] هود:102 [وقوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ أَمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
عِندَهُمُ ?لْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} تقدم تفسيرهما في سورة الطور، والمعنى في ذلك أنك يا محمد تدعوهم إلى الله عز وجل بلا أجر تأخذه منهم، بل ترجو ثواب ذلك عند الله تعالى، وهم يكذبون بما جئتهم به بمجرد الجهل والكفر والعناد. [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
قال تعالى: ? أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) ? مريم: 77 – 87
في تفسير ابن كثير: وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن خباب بن الأرت قال: كنت رجلاً قيناً، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه منه، فقال: لا، والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا، والله لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثم تبعث. قال: فإني إذا مت ثم بعثت، جئتني ولي ثم مال وولد، فأعطيتك، فأنزل الله: {أَفَرَأَيْتَ ?لَّذِي كَفَرَ بِآيَـ?تِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً} - إلى قوله - ?وَيَأْتِينَا فَرْداً ? أخرجه صاحبا الصحيح وغيرهما من غير وجه عن الأعمش به. وفي لفظ البخاري: كنت قيناً بمكة، فعملت للعاص بن وائل سيفاً، فجئت أتقاضاه، فذكر الحديث، وقال: ? أَمِ ?تَّخَذَ عِندَ ?لرَّحْمَـ?نِ عَهْداً? قال: موثقاً. وقال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري عن الأعمش عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال خباب بن الأرت: كنت قيناً بمكة، فكنت أعمل للعاص بن وائل، فاجتمعت لي عليه دراهم، فجئت لأتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: فإذا بعثت، كان لي مال وولد، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله: {أَفَرَأَيْتَ ?لَّذِي كَفَرَ بِآيَـ?تِنَا} الآيات. وقال العوفي عن ابن عباس: إن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون العاص بن وائل السهمي بدين، فأتوه يتقاضونه، فقال: ألستم تزعمون أن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً ومن كل الثمرات؟ قالوا: بلى. قال: فإن موعدكم الآخرة، فو الله لأوتين مالاً وولداً، ولأوتين مثل كتابكم الذي جئتم به، فضرب الله مثله في القرآن، فقال: ?أَفَرَأَيْتَ ?لَّذِي كَفَرَ بِآيَـ?تِنَا ? - إلى قوله - ? وَيَأْتِينَا فَرْداً ? وهكذا قال مجاهد وقتادة وغيرهم: إنها نزلت في العاص بن وائل. وقوله: {لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً} قرأ بعضهم بفتح الواو من ولدا، وقرأ آخرون بضمها، وهو بمعناه، قال رؤبة:
الحَمْدُ للّهِ العَزيزِ فَرْداً
لَمْ يَتَّخِذْ منْ وُلْدِ شيْءٍ وُلْداً
وقال الحارث بن حلزة:
ولَقَدْ رَأَيْتُ مَعاشِراً
قَدْ ثَمَّرُوا مالاً وَوُلْدا
وقال الشاعر:
فَلَيْتَ فُلاناً كانَ في بَطْنِ أُمِّهِ
ولَيْتَ فُلاناً كانَ وُلْدَ حِمارِ
وقيل: إن " الوُلْد " بالضم جمع، والولد بالفتح مفرد، وهي لغة قيس، والله أعلم. وقوله: {أَطَّلَعَ ?لْغَيْبَ} إنكار على هذا القائل: {لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً} يعني: يوم القيامة، أي: أعلم ماله في الآخرة حتى تألى وحلف على ذلك؟ {أَمِ ?تَّخَذَ عِندَ ?لرَّحْمَـ?نِ عَهْداً} أم له عند الله عهد سيؤتيه ذلك؟ وقد تقدم عند البخاري: أنه الموثق. وقال الضحاك عن ابن عباس: {أَطَّلَعَ ?لْغَيْبَ أَمِ ?تَّخَذَ عِندَ ?لرَّحْمَـ?نِ عَهْداً} قال: لا إله إلا الله، فيرجو بها. وقال محمد بن كعب القرظي:?إِلاَّ مَنِ ?تَّخَذَ عِندَ ?لرَّحْمَـ?نِ عَهْداً?] مريم:87] قال: شهادة أن لا إله إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
الله، ثم قرأ: ? أَمِ ?تَّخَذَ عِندَ ?لرَّحْمَـ?نِ عَهْداً?. وقوله: ?كَلاَّ ? هي حرف ردع لما قبلها، وتأكيد لما بعدها {سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ} أي: من طلبه ذلك، وحكمه لنفسه بما يتمناه، وكفره بالله العظيم، ?وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ?لْعَذَابِ مَدّاً ? أي: في الدار الآخرة على قوله ذلك، وكفره بالله في الدنيا، {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} أي: من مال وولد نسلبه منه، عكس ما قال: إنه يؤتى في الدار الآخرة مالاً وولداً زيادة على الذي له في الدنيا، بل في الآخرة يسلب مِنَ الذي كان له في الدنيا، ولهذا قال تعالى: {وَيَأْتِينَا فَرْداً} أي: من المال والولد. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} قال: نرثه. قال مجاهد: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} ماله وولده. وذلك الذي قال العاص بن وائل. وقال عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} قال: ما عنده. وهو قوله: {لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً}. وفي حرف ابن مسعود:?ونرثه ما عنده). وقال قتادة: {وَيَأْتِينَا فَرْداً} لا مال له ولا ولد. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} قال: ما جمع من الدنيا، وما عمل فيها، قال: {وَيَأْتِينَا فَرْداً} قال: فرداً من ذلك، لا يتبعه قليل ولا كثير. [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
قال تعالى: ? مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ? آل عمران: 179
في تفسير ابن كثير: قال تعالى: {مَّا كَانَ ?للَّهُ لِيَذَرَ ?لْمُؤْمِنِينَ عَلَى? مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى? يَمِيزَ ?لْخَبِيثَ مِنَ ?لطَّيِّبِ} أي: لا بد أن يعقد سبباً من المحنة، يظهر فيه وليه، ويفضح به عدوه، يعرف به المؤمن الصابر، والمنافق الفاجر، يعني بذلك يوم أحد الذي امتحن الله به المؤمنين، فظهر به إيمانهم وصبرهم وجلدهم وثباتهم وطاعتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهتك به ستر المنافقين. فظهر مخالفتهم ونكولهم عن الجهاد، وخيانتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال تعالى: {مَّا كَانَ ?للَّهُ لِيَذَرَ ?لْمُؤْمِنِينَ عَلَى? مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى? يَمِيزَ ?لْخَبِيثَ مِنَ ?لطَّيِّبِ} قال مجاهد: ميز بينهم يوم أحد، وقال قتادة: ميز بينهم بالجهاد والهجرة، وقال السدي: قالوا: إِن كان محمد صادقاً فليخبرنا عمن يؤمن به منا ومن يكفر، فأنزل الله تعالى: {مَّا كَانَ ?للَّهُ لِيَذَرَ ?لْمُؤْمِنِينَ عَلَى? مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى? يَمِيزَ ?لْخَبِيثَ مِنَ ?لطَّيِّبِ} أي: حتى يخرج المؤمن من الكافر، روى ذلك كله ابن جرير. ثم قال تعالى: {وَمَا كَانَ ?للَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ?لْغَيْبِ} أي: أنتم لا تعلمون غيب الله في خلقه حتى يميز لكم المؤمن من المنافق لولا ما يعقده من الأسباب الكاشفة عن ذلك. ثم قال تعالى: {وَلَكِنَّ ?للَّهَ يَجْتَبِى مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَآءُ} كقوله تعالى:?عَالِمُ ?لْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى? غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ?رْتَضَى? مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً?] الجن: 26 ـ 27] ثم قال تعالى: {فَآمِنُواْ بِ?للَّهِ وَرُسُلِهِ} أي: أطيعوا الله ورسوله، واتبعوه فيما شرع لكم ? وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ?. [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 10:01]ـ
الحلقة الرابعة
هل يعلم الجن الغيب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: ? فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ? سبأ: 14
في تفسير ابن كثير (رحمه الله): يذكر تعالى كيفية موت سليمان عليه السلام، وكيف عمى الله موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة، فإنه مكث متوكئاً على عصاه، وهي منسأته، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد والحسن وقتادة وغير واحد: مدة طويلة نحواً من سنة، فلما أكلتها دابة الأرض، وهي الأرضة، ضعفت وسقطت إلى الأرض، وعلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة. وتبينت الجن والإنس أيضاً أن الجن لا يعلمون الغيب كما كانوا يتوهمون ويوهمون الناس ذلك. وقد ورد في ذلك حديث مرفوع غريب، وفي صحته نظر. قال ابن جرير: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا موسى بن مسعود، أبو حذيفة، حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن السائب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان نبي الله سليمان عليه السلام إذا صلى، رأى شجرة نابتة بين يديه، فيقول لها: ما اسمك؟ فتقول كذا، فيقول: لأي شيء أنت؟ فإن كانت تغرس غرست، وإن كانت لدواء كتبت، فبينما هو يصلي ذات يوم، إذ رأى شجرة بين يديه، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخروب، قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت، فقال سليمان عليه السلام: اللهم عم على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، فنحتها عصاً، فتوكأ عليها حولاً ميتاً والجن تعمل، فأكلتها الأرضة، فتبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولاً في العذاب المهين " قال: وكان ابن عباس يقرؤها كذلك، قال: فشكرت الجن للأرضة، فكانت تأتيها بالماء، وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث إبراهيم بن طهمان به. وفي رفعه غرابة ونكارة، والأقرب أن يكون موقوفاً، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني له غرابات، وفي بعض حديثه نكارة. وقال السدي في حديث ذكره عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضي الله عنه، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم. قال: كان سليمان عليه الصلاة والسلام يتحنث في بيت المقدس السنة والسنتين، والشهر والشهرين، وأقل من ذلك وأكثر، فيدخل فيه، ومعه طعامه وشرابه، فأدخله في المرة التي توفي فيها، فكان بدء ذلك أنه لم يكن يوم يصبح فيه إلا ينبت الله في بيت المقدس شجرة، فيأتيها فيسألها: فيقول: ما اسمك؟ فتقول الشجرة: اسمي كذا وكذا، فإن كانت لغرس، غرسها، وإن كانت تنبت دواء، قالت: نبت دواء كذا وكذا، فيجعلها كذلك، حتى نبتت شجرة يقال لها: الخروبة، فسألها: ما اسمك؟ قالت: أنا الخروبة، قال: ولأي شي، نبت؟ قالت: نبت لخراب هذا المسجد، قال سليمان عليه الصلاة والسلام: ما كان الله ليخربه وأنا حي، أنت التي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس، فنزعها وغرسها في حائط له، ثم دخل المحراب، فقام يصلي متكئاً على عصاه، فمات ولم تعلم به الشياطين، وهم في ذلك يعملون له، يخافون أن يخرج عليهم فيعاقبهم، وكانت الشياطين تجتمع حول المحراب، وكان المحراب له كوى بين يديه وخلفه، فكان الشيطان الذي يريد أن يخلع يقول: ألست جلداً إن دخلت فخرجت من ذلك الجانب، فيدخل حتى يخرج من الجانب الآخر، فدخل شيطان من أولئك، فمر ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان عليه السلام في المحراب إلا احترق، فمر ولم يسمع صوت سليمان، ثم رجع فلم يسمع، ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق، ونظر إلى سليمان عليه السلام قد سقط ميتاً، فخرج فأخبر الناس أن سليمان قد مات، ففتحوا عليه فأخرجوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجدوا منسأته، وهي العصا بلسان الحبشة، قد أكلتها الأرضة، ولم يعلموا منذ كم مات، فوضعوا الأرضة على العصا، فأكلت منها يوماً وليلة، ثم حسبوا على ذلك النحو، فوجدوه قد مات منذ سنة، وهي في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه، فمكثوا يدينون له من بعد موته حولاً كاملاً، فأيقن الناس عند ذلك أن الجن كانوا يكذبونهم، ولو أنهم يطلعون على الغيب، لعلموا بموت سليمان، ولم يلبثوا في العذاب سنة يعملون له، وذلك قول الله عز وجل: {مَا دَلَّهُمْ عَلَى? مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ?لْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ?لْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ?لْعَذَابِ ?لْمُهِينِ} يقول: تبين أمرهم للناس أنهم كانوا يكذبونهم، ثم إن الشياطين قالوا للأرضة: لو كنت تأكلين الطعام، أتيناك بأطيب الطعام، ولو كنت تشربين الشراب، سقيناك أطيب الشراب، ولكنا سننقل إليك الماء والطين، قال: فهم ينقلون إليها ذلك حيث كانت، قال: ألم تر إلى الطين الذي يكون في جوف الخشب؟ فهو ما تأتيها به الشياطين شكراً لها، وهذا الأثر ــــ والله أعلم ــــ إنما هو مما تلقي من علماء أهل الكتاب، وهي وقف لا يصدق منه إلا ما وافق الحق، ولا يكذب منها إلا ما خالف الحق، والباقي لا يصدق ولا يكذب.
وقال ابن وهب وأصبغ بن الفرج عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تبارك وتعالى: {مَا دَلَّهُمْ عَلَى? مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ} قال: قال سليمان عليه السلام لملك الموت: إذا أمرت بي، فأعلمني، فأتاه فقال: يا سليمان قد أمرت بك، قد بقيت لك سويعة، فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحاً من قوارير، وليس له باب، فقام يصلي، فاتكأ على عصاه، قال: فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متكئ على عصاه، ولم يصنع ذلك فراراً من ملك الموت، قال: والجن تعمل بين يديه، وينظرون إليه يحسبون أنه حي، قال: فبعث الله عز وجل دابة الأرض، قال: والدابة تأكل العيدان يقال لها القادح، فدخلت فيها، فأكلتها، حتى إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتاً، فلما رأت ذلك الجن، انفضوا وذهبوا، قال: فذلك قوله تعالى: ?مَا دَلَّهُمْ عَلَى? مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ? قال أصبغ: بلغني عن غيره أنها قامت سنة تأكل منها قبل أن يخر، وذكر غير واحد من السلف نحواً من هذا، والله أعلم. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) اهـ
* وفي مدرسة القرآن عند سيد قطب (رحمه الله) نجد "في ظلال القرآن" ما يلي: ثم نمضي مع نصوص القصة القرآنية في المشهد الأخير منها. مشهد وفاة سليمان والجن ماضية تعمل بأمره فيما كلفها عمله؛ وهي لا تعلم نبأ موته، حتى يدلهم على ذلك أكل الأرضة لعصاه، التي كان مرتكزاً عليها، وسقوطه: ?فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته، فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين? ... وقد روي أنه كان متكئاً على عصاه حين وافاه أجله؛ والجن تروح وتجيء مسخرة فيما كلفها إياه من عمل شاق شديد؛ فلم تدرك أنه مات، حتى جاءت دابة الأرض. قيل إنها الأرضة، التي تتغذى بالأخشاب، وهي تلتهم أسقف المنازل وأبوابها وقوائمها بشراهة فظيعة، في الأماكن التي تعيش فيها. وفي صعيد مصر قرى تقيم منازلها دون أن تضع فيها قطعة خشب واحدة خوفاً من هذه الحشرة التي لا تبقي على المادة الخشبية ولا تذر. فلما نخرت عصا سليمان لم تحمله فخرّ على الأرض. وحينئذ فقط علمت الجن موته. وعندئذ ? تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين? ... فهؤلاء هم الجن الذين يعبدهم بعض الناس. هؤلاء هم سخرة لعبد من عباد الله. وهؤلاء هم محجوبون عن الغيب القريب؛ وبعض الناس يطلب عندهم أسرار الغيب البعيد! [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - سيد قطب – في ظلال القرآن
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 10:15]ـ
الحلقة الخامسة
وماذا عند المتصوفة؟
لا يعلم الغيب إلا الله ... وللمتصوفة رأي آخر
(يُتْبَعُ)
(/)
يخبرنا العلامة تقي الدين الهلالي: أن «كتب الطريقة (ويقصد التجانية) توصي المريد أن لا يشتغل بشيء مما يعرض له في سلوكه حتى يصل إلى الله، وتنكشف له الحجب فيشاهد العرش والفرش، ولا يبقى شيء من المغيبات خافيا عليه، ... » (ص 10) [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
...« قال الله تعالى في سورة الأعراف آية 188: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)} فأنت ترى أن الله أمر نبيه أن يقول لجميع الناس أنه لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولا ضرا، بل المالك لذلك هو الله وحده لا شريك الله وأمره أيضا أن يقول لهم أنه لا يعلم الغيب فكيف أن يخاف أحد العقاب من المخلوق نبيا كان أو غير نبي.». (ص 63) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
وفي الحديث: (( .. عن أبي أمامة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد، قال: فكان الناس يمشون خلفه، قال: فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه، فجلس حتى قدَّمهم أمامه لئلا يقع في نفسه من الكبر؛ فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين؛ قال: فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من دفنتم هنا اليوم؟ قالوا يا نبي الله فلان وفلان. قال: إنهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبريهما. قالوا: يا رسول الله فيم ذاك؟ قال: أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول؛ وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة. وأخذ جريدة رطبة؛ فشقها؛ ثم جعلها على القبرين. قالوا: يا نبي الله؛ ولم فعلت؟ قال ليخففن عنهما. قالوا يا نبي الله؛ وحتى متى يعذبهما الله؟ قال: غيب لا يعلمه إلا الله؛ قال ولولا تمريغ قلوبكم أو تزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع)). [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) ( هامش ص 74)
... «الأمر الخامس في الفضيلة الرابعة عشر؛ وهي زعمهم أن محب الشيخ لا يموت حتى يكون وليا تقدم أن الولي بالمعنى الذي يقصونه لا وجود له في دين الإسلام لأن المؤمنين كلهم أولياء الله؛ والكافرون كلهم أعداء الله؛ فقد أتعبوا أنفسهم في غير طائل؛ وبقية الكلام في الرابعة عشر تقدم إبطاله إلا قولهم إن آخذ الورد التجاني يحبه النبي صلى الله عليه وسلم محبة خاصة فيقال لهم كذبتم على النبي إذ ليس لكم دليل على هذا بإجماع المسلمين؛ ثم كيف يعرف النبي صلى الله عليه وسلم كل من أخذ الورد هل هو بكل شيء عليم؟!! لا يعلم الغيب إلا الله فإن زعمتم أنه يعلم الغيب فقد كفرتم ورددتم القرآن والسنة الصحيحة.
أخرج البخاري في كتاب التفسير من صحيحه بسنده عن ابن عمر رضي الله عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم ما تفيض الأرحام إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا يعلم الساعة إلا الله). وهذا الحديث يفسر قوله تعالى في سورة الأنعام: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} وتقدم الاحتجاج على ذلك بقوله تعالى في سورة الأنعام: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} ونصوص الكتاب والسنة في هذا المعنى كثيرة؛ وقال القسطلاني قال الزجاجي من زعم أن أحدا غير الله يعلم شيئا من هذه الخمسة فقد كفر بالقرآن العظيم؛ وأما الوِرد أيُّ وِرد كان فهو بدعة؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) فأخذ الورد في النار لنص الحديث؛ فكيف يكون محررا من النار سبحانك هذا بهتان عظيم. وكل ما رتبوه على أخذ الورد من دخول آخذه الجنة بلا حساب ولا عقاب ودخول ذريته وأزواجه وغير ذلك ينطبق حديث كل بدعة ضلالة وبذلك ينهار بنيانهم؛ والحمد لله رب العالمين.». [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4) ( ص 93 - 94)
(يُتْبَعُ)
(/)
.. «المسالة الحادية عشرة: ادعاؤهم أن غير الله تعالى من الأنبياء وغيرهم يعلم مفاتيح الغيب. قال (ص 170 ج 1) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5) يعني شيخه التجاني المراد بالعلم الذي نفاه الله عن ... «الخمسة وغيرها من المغيبات هو العلم المكتسب الذي يتوصل إليه الخلق بأحد أمور ثلاث - كذا - إما من أخبار سمعية، أو بأدلة فكرية، أو بمعاينة حسية، فهذه الطرق هي التي حجر الله عن صاحبها أن يعلم الغيب، وأما من وهبه الله العلم اللدني فإنه يعلم بعض الغيب كهذه المذكورات أو غيرها، كما في قصة الخَضر وموسى عليهما الصلاة والسلام.» اهـ.
يقول محمد تقي الدين الهلالي في نفس كتابه: «قال مؤلف هذا الكتاب هكذا قال التجانيون عن شيخهم والآن نسمع ما يقوله أهل الحق قال الحافظ ابن كثير، في تفسير هذه الآية: وقوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} قال البخاري: (حدثنا عبد العزيز بن بعبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري بأي أرض تموت)، وفي القسطلاني على صحيح البخاري قال الزجاجي من زعم أن أحدا غير الله يعلم شيئا من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن العظيم، وقال الله تعالى في سورة النمل: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)} وأجمع علماء المسلمين على مضمون الآية والحديث، فويل لمن خرق إجماعهم، وأما احتجاجهم بقصة الخَضر فلا يجديهم نفعا، لأن الخَضر نبي أَوحى الله إليه بما ذُكِر في الكتاب العزيز وأُمِر بذلك لقوله: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي)، ولِمَا جاء في الحديث الصحيح من قول الخضر: (يا موسى إنك على علم علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم علمنيه الله لا تعلمه) ولا نزاع في تعليم الله بعض عباده شيئا من الغيب.». [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6) ( ص137 - 138)
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - محمد تقي الدين الهلالي – الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية. الطبعة الثانية.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - نفس المصدر السابق
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - الحديث في جـ / 5 صفحة 266 من مسند الإمام أحمد بن حنبل، طبع المكتب الإسلامي.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - محمد تقي الدين الهلالي – نفس المصدر
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) - علي حرازم بن العربي براده المغربي الفاسي - كتاب جواهر المعاني ونهج الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني.
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) - محمد تقي الدين الهلالي – الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية الطبعة الثانية(/)
النظر في أدلة عصمة الأنبياء من الصغائر و ترجيح مذهب أهل السنة و الأثر
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:12]ـ
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلى الله، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد:
فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم أشرف الخلق و أتقاهم لله اصطفاهم الله لتبليغ أوامره و نواهيه و ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور،ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد و من أركان الإيمان الستة الإيمان بهم،و يتضمن الإيمان بهم توقيرهم واحترامهم و حبهم، وتصديقهم فيما أخبروا، و اتباع دينهم وشريعتهم، و اتخاذهم أسوة و قدوة و عدم الكلام عنهم إلا بما هو خير و اعتقاد عصمتهم من الشرك والكبائر والصغائر المخلة بالمروءة و القادحة في دعوتهم و نفي كل ما يقدح في أشخاصهم أو نبوتهم ورسالتهم و قد اختلف العلماء في جواز وقوع صغائر الذنوب منهم فذهب قوم إلى جوازها، إلا أنهم لا يقرون عليها، بل ينبهون فيتوبون و يستغفرون. و ذهب آخرون إلى امتناع ذلك عليهم محتجين بأنهم أسوة و قدوة، و أولوا ما ورد في ذلك مما ظاهره إثبات الذنوب للأنبياء واستغفارهم منها و القول الموافق لظاهر نصوص الكتاب والسنة و الموافق للآثار المنقولة عن السلف هو عدم عصمتهم من الصغائر التي لا تخل بالمروءة والشرف مع عدم الإقرار عليها فالخطأ من طبع البشر والأنبياء بشر يقع منهم الخطأ و إن كانوا لا يقرون على الخطأ فيأتي الوحي بالتصويب والتسديد و لما في القول الآخر من الغلو في الأنبياء و من تأويل ظاهر النصوص بلا دليل صحيح صريح خال من معارض معتبر و من مخالفة ما كان عليه السلف و من موافقة الشيعة في غلوهم في الأنبياء أحببت في كتابة هذه السطورة حتى لا يغتر أحد بأدلة القول الآخر المخالف للكتاب و السنة و ما نقل عن السلف و قد اغتررت بها حينا من الدهر ثم هداني الله إلى الصواب و الحمد لله رب العالمين.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:15]ـ
فصل: كلام العلماء في عدم عصمة الأنبياء من الصغائر
قال ابن بطال (ت: 449هـ):
((ذكر الأنبياء صلى الله عليه وسلم فى حديث الشفاعة لخطاياهم، فإن الناس اختلفوا هل يجوز وقوع الذنوب منهم؟ فأجمعت الأمة على أنهم معصومون فى الرسالة، و أنه لا تقع منهم الكبائر، و اختلفوا فى جواز الصغائر عليهم فأطبقت المعتزلة و الخوارج على أنه لا يجوز وقوعها منهم، و زعموا أن الرسل لا يجوز أن تقع منهم ما ينفر الناس عنهم و أنهم معصومون من ذلك. و هذا باطل لقيام الدليل مع التنزيل و حديث الرسول: (أنه ليس كل ذنب كفرًا). وقولهم: إن البارى تجب عليه عصمة الأنبياء، عليهم السلام، من الذنوب فلا ينفر الناس عنهم بمواقعهم لها هو فاسد بخلاف القرآن له، و ذلك أن الله تعالى قد أنزل كتابه وفيه متشابه مع سابق علمه أنه سيكون ذلك سببًا لكفر قوم، فقال تعالى: ? فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ? [آل عمران: 7]، و قال تعالى: ? وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ? [النحل: 101] فكان التبديل الذى هو النسخ سببًا لكفرهم كما كان إنزاله متشابهًا سببًا لكفرهم، وقال أهل السنة: جائز وقوع الصغائر من الأنبياء، واحتجوا بقوله تعالى مخاطبًا لرسوله: ? لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ? [الفتح: 2] فأضاف إليه الذنب، وقد ذكر الله فى كتابه ذنوب الأنبياء فقال تعالى: ? وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ? [طه: 121]، وقال نوح لربه: ? إِنَّ ابُنِى مِنْ أَهْلِى ? [هود: 45]، فسأله أن ينجيه، وقد كان تقدم إليه تعالى فقال: ? وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ? [هود: 37]، وقال إبراهيم: ? وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ ? [الشعراء: 82]، وفى كتاب الله تعالى من ذكر خطايا الأنبياء ما لا خفاء به)) [1]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftn1) .
قال ابن عبد البر (ت: 463هـ):
((معْلُومٌ أَنَّهُ (عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) لَمْ يُكَفِّرْ عَنْهُ إِلَّا الصَّغَائِرُ لِأَنَّهُ لَا يَأْتِي كَبِيرَةً أَبَدًا لَا هُوَ و َلَا أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لِأَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مِنَ الْكَبَائِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)) [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftn2)
قال القاضي عياض (ت: 544هـ):
((وَأَمَّا الصَّغَائِر فَجَوَّزَهَا جَمَاعَة مِن السَّلَف وَ غَيْرِهِم عَلَى الْأَنْبِيَاء وَهُو مَذْهب أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ وَ غَيْرُه مِن الْفُقَهَاء وَ الْمُحَدّثِين وَ الْمُتَكَلّمِين)) [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftn3) .
قال الآمدي (ت: 631 هـ):
((اتفقت الأمة سوى الحشوية ومن جوز الكفر على الأنبياء على عصمتهم عن تعمده من غير نسيان ولا تأويل وإن اختلفوا في أن مدرك العصمة السمع كما ذهب إليه القاضي أبو بكر والمحققون من أصحابنا أو العقل كما ذهب إليه المعتزلة وأما إن كان فعل الكبيرة عن نسيان أو تأويل خطإ فقد اتفق الكل على جوازه سوى الرافضة أما ما ليس بكبيرة فإما أن يكون من قبيل ما يوجب الحكم على فاعله بالخسة ودناءة الهمة وسقوط المروءة كسرقة خبة أو كسرة فالحكم فيه كالحكم في الكبيرة وأما ما لا يكون من هذا القبيل كنظرة أو كلمة سفه نادرة في حالة غضب فقد اتفق أكثر أصحابنا وأكثر المعتزلة على جوازه عمدا وسهوا خلافا للشيعة مطلقا وخلافا للجبائي والنظام وجعفر بن مبشر في العمد)) [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftn4).
وقال النووي (ت: 676هـ):
((و اختلفوا في وقوع غيرها من الصغائر منهم فذهب معظم الفقهاء والمحدثين والمتكلمين من السلف والخلف إلى جواز وقوعها منهم)) [5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftn5) .
و قال ابن تيمية (ت: 728ه):
((القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف حتى إنه قول أكثر أهل الكلام كما ذكر " أبو الحسن الآمدي " أن هذا قول أكثر الأشعرية وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول ولم ينقل عنهم ما يوافق القولوإنما نقل ذلك القول في العصر المتقدم عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين. وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ولا يقرون عليها ولا يقولون إنها لا تقع بحال و أول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك: الرافضة فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل. وينقلون ذلك إلى من يعتقدون إمامته وقالوا بعصمة علي والاثني عشر ثم " الإسماعيلية " الذين كانوا ملوك القاهرة و كانوا يزعمون أنهم خلفاء علويون فاطميون وهم عند أهل العلم من ذرية عبيد الله القداح كانوا هم وأتباعهم يقولون بمثل هذه العصمة لأئمتهم و نحوهم مع كونهم كما قال فيهم أبو حامد الغزالي - في كتابه الذي صنفه في الرد عليهم - قال: ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض. وقد صنف " القاضي أبو يعلى " وصف مذاهبهم في كتبه وكذلك غير هؤلاء من علماء المسلمين فهؤلاء وأمثالهم من الغلاة القائلين بالعصمة وقد يكفرون من ينكر القول بها وهؤلاء الغ الية هم كفار باتفاق المسلمين)) [6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftn6) .
و قال الذهبي (ت: 748هـ):
((وَقد يَقع مِنْهُم الذَّنب وَلَا يقرونَ عَلَيْهِ وَلَا يقرونَ على خطأ وَلَا فسق أصلا فهم منزهون عَن كل مَا يقْدَح فِي نبوتهم وَعَامة الْجُمْهُور الَّذين يجوزون عَلَيْهِم الصَّغَائِر يَقُولُونَ إِنَّهُم معصومون من الْإِقْرَار عَلَيْهَا)) [7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftn7)
[1] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftnref1) - شرح ابن بطال لصحيح البخاري 10/ 439 – 440
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftnref2) - الاستذكار لابن عبد البر 3/ 266
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftnref3) - الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2؟ 144
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftnref4) - الإحكام في أصول الأحكام 1/ 226
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftnref5)- شرح صحيح مسلم للنووي 3/ 54
[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftnref6) - مجموع الفتاوى لابن تيمية 25/ 105 - 106
[7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440305#_ftnref7) - المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال ص 50
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:20]ـ
فصل أقوال الشيعة في عصمة الأنبياء من الصغائر و من نحا نحوهم
قال الصدوق (ت 381: هـ):
((اعتقادنا في الأنبياء و الرسل والملائكة و الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين أنهم معصومون مطهرون من كل دنس، وأنهم لا يذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ومن نفى العصمة عنهم في شئ من أحوالهم فقد جهلهم)) [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftn1) .
وقال المفيد (ت: 413 هـ):
((ويجب اعتقاد نبوة جميع من تضمن الخبر عن نبوته القرآن على التفصيل، واعتقاد الجملة منهم على الإجمال، ويعتقد أنهم كانوا معصومين من الخطأ، موفقين للصواب، صادقين عن الله تعالى في جميع ما أدوه إلى العباد وفي كل شئ أخبروا به على جميع الأحوال، وأن طاعتهم طاعة لله ومعصيتهم معصية)) [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftn2).
قال السيد المرتضى (ت:436 هـ):
((قالت الشيعة الإمامية، لا يجوز عليهم شئ من المعاصي والذنوب كبيراً كان أو صغيراً، لا قبل النبوة ولا بعدها. ويقولون في الأئمة مثل ذلك)) [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftn3) .
وقال أبو الصلاح الحلبي) ت: 447 هـ (:
((ومن حق المبعوث أن يكون معصوماً فيما يؤديه من المصالح والمفاسد. . ... و من حقه أن يكون معصوماً من جميع القبائح صغائرها وكبائرها، لأن تجويز القبيح عليه يقتضى التنفير عنه، لأن من علم مواقعاً للقبيح أو جوز عليه ذلك تنفرُ النفوس عن اتباعه ولا تسكن إليه سكونها إلى من لا يجوز منه)) [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftn4)
وقال الطوسي (ت: 460هـ):
((ويجب أن يكون النبي معصوماً من القبائح صغيرها وكبيرها قبل النبوة وبعدها على طريق العمد والنسيان وعلى كل حال. [5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftn5)((
قال ابن عطية (ت: 546 هـ): (مفسر أشعري)
((وأجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في معنى التبليغ ومن الكبائر و من الصغائر التي فيها رذيلة، و اختلف في غير ذلك من الصغائر، والذي أقول به أنهم معصومون من الجميع)) [6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftn6)
قال الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني: (فقيه و أصولي متكلم)
((و?ختلفوا في الصغائر؛ والذي عليه الأكثر أن ذلك غير جائز عليهم، وصار بعضهم إلى تجويزها، ولا أصل لهذه المقالة. [7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftn7)((
قال بدر الدين العينى (ت: 855 هـ): (محدث حنفي)
((وَقَالَ الْمَازرِيّ: يحْتَمل أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لم يكن فهم من الرجل الطعْن فِي النُّبُوَّة، إِنَّمَا نسبه إِلَى ترك الْعدْل فِي الْقِسْمَة، وَلَيْسَ ذَلِك كَبِيرَة، والأنبياء معصومون من الْكَبَائِر بِالْإِجْمَاع، وَاخْتلف فِي جَوَاز وُقُوع الصَّغِيرَة مِنْهُم. انْتهى. قلت: مذهبي أَن الْأَنْبِيَاء معصومون من الْكَبَائِر و الصغائر قبل النُّبُوَّة وَ بعدهَا، وَالَّذِي وَقع من بَعضهم شَيْء يشبه الصَّغِيرَة لَا يُقَال فِيهِ إلاَّ أَنه ترك الْأَفْضَل وَ ذهب إِلَى الْفَاضِل)) [8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftn8)
قال ابن حجر (ت: 852 هـ): (محدث شافعي دخل عليه بعض كلام الأشاعرة)
((وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ إِنْ عُصِمُوا مِنَ الْكَبَائِرِ فَلَمْ يُعْصَمُوا مِنَ الصَّغَائِرِ كَذَا قَالَ وَ هُوَ مُفَرَّعٌ عَلَى خِلَافِ الْمُخْتَارِ وَ الرَّاجِحُ عِصْمَتُهُمْ مِنَ الصَّغَائِرِ أَيْضا))
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftnref1) - الاعتقادات ص 108
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftnref2)- المقنعة ص 30
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftnref3)- مقدمة تنزيه الأنبياء ص 15
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftnref4)- الكافي ص 67
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftnref5) - الاقتصاد ص 155
[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftnref6)- المحرر الوجيز 1/ 221
[7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftnref7)- تفسير القرطبي
[8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440310#_ftnref8)- عمدة القاري شرح صحيح البخاري 18/ 9
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:26]ـ
فصل: أدلة عصمة الأنبياء من الصغائر و مناقشتها
الدليل الأول:
الرسل و الأنبياء هم القدوة و المبلغين عن الله و الله أمر باتباعهم والتأسي بهم قال تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً? [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn1)، و هذا شأن كل رسول، والأمر باتباع الرسول يستلزم أن تكون اعتقاداته وأفعاله وأقواله جميعها طاعات لا محالة، لأنه لو صدر منه ذنبٌ، لزم اجتماع الضدين. لأنه من باب يجب إطاعته لأن مقامه يقتضي هذا، و من باب يجب عصيانه لأن ما جاء به ذنب، و لا يمكن أن يأمر الله عبداً بشيء في حال أنه ينهاه عنه، و لو صدر منهم الذنب لما عم الأمر باتباعهم و اتباعهم عام و الاقتداء بالناسي و المخطيء محال أما الاقتداء بالمتعمد القاصد فجائز.
مناقشة الدليل:
هذا القول يكون صحيحاً، لو بقيت معصية الرسول خافية غير ظاهرة، بحيث تختلط علينا الطاعة بالمعصية، أمّا وأنّ الله ينبه رسله وأنبياؤه إلى ما وقع منهم من مخالفات ويوفقهم إلى التوبة منها، من غير تأخير فإنّ ما أوردوه لا يصلح دليلاً بل يكون التأسي بهم في هذا منصباً على الإسراع في التوبة عند وقوع المعصية، وعدم التسويف في هذا، تأسياً بالرسل والأنبياء الكرام في مبادرتهم بالتوبة من غير تأخير [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn2) .
الدليل الثاني:
قال تعالى: ? فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ? فجعل الله رقة القلب وحسن الخلق في النبي صلى الله عليه وسلم كي لا ينفض الناس عنه فكيف باقتراف بعض الذنوب كي لا ينفض الناس عنه؟!!
مناقشة الدليل:
هذا الكلام يصح مع البقاء على الذنب وعدم الرجوع إلى الله بالتوبة، وإلا؛ فالتوبة النصوح التي يقبلها الله يرفع بها صاحبها إلى أعظم مما كان عليه، وإذا وقع ذنب من الأنبياء يعاتبهم الله تعالى عليه و يغفره لهم ويأمرهم بتبليغ ذلك لأمتهم ليعرفوا الفرق بين الرب والعبد، فلا يفضي بهم الغلو بتعظيم أنبيائهم والإعجاب بفضائلهم ونزاهتهم إلى عبادتهم مع الله تعالى [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn3) إذ الأنبياء لا يتحولون بنبوتهم إلى آلهة و هذه هي الذنوب التي تقع منهم ويغفر لهم ولا يقرون عليها [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn4) .
الدليل الثالث:
يقبح عقلاً أن يبعث الله تعالى أو يوسط بينه و بين خلقه مذنب. إذن إن مدَّعي الوساطة لا بد أن يكون خالياً من كل رذيلة وذنب وكذلك كل منفِّر يجب أن يتصف به الوسيط رعاية من الله تعالى لنا ليقربنا إلى الطاعة أكثر ويبعدنا عن المعصية،و النفس تسكن و تطمئن لمن لم تصدر منه (المعصية) أصلاً أكثر ممن صدرت منه سواء تاب عنها، أم لا.
مناقشة الدليل:
غاية هذا الدليل أن التائب من الذنب يكون مذمومًا ناقصًا لا يستحق النبوة و لو صار من أعظم الناس طاعة. وهذا هو الأصل الذي نوزعوا فيه. والكتاب والسنة يدلان على بطلان قولهم فيه فإنهم سلبوهم ما أعطاهم الله من الكمال وعلو الدرجات بحقيقة التوبة والاستغفار و الانتقال من كمال إلى ما هو أكمل منه، وكذبوا ما أخبر الله به من ذلك، وحرفوا الكلم عن مواضعه، وظنوا أن انتقال الآدمي من الجهل إلى العلم ومن الضلال إلى الهدى ومن الغي إلى الرشاد تنقصًا، ولم يعلموا أن هذا من أعظم نعم الله وأعظم قدرته حيث ينقل العباد من النقص إلى الكمال، وأنه قد يكون الذي يذوق الشر والخير ويعرفهما يكون حبه للخير وبغضه للشر أعظم ممن لا يعرف إلا الخير، كما قال عمر رضي الله عنه: «إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية» [5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn5) .
الدليل الرابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
لو صدر من الأنبياء الذنب لكانوا أسوأ حالا من عصاة الأمة إذ يضاعف لهم العذاب إذ الأعلى رتبة يستحق أشد العذاب لمقابلته أعظم النعم بالمعصية، وإذا كان الصالحين و العلماء يستنكر عليهم فعل الذنوب و إن كانت صغائر لشدة علمهم بالله و إبصار الله بهم فكيف بالأنبياء والرسل؟!!
مناقشة الدليل:
هذا القول فيه توهم أن الذنوب تنافي الكمال، وأنها تكون نقصاً وإن تاب التائب منها، وهذا غير صحيح، فإنّ التوبة تغفر الحوبة، ولا تنافي الكمال، ولا يتوجه إلى صاحبها اللوم، بل إنّ العبد في كثير من الأحيان يكون بعد توبته من معصيته خيراً منه قبل وقوع المعصية، و ذلك لما يكون في قلبه من الندم والخوف والخشية من الله تعالى، ولما يجهد به نفسه من الاستغفار والدعاء، ولما يقوم به من صالح الأعمال، يرجو بذلك أن تمحو الصالحات السيئات، وقد قال بعض السلف: (كان داود عليه السلام بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة)، و قال آخر: (لو لم تكن التوبة أحبّ الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه).
وقد ثبت في الصحاح (أن الله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضلته ناقته بأرض فلاة، و عليها طعامه وشرابه، فنام نومة فقام فوجد راحلته فوق رأسه فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح) [6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn6) .
الدليل الخامس:
لو صدر من الأنبياء الذنب لما نالوا عهده تعالى فقد قال تعالى: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? أي: واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك , فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين. فكيف ينال النبوة ظالم، و من يقترف الصغائر من الذنوب يعتبر ظالما لظلمه نفسه باقتراف بعض الذنوب؟!!
مناقشة الدليل:
غاية هذا الدليل أن الأنبياء إذا أصروا على ذنب لا ينالون عهد الله و الأنبياء إذا صدرت منهم صغائر فإنهم سرعان ما يتوبون إلى الله و ينيبون إليه، فتكون كأن لم تكن، و ينالون بذلك منزلة أعلى من منزلتهم السابقة قال ابن تيمية: ((الذم والعقاب الذي يلحق أهل الذنوب لا يلحق التائب منها شيء أصلاً، لكن إن قدم التوبة؛ لم يلحقه شيء، و إن أخر التوبة؛ فقد يلحقه ما بين الذنوب والتوبة من الذم والعقاب ما يناسب حاله و الأنبياء صلوات الله عليه وسلامه كانوا لا يؤخرون التوبة، بل يسارعون إليها، و يسابقون إليها، لا يؤخرون و لا يصرون على الذنب، بل هم معصومون من ذلك)) [7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn7) .
الدليل السادس:
إذا أذنب نبي كان فاسقاً لأن الفسق الخروج عن طاعة الله و يلزم منه رد الشهادة وَ إِذا لم تقبل شَهَادَته فِي هَذِه الْأَشْيَاء الحقيرة فبأن لَا تقبل فِي إِثْبَات الْأَدْيَان الْبَاقِيَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة كَانَ أولى وَهَذَا بَاطِل فَذَاك بَاطِل.
مناقشة الدليل:
الأنبياء معصمون من الكبائر و من الإصرار على الصغائر و من ارتكاب الصغائر المخلة بالمروءة و الفسق يحصل بارتكاب الكبيرة، أو بالإصرار على الصغيرة [8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn8) ، و إذا صدر من نبي صغيرة فإنه سرعان ما يتوب منها و ينيب إلى الله، فتكون المعصية كأن لم تكن و الذنب كلما استعظمه العبد كان عند الله أصغر،و عليه فالنبي إذا اذنب لا يسمى فاسقا.
الدليل السابع:
أن النبي إذا أذنب يشمله التوهين لقوله تعالى: ? أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ? [9] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn9) .
مناقشة الدليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
غاية ما في الآية الذم على ترك البر و ليس الذم على الأمر بالبر مع تركه، فإن الأمر بالمعروف معروف فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب، لا يسقط أحدهما بترك الآخر و الصحيح أن العالم يأمر بالمعروف، وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه، قال مالك عن ربيعة: سمعت سعيد بن جبير يقول له: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر. وقال مالك: وصدق من ذا الذي ليس فيه شيء؟ [10] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn10) ، و كل بني آدم خطاء و إذا ابتلي بعض الأكابر بما يتوب منه فذلك لكمال النهاية لا لنقص البداية، كما قال بعضهم لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه [11] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn11) قال ابن عثيمين: أينا الذي لم يسلم من المنكر! لو قلنا: لا ينهى عن المنكر إلا من لم يأت منكراً لم يَنهَ أحد عن منكر؛ ولو قلنا: لا يأمر أحد بمعروف إلا من أتى المعروف لم يأمر أحد بمعروف؛ ولهذا نقول: مُرْ بالمعروف، وجاهد نفسك على فعله، وانْهَ عن المنكر، وجاهد نفسك على تركه [12] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn12) ، و النبي ليس ممن يأمر بالمعروف و لا يفعله و ينهى عن المنكر و يفعله مادام يستغفر و لا يصر على فعل الذنب، و أسوأ ما يكون منه هو خطأ في اجتهاد أو شيء دفعت إليه الجبلة الإنسانية، لولاه لكان الإنسان ملكاً و لا يقر على الذنب، و لا يؤخر التوبة، فالله عصمه من ذلك وتصير حالته بعد التوبة من الذنب أحسن منها قبله.
الدليل الثامن:
لو صدر عن الأنبياء الذنب لكانوا غير مخلصين؛ لأن فعل الذنوب يكون بإغواء الشيطان و الشيطان لا يغوي المخلصين لقوله تعالى: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? و اللازم باطل و بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
مناقشة الدليل:
الأنبياء لا يضلون عن سبيل الحق و لا يفتتون بزينة الدنيا فهم ممن استثناهم الشيطان من الغواية و ليس معنى الآية أن من يقترف ذنب لا يكون من المخلصين و إنما معناها أن من ضل عن الهدى وفتن بالدنيا و اتبع الشيطان و ظل في ضلاله ليس من المخلصين فهذه الآية في حق من يقترف الذنب و يصر عليه و لا يتوب منه جمعا بينها و بين قوله تعالى: ?إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ? [13] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn13) ولو فرضنا وقوع نبي في ذنب فإنه يتدارك ما وقع منه بالتوبة، والإخلاص، حتى ينال بذلك أعلى درجاته فتكون بذلك درجاته أعلى من درجة من لم يرتكب شيئا من ذلك. ومما يوضح هذا قوله تعالى: ? وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ? فانظر أي أثر يبقى للعصيان والغي بعد توبة الله عليه، واجتبائه أي: اصطفائه إياه، وهدايته له، ولا شك أن بعض الزلات ينال صاحبها بالتوبة منها درجة أعلى من درجته قبل ارتكاب تلك الزلة [14] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn14) .
الدليل التاسع:
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: (بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال اتق الله يا محمد فقال: من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولي قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) [15]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftn15) .
مناقشة الدليل:
ليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعصي الله مطلقا و لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه أنه لا يعصي الله مطلقا بل الثابت أنه كان يكثر من الاستغفار و التوبة و الاستغفار و التوبة لا تكون إلا من ذنب حقيقي لذا يجب أن ننزل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يطع الله إذا عصيت) على سبب هذا الحديث وهو طعن الرجل في عدالة قسمة النبي صلى الله عليه وسلم و في تقواه إذ قال الرجل مغضبا اتق الله يا محمد أي اعدل و لا تظلم و هذه كلمة في غاية الشناعة في حق النبي صلى الله عليه وسلم خير البرية المؤتمن على وحي الله، وتبليغ رسالاته، وبيان شرعه، وحلاله وحرامه الأنبياء أيغرّه شيء من متاع الدنيا الزائل فينقض عهده مع ربه ويجرح أمانته، ويخالف رسالته، و الأنبياء منزهون عن الجور و الظلم و الفجور لذلك كان لتلك الكلمات الجائرة صدى عنيفاً على سمع الصحابة فأشعلت فتيل الغضب في نفوسهم، وتبادروا لقتله فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن منعهم من ذلك، واكتفى بالتأنيب والعتاب المؤثر فقال: من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref1) - سورة الأحزاب الآية 21
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref2)- الرسل والرسالات لعمر سليمان الأشقر ص 110
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref3) - مجلة المنار 5/ 49
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref4) - منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة لتامر محمد محمود متولي ص 712
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref5) - آل رسول الله وأولياؤه لمحمد عبد الرحمن قاسم 35
[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref6)- الرسل والرسالات لعمر سليمان الأشقر ص 110
[7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref7) - مجموع الفتاوى لابن تيمية 10/ 309
[8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref8) - دستور العلماء للقاضي عبد النبي بن عبد الرسول 3/ 243، معجم لغة الفقهاء لمحمد رواس قلعجي ص 346، القاموس الفقهي الدكتور سعدي أبو حبيب ص 286، تفسير الألوسي 1/ 210
[9] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref9) - البقرة الآية 44
[10] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref10) - انظر تفسير ابن كثير 1/ 247
[11] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref11) - التوضيح عن توحيد الخلاق لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ص 341
[12] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref12) - تفسير الفاتحة والبقرة لابن عثيمين 1/ 159
[13] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref13) - البقرة من الآية 222
[14] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref14) - انظر أضواء البيان 4/ 119
[15] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440314#_ftnref15) - رواه البخاري
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:31]ـ
فصل: أدلة جواز وقوع الأنبياء في الصغائر
دلت نصوص الكتاب و السنة على أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين تقع منهم بعض الصغائر مع عدم الإقرار وعدم الإصرار عليها و سرعة التوبة منها و الله يحب التوابين و يحب المتطهرين و من هذه النصوص:
النص الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: ? و َيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَ نَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَ أَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَاأَنفُسَنَا وَ إِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَ تَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftn1) .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من آدم عليه السلام:
1 - أكل آدم عليه السلام من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها و مخالفة النهي معصية.
2 - تصريح آدم عليه السلام أنه ظلم نفسه و الظلم لا يتأتى إلا من فعل معصية حقيقية.
3 - استغفار آدم عليه السلام، و الاستغفار عند الإطلاق لا يكون إلا من فعل معصية حقيقية.
النص الثاني:
قال تعالى: ? وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ? [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftn2) .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من آدم عليه السلام:
1 - أكل آدم عليه السلام من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها و مخالفة النهي معصية. 2 - التصريح بعصيان آدم عليه السلام و لفظ عصى عند الإطلاق يقصد به العصيان الحقيقي أي الوقوع في الذنب حقيقة.
3 - توبة الله سبحانه وتعالى على آدم و التوبة عند الإطلاق لا تكون إلا عن ذنب حقيقي.
النص الثالث:
قال تعالى: ? وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ? [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftn3) .
معنى الآيات:
أن نوح عليه السلام دعا ربه في ابنه الكافرفلامه ربه على مقالته هذه، وأعلمه أنّه ليس من أهله، وأن هذا منه عمل غير صالحفاستغفر ربّه من ذنبه وتاب وأناب
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من نوح عليه السلام:
1 - عتاب الله لنوح عليه السلام و العتاب لا يكون إلا عن خطأ حقيقي فعله.
2 - استغفار نوح عليه السلام، و الاستغفار عند الإطلاق لا يكون إلا من فعل معصية حقيقية.
النص الرابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: ? و َدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ? [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftn4) .
معنى الآيات:
أراد موسى عليه السلام نصرة الذي من شيعته، فوكز خصمه فقضى عليه و اعترف موسى عليه السلام بظلمه لنفسه، وطلب من الله أن يغفر له، وأخبر الله بأنه غفر له.
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من موسى عليه السلام:
1 - ضرب موسى عليه السلام للقبطي ضربة أدت إلى موته و هذا خطأ و معصية.
2 - اعترف موسى عليه السلام بأن ضربه القبطي كان من تهيج الشيطان لغضبه و الشيطان لا يهيج الإنسان إلا على فعل المعاصي الحقيقة.
3 - تصريح موسى عليه السلام أنه ظلم نفسه و الظلم لا يتأتى إلا من فعل معصية حقيقية.
4 - استغفار موسى عليه السلام، و الاستغفار عند الإطلاق لا يكون إلا من فعل معصية حقيقية.
5 - غفران الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام و الغفران عند الإطلاق لا يكون إلا عن ذنب حقيقي.
النص الخامس:
قال تعالى: ? وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ? [5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftn5) .
معنى الآية:
والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم القيامة.
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من إبراهيم عليه السلام:
1 - طمع إبراهيم عليه السلام في أن يغفر الله له و لا يكون هذا إلا من فعل معصية حقيقية.
2 - أضاف إبراهيم عليه السلام الخطيئة لنفسه مما يدل أنها خطيئة حقيقية.
النص السادس:
قال تعالى: ? وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ? [6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftn6) .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من يونس عليه السلام:
1 - خروج يونس عليه السلام من قومه دون إذن ربه و هذا خطأ.
2 - تصريح يونس عليه السلام أنه كان من الظالمين، و الظلم لا يتأتى إلا من فعل معصية حقيقية.
النص السابع:
قال تعالى: ? وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ? [7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftn7) .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من محمد صلى الله عليه و سلم:
تجاوز الله عن وزره صلى الله عليه و سلم و لفظ الوزر عند الإطلاق لا يكون إلا عن ذنب حقيقي.
النص الثامن:
عن أَبُي هُرَيْرَةَ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» [8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftn8) .
وجه دلالة النص على وقوع المعصية من محمد صلى الله عليه و سلم:
1 - استغفار النبي صلى الله عليه وسلم، و الاستغفار عند الإطلاق لا يكون إلا من فعل معصية حقيقية.
2 - توبة النبي صلى الله عليه وسلم، والتوبة عند الإطلاق لا تكون إلا من فعل معصية حقيقية.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftnref1)- الأعراف الآيات 19 - 23
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftnref2) - طه الآيات 115 - 122
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftnref3) - هود الآيات 45 - 47
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftnref4) - القصص 15 - 16
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftnref5) - الشعراء الآية 82
(يُتْبَعُ)
(/)
[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftnref6) - الأنبياء 87
[7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftnref7) - الشرح الآية 2
[8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440317#_ftnref8) - رواه البخاري في صحيحه رقم 5948
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:38]ـ
السلف و عصمة الأنبياء من الصغائر
عن عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ قال: «أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا فلما كثر لحمه صلى جالسا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع» [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftn1) فقد تعجبت السيدة عائشة رضي الله عنها من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إعمار وقته بالعبادة و الطاعة مع أن الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و استفهمت عن السبب قائلة: لم تصنع هذا يا رسول الله، و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ و لم تقل لم تصنع هذا يا رسول الله و أنت معصوم من الذنوب؟ و أقرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الفهم و أنه رغم أن ذنوبه مغفورة إلا أنه يحب أن يكون عبدا شكورا.
وعن المغيرة رضي الله عنه، قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: «أفلا أكون عبدا شكورا» [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftn2) و هذا الحديث مثل الذي يسبقه و هو دال على أن الفهم الذي كان مستقرا عند الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تقع منه صغائر و لكن الله قد غفرها له.
و في قول موسى عليه السلام: ? رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ? قال ابن جريج (ت: 150 هـ): ? رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ? بقتلي من أجل أنه لا ينبغي لنبيّ أن يقتل حتى يؤمر، ولم يُؤمر [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftn3) ، و هذا العالم السلفي فسر الآية على معناها الحقيقي و أن موسى عليه السلام قد فعل ذلك و ما كان ينبغي له أن يفعله
و في قوله تعالى: ? يَامُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ? قال ابن جريج: لا يخيف الله الأنبياء إلا بذنب يصيبه أحدهم، فإن أصابه أخافه حتى يأخذه منه [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftn4) .
و في قوله تعالى: ? فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابا ? [5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftn5) قال مقاتل (ت: 150 هـ): أكثر ذكر ربك وَاسْتَغْفِرْهُ من الذنوب إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً للمستغفرين [6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftn6) و هذا العالم السلفي فسر الآية على معناها الحقيقي و أن الله يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذكره و الاستغفار من الذنوب.
قال الطبري (ت: 310ه): ((وقوله ? وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ? يقول: وخالف أمر ربه، فتعدّى إلى ما لم يكن له أن يتعدّى إليه، من الأكل من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها، وقوله (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) يقول: اصطفاه ربه من بعد معصيته إياه فرزقه الرجوع إلى ما يرضى عنه، والعمل بطاعته، و ذلك هو كانت توبته التي تابها عليه، وقوله (وَهَدَى) يقول: و هداه للتوبة، فوفَّقه لها)) [7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftn7) و هذا العالم السلفي فسر الآية على معناها الحقيقي و أن آدم عليه السلام قد خالف ما أمره الله به فوقع في المعصية و استغفر و تاب الله عليه.
نخلص مما سبق أنه كان من المستقر عند السلف أن الأنبياء قد يقعون في الصغائر فيسارعون في التوبة فيغفر الله لهم.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftnref1) - رواه البخاري في صحيحه رقم 4837
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftnref2) - رواه البخاري في صحيحه رقم 4836
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftnref3) - تفسير الطبري 19/ 541
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftnref4) - تفسير الطبري 19/ 432
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftnref5) - النصر الآية 3
[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftnref6) - تفسير مقاتل 4/ 905
[7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440321#_ftnref7)- تفسير الطبري 18/ 388
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:42]ـ
فصل: الحكمة من عصمة الأنبياء من الكبائر دون الصغائر
عصم الله عز وجل الأنبياء من الكبائر دون الصغائر لحكم عديدة منها:
1 - ليعرف الناس الفرق بين الرب والعبد، فلا يفضي بالناس الغلو بتعظيم أنبيائهم والإعجاب بفضائلهم ونزاهتهم إلى عبادتهم مع الله تعالى.
2 - الدلالة على أن الكمال المطلق لله تعالى وحده فالأنبياء ليسوا آلهة منزهون عن جميع ما يقتضيه الضعف البشري من التقصير في القيام بحقوق الله تعالى على الوجه الأكمل، و من الخطأ في الاجتهاد في بعض المصالح و المنافع و دفع المضار.
3 - أخذ الناس العبرة والعظة لأنفسهم، فإذا كان الرسل الكرام الذين اختارهم الله واصطفاهم عاتبهم الله ولامهم على أمور كهذه، فإنّه يجب أن نكون على حذر وتخوف من ذنوبنا وآثامنا.
4 - التأسي بالأنبياء عند الوقوع في المعصية بالإسراع في التوبة، وعدم التسويف.
5 - أن يرى الله من أنبيائه عبادة الاستغفار و التوبة و الدعاء.
6 - أن يرفع الله أنبيائه بالتوبة أعظم مما كانوا عليه فالعبد في كثير من الأحيان يكون بعد توبته من معصيته خيراً منه قبل وقوع المعصية، و ذلك لما يكون في قلبه من الندم والخوف والخشية من الله تعالى، و لما يجهد به نفسه من الاستغفار و الدعاء، و لما يقوم به من صالح الأعمال، يرجو بذلك أن تمحو الصالحات السيئات.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:44]ـ
فصل: ليس في تجويز وقوع الأنبياء في الصغائر انتقاصا منهم
ليس في تجويز وقوع الأنبياء في الصغائر انتقاصا منهم إذ الخطأ من طبع البشر جبلوا عليه،و الأنبياء بشر غير مجردين من الطبيعة الانسانية وما يعتريها من الشهوات، و هذه الذنوب التي وقعت منهم هي أمور صغيرة ومعدودة غفرها الله لهم، وتجاوز عنها، وطهرهم منها و كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:47]ـ
فصل: بين تكريم الإسلام للأنبياء و إهانة أهل الكتاب لهم
إن الناظر لكتب أهل الكتاب يجد أن الأنبياء قد اتصفوا فيها بصفات لا تليق إلا بالفجار و الكفار و قد رموا بكبائر الفواحش المنافية لحسن الأسوة، بل المجرئة على الشرور و المفاسد فنبي الله نوح عليه السلام يسكر و يتعرى: ((وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ فَقَالَ: مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ)) [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftn1) .
وموسى عليه السلام يأمر بني إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: ((وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ)) [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftn2) .
و سليمان عليه السلام يعبد غير الله: ((فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ)) [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftn3) ، وحزقيال عليه السلام يمشي عاريا لأمر الرب: ((فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ. فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِيا ً)) [4]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftn4)
و على الجانب الآخر نجد أن دين الإسلام يحوي ما يليق بالأنبياء و الرسل و لا يحوي ما ينتقص منهم، و يدعو إلى الإيمان بجميع الرسل و الأنبياء وعدم التفريق بينهم قال تعالى: ? قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ? [5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftn5) .
و قال تعالى: ? آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ? [6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftn6) .
و هذه الصغائر التي جوزها الإسلام على الأنبياء مع عدم إقرارهم عليها لا تزري بمراتبهم، و لاتقدح فيهم فما وصفهم الإسلام إلا بما فيه كمالهم، و إذا ابتلي بعض الأكابر بما يتوب منه فذلك لكمال النهاية لا لنقص البداية و العبرة بالخواتيم.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftnref1) - التكوين إصحاح 9 عدد 21 - 25
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftnref2) - الخروج إصحاح 12 عدد 35 - 36
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftnref3) - الملوك (1) إصحاح 11 عدد 9 - 10
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftnref4) - حزقيال إصحاح 20 عدد 2
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftnref5) - البقرة الآية 136
[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftnref6) - البقرة الآية 285
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:55]ـ
نتائج البحث
- الأنبياء معصومون من الكبائر بالإجماع.
- جواز وقوع الأنبياء في الصغائر مع عدم الإقرار عليها عند أهل السنة و هو قول معظم الفقهاء و المحدثين والمتكلمين من السلف والخلف.
- عصمة الأنبياء من الصغائر هو قول الشيعة و بعض العلماء المتأخرين و المتكلمين كابن عطية و ابن حجر.
- غاية أدلة مثبتي عصمة الأنبياء من الصغائر لا تدل على وقوع ذنب أقر عليه الأنبياء.
- عدم لحوق الذم و العقاب بنبي فعل صغيرة و تاب منها فالله يحب التوابين و يحب المتطهرين و من يخالف في هذا فمخالته تستلزم كون النبي لا يتوب إلى الله.
- الأنبياء ليسوا ممن يأمرون بالمعروف و لا يفعلونه و ينهون عن المنكر و يفعلونه ماداموا يستغفرون و لا يصرون على فعل الصغائر.
- دلالة نصوص الكتاب و السنة على وقوع صغائر من الإنبياء و استغفارهم منها و توبتهم منها و غفران الله لهم.
- المستقر عند السلف أن الأنبياء قد يقعون في الصغائر فيسارعون في التوبة فيغفر الله لهم.
- عصم الله عز وجل الأنبياء من الكبائر دون الصغائر لحكم عديدة كعدم غلو الناس فيهم و لتأسي الناس بهم في سرعة التوبة عند اقتراف خطيئة.
- ليس في تجويز وقوع الأنبياء في الصغائر انتقاصا منهم.
- وصفت كتب أهل الكتاب الأنبياء بصفات لا تليق بهم و تزري بمراتبهم بخلاف الإسلام الذي دعى إلى الإيمان بهم جميعا وعدم التفريق بينهم.
هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتبه ربيع أحمد الخميس 9/ 12/2010 ميلاديا
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 10:09]ـ
البحث بالمرفقات
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 10:21]ـ
الأخوة الكرام أشهد الله أنني قد تراجعت عن بحثي إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو والنسيان فقد أعدت النظر في هذه المسألة مرارا ووجدت أن كلامي يخالف صريح القرآن و السنة و كنت وقتها لا احتج بالإجماع السكوتي فلما تبين لي الصواب عدلت إلى ما في السنة و الكتاب
فأرجو من المشرفين وضع هذه المشاركة في: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24347)
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 03:13]ـ
بارك الله فيك
بحث موفق جزاك الله خيرا
ـ[توحيد 34]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 08:11]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل زادك الله علما وفقها حفظك ربي موضوع قيم بحث صغير لكنه كبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 05:29]ـ
الحمد لله .. فرحتي كانت اكبر بالصبر على الاختلاف من فرحتي بالرجوع .. فالحمد لله على نعمة الاسلام
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 05:58]ـ
الأخوة الكرام أشهد الله أنني قد تراجعت عن بحثي إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو والنسيان فقد أعدت النظر في هذه المسألة مرارا ووجدت أن كلامي يخالف صريح القرآن و السنة و كنت وقتها لا احتج بالإجماع السكوتي فلما تبين لي الصواب عدلت إلى ما في السنة و الكتاب
فأرجو من المشرفين وضع هذه المشاركة في: إعلام أولى الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو و النسيان ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24347)
جزاك الله خيراً الجزاء وأتمه وأوفاه ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 06:30]ـ
/// جزاك الله خيرا، ووفقنا وإياك لطلب الحق دوما.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 09:56]ـ
جزاكم الله أخوتي على مشاركتكم الطيبة و على تصويبكم لي و العجلة آفة المسلم و لابد من مراجعة المسائل الخلافية مرات عديدة و عدم الركون لرأي دون إعادة النظر فيه
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 11:14]ـ
جزاك الله خيرا، ووفقنا وإياك لطلب الحق دوما.(/)
مقال: " كشف خطة النصارى لإثارة الفتنة والسيطرة على مصر "
ـ[أبو سهيلة]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:55]ـ
مقال:
" كشف خطة النصارى لإثارة الفتنة والسيطرة على مصر
وتقسيمها كالسودان"
نشرته جريدة الاهرام، يوم الاثنين 6/ 12/2010 م فى الصفحة الثانية، عمود سلامات:
لـ "عبد الناصر سلامة"
وتحت عنوان: " أقباط 2010 "
http://www5.0zz0.com/2010/12/07/16/194922696.jpg
ثم بعد ساعات تم حذف المقال بعد ضغوطات كنسية على الصحيفة.
وهذا نص المقال:
أقباط 2010
أحداث التجمهر والتجاوز والخروج علي الشرعية والقانون التي شهدتها منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة الأربعاء قبل الماضي , تؤكد بما لايدع مجالا للشك ان الدلع والطبطبة والمدادية لابد ان تسفر في النهاية عن مثل هذه الأحداث. فيبدو أن البعض قد فهم المواطنة علي أنها عدم التقيد باللوائح والضرب بالقوانين عرض الحائط , واتخاذ قرارات فردية سواء بالبناء أو الهدم دون الرجوع إلي أي سلطة إدارية أو أمنية في ظل ضعف عام أو خاص أمام سطوة أبناء العم سام! وبخلاف الدهاء في اختيار التوقيت استطيع ان ارصد عدة نقاط مهمة حول هذه الأحداث تتلخص في الآتي:
ذلك الإعداد المسبق للتجمهر بإشراف رجال دين ونقل الآلاف إلي موقع الحدث بسيارات خصصت لهذا الغرض وغالبيتهم من خارج القاهرة , وتجدر الإشارة إلي أن الشابين اللذين لقيا حتفهم خلالها كانا من محافظة سوهاج.
استهداف الضباط تحديدا من بين رجال الشرطة في الاعتداءات , علي الرغم من الدور المتميز للشرطة في حماية المنشآت الكنسية بصفة عامة.
عمليات التخريب التي طالت ـ بخلاف مؤسسات الدولة ـ ممتلكات وسيارات المواطنين الأبرياء , والسؤال المهم الذي اناشد المسئولين عدم تجاهله هو: من سيقوم بتعويض هؤلاء؟.
العدد الكبير من زجاجات المولوتوف التي تم ضبطها مع المشاركين في التجمهر , وهو أمر يطرح العديد من الأسئلة التي طالها نقاش واسع قبل عدة أسابيع حول وجود أسلحة بالكنائس.
موقف البابا شنودة من الأحداث الأخيرة بعدم استنكارها يظل يثير الدهشة , ويؤكد ان الأمر أصبح يحتاج إلي حسم , وكفانا مواقف متخاذلة في امور لايجدي معها التخاذل.
وفي هذا الصدد استطيع ان اؤكد ان مصطلحات الطائفية والفتنة الطائفية والمواطنة والاستقواء بالخارج وغيرها لم تتداول علي الألسنة ولم تكن تعرف طريقها إلي وسائل الاعلام حتي اعتلي البابا شنودة عرش الكنيسة المرقسية في عام 1971, وألقي خطابه العجيب بالكنيسة بالإسكندرية عام 1973 والذي أتي فيه بالبشري لشعب الكنيسة علي حد تعبيره ـ بأن عدد المسيحيين في مصر سوف يتساوي مع عدد المسلمين عام 0002 طبقا لخطة شرحها في خطابه.
وفي ذلك الخطاب أيضا دعا البابا شنودة إلي طرد الغزاة المسلمين ـ علي حد قوله أيضا ـ من مصر , وقال ليس في ذلك ادني غرابة , كما دعا إلي أشياء أكثر غرابة أيضا أربأ عن ذكرها هنا.
أعتقد ان الأقباط في عام 2010 هم أفضل حالا من 1910 و1810, إلا ان الأحداث الدائرة في العالم من حولنا بدءا من ضعف السودان الشقيق وانتهاء بهيمنة الولايات المتحدة تسول لدي النفوس الضعيفة منهم التفكير بغباء والتصرف بلا مسئولية , وهو ماجعل نسبة ليست قليلة منهم تستنكر ذلك وتتبرأ منه , وترفض كل هذه المهاترات , بل ويدعو العقلاء منهم الدولة إلي اتخاذ مواقف حاسمة.
وبالفعل .. الكرة الآن في ملعب الدولة .. وكفانا تخاذلا ودلعا.
* نقلا عن الأهرام.
ـ[أبو سهيلة]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 10:12]ـ
مخطط البابا شنودة لتحرير مصر من الاستعمار الإسلامي
التقرير الذي وصفه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
بـ ((التقرير الرهيب)) ... في كتابه: ((قذائف الحق))
يقول الشيخ رحمه الله: ـ
((كنت في الإسكندرية في مارس من سنة 1973 و علمت من غير قصد بخطاب ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقصية الكبرى في اجتماع سري أعان الله على إظهار ما وقع فيه.
و إلى القراء ما حدث كما نقل مسجلا إلى الجهات المعنية: ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار في الاجتماع بعد أداء الصلاة والتراتيل:ـ طلب البابا شنودة من عامة الحاضرين الإنصراف و لم يمكث معه سوى رجال الدين و بعض أثريائهم بالإسكندرية، و بدأ كلمته قائلاً: إن كل شئ على ما يرام و يجري حسب الخطة الموضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد، ثم تحدث في عدد من الموضوعات على النحو التالي:
أولا شعب الكنيسة
صرح لهم (أي شنودة) أن مصادرهم ـ في إدارة التعبئة و الإحصاء ـ أبلغتهم أن عدد المسيحيين في مصر ما يقارب الثمانية مليون (هذا الكلام في 1973) 8000.000 نسمة، و على شعب الكنيسة أن يعلم ذلك جيدا، كما يجب عليه أن ينشر ذلك و يؤيده بين المسلمين، إذ سيكون ذلك سندنا في المطالب التي سنتقدم بها إلى الحكومة التي سنذكرها لكم اليوم.
و التخطيط العام الذي تم الإتفاق عليه بالإجماع و التي صدرت بشأنه التعليمات الخاصة لتنفيذه وضع على أساس بلوغ شعب الكنيسة إلى نصف الشعب المصري، بحيث يتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ 13 قرنا، أي منذ ((الإستعمار العربي و الغزو الإسلامي لبلادنا)) ـ على حد قوله ـ، و المدة المحددة وفقا للتخطيط الموضوع للوصول إلى هذه النتيجة المطلوبة تتراوح بين 12 ـ 15 سنة من الآن. (قلت يعني يقصد 1988)
و لذلك فإن الكنيسة تحرم تحريما تاما تحديد النسل أو تنظيمه، و تعد كل من يفعل ذلك خارجا عن تعليمات الكنيسة، و مطرودا من رحمة الرب، و قاتلا لشعب الكنيسة، و مضيعا لمجده، و ذلك بإستثناء الحالات التي يقرر فيها الطب و الكنيسة خطر الحمل أو الولادة على حياة المرأة،
و قد اتخذت الكنيسة عدة قرارات لتحقيق الخطة القاضية بزيادة عددهم: ـ
1 - تحريم تحديد النسل
2 - تشجيع تحديد النسل و تنظيمه بين المسلمين (خاصة و أن أكثر من 65% من الأطباء و القائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة)!!
3 - تشجيع الإكثار من شعبنا ووضع حوافز و مساعدات مادية و معنوية للأسر الفقيرة من شعبنا.
4 - التنبيه على العاملين بالخدمات الصحية على المستويين الحكومي و غير الحكومي كي يضاعفوا الخدمات الصحية لشعبنا، و بذل العناية و الجهد الوافرين، و ذلك من شأنه تقليل الوفيات بين شعبنا (على أن نفعل عكس ذلك مع المسلمين).
5 - تشجيع الزواج المبكر و تخفيض تكاليفه، و ذلك بتخفيف رسوم فتح الكنائس و رسوم الإكليل بكنائس الأحياء الشعبية.
6 - تحرم الكنيسة تحريما تاما على أصحاب العمارات و المساكن المسيحيين تأجير أي مسكن أو شقة أو محل تجاري للمسلمين، و تعتبر من يفعل ذلك من الآن فصاعدا مطرودا من رحمة الرب و رعاية الكنيسة، كما يجب العمل بشتى الوسائل على إخراج السكان المسلمين من العمارات و البيوت المملوكة لشعب الكنيسة، و إذا نفذنا هذه السياسة بقدر ما يسعنا الجهد فسنشجع و نسهل الزواج بين شبابنا المسيحي، كما سنصعبه و نضيق فرصه بين شباب المسلمين، مما سيكون أثر فعال في الوصول إلى الهدف، و ليس بخاف أن الغرض من هذه القرارات هو انخفاض معدل الزيادة بين المسلمين و ارتفاع هذا المعدل بين المسيحيين.
ثانيا اقتصاد شعب الكنيسة: ـ
قال شنودة: إن المال يأتينا بقدر ما نطلب و أكثر مما نطلب، و ذلك من مصادر ثلاثة: أمريكا، الحبشة، الفاتيكان، و لكن ينبغي أن يكون الإعتماد الأول في تخطيطنا الإقتصادي على مالنا الخاص الذي نجمعه من الداخل، و على التعاون على فعل الخير بين أفراد شعب الكنيسة، كذلك يجب الإهتمام أكثر بشراء الأرض، و تنفيذ نظام القروض و المساعدات لمن يقومون بذلك لمعاونتهم على البناء، و قد ثبت من واقع الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 60 % من تجارة مصر الداخلية هي بأيدي المسيحيين، و علينا أن نعمل على زيادة هذه النسبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و تخطيطنا الإقتصادي للمستقبل يستهدف إفقار المسلمين و نزع الثروة من أيديهم ما أمكن، بالقدر الذي يعمل به هذا التخطيط على إثراء شعبنا، كما يلزمنا مداومة تذكير شعبنا و التنبيه عليه تنبيها مشددا من حين لآخر بأن يقاطع المسلمين اقتصاديا، و أن يمتنع عن التعامل المادي معهم امتناعا مطلقا، إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك، و يعني مقاطعة: المحاميين ـ المحاسبين ـ المدرسين ـ الأطباء ـ الصيادلة ـ العيادات ـ المستشفيات الخاصة ـ المحلات التجارية الكبيرة و الصغيرة ـ الجمعيات الإستهلاكية أيضا (!!)، و ذلك مادام ممكنا لهم التعامل مع إخوانهم من شعب الكنيسة، كما يجب أن ينبهوا دوما إلى مقاطعة صنّاع المسلمين و حرفييهم و الإسعاضة عنهم بالصناع و الحرفيين النصارى، و لو كلفهم ذلك الإنتقال و الجهد و المشقة.
ثم قال البابا شنودة: إن هذا الأمر بالغ الأهمية لتخطيطنا العام في المدى القريب و البعيد.
ثالثا تعليم شعب الكنيسة:
قال البابا شنودة: إنه يجب فيما يتعلق بالتعليم العام للشعب المسيحي الإستمرار في السياسة التعليمية المتبعة حاليا مع مضاعفة الجهد في ذلك، خاصة و أن بعض المساجد شرعت تقوم بمهام تعليمية كالتي نقوم بها في كنائسنا، الأمر الذي سيجعل مضاعفة الجهد المبذول حاليا أمرا حتميا حتى تستمر النسبة التي يمكن الظفر بها من مقاعد الجامعة و خاصة الكليات العملية ..
ثم قال: إني إذ أهنئ شعب الكنيسة خاصة المدرسين منهم على هذا الجهد و هذه النتائج، إذ وصلت نسبتنا في بعض الوظائف الهامة و الخطيرة كاطب و الصيدلة و الهندسة و غيرها أكثر من 60%!!!! إني إذ أهنئهم أدعو لهم يسوع المسيح الرب المخلص أن يمنحهم بركاته و توفيقه، حتى يواصلوا الجهد لزيادة هذه النسبة في المستقبل القريب.
رابعا التبشير:
قال البابا شنودة:كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هدف اتُّفق عليه للمرحلة القادمة، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم و التمسك به، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم، و تشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم و صدق محمد (قلت اللهم صلي عليه وسلم و على آله) .. و من ثم يجب عمل كل الطرق و استغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن و إثبات بطلانه و تكذيب محمد (قلت صلى الله عليه و سلم)
و إذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات من طريقنا، و إن لم تكن هذه الفئات مستقبلا معنا فلن تكون علينا.
غير أنه ينبغي ان يراعي في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة ليقو و ذكية، .......... حتى لا يكون سببا في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم.
(قلت ألا لعنة الله على الظالمين ما يزيد الآن على 120 موقع نصراني عربي يسب النبي محمد عليه الصلاة و السلام و ما خفي كان أعظم)
و إن الخطأ الذي وقع منا في المحاولات التبشيرية الأخيرة ـ التي نجح مبشرونا فيها في هداية عدد من المسلمين إلى الإيمان و الخلاص على يد الرب يسوع المخلص ـ هو تسرب أنباء هذا النجاح إلى المسلمين، لأن ذلك من شأنه تنبيه المسلمين و إيقاظتهم من غفلتهم، و هذا أمر ثابت في تاريخهم الطويل معنا، و ليس هو بالأمر الهين، و من شأن هذه اليقظة أن تفسد علينا مخططاتنا المدروسة، و تؤخر ثمارها و تضيع جهودنا، و لذا فقد أصدرت التعليمات الخاصة بهذا الأمر، و سننشرها في كل الكنائس لكي يتصرف جميع شعبنا مع المسلمين بطريقة ودية تمتص غضبهم ..... (قلت ده دلوقتي ما بيحصلش و اللي اختشوا ماتوا) ........ و تقنعهم بكذب هذه الأنباء، كما سبق التنبيه على رعاة الكنائس و الآباء و القساوسة بمشاركة المسليمن احتفالاتهم الدينية، و تهنئهم بأعيادهم، و إظهار المودة و المحبة لهم.
و على شعب الكنيسة في المصالح و الوزارات و المؤسسات إظهار هذه الروح لمن يخالطونهم من المسلمين ... ثم قال بالحرف الواحد:
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا يجب أن ننتهز ما هم فيه من نكسة و محنة ...... (يقصد ما قبل الحرب 1973 و ما بعد نكسة يونيو 1967) ...... لأن ذلك في صالحنا، و لن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو بالحرب، .... ثم هاجم من أسماهم بضعاف القلوب الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مجد شعب الرب و الكنيسة، و على تحقيق الهدف الذي يعمل له الشعب منذ عهد بعيد، و قال إنه لم يلتفت إلى هلعهم، و أصر أنه سيتقدم للحكومة رسميا بالمطالب الواردة بعد، حيث إنه إذا لم يكسب شعب الكنيسة في هذه المرحلة مكاسب على المستوى الرسمي فربما لا يستطيع إحراز أي تقدم بعد ذلك.
ثم قال بالحرف الواحد: و ليعلم الجميع خاصة ضعاف القلوب أن القوى الكبرى في العالم تقف وراءنا و لسنا نعمل وحدنا، و لا بد من أن نحقق الهدف، لكن العامل الأول و الخطير في الوصول إلى ما نريد هو وحدة شعب الكنيسة و تماسكه و ترابطه .. و لكن إذا تبددت هذه الوحدة و ذلك التماسك فلن تكون هناك قوة على وجه الأرض مهما عظم شأنها تستطيع مساعدتنا.
مطالب البابا شنودة
يقول الشيخ الغزالي رحمه الله
ثم عدد البابا شنودة المطالب التي صرح بها بأنه سوف يقدمها رسميا إلى الحكومة:
1 - أن يصبح مركز البابا الرسمي في البروتوكول السياسي بعد رئيس الجمهورية و قبل رئيس الوزراء.
2 - أن تخصص لهم ((للنصارى)) ثماني وزارات
3 - أن تخصص لهم ربع القيادات العليافي الجيش و البوليس
4 - أن تخصص لهم ربع المراكز القيادية المدنية، كرؤساء مجالس المؤسسات و الشركات و المحافظين وو كلاء الوزارات و المديرين العامين و رؤساء مجالس المدن.
5 - أن يستشار البابا عند شغل هذه النسبة في الوزارات و المراكز العسكرية و المدنية، و يكون له حق ترشيح بعض العناصر و التعديل فيها.
6 - أن يسمح لهم بإنشاء جامعة خاصة بهم، و قد وضعت الكنيسة بالفعل تخطيط هذه الجامعة، و هي تضم المعاهد اللاهوتية الكليات العملية و النظرية، و تمول من مالهم الخاص.
7 - يسمح لهم بإقامة إذاعة من مالهم الخاص.
ثم ختم حديثه بأن بشّر الحاضرين و طلب إليهم نقل هذه البشرى لشعب الكنيسة بأن أملهم الأكبر في عودة البلاد و الأراضي إلى أصحابها من ((الغزاة المسلمين)) قد بات وشيكا، و ليس في ذلك أدنى غرابة ـ في زعمه ـ و ضرب لهم مثلا بأسبانيا النصرانية التي ظلت بأيدي ((المستعمرين المسلمين)) قرابة ثمانية قرون (800) سنة، ثم استردها أصحابها النصارى،
ثم قال: وفي التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طردوا منها منذ قرون طويلة جدا ...... قال الشيخ رحمه الله (واضح أن شنودة يقصد إسرائيل)
و في ختام الإجتماع أنهى حديثه ببعض الأدعية الدينية للمسيح الرب الذي يحميهم و يبارك خطواتهم!!!!!!!!!)) اهـ
انتهى كلام الشيخ الغزالي رحمه الله بتصرف يسير.(/)
أجدد تمسكي بمنهج ال البيت ببرائتي من شعائر الشيعة
ـ[الحامد لله]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 10:46]ـ
الحمد لله ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام اشهد الله واشهدكم اني اجدد تمسكي بمنهج الصالحين من ال البيت منهج القران والسنة وذلك بتجديد برائتي من شعائر الشيعة الامامية في شهر محرم
شعائر عطلت لاجلها في بلادنا مصالح الناس
شعائر اريقت لاجلها دماء اطفال الشيعة فضلا عن كبارهم بغير حق
شعائر نسبت الى الاسلام كذبا وزورا
شعائر ضاعفت الحقد على اهل السنة بدعوى ان اهل السنة يفرحون بمقتل الحسين رضي الله عنه
شعائر .... هنا تختلف (شعائر كانت هي بداية هدايتي الى طريق الحق ففي يوم عاشوراء طلب مني الوالد حفظه الله التوجه لمسجد اهل السنة وحينئذ كان الطبخ للحسين (على قدم وساق) ففي ذلك اليوم وكانت تلك الشعائر الفاسدة باعلى مستواها اكرمني الله بتعلق قلبي بذاك المسجد وبعدها زاد نور التوحيد والاتباع يزيد وينمو)
والحمد لله
وعذرا على الاطالة
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 10:55]ـ
الحمد لله ...
زادك الله ثباتاً على الحق أخي الفاضل
اللهم اهد الشيعة يا رب إلى منهج آل البيت الحقيقي وهو منهج أهل السنة والجماعة منهج أصحاب الحديث منهج السلف الصالح
ـ[الغايب]ــــــــ[10 - Dec-2010, صباحاً 12:37]ـ
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يزيدك ايمان وثبات.(/)
دعوة للنقاش الجاد: عبارة للشيخ في فتح المجيد تحتاج إلى تفصيل وبيان!
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 09:24]ـ
قال رحمه الله: ( ... والنووي كثيرًا ما يتأوَّل الأحاديث بصرفها عن ظاهرها، فغفرَ الله له) أهـ.
ما مستند هذا القول؟ وهل هناك أمثلة على هذا الكلام؟ لأن هذا القول لا يُطلق إلاَّ بعد استقراء تام؟ وهل لأحدٍ رأيٌ مخالف لكلام الشيخ بالأدلة؟
أرجو عدم الإحالات إلى صفحات أخرى، وأن يكون النقاش علميًا لا حماسيًا ..
وبارك الله فيكم جميعًا،،
ـ[أبو مروان]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 01:52]ـ
مررت على موضوعكم فبحث على عجل عما يقرب المسألة فوقفت على نصين من شرح النووي على صحيح مسلم هما
1 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فِي الَّذِي قَالَ فِي قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد لِأَنَّهَا صِفَة الرَّحْمَن فَأَنَا أُحِبّ أَنْ أَقْرَأ بِهَا. أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّه يُحِبّهُ) قَالَ الْمَازِرِيُّ: مَحَبَّة اللَّه تَعَالَى لِعِبَادِهِ إِرَادَة ثَوَابهمْ وَتَنْعِيمهمْ , وَقِيلَ: مَحَبَّته لَهُمْ نَفْس الْإِثَابَة وَالتَّنْعِيم لَا الْإِرَادَة. قَالَ الْقَاضِي: وَأَمَّا مَحَبَّتهمْ لَهُ سُبْحَانه فَلَا يَبْعُد فِيهَا الْمَيْل مِنْهُمْ إِلَيْهِ سُبْحَانه وَهُوَ مُتَقَدِّس عَلَى الْمَيْل. قَالَ: وَقِيلَ: مَحَبَّتهمْ لَهُ اِسْتِقَامَتهمْ عَلَى طَاعَته , وَقِيلَ: الِاسْتِقَامَة ثَمَرَة الْمَحَبَّة , وَحَقِيقَة الْمَحَبَّة لَهُ مَيْلهمْ إِلَيْهِ لِاسْتِحْقَاقِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى الْمَحَبَّة مِنْ جَمِيع وُجُوههَا.
2 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَنْزِل رَبّنَا كُلّ لَيْلَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيب لَهُ) هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات , وَفِيهِ مَذْهَبَانِ مَشْهُورَانِ لِلْعُلَمَاءِ سَبَقَ إِيضَاحهمَا فِي كِتَاب الْإِيمَان وَمُخْتَصَرهمَا أَنَّ أَحَدهمَا وَهُوَ مَذْهَب جُمْهُور السَّلَف وَبَعْض الْمُتَكَلِّمِينَ: أَنَّهُ يُؤْمِن بِأَنَّهَا حَقّ عَلَى مَا يَلِيق بِاَللَّهِ تَعَالَى , وَأَنَّ ظَاهِرهَا الْمُتَعَارَف فِي حَقّنَا غَيْر مُرَاد , وَلَا يَتَكَلَّم فِي تَأْوِيلهَا مَعَ اِعْتِقَاد تَنْزِيه اللَّه تَعَالَى عَنْ صِفَات الْمَخْلُوق , وَعَنْ الِانْتِقَال وَالْحَرَكَات وَسَائِر سِمَات الْخَلْق. وَالثَّانِي: مَذْهَب أَكْثَر الْمُتَكَلِّمِينَ وَجَمَاعَات مِنْ السَّلَف وَهُوَ مَحْكِيّ هُنَا عَنْ مَالِك وَالْأَوْزَاعِيِّ: أَنَّهَا تُتَأَوَّل عَلَى مَا يَلِيق بِهَا بِحَسْب مَوَاطِنهَا. فَعَلَى هَذَا تَأَوَّلُوا هَذَا الْحَدِيث تَأْوِيلَيْنِ أَحَدهمَا: تَأْوِيل مَالِك بْن أَنَس وَغَيْره مَعْنَاهُ: تَنْزِل رَحْمَته وَأَمْره وَمَلَائِكَته كَمَا يُقَال: فَعَلَ السُّلْطَان كَذَا إِذَا فَعَلَهُ أَتْبَاعه بِأَمْرِهِ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ عَلَى الِاسْتِعَارَة , وَمَعْنَاهُ: الْإِقْبَال عَلَى الدَّاعِينَ بِالْإِجَابَةِ وَاللُّطْف. وَاللَّهُ أَعْلَم.
ومعلوم أن مذهب أهل السنة والجماعة السلف الصالح أنهم يتوقفون في آيات وأحاديث الصفات ويبينوا الصواب فيها ويردون غيره، وهذا ما لم يفعله النووي رحمه الله.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 03:02]ـ
رحمه الله و غفر له
يعذر المراء إذا كان متأولا و هو كذلك
فالإمام النووي و غيره من الأئمة يتأولون المتشابه رجاء الإندراج تحت الراسخين في العلم الذين مدحهم الله تعالى في سورة آل عمران
و هم من هم من الأئمة الراسخين إلا أنهم أخطؤو الصواب في هذا الباب مع جهده الكبير لنصرت الله و الحق أحق أن يتبع
و لعل عذره أن العلوم الشرعية قد أعرض عنها الناس و أقبلوا على العلوم العقلية و الفلسفة بحثا عن الخلاف الكوني و الشرعي
و لم يبلغه مذهب السلف واضحا بل إستدل بحكايات لا إسناد لها عن مالك و الأوزاعي في تأويل النزول
فهو ليس من المحققين في هذه المسائل و إن كان له تحقيقات فقهية كثيرة
فالتأويل له رجاله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 07:33]ـ
قوله (أحب البلاد إلى الله مساجدها)
قَالَ النووي رحمه الله في تاويل صفة المحبة والبغض:
لأنها بيوت الطاعات وأساسها على التقوى قوله وأبغض البلاد إلى الله أسواقها لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة واخلاف الوعد والاعراض عن ذكر الله وغير ذلك مما في معناه
والحب والبغض من الله تعالى ارادته الخير والشر
أو فعله ذلك بمن أسعده أو أشقاه والمساجد
محل نزول الرحمة والأسواق ضدها
-وانظر كتاب الردود والتعقيبات على ما وقع للإمام النووي
في شرح صحيح مسلم من التأويل في الصفات وغيرها من المسائل المهمات
المؤلف: مشهور بن حسن آل سلمان -
الناشر: دار الهجرة - الخبر - الطبعة: الأولى - سنة الطبع: 1413هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 01:11]ـ
أشكر إخواني الأفاضل: أبو مروان - أبو عبدالبر رشيد - أبو محمد الغامدي:
أحسن الله إليكم جميعًا، وأسعدني والله تفاعلكم معي،،(/)
يا منتدى خديجة بنت خويلد ... لا جديد فيك!
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 11:54]ـ
يا منتدى خديجة بنت خويلد .. لا جديد فيك!
بقلم: حسين العفنان
http://media9.dropshots.com/photos/710461/20101205/055137.jpg
رضي الله عن أم المؤمنين ..
لا جديد في هذا المنتدى ...
المفسدون هم المفسدون ... يسيرون على خطوات من سبقهم ...
يقدمون الآية والحديث بفهمهم الخاطئ درعا يقيهم سخط المجتمع العفيف ...
أسموه خديجة للخديعة ... وقدموا شفقتهم على المرأة المظلومة برهانا على خيريتهم ...
نفسهم طويل وهمتهم عالية ... ولديهم فن عظيم في التدرج والاستدراج ..
ظهرهم الشديد في ذلك الإعلام الذي استولوا على قمته وشوهوا وجه الحقيقة بألوانهم المزيفة ..
طالت أيديهم وقدرت .. وخسرت بسببهم المرأة السعودية بعض تميزها وثباتها ..
...
يبهجهم ويشرح صدورهم أن تخطو المرأة نحوهم خطوة ...
هل تذكرون هدى شعراوي؟
وقفت في ميدان التحرير بلباس محتشم ساتر لا تراه اليوم على كثير من النساء ...
وكشفت وجهها فقط (وجهها فقط) ... فوقفوا طويلا لها .. واحمرت أيديهم من التصفيق لشجاعتها ... ونصبوها رمزا للحرية والتقدم ...
لكن هل أرضاهم حجاب هدى شعراوي؟! هل كان نهاية التدحرج؟!
لا ـ والله ـ!
لم يكن ذلك يوما هدفهم ولا محط أمتعتهم ..
فقد استدرجوا المرأة العربية كما يستدرجون السعودية الآن ..
حتى أخرجوها وكشفوا لحمها وقدموها على طبق من ذهب إلى الرجل الذي تشكو ظلمه ..
ففُتح له باب رحب ليتفنن بصدق في ظلمها ...
ولم يسكبوا دمعة واحدة عليها ...
ولا نبضت قلوبهم من أجلها ...
ومازالت إلى اليوم من درك إلى درك!
ـ إلا من عصم الله ـ
...
واليوم تشهر الحرب أوزارها ويتكرر الحدث ...
المرأة السعودية تدفع دفعا في طريق أختها وهم يعلمون أنه طريق مكبل يفضي إلى ضياع حقوقها وكرامتها وشرفها ..
وأوهموا بعضنا أن عملها في بيتها هو عطل وبطالة وشلل للمجتمع وأن عفافها وحجابها سجن فرضه تعالي الرجل وجبروته ..
لا وحي أنزله الله ورحمة وأن الكشف والتهتك والعري والاختلاط هو طريق الرفعة!
...
وعجبت حين قرأت أن العالم بجميع ألوانه ودياناته لم يعرف التهتك والسفور إلا بعد الثورة الفرنسية عام 1789 م التي استغلها اليهود فتحكموا في مفاصل العالم حتى عروا النساء من ملابسهن ونشروا السفالة والرذيلة، وإلا فالحشمة والستر قد فطرت عليها البشرية ..
والأعجب من ذلك أن المرأة في البلاد العربية والإسلامية لم تكن تعرف كشف الوجه إلا بعد عام 1924م فهو أمر طري وجديد على دين المسلمات، وهذا مابينه وكشف عنه الكتاب العجيب الماتع (هل يكذب التاريخ، مناقشات لقضايا المرأة، للأستاذ الأديب الباحث: عبد الله الداوود) بالصور والوثائق.
...
هذا المنتدى مع الألم الذي غرسه في نفسي .. لكن بث فيّ التفاؤل ..
فخطط هؤلاء ـ ردنا الله وإياهم إلى الحق والنور ـ مع خباثتها والتوائها فهي ـ ولله الحمد ـ مفضوحة مكشوفة حتى عند كثير من العامة ..
والنساء الملتزمات العفيفات المتحجبات هن السواد الأعظم في مملكتنا الحبيبة ..
ومازال العلماء والدعاة والمصلحون ينكرون ويسارعون إلى إيقاف تمددهم ...
فلنبث الوعي ولنرد شبهاتهم ولنلجأ إلى الله ولنبسط قلوبنا عند بابه حتى يكشف هذه الغمة
ويزيدنا ثباتا وقوة وعفافا ..
ولنحذر أن يكبلنا اليأس ويشعرنا أن الأوان فات، فمازلنا في أول الطريق ..
ومن سنن الله أن في كل مصيبة شرق تخرج منه عين الشمس!(/)
علاقة العقل بالنقل.
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 10:08]ـ
استوقفني كلام احد العلماء من القرن الخامس الهجري حول علاقة النقل بالعقل يقول فيه " لله عز و جل الى خلقه رسولان: أحدهما: من الباطن و هو العقل , و الثاني: من الظاهر و هو الرسول , و لا سبيل لاحد الى الانتفاع بالرسول الظاهر مالم يتقدمه الانتفاع بالباطن , فالباطن يعرف صحة دعوى الظاهر و لولاه لما كانت تلزم الحجة بقوله , و لهذا احال الله من يشكك في و حدانيته و صحة نبوة انبيائه على العقل , فأمره ان يفزع اليه في معرفة صحتها , فالعقل قائد و الدين مدد , و لو لم يكن العقل لم يكن الدين باقيا و لو لم يكن الدين لاصبح العقل حائرا و اجتماعهما كما قال تعالى: نور على نور "
فهل هذا القول هو نفس قول الاشاعرة في علاقة النقل بالعقل؟
ماهو المقصود بقوله "رسولان: أحدهما: من الباطن و هو العقل , و الثاني: من الظاهر و هو الرسول
ام مراده بذلك ان العقل هو سبب لان يصلنا الدين و يسلم من التحريف؟
من كان عنده خلفية في فهم مقصود هذا الكلام فلا يبخل علينا بالفائدة؟
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 09:32]ـ
جاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمشركين
لم يكن لديهم كتاب و لا توراة و لا زبور
كيف يعلمون صدقه إلا بالعقل؟
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 10:04]ـ
نحن لا نتكلم عن فائدة العقل فالعقل تعرف به صدق النبي.
ولكن هل يقف حد العقل عند هذه الدلالة؟
ام ان للعقل دور في الحكم على النص الشرعي اذا خالفه" فيما يظهر" لصاحب هذا العقل؟
و لكن كلام هذا العالم الذي تبين لي انه يرى ان مهمة العقل هي الحفاظ على الدين لكي يصلنا سالما من التحريف (مثال) " دور علماء الحديث الذين و ضعوا بعض القواعد العقلية في مصطلح الحديث حتى يتبين النا صحة الحديث من عدمه " و ان العقل اذا لم يكن مقتدي بالشرع فانه يكون حائرا لا يعرف الجادة؟
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 10:33]ـ
دعنا من الحديث و الى الفقه
قدم رجلان بتهمة الزنا للمحاكمه
أحدهما شهد عليه زوج المرأة التى زنا بها
و الآخر إتهمته الفتاة التى زنا بها
و الآن: أنظر جيدا فى القضيتان!!!
هل يستوى الحكم فيهما؟
حد الزانى معروف
و لكن هل يطبق فى أى من القضيتان!
أدعك لتقرر أولا
ماذا تفعل لو كنت القاضى؟؟؟
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 08:39]ـ
اخي المستعيذبالله.
انت تحاول ان تخرج الموضوع عن دائرته التى هي المقصود من ايراد النص!!!
ولكن هل انت ممن يرى ان العقل مقدم على النص الشرعي فانت تقول "دعنا من الحديث و الى الفقه"فما هو مرادك من هذا الكلام؟
الرجاء من الاخوان المتخصصين في مناهج الاستدلال و العقيده الرد على هذا الكلام و ماهو المراد من كلام هذا العالم؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 09:58]ـ
أعتقد أن مقصود هذا الكلام هو أن الاحتجاج يكون ببديهيات العقول والنص
أي ما يسميه البعض بنظرية المعرفة البشرية ونظرية المعرفة الشرعية
فقد جعل الله دور العقل في فهم الشرع على ما هو عليه، والتمييز بين أحكامه، واستنباط قوانينه العامة، وتركيب البرهان من جملة النصوص، لأن أحكام الديانة ليست في آية واحدة ولا حديث واحد.
وجعل الله للعقل البشري في نطاق الشرع مجالاً إيجابيا حتميا ليس من باب الإضافة أو النقص أو الاقتراح وإنما هو من باب الحتمية في الفهم، وهذه الحتمية مبنية على حتميات لغوية ورد بها الشرع أو حتميات حسية ضرورية.
فأما الحتمية اللغوية فتجد مثالاً لها جعل الثلثين للأب من آية النساء فعندما نقرأ آية ((وورثه أبواه .. فلأمه الثلث)) فهمنا قطعا أن لأبيه الثلثين ولو لم تذكر صراحة ...
وأما الحتمية الحسية فكقوله تعالى:
(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم).
فبضرورة العقل التي اكتسبها من ضرورة حسية علمنا أن المراد ناساً معينين لا كل الناس منذ فجر البشرية.
وللمزيد:
راجع الإحكام لابن حزم الباب الثالث إثبات حجج العقول
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 10:51]ـ
أولا:كلام ذلك العالم .. ليس شرطا أن يكون صحيحا ...
إذا كان المقصود الذكاء فوق العادة ...... ؟!
ثانيا: التفكر في مخلوقات الله يهدي لوجوده سبحانه .. وبالتالي يتهيأ صاحب
العقل لقبول دعوة الرسول أكثر من غيره.
ثالثا: ماجاء به المرسلون دائما يوافق العقل.
ولك تحيااااااااااتي.
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 10:55]ـ
اخي ابامحمد العمري بارك الله فيك على هذه الفائدة
اخي فواز انا لم اصحح او اخطئ هذا العالم وانما طلبت من الاخوة ان يبينوا لنا كلام هذا العالم هل هو موافق للحق ام مخالف!
وماجاء به الشرع يوافق العقل السليم من الهوى دائما. اضف هذا القيد عندك و شكرا على مشاركتك.(/)
ثمانية بحوث عقدية محكمة لفضيلة الدكتور محمد أبوسيف الجهني نفيسة جداً
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 11:15]ـ
ثمانية بحوث عقدية محكمة لفضيلة الدكتور محمد أبوسيف الجهني نفيسة جداً
من أمتن ما أنت قارئ للمعاصرين من الكتابات العقدية ما كتبه الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن أبوسيف الجهني حفظه الله ونفع به الاستاذ في قسم العقيدة في الجامعة الاسلامية في المدينة النبوية.
1. أدلة صفات الله ووجود دلالاتها وأحكامها
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=564
2. وجوه انحراف المتكلمين في مفهوم التوحيد
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=547
3. معنى الربوبية وأدلتها وأحكامها وإبطال الإلحاد فيها
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=545
4. مقاصد دراسة التوحيد وأسسها
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=543
5. أهمية دراسة التوحيد
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=542
6. التمانع دال على التوحيد في كتاب الله ونقد مسالك المتكلمين
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=541
7. المقارنة بين المثل الأعلى لله عز وجل وبين قياس الأولى في حقة سبحانه
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=544
8. الإيمان بالكتب
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=551(/)
(إنا كفيناك المستهزئين) / لفضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 06:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِ العالمين، وصلى اللهم وسلمَ على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين،
أما بعد:
فإن الموضوع كما سمعتم موضوعٍ مهمُ ُ جداً، ألا وهو موضوع الرد على أعدائي رسول الله صلى الله عليه وسلم، من المشركين، واليهود والنصارى، والمنافقين وأصحاب الشهوات والشبهات، نحنُ نعلم جميعاً أنهم لا يضرون الرسول صلى الله عليه وسلم مهما قالوا، ومهما تكلموا فإن غيظهم في نحورهم، والنبي صلى الله عليه وسلم منصورُ ُومؤيدُ ُ من قبل الله جلاٌ وعلا، الذي أرسله كإخوانه من النبيين كما قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة)،
فهم إنما ضروا أنفسهم ولن يضروا الله شيئاً ولن يضروا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولن يضروا المسلمين وليس ما ظهر من سبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتكرر في هذا الزمان ليس هذا بغريب، فإن هذا منذُ أن بعثه الله جلاٌ وعلا وأعدائهُ ينالوا منهم ومن رسالته، فالمشركون وعبدة الأوثان ينالون منهُ انتصاراً لأصنامهم، وأوثانهم التي جاء صلى الله عليه وسلم بإبطال عبادتها، وجاء صلى الله عليه وسلم لإزالتها ومحوِها غاروا عليها،
قال الله جلاٌ وعلا: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون)،
انظرْ وصفوه بأنه شاعر، ووصفوه بأنه مجنون،ووصفوه بأنه ساحر، ووصفوه بأنه كذاب، ووصفوه بأوصافٍ اخترعوها من عندي أنفسهم، إنما تليق بهم هم ولا تليق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أهل الكتاب فهم يعلمون أنه رسول الله، يعرفونه كما يعرفون أبنائهم، وإنما حملهم على سبهِ وتنقٌصهِ الحسد، (حسداً من عندي أنفسهم من بعدِ ما تبين لهم الحق)، والحاسد إنما يضرُ نفسه، (أما يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله قد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكاً عظيما).
ومحمدُ ُ صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم (والله يؤتي فضله من يشاء والله ذو الفضلِ العظيم)، فلا أحد يحجر على الله سبحانه وتعالى، أن يعطي عبده من الفضل ما يشاء سبحانه وتعالى، ولكن هؤلاءِ حمله الحسد والكبر، الاستكبار عن أن يتبعوه أو يطيعوه مع أنهم يعرفون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، (الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)،
وأما المنافقون فآذوهُ صلى الله عليه وسلم لأنهم كفارُُ ُفي الأصل والباطن، فهم مع الكفار ومع الوثنيين، ومع اليهود والنصارى، لكنهم أظهروا الإسلام خديعة، يخادعون الله والذين آمنوا، ولذلك يؤذون الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم الذين يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون هو أُذن، هذه مقالة المنافقين والله جلاٌ وعلا قال فيهم: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}، أو أصحاب الشهوات الذين رأوا إن في إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم منعاً لشهواتهم المحرمة وهم يريدون الزنا،ويريدون الخمر، ويريدون الربا، ويريدون ما ألِفوه ونشئوا عليه، أو اشتهتهُ أنفسهم فلذلك عادوا الرسول صلى الله عليه وسلم، من أجل البقاء على شهواتهم وكلهم لم يضروا الرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول رفع الله درجته وأعلى منزلته، قال تعالى: {ومن الليل فتهجد بهِ نافلة لك عسى أنٌ يبعثك ربك مقاماً محموداً}،يحمدهُ عليه الأولون والآخرون يوم القيامة، وهو الشفاعة العُظمى للعالم، في أن يُريحهم الله من الموقف، ويحاسبهم على أعمالهم بدلاً من الوقوف الطويل، والضنك، والحر والشدة،والضيق، فهو صلى الله عليه وسلم يشفع عند ربهِ في أن يصرفهم من الموقف الهائل بعد ما يطلبون منه ذلك،
قال له سبحانه وتعالى له: (ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك*ورفعنا لك ذكرك*فإن مع العسرِ يسرا*إن مع العسرِ يسرا)، قال سبحانه وتعالى قبلها بسم الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
{والضحى *والليل إذا سجى*ما ودعك ربك وما قلى*وللآخرةُ خيرُ ُلك من الأولى*ولسوف يعطيك ربك فترضى * ألم يجدك يتيماً فأوى*ووجدك ضالاً فهدى* ووجدك عائلاً فأغنى *فأما اليتيم فلا تقهر*وأما السائِل فلا تنهر*وأما بنعمة ربكَ فحدث}
،قال سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: {إنٌا أعطيناك الكوثر* (وهو نهر في الجنة أو هو الخير الكثير) فصلي لربك وأنحر*إن شانئك هو الأبتر}
،
شانئك أي مبغضك لأنهم قالوا إن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس له عقب، يعني ليس له أولادُ ُبعدهُ يعيشون بعده، وأنه سوف ينقطع ذكره ويُبتر ذكره، الله جلٌ وعلا قال: {إن شانئك هو الأبتر}؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم محمودُ ُ عند الله وعند خلقه، حياً وميتاً أما هم فإن العار يلحقهم، والبتر يلحقهم.
البتر المعنوي، والبتر الحسي، فلم يضروا الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً، وفي هذه الآية لمٌا بعثه الله عزٌ وجل في مكة ودعا إلى الله سراً خشيةً من أذى المشركين في أول أمره.
أمره الله سبحانه بالجهر بالدعوةِ علانية وضمِنَ له الحماية، فقال له سبحانه وتعالى: {فأصدع بما تؤمر*وأعرض عن المشركين*إنٌا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إله آخر فسوف يعلمون}، إنٌا كفيناك المستهزئين الذين يستهزؤون بالرسول صلى الله عليه وسلم، كفاه الله شرهم، وردَ كيدهم في نحورهم، ولم يستطيعوا منع الرسول صلى الله عليه وسلم من دعوته، ولم يستطيعوا منع الناس من الاستجابةِ له ولم يستطيعوا محاصرة الإسلام في مكة والمدينة، بل امتدٌ الإسلام في المشارقِ والمغاربِ وبلغ مبلغ الليلِ والنهار، مصداقاً لقوله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}،
فظهر دينُ الله في المشارقِ والمغارب رغم أنوفهم، واستمر وسيستمر إلى أن تقوم الساعة، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفةً من أمتي على الحق غائرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى،))، {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}، والله جلٌ وعلا يُتمُ نوره ولن يطفئوه بأفواههم، ونفخهم بأفواههم ليطفئوا الضياء الذي جاء به صلى الله عليه وسلم، لأن الله جلٌ وعلا يحميه ويحفظه وإذا كان الله هو الحافظ له فلن يستطيع أحدُ ُ أن ينال منه، ولهذا قال إنٌا كفيناك المستهزئين،
{أليس الله بكافٍ عبده ويخوفنك بالذين من دونهِ ومن يُضلل الله فمالهُ من هاد}، وقال سبحانه وتعالى: {ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلها بالتي هي أحسن}،
فأمره بالاستمرار على الدعوة بالمنهج السليم الذي رسمه له ولا يخشى في الله لومة لائم، ولن يضروه أحد، قال تعالى: {يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربّك وأن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس}؛ فالله أمره أن يُبلغ ما أُنزل إليه من ربه، وكفل له العصمة من أذى الناس، وقد تحقق وعد الله سبحانه وتعالى انتصر الإسلام، واندحر أعدائُهُ، وصار هذا الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال الله: (ورفعنا لك ذكرك)، فصار يُذكر اسمهُ صلى الله عليه وسلم مع اسم الله، في الخطب والآذان والإقامة، ويُرفع ذكرهُ مع ذكر ربه سبحانه وتعالى في الشهادتين على رؤوس المنائر، وحتى الآن يُسمع في المشارق والمغارب، بواسطة البث والفضائِيات والاتصالات، ولا أحد يمنع هذا من البشرية، من جميع أعداء الرسول ما يستطيعون أن يمنعونَ أن ينادي بالشهادة له بالرسالة عليه الصلاة والسلام، لأن الله حمى رسوله وحمى ذكره من هؤلاء، وإذا رجعنا إلى تاريخ أهل الكتاب مع أنبيائهم لم نستغرب ما يصدر منهم في حق الرسول صلى الله عليه وسلم،
فاليهود أذوا موسى، {يأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاَ}، {وإذا قال موسى لقومه يا قومي لماَ تؤذونني وقد تعلمون أنٌ رسول الله إليكم}،فهم آذوا موسى عليه السلام، وآذوا الرسل الذين جاءوا إليهم من بعدِ موسى وآذوهم أذىً شديداً ومنهم من قتلوه، ومنهم من كذبوه، {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون}، وهمٌوا بقتل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فأنجاه الله منهم همٌوا بقتله في المدينة، وألٌبوا عليه ودسوا عليه الدسائس، يريدون القضاء
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه كما هي عادتهم مع الأنبياء السابقين ولكنٌ الله حماه منهم، والله يعصمُكَ من الناس (إنٌا كفيناك المستهزئين)؛ فلم يستطيعوا الوصول إليه عليه الصلاة والسلام، النصارى آذوا المسيح عليه السلام بأي شيء آذوه؟
بأنهم غلو فيه حتى قالوا هو الله، أو ابن الله أو ثالثُ ثلاثة، وقال المسيحُ: {يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يُشرك بالله قد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}؛
{وإذا قال الله يا عسى ابنُ مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق أن كنتُ قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلتُ لهم إلا ما أمرتني بهْ أن عبدوا الله ربي وربكم وكنتم عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلما توفيتني كنتُ أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيئاً شهيد}
هذا موقفهم من نبيهم غلو فيه وأطروه، حتى جعلوه في مرتبة الربوبية، وهو رسولُ ُ من رسلِ الله عزٌ جل ليس له من الربوبيةِ شيء، ولا ادعى هذه الربوبية إنما بلغٌ ما أرسله الله به، فهم على طرفي نقيض اليهود أهانوا الأنبياء وقتلوهم وكذبوهم، والنصارى غلو في نبيهم وجعلوه في مرتبة الإلوهية،
في مرتبة الإلوهية وهذا من أشد الأذى لرسول الله ونبيهِ عسى عليه السلام، فهذا يؤذيه عليه الصلاة والسلام، وكَذَبُوا عليه وافتروا عليه ولكن الله سيفضحهم يوم القيامة، في هذا الموقف الهائل المخزي أمام الخلائق وسيُصرٌح عيسى عليه السلام بِكَذِبهم وافترائهم عليه، ويُبيٌن ما قال لهم بأمر ربه سبحانه، ثم يقول الله جلٌ وعلا: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جناتُ تجري من تحتها الأنهار}؛ هذا يوم ينفعُ الصادقين صدقهم هذا ثناءُ ُ على عيسى عليه السلام، حينما أجاب بهذا الجواب العظيم الذي أيدهُ الله عليه وأثنى عليه،
فاليهود والنصارى مع الأنبياء كما سمعتم، الأذى، القتل، التكذيب، حتى إنهم اليهود والنصارى كفروا بخاتم النبيين محمدُ ُصلى الله عليه وسلم، المبعوثِ رحمةً للعالمين وهم يعرفون أنه رسولُ الله، لكن منعهم الحسد والكِبر والعياذُ بالله،
وكذلك اليهود كفروا بعيسى عليه الصلاةُ والسلام، ورموهُ بالعظائم ورموا أمهُ بالعظائم قبحهم الله، فبرٌأه الله سبحانه وتعالى مما قالوا، وبيٌن أنه عبده ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٍ منه، هذه هي حقيقة عيسى ليس له من الربوبيةِ شيء، لكن الحاصل أنٌ هذه مواقف اليهود والنصارى مع الأنبياء، وهم أهل كتاب وأهل علم ولكنهم لم يعملوا بعلمهم، ولا بكتابهم، وتجرؤا على كتب الله التي جاءتهم مع الأنبياء فحرفوها، وغيروها وبدلوها فأي جراءة على الله وعلى رُسله أعظم من هذه الجراءة العظيمة، فلا نستغرب أن ينعقُ ناعق من النصارى اليوم، لا نقول المسحيين كما يسمون أنفسهم أو يسميهم الجهٌال ليسوا مسحيين وإنما هم نصارى كما سمٌاهم الله سبحانه وتعالى، ولا نقول إسرائيل كما تقوله اليهود ولكن نقول بنو إسرائيل ونقول اليهود،
سمٌاهم الله اليهود وسمٌهم بني إسرائيل فلا نحرف الكلم عن مواضعه كما حرفوه، ونسميهم بأسمائهم الصحيحة التي سمٌاهم الله بها، لكنهم قومُ ُيفترون الكذب على الله قديماً وحديثاَ، يفترون الكذب على رُسل الله عزٌ وجل، فلا نستغرب ما صدر منهم أو يصدر منهم أو سيصدر منهم في المستقبل، {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}،
إنٌ الواجب علينا جميعاً أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أن نُنَاصر رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأنٌ نذُبٌ عنه وأنٌ نرد على هؤلاءِ الحاقدين بجميع طوائفهم، الله جلٌ وعلا قادرُ ُعلى أن ينصرَ رسوله وقد نصره، لكنه أمرنا بنُصرته صلى الله عليه وسلم، ابتلاءً وامتحاناً لنا فإن نصرناه آجرنا الله على ذلك، وأثابنا وأن تخاذلنا ولم ننصُره فإن الله سبحانه وتعالى سيُعذبنا ويُعاقبُنا في الدنيا والآخرة، الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بحاجة إلى نُصرتنا لأن الله نصره، وقال: ((إنٌا كفيناك المستهزئين والله يعصمك من الناس))؛
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الله أمرنا بنُصرتهِ من أجل مصلحتنا نحنُ، من أجلِ أن يُثيبنا ومن أجلِ الابتلاء والامتحان هل نطيع أو لا نُطيع، هل نكون شُجعان ولا نبالي ولا تأخذنا في الله لومة لائم، أو نتخاذل عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، ونخاف من المشركين ونخاف من عبدة الأوثان، ونخاف من اليهود والنصارى، وتأخُذنا في الله لومة لائم هذه هي الحكمة لأن الله طلب منٌا نصرة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا فالله قادرُ ُعلى نصرته {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيزُ ُ حكيم}؛
فقد نصرهُ الله إذا أخرجوه الذين كفروا، لما هاجروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أراد الرسول أن يلحق لما أَذِن الله له بالهجرة أراد أن يلحق بأصحابه، سمِع المشركون بذلك فأرادوا منعه أن يلحق بأصحابه، يخافون أن تكون له دولة، وأن يكون عنده أنصارُ ُ
وأعوان، فتمالوا وتشاورا فيما بينهم، فجاءهم الشيطان برأيٍ اتخذوه وهو أنهم يجمعوا من كل قبيلة شاباً قوياً، ويكون معه سلاح فإذا خرج النبي من بيته ضربوه ضربة واحدة بجميع ما معهم من السلاح، حتى يتفرق دمه في القبائل فلا تقدر قريش على أخذ الثأر من القبائلِ كلها، عزموا على هذا وجلسوا عند بابه، أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بمكيدتهم، فأمر صلى الله عليه وسلم علياً (رضي الله عنه) أن ينام على فراشه، حتى يروه ويظنون أنه الرسول وباتوا ينظرون إليه، وهو على الفراش وخرج صلى الله عليه وسلم من بينهم، وهم لا يشعرون ألقى الله عليهم الذلة والمهانة، وأخرجه من بينهم وذرٌ التراب على رؤوسهم وهم لا يشعرون، وخرج هو وصاحبه أبو بكر مختفيين وذهب إلى غار ثور جنوبِ مكة،
واختبيا فيه عن المشركين، والمشركون بثوا الجواسيس، وبثوا الذين يبحثون عن الرسول وجعلوا الجوائز العظيمة لمن يأتي بهِ حياً أو ميٌتاً، فلم يُفلحوا حتى جاء المشركون ووقفوا على الغار، الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فعند ذلك خاف أبو بكرٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمهِ لرآنا، قال صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ما ظنٌك باثنين الله ثالثهما)،
وأنزل اللهُ في ذلك قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذْ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}؛ وفي الآيةِ الأخرى: {وإذْ يمكروا بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكروا الله والله خيرُ الماكرين}، فمكر لرسوله صلى الله عليه وسلم وهم لا يشعرون وأخرجه من بينهم، فهذه نصرة من الله جلٌ وعلا لرسوله.
لحق بأصحابهِ واجتمع حوله المهاجرون والأنصار، المهاجرون الذين هاجروا من مكة، والأنصار الذين هم أهلُ المدينة، اجتمعوا في المدينة حول رسول الله صلى الله عليه وسلم فكوٌن منهم جيشاً عظيماً، فجاء صلى الله عليه وسلم في السنة الثامنة من الهجرة ومعه عشرة آلاف من جنود الله، مدججون بالسلاح انظروا خرج ثانيَ اثنين وبعد سنواتٍ قليلة، جاء بجندٍ مجند من صحابته المهاجرين والأنصار، عشرة آلاف مدججين بالسلاح وفتح الله له مكة وعند ذلك تمكٌن من المشركين ولو شاء لأقتلهم جميعاً، ولكنه صلى الله عليه وسلم حليم، لكنه صلى الله عليه وسلم كريم، فاجتمعوا في المسجد الحرام ينتظرون ماذا يفعل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعدما فعلوا الأفاعيل فوقف صلى الله عليه وسلم وأخذ بباب الكعبة وقال: يا معشر قريش ما تظنونَ أني فاعلُ ُ بكم؟ قالوا خيراَ أخُ ُكريم وابنُ أخٍ كريم، قال: أذهبوا أنتم الطُلقاء)
(يُتْبَعُ)
(/)
فعفا عنهم صلى الله عليه وسلم بعدما تمكٌنَ منهم وقد آذوهُ وقد ضايقوهُ،لكنهم لم يضروه والحمدُ لله، عصمه الله منهم وحماه منهم ونصره وأعزه، الله جلٌ وعلا قال: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون)، قال سبحانه وتعالى: {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}
الذين آمنوا به، صدٌقوا برسالته ونبوته على الصلاة والسلام،وعزروه يعني وقروه واحترموه، فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه، ما يكفي الإيمان به والتعزير والتوقير، بل لابدٌ من الإتباع، لابدٌ من إتباعه صلى الله عليه وسلم، والاهتداء بهديهْ والانضمام في طاعته أنٌ هذه الأمور لابدٌ منها، الإيمان-والتوقير والاحترام-والنصرة له صلى الله عليه وسلم-وإتباعه وطاعته صلى الله عليه وسلم.
هذا يتحقق للمؤمنين أنهم أتباعُ هذا الرسول صلى الله عليه وسلم سواءً كانوا من اليهود أو من النصارى، أو من المسلمين، فاليهود إذا أسلموا،وتابوا، وعزروه، ونصروه، واتبعوا النور الذي أُنزل معه صاروا من خواصه صلى الله عليه وسلم، الذين أسلموا من اليهود والنصارى صاروا من خواص الصحابة ومن أفاضل الصحابة، فهذه الآية هامةُ ُفي كلٌ من اتبعهْ، وآمن به من العربِ والعجم، ومن المشركين، واليهود والنصارى، كل من آمن بهذا الرسول واتبعْه ووقرهْ واحترمهْ، فإنه يكون بهذه المثابة وهذه المنزلة، أما من أعرض وصدٌ عن سبيل الله فإنه يكونُ أذلٌ ذليل، وأحقر حقير في الدنيا وفي الآخرة، يكون خالداً مخلداً في النار، ولن تنفعه أمواله أو أولاده أو جاه في الدنيا سيذهب هذا كله، ولا يبقى إلا من اتبع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وناصره.
نهى سبحانه وتعالى المؤمنين عن أذية هذا الرسول حتى برفع الصوت قال تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوتِ النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}،
وأمر صلى الله عليه وسلم المؤمنين إذا أرادوا الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته أن يستأذنوا،وألاٌ يُطيلوا الجلوس عنده لأنه يتأذى بطول الجلوس عنده صلى الله عليه وسلم، فيكون هذا فيه أذية للرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً}
وكذلك الله جلٌ وعلا أدٌب المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم عندهم أعظم مخلوق، وأكرم مخلوق، وأشرف مخلوق، فهو أشرف الخلق وأكرم الخلق وهو سيد، ولدِ أدام لابدٌ أن المسلم يعتقد هذا، يعتقد أنه خاتمُ النبيين لا نبي بعده، يعتقد أنه رسول الله إلى العالمين رسالةً عامة، لابدٌ أن يعتقد هذا الاعتقاد في الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنٌ يحترمه هذا الاحترام.
ومن احترام الرسول صلى الله عليه وسلم احترامُ سنتهْ، احترام الأحاديث الصحيحة الواردة عنه، إذا بلغت المسلم فإنه يسمع ويُطيع وينقاد لها ولو كان ذلك يشقٌ عليه، فإنه يصبر على ذلك طاعة لله ولرسوله، ولماَ في ذلك من العاقبة الحسنة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((من سمع منٌا حديثاً فحفِظهُ وبلغهُ كما سمعهُ نظٌرَ الله وجههْ فربٌ مبلغٍ أوعى من سامع))،
وسٌنٌة الرسول صلى الله عليه وسلم هي الوحي الثاني بعد القرآن، فيجب أن تُحترم وأن تُصان وألاٌ يُعبثَ بها وأنٌ تُنفٌذ وأنٌ تُطاع، {وما أرسلنا من رسولٍ إلا ليُطاع بإذن الله}، وطاعة الرسول طاعةُ ُلله "ومن يُطيع الرسول فقد أطاع الله"،ومن تول "فما أرسلناك عليهم حفيظاَ"،"فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهوائهم،"ومن أضلُ ممن اتبع هواه بغيرِ هدىً من الله أنٌ الله لا يهديِ القوم الظالمين"،
نحنُ الآن كما تعلمون حتى من أبناء المسلمين من يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم كيف؟
هذه المقالات السيئة التي تنشرْ في الصحف تُطالب بخلع الحجاب، تأمروا النساء بخلع الحجاب الذي أمر الله بهْ، وأمر بهِ رسوله صلى الله عليه وسلم،أليس هذا أذية للرسول صلى الله عليه وسلم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإكرام اللحى وإعفاء اللحى،وأمر بجزٌ الشوارب، الذي يُعاكس ويحلقُ لحيته ويوفرُ شاربه أليس عاصياً للرسول صلى الله عليه وسلم؟
ومن عصاه فقد آذاه عليه الصلاة والسلام، يأمرون النساء بالاختلاط بالرجال، يأمرون النساء بنزع الحياء، أليس هذا من أذية الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ومُخالفة الرسول عليه الصلاة والسلام، فإذا أردنا أن ننصرْ الرسول صلى الله عليه وسلم فلننصرهُ في أنفسنا أولاً، بأن نعظمهْ ونعظمَ سنتهْ، ونعظمُ مقامه صلى الله عليه وسلم ونحترمهُ غاية الاحترام، وأنٌ لا نتطاول على ما جاء به صلى الله عليه وسلم، ونأمر بمخالفته ونقول هذا لا يُوافق لهذا العصر، لا يوافق للحضارة المعاصرة أليس هذا من أعظم الأذى لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟!
كذلك من حق الرسول صلى الله عليه وسلم علينا وحرمته أن نحترمَ أصحابهُ الكرام، وألاٌ نتكلم فيهم بشيء أو تنقٌص، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبٌوا أصحابي فولذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مِثل أُحدٍ ذهبا ما بلغ مدٌ أحدهم ولا نصيفه))،
كذلك لا نؤذيه صلى الله عليه وسلم في أهله ونسائهْ، {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً}، فأزواج النبي صلى الله عليه وسلم همْ أُمهاتُ المؤمنين، نحترمهُنٌ بحرمة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يتزوٌجن بعده لأنهنٌ زوجاته في الجنة، فلا يجوز أنٌ يتزوجن بعده، ولا يطمع فيهنٌ أحد، لأنهنٌ أمهاتُ المؤمنين، فهذا من احترمه صلى الله عليه وسلم، ومن حقوقه على أمتهِ فيجب أن نعرف قدر الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدر سنته وما جاء بهِ عليه الصلاةُ والسلام، أمٌا أننا نُنكر على النصارى أنهم صوروا الرسول بصورٍ مؤذية هذا حق، لكن كيف نُنكر عليهم ونحنُ أيضاً نؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم، بأفعالنا وتصرفاتنا وكتابتنا، أما نستحي أما نتناقض في هذا الشيء؟
الواجب أن ننصر الرسول صلى الله عليه وسلم بأفعالنا قبل أقوالنا، حتى تكون نصرته له بالكلامِ صحيحة موافقة لأعمالنا، وإلا كيف ننصره بالقول ونتخاذل عن إتباعه صلى الله عليه وسلم،أو نصف سنتهُ بالجمود، أو نصفها بالرجعية، أو أنها لقومٍ مضوا، ولا تصلُح للزمان المستقبل هذا مع الأسف يوجد في صُحفنا التي تصدر من بلادنا، ويقرأها أعدائنا، ويقرأها اليهود والنصارى، فيفرحون بها ويُشجعون هؤلاء، "ولا حولا ولا قوة إلا بالله"،فلنعلم كيف تكون نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم،
نصرتهُ في أنفسنا، نصرتهُ في أقوالنا، نصرتهُ في أعمالنا من كلِ وجه حتى تكون النُصرة صحيحة، لا نصرةً مُدعاة بالقولِ فقط.
فهذا مسألة عظيمة ومهمةُ ُجداَ، ربما أنْ بعض الناس يتحمس في الإنكار على النصارى ولا يعلم أن النصارى هذا ديدنهم مع الأنبياء كلهم، لاسيٌما محمدُ ُصلى الله عليه وسلم هذا فعلهم وهذه مهنتهم مع الأنبياء من قبله عليه الصلاةُ والسلام،
لكن المشكلة أننا نحنُ ندٌعي إتباعه ثُمٌ إذا دقٌقنا وجدنا أننا عندنا مُخالفات كثيرة في إتباعه صلى الله عليه وسلم، فكيف نكون مُناصرين له؟
تكون النُصرة إما مُنتفية وإما ناقصة، الواجب علينا وربما ضارة نافعة ربما أن هذه المناسبة التي استهزأ النصارى بنبينا صلى الله عليه وسلم، ربما تكون نافعة أننا نلتفت إلى مقامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنعود على أنفسنا ونصحح ما عندنا من نقص في توقير الرسول صلى الله عليه وسلم، نلتفت إلى أنفسنا وإلى أعمالنا ونربي أولادنا أيضاً على محبته صلى الله عليه وسلم ونصرته، ونبينُ لهم مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم فتكون هذه النازلة دافعةً للمسلمين أن يتبصروا في موقفهم مع نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتبروا بها.
كان الصحابة يدافعون عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأشعارهم، مثل "حسان ابن ثابت"،"كعب ابنُ مالك"،"عبد الله ابن رواحه"، شعراء الصحابة كانوا يدافعون عن الرسول ويردون على شعراء المشركين، والرسول صلى الله عليه وسلم يأمرهم بذلك، ويقول لحسان أجبهم ومعك روح القدس فكان حسان يقول:
فإنا عرضي وعرض أبي وأمي
لعرض محمدٍ ُمنكم وقاءُ
فكان يفديه رضي الله عنه، يفديه بعرضه، يفدي عرض الرسول صلى الله عليه وسلم بعرضه هو وعرض أبيه وأمه؛
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا مُنتهى النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحاصل أنٌ نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على الجميع، ولكن علينا أن نتبصر في أفعالنا وتصرفاتنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نُصحح أوضاعنا وتكون هذه النازلة موقظةً لنا، هذه ناحية،والناحية الثانية ألاٌ نغتر بدعايات اليهود والنصارى من التقارب بيننا وبينهم، تقارب الحضارات وما أشبه ذلك لأجل أن يدمجوا الإسلام مع أديانهم، مع الأديان الباطلة،
يدمجوا الإسلام الصحيح دين الله عزٌ وجل مع الأديان الباطلة، ويُقال كلها أديان ونتقارب فيما بيننا ونجتمع فيما بيننا هم لا يؤمنون بديننا ولا يؤمنون برسولنا صلى الله عليه وسلم، ونحنُ نؤمنُ بأنبيائهم ونؤمن بما جاءوا به من عند الله عزٌ وجل، نؤمنُ بأنبيائهم وهُمْ لا يؤمنون بنبينا ولا يؤمنون بديننا، ويريدون منٌا أن نتبعهم، {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}؛ {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء}،
فكيف نغتر بهم وبدعايتهم ونقول نتقارب، أول شيء أنه لا يمكن التقارب بين الدينِ الحق والدين الباطل، والدين المحكم والدين المنسوخ، ما فيه دين إلا دين الإسلام، ما فيه دين إلا دين محمد صلى الله عليه وسلم، ليس هناك أديان بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، إلا دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
فكيف نقول نقارب بين الأديان ونتعاون وما أشبه ذلك، من هذه الدعايات الباطلة علينا أن ننتبه لهذا وأنْ ألا ننخدع بأنهم يجاملوننا وأنهم يتملقون لنا لا ننخدع بهذا، {وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور}؛ {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها}؛ هذا ديدنهم فنحنُ لا ننخدع بدعاياتهم الباطلة والتقارب بين الأديان، حتى نعترف أن ما هم عليه أنه صحيح، هم يريدون هذا وهم لا يعترفون أنٌما نحنُ عليه دينُ ُصحيح، هذا من العجايب علينا أن نعرف هذا حتى لا ننخدع بهذه الدعايات المُضَلِلة.
هذا والله سبحانه وتعالى أعلم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه، ويعلي كلمته وأن يخذلَ أعداءه وأن يرِناْ الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، وأنْ يُرِناْ الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه اللهم أهدي ولاة أمورنا، ووفقهم لصالح القولِ والعمل،ووفقهم لما فيه صلاح الإسلامِ والمسلمين، وأعذهم من الأعداء والحاسدين، اللهم انصر بهم دينكم،و اعلي بهم كلمتك،وأَخذُلْ بهم أعدائك، وأحمي بهم عبادك وبلادك، يا رب العالمين وأصلح فساد المسلمين وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
جزاء الله فضيلة شيخنا خير الجزاء، وجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وردت أسئلةُ ُ كثيرة منها هذا السؤال:
س1:يقول السائل فضيلة الشيخ وفقكم الله كيف نجعل الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم مضبوطاً بضوابط الشرع؟ وهل المظاهرات وسيلة شرعية؟ بارك الله فيكم.
ج: الرد على أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم يكون على ضوءِ ما جاء في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نُحْدث ضوابط من عندنا أو مُصطلحات من عندنا،ولا نبتدع أشياء لم تكن موجودة من قبل كالمظاهرات والهتافات وما أشبه ذلك نعم.
س2:أحسن الله إليكم وهذا السائل يقول ما الواجب علينا تُجاه دولةِ الدينمارك التي تكرر منها الاستهزاء برسولنا صلى الله عليه وسلم؟ وهل تنصح يا شيخ بمقاطعةِ منتجاتهم؟
ج: الواجب علينا مع الكفار عموماً، ومع من تطاول على نبينا وشرعتنا خصوصاً، أنْ نردٌ عليهم وأنٌ نُبطلَ شُبهاتهم، وأنْ نذكر ما عندهم من المعايب لا نعيب دينهم لكن نعيب ما أحدثوه، وما غيروا به وما بدلوه، قال الله سبحانه وتعالى: {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل}؛فنحنُ نرد عليهم بما عندهم من المخازي التي هم لا ينكرونها والتي تفضحهم، لا نكذبُ عليهم وإنما نذكرُ ما عندهم من المخازي التي ذكرها الله في القرآن عنهم، وذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم والتي أنكرها عليهم أنبيائهم وعلمائهم حتى يفتضحوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المقاطعة التجارية فهذه من السياسية الشرعية ترجع إلى ولي الأمر، فإذا أمر ولي الأمر بمقاطعتهم قاطعناهم، هذه من صلاحيات ولي الأمر ليكون المقاطعة جماعية، أما إذا كانت المقاطعة فردية أنها لا تضر ولا تؤثر نعم.
س3:أحسن الله إليكم وهذا السائل يقول سمعنا يا شيخ عن مؤتمرات تُعقد لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم،ويقوم عليها بعض المنتسبين للدعوة بعض دعاةِ الضلال كالحبيب الجفري، ومن نتائج هذه المؤتمرات الدعوةِ إلى مقاطعةِ المنتجات الدينماركية، فهل مثل هذه المؤتمرات تعد نصرةً للنبي صلى الله عليه وسلم؟
ج: يجب أن تكون المؤتمرات والندوات أن يكون يُشارك فيها العلماء الذين يحسنون الرد ويعرفون معايب اليهود والنصارى، ويحسنون الرد عليهم بموجب ما جاء في كتاب الله وسنةِ رسوله صلى الله عليه وسلم، أما المُثقفون وأما أصحاب الفكر فهؤلاء لا يستطيعون الرد عليهم ولا على شبهاتهم وإنما غاية الأمر أنهم يستنكرون فقط، لكن المُجادلة والمُناظرة إنما يقوم بها أهل العلم، الذين رزقهم الله العلم والفهم، هم الذين يستطيعون أن يُبطلوا شبهات هؤلاء وأما المقاطعة ذكرتُ لكم أمرها نعم.
س4:أحسن الله إليكم وهذا أحدُ الأخوة المدرسين يقول يا شيخنا نشهدُ الله أنٌا نُحبكم في الله، ونثق فيكم وفي علمكم، ونحنُ نقولُ بقوله وأكثر يا شيخنا تقطعت أكبادنا، ونفذ صبرناُ مما نسمعه من أذية النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف نوجه طُلابنا في المدارس وبماذا ننصحهم؟
ج: هذه علامة خير أنكم تأثرتم مما يُقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على الإيمان والحمد لله وعليكم أن تربوا أولادكم في المدارس وفي البيُوت على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإتباعه وأنْ تُلقنوهم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم،وتنشٌئُهم عليها وأنْ تردوا على شُبهات الأعداء، وتُعطوهم حُجُجاً،تُعطوا أبنائكم حُججاً يردون بها هذه الشبهات، وهذا بالتربية والتعليم، هذا يكون بالتربية والتعليم، ومناهج التوحيد، وعقائد التوحيد ولله الحمد مقررة الآن في المساجد، والمدارس والمعاهد، والكليات، فعليكم أن تعٌتنوا بها دراسةً، وحفظاً، وفهماً، حتى يكون معكم سلاح تُقاومون بهِ هؤلاء، في الداخلِ والخارج،عندنا المنافقون، وفي الخارج اليهود،والنصارى، والمشركون،فلابدٌ من التسلح بالعلم النافع، والحُجج الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، الصحابة رضي الله عنهم حملوا السيوف، وحملوا الأسلحة كله لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وباعوا أنفسهم لله عزٌ وجل، جهاداً في سبيل الله ونصرةً لرسوله صلى الله عليه وسلم، أما سمعتم قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليما ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيءٍ قدير)، (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين ... ) الخ الآيات.نعم.
س5:أحسن الله إليكم وهذا سائل يسأل يقول تعليقُ تلك الأوراق والعبارات على السيارات؟
ج: هذه مظاهر لا أرى أنها سائرة لأنهم سيفرحون بهذا، ويقولون أثرنهم وأثٌرنا فيهم فلا يكون هناك مظاهر تدل على، الواجب أننا نرفضهم وما كأنهم فعلوا شيئاً، لأنهم مخذلون والحمد لله أما أننا نُبيٌن هذا في الدروس، وفي الخُطب، والمحاضرات، وفي الإذاعة، وفي الاتصالات التي تنقل هذه الأشياء إلى الناس هذا شيءٍ طيب أما الظواهر التي على الجدران والسيارات أو على ... هذه لا تُجدي شيئاً نعم.
س6:أحسن الله إليكم هذا سائل يقول فضيلة الشيخ نُريدُ خطواتٍ وأساليب عملية وفاعلة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم؟
ج: أول شيء بإتباعه صلى الله عليه وسلم،تحقيق إتباعه صلى الله عليه وسلم وتقديم قوله على قولِ كلِ أحد، تقديم سنته صلى الله عليه وسلم هذا أول شيء، ثم دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وأتباعه من أجلِ أن نقتدي بهم في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف نصروا الرسول، كيف دافعوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
س7:أحسن الله إليكم وهذا السائل يقول ما حكم الدعاء على عموم اليهود والنصارى فأقول اللهم عليك باليهود،اللهم أحصهم عدداَ وأقْتلهم بدداَ فهل هذا جائز؟
ج: نعم الذين تطاولوا على المسلمين وآذوا المسلمين يُدعى عليهم لأنهم جاروا وظلموا فيُدعى عليهم نعم.
س8:هذا سائل يقول وفقكم الله ما حكم الدعاء بقول اللهم ارفع شأنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
ج: الله رفع له شأنه صلى الله عليه وسلم،ورفعنا لك ذكرك،،إنٌا أعطيناك الكوثر، وسورة الانشراح، وقبلها سورة الضحى فيها بيان ما أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم نعم.
س9: وهل هو من الاعتداء في الدعاء لأن الله رفع ذكره صلى الله عليه وسلم؟
ج: لا ما هو من الاعتداء لكن هذا من ذكر فضل الله، ونعمته علينا وعلى رسولنا صلى الله عليه وسلم، إذا ذكرنا ما ذكره الله في حق هذا الرسول فإن هذا من الاعتراف بفضل الله، قال الله جلٌ وعلا: {وأما بنعمةِ ربكَ فحدث}؛فهذا من التحدث بنعمةِ الله ومما يغيض الكفار أيضاً نعم.
س10:أحسن الله إليكم وهذا سائل يقول ما نصيحتكم وفقكم الله لمن يعيش في أوربا ويسمع من يسبٌ النبي صلى الله عليه وسلم؟
ج: كيف يعيش في أوربا إذا كان يسمع من يسبُ النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعيش بين أظهرهم ينتقل إلى بلدٍ آخر،ليس فيه مسبة للرسول صلى الله عليه وسلم نعم.
س11:أحسن الله إليكم وهذا سائل يقول هل يجوز إغتيال الرٌسام الكافر الذي عُرف بوضع الرسوم المُسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم؟
ج: هذا ليس طريقةٍ سليمة الاغتيالات، هذه ليست طريقة سليمة، وهذه تُزيدهم شراً وغيظاً على المسلمين لكن الذي يدحرهم هو ردٌ شُبهاتهم، وبيان مخازيهم وأما النصرة باليد والسلاح هذه لولي أمر المسلمين وبالجهاد في سبيل الله عزٌ وجل نعم.
وأخيراً
شكر الله لفضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان على ما قدم وجعله في ميزان حسانته ...
إ (نا كفيناك المستهزئين) محاضرة لفضيلة للشيخ (صالح ابن فوزان الفوزان) تسجيلات دار التقوى بالرياض ....
قامت مجموعة آل سهيل الدعوية بتفريغ مادة هذا الشريط
تحت إشراف/سهيل عمر سهيل الشريف
ـ[السليماني]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 08:02]ـ
جزاك الله خيراً(/)
الاراء المخالفة لعقيدة الايمان باليوم الاخر عرض ونقض
ـ[محمد القرني]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 07:55]ـ
ارجو افادتي عن هذا الموضوع هل سبق تقديمة كرسالة علميه (ماجستير او دكتوراه) لاني انوي تقديمة كرسالة ماجستير بجامعة ام القرى (الاراء المخالفة لعقيدة الايمان باليوم الاخر عرض ونقض)(/)
الشاطبي - رحمه الله - يشخّص آفة مدرسة ما بعد الحداثة!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 11:04]ـ
أتباع المدرسة التفكيكية للنص والمؤمنون بنسبية اللغة من العرب يخضعون تفسير لغة القرآن لمتغيرات العقل وتحولات اللغة لا ثوابت الوضع العربي، ويبدو أن الشاطبي قد وضع يده على مكمن المشكلة عند نشء ما بعد الحداثة اليوم، من كتّاب الصحف والأعمدة، وأسيادهم من أمثال الجابري وأركون.
قال رحمه الله:
" ... وهي أن القرآن الكريم ليس فيه من طرائق العجم شيء، وكذلك السنة، وأن القرآن عربي، والسنة عربية، لا بمعنى أن القرآن يشتمل على ألفاظ أعجمية في الأصل أو لا يشتمل ; لأن هذا من علم النحو واللغة، بل بمعنى أنه في ألفاظه ومعانيه وأساليبه عربي، بحيث إذا حقق هذا التحقيق سلك به في الاستنباط منه والاستدلال به مسلك كلام العرب في تقرير معانيها ومنازعها في أنواع مخاطباتها خاصة ; فإن كثيرا من الناس يأخذون أدلة القرآن بحسب ما يعطيه العقل فيها، لا بحسب ما يفهم من طريق الوضع، وفي ذلك فساد كبير وخروج عن مقصود الشارع".
(الموافقات: جـ1، ص 39)
ـ[أحمد الشهري]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 11:54]ـ
صدق رحمه الله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 02:43]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80098
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 04:11]ـ
الحافر على الحافر؟؟:)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 12:02]ـ
جزاك الله خيرا أخي أحمد وبارك فيك.
وأحيي الأخوين العزيزين الحبيبين أبا مالك وابن الرومية بعد طول عهد.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 06:32]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله العلامة الشاطبي.(/)
السواد القادم ...
ـ[العوضي]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 11:52]ـ
وصلني عبر البريد واتمنى ان يستفاد منه
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=1094941#post1 094941(/)
اليهود والنصارى والشيعة والسنة واعتقاد كل بالأئمة الاثنا عشرية. الشيخ: فؤاد أبو سعيد
ـ[أسامة خضر]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 05:14]ـ
اليهود والنصارى والشيعة والسنة
واعتقاد كلٍّ بالأمراء والخلفاء والمخلِّصين
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخيرَ الهدي هدي محمد، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ بدعة ضلالة.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
الحمد لله الذي خلق فسوى، وأسعد وأشقى، وحلَّل وحرَّم. وقدر فهدى، وقضى فأمضى، فلا ناقض لما حكم وأبرم. ووهب فأغنى، وأعطى فأقنى، وأتحف وأكرم. ومنّ وتطوّل، وتفضّل وأنعم. سبحانه!
إن الله عز وجل جعل الأممَ تعيش بنظام معين، تحت ظلِّ قائد أو أمير، أو سلطان أو إمام، أو خليفة أو مَلِك أو رئيس، ليرجعوا إليه في تدبير أمور دنياهم، والحفاظ على أمور دينهم، ليعمَّ الأمنُ ويسودَ السلام، وينتشرَ العدل، ويتوفرَ الرخاء، يقول الماوردي -رحمه الله تعالى-: (الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين، وسياسة الدنيا). ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1))
لذا؛ تطلَّع الناس إلى ولاة يلون أمورهم، وقادةٍ يقودونهم، وأئمةٍ يقتدون بهم، فشاء اللهُ عزَّ وجلَّ أن يكون العددُ (اثنا عشر)؛ له في القرآن والسنة موقع، فعند الكلام عن شهور السنة بيَّن الله سبحانه عددها فقال: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}. (التوبة: 36)
وأبناء يعقوب عليه السلام كانوا اثني عشر، وكذلك عددُ قبائلهم وأسباطهم، ففُجِّرت العيون في التيه على عددهم، قال سبحانه: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. (الأعراف: 160)
ومن هؤلاء القبائل بعث الله سبحانه النقباءَ الاثني عشر، قال سبحانه: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. (المائدة: 12)
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن المسلمين نجلُّ ونحترم ونقدر من آمن بموسى عليه السلام واتبعه، فلا نطعن في أبناء يعقوب عليه السلام، ولا النقباء الاثني عشر، فهل اليهود يؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويحترمون ويقدرون أتباعه ومن آمن به؟! بل أكثرهم عصا موسى عليه السلام، وقتلوا أنبياءهم!
لكنَّ اليهودَ -الآن ومنذ زمن- ينتظرون أميرَ السلام، وهو في الحقيقة المسيحُ الدجال، الذي ينصر اليهود، ويقيمُ لهم دولتَهم التي لا تعرف الحرام، وتتنكَّرُ للحقوق، ولا تفَكِّرُ إلا في أمنها وسلامها وسلامتها، وعلى العالم الخراب.
أما النصارى ومن يزعم أنه من أتباع كلمةِ الله عيسى عليه السلام؛ فهم يعتقدون في اثني عشر هم الحواريون، أنصارُ عيسى عليه السلام.
ونحن المسلمون نحب هؤلاء الحواريين ونؤمن بهم ونجلهم، ولا نطعن في أحد منهم.
لكن النصارى ينتظرون الربَّ المخلِّص؛ يسوع عيسى المسيح عليه السلام، وفي الحقيقة هم يشتركون مع اليهود في انتظار المسيح الدجال؛ أميرِ السلام عند اليهود.
والمسلمون يؤمنون بمن يقودهم إلى الخير، ويحذرهم من الشر، وإيمانهم هذا نابع عن عقيدة ودين، ولكن منهم من اتبع الهوى في ذلك كالشيعة الروافض، ومنهم من اتبع الوحي كأهل السنة أتباع الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فالشيعة اختاروا اثني عشر إماما، هذه هي أسماؤهم وألقابهم وكناهم، وسنة ميلاد كل إمام ووفاتُه، وذلك من كتاب (أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد):
1 - الإمام الأول علي بن أبي طالب، أبو الحسن، المرتضى ولِد 23 قبل الهجرة، وتوفي 40 بعد الهجرة.
2 - الإمام الثاني الحسن بن علي، أبو محمد، الزكي (2 - 50) هـ
3 - الإمام الثالث الحسين بن علي، أبو عبد الله، الشهيد (3 - 61) هـ
4 - الإمام الرابع علي بن الحسين، أبو محمد، زين العابدين، (38 - 95) هـ
5 - الإمام الخامس محمد بن علي، أبو جعفر، الباقر، (57 - 114) هـ
6 - الإمام السادس جعفر بن محمد، أبو عبد الله، الصادق، (83 - 148) هـ
7 - الإمام السابع موسى بن جعفر، أبو إبراهيم، الكاظم، (128 - 183) هـ
8 - الإمام الثامن علي بن موسى، أبو الحسن، الرضا، (148 - 203) هـ
9 - الإمام التاسع محمد بن علي، أبو جعفر، الجواد، (195 - 220) هـ
10 - الإمام العاشر علي بن محمد، أبو الحسن، الهادي، (212 - 254) هـ
11 - الإمام الحادي عشر الحسن بن علي، أبو محمد، العسكري، (232 - 260) هـ
12 - الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن، أبو القاسم، المهدي، يزعمون أنه ولد سنة (255 أو 256) ه ويقولون بحياته إلى اليوم.] ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2))
عباد الله! هؤلاء الأئمة الذين تعتقد الشيعة عصمتهم وإمامتهم، قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)) عن آخرهم (محمد بن الحسن أبو القاسم المهدي):
[خاتمةُ الاثني عشر سيًّدا، الذين تدَّعي الإمامية عصمتهم -ولا عصمة إلا لنبي-، ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجَّة، وأنه صاحب الزمان، وأنه صاحب السرداب بسامراء، وأنه حيٌّ لا يموت، حتى يخرج، فيملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا.
فوددنا ذلك -والله- =وما زال الكلام للذهبي= وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة، =أقول: والآن صار له في السرداب أكثر من ألف ومائتي عام، قال الذهبي:= ومن أحالك على غائب لم ينصفْك، فكيف بمن أحال على مستحيل؟! والإنصاف عزيز، فنعوذ بالله من الجهل والهوى. 1 - فمولانا الإمام علي: من الخلفاء الراشدين، المشهود لهم بالجنة t نحبُّه أشدَّ الحبِّ، ولا ندَّعي عصمته، ولا عصمة أبي بكر الصديق.
2، 3 - وابناه الحسن والحسين: فسبطا رسول الله r وسيدا شباب أهل الجنة، لو استُخلِفا لكانا أهلاً لذلك.
4 - وزينُ العابدين: كبير القدر، من سادة العلماء العاملين، يصلح للإمامة، =أي الخلافة ولم يكن خليفة= وله نظراء، وغيرُه أكثرُ فتوىً منه، وأكثرُ رواية.
5 - وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر: سيدٌ، إمامٌ، فقيه، يصلح للخلافة =وليس بخليفة=.
6 - وكذا ولده جعفر الصادق: كبيرُ الشأن، من أئمة العلم، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور =ولكنه لم يتولَّ أمرا من أمور الخلافة=.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - وكان ولده موسى =الكاظم=: كبير القدر، جيد العلم، أولى بالخلافة من هارون، وله نظراء في الشرف والفضل =ولم يكن أميرا ولا خليفة=.
8 - وابنه عليُّ بن موسى الرضا: كبير الشأن، له علم وبيان، ووقع في النفوس، صيَّره المأمون وليَّ عهده لجلالته، فتوفي سنة ثلاث ومائتين =ولم تتيسر له الخلافة=.
9 - وابنه محمد الجواد: من سادة قومه، لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه =ولا شأن له بالإمارة=.
10 - وكذلك ولده الملقب بالهادي: شريف جليل =لم يكن أميرا يوما من الأيام=.
11 - وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري. رحمهم الله تعالى.
12 - فأما محمد بن الحسن هذا: فنقل أبو محمد بن حزم: أن الحسن مات عن غير عقب. قال: وثبت جمهور الرافضة على أن للحسن ابنًا أخفاه ...
وممن قال: إن الحسن العسكري لم يعقب: محمد بن جرير الطبري، ويحيى بن صاعد، وناهيك بهما معرفة وثقة]. أهـ من سير أعلام النبلاء
قال الشيخ عثمان الخميس: [وهؤلاء يمكن أن نقسمهم إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: الصحابة منهم وهم 1 - عليٌّ 2 - والحسنُ 3 - والحسين.
القسم الثاني: وهم علماء أتقياء من جملة علماء أهل السنة والجماعة وهم ستة: 1 - علي بن الحسين 2 - محمد الباقر 3 - جعفر الصادق 4 - موسى الكاظم 5 - علي الرضا 6 - محمد الجواد. القسم الثالث: من جملة المسلمين لم يُعرف له كبير علم، ولا طُعن في دينهم فهم مستورون، ويكفيهم فخراً نسبهم إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهما اثنان: 1 - علي الهادي، 2 - الحسن العسكري. وأنهما ممن يحق لهما أن يأتيا عند قبر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-. وأن يقولا: السلام عليك يا أبت.
القسم الرابع: معدوم لم يخلق: وهو واحد وهو المنتظر، محمد بن الحسن].
فها أنتم ترون أنّ الشيعة لم تكتمل عندهم الأئمة، وباقي عندهم محمد بن الحسن المهدي، فهو عندهم حيٌّ حتى الآن، بعد اختفائه بسرداب في سامراء، وكان له من العمر خمس سنين، وسيخرج في آخر الزمان، فهم ينتظرون هذا الوهم، فيعيشون على ذاك الخيال.
إن الشيعة يعترفون بتقصيرهم في نصرة أبي عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنهما، فلقد كانوا سببا في استدراجه من الحجاز إلى العراق، ثم تخلَّوا عنه بعد أن وعدوه بالمناصرة، فأسلموه للقتلة، ولم يدافعوا عنه. لذا هم يندبون ويلطمون، ويقيمون المآتم في عاشوراء من كل سنة، أسفا وندما على تقصيرهم في المناصرة والتأييد، فواأسفاه!!
ونرجع إلى الرقم (اثني عشر) حيث نجد أن رجالا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم بهذا العدد اختارهم الله تعالى لأن يكونوا نقباء الأنصار، قال ابن حجر: [كان النقباءُ اثني عشر رجلا، وهم: 1 - أسعد بن زرارة 2 - وعبد الله بن رواحة 3 - وسعد بن الربيع 4 - ورافع بن مالك 5 - والبراء بن معرور 6 - وسعد بن عبادة 7 - وعبد الله بن عمرو والد جابر 8 - والمنذر بن عمرو 9 - وعبادة بن الصامت، هؤلاء من الخزرج، ومن الأوس؛ 10 - أسيد بن حضير 11 - وسعد بن خيثمة 12 - ورفاعة بن عبد المنذر عبدة هو بن سليمان]. ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4))
وكذلك حواريو رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر، في صحيح مسلم من حديث أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كان نبي إلا كان له حواريون يهدون بهديه ويستنون بسنته. ثم يكون من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويعملون ما ينكرون".
قال ابن عساكر بسنده عن: [ ... محمد بن عيسى الطباع؛ سمَّاهم كلَّهم لي سفيان بن عيينة عن معمر قال: (النقباء كلهم من الأنصار). قال: (تسمية النقباء وهم اثنا عشر رجلا كلُّهم من الأنصار، والحواريُّون كلُّهم من قريش: 1 - أبو بكر 2 - وعمر 3 - وعثمان 4 - وعلي 5 - وطلحة 6 - والزبير 7 - وسعد بن أبي وقاص 8 - وعبد الرحمن بن عوف 9 - وحمزة بن عبد المطلب 10 - وجعفر بن أبي طالب 11 - وأبو عبيدة بن الجراح 12 - وعثمان بن مظعون فهؤلاء اثنا عشر]. ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5))
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أهل السنة والجماعة، يؤمنون بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من الخلفاء الاثني عشر، الذين يكون في عهدهم عزٌّ للإسلام والمسلمين، فقد ورد في الحديث الصحيح المتفق على صحته، حديثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، .. قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا" فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا فَقَالَ أَبِي: إِنَّهُ قَالَ: "كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ". ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6))
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: [قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمْ اِثْنَا عَشَرَ خَلِيفَة كُلّهمْ مِنْ قُرَيْش"، وَفِي رِوَايَة: "لا يَزَال أَمْر النَّاس مَاضِيًا مَا وَلِيَهُمْ اِثْنَا عَشَرَ رَجُلا كُلّهمْ مِنْ قُرَيْش"، وَفِي رِوَايَة: "لا يَزَال الإِسْلام عَزِيزًا إِلَى اِثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَة كُلّهمْ مِنْ قُرَيْش" ... وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد مُسْتَحِقّ الْخِلَافَة الْعَادِلِينَ، وَقَدْ مَضَى مِنْهُمْ مَنْ عُلِمَ، وَلا بُدَّ مِنْ تَمَام هَذَا الْعَدَد قَبْل قِيَام السَّاعَة.]
وقال ابن كثير: [ .. في الصحيحين من حديث جابر بن سَمُرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا". ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت عَلَيّ، فسألت أبي: ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: "كلهم من قريش".
وهذا لفظ مسلم، ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحًا، يقيم الحق ويعدل فيهم، ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابعِ أيامهم، بل قد وجد منهم أربعة على نَسَق، وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، رضي الله عنهم، ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة، وبعض بني العباس. ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة .. ] ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7))
قال العصامي: [وقيل: اثنا عشر خليفة في مدة الإسلام إلى القيامة، يعملون بالحق وإن لم يتوالوا، ويؤيده قول أبي الجلد: كلهم يعمل بالهدي ودين الحق، منهم رجلان من أهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم، فعليه المراد بالهرج الفتن الكبار كالدجال وما بعده.
وقيل: المراد بالاثني عشر: الخلفاء الأربعة، والحسن ومعاوية، وابن الزبير، وعمر بن عبد العزيز في الأمويين. قيل: ويحتمل أن يضم إليهم المهتدي العباسي؛ لأنه في العباسيين كعمر بن عبد العزيز في الأمويين، والظاهر العباسي أيضاً لما أوتيه في العدل، ويبقى الاثنان المنتظران، أحدهما: المهدي من آل بيت محمد.
قلت =العصامي=: لعل هذا القول الثاني أقرب إلى المراد من كلام سيد العباد]. ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8))
و [في رواية: "لا يزال هذا الأمر قائما". وفي رواية: "عزيزا حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش" .. فهؤلاء منهم الأئمة الأربع: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
ومنهم عمر بن عبد العزيز أيضا.
ومنهم بعض بني العباس، وليس المراد أنهم يكونون اثني عشر نسقا؛ بل لابد من وجودهم، وليس المراد الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الرافضة، الذين أوَّلهم علي بن أبي طالب، وآخرهم المنتظر بسرداب سامرا، وهو محمد بن الحسن العسكري فيما يزعمون، فإن أولئك لم يكن فيهم أنفعُ من عليٍّ وابنِه الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- حين ترك القتال، وسلم الأمر لمعاوية، -رضي الله تعالى عنه- وأخمد نار الفتنة، وسكَّن رحى الحروب بين المسلمين، والباقون =من الأئمة الاثني عشر= من جملة الرعايا، لم يكن لهم حكم على الأمة في أمر من الأمور.
وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا؛ فذاك هَوَسٌ في الرؤوس، وهذيان في النفوس، لا حقيقة له، ولا عين ولا أثر]. ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9))
****
(يُتْبَعُ)
(/)
عباد الله! نذكر بصيام يوم عاشوراء وهو يوم الخميس القادم، [جاء في صحيح البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ, فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ" فَصَامَهُ, وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10))
وحين نكرّ البصر إلى أصله عند اليهود نجد أنه العاشر أيضا، لكن لا من المحرم بل من شهورهم العبرية، وهو شهر (تشرى) .. ]
فيه قتل الحسين رضي الله تعالى عنه قال ابن ناصر الدين الدمشقي: [وقد تغالا الرافضة قبحهم الله في حزنهم لهذه المصيبة، واتخذوا يوم عاشوراء مأتماً لمقتل الحسين رضي الله تعالى عنه، فيقيمون في مثل هذا اليوم العزاء، ويطيلون النوح والبكاء، ويظهرون الحزن والكآبة، ويفعلون فعل غير أهل الإصابة، ويتعدون إلى سبِّ بعض الصحابة، وهذا عمل القوم الضلاّل، المستوجبين من الله الخزي والنكال، ولو كان ذلك جائزاً بين المسلمين؛ لكان أحقَّ بالمأتم اليوم الذي قبض فيه محمد سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم]. ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11))
فيوم عاشوراء يوم عظيم، يوم عبادة لا يوم أحزان وأتراح، ولا يوم سرور وأفراح، يوم تعرفه الجاهلية ويعرفه اليهود، فقد ورد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ, وَكَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُهُ, فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ, فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ الْفَرِيضَةَ, وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ, فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ, وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ). ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)) وعَنْ أَبِى مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ =أي اليهود= يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؛ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا, وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَصُومُوهُ أَنْتُمْ». ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13))
= وصيامه ليس بفريضة بل هوسنة مستحبة= عَنْ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ خَطِيبًا بِالْمَدِينَةِ -يَعْنِي فِي قَدْمَةٍ قَدِمَهَا- خَطَبَهُمْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِهَذَا الْيَوْمِ: «هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ, وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ, وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ».] ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14))
والسلف من الصحابة رضي الله تعالى عنهم وغيرِهم يصومونه ويصومون صبيانهم وصغارهم، عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عفراء قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: "من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه". فكنا بعد ذلك نصومه ونصوِّم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن -أي الصوف-- فإذابكى أحدهم على الطعام؛ أعطيناه إياها، حتى يكونَ عند الإفطار. ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15))
واحذروا عباد الله خرافاتٍ وبدعًا في عاشوراء:
1ـ تخصيص الاكتحال في هذا اليوم, والحديث في ذلك لا يصح.
2ـ تخصيص الاختضاب و الاغتسال في ذلك اليوم.
3ـ التوسعة فيه على العيال. بل التوسعة مشروعة في جميع أيام السنة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ اتخاذه مأتماً كفعل الرافضة الجهال. قال الحافظ ابن رجب: (و أما اتخاذه مأتما كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- فيه: فهو من عمل من ضَلَّ سعيُه في الحياة الدنيا، وهو يحسب أنه يحسن صنعا، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما؛ فكيف بمن دونهم؟!). (لطائف المعارف ص74)
واعلموا عبادَ الله! أنه ثبت في صحيح مسلم قوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ -إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى- صُمْنَا الْيَوْم التَّاسِع"، قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَام الْمُقْبِل حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كتب وخطب أبو المنذر فؤاد
4 محرم 1432 هجرية
10/ 10/ 2010 رومية
[/ URL]([1]) الأحكام السلطانية. للماوردي (ص/ 5).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)([2]) [ انظر عن الاثنى عشر: الكليني/ أصول الكافي: 1/ 452 وما بعدها، المفيد/ الإرشاد، الطبري/ أعلام الورى، الأربلي/ كشف الغمة. وانظر: الأشعري/ مقالات الإسلاميين: 90/ 91، الشهرستاني/ الملل والنحل: 1/ 169، ابن خلدون/ لباب المحصل: ص128 وغيرها].
([3]) انظر سير أعلام النبلاء (13/ 120 - 122).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)([4]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (1/ 249).
([5]) تاريخ دمشق (25/ 475).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)([6]) أخرجه البخاري في: 93 كتاب الأحكام: 51 باب الاستخلاف.
([7]) تفسير ابن كثير (6/ 229).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)([8]) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، لعبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي الشافعي المتوفى سنة (1111) إحدى عشرة ومائة وألف.
([9]) البداية والنهاية - (1/ 177).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9)([10]) رواه البخاري (2004) , ومسلم (1130).
([11]) اللفظ المكرم بفضل عاشوراء المحرم. الذي في إيضاح المكنون: (اللفظ المحرم في فضل عاشور المحرم) لابن ناصر الدين محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد الحافظ شمس الدين القيس الشافعي الشهير بابن ناصر الدين الدمشقي ولد سنة 777 وتوفي سنة 842 اثنتين وأربعين وثمانمائة.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11)([12]) رواه البخاري (2001) , ومسلم (1125).
([13]) رواه البخاري (2005) , ومسلم (1131).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13)([14]) رواه البخاري (2003) , ومسلم (1129) مستمدة من كتاب (يوم عاشوراء مسائل وأحكام) لمحمد أمجد بن عبد الرزاق البيات في المسألة الثالثة.
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15"]([15]) أخرجه البخاري (1859) ومسلم (1136).
ـ[ابن العرعور]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 06:24]ـ
الحمد لله الذي جعلنا من امة الأسلام والقران وخير الرسل محمد عليه افضل صلاة والأسلام وعلى اله وصحبه ومن سار على هداهم الى يوم الدين
مشكوراخي من القلب على هداالأبداع محب لله والقران السنه ال البيت الصحابه(/)
قاعدةٌ ذهبيةٌ عالميةٌ في أمر الصفات غفل عنها كثيرٌ من الناس. (حصري)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 07:39]ـ
قال الشيخ عثمان بن قائد النجدي رحمه اللَّه تعالى: (والحاصل أن الصفة تعتبر من حيث هي هي، وتارة من حيث قيامها به تعالى، وتارة من حيث قيامها بغيره، وليست الاعتبارات الثلاث متماثلة، إذ ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في شيء من صفاته، ولا في شيء من أفعاله، وهو السميع البصير.
فاحفظ هذه القاعدة فإنها مهمة جداً، بل هي التي أغنت السلف الصالح عن تأويل آيات الصفات وأحاديثها، وهي العاصمة لهم من أن يفهموا من الكتاب والسنة مستحيلاً عن الله من تجسيم أو غيره.
ثم بعد إثباتي لهذه القاعدة رأيتها منصوصة في كلام السيد المعين، ثم رأيته قد سبقه إليها العلامة ابن القيم). انتهى
قال الشيخ العلامة أبو بطين رحمه الله مبيناً هذا:
(وقول الشيخ عثمان: (إن الصفة تعتبر من حيث هي هي ... ) الخ؛ يعني: لها ثلاث اعتبارات:
تارة تعتبر من حيث هي هي؛ أي تعتبر: منفردة من غير تعلقها بمحل، مثال ذلك: البصر، فيقال: البصر من حيث هو هو؛ ما تدرك به المبصرات.
ومن حيث تعلقه بمخلوق؛ فيقال: هو نور في شحمة، تسمى: إنسان العين، تحت سبع طبقات في حدقة، ينطبق عليها جفنان.
وأما بالنسبة إلى الرب سبحانه؛ فنقول: هو سبحانه سميع بسمع؛ بصير ببصر، ليس كسمع المخلوق، ولا كبصر المخلوق، وهكذا سائر الصفات، والله سبحانه وتعالى أعلم). انتهى
ومثل هذا قاله الشيخ العلامة السفاريني رحمه الله في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1/ 17):
(وَالْحَاصِلُ أَنَّ الصِّفَةَ تَارَةً تُعْتَبَرُ مِنْ حَيْثُ هِيَ هِيَ، وَتَارَةً مِنْ حَيْثُ قِيَامُهَا بِهِ تَعَالَى، وَتَارَةً مِنْ حَيْثُ قِيَامُهَا بِغَيْرِهِ تَعَالَى، وَلَيْسَتْ الِاعْتِبَارَاتُ الثَّلَاثَةُ مُتَمَاثِلَةً إذْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ تَعَالَى شَيْءٌ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي شَيْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ وَلَا فِي شَيْءٍ مِنْ أَفْعَالِهِ. ذَكَرَ ذَلِكَ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي كِتَابِهِ بَدَائِعِ الْفَوَائِدِ).
وقريبٌ من هذا ما سطره الشيخ العلامة أبا بطين رحمه الله في لوامع الأنوار البهية (1/ 33):
(وَالْحَاصِلُ أَنَّ الصِّفَةَ تَارَةً تُعْتَبَرُ مِنْ حَيْثُ هِيَ هِيَ، وَتَارَةً تُعْتَبَرُ مِنْ حَيْثُ قِيَامِهَا بِهِ تَعَالَى، وَتَارَةً مِنْ حَيْثُ قِيَامِهَا بِغَيْرِهِ تَعَالَى. وَلَيْسَتِ الِاعْتِبَارَاتُ مُتَمَاثِلَةً، إِذْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، لَا فِي ذَاتِهِ، وَلَا فِي صِفَاتِهِ، وَلَا فِي أَفْعَالِهِ، وَالْكَلَامُ عَلَى الصِّفَاتِ فَرْعٌ عَنِ الْكَلَامِ فِي الذَّاتِ، فَكَمَا أَنَّا نُثْبِتُ ذَاتًا لَيْسَتْ كَالذَّوَاتِ، فَلْنُثْبِتْ رَحْمَةً لَيْسَتْ كَرَحْمَةِ الْمَخْلُوقِ، كَمَا أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ وَقَرَّرَهُ وَنَبَّهَ عَلَيْهِ وَحَرَّرَهُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْبَدَائِعِ).
فتدبر لهذه القاعدة حق التدبر، وافهمها حق الفهم؛ فما زلَّ أهل الأهواء إلا لما أن ضيعوها، وجانبوا تدبرها، وفهموها على خلاف حقيقتها بما يتوافق ومقاصد الشيطان.
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 08:33]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك
ـ[محمود بن عبد اللطيف]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 05:07]ـ
ويستفاد نحو هذه القاعدة من كلام شيخ الإسلام في التدمرية. مثلًا ..
لكن-بارك الله فيكم-كيف تكون الصفة من حيث هي هي -أي مع قطع النظر عن تعيين الموصوف بها-كيف تكون بهذا الاعتبار غير متماثلة؟
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 01:57]ـ
وفيك بارك أخي الفاضل .. وإجابةً لسؤالك؛ فقط تمعن في جواب الشيخ البابطين جيداً وستجد الجواب في ثناياه:
قال الشيخ العلامة أبو بطين رحمه الله مبيناً هذا:
(وقول الشيخ عثمان: (إن الصفة تعتبر من حيث هي هي ... ) الخ؛ يعني: لها ثلاث اعتبارات:
تارة تعتبر من حيث هي هي؛ أي تعتبر: منفردة من غير تعلقها بمحل، مثال ذلك: البصر، فيقال: البصر من حيث هو هو؛ ما تدرك به المبصرات.
ومن حيث تعلقه بمخلوق؛ فيقال: هو نور في شحمة، تسمى: إنسان العين، تحت سبع طبقات في حدقة، ينطبق عليها جفنان.
وأما بالنسبة إلى الرب سبحانه؛ فنقول: هو سبحانه سميع بسمع؛ بصير ببصر، ليس كسمع المخلوق، ولا كبصر المخلوق، وهكذا سائر الصفات، والله سبحانه وتعالى أعلم). انتهى
فهل لاحظت المفارقات الثلاثة للتعبير بالصفة؟! وهنا تكمن أهمية هذه القاعدة.
ـ[محمود بن عبد اللطيف]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 07:43]ـ
جزاكم الله خيرًا.
إذن عدم التماثل المذكور هو بين الاعتبارات الثلاثة, لا بين صفة الرب والعبد, لأنه لما قال:"وليست الاعتبارات الثلاث متماثلة، إذ ليس كمثله شيء" إلخ ظننته حمل عدم التماثل بين صفات الرب وصفات العبد من حيث الاعتبارات الثلاثة بما فيها اعتبار الإطلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 07:55]ـ
بيض الله وجهك(/)
المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية ... (نقد)
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 11:46]ـ
بسم الله
تم تغذية المقال الاصل بروابط (كشف و رد) داخل النص. أرجو تصفحها
المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة (عرض ونقد) ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/blog-post_13.html)
بسم الله
كتاب: المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام
بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة
(عرض ونقد)
3 محرم 1432هـ
كتاب هذا الشهر هو كتاب (المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/blog-post_13.html)) لعبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي، ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/05/blog-post_8095.html) والكتاب سبق عرض نظيره في تقرير أن التفويض مذهب السلف وأهل الحديث، وأن الأشاعرة هم أهل السنة كما في كتاب (القول التمام) ( http://www.asha3ira.co.cc/2009/08/blog-post_14.html) و (أهل السنة الأشاعرة) ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/08/blog-post_6028.html) لكن يزيد المؤلف هنا إلى الأشاعرة الماتريدية، ويزيد أيضا جديداً في مجال التربية والتزكية بجعلها على طريقة المتصوفة، وسنستعرض الكتاب، ونبين ما عليه من مؤاخذات.
أولا: عرض الكتاب
1 - تحت عنوان: أولاً: في التوحيد والعقيدة
قرر المؤلف أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة، واحتج بأنه بعد ظهور الأشعري والماتريدي لا تكاد تجد أحدا من أهل العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والمتكلمين واللغويين والمؤرخين والقادة والمصلحين- وذكر جملة من أهل العلم وغيرهم- إلا وهو من المنتسبين لهذين المذهبين، ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_17.html) فكيف يكونون مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/08/blog-post_5931.html)، وذكر أقوالاً لطائفة من أهل الحديث والحنابلة في أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة.
2 - ثم انتقل المؤلف إلى عنوان جديد باسم: متى بدأت الفتنة بين الفريقين وذكر فيه تعاون أهل الحديث والحنابلة مع الأشعرية والماتريدية تجاه المبتدعة والزنادقة، ومظاهر الفساد والانحلال إلى حدثت الفتنة بين الطائفتين في القرن الخامس الهجري، والتي عرفت بفتنة ابن القشيرى وذكر أمثلة للعلاقة الطيبة بين الحنابلة والأشاعرة، وأن الفتنة التي حصلت تلقي بظلالها على العلاقة بين أهل السنة في وقتنا المعاصر مع أننا في حاجة إلى الألفة والاتحاد في وجه أعدائنا الذين تكالبوا علينا.
3 - وفي ختام المبحث السابق قال المؤلف: تنبيه مهم جدًّا. وأورد فيه سؤالين وأجاب عنهما الأول أنه كيف تجعل الفرقة الناجية ثلاث فرق مع أن الفرقة الناجية لا بد أن تكون واحدة فأجاب بأن التعدد لا يمنع من الانتماء للفرقة الناجية فيمكن أن يكون المنتمون إليها محدثين وفقهاء ومفسرين وحنفية ومالكية ومصريين وشاميين ... إلخ
ثم أورد على نفسه سؤالاً ثانياً بأن هذا التعدد ليس في العقائد بل في الفروع فأجاب أن الاختلاف بين المذاهب الثلاثة ليس في أصول العقائد بل بعضه في الفرعيات والبعض الآخر- وهو الأكثر- اختلاف لفظي لا حقيقي وأراد أن يدلل على ذلك باستعراض أحد مسائل الخلاف بين الطائفتين وهي مسألة الأسماء والصفات، وأفردها بالبحث تحت عنوان: مسألة الصفات أنموذجاً.
4 - في المبحث المشار إليه آنفا ذكر ما اتفق عليه الحنابلة وأهل الحديث والأشاعرة والماتريدية في باب الأسماء والصفات من أن الله تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العليا وأنه منزه عن صفات النقص بأي وجه من الوجوه، وأنه واحد في أسمائه وصفاته لا يشابه خلقه في شيء إلى غير ذلك، ثم ذكر بعض كلام الحنابلة وأهل الحديث في نفي الجسمية عن الله ولوازمها، ثم ذكر طائفة من أقوال الأشاعرة والماتريدية في ذلك، ثم بعد ذلك قال: إنهم اختلفوا في مسألة جزئية فرعية وهي أن هناك آيات وأحاديث يوهم ظاهرها التجسيم ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_5917.html) أو التشبيه كالوجه واليد والمجيء فالمجسمة حملوها على مقتضى الحس وظاهر اللغة وأهل الحديث والحنابلة
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: نثبتها لله مع تنزيهه عن الجسمية ونكل العلم بحقيقتها إلى الله تعالى وبعضهم يسمي ذلك إثباتاً وبعضهم يسميه تفويضاً، ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_1266.html) وبعضهم يسميه تفويض معنى، وآخرون يسمونه تفويض كيفية، وغيرهم يسميه تفويض حقيقة وكنه، ثم ذكر طائفة من أقوالهم في التفويض ثم ذكر أن للأشاعرة طريقتين: الأولى كطريقة أهل الحديث والحنابلة والثانية هي التأويل ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_5953.html) لهذه النصوص بما يليق بالله تعالى ويتناسب مع اللغة، وذكر جملة من أقوال الأشاعرة في ذلك، وختم هذا المبحث بذكر نماذج من تأويلات السلف.
وفي القسم الثاني من الكتاب وهو في الفقه والأحكام تناول عدة مسائل وهي:
1 - بين الفقه والحديث
2 - الفقه ثمرة الحديث
3 - أهمية معرفة فقه الحديث
4 - فوضى فقهية معاصرة، وذكر صوراً من هذه الفوضى الفقهية في هذا الزمان كهجر كتب الفقه المذهبي إلى كتب الظاهرية أو إلى استنباط الأحكام من كتب الحديث، أو تدريس كتب الفقه دون مراعاة ما كان عليه الأئمة من التدرج في سلم التعلم أو التوسع في المسائل، وبيان الراجح في كل مسألة إلى غير ذلك.
ثم انتقل المؤلف إلى بيان المنهجية العامة في الفقه بدراسة الفقه على أحد المذاهب الأربعة بتدرج، فيبدأ بمتن مختصر ثم متوسط ثم مطول ثم الشروح والحواشي ثم الفقه المقارن، ثم تناول مسألتين الأولى حكم الخروج عن المذاهب الربعة والثانية حكم خروج المرء عن مذهبه ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/pdf.html).
ثم قال المؤلف: تنبيه مهم جدًّا. وذكر أنه توجد مسائل كثيرة من مسائل الفروع والأحكام والفقه يظنها البعض من مسائل المعتقد والأصول، وأخذ نموذجاً على ذلك موضوع التوسل، وذكر أنه ثلاثة أقسام مشروع باتفاق وممنوع باتفاق ومختلف فيه، وهذا الذي توسع فيه فذكر اختلاف العلماء فيه على ثلاثة أقوال المشروعية والمنع والثالث مشروعيته في حق النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سرد أقوال المذاهب الأربعة ونقل كلاماً للشوكاني في جوازه، وختم المبحث بأن المسألة خلافية وأنه لا إنكار في مسائل الخلاف.
وأما القسم الثالث من أقسام الكتاب فكان عن التزكية والسلوك ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_16.html) وذكر فيه أن الطريق لتحقيق مقام الإحسان يكون بالتزكية والسلوك وأن الأئمة على مر العصور كانوا يسمونه بعلم التصوف، ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_16.html) ثم ذكر معناه وأهميته وذكر المنحرفين عن التصوف الحق ثم ذكر جملة من أقوال العلماء في مدح التصوف الحق وأهله، ثم تحدث عن موضوع كرامات الأولياء وذكر بعض كرامات الأولياء ثم ذكر الخلاصة في المنهجية العامة في السلوك بالاهتمام بتربية النفس وتزكيتها بالعلم والعمل والتخلية والتحلية حتى يصل إلى مقام الإحسان وأن ذلك لابد أن يكون على يد شيخ مربي.
ثانيا المؤاخذات على الكتاب
1 - دعواه أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=86) وهذه مغالطة؛ لأن الأشاعرة والماتريدية يخالفان السلف في مسائل عديدة من مسائل الاعتقاد كمسائل الإيمان والأسماء والصفاتوغيرها، ولذلك فلا يعدون من أهل السنة والجماعة وإن كانوا أقرب الفرق إليهم.
2 - ما ادعاه بأن أكثر أهل العلم بعد ظهور الأشعري والماتريدي كانوا إما أشاعرة أو ماتريدية قول فيه نظر.
وقد كانت هناك أسباب معينة ساهمت في نشر هذين المذهبين وانتشارهما كتبني بعض الدول والخلافات لهذه المذاهب واعتناق بعض الأمراء لها.
ثم لنتساءل على أي المذاهب كان الصحابة والتابعون ومن بعدهم وعلى أي المذاهب كان الأئمة الأربعة والليث بن سعد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه والبخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم الكثير والكثير قبل ظهور مذهب الأشاعرة والماتريدة وبعده؟ هؤلاء جميعا وغيرهم كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ثم إن قول المؤلف: إن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين. ويقيسهم على الصحابة في ذلك، فهذا غير صحيح، فإذا كان الأشعري نفسه تراجع عن عقيدته التي يتمسك بها الأشاعرة، وإذا كان بعض أئمة المتكلمين من الأشاعرة وغيرهم اعترفوا بالحيرة والاضطراب وأعلنوا الرجوع والتوبة، فعن أي شيء تراجعوا ومن أي شيء تابوا؟!
يقول ابن خويز منداد من المالكية: أهل الأهواء عند مالك ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000206) وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها. [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 96]
وقال أبو العباس بن سريج الشافعي: لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم].
وقال أبو الحسن الكرجي الشافعي: لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000024) ويتبرءون مما بنى الأشعري ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000024) مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة. [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 2/ 96]
وقد بدَّع الإمام أحمد ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000016) بن حنبل ابن كلاب ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000022) وأمر بهجره، ويعد ابن كلاب المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري، وموقف الحنابلة منهم وخلافهم معهم مشهور.
لذا فمحاولة المؤلف إظهار أن سبب الخلاف بين أهل الحديث والحنابلة من جهة والأشعرية والماتريدية من جهة أخرى هو فتنة ابن القشيري كلام مردود فالخلاف قبله. ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
4- محاولة المؤلف الإجابة على جعل الفرقة الناجية فرقاً ثلاثة كلام لا يسلم له فكون الشخص منتسباً إلى علم من العلوم كمفسر أو فقيه أو أصولي أو إلى بلد كمصري ومكي وشامي لا ينافي كونه من الفرقة الناجية لاتحاد المنهج، بخلاف انتساب فرقة تباين منهج الفرقة الناجية في كثير من معتقداتها، وهذا الاختلاف ليس كما قال خلاف في الفروع أو خلاف لفظي بل هو خلاف في الأصول وهو خلاف حقيقي.
ثم ذكر مسألة الأسماء والصفات أنموذجاً، ووقع فيها خلط في جعل مذهب أهل الحديث هو التفويض والتسوية بين تفويض المعنى وتفويض الكيفية وتفويض الحقيقة وبين الإثبات وقال: لا تهمنا التسمية. وذكر أقوالاً جعلها في التفويض، وهي في الإثبات ليذيب الفارق بين مذهب أهل السنة وغيرهم ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)، ويميع معالم معتقدهم في أسماء الله وصفاته، ويدل على ذلك أنه قال: وأما الأشاعرة فلهم في ذلك طريقان: الأولى كطريقة أهل الحديث والحنابلة [يعني التفويض] والثانية: هي تأويل هذه النصوص ... إلخ والكلام عن التفويض والتأويل معروف، وسبق الكلام عنه والرد على الادعاء بأن السلف أولوا بعض الصفات.
5 - في القسم الثاني من الكتاب وهو المنهجية في الفقه والأحكام تكلم تحت عنوان: تنبيه مهم جدًّا. ما حاصله أن هناك مسائل كثيرة من الفروع والأحكام والفقه يظنها البعض من مسائل المعتقد والأصول وليست كذلك وضرب مثالا بالتوسل وبعد عرض المسألة وخلاف أهل العلم فيها ونقل بعض أقوال من المذاهب الأربعة قال: وإذا كان الأمر كذلك فالقاعدة في ذلك هي: لا إنكار في مسائل الخلاف. ومقصد المؤلف واضح من هذا العرض، ويكفي أن نقول: إن جمهور أهل العلم على عدم الجواز وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا الذي تشهد له الأدلة وتسد به ذرائع الشرك. والقاعدة التي ذكرها صوابها: لا إنكار في مسائل الاجتهاد وهي التي ليس فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً، أما مسائل الخلاف فإن كانت تخالف سنة أو إجماعاً وجب الإنكار، وإن لم تكن كذلك فإنه ينكر بمعنى أن يبين ضعفه، كما قرر ذلك شيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام.
6 - في القسم الثالث من الكتاب وهو المنهجية في التزكية والسلوك حصر طريق التزكية في التصوف ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=112) وقرر أن الأئمة كانوا يسمون ذلك بعلم التصوف على مر العصور، وأخذ يذكر أهمية التصوف وثناء بعض العلماء عليه مع أن هذا قد يكون منطبقاً على طائفة متقدمة من الزهاد والعباد لم تخرج عن حدود الشرع، أما حال كثير من المتأخرين- على حد تعبير المؤلف- فالغالب عليه الانحراف، كما قرر هو ذلك، ليس في السلوك فحسب بل في المعتقد أيضاً حتى عدَّهم بعض المصنفين من الفرق، فلماذا حصر طريق التزكية في التصوف وقد دخله ما دخله وعلم حال غالب المتصوفة من مخالفة صريحة للكتاب والسنة وطريق السلف.
7 - ثم تحدث المؤلف عن الكرامات وإثباتها وضرب أمثلة من الكرامات نقلت عن شيخ الإسلام دون أن يذكر اسمه؛ ليقول: إن هذه الكرامات لما نقلت عن شيخ الإسلام قبلت، ولو نقلت عن غيره لأنكرت، وكأن المؤلف يريد أن يفتح الباب على مصراعيه أمام خرافات الصوفية وخزعبلاتهم ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=112) وما وقع لهم من خلل في موضوع الكرامة والولاية، ثم إن شيخ الإسلام لم يَدَّعِ معرفة الغيب كما قال عنه: ومَن هذا الشيخ الذي يدعي علم الغيب. إنما هي فراسة كما سماها تلميذاه واستقراء للسنن الربانية وتنزيلها على أرض الواقع، وبعض ما ذكر عنه من كراماته.
8 - ثم تكلم على السلوك على يد شيخ مربٍّ وهذا يفهم منه أنه على طريقة الصوفية (المريد والشيخ) بدليل ما قدمه في هذا المبحث من نقولات عن بعض المتصوفة.
نعم المسلم يحتاج إلى من يتلقى عنه العلم والإيمان والقرآن كما تلقى ذلك الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقاه عن الصحابة التابعون، ولكن لا يتعين ذلك في شخص معين ولا يحتاج الإنسان أن ينتسب إلى شيخ معين يوالي على متابعته ويعادى على ذلك ويتابعه حتى على زلاته.
بالإضافة إلى ما دخل هذا الباب عند الصوفية من انحرافات.
هذه أهم المؤاخذات على الكتاب، والله الموفق للصواب.
المصدر: موقع الدرر السنية ( http://www.dorar.net/art/606)
للفائدة: الاشاعرة .. الوجه الآخر ( http://www.asha3ira.co.cc/)
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 05:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً(/)
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 02:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
? وَبَشِّرِالصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ? (سورة البقرة الآية: 154 - 155).
وصف الله الصابرين على الابتلاء في هذه الآية, بأنهم من يقولوا: إِنَّالِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ, وتنقسم هذه المقولة إلى مقطعين.
المقطع الأول: ? إِنَّا لِلّهِ ?
المؤمن الحقيقي هو من أدرك انه لله, مملوك بالكلية لربه, وأن الله أراد أن يعزنا بنسبتنا إليه في قوله ? إِنَّا لِلّهِ ?, ولكن كيف تكون العزة مع المصيبة؟؟؟؟
دعوني أسوق لكم المثال التالي, ولله المثل الأعلى.
س: أرأيت إنسانا يفسد ملكه؟؟
ج: لا.
س: كيف يكون تصرف هذا الإنسان في ما يملك؟
ج: إنما يعمل فيه ما يؤدي إلى الصلاح, وان رأى الناس غير ذلك.
أخي, إذا أصابتك مصيبة, قل لنفسك:
أنا ملك لله, و المالك لا يعرض ملكه للعطب
المقطع الثاني:? وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ?
رجوعي إلى الله يحفظ لي ثوابي على هذا الصبر. فأنت لله ابتداء حين قلت ? إِنَّا لِلّهِ ?, وأنت لله انتهاء حين قلت ? وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ?.
أخي, اقرأ معي قصة أم المؤمنين, أم سلمه:
حين مات أبو سلمه, حزنت أم سلمه حزنا شديدا.
فقال لها رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم): قولي إنا لله و إنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها
قالت: من سيأتيني خيرا من أبي سلمه
بعد أن قالتها, واستجابت إلى الله ورسوله, عوضها الله برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
المصدر: حلقات تفسير القران – سورة البقرة – للشيخ الشعراوي
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 10:10]ـ
شكرا لك
واحذر من تأويلات وطوام الشعراوي في التفسير وقد سبق ذكر شيء منها في هذا المنتدى.
ـ[السليماني]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 04:11]ـ
قال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله عن تفسير الشعراوي
((هو لا شك أن تفسيره بالرأي،
تفسيره أيضاً في الغالب مبتكر من عنده،
ويكاد يجزم بما يقول، ومن هنا يُؤتى،
الرجل أفضى إلى ما قدم لكن لا شك أن تفسيره بالرأي))
(تفسير سورة الفاتحة من تفسير الجلالين الدرس الأول)(/)
سؤال حول إبليس و الجنة
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 10:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته في الفرقان الكريم نجد في سورة البقرة أن إبليس أخرج أدم من الجنة بوساوسه وحسب الأبحاث والمعلومات إبليس لم يرى الجنة ولن يدخل لها فكيف وسوس لأدم هل دخلها أو أنه جعل حواء وسيطة لكي يخرجهما منها أرجوا من الإخوة التوضيح والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته والحمد لله
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 10:57]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
راجع حادي الأرواح لابن القيم
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[13 - Dec-2010, مساء 11:39]ـ
جنة آدم ليست هى جنة الآحرة على الراجح
لأن جنة الآخرة لا موت فيها
و ابليس حين وسوس لآدم عليه السلام قال {أو تكونا من الخالدين}
فلو كانت جنة الآخرة لما خشى آدم عليه السلام الموت، و ما كان لقول إبليس معنى
ثانيا أن جنة الآخره لا معصية فيها، و أدم عليه السلام قد عصى
ثالثا: أن خنة الآخرة من دخلها لا يخرج منها و آدم قد خرج منها
لذا فالراجح عند العلماء أن جنة آدم كانت جنة بمعنى حديقة و على الأض لا فى السماء
إذ أن آدم عليه السلام إنما خلقه الله لعمارة الأرض
كما أن إبليس لما كفر ما كان له أن يدخل الجنه و لا يستطيع و لاحظ أن إبليس طرد من الجنه بمجرد رفضه السجود!!
لم يكن آدم قد سكن الجنة بعد
و قد قد أورد الطبرى فى صفة الجن حديثا أنهم كانوا خزنة الجنه (جنة الآخرة) فلما كفر إبليس طرد منها هو و من تبعه
و هكذا يكون ابليس طرد من جنة الآخرة قبل أن يطرد مع آدم من جنة الدنيا
هذا
و الله أعلم(/)
في مجلس حجّاج ـ ـ بقلم الأستاذ ألزاهري
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 12:26]ـ
في مجلس حجّاج ـ ـ بقلم الأستاذ ألزاهري العضو الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين1933م ( http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%87 %D8%B1%D9%8A/184-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D9%80%D9%80%D9%80 %D9%80%D9%84%D8%B3-%D8%AD%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80 %D8%AC%D9%91%D8%A7%D8%AC-%D9%80-%D9%80-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AA %D8%A7%D8%B0-%D8%A3%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%87 %D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7 %D8%B1%D9%8A-%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A %D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85 %D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84 %D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7 %D8%A6%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86 .html)
أخبرني وجيه من الوجهاء في صحراء وهران وكان لي صديقا حميما قد رزقه الله بسطة في الفهم والجسم وآتاه سعة من المال , أنّه سافر إلى الأماكن المقدسة فأدى فريضة الحج فيمن حج من الجزائريين هذا العام. فلمّا قضوا مناسكهم ورجعوا إلى أهليهم رجع هو منشرح الصدر وقلبه مطمئن بالإيمان , وجاءه الناس يهنئونه ويسلمون عليه ويطلبون دعاءه الصالح ويلتمسون منه البركة والخير. قال: وسهر عندي كثير من الناس ذات ليلة أحييتها لهم بمناسبة مقدمي من الحجاز وكان أكثرهم حجاجا قدماء وجددا حجوا هذا العام. وطفقوا يتحدثون ويتسامرون , فقال أحد الحجّاج القدماء: ليس ينفع الإنسان شيء كعمله الصالح. ففلان هذا (وأشار إلى صاحب الدار) كان لا يساوي أن يقال له سي فلان , أمّا اليوم وقد عمل صالحا وحجّ إلى البيت العتيق فقد أصبح يقال له سيدي الحاج فلان. فردّ عليه رجل غير << حاج >> من الحاضرين وقال: من حجّ فإنّما حجّ لنفسه لا للناس , فلا ينبغي أن نمدحه على ذلك وما دمنا لا نقول للذي يحافظ على الصلوات يا سيدي المصلي فإنه ينبغي لنا أن لا نقول لمن حج يا سيدي الحاج. وأنا سمعت الشيخ عبد الحميد بن باديس عندما زارنا في الصيف الماضي رئيسا لوفد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يقول لأصحابه ولتلامذته لا تقولوا لي يا سيدي الحاج عبد الحميد فتلك فريضة مكتوبة قد أديناها ولا مزيّة لنا فيها. فقال الحاج: أمّا أنّ الحاج يحجّ لنفسه فهذا حق وأما أننا لا ينبغي لنا أن نقول للحاج يا سيدي الحاج كما لا نقول للمصلي يا سيدي المصلي فهذا غير حق بل الواجب أن نثني على الحاج ونقول له يا سيدي الحاج , ونثني على المصلي ونشيد بذكره ونحترمه في غيبته ومشهده كما أن من الواجب أيضا أن ننكر على تارك الصلاة وننهاه عن المنكر ونأمره بالمعروف وأي منكر أشنع من ترك الصلاة وأي معروف أحسن من المحافظة على الصلوات. ينبغي أن نذكر التقي الصالح بصلاحه وتقواه عسى أن يقتدي به المسلمون وأن نذكر الضال الفاجر بضلاله وفجوره حتى لا يغتر به الناس. وأما أنك سمعت الشيخ عبد الحميد بن باديس ينهي أصحابه أن ينادوه ياسيدي الحاج فهو من تواضعه ومروءته وكمال أخلاقه على أننا سمعنا جميعا الزاهري يذكر ــ أمام الشيخ بن باديس ــ حكاية تاجر قد دهن دكانه بدهن فاخر وكتب فوق الباب اسمه وعنوانه بالحرف العريض. وما هي إلا أيام حتى سافر حاجا مع الحجاج فلما رجع قام إلى هذا الدكان فدهنه مرة أخرى بدهن فاخر أفضل من الدهن الأول الذي لا يزال لامعا مشرقا بعد , لا لشيء إلا أنه زاد في اسمه كلمة << الحاج >>! وقد استعذب الزاهري حكاية هذا الرجل ووافقه على استحسانها الشيخ باديس. وما دمنا لا نأمر بالمعروف , ولا ننهى عن المنكر ولا نعمل الخير وندعو إليه ولا نترك الشر ونحذر منه ولا نقول للمحق أنت محق وللمبطل أنت مبطل وللمحسن أحسنت وللمسيء أسأت فإنه لا يستقيم لنا أمر ولا يصلح لنا حال. على أن الرجل قد يريد الحج ليقال له الحاج فلان فيكون ذلك له سبب التوبة والإنابة. وقديما قيل: << طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله >>.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانتقلوا في الحديث إلى من يحج مرتين أو ثلاث مرات هل يستحق لقبا أشرف من لقب << الحاج >> الذي يحرز عليه من يحج مرة واحدة فاتفقوا على أن لقب << الحاج >> هو لقب شريف يستوي فيه من حج مرة واحدة ومن حج مرارا عديدة. ولكن رجلا من الحاضرين فاجأهم بقوله: ماذا تقولون فيمن حج الحج الصغير هل يجوز أن يقال له يا سيدي الحاج كالذي يحج الحج الكبير أم لا يحق له أن يحرز على هذا اللقب؟ فسأل سائل: وما هو الحج الصغير؟ قال هو أن تحج إلى قبر من قبور الأولياء الصالحين مثل قبر سيدي أبي مدين الغوث في تلمسان. قال السائل: وهل يحج الناس إلى قبر سيدي بومدين هذا؟ قال: رأيت كثيرا من حجاج تلمسان متى قدموا من الحج ذهبوا توا من محطة القطار إلى ضريح سيدي أبي مدين الغوث فضلوا فيه نهارهم وباتوا فيه ليلتهم ومضوا إلى ضريح سيدي الداودي فزاروه وتبركوا به. كل ذلك قبل أن يدخلوا بيوتهم. ويعتقدون أن هذا هو الحج الأصغر فقال قائل ليس هذا هو الحج الأصغر , بل هو من مناسك الحج فقط ولهذا فإن الحاج الذي يصل المحطة فيذهب منها توا إلى داره دون أن يزور ضريح سيدي بومدين ولا ضريح سيدي الداودي فإن حجه صحيح غير باطل وله الحق في أن يقال له سيدي الحاج. وقد سألت أنا بعض العلماء عن هذه المسألة فأجابني بهذا الجواب. فتكلم أحد الحاضرين وقال: على كل حال فالحاج الذي لا يزور سيدي بومدين الغوث هو كمن أخل ببعض المناسك والأركان. وتكلم أحد الطرقيين فقال: روي عن سيدي أبي مدين الغوث أنه قال: من زار قبري فقد حج الحج الصغير. فأجابه طرقي آخر من أتباع طريقة أخرى وقال: شيخنا سيدي فلان مؤسس طريقتنا هو الذي قال: من زار ضريحي وزاويتي فكأنما حج واعتمر وزار ضريح المصطفى صلى الله عليه وسلم. فجاوبه الطرقي الأول بل هذه من خصائص شيخنا نحن أتباع الطريقة الفلانية قد اختصنا الله بها فجاوبه الطرقي الثاني بقوله: كلا , هي من مناقب شيخنا نحن وهي موجودة في كتب الشيخ فقال الأول: وأنا نفسي قرأتها في كتب طريقتنا. وهنا وقع بينهما تشاد عنيف وتنابز بالألقاب , فكل واحد يزعم أن زيارة شيخهم حيا أو ميتا هي التي تقوم مقام الحج والعمرة وزيارة ضريح الرسول صلى الله عليه وسلم. وكل واحد يزعم أن شيخه هو الذي ضمن الجنة لأتباعه ومريديه دون حساب ولا عقاب ويزعم أن شيخه قال من مات على محبتي وطريقتي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (!) ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر. وكان بين الحاضرين طرقي يدّعي المعرفة والعلم قد هبط القرية << متسولا شحاتا >> يجمع الصدقات والنذور و << الزيارات >> وحضر هذا المجلس طمعا في قبض الصدقات. فتداخل في الأمر وقال: هو أن من زار قبرا من قبور الأولياء الصالحين كان له من الأجر مثل من أحرم بعمرة فقط. وتجوز أن تكون زيارة قبر << الولي >> بمثابة الحج في الأجر والثواب وذلك فضل الله يوتيه من يشاء. فرد عليه أحد الحاضرين وقال: يا فقيه هذا قول باطل غير صحيح فظهرت على الفقيه كل علائم التأثر والانفعال ثم قال. ولماذا؟ فقال الرجل: لو صح هذا القول لزار كل أهل بلد قبور أوليائهم وصلحائهم ولتركوا الحج بالمرة والأولياء مهما كانت منزلتهم عند الله فلن يكونوا أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يساووه في الدرجة عند الله فهو سيد ولد آدم وأفضل المخلوقات على الإطلاق ومحال أن تكون زيارة الأولياء كزيارة ضريحه الشريف صلى الله عليه وسلم فاتق الله يا فقيه ,ولا تقف ما ليس لك به علم. فقال له الفقيه: أنت وهابي أنت تسب الأولياء , فسأله الرجل ما معنى << وهابي >>؟ ويحك يا فقيه! أما سمعت قوله تعالى: (<< ولا تنابزوا بالألقاب >>) , أليس قولك لي أنت وهابي هو من باب التنابز بالألقاب؟ أنا مسلم قبل كل شيء وبعد كل شيء , وأما ما زعمته من أنّي أسب الأولياء فهذا يا فقيه محض افتراء منك علي. فأنا لم أسبك أنت وأنت لست وليا فكيف تزعم أني أسب الأولياء حاشا لله أن أسب أحدا من الناس كائنا من كان , ولكنك أنت يا فقيه تعتبرني سببت الأولياء وتنقصتهم إذا أنا قلت أن رسول الله خير منهم وأن زيارة قبره الشريف أفضل من زيارة قبورهم. فهل هذا هو سب الأولياء في نظرك؟ وأنت أيها الفقيه إذا كنت تعتقد حقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في درجة واحدة مع <<
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولياء >> فأنت من الذين يؤذون النبيّ صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره. ويحك أيها الفقيه! أهذه منزلة الرسول الأعظم عندك؟ لماذا ــ ويحك! ــ لا يرضيك أن يكون سيد الوجود خيرا من << أوليائك >> وأفضل منهم؟ ولا تنس يا فقيه أني أنا أحترم الأولياء وأحبهم خيرا مما تحبهم أنت , فقال الفقيه ولماذا؟ قال الرجل لأني أحب جميع الذين سبقونا بالإيمان , ولكني لا أتغالى فيهم فلا أعتقد فيهم الألوهية ولا أعتقد أنهم جميعا يبوؤون بشسع نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأما أنت يا حضرة الفقيه فلا تحب جميع الأولياء , بل تؤمن ببعض وتكفر ببعض فالذين تؤمن بهم تتغالى فيهم إلى درجة بعيدة جدا وربما تغاليت فيهم إلى حدّ التأليه , وهؤلاء الأولياء الذين تخصهم بإيمانك وغلوك هم أشياخ الطريقة التي تعتنقها. وأما سواهم من الأولياء والأشياخ فلا يعنيك من أمرهم شيء ودليل ذلك أنّ هؤلاء الطلبة الفقهاء الذين ينتسبون إلى الطرق الصوفية لا ينافح كل واحد منهم إلاّ عن الطريقة التي ينتسب إليها. ولا يؤلّف الكتب إلا في مناقب أشياخها , قل لي بربك هل تستطيع أن تجد فقيها واحدا من أتباع الطريقة القادرية يؤلف كتابا في مناقب الشيخ التجاني أو تجد فقيها تجانيا واحدا يؤلف كتابا في فضائل الشيخ عبد القادر الجيلاني أو نحو ذلك بل كل واحد ينصر طريقته ويدعو إليها , وهذا دليل قاطع على أن الأولياء ليسوا عندكم سواء , على أن هؤلاء الذين ينسبون إلى سيدي فلان المناقب والكرامات , ويزعمون أنّه قطب الأقطاب وغوث الأغواث ويتظاهرون بالدّفاع عنه وبالغيرة عليه لا يفعلون ذلك محبة في هذا (الولي) ولا غيرة عليه , ولكنّهم يفعلون ذلك طلبا للخبز والمعاش قد اتخذوا لأنفسهم اسم هذا (الولي) علامة خصوصية لكسبهم وجعلوه (مارك دي بوزي)!!
وقد رأيت بعيني وسمعت بأذني متسوّلا في بعض قرى الصحراء يقف على هذا الباب فيسأل أهل الدار ويستعطفهم باسم الشيخ التجاني ثم يقف على باب آخر ويسأل باسم الشيخ الجيلاني , ويقف على باب ثالث فيسأل باسم الشيخ بن عبد الرحمان ويقف على الباب الرابع فيسأل باسم شيخ طريقة أخرى , وربما وقف على باب آخر فلم يذكر في السؤال إلا اسم الله واسم الرسول صلّى الله عليه وسلم وقد عجبت منه لأول مرة ولكن ما لبثت أن عرفت السبب وذلك أن هذا المتسول كان يسأل كل أهل منزل باسم صاحب طريقتهم , وكان قد بحث عن كل دار فعرف الطريقة التي تنتسب إليها. أما اسم الله واسم الرسول فلا يذكرهما إلا عندما يقف على باب أحد المصلحين. ولكن من يدري؟ فلعل جميع أشياخ الطرق المعاصرين وسائل <<مقاديمهم >> لا يثبتون على طرقهم إلا ما دام لهم فيها رزق ومعاش , ولا يعدو شأنهم فيها أن يكون كشأن هذا السّائل. قال الرجل: وقد رأينا كثيرا من المقاديم كانوا على طريقة ثم تركوها إلى طريقة أخرى غيرها لا لأنّهم عرفوا أن الأولى على ضلال وأن هذه الثانية هي على هدى من الله. ولا فعلوا ذلك ابتغاء مرضاة الله. ولكن لأنهم وجدوا أن الأولى لا فائدة لهم منها ولا خير فيها فتركوها إلى أخرى عسى أن يجدوا لهم فيها رزقا ومتاعا , أو عسى أن يجدوا لهم في هذه الثانية خبزا ومعاشا فهم طلاب خبز ومعاش لا يهمهم ما عند الله من الأجر والثواب.
إنني أريد يا حضرة الفقيه أو يا حضرة المقدم أن أسألك سؤالا أرجو أن تجيبني عنه بما أراك الله من الحق والصواب. فقال الفقيه: سل عما تريد. فقال الرجل: ماذا تقول في الشيخ سيدي فلان صاحب الطريقة الفلانية هل هو (ولي صالح) كما يعتقد فيه أصحابه ومريدوه أم هو دجّال خبيث كما يعتقد فيه بعض الناس؟ فقال الفقيه: بل هو طرقي دجّال لا يشم رائحة للولاية والصلاح , فقال الرجل: ولكن أتباعه ومريدوه يعتقدون أن (شيخهم) قد بلغ منتهى الكمال في الولاية والتقوى , فقال الفقيه: هم ضالّون مخطئون , قال الرجل: ولماذا؟ قال الفقيه: لأني عرفت << شيخهم >> هذا فعرفت فيه خبث السيرة , وسوء السلوك , وذكر حكايات تدل على هذا المعنى , قال الرجل: وماذا تقول في الشيخ سيدي فلان مؤسّس طريقتكم التي أنت << مقدّم >> فيها؟ فقال الفقيه: هو من أولياء الله ومن أكابر الصالحين ما يكون عندك في ذلك من شك ولا ريب وكل من مات وهو غير محب لشيخنا هذا مات ولا محالة على سوء الخاتمة
(يُتْبَعُ)
(/)
, فقال الرجل: والذين ماتوا قبل أن يوجد شيخكم من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وهم بلا شك لم يعرفوه حتى يحبّوه هل هم أيضا جميعا ماتوا على سوء الخاتمة؟! فبهت الفقيه ولم يجد ما يقول. فقال الرجل: ولكن هل يسلم لكم هذا القول جميع أهل الطرق الأخرى قال: لا , قال: وماذا يعتقدون فيكم؟ قال الفقيه: يعتقدون فينا أننا ضالّون مخطئون , فقال الرجل: أنتم تقولون أنّهم مخطئون ضالّون , وهم يقولون أنكم مخطئون ضالّون , وأنا أصدّق قولهم فيكم وقولكم فيهم كما أصدق بقول اليهود في النصارى وبقول هؤلاء في اليهود , فيما حكاه الله عنهما في كتابه العزيز إذ قال: (<< وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النّصارى ليست اليهود على شيء >>) ومن يدري لعلكم لستم على شيء كما يعتقد فيكم أبناء الطوائف الأخرى ولعلّهم ليسوا على شيء كما تعتقدون أنتم فيهم! ومن يدري لعل أصحاب الطرق جميعا هم في ضلال؛ وليسوا على شيء. فأنكر بعض الحاضرين على الرجل هذا الكلام قائلا له: لا تعمم كلامك يا هذا على الطرق كلها , ففي الطرق ما هو خير وفيها ما هو شر , وفيها ما هو حق وفيها ما هو باطل , ومن أصحابها من هو برّ تقي , ومنهم من هو فاجر دجّال , ومن الطرق ما هو سنّة , ومنها ما هو بدعة , فلا تجعل السنّيين كالمبتدعين , ولا المتّقين كالفجّار , فقال الرجل: ولا تنس يا سيدي أن الطرق من حيث هي في أصلها بدعة وضلالة؛ وقد يكون بعض الطرقيين أخيارا بررة يتبعون السّنّة الثابتة ولكنّهم ما داموا طرقيين فهم مبتدعون من هذه الناحية فالشرط الأساسي للمؤمن السني هو أن لا يؤمن بخرافة ولا طريق والدليل على أنّ هذه الطرق هي كلها من البدع والمحدثات هو أنّها لم تكن موجودة على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا على عهد خلفائه الراشدين , وإن لم تصدقوا بهذا فأروني ماهي طريقة سيدنا أبي بكر وما هي طريقة سيدنا عمر وما هي طريقة سيدنا عثمان وما هي طريقة سيدنا علي وأين هي زواياهم إن كنتم تزعمون أنّهم كانوا أصحاب طرق وزوايا , فقال أحد الحاضرين: في هذه الطرق زيادة خير على كل حال , فقال له الرجل: ويحك يا هذا! ألا يكفيك ما كان يكفي الخلفاء الراشدين؟ أما وسعك ما وسع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ وهل تستطيع أن تكون أكثر فعل للخير من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن أصحابه المطهرين؟ ويحك ما هذا الكلام الذي تقول!؟ والتفت الرجل إلى الحاضرين وجعل يقول لهم: يا إخواني! لماذا نرضى لأنفسنا أن نكون من الذين قال الله تعالى فيهم: (<< ومن النّاس من يتّخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحبّ الله >>) ولا نكون من الذين أثنى عليهم تعالى بقوله: (<< والذين آمنوا أشدّ حبّا لله >>)؟ ندعي أننا مؤمنون بالله ولا نشرك به شيئا ولكننا من الذين إذا ذكر الله وحده اشمأزّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة؛ وإذا ذكر الذين يدعون من دونه إذا هم يستبشرون. وهكذا جعل يعظهم بآيات الله حتى وجلت قلوبهم وفاضت بالدمع أعينهم. والتفت إلى الحجّاج خاصّة وقال لهم يا حجاج بيت الله الحرام اتقوا الله في الأرض المقدّسة ولا تفتروا عليها الكذب , ولا تنفروا النّاس منها وحدّثوا عنها بأحسن ما رأيتم فيها , فإنّه ما من حاج جاء يفتري على حكومة الإسلام في الحجاز وينتقصها ويتهمها ظلما بغير حق إلا كان ذلك دليلا على أن الله رفض حجته ولم يتقبلها منه , وما من حاج جاء يلهج بذكر الحكومة الإسلامية في الأرض المقدّسة ويتحدّث عنها بأحسن ما شاهد وبخير ما رأى إلا كان ذلك دليلا على أن الله قد قبل حجته قبولا حسنا وقد رأيت رجلا حج عدة مرّات , ولكن نفسه ما زالت مظلمة خبيثة يفوح نتنها ويطلق لسانه في دولة القرآن التي تقيم حدود الله , وهو يفتري عليها الأكاذيب والأقاويل لا يقول عنها ما هو حق وهو في الحقيقة بعمله هذا ينفر الناس من الحج ويدعوهم إلى ترك هذا الركن من أركان الإسلام ولا فرق عندي بينه وبين من يدعو جهرة إلى ترك الصلاة , على أنّه كلما أراد الحج إلا وطاف في البلدان يتكفف ما في أيدي الناس ويسألهم المعونة على الحج فيحج ببعض ما يتصدقون به عليه , وينفق على نفسه ما بقي فهو يريد الاكتساب وجمع المال ولا يريد الحج. . . وجعل الرجل ينصح الحجاج بهذه النصائح الغالية ثم طلب منهم أن يدعو له
(يُتْبَعُ)
(/)
الله أن يسهل عليه طريقه هو الآخر إلى بيت الله الحرام.
قال الحاج صاحب الدار: فأثر كلام هذا الرجل في نفسي تأثيرا عظيما وقلت له: أما أنا فالله يعلم أن قلبي قد طفح بالفرح والسرور عندما رأيت بنفسي أنّه لا حكم في الحجاز إلا حكم الله؛ وأن القائمين على تنفيذ هذا الحكم الإسلامي إنما هم عرب مسلمون إخواني هم منّي وإلي وأنا منهم وإليهم. ولا أظن أنه يوجد مسلم على وجه الأرض لا يتمنى من صميم فؤاده أن يملأ حكم الله الدنيا كلها وأن يشمل من في الأرض جميعا كما هو قد ملأ الحجاز وشمل أهل الحجاز وأما القباب المهدومة فإن الحكومة العربية الإسلامية السعودية قد أحسنت كثيرا إلينا معشر الحجاج؛ فإنها بذلك قد وجهت وجهتنا كلها إلى الله وحده فأقبلنا عليه تعالى بأفئدتنا وقلوبنا وبأسماعنا وأبصارنا وكان حجّنا إليه خالصا وكنّا نقضي مناسكنا مخلصين له الدين ولولا ذلك لتوزعت نياتنا ولكان لنا في حجنا من هذا القباب شركاء مع الله على أننا ذهبنا بنية أن نحج إلى بيت الله الحرام ونزور قبر سيد الوجود صلّى الله عليه وسلم ولم تكن نيتنا أن نحج إلى تلك القباب المنصوبة أو المهدومة ولو لم يكن ذلك مرادنا لما حمّلنا أنفسنا مشقة السفر إلى الحجاز ولاكتفينا بزيارة هذه القباب التي ملأت علينا بلادنا سهولها وجبالها فمن منا يصعد جبلا أو يهبط أرضا أو يقطع واديا دون أن يجد كثيرا من القباب و<< المزارات >>؟
وإني أعتقد أن بعض المطّوّفين في الحجاز هم أيضا يهوّلون من أمر هذه القباب المهدومة , ويبالغون في تعظيمها ويكثرون من التأسف عليها ويصفونها بعبارات مؤثرة تبعث في أنفس الحجاج الحسرة والأسى وتستثير حزنهم على ذهابها وحنقهم على هادمها (!!)
يقول المطّوف للحاج مثلا: هنا كانت قبة سيدنا فلان صفتها كيت وكيت , وهدمها الملك! وهنالك في موضع كذا كانت قبة سيدتنا فلانة , ويصف هذه القبة بأروع الصفات وأجمل النعوت , ثم يقول له: وقد هدمها الملك أيضا! فيظن الحاج المسكين أنه بذهاب هذه القباب قد فاته خير كثير.
ولو أن الحكومة العربية السعودية قد نظرت في أمر هؤلاء المطّوفين الذين يشوهون سمعتها عند الحجاج فوضعت لهم نظاما كالنظام الذي وضعته كثير من حكومات أروبا للأدلاّء والمترجمين الذين يرافقون السوّاحين الذين يزورون بلادها لحسّنت سمعتها ولقضت على هذا النكير الذي يثيره عليها الجامدون من المسلمين ولسلمت من هذه التهم والأقاويل التي تشاع عنها في كثير من بلاد الإسلام ولعلّها فاعلة إن شاء الله.
قال الراوي صاحب الدار: فقال لي الرجل هكذا تكون النفوس الطيبة الطّاهرة يزكيها الحج والعمل الصالح فتزداد طيبا على طيب وطهرا على طهر ويعبق عطرها وعبيرها , وإننا لنعتقد أن الله قد تقبل حجتك قبولا حسنا , وآية ذلك أننا نرى محيّاك يشرق هدى ونورا , قال فسألت الله أن يحقق لي ما يقول هذا الرجل الصالح.
محمد السعيد الزاهري (الشريعة العدد الخامس)
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%87 %D8%B1%D9%8A/184-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D9%80%D9%80%D9%80 %D9%80%D9%84%D8%B3-%D8%AD%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80 %D8%AC%D9%91%D8%A7%D8%AC-%D9%80-%D9%80-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AA %D8%A7%D8%B0-%D8%A3%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%87 %D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7 %D8%B1%D9%8A-%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A %D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85 %D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84 %D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7 %D8%A6%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86 .html(/)
الشيخ الصوفي أحمد الغماري يكفر أحمد التيجاني ويصفه بأكبر دجال عرفته الأمة المحمدية
ـ[القرتشائي]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 01:39]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الشيخ الصوفي أحمد الغماري يكفر أحمد التيجاني
ويصفه بأكبر دجال عرفته الأمة المحمدية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
هدية متواضعه للمتصوفة القبورية بشكل عام ولأتباع الطريقة التيجانية بشكل خاص .. !!
قال المحدّث الصوفي أحمد بن صديق الغماري، في كتابه "الجواب المفيد للسائل المستفيد "، في فصل التراجم والأعلام مانصه:
((احمد التيجاني
وبعد، فأحمد التجاني ليس عندنا معدودا من المسلمين، فضلا ان يكون من الأولياء بل هو أكبر دجال عرفته الأمة المحمدية من البعثة النبوية إلى يومنا هذا، وهو أكبر مضل، وأفجر فاجر بلي به هذا المغرب المنكود لسوء حظه، ولو أطلقنا عنان القلم في ذكر فجوره وكفره،والدلائل القاطعة على ذلك لأسمعناك العجب العجاب، بحيث لما طبع كتاب "مشتهى الخارف الجاني " أحتقرنا مؤلفه لكونه لم يشر إلى عشر مخازي الفاجر التجاني قبحه الله مما نحفظه ونعرفه، فلو استملى منا مانعلم لكان كتابه قنبلة ذرية في كبد المبتدعة من أتباعة ومعتقديه، بل لا نبرئ معتقد ولايته من فساد دينه _ أي المعتقد_ إذ لا يعتقد إسلام التجاني مؤمن بالله ورسوله، فضلا عن ولايته، ولو نشطنا يوما ربما نملي عليك إن شاء الله بعض مخازيه، وماجرى لنا مع بعض أتباعه وأغربها أن أول مرة زرته سنة 1342 رأيت قبره على هيأة صنم، بل ومما ذكرته في ترجمتي العقد الفاخر أني وأنا ابن خمس سنين كنت أمر إلى الكتاب على زاوية التجاني فينقبض قلبي منها، وألوم نفسي، ولا أعلم عله ذلك، حتى صرت أطلب العلم، وأطلعني الله على مخازي الفاجر الخبيث فحمدت الله تعالى على ما أنعم به علي، حيث لم أحبه ولو لحظة واحدة من عمري26/ شوال / 1372)) .. [صفحة 78] .. !!
ويقول في نفس المصدر في فصل الكتب العلمية مانصه:
((شرح أحمد سكيرج على مختصر بنيس في الطريق التيجانية:
وشرح أحمد سكيرج على مختصر بنيس في الطريقة التيجانية مطبوع بفاس، وبتونس وله تاريخ معنا وذلك أن هذا الكتاب أول ما قرأته في الطريقة التجانية سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، وهمشته من أوله إلى آخره حيث حكمت فيه بكفر احمد التجاني وارتداده، وعرفت أنه دجال كافر حلال الدم، هو وأحمد سكيرج.
وخرجت تلك النسخة من يدي، وعملت ضجة مع ماكنت أذكره من كفرياتها في المجالس والمحافل، وبعد ذلك بنحو أربعة عشر عاماً وقع جدال كبير بيني وبين الحافظ التجاني _ وقد أكفرته تبعاً لشيخه _ فأنكر كل ماحكيته عن ذلك الكتاب ولم تمض سنة إلا وقد أتاني بالكتاب يتحداني أن أوقفه على ماذكرته، وإذا هي طبعة أخرى قد حذف منها تلك الكفريات فبهت لذلك، ومن ذلك الوقت وأنا أبحث عن هذه النسخة المطبوعة بتونس، وكان سيدي عبدالله حاضراً هذه المناظرات مع الحافظ الدجال.
فإذا أمكن أن تحصل لي من الكتاب نسخة، فأنا أدفع فيها ما يشاء ربها بشرط أن يكون فيها ما رأيت، ومن ذلك قول أحمد التجاني لعنه الله: إنه الحقيقة التي خلقت الحقيقة المحمدية لأجله، وقوله إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يقظة: ياولدي أنت خاتم الأولياء، كما أني خاتم الأنبياء، فكل من ادعى الولاية بعدك فهو كاذب، ومنها: أن من رآه إلى سبع درجات يدخل الجنة، ولو الكفار واليهود إذا رأوه يوم الاثنين، ومنها: أن الفاتح أفضل من القرآن وأنها من كلام الله القديم، في كفر من هذا القبيل ضل عني، لانه مرت على قراءته ثمان وثلاثون سنة، وكنت قرأته بسلا حيث أهدانيه مؤلفه أحمد سكيرج قبحه الله .. 5 شوال 1379)) .. [صفحة 65] .. !!
ياترى هل سنمع أصوات المتصوفة الذي كرسوا وقتهم لنقل اقوال الصوفي أحمد الغماري في الطعن بمشايخ أهل السنة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟
هل سيقبلون كلام الغماري في التيجاني .. أم أن المسألة مجرد هوى والكيل بميكالين .. !!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. !!
الثلاثاء 7 محرم 1432هـ .. !!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 11:02]ـ
بارك الله فيكم على النقل
والغماري على زلاته وطوامه يكون له أحياناً فرائد وفوائد عجيبةفأنصح طالب العلم المتمكن من العقيدة وخاصة العارف بمزالق التصوف (التوسل والقبور ووحدة الوجود وما شابهها) بقراءة كتبه والتنقيب عما فيها من فوائد وحجج على الخصوم وله ردود على الأشاعرة وغلاة المقلدة وبعض المبتدعة كالكوثرى تضحك الثكلى.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 11:12]ـ
أما الاستفادة منه فوارد بشرطك الذي وضعته أخي أبا محمد حفظك الله, لكن نصحك:إدمان مطالعة كتبه .. فيه نظر, بل ينظر فيها بحذر ويستفاد ما فيها من نوادر ونحوها ,وإنما يوصف إدمان المطالعة مع المصنفات الجليلة التي هفواتها نادرة ونفائسها كثيرة
وشكر الله لأخي القرتشائي على فوائده المتتابعة
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 11:43]ـ
تم التعديل أخى الفاضل.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 11:46]ـ
تم التعديل أخى الفاضل
رضي الله عنك ورفع قدرك وأعلى شأنك وجعلني وإياك للمتقين إماما
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 11:48]ـ
رضي الله عنك ورفع قدرك وأعلى شأنك وجعلني وإياك للمتقين إماما
اللهم آمين ... ولكم ولجميع المؤمنين مثله.(/)
حقوق الإنسان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو أسامة الكلحي]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 04:12]ـ
لا شكَّ أنَّ المرأةَ هي نصفُ المجتمعِ كما أنها تلدُ النصفَ الآخرَ فهي إذنْ كلُّ المجتمعِ، وإذا كانتِ المرأةُ قد ظُلمتْ وأُهدرتْ حقوقُها وامتُهنتْ كرامتُها في عصورٍ سبقتْ، فقد دافعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن المرأةِ، ونصرَها، وأعطاها من الحقوقِ ما لم تكنْ تحلُمُ به، وحثَّ عليه الصلاةُ والسلامُ على الحبِّ والوفاءِ والتراحمِ والتغافرِ والتغاضي عن الهفواتِ بين الأزواجِ، حتى تقومَ بيوتُ الناسِ على أسسٍ قويةٍ، لا تستطيعُ عواصفُ المشكلاتِ أنْ تهدمَها أو تهزَّ أركانَها، قال تعالى: ?? ?? [النساء:19].
والمعروفُ: كلمةٌ جامعةٌ لكلِّ خيرٍ وبرٍّ وإحسانٍ ولطفٍ ورفقٍ ورحمةٍ.
وقالَ عليه الصلاة والسلام: «اتقوا اللهَ في النساءِ، فإنكم أخذتموهن بأمانِ اللهِ، واستحللتم فروجهنَّ بكلمةِ اللهِ» ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)).
وعرَّفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم طبيعةَ المرأةِ، فأرشدَ إلى احتمالِ أخطائِها، فقال: «استوصوا بالنساء خيرًا» ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)).
وقال: «خيرُكم خيرُكم لأهلِهِ، ـ أي لزوجته ـ وأنا خيرُكم لأهلي» ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)).
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يفرُكْ مؤمنٌ مؤمنة ـ أي لا يبغضها ـ إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رضيَ منها بآخرَ» ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)).
وبيَّن عليه الصلاة والسلام: إثمَ ظلمِ المرأةِ فقالَ: «إنَّ أعظمَ الذنوبِِ عند اللهِ رجلٌ تزوجَ امرأةً، فلما قضى حاجتَهُ منها طلقَها وذهبَ بمهرِهَا» ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)).
وكانَ النبيُّ صلوات الله وسلامه عليه مثالًا في الرقةِ وحسنِ العشرةِ مع زوجاتِهِ، قال مرةً لعائشةَ رضي الله عنها: «إني لأعرفُ غضبَكِ ورضاكِ»، قالتْ: كيفَ تعرفُ ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: «إنك إذا كنتِ راضيةً قلتِ: بلى وربِّ محمدٍ، وإنْ كنتِ ساخطةً قلتِ: بلى وربِّ إبراهيمَ» فقالتْ: أجل، واللهِ إني لا أهجرُ إلا اسمَكَ ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)).
بهذه المشاعرِ الفياضةِ، والكلماتِ الرقراقةِ كانَ محمدٌ يتعاملُ مع نسائِهِ، وكنَّ رضيَ اللهُ عنهنَّ يبادلنه نفسَ الشعورِ.
وفي إحدى السفرات تِسابقَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام مع عائشةَ رضي الله عنها، قالتْ: سابقني رسولُ اللهِ فسبقتهُ، وذلك قبلَ أنْ أحملَ اللحمَ، ثم سابقتْهُ بعدما حملتُ اللحمَ فسبقني، فقال: «هذه بتلك» ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)).
وأثَّمَ من اعتدى على حقِّ المرأةِ فقالَ: «اللهمَّ إني أُحرِّجُ حقَّ الضعيفين: اليتيمَ، والمرأةَ» ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)).
وحثَّ النساءَ على إرضاءِ أزواجهنَّ، فقالَ: «ألا أخبرُكم بنسائِكم في الجنةِ؟» قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ. قال: «كلُّ ودودٌ، ولودٌ، إذا غضبتْ أو أُسيءَ إليها، أو غَضِبَ زوجُها قالتْ: هذه يدي في يدِكَ، لا أكتحلُ بغمضٍ حتى ترضى» ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)).
وحثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على إشباعِ الزوجةِ عاطفيًا فقال: «وفي بُضْعِ أحدكمْ صدقةٌ» ـ أي وفي إتيانِ الرجلِ زوجتَهُ صدقةٌ ـ قالوا: يا رسولَ اللهِ! أيأتي أحدُنا شهوتَه، ويكونُ له فيها أجرٌ؟ قال: «أرأيتم لو وضعَها في حرامٍ، أكانَ عليه وزرٌ؟ كذلك إذا وضعَها في حلالٍ كان له بها أجرٌ» ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)).
وأوجبَ على الرجلِ أنْ ينفقَ على زوجتِهِ وأطفالِهِ، وجعلَهُ من أفضلِ ما أنفقَ، فقد قالَ النبيُّ المصطفي عليه الصلاة والسلام: «دينارٌ أنفقتَهُ في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقتَه في رقبةٍ ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11))، ودينارٌ تصدّقتَ به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقتَهُ على أهلِكَ، أعظمُها أجرًا الذي أنفقتَهُ على أهلِكَ» ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)).
وقالَ: «إنَّك لن تنفقَ نفقةً تبتغي بها وجهَ اللهِ إِلا أُجرْتَ عليها، حتى ما تجعلُ في فمِ امرأتِكَ» ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)).
وقالَ: «ما أطعمتَ نفسَكَ فهو لك صدقةٌ، وما أطعمتَ ولدَكَ فهو لك صدقةٌ، وما أطعمتَ زَوْجَك فهو لك صدقةٌ، وما أطعمتَ خادمَكَ فهو لك صدقةٌ» ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)).
وقالَ: «إنَّ الرجلَ إذا سقى امرأتَهُ من الماءِ أُجرَ». قال العرباضُ: فأتيتُ امرأتي فسقيُتها، وحدَّثْتُها بما سمعتُ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)).
نقلا عن كتاب: محمد رسول الله (د. أحمد المزيد)
رابط الكتاب: http://saaid.net/book/open.php?cat=94&book=7557
(1) رواه مسلم (2137).
(2) رواه البخاري (4787)، ومسلم (2671).
(3) رواه الترمذي (3830)، وابن ماجه (1967).
(1) رواه مسلم (2672).
(2) رواه الحاكم (2743).
(3) رواه البخاري (5614)، ومسلم (4469).
(4) رواه أبو داود (2214)، وأحمد (25075).
(5) رواه ابن ماجه (3668)، وأحمد (9289).
(1) رواه الطبراني (1743).
(2) رواه مسلم (1674).
([11]) رقبة: أي تحرير رقبة.
(4) رواه مسلم (1661).
(5) رواه البخاري (54)، ومسلم (3076).
(1) رواه أحمد (16550).
(2) رواه أحمد (16529).(/)
الصوفية في أول ظهورهم
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[15 - Dec-2010, صباحاً 02:13]ـ
بدأ التصوف عند أهل الأهواء من الشيعة و الخوارج في زمن التابعين إقتداء بعيسى عليه السلام لما حدث من الفتن و التأويلات للكتاب و السنة الباطلة من الجهال العوام
و لبس الصوف ليس إلى رمزا لهذه الفرقة الضالة إغتر بها الناشأة بعدهم من الصالحين الزهاد لما في لبس الصوف من التقشف و البذاذة و قد لبسه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أنه كان يحب القميص من الكتان أكثر من الصوف و يحب القطن كذلك
فليس لبس الصوف من القربات التي تميز المسلم من الكافر حتى تصير نسبة للمسلمين و هذا حديث يدل على أن سلفنا قد تفطنوا لضلال هذه الفرقة في أول بدايتها و تبرؤا من أعمالهم
أَخْلَاقُ النَّبِيِّ لِأَبِي الشَّيْخِ الْأَصْبَهَانِيِّ >> ذِكْرُ لِبَاسِهِ الْكَتَّانِ وَالْقُطْنِ وَالْيُمْنَةِ >>
314 أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نَا جَلِيسٌ لِأَيُّوبَ، قَالَ: دَخَلَ الصَّلْتُ بْنُ رَاشِدٍ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ، وَإِزَارُ صُوفٍ، وَعِمَامَةُ صُوفٍ، فَاشْمَأَزَّ مِنْهُ مُحَمَّدٌ، وَقَالَ: أَظُنُّ أَنَّ أَقْوَامًا يَلْبَسُونَ الصُّوفَ يَقُولُونَ قَدْ لَبِسَهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ: أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ لَبِسَ الْكَتَّانَ وَالْقُطْنَ وَالْيُمْنَةَ، وَسُنَّةُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ تُتَّبَعَ *
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[15 - Dec-2010, صباحاً 08:10]ـ
الحسن البصرى لبس الصوف
و لا نتهمه
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[15 - Dec-2010, صباحاً 09:06]ـ
جزاك الله خيرا .. نقل جميل وبالنسبة للحسن البصري .. 1 - ما الدليل على أنه كان يلبس الصوف؟ 2 - ولماذا كان يلبس الصوف؟ 3 - وهل تكلم فيه في عصره على لبسه الصوف؟ فإني أرى الصوفية (القبورية) يجعلونه من ائمتهم - وبالمناسبة - كما جعلوا الائمة الاربعة صوفية! لقد صعد خطيبا صوفيا قبوريا جهميا يريد أن يرقق قلوب الناس فطعن في الحسن البصري من حيث لا يدري. فذكر قصة وافترى على الحسن البصري بكلام لا يقوله طويلب علم! وحاصل القصة أن الحسن البصري صد (بجهل) شابا سأله عن قبول التوبة قبل موته. لا أتذكر تفاصيل القصة الان لكنني أذكر أنني بحثت عنها في الشبكة فلم اجدها لأن القصص من هذا النوع عادة ما يتناقلها العوام والقصاص مثل قصة جر الامام أحمد بن حنبل رحمه الله من أمام أحد المساجد.
ـ[مؤرخ المغرب الأوسط]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 12:44]ـ
من الضروري أن نفرق بين المتصوفة السنيين
وهم المتصوفة الذين لم يحيدوا تماما عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ألا ومنهم
أبو حامد الغزالي فلا نعيب عليه شيء
وغيره كثير ومنهم أبو يوسف يعقوب ابن النحوي
وهلم جرا
وبين المبتدعة في الدين البتعدة عنه
فلا والله لا يستوي اللذين يعلمون والذين لا يعلمون
ولا يضير الإسلام شيء من التصوف الذي لا يحيد عن كتاب الله وسنته
فانظروا إلى محمد بن علي السنوسي
فإنه لا يختلف قيد نملة مع محمد بن عبد الوهاب
ويبقى وجه ربك
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 07:36]ـ
كتاب الاحياء = سنارة التصوف والصوفية
شخصيا أعرف صوفيا قبوريا - صاحب تقية - درس شيئا من الكتاب للعوام: الذين فيما بعد أصبحوا صوفية جهمية يحقدون على أهل السنة!
كتاب الغزالي احياء علوم الدين من اعظم مصادر الصوفية - خاصة صوفية تريم في اليمن - وعلى الرغم من شهرة الكتاب إلا أن النقد ليس متكافئا مع شهرة الكتاب. وبقى هذا الكتاب في الظل ينعم بالانتشار بهدوء. فهو سم في قالب من عسل و ضلال في قالب من الحق.
فهذه المحاضرة تبين بعض البلاوي من كتاب الغزالي احياء علوم الدين
أسرار كتاب الغزالي إحياء علوم الدين - للشيخ نظام اليعقوبي
http://www.4shared.com/audio/65lek3yT/_________.html
أو من هذا الرابط:
http://www.archive.org/download/Secr...loumAddein.mp3 (http://www.archive.org/download/SecretsOfIhyaaUloumAddein/SecretsOfIhyaaUloumAddein.mp3)
(يُتْبَعُ)
(/)
أو الاستماع المباشر من (أعلى واجهة) مدونة الاشاعرة الوجه الاخر:
http://www.asha3ira.co.cc (http://www.asha3ira.co.cc/)
وقفات مع كتاب إحياء علوم الدين للغزالي
مهذَّب: (أبو حامد الغزالي والتصوف)
للشيخ عبد الرحمن دمشقية
تهذيب الشيخ سعد الحصين
تحميل ( http://www.saad-alhusayen.com/files/waqafat_ghazaly.zip)
وماذا عن كتب الغزالي في الصفات؟ فاليوم: صوفي = أشعري
عموما هذا كلام فيه فائدة لمن أراد الحقائق:
الوجوه الثلاثة للصوفي الاشعري - بشهادة ابي حامد الغزالي رحمه الله (وفيه شهادته بأن الاشاعرة عالة على المعتزلة)
وقد شاعت في القرن الرابع والخامس والسادس عند الصوفية أو الحكماء أو النظار نظرية تقول: (إن المذهب الشخصي للإنسان لا يلزم أن يكون واحداً)، ولهذا إذا قرأت لأبي حامد ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) كتاباً تجد أنه لا يرى فيه للعقل مقاماً؛ بل يعظم الإشراق، والنفس، وطريقة الصوفية، وتقرأ له كتاباً آخر فتجده فيه رجلاً عقلانياً، وتقرأ له كتاباً آخر فتجده فيه رجلاً واعظِاً .. وهكذا. وقد ظن بعض الباحثين أن الغزالي ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) كانت له أطوار، وهكذا إذا أشكل عليهم مذهب رجل قالوا: كانت له أطوار، والحق أن هذا ليس من باب الأطوار، وقد أجاب الغزالي ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) عن هذا الإشكال فقال: "فإن سألت عن المذهب فالمذهب ثلاثة: مذهب الجدل، الذي يجادل به المخالف للحق -في زعمه- فهذا يكون بالعقل وبعلم الكلام"، وهو أشعري في هذا المقام على طريقة المتأخرين من الأشاعرة، كأبي المعالي الجويني ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000043&spid=1119) ومن سلك طريقتهم ممن خالف طريقة مؤسس المذهب أبي الحسن الأشعري ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000039&spid=1119) . يقول: "وإن سألت عن مذهب العامة فهو وعظ الشريعة في الزواجر والدواعي، وإن سألت عن المذهب الحق، وهو اليقين السر بين العبد وبين ربه، فهو طريقة الصوفية". فأبو حامد ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) يستعمل هذه الطرق، ولذلك لما رد على الفلسفة وكتب كتاب (التهافت) استعمل الطريقة الكلامية، وقال: "إننا نستعين بالمعتزلة في ردنا على هؤلاء".
من شرح التدمرية الشريط السابع - د. يوسف الغفيص ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=Full&audioid=137798)
للمزيد: التقية الاشعرية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 07:43]ـ
مختصر ضلالات الطريقة السنوسية ( http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=74338)
مختصر ضلالات الطريقة السنوسية
تنسيق: أبو نسيبة
الاصدار الاول
11 رمضان 1429
الموافق 11 سبتمبر 2008
ان شاء الله وبه مستعينا أنقل للاخ المسلم و الاخت المسلمة بعض الضلالات السنوسية من كتب الطريقة السنوسية. وهدفي الان ليس التعليق عدا العارض وربما يتم في المستقبل نقض هذه الضلالات بالادلة من الكتاب و السنة ان شاء الله حتى يتجنبها من لا يعرف انحرافات الطرق الصوفية و من ليس متخصصا في دراسة التصوف.
و هدفي تبيين ضلالات هذه الطريقة البدعية حتى يجتنبها المسلم سليم الفطرة والموحد. وذلك بعد تعمد الكذب المبيت على اشاعة أن هذه الطريقة هي طريقة سنية مبنية على الكتاب و السنة وليس فيها الخرافات الموجودة في الطرق الاخرى وذلك من أحد المحسوبين على أهل العلم و الديانة.
وقد اعددت هذا المقال على عجل في نصف ليلة عالما بعدم مناسبته للنشر. ولكن لأهميته آثرت نشره بعيوبه.
نقطة مهمة: سأتعرض فقط للبدع و الضلالات في عقائد الطريقة فقط لا غير
نقطة مهمة: كل النقولات هي من سلسلة مقالات بعنوان:
الدرر البهية في بيان ضلال عقائد الفرقة السنوسية
يمكن الاطلاع على السلسلة بالكامل في الروابط التالية
(يُتْبَعُ)
(/)
17 ( http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v08jun8q.htm%20) 16 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v11may8s.htm) 15 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v27apr8r.htm) 14 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v08apr8p.htm) 13 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v02apr8d.htm) 12 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v08mar8o.htm%20) 11 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v28feb8h.htm) 10 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v17feb8j.htm) 9 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v10feb8i.htm) 8 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v31jan8g.htm) 7 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v13jan8r.htm) 6 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/v02jan8k.htm) 5 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2007a/v22dec7k.htm) 4 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2007a/v10dec7u.htm) 3 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2007a/v25nov7q.htm%20) 2 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2007a/v11nov7t.htm) 1 (http://www.libya-watanona.com/letters/v2007a/v31oct7q.htm)
الاسم الاعظم
ومن الأسرار التي يتداولونها فيما بينهم عند كل شدة أن يقرأ أحدهم سورة يس عشر مرات بعد الفجر قبل صلاة الصبح ثم يقول اللهم إني أسألك يا الله يا من هو أحون قاف أدم حم هاء أمين سبعين مرة أن تفعل لي كذا فإنه يكون بإذن الله تعالى وكان الشيخ أبو الحسن الشاذلي يقول إن ذلك هو الإسم الأعظم".
(السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين)
لمؤسس الطريقة السنوسية
(محمد بن على السنوسي)
صفحة 55
مراتب اليقين
يقول ابن السنوسي في خاتمة كتاب ايقاظ الوسنان ص 128،129،130
"الخاتمة في سنن أهل الله وسبيل عملهم إلى الله وهم كما علم ثلاثة أقسام على حسب مراتب اليقين الثلاث
(الأول) أهل علم اليقين المجدين في النسك والعبادة فاقدي الفتح وهؤلاء حسبهم لزوم أمر الشيخ ودأبه فيلزمه أحدهم ملتزما ادابه في جميع شؤونه معظما له مفنيا في مراده كالميت في يد غاسله يقلبه كيف شاء بلا إرادة منه حاذرا أشد الحذر من إقامة الميزان عليه بإنكار ما يراه صريحا من مخالفة النهج وليستعن على ذلك بإستحضار حال موسى والخضر عليهما السلام فإن الإنكار هو الكسر بدون انجبار، وكل ما تعاصي من مراتب الوصول سببه اعتراض الفكر على الشيخ معمرا أوقاته بالذكر قلبا ولسانا على دأبهم المعروف حتى يغيب الذاكر في المذكور، ويمحق النظر في المنظور، فيشهده بفعله ووصفه، إلى فناء اوصافه، وتجلى ذاته التي جلت عن كل وهم وشبه وحينئذ قد اكتسى حلة من مضى، يعامل كلا بما اقتضى.
ثم ذكر القسم الثاني ....
(والثالث) الراسخون من ذوي التمكين الراقين ذروة سنام (حق اليقين) فهؤلاء كفاهم عن طلب الأحكام ما أتاهم من ربهم من العلوم الدافقة على سرائرهم المطابقة لعين ما شرعه على لسان رسوله تنزلا لا نزلا يقتضي شرعا أو نبوة فكان بعضهم يقول حدثني قلبي عن ربي وبعضهم يسأل عن الشيء فيقول حتى أسأل عنه جبريل وبكونه تنزلا لا نزولا يقتضي شرعا أو نبوة يزول استشكال بعض أهل الظاهر ذلك وجوابه عنه بأن المراد بجبريل صاحب فعله المسئول من الملائكة لا صاحب الناموس فحكمهم بما كشفوا، وعلمهم ما من بحر المواهب اغترفوا، فطريقهم عن التقليد شاسعة، ومناهج يقينهم واسعة، إلا لستر حال، أو تورية في جواب سؤال، وكيف يقلد من امتطى من اليقين ذراه، من الظن الذي لا يغني من الحق شيئا قصاراه، وما أحسن ما قيل في هذا المعنى المثيل:
ومن يسمع الأخبار من غير واسط ... حرام عليه سمعها بالوسائط
وقال ص 130
"ومنهم المستفتي قلبه ومنهم من يمد بالملك في سره المنير كحال أبي يزيد والسيد محمد بن موسى ومنهم المشاهد الرسول المستمد منه كل سؤل وذلك حال الشاذلي والزولي وأبي السعود والمتبولي والمرسي والسيوطي والقناوي وابي مدين والشعراني والشيخ محي الدين ونحوهم فكم أثرت عنهم في ذلك أحوال. وتواترت أقوال، وعدهم بعضهم كالشيخ محي الدين (3) من الصحابة".
رجال الغيب
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول السنوسي الكبير في كتابه السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ص104 متحدثا عمن سماهم رجال الغيب بعد أن ذكر منازلهم وبين بالرسم كيفية الوصول لمعرفة أماكنهم (3)
"فإدا أردت حاجة أو قصدت سفرا فاعرف مكانهم بما مر وصل ركعتين لله تعالى واقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة الإخلاص وبعدها في الأولى الفلق وفي الثانية الناس مرة مرة فإدا سلمت فتوجه إليهم واخط إلى جهتهم سبع خطوات أو ثلاثة ثم اقعد على ركبتيك مفترشا أو متوركا مطرقا متأدبا معهم موقنا بسماعهم لندائك راجيا إجابتهم لدعائك وقل السلام عليكم يا رجال الغيب أيها الأرواح المقدسة أغيثوني بنظرة وأعينوني بقوة يا أقطاب يا أئمة يا أوتاد يا أبدال يا أنجاد يا نقبا أغيثوني يا عباد الله أعينوني بحرمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وأهل بيته وتابعيه أجمعين ثم توجه إلى مقصودك غير شاك في وصولك إلى مطلوبك
ثم إن كان الأمر الذي توجهت إليهم في قضائه يستدعي الجلب أي جلب المنافع إليك كالرزق ورفع الحجاب عن القلب فتتوجه بوجهك إليهم بعد إتمام التوسل بهم والسلام عليهم
وإن كان الأمر يقتضي الدفع كالنصرة على الأعداء في الخروج إلى الحرب أو تسخير الملوك والقضاة وغيرهم ممن إليه حاجة من دفع خصومة أو رفع مظلمة أو زوال فاقة بما عندهم فلتكن في حال خروجك من دارك ودخولك عليهم ووقوفك بين أيديهم مستديرا لجهة رجال الغيب بنية المدافعة بهم والإستناد إليهم والتعويل في كفاية المهمات ودفع الملمات عليهم ويكون وجه المدفوع من الأعداء ومن يراد الدفاع به من الملوك والقضاة وذوي الرياسات إلى ناحية رجال الغيب حتى يظفر بمراده وإلا انعكست النتيجة
وينبغي أن لا يشك في كلام الأولياء حي يصل العامل بقولهم إلي مقصوده فإذا أراد السلطان أو غيره من الجند مباشرة الحرب فينبغي أن لا يفعل ذلك إلا في يوم يتفق فيه مواجهة أعدائه الذين يريد قتالهم لجهة رجال الغيب بحيث يكونون في ظهر العامل الذي هو السلطان والجند فإذا كان ظهر العدو إلى جهة رجال الغيب فليترك ملاقاتهم للقتال وإن اضطر إلى ذلك في هذا الوقت فليتوارى عنهم وليأتهم من خلفهم حتي يكون رجال الغيب خلفه وفي وجودهم فإذا حصل له ذلك ظفر لا محالة وإلا فالظفر لهم
وكذلك من أراد الصيد أو الدخول على أحد من الأعيان لحاجة أو الحاكم أو القاضي بفصل خصومة ينبغي له أن يفعل ما ذكرناه من جعل رجال الغيب خلف ظهره في حال خروجه من بيته وفي حال دخوله على من يريد فوجهه إلى الجهة المقابلة لوجودهم رضي الله عنهم فإنه يكون حينئد وجيها ببركتهم مقضي الحاجة منصورا على الأعداء والخصوم
وان اتفق ان اظهر الحاكم أو القاضي أو من إليه حاجة نحو رجال الغيب حال خروجه ح فينبغي له أن يجعل ظهره نحو رجال الغيب حال خروجه منها أيضا ويقرأ الدعاء ويستمد منهم في هذه الأحوال كلها فإنه يرجع مكرما مسرورا منصورا على خصمه وهذا يفعل في جميع الأمور فإنه تنتج مقاصده بإذن الله
وقد ذكر سيدنا الغوث في جواهره قواعد تتعلق بعلم الدعوة لسرعة الاجابة لا حاجة لنا هنا بذكرها والله الموفق.
المقعدة و الذكر و الخصيتين
واستحضارات شيطانية
يقول ابن السنوسي (1) في كتابه السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ص86،87
(فإذا أراد السالك أن يخرج من الوهم ويشاهد عالم الغيب فينبغي له أن يستحضر الكلمات السبعة التي ينسب إليها التوهم والتفكر ففي حالة الوهم يظهر أثر خواص ذلك الفكر:
فالأول أن يبدأ بالتفكر من المقعدة ويجمع فكره فيها ويقول في حالة لتفكر هذه الكلمة هو أم ومعناه الجواد وسواد زحل وخاصيتها مشاهدة أحكام نفسه
الثاني أن يتفكر في ذكره وبين خصيته ويقول في قلبه حالة التفكير هذه و معناه القدير وحمرة المريخ وخاصيتها حصول الصدق لما يخطر في القلب من الخواطر وحينئذ جميع ما يخطر في قلبه من صلاح أو فساد يكون كذلك
الثالث وسط السرة ويقول في قلبه حالة التفكير رهين ومعناه العيم وغبرة المشتري وخاصيتها حصول العلم اللدني وطي الأرض وفي هدا التفكر يحصل له طي الارض والعلم اللدني
الرابع التفكر تحت الثدي الأيسر ويقول بقلبه نسرين ومعناه الحي وصفرة الشمس وخاصيتها حصول الكشف حتى يكون الغيب لديه كالشهادة وصاحب التفكر يكون عالم الغيب عنده كالشهادة معاينة ويحصل له الإطلاع على خواطر الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامس أن يتفكر في موضع الحلقوم ويقول بقلبه ائي ومعناه المريد وبياض الزهرة وخاصيته التسخير فيطيعه العلوية والسفلية وتنقاد إليه وصاحب هذا التفكر يطيعه جميع العوالم العلوية والسفلية وتنقاد إليه
السادس أن يتفكر بين عينيه اي في جبهته ويقول بقلبه برمم ومعناه المقسط وزرقه عطارد وصاحب هذا الذكر تنفتح له حقائق الأشياء من غير أن يتعلم من احد
السابع أن يتفكر في المحل الذي هو فوق الدماغ أي يتصور فكره هناك ويقول بقبله هنساء ومعناه الكليم وخضرة القمر وخاصيته حصول الكشف عن حقائق الأشياء بمحض الوهب الإلهي من غير كسب وصاحب هدا التفكر تحصل له الحياة التامة كالخضر وهذا التفكر أعظم أنواع التفكرات الذي يحصل للطالبين فيه جميع مقاصدهم وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.)
أطوار الكشف
ويقول ابن السنوسي أيضا ص88
"كما أن الكاتب يحرك القلم وأن يشتغل بنقش الكلمة الطيبة كما ذكر أربعة وعشرين مرة في نفس واحد أو في أنفاس حتى يتمرن على ذلك ثم يشتغل بذكر الأمهات حتى يكشف له عن عالم الناسوت ثم بذكر النبات حتى يكشف له الملكوت ثم بذكر الملفوفات حتى ينكشف له الجبروت ثم بذكر الاخوات حتى ينكشف له اللاهوت وهذه الاذكار مبينة في الجواهر وفي بعض مؤلفات الشيخ تاج الدين قال وفي هذا الطريق سلامة من كشف التجليات النورية والصورية وقد وصلت هذه الطريقة الى شيخنا من الشيخ المحقق الكامل المعمر سيدي عبد الحليم النجراتي .. " ثم ذكر سنده المظلم.
المراحل الشيطانية الى الاتحاد
يقول ابن السنوسي في سلسبيله ص65،66
"وأما الكشف فإنه يحصل بالسلوك وذلك لأن السالك إذا كان في العكفة يكشف له
أولا عن نور الوضوء والصلاة ونور الشيطان والجان ثم يرى الحق في التجلي الصوري بصورة الجماد ثم بصورة المرجان ثم بصورة النبات والأشجار ثم بصورة النخلة ثم بصورة الحيوان ثم بصورة الفرس ثم بصورة نفسه أو شيخه وفي هذا التجلي هلك خلق كثير
ثم يكشف للسالك عن تجلي الأنوار وهو أعظم الحجب وذلك لأن السبعين الألف النور مفرقة في لطائف الإنسان
فيري عشرة الالف منها مستكنة في اللطيفة القابلية ولونها كدر مطبق بعضه على بعض ويشاهد في هذه اللطيفة الجن والعبور عنها سهل لان جبلة الانسان تهرب من الظلمة وتانس بالنور
ثم يرى بعد صفاء القلب عشرة الاف نور منها مستكنة في اللطيفة النفسية ولون أزرق ان أفيض عليه الخير نبت منه الخير وأن أفيض عليه الشر منه الشر باعتبار صفاء القلب وكدره ويشاهد في هذه اللطيفة جهنم وغيرها
ثم يرى عشرة الاف نور منها مودعة في اللطيفة القلبية ولونها أحمر مثل لون النار الصافية إن كان طعامه خالصا من شوائب الشهوة والحرص وإلا فيرى فيه دخان ويصير لونه متكدرا ويحصل له الوقوف عن السير وفي هذه اللطيفة يشاهد وغيرها وللقلب أيضا سبع لطائف ينكشف لبعض السالكين
ثم يرى عشرة الاف نور منها أي من السبعين الالف النور مودعة في اللطيفة الروحية ولونها في غاية الإصرار وفي هذه اللطيفة يشاهد أرواح الأنبياء والأولياء
ثم يرى عشرة الاف نور منها في اللطيفة الملائكة
ثم يرى السالك عشرة الاف نور منها في اللطيفة الخفية ولونها كلون المراة المصقولة وفي هذا المقام يتصل السالك بلطيفة السالك بلطيفة الانانية الخضرية التي هي منبع الحياة ويشاهد نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم
ثم يرى عشرة الاف نور مختفية في اللطيفة الخفية ولونها أخضر ثم يبصر نورا كلون العقيق ثم نورا أبيض لا لون له ثم يبصر نورا بلا لون ولا شكل ولا حين ولا جهة بل محيطا بجميع العوالم فحينئذ تشرق عليه أنوار تجلي الصفات ويتحقق بما في حديث كنت سمعه الخ وقوله في يسمع وبي يبصر الخ ثم يكاشف بالنور المتهلك المستهلك فيه والظاهر به جميع الأنوار
فلم يبق إلا الحق لم يبق كاين ######## فما ثم موجود وما ثم بائن".
وحدة الوجود
يقول ابن السنوسي في سلسبيله في دعاء طويل ص25
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم الحقني بنسبه – أي النبي صلى الله عليه وسلم- وحققني بحسبه وعرفني إياه معرفة أسلم بها من موارد الجهل وأكرع من بها موارد الجهل وأكرع من بها موارد الفضل واحملني على سبيله إالى حضرتك حملا محفوفا بنصرتك واقذف بي على الباطل فادمغه وزج بي في بحار الأحدية وانشلى من أوحال التوحيد واغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها واجعل الحجاب الأعظم حياة روحي ... إلخ.
الاستعاذة بالله
أم
الاستعاذة بالمخلوق
ويقول السنوسي الكبير في كتابه السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ص101
"فإن من المعلوم أن طريق الحق لعزتها محفوفة بالافات والقواطع والأوامر المهلكة من كل جانب وأن الشيخ من الذين إدا رأوا ذكر الله وأن الذكر كما ورد حصن حصين وحجاب مانع بإذن الله وللوسائل حكم المقاصد فتنتج هذه المقدمات أن استحضار صورة الشيخ درع دافع لأسباب غواية الشيطان وسبب جامع للانتظام في سلك شريف إن عبادى ليس لك عليهم سلطان". ويقول أيضا ص31
"ويستأنس بجواز ما يفعله الصادقون منهم في إحضار الأرواح المقدسه بحديث علي عند ابن السني إذا كنت بواد تخاف فيه السباع فقل أعوذ بدانيال من شر السباع الأثر
وفيه مستند أيضا لمن طريقه الرابطة بالشيخ بمعنى إحضار صورة الشيخ في الخيال ليكون عوذة له من افتراس سباع أودية المهالك إياه .. ".
تعليق: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن: 6]
تفسير الاية من التفسير الميسر:
وأنه كان رجال من الإنس يستجيرون برجال من الجن, فزاد رجالُ الجنِّ الإنسَ باستعاذتهم بهم خوفًا وإرهابًا ورعبًا. وهذه الاستعاذة بغير الله, التي نعاها الله على أهل الجاهلية, من الشرك الأكبر، الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة النصوح منه. وفي الآية تحذير شديد من اللجوء إلى السحرة والمشعوذين وأشباههم.
اما بالنسبة للأثر: هذا آثر عن علي رضي الله عنه و هو منكر متنا و إسناده ضعيف جدا
الاتصال الروحي
و
ترك الاعتراض على الله - و- الشيخ
ويقول أيضا في نفس الكتاب ص36
بعد أن ذكر أمورا كثيرا:
"والسابع دوام ربط القلب بالشيخ، والثامن ترك الأعتراض على الله تعالى وعلى الشيخ .. ".
تعليق:
يذكرني عطف لفظ الجلالة على الشيخ بحرف الواو بجعل الشيخ ندا لله تعالى في ترك الاعتراض وذلك بالحديث التالي:
أن يهوديا أتى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال: إنكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت, وتقولون والكعبة. فأمرهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: إذا أرادوا أن يحلفوا, أن يقولوا ورب الكعبة, ويقولون ما شاء الله ثم شئت.
الراوي: قتيلة امرأة من جهينة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1658 خلاصة الدرجة: صحيح
فالمريد عند شيخه كالميت في يد غاسله يقلبه كيف شاء بلا إرادة منه ... كما ذكر ذلك السنوسي
تأصيلات بدعية
ما زلنا مع تأصيلات ابن السنوسي البدعية الضلالية حيث يقول (1) في كتابه السلسبيل صفحة 61،60
"ومنهم من يستتر بالكسب وبيع الأمور المحقرات كالأدهال والبقول ويخاصم من أخذ عليه شيئا بغير حق ولا يسامح بالقليل فيسقط من أعين الناس مع أن قصده الحسن في ذلك إنما هو التسبب في براءة ذمة إخوانه المؤمنين وعدم اعتيادهم أخذ أموال بعضهم بعضا وكان على هذا الشيخ على الخواص نفع الله به. ومنهم من ينفر الخلق عنه بالتظاهر بالجنون وكان على هذا جماعة منهم الشيخ سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه في بدايته.
ومنهم من يرتكب بعض المحرمات التي هي أخف ضررا من العجب ونحوه من الكبائر اللازمة لمخالطة الخلق إلا من شاء الله كتضييع المال وحرق الثياب بالنار وغير ذلك جريا على قاعدة من ابتلى ببليتين فليرتكب أخفهما وكان على هذا جماعة منهم لص الحمام وسيدنا الشبلي وعبد الهادي السودي
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يحكي في هذا الباب أن بعض الناس صحب سيدنا البسطامي ثلاثين سنة مع صيام نهارها وقيام ليلها فقال للشيخ يوما سيدي خدمتك وأطعتك ولم يظهر لي شيء مما يودع الحق قلوبكم فقال له الشيخ يا ولدي لو صمت وقمت ثلاثمائة سنة ما تجد منها ذرة لأنك محجوب بنفسك ومنقطع برؤيتك طاعتك فقال له دلني على الدواء فقال اذهب فاحلق لحيتك وانزع لباسك وعلق في عنقك مخلاة فيها جوز وقل للصبيان من صفعني صفعة أعطيته جوزة ثم در الأسواق كذلك عند من يعرفك فقال سبحان الله لمثلى يقال هذا قال قولك في معرض ذلك سرك لأنك رأيت عظمة نفسك فسبحتها فقال دلني على غير ذلك قال لا دواء لك غيره انتهى.
ولا ينبغي الإنكار على هؤلاء وإن كان لا يقتدى بهم في هذا الأمر فقط لبعد مراميهم نعم إن عاقب الحاكم المتظاهر بهذه الأمورعلى مقتضى الشريعة لا يأثم ولا حرج عليه من الله في ذلك
إلا أن الغالب على الصادق في حاله أن يكون له سلطان على الخلق فلا يتوصل إليه بأذى.
ومنهم من يصلى ويصوم ويعمل سائر أعمال البر خفية من حيث لا يدري أو في البراري ويتظاهر بخلاف ذلك من الحرمات في عين الرائي ككشف العورة والتلطخ بالنجاسات وأكل الحشيش وشرب المغيرات وهو في نفس الأمر ممن تنقلب له الأعيان وتطوي له الأرض كقضيب البان والشيخ أبو سعود هبة الله الشيرازي ثم المكي وغيرهما وقد اجتمعت ولله الحمد بواحد منهم وحصل لي منه إقبال ودعا لي بما أرجوا بركته إن شاء الله تعالى والحكم في هؤلاء المخربين لظاهر الشريعة أن المرتكب منهم للمحرمات إما أن يعتقده العارفون من أرباب القلوب أو يكون المنكر الذي تلبس به غير فاحش
فإن كان صغيرة مع ظهور الخارق فينبغي حسن الظن في هاتين الصورتين فيعتقد لأن تحسين الظن بالمسلمين مندوب إليه والمنكر العسير لا يكاد يسلم منه إلا القليل أو كان بخلاف ما مر فيتوقف فيه وينكر ظاهر ما ينكره الشرع ويحسن فيه الظن إن كان ممن يغيب عن حسه في بعض الأوقات لجواز صدور المنكر منه في غيبته وهو معذور فيه وإلا بأن كان صاحيا مرتكبا للمعاصي الفاحشة وهي الكبائر عاريا عن اعتقاد العارفين فيه فيساء الظن به ويحبس لينجز ذكره اليافعي في الروض ولنسق السند في هذه الطريقة إلى أجل من اشتهر بها وهو سيدنا الأمام الأكبر أبو يزيد البسطامي والأستاذ ذوالنون المصري .. ثم ساق سنده المظلم انتهى.
أسانيد الطريقة السنوسية
الى الزنديق ابن عربي
يفتخر ابن السنوسي بأن له أسانيد لتلك الطرق التي تنسب إلى أولئك الضالين يقول (3) في السلسبيل المعين ص 45، 46
وأما الطريقة السادة الحاتمية!!
"فهي المنسوبة إلى مربى العارفين!!! وأمام الموحدين!!! سيدي!!! محيي الدين محمد ابن علي بن عربي الحاتمي قدس الله سره!!!
ومبني هذه الطريقة على دفع الخواطر بدوام الذكر واللسان مع مواطأة القلب بالكلمة أولا ثم بذكر بالجلالة ثم بذكرها هو هي إذ الوجود الظاهر المشارإليه بهو هي الحقيقة المحمدية ومراقبة الحق على ما يعلم تعالى نفسه
فإذا خفت الخواطر وزالت نطق القلب وهكذا حتى يحس بإمكان خلو الباطن من الذكر ويشعر بقدرته على ذلك فحينئذ يجتهد في تفريغه من الذكر الباطن أيضا
فإن زاحمته الخواطر وقدر على دفعها بعزيمته وإعراضه عنها وعما يوجبها فذاك وإلا فليعد إلى الذكر بالقلب بتعقل الحروف لا بتخيلها كما لا يحدث نفسه بما لا يريد أن يفعله
وإن قويت زحمة الخواطر فليجمع بين ذكرى الظاهر والباطن معا دون فترة حتى يفرغ قلبه ويعدل سطح مرآته عن تشبعات الأحكام الإمكانية بتوحيد كثرتها فإذا تمكن من ذلك فتح له باب ليس للوسائط فيه مجال!!! ولكل مقام رجال!!!
واروي هذه الطريقة بالسند إلى أبي البقاء المكي قائلا وقد وصلت هذه الطريقة إلى شيخنا من والده الشيخ .. ثم ذكر سنده المظلم .. وهو من الشيخ الأكبر!!! مربي العارفين!!! سيدي!!! محيي الدين محمد ابن علي بن عربي الحاتمي .. " انتهى.
اتصال السنوسية بالزنديق الحلاج
وقال أيضا ص 37
(وأما الطريقة السادة الحلاجية) فهي المنسوبة إلى الإمام حسين ابن منصور الحلاج رحمه الله ومبناها على الجمع بالله ويتعلمون في تحصيله بذكر الجلالة بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
طرح الألف واللام منها وتحريك الهاءبالحركات الثلاث يضرب بالمفتوحة على اليمين والمكسورة على اليسار والمضمومة على القلب وفوائده كثيرة إلا أنه لا يجوز الذكر به إلا في الخلوة لعالم بالمدرك هذا وقد علا كثير مما يجب كتمانه حتى اغتربه طائفة خذلهم الله تعالى والعياذ بالله من مكره
وقد وصلت هذه الطريقة إلى شيخنا الشناوي بسنده إلى ابن أبي الفتوح .. صاحب الخرقة شطاح العراق رئيس السكارى والعشاق سيدي أبي المغيث حسين بن منصور بن أبي بكر الأنصاري الحلاج رحمه الله وأثابه!!!
السنوسية و الخرقة
ويقول ابن السنوسي في كتابه المنهل الروي الرائق في أسانيد العلوم وأصول الطرائق ص 105
وقال الشعراني
السر في لبس الخرقة عند الكمل
أنهم يخلعون على المريد الصادق جميع الأخلاق المحمدية حين إلباسهم له
وينزعون منه حال أمرهم له بنزع قلنسوته مثلا جميع الأخلاق الردية
فلا يحتاج ذلك المريد بعد ذلك اللباس إلى معالجة خلق من الأخلاق الشريفة بل تصير سجيته تعطي الأخلاق الحسنة من غير تكلف .... " انتهى.
تعليق:
تعميد المريد أم تجهيز العروس!!
مع تحياتي للشعراني!!
اجازة السنوسية
في فصوص الزنديق ابن عربي
وتأمل أخي الكريم ماذا يقول ابن السنوسي عن الفصوص وعن كيفية تلقيه لذاك الكتاب يقول في سلسبيله ص 33
وقد وقع للحقير ـ ابن السنوسي ـ أنه رأى شيخه أحمد المدني وثم لطيفة وهي أنى قد رأيت شيخنا الشيخ أحمد في المنام وطلبت منه تجديد البيعة فمد لي يده وبشرني بمطلوبي
وهو رضي الله عنه أخذ عن روحانية الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي فراه في واقعة كما رأيت ذلك بخطة وألبسه تاجا كان على رأسه وناوله الفصوص وهو رضى الله عنه لبس كما ذكر في بعض مؤلفاته من روح الله وكلمته السيدعيسى ابن مريم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام وهو لقي نبينا سيد المرسلين ليلة صلى الله عليه وسلم كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة والله المسؤل من فضله أن يحبى [يحيي] موات قلولنا [قلوبنا] بكرمه إنه على ما يشاء قدير. [ورث التاج من عيسى عليه السلام!!!]
وقد قرأت طرفا من الفصوص على شيخنا المبرور وناولنيها مناولة مقرونة بالإجازة بروايته عن مصنفها بواسطة شيخه الشناوي عنه كما مر وسيأتي سندنا فيها وفي غيرها متصلا بشيوخ الرواية العرفية فيما بعد إن شاء الله تعالى .. " انتهى.
شيوخ ابن السنوسي
الاخذ عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
في المنام و اليقظة
يقول ابن السنوسي (3) في كتابه المنهل ص 49
"وأما الأخذ عنه والإجتماع به صلى الله عليه وسلم يقظة ومناما بعد بعد موته صلى الله عليه وسلم فقد حصل لكل من مشايخ السند الثلاثة ـ يتحدث عن شيوخه ـ بل لم يكن لكل منهم في اخر أمره معول في شيء إلا عليه ولا رجوع لأحد إلا إليه صلى الله عليه وسلم [!!!!] بل أهل هذه الطريقة المحمودية من خصوصيتهم ذلك .. ".
خرافة
الرتبة المحمدية
ويقول في كتابه المنهل ص 50
"فتكثر روياه في غالب أحيانه في منامه أولا
ثم في وقائعه في سنة غفلته
ثم في حال يقظته وهي درجة لا تدرك إلا بالذوق فيسترشده [يستنصحه] إذ ذاك فيما يهمه من غالب أمره واقفا عند أمره ونهيه فلا تبق لمخلوق عليه منة إلا النبي صلى الله عليه وسلم
ويسمى صاحب هذه الرتبة محمديا لذلك حقيقا ومريد سلوك سبيله مجازيا ولنا من ذها [هذا] القبيل أسانيد منها روايتنا عن شيخنا البدر المستغانمى عن .. "ثم ساق سنده المظلم.
ويقول في كتابه المنهل ص 54
"فلا يزالون يشتغلون بها حتى يظهر لهم الروح المحمدي عليه الصلاة والسلام مناما ثم يقظة فيريهم ويرشدهم ويوصلهم إلى أعلى المقاماتفيأخذون منه ويستضئون بمشكاته ويحشرون تحت لوائه يوم القيامة إذا حشر الفقراء تحت (سناجق) مشائخهم فيلتحقون بالسابقين الأولين فيا لها من نعمة مأ سناها ورتبة ما أسماها .. ".
تلقي القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم
ويقول في سلسبيله ص 32
"حتى رأى ـ أي شيخه ـ النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين النوم واليقظة يقرأ عليه قوله تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج وكتب له في كفه أسماء الخلوة على نمط الخلوتيه فانتبه الشيخ وهو يسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة الأية هكذا أخبرني شيخنا الأستاذ أحمد المدني وقرأ علي أية وهو سند ثنائي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الأية الشريفة".انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
تعليق الكاتب لا تعليقي:
على وفق هذا المذهب الباطل لسنا بحاجة لعلماء وللعلم أصلا، فهنا ابن السنوسي يزعم أن له سندا ثنائيا للأية الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقاه من شيخه أحمد المدني، أما من نقلوا إلينا القرءان من الصحابة والتابعين وغيرهم من القراء المتقنين، فكل هؤلاء ضرب بهم ابن السنوسي عرض الحائط!!.
رواية القرآن
عن تابعي صحابة الجن
ويقول أيضا في سلسبيله ص 50
"وشيخه سيدي محمد السردي المشهور بابن أبي حمايل يروي القراءن العظيم عن بعض التابعين من الجن!!! وهو عن بعض الصحابة من الجن!!! وهو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة!!! ومناما وسمعت من لفظه ايات كثيرة وقرأت عليه الفاتحة ومن أول البقرة إلى قوله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها. وأجازني بالقرءان جميعه ولله الحمد على هذه المنة العظمى وألبسني بيده الكريمة شملة حمراء وأرخى لي عذبتها وقال لي عند الباسه أياي هذا لباس سيدنا محمد ألبسه من شئت ولقننى مرارا وصافحني وهو أخد ذلك عن شيخ والده الشيخ عمر بن بدر الدين العادلي .. ثم ساق سنده المظلم ". انتهى
تعليق الكاتب لا تعليقي:
ولاحظ قوله" يروي القراءن العظيم عن بعض التابعين من الجن!!! وهو عن بعض الصحابة من الجن!!! .. "
فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!!
رؤوس الصوفية
الروحيين للسنوسية
يقول ابن السنوسي ص 130
"ومنهم المستفتي قلبه ومنهم من يمد بالملك في سره المنير كحال أبي يزيد والسيد محمد بن موسى ومنهم المشاهد الرسول المستمد منه كل سؤال وذلك حال الشاذلي والزولي وأبي السعود والمتبولي والمرسي والسيوطي والقناوي وابي مدين والشعراني والشيخ محي الدين ونحوهم فكم أثرت عنهم في ذلك أحوال. وتواترت أقوال، وعدهم بعضهم كالشيخ محي الدين (3) من الصحابة".
ويقول أيضا ص9 من كتابه السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين:
" فكانوا يشتغلون بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم حتى صاروا يأخدون عنه ويسترشدون منه ويستضيئون بأنوار مشكاته في متابعته وسكونه وحركاته وتشرفوا برؤيته يقظة وصار يربيهم بلا واسطة صلى الله عليه وسلم".انتهى
تعليق الكاتب لا تعليقي:
فتأمل قوله " ومنهم المشاهد الرسول المستمد منه كل سؤال .. "، و قوله " وعدهم بعضهم كالشيخ محي الدين ـ ابن عربي الزنديق الذي كفره العلماء ـ من الصحابة". وكما قلت من قبل، وكون هذا الزنديق يعد أولئك الضالين من الصحابة لاعتقاده أنهم كانوا يلتقون مع النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، وكانوا يسألونه مشافهة!!
ابن السنوسي والاطلاع على خواطر الناس
بل بلغ بابن السنوسي إلى أبعد من ذلك، حيث يزعم أنه يطلع على ما يدور في خواطر الناس، يقول عبد المالك بن عبد القادر بن علي
" كان السيد رحمه الله في غاية من الجمال الخَلقي فضلاً عن الخُلُقي و كان في عنفوان شبابه و صادف أن كان يوماً من الأيام يُلقي درساً في زاوية السادة المحاجيب هذه و كان من بين المستمعين رجلٌ ذو مكانة يُحدِّق بنظره إلى السيد طيلة الدرس و خطر في باله أن هذا الجمال الفائق لا يسلم من كونه وقع منه أو عليه و وسوس له الشيطان أموراً معروفة ..
فبعد أن أتم الدرس وقام الحاضرون حسب العادة المتبعة يسلمون على يده الشريفة للإنصراف .. و أتى هذا الرجل للتسليم عليه فقبض على يده و أجلسه بجنبه حتى خرج الناس ثم التفت إليه و قال له: يا أخي إن الذي حفظنا في الكِبَر حفظنا في الصَغُر فخجل هذا الرجل وعّدّ أن هذه كرامة لهذا السيد الجليل عظيمة".
تقاليد السنوسية
وهنا أرى من المناسب نقل كلام للشيخ الطاهر الزاوي (2) الذي تحدث عن السنوسية بكلام يتوافق تماما مع ما يدعوا إليه ابن السنوسي من تعظيم وتقديس للشيخ حيث قال في كتابه جهاد الأبطال:
"قضى السنوسية جل حياتهم قبل الحرب الطرابلسية وبعد وفاة السيد المهدي في عزلة عن الناس، وكانت إقامتهم في الكفرة والجغبوب، واكتسب جدهم السيد محمد بن علي السنوسي شهرته من طريق الدعوة إلى الله وإرشاد العامة.
ومن هذه الطريق تسربت الشهرة إلى ابنائه وأحفاده، وكان بعض الناس يرحلون إلى الكفرة والجغبوب لزيارتهم، واتخذوا لهذه الزيارة تقاليد منها:
الإستئذان بعد ثلاثة أيام من قدوم الزائر وأن يخلع الزوار نعالهم عند المقابلة، وأن يدخلوا عليهم زاحفين على الأيدي والركب، أو ماشيا على هيئة الراكع، فإذا ما وصل الزائر إلى أحدهم وهو جالس، قبل يده وركبته، ثم رجع القهقري حتى يصل محل جلوسه، فيجلس في صمت وخشوع،
وبعد هنيهة يرفع السنوسي يده علامة الإذن بالإنصراف، فيرفع الحاضرون أيديهم ويقرأون الفاتحة، وبهذا تنتهي الزيارة، ويذهب الزائر حيث شاء، فإذا كان الزائر من ذوي المكانة والتقدير فلزيارته نظام غير هذا.
ومن عادات السنوسية في أسفارهم أن يكون معهم جماعة من حفاظ القران يسمون الإخوان، يقرأون الأوراد التي تتطلبها الطريقة السنوسية ومن ضمنها قراءة شئ من القران أينما حطوا رحالهم.
وكلمة (إخوان) يطلقها السنوسية على اتباعهم (كما كان المهدي بن ترموت) يسمى أتباعه. وهؤلاء الإخوان يتفاوتون في الحظوة لدى السنوسية، فكبرائهم هم الحجاب عليهم والوسطاء بينهم وبين الناس، فإذا أراد أحد الزيارة أحد السنوسية فلا بد من الإستئذان له من طريق أحد الإخوان، وقد لا يحصل الإذن بالزيارة قبل ثلاثة أيام، وهو الغالب، فإذا أراد الزائر استعجال الإذن لضيق وقته أو لأي أمر قيل له حتى يحصل الإذن.
وإذا غضب أحد السنوسية على أحد من الزوار أو من الأخوان قيل له أنت مهجور والرجل العامي من أتباعهم يفضل الموت على أن يسمع من أحد أسياده السنوسية أنه مهجور.
وقد بلغ حب سكان البادية لهم أن يسموهم الأسياد، وكلمة الأسياد في برقة لا تطلق إلا على السنوسية، وأن يقولوا لنسائهم (أمهاتنا) تشبيها لهن بأمهات المؤمنين، نساء النبي صلى الله عليه وسلم .. " انتهى.
تحديد أماكن رجال الغيب
بالرسم
http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/p02jan8l.jpg (http://www.libya-watanona.com/letters/v2008a/p02jan8l.jpg)
يتضح من النقولات ان السنوسية ليست طريقة مبنية على الكتاب و السنة
بل من غلاة الصوفية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 08:00]ـ
وأخيرا .. وهو ما يجب على كل عامي وطالب علم أن يعلمه أولا وألا يغيب عنه دائما:
أعظم سلاح قبوري على الاطلاق: التقية الصوفية والتقية الرافضية
http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html
وصل اللهم وسلم على رسولك الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المفتقر لرحمة رب العالمين]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 12:11]ـ
بدأ التصوف عند أهل الأهواء من الشيعة و الخوارج في زمن التابعين إقتداء بعيسى عليه السلام لما حدث من الفتن و التأويلات للكتاب و السنة الباطلة من الجهال العوام
و لبس الصوف ليس إلى رمزا لهذه الفرقة الضالة إغتر بها الناشأة بعدهم من الصالحين الزهاد لما في لبس الصوف من التقشف و البذاذة و قد لبسه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أنه كان يحب القميص من الكتان أكثر من الصوف و يحب القطن كذلك
فليس لبس الصوف من القربات التي تميز المسلم من الكافر حتى تصير نسبة للمسلمين و هذا حديث يدل على أن سلفنا قد تفطنوا لضلال هذه الفرقة
اعلم هذا الكلام لم ينقله عالم فضلا عن عامي وربما انت من اخترت هذه الكلمات التي ليس فيها 1% من الصحة
واورد قول شيخ الاسلام ابن تيمة رحمه الله هذا الشيخ الجليل الذي كان على مقربة من التصوف وعلى علم به ولم يقل مثل ما قلت:
((أما الأعمال التى يحبها الله من الواجبات والمستحبات الظاهرة والباطنة فكثيرة معروفة وكذلك حبه لأهلها وهم المؤمنون أولياء الله المتقون.
وهذه المحبة حق كما نطق بها الكتاب والسنة والذى عليه سلف الأمة وأئمتها وأهل السنة والحديث وجميع مشائخ الدين المتبعون وأئمة التصوف أن الله سبحانه محبوب لذاته محبة حقيقة بل هى أكمل محبة فانها كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ) وكذلك هو سبحانه يحب عباده المرمنين محبة حقيقة.))
التحفة العراقية في الأعمال القلبية - (ج 1 / ص 54)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[19 - Dec-2010, صباحاً 04:42]ـ
إعلم رحمك الله يا بن الفلوجه أن المسلم هو الذي سلم المسلمون من لسانه و يده
هذا أولا
ثانيا أن المسلم ليس شيعة و لا صوفية و إنما هم مسلمون لله و رسوله و مؤمنون ليس لهم نسب غير الإسلام و الإيمان
و إذا كنت تقرأ التحفة العراقية و تترك كتاب الله و سنة رسول الله فعيلك أن تراجع إيمانك هل أنت مؤمن بالله و رسوله حقا
ثم أراك من العراق فهل أن صوفي؟
ـ[المفتقر لرحمة رب العالمين]ــــــــ[20 - Dec-2010, صباحاً 07:36]ـ
[ quote= أبو عبد البر رشيد;444110] إعلم رحمك الله يا بن الفلوجه أن المسلم هو الذي سلم المسلمون من لسانه و يده
هذا أولا
ثانيا أن المسلم ليس شيعة و لا صوفية و إنما هم مسلمون لله و رسوله و مؤمنون ليس لهم نسب غير الإسلام و الإيمان
و إذا كنت تقرأ التحفة العراقية و تترك كتاب الله و سنة رسول الله فعيلك أن تراجع إيمانك هل أنت مؤمن بالله و رسوله حقا
بسم الله الرحمن الرحيم
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125]
الحمد على نعمة الاسلام ونعمة الايمان
لكن عندي بعض الاسئلة؛
هل ان الذي يأتي بكلام العلماء يكون ايمانه قد ذهب؟
هل تعتقد هذه المقالات يراد بها وجه الله؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 12:32]ـ
كلامك يدل على أنك تصحح أسماء و نسبة غير الإسلام و الإيمان
أليس هذا من دعوى الجاهلية التي نها عنها الشرع
و السآل الذي يفرض نفسه هو هل أنت صوفي مسلم أم أنت شيعي مسلم أم أنت مؤمن مسلم؟
فإذا إجتزت هذا الإمتحان سهل عليك الباقي إنشاء الله
ـ[المفتقر لرحمة رب العالمين]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 11:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد: فقد روى مسلم في صحيحه (ج 1 / ص 28)
حَدَّثَنِى أَبِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ». قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِى «يَا عُمَرُ أَتَدْرِى مَنِ السَّائِلُ». قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»
هذا الذي اؤمن به ولله الحمد والمنة وبمراتب الدين الثلاثة: مسلم مؤمن محسن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 12:37]ـ
الحمد لله على نعمة الدين
إعلم أنك ستلقى الله يوم القيامة فيسألك عن النعيم فأول ما يقال للعبد " ألم أصحح لك جسمك و أروك من الماء البارد "
و قال له " ألم أخلقك ألم أرزقك ألم أسخر لك الخيل و الإبل و أتركك ترأس و بربع "
و يقال " أفضننت أنك ملاقي "
و سيحاسبك على الذنوب فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء
اللهم إغفر لنا يا رب و إرحمنا
فالحمد لله على الهداية فعليك بسنة النبي صلى الله عليه و سلم و إياك و محدثات الأمور(/)
عاشوراء آلام وأحكام. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى
ـ[أسامة خضر]ــــــــ[15 - Dec-2010, صباحاً 08:05]ـ
عاشوراء آلام وأحكام
يوم عاشوراء يوم من أيام الله، وهو العاشر من شهر الله المحرم، فيه جرت وقائع وأحداث، منها ما كان في عهد موسى عليه السلام فيوم الزينة هو يوم عاشوراء على قول، قاله سعيد بن جبير عن ابن عباس: (أنَّ يومَ الزينة الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون والسحرة، هو يوم عاشوراء). انظر الطبري: (16/ 177)، الدر المنثور: (5/ 584 – 585)، تفسير ابن كثير (12/ 140).
وفي كنز العمال (24255): (من صام يوم الزينة؛ أدرك ما فاته من صيام السنة) يعني يوم عاشوراء. (الديلمي عن ابن عمر)
وفي أيضا كنز العمال (24590): عن كريب بن سعد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: (إن الله لا يسألكم يوم القيامة إلا عن صيام رمضان، وصيام يوم الزينة) يعنى يوم عاشوراء. (ابن مردويه)
في [سنة إحدى وستين: فيها يوم عاشوراء؛ استشهد ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبطه؛ أبو عبد الله الحسين بن علي، بكربلاء، عن ست وخمسين سنة. وكان قد أَنِفَ من إمرة يزيد ولم يبايعْه. وجاءته كتبُ أهل الكوفة يحضونه على القدوم عليهم، فاغترَّ وسار في أهل بيته. والقصة فيها طول]. العبر في خبر من غبر للذهبي.
و [قال قتادة: قتل الحسين يوم الجمعة، يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف شهر] البداية والنهاية (6/ 258)
وقد تنبَّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقتله رضي الله تعالى عنه وهو طفل صغير؛ فقد ثبت عن أم الفضل بنت الحارث؛ أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: (يا رسول الله! إني رأيت حلما منكرا الليلة)، قال: "وما هو؟ " قالت: (إنه شديد!) قال: "وما هو؟ " قالت: (رأيت كأنَّ قطعة من جسدك قطعت، ووضعت في حجري)، فقال: "رأيت خيرا، تلد فاطمة إن شاء الله غلاما، فيكون في حجرك"، (فولدت فاطمة الحسين، فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فدخلت يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان من الدموع، قالت فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك؟! ... ) قال صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام، فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا". (يعني الحسين)، فقلت: (هذا؟!) فقال: "نعم! وأتاني بتربة من تربته حمراء". أخرجه الحاكم (3/ 176 - 177)، السلسلة الصحيحة (821).
وعن عائشة أو أم سلمة .. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحدهما: "لقد دخل عليَّ البيتَ ملكٌ لم يدخل عليَّ قبلها، فقال لي: إن ابنك هذا؛ حسين مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها". ما عند أحمد (6/ 294) الصحيحة (822).
عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي؛ وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى (نينوى) وهو منطلق إلى صفين، فنادى عليٌّ: (اصبر أبا عبد الله! اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا؟ قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله! أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟) قال: "بل قام من عندي جبريل قبلُ، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات". قال: "فقال: هل لك إلى أن أُشِمَّك من تربته؟ " قال: "قلت: نعم! فمد يده، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عينيَّ أن فاضتا". أخرجه أحمد (1/ 85، رقم 648)، الصحيحة (1171).
وعن أنس قال: (استأذن ملك القطر ربه أن يزورَ النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فكان في يوم أم سلمة ... فبينا هي على الباب؛ إذ دخل الحسين بن علي ... فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتلثمه ويقبله، فقال له الملك: تحبه؟ قال: "نعم! " قال: أما إن أمَّتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: "نعم! " فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه، فأراه إياه فجاء سهلة، أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة، فجعلته في ثوبها، قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء. أخرجه أحمد (3/ 242 و 265) وابن حبان (2241) وأبو نعيم في (الدلائل) (202).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج الطبراني عن عائشة: "يا عائشة! إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف ... ". قال الهيثمي (9/ 188): [رواه الطبراني في (الكبير) و (الأوسط) وفي إسناد (الكبير) ابن لهيعة، وفي إسناد (الأوسط) من لم أعرفه].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ما كنا نشك -وأهل البيت متوافرون- أن الحسين بن علي يقتل بـ (الطف) ". أخرجه الحاكم (3/ 179).
وفي السلسلة الصحيحة عند الكلام على حديث (2729): "كان لا يخيل على من رآه"، ذكر الألباني رحمه الله تعالى رواية من طريق يحيى بن أبي بكير: أخبرنا علي -و يكنى أبا إسحاق- عن عامر بن سعد البجلي قال: لما قتل الحسين بن عليٍّ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: ((إن رأيت البراء بن عازب؛ فأقرئه السلام، وأخبره أن قَتَلَةَ الحسين بنِ عليٍّ في النار، وإن كاد الله أن يسحقَ أهلَ الأرضِ منه بعذاب أليم)). قال: فأتيت البراء فأخبرته، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتصور بي". أخرجه في مسند الروياني (21/ 2) وهكذا أخرجه الدولابي في (الكنى) (1/ 101) في ترجمة علي أبي إسحاق.
إنهم يتسببون في قتله ويستدرجونه، ثم يسلمونه ولا يدافعون عنه، ثم يسألون عن دم البعوض أو البرغوث نجس أم لا، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا لابْنِ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ؛ فَقَالَ: (مِمَّنْ أَنْتَ؟!) فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: (انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ؛ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا"). صحيح البخاري.
وبهذه المناسبة إليكم بعضَ ما تيسر من الروايات الصحيحة عندنا معشر أهل السنة في فضائل بعض أهل البيت:
"ابْنايَ هذان الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدا شَبابِ أهْلِ الجَنَّةِ وأبُوهُما خَيْرٌ مِنْهُمَا". (ابن عساكر) عن علي وعن ابن عمر. (47) صحيح الجامع.
"أتاني جبريل فبشرني: أن الحسن والحسين: سيدا شباب أهل الجنة". (ابن سعد) عن حذيفة (63) صحيح الجامع.
"أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه عز وجل أن يسلم عليَّ ويبشرني؛ أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة". (أحمد ترمذي نسائي ابن حبان) عن حذيفة (1328) صحيح الجامع.
"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة؛ إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة؛ إلا ما كان من مريم بنت عمران". (أحمد، الجماعة، ابن حبان، طبراني، حاكم) عن أبي سعيد. (3181) صحيح الجامع.
"حسين مني وأنا منه، أحبَّ اللهُ من أحب حسينا، الحسن والحسين سبطان من الأسباط". (بخاري في الأدب المفرد ترمذي ابن ماجه حاكم) عن يعلى بن مرة. (3146) حسنه في صحيح الجامع.
"الحسن مني، والحسين من عليّ". (أحمد، ابن عساكر) عن المقدام بن معدي كرب. (3179) حسنه في صحيح الجامع.
"هذان ابناى وابنا بنتي، اللهم! إني أحبهما، فأحبهما وأحب من يحبهما". (ترمذي، وابن حبان) عن أسامة بن زيد. (7003) حسنه في صحيح الجامع
عن أبي بَكْرَةَ قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى، وَيَقُولُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ". بخاري
"أما أنت يا جعفر! فأشبهت خَلْقي وخُلُقي، وأما أنت يا عليّ! فمني وأنا منك، وأما أنت يا زيد! فأخونا ومولانا، والجارية عند خالتها، فإن الخالة والدة". (أحمد) عن علي (1347) صحيح الجامع
(يُتْبَعُ)
(/)
"أما أنت يا جعفر! فأشبه خَلْقُك خَلقي، وأشبهَ خُلُقي خُلُقَك، وأنت مني وشجرتي، وأما أنت يا عليّ! فخَتَني وأبو ولدي، وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيد! فمولاي ومني وإليَّ، وأحبُّ القوم إليَّ". (أحمد طبراني حاكم) عن أسامة بن زيد. (1348) صحيح الجامع.
"إنّ الله قد جَعَلَ لِجَعْفرٍ جَناحَيْنِ مُضَرَّجَيْنِ بالدَّمِ يَطِيرُ بِهِما مَعَ المَلائِكَةِ". (الدار قطني في الأفراد حاكم) عن البراء. (1792) صحيح الجامع.
"دخلت الجنة البارحة، فنظرت فيها؛ فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئ على سرير". (طبراني، ابن عدي حاكم) عن ابن عباس. (3363) صحيح الجامع
"حمزة بن عبد المطلب أخي من الرضاعة". (ابن سعد) عن ابن عباس وأم سلمة. (3157) صحيح الجامع.
"حمزة سيد الشهداء يوم القيامة". (الشيرازي في الألقاب) عن جابر. (3158) صحيح الجامع.
"رأيت الملائكة تغسل حمزة بن عبد المطلب وحنظلةَ بن الراهب". (طبراني) عن ابن عباس. (3463) حسنه في صحيح الجامع
"سيد الشهداء؛ حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله". (حاكم، الضياء) عن جابر. (3675) حسنه في صحيح الجامع
"لولا أن تجد صفية في نفسها؛ لتركته حتى تأكل العافية، حتى يحشر من بطونها". -يعني حمزة- (أحمد، أبو داود، ترمذي) عن أنس. (5324) حسنه في صحيح الجامع
"عمي وصنو؛ أبي العباسُ". (أبو بكر في الغيلانيات) عن عمر. (4104) صحيح الجامع
"العباس عمُّ رسول الله، وإن عم الرجل صنو أبيه". (ترمذي) عن أبي هريرة. (4120) صحيح الجامع
"من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه". (ابن عساكر) عن ابن عباس. (5922) حسنه في صحيح الجامع
"لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا". (الباوردي) عن أنس، (ابن عساكر) عن جابر وابن عباس وابن أبي أوفى. (5272) صحيح الجامع
فصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآل بيته الطيبين، وجميع أصحابه الغر الميامين، ومن أحبهم ووالاهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
عاشوراء أحكام وصيام
روايات في يوم عاشوراء:
عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، وَكَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ، فَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ رَمَضَانَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ"). بخاري
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ (أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِهِ، حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ"). بخاري.
وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلاً يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: "إِنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلا يَأْكُلْ". بخاري.
وعَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: (أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: "مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ".) قَالَتْ: (فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ؛ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ، حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ). البخاري.
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ؛ تُرِكَ)، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَصُومُهُ إِلاَّ أَنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ. بخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
وعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ، عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: (يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ! أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يَكْتُبْ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ"). بخاري.
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ"). فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ). بخاري.
وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ". بخاري.
وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَإِذَا أُنَاسٌ مِنْ الْيَهُودِ يُعَظِّمُونَ عَاشُورَاءَ وَيَصُومُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَحْنُ أَحَقُّ بِصَوْمِهِ"). فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ. بخاري.
وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؛ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا، وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ"). مسلم.
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلاَّ هَذَا الْيَوْمَ؛ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ). بخاري.
وعن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: (حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ؛ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ". قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.) مسلم
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ؛ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ". مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن عشت إن شاء الله إلى قابل؛ صمت التاسع؛ مخافة أن يفوتني يوم عاشوراء". صحيح أبي داود (2113)، الصحيحة (350)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوم عرفة؛ غفر له سنة أمامه، وسنة خلفه، ومن صام عاشوراء غفر له سنة". رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن، صحيح والترهيب (1013).
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وتجاوز عن سيئها، وجعل الله هذا العام الجديد عام خير وبركة، وألفة ومحبة ووئام، ووحدة وتوحُّد بيننا لا انقسام، اللهم آمين!
من بدع عاشوراء
فتوى وجوابها:
[سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
سئل شيخ الإسلام، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، ابن تيمية الحراني -قدس الله روحه- عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل والاغتسال، والحناء والمصافحة، وطبخ الحبوب، وإظهار السرور، وغير ذلك إلى الشارع:
فهل ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح؟ أم لا؟
وإذا لم يرد حديث صحيح في شيء من ذلك؛ فهل يكون فعل ذلك بدعة أم لا؟
وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم والحزن والعطش، وغير ذلك من الندب والنياحة، وقراءة المصروع، وشق الجيوب هل لذلك أصل أم لا؟
فأجاب: الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه سلم، ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين. لا الأئمة الأربعة، ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئًا، لا عن النبي صلى الله عليه سلم، ولا الصحابة ولا التابعين، لا صحيحًا ولا ضعيفًا، لا في كتب الصحيح، ولا في السنن ولا المسانيد، ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة.
ولكن روَى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل: ما رووا (أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام). و (من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام). وأمثال ذلك.
ورووا فضائل في صلاة يوم عاشوراء، ورووا أن في يوم عاشوراء توبة آدم، واستواء السفينة على الجودي، ورد يوسف على يعقوب، وانجاء إبراهيم من النار، وفداء الذبيح بالكبش، ونحو ذلك.
ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه سلم: (أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء: وسع الله عليه سائر السنة).
ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب.
ولكنه معروف من رواية سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال: (بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته).
وإبراهيم بن محمد بن المنتشر من أهل الكوفة، وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان:
طائفة رافضة: يظهرون موالاة أهل البيت، وهم في الباطن إما ملاحدة زنادقة، وإما جهال، وأصحاب هوى.
وطائفة ناصبة: تبغض عليًا وأصحابه لما جرى من القتال في الفتنة ما جرى.
فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية تظهر موالاته، وموالاة أهل بيته تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية؛ من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية.
والذي أمر الله به ورسوله في المصيبة -إذا كانت جديدة- إنما هو الصبر والاحتساب والاسترجاع، كما قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".
وقال: "أنا بريء من الصالقة، والحالقة، والشاقة".
وقال: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها؛ تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب".
وفي (المسند) عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من رجل يصاب بمصيبة، فيذكر مصيبته، وإن قدمت، فيحدث لها استرجاعًا، إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها".
وهذا من كرامة الله للمؤمنين: فإن مصيبة الحسين وغيره إذا ذكرت بعد طول العهد، فينبغي للمؤمن أن يسترجع فيها، كما أمر الله ورسوله، ليُعطى من الأجر مثل أجر المصاب يوم أصيب بها.
وإذا كان الله تعالى قد أمر بالصبر، والاحتساب عند حدثان العهد بالمصيبة؛ فكيف مع طول الزمان، فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال، والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتمًا، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وانشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن، والتعصب، وإثارة الشحناء، والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين، وكثرة الكذب، والفتن في الدنيا.
ولم يعرف طوائف الإسلام أكثر كذبًا وفتنًا، ومعاونة للكفار على أهل الإسلام؛ من هذه الطائفة الضالة الغاوية، فإنهم شرٌّ من الخوارج المارقين.
وأولئك قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: "يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء يعاونون اليهود والنصارى والمشركين على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأمته المؤمنين كما أعانوا المشركين من الترك، والتتار على ما فعلوه ببغداد، وغيرها بأهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة ولد العباس، وغيرهم من أهل البيت والمؤمنين، من القتل والسبي وخراب الديار، وشرُّ هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام؛ لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام.
فعارَض هؤلاء قومٌ إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشر بالشر، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح، والسرور يوم عاشوراء كالاكتحال، والاختضاب، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسمًا كمواسم الأعياد والأفراح.
وأولئك يتخذونه مأتمًا يقيمون فيه الأحزان والأتراح.
وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة، وإن كان أولئك اسوأ قصدًا، وأعظم جهلاً، وأظهر ظلمًا، لكن الله أمر بالعدل والإحسان.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إنه من يعش منكم بعدي؛ فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الامور فإن كل بدعة ضلالة".
ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئًا من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح، ولكنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة؛ وجد اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: "ما هذا؟ "، فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى من الغرق، فنحن نصومه، فقال: "نحن أحق بموسى منكم"، فصامه، وأمر بصيامه.
وكانت قريش أيضًا تعظمه في الجاهلية]. أهـ من (مجموع الفتاوى): (25/ 299)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه وألّف بين جُمَلِه وكلماتِه ونقلَه من مظانِّه:
العبدُ الفقير إلى عفو الحميد المجيد:
أبو المنذر فؤاد بن يوسف أبو سعيد
من الزعفران بالمغازي في غزة المحروسة- فلسطين
عند غروب شمس الثلاثاء بعد نهار شديد البرد
ثامن المحرم 1432 هجرية
14/ 12/ 2010 رومية(/)
ما هو حال الدّعوة إلى الله في بلدك؟ سؤال موجّه إلى كلّ عضو.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 12:33]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنِ اهتدى بهداه؛ أمّا بعد:
فمِنْ باب الأخوّة الإيمانيّة السّؤال عن حال إخواننا حتَّى نُؤْنِسَ وحْشَتهم إنْ كانوا غرباء ونفرح لِفَرحهم، ونُعينَهم إنْ وجدنا الوضع يلزم ذلك، ونحاول حلَّ مشاكلهم بطريقة سؤال العلماء إنْ لم يستطيعوا التّواصل معهم. ولهذا الغرض أنشأت هذا الموضوع، وقد كانت الدّولة السّعوديّة ترسل البعوث مِنَ الدّعاة والعلماء للسّؤال عنْ أخبار المسلمين، وتفقّد حاجاتهم، ولنشر الدّعوة إلى الإسلام والتّوحيد والسّنّة، ولِتَعضيد من دعا إلى الهدى، ولإغاضة من دعا إلى الضّلالة. والآن منَّ الله علينا بشبكة الأنترنت، فنحمد الله على هذه النّعمة باللّسان وكذا بالأعمال بِأن نصْرِفها فيما يُرضي الله تعالى مِنْ نَشرٍ للإسلام عبر مواقع الانترنت، و عبر الرّسائل الخاصّة والعامّة.
ولِمَنْ أراد المشاركة في هذا الموضوع فعليه أنْ يتَّسِمَ بالتَّفاؤل ولا يقل: هلك النّاس، ولا يذكر المسائل الخلافيّة الاجتهاديّة الّتي ليس فيها مخالفة نصّ صريح، حتّى لا يضرّ بالأخوّة الإيمانيّة. ولْيَذْكُر النّشاطات الدّعويّة اللّتي تقام في منطقته، وكذا المشايخ الّذين ينشطون بإقامة المحاضرات والنّدوات، والّذين يستحقّون الثّناء لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (من لم يشكر النّاس لم يشكر الله)، ولا يعرف الفضل لذوي الفضل إلاّ أهل الفضل. وأمّا الدّعاة الّذين هم تحت ضغط فلا داعي لأنْ يذكرهم حتّى لا يضرّهم، ويضرّ مَنْ معهم، ويَذكُر المنطقة على العموم بأنّها مثلا في طريقها إلى السّنّة ... ؛ ولْتُراعَى المصلحة في ذلك.
وأبدأ أنا بذكر ما عليه الجزائر اليوم، فهي بحمد الله في أمن واستقرار، بعد خوف ودمار، وهذا بفضل الله ثمّ بإرشادات الشّيخين الجليليْن الّذَيْن كان لهما أثر طيّب في الدّعوة إلى الله، وهما الشّيخ عبد المالك رمضانيّ، والشّيخ محمّد علي فركوس، حفظهما الله وسائر الدّعاة الآخرين، حيث علّموا النّاس السّنّة وحذّروهم مِنَ الشّرك وأهله ومِنَ البدع وأهلها، وخاصّة مِنْ مذهب الصّوفيّة ومن مذهب الخوارج، ونقلوا لنا أقوال علماء الحجاز فتأثّر الشّباب والكهول والشّيوخ بالدّعوة السّلفيّة، وأصبح النّاس يستمعون للعلماء وبخاصّة الشّيخ ناصر الدّين الألبانيّ، والشّيخ عبد العزيز بن باز، والشّيخ محمّد بن صالح العثيمين -رحمهم الله-.
وكذلك لا ننسى مجهودات دعاة آخرين كمجهودات الشّيخ عبد الغنيّ عوسات في دعوته إلى الله، في منطقة القبائل، باللّغة الأمازيغيّة.
وكذلك الشّيخ عزّ الدّين رمضانيّ، والشّيخ عبد المجيد جمعة، والشّيخ نجيب جلواح، والشّيخ سمير مرابيع، والشّيخ نور الدّين يطّو، والشّيخ الازهر سنيقرة، والشّيخ محمّد بوسنّة، وآخرون لا أذكُرُهم الآن، لعلّ الإخوة يذكّروننا بهم. وكان لهؤلاء الدّعاة المصلحين تلاميذ، قاموا أيضا بجانب مِنَ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فأصبحوا كما وصف الله صحابة نبيّنا مع نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ((كزع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه)).
نسأل الله أنْ يثبّتنا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة. والله أعلم وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد.(/)
ما الحل مع المبتدعة؟
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 03:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الحل مع المبتدعة؟!
وضحنا و بيّنا و شرحنا لكن لا جدوى والله المستعان, يحرقني قلبي أن يكونوا من أهل الصيام و القيام , ومن أحسن الناس دينًا - من ناحية القيام بالفروض والسنن -و من أحسن الناس أدباً لكن عندهم إبتداع لإتباعهم أصاغر الناس في العلم.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 04:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الحل مع المبتدعة؟!
وضحنا و بيّنا و شرحنا لكن لا جدوى والله المستعان, يحرقني قلبي أن يكونوا من أهل الصيام و القيام , ومن أحسن الناس دينًا - من ناحية القيام بالفروض والسنن -و من أحسن الناس أدباً لكن عندهم إبتداع لإتباعهم أصاغر الناس في العلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
المبتدع وكل بحسب بدعته قد أساء الأدب مع الله ومع رسوله, أساء الأدب مع الله لأن لسان قاله وفعله يقول أن الدين لم يكمل والله سبحانه وتعالى قال (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) , ويزعم أن النبي (ص) لم يبلغ رسالة ربه والنبي (ص) قال (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) , وانما يؤتى المبتدع من باب قلة العلم والفهم عن الله ورسوله, والمبتدع ان لم يوفقه الله للهداية فلا سبيل اليه, أختي الكريمة قلوب العباد لها مفاتيح قد لانملك نحن مفتاحها وقد يملكه غيرنا فيفتح قلبه بأذن الله الى الحق, المسلم يدعو ولاييأس وانما النتائج عند الله سبحانه وتعالى والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 08:07]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم و نفع بكم.
صحيح الهداية بيد الله إلا إنني أطمح أن أكون سببًا لها وأسأل الله أن يعينني.
أريد مساعدتكم بارك الله في الجميع.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 09:17]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم و نفع بكم.
صحيح الهداية بيد الله إلا إنني أطمح أن أكون سببًا لها وأسأل الله أن يعينني.
أريد مساعدتكم بارك الله في الجميع.
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن الدعوة الى دين الله سبحانه وتعالى واجب قال الله تعالى (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) , ولكن تعلق الأمر بالنساء يكون فيه ضوابط غير الرجال, بالتالي على المرأة أن تراعي هذه الضوابط, على الداعية (رجل وامرأة) ابتداءا أن يتعلم العلم الشرعي لكي يدعو الناس الى دين الله على بصيرة كما قال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) , أن يعمل بما علم كما قالت أم المؤمنين عائشة الصديقة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عندما سألت عن خلق النبي (ص) قالت كان خلقه القرآن, وكما قال أهل العلم (هتف العلم بالعمل فان أجاب والا ارتحل) , التواصي مع الأصحاب على هذا الحق لكي يكون له أعوان يعينوه أذا تعب ويسددونه اذا أخطأ, الصبر على الناس في دعوتهم الى دين الله ولنا في رسول الله أسوة حسنة كيف صبر حتى فتح الله عليه صلى الله عليه وسلم, والأمر الآخر عدم استعجال النتائج فقد يجنيها من يأتي بعدك ولكن علينا أن نزرع ونتعاهد الزرع والباقي على رب العباد هو أعلم بمن يصلح ومن لايصلح, نجعل أمام أعيننا دائما قوله تعالى (والعصر ان الأنسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) , والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 10:43]ـ
الحل هو النصيحة
و هو الإخلاص في الدعوة إلى الله جلا جلاله و الهداية بيد الله
إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مشرقها
و الذين جاهدو فينا لنهدينهم سبلنا
فالحل هو الجهاد في سبيل الله بطاعته و طلبه و الدعوة إليه
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 11:04]ـ
تكرار النصيحة بالتي هي أحسن
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 04:31]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم ونفع بكم.
هل بهجرهم تبرأ ذمتي منهم؟
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 05:45]ـ
الهجر أحد الحلول، و ليس أوَّلَها و لا آخرَها، و لكنه مرتبط بالظروف الشخصية و الدعوية و نحوها، فهجر المبتدع في حال ضعف أهل السنة عمل غير حسن، بل هو مهلك، و مدارته في حال القوة مظهر ضعف و صغار ..
و هكذا يدور موقف الهجر بحسب ما نعلم أنه يفيدنا و يفيده و لا يضر بنا و لا يضر به.
فالهجر كالدواء - كما قال ابن القيم - إن زاد ضر و إن نقص لم ينفع.
و لا ريب أن الهجر من النصيحة - إذا كان صحيحا - فالمراد من النصيحة توجيه المنصوح إلى الخير و إبعاده من الشر.
و ليست البدع سواءً، و ليس الناس سواءً، و ليست البلاد سواءً، و ليست الأزمنة سواءً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مروان]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 05:52]ـ
الواجب على المسلم لتبرأ ذمته أن يتبع منهج السلف الصحابة في العقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق وفي كل شيء، وإذا نظرنا إلى تعامل السلف مع المبتدعة نجدهم تعاملوا معهم بكل ما تقتضيه الحكمة ومصلحة الدعوة الإسلامية ويمكن إجمال ذلك في مسألتين أولهما إقامة الحجة بالدليل وبالتي هي أحسن ز و إن رأوا منهم إصرارا على بدعتهم ودعوتهم إليها، يهجرونهم ويحذرون منهم.
لكننا أحيانا قد نشعر بتعاطف مع بعض الناس، وخاصة إذا صلوا بجانبنا ورأينا منهم حرصا على الخير وما إلى هناك ز لكن هذا ليس مبررا لعدم هجرهم والتحذير منهم.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث وصف الخوارج بقوله للصحابة تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم، وذكر أن ركبهم مثل ركب الإبل من شدة الصلاة، وأعينهم قد غارتا من شدة الصيام ... وقال فيهم كلاب أهل النار، وقال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد وهكذا ..
المهم أن الإنسان يحاول النصيحة ما استطاع فإن أبوا فينبغي تركهم.
والله أعلى وأعلم
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 06:12]ـ
الشبكة عليها العديد من مواقعهم
و هم يضعون دائما قسما للمناظرات
ظنا منهم أنهم يمتلكون قوة الحجة
هل ترون أن نقتحمها عليهم لإثبات جهلهم و ضلالهم؟
أم نبقى خارجا إيثار ا للسلامة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 06:18]ـ
/// ما دام أن في تعاملك معهم فائدة، وفي هجرك لهم فواتها، أوحصول شر أيا كان = فالأولى ترك هجرهم، ودعوتهم بالحسنى وتألفهم.
/// وينظر هنا موضوع طويل في القضية:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=213
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 06:48]ـ
الأخوة الأفاضل جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ونفع بكم.
/// ما دام أن في تعاملك معهم فائدة، وفي هجرك لهم فواتها، أوحصول شر أيا كان = فالأولى ترك هجرهم، ودعوتهم بالحسنى وتألفهم.
/// وينظر هنا موضوع طويل في القضية:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=213
لا. ليس هناك أي مصلحة لي عندهم أو أي فائدة أخشى فواتها.
وبالنسبة لمن سأل عن ما هم عليه:
1 - دعاوى للتحزب باسم السلفية.
2 - ذكر جماعي بأعداد معينة إبتدعوها.
3 - طعن في الثقات من العلماء المعتبرين من أهل السنة والجماعة وإتهامهم بالإرجاء.
4 - دفاع مستميت عن دعاة مبتدعة معروفين.
5 - إحتفال بذكرى الهجرة النبوية.
6 - و أمور آخرى.
وايضاً إقامة أعياد الميلاد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 06:54]ـ
لا. ليس هناك أي مصلحة لي عندهم أو أي فائدة أخشى فواتها.
/// بارك الله فيك .. قصدت فائدة شرعية لهم، بانتفاعهم من نصحك، أوفوات ذلك.
/// وحصول الشر كذلك.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 07:11]ـ
/// بارك الله فيك .. قصدت فائدة شرعية لهم، بانتفاعهم من نصحك، أوفوات ذلك.
/// وحصول الشر كذلك.
فهمت الآن جزاكم الله خيرا ورفع قدركم.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 01:53]ـ
الحل أختي الفاضلة/
أن ينشغل الإنسان بنفسه، ويسعى لطلب العلم الصحيح، بأصوله
فبعد تعلم أصول العلم، تتضح أمامه المعالم
فيتعلم بعدها معنى البدعة، ومن هو المبتدع، وما طرق المعالجة؟
بالحكمة والتروي، وبقياس الأمور، والنظر في المآلات ....
فكم تصرفنا تصرفات مع أناس كنا نتهمهم ... وبان لنا بعدها أننا أبعد الخلق عن سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم
تعلمي منا أختاه .... فنحن تجربة لك.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه ...
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 02:10]ـ
فكم تصرفنا تصرفات مع أناس كنا نتهمهم ... وبان لنا بعدها أننا أبعد الخلق عن سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم
جزاكم الله خيراً على كل حال.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 03:15]ـ
أتسائل هل اجتمعت هذه الخصال في مجموعة أم هي متفرقة في مجموعات؟! فعهدي أنهن لا يجتمعن!!
رأيي أن العلم أولا ثم المجادلة بالدليل حتى ينقطعوا، ثم درجة أقل بيان الحق ثم الفرار بابتسامة تجعل الباب بين بين .. ثم الأقل أن أستعلن بالسنة وأكرر قول القائل: قليل من العمل على السنة خير من كثيره على غيرها فلو كان خيرا لسبقونا إليه.
نصيحة:
إذا ضاق صدرك فاختفي عن الأنظار ..
ولو ما عندك طول نفس تدربي عليه في إناء به ماء!!
ولا تتوقعي أنك إن تحدثت أنصتوا وإن اعترضت امتثلوا! فما كان هذا لنبي ولا ولي فكيف يكون لعبد ذكره خفيّ؟؟!
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 03:20]ـ
هل ترون أن نقتحمها عليهم لإثبات جهلهم و ضلالهم؟
أم نبقى خارجا إيثار ا للسلامة؟
نصيحتي:
أقبل على شأنك وابتغ سلامة دينك وعقلك.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 03:56]ـ
ولو ما عندك طول نفس تدربي عليه في إناء به ماء!!
جيد جدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 05:25]ـ
أتسائل هل اجتمعت هذه الخصال في مجموعة أم هي متفرقة في مجموعات؟! فعهدي أنهن لا يجتمعن!!
رأيي أن العلم أولا ثم المجادلة بالدليل حتى ينقطعوا، ثم درجة أقل بيان الحق ثم الفرار بابتسامة تجعل الباب بين بين .. ثم الأقل أن أستعلن بالسنة وأكرر قول القائل: قليل من العمل على السنة خير من كثيره على غيرها فلو كان خيرا لسبقونا إليه.
نصيحة:
إذا ضاق صدرك فاختفي عن الأنظار ..
ولو ما عندك طول نفس تدربي عليه في إناء به ماء!!
ولا تتوقعي أنك إن تحدثت أنصتوا وإن اعترضت امتثلوا! فما كان هذا لنبي ولا ولي فكيف يكون لعبد ذكره خفيّ؟؟!
جزاكِ الله خيرا الشريفة سارة بنت محمد و بارك الله فيك.
هم يستمعون لي ويكون بيننا أخذ ورد لكن في نهاية النقاش يكون لسان الحال و المقال:
لست أعلم من شيخنا!!! شيخهم الذي يطلبون العلم على يده = ليس على الجادة!
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 06:21]ـ
إذن ابدأي بتأصيل أن بيني وبينكم قال الله قال رسوله وإلا فلو قلتم:قال شيخنا، لقلتُ لكم:وقال شيخي!
أنصحك؟ أشغليهم بالألغاز قليلا!
أعني هذا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52553
ـ[أبوعبدالله الجزائري]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 11:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد أجاب الإخوة الكرام فأجادوا وأفادوا فجزاهم الله خيرا ... ومن الأفضل عدم الخوض في مسائل قد تثير الشقاق والفرقة بين طلبة العلم.
"وقد نهينا عن التكلف كما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه".(/)
عرض لكتاب: ((اليقيني والظني من الأخبار: سجال بين الإمام أبي الحسن الأشعري والمحدثي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Dec-2010, صباحاً 04:28]ـ
الحمد لله وحده ..
أصل هذا الكتاب النفيس هو بحث قدمه الشيخ لمؤتمر أبي الحسن الأشعري الذي أقيم أواخر الربيع الماضي بالقاهرة، وكان شيخنا هو صاحب البحث السلفي الوحيد الذي قدم في المؤتمر، وأثار ببحثه عاصفة من الانتقاد الأشعري واجهها الشيخ بهدوء ورصانة أوجبت اعتذار شيخ الأزهر والدكتور حسن الشافعي له عن حدة ما وجه إليه من كلام غير علمي ..
وهذا عرض لبعض مقاصد البحث ونتائجه إغراء بقراءة هذا البحث الأنموذج في تحرير المقالات ..
يقول شيخنا: ((فإن من أكثر سجالات الفكر الشرعي على مرّ القرون الإسلامية شيوعًا وتشعُّبًا وطولا: مسائل الاحتجاج بالأخبار؛ لأنها متعلّقة بالمصدر الثاني من مصادر التشريع , وهو السنة النبويّة المشرّفة.
وعلى كثرة ما كُتب في علوم السنة من مصنفات مفردة وأبواب وفصول ومباحث , فهي علمٌ قائمٌ بذاته من العلوم الإسلامية السامية = إلا أن مجال البحث والتنقيب عن أسرار علومها ما زال قائما.
ومن المسائل المتعلّقة بالأخبار والتي شغلت المنهج الحديثي والفكر الأصولي والبحث الكلامي قضايا القطعي والظني في السنة النبوية , وأقسامِ السنة باعتبارهما , وطريقةِ تمييز الخبر بأحدهما عن الآخر. بل لقد كانت هذه المسألة مثار معارك علمية , أثّرت (وما زالت تؤثر) على الساحة الشرعية أعظمَ الأثر وأعمقه. بل لا أبالغ إن قلت: إن هذه المسألة كانت مفترقَ طرق لطوائف المسلمين , باختلاف أنواعها وأسباب افتراقها.
ولذلك أحببت أن أسهم بدارسة جانب من جوانب هذا الموضوع , بتسليط الضوء على مواقف الاتفاق والافتراق بين منهج الإمام أبي الحسن الأشعري ومنهج المحدّثين في التفريق بين اليقيني والظني من الأخبار وفي منهجهم في الاحتجاج بهما. فقد عُرفت مدرسة الإمام أبي الحسن بمنهجه الكلامي الخاص , وعُرف المحدثون بمنهجهم النقدي الخاص للسنة النبوية , فهل بين منهجيهم في موضوع اليقيني والظني من الأخبار مواطن اتفاق وافتراق)).
وقد عرضت الشيخ بحثه في فصول أذكرها وألخص أهم ما تحتها:
الفصل الأول: حجية السنة بين الإمام أبي الحسن الأشعري والمحدثين.
قال الشيخ: ((اتفقت الأمة كلها على حجية السنة إجمالا: محدثوها ومتكلموها , وأنها هي المصدر الثاني للتشريع مع القرآن الكريم. هذا ما لا خلاف في مجمل تقريره بين أهل العلم جميعهم؛ لقيام الأدلة القاطعة عليه: من اقتضاء الشهادتين له , ومن الدلالة القطعية للقرآن إليه , ومن وقوع الإجماع المتيقَّن عليه.
وقال أبو الحسن ابن القطان الفاسي (ت628ه) في (الإقناع في مسائل الإجماع): «وأجمعوا على التصديق بما جاء به رسول الله ^ في كتاب الله تعالى، وما ثبت به النقل من سائر سُننه، ووجوب العمل بمحكمه، والإقرار بنصّ بمتشابهه، وردّ كل ما لم نُحط به علمًا بتفسيره إلى الله تعالى، مع الإيمان بنصّه)).
فمن اللطيف بعد هذه الإجماعات أن يكون هذا الإجماع الذي نقله ابن القطان هو نفسُه نصَّ كلامِ الإمام أبي الحسن الأشعري , استفاده ابن القطان منه , فنقله عنه مقرًّا بأنه أمرٌ مما أجمع عليه أئمة المسلمين. ليتأكّد بذلك أن الإمام أبا الحسن الأشعري لم يخالف أئمة الإسلام في هذا الإجماع القطعي المتعلّق بحجية السنة وبمصدرِيّتِها بين مصادر التشريع الإسلامي. حيث قال الإمام أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر: «وأجمعوا على: التصديقِ بجميع ما جاء به الرسول ? في كتاب الله , وما ثبت به النقل من سائر سننه , ووجوبِ العمل بمُحْكَمِه , والإقرارِ بنصِّ مُشْكِلِه ومتشابهه , وردِّ كلّ ما لم يُحَطْ به عِلْمًا بتفسيره إلى الله , مع الإيمانِ بنصِّه , وأن ذلكلا يكون إلا فيما كُلِّفُوا الإيمانَ بجملته دون تفصيله)).
ويدل هذا التقرير على أمور:
1 - التسليم للسنة محكمها ومتشابهها.
2 - لم يشترط التواتر للثبوت.
أن التفويض (التسليم) لا يكون إلا قي المجملات , التي لا تدخل في تفاصيل العلمي والعملي (العقائد والفقه).
وبذلك يتبيّن: أن الإمام أبا الحسن الأشعري كان في باب الإيمان بالسنة مصدرًا من مصادر التشريع , مع القرآن الكريم = كبقية أئمة الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع أن هذا أمرٌ بدهي , لكن كان لا بُدّ من تأكيده واستحضاره قبل الدخول في تفاصيل هذه المسألة؛ لكي لا يكون منطلق البحث والنظر مخالفًا لهذه البدهية القطعية , ولتكون هذه البدهية حاضرةً في جميع مباحثه.
الفصل الثاني: اليقيني والظني من الأخبار وحجيتهما عند الإمام أبي الحسن الأشعري.
ونقل تحته نقولاً نفيسة في تحليل دقيق ثم قال:
((وخلاصة هذا النقل المهم لمذهب أبي الحسن الأشعري: أنه كان يذهب إلى الاحتجاج بخبر الآحاد في الغيبيات التي لا يعارضها العقل. ولا يشترط لقبولها أن يُثبتها العقل , بل يشترط لقبولها شرطا عقليا واحدا فقط: وهو أن لا تعارضها دلالةُ العقلِ اليقينيةُ. وفرق كبير بين: اشتراط إثبات العقل لها , واشتراط عدم تعارضها مع دلالته اليقينية. ولذلك أثبت أبو الحسن الأشعري من الغيبيات كل ما ثبت من أخبار الآحاد مما يجوّزه العقل , فلا يثبته العقل ولا ينفيه.
وهو بهذا التقرير وبنصوصه السابقة قبله ينبّه إلى أمرٍ مهم جدًّا , غفل عنه كثير من المتأخرين , من الأشعرية ومخالفيهم: وهو أن بعض الصفات الإلهية والغيبيات (العقائد) ليست كلها يقينية , بل منها ما هو ظني , ولذلك صحّ إثباتها بالظني! فهذه التقرير يجب أن يكون حاضرًا تماما في تقرير مذهب أبي الحسن من حجية السنة في العقائد , وفي بحثنا هذا على وجه الخصوص.
وبهذه النصوص المنقولة عن أبي الحسن الأشعري , وهي كل ما وجدته له في كتبه الموجودة الباقية , أو المعزوّة إليه صراحة, نخلص بأمور مهمة عن مذهب أبي الحسن الأشعري في موقفه من حجية السنة:
1 - أنه يحتجُّ بالسنة الثابتة , على تفصيل لهذا الاحتجاج.
2 - أنه يقسّم السنة إلى قسمين: مفيد للعلم الضروري , وهو المتواتر المعنوي , ومفيد للظن الراجح , وهو خبر الآحاد.
3 - أنه يحتجُّ بالخبر الظني في الغيبيات (ومنها بعض الصفات الإلهيات) , إذا كانت مما يُجوِّز الدليلُ العقليُّ اليقينيُّ إثباتَه.
وبقي من هذا التقرير جوانب تحتاج إلى إجابة وإكمال بيانٍ للمذهب فيها , من مثل:
هل خبر الآحاد كله ظني , ولا يقع فيه ما يفيد اليقين؟
2 - هل احتجاجه بخبر الآحاد في الغيبيات وبعض الصفات الإلهيات يقتصر على الظنيات منها , أم أنه احتج بخبر الآحاد في الغيبيات اليقينية أيضًا)).
واستفاض الشيخ في بحث جواب السؤالين بما لا غنى عن مراجعته، وهذا الفصل هو موضع الإبداع العلمي في بحث الشيخ، وهو الذي أثار عليه ثائرة الأشعرية، وقد لخص الشيخ نتائج الفصل فقال: ((ونخلص من ذلك بهذا الملخّص عن مذهب أبي الحسن الأشعري في هذه المسألة:
1 - الأخبار النبوية التي وصلت إلينا عن رسول الله ? أقسام:
- منها المتواتر (المعنوي) , وهو مفيد للعلم الاضطراري.
- ومنها ما لم تجتمع فيه شروط المتواتر , لكنه يفيد بقرائنِ إثباتِه العلمَ النظري.
- ومنها الصحيح إسنادا , مما لم يصل إلى حدّ إفادة العلم النظري , وهذا يفيد غلبة الظن.
2 - وهذا يعني أن الخبر غير المتواتر يفيد اليقين بالقرائن الدالة على اليقين , وهو يقين يُتوصَّل إليه بالاستدلال , لا بالاضطرار. وهذا الخبر اليقيني هو قسمٌ من أخبار الآحاد عند كثير من العلماء الذين جعلوا خبرَ الآحاد قسيمًا للمتواتر (يقتسمان كلاهما الأخبارَ كلَّها , ولا ثالث لهما عندهم).
3 - يُحتجُّ بجميع أقسام الأخبار السابقة في العقائد: لكن أصول العقائد التي تتطلّبُ يقينًا للعلم بها لا يُستدلُّ عليها إلا بالخبر اليقيني فقط , دون الظني. وأما فروع العقائد الظنية فإن الخبر الظني فيها حجة , ولا يلزم لإثباتها أن يكون يقينيًّا.
4 - وهذا يعني أن خبر الآحاد يُحتجُّ به في العقائد , فما كان منه يقينيًّا يُحتجُّ به في أصول العقائد اليقينية , وما كان منه ظنيًّا يُحتجُّ به في فروع العقائد الظنية , ولا يصح أن يُحتجَّ بالظني في اليقينيات)).
الفصل الثالث: اليقيني والظني من الأخبار وموقف المحدثين من هذا التقسيم ومن إفادته.
(يُتْبَعُ)
(/)
بحث الشيخ فيه بحثاً نفيساً منهج المحدثين في قسمة الأخبار ثم قال الشيخ مبيناً خلاصة هذا الفصل: ((فإن أردنا أن نضع خلاصةً لهذا الفصل , فقد يندهش القارئ أن خلاصة هذا الفصل هي نفسُها خلاصة الفصل السابق: (اليقيني والظني من الأخبار وحجيتهما عند الإمام أبي الحسن الأشعري)!! فأعد النظر في تلك النتائج , وتأمّل ما خلصنا به من هذه المطالب الثلاثة عن موقف المحدثين من الأخبار.
لقد قلنا في نهاية الفصل السابق ما يلي: «ونخلص من ذلك بهذا الملخّص عن مذهب أبي الحسن الأشعري في هذه المسألة:
- الأخبار النبوية التي وصلت إلينا عن رسول الله ? أقسام:
- منها المتواتر (المعنوي) , وهو مفيد للعلم الاضطراري.
- ومنها ما لم تجتمع فيه شروط المتواتر , لكنه يفيد بقرائنِ إثباتِه العلمَ النظري.
- ومنها الصحيح إسنادا , مما لم يصل إلى حدّ إفادة العلم النظري , وهذا يفيد غلبة الظن.
- وهذا يعني أن الخبر غير المتواتر يفيد اليقين بالقرائن الدالة على اليقين , وهو يقين يُتوصَّل إليه بالاستدلال , لا بالاضطرار. وهذا الخبر اليقيني هو قسمٌ من أخبار الآحاد عند كثير من العلماء الذين جعلوا خبرَ الآحاد قسيمًا للمتواتر (يقتسمان كلاهما الأخبارَ كلَّها , ولا ثالث لهما عندهم).
- يُحتجُّ بجميع أقسام الأخبار السابقة في العقائد: لكن أصول العقائد التي تتطلّبُ يقينًا للعلم بها لا يُستدلُّ عليها إلا بالخبر اليقيني فقط , دون الظني. وأما فروع العقائد الظنية فإن الخبر الظني فيها حجة , ولا يلزم لإثباتها أن يكون يقينيًّا.
- وهذا يعني أن خبر الآحاد يُحتجُّ به في العقائد , فما كان منه يقينيًّا يُحتجُّ به في أصول العقائد اليقينية , وما كان منه ظنيًّا يُحتجُّ به في فروع العقائد الظنية , ولا يصح أن يُحتجَّ بالظني في اليقينيات».
هذا هو نصُّ ما خرجنا به من النتائج من كلام الإمام أبي الحسن الأشعري , وهو نفسه ما خرجنا به من منهج المحدثين!!
فمن أين جاء توهّمُ الاختلاف؟ أو كيف وقع؟
هذا ما سأحاول بيانه في الفصل التالي)).
الفصل الرابع: بيان أسباب الاختلاف بين مدرستي المتأخرين من الأشعرية وأهل الحديث في منهج الاحتجاج بالأخبار ..
وهذا الفصل لا يمكنني تلخيصه بل لابد من قراءته كاملاً بعد قراءة ما قبله كاملاً ..
ثلاثة تنبيهات:
(1) هذا التلخيص من البحث الذي قدمه الشيخ للمؤتمر،ولعل الشيخ عدل أو زاد أو نقص في النسخة المطبوعة.
(2) لا يجوز الاعتماد على هذا التلخيص في تقرير أو نقد بل لابد من مراجعة الكتاب الأم.
(3) أختلف مع الشيخ في بعض المسائل لكني لا أختلف مع نفاسة البحث وإبداع مؤلفه فيه بقطع النظر عن الموافقة والمخالفة.
والحمد لله وحده ..
ـ[بذل الخير]ــــــــ[16 - Dec-2010, صباحاً 04:56]ـ
عرض جيد بارك الله فيكم وشكر الله جهد الشيخ الكريم الشريف حاتم العوني حفظه الله تعالى ,
وفعلا شيخ الأزهر ومن ورائه د عمر كامل والبعض يحاولون احياء هذا المنهج ونفض غباره,
ويحاولون حصار أى صوت سلفى خصوصا فى الجامعة وقد تعرضوا للبعض بأذى الى درجة الفصل والتوقيف,
والمسألة بحاجة الى جهد قوي وحكيم.
وأطيب مافى المشاركة عودة طيبة بعد غيبة افتقدنا فيها حبيبا فى الله زاده الله توفيقا ونفع به.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 04:53]ـ
أهلاً بالغائب. وبارك الله فيك وفي الدكتور حاتم ..
(أختلف مع الشيخ في بعض المسائل) لعلك توردها من باب الفائدة ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 05:41]ـ
(أختلف مع الشيخ في بعض المسائل) لعلك توردها من باب الفائدة ....
الفائدة الضرورية بارك الله فيكم ... متابع ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2010, صباحاً 09:42]ـ
بارك الله في المشايخ الكرام ..
وأنا أنتظر أن تصلني النسخة المطبوعة ..(/)
الشفاعة المثبتة و الشفاعة المنفية
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[16 - Dec-2010, صباحاً 05:23]ـ
بين فدية الشهداء و شفاعة الشفعاء
فالفداء هو ما يتوسط به من المال لتكفير العمل السيء
و أما الشفاعة فهي أعم فقد تكون بالمال و قد تكون بالجاه و السلطان
فالأول ثابة يوم القيامة بالحسنات و شروطه من الإذن و الرضا
أما الثاني فهو منفي شرعا في الدنيا و في الآخرة لأي مخلوق كان
فلا سلطان لأحد على الله سبحانه
و غالب من رد على أهل الأهواء في هذه المسألة يدخل الثاني في الأول و هذا ليس صحيح
فلا بد من التنبيه على هذا فإنه مهم بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 01:39]ـ
عشر شفاعات للنبي صلى الله عليه وسلم في أمته يوم القيامة
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=430870
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 01:45]ـ
الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية وأنواع الشفاعات في رسالة المسرة الثمينة في الشفاعة لأهل المدينة وقد طبعت ضمن مجموعة رسائل فقهية (فقه مقارن) في مجلد واحد عند مكتبة دار الزمان بالمدينة النبوية وفي فروع مكتبة جرير وغيرهما ونفس الرسالة منزلة هنا في المجلس العلمي رابط: http://majles.alukah.net/showthread.php?p=83263(/)
«إدخال التربية البدنية في مدارس البنات حرام»، لشيخِنا العلَّامة عبد الرّحمن البرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Dec-2010, صباحاً 10:59]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«إدخال التربية البدنية في مدارس البنات حرام»،
لشيخِنا العلَّامة عبد الرَّحمن البرَّاك
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإنه قد بلغنا أن وزارة التربية تعتزم إدخال التربية البدنية في مدارس البنات وهذا مطلب للمستغربين منذ سنين وهم لا يفترون عن تحقيق مطالبهم فلم يزل يطرح هذا الموضوع ويعرض على الجهات الرسمية المعنية بشؤون الأمة ويؤيد ذلك بعض الكتاب والصحفيين وبعض المتأولين الذين لا يفكرون في مآلات الأمور ولا في الدوافع الحقيقية ومن يتدبر حقيقة الأمر يدرك أن الدافع لهذا المطلب هو تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة كما في المادة العاشرة فقرة (خ) ونصها:
((التساوي في فرص المشاركة النشطة في الألعاب الرياضية والتربية البدنية)).
فإدخال الرياضة البدنية في مدارس البنات هو جزء من وجوه تغريب المرأة في هذا البلد المبارك كما يدرك المتدبر أن إدخال الرياضة في مدارس البنات تربو مفاسده على ما فيه من المصلحة إن وجدت ومن ذلك:
1. تحطيم خلق الحياء عند المرأة وهو مطلوب منها حتى بين النساء.
2. إحراج الطالبات الحييات؛ لأن الرياضة تقتضي من الحركة واللباس اللازم لذلك مالا يطقنه.
3. أن هذه الرياضة تنمي داعي الإعجاب ((العشق)) المتفشي في أوساط الطالبات.
4. وفي المقابل هي فرصة للجريئات من الطالبات المستغربات في أفكارهن وسلوكهن.
5. التشبه بطرائق الكفار والتبعية والطاعة لهم.
6. يضاف إلى ذلك إنفاق الأموال الطائلة من المال العام والخاص كما هو الواقع في تعليم البنين.
هذا وقاعدة الشريعة أن ما تربو مفسدته على مصلحته فحكمه التحريم.
لذا نرى أن إدخال هذه المادة في مدارس البنات حرام. فعلى من تحمل مسؤولية الأمة أن يتقي الله فيها ويتذكر موقفه بين يدي الله ويتذكر قوله (ص):
«من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً».
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل من يريد بها سوءاً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه:
عبد الرَّحمن بن ناصِرٍ البرَّاك
حرر في 1/ 1/1432
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Dec-2010, صباحاً 11:02]ـ
https://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=21101&Itemid=33(/)
اسم الله المحسن
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 03:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المحسن في اللغة:
· (المحسن) اسم فاعل من أحسن يحسن إحساناً، فهو محسن، والحسن ضد القبح.
·الحسن: الجمال.
·حسن الشيء: زينه.
·حسن الشيء: أجاد صنعه, وفي القران ? وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُم ? (سورة غافر الآية: 64).
·تحسن الحال: صار خيرا مما كان.
·حاسنه: عامله بالحسنى.
خلاصة المعاني في الإحسان, أن يأتي فعلك كاملاً.
أما اسم الله " المحسن " ماذا يعني؟
? وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُم ? (سورة غافر الآية: 64).
? الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ? (سورة السجدة الآية: 7).
? لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ? (سورة التين).
تدور الآيات السابقة حول معنى أن كل فعل الله كاملا, تأمل معي الصور التالية:
الأذن,
·لماذا جعل الله لك أذنين؟؟، أنت بأذن واحدة تسمع الصوت، لكن بالأذنين تعرف جهة الصوت.
·تأمل صوان الأذن، هذه السطوح والتجاويف تغطي كل الاتجاهات، أي صوت يتعامد مع سطح من سطوح الصوان بالأذن، يتم توجيهه إلى داخل الأذن.
·لو أن ثقب الأذن كان أوسع بقليل, فإن الطفل دون أن يشعر يخرق غشاء طبله الأذن، لكن ثقب الأذن أضيق من أي إصبع، بل من أصغر إصبع.
المفاصل,
·أحيانا يحمل إنسان ابنه من ذراعه، فيتم تحميل وزن الطفل بالكامل على أربطة مفصل الكتف, وقد يكون الأب غضبان فيحمله بعنف، الوزن تضاعف, الحمل تضاعف على الأربطة, من الإحسان أن يكون وزن الإنسان متناسب مع متانة الأربطة التي في ذراعه، وأحيانا تقتني شنطة, تملأها بالأغراض، وتحملها, فتنخلع يدها، تقول: صناعة غير متقنة.
·مفصل الذراع, يوجه الذراع إلى الداخل، تصور لو لم يكن هذا المفصل, كيف يأكل الإنسان؟ يجب أن يأكل كالهرة تماماً، ينبطح ويتناول الطعام بلسانه من الطبق مباشرة.
العين,
·لماذا جعل الله لك عينين؟؟ أنت بعين واحدة ترى بعدين سطحيين، لكنك في العين الثانية ترى البعد الثالث، ترى العمق.
·أودع الله في العين مادة مضادة للتجمد، لو أن الإنسان يعيش في مكان شديد البرودة, لتجمد ماء العين, و لفقد الإنسان بصره.
·أعظم كاميرا (آلة تصوير) احترافية تحتوي على عشرة آلاف مستقبل ضوئي في المليمتر المربع، أما شبكية العين, تحتوي على مئة مليون مستقبل ضوئي في المليمتر المربع.
وفي الشَّعر، جعل لكل شعرة وريدا، وشريانا، وعضلة، وغدة صبغية, وغدة دهنية، وليس في الشعر أعصاب حس، ولولا أن الشعر خالٍ من أعصاب الحس لاضطر الإنسان إن أراد أن يهذب شعره إلى تخدير شامل في المستشفى.
البقرة, تعطيك من الحليب ما يفوق ثمن الطعام الذي تأكله، لو أنها تعطيك من الحليب أقلّ من ثمن الطعام فلن يقتني أحد بقرة، و كذلك فان طعام الدجاج لا يساوي الإنتاج الذي ينتجه من البيض, لو أن الدجاجة تعطي في الشهر بيضة واحدة لكانت مكلفة، وأصبحت غير اقتصادية، وهذا من الإحسان.
الصقر, يرى ثمانية أمثال رؤية الإنسان، يرى طعامه في الماء وهو في أعالي الجو، الصقر يغامر ويسقط من أعالي السماء ليأكل، فإذا لم يكن بصره حادًّا يرى طعامه على سطح الأرض وهو في أعالي السماء لا يكون خلقه حسنًا.
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
? وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ? (سورة القصص الآية: 77).
ينبغي أن تكون محسناً في كل فعلك, كما أن الله محسن إليك، وكلمة محسن هي ألصق صفة بالإنسان المؤمن، فالمؤمن يجب عليه أن يكون:
محسن في كلامه، فلا بذاءة، ولا تهجم، ولا سخرية، ولا فحش، ولا طرف قبيحة محرجة تُحمّر الوجه.
محسن إلى زوجته ? وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ? (سورة النساء الآية: 19).
محسن في تربية أولاده ((علموا، ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف)) [الجامع الصغير بسند ضعيف عن أبي هريرة]
محسن في عمله ((إن الله يحب من العبد إذا عمل عملا أن يتقنه)) [الجامع الصغير بسند حسن عن عائشة]
محسن في عبادة ربه ((الإِحسَانُ أَنْ تعَبْدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ)) [مسلم عن أبي هريرة]
محسن, حتى مع ذبيحته, قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ِ)). [مسلم في صحيحه]
ما نتائج التخلق بهذا الاسم؟
? لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ? (سورة يونس الآية: 26).
? فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ? (سورة الليل).
س: ما معنى ? ِالْحُسْنَى ? في الآيتين السابقتين؟؟؟؟
ج: الجنة.
س: ولكن لماذا سمّى الله الجنة ? ِالْحُسْنَى ?؟؟؟
ج: لأن فيها الكمال المطلق.
أخي, إن الجزاء من جنس العمل, فإذا كانت صبغة عملك في الدنيا هي الإحسان, فسيكون الجزاء هو .........
الحسنى
اللهم ارزقنا الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
تعصب الرافضة
ـ[محمود محمدى العجوانى]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 08:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعصب الرافضة، وحماقاتهم
لا نعلم طائفة أعظم تعصبًا في الباطل من الرافضة- حتى إنهم دون سائر الطوائف عرف عنهم شهادة الزور لموافقهم على مخالفهم، وليس في التعصب أعظم من الكذب.
وحتى إنهم في التعصب جعلوا للبنت جميع الميراث ليقولوا إن فاطمة رضي الله عنها ورثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دون عمه العباس رضي الله عنه.
وحتى إن فيهم من حرَّم لحم الجمل لأن عائشة قاتلت على جمل- فخالفوا كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع الصحابة والقرابة لأمر لا يناسب، فإن ذلك الجمل الذي ركبته عائشة رضي الله عنها مات، ولو فرض أنه حي فركوب الكفار على الجمال لا يوجب تحريمها. وما زال الكفار يركبون الجمال ويغنمها المسلمون منهم ولحمها حلال لهم. فأي شيء في ركوب عائشة للجمل يوجب تحريم لحمه؟!
وغاية ما يفرضون أن بعض ما يجعلونه كافرًا ركب جملاً، مع أنهم كاذبون مفترون فيما يرمون به أم المؤمنين رضي الله عنها.
ومن تعصبهم وجهلهم أنهم يبغضون بني أمية كلهم لكَوْن بعضهم كان ممن يبغض عليًا وقد كان في بني أمية قوم صالحون ماتوا قبل الفتنة، وكان بنو أمية أكثر القبائل عملاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لما فتح مكة استعمل عليها عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية، واستعمل خالد بن سعيد بن العاص بن أمية وأخويه أبان وسعيد على أعمال أُخَر، واستعمل أبا سفيان بن حرب بن أمية على نجران، وابنه يزيد ومات وهو عليها، وصاهر النبي - صلى الله عليه وسلم - ببناته الثلاث لبني أمية زوج ابنتيه لعثمان بن عفان واحدة بعد واحدة وقال لو كانت عندنا ثالثة لزوجناها عثمان، وزوج أكبر بناته زينب بأبي العاص بن الربيع.
ومن جهلهم وتعصبهم يبغضون أهل الشام لكونهم كان فيهم من كان يبغض عليًا. ومعلوم أن مكة كان فيها كفار ومؤمنون وكذلك المدينة كان فيها مؤمنون ومنافقون. والشام في هذه الأعصار لم يبق فيها من يتظاهر ببغض علي.
وكذلك من جهلهم أنهم يذمون من ينتفع بشيء من آثار بني أمية كالشرب من نهر يزيد، ويزيد لم يحفره ولكن وسَّعه.
وكالصلاة في جامع بني أمية، ومعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي إلى الكعبة التي بناها المشركون، وكان يسكن في المساكن التي بنوها، وكان يشرب من ماء الآبار التي حفروها، ويلبس من الثياب التي نسجوها ويعامل بالدراهم التي ضربوها ...
فلو فرض أن يزيدَ كان كافرًا وحفر نهرًا لم يُكره الشرب منه بإجماع المسلمين.
ولقد حدثني ثقة أنه كان لواحد منهم كلب فدعاه آخر منهم (بكير، بكير) فقال صاحب الكلب أتسمي كلبي بأسماء أهل النار؟ فاقتتلا على ذلك حتى جرى بينهما دم- فهل يكون أجهل من هؤلاء؟!
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمى أصحابه بأسماء قد تسمى بها قوم من أهل النار الذين ذكرهم الله في القرآن كالوحيد الذي ذكره الله في القرآن في قوله: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} واسمه الوليد بن المغيرة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو لابن هذا واسمه أيضًا الوليد ويسمى الابن والأب في الصلاة ويقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد كما ثبت ذلك في الصحيح.
ومن فرط جهلهم وتعصبهم أنهم يعمدون إلى يوم أحبَ الله صيامه فيرون فطره كيوم عاشوراء، وقد ثبت في الصحيح عن أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخل المدينة وإذا ناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نحن أحق بصومه وأمر بصومه» أخرجه البخاري.
ومن فرط جهلهم وتعصبهم أنهم يعمدون إلى دابة عجماء فيؤذونها بغير الحق إذ جعلوها بمنزلة من يبغضونها كما يعمدون إلى نعجة حمراء يسمونها عائشة وينتفون شعرها.
ويعمدون إلى دواب لهم يسمون بعضها أبا بكر وبعضها عمر ويضربونها بغير حق جعلاً منهم تلك العقوبة لأبي بكر وعمر.
ويصورون صورة إنسان من جبس يجعلونه عمر ويبعجون بطنه ويزعمون أنهم يأكلون لحمه ويشربون دمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتارة يكتبون أسماءه على أسفل أرجلهم، حتى إن بعض الولاة جعل يضرب رجلَيْ من فعل ذلك ويقول إنما ضربت أبا بكر وعمر ولا أزال أضربهما حتى أعدمهما.
ومنهم من يسمى كلابه باسم أبي بكر وعمر ويلعنهما.
وإذا تسمى رجل عندهم باسم علي أو جعفر أو حسن أوحسين أو نحو تلك عاملوه وأكرموه ولا دليل لهم على ذلك أنه منهم.
ومن ذلك أن بعضهم لا يوقد خشب الطرفاء؛ لأنه بلغه أن دم الحسين وقع على شجرة الطرفاء. ومعلوم أن تلك الشجرة بعينها لا يُكره وقودها ولو كان عليها أي دم كان، فكيف بسائر الشجر الذي لم يصبه الدم.
ومن حماقاتهم كراهتهم لأن يتكلم أو يفعل شيئًا عدده عشرة حتى في البناء لا يبنون على عشرة أعمدة ولا بعشرة جذوع، ونحو ذلك لكونهم يبغضون خيار الصحابة وهم العشرة المشهود لهم بالجنة إلا عليًا. واسم العشرة قد مدح الله مسماه في مواضع قال الله تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ}.
ومن العجب أنهم يوالون لفظ التسعة وهم يبغضون التسعة من العشرة.
ومن حماقاتهم إقامة المآتم والنياحة على من قتل من سنين عديدة ومعلوم أنه قد قتل من الأنبياء وغير الأنبياء ظلمًا وعدوانًا من هو أفضل من الحسين قُتل أبوه ظلمًا وهو أفضل منه وقتل عثمان ظلمًا وكان قتله أول الفتن العظيمة، وما فعل أحد لا من المسلمين ولا غيرهم مأتمًا ولا نياحة على ميت ولا قتيل بعد مدة طويلة من قتله إلا هؤلاء الحمقى الذين لو كانوا من الطير لكانوا رخمًا، ولو كانوا من البهائم لكانوا حُمُرًا.
ومن حماقاتهم أنهم يجعلون للمنتظر عدة مشاهد ينتظرونه فيها كالسرداب الذي بسامراء الذي يزعمون أنه غائب فيه ومشاهد أُخَر.
ومن المعلوم أنه لو كان موجودًا وقد أمره الله بالخروج فإنه يخرج سواء نادوه أو لم ينادوه.
ومما ينبغي أن يُعرف أن ما يوجد في جنس الشيعة من الأقوال والأفعال المذمومة قد لا يكون هذا كله في الإمامية الاثنى عشرية ولا الزيدية ولكن يكون كثير منه في الغالية وفي كثير من عوامهم مثل ما ذكر عنهم من تحريم لحم الجمل وأن الطلاق يشترط فيه رضا المرأة ونحو ذلك مما يقوله من عوامهم وإن كان علماؤهم لا يقولون ذلك، ولكن لما كان أصل مذهبهم مستندًا إلى جهل كانوا أكثر الطوائف كذبًا وجهلاً.
قصدهم من إقامة المآتم والنياحة على الحسين
الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكا والعطش وإنشاد المراثي وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنهم وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب حتى يسب السابقون الأولون وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب.
وكان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة؛ فإن هذا ليس واجبًا ولا مستحبًا باتفاق المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله.
منقول من كتاب آل رسول الله وأولياؤه(/)
اجيبوني كيف يكون الايمان بالملائكه وهم عدد لايحصيه الا الله ..
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 09:51]ـ
السلام عليكم
الملائكه عدد لايحصيه الا الله عزوجل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((البيت المعمور الذي في السماء السابعه يدخله كل يوم سبعون الف ملكـ، اذا خرجوا منه لم يعودوا اليه اخر ماعليهم))
نعم نؤمن بجبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت وخازن النار وماشابه ذلك ... فقد عرفناهم وامنا بهم ... لكن كيف بمن لانعرف ... كما اخبر عليه الصلاة والسلام: ((مامن موضع اربع اصابع في السماء الا وفيه ملك قائم لله او راكع او ساجد)).
فكيف الايمان بكل هؤلاء .. الذين لانعرف؟
ـ[اميرفوزى السلفى المصرى]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 10:02]ـ
نؤمن بهم اجمالا، ونؤمن بمثل ماذكرتِ من الأحاديث، فنؤمن بمن سماهم الله، ونؤمن بمن لم يسم الله، وهو نفس الحال في الانبياء الذين ذكرهم الله، ونؤمن بأن هناك أنبياء لم يقصصهم علينا، كذا يكون الإيمان بهم مافصل نؤمن به تفصيلا، ومن أجمل نؤمن بهم إجمالا، نص على ذلك علماء السنة.
وراجعي كتاب شرح ثلاثة أصول للشيخ ابن عثيمين وراجعي شرح العلامة صالح آل الشيخ تجدين بغيتك عند مقطع التكلم عن الملائكة.
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 10:06]ـ
طيب وكيف نؤمن بالرسل والأنبياء جميعا مع أن منهم من لا نعرفهم! كما في قوله تعالى (
ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من نقصص عليك)
الجواب سهل وهو نؤمن تفصيلا بالذين ذكروا لنا ونؤمن اجمالا بالذين لم يذكروا لنا.
وكذلك في الملائكة:
نؤمن بما أعلمنا الله منهم تفصيلا ونؤمن بما أعلمنا الله منهم اجمالا ..
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 10:17]ـ
لكننا لانعلم اعيانهم ووظائفهم الا ماذكروا تحديدا لنا .. فهل يكون ايماننا بمن نعرف كمن لانعرف .. ؟
ـ[اميرفوزى السلفى المصرى]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 10:26]ـ
نؤمن بما جاء بغير تكلف وعناء، الأصل أنهم غيب فنؤمن بإخبار الله لنا، فما أخبر به إجمالا آمنا به إجمالا بأن الله خلق ملائكة كثيرة لعبادته، ولانبحث ما أعدادهم وما وظيفتهم، ونؤمن بالنص الذي باسم جبريل ووظيفته، وحملة العرش، ومالك، وخازن الجنة، وسؤال الملكين .......... إلخ، ونؤجر على الإيمان بهم والإيمان فيهم لمن آمن بالله سواء، فنعتقد اعتقادا جازما بما فصل ونعتقد اعتقادا جازما بما أجمل، لأنه اعتقاد في كلام الله وخبر الله لنا وخبر رسوله لنا هذا هو الواجب علينا، ولانتكلف في ذلك.
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 12:45]ـ
إذآ نؤمن بوجودهم فقط!!
ـ[اميرفوزى السلفى المصرى]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 06:54]ـ
نعم نؤمن بوجودهم وأنهم خلق من خلق وأنهم موجودون، وهذا هو الإيمان الإجمالي بهم، وما ورد التفصيل فيه وعرفه الناس أوطلبة العلم وجب الإيمان به، والمعنى أنه كلما علم الإنسان خبراعن الله أو عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -آمن به واعتقده تصديقا لكلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
ونحن لانعلم عن غالب الملائكة إلا أنهم موجودون ولانعلم غير ذلك، وإليك بحث عن الملائكة لعله ينفع بإذن الله:
"الملائكة " في أصل اللغة جمع ملَك، وهو مشتق من الألوكة، أي: الرسالة، أو مشتق من الملك بفتح الميم وتسكين اللام، وهو الأخذ بقوة، أما تعريفهم في الشرع: " فهي أجسام لطيفة، أعطيت قدرة على التشكل، بأشكال مختلفة، ومسكنها السموات " وعلى هذا جمهور العلماء، كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر.
وجوب الإيمان بالملائكة:
الإيمان بالملائكة؛ هو الاعتقاد الجازم بوجودهم، وأنهم مخلوقون لله سبحانه، قال تعالى: {ولكن البرَّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة {(البقرة:177).
والإيمان بالملائكة: ركن من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان العبد إلا به، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، قال تعالى:} آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله {(البقرة: 285).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث جبريل المشهور، قال - صلى الله عليه وسلم - عندما سئل عن الإيمان: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره) رواه مسلم، وأجمع المسلمون قاطبة على وجوب الإيمان بالملائكة، وعليه فمن أنكر وجود الملائكة من غير جهل يعذر به فقد كفر، لتكذيبه القرآن في نفي ما أثبته، وقد قرن الله عز وجل الكفر بالملائكة بالكفر به، قال تعالى:} ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا {(النساء: 136).
والإيمان بالملائكة ليس على درجة واحدة، فهناك الإيمان المجمل، وهو الإيمان بوجودهم، وأنهم خلق من خلق الله سبحانه، وهذا القَدْر من الإيمان بالملائكة واجب على عموم المكلفين، وهناك الإيمان التفصيلي، وذلك بمعرفة ما يتعلق بالملائكة مما ورد به الشرع المطهر، وطلب هذا واجب على الكفاية، فلا يطالب به كل مكلف، بل هو واجب على مجموع الأمة، بحيث إذا قام به البعض، وحصلت بهم الكفاية، سقط عن الآخرين.
مرتبة الملائكة عند ربهم
لعل من أعظم الآيات، التي تدل على عظم مكانة الملائكة عند ربهم، قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} (آل عمران:18)، ووجه الدلالة؛ أن الله احتج بشهادتهم على أعظم مشهود على الإطلاق، وهو توحيده سبحانه، وقرن شهادتهم بشهادته، والله لا يستشهد من خلقه إلا من عظم قدره عنده، فهذهالآية تدل على علو قدرهم ومكانتهم.
صفات الملائكة الخلقية والخُلقية:
خلقت الملائكة من نور، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، وكان خلقهم متقدما على خلق البشر، كما دلّ على ذلك ما قصه القرآن علينا من قصة خلق آدم عليه السلام، قال تعالى:} وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة {(البقرة:30). فالآية واضحة الدلالة على أن وجود الملائكة سابق لوجود البشر.
وتشير النصوص إلى عظم خلق الملائكة من حيث الجملة، كما في وصف الملائكة الموكلة بالنار:} غلاظ شداد {(التحريم: 6). وقال تعالى في وصف جبريل عليه السلام:} ذي قوة {(التكوير: 20).
وقال صلى الله عليه وسلم في وصف جبريل أيضاً: (رأيته منهبطاً من السماء، سادًا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض) رواه مسلم.
ووصف النبي صلى الله عليه وسلم أحد حملة العرش، فقال: (أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش، ما بين شحمة أذنه وعاتقه، مسيرة سبعمائة عام) رواه أبو داود وصححه الحافظ ابن حجر.
وهم على عظم خلقهم لا يأكلون ولا يشربون، ولهم قدرة على التشكل، كما دلت على ذلك قصة إبراهيم مع الملائكة، عندما أتوه في صورة شبان، فقدم لهم الطعام، فلم يأكلوا، قال تعالى:} هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم {(الذاريات: 24 - 28).
ومما يدل على ذلك أيضا، مجيئهم لوطاً عليه السلام في صورة شبان حسان الوجوه، قال تعالى} ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب} (هود:77)، ومجيء جبريل عليه السلام إلى مريم عليها السلام في صورة بشر، قال تعالى:} فتمثل لها بشرا سويا {(مريم: 17).
وكذلك كان جبريل عليه السلام يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة الصحابي دحية الكلبي، كما في صحيح مسلم، وفي صورة أعرابي، كما في حديث جبريل المشهور في صحيح مسلم.
ووصفهم الله سبحانه بأنهم:} أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع {(فاطر:1) , ومن صفاتهم الخَلقية أنهم لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة، فمن وصفهم بالأنوثة من غير جهل فقد كفر؛ لتكذيبه القرآن في نفي ذلك، قال تعالى: {أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما} (الإسراء:40)، ومن وصفهم بالذكورة، فقد جاء بدعا من القول وزورا، لإثباته ما لم يثبت شرعا، ونفي أن يكونوا إناثا لا يلزم أن يكونوا ذكورا، فإن الملائكة خلق يختلف عن خلق الإنس والجن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما صفاتهم الخُلُقية، فهم من أعظم الخلْق خُلقاً، فقد وصفهم الرب سبحانه بأنهم:} كرام بررة {(عبس:16)، ووصفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأوصاف ذاتها حين قال: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ... ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
ومن صفاتهم: أنهم معصومون من الذنوب والمعاصي لا يقربونها، قال تعالى: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} (التحريم:6). وهم مع عصمتهم من الذنوب والمعاصي دائمو الطاعة لله سبحانه، قال تعالى: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} (الأنبياء:20).
ومن أخلاقهم الحياء، ففي الحديث أن أبا بكر و عمر رضي الله عنها، دخلا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو كاشف فخذه، فلم يسترها، فلما دخل عثمان جلس النبي صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه، فسألته عائشة رضي الله عنها عن ذلك، فقال: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) رواه مسلم.
ومن صفاتهم أيضا أنهم يتأذون من الروائح الكريهة، كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها، فقال: (من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس).
وأما عددهم فلا يعلمه إلا الله سبحانه، حيث ردّ علم ذلك إلى نفسه، فقال:} وما يعلم جنود ربك إلا هو {(المدثر:31).
وجاء في صفة البيت المعمور أنه: (يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه آخر ما عليهم) رواه مسلم.
وعدّ صلى الله عليه وسلم الملائكة الذين يأتون بجهنم بأربع مليار وتسعمائة مليون ملك، كما دل على ذلك حديث: (يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما: (إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السماء وحُقَّ لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتكم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله) رواه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني، فهذه الأحاديث وغيرها تدل على كثرة عدد الملائكة، وأنه لا يحصي عددهم إلا الله، فليس أمام المسلم أمام هذا الملكوت العظيم، إلا أن يسبح الله بحمده، ويسأله عفوه ولطفه على التقصير والتفريط.
أعمال الملائكة
وصف الله أعمال بعض الملائكة بقوله:} فالمدبرات أمرا {(النازعات: 5) قال الحسن: "هي الملائكة تدبر الأمر من السماء إلى الأرض"، وقال تعالى:} فالمقسمات أمرا {(الذاريات: 40) جاء في تفسيرها: هي الملائكة تقسم الأعمال عليها، من الخصب والجدب والمطر والموت والحوادث.
وقد ذكر الله تعالى بعض الأعمال التي كلف بها ملائكته، فمن ذلك قوله تعالى} له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله {(الرعد: 11)، فهذه ملائكة تحفظ الإنسان من الشرور بأمر الله سبحانه، حتى إذا جاء القدر خلو عنه، وقال سبحانه} وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون {(الأنعام:61) فذكر في هذه الآية أن الملائكة هي التي تتولى نزع روحه.
ومن ذلك أن الملائكة هم من يحملون عرش الرحمن سبحانه، قال تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم} (غافر:7).
ومن أعمال الملائكة الاستغفار للمؤمنين، قال تعالى: {ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم} (غافر:7).
وجاء في السنة ما يدل على عناية الله بالإنسان في بدء تكوينه وتخلقه في الرحم، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إن الله عز وجل وكَّل بالرحم ملكا يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة، فإذا أراد أن يقضي خلقه، قال: أذكر أم أنثى؟ شقي أم سعيد؟ فما الرزق والأجل؟ فيكتب في بطن أمه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في السنة أيضا أن الله وكل ملائكة بتصوير الأجنة في أرحامها، ونفخ الروح فيها، فعن حذيفة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا مرّ بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكا فصورها، وخلق سمعها، وبصرها، وجلدها، ولحمها، وعظامها) رواه مسلم.
ومن أعمال الملائكة كتابة وإحصاء أعمال المكلفين من خير أو شر، قال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} (ق:18)، قال تعالى: {كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون} (الانفطار:11 - 12).
ومن الأحاديث ما يدل على أن من الملائكة من هو موكل بتتبع حِلَقَ الذِّكْر، فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر. فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم).
ودلت الأحاديث على أن من الملائكة من يجاهد مع المؤمنين، قال تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} (الأنفال:9)، قال الربيع بن أنس: "كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة – أي الذين قتلتهم الملائكة من الكفار - من قتلى الناس، بضرب فوق الأعناق، وعلى البنان، مثل: وسم النار " رواه البيهقي.
ودلت الأدلة على أن الملائكة تشفع يوم القيامة في المذنبين من الموحدين، قال تعالى: {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى} (النجم:26)، ففي الحديث: (فتشفع الملائكة والنبيون والصديقون) رواه ابن حبان.
ومن الأحاديث ما يدل على أن من الملائكة من هو موكل بحفظ الأماكن المقدسة من الدجال، كما روى البخاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها .. ).
ومن الأحاديث ما يدل على أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة، فعن عن أبي طلحة الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة) رواه أحمد.
فهذه بعض أعمال الملائكة التي ذكرت في الكتاب والسنة دون تعيين أصحابها من الملائكة.
وفي المقابل ورد في الكتاب والسنة ذكر أعمال معينة مصرحا بأسماء أصحابها، ومن أعظم الملائكة الذين صرح الكتاب والسنة بذكرهم وذكر أعمالهم؛ جبريل عليه السلام أمين الوحي، وميكال أمين القطر، وكلاهما موكل بالحياة فجبريل موكل بحياة القلوب، وميكال موكل بحياة الأبدان، وبهما (الوحي والقطر) تقوم الحياة وتنعم البشرية، قال تعالى:} من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين {(البقرة:98).
وممن ورد ذكره في القرآن مصرحا باسمه مالك خازن النار، قال تعالى:} ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون {(الزخرف:77).
ومن الملائكة الذين صرح القرآن بأسمائهم (هاروت وماروت) عليهما السلام، قال تعالى:} وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت {(البقرة: 102).
وقد ذكر في السنة بعض أسماء الملائكة وأعمالهم، فممن صرحت السنة باسمه، إسرافيل عليه السلام وهو الموكل بالنفخ في الصور، فقد روى أحمد و الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف أنعم؟ وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى جبهته، وانتظر أن يؤذن له. قالوا: كيف نقول يا رسول الله؟ قال قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا)، وقد ورد في رواية التصريح بأن (إسرافيل هو صاحب الصور).
وممن ذكر اسمه في السنة المطهرة أيضاً منكر ونكير عليهما السلام، وهما الملكان الموكلان بسؤال العبد في قبره وقد ورد ذكرهما عند الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قبر أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير .. ).
وقد اشتهر على ألسنة الناس أن اسم ملك الموت عزرائيل، وهذا التسمية – كما يقول العلماء - لم ترد في حديث صحيح، وقد ذكره الله تعالى بوظيفته لا باسمه، فقال سبحانه: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم .. } (السجدة:11)
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه بعض أعمال الملائكة التي وردت في الكتاب والسنة، وهي تدل - كما يقول ابن القيم - على " أن الله سبحانه وكل بالعالم العلوي والسفلي ملائكة، فهي تدبر أمر العالم بإذنه ومشيئته وأمره، فلهذا يضيف التدبير إلى الملائكة تارة؛ لكونهم هم المباشرين للتدبير، كقوله:} فالمدبرات أمرا {، ويضيف التدبير إليه، كقوله:} إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر}، فهو المدبر أمرا وإذنا ومشيئة، والملائكة المدبرات مباشرة ".
أثر الإيمان بالملائكة في حياة المسلم
للإيمان بالملائكة آثار عظيمة على سلوك الإنسان، وعلاقته بربه، من تلك الآثار:
1 - بذل العبد جهده في طاعة ربه سبحانه، اقتداء بالملائكة الكرام، الذين يتفانون في طاعته مع عصمتهم من الذنوب، وقربهم من ربهم جلا وعلا، قال تعالى: {إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون} (الأعراف:206).
2 - دفع الغرور عن النفس، والافتخار بالعمل، فالملائكة على دوام طاعتهم خاضعين له سبحانه} يسبحون الليل والنهار لا يفترون} (الأنبياء:20)، وهم مع ذلك يسألونه الصفح والمغفرة عن التقصير في العمل، كما ثبت ذلك في الحديث الذي رواه الحاكم وصححه الشيخ الألباني أن الملائكة تقول لربها يوم القيامة: (سبحانك ما عبدناك حق عبادتك)، والمسلم مهما بلغ في عبادته، فلن يبلغ مقدار عبادة الملائكة، فهو أولى بنبذ الكبر والاغترار بالعمل.
3 - الاجتهاد في البعد عما حرمه الله، خوفا من الله أولاً، ثم حياء من الملائكة الذين لا يفارقون بني آدم، ويكتبون ويسجلون أعمالهم، ولا سيما أن الله وصفهم بأنهم كرام، كما قال تعالى:} وإن عليكم لحافظين. كرامًا كاتبين. يعلمون ما تفعلون {(الانفطار: 10 - 12)، فإن الإنسان قد تستولي عليه الشهوة، ويغفل عن مراقبة الله له، فإذا علم أن معه من لا يفارقه من الملائكة الكرام، كان ذلك باعثا له على الحياء، والانكفاف عما هو مقدم عليه من معصية الله تعالى.
4 - الاقتداء بهم في حسن نظامهم، وإتقان أعمالهم: فقد روى مسلم: عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها، فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف) فحثّ النبي - صلى الله عليه وسلم- الصحابة على الاصطفاف في الصلاة، كما تصف الملائكة عند ربها، وذلك لحسن نظامهم، عند وقوفهم بين يدي ربهم.
إن الملائكة مع عظيم خلقهم، وشدة بأسهم، ما هم إلا خلق من خلق الله، وإن هذا الكون بإبداعه، وإبداع من فيه، لهو أعظم دليل على وحدانية الله تعالى، واستحقاقه مطلق العبادة.
ـ[اميرفوزى السلفى المصرى]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 07:06]ـ
وهذا كلام سماحة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الدعوة والأوقاف والإرشاد - حفظه الله - أثاء شرحه لأصول الإيمان لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لعله ينفع بإذن الله:
قال الشيخ:
هذا الباب معقود لبيان ركن من أركان الإيمان وأصل من أصوله العظام ألا وهو الإيمان بملائكة الله جل وعلا، فإن الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى.
والإيمان بالملائكة ركن لا يصحّ إيمان أحد إلا أن يؤمن بالملائكة؛ يعني: لأن الملائكة موجودون كما أخبر الله جل وعلا، وأنهم عابدون لا يُعبدون، وهذا القدر واجب وركن وهذا هو القدر المُجزئ من الإيمان، فمن لم يؤمن بذلك وهو:
- الإيمان بوجود الملائكة والإقرار أنه ثَمَّ من خلق الله ملائكة اصطافهم جل وعلا.
- والثاني أنهم عابدون لا يُعبدون وأنهم بأمر الله يعملون.
هذا القدر لا بد منه في الإيمان لأن هذا معنى وجود الملائكة. في أن الإيمان بالملائكة إيمان بوجودهم وأنهم يعبدون الله جل وعلا وأنهم لا يعبدون.
لفظ الملائكة جمع (ملأك)، وأصل هذه الكلمة (ملأك) مقلوبة عن (مألك)، والمألك: مصدر يعني بالاعتبار العام أصلها من الألوكة، والألوكة: هي الرسالة، وفعلُها أَلَكَ يَأْلَكُ أَلُوكَةً، يعني: أرسل برسالة خاصة وبمهمة خاصة.
فإذن الكلمة راجعة إلى معنى الإرسال، (فالملائكة) من لفظها اللغوي معناها: المرسلون برسالة خاصة والقائمون بمهمة خاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلذلك في الإيمان بالاسم لمن يعقل معنى الاسم فيه ذكر المرتبتين اللتين ذكرتهما: الإيمان بالوجود والإيمان بالعمل، هذا موجود في الاسم لمن يعقل اللفظ العربي.
والملائكة: خلق من خلق الله جل وعلا خلَقهم من نور كما جاء في حديث عائشة الذي رواه مسلم: (خُلقت الملائكة من نور) فهُم أرواح مطهرة مكرمة جعلهم الله جل وعلا عنده يعني أنه جعلهم في السماء فأصل مقامهم في السماء وقد يوكلون بأعمال في الأرض فينزلون بأمر الله جل وعلا: ?تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ? [القدر:4]، و ?نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ? [الشعراء:193]، يعني أصل مكانهم في السماء كما أن أصل مكان الجن والإنس في الأرض.
الملائكة الكلام على ما يتعلق بهم بما جاء في النصوص كثير واأُلفت فيهم بعض المؤلفات وهي مبسوطة في كتب الحديث والتفسير قد ساق الإمام المصلح رحمه الله في هذا الموضع جملا كثيرة من تعداد الملائكة ومن صفتهم وبعض ما يتصل بذلك.
فيمكن أن نقول –في جُمَل بحث الملائكة-: الملائكة من حيث خَلْقُهم خلق عظيم يعني في الصفة، وأنهم أنوار يعني: خلقوا من نور لا يراهم الإنسان بعينه المجردة، لكن إن كشف عنه الغطاء رأى كما قال سبحانه: ?فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ? [قّ: من الآية22]، فالإنسان على بصره غطاء يعني حدود يرى بها، لكن بالموت إذا كُشف الله عنه الغطاء البشري في الدنيا لأنبيائه ورسله فإنهم يرون ما لا يرى غيرهم فيرى الملائكة على صورتهم التي خلقهم الله جل وعلا عليها، كما ثبت في الصحيح: أن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال: «رأيت جبريل على صورته مرتين له ستمائة جناح قد سدَّ الأفق»، ومنهم ذووا الأجنحة، ومنهم من ليس بذي أجنحة، خلقهم متنوع لكن يجمعهم أن خلقهم من نور.
الملائكة منهم ثلاثة كرّمهم الله جل وعلا وجعلهم سادة الملائكة وهم: جبرائيل وميكائيل وملك النفخ في الصور إسرافيل.
وهؤلاء الثلاثة في مهمتهم تشابه:
فجبرائيل جعله الله جل وعلا سيداً على الملائكة وموكلاً بالوحي فهو الذي ينزل بالوحي من الله جل وعلا إلى رسله وإلى ملائكته.
وميكائيل موكل بالقطر من السماء يُصرِّفه كما يأمر الله جل وعلا: ?وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا? [الفرقان: من الآية50].
وإسرافيل هو: الموكل بقبض الأرواح، وبالنفخ في الصور ونحو ذلك.
والتناسب بينهم كما ذكر العلماء: أن هؤلاء متصلة بهم الحياة، فجبرائيل متصلة به حياة الدين حياة الأرواح الحقيقية؛ لأنه ينزل بالوحي، وميكائيل بحياة الأرض بالقطر من السماء، وإسرافيل بحياة الأبدان بعد موتها.
أيضاً مما يتصل بذلك أن الله جل وعلا جعل الملائكة موكلين بالأعمال ولفظ (التوكيل) جاء في القرآن كما قال سبحانه: ?قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ? [السجدة: من الآية11]، فالله جل وعلا وكَّل الملائكة بأعمال، فهذا مختص بالسحاب وهذا مختص بالهواء وهذا بالبحار وهذا بالإنسان إلى آخره .. في أعمال كثيرة جداً، فما من شيء يحصل إلا والله جل وعلا قد أمر به وحدث بأمره وإذنه وقدرته، والملائكة موكلون بذلك وقد يكون المَلَك الموكل بشيء معه ملائكة كثير يفعلون ما يأمرهم به كما قال سبحانه في ذكر ملك الموت: ?حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ? [الأنعام: من الآية61]، فهم رسل وسيدهم أو رئيسهم ملك الموت.
من الملائكة: الملائكة المقرّبون الذين ذكرهم الإمام فيما سمعت، والملائكة المقربون أقسام:
منهم حملة العرش وهؤلاء يقال لهم: (الكروبيون) في بعض ما جاء في آثار السلف، وسُمُّوا بذلك: لأجل ما يعلوهم من الكرب من حمل العرش وقربهم من الله جل جلاله وخوفهم منه سبحانه وشدَّة فزعهم وكثرت فزعهم من الله جل وعلا.
ومنهم الملائكة الذين –يعني هؤلاء المقربين- منهم الملائكة الذين حول العرش كما قال جل وعلا: ?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْد رَبِّهِمْ? [غافر: من الآية7]، وبعض العلماء يجعل حملة العرش ومن حوله جميعاً يدخلون في اسم الكروبيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحملة العرش ومن حوله لهم مزيد اختصاص لقربهم من الله جل وعلا ومزيد فضل واختلف العلماء في حملة العرش كم عددهم على قولين:
* منهم من قال: إنهم ثمانية لقواه سبحانه: ?وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ? [الحاقة: من الآية17].
* ومن أهل العلم وهم الأكثر قالوا: إنهم أربعة في الدنيا وثمانية يوم القيامة، يعني أن عرش الرحمن جل وعلا إذا جيء به يوم القيامة لفصل القضاء فإنه يأتي به ثمانية من ملائكة الله جل وعلا، أما في الدنيا فهم أربعة ويستدلون لذلك بحديث رواه الإمام أحمد بإسناد جيّد: أن ملائكة العرش أربعة.
ومن الملائكة: خازن الجنة وخازن النار.
ومنهم: ملائكة موكلون بابن آدم منهم ما يكتب ما يصدر منه، ومنهم من يحفظه من بين يديه ومن خلفه وهؤلاء هم المعقبات يتعاقبون على ابن آدم أربعة. يتعاقبون فيهم يعني في المكلفين.
والملائكة أنواع وأشكال كثيرة متنوعة في مهامهم، والمؤمن يؤمن بهؤلاء إجمالاً على وجودهم لا ينكر شيئاً من ذلك وتفصيلاً فيما علمه بالتفصيل.
فالإيمان بالملائكة على درجتين:
* إيمان إجمالي فيما علمت وفيما لم تعلم.
* والإيمان التفصيلي فيما فُصِّل لك في النصوص، فما جاء في النص من وصف ملك أو ذكر اسمه في دليل في القرآن أو في حديث صحيح ثابت في سنة النبي (فوجب اعتقاده؛ لأن هذا أمر غيبي يجب اعتقاده على ما جاء في الدليل.
ولعلكم ترجعون إلى كتاب مختص بالملائكة وتطلعون على صفات الملائكة وما يتصل بذلك، ويأتي إن شاء الله في هذا الكتاب تتمة الكلام في ذلك.
من آثار الإيمان بالملائكة يعني أن إيمان المؤمن بالملائكة له آثار على إيمانه ويقينه منها:
أولا شدة تعظيمه لربه جل وعلا: لأن إيمانه بالملائكة به يعلم عظمة الرب جل وعلا، وأن هؤلاء الملائكة الذين عظُم وصفهم وعظمت إحاطتهم وقُدَرهم بما أقدرهم الله جل وعلا وكثرة عددهم وتنوّع خلقهم وصفاتهم فيه الإيمان بعظمة الله جل وعلا وشدة الخوف من الله جل وعلا والعلم بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى، فإذا كانت الملائكة يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِم، فالعبد المؤمن يعلم أنه أحق بالخوف لأنه مكلف متعرض للطاعة وللذنب وأولئك مطهرون، وإذا علم أن الملائكة إذا سمعوا كلام الله جل وعلا أصابتهم صعقة ورعدة شديدة وصُعقوا ثم يُفزع عن قلوبهم فإنه يعلم حينئذٍ أنّ الملائكة – مع شدَّة خلقهم وعِظَم وصفهم –أنهم ينالهم ذلك فمع تقواهم له جل وعلا ومع طاعتهم وأنهم ركّع سجود يعملون بأمر الله لا يخالفونه فكيف بحال العبد المكلَّف الذي يخالف كثيرا ويعصي كثيرا ويغفل كثيرا.
فإذن الأثر الأول العام هو: الإيمان بعظمة الله جل وعلا وما يورثه الإيمان بالملائكة من خوف الله جل وعلا ومن الإنابة إليه.
الثاني محبة الملائكة: فإن الملائكة مطهرون عباد مكرمون مطيعون لله موحدون لله، فبين الموحّد وبين هؤلاء الموحّدين بينه وبينهم سبب وصلة ومحبة، ولذلك الملائكة يستغفرون لابن آدم يستغفرون لمن في الأرض ويستغفرون لمن دعا لأخيه، فبينهم وبينه محبة، وكذلك المؤمن يحبهم ولذلك لا يرضى بالتعدي عليهم أو بادعاء أنهم وسطاء عند الله جل وعلا، أو بأنهم بنات الله جل وعلا – كما يدعيه المشركون – تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
من آثار الملائكة بالله جل وعلا أيضا: أن الإيمان بالملائكة يعرِّف المؤمن الموحد ويجعل المؤمن على يقظة ومحاسبة لما يصدر منه، لأن الملائكة منهم الموكل بالكتابة ومنهم الموكل بالحفظ وهؤلاء بأمر الله جل وعلا يعملون ولهذا يُكرم الملَك عند المؤمن الموحد وعند العالم الراسخ، يُكرم الملَك عن كثير من الأعمال والهيئات والأقوال التي تصدر عن الجهلة، فكلما عَظُم الإيمان بالملائكة عظُم إكرامُهم عن ما يكرهون مثل: الكلام السيئ والأفعال الخبيثة والروائح الخبيثة ونحو ذلك مما تنفر منه الملائكة. إلى غير ذلك من الآثار التي ربما يأتي – إن شاء الله – بعضُها.
(يُتْبَعُ)
(/)
.. ?نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ? [الشعراء:193 - 194]، ?إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ? [القدر:1] إلى أن قال ?تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ? [القدر:4]، يعني بكل أمر، فالعلماء يقولون: إنّ جبريل عليه السلام مختص بوحي الله جل وعلا يعني: بالنزول بالوحي، وهذا كثير في الأحاديث منها: «إن روح القدس نفث في روعي»، «إن جبريل أتاني آنفاً فقال ... » وهكذا.
[المتن]
وعن جابر (قال: قال رسول الله («أُذّن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» رواه أبو داوود والبيهقي في الأسماء والصفات والضياء في المختارة.
فمن سادتهم جبرائيل عليه السلام وقد وصفه الله تعالى بالأمانة وحسن الخلق والقوة فقال تعالى: ?عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى? [النجم:6]، ومن شدَّة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط عليه السلام وكنَّ سبعاً بمن فيهنَّ من الأمم وكانوا قريباً من أربعمائة ألف وما معهم من الدواب والحيوانات وما لتلك المدائن من الأراضي والعمارات على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم ثم قَلَبها فجعل عالِيَها سافلها. فهذا هو ?شَدِيدُ الْقُوَى?. وقوله: ?ذُو مِرَّةٍ?أي: ذو خلق حسن وبهاء وسناء وقوة شديدة، قال معناه ابن عباس رضي الله عنهما، وقال غيره: ?مِرَّةٍ? أي: ذو قوة، وقال تعالى في صفته: ?إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ? [التكوير:21] أي: له قوة وبأس شديد وله مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند ذي العرش ?مُطَاعٍ ثَمَّ? أي مطاع في الملأ الأعلى ?أَمِينٍ? ذي أمانة عظيمة ولهذا كان هو السفير بين الله وبين رسله وقد كان يأتي إلى رسول الله (في صفات متعددة وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين وله ستمائة جناح روى ذلك البخاري عن ابن مسعود (.
وروى الإمام أحمد عن عبد الله قال: رأى رسول الله (جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها سدَّ الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدرّ والياقوت ما الله به عليم. إسناده قوي.
وعن عبد الله بن مسعود (قال: رأى ر سول الله (جبريل في حلة خضراء قد ملأ ما بين السماء والأرض. رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله (قال: «رأيت جبريل منهبطاً قد ملأ ما بين الخافقين عليه ثياب سندس معلق بها اللؤلؤ والياقوت». رواه أبو الشيخ.
ولابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جبرائيل عبد الله، وميكائيل عبيد الله وكل اسم فيه (إيل) فهو عبد الله.
وله عن علي بن الحسين مثله وزاد وإسرافيل عبد الرحمن. (6)
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (: «ألا أخبركم بأفضل الملائكة؟ جبرائيل».
وعن أبي عمران الجوني أنه بلغه أن جبرائيل أتى النبي (وهو يبكي فقال له رسول الله («ما يبكيك؟» قال: ومالي لا أبكي فوالله ما جفت لي عين منذ أن خلق الله النار مخافة أن أعصيَه فيقذفني فيها. رواه الإمام أحمد في الزهد.
وللبخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله (لجبرائيل: «ألا تزورنا أكثر مما تزورنا» فنزلت: ?وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلك? [مريم: من الآية64] الآية.
ومن ساداتهم ميكائيل عليه السلام وهو موكل بالقطر والنبات.
[الشرح]
(من ساداتهم) معنى السيادة هنا أنه معه من الملائكة من يأتمرون بأمره، فمعنى أنه سيد أي يأمر وينهى، فجبرائيل سيد الملائكة يعني: يأمر الملائكة، وميكائيل من سادات الملائكة لأنه يأمر، فمعنى (سادات الملائكة) يعني: الذين معهم جنود ومعهم أعوان ينفذون أمر الله جل وعلا بما وكل إليه، فملك الموت قال تعالى عنه: ?قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُم? [السجدة: من الآية11]، إسرافيل مثل ما جاء في الحديث: «اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل» إسرافيل من سادة الملائكة وهو الموكل بالنفخ في الصور وبأخذ الأرواح أو إزهاقها حين النفخ في الصور، لأنه ينفخ نفخة الصعق فيموت الجميع ثم ينفخ نفخة البعث فتعود الأرواح،
(يُتْبَعُ)
(/)
فملك الموت يقبض الأرواح، ومستودع هذه الأرواح في الجنة وفي الصور عند إسرافيل.
المقصود هذا معنى (من ساداتهم).
[المتن]
وروى الإمام أحمد عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله (قال لجبرائيل «ما لي لم أر ميكائيل ضاحكاً قط؟» قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار.
ومن ساداتهم: إسرافيل عليه السلام وهو أحد حملة العرش وهو الذي ينفخ في الصور.
روى الترمذي وحسنه والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله (: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ». قالوا: فما نقول يارسول الله؟ قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا».
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (قال: «إن ملكاً من حملة العرش يقال له: إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى ومرق رأسه من السماء السابعة العليا». رواه أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية، وروى أبو الشيخ عن الأوزاعي قال: ليس أحد من خلق الله أحسن صوتاً من إسرافيل فإذا أخذ في التسبيح قطع على أهل سبع سماوات صلاتهم وتسبيحهم.
ومن ساداتهم ملك الموت عليه السلام – ولم يجيء مصرحاً باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة وقد جاء في بعض الآثار تسميته بعزرائيل فالله أعلم قاله الحافظ ابن كثير. وقال: إنهم بالنسبة إلى ما هيأهم له من أقسام:
فمنهم حملة العرش.
ومنهم الكروبيون الذين هم حول العرش وهم مع حملة العرش أشرف الملائكة وهم الملائكة المقربون كما قال تعالى: ?لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ? [النساء: من الآية172].
ومنهم سكان السماوات السبع يعمرونها عبادة دائمة ليلاً ونهاراً صباحاً ومساءً كما قال تعالى: ?يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ? [الانبياء:20].
ومنهم الذين يتعاقبون إلى البيت المعمور. قلت: الظاهر أن الذين يتعاقبون إلى البيت المعمور سكان السماوات.
ومنهم موكلون بالجنان وإعداد الكرامات لأهلها وتهيئة الضيافة لساكنيها، من ملابس ومآكل ومشارب ومصاغ ومساكن وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ومنهم الموكلون بالنار أعاذنا الله منها وهم الزبانية ومقدَّموهم تسعة عشر وخازنها مالك وهو مقدَّم على الخزنة، وهم المذكورون في قوله تعالى: ?وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ? [غافر:49]، وقال تعالى:?وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ? [الزخرف:77]، وقال تعالى ?عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ? [التحريم:6]، وقال تعالى ?عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً? إلى قوله ?وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ? [المدثر:30 - 31].
ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم كما قال تعالى: ?لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ? [الرعد: من الآية11]، قال ابن عباس: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء أمر الله خلَّوْا عنه، وقال مجاهد: ما من عبد إلا وملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال له وراءك إلا شيء يأذن الله تعالى فيصيبه.
ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد كما قال تعالى: ?إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ? [قّ:17 - 18]، وقال تعالى: ?وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ? [الانفطار:10 - 12].
(يُتْبَعُ)
(/)
روى البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (: «إن الله ينهاكم عن التعرِّي فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حالات: الغائط والجنابة والغسل فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجذم حائطٍ أو بغيره»، قال الحافظ ابن كثير: ومعنى إكرامهم: أن يستحِي منهم فلا يُملي عليهم الأعمال القبيحة التي يكتبونها فإن الله خلقهم كراماً في خلقهم وأخلاقهم ثم قال ما معناه: إن من كرمهم أنهم لا يدخلون بيتاً فيه كلب ولا صورة ولا جُنُب ولا تمثال ولا يصحبون رفقة معهم كلب أو جرس.
وروى مالك والبخاري ومسلم عن أبي هريرة (أن رسول الله (قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرُج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون»، وفي رواية: أن أبا هريرة قال: اقرءوا إن شئتم: ?وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً? [الإسراء: من الآية78].
وروى الإمام أحمد ومسلم حديث: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه».
وفي المسند والسنن حديث: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع».
والأحاديث في ذكرهم عليهم السلام كثيرة جداّ.
[الشرح]
هذه الأحاديث المتنوعة منها ما هو صحيح الإسناد ومنها ما لا يصح، وأهل العلم إذا أتوا إلى أصل من الأصول في تقريره فإنهم يسوقون ما في الباب من الأحاديث – كما هي طريقة أهل العلم الراسخين فيه من المتقدمين والمتأخرين-.
قال شيخ الإسلام في أحد أجوبته على منهج أهل الحديث قال: وأهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع – أو كما قال –. (7)
يعني: أنه لا يخترع أصل بحديث ضعيف لا يثبت، وإنما إذا كان الأصل ثابتاً فإن منهج أهل الحديث أنها تساق الأحاديث سواء منها ما صح أو ما لم يصح إسناده تأييداً لذلك الأصل وبياناً لكثرة ما ورد في ذلك؛ لأن الحديث الضعيف قد يكون صحيحاً وإنما حكمنا بضعفه لسوء حفظ راويه أو لانقطاعٍ فيه أو نحو ذلك، رعاية وحماية لكلام المصطفى (، وإلا فقد يكون صحيحاً، ولذلك إذا كان في أصل من الأصول فإنه يؤيد به.
وهذا التأييد على قسمين في طريقة أهل الحديث المتقدمين منهم والمتأخرين يعني من حفاظ الحديث ورواته هذا التأييد على قسمين:
* إما تأييد كامل يعني: تأييداً لجميع الأصل.
* وإما تأييد ناقص يعني: تأييدا (8) [لبعض ما جاء في الأصل.
وفي بعض الأحاديث التي ذكرها الشيخ روايات ضعيفة] ولكنها دالة على وجود الملائكة وعلى أسمائهم وعلى تقاسيمهم ونحو ذلك.
فالأصل هو وجود الملائكة وأنهم أقسام وأن منهم كذا ومنهم كذا وأنهم متنوعون إلى آخر ذلك، هذا هو الأصل الذي تحشد له الأدلة لأن المقصود الإيمان بالملائكة والإيمان بالملائكة يحصل بمجموع هذه الأحاديث، فنعلم منها أن الملائكة خلق عظيم من خلق الله جل وعلا مكرمون مقربون وأنهم عباد إلى آخره، فيحصل من جملة هذه الأحاديث صفات عامة هي ثابتة لكثرة ما جاءت الروايات في تدعيم هذا الأصل العظيم.
يأتي بعض الفقرات يكون هل هذا ثابت أو غير ثابت في بعض الصفات أو غيرها، هذا يتبع صحة الحديث من عدمه.
وهذا حتى في العقائد في مباحث العقيدة وفي صفات الله جل وعلا أو في العرش وما جاء فيه أو في العلو أو نحو ذلك، تجد أن طريقة أهل الحديث –رحمهم الله تعالى– أن طريقتهم أن يحشدوا ما في الباب فيكون إيرادهم مدعماً للأصل فيكون هذا التأييد كما ذكرت لك هناك تأييد إجمالي وثَمَّ تأييد تفصيلي.
فالتأييد الإجمالي بكثرة الروايات يحصل التأييد.
أما التأييد التفصيلي فمن أراد أن يحتج بكلمة على عقيدة أو على أمر غيبي فلا شك أنها لا بد أن تثبت لكن لا يمنع هذا من رويتها والاستدلال بها والاستشهاد كما هو طريقة أهل العلم – كما ذكرنا لكم-.
من حيث الأحاديث التي ذكرها واضحة بينة لا تحتاج إلى مزيد بيان.
(الكروبيون) أوضحنا لكم معناه في الدرس الماضي، وتقاسيم الملائكة ومهمتهم كلها موضحة هنا لا يوجد إن شاء الله ما يشكل.
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 10:28]ـ
أحسن الله إليكم آمين
ـ[اميرفوزى السلفى المصرى]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 10:30]ـ
أحسن الله إليكم آمين
وإليكم أحسن، وبارك فيكم وفقهكم في دينه.
ـ[من أقصى المدينة]ــــــــ[18 - Dec-2010, صباحاً 12:48]ـ
السلام عليكم
الملائكه عدد لايحصيه الا الله عزوجل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((البيت المعمور الذي في السماء السابعه يدخله كل يوم سبعون الف ملكـ، اذا خرجوا منه لم يعودوا اليه اخر ماعليهم))
نعم نؤمن بجبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت وخازن النار وماشابه ذلك ... فقد عرفناهم وامنا بهم ... لكن كيف بمن لانعرف ... كما اخبر عليه الصلاة والسلام: ((مامن موضع اربع اصابع في السماء الا وفيه ملك قائم لله او راكع او ساجد)).
فكيف الايمان بكل هؤلاء .. الذين لانعرف؟
أسأل الله تعالى لمن يجيبني على تخريج الحديثين الواردين أعلاه ـ الجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Dec-2010, صباحاً 07:27]ـ
في صحيح مسلم
- باب الاِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اِلَى السَّمَوَاتِ وَفَرْضِ الصَّلَوَاتِ
429 - حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، اَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " اُتِيتُ بِالْبُرَاقِ - وَهُوَ دَابَّةٌ اَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ - قَالَ فَرَكِبْتُهُ حَتَّى اَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ - قَالَ - فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الاَنْبِيَاءُ - قَالَ - ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - بِاِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَاِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا اِلَى السماء فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ اَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَاِذَا اَنَا بِادَمَ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا اِلَى السماءِ الثَّانِيَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. فَقِيلَ مَنْ اَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَاِذَا اَنَا بِابْنَىِ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِي اِلَى السماءالثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ. فَقِيلَ مَنْ اَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَاِذَا اَنَا بِيُوسُفَ صلى الله عليه وسلم اِذَا هُوَ قَدْ اُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا اِلَى السماءالرَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ. قَالَ وَقَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَاِذَا اَنَا بِاِدْرِيسَ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} ( http://java******:openquran(18,57,57) ) ثُمَّ عَرَجَ بِنَا اِلَى السماءالْخَامِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ. قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَاِذَا اَنَا بِهَارُونَ صلى الله عليه وسلم فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا اِلَى السماءالسَّادِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَاِذَا اَنَا بِمُوسَى صلى الله عليه وسلم فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا اِلَى السماءالسَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ. قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ اِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَاِذَا اَنَا بِاِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم مُسْنِدًا ظَهْرَهُ اِلَى البيت المعموروَاِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ اَلْفَ مَلَكٍ لاَ يَعُودُونَ اِلَيْهِ)))
- إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع، إلا وملك واضع جبهته لله تعالى ساجدا، والله لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح الجامع ( http://www.dorar.net/book/3741&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2449
خلاصة حكم المحدث: حسن
?
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 09:52]ـ
كالإيمان بالرسل
((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ))(/)
الجابري والجابريون .. أوهام النقد وأهواء الأتباع
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 11:20]ـ
الجابري والجابريون .. أوهام النقد وأهواء الأتباع
شارك ( http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&username=xa-4baf2499326efd31) |
11-12-2010 | د. حسن بن محمد الأسمري ( http://taseel.com/Display/Author/AuthorsPubs.aspx?ID=261)
من المناسب أن يقدم المهتمون بالجانب الفكري والثقافي رؤيتهم الشخصية حوله، ويمكن من مجموع هذه الآراء أن تتكون شهادة مكتملة حوله وحول الساحة الفكرية بعامة
بموت "الجابري" تفقد الساحة الفكرية أحد أقطابها البارزين، ومن كان على صلة بالحقل الثقافي في العشرين سنة الأخيرة يعرف بأنه ربما لم توجد شخصية فكرية عربية معاصرة كتب حولها مثل ما كتب حول الجابري، وبخاصة من جهة انتقاد أفكاره. ويمكن القول بأن كبار المفكرين من الأطياف المختلفة لم يرحبوا بمشاريعه الفكرية، إلا أنه لقي حفاوة من الشباب المثقف.
وهذا المقال لا يهدف للنقد؛ لأني لا أعرف كاتبا معاصرا قد حظي بسعة نقد مثل الجابري، من الإسلاميين أو العلمانيين. ومع ذلك؛ فمع رحيل هذا المفكر أجد أنه من المناسب أن يقدم المهتمون بالجانب الفكري والثقافي رؤيتهم الشخصية حوله، ويمكن من مجموع هذه الآراء أن تتكون شهادة مكتملة حوله وحول الساحة الفكرية بعامة. والحقيقة -وبسبب ظروف خاصة- أنني لم أكن متحمسا للكتابة عنه لولا مطالبة بعض الأصدقاء بذلك.
وإبراز موقف واضح من مفكر صاحب نشاط كبير ليس أمرا سهلا، وهناك طائفة اعتادت على إرسال الأقوال وأخرى تبحث عن الإجابات المختصرة، ومثل هذا الفعل يوصل لأخطاء قاتلة، وعليه: فلا بد من تعويد النفس في مثل هذه الأبواب على أهمية التحليل الجيد، الذي يساعد الناظر على وضع أصابعه في المكان المناسب، ومن خلال التحليل الجيد تخرج رؤية حول الأشخاص والأفكار أكثر توازنا وأقوى تماسكا وأعدل حكما.
الشهرة وضريبتها:
أذكر وأنا أجمع المادة العلمية لبحث الماجستير تلك الصعوبة التي قابلتها حول مناسبة إضافة الجابري ضمن تلك المادة، وأحد الأسباب المطروحة من قبل من استشرتهم: أن الجابري غير معروف، ولا أحد يتحدث عنه، مع أنه قد صدر الجزء الأول والثاني من مشروعه النقدي، ولكن بعد فترة قصيرة تفاجئت بما حظي به الجابري من اهتمام من قبل الإعلام الثقافي في بيئتنا الثقافية.
برز فجأة، ويمكن المشاركة في تحليل قصة هذا البروز:
لقد وقع فتور للنشاط الفكري بعد أزمة الحداثة، فموضة الحداثة أدخلت مجمل النشاط الفكري في حقل من الألغاز، فكثر منهم الشعر الغامض، وترجموا مجموعة من الكتب اللسانية والسيميائية المعقدة، أو تم التأليف فيها.
ومرحلة الحداثة العابرة جاءت عقب مراحل فكرية مشهورة، مثل جيل التغريب الأول، من أمثال "طه حسين" وأقرانه، ثم أعقبهم الجيل الماركسي، ثم دخل الفكر في سراديب الألغاز الحداثية، فوقع الفكر في أزمة جمهور، وبقي الفكر محصورا بين أفراد، يزعمون أن المشكلة ليست مشكلتهم وإنما مشكلة القارئ الذي لا يفهمهم.
خرجت موجة فكرية بعيدة عن الألغاز، حسن حنفي من مصر، محمد الجابري من المغرب، علي حرب من لبنان، وهكذا، وقد حظي الجابري بسبب روابطه الحركية بدعاية أفضل، وقامت مراكز متخصصة بطباعة كتبه ونشرها مما أسهم في رفع حظوظه.
وتميزت المجموعة الجديدة بهجرها المنهجيات الأحادية، وتوليف تركيبة منهجية من مشارب مختلفة، وبأدوات جديدة: أدوات فلسفية وأخرى لسانية وثالثة من ميادين العلوم الاجتماعية وهكذا، مع تطبيقها على التراث الإسلامي.
وقد انتشرت كتب الجابري وحظيت بمتابعة وتعليق ونشر، وأخذت ببعض الطاقات الشابة، وانبهر بها بعضهم، وبخاصة لمن لم يكن له اطلاع على الميدان الفكري والفلسفي والعلوم الاجتماعية المعاصرة والمناهج اللسانية والأدبية.
ومما يميّز الجابري قدرته في تبسيط تلك الأدوات المنهجية، وابتعاده عن الغامض منها أو الصعب، مقارنة بما يفعله "أركون" وبخاصة المنهجيات اللسانية، وهذه السهولة وسّعت دائرة القراء مع مجموعة ذات تعليم جامعي ومحبة للثقافة ولكنها لا تملك الأدوات التي تمكنها من الدخول في مجالات الفكر الفلسفي المعقد، فكان الجابري مرحلة وسط كما يقال بين السهل والصعب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هذا الاشتهار لم يطل أمده، إذ تسببت بعض المقولات الجابرية في تنشيط الخصوم، وبخاصة تلك التي فرق فيها بين العقلية المشرقية والعقلية المغربية، فقد فتحت عليه النار، وجعلت مشروعه تحت المجهر، وبخاصة من المشارقة المتضررين من مقولته، فخرجت كتابات تنقب في الثغرات الموجودة في البناء الجابري، وقد تكاثرت حتى جاء طرابيشي فجمعها ورتبها وصاغها صياغة فكرية موجعة لمشروع الجابري.
وقد فقد مشروع الجابري الكثير من بريقه، كما أن مسائل أخلاقية ظهرت في الطريق هبطت بمستوى الفكر العربي المتغرب المدعي للأمانة والمصداقية، وقد تفنن طرابيشي في إبرازها.
ومع أن انتقادات طرابيشي بدأت متجزئة إلا أنها مع الأيام أخذت معالم جديدة وبخاصة مع خروج المجلد الثاني والثالث، من مشروعه: نقد نقد العقل العربي، فقد ارتقت قليلا في نهاياتها، ومع ذلك فإن الطريقة الطرابيشية طريقة عليها مآخذ كثيرة، وفيها مزاعم المشابهة التي قد لا تصمد أمام التحليل الدقيق.
أما الدراسة المميزة التي عصفت بالمشروع الجابري وبخاصة في المستوى النخبوي فهو كتاب الفيلسوف المغربي "طه عبدالرحمن"، "تجديد المنهج في تقويم التراث"، ويبقى الفضل للجابري أنه كان السبب في خروج كتاب "طه"، ولا شك بأن الكتاب الأخير يظهر حجم المآخذ الفكرية على مشروع الجابري وأمثاله من نقاد التراث.
المراحل الخمس:
يمكن أن نضع خمس مراحل للحياة الفكرية لهذا المفكر البارز، وهذه المراحل قد تفيد في استيعاب الأفكار التي قدمها الجابري، ومن ثمّ وضع المواقف المناسبة.
1 - الأولى، مرحلة الشباب، وهذه المرحلة لم يظهر فيها الجابري المفكر وإنما الناشط، فقد قضى زهرة شبابه داخل الاتجاه الاشتراكي، وبخاصة في نشاطه التعليمي والصحفي، غلب عليه العمل على حساب النظر، وقد تكونت له خبرة جيدة بالنشاط السياسي، وربما كانت هي الدافع في إصراره على أهمية الموقف الأيدلوجي للمفكر.
2 - المرحلةالثانية متركزة في جانب التعليم، في الثانويات أو في بعض المعاهد العليا والكليات، ويغلب على نشاطه هنا أنه من النشاط المدرسي، فالكتب هي كتب دراسية سواء تلك التي لطلاب الثانوية أو التي لما فوقهم، وأشهرها مشاركته في كتاب الفلسفة لطلاب الثانوي، وكتابه "مدخل إلى فلسفة العلوم: العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي" المخصص للجامعيين، وقد تميزت بجمال الأسلوب والعرض المبسط للأفكار المعقدة.
3 - المرحلةالثالثة كانت بعد الدكتوراه والتي لم يحصل عليها من جامعات الغرب مقارنة بأقرانه وبمن قبله من أساتذة الفلسفة، الذين حصلوا على ما لم يحصل عليه من الاحتكاك بالثقافة الغربية في مراكزها، وقد يأخذها عليه بعض منافسيه، وهي نقطة غير جوهرية بالنسبة لي.
وهنا يمكن القول ببداية مرحلة جديدة في حياته، تبلورت لاحقا في مشروعه الفكري "النقدي" وهو: نقد العقل العربي، كانت البداية بكتابه "نحن والتراث" وهو عبارة عن بحوث ومحاضرات جمعها في كتاب، ثم جاء أهم كتبه: تكوين الفكر العربي، ثم بنية العقل العربي، ثم نقد العقل السياسي.
ومع أنه بعد زمن قد ألحق بها كتابه نقد العقل الأخلاقي، إلا أنه يفقد الصنعة الفكرية المميزة للأجزاء الثلاثة، ولهذا فأنا أشعر أن هذا الكتاب يناسب أن يكون ضمن المرحلة التالية.
4 - المرحلةالرابعة: مرحلة شرح وتفصيل دون جديد، بما في ذلك نقد العقل الأخلاقي، وكتاب "نحن والحداثة" عودة لتجميع المحاضرات والبحوث في كتاب، فلا نجد في هذه المرحلة كتابا على غرار الثلاثة المشهورة.
وهذه الظاهرة الفكرية مشهورة في بيئتنا الثقافية، وعلى سبيل المثال نجد مفكرا آخر، مثل: زكي نجيب محمود صاحب "الوضعية المنطقة"، وبعد حصوله على الدكتوراه يخرج ثلاثة كتب فيها الصنعة الفلسفية، وهي: خرافة الميتافيزيقيا، نحو فلسفة علمية، المنطق الوضعي، ثم توقف عن الكتابة البحثية، وباستثناء كتابه "المعقول واللامعقول" فكلها عبارة عن مقالات ومحاضرات يجمعها في كتاب، برابط متكلف، بما فيها الكتاب المشهور: تجديد الفكر العربي.
بالنسبة للجابري فهو في هذه المرحلة قد تفرغ للمحاضرات والمؤتمرات، وأسس مع آخرين مجلة "فكر ونقد"، فضلا عن كتاباته الرمضانية في بعض الصحف لتتحول فيما بعد لكتيبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي جهود فكرية شارحة لآرائه، ويغلب عليها التميز في تحليل الموضوعات وطرحها مثل نقاشاته للعولمة وأبعادها، ويقع الغلط فيها عندما يلامس قضايا ذات بعد ديني.
5 - المرحلةالخامسة: وهي مرحلة الهدوء وضعف النشاط، والبحث في أجوبة لأسئلة النهايات التي تفرضها المرحلة العمرية، ويمكن تسميتها: العصرانية الفلسفية، فظهرت كتابات ذات بعد إسلامي ولكن بمنهجية عصرانية، ويظهر فيها أنها كانت كتابات مستعجلة، ولذا تكون الملاحظات عليها كثيرة مقارنة بالعصرانيين المتمرسين، وذلك أنهم يملكون أدوات منهجية أصولية وشرعية بخلافه الذي يملك أدوات فلسفية وفكرية لا تتناسب مع ميدان النشاط.
فلو أردنا أن نقارن كتابات الجابري بأحد الإسلاميين العصرانيين مثل الشيخ حسن الترابي لوجدنا الفارق الكبير بينهما، من جهة تمكّن الترابي من الأدوات الشرعية ومهاراته في التدليس على المتلقي واطراد أقواله وفق منهجيته بخلاف الجابري الذي تتصدع تأويلاته بسبب عدم استقامتها على منهج واحد. وقد يكون من أسباب ضعف تماسكها أنها تعتمد على الخبرة والذاكرة بدل البحث والتقصي والتنقيب.
والخلاصة، أن هناك ثلاث مراحل ظهر فيها النشاط الفكري، مرحلة ما بعد الدكتوراه، وهي الأبرز، ومرحلة ما بعد نقد العقل السياسي، وهي تكرار وتبسيط لمرحلة النقد، والأخيرة وهي محاولته دخول ميدان جديد، يضيفه للميدان السابق، ولكن في صورة مقالات أو كتابات سهلة ومبسطة ذات بعد إسلامي.
الحقيقة أنني لم اقرأ كتابه الأخير حول القرآن، فقد اكتفيت وقت نزوله بتصفحه سريعا، وقد وجدته مكتوبا على نسق المرحلتين الأخيرتين، كتابة من يثق في خبرته وذاكرته، وكتابة من يستصعب العودة للكتب والمكتبات والكتابة البحثية المعمقة، وطبيعة المرحلة العمرية تفسر ذلك.
إذاً، فالجانب المهم هو مرحلة كتبه النقدية الثلاثة، أما المرحلة الأخيرة فلا أظنها تغري أحدا من المثقفين، ومن تخوف من شطحاته العصرانية فهي من وجهة نظري أخف بكثير مما نجده عند قيادات إسلامية عصرانية، من رموز الفكر الإسلامي والفتيا الإسلامية وفق المنهجية العصرانية، بل إنني أتوقع أن الجابري قد استفاد منهم وإن لم يصرح بذلك.
وهذه المراحل المختلفة يمكن أن نخرج منها بأمرين مهمين:
1 - الجانب الشرعي، ويقصد به ما ذكره من مسائل حول الإسلام، فهذه المسائل يطرحها بشيء من الحذر، ويجعلها من وجهات النظر، ولا يطرحها بجزم، واتخذ فيها طريقة تأويلية صريحة، وابتعد عن المهاترات والخصومة، واكتفى بالطرح الهادئ.
وهي لا تختلف عن الطرح العصراني التأويلي سوى أنهم أفضل منه في استيعاب الأدوات المنهجية الإسلامية، وهو ينسب منهجيته لأستاذه التاريخي: ابن رشد.
وهذه المسائل معروفة عند أهل الشريعة، وتحتاج -بعيدا عن صاحبها- المناقشة العلمية الجيدة.
2 - الجانب الفكري والفلسفي، ويقصد به ما أتى من ميدان الفلسفة والفكر والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
ويمكن القول هنا بأن جزءا كبيرا يعدّ من الأمور المقبولة، وله دور مميز في تبسيطها وتقريبها من الثقافة العربية، وقد أسهم في تحريك مسار الفكر المعاصر إسهاما غير مجهول.
وهذا الجانب منه الجيد، وفيه سلبيات، ولكن تلك السلبيات قد عولجت كثيرا من قبل عدد من النقاد والمفكرين.
ويمكن هنا التوقف الموجز مع مصطلحين في المرحلتين المهمتين، الثالثة والخامسة: النقدية والعصرانية
أولا، ففي النقدية، يقدم مشروعه أنه نقد للعقل العربي، ولنا أن نتسائل: من ذاك القادر على نقد العقل العربي!!! وهي النموذج البارز الذي يطلقه الجابري دون تحفظ؛ لأننا نجده في بعض كتبه يتحفظ من المبالغة فيقول مثلا: وجهة نظر ... ، فهو لا يجازف، أما هنا فالأمر مختلف. ومثل ذلك من يقول عن مشروعه، أنه نقد العقل الإسلامي، أو من يقول بإعادة صناعة التراث وفق متطلبات الحداثة في مشروع ثالث بعنوان: التراث والحداثة.
فمن يقدم نفسه بأنه ناقد العقل العربي، قد ظهرت دراسات حوله تبين ثغرات حقيقية تكشف تهافت المشروع، وعند البعض ظهرت ثغرات أخلاقية تهبط بمستوى الناقد، فلا تجعله مؤهلا لنقد موضوع من موضوعات العقل العربي، فكيف بكل العقل العربي، وأسوأ منه من يزعم نقده العقل الإسلامي، أو إعادة النظر في الإسلام مع أنه لم يدرس الإسلام ولم يعرفه ربما إلا وقت انطلاقة مشروعه الفكري.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه أوهام فكرية حصلت مع مجموعة امتلكت أدوات فكرية كبيرة، فظنت أنها امتلكت زمام التحكم بكل المعرفة، ويذكر بعض العوام قصة طريفة لرجل كان يملك ثورين قويين يقدمان له خدمات عظيمة، ومرّ به شخص معه كبريت، يقدح به فتشتعل النار في طرفه، فانبهر صاحب الثورين بهذا الكبريت، وعرض عليه أن يشتريه بالثورين، ففرح حامل الكبريت وأخذ الثورين، وعاد الرجل حامل الكبريت يتوعد قريته أن يحرق كل جبالها.
ثانيا، أما القسم الأخير من مشروعاته، العصراني، فقد اشتهر الجابري ومن سار مساره بالتركيز على ترتيب السور وأسباب النزول وتاريخه والناسخ والمنسوخ، وذلك أنها مسألة سهلة مقارنة مثلا بمباحث دراسة الأسانيد ومعرفة العلل، أو فقه الأدلة وتفسيرها وبخاصة في صورة متكاملة يستوعب من خلالها المفسر كل النصوص، فيعرف علاقة الآية بغيرها من الآيات، حتى وإن اختلفت أوقات نزولها، وعلاقتها بالأحاديث، وعلاقتها بفقه اللغة، وليس لغة النحاة فقط وإنما لغة العلم أيضا، وغيرها من المنهجيات المعروفة.
وقد يكون سبب التركيز على هذه الأبواب هو توافقها مع المنهجية التاريخية التي برعوا فيها بسبب طول الاتصال بها، فأمكنهم توظيفها في دراسة نصوص الوحي من هذا الوجه.
وهذا الفقر المنهجي يوصل لنتائج خطيرة، وإن كانت سلاسة أسلوب الكاتب توهم بعض المتلقين بقوتها، أخطرها: النتائج الجزئية التي لا تتفق مع الوضع الكلي للتراث والعقل والعربي.
الجابريون وعبء التلمذة:
من المؤكد أن مفكرا مشهورا سيكون له جمهور من القراء والمتابعين، وقد يكون له في فترة زمنية فئة من المعجبين وربما المنبهرين، وبخاصة مع مفكر حظيت كتبه برعاية كبيرة من قبل دار نشر مشهورة.
أكتفي بالحديث عن فئة لم تحسن التعامل مع هذا المفكر، وبالأصح استغلت شهرته في طرح أفكارها إن لم تكن أهوائها.
1 - أوهام النشاط النقدي:
أحد المفاهيم التي طاروا بها مفهوم "النقد"، وهو أداة خطيرة عندما تكون في يد الجاهل بها، وتكون أخطر عندما تكون مع صاحب هوى.
فما بالك إذا كان صاحب مشروع النقد ذاته يعيش وهما كبيرا، فمن ذاك الذي يمكنه في زمننا هذا القيام بنقد كل العقل العربي!!! فحتى المشاريع النقدية الغربية تكون في موضوعات محددة أو قريبة من المفكر، دون أن نجد الزعم بنقد عقل ضخم، مثل العقل اليوناني والروماني، مع أنه عقل من تكوين بشري ولا يعتمد على نص مقدس.
بل قد وجد من بعضهم من ينتقد عالما كبيرا كابن تيمية مقدما عليه الجابري ومستفيدا منه كما يقول، مع أن مقارنة بسيطة بين ما يملكه ابن تيمية عن التراث وبين ما يملكه الجابري تكشف ضحالة ما عند كل المفكرين المعاصرين حول التراث مقارنة بما عند ابن تيمية، فضلا عما عند هذا الإمام من منهجية اعترف بها خصومه قبل أصحابه. وبحق فإن النقد الضخم والحقيقي الذي توجه للتراث هو النقد الذي على شاكلة ما قام به ابن تيمية وعنده مث ما عند ذاك الإمام أو قريبا منه، وهو الذي يجب الاستفادة منه، ولا يمنع هذا من أن نستفيد من المناهج الحديثة، وإضافة ما يناسب منها لمناهجنا.
لا شك أن المنصف يعرف أن أي مقارنة تهدف لانتقاص ابن تيمية مقارنة بهؤلاء المفكرين هي من السخافات الفكرية، ولا أظن الجابري في داخله أثناء حياته يصدق بها.
لقد استهلك هؤلاء كلمة النقد حتى أصبحت سمجة، نقدوا التراث، ونقدوا العلماء، ونقدوا الدعاة، ونقدوا الفقه الذي لا يعجبهم، والعقائد التي لا يحبونها، وتفسيرات النصوص التي لا تروق لهم، ومظاهر التدين في المجتمع، حملة واسعة من النقد، ولم يسلم منهم ألا المؤسس لهذا النقد، وذواتهم.
قد يقال بالفرق الكبير بين النقد الجابري القائم على أدوات فكرية معتبرة وبين هؤلاء المخاصمين لتراثهم وتدين المجتمع، وهذا صحيح، ولكن المقصود بيان الاستثمار الأيدلوجي للمفاهيم حتى وإن وضعت في غير موضعها أو طبقت بطرق فوضوية.
2 - التقية الفكرية والتبجح الفكري:
بالرغم من مشاركة الجابري في قسم فكري يساري (اشتراكي)، ومعروف أن هذا الاتجاه بالجملة يعد برزخا لإخراج الوقاحة الفكرية تجاه الدين، وأغلب من مرّو بذاك البرزخ خرجوا بأوسخ الألفاظ وأشد الصراخ في نقد الدين.
ولكن الجابري لم يقع في ذلك، بل كان محافظا على الألفاظ المعتدلة مقارنة بغيره، وموازنة مع البيئة التي كان فيها ....
(يُتْبَعُ)
(/)
أيضا فقد حافظ على ألفاظ معتدلة مع الاتجاه الإسلامي وبخاصة السلفي الذي عاداه أغلب مفكري العلمنة، بل تجرأ بأقوال لم يقلها غيره، ويعدها المتطرفون في العلمنة من زلات الجابري، فلم ينتقد بصراحة ابن تيمية وتجاوز الحديث عنه معتذرا بأعذار مختلفة، ورأى في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب انعطافا تصحيحيا مهما للعالم العربي، ومثل انتشار السلفية في المغرب منافسا قويا للصوفية ومنهجها اللاعقلاني، ومن حسناتها أنها أخذت بيده نحو العقلانية، ولا يعني أنه يقبل بها، أو أنه لم يتعرض لها بصور غير صريحة، ولكن مع أنه يمكنه القول فيها بأشياء سيئة دون أن يلام، بل وقع عليه اللوم من عكس ذلك.
لا شك أن تماسكه الأخلاقي هذا مع خصمه الأساسي هو مما يحسب له، وياليت أتباع الجابري المشهورين في كتابات الرأي والمنتديات والمدونات وأمثالها، يستفيدون من هذا الخلق حقا إن كانوا من أهل الفكر والثقافة.
3 - رحم الله امرأ عرف قدر نفسه:
رحل الجابري بعد نشاط ضخم، وكان له ما له وعليه ما عليه، قدم جوانب فكرية سيئة، ولكنها من وجهة نظري أخف ما نجده في الفكر المتغرب، ولا تمثل خطرا حقيقيا، وبخاصة بعد ظهور مشاريع نقدية حول كتاباته كشفت أخطائها الشرعية ومشكلاتها الفكرية، وقدم جوانب فكرية جيدة، وهي متنوعة، ويمكن الاستفادة منها، وذلك بعد تعديلات مهمة لها، وبخاصة في المجال الفكري المحض، فمن المهم الاعتدال في الأحكام، فالمسلم يشعر بخطورة القول، فلا يمدح ضالا أو ضلالة يؤاخذه الله عليها، ولا يتجرأ بقول دون علم، وقد وجدت في الساحة الثقافية أقوالا مرسلة تعود مشكلتها إلى عدم التفريق بين حيز العلم وحيز الفكر، وإلى عدم التفريق بين المفكرين والتيارات الفكرية، وإلى عدم التفريق بين القناعات والمقترحات، وإلى عدم التفريق بين المفكر والمستفيدون من فكره.
ومشاريع المفكرين المعاصرين المشهورة تحتاج لدراسات نقدية مع إبراز المواقف العلمية المحققة، وليست المسألة خوفا منهم ومن مشاريعهم، بل خوفا عليهم، فالميت من المسلمين قد يفرح –بعد موته- بمن ينقد أفكاره الباطلة أو الخاطئة ويبين خطرها وخطأها؛ حتى لا يضلّ بها أحد، فإنه كما أن من الصدقة الجارية العلم المنتفع به، فإنه في المقابل هناك أفكار ذات أوزار، نسأل الله السلامة منها، ولا يخرج عن ذلك طائفة من المفكرين زلّت أقلامهم في أبواب دينية عظيمة.
وأسوأ ما نجده اليوم هم أولئك الذين يتطاولون على العقل الإسلامي أو الديني أو العربي كما يقولون، أو على علوم الأمة، أو على علماء الإسلام، كل ذلك: بحجة النقد، وحرية الفكر، وأهمية الرأي، وحاجة الأمة للتجديد والاجتهاد والإصلاح والنهضة. فهذا التطاول يختلف عن النقد المفيد، فالتطاول يكون من أصحاب الأهواء الذين لا يُعرَفون بعلم أو فكر، وإنما يتناقلون أفكارا مكررة يمكنك من خلال البحث في الشبكة بنص أو بمقطع أن تكتشف كم يتكرر ذاك النص أو المقطع بأسماء مختلفة.
قد ينقد "الجابري" العقل العربي، و"أركون" العقل الإسلامي، ويسعى "حنفي" لإعادة تركيب الإسلام ليتوافق مع الحداثة، وهم وإن فعلوا ذلك فعندهم عدّة فكرية وإن أساؤا استخدامها، وميدان نشاطهم –وهو التراث الإسلامي- لم يتعرفوا عليه إلا بعد ذهاب الحيوية في طلب المعرفة، فهيهات هيهات أن ينجحوا في مشاريعهم وهم مفلسون من استيعاب حقيقي للتراث، ولكن ما القول في الذين لا يملكون علما شرعيا ولا عدة فكرية إلا أن نقول: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=787&ct=6&ax=5(/)
الأسباب الحقيقية وراء الفرقة بين أهل السنة المعاصرين
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 11:34]ـ
الأسباب الحقيقية وراء الفرقة بين أهل السنة المعاصرين
بقلم / الشيخ مختار الطيباوي
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد ....
احتار كثير من العقلاء في أحوال أهل السنة المعاصرين، كيف وصل بهم الحال إلى التفرق و التشتت و التناحر، الذي بلغ درجة تدخل الشك في النفوس، فقد فاقوا الطوائف المخالفة تفرقا و تناحرا.
وليس هذا من خصائص، ولا من مميزات أهل السنة عبر العصور، بل قد انحط بعضهم حتى لم يبق فيه من السنة إلا الاسم بلا معنى، فلا هو من الدعاة إلى التوحيد و إقامة الدين، ولم يشارك بأي مجهود في ذلك.
ولا هو من المدافعين عن التوحيد، ولا هو من الدعاة إلى الله بالوعظ و الإرشاد، ولا هو ترك الدعاة إلى الله يعملون لله.
بل إننا عندما نتفحص منهج هؤلاء نجده منهجا قد جمع شواذا من الكلمات، وهفوات علمية، وفلتات لسانية، يزعم أنها منهج أهل السنة و الجماعة!
وقد لا يشعر المتسببون في هذه الحالة المزرية بهذا الأمر لأنهم يعتقدون اعتقادا جازما أنهم على الحق فيما يفعلون، وغيرهم هو الضال المنحرف!
لكن كيف يكونون على الحق و غيرهم على ضلال، وهو يشاركهم في المصادر و المرجعيات و الأصول و القواعد و العلماء، ولم يقدروا على أن يقيموا عليه حجة صحيحة،فلزم أن جزمهم باعتقادهم جزم هوى و ليس جزم علم؟!
وحتى نفهم هذه الحالة بصورة علمية تأصيلية مستمدة من الكتاب و السنة نفهم بها سبب هذا الذي يحدث،و ما هو علاجه أقول:
ينشأ الاختلاف بين العلماء لأسباب كثيرة، لعل من أهمها أن مسائل الدين منها الجليّ الذي يجب اتباعه، و منها الخفي الذي يجوز الاجتهاد فيه، وعندما يقع الخلاف فيه فلا يعتبره أهل العلم المعتبرين تفرقا، بله أن يعتبروه بدعا و ضلالات.
وهنا يقع إشكالان بالنسبة لبعض الناس:
الإشكال الأول:
عدم تمييز واضح لمسائل الاتفاق عن مسائل الاختلاف،فيجعلون موارد الاجتهاد من قسم المتفق عليه أو مما يجب التسليم لهم فيها، فتراهم يدخلون مسائل من مصطلح الحديث كـ: "تعارض الجرح و التعديل"، و "الجرح المفسر مع الجرح المجمل"، ومسائل من أصول الفقه كـ: "حمل المجمل على المفصل" ـ وهي لا تختلف عن مسألة حمل المطلق على المقيد أو تقييد العموم بالخصوص ـ في قسم المتفق عليه، ثم يرجحون فيها رأيا هو في غالب الأحيان رأي شاذ أو ضعيف ليس له من المرجحات العلمية إلا أنه يوافق نفوسهم ومنهجهم، ثم يبدعون و يضللون من يخالفه، وهذه بدعة ضخمة.
ومن أمثلة اختلاط المسائل عليهم وعدم تمييزهم بينها: خلطهم الفاحش بين رد خبر الثقة ورد رأي الثقة ـ إذا سلمنا أنه ثقة يستجمع صفة العدالة و الضبط ـ فجعلوا رد رأي الثقة ـ المختلف فيه ـ في الجرح و التعديل من رد خبر الثقة!
و معلوم أن المقصود من خبر الثقة: الحديث النبوي لا رأي تقديري لعالم من العلماء، لأن جميع آراء العلماء العدول في جميع فنون العلم هي رأي ثقة، الإشكال هنا ليس في ثقتهم ولكن في الصواب و الخطأ لأنها آراء و اجتهادات وترجيحات، و ليست أخبارا مسندة استجمعت شروط التحمل و الأداء.
فمن يخلط هذا الخلط يجعل الكلام على الكفار كالكلام على المبتدعين، و يجعل البدع الغليظة كالبدع الخفيفة، وهذا منهج الخوارج لا منهج أهل السنة و الجماعة.
الإشكال الثاني:
أن كثيرا منهم ليسوا أهلا للخوض في هذه المسائل، فإذا نص بعض العلماء أن الأصوليين ليسوا من أهل الإجماع فكيف يؤخذ برأي من يجهل أصول الفقه في أصول الفقه؟!
فهل يسمح لهم مجرد النقل عن العلماء الخوض في هذه المسائل، و تحرير النزاع فيها، ثم ترجيح الرأي الأقوى؟!
هذا يشبه ترجيح قول الأخباري ـ في معاني النصوص ـ على قول الفقهاء.
إن الاجتهاد في هذا القسم الثاني لا يكون إلا من العلماء العدول، أي من جمع صفة العلم و العدالة، فلا يصح اجتهاد إلا بعلم وقصد حسن، و لما اجتهد في الدين من لم يكمل عدة العلم،أو فاته منه ما يحتاجه للإحاطة بمقاصد الشريعة.
وكذلك اجتهد فيه من لم يملك قصدا حسنا، بل كان قصده تقرير موروث ضعيف أو مذهب مرجوح، أو تأصيل باطل لنفسه أو لجهة من الجهات، اشتد تفرق الأمة حتى تفرق من ينتسبون للسنة، وظهر بينهم ما كان في غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن كان عالما في الحديث حقيقة أو تجوزا، عاميا في علم الكلام و أصول الفقه كيف يجتهد في هذه المسائل الخارجة عن إدراكه، ويؤخذ برأيه فيها؟!
ولأن ميزة هذه الأمة التي فارقت بها غيرها من الأمم:الإسناد، و لذلك كان الأصل عند أهل السنة إسناد المنقولات بخلاف المخالفين لهم، فإن منقولاتهم لا إسناد لها صحيح، فهم إما يتكلفون تحصيل ماهيات المطالب، و ترتيب الحدود لها اعتمادا على منطق الإغريق ومباحث اللغة المحدثة دفعا في نحر المنقولات الصحيحة.
وهؤلاء الذين نحن بصدد الحديث عنهم منقولاتهم ليست نصوصا بل مجرد أقوال لبعض العلماء، إما قيدوها في سياق حديثهم بشروط وعلل يستعملها هؤلاء في غير مواردها لمجرد الاشتراك اللفظي و اتساع العبارات لها، كمن يؤخذ قول ابن عمر رضي الله عنهما في غلاة القدرية المكذبين بالقدر، الذين حدثوا في زمانه: ((فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني)) رواه مسلم.
و ينزلها على جماعة التبليغ، دون اعتبار أن ابن عمر كان يتكلم عن طائفة من القدرية كافرة، تنكر علم الله السابق، قد نص الأئمة كمالك والشافعي وأحمد على تكفير منكر علم الله السابق، فيأتي هؤلاء و ينزلون كلامه على أصحاب البدع العملية سواء المتفق على أنها بدع أو المختلف فيها، وهذا اضطراب شديد.
وعندما ينقل البربهاري قول سفيان الثوري: ((البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها)) يشرح هذا القول، و يبيّن الجهة التي قصدها سفيان الثوري، لأن البدعة ليست أحب لإبليس من المعصية من كل الجهات، بل من جهة الشعور بالحاجة إلى التوبة من عدمه.
وهناك جهات أخرى في القضية تكون فيها المعصية أحب إلى إبليس من البدعة، فإن ما يؤاخذ عليه الله تعالى يوم القيامة أحب إلى إبليس مما يعفو عنه، و غرض إبليس إهلاك بني آدم بإدخالهم النار، و قد علمنا أن بعض المبتدعة يكون معذورا لأنه مجتهد قصد موافقة الحق، في حين أن بعض العصاة يجاهرون بمعصيتهم لله تعالى، فكيف نسوي بين من يقصد طاعة الله و أخطأ، و بين من اتبع شهوته وواجه الله تعالى بذنوبه؟!
فالبربهاري ـ رحمه الله ـ قال عقب كلمة سفيان الثوري:
((واتفق علماء السلف من أهل السنة على النهي عن الجدال والخصومات في الصفات، وعلى الزجر عن الخوض في علم الكلام وتعلمه))
فيأتي من يستشهد بهذه الكلمة فينزلها على بدع عملية، و أحيانا كثيرة على مسائل ليست من البدع إلا في فهمه، أو هي مسائل فقهية اختلف فيها أئمة السنة، فجعلها بعضهم بدعة مثل: استعمال السبحة فإن القول بأنها بدعة قول ضعيف جدا، لأن من أجازها من العلماء أكثر بكثير ممن منعها، و أجل منهم علما وقدرا.
ومن أجازها معه نصان، ومن منعها ليس معه إلا عدم فعل النبي صلى الله عليه و سلم مع أن إقراره التسبيح بالحصى و النوى ثابت عنه.
وكذلك مسألة القبض بعد الرفع من الركوع، و الأخذ من اللحية كما يقوله الشيخ مقبل أو الإعفاء عنها كما يقوله الألباني ـ رحمهما الله ـ.
و العجيب أن بعضهم يرى قول الحسن البصري و عطاء ومالك و الطبري و القاضي عياض وغيرهم خطئا و مذهبا مرجوحا، لكنه لا يجرؤ على تبديعهم و تضليلهم و جرحهم به، ولكن من يقلدهم من العوام أو يعتبر بتعليلهم من العلماء يبدع و يضلل ويجرح، فأين العلم، و أين العلماء، و أين المنهج؟!
و عليه، وجب علينا عندما ننظر في الكلام العلماء التمييز بين استدلالهم وبين أحكامهم و آرائهم المجردة، فعندما يقول أحد المشهورين في مسألة إسبال الثوب: ((و لكن الشيطان يفتح لبعض الناس المتشابه من نصوص الكتاب و السنة ليبرر لهم ما كانوا يعملون)) فهذه كلمة منفلتة يجب إهدارها، لأننا لو تركناها على عمومها عادت عليه بالذم، فإن من قيّد الإسبال بالخيلاء علماء أجمعت الأمة على إمامتهم و تقواهم كـ:أحمد بن حنبل، و البخاري، وابن عبد البر، و الباجي، و النووي، و ابن تيمية، و الذهبي، و العراقي، وابن حجر، والشوكاني، و غيرهم كثير.
فلا شك أن الشيخ كان يقصد الشباب المتوسع في التأويل، أو الذي لم يقدر على صياغة حجته بشكل علمي مرتب، لكن الواجب علينا التمييز بين استدلال الشيخ و بين كلامه الآخر.
و لأن هؤلاء الذين نحن بصدد الحديث عنهم لا يميزون بين هذه المسائل، وجل خطئهم مبناه الاشتباه نقول:
شرط الاجتهاد: العلم و العدالة، أو العلم و القصد الحسن، فإنا نقصد بالعلم هنا العلم المبني على علم الرواية و الإسناد،الذي هو شرط و سلم إلى علم الدراية و تفقه المعاني، فلا يجوز الاجتهاد لمن أخل بعلم السنة، كما لا يجوز لمن أخل بعلم المعاني و التفقه فيها على حد سواء.
ولست أتحدث عن شروط الاجتهاد المطلق فهذا كالإحالة و التناقض، و تعطيل العلم وسد باب التعليم، ولكني أتحدث عن شروط فهم النصوص، ومعرفة صحيحها، ومعرفة لغة العلماء و مقاصدهم، مما يحتاج إليه ليحكم بأن قوله هو مرادهم.
فما كان من اجتهاد في الخفي أو المختلف فيه بعلم وقصد حسن لا يسمى تفرقا، إذا اجتنبنا الغلو، و التعصب، و إكراه الغير عليه، قال الله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقُوا إلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}.
فإذا سبب التفرق الحاصل هو البغي، و ليس الاختلاف في موارد الاجتهاد، فإن الإسلام تكفل بهذا الاختلاف وقرر ضوابطه.
و البغي إما تضييع لحق كترك واجب، و إما تعد لحد كفعل محرم.
و أسباب الاجتماع و الألفة هو جمع الدين، و العمل به كله، و عبادة الله باطنا و ظاهرا.
ومتى تركنا حظا مما أمرنا به أي ضيعنا حقا بترك واجب، أو تعدينا حدا بفعل محرم ظهرت فينا الفرقة، قال تعالى: {وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيمَةِ}.
فما أسباب هذه العداوة و البغضاء بين أهل السنة؟
هل هي اتباع القرآن، و إعمال النصوص النبوية أم تضييع الحقوق و الواجبات و تجاوز الحدود الشرعية؟
فلنذكرما هي الحقوق الشرعية على المسلمين لنتبيّن منها الواجبات الضائعة و الحدود المنتهكة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 11:36]ـ
أسباب التفرق:
من أسباب الأخذ بالدين كله إقامة الحقوق كلها، وهي قسمان:
1 ـ حق الله وهو أن نعبده بإخلاص، ولا نشرك بها شيئا،وهذا يلزم منه بيانه للأمة، و تحصينها من كل ما يعارضه من دعوات شركية ليست القبورية وحدها فإن شركية هذا العصر هي العلمانية، لأنها تدعو الإنسان إلى عبادة شهواته، فهي أخطر دعوى في هذا العصر، خاصة العلمانية التي لا تريد إلغاء الدين، و لكن إبعاده عن حياة الناس، وحصره في المساجد حتى يصير طقوسا و مراسيم احتفالية مثل ما عند النصاري يكفي لدخول الجنة دعوى حب المسيح، ولك أن ترتكب ما تشاء من الذنوب، فهذه العلمانية لا تسمح للمسلمين إلا بنوع إيمان عقلي.
2 ـ حق العباد، وهو قسمان: خاص و عام.
فحق العباد الخاص: كـ:بر الوالدين، وحق الزوجة، وحق الجار، وحق المسلم من عدم هجره [لا أقصد المبتدع الداعية عندما تتوفر كل الشروط،وهي غير متوفرة الآن في كثير من الأحيان} فوق ثلاث، و الحرص على ما ينفعه، و تجنيبه ما يضره.
وحق العباد العام قسمان:
1 ـ حق الرعية، وهو لزوم جماعة المسلمين، بالصلاة معهم، و مشاركتهم في فعل الخيرات، وحمل همومهم، و التعاون معهم على البر، لا هجرهم، و تبديعهم و تضليلهم دون تمييز بين زنادقة قصدوا إفساد الدين، و صالحين تشابهت عليهم الأمور، فضلا عن عوام لا ذنب لهم إلا أنهم ليسوا علماء.
2 ـ حق الرعاة، وهو مناصحتهم في كل شيء، و في كل الميادين، ومعلوم أن من قصر في العلم، و في التجاوب المعرفي مع ثقافة العصر و متطلباته لا يمكنه أن ينصحهم وهم أدرى منه بكثير من المجالات.
وهذا معنى قوله صلى الله عليه و سلم: ((ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ)).
و كذلك قوله صلى الله عليه و سلم: ((إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ)).
فالاجتماع والإتلاف اللذين في هذين الحديثين الصحيحين لا يتم إلا بالمعنى الذي وصى به النبي صلى الله عليه و سلم في حديث عبد الله بن عمر وهو قوله: ((وَلْيَأْتِ إلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إلَيْهِ)).
فالإنسان يحب أن يغفر له، ويحب أن يرحم، و يحب أن يخاطب بلطف، و يحب أن لا يؤاخذ بالخطأ الواحد، و يحب أن يعذر، و يحب أن يعطى الوقت، ويحب أن يحسن إليه، فمن أعطى المسلمين ما يعطيه لنفسه، ويحب لهم ما يحبه لنفسه فهذا قد لزم جماعتهم.
والخلاصة:
1 ـ لا يجوز التبديع و التضليل و الاستهجان في الخلاف في مسائل الاجتهاد.
2 ـ لا يجب تضييع الحقوق بتضييع الواجبات كالقيام ببعضها و إهمال بعضها الآخر، فالدين ليس فقط دعوة للتوحيد العملي، و مناصحة ولاة الأمر في تعيين الأئمة، بل دعوة إلى الله تعالى بطاعته باطنا و ظاهرا،أي محاربة الفسق و الفجور و القيام بسائر الواجبات.
وكذلك الدعوة إلى التوحيد العلمي فإنه به نواجه حملات التنصير و هجمات العلمانية على القرآن، فأكثر الدراسات الألسنية و السيمائية في الجامعات تفور بهذا الداء،وبعضنا يظن أن الصراع الفكري في المساجد، و نسي الجامعات ووسائل الإعلام، فكيف نفسر أن كتب هؤلاء تباع بأضعاف ثمن الكتب الدينية من نفس الحجم؟!
دعوة التوحيد المعاصرة
إن الصورة الموجودة حاليا لدعوة التوحيد عند هذه الفئة صورة ناقصة تشكل تصور هؤلاء للتوحيد وفق ما وصلهم منه وفهموه من كتب الأئمة.
وعليه، فما وصلهم من عناصر دعوة التوحيد ينعكس اليوم في الكيفية التي يدعون بها إلى التوحيد وفي موضوعاته.
لا أريد من خلال هذا الكلام عن فهم هؤلاء لدعوة التوحيد أن أنتقص مردودهم وقيمته الفعلية، بل المراد بيان أن استيراد ظروف نشأة تصورهم هو ما يلفها بلباس سلبي هي في غنى عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنني في الحقيقة أحبذ استثمار نتائج هذه الدعوة أي الاقتصار على التوحيد العملي عند هؤلاء لإتمام البناء و الانطلاق نحو الدين كما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم الحنفية السمحة الخالية من الطائفية و التعصب و العداوة بين المسلمين، لأننا بغير ذلك نكون قد حكمنا على مفهوم هؤلاء للتوحيد بالكمال، في حين هو ناقص من بعض الجوانب،فإن هؤلاء و مهما اقتبسوا من شيخ الإسلام يبقى هذا الاقتباس مختزلا ومخلا أحيانا بجوانب أخرى لا تقل أهمية عن التوحيد العملي الذي اقتبسوه عن شيخ الإسلام، و المقصود هنا بالاقتباس اقتباس الأهمية و الدعوة إليه.
فنحن نعلم أن العقيدة الإسلامية شطران: عقيدة نصية مجملة ثم هذه العقيدة بأدلتها الجدلية ولوازمها في النفي و الإثبات.
كما نعلم أن التوحيد منه علمي خبري، ومنه عملي إرادي، و الأول بأدلته الجدلية إثبات للعقيدة النصية المجملة، ونفي لما يعارضها.
كذلك التوحيد العملي لا يمكن فصله عن علم السلوك، فإن جميع أعمال القلوب هي أهم مباحث توحيد الإلهية أو التوحيد العملي الإرادي، وهنا تتجلى نقاط الاختلاف بين مفهوم هؤلاء لدعوة التوحيد و فكر ابن تيمية،ففي حين نجد عند هذا الأخير اهتماما شديدا بعلم السلوك تقريرا لأصوله، و نفيا للشوائب المحدثة فيه، نجد أن دعوة التوحيد المعاصرة عند هؤلاء إما تعادي علم السلوك ضمن معاداتها للصوفية دون أن تفرق بين أنواع الصوفية كما فعل ابن تيمية.
و إما لا تظهر معاداته، ولكننا لا نجد له أي وجود عملي في منهجيتها العلمية و الدعوية.
كذلك يقال عن التوحيد العلمي و امتداداته العقلية، فإن دعوة التوحيد المعاصرة عند هؤلاء، ولوجود حساسية مفرطة عندها من علم الكلام و الفلسفة أو قل التحليل العقلي عموما اكتفت بالاهتمام بالتوحيد العملي دون العلمي، و لذلك لم تكن دعوة التوحيد عند هؤلاء تتجاوز الكلام عن الشرك العملي كتعظيم القبور و الاستغاثة و التوسل، في حين أن الشرك العقلي الشرك المركب في مختلف تجلياته لم يلق منها أية مقاومة أو مجابهة إلا الإهمال.
فلو أن هؤلاء لم يقفوا عند مفهومهم للتوحيد كأنها نهاية المطاف، و انطلقوا يخترقون القرون و العصور ليقفوا عند أفضل هذه العصور استيعابا للاختلاف الإسلامي في مجال العقائد ثم بنوا عليه الجديد،لكان لهم شأن آخر، ولما وصل الخلاف إلى هذه الحالة المزرية التي نتحدث عنها.
نجد هؤلاء في أحسن أحوالهم يقفون عند ما حققته دعوة التوحيد في زمن الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله معتنين بها دراسة لما كتبته و نشرا و تعليما لمبادئها، في حين لو أننا قسنا هذه الدعوة مع دعوة ابن تيمية من حيث خصوبة الفكر، و سعة الأفق، و الإحاطة بتناول الثقافات السابقة و الموجودة في عصره لعلمنا أن هذه الدعوة تشكل جزء من تصور ابن تيمية لدعوة التوحيد في مستوى العلم و الإحاطة و الإدراك.
ولذلك عندما يحاول هؤلاء نقد بعض المقالات العقدية يتناولوها من خلال الرد على الأئمة الذين تناولهم ابن تيمية بالنقد العلمي.
أما من جاء بعده فلا يعتنون بنقدهم إما لعجزهم عن نقدهم أو تصور مخالفتهم لعقيدة التوحيد، فلما لم يهضموا تراث ابن تيمية في مجاله العقلي، وجل عملهم هو الاقتباس منه دون وعي بمسالكه العقلية المختلفة، ودون أن يضعوه في إطاره المعرفي الشامل.
وعليه، يمكن أن نقول: إنها و إن كان مفهومهم للتوحيد في ظروف نشأتهم شيئا إيجابيا ورائعا نظرا للوضع الذي انبثق فيه في الأمة إلا أنه مقارنة بما وصلت إليه دعوة التوحيد في عصر ابن تيمية من اهتمام بالفلسفة و المنطق و المعارف العقلية دراسة ونقدا و تمحيصا يعد جمودهم على الخطوة الأولى في دعوة التوحيد انتكاسة لهذا الفكر السني الشمولي، وعودة للأيام التي كان فيها هذا الفكر عاجزا عن مقارعة خصومه بمعارفهم و أصولهم ولغتهم.
ويتجلى هذا في هذا العصر في عجزها عن مقارعة الفكر المعاصر بمختلف مدارسه وتوجهاته، فجل صراعها مع من تسميهم "القبوريين"، أما صراعها مع الفكر المعاصر المعادي أو المعاند لدعوة التوحيد فلا يتجاوز آحاد المسائل البسيطة أما أمهات المسائل فلا خوض فيها أصلا.
إن العلم ليس فقط اقتباسات مشوهة من علم الجرح و التعديل، بل معرفة منزلة العلماء و مراتبهم، و تقدير إسهاماتهم، و عذرهم فيما لم يقدروا على اجتنابه من أخطاء بسبب اجتهاد ناقص أو ظروف قاهرة.
و العبادة ليست فقط الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج، فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و مناصرة المظلوم، و معاونة الفقير و الضعيف، وعدم ترك الساحات للباطل هي كذلك عبادة.
3 ـ كما لا يجب أن نتعدى الحدود بفعل المحرم من هجر من لا يجوز هجرانه من المسلمين عامتهم و خاصتهم، فيجب علينا لزوم جماعة المسلمين، وهذا لا يكون بتضليلها و تبديعها و مفاصلتها و التميز عنها بغير العمل الصالح و القول الطيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 11:37]ـ
ومن الأسباب الباطلة لهذا التفرق المذموم:
1 ـ تقييد عموم النصوص بآراء بعض الرجال، كتقييد النصوص التي تحث على الألفة و لزوم جماعة المسلمين أي السواد الأعظم و التعاون بين المسلمين على البر و التقوى بآراء بعض العلماء التي هي من قبيل الاحتياط المشروط بظروفه و أحواله، فجعلوا المختلف فيه سببا لعدم التعاون على المتفق عليه،فربطوا بين الإنكار في المختلف فيه الذي هو بمعنى الاحتجاج و الرد العلمي وبين ترك التعاون على البر و الخير، بل في أحيان كثيرة تركوا الإنكار في المختلف فيه لظنهم الخاطئ أن معنى الإنكار الذم و التبديع و الهجر و ليس بسط الأدلة و بيان ضعف قول المخالف،ولا ميزوا بين غارق في البدعة تأصيلا، و بين سني تأصيلا وقع في بدعة أو فيما يخيّل إليهم أنه بدعة.
2 ـ قصور الخطاب معرفيا إلى حد العجز، وتوجهه لفئة معينة هم الأتباع، فأنظر في خطاب أكثر هؤلاء تجده مكتوبا بلغة لا يفهمها إلا أتباعهم، و معتمدا على مقدمات لا يسلم بها إلا أتباعهم، فيستشهدون على المخالف لهم بأقوال شيوخهم بدلا من الأدلة المشتركة، و شيوخهم غير معتبرين عند مخالفهم، ليس لقصور في علمهم، ولكن كل فئة لا تعتد إلا بشيوخها، فمخاطبة الغير بما لا يسلم به من قواعد ومقدمات ثم الحكم عليه سلبا هو كمخاطبة الصيني بالعربية التي لا يفهمها ثم الحكم عليه بأنه خالف الخطاب.
فلو أنهم يخاطبون الناس بما خاطبهم القرآن، و بما خاطبهم به رسول الله صلى الله عليه و سلم، و طالبوهم بما طالبهم به، مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلاف في حصر مراد الشارع، و العمل الجاد على درء ما يعارضه لكانت دعوتهم صحيحة ومقبولة، و لكنهم قابلوا من جعل المراد خلاف الظاهر فجعلوا هم الظاهر هو المراد دائما و أبدا.
3ـ عدم مجاراة العصر و الإحاطة بثقافته، و صياغة المعرفة الشرعية في لغة يفهما أهل هذا العصر، وهذا قصور معرفي سببه أنهم لا يخاطبون المسلمين بل جماعتهم فقط، ولا يبحثون عن إقناع المسلمين بل إقناع جماعتهم فقط، و هذا يتنافى مع أمره صلى الله عليه و سلم بلزوم جماعة المسلمين، لأنه كيف تلزم جماعة المسلمين و لغتك العلمية و الفكرية غير لغتهم، و مصطلحاتك غير مصطلحاتهم، و لا تفرق بين خطاب الخاصة و خطاب العامة؟!
فقه الواقع:
لقد أشار القرآن الكريم إلى دور العلماء، وحدد مجال تدخلهم، و أهمية دورهم في المجتمع؛ و أول ما يجب أن يتصف به العالم هو الفقه في الدين، فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، والفقه في الدين ليس هو علم الأحكام وحدها كما قد يظنه بعضهم، ولكن معرفة الله كما عرف نفسه لأنبيائه وعباده، في كتابه و في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، المعرفة التي يشهدها القلب ويعبر عنها السلوك اليومي الاجتماعي و العلمي، ثم بعد ذلك معرفة أمره و نهيه أي شريعته.
ومع ذلك فليس هذا كافيا للداعية حتى يكون فقيها لدين الله في فهم طبيعة النفس البشرية، وطبيعة البشر و عاداتهم و شبهاتهم و شهواتهم، فقيها بأحوالهم وواقعهم، يسوسهم بلطف ورفق بحسب حاجاتهم، و بحسب ما يقدرون عليه، مراعيا مراتب الأعمال الشرعية ومراتب الناس.
فالفقه في الدين هو الفقه لأسباب الهدى و أسباب الضلال، هو معرفة ثقافة الناس وما عندهم من العلم و تقييمه ثم تمحيصه، فيستعمل الصحيح الجيد منه للتدليل على دين الله و شرعه.
وهنا تفرض مسألة فقه الواقع نفسها و إن تجاذبتها الأهواء، ولكن للنظر فيها عند فقهاء الإسلام ككليات و أصول عامة مختزلة، إلى حين يمكننا الله سبحانه و تعالى بمنته وفضله من تفصيلها تفصيلا مرضيا فهذا بعض ما بان لي منها:
كون بعض المنتسبين للعلم لم يدركوا بعد طبيعة العصر الذي يعيشون فيه و حقيقته الاجتماعية و السياسية، ولا أدركوا الفوارق الجوهرية بين الواقع التاريخي والواقع العصري، و سبل الاستفادة من التاريخ في بناء المستقبل، فينزلون أحكاما لا تنطبق على الواقع المعاصر، فكون هؤلاء لا يزالون يعانون من تعمية و تضليل تمارسه عليهم جهات مختلفة، بحكم تقصيرهم في طلب أسباب الإحاطة بواقع العالم وواقع أمتهم، و الذي هو في الحقيقة تقصير في الإحاطة بالمقاصد الشرعية أكثر منه تقصير في الإحاطة بواقع لم تعد الثقافة الفقهية التقليدية في الأحكام و المعاملات قادرة
(يُتْبَعُ)
(/)
على الإحاطة به، و بالتالي ضرورة العودة أو إعادة بعث الفقه السياسي و الاعتناء به، وهو بحمد الله متوفر في الكتاب و السنة و مواقف علماء المسلمين، و خاصة في التاريخ الإسلامي الذي لم يعد مادة أصيلة يستلهم منها العلماء أحكامهم و قياساتهم، و أبعاد نظرهم السياسي و التدافعي مع أعداء الأمة.
فلقد أصبح خطاب هؤلاء خاليا من أي تحليل تاريخي، أو اعتبار لمجريات التاريخ الإسلامي والوقائع المشابهة، وكيف تعامل معها أهل العلم في زمنهم كما سنضرب عليه مثالا لاحقا.
الفقه بالواقع الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و العالمي:
من المعلوم أن الواقع يفرض نفسه على الأمة، فيفرض نفسه على الشعوب و الحكام و العلماء على حد سواء، ودور العلماء هو إيجاد الحل الذي يخدم مصلحة الأمة، و في الوقت نفسه لا يخالف الشرع.
و عندما يفرض الواقع على الحكام تداعيات معينة كنمو ديموغرافي غير منسجم مع نمو اقتصادي، أو اضطرابات اجتماعية، أو مطالب سياسية أو ثقافية كبيرة، لا يقدر العلماء على امتصاص أثارها السلبية، يضطر الحكام إلى تجاوزهم للامتصاص هذه الآثار السلبية،وفي غالب الأحيان يتصرفون بما يخالف الشرع أو يكون له أثار سلبية في المستقبل.
قال ابن القيم في (بدائع الفوائد) {637/ 3}: ((هذا موضع مزلة أقدام وهو مقام ضنك و معترك صعب، فرط فيه طائفة فعطلوا الحدود و ضيعوا الحقوق وجرؤوا أهل الفجور على الفساد و جعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بها مصالح العباد وسدوا على أنفسهم طرقا عديدة من طرق معرفة الحق من الباطل بل عطلوها مع علمهم قطعا و علم غيرهم بأنها أدلة حق ظنا منهم منافاتها لقواعد الشرع، والذي أوجب لهم ذلك نوع تقصير في معرفة الشريعة فلما رأى ولاة الأمر ذلك و أن الناس لا يستقيم أمرهم إلا بشيء زائد على ما فهمه هؤلاء من الشريعة أحدثوا لهم قوانين سياسية ينتظم بها أمر العالم فتولد من تقصير أولئك في الشريعة و إحداث ما أحدثوه من أوضاع سياستهم شر طويل و فساد عريض و تفاقم الأمر و تعذر استدراكه.))
يبين لنا ابن القيم في هذه الفقرة أن الحكام يجدون حاجات متجددة يفرضها عليهم المجتمع.
انتهي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 04:49]ـ
و من اسباب هذا التفرق و ربما اكبره هو الاعتقاد بان اهل السنة و الجماعة منحصر في جماعة بعينها لا يخرج الحق عنها .. فلا بد مع الزمن ان يظهر فيها الاختلاف بسبب الموالاة على الفرقة لا على المنهج و من خالف فلانا في مسالة فقد خرج من اهل السنة و من وافق فلانا الذي قالت عنه الجماعة انه خارج عنها في مسألة و حق قال به فيخرج ايضا منها ... .. مع ان اكابر اهل السنة قبل الافتراق الكبير و انصرام قرون الجماعة الواحدة و لم يكونوا يطلقون ما يطلقه بعض الناس من انحصار الحق في طائفة بل يقول كبارهم من الصحابة بما قد يعده الجاهل باحوالهم و مقاصدهم مبالغة من ان الجماعة ما وافق الحق و لو كنت وحدك ...(/)
"المعتزلة الجدد" أغراض وسياقات التعامل العربي الحديث مع تراث الإسلام العقلاني
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 03:00]ـ
عرَض كتابُ "المعتزلة الجدد" أغراضَ وسياقاتِ التعامُل العربي الحديث مع تُراث الإسلام العقلاني
المؤلف: توماس هيلدبراندت.
دار النشر: بريل، ألمانيا.
عدد الصفحات: 546.
الطبعة الأولى: 2007.
قدم توماس هيلدبراندت أصلَ هذا الكتاب؛ للحصول على درجة الدُّكتوراه من جامعة بامبرج الألمانية، وقد حصل الكاتب لإنجاز هذا الكتاب على منحة دراسية في بيروت "بالمعهد اللبناني للأبحاث الشرقيَّة" بتمويل من "هيئة التبادُل العلمي الألمانية" ( daad)؛ حيث أقام الكاتب هناك ثمانية أشهر، وأنْجز بحثه الميداني بمعاونة بعضِ الباحثين والأساتذة العرب، كان منهم الدكتور طريف الخالدي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للتاريخ الإسلامي في الجامعة الأميركية بيروت، كما قدم الشكر لكل من عاونوه من البُلدان العربية، وقد ذكر من مصر: حسن حنفي، نصر حامد أبو زيد، محمد إبراهيم الفيومي، محمد عمارة، ومن لبنان: رضوان السيد، وسميح دغيم، صاحب موسوعة "مُصطلحات علم الكلام الإسلامي".
يبدأ الباحثُ المقدمة بفقرة تزيل اللَّبس المحتمل من عنوان الكتاب، مُشيرًا إلى أنَّ الكتاب ليس بحثًا في علم الكلام بالمعنى الصحيح، كما أنَّه ليس بحثًا لدراسة وتَحقيق آراء المعتزلة، فالموضوع الأساسي للكتاب هو كيفية تعامُل المفكرين العرب باتِّجاهاتِهم المختلفة مع التُّراث المعتزلي، وكيفية توظيفهم له لخدمة توجهاتِهم الفكرية والسياسية؛ بحيث يتضح المفهوم المحدد للمصطلح الذي شاع بين المستشرقين والمسلمين على حدٍّ سواء، وهو مفهوم "المعتزلة الجدد".
يبحث الفصلُ الأول حدودَ ومعايير الحكم على أحد مُفكري العالم العربي بأنه واحد من الذين ينتمون إلى "المعتزلة الجدد"، يُحاول الكاتب من خلال هذا الفصل تحديدَ مفهوم "المعتزلة الجدد" لدى المستشرقين الغربيِّين أو المفكِّرين المسلمين العرب على حدٍّ سواء، بَدْءًا من جولدتسيهر الذي رأى أنَّ الحركة العقلانية الحديثة في الإسلام نَمَت في كل من الهند ومصر، على يد السير أحمد خان، والسيد أمير علي في الأولى، وعلى يد مُحمد عبده، وجمال الدين الأفغاني في الثانية، وانتهاءً بأستاذه البروفسير لوتس ريتشر برينبورج الذي أثارَ لدى الباحث الاهتمامَ بالموضوع في الفصل الدراسي الشتوي من عام 95 - 96 أثناء دراسته في جامعة ليبزك.
ويقول الكاتب: إنَّ مفهوم المعتزلة الجُدُد لا يدل على تيار فكري مُعين أو معسكر يُمكن تسميته بهذا الاسم، وفي مُحاولة لإعطاء هذا المصطلح المطاطي شيئًا من التحديد؛ وَضَعَ الكاتبُ عِدَّة معايير للحكم على أحد المفكرين بانتمائه العام لهذا التيار موضوع البحث، وهي:
1 - اهتمام الكاتب عن طريق التَّأليف والكتابة عن المعتزلة، مع تأييده لبعض أفكارهم، أو الدعوة إلى إعادة التفكير فيها من جديد، أو الحديث عنها بشكل إيجابي، ذكر من هؤلاء "أحمد أمين، محمد عبدالهادي أبو ريده، علي مصطفى الغرابي، زهدي جار الله، البير نصري نادر، المغربية فاطمة ميرنيسي".
2 - الكُتَّاب الذين يتناولون قضايا مثل حرية الإنسان، وتقديم العقل، وغيرها من المفاهيم المتقاربة مع فكر المعتزلة والمتأثرة بها بطريق غير مُباشرة، ولكن بأسلوبِ الكاتب ولغته الخاصَّة، من هؤلاء: "الرِّوائي محمد كامل حسين، هشام جعيط، الطالبي، محجوب بن ميلاد، خلف الله، حسن حنفي، كما ذكر من بينهم سيد قطب والمودودي"، وقد ذكر المؤلف أنَّ هذا المعيار أوسعُ من المقصود؛ حيثُ إنَّ القائمة التي نتجت من تطبيق هذا المحدد على المفكِّرين العرب قد أنتجت مُثقَّفين من جميع التيَّارات، ربَّما كان بعضها مناوئًا تمامًا لمدرسة المعتزلة، وفي إشارةٍ تدُلُّ على الحرص في تتبُّع المفهوم في الوسط العربي، فقد أشار الكاتب إلى ما كتبه محمد العبده، وطارق عبدالحليم عن المعتزلة، ورصدهم للمعتزلة الجُدُد، وقد نَبَّه المؤلف إلى أن الكاتِبَيْن - السنِّيين - قد استعملا مصطلحَ المعتزلة الجُدُد بمعنى سلبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الكتاب الذين يؤمنون بأفكار المعتزلة، لكنَّهم لا يُصرِّحون بذلك لأسبابٍ تكتيكية - حسب تعبير الكاتب - وقد ذكر أنَّ أوضح مثالٍ لهذا الصنف هو مُحمد عبده؛ حيثُ وَصَفه بمحاولة إيجاد طُرُق وصياغات وسطية بين الأشاعرة والمعتزلة؛ مما أدَّى إلى إخفاء تأيِيده للمعتزلة صراحة، وقد ذكر في هذا السِّياق موقفَ جابر عصفور أثناء تأييده لتلميذه نصر حامد أبو زيد، ممثلاً الصِّراع بينه وبين مُخالفيه على أنَّه صراع بين أهل العقل "المعتزلة" وأهل النَّقل.
4 - الكُتَّاب الذين يقرُّون صراحةً بانتمائهم إلى مدرسة الاعتزال، وقد رأى المؤلف أنَّ قلة من الكتاب يتَّخذون هذا الموقف الصَّريح لعدة أسباب؛ منها أنَّ سمعة الجماعة خلال القرون الماضية تثبِّت في عقول المسلمين فكرةً سلبية عن المدرسة والمنتسب إليها، كما أشار إلى أن معنى كلمة الاعتزال وما تحويه من انغلاق وتفريق للأُمَّة جعل الاتِّصاف بها غير مرغوب فيه لدى كثير من الناس، إلاَّ أنَّه أشار إلى أن السير أحمد خان، وحسن حنفي، من هذه القلة التي تعلن عن تأييدها وانتمائها الفكري إلى هذه المدرسة، وقد تزايدت هذه الدَّعوى في السنوات الماضية، فقد تَحدَّث بها كثيرون كما سيأتي.
ينتقل البحثُ إلى الفصل الثاني؛ ليبحثَ إشكالية التُّراث والمعاصرة في الفكر العربي الحديث، ويعرض مكانةَ علم الكلام كأحدِ أفراد الاهتمام التُّراثي وعلاقته بالحركة الفكرية الحديثة، ويَخص المعتزلة من بين الفرق الكلامية بعرض مَوقف المفكرين العرب منها، ويُمثل الفصل الثالث من الكتاب عرضًا تاريخيًّا لرجالات وأفكار المعتزلة كفرقة كلامية تُمثل الاتجاه العقلاني في الإسلام - بحسب رُؤية المؤلف - كما يبحث الرُّؤية الغربية للمعتزلة من خلال أبحاث المستشرقين الذين توفروا بحماس على دراسة أفكار وتأثيرات "عقلانيِّي الإسلام المنشقين" على الواقع الإسلامي المعاصر، من خلال الرَّصد والتحليل والمتابعة للمَنشورات والاتِّجاهات الفكرية.
يحمل الفصلُ الرابع عنوان "الاهتمام العربي الحديث بالمعتزلة: نظرة عامَّة"، وكما يدُلُّ العنوان، فإنَّ الكتابَ يعرض مراحلََ وتفاصيل هذا الاهتمام بدراسة المعتزلة مُقسمًا هذا الاهتمام إلى مرحلتين: الأولى: هي مرحلة البدايات، والثانية: مرحلة الانفتاح على معرفة هذه الفرقة، ثم يخصص الكتاب عنوانًا خاصًّا عن الكتب التي ألِّفت عن المعتزلة، بدايةً من أواسط الثمانينيَّات إلى وقت تأليف الكتاب، ومن خلال ذلك يقدِّم الباحث سردًا ومسحًا يكاد يكون شاملاً لرسائل الماجستير والدُّكتوراه التي أشرف عليها أهمُّ المشتغلين ببعث الفكر الاعتزالي من أمثال: عاطف العراقي، ومحمد سليم العَوَّا، ومحمد عمارة، ومحمد عابد الجابري، ومحمود قاسم.
كما قدم تصنيفًا للرسائل التي قدمت في كلية الآداب جامعة القاهرة، وفي أسيوط، بل أشار إلى رسالتين قدمتا إلى جامعتين سُعُوديتين، هما: "آراء المعتزلة الأصولية دراسةً وتقويمًا"، للكاتب: علي بن سعد صالح الضويحي في كلية الشريعة بالرياض، ورسالة "المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشري في ضوء ما ورد في الانتصاف لابن المنير"، لصالح بن غرم الله الغامدي، رسالة ماجستير بكلية أصول الدين.
بعد هذه الفصول الأربعة يصلُ الكاتب إلى الموضوع الأساس للكتاب، وهو كيفِيَّة تعاطي التيارات العربية المعاصرة مع تُراث المعتزلة، يبدأ الباحثُ في الحديث عن الاتِّجاه الليبرالي العربي وتعامله مع تُراث المعتزلة كأحد المرتكزات الفكرية لإثبات أصالة أفكارهم وصِلَتِها بالإسلام، خاصَّة في تثبيت مفاهيم الحرية الفردية، وتعظيم العقل والتوسُّع في تأويل النَّص لموافقة الواقع، ويُمثل هؤلاء بقوة تلامذة مُحمد عبده، الذين كانوا أكثر شجاعةً منه؛ لأنه كان يجب أن يبدو أشعريًّا بوجهٍ ما؛ نظرًا لمنزلته في الأزهر، كما اعتبر فترة نشاط الشيخ طاهر الجزائري في سوريا فترة ذهبية لانتشار أفكار المعتزلة التحرُّرية، وكان أحمد أمين المؤرخ الفكري واحدًا من الذين اعتبروا المعتزلة هم ليبراليو الإسلام، كما ذكر المؤلفُ من هذا الصنف محمد حسين هيكل، ومحمود عباس العقاد، وطه حسين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفريق الآخر الذي أبدى إعجابًا وتبنيًا واستخدامًا لفرقة المعتزلة من أجل ترويج مذهبه كانوا هم اليساريِّين العرب، وكان على رأسهم شبلي شميل، وصادق جلال العظم، ومَحمود أمين العالم، وسمير أمين، وأنور عبدالملك، والطيب تيزيني، وجورج طرابيشي، وقد استخدمَ هذا الاتِّجاه أفكارًا إسلامية، مثل: التكافل الاجتماعي، ومساواة البشر، وشاعت بينهم مَفاهيم الحقبة الناصرية حول اشتراكية الإسلام، وفي إشارة إلى جهود الشيوعيِّين اللبنانيِّين ذكر الكاتب جهودَ حسين مروة الذي نشر كتابه المثير للجدل بعنوان: "النِّزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية".
ويعرض الكاتب تحت عنوان: "الفكر الإسلامي السياسي والمعتزلة" استخدامَ علي عبدالرازق لمنهج متأثِّر بالمعتزلة في كتابه: "الإسلام وأصول الحكم"؛ حيث رأى أنَّ شؤون الحكم متروكة لعقل الإنسان يُدبِّرها حسب المصلحة ومُقتضيات العصر، وأنَّ الخلافةَ كانت ظاهرة تاريخيَّة لا عَلاقة لها بجوهر الإسلام، كما عالج الكتاب تأثيرَ الاعتزال في بعض التصنيفات السياسية، كما في الصِّراع بين الحنابلة أو التيار السَّلفي، وبين الشيعة كأحد أبرز الذين تأثروا في عقائدهم الكلامية بمذهب الاعتزال.
وفي مُحاولة لبحث مناحي التأثير الاعتزالي كافة على الفكر العربي الحديث، يعالج الكتاب "تفسير القرآن الكريم والمعتزلة"، مُتناولاً القراءات العربية الحديثة وتأثُّرها بأفكار المعتزلة حول التأويل وتحكيم العقل، كما أفرد الكتاب موضوعًا عن "المثقَّفين العرب المعاصرين ورُؤيتهم للمحنة".
تعليق:
يعكس الجهد المبذول في الكتاب حرصَ العالم الغربي - ممثلاً في المستشرقين الذين تدعمهم الجهاتُ العلمية - على تتبُّع الظَّواهر الفكرية المساندة والمؤيدة - ولو من دون قصد - للتيار الحداثي الغربي والقيم العَلْمَانية، سواء كان هذا التأييد عن طريق الأُطروحات الجديدة، أو إعادة صياغة آراء الفرق القديمة بمصطلحات عصرية، أو حتى مجرد إحياء وبعث التُّراث الكلامي والفلسفي المقبور، ونشره بين الباحثين في التُّراث والتاريخ الفكري للإسلام على أنَّه وجهة النظر العقلانية الغائبة عن الحضور؛ بسبب الانغلاق والرجعية، وبهذا يصبح رجالات المعتزلة ثوارًا ومُفكرين لم تدرك الأمة قَدْرَهم، ولم تستوعب أفكارَهم الحداثيَّة التي كانت سابقةً لأوانِها، تحت هذا الغطاء الذي يكتسب صيغةَ التراث الإسلامي تتسلَّل أخبثُ الأفكار القاتلة لروح الإيمان قبل الانقضاض التام والصَّريح على الإسلام ذاته كدين.
غَيْرَ أنَّ العَلْمَانيِّين العرب فاتَهم - وهم يُحاولون أن يبحثوا لهم في تاريخنا عن سَلف يرفعون به خسيسة انتسابهم إلى الغرب - أنَّ جميعَ الفرق مع ما فيها من الضَّلال والبعد عن المنهج الصحيح، كانت تنطلق من منطلقات إسلامية، وكان زعمهم الذي حسبوه حقًّا أنَّ مناهِجَهم تكسر شوكة أعداء الإسلام، وترد كيد الملاحدة.
إلاَّ أن الجدد منهم الآن لم يشتقوا مذاهِبَهم ولا آراءهم من الإسلام، ولا كانت بداياتهم منه، بل كانت أول انطلاقاتهم من الغرب، أخذوا من مبادئه وارتَوَوْا من سرابه، ثم ذهبوا يطلبون لَهُم من أهل الإسلام مُوافقًا، لقد خالفوا المعتزلة في المنشأ والنَّتيجة، فقد كان ضلال المعتزلة بسبب نَفْيِ الصفات عن الله وتسمية هذا النفي تنزيهًا، وهؤلاء الجُدُد لا عَلاقة لهم بهذا الأمر من قريب ولا بعيد، أمَّا بالنسبة إلى النَّتائج فإن المعتزلة كانوا أكثر تطرُّفًا من جماعات التكفير اليومَ، سواء في حكمهم على مُخالفيهم في الاعتقاد أو حكمهم على العُصاة من عوام المؤمنين، كما فاتَهم أن أفكار المعتزلة التي أرادوا التغني بها هي جزء من مَنظومة المعتزلة الفكرية المتكاملة، وأنَّها التزامات التزموها نتيجةَ أصولهم التي بَنَوا عليها - بغضِّ النظر عن مُناقشة هذه الأصول - لكنَّ الانتقائية من أفكار المعتزلة - مع عدم التسليم لهم بالمقدمات والنَّتائج اللازمة - تناقضٌ صريح.(/)
علم الحجج والدلالات وعلم السياسة والامارات
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 04:43]ـ
الحمد لله، و الصّلاة و السّلام على رسول الله، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله،،
وبعد،
عندما نتصدى للحديث عن مهام العلماء والمثقفين المسلمين اليوم، لا يجب أن نقف عند الإشارات و الدلالات التي يمكن أن نستنبطها من كتاب الله و سنة نبيه و أقوال علماء الأمة ـ فيما يخص العلوم الشرعية ـ فحسب، بل يجدر بنا أن لا نغفل حاجيات الأمة إلى الإجابة القاطعة عن العلوم "الإنسانية "المتجددة و المتنامية، و اتساع رقعة تدخل العلماء المسلمين في حياة المسلمين، في جميع جوانبها الفكرية،صيانة لهم من الفكر الدخيل المعارض للدين.
نحن نعلم أن العلماء، و النظار، و الفقهاء، و المحدثين، و المفسرين، وعلماء اللغة و النحو، اكتسبوا في التراث الإسلامي تصنيفات عديدة، و تقسيمات بديعة، تدل على غنى الساحة الفكرية عند المسلمين، و تشبعها بالاختصاصات، مما يدل أنه في فترات من التاريخ الإسلامي كانت العقلية الإسلامية قابلة للإخصاب و التجديد، ولهذا ظهرت اختصاصات أو تصنيفات، الواحدة تلو الأخرى.
وكون ثقافة ما تتقبل الاختصاصات الجديدة، يعني ـ حتما ـ قبول تلك العقلية للتجديد، بناء على الاستكشاف العلمي، و التدقيق في البحث والاستقصاء.
فإذا كانت التحديات الجديدة، التي تواجه الأمة، باتت أمرا واقعا مشاهدا، يعلمه كل أفراد الأمة، ولم تعد حكرا على فئة المثقفين، بحيث صار الحديث عن صعوبة العصر و مشاكله حديث الخاص و العام.
فهل لقيت هذه التحديات من المثقف المسلم جوابا مناسبا،أو إنه تجاهلها، وجمد على مواقف (دعها تسير حتى يفرغ البنزين ... !)، أو أنه فهمها بشكل سيء، فراح يطلب لها حلولا خاطئة، و أحيانا مميتة لأمته؟
العلماء المُغيّبون:
يكثر بعض المعاندين معرفيا من القول:إن الكلام عن فقه الواقع، و الإحاطة بالثقافة العصرية تلبيس، يمارسه دعاة الضلالة لتضليل الأمة، و الطعن في أهل العلم!
وحتّى نبيّن لهم أنّ فقه الواقع [من خلال الوعي بحاجياته الشرعية الملحة]، و الإحاطة بالثقافة المعاصرة مطلب شرعي، دل عليه الشرع، و مارسه أكبر علماء الملة.
و أن مهاجمة من يحث على ذلك، تقع في غالب الأحيان من أناس، هم أقرب إلى التصوف السلبي و الدروشة، منهم إلى العلم و الفكر الصحيح.
ذكر الله سبحانه و تعالى في القرآن أنه يرفع درجات من يشاء، ذكره في مناظرة إبراهيم عليه السلام، فقال: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} (الأنعام).
وهي مناظرة جرت بين إبراهيم و قومه، ظهر عليهم إبراهيم عليه السلام بالحجة، أو أسلوب النقض و قياس الأولى.
وفي قصة احتيال يوسف عليه السلام، قال: {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (يوسف).
قال العلماء: يرفعهم بالعلم؛ ونحن إذا نظرنا في قصة إبراهيم لوجدناها في العلم بالحجة، و المناظرة لدفع ضرر الخصم المشبه في الدين.
أما قصة يوسف، فهي في العلم بالسياسة، و التدبير لتحصيل المنفعة، ودفع المضرة، ونشر العدل.
فالعلم الأول: هو العلم الذي يدفع المضرة عن الدين، أو علم الأقوال النافعة عند الحاجة إليها، ويدخل في هذا معرفة حجج أعداء الدين، و علومهم، و ثقافتهم التي يهاجمون بها الدين، وهذا من فقه الواقع.
و العلم الثاني: هو علم الأفعال النافعة عند الحاجة إليها، فالحاجة جلب المنفعة و دفع المضرة، وهذا عين الواقع.
قال ابن تيمية في هذا الشأن، في (المجموع) {276/ 14}:
((و لهذا كان المقصرون عن علم الحجج و الدلالات، وعلم السياسة و الأمارات مقهورين مع هذين الصنفين، تارة بالاحتياج إليهم إذا هجم عدو يفسد الدين بالجدل أو الدنيا بالظلم، وتارة بالاحتياج إليهم إذا هاجم على أنفسهم من أنفسهم ذلك، و تارة بالاحتياج إليهم لتخليص بعضهم من شر بعض في الدين و الدنيا، وتارة يعيشون في ظلهم في مكان ليس فيه مبتدع يستطيل عليهم، ولا وال يظلمهم، وما ذاك إلا لوجود علماء الحجج الدامغة لأهل البدع و السياسة الدافعة للظلم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذًا، العلماء الذين يستطيعون دفع هجمات من يريد إفساد الدين، من مختلف أعدائه، ويوجهون مختلف الفاعلين في المجتمع الإسلامي، وينصحونهم بصدق، هم العلماء الذين يحيطون بثقافة عصرهم، و ثقافة عدوهم، وثقافة المخالف لهم، و يحسنون تسييس الناس، كل الناس.
وكل هذا يحتاج إلى نوع فقه للواقع السياسي، و الاقتصادي، و الاجتماعي، و الإحاطة بثقافة العصر، وذلك بتوجيه إشارات علمية وفكرية معينة، واقتراح الإصلاحات في مختلف القطاعات و المجالات.
فهؤلاء العلماء يملكون (بقوة منصبهم الشرعي) زمام المبادرة إلى اقتراح إصلاح كل ما يرونه فاسدا، أو قابلا للتحسين، ففرق بين من يبادر، وبين من ينتظر أن يستشار.
و الخلاصة أن نقول: لا يقتصر دور علماء الدين على حراسة الدين، و الحفاظ عليه، ولكن ـ كذلك ـ حراسة حملة الدين، و الحفاظ عليهم، إذ الدين جاء ليحفظ لهم مصالحهم الدنيوية و الأخروية.
أقصد أن الدين لا يكون دينا حيا معاشا، حتى يحمله الناس، و يتدينون به وحراسته دون حراستهم (حقوقهم)، إخلال بمقاصد هذا الدين أولا، و تضييع له ثانيا.
فالإنسان الحامل للدين ليس أقل شأنا من الدين نفسه، إذ هو المقصود بالدين على معنى حرمة المسلم أعظم من حرمة البيت الحرام.
فقد جاء في الحديث: {مرحبا بك من بيت ما أعظمك و أعظم حرمتك وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك إن الله حرم منك واحدة وحرم من المؤمن ثلاثا" دمه وماله و أن يظن به ظن السوء}
أخرجه البيهقى في (شعب الإيمان) (3/ 444، رقم 4014).
فكيف نحرس الدين، ولا نحرس هذا الإنسان، من كل ما يضيع دينه ودنياه ويفسدهما من ظلم و تجهيل؟!
لقد علمنا من خلال آيات القرآن الكريم، و الأحاديث الشريفة، وممارسات علماء الأمة، في العصور الذهبية للإسلام أن دور العلماء أولا:
تكريس الجهود لتفسير النصوص الشرعية، وتحديد معانيها الدقيقة، و استنباط الأحكام منها، انطلاقا من هذه المعاني.
صرنا اليوم نرى فئة ـ قليلة ـ منهم، لا تهمهم مسألة المعنى، بقدر ما يهمهم الوقوف عند ظاهر ألفاظها، دون تجاوزها إلى باطن معانيها.
وعندما نقول: " باطنها" لا نقصد أن للنصوص باطنا مناقضا للظاهر، و إنما نقصد البحث عن العلل، و المقاصد،و مراعاة تكامل منظومة النصوص.
فالنصوص الشرعية متشابكة فيما بينها، و هي بمجموعها تشكل منظومة تشع روحا وجوهرا، وقد عبر عن هذا الأمر علماء الأصول في مسألة" جمع النصوص و أخذ الحكم الزائد"،و"هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب"، وغير ذلك من قواعد.
و أحيانا نجد وقوف هذه الطائفة من العلماء عند مقالات لأئمة كثر تداولها في عصرهم، ولكنها لا تمثل ما يسميه ابن تيمية:" الشرع المنزل"، بل هي من قبيل الشرع المؤول، و أحيانا الشرع المبدل، فيعتمدونها أصلا يبنون عليه كل فقههم.
ولعل أبرز ما يدل على انغلاق هذه الفئة داخل سياج الممارسات الخاطئة الموروثة، إما بالتأصيل للبدع الظاهرة، أو التقليد الأعمى، هو تمثلات فكرهم عمليا، و كيف أنهم يولون الشكل و الظاهر أهمية تكاد تكون أصولية و أساسية عندهم، سواء في ممارساتهم التعبدية التي تتسم بالموسمية.
حتى في مسألة الشعارات، و الانتساب إلى فلان وعلان من الصالحين، و العلماء، و المتكلمين.
إن الحدود العملية البدعية، أو الضعيفة الترجيح، التي أغلقوا بواسطتها على النصوص الشرعية الصحيحة، تبين كيفية توظيفهم للنصوص الشرعية، حيث أدى بهم ذلك إلى جعل الاستثنائي عاما، و المقيد بشروط مطلقا.
فيظن الواحد أنه متمسك بسنة، لأن معه حديث صحيح، وهو غارق في مذهب وفهم ضعيف ومرجوح، هذا إن لم يكن بدعة.
ففي تصورهم ـ عموما ـ التفكر في معاني هذه النصوص غير خاضع لحرية البحث و النظر، ولا يتاح للعقل النظر البتة للجمع بين المتماثلات، و التفريق بين المختلفات.
و إنما هو التلقي من فيض الشيوخ لبعضهم، و التقليد بدون فهم و بحث لبعضهم الآخر، ومنهم من جعل كل ما سطر في كتب الأقدمين صحيحا!
ولذلك لا يوجد في قاموسهم: كلمة " فكر ونظر"، ويتوجسون من هذه الكلمة أشد التوجس، بل بعضهم جعلها قرينة على أن الناطق بها من هذه الجماعة أو تلك، ممن يرى أنها لا تتقيد بالسنة!
فلا يوجد عندهم فكر إسلامي له نطاق معين، تحرصه الثوابت والمقاصد الشرعية، وليس من شرطه أن يكون لكل فكرة يحللها نص يدل عليها بالمطابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يأتي أحدهم إلى آية من كتاب الله عامة،و محكومة بعرف من نزلت فيهم وبفهمهم، ثم يغلق عليها داخل سياج من ممارسته العملية المتمثلة في قيود يضيفها من فهمه هو، لا علاقة لها بفهم السلف.
ثم بعد ذلك يوظف هذه الآية، أو ذاك الحديث، في نشاطه الدعوى، جازما أنه السنة و الشرع و الحق، و المخالف لفهمه مخالف للسلف، مبتدع يعادي أهل السنة و الجماعة، و يحارب الله ورسوله والمؤمنين!
فمن خلال هذا، يتبين لك أن المعرفة عند هذه الفئة هي مجرد استنباط لغوي من النصوص [أقصد أن اللفظ يحتمل ذاك المعنى]، لا تعتمد مبدأ: كيف فهمها من نزل فيهم القرآن، وكيف تعاملوا معها تطبيقا وواقعا.
فالمعرفة عندهم، هي ما ورثته عن الشيخ والبيئة و المجتمع، و ليست عبارة عن استنباط للمعاني حرمن قيود المذهبية و الأفكار المسبقة، داخل نطاق الفكر الإسلامي، و ثوابته المتفق عليها، وهي: الكتاب و السنة و الإجماع.
فلا المعاني مستنبطة، ولاهي تتجدد بتجدد الفكر و دواعيه، ليشمل الإسلام كل جديد لم يعرفه السابقون.
لقد رسخ هذا المنظور عند هؤلاء، رغم اختلاف المشارب، و بنوا عليه نظريتهم في الإصلاح، فلم نلاحظ عندهم أية ممارسة فكرية لتراث الأمة الإسلامية، بمنظور تطلب المعاني المتجددة.
وعليه صار هؤلاء منغلقين على أنفسهم، قد حول فريق منهم بعض قواعد السياسة الشرعية،كقاعدة " سد الذرائع المرنة " إلى مجموعة تدابير أسميها: " الإجراءات البوليسية وحالات الطوارئ " للحفاظ على نظريتهم من الذوبان داخل ساحة فكرية أقوى منهم،إما بحكم التأصيل و سلامة التحليل، وإما بحكم حاجات الأمة التي لم ينهضوا بها.
وهناك فريق آخر ذاب في متاهات العصر، و أراد أن يجعل الإسلام على مقاس العصر، فأخذ يقطع من أطرافه تأويلا،أو حتى تبديلا.
وليس هذا خاصا بهذين الفريقين، بل جل المذاهب و الجماعات الإسلامية تعاني من نفس المشكل، فمنهم من لا يهجر الأفراد، ممن يظهر بمظهر المنفتح، ولكنه يمارس حجرا علميا على كتب بعض العلماء المسلمين الذين غيروا مجرى التاريخ المعرفي للأمة، كابن تيميةالذي صار الدارئة التي توجه إليها سهام كل من يرفض إصلاح نفسه، و النهوض بهذه الأمة من مخلفات التاريخ ورواسبه، التي غلفت الوحي بقسميه، بقشرة من الظلمات أدخلت العقل المسلم في عالم من الخرافات و الترهات و الأساطير، هذا بنظرية الأئمة، وذاك بنظرية الأولياء و رجال الغيب، إلا لأنه أراد لهذه الأمة أن تكبر، وتشع على هذا الكوكب علما ورحمة.
إن سياسة الحجر عليه، وعلى غيره من العلماء، قد أضرتهم أكثر مما أضرت به، إذ فاتهم علم جم، كانوا بحاجة إليه لبناء النهضة الإسلامية الحديثة.
فمسألة نقض المنطق الصوري أو الأرسطي، وهي مسألة معرفية جوهرية في البناء الحضاري المعرفي المعاصر، إذ لولا المنهج التجريبي لما وصل الغرب إلى ما هو عليه، قد سبق إليه ابن تيمية جون ستوارت مل، و ديكارت بقرون.
ولكن الحجر عليه هو الذي دفع بمراكز علمية مرموقة في العالم الإسلامي أن تتخلف قرونا طويلة، فمجرد النظر في المقرر فيها في علم المنطق تدرك في أي الأزمان الغابرة بقيت المعرفة عند المسلمين، في هذا المجال، كأنما توقف العلم، و سكن البحث القفار، ومات الاجتهاد غما من التعصب.
وبدون أن أنقل بحثا كاملا في هذه المسألة أقول:
((مهما كانت النزعة التجريبية الحسية شائعة بين النظار الإسلاميين عامة، فإن ابن تيمية يبقى هو الوحيد الذي اعتمدها مذهبا معرفيا في نقده للمنطق المشائي، وهو الوحيد الذي جعل من التجربة الحسية مظهرا لفطرية الدين الإسلامي، و معيارا لرد جميع الآراء التي لا تقبلها الفطرة السليمة.
كما وجدنا ابن تيمية منفردا في طبيعة عمله، و في جلالة هذا العمل، لأنه تفرد بالجمع بين المعرفة بالشريعة الإسلامية و منطقها، و بالفلسفة المشائية و منطقها، وبالروح النقدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يبد لنا أن هذه الخصال الثلاث قد اجتمعت لأحد ممن سبقه أو تبعه، من الذين عابوا المنطق المشائي، فبعضهم حرمه،و بعضهم أوجبه دون أن ينتبه فريق منهم إلى أن المنطق الصناعي لا يمكن تحريمه لأنه يتبطن منطقا طبيعيا فطر الله الناس عليه، ودون أن ينتبه الفريق الآخر إلى أن ما أوجبوه هو تحصيل لحاصل، لأن الله غرز أصول هذا المنطق في فطرة الإنسان. ولذلك بقي نقد ابن تيمية للمنطق المشائي مفتقرا إلى عالم بالشريعة، عارف بأساليب التفكير الفطري، و صوره الصناعية، متشبع بالروح النقدية حتى يستطيع مواصلة عمل قام به الفقهاء و علماء نظار، الذين جدوا في حماية عقيدة عرفوا بساطتها فنفوا عنها التعقيد، و أدركوا صحتها فابعدوا عنها عناصر الفساد، وشعروا بالخطر يتهدد أصالتها، و بالسموم تدب في أوصالها مما كانت تتجرعه من مناهل المعرفة، التي كان الصراع من أجل البقاء يوجب عليها ورودها، والتي فتحتها سماحتها على آفاقها جميعا، فهبوا يذودون عنها بسلاح يفل كل سلاح، ولا يفله سلاح، هو سلاح الفطرة التي لا يستطيع الإنسان ولو حاول الانسلاخ عنها، بذلك نقدوا الفلسفة المشائية، وردوا منطقها، و بذلك نقد ابن تيمية منطق المشائين نقدا لم يبلغ أحد من الفقهاء أو من علماء الكلام شأوه فيه، لأنه نقد مذهبي قصد به صاحبه على حماية أساليب التفكير الإسلامية، و بيان أهميتها و مكانتها بين أساليب التفكير الأخرى، فيكون بذلك قد دافع عن الفطرة بمنطق الفطرة))
عن بحث للدكتور محمود اليعقوبي بعنوان: (ابن تيمية و المنطق الأرسطي).
إن القلب ليتفطر حسرة على ما فعل التعصب بالمسلمين، فبعضهم ودون دراسة شاملة وعميقة يريد أن يجعل من أبي حامد الغزالي ـ رحمه الله ـ قنطرة التجديد في الفكر الإسلامي، وهو من دعاة التقليد في نظرية البناء المعرفي، أو أطر الإدراك، (فإذا كان لا يمكننا أن ننكر أن جميع من كتب من المسلمين باللغة العربية في المنطق، لم يخرجوا عن الحدود التي رسمها أرسطو، و أن المتأخرين منهم قد اكتفوا بتجريد منطق المشائين من الميتافيزياء التي تبطنه، فإنه لا جدال في أن هؤلاء لا يمثلون جميع أصناف الطالبين المسلمين، ولا جميع الذين تحدثوا في المنطق، بل كان إلى جانب هؤلاء المعجبين بالفلسفة اليونانية عامة، و المنطق المشائي خاصة، طائفة من النظار الإسلاميين لم يقبلوا هذه الفلسفة، لأن أصولها مخالفة لأصول العقيدة الإسلامية، ولم يستسيغوا هذا المنطق، لأنه من جهة أداة لهذه الفلسفة، ولأنه من جهة أخرى مبني على بعض أصول هذه الفلسفة، فكأنه جزء منها.
فالغزالي الذي جعل هو الآخر من المنطق مقدمة لكل علم [(المستصفى) {10/ 1}] بما في ذلك علم أصول الفقه، لا يمكن اعتماده كمنطلق نحو تجديد العلوم الإسلامية.
وكذلك ابن حزم الذي كان من السابقين إلى نعت المنطق ومدحه إلى حد التوكيد بأن: ((من جهله خفي عليه بناء كلام الله عز وجل مع كلام نبيه صلى الله عليه وسلم،وجاز عليه من الشغب جوازا لا يفرق بينه و بين الحق، ولم يعلم دينه إلا تقليدا، و التقليد مذموم)) [التقريب لحد المنطق ص:3]
في الأخير أقول:
إذا كانت الأمة الإسلامية بحاجة ماسة في هذا العصر إلى هذين الصنفين من العلماء: الذين يحاجون عن الدين، ويحمونه من جميع أعدائه، من داخل الأمة ومن خارجها.
و الذين يحسنون جلب المنافع ودفع المضار عنها بما أتوا من حسن السياسة و البراعة فيها، فإنها بحاجة كذلك إلى بقية أصناف العلماء كـ: الفقهاء، و المفسرين، و المحدثين، و أهل النحو و اللغة،و الدعاة، و الوعاظ.
لكن ليس عليهم أن يعتبروا الصنفين السابقين منافسين لهم، فيركنونهم في خانة المفكرين، كأنه صنف أقل قيمة، بل هم سادة العلماء، فهم أصحابالحجج الدامغة للفكر البدعي و الكفري، و السياسة الدافعة للظلم، ولقلتهم في هذا الزمان تعاني الأمة ما تعانيه من شبه وجور. انتهى.
المصدر: مقال للشيخ مختار الطيباوي ـ منقول عن الموقع المنسوب إليه.(/)
لماذا يهتم السلف بموعظة أبنائهم قبل وفاتهم؟
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 07:44]ـ
لماذا يهتم السلف بموعظة أبنائهم قبل وفاتهم؟
سلف الأمة قدوتنا، وصلاح أمتنا لا يكون إلا بما صلح أولها، وشدني إلى هذا الموضوع التساؤل أعلاه، ودعاني لأتأمل وأضع بعض الأسئلة، منها:
- هل لأنهم كانوا قدوة صالحة فقلت عبارتهم بتأثير أعمالهم وصدق نواياهم.
- هل لأن مجتمعهم النقي وفر عليهم كثيرا من المواعظ والنصائح.
- هل لأنهم مباركين بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم .. "
وغيرها من التساؤلات التي يود المرء أن يرجع إلى زمنهم ليرى كيف كانوا يتصرفون في مجمل تعاملهم اليومي ليسقطه في حاضرنا.
وإن تأملت في حرصهم الشديد في تأكيد كلماتهم القليلة قبل وفاتهم وكأنها تعطيك خلاصة خبرة، وعصارة تجارب.
سلف الأمة أنموذج راق وزاخر بالمواقف والعبر والدروس يحتاج لمزيد بحث ودراسة من الناحية الاجتماعية، لتخرج للأجيال التي انسلخت عن هويتها، وتشربت ثقافة الأعداء حتى تلوث العقل، وانقلبت المفاهيم، وتبدلت السلوك وندرت القدوة.
كتبه
محمد الحجي –أبو ناصر(/)
أحكامُ القيامِ بينَ استحكامِ العادةِ ومحاذيرِ الوقوعِ في العبادةِ.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 09:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذه فتوى شيخنا أبي عبد المعز العاصمي - أعزه الله - في أحكام القيام للجماد و العباد، و ذلك لما سأله بعض إخواننا من تركيا عن حالهم هناك و أنهم مجبرون على القيام في المدارس لتمثال (أتاتورك) - الذئب الأغبر - فكانت هذه الفتوى مدعمة بالبرهان اليقيني الذي لا يجوز خلافه، و المؤمن و المؤمنة إذا أتاه أمر الله فليس له الخيرة في أمره، بل لا يسعه إلا الطاعة ما استطاع، فيفعل من المأمور به قدر طاقته و يجتنب المنهي عنه قدر طاقته و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها و إلا ما آتاها.
قال شيخنا الكريم:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على منْ أرسلَه اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبهِ وإخوانهِ إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:
فإنّ من أهمّ أسباب ظهور مُحْدَثاتِ الأمور وبِدَعِها: الجهلَ بأحكام الدّين الحاجبَ عن معرفة الحقّ، والمانعَ من التّبصّر بسنن الهدى والجارفَ في الضّلال والضّياع، ومن آثاره السّيّئة التّمسّكُ بتقليد الآباء والتّعصّبُ لآراء الرّجال والاستسلامُ للعاطفة والهوى، وتحكيمُ العادات الموروثة عنهم، كلُّ ذلك ولّد حائلاً مانعًا بين المرء واتّباع الدّليل ومعرفة أمور الدّين وشرائعِه، ولا يخفى أنّ تقليدَ الآباء والأسلاف من الرّجال من منطلَقِ الهوى والعاطفة شبهةٌ قديمةٌ احتجّ بها الكفّار على دعوة الرّسل والأنبياء؛ كما أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله: ?وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ? [البقرة: 170].
ومن آثاره السّيّئة: الغلوُّ في الدّين والإطراءُ المبالَغُ فيه للذّوات والأشخاص بالْتماسِ البركة في الأحياء، ثمَّ مجاوزةِ الحدّ فيهم بالْتماسها في الجماداتِ بعد وفاتهم بإقامة التّماثيل والنُّصْب التّذكاريّة والقباب والأضرحة والمشاهد، والعكوفِ عندها والتّمسّحِ بها وتقبيلها والتّنافس في تعظيمها بكل غلوٍّ مُهْلِكٍ نهى عنه النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» (1 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_1%27%29)).
وهذا الأثر السيّئ انعكس سلبًا على غالب عوامّ المسلمين، فقلّدوا الكفّار في غلوّهم في الأنبياء والصّالحين، وفي الاحتفال بالموالد والأعياد ومراسيم الجنائز والعادات، وكذا في المناسبات الدّينيّة والذّكريات، واتّخاذِ القبورِ مساجدَ ومشاهدَ وتشييدِِ البناء عليها وتعظيمِها والتّبرّك بها، كلُّ ذلك ممّا حذّر منه النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أمّتَه وبالغ في التّحذير.
ومنشأ هذا الأثر الضّارّ يرجع إلى التّشبّه بالكفّار والتّقليد الأعمى لمن كان قبلنا من المغضوب عليهم والضّالّين، وقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن وقوع هذه المشابهة للكفّار وذمّ مَن يفعلها حيث قال: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا ذِرَاعًا حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»، قلنا: «يَا رَسُولَ اللهِ! اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟»، قَالَ: «فَمَنْ؟» (2 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_2%27%29)).
هذا، ودواعي التّشبّه بالكفّار وتقليدِهم في عاداتهم وعباداتهم تتلخّص: إمّا في مُساكَنَتِهم والاختلاط بهم ومجاوَرتِهم، وهي مقتضِيَاتُ مشاكَلتِهم والتّأثّر بهم، وإمّا في الشّعور بالضّعف والهوان أمامهم نتيجةَ قوّةِ شوكتهم وتفوُّقهم في ميادين الحياة، فيتجسَّد -نتيجةَ ذلك- الشعورُ بالانهزام في صورة الانقياد إليهم جريًا على قاعدة «تبعيّة الضّعيف للقويّ»، وإمّا فيهما معًا، وقد ورد التّصريح النّبويّ في تحريم التّشبّه بالكفّار فيما هو من خصائص دينهم ودنياهم، فقال صلّى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (3. ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_3%27%29)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ضلّ كثيرٌ ممّن تأثّر بمناهجِ حياةِ الكفّار عن سواء السّبيل، لاسيّما الطّبقة العلمانيّة المثقَّفة -زعموا-، حيث ساقهم ضلالُهم إلى الاعتقاد بأنّ أسباب العزّة والقوّة تكمن في التّخلّي عن شعائر الإسلام ومظاهر السّنّة التي يعبّرون عنها ب «القشور» أو «شكليّات التّخلّف»، في حين يُحاكون اليهودَ والنصارى في شكليّاتهم وأزيائهم ومراسيمهم وأعيادهم والتّكلّم بِلُغَاتِهِمْ، بل وفي جميع أنماط حياتهم ظنًّا منهم أنّ سرّ التّقدّم والْتماسَ أسباب العزّة والقوّة يتحقّق –تبعًا لهم- في التّشبّه بهم في عاداتهم وعباداتهم، نعوذ بالله من الخذلان.
وضمنَ هذا السّياق من معاني الخذلان صورةٌ من التّشبّه بالكفّار وَرَدَتْ عن طريق سؤالٍ من بعض إخواننا من «تركيا»، يسألون عن حكم القيام الإجباريّ لتمثالٍ منصوب لكمال أتاتورك في وسط المؤسّسات التّربويّة، تفرض السّلطةُ القيامَ له لزومًا قبل الدّخول إلى الأقسام الدّراسيّة ويَشْمَلُ الحكم الطّلبة والمدرِّسين، واللهُ المستعانُ.
وقد اقتضى المقامُ أن أحرِّرَ لهم جوابًا مفصّلاً، أضعُه في هذه الكلمة تحقيقًا لفائدةِ المسألةِ وتعميمًا لنظائرها، فأقول -وبالله التوفيقُ-:
القيام –في جملته- له أنواعٌ يختلف حكمُه فيها باختلاف المعنى الذي يناسبه، وهي على ما يأتي:
- القيام الجائز: وهو ما يكون القيام إليه بالتّوجّه والقصد، كالقيام إلى القادم من السّفر ليعانِقَه فرحًا بقدومه، أو تلقّي المرأةِ زوجَها بالقيام والخدمة، أو التّوجّهِ إلى الضّيف بالقيام إليه لينزلَه من مركبه أو ليُعينَه على الجلوس أو يحملَ عنه ما يُثْقِلُهُ، أو القيامِ إلى منكوبٍ ليُواسيَه ويُعزِّيَه بمصابه، ونحو ذلك من آداب التعامل وأنواع الإكرام، ويدلّ على هذا النّوع من القيام حديثُ عائشةَ رضي الله عنها في قصّة نزول قُرَيْظَةَ على حكم سعدِ بْنِ معاذٍ رضي الله عنه وفيه: «بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأُتِيَ بِهِ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ، قَدْ حُمِلَ عَلَيْهِ وَحَفَّ بِهِ قَوْمُهُ .. فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ»، فَقَالَ عُمَرُ: «سَيِّدُنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»، قَالَ: «أَنْزِلُوهُ»، فَأَنْزَلُوهُ» (4 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_4%27%29))، كما يدلّ عليه أيضًا ما كان من قيامِه صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى ابنته فاطمةَ رضي الله عنها إذا دخلت عليه، وقيامِها رضي الله عنها إلى أبيها صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا دخل عليها، فعن عائشةَ رضي الله عنها أنّ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا: كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ «قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا في مَجْلِسِهِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ في مَجْلِسِهَا» (5 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_5%27%29)).
- القيام المكروه: وهو ما يكون القيام له بالإجلال والتّبجيل والتّعظيم عنايةً بشأنه واهتمامًا بأمره، كالقيام للدّاخل تبجيلاً لمن خُلُقُه التّواضعُ ولا يحبّ أن يُقَامَ له، وهذا النّوع يُكْرَهُ للمَقُومِ له والقائم، ويدلّ عليه حديثُ أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: «مَا كَانَ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ رُؤْيَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ» (6 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_6%27%29))، وعلّةُ الكراهة تكمن في خشية الفتنة بتغيير نفس المَقُومِ له، لأنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم -ونفسُه معصومةٌ من نَزَغَاتِ الشّيطان- كان يَكره القيامَ لنفسه، فمن بابٍ أولى أن يَكرهه غيرُ المعصوم لإمكان تعرُّضِ نفسِه للفتنة، وتظهر العلّة -من جهةٍ أخرى- في ترك التّشبّه بالأعاجم وسدِّ الذّريعة إلى فعل الجبابرة؛ لحديث أبي أمامةَ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وآله وسلّم قال: «لاَ تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا» (7 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_7%27%29))، والحديث -وإن ضعّفه بعضُ المحدِّثين- إلاّ أنّ معناه صحيحٌ لدلالةِ الحديث السّابق على كراهية القيام للرّجل إذا دخل، كما يشهد له حديثُ جابرِ بْنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما –في متابعة الإمام في الصّلاة- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «إِنْ كِدْتُمْ آنفا لتَفْعَلُون فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ، فَلاَ تَفْعَلُوا» (8. ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_8%27%29)).
- القيام المحظور: وهو ما يكون القيام له بالإكبار والتّعظيم كسابقه إلا أنّ المَقُومَ له يحبّ ذلك من القائمين له بحيث لا يجلسون حتى يجلس، ويسخط إذا لم يتمثّلوا له قيامًا ويعدُّها إهانةً، على وجه الكبرياء والتّجبّر، فهذا النّوع يحرم على المَقُومِ له ويُكْرَهُ للقائم، ويدلّ عليه حديثُ أبي مِجْلَزٍ –رحمه الله- قال: «دَخَلَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَيْتًا فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ وَثَبَتَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَكَانَ أَرْزَنَهُمَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «اجْلِسْ يَا ابْنَ عَامِرٍ! فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ النَاسُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (9 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_9%27%29)).
وأنكر هذا القيامَ مالكٌ –رحمه الله- وطائفةٌ من أهل العلم (10 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_10%27%29))، ونقل القرافيّ –رحمه الله- عن مالك –رحمه الله- أنّه قيل له: «فالمرأة تلقى زوجَها تبالِغُ في برّه وتنزع ثيابَه ونعلَيْه وتقف حتّى يجلسَ»، قال: «ذلك حسنٌ غيرَ قيامِها حتّى يجلسَ، وهذا فِعْلُ الجبابرة، وربّما كان النّاس ينتظرونه فإذا طلع قاموا، ليس هذا مِنْ فِعْلِ الإسلام، وفُعِلَ هذا لعُمَرَ بنِ عبدِ العزيز أولَّ ما وَلِيَ حين خرج إلى الناس فأنكره وقال: «إِنْ تَقُومُوا نَقُمْ، وَإِنْ تَقْعُدُوا نَقْعُدْ، وَإِنَّمَا يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ» (11 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_11%27%29)).
قلت: والفرق بين القيام إلى الشّخص والقيام له ظاهرٌ، فإنّ الأوّل يدلّ على التّوجّه والقصد المنتهي إلى الشّروع في الأمر نحو قوله تعالى: ?إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ? [المائدة: 6]، بينما «القيام له يدلّ على الاعتناء بشأنه ويَلْزَمُه التّجلّدُ والتّشمّرُ، فأطلق القيامَ على لازمه» (12 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_12%27%29)).
هذا، ومن قبيل القيام المحظور –شرعًا- الوقوفُ للجماداتِ من التّماثيل والأوثان (13 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_13%27%29)) على مُختلَفِ أنواعها وشتّى أشكالها، فيدخل في النّهي منحوتةُ الصّورةِ من ذواتِ الأرواح كالأصنام، وغيرُ الصّورة الحيوانيّة من بقيّة الجماداتِ الأخرى كالقيام للصّليب أو للنّصب التّذكاريّة أو للنّار المشتعلة أو للعَلَم أو للمدفع أو للضّريح ونحو ذلك، سواء كان القيام مصحوبًا بالتّحيّة والإنشاد أو بقراءة القرآن ووَضْعِ الورود والأزهار، أو الْتزم الواقفون الصّمتَ لدقيقةٍ أو دقائقَ، فإنّ هذا القيامَ يُعَدُّ مظهرًا وثنيًّا منافِيًا لجناب التّوحيد، وحكمُه على التَّفصيل التّالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
-1 - إن كان القيام لهذه الجمادات بِنيّة العبادة كالدّعاء والرّكوع والسّجود لها على وجه الخضوع والذّلّ والتّعظيم ونحوها من أعمال العبادة ممّا ينبغي أن تكونَ خالصةً لله تعالى؛ فإنّ هذا الفعل يناقض التّوحيد وينافيه مطلقًا، ويُخْرِجُ فاعلَه عن مسمّاه، لأنّ صرْفَ العبادة التي هي من خصائص الله تعالى إلى غيره سبحانه مع مطلق التّسوية بينهما شركٌ في الإلهيّة والعبادة، قال تعالى: ?وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ? [البقرة: 238]، وقال تعالى: ?أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا? [الزمر: 9]، وقال تعالى: ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ? [الأنعام: 162 - 163].
-2 - وإن كان بِنيّة العبادة لله تعالى وقام عند هذه الجمادات لا لها، أو قبّلها كتقبيله للعَلَم أو المدفع أو التّراب الموجود في مكانِ المَقُومِ له؛ أو تَمَسَّحَ بها، أو رفعَ الأيدي بدعاء الله تعالى عند النّصب التّذكاريّة أو بقراءة فاتحة الكتاب عند موضع اشتعال النار على وجه التّبرّك عندها، فإنّ هذا الفعلَ يناقض كمال التّوحيد ولا ينافيه مطلقًا ولا يُخْرِج فاعله عن مسمّى التّوحيد، وإنّما يُنْقصه بحيث لا يستحقّ المتّصفُ به مسمّى التّوحيد الكامل؛ لأنّه لم يقصدْ أن يعبدَ تلك الجماداتِ أو أن يطلبَ منها ما يطلبه القبوريّون من أهل القبور، غيرَ أنه بمنزلة طلبِ آلهةٍ غيرِ الله تعالى (14 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_14%27%29))، قال ابن تيميّة –رحمه الله-: «فمَنْ قَصَدَ بقعةً يرجو الخيرَ بقصدها ولم تستحبَّ الشريعةُ ذلك فهو من المنكراتِ، وبعضُه أشدّ من بعض، سواء كانت البقعةُ شجرةً أو عينَ ماء أو قناةً جاريةً أو جبلاً أو مغارةً، وسواء قصدها ليصلِّيَ عندها أو ليدعُوَ عندها أو ليقرأَ عندها أو ليذكرَ اللهَ سبحانَه عندها أو ليتنسّكَ عندها، بحيث يخص تلك البقعةَ بنوعٍ من العبادة الّتي لم يُشْرَعْ تخصيصُ تلك البقعة به لا عينًا ولا نوعًا» (15. ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_15%27%29)).
وأمّا تقبيل الأرض والتّراب والمدفع والعَلَم ونحوها أو التّمسّحُ بها على وجه التّبرّكِ والعبادة فلا يُشْرَعُ ذلك إلا لبعض أجزاء الكعبة، فلا يشاركها فيه شيءٌ من الجمادات الأخرى ف «ليس في الدنيا من الجماداتِ ما يُشْرَعُ تقبيلُها إلاّ الحجر الأسود» (16 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_16%27%29))، كما أنّ المسحَ لا يُشْرَعُ إلاّ في الحجر الأسود والرّكن اليماني باتّفاق العلماء، قال ابن القيم -رحمه الله-: «ليس على وجه الأرض موضعٌ يُشْرَعُ تقبيلُه واستلامُه، وتُحَطُّ الخطايا والأوزارُ فيه غير الحجر الأسود والركن اليماني» (17 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_17%27%29))، ومع ذلك ينتفي المقصودُ الشرعيُّ بالْتماس البَرَكَةِ بالتّقبيل والمسح عليهما، وإنّما المقصودُ بهذا الفعل هو التّعبّدُ لله واتّباعُ شرعه ابتغاءَ الأجر والثّواب الأخرويّ، ولذلك نبّه عمرُ بْنُ الخطّاب رضي الله عنه على ذلك لمّا جاء إلى الحجر الأسود فقبّله فقال: «إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ» (18 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_18%27%29)).
-3- فإن خلا القيامُ للجماداتِ من نيّة العبادة والتّذلّل والتّعظيم لا لها ولا عندها، فإنّ هذا القيامَ مخالِفٌ لما عليه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وصحابتُه الكرام رضي الله عنهم ومن بعدهم من السّلف الصّالح، بل هو بدعةٌ محدثةٌ مردودةٌ بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» (19 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_19%27%29)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وَصِفَةُ القيام وما يقترن به من استعدادٍ وتحيّةٍ ووَضْعِ باقةٍ من الزّهور على النّصب التّذكاريّ أو تحت النّار المُشْتَعِلَةِ ونحو ذلك من المظاهر الرسميّة فقدِ استلّها بنو جلدتنا من عاداتِ اليهود والنّصارى القائمةِ على غلوِّهم في صالحيهم ورؤسائهم وقادتهم، وقلّدوهم في مراسيمهم ومُجْمَلِ عاداتِهم، وتشبّهوا بهم فيما هو من خصائص دينهم ودنياهم ليظفروا بنصيبٍ من رضا اليهود والنّصارى عنهم، ولا شكّ أنّ اتّباعَ أهواء المغضوب عليهم والضّالّين بعد حصول العلم تَرَدٍّ وخسرانٌ، لِفَقْدِ النّصرة والوَلاية من الله الغنيّ العزيز الحكيم، قال تعالى: ?وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ? [البقرة: 120].
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 20 جمادى الأولى 1431هـ
الموافق ل: 04 مايو 2010 م
****************************** ****************************** *******
1 - أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 347)، والنسائي في «مناسك الحج» (3057) باب التقاط الحصى، وابن ماجه في «المناسك» (3029) باب قدر حصى الرمي، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه أحمد شاكر في تحقيقه ل «مسند أحمد» (3/ 257)، والألباني في «السلسلة الصحيحة» (3/ 278).
2 - أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسنة» (3/ 527) باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لتتبعن سنن من كان قبلكم»، ومسلم في «العلم» (2/ 1230) رقم (2669)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
3 - أخرجه أحمد في «مسنده» (2/ 50)، أبو داود في «اللباس» (4033) باب في لباس الشهرة، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وصححه العراقي في «تخريج الإحياء»: (1/ 359)، وحسنه ابن حجر في «فتح الباري»: (10/ 288)، والألباني في «الإرواء»: (5/ 109).
4 - أخرجه البخاري في «الجهاد والسير» (2/ 97) باب إذا نزل العدو على حكم رجل، ومسلم في «الجهاد والسير» (2/ 846) رقم (1768)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. واللفظ لأحمد في «مسنده» (6/ 141)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
5 - أخرجه أبو داود في «الأدب» (5217) باب ما جاء في القيام، والترمذي في «المناقب» (3872) باب فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث جوّد إسناده الألباني في «المشكاة» (3/ 1329).
6 - أخرجه أحمد في «مسنده» (3/ 132)، والترمذي في «الأدب» (2754) باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «المشكاة» (3/ 1331).
7 - أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 253)، وأبو داود في «الأدب» (5230) باب في قيام الرجل للرجل، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. انظر: «السلسلة الضعيفة» للألباني (1/ 521).
8 - أخرجه مسلم في «الصلاة» (1/ 195) رقم (413)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
9 - أخرجه أحمد في «مسنده» (4/ 93)، وأبو داود في «الأدب» (5229) باب في قيام الرجل للرجل، والترمذي في «الأدب» (2755) باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، بألفاظ متقاربة، والحديث صحّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1/ 694).
10 - انظر «فتح الباري» لابن حجر: (11/ 50).
11 - «الذخيرة» للقرافي: (13/ 299).
12 - «الكليات» لأبي البقا: (731).
13 - قال الجوهري: «الصنم هو الوثن»، وقال غيره: «الوثن ما له جثة والصنم ما كان مصورا»، «الصحاح» للجوهري: (6/ 2212)، «لسان العرب» لابن منظور: (12/ 349)، وانظر «سبل السلام» للصنعاني: (3/ 11).
14 - «الدر النضير» للشوكاني: (9).
15 - «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (2/ 158).
16 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (27/ 79).
17 - «زاد المعاد» لابن القيم: (1/ 48)، وانظر «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (26/ 97).
18 - أخرجه البخاري في «الحج» (1/ 389) باب تقبيل الحجر، ومسلم في «الحج» (1/ 578) رقم (1270)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
19 - أخرجه البخاري في «الصلح» (2/ 4) باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، ومسلم في «الأقضية» (2/ 821) رقم (1718)، من حديث عائشة رضي الله عنه.(/)
تفنيد الشبهات المثارة حول حكم القيام للجماد «سلسلة حلقات»
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 09:34]ـ
ثم هذه المقالة الأولى في تفنيد شبهات بعض الجهات المعترضة على الفتوى المعزية في أحكام القيام للعلم، و الله ولي التوفيق.
قال شيخنا أبو عبد المعز:
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أما بعد:
فقدِ اطّلعتُ على مجموعةِ الرّدودِ التي تمسّك بها المخالفون مِن جمعيّاتٍ وهيئاتٍ إسلاميّةٍ عليا في مسألةِ حكمِ القيامِ للجمادِ مِنَ التّماثيلِ والسّيفِ والعَلَمِ والنُّصُبِ وَالمدفعِ وسائرِ أنواعِ الأشياءِ والجمادِ، فوجدتُها مفرَّغَةً عنِ الدّليلِ والحجّةِ، وقد جاء في فتوى دارِ الإفتاءِ المصريّةِ ما نصُّه: «أنّ تحيّةَ العَلَمِ بالنّشيدِ أوِ الإشارةِ باليدِ في موضعٍ معيَّنٍ إشعارٌ بالولاءِ للوطنِ والالتفافِ حول قيادتِه والحرصِ على حمايتِه، وذلك لا يدخل في مفهومِ العبادةِ، فليس فيها صلاةٌ ولا ذكرٌ حتّى يُقالَ إنّها بدعةٌ أو تقرُّبٌ إلى اللهِ» (1 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_1%27%29)).
وقال آخرُ: «إنّ هناك اختلافًا بين تعظيمِ العبادةِ وتعظيمِ العادةِ التي يدخل ضِمْنَها تحيّةُ العَلَمِ، ولا شيءَ فيها، لأنّها ليست عبادةً، ولأنّه لا أحدَ يتعبّد للهِ بتحيّةِ العَلَمِ»، ومِنْ أغربِ ما سمعتُه ممّن حُرِمَ العِلْمَ: «أنّ تعظيمَ الرّايةِ والاستشهادَ في سبيلِها؟! أثناءَ الحروبِ على عهدِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم وقصّةَ جعفرٍ الطّيّارِ في غزوةِ مؤتةَ خيرُ دليلٍ على ذلك حين رفض ترْكَ الرّايةِ»، وأضاف غيرُه: «أنّ الوقوفَ للنّشيدِ الوطنيِّ أمرٌ محبَّبٌ لأنّ دينَنا الحنيفَ يؤكّد أنّ حبَّ الوطنِ مِنَ الإيمانِ، وأنّ هذه السّلوكاتِ رمزيّةٌ، واصطلاحاتُ حياتِه لا علاقةَ لها بالشّرعِ، وأنّ الاستماعَ للنّشيدِ والوقوفَ للعَلَمِ يدخل في شكلِ تقديرِ الوطنِ والولاءِ له»، وغيرِ ذلك مِن مضامينِ الانتقادِ والرّدِ الذي يتمحور في شُبَهٍ متهافِتَةٍ أجيبُ عنها على الوجهِ التّالي:
الشّبهةُ الأولى: تمويهُ حقيقةِ رايةِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم بالباطلِ
إنّ رايةَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم في الغزواتِ والحروبِ لا يُنكرها إلا جاهلٌ، وقد عقد لها المحدِّثون بابًا: «ما جاء في الرّاياتِ» مِن كتبِ السّنّةِ (2. ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_2%27%29))، وقد أعطاها النّبيّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم لأبي بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما في غزوةِ خيبرَ، ثمّ قال: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ - أو: لَيَأْخُذَنَّ بِالرَّايَةِ - غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ -أو قال: يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ- يَفْتَحُ اللهُ عَلَيْهِ» (3 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_3%27%29))، فأعطاها لعليٍّ رضي الله عنه، وكذلك وقع مع زيدِ بنِ حارثةَ وجعفرِ بنِ أبي طالبٍ وعبدِ اللهِ بنِ رواحةَ وخالدِ بنِ الوليدِ رضي اللهُ عنهم في غزوةِ مؤتةَ (4 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_4%27%29)) وغيرِها مِن وقائعِ السّيرةِ. هذا، وحروبُ المسلمين تكشف بجلاءٍ أنّ الرّايةَ التي تُعْقَد في طرفِ الرّمحِ وتُتْرَكُ مِن غير لَيٍّ لتصفقَها الرّياحُ ما هي إلاّ عَلَمٌ يُحْمَل في الحربِ يُعْرَف بعلامةٍ متميِّزةٍ، وبارتفاعِها عاليةً تُرى مِن بُعْدٍ ليسهلَ معرفةُ موضعِ صاحبِ الجيشِ وقائدِه ليكونَ النّاسُ تبعًا له (5 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_5%27%29))، قال ابنُ حجرٍ -رحمه اللهُ-: «الرّايةُ لا تُرْكَزُ إلاّ بإذنِ الإمامِ لأنّها علامةٌ على مكانِه فلا يُتَصَرَّف فيها إلاّ بأمرِه» (6 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_6%27%29))، فكان المقصودُ مِنَ الرّايةِ أنّها وسيلةُ حربٍ وعلامةُ دلالةٍ على القائدِ، وليست محلَّ تعظيمٍ وتقديسٍ كما يريد المخالفون أن يموّهوا بمزجِ الحقِّ بالباطلِ.
فحاصلُ الجوابِ -إذن- ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
• الرّايةُ داخلةٌ في إعدادِ العدّةِ الماديّةِ المأمورِ بها في قولِه تعالى: ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ? [الأنفال: 60]، فشأنُ الرايةِ كغيرِها مِن وسائلِ الحربِ: كالسّيفِ والرّمحِ والقوسِ والنّبلِ ونحوِ ذلك، ولم يثبتْ في هذه الجماداتِ الحربيّةِ أيُّ مستندٍ شرعيٍّ أو تاريخيٍّ يدلّ على مظاهرِ التّعظيمِ والعبادةِ مِنَ الوقوفِ لها والانحناءِ بطأطأةِ الرّأسِ أوِ الخشوعِ لها بقطعِ الأنفاسِ وتركِ الحركةِ، أو حملِ العَلَمِ في وسادةٍ والانبطاحِ على الأرضِ إذا ما سقط العَلَمُ وغيرِها ممّا هو معروفٌ عند المخالفين والمموّهين وأضرابِهم.
• الرّايةُ تختصّ بالجيوشِ والحروبِ، فهي اسمٌ على عَلَمٍ يحمله القائدُ في الحربِ بعلامةٍ متميِّزةٍ –كما تقدّم- تجتمع جماعتُه تحته ويُعْرَف مكانُه، ليتماسكَ أفرادُ الجيشِ ويعرفوا مدى توغُّلِه في وسطِ المعركةِ بارتفاعِ الرّايةِ عاليةً، ليكونَ مرجعًا لمن تحت قيادتِه، على نحوِ ما تُرْفَع الرّاياتُ في الحجِّ لتَعرفَ كلُّ مجموعةٍ مِنَ الحجّاجِ مرجعَها لتتبعَه إلى الغرضِ الذي جاء مِنْ أجلِه، فقولُ بعضِهم: «إنّ أغلبَ الشّهداءِ كانوا يردّدون كلمةَ «اللهُ أكبرُ» والرّايةُ الوطنيّةُ بأيديهم» لا يتنافى مع ما تقرّر مِنْ جهةِ الإعدادِ، ولكنّ موردَ المسألةِ مِنْ جهةِ التّعظيمِ والتّقديسِ لا مِن جهةِ الإعدادِ والاختصاصِ.
• الرّايةُ وسيلةُ حربٍ وقتالٍ وليست محلَّ تقديسٍ وتعظيمٍ، فلم يُعْهَدْ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم أنّه خلّف سيفَه أو رايتَه للتّقديسِ والتّعظيمِ، بل مات النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم ودرعُه مرهونةٌ عند يهوديٍّ في قوتٍ لأهلِه (7 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_7%27%29))، كما لم يُعْهَدْ ممّن بعده مِنْ خيرةِ النّاسِ ولا في سيرةِ الأوّلين والآخِرين مِنَ المسلمين في تاريخِهم الحافلِ بالانتصاراتِ والبطولاتِ أن رفعوا وسائلَ الجهادِ والرّاياتِ –على وجهِ التّقديسِ- فوق البيوتِ والبناياتِ أو أماكنِ الاجتماعاتِ أو على السّاحاتِ العموميّةِ أو على المدارسِ والمعاهدِ والجامعاتِ أو ألزموا النّاسَ بمظاهر مبايِنةٍ لإخلاصِ العبوديّةِ للهِ الواحدِ القهّارِ، وإنّما عُرِفَتْ مظاهرُ التّقديسِ عند المعاصرين المتأثّرين بالمدنيّةِ العلمانيّةِ الغربيّةِ، فقلّدوهم في الأعيادِ والاحتفالاتِ الرّسميّةِ والمراسيمِ الدُّوليّةِ شبرًا بشبرٍ وحذوَ القذّةِ بالقذّةِ كما أخبر النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم (8 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_8%27%29)).
ولا يخفى أنّ السّيفَ والعَلَمَ وغيرَهما في مضامينِ القوانينِ الجاريةِ في المجتمعاتِ العربيّةِ والإسلاميّةِ معدودٌ مِنَ المقدَّساتِ الوطنيّةِ بلا خلافٍ، موافَقةً للدّساتيرِ والقوانينِ الغربيّةِ الأجنبيّةِ التي تُعَدّ امتدادًا للوثنيّاتِ اليونانيّةِ والرّومانيّةِ وغيرِهما، لأنّ أصولَها قامتْ على تأليهِ الهوى لذلك كانتْ مقدَّساتُها الوطنيّةُ أقوى تعظيمًا وأشدَّ عقوبةً مِنَ المقدّساتِ الشّرعيّةِ بدليلِ حكايةِ حالِ مَنِ امتنع عن أداءِ المراسيمِ الموضوعةِ، أو أبى القيامَ للعَلَمِ أو للنُّصُبِ، فقد ارتكب في نظرِ مَنْ يُؤَلِّه الهوى أعْظمَ جريمةٍ، ونقَموا منه ونسبوه إلى الخيانةِ العُظمى، وكان مِنَ المخذولين المُبْعَدين، في حينِ أنّ مَنِ اقترف كلَّ المخازي والمهالكِ مِنِ انتهاكٍ واختلاسٍ ونهبٍ .. وهو في ظاهرِ حالِه يعظّم العَلَمَ ويتظاهر بمحبّةِ الوطنِ، وأعمالُه وتصرُّفاتُه لا تعكس بحالٍ حقيقةَ المحبّةِ كان هذا مِنَ المنصورين المقرَّبين، أم كيف يُحْكَم بمعاقبةِ مَنْ لم يَقُمْ للعَلَمِ الجماديِّ الذي لم نُؤْمَرْ شرعًا بالقيامِ له، ويُعْدَلُ عن معاقَبةِ مَنْ لم يَقُمْ للهِ ربِّ العالَمين؟! فأيُّ الميزانَيْن أحقُّ بالاتّباعِ؟ ميزانُ الهوى أم ميزانُ الحقِّ والعدلِ، واللهُ المستعانُ وإليه المشتكى.
غير أن الذي يُؤْسَفُ له أن أمْرَ التّابعِ لا يختلف في شكلِه ومظهرِه عن حالِ المتبوعِ، واللهُ المستعانُ.
****************************** **************
1 - «فتاوى الأزهر» (10/ 221).
2 - انظر: [باب في الرّايات والألوية] في «سنن أبي داود» (2/ 337) و [باب الرّايات والألوية] في «سنن ابن ماجه» (2/ 941) و [باب ما جاء في الرّايات] في «سنن التّرمذيّ» (4/ 196).
3 - أخرجه البخاريّ في «الجهاد والسير» (2/ 81) باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم في «فضائل الصحابة» (2/ 1130) رقم (2407)، واللفظ له. من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه. وقصة أخذ أبي بكر ثم عمر رضي الله عنهما اللواء أخرجها: أحمد في «مسنده» (5/ 353) من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه. قال في «مجمع الزوائد» (6/ 220): «رجاله رجال الصحيح». وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (7/ 733).
4 - أخرجه البخاريّ في «الجنائز» باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه (1/ 299)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
5 - انظر: «عارضة الأحوذيّ» لابن العربيّ (7/ 177)، «شرح مسلم» للنّوويّ (12/ 43)، «النّهاية» لابن الأثير (4/ 279)، «تحفة الأحوذيّ» للمباركفوريّ (5/ 327).
6 - «فتح الباري» لابن حجر (6/ 127).
7 - انظر: «صحيح البخاري» في «الجهاد والسير» (1/ 67) باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب، من حديث عائشة رضي الله عنها. و «مسند أحمد» (1/ 361) من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
8 - انظر: «صحيح البخاري» في «أحاديث الأنبياء» (2/ 210) باب ما ذكر عن بني إسرائيل، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. و «مسند أحمد» (4/ 125) من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 09:41]ـ
و هذه الحلقة الثانية في تفنيد شبهات المعترض على الفتوى ..
قال فضيلة الشيخ:
الشّبهةُ الثّانيةُ: إخراجُ القيامِ مِن مفهومِ العبادةِ
أمّا القولُ بأنّ القيامَ لا يدخل في مفهومِ العبادةِ لأنّه مجرَّدٌ عنِ الصّلاةِ والذّكرِ وغيرِها مِن العباداتِ، وفرّق بعضُهم بين تعظيمِ العبادةِ وتعظيمِ العادةِ، وألحق الوقوفَ وتحيّةَ العَلَمِ بتعظيمِ العادةِ، ونفى جازمًا أن يكونَ القيامُ مِنَ العبادةِ.
فإنّه لا يخفى على طالبِ علمٍ، بَلْهَ عن عالمٍ أو مُفتٍ أنّ مفهومَ العبادةِ أوسعُ مِن أن يكونَ صلاةً أو ذكرًا، وإنّما العبادةُ اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبّه اللهُ ويرضاه مِنَ الأقوالِ والأعمالِ الظّاهرةِ والباطنةِ مع كمالِ المحبّةِ والذّلِّ والخضوعِ والبراءةِ مما يُنافي ذلك ويُضادّه، فهي بهذا المفهومِ شاملةٌ لكافّةِ جوانبِ الحياةِ المختلفةِ، يصدق على هذا المعنى الشّموليِّ قولُه تعالى: ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ? [الأنعام: 162 - 163].
وعليه فأنواعُ العبادةِ كثيرةٌ يمكن حصرُها في أربعِ مراتبَ:
الأولى: عباداتٌ قلبيّةٌ، منها: المحبّةُ، والخوفُ، والرّجاءُ، والإنابةُ، والخشيةُ، والرّهبةُ، والرّغبةُ، والتّوكّلُ، ونحوُ ذلك.
الثّانيةُ: عباداتٌ قوليّةٌ، منها: الذّكرُ، والاستغفارُ، والشّهادةُ، والأذانُ، والاستعانةُ، والاستجارةُ، والجهادُ باللّسانِ، والدّعاءُ، والقسَمُ، والأمرُ بالمعروفِ، والنّهيُ عنِ المنكرِ، وصِدْقُ الحديثِ، ونحوُ ذلك.
الثّالثةُ: عباداتٌ عمليّةٌ، منها: الصّلاةُ، والصّيامُ، والحجُّ، والسّجودُ، والرّكوعُ، والقيامُ، والتّمسّحُ، والتّقبيلُ، ورفعُ اليدين، ومظاهرُ الخضوعِ والخنوعِ والانكسارِ، والذّبحُ، والجهادُ باليدِ، وبرُّ الوالدَيْنِ وصلةُ الأرحامِ، ونحوُ ذلك.
الرّابعةُ: عباداتٌ ماليّةٌ: كالزّكاةِ، والصّدقةِ، والذّبيحةِ، والجهادِ بالمالِ، ونحوِ ذلك.
والمعلومُ أنّ هذه الأنواعَ –على انفرادِها- عباداتٌ سواء كانت قلبيّةً أو قوليّةً أو عمليّةً أو ماليّةً، لكنْ لا تتمّ على الوجهِ الكاملِ الصّحيحِ إلا باجتماعِ ثلاثةِ أعمالٍ قلبيّةٍ وهي أصولُ العبادةِ: المحبّةُ والخوفُ والرّجاءُ، والمحبّةُ لا تتمّ إلا بموالاةِ العبدِ ربَّه فيما يحبّه اللهُ ويبغضُه، فهي محرّكُ إرادةِ القلبِ، وكلّما قَوِيَتْ طلب القلبُ فِعْلَ كلِّ ما يدخل في وسعِ صاحبِه وقدرتِه، والخضوعُ لازمُ المحبّةِ، فالمحبّةُ المنفردةُ عنِ الخضوعِ لا تكون عبادةً،كمحبّةِ العبدِ لولدِه أو لصديقِه أو للطّعامِ والشّرابِ، وبالعكسِ فالخضوعُ المجرّدُ عنِ المحبّةِ لا يكون عبادةً كمن يخضع لأوامرِ قاطعِ طريقٍ أو لظالمٍ متجبّرٍ اتّقاءَ ظلمِه وعدوانِه وشرِّه، فلا بدَّ في العبادةِ مِنِ اجتماعِ المحبّةِ والخضوعِ مع الأصلين السّابقَيْن.
والقيامُ من حيث هو قيامٌ -بغضِّ النّظر عن المقومِ له- إن كان مصحوبًا بالمحبّةِ مع الذّلِّ والخضوعِ فهو عبادةٌ، قال تعالى: ?وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ? [البقرة: 238]، وقال تعالى: ?أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا? [الزمر: 9]، فإن خلا مِن تلك المعاني لم يكن عبادةً.
وإذا ما أردْنا تحقيق المناطِ في القيامِ للجماداتِ: مِن سيفٍ أو عَلَمٍ أو تمثالٍ مرفوعٍ أو محلِّ نارٍ ملتهبةٍ أو حَجَرٍ منصوبٍ ونحو ذلك؛ فإننا نجد حقيقةَ القيامِ لها مُشْرَبًا بالمحبّةِ التي يجسّدها صنيعُ بعضِهم بوضعِ اليدِ اليمنى على القلبِ أثناءَ أداءِ تحيّةِ العَلَمِ إشعارًا بالمحبّةِ والولاءِ الوطنيِّ، والقائمون لها يُقْبِلون بوجوهِهم، خاشعةً أبصارُهم يوجّهونها جميعًا للجماداتِ بمحبّةٍ مصحوبةٍ بانكسارٍ وتركٍ للحركةِ وخشوعٍ وخضوعٍ وغيرِها مِن مظاهرِ الذّلِّ والعبادةِ. أليس هذا بحقٍّ؟ نبّئوني بعلمٍ إن كنتم صادقين.
ولو سلّمْنا -جدلاً- أنّ القيامَ للجمادِ لا يدخل في مفهومِ العبادةِ وإنّما هو داخلٌ في مفهومِ العادةِ، أفليست عادةُ اليهودِ والنّصارى هذه قائمةً على غلوِّهم في العبادِ والجمادِ؟ أليستِ المشابهةُ للكفّارِ تدلّ على استحسانِ الفاعلِ لمراسيمِهم وشعائرِهم الوثنيّةِ؟ وقد جاء النّصُّ صريحًا في النّهيِ عنِ التّشبّهِ بالكفّارِ في قولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (1 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_1%27%29))، ويكفي اتّباعَ سبيلِ المغضوبِ عليهم والضّالين مهلكةً أنّ التّشبُّه بهم في الظّاهرِ مؤذنٌ بالتّشبّهِ بهم في الباطنِ. واللهُ المستعانُ.
****************************** **
1 - أخرجه أبو داود في «اللباس» (4033) باب في لباس الشهرة، وأحمد في «مسنده» (2/ 50)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وصححه العراقي في «تخريج الإحياء»: (1/ 359)، وحسنه ابن حجر في «فتح الباري»: (10/ 288)، والألباني في «الإرواء»: (5/ 109).(/)
عالم شافعي يُضرب ويُسجن لقراءته كتاب "الرد على الجهمية" وآخر يُسجن لسماعه الكتاب
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 10:16]ـ
السلام عليكم
إيذاء لأهل السنة لأجل قراءة كتاب الحافظ إمام السنة عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله
قال ابن حجر رحمه الله في "إنباء الغمر":
((وفي خامس عشر المحرم قرئ على المحدث جمال الدين عبد الله ابن الشرائحي بالجامع كتاب "الرد على الجهمية" لعثمان الدارمي، فحضر عندهم زين الدين عمر الكفيري، فأنكر عليهم وشنع، وأخذ نسخة من الكتاب وذهب بها إلى القاضي المالكي؛ فطلب القارئ -وهو إبراهيم الملكاوي- فأغلظ له، ثم طلب ابن الشرائحي فآذاه بالقول وأمر به إلى السجن، وقطع نسخه ابن الشرائحي، ثم طلب القاري ثانيا، فتغيب، ثم أحضره فسأله عن عقيدته، فقال: "الإيمان بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فانزعج القاضي لذلك وأمر بتعزيره، فعزر وضرب وطيف به، ثم طلبه بعد جمعة وكان بلغه عنه كلام أغضبه فضربه ثانيا ونادى عليه وحكم بسجنه شهرا.))
ترجمة العالمين:
1. إبراهيم بن محمد بن راشد برهان الدين الملكاوي الدمشقي الشافعي.
قال شيخنا (ابن حجر) في أنبائه أحد الفضلاء بدمشق اشتغل وهو صغير وحصل ومهر في القراءات وكان يشتغل في الفرائض بين المغرب والعشاء بالجامع. مات في جمادى الآخرة سنة 804 هـ
(الضوء اللامع للسخاوي)
2. عبد الله بن إبراهيم خليل، البعلبكي الدمشقي جمال الدين ابن الشرايحي ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وأخذ عن الشيخ جمال الدين بن بردش وغيره، ثم دخل دمشق فأدرك جماعة من أصحاب الفخر وأحمد بن شيبان، ونحوهم فسمع منهم، ثم من أصحاب ابن القواس وابن عساكر، ثم من أصحاب القاضي والمطعم ومن أصحاب الحجار ونحوه ومن أصحاب الجزرى وبنت الكمال والمزي، فأكثر جدا وهو مع ذلك أمي، وصار أعجوبة دهره في معرفة الأجزاء والمرويات ورواتها والعالي والنازل. ولي مع ذلك فضائل ومحفوظات ومذاكرة حسنة، وكان لا ينظر إلا نظرا ضعيفا، وقد حدث بمصر والشام، سمعت منه وسمع معي الكثير في رحلتي وأفادني أشياء، وكان شهما شجاعا مهابا جدا كله، لا يعرف الهزل، وكان يتدين مع خير وشرف، قدم القاهرة بعد الكائنة العظمى فقطنها مدة طويلة، ثم رجع إلى دمشق وولي تدريس الحديث بالأشرفية إلى أن مات في هذه السنة.
(إنباء الغمر لابن حجر)
رحمهما الله رحمة واسعة
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 11:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
بارك الله فيكم.
هنيئا لهما الصبر على الأذى في الله. {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Dec-2010, صباحاً 09:45]ـ
و مثله فعل بالامام المزي و ما احسن فعل نائب السلطان و تدبيره باسكان الفتنة ... و عدم اشغال الناس بهذه الفتن .. بخلاف القاضي المالكي الذي نقم بعض المؤرخين على اصحاب هذا المنصب الحدة و الرهق في الحكم ..(/)
فتنة التكفير (وخطرها على مستقبل الأمة الإسلامية)
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 11:00]ـ
*فتنة التكفير وخطرها على مستقبل الأمة الإسلامية*
*من إعداد: أحمد بن عبد العزيز بن محمد التويجري*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن التكفير شره عظيم، وخطره جسيم، وعواقبه وخيمة، ونهايته مؤلمة، وفواجعه لا تنتهي.
أخي القارئ الكريم: لا يُسارع في التكفير من كان عنده مُسكةٌ من ورع ودين، أو شذرة من علم ويقين، ذلك بأن التكفير وبيلُ العاقبة، بشع الثمرة، تتصدعُ له القلوب المؤمنة، وتفزع منه النفوس المطمئنة. يقول العلامة الشوكاني في [السيل الجرار] (4/ 58): (وهاهنا تسكب العبرات، ويناح على الإسلام وأهله بما جناه التعصب في الدين على غالب المسلمين من الترامي بالكفر، لا لسنةٍ، ولا لقرآنٍ،ولا لبيان من الله،ولا لبرهان، بل لمٌا غلتْ به مراجل العصبية في الدين، وتمكن الشيطان الرجيم من تفريق كلمة المسلمين لقٌنهم إلزامات بعضهم لبعض بما هو شبيه الهباء في الهواء، والسراب بقيعة، فيا لله وللمسلمين من هذه الفاقرة التي هي من أعظم فواقر الدين، والرزية التي ما رزىء بمثلها سبيل المؤمنين ... والأدلة الدالة على وجوب صيانة عرض المسلم واحترامه يدل بفحوى الخطاب على تجنب القدح في دينه بأي قادح،
فكيف إخراجه عن الملة الإسلامية إلى الملة الكفرية، فإن هذه جناية لا تعدلها جناية، وجرأة لا تماثلها جرأة، وأين هذا المجترىء على تكفير أخيه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((سباب المسلم فُسُوق وقٍتالُهُ كُفْر))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنٌ دِماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)) اهـ
والأحاديث الخاصة بالترهيب العظيم من تكفير المسلمين كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:
1 - قوله صلى الله عليه وسلم: ((أُيٌما َامْرىءٍ قَالَ لأخيه: يا كافر، فقد باءَ بِهَا أحَدُهُما، إنْ كان كما قال، وإلاٌ رَجَعَتْ عَلَيه))
2 - و قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ دَعَا رًجُلاً بالكُفْرِ، أو قال: عَدُوٌ اللهِ، ولَيْسَ كذلك إلا حَارَ عَلَيه)). رواهما مسلم في [صحيحه].
3 - وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بالفُسُوق، ولا يَرْمِيه بالكُفْر، إلا ارتدٌتْ عَلَيه، إن لم يَكُنْ صاحِبُهُ كذِلك)).
4 - وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ َرَمى مُؤْمِناً بِكُفْرٍ، فهو كقَتْله))
رواهما البخاري في [صحيحه]
أخي القاري الكريم: التكفير حكم شرعي، مرده إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ثبت إسلامه بيقينٍ، لم يَزُلْ عنه ذلك إلا بيقينٍ، ولا يجوز إيقاع حكم التكفير على أي مسلم، إلا ما دل الكتاب والسنة على كفره– دلالة واضحة، صريحة بينة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن.
وقد يَرِدُ في الكتاب والسنة ما يُفهم منه أن هذا القول، أوالعمل أو الاعتقاد: كفر، ولا يُكَفٌرُ به أحدٌ عيناً إلا إذا أقيمت عليه الحجة بتحقق الشروط وانتقاء الموانع وهي:
((أولاً: العلم، وذلك بأن يعلم المسلم أن هذا العمل كفر ويقابله من الموانع الجهل فمتى حلٌ الجهل ارتفع التكفير، قال سبحانه وتعالى: ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا")) [النساء:115]
فمن لم يتبيٌن له الأمر فلا تُنزل نصوص الوعيد عليه.
ثانيا: قصد القول أول الفعل الكفري، والمراد به تعمد القول أول الفعل ويقابله من الموانع الخطأ، أي: أن يقع القول أو الفعل دون قصد كسبق اللسان أو السهو ويدل له قوله تعالى: (("ربنا لا تؤاخذنا إن نسينآ أو أخطأنا")) [البقرة:286] قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي)) قد فعلت)) رواه مسلم.
ثالثاً: الاختيار ويقابله من الموانع الإكراه قال تعالى: ((مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ) [النحل:106].
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: التأويل غير السائغ: ويقابله من الموانع التأويل السائغ، ويدل له اتفاق الصحابة على عدم تكفير الذين استحلوا الخمر لأنهم تأولوا قوله سبحانه: ((لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ)) [المائدة: 90] بجواز شرب الخمر مع التقوى والإيمان.رواه عبد الرزاق في مصنفه بإسناد صحيح، على أن الخمر محرمة تحريماً قاطعاَ ولكن الصحابة لم يكفروهم لوجود الشبهة وهي تأويلهم للآية الكريمة ..
وهذا كله لأن التكفير حق لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن لم يُصبْ في إطلاقه فإنه يعود إليه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ قَالَ لأخيه يا كافرإن كان كما قال وإلا حَارتْ عليه)). انظر [مخالفات في التوحيد] ص 15.
وإليك أخي القاري الكريم: بيان هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية عن خطر التكفير وضوابطه:
بيان هيئة كبار العلماء
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداء بتاريخ 2/ 4/1419 هـ ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير، وما ينشأ عنه من سفك الدماء، وتخريب المنشآت، ونظراً إلى خطورة هذا الأمر، وما يترتب عليه من إزهاق أرواح برئية، وإتلاف أموال معصومة،
وإخافة للناس،وزعزعة لأمنهم واستقرارهم، فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضٌح فيه حكم ذلك نصحاً لله ولعباده، إبراءً للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى مَن أشتبه عليه الأمر في ذلك، فنقول وبالله التوفيق:
أولا: التكفير حكم شرعي، مرده إلى الله ورسوله، فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله، فكذلك التكفير، وليس كل ما وصف بالكفر من قول أول فعل، يكون كفراَ أكبر مخرجاً عن الملة.
ولما كان مَرَدٌ حكم التكفير إلى الله ورسوله لم يَجُز أن نُكَفٌر إلا مَن دَلٌ عليه الكتاب والُسنٌة على كُفْرِه دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، لِمَا يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تُدْرَأ بالشبهات، مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يُدْرَأ بالشبهات؛ ولذلك حذٌر النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر، فقال: ((: ((أُيٌما َامْرىءٍ قَالَ لأخيه: يا كافر، فقد باءَ بِهَا أحَدُهُما، إن كان كما قال، وإلاٌ رَجَعَتْ عَلَيه)). وقد يَرِدَ في الكتاب والسنة ما يُفْهَم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كُفْر، ولا يكفٌر مَن اتصف به، لوجود مانع يمنع من كفره، وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها، وانتفاء موانعها كما في الإرث، سببه القرابة- مثلاً- وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين، وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به. وقد ينطق المسلم بكلمة الكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد، كما في قصة الذي قال)) اللهم أنت عبدي وأنا ربك)) أخطأ من شدة الفرح.والتسرٌع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال، ومنع التوارث، وفسخ النكاح، وغيرهما مما يترتب عليه الرٌدٌة، فكيف يسوغ للمؤمن أن يُقْدِم عليه لأدنى شبهة.
وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد؛ لما يترتب عليه من التمٌرد عليهم وحمل السلاح عليهم، وإشاعة الفوضى، وسفك الدماء،وفساد العباد والبلاد، ولهذا مَنَعَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من منابذتهم، فقال: ((إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان)). فأفاد قوله)) إلا أن تروا))، أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأفاد قوله: (كفراً)) أنه لا يكفي الفسوق ولو كَبُر، كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار، والاستئثار المحرم. وأفاد قوله: ((بواحاً)) أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح أي صريح ظاهر، وأفاد قوله)):عندكم فيه من الله برهان)). أنه لابد من دليل صريح، بحيث يكون صحيح الثبوت، صريح الدلالة،فلا يكفي الدليل ضعيف السند، و لا غامض الدلالة. وأفاد قوله)):من الله)) أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة إذا لك يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه القيود تدل على خطورة الأمر.
وجملة القول: أن التسرٌع في التكفير له خطره العظيم؛ لقول الله عز وجل: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (سورة الأعراف:33)
ثانياً: ما نَجَمَ عن هذا الاعتقاد الخاطئ من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض، وسلب الأموال الخاصة والعامة، وتفجير المساكن والمركبات، وتخريب المنشآت، فهذه الأعمال وأمثالها محرٌمة شرعاً بإجماع المسلمين؛ لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار، وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم، وغدوهم ورواحهم، وهتك للمصالح العامة التي لا غِنى للناس في حياتهم عنها.
وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم وحرٌم انتهاكها، وشدٌد في ذلك، وكان من آخر ما بلٌغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال في خطبة حجة الوداع: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا)). ثم قال صلى الله عليه وسلم: (ألا هل بلغٌت؟ اللهم فاشهد)) متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)). وقد توعٌدَ الله سبحانه مَن قَتَلَ نفساً معصومة بأشد الوعيد، فقال سبحانه في حق المؤمن: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء:93]، وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ: (إِلآٌ أَن يَصَّدَّقُواْ فََإِِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ) [النساء: الآية 92] فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قُتِل خطأً فيه الدية والكفارة، فكيف إذا قُتِل عمداً، فإن الجريمة تكون أعظم، والإثم يكون أكبر. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قَتَلَ معاهداً لم يَرحْ رائحة الجنة)).
ثالثاً: إن المجلس إذ يبيٌن حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله وعليه وسلم وخطورة إطلاق ذلك، لِماَ يترتب عليه من شرور وآثام، فإنه يُعْلِن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المُعْتَقَد الخاطئ، وأن ما يجري في بعض البلدان مِن سفك الدماء البريئة، وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة، وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي، والإسلام بريء منه، وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه، وإنما هو تصرٌف مِن صاحِب فكر منحرف، وعقيدة ضالٌة، فهو يحمل إثمه وجرمه، فلا يحتسب عمله على الإسلام، ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام، المعتصمين بالكتاب والسُنٌة، المستمسكين بحبل الله المتين، وإنما هو محض إفساد وإجرام تأْباه الشريعة والفطرة، ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذٌرة من مصاحبة أهله. قال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى? مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)) [سورة البقرة206 - 205 - 204]
(يُتْبَعُ)
(/)
والواجب على جميع المسلمين في كل مكان التواصي بالحق، والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، كما قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2]، وقال سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * [التوبة/71]، وقال عز وجل: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)) [العصر]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة)). قيل: لمَن يا رسول الله؟ قال)): لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة الناس وعامٌتهم))، وقال عليه الصلاة والسلام: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أن يَكُفٌ البأْس عن جميع المسلمين، وأن يُوَفٌق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين، وأن ينصر بهم دينه، ويعلي بهم كلمته، وأن يُصلح أحوال المسلمين جميعاً في كل مكان وأن ينصر بهم الحق إنه وليُ ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
رئيس المجلس:
*عبد العزيز بن عبد الله بن باز*
*صالح بن محمد اللحيدان* *راشد صالح بن خنين* *محمد بن إبراهيم بن جبير*
*عبد الله بن سلمان بن منيع* *عبد الله بن عبد الرحمن الغديان* *د/صالح بن فوزان الفوزان*
*محمد بن صالح العثيمين* *عبد الله عبد الرحمن البسام* *حسن بن جعفر العتمي*
*عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ* *ناصر بن حمد الراشد* *محمد بن عبد الله السبيل*
*د/عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ* * محمد بن سلمان البدر* *عبد الرحمن بن حمزة المرزوقي*
*د/عبد الله بن عبد المحسن التركي* * محمد بن زيد آل سليمان* *د/بكر بن عبد الله أبو زيد*
*د/عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان* *د/صالح بن عبد الرحمن الأطرم*
قام بتفريغ وإخراج هذا العمل /مجموعة آل سهيل الدعوية
بإشراف/سهيل بن عمر بن عبدالله بن سهيل الشريف
وبالله التوفيق،،،
ـ[السليماني]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 06:22]ـ
جزاك الله خيراً(/)
تراجع الرموز الدعوية للشيخ حمزة بن فايع الفتحي
ـ[بذل الخير]ــــــــ[18 - Dec-2010, صباحاً 03:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله تعالى، نصير عباده، ومعز دينه وأوليائه، القائل (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) وأصلي واسلم على أجل داعية ومصلح، دعا وأخلص ورسخ، وما تزحزح عن طريقه وانسلخ، وعلى آل وصحبه الراسخين الثابتين إلى يوم المعاد.
وبعد ...
فإنَّ من الظواهر البارزة على الساحة الدعوية والإصلاحية، تراجع بعض الرموز الدعوية في غير ما قطر إسلامي، وانتهاجهم خطوطاً دعوية جديدة، لم تكن محل رضا الأمة، بل وُجِّه لهم نقدات هائلة، وتعقبات فظيعة ضاعفت من حجم هذا التراجع سلبياً، وحفزت بعضهم إلى المعاندة والصد، وتأليف الكتب العدائية والخصومية التي لا تليق بأمثالهم!
وهذا التراجع واضح، سواء على المستوى الفكري والمنهجي، أو على المستوى الحضوري والرمزي، وربما أن الثاني كان نتيجه طبيعية للتحول الفكري والمنهجي، الذي حاول بعضهم أن يسِّوغَه بمخارج شرعية وعلمية، وآخرون لاذوا بالصمت المستكين، أو التجاهل المغبون على طريقه:
فعشت ولا أبالي بالرزايا لأني ماانتفعت بأن أبالي!
أو من يردد في غير السياق الصحيح (القافلة تسير والكلاب تنبح)!! مع أنك إذا تأملت ودققت النظر، وجدت أن القافلة قد اعتراها الخلل، ولم يعد سيرها صحيحاً، ولا ضجيجها مسموعا، ولن تبلغ منتهاها! والله المستعان ..
وباتت الدعوه الاسلامية في المنطقة تفتقر إلى القيادات الشعبية الثقيلة التي تشع نسمات الخير، وتؤلف بين الناس وتقضي حوائجهم؟ وتتصدى لمشاكلهم، ويدفع الله بتأثيرها الإصلاحي كثيراً من الفتن، والتطاول الثقافي اللبيرالي، الذي بات يمارس عيانا بياناً، مكفولاً بكل عيون الحراسة، والحفظ، والتأييد.
هذا الزمانُ الذي قد قيل فيه لنا يغدو الحليم بما يلقاه حيرانا
ولم يكن هذا التراجع الدعوي وليد الصدفة. أو حصل بلا مقدمات ومسببات!! بل إنه كان تحولاً مقصوداًن يظن أصحابه أنهم يحسنون صنعاً ويديرون معركة بكل فراسة القائد، وحنكته، ونباهته!!
ولكن المتأمل يدرك عظم التخبط المصنوع، وهشاشة المقاومة المبذولة وتراجع العمل الخيري الدعوي، وأنها في النهاية تعيش آمالاً زائفة، وتغرد خارج السرب، والمد الليبرالي يستولي على كل شئ، بل ان بعض الرموز الصحوية عقد صلحاً مؤقتاً أو دائماً مع أعداء الأمس، وبدأ يلاينهم ويصالحم، متجاهلاً قوله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم: آية 9)
ولذلك أحببت في هذه الرسالة السريعة، أن أذكر أسباب ومسوغات هذا التراجع، وأناقش هذه الظاهرة وقد كنت كتبت شيئاً أشبه بذلك، يجده القارئ الكريم في:
(حتى لا يتهاوى القُدوات)
و (مستقبل التيار السلفي)
و (صور إفلاس الداعية)
ولكنني هنا أفرد مسألة التراجع الدعوي بحديث مخصوص، لأهمية وخطورة تداعياتها على مستقبل الدعوة السلفية، سائلاً المولى الحكيم، الفتح، والتوفيق، والسداد إنه جواد كريم ..
الفهرس
المقدمة 1
قاعدة نقدية 3
أسباب التراجع 4
المأزق المنهجي5
الخطاب الفضائي 6
ضعف العطاء المسجدي 7
التغيير المفاجئ 9
الهجمة الشرسة 9
المنأواة الداخلية 11
وهج الفتن 12
الضغوطات الدولية 14
التحميض المبدئي 15
المرحلة الجديدة 16
الحضور البارد 18
الاتساع الدعوي 20
المراجعة المغلوطة 21
الوعي التاريخي للتراجع 24
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=7626
ـ[بذل الخير]ــــــــ[29 - Dec-2010, صباحاً 12:43]ـ
.............................
ـ[بذل الخير]ــــــــ[29 - Dec-2010, صباحاً 12:45]ـ
للفائدة والمناقشة ..........(/)
القول الرزين في صفات رب العالمين قصيدة طويلة نظم فيها متن: (العقيدة الطحاوية)
ـ[توحيد 34]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 04:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقال فضيلة شيخنا أبي الفضل في قصيدة طويلة نظم فيها متن: (العقيدة الطحاوية) تحت عنوان: (القول الرزين في صفات رب العالمين).
أبيات من بداية المنظومة:
بِسْمِ الإِلَهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
مُسْتَلْهِماً مِنْ نُّورِهِ أَشْعَارِي
أَبْدَأْ قَصِيدِي رَاغِباً فِي عَفْوِهِ
أَكْرِمْ بِرَبٍّ مُنْعِمٍ غَفَّارِ
هَذَا بَيَانُ عَقِيدَةٍ جَا ذِكْرُهُ
مِنْ أَهْلِ سُنَّةِ أحْمَدَ الْمُخْتَارِ
دَانَتْ بِهِ فُقَهَاءُ مِلَّتِنَا التِي
نُعْمَانُ رَامَ وَيُوسُفُ الأَنْصَارِي [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=443864#_ftn1)
وَكَذَاكَ شَيْبَانِي فَرِيدُ زَمَانِهِ
مَنْ ذِكْرُهُ قَدْ سَارَ فِي الأَقْطَارِ
فِي بَابِ مُعْتَقَدٍ بِأَصْلِ دِيَانَةٍ
كَسَنَاءِ فَجْرٍ دَائِمِ الإِسْفَارِ
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=443864#_ftnre f1) - أعني به: أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، و (الشيباني) عنيت به: أبا عبد الله محمد بن الحسن الشيباني.
*********
المنظومة كاملة في المرفقات.(/)
يا شيخ لا تكن مطية للتغريبيين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 04:24]ـ
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، البشير النذير والسراج المنير. أما بعد:
فإن من سنة الله أن يبتلي عباده المخلصين بعداوة الكفرة والظلمة والفسقة والمنافقين، لحِكَم كثيرة، ومصالح كبيرة، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، وقال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، وقال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.
وكان مما ابُتلي به الصالحون العاملون المجاهدون بأقلامهم وألسنتهم: عدواة فساق الصحف وإخوانهم من كتاب الشبكة، وحقيقة هذه العدواة، هي: عداوة هؤلاء الفساق لدين الله وشرعه الذي لم يوافق أهواءهم، بل كان حاجزا لهم من نيل شهواتهم، وإلا فنحن نرى هؤلاء الفساق سلماً لمن سالمهم وتركهم وشأنهم، ممن أخلد إلى السكوت أوسلك طريق المداهنة لهم.
وقد تنوعت طرق فساق الصحف في حرب المصلحين، وسعوا بكل طريقة لتشويه صورة هؤلاء العلماء الفضلاء، وكان من أخبث ما عملوه:
تحريف كلامهم عن مواضعه، وتحميله ما لا يحتمله، وربطه تعنتاً بأخبث ما يوجد من أحداث يستشنعها الناس، والوشاية بهم عند الولاة، وشواهد هذا كثيرة، لا تخفى على متابع لما يحدث في الساحة.
وهذه الأساليب الخبيثة في تحريف كلام أهل العلم وحمله على غير محمله؛ أضحت حاضرة بعد كل فتوى أو كلمة يقولها مصلح في وجه هذه التيار التغريبي الخائن لدينه ووطنه، وقد مكنتهم الصحف من قول كل ما يحلوا لهم، بلا حسيب ولا رقيب، وأصبحت بضاعة التهم والتحريف لكلام أهل العلم، والكذب والتطاول عليهم؛ رائجة في سوق الصحافة التي تخلت عن المصداقية والأمانة، وأصحبت مرتعاً لهذه الشرذمة، ولم يجد الصادقون الناصحون مكاناً في تلك الصحف لبيان الحق، وكشف الباطل.
ومما استبان من صفات هذه الشرذمة: ضعف الدين أو عدمه، وضحالة التفكير، وقلة العلم والأدب، ونشر الكذب، وعدم التثبت، واستسهال الكلام في كل شيء، وسوء الفهم، والغرور بما دلتهم عليه عقولهم، ومبادرتهم بالسخرية مما لا يعجبهم أو لا يفهمونه.
والمتابع لما يكتبه هؤلاء الفساق عن أهل العلم؛ يلحظ فيه سمة عامة لا تفارق أكثر كتاباتهم، هي: ترك المحاجة بالعلم، وتقويل القائل ما لم يقل، وتحريف معنى ما قال، ومحاولة تشويه قصده، وادعاء اللوزام الباطلة على كلامه، ولو عدت لمقالاتهم لوجدت هذا كله أو أكثره حاضراً فيها.
ومما يدركه هؤلاء الفساق أن مثل هذه الحملات وإن انكشفت جملة منها وبان كذبها وعوارها؛ فإنه لا بد أن يروج كثير منها على كثير من القراء ممن لا يتابع، ولا يتثبت، ولا يعرف طرق العلم، ولايفهم الحجج، خاصة مع عدم نشر الصحف أكثر الردود على تفاهات هؤلاء السفهاء.
وكان من آثار هذه الحملات الخبيثة لهذه الشرذمة أنْ جبن جمع من الأخيار عن مصارعة الباطل ومقارعة أهله، وآثروا السكوت والركون إلى الدعة والراحة، وتجنب مواجهة هؤلاء.
وفريق آخر من الأخيار وجد إليه هؤلاء مدخلاً؛ فوسعوا له الطريق، بأساليب مختلفة منها: الثناء عليه وعلى علمه وانفتاحه وسعة أفقه، وبعد نظره، ودعوه إلى مجالسهم ونواديهم وبالغوا في إكرامه، وفسحوا له صحفهم ليكتب فيها ما لا يخالف أهواءهم، فانجرّ هذا ابتداء لهم راغبا في نشر الخير والإفادة من هذه القنوات في نشر الحق ونصح الخلق، لكنهم لن يتركوه فيده تكتب من هنا، وأعينهم ترمقه من هناك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومضت أيام وشهور وسنين وهذه الشرذمة ترعاه، وتصنع له الأضواء والجمهور، وتعده وتمنيه؛ فضعفت بصيرته عما أريد به، وضعف دينه ورقّ، وجُعل من حيث لا يشعر عدوا لأعدائهم وسلماً لأوليائهم، فتراه أبكم عن النطق بالحق الذي يكرهون، وأصم عن عن سماعموعظةالواعظين، ونصح الصادقين، قد قطع أكثر المجالس التي كان يلقى فيها أهل العلم الكبار، وظن أنه قوي بنفسه، قد حصّل من العلم ما يغنيه عن الجلوس عند مشايخه، واللقاء بأقرانه واستشارتهم والاستنارة برأيهم، واختص بمن كان على مثل ما هو عليه ومن لا يزجره عن غيه.
ثم لم يلبث طويلا حتى أحس بالفجوة بينه وبين أكثر مشايخه وإخوانه، وقرأ ردا من هنا وهناك على بعض أغلاطه؛ فزاد ذلك في بعده عن الحق، وظن أن هذا حطاً من مقامه، وانتقاصا من قدره، وأصبح يلحظ مدح فساق الصحف من هنا، وعتاب الفضلاء وردهم من هناك، ونفسه تهوى المدح والثناء والرفعة والعلو، فغدى بشعور أو بلا شعور: يكتب ما يحب فساق الصحف أن يكتب فيه، ويدندن حول ما يدندنون عليه، وهو يرى أنه كلما زاد في الكتابة فيما يريدون؛ زادوا في رفعته وتقديمه وتمكينه، وأمسى من كثرة متابعته كلامهم قد تشبعت نفسه بطريقتهم وشبهاتهم، وباتت تسري في دمه.
وقد حفظ له أكثر إخوانه ومشايخه سابقته في الخير، واستمروا في نصحه وعدم مواجهته، فزين له الشيطان أن ذلك لعجز منهم، وقوة فيه، فزاد غروره؛ إذ قد صبغت فيه سمة أصحابه من كتاب الصحف، وأصبح تفكيره مشابهاً لتفكيرهم، فتجرأ للرد على أهل العلم الذين ناهضوا الباطل وأهله، وانتهج في رده نفس طريقة أصحابه من كتاب الصحف، في لمز مخالفيه واحتقارهم والإزراء بهم، وترك نص كلامهم وظاهره، والتشغب عليهم بمثل شغب السفهاء، لا يناقش بعلم، يترك محكم ما سطروه من أدلة وتحريرات، ويذهب يقرر ما لم يتعرضوا له وما لا يخالفوه فيه، مظهراً أنه هذا قولهم أو لا زمه، ثم يزاد الطين بلة بربطه بأحداث الغلاة وشناعتهم، وقد علم كل من عنده طرف من العلم أنه يعوي بعيداً عن كلامهم، الذي كان غرضه النبيل بيِّناً واضحاً لمن له عينين، وهو: رد الأقوال الباطلة التي نسبت للشريعة، بالحجة والبيان.
وربما زاد شناعة فتطاول على من هو خير منه علماً وديناً وبصيرة وبعد نظر، فلمزه بأنه لم يفكر في أبعاد فتاواه، وغائب عن قضايا العالم، لا يعرف المصالح والمفاسد، ولم يفهم مقاصد الشريعة، مع أنك إذا أنعمت النظر في كلامه؛ وجدته أحق بهذه الأوصاف وأهلها، وإذا عرضت مقاله على المردود عليهم؛ ترى عجباً لبعده عن مضمونه، ويقف عقلك حائرا عن فهم سبب هذا:
هل هو قلة علم وضعف فهم، أو هو سوء قصد، أو هما معاً، أو هو رد أخذ من ردود أخرى من غير بصيرة؟!
وتخبطاته في مسائل الشرع محفوظة منشورة، مع خفة عنايته بنشر العلم النافع، وانصرافه للقصص، والأدب والشعر، وقضايا أخرى من جنسها قليل نفعها، ولو أنصف لعلم أنه أحق بنصح نفسه بالتفقه، والواجب عليه أن لا يجعل من نفسه مطية لأرباب الفسق والشهوات، وممراً لأهوائهم من تحت لحيته، وعليه أن يعرف قدره، ويعلم أن أولى ما نشر للعباد ونودي به: توحيد الله، وحماية شرعه من هجمات الفساق وتحريفهم له، وبيان ما أوجب الله على عباده من الحلال والحرام، وأنه مسؤول عن كل حرف يتكلم به ويكتبه.
فياطالب العلم احذر أن تكون مطية لأعداء الله، يصلون منك لشهواتهم، ويضربون باسمك ولحيتك مَن يناكف باطلهم، {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ}، وليكن بين عينيك دوماً أنه {مَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 04:37]ـ
وظن أنه قوي بنفسه، قد حصّل من العلم ما يغنيه عن الجلوس عند مشايخه، واللقاء بأقرانه واستشارتهم والاستنارة برأيهم، واختص بمن كان على مثل ما هو عليه ومن لا يزجره عن غيه.
ثم لم يلبث طويلا حتى أحس بالفجوة بينه وبين أكثر مشايخه وإخوانه، وقرأ ردا من هنا وهناك على بعض أغلاطه؛ فزاد ذلك في بعده عن الحق، وظن أن هذا حطاً من مقامه، وانتقاصا من قدره، وأصبح يلحظ مدح فساق الصحف من هنا، وعتاب الفضلاء وردهم من هناك، ونفسه تهوى المدح والثناء والرفعة والعلو، فغدى بشعور أو بلا شعور: يكتب ما يحب فساق الصحف أن يكتب فيه، ويدندن حول ما يدندنون عليه، وهو يرى أنه كلما زاد في الكتابة فيما يريدون؛ زادوا في رفعته وتقديمه وتمكينه، وأمسى من كثرة متابعته كلامهم قد تشبعت نفسه بطريقتهم وشبهاتهم، وباتت تسري في دمه.
ياحافظ ياالله، انها والله اهواء يهود لما كانت ولماتزل.
وهو تصوير حق لما يحدث في النفوس الضعيفة واني لمثل هذه رفقة الملأ الأعلى الا ان تتوب.
ـ[بذل الخير]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 06:01]ـ
سبحان الله اللهم ثبتنا, حين تتعاظم نفس المرء ويرى نفسه المركز تدور حوله الدنيا,
ليعلم المرء أنه داعية الى الله فاذا تذكر ذلك علم أن الله أعلم بخلقه وأكرم ,
وأن الدين يسر فى ذاته لايحتاج تكلفا للتفلت بدعوى التيسير,
وجزاكم الله خيرا شيخ عبدالرحمن على هذا النظر الدقيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 06:16]ـ
بارك الله فيكم ياشيخ عبدالرحمن ..
نصحتم فأجدتم ..
يقول الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله عن رموز العصرانية في مصر في زمنٍ مضى: "والواقع أن كثيراً من هؤلاء الرجال قد أحيطوا بالأسباب التي تبني لهم مجداً وذكراً بين الناس، ولم يكن الغرض من ذلك هو خدمتهم، ولكن الغرض منه كان ولا يزال هو خدمة المذاهب والآراء التي نادوا بها، والتي وافقت أهداف الاستعمار ومصالحه. فقد أصبح يكفي في ترويج أي مذهب فاسد في تأويل الإسلام –كما لاحظ جب في كتابه ( Modern Trends in Islam) أن يقال: إنه يوافق رأي فلان أو فلان من هؤلاء الأعلام. ويكفي في التشهير بأي رأي سليم أن يُنسب إلى ضيق الأفق، الذي لا يلائم ما اتصف به هذا أو ذلك من سعة الأفق والسماحة وصحة الفهم لروح الإسلام، على ما تزعمه الدعايات. وليس مهماً أن يكون ذلك عن حسن قصد منهم أو عن سو قصد، وليس مهماً أن يكون الاستعمار هو الذي استخدمهم لذلك، ووضع على ألسنتهم وأقلامهم هذه المذاهب والآراء، أو أن تكون هذه الآراء قد نشأت بعيدة عن حضانته ورعايته، ثم رآها نافعةً له، فاستغلها وعمل على ترويجها. المهم في الأمر هو أن المجد الذي ينسب لهؤلاء الأفراد ليس من صنعهم ولا هو من صنع الشعوب التي عاشوا فيها، ولكنه من صنع القوى التي استخدمتهم أو التي تريد أن تستغلهم، سواء كانت هذه القوى هي الاستعمار أو هي الصهيونية العالمية بمختلف وسائلها وأجهزتها.
وخطة الاستعمار والصهيونية العالمية في ذلك كانت تقوم –ولا تزال- على السيطرة على أجهزة النشر التي نسيمها الآن (الإعلام)، وإلقاء الأضواء من طريقها على كتاب ومفكرين من نوع خاص، يُبْنَون ويُنَشَّؤن بالطريقة التي يُبْنى بها نجوم التمثيل والرقص والغناء، بالمداومة على الإعلان عنهم، والإشادة بهم، وإسباغ الألقاب عليهم، ونشر أخبارهم وصورهم. وذلك في الوقت الذي يُهمل فيه الكتاب والمفكرين الذين يصورون وجهات النظر المعارضة، أو تشوَّه آراؤهم وتُسفَّه، ويُشهَّر بهم. ثم هي تقوم على تكرار آرائهم آناً بعد آن لا يملون من التكرار؛ لأنهم يعلمون أنهم يخاطبون في كل مرة جيلاً جديداً، أو هم يخاطبون الجيل نفسه، فيتعهدون بالسقي البذور التي ألقوها من قبل"
ويقول رحمه الله متحدثاً عن رأسي العصرانية في هذا الزمان: الأفغاني وعبده، وهو حديث ينطبق على مدرستهما: "كان من وراء الأفغاني ومحمد عبده كليهما قوتان كبيرتان تعملان على ترويج آرائهما، وإعلاء ذكرهما، وهما: الماسونية –قمة الأجهزة الصهيونية السرية- والاستعمار. وقد نجحت هاتان القوتان في تدعيم زعامتهما الفكرية والدينية في المجتمع الإسلامي كله، وفي إضعاف أثر أعدائهما الكثيري العدد من علماء الإسلام المعاصرين، وحجب ما كتبوه عن جمهور القراء، فلم يمض على موت محمد عبده أكثر من ربع قرن حتى أصبح الأزهر –موطن المعارضة الأصيل لمحمد عبده وللأفغاني- عامراً بأنصارهما الذين يحملون لواء الدعوة إلى (التجديد) وإلى (العصرية) "
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/22.htm
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 03:57]ـ
بارك الله فيكم
ونسأل الله الثبات على دينه حتى نلقاه فوالله ماعاد الواحد يدري لأي مصيبة يتألم!!
ألهؤلاء الذين نبذوا دينهم ومنهجم وراءهم ظهريا؟؟
أو ممن همهم الليل والنهار العلماء وولاة الأمر؟؟
أو ممن لايعرف للمصلحة والمفسدة حدا فيتكلم بماشاء متى شاء حتى وإن أصاب الدعوة في مقتل؟؟
أو ..............
أو ...............
والقائمة تطول.
والله ياإخوان إن المصاب جلل فعلينا بالصبر والرفق في الدعوة مااستطعنا لذلك سبيلا والله الموعد ولاحول ولاقوة إلا بالله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 06:48]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 07:39]ـ
الله المستعان كيف تتقلب القلوب من الدعوة إلى مرضاة الله إلى الدعوة إلى مرضاة الغرب والليبراليين ادركت ذلك ام لم تدرك
كيف كانت الاصوات من على المنابر تدعوا إلى التمسك بالدين والاعتصام بالكتاب والسنة فتحولت بقدرة قادرة تنادي عبر الفضائيات
والصحف الليبرالية إلى السير في ركب الحضارة الغربية المزعومة وتثني عليها وعلى علومها ومدنيتها وتهمز وتلمز في
الشعوب العربية والاسلامية بل حتى في العلماء والمشائخ باسلوب رخيص لا ينزل له حتى عوام الناس وهي تظن انها تحسن صنعا
وليعلم ان شياطين الليبرالية يعرفون من اين تؤكل الكتف ويعلمون مواطن ضعف قلوب الرجال
والفطن من فر عن مجالسهم ومواطن شبهاتهم وشهواتهم فهم والله اعظم ضرراً من نافخ الكير
ـ[راشد الدوسري]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 10:16]ـ
نسأل الله العافية
قرأت كلام هذا الرجل في إحدى الصحف فعجبت من صفاقته، وضعف حجته، وهوان أمره.
وهذا والذي نفسي بيده لهو الخذلان وقلة التوفيق ..
وهل من أخلاق أهل الإيمان وطرائق أهل العلم - وهم منه براء - الخروج في مواطن المنافقين للتنقص من أحبار الأمة وعلمائها بكلام إنشائي أبرد من وجه صاحبه.
ولا سيما قوله:
أظن أن الذي أصدر هذه الفتاوى لم يفكر في أبعادها ولم يعش قضايا العالم، ولم يتعرف على المصالح والمفاسد الحاصلة من فتواه ولم يتفقه في مقاصد الشريعة
صدق الأول:
رمتني بدائها وانسلت ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 03:49]ـ
انقسم المقال قسمين ويجب ان لانخلط بين اصناف القسمين الذين صنفهم الشيخ عبد الرحمن السديس
فالقسم الاول عن التيار التغريبي: فساق الصحف ولاشك ان منهم التغريبيون العلمانيون وهو
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، البشير النذير والسراج المنير. أما بعد:
فإن من سنة الله أن يبتلي عباده المخلصين بعداوة الكفرة والظلمة والفسقة والمنافقين، لحِكَم كثيرة، ومصالح كبيرة، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، وقال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، وقال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.
وكان مما ابُتلي به الصالحون العاملون المجاهدون بأقلامهم وألسنتهم: عدواة فساق الصحف وإخوانهم من كتاب الشبكة، وحقيقة هذه العدواة، هي: عداوة هؤلاء الفساق لدين الله وشرعه الذي لم يوافق أهواءهم، بل كان حاجزا لهم من نيل شهواتهم، وإلا فنحن نرى هؤلاء الفساق سلماً لمن سالمهم وتركهم وشأنهم، ممن أخلد إلى السكوت أوسلك طريق المداهنة لهم.
وقد تنوعت طرق فساق الصحف في حرب المصلحين، وسعوا بكل طريقة لتشويه صورة هؤلاء العلماء الفضلاء، وكان من أخبث ما عملوه:
تحريف كلامهم عن مواضعه، وتحميله ما لا يحتمله، وربطه تعنتاً بأخبث ما يوجد من أحداث يستشنعها الناس، والوشاية بهم عند الولاة، وشواهد هذا كثيرة، لا تخفى على متابع لما يحدث في الساحة.
وهذه الأساليب الخبيثة في تحريف كلام أهل العلم وحمله على غير محمله؛ أضحت حاضرة بعد كل فتوى أو كلمة يقولها مصلح في وجه هذه التيار التغريبي الخائن لدينه ووطنه، وقد مكنتهم الصحف من قول كل ما يحلوا لهم، بلا حسيب ولا رقيب، وأصبحت بضاعة التهم والتحريف لكلام أهل العلم، والكذب والتطاول عليهم؛ رائجة في سوق الصحافة التي تخلت عن المصداقية والأمانة، وأصحبت مرتعاً لهذه الشرذمة، ولم يجد الصادقون الناصحون مكاناً في تلك الصحف لبيان الحق، وكشف الباطل.
ومما استبان من صفات هذه الشرذمة: ضعف الدين أو عدمه، وضحالة التفكير، وقلة العلم والأدب، ونشر الكذب، وعدم التثبت، واستسهال الكلام في كل شيء، وسوء الفهم، والغرور بما دلتهم عليه عقولهم، ومبادرتهم بالسخرية مما لا يعجبهم أو لا يفهمونه.
والمتابع لما يكتبه هؤلاء الفساق عن أهل العلم؛ يلحظ فيه سمة عامة لا تفارق أكثر كتاباتهم، هي: ترك المحاجة بالعلم، وتقويل القائل ما لم يقل، وتحريف معنى ما قال، ومحاولة تشويه قصده، وادعاء اللوزام الباطلة على كلامه، ولو عدت لمقالاتهم لوجدت هذا كله أو أكثره حاضراً فيها.
ومما يدركه هؤلاء الفساق أن مثل هذه الحملات وإن انكشفت جملة منها وبان كذبها وعوارها؛ فإنه لا بد أن يروج كثير منها على كثير من القراء ممن لا يتابع، ولا يتثبت، ولا يعرف طرق العلم، ولايفهم الحجج، خاصة مع عدم نشر الصحف أكثر الردود على تفاهات هؤلاء السفهاء.
وكان من آثار هذه الحملات الخبيثة لهذه الشرذمة أنْ جبن جمع من الأخيار عن مصارعة الباطل ومقارعة أهله، وآثروا السكوت والركون إلى الدعة والراحة، وتجنب مواجهة هؤلاء.
والقسم الثاني بدأه بقوله
وفريق آخر من الأخيار وجد إليه هؤلاء مدخلاً؛ فوسعوا له الطريق، بأساليب مختلفة منها: الثناء عليه وعلى علمه وانفتاحه وسعة أفقه، وبعد نظره، ودعوه إلى مجالسهم ونواديهم وبالغوا في إكرامه، وفسحوا له صحفهم ليكتب فيها ما لا يخالف أهواءهم، فانجرّ هذا ابتداء لهم راغبا في نشر الخير والإفادة من هذه القنوات في نشر الحق ونصح الخلق، لكنهم لن يتركوه فيده تكتب من هنا، وأعينهم ترمقه من هناك.
ومضت أيام وشهور وسنين ...........
هذه ملحوظة اولى ومهمة
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 03:57]ـ
مقال رائع يا شيخ عبدالرحمن
بارك الله في قلمكم و نفع بعلمكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 05:59]ـ
آمين وجزاكم الله خيرا.
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 10:06]ـ
ناقشت يا شيخ عبدالرحمن الفكر والمنهج بكل أدب
فالمهم هو الحق
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 06:53]ـ
بارك الله فيكم
وللفائدة قال صاحب الظلال رحمه الله:
كذلك علم الله - سبحانه - أن بعض المستحفظين على كتاب الله المستشهدين؛ قد تراودهم أطماع الحياة الدنيا؛ وهم يجدون أصحاب السلطان، وأصحاب المال، وأصحاب الشهوات، لا يريدون حكم الله فيتملقون شهوات هؤلاء جميعا، طمعا في عرض الحياة الدنيا - كما يقع من رجال الدين المحترفين في كل زمان وفي كل قبيل؛ وكما كان ذلك واقعا في علماء بني إسرائيل.
فناداهم الله:
{ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا}. .
وذلك لقاء السكوت، أو لقاء التحريف، أو لقاء الفتاوى المدخولة!
وكل ثمن هو في حقيقته قليل. ولو كان ملك الحياة الدنيا. . فكيف وهو لا يزيد على أن يكون رواتب ووظائف وألقابا ومصالح صغيرة؛ يباع بها الدين، وتشترى بها جهنم عن يقين؟!
إنه ليس أشنع من خيانة المستأمن؛ وليس أبشع من تفريط المستحفظ؛ وليس أخس من تدليس المستشهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 10:44]ـ
بارك الله فيك الشيخ عبدالرحمن السديس.
وهناك أمر مهم وقع فيه التغريبيون، وهو أنهم اتخذوا من الخلاف معبودا من دون الله، فاختلقوا خلافا لكل ما أرادوا استباحته من الحرمات ولكل ما أرادوا تحريمه من الواجبات، ولا شك أن شيوخ التغريبيين المنتسبين للعلم قد ذللوا لهم السبل.
وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ففي هذا الزمن أصبح الحليم حيرانا.
يقول تعالى ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب أليم))
والله ما كنت أعلم المقصود بالفتنة هنا حتى رأيت أمثلة على من فتنوا لمخالفتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 02:30]ـ
شكرا يا شيخ عبدالرحمن على هذا المقال، لكن لي ملاحظة أرجوا النظر فيها إذا أمكن، المقال من أوله وآخره يحذر من ظاهرة نرجوا من ربنا سبحانه أن يجنبنا القرب منها، غير أن المقال مفتوح في تفسيرات قرائه وأنت لا يخفاك أن الأذهان هالايام ليست بدرجة واحدة في التفريق بين القسمين المذكورين والقسم المرضي الذي لم يتلوث بها الظاهرة، فربما من قصدته لم يقصده القاريء وخاصة أن أصحاب ظاهرة التجريح والتصنيف في غير أهل الصحف كثيرون وهم ينتظرون من أمثال هذه المقالات لتعزز القناعات الواهية تجاه من لم يدخل في زمرة الناجين عندهم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 02:44]ـ
كلام سيد رحمه الله هنا لاغبار عليه ولكي لاتغضب اليك كلام ابن القبم رحمه الله
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فائدة جليلة
كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن
يقول على الله غير الحق فى فتواه وحكمه فى خبره والزامه لان أحكام الرب سبحانه كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس ولا سيما أهل الرياسة والذين يتبعون الشبهات فانهم لا تتم لهم أغراضهم الا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا فاذا كان العالم والحاكم محبين للرياسة متبعين للشهوات لم يتم لهم ذلك الا بدفع ما يضاده من الحق ولا سيما اذا قامت له شبهة فتتفق الشبهة والشهوة ويثور الهوى فيخفى الصواب وينطمس وجه الحق وان كان الحق ظاهرا لا خفاء به ولا شبة فيه أقدم على مخالفته وقال لي مخرج بالتوبة وفى هؤلاء وأشباههم
قال تعالى (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) وقال تعالى فيهم أيضا (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدني ويقولون سيغفر لنا وان يأتيهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون)) فاخبر سبحانه أنهم اخذوا العرض الأدني مع علمهم بتحريمه عليهم وقالوا سيغفر لنا وان عرض لهم عرض آخر أخذوه فهم مصرون على ذلك وذلك هو الحامل لهم على ان يقولوا على الله غير الحق فيقولون هذا حكمه وشرعه ودينه وهم يعلمون أن دينه وشرعه وحكمه خلاف ذلك أولا يعلمون أن ذلك دينه وشرعه وحكمه فتارة يقولون على الله مالا يعلمون وتارة يقولون عليه ما يعلمون بطلانه
وأما الذين يتقون فيعلمون أن الدار الآخرة خير من الدنيا فلا يحملهم حب الرياسة والشهوة على أن يؤثروا الدنيا على الآخرة وطريق ذلك أن يتمسكوا بالكتاب والسنة ويستعينوا بالصبر والصلاة ويتفكروا في الدنيا وزوالها وخستها والآخرة واقبالها ودوامها وهؤلاء لا بد أن يبتدعوا فى الدين مع الفجور في العمل فيجتمع لهم الأمران فان اتباع الهوى يعمى عين القلب فلا يميز بين السنة والبدعة أو ينكسه فيرى البدعة سنة والسنة بدعة فهذه آفة العلماء اذا آثروا الدنيا واتبعوا الرياسات والشهوات وهذه الآيات فيهم الى قوله
واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد الي الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث))
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 04:16]ـ
اعرف مشاحنات بين اهل العلم ولم يقل احدهم على الآخر انه آثر الحياة الدنيا ولاااحتج عليه بآية:واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد الي الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث
-الاصل في العلم هو مناقشة مقال الذي يراد نقده كلمة كلمة او جملة جملة او حتى مناقشة المقال بصورة عامة لكن ان يعرض المقال نفسه خصوصا اذا كان المقال ليس كبير او كثير الكلمات
فربما يكون المقال صوابا كله الا جملة واحدة فيها تعدي وربما كان كله صوابا
وننظر -اما من ينظر فهذه ايضا مسألة؟ -في فائدة الصواب في المقال على الامة وخطر جملة التعدي
وننظر في جهاد الكاتب او العالم وعمله في سبيل الله وتاريخه وسعيه بالخير في الامة او عدم ذلك او خطر سعيه على الامة مثل مايحدث في مسائل افكار الدماء المحرمة!
ثم ننظر في وضع كلامه في الاجتهاد الخاطيء او التعدي والذنوب-ومن يعلم انها ذنوب؟ - وننظر في مغفرة الله للامة الخطأ والدعاء بذلك فندعو للمحظئ
واعلان نقدنا قد يكون مهم ودرجة الانكار مرتبطة بما سبق قوله واعلان الانكار امر ايضا خطر الشأن
اما وصف المعين بما لاينبغي وصفه به او تطبيق آيات نزلت في كلاب اهل النار على المعين وهو ليس منهم
فان الامر جد خطير
والعقوبة من الله شديدة
وقاضيان في النار ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 05:25]ـ
اخي الكريم ابن الشاطيء الحقيقي
لااعرف ماذا تريد يكلامك فحبذا لووضحت اكثر والهدف الوصول الى الحق ان شاء الله
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 06:51]ـ
اخي ابو محمد الغامدي
المقال عام ويشير الى معين في نهايته وقد رجعت الى مقال هذا المعين المشار اليه باللامعرف
فوجدت مقاله ممتاز اللهم الا في نقطة يمكن النقاش حولها وهي من مشاحنات النفوس
لكن لما نترك اصل المقال ونتفرع؟
الاجابة يعرفها اهلها
مع ان المقال هنا اعلاه للشيخ الكريم ممتاز جدا وهو للعموم نافع وجيد ولكن طلبة العلم مثلي قد يفسرونه ويرمون به كل مخالف لهم مع انهم قد يقعون مثلهم فيما ذكره ابن تيمية في مقدمة الاقتضاء وهو الجمود والغل او ماشابه فكما وقع الصوفية في امور وقع المتفقهة في امور
النص هنا عام وتعليقي عليه عام
وكنت لما علقت تعليقا فيه اسماء حذف
فلماذا تسعي-ابتسامة- الى ان يحذفوا الرد
هاانذا اجيب لكن بطريقة فيها لف ودوران لان اي مباشرة تحذف مقالتي مع اني اكون فيها متوازنا لكن يبدو ان المشرفين لايريدون التطرق لاسماء وانا اوافقهم في هذا لان النص كان عاما وان كانت الاشارة فيه خاصة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 06:59]ـ
اخي الكريم ابن الشاطيء الحقيقي
وانا اقول:النص هنا عام وماكتبته من تعليق عليه فهو عام ولااعرف من هو المقصود بمقال الشيخ عبد الرحمن
والهدف ان شاء الله النصح للمسلمين وتحذير طلبة العلم من موافقة اهواء الناس بلي نصوص الشريعة
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 07:02]ـ
يا أخوان لا تخرجوا عن مناقشة المشاركة الأولى
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 07:59]ـ
نعم اخي ابو محمد الغامدي وشكرا لاخي العلم الهيب
ولذلك فالجملة التالية من المقال عن العلمانيين واشباههم وهي
وكان مما ابُتلي به الصالحون العاملون المجاهدون بأقلامهم وألسنتهم: عدواة فساق الصحف وإخوانهم من كتاب الشبكة، وحقيقة هذه العدواة، هي: عداوة هؤلاء الفساق لدين الله وشرعه الذي لم يوافق أهواءهم، بل كان حاجزا لهم من نيل شهواتهم، وإلا فنحن نرى هؤلاء الفساق سلماً لمن سالمهم وتركهم وشأنهم، ممن أخلد إلى السكوت أوسلك طريق المداهنة لهم.
وقد تنوعت طرق فساق الصحف في حرب المصلحين، وسعوا بكل طريقة لتشويه صورة هؤلاء العلماء الفضلاء، وكان من أخبث ما عملوه:
تحريف كلامهم عن مواضعه، وتحميله ما لا يحتمله، وربطه تعنتاً بأخبث ما يوجد من أحداث يستشنعها الناس، والوشاية بهم عند الولاة، وشواهد هذا كثيرة، لا تخفى على متابع لما يحدث في الساحة.
وهذه الأساليب الخبيثة في تحريف كلام أهل العلم وحمله على غير محمله؛ أضحت حاضرة بعد كل فتوى أو كلمة يقولها مصلح في وجه هذه التيار التغريبي الخائن لدينه ووطنه، وقد مكنتهم الصحف من قول كل ما يحلوا لهم، بلا حسيب ولا رقيب، وأصبحت بضاعة التهم والتحريف لكلام أهل العلم، والكذب والتطاول عليهم؛ رائجة في سوق الصحافة التي تخلت عن المصداقية والأمانة، وأصحبت مرتعاً لهذه الشرذمة، ولم يجد الصادقون الناصحون مكاناً في تلك الصحف لبيان الحق، وكشف الباطل.
ومما استبان من صفات هذه الشرذمة: ضعف الدين أو عدمه، وضحالة التفكير، وقلة العلم والأدب، ونشر الكذب، وعدم التثبت، واستسهال الكلام في كل شيء، وسوء الفهم، والغرور بما دلتهم عليه عقولهم، ومبادرتهم بالسخرية مما لا يعجبهم أو لا يفهمونه.
والمتابع لما يكتبه هؤلاء الفساق عن أهل العلم؛ يلحظ فيه سمة عامة لا تفارق أكثر كتاباتهم، هي: ترك المحاجة بالعلم، وتقويل القائل ما لم يقل، وتحريف معنى ما قال، ومحاولة تشويه قصده، وادعاء اللوزام الباطلة على كلامه، ولو عدت لمقالاتهم لوجدت هذا كله أو أكثره حاضراً فيها.
ومما يدركه هؤلاء الفساق أن مثل هذه الحملات وإن انكشفت جملة منها وبان كذبها وعوارها؛ فإنه لا بد أن يروج كثير منها على كثير من القراء ممن لا يتابع، ولا يتثبت، ولا يعرف طرق العلم، ولايفهم الحجج، خاصة مع عدم نشر الصحف أكثر الردود على تفاهات هؤلاء السفهاء.
وكان من آثار هذه الحملات الخبيثة لهذه الشرذمة أنْ جبن جمع من الأخيار عن مصارعة الباطل ومقارعة أهله، وآثروا السكوت والركون إلى الدعة والراحة، وتجنب مواجهة هؤلاء.
وهؤلاء الناس تلخبطت عقولهم فتراهم يقولون جملة حق ملبسة بجمل باطلة وهكذا في كل كلامهم حتى تخرج في النهاية بخليط يتركب من الهوي والتحريف والخطل اما المتعمد او المنقول بلاتفكر فيه عن الغير حتى تصير النفس مختلطة الاحكام وخليط من البديهيات المغموسة في الاباطيل المتشعبة فتراهم يبدؤون بفكرة حق او قاعدة صدق او مقصد شرعي او عقلي او فطري ثم يخرجون،بثقوب في عقولهم تسقط من خلالها حقائق بديهية، الى نتيجة باطلة ونهاية عجيبة! ويتشعبون بكلام صحيح الى مفاوز ضالة وهو من خلط العقل واختلاطه كأن به مس
والمؤمن من عصمه الله من هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 12:01]ـ
شكرا يا شيخ عبدالرحمن على هذا المقال، لكن لي ملاحظة أرجوا النظر فيها إذا أمكن، المقال من أوله وآخره يحذر من ظاهرة نرجوا من ربنا سبحانه أن يجنبنا القرب منها، غير أن المقال مفتوح في تفسيرات قرائه وأنت لا يخفاك أن الأذهان هالايام ليست بدرجة واحدة في التفريق بين القسمين المذكورين والقسم المرضي الذي لم يتلوث بها الظاهرة، فربما من قصدته لم يقصده القاريء وخاصة أن أصحاب ظاهرة التجريح والتصنيف في غير أهل الصحف كثيرون وهم ينتظرون من أمثال هذه المقالات لتعزز القناعات الواهية تجاه من لم يدخل في زمرة الناجين عندهم.
ولك الشكر على تعقيبك، ولا يخافك أن التحفظ الكامل من تصورات عموم الناس = شبه مستحيل، فابن آدم من أعظم المخلوقات تباينا.
لكن مقصود المقال التحذير من هذه الموجه التي بدأت تزداد من حين لآخر، فقد أخرجت لنا الأحداث التغريبية الأخيرة أناسا لم يعرفوا بعلم ولا فضل جاءوا ينادون بتبرير ما يفعله الفساق، وزاد الطين بلة تفاقم أمر من كان يجامل ويطلب العبارات المجملة، فالمجمل صرح به وجهر، ويجاوز زمرة منهم هذه المرحلة لمرحلة التصدي لنقد المصلحين بأنواع من التهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 12:07]ـ
شكر للأخوين الفاضلين ابن الشاطي وأبي محمد
المقال عام ويشير الى معين في نهايته
مراد المقال عام، ولم أشأ أن أجعله لمعين فتقل فائدته، ويظن أنه مقصود دون غيره، وهو وإن كان ظاهره أليق ببعض الأفراد من بعض، فهذه ظاهرة تتفاقم في محيط بلادنا يعيش آلامها من يتابع الوسط الدعوي والتغريبيي وما يحاك من مؤامرات، وما يدور في المجالس والصحف والمنتديات وما يجاب به الناصحون من قبل هؤلاء.
فليس المقال ردة فعل لمقال كُتب، فالأمر أكبر من ذلك، فهي تراكمات على مر الأيام، كان الناس يقدمون إحسان الظن بجماعة، حتى لم يبق لحسن الظن في كثير الأحيان مع هؤلاء موضعا يقبله عاقل.
وبدأت هذه الموجه يركبها جيل آخر لحق بعضهم بأولئك، فكان لا بد من تنبيهات من هنا وهناك، ليهلك من هلك عن بينة.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 12:38]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الشيخ عبد الرحمن السديس
المواجهة ضد التغريب واهله في غاية الاهمية
وانا تركت لكم اقصد للسعوديين كتابا لو وزع للجم العلمانيين وفضحهم عند العوام وهو كتابي اقطاب العلمانية الجزء الاول
فكل قارئ ولو بسيط يمكنه فهم مافي الكتاب واذا حدث فسيكون هناك خط دفاع متين جدا لان الكتاب يجعل القارئ يشمئز من هؤلاء العلمانيين ويكشف انهم في ضلال مبين
ولقد اتبعته بالجزء الثاني وفيه اظهرت تضارب نظرياتهم وتعارض نقولاتهم واساتذتهم حتى ان قارئه ليقول بعد قراءته ان الحق في الاسلام حتما لافي اهواء القوم المتناقضة
وياليت الجزء الاول ينشر عندكم كما حاولت فعله لكن لااعرف فبعض دور النشر تخاف هكذا قيل لي
لابد من وسائل تعرية متينة وانا قمت بها
واسأل الله ان يحبط عمل العلمانيين في بلاد المسلمين
والشيخ الخراشي شهد شهادة حق وصدق في او عن كتابي وهو لم يكن يعرفني فاتمنى ان تقومون بعمل في هذا المجال لعل الله يحدث بذلك مراغمة كبيرة ضد التغريبيين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 07:53]ـ
جزاك الله خيرا
قد كان هؤلاء يعوون سنين عددا وما ازدادوا من عامة الناس إلا بعدا، والآن تمنكنهم من الإعلام كبيرا جدا، وبدأت مشاريعهم ومخططاتهم التدرجية تخرج من تحت لحى بعض الدعاة والمتدينين، حتى قال أحد زنادقتهم (فلان) ـ لأحد الدعاة ـ الآن يدعو لما كنت أدعوا إليه قبل عشرين سنة!، وقال زنديق آخر عنه، فلان أكثر ليبرالية مني!
وآخر بكل بلاهة يردد وصية كبير التغريبيين له وهو يوصيه: بقوله: لا يهمونك الذين يكتبون في الظلام في الإنترنت، سر إلى الأمام، ولا تلتفت إلى الخلف.
ولم يسأل نفسه: من هم الذين يتكبون عنه، وماذا يكتبون؟!
هم من ينكر عليه مخالفته للشرع وسقطاته، وينكر عليه ويرد.
وبين هذا وذاك طامع في جاه ومال ومغفل ومتزلف ومصف حساباته مع آخر وتابع لهؤلاء وغيرهم، وهكذا تنتهك حرمات الدين بسبب نزوات هؤلاء ورغباتهم وخوفهم وطمعهم.
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 10:52]ـ
أخي المشاركين ومنهم صاحب المشاركة الأولى السديس حفظكم ربي بتباحثكم في العلم الهادي الى مرضاة الرب، في الحقيقة محاربة هذه الظاهرة مطلب شرعي، لكن المشكلة في تحديد الصورة المذمومة و تحديد صورة التعاون المحمودة، فلا يمكن تنزيل ما يبدوا للمتتبع من تنازل على الصورة المذمومة فإن السياسة التي تقدر فيها المصالح والمفاسد الملائمة للمقاصد الشرعية لا تدرك بالنظر المجرد والظن القريب او البعيد، بل لابد من حسن ظن سابق وعدم التسرع في الحكم على منهج التعامل مع المخالف حتى ندرك تنازل القائم بها عن ثوابته المحكمة التي أثبتها الشارع لا نحن، وإلا فلا يجوز جمع جزئيات متناثرة استدعتها المواقف والظروف لتكوبن صورة سلبية عن العالم او الداعية، واذا قلتم فاعدلوا. هدى الله الجميع للسداد في القول القائم على العلم والعدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 10:34]ـ
جزاك الله خيرا
قد كان هؤلاء يعوون سنين عددا وما ازدادوا من عامة الناس إلا بعدا، والآن تمنكنهم من الإعلام كبيرا جدا، وبدأت مشاريعهم ومخططاتهم التدرجية تخرج من تحت لحى بعض الدعاة والمتدينين، حتى قال أحد زنادقتهم (فلان) ـ لأحد الدعاة ـ الآن يدعو لما كنت أدعوا إليه قبل عشرين سنة!، وقال زنديق آخر عنه، فلان أكثر ليبرالية مني!
وآخر بكل بلاهة يردد وصية كبير التغريبيين له وهو يوصيه: بقوله: لا يهمونك الذين يكتبون في الظلام في الإنترنت، سر إلى الأمام، ولا تلتفت إلى الخلف.
ولم يسأل نفسه: من هم الذين يتكبون عنه، وماذا يكتبون؟!
هم من ينكر عليه مخالفته للشرع وسقطاته، وينكر عليه ويرد.
وبين هذا وذاك طامع في جاه ومال ومغفل ومتزلف ومصف حساباته مع آخر وتابع لهؤلاء وغيرهم، وهكذا تنتهك حرمات الدين بسبب نزوات هؤلاء ورغباتهم وخوفهم وطمعهم.
الله أكبر
بارك الله فيك شيخي عبدالرحمن، كلام من ذهب
اتخذ بعض دعاة التغريب المنتسبين للعلم منهج اليهود دينا، وهو منهج تحريف الدين.(/)
استفسار عن بحث في العقيدة
ـ[أحمد النعمي]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 08:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من أحبتي الكرام ومشائخنا تزويدي عن مسألة احتجاج آدم وموسى عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام من ناحية:
المراجع والمصادر حيث طلب مني في البحث:
- مصدر واحد لهذا البحث.
- ومرجعين كذلك لهذا البحث.
فحسب مافهمته وهذا من علمي القاصر أن المصدر يكون قديماً والمراجع تكون حديثة.
وهل هناك رسالة علمية أو بحث علمي يفيدني في هذا الباب غير ما ذكر سابقاً من المراجع والمصادر.
ولكم من الدعاء بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 08:28]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يمكنك مراجعة:
شفاء العليل - الباب الثالث - ابن قيم الجوزية
البداية والنهاية - الحافظ ابن كثير
منهاج السنة - المجلد الثالث - شيخ الإسلام ابن تيمية
وهناك إشارات لمسألة احتجاج آدم وموسى في شروح التدمرية وكذلك معارج القبول .. وفي شروح السنن. وأما تحريرها ففي كتب الاعتقاد.
بارك الله فيكم وسددكم.
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[19 - Dec-2010, صباحاً 12:06]ـ
إذا كان الأستاذ يطلب مصدرا ومرجعا يذكران القصّة، فيكون المصدر هو كتب الحديث، منها صحيح البخاري (
باب تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى عِنْدَ اللَّهِ)، وصحيح مسلم (باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام)، والسّنن الكبرى للنّسائي، وسنن ابن ماجة (باب في القدر)، ومسند أحمد .... ويدخل في ذلك أيضا الشريعة للآجري ....
أمّا إذا كان يطلب مصدرا ومرجعا عالجا القصّة المذكورة بالشّرح أو الدّراسة، فيكون المصدر مثلا "شرح ابن أبي العز للعقيدة الطحاوية". ويكون المرجع مثلا "شرح الشّيخ سفر الحوالي على شرح ابن أبي العز".
http://alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&ContentID=4472 (http://alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&ContentID=4472)
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 10:13]ـ
الاحتجاج بالقدر على المصيبة ... لا على المعصية.(/)
هل تثبت الصفات بالإجماع؟
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[19 - Dec-2010, صباحاً 01:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد:
فأرجو نقل كلام اهل العلم الأثبات والمحققين في هذه المسألة وجزاكم الله خيرا.
وحبذا الإحالة إلى كتب حررت المسألة بصورة واضحة وموسعة وفقكم الله.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 04:03]ـ
للتذكير .......
بارك الله فيمن نفعنا بعلم وزاده من فضله.(/)
(الأعراض تُكشف عنوة)!. الشيخ عبد العزيز الطريفي
ـ[محمد عاطف البيومي]ــــــــ[19 - Dec-2010, صباحاً 06:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن لعقد الفضيلة خرزات، يجتمع على إزاحة الواحدة منها جهات وأفراد، ليتتابع العقد انفصالاً، وينفرط في حين غفلة وتغافل من أهل العلم والرأي والعقل والغيرة.
عاش المجتمع زمناً والإعلام يروج للتبرج والسفور، في صور التحضر والتمدن والتقدم، وهو نوع من قسر العقول، وأطرها على اللحوق بركب الحضارة، والبراءة من التخلف، ومع هذا بقي المجتمع مستمسكاً في غالبه، ومدركاً للفرق بين الحضارة الحقة والحضارة المزيفة.
دعي بعدها إلى حق المرأة في حرية اللباس، ولكن قد جاءت النصوص من وحي الخالق سبحانه صريحة في إثبات الحجاب وفرضه، ووجوب الستر وصلته في توازن الفطرة وضبط الغرائز، نودي إلى تعبيد الطريق الصعب وتذليله، دعي إلى أن الحجاب (عادة) و (تقليد) وليس من الدين في شيء، وذلك حتى تسمع الأذان المعرضة للأصوات المنادية بضده، وتلين الفطرة المتصلبة في رفض تلك الدعاوى، لم تكن النصوص الحاملة لمعاني الحجاب والستر تلين بأفواه أولئك الداعين ليمضغوها ويصيروها كيف شاؤا، فهي لا تقبل إلا الامتثال والتسليم أو الجحود والنكران.
جاءت المرحلة الثانية: بعد الإياس من التدليس في ذلك، إلى التحول من قسر العقول والنفوس إلى قسر الأبدان وهتك الأعراض بالقوة:
هاتفتني فتاة تعمل في جامعة (كاوست)، تقول: إنها وزميلاتها أبلغهن نائب الجامعة: (نظمي نصر) بأنه يجب عليهن نزع النقاب أو الطرد من العمل! وقال: لن أقبل بمن تغطي وجهها ولو كانت بدرجة الامتياز
لم يكن يخطر في بال عاقل غيور أن مثل هذا يحصل في هذه البلد، ونساؤها على الستر والعفاف وستر الوجه، فطلبت الاستيثاق من ولي أمرها، وأكد الأمر بنفسه، بأسماء المبعدات يوم الأربعاء 9/محرم/1432، وكان آخر حديثه معي: هل أنا في بلد الإسلام أم لا؟!
وإني أوجه هذا الرسالة إلى كل من تحمّل سلطان العلم وسلطان الأمر في هذه البلد خاصة؛ وذكره بالتخصيص يفتح باب الإطالة، وهو معنيَ وإن لم يُسم، إذ لا يقدر أحدٌ على أن يتولّى تخصيص الكل باسمه فيراعيه بلفظه ومعناه، وذلك لكثرة من يستحق أن يوجه إليه الخطاب من أهل العلم والأمر والحمد لله.
وإني أقدم ما لا أستجيز تأخيره من النصيحة، وأضع نفسي بينكم، قابضاً بيديَّ على يمين عالمها وشمال سلطانها، ماشياً معهم إلى حيث تصير البلاد! أتولى قارها راضياً، وأتولى حارها ناصحاً صابراً.
وإنّ عيناً ترقد على انطلاق البلد إلى ما لا يُرضي الله للعمى أحسن بها، وإن نفساً تقِرُّ على ما لا يُرضي الله للموت أولى بها من حياتها.
في الصحيحين عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تحشرون - يوم القيامة- حفاة عراة غرلاً، قالت عائشة: يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض، فقال: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك، قالت امرأة - كما عند الطبراني-: يا رسول الله ادع الله أن يستر عورتي قال: اللهم استر عورتها.
ظهرت لوعة القلب وهمه على العفيفة في ظهور العورة في يوم العرض فسألت ما لا حاجة إلى سؤاله لانشغال كل بنفسه، وينبغي أن تسأل أولى منه، ومع ذا أجاب رسول الله طلبها، لأن للعفيفات هم قلب لا يدركه من نشأ على الانفلات والانسلاخ، وقد أجابها رسول الله في هم عورتها يوم القيامة والفزع، فمن يجيب العفيفات في أعراضهن أن يكشفهن من لا يقيم للحرمات والحياء وزناً ..
إن المرأة العفيفة لتحمل هم العرض على الله أن تكشف عورتها في حال شخوص الأبصار عنها، فكيف إذا كشف منها ما لا تريد كشفه والأبصار كلها إليها!
اللهم استر عوارتهن.
وأقول وإني أعرف معنى الحضارة، وأٌدرك مراتب الأخلاق والفطرة، وأُفرق بين حضارة تطير فيها الطائرة وبين حضارة يطير فيها الجلباب والحجاب، وأن كثيراً ممن يحاول الخلط بين هذه المفاهيم المنفكة، يدور في فلك الوهم الذي صنعه لنفسه.
وهذه رسائل حول هذه الحادثة:
أولاً: لن تجد هؤلاء الفتيات من يقف معهن من أي كاتب أو وسيلة إعلامية، كما يتم الجلبة على قضايا العفة والستر، لأن الإعلام لا يسيره الإنصاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: الذي أدين الله به أن من أكره مسلمة على نزع نقابها الذي تدين الله به وتستتر امتثالاً لأمر ربها به، وهو تحت ولاية المسلمين أنه يجب عزله، ومحاكمته لدى القضاء الشرعي، وإن لم يرجع عن عمله، فيُحبس حتى يرجع أو يقضي الله في أمره.
فالحجاب فريضة الله في سائر الشرائع، وتغطية الوجه شرعة الله لنساء المسلمين، قال تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) ولا تُعرف المرأة برجلها أو بكفها وإنما بوجهها.
روى ابن جرير بسند صحيح عن علي عن ابن عباس، في تفسير هذه الآية: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب.
وكانت عائشة تحث حتى المحرمات بحج وعمرة وهن من يحرم عليهن التنقب، تأمرهن بتغطية الوجه عند الرجال، فروى ابن سعد في "الطبقات" بسند صحيح من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن أمه وأخته أنهما دخلتا على عائشة يوم التروية فسألتها امرأة: أيحل لي أن أغطي وجهي وأنا محرمة؟ فرفعت خمارها عن صدرها حتى جعلته فوق رأسها.
روى ابن خزيمة في صحيحه، عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت: كنا نغطي وجوهنا من الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك.
وقال إمام أهل المناسك عطاء بن أبي رباح: يرفع المحرم ثوبه إذا كان مضطجعا إلى عينه، وتشدد المحرمة ثوبها على وجهها.
رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح.
وقال فقيه المدينة القاسم بن محمد: تخمر المحرمة وجهها كله.
رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح.
والمرأة السافرة هي من كشفت عن وجهها في لغة العرب، قال ابن المنذر في الأوسط: معروف في كلام العرب قولهم أسفرت المرأة عن وجهها، وأسفري عن وجهك اكشفي.
قال القرطبي المالكي (14/ 243): (كانت عادة العربيات التبذل، وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الاماء، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن، وتشعب الفكرة فيهن، أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلى حوائجهن، وكن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكنف).
وقال الزمخشري -وهو من أئمة أهل اللغة-: (3/ 569): (ومعنى (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ) أي: يرخينها عليهنّ، ويغطين بها وجوههنّ وأعطافهنّ يقال: إذا زل الثوب عن وجه المرأة: أدنى ثوبك على وجهك).
إن التعدي على لباس الرجال الأحرار، لا تتقبله النفوس، فكيف التعدي على دين امرأة وعرضها، بإلزامها أن ترفع وتنزع ما تدين الله به، وليس هذا من كرامات الرجال، فضلاً عن أن يكون من دين الله الحق، روى ابن الجوزي في كتابه المنتظم بسنده عن القاضي محمد بن أحمد بن موسى قال: حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين فتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهراً فأنكر فقال القاضي: شهودك؟ قال: قد أحضرتهم، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي! فقال: الزوج تفعلون ماذا؟ قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهى مسفرة لتصح عندهم معرفتها.
فقال الزوج: فإنى أشهد القاضى أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها!! فأخبرت المرأة بما كان من زوجها، فقالت: فإنى أشهد القاضي أن قد وهبته هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة.
فقال القاضي: يكتب هذا في مكارم الأخلاق.
ثالثاً: أن هذا البلد أنعم الله عليه أن قام على الدين القويم، والخلق المتين، والفطرة السوية، وأعظم أسباب استدامة النعمة والتمكين الثبات على تلك النعم، فالمُنعم عليه لا يتهنّأ بنعمته الواصلة إليه إلا بالشُّكر لواهبها، وأن الانقلاب على ذلك علامة تحول، وانخراط عقد الثبات، والتاريخ شاهد، وإن ترك المتهاون في ثوابت هذا البلد وما قام عليه، تجرأ هو وغيره، ولن يتجرأ أهل الباطل على باطلهم إلا عند أمان العقوبة.
وأعظم ما يجعل المحسن يتهاون في بذل إحسانه، أن يرى الرفعة والإحسان للمسيء وحينها يفسد الأمر ويضيع العمل، وكما قيل: إذا كان للمحسن من الثواب ما ينفعه، وللمسيء من العقاب ما يقمعه، بذل المحسن ما عنده رغبة، وانقاد المسيء للحق رهبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: أن إصلاح وضع جامعة كاوست وما فيها من منكرات كالاختلاط والإكراه على السفور من الأمور الواجبة المتحتمة على أهل العقل، وإن التغافل عما عليه، واصطناع الوهم أن الحضارة والتقدم لا تأتي إلا بالتخلق بأخلاق الغرب، فهذا مما لا يجري على أصول الفكر ولا على قواعد النظر في كل حضارة تفرق بين الخير والشر الممتزج في الذات الواحدة.
والغرب بصورته اليوم بينه وبين عداء الإسلام كدين مفاوز بعيدة، فهو الآن يواجه الفطرة الإنسانية بجميعها، التي تشترك فيها سائر الملل قبل أن يصل إلى مواجهة الإسلام، وقد رأيت بنفسي قبل أسابيع خبراً بثته قناة سويسرية تبشر بدراسة قانونية تمكن الرجل أن ينجب من ابنته، وإنما يدرسون إمكان تلافي الأمراض الوراثية طبياً فقط.
أيها العقلاء ..
إني أرى أحوال المجتمع في جوانب عدة تسير يميناً وشمالاً لا تدري أي الطريقين تسلك، تُغرِّب أبناءها أم تثبت على مبادئها ودينها، يجذبها إلى الشمال أناسٌ، ويجذبها إلى الاعتدال آخرون، والإعلام فوق رؤوس أهل الشمال يقول: (أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا).
وأهل الحق فوق رؤوس الناصحين يقولون: (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
ولقد وهبنا الله عقولاً ومدارك، لا نحتاج معها إلى أن نضع أيدينا في النار ونحن نرى دخانها، نرى الإعلام يُسيِّر البلاد ويلوي قراراتها ودساتيرها، ويضرب الأكف مثيراً للفتنة بين الحاكم والمحكوم، ويمضي يفت من صخرة التوحيد، وجبل الفضيلة، ويُذيب صلابة الغيرة شيئاً فشيئاً، يتعاملون مع أصول هذا البلد وثوابته تعامل الغزاة الذين يسابقون الزمن لكسر شوكته حتى لا تقوم له قائمة من ورائهم، ويقود هذه الحرب الضروس على الدين ودستور البلاد، شخص أو أشخاص معدودون، هم الحلقة المفقودة من هذا الصراع.
إلى العقلاء في هذا البلد .. أقول لكم ما قاله ابن يعمر لقومه:
يا قومُ إنّ لكمْ مِنْ عزّ أوّلكم ... إرثاً قَدَ اشفَقْتُ أنْ يودي فينقطعا
وما يَرُدُّ عليكم عزُّ أوَّلكم ... إنْ ضاعَ آخره أو ذَلَّ فاتّضعَا
لا تعتنوا بالأموال دون الرجال فالبلد يثبت باصطفاء الرجال أحق منه باصطفاء الأموال، لأن كل درهم يسد مكان أخيه، وما كل رجل يسد مكان رجل.
إلى أهل العلم والمعرفة ..
لا نرى من العلماء الناصحين قدراً يكفي في صد البغي على الدين والأعراض، والنصيحة إن قصرت عن مستوى ظهور الشر لا تُسمى نصيحةً تبرأ بها الذمة.
على العلماء أن يخافوا دول العلم، كما يخاف الملوك دول الملك، فالعلم ليس أعياناً توَرَّث، بل هو أقرب إلى الضياع من الملك والمال، فالإصلاح والإنكار لا يكون موزوناً حتى يكون مكافئاً للمنكر ظهوراً، ومن أعظم ما يقصر فيه العالم أن ينكر في الظلام ما ظهر في الشمس، أو يكتفي بمقولة على منبرٍ في شر طار على ألف منبر، وإذا بٌلي العالم ببطانة تُعظِّم له فعله وأثره القاصر في الناس، أو لبّس عليه الشيطان فعظّم له القاصر من إصلاحه بعرضه بين عينيه قيامه وقعوده، فيظن أنه على أذهان الناس يُعرض ذلك العرض، فهذا من أعظم أسباب تنامي المنكر، والنفوس تركن إلى إعذار متوهم.
جمع الله على هذه البلاد أمرها، ووفق الراعي والرعية أن يضعوا اليد حيث ينبغي أن توضع.
عبدالعزيز الطريفي
Atarifi@hotmail.com (Atarifi@hotmail.com)
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 10:26]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم محمد
أسأل الله أن يطيل في عمر الشيخ الطريفي ويبارك فيه وأن يصلح حال الأمة الإسلامية
الأمة الآن تعيش في ظلمات الفتن، وبعض دعاة التغريب المنتسبين للعلم لم يزيدوها إلا ظلمة، أسأل الله أن يكفينا شرهم.
وأسأل الله أن يحفظ علمائنا العاملين.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 11:19]ـ
لم تكن النصوص الحاملة لمعاني الحجاب والستر تلين بأفواه أولئك الداعين ليمضغوها ويصيروها كيف شاؤا، فهي لا تقبل إلا الامتثال والتسليم أو الجحود والنكران.
هذه الكلمات القليلة تلخص سبب وضع الأمة الآن.
طواغيت التغريب المنتسبين للعلم حاولوا كثيرا أن يمضغوا ويصيروا ثوابت الدين التي لا جدال فيها كيف شاؤا، وعرضوا تحريفهم للدين بأسلوب أقنع كثير من الناس. وهذا التحريف الذي يظن الكثير أنه لا يمكن أن يقع في هذه الأمة أصبح دينا وعبادة وركنا من أركان دعاة التغريب المنتسبين للعلم.
وأس التحريف عند التغريبين هو الاحتجاج بالخلاف، فأصبح كل من أراد أن يستبيح محرما أو يقع في الكفر احتج بالخلاف وأنه لا إنكار في خلاف، كما سمعت من أحد المشركين أن الاستغاثة بالأموات جائزة لأن ثمة خلاف بين مذهب المشركين وأهل السنة، ولا إنكار في خلاف.(/)
أثر موت العالِم في فساد العالَم، د: عبد المجيد جمعة.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 12:38]ـ
{عن موقع راية الإصلاح}
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد، فإنَّ الله عز وجل جعل العلماء ورثة الأنبياء، وجعلهم نجومًا يُهتدى بهم في الظلماء، ومعالم يُقتدى بهم في البيداء، أقامهم تعالى حماة للدين، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ولولاهم لطمست معالمه، وانتكست أعلامه، بتلبيس المضلّين، وتدليس الغاوين.
فتح جلَّ وعلا بهم قلوباً غلفاً، وعيوناً عمياً، وآذاناً صمًّا، يُبصِّرون بنور الله أهل العمى، ويَدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى.
بهم تصلح العباد، وتستقيم البلاد، وتستبين سبل الرشاد، وتحقّق مصالح العباد في المعاش والمعاد.
ولهذا كان من البليَّة العظمى، والرزيَّة الكبرى، موت العلماء، إذ إنَّ ذلك سبب لفساد النظم، وهلاك الأمم، وحلول الظلم، وزوال النعم، واستجلاب النِّقم، فما عمارة العالَم إلاَّ بحياة العلماء، وما خراب العالَم إلاَّ بموت العلماء.
تعلَّم ما الرزيَّة فَقْدُ مالٍ ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ ولكن الرزيَّةُ فَقْدُ حُرٍّ يموت بموته بشرٌ كثيرُ
ومن علامات فساد نظام العالَم بسبب موت العالِم قرب الساعة، وظهور الجهل، وانتشار الفتن، قال الله تعالى: ?أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا? [الرعد 41].
قال عطاء بن أبي رباح: «ذهاب فقهائها وخيار أهلها»، وكذا روي عن وكيع.
قال ابن عبد البر معلِّقاً على هذا الأثر: «وقول عطاء في تأويل الآية حسن جدًّا يلقاه أهل العلم بالقبول». «جامع بيان العلم» (1/ 155).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ من أشراط الساعة أن يُرفع العلم، ويثبت الجهل، ويُشرب الخمر، ويظهر الزنا» متفق عليه.
وعن عبد الله بن مسعود وأبي موسى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ بين يدي الساعة أياماً يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرْج، والهرْج القتل» متفق عليه.
فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ سبب ثبوت الجهل وشرب الخمر، وظهور الزنا، وكثرة الهرْج التي هي من علامات الساعة، رفع العلم.
وخصَّ هذه الأمور بالذِّكر؛ لأنَّ الإخلال بها سبب لاختلال نظام العالَم، وفساد مصالح الناس، فالجهل يُخلُّ بالدين، والخمر يخلُّ بالعقل، والزنا يُخلُّ بالنسب، والهرْج يخلُّ بالنفس والمال، ولهذا جاءت الشرائع السماوية بالمحافظة على هذه الضروريات الخمس.
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم معنى رفع العلم في حديث آخر، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلُّوا وأضلُّوا» متفق عليه.
وعن عوف بن مالك قال: «بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فنظر في السماء ثم قال: هذا أوان العلم أن يُرفع، فقال له رجل من الأنصار يُقال له زياد بن لبيد: أيُرفع العلم يا رسول الله وفينا كتاب الله، وقد علَّمناه أبناءنا ونساءنا؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنتُ لأظنُّك من أفقه أهل المدينة، ثم ذكر ضلالة أهل الكتابين وعندهما ما عندهما من كتاب الله عز وجل، فلقي جُبير بنُ نفير شداد بنَ أوس بالمصلى فحدَّثه بهذا الحديث عن عوف بن مالك، فقال: صدق عوف، ثم قال: وهل تدري ما رفع العلم؟ قال: قلت: لا أدري، قال: ذهاب أوعيته، قال: وهل تدري أي العلم أول ان يرفع؟ قال: قلت: لا أدري، قال: الخشوع في الصلاة، حتى لا تكاد ترى خاشعاً» رواه أحمد (6/ 26 ـ 27)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في «المشكاة» (1/ 81).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «قراؤكم علماؤكم يذهبون، ويتّخذ الناس رؤوساً جهَّالاً»، وذكر الحديث. رواه ابن عبد البر في «الجامع» (1/ 152).
وقال أيضا: «عليكم بالعلم قبل أن يُرفع، ورفعُهُ هلاك العلماء» رواه الدارمي (1/ 54).
وقال علي رضي الله عنه: «يموت العلم بموت حملته» رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 49 ـ 50)، وحسنه.
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: «ما لي أرى علماءَكم يذهبون، وجُهَّلَكم لا يتعلَّمون، تعلَّموا قبل أن يُرفع العلم، فإنَّ رفعَ العلم ذهاب العلماء» رواه ابن عبد البر في «الجامع» (1/ 156).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «هل تدرون ما ذهابُ العلم؟ قلنا: لا، قال: ذهاب العلماء» رواه الدارمي (1/ 78).
وعنه أنَّه كان يقول: «لا يزال عالم يموت، وأثرٌ بالحقّ يُدرس، حتى يكثر أهل الجهل وقد ذهب أهل العلم فيعملون بالجهل، ويدينون بغير الحقِّ، ويضلُّون عن سواء السبيل» ذكره ابن عبد البر في «الجامع» (1/ 155).
وعن أبي وائل قال: قال حذيفة: «أتدري كيف ينقص العلم؟ قال: قلت: كما ينقص الثوب، كما ينقص الدرهم، قال: لا، وإنَّ ذلك لمِنْهُ قبض العلم قبض العلماء» رواه الدارمي (1/ 78).
وعن ابن شهاب الزهري قال: «بلغنا عن رجال من أهل العلم، قالوا: الاعتصام بالسنن نجاة، والعلم يُقبض قبضاً سريعاً، فنعش العلم ثبات الدِّين والدنيا، وذهاب ذلك كله في ذهاب العلم» رواه الدارمي (1/ 78).
ولهذا، ما نراه اليوم من الفتن ما ظهر منها وما بطن إلا أثر من آثار موت العلماء وغيابهم، فنسأل الله العظيم أن يحفظ لنا بقيتهم، ويفسح لهم في أعمارهم، ويبارك لهم في جهودهم، وينفعنا بعلومهم، آمين، والحمد لله رب العالمين.(/)
عمالة التغريبيين .. إبراهيم السكران.
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 02:24]ـ
عمالة التغريبيين
بقلم إبراهيم السكران
ويلاحظ المراقب لهذه الغارات التغريبية في السعودية أنها تميل إلى تركيز عملياتها في مدينة جدة حيث توفر لها إمارة المنطقة تغطية جوية فعالة لا تجدها في بقية إمارات المناطق في السعودية، فالأمير خالد الفيصل –هداه الله- يوفر لهؤلاء التغريبيين، وخصوصاً التغريبيين في الغرفة التجارية الصناعية بجدة؛ كل الخدمات التي يحتاجونها ويسعى لتذليل الصعاب أمامهم، ويذب عنهم من يريد إيقاف أنشطتهم المريبة
http://royaah.net/images/main/news_932_pic1_ibrahiim.jpg
الحمدلله وبعد،،
سيدة الأعمال السعودية المعروفة “حصة العون” ترأس مجلس إدارة شركتين تجاريتين، وأربع جمعيات أهلية، وهي الأمين العام لمجلس اتحاد المستثمرات العرب، هذه المرأة هي أول من أزاح الستار -وعلى الهواء مباشرة- عن تفاصيل ما يدور في استراحات الليبراليين من علاقات دافئة بين مسؤولين أمريكيين وصحفيين سعوديين.
ففي شهر سبتمبر من العام 2006م وعلى الفضائية اللبنانية LBC روت الأستاذة حصة العون حادثة واقعية مرت بها وقالت:
(إي نعم السفارة الأمريكية أنا زارتني أكثر من مرة، وحاولوا معي أكثر من مرة، وطلبوا كمان يعطوني دعم مادي، ويعطوني قروض، ويعطوني تسهيلات كثيرة، ورفضتها، وزارتني القنصل أكثر من مرة في مكتبي). [حصة العون، قناة إل بي سي، سبتمبر2006]
أنهت الأستاذة حصة مكالمتها من هاهنا، وارتجت الصحافة السعودية عن بكرة أبيها من الجهة الأخرى، كانت روائح علاقة الليبراليين السعوديين مع المسؤولين الأمريكيين لم يتعامل معها الجميع بالجدية الكافية، ولكن بعد هذه الحادثة الواقعية وعلى الهواء مباشرة؛ اختلفت النغمة كثيراً، وكان ممن علق على الحادثة الكاتب المعروف في صحيفة عكاظ الأستاذ خالد السليمان، حيث قال:
(قنبلة حصة العون تكتسب دويها من كونها واقعة شخصية انتقلت بالمسألة بعيداً عن الجدال الذي لم يتخطّ سابقا حدود الاتهامات العامة والمبهمة .. ، ويجب التأكيد أن سلوك مثل هذه السفارات ليس ابتداعا جديداً، بل هو جزء من أسلوب عمل بعض أجهزتها لخدمة مصالح دولها في أغلب دول العالم، ويتخذ مثل هذا السلوك أشكالا مختلفة ابتداءً من الاحتفاء ومد الجسور الشخصية، وصولاً إلى التجنيد التام، مرورا بتقديم الهدايا التي لا تخلو من المشروبات الروحية) [خالد السليمان، صحيفة عكاظ، 24 سبتمبر 2006م].
تعليق الأستاذ خالد السليمان تضمن عدة ملحوظات ذكية، ربما من أهمها الإشارة إلى طبيعة الحوافز التي يقدمها السياسيون الغربيون لدعم التغريبيين السعوديين، ومن أطرف تلك الحوافز التي ذكرها السليمان تزويد الكاتب الليبرالي بالزجاجات التي يحتاجها بدلاً من أن يتكلف المشوار إلى بعض الدول الخليجية المجاورة، وهذا الحافز لدى بعض الكتّاب الليبراليين يعدل أموال قارون! ولذلك فإن حلقة طاش الشهيرة عن الليبراليين لم تستطع أن تخفي مركزية الشراب المحرم في الوسط الليبرالي السعودي.
ولم تمض ستة أشهر فقط من (قنبلة حصة العون) التي لم تكد غيوم بارودها تتبدد؛ إلا ونشرت صحيفة الاقتصادية السعودية خبر دعم مالي مشبوه دفعته الحكومة البريطانية لمركز سعودي في جدة بلغ سبعمائة ألف ريال، ويتعلق -أيضاً- بفتيات سعوديات! جاء في صحيفة الاقتصادية:
(قدمت الحكومة البريطانية دعما بملغ 700 ألف ريال لدعم برامج مركز خبراء المستقبل للتدريب والتطوير في جدة، وذلك لتغطية نفقات 25 دورة تدريبية مجانية تقام في جدة وحائل والمدينة المنورة وأبها، لتطوير مهارات السعوديات يستفيد منها نحو ألف سيدة سعودية .. ، وقام السيد “جيرارد راسل” القنصل البريطاني العام في جدة، بتوقيع العقد مع المالكة-المدير العام للمركز، في احتفال أقيم بهذه المناسبة في مقر القنصلية في جدة) [صحيفة الاقتصادية، 11 مارس 2007م].
القنصل البريطاني يستضيف مالكة المركز في حفل في القنصلية البريطانية، ويدفع لها سبعمائة ألف ريال لتدريب ألف سيدة سعودية في مختلف مناطق المملكة! من يتصور؟ يا للجرأة!
(يُتْبَعُ)
(/)
والقنصل البريطاني في جدة “جيرارد رسل” -الذي دفع المبلغ واستضاف مالكة المركز- ليس مجرد دبلوماسي وظيفي بحت، بل هو رجل يحمل (أجندة فكرية) ويتحمس لبثها في المنطقة، وهو يتحدث اللغتين العربية والدارية (اللغة الدارية هي أحد اللغتين الرسميتين في أفغانستان وهي صيغة من الفارسية وتسمى أحياناً “الفارسية الأفغانية”).
وجيرارد رسل هو الذي صمم ورأس (وحدة الإعلام الإسلامي) ( IMU) التي أنشأتها الحكومة البريطانية في أعقاب هجمات سبتمبر، بهدف التأثير في الرأي العام العربي والإسلامي باتجاه مصالحها، وهذه الوحدة لها قسمان رئيسيان: قسم متخصص في شبه القارة الهندية، والقسم الثاني متخصص في العالم العربي.
ومن شدة عناية “جيرارد رسل” بترويج الرموز التغريبية كتب مقالة حِجاجية قبل شهرين، وكانت قبيل إعلان جائزة نوبل هذا العام، في صحيفة الجارديان البريطانية المعروفة؛ يجادل فيها بوجوب منح الشاعر الإلحادي العربي “أدونيس” جائزة نوبل للأدب، وكان عنوان المقالة (لماذا يجب أن يفوز أدونيس بجائزة نوبل؟) وفي سياق الاعتبارات التي ذكرها “جيرارد رسل” لدعم أدونيس قوله:
(أدونيس وظَّف في شعره كل التقاليد الدينية، وتحداها جميعاً أيضاً، يقول أدونيس في لقاء رائع “كل الناس يدّعون أن الله أخبرهم كلماته الأخيرة”، وهو يشك في ذلك) [ G. Russell, Guardian, 6/10/2010]
ومن نماذج النشاط “الفكري” للقنصل البريطاني “جيرارد رسل” أنه نفذ زيارة لأحد أهم الصحف التغريبية في المنطقة وهي “صحيفة عكاظ”، وأخذ يبحث معهم شؤونهم الإعلامية! كما تقول صحيفة عكاظ:
(قام القنصل العام البريطاني بجدة “جيرارد راسل” يرافقه المسؤول الاعلامي والسياسي بالسفارة البريطانية بالرياض “الكساندر فيتالي” بزيارة لمجمع «عكاظ» الصحفي، والتقى الضيفان رئيس التحرير المكلف، ودار الحديث حول عدد من الموضوعات ذات العلاقة بالشأن الاعلامي) [صحيفة عكاظ، 23 فبراير 2007م].
هل قدم “جيرارد رسل” هذه المرة -أيضاً- مبالغ مالية، هل قدم أية عروض أو تسهيلات أو مزايا؟ الله أعلم، لا أحد يستطيع أن يجزم بشئ، قد يكون قدم لمهندسي التغريب في صحيفة عكاظ خدمات مادية فعلاً، وقد يكون اكتفى بخدمات فكرية ودعم معنوي فقط، لكن المهم أنه حاضر وفعال في النشاط التغريبي في المنطقة.
وفي شهر يوليو من هذا العام نشرت صحيفة الوطن خبر لقاء الأمير خالد الفيصل بطالبات كلية (عفت)، ومن أطرف ما في هذا الحفل أن إحدى الطالبات روت ببراءة خبر علاقة البرنامج بجهات أجنبية وصلت لدرجة اللقاء بالرئيس الأمريكي نفسه وتلقي توجيهاته وتوصياته في كيفية التغيير في المملكة، حيث تقول إحدى الطالبات كما تنقل الصحيفة:
(ذكرت الخريجة من كلية التمريض بدار الحكمة، وهي إحدى 8 طالبات اللاتي تم اختيارهن للمشاركة في قمة ريادة الأعمال التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قالت: شاركنا في هذه القمة التي استغرقت يومين، وحظينا بمقابلة الرئيس الأمريكي “أوباما” وقالت “افتتحت هذه القمة من قبل الرئيس الأمريكي، الذي ناقش معنا الكيفية التي نستطيع من خلالها تبادل العلاقات الاجتماعية بين الولايات المتحدة والمملكة، وتنمية الريادة الاجتماعية، وكيف تم الارتقاء بهذه الريادة لكي يتم تطبيقها في المملكة) [صحيفة الوطن، 5/ 7/2010]
كنت أقرأ هذا الخبر وأقضم أسنان الحسرة كيف صار الرئيس الأمريكي يلقن فتياتنا أفضل أساليب التغريب!
وفي أواسط الشهر الماضي نوفمبر اجتمعت أربع عشرة ناشطة بريطانية من أعضاء البرلمان (مجلس العموم) لتشكيل حملة لدعم التغريبيات السعوديات، ووجهن خطاباً خاصاً في 18 نوفمبر للكاتبة التغريبية المتطرفة “وجيهة الحويدر” لتنظيم العلاقة، وفي البداية حافظت الحويدر على سرية الخطاب الذي تلقته منهن، لكنها بعد أسبوعين قررت كشف العلاقة، فنشرت عبر الموقع السعودي المتخصص في أخبار الشيعة (راصد) قصة العلاقة مع هذه الجهة الأجنبية، ونشرت صورة الخطاب الذي تلقته من البرلمانيات البريطانيات، وهذه الجرأة في كشف التفاصيل تعكس حجم (البجاحة السياسية) ومستوى التحدي الذي وصل إليها التغريبيون السعوديون، وأكثر ما أدهشني في الخطاب أن البرلمانيات البريطانيات كتبن الخطاب على الأوراق الرسمية للبرلمان البريطاني (مجلس العموم)!، وهذا الإجراء يوحي بمستوى
(يُتْبَعُ)
(/)
الجدية والاندفاع في الدعم والمساندة.
وقد استفتحت البرلمانيات البريطانيات الخطاب بذكر بعض المسائل التي تعاني منها المرأة السعودية، وذكرن منها ثلاث مسائل: حرية السفر للمرأة (أي بلا محرم)، وحرية الزواج بلا ولي، وحرية الطلاق بلا تطليق من الزوج، ثم جاء في خاتمة قولهن:
(ونحن كبرلمانيات نساء، من عدة أحزاب سياسية في بريطانيا، سنكون مسرورين بمعرفة ما إذا كان هناك أي شئ نستطيع أن نفعله لمساعدتك .. ، وبإمكانك أن تراسلي الدكتورة سارا ويلسون على العنوان التالي .. ) [ Letter from Sarah Wollaston, 18/11/2010]
ثم اكتظ ذيل الخطاب بتوقيعات أربع عشرة برلمانية بريطانية!
والأستاذة وجيهة الحويدر اعتادت أن تخاطب الغربيين بلغة في غاية الذلة، أشد من طأطأة العبد لسيده، فهي تخاطب الغربيين في صحافتهم بلغة (نريد أن نكون نسخة منكم)، ففي مقالة نشرتها الأستاذة وجيهة في الصحيفة الأمريكية الأشهر “الواشنطن بوست” تقول فيها للقارئ الأمريكي:
(أرسلت ولديّ الاثنين للدراسة في ولاية فيرجينيا بأمريكا لأنني لا أريدهم أن يكونوا كغيرهم من الشباب السعودي) [ The washington post, 16/8/2009 ]
لكن بغض النظر عن ذلك، ما سبب كشف الأستاذة وجيهة الحويدر لذلك الخطاب الخطير من البرلمانيات البريطانيات؟ يمكن تفسير ذلك من عدة مداخل، لكن في تقديري أن هذا التصرف أرادت به الأستاذة وجيهة إيصال “رسالة ردع” للسياسي وللممانعة الإسلامية على حد سواء، بأن فريق وجيهة الحويدر من التغريبيات ليس مجموعة أفراد ضعفاء لا ناصر لهم، بل وراءهم قوى أجنبية كبرى تراسلهم بأوراق البرلمان ذاته، وتضع تحت إشارتهم خدمات “مفتوحة”!
هذا الخطاب يعني أن التغريبيات لسن مجرد مثقفات يعبرن عن رأيهن، بقدر ما إنهن ثكنة داخلية لبرج مراقبة خارجي، ويبدو لي أنه إذا وصلت العلاقة بين (الغربيين) و (التغريبيين) إلى هذا المستوى فهذا يعني أن أجراس الإنذار ستنفجر قبل أن تصرخ.
وفي مفتتح سبتمبر من هذا العام 2010م بثت فضائية (العربية) برنامجاً وثائقياً بعنوان (الإسلام والغرب)، وتضمن البرنامج ربطاً بين دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي تتبناها السعودية وأحداث العنف العالمية، وهذا الربط هو ما جاهدت السعودية على نفيه وبيان بطلانه خلال السنوات العشر الماضية، ولذلك فإن هذا التصرف من محطة العربية استفز المسؤولين من عدة مستويات، وأثناء التهاب الحدث فوجئ القراء بتوقف الأستاذ عبدالرحمن الراشد عن الكتابة في عموده المعروف في صحيفة الشرق الأوسط في الخامس من سبتمبر، تلا ذلك إعلان الراشد أنه قدم استقالته من إدارة قناة العربية، وكان ذلك طبعاً نتيجة انزعاج حاد من عدد من المسؤولين بسبب تصرف الراشد في محطته، ثم وبشكل مفاجئ -أيضاً- أعلن الراشد في منتصف سبتمبر عودته للكتابة في الشرق الأوسط ولإدارة محطة العربية!
كل هذه الأحداث العاصفة المتلاحقة لواحد من أهم القيادات التغريبية لم تكن هي المفاجأة، وإنما المفاجأة حين نشرت الصحيفة الصهيونية (إيديعوت أحرونوت) حزنها الشديد على ما تعرض له الراشد، وأسهبت في ذكر مناقبه، ثم أشارت إشارة في غاية الخطورة إلى أن جهة أمريكية معينة ضغطت على مالك المحطة الوليد الابراهيم لإعادة “عبدالرحمن الراشد” لإدارة القناة!
تقول الصحيفة الصهيونية الأشهر (إيديعوت أحرونوت):
(العائلة المالكة في الرياض قررت أن تغلق في وجه الصحافي الجريء عبدالرحمن الراشد كل الابواب: أصدرت حظراً على نشر مقالاته، قررت تنحيته عن كرسي مدير عام “العربية”، الراشد فهم فوراً الإشارة وأعلن بأن لا حاجة الى إرسال خطاب الإقالة، الإستقالة الصاخبة للراشد صمدت أربعة أيام عاصفة، والأمريكيون ضغطوا من خلف الكواليس، وتلقى الراشد بلاغاً بالتوقف عن حزم أمتعته) [إيديعوت أحرونوت، 20/ 9/2010م]
أن تصل أيدي الأخطبوط الأمريكي إلى داخل استديوهات محطة العربية، وأن تصل أصابع الأمريكان إلى أدراج مسؤولي العربية أنفسهم، ويسعون لدعم موقع (عبدالرحمن الراشد) والحفاظ عليه؛ فهذا يعني أن هذه الجهة الأمريكية تعرف جيداً أن إدارة الراشد تدفع باتجاه تعزيز المصالح والقيم الأمريكية في المنطقة، وهذا الاستقواء التغريبي بالأجنبي لم يتجاوز الأرقام القياسية فقط، بل دهس الأرقام المتخيلة أصلاً!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المثير للدهشة أن الجهات الأجنبية المشبوهة تتعامل مع التغريبيين السعوديين تعاملاً مزدوجاً، فهي تدعمهم في الداخل السعودي من جهة، ومن جهة أخرى تستثمر مقالاتهم وتترجمها لتوظيفها خارجياً في تشويه “المجتمع السعودي” وتأليب الرأي العام عليه، وتخويف العالم من الواقع الشرعي في السعودية.
ونماذج توظيف الجهات الأجنبية المشبوهة لمقالات (الليبراليين السعوديين) في استعداء العالم ضد المجتمع السعودي كثيرة جداً، سواءً في الصحافة مثل الواشنطن بوست، والنيويورك تايمز، والجارديان، والاندبندنت، ونحوها، أو في الإعلام المرئي كالفوكس نيوز، والسي إن إن، ونحوها، فلا تمر فترة قصيرة إلا وتجد في وسائل الاتصال هذه اقتباسات من مقالات الليبراليين السعوديين تستخدمها هذه الوسائل الإعلامية الامبريالية في تحريض القارئ الغربي ضد “المجتمع السعودي” بكل مكوناته الشرعية، وسأكتفي هنا بمثال واحد لتوضيح الظاهرة، حيث نشرت الصحيفة الصهيونية الأشهر (إيديعوت أحرونوت) هذا التوظيف لأحد المقالات في صحيفة الرياض التي يرأسها الأستاذ تركي السديري:
(الكاتب فارس بن حزام يقول “نحن ليس لدينا الشجاعة لنواجه الحقيقة، وبدلاً من أن نعتذر نذهب نلوم أطرافاً خارجية”، ويقول فارس بن حزام أيضاً: “الدعاة في المساجد السعودية، والمواقع الانترنتية الراديكالية، هم المسؤولون عن موجات من الشباب السعودي نفذت الهجمات الجهادية حول العالم”، في هذه المقالة التي نشرت في صحيفة الرياض السعودية اتهم الكاتب فارس بن حزام المجتمع السعودي بكونه تجاهل الأسباب الحقيقية خلف الهجمات الجهادية وتجنيد الشباب) [ Yedioth Ahronoth, 22/10/2006]
وهكذا تستند الصحافة الصهيونية على مقالات (الليبراليين السعوديين) في تعبئة الرأي العالمي ضد المجتمع السعودي، لتخفيف العبء الذي تواجهه تجاه عدوانها على المسلمين، ولذلك فإنه قد يبدو للمراقب أن (العمالة الليبرالية) هي عمالة مزدوجة، فالأجنبي يستغل الليبراليين السعوديين لترويج أجندته الفكرية في الداخل السعودي، ويستغل مقالاتهم لتشويه المجتمع السعودي في الخارج.
وفي هذه الأيام تابع الجميع الفعاليات الأليمة لمنتدى “خديجة بنت خويلد” الذي ترعاه الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وقد رفع المنتدى شعار “تذليل العقبات أمام المرأة السعودية” وهو شعار رائع ونحن بحاجة إليه، فالمرأة السعودية تعاني من مشكلات كثيرة منها: قلة وجود بيئات العمل المتناسبة مع قناعاتها الدينية كالنقاب والمباني المستقلة عن مزاحمة الرجال، ومثل مشكلات عضل الفتيات عن الزواج، والعنوسة بسبب كلفة الزواج، وحرمان المرأة السعودية في مرحلة (الحمل والحضانة) من تسهيلات خدمية كثيرة تليق بشرف ورفعة الدور التربوي الذي تقوم به، وطول ساعات العمل بالنسبة للمرأة بما لا يتناسب مع احتياجاتها الأخرى، فيجب المبادرة بتخفيض ساعات العمل للنساء وزيادة أجورهن لتغطية أعباء الحياة المتزايدة، وغير ذلك كثير من مشكلات المرأة في السعودية والتي تورطنا بكثير منها بسبب الاستهلاك الأعمى لنظم الحياة الغربية المادية البائسة.
ومع كل هذه المشكلات فقد تألم المجتمع كثيراً حين انكشف له أن المنتدى لا صلة له بمعاناة المرأة السعودية من قريب ولا من بعيد، بل المنتدى يدفع باتجاه تعقيد أزمة المرأة في السعودية، فالمنتدى كله عن فرض المزيد من الاختلاط مما يعني حرمان المنقبات من بيئات عمل مناسبة ومريحة، وكسر الحشمة والفضيلة لدى سافرات الوجوه، فضلاً عما تخلل المنتدى من مشاهد مخلة بالفضائل القرآنية كلبس التنورات القصيرة وكشف السيقان على الملأ، وضرب المعازف في بيئات مختلطة، وتزاحم الرجال والنساء، وترويج الفتاوى الشاذة، واستقدام غير المختصين الشرعيين وتصديرهم للناس لترقيق دينهم.
واخسارة المال، والجهد، والوقت؛ الذي يذهب من خزائن المال العام سدى، ماذا استفادت الفتاة السعودية من ذلك كله سوى تحويل مشكلتها من مشكلة بسيطة تحتاج لحلول إدارية منظمة إلى سفور ومعازف واختلاط؟! لقد أثبت الزمن أنه ليس لدى التغريبيين السعوديين أي “حلول مدنية” لمشكلات الناس، بل ليس لديهم إلا مسلسل الشهوات (سفور، معازف، اختلاط، تشويه الهيئات، علاقات مشبوهة بجهات أجنبية، الخ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك فإن الشيخ عبدالله المطلق –عضو هيئة كبار العلماء- برغم حرصه المعروف على تجنب الإشارة لجهات بعينها إلا أنه لم يطق ماحدث من انتهاكات جسيمة للضوابط الشرعية في منتدى خديجة فصرح –حفظه الله- قائلاً (الموضوع الذي حدث في جدة والذي تحدث عنه هؤلاء في شؤون المرأة هم حقيقةً لا يمثلون المرأة السعودية، فهي بمعزل عن هذه الافتراءات التي يأتي إليها هؤلاء ويدعون فيها إلى الاختلاط، ويفسرون الاختلاط الممنوع بأنه التلاحم الجسدي، المرأة السعودية والشعب السعودي لا يرضى بأن يمثله هؤلاء) ونشر تصريحه هذا في وسائل الإعلام.
كما أصدر الشيخ الوالد عبدالمحسن العباد –حفظه الله- بياناً رصيناًً مطولاً في إيضاح المخالفات الشرعية في هذا المنتدى بعنوان (لا يليق اتخاذ اسم “خديجة بنت خويلد” عنواناً لانفلات النساء).
وكذلك الشيخ الوالد عبدالرحمن البراك –حفظه الله- ألقى كلمة شرعية جزلة حول هذا المنتدى المشبوه وقال (هذا المنتدى مؤسس على مخالفة الشريعة، وقد سموه زوراً منتدى خديجة، ولو سموه منتدى هدى شعراوي لكان أليق به، فإنها هي من مفاتيح فساد المرأة المصرية وقد اشتهرت بذلك).
كما تحدث عن المنتدى أيضاً الشيخ صالح اللحيدان –عضو هيئة كبار العلماء- قائلاً (ما حدث في منتدى خديجة بنت خويلد في جدة, هو في حد ذاته إساءة إلى خديجة).
ثم بعد هذه المواقف الحسبوية للعلماء الكبار الشيخ البراك والعباد والمطلق واللحيدان؛ أصدر مجموعة أخرى من العلماء والدعاة بياناً جماعياً تحليلياً كشف كل النقاط في هذا المنتدى الخطير، وقد وقَّعه سبعون شخصية دعوية سعودية.
ويلاحظ المراقب لهذا المنتدى (منتدى خديجة) أن القائمين عليه لم يستطيعوا أن يخفوا الجهات الأجنبية المشبوهة التي قدمت مساندة خلفية لهذا المنتدى المريب، فمن ذلك –مثلاً- الدعم الذي قدمته زوجة السفير الأمريكي “جانيت سميث” حيث حضرت هذه الفعاليات التغريبية وألقت عبارات الإطراء الممزوجة بلغة “المشاركة في القضية”، فكانت تتحدث من منطلق الجبهة الواحدة وليس من منطلق المراقب المحايد، حيث نشرت صحيفة المدينة خبر حضور زوجة السفير الأمريكي لمنتدى خديجة حيث تقول الصحيفة:
(قالت زوجة السفير الأمريكي لدى المملكة الدكتورة “جانيت سميث” أستاذة العلاقات الدولية: إن المنتدى تميّز بالتنظيم الجيد والحضور المميز، متمنية أن يستمر هذا التفاعل في جميع المنتديات، وأن يحقق المنتدى الأهداف التي عقد من أجله) [صحيفة المدينة، 1/ 12/2010].
وزوجة السفير الأمريكي “جانيت سميث” ليست شخصية هامشية، أو ترتبط بالسفير الأمريكي بمجرد رابطة زوجية/اجتماعية، بل هي جزء من المؤسسة السياسية الأمريكية ذاتها، فقد عملت كمساعدة للشؤون القانونية في “الكونغرس” نفسه، ومنذ قدمت “جانيت سميث” للمملكة وهي شغوفة باختراق الشباب السعودي من الداخل، وقد اعترفت هي ذاتها بشئ من ذلك في لقاء أجرته مجلة “سيدتي” مع “جانيت سميث” نفسها، حيث جاء في اللقاء:
(-مجلة سيدتي: ما النشاطات التي قمتِ بها خلال وجودك في الرياض؟
-جانيت سميث: انغمست خلال الشهور القليلة الأولى من انتقالي إلى هنا في التعرف على العاملين في السفارة، والتعرف إلى رجال الأعمال والمؤسسات الأميركية في الرياض، والجالية الدبلوماسية الكبيرة، والأهم من ذلك لقائي بمجموعات كثيرة من الرجال والنساء السعوديين) [مجلة سيدتي، 19/ 3/2010]
و “جانيت سميث” لم تقف على منصة الدعم الخارجي فقط، بل تجاوزت ذلك وأخذت تمارس دور الإفتاء والترجيح في المسائل الفقهية ماشاء الله تبارك الله! حيث تقول جانيت سميث:
(أشعر باستغراب شديد عندما استمع إلى مطالبة المرأة السعودية بحقوق هي في الأصل كانت متاحة لها في الدين الإسلامي، وأرجعت ذلك لما يعرف بالعادات والتقاليد التي استجدت وليس لأصول الدين) [صحيفة الوطن، 11/ 11/2010]
وربما لو واصلت صحيفة الوطن جهودها المشكورة وانتدبت بعض محرريها لجمع فتاوى “جانيت سميث” لتنتفع بها الفتاة السعودية لكان ذلك عملاً جليلاً يطبع -بإذن الله- على نفقة أحد المحسنين باسم (مجموع فتاوى زوجة السفير الأمريكي).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن علاقات التغريبيين بمنتدى خديجة مع السفارات الأجنبية صفقة عقدوها مع السفارة الفرنسية لتدريب بعض الليبراليات تمهيداً لخوض معركة قانونية في “التغيير التشريعي” في السعودية حيث نشرت صحيفة عكاظ:
(غادر وفد نسائي سعودي إلى العاصمة الفرنسية باريس لزيارة عدد من المؤسسات والوزارات الحكومية في فرنسا، بدعوة من “السفارة الفرنسية” في الرياض، لتنفيذ برنامج يهدف إلى تعزيز الثقافة الحقوقية والقانونية للمرأة السعودية) [صحيفة عكاظ، 6/ 12/2010]
أضحكتني كثيراً هذه اللغة البريئة في عرض الخبر! حسناً إذن .. كان “البرنامج” بدعوة من “السفارة” الفرنسية نفسها، فهي التي تكبدت تخطيط البرنامج، وكلفته المالية، وتحديد مضامينه، والرسالة التي يراد إيصالها منه، وهذا يعني –أيضاً- أن هناك جلسات تنسيق مسبقة بين (التغريبيين) في غرفة جدة، وبين (الغربيين) في السفارة الفرنسية، جلسات قد يتخللها أمور كثيرة تليق بهذه العلاقات.
وفي أثناء أيام منتدى خديجة رمت الأميرة عادلة “تصريحات تغريبية مفتوحة” أفزعت الناس، وكان فيها شئ من التحدي لمشاعر المجتمع، كقول الأميرة عادلة مثلاً (النقاب متعلق بالتقاليد وليس بالدين)!، وقد ردّ على الأميرة عادلة طليعة من العلماء والدعاة المحتسبين، منهم سماحة الشيخ الوالد عبدالمحسن العباد، والعالم الشاب عبدالعزيز الطريفي، والشيخ عصام العويد.
فأما الشيخ الوالد عبدالمحسن العباد –حفظه الله- فقد أصدر بياناً قال فيه:
(يا ابنة خادم الحرمين! قد سماك والدك عادلة فكوني عادلة، وليس من العدل أن تكوني غنيمة كبيرة باردة للتغريبيين يصولون باسمك ويجولون .. ، وما سمعنا أن أحداً من إخوتك فرح به التغريبيون كما فرحوا بك) [الشيخ العباد، رسالة بعنوان "ليس هذا من العدل ياعادلة"]
وأما فتى الكهول الشيخ عبدالعزيز الطريفي فقد قال:
(وأنا أُدرك أن عادلة لا تُدرك من أمور الدين والعلم ما يؤهلها أن تخوض في مثل هذه القضايا الكبيرة، ولكنها ممتلئة حماساً وانسياقاً لتهيئة الموضع المناسب للمرأة كما تزعم، وهذا ما أوصلها إلى هذا الاندفاع الذي يجب على أهل الأمر والعقل الأخذ على يدها برفق، حتى لا تسوق نفسها وغيرها إلى هوة في الدين والأخلاق لا يُقام منها) [الطريفي، رسالة بعنوان "إلى الأميرة عادلة"]
ومن أجمل ما في مناقشة الشيخ الطريفي للأميرة عادلة إشارته الطريفة للجهات الأجنبية الخفية التي تدعم التغريبيين حيث قال (والصراع الذي يحدث حول المرأة في بلادنا، صراعٌ لا يُرى منه إلا سطح الطاولة، ولا تُرى أرجلها الممسكة بها) [الطريفي، رسالة "إلى الأميرة عادلة"]
وأما الشيخ عصام العويد –حفظه الله- فكتب مقالة تتقاطر غيرةً وشرفاً ومما جاء فيها قوله:
(فهل جئتِ أيتها الأميرة عادلة لتذبحي أحلامنا المشرقة في زهرات حياتنا بسكين “خديجة”؟ لنبكي بعد ذلك كأشباه الرجال آمالنا في بناتنا التي وئدت على عتبة باب بنت الملك!) [الشيخ العويد، مقالة بعنوان "من يحفظ بناتنا من الأميرة عادلة؟ "]
وأنا شخصياً لم يتضح لي جيداً: هل الأميرة عادلة تتبنى هذا التوجه التغريبي عن قناعة وخلفية فكرية فعلاً، أم تم الزج بها وتوظيفها في المشروع التغريبي استغلالاً لنسبها السياسي لكي تصل توصيات التغريبيين بأسرع الطرق لمصنع القرار؟
ويلاحظ المراقب لهذه الغارات التغريبية في السعودية أنها تميل إلى تركيز عملياتها في مدينة جدة حيث توفر لها إمارة المنطقة تغطية جوية فعالة لا تجدها في بقية إمارات المناطق في السعودية، فالأمير خالد الفيصل –هداه الله- يوفر لهؤلاء التغريبيين، وخصوصاً التغريبيين في الغرفة التجارية الصناعية بجدة؛ كل الخدمات التي يحتاجونها ويسعى لتذليل الصعاب أمامهم، ويذب عنهم من يريد إيقاف أنشطتهم المريبة، ولذلك فإنني أتذكر حين زرت الموقع الإلكتروني للغرفة التجارية بجدة وجدت نافذة بعنوان (مركز خديجة بنت خويلد) فلما دخلت الصفحة وجدت نافذة أخرى بعنوان (إنجازات مركز خديجة بنت خويلد) فشدني هذا العنوان، فقلت في نفسي لأنظر ما هي منجزات هذا المركز ياترى؟
وحين فتحت صفحة هذه المنجزات، وقرأت أول منجز يفاخرون به؛ كدت أبتلع الضحك من تدافعه، حيث يقول أصحاب منتدى خديجة في موقعهم عن أول منجزاتهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
(خاطب المركز أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ووزير العمل، مستفسراً حول إعادة إضافة مادة (114) في اللائحة التنفيذية لوزارة العمل التي تنص على أنه “لا يجوز في حال من الأحوال اختلاط النساء بالرجال في أماكن العمل”، علماً أنه قد تم إلغاء ذلك النص من النظام الجديد للعمل والعمال (مادة 160)، وقد استلم المركز شاكراً خطاباً تعميمياً من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أنه تم حذف المادتين من نظام العمل والعمال، وكذلك من اللائحة التنفيذية، والاستعاضة عن ذلك بمادة عامة للجميع “نساء ورجال”) [موقع الغرفة التجارية الصناعية بجدة، إنجازات مركز خديجة].
هذا هو أول منجز يفاخر به مركز خديجة بنت خويلد، وهو أنهم تلقوا دعم الأمير خالد الفيصل وتأكيده بعدم عودة مادة (منع الاختلاط) التي حذفها الوزير السابق غازي القصيبي -تجاوز الله عنا وعنه- من نظام العمل والعمال!
ومن أكثر الأمور إدهاشاً فيما يتعلق بالملف التغريبي عند الأمير خالد الفيصل –وفقه الله للحق- هو أن الأمير خالد حين نفذ سلسلة الأعمال التغريبية: إيقاف محاضرات العلماء، إقامة مجالس الغناء، استضافة غلاة العلمانيين بمركز الفكر العربي، إيقاف حلقات التحفيظ، الخ حين تتابعت هذه الأعمال أعلنت مباشرة “جهة أجنبية مُريبة” منح الأمير خالد الفيصل جائزة، وقالوا صراحة أن سببها هو أنه “قام بدور أكثر من المطلوب”! حيث يقول جراهام كوك مؤسس ورئيس الجائزة:
(إن هدف الجائزة هو تشجيع كل من قام بأكثر من المطلوب) [صحيفة الوطن، 8/ 11/2010]
فقول هذه الجهة الأجنبية “دور أكثر من المطلوب” هذا يعني أن هناك أصلاً شئ مطلوب، وأن هناك تقييم لمن يقوم بهذا الشئ المطلوب، ثم هناك جائزة حسب هذا التقييم!
ثم تطورت العلاقة بالأجنبي في “مؤسسة الفكر العربي” التابعة للأمير خالد الفيصل إلى صفقات مع مؤسسات أمريكية تقدم أجندتها الثقافية، كما تقول صحيفة الوطن مثلاً:
(يوقع رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير “خالد الفيصل”، ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور “بيتر دورمان” مذكرة تفاهم تتعلق بالمرحلة الثانية من مشروع “تمام” التطوير التربوي المستند إلى المدرسة في العالم العربي) [صحيفة الوطن، 8/ 12/2010]
ويعرف المؤرخون أن “الجامعة الأمريكية في بيروت” هي أقدم مطبخ تغريبي واستعماري في المنطقة، فقد أسست عام 1866م وكان اسمها حينذاك (الكلية السورية-البروتستانتية)، وقد أسسها -وهو أول رئيس لها أيضاً- المبشِّر التنصيري (دانيال بليس) المتوفى سنة 1916م، وقد كتب عن الجامعة الكثير من الدراسات والأوراق، وأهم من ذلك كتب كثير من الدارسين فيها تجربتهم التي كشفت الكثير من الأبعاد.
ومن أهم من كتب تجربته في الجامعة الأمريكية في بيروت المفكر اليساري العروبي المشهور (د. هشام شرابي) ت2005م، والذي بدأ ماركسياً ثم استحوذ على تحليلاته الفكرية مفهوم (النظام الأبوي أو البطركية) وقد بالغ كثيراً في تقدير نجاعته كجهاز تفسيري، والمهم أن د. شرابي قد سجل تجربته في كتابه (الجمر والرماد)، وشرح كيف تم شحنهم بتهويل الأجنبي وتقزيم التراث، ومن الفقرات التي قالها د. شرابي في كتابه:
(أصبحنا في الجامعة الأمريكية في بيروت مشلولي الفكر تجاه ما نقرأ، وخصوصاً إذا كان مصدره أجنبياً .. ، ومن الغريب أني بعد صف الفرشمن انقطعت كلياً عن قراءة الكتب العربية .. ، لا أشك أن نوعية الفكر الذي تعرضت إليه في الجامعة الأميركية عزز اغترابي عن نفسي) [الجمر والرماد، د. شرابي، ص28، 36، 40، دار الطليعة]
فحين أتأمل ما ينقله المؤرخون عن ضلوع الجامعة الأمريكية في بيروت في أخطر الأنشطة التغريبية في المنطقة، ثم أرى الأمير خالد الفيصل يوقع معها صفقة فكرية؛ تأخذني شهقات الاستغراب بعيداً بعيداً .. وآخذ في التساؤل: لم؟ ما الدافع ياترى؟ هل الأمير خالد يجهل أنشطتها الخطيرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يرفع حواجب الانتباه إلى حد الذهول أن الصحف الأمريكية الكبرى أصبحت ترمي بتثمينات عالية جداً للدور التغريبي الذي يقوم به الأمير خالد الفيصل –هداه الله-، بل وصل الأمر إلى أن مجلة “الفورن بوليسي” وهي المجلة الأشهر في مجال السياسة الخارجية الأمريكية، والتي أسسها هنتجتون (صاحب صدام الحضارات) قبل أربعين سنة عام 1970م، هذه المجلة التي تعكس رؤية كثير من صناع السياسات في أمريكا نشرت مقالاً تدعوا فيه إلى أن يكون الأمير خالد الفيصل هو الملك القادم بدلاً من ولي العهد والنائب الثاني! حيث تقول المجلة:
(البيت السعودي في اضطراب حول من يخلف الملك…، الأمير خالد الفيصل سيظهر على الأرجح كملك المستقبل، فالأمير خالد الفيصل شاعر ورسام متحمس، وصديق لولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، والأكثر أهمية بالنسبة للمستقبل السياسي للأمير خالد، هو أن قد ظهر كرمز محترم بين مختلف أجنحة العائلة المالكة، كما أنه قادر على قيادة المملكة بيد ثابتة إلى الأمام) [ Foreign Policy, 21/10/2010]
هذا التدخل الإعلامي الأمريكي في شؤوننا الداخلية ظاهرة مقلقة وتهدد استقرارنا السياسي، والسعوديون –بإذن الله- مهما كان بينهم من الخلاف فليسوا بحاجة إلى هذه التوصيات الأمريكية، وسيستطيع السعوديون حل مشكلاتهم والتراضي بينهم بما يحفظ لنا الأمن والاستقلال بعيداً عن دس الأمريكان أنوفهم فيما لايعنيهم.
ثم إن هذه التوصيات الأمريكية المشبوهة تدعم الرأي الذي يرى أن الأمير خالد الفيصل يسعى لكسب الكثير من الدعم الأمريكي بواسطة قراراته التغريبية.
ماسبق كان نماذج لعمالة الليبراليين السعوديين، وصيغ علاقة هؤلاء التغريبيين بالجهات الغربية الداعمة، ومستوى استقوائهم بالأجنبي؛ لكن هاهنا زاوية أخرى تحتاج لإلقاء الضوء، وهي كيف يفكر الأمريكان والغربيون تجاه علاقتهم بهؤلاء التغريبيين العملاء؟
الحقيقة أن هناك عدة دراسات وبحوث غربية يستطيع المتابع أن يستكشف من خلالها نمط التفكير الأمريكي تجاه هذه العلاقة، لكن في تقديري أن من أهم هذه الدراسات ورقة المفكر الأمريكي اللامع (جون ألترمان) المتخصص في قضايا الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية ( CSIS)، وله عناية خاصة بدراسة وتحليل (الإعلام العربي) وألف فيه كتابه المعروف (إعلام جديد، سياسات جديدة: من الفضائيات إلى الانترنت في العالم العربي) وحلل فيه عدداً من الصحف والفضائيات العربية وطبيعة التحديات الجديدة التي فرضتها. والمراد أن “ألترمان” هذا في يونيو 2004م كتب ورقة بحثية مصغرة (9 صفحات) في دورية (بوليسي ريفيو) وهي أحد أهم دوريات اتجاه المحافظين، بعنوان (الأمل الخادع لليبراليين العرب) ثم أعاد عرض نفس الفكرة مع شئ من التلخيص في صحيفة (الفايننشال تايمز) في أغسطس 2004م بعنوان (الليبراليون العرب يحتاجون الاحتضان الحذر)، وبعد عشرة أيام نشرت ترجمة المقالة إلى العربية في صحيفة النهار بإذنٍ من المؤلف.
وأي قارئ لهذه الورقة البحثية، ومختصرها؛ يكتشف أن الأمريكان لديهم حيرة شديدة في تعيين المستوى الذي يجب أن يصل إليه دعمهم لعملائهم من التغريبيين، فهم من جهة يخشون أن يتخلوا عنهم فيسقط المشروع التغريبي، ومن جهة أخرى يخشون أن يندفعوا في دعمهم فتسقط سمعة التغريبيين في مجتمعاتهم إذا اكتشفت عمالتهم! يقول ألترمان:
(يحظى الليبراليون العرب حالياً باهتمام غير مسبوق من العديد من صانعي السياسات الاميركيين، ويدعو ديبلوماسيون ومسؤولون في واشنطن ولندن وباريس وعواصم أخرى هؤلاء الليبراليين العرب إلى تناول الطعام، وأحياناً إلى شرب الخمر سوياً، وغالباً ما يحصلون على مبالغ طائلة لتمويل منظماتهم غير الربحية .. ، وهذا الاهتمام الغربي المتزايد سوف يقولب هؤلاء الليبراليين العرب باتبارهم عملاء لجهود غربية مزعومة لإضعاف العالم العربي وإخضاعه .. ، يجب ألا نتخلى عن الليبراليين العرب فالكثير منهم مقاتلون شجعان لأجل الأفكار الغربية، ومن شأن التخلي عنهم أن يوجّه اشارات خاطئة، لكن يجب ألا تجعل الولايات المتحدة كل آمالها معتمدة على نجاحهم النهائي) [ FT, 3/8/2004]
(يُتْبَعُ)
(/)
والحقيقة أن من أخطر الرسائل التي تبادلها التغريبيون حول العلاقة بالأجنبي رسالة نشرها الأستاذ جمال خاشقجي قبل عدة سنوات، حيث شعر خاشقجي أن أصحابه التغريبيين مندفعون في الاستقواء بأمريكا لفرض الأجندة الليبرالية على السعودية، ولما ذهب خاشقجي لأمريكا والتقى بعدة مسؤولين وناقشهم عن مدى جديتهم في التدخل للتغيير؛ اكتشف أن الأمريكان لديهم موازنات ويرون من الخطورة التدخل المباشر، فكتب خاشقجي هذه الرسالة الصريحة لزملائه التغريبيين، ونشرها علناً في صحيفة الوطن، وسأنقلها بطولها لأهميتها في شرح الخلاف في الداخل التغريبي حول الاستقواء بالأجنبي، ومدى الاندفاع في العمالة عند أكثر التغريبيين، يقول خاشقجي:
(السادة أعضاء حزب أمريكا في العالم العربي، أعرف أن ما منكم من أحد سيقر بالانتماء لهذا الحزب المنتشر من الخليج إلى المحيط، ولكنكم ستهتمون بقراءة خطابي هذا، فأنتم بيننا، نتبادل معكم الرأي في مجالسنا ومقاهينا المشغولة هذه الأيام بتلمس مخرج من أزمات تراكمت، ليس لي أن أشكك في وطنيتكم، بل أميل إلى الإيمان بصدق ولائكم من خلال بحثكم عن أمل ولو كان بالارتماء في حضن الشيطان الأكبر، ولكن لم تندفعوا لذلك إلا بعد أن غلقت دونكم الأبواب، وأنتم ترون عالمكم العربي وأمتكم يترديان سياسيا وحضاريا، وفوق ذلك خوف من فتاوى المتنطعين وسطوتهم، فتعلقتم وقد كتمتم عقيدتكم بحبل أمريكي، ولم يعد يهمكم إن قال قائلهم إن هذا حبل من الشيطان. أيها السادة، لقد جئتكم من أمريكا بخبر يقين، أن لا تتحمسوا كثيرا للوعد الأمريكي، وأن تحافظوا على كل أسباب الوطنية والانتماء، فلا تفقدوا الأمل في إصلاح حقيقي يبعث من داخلكم، فالأمريكيون غير مستعدين لتدخل حقيقي في المنطقة، وفي حالة من الارتباك والحيرة، فلا توجد لديهم خطط مفصلة لنشر ما بشروا به من ديمقراطية و ثقافة رخاء في عالمنا، إنهم متخوفون أن يؤدي تدخل سافر منهم إلى نتيجة عكسية لما يعلنون، ذلك أنهم لم يحسموا أمرهم فيما يفعلون مثلا مع القوى الإسلامية التي يعتقدون أنها ستكون المستفيد الأول من أي انفتاح ديمقراطي وممارسة انتخابية .. ، حضرت مؤخرا أكثر من لقاء في الولايات المتحدة وخارجها مع أمريكيين، خبراء في الشرق الأوسط، رسميين وأكاديميين متخصصين، أصدقاء ودون ذلك، فوجدت الأكاديميين متشككين في نوايا السياسيين في نشر الديمقراطية في العالم العربي، ومن لم يشك في النوايا غير مطمئن إلى القدرات، فيرد عليهم السياسيون أن الإدارة الأمريكية صادقة في مسعاها ويكادون أن يقسموا على ذلك لشعورهم بمقدار الشك الساخر من حولهم، ولكن عندما تسألهم عن التفاصيل، ومتى؟ وكيف؟ ولماذا؟ وماذا لو؟ يعتذرون عن الإجابة مستخدمين آلية ” ليس كل ما يعلم يقال “، لذلك أيها السادة “أعضاء حزب أمريكا في العالم العربي” أدعوكم ألا تلقوا بكل ما في يدكم في السلة الأمريكية، ألا تحرقوا مراكبكم وتقفزوا في الظلام، وادعموا ما هو قائم من مشاريع الإصلاح في أوطانكم، وانخرطوا فيها معتمدين على قدراتكم الذاتية وفق طاقتكم، التي تحددونها أنتم، فما حك جلدك مثل ظفرك) [صحيفة الوطن، 10/ 2/2004].أخ
في تقديري الشخصي أن هذه الرسالة الخاشقجية هي “أخطر” رسالة من الداخل التغريبي نفسه تكشف صراع التغريبيين أنفسهم حول “خيار الاستقواء بالأجنبي”، وتلاحظ في هذه الرسالة الصريحة إحساس خاشقجي المتوتر بأن هناك اندفاع بين التغريبيين حيال الاستعانة بأمريكا لفرض التغريب، وخاشقجي يريد طمأنتهم وأنه يتفهم اندفاعهم بأنهم رأو الأبواب مغلقة عن التغيير التغريبي، ثم يخبرهم خاشقجي بأنه زار الأمريكان وتناقش معهم وأخبروه بأنهم لازالوا غير مقتنعين بفكرة التدخل المباشر، وأطرف ما في الموضوع أن خاشقجي يحاول أن يقنع أصحابه التغريبيين بالعدول عن هذا الاندفاع في الاستقواء بالخارج بحجة أن الأمريكان “غير جادين” في مساعدتكم بشكل مباشر، وهذه الحجة التي يعرضها خاشقجي تضمر أخطر مما تفصح، فهذا يعني -طبقاً لمنطق خاشقجي- أن الأمريكان لو كانوا جادين في التدخل المباشر فلا إشكال في الاستعانة بهم!
حسناً .. يبدو أن التفاصيل والاستطرادات الكثيرة السابقة قد تسهم في تبدد الصورة الكلية للموضوع، لذلك دعنا نحاول استخلاص المشهد من جديد:
(يُتْبَعُ)
(/)
السفارة الأمريكية تتصل بعدد من المثقفين السعوديين تعرض عليهم تسهيلات وقروض، القنصل البريطاني يمول مركزاً سعودياً لتدريب الفتيات، طالبات في كلية أهلية سعودية ينفذ لهن برنامج للقاء بالرئيس الأمريكي وتلقي توصياته في كيفية التغيير في السعودية، مجموعة برلمانيات بريطانيات يراسلن ليبراليات سعوديات لعرض المساعدة في إلغاء اشتراط المحرم للسفر وإلغاء ولاية التزويج والطلاق ونحوها، جهة أمريكية غامضة تضغط على مجموعة (الإم بي سي) لإعادة الأستاذ عبدالرحمن الراشد لإدارة فضائية العربية، الصحافة الأجنبية توظف مقالات الليبراليين السعوديين لتشويه المجتمع السعودي وتعبئة الرأي العالمي ضده، زوجة السفير الأمريكي تدعم منتدى جدة، السفارة الفرنسية تصمم برنامجاً تدريبياً لمجموعة فتيات سعوديات، الأمير خالد الفيصل يمنح جائزة أجنبية لأنه قام بدور أكثر من المطلوب، ويعقد صفقة فكرية مع قلعة التغريب الأقدم “الجامعة الأمريكيةفي بيروت”، وترشحه دورية أمريكية نافذة كملك مستقبلي في السعودية، وباحثين أمريكيين رفيعي المستوى يحذرون من زيادة الدعم لئلا يتشوه التغريبيون في مجتمعاتهم باعتبارهم “عملاء”، وأخيراً .. خاشقجي يوصي أصحابه التغريبيين بأنه ناقش الأمريكان واكتشف أنهم غير جادين في التدخل المباشر!
هذا طبعاً جزء من الوثائق والأحداث التي انكشفت مؤخراً حول العلاقة العضوية الوثيقة بين (الغربيين) و (التغريبيين) السعوديين، دعونا نسجل عدداً من الهوامش الختامية حول هذه الظاهرة المعقدة:
يبدو لي أن أخطر نتيجة لهذه الظاهرة هي استنزال العقاب الإلهي، الذي قد يكون بحلول النقمة في الدنيا قبل الآخرة، بأن يحرمنا الله –مثلاً- من هذه النعم والبركات والخيرات التي تفجرت بها أرض هذه البلاد بسبب عدم شكر هذه النعمة، كما قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل، 112].
ومن أصعب نتائج هذه الظاهرة أن هؤلاء التغريبيين الذين قبلو بلعب دور “العميل” والتعاون مع السفارات والقنصليات ومراكز البحوث الغربية ضد بلدانهم؛ أنهم يمثلون خطراً أمنياً محدقاً يهدد استقرارنا السياسي، حيث أصبحوا مجسات ينفذ من خلالهم الأجنبي إلى الداخل السعودي، فهم في النهاية “أدوات للاستعمار طويل الأجل”، وهذه عادة التغريبيين في التاريخ كما لاحظ ذلك رائد العقلانية العربية الأستاذ (جمال الدين الأفغاني) حيث يقول:
(علمتنا التجارب، ونطقت مواضي الحوادث؛ بأن المقلدين من كل أمة، المنتحلين أطوار غيرها؛ يكونون فيها منافذ وكوى لتطرق الأعداء إليها) [الأفغاني، العروة الوثقى، ص59]
وهذه الظاهرة ليست جديدة على التاريخ الإسلامي أصلاً، فقد أخبرنا الله جل وعلا عن كثير ممن هم داخل المجتمع المسلم ويتعاونون مع أعدائه، كما قال تعالى (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التوبة، 47]، ووضح لنا القرآن أنهم يستقوون بالأجنبي خشية على أنفسهم كما قال تعالى (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ) [المائدة، 52]، ووضح لنا القرآن –أيضاً- التركيبة النفعية/البراجماتية لهذه الشريحة، فهم يستقوون دوماً بالطرف الأقوى، وليس لديهم انتماء عقدي حقيقي لمجتمعهم كما قال تعالى (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [النساء، 141]، ونظائر هذه الآيات لا تخفى بإذن الله.
وهذه النظرة ليست خاصة بالإسلاميين، بل كل المفكرين الأحرار في كل الأمم المعاصرة يعتبرون التعاون مع الأجنبي ضد البلد (خيانة وطنية)، ومن المشاهد اليوم أن الليبراليين السعوديين يدفعون اليوم باتجاه تطبيع مفهوم الخيانة الوطنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن توابع ظاهرة (العمالة التغريبية) أنها تمنح تيار (غلاة التكفير والعنف) ذرائع لتعبئة الشباب المسلم ضد مجتمعه، وتصويره بأنه مجتمع فاسد، واستقطابه للأعمال المسلحة، وهذا ليس توقع، بل هذا واقع، فقد زرت وطالعت عدداً من مجلات ومواقع غلاة التكفير والعنف ولاحظت أنهم يحتجون بتصرفات التغريبيين على شرعية جرائمهم، وهذا لا يعني صحة احتجاج الغلاة، ولكن يعني وجوب قطع الطريق عليهم.
ومن أهم جرائم هؤلاء التغريبيين تشويههم لصورة أرض الحرمين وجزيرة الإسلام ومنطلق دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وتوظيف الإعلام الأجنبي لمقالاتهم لتعبئة الرأي العالمي ضد الواقع الشرعي في المجتمع السعودي.
ومن الكوارث التي صنعها هؤلاء التغريبيون أنهم حطموا (الإبداع الثقافي) في السعودية، فالشاب المتطلع للثقافة منذ أن ينتمي إليهم تجده تدريجياً يذبل عنده حس الإبداع، وينمو لديه حس التقليد والتبعية والهزيمة النفسية للأجنبي، ويتحول من عقل يفكر إلى يدين تصفق للغربي فقط، وهذه ليست ملاحظة من جهة الإسلاميين، بل هذه حالة لاحظها مفكرون خارج التيار الإسلامي، ومنهم المؤرخ العروبي المعروف فهمي جدعان، ففي ثنايا تأريخه للفكر العربي المعاصر رمى بملاحظة مليئة بالدهشة، حيث يقول:
(والذي يثير الاهتمام لدى الكتاب التغريبيين -من المصريين خاصة- هذا الانقياد الكامل العجيب للقيم الغربية، وهذا الغياب المطلق لكل روح نقدية بإزاء هذه القيم، فلقد اشتعلت رؤوسهم ذكاء ونقداً للمدنية العربية الإسلامية؛ بينما تقلص هذا الذكاء تقلصاً كاملاً بإزاء المدنية الغربية التي كانت تلاقي في عقر دارها في الفترة نفسها انتقادات لا ترحم) [جدعان، أسس التقدم عند مفكري الإسلام، ص 331، دار الشروق]
ويهمني هاهنا التأكيد على أنه يجب أن لا نبالغ في تقدير حجم الليبراليين والتغريبيين، فهم مجرد “شرذمة” تعاني أصلاً من نبذ اجتماعي، ولن يتم لهم بإذن الله ما يصبون إليه، وقد لاحظت أن التغريبيين والليبراليين يحرصون دوماً على إشاعة انطباعات عن سعة شريحتهم، بهدف كسر المقاومة النفسية لدى المتلقي، وهذا كله تزييف، بل إنني أتوقع لهؤلاء التغريبيين أو الليبراليين (نكبة سياسية) قريبة بسبب اندفاعهم في الاستقواء بالأجنبي وافتضاح عمالتهم لقوى خارجية مشبوهة.
ومن الأمور اللافتة أن التغريبيين يفرحون بوقوع أعمال عنف في السعودية، لأنهم يجدونها فرصة للتأليب على الواقع الشرعي في السعودية، والحقيقة أن هذا أسلوب فاشل، فالناس جميعاً يعرفون أنه لم يقطع فتنة غلاة التكفير والعنف إلا العلماء والدعاة، وليست الصحافة الليبرالية، فعلماء ودعاة أهل السنة هم الذين بينوا ودللوا ونصحوا في دروسهم وخطبهم وفتاواهم عن انحراف غلاة التكفير، وأن أفعالهم تدخل في مفهوم (الفساد في الأرض) الذي ذكره القرآن في بضعة مواضع، بل العلماء والدعاة وقع عليهم من أذى هؤلاء الغلاة أضعاف ما وقع على المجتمع، فأتذكر قبل عدة سنوات أنني تناقشت مع أحد هؤلاء الغلاة، فزودني برابطين، أحدهما عن ابن باز والآخر عن سفر الحوالي، وفيهما من تضليل الشيخين والاستهتار بهما والتلويح بتكفيرهما ما لا تطيقه أقوى النفوس، ولم أكن أتوقع حينذاك أنهم وصلوا إلى هذا المستوى، ولذلك كانت دهشتي عالية، وقلت في نفسي إذا كان هذا قولهم عن الشيخ ابن باز والحوالي فما هو قولهم عن غيرهما؟!
وأما أنجع وسيلة لمقاومة هذه الظاهرة التغريبية فهي بكل اختصار (القرآن)، فهؤلاء التغريبيين حتى لو كان معهم سفارات وقنصليات وبرلمانات غربية، فنحن معنا (القرآن)، والقرآن أقوى من هؤلاء ومن وراءهم، ولذلك قال تعالى لنبيه (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) [الفرقان، 52] وقد نقل أهل التفسير عن ابن عباس أنه قال أي جاهدهم بالقرآن.
وأمر الله أن تكون النذارة بهذا القرآن فقال تعالى:
(وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ) [الأنعام، 19]
وأمر الله أن يكون التذكير بالقرآن فقال تعالى:
(فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) [ق،45]
ولما أرسل الله موسى إلى فرعون وذكر موسى لربه بطش فرعون وجبروته قال له ربه جل وعلا (قَالَ كَلا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ)
[الشعراء، 15].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن وسائل الجهاد بالقرآن أن ينتدب طلبة العلم أنفسهم لعقد الدروس العامة والخاصة على الناس في (تفسير آيات الفضيلة) مثل:
مبدأ القرار (وقرن في بيوتكن)، والحواجز بين الجنسين (فاسألوهن من وراء حجاب)، ومنع إلانة الصوت (ولا تخضعن بالقول)، ومنع التبرج (ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، وضرب الخمر على الجيوب (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، وإدناء الجلابيب (يدنين عليهن من جلابيبهن)، ومنع إبداء الزينة (ولا يبدين زينتهن)، ومنع الأصوات التي توحي بحليهن (ولايضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)، والأمر بغض البصر (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)، وبيان مقصد طهارة النفوس من التعلق بين الجنسين (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)، وتثمين حياء المرأة حتى في مشيتها (وجاءته إحداهما تمشي على استحياء)، وأمثال هذه الآيات العظيمة، وخصوصاً إذا انضم لذلك نظائرها من نصوص السنة مثل جعله -صلى الله عليه وسلم- فتنة النساء هي أضر فتنة، وتحذيره من الدخول على النساء، وقوله الحمو الموت، ومنع سفر المرأة بلا محرم، ومنع التعطر في الطريق، واستشراف الشيطان للمرأة إذا خرجت، وترك النبي مصافحة النساء، وقوله طوفي من وراء الرجال، ومنع الخلوة الخ الخ، وهذه النصوص ونظائرها لو جمعت في رسالة واحدة، ووضعت الدروس في تفسيرها وتوعية الناس بها، وتعميق حضورها في وعيهم، وأن يوضح لهم أن هذه المنظومة من النصوص تتضمن معنى كلي قطعي وهو: أن مقصود الله جل وعلا في العلاقة بين الجنسين هو التحفظ والصيانة وسد الذرائع، ولا يشك في ذلك من يقرأ أمثال هذه الآيات في كتاب الله وهو صادق في طلب الحق.
وفي رأيي أن يجب التركيز على (تفسير آيات الفضيلة) لأن المشروع التغريبي صب وقوده الأساسي في ملف المرأة، فهناك زحف تغريبي منظم لسلخ أحكام القرآن والسنة عن المرأة، واستبدالها بالمفهوم والتصور الغربي عن المرأة ودورها في الحياة، فيجب أن لا نستسلم لهم، ولن يحرقهم مثل عمارة النفوس بالقرآن.
والله تعالى أعلم.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 09:38]ـ
صباح اليوم وصلتني رسالة ايميل بهذه المقالة
ومنذ ان قراءتها وإلى الان وانا اشعر بضيق شديد
في صدري واجد لساني يعجز عن التعليق
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 04:32]ـ
لا شك أن هذا التحليل للمساعي التغريبية يقرُّ بها الجميع
سواءٌ المخالف أو الموافق ..
و هكذا يكون الإبداع ..
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 11:11]ـ
اللهم اكفنا شرهم بماشئت
ـ[أحمد الكويكبي]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 01:02]ـ
أحسن الله إليكم أخي سالم كفاء نقلكم الرائع، و طالما أثلج صدورنا الكاتب أبو عمر - وفقه الله - بجميل طرحه و رائع إفادته.
ـ[الدرة بنت عبدالعزيز]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 02:11]ـ
أطلقتها زفرة قوية بعد أن أنهيت قراءة هذا المقال
اللهم سلم سلم
أإلى هذا وصل بهم المقام
الأمر كعلاج له هو نعم بالقآن
لكن هؤلاء
أليس من حقهم علينا أن نعرف ماهو الدافع النفسي وراء هذا الإنقياد غير المدروس
الأمر ببساطة يحتاج هؤلاء إلى علاج نفسي تشخيصي ليعلموا من هم
ومع من يتعاملون
ويقرأوا الأمور قراءة فاحصة
وبالعامي
ليقيسوا قبل أن يغيصوا
أشكر لك النقل الأكثر من الرائع والمفيد
بارك الله فيك
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 08:03]ـ
اللهم احفظ المملكة العربية السعودية من كل سوء و فتنة
و أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يلعن و يخزي التغريبيين و كل من يخدمهم في بلاد المسلمين
المصيبة كل المصيبة هي عندما يكون الناس أحرص على بلادهم من حكامها ... فنحن نريد الخير لبلادنا لكنا نجد أن بعض المتولين لأمر هذه البلاد هم من يسعى في خرابها و لا حول و لا قوة إلا بالله ..
فاللهم احفظنا من بين أيدينا و من خلفنا و عن أيماننا و شمائلنا واجعلنا اللهم من الشاكرين(/)
حكم قول مبدع ومبدعة
ـ[أحمد المحقق]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 07:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى من المشايخ الفضلاء التكرم بمساعدتي في بحث مسألة لفظية نسمعها كثيراً وهي قول (مبدع ومبدعة) لمن تميز في فعل أمر من الأمور.
مثل قول (أبدعت في اختيار الموضوع) وأبدعت في الرسم مثلاً؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 02:37]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل تقصد الحكم الشرعي أو الحكم اللغوي؟
ـ[أحمد المحقق]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 07:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل تقصد الحكم الشرعي أو الحكم اللغوي؟
في الحقيقة اني وضعت هذا الموضوع في قسم العقيدة لكن الإدارة قامت بنقله إلى قسم اللغة العربية وهي الأدرى بذلك.
على كل حال لا يمنع أن نأخذ الحكم اللغوي حتى نستفيد منكم.
ـ[أشجعي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 06:43]ـ
ما حُكم التسمية بمبدع قطر؟
شيخنا الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك شخص فى منتدى يسمى نفسه مبدع قطر
فهل يجوز التسمية بهذا الاسم.
وفقكم الله لما فيه الخير للمسلمين.
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفقك الله لكل خير.
لا يجوز التَّسَمِّي بذلك الاسم؛ لأنه ليس هو الذي أبْدَع قَطَر!
قال ابن القيم: مُبْدِع الشيء وبديعه لا يصح إطلاقه إلاَّ على الرَّبّ، كقوله: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ).
والإبداع: إيجاد المبدَع على غير مثال سَبق. اهـ.
والله تعالى أعلم.
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=72411
ـ[أشجعي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 06:45]ـ
أنت مُبدع ... !!! وأنتِ مُبدِعة ... !!!
قال ابن القيم – رحمه الله –:
(مبدع الشيء وبديعه) لا يصح إطلاقه إلا على الرب، كقوله: (بديع السماوات والأرض)
والإبداع: إيجاد المبدَع على غير مثال سَبق.
انتهى كلامه – رحمه الله –.
وقال شيخه (أعني شيخ الإسلام ابن تيمية) – رحمه الله – (قال عن رب العزة سبحانه):
مبدعٌ للسماوات والأرض، والإبداع خلق الشيء على غير مثال، بخلاف التولد الذي يقتضي تناسب الأصل والفرع وتجانسهما، والإبداع خلق الشيء بمشيئة الخالق وقدرته مع استقلال الخالق به وعدم شريك له.
وقال – رحمه الله –:
وأما مبدع العالم فهو المبدع لأعيانه وأعراضه وحركاته، فليس له نظير، إذ هو سبحانه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
انتهى كلامه – رحمه الله –.
فالله هو المُبدِع، وأما المخلوق فَمُبْدَع (بفتح الدّال) .............................
تجد باقي مقال الشيخ حفظه الله وأعلى قدره في الرابط أدناه وهو بعنوان: المهندس الإيطالي والإبداع:
http://www.saaid.org/Doat/assuhaim/7.htm
ـ[أشجعي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 06:51]ـ
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4155
ـ[عبدالله بن سعيد]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 08:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول صاحب القاموس المحيط:
(البِدْعُ بالكسر: الأمر الذي يكون أولا) ا. ه.
ويقول:
(و أبدع: أبدأ) ا. ه.
فقولك يا أخانا لشخص أتى بأمر جديد ومبتكر لقد أبدعت لابأس به إن شاء الله تعالى
وهذا غير البدعة بمعناها الاصطلاحي فمعلوم أن معناها: الحدث في الدين بعد الإكمال.
فهذه مذمومة بلا شك لقوله صلى الله عليه وسلم: (وكل بدعة ضلالة)
أما أن تطلق الكلمة في أمور أخرى فهذا لابأس به إن شاء الله تعالى
والله أعلم(/)
خاطرة صوتية ومكتوبة: الهم الأكبر: توحيد الأمة الإسلامية
ـ[مرثد]ــــــــ[20 - Dec-2010, صباحاً 05:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت في مكان عام، وكنتُ مُلزماً بالانتظار، وأثناء مطالعتي لكتاب (الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم) للدكتور القرضاوي، جاش الخاطر بهذه الكلمات، ولم أحمل هذه المرة قلماً لأسطرِّها، فوجدتُ “مسجل الصوت” في جوالي قد أدى المهمة!:).
يمكنك الاستماع لها من هنا ( http://www.archive.org/details/MarthadsBlog_001)
تحميلها من هنا ( http://ia700200.us.archive.org/12/items/MarthadsBlog_001/blog001.mp3)، أو قرائتها مكتوبة ..
–
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كثير من الإخوة والأخوات المتحمسين ينعتون الغرب بأنهم إخوان القردة والخنازير، وأنهم ليس لهم كرامة، ينعتونهم بإخوان البقر وعباد الصليب .. إلخ، وينسون أن لهم [محاسن]، كما أن لهم عيوباً، لهم العيب الأكبر: وهو التجرد عن عبادة الله سبحانه تعالى، فلهم ميزات. حينما نتكلم عن هذا نتكلم لأمرين:
الأمر الأول: لكي ننصفهم (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا)
الأمر الثاني: أن نتعلم منهم.
كثير يقولون: “هؤلاء إلى النار وبئس المصير”، ولا يبذلون الجهد في دعوتهم، ولا يبذلون الجهد في الاستفادة مما عندهم.
لذلك حينما قال سيدنا المستورد بن شداد [رضي الله عنه] في الحديث الذي رواه مسلم [2898]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لا تقوم الساعة إلا والروم أكثر أهل الأرض»، الروم: يعني الغرب بالنسبة لنا، فقال سيدنا عمرو بن العاص [رضي الله عنه]: يا مستورد أنظر ماذا تقول؟!
فقال: أقول ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فقال: حسناً إذن اسمع! يريد سيدنا عمرو بن العاص، وهو الذي عاصرهم وعاركهم، أن يبيِّن أن هذا لم يأت من فراغ، وإنما كان لأمور، فقال اسمع!
قال: «إنَّهم أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة» لا تحدث لهم مصيبة إلا ويفوقون بعدها مباشرة، «وأعطفهم على مسكين ويتيم، وأمنعهم لظلم الملوك»، هذه الثالثة، وأما الرابعة «فإنهم أسرعهم كرة بعد فرة»، والحروب الصليبية مثال على ذلك، و [الأمر الخامس: أحلم الناس عند فتنة] “1
“1? نص الحديث كما جاء عند مسلم برقم (2898): “قال المستورد القرشي، عند عمرو بن العاص:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” تقوم الساعة والروم أكثر الناس ”. فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة. وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة. وأوشكهم كرة بعد فرة. وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف. وخامسة حسنة وجميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك ” الجامع بين الصحيحين 1/ 98.
كما يقول الدكتور القرضاوي أنَّ مشكلتنا -نحن- أننا مشغولون بأمور بسيطة، بمعنى أننا .. وأقرأ لكم من كتابه [الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم ص91]: «إذا فرغت الأنفس من الهموم الكبيرة، اعتركت على المسائل الصغيرة، واقتتلت -أحياناً- فيما بينها على غير شيء ..
إن من الخيانة لأمتنا اليوم أن نغرقها في بحر من الجدل حول مسائل في فروع الفقه أو على هامش العقيدة، اختلف فيها السابقون، وتنازع فيها اللاحقون، ولا أمل في أن يتفق عليها المعاصرون!
[إنه] من الواجب على الدعاة والمفكرين الإسلاميين أن يشغلوا جماهير المسلمين بهموم أمتهم الكبرى.
.. إن العالم يتقارب بعضه من بعض على كل صعيد، رغم الاختلاف الديني، والاختلاف الإيديولوجي، والاختلاف القومي، واللغوي والوطني والسياسي.
لقد رأينا المذاهب المسيحية – وهي أشبه بأديان متباينة – يقترب بعضها من بعض ..
بل رأينا اليهودية والنصرانية – على ما بينهما من عداء تاريخي – يتقاربان ويتعاونان في مجالات ..
أما أوروبا التي .. » هذه فقرة تهمنا الذي يسبُّ الغرب، ويتّهمُهم اسمع ماذا يقول الدكتور القرضاوي ولا يزال الحديث له ..
«أما أوروبا التي مزقتها الحروب والصراعات والنزاعات القومية والإقليمية والسياسية والإيديولوجية -أي العقائدية -، فهي اليوم تقترب حتى يوشك أن تكون دولة واحدة تذوب بين أقطارها الفواصل والحدود». انتهى كلام الدكتور. وهذا ما كان يقوله [بعض الأوربيين]، يقول لي هذا! عملتهم موحدة، يستطيعون أن يسافروا، كأنها دولة واحدة، بعضهم كان ألمانياً يدرس في النمسا، أقول له كيف تذهب؟ يقول: [أوروبا أصبحت كأنها دولة واحدة]!
نحن كأمة إسلامية، وكشعب عربي، نحتاج أن نكسر بيننا هذه الحواجز، أن نزيلها ..
بيننا اختلافات؛ لكن بيننا اتفاق أكبر. قد نختلف في مسألة، في مسائل، في عشرات الآلاف من المسائل، ولكننا متفقون في أضعافها!
يعني كان يقول الدكتور [القرضاوي] أن هذه المسائل لم يحسمها نص، إذن كيف نحسمها نحن إذا لم يحسمها النص؟!
نحن بحاجة لأن نشغل الأمة بأمور كبرى، وأن نبيِّن لها أن الخلاف في الأمور الصغيرة قد يكون موجوداً لكنه أنه لا يفسد للقضايا الكبرى وداً.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المشغولين بهموم الأمة الكبرى، من المتّحدين، وأن يُصَفِّيَ قلوبنا، وأن يرضى عنا، وأن لا يجعل في قلوبنا غلاً لأحد، آمين وصلى الله على نبينا محمد ..
marthad.wordpress.com (http://marthad.wordpress.com)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن الغريب]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 02:12]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو العيناء الغريب]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 03:54]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 12:49]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مرثد]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 05:14]ـ
جزاك الله خيراً
وجزاك أخي الكريم على زيارتك وتشجيعك
ـ[مرثد]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 05:14]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
وفيكم بارك الله ونفع بكم
ـ[مرثد]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 05:15]ـ
جزاك الله خيرا
أكرمك المولى أخي الفاضل(/)
فصل في علم الغيب انواعه ومن هم الذين سمح الله لهم ان يطلعوا على جزء منه.
ـ[باب الحكمة]ــــــــ[20 - Dec-2010, صباحاً 11:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل في علم الغيب انواعه ومن هم الذين سمح الله لهم ان يطلعوا على جزء منه.
وهذا هو عنوان حلقة اليوم الحديث عن علم الغيب من القرآن الكريم, فما احوجنا ان نحيط به علما حتى لا نقع في الكفر والشرك بالله في قدرة من قدراته ونعتقد ان هناك من يملك الاطلاع عليه الا بمقدار لان الله قدر كل شئ ومحيط بكل شئ.
وسبب الحديث عن علم الغيب وما احيط به هو ما نراه اليوم من تنجيم وفتح بالفنجان والودع والسحر والطالع وغيرها من فنون الدجل التي اصبحت مهنة مربحة للكثيرين وطريقة لكسب العيش, والغريب ان وقودهم اناس من مجتمعاتنا ويعيشون بيننا ويدينون بديننا وليس غرباء يقطنون كواكب اخرى!!
ولقد جاء في الحديث عن هاؤلاء الذين يقصدون هذه الفئة ويصدقونهم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
وبهذا كفر بالله وكتابه الذي انزل على رسول الله وبنبوة رسول الله ورسالته عليه الصلاة والسلام.
وعلم الغيب هو قدرة من القدرات التي لا تنبغي الا لله سبحانه تعالى عما يشركون ويدعون, وهي قدرة حاول الكثير من الجن والانس نسبها لهم بانهم يتطلعون الغيب ويعرفون مصير الناس واحوالهم ومستقبلهم وما سيحصل معهم او من اذاهم, ولا يعلم من يقصدهم حكم الدين في التعامل معهم ولا يعلم ماذا فعل بقبوله لهذه الاكاذيب ولا يعلم حجم المصيبة التي جائها بنفسه لانه خرج بهذا عن الايمان وعن عبادة الرحمن الذي هو الملجئ والمفر الوحيد له وعنده الشفاء والحلول والخلاص الذي هو اولى ان يقصد, الا ان الكثيرون آثروا ان يلجؤوا لغير الله وبهذا جعلوا من هاؤلاء المشعوذين ندا لله او اعتقدوا انهم اولياء لله وحاشا لله ان يتخذ ولدا او شريكا في الملك او شريكا في القدرات التي لا تنبغي الا لعظمته او وليا من الذل فهو الغني عن خلقه جميعا فكيف لولي من اولياء الله ان يكذب على الله ويضلل عباده ويدعي علم الغيب الذي ذكره الله في كتابه العزيز انه خاصته وقدرة من قدراته.
ولقد جاء في كتاب الله العزيز توضيحا ان الغيب الذي كان يطلع الله عليه رسله كان بواسطة الوحي, وهو الغيب الذي اراد لله لرسله ان يصل اليهم, وهذا دليل على ان العلاقة بين الله سبحانه وتعالى وبين ورسلة كانت بالوحي, والوحي لا يتصل الا برسل الله الذين ارسلهم وذكرهم بالقرآن ولقد ارسلوا للانس والجن معا كما سيأتي معنا ولقد توقفوا بامر الله وذلك في قوله تعالى:
ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون سورة آل عمران - آية 44
تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين
سورة هود - آية 49
ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون
سورة يوسف - آية 102
اذا علمنا ان الغيب الذي سمح به الله سبحانه وتعالى لا يكون الا بالوحي.
من يعلم الغيب:
الغيب لا يعلمه الا الله وحده ولقد قسمه الى قسمين فمنه غيب بينه وبين رسله وذلك في قوله تعالى: ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء (اية الكرسي – سورة البقرة) وهذا دلالة على انه هو الذي يطلعهم على ما شاء من علمه اي رسله الذين ارتضاهم, وغيب لا يطلع عليه احدا وذلك في قوله تعالى:
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين سورة الأنعام - آية 59
قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايان يبعثون سورة النمل - آية 65
ويقولون لولا انزل عليه اية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا اني معكم من المنتظرين سورة يونس - آية 20
علم الغيب صفة من صفات الله وقدرة من قدراته سبحانه كما جاء في قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو الذي خلق السماوات والارض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير سورة الأنعام - آية 73
يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبانا الله من اخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون سورة التوبة - آية 94
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
سورة التوبة - آية 105
عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سورة الرعد - آية 9
عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون سورة المؤمنون - آية 92
هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم سورة الحشر - آية 22
قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون سورة الجمعة - آية 8
عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم سورة التغابن - آية 18
ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم سورة السجدة - آية 6
وقال الذين كفروا لا تاتينا الساعة قل بلى وربي لتاتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين سورة سبأ - آية 3
قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون
سورة الزمر - آية 46
هل الانبياء يعلمون الغيب؟:
نذكر الايات التي ورد فيها ان الله سبحانه وتعالى لا يطلعهم على الغيب متى شاؤوا بل متى شاء سبحانه والايات جائت على لسان رسله يقروون انهم لا يعلمون الغيب:
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 179
قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والبصير افلا تتفكرون
سورة الأنعام - آية 50
قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون سورة الأعراف - آية 188
ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك ولا اقول للذين تزدري اعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله اعلم بما في انفسهم اني اذا لمن الظالمين سورة هود - 31
وفي هذا دليل على انهم اي رسل الله لا يعلمون الغيب كامله وهم عباد الله الذين اصطفاهم ليبلغوا دينه وهم خيرة خلقه, فكيف يعلمها اذا بشر عاديين لا يملكون اي مكانة عند الله, وهل يعتقد احدا ان هناك عبد من عباد الله قد يعطيه الله هذا العلم وهذا الشرف وهذه القدرة التي لم يعطيها للانبياء, ولقد ذكرنا ان هناك غيب اراد الله ان يطلع عليه رسله بالوحي ولا يستطيعون ان يتكلمون بالغيب ويردوا على كل ما يسالوا عنه بل كانوا ينتظرون اوامر الله ليطلعهم على ما ارتضى ان يطلعوا عليه؟
فيطلع الله على غيبه الذي اراد الله له ان يصل الى الرسل بقصد التبليغ لمنفعة او تحذير كما ذكر عن صفات الدجال او عن علامات القيامة وغيرها من الاحوال التي تثبت نبوتهم, فنقول هي علوم سمح بها الله ولكن عن طريق الوحي ولرسله الذين يحملون رسالته لخلقه جميعا وبها يثبتوا معجزاتهم انها علم من الله وانهم رسل الله وان هذا العلم الغيبي الذي يبلغونه لخلقه انما هو علم الله وحده, فقد علموا اشراطها اي علاماتها الا انهم لم يعلموا ايان مرساها لان قيام ساعة لا يعلمه الا الله وحده فهي بعض من غيبيات الله التي لا يطلع عليها احد:
عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا سورة الجن - آية 26 وهنا جاء الجواب مشروطا وبالاسباب التي ارادها الخالق سبحانه وتعالى:
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا 26 إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا 27 لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا 28
(يُتْبَعُ)
(/)
يتسائل المولى عز وجل في كتابه الكريم لمن اعتقد الاخرين ان هذ العبد من عباده او قوم من عباده قد يستطيعون الاطلاع على علم الغيب ولقد ذكرها في الايات التالية:
اطلع الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا سورة مريم - آية 78
ام عندهم الغيب فهم يكتبون سورة الطور - آية 41
اعنده علم الغيب فهو يرى سورة النجم - آية 35
ام عندهم الغيب فهم يكتبون سورة القلم - آية 47
هل الجن تعلم الغيب؟:
نبداء بهذه الاية الكريمة التي تتكلم عن علاقة الجن بسيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام:
فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تاكل منساته فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين سورة سبأ - آية 14
هذه الاية من كتاب الله والتي تذكر قصة الجن بسيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام اي انهم في زمن نبي الله سليمان لم يكونوا يعلمون الغيب فكيف لهم ان يعلموه بعد نزول القرآن الكريم وهذا باعتراف الجن ان السماء قد ملئت بالحرس الشديد والشهب وان مقاعد سمعهم لم تعد:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)
وهذا دلالة على علم الجن بنزول القرآن الكريم والذي وصفوه كما جاء بالايات التالية والتي تذكر ايضا كل اكاذيبهم واقواويلهم على الله وعن علاقتهم بالانس انهم كانوا لا يزيدون الانس الا رهقا, وردا على ادعائهم انه لن يبعث الله احد بعد عيسى عليه الصلاة والسلام, فوصفوا القرآن الكريم بهذه الاية:
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
واعترفوا باكاذيبهم وعلمهم الخاطئ:
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)
واعترافهم بان اخبارهم كاذبه بأن الله لن يبعث رسولا بعد عيسى عليه الصلاة والسلام:
وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)
لقد تقولوا على الله الاقاويل فنسبوا له زوجة وولدا وانهم كانوا يكذبون على الله الكثير من القصص والروايات فجاء القرآن الكريم ليفندها ويرد على اكاذيبهم وبهذا كان القرآن يرد على الجن والانس فيما نسبوا لله وقالوا عنه اشياء لا تنبغي لوجهه الكريم.
وهنا يعترفون بان السماء اغلقت عليهم ينزول القرآن الكريم ولم يعد لهم مكان منها ليسترقوا السمع ومن حاول منهم تنتظرة الحراسة المشددة والشهب المرصودة لهم:
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)
هنا نصل الى مرادنا من هذه الحلقة وهو ان نلمس وبعلم الايات الدالة على ان علم الغيب الذي سمح الله به توقف عند توقف الانبياء والرسل صلى الله عليهم وتوقف عند خاتم الانبياء والرسل محمد عليه الصلاة والسلام, وانه ليس هناك من بعده من يتلقى الوحي ليطلع على الغيب والكل يعرف ان اخر عهد الوحي بالارض كان بوفاة رسول الله الكريم.
وبهذا ردا على الدجالين المشعوذين الذين يضللون الناس بكذبهم على الله وعلى الناس ويقودونهم للشرك به انهم يعلمون الغيب, وبما ان الجن والانس مجبرين على ان يقولوا للناس من اين يأخذون معلوماتهم ومن اين يتزودوا بها, فسيقولون لك وهم يكذبون انها من غيب الله اطلعهم عليها, او انهم اولاياء لله ويملكون حق الحصول على هذه العلوم وبهذا يعودون مجبرين ليعترفوا وليذكروا ان الله سبحانه وتعالى وحده من يملك علم خلقه ومصيرهم وبهذا تكون الجن والانس ما زالت مستمرة بالكذب على الله وانهم ينسبون لانفسهم درجة القربة من الله فكيف يكون عبدا مقربا من الله ويقر ويؤمن بان علم الغيب لا ينبغي الا لله عز وجل ويكذب على عباده, وهم ايضا يعلمون ان علم الغيب الذي سمح به الله لا يكون الا بالوحي فهل الجن والانس بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ما زالوا يتلقون وحيا من الله وهل هم رسل الله والرسول الكريم هو خاتمهم.
اما الرؤية الصالحة فهي بشارة او تحذير من الله وهي من الغيب الذي يطلع الله عليه عباده مباشرة وهذا لا يعتبر وحيا ولا يستطيع احد ان يدعي انه يرى منامات لغيره ويخبرهم باحوالهم, وللرؤيا شروطا واعتبارات فهي شهادة صلاح بحق من يراها وهي ما بقى من المبشرات وهي ليس شهادة نبوة ولا جزء من النبوة بل هي تصديق لصفات الانسان بالصلاح على منهاج النبوة.
انتهى بفضل الله.
العبد الفقير الى الله
باب الحكمة(/)
لا يا أبا عبد الرحمن! مذهب الواقفة ليس مذهب الصحابة الكرام رد للشيخ عبدالله العنقري
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 01:56]ـ
لا يا أبا عبد الرحمن! مذهب الواقفة ليس مذهب الصحابة الكرام
كتبه: د. عبد الله بن عبد العزيز العنقري حفظه الله (*)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد ...
فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في جريدة الجزيرة، في العدد (13921) بتاريخ 3 - 12 - 1431هـ في رده على فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك، واستغربت ما اختاره أبو عبد الرحمن بن عقيل من ترجيح أنّ الصواب هو ما قالت به الواقفة في أمر القرآن!.
ولم تكن الغرابة مقصورة على كون الحق على خلاف ما قالته الواقفة فحسب، بل كانت الغرابة أعظم في نسبته هذه المقولة إلى أصحاب نبينا.
وقبل الدخول في مناقشة ما قال أبو عبد الرحمن وفّقه الله لكل خير، فإنّ من المهم التأكيد على أنّ قول أهل السنّة بأنّ القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق من أعظم أمور الاعتقاد جلاءً ووضوحاً، لأنّ عناية أئمة السنّة ببيان هذا الاعتقاد لم تكن محصورة في تدوينه في المصنّفات، بل كان اعتقادهم في القرآن مصحوباً بالتطبيق الواقعي الذي رسّخه في القلوب، إذ تحمّلوا رضوان الله عليهم بسبب اعتقادهم في القرآن أشد أنواع الابتلاء؛ بما يمكن معه القول: إنهم لم يُمتحنوا في شيء من اعتقادهم، كما امتُحنوا في اعتقادهم في القرآن، فجلَّوا أمر الاعتقاد فيه بالكتابة المسطورة والمواقف المشهودة المشهورة، وكلامهم أوسع من أن نستقصيه في عجالة كهذه.
وقد رمى أبو عبد الرحمن من قال بالقول المقرر عند أهل السنّة بعبارات شديدة، من أعجبها أنّ مستند القائلين به مجرّد التقليد، وأنه قول من قفا ما ليس له به علم! جازماً بأنّ السلف الأول لم يصح عنهم كلمة واحدة في الموضوع، وأنّ الأمر إنما ورد عن سفيان الذي لم يدرك من الصحابة أحداً! كما أنّ أبا عبد الرحمن أيضاً نسب القول بالوقف إلى مَن لم يكن من القائلين به أصلاً، بل قال بمسألة أخرى غير الوقف، كما يأتي إيضاحه بعون الله في آخر المقالة، وكل ذلك مما يُستكثر من مثل أبي عبد الرحمن؛ لما تضمّنه من مجانبة بينة للمنهج العلمي السليم الذي ينبغي للباحث أن يجعله نصب عينيه.
ومرادي هنا أن أناقش الشيخ فيما كتبه من خلال أمور أربعة آمل أن يجيب عنها بالأسلوب اللائق بالعلم وأهله، دون اللجوء إلى العنف في الرد، أو السخرية أثناء العرض، فإنّ ذلك مما لا يعجز عنه أحد، وهو بكتّاب المقالات الساخرة أولى من أهل العلم والبصيرة، وذوي السّنّ والتجربة.
وأنبّه من الآن إلى أني أقتصر عند عزو ما أنقل إلى مرجع واحد غالباً، من باب الاختصار. كما أني - وطلباً للاختصار - لن أناقش جميع ما ذكره أبو عبد الرحمن؛ لئلا يطول الرد، بل سأقتصر إن شاء الله على الأمور الأربعة الآتية:
الأمر الأول
ألم تكن مقالة الوقف في القرآن من اختراع الجهمية في أصلها؟
لا شك أنّ القائلين بالوقف لا يروون حرفاً واحداً عن الصحابة أو التابعين بلزوم الوقف، بخلاف علماء السنّة الذين سننقل بحول الله جانباً من أدلّتهم الجلية على ما قالوه من وجوب الجزم بأنّ القرآن منزل غير مخلوق.
وهنا يجيء هذا السؤال المهم: فمن أين جاءت مقالة الواقفة إذاً؟
فيقال: من المعلوم أنّ القائلين بخلق القرآن لما ضعفت شوكتهم وانتهت فترة تسلُّطهم بانتهاء خلافة الواثق سلكوا مسلكاً جديداً يعتمد إخفاء حقيقة مذهبهم، بادعاء أنهم تركوا الخوض في مسألة القرآن بالكلية، فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق، مع بقائهم في واقع الأمر على مقولتهم السابقة، والتي لم يعد بإمكانهم الجهر بها، بعد أن رسخ في الأمة قول أهل السنّة بفضل الله ثم بصمود أئمة السنّة وتحمُّلهم عظيم الابتلاء في ذلك السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا لجأت الجهمية إلى الحيلة الماكرة بادعاء أنهم يقفون في أمر القرآن ورعاً وخوفاً من الله بزعمهم، فتلقف هذه المقولة بعض المحدّثين، ممن لم يتفطن لحيلة الجهمية، وظنوا أنّ هذا هو السبيل الذي يقتضيه الورع والخوف من الله، أما أئمة السنّة من ذوي البصيرة بمسألة القرآن، والبصيرة أيضاً بمقالة الجهمية فقد تفطّنوا للأمر تماماً، ولذا قال الإمام أحمد عن الجهمية كما عند الخلال (1782): «استتروا بالوقف».
وقال مقارناً بين الواقفة والجهمية الأوائل كما عند الخلال (1799): «الجهمية قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: إنا لا نتكلم، استمالوا العامة، إنما هذا يصير إلى قول الجهمية».
وقال أيضاً كما عند الخلال (1797) عن القائلين بالوقف: «كلام سوء، هو ذا موضع السوء وقوفُه، كيف لا يعلم؟ إما حلال وإما حرام، إما هكذا وإما هكذا ... إنما يرجعون هؤلاء إلى أن يقولوا: إنه مخلوق، فاستحسنوا لأنفسهم فأظهروا الوقف».
وهكذا قال العمري، كما عند اللالكائي (527): «الذي لا يقول إنه غير مخلوق فهو يقول مخلوق، إلا أنه جعل هذه سترة يستتر بها».
وبه نعلم أنّ الجهمية أظهرت في الناس هذا القول من باب التقية والخديعة، وإلاّ فقولهم معروف، إبان قوة شوكتهم، حين امتحنوا علماء الأمة محنة عظيمة سجنوا فيها وضربوا وقتلوا، حتى إنهم في خلافة الواثق كانوا لا يُخلِّصون الأسير المسلم من يد العدو إلا بعد أن يمتحنوه بمقولتهم الباطلة في القرآن، فإن أقرّ خلّصوه، وإن أبى تركوه في يد العدو! كما ذكر الطبري في أحداث عام (231) من (تاريخه 5/ 285)، ثم بعد كل هذا أظهروا هذه المقولة حين ضعف أمرهم، مصانعة وتقية ليس إلا.
ومن أوضح الأدلة على ذلك أنّ زعيم الواقفة في زمن الإمام أحمد هو محمد بن شجاع الثلجي، تلميذ بشر المريسي إمام المريسية ذات المقالات الرديئة، لا في مسألة القرآن فحسب، بل في أبواب كثيرة من أبواب الاعتقاد.
وكان ابن الثلجي يسمى (ترس الجهمية) كما ذكر ابن تيمية في (التسعينية 1/ 344) وأصوله أصول جهمية، كما لا يخفى على من عرفه.
ولذا فإنه عندما أوصى نص في وصيته بالثلث على الآتي: «ولا يُعطى من ثلثي إلا من قال: القرآن مخلوق»! (تهذيب التهذيب لابن حجر 9/ 221).
فتبيّن بذلك أنّ قول الواقفة في أصله قول للجهمية، ولذا ذكر أحمد أن الجهمية ثلاث فرق، ذكر منها فرقة تقول: «القرآن كلام الله وتسكت» كما في كتاب (سيرة الإمام أحمد، لابنه صالح (ص72)).
وإنما ركّزت هنا على كلام أحمد؛ لأنه إمام أهل السنّة في وقته الذي صمد للقائلين بخلق القرآن، وعرف حقيقة قولهم وناظرهم وتحمّل في ذلك ما لا يخفى على من عرف تاريخه.
وبناءً على ذلك وجب على أحمد وعلى غيره ممن عرف الأمر على جليته تحذير الأمة من هذه الخديعة، نصحاً لأئمة المسلمين وعامتهم؛ لأنّ الوقوف كان باباً خطيراً تدخل منه الجهمية إلى مرادها.
أما من وقف من المحدِّثين الذين لم تتبيّن لهم حقيقة المسألة فالأمر فيهم كما قال الدارمي حين ذكر أنّ من أكبر ما احتج به الواقفة أن من المحدّثين من قالوا بالوقف، وأجاب بأنّ هذه الأغلوطة التي ذكرتها الجهمية لما وقعت في مسامع هؤلاء لم يتفطنوا لها، أما غيرهم من أهل البصر بالجهمية وبمرادهم، ممن جالسهم وناظرهم فصرحوا على علم ومعرفة أنّ القرآن غير مخلوق، والحجة إنما هي بالعارف بالشيء لا بالغافل عنه، القليل البصر به، فإن يكن الواقفون من المحدثين إنما جبنوا عن قلة بصيرة، فقد اجترأ أولئك الأئمة وصرحوا ببصيرة، وكانوا من أعلام الناس، وأهل البصر بأصول الدين وفروعه. (ينظر الرد على الجهمية ص (196)).
وقال ابن تيمية في (الفتاوى 2 - 477) أثناء كلامه عن موقف السلف من الجهمية: «السلف والأئمة أعلم بالإسلام وبحقائقه، فإن كثيراً من الناس قد لا يفهم تغليظهم في ذم المقالة حتى يتدبرها، ويرزق نور الهدى، فلما اطلع السلف على سرِّ القول نفروا منه».
فهذه حقيقة القول بالوقف في القرآن، في أصل نشأته، وهدف من أثاره، وسبب وقوع بعض المحدثين، ممن لم يكن جهمي الأصول في التورط به.
فهل يستحق قول بهذه المثابة التي بيّنّا أن ندافع عنه ونتبنّاه بعد أن مضى عليه (12) قرناً توالى علماء الأمة على دحضه ورده؟
الأمر الثاني
(يُتْبَعُ)
(/)
أنّ جملة مما ذكر أبو عبد الرحمن في شأن الروايات الواردة عن السلف في هذه المسألة غير صحيح البتة، والبرهان على ذلك موجود في الروايات.
فقد أطلق غفر الله له عدة أحكام أسوق أهمها، متْبعاً كل حكم منها التعقب عليه فيما يأتي:
1 - ذكر أنّ السلف الأول لم يصح عنهم كلمة واحدة في الموضوع، وأنّ الخبر إنما ورد عن سفيان الذي لم يدرك من الصحابة أحداً.
هكذا صوَّر أبو عبد الرحمن المسألة: كلمة فاه بها رجل بعد أن انخرم جيل الصحابة! فبداية الجزم بأنّ القرآن غير مخلوق إنما كان اجتهاداً من سفيان، دون أن يحدد (ابن عيينة أو الثوري).
والحق أنّ الأمر قبلهما بدهر، حيث ثبت عن علي بن الحسين زين العابدين أنه سئل عن القرآن فقال: «ليس بخالق ولا مخلوق، وهو كلام الخالق». كما في (الأسماء والصفات: (534) للبيهقي، وغيره).
وعلي هذا قد روى عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، كما في (تهذيب التهذيب 7 - 304)، بل إنه مات عام (93) كما في التقريب (3715) وجيل الصحابة لمّا ينقض بعد، وبين وفاته ووفاة سفيان بن عيينة أكثر من (100) عام، كما أن بين وفاته ووفاة سفيان الثوري (68) عاماً.
و ثبت عن جعفر بن محمد حفيد علي مثلما ثبت عن جده، عند البيهقي في (الأسماء والصفات 536، 537) وجعفر أيضا قبل السفيانين.
وسأورد إن شاء الله ما هو أهم من ذلك كله عند الكلام على ما يعد اتفاقاً عامّاً على المسألة عند الأمة في رواية عمرو بن دينار التي حكت حقيقة قول السلف من الصحابة ومن بعدهم.
2 - ذكر أن كل ما ورد عن الصحابة في المسألة لا يصح، وأنهم لم يقولوا فيها كلمة واحدة، ثم جزم بتكذيب ما ورد عن ابن عباس في تفسير قول الله عن القرآن في أول سورة الكهف ?الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا? (الكهف:1) حيث قال: «غير مخلوق» واحتج على بطلانه أيضاً بأن الآية الثانية من السورة فيها ما يدل على خلاف هذا التفسير.
والذي ذكره غير واحد عن ابن عباس هو في تفسير آية (الزمر:28) ?قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ?، وأشار البغوي في (التفسير 5/ 143) إلى أنّ الرواية وردت بذلك عن ابن عباس في هذه الآية، لا في آية الكهف.
وجزْم أبي عبد الرحمن بكذب المروي عن ابن عباس غريب، فإنّ الخبر رواه الآجري (160) وليس في رواته عنده من رمي بالكذب، وإن كانت الرواية فيها راوٍ ضعيف، والفرق كبير بين رمي الراوي بالكذب، ووصفه بالضعف.
خاصة وأنّ الرواية بذلك جاءت عن ابن عباس من طُرُق، كما ذكر الأصبهاني في (الحجة 1/ 227) وكما نبّه البيهقي حين أشار إلى بعض طرقه في (الأسماء والصفات: 518) والخبر الذي يُروى من طرق لا بد من الوقوف على طرقه كلها، حتى يُجزم بالحكم عليه، فقد يُروى من طريق يصح به الخبر، لا سيما وأنّ إمام المحدثين أحمد بن حنبل لمّا بلغه هذا الخبر كتب إلى أحد رواته بإجازته فأجازه فسُرّ أحمد، وقال: كيف فاتني عن عبد الله بن صالح هذا الحديث؟ كما في (الشريعة للآجري (160)).
ومما ورد عن الصحابة في المسألة قول علي رضي الله عنه - حين لامه الخوارج في أمر التحكيم -: «ما حكّمت مخلوقاً ما حكمت إلا القرآن» (رواه اللالكائي 730، 731) وقال البيهقي حين رواه في (الأسماء والصفات: 525): «هذه الحكاية عن علي رضي الله عنه شائعة فيما بين أهل العلم، ولا أراها شاعت إلا عن أصل».
وهذا يؤكد على أمر التأني في إطلاق الحكم على الروايات، مع أني لا أريد الدخول في الحكم على أسانيدها فذلك يحتاج إلى دراسة مفصَّلة في مناسبة غير هذه، غير أني أحببت التنويه إلى أمر التريث في الحكم، خاصة في رمي الرواة بالكذب فإنّ أمره عظيم، وقد يسأل الله عنه قائله حين يخاصمه من رماهم به بين يديه تعالى.
3 - ذكر أبو عبد الرحمن أنّ القول بالوقف هو الذي سار عليه الصحابة رضي الله عنهم، في الوقت الذي أكد فيه أن المسألة برُمّتها لم تحدث أصلا إلا بعدهم!
وهذا مستدرك من وجوه، منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- أن على من ينسب إلى الصحابة قولاً ساروا عليه - بهذا الإطلاق - أن ينقل عنهم ما يدل عليه من صريح قولهم، وقد قدّمنا أن القائلين بالوقف لا يمكنهم أن يرووا عن الصحابة حرفاً واحداً يدل على قولهم بالوقف، وأبو عبد الرحمن نفسه ذكر أن المسألة لم تحدث إلا بعدهم، فكيف إذاً ساروا على هذا القول؟ وقد تقدم أن مقالة الوقف إنما نشأت متأخرة، على يد الجهمية، كما نقلنا عن أحمد وغيره.
ب- إن قيل: فهل يروي القائلون بأن القرآن غير مخلوق عن الصحابة شيئاً يبيّن ما الذي ساروا عليه؟
فالجواب أنهم يروون روايات ذكرتُ بعضاً قليلاً منها، فينبغي لمن أراد الخوض في هذه المسألة أن يدقق فيها ولا يغفلها.
فإن ادعى ضعفها فليبرهن على ذلك، مستنداً إلى قواعد المحدِّثين المعروفة في التصحيح والتضعيف، مجيباً على كل ما ورد في هذا الباب.
ولو فرضنا أنه برهن على ذلك فلا بد له من النظر في الروايات العامة التي وردت عن الصحابة بشأن القرآن، والسبب أن التابعين - وهم تلامذة الصحابة وأعرف الناس بمنهجهم - قد استنبطوا من تلك الروايات قول أصحاب نبيهم في المسألة حين وقعت.
ومن أظهر ما يجلي ذلك -ويجلي حقيقة موقف الصحابة- ما ثبت بسند صحيح عن تلميذ الصحابة الجليل عمرو بن دينار عند (الدارمي في الرد على الجهمية (344) وغيره) أنه قال: «أدركت أصحاب النبي فمن دونهم منذ سبعين سنة يقولون: الله الخالق، وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله، (منه خرج)، وإليه يعود».
فتأمّل كيف قرن الصحابة رضي الله عليهم بين حقيقتين كبيرتين، الأولى: أنّ القرآن كلام الله، مضافاً إليه وحده؛ لأنه منه خرج، أي هو المتكلم به كما فسره الإمام أحمد في (السنّة للخلال (1859))، ثم أوضحوا الحقيقة الثانية، وهي أن كل ما سوى الله فهو مخلوق، ولا ريب أن ذلك يقتضي أن القرآن غير مخلوق، لأن القرآن (من الله)، وليس من الله شيء مخلوق قطعاً.
فهذه العبارة العظيمة التي نقلها عمرو بن دينار عن الصحابة بالصيغة الدالة على أنهم كانوا ينشرونها في الأمة قد رسمت للتابعين منهجاً واضحاً انطلقوا منه، حين ظهرت مقالة الجهمية الشنيعة في القرآن، فلم يتردد التابعون في ردِّها، انطلاقا مما كان يقرره لهم أصحاب محمد، فقال تلميذ الصحابة الجليل أبو عبد الرحمن السلمي كما في (الأسماء والصفات للبيهقي (504) وغيره): «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه، وذلك أنه (منه)». يعني القرآن.
فجعل الفرق بين كلام الخالق وكلام المخلوق كالفرق بين الله وبين المخلوقين، ثم أوضح أن السبب في ذلك هو أن كلام الله (من الله)، فصار بالمقام الذي لا يمكن أن يُقارَن بينه وبين كلام المخلوقين، فكما أن الرب الذي قاله لا يقاس بالمخلوقين فكذلك لا يقاس كلامه تعالى بكلامهم.
وقد ركّز كثيرون من علماء الأمة على هذه الحجة المستمدة من كلام الصحابة رضي الله عنهم، فكان علماء مدينة النبي يقولون: «القرآن من الله، وليس (من الله) شيء مخلوق» كما رواه (اللالكائي (478)).
وجاء هذا عن غير واحد من أهل العلم كمحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة فيما رواه اللالكائي (474) وحجاج الأنماطي كما في (السنة للخلال (1932)) وغيرهم من أهل العلم.
وقرّر وكيع بن الجراح ذلك مقروناً بدليله من القرآن، فقال كما عند اللالكائي (359): «من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئاً من الله مخلوق» فسُئل: من أين قلتَ ذلك؟ فقال: «لأنّ الله تبارك وتعالى يقول ?وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ? (السجدة:13) ولا يكون (من الله) شيء مخلوق» كما أوضح ذلك الإمام أحمد جليّاً، ففي (السنّة للخلال (1848)) أنه قال لمن سأله عن القرآن «ألستَ مخلوقا؟ فقال: نعم، فقال: أليس كل شيء منك مخلوقا؟ فقال: نعم، فقال أحمد: فكلامك أليس هو منك، وهو مخلوق؟ فقال: نعم، فقال: فكلام الله عز وجل أليس هو (منه)؟ فقال: نعم» فأجابه أحمد بصيغة سؤال الإنكار: فيكون (من الله) شيء مخلوق؟».
وقال علي بن المديني في الاعتقاد الذي رواه (اللالكائي (318)): «القرآن كلام الله، ليس بمخلوق، ولا تضعُفْ أن تقول: ليس بمخلوق، فإنّ كلام الله ليس بباين منه، وليس (منه) شيء مخلوق».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اختصر أبو الوليد الطيالسي بيان ذلك في عبارة دقيقة كما عند اللالكائي (437) فقال: «القرآن كلام الله، والكلام في القرآن الكلام في الله» وصدق رحمه الله، لأنّ القرآن كما بيّن أصحاب النبي (من الله)، وعليه فإنّ أي اعتقاد يعتقده العبد في القرآن يكون اعتقاداً في الله الذي تكلم به، وذلك أنّ كلام الله صفة من صفاته، وصفته تعالى مما يدخل في مسمّى اسمه، وهذا يقال في سائر الصفات، كالقدرة والحياة والسمع والبصر فإنها كلها (من الله)، أي مما يدخل في مسمّى اسمه، كما بيّن ابن تيمية في (التسعينية 1/ 363 - 364).
ومن هنا ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه أن من حلف بالقرآن فعليه بكل آية منه يمين، ولما سمع من حلف بسورة البقرة قال: «أتراه مُكفّراً؟ فعليه بكل آية منه يمين». (رواه عبد الرزاق (8/ 472 - 473)، واللالكائي (378، 379)).
واليمين التي تلزم فيها الكفارة هي التي تكون بالله أو باسم من أسمائه أو صفة من صفاته، فمن حنث لزمته الكفارة، أما إذا كانت اليمين بشيء من المخلوقات فإنها لا تنعقد أصلاً، ومن حنث فلا كفارة عليه، كما لا يخفى، وبه نعلم أن إلزام ابن مسعود مَن حلف بالقرآن أن يكفّر دليل على أنّ القرآن عنده غير مخلوق، كما أوضحه اللالكائي حين رواه، وقد حكى الشافعي عن مالك أن من حلف بعظمة الله وقدرته ونحوهما فحنث فعليه الكفارة، ثم قال الشافعي: ومن حلف بغير الله كالكعبة فحنث فلا كفارة عليه، قال: «لأن هذا مخلوق، وذلك غير مخلوق» (رواه البيهقي في الأسماء والصفات (565)).
وبناءً على ما تقدم فلا وجه للتوقف في كون كلام الله غير مخلوق، فضلاً عن نسبة ذلك للصحابة فمنهج الصحابة في القرآن يُعرف منه حقيقة قولهم في هذه المسألة، حتى لو لم يثبت عنهم حرف واحد في النص عليها بعينها، وهذا سبب إصرار علماء الأمة على الجزم بأنّ القرآن غير مخلوق، كما تقدم.
والذي ينبغي للباحث في موقف الصحابة أن يدقق في رواية عمر بن دينار الثابتة عنه، فإنّ فيها بيان الحال الذي كان عليه المسلمون قبل نشوء مقالة الجهمية الشنيعة في القرآن، وأن المنهج الذي رسمه أصحاب النبي أنتج هذا الاتفاق العظيم في تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم، فلا ينبغي نسف هذا كله والرجوع لقولٍ حدث بعد الصحابة بدهر طويل، وفيه ما فيه من إشكال كبير بيّنّاه فيما تقدم.
الأمر الثالث
ما يقول أبو عبد الرحمن في الحجج التي أوردها علماء السنّة، لبيان أنّ القرآن غير مخلوق؟
لقد نص هؤلاء الأئمة على براهين لا يسع المنصفَ أن يهملها، من أهمها ما تقدم بيانه قريباً من أنّ القرآن (من الله) وليس من الله تعالى شيء مخلوق، وثمة أدلة كثيرة أسوق بعضا قليلاً منها فيما يأتي:
1 - أن القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقاً، كما بين (الآجري 1/ 489).
وروى الآجري (175) أن الإمام أحمد قال: «ليس شيء أشد عليهم مما أدخلتُ على من قال: القرآن مخلوق، قلتُ: علم الله مخلوق؟ قالوا: لا، قلت: فإن علم الله هو القرآن».
واحتج أحمد على ذلك بآيات من القرآن كقول الله: ?وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ? (البقرة:120) وقوله: ?وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ? (البقرة:145).
وأوضح أحمد أيضاً كما في (السنة للخلال (1865)) أن مما يترتب على القول بخلق القرآن أن الله لم يكن له علم حتى خلقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من أفظع ما يمكن أن يعتقده أحد، وهو دال على وضوح بطلان القول الذي يؤدي إليه، وهو الزعم أن القرآن مخلوق. وقد استدل أحمد على المسألة كما في (السنة للخلال (1900)) بقول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآَنَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} (الرحمن:1 - 4) من جهة أن الله تعالى فرّق بين العلم والخلق، وهذا استدلال قوي فقد ذكر الله (القرآن) في أكثر من (50) موضعاً في كتابه فلم يخبر عن خلقه، ولا أشار إليه بشيء من صفات الخلق، وذكر سبحانه الإنسان في (18) موضعاً من كتابه، ما ذكره في موضع منها إلا أخبر عن خلقه.
ثم جمع بين (القرآن) و (الإنسان) في سورة الرحمن فقال ?الرَّحْمَنُ {1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ {2} خَلَقَ الْإِنسَانَ {3} ? فأخبر عن خلق الإنسان دون القرآن، فلو كان القرآن مخلوقاً لما فرّق الرب بينه وبين خلق الإنسان في هذا الموضع، لأن أكمل بيان هو بيان رب العالمين الذي لا يعزب عن علمه شيء.
2 - استدل أئمة السنّة على أن القرآن غير مخلوق بما ثبت عن النبي من التعوذ بكلمات الله من شر ما خلق، فقال الإمام أحمد كما عند الخلال (1922): «ولا يجوز أن يقول: أعيذك بالنبي أو بالجبال أو بالأنبياء أو بالملائكة ... أو بشيء مما خلق الله، لا يتعوذ إلا بالله وكلماته».
وقال ابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 400 - 402): «أفليس العلم محيطاً يا ذوي الحجا أنه غير جائز أن يأمر النبي بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه؟ هل سمعتم عالماً يجيز أن يقول الداعي: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله؟» إلى أن قال: «محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه».
واحتج بهذه الحجة جمّ غفير من أئمة السنّة على بطلان القول بأن القرآن مخلوق، لأن النبي قد استعاذ بكلام الله. والقاعدة المسلَّمة التي لا يتطرق إليها الشك أن الاستعاذة لما كانت نوعاً من الدعاء لم يجز أن تكون إلا بالله أو بأسمائه وصفاته، فلذا استعاذ سيد الموحدين بهذه الكلمات، لأنها من الله، وليست مخلوقة وإلا لكان متعوذاً بمخلوق، حاشاه أن يقع في هذا الأمر الفظيع.
ومن هنا ذكر البغوي في (شرح السنة 1/ 185) أن النبي استعاذ بكلام الله كما استعاذ بالله، ثم قال: «ولم يكن النبي يستعيذ بمخلوق من مخلوق».
وقال الخطابي: «لا يستعاذ بغير الله أو صفاته، إذ كل ما سواه تعالى وصفاته مخلوق، ولذلك وُصفت كلماته تعالى بالتمام، وهو الكمال، وما من مخلوق إلا وفيه نقص، والاستعاذة بالمخلوق شرك مناف لتوحيد الخالق» (نقله السويدي في العقد الثمين ص (225)).
فكيف يسوغ لأحد بعد ذلك أن يتوقف في كون القرآن -الذي هو كلام الله- غير مخلوق، وهو يعلم أن النبي قد استعاذ بكلام الله؟
وهل يتصور مسلم أن النبي الذي قد أعلا ربه قدره يمكن أن يتعوذ بمخلوق بهذه الصيغة؟ فإذا لم يقع التردد في كون النبي يستحيل أن يقع منه ذلك، فكيف يقع التردد في أن الكلام الذي تعوذ به النبي غير مخلوق؟ لا ريب في وضوح هذه الحجة، وتعلقها ببابين كبيرين من أبواب الاعتقاد:
أولهما: توحيد الله تعالى، من جهة أن التعوذ به تعالى توحيد، وأن التعوذ بغيره شرك.
والثاني: مقام نبي الله الذي هو أعظم الناس علماً بربه وأبعدهم عن الشرك.
وقول من زعم أنّ القرآن مخلوق، يشكل من ناحية التوحيد والنبوة معاً، فبطلانه جلي لا ينبغي أن يكون محل تردد.
3 - روى الآجري (171) أن سفيان بن عيينة لما بلغه قول بشر المريسي بأن القرآن مخلوق قال: «كذب، قال الله تعالى: ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? (الأعراف:54) فالخلق خلق الله، والأمر القرآن.
ولما روى اللالكائي (358) هذا الخبر عن سفيان قال: «وكذلك قال أحمد بن حنبل ونعيم بن حماد ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد السلام بن عاصم وأحمد بن سنان وأبو حاتم الرازي.
والآية كما ترى قد فرقت بين الخلق والأمر، فجعلت الأمر مغايراً للخلق، وعليه فالقرآن الذي هو أمر الله ليس مخلوقاً.
(يُتْبَعُ)
(/)