وهذا ما أفرزته لنا ثقافة الصحافة والإعلام المفتوح وحرية الكلمة والنشر، فقد صار كل من أمسك قلما وقال إني من المفكرين = له صوت مسموع وجمهور يتابعونه ويحملونه على الأعناق، وصار يرى نفسه أهلا لأن ينزع كلمة قرأها في كتاب في علم النفس يجمعها إلى أخرى من كتاب في علم الاجتماع إلى ثالثة وقف عليها في كتاب من كتب علماء الشرع، إلى أخرى سمعها في إحدى الفضائيات في نشرة للأخبار، ثم يضرب ذلك كله في خلاط رأسه ويأتيكم بما عنده من (فكر)، لأنه يرى أنه قد استجمع هذه الأمور التي حررها الدكتور بكار في (حدّ المفكر)!!! فمن يمنع مثل هذا (المفكر) من الخوض فيما لا يحسن، ومن يقول له اخسأ ولا تعدُ قدرك، فلست مؤهلا للكلام في كذا وكذا؟؟
يقول الدكتور:
أما المختص فإنه يكون - في الغالب - متبحراً في علم من العلوم التطبيقية أو الإنسانية، فهو لا يصدر عنه إلا ليعود إليه، وكثيرًا ما يكون المختص فاقداً للوعي الاجتماعي، إذ إن التخصصات في حالة من التوسع المستمر، كما أن مشكلاتها في تزايد مستمر، ومهما بذل المرء من جهد بغية إتقان تخصصه وجد أن التراكم المعرفي يبعده عن غايته تلك، وهذا يقتضي منه المزيد من الانهماك فيه، والمزيد من البعد عن مشاكل الحياة اليومية، وبالتالي فهو يبتعد باستمرار عن الرؤية الشاملة.
قلت هذا الكلام فيه نظر. فإن التبحر في العلوم الفرعية الدقيقة لا يلزم منه هذا الذي ذكره الدكتور. ولا يصح أن يقال إن الباحث فيها لا يصدر عنها إلا ليعود إليها، بمثل هذا الإطلاق! فإن العلوم منازل ودرجات، تختلف طبيعة مباحثها باختلاف مادتها المعرفية ومقاصدها العلمية! فقول القائل بمثل هذا الإطلاق إن المختص كثيرا ما يكون فاقدا للوعي الاجتماعي هذا قول مجمل لا يصح! فإنه ما من إنسان إلا وهو – على التحقيق – مختص في مجال من مجالات الاختصاص المعرفي والعملي لا محالة، وإن لم يكن بالضرورة باحثا أكاديميا فيها! ولا يعني التوسع المستمر لتلك التخصصات أن يفقد (المختص) – هكذا – الوعي الاجتماعي – هكذا – كما يقرر الدكتور! ينبغي أولا أن نكون على دراية بمراد الدكتور من لفظة (وعي اجتماعي) وعلى دراية بطبيعة التخصصات التي يظن أنها تؤدي كثرة التشعبات فيها إلى هذا الأثر على المختصين فيها، حتى ننظر فيما إذا كان له الحق في إطلاق هذه الأحكام الكلية أم لا، ثم ننظر فيما إذا كان له أن يعمم تلك التعميمات على كل – أو أكثر – من يمكن وصفهم بالمختصين أم لا!!
التراكم المعرفي لا يطمس على بصيرة المختص إلا إن كان ذلك المختص لا يدري بأي وجهة يتوجه ولا على أي أساس فلسفي كلي يتحرك، ولا بأي شريعة يتقيد، فإنه لا يكون – بحسب طبيعة اختصاصه - إلا باحثا في مسألة فرعية دقيقة لا يراد منه إلا أن يكون علمه هذا أداة في يد مختص في مجال آخر من المجالات الكلية، يوجهها لخدمة الغايات الكلية التي لا تتقرر عند الأول من مجرد اشتغاله باختصاصه الفرعي الدقيق!! إن القضية التي نحن بصددها هنا أدق وأخطر مما يقرره الدكتور في هذا الكلام! القضية قضية توجيه لغايات البحث العلمي نفسه! فإن العلوم والمعارف الإنسانية ليست إلا أدوات معرفية توجهها فلسفة أخلاقية لإصابة المقاصد المعرفية التي تمليها تلك الفلسفة الأخلاقية! فقد تتوجه وفق فلسفة علمانية محضة تسعى – باستخدام تلك الأدوات - لتقرير وإثبات مفردات تلك الفلسفة وتحويلها إلى حقائق علمية معرفية تنتظم في سلكها مباحث تلك العلوم الدقيقة جميعا! وهذا واقع مرير نراه – على درجات متفاوتة - في شتى الجامعات المختصة في العلوم الإنسانية في بلاد المسلمين! فالقضية تتمثل في الحقيقة في مدى إدراك المختصين لمرجعيتهم الكبرى في توجيه مقاصدهم وأهدافهم، ومدى احترامهم هم لأهل الاختصاص في تلك المرجعية العلمية نفسها! فعلى سبيل المثال، ترى من علماء الاجتماع في بلادنا من يتصور أن علاج مشكلات الأمة وإصلاحها إنما يُطلب من علم الاجتماع ومباحث علم الاجتماع! فهذا رجل مختص في علم من العلوم الإنسانية، ولكنه يجهل أبجديات شريعة رب العالمين، ومن ثم فهو يغلو في صنعته تلك ويحسب أن فيها سبيل صلاح المجتمع! فلم تكن مشكلته أنه غرق في الاختصاص وتوسع فيه وتبحر فيه كما نفهم من كلام الدكتور، فغابت عنه النظرة الشمولية التي ينبغي أن يتحلى بها (المفكر)!
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما كانت مشكلته أنه جهل الأصل الفلسفي الكلي الذي يجب أن تتوجه به غايات ومقاصد مباحث ذلك العلم الذي تخصص فيه، بما يجعل هذا العلم مسخرا لخدمة المجتمع وإصلاحه، لا لهدمه وإفساده! وهذا الأصل الفلسفي لا يستمد من داخل علم الاجتماع نفسه، فإن الحكم الأخلاقي ليس داخلا تحت صنعة علماء الاجتماع، وإنما مرد ذلك إلى شريعة رب العالمين، التي يلزم أن يحقق هذا الباحث لنفسه الحد الأدنى من العلم الواجب عليه منها! ثم هو بعد ذلك ينظر فيما حوله من تخصصات فرعية دقيقة وفي المداخل التي تدخل منها مباحث تلك التخصصات إلى القضايا التي يتناول دراستها في اختصاصه، كلية كانت أو فرعية، ليربطها معرفيا بما بين يديه ويفيد منها، متأطرا في ذلك كله بهذا الإطار "الفلسفي" الكلي الذي لا يجوز لأحد من المسلمين أن يتجاوزه بحال من الأحوال!
فعندما يقول الدكتور (مشاكل الحياة اليومية)، فإن هذه الكلمة المطاطة تتنازعها مئات التخصصات المعرفية! فهناك مشاكل توصف بأنها نفسية وأخرى توصف بأنها اجتماعية وأخرى توصف بأنها أخلاقية وأخرى توصف بأنها اقتصادية أو سياسية، الخ! فكل فئة منها يرد العلم بها إلى أهله، ولا يرام الحكم فيها إلا من أهل الاختصاص فيه، من بعد الاحتكام إلى شريعة رب العالمين! فإن لم تكن تلك الرؤية الشمولية التي يدندن حولها الدكتور، مآل الحكم فيها في النهاية بين أيدي المختصين في الشريعة وعلومها، فمن ذا الذي يحق له بناؤها والتنظير فيها من دونهم؟؟؟
أما ما يذكره الدكتور من مفارقة بين المختص والمفكر بوصف الأول أنه مستقر والآخر بأنه على خطر دائم لأنه جريء و (ثوري)، كما في قوله:
وحياة المختص - في الغالب - أقرب إلى السلامة والاستقرار، لأن الفئات التي تنزعج من المفكرين تتخذ من الاختصاصيين وسائل تساندها - ولو بصورة سلبية - في الوصول إلى مصالحها
قلت هذا الكلام ليس بصحيح أيضا وإطلاقاته لا تستقيم! فإن كل مختص معرض لأن يبتليه الله تعالى بمن يريدون توجيه أبحاثه في اختصاصه إلى وجهة باطلة، خدمة لمصالحهم ومطامعهم غير المشروعة، فإن هو أبى هذا على نفسه وتمسك بما علم من الحق فليس هذا لأنه كان "مفكرا" يتمتع بما يختص به المفكر من (استقلالية فكرية) أو مزايا وسمات و"رؤية شمولية"، وإنما لأنه – بكل بساطة – عرف الحق من الباطل ورجع في طلبه إلى المصدر الصحيح لتلقيه، فانضبط حكمه بضوابطه، فكان أن ابتلاه الله بمعاداة من يخالفونه ممن يشير إليهم الدكتور! أما أن يجعل "المفكر" محمودا لمجرد كونه (جريئا) و (ثوريا) فليس هذا بما يحمد عليه الناس ما لم ينضبط بضوابط الشرع المطهر، لا سيما في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
وتأمل قول الدكتور:
ويمكن أن يقال: إن المختص يشبه طبيباً في قافلة كبيرة، فهو لا يعرف الكثير عن أهداف المسيرة أو محطات التوقف، إذ إن معالجة الأعداد الكبيرة من المرضى تستغرق كل وقته، أما المفكر فهو قائد القافلة الذي عنده معرفة تامة بكل المشكلات الكبرى التي تواجه القافلة، كما أن مخطط السير واضح لديه تماماً، وهذا في الغالب يجعله لا يتمكن من معرفة التفاصيل الدقيقة لكل شؤون الرحلة، ولماذا يهتم بذلك وهناك المختصون الذين يعملون على علاجها وتسييرها.
قلت هذا التشبيه يتضح منه حقيقة الإشكال في كلام الدكتور! فإن هذا الوصف – بتمامه – هو ما نصف به العالم الشرعي المنوط به التوجيه الكلي لسائر فئات العاملين في المجتمع! وهو – أي العالم الشرعي - ليس مطالبا بالإلمام بسائر تفاصيل تلك الصناعات الدقيقة، ولكنه مطالب بالإلمام بما يلزمه العلم به للحكم على الوجهة الصحيحة التي ينبغي أن يوجه إليها هؤلاء المختصون في مسيرتهم الشاملة! فهذا – بالضبط – هو اختصاص علماء الشرع يا دكتور وليس (المفكرين)، أصحاب تلك الصنعة الجديدة التي لا زمام لها ولا خطام!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما يضرب الدكتور مثالا بشأن ما صنعه علماء الفيزياء الألمان والأمريكان من جريمة في هيروشيما ونجازاكي في الحرب العالمية الثانية في تطبيقهم لما توصلوا إليه من تقنيات الانشطار الذري، فلا أملك إلا أن أتساءل: هل يريد أن يقنعنا بأن المفكر – على وفق تعريفه له – هو المنوط به التوجيه الأخلاقي في أمثال هذه القضية الكبرى الخطيرة؟؟؟ كلا والله! إنما مرجع الحكم الأخلاقي فيها وفي غيرها إلى الكتاب والسنة وإلى علماء الشريعة! فلو كان ترومان هذا مسلما موحدا واستشار أهل الحل والعقد من علماء المسلمين لأنزلوه على حكم الله ورسوله في مثل هذا، ولتوجه سائر علماء الفيزياء والفلك وغيرهم بناء على ذلك، ولو كان هؤلاء العلماء موحدين يعلمون إلى أي مرجعية يرجعون في الحكم الأخلاقي لما انتهى بعضهم إلى دعم قضايا باطلة خاسرة يظن أنها من (حقوق الإنسان) وأنها من الخير الذي يكفر به عما يرى أنه اقترفه من الشر، ولما انتهى بعضهم إلى قتل نفسه ندما على صنع القنبلة الذرية!!!
فأي "مفكر" هذا الذي يرى الدكتور أنه المنوط بقيادة أمثال هذه القرارات والأحكام، يعرفه بهذا التعريف الهزيل الذي قرأناه في مطلع المقال؟؟
إن فشل حكومات التكنوقراط ليس سببه تولية القرارات السيادية للمختصين بهذا الإطلاق الذي يقرره الدكتور، وإنما سببه تولية الأمور لغير أهلها من المختصين!! فإن المختص في الفيزياء يقينا لا يملك القدرة على اتخاذ قرار إداري سليم ما لم يكن مؤهلا لذلك! والشريعة عندنا تميز بين ولي الأمر (القائد السياسي) وأولي الحل والعقد من المستشارين المختصين الذين يلجأ إليهم وينزل على مشروتهم في سائر الأمور المتعلقة بتخصصاتهم!! فما الذي أدخلنا الآن إلى الكلام في حكومات التكنوقراط ونحوها؟؟؟
ويقول الدكتور:
إن في المجتمع حوارات داخلية غامضة، لا يقف عليها إلا من خالط الناس في شرائحهم العديدة، ومن ثم يعجز غالباً المختصون عن قيادتهم وتحسس مشكلاتهم.
وأقول هذا التعميم باطل، فإن المختصين ليسوا على اختصاص واحد وليست مادة اختصاصهم واحدة!! ألا ترى ما يسمى بالأخصائي النفساني والاجتماعي ينزل إلى الناس ويضطر أحيانا للانتقال للسكن وسط بيئة المبحوثين حتى يتعرف عليهم وعلى ما يقولون وما يجري فيما بينهم (بصرف النظر عن حكم ذلك الفعل في الشرع وما يحتف به من مرجحات شرعية في كل حالة بحسبها)؟؟ أليس هذا رجلا متخصصا؟؟ بلى! هذا تخصصه الذي يحسنه، ولم يطلب منه أحد أن يكون هو نفسه من يقود الناس ويوجههم ويضع الحلول للتعامل مع ما أخبرتنا أبحاثه بأنه يجري من الحراك الداخلي فيما بين الناس! فهذا تخصص آخر له من يحسنونه وهم مؤهلون للحكم فيه!!
أما ما يثيره الدكتور من قضية تأثر المتخصص بالغرق فيما يدرس ومن ثم غفلته عن نفسه وما يعتورها من قسوة للقلب ونحوها، فهذا ولا شك أمر مطروح والبحث فيه مبذول عند علماء الشريعة يطلب من مظانه، ولا يقال إن مجرد هذه الإشكالية مؤداها عجز المختص عن النظر الشمولي، بهذا الإطلاق غير المنضبط!! ولا يقال كما يقول الدكتور إن هذا هو السبب في بروز الدعوة إلى أن يخرج المختص عن دائرة اختصاصه إلى اختصاصات أخرى!
أما قول الدكتور وفقه الله:
إن كثيراً ممن يملك أفضل العقول لدينا مشغولون بنشر كتب تراثية أو كتابة بحوث كتب خير منها من أكثر من قرن من الزمان، وقد يعمل الواحد من سنوات في تحقيق كتاب مخطوط نقله مؤلفه عن كتاب مطبوع بين أيدينا، فما الحاجة إلى تكرار غير مفيد!!
فلا يعجبني ولا أرتضيه من مثله، ففيه عدوان واضح على بعض التخصصات التي لا غنية للأمة المسلمة عنها، وهي التخصصات المشتغلة بصيانة التراث الإسلامي وحفظه! وأنا أسأله: ما الذي يضيرك يا دكتور في أن ينقطع لهذا العمل قوم نبهاء ونوابغ من الأمة؟ ومن الذي قال إن انصراف هؤلاء الأفاضل إلى هذه الصناعة النبيلة يلزم منه تفويت الفروض الكفائية في غيرها من العلوم والتخصصات التي لا ننكر ما قررته من أنها تحتاج إلى عناية واهتمام وجهد وافر؟؟؟ لا يحسن بأمثال الدكتور بكار أن يقرروا تلك الدعوى الباطلة التي لا يفرح بها إلا بنو علمان، والله المستعان!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
المشكلة ليست في انصراف كثير من النبهاء إلى علوم تحقيق التراث، وإنما في افتقار الأمة إلى سلطة واعية تدري أهمية العلم – باختلاف تخصصاته ومجالاته – وتوجه المسلمين إلى استكمال ما ينقص في مختلف التخصصات لتحقيق الانتفاع بما تراكم في جامعاتنا من أبحاث لا يوجهها – غالبا - إلا هوى الباحث وميوله الشخصية في اختيار مادتها وموضعها!! وظهور هذه السلطة الراشدة لن يتحقق لنا إلا بصلاح المجتمع نفسه الذي منه تخرج السلطات والقيادات ابتداء!! فآل الأمر في النهاية إلى المشتغلين بالكتاب والسنة وبدعوة المسلمين وإصلاحهم، فتأمل يا دكتور!!
ولا ينقضي عجبي في الحقيقة من قول الدكتور:
ثم أعمل النظر فيما يحتاج إليه ذلك الواقع، من فقه، وفهم، وتفجير للنصوص
قلت: تفجير للنصوص؟ أي شيء هذا وكيف يكون، وعلى أي اصطلاح يجري؟
سبحان الله!
وفي الختام أقول:
هذا الطرح الذي يحاول الدكتور بكار تناوله وتنبيهنا إليه، هو في الحقيقة من إشكاليات فلسفة المعرفة المعاصرة Epistemology التي ينبغي أن يلتفت إليها الأصوليون وعلماء الشريعة في زماننا، بالنظر إلى كون أصول الفقه (المنضبط ابتداء بضوابط أهل السنة في الاعتقاد والنظر) = العلم الرئيس الذي ينبغي أن يأتي على رأس منظومة المعارف البشرية عند المسلمين، فتؤخذ منه كليات النظر والتوجيه والحكم على ما يجري في شتى التخصصات والشعاب العلمية الفرعية الدينية منها والدنيوية، من مباحث وغايات ومقاصد بحثية! ولا شك أن طبيعة العلاقة بين علم أصول الفقه وفلسفة المعرفة الغربية لا تزال تحتاج من الأصوليين إلى كثير من التحرير والدراسة والتنظير، وتتطلب قدرا واسعا من الإلمام بأصول المعارف الفلسفية التي تتشعب منها تلك المعارف، لا سيما العلوم الإنسانية المعاصرة، وهذا أمر تتفاوت فيه مقادير العلماء بحسب ما يتصدى له كل منهم من قضايا تحتاج إلى دراسة للوصول إلى حكم الشارع فيها، وإن كان الغالب في ذلك الاشتغال بالفرعيات الفقهية والجزئيات دون القضايا المعرفية الكلية .. فكان أن نظر بعض الناس إلى تلك المعارف وإلى افتقار الأمة إلى تأصيل كلي واضح في كيفية التعاطي معها، فراح العلمانيون منهم يزعمون أن الدين يفتقر إلى قول فصل فيها، ومن جانب آخر، عمد آخرون إلى الكلام عن تخصص جديد لا معالم له ولا حدود ولا شرائط، فلا هو من أهل التأصيل الشرعي بالضرورة ولا هو من أهل الاختصاص في أي من تلك المعارف ولابد، وإنما هو رجل "له عقل ناقد وله كذا وكذا" مما يصف الدكتور بكار ههنا، انتصب للنظر الكلي الشمولي في تلك القضايا الدقيقة الخطيرة، وأصبح بذلك موصوفا بأنه (مفكر)!!!
فهذا – مع وافر الاحترام للدكتور بكار – مدخل شديد السطحية وشديد الخطورة للتعاطي مع تلك القضية المعرفية الخطيرة!
لا يسعنا أن ننكر أن كثرة التخصصات الدقيقة في زماننا كثيرا ما تؤدي بالمشتغلين بها إلى الغفلة عما تدور به رحا البحث العلمي في ذات القضايا التي يشترك فيها أكثر من تخصص، وهذا واقع يلمسه الباحثون في شتى مجالات البحث العلمي لا سيما في العلوم الإنسانية وشعابها الشتيتة المترامية، ويسعى فلاسفة المعرفة في زماننا إلى علاج تلك الإشكالية من خلال ما يسمونه بالتداخل التخصصي في البحث العلمي Interdisciplinarity والتعدد التخصصي Multidisciplinarity ولكن في جميع الأحوال فإن أحدا من فلاسفة المعرفة الغربيين لم نر في كلامه في مخاطبة تلك الإشكالية المعاصرة ما نراه في كلام (المفكرين) عندنا من إطلاقات إنشائية لا حقيقة لها ولا ثمرة، ولا ضابط يضبطها من مرجع علمي (فلسفي) كلي، يضبط العلاقة بين هذا التخصص وذاك، ويوجه البحث العلمي في كل منها على بصيرة بضرورة وجود سلطان كلي لنظام معرفي مرجعي واحد يضبط ذلك كله ويوجهه، فلا يحق لأحد أن يتكلم في تلك القضايا حتى يكون مستوفيا لشرائط الأهلية المعرفية فيه!
(يُتْبَعُ)
(/)
لم نر إلى الآن إلا مقالات منمقة وإنشائيات وبلاغيات رنانة لا قيمة لها، فإذا ما نظرت إلى الثمرة الحقيقية من كل هذا وجدتها مقالات يكتبها قوم لا دراية لأكثرهم بضوابط الشرع المطهر إلا قليلا، يتدثرون بدثار (الفكر الإسلامي)، فلا هم ضابطون لشرائط الاجتهاد الشرعي من جانب، ولا هم ملمون بأصول المعارف التي استجازوا لأنفسهم الخوض فيها من معارف سياسية وإنسانية ومادية ... الخ من الجانب الآخر! فإن كان الكلام في أمور العامة لا يتطلب من المرء أكثر من أن يكون على هذا الوصف الذي وصفه الدكتور بكار، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
إن خطاب فلاسفة المعرفة في الغرب لا يتجاوز التخصصات العلمية ولا يوحي بذلك، بل يميز بين تخصصات كلية وتخصصات فرعية، فيرى - على سبيل المثال - ضرورة أن ينضبط علماء الطب وعلماء الفيزياء بالكليات التي يقررها فلاسفة العلم الطبيعي، ولا يرى لهم الخروج على هذا! وهذا نراه مبثوثا في كتبهم، يعرفه كل من له اطلاع عليها! فهناك تمييز لازم بين تخصص فلسفي كلي وتخصصات فرعية، يتأهل المشتغل في كل منها بتحصيل حد أدنى من المعارف يتفق عليه أصحاب تلك الصناعات. هذا أمر فطري طبيعي، وهو مجمع عليه في سائر البنايات المعرفية البشرية أيا كان موضوعها! أما أن يُدعى الناس بأمثال تلك العبارات المائعة الهلامية لأن يكون منهم (مفكرون)، تتوجه المباحث العلمية في المجالات والتخصصات الكثيرة التي ظهرت مؤخرا بناء على كلامهم ونقدهم وأفكارهم، ويرام سبيل الفلاح من توجيهاتهم، دونما تحرير لشرائط هؤلاء وما ينبغي أن يكون فيهم من علم ودراية، وما ينبغي أن يكون مرجعهم عندما يتنازعون ويختلفون، فهذا ما لم نر أحدا من فلاسفة المعرفة يتكلم بمثله!
إنه من المعيب حقا أن يتحول الكلام عن كثرة الاختصاصات الدقيقة من التنبيه على أهمية التخصصات الكلية منها وأهمية الدور الذي يلعبه أصحاب تلك التخصصات الفلسفية الشاملة في توجيهها جميعا، إلى إذابتها جميعا وقتل حرمتها تحت يد رجل يقال له (المفكر) دون التحرير الدقيق المحكم لحد هذا المفكر وما يلزم أن يتحقق فيه من شرائط معرفية حتى يُسمح له باقتحام تلك التخصصات جميعا ومزاحمة أهلها وفرض "أفكاره" عليهم على نحو ما يفعل من نسميهم عندنا (بالمفكرين)!! ينبغي أن يتصدى العلماء والفقهاء إلى تلك الفوضى الفكرية التي أصبح بعض الناس ينظِّر لها تنظيرا، والله المستعان!
كل إنسان يملك ذكاء ونبوغا وقدرة على الإبداع، يصح أن يوصف بأنه مفكر في مجاله الذي تخصص فيه، وواجبه أن يأتي من ذلك ما استطاع! أما أن يجاوز ذلك إلى تخصصات أخرى لم يحقق في أي منها أهلية النظر، فهذا أمر خطير، يجب أن نكون منه على حذر، وألا نسمح به! وإلا فما أسهل أن يمسك صحافي جهول قلمه ويكتب وينظر ويحرر ويقرر ويقعد ويقول إن الأمة تحتاج إلى كذا وتحتاج إلى كذا، كما نراه يزكم أنوفنا في وسائل الإعلام، فإن سألته بأي شيء تأهلت لهذا قال لك "أنا مفكر"!!
لا أستجيز بحال من الأحوال أن يوضع كل من (المفكر) و (المختص) في كفتي ميزان على نحو ما يصنع الدكتور بكار في كثير من كتاباته، فيصور للناس أن المفكر هذا تخصص مستقل لا ارتباط له بأي مجال من مجالات المعرفة البشرية يلزمه أن يتخصص فيها وأن يستوفي شرائط الاجتهاد فيها قبل أن يستقل بالنظر!
فإن قول الدكتور " وقليل أولئك الذين يتقنون تخصصاً ما ثم تكون لهم رؤية مجتمعية شاملة" قول مجمل مبهم لا يمكن أن أقبله هكذا على عواهنه دونما استفصال!
ماذا تقصد يا دكتور بكار بالرؤية المجتمعية الشاملة؟؟ فإنه إما أن يكون مرادك بهذه الرؤية منظوما في سلك الاصطلاح المعرفي لمجال – أو أكثر – من مجالات المعرفة الإنسانية التي سبقك فيها الناس (من أهل تلك المجالات) بالبحث والتأليف والنظر، أو أنه كلام مرسل لا زمام له ولا خطام، تريد به شيئا لا وجود له إلا في خيالك!! وأربأ بك عن هذه الأخيرة!! المتخصصون في علوم الشرع لديهم في جملة مباحثهم قضايا كلية يمكن وصفها بأنها تشكل (رؤى مجتمعية شاملة) وكذا المتخصصون في علوم الاجتماع (على اختلاف طبيعة تلك الرؤى تبعا لطبيعة التخصص وموضوعه)، وكذا المتخصصون في علوم الاقتصاد والسياسة وغيرها من مجالات المعرفة البشرية المعاصرة! فالأصل أن المتخصص من هؤلاء جميعا يجتمع فيه أن يكون متقنا لتخصصه متبحرا فيه، وأن يكون له في ذات الوقت ما يمكن وصفه بأنه (رؤية مجتمعية شاملة)!! فأي الرؤى له الريادة من ذلك وأيها – من بين تلك التخصصات – يحق أن يكون له الحكم فيما هو خير وصلاح وفلاح للعباد، وأيها يأتي تبعا لأي؟ وما هو النسق المعرفي الصحيح الذي يجب أن تنتظم في سلكه تلك الرؤى جميعا بتحرير وظيفة كل اختصاص وأهله في بنيان المعرفة البشرية، وأي هؤلاء المختصين ينبغي أن تكون لديه الأهلية للقيام بمثل هذا العمل الفلسفي الكلي الخطير، بحسب ما تدعو إليه الحاجة المعرفية، وما شرائط تلك الأهلية أصلا؟
ما أسهل أن يقال إن الشرع المطهر هو الضابط والموجه والمرجع الأساس ولا شك، ثم نرى الناس من بعد ذلك يخبطون في الشرع خبط عشواء، يحرر ويؤصل كل (مفكر إسلامي) منهم لما يرى هو أنه السبيل، وأنه (رؤية مجتمعية شاملة)!! ما أسهل الإنشاء في تلك المسائل الدقيقة وما أصعب التطبيق والتنظير على غير المختصين، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 02:55]ـ
بارك الله فيك يا شيخ .. سلمت يمينك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 03:03]ـ
الحمد لله وبعد ...
أرجو أن يخيب ظني الشيخ أبو الفداء ويتسع صدره للمخالفة
هناك تكلف في نقد عبارات الدكتور بكار ,لو استعملت بنفس النسق ,جاز أن يتعقب بنحوها على كلام الكثير من كبار أهل العلم .. ولست أدري والله سبب الحرب الشعواء على مصطلح المفكر ونحوه ..
فإن كان المقصود حماية حمى العلم , فإن المفكر الإسلامي المثقف الواعي الذي نشجعه هو من يحترم هذا الحمى فلا يفتي فيما ليس من شأنه .. وهذا الضرب موجود ولا أحب ضرب الأمثلة هنا, وفي العلماء من يسيء حمل الرسالة ويتنكب العلم الذي أفنى زمانه فيه ويصدق عليه أنه عالم سوء ,فضرره أبلغ من غيره في الجملة ,وأيضا دون أمثلة
حين يفتي شيخ الازهر مثلا بشيء مخالف للحق فهو أسوأ اثرا من أن يقول نفس قوله مفكر أو داعية ليس عالماً
ونحن ندرك عيانا أن كثيرا من كبار العلماء ليس لهم هذه الرؤية النقدية التي قال أخي ابو الفداء إن العوام يملكونها .. فحاكم الدكتور على خلاف مراده .. هل مقصوده أن يكون عنده مجرد رأي أيا ما كان؟ وهل كلام أنور الجندي وأمثاله حين نقاش أمور الاستخراب وغيرها ككلام جدتي؟: لا .. بداهةً ,
كثير من العلماء ليس لهم معرفة بمضايق المؤامرات الدولية
وحقائق الآفات الاجتماعية على مستوى الأمة وقضايا الغزو الفكري ونحو ذلك, لأن توجهه منصب على الأحكام التفصيلية .. إلا القليل من أهل العلم من يجمع بين هذا وهذا, وما يخطيء فيه المفكرون يبين ويفاد من غيره أما بخسهم بهذه الطريقة ومحاولة شطب مآثرهم ونفعهم بشطب مصطلح المفكر فبخس لا يصح
أنت تعلم أن الحدود أوالتعاريف لا تسلم غالبا من نقد واستدراك ,ويندر ان يكون الحد جامعا مانعا على الحقيقة
إنما هي مقاربات لتقريب الصورة فحسب .. والمفكر في نهاية المطاف صاحب تخصص وليس عريا عنه
فقد يكون مؤرخا أو أديبا أو غير ذلك مع اطلاع جيد على الثقافة الإسلامية ,مع ما حباه الله من نظر ثاقب
فتكون له رؤية كلية لقضايا تتعلق بأمته مقرونة بحلول .. والواقع شاهد على إفادة العلماء أنفسهم من كلام هؤلاء
لا أحب ان أتتبع جزئيات كلامك أخي الفاضل أبا الفداء لأن هناك أمورا أولى بصرف الوقت فيها من النزاع على بعض ما دبجه قلم الدكتور بكار في معنى المفكر وأهميته في حياتنا المعاصرة, خصوصا مع نفسك الطويل في تقرير مراداتك
ولكن أجد لزاما بيان رأيي الذي أدين الله به ,دون تتبع جملك ,فرارا من الدخول في جدال لا أحبه
خلاصة الكلام: رأيك معروض بتوسع .. وتفصيل ,ورأيي مبين بوجازة .. فحسبنا هذا وليس ثم داع أن نكرر "موال" الجدال كل مرة .. أرجو ذلك حقاً
ولكم كامل الحترام والتقدير
محبك
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 04:55]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ أبا القاسم.
صدري متسع للمخالفة إن شاء الله تعالى، وما كنت أرجو أن يكون ظنك فيّ بخلاف ذلك! إنما أكره أن تظن أن طول الحوار والمناقشة في جزئيات الكلام - وقد وقع هذا بيني وبينك في غير مرة كما تعلم = الانتصار للنفس ولو بالباطل، فهذا لا يلزم منه ذاك كما أرجو ألا يخفاك. وهذه طبيعة المنتديات: إنما فتحت للحوار العلمي، مع استصحاب حسن الظن فيمن يحاورك من الإخوة. وليس كل حوار علمي مآله جدل مذموم ولابد، إلا إن كنت تجزم يقينا من قبل أن تخوض غمار المناقشة بأن ما تراه: حق لا يقبل النقاش أو التعقب، ولا يتطرق إليه الخطأ، فكل تعقب عليه حينئذ يكون جدلا مذموما مهما كان! أو أنك تراني من أهل الجدال المذموم، فهذا شأن آخر.
يا شيخ أبا القاسم أنت تقول:
فإن المفكر الإسلامي المثقف الواعي الذي نشجعه هو من يحترم هذا الحمى فلا يفتي فيما ليس من شأنه
فاسمح لي أن أسألك: المفكر المثقف الواعي هذا، إن لم يكن قد استكمل قدرا كافيا من الدراسة في الشرع، فما يدريه أصلا أين هي تلك الحمى حتى يحترمها ويقف عندها ويدري أنه بذلك لا يخوض فيما ليس له به علم؟ أنت تتكلم عن الفتوى، ومن الذي قال إن المشكلة في الفتوى؟ إن خطورة التنظير والتأصيل والتقعيد في مسائل تتعلق بالشرع أكبر بمراحل من مجرد الإفتاء وإطلاق الفتاوى، وما أكثر ما ترى أحدهم يقول إنني لا أفتي والفتوى أتركها للعلماء، ثم تراه ينظِّر ويؤصل ويقرر ما ينهدم به شطر الدين وهو لا يدري، ويحسب أن له في ذلك سعة ما دام لا يفتي!
للمرة الثانية أراك تخطئ فهم مقصدي من تعقبي على الدكتور بكار وغيره، وقد سبق أن بينت لك هذا في موضوع مشابه. لا يلزم - إطلاقا - من إنكاري على من يسعى لتقرير صنعة جديدة اسمها المفكر الإسلامي متغافلا في ذلك ما أراه فريضة في حق من يتصدر للكلام في دين الله تعالى أيا كانت طبيعة ذلك الكلام، أن أسقط جهود فلان وفلان ممن لم يعرف عنهم طلب للعلم الشرعي وكانت لهم - مع ذلك - كتابات أصابوا فيها الحق ونفعوا بها غيرهم .. إنما غاية كلامي أني أقول للدكتور بكار لا تسوغ للناس أن يصبحوا مفكرين إسلاميين وهم في منزلة العامة في العلم الشرعي، ولكن إن كنت ولابد فاعلا فشجع طلبة العلم والعلماء على توسيع قاعدة الاطلاع والنظر حتى يحسنوا الإفادة من أهل الاختصاصات الدقيقة الكثيرة التي أمسى حصرها - مجرد الحصر - صعبا في هذا الزمان .. هذه غاية المسألة عندي، وهي واضحة إن شاء الله تعالى، فأرجو ألا تكرر إلزامي بهذا اللازم، بارك الله فيك، لأني لا أقصده بحال من الأحوال.
هذا تعقيبي على ما تفضلت به، وقد أوجزته كما أوجزت أنت تعقيبك، ولكني حملت نفسي على استصحاب حسن الظن بك لا كما يظهر لي من ظنك فيّ سامحك الله، فلقد كتبت هذا الكلام وأنا أرجو أن يتسع له صدرك وألا يحملك - لمجرد أني تكلفت عناء كتابته - على نسبتي إلى الجدل المذموم، أو إلى ضيق الصدر بالمخالف! والشأن شأنك إن رغبتَ عن الرد عليه، لا عليك من شيء إن شاء الله، والله المستعان لا رب سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 05:26]ـ
الحمد لله رب العالمين .. وجزاكم خير الجزاء كما دعوتم لي وزيادة
-قولتي لا تعني إساءة الظن .. ولكن لمست من مواقف سابقة ما جعلني أقول ذلك .. وهو شيء أعده مخالفا لسعة الصدر
-كل ما يقال عن التخوف من شأن هذا المصطلح ومن يحمله تهويل في غير محله ,ربما هذا الموضوع العاشر في الملتقى يطرق نفس القضية! ... أما سؤالك: فقد جاء جوابه في ثنايا كلامي .. وزيادة عليه: يستطيع كل امريء أن يعرف حدود اختصاصه
وما يحسنه .. بل للجاهل العاقل حسٌ يميز به ,إن طالب العلم المتوسط يميز بين مراتب العلماء في الغالب .. وأذكر أنني لما كنت في الجامعة ,حين كان يأتي الدكتور ليشرح:من اول محاضرة ندرك مستواه مع كون المادة جديدة علينا ولم نفقه منها حرفاً .. وهذا مثال ,لا يعترض عليه بأن يقال: لا نتكلم عن مراتب العلماء فإن كثيرا من الناس تقول: لا يعرف مراتب العلماء إلا من كان مثلهم .. وهذا غير دقيق
والعلماء جلهم لا يحسن هذه الصناعة التي يقوم به المفكرون الأفذاذ, خلافا لما تقول
ومن يتقنها منهم يعترف أنه استفاد من كتابات فلان وفلان
-أما كونك لا تنكر جهدهم فهو مخالف لبخس وظيفتهم ومحاولة إلغاء مهمة المفكر (بينت وظيفة المفكر في ردي الأول) .. والصواب أن يقال فيهم ما يقال في غيرهم: نفيد من الحق الكثير الذي يقررونه ونترك ما يخطئون فيه
-ومسألة التكلم في غير الاختصاص ليست مقصورة على فئة من الناس .. وجدت من العلماء من يفتي في أمور اقتصادية أو سياسية لا يحسنها .. فهذه الظاهرة إن وجدت عند بعض المفكرين ,فلا يعني إلغاء وظيفته وكسر قلمه
-وإن كان الإشكال في التسمية فلا مشاحة .. هم دعاة على أي حال
-مسألة توسيع دائرة الاطلاع للعلماء وطلبة العلم نعم محمودة .. ولا يعارضها وجود مفكرين ذوي اقلام فذة, فيكون هنالك تكامل بين هؤلاء وهؤلاء
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 07:26]ـ
أخي الفاضل، لا أجد الآن إلا أن أوافق على قولك هذا:
فحسبنا هذا وليس ثم داع أن نكرر "موال" الجدال كل مرة .. أرجو ذلك حقاً
فلا أحسبك تلين لتصور ما أقصد في هذا المقال ولا لإسقاط هذا الإلزام الذي تصر عليه إلا أن يشاء الله، ولا يظهر لي إلا أنك تكره مواصلة هذا النقاش، فلا بأس عليك، بارك الله فيك، وقد قال كل منا ما عنده والله الموفق للسداد.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 08:21]ـ
فلا أحسبك تلين لتصور ما أقصد في هذا المقال
لماذا يا اخي .. ؟ وأين حسن الظن الذي تقول انك تعاملني به .. ؟
أم تراني غبياً لا يمكنني فهم ما تفصد في هذا المقال؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 08:42]ـ
معاذ الله يا شيخنا الفاضل، ولكن قد سبق لنا - أنا وأنت - أن خضنا هذا الحوار بعينه من قبل ولم نصل فيه إلى شيء، فليسعنا التوقف عند هذا القدر، وقد قال كل منا ما عنده، ومقامك محفوظ عندي إن شاء الله.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 11:28]ـ
إن خطورة التنظير والتأصيل والتقعيد في مسائل تتعلق بالشرع أكبر بمراحل من مجرد الإفتاء وإطلاق الفتاوى، وما أكثر ما ترى أحدهم يقول إنني لا أفتي والفتوى أتركها للعلماء، ثم تراه ينظِّر ويؤصل ويقرر ما ينهدم به شطر الدين وهو لا يدري، ويحسب أن له في ذلك سعة ما دام لا يفتي!
أحسنت أيها الشيخ الفاضل فلقد وضعت يدك على الجرح, وبلغت الغاية في بيان تلبيس القوم -كما كنا نسمع من المدعو عمرو خالد وأشباهه-!!
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 03:04]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا الفداء , وسددك , ووفقك لكل خير.
وإن أغلب نقداتك في محلها -كما يظهر لي- بيد أني أرى تعسفاً في تفسير بعض الجزئيات , والذي أحبذه أن نقيس كل مفكر بما عنده من علم وفقه ودين , فبعضهم أيمة في شؤون كثيرة , ويُعَوّل عليهم في ذلك , وبعضهم عريا عن كل شيء غير الكلام الفارغ , والسفسطة المملة , وهذا المذموم.
فأفراد هذا المصطلح بين إفراط وتفريط , وقليل منهم على الجادّة , والله المستعان!
ونحسب الدكتور البكار وفقه الله من المجتهدين الذين بذلوا وسعهم في ذلك , وتحوير فكرة المفكر حسبما تقتضيه الصحة عقلا ونقلاً ..
بارك الله فيكم , ولا حرمنا خيركم , وعلمكم.
محبكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 04:43]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي أحبذه أن نقيس كل مفكر بما عنده من علم وفقه ودين , فبعضهم أيمة في شؤون كثيرة , ويُعَوّل عليهم في ذلك , وبعضهم عريا عن كل شيء غير الكلام الفارغ , والسفسطة المملة , وهذا المذموم.
جزاكم الله خيرا، وهذا لا خلاف فيه البتة بيننا. وقد قررت أن صفة المفكر هذه يوصف بها كل نابغ له بُعد نظر وإضافة نافعة في تخصصه، وله إحاطة بما يلزمه الإحاطة به من المعارف مما سوى ذلك التخصص، فتعقيبي هذا لم يوضع من أجل الحكم على أعيان من يطلق عليهم هذا اللقب الآن، من أدباء أو فلاسفة أو باحثين في الإنسانيات (من علوم اقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها) كانت لهم جهود طيبة ومساهمات نافعة في دراسة ونقد وتحليل مستحدثات الفكر الغربي المعاصر، ولم يكن لهم - مع ذلك - حظ من طلب العلم الشرعي ولم يُعرفوا به يوما ما. هؤلاء لم أتعرض لهم من قريب ولا بعيد، وهم كثيرون لا أنفي جهودهم ولا مساس لي بفضلهم! وإنما وضعت هذا التعليق لنقد ما يؤسسه الدكتور بكار وفقه الله ههنا من جعل المفكر قسيما للمختص، ومن تعريف حرره لما يسميه بالمفكر الإسلامي، يبدو لي - بجلاء - أنه قد جعله به (وبما يضربه عليه من أمثله) نظيرا للفقيه المجتهد، بيد أنه لم يشترط فيه ما يجب أن يُشترط في الفقيه المجتهد، وهنا بيت القصيد لمن تأمل!
ليس الإشكال عندي محصورا في المسمى نفسه، وأرجو ألا يظن الإخوة أن يكون اعتراضي ههنا على هذا القدر من السطحية! فأنا أدري جيدا أنه ليس كل من يُطلق عليه لقب مفكر إسلامي في زماننا هذا، هو بالضرورة لا يزيد على أن يكون صحفيا أو نحوه! وقد رأينا طلبة علم وباحثين شرعيين يسميهم الناس بالمفكرين الإسلاميين، نظرا لجهود مباركة قاموا بها في نقد ودراسة لبعض النظريات الحديثة في فرع أو أكثر من فروع العلوم الإنسانية ونحوها، وذلك من غلبة هذا المسمى على المادة المسموعة والمقروءة في فضاء الإعلام في زماننا، وهم - أعني هؤلاء الباحثين وطلبة العلم بل والعلماء - لا يجدون حرجا أو إشكالا في ذلك المسمى. وأنا أحترم رأيهم وإن كنت لا أوافقهم عليه لأسباب قد بسطتها في غير هذا الموضع.
ولكن الإشكال عندي ههنا في أن ينظَّر لاختصاص مستقل يسمى "بالمفكر الإسلامي" دونما اشتراط لقدر ضروري من العلم بدين الله جل وعلا في ذلك، ثم يستساغ لذلك (المفكر) بناء على ذاك التعريف أن يزاحم أهل الاختصاص في صناعاتهم وأن يخوض في قضايا شديدة الدقة في النوازل الشرعية المعاصرة وفي السياسة الشرعية وغيرها، تحتاج إلى قوم أفنوا أعمارهم في فقه الشريعة حتى يحق لهم الاجتهاد والنظر فيها!
ولهذا قلت، تلخيصا لما أريد:
فإن كان الكلام في أمور العامة لا يتطلب من المرء أكثر من أن يكون على هذا الوصف الذي وصفه الدكتور بكار، فإنا لله وإنا إليه راجعون.(/)
طلب محاضرات ودروس صوتية في الرد على الأشاعرة
ـ[أبو عبد الله فارس]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 06:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الإخواة الكرام، رجاء من عنده محاضرات صوتية أو دروس صوتية لعلماء الدعوة السلفية في الرد على الأشاعرة يضعها لنا وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 11:33]ـ
لعلك تبحث هنا بارك الله فيك:
الاشاعرة .. الوجه الاخر ( http://www.asha3ira.co.cc/)(/)
"اريحا"المدينة الملعونة.
ـ[الاترجة]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:44]ـ
المدينة الملعونة "اريحا"
لماذا دوماً مدينة (أريحا) وليس غيرها من المدن الفلسطينية المحتلة التي تتمحور حولها أيّ مفاوضات للسلام من الجانب الصهيوني؟!
ألم تكن (أريحا) أول المدن التي أخضعت للحكم الذاتي الفلسطيني؟! ألم يتم ذلك بإصرار من جانب ذلك الكيان الصهيوني؟! ألم تكن آخر المدن التي احتلها هذا المحتل مجدداً؟! ثم ألم تكن أول المدن المطروحة في المفاوضات التي جرت مؤخراً وانتهت بالفشل كسابقتها؟!
إن الكيان الصهيوني لم يكن يوما متمسكاً بـ (أريحا) ولن يكون، السبب هو ما سأحاول تبيانه في هذه السطور ..
لقد حُرّمت أريحا على بني إسرائيل بنص العهد القديم، فقد ذكر سفر يشوع الإصحاح السادس منه، دعوة "يشوع بن نون" على مدينة أريحا وعلى سكانها بقوله: "ملعون قدام الرب الرجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة أريحا. بِبِكره يؤسسها، وبصغيره ينصب أبوابها". إن هؤلاء يؤمنون أن كل من يقوم بإعادة بنائها ملعون، يفقد بِكره كما يفقد أبناءه، سواء كان من بني إسرائيل أم من غيرهم، فملعون كل من عزم الأمر على بنائها أو السكن فيها .. وبالتالي كانت النجاة منها بزعمهم غنيمة.
إنّ عهدهم القديم يؤكّد أن هذه اللعنة أصابت هذه المدينة وأهلها، ومن ينوي بناءها لكونها استعصت على بني إسرائيل إثر انتهاء فترة التيه ومحاولتهم الاستيلاء عليها، وإمعاناً في تأكيد هذه اللعنة نجد السّفر والإصحاح نفسه يذكر: (حرّموا - اقتلوا - كل ما في المدينة – أريحا- من رجل وامرأة، من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف).
لعلنا أدركنا مغزى وجود هذا الجزء من الأرض الفلسطينية المحتلة دوماً داخل دائرة المفاوضات الصهيونية، فأريحا مدينة ملعونة يجدر الفرار منها .. وهكذا فعلوا!! فهي خالية تماماً من المستوطنات الصهيونية، بل هي خالية تماماً من اليهود، أما أهلها فملعونون، وعليه كان من الحكمة إسكان أعدائهم فيها.
أما القول إن أريحا القديمة والمقصودة بهذه اللعنة تبعد عن أريحا الحالية قرابة الميل فمردود، بدليل حديث أدلى به شمعون بيريز وفاجأ الصحفيين المتدينين الذين اجتمعوا في مكتبه لتلقى توجيهات حول المسيرة السياسية، فقد أخرج من جيبه سفر يشوع يقرأ منه المقاطع التي يلعن فيها يشوع بن نون أريحا والذي لعن من يبني أريحا، ويفقد بِكره حينما يضع أسسها، ويفقد أبناءه حينما يضع أبوابها، أضاف بيريز: يجب أن تدركوا أن أريحا محظورة حظراً تاماً على اليهود، وأنا لا أدري لماذا يقاتل المتديّنون من أجلها؟!
كلمات جاءت على لسان رجل سياسي صهيوني ذي صيت عند أهله .. كلمات فيها الجواب الكافي فيما نحن بصدده ...(/)
تفنيد الشبهات المثارة حول حكم القيام للجماد للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله
ـ[أبو أروى]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 09:10]ـ
الشيخ محمد علي فركوس يعلنها مدوية أن تعظيم العلم وغيره من الجمادات ليس من الدين
فاللهم احفظه وارعه ورد عنه كيد الكائدين:
لكلمة الشهرية للشيخ محمد علي فركوس
تفنيد الشبهات المثارة حول حكم القيام للجماد «الحلقة الأولى»
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أما بعد:
فقدِ اطّلعتُ على مجموعةِ الرّدودِ التي تمسّك بها المخالفون مِن جمعيّاتٍ وهيئاتٍ إسلاميّةٍ عليا في مسألةِ حكمِ القيامِ للجمادِ مِنَ التّماثيلِ والسّيفِ والعَلَمِ والنُّصُبِ وَالمدفعِ وسائرِ أنواعِ الأشياءِ والجمادِ، فوجدتُها مفرَّغَةً عنِ الدّليلِ والحجّةِ، وقد جاء في فتوى دارِ الإفتاءِ المصريّةِ ما نصُّه: «أنّ تحيّةَ العَلَمِ بالنّشيدِ أوِ الإشارةِ باليدِ في موضعٍ معيَّنٍ إشعارٌ بالولاءِ للوطنِ والالتفافِ حول قيادتِه والحرصِ على حمايتِه، وذلك لا يدخل في مفهومِ العبادةِ، فليس فيها صلاةٌ ولا ذكرٌ حتّى يُقالَ إنّها بدعةٌ أو تقرُّبٌ إلى اللهِ» (1 - «فتاوى الأزهر» (10/ 221)).
وقال آخرُ: «إنّ هناك اختلافًا بين تعظيمِ العبادةِ وتعظيمِ العادةِ التي يدخل ضِمْنَها تحيّةُ العَلَمِ، ولا شيءَ فيها، لأنّها ليست عبادةً، ولأنّه لا أحدَ يتعبّد للهِ بتحيّةِ العَلَمِ»، ومِنْ أغربِ ما سمعتُه ممّن حُرِمَ العِلْمَ: «أنّ تعظيمَ الرّايةِ والاستشهادَ في سبيلِها؟! أثناءَ الحروبِ على عهدِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم وقصّةَ جعفرٍ الطّيّارِ في غزوةِ مؤتةَ خيرُ دليلٍ على ذلك حين رفض ترْكَ الرّايةِ»، وأضاف غيرُه: «أنّ الوقوفَ للنّشيدِ الوطنيِّ أمرٌ محبَّبٌ لأنّ دينَنا الحنيفَ يؤكّد أنّ حبَّ الوطنِ مِنَ الإيمانِ، وأنّ هذه السّلوكاتِ رمزيّةٌ، واصطلاحاتُ حياتِه لا علاقةَ لها بالشّرعِ، وأنّ الاستماعَ للنّشيدِ والوقوفَ للعَلَمِ يدخل في شكلِ تقديرِ الوطنِ والولاءِ له»، وغيرِ ذلك مِن مضامينِ الانتقادِ والرّدِ الذي يتمحور في شُبَهٍ متهافِتَةٍ أجيبُ عنها على الوجهِ التّالي:
الشّبهةُ الأولى: تمويهُ حقيقةِ رايةِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم بالباطلِ
إنّ رايةَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم في الغزواتِ والحروبِ لا يُنكرها إلا جاهلٌ، وقد عقد لها المحدِّثون بابًا: «ما جاء في الرّاياتِ» مِن كتبِ السّنّةِ (2 - انظر: [باب في الرّايات والألوية] في «سنن أبي داود» (2/ 337) و [باب الرّايات والألوية] في «سنن ابن ماجه» (2/ 941) و [باب ما جاء في الرّايات] في «سنن التّرمذيّ» (4/ 196).)، وقد أعطاها النّبيّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم لأبي بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما في غزوةِ خيبرَ، ثمّ قال: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ - أو: لَيَأْخُذَنَّ بِالرَّايَةِ - غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ -أو قال: يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ- يَفْتَحُ اللهُ عَلَيْهِ» (3 - أخرجه البخاريّ في «الجهاد والسير» (2/ 81) باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم في «فضائل الصحابة» (2/ 1130) رقم (2407)، واللفظ له. من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه. وقصة أخذ أبي بكر ثم عمر رضي الله عنهما اللواء أخرجها: أحمد في «مسنده» (5/ 353) من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه. قال في «مجمع الزوائد» (6/ 220): «رجاله رجال الصحيح». وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (7/ 733).)، فأعطاها لعليٍّ رضي الله عنه، وكذلك وقع مع زيدِ بنِ حارثةَ وجعفرِ بنِ أبي طالبٍ وعبدِ اللهِ بنِ رواحةَ وخالدِ بنِ الوليدِ رضي اللهُ عنهم في غزوةِ مؤتةَ (4 - أخرجه البخاريّ في «الجنائز» باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه (1/ 299)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.) وغيرِها مِن وقائعِ السّيرةِ. هذا، وحروبُ المسلمين تكشف بجلاءٍ أنّ الرّايةَ التي تُعْقَد في طرفِ الرّمحِ وتُتْرَكُ مِن غير لَيٍّ لتصفقَها الرّياحُ ما هي إلاّ عَلَمٌ يُحْمَل في الحربِ يُعْرَف بعلامةٍ متميِّزةٍ، وبارتفاعِها عاليةً تُرى مِن بُعْدٍ ليسهلَ معرفةُ موضعِ صاحبِ الجيشِ وقائدِه ليكونَ النّاسُ تبعًا له (5 - انظر:
(يُتْبَعُ)
(/)
«عارضة الأحوذيّ» لابن العربيّ (7/ 177)، «شرح مسلم» للنّوويّ (12/ 43)، «النّهاية» لابن الأثير (4/ 279)، «تحفة الأحوذيّ» للمباركفوريّ (5/ 327).)، قال ابنُ حجرٍ -رحمه اللهُ-: «الرّايةُ لا تُرْكَزُ إلاّ بإذنِ الإمامِ لأنّها علامةٌ على مكانِه فلا يُتَصَرَّف فيها إلاّ بأمرِه» (6 - «فتح الباري» لابن حجر (6/ 127).)، فكان المقصودُ مِنَ الرّايةِ أنّها وسيلةُ حربٍ وعلامةُ دلالةٍ على القائدِ، وليست محلَّ تعظيمٍ وتقديسٍ كما يريد المخالفون أن يموّهوا بمزجِ الحقِّ بالباطلِ.
فحاصلُ الجوابِ -إذن- ما يلي:
• الرّايةُ داخلةٌ في إعدادِ العدّةِ الماديّةِ المأمورِ بها في قولِه تعالى: ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ? [الأنفال: 60]، فشأنُ الرايةِ كغيرِها مِن وسائلِ الحربِ: كالسّيفِ والرّمحِ والقوسِ والنّبلِ ونحوِ ذلك، ولم يثبتْ في هذه الجماداتِ الحربيّةِ أيُّ مستندٍ شرعيٍّ أو تاريخيٍّ يدلّ على مظاهرِ التّعظيمِ والعبادةِ مِنَ الوقوفِ لها والانحناءِ بطأطأةِ الرّأسِ أوِ الخشوعِ لها بقطعِ الأنفاسِ وتركِ الحركةِ، أو حملِ العَلَمِ في وسادةٍ والانبطاحِ على الأرضِ إذا ما سقط العَلَمُ وغيرِها ممّا هو معروفٌ عند المخالفين والمموّهين وأضرابِهم.
• الرّايةُ تختصّ بالجيوشِ والحروبِ، فهي اسمٌ على عَلَمٍ يحمله القائدُ في الحربِ بعلامةٍ متميِّزةٍ –كما تقدّم- تجتمع جماعتُه تحته ويُعْرَف مكانُه، ليتماسكَ أفرادُ الجيشِ ويعرفوا مدى توغُّلِه في وسطِ المعركةِ بارتفاعِ الرّايةِ عاليةً، ليكونَ مرجعًا لمن تحت قيادتِه، على نحوِ ما تُرْفَع الرّاياتُ في الحجِّ لتَعرفَ كلُّ مجموعةٍ مِنَ الحجّاجِ مرجعَها لتتبعَه إلى الغرضِ الذي جاء مِنْ أجلِه، فقولُ بعضِهم: «إنّ أغلبَ الشّهداءِ كانوا يردّدون كلمةَ «اللهُ أكبرُ» والرّايةُ الوطنيّةُ بأيديهم» لا يتنافى مع ما تقرّر مِنْ جهةِ الإعدادِ، ولكنّ موردَ المسألةِ مِنْ جهةِ التّعظيمِ والتّقديسِ لا مِن جهةِ الإعدادِ والاختصاصِ.
• الرّايةُ وسيلةُ حربٍ وقتالٍ وليست محلَّ تقديسٍ وتعظيمٍ، فلم يُعْهَدْ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم أنّه خلّف سيفَه أو رايتَه للتّقديسِ والتّعظيمِ، بل مات النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم ودرعُه مرهونةٌ عند يهوديٍّ في قوتٍ لأهلِه (7 - انظر: «صحيح البخاري» في «الجهاد والسير» (1/ 67) باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب، من حديث عائشة رضي الله عنها. و «مسند أحمد» (1/ 361) من حديث ابن عباس رضي الله عنه.)، كما لم يُعْهَدْ ممّن بعده مِنْ خيرةِ النّاسِ ولا في سيرةِ الأوّلين والآخِرين مِنَ المسلمين في تاريخِهم الحافلِ بالانتصاراتِ والبطولاتِ أن رفعوا وسائلَ الجهادِ والرّاياتِ –على وجهِ التّقديسِ- فوق البيوتِ والبناياتِ أو أماكنِ الاجتماعاتِ أو على السّاحاتِ العموميّةِ أو على المدارسِ والمعاهدِ والجامعاتِ أو ألزموا النّاسَ بمظاهر مبايِنةٍ لإخلاصِ العبوديّةِ للهِ الواحدِ القهّارِ، وإنّما عُرِفَتْ مظاهرُ التّقديسِ عند المعاصرين المتأثّرين بالمدنيّةِ العلمانيّةِ الغربيّةِ، فقلّدوهم في الأعيادِ والاحتفالاتِ الرّسميّةِ والمراسيمِ الدُّوليّةِ شبرًا بشبرٍ وحذوَ القذّةِ بالقذّةِ كما أخبر النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم (8 - انظر: «صحيح البخاري» في «أحاديث الأنبياء» (2/ 210) باب ما ذكر عن بني إسرائيل، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. و «مسند أحمد» (4/ 125) من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه).
ولا يخفى أنّ السّيفَ والعَلَمَ وغيرَهما في مضامينِ القوانينِ الجاريةِ في المجتمعاتِ العربيّةِ والإسلاميّةِ معدودٌ مِنَ المقدَّساتِ الوطنيّةِ بلا خلافٍ، موافَقةً للدّساتيرِ والقوانينِ الغربيّةِ الأجنبيّةِ التي تُعَدّ امتدادًا للوثنيّاتِ اليونانيّةِ والرّومانيّةِ وغيرِهما، لأنّ أصولَها قامتْ على تأليهِ الهوى لذلك كانتْ مقدَّساتُها الوطنيّةُ أقوى تعظيمًا وأشدَّ عقوبةً مِنَ المقدّساتِ الشّرعيّةِ بدليلِ حكايةِ حالِ مَنِ امتنع عن أداءِ المراسيمِ الموضوعةِ، أو أبى القيامَ للعَلَمِ أو للنُّصُبِ، فقد ارتكب في نظرِ مَنْ يُؤَلِّه الهوى أعْظمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
جريمةٍ، ونقَموا منه ونسبوه إلى الخيانةِ العُظمى، وكان مِنَ المخذولين المُبْعَدين، في حينِ أنّ مَنِ اقترف كلَّ المخازي والمهالكِ مِنِ انتهاكٍ واختلاسٍ ونهبٍ .. وهو في ظاهرِ حالِه يعظّم العَلَمَ ويتظاهر بمحبّةِ الوطنِ، وأعمالُه وتصرُّفاتُه لا تعكس بحالٍ حقيقةَ المحبّةِ كان هذا مِنَ المنصورين المقرَّبين، أم كيف يُحْكَم بمعاقبةِ مَنْ لم يَقُمْ للعَلَمِ الجماديِّ الذي لم نُؤْمَرْ شرعًا بالقيامِ له، ويُعْدَلُ عن معاقَبةِ مَنْ لم يَقُمْ للهِ ربِّ العالَمين؟! فأيُّ الميزانَيْن أحقُّ بالاتّباعِ؟ ميزانُ الهوى أم ميزانُ الحقِّ والعدلِ، واللهُ المستعانُ وإليه المشتكى.
غير أن الذي يُؤْسَفُ له أن أمْرَ التّابعِ لا يختلف في شكلِه ومظهرِه عن حالِ المتبوعِ، واللهُ المستعانُ. «يتبع .. »
1 - «فتاوى الأزهر» (10/ 221).
2 - انظر: [باب في الرّايات والألوية] في «سنن أبي داود» (2/ 337) و [باب الرّايات والألوية] في «سنن ابن ماجه» (2/ 941) و [باب ما جاء في الرّايات] في «سنن التّرمذيّ» (4/ 196).
3 - أخرجه البخاريّ في «الجهاد والسير» (2/ 81) باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم في «فضائل الصحابة» (2/ 1130) رقم (2407)، واللفظ له. من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه. وقصة أخذ أبي بكر ثم عمر رضي الله عنهما اللواء أخرجها: أحمد في «مسنده» (5/ 353) من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه. قال في «مجمع الزوائد» (6/ 220): «رجاله رجال الصحيح». وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (7/ 733).
4 - أخرجه البخاريّ في «الجنائز» باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه (1/ 299)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
5 - انظر: «عارضة الأحوذيّ» لابن العربيّ (7/ 177)، «شرح مسلم» للنّوويّ (12/ 43)، «النّهاية» لابن الأثير (4/ 279)، «تحفة الأحوذيّ» للمباركفوريّ (5/ 327).
6 - «فتح الباري» لابن حجر (6/ 127).
7 - انظر: «صحيح البخاري» في «الجهاد والسير» (1/ 67) باب ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب، من حديث عائشة رضي الله عنها. و «مسند أحمد» (1/ 361) من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
8 - انظر: «صحيح البخاري» في «أحاديث الأنبياء» (2/ 210) باب ما ذكر عن بني إسرائيل، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. و «مسند أحمد» (4/ 125) من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه.
http://www.ferkous.com/rep/index.php
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 10:15]ـ
انظر الكلمة الشّهريّة الّتي سبق أنْ نقلْتُها في هذا المجلس المبارك -بإذن الله-:
أحكامُ القيامِ بينَ استحكامِ العادةِ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59899)
ومحاذيرِ الوقوعِ في العبادةِ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59899)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 02:11]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء وأوفاه وحفظه من كيد الكائدين ومكر الماكرين
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 03:50]ـ
آمين، وإيّاك ...
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 03:57]ـ
حفظ الله الشيخ ..
واحسن الله اليكم على هذا النقل الموفق
ـ[أبو أروى]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 11:23]ـ
بارك الله فيك أخي محمد عبد العزيز ووفقنا جميعا لكل خير
ـ[أبو بكر يحي السطائفي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 06:40]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا النقل المبارك واحفظ اللهم شيخنا من طعن الحاقدين والطاعنيين فهذه المسألة طرحة العديد من الكلام خاصة من العلمانيين الحاقدين على دعاة الدين والشيخ عز الدين رمضاني كما سمعت من بعض الإخوة قد فصل عن الخطابة والتدريس إثر امتناعه عن الوقوف للعلم هو وبعض الأئمة وأثارة هذه القضية ضجة إعلامية كبيرة من صحف الفتن.
اللهم انصر من نصر الدين
واخذل من خذل الدين
ـ[أبو أروى]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 08:58]ـ
أخي يحيى بارك الله فيك ونسأل الله أن لا يتفطن زعماء دكاكين الفتنة من رواد الصحائف الماكرة لهذه الكلمة فيؤلبون على الشيخ الرسميين والعاديين إنه ولي ذلك والقادر عليه(/)
كيف ألصق بدعوة التوحيد لفض الوهابية ...
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 02:27]ـ
كيف أُلصق بـ ــ (دعوة التّوحيد) ــ لفظ الوهّابية ( http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/206-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D9%8F%D9%84%D8%B5%D9%82-%D8%A8%D9%80-%D9%80%D9%80%28-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D9%88 %D8%AD%D9%8A%D8%AF-%29%D9%80%D9%80-%D9%84%D9%81%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D9%91 %D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9.html)
نقلا عن مقال ــ (بعنوان: الوهّابيون سُنّيون حنابلة) ــ لصاحب المعالي العلاّمة الفقيه محمّد الحجوي وزير المعارف بالمغرب الأقصى , والذي نشرته جريدة الصّراط السّوي في عددها الثّالث الصّادر يوم الاثنين 5 جُمادى الثّانية 1352 للهجرة الموافق ل 25 سبتمبر 1933 للميلاد:
<< أصبح بن عبد الوهّاب ذا شهرة طبقت العالم الإسلامي وغيره معدودا من الزّعماء المؤسّسين للمذاهب الكبرى والمغيّرين بفكرهم أفكار الأمم , وأنّ ابن سعود توصًل بنشر هذا المذهب لأُمنيته , وهي الاستقلال والتّملّص من سيادة الأتراك , والنّفس العربيّة ذات شمم فلقد بدأ أوّلا بنشر المذهب , فجرّ وراءه قبائل نجد وأكثريّة عظيمة من سيوف العرب , إذ العرب لا تقوم لهم دولة إلاّ على دعوة دينيّة , ولمّا رأى الأتراك ذلك ووقفوا على قصده نشروا دعاية ضدّه في العالم الإسلامي العظيم الذي كان تابعا لهم وشنّع علماؤهم عليه بالمروق من الدّين وهدم مؤسّساته واستخفافهم بما هو معظّم بالإجماع كالأضرحة وتكفير المسلم واستحلال دمائه إلى غير ذلك ممّا تقف عليه في غير هذا , وشايعهم جمهور العلماء في تركيا والشّام ومصر والعراق وتونس وغيرها وانتدبوا للرّدّ عليه بأقلامهم. . . , ثمّ حصحص الحق وتبيّن أنّ المسألة سياسية لا دينيّة فإنّ أهل الدّين في الحقيقة متّفقون , وإنّما السّياسة نشرت جلبابها وأرسلت ضبابها وساعدتها الأقلام بفصاحتها فكانت هي الغاز الخانق فتجسّمت المسألة وهي غير جسيمة ولعبت السّياسة دورها على مرشح أفكار ذهبت رشدها فسالت الدّماء باسم الدّين على غير خلاف ديني وإنّما هو سيّاسي>>.
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/206-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D9%8F%D9%84%D8%B5%D9%82-%D8%A8%D9%80-%D9%80%D9%80%28-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D9%88 %D8%AD%D9%8A%D8%AF-%29%D9%80%D9%80-%D9%84%D9%81%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D9%91 %D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9.html(/)
المؤامرة الإعلامية ... "منسَّق" .. !!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 04:55]ـ
{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]
ظهرت القنوات الاسلامية خلال السنوات القليلة الماضية وبثت العقائد السليمة والتصورات الناصعة ونصحت الجماهير وحذرتهم من العقائد والتصورات المنحرفة المحيطة بهم والمخالطة لواقعهم , فكان الناتج الطبيعي أن تمتزج هذه القنوات بعاطفة الملايين وأن تلامس قلوبهم من خلال صدق الطرح.
إذن فالفضائيات الإسلامية بالنسبة للجماهير المسلمة ساطعة سطوع الشمس , وبالطبع دافعت الجماهير عن القنوات صاحبة المنهج الإسلامي الناصع مثل الناس والرحمة والحكمة والخليجية , وأمثالهن ومحاربيها أيضاً بالنسبة للجماهير منهجهم واضح وضوح الشمس.
و لكن للأسف فقد فوجئ العالم الاسلامي قبل اسابيع قليلة بقرار ايقاف القنوات الاسلامية!!
فهل خرج ذلك القرار من فراغ؟؟؟؟
فلنقرأ إذن هذه الدراسة الاسرائيلية .. !!!
قالت دراسة أعدتها جامعة تل أبيب ونشرت صحيفة «لوبون» الفرنسية مقتطفات منها إن هناك نموًا دينيًا وتربويًا للشباب المصري أصبح ظاهرا للعيان خلال الفترة الأخيرة، ما اعتبرته يشكل «خطرًا كبيرًا» على إسرائيل.
وذكرت أن الشباب في الفترة العمرية ما بين 16 إلى 25 عامًا يكونون في مرحلة تكوين عقلي وتتسم عقولهم بالانفتاح ويتأثرون بالعاطفة، ومن هنا رأت الدراسة خطورة تأثرهم بالفضائيات الدينية التي استطاعت التأثير عليهم بشكل كبير.
وأوضحت أن تلك الفضائيات لعبت دورًا مؤثرًا في نفوس الشباب بدعوتها إياهم إلى التحلي بمكارم الأخلاق والعبادة والتقرب إلى دينهم وتصفح القرآن وتناول الآيات التي تتحدث عن اليهود وحياتهم وطبائعهم، وهو ما يعني زيادة العداء لإسرائيل الذي ربما يصل إلى حد العنف، وفق الدراسة.
ولفتت الدراسة إلى أن هناك عددًا من القنوات الإسلامية التي استطاعت جذب الشباب إليها وأهمها «الناس» و» المجد» و» الرسالة» و» اقرأ»، بالإضافة إلى اسطوانات دينية تباع بأسعار زهيدة ويتبادلها الشباب.
وقالت إن الشباب أقبل على هذه القنوات، لأن وعاظها تقربوا للشباب بعقولهم وتحدثوا لغتهم وارتدوا زيا معاصرا بعيدا عن الزي الإسلامي التقليدي، كما أصبحت لغة الخطاب الديني في تناول القضايا بها الكثير من المرونة.
وأوضحت الدراسة أن أكثر من 85% من الفتيات المصريات أصبحن يرتدين غطاء الرأس، و60% من الشباب يحمل في أمتعته القرآن وتتسم تصرفاتهم بقدر كبير من العقلانية والتروي بخلاف ما كان عليه الشباب قبل عشر سنوات حيث كان يظهر عليه التوحش الجنسي والإقدام على الخطايا وحب الذنوب.
وأوصت الدراسة، الشباب الإسرائيلي المستخدم لشبكة الإنترنت بأن يؤدي واجبه ويعمل ما يقدر عليه لإلهاء الشباب المصري عن حياته الجديدة الدينية، واقترحت قيام الفتيات والشواذ بإرسال صورهم وهم في أوضاع مخلة على الإنترنت وطلب التعارف والصداقة على مصريين شباب عسى أن يكون لهذا نتيجة «إيجابية».
و للأسف فإذا كان مبررات الاغلاق اتكأت على ان تلك القنوات الفاضلة تدعو الى الفتنة
وأن أهلها دعاة فتنة ..
فإن قتوات الفتنة في الخقيقة هي التي تُرِكت
بل ودُعِمت لتسرح وتمرح في الفضاء العربي
من قنوات الفتن الشهوانية
الى قنوات الفتنة عن الدين الحق الى الشرك و الخرافات.
مثل قنوات الرافضة و الصوفية
و التي بعضها يُبثُّ من اسرائيل مباشرةً ..
6 قنوات دينية إيرانية تبث من داخل "إسرائيل"
فقد كشف تقرير صادر عن موقع sat age المتخصص في رصد حركة الأقمار الصناعية حول العالم وما تحمله من قنوات تلفزيونية، عن وجود ست قنوات دينية إيرانية موجهة إلى العرب تبث من "إسرائيل"، وتقف وراءها واحدة من أكبر شركات الاتصالات العبرية.
وأوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أن هذه القنوات وهي: (آل البيت, الأنوار, فدك, الحسين, العالمية, الغدير) تتواجد على القمر الإسرائيلي AMOS ( أموس) , من خلال شركة RR Sat الإسرائيلية، وتلبس رداء التشيع وتتظاهر بالولاء لآل البيت وتجتهد في تمرير الرؤية الإيرانية وإقناع الجمهور العربي بها.
وشركة RR Sat هي شركة اتصالات إسرائيلية خاصة يملكها رجل الأعمال اليهودي David Rive، وتأسست عام 1981 بموجب ترخيص من وزارة الاتصالات الإسرائيلية ومنذ يناير 2002 تقوم بتقديم خدمات التداول عبر الأقمار الصناعية للإذاعة والتلفزيون إلى جانب الألياف البصرية والانترنت, ويرأس إدارة الشركة منذ أبريل 2001 راموت جلعاد, وهو عميد (احتياط) في قوات الدفاع الجوي بجيش الاحتلال.
تشويه صورة المذهب السني:
وتستهدف تلك القنوات الشيعية تجميل صورة إيران وتشويه المذهب السني والإيحاء بوجود قرآن في بلاد فارس مخالف للقرآن الذي بين يدي المسلمين السنة في بقية أنحاء العالم وأن مصحف عثمان المتداول منذ 1400 سنة به أخطاء فجة، بينما المصحف الإيراني خالٍ من الأخطاء!
كما تعمل تلك القنوات على تهيئة العقول لقبول المذهب والفكر الشيعي في إطار ما دعا إليه الخميني في بداية قيام الثورة الإيرانية قبل نحو ثلاثين عاماً بضرورة تصدير الثورة الخمينية إلى جميع أنحاء العالم!
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يحدث من تواصل إيراني - إسرائيلي في مجال الإعلام الفضائي، يُعد حلقة جديدة من مسلسل التحالف السري المشبوه بينهم والذي سبق وأن أشار إليه الكاتب الأمريكي تريتا بارسي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكينز من خلال كتابه "التحالف الغادر" الذي أكد من خلاله أن إيران هي الدولة الثانية في الشرق الأوسط بعد إسرائيل التي تضم عدد كبير من اليهود والمزارات اليهودية، كما يضم البرلمان الإيراني نواباً من اليهود.
إذن هذا هوالإعلام المدعوم اسرائيلياً و يهودياً وعالمياً .. قنوات الفتنة و الشرك ..
فلماذا تُغلق إذن منابر الدعوة الاسلامية ـ من قبل أعدائنا ـ،
في حين يتم دعم قنوات العهر عالمياً .. في كل مجال،و على كل صعيد؟؟ ...(/)
الطائفة الاتحادية العربية الفارضية عند الامام البقاعي
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 11:02]ـ
ذكر الامام البقاعي في كتابه (نظم الدرر في تناسب الأيات و السور) في تفسيره لسوره البروج عند قوله عزو جل (هل أتاك حديث الجنود فرعون و ثمود) كلاما ثم قال:
فلعنة الله عليه _ يعني فرعون _ ومن كان معه من أتباعه و أتباعهم الطائفة الاتحادية العربية الفارضية الذين يكفي في ظهور كفرهم تصويبهم فرعون الذي أجمع علي كفره جميع الفرق أهـ
السؤال: ما المراد بقوله: (الطائفة الاتحادية العربية الفارضية) و هل هي إحدي الفرق التي لها وجود؟ و ما هي عقائدها؟ نرجو الإفادة ........... و جزاكم الله خيرا
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 06:42]ـ
الاتحادية العربية الفارضية
الاتحادية: نسبة إلى من يقول باتحاد الارواح
العربية: نسبة إلى ابن عربي الاشبيلي الزنديق المعروف
الفارضية: نسبة إلى ابن الفارض الصوفي الزنديق صاحب القصيدة التائية
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 08:44]ـ
الاتِّحاديَّة نسبة إلى من يقول باتِّحاد الخالق مع المخلوق،
والوُحْدَويُّون (أهل وحدة الوجود) كابن عربي وابن الفارض وعبدالحق بن سبعين والتلمساني إلى غيرهم = يقولون إنَّ الوجود واحد، وإنَّ التعدُّد وهمٌ، وإنَّه لا خالق ومخلوق، بل الخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق!
ومنها الحلول، وهو القول بحلول الخالق في المخلوق.
نعوذ بالله من هذا الكفر.
وأنشدوا في ذلك:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا /// /// /// وما الله إلا راهبٌ في كنيسة
وقول ابن عربي:
العبد رب، والرب عبد /// /// /// يا ليت شعري من المكلَّف؟!
إن قلت: عبد فذاك ميت /// /// /// أو قلت: رب أنَّى يكلَّف؟!
وقوله أيضًا:
لقد صار قلبي قابلاً كلَّ صورةٍ /// /// /// فمرعىً لغزلانٍ ودَيرٌ لِرهبانِ
وبيتٌ لأوثان وكعبةُ طائفٍ /// /// /// وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ
أدينُ بدين الحب أنَّى توجَّهت /// /// /// ركائبه فالحب ديني وإيماني!
/// وقد حكى الله الكفر عن أربابه في كتابه ولولا ذاك لما ساغ حكاية مثل هذا الكفر.
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 10:44]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خير الجزاء(/)
منهج الشك عند ديكارت
ـ[مهاب بن محمود]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 04:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك أية رسائل علمية حول "منهج الشك عند ديكارت"؟
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 09:49]ـ
السلام عليكم
يوجد مقال يتحدث عن المقارن الباطل بين شك الغزالي الذي هو رد في الباطن ومنهج الشك الفلسفي عند دكارت
الذي لا يسلم للفلسفة بشيء حتى يظهر الحق بالتحاكم الى الحس والعقل بدون مسلمات سابقة والله اعلم
اما عن المقال فهو للبدوي
اما هذا التعليق فهو لي
والسلام عليكم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 10:17]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما باللغة العربية فلم أقف فيها على شيء، لكن إن شئتَ فهذا رابط تحميل لكتاب كامل في منهج الشك عند ديكارت، وهو من أهم المراجع الحديثة في هذا الباب، من تأليف أستاذة فلسفة أمريكية في جامعة كاليفورنيا.
http://www.megaupload.com/?d=LPRH9Y53
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 10:35]ـ
في مكتبة المصطفى يوجد الكثير منها "فلسفه ديكات و منهجه: دراسه تحليليه و نقديه ( http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=005496.pdf)"
ومنها "المنهج الفلسفي بين الغزالي و ديكارت ( http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=010310.pdf)"
ومنها "مقال عن المنهج ( http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=016229.pdf)"
وغيرها ومن الاحسن دراسة كتاب ديكارت مقال عن المنهاج الذي يوضح فيه مذهبه في الشك العلمي
والله اعلم
ـ[مهاب بن محمود]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 05:06]ـ
جزاكم الله خيراً ورفع قدركما
أسأل الله أن يزيدكما علماً وأدباً وأن يجعلكما من الراسخين في العلم -اللهم آمين -(/)
رافضة العصر باطنية زنادقة .. !!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 11:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعتبرفرقة ( http://www.maroc-quran.com/vb/t19270.html) الباطنية ( http://www.maroc-quran.com/vb/t19270.html) أخطرفرقة ( http://www.maroc-quran.com/vb/t19270.html) هدامة وضالة وملحدة في التاريخ الإنساني، وإن زعمت الانتساب إلى الإسلام، فإنها لا تمت له بأي صلة كانت سوى المسميات.
رافضة العصر باطنية:
و الحقيقة أن رافضة العصر انتظموا رسمياًّ في النحلة الباطنية منذ زمن بعيد، وذلك لانتهاجهم للغلو في الأئمة حتى جعلوهم آلهة من دون الله عز و جل، كما يعترفون هم بذلك، فبعد أن كان غلاتهم في العصور السالفة أقلية، صاروا بعد قيام الدولة الصفوية كلهم غلاة بلا استثناء. وقد اعترف بذلك أكبر علمائهم في الجرح والتعديل آية الله المامقاني في كل ترجمة كتبها للغلاة الأقدمين منهم فأعلن في كل موضع تناول به هذا البحث من كتابه الكبير بأن ما كان به الغلاة الأقدمون غلاة أصبح الآن عند جميع الشيعة الإمامية من ضروريات المذهب، فعلى سبيل المثال يقول السيد حسين ابن السيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1325:
أباحسن انت عين الاله ... وعنوان قدرته الساميه
وانت المحيط بعلم الغيوب ... فهل عنك تعزب من خافيه
لك الامر ان شئت تحيي غدا ... وان شئت تسفع بالناصيه
وأنت مدير رحى الكائنات ... وقطبٌ لأفلاكها الجاريه
وانت الذي امم الانبياء ... لديك إذا حُشرت جاثيه
فمن بك قد تمّ إيمانه ... يُساق إلى جنة عاليه
وأما الذين تولوا سواك ... يُساقون دعّاً إلى الهاويه
و الباطنية ظاهرها التشيع لآل البيت، وحقيقتها هدمعقائد الإسلام؛ لذلك قال الغزالي رحمه الله عنهم: "ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض".
ولذلك فهم أكفر من اليهود والنصارى، والسبب في ذلك راجع لمعاداتهم للأديان وبالذات دين الإسلام الخالد، ولسيرتهم النتنة إذ كانوا يحاربون الفطرة الإنسانيةوالقيم والأخلاق بفرضهم الإلحاد والكفر والإباحية وسفكالدماء.
إذ أن عقائدهموأفكارهم عبارة عن تلفيق وترقيع غير متجانس بل ومتناقض من أفكار ومخلفات وموروثات الأديان المنحرفة و الوثنيات والمذاهب والفلسفات الضالة البعيدة كل البعد عن مسالك الأنبياء والمرسلين - عليهم السلام -، وذلك عن طريق انتهاجهم للتأويل الباطني الذي نفذوا من خلاله فجعلواللإسلام ظاهراً له باطن مخالف لما جاء به سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -،فامتدحوا الباطن وذموا الظاهر؛ لذلك فالظاهر عندهم يكون للأغبياء والمغفلين الذينلم يعرفوا الحقيقة، ويقصدون بهؤلاء نحن المسلمين ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، أما الباطن فيكون للأذكياء والملهمين من أمثالهم، إذ يعتبرون أنفسهم هم أهل الحقبانتهاجهم التأويل الباطني.
".
تقية الباطنية:
أما بالنسبة للخواص منهم فهم ملاحدة دهرية ينكرونالصانع و يجهرون بالزندقة.
يقول محمد بنالرفنة الإسماعيلي عن الله تعالى: "ليس هو موجود فيوصف ولا غائبفينعت"
ويقولالكرماني: "أنه لا موجود ولا معدوم"
و يقولونبإلهين قديمين هما (العقل والنفس)، متأثرين بالمجوس القائلين بإلهين (النوروالظلمة).
ويقول عنهم البغدادي في كتابه "الفرق بين الفرق":
"الذي يصح عنديمن دينالباطنية ( http://www.maroc-quran.com/vb/t19270.html) أنهمدهرية زنادقة، يقولون بقدم العالم وينكرون الرسل والشرائعكلها"
يقول البغدادي: "وذكر أصحابالتواريخ أن الذين وضعوا أساس دينالباطنية ( http://www.maroc-quran.com/vb/t19270.html) كانوا من أولادالمجوس، وكانوا مائلين إلى دين أسلافهم"
ويقول الديلمي: "واعلم أن مذهبهم الردئ قولهمبإلهين هما السابق والتالي"
وبالنسبة لتعاملهم مع العوام فهم تعليمية: نسبةلإبطالهم العقل والنظر العقلي، وأن طريق المعرفة هو التعليم من الإمام المعصوم؛ لعلمهم أن عقائدهم تخالف العقل، فجعلوا التعليم هو طريقهم و هذا بالنسبة للعوام.
الباطنية و انكار الإيمان بالله واليوم الآخر
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك أن الإيمان بالله واليوم الآخر هو طريقة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان على الصراط المستقيم علماً، وعملاً، فقد حقّقوا الإيمان بالله واليوم الآخر، وأقرّوا بأن ذلك حق على حقيقته، وهم في عملهم مخلصون لله، متّبعون لشرعه، فلا شرك، ولا ابتداع، ولا تحريف، ولا تكذيب.
وأما الباطنية المنحرفون فهم "تخييلية" مثلهم مثل أهل التخييل: من الفلاسفة،، ومن سلك سبيلهم من المتكلمين وغيرهم.
وحقيقة مذهبهم: أن ما جاءت به الأنبياء مما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر أمثال وتخييلات لا حقيقة لها في الواقع، وإنما المقصود بها انتفاع العامة وجمهور الناس؛ لأن الناس إذا قيل لهم: إن لكم ربًّا عظيماً، قادراً رحيماً، قاهراً، وإن أمامكم يوماً عظيماً تبعثون فيه، وتُجازون بأعمالكم، ونحو ذلك استقاموا على الطريقة المطلوبة منهم، وإن كان هذا لا حقيقة له على زعم هؤلاء.
ثم إن هؤلاء على قسمين: غلاة، وغير غلاة.
فأما الغلاة فيزعمون: أن الأنبياء لا يعلمون حقائق هذه الأمور، وأن من المتفلسفة الإلهية - ومن يزعمونهم أئمة و أولياء - من يعلم هذه الحقائق، فزعموا أن من الفلاسفة من هو أعلم بالله واليوم الآخر من النبيين الذين هم أعلم الناس بذلك.
وأما غير الغلاة فيزعمون أن الأنبياء يعلمون حقائق هذه الأمور، ولكنهم ذكروا للناس أموراً تخييلية لا تُطابق الحق؛ لتقوم مصلحة الناس، فزعموا أن مصلحة العباد لا تقوم إلا بهذه الطريقة التي تتضمن كذب الأنبياء في أعظم الأمور وأهمها.
فالطائفة الأولى حكمت على الرسل بالجهل. والطائفة الثانية حكمت عليهم بالخيانة والكذب.
و لنشاهد الآن هذا الرابط حتى نتبيَّن عقيدة الروافض الباطنيين من أفواههم المريضة ..
الرابط: http://www.*******.com/watch?v=Bn0Hsd18k8I (http://www.*******.com/watch?v=Bn0Hsd18k8I)
هذا الرابط استفدته من موضوع للاخ رضوان سمير ( http://www.hewarona.com/vb/member.php?u=6704) على هذا الرابط:
http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=10744 (http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=10744)
قلت: و السلوكيون اليوم الذين يشكِّلون القسم الأكبر من المرجعيات الشيعية اليوم كالخامنئي، و السيستاني و أبناؤه و وكلاؤه، و مقتدى الصدر ومعاونوه، وآل الحكيم،و آل الخوئي ـ و غيرهم كثييير ـ، ما هم إلاَّ تصوير واقعيٌّ لتلك العقائد الباطنية الغالية في الزندقة والفجور و الشذوذ الاخلاقي.
ـ[السليماني]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 08:23]ـ
جزاك الله خيراً
وقد كفرهم أئمة السلف كالبخاري ومالك وأحمد وعبد الرحمن بن مهدي
وقد زادهم كفرهم وغلوهم أضعافاً مضاعفة والعياذ بالله(/)
علم الكلام وأثره في التفسير ـ أُطروحة دكتوراه
ـ[ابو حذيفة البغدادي]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 02:08]ـ
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة السلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين،
أما بعد:
فقد منّ الله تعالى على العبد الفقير بأن وفقه لإكمال السنة التحضيرية (بامتياز) وبعد البحث والتقصي، وقع اختياري وشرح الله صدري أن يكون مشروع أطروحة الدكتوراه:
[علم الكلام وأثره في التفسير]
وقد حصلت الموافقة عليه، والحمد لله أولاً وآخراً.
والأطروحة ستتضمن بابين:
الباب الأول: في علم الكلام
فصل في تعريفه وألقابه والفرق بينها وحكمه، وفصل في نشأته وتطوره وأثره إجمالاً على العلوم الأخرى ...
وكذلك سيتضمن هذا الباب فصلاً أُلخص فيه منهاج دراسة العقيدة بحسب الاتجاهات الرئيسية:
أهل السنة والجماعة (السلفية، الاشاعرة، الماتريدية)، المعتزلة، الإمامية، الصوفية، والفلاسفة
وكذلك سيتضمن هذا الباب فصلاً مهماً حول أدلة الاعتقاد ليكون أساساً في بحث الباب الثاني.
والباب الثاني: في أثر علم الكلام في التفسير
سأقسمه على ضوء أمهات المسائل العقدية الرئيسة، فأعرض في كل مسألة ما جاء فيها من أقوال، عرضاً مختصراً من غير إخلال، ثمَّ أطوف في أهم كتب التفسير على اختلاف مشارب أصحابها مبرزاً تأثر أصحابها بمذاهبهم الاعتقادية في تفسير الآيات المتعلقة بالمسألة، ثمَّ اعلق وأناقش بما يفتح الله على العبد الفقير، مستعيناً بالله تعالى، ثمَّ مستنيراً بما تحصل لدي من معطيات في الباب الأول.
والموضوع وإن كان في أصله يبحث في العقائد، إلا أنّه لا يخفى مدى قوة تعلقه بالتفسير.
أعلمُ ان الموضوع يحتاج إلى جهد كبير وبحث دقيق، وتتبع للأقوال في مظانها، ومجانبة الميل إلى هذا الطرف أو ذاك، ولكن اسأله تعالى أن يسهل هذا الأمر.
لذا أرجو من الأخوة الكرام أن لايضنوا عليّ بما عندهم مما ينفعني فيما عزمت عليه، بما يخدم البحث، ويوفر الوقت، من كتب، ورسائل وبحوث، ومناقشات، وخاصة الكتب والرسائل التي بحثت تفصيلاً في المسائل العقدية بحثاً مقارناً.
وختاماً: أرجو ان تقبلوني عضواً في هذا المنتدى، وان تدعوا الله جل وعلا أن يوفقني.
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 02:35]ـ
أهلا ومرحبا بك يا أبا حذيفة بين إخوانك في المجلس العلمي.
والله أسأل أن يوفقك في رسالتك، وأن تكون نافعة للأمة، وصدقة جارية لك "علم ينتفع به".
هناك ملاحظة -يجدر العناية بها-:
أُلخص فيه منهاج دراسة العقيدة بحسب الاتجاهات الرئيسية:
أهل السنة والجماعة (السلفية، الاشاعرة، الماتريدية)، المعتزلة، الإمامية، الصوفية، والفلاسفة
يمكن تضمين أهل الكلام من الأشاعرة والماتريدية مع أهل السنة، في المقابل مع الشيعة؛ لما يوجد بيننا وبينهم من تقارب، واختلاف بيننا جميعا وبين الشيعة.
وربما يكون هذا الجمع في معرض الحديث إلى الرافضة -مثلا-.
ولكن أثناء البحث العلمي وتحرير المسائل .. لا يمكن الجمع بين أهل السنة وأهل الكلام.
لذا فلا بد من إفراد أهل السنة، وإفراد أهل الكلام.
ويمكنك التحدث عن الذين تأثروا بهذا العلم من المنتسبين للسنة.
وأما الأشاعرة والماتريدية، فيمكنك نقاش أصحاب هذه المذاهب، مع مراعاة نقاش كل مرحلة على حدى.
كتب الله لكم التوفيق والسداد.
ـ[ابو حذيفة البغدادي]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 07:45]ـ
جزيت كل خير على الملاحظة
ولاشك في ضرورة التفريق بين من ذكرت، لاختلاف المنهج في كثير من النواحي، اعني بين الاتجاه السلفي من جهة، وبين الاتجاه الاشعري والماتريدي من جهة اخرى، وانما ذكرتهم باعتبار دخولهم تحت مفهوم اهل السنة والجماعة في الاطلاق العام.
فلا مناص من بحث منهجية من تقدم كل على حدة، ومن ثم ذكر مواطن الاختلاف والالتقاء.
والله الموفق(/)
تفنيد النقول التي يحتج بها الجهمية على نفي علو الله على خلقه
ـ[ابن عروسي]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 02:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض النقول التي يستدل بها الجهمية على نفي علو الله تعالى
سبحان الله وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، ولا يعتمدنَّ أحد على نقلهم حتى ينظر هو بنفسه في الكتب، فهم دجالون كذابون يضعون الأقوال ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويكفي في الرد على هذه النقول أنها ليست من كلام الله تعالى ولا من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن سنبين كذلك أنها لا تصح، والله الموفق.
أسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إنه غفور رحيم.
1 - قال مصباح التوحيد ومصباح التفريد الصحابي الجليل والخليفة الراشد سيدنا علي رضي الله عنه (40 هـ) ما نصه: (كان- الله- ولا مكان، وهو الان على ما- عليه- كان اهـ. أي بلا مكان. ((الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي [ص / 333])).
لا سند له.
2 - وقال أيضا: "إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته" أ هـ. ((الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي [ص / 333])).
لا سند له.
3 - وقال أيضا: (من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود" اهـ. (المحدود: ما له حجم صغيرا كان أو كبيرا). [حلية الأولياء: ترجمة علي بن أبي طالب (73/ 1)].
من قصة علي رضي الله عنه مع اليهود التي ذكرها الحافظ أبو نعيم وفي سندها انقطاع بين محمد بن إسحاق والنعمان بن سعد قال أبو نعيم بعد القصة (هذا حديث غريب من حديث النعمان كذا رواه ابن إسحاق عنه مرسلا).
4 - قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "سيرجع قوم من هذه الأمة عند اقتراب الساعة كفارًا ينكرون خالقهم فيصفونه بالجسم والأعضاء" (راوه ابن المعلم القرشي في كتابه نجم المهتدي ورجم المعتدي ص:588)
لا سند له.
5 - وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم (94 هـ) ما نصه (4): (أنت الله الذي لا يحويك مكان" أ هـ. [إتحاف السادة المتقين (4/ 380)].
6 - وقال أيضا: (أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا) اهـ. [إتحاف السادة المتقين (4/ 380)].
هذان النصان من الصحيفة السجادية وهي صحيفة رافضية سندها رافضي مكذوبة على زين العابدين رحمه الله تعالى.
7 - وقال الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين رضوان الله عليهم (148 هـ) ما نصه: "من زعم أن الله في شىء، أو من شىء، أو على شىء فقد أشرك. إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا، ولو كان من شىء لكان محدثا- أي مخلوقا" أ هـ. [ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص/ 6)].
لا سند له.
8 - قال الإمام المجتهد أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه (150 هـ) أحد مشاهير علماء السلف إمام المذهب الحنفي ما نصه: " والله تعالى يُرى في الآخرة، ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كميّة، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة " اهـ. [ذكره في الفقه الاكبر، انظر شرح الفقه الاكبر لملا علي القاري (ص/ 136 - 137)].
9 - وقال أيضًا: " قلت: أرأيت لو قيل أين الله تعالى؟ فقال- أي أبو حنيفة-: يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء" اهـ. [الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسانل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 25).].
يحتج الجهمية بما يوافق هواهم من كتاب الفقه الأكبر ويتركون ما لا يوافق هواهم، وكتاب الفقه الأكبر لا يثبت عن أبي حنيفة فهو مروي من طريقين:
1 - رواية أبي مطيع البلخي، وهي تسمى بالفقه الأبسط.
2 - ورواية حماد بن أبي حنيفة وهي تسمى بالفقه الأكبر.
فأبو مطيع ضعيف راجع لسان الميزان (164/ 3 - 165) ويرويه عن أبي مطيع جمع من الضعفاء والمجهولين وهذا هو السند: أبو عبد الله الحسين بن علي الكاشغري قال: أخبرنا أبو مالك نصران بن نصر الختلي عن علي بن الحسن بن محمد الغزال عن أبي الحسن علي بن أحمد الفارسي حدثنا نصير بن يحيى الفقيه قال: سمعت أبا المطيع الحكم بن عبد الله البلخي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما حماد فضعفه ابن عدي وغيره من جهة حفظه ويرويه عن حماد جمع من الضعفاء والمجهولين وهذا هو السند: عليّ بن أحمد الفارسي، عن نصير بن يحيى، عن محمد بن مقاتل الرازي، عن عصام بن يوسف، عن حمّاد بن أبي حنيفة، عن أبيه. وأما ما ينقله الجهمية من قول الإمام أبي المظفر الإسفراييني أنه قال: (وكتاب الفقه الأكبر الذي أخبرنا به الثقة بطريق معتمد وإسناد صحيح عن نصير بن يحيى عن أبي حنيفة) التبصير ص 113. فليس بصحيح لثلاثة وجوه:
1 - أن نصير بن يحيى - وهو شيخ أبي منصور الماتريدي - مجهول ليس له ترجمة إلا في الجواهر المضيئة للقرشي ولم يذكر عنه شيئا سوى أنه توفي سنة (268هـ) وأنه تفقه على رجل اسمه أبو سليمان الجوزجاني.
2 - أنه ليس من تلامذة أبي حنيفة وإنما من تلامذة تلامذته راجع إشارات المرام من عبارات الإمام للبياضي: ص 21 ـ 22.
3 - أن نصير هو نفسه أحد رجال السند في رواية حماد وفي رواية أبي مطيع وهذه هي الأسانيد التي وصلتنا.
وللاستزادة راجع كتاب براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة للدكتور/عبد العزيز الحميدي، وكتاب رسائل الإمام أبي حنيفة في العقيدة إعداد محمد نور بن عبد الحفيظ سويد، وكتاب أصول الدين عن الإمام أبي حنيفة للدكتور محمد الخميس.
10 - وقال أيضا في كتابه الوصية: " ولقاء الله تعالى لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة حق " اهـ. [الوصية: (ص/ 4)، ونقله ملا علي القاري في شرح الفقه الاكبر (ص/138)].
سند كتاب الوصية مسلسل بالمجاهيل.
11 - وقال الإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه إمام المذهب الشافعي (204 ص) ما نصه: " إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته " اهـ. [إتحاف السادة المتقين (2/ 24].
لا سند له.
12 - وقال الصوفي الزاهد ذو النون المصري (245 ص) ما نصه:
"ربي تعالى فلا شىء يحيط به ... وهو المحيط بنا في كل مرتصد
لا الأين والحيث والتكييف يدركه ... ولا يحد بمقدار ولا امد
وكيف يدركه حد ولم تره ... عين وليس له في المثل من أحد
أم كيف يبلغه وهم بلا شبه ... وقد تعالى عن الأشباه والولد" اهـ
[حلية الاولياء ترجمة ذي النون المصري (9/ 388)].
ضعيف، روى أبو نعيم عن أبي بكر محمد بن أحمد البغدادي عن عثمان بن محمد العثماني عن محمد بن عبد الملك بن هاشم عن ذي النون المصري وذكر القصيدة. فأبو بكر محمد بن أحمد ضعيف، راجع لسان الميزان لابن حجر ترجمة رقم (6993) والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2874).
وعثمان بن محمد العثماني: أكثر عنه أبو نعيم الحافظ في تواليفه و لا أعرف له ترجمة وهو يكثر من رواية الموضوعات.
ومحمد بن عبد الملك بن هاشم لم أقف له على ترجمة.
13 - قال الإمام الفقيه المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: "لا يُكفَّر أهل القبلة وأستثني المجسم" ذكره السيوطي في كتابه الأشباه والنظائر في كتاب الردة.
لا سند له.
14 - قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: "المجسم كافر" (رواه الحافظ السيوطي في كتابه الأشباه والنظائر ص 488).
لا سند له.
15 - قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: من اعتقد أن الله جالس على العرش فهو كافر" (رواه ابن المعلم القرشي في كتابه نجم المهتدي ورجم المعتدي ص: 551). نقل ذلك عنه القاضى حسين الذى كان يسمى حبر الأمة لسعة علمه.
لا سند له.
16 - قال الإمام أحمد بن حنبل: "من قال الله جسم لا كالأجسام كفر" (رواه الحافظ بدر الدين الزركشي في كتابه تشنيف المسامع).
لا سند له.
17 - قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي. الأندلسي (543 هـ) ما نصه (1): "البارىء تعالى يتقدس عن أن يُحَدّ بالجهات أو تكتنفه الأقطار" اهـ. وقال أيضا ما نصه: "إن الله سبحانه منزه عن الحركة والانتقال لأنه لا يحويه مكان كما لا يشتمل عليه زمان، ولا يشغل حيزا كما لا يدنو إلى مسافة بشىء، متقدس الذا ت عن الآفات منزه عن التغيير، وهذه عقيدة مستقرة في القلوب ثابتة بواضح الدليل" اهـ. انظر منظومتة بدء الأمالي (ضمن مجموع مهمات المتون) (رقم البيت 7، ص/ 19). وقال أيضا ما نصه: "الله تعالى يتقدس عن أن يحد بالجهات" انظر نهاية الأقدام (ص/ 103). وانظر تبيين كذب المفتري (ص/
(يُتْبَعُ)
(/)
150).
وقال أيضا ما نصه: "وان علم الله لا يحل في مكان ولا ينتسب إلى جهة، كما أنه سبحانه كذلك، لكنه يعلم كل شىء في كل موضع وعلى كل حال، فما كان فهو بعلم الله لا يشذ عنه شىء ولا يعزب عن علمه موجود ولا معدوم، والمقصود من الخبر أن نسبة البارىء من الجهات إلى فوق كنسبته إلى تحت، إذ لا ينسب إلى الكون في واحدة منهما بذاته " اهـ.
رجعت إلى المصادر المذكورة فلم أجد شيئا من ذلك ولعله من كذبهم على القاضي أبي بكر بن العربي.
18 - وقال الحافظ المؤرخ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشهير بابن عساكر الدمشقي (571 هـ) في بيان عقيدته التي هي عقيدة أبي الحسن الأشعري نقلاً عن القاضي أبي المعالي بن عبد الملك ما نصه: "قالت النجارية: إن البارىء سبحانه بكل مكان من غير حلول ولا جهة. وقالت الحشوية والمجسمة: إنه سبحانه حالّ. في العرش وإن العرش مكان له وهو جالس عليه - وهي عقيدة ابن تيمية واتباعه الوهابية- فسلك طريقة بينهما فقال: كان ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه " اهـ.
فيه انقطاع فأبو المعالي لم يلق أبا الحسن الأشعري.
19 – يحرف الجهمية قول الإمام الطحاوي في عقيدته: (والعرش والكرسي حق، وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه) فيقولون: (محيط بكل شيء وما فوقه) بزيادة اسم موصول.
وهذا تحريف وقع في بعض النسخ لتعطيل صفة العلو و لا يصح لأن الصلة وموصولها – أي لفظة (وما فوقه) - داخلة في لفظ (كل شيء) فإعادتها تعد حشوا لا معنى له.
ويقولون: (محيط بكل شيء فوقه) بحذف واو العطف.
ولا يصح لأن الإحاطة ستكون مقتصرة على ما فوق العرش وهذا قصور في المعنى فالله تعالى محيط بكل شيء.
إن العبارتين المحرفتين توهمان بمخلوقات فوق العرش، و ليس فوق العرش إلا رب العالمين، وهذه العيوب التي ذكرناها نقص ينزه المصنف عن مثله خصوصا في المختصرات التي يحرص الفقهاء على دقتها وخلوها من الحشو، وقد ذكر العبارة بلفظها الصحيح - بإثبات واو العطف من غير إضافة اسم موصول – ابن أبي العز الحنفي و محمد البابرتي رحمة الله على الجميع.
20 - يستدل الأشاعرة بقول الإمام الطبري في تفسير قول الله تعالى (ثم استوى إلى السماء) آية (29) سورة البقرة. قال رحمه الله: (والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: " ثم استوى إلى السماء " الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه - إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك - أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم ينج مما هرب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله " استوى " أقبل، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال) انتهى. يستدلون بهذا الكلام على أن الإمام الطبري ينفي العلو المكاني.
وهذا باطل من وجوه:
1 - أن هذا الكلام في تفسير قول الله تعالى: (ثم ستوى إلى السماء) وليس قول الله تعالى: (ثم استوى على العرش).
2 - أنه قال قبل هذا القول: (الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه) إلى أن قال: (ومنها: العلو والارتفاع، كقول القائل، استوى فلان على سريره. يعني به علوه عليه، وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه: " ثم استوى إلى السماء فسواهن " علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته، وخلقهن سبع سماوات). فمثل للعلو والارتفاع باستواء الرجل على سريره وهذا لا يكون إلا حقيقة.
3 - أنه مخالف لصريح قول الطبري في إثبات العلو قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} وهو الله. وقال في تفسير قوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة معهم) هو فوق العرش وعلمه معهم.
4 - أن إنكار الطبري رحمه الله إنما هو على من يقول بأن إثبات العلو يلزم منه أن الله تعالى كان تحت السماء قبل أن يستويَ إليها ولو كان إنكارا للعلو المكاني لما عرض حجته بهذه الطريقة في كلام طويل كهذا وإنما اكتفى بأن يقول: ليس المقصود العلو الذتي وإنما علو الملك والسلطان.
5 - أن هذا القول - أي: (علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال) - يستلزم معنىً باطل بنفس الطريقة التي احتج بها على الخصم وهو: هل كانت السماء خارجة عن ملكه وسلطانه ثم صارت تحتهما؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
6 - فإذا عرفنا أن الإمام الطبري رحمه الله لم يُردْ بقوله: (علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال) إنكار العلو الذاتي بقي أن نسأل: ماذا أراد بهذا القول؟
أنا لا أعلم، فإما أن يكون للطبري رحمه الله تعالى معنىً قصرت عنه أفهامنا وإما أنه لم يوفق في طريقة احتجاجه فظهر المعنى غامضا.
21 - يحتج الجهمية بكثير من أقوال العلماء على أنهم ينكرون علو الله تعالى. وكثير من هذه الأقول تكون هكذا: (لا يحويه مكان) (لا تحده الأماكن) (لا تكتنفه الأقطار) (لا تحيط به الأماكن) (لا يتحيز في جهة) (من زعم أن الله حال في سماواته فهو كذا وكذا)
وهذه الأقوال لا يتحقق فيها نفي العلو المطلق لأن لفظ الإحاطة والاحتواء و الحد و الاكتناف و التحيز و الحلول لا يتحقق في العلو المطلق ولذلك العبارات السابقة عبارات صحيحة ومعناها نفي حلول الله تعالى في مخلوقاته.
أسأل الله تعالى لنفسي وللمسلمن التوفيق والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 10:29]ـ
أحسنت وجزاك الله خيرا على أخي ابن عروسي ونفع بك
الغريب أننا تركنا الاحباش ينشرون هذا الباطل على الشبكة دون أن نكلف أنفسنا الرد عليهم بمقال واحد يجمع كل شبهاتهم جمعا موضوعيا ثم ينشر على الشبكة لا في بطون الكتب حيث لا يصل إليه العوام.
العوام ليس عندهم كتب أصلا لكي يرجعوا إليها
ـ[ابن عروسي]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 10:36]ـ
هذا سند للصحيفة السجادية، يحتج به الجهمية، ذكره الزبيدي في الإتحاف (ج4 ص380ط الميمنية بمصر): {أخبرنا السيد القطب محيي الدين نور الحق بن عبد الله الحسيني، والسيد عمر بن أحمد بن عقيل الحسيني عن محمد طاهر الكوراني، عن أبيه إبراهيم بن الحسن الكوراني، عن المعمر عبد الله بن سعد الله المدني، عن الشيخ قطب الدين محمد بن أحمد الحنفي، عن أبيه، عن الامام الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاوسي، عن السيد شرف الدين محمد المطلق الحسيني، عن قطب الاقطاب السيد جلال الدين الحسيني بن أحمد بن الحسين الحسيني، عن أبيه، عن جده، عن أبيه السيد أبي المؤيد علي، عن أبيه أبي الحرث جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه محمود، عن أبيه عبد الله، عن أبيه علي الأشقر، عن أبيه أبي الحرث جعفر، عن أبيه علي التقي، عن أبيه محمد التقي، عن أبيه علي الرضا، عن أبيه موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمد الباقر، عن أبيه الامام السجاد ذي الثفنات زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين أنه كان يقول ... }.
وهذا سند مسلسل بالمجاهيل.
ـ[ابن عروسي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 10:10]ـ
أولاً: هذا نص كفر بالله تعالى من هذه الصحيفة: ((أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا، ولا تمثل فتكون موجودا)) نفي وجود الله تعالى بحجة التمثيل، نسأل الله السلامة والعافية.
وهذا إثبات العلو المكاني: ((وأنت الله لا إله إلا أنت، الداني في علوه والعالي في دنوه)).
هذا لا يمكن أن يكون في علو المكانة، لأن مكانة الله تعالى لا تدنو من مكانة خلقه، وشتان بينهما، بل هي دائمة العلو، تباركت ربنا وتعاليت.
وهذا إثبات المكان: ((سبحانك ما أجل شأنك، وأسنى مكانك)).
وأما هذان النصان: ((أنت الله الذي لا يحويك مكان)) و (((أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا))
فيجاب عن الأول بأنه مقرون بلفظة الاحتواء، وهذا لايتحقق في نفي العلو المطلق أي خارج الكون، وأما الثاني ففيه نفي الحد بناءا على أن يكون هذا الحد فعله به فاعل، وليس نفي الحد مطلقا، والله تعالى يفعل ولا يفعل به سبحانه وتعالى، و هذا واضح من طريقة العبارة وسياقها.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 11:46]ـ
جزاك الله خيرا
وبالنسبة للكلام المنسوب للشافعي وأحمد فوق، فقد قلتُ عنه هاهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=218289
الذين ينسبون ذلك للإمام أحمد كلهم من المتأخرين الأشاعرة كالزركشي في تشنيف المسامع، وعن الشافعي يذكرها السيوطي وغيره من المتأخرين، وكلها أقوال مطلقة بلا زمام ولاخطام ولا شبه إسناد.
ومن يقل منهم يكفي ذكر الأئمة لها وهذا دال على صحتها عندهم فهذا لا ينفق في سوق العلم بلا تردد، ثم لا ننازع في صحتها عندهم، ولا نجحد أن هذا اعتقادهم أصلا كي يورد علينا هذا، فهم أشاعرة خلفية يكفرون من يقول باعتقاد السلف الصالح في العلو!
وأما قول من يقول ذكرهم إياها دال على ثبوتها عندهم عن الشافعي، نقول لا يلزم، ولا يلزم إن قالوا قال الشافعي أو ذكر الشافعي أن يخرج هذا على قاعدة صيغة الجزم أو التمريض عند المحدثين، لأسباب: الأول منهما أن القاعدة نفسها أغلبية لا كلية، والثاني لاحتمال ذكرهم إياه عن الشافعي أو أحمد على المعنى، ويكون أصل الشافعي مما يصح الإكفار فيه كمن شبه الله بخلقه، أو قال الله جسم كجسم كذا، والثالث أنه يحتمل ذكرهم إياه عن الشافعي وغيره تخريجا أو اقتضاء على اصول مذهبه عند الشيخ الحاكي، والمسألتان خلافيتان عند أرباب المذاهب، هل يجوز نسبة المخرج إلى صاحب القول المخرج عليه، خلاف، وإن سلمنا أن الصحيح أنه لا ينسب إليه إلا بالتقييد تخريجا، لكن عمل كثير من الفقهاء على خلافه، فأقل مافيه تطرق الاحتمال إلى المذكور وهو المطلوب، فإن قيل بعضهم قال هذا ما حكاه القاضي حسين عن نص الشافعي قلنا المذكور مسائل عدة منها خلق القرآن وعدم علم الله بالمعدوم قبل وجوه ونفي القدر، ثم عقب عليه المؤلف وكذا من يعتقد بأن الله جالس على العرش كما حكاه القاضي حسين عن نص الشافعي، والذي له أدنى إلمام بكلام السلف يعلم أن نص الشافعي متوجه على الأول فهو كفر اتفاقي كمن ينكر القدر جملة ومن ينكر علم الله بالشيء قبل وقوعه ومن يقول بخلق القرآن ـ العجيب أن أصحاب المؤلف الأشاعرة ينصون أن القرآن الذي هو حروف و عبارات مخلوق ـ، أما عبارة وكذا من يعتقد بأن الله جالس فهذا لا شك أنها من كلام المؤلف قاسها على ما ذكر، وإلا فالقول بالجلوس مشهور عن جمهور السلف.
وإضافة لما سبق كله فهو مخالف للمروي عن الأئمة أحمد والشافعي بأسانيدهم الصحيحة الموثوقة، وليس في كلام السلف التجسيم أصلا، والذي يذكرونه التشبيه كما قال الطحاوي (من شبه الله بخلقه كفر) وهو متأخر عن طبقتهم بأكثر من مائة سنة، وكذا الترمذي في قوله يد كيد وسمع كسمع!
ومن قال الله جسم لا كالأجسام فلا سبيل لتكفيره أصلا، وقصارى الكلام معه في بدعية الإطلاق على سبيل الوصف أو الإخبار، فهو بدعة من حيث الشرع، وفي الجواز العقلي نزاع يذكره شيخ الإسلام، كثير من حاصله لفظي.
وإنما الكلام فيمن قال الله جسم كجسم كذا، فهذا الذي فيه تمثيل.
والكلام في ذلك الأمر طويل يحتاج زيادات لكن الوقت ضيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:31]ـ
السلام عليكم
"يتورعون" عن الأخذ بأخبار الآحاد الصحيحة في العقيدة، ثم تجدهم يحتجون بآثار منسوبة إلى السلف ليس لها سند، نعوذ بالله من النفاق.(/)
الشيخ يوسف الأحمد يتكلم عن: نصراني يوظف السعوديات في جدة!
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 09:13]ـ
زار بعض المصلحين مدير هايبر بندة في جدة في أسواق الروشان مول الذي بدأ بتعيين الكاشيرات من أجل مناصحته فكانت الصدمة أنهم وجدوا المدير نصرانياً من الجنسية البريطانية، ولما ناقشوه وبينوا له أن العلماء يحرِّمون ذلك أخرج لهم خطاباً رسمياً من نائب مدير مكتب العمل بجدة يتضمن إقرار تعيين الكاشيرات وأنه موافق لضوابط عمل المرأة وموافق للضوابط الشرعية!.
وكان على كل طاولة بيع في هايبر بندة امرأتان: إحداهما تحصل النقود والأخرى تضع البضاعة في الأكياس وتسلمها للزبائن في مظهر محزن، ومجموع عدد العاملات 16 بإشراف هذا النصراني وتحت إمرته، وكانت الصدمة الثانية أن راتبه وبدلاته أكثر من مجموع رواتب العاملات.
والصدمة الثالثة عندما تبين أن عدداً كبيراً من مديري فروع هايبر بندة هم من النصارى، وأن المسؤول الأول عن تعيينهم هو وزير العمل الحالي، ورواتبهم مثل رواتب المرتبة الممتازة وبعضهم أكثر!!.
لاحظ الفرق: النصراني البريطاني يبقى براتب 40 ألف ريال مع أن البديل السعودي موجود، وغير السعودي المعلم في حلقات التحفيظ ولديه إجازة في كتاب الله تعالى يُطرد مع عدم وجود البديل، وراتبه لا يزيد عن 500 ريال.
ولما ظهرت فتوى اللجنة الدائمة في تحريم توظيف المرأة عاملة في المتاجر المفتوحة لتحصيل النقود وخدمة الزبائن (كاشيرة) هاج كثير من الصحفيين ضدها ظناً منهم أنهم سيسقطونها، وما علموا أنهم قاموا بتثبيت الفتوى والدعاية لها وخدموها وهم لا يشعرون.
فجزى الله العلماء في اللجنة الدائمة على هذه الفتوى وصدعهم بالحق خير الجزاء، فقد كان التأصيل والتقعيد والاستدلال فيها واضحا وقوياً، ولا أعلم أحداً من علماء الشريعة في المملكة وخارجها يخالفها ممن يعلم واقع الحال والمآل، ويعلم حقيقة المشروع الأمريكي في استهداف المرأة السعودية، واستغلال فقرها في تطبيع مظاهر التغريب.
وفي ظني أن فتوى اللجنة الدائمة أجهضت مشروعهم، وشَغبُ الصحافة عليها لا يعدو حركةَ المذبوح، فإن قوة تشحط الشاة المذبوحة في دمها لا يعني إلا أنها في سياق الموت.
وعندي هنا سؤالان:
الأول: لماذا رفضت وزارة العمل مشروع عمل المرأة عن بعد، وقد تقدمت به جهة رسمية بدراسة علمية عن إمكانية توظيف أربعة ملايين امرأة سعودية؟
والثاني: لماذا رفضت أيضاً مشروع الأسواق النسائية المغلقة الذي طالب به المشايخ بإلحاح، والذي يمكن من خلاله تعيين عشرات الآلاف من النساء في البيع والنظام والإدارة وغيرها؟.
أما تحريم الاختلاط الذي قررته اللجنة الدائمة في فتواها فهو محل اتفاق بين العلماء كما حكاه الحافظ أبو بكر محمد بن عبدالله العامري (تـ530هـ) في كتابه أحكام النظر (ص287) فقال:" اتفق علماء الأمة أن من اعتقد هذه المحظورات، وإباحة امتزاج الرجال بالنسوان الأجانب، فقد كفر، واستحق القتل بردته" اهـ.
والأدلة على تحريمه كثيرة جداً، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم:" إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت" متفق عليه من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
ولابن القيم رحمه الله تعالى (تـ753هـ) كلام نفيس ومهم للغاية في كتابه الطرق الحكمية (ص237) ونصه:"ولي الأمر يجب عليه أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق، والفُرَج، ومَجامع الرجال .. وقد منع أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساءَ من المشي في طريق الرجال، والاختلاطِ بهم في الطريق، فعلى ولي الأمر أن يقتدي به في ذلك .. ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال: أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة. واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين .. ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية – قبل الدين – لكانوا أشد شيء منعاً لذلك"اهـ.
وفي الختام أدعو أهل الخير إلى طباعة الفتوى ونشرها وتعليقها في الأماكن العامة.
والحمد لله رب العالمين.
قاله وكتبه:
د. يوسف بن عبدالله الأحمد
عضو هيئة التدريس في قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام.
الرياض – الأربعاء 4/ 12 /1431هـ
المصدر
http://www.alrabwah.net/page/news-ac...ow-id-2399.htm (http://www.alrabwah.net/page/news-action-show-id-2399.htm)
ـ[أم حكيم]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 10:06]ـ
لم ينفرد هايبر بندة في جدة بتعيين الكاشيرات فهناك غيره وعلى سبيل المثال مركز مرحبا
فأين العمل بموجب الفتوى؟
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 10:24]ـ
السلام عليكم بارك الله فيكم
أقترح العنوان: (
الشيخ يوسف الأحمد: ... نصراني يوظف السعوديات في جدة)
بوضع نقطتين للقول. سامحوني فلقد توهمت شيئاً لولا أن أعرف الشيخ من وسائل الإعلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 04:51]ـ
أشكركم على المرور جميعا
وجزاك الله خير يا أخي رضا الحملاوي على الملاحظه
والحمدلله الأخوان عدلوا العنوان
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 05:06]ـ
حفظ الله المملكة وأهلها. وكتب أجر الشيخ الأحمد. وجزاك خيرًا أبا أنس.
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 02:35]ـ
مشكور أخي أسامه على المرور ووفقك الله لكل خير
ـ[دامو]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 12:42]ـ
اللهم يسر افتتاح أسواق نسائية مغلقة و أجهل هشه المسلمات يتركن هذا العمل مه هذا النصراني(/)
الفرق بين المفهوم والمصطلح
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 10:49]ـ
الإخوة في مجلس القضايا الفكرية المعاصرة
من يفيدني في التفريق بين المفاهيم والمصطلحات، ويعزز إجابته بالمراجع؟
لأنني وجدت هذا الأمر ملتبسا عندما طالعته في علم التربية ومناهج التدريس.
ـ[أبو مروان]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 11:35]ـ
المفاهيم هي المعاني، والمصطلحات هي الكلمات أو الألفاظ، فمفاهيم المصطلحات أي معاني الكلمات الخاصة بفن ما. كمصطلحات أصول الفقه أو مصطلح الحديث أو ما شابه.
يمكنك أن ترجع إلى بحوث الدراسة المصطلحية تجد ضالتك بإذن الله.
ويمكنك أن تنقل العبارة التي كانت سبب هذا الإشكال لعل الله ييسر لها من يفك رموزها.
والله ولي التوفيق
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 02:15]ـ
الاصطلاح هو اتفاق طائفة مخصوصة على لفظ مخصوص لمعنى مخصوص.
والمصطلح هو لفظهم المعين المختار.
المفهوم هو المعنى المجرد في الذهن، وأفراده في الخارج هي الماصدق أو المصداق.
وقد يطلق ويراد به ما يقابل المنطوق.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 09:11]ـ
حياك الله يا شيخ عمرو، هذا الذي تفضلتم به هو أضبط وأجمع تعريف لكل من المصطلح والمفهوم، وهو صحيح على اصطلاح أكثر المعارف الفلسفية. ولكن المشكل هنا أن هاتين اللفظتين قد يطلق إحداهما مؤلف من المؤلفين في العلوم الإنسانية - بصفة عامة - ويريد بها ما يريده غيره من المؤلفين في نفس الصنعة باللفظة الأخرى، وقد تجتمعان في المعنى في مؤلفات بعضهم وتفترقان في مؤلفات البعض الآخر، ولعل هذا هو سبب الالتباس الذي أشار إليه الفاضل صاحب الموضوع.
والذي أراه أن هذا الاستسفار ليس من الممكن الإجابة عنه بجواب واحد، وإنما يُستقرأ مراد كل مؤلف من تلك الألفاظ من مؤلفاته (إن لم يحرر مصطلحاته بوضوح)، والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 09:41]ـ
حياك الله شيخ أبا الفداء
وكلامك صواب ..
في العلوم العصرية لاسيما علوم النفس والاجتماع و التربية، قد يترادفان، فيقال (مفهوم الفروق الفردية) أو (مصطلح الفروق الفردية) هو: ... ، وقد يطلق المصطلح بإزاء اللفظ أو التسمية فيقال (مصطلح الحاجات الأولية أو الإنسانية أو البيولوجية أو الضرورية)، ويطلق المفهوم بإزاء (معنى المصطلح وتعريفه الإجرائي)، فتتعدد المصطلحات كما سبق، ويتحد الكلام في (مفهوم الحاجة)، أو (مفهوم الذكاء)، ونحو ذلك.
والغالب على الدراسات التي من ذلك النوع من العلوم ـ بحسب ما يظهر ـ هو الثاني.
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 04:03]ـ
جزاك الله خيرا(/)
الشيخ الألباني يرد على أهل الجهاد المزيف: أهل الاغتيالات والتفجيرات
ـ[وليد بن محمد الطاهيري]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 12:27]ـ
الشيخ الألباني يرد على أهل الجهاد المزيف: أهل الاغتيالات والتفجيرات
على خلفية الأحداث الأخيرة من التفجيرات في الدول الإسلامية، نورد رأي الشيخ الألباني فيها، توضيحاً للحكم الشرعي الصحيح المستند إلى علم راسخ، لينير الطريق أمام من اشتبهت أو التبست عليهم المسائل في أحكام الجهاد .. وردا على من نسب أفعاله الخاطئة إلى منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم ..
سُئل فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محدِّث الديار الإسلامية وعلاَّمة عصره يوم 29 ـ جمادى الأولى ـ 1416 هـ الموافق لـ 23ـ 10 ـ 1995 (المصدر: شريط من منهج الخوارج):
السؤال:
في هذه الفترة الأخيرة يا شيخ! خاصة ممَّا يحدث من كوارث وفتن، وحيث صار الأمر إلى استخدام المتفجرات التي تودي بحياة العشرات من الناس، أكثرهم من الأبرياء، وفيهم النساء والأطفال ومَن تعلمون، وحيث سمعنا بعض الناس الكبار أنَّهم يندِّدون عن سكوت أهل العلم والمفتين من المشايخ الكبار عن سكوتهم وعدم التكلُّم بالإنكار لمثل هذه التصرفات الغير إسلامية قطعاً، ونحن أخبرناهم برأي أهل العلم ورأيكم في المسألة، لكنَّهم ردُّوا بالجهل مما يقولونه أو مما تقولونه، وعدم وجود الأشرطة المنتشرة لبيان الحق في المسألة، ولهذا نحن طرحنا السؤال بهذا الأسلوب الصريح حتى يكون الناس على بيِّنة برأيكم ورأي من تنقلون عنهم، فبيِّنوا الحق في القضية، وكيف يعرف الحق فيها عند كلِّ مسلم؟ لعل الشيخ يسمع ما يحدث الآن أو نشرح له شيئاً ممَّا يحدث؟
جواب الشيخ الألباني:
أولاً: المقدمة: توضيح الشيخ أن هذه الأفعال اعتداءات غير مشروعة وقائمة على الجهل والهوى والأصول الفاسدة:
" إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله.
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُسْلِمُونَ} [آل عمران 102].
{يأيّها الناسُ اتّقُوا ربَّكمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً واتَّقُوا اللهََ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كان عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء 1].
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكمْ ويَغْفِرْ لَكمْ ذُنوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب 70].
أمَّا بعد: فإنَّ خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أنت ـ جزاك الله خيراً ـ أشرتَ بأننا تكلَّمنا في هذه المسألة، وذكرت أنَّهم (يهدون) بجهل أو بغير علم، إذا كان الكلام ممَّن يُظنُّ فيه العلم، ثم يقابَل ممن لا علم عندهم بالرفض والردِّ فما الفائدة من الكلام حينئذ؟ لكن نحن نجيب لمن قد يكون عنده شبهة (بأنَّ هذا الذي يفعلونه هو أمر جائزٌ شرعاً)، وليس لإقناع ذوي الأهواء وأهل الجهل، وإنَّما لإقناع الذين قد يتردَّدون في قبول أنَّ هذا الذي يفعله هؤلاء المعتدون هو أمر غير مشروع.
لا بدَّ لي قبل الدخول في شيء من التفصيل بأن أُذكِّر ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ بقول أهل العلم: ((ما بُني على فاسد فهو فاسد))، فالصلاة التي تُبنى على غير طهارة مثلاً فهي ليست بصلاة، لماذا؟ لأنَّها لم تقم على أساس الشرط الذي نصَّ عليه الشارع الحكيم في مثل قوله صلى الله عليه وسلَّم: ((لا صلاة لمن لا وضوء له))، فمهما صلى المصلي بدون وضوء فما بُني على فاسد فهو فاسد، والأمثلة في الشريعة من هذا القبيل شيء كثير وكثير جداًّ. "
ثانياً: توضيح الشيخ لحرمة الخروج على الحكام المسلمين بزعم تكفيرهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
" فنحن ذكرنا دائماً وأبداً بأنّ الخروج على الحكام لو كانوا من المقطوع بكفرهم، لو كانوا من المقطوع بكفرهم، أنَّ الخروج عليهم ليس مشروعاً إطلاقاً؛ ذلك لأنَّ هذا الخروج إذا كان ولا بدَّ ينبغي أن يكون خروجاً قائماً على الشرع، كالصلاة التي قلنا آنفاً إنَّها ينبغي أن تكون قائمة على الطهارة، وهي الوضوء، ونحن نحتجُّ في مثل هذه المسألة بِمثل قوله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب 21]. "
ثالثاً: الشيخ يتنزل مع المخالفين في فرضيتهم ويرد عليهم:
" إنَّ الدورَ الذي يَمرُّ به المسلمون اليوم من تحكّم بعض الحكام ـ وعلى افتراض أنَّهم أو أنَّ كفرهم كفر جلي واضح ككفر المشركين تماماً ـ إذا افترضنا هذه الفرضية فنقول: إنَّ الوضع الذي يعيشه المسلمون بأن يكونوا محكومين من هؤلاء الحكام ـ ولْنَقُل الكفار مجاراةً لجماعة التكفير لفظاً لا معنى؛ لأنَّ لنا في ذلك التفصيل المعروف ـ فنقول: إنَّ الحياة التي يحياها المسلمون اليوم تحت حكم هؤلاء الحكام لا يخرج عن الحياة التي حييها رسول الله عليه الصلاة وعلى آله وسلَّم، وأصحابُه الكرام فيما يُسمى في عرف أهل العلم: بالعصر المكي.
لقد عاش عليه السلام تحت حكم الطواغيت الكافرة المشركة، والتي كانت تأبى صراحةً أن تستجيب لدعوة الرسول عليه السلام، وأن يقولوا كلمة الحق ((لا إله إلاَّ الله)) حتى إنّ عمَّه أبا طالب ـ وفي آخر رمق من حياته ـ قال له: لولا أن يُعيِّرني بها قومي لأقررتُ بها عينَك.
أولئك الكفار المصرِّحين بكفرهم المعاندين لدعوة نبيِّهم، كان الرسول عليه السلام يعيش تحت حكمهم ونظامهم، ولا يتكلَّم معهم إلاَّ: أن اعبدوا الله وحده لا شريك له.
ثم جاء العهد المدني، ثم تتابعت الأحكام الشرعية، وبدأ القتال بين المسلمين وبين المشركين، كما هو معروف في السيرة النبوية.
أما في العهد الأول ـ العهد المكي ـ لم يكن هنالك خروج كما يفعل اليوم كثيرٌ من المسلمين في غير ما بلد إسلامي.
فهذا الخروج ليس على هدي الرسول عليه السلام الذي أُمرنا بالاقتداء به، وبخاصة في الآية السابقة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب 21]. "
رابعاً: الشيخ يستشهد بالوقائع المعاصرة ويقرر الحكم الشرعي الصحيح:
" الآن كما نسمع في الجزائر، هناك طائفتان، وأنا أهتبلها فرصة إذا كنت أنت أو أحد الحاضرين على بيِّنة من الإجابة عن السؤال التالي: أقول أنا أسمع وأقرأ بأنَّ هناك طائفتين أو أكثر من المسلمين الذين يُعادون الحكام هنالك، جماعة مثلاً جبهة الإنقاذ، وأظن فيه جماعة التكفير.
فقيل له: جيش الإنقاذ هذا هو المسلَّح غير الجبهة.
قال الشيخ: لكن أليس له علاقة بالجبهة؟
قيل له: انفصلَ عنها، يعني: قسم متشدِّد.
قال الشيخ: إذاً هذه مصيبة أكبر! أنا أردتُ أن أستوثق من وجود أكثر من جماعة مسلمة، ولكلٍّ منها سبيلها ومنهجها في الخروج على الحاكم، تُرى! لو قضي على هذا الحاكم وانتصرت طائفة من هذه الطوائف التي تُعلن إسلامها ومحاربتها للحاكم الكافر بزَعمهم، تُرى! هل ستَتَّفقُ هاتان الطائفتان ـ فضلاً عمَّا إذا كان هناك طائفة أخرى ـ ويقيمون حكم الإسلام الذي يقاتلون من أجله؟
سيقع الخلاف بينهم! الشاهد الآن موجود مع الأسف الشديد في أفغانستان، يوم قامت الحرب في أفغانستان كانت تُعلن في سبيل الإسلام والقضاء على الشيوعية!! فما كادوا يقضون على الشيوعية ـ وهذه الأحزاب كانت قائمة وموجودة في أثناء القتال ـ وإذا بهم ينقلب بعضُهم عدوًّا لبعض.
فإذاً كلُّ مَن خالف هدي الرسول عليه السلام فهو سوف لا يكون عاقبة أمره إلاَّ خُسراً، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلَّم إذاً في إقامة الحكم الإسلامي وتأسيس الأرض الإسلامية الصالحة لإقامة حكم الإسلام عليها، إنَّما يكون بالدعوة. "
خامساً: الشيخ يوضح الطريق الصحيح للإصلاح في الدول الإسلامية:
" فإذاً كلُّ مَن خالف هدي الرسول عليه السلام فهو سوف لا يكون عاقبة أمره إلاَّ خُسراً، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلَّم إذاً في إقامة الحكم الإسلامي وتأسيس الأرض الإسلامية الصالحة لإقامة حكم الإسلام عليها، إنَّما يكون بالدعوة.
أولاً: دعوة التوحيد، ثم تربية المسلمين على أساس الكتاب والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحينما نقول نحن إشارة إلى هذا الأصل الهام بكلمتين مختصرَتين، إنَّه لا بدَّ من التصفية والتربية، بطبيعة الحال لا نعني بهما أنَّ هذه الملايين المملينة من هؤلاء المسلمين أن يصيروا أمة واحدة، وإنَّما نريد أن نقول: إنَّ مَن يريد أن يعمل بالإسلام حقًّا وأن يتَّخذ الوسائل التي تمهد له إقامة حكم الله في الأرض، لا بدَّ أن يقتدي بالرسول -صلى الله عليه وسلم- حكماً وأسلوباً.
بهذا نحن نقول إنَّ ما يقع سواءً في الجزائر أو في مصر، هذا خلاف الإسلام؛ لأنَّ الإسلام يأمر بالتصفية والتربية، أقول التصفية والتربية؛ لسبب يعرفه أهل العلم.
نحن اليوم في القرن الخامس عشر، ورثنا هذا الإسلام كما جاءنا طيلة هذه القرون الطويلة، لم نرث الإسلام كما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك الإسلام الذي أتى أُكلَه وثمارَه في أول أمره هو الذي سيؤتي أيضاً أُكُلَه وثمارَه في آخر أمره، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((أمَّتي كالمطر لا يُدرى الخير في أوله أم في آخره)).
فإذا أرادت الأمة المسلمة أن تكون حياتها على هذا الخير الذي أشار إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث، والحديث الآخر الذي هو منه أشهر: ((لا تزال طائفةٌ مِن أمَّتِي ظاهرين على الحقِّ لا يضرُّهم مَن خالَفَهم حتى يأتي أمرُ الله)).
أقول: لا نريد بهاتين الكلمتين أن يصبح الملايين المملينة من المسلمين قد تبنَّوا الإسلامَ مصفًّى وربَّوْا أنفسهم على هذا الإسلام المصفَّى، لكنَّنا نريد لهؤلاء الذين يهتمُّون حقًّا أولاً بتربية نفوسهم ثم بتربية من يلوذ بهم، ثم، ثم، حتى يصل الأمر إلى هذا الحاكم الذي لا يمكن تعديله أو إصلاحه أو القضاء عليه إلاَّ بهذا التسلسل الشرعي المنطقي. "
سادساً: كلمة الشيخ في ذم الفرقة والتنازع والخلاف وبيان فساد أعمال الخروج والتفجير ومخالفتها لغايات وأساليب الشريعة:
" بهذا نحن كنَّا نجيب بأنَّ هذه الثورات وهذه الانقلابات التي تُقام، حتى الجهاد الأفغاني، كنَّا نحن غير مؤيِّدين له أو غير مستبشرين بعواقب أمره حينما وجدناهم خمسة أحزاب، والآن الذي يحكم والذي قاموا ضدَّه معروف بأنَّه من رجال الصوفية مثلاً.
القصد أنَّ مِن أدلَّة القرآن أن الاختلاف ضعف حيث أنَّ الله عزَّ وجلَّ ذكر من أسباب القتل هو التنازع والاختلاف {وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدِيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم 31 ـ 32]، إِذَن إذا كان المسلمون أنفسهم شيعاً لا يمكن أن ينتصروا؛ لأنَّ هذا التشيع وهذا التفرُّق إنَّما هو دليل الضعف.
إذاً على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق أن تمثَّل بكلمة أعتبرها من حِكم العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة، لكن أتباعه لا يُتابعونه ألا وهي قوله: ((أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم على أرضكم)).
فنحن نشاهد أنَّ ... لا أقول الجماعات التي تقوم بهذه الثورات، بل أستطيع أن أقول بأنَّ كثيراً من رؤوس هذه الجماعات لم يُطبِّقوا هذه الحكمة التي هي تعني ما نقوله نحن بتلك اللفظتين ((التصفية والتربية))، لم يقوموا بعد بتصفية الإسلام ممَّا دخل فيه ممَّا لا يجوز أن يُنسب إلى الإسلام في العقيدة أو في العبادة أو في السلوك، لم يُحققوا هذه ـ أي تصفية في نفوسهم ـ فضلاً عن أن يُحقِّقوا التربية في ذويهم، فمِن أين لهم أن يُحقِّقوا التصفية والتربية في الجماعة التي هم يقودونها ويثورون معها على هؤلاء الحكام؟!.
أقول: إذا عرفنا ـ بشيء من التفصيل ـ تلك الكلمة ((ما بُني على فاسد فهو فاسد))، فجوابنا واضح جدًّا أنَّ ما يقع في الجزائر وفي مصر وغيرها هو سابقٌ لأوانه أوَّلاً، ومخالفٌ لأحكام الشريعة غايةً وأسلوباً ثانياً، لكن لا بدَّ من شيء من التفصيل فيما جاء في السؤال. "
سابعاً: كلمة أخيرة للشيخ في توضيح أحكام الجهاد الشرعي الصحيح:
" نحن نعلم أنَّ الشارعَ الحكيم ـ بٍما فيه من عدالة وحكمة ـ نهى الغزاة المسلمين الأولين أن يتعرَّضوا في غزوهم للنساء، فنهى عن قتل النساء وعن قتل الصبيان والأطفال، بل ونهى عن قتل الرهبان المنطوين على أنفسهم لعبادة ربِّهم ـ زعموا ـ فهم على شرك وعلى ضلال، نهى الشارع الحكيم قُوَّاد المسلمين أن يتعرَّضوا لهؤلاء؛ لتطبيق أصل من أصول الإسلام، ألا وهو قوله تبارك وتعالى في القرآن: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَن لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَيْسَ لِلإِنسَانِ إَلاَّ مَا سَعَى} [النجم 36 ـ 39]، فهؤلاء الأطفال وهذه النسوة والرجال الذين ليسوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فقتلهم لا يجوز إسلاميًّا، قد جاء في بعض الأحاديث: ((أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله سلَّم رأى ناساً مجتمعين على شيء فسأل؟ فقالوا: هذه امرأة قتيلة، قال عليه السلام: ما كانت هذه لتقاتِل)).
وهنا نأخذ حكمين متقابلين، أحدها: سبق الإشارة إليه، ألا وهو أنَّه لا يجوز قتل النساء؛ لأنَّها لا تُقاتل، ولكن الحكم الآخر أنَّنا إذا وجدنا بعض النسوة يُقاتلن في جيش المحاربين أو الخارجين، فحينئذ يجوز للمسلمين أن يُقاتلوا أو أن يقتلوا هذه المرأة التي شاركت الرجال في تعاطي القتال.
فإذا كان السؤال إذاً بأنَّ هؤلاء حينما يفخِّخون ـ كما يقولون ـ بعض السيارات ويفجِّرونها تصيب بشظاياها مَن ليس عليه مسؤولية إطلاقاً في أحكام الشرع، فما يكون هذا من الإسلام إطلاقاً، لكن أقول: إنَّ هذه جزئية من الكُليَّة، أخطرها هو هذا الخروج الذي مضى عليه بضع سنين، ولا يزداد الأمر إلاَّ سوءاً، لهذا نحن نقول إنَّما الأعمال بالخواتيم، والخاتمة لا تكون حسنةً إلاَّ إذا قامت على الإسلام، وما بُني على خلاف الإسلام فسوف لا يُثمر إلاَّ الخراب والدمَّار)). "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 02:28]ـ
الشّيخ الألباني -رحمه الله- خلط في ردّه عليهم بينَ أمرين، وقد تَنزّل لهم بقوله "وعلى افتراض أنَّهم أو أنَّ كفرهم كفر جلي واضح ككفر المشركين تماماً" ثمّ جاء ليستدلَّ على مذهبه بقوله "أما في العهد الأول ـ العهد المكي ـ لم يكن .... "
فمن السّهل غير الممتنع أنْ يقولوا له (هؤلاء كفّار في الأصل، وهؤلاء مُرتدّون)؛ الكافر في الأصل يُحارب لنشر الإسلام أو لدفع الظّلم لكن إبّان الضّعف (لا يُكلّف اللهُ نفسًا إلا وسعها)، والمُرتد يُخرج عليه باتّفاق العلماء سواء في ضعفٍ أو في قوّة.
وكذا؛ فهناك خلط آخر فكلمة الخروج لا تصلح مع الكفّار؛ لم نسمع شيئا اسمه (الخروج على سادة قريش وزعماء المشركين) إلا في كتب الأدب، والآن لا يُقال (الخروج على بوش)؛ فواضحٌ أنّ الشّيخ المُحدّث-رحمه الله- خلطَ في ردّه عليهم، وقاسَ أشياء بأشياء لا تُشبهها.
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 03:05]ـ
الشّيخ الألباني -رحمه الله- خلط في ردّه عليهم بينَ أمرين،
أظنك أنت الذي اختلط عليك الأمر
فمعنى كلام الشيخ - وهو واضح - أنه إذا كان لا يجوز الخروج على سادة قريش الكفار الأصليين، فعدم جوازه على غيرهم أولى
وأما قياسك كفار قريش على بوش فأعجب
ولو كان على بريمر لبلعناها على مضض
ثم الشيخ يتحدث أيضا عن الاغتيالات والتفجيرات، وكان بإمكان الرسول (ص) أن يأمر بقتل فلان وفلان ولكنه لم يفعل؛ حرصا على سمعة الإسلام، كي لا يقال دين غدر وإرهاب، وليس لسواد عيون الكفار
نفس السبب الذي جعله يغلظ على معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بقوله "أفتان أنت يا معاذ"؟
ونفس السبب الذي جعله يعفو عن رأس النفاق ابن سلول، ولا يقتله. لسبب سياسي
كي لا يقال: محمد يقتل اصحابه. وهذا دهاء السياسي، وإلا فقد طلب ابنه قتله. وإلا فذلك المنافق لا يساوي درهمين
أما قولك:
والمُرتد يُخرج عليه باتّفاق العلماء سواء في ضعفٍ أو في قوّة.
فإن كان اتفاقا - كما زعمت - فقد خرقه والله الألباني
فلست أدري من أين جئت به، وأنت تقرأ قوله تعالى
{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً} النساء75
وكأننا في عصر
{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} التوبة29
وتنسى قوله تعالى
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} البقرة286
أتريدونها جزائرية؟ ويلكم فمن يحمل تلك الدماء؟
وبأي وجه تلقون ربكم؟
ولو كنتم علماء لكنتم بين الأجر والأجرين، ولكنكم نصف علماء
وقديما قيل: نصف العلم شر من الجهل
ـ[وليد بن محمد الطاهيري]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 07:14]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
كان طلب الأدب عند السلف مقدمًا على طلب العلم ..
قال الإمام مالك بن أنس – رحمه الله –: ((كانت أمي تعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه)) ترتيب المدارك وتقريب المسالك.
وقال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله: (طلبت الأدب ثلاثين سنة , وطلبت العلم عشرين سنة , وكانوا يطلبون الأدب قبل العلم).غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 198.
وقال: (كاد الأدب يكون ثلثي العلم).ابن الجوزي: صفة الصفوة 4/ 145.
ويقول بعض السلف: \"نحن إلى قليل من الأدَب أحوجُ منا إلى كثيرٍ من العلم\" انظر: مدارج السالكين (2/ 376).
ويقول عبد الله بن وهب رحمه الله: \"ما تعلَّمنا من أدبِ مالكٍ أكثرُ مما تعلّمنا من علمه\" انظر: سير أعلام النبلاء (8/ 113).
وقال عبد الله بن المبارك – رحمه الله –: ((نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم)) مدارج السالكين
وقال ابن المبارك - رحمه الله -: "من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته". (السير 8/ 405).
فأنصح نفسي وإخواني بالتأدب وخاصة مع العلماء رحمهم الله جميعا ,و كما يقول الإمام أحمد بن حنبل: "هم خلفاء الرسول في أمته، وورثة النبي في حكمته، والمحيون لما مات من سنته، فبهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا" .. قيضهم الله لحفظ الدين، ولولا ذلك لبطلت الشريعة، وتعطلت أحكامها، وهم في كل زمان الأصل في أهل الحل والعقد، وهم المعنيون مع الأمراء في قوله تعالى: (وَأَولي الأمر) [النساء:] ولذلك كان الوقوع فيهم من أكبر الذنوب وفاعله لا يفلح أبدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 07:50]ـ
والمُرتد يُخرج عليه باتّفاق العلماء سواء في ضعفٍ أو في قوّة.
أين الاتفاق المزعوم هذا؟!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 09:39]ـ
جزاك الله خيراً.
قياس الشيخ الألباني - رحمه الله - أوضاع المسلمين الراهنة على العهد المكي، هو قياس مع الفارق، كما ذكر أخونا (مصطفى صادر الرّافعي).
فلو افترضنا كفر الحكام، فعندئذ يكون جهادهم جهاد دفع، لأن الأرض إسلامية، والشعب مسلم .. وهذا الكافر دخيل عليهم .. بينما مكة شعبها كان كافراً، والأرض أرضهم، والمسلمون هم الدخلاء عليهم .. فعليه يكون جهاد كفار قريش جهاد طلب.
والصواب الذي أراه - والله أعلم - أنه يُمنع الخروج على هؤلاء الحكام لما يتسبب به ذلك من فتن ومحن ومفاسد عظيمة، قد اصطلى المسلمون بنارها حتى اللحظة؛ فالمفسدة لا تدفع بمفسدة مثلها، فضلاً عن أن تعلوها!
والمُرتد يُخرج عليه باتّفاق العلماء سواء في ضعفٍ أو في قوّة.
ينقضه قول الله - عز وجل -: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} .. فمنذ متى كانت الفرائض الشرعية تناط بالضعيف عنها؟ .. ومن أين لك هذا الاتفاق؟ .. هل ذكره أهل العلم؟
----------
وكان بإمكان الرسول (ص) أن يأمر بقتل فلان وفلان ولكنه لم يفعل
جزاك الله خيراً .. ذكر أهل السيّر أن رسول الله (ص) أمر باغتيال أبي سفيان - حين كان مشركاً - وهو في مكة، وقد بعث من أجل ذلك سرية.
وذكروا أيضاً إنفاذه لمحمد بن مسلمة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إلى كعب بن الأشرف لاغتياله.(/)
المدخل المنهجي في التعامل مع جيل الصحابة (رؤية بنائية)
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 12:46]ـ
المدخل المنهجي في التعامل مع جيل الصحابة
(رؤية بنائية)
يمثل الصحابة رضي الله عنهم الجيل الأول من دعوة الإسلام , ويكونون اللبنة الأولى التي قام عليها الدين الختام للأديان.
وبالتالي فهم بالضرورة يتمتعون بالخواص التي تتمتع بها الأجيال الأولى من الدعوات العملاقة وتتصف بها اللبنات الأساسية فيها.
فالمستقرئ لمسيرة التاريخ السحيق لنشوء الدعوات الدينية يجد أن النماذج الأولى التي انبنت عليها تتصف بخواص لا توجد في غيرها من الأجيال اللاحقة , ويؤكد المفكر المصري: إبراهيم مدكور هذه الملاحظة فيقول عن الدعوات الدينية:" تقوم إبان نشأتها على معتنقين اتجهوا نحوها بقلوبهم وتفانوا فيها بأرواحهم" (في الأخلاق والاجتماع 26).
ومن أبين تلك الخواص خاصيتان: الأولى: الصدق الإيماني , فالجيل الأول عادة يكون أصدق الأجيال في الأخذ بمبادئ الدعوة وأعمق إيمانا بأصولها وأشد تفانيا في الأخذ بقيمها , والثانية: العمق الإدراكي , فالجيل الأول عادة يكون أوسع الأجيال إدراكا لحقيقة الدعوة وأعمق تصورا لأحكامها وأكثر خبرة بتفاصيلها.
ومستند تلك الخواص يرجع إلى أن الجيل الأول يعيش حالة الانبثاق الأولى للدعوة ويشعر بلذة الإحساس بحالة الانتقال إليها , ويعايش مؤسس الدعوة ومرشدها الأول , ويشاهد اللحظات الأولى من ولادتها وبنائها , ويبصر تطوراتها وأحوالها وملابساتها , ويعاني من مصاعب تأسيسها وويلات نشرها ومتاعب الدعوة إليها وإقناع الناس بها , وبالتالي سيكون ولاؤه لها في غاية الشدة , وحبه إياها في نهاية المحبة , وإدراكه لحقيقتها في منتهي الوضوح.
وإذا كان هذا الأمر عاما تشترك فيه كل الأجيال الأولى من كل دعوة , فإن الصحابة رضي الله عنهم يفوقون غيرهم في تلك الخواص , فهم أصدق جيل عرف في التاريخ في التمسك بمبادئ دعوته , وهم أعلم جيل عرف في التاريخ في الإدراك لأصول ما آمن به , فليس في الأمة المحمدية ولا في غيرها من الأمم مثل الصحابة في الصدق الإيماني وفي العمق الإدراكي , وفقد حازوا قصبات السبق وارتقوا أعلى المعالي , وفي تأكيد هذا التفوق يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (البخاري3650) , والخيرية هنا مطلقة تشمل كل خيرة , الخيرة الدينية والخيرة العلمية.
وفي تصوير حال الصحابة في الخيرية يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنه:" كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" ويؤكد عبدالله بن مسعود ذلك الوصف فيقول:" إن الله تعالى نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير القلوب، فاصطفاه لنفسه، واستخلصه، وانبعث بالرسالة، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلب أصحابه خير قلوب العباد , فجعلهم وزراء لنبيه صلى الله عليه وسلم، يقاتلون على دينه".
وهذا التوصيف متعلق بمجمل جيل الصحابة , وليس المراد منه التوصل إلى القول بعصمة الصحابة من الوقوع في المعاصي والذنوب , فهم ليسوا معصومين من ذلك , وليس المراد التوصل إلى القول بعصمتهم من الوقوع في الخطأ العلمي , وإنما غاية المراد بذلك القول بأن الصحابة لم يقع منهم ما يخرم القيم الإسلامية الكبرى ولا ما يتناقض أصوله الظاهرة , ولم يقع من أحدهم ما يعد خطأ منهجيا في الاستدلال , بل أكثر الأقوال التي خالف فيه أحدهم الكتاب والسنة راجعة إلى عدم علمه بالنص الشرعي لا إلى طريقته الاستدلالية , وأقلها راجع إلى خطئه الجزئي في فهم النص المعين.
المؤكدات الشرعية:
وهذا ما يفسر لنا كثرة الثناءات الشرعية التي جاءت في حق الصحابة رضي الله عنهم , فالقاري للقرآن الكريم وللسنة النبوية , تستوقفه عشرات النصوص التي تضمنت مدح الصحابة والإعلاء من شأنهم , وقد جاءت في سياقات مختلفة ومشاهد متنوعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقرآن تارة يمتدح الصحابة على مواقفهم المشهودة مع النبي صلى الله عليه وسلم , كما في قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِين **وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم ** إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَام ** إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان} [الأنفال:9 - 12]
وتارة ينوه على جهادهم وبذلهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما في قوله تعالى: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ** أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} [التوبة:89].
وتارة يصرح برضى الله عنهم ويظهر ما في قلوبهم من الرضى عن الله , كما في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} [التوبة:100] , وكما في قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح:18].
وتارة يخبر بصدقهم ويلفت الأنظار إلى تضحيتهم وبذلهم , كما في وقوله تعالى: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون**وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} [الحشر:8 - 9].
وتارة يشير إلى أن لهم أمثالا مضروبة في كتب الأمم السابقة – كالتوراة والإنجيل- , كما في قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:29].
وتارة يصرح بتحقق توبة الله عليهم ونزول رحمته بهم , كما في قوله تعالى: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيم} [التوبة:117].
وتارة يعلن النبي صلى الله عليه وسلم بأن صحابته أمنة لأمته وحفاظ لها , وأنهم لأمته كالنجوم للسماء , كما في قوله:" النجوم أمنة للسماء , فإذا ذهبت النجوم أتي السماء ما توعد , وأنا أمنة لأصحابي , فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون , وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتى ما يوعدون " (مسلم 2531).
(يُتْبَعُ)
(/)
والتزكيات البليغة للصحابة في نصوص الشريعة مستفيضة بدرجة عالية , وكلها تؤكد على مدى العمق الإيماني الذي كان الصحابة يتمتعون به وعلى الصلابة الدينية التي اتصفوا بها وعلى العمق الإدراكي التي توصلوا إليه.
ومن المستبعد عقلا أن تأتي تلك الثناءات في حق أقوام مصابون بالضعف في التمسك بقيم الإسلام أو يتصفون بالليونة في الأخذ بتعاليم دينهم وقيمه , أو يعانون من السطحية الإدراكية لحقيقته , فهل من المقبول عقلا أن يكثر الله تعالى من الثناء على الصحابة في القرآن وهو يعلم أنهم غير صادقين في دينهم أو غير صارمين في التمسك به أو غير مدركين لحقيقة أصوله؟! وهل من المقبول عقلا أن يثني الله عليهم بذلك الثناء وهو يعلم أنهم سينقلبون على تعاليم دينه وسيتخلون عن قيمه وأصوله بعد موت رسوله ويعودون إلى قيم الجاهلية؟!!
إن إمكان حدوث ذلك من أكبر القوادح في بيان القرآن , ومن أفتك الخروقات التي تنخر في هدايته وإرشاده للخلق , ومن أعظم ما يصرف الناس عن قبول أحكامه والرجوع إليه.
بل إمكان حدوث ذلك سيفتح الباب أمام الباطنية القديمة والمعاصرة الذين أولوا المعاني الكبرى في القرآن , كالصلاة والزكاة والصيام والحج بمعاني مختلفة تماما عن المراد منها وعما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم , وسيقولون: إذا جاز أن تكون تلك الثناءات الكثيرة التي جاءت في القرآن على الصحابة ليست تأكيدا على إيمانهم ولا على صلابة تدينهم ولا على عمقهم علمهم , وأنها جاءت في حق أناس سينقلبون على ما أظهروه بعد موت نبيهم , فإنه يجوز لنا أن نؤل المعاني المستفيضة على غير ظاهرها.
الدلائل العقلية والحالية:
ويدلل على صحة تفوق الصحابة في خواص الأجيال الأولى دلائل عديدة من العقل والواقع , ومن تلك الدلائل:
الدليل الأول: الارتباط الروحي والمعاشي بالنبي صلى الله عليه وسلم:
فالتاريخ يكشف لنا بصورة قاطعة مدى ارتباط الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياتهم , فقد كانوا محيطين به لا يفارقونه في حضر أو سفر ويلازمونه في المسجد وفي البستان ويلتقون به في كل يوم لا يغيب عنهم ولا يغيبون عنه , وهذا الارتباط من أقوى الأدلة العقلية والواقعية التي تدل على منزلة الصحابة في فهم الدين وعلى عمق إيمانهم بقيمه وأصوله وشرائعه وعلى صلابة تدينهم وتمسكهم به؛ لأن الله تعالى اختار لخاتم أديانه وأكملها وأوسعها أكمل الخلق في المؤهلات المستوجبة لتبليغ الدين العظيم وغرسه في قلوب الناس ومشاعرهم , فهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالدين وبلغة العرب وهو أفصح الناس في البيان وهو أنصح الناس للناس وأحرصهم على الهداية , وهذه الأوصاف الثلاث متوفرة فيه في غاية الكمال.
وفي شرح هذه الكمالات وغيرها يقول ابن تيمية:" معلوم للمؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم من غيره وأنصح من غيره للأمة وأفصح من غيره عبارة وبيانا , بل هو أعلم الخلق بذلك , وأنصح الخلق للأمة , وأفصحهم , فقد اجتمع في حقه كمال العلم والقدرة والإرادة. ومعلوم أن المتكلم أو الفاعل إذا كمل علمه وقدرته وإرادته كمل كلامه وفعله وإنما يدخل النقص إما من نقص علمه وإما من عجزه عن بيان علمه وإما لعدم إرادته البيان. والرسول هو الغاية في كمال العلم والغاية في كمال إرادة البلاغ المبين والغاية في قدرته على البلاغ المبين" (الفتاوى 5/ 31).
وفضلا عن ذلك ما وهبه الله من الكمالات التي اتصف بها والمواهب الإلهية التي تفيض عليه جراء اتصاله بالوحي الرباني , وهذا الأحوال تستوجب على المحيطين به الاستغراق في التفاني في محبته , والتعلق به والاندماج في التأسي بما بنصائحه وتوجيهاته , وقد وصف عروة بن مسعود يوم كان مشركا حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم له فقال:" والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم" (مسند الإمام أحمد 18928).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التأثير يعد من الكرامات الإلهية التي اختص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم, وقد اعترف به القاضي والداني , وفي توصيفه يقول حسن البنا:" تأثير النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه لم يرى التاريخ مثله في وقت من أوقاته ولا صفحة من صفحاته , وما رأت الدنيا جماعة من الجماعات سارت على هدى نبيها واتبعت سنة قائدها كتلك الجماعة المؤمنة المخلصة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " , ويقول ول ديورانت – وهو من أصحاب الانطباعات غير الجيدة عن الإسلام ونبيه – ومع هذا يقر بالعظمة التأثيرية للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول:" إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر قلنا إن محمدا كان م أعظم عظماء التاريخ , فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء , وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله " (قصة الحضارة 13/ 47).
ويسجل مستشرق آخر تأكيده على القوة التأثيرية للنبي صلى الله عليه وسلم , فيقول هارث:" إن اختياري لمحمد ليكون في رأس القائمة التي تضم الأشخاص الذين كان لهم أعظم تأثير عالمي في مختلف المجالات ربما أدهش كثيرا من القراء ... ولكن في اعتقادي أن محمدا كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والسياسي (قالوا عن الإسلام , عماد الدين خليل 145).
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتلك تلك القوة التأثيرية نتيجة الكمالات والمواهب الإلهية التي حلت به فإنه من المستبعد عقلا وذوقا ومنطقا ألا يستطيع أن يؤثر في من عاش معه ولازمه في حياته وأسفاره وحروبه , ولا يستطيع أن يغرس فيهم قيم الدين وأصوله والتقبل لشرائعه وينتزع من نفوسهم مبادئ الجاهلية.
فالمنسجم مع العقل السليم والمتوافق مع المنهجيات التحليلية المنضبطة أن يكون تأثيره فيهم أبلغ تأثير وتغييره فيهم أعمق تغيير.
ومن المستبعد عقلا وذوقا ومنطقا أن يكون المؤمن الصادق الذي ارتبط ارتباطا معاشيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمع خطبه وتوجيهاته مباشرة وشاهد سيرته بالعيان وعاشها بالإبصار ضعيف التمسك بدينه وقيمه , ومن المستبعد في العقل السليم أن يكون من عاش مع النبي صلى الله عليه سلم وعرف طريقة حديثه وكيفية بيانه ضعيف الإدراك لحقيقة ما جاء به من الدين مع ذلك الكمال في الفصاحة والنصح والبيان , فكيف يستقيم في العقل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم في المنزلة العالية من الكمال وفي القمة المرتفعة من التأثير والبلاغة والفصاحة ثم مع ذلك لا يؤثر في من ارتبط به ولازمه وعاش معه سنوات عديدة.
فإن من عايش شخصا كاملا كالنبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن يتأثر به غاية التأثر ويتشرب مبادئه غاية التشرب , وتفتح عليه مغاليق العلم , فإذا كانت شخصية النبي صلى الله عليه وسلم تؤثر في المستمعين لها وتحدث أثر بالغا في المطلعين عليها عن طريق القراءة , فكيف بمن عاش معه وسافر معه وأكل وشرب معه وحارب معه وصلى خلفه واستمع إلى قراءة القرآن منه مباشرة وجالسه وصادقه؟!! ألا يدل العقل السليم على أنه أولى بالتأثر من غير؟!!
وقد حلّقَ أبو الحسن الندوي بقرائه وارتفع بأذواقهم في وصف تأثير النبي صلى الله عليه وسلم في الصحابة فقال:" الرسول صلى الله عليه وسلم يغذِّي أرواحهم بالقرآن ويربي نفوسهم بالإيمان ويخضعهم أمام رب العالمين خمس مرات في اليوم عن طهارة بدن وخشوع قلب وخضوع جسم وحضور عقل، فيزدادون كل يوم سمو روح ونقاء قلب ونظافة خلق وتحرراً من سلطان الماديات ومقاومة للشهوات ونزوعاً إلى رب الأرض والسموات ... ولم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم يربيهم تربية دقيقة عميقة. ولم يزل القرآن يسمو بنفوسهم ويذكي جمرة قلوبهم. ولم تزل مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم تزيدهم رسوخاً في الدين وعزوفاً عن الشهوات، وتفانياً في سبيل المرضاة، وحنيناً إلى الجنة، وحرصاً على العلم وفقهاً في الدين ومحاسبة للنفس. يطيعون الرسل في المنشط والمكره. وينفرون في سبيل الله خفافاً وثقالاً. قد خرجوا مع الرسول للقتال سبعاً وعشرين مرة في عشر سنين. وخرجوا بأمره لقتال العدو أكثر من مائة مرة. فهان عليهم التخلي عن الدنيا وهانت عليهم رزيئة أولادهم ونسائهم في
(يُتْبَعُ)
(/)
نفوسهم. ونزلت الآيات بكثير مما لم يألفوه ولم يتعودوه. وبكل ما يشق على النفس إتيانه في المال والنفس والولد والعشيرة فنشطوا وخفوا لامتثال أمرها ..... لقد كان هذا الانقلاب الذي أحدثه صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين وبواسطتهم في المجتمع الإنساني أغرب ما في تاريخ البشر، وقد كان هذا الانقلاب غريباً في كل شيء: كان غريباً في سرعته وكان غريباً في عمقه وكان غريباً في سعته وشموله. وكان غريباً في وضوحه وقربه إلى الفهم" (ماذا خر العالم بانحطاط المسلمين 102 - 104)
وهذا كله يجعل من المستبعد عقلا وواقعا أن يوجد أحد أصدق من الصحابة في التمسك بالإسلام أو يوجد أحد أعلم من الصحابة في إدراك حقيقة دين الإسلام ومعرفة أحكامه وتفاصيله.
الدليل الثاني: الحال السلوكي:
لعل من الأمور الملفتة في التاريخ أن مجمل تاريخ الصحابة نقل إلينا بشكل مفصل , بحيث إنا نستطيع من خلاله أن نتعرف على تفاصيل حياتهم ونقف على جزيئات أحوالهم , وهذا يسهل لنا مهمة التدليل على تفوقهم على غيرهم من الأجيال في صدق الإيمان بقيم الدين وعمق الإدراك لأحكامه ومقاصده , فالناظر في أحوال الصحابة وما كانوا عليه من العبادة والذكر والجهاد وقوة الإيمان والحب للرسول صلى الله عليه وسلم والبذل في دينه والخضوع لأوامره والاجتهاد في طاعته , والحرص على تعلم دينه يدرك بسهولة أنه من المستبعد عقلا أن يكون أولئك القوم ضعفاء في الإيمان بمبادئ دينهم ومن المستبعد عقلا أن ينقلبوا على قيمه أو يتخلوا عن أصوله وشرائعه , ومن المستبعد عقلا أن يكونوا جهالا بمقاصده وأحكامه.
وقد نبه على قيمة هذا الدليل الخطيب البغدادي , وأكد على أنه دليل قائم بنفسه حتى ولو لم ترد النصوص الشرعية بفضائل الصحابة حيث يقول:" على أنه لو لم يرد من الله عز و جل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤن من بعدهم أبد الآبدين , هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء" (الكفاية 49).
وهذا الدليل اعتمده العقلاء والعظماء في الحكم على الناس , وجعلوه طريقا يحصلون به العلم بحالهم ويبنون عليه مواقفهم من الآخرين , وممن اعتمد عليه: هرقل -ملك الروم- فإنه لما أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم كتابه , استدعى من كان في بلاده من العرب , وسألهم أسئلة عديدة تتعلق بسلوك النبي وأحواله , فلما أجابوه بالصدق , اعترف بنبوته وصدقه في دعوته وقال:" لوددت أني أخلص إليه ولولا ما أنا فيه من الملك لذهبت إليه , وإن يكن ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين " , فقد استفاد هذا العاقل اللبيب علما جازما باطلاعه على أحوال النبي من غير أن يلقاه , ولا شك أن النبي أعلى قدرا من الصحابة ومن كل الخلق , ولكن غاية ما نريد الوصول إليه أنا نستطيع بالعقل أن نصل إلى العلم الجازم بعمق إيمان الصحابة بمبادئ دينهم وقيمه وقوة علمهم بالاعتماد على المسلك السلوكي لديهم.
ونحن إذا التزمنا بالعملية الصحيحة في الاستدلال – كما التزم بها ذلك اللبيب - نستطيع أن نقول بأنه من المستبعد في العقل أن الصحابة أكثرهم أو كلهم ارتدوا عن دينهم أو أنهم تخلوا عن قيمه , ونجزم بأنه من المستبعد في العقل أن يتراجعوا عن الفداءات التي قدموها بمجرد موت النبي صلى الله عليه وسلم أو أن يضعفوا عن التمسك بأصول الإسلام وشرائعه , ومن المستبعد عقلا أن تكون مبادئ الجاهلية هي المؤثر الأول والأخير فيهم كما صور ذلك الجابري في كتابه العقل السياسي العربي.
الدليل الثالث: التفوق في المؤهلات:
(يُتْبَعُ)
(/)
العارف بحال الصحابة والمدرك لطبيعة علاقتهم بشأة دعوة الإسلام وملابستها الحالية والزمانية سيصل إلى أن لديهم مؤهلات تجعلهم يتفوقون على غيرهم في معرفة حقيقة الإسلام ويتبوؤن مكانة عالية في ملكة الفهم والاجتهاد والغوص في أعماقه , وقد سلط ابن تيمية الأضواء على خصائص الصحابة في المؤهلات المعرفية فقال:" وللصحابة فهم في القرآن يخفى على أكثر المتأخرين كما أن لهم معرفة بأمور من السنة وأحوال الرسول لا يعرفها أكثر المتأخرين فإنهم شهدوا الرسول والتنزيل وعاينوا الرسول وعرفوا من أقواله وأفعاله وأحواله مما يستدلون به على مرادهم ما لم يعرفه أكثر المتأخرين الذين لم يعرفوا ذلك" (الفتاوى 19/ 200).
وتوقف الشاطبي عند تلك المؤهلات كثيرا وأخذ يبين مستنداتها وموجبات الالتزام بها في كتاب المنهجي (الموافقات) , فقد أقام هذا الكتاب على أسس علمية عديدة منها: اعتبار فهم الصحابة لزوم الأخذ به وتقديمه على غيره في التصورات الشرعية؛ لأجل أنه سعى إلى شرح ما يختص بهم من أوصاف , وفي ذلك يقول:" وأما بيان الصحابة فإن أجمعوا على ما بينوه؛ فلا إشكال في صحته أيضًا ... وإن لم يجمعوا عليه؛ فهل يكون بيانهم حجة، أم لا؟ هذا فيه نظر وتفصيل، ولكنهم يترجح الاعتماد عليهم في البيان من وجهين:
أحدهما: معرفتهم باللسان العربي؛ فإنهم عرب فصحاء، لم تتغير ألسنتهم ولم تنزل عن رتبتها العليا فصاحتهم؛ فهم أعرف في فهم الكتاب والسنة من غيرهم، فإذا جاء عنهم قول أو عمل واقع موقع البيان؛ صح اعتماده من هذه الجهة.
والثاني: مباشرتهم للوقائع والنوازل، وتنزيل الوحي بالكتاب والسنة؛ فهم أقعد في فهم القرائن الحالية وأعرف بأسباب التنزيل، ويدركون ما لا يدركه غيرهم بسبب ذلك، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب" (4/ 127).
مستلزمات عملية:
بعد الانتهاء من عرض المؤكدات الشرعية على تفوقات الصحابة وتفسير الدلائل العقلية والحالية على ذلك , فإن المنهجية العلمية الصلبة تستوجب على المتمسك بها في بناء تصوراته ومفاهيمه الدينية والتاريخية أمورا عملية عديدة , ومن تلك الأمور:
الأمر الأول: لزوم الرجوع إلى فهم الصحابة وإلى ما كانوا عليه من حالة دينية وسلوكية , فالمنهجية العملية البناءة تؤكد على المشاريع الإصلاحية الحرص على استجلاء الصورة الحقيقة التي تمثل ما كان عليه الصحابة , وتدعوا إلى السعي في جمع كل ما نقل عنهم من آثار صحيحة , وتحث على محاولة الكشف عن الأسس العلمية التي أقاموا عليها فهمهم للنصوص الشرعية , وبنوا عليها استنباطاتهم العلمية؛ لأنه يستطيع بذلك أن يقف على النموذج الكامل لتطبيق الإسلام , وبالتالي يتفوق في عمليته الإصلاحية , وهذه النتيجة صدع بها الإمام مالك منذ زمن مبكر في مقولته الشهيرة:"لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " , وقبل ذلك صرح النبي صلى الله عليه وسلم بأن الرجوع إلى ما كان عليه الصحابة يحقق النجاة من الخطأ , وذلك حين سئل عن الفرقة الناجية فقال:" من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " , وهذا يؤكد على أن الصحابة يمثلون النموذج الكامل في الحالة الدينية والعلمية الشرعية.
الأمر الثاني: الاحتياط الشديد في نسبة الخروقات القيمية والأصولية إلى الصحابة , فالمنهجية العملية الصلبة تستوجب على الباحثين الحذر الشديد في نسبة أي أمر ينافي الصدق الإيماني التي تمتع به الصحابة أو يناقض الصلابة الدينية عندهم أو يقدح في العمق الإدراكي لديهم , وليس المراد بهذا التوصل إلى القول بعصمة الصحابة من الوقوع في المعاصي والذنوب , فهم ليسوا معصومين , وإنما المراد نسبة الأخطاء المتعلقة بأصول الإسلام وبقيمه الكبرى الواضحة.
وكما أن المنهجيات الناضجة تطالب بالاحتياط الشديد في نسبة أقوال لا تتوافق مع أحوال بعض المفكرين ولا تتماشى مع الظروف المحيطة بهم ,ولا تنسجم مع العقلية التي يفكر بها , فكذلك هو الحال فيما يتعلق بالصحابة لابد أن تراعى جميع التفوقات التي امتازوا بها عن غيرهم.
إزهاقات تفوقات الصحابة:
مع ظهور الدلائل على تفوق جنس الصحابة على غيرهم في الحالة الدينية والعملية والسلوكية , إلا أنا نشهد مناقضات عديدة لتلك التفوقات ونقف على إزهاقات ظاهرة للدلالات البينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أول ما نشهده من ذلك: المواقف التي يمارسها الفكر الشيعي الإمامي , فإن مواقفه من الصحابة تتنافى مع الدلالات الشرعية والعقلية , وتزهق الخواص الإيمانية والسلوكية لديهم.
ولكن ذلك ليس مستغربا من الحالة الشيعة الإمامية , فإن المتابع للتاريخ يدرك بسهولة أن الفكر الشيعي يعاني من عقدة " قابلية الانخراط في الخرافة " , فهو من أكثر المذاهب تداولا للأفكار التي تتناقض مع العقل , ومن أكثر المذاهب التي يربى فيها أتباعه على التعالي عن مقتضيات العقل السليم , حتى أن بعض من مارس العملية الفلسفية منهم لم يستطع أن يتخلص من آثار " القابلية للانخراط في الخرافة " , ومن الأمثلة البارزة على ذلك: الحالة التي مارسها محمد باقر الصدر , فقد بلغ قدرا كبيرا في الفلسفة العقلية , ولكنه ما زال يعتقد أن المهدي دخل السرداب منذ سنة 260 للهجرة , وأنه باق إلى الآن , وأنه سيخرج في الزمن القادم , وغير ذلك من المسلمات الإمامية.
ولكن الغريب حقا أن يمارس تلك الإزهاقات كبار المفكرين العرب , ووجه الغرابة في ذلك: أن الخطاب العربي نادى بأصوات مرتفعة بالعقلانية العلمية , وشن حملة شعواء على من خالف العقل , وأقام حربا ضروسا على من لم يلتزم بمقتضى الدلالات العقلية في ممارساته التحليلية وبناءاته المعرفية.
ولكننا إذا رجعنا إلى تحليلات كثير منهم لمواقف الصحابة نجد أنهم لم يلتزموا بالمنهجية الصلبة , ولم يسيروا على مقتضيات العملية التحليلية الناضجة , بل وقعوا في مزاولات عديدة لا تتماشى مع العملية النقدية الصحيحة.
وسنضرب أمثلة على ما ذكره الجابري في كتابه " العقل العربي السياسي " ليتبين لنا صدق ما ذكرنا:
المثل الأول: حين حلل الجابري الطريقة التي استعملها الصحابة في تحديد الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم يوم السقيفة جعل القبيلة هي المؤثر الأول والأخير من منطلقاتهم , حيث يقول:" المرجعية التي حكمت الكيفية التي جرت بها الأمور عند بيعة أبي بكر خليفة للنبي , أو الكيفية التي قرنت بها مجريات ذلك البيعة لم تكن العقيدة ولا الغنيمة , وإنما الكلمة الأولى والأخيرة منطلق القبيلة , لقد حاول الأنصار الانفراد بالأمر دون المهاجرين , ولكن التناقضات القبلية الداخلية مزقت وحدتهم , وأضعفت موقفهم , فصار الأمر إلى المهاجرين" (العقل السياسي140) , بل إنه صور حال الأنصار بأن لديهم إرادة باستباق المهاجرين في اتخاذ قرر تحديد الخليفة (العقل السياسي132).
وقد تكرر هذا التفخيم لدور القبيلة عند محمد أركون , فإنه زعم بأنا نجهل الكثير عن حالة السقيفة , ثم أكد بأن المؤثر الأكبر واللاعب البارز فيها هي العنصرية القبلية , وأن الصحابة أخذوا يتصارعون في تحديد الخليفة بناءً على انتماءاتهم القبلية (تاريخية الفكر الإسلامي 282).
ونحن إذا طالعنا هذا التحليل نجد فيه من الوهلة الأولى تجريدا للصحابة من القيم الإسلامية المحورية , وانتهاكا للخصوصية التربوية للصحابة , وتعاليا على الصلابة الدينية لديهم , وخرقا للقوة التأثرية لدى النبي صلى الله عليه وسلم , فقد كان من أبرز القيم التي جاء الإسلام بتقريرها: محاربة الجاهلية وانتزاعها من قلوب الناس , وإزالة التأثيرات القبلية في تصرفاتهم الحياتية والدينية , فمن المستبعد عقلا أن يتخلى الصحابة عن تلك القيم بمجرد موت النبي صلى الله عليه وسلم ويكون للقبيلة التأثير الأكبر في قضية من أكبر القضايا الشرعية لديهم.
ثم إن لو حاكمنا ذلك التحليل إلى المعروف من عادات العرب في المنازعات القبلية لا نجده متوافقا معها , ولا منسجما مع مجرياتها , فمن المعلوم أن الاختلافات المتعلقة بالقبيلة عند العرب من أصعب الاختلافات ولا تكاد تنتهي إلا بعد مفاوضات طويلة ومعقدة , وغالبا لا تنتهي إلا بإسالة الدماء وإزهاق الأرواح , ولكن الحوار الذي دار بين الصحابة في سقيفة بني ساعدة انتهى بشكل انسيابي وفي زمن قياسي , فهل من المقبول عقلا أن يحصل ذلك بينهم – وهم عرب أقحاح – لو كان المحرك الأول والأخير فيهم هو المحرك القبلي فقط؟! أليس هذا خارجا عما هو معروف من عادات العرب ومتنافر عما هو الغالب لديهم؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي أوقع الجابري في مثل هذه المخالفة غفلته عن الخصوصية النوعية لجيل الصحابة ونوعية المصادر التي اعتمد عليها في معرفة ما دار بين الصحابة كما سيأتي التنبيه عليه.
المثل الثاني: توصل الجابري إلى أن عليا رضي الله عنه دفع ثمن موقفه من بيعة أبي بكر , وذكر أن:" المصادر تسكت تماما عن علي ابن أبي طالب زمن أبي بكر , وكأنه لا وجود له" (العقل السياسي143) , وهذا التحليل فضلا عن أنه مخالف للدلالات العقلية التي تؤكد على صعوبة تصور أن يقع مثل هذا الفعل من أبي بكر ومن كبار الصحابة , ولا يصح لنا أن ننسب إلى أبي بكر مثل هذا التصرف السطحي إلا بأدلة قوية , وهذا ما لم يقدمه الجابري في تحليله السابق.
ومع ذلك فهو أيضا مخالف لما هو منقول في كتب الحديث والتاريخ من سيرة علي رضي الله عنه في هذه المدة , فقد ذكر ابن كثير أن عليا ممن خرج مع أبي بكر إلى ذي القصة لما ارتد أهلها , وذكر أن أبا بكر جعل عليا أحد القادة الذين يحمون مداخل المدينة مع طلحة والزبير وعبد الله ابن مسعود (البداية والنهاية 6/ 334).
وجاء أن أبا بكر العصر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال وعلي ابن أبي طالب يمشي إلى جنبه , فمر بحسن بن علي يلعب مع غلمان , فاحتمله على رقبته وهو يقول أوه بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي وعلي يضحك" (المسند 40, وإسناده صحيح).
ثم إن فترة خلافة أبي بكر اتسمت بالقصر وبوقوع أحداث كبيرة سيطرة على المؤرخين فلم يهتموا بنقل الأحداث الفردية , ومن يطالع تاريخ خلافة أبي بكر يجد أن كثيرا من كبار الصحابة لم يكن له ذكر كعثمان بن عفان وغيره.
وبناء على هذه الدلائل فضلا عما تم تقديمه من أدلة عقلية على نزاهة الصحاب من حدوث مثل تلك التصرفات يتبين أن الجابري لم يوفق في تحليله ولم يسلك الطريقة الصحيحة في تبين الأمور واكتشافها على حقيقتها المطابقة للتاريخ.
المثل الثالث: صور الجابري للقاري العربي حالة الشورى التي كانت بعد موت عمر رضي الله عنه على أنه ثمة صراعا محتدما بين علي وعثمان , وأنهما استصحبوا الصراع الجاهلي بين قبائلهم , حيث يقول:" وقائع الشورى تؤكد أن الصراع كان بالفعل شديدا بين علي وأنصاره وعثمان وأهله , أي بين بني هاشم وبني أمية , غنه الصراع نفسه الذي كان قائما بينهما في الجاهلية , الذي غطى عنه الإسلام لمدة من الزمن ليبعث بأقوى مما كان عليه" (العقل السياسي 146).
وابتداءً نحن لا ننكر أن ثمة خلافا في وجهات النظر حصل بين الصحابة رضي الله عنهم في تحديد الخليفة بعد عمر , وهو من جنس الخلاف الذي حصل بينهم في خلافة أبي بكر , ولكن التعاطي الذي مارسه الجابري مع قضية الشورى , يتعارض على طول الخط مع الأدلة العقلية والحالية التي تؤكد على أن حدوث هذه الصراعات القبلية مستبعدة في العقل , ولا يكاد المدرك لتلك الأدلة أن يتقبل التحليل الذي مارسه الجابري عن الصحابة في الشورى , ويصعب عليه جدا أن يأخذ به , فعلي وعثمان من كبار الصحابة الذين ارتبطوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ارتباطا روحيا ومعاشيا كبيرا , فمن المستبعد عقلا أن يتخلوا عن القيم الذي غرست في أنفسهم لأجل الخلافة , ومن المستبعد عقلا أن يرجعوا إلى الحالية الجاهلية التي حاربها الإسلام بشكل مكثف , وهذا الاستبعاد لا يصح أن ننتقل عنه إلا بأدلة قوية جدا , وهذا ما لم يقدمه الجابري في تحليله السابق.
ثم إن السؤال يعود هنا مرة أخرى , هل من المعروف من عادات العرب أن تنتهي المنازعات القبلية بينهم بمثل الصورة التي كانت بين الصحابة , فقد انتهت مهمة الشورى في ثلاثة أيام فقط , وعين عثمان ابن عفان خليفة للمسلمين , ولم يعترض علي ولا أحد من بني هاشم , ولم يقيموا كتلا سياسية معارضة , بل يذكر التاريخ أن عليا كان على وفاق تام مع عثمان , وكذلك هو الحال في كل بني هاشم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أكدت روايات عديدة على أن الرأي العام في آخر أيام عمر بن الخطاب كان متوجها إلى بيعة عثمان بن عفان , فقد سأل عمر حذيفة بن اليمان في الحج فقال: من ترى قومك مؤمرين من بعدي؟ قال حذيفة: رأيت الناس قد أسندوا أمرهم إلى عثمان بن عفان" (تاريخ المدينة ابن شبة3/ 392 , بسند صحيح) ,وقال خارجة بن مضرب: "حججتُ مع عمر فلم يكونوا يشكُون أن الخلافة من بعده لعثمان" (المصنف , ابن أبي شيبة38230, بسند صحيح).
ثم ما صوره الجابري من خلافات سياسية بين بني هاشم وبين أمية في عهد كبار الصحابة غير صحيح , فإنه لم يكن بينهم شيئا من مخلفات الجاهلية , وكان كثيرا من ولاة النبي صلى الله عليه وسلم من بني أمية , وقد تزوج منهم وهم تزوجوا من بني هاشم , وهذا كله يدل على أن الإسلام اقتلع مخلفات الجاهلية من نفوسهم
وهذا الدلائل فضلا عما سبق تقديمه من الأدلة العقلية والحالية كلها تدل على خلاف ما توصل إليه الجابري حين صور أن الصحابة تخلوا عن قيم الإسلام ورجعوا إلى مبادئ الجاهلية بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.
المثل الرابع: أن الجابري عول كثيرا على المصادر المشكوك فيها في تحليل الحوادث الواقعة في جيل الصحابة , فقد اعتمد كثيرا على كتاب " الإمامة والسياسة" , وتكرر ذكره في كتابه "العقل السياسي" أكثر من خمس وثلاثين مرة , واعتمد عليه وحده في أكثر من عشرين مرة , وكان أحد ما اعتمد عليه في نقل تفاصيل ما حدث بين الصحابة يوم السقفية.
وهذا الاعتماد من الجابري مخالف للمنهجية العملية الصلبة التي تستوجبها حالة جيل الصجابة , فهذا الجيل قامت الأدلة العقلية والحالية على تفوقه الإيماني والعلمي وعلى صلابته في التمسك بالقيم الإسلامية , وهذه الحالة تحتم الاحتياط الشديد في نسبة أي موقف يخالف ذلك , فهل من الاحتياط الشديد أن نعتمد على كتاب مشكوك في نسبته , وهل من الالتزام بالمنهجية العملية التحليلية أن نبادر إلى إزهاق تفوقات الصحابة بالاعتماد على مثل كتاب الإمامة والسياسة , المنسوب إلى ابن قتيبة.
والغريب حقا أن الجابري نفسه متوجس من صحة نسبة ذلك الكتاب ابن قتيبة , فإنه قال عنه:" لعل أقدم كتاب وصلنا في هذا الموضوع –الإمامة- هو كتاب الإمامة والسياسة , المنسوب إلى المؤرخ الكبير والمؤلف السني الواسع الإطلاع أبي محمد عبدالله ابن قتيبة الدينوري , وعلى الرغم من الشكوك التي تحوم حول صحة نسبة هذا الكتاب إلى ابن قتيبة , وعلى الرغم من الهنات والأخطاء التي سجلها عليه الباحثون المختصون , فإنه يبقى مع ذلك أول محاولة سنية في الكلام في الإمامة " (تكوين العقل العربي108).
فهل يجوز في المنهجيات العلمية الصارمة التي تراعي الأحوال المحيطة بالقضية ولا تغفل عن الاحتياط الشديدة التي توجبها الأدلة المحيطة بها أن نعتمد على مثل كتاب الإمامة والسياسة؟!
سلطان العميري
جامعة أم القرى(/)
سؤال مستعجل حول الأشاعرة و الماتريدية
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 01:45]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي سؤال مستعجل أرجو من الأخوة الإجابة عليه.
من من العلماء من أخرج الأشاعرة و الماتريدية من مفهوم أهل السنة و الجماعة؟ و من من العلماء من عدهم منهم؟ و هل المسألة خلافية اجتهادية؟
و بارك الله في الجميع.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 02:03]ـ
هل سؤالك يخص الاشاعرة المتقدمين لا المتأخرين أم كليهما؟
وهل يتضمن الصوفية القبورية اليوم بحكم أن أغلب الاشاعرة اليوم عباد قبور إلا من رحم الله؟
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 02:43]ـ
المعلومة الوحيدة التي أعرفها في هذا الصّدد، ربّما تكون مفيدة، هي أنّ الشّيخ سفر الحوالي يَقول (منهج الأشاعرة في العقيدة) وهذا نقل من موقعه: "هل يرضى الأشاعرة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000003) أن يقال عنهم معتزلة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000004) ؟ فإن قالوا: لا. وهو المتوقع. قلنا: وأهل السنة والجماعة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000006) لا يرضون أن يقال عنهم أشاعرة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000003) أبداً. فإن خالفونا، قلنا: تعالوا لنقيس نحن وأنتم المسافة بينكم وبيننا وبينكم وبين المعتزلة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000004) وعندها ترون أنكم أقرب إليهم منكم إلينا وإن كنتم أقرب إلينا منهم"
وفي آخر حديثه يقول: "فما القول إذاً في الأشاعرة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000003) الذين تمتلئ كتبهم بشتم وتضليل وتبديع أهل السنة والجماعة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000006) وأحياناً بتكفيرهم، أيصح بعد هذا أن نقول: إنهم منهم؟ وإن أردت التأكد فاسأل أي أشعري ما المراد بقول الرازي ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000048) أو الجويني ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000076) أو الإيجي ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000303) ... إلخ [الحشوية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000053) ، المجسمة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000042) ، النابتة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000381) ، مثبتو الجهة، القائلون بأن الحوادث تحل في الله ... ] إلخ. [48] ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&ContentID=91#9990607)
إن الأجوبة كلها بدهية ولكن ماذا نصنع وقد ابتلينا بمن ينكر البدهيات!
ويقول في الحاشية شيئا عن الماتريديّة وهو:"ومن العجيب أن الماتريدية يخرجون الأشاعرة من أهل السنة ويدعونه لأنفسهم وهم أكثر فرقتين في الإسلام تقارباً واشتراكاً في الأصول. انظر حاشية على شرح العضدية: 38. أما ما يتعلق بالخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة فهو برمته خلاف داخلي ضمن المدرسة العقلية التي هي مدرسة الهوى والبدعة ولا بأس أن يستفيد أهل السنة من ردود الأشاعرة عليهم إذا كانت حقاً".
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 01:41]ـ
جزى الله خيرا الأخوين أبي نسيبة و الرافعي على افادتيهما و أرجو من الإخوة المشاركة و التفاعل كي نستفيد من الجميع خاصة المتخصصين في علم العقيدة. و الله الموفق.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 01:54]ـ
بارك الله فيكم.
- الماتريدية أصناف ثلاثة , كشأن كثير من الفرق الضالة:
1. الغلاة منهم , وهم معطلة جهمية , مذهبهم إلى الكفر أقرب منه للإيمان.
ومن صورهم في العصر الحديث: الكوثري!
2. المتوسطون منهم , كأكثر أهل العلم وطلابه من الحنفية , وهم من أهل البدع , وليسوا من أهل السنة المحضة.
3. عوام الحنفية , وطلابهم الأغرار , فهؤلاء -حقيقة- جهلة بما هم فيه , ولا يعلمون تعطيلا , ولا تأويلا .. ويتحرجون من الكلام في مسائل الأسماء والصفات خوفاً على أنفسهم , وهم أخف من الصنف السابق.
وهذا التقسيم ذكره العلامة شمس الدين السلفي الأفغاني -رحمه الله- في كتابه الشهير عن الماتريدية , وعدائهم للعقيدة السلفية , وهو هو في معرفتهم كما خبرناه , تغمده الله بواسع رحمته.
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 04:44]ـ
بارك الله في الإخوة أبي الليث، أبي نسيبة و الرافعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 02:59]ـ
هل الأشاعرة من أهل السنة؟
______________________________ _____
السؤال: فضيلة الشيخ هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟ نرجو التوضيح.
______________________________ _____
الجواب:
الأشاعرة من أهل السنة والجماعة فيما وافقوا فيه أهل السنة والجماعة، وهم مخالفون لأهل السنة والجماعة في باب الصفات؛ لأنهم لا يثبتون من صفات الله إلا سبع صفات، ومع هذا لا يثبتونها على الوجه الذي أثبتها عليه أهل السنة، فلا ينبغي أن نقول هم من أهل السنة على الإطلاق، ولا أن ننفي عنهم كونهم من أهل السنة على الإطلاق، بل نقول: هم من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة، وهم مخالفون لأهل السنة فيما خالفوا فيه أهل السنة، فالتفصيل هو الذي يكون به الحق، وقد قال الله تعالى: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا [الأنعام:152]، فإخراجهم من أهل السنة مطلقاً ليس من العدل، وإدخالهم في أهل السنة بالإطلاق ليس من العدل أيضاً، والواجب أن يعطى كل ذي حقٍ حقه.
لقاءات الباب المفتوح / العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 01:57]ـ
بارك الله في أخينا التميمي.(/)
لا تلقى المنافق إلا وَابِصًا
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 03:56]ـ
زُهْدُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> أَخْبَارُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى >>
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَال، قَالَالْحَسَنُ: " لَا تَلْقَى الْمُؤْمِنَ إِلَّا شَاحِبًا وَلَا تَلْقَى الْمُنَافِقَ إِلَّا وَابِصًا " *
رواه أبو بكر الفريابي في صفة النفاق و ذم المنافقين
{وبص} *في حديث أخْذِ العَهْد على الذرِّيَّة
فأعْجَب آدَمَ وَبيصُ ما بَيْنَ عَيْنَيْ داودَ عليهما السلام
الوَبِيصُ: البَرِيق.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 04:26]ـ
/// بارك الله فيك.
/// قد قال الله فيهم: (وإذا رأيتَهُمْ تُعْجِبُكَ أجْسَامُهُمْ وإنْ يقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كأنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ).
/// وفي الصَّحيحين من حديث حارثة بن وهب الخزاعي t قال: سمعت النبي r يقول: «أَلَا أخبرُكم بأهل الجنَّة: كل ضعيفٍ متضعِّفٍ، لو أقسم على الله لأَبَرَّه، أَلَا أخبرُكم بأهل النَّار: كل عُتُلٍّ جوَّاظٍ مستكبر».
/// وعند مسلم من حديث أبي هريرة t: أنَّ رسول الله r قال: «رُبَّ أشْعثَ، مدفُوعٍ بالأبوابِ، لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّهُ».
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 05:15]ـ
بارك الله فيك
ظننته حديثا، فإذا هو أثر
وظننت لا ناهية، فإذا هي نافية(/)
بحسن ظن مني فيه اعتقدت أنه قالها عن جهل
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 01:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......................
هذه القصة سمعتها من إمام مسجد غفر الله لنا وله.
قال بعد كلام كثير عن ضرورة الإنتباه إلى الأوراق التي تطبع وتوزع بحجة أن أحدهم رآى رسول الله في المنام وقال له أن كل من يقرأ هذه الورقة ويطبعها مائة مرة ويوزعها سيرى خيرا بعد ثلاثة أيام، وإن فعل العكس فسيرى مصيبة -ولعياذ بالله-.
وقال بوجوب حرق هذه الأوراق لأن هذا يقدح في العقيدة السليمة، ووجوب تأنيب الأبناء الذين ينشرونها ..............
وكان هذا في معرض حديثه عن فضل الصلاة على النبي (ص).
قال: وأختم بهذه القصة التي تبين لكم فضل الصلاة على النبي (ص)، قيل أن أحدهم كان يكثر من الصلاة والسلام على النبي (ص) لدرجة أنه كان في كل خطوة وفي كل حركة يصلي عليه (ص)، وعندما سئل عن سبب ذلك قال حدثت لي قصة عجيبة سأرويها لكم:
في أحد الأيام كنت مسافرا أنا وأبي وكنا نمشي في الفلاة فتعبنا كثيرا، فرأينا أن نرتاح قليلا ثم نتم السفر فنام أبي، -ولا أذكر هنا إن كان هو نام أيضا أم بقي مستيقضا- فسمعت صوتا يقول لي لقد مات أبوك،فذهبت إليه وإذا به ميت ووجهه شديد السواد، فبكيت كثيرا حتى غلب علي النعاس، فرأيتني أمام أبي وتقدم إلينا رجل ساطع النور لدرجة أنني لم أميز ملا محه، ومسح بيده وجه أبي فإذا به يصبح شديد البياض، فتعجبت من ذلك وسألته من أنت ياسيدي فقال أنا رسول الله وقد فعل أبوك من السيئات ما اسود منه وجهه، وأبوك كان يكثر من الصلاة والسلام علي وعند قبض روحه استغاث بي فأغثه -هنا يقولها الإمام وهو يصرخ ويعيدها مرة أخرى-.
انتهى
ملاحظ: ما كتب باللون الأزرق هو كلامي وليس كلام الإمام.
/////////
استغربت كثيرا من كلامه، وبحسن ظن مني فيه اعتقدت أنه قالها عن جهل منه.
وقلت لصديقتي أن هذا الكلام -بخصوص القصة- غير سليم، وأنه يجب تنبيه الإمام، ولكني لم أفعل ذلك، ونسيت الأمر بمرور الأيام والشهور، وتذكرته الآن عندما سألني أحد الإخوة الأفاضل عن حكم القائل مدد يا بدوي -أعتقد أن هذه هي العبارة-.
وهذا تقصير مني -طبعا-، ربما لأني لم أعتقد حينها أنه قالها مدركا لما تحمله من شرك بالله.
والله أعلى وأعلم.
اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأمور من ألف باء الأسلام وهو امام مسجد وهل يعذر بالجهل وهو قادر على التعلم خصوصا مسائل الشرك والعياذ بالله ما رأيك بارك الله فيك.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 02:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .............
جزاكم الله خيرا.
لايعذر الجاهل بجهله.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 03:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عفوا أنا لم أقل أن الجاهل لايعذر بجهله ولكن يعذر بضوابط كأن يكون حديث عهد بأسلام أو يكون في بادية بعيدة أما أن يكون متصدر في مسجد ويأم الناس ومتمكن من التعلم وعنده فهم يستطيع أن يعلم دين الله فهذا مختلف ويجب أن ينبه هذا الرجل لخطورة كلامه وأنه شرك بالله نسأل الله لنا ولكي يااختي التوفيق لكل خير والله أعلم.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 03:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ................
جزاكم الله خيرا.
للأسف كثير من أئمة المساجد في بلدي هم خرّيجي زوايا صوفية بدعية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 05:13]ـ
مريم أمة الله;
للأسف كثير من أئمة المساجد في بلدي هم خرّيجي زوايا صوفية بدعية.
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن بحاجة الى تأهيل جيل يحمل عقيدة صحيحة ومنهج صحيح وفهم لواقع المسلمين لكي يقوموا بدين الله على بصيرة وهذا لاشك يحتاج الى جهد كبير ومعونة من أهل العلم الربانين وان يحل مكان المتصدرين الذين وصفتي أناس مؤهلين لتعليم الناس دينهم نسأل الله أن يرد بلاد المسلمين وأهلها الى سابق مجدهم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 09:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............
مريم أمة الله;
للأسف كثير من أئمة المساجد في بلدي هم خرّيجي زوايا صوفية بدعية.
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن بحاجة الى تأهيل جيل يحمل عقيدة صحيحة ومنهج صحيح وفهم لواقع المسلمين لكي يقوموا بدين الله على بصيرة وهذا لاشك يحتاج الى جهد كبير ومعونة من أهل العلم الربانين وان يحل مكان المتصدرين الذين وصفتي أناس مؤهلين لتعليم الناس دينهم نسأل الله أن يرد بلاد المسلمين وأهلها الى سابق مجدهم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم آمين.
جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 03:25]ـ
تعجبين من هذا الإمام فلقد سمعت إماما يقول بالنص
: (لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء بلغ مبلغا لم يبلغه جبريل فقال يا رب أريد أن أراك فامتدت له يد من أعلى فتعلق بها النبي صلى الله عليه وسلم فوجد من؟؟؟!!! وجد رسول الله أمامه، منك وإليك يا رسول الله .. منك وإليك يا رسول الله)
تعالى الله عما يقول علوا كبيرا فهذه عقيدة إمام يؤم المسلمين وهو على عقيدة أكفر من عقيدة النصارى والعياذ بالله.(/)
نص عن المجاز (يوحنا الدمشقي)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 02:19]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين،
جو النص:
يوحنا الدمشقي (توفي من 130 إلى 133 هـ تقريبا) (قبل 754 م قطعا كما في المصادر المسيحية) هو ذلك الكاهن الذي درج في بلاط الأمويين بدمشق، وكان متقنا للعربية والسريانية واليونانية، والذي يعتبر قديسا وأبا معتبرا في علم الأبائيات (الباترولوجي) المسيحي، وأبرز مؤلفاته (ينبوع المعرفة) وينقسم إلى ثلاثة أقسام (مقدمة فلسفية: تشتمل على تحديدات وتعريفات لاهوتية كالأقنوم والطبيعة .. ) و (مقدمة تاريخية) و (خلاصة لاهوتية).
وما يعنينا من ذلك الكتاب هاهنا (المقدمة التاريخية) أو ما تسمى في الدرس الكريستولوجي عندهم ب (مقدمة الهرطقات المائة) لأن يوحنا عمد إلى نص قديم لإبيفانيوس (ت بعد 403 م) عنوانه (باناريون) وهو نص تاريخي مفقود مشهور في علم التاريخ الكنسي المسيحي، ومعنى (باناريون) علبة الأدوية، رد فيه على ثمانين هرطقة وبدعة، فنقله يوحنا الدمشقي في مقدمة الهرطقات و زاد عليه عشرين هرطقة.
وقد ألف كتابه هذا باليونانية ـ رغم أنه ألف بدمشق ـ وذلك لما فيه من طعن على الإسلام ..
وفي الجملة فكتاب ينبوع المعرفة ليس موجودا برمته إلا في موسوعة الآباء اليونانية (160 مجلدا)، وليس له ترجمة عربية كاملة مطلقا، فقط طبع جزؤه الثالث في الخلاصة اللاهوتية المعروف ب (الإيمان الأرثوذوكسي) مختصرا باسم (المائة مقال) ـ لأن الخلاصة اللاهوتية كانت في مائة فصل ـ طبعة مكتبة المحبة المصرية، باختصار د ميخائيل ماكسي إسكندر ـ و قد أفسده كما هي سائر اختصاراته المخلة التجارية ـ واقتصر فيه على خمس وسبعين مقالة، وطبعته المكتبة البوليسية كاملا بلا اختصار، تعريب الأرشمندريت أدريانوس شكور.
ثم طبع منه جزء صغير (80 صفحة) من جزئه الثاني (الهرطقات المائة) بعنوان (الهرطقة المائة) 1997 دون دار نشر، ويقصد بالهرطقة المائة التي اقتصر عليها من كتاب يوحنا الدمشقي (الإسلام)، الذي يسميه تعمية بالإسماعيليين أو الهاجريين أو الساريين نسبة لسارة وهاجر، خوفا من الملاحقة ربما.
و (الهرطقة المائة) يشتمل نقدا توهميا للإسلام في صورة مناظرة بين مسيحي ومسلم، ثم أتبعه بنقد لأربع سور من القرآن، ثم أتبعه بتسعة نقاشات صغيرة بين مسلم ومسيحي (مفترضة) حول موضوعات مختلفة منها حرية الاختيار والعدل الإلهي وخلق الخير والشر (مشكلة القدر التي كانت ذائعة آنذاك في هذا العصر) ومنها حول طبيعة المسيح والكلمة والروح.
النص:
يقول في المحاورة (6) ص 71 ـ 73:
(عندما يسألك المسلم قائلا " أقوال الله هل هي مخلوقة أم غير مخلوقة؟ " المسلمون يطرحون علينا هذا السؤال الصعب جدا حتى يبرهنوا أن " كلمة الله " مخلوق، وهذا خطأ ـ فإن قلت " مخلوقة "، يقول لك: ها إنك تثبت بأن كلمة الله مخلوق ". أما إذا قلت: " غير مخلوقة "، يقول " كل أقوال الله الموجودة إنما هي غير مخلوقة، ولكنها ليست آلهة مع ذلك، ها إنك توافقني على أن المسيح الذي هو كلمة الله ليس هو الله ".
لأجل هذا السبب لن تجيبه بأنها مخلقة، كما ولن تجيبه بأنها غير مخلوقة، بل ستجيبه بهذا: " إنني أعترف بأن في الله " كلمة " واحدة أقنومية غير مخلوقة، كما اعترفت أنت بذلك، ولكنني لا أدعو كتابي بجملته أقوالا أو كلمات إلهية، بل أفعال أو بلاغات إلهية "، فإن قال لك المسلم " كيف حصل إذن أن قال داود:" كلام الرب كلام نقي " مز 12:7، ولم يقل " فعل الرب فعل نقي "، فقل إن النبي قد تكلم بالمعنى المجازي لا بالمعنى الحقيقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قال لك " ماذا تقصد بالمعنى المجازي والمعنى الحقيقي؟ " فقل له: " المعنى الحقيقي هو البينة المؤكدة للشيء ما، أما المعنى المجازي فبينة غير مؤكدة "، وإن قال لك المسلم " أويمكن للنبي أن يستعمل بينة غير مؤكدة؟ "، فقل له: " من عادة الأنبياء أن يشخصوا الجوامد ناسبين إليها عيونا وأفواها، مثلا: " البحر رأى فهرب " مز4 11:3، ليس للبحر عيون في الواقع، لأنه من الجوامد، ويسأله النبي من جديد على أنه كائن حي، فيقول: " مالك أيها البحر قد هربت .. " مز4 11:5، وأيضا:"يأكل سيفي لحما " تث 32:42، يقول الكتاب.
والحال أن فعل الأكل يطبق على فم يأكل ويشرب، وإذا استطاع سيف أن يقطع شيئا ما فلا يستطيع أن يشرب. وهكذا سمى النبي الأفعال كلاما بالمعنى المجازي، في حين أنها لم تكن أقوالا بالضبط بل أفعالا ".
الملاحظ:
1 ـ رغم كون النص يونانيا من حيث التأليف في الأصل، لكنه دال دلالة قطعية على وجود المعرفة بالمجاز المنقولة عن أرسطو كما هو ثابت في كتابه الخطابة و فن الشعر، دال على وجودها في قلب العاصمة الأموية في النصف الأول من القرن الثاني الهجري، أي قبل ولادة حنين بن إسحق العبادي بنحو نصف القرن الكاملة (194 ـ 260 هـ)، ومن بعده ابنه إسحق بن حنين (215 ـ 298 ه)، ويصعب جدا أن توجد تلك المعارف عند يوحنا الدمشقي بتأثيره المعرفي في ذلك الوقت واستخدامه في النقض على المسلمين دون انتقاله لغيره من تلاميذه والمتأثرين به ومن قامت بينه وبينهم حوارات.
ومن المعروف أن هذا أمر مترجح عند جل الباحثين، أن ثمة معارف وترجمات يونانية (قبلية) على حنين وإسحق، وإن ظل ذلك ترجيحا جمليا أو يستند إلى إحالات ترجع إلى وجادات قديمة مفقودة بدورها لترجمات أو نقولات قبل حنين، لكن ذلك النص بمثابة التدليل اليقيني على هذا الاتجاه.
2 ـ استخدام يوحنا للمجاز هاهنا هو بالمعنى الاصطلاحي عند المتأخرين، فهو بذلك سابق على من يذكرهم المتخصصون في أسبقية من ذكر المجاز من العرب ـ مع ملاحظة أنه كتب ماكتب باليونانية لكن يراعى ما ذكرته في النقطة الأولى من الكفاية في دلالته على وجود المفهوم في ذلك الوقت في دوائر علمية معينة في العالم العربي والإسلامي ـ.
3 ـ إنكار يوحنا في كلامه هذا أن يكون الكتاب (كلمات لله)، هو الاتجاه المعروف بالوحي الروحي، وهو ما يخالف الاتجاه المعروف بالوحي اللفظي أو الإملائي، ويوجد اتجاه آخر هو الاتجاه الميكانيكي في الوحي، وقوله هاهنا بكون الوحي بلاغا عن الله هو من إرهاصات الاتجاه الميكانيكي في الوحي، وهو ـ في نفسه ـ هرطقة عندهم.
4 ـ استعمل يوحنا ضروبا من التأويل والجدل، استعمل المعتزلة والأشعرية ضروبا من جنسها تماما!، فكلامه عن أن الكتاب (بلاغات إلهية) هو تعبير ركيك لقول الأشعرية بعدُ، إن الكتاب (عبارة أو حكاية) عن كلام الله!، واستعمال المسلم المتوهم في الاعتراض عليه لنص داود المزموري (كلام الرب كلام نقي)، هو من جنس استدلال أهل السنة بقوله تعالى (حتى يسمع كلام الله) وما يشبهه!.
5 ـ وهذا النص تدليل بيَّن على صحة كلام شيخ الإسلام، وسائر الاتجاه المعروف عند أهل العلم بتأثر المبتدعة عموما بالفلسفات والأديان السابقة، بل هو الذي يقوله الحديث المعروف عن اتباع سنن من قبلنا، ويدلل على بطلان رأي النشار ـ وما أكثرها ـ: " أما مشكلة خلق القرآن ونفي الصفات فقد تأثر فيهما أوائل المعتزلة بصاحبي منهج التأويل ـ الجعد بن درهم وجهم بن صفوان ـ. وقد اتُهم الجعد بن درهم بأنه تأثر بالمانوية عند ابن النديم، وبالصابئة والمسيحية عند ابن تيمية وغيره من المفكرين، وأن الجهم بن صفوان أخذ عن الجعد بن درهم وبالتالي قد تأثر بكل هذه المؤثرات الأجنبية، ونحن نعلم أن الرواقية كانت منتشرة لدى الكنائس الديصانية والمسيحية، فهل حدث تلاق في الأفكار؟ ليس هناك ما يثبت هذا على الإطلاق في العصر الأول، وليس هناك ما يصل جبرية الجهم بجبرية الرواقية، وليس ثم مشابهة بين فكرتي خلق القرآن ونفي الصفات، وبين أية عقيدة رواقية، إن محاولات تحقيق الصلات وتوكيدها من الصعوبة بمكان في هذا العهد المبكر. وقد لاحظنا من قبل أن جهم بن صفوان كان " خارجيا " بمعنى، وكان يشتعل حماسة للإسلام. ولا شك أن نسقه الفكري كان مختلفا عن مفكرين معاصرين، ولكن هل لنا أن نقول إنه على اتصال فكري بالمسيحيين أو الصابئة فلا يوجد ثمة دليل واحد " النشار 1/ 408
أقول: قتل الجعد سنة 124 هـ، وقتل الجهم سنة 128 هـ، ومات واصل سنة 131 هـ، ومات عمرو بن عبيد سنة 143 هـ، فكما ترى أن عُتَق المعتزلة والجهمية كانوا في النصف الأول من القرن الثاني كذلك، فوجود مثل تلك النقاشات والأساليب التي استخدمها يوحنا الدمشقي ومن بعده تلميذه يوسفيذورس (أبو قرة)، تؤكد حصول ذلك التأثير.
6 ـ يعزى إلى يوحنا أنه من المتوسعين في (التأويل) و (المجاز) هو من الشرقيين ومن قبله (إيكليمنت السكندري) و (أوريجانوس) و (أوغاسطين) من الغربيين، انظر (ابن تيمية وموقفه من التأويل للجلنيد 202 وما بعدها، ودائرة المعارف الكتابية مادة تأويل).
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 03:44]ـ
شكرا عل هذه الدرة البسيونية
بارك الله فيك
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 05:20]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ عمرو على هذا الموضوع المهم.
فكلامه عن أن الكتاب (بلاغات إلهية) هو تعبير ركيك لقول الأشعرية بعدُ، إن الكتاب (عبارة أو حكاية) عن كلام الله!
قول وجيه جدًا.
وبالرغم من أن الموضوع فيه فوائد جمة، إلا أن هذه بألف.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 09:48]ـ
أخي الفاضل محمد المبارك، جزاك الله خيرا
شرفني مرورك ...
أخي الفاضل أسامة، جزاك الله خيرا
شرفني مرورك ...(/)
موقف الفاروق من كتب الفلسفة الفارسية!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 10:28]ـ
كان شأن العلوم الفلسفية عند الفرس شأنا عظيما، ونطاقها متسعا، حتى قيل:إن اليونان إنما عرفوا العلم الطبيعي والعلم الإلهي وغيرها من فروع الحكمة الفلسفية عن الفرس؛ بعد أن غلب الإسكندر على مملكتهم، واستولى على كثير من كتبهم! ولما فتح المسلمون أرض فارس وجدوا فيها كتبا كثيرة من كتب الفلسفة وغيرها؛ فكتب سعد بن أبي وقاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لعمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يستأذنه في نقلها للمسلمين؟ فكتب إليه عمر: أن اطرحوها في الماء؛ فإن يكن فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه، وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله! فطرحوها في الماء أو في النار! انظر: مقدمة ابن خلدون ص (480).
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 09:53]ـ
رضي الله عنه وأرضاه
فإن العلم النافع هو الكتاب والسنة على فهم سادات الأولياء من الصحابة الكرام رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان
ومادخل على المسلمين من البدع والضلالات إلا بعد ترجمة الكتب اليونانية في عهد المأمون ...(/)
مصطلح الاستبصار في القرآن وعند الشيعة تشابهت قلوبهم.
ـ[اليقظ]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 09:14]ـ
بالتتبع لمواقع الشيعة وكلامهم تجد أنهم يطلقون مصطلح (المستبصر) على من تحول من مذهب أهل السنة أو غيره إلى مذهبهم وتشم مع إطلاقهم هذا المصطلح نفس التفاخر وأثناء بحثٍ لي لم أجد هذا المصطلح جاء في القرآن الكريم إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى {وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} العنكبوت38 "قال مقاتل، والكلبي، وقتادة: كانوا معجبين في دينهم وضلالتهم، يحسبون أنهم على هدى، وهم على الباطل، والمعنى: أنهم كانوا عند أنفسهم مستبصرين". ينظر: معالم التنزيل 6/ 242، وقال ابن جرير:"يقول: وكانوا مستبصرين في ضلالتهم، معجبين بها، يحسبون أنهم على هدى وصواب، وهم على الضلال". ينظر: جامع البيان 18/ 399.
فسبحان من شابه بين قلوبهم وجعل الخذلان حليفهم
وكتبه اليقظ 7/ 12 / 1431هـ(/)
مبحث في التقية الشيعية
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 03:06]ـ
* التقية:
التقية في اللغة هي التقوى، فـ " التُّقاة وَالتقيَّة والتقوَى والاتِّقاءُ كلُّه واحدٌ " ()، وهي " الخشية والخوف " ().
أما معنى التقية عندهم فهي إظهار موافقة المخالفين حال خوف الضرر، وعدمه، فإذا خيف الضرر وجبت التقية، وإذا لم يخف الضرر فهي مستحبة!، يقول محمد تقي الموسوي الأصفهاني في كتابه (وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام) عند ذكره الوظائف المطلوبة من الشيعة زمن غيبة إمامهم: "أن يلتزم بالتقية من الأعداء - أي أهل السنة -، ومعنى التقية الواجبة هو أن يكتم عقيدته عند احتمال الضرر العقلاني على نفسه أو ماله أو مكانته وبأن يظهر خلاف عقيدته إذا اقتضى ذلك لسانه فيحفظ نفسه وماله ويضمر عقيدته الصحيحة في قلبه" ().فهذه هي الواجبة حال الخوف من الضرر.
أما التي ليست لخوف الضرر، وإنما هي لتحبيب المخالفين ومداهنتهم و مداراتهم فيقول الخميني: "فتارة تكون التقية خوفاً وأخرى تكون مداراة .. والمراد بالمدارة أن يكون المطلوب فيها نفس شمل الكلمة ووحدتها بتحبيب المخالفين وجر مودتهم من غير خوف ضرر كما في التقية خوفاً وسيأتي التعرض لها وأيضاً قد تكون التقية مطلوبة لغيرها وقد تكون مطلوبة لذاتها وهي التي بمعنى الكتمان في مقابل الإذاعة على تأمل فيه" ().
ويقول: "وليعلم أن المستفاد من تلك الروايات صحة العمل الذي يؤتى به تقية سواء كانت التقية لاختلاف بيننا وبينهم في الحكم كما في المسح على الخفين والإفطار لدى السقوط أو في ثبوت الموضوع الخارجي كالوقوف بعرفات اليوم الثامن لأجل ثبوت الهلال عندهم" ().
ـ منزلة التقية:
والتقية لها أهمية عظيمة في الدين عندهم، و ورد في الحث عليها والترغيب فيها، وإيجابها من الروايات الشيء الكثير، فروى الكليني في الكافي عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن عن القيام للولاة فقال: قال أبو جعفر: "التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له" ().
وروى عن أبي عبد الله أنه قال: "يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين" ().
وروى عن الصادق قال: "سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إليَّ من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا" ().
وروى عن أبي عبد الله قال: "التقية ترس الله بينه وبين خلقه" ()، وروى عن أبي عبدي الله قال: "… أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية" ()، وروى عن أبي عبد الله قال: "كان أبي يقول: أي شيء أقر لعيني من التقية إن التقية جُنة المؤمن" ().
و عقد محمد بن الحسن بن الحر العاملي في وسائل الشيعة باباً بعنوان "باب وجوب الاعتناء والاهتمام بالتقية وقضاء حقوق الإخوان" ()، و باباً بعنوان "باب وجوب عشرة العامة بالتقية" ().
وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة عن أمير المؤمنين قال: "التقية من أفضل أعمال المؤمنين" ()، وفي وسائل الشيعة عن علي بن الحسين قال: يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين: ترك التقية وتضييع حقوق الإخوان" ()، و عن الصادق قال: "ليس منا من لم يلزم التقية" ()، وفي جامع الأخبار قال أبو عبد الله عليه الصلاة و السلام: "ليس من شيعة علي من لا يتقي" (). وفيه عن النبي: "تارك التقية كتارك الصلاة" ().!!
ويقول الصدوق: " "واعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة .. والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة" ().
فانظر إلى مبالغتهم وتهويلهم في شأنها، حيث رووا في أهميتها و وجوبها وأن تاركها ليس من الدين، أكثر مما رووا في ترك الصلاة والزكاة، وهكذا شأنهم مع كل الأصول البدعية التي يقررونها، فترى كأنهم يحاولون التغطية على ابتداعهم إياها بتهويل أمرها، واختراع الكذب ونفخه في الحث عليها والأمر بها.
ـ التقية والإكراه:
(يُتْبَعُ)
(/)
وتجد منهم من يحاول التخلص من ذلك الإشكال ـ وهو تشريع النفاق وتسميته تقية ـ بأن هذا مشروع فقط لأجل الضرر، وهو أصل شرعي محكم ـ كما سنذكر الآن في الأدلة ـ، وهذا غلط، فإن التقية كما ذكرنا من كلام علمائهم ـ ومنهم الخميني ـ تشرع للحفظ من الضرر، وتشرع لمجرد التعمية وموافقة العامة والتودد إليهم، وتحبيبهم في التشيع، وهذا عين النفاق، بل لو لم يكن ذلك نفاقا، فلا نفاق على الأرض.
ومما يدل على أن التقية أعم من كونها ضررا، ما رواه الحر العاملي في وسائل الشيعة عن الصادق قال: "عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجية مع من يحذره" ().
ويقول الخميني: "ثم إنه لا يتوقف جواز هذه التقية بل وجوبها على الخوف على نفسه أو غيره بل الظاهر أو المصالح النوعية صارت سببا لإيجاب التقية من المخالفين فتجب التقية وكتمان السر لو كان مأمونا وغير خائف على نفسه" ().
ويقول أبو القاسم الخوئي: "وذلك لأن المستفاد من الأخبار الواردة في التقية إنما شرعت لأجل أن تختفي الشيعة عن المخالفين وألا يشتهروا بالتشيع أو الرفض ولأجل المداراة والمجاملة معهم ومن البين أن المكلف إذا أظهر مذهب الحنابلة عند الحنفي مثلا أو بالعكس حصل بذلك التخفي وعدم الاشتهار بالرفض والتشييع وتحققت المداراة والمجاملة معهم " ()
و سئل الخوئي: "ما المراد بالتقية في العبادات وهل يمكن اتصافها بالأحكام الخمسة، وهل هي في مورد احتمال خوف ضرر أم التجامل بالمظهر وعدم إلفات النظر؟
أجاب الخوئي: "أما في مورد احتمال الضرر بمخالفتها واجبة وفي الصلاة معهم ـ يقصد أهل السنة ـ فمستحبة مع عدم احتمال الضرر" ().
وأيضاً سئل كاظم الحائري:"ما هي حدود التقية المسوغة للعمل بها شرعاً وهل أن الأذى الكلامي وانتقاد المذهب والمضايقة من مسوغات العمل بالتقية؟
أجاب: "ينبغي للإنسان الشيعي أن يتعامل مع السني معاملة تؤدي إلى حسن ظنه بالشيعة لا إلى تنفره عن الشيعة" ().
ـ انتهاء التقية:
وينتهي العمل بالتقية في حالة خروج الإمام المنتظر ـ المهدي ـ كما أوردنا في بعض الروايات سابقا، ومن ذلك أيضا ما رواه العياشي والحر العاملي عن جعفر الصادق في تفسيره قوله عز وجل: (َفإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً) [الكهف: 98]. قال: "رفع التقية عند الكشف فينتقم من أعداء الله" ().
و يروي الحر العاملي عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام في حديث عن التقية قال: "من تركها قبل خروج قائمنا فليس منا" وكما يرويه الشعيري عن الصادق قال: "ومن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا" ().
فإذا خرج القائم تركت التقية، فروى الحر العاملي عن الحسن بن هارون قال: "كنت عند أبي عبد الله جالساً فسأله معلى بن خنيس أيسير الإمام القائم بخلاف سيرة علي قال: نعم وذلك أن عليا سار بالمن والكف لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم وإن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي لأنه يعلم أن شيعته ?ن يظهر عليهم من بعده أبداً" ().
وفي الغيبة للنعماني عن أبي عبد الله قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف" ()، وأيضا عن أبي عبد الله قال: "ما بقى بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومأ بيده إلى حلقه " ().
ويقول محمد صادق الصدر: "عن أبي جعفر قال: "إن الناس في هدنة نناكحهم ونوارثهم ونقيم عليهم الحدود ونؤدي أماناتهم حتى إذا قام القائم جاءت المزايلة" ويشرح معنى المزايلة فيقول: "هي المفارقة والمباينة بين أهل الحق وأهل الباطل" ().
التقية في الفقه الإمامي:
أ ـ الإشكالية:
وإشكالية احتمال أن يكون قول المعصوم صادرا عن التقية، من معضلات الاجتهاد الفقهي الإمامي.
ولذلك رووا غير رواية أن الصادق كان يفتي لأحدهم بفتوى، ولآخر بفتوى أخرى في المسألة، ولثالث بثالثة، ثم بين للمعترضين أنه إنما فعل ذلك كي يخالف بين الشيعة فلا يعرفوا.
واختلفوا في هل يجوز أن يفتي الإمام بقول ليس موجودا عند العامة لمحض المخالفة بين أصحابه، على قولين اختار يوسف البحراني منهما الجواز ().
ومن ثم فإن من أسباب الخلاف في الترجيح والاختيار احتمال كون النص مقولا على التقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهم في ذلك طرائق، المشهور منها اعتماد ما يخالف العامة ()، وذلك مقتضى من لم يجوز أن يصدر عن المعصوم ما يخالف فيه العامة.
وخلاف المشهور العرض على كتاب الله وجعله ضابطا في ذلك، ونُسب إلى الكليني القول بـ (التخيير) وهو مشكل على طريقتهم في العصمة جدا، قال صاحب الحدائق: " واما بالنسبة إلى مثل زماننا هذا فالظاهر انه لا يتجه العمل بذلك على الاطلاق، لجواز ان يحصل العلم بان الثاني انما ورد على سبيل التقية والحال ان المكلف ليس في تقية، فانه يتحتم عليه العمل بالاول ولو لم يعلم كون الثاني يخصوصه تقية بل صار احتمالها قائما بالنسبة اليهما، فالواجب حينئذ هو التخيير أو الوقوف بناء على ظواهر الاخبار، أو الاحتياط كما ذكرناه. (الخامس) - المستفاد - من كلام ثقة الإسلام وعلم الاعلام (قدس سره) في ديباجة كتاب الكافي - ان مذهبه فيما اختلفت فيه الاخبار هو القول بالتخيير. ولم اعثر على من نقل ذلك مذهبا له مع ان عبارته (طاب ثراه) ظاهرة الدلالة طافحة المقالة، وشراح كلامه قد زيفوا عبارته واغفلوا مقالته. قال (قد): فاعلم يا أخي - أرشدك الله - أنه لا يسع أحدا تمييز شيء مما اختلفت الرواية فيه عن العلماء (عليهم السلام) برأيه الا على ما اطلقه العالم بقوله (عليه السلام): " اعرضوها على كتاب الله، فما وافق كتاب الله عزوجل فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه وقوله (عليه السلام): " دعوا ما وافق القوم، فان الرشد في خلافهم " وقوله (عليه السلام): خذروا بالمجمع عليه، فان المجمع عليه لا ريب فيه " ونحن لا نعرف من جميع ذلك الا اقله، ولا نجد شيئا احوط ولا اوسع من رد علم ذلك كله إلى العالم، وقبول ما وسع من الامر فيه بقوله: " بايما اخذتم من باب التسليم وسعكم انتهى. وقوله (قدس سره): " ونحن لا نعرف .. إلى اخره) الظاهر ان معناه انا لا نعرف من كل من الضوابط الثلاث الا الاقل. " ().
وقال مقرا الإشكال: " واما مذهب العامة فلا يخفى - على الواقف على كتب السير والآثار والمتتبع للقصص والاخبار، وبه صرح ايضا جملة من علمائنا الابرار بل وعلماؤهم في ذلك المضمار ما عليه مذاهب العامة في الصدر السابق من الكثرة والانتشار، واستقرار مذهبهم على هذه الاربعة انما وقع في حدود سنة خمس وستين وستمائة، كما نقله المحدث الامين الاستربادي في كتاب الفوائد المدنية عن بعض علماء العامة، على ان المستفاد من الاخبار كما قدمنا تحقيقه في المقدمة الاولى وقوع التقية وان لم يكن على وفق شيء من اقوالهم واما المجمع عليه، فان اريد في الفتوى فهو ظاهر التعسر، لان كتب المتقدمين كلها مقصورة على نقل الاخبار كما لا يخفى على من راجع الموجود منها الان، ككتاب قرب الاسناد وكتاب على بن جعفر ومحاسن الرقي وبصائر الدرجات ونحوها ولتفرق الاصحاب وانزوائهم في زواية التقية في اكثر البلدان، وان اريد في الرواية بمعنى ان يكون مجمعا عليه في الاصول المكتوبة عنهم، ففيه انها قد اشتملت على الاخبار المتخالفة والاحاديث المتضادة فهي مشتركة في الوصف المذكور، وحينئذ فمتى لم تعلم هذه الامور على الحقيقة فالمعتمد عليها ربما يقع في المخالفة من حيث لا يشعر وتزل قدمه من حيث لا يبصر، فلا شيئ اسلم من الاخذ بما وسعوا فيه من باب التسليم لهم دون الجزم والحكم بكون ذلك هو الحكم الواقعي، فان فيه تحرزا عن القول على الله (سبحانه) بغير علم، وتخلصا من التهجم على الاحكام بغير بصيرة وفهم. وما اذكره بعض مشايخنا المعاصرين (نور الله مراقدهم) - من انه ليس الامر كذلك، قال: " فان الحق لا يشتبه بالباطل، والمطوق ليس كالعاطل، والشمس لا تستر بالنقاب، والشراب لا يلتبس بالسراب، وما ورد من التقية لا يكاد يخفى " انتهى - فالعبارة قشرية وتسجيعات من التحقيق عرية، كما لا يخقى على من عض على العلم بالاخبار بضرس قاطع، واعطى التأمل حقه فيما اوعدناه في هذه المواضع، كيف؟ وهو (قدس سره) في جملة مصنفاته وفتاويه يدور مدار الاحتياط خوفا من الوقوع في شبهت الاحتياط، قائلا في بعض مصنفاته: " ان مناط اكثر الاحكام لا يخلو من شوب وريب وتردد، لكثرة الاحتلافات في تعارض الادلة وتدافع الامارات، فلا ينبغي ترك الاحتياط للمجتهد فضلا عمن دونه " ()، قلت: والمراد ببعض مشايخه هاهنا شيخه أبو الحسن سليمان بن عبدالله الماحوزي
(يُتْبَعُ)
(/)
البحراني.
ب ـ الاختلاف في تحديد موارد التقية (تمثيل):
(نجاسة الخمر)
يقول أغلب الإمامية بنجاستها كالطوسي، وحملوا روايات الطهارة على التقية، و بالعكس قال المقدس الأردبيلي وحمل روايات النجاسة على التقية.
قال محمد باقر الصدر: " والتحقيق: أن المشهور في الفقه السني بمختلف مذاهبه هو الحكم بالنجاسة، حتى ذكر السيد المرتضى قدس سره أنه: " لا خلاف بين المسلمين في نجاسة الخمر إلا ما يحكى عن شذاذ لا اعتبار بقولهم "، وأكثر من نسب إليهم القول بالطهارة من فقهاء السنة ممل لا يمكن افتراض اتقاء الإمام الصادق عليه السلام منهم، فضلا عن الباقر (ع). فقد قيل: أن الطهارة أحد القولين للشافعي أو قئل الشافعية ومن الواضح أن ولادة الشافعي بعد وفاة الإمام الصادق، فلا معنى لاتقائه منه. ونسب القول بالطهارة إلى ليث بن سعد، وهو وإن كان معاصرا للإمام الصادق (ع) غير أنه كان يسكن في مصر، فهل يحتمل عادة أن الإمام وهو في الحجاز أو العراق يتقي من فقيه في مصر، ولا يعتنى بما ذهب إليه فقهاء الحجاز والعراق؟! وإذا افترضنا صدور بعض نصوص الطهارة من الإمام الباقر المتوفى سنة 114 ه كان عدم تعقل اتقائه من ليث في غاية الوضوح، لأن ليث ولد سنة 93 ه فيكون عمره حين وفاة الباقر عليه السلام حوالي عشرين عاما. ونسب القول بالطهارة إلى داود المولود سنة 202، وهو متأخر ولادة عن وفاة الإمام الصادق، فكيف يفرض الاتقاء منه؟! ونسب القول أيضا إلى ربيعة، وهو وإن كان معاصرا للإمام الصادق (ع) ولكنه كان فقيها منعزلا، ولم يتحقق له في حياته من المقام الرسمي أو الاجتماعي ما يناسب الاتقاء منه، خصوصا إذا قبلنا صدور بعض النصوص السابقة في الطهارة من الإمام الياقر الذي كان ربيعة شابا عند وفاته. وعليه فافتراض التقية بهذا المعنى غير محتمل عادة في نفسه، فضلا عن دعوى صدق عنوان ما وافق العامة على أخبار الطهارة." ().
وقال الأردبيلي: " الجمع بحمل ما يدل على وجوب الغسل على الاستحباب أولى من حمل ما يدل على عدمه على التقية " ()
وتعقبه الصدر فقال: " وهذا الوجه في غاية الغرابة والانحراف عن التفكير السليم إلى درجة لم أكن أرضى بأن يتفوه به فقيه، وذلك: أما أولا: فلأن ما دل على ترجيح المخالف للعامة على الموافق ناظر إلى الموافقة والمخالفة بلحاظ ما عليه تدين العامة وشرعهم، لا ما عليه عمل فساقهم وفجارهم. وأما ثانيا: فلأنه كيف يمكن أن نحتمل في الأئمة عليهم السلام أنهم ينزلون إلى مستوى الإفتاء بغير الواقع تبريرا لفسق الحكام، فإن مثل هذا لم يكن يصدر من المتعففين من فقهاء السنة أنفسهم، فكيف يصدر من أئمة أهل البيت؟! وما كان الأئمة يمارسونه من تقية مع الحكام إنما يرجع إلى التعامل معهم كحكام وعدم التجاهر بعدم صلاحيتهم للحاكمية لا تبريك فسقهم وفجورهم. وأما ثالثا: فلأن الخلفاء المعاصرين للإمام الصادق لم ينقل في التاريخ أنهم شربوا خمرا بل لم ينقل ذلك إلا عن شواذ الخلفاء وأشباه الخلفاء في عصور أخرى، ولم يتفق في زمان من تلك الأزمنة أن يكون قد بلغ استهتار الخليفة إلى درجة التجاهر بمساورة الخمر وشربه والتصدي للتنكيل بمن يفتي بنجاسته، وأي فائدة لشاربي الخمر في تطهيره مع التأكيد على حرمته؟! ونحن نلاحظ على عكس ما ادعي أن الأئمة عليهم السلام شنوا حملة شديدة ضد الفكرة القائلة بإباحة غير الخمر من أنواع الأنبذة التي يسكر كثيرها دون قليلها، ولم يؤثر عنهم أي تساهل في ذلك، فلو كان هناك اتجاه نحو مجاملة فسق السلاطين لاقتضى خلاف تلك الحملة، حتى روي عن الإمام الصادق (ع) في شأن النبيذ المسكر: والله إنه لشئ ما اتقيت فيه سلطانا ولا غيره " ()
*شبهات:
ويستندون في تقرير مبدأ التقية، وإلزام أهل السنة للقول به لبعض الأدلة الشرعية المحكمة، فمن القرآن كقوله تعالى: (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً) [آل عمران: 28].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: (مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) [النحل: 106]، وقوله تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة: 195]، وقوله تعالى: (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) [النساء: 98].
واستدلوا كذلك بالحديث فمنها الكلام على ما يتعلق بآية الإكراه من سبب نزولها في السنة فقال القرطبي: "وقد نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر في قول أهل التفسير، لأنه قارب بعض ما ندبوه إليه، قال ابن عباس: أخذه المشركون، وأخذوا أباه وأمه سمية، وبلالا "وخبابا و " سالما " فعذبوهم، و ربطت سمية بين بعيرين، ووجئ قبلها بحربة، وقيل لها: إنك أسلمت من أجل الرجال، فقتلت وقتل زوجها ياسر، وهما أول قتيلين في الإسلام، وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها "، فشكاذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجد قلبك؟، قال: مطمئن بالإيمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن عادوا فعد ().
وروى الترمذي عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير عمار بين أمرين، إلا اختار أرشدهما ()، وفي هذا دليل على أن التقية التي اختارها عمار كانت أرشد هنا " ().
وقال البخاري تعليقا على قوله تعالى (إلا المستضعفين): " فعذر الله المستضعفين الذين لا يمتنعون من ترك ما أمر الله به والمكره لا يكون إلا مستضعفا غير ممتنع من فعل ما أمر به وقال الحسن التقية إلى يوم القيامة وقال ابن عباس فيمن يكرهه اللصوص فيطلق ليس بشيء وبه قال ابن عمر وابن الزبير والشعبي والحسن " ()
وروى البخاري في صحيحه (باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب)، أن عائشة رضي الله عنها أخبرته، قالت: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إئذنوا له، بئس أخو العشيرة، أو ابن العشيرة، فلما دخل ألان له الكلام، قلت: يا رسول الله، قلت الذي قلت، ثم ألنت له الكلام، قال: أي عائشة، إن شر الناس من تركه الناس - أو ودعه الناس - اتقاء فحشه.
وقال:" ويذكر عن أبي الدرداء: إنا لنكشر في وجوه قوم، وإن قلوبنا لتلعنهم " ().
*الجواب:
1 ـ لا خلاف بين المسلمين أجمعين = أن حصول الإكراه المؤثر على حرية إرادة الإنسان واختياره، من إتلاف النفس أو العضو أو المال أو الأهل = أنه يبيح له ضروبا من الأقوال و الأفعال: لولا ذلك الإكراه لكانت محرمة، ثم يدخل في مفهوم ذلك الإكراه وما يبيحه في كل حالة تفصيل كثير، لكن الشاهد أن هذا الأصل معتبر في الشرع، لا خلاف فيه، والأدلة عليه معروفة مشتهرة، كقوله تعالى (إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ) [النحل: 106]، واعتمد ذلك أهل العلم فشقوا من ذلك قاعدتين من قواعدهم الفقهية الخمس الكبرى وهما (المشقة تجلب التيسير)، و (الضرر يزال).
2 ـ إذا قررنا ذلك، فجعل مناط الاختلاف بين المسلمين والإمامية في اعتبار التقية أنها الإكراه = مغالطة محضة وتمويه، وإنما النزاع في التقية التي مفادها (إخفاء الدين)، ومنافقة الناس دون إكراه مؤثر، وإنما لمحض إخفاء الدين، أو لجلب مصالح دنيوية بحتة ببذل عوض ديني، أو لمجاملة المخالف أو مداراته، والكذب عليه وغشه في تبيين الحقائق الدينية الصحيحة، فهذا مما لا يجوز في دين الله، فالله أمر الناس بالدعوة إلى دينه، وإذاعته وإظهاره مع القدرة، ولم يجز الكذب على الله، والافتراء عليه، ولم يبح الشرع الكذب إلا في ثلاث () ليس منها تقريب الكفار إلى الدين!،وقد أسلفنا من الروايات والنقول عن الإمامية الشيء الكثير في استحباب التقية حال عدم الخوف والضرر، وأنها مطلوبة لاستمرار التشيع لذاته، ومما يدل على ذلك دلالة واضحة، ما رواه الكليني في الكافي عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله: "يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما يضاد كتاب الله صراحة، إذ يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: 33]، فالله أرسل رسوله بدين الإسلام ليظهره ظهورا حسيا ومعنويا على كل ماعداه من الأديان والآراء الباطلة، بينما نرى في رواية الكافي أن إظهار الدين الحق ـ بحسب الإمامية ـ يكون مجلبة للذل، وكتمه يكون عزا، وهذا لا يكون إلا في الآراء السرية الهدامة المخربة، ولذلك وجدنا في نقولات القوم كما نقلنا عن الخوئي وغيره أن من أغراض التقية مداراة المخالفين وتحبيبهم في التشيع، وذلك معناه أن المكلف إن اطلع على حقيقة التشيع دونما تقية فإنه لن يحبه، بل سيبغضه، لمناقضته الفطرة والشرع الثابت المستقيم.
3 ـ وعلى ذلك تفهم الأدلة المذكورة التي استخدمها الرافضة كشبهات لتجويز مبدأهم في التقية، فكل الآيات التي استدلوا بها إنما هي في المكره الخائف، أما ما استدلوا به من السنة كحديث (بئس أخو العشيرة) فالكلام فيه من وجهين:
الأول: أنه ليس في الحديث مداراة في الدين أصلا، فلا فيه إحلال حرام أو فعله، أو تحريم حلال أو تركه، بل قصارى ما فيه التبذل في أمر دنيوي كالهش والبش، لدفع مضرة فحش لسانه، قال الحافظ: " وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَذَلَ لَهُ مِنْ دُنْيَاهُ حُسْن عِشْرَته وَالرِّفْق فِي مُكَالَمَته وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَمْدَحهُ بِقَوْلٍ فَلَمْ يُنَاقِض قَوْله فِيهِ فِعْله، فَإِنَّ قَوْله فِيهِ قَوْل حَقٌّ، وَفِعْله مَعَهُ حُسْن عَشْرَة " ()، فمعنى كلامه أن النبي بذل أمرا دنيويا تجاه أمر دنيوي، فليس في الأمر مدخل ديني، فلم يثن عليه، " ولم يمدحه النبي صلى الله عليه و سلم ولا ذكر أنه أثنى عليه في وجهه ولا في قفاه " ()، وإنما هش له وبش، بل نفس هذا الفعل من حسن الفعال التي أمر بها الشرع مطلقا إلا لحاجة يترتب عليها اقتضاء تركها، فذلك هو المداراة، وبين المداراة والمداهنة فرق، فـ "الْفَرْق بَيْنَ الْمُدَارَاة وَالْمُدَاهَنَة أَنَّ الْمُدَارَاة بَذْل الدُّنْيَا لِصَلَاحِ الدُّنْيَا أَوْ الدِّين أَوْ هُمَا مَعًا، وَهِيَ مُبَاحَة، وَرُبَّمَا اُسْتُحِبَّتْ، وَالْمُدَاهَنَة تَرْك الدِّين لِصَلَاحِ الدُّنْيَا، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَذَلَ لَهُ مِنْ دُنْيَاهُ حُسْن عِشْرَته وَالرِّفْق فِي مُكَالَمَته " ()
الثاني: أن النبي إنما فعل ذلك معه ليتألفه على الإسلام، وتألف الكافر والفاسق للتوبة إلى الإسلام والطاعة جاء بها الشرع الشريف، واختص بها مصرفا للزكاة، وذلك التأليف إنما يكون بأمور دنيوية اتفاقا، وهكذا الذي في الحديث فأنه " إِنَّمَا تَأَلَّفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ الدُّنْيَا مَعَ لِين الْكَلَام " ()، فأين هذا من مجاملة المخالفين بترك الفرائض و الواجبات، وفعل المحرمات، كما هو في دين الإمامية؟!.
ــــــــــــــ
هوامش:
() الأزهري في تهذيب اللغة 9/ 199
() المعجم الوسيط 2/ 1052
() وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام 43
() الرسائل 2/ 174
() الرسائل 2/ 196
() الكافي ـ باب التقية 2/ 219
() الكافي 2/ 217
() نفسه
() نفسه 2/ 220
() نفسه 2/ 218
() نفسه 2/ 220
() وسائل الشيعة 11/ 472
() نفسه بعنوان 11/ 470
() وسائل الشبيعة 11/ 473
() نفسه 11/ 474
() نفسه 11/ 466
() جامع الأخبار لمحمد بن محمد الشعيري 95
() نفسه
() الاعتقادات 104
() وسائل الشيعة 11/ 466
() الرسائل 2/ 201
() التنقيح شرح العروة الوثقى 4/ 323 - 333
() صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات 2/ 79
() الفتاوى المنتخبة 1/ 150
() تفسير العياشي 2/ 351، والحر في وسائل الشيعة 11/ 467
() إثبات الهداة 3/ 477
() جامع الأخبار 95
() وسائل الشيعة 11/ 57
() الغيبة 234
() نفسه 236
() تاريخ ما بعد الظهور 726
() الحدائق الناضرة 1/ 106
() في الدرر النجفية
() علل الشرائع للصدوق 354
() الحدائق الناضرة 1/ 106
() نفسه 1/ 107 - 108
() بحوث في شرح العروة الوثقة له 3/ 349
() زبدة البيان في أحكام القرآن للأردبيلي 43
() بحوث في شرح العروة الوثقى 3/ 350
() أخرجه الحاكم في المستدرك (3362)، والبيهقي في السنن الكبرى (16673) وغيرهما، وقال الحاكم على شرطهما و وافقه الذهبي.
() الترمذي (3799)، وأحمد (24864)، والمستدرك (5665) وصححه الألباني وشعيب.
() تفسير القرطبي 10/ 180
() صحيح البخاري 6/ 2542
() نفسه (5707)
() نفسه 5/ 2270، نكشر يعني تظهر أسنانا والمراد الضحك والبشر.
() لحديث المسند (1939) وغيره " لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ "
() الكافي 2/ 222
() فتح الباري 17/ 180
() شرح النووي على مسلم 8/ 403
() فتح الباري 17/ 180
() النووي على مسلم 8/ 403
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 08:59]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ عمرو .. وبارك فيك.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 02:15]ـ
وإياك جزى وفيك بارك أخي أبا العباس(/)
ماذا سيخسر العالم بموتك ... !
ـ[مهاب بن محمود]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 03:15]ـ
سؤال حيرني
منذ سنة تقريباً وأنا أبحث له عن جواب
ما الذي سأتركه بعد موتي؟
كيف أخلد ذكري بعد موتي؟
هل أنا بحاجة إلى تأليف كتاب؟ فما أكثر الكتب النافعة وغير النافعة أيضاً في هذه الأيام!
أرجوا النصح والإرشاد بارك الله فيكم
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 11:19]ـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية. وعلم ينتفع به. وولد صالح يدعو له" صححه الألباني في صحيح الترمذي والنسائي
فالناس بين طالب علم وعالم يمكنهم التأليف وبين آخرين من أمثالنا مساكين يقلدون العلماء، فليترك بعد موته صدقة جارية وذكر حسن بين الناس، بما يقدمه من مساعدات وحسن التعامل ومحاسن الأخلاق ولو بالبسمة.
كذلك لو أمكن أن يقوم بتوزيع مطويات وكتيبات أو رصد كتب لطلاب العلم أو معاونة طلاب العلم بأي صورة .... الخ هذه الأبواب، فهي من أبواب العلم الذي ينتفع به بعد الموت
ومن أهم الأشياء أن يغرس في أولاده وأولاد المسلمين، بله المسلمين أنفسهم، القيم الإسلامية والسنن النبوية الصحيحة الثابتة بالحديث الصحيح المليح، فيترك بعد موته نهر جار من الحسنات كلما عمل أحدهم بالسنة التي نشرها
فتفكر لو أنك علمت ولدك الصلاة فقط وصبرت عليه وحببتها إليه، فكل صلاة لك فيها ما لك من الأجر والثواب. فكيف بك إذ تعلمه الأذكار والقرآن ولو كان ذلك التعليم بدفعه إلى معلم وتشجيعه.
والأبواب كثيرة وما ذكرته غيض من فيض والحمد لله الذي أوسع على عباده أبواب الخيرات.
ـ[مهاب بن محمود]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 05:30]ـ
هل تخليد الذكر
محض فضل و اصطفاء من الله؟
ام يبنغي وضع أهداف محددة يسعى لتحقيقها؟
فتح الباري شرح صحيح البخاري ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني في أكثر من 25 سنة
له هدف محدد سعى 25 عاماً لتحقيقه
ـ[حسام68]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 06:58]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا السؤال الذي أثار أسئلة وشجون وآهات عميقه في انفسنا،،، والله المستعان.
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 08:37]ـ
الحمدلله .. أخي الكريم سؤالك إن شغلك سنة فقد شغلني أكثر من عشرين سنة .. وأنا في قلق وحيرة .. ولا يشفي حيرتنا وحيرتك إلا أمورأهديها لك من تجربة مجرب:
- الصدق مع الله
- التقوى، والتوبة، والاستغفار مما قل منه أو كثر في ليلك ونهارك حتى تكون عادة من عوائدك.
- طلب العلم والتخصص ثم التخصص فيما تحبه وترغبه.
- الإلحاح في الدعاء وكنت كثيرا ما أدعو بالماثور " اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه واوله وآخره وظاهره وباطنه " و " اللهم اجعلني مفتاحا للخير مغلاقا للشر، ولا تجعلني مفتاحا للشر مغلقا للخير.
- تحري أوقات الإجابة.
- اجتهد على نفسك بالمداومة على قيام الليل أوله وأوسطه وآخره.
- بر الوالدين وصلة الأرحام.
وانتظر فتوحات الباري ولا تستعجل.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[مهاب بن محمود]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 09:16]ـ
الشيخ /محمد الحجي ( http://majles.alukah.net/member.php?u=10879)
الأخ / حسام68 ( http://majles.alukah.net/member.php?u=2954)
الأخت /سارة بنت محمد ( http://majles.alukah.net/member.php?u=13048)
بارك الله فيكم وحفظكم الله ورفع قدركم اسأل الله أن يزيدكم علماً وأدباً وتواضعاً وأن يجعلكم من الراسخين في العلم ويجعلكم من العاملين بما تعلمون ويتقبل منكم -اللهم آمين-
جزاكم الله خيراً على هذه النصائح الغالية وأسأل الله أن يجزيكم عني خير الجزاء
مشكلتي مع الهدف
كيف تحدد هدفك الذي ستخلد به ذكرك
هل يكفيك أن تكون عالماً؟
فهناك العديد من العلماء - رحمة الله عليهم أجمعين- ولكن من يعرف الآن عنهم شيئاً أو يترحم عليهم - إلا من رحم ربك -
ما قصدته
كيف أكون مثل
الأئمة الأربعة - البخاري - مسلم - ابن تيمية - ابن عبد الوهاب - الألباني - محمود خليل الحصري - بكر أبو زيد ... إلخ
قصدت التنويع بين القدماء والمعاصرين التنويع في المجالات
أم السبيل هو أن أترك مصنفاً
مثل
(فتح الباري -درء تعارض العقل والنقل - شرح صحيح مسلم للنووي - كتاب التوحيد - أضواء البيان - ... إلخ)
آسف على الإطالة
سامحوني
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه خواطر أحببت أن أشارك بها
----
هل سأكون عالماً؟ للشيخ حاتم الشريف ( http://audio3.islamweb.net/Lecturs/hatem_alshareef/38466.mp3)
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:15]ـ
ما ذكرتهم أيها الحبيب لهم مواهب فإن كانت لديك موهبة فعد عدتك وادخل مضمار العلم بهمة وحزم وإن لم تكن ذا موهبة مثل الذي ذكرت لي فحسبك من جدك وصبرك .. والسنون كفيلة بصقلك.
وسأعطيك أمثلة واقعية تكون أبلغ بوصول المعلومة:
- الشيخ ابن عثيمين لم يكن آية باهرة كالشافعي مثلا في الحفظ والفهم بل كان كما قيل عنه رأى منه شيخه ذكاء وهمة عالية
وإضافة لذلك تولع قلبه بحب العلم والفقه خاصة أنه لازم شيخه العلامة السعدي ملازمة الظل وأحبه حبا شديدا وهو أحد علماء بلده (هناك عامل الزمن ساعده)، بعدها أتم تعليمه العالي ورجع عند شيخه واستمر بالتدريس في الجامعة والمسجد- مع أنه قد عرض عليه القضاء ولكن رفض لتعلقه الشديد بالتدريس - لم يضع خططا معينة لتآليف معينة بل جاءت وليدة الحاجة، ولم يكن يهتم كثيرا بالتآليف بل بنشر العلم وهو ديدنه وكان همه الأكبر، واستمر بذلك حتى بلغ الخمسين ثم بدأ يعرف شيئا فشيئا بين عامة الناس وهو لا يزال يدرس في المسجد بين الثلاثة والأربعة حتى طار ذكره في الافاق.
- الشيخ الحويني اقرأ سيرته كان همه الحديث بل غرامه، أعطاه أغلب وقته ولم يضع خططا كما يقول أصحاب الدورات الربحية (قصيرة مدى وبعيدة مدى)، بل همة ونشاطا حتى تكونت الملكة لديه للتأليف، وأحد طلبة العلم الدكاترة في كلية الشريعة أعرفه جيدا وابن منطقتنا، سلك مسلك الشيخ ابن عثيمين سكرتيره يحدثني أنه ألف كتبا ولا يفكر أن يطبعها حتى يرى من نفسه الملكة والأهلية - لصغر سنه - وهو يعدل بحوث بين الفينة والأخرى ويزيد وينقح (ولا يتعجل).
من هنا إسأل نفسك أين غرامك وماذا تحب أن تعمل؟ ولا تتعجل الإجابة في هذه السنة .. فإن كان في مجال العلم فإني أنصحك ألا تلزم نفسك في العلم الشرعي إذ لا تجدها فيه (مع عدم اعتراضي على العلم الشرعي)،، إلا إذا رأيت من نفسك تحقيق شيئ جديد وإضافات جديدة ورغبة لا تفارقك فاسلكه مع همة عالية تؤرقك ومن ضربت لك المثل عليهم، فإن كان دنيويا مثلا ليكن همك أن تربطه بالجانب الشرعي بمعنى لتطلب العلم الدنيوي والشرعي ولكن ركز على ما تستطيع أن تضيف إليه الجديد وتربطه بواقعك،
- أعرف بعض الباحثين، ولي تواصل علمي معه له مؤلفات جميلة جدا مدرس متوسطة بنين أولاد صغار وهو بين فترة وأخرى يحقق مخطوطا ويؤلف كتابا ويثري المكتبة بما ينافح عن الإسلام، تخخصه في التدريس ليس شرعيا - وهو يصحح لدكاترة في كلية الشريعة - بعيدا جدا عن الأضواء الإعلامية بدأ بمسيرته العلمية بعد ما جاء إلى بلد خليجي ورأى ما رأى فقدح في نفسه أن يتخصص في ذلك الفن فكرس نفسه له وأعطاه جهده.
وصاحبك مكث سنين طويلة في التدريس الشرعي فوجد نفسه في خط لايستطيع أن يضيف شيئا فيه إلا بما قدح في نفسه لموقف معين في يوم ما .. فاستمسك به.
وعلمي بكثير من الناس لا يعرفون ماذا يريدون سنوات طويلة حتى وفقوا لما فتح عليهم بعد زمن، فما تطلبه يراد له همة ونفس طويل وشيء من التأني ..
وأسأل الله لنا ولك التوفيق وأن ينفع بك أمة الإسلام ..
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 01:13]ـ
جزاكِ الله خيرا أختاه فعلا
ماذا سيخسر العالم بموتك .. !
وأنا أقول.
ماذا ستخسر الأمة الأسلامية بموتي .. !
لاشي
الله المستعان!
بوركتي أختاه ولعلك ذكرتنا بأشياء وأشياء قد غفلنا عنها
كما أشكر كل من أضافه أضافه فهي ايضا محل ادراك بإذن الله
وأذكركم
قال الحسن البصرى:
لا تثق بكثرة العمل؛فإنك لا تدري أيُقبل منك أم لا؛؛ولا تأمن ذنوبك فإنك فلا تدري كٌفّرت عنك أم لا؛؛ إن علمك مغيّب عنك كله
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 01:41]ـ
قال الحسن البصرى:
لا تثق بكثرة العمل؛فإنك لا تدري أيُقبل منك أم لا؛؛ولا تأمن ذنوبك فإنك فلا تدري كٌفّرت عنك أم لا؛؛ إن علمك مغيّب عنك كله
يا الله
كثيرا ما فكرت في نفس السؤال، وكثيرا وضعت كلام ابن القيم نصب عيني، وعدت لأول السطر:
لابد من التمسك بالإخلاص،قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:6]. وقال الله عز وجل: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك:2]
قال الفضيل بن عياض:"هو أخلصه وأصوبه ".
نخلص
نأخذ بالأسباب ... نعمل بجد
ونسأل الله القبول الحسن
و أمر مهم آخر
:
نثق بالله
نحسن الظن بربنا
والله لن يخيبنا.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 01:21]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=64081
سؤالٌ محرجٌ! أجِبْ عليه: بم نفعتَ أمَّة َ محمَّد ٍ؟!(/)
شبهة عن ابن تيمية أن الله جسم،،أفيدونا
ـ[عبد الرحمن م]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 07:32]ـ
السلام عليكم أرجو من أهل الخبر الاجابة على هذه الشبه عن شيخ الاسلام رحمه الله لقد كتبها أحد المتحاملين على الشيخ
قال في بيان تلبيس الجهمية (1/ 118) [فمن المعلوم أن الكتاب والسنة والإجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ولا عن الشريعة]
يقال له قد قال إمامك أحمد بن حنبل إن الله ليس بجسم، وقد نقل ذلك عنه أهل مذهبه.
وقال أيضا (1/ 94) بعد ذكر كلام نفاة التجسيم:
[وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسماً وما لا يكون جسماً يكون معدوماً ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول]
وأحسن الله اليكم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 09:47]ـ
أخي الكريم نقض هذه الفرية موجود في كتاب بعنوان نقض الكاشف الصغير للشيخ عبد الباسط الغريب
ـ[عبد الرحمن م]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 02:02]ـ
مشكور اخي الكريم بارك الله فيك
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 03:07]ـ
طالع هذه الصفحة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21122 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21122)
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 11:06]ـ
نوقشت في الجامعة الأردنية في الفصل الدراسي السابق رسالة ماجستير للباحث فهد هارون بعنوان عقيدة التجسيم وموقف ابن تيمية منها، وقد ناقش الباحث من اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بالتجسيم من القدامى والمعاصرين، وأثبت براءة شيخ الإسلام وأنه من دعاة الإثبات والتنزيه.
وقد ألفت عدة كتب تدافع عن شيخ الإسلام ضد خصومه فيما تهموه به، يحضرني منها الآن:
1 - الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي
2 - جاء العينين في محاكمة الأحمدين- الآلوسي
3 - ابن تيمية السلفي- خليل هراس
4 - دفع الشبه الغوية عن شيخ الإسلام ابن تيمية- مراد شكري
5 - ابن تيمية المفترى عليه- سليم الهلالي
6 - المقالات السنية في تبرئة شيخ الإسلام ابن تيمية- عبد الرحمن دمشقية
وغيرها.
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 11:55]ـ
قال ابن تيمية: " إثبات لفظ الجسم ونفيه بدعة لم يتكلم به أحد من السلف والأئمة كما لم يثبتوا لفظ التحيز ولا نفوه ولا لفظ الجهة ولا نفوه ولكن أثبتوا الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة ونفوا مماثلة المخلوقات "
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 11:59]ـ
يقول ابن تيمية: " الكلام في وصف الله بالجسم نفيا وإثباتا بدعة لم يقل أحد من سلف الأمة وأئمتها أن الله ليس بجسم كما لم يقولوا أن الله جسم بل من أطلق أحد اللفظين استفصل عما أراد بذلك فإن في لفظ الجسم بين الناطقين به نزاعا كثيرا فإن أراد تنزيهه عن معنى يجب تنزيه عنه مثل أن ينزهه عن مماثلة المخلوقات فهذا حق. ولا ريب أن من جعل الرب جسما من جنس المخلوقات فهو من أعظم المبتدعة ضلالا دع من يقول منهم أنه لحم ودم ونحو ذلك من الضلالات المنقولة عنهم وإن أراد نفي ما ثبت بالنصوص وحقيقة العقل أيضا مما وصف الله ورسوله منه وله فهذا حق وإن سمي ذلك تجسيما أو قيل إن هذه الصفات لا تكون إلا لجسم فما ثبت بالكتاب والسنة وأجمع عليه سلف الأمة هو حق وإذا لزم من ذلك أن يكون هو الذي يعنيه بعض المتكلمين بلفظ الجسم فلازم الحق حق كيف والمثبتة تقول إن ثبوت هذا معلوم بضرورة العقل ونظره وهكذا مثبت لفظ الجسم إن أراد بإثباته ما جاءت به النصوص صوبنا معناه ومنعناه عن الألفاظ المبتدعة المجملة وإن أراد بلفظ الجسم ما يجب تنزيه الرب عنه من مماثلة المخلوقات رددنا ذلك عليه وبينا ضلاله وإفكه " وأظنه كلام صريح في بيان مذهبه رحمه الله.
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 03:33]ـ
السلام عليكم
الى الاخوة الكرام
الخوض في موضوع التجسيم ونسبته الى شيخ الاسلام او نفيه يجب ان يسبقه تصور اولا
ولا يجوز نفي هذا الوصف عن الله او اثباته الا بعد فهم كلام النافي وكلام المثبت
فهل تعلمونا ان في نفي الجسمية عن الله هو عين نفي وجود الله .......
وهل تعلمون ان النفات لا ينفونا عن الله الجسمية لانها من اوصاف المخلوقات
بل لانهم يثبتون لله من صفات المخلوقات اسماها واعلها رتبة على زعمهم
وليس فقط لان الجسمية للمخلوقات
والمهم فهم هذا الموضوع يتجاوز الكثير كبار طلاب العلم فضلا عن الصغار
.... وتسمية هذه فرية في حق شيخ الاسلام فرع عن تصورها فضلا عن نفيها عنه او اثباتها
والله اعلم
ارجو من الاخوة عدم التطاول والكلام بعلم وحلم وعدل ...... امين
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 08:05]ـ
السلام عليكم
الى الاخوة الكرام
الخوض في موضوع التجسيم ونسبته الى شيخ الاسلام او نفيه يجب ان يسبقه تصور اولا
ولا يجوز نفي هذا الوصف عن الله او اثباته الا بعد فهم كلام النافي وكلام المثبت
فهل تعلمونا ان في نفي الجسمية عن الله هو عين نفي وجود الله .......
وهل تعلمون ان النفات لا ينفونا عن الله الجسمية لانها من اوصاف المخلوقات
بل لانهم يثبتون لله من صفات المخلوقات اسماها واعلها رتبة على زعمهم
وليس فقط لان الجسمية للمخلوقات
والمهم فهم هذا الموضوع يتجاوز الكثير كبار طلاب العلم فضلا عن الصغار
.... وتسمية هذه فرية في حق شيخ الاسلام فرع عن تصورها فضلا عن نفيها عنه او اثباتها
والله اعلم
ارجو من الاخوة عدم التطاول والكلام بعلم وحلم وعدل ...... امين
والسلام عليكم
وعليكم السلام
الأخ بدر الدين المفهوم من رمي السقاف لشيخ الإسلام ابن تيمية بالتجسيم هو المعنى الفاسد الذي يخرج به حدّ التمثيل فهو يقرّر المعنى الباطل الذي نشترك جميعا في ردّه وينسب القول به لشيخ الإسلام رحمه الله ليلزمنا بردّ المعنى الحقّ الذي نفارق الأشعرية وغيرهم من النفاة بإثباته فالمسألة لا تعدوا أحد أمرين:
- إطلاق الأسماء الشرعية على المسميات الغير شرعية تلبيسا
- إطلاق الأسماء الغير شرعية على المعاني الشرعية تشنيعا
والكلّ يعلم بأنّ لهذا الإمام - ابن تيمية - منهجا علميا واضحا ودقيقا يسير عليه في جزئية الأسماء الحاثة كلفظ الجسم والحيز والحدّ وغيرها ..
فهو - رحمه الله - لا يثبت ولا ينفي إطلاق مثل هذه الألفاظ في التعبير عن الصفات الإلهية بل منهجه هو منهج أهل السنة من تقرير أنّ أصل الباب مبني على التوقيف وعليه فالقبول أو الردّ قبل الإستفصال عن دلالة هذه الألفاظ عند قائليها يمثل موقفا منهجيا خاطئا على حدّ فهمي لقول الإمام فقد تدلّ - عنده (= القائل) - على معان صحيحة نخطيء بردّها كما قد تدلّ على معان باطلة نخطيء بقبولها .. فالأمر - كما ترى - ليس مجرّد دعوى لا متعلّق لها بالواقع بل هو رأي يستمد مصداقيته من فهم صحيح لواقع المخالفين وحقيقة مواقفهم وأساليبهم ووسائلهم في تقرير باطلهم ونفث سحرهم وليس مجرّد إنطباع يفتقد للواقعية ويحيد عن الموضوعية ويفتقر للحجج والبراهين ومع هذا كلّه فلم يحدث من إخوانك ما يستدعي هذا كلّ هذا العنف اللفظي - وهم على ردّه أقدر - والشراسة في الأسلوب - وغيرها - بمثلك - أجدر- .. بل أحالوا السائل على مليء والجواب في الكتاب فلا عتاب ..
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 08:42]ـ
السلام عليكم
اخي العاصمي بارك الله فيك على هذا التعليق
ارجو منك ان تعيد النظر في كلامي من فضلك
والسلام عليكم
ـ[المفكرة]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 09:17]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
هذا جزء من كتيب " نقض مبحث الجسمية " في كتاب المافون سعيد فودة وفيه رد مفصل على هذه الشبهة.
النص السابع:
ليست جميع الأجسام محدثة،لأن الله جسم قديم. وهذا الموافق للشريعة والفطرة.
إن طريقة الأستاذ فودة في هذا المبحث من أوله إلى آخره إنما تقوم على حيلة معينة وهي:
اقتناص العبارات واجتزاءها عن سياقها وفصلها عن سباقها ولحاقها ليغيب القارئ عن أصل الموضوع ومجرياته، ولا يقف إلا على عبارات محددة منتقاة فيجد نفسه تحت توجيه الأستاذ فودة الذي يحيط كلامه بهذه العبارات إحاطة السوار بالمعصم فيوهم أن الذي أمامه هو كلام ابن تيمية وأنه كلام واضح وصريح في أن الله سبحانه جسم مجسم كما يزعم!
وليس الأمر كذلك ...
ولعل نظرة سريعة على النقولات التي ينقلها عن ابن تيمية على أنها نصوص وكيفية إيرادها وبدايتها التي ينقل منها تؤكد هذا المعنى.
- ولكي يتصور القارئ كيفي يتقن الأستاذ فودة هذه الحيلة فله أن يتأمل في أمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
- الأول: أن جميع ما يزعمه من النصوص السابقة وما سيأتي هو عبارة عن أقوال طائفة من المثبتين للصفاة على طريقة أهل الكلام من الكرامية وغيرهم جاء بها ابن تيمية رحمه الله ليعارض بها أقوال النفاة كالرازي وغيره وهذه الطريقة يتبعها ابن تيمية في مناظرته ومناقشته لححج أهل البدع جميعا، وذكر أنه يبين بها بطلان هذه الأقوال جميعا حيث يزعم أصحابها أنها أدلة عقلية قطعية وأنها أحكام ضرورية لا تتعارض ولا تتناقض فيرد هذه بهذه فيظهر بطلانها من جهة ادعاء كل فريق صحة ادلته العقلية إذ كيف تكون عقلية وهي بهذا التعارض والتناقض والاضطراب!
- وقد نص شيخ الاسلام رحمه الله على أنه لا يلتزم شيئا من هذه الأقوال كما سبق نقل ذلك عنه في التعليق على النص السابق.
الثاني: أن قول هؤلاء النظار من المثبتين للصفات على طريقة أهل الكلام مبني على أنهم اصطلحوا على معنى الجسم بأنه: الموجود القائم بنفسه فإن الله سبحانه وتعالى بناء على هذا الاصطلاح جسم - وهذا من حيث المعنى صحيح فهو سبحانه موجود قيوم سبحانه وتعالى - وكل حججهم مبنية على هذا التفسير سواء في قولهم بانحصار الموجودات بالجسم وما يقوم به من أعراض، أو قولهم ببطلان دليل الحدوث لاستلزامه حدوث الرب سبحانه، أو القول باثبات الجهة والحد والمباينة أو غير ذلك مما يعارض به ابن تيمية أقوال هؤلاء النفاة ليبن بطلانها أو رجوحها عليها لا أحقيتها مطلقا من كل وجه كما سبق تقرير ذلك.
- لذا فالأستاذ في كتابه كله لا يريد أن يسلط الضوء على هذه الحقيقة فيريد أن يغيب القارئ عنها تماما ليحلو له استغلال لفظ الجسم إذا ذكر في الكلام وفي العبارات التي يستلها من هنا وهناك يجتزئها من السياق ويوهم أنها من كلام ابن تيمية.
- فإذا غيب القارئ عن الأمر الأول أنه ينقل كلام غيره ليرد به ... كان الكلام لابن تيمية صراحة.
- وإذا غيب عن اصطلاح هؤلاء في معنى الجسم الذي هو الموجود القائم بنفسه ... كان الكلام عن لفظ الجسم عموما أو على اصطلاح الأستاذ وما يتضمنه من المعنى اللغوي.
فما يقوم به الأستاذ فودة من حيل هو لتغييب القارئ عن هذين الأمرين، فإذا علم ذلك فليكن القارئ على بصيرة من هذه الحيل التي ملأ بها كتابه فهي قائمة على هذين المعنيين.
أما ما يزعمه الأستاذ فودة نصا بقوله: (النص السابع: ليست جميع الأجسام محدثة،لأن الله جسم قديم. وهذا الموافق للشريعة والفطرة.)
فهو ما زال يحلم بنص صريح وواضح على تجسيم ابن تيمية فربما لا يدري أن القارئ الفطن قد تفطن إلى ألاعيبه وحيله فلم تعد تنطلي عليه.
- ولأن هذا النصوص المزعومة - السابع والثامن والتاسع - قد أجتزئت من سياق واحد وموضوع واحد فأرى قبل أن أتعرض لهذه النصوص أن أنقل أصل المناظرة التي ذكرها ابن تيمية رحمه الله ليتصور القارئ والباحث كيف أن هذه النصوص التي يزعمها فودة مجرد ادعاءات مبنية على ما سبق تقريره من حيل لا أكثر.
- علما بأن هذا النص هو في المجلد الأول من بيان التلبيس من صفحة 103 إلى صفحة 122.
وحيث انه طويل نوعا ما فقد رأيت أن أنقل من كل وجه ما يمكن معه تصور المعنى الكلي له ولمن يريده كاملا فله أن يراجع محله الذي أشرت اليه.
ففي بداية الفصل نقل ابن تيمية قول الرازي بلفظه حيث قال:
(قال الرازي: فنقول حاصل هذا الكلام أن المشبهة زعمت أن مباينة الباري تعالى عن العالم لا يعقل حصولها إلا بالجهة وأنتجوا منه كون الإله في جهة وزعمت الدهرية أن تقدم الباري على العالم لا يعقل حصوله إلا بالزمان وأنتجوا منه قدم المدة وإذا ثبت هذا فنقول حكم الخيال إما أن يكون مقبولا في حق الله تعالى أو غير مقبول فإن كان مقبولا فالمشبهة يلزم عليهم مذهب الدهرية وهو أن يكون الباري متقدما على العالم بمدة غير متناهية ويلزمهم القول بكون الزمان أزليا والمشبهة لا يقولون بذلك والدهرية يلزم عليهم مذهب المشبهة وهو مباينة الباري عن العالم بالجهة والمكان فيلزمهم القول بكون الباري مكانيا وهم لا يقولون به فصار هذا التناقض وارد على الفريقين
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إن قلنا إن حكم الوهم والخيال غير مقبول البتة في ذات الله تعالى وفي صفاته فحينئذ نقول قول المشبهة إن كل موجودين فلا بد وأن يكون أحدهما حالا في الآخر أو مباينا عنه بالجهة قول خيالي باطل وقول الدهري إن تقدم الباري على العالم لا بد وأن يكون بالمدة والزمان قول خيالي باطل وذلك هو قول أصحابنا أهل التوحيد والتنزيه الذين عزلوا حكم الوهم والخيال في ذات الله تعالى وصفاته وذلك هو المنهج القويم والصراط المستقيم)
-
وخلاصته:أن القول بأن كل موجودين إما أن يكونا متحايثين متداخلين أو متباينين منفصلين نظير قول الدهري بأن الباري متقدما على العالم بمدة من الزمان،وأنه لما كان تصحيح قول الدهري يلزم منه القول بقدم الزمان كذلك يلزم المثبت للعلو والمباينة القول بقدم الجهة والمكان، واستدل بهذه اللوازم على بطلان القولين جميعا وحكم بأن القول بأن هذه أمور ضرورية فطرية بأنه من حكم الوهم والخيال الذي يحكم في المحسوس لا في الأمور الغائبة ...
فرد عليه ابن تيمية من أحد عشر وجها تسلسل فيها من وجه إلى وجه حتى توصل إلى أن كلام الرازي المذكور في هذه المعارضة حجه لمخالفه لا عليه في مناقشة علمية دقيقة حيث قال:
(قلت والكلام على هذا من وجوه:
- أحدها أن تسمية هؤلاء أهل التشبيه مما ينازعونه ... )
- وحيث انه لا تعلق لهذا الوجه بما نحن فيه حيث علق فيه على وصف الرازي للمخاف له بالمشبهة فنكتفي بالإشارة إليه ونحيل عليه في موضعه لمن يريد مراجعته.
- (الوجه الثاني أن هذه الحجة يحتج بها طوائف من متكلميهم من الكرامية وغيرهم وإلا فجمهورهم لا يحتاجون إلى قياس شمولي في هذا الباب بل عندهم أن علو الله على العرش معلوم بالفطرة الضرورية وقد تواطأت عليه الآثار النبوية واتفق عليه خير البرية ويقولون نفي ذلك تعطيل للصانع معلوم بالضرورة العقلية فلو فرض أن هذا القياس عارضه ما أبطله لم يبطل ما علموه بالفطرة الضرورية من أن الله فوق خلقه وأنه يمتنع كونه لا داخل العالم ولا خارجه ولا يلزم من كون العبد مضطرا إلى العلم بحكم الشيء المعين أن يجعل نقيض ذلك قضية عامة كلية فإن العلم بالمعين الموجود يلزمه نفي النقيض وذلك شيء غير العلم بنفي المطلق الكلي وطوائف من أهل الفطرة الصحيحة والأثبات للشريعة يعلمون أن الله تعالى فوق العالم ولا يخطر بقلوبهم تقدير وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه حتى ينفوه)
وخلاصته: أن القول بأن كل موجودين يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له قياس شمولي يستدل به على علو الله سبحانه وتعالى على خلقه ومباينته لهم، وهو قول بعض الكرامية لا جميعهم، أما جمهورهم فإنه يحتج بالفطرة الضرورية القاضية بعلو الله على خلقه وأن هذا أيضا مما تواطأت عليه الآثار النبوية واتفق عليه خير البرية وعلى فرض أن هذا القياس الشمولي بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مباينا أو محايثا للأخر قد عارضه ما يبطله فإن هذا العارض لا يبطل ما علموه بالفطرة الضرورية بأن الله فوق خلقه وأنه يمتنع كونه لا داخل العالم ولا خارجه ...
ثم قال
- (الوجه الثالث: أن هذه الحجة المذكورة ليست نظير ما ذكره من حجة الدهرية وذلك أن هؤلاء قالوا الخالق والمخلوق موجودان فكل موجودين فإما أن يكون أحدهما حالا في الآخر أو بائنا عنه وكذلك إذا قيل إما أن يكون أحدهما داخلا في الآخر أو خارجا منه وكذلك إذا قيل إما أن يكون أحدهما متصلا بالآخر مقارنا له أو منفصلا عنه بائنا منه ثم قالوا وليس هو فيه فوجب أن يكون خارجا منه وهذا مقصودهم فنظيره أن يقال الباري والعالم موجودان وكل موجودين فإما أن يكون وجودهما معا وهما متقارنان وإما أن يكون أحدهما قبل الآخر وليس مع العالم مقارنا له فوجب أن يكون متقدما عليه وهذا حق فهذا تمام الموازنة والمعادلة بين الحجتين .. )
فبين رحمه الله أن قول الرازي أن هذا القول نظير قول الدهرية خطأ وساقه على وجهه الصحيح ثم قال:
(فالأولى دلت أن الباري تعالى خارج عن العالم ليس فيه وهذه دلت على أن الباري سابق للعالم لم يقارنه العالم ... )
ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
- الوجه الرابع أن هذه المعارضة قد أخذها الرازي ممن احتج بها قبله كأبي المعالي وذويه فإنهم ذكروها في مسألة حدوث العالم وذكروها في مسألة الجهة لما أورد عليهم كل واحدة من الطائفتين ما عارضهم به من القضيتين الفطريتين فظنوا أنهم بهذا الإلزام يخلصون من معارضة الطائفتين ويجعلون ذلك دليلا على أنها من حكم الوهم ومع هذا لم يخلصوا بذلك من معارضة الطائفتين بل ادعوا ما يخالف العقل الصريح وكان ذلك مما سلط عليهم الفلاسفة الدهرية رأوا احتجاجهم بهذه الحجة الضعيفة وكان ذلك مما سلط عليهم المسلمون المثبتون وهذا كما ذكره الإمام أحمد في مناظرة جهم للسمنية ... )
ثم قال رحمه الله:
(ثم غاية ذلك أنه جواب إلزامي لا علمي وهو لا ينفع لا للناظر ولا للمناظر وذلك أن المثبت إذا قال لهم كل موجودين فإما أن يكون أحدهما حالا في الآخر أو بائنا عنه كان من المعروف بنفسه أن هذا حكم الفطرة الإنسانية الموجودة لبني آدم وهذه الفطرة الضرورية لا تندفع بمعارضة ولا جدل فإذا قالوا هذا من حكم الوهم الباطل وبمنزلة قول الدهرية من الفلاسفة وغيرهم كل موجودين فإما أن كون أحدهما متقدما على الآخر أو مقارنا قيل له هب أن الأمر كذلك فهذا الذي مثلت به هو حق أيضا تقبله الفطرة وتحكم به فإذا قال هذا من حجة الدهرية القائلين بقدم العالم فإذا صححناه لزمنا القول بقدم العالم وهو باطل وما استلزم الباطل فهو باطل قيل له هذه القضية معلومة بينة بنفسها فطرية ضرورية وأما كونها مستلزمة للقبول بقدم العالم فهذا ليس بين ولا معلوم بل أنت تقوله وقد يكون هذا من ضعف جوابك عن دعوى التلازم فلما عجزت عن الجواب سلمت التلازم.)
بمعنى أن جوابك أيها الرازي بأن القول بأن الله فوق العالم هو نظير قول الدهري بأن الله متقدم على العالم هو جواب إلزامي ليس فيه تعرض لحجة الخصم أصلا وهذا لا ينفعك ولا يدفع حجة خصمك، حيث أنها أمور ضرورية معلومة بالفطرة فلا تندفع بمعارضة ولا جدل فإذا قيل هذا مثل قول الدهرية بأن الله متقدم عن العالم أو مقارنا له قيل هذا الذي مثلت به هو حق أيضا تقبله الفطرة وتحكم به فإن قيل أنه يلزم منه القول بقدم العالم إذا صححناه قيل له:هذه القضية أي تقدم الله على العالم معلومة بالفطرية الضرورية وكونها مستلزمه للقول بقدم العالم ليس بينا ولا معلوما بل هو في الحقيقة ليس بلازم وإنما التزمته أنت لضعف حججك في الرد على هؤلاء.
- (الوجه الخامس: أن يقول هب أنا نفرض تلازمهما فالعلم بهذه القضية التي ألزمتموني نفيها لأنفي معها الأولى التي إثباتها أبين في العقول من كون العالم الذي هو عندكم جميع الأجسام وصفاتها محدث ليس شيء منها بقديم فالاحتجاج على بطلان هذه المقدمة ببطلان هذا اللازم الذي هو أخفى منها عكس الواجب بل إن صح هذا التلازم كان بعض قول الفلاسفة أصح من قولكم يا معشر المناظرين لهم والله تعالى لم يأمرنا أن ندفع الأقوال الباطلة من أقوال الكفار وغيرها بالأقوال الباطلة .. )
بمعنى أنكم تعارضون القول بان الله فوق العالم وأنه مباين له بأنه نظير قول الدهري بأن الله متقدم عن العالم والذي يجب نفيه لأنه يلزم منه قدم شيء من العالم وهذا يعارض قولكم بأن العالم حادث لا شيء منه قديم ...
فإذا وازنا بين الأدلة وجدنا أن قولنا بأن الله مباينا للعالم وأنه سبحانه متقدم عليه معلوم بالضرورة الفطرية وقولكم بحدوث جميع الأجسام مبني على أمور نظرية متنازع فيها فكيف يقدم هذا على هذا.
- (الوجه السادس: إن كل واحدة من الطائفتين تقول لهم إذا عارضهم بمذهب الآخرين ما يبطل هذه المعارضة ..
وهنا يتكلم رحمه الله بلسان كل من المثبت والدهري الفيلسوف:
(فيقول المثبت للعلو من المسلمين وسائر أهل الملل والفلاسفة الصابئين والمشركين وغيرهم أنا أعلم بفطرتي أن الموجود إما أن يكون محايثا لغيره أو مباينا له وقولك إن هذا مثل قول الفيلسوف الدهري الموجودان إما أن يكون أحدهما مع الآخر أو قبله هو أيضا معلوم لي وقولك إن هذا يستلزم تقدم العالم أنا لا أجزم بهذه الملازمة نفيا ولا إثباتا ... )
ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وقد يقول أيضا أنا لا أنظر في هذه المعارضة وسواء جزمت بثبوت الملازمة أو انتفائها أو لم أجزم بشيء فأقول لا يخلو إما أن يكون ما ذكرته مستلزما للقول بقدم جسم من الأجسام أو لا يكون فإن لم يكن مستلزما بطلت المعارضة وإن كان مستلزما لقدم جسم من الأجسام فليس علمي بحدوث الأجسام الذي تسميه حدوث العالم أبين عندي من العلم بهذه القضية إذ هذه المقدمة ضرورية فطرية وتلك تحتاج إلى مقدمات طويلة خفية وفيها نزاع كثير .. )
والكلام واضح لا يحتاج إلى تعليق.
ثم قال توضيحا:
(فإذا كان العلم بأن الله تعالى فوق العالم أبين في الفطرة والشرعة من كون الأجسام كلها محدثة لم يجب علي أن أترك ذلك المعلوم البين في الفطرة خوفا أن يلزمني إنكار هذا الذي ليس هو مثله في ذلك وهذا الجواب بين ظاهر.)
ثم قال:
(الوجه السابع:
وهو أن الفيلسوف يقول وعلمي بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مع الآخر أو قبله علم بديهي فطري وأما قولك إن هذا مثل قول المجسم الموجودان إما أن يكون أحدهما محايثا للآخر أو بائنا عنه أقول لا يخلو إما أن تكون هذه المماثلة حقا أو باطلا فإن كانت باطلا لم يرد علي وإن كانت حقا وجب علي التزام المماثلة .. )
وخلاصة ما في الوجهين السابع والسادس أن المعلوم بالضرورة مقدم على المعلوم بالأدلة الخفية، وأن علو الله على خلقه وتقدمه على العالم معلوم بالضرورة الفطرية ..
أما ما يلزم عن ذلك من اللوازم التي تعارض هذا المعلوم فهي أمور خفية لا ترقى أن تعارض هذا الضروري فضلا أن تتقدم عليه،
وغاية ما يدعى في إثباتهما أن تعارض دليلا معينا على حدوث العالم وقدم الرب سبحانه.
(ولا ريب أن قدم العالم أو صحة هذه الحجة أخفى وأبعد عن المعلوم من كون واجب الوجود تعالى فوق العالم فإن الإقرار بهذا ثابت في الفطرة وقد تواتر عن الأنبياء والرسل القول به فإذا كان على أحد التقديرين أخالف المعلوم بفطرتي من العلوم الضرورية فأنفي كل واحد من القضيتين وأخالف الأنبياء والمرسلين وعلى الآخر إنما أخالف الحجج الدالة على قدم العالم وأبطل هذه الحجة المعينة كانت مخالفة هذه أولى في عقل كل عاقل وهذا لكلام في غاية الإنصاف والبيان)
فخلاصة القول بأن ما نقول به مبني على مقدمات ضرورية فطرية وما يلزم عنها من خفي اللوازم إن صح فلا يمكن أن نقدمه على المعلوم بالضرورة لا سيما وهذا الضروري قد وافق لما عليه الأنبياء والمرسلين.
(فعلم أن ما ذكروه من المعارضة لم يندفع به واحدة من الطائفتين لا في المناظرة ولا في نظر الإنسان بينه وبين ربه تعالى ولكن أوهموا هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء والتزموا مخالفة الفطرة الضرورية العقلية التي اتفق عليها العقلاء في كل من الإيهامين مع ما في ذلك من مخالفة الكتب والرسل ببعض ما قالوه في كل واحدة من المسألتين مسألة حدوث الأجسام ومسألة علو الله تعالى على خلقه هذا كله إذا لم يكن في الفلاسفة من يقول بالجهة ولا في المسلمين من يقول بقدم بعض الأجسام)
وهذا لكلام تقرير لما سبق ونتيجة له، فلما أبطل قول الرازي وبين عدم صحة هذه المعارضة عند كلا الطائفتين قرر ذلك في هذه الفقرة.
ثم قال رحمه الله:
- والمثبت للجهة يقول ما يقال في
- الوجه الثامن:
وهو أن يقول غاية ما ألزمتني به من حجة الدهرية أن يقال بقدم بعض الأجسام إذ القول بقدم الأجسام جميعها لم يقل به عاقل والقول بخلق السموات والأرض لم تدل هذه الحجة على نفيه وإنما دلت إن دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكنني التزامه .. )
وهنا نرجع إلى التذكير بأن هؤلاء النظار من المثبتين الذين ينقل عنهم ابن تيمية رحمه الله قد اصطلحوا بان الجسم هو الموجود القائم بنفسه ورتبوا على ذلك أن الله سبحانه وتعالى جسم حيث انه موجود قائم بنفسه موصوف بالصفات وهذا لا ينبغي أن يغيب عن ذهن القارئ مهما شغب الأستاذ فودة وشوش.
ومما ينتج عن القول بأن الله جسم على مذهب هؤلاء هو القول بعدم حدوث جميع الأجسام إذ كيف يقال بحدوث جميعها والله سبحانه جسم؟!
فنقضوا أدلة الحدوث التي يقول بها المتكلمون إذ التسليم لها يعني حدوث الرب سبحانه وتعالى وهم لا يقولون بذلك.
هذا هو مذهب هؤلاء النظار من الكرامية وغيرهم والذين يحكي عنهم ابن تيمية كلامهم ويصفهم بالمثبتين أو أهل الإثبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيقولون: إذا دل قول الدهري على قدم بعض الأجسام دون تعيين أمكننا التزام ذلك لان هذا الجسم القديم هو الله بالضرورة وهذا معنى كلام ابن تيمية:
(فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث)
وهذا هو ما سبقت الإشارة إليه من مذهب المثبتين لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث وهو يقولون بان الله سبحانه جسم ولكنه قديم.
ثم قال رحمه الله:
(فتقول لهم مثبتة الجهة إذا كان تصحيح هاتين المقدمتين الفطريتين يستلزم مع كون الباري تعالى فوق العالم مباينا له أن يكون من الأجسام ما هو قديم أمكنني التزام ذلك على قول طوائف من أهل الكلام بل على قول كثير منهم ولم أكن في ذلك موافقا للدهرية الذين يقولون إن الأفلاك قديمة أزلية حتى يقال هذا مخالف للكتاب والسنة) يعني إذا كان تسليمي بهذه المقدمات الضرورية أن الله سبحانه فوق العالم بائنا منه ويلزم بعد ذلك أن أقول بقدم جسم ما من غير تعيين فإنه يمكنني أن التزم ذلك على أن يكون هذا الجسم القديم هو الله سبحانه لا الأفلاك التي يقول الفلاسفة بقدمها.
ثم قال رحمه الله:
(وأما كون الباري جسما أو ليس بجسم حتى يقال الأجسام كلها محدثة فمن المعلوم أن الكتاب والسنة والإجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ولا عن الشريعة بخلاف قولي بأن الله تعالى ليس فوق العالم وأنه موجود لا داخل العالم ولا خارجه فإن فيه من مخالفة الفطرة والشرعة ما هو بين لكل أحد وهو قول لم يقله إمام من أئمة المسلمين بل قالوا نقيضه فكيف التزم خلاف المعقول الفطري وخلاف الكتاب والسنة والإجماع القديم خوفا أن أقول قولا لم أخالف فيه كتابا ولا سنة ولا إجماعا ولا معقولا فطريا)
(بل يقول (أي مثبتو الجهة) في:
- الوجه التاسع هذه المعارضة تؤكد مذهبي وتقوية وتكون حجة ثانية لي على صحة قولي فإن احتججت علي بأن الله تعالى مباين للعالم بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مباينا للآخر أو محايثا له فقلتم هذا معارض بقول الفيلسوف إن الموجودين إما أن يكون أحدهما متقدما على العالم أو مقارنا له وذلك يستلزم القول بقدم الزمان المستلزم للقول بقدم بعض الأجسام فأقول إذا كانت هذه الحجة التي عارضتموني بها مستلزمة لكون بعض الأجسام قديمة من غير أن تعين جسما أمكن أن يكون ذلك الذي يعنونه بأنه الجسم القديم هو الله سبحانه وتعالى كما يقوله المثبتون وأن ذلك هو ملازم لقولنا إنه موصوف وقائم بنفسه .. )
يعني أنه إذا كان قولي بعلو الله على خلقه ومباينته للعالم مستلزما للقول بقدم بعض الأجسام دون تعين بناءا على قول الفليسوف فهذا الإلزام هو حجة لي تقوي دليلي لان الجسم القديم حينئذ هو الله سبحانه وتعالى وهذا كله مذهب من يثبت بأن الله جسم ويقولون أنه القائم بنفسه.
(فتكون هذه الحجة التي عارضتم بها دليلا على أن الله تعالى جسم بالمعنى الذي ذكرتموه الذي تقول إنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه وإن نازعتم في الملازمة)
فإذا ثبت أن الله جسم وأنتم تقولون بأن الأجسام هي التي يصح أن تتباين وتتحايث كان هذا دليل ثان على صحة القول بعلو الله على خلقه ومباينته لهم حيث أنه سبحانه جسم كما سبق.
ثم قال:
(فإنكم لا تنازعون في أن الجسم أو ما يقوم به إما مباينا لغيره أو محايثا له وإذا كان موجب الحجة التي ألزمتموني إياها يلزمني أن أقول هو جسم وذلك يستلزم أن يكون مباينا للعالم كان هذا الذي ألزمتموني به حجة ثانية على أنه مباين للعالم فأردتم معارضة كل حجة بالأخرى ليكون ما قلتموه من تناقض الحجتين نافيا لكونه مباينا للعالم ولكون كل جسم محدثا فتبين أن الحجتين متعاونتان متصادقتان وأن كل واحدة منهما تدل على أنه تعالى مباين للعالم)
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني أنكم تقولون أن المباينة والمحايثة إنما تكون بين الأجسام وما يقوم بها من أعراض وحيث أن الله سبحانه ليس بجسم فلا يوصف بأنه مباين أو محايث فهو لا داخل العلم ولا خارجة ...
فإذا كان موجب الحجة التي ألزمتموني بها يلزم منها قدم شيء من الأجسام من غير تعيين فأنا التزم ذلك وأقول إن هذا الجسم الذي يلزم من القول بالعلو والمباينة بأنه قديم هو الله سبحانه ...
وإذا التزمت بأنه الجسم القديم فيصح حينئذ على مذهبكم أن يوصف بالمباينة فكان دليلكم الذي عارضتموني به دليلا على أن الله سبحانه جسم حتى بالمعنى الذي تذكرونه لان مقدماته ضرورية وهو الذي نقول عنه أنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه.ودليل على أنه سبحانه بائن من خلقه فهو حجة لي لا علي.
ثم قال رحمه الله
- (ويقول في الوجه العاشر إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم وكونه جسما يستلزم القول بالجهة كما توافقون عليه وقول القائلين بالجهة يستلزم أيضا القول بالجسم كما تقولون أنتم وأكثر العقلاء خلاف ما يقوله قدماء أصحابكم إن نفي الجسم مستلزم لنفي الجهة والعلو على العرش وأن ثبوت العلو على العرش يستلزم ثبوت الجسم فإذا تكون كل واحدة من هاتين المقدمتين الفطريتين دليل على كل واحد من هذين المطلوبين وكل من المطلوبين دليلا على الآخر فصار على كل واحد من هذين المطلوبين أربع حجج وهي مبنية على مقدمات فطرية فقد بين هذا أن ما ذكرتموه معارضة للنفاة لتبطلوا به حجتهم هو من أعظم الحجج على صحة قولهم)
- وهذا تقرير لما سبق من أن هذا الدليل موافق لي وليس فيه ما ينقض ما أقول به من المباينة والعلو لله سبحانه وتعالى.
وكذلك أيضا قول الفيلسوف في
(الوجه الحادي عشر وهو أن يقول هذا الذي عارضتموني به في مسألة الزمان أكثر ما يوجب علي أن أقول بالجهة والقول بالجهة هو قول أئمة الفلاسفة كما ذكرناه فيما مضى عن القاضي أبي الوليد ابن رشد الفيلسوف الذي هو من أتبع الناس لأقوال آرسطو وذويه وأنه قال القول في الجهة وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه وتعالى حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله .. )
فهذه هي الوجوه الأحد عشر التي ذكرها ابن تيمية رحمه الله ردا منه على الرازي إذا تصورت وفهمت على ما هي عليه عرف مدى التلاعب والاحتيال الذي يقوم به الأستاذ فودة لاستلال فقرة من هنا أو هناك دون الالتزام بمنهج النقد العلمي والأمانة العلمية.
وخلاصتها تتمثل فيما يأتي:
- الوجه الأول: تعرض فيه إلى وصف الرازي لمخالفه بالمشبه.
- الوجهة الثاني: ذكر أن جمهور الكرامية وغيرهم لا يحتج بالقياس الشمولي القاضي بأن كل موجودين إما أن يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له وإنما يحتجون على هذا بالفطرة الضرورة.
- الوجه الثالث: نفي أن تكون حجة المثبت للعلو نظير قول الدهري على حسب ما ذكر الرازي وذكر أن العلم بكلا القضيتين (علو الله على خلقه وتقدمه علهم) ضروري فطري.
- الوجه الرابع: ذكر أن هذه المعارضة عبارة عن جواب إلزامي لا علمي وأن العلم بهما ضروري لا يندفع بمعارضة ولا بجدل.
- الوجه الخامس: يسلم المثبت جدلا للرازي بصحة التلازم بين تقدم الله على العالم - الذي هو قول الدهري - وبين قدم بعض الأجسام ثم يقرر أن العلم بتقدم الله على العالم أبين في العقول والفطر من القول بحدوث جميع الأجسام ويقول أن الاحتجاج على بطلان هذا العلم الضروري ببطلان لازمه الخفي عكس الواجب.
- الوجه السادس: يحكي على لسان المثبت: بان القول بتصحيح المقدمتين الضروريتين يلزم عنه القول بقدم بعض الأجسام هذا التلازم لا اجزم به ولا التفت إليه مع إثبات ما أثبته بالعلم الضروري الفطري بعلو الله على خلقه مدعما ذلك بدلالة الكتاب والسنة.
- الوجه السابع: حكاية قول الفيلسوف مثل قول المثبت الذي سبقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الوجه الثامن: حكاية قول المثبت بأن غاية ما يلزمني من القول بهاتين المقدمتين الضرورتين (علو الله على خلقه وتقدمه علهم) هو القول بلازم قول الدهري وهو قدم ما هو جسم أو مستلزما لجسم وهذا يمكنني التزامه ويكون هذا الجسم القديم هو الله حيث أني أقول بان الجسم هو الموصوف القائم بنفسه. وعليه فالقول بحدوث جميع الأجسام يستلزم حدوث الرب سبحانه.
- الوجه التاسع: حكاية قول المثبت بأن هذه المعارضة التي ذكرها الرازي تقوي القول بالمباينة وتدعمه حيث أنها قد نتج عنها القول بقدم بعض الأجسام من غير تعيين وهذا ما التزمته ويكون هذا الجسم القديم هو الله فنتج عن القول بهاتين المقدمتين الضروريتين إثبات أن الله جسم وهذا دليل جديد على قولنا بأنه جسم وأيضا إثبات المباينة له بالاتفاق حيث أنكم تقولون أنها من خصائص الأجسام وقد ثبت أنه جسم.
- الوجه العاشر: بيان أن ما نتج عن القول بهاتين المقدمتين الضروريتين من أن الله مباين للعالم في الأولى وانه جسم في الثانية على ما سبق فقد ثبت صحة قول القائلين بالجهة وصحة قول القائلين بأنه جسم باعترافكم بأن هذا لازم لهذه المقدمات الضرورية.
- الوجه الحادي عشر: حكاية قول الفيلسوف: بأن هذا الذي عارضتموني به في مسألة الزمان أكثر ما يوجب علي أن أقول بالجهة والقول بالجهة هو قول أئمة الفلاسفة كما ذكرناه فيما مضى عن القاضي أبي الوليد ابن رشد الفيلسوف.
فهذه أحد عشر وجها كما هو واضح ليس فيها للأستاذ حيلة إلا أن يكذب تارة على ابن تيمية بأن هذا الكلام هو كلامه لا يحكيه عن غيره.
وتارة بالكذب على هؤلاء المتكلمين وطوائف النظار بالتعمية على معنى الجسم الذي ذكروه وفسروه به.
علما بان هذه الوجوه كلها مفترضة مبني بعضها على عدم التسليم وبعضها على التنزل والتسليم كما هو واضح وكلها من وجوه المناظرة والمجادلة التي لا يصح أن يستل منها قولا لأحد الطرفين وينسب إليه على أنه من تقريره.
هذه خلاصة ما سبق.
ولنأت بعد ذلك إلى كلام الأستاذ فودة وكيف انتقى من هذه الوجوه ما يسميه نصوصا صريحة على أن ابن تيمية يقول بأن الله جسم:
بدا نقل الأستاذ فودة من جزء محدد قد انتقاه بعناية وذلك من الوجه السابع حيث نقل:
(فعلم أن ما ذكروه من المعارضة لم يندفع به واحدة من الطائفتين لا في المناظرة ولا في
نظر الإنسان بينه وبين ربه تعالى ولكن أوهموا هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء والتزموا مخالفة الفطرة الضرورية العقلية التي اتفق عليها العقلاء في كل من الإيهامين مع ما في ذلك من مخالفة الكتب والرسل ببعض ما قالوه في كل واحدة من المسألتين مسألة حدوث الأجسام ومسألة علو الله تعالى على خلقه)
ثم قال الأستاذ معلقا:
(فابن تيمية كما ترى يدعي أن من قال بحدوث كل الأجسام، وينفي أن يكون هناك جسم قديم بعينه، فهو مخالف للرسل، وكذلك من نفى كون الله في جهة العلو، فقد خالف الرسل أيضا)
وليتأمل القارئ احتيال الأستاذ فودة في اجتزاء هذا النص وكيف بدا هذا النقل!
وهل يستطيع القارئ أن يفهم منه شيئا حتى يقول له الأستاذ " كما ترى "؟
فما متعلق قول ابن تيمية: " فعلم أن ما ذكروه من المعارضة ... "؟ أين ما ذكروه وما هذا الذي ذكروه؟ لا أحد يدري!
ولماذا لا يبدأ الأستاذ فودة النقل بكلام يمكن معه القارئ أن يتصور أصل الموضوع؟!
- هذه هي الطريقة الخبيثة التي أشرنا إليها والتي يستعملها الأستاذ فودة لاستلال الكلمات وفصلها عن سياقها على وجه لا يمكن معه تصور الموضوع أساس الحوار.
ولعل نقلنا للموضوع باختصار قد وضع تصورا مجملا له ليقف القارئ المنصف على عظيم جناية هذا الرجل على نفسه لا أقول على شيخ الإسلام فإن مثله لا تنال من منزلته وقدره هذه الأكاذيب والحيل المكشوفة.
- أما قول الأستاذ: (فابن تيمية كما ترى يدعي أن من قال بحدوث كل الأجسام ... مخالف للرسل .. )
فهو كذب على ابن تيمية رحمه الله لان هذا الكلام أولا يحكيه على لسان غيره من أهل الإثبات الذين يقررون بأن الله جسم وبناءا عليه فلا يقولون بحدوث جميع الأجسام حيث أن هذا يستلزم أن الله حادث على مذهبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وثانيا فإن هؤلاء خالفوا الفطرة الضرورية التي اتفق عليها العقلاء لما قالوا بأن موجودا له ذات قائم بنفسه لا يكون بائنا من الخلق منفصلا عنهم كما لا يكون داخلا فيهم محايثا لهم فنفوا عنه حكم النقيضين.
أما مخالفة الرسل فهي ممن ينفي علو الله على خلقه فهذا ما نطقت به الكتب وجاءت به جميع الرسل وممن يلتزم بنفي صفات الله سبحانه وتعالى الذاتية والفعلية بحجة أن إثباتها دليل الحدوث فدليل الحدوث فيه ما يتضمن مخالفة الرسل والكتب من نفي الصفات ...
ومحاولة التلبيس وتوجيه الكلام إلى من يقول بحدوث الأجسام حميعها بأنه مخالف للرسل محاولة مكشوفة لا تنطلي على القارئ بعد كل ما سبق.
ثم نقل فودة جزء آخر من كلام ابن تيمية الذي فتته فقال:
(هذا كله إذا لم يكن في الفلاسفة من يقول بالجهة ولا في المسلمين من يقول بقدم بعض الأجسام)
ثم علق فقال:
(ابن تيمية يريد أن كلام النفاة في المسألتين السابقتين يكون مجمعا عليه وصحيحا إذا لم يكن هنا من يقول من الفلاسفة يقول بأن الله في جهة وأيضا إذ لم يكن هناك أحد من المسلمين من يقول بقدم بعض الأجسام ومفهوم هذا القول:
أن بعض الفلاسفة قال بكون الله في جهة
وإن بعض المسلمين قال بقدم بعض الأجسام.
وقد فهم محقق الكتاب مراد ابن تيمية من من الفلاسفة قال بالجهة فعلق في الهامش بقوله "وتقدم النقل عن ابن رشد في القول بها "
والحقيقة أن ابن رشد عندما قال بالجهة لم يقصد الجهة بالمعنى الذي قال به ابن تيمية فهو إذن اثبت شيئا سماه جهة، وهذا المعنى هو غيرا لمعنى الذي أثبته ابن تيمية وسماه جهة فهل يجوز بعد ذلك أن يستدل ابن تيمية بكلام ابن رشد مع أنه لا يريد نفس المعنى الذي أراده من الجهة؟!
الغريب أن ابن تيمية قد اعتاد على هذا الأسلوب السوفسطائي من الاستدلال وهو باطل بلا ريب.
ثم قال وليس مقصودنا الكلام على الجهة ولكن موضوعنا هو الجسم.)
وأنا أقول إن تعليقه هذا لا يليق إلا بأتباعه ومريديه لا يليق بطالب حق يرجو الله واليوم الآخر
فقوله: (ابن تيمية يريد أن كلام النفاة في المسألتين السابقتين ... )
أقول له:
أنت تقول السابقتين فهل ذكرتهما فيما نقلت؟
هل وضحت للقارئ هاتين المسالتين؟
أنت تريد أن يغيب القارئ عن أصل الموضوع لتسلط الضوء فقط على عبارات منتزعة من سياقها ليحلو لك بعد ذلك أن تنسبها لابن تيمية.
وقوله: (أن بعض الفلاسفة قال بكون الله في جهة)
أقول: ما الإشكال في ذلك فقد نقل ابن تيمية رحمه الله عن بن رشد الفيلسوف القول بالجهة صراحة بل قال ابن رشد باللفظ: " وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعها على نفيها متأخرو الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى الرحمن على العرش استوى "
بل قال: " وجميع الحكماء قد اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك والشبهة التي قادت نفاة الجهة إلى نفيها هي أنهم اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب إثبات المكان وإثبات المكان يوجب إثبات الجسمية ونحن نقول إن هذا كله غير لازم "
فهذه شهادة أحد أحذق فلاسفة العالم في وقته يحكي قول جميع الحكماء وجميع الشرائع فماذا في قول ابن تيمية رحمه الله بأن من الفلاسفة من يقول بالجهة؟!!!
- أما قوله: (والحقيقة أن ابن رشد عندما قال بالجهة لم يقصد الجهة بالمعنى الذي قال به ابن تيمية فهو إذن اثبت شيئا سماه جهة) فهذا كذب صريح من الأستاذ فودة!!!
ولقد سبق النقل عن ابن رشد بما يبطل هذا الادعاء.
وقوله لم يقصد الجهة بالمعنى الذي قال به ابن تيمية مجرد ادعاء ربما يقبله أتباعه ومريدوه ولكن في ميزان النقد العلمي لا وزن له بل هو من قبيل الكذب ما لم يذكر هذا المعنى الذي ادعاه، وكيف سيذكره وقد نقلنا عن ابن رشد نص كلامه بأنه يثبت هذا المعنى الذي يقول به ابن تيمية رحمه الله بل ويرد على شبه النفاة الذين ينفون علو الله على خلقه.
أم أن الأستاذ يظن أن الناس ليس لها عقول؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل كيف يسخر من القارئ بقوله: (فهو إذن) التي تدل على إثبات النتيجة بعد إيراد مقدماتها القطعية والتي يقال بعدها (إذن) فهو يصور للقارئ أنه وبمجرد ادعاءه كأنما اثبت ذلك بالدلائل الواضحة وهو في الحقيقة لم يقدم إلا مجرد ادعاء ...
ولا أدري كيف يقبل هذا التلاعب العقلاء من أتباعه ومريديه؟!
- أما قوله: (وإن بعض المسلمين قال بقدم بعض الأجسام.)
فهذا ما حكاه ابن تيمية غير مرة عن طوائف النظار من الكرامية وغيرهم ممن يقول بأن الله جسم لا كالأجسام حيث أنه موجود قائم بنفسه وعليه فلا يقولون بحدوث جميع الأجسام لان الله سبحانه وتعالى ليس بحادث.
فهل في فهم هذا بعد تصوره على وجهه إشكال؟!!!
ثم يأتي بعد ذلك ويزعم: (أن ابن تيمية قد اعتاد على الأسلوب السوفسطائي من الاستدلال وهو باطل بلا ريب.)!!!
الم يسمع الأستاذ عن مثل يقول: رمتني بدائها وانسلت؟!
ثم نقل عن ابن تيمية ما أورده في الوجه الثامن: (فكيف والمثبت للجهة يقول ما يقال في الوجه الثامن وهو أن يقول غاية ما ألزمتني به من حجة الدهرية أن يقال بقدم بعض الأجسام إذ القول بقدم الأجسام جميعها لم يقل به عاقل والقول بخلق السموات والأرض لم تدل هذه الحجة على نفيه وإنما دلت إن دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكنني التزامه فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث)
ثم علق بقوله: (إذن ابن تيمية قد يلتزم القول بقد بعض الأجسام)
ثم يقرر بعد ذلك (إذن فالله هو الجسم القديم عند ابن تيمية)
ثم قال:
(وتأمل في عبارته الأخيرة فهي تحتوي على مغالطة وهي أنه نسب إلى كثير من المسلمين تسمية ما هو موجود بأنه جسم والصحيح أن هؤلاء لم يقولوا بذلك إلا لأنهم يقولون إن الأجسام هي الموجودات الوحيدة فلذا قالوا بأن كل موجود فهو جسم .. ) وأقول كفاك تلاعبا وكذبا يا رجل.
- وقد سبق بيان أن ابن تيمية رحمه الله إنما يقرر هذا الكلام على لسان غيره من أهل الإثبات تارة والفلاسفة أخرى وقد صدر كل وجه من الوجوه الأحد عشر بمن يحكيه على لسانه.
- وحتى لو سلمنا جدلا بأن هذا الكلام تصح نسبته إليه فلا يمكن أن يجزم بذلك لانه أورده في مقام المناظرة التي قد يكون فيها من التسليم والتنزل للخصم ما هو معلوم ومما هو يختلف عما يورده في مقام التقرير والتحرير فكيف إذا كان ما حرره وما قرره خلاف ما يقوله هنا إذا فرضنا انه من قوله.
- وإذا سلمنا جدلا مرة أخرى بأن هذا الكلام تصح نسبته إليه وأنه في مقام التحرير فالجسم الذي ذكر في هذا الكلام إنما هو على معنى صحيح متفق عليه من أنه القائم بنفسه الموصوف وهذا اصطلاح لا مشاحة فيه ولابد من اعتباره عند نسبته إليه ..
فظهر أنه لا مستمسك للأستاذ فودة على كلا أي وجه.
- هذا وقد سبق أيضا النقل عن ابن تيمية التصريح انه لا يلتزم كلام أي من الفريقين وهو موجود في نفس الكتاب الذي يزعم الأستاذ فودة أنه يرد عليه.
- ومع أن الأستاذ فودة حريص كل الحرص على أن لا يتعرض لمن يقول بأن الجسم هو القائم بنفسه لأنه بذلك ستكشف حيلته في التعريض للقارئ بلفظ الجسم ولكنه اضطر للتعرض إليه في هذا النقل ربما لان الكلام هنا متداخل فلم يستطع أن يفصله عن بعضه.
فلما أيقن الأستاذ أن حيلته هذه ربما ستكشف علق بقوله:
(وتأمل في عبارته الأخيرة فهي تحتوي على مغالطة وهي أنه نسب إلى كثير من المسلمين تسمية ما هو موجود بأنه جسم ... )
وأي مغالطة وهذا القول محكي في جميع كتبكم التي تكلمت في الفرق والمقالات ونصوا عليه تنصيصا أن من طوائف أهل الكلام من فسر الجسم بالقائم بنفسه الموجود الثابت الحامل للصفات وهذا معلوم لا يخفى على أحد.
وقولك: (والصحيح أن هؤلاء لم يقولوا بذلك إلا لأنهم يقولون إن الأجسام هي الموجودات الوحيدة) باطل وقلب للحقائق لأن الترتيب الصحيح على العكس مما ذكرت،حيث أنهم لما فسروا الجسم بالموجود القائم بنفسه وقالوا إن الله سبحانه موجود قائم بنفسه فهو إذن جسم، ثم إنهم حصروا الموجودات بأنها إما جسم أو قائم بجسم بناءا على ذلك وحتى لو سلمنا ادعاءك فلا فرق يذكر، المهم أن من الناس من اصطلح بأن الجسم هو القائم بنفسه وأنهم قالوا بان الله سبحانه جسم بناءا على ذلك ..
ومهما كان كلامهم هذا صحيحا أو باطلا فالواجب اعتماد هذا الاصطلاح عند نسبة هذا اللفظ إليهم لا كما يفعل الأستاذ فودة في كل نص يورده مما يحكيه ابن تيمية على لسان هؤلاء فيقول إن ابن تيمية يقول بأن الله جسم!!!
والسؤال على فرض أنه قد قاله: على أي معنى ذكره؟!
الجواب الطبيعي: أنه ذكره على ما اصطلح عليه من معنى بغض النظر عن صحة هذا الاصطلاح أو بطلانه فنحن في مقام الكشف لا الرد!!!
ثم إن هؤلاء النظار قد رتبوا على القول بان الله جسم عدم حدوث جميع الأجسام لان هذا يستلزم بأن الله حادث فعارضوا أدلة الحدوث وأبطلوها.
وهذا كله يفسر ما أراد الأستاذ إخفاءه من أن كلام هؤلاء النظار من المتكلمين هو في الحقيقة مبني على اصطلاحهم وأنهم في حقيقة أمرهم لم يعارضوا إلا أقول النفاة بحدوث جميع الأجسام حيث أنها تستلزم حدوث الباري سبحانه وتعالى على مذهبهم.
- فليس في الحقيقة ثمة نص او نصوص لابن تيمية يقول فيها بأن الله جسم ولكن الأستاذ فودة يحتال ويلبس على السذج من أتباعه الذين لا يقرؤون ولا يراجعون ويكتفون بالإحالة العمياء على كاشفه المزيف.
والله المستعان.(/)
أسباب الوقوع في الضلالة!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 04:33]ـ
ذكر أهل العلم أن سبب ضلال من ضل الأمم ثلاثة أشياء:-
1 - العدول عن ألفاظ الأنبياء الصريحة المحكمة إلى الألفاظ المتشابهة المجملة.
2 - الاعتماد على ألفاظ تنقل عن الأنبياء يظنونها صدقا وهي كذب عليهم!!
3 - الظن بأن كل خارق للعادة كرامة ودليل على الولاية، مع أن كثيرا من الخوارق من الأحوال الشيطانية.(/)
العلمانية العربية تخلط أم تخطط؟! للدّكتور: يزيد حمزاوي
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 11:26]ـ
العلمانية العربية تخلط أم تخطط؟! للدّكتور: يزيد حمزاوي ( http://nebrasselhaq.com/index.php?option=com_content&view=article&id=279:2010-11-13-22-40-54&catid=17:2010-09-20-22-32-22&Itemid=25)
منقول من موقع نبراس الحق للشيخ عبد الحليم توميات
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} [ق: 5]، والمريج: هو المختلف المضطرب، كما في قوله عزّ وجلّ: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [الذاريات:8،9].
فلا تجد أحدا أنكر الحقّ أو ردّه لهوىً أو تعصّبٍ او غير ذلك، إلاّ ورأيته يتخبّط خبط عشواء في المهالك، واقعا في حفرٍ لا تُعدّ من التّناقضات والاختلافات.
ولمّا كان المسلمون اليوم – بحكم انفتاحهم على العالم! أو انفتاح العالم عليهم! – في كثير من الأحيان تقرعُ أسماعهم شبه المغضوب عليهم والضّالّين، ومن تولاّهم من العلمانيّين، فإنّه من اللاّزم عليهم أن يقفوا على هِنات القوم وضلالاتهم، ويضعوا أيديهم على تناقضاتهم، وما أكثرها! وما أظهرها!
من بين تلك التّناقضات ما ذكره الأخ الفاضل، والدّكتور المناضل: يزيد حمزاوي حفظه الله وسدّد خطاه في مقال له أسماه:
العلمانية العربية تخلط أم تخطط؟!
فأنقل للقارئ الكريم قبساتٍ من مقاله الماتع، وكلمات من ردّه النّافع، وفّقه الله لكلّ خير وزاده من فضله.
فإنّه ذكر مقولتين للقوم كلاهما تنطح الأخرى نطحا، وتكشفان عنهم السّتار فضحا.
الطّائفة الأولى: تتّهم العلماء والدّعاة بالاجتهاد في فهم النّصوص!
فقال حفظه الله:
" بمنطق بعض هؤلاء العلمانيّين واللّيبراليّين – بحسب " تكتيكهم " المرحلي – فإنَّ المشكلة ليستْ في الشّريعة الإسلامية ..
وإنَّما هي في الإسلاميّين ذاتِهم، الّذين احتكروا الشّريعة لأنفسهم؛ من حيث فَهْمُها وتفسيرُها، ومعاقبةُ كلِّ مَن يخالف ذلك التفسير، ويتراوح ذلك العقاب الذي يُمكن أن ينالَه مخالفوهم – كما يزعم أحدُهم – من القتْل وهَدْر الدم، إلى التكفير والتفسيق، مقارنًا الحالة الإسلاميَّة المتطرِّفة بحالة مَحاكِم التفتيش!
وللأسف أنَّ هؤلاء العلمانيين يختبئون وراء بعض مَن يُحسَبون على التيار الإسلامي " المعتدل "، أو بعض مَن يُسمّون بالمفَكِّرين المسلمين العَصْريين والمتنوِّرين، وفي هذا الصدد يقول أحدُ رموز هذا التيار:" إنَّ مشكلة النصرانيَّة هي الصليبيَّة والكنيسة، ومشكلة اليهودية هي الصِّهْيَونيَّة، ومشكلة الإسلام هي الإسلاميون" ...
كنتُ قبل مدة قد حضرتُ مؤتمرًا دوليًّا في "الجزائر"، كان عنوانه: "الخطاب الديني والتَّحديات المستقبليَّة".
من أبرز مَن شارَك فيه بمحاضرةٍ: العَلمانيّ الشّهير حسن حنفي، وخلاصة محاضرته – كما فَهِم الحاضرون واستوضحتُه منه على انفراد – أنَّه لا يوجد في الحقيقية دينٌ! وإنَّما توجد خطابات دينيَّة إسلاميَّة.
والخطاب الديني عنده: هو التفسير الذي يقدِّمه كلُّ أحدٍ للنصوص، ومِن ثَمَّ كانتْ نتيجة كلامه هي: ضرورة التقيُّد بالنصوص الشرعية كما هي؛ قطعًا للطريق على الإسلاميين؛ حتى لا يَفرضوا مفهومهم للنصوص وتفسيراتهم لها، فالنصوص في رأْيه كفيلة بأنْ تنبِئ بما تريد!
ولا أدري كيف يُمكن تصوُّر نصوص دينيَّة غير مقروءة مُجرَّدة في الهواء؛ لأنها في رأْيه بمجرَّد قراءتها تُصبح خطابًا دينيًّا وليس دينًا، كما حاوَل عبثًا إفهامي!
إنَّ هذا التوجُّه العلماني الجديد يرى أنَّ تفسيرات الإسلاميين المتعَصِّبة والمتطرِّفة: هي تحريفات للنصوص عن مدْلولها المنطوق به؛ مما أوْقَع الأُمَّة في الْحَرَج الشديد؛ حيث ضُيِّق مجال المباحات على الناس، ووُسِّع من مجال المكروهات والمحرَّمات، ويضربون على ذلك أمثلة، منها:
- ما ذكرتْه إحدى العلمانيّات المنادِيات بحقوق المرأة، إذ زعمتْ أنّ حجاب المرأة لَم يردْ في النصوص الشّرعية، وإنَّما الذي ورَدَ في القرآن هو قوله تعالى:?مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ? [الأحزاب: 53].
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود هو: الرداء الذي يوضَع على الباب بين غُرفة وأخرى ونحوه!
لكنَّ الإسلاميين تَجَاوَزُوا النصَّ، فحرَّفوا معناه، فجعلوه حجابًا يغطِّي رأْس المرأة ... مُتجاهلة الآيات الأخرى والأحاديث التي تبيِّن حُكْمَ الإسلام في الحجاب.
- ومن الأمثلة الأخرى: ما يُسمَّى الاختلاط بين الجنسين، فقد ذَكَر أحدُهم أنَّ الاختلاط الذي يحرِّمه الإسلاميون في العمل والجامعات والمجتمع كله هو من اختلاقهم، ولم يأتِ به شرْعٌ بنصٍّ صريح، وإنَّما قاسوا الاختلاط على الخلوة التي حرَّمها الله، فلو اقتصرَ الإسلاميون على النصوص – كما جاءتْ – لَمَا وجدْنا قوانينَ الحظر هذه التي تخنقُ المجتمع! - على حدِّ تعبيره -.
قالتْ إحدى العلمانيات البحرينيَّات، لَمَّا سُئلتْ عن بعض الأحكام الإسلاميَّة التي تريد إلغاءَها من المجتمع:
" إنَّ النّصوص الشرعية على "عيني ورأْسي"، لكنَّ المشكلة في الدُّعاة والإسلاميين، فَهم كلُّهم ذكور؛ لذلك هم يفسرون تلك النصوص تفسيرًا ذكوريًّا، يخدم مصلحتَهم كذكور ورجال، ولا يبالون بتحريف النصِّ، ونحن نقفُ ضدَّ هؤلاء، ولا نقف ضدَّ النصوص".
إنَّ هذه الجماعة من العلمانيين تدعونا إلى أن نترُكَ المفهوم في تدبُّر النصوص الشرعية، ونكتفي بالمنطوق؛ لتغلقَ بذلك بابَ الاجتهاد وإعمال العقْل الذي أكرمَنا به ربُّنا جلّ وعلا، وكون هذا العقل لا يفسِّر النصوص إلاَّ بِما يخدم الذكور؛ لذلك فالتفسيرُ العقلي الإسْلامي مَرْدودٌ على أصحابه ".
الطّائفة الثّانية: تتّهم العلماء والدّعاة بالجمود وعدم فهم النّصوص!
قال حفظه الله:
" في المقابل: يفاجئنا علمانيون آخرون بنقيضِ ذلك الرأْي:
فبالنسبة لهم، فإنَّ مشكلة الإسلاميين مع النصوص هي العكس تمامًا، فهم منغلقون عليها، يقفلون بابَ الاجتهاد في تفسيرها وفَهْمها؛ مما يقيِّدهم في حَرْفيَّة النصوص، فهم محجوبون عن فَهْم المقاصد والمدلولات، والمفهومات التي تتضمَّنها الآيات، والأحاديث التي لا يُمكن فَهْمها دون مَلَكَة العقْل المستنير والنظر الثاقب، الذي يستنبط الأحكامَ مِن وراء السطور، ومن بين الكلمات.
لهذا، فإنَّ آفة الإسلاميين مع الوحْي أنَّهم أسْرَى النصوص الدينيَّة، ولا يتجاوزون ظاهرَ النص القرآني أو السُّنِّي في استنباط الأحكام الشرعيَّة والفتوى.
- يقول أحدُهم في جريدة " الأهرام "، وهو مِن الذين يُعَدُّون مُحَلِّلين علمانيين للقضايا الإسلامية:
" نُعاني مِن تزمُّتِ وجُمُودِ مَنْ تمسَّكوا بحَرْفيَّة النصوص، متناسين النظرَ العقلي، وتقديم العقْل على ظاهر النصِّ ".
ويصفُ هذا الكاتب في " الأهرام " دُعاة الإسلام الذين يُفْتون بما لا يَروق له ولجماعته التي ينطق باسمها:
" بأنَّهم جماعة تفرِض هَيْمنة الخطاب الديني التقليدي غير المتسامح الرافض للآخر، المنغلِق على نفسه، الرافض للانفتاح، لا يقرأ النصوص الشرعيَّة برُوح معاصرة "، وتَعني الرُّوح المعاصرة عنده: إلغاء التفسيرات النصيَّة، واستبدالها بالنظر العقلي المنفَتِح الذي "يُعَصْرِن" النصوص؛ باستحلال المحرَّم وتحريم المباح، بل الواجب إرضاء نزوات العقْل، وفلتات الفكْر، وشطحات مُنَظِّرين مُنْبَهرين بنموذج العلمانية الأوروبيَّة التي فعلتْ ذاتَ الأمر مع نصوص الكتاب المقدَّس.
- وقبل سنوات نَهقتْ علمانية خليجيَّة ممن أُشْرِب قلبُها حِقدًا على شيخ الأُمَّة وإمام عصره العلاَّمة ابن باز رحمه الله لَمَّا ذُكِرتْ لها بعضُ فتاويه الداعية إلى الفضيلة، والتي تمنع المرأة من التفسُّخ والخروج عن العِفَّة، تقول بلا أدبٍ ولا خُلق ولا مُروءة:
" ... الشيخ أعمى، فهو لا يرى الحضارة، وإنَّما يحفظُ نصوصًا صمَّاءَ قديمة ويردِّدُها، ونحن اليوم في القرن العشرين لا يجوز أنْ يكونَ مُفْتِينا أعمى".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد انتشرتْ بين هؤلاء في السّنين الأخيرة بدعة الإسلام الْحَدَاثي المستنير ... و"موضة" الإسلام المعتَدِل، وشقشقة الفَهم العَصْري للنصوص، والادِّعاء العريض بالقُدْرة على إدراك أغوار النَّص الديني، والإتيان بما لم تأتِ به الأوائل، حتى كأنَّهم أشدُّ استيعابًا وفَهْمًا واجتهادًا من السابقين، من أمثال مالك، والشافعي، والشاطبي، وابن تيميَّة، وابن دقيق العيد ... وغيرهم. مع أنَّ أكثرَهم لا يُحْسِن التحدُّث بلغة العرب، ولا يُفَرِّق في استدلالاته بين نصوص القرآن ونصوص السُّنة، والأمثال الشعبيَّة وقصص " كَليلة ودِمنة "، كما أنَّ بعضَهم مجرَّد إعلاميين أو كُتَّاب أعمدة، أو ممن يحملُ درجة دكتوراه هزيلة، لا تبلغ قيمتُها قيمةَ الورق الذي طبعتْ عليه.
ولله دَرُّ القائل الهازل:
لَقَدْ هَزُلَتْ حَتَّى بَدَا مِنْ هُزَالِهَا ... كُلاَهَا وَحَتَّى سَامَهَا كُلُّ مُفْلِسِ
... هؤلاء هم العلمانيون في عالَمنا العربي والإسلامي.
مرة يطالبوننا بالاكتفاء بحَرْفيَّة النصوص، وذلك إذا لم تخدمِ التفسيرات مَصالِحَهم، بل مصالح أسيادهم.
ومرة يطالبوننا بإعمال العقْل المستنير، والاجتهاد لفَهم النصوص، وذلك إذا لَم تخدمْ حَرْفيَّة النصوص مصالِحَ أسيادهم!
هل هي علمانية متخبِّطة ومُخلطة؟ أو أنَّها علمانية مُخطَّطة؟
والجواب: أنَّها علمانية تشعر بالألْغام مِن حولها؛ لذا فهي تعرف أين تضعُ قَدَميها، وتتبنَّى سياسة الخطوة خُطوة؛ انتظارًا للقفزة النهائيَّة على الإسلام وأصحابه؟
أيها العلمانيون العرب، كونوا أكثر شجاعة، وتخلَّوْا عن "تكتيك" العلمانية، وأسفروا عن وجْه إستراتيجيَّة إلْحَادِكم القبيح.
وإذا كان نموذجُكم الذي تقتفونه حذو القُذَّة بالقُذَّة هو العلمانية التي نجحتْ نسبيًّا في الغرب، فنُعْلِمكم ونُذكركم ونبشِّركم أنَّكم ستفشلون في منطقتنا؛ لأنكم لن تواجهوا هنا كنيسة مُهْتَرئة و" إكليريوسًا " فاسدًا، وكتابًا مُحَرَّفًا، وإنما ستُواجِهون هنا ربَّ العالمين وقرآنَه المبين، وسُنَّة نبيِّه الأمين، وأهْل السُّنة والجماعة الميامِين.
عودوا إلى رُشْدكم قبل الهزيمة، وإن كنتُم في ريبٍ مما نقول، فاسْمعوا قولَ الله تعالى:?كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ? [المجادلة: 21].
وإنْ ركبتُم رؤوسَكم، وأبيتُم إلاَّ الإصرار، فأبشروا بالنتيجة الحتميَّة الخائبة لخُططِكم؛ قال جلَّ وعلا:?وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ? [الشعراء: 227].(/)
ابن العلقمي ودوره في سقوط الخلافة العباسية في بغداد.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 02:17]ـ
نظرة مفصلة تحليلية للأحداث وما جرى فيها من تبعات
من هو ابن العلقمي وكيف ظهر صيته؟:
هو محمد بن محمد بن علي بن أبي طالب ابن العلقمي البغدادي الرافضي، وزير المستعصم.
كانت دولته أربع عشرة سنة، فأفشى فيها الرفض، فعارضه السنة، فأُكبت فتنمر [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
اشتغل بالحلة على عميد الرؤساء أيوب، وعاد إلى بغداد وأقام عند خاله عضد الدين أبي نصر المبارك بن الضحاك، وكان استاد الدار، ولما قبض على مؤيد القمي وكان استاد الدار؛ فوضت الاستاددارية إلى شمس الدين ابن الناقد، ثم عزل وفوضت الاستاددارية إلى ابن العلقمي.
فلما توفي المستنصر بالله وولي الخلافة أمير المؤمنين المستعصم، وتوفي الوزير نصر الدين أبو الأزهر أحمد بن الناقد، وزّر ابن العلقمي، وكان قد سمع الحديث واشتغل على أبي البقاء العكبري.
وحكي أنه لما كان يكاتب التتار تحيّل مرة إلى أن أخذ رجلا وحلق رأسه حلقا بليغا، وكتب ما أراد عليه بوخز الإبر كما يفعل بالوشم، ونفض عليه الكحل وتركه عنده إلى أن طلع شعره وغطى ما كتب، فجهزه؛ وقال: إذا وصلت مرهم بحلق رأسك ودعهم يقرؤون ما فيه. وكان في آخر الكلام: قطّعوا الورقة. فضربت رقبته. وهذا غاية في المكر والخزي. والله اعلم [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).
وصفه الذهبي رحمه الله بما يستحق فاحسن الوصف، قال رحمه الله: الوزير الكبير الخنزير المدبر المبير مؤيد الدين ابن العلقمي البغدادي الشيعي الرافضي وزير الخليفة الإمام المستعصم بالله. ولي وزارة العراق أربعة عشر سنة، فأظهر الرفض قليلا.
ذكره بهاء الدين ابن الفخر عيسى الموقع يوما؛ فقال: كان وزيرا كافيا، قادرا على النظم، خبيرا بتدبير الملك، ولم يزل ناصحا لمخدومه حتى وقع بينه وبين حاشية الخليفة وخواصه منازعة فيما يتعلق بالأموال والاستبداد بالأمر دونه، وقويت المنافسة بينه وبين الدويدار الكبير، وضعف جانبه حتى قال عن نفسه:
وزير رضي من باسه وانتقامه بطي رقاع حشوها النظم والنثر
كما تسجع الورقاء وهي جماعة وليس لها نهي يطاع ولا أمر
فلما فعل ما فعل كان كثيرا ما يقول: وجرى القضاء بضد ما أملته.
قال الذهبي: وكان في قلبه غل على الإسلام وأهله، فاخذ يكاتب التتار ويتخذ عندهم يدا ليتمكن من أغراضه الملعونة. وهو الذي جرَّأ هولاكو وقوى عزمه على المجيء، وقرر معه لنفسه أمورا انعكست عليه، وندم حيث لا ينفع الندم.
وولي الوزارة للتتار على بغداد مشاركا لغيره، ثم مرض ولم تطل مدته، ومات غما وغبنا، فواغبناه كونه مات موتا حتف أنفه، وما ذاك إلا ليدخر له النكال في الآخرة [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).
قال العيني رحمه الله: خدم في أيام المستنصر استادار الخلافة مدة طويلة، ثم استوزره المستعصم بالله، ولم يكن وزير صدق، فإنه كان من الفضلاء الأدباء إلا أنه كان رافضيا خبيثا، رديء الطوية على الإسلام وأهله، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة في أيام المستعصم ما لم يحصل لكثير من قبله من الوزراء، ثم مالأ على الإسلام وأهله التتار أصحاب هولاكو، حتى جاءوا فجاسوا خلال الديار، وكان أمرا مفعولا، ثم حصل له من الإهنة في أيامهم والقلة والذلة وزوال ستر الله ما لا يحد ولا يوصف [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4).
[1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) انظر سير أعلام النبلاء 23/ 361.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) انظر الوافي بالوفيات 1/ 186، فوات الوفيات 2/ 258.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) انظر تاريخ الإسلام وفيات سنة 656هـ ص290، الوافي بالوفيات 1/ 184، فوات الوفيات 2/ 256.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) انظر عقود الجمان 1/ 202.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 02:24]ـ
بداية الأمر وتوالي الأحداث ودواعيها:
(يُتْبَعُ)
(/)
في سنة 655هـ حصل نزاع شديد وفتنة مهولة ومحاربة بين السنة والروافض، السنة ممثلة بأهل باب البصرة، والروافض ممثلة بأهل الكرخ، وكان فيه جماعة من الأشراف، وكانت الفتن لا تزال بينهم وبين أهل باب البصرة، على جاري عادتهم.
فشكى أهل باب البصرة وهم سنية، إلى ركن الدين الدوادار، والأمير أبي بكر ابن الخليفة، فتقدما إلى الجند بنهب الكرخ، فهجموا ونهبوا وقتلوا وارتكبوا العظائم، وهتكوا النساء وركبوا منهن الفواحش.
وبحكم التعصب للمذهب الرافضي، عظم ذلك على الوزير ابن العلقمي، فشكى أهل الكرخ ذلك إلى الوزير، فأمرهم بالكف والتغاضي واضمر هذا الأمر في نفسه. وحصل عنده بسبب ذلك الضغن على الخليفة، مما دعاه وحمله على مكاتبة التتر وأطمعهم في ملك بغداد.
وظن المخذول أن الأمر تم، وانه يقيم خليفة علويا، فأرسل أخاه ومملوكه إلى هولاكو، وسهل عليه أخذ بغداد وملك العراق، وطلب أن يكون نائبا لهم عليها، فوعدوه بالأماني [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftn1) .
ويخبر ابن تغري بردي، أن من أسباب الخيانة؛ أنه ظهر من الخليفة تغير عليه، ففطن ابن العلقمي إلى ذلك [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftn2) .
يقول الديار بكري: وكان قصد الوزير بمجيء هولاكو أشياء؛ منها:
أنه كان رافضيا خبيثا و أراد أن ينقل الخلافة من بني العباس إلى العلويين فلم يتم له ذلك من عظم شوكة بني العباس وعساكرهم، فأفكر أن هولاكو إذا قدم يقتل المستعصم واتباعه ثم يعود إلى حال سبيله، وقد زالت شوكة بني العباس، وقد بقي هو على ما كان عليه من العظمة والعساكر وتدبير المملكة، فيقوم عند ذلك بدعوة العلويين الرافضة من غير ممانع لضعف العساكر ولقوته، ثم يضع السيف في أهل السنة. فهذا كان قصده لعنه الله [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftn3) .
ويخبر العلامة ابن خلدون عن أحداث جديدة في وصول ابن العلقمي إلى هولاكو، فيقول: إن هولاكو
لما قصد قلعة الموت، وبها صاحبها علاء الدين، فبلغه في طريقه وصية من ابن العلقمي وزير المستعصم ببغداد، في كتاب ابن الصلايا صاحب اربل يستحثه للمسير إلى بغداد، ويسهل عليه أمرها.
حيث دس ابن العلقمي إلى ابن الصلايا بإربل، وكان صديقا له بان يستحث التتر لملك بغداد [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftn4) .
وكان الذي حمله على مكاتبة العدو عداوة الدويدار الصغير وأبى بكر ابن الخليفة وما اعتمده من نهب الكرخ، وأذية الروافض، وفيهم أقارب الوزير وأصدقاؤه وجماعة علويين.
فكتب إلى نائب اربل تاج الدين محمد بن صلايا العلوي الشيعي الرسالة التي يقول فيها: كتب بها الخادم من النيل إلى سامي مجدك الأثيل، ويقول فيها: إنه قد نهب الكرخ المكرم، وقد ديس البساط النبوي المعظم، وقد نهبت العترة العلوية، واستؤسرت العصابة الهاشمية، وقد حسن التمثل بقول الشاعر من غزية:
أمور يضحك السفهاء منها ويبكي من عواقبها اللبيب
فلهم أسوة حسنة بالحسين حيث نهب حريمه وأريق دمه ولم يعثر فمه:
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد
وقد عزموا لا أتم الله عزمهم، ولا أنفذ أمرهم، على نهب الحلة والنيل [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftn5) ، بل سولت لهم أنفسهم أمرا، فصبر جميل. وإن الخادم قد أسلف الإنذار وعجل لهم الإعذار.
أرى تحت الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام
وان لم يطفها عقلاء قوم يكون وقودها جثث وهام
فقلت من التعجب ليت شعري أأيقاظ أمية أم نيام
فان يك قومنا أضحوا نياما فقل هبوا لقد حان الحمام
فكان جوابي بعد خطابي: لابد من الشنيعة، ومن قتل جميع الشيعة، و من إحراق كتاب "الوسيلة" و "الذريعة"، فكن لما نقول سميعا، وإلا جرعناك الحمام تجريعا، فكلامك كلام، وجوابك سلام، ولتتركن في بغداد أحمل من المشط عند الأصلع، والخاتم عند الأقطع، ولتنبذن نبذ الفلاسفة بحظورات الشرائع، وتلقى لقاء أهل القرى أسرار الطبائع، فلأفعلن بلبي كما قال المتنبي:
قوم إذا أحدوا الأقلام من غضب ثم استمدوا بها ماء المنيات
نالوا بها من أعاديهم وان بعدوا ما لا ينال بحد المشرفيات
ولآتينهم بجنود لا قبل لهم بها، ولأخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون.
ووديعة من سر آل محمد أودعتها إذا كنت من أمنائها
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا رأيت الكوكبين تقاربا في الجدى عند صباحها ومساءها
فهناك يؤخذ ثار آل محمد لطلابها بالترك من أعدائها
فكن لهذا الأمر بالمرصاد، وترقب أول النحل وآخر صاد [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftn6) والخير يكون إن شاء الله [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftn7) .
وكان استطماع ابن العلقمي لهولاكو بقتل أهل بغداد أنه توافق في نفس هذه السنة، أعني سنة 655هـ من شهر شوال، رحل هولاكو عن حدود همذان نحو مدينة بغداد، وكان في أيام محاصرته قلاع الملاحدة قد سير رسولا إلى الخليفة المستعصم يطلب منه نجدة، فأراد أن يسير ولم يقدر ولم يمكنه، فتقاعدوا بسبب هذا الخيال عن إرسال الرجال. ولما فتح هولاكو تلك القلاع أرسل رسولا آخر إلى الخليفة وعاتبه على إهماله تيسير النجدة [8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftn8) .
الوزراء والأمراء؛ وقالوا: إن هولاكو رجل صاحب احتيال وخديعة وليس محتاجا إلى نجدتنا وإنما غرضه إخلاء بغداد عن الرجال فيملكها بسهولة.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftnre f1) انظر ذيل مرآة الزمان 1/ 86، المختصر في أخبار البشر 3/ 233، العبر في خبر من عبر 3/ 277، سير أعلام النبلاء 23/ 362، تاريخ ابن الوردي 2/ 189، مآثر الإنافة 2/ 90، عقد الجمان 1/ 170، تاريخ ابن سباط 1/ 374، تاريخ الخميس 2/ 376، شذرات الذهب 7/ 468، طبقات الشافعية الكبرى 8/ 263.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftnre f2) انظر المنهل الصافي 7/ 127.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftnre f3) انظر تاريخ الخميس 2/ 377.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftnre f4) انظر تاريخ ابن خلدون 10/ 1149.
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftnre f5) النيل هنا: بليدة في سواد الكوفة. معجم البلدان 4/ 861.
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftnre f6) في تاريخ ابن الوردي: وتأول أول النجم واحرص.
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftnre f7) انظر تاريخ الإسلام وفيات سنة 656هـ ص291، تاريخ ابن الوردي 2/ 190، طبقات الشافعية الكبرى 8/ 263.
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428553#_ftnre f8) انظر تاريخ مختصر الدول ص269.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 02:25]ـ
تحين الفرصة وظهور مستور الخسة وحال الخلافة قبل البغتة:
بناءً على ما ذكرنا استغل وزير الدولة ابن العلقمي غضب هولاكو وحنقه على الخليفة المستعصم، وأنه قاصد للعراق، فكشر عن أنيابه، وأفاح من نتنه، فحاك مكيدة دبرها وحكاية سطرها، كان مآلها هلاك الخليفة وأرباب دولته، وقتل معظم أهل بغداد ونهبوا، وما دهي الإسلام بداهية أعظم من هذه الداهية ولا أفظع [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428554&posted=1#_ftn1).
لما أحس الخليفة المستعصم بغضب هولاكو شاور الوزير فيما يجب أن يفعلوه؛ فقال: لا وجه غير إرضاء هذا الملك الجبار ببذل الأموال والهدايا والتحف له ولخواصه.
وعندما اخذوا في تجهيز ما يسيرونه من الجواهر والمرصعات والثياب والذهب والفضة والمماليك والجواري والخيل والبغال والجمال، قال الدويدار الصغير وأصحابه: إن الوزير إنما يدبر شان نفسه مع التتار، وهو يروم تسليمنا إليهم، فلا نمكنه من ذلك.
فبطل الخليفة بهذا السبب تنفيذ الهدايا الكثيرة، واقتصر على شيء نزر لا قدر له.
فغضب هولاكو؛ وقال: لا بد من مجيئه هو بنفسه أو يسير أحد ثلاثة نفر؛ إما الوزير وإما الدويدار وإما سليمان شاه.
فتقدم الخليفة إليهم بالمضي، فلم يركنوا إلى قوله. فلما تحقق الخليفة حركة التتر نحوه سير غيرهم مثل: ابن الجوزي وابن محيي الدين، فلم يجديا عنه.
وكان إرسالهم إليهم ليعدوهم بأموال يبذلها الخليفة لهم.
ثم سير الخليفة نحو مائة رجل إلى الدر بند الذي يسلكه التتر إلى العراق ليكونوا فيه، ويطالعوه بالأخبار، فتوجهوا ولم يأت منهم خبر، لأن الأكراد اللذين كانوا عند الدربند دلوا التتر عليهم على ما قيل، فقتلوهم كلهم [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428554&posted=1#_ftn2).
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428554&posted=1#_ftnref1) انظر ذيل مرآة الزمان 1/ 85.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428554&posted=1#_ftnref2) انظر تاريخ مختصر الدول ص269، ذيل مرآة الزمان 1/ 87.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 02:26]ـ
الحرب والقتال وما دار من أحداث وسجال:
كاتب التتار بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل في أن يسير إليهم ما يطلبونه من آلات الحرب، فسير إليهم ذلك، ولما تحقق قصدهم علم أنهم إن ملكوا العراق لا يبقون عليه. فكاتب الخليفة سرا في التحذير منهم، وأنه يعتد لحربهم ويستنهضه في الباطن، وما وسعه إلا مداراة هولاكو في الظاهر.
فكان الوزير ابن العلقمي لا يوصل رسله إلى الخليفة، ومن وصل إلى الخليفة منهم بغير علم الزير، اطلع الخليفة وزيره على أمره.
وكان الشريف تاج الدين بن صلايا نائب الخليفة بإربل؛ فسير إلى الخليفة من يحذره من التتر، وهو غافل لا يجدي فيه التحذير ولا يوقظه التنبيه، لما يريده الله تعالى [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftn1).
توجه التتر إلى العراق وأمر هولاكو "بايجونوين" و "سونجاق نوين" ليتوجها في مقدمته على طريق اربل، وتوجه هو على طريق حلوان.
جاء "بايجونوين" في جحفل عظيم وفيه خلق من الكرخ، ومن عسكر "بركة خان" ابن عم هولاكو، ومدد من بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، مع ولده الملك الصالح، من جهة البر الغربي عن دجلة.
وكان عسكر بغداد يبلغ مائة ألف فارس، فقطعهم المستعصم بتحسين من ابن العلقمي وأمثاله، ليحمل إلى التتر متحصل إقطاعياتهم، وصار عسكر بغداد دون عشرين ألف فارس.
وكان أساس هذا الفعل أن ابن العلقمي كتب كتابا إلى هولاكو ملك التتار في الدشت: إنك تحضر إلى بغداد وأنا أسلمها لك. وكان قد داخل قلب اللعين الكفر. فكتب إليه هولاكو يقول: إن عساكر بغداد كثيرة فإن كنت صادقا فيما قلته وداخلا في طاعتنا، ففرق عساكر بغداد، فإذا فعلت ذلك حضرنا.
فلما وقف العلقمي على كتاب هولاكو دخل إلى المستعصم وقال له: إن جندك كثيرة وعليك كلفة كبيرة، والعدو قد رجع من بلاد العجم، والصواب الذي أرى أن تعطي دستورا لخمسة عشر ألف
فارس من عسكرك، وتوفر معلومهم.
فأجابه المستعصم إلى ذلك، فخرج الوزير من وقته وعرض العسكر ونقى منهم خمسة عشر ألفا نقاوة العسكر، ومحا اسم من ذكر من الديوان، ثم نفاهم من بغداد ومنعهم من الإقامة بها وبأعمالها، فتفرقوا في البلاد، ثم عمل بعد شهر مثل ما عمل في فعلته الأولى، ومحا اسم عشرين ألفا من الديوان، وأعطى دستورا لعشرين ألف فارس، ثم بعث إلى هولاكو يعلمه بما فعل. فعند ذلك تحقق هولاكو صدق مقالته وقصد بغداد [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftn2).
وفي إطار الاستعداد للقتال خرج ركن الدين الدويدار من بغداد ونزل بجانب بعقوبا، ولما بلغه أن "بانجونوين" عبر دجلة ونزل بالجانب الغربي ظن أن هولاكو قد نزل هناك، فرحل عن بعقوبا ونزل بحيال "بايجونوين".
في أثناء ذلك لقي يزبك المغول أميرا عربيا من أمراء الخليفة يقال له "آيبك الحلبي" فحملوه إلى هولاكو فأمنه إن تكلم بالصحيح، وطيب قلبه فصار يسير أمام العسكر ويهديهم.
وكتب كتابا إلى بعض أصحابه يقول لهم: ارحموا أرواحكم واطلبوا الأمان لأن لا طاقة لكم بهذه الجيوش الكثيفة.
فأجابوه بكتاب يقولون فيه: من يكون هولاكو وما قدرته ببيت عباس! من الله ملكهم، ولا يفلح من يعاندهم، ولو أراد هولاكو الصلح لما داس أرض الخليفة ولما أفسد فيها، والآن إن كان يختار المصالحة فليعد إلى همذان ونحن نتوسل بالدويدار ليخضع لأمير المؤمنين متخشعا في هذا الأمر لعله يعفو عن هفوة هولاكو.
فلما عرض "آيبك" الكتاب على هولاكو ضحك واستدل به على غباوتهم.
وعود على بدء، سمع الدويدار أن التتار قد توجهوا نحو الأنبار، فسار إليهم، وكان قد خرج معظم العسكر من بغداد للقائهم. فلقي عسكر "سونجاقنوين" وكسرهم وهزمهم، فولوا الأدبار وتبعهم الدويدار سحابة ذلك النهار، وقتلوا منهم كثيرا وجما غفيرا، وحجز بينهم الليل، فكفت المسلمون اللذين معتقدون أنهم قد استظهروا، ولأعدائهم قهروا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي أثناء انهزام التتر التقاهم "بايجونوين" فردهم وهجموا مصبحين جميعا على عسكر ركن الدين الدويدار، فاقتتلوا قتالا شديدا، وانجلت الحرب عن كسرة الدويدار فقتل أكثر عسكره. لأن أكثرهم قد تسلل في الليل إلى المدينة موقنا بالنصرة. ونجا هو في نفر قليل من أصحابه ودخل بغداد. وقصد بعضهم جهة الشام، قيل كانوا نحو ألف فارس. فلما تمت هذه الكسرة؛ ولى المنهزمون ليرجعوا إلى بندار، فحال بينهم وبينها بثق انبثق في تلك الليلة وساحت منه مياه دجلة على البر الذي كان القتال فيه، فشملت الطرق والمسالك وأدركت العسكر، فوقع بعضهم في الماء الذي خرج من تلك الفتوق فارتطمت خيلهم وأخذتهم السيوف فهلكوا.
يصف الديار بكري في تاريخه هذه الحادثة وصفا بليغا شافيا فقال رحمه الله: صار المستعصم يستدعي العساكر ويتجهز لحرب هولاكو، وقد اجتمع أهل بغداد وتحالفوا على قتال هولاكو، وخرجوا إلى ظاهر بغداد ومشى عليهم هولاكو بعساكره، فقاتلوا قتالا شديدا، وصبر كل من الطائفتين صبرا عظيما وكثرت الجراحات والقتلى في الفريقين، إلى أن نصر الله تعالى عساكر بغداد وانكسر هولاكو أقبح كسرة، وساق المسلمون خلفهم وأسروا منهم جماعة، وعادوا بالأسرى ورؤوس القتلى إلى ظاهر بغداد، ونزلوا بخيمهم مطمئنين بهروب العدو.
فأرسل الوزير ابن العلقمي في تلك الليلة جماعة من أصحابه فقطعوا شط الدجلة، فخرج ماؤها على عساكر بغداد وهم نائمون فغرقت مواشيهم وخيامهم وأموالهم وصار السعيد منهم من لقي فرسا يركبها، وكان الوزير قد أرسل إلى هولاكو يعرفه بما فعل ويأمره بالرجوع إلى بغداد، فرجعت عساكر هولاكو إلى ظاهر بغداد فلم يجدوا هناك من يردهم، فلما أصبحوا استولوا على بغداد وبذلوا فيها السيف ووقع منهم أمور يطول شرحها [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftn3).
وفي منتصف شهر المحرم من سنة 656هـ[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftn4) نزل هولاكو بنفسه على باب بغداد من جهة البر الشرقي عن دجلة، وهو البر الذي فيه مدينة بغداد ودور الخلافة. ونزل "بايجونوين" القرية، مقابل دور الخلافة وبينه وبينها دجلة.
وفي يوم وليلة بنى المغول بالجانب الشرقي مسيبا_ أي سورا عاليا_ وبنى "بوقاتيمور" و "سونجاق نوين" و "بايجونوين" بالجانب الغربي كذلك، وحفروا خندقا عميقا داخل السيبا، ونصبوا المنجنيق بإزاء سور بغداد من جميع الجوانب ورتبوا العرادات وآلات النفط.
أشار ابن العلقمي الوزير على الخليفة بمصانعة ملك التتر، ومصالحته، وسأله أن يخرج إليه في تقرير
ذلك، فخرج وتوثق منه لنفسه وأهله، ثم رجع إلى الخليفة وقال له: إن السلطان يا مولانا أمير المؤمنين قد رغب أن يزوج ابنته من ابنك الأمير أبي بكر، ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى سلطان الروم في سلطنة الروم، ولا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له، كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية، وينصرف بعساكره عنك، فمولانا أمير المؤمنين يفعل هذا، فإن فيه حقن دماء المسلمين، ويمكن بعد ذلك أن تفعل ما تريد، والرأي أن تخرج إليه.
وحسّن له الخروج إليه فخرج في جمع من أكابر أصحابه، وطوائف من الأعيان، إلى باب الطاغية هولاكو، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فأنزل الخليفة في خيمة، ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا عقد النكاح فيما أظهره، فخرجوا من بغداد فقتلوا وضربت أعناقهم، وكذلك صار الوزير يخرج إلى التتر طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقهم، ثم طلب حاشية الخليفة، فضرب أعناق الجميع، ثم طلب أولاده فضرب أعناقهم، فقتلهم التتر عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدي هولاكو، فسأله عن أشياء كثيرة.
وقيل: إنه اضطرب كلام الخليفة من هول ما رأى من الإهانة والجبروت.
فلذلك يقول الذهبي رحمه الله: رأيت في تاريخ ابن الكازروني؛ أن الخليفة بقي أربعة أيام عند التتار، ثم دخل بغداد ومعه أمراء من المُغل والنصير الطوسي، فأخرج إليهم من الأموال والجواهر والزركش والثياب والذخائر جملة عظيمة [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftn5).
ومن ثم مد الجسر وعدّى "بايجونوين" ومن معه وبذلوا السيف في بغداد. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان بدأ القتال ثاني وعشرين من المحرم [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftn6)، فلما عاين الخليفة العجز في نفسه والخذلان من أصحابه أرسل صاحب ديوانه وابن درنوش إلى خدمة هولاكو، ومعهم تحف نزره؛ قالوا: إن سيرنا الكثير يقول: قد هلعوا وجزعوا ثيرا.
فقال هولاكو: لم ما جاء الدويدار وسليمان شاه؟ فسير الخليفة الوزير العلقمي وقال: أنت طلبت أحد الثلاثة وها أنا قد سيرت إليك الوزير وهو أكبرهم.
فأجاب هولاكو: إنني لما كنت مقيما بنواحي همذان طلبت أحد الثلاثة، والآن لم أقنع بواحد.
وجد المغول بالقتال بإزاء برج العجمي و "بوقاتيمور" من الجانب الغربي حيث المبقلة و "سونجاق نوين" و "بايجونوين" من جانب البيمارستان العضدي. وأمر هولاكو البتيكتجية ليكتبوا على السهام بالعربية: أن الأروكانية، والعلويين، والداذنشمدية، وبالجملة كل من ليس يقاتل فهو آمن على نفسه وحريمه وأمواله. وكانوا يرمونها إلى المدينة.
واشتد القتال على بغداد من جميع الجوانب إلى اليوم السادس والعشرين من محرم، ثم ملك المغول الأسوار وكان الابتداء من برج العجمي. واحتفظ المغول الشط ليلا ونهارا مستيقظين لئلا ينحدر فيه أحد.
وأمر هولاكو أن يخرج إليه الدويدار وسليمان شاه، وأما الخليفة إن اختار الخروج فليخرج وإلا فليلزم مكانه. فخرج ركن الدين الدويدار وسليمان شاه ومعهما جماعة من الأكابر، ثم عاد الدويدار من الطريق بحجة أنه يمنع المقاتلين الكامنين بالدروب والأزقة لئلا يقتلوا أحدا من المغول، فرجع وخرج من الغد وقتل. وعامة أهل بغداد أرسلوا شرف الدين المراغي وشهاب الدين الزنكاني ليأخذ لهم الأمان [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftn7).
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftnref1) انظر ذيل مرآة الزمان 1/ 87، العبر في خبر من عبر 3/ 277.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftnref2) انظر تاريخ الخميس 2/ 376، المنهل الصافي 7/ 128.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftnref3) انظر تاريخ الخميس 2/ 377.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftnref4) في البداية والنهاية الثاني عشر من محرم.
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftnref5) انظر تاريخ الإسلام وفيات سنة 656هـ ص262.
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftnref6) ورد في المختصر في أخبار البشر و تاريخ ابن الوردي وعقد الجمان: انه قصدها وملكها في العشرين من المحرم.
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428555&posted=1#_ftnref7) انظر تاريخ مختصر الدول ص270، ذيل مرآة الزمان 1/ 88، المختصر في أخبار البشر 3/ 233، سير أعلام النبلاء 23/ 181، دول الإسلام 2/ 172، العبر 3/ 277، تاريخ ابن الوردي 2/ 190، مآثر الإنافة 2/ 91، عقود الجمان 1/ 169، تاريخ ابن سباط 1/ 374، تاريخ الخميس 2/ 376، شذرات الذهب 7/ 468، طبقات الشافعية الكبرى 8/ 269.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 02:28]ـ
بداية النهاية وسقوط الخلافة:
لما رأى الخليفة أن لابد من الخروج أراد أو لم يرد؛ استأذن هولاكو بأن يحضر بين يديه، فأذن له وخرج رابع صفر، ومعه أولاده وأهله.
فتقدم هولاكو أن ينزلوه بباب كلواذا. وشرع العساكر في نهب بغداد ودخل بنفسه إلى بغداد ليشاهد دار الخليفة، وتقدم بإحضار الخليفة فأحضروه، ومثل بين يديه وقدم جواهر نفيسة ولآلئ ودرر معبأة في أطباق، ففرق هولاكو جميعها على الأفراد.
وعند المساء خرج إلى منزله وأمر الخليفة أن يفرز جميع النساء التي باشرهن هو وبنوه ويعزلهن عن غيرهن، ففعل فكن سبعمائة امرأة، فأخرجهن ومعهن ثلاثمائة خادم خصي.
وبقي النهب يعمل إلى سبعة أيام [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftn1)، وقتل كل من ظهر ولم يسلم إلا من اختفى في بئر أو قناة، وقتل كل من في دار الخلافة من الأشراف، ولم يسلم منها إلا من هرب أو كان صغيرا، فإنه أُخذ أسيرا [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftn2)، وتمزقوا في الأقطار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخرب التتر الجوامع والمساجد والمشاهد. وسفكوا الدماء حتى جرت في الطرقات وصارت في الأزقة كأكباد الإبل. وجرت سيول الدماء. وبقيت البلدة كأمس ذاهب. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم رفع السيف وأبطلوا السبي. ونودي بالأمان، فظهر من كان اختفى. وقتل سائر اللذين خرجوا إلى هولاكو من القضاة والأكابر والمدرسين.
يصف ابن كثير رحمه الله تلك الطامة فيقول: لما قتلوا هؤلاء السادات مالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش وقنى الوسخ، ويكمنون فيها ولا يظهرون، وكان جمع من الناس يجتمعون في الحانات ويغلقون عليهم الأبواب فيفتحها التتار إما بالكسر أو بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي المكان، فيقتلونهم على الأسطحة حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى، ومن التجأ إليهم والى دار الوزير محمد بن العلقمي الرافضي عليه من الله ما يستحق.
وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها، كأنها خراب ليس فيها أحد إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع ولإلة وقلة.
وكان الرجل يستدعى من دار الخلافة من بني العباس فيخرج بأولاده ونسائه، فيذهب به إلى مقبرة الخلال تجاه المنظرة، فيذبح كما تذبح الشاة، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه.
ولما انقضى أمد المدة المقدرة وانقضت الأربعون يوما، بقيت بغداد خاوية على عروشها، ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم و أنتنت البلد من جيفهم، وتغير الهواء فحصل بسببه الفناء والوباء الشديد، حتى سرى وتعدى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون.
ولما نودي ببغداد بالأمان خرج من كان تحت الأرض بالمطامير والقنى والمغاير كأنهم الموتى إذا نبشوا من القبور، وقد أنكر بعضهم بعضا فلا يعرف الوالد ولده، ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سلف من القتلى [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftn3).
يقال: إن هولاكو أمر بعد القتلى فبلغوا على أكثر ما قيل: ألف ألف وثمانمائة ألف وكسر، وعلى أقل ما قيل: ثمانمائة ألف نفس.
واستولوا من قصور الخلافة وذخائرها على ما لا يحصره العدد والضبط، وحفرت الدور، وأخذت الدفائن والأموال التي لا تعد ولا تحصى، وكانوا يدخلون الدار فيجدون الخبيئة فيها، وصاحب الدار يحلف أن له السنين العديدة فيها ما علم أن بها خبيئة. وألقيت كتب العلم التي كانت في خزائنهم بدجلة، معاملة بزعمهم لما فعله المسلمون بكتب الفرس عند فتح المدائن.
وفي رابع عشر صفر [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftn4) رحل هولاكو من بغداد، وفي أول مرحلة قتل الخليفة المستعصم وابنه الأوسط، مع ستة نفر من الخصيان بالليل، وقتل ابنه الكبير ومعه جماعة من الخواص على باب كلواذا [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftn5). ولم يتحقق كيفية قتل الخليفة، فقيل: أنه خنق، وقيل: وضع في عدل ورفس إلى أن مات هو وولده، وهو الأشهر والأكثر ورودا، تجافيا عن سفك دمه بزعمهم.
وقيل: غرق في دجلة، وقيل: رموه تحت أرجل الدواب، وقيل: ضرب بالمرازب وبمداق الجص، وقيل: لف في بساط فغطّس. والله اعلم بحقيقة الحال، ولا حول ولا قوة إلا بالله [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftn6).
قال السبكي: قيل: أنه أمر به ليلا، وسأله عن أشياء، ثم أمر به ليقتل، فقيل لهولاكو: إن أهريق دمه تظلم الدنيا، ويكون سبب خراب ديارك، فإنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخليفة الله في أرضه، فقام الشيطان المبير الحكيم نصير الدين الطوسي؛ وقال: يقتل ولا يراق دمه.
وكان النصير من أشد الناس على المسلمين، فقيل: إن الخليفة غم في بساط، وقيل: رفسوه حتى مات. ولما جاءوا ليقتلوه صاح صيحة عظيمة. وقتلوا أمراءه عن آخرهم [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftn7).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفوض هولاكو عمارة بغداد إلى صاحب الديوان والوزير وابن درنوش [8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftn8). ثم طلب النصارى أن يقع الجهر بشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، وأن يفعل معهم المسلمون ذلك في شهر رمضان، فألزم المسلمون بالفطر في رمضان، وأكل الخنزير، وشرب الخمر.
ودخل هولاكو إلى دار الخلافة راكبا لعنه الله، واستمر على فرسه إلى أن جاء إلى سدة الخليفة، وهي التي تتضاءل عندها الأسود، ويتناوله سعد السعود، كالمستهزئ بها، وانتهك الحرم من بيت الخليفة وغيره، وأعطى دار الخليفة لشخص من النصارى، وأريقت الخمور في المساجد والجوامع، ومنع المسلمون من الإعلان بالأذان، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftn9).
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftnref1) أكثر الروايات في كتب التاريخ: انه استمر أربعين يوما، وفي بعضها: نيفا وثلاثين يوما.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftnref2) قال الذهبي: وله ذرية إلى اليوم بأذربيجان. (سير أعلام النبلاء 23/ 184).
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftnref3) انظر البداية والنهاية 13/ 201.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftnref4) في الذيل على مرآة الزمان: في الأربعاء عاشر صفر، وفي السلوك: سادس صفر.
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftnref5) ذكر القرماني في تاريخه رواية عجيبة لم أجدها في غيره، وهي: أن الخليفة أمر أن يجوع إلى أن بلغ منه الجوع مبلغا عظيما فسال أن يطعم شيئا، فأرسل هولاكو له طبقا فيه ذهب وطبقا فيه فضة وطبقا فيه جوهر، وقيل له: كل هذا، فقال: هذا ما يؤكل. فقال هولاكو: إذا كنت تعلم انه ما يؤكل لم ادخرته؟ كنت صانعتنا ببعضه، أو استخدمت به جيشا لقيتنا به. ثم أمر به فاخذ البردة التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم والقضيب فوضعهما في طبق نحاس فاحرقهما وذرى رمادهما في دجلة. (أخبار الدول و آثار الأول 2/ 197).
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftnref6) ذكر الإمام الذهبي رحمه الله في تاريخ الإسلام وفيات سنة 656هـ ص260، شهادة عيان لما جرى للخليفة مع هولاكو يحكيها جمال الدين سليمان بن عبد الله بن رطلين، حيث كان أبوه ممن قبض عليهم وممن ذهب مع الخليفة إلى هولاكو بقصد النكاح ونجى من الموت. فلتنظرها هناك.
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftnref7) انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 271.
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftnref8) انظر تاريخ مختصر الدول ص271، ذيل مرآة الزمان 1/ 88، تاريخ ابن خلدون 10/ 1150، المختصر في أخبار البشر 3/ 233، سير الأعلام 23/ 181و362، دول الإسلام 2/ 173، العبر 3/ 278، مآثر الإنافة 2/ 92، السلوك لمعرفة دول الملوك 5/ 410، عقود الجمان 1/ 174، تاريخ ابن سباط 1/ 375، تاريخ الخميس 2/ 377، شذرات الذهب 7/ 469، طبقات الشافعية الكبرى 8/ 270.
[9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428556&posted=1#_ftnref9) انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 271.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 02:30]ـ
ابن العلقمي وسوء الخاتمة:
لم يتم للوزير ابن العلقمي ما أراد وخطط، ومات بعد مدة يسيرة، ولقّاه الله تعالى ما فعله بالمسلمين، ورأى قبل موته في نفسه العبر والهوان والذل ما لا يعبر عنه [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn1).
كان عليه من الله ما يستحق قد قرر مع هولاكو أمورا فانعكست عليه، وعض يده ندما، وبقي يركب كديشا وحده بعد أن كانت ركبته تضاهي موكب السلطان، فنادته عجوز من طاق: يابن العلقمي، هكذا كنت تركب في أيام أمير المؤمنين المستعصم؟! فوقعت كلمتها في قلبه وانقطع في داره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سمع بأذنيه ورأى بعينيه من التتار والمسلمين ما لا يحد ولا يوصف. يحكى أنه طلب منه يوما شعيرا فركب الفرس بنفسه ومضى ليحصله لهم، فهذا يشتمه وهذا يأخذه بيده وهذا يصفعه، بعد أن كانت السلاطين تأتي فتقبل عتبة داره، والعساكر تمشي في خدمته حيث سار من ليله ونهاره [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn2).
وأضاف إليه هولاكو وزيرا آخر، فمات غبنا وغما لا رحمه الله، وفي الآخرة أشد خزيا وأشد تنكيلا [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn3).
وعمل ابن العلقمي على ترك الجمعات وأن لا يخطب في الجوامع، وأن يبنى مدرسة على مذهب الرافضة، فما بلغ أمله، وفتحت الجوامع وأقيمت الجمعات [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn4).
قال ابن كثير رحمه الله: وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد، و أمر الوزير ابن العلقمي بأن تعطل المساجد والجوامع والمدارس والربط ببغداد ويستمر بمحال الروافض، وأن يبنى للرافضة مدرسة هائلة ينشرون فيها علمهم، فلم يقدره الله عز وجل على ذلك، بل أزال نعمته عنه، وقصف عمره بعد شهور يسيرة من هذه الحادثة، واتبعه ولده فاجتمعا والله أعلم في الدرك الأسفل من النار [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn5).
فانظر إلى أي حد وصل الحقد في قلب هذا الخائن والتعصب لمذهبه الباطل، فقد حفر للامة قليبا فأوقع فيه قريبا وذاق الهوان.
عاش ابن العلقمي بعد الكائنة ثلاثة أشهر وهلك وله من العمر ستا وستين سنة. ودفن في قبور الروافض.
قال الحافظ الذهبي: حدثني أبي فخر الدين قال: كان قد مشى حال الخليفة بأن يكون للتتار نصف دخل البلاد؛ وما بقي شيء أن يتم ذلك؛ فقال الوزير ابن العلقمي: ما هذا مصلحة، والمصلحة قتله، وإلا ما يتم ملك العراق [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn6).
يقول العيني رحمه الله في هذا الشأن: وقد أشار أولئك الملاعين الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة. وقال الوزير: ولو وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عاما أو عامين، ثم يعود الأمر على ما كان عليه قبل ذلك [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn7).
قال الصفدي رحمه الله: عومل بأنواع الهوان من أراذل التتار والمرتدة، حكي أنه كان في الديوان جالسا فدخل بعض التتار ممن لا له وجاهة، راكبا فرسه فساق إلى أن وقف بفرسه على بساط الوزير، وخاطبه بما أراد، وبال الفرس على البساط وأصاب الرشاش ثياب الوزير وهو صابر لهذا الهوان، يُظهر قوة النفس وأنه بلغ مراده.
وقال له بعض أهل بغداد: يا مولانا أنت فعلت هذا جميعه وحميت الشيعة حمية لهم، وقد قتل من الأشراف الفاطميين خلق لا يحصون، وارتكب من الفواحش مع نسائهم وافتضت بناتهم الأبكار، مما لا يعلمه إلا الله تعالى. فقال: بعد أن قتل الدويدار ومن كان على مثل رأيه لا مبالاة بذلك [8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn8).
قال العلامة ابن خلدون: واستبقي ابن العلقمي على الوزارة ولرتبة ساقطة عندهم، فلم يكن قصارى أمره إلا الكلام في الدخل والخراج، متصرفا من تحت رجل آخر، أقرب إلى هولاكو منه، فبقي على ذلك مدة ثم اضطرب وقتله هولاكو [9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn9). فالعياذ بالله من سوء الخاتمة وبئيس العاقبة.
روى العيني رحمه الله عن بيبرس في تاريخه: وأما الوزير فهو مؤيد الدين محمد بن العلقمي؛ فإن هولاكو استدعاه بين يديه وعنّفه على سوء سيرته وممالأته على ولي نعمته، و أمر بقتله جزاءً لسوء فعله، فتوسل وبذل الالتزام بالأموال يحملها، وإتاوة من العراق يحصلها، فلم يذعن لقبوله ولا أجاب إلى سؤاله، بل قتل بين يديه صبرا، وتحسى من يد المنون صبرا، و أوقعه الله في البئر التي احتفر، وخانه فيما قدّره صرف القدر [10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn10).
(يُتْبَعُ)
(/)
أراد ابن العلقمي نصرة الشيعة فنصر عليهم، وحاول الدفع عنهم فدفع إليهم، وسعى ولكن في فسادهم، وعاضد ولكن على سبي حريمهم وأولادهم، وجاء بجيوش سلبت عنه النعمة، ونكبت
الإمام والأمة، وسفكت دماء الشيعة والسنة، وخلدت عليه العار واللعنة.
وأتى الخائن الخبيث بمغل طبق الأرض بغيهم تطبيقا
هكذا ينصر الجهول أخاه ومن البر ما يكون عقوقا [11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftn11)
( تم المسطور، وجاء آخر المقصود، فسبحان الله المحمود)
وكتبه قديماً على مزيد نقص وتقصير .. العبد الفقير .. أبو عصام السكران التميمي
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref1) انظر ذيل مرآة الزمان 1/ 89، طبقات الشافعية الكبرى 8/ 273.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref2) انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 273.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref3) انظر دول الإسلام 3/ 175، عقود الجمان 1/ 202.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref4) انظر سير أعلام النبلاء 23/ 362.
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref5) انظر البداية والنهاية 13/ 202، عقود الجمان 1/ 175.
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref6) انظر سير أعلام النبلاء 23/ 362، تاريخ الإسلام وفيات سنة 656هـ ص.
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref7) انظر عقود الجمان 1/ 173.
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref8) انظر الوافي بالوفيات 1/ 184، فوات الوفيات 2/ 257.
[9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref9) انظر تاريخ ابن خلدون 10/ 1150، مآثر الإنافة 2/ 92.
[10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref10) انظر عقود الجمان 1/ 203، تاريخ الخميس 2/ 377.
[11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=428557&posted=1#_ftnref11) انظر تاريخ ابن الوردي 2/ 190.
ـ[نورالدين المالكي]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 05:08]ـ
هذا هو حالهم منذ أن زرع جدهم عبد الله بن سبا هذه النبتة الخبيثة
ـ[ابن الصديق]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 10:28]ـ
انهم شر على الاسلام واهله وهم يدعون انهم من اهله وهم اخطر من اليهود والكفره على اهل السنه والجماعه
اللهم جنبنا السوء
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 11:17]ـ
بارك الله فيك وفي كل اصحاب الردود الذين كان لهم الدور الكبير في ايضاح الحقائق العلمية والتاريخية(/)
دعاء السفر المأثور والصحفي المذعور ... ش. عبدالمنعم الشحات .. حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 12:10]ـ
دعاء السفر المأثور والصحفي المذعور
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإذا كنتَ مسافرًا بالطائرة فسوف تجد حولك حالة مِن الخوف، والقلق، والاضطراب خلفتها التجارب السابقة؛ فكل المسافرون مشتبه فيهم!
لابد من مرور الحقائب على أجهزة كشف "المفرقعات"؛ حتى حقائب اليد الأنيقة التي لا يشي منظرها بأي نوايا عدوانية لابد وأن تمر على هذا الجهاز!
ثم لابد أيضًا من الكشف على الأسلحة البيضاء، ولا تندهش إذا عرفتَ أنه يدخل في تعريف الأسلحة البيضاء "آلة تقليم الأظافر"؛ فكم استُخدِمت مثل هذه الأدوات في أعمال اختطاف لطائرات!
ولابد من مراعاة الوزن؛ فالطائرة ليست مركبة أرضية إذا حملتها وزنًا زائدًا تباطأت حركتها فحسب، بل إن الأمر يمكن أن يؤدي إلى سقوط في بحر أو مفازة لا يُعرف لها مدخل من مخرج.
ولابد من الكشف الهندسي على الطائرة مع كل رحلة، وكم من طائرة عطلت رحلتها من أجل استبدال أجزاء كانت تطير بها للتو في رحلتها السابقة.
ولابد في ذات الوقت من الكشف عن الحالة الصحية والذهنية والنفسية لطاقم الطائرة.
ثم يصعد الركاب إلى الطائرة وقد أثقلتهم الإجراءات، وشوش ذهنهم بكثرة الأخطار.
ومع كل هذه الاحتياطات فما زالت المفاجآت ممكنة مِن عاصفة جوية مفاجئة، أو مرض مفاجئ يصيب قائد الطائرة أو عمل معاد إلى غير ذلك ..
ومن ثمَّ فتنص لوائح هيئة الطيران المدني العالمية على وجوب إعطاء محاضرة في كل رحلة عن كيفية مواجهة الطوارئ؛ فتأتي المضيفة لتشرح للركاب أماكن سترات النجاة، وكيف يرتدونها إذا حدث للطائرة مكروه؟
وكيف الحال إذا اضطروا إلى القفز من الطائرة، وهي على ارتفاع كذا ألف قدم؟
وكيف الحال إذا كانت الحادثة فوق الماء؟
وكيف الحال إذا كانت فوق الجبال أو الغابات أو الصحاري؟!
وكيف .. وكيف .. ؟
يُلقى كل هذا على الركب المشغول الذهن أصلاً بأهل قد خلَّفهم، وبرحلة يستقبلها فتجتمع على قلبه هموم، وتملأ قلبه خواطر وأفكار.
وهذا كله فرع على أن الإنسان جاهل عاجز لا يعلم كثيرًا من الواقع فضلاً عن الغيب، فربما كان على متن الطائرة من يريد بها السوء وهو لا يدري، وربما قصَّر الفنيون في مراجعة أحوالها الفنية، وربما .. وربما ..
وربما هاجت الريح أو ثارت عاصفة ترابية أو غيرها من الأمور القدرية، ثم إذا علم ووجدت الريح، أو هاجت العاصفة؛ فإنه يعجز عن السيطرة على الكون أو التحكم فيه، وما يملكه من ذلك أقل بكثير مما لا يملك.
يعجز إذا وجد اضطرابًا في بطنه أن يمنع القيء الذي إذا حدث أذاه وأذى من بجواره فكان المنظر كئيبًا له، ولمن حوله.
فماذا يفعل الناس في مواجهة هذه الخواطر والمخاوف؟!
هناك من يحاول أن يتشاغل بشاغل آخر مما حل أو حرم: كالنوم، أو قراءة المجلات، أو سماع الاغانى والموسيقى، وربما شرب بعضهم الخمر -والعياذ بالله-!
وهؤلاء الذين يفرون من معالجة القلق في موقف تلو آخر، لا يفرون منه في الحقيقة، بل تجتمع المواقف على قلوبهم حتى تأتي عليها؛ فيصيرمريضًا بالقلق حتى وإن لم يكن هناك ما يقلق.
وهناك من يرتدي شيئًا حقيرًا في يده أو في عنقه يُسمى بالحظاظة "قطعة من الجلد أو المعدن"؛ فيهرع إليها يطيل إليها النظر ويتحسسها بيده متأملاً فيها تأمل الشارد، فيبقى في شروده ظانًا أن هذا الشيء قد نفعه، وإنما سكنه كفعل شارب الخمر تمامًا، بل أسوأ فإن مثل هذا الرجل يصير عبدًا لتلك الحظاظة الحقيرة حتى إذا فقدها ربما يقتل نفسه أو يعيش حياته، وهو إلى الموت أقرب منه إلى الحياة.
وأما أهل الإيمان:
فيعرفون أنهم فقراء، ولكنهم يعبدون الغني الحميد.
ويعرفون أنهم ضعفاء، ولكنهم يلجئون إلى القوي المتين.
ويعرفون أنهم جهلاء، ولكنهم يتوكلون على العليم الخبير.
أهل الإيمان لا سيما من يتبع منهم سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُقدِموا على سفرهم إلا بعد الاستخارة.
أهل الإيمان تخلصوا من جزء كبير من القلق على أهليهم حينما استودعوهم الله -تعالى- الذي لا تضيع ودائعه.
أهل الإيمان استبشروا لما استعانوا بالله عند خروجهم من منزلهم، واستعاذوا به أيضًا من شر أنفسهم، ومِن شر غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن ماذا بعد ما أتوا المطار، ومثلت أمام أعينهم عشرات الأخطار، وسمعوا محاضرات عن احتمالات سقوط الطائرة، واحتمال تعرضها لكذا .. وكذا .. لا شك أنهم في حاجة إلى تجديد التوكل على الله -تعالى- والثقة به، وتفويض الأمر إليه.
ولكنهم قبل هذا رأوا هذه المركبات العظيمة وكيف هدى الله الخلق إليها وما فيها من نعم، وهذه الكراسي الوثيرة وما فيها من رفه؛ فليبدؤوا بالشكر، ثم بالاستعاذة من المخوفات، ثم ليتوكلوا على الله -تعالى-.
والشكر في دعاء ركوب الدابة المشروع سفرًا وحضرًا، والاستعاذة من هذه المخوفات يزاد في السفر؛ فأما دعاء ركوب الدابة المأثور عنه -صلى الله عليه وسلم- فقوله: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
وأما دعاء السفر فعن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ) (رواه مسلم)، هذا في سفر الذهاب، وأما سفر العودة فيزيد فيه: (آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).
وقد أحسنت شركة "مصر للطيران" بإذاعة تسجيل صوتي لهذا لدعاء؛ تذكيرًا للركاب به، والركاب فيهم: الصالح والطالح، والعالم بهذه الأدعية والجاهل بها، ولكن في هذا المشهد الذي تجتمع فيه على الإنسان هذه الهموم يجد أن هذا الدعاء هو البلسم الشافي؛ لتبديد كل هذه الهموم فترى الركاب جميعًا يهمهمون بهذا الدعاء، وكأنك في مسجد أو في حلقة ذكر، بل تجد أن كثيرًا من الركاب يزيد على هذا بالتكبير كلما علت الطائرة، والتسبيح إذا نزلت كما جاءت بذلك السنة.
وهذه الطائرات يركبها أيضًا من الكفار مَن يركب، ونحن على يقين أن من يفهم منهم هذا الدعاء وما فيه من معان جامعة وكأنها لم تقال إلا في شأن أخطار الطيران مع أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- سنها لأمته يوم كان السفر على الدواب، وكان غاية ما فيها من خطر أن ترمي صاحبها فتقلته، وهو أمر لا يكاد يقع.
ثم إذا نظر في الأديان الأخرى وخلوها مِن الذكر المأثور عن الأنبياء حيث ضيع هؤلاء سنن الأنبياء، وانشغلوا بنسج الأساطير حولهم! إلا أن منهم من يعرض عن التأمل في هذا الأمر، ومنهم: من يتأمل ويمصمص الشفاه؛ فقد عقد عزم قلبه على ألا يفارق دين الآباء والأجداد مهما كان الثمن!
ويتصور أن يحاول بعضهم منع إذاعة هذا الدعاء حقدًا وتغيظًا على المسلمين.
ويتصور أن يستأجر من يفعل ذلك نيابة عنه ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.
هذا .. وقد قام صحافي يعمل في جريدة مشبوهة، ويرأس تحرير جريدة أشد شبهة بتوجيه نقد إلى شركة الطيران؛ لأنها اختارت هذه الآية: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ. وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) (الزخرف:13 - 14)، مع ما فيها من قوله -تعالى-: (وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ)، و"هو أمر لا يجمل أن يواجه به المسافر" -في زعمه-!
"كما أنه استنكر أن يختار من أدعية النبي -صلى الله عليه وسلم- الدعاء الذي فيه وعثاء السفر، وكآبة المنظر حتى يواجه به المسافر في أول جلوسه على كرسي الطائرة".
ثم لما نوقش .. قال: "إنه ينبغي أن يراعى أن الطائرة يركبها غير المسلمين"!
هذا حاصل كلامه .. "فض فوه".
ونحن بعد المقدمة السابقة نعلق عليه في نقاط محددة نجملها فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - دأب العالمانيون على أنهم إذا أرادوا أن ينتقدوا شيئًا من دين الله نسبوه إلى أحد الناس على أنه فهم فلان للدين، ثم انبروا يعلمون ذلك الغير صحيح الدين على حد فهمهم.
وهكذا فعل هذا الصحفي هنا؛ فادعى أن اختيار الآية والدعاء كان من فعل شركة الطيران، ومِن ثمَّ فالنقد موجه لهم لا إلى الآية، ولا إلى الدعاء النبوي، والكاتب مخير هنا بين احتمالين أحلاهما مر:
إما أن يعترف أنه جاهل جهلاً مطبقًا للكتاب والسنة؛ حيث يعرف القاصي والداني أن هذا الدعاء هو الذي كان يدعو به النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر، وليس دعاء مطلقًا وظفته "مصر للطيران" في غير مناسبته، كما ادعى ذلك الصحفي!
وأخطر من هذا أن تخصيص النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذا الدعاء لركوب الدابة لم يكن إلا امتثالاً لأمر الله -تعالى- في القرآن: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) (الزخرف:13).
فإذن فالكاتب لا يعرف شيئًا عن الأذكار النبوية، وأظن أن هذا ليس بجديد عليه؛ كما أنه كمن لم يقرأ القرآن من قبل، أو على الأقل لم يكلف نفسه أن يراجع الآية من المصحف فضلاً عن مراجعة تفسيرها قبل أن يُسوِّد ما سَوَّد.
وإما أن يعترف أنه قال ذلك نفاقًا وزندقة، وطعنًا في الدين، ولكنه جبن عن التصريح بالطعن في الدين؛ فنسب الأمر إلى شركة الطيران.
2 - ثم لو حاولنا أن نفترض الاحتمال الأخف، وهو أنه ظن أن هذه الأدعية مطلقة وظفتها مصر للطيران في هذا السياق باجتهاد منها؛ فإن هذا يدعونا إلى التشكك في عقل الرجل، فإنك لو علَّمتَ طفلاً صغيرًا دعاء يستعيذ فيه بالله من وعثاء السفر -"أي تعبه"-، ثم سألته: متى سوف تقول هذا الدعاء يا "حبيبي" .. ؟
فسوف يجيب على الفور: "عندما أكون مسافرًا -إن شاء الله-"، ولا تتصور إجابة غير هذا.
لكن رئيس التحرير هذا كان له رأي آخر .. !
3 - وهذا ما يجعلنا نتشكك في كل حرف قاله؛ لا سيما أنه في غالب الظن لم تكن هذه أول رحلة له على خطوط مصر للطيران، ولا شك أنه سمع هذا الدعاء على خطوطها قبل هذا، وربما يكون ردده، وربما يكون قد انشغل في مشاهدة صور الفنانات في الجرائد التي يعمل بها، ولكنه على كل حال لم يستنكر على مصر للطيران فعلها .. فلماذا قفزت هذه الأغلوطة إلى عقله النير فجأة، وهو يستعد للقفز على كرسي رئاسة تحرير جريدة هاجم رئيس تحريرها السابق الإسلام أيضًا، ولكن أسياده غضبوا عليه فجأة لما بالغ في مطالبه المالية، وأرادوا أن يعلموه أن الحظيرة فيها من لا يقلون عنه زندقة، ولكن يرضون بأقل مما يطلبه من "علف"!
4 - ومما يؤكد هذا أن يعلل ذلك الرجل الأمر في النهاية بأن خطوط مصر للطيران يركبها الكفار، ولا ينبغي أن نعرض ذلك عليهم! ونحن قد نتفهم أن هناك من المأجورين من يريد منع أي مظهر إسلامي في بلاد 95% من سكانه مسلمين بزعم مراعاة المواطنة التي لا تراعى إلا على حساب الإسلام، ولكن العجب هنا أن الرجل يريد فقط استبدال هذه الأذكار بأخرى قد اقترحها، وكأنه يريد أن يدفع عن نفسه تهمة معاداة الإسلام. أم أنه أخبث من هذا وهو يريد أن يفتح باب نقد الآيات والأحاديث؟!
ونحن نقول له: إذا كنتَ قد ركبت الطائرة مع أحد الكفار فاستشكل هذا الدعاء، ولم تملك جوابًا .. فكان يجب أن ترد الأمر إلى عالمه، ولن نقول لك أن تسألنا نحن، ولكن: اسأل الأزهر الذي ما فتئتم تزعمون أنكم تتبعونه، ولا تتبعون المتشددين! وكنتَ ستجد عند علماء الأزهر -بفضل الله- شرحًا وافيًا لما غمض عليك أو على "صاحبك" أو "سيدك".
5 - وفي النهاية .. نجيبك على ما أثرت من شبهات سواء كنت أنتَ صاحبها أم كنت أنت مصحوبًا لصاحبها:
فأما ما زعمتَ من أن الذكر النبوي يدخل على نفس المسافر تشاؤمًا: فكلام لا يصدر من رجل سافر ولو مشيًا على قدميه، فضلاً أن يكون قد سافر بالطائرة ومر بتلك الإجراءات التي وصفنا شيئًا منها، ومثلت أمام عينيه كلمات المفرقعات والمتفجرات، والاختطاف، والسقوط والاحتراق؛ فالأخطار ماثلة، والحديث يسن للمؤمن أن "يستعيذ" بالله منها، وأخطار السفر تكون ماثلة بطبيعة الحال في ذهن كل مسافر؛ لا سيما سفر الطائرة حيث تلقى على أسماعه كلما حل أو رحل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إذا زعمت أن الاستعاذة هي التي أصابتك بالتشاؤم دون أخبار المخاطر؛ فنظن أنك في هذه الحالة قد تكون في حاجة للعرض على "قومسيون" طبي!
6 - وأما زعمك أن الآية تذكر بالانقلاب إلى الله، وهو أمر يصيب المسافر بالتشاؤم، فبعد أن عرفتَ أن هذا الدعاء قد أمر به القرآن عند ركوب الدابة خاصة، وأن اختياره لهذا الموطن لم يكن اختيارًا من النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فضلاً أن يكون اختيارًا من شركة الطيران .. فماذا أنت فاعل؟!
إذن يجب عليك أن تعلم إن كنتَ مسلمًا أن استمرار ذكر المسلم للدار الآخرة هو الذي ينفعه عند الله؛ حتى لا يستدرجه الشيطان فيبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، وكل الدنيا عرض زائل حتى رئاسة الدنيا بأسرها، وليس فقط رئاسة تحرير صحيفة ساقطة فيها!
والآية تأمر بشكر نعمة الفلك والأنعام، ثم تُذكِّر الخلق أنهم منقلبون إلى الله؛ لتنظر كل نفس ما قدمت حتى يرغب الناس في عدم الزهد بهذا الشكر، ومع ذلك: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا) (الإسراء:89)!
وهذا لأن هذا الذكر هو لركوب الدابة بصفة عامة في الحضر والسفر، وأما في السفر فالحكمة فيه أظهر، حيث يشبه السفر الحسي السفر إلى الله من وجوه كثيرة، وحيث يحتاج المسافر إلى الله زادًا كما يحتاج المسافر السفر الحسي زادًا، وزاد سفر الآخرة التقوى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (البقرة:197).
كما أن أخطار السفر وما يوجد فيه من احتمالات انقلاب إلى الله تستدعى توبة وكتابة وصية بالديون واستئذان الوالدين، واستئذان المدين من دائنه، وأحكام فقهية لا نظن أن الكاتب يدري عنها شيئًا.
وإذا كان الكاتب يصيبه الذعر من ذكر الموت فيحتاج إلى أن يسأل نفسه: هل لأنه خرب آخرته من أجل دينه؟ أم لأنه لا يقرأ القرآن الذي هو من أوله إلى آخره تذكير بيوم الدين، كما قال -تعالى- في الفاتحة: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)؟!
في الواقع .. نحن نتعامل مع كاتب مذعور من الموت .. وهذه مشكلته لابد أن يعالجها! مذعور من أن يذكره أحد بوعثاء السفر، وكأنه يسافر بلا ألم مادي أو معنوي!
ولكنه يبدو أنه قبل هذا كان مذعورًا من أن يطير منه كرسي رئاسة تحرير الجريدة المشبوهة كما طار من أستاذه من قبله.
ومِن ثمَّ فلا مانع عنده أن يطعن في دين الأمة كلما كان هذا الطعن يساوي زيادة في راتبه، وتثبيتًا في كرسيه الذي سيأتي اليوم الذي يُركل مِن عليه كما ركل أستاذه، أو ينقلب إلى الله وهو عليه؛ فيسأله عما كان يفعل.
فهل تدركه رحمة الله قبلها فيتوب أم ينقلب إلى الله بشر وجه وبشر عمل؟!
فليختر لنفسه .. و (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور:21).
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
ما صحة هذه القصة؟ و ما رأيكم في متنها؟
ـ[أبو عبد الله المصري]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 06:22]ـ
من كتاب عالمية الإسلام
د/شوقى ضيف
منتصف ص/37 و أول ص/38
فى الجزء الثانى من كتاب النجوم الزاهرة جاء فيه: ((كان يجتمع بالبصرة عشرة فى مجلس لا يُعرف مثلهم: الخليل بن أحمد صاحب العروض سُنى , والسيد بن محمد الحميرى الشاعر رافضى , وصالح بن عبد القدوس ثنوى , وسفيان بن مجاشع صُفرى , وبشار بن بُرد خليع ماجن , وحماد عجرد زنديق , وابن رأس الجالوت الشاعر يهودى , وابن نظير النصرانى متكلم , وعمرو ابن أخت الموبذ مجوسى , وابن سنان الحرانى الشاعر صابئى)). والنص يشمل جميع أصحاب العقائد والنحل بالعراق , فالخليل بن أحمد واضع العروض وأوزانه مسلم سنى , يقول بخلافه أبى بكر وعمر عن استحقاق , والسيد بن محمد الحميرى رافضى أى شيعى متطرف يطعن فى أبى بكر وعمر والصحابة , وصالح بن عبد القدوس ثنوى أى مانوى يقول بأن للعالم إلهين: إله النور وإله الظلمة , وسفيان بن مجاشع من الخوارج الصُفرية الذين كانوا يؤثرون القعود عن جهاد الأمويين فى أول أمرهم , ثم حملوا السلاح لحربهم , وبشار بن برد خليع ماجن , وفات صاحب النجوم الزاهرة انه زنديق ,وحماد عجرد زنديق , وابن رأس الجالوت كبير أحبار اليهود ورئيسهم فى العراق , وابن نظير نصرانى , وعمرو بن أخت الموبذ مجوسى ,وابن سنان الحرانى الشاعر صابئى.وواضح ان كل شخص من هؤلاء الاشخاص العشرة كان يمثل عقيدة من العقائد فى العصر العباسى الأول ومنهم ثلاثة مسلمون: سنى , وشيعى , رافضى ,وصفرى من الخوارج , ومنهم زنديقان , ثم خمسة: مانوى , ويهودى , ونصرانى , ومجوسى , وصابئى , وكانوا يتجادلون ويتحاورون فى عقائدهم ويتناشد الشعراء منهم أشعارهم. ولا يمكن أن يجتمع هذا المجلس فى أمة من الأمم , إنما يجتمع فى الأمة الإسلامية فى أوج عزها وسلطان دولتها فى القرن الهجرى / الثامن الميلادى , لعالمية دينها ولما كفل لأهل الذمة من حرية فى العقيدة.
ـ[أبو عبد الله المصري]ــــــــ[16 - Nov-2010, صباحاً 12:14]ـ
أرجو من مشايخنا أن يجيبوني
ـ[أبو عبد الله المصري]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 08:08]ـ
أرجو من مشايخنا الكرام أن يجيبوني
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 10:52]ـ
هذا مما تفرد بروايته خلف بن المثنى .. نقله عنه الذهبي في (تاريخ الإسلام 9/ 383)، والصفدي في (الوافي بالوفيات 13/ 89) تعليقاً؛ ونقلها عنهما ابن تغري بردي في (النجوم الزاهرة 2/ 29) .. لم يروها غير خلف بن المثنى هذا.
وخلفٌ هذا قد يكون [الحداني] على الأظهر، وهو مجهولٌ لا يعرف .. إخباريٌ صاحب نوادر.
ومثل هذا الأمر يعد عادةً من نسج الخيال، وبهار في الكلام لا يصدق ..
وما هذه الصدفة التي تجمع هؤلاء في مجلس واحد؟!
أم ما هذه الصدفة التي يكون مثل هؤلاء من أصحاب الأهواء مقربون ويجالسون ويتحدث إليهم على وجه الأنس والمنادمة؟!!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 03:40]ـ
إنما يجتمع فى الأمة الإسلامية فى أوج عزها وسلطان دولتها فى القرن الهجرى / الثامن الميلادى , لعالمية دينها ولما كفل لأهل الذمة من حرية فى العقيدة.
اولاً: اوج عز الامة الاسلامية وأعظم سلطانها كان ومحمد صلى الله عليه وسلم حي بين ظهرانيها ثم في عهد خلفائه الراشدين المهديين رضي الله عنهم وارضاهم
ثانياً: هذه القصة وان صحت مذمة وليست مفخرة فاهل الكذب والزور والعقائد الخبيثة إن اجتمعوا ما يجتمعون إلا على باطل وخاصة الزنادقة واليهود الذين اضروا بالامة منذ عهد عبد الله بن سبأ وإلى يومنا هذا, ومن يقراء تاريخ الدولة العباسية بتأمل يجد ان الفتن الداخلية التي يقودها الزنادقة (البابكية والزنج والقرامطة) عصفت بالدولة وعثت في الارض فساداً واهلكت الحرث والنسل. ولا شك ان هذه الفتن لها ايدي خفية تديرها ولم تخرج بالصدفه كما ان الناس كانوا في حال من الهوان والتخاذل العجيب ...
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 06:56]ـ
-لا أدري لماذا حكمتَ أستاذنا السّكران التّميميّ على خلف بن المُثنّى بـ (إخباريٌ صاحب نوادر) [أتمنّى لو أفدتنا ذلك]، الواضح إنّه في قوله هذا –خلف بن المُثنّى- يُحيل الخبر إلى الغرابة فهؤلاء الثّلاثة (صالح، وبشّار، وحمّاد عجرد) زنادقة، راحَ خلف بن المُثنّى يفصّل بينهم بدقّة متناهية، فهذا خليع وهذا ثانوي وهذا زنديق، ثمَّ إنّه ليستْ الخلاعة نحلةً ولا دينًا! وتكملة الرّواية عند الصّفديّ والذّهبيّ (لا يعرف مثلهم في تضاد أديانهم ونحلهم).
-نُسلّم بالقصّة –أوّلا- في معرض المناظرة.
-ثُمَّ نردُّ القصّة وننكرها بدليل أنّها تقول "فيتناشد الجماعة أشعاراً، فكان بشار يقول: أبياتك هذه يا فلان، أحسن من سورة كذا وكذا، وبهذا المزاح ونحوه كفّروا بشارا" ويجلس الخليل معهم! إنّني أنكر اجتماع الخليل بهم، واستماعه لكفر بشّار هذا؛ فليسَ هذا من المناظرة في شيء، وإنّنا لننأى بالخليل –رحمه الله- عنه، قالَ تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} النساء140.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 10:56]ـ
رحمك الله ووفقك أخي الفاضل الكريم مصطفى ..
وهل تعرف خلف بن المثنى حتى تستنكر عليّ حكمي عليه؟!
فإن كنت تريد هذا فاطلبه غفر الله لي ولك من دون استنكار؛ وكأني اخترعت الكلام اختراعا!
على العموم أخي الحبيب .. خلف بن المثنى الحداني من أهل الروايات التاريخية من هذا النوع، فهو قاصٌ يتمتع قصه بمثل هذا (البهارات والنوادر) .. وهذا معروفٌ لمن تتبع مثل هؤلاء.
ناهيك عن كونه مجهول الحال لا يعرف .. فمن أنت يا خلف بن المثنى؟!
وصنيعه هذا رحمك الله هو كما تفضلتَ أنتَ بناءً على ما أخبرتك به أنا .. فهو قصد الإغراب في قصته حتى يلفت النظر إليها ويجد الانتباه من الحضور لكلامه وخطابه وقصصه .. فهذا ما يريد حفظك الله = إيقاع الغرابة والشذوذ على قصته حتى تكون متميزة عن غيرها من القصص!!
وهذا ديدن معروفٌ لهم حفظك الله .. فلست بدعاً فيما وصفته به، ولم تخطئ أنت في جعل القصة من باب الاستغراب؛ لكنه الاستغراب المقصود المفبرك الذي أراده القاص .. وهذا من أساليب القاص الناجح في لفت انتباه الناس إليه.
ولا أدل على هذا إلا قولك عنه: بأنه أخذ يفصل بينهم بدقة متناهية؛ فإن لم يفعل فأين وجه الغرابة في القصة؟!
وهذا مما يؤيد أنه متمرس في هذا المجال عارفٌ للرجال وأحوالهم وحوادث التاريخ.
ولا أرى وفقك الله أن لاعتراض الأخير في الفقرة الأولى وجه في رد ما قلته في حق خلف هذا .. بل هو مردودٌ عليك وفقك الله إذا عرفت أنه لم يوصف بهذا الوصف _ الخلاعة _ من كل الحضور إلا واحدٌ فقط .. فيكون الكلام للأعم الأغلب حفظك الله.
أما قولك وفقك الله تعالى: بأننا نسلم بالقصة أولا؛ وذلك في معرض المناظرة .. فهذا كلامٌ غير دقيق رعاك الله.
فمتى تكون المناظرة مقبولة ذات أهداف ملموسة منشودة إذا بنيت على قصة مكذوبة ساقطة لم تصح؟!!
بل هذا خلاف المنهج المتبع المعروف من السبر والتدقيق قبل الحوض والمجادلة بالمناظرة.
فليس هنا في القصة مناظرةٌ أصلاً حتى أسلم بالقصة أم لا؟
بل عندما أعرف أن مناظري استشهد عليّ بقصة غير صحيحةٍ، أو هي منكرةٌ شاذة .. فإني أوقفه مطالباً إياه بمستند هذه القصة ودليل صحتها وثبوتها .. فإن قدمه وقبلناه أتممت معه المناظرة .. وإلا رددناه عليه وتجاوزنا هذا الدليل إلى غيره لسقوطه وعدم صلاحه لأن يكون مجال بحثٍ واستمرار محاورة.
وأما كلامك الأخير وفقك الله؛ فكلام صحيح لا غبار عليه، وكان الأجدر بك أن يكون في مقدم كلامك بدلاً من أن تعترض علي مستنكراً في أمرٍ لم أبتدعه ولم أخترعه.
فما دامت هذه حجتك القوية الجميلة الحسنة في اسقاط هذه القصة؛ فكان عليك مقابلة قائلها ومروجها بما تفضلت به من رد جميل على قصته هذه حتى يرد على اتهامك له؛ أو يفتضح أمره بين الناس.
وفقك الله تعالى أخي الكريم، وأوصلنا إلى ما يحب ويرضى آمين.
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 02:11]ـ
-كم أنتم مَتشدّدون يا أهل الحديث (طبعًا هذا مدح).
-حتّى أنّك ظننتَ أنّي أستنكر عليكَ، سأقرّب إليكَ الصّورة، لقد غابتْ عنّي أخبار هذا الرّجل، وبحثتُ في سجلّه، فلم أجد غير هذه القصّة فيها نادرة، ولاحظ هنا الاتّكال على قولكَ فأنا آخذه دون النّظر فيه، لذا قلتُ "لا أدري لماذا حكمتَ أستاذنا السّكران التّميميّ على خلف بن المُثنّى بـ (إخباريٌ صاحب نوادر) [أتمنّى لو أفدتنا ذلك] " يعني "ما شاء الله أنتَ مبارك من الله، كيفَ اطّلعت على أخباره، علّمنا بعض ما عندكَ أرجوك أستاذنا أتمنّى لو أفدتنا ذلك.
-أنا عرفت بأنّ القصّة فيها نادرة، لكن هل تصلح وحدها للحكم عليه بـ (إخباريٌ صاحب نوادر).
-وجه اعتراضي واضح؛ وذلكَ أنّ الخلاعة ليست نحلة وليست دينا (ثمَّ إنّه ليستْ الخلاعة نحلةً ولا دينًا!) وصاحب القول جعلها من قبل ذلكَ سواء أكان الكلام للأعم الأغلب أم لغير ذلكَ، ولا يخفى عليكَ أنّ هذا وجه من وجوه الإحالة إلى الغرابة!
-السّائل قالَ (ما صحة هذه القصة؟ و ما رأيكم في متنها؟) عندما علّقتَ يا أستاذنا بقولكَ (وهو مجهولٌ لا يعرف) الكل سلّم لكَ بذلكَ؛ لأنّ الكل يثق بكَ وبكلامكَ.
-والطّريقة العلميّة التي ذكرتها معروفة ومتحقّقة عندنا، إنّما زدنا عليها بند آخر مُختص بمن لا يعرف هذا المنهج من الأدباء والتّاريخيين وغيرهم، يعني دكتوري في الجامعة يمكن يقول لي إذا قلتُ له "هذا مجهول ... ": لا يُشترط من جهالته ألا يكون كلامه صحيحًا؛ لأنّ دكتوري لا يأخذ بمنهج المُحدّثين، وغير دكتوري من المستشرقين لا يأخذونَ كذلكَ بمنهج المُحدّثين، وشوقي ضيف -رحمه الله- لم يراعِ منهج المُحدّثين، واستدلَّ بالقصّة على كذا، وزعمَ أنّ فيها مناظرة، فيكون نقدي للمتن ردّا على هذه الفئة -أخصُّ الأستاذ شوقي- وخروجًا عن الأصل.
-ما أشدَّ كلامك يا أستاذي "بدلاً من أن تعترض علي مستنكراً في أمرٍ لم أبتدعه ولم أخترعه" أنا طلبتُ منكَ العلم، ولم أعترض عليكَ، فهل هكذا تعامل التّلميذ، أنا طلبتُ منكَ أنْ تفيدني، كم هي عدد الأخبار النّادرة التي قالها، والتي تكفي لأن نقول عنه "صاحب نوادر" هل هي خمسة؟ هل هي عشرة؟ أنا أنتظر الإجابة إنْ كانَ عندكَ وقت أستاذنا الجليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 04:40]ـ
على العموم وفقك الله أخي الكريم .. والأمر جدُّ سهل .. وما حصل إلا كل خير .. وسعدت جداً بمطارحاتك.
وبالمناسبة فلن تجد لخلفٍ هذا ترجمة مفردة تقتبس منها أحواله!!
إنما هو _ على طريقة أهل الحديث _ السبر والتتبع لمروياته ومن هم الأصناف الذين يروون عنه، ومن هم الأصناف الذين يروي عنهم .. فسبرنا وتتبعنا وقلنا ما قلنا.
وجدنا مجال مروياته = أخبار وقصص، ووجدنا من الرواة عنه = إخباريون قصصيون، ووجدنا ممن يروي عنهم = إخباريون قصصيون.
ثم وجدنا من خلال السبر والتتيع لمثل هؤلاء الرواة الإخباريون المجاهيل؛ أن أغلب قصصهم = غرائبٌ، شواذٌ، لا يتابعون عليه.
وبالمناسبة أخرى: فإن ممن يروي عنه: (تينة) عيسى بن إسماعيل البصري العتكي الأديب صاحب القصص والأخبار.
وممن روى عنه: أبو عمرو المديني؛ نديم الأصمعي.
وكان خلفٌ الحُدّاني هذا ممن يحضر مجالس الأصمعي وغيره من الشعراء والندماء أصحاب السمر .. فحاله دائرة في هذه الدائرة لا يخرج عنها وفقك الله.
وهنيئاً لقبول وتصديق قصةٍ تفرد بها هذا الرجل ممن هذه حاله من المجالسةوالمصاحبة!!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 06:01]ـ
وبالمناسبة ثالثة أخي الحبيب مصطفى: أنا هنا لم أخاطب أستاذك الجامعي المقلد لفكر غيره، أو ذاك المستشرق الذي يسبح خارج السرب، أو شوقي ضيف ومن على شاكلته .. أنا لم أخاطب هؤلاء ممن خرق القاعدة وانفرد بمنهجه الخاص الذي شذ به عن المنهج المتبع المعروف.
أنا أخاطب هذا السائل المبارك الذي سأل عن حال هذه القصة، والذي أعتقد جازماً أنه ليس هو دكتورك الجامعي، ولا هو بالمستشرق الأجنبي، ولا ممن هو على تيار شوقي ضيف في فهم النصوص.
أخاطب عاقلاً يهمه احترام عقله بما يعرض عليه من أخبار وقصص.
أخاطب باحثاً عن حقيقة أمرٍ منكرٍ لم يستطيع عقله أن يقبل دخول مثل هذا الأمر إليه.
أخاطب مثقفاً واعياً يمتلك حس النقد السليم الذي يفعله عندما يخاطب بمثل هذه الأساطير.
وكل هذا وفق منهج أهل الحديث وأهل الرواية وأهل الدراية ممن هم المعنيين الأوائل بكشف هذا الأمر وتبيينه .. لا ذاك الدكتور الجامعي، ولا ذاك المستشرق، ولا شوقي ضيف ومن شاكله!!
فإن لم يغربل أهل الصنعة والاختصاص مثل هذه الأساطير .. وجعلنا الأمر عائداً إلى منهج وفهم هذا الدكتور والمستشرق وشوقي في مثل هذه الأساطير = فأذن بالناس: الصلاة على جنازة العلم جامعة!!
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 06:39]ـ
ما دليلك على أنّ السّائل عندما يقول "ما صحة هذه القصة؟ و ما رأيكم في متنها؟ " لم يُرد بالاستفسار أنْ يَردَّ على الدّكتور الجامعيّ أو المستشرق الأجنبيّ أو الأستاذ شوقييّ؛ ثمّ إنْ كنتَ تخاطبه فلماذا تعترض عليَّ في مخاطبتي غيره، أنا في شبكينة معلومات، لستُ في جلسة أخويّة مع أبي عبد الله المصريّ؛ وأنا شاركتُ بما شاركتُ؛ لأنّني وجدتُ صاحبَ السّؤال يدرجه في قسم "مجلس العقيدة والقضايا الفكرية المعاصرة ( http://majles.alukah.net/forumdisplay.php?f=2)" ولو أدرجه في قسم "الحديث" لما شاركتُ؛ وصاحبها يسأل عن صحة القصّة، وعن متنها. وقد جاء بتعليق الأستاذ شوقي ضيف (هذا يُوحي بشيء) فكان كلامي ردّا عليه، وليسَ على السّائل.
طبعًا أنا لم أعترض عليكَ في شيء، ولم أعترض على غربلتكَ، أنتَ الذي اعترضتَ عليَّ، الآنَ جعلتني المُعترض "أنا هنا لم أخاطب أستاذك الجامعي المقلد لفكر غيره .... "
الله يسامحك أستاذنا!(/)
هل بدأت حركة تحرير المرأة في مصر بنزع غطاء الوجه أم غطاء الشعر؟!
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 08:10]ـ
اختلفت مع بعض أساتذتي في كلية الشريعة في سبب تسمية ميدان التحرير في مصر بهذا الاسم؛ فقلت: سمي بذلك لأن مظاهرة النساء انتهت بنزع الحجاب عن وجوه النساء، وكأن الحجاب هو سبب الوقوع تحت نير الاحتلال الذي أقيمت المظاهرة للتنديد به. وقد كان كتاب قاسم أمين سيء الذكر تحرير المرأة يدعو إلى كشف وجوه النساء محتجا بالخلاف الفقهي.
لكن بعض الأساتذة قالوا: بل لأن النساء نزعن الحجاب عن رؤوسهن.
تذكرت هذا الحوار هذه الأيام التي تشهد حربا على غطاء الوجه
فهل تعلمون ما يؤيد أحد الرأيين؟
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[16 - Nov-2010, صباحاً 01:15]ـ
استشكال جيد
لعلك ترجع إلى (واقعنا المعاصر) ربما تكلم عنها!
ـ[أبو عبد الله بن الاسلام]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 12:29]ـ
السلام عليكم يا اخي
كتب د. ماهر حسن فهمي في كتابه قاسم أمين:
و من الجدير بالذكر ان زوجة قاسم امين كانت محجبة حجابا كاملا و قد ذكرت في بعض تصريحاتها بعد وفاته: انه -اي قاسم امين- لم يرغمها على السفور الذي كان ينادي به. و تقول أنها ظلت ترتدي البرقع و الحبرة ..... و قالت ايضا انما كان قاسم ينادي بالسفور الشرعي!! الذي لا يزيد عن اظهار الوجه و اليدين و القدمين. ا هـ
نقلا عن كتاب عودة الحجاب للشيخ محمد اسماعيل المقدم (ج 1 / هامش ص 74)
وجاء في جريدة الجمهورية الصادرة 20/ 4/1978 تحت عنوان تحليل شخصية قاسم امين:
و لما تولى سعد زغلول زعامة الشعب في عام 1919 اشترط على السيدات اللواتي يحضرن لسماع خطبه أن يزحن النقاب عما سمح الله به من وجوههن ...
و في كتاب المرأة المسلمة للشيخ وهبي غاوجي واصفا الموقف حين استقبلت رجالات مصر و نسائها سعد زغلول في الاسكندرية عائدا من المنفى:
فلما دخل على النساء المحجبات استقبلته هدى شعراوي بحجابها ...
فمد يده -يا ويله- فنزع الحجاب عن وجهها ... و هو يضحك .... و صفقت النساء لهذا الهتك المشين ... و نزعن الحجاب. ا هـ
نقلا عن كتاب عودة الحجاب للشيخ محمد اسماعيل المقدم (ج 1 / ص 80 - 81)
أما ما يسمى بثورة 1919 خرجت النساء بالبرقع و لا أعلم لحادث ميدان التحرير من أصل.
قال سعد زغلول و هو عائد من باريس سنة 1920 لواصف بطرس!!! حين أعترضه لما أمر صفية برفع البرقع عن وجهها: المرأة خرجت الى الثورة بالبرقع و من حقها ان ترفع الحجاب اليوم و رفعت صفية زغلول الحجاب ... نقلا عن كتاب عودة الحجاب للشيخ محمد اسماعيل المقدم (ج 1 / ص 79)
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 04:13]ـ
أبا عبد الله
نقولٌ صائبة في محلها ...
بارك الله فيك، ونفع بك، وجعلك مباركا ...(/)
التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أسد الإسلام الجزائري]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 11:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الكرام أريد أن أسألكم فيما يخص مسألة التوسل بالرسول عليه الصلاة والسلام
هل التوسل به حرام أم مكروم أم جائز؟؟
وهل يعتبر من الشرك لأنه مسألة عقائدية أم لا؟؟
في انتظار إجابات الإخوة بارك الله فيكم
والسلام عليكم
ـ[أسد الإسلام الجزائري]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 12:08]ـ
أين إجاباتكم أيها الإخوة الكرام؟؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 12:20]ـ
التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الآن بعد موته من الشرك وهو حرام ولا يجوز
وأما التوسل به قبل وفاته كما ورد مثلاً في حديث الاستسقاء المشهور فقد كان بطلب الدعاء منه صلى الله عليه وسلم؛ كانوا يطلبون منه صلى الله عليه وسلم الدعاء لهم؛ فذاك هو توسلهم به رضي الله عنهم.
فلذلك لما مات صلى الله عليه وسلم صاروا يطلبون الدعاء من عمه العباس رضي الله عنه - في الاستسقاء - ولم يتوسلوا به هو صلى الله عليه وسلم
.................
تستطيع أنت أن تتوسل الآن بمحبتك له وبإيمانك به فذاك أمر آخر فهو توسلٌ بأعمالك الصالحة وهو أمر مشروع؛ وليس توسلا به صلى الله عليه وسلم
ـ[أسد الإسلام الجزائري]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 12:54]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك
لكن قولك أن التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من الشرك أرى فيه إشكالا
أظن أنك مخطئ في هذا
أنا أتفق معك على أنه حرام ولكنه ليس شركا
في انتظار ردك بارك الله فيك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 01:02]ـ
وين وجدتني كتبتُ لك كلمة " جاه "؟ أين؟
فأنا أعلم أن التوسل بجاهه - صلى الله عليه وسلم - غير مشروع وانه بدعة ومعصية ولا يخرج صاحبه عن ملة الإسلام
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 01:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضلاً منك .. تفضل بزيارة هذا الموضوع
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=46130
فيه جميع الإجابات على أسئلتك وفوائد أخرى.
ثم ما يظهر لك من إشكالات أو أمر يحتاج إلى مزيد توضيح، فيمكنك إضافته في هذا الموضوع أو هناك للمتابعة معك -إن شاء الله-.
ـ[أسد الإسلام الجزائري]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 02:10]ـ
إخواني الكرام أنا أريد فقط أن أوضح بأن مسألة التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم حرام ولكنه ليس من أنواع الشرك
وأظن أنكم متفقون معي في هذا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 04:20]ـ
التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام مسألة خلافية فرعية من حيث الجملة، لم يشدد فيها شيخ الإسلام ولا تلامذته، ولا علماء الدعوة النجدية عموما، بل ذكر الشيخ في القاعدة الجليلة أن فيها نزاعا، وذكر كذلك أن القائل (اللهم إني أسألك بنبيك محمد) أن في كلامه إجمالا، بل نص الشيخ محمد بن عبدالوهاب على أنه مكروه لا غير.
والراجح الصواب فيه أنه بدعة غير مشروعة، فعلى ذلك يكون محرما، أما كونه من الشرك، فإن أريد الأكبر فهذا لا قائل به، وقد يقوله بعض طلبة العلم لعدم تحريرهم، وتقلد مثل هذا غلو قبيح وسرف.
أما إن أريد الأصغر، فعند من يرى كل ذريعة إلى الأكبر أصغر، فهو كذلك، وإلا فمحل نظر ..
أما الاستغاثة فهي شرك أكبر بلا ريب ..
والله أعلم
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 05:19]ـ
نعم , وفقك الله يا بسيوني.(/)
حكم التحاكم للقوانين الوضعية في حالة غياب الشريعة الإسلامية
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[16 - Nov-2010, صباحاً 11:14]ـ
إنَّ الحمد لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد (ص)، وشر الأمور محدثَاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار.
لقد ابتليت الأمة المسلمة اليوم بظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج العبد يده لم يكد يراها؛ وأعظم هذه الظلمات غياب الشرع الحاكم، والنور الساطع، حكم الكتاب والسنة وسلطانهما على العباد والبلاد، وتحكيم شريعة الغاب، ودين الملك؛ الياسق العصري .. القانون الوضعي .. زبالة عقول البشر، وقل ما شئت، ولكنك لن تجد أصدق من الله حديثا حيث قال " َأفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " فإما حكم الله أو حكم الجاهلية ولا ثالث لهما.
لذلك يقف كثير من المسلمين في حيرة شديدة عندما تدفعه الضرورة أو الحاجة إلى التحاكم لهذه القوانين الوضعية؛ ففريق فتح الباب على مصرعيه بلا ضوابط للتحاكم لهذه القوانين ونسي أنه من رعى حول الحمى أوشك أن يقع فيها، وآخر رأى النصوص تذكر التحاكم في باب الكفر والإيمان والخطب ليس بهين؛ فترك التحاكم بالكلية فضاعت كثير من الحقوق بل اتسع الخرق على الرقع فذهب فريق منهم حملته الحمية مع قلة البصيرة إلى التكفير بالعموم لأن الجميع تحت مظلة القانون الوضعي،
وتكفير من لم يكفرهم، ورجع بهم الحال إما إلى العزلة التامة أو التحايل في وقت المصلحة الشخصية فإذا قضيت رجعت الأحكام كما تحلو لهم.
ومما يؤلمني ويؤلم كل غيور على هذا الدين أنني أرى رسائل تلو رسائل تكتب بالليل والنهار في صنوف شتى، وأحسب أن أصحاب هذه الأقلام من أهل الإخلاص والتقوى؛ ولكن لم أر رغم بحث طويل مؤلفا في هذا الأمر يشفي عليلا أو يروي غليلا رغم كون الأمر جلل، بل هو من النوازل التي نزلت بالأمة فلابد أن تعقد له الندوات ويقول أهل العلم فيها فتواهم لا يخافون في الله لومة لائم.
ولابد لكل من يحمل همَّ هذا الدين أن يسعى لتمكينه في قلوب الناس، وعلى أرض الواقع، مسترشدا بخير الهدي هدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ملتزما بوسطية هذه الأمة بلا إفراط ولا تفريط، أسأل الله أن يجعلنا منهم آمين ...
ولا أملك في هذا المقام إلا أن أطرق الباب سائلا الله أن أكون ممن سن سنة حسنة فيكتب في هذا الباب من هو أعلم وأفقه بالحكم الشرعي ومناطه مني.
وحتى لا يتشعب بنا الأمر ولا نصل لمرادنا نلخص المقال في عدة عناصر:
1. بعض النصوص الواردة في مسألة التحاكم وأقوال أهل العلم فيها.
2. تحرير المناط المكفر في مسألة التحاكم.
3. التحاكم في حالة غياب الشريعة وشروطه.
4. لا يحل لأحد دعي إلى التحاكم إلى شرع الله أن يعرض عنه.
5. كلام أهل العلم في أن للعجز أحكامه الخاصة
6. البديل في حالة غياب القضاة الشرعيين.
1. بعض النصوص الواردة في مسألة التحاكم وأقوال أهل العلم فيها.
قال تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا "
وقال سبحانه:" وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ "
وقال عز وجل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً "
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال سبحانه:" إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا {64} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا {65} يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا {66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا "
وقال سبحانه:" إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى
لَهُمْ {25} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ {26} فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ {27} ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ "
قال ابن كثير –رحمه الله-: (فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين).
وقال –رحمه الله في تفسير قوله تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا ": (والآية أعم من ذلك كله، فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة. وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل، وهو المراد بالطاغوت هاهنا).
(والمراد بالطاغوت في الآية: كل ما عدل عن كتاب الله تعالى وسنة نبيه e إلى التحاكم إليه من نظم وقوانين وضعية أو تقاليد وعادات متوارثة أو رؤساء قبائل ليفصل بينهم بذلك، أو بما يراه زعيم الجماعة أو الكاهن. ومن ذلك يتبين: أن النظم التي وضعت ليتحاكم إليها مضاهاة لتشريع الله داخلة في معنى الطاغوت).
يقول ابن باز –رحمه الله-: (فلا يتم إيمان العبد إلا إذا آمن بالله، ورضي حكمه في القليل والكثير، وتحاكم إلى شريعته وحدها في كل شأن من شئونه، في الأنفس والأموال والأعراض، وإلا كان عابدا لغيره، كما قال تعالى::" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ " فمن خضع لله سبحانه وأطاعه وتحاكم إلى وحيه، فهو العابد له، ومن خضع لغيره، وتحاكم إلى غير شرعه، فقد عبد الطاغوت، وانقاد له).
يقول ابن أبي العز: (فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المُرْسِل، توحيد متابعة الرسول، فلا نحاكم إلى غيره، ولا نرضى بحكم غيره).
2. تحرير المناط المكفر في مسألة التحاكم.
من تدبر النصوص التي ذكرناها يتضح بما لا شك فيه أن التحاكم لا يكون مكفرا إلا إذا أدرك المكلف شرائع الله في نفسه وماله وعرضه بأن تكون الشرائع ماثلة ممكنا منها ثم يعدل عنها إلى شرائع الجاهلية.
لأن العدول عن الحكم الشرعي والحاكم الشرعي مع وجوده إلى غيره، كمن عدل عن الرسول وتحاكم إلى كعب بن الأشرف، هو المناط المكفر.
(والعدول) هو الوصف الظاهر المنضبط المعبر عن الرضا والإرادة لشرع غير شرع الله، كما قال ابن كثير:
(والآية أعم من ذلك كله فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل).
ويقول القرطبي
في تفسير الآيات" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا {60} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا {61} فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا " يقول: ( .... " إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا " ...... وقيل المعنى: ما أردنا بالعدول عنك في المحاكمة إلا التوفيق بين الخصوم والإحسان بالتقريب في الحكم).
ويُظهر ذلك قوله تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ "، وقوله: " وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ {48} وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ {49} أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {50} إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
3. التحاكم في حالة غياب الشريعة وشروطه
التحاكم إلى المحاكم الوضعية في حالة غياب سلطان لحكم الله يرد الحقوق إلى أهلها يكون بمثابة الضرورة لاستيفاء الحقوق بشروط:
أولًا: أن يكون له حق شرعي في محل النزاع كمن سرق ماله.
ثانياً: أن يستفرغ وسعه في الوصول إلى حقه الشرعي قبل التحاكم، كمحاولة الإمساك بالسارق أو البحث عن المسروق ..
ثالثاً: أن يترتب على ترك التحاكم حرج، كأن يكون مالا ذا قيمة.
رابعاً: أن يكون كارها للحكم بغير ما أنزل الله.
خامسا: أن يقصد رد المظلمة لا إجراء العقوبة مادامت العقوبة مخالفة لشرع الله؛ وهو رد المال المسروق.
فإن كان حكمهم قطع يد السارق قَبِله - لكونه موافقا للشرع لا لكونه حكما لهم - وإلا لم يقبله.
سادسا: ألا تكون العقوبة أكثر مما هو مقرر شرعا؛ لأنها لو كانت أكثر مما هو مقرر شرعا فقد أعان على الظلم.
كأن يكون قانون الدولة قتل السارق، فلا يجوز.
يقول ابن القيم في معرض الكلام عن أقسام أهل البدع:
(القسم الثالث: أن يسأل ويطلب ويتبين له الهدى ويتركه تقليدا وتعصبا أو بغضا و معاداة لأصحابه، فهذا أقل درجاته أن يكون فاسقا وتكفيره محل اجتهاد وتفصيل، فإن كان معلنا داعية ردت شهاداته وفتاويه وأحكامه مع القدرة على ذلك ولم تقبل له شهادة ولا فتوى ولا حكم إلا عند الضرورة، كحال غلبة هؤلاء واستيلائهم وكون القضاة والمفتين والشهود منهم، ففي رد شهادتهم وأحكامهم إذ ذاك فساد كثير ولا يمكن ذلك فتقبل للضرورة).
4. لا يحل لأحد دعي إلى التحاكم إلى شرع الله أن يعرض عنه.
لا يحل لأحد دُعي إلى التحاكم إلى الشرع أن يُعرض عنه، قال تعالى:" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا "
وقال تعالى:" وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ {48} وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ {49} أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {50} إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
(أي إذا دعوا إلى التحاكم إلى ما أنزل الله وإلى الرسول أعرضوا إعراضا مستكبرين كما قال تعالى: " وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ "، قال ابن القيم: هذا دليل على أن من دعي إلى تحكيم الكتاب والسنة فلم يقبل وأبى ذلك أنه من المنافقين).
فتحاكم المسلمين إلى الشريعة بعيدا عن المحاكم الكافرة واجب عليهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، والقدرة مناط التكليف، كما قال تعالى: " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ "
وقال رسول الله (ص): " وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ".
5. كلام أهل العلم في أن للعجز أحكامه الخاصة
يقول الإمام ابن تيمية –رحمه الله-:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فالشارع لا ينظر في الاستطاعة الشرعية إلى مجرد إمكان الفعل بل ينظر إلى لوازم ذلك فإذا كان الفعل ممكنا مع المفسدة الراجحة لم تكن هذه استطاعة شرعية كالذي يقدر أن يحج مع ضرر يلحقه في بدنه أو ماله أو يصلي قائما مع زيادة مرضه أو يصوم الشهرين مع انقطاعه عن معيشته ونحو ذلك، فإن كان الشارع قد اعتبر في المُكنة عدم المفسدة الراجحة فكيف يكلف مع العجز؟).
قال ابن عابدين: (ولهذا قالوا في شروط الاجتهاد أنه لابد من معرفة عادات الناس، فكثير من الأحكام تختلف باختلاف الزمان لتغير عرف أهله أو لحدوث ضرورة أو فساد أهل الزمان بحيث لو بقي الحكم على ما كان عليه أولا للزم منه المشقة والضرر بالناس ولخالف قواعد الشريعة المبنية على التخفيف والتيسير ودفع الضرر والفساد ........ ).
ويقول ابن القيم –رحمه الله-: (ومن قواعد الشرع الكلية أنه لا واجب مع عجز ولا حرام مع ضرورة).
ويقول–رحمه الله-: (وأما الرضى بنبيه رسولا: فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه بحيث يكون أولى به من نفسه فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته ولا يحاكم إلا إليه ولا يحكم عليه غيره ولا يرضى بحكم غيره ألبتة لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شيء من أحكام ظاهره وباطنه لا يرضى في ذلك بحكم غيره ولا يرضى إلا بحكمه.
فإن عجز عنه كان تحكيمه غيره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يقيته إلا من الميتة والدم وأحسن أحواله: أن يكون من باب التراب الذي إنما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور).
6. ما البديل في حالة غياب القضاة الشرعيين؟
ينبغي أولا أن نعلم أن القضاء نوعان:
يقول ابن تيمية –رحمه الله-: (فالقضاء نوعان:
أحدهما: الحكم عند تَجَاحُد الخَصْمَين، مثل: أن يدعي أحدهما أمرًا يكذبه الآخر فيه فيحكم فيه بالبينة ونحوها.
والثاني: ما لا يتجاحدان فيه ـ يتصادقان ـ ولكن لا يعلمان ما يستحق كل منهما كتنازعهما في قسم فريضة، أو فيما يجب لكل من الزوجين على الآخر، أو فيما يستحقه كل من الشريكين، ونحو ذلك.
فهذا الباب هو من أبواب الحلال والحرام، فإذا أفتاهما من يرضيان بقوله كفاهما ذلك، ولم يحتاجا إلى من يحكم بينهما، وإنما يحتاجان إلى حاكم عند التجاحد، وذاك إنما يكون في الأغلب مع الفجور، وقد يكون مع النسيان؛ فأما الحلال والحرام فيحتاج إليه كل أحد من بَرٍّ وفاجر، وما يختص بالقضاء لا يحتاج إليه إلا قليل من الأبرار.
ولهذا لما أمَّرَ أبو بكر عمرَ أن يقضي بين الناس، مكث حَوْلًا لم يتحاكم اثنان في شيء).
قال القرطبي –رحمه الله-: (قال مالك –رحمه الله-: إذا حكّم رجل رجلا فحكمه ماضٍ، وإن رُفع إلى قاضٍ أمضاه، إلا أن يكون جورا بينا. وقال سحنون: يمضيه إن رآه صوابا، قال ابن العربي: وذلك في الأموال والحقوق التي تختص بالطالب، فأما الحدود فلا يحكم فيها إلا السلطان؛ والضابط: أن كل حق اختص به الخصمان جاز التحكيم فيه ونفذ تحكيم المحكم فيه، وتحقيقه: أن التحكيم بين الناس إنما هو حقهم لا حق الحاكم ....... وقال الشافعي وغيره: التحكيم جائز وإنما هو فتوى).
وقال–رحمه الله-: (لأنه إذا أفتى وحكم وقضى وفصل بين الحلال والحرام، والفرض والندب والصحة والفساد فجميع ذلك أمانة تؤدى وحكم يقضى).
فإن تعذر القضاء في حالة التجاحد وإعراض الخصم عن التحاكم للشرع أي بالمعنى الأول للقضاء على وجهه الشرعي وكان حكمه حكم الضرورة كما بينا في التحاكم إلى القوانين الوضعية بالشروط السابقة، فلن يتعذر القضاء بالمعنى الثاني أي الفتوى لوجود أهلها في حالة عدم التجاحد وقبول الشرع من أهل الإيمان.
والخلاصة: أن المسلم إذا دعي لحكم الله أذعن ورضي، وإذا كان النزاع بينه وبين أخ له دعاه للتحاكم لشرع الله، وليجعلوا بينهما عالما يرضون علمه وتقواه، فإذا حكم بحكم رضيا حكمه، فإذا كانت الخصومة بينه وبين كافر أو فاجر فليطلب منه حقه الشرعي بعد سؤال أهل العلم عنه، فإن أبى فليبحث عمن يرد له حقه فإن تعذر إلا بالتحاكم فليكن بالشروط التي ذكرناها وليكن على وجل فالخطب ليس بهين، وليسأل في كل خطوة من يثق في علمه وتقواه ولا يظن الأمر هينا، أسأل أن تزول تلك الغمة عن هذه الأمة.
وفي نهاية المقال أُذَكِّر بما بدأت به من أن ذلك مجرد طرق للباب لا تأصيل للمسألة فإن المقام وعر وأهل مكة أعلم بشعابها ولكن حَر المسألة أوجبت على الحُر بيانها والله المستعان وعليه التكلان.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 10:53]ـ
يا أخ محمد
موضوع الحاكمية وتحكيم القوانين من المواضيع الشائكة والتي يكثر فيها الخوض من صغار طلبة العلم بغير تحرير دقيق، - ولست أعنيك بهذا - لذلك يفضل الرجوع إلى المواضيع القديمة في تلك المسألة وعدم الخوض فيها من جديد وعادة الكلام.
لذلك أغلقنا الموضوع.(/)
ابن عقيل و مأخذه في توقفه لصاحبنا أبي عبد الله ابن تميم
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 09:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فإن من فوائد اللقاء بالشيخ العلامة ابن عقيل الظاهري الكثيرة الاطلاع على ما يذهب إليه في مسائل شتى من مسائل الديانة، ومن تلك الفوائد معرفة قوله في مسألة خلق القرآن ومدى صحة هذه المسألة أو هذا القول.
وكنت قبل أشهر في بيت الشيخ فحدثني عن بعض ما يخالف فيه الاعتقاد السائد في الجزيرة العربية، وبالتحديد المملكة العربية السعودية، وأنه لا يتابع الإمام ابن تيمية رحمه الله في مسائل معينة.
وفي سياق هذا الكلام أخرج لي خطاباته التي أرسلها لسماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ الفوزان، وما جرى من اختلاف بينهما في مسائل منها خلق آدم على صورة الرحمن، ومسألة خلق القرآن، وكان قد أمرني بعدم الكلام عن تلك الخطابات وما قرأته فيها.
وبلقائي به يوم السبت الماضي تكلم حفظه الله في مسألة خلق القرآن، ومسألة الكلام عن الله تعالى والتقسيم بأنه ذات وصفة، وأنكر على من يقول بهذا التقسيم.
ويهمني اليوم الحديث عن مسألة خلق القرآن، فإن الشيخ حفظه الله يقول: يجب التوقف في هذه المسألة، ولا يجوز أن يقال: القرآن مخلوق، أو أن يقال: القرآن غير مخلوق.
وعند الشيخ مسوغ أوجب عنده هذا التوقف، فهو يرى أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على السكوت عن هذه المسألة، وما خاضوا فيها؛ لأن القرآن لم يأت بها نصاً يزيل كل إشكال، فوجب السكوت عن مثل هذه المسائل، فيسعنا ما وسع الصحابة رضي الله عنه، وأن توقفنا في ذلك لا يوجب علينا إثماً ولا عقوبة، وقد ذهب إلى هذا من المتأخرين العلامة المقبلي رحمه الله.
قال أبو عبد الله: المسألة هذه ذكرها الأئمة والعلماء في كتبهم، وشنعوا على من قال بأن القرآن مخلوق، أو توقف، ووصفوا المتوقف بأنه شاك، ووصفوا المتوقف أيضاً بأنه جهمي!
وهذه الأوصاف ينبغي أن يعتني بها طالب العلم، فليس كل من وصف بأنه جهمي فهو وصف صحيح متحقق في الموصوف؛ لأن الجهمية يوافقون أهل الإسلام في الشهادتين وكثير من أصول الإسلام، فلا تعني الموافقة لهم في أصل أو فرع كما يصطلح العلماء دالة على أن القائل منهم، خاصة وأن الجهمية يقولون بأن القرآن مخلوق.
أما وصف من توقف بأنه جهمي أيضاً فهذا عدم تحقيق، وإنما وصف بعض العلماء من توقف بهذا الوصف من باب النكير ولئلا يتخذ هذا ذريعة للقول بخلق القرآن، ولم يكن مرادهم أن قائل ذلك من الجهمية تحقيقاً؛ لأن القول بخلق القرآن والتوقف ليس قولاً واحداً، ولا يتحقق منه نفس المعنى، فوجب حمل كلامهم على التحذير والتنبيه لا على تحقق التجهم في المتوقف.
وهذه مسألة من المسائل التي يقع فيها الاختلاف وسبب ذلك: أن الله تعالى لم يبين للناس الفصل في المسألة هذه بعينها، وإنما أوجب على الناس الإيمان به على قاعدة ليس كمثله شيء، ولكن أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة وغيرهم تكلموا على الله تعالى بعقولهم واستعملوا المقاييس فضلوا وأضلوا.
وهناك من العلماء من اعتبر القرآن من علم الله تعالى، فلذلك أبى أن يقال عنه بأنه مخلوق، وهو أبو محمد بن حزم رحمه الله، فهذه من المسائل التي اختلف فيها نظر ابن حزم ونظر ابن عقيل.
وقد وافق أبو محمد كثير من أهل الظاهر، وهو مذهبي في المسألة، ووافق ابن عقيل بعض من علمت قوله من أهل الظاهر، وكما وافقهما كثير من الناس ممن ليسوا من أهل الظاهر.
والشيخ ابن عقيل حفظه الله لم يقل بهذا تشهياً، ولا قاله متهجماً على المسألة، وإنما قاله بعد اطلاع ومعرفة أدلة كل قول، فلم ير فيها برهاناً دالاً على صحة قول من قال بأنه مخلوق، ولا صحة قول من قال بأنه غير مخلوق، وقد ذكر بعض ما استدل به أهل هذه الأقوال في مجلسه يوم السبت الماضي وبين بطلانه أو ضعفه.
والذي يعنيني من هذه المسألة قاعدة الشيخ التي ذكرها: أن الصحابة رضي الله عنهم سكتوا عن هذا التفصيل، ولا يمكن إدراك ذلك العلم إلا بنص قرآن، فيسعنا ما يسعهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما ذكرته حين الكلام عن الخوض في أمور مغيبة متعلقة بالله تعالى، فكل ما لم يأت نصاً في القرآن، أو لم يجمع عليه الصحابة رضي الله عنه فهو من باب التزيد في الدين والبدعة.
فالسلامة في هذه المسائل وما كان مثلها: أن نقول: إن صح عن الله تعالى ذلك القول أو التفصيل أو التفريع قلنا به، وإن لم يصح ذلك إلا باستدراك العقول واستحداثها ما لم يكن في نص القرآن والسنة فهو باطل مردود، لا نقول به ألبتة، ولا ننسبه لله عز وجل، فما يدرينا أن الأمر كما ظنت عقولنا الضعيفة، وكيف صح للعقل الضعيف أن يدرك تفصيل خالقه عز وجل، فسبحان من له علم كل شيء، له الحمد على ما أنعم، نؤمن به على ما جاء في القرآن والسنة الصحيحة.
فقد علمنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كيف نتطهر من الغائط ومن البول، ولو كان تفصيل هذه المسائل التي خاض الناس فيها واجباً: لما سكت الشرع عنه، ولبينه البيان الكافي والشافي، ولو علمه الصحابة ما كتموا حرفاً منه، ولنقلوه لنا كما نقلوا التطهر من قضاء الحاجة والاستجمار والاستنجاء.
فإن ظهر لي شيء غير ما ذكره العلامة ابن عقيل وهو يقوي قوله: رجعت عن قولي، وصرحت برجوعي دون استحياء، فالرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الخطأ.
ورأي الشيخ في هذه المسألة رأي قديم لم يحدث الآن، فلا يظن أحدكم أنه غير اجتهاده ورأيه، فقد أشار لي أنه من قديم أقواله، وهو أيضاً منشور في تقديمه لكتاب التقريب.
لكن ثمة مسألة: إن كان القائل بالتوقف سواء الشيخ أو من وافقه يستدل بسكوت الصحابة عن التفصيل في ذلك ولا يقبل بالتشنيع عليه في اجتهاده، فكذلك يجب أن يعذر من خالفه في مسائل وافق فيها الشيخ أو المستدل قول المتأخر في تفصيل مسائل الاعتقاد.
فمن ذلك انتقاد الشيخ وغيره لابن حزم لأنه امتنع من تسمية معاني أسماء الله تعالى باسم الصفة، وقال: أسماء الله تدل على الله ولا تدل على غيره، وأن لها معاني، وذكر الكثير من هذه المعاني الإجمالية.
وقد احتج أبو محمد بما احتج به أبو عبد الرحمن، وذكر أن هذا اللفظ لم يأت بنص، ولا جاء عن صحابي ولا تابعي، وإنما نشأ هذا اللفظ عند المعتزلة فتابعهم عليه بعض الفقهاء والعلماء، وعذرهم في ذلك ووصف موافقتهم للمعتزلة بأنها وهلة من عالم وزلة من فاضل ونحو هذا الكلام، وهو بنحو ما احتج به الشيخ حفظه الله، والقاعدة واحدة.
وقد وُصِفَ الممتنع من تسمية معاني أسماء الله تعالى باسم الصفة بأنه جهمي، وهذا معلوم لا يخفى عليكم، مع أن الواصف هذا وغيره يقولون: التجهم هو إبطال أسماء الله تعالى ومعانيها.
فكيف صح عندهم أن يكون أبو محمد من الجهمية وهو يثبت الأسماء، ويثبت معانيها؟ فمن شك في ذلك فليرجع إلى الفصل ويقرأ كلام الإمام ابن حزم ونقله الإجماع على جواز الدعاء بمعاني أسماء الله تعالى، وبيانه لكثير من هذه المعاني.
فلا يأتي رجل لم يقرأ هذا الكلام عند أبي محمد فيتهمني بالتقليد والعصبية لأبي محمد، فهذا من الكذب الصريح، فقد نقلت كلام أبي محمد كما هو في شريط محاكمة الإمامين، وما زدت عليه حرفاً.
فلما بُهِتَ المقلد الذي يقلد ما عليه المتأخر في مسائل الاعتقاد صار يطعن بأبي محمد وبي وبالدارة وبكل ظاهري يخالف ابن عقيل الظاهري، ويدعي أن ابن عقيل الظاهري أعلم الناس بالظاهر وبابن حزم وقد نفى أن يكون ابن حزم قال ذلك!
والشيخ ينفي ذلك عن نفسه، ويصرح بأنه ليس أعلم الناس بالظاهر، وأنه يصيب ويخطئ وليس بمعصوم، وأنه يستفيد من الظاهرية ما فاته، كما أنهم يستفيدون منه ما فاته، وكل ذلك إن صح برهان القائل في أي مسألة كانت، وأنه لم يكتب في تأصيل منهج أهل الظاهر ما يذكر حتى يعتمد على كلامه هذا القائل وغيره لتجويز تقليده.
وقد صرح الشيخ بأن مثبت الأسماء ومعانيها فليس بجهمي أصلاً، فلا أدري من نصدق؟ الجاهل الذي طعن في غيره وهو لا يحرر معنى التجهم أو الشيخ الذي ينفي ذلك بلسانه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل طبقنا قوله على أبي محمد؟ فأبو محمد يثبت الأسماء، ويثبت معانيها، شئت أم أبيت، فكتابه موجودة لا نحتاج إلى متحذلق لإثبات هذه النصوص الصريحة، فأبو محمد ليس بجهمي أصلاً على هذه القاعدة، وعلى معرفتنا للتجهم وهو إبطال الأسماء والمعاني بحجة أن فيها تشبيه بالخلق! بل نثبت كل اسم ومعناه الإجمالي من غير تفصيل في طبيعة الشيء وماهيته ولا كيفيته؛ لأن الله تعالى لم يذكر ذلك لنا.
فنقول: يسمع الأصوات، ويرى المرئي وغير المرئي لنا وينزل كل ليلة، ويضحك، ويجيء، وغير ذلك كما ثبت، من غير حد ولا تفسير كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله وغيره من الأئمة، ومنعهم من الخوض بالحد هو منع من التفصيل في طبيعة الشيء وماهيته؛ لأن الحد هو المنع، فلا تحد الله تعالى بشيء وتظن أنك منزه، ولن تجد إماماً من أئمة السنة يقول بأن الله تعالى يحد، فهذه قولة زور وباطل، ولكن من لم يعرف هذه الألفاظ وما تدل عليه أنكرها أو أنكر على أبطلها لجهله بها.
وقد نقل الشيخ عن أبي محمد مسألة البول وأخطأ في النقل، ونقل عنه مسألة نفي معاني أسماء الله تعالى وأخطأ في النقل، وقد قرأت النقل من كتابه الفصل في شريط المحاكمة وهو بخلاف ما نقله الشيخ حفظه الله، فهل نكذب ابن حزم أيضاً لأن الشيخ قد نقل عنه بخلاف قول ابن حزم؟!
فالشيخ بشر يصيب ويخطئ وينسى كغيره من العلماء، لكن المدعي كاد أن يجعله معصوماً! فوالله إني أعلم من نفسي محبة الشيخ وإجلاله وتعظيمه، ولكن ذلك لا يمنعني من انتقاده وخاصة فيما نقله عن أبي محمد وأخطأ في نقله، أما مخالفته لأبي محمد فقد صرحت عند الشيخ بأنك إمام مجتهد لك أن توافق وتخالف من تريد، ولم يكن من همي أن أناقشك في شيء أصلاً، وإنما همي الذب عن أبي محمد ما دام ميتاً.
أما من يعطي الشيخ مكانة التقديس بحيث يقلده فيما يقول فهو عند الشيخ إمعة كما صرح لي، وقال: لو لم تخالفني حين ظهر لك برهان خطأ قولي لقلت هذا إمعة!
فلا يتزيد علي أحد ويدعي عدم محبتي للشيخ لذلك أخالفه وأعارضه في مجلسه، فإني على الأقل أخالفه وهو حي، ولا أنتظر وفاة الشيخ - أطال الله في عمره - لأسل سيفي وقلمي لأنازل من مات كما يفعل كثير ممن وصف بأنه طالب علم!
ولا يكون الإنسان عقيلياً أكثر من ابن عقيل نفسه، وليكن صدره كصدر الشيخ يتسع لكل مخالف له ما دام قد خالفه ببرهان كما يقول الشيخ حفظه الله، لا بشبهات يظنها من البرهان ثم يكابر ويعاند فيها!
وما نقلت قول الشيخ الذي أمرني بعدم نقله إلا بعد استئذاني منه، فقبل خروجي من بيته يوم السبت للتوجه إلى الكويت استأذنته في نقل ذلك عنه فقال: انقله لا بأس، أنا لا أخفي ما أعتقد أنه حق.
فهذا آخر ما أكتبه في المسألة، أسأل الله أن يوفقني وإياكم لمعرفة الحق فيما اختلف فيه الناس، وأن يقربه إلينا، وأن يجعلنا من الخاضعين للقرآن والسنة، إنه سميع مجيب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 09:47]ـ
تعليقا على شاركة ابن تميم:
السكوت غير التوقف، وهذه مسألة ينبغي أن لا تكون مشكلة، فالساكت ليس له قول، لا بالسلب ولا الإيجاب ولا التوقف.
فسكوت الصحابة عن هذا كان لعدم المقتضي، وكلام من بعدهم كان لوجود المقتضي، وتوقف ابن عقيل هنا ليس كسكوت الصحابة، فقوله غير قولهم، فقوله: بالتوقف، وهم لا قول لهم.
فهو غير تابع لهم، ولا موافق.
وأولى بهم منه: التابعون من سلك سبيلهم إلى يومنا هذا من أئمة الدين والعلم، وقد قرروا قولهم بالحجج العقلية والنقلية.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 01:16]ـ
أخي الطيب صياد، هي نصيحة أسديها إليك وإن ثقلت على نفسك، وسأشدد في عبارتي في الرد على صاحبك لأن الخطب خطير، والله أسأل أن يهديك وسائر (أصحابك) سبيل أهل السنة، آمين.
ملحوظة: ما كان باللون الأحمر فهو من أصل المقال، وما تخلله بالأسود فهو ردي عليه.
يقول كاتب المقال:
وبلقائي به يوم السبت الماضي تكلم حفظه الله في مسألة خلق القرآن، ومسألة الكلام عن الله تعالى والتقسيم بأنه ذات وصفة، وأنكر على من يقول بهذا التقسيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت، وأيم الله إن من ينكر هذا التقسيم لعلى زيغ وبدعة تأباها العقول السوية أصلا! فإنه ما من عاقل إلا ويفرق – ببداهة العقل – بين معنى الذات ومعنى الصفة، وأنهما ليسا شيئا واحدا في العقل! هل إن قلنا إن كاتب هذا الكلام (أبو عبد الله) يبلغ من العمر كذا، جاز لنا أن نقول إن صفة بلوغ هذا العمر التي نصف بها أبا عبد الله، هي عينها ذات أبي عبد الله؟؟؟ أي عقل يقول بهذا؟؟ وسواء كان الشيخ يدري أو لا يدري أنه بهذا القول يوافق أصلا من أصول المعتزلة والجهمية، فأنا أتساءل، أين علمكم أنتم وأين تحقيقكم أنتم لعقيدة أهل السنة يا طلبة العلم يا ظاهرية؟؟ ألهذا الحد يبلغ الغلو في الشيخ الظاهري وفي شيخه ابن حزم رحمهما الله؟؟ الله المستعان.
ويهمني اليوم الحديث عن مسألة خلق القرآن، فإن الشيخ حفظه الله يقول: يجب التوقف في هذه المسألة، ولا يجوز أن يقال: القرآن مخلوق، أو أن يقال: القرآن غير مخلوق.
قد أسلفنا وأسلف غيرنا من الأفاضل بيان تناقض هذا الكلام، وأن المتوقف لا يجوز له أصلا – بموجب حقيقة وصفه نفسه بأنه متوقف – أن ينكر على أي من القولين في المسألة، ولا أن يمنع من النكير عليهما! ويالها من قاصمة للظهر أن يتوقف رجل ينسب نفسه إلى أهل السنة، في النكير على من يقول إن كلام الله مخلوق!!!
وهذه الأوصاف ينبغي أن يعتني بها طالب العلم، فليس كل من وصف بأنه جهمي فهو وصف صحيح متحقق في الموصوف؛ لأن الجهمية يوافقون أهل الإسلام في الشهادتين وكثير من أصول الإسلام، فلا تعني الموافقة لهم في أصل أو فرع كما يصطلح العلماء دالة على أن القائل منهم، خاصة وأن الجهمية يقولون بأن القرآن مخلوق.
فأنت إذن ترضى بأن نصف شيخك بأنه وافق الجهمية، لا بأنه جهمي، ففيم تجشمك عناء الكتابة أصلا؟
أما وصف من توقف بأنه جهمي أيضاً فهذا عدم تحقيق، وإنما وصف بعض العلماء من توقف بهذا الوصف من باب النكير ولئلا يتخذ هذا ذريعة للقول بخلق القرآن، ولم يكن مرادهم أن قائل ذلك من الجهمية تحقيقاً؛ لأن القول بخلق القرآن والتوقف ليس قولاً واحداً، ولا يتحقق منه نفس المعنى، فوجب حمل كلامهم على التحذير والتنبيه لا على تحقق التجهم في المتوقف.
الأئمة رحمهم الله كفروا من توقف في النكير على القائل بخلق القرءان، ثم أنت تقول إن هذا كان من (باب النكير)!! أي باب هذا؟ أيطلق الكفر على أصحاب قول من الأقوال أو على المتوقفين فيه، سدا للذريعة؟؟ سبحان الله!
القول بالتوقف، في حكم القول بالخلق ولا مرية في ذلك، لأن المتوقف يرى أن الكفر الذي أتى به أصحاب القول بالخلق، له حظ من النظر ومن ثمّ فهو لا يدري كيف يرجح بينهما لأن الأدلة تتساوى عنده! ألا تعقلون معنى التوقف يا عباد الله؟؟؟ كيف تفرقون بين مراتب ودرجات الخلاف أصلا، وبين ما يسوغ النزاع فيه وما لا يسوغ، إن كان هذا فهمكم للتوقف؟؟
إنا لله وإنا إليه راجعون!
القول الذي لا نزاع ولا مرية في كفر قائله، من توقف في أمره فهو في حكم القائل به لجلاء بطلان ذلك القول وامتناع أن يتوقف فيه مسلم!
وهذه مسألة من المسائل التي يقع فيها الاختلاف وسبب ذلك: أن الله تعالى لم يبين للناس الفصل في المسألة هذه بعينها، وإنما أوجب على الناس الإيمان به على قاعدة ليس كمثله شيء، ولكن أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة وغيرهم تكلموا على الله تعالى بعقولهم واستعملوا المقاييس فضلوا وأضلوا.
وأقول لصاحبنا، ما يدريك أن الجهمية والمعتزلة قد ضلوا وأضلوا؟؟ إن كانت قاعدتك أن ما لم يتكلم فيه الصحابة فلا يجوز الخوض فيه أصلا، فما يدريك أي كلامهم أصابوا فيه وفي أيه أخطأوا، حتى ترميهم بأنهم ضلوا؟؟ إن السبيل المستقيمة التي لا يحيد عنها أهل السنة قيد أنملة، أن كل قائل يستفصل منه وينظر في كلامه ومعاني مصطلحاته قبل أن نرى هل وافق الحق فيما يقول أو خالفه! وما عرفنا ضلال المعتزلة، نحن أهل السنة، إلا بهذا!! أما أن يقال الصحابة لم يخوضوا في هذا فأمسكوا كما أمسكوا، فهذا جهل وإن قال به من قال، وليس يحق لمثله أن يحكم على أحد من خلق الله بأنهم ضلوا أصلا!!
وهناك من العلماء من اعتبر القرآن من علم الله تعالى، فلذلك أبى أن يقال عنه بأنه مخلوق، وهو أبو محمد بن حزم رحمه الله، فهذه من المسائل التي اختلف فيها نظر ابن حزم ونظر ابن عقيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلام (الذي ينطق به قائله ويسمعه سامعه ويكتب ويدون وتنزل به الرسل من الله لتقرأه على النبيين، ثم الأنبياء يتلونه على الناس) شيء، والعلم – بهذا الإطلاق – شيء آخر كما لا يماري في ذلك عاقل! ولكن أبو محمد خالف في ذلك، وإذن فيسوغ للشيخ ابن عقيل أن يخالف أيضا!!
وقد وافق أبو محمد كثير من أهل الظاهر، وهو مذهبي في المسألة، ووافق ابن عقيل بعض من علمت قوله من أهل الظاهر، وكما وافقهما كثير من الناس ممن ليسوا من أهل الظاهر.
ولا تثريب إذن على من قال بهذا أو ذاك ما دام أنه قد وافقه كثير من أهل الظاهر، بل وكثير ممن ليسوا من أهل الظاهر كذلك!!
والشيخ ابن عقيل حفظه الله لم يقل بهذا تشهياً، ولا قاله متهجماً على المسألة، وإنما قاله بعد اطلاع ومعرفة أدلة كل قول،
ألا فليتأمل كاتب هذا الكلام في أي شيء أوقع نفسه وأوقع شيخه من حيث لا يدري! يشهد ههنا بأن الشيخ هداه الله قال بالتوقف من بعد معرفته بأدلة كل قول، أي القول بأن القرءان مخلوق، والقول بأنه ليس بمخلوق، فكان ماذا؟ اختار أن يتوقف! فلماذا توقف؟ لتقارب أدلة كل قول بما يعسر معه الترجيح، أم لأن الصحابة "أمسكوا"؟؟؟
والذي يعنيني من هذه المسألة قاعدة الشيخ التي ذكرها: أن الصحابة رضي الله عنهم سكتوا عن هذا التفصيل، ولا يمكن إدراك ذلك العلم إلا بنص قرآن، فيسعنا ما يسعهم.
فلم إذن تجشم الشيخ عناء النظر في أدلة كل قول أصلا؟؟ إما أنه يرى أن النظر في تلك الأقوال وهذا (التفصيل) قد يوصله إلى ترجيح، فهو ينظر ويبحث ويناقض ويفند ويقارن ويمحص، كما ذكر صاحب هذا الكلام، وإما أنه لا يرى مشروعية ذلك أصلا لأن الصحابة لم يفعلوه!!
وهذا ما ذكرته حين الكلام عن الخوض في أمور مغيبة متعلقة بالله تعالى، فكل ما لم يأت نصاً في القرآن، أو لم يجمع عليه الصحابة رضي الله عنه فهو من باب التزيد في الدين والبدعة.
الله أكبر، وإذن فما قولكم يا أصحاب أخينا الطيب، فيمن يقول إن التفريق بين الذات والصفات تقسيم باطل، بما معناه أن الذات هي عين الصفة؟ هل قال أحد من الصحابة إن هذا التقسيم باطل، أو ذكروه أصلا؟؟ ما إخالهم (أجمعوا على السكوت) على هذا التقسيم، ومع ذلك، فياللعجب، أرى الشيخ هداه الله يقول – كما نسبه إليه صاحب المقال – أن هذا التقسيم باطل!! فلماذا لم يتوقف في ذلك ويمسكن عنه، اتقاء (للتزيد في الدين والبدعة)؟!!
فالسلامة في هذه المسائل وما كان مثلها: أن نقول: إن صح عن الله تعالى ذلك القول أو التفصيل أو التفريع قلنا به، وإن لم يصح ذلك إلا باستدراك العقول واستحداثها ما لم يكن في نص القرآن والسنة فهو باطل مردود، لا نقول به ألبتة، ولا ننسبه لله عز وجل، فما يدرينا أن الأمر كما ظنت عقولنا الضعيفة، وكيف صح للعقل الضعيف أن يدرك تفصيل خالقه عز وجل، فسبحان من له علم كل شيء، له الحمد على ما أنعم، نؤمن به على ما جاء في القرآن والسنة الصحيحة.
أي سلامة هذه؟؟ كيف يقال لمن ينكر على القائل بخلق القرءان، انته عن هذا فإن عقلك ضعيف ولا يصح له أن يدرك تفصيل الخالق؟؟؟ تالله إن هذا لهو ضعف العقل والدين بعينه!! من لم يجد في نفسه من العقل ما به ينكر على من يقول إن كلام الرب مخلوق = فليقعد في قعر بيته وليكف عنا جهالته!!
لو طردنا كلامك هذا يا صاحب هذا المقال لمنعناك من دراسة العلم ومن الاجتهاد أصلا، ومن الترجيح بين الأقوال والمذاهب، قديمها ومستحدثها، ومن الحكم على الملل والنحل الباطلة بدراسة أقوالها وفلسفاتها، فإنه لا شيء من تلك الألفاظ والأقوال والمصطلحات في القرءان والسنة، فماذا عساك تفعل وأنت "مسكين ضعيف العقل"، وكيف "تنسب إلى الله شيئا"، أو تدفع عنه زعما يزعمه المبطلون، بظن عقلك الضعيف الواهن؟؟
واحسرتاه على طلبة العلم!
فقد علمنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كيف نتطهر من الغائط ومن البول، ولو كان تفصيل هذه المسائل التي خاض الناس فيها واجباً: لما سكت الشرع عنه، ولبينه البيان الكافي والشافي، ولو علمه الصحابة ما كتموا حرفاً منه، ولنقلوه لنا كما نقلوا التطهر من قضاء الحاجة والاستجمار والاستنجاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول صاحبنا سكت الشرع، وأنا أقول حاشاه سبحانه وتعالى ألا يكون في كتابه وسنة نبيه ما يمكننا به أن ندفع قول القائل إن كلام الله مخلوق ونبين بطلانه بالحجة والبرهان!!! إنما أنتم من استحوذت شبهات الجهمية عليكم حتى تهيبتم النكير عليها وإبطالها بالعلم والحجة كما هو شأن الأئمة ومن تبعهم من العقلاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
ورأي الشيخ في هذه المسألة رأي قديم لم يحدث الآن، فلا يظن أحدكم أنه غير اجتهاده ورأيه، فقد أشار لي أنه من قديم أقواله، وهو أيضاً منشور في تقديمه لكتاب التقريب.
لا لم نظن .. وإنما نسأل الله أن يهديه إلى الحق وإلى السنة!
لكن ثمة مسألة: إن كان القائل بالتوقف سواء الشيخ أو من وافقه يستدل بسكوت الصحابة عن التفصيل في ذلك ولا يقبل بالتشنيع عليه في اجتهاده، فكذلك يجب أن يعذر من خالفه في مسائل وافق فيها الشيخ أو المستدل قول المتأخر في تفصيل مسائل الاعتقاد.
قلت أوقفنا أولا على اصطلاحاتك (التي لم يقل بها الصحابة)!! ماذا تقصد "بالتفصيل في مسائل الاعتقاد"؟؟ القول بخلق القرءان تقرير مجمل وليس تفصيلا!! وإلا فعلى أي مصطلح من مصطلحات العلماء يجري هذا اللفظ عندك؟؟
وكيف ندري هل نوافقك أم نخالفك فيما تطالب به من إعذار الشيخ على ما وافق به (قول المتأخر) في تفصيل مسائل الاعتقاد دون أن توقفنا على مقصودك بالتفصيل؟ ثم من "المتأخر" هذا الذي وافقه الشيخ؟؟ أئمة السنة في القرن الأول والثاني والثالث من التابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم، يدخلون في (المتأخر) هذا أم لا يدخلون؟؟ وعلى أي قاعدة يجري الشيخ أصلا على الحقيقة، على (الاستدلال في التفصيل) أم على التمسك بسكوت الصحابة عن (التفصيل) جملة واحدة، ومتى يعمل بهذه ومتى يعمل بتلك؟؟
لقد وقع صاحبنا – فيما يبدو - في حيرة ههنا، حيث تبين له أنه إن انتصر لابن عقيل في دعواه إلى نبذ ما أسماه بالتفصيل، فسيبطل أصل طريقة ابن حزم في مناقشة أقوال الفلاسفة وموافقة كثير من كلام المتكلمين! فلم يجد مخرجا إلا أن يوافق ابن عقيل ويطالب بإعذار ابن حزم، حيث يقول:
فمن ذلك انتقاد الشيخ وغيره لابن حزم لأنه امتنع من تسمية معاني أسماء الله تعالى باسم الصفة، وقال: أسماء الله تدل على الله ولا تدل على غيره، وأن لها معاني، وذكر الكثير من هذه المعاني الإجمالية.
وقد احتج أبو محمد بما احتج به أبو عبد الرحمن، وذكر أن هذا اللفظ لم يأت بنص، ولا جاء عن صحابي ولا تابعي، وإنما نشأ هذا اللفظ عند المعتزلة فتابعهم عليه بعض الفقهاء والعلماء، وعذرهم في ذلك ووصف موافقتهم للمعتزلة بأنها وهلة من عالم وزلة من فاضل ونحو هذا الكلام، وهو بنحو ما احتج به الشيخ حفظه الله، والقاعدة واحدة.
قلت تأمل كيف يبدأ صاحبنا بتقرير أن الشيخ أنكر على أبي محمد امتناعه عن تسمية معاني الأسماء بالصفة، ثم في نفس الفقرة يقرر اتفاقهما في الاحتجاج بنفس القاعدة! فليت شعري بأي حجة أنكر ابن عقيل ما أنكر على ابن حزم في هذا، إذا كان الاستدلال واحدا والقاعدة واحدة!! ثم إنك إن أجريت القاعدة الواحدة هذه على ابن حزم لنسفت بها كل ما خاضه الرجل في كلام المتكلمين حتى وافق ما وافق منه – أو رد ما رده بنفس طرائقهم في الاستدلال والنظر- مما لا يخفى على من قرأ كلامه في ذلك! فما ضابط هذه القاعدة أصلا إن كان كل كلام ابن حزم - وجل كلام ابن عقيل - في مسائل الاعتقاد يخرقها؟؟
هذا ولا يفوتني في هذا المقام ملاحظة كيف يقرر الكاتب ما حقيقته أن "أهل الظاهر" المعنيين بكلامه ليسوا أصحاب مذهب فقهي وفقط، وإنما هم أصحاب نحلة كاملة يقلدون في بعضها – بل في أكثرها - ابن حزم رحمه الله، فيدفعون عنه – باستماتة - ما رمي به من مخالفة أهل السنة ومن تجهم في الصفات، يتوسلون إلى ذلك باتهام مخالفهم بأنه لا يفهم حقيقة الجهمية أصلا!!!
لن نخوض معكم – يا شيخ صياد أنت وأصحابك - في مناقشة عقيدة ابن حزم فليس هذا محل الخوض فيها، وسنمنع ذلك في هذه الصفحة وفي غيرها، ومن أراد معرفة موقف أهل السنة من مخالفات ابن حزم، فليتفضل بالنظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1119
وإنما نكتفي بلفت نظر القارئ إلى تناقض كاتب هذا المقال حيث يقرر ما قرره عن عقيدة أبي محمد رحمه الله، يدفع عنه التجهم في الصفات، ثم هو يأتي ليقول:
فنقول: يسمع الأصوات، ويرى المرئي وغير المرئي لنا وينزل كل ليلة، ويضحك، ويجيء، وغير ذلك كما ثبت، من غير حد ولا تفسير كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله وغيره من الأئمة، ومنعهم من الخوض بالحد هو منع من التفصيل في طبيعة الشيء وماهيته؛ لأن الحد هو المنع، فلا تحد الله تعالى بشيء وتظن أنك منزه، ولن تجد إماماً من أئمة السنة يقول بأن الله تعالى يحد، فهذه قولة زور وباطل، ولكن من لم يعرف هذه الألفاظ وما تدل عليه أنكرها أو أنكر على أبطلها لجهله بها.
أيحسب الكاتب أننا نفوت كلامه هذا دون أن نستفصل منه عن قوله (دون حد ولا تفسير)؟؟ ومن الطريف أن الصحابة لم يرد عنهم لا كلمة حد ولا كلمة تفسير، ولا نهوا الناس عن الخوض فيهما!! فهل يجيز ابن عقيل هذا السؤال، أن نسأل عن قصدكم بالحد والتفسير، أم يرى ذلك من التزيد في الدين والبدعة، على تلك القاعدة التي يريد إلزامنا بها في إجماع الصحابة السكوتي؟؟؟
من هم أئمة السنة الذين يمتنعون من القول بأن الله تعالى يحد؟؟ وما معناها عندهم ولماذا كان نكيرهم عليها (كما يدعي)؟ لأن الصحابة أمسكوا؟؟
وأرجو أن يتأمل أخي الطيب صياد فيما يلزم عن هذا القول من إبطال لقاعدة ابن عقيل التي يحاول كاتب هذا المقال تخريج وجه مستساغ لها، يقول: " ولكن من لم يعرف هذه الألفاظ وما تدل عليه أنكرها أو أنكر على من أبطلها لجهله بها"
انتهى المقصود من الرد، والله الهادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 12:50]ـ
تعقيب أبي الفداء طويل جدا و بعضه - لو تسمح لي يا أبا الفداء - مغالطات كلامية أعني: تشدد في مراقبة الحروف و حركاتها و سكناتها.
و لعل مقالة الشيخ ابن تميم لطولها و لأسلوبه الاستطرادي المعروف لم تتضح معانيها، فأحاول إعطاء خلاصة الكلام:
ابن عقيل بنى توقفه على سكوت الصحابة اليقيني الذي يعترف به أي إنسان منصف لا يحتج بالمنكرات و المعضلات.
ابن عقيل دخل في مسألة خلق القرآن و نظر في أدلة القوم نظرا عميقا، فتوجيه هذا - و كان له ألاَّ يخوض أصلاً - أنه من باب المساعدة في تحليل المسألة و تبيين محل الخلاف و الاطلاع على البرهان اللازم الذي لو اطمأنَّ له لأخذ به، و اعني بالبرهان هو نص الكتاب و نص السنة و الإجماع المتيقن حدوثه أو الدليل المستخرج من هذه الأصول القطعية لا غير.
و معلوم أن مراتب الأدلة مختلفة، فسكوت الصحابة لو عارضه لفظ القرآن - مثلاً - فلا يؤخذ بسكوتهم، بل الواجب هو اعتقاد ما نطق به لفظ القرآن.
فمن ظهر له غير ما ظهر لابن عقيل عن علمٍ يقينيٍّ لا بظن - و لو كا راجحًا - فليأخذ به و ليطرح ما توصل إليه ابن عقيل أو ابن حزمٍ أو غيرهما من غير المعصومين.
و أنا شخصيًّا أكفر من قال: إن القرآن مخلوق، و قد ذكرته لكم في غير هذا الموضع، و أكفر من قال: إن القرآن خالق، لأن قائله يكذب على الله تعالى و ينسب إليه ما لم يقله و قد قال تعالى:" .. و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون "، في آية التحريم، و قد ذكر ابن عثيمين أن الترتيب من الأدنى إلى الأعلى و أن القول على الله بغير علم هو سبب الشرك و سبب كل بدعة.
و هذا كما ترون: بسهولة و جلاء، و الحمد لله رب الرض و السماء.
و لا أعقب على الألفاظ النابية و غير اللائقة بالمقام، فإن الدخول في ذلك: دخول في ترَّهاتٍ لا انقطاع لها و لا انتهاء.
وفقكم لله جميعا إلى ما يحب و يرضى.
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 02:12]ـ
فإن تعقيب أبي الفداء طويل جدا و بعضه - لو تسمح لي يا أبا الفداء - مغالطات كلامية أعني: تشدد في مراقبة الحروف و حركاتها و سكناتها.
و لعل مقالة الشيخ ابن تميم لطولها و لأسلوبه الاستطرادي المعروف لم تتضح معانيها
بل ظهرت معانيها ومفرداتها بجلاء للشيخ أبي الفداء، لذا وضع تعقيبه "العلمي" عليها.
والصحابة -رضوان الله عليهم- لم يسكتوا إقرارًا لقول فاسد كفري قط. وإنما حدث النزاع بعد عصرهم. أيصعب فهم هذا على أبي عبدالرحمن؟
فمن نسب إلى الصحابة السكوت على الكفر، فهو قادح في الدين، وقادح في الصحابة .. وغير ذلك من الالزامات التي نظن أن ابن عقيل يتبرأ منها.
لذا فقوله هذا غير منضبط، لا علميًا ولا أصوليا .. ولا يوجد مسوغ له إلا التوهم.
وإنا لنربأ بأبي عبدالرحمن أن تكون له زلة كهذه .. فإنها -والله- لقاصمة.
وأرجو أن تسمع نصيحة مشفق محب.
يا أخانا الطيب إنك قد أقحمت نفسك في شيء قبل الاطلاع والمدارسة والتحرير، فكانت مشاركاتك -مع الأسف- غير علمية وغير دقيقة.
وما نريد منك إلا المزيد من التجرد واستيعاب الأقوال والتمسك بالسنة.
وفقنا الله وإياك إلى الحق ووفقنا إلى التمسك به.
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 08:42]ـ
بداية أشكر أخي الطيب الصياد!
و أُحيي فيه جلده و صبره! (إنما يُفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
و هكذا من درس العلم من ينابعه أثمر فيه الخُلق الحسن و حُب الهداية للناس!
و العكس بالعكس و بضدها تتميز الأشياء!!!
و أقول لا عليك أخي فهنئا لك حسنات تُهدى إليك بغير تعب و لا نصب!
ثم إني أقول قد أثار عُجبي مشاركة أخي أبي الفداء
قلت، وأيم الله إن من ينكر هذا التقسيم لعلى زيغ وبدعة تأباها العقول السوية أصلا! فإنه ما من عاقل إلا ويفرق – ببداهة العقل – بين معنى الذات ومعنى الصفة، وأنهما ليسا شيئا واحدا في العقل! هل إن قلنا إن كاتب هذا الكلام (أبو عبد الله) يبلغ من العمر كذا، جاز لنا أن نقول إن صفة بلوغ هذا العمر التي نصف بها أبا عبد الله، هي عينها ذات أبي عبد الله؟؟؟ أي عقل يقول بهذا؟؟ وسواء كان الشيخ يدري أو لا يدري أنه بهذا القول يوافق أصلا من أصول المعتزلة والجهمية، فأنا أتساءل، أين علمكم أنتم وأين تحقيقكم أنتم لعقيدة أهل السنة يا طلبة العلم يا ظاهرية؟؟ ألهذا الحد
(يُتْبَعُ)
(/)
يبلغ الغلو في الشيخ الظاهري وفي شيخه ابن حزم رحمهما الله؟؟ الله المستعان لا تتعجل يا أخي و لاتقف ما ليس لك به علم!
أسأت فهما و أسأت ظنا و رميت بتهمة!!!!
وكم عائب قولا صحيحا ... و آفته من الفهم السقيم
فمن قال لك أن هذا قول الإمام ابن حزم رحمه الله!!! و ابن حزم يقول بخلاف هذا!!
فهل تعلم أن قول ابن عقيل رد على ابن حزم و إن لم يُصرح بهذا!!
و قول ابن عقيل حفظه الله موافق لأهل السنة!!
فيا أخي لا تتعجل بالإنكار و أنت لم تفهم المسألة! ثم ترمي الشيخ بأن قول هذا موافق لأصول المعتزلة كفى يا أخي كفى نحن مسؤولون عما نقول!!!
فصورة المسألة يا إخواني
الصفة التي يطلقونها إنما هي في اللغة واقعة على عرض في جوهر
فالإنسان: معروف، ويتصف بصفات، وهذه الصفات تكون فيه إما لازمة وإما غير لازمة
ونعلم أن كل صفة فإنها لا تستقل بنفسها، وإنما لابد أن تكون في إنسان، أو حيوان، أو جماد.
لذلك لا نرى السواد إلا على كتاب أو إنسان أو جماد، فالصفة لا تستقل بانفرادها عن الشيء الذي كانت فيه أو وصفت له فهذه الثنائية بين صفات المخلوق وذاته أوقعت الفرق في اشكالية كبيرة عندما تحدثوا عن صفات الله! فصفات المخلوق غير ذاته!!!
فصفة المخلوق هي شيء ليس هو المخلوق نفسه، فالطول والعرض واللون وغيرها من صفات إنما هي أشياء مخلوقة، موجودة في شيء مخلوق آخر سواء إنسان أو جماد أو حيوان
لذلك توهم الإمام ابن حزم و من قال بقوله أن إطْلاق الإثبات بأنَّ للَّه صِفاتٍ يُشْعِرُ أنَّ هذه الصّفات مُبايِنَةٌ له؛ هي غيره!!! (وهذا شرك)
لذلك نفى الإمام ابن حزم رحمه الله اطلاقها على الله تعالى _ و غلط في ذلك - لكن نجزم أن ابن حزم اجتهد وتحرى الحق فخطأه دائر بين الأجر أو المغفرة بإذن الله تعالى
فابن عقيل حفظه الله يرد على ابن حزم في هذا و إن لم يُصرح به!! وعلى من وافقه!! فيقول
وجاءت هذه الشبهة من بدعة أخرى هي الثنائية بين الذات والصفات، وهذه الثنائية لا تصح في حق الله سبحانه؛ لأنه لم يحدث له صفة لم تكن له؛ فيقال: إنها مضافة إلى الذات .. وإنما الثنائية في حق المخلوق الذي يعلم بعد جهل، ويقرأ ويكتب بعد أمية، وينمو بعد ضعف؛ فهذا استجدت له صفات مضافة إلى نفسه،
###
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 09:48]ـ
وكم عائب قولا صحيحا ... و آفته من الفهم السقيم إي وربي صدقت!
عافانا الله وإياكم من سقم الفهم!
فمن قال لك أن هذا قول الإمام ابن حزم رحمه الله!!! و ابن حزم يقول بخلاف هذا!! وأين رأيتني أنسب هذا القول بعينه إلى ابن حزم؟ إن كان من قولي (ألهذا الحد يبلغ الغلو في الشيخ الظاهري وفي شيخه ابن حزم رحمهما الله؟؟) فإنما أخاطب به كاتب المقال ومن وافقه لانتصابهم للانتصار لمعتقدات الجهمية وتبرئة المتلبسين بها بكلام صحافي لا شيء فيه سوى الدفع بالصدر!! وقد قلت قبلها مباشرة: (فأنا أتساءل، أين علمكم أنتم وأين تحقيقكم أنتم لعقيدة أهل السنة يا طلبة العلم يا ظاهرية)، فواضح من سياق الكلام لمن صح فهمه من الأسقام أن هذا الكلام عام ينبني على سؤال عام، أوجهه لمن يغلو في ابن عقيل وابن حزم معا!!
فهل تعلم أن قول ابن عقيل رد على ابن حزم و إن لم يُصرح بهذا!! لا يعنيني على من يرد ولا من يوافق ولا من يخالف، وإنما يعنيني القول نفسه، كما هو مكتوب بحروف الأخ صاحب المقال، وهو باطل بيِّن لا مرية فيه، وينبئ عن جهل فاضح .. فإن كان الفساد من سوء نقل الكاتب، وقول الشيخ في الحقيقة بخلاف هذا، فلتحطّ بالملامة على رأسه إذن .. فالمقال مكتوب للانتصار للرجل ولدفع تهمة الاعتزال والتجهم عنه أصلا!!!
و قول ابن عقيل حفظه الله موافق لأهل السنة!! أهل السنة يقولون بنكارة التقسيم إلى ذات وصفة؟ بهذه الألفاظ وبهذا التقرير؟؟ الله أكبر!
الصفة التي يطلقونها إنما هي في اللغة واقعة على عرض في جوهرالتي يطلقونها .. من الذين يطلقونها؟؟؟ هذا التعريف الذي ذكرته يا أخانا ليس في اللغة أصلا وإنما في علم الكلام!! وما بني على باطل فهو باطل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ونعلم أن كل صفة فإنها لا تستقل بنفسها، وإنما لابد أن تكون في إنسان، أو حيوان، أو جماد. ما معنى لا تستقل بنفسها؟؟ الصفة معنى يقصد به أمر من الأمور التي تُعرف بها الذات، سواء كان ذلك الأمر ملازما لتلك الذات لا ينفك عنها أو كان من الأحوال التي تعتريها في حال دون حال (كالأفعال والإرادات)، وكل ذات تتصف بما يليق بها من الصفات، في المعنى كما في الحقيقة والكيفية. وبطبيعة الحال فإن الصفة ليست هي عين الذات لا في الذهن ولا في الخارج. فلما دخلت الشبهة على أهل الاعتزال والجهمية بأن إثبات هذا المعنى البدهي في حق الله تعالى (أنه ذات لها صفات) يلزم منه مشابهة المخلوقين فيما أسموه بحلول الأعراض، منعوا من التقسيم وقالوا إن تعدد الصفات يفضي إلى تعدد الذوات وهو ممتنع. فإن كان ابن عقيل يوافقنا على إبطال هذا الهراء الذي قالت به المتكلمة (ووافقهم ابن حزم) فهل يصح أن يقول إنه ينكر التقسيم إلى ذات وصفات بهذا الإطلاق؟؟؟ هذا - على أقل تقدير - خبط وسوء في التحرير لا يليق بمن تنسب إليه الإمامة ويقال إنه يفهم (عضل) المسائل التي لا يفهمها مشايخ البراك ومن يوافقونه!!! وبالنظر فيما سطره الرجل في مقاله - موضوع هذه الصفحة - يتبين بجلاء أن الأمر ليس سوءا في التحرير وحسب، والله الهادي وهو حسبنا ونعم الوكيل!
وتأمل هذا التحرير الذي سقته للشيخ وأنت تزعم أنه معتقد أهل السنة .. يقول:
وجاءت هذه الشبهة من بدعة أخرى هي الثنائية بين الذات والصفات، وهذه الثنائية لا تصح في حق الله سبحانه؛ لأنه لم يحدث له صفة لم تكن له؛ فيقال: إنها مضافة إلى الذات. هذا الذي وضعتُ تحته خط في كلام الشيخ، لازمه الواضح - عند أي طالب علم درس مبادئ العقيدة - أن كل صفات الله عنده قديمة، لأنه يمنع أن تكون (حادثة)، ولازم ذلك - عند من وافقهم الشيخ هداه الله - نفي الصفات وتعطيل معانيها، لأنه لا قديم سوى الله! فإن كان لا يلتزم بهذا اللازم الأخير، فهل يصح منه مثل هذا التحرير؟؟؟ الصفات منها ما هو صفة ذات ومنها ما هو صفة فعل، وصفة الفعل تحدث بحدوث الفعل، فتضاف إلى الذات من هذا الوجه، كقوله تعالى ((ويمكر الله)) و ((الذين هدى الله)) ونحوها، ولا يقال - مثلا - إن الله كان ماكرا بالمجرمين من الأزل ولا أنه كان هاديا للمؤمنين من الأزل!! فالحاصل أن الشيخ هداه الله أراد أن يدفع باطلا فوقع في باطل مثله، وقد أفاض الإخوة في هذه الصفحة - جزاهم الله خيرا - في بيان طوامه ومخالفاته الواضحة عفا الله عنه، ففيم المراء يا عباد الله؟؟ أهو الدفاع لمجرد الدفاع، والانتصار لشيخ الظاهرية ولو بالباطل؟؟
وتأمل يا أخانا كيف يأتي من يتكلم بهذه المصطلحات والألفاظ، يقول الحق فيها كذا والباطل كذا، لينكر علينا الآن تكفير من يقول بخلق القرءان، يدعونا إلى الإمساك فيها كما أمسك الصحابة!!! الشيخ هداه الله تخبطه في العقيدة لا يخفى، ومع هذا يصر الإخوة على نسبة كلامه إلى معتقد أهل السنة، سبحان الله العظيم!
أذكر الإخوة بقوله صلى الله عليه وسلم "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، فلها نصرتموه ظالما كما تشرع نصرة الظالم؟
نسأل الله الهداية له ولمن تعصب له، آمين.
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 10:46]ـ
عافانا الله وإياكم من سقم الفهم!
اللهم آمين!
لا يعنيني على من يرد ولا من يوافق ولا من يخالف، وإنما يعنيني القول نفسه، كما هو مكتوب بحروف الأخ صاحب المقال، وهو باطل بيِّن لا مرية فيه، وينبئ عن جهل فاضح .. فإن كان الفساد من سوء نقل الكاتب، وقول الشيخ في الحقيقة بخلاف هذا، فلتحطّ بالملامة على رأسه إذن .. فالمقال مكتوب للانتصار للرجل ولدفع تهمة الاعتزال والتجهم عنه أصلا!!!
دعنا من رمي التهم فما أسهلها!!! و الكل يُحسنها!!
التي يطلقونها .. من الذين يطلقونها؟؟؟ هذا التعريف الذي ذكرته يا أخانا ليس في اللغة أصلا وإنما في علم الكلام!! وما بني على باطل فهو باطل!
تفسير الصفة يقتضي ما قلتُه بمعنى إذا نظرنا ماذا يُقصد بالصفة في اللغة وجدناهم يُطلقونها قاصدين بها هذا المعنى و قد أوضحت بعده بالأمثلة للتتضح المسألة ولله في خلقه شؤون!!!
الصفة معنى يقصد به أمر من الأمور التي تُعرف بها الذات، سواء كان ذلك الأمر ملازما لتلك الذات لا ينفك عنها أو كان من الأحوال التي تعتريها في حال دون حال (كالأفعال والإرادات)
سبحان الله!!!
فرق يا أخي بين الخبر والصفة؟!!
ففرق بين أن تخبر عن شيء بأوصاف وبين أن تصفه؛ فالخبر أعم من الصفة؛ لأني قد أخبر بأوصاف هي من لوازم صفة معينة وهذه اللوازم ليس شرطا أن تكون صفة وإنما جاءت من باب الإخبار
يزداد عجبي ممن نصب نفسه لرد على قول إمام و هو لا يعرف هذا؟!!!
لذلك أكرر صفة المخلوق هي شيء ليس هو المخلوق نفسه، فالطول والعرض واللون وغيرها من صفات إنما هي أشياء مخلوقة، موجودة في شيء مخلوق آخر سواء إنسان أو جماد أو حيوان
فهل تنكر هذا أم تُقر؟!!!
وهذه هي الثنائية بين الذات والصفات في المخلوقين
الباطلة في حق الله لأنها تقتضي أن الصفات مباينة لله بمعنى أن الذات منفصلة عن الصفات!!!
فقد اتضح الصبح لذي عينين!!!
هذا الذي وضعتُ تحته خط في كلام الشيخ، لازمه الواضح - عند أي طالب علم درس مبادئ العقيدة - أن كل صفات الله عنده قديمة، لأنه يمنع أن تكون (حادثة)، ولازم ذلك - عند من وافقهم الشيخ هداه الله - نفي الصفات وتعطيل معانيها،
لا تفهم شيئا ثم تحاكم الشيخ على ما فهمته
هذا فهمك فما حيلتي
فالعلامة ابن عقيل أراد نفي أن هناك ذات مجردة قائمة بنفسها منفصلة عن الصفات!
وهذا واضح تمامامن قوله الذي وضعت أنت تحته خط أحمر ثم بنيت عليه فهمك أعني قوله لأنه لم يحدث له صفة لم تكن له؛ فيقال: إنها مضافة إلى الذات. وكل تفصيلك الذي بعده بناءا على فهمك الخاطيء من قوله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:20]ـ
أفرق بين أن أخبر عن شيء بأوصاف وبين أن أصفه!! ما شاء الله.
ما الذي أدخلنا هنا في الفرق بين الوصف والإخبار وعلى أي مصطلح تجري هذا التفريق عندك أصلا؟ أنا كتبت تعريفا واضحا لمعنى الصفة في اللغة، فإذا بصاحبنا يكلمني عن الإخبار عن الصفة بأوصاف هي من لوازم الصفة ... ما هذا؟؟
لا تفهم شيئا ثم تحاكم الشيخ على ما فهمته
هذا فهمك فما حيلتي نعم .. كيف أجرؤ على محاكمة الشيخ لما فهمته من كلامه؟؟ خبتُ وخسرت، وضللت عن سواء السبيل!!!
وعلي إذن أن أسكت كما سكت الصحابة رضي الله عنهم!
ثم يتكلم صاحبنا في صفة المخلوق، يا أخانا صفة المخلوق مخلوقة، أما صفة الخالق فليست مخلوقة، فإن كانت صفة المخلوق شيئا مخلوقا، فصفة الله شيء لا يعلم كنهه وحقيقته إلا الله، مع كوننا نفهم معنى الصفة وضرورة انفصالها عن معنى الذات .. فلا يمنع التقسيم في حق الله تعالى لذات وصفات إلا مخلط، ولا يلزم من ذلك التقسيم التلبس بتلك (الثنائية) الكلامية التي يذكرها ابن عقيل، فإن الله - جل ثناؤه - ذات لها صفات تليق بها (في حقيقتها وكيفها)، كما أن المخلوق ذات لها صفات تليق بها (في الحقيقة والكيف)، وانتهى الكلام عندي في هذا، ولن أزيد كلمة واحدة!!
وحقيقة لم أر في كلامك الأخير أصدق من قولك:
فقد اتضح الصبح لذي عينين!!! وللقراء أعين ولله الحمد،
والسلام!
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:47]ـ
أفرق بين أن أخبر عن شيء بأوصاف وبين أن أصفه!! ما شاء الله.
ما الذي أدخلنا هنا في الفرق بين الوصف والإخبار وعلى أي مصطلح تجري هذا التفريق عندك أصلا؟ أنا كتبت تعريفا واضحا لمعنى الصفة في اللغة، فإذا بصاحبنا يكلمني عن الإخبار عن الصفة بأوصاف هي من لوازم الصفة ... ما هذا؟؟
يا أبا الفداء ليكن لسان حالك و مقالك وقل ربي زدني علما!
فليتك استفسرت ولم تعجل بالإنكار!
توضيح هذا!
بمثال: رأيت رجلا ينشد شعرا ويشرب؛ فهذا من باب الإخبار وقد يحتوى هذا الخبر على أوصاف أو لوازم لصفات؛ فلا نصف الرجل بالشارب وإنما نقول أن الشرب من لوازم صفة الحياة مثلاً.
وأما إنشاد الشعر فهنا يمكن أن نصف هذا الرجل بأنه شاعر وذلك إذا علمنا بأنه كذلك أو يمكن أن تكون من لوازم صفة الأديب كأن يكون أديبا محبا للشعر وهكذا!
و الآن ردد معي وقل ربي زدني علما!
و أما الذي أدخلنا في ذلك فهو تعريفك العام للصفة! فهو يشمل ما كان من باب الإخبار!
و نحن نُريد تعريف محدد يُعين ما المقصود بالصفة!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 12:02]ـ
الله يهديك .. هذا الذي تمثل به اسمه (صفة الفعل) بخلاف (صفة الذات)، وهو صفة من باب أن فاعله موصوف بأنه يفعله، كما أنك الآن موصوف بأنك جالس تقرأ وتكتب وتجادل!! صفتك الآن أنك تجادل، وفي نفس الوقت فقد يكون من صفتك أنك مجادل، فالأخيرة صفة ذات ملازمة لك، نشأت عنها آحاد هذه الأولى التي هي وصف حالك الآن .. فهمت يا مولانا؟؟
و أما الذي أدخلنا في ذلك فهو تعريفك العام للصفة! فهو يشمل ما كان من باب الإخبار! هذا من معنى الصفة في اللغة والاصطلاح، شئتَ أم أبيت.
و نحن نُريد تعريف محدد يُعين ما المقصود بالصفة! لا لسنا نريد تعريفا ولا غيره، هذا تجده في مظانه وليس هنا مكانه، علمنا الله وإياك ما ينفعنا ..
و الآن ردد معي وقل ربي زدني علما! آمين وإياك والمسلمين.
واسمح لي فلن أقبل باستمرار الحوار حول بدهيات من أصول أهل السنة في باب الأسماء والصفات، وأرجو ألا تعاود الرد لأنني تعبتُ - والله - من هذا المراء، الذي قد بات جليا للإخوة أنه لا غاية له عندك إلا الانتصار للشيخ على شدة فداحة مخالفاته وجلائها، عفا الله عنه، والله المستعان!!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 01:23]ـ
يا أبا الفداء ليكن لسان حالك و مقالك وقل ربي زدني علما!
فليتك استفسرت ولم تعجل بالإنكار!
توضيح هذا!
بمثال: رأيت رجلا ينشد شعرا ويشرب؛ فهذا من باب الإخبار وقد يحتوى هذا الخبر على أوصاف أو لوازم لصفات؛ فلا نصف الرجل بالشارب وإنما نقول أن الشرب من لوازم صفة الحياة مثلاً.
وأما إنشاد الشعر فهنا يمكن أن نصف هذا الرجل بأنه شاعر وذلك إذا علمنا بأنه كذلك أو يمكن أن تكون من لوازم صفة الأديب كأن يكون أديبا محبا للشعر وهكذا!
و الآن ردد معي وقل ربي زدني علما!
و أما الذي أدخلنا في ذلك فهو تعريفك العام للصفة! فهو يشمل ما كان من باب الإخبار!
و نحن نُريد تعريف محدد يُعين ما المقصود بالصفة!
وما زالت الاختراعات مستمرة!
بل هي صفة له، فيوصف بأنه شارب، وضاحك، وآكل، وماصص (القياس ماصّ، لا تخف!)، وكل ما تريد!
إذا قام به هذا الفعل، جاز أن يوصف به، لغة ومنطقا.
ولا خلاف بين اللغويين والبلاغيين أن اسم الفاعل في قوة (الفعل) المضارع، إلا بقرائن
ففلان يشرب = فلان شارب = رأيت فلانا الشارب = فعل مضارع = خبر = صفة
والشارب والضاحك ونحوها عند المناطقة من (الخاصة) أو (العرض العام)، وهما من الكليات الخمسة بلا خلاف، والخاصة تدخل في الحد الناقص والرسم الناقص، والعرض العام يقوم بالنوع، وإنما يمنع الحد به عدم فارقيته، وإلا فالوصف به صحيح، ولو من باب الحد اللغوي.
والمناطقة والفلاسفة يفرقون بين الوصف بالقوة والوصف بالفعل، فيقولون الشارب بالقوة والشارب بالفعل، وكلاهما صفة عندهم.
طبعا أكتب ما أكتب للقراء، لا للإخوة الظاهرية المناقشين، لأنه لا أمل!(/)
لمحة عن الزائغين في القدر.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 09:34]ـ
يدور الإيمان بالقدر على أربعة أمور هي أصوله وأركانه التي لايكون إلا بها؛ وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق. وقد تضافرت النصوص في تقرير هذه الأصول، وبيان مايندرج تحتها من المعاني العظيمة والحكم البليغة، وقد آمن بموجبها أهل السنة والجماعة وحاد عنها كثير من الخاطئين والمخطئين؛ وهم على كثرتهم تكاد تجمعهم أربع طوائف: -
1 - القدرية الأولى؛ وهم الذين يزعمون أن لاقدر، وأن الأمر أنف؛ أي مستأنف لم يسبق بعلم ولاكتاب؛ ومن أول من تكلم بهذه المقالة معبد الجهني بالبصرة ثم اتبعه خلق على إفكه أشهرهم غيلان الدمشقي؛ وهو الذي دعا عليه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز فقتل وصلب في عهد هشام بن عبدالملك! وقد نقل غير واحد من أهل السنة إجماع السلف على تكفير أهل هذه المقالة إلا أنه يشكل على ذلك الرواية عن معبد الجهني؛ فهو كما هو معروف من رجال الكتب الستة!
2 - الفلاسفة الإلهيون؛ فإنهم ينكرون علم الله بالجزئيات المعينة؛ لأن إدراكها إنما يكون بجسم أوقوة حالة في جسم، وأنكروا كذلك المشيئة؛ لأن الرب بزعمهم موجبا بالذات؛ أي أن أفعاله تصدر عنه بلامشيئة؛ ولهذا جعلوا علاقة الله بالعالم علاقة فيض لاخلق! وهذه نظرية الفيض أو الصدور المشهورة والتي تبناها الاسماعيلية وفلاسفة الصوفية وغيرهم!
3 - القدرية الثانية؛ وهم الذين يؤمنون بقدر ويكذبون بقدر؛ فيؤمنون بالعلم السابق والكتاب الأول، ويكذبون بعموم المشيئة والخلق؛ ولهذا أخرجوا أفعال العباد من عموم مشيئة الرب وخلقه؛ وزعموا أن هذا موجب العدل! ولهذا سموا أنفسهم عدلية، وسماهم السلف مجوسية؛ لأن عقيدتهم تشبه عقيدة المجوس في القول بالأصلين، وإثبات خالقين! وهذه العقيدة لازالت حية إلى اليوم؛ يدين بها المعتزلة والزيدية والشيعة الإمامية وغيرهم.
4 - الجبرية؛ وهم الذين غلوا في إثبات القدر حتى سلبوا قدرة العبد، أو أثبتوا له قدرة غير مؤثرة في الفعل! يقول الجرجاني: (الجبرية إثنان؛ متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل؛ كالأشعرية، وخالصة لاتثبت؛ كالجهمية).
وهناك مقالة عن كيفية الإيمان بالقدر عند أهل السنة نشرتها بملتقى أهل الحديث فليراجعها من أحب أن يأخذ فكرة موجزة عن عقيدة أهل السنة في هذا الأصل العظيم، ومن أراد البسط فليراجع المطولات؛ كشفاء العليل لابن القيم. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل(/)
ما الفرق بين مشيئة الله وقدرة الله.
ـ[أبو بكر يحي السطائفي]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:43]ـ
السلام عليكم وتقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم وأعاد الله علينا هذا العيد بالسلم والسلام والأمن والأمان وسؤالي لكم إخوتي الأفاضل هو الفرق بين قدرة الله ومشيئة الله فهي ترد كثيرا في الكتب التي تعنى بالعقيدة فأرجوا من الإخوة الإسهاب في شرح ذلك.
وبارك الله في الجميع(/)
عقوبة معجلة لشاب قدح في مرويات أبي هريرة!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 07:14]ـ
ذكر الذهبي رحمه الله بإسناد رواته أئمة كما قال أن أبا الطيب قال: (كنا في مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني فسأل عن مسألة المصراة؟ فطالب بالدليل، فذكر له حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الوارد فيها. فقال: أبو هريرة غير مقبول الحديث! فما استتم كلامه حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها، وهي تتبعه، فقيل له تب، تب، فقال: تبت، فغابت الحية، فلم ير لها أثر!!). انظر: سير أعلام النبلاء 2/ 618
وقد أومأ الذهبي إلى السبب الذي حمله على رد مرويات أبي هريرة، وأنه جرى على أصول بعض المذاهب التي لاتقبل مرويات أبي هريرة إذا خالفت الأصول أوالقياس!! فجرى له ماجرى مع أن له تأويل، والتأويل قد يدرأ العقوبة، فكيف إذن يكون حال أولئك الخاطئين الذين اتخذوا من عداوة الصحابة دينا، وجعلوا سبهم شعارا، يقارفونه ليلا ونهارا!!
ـ[حطّام]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 09:06]ـ
سبحان الله!!
جزاك الله خيرًا(/)
الجنة وصفاتها في القران الكريم - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 10:57]ـ
الجنة وصفتها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
الجنة لغة هي البستان الكثيرالنخيل والاشجار بحيث يلتف بعضه على بعض فالجنة ماخوذة لغة من جن يعني ستر وسميت بهذا لانها اشجارها تلتف مع نخيلها الباسقة واوراق الاشجار مع بعضها بحيث تكون كالظلة تستر ماحولها وما فيها
اما اصطلاحا فهي المكان المعد من قبل الله رب العالمين للمتقين وعباده الصالحين المؤمنين وزينها لهم بحيث جعل فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين ولهم فيها ما يدعون وقد ورد في القران الكريم اسم الجنة كثيرا وباسماء مختلفة منها \ جنة عدن وجنة الفردوس وجنة الماءوى ودار الخلد ودار المقامة وجنة النعيم والمقام الامين
وفي سعتها بين القران الكريم ان الجنة عرضها كعرض السموات والارض وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم انه سئل عن مكان النار اذا كانت الجنة عرضها السموات والارض فاجاب صلى الله عليه وسلم - (سبحان الله فاين الليل اذا حل النهار) وقد وصفت بايات كثيرة جدا في المصحف الشريف فهي جنات تجري من تحتها الانها ر خالدين فيها وفيها ازواج مطهرة ورضوان من الله وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين لهم دار السلام عند ربهم ولهم فيها نعيم مقيم فيها ومساكن طيبة في جنات عدن اكلها دائم وظلها دائم فيها الامان والنعيم يدخلونها بسلام امنين ليس فيها ضغينة ولا حقد و غل ولا كراهية بين سكانها كلهم اخوة في الله تعالى اخوانا على سرر –جمع سرير – متقابلين لايحسون او يشعرون فيها بنصب ولا رهق ولا قتر ولا هم ولا ذلة نفوسهم شامخة في تواضع لله تعالى ولبعضهم وما هم منها بمخرجين نزلهم جنة الفردوس التي لا يبغون عنها حولا وانها جنة عدن التي وعدالله عباده بالغيب ليس فيها لغو او كثرة كلام او قول ناب او فحش بل قولهم فيها سلام قولا من رب رحيم رحمة من الله تعالى بالمؤمنين الذين لهم رزقهم فيها بكرة واصيلا وهم فيها لا يجوعون ولا يعوزن ولا يعرون ولا يضماؤن ولا يضحون بيوتهم فيها قصور شامخات غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الانهار ويتزين المؤمنون فيها باساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير
فهي دارالمقامة ليس فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب بل لهم فيها من كل الثمرات والوان الفاكهة ولهم فيها مايدعون ويرغبون ويطلبون جالسين فيها جماعات جماعات على سرر وارائك متقابلين يطوف عليهم غلمان بعمر الورود كانهم اللؤلؤ المنثور لجمالهم وحيويتهم يقدمون مالذ وطاب وفي هذه المجالس الخمرة تقدم بكؤوس من معين بيضاء لذة للشاربين ليس فيها غول ولا هم عنها ينزفون ليست مثل خمرة الدنيا التي تذهب بالعقول وتذل النفوس وتعمي القلوب التي في الصدور بل فهيا ما ينعم شاربها ويفتح عليه ابواب السرور فيعيش فيها بحبور مفتحة ابوابها يدخلون اي اماكنها متى يشاؤون ويتنقلون من مكان لاخر ومن مجلس لمجلس في كل منها الكثير من الفاكهة والشراب وبانواعها وكل ما تشتهي انفسهم نزلا من غفور رحيم
فهي المقام الامين في جنات وعيون وملابسهم السندس والاستبرق من الحرير الطبيعي الناعم الملمس فيه تسر النفوس وتزدهي بلبسه وازواجهم في الجنة الحور العين مع ازواجهم الصالحات معهم فيها يحبرون
, ومن صفات الجنا ت التي وعدها الله تعالى لعباده المتقين فيها انهار من ماء غير اسن نظيف ومصفى وانهار من لبن لم يتغير طعمه طيب مذاقه ورائحته وانهار من خمر لذة للشاربين يقدمها باكواب وكؤوس من قوارير وكؤوس من معين غلمان مكرمون
, وفيها انهار من عسل مصفى خال من الشوائب وفيها من كل الثمرات وفيها ما هو افضل من كل شراب وماكل - مغفرة من ربهم ورضوان
ومن صفاتها ان المتقين الذين يعيشون فيها فيها متكئين على سسر ر موضونة وزوجهم ربهم بحور عين هم ومن اتبعهم على الايمان من ربهم فلهم فيها فاكهة كثيرة ولحم طير مما يشتهون فهم جنات ونهر عند مليك مقتدر
(يُتْبَعُ)
(/)
افرد الله تعالى لكل من خاف مقام ربه جنتين ذواتي افنان فيهما عينان تجريان وفيهما فاكهة كثيرة متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان ولهم فيها زوجات الحور العين اطرافها مقصورة عليهم ويخجلن ان يسترقن النظر الى غيرهم باكرات لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان خارقات الجمال كانهن الياقوت والمرجان حسنا وجمالا ومن دونهما جنتان ايضا مدهامتا ن فيهن عينان نضاختان وفاكهة ونخل ورمان وخيرات حسان وزوجاتهم حور مقصورات في الخيام باكرات عربا اترابا في عمر الشباب لم يقرب منهن انس ولا جان متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان على سرر موضونة متكئي ن عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون باكوب واباريق وكاس من معين لايصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ووحور عين كامثال االلؤلؤ المكنون لايسمعون فيها لغوا ولاتاثيما الا قيلا سلاما سلاما ومنهم في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولاممنوعة وفرش مرفوعة انشاهن الله تعالى اليهم انشاءا ثابتا
وخلقهن لهم خلقا جميلا وازواج مطهرة لاصحاب اليمين عربا اترابا كانها بيض مكنون في عمرالشباب
ومن صفاتها فيها عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم فالابرار يشربون فيها من كاس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله تعالى يفجرونها تفجيرا ولقاهم ربهم نضرة وسرورا وجزاهم جنة وحريرا متكئين على الارائك لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا وظلالها دانية ليستظلوا تحتها وقطوفها ذللت تذليلا ويطاف عليهم بانية من فضة واكواب قواريرا ومزاجها زنجبيلا اي مثل طعم شراب الزنجبيل وفيها عين تسمى سلسبيلا وسقاهم ربهم شرابا طهورا
ومن صفاتها ان الابرار فيها لفي نعيم على الارائك ينظرون متكئين تعرف في وجوههم نضرة النعيم ويسقون من رحيق مختوم ختامه مسك ومزاجه من تسنيم وعينا يشرب بها عباد الله المقربون منهم في جنة عالية قطوفها
دا نية لايسمعون فيها لاغية و فيها عيون جارية وسرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة هنا وهناك في ارضها وسماءها باذن ربها تعالى بان (فيها لاعين رات ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر) كما قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم - الا مشمر للجنة فان الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة –هكذا يقسم الرسول الكريم- نورا يتلاءلاء وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثير ة ومقام ابدا في حبرة ونضرة في دور عالية سليمة بهيجة وان ريح الجنة اي عطرها ليوجد على مسير سبعين سنه وبناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الاذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من دخلها ينعم وينهل من نعيمها واصحابها احياء غير اموات لايذوقون الا الموتة الاولى وهي التي تنقلهم من الحياة الدنيا الى الحياة الاخرة في جنات النعيم
وفي الختام قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (جعل الله تعالى الرحمة مائة جزء فامسك تسعا وتسعين وانزل جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه)
(ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذالب النار)
واجعلنا من اصحاب الجنة اجمعين
فالح الحجية الكيلاني
(اصحاب الجنة في القران)(/)
(1) طعن الكوثري في الإمام الشافعي.
ـ[محمد فهمي شرى]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 11:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل
الطعن في الإمام الشافعيِّ
وطعنَ في نسبِ الإمام الشافعيِّ المتفقِ عليه، وجعله من الموَالي لا من قريش، وقال: إنَّه جاهلٌ بالعربية وبالحديث، ضعيفٌ فيه، جاهلٌ بأحكام الفقه، وإنَّه خالف َ الإجماعَ في أربعِ مئة مسألة، وابتدع رد الاحتجاج بالمرسل، وإنَّه لذلك يصح أن يقول فيه المُنتقدُ ما شاء، وإنَّه ليس بأوثق رواةِ الموطأ عن مالك ....
قال الكوثريُّ في" إحقاق الحق-ص6":-
((بل الشافعي أيضاً ليس بقُرشي في بعض الروايات عند مسعود بن شيبة وغيرِه)).
وقال في كلامه على وجود قولين للإمام الشافعي –رضي الله عنه -
وقال في "التأنيب-ص23":-
((ومن تكافأت ِ الأدلة ُ في نظره، وقال قولين يكون له قولٌ، وحقٌ له أن يسكتَ لاعترافه بجهل الحكم، فضلاً عن أن يفتخر بذلك)).
وقال في التأنيب – ص28":-
((ومخالفةُ الآثار ملازمةٌ لمن يرد المراسيل المعمول بها، وهي شطر السنة، ورد المراسيل بدعة حدثت بعد المئتين –يعني ابتدعها الشافعيُّ -، كما نقله ابنُ عبد البر في المهيد عن ابن جرير، ومثله في أصول الباجي.
وقد نص ابن جرير على أن الشافعي خالف الإجماع في أربع مئة مسألةٍ، كما في الإحكام لابن حزم)).
وقال في " التأنيب –ص27":-
((وابن فارس هو الإمام المشهور في اللغة، وهو الذي قال عنه الميداني: إنه شرع يصلح ألفاظ الشافعي، فسئل عن ذلك فقال: هذا إصلاحُ الفاسد، فلما كثُر عليه أنفَ من مذهبه، وانتقل إلى مذهب مالك، فقيل له: هلَّا انتقلت إلى مذهب أبي حنيفة، قال: خفتُ أن يقال، إنما انتقل إليه طمعاً في الدنيا أو المناصب،. كما في "التعليم" لمسعود لبن شيبة)).
قلتُ – الغُماري-:- وكتاب التعليم هذا عيبةُ أكاذيبٍ وخرافاتٍ لرجلٍ كذابٍ وقحٍ، خبيثٍ، مُفرِطِ التعصب، مجهول العين والحال، كما قال عنه الحفاظ ..
بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري
تأليف أحمد بن محمد بن الصِّديق الغُماري
المتوفي (1380 هـ)
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 12:23]ـ
وطعنَ في نسبِ الإمام الشافعيِّ المتفقِ عليه، وجعله من الموَالي لا من قريش، وقال: إنَّه جاهلٌ بالعربية وبالحديث، ضعيفٌ فيه، جاهلٌ بأحكام الفقه، وإنَّه خالف َ الإجماعَ في أربعِ مئة مسألة، وابتدع رد الاحتجاج بالمرسل، وإنَّه لذلك يصح أن يقول فيه المُنتقدُ ما شاء، وإنَّه ليس بأوثق رواةِ الموطأ عن مالك ....
هل هذه ألفاظه بنصها أم هو تعبير منك عما قاله
ـ[محمد فهمي شرى]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 12:29]ـ
هل هذه ألفاظه بنصها أم هو تعبير منك عما قاله
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك،وتقبل الله طاعتكم،
1 - هذا النص من الغُماري واسم الكتاب مذكور في الأسفل.
2 - هذه الألفاظ تجدها في النقولات المنقولة من كتبه،
مثال (وابتدع رد الاحتجاج بالمرسل):-
وقال في التأنيب – ص28":-
((ومخالفةُ الآثار ملازمةٌ لمن يرد المراسيل المعمول بها، وهي شطر السنة، ورد المراسيل بدعة حدثت بعد المئتين –يعني ابتدعها الشافعيُّ -، كما نقله ابنُ عبد البر في المهيد عن ابن جرير، ومثله في أصول الباجي.
وقد نص ابن جرير على أن الشافعي خالف الإجماع في أربع مئة مسألةٍ، كما في الإحكام لابن حزم)).
وهكذا أخي الحبيب.(/)
الدين أفيون الشعوب!!
ـ[مسلم فخور]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 03:45]ـ
للدكتور شوقي أبو خليل
حول مقولة الدين أفيون الشعوب
ـ قال صاحبي المُغفل: الدين أفيون الشعوب!!
قلت مجيباً: اللهم نعم .. أللهم نعم .. أللهم وألف نعم.
فدهش الرجل واحتار، لقد توقع مني غير هذا الكلام، فقال: أنت موافق على أن الدين أفيون الشعوب؟! قلت له: نعم .. أنا موافق على هذا القول، أو على هذه النظرية التي ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
قال: وكيف ذلك؟
قلت: قيلت هذه العبارة بحق أوربة عندما عطلت الكنيسة فيها العقل وجمدته، وشكلت طبقة من الإكليروس متميزة، ظهر منها، ما لا يليق بها .. وخاضت صراعاً عنيفاً بين العلم والدين، وقالت للإنسان: ((أطع وأنت أعمى)) .. لذلك جابهت العلماء، وحرقت بعضهم ـ وعلى سبيل المثال ـ جعلت القول بكروية الأرض ودورانها جريمة.
هذه الأحوال المعطلة للعقل، والصادة عن العلم، والواقفة عقبة كأداء في سبيل تقدمه، يحق فيها ما قيل عنها.
أما الدين الذي جعل من تعاليمه تقديس العقل وتكريم العلم والعلماء في أي اختصاص .. فلا ينطبق عليه القول ..
إن الدين الذي من تعاليمه: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) البقرة: 111، لا ينطبق عليه القول المذكور.
والدين الذي جعل من مبادئه: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) المجادلة: 11. لا ينطبق عليه القول المذكور.
إن الدراسة ـ التي عُممت ـ تمت على واقع أوربة في القرنين الماضيين .. فالقول الصحيح: ((الدين ـ في أوربة ـ أفيون الشعوب)).
قلتُ: يا صاحبي، سأضع بين يديك شواهد وأدلة من إسلامنا، كل واحد منها كاف لرد التعميم القائل: ((الدين أفيون الشعوب)).
1 ـ يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: (لا خير في كثير من نجواهم إلا مَن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومَن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) النساء: 113.
دين يجعل المجالس التي ليس فيها إصلاح للمجتمع لا خير فيها، دين ليس أفيوناً، إنه دين المجتمع الفاضل المتكافل المتحاب ..
2 ـ دين يجعل من مبادئه: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) النجم: 39، دين ينبذ الكسل والتواكل، ويحب السعي والعمل .. استعاذ نبيه (صلى الله عليه وسلم) من الجبن والبخل والعجز والكسل ..
دين يجعل السعي مبدأ، والعمل أساساً .. دين ليس أفيوناً.
3 ـ دين يجعل من تعاليمه: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) التوبة: 106، دين يقدس العمل ويأمر به، دين الحركة الدائبة في طلب الرزق الحلال .. ليس أفيوناً.
4 ـ دين ورد في دستوره: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً، فكلي واشربي وقري عيناً) مريم: 24، 25، فدين يعلم أتباعه، ألا تواكل، وأنتم في أضعف حالة من القوة والنشاط، لن يصلكم رزقكم إلا بالعمل، قدموا طاقتكم، وابذلوا ما في وسعكم .. دين حياة، وليس أفيوناً ..
فالخطاب في الآية الكريمة لمريم، وهي في ساعة الولادة .. ومع ذلك لم يرسل الله لها رزقها دون حركة وعمل .. بل قال لها: (هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ... ) وهذا تعليم للمؤمنين .. ألا رزق بدون سعي فلا رطب بدون هز جذع النخلة .. فدين هذه تعاليمه، هل هو أفيون؟ لا أحسب عاقلاً يقول هذا.
5 ـ قال نبي الإنسانية (صلى الله عليه وسلم): ((لأن يأخذ أحدكم أحبُله (جمع حبل) ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكُفّ الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه)).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبي الله داود (صلى الله عليه وسلم) كان يأكل من عمل يده)).
قال (صلى الله عليه وسلم): ((مَن بات كالاً من عمل يده، بات مغفوراً له)) .. ولما رأى عليه الصلاة والسلام صحابياً يده خشنة قال له: ((ما هذا الذي أرى بيدك؟))، فقال الصحابي: من أثر المر والمسحاة، أضربُ وأعمل وأنفق على عيالي .. فسر النبي الكريم، وقدر اليد العاملة فقبلها ـ كما في إحدى الروايات ـ وقال: ((هذه يدُ لا تمسها النار)).
فهل دين فيه هذا التقدير من نبيه للعمل والعمال، دين تخدير وأفيون؟ أيقول عاقل هذا؟؟!! علماً أن من صريح تعاليمه: ((إن الله يكره العبد البطال)) و ((إن الله يحب المؤمن المحترف)).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 ـ ورد في الحديث الشريف، ((المؤمن كيس فَطن حذر)) ومعنى المؤمن الكيس: المؤمن العاقل المدرك .. أما المؤمن الفطن: فالمؤمن الذكي النبيه ((ليس بالخب والخب لا يخدعه)) .. منتهى اليقظة والتنبه .. فأين التخدير والأفيون؟ الإسلام عقل مدرك، وفطنة وذكاء ..
7 ـ كان عمر (رضي الله عنه) يرى الرجل فيسأله عن مهنته، فإذا قال لا مهنة لي، سقط من عينه
وكان (رضي الله عنه) يقول: ((لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: أللهم ارزقني، فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة)).
ونظر (رضي الله عنه) إلى رجل مظهر للنسك متماوت، فخفقه بالدرة، وقال: لا تُمت علينا ديننا، أماتك الله)).
وقال عمر على المنبر: ((مَن أحيا أرضاً ميتة فهي له)) .. وكان يشجع الناس على استقطاع الأرض الفلاة، بغية إعمارها .. فأين التخدير والأفيون .. والإسلام عمل وعزة وإعمار ..
8 ـ قال (صلى الله عليه وسلم): ((أللهم بارك لأمتي في بكورها)) فالاسلام نبذ للكسل، وهمة عالية في استقبال نهار جديد، خاصة أن عشرات الآيات الكريمة تحض على استعمال العقل والتفكير واليقظة ..
9 ـ مَن يقول: (الدين أفيون الشعوب) بحجة عقيدة القدر نقول له كلمات: عقيدة القدر لا تفرض أنت معناها علينا، المنطق يقول: نحن نفهمك ماذا نفهم منها، نحن نشرحها لك، ولست أنت الذي تفسرها بشكل يتناسب مع أهوائك.
الإيمان بالقدر .. إتيان بالأسباب على أكمل الوجوه .. ثم توكل على مسبب الأسباب، وإن حدث ما يُسيء المرء وينغص معيشته، فالقدر يُبيد الحادثة المزعجة، ويحفز همته من جديد لاستقبال أيامه المقبلة بيقين الواثق بالفوز، وبأمل جديد يدفعه للمحاولة من جديد ..
فليست عقيدة القدر معطلة للهمة، باعثة للكسل والتواكل .. لقد كانت عقيدة القدر قوة دافعة إلى الأمام، للجهاد، للفتوح، للاستشهاد ..
10 ـ وأخيراً .. والأدلة الداحضة كثيرة .. نختتم هذا البحث بقولنا:
لقد كانت هذه الأمة في أفيون، في مخدر .. عندما كان بأسها بينها شديد، وعدوها يتربع فوق أرضها في العراق والشام واليمن مخدرة عن عدوها بثاراتها وغزوها .. سكرانة في تفاخر أجوف، وعظمة مفتعلة ..
فجاءها الموقظ، جاءها المحيي، جاءها المنشط، جاءها الحافز، جاءها المنبه ..
لقد لامست (الله أكبر) أسماع العرب فأيقظتهم ..
وجاءت تربية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأحيتهم .. وجعلت حب المعالي هدفاً فتحفّز المارد المسلم .. فإذا جيشه في الصين شرقاً، وفي قلب فرنسة غرباً.
فدين يجعل العرب الذين كانوا ضائعين في جزيرتهم يفتحون العالم بعقيدة إخاء ومحبة، إنسانية وعزة .. ليس أفيوناً ـ قولاً واحداً، غير قابل للنقاش ـ .. فلو كان الإسلام أفيوناً لما وصل به المسلمون إلى الصين والهند وأندونيسية، ولا إلى قلب روسية وكل سيبيرية، ولا إلى ثلثي القارة الإفريقية ..
ونقول: إن كل عقيدة، ولو أنها ادعت العلمية، وجعلتها شعاراً براقاً، وجعلت من أتباعها نسخاً ((كربونية)) من عقل إنسان يخطئ ويصيب .. بل جعلتهم آلات انعدمت فيهم الروحانية .. يشقون ويتعبون ويحلمون بجنة موعودة، وفردوس منتظر، بينهم وبينها اختلاف في الاتجاه قدره مئة وثمانين درجة. مثل هذه العقيدة، ولو ادعت العلمية، واتهمت غيرها بما اتهمت .. هي أفيون الشعوب .. والمصيبة أكبر عندما نعلم أنها غارقة في مخدراتها ونراها تنطق وهي بهذه الحال، أن غيرها مُخدر، وهي اليقظة العلمية ..
رحم الله العقاد، عندما اطلع على فكر وفلسفة هؤلاء، ثم كتب كتابه (المذاهب الهدامة أفيون الشعوب)!!؟(/)
حديث: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف) وأقوال العلماء فيه
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 04:07]ـ
عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ}
أخرجه أحمد (5114،5115،5667)، والخطيب في" الفقية والمتفقه" (2/ 73)، وابن عساكر (19/ 96/1)؛ من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عنه.
قال الإمام الألباني رحمه الله: " وهذا إسناد حسن، وفي ابن ثابت كلام لا يضر، وقد علق البخاري في صحيحه بعضه، ... " (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م)، (والارواء 1269)، وحكم عليه بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم: 2831.
هذا الحديث الثابت كما تبين آنفا، قد تعسف برده وتضعيفه البعض ممن دأب على اللهاث وراء سراب الغرب، وتعلق بأذيالهم أملا في اللحاق بركب حضارتهم المادية، الخالية من القيم والإنسانية، وقد عمد هؤلاء إلى لَيِّ أعناق النصوص، ورد الثابت من قول النبي صلى الله عليه وسلم –ولو كان في الصحيحين – تبعا لأذواقهم السقيمة، وعقولهم القاصرة ظنا منهم أنهم يُحسِّنون صورة الإسلام، ويقدمونه بصورة تناسب روح العصر -زعموا! - ونسوا أو تناسوا قول الله عز وجل:
((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)) البقرة:120
وقوله:
((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ)) البقرة:145
وهناك من أهل العلم المعاصرين –ممن هم على يقين من صحة الحديث- من لا يحبذ ذكر هذا الحديث، وإثارته في وقت تداعت فيه أمم الكفر على أمة الإسلام، تحت شعار ما يسمى بمحاربة الإرهاب، فاستباحوا البلاد والعباد، وتبادلوا الأدوار، فمنهم من سير الجيوش، ومنهم من زود ودعم، ومنهم من روج وآزر، ومنهم من شهر وتطاول على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، متخذين ذرائع باطلة، وحجج داحضة، لكنهم في ذات الوقت استغلوا فئات من حدثاء الأسنان، نبتت في ديار الإسلام، سفهت أحلامهم، وتورطوا في ممارسات رعناء، تفتقر إلى العلم والحكمة، وفئات أخرى ممن طمعوا في الشهرة وحطام الدنيا فباعوا دينهم بثمن بخس، واشتروا الضلالة بالهدى، وناصبوا دينهم وأمتهم العداء، وتحالفوا مع أعداء الإسلام يحركونهم كيف شاءوا ومتى أرادوا؛ كأمثال سلمان رشدي، وتلك الصومالية التي شتمت الإسلام، فكافأها الغرب بأن عينها نائبة في برلماناته، وهذه الملعونة (وفاء سلطان) التي أطلت علينا من تلك القناة التي احترفت إثارة الفتن، وضمت كوادر مشبوهة تبث سمومها بين الفينة والأخرى. تلك المرأة (والتي يقال إنها نصيرية حاقدة متزوجة من يهودي) تفوهت على مسمع الملايين بما آذى كل مسلم-شل الله فاها-.
ولكن ثمة تساؤلات تبرز هنا وهي:
هل سينتهي عداء الغرب لنا لو أخفينا هذا الحديث؟ وهل هو حقا خاف عنهم؟
أليس هنالك مستشرقون، وباحثون ومخططون؟
ألم تقل تلك الموتورة (وفاء) "محمد الذي يقول: وجُعل رزقي في حد سيفي (هكذا قالت) لا يليق به عمامة سلام ,وإنما العمامة التي رسمت على شكل قنبلة"!!
فما فائدة مواراة الحديث إذا؟ وما ضابط الاستمرار في المواراة والمداراة؟ وما مداها ومساحتها؟
فالأولى أن يتم تناول هذا الحديث مقرونا بفقهه كما بينه أهل العلم، وإظهار شروحاتهم وتعليقاتهم عليه، ودفع أي شبهة تثار حوله، أو تأويل باطل يجانب مفهومه.
والذي يهمنا هنا في هذه العجالة جملتان وردتا في الحديث، يدور حولهما الجدل والطعن والتشكيك؛ ألا وهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ
إن انتشار الإسلام كان بأسباب شتى، منها ما كان بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالقدوة العملية من خلال أخلاق المسلمين في معاملاتهم وتجارتهم، وغدوهم ورواحهم. ومنها ما كان بعرض الإسلام على الملوك والزعماء من خلال الرسل والرسائل، ومنها ما كان بتوجه الجيوش للبلدان لعرض رسالة الإسلام على أهلها وكانوا يخيرون بين ثلاثة أمور؛ إما أن يدخلوا في الدين طواعية، ولهم حينئذ ما للمسلمين وعليهم ما عليهم - وهذا قمة العدل الذي لن ترتقي إليه الحضارة الغربية التي تسوق مبادئها بتدمير البلاد والعباد واستباحة كل أموالها وثرواتها ناهيك عما يرتكبونه من مجازر وانتهاك لكل الأعراف والمثل، ثم يتشادقون بعد ذلك بأن الإسلام انتشر بالسيف!! - أو أن يبقوا على دينهم وإدارتهم لديارهم على أن يدفعوا الجزية للمسلمين، وإن أبوا فلهم السيف حينئذ. وليس للمسلمين في كل تلك الأحوال من دوافع ومطامع إلا نشر الدين الذي ارتضاه الله لعباده، والذي فيه كل الخير للبشرية في دنياهم وأخراهم.
فلماذا تكون القوة والسيف-والتي هي آخر ما يلجأ إليه من الوسائل لنشر ما يصلح شؤون البشر- عيبا في حق الإسلام المسلمين؟ بينما تكون في حق الأعداء مكرمة سامية، ونشرا للحرية والديموقراطية؟ مع التفريق بين أخلاق المسلمين وأحكامهم في القتال وبين أخلاق مجرمي الحرب وجورهم وبطشهم.
فالرائي بعين الإنصاف يرى أن استخدام المسلمين للسيف بالضوابط التي شرعها لهم ربهم هو من مزايا ومحاسن هذا الدين؛فهو يلزم البشر بما فيه نفعهم في الدارين، فلا يترك الناس وشأنهم وفيهم قاصروا العقل ومن لا علم عندهم ولا حكمة، فهؤلاء لو تركوا لضلوا عن الحق ولفسدت دنياهم وضاعت أخراهم، فكان لا بد من استخدام وسيلة خاصة بهم فيها الردع والقوة لردهم إلى الفطرة وإعادتهم إلى الجادة، فالسفيه لا يترك ليضر بنفسه وغيره بل يجب منعه وحمله على ما فيه صلاحه ونفعه.
وهذة باقة من أقوال أهل العلم في هذه الجملة:
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي r بعثت بالسيف بين يدي الساعة ":
(فقوله صلى الله عليه وسلم: " بعثت بالسيف ":
يعني أن الله بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجة، فمن لم يستجب إلى التوحيد بالقرآن والحجة والبيان دعي بالسيف، قال الله تعالى:
{لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره بالغيب ورسله إن الله قوي عزيز}.
وفي الكتب السالفة وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يبعث بقضيب الأدب، وهو السيف. ووصى بعض أحبار اليهود عند موته باتباعه وقال: انه يسفك الدماء، ويسبي الذراري والنساء، فلا يمنعهم ذلك منه. وروي أن المسيح عليه السلام قال لبني إسرائيل في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه يسل السيف فيدخلون في دينه طوعا وكرها ".
وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف بعد الهجرة لما صار له دار وأتباع وقوة ومنعة، وقد كان يتهدد أعداءه بالسيف قبل الهجرة، وكان صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت وأشراف قريش قد اجتمعوا بالحِجر وقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل، قد سفه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا. لقد صبرنا منه على أمر عظيم. فلما مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم غمزوه ببعض القول، فعرف ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم، وفعلوا ذلك به ثلاث مرات، فوقف وقال: " أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح ". فأخذت القوم كلمته، حتى ما فيهم رجل إلا وكأنما على رأسه طير واقع، وحتى أن أشدهم عليه قبل ذلك ليلقاه بأحسن ما يجد من القول، حتى انه ليقول: انصرف يا أبا القاسم راشداً، فوالله ما كنت مجهولا.
[قال أبو معاذ: من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. أورده الإمام الألباني في (صحيح السيرة ص148)]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال محمد بن كعب: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا جهل يقول: إن محمداً يزعم أنكم ما بايعتموه عشتم ملوكا فإذا متم بعثتم بعد موتكم، وكانت لكم جنان خير من جنان الأردن، وأنكم إن خالفتموه كان لكم منه الذبح، ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار تعذبون فيها، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم قوله. فقال:"وأنا أقول ذلك إن لهم مني لذبحاً، وإنه لآخذهم".
[قال أبو معاذ: لم أجده]
وقد أمر الله تعالى بالقتال في مواضع كثيرة:
قال تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد} التوبة:5
وقال: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق، فإما منّاً بعد وإما فداء} محمد:4
ولهذا عوتبوا على أخذ الفداء منهم أول قتال قاتلوه يوم بدر ونزل قوله تعالى:
{ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض. تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة}. الأنفال:67
وكانوا قد أشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ الفداء من الأسارى وإطلاقهم.
قال ابن عيينة: أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بأربعة سيوف:
سيف على المشركين من العرب حتى يسلموا.
وسيف على المشركين من غيرهم حتى يسلموا أو يسترقوا أو يفادوا بهم.
وسيف على أهل القبلة من أهل البغي.
وفيما ذكر نزاع بين العلماء. فإن منهم من يجيز المفاداة والاسترقاق في العرب وغيرهم، وكذلك يجيز أخذ الجزية بين الكفار جميعهم. والذي يظهر أن في القرآن أربعة سيوف: سيف على المشركين حتى يسلموا أو يؤسروا، {فإما منّاً بعد وإما فداء}، وسيف على المنافقين وهو سيف الزنادقة، وقد أمر الله بجهادهم والإغلاظ عليهم في سورة براءة وسورة التحريم وآخر سورة الأحزاب، وسيف على أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية، وسيف على أهل البغي، وهو المذكور في سورة الحجرات. ولم يسل صلى الله عليه وسلم هذا السيف في حياته، وإنما سله علي رضي الله عنه في خلافته. وكان يقول: " أنا الذي علمت الناس قتال أهل القبلة ".
وله صلى الله عليه وسلم سيوف أخر، منها: سيفه على أهل الردة وهو الذي قال فيه: " من بدل دينه فاقتلوه ". وقد سله أبو بكر الصديق رضي الله عنه من بعده في خلافته على من ارتد من قبائل العرب.
ومنها سيفه على المارقين، وهم أهل البدع كالخوارج. وقد ثبت عنه الأمر بقتالهم مع اختلاف العلماء في كفرهم. وقد قاتلهم علي رضي الله عنه في خلافته مع قوله: " انهم ليسوا بكفار ".
وقد روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال المارقين والناكثين والقاسطين.وقد حرق علي طائفة من الزنادقة، فصوب ابن عباس قتلهم، وأنكر تحريقهم بالنار. فقال علي: " ويح ابن عباس، لبحاث عن الهنات ".) أهـ
وقال في موضع آخر من كتابه آنف الذكر:
(وكان صلى الله عليه وسلم إنما يقاتل على دخول الناس في التوحيد كما قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ".
وكان إذا بعث سرية للغزو يوصي أميرهم بأن يدعو عدوه عند لقائهم إلى التوحيد، وكذلك أمر علي ابن أبي طالب حين بعثه لقتال أهل خيبر.)
وقال البقاعي في "الدرر" عند تفسير الأية:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحديد:25
" (بعثت بين يدي الساعة بالسيف) فبيان الشرائع بالكتاب، وتقويم أبواب العدل بالميزان، وتنفيذ هذه المعاني بالسيف، فإن مصالح الدين من غير هيبة السلطان لا يمكن رعايتها، فالملك والدين توأمان، فالدين بلا ملك ضائع، والملك من غير دين باطل، والسلطان ظل الله في الأرض، فظواهر الكتاب للعوام، ووزن معارفه لأهل الحقائق بالميزان، ومن خرج عن الطائفتين فله الحديد وهو السيف، لأن تشويش الدين منه - نبه عليه الرازي."
قال المناوي في فيض القدير:
(يُتْبَعُ)
(/)
(بعثت بين يدي الساعة) مستعار مما بين يدي جهة الإنسان تلويحا بقربها والساعة هنا القيامة وأصلها قطعة من الزمان (بالسيف) خص نفسه به وإن كان غيره من الأنبياء بعث بقتال أعدائه أيضا؛ لأنه لا يبلغ مبلغه فيه، أقول: ويحتمل أنه إنما خص نفسه به؛ لأنه موصوف بذلك في الكتب، فأراد أن يقرع أهل الكتابين، ويذكرهم بما عندهم أخرج أبو نعيم عن كعب: خرج قومٌ عُماراً، وفيهم عبد المطلب ورجل من يهود، فنظر إلى عبد المطلب، فقال: إنا نجد في كتبنا التي لم تبدل أنه يخرج من ضئضئى هذا من يقتلنا وقومه قتل عاد.)
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/ 14):
"الإسلام انتشر بالحجة والبيان بالنسبة لمن استمع البلاغ واستجاب له، وانتشر بالقوة والسيف لمن عاند وكابر حتى غُلِب على أمره، فذهب عناده فأسلم لذلك الواقع"
أقوال أهل العلم في الجملة الثانية:
2 - وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي
قال الحافظ ابن كثير في البداية:
" ... ثم لما شرع الله الجهاد بالمدينة، كان يأكل مما أباح له من المغانم التي لم تبح قبله، ومما أفاء الله عليه من أموال الكفار التي أبيحت له دون غيره، كما جاء في المسند والترمذي عن ابن عمر قال: ... " الحديث
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى:
" فصل / الأموال السلطانية التى أصلها فى الكتاب والسنة ثلاثة أصناف الغنيمة والصدقة والفئ*:
فأما الغنيمة فهى المال المأخوذ من الكفار بالقتال ذكرها الله فى سورة الأنفال التى أنزلها فى غزوة بدر وسماها انفالا؛ لأنها زيادة فى أموال المسلمين فقال: {يسألونك عن االأنفال قل الأنفال لله والرسول ... } إلى قوله { ... واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ... } الآية، وقال: {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم}
وفى الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما ان النبى [صلى الله عليه وسلم] قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن نبى قبلى؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا؛ فأيما رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، واعطيت الشفاعة، وكان النبى يبعث الى قومه خاصة،وبعثت الى الناس عامة)
وقال النبى [عليه السلام] بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقى تحت ظل رمحى وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى ومن تشبه بقوم فهو منهم رواه أحمد فى المسند عن ابن عمر واستشهد به البخارى"
* [قال الفقهاء ان الفىء هو ما أخذ من الكفار بغير قتال وسمى فيئا لأن الله افاءه على المسلمين اى رده عليهم من الكفاروهذا مثل الجزية التى على اليهود والنصارى والمال الذى يصالح عليه العدو او يهدونه الى سلطان المسلمين كالحمل الذىيحمل من بلاد النصارى ونحوهم وما يؤخذ من تجار اهل الحرب وهو العشر ومن تجار اهل الذمة اذا اتجروا فى غير بلادهم وهو نصف العشر (ابن تيمية –الفتاوى)]
وقال ابن القيم في الزاد:
" ... فإن قيل: فما أطيب المكاسب وأحلها؟ قيل هذا فيه ثلاثة أقوال للفقهاء
أحدها: أنه كسب التجارة.
والثاني: أنه عمل اليد في غير الصنائع الدنيئة كالحجامة ونحوها.
والثالث: أنه الزراعة، ولكل قول من هذه وجه من الترجيح أثرا ونظرا، والراجح أن أحلها الكسب الذي جعل منه رزق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو كسب الغانمين، وما أبيح لهم على لسان الشارع، وهذا الكسب قد جاء في القرآن مدحه أكثر من غيره، وأثني على أهله ما لم يثن على غيرهم، ولهذا اختاره الله لخير خلقه وخاتم أنبيائه ورسله، حيث يقول:بعثت ... [الحديث] وهو الرزق المأخوذ بعزة وشرف وقهر لأعداء الله وجعل أحب شئ إلى الله فلا يقاومه كسب غيره والله أعلم"
قال الحافظ في الفتح:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى فَضْلِ الرُّمْحِ وَإِلَى حِلِّ الْغَنَائِمِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِلَى أَنَّ رِزْقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ فِيهَا لَا فِي غَيْرِهَا مِنْ الْمَكَاسِبِ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِنَّهَا أَفْضَلُ الْمَكَاسِبِ وَالْمُرَادُ بِالصَّغَارِ وَهُوَ بِفَتْح الْمُهْمَلَةِ وَبِالْمُعْجَمَةِ بَذْلُ الْجِزْيَة وَفِي قَوْلِهِ " تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ظِلَّهُ مَمْدُودٌ إِلَى أَبَدِ الْآبَادِ وَالْحِكْمَةِ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى ذِكْرِ الرُّمْحِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ آلَاتِ الْحَرْبِ كَالسَّيْفِ أَنَّ عَادَتَهُمْ جَرَتْ بِجَعْلِ الرَّايَاتِ فِي أَطْرَافِ الرُّمْحِ فَلَمَّا كَانَ ظِلّ الرُّمْح أَسْبَغَ كَانَ نِسْبَةُ الرِّزْقِ إِلَيْهِ أَلْيَقَ وَقَدْ تَعَرَّضَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ لِظِلِّ السَّيْفِ كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " فَنُسِبَ الرِّزْقُ إِلَى ظِلّ الرُّمْح لِمَا ذَكَرْتُهُ أَنَّ الْمَقْصُودَ بِذِكْرِ الرُّمْحِ الرَّايَةُ وَنُسِبَتْ الْجَنَّة إِلَى ظِلِّ السَّيْفِ لِأَنَّ الشَّهَادَةَ تَقَعُ بِهِ غَالِبًا وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْفِ يَكْثُرُ ظُهُورُهُ بِكَثْرَة حَرَكَة السَّيْفِ فِي يَدِ الْمُقَاتِلِ؛ وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْف لَا يَظْهَرُ إِلَّا بَعْدَ الضَّرْبِ بِهِ لِأَنَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُ مَغْمُودًا مُعَلَّقًا."
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "الحكم الجديرة بالإذاعة ":
"قوله صلى الله عليه وسلم: " وجعل رزقي تحت ظل رمحي ":
إشارة إلى ان الله لم يبعثه بالسعي في طلب الدنيا، ولا بجمعها واكتنازها، ولا الاجتهاد في السعي في أسبابها وإنما بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف، ومن لازم ذلك أن يقتل أعداءه الممتنعين عن قبول التوحيد، ويستبيح دماءهم وأموالهم، ويسبي نساءهم وذراريهم، فيكون رزقه مما أفاء الله من أموال أعدائه، فإن المال إنما خلقه الله لبني آدم ليستعينوا به على طاعته وعبادته، فمن استعان به على الكفر بالله والشرك به سلط الله عليه رسول واتباعه فانتزعوه منه وأعادوه إلى من هو أولى به من أهل عبادة الله وتوحيده وطاعته، ولهذا يسمى الفيء لرجوعه إلى من كان أحق به ولأجله خلق.
وكان في القرآن المنسوخ: {إنما أنزلنا المال لاقام الصلاة وإيتاء الزكاة}.
فأهل التوحيد والطاعة لله أحق بالمال من أهل الكفر به والشرك، فانتزع أموالهم، وجعل رزق رسوله من هذا المال لأنه أحل الأموال كما قال تعالى {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} وهذا مما خص الله به محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته فإنه أحل لهم الغنائم.
وقد قيل: ان الذي خصت بحله هذه الأمة هو الغنيمة المأخوذة بالقتال دون الفيء، والمأخوذ بغير قتال فإنه كان حلاً مباحاً لمن قبلنا وهو الذي جعل رزق رسوله منه، وإنما كان أَحلُّ من غيره لوجوه:
(منها) انه انتزاع مال [ممن] لا يستحقه لئلا يستعين به على معصية الله والشرك به، فإذا انتزعه ممن لا يستعين به على غير طاعته وتوحيده والدعوة إلى عبادته كان ذلك أحب الأموال إلى الله وأطيب وجوه اكتسابها عنده.
(ومنها) انه كان صلى الله عليه وسلم إنما كان يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر لا لأجل الغنيمة فيحصل له الرزق تبعا لعبادته وجهاده في الله، فلا يكون فرغ وقتا من أوقاته لطلب الرزق محضا، وإنما عبد الله في جميع أوقاته وحده فيها وأخلص له، فجعل الله له رزقه ميسراً في ضمن ذلك من غير أن يقصده ولا يسعى إليه. وجاء في حديث مرسل أنه صلى الله عليه وسلم قال: " أنا رسول الرحمة، وأنا رسول الملحمة، إن الله بعثني بالجهاد ولم يبعثني بالزرع ". وخرج البغوي في معجمه حديثا مرسلا: " إن الله بعثني بالهدى ودين الحق ولم يجعلني زراعاً ولا تاجراً، ولا سخابا بالاسواق، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ". وإنما ذكر الرمح ولم يذكر السيف لئلا يقال: انه صلى الله عليه وسلم يرتزق من مال الغنيمة: إنما كان يرزق مما أفاءه الله عليه من خيبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفيء ما هرب أهله منه خوفا وتركوه، بخلاف الغنيمة فإنها مأخوذة بالقتال بالسيف، وذكر الرمح أقرب إلى حصول الفيء لأن الرمح يراه العدو من بعد فيهرب فيكون هرب العدو من ظل الرمح، والمأخوذة به هو مال الفيء، ومنه كان رزق النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف الغنيمة فإنها تحصل من قتال السيف. والله تعالى أعلم.
وقال عمر بن عبد العزيز: إن الله تعالى بعث محمداً هاديا ولم يبعثه جابيا، فكان صلى الله عليه وسلم شغله بطاعة الله والدعوة إلى التوحيد، وما يحصل في خلال ذلك من الأموال من الفيء والغنائم يحصل تبعاً لا قصداً أصلياً، ولهذا ذم من ترك الجهاد واشتغل عنه باكتساب الأموال. وفي ذلك نزل قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} لما عزم الأنصار على ترك الجهاد والاشتغال بإصلاح أموالهم وأراضيهم.
وفي الحديث الذي خرجه أبو داود وغيره: " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه الله من رقابكم حتى تراجعوا دينكم " ولهذا كره الصحابة رضي الله عنهم الدخول في أرض الخراج للزراعة فإنها تشغل عن الجهاد.
وقال مكحول: إن المسلمين لما قدموا الشام ذكر لهم زرع الحولة، فزرعوا فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبعث إلى زرعهم وقد ابيض وأردك فحرقه بالنار، ثم كتب إليهم: إن الله جعل أرزاق هذه الأمة في أسنة رماحها، وتحت أزجتها، فإذا زرعوا كانوا كالناس. خرجه أسد بن موسى.
وروى البيضاوي بإسناد له عن عمر أنه كتب: من زرع زرعا واتبع أذناب البقر ورضي بذلك وأقر به جعلت عليه الجزية.
وقيل لبعضهم لو اتخذت مزرعة للعيال؟ فقال: والله ما جئنا زراعين، ولكن جئنا لنقتل أهل الزرع ونأكل زرعهم.
فأكمل حالات المؤمن أن يكون اشتغاله بطاعة الله والجهاد في سبيله، والدعوة إلى طاعته لا يطلب بذلك الدنيا، ويأخذ من مال الفيء قدر الكفاية، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ لأهله قوت سنة من مال الفيء ثم يقسم باقيه، وربما رأي محتاجا بعد ذلك فيقسم عليه قوت أهله بلا شيء.
وكذلك من يشتغل بالعلم، لأنه أحد نوعي الجهاد فيكون اشتغاله بالعلم للجهاد في سبيل الله والدعوة إليه، فليأخذ من أموال الفيء أو الوقوف على العلم قدر الكفاية ليتقوى على جهاده، ولا ينبغي أن يأخذ أكثر من كفايته من ذلك ... "
قال في فيض القدير:
" (وجعل رزقي تحت ظل رمحي) قال الديلمي: يعني الغنائم وكان سهم منها له خاصة يعني أن الرمح سبب تحصيل رزقي قال العامري: يعني أن معظم رزقه كان من ذلك وإلا فقد كان يأكل من جهات أخرى غير الرمح كالهدية والهبة وغيرهما وحكمة ذلك أنه قدوة للخاص والعام فجعل بعض رزقه من جهة الاكتساب وتعاطي الأسباب وبعضه من غيرها قدوة للخواص من المتوكلين وإنما قال تحت ظل رمحي ولم يقل في سنان رمحي ولا في غيره من السلاح لأن رايات العرب كانت في أطراف الرماح ولا يكون في إقامة الرماح بالرايات إلا مع النصر وقد نصر بالرعب فهم من خوف الرمح أتوا تحت ظله ولأنه جعل السنان للجهاد وهو أكبر الطاعات فجعل له الرزق في ظله أي ضمنه وإن كان لم يقصده كذا ذكره ابن أبي جمرة ولا يخفى تكلفه ... "
وقال القرطبي:
" ... فجعل الله رزق نبيه صلى الله عليه وسلم في كسبه لفضله، وخصه بأفضل أنواع الكسب، وهو أخذ الغلبة والقهر لشرفه "
"ومن أعظم ما حصل به الذل من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ما كان عليه من جهاد أعداء الله فمن سلك سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم عز، ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل. وقد سبق حديث: " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه من رقابكم حتى تراجعوا دينكم ". ورأى النبي صلى الله عليه وسلم سكة الحرث فقال: " ما دخلت دار قوم إلا دخلها الذل ". فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة حصل له من الذل فكيف إذا اشتغل عن الجهاد بجمع الدنيا من وجوهها المحرمة؟ " الحافظ ابن رجب الحنبلي (الحكم الجديرة بالإذاعة)
إعداد
أبي معاذ زياد محمد الجابري
منقول
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129319 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129319)(/)
(2) طعن الكوثري في الإمام أحمد بن حنبل.
ـ[محمد فهمي شرى]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 09:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل
الطعن في الإمام أحمد بن حنبل
وقال عن أحمد بن حنبل في (ص 141) من تأنيبه ن ما نصه:-
((وليس بقليلٍ بين الفقهاء من لم يرض بتدوين أقوال أحمد في عداد أقوال الفقهاء باعتبار أنه محدث غير فقيه عنده، وأنَّى لغير الفقيه إبداءٌ لرأيٍ متزن ٍ في فقه الفقهاء)).
وقال عنه أيضاً في (ص143) عند تعرضه لذكر ما رواه الخطيب عن أحمد قال ((ما قول أبي حنيفة والبَعَرُ عندي إلا سواء))،ونصه:-
((والمصدر المضاف من ألفاظ العموم عند الفقهاء، فيكون لذلك اللفظ خطورةٌ بالغةٌ، لأن أبا حنيفة يعتقد في الله تعالى ما يكون خلافهُ كفراً أو بدعة شنيعةً عند من ألقى السمع وهو شهيد ن ومسائله في الفقه: غالبها مسائلُ إجماعيةٌ بين الأئمة المتبوعين، سبقهم أبو حنيفة في تدوينها، والقسم الجاري فيه النزاعُ منها قليلٌ، فيكون امتهان قوله في المسائل الاعتقادية، والمسائل الفقهية التي ما نازعَهُ فيها أحدٌ من المسلمين محضَ كفرٍ لا يصدر ممن له دينٌ، فيكون هذا طعناً في أحمد لا في أبي حنيفة.))
فيعلِّق الغُماري فيما بعد فيقول:-
ثم إنه حكم على أحمد بن حنبل بالكفر من لازم قوله بتدليس وتلبيس مكشوف ظاهر للعيان لا يحتاج إلى إيضاح، إذ كون الإضافة للاختصاص،وأنَّ المرادَ ما يختصُّ به من القول، وينسبُ إليه من الرأي من ضروريات مدلول اللغة العربية،ومقتضى تراكيبها عند عامة أهلها.
ويكذب نفسه بنفسه إذ يقول في (ص244) من "النكت":-
((وإلزام المرء بلازم قوله في النظر الملزِم تقويلٌ له بما لم يقُلهُ)).
يكمل الغُماري:-
فأنت تُقوِّل أحمد ما لم يقله، وتنسب إليه ما لم يخطر لشيطان على بالٍ،فما هذا التناقض؟!
ثم يقول الكوثري في تأنيبه (ص143)،ما نصه:-
((و قد ذكرتنا هذه الرواية بما رواه ابن الجوزي في مناقب أحمد عند ذكر صبره وتحمله للأذى بسنده عن بلال الآجري: أنه ذكر أبا حنيفة عندأحمد،فقال أحمد بيده هكذا، ثم نفضها.
ثم قال: فقلتُ:كان قول أبي حنيفة أكثر نفعاً من ملء الأرض من مثلك)).
قال الغُماري:-
وذكر في تعليقه – الكوثري-على هذه الحكاية: ((أنَّ لفظةَ "قول" تصفحت عن "بول" في نسخة المطبوع،ولا أدري هل هذا من غلط الطابع أو من ناسخ الأصل)).
قال الغُماري:-
يعني أن بلالاً الآجري قال لأحمد –رضي الله عنه-: كان بول أبي حنيفة .....
بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري
أحمد بن محمد الغماري
المتوفي 1380هـ(/)
الحجاب .. وحرب قديمة لم تنتهِ
ـ[أبو عبد الله بن الاسلام]ــــــــ[19 - Nov-2010, صباحاً 07:33]ـ
الحجاب .. وحرب قديمة لم تنتهِ
الحرب ضد الحجاب قديمة بدأت في مصر منذ أكثر من مائة عام؛ حيث ظهر أول صوت من أعداء الإسلام وأنصار التغريب ضد حجاب المرأة المسلمة، ومنذ ذلك الحين لم تهدأ المعركة التي اشتعلت نيرانها في أماكن كثيرة من العالم الإسلامي بل وغير الإسلامي.
وكانت أول شرارة في تلك المعركة من الجانب التغريبي في مصر من صديق اللورد كرومر (مرقص فهمي) في كتابه المرأة في الشرق عام 1894م، ولكنها لم تُحدث أثراً كالطلقة التي أطلقها قاسم أمين في كتابه المسمى (تحرير المرأة) عام 1899م؛ وذلك بعد عودته من إتمام دراسته في فرنسا. ويلاحظ تلك النقطة الهامة ألا وهي المتعلقة بعودة قاسم أمين من فرنسا وتأليفه كتاباً سماه (تحرير المرأة). ثم بعد أكثر من مائة عام تأتي فرنسا لتمنع الحجاب وهي الحاضنة لكل الأفكار التي تعادي الحجاب، وقد أحدث الكتاب ردود فعل شديدة وخاصة في التيار الإسلامي والمحافظ، خاصة بعد أن أشارت بعض الأخبار إلى دور الشيخ محمد عبده في وضع بعض فصول الكتاب، ولكن طلقة قاسم تم الرد عليها بمائة طلقة أو مائة كتاب ترد على شبهات وأباطيل قاسم أمين كان أبرزها كتاب (قولي في المرأة) للشيخ مصطفى صبري، واشتعلت نيران حرب ضد الحجاب لم تنتهِ، ومن الملفت للنظر أنه انبرى من التيار المحافظ طلعت حرب مؤسس الاقتصاد المصري للرد على قاسم أمين في كتابين هما كتاب (تربية المرأة والحجاب) والآخر (فصل الخطاب في المرأة والحجاب)، شن فيهما هجوماً شديداً على قاسم أمين، وانبرى الزعيم الوطني مصطفى كامل للرد على قاسم أمين عقب صدور الكتاب مباشرة في شهر سبتمبر 1899م في خطبة له بالقاهرة في أول اجتماع للحزب الوطني جاء فيها: (فلا يليق بنا أن نكون قردة مقلدين للأجانب تقليداً أعمى، بل يجب أن نحافظ على الحسن من أخلاقنا، ولا نأخذ من الغرب إلا فضائله؛ فالحجاب في الشرق عصمة أي عصمة؛ فحافظوا عليه في نسائكم وبناتكم، وعلموهن التعليم الصحيح، وإن أساس التربية التي بدونه تكون ضعيفة وركيكة هو تعليم الدين) وفتح مصطفى كامل جريدة اللواء لكل الكتاب للرد على قاسم أمين. وصل صدى الكتاب إلى العراق والشام وانبرى الشعراء والكتاب للرد عليه مثل الشاعر العراقي البناء حيث قال:
وجوه الغانيات بلا نقاب تصيد الصيد بشرك العيون
إذا برزت فتاة الخدر حسرى تقود ذوي العقول إلى الجنون
واهتم الإنجليز بترجمة كتاب قاسم أمين وعرضه حتى وصل خبر وموضوع الكتاب مترجماً إلى الهند؛ واهتمام الإنجليز بترجمة الكتاب ونشره يدل بوضوح على أن الحرب ضد بلاد المسلمين لم تقف عند احتلال الأراضي فقط. ولقد رعى الإنجليز هذا التيار التغريبي، وانضم إليهم سعد زغلول، وألقت هدى شعراوي بحجابها، إعلاناً بدخولها المعركة عملياً، وألف قاسم أمين كتابه الثاني (المرأة الجديدة) على خطى ومنوال الكتاب الأول، وتصدى له أيضاً مصطفى كامل. والملفت أن القصر وقف مؤيداً التيار الإسلامي والمحافظ في تلك المعركة التي أسفرت في ذلك الوقت عن ظهور وتفوق التيار الإسلامي والمحافظ (ولكن أعداء الحجاب ظل لهم وجود وإن كان ضعيفاً) وظهر تفوق أنصار الحجاب في موقف الملك فؤاد عندما استضاف ملك أفغانستان أمان الله الذي انهزم أمام أعداء الحجاب، وكانت زوجته ثريا سافرة، وعندما علم الملك فؤاد بذلك ألغى الزيارة، ثم وافق على شرط ان تكون إقامة الملكة غير رسمية ولا تظهر في أي تجمع، بل ولا تظهر سافرة أبداً حتى تغادر مصر، ووافق على ذلك الملك أمان الله. (يلاحظ أنه بعد تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفييتي كان الحجاب الافغاني من أهم معالم أفغانستان التي عمل الاحتلال الأمريكي بعد ذلك على طمسها بكل السبل) ولكن كان لمركز سعد زغلول السياسي أثره في تقوية التيار التغريبي في الحياة المصرية خاصة في قضية الحجاب، حتى إنه بدأ بزوجته صفية كي تكون قدوة للآخريات.
ولقد ساعد التيار التغريبي في حربه ضد الحجاب عدة عوامل أهمها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - سقوط الخلافة الإسلامية، وقيام دولة علمانية فرضت خلع الحجاب بالقوة عام 1925م، ولم يكن من قبيل المصادفة أيضاً أنه عندما نصب الإنجليز شاه إيران رضا بهلوي على حكم إيران أن ألغى الحجاب الشرعي، وبدأ بزوجته، فخلع حجابها، وصادف ذلك التوقيت السيطرة العسكرية الاستعمارية للغرب على البلاد العربية والإسلامية مع إظهار تقدمهم الصناعي والتكنولوجي، وإبرازه في الدول المستعمرة لإبهار الشعوب خاصة المثقفين مع ربطهم للحضارة باتباعهم، وإبراز أن التخلف والتأخر في تمسك الشعوب بدينها وعاداتها وتقاليدها، كل ذلك أوجد حالة من الانهزام النفسي عند كثير من المثقفين فتعلقت قلوبهم وعقولهم بكل ما هو غربي، ولم يفرقوا بين النافع والضار لمجتمعاتهم.
2 - انتشار السينما والمسرح، وسيطرة التيار التغريبي على تلك الوسائل، ونشر أفكاره عبر دس السم في العسل.
3 - السيطرة على التعليم عبر منهج دنلوب الإنجليزي والمدرسين الأجانب والبعثات التعليمية للبلاد الأوروبية والمدارس الأجنبية.
4 - السيطرة على الصحافة.
كل هذه العوامل ساعدت في ذلك الوقت في الثلاثينيات على زيادة قوة التيار التغريبي ليس في مصر فقط، ولكن أيضاً في بعض البلاد الإسلامية. وكان أخبث خطط التغريبيين التي تم تنفيذها عبر الوسائل الإعلامية أن جعلوا أعظم أهداف الشعوب هو الجلاء العسكري للمحتلين فقط، أما غير ذلك من فكر وعادات الغرب التي تخالف عقيدة وهوية الشعوب فقد سربوها للناس على أنها وسائل النهضة والتقدم والرقي كي نلحق بركب الأمم القوية. وظل الحال كذلك حتى الخمسينيات، ولم يعرف خلع الحجاب طريقه إلا عند بعض المثقفين المتغربين ومن قلدهم، وانحصر في نطاق ضيق، ولم يتغير الوضع كثيراً مع رحيل الاستعمار وتغير الأنظمة الحاكمة؛ ذلك أن الوطنيين الذين ملكوا زمام الحكم شربت عقولهم كل الأفكار الغربية. ولكن مع ذلك التفوق التغريبي ظهر تواجد قوي تمثل في الإخوان المسلمين وبعض الجمعيات الإسلامية؛ ولكن فترة الخمسينيات في مصر تميزت بصدام الدولة مع الإسلاميين، وأيضاً فترة السيتينات، وتزامن ذلك مع امتداد المد الشيوعي إلى مصر، فظهر تفوق للسفور، وانتشر خلع الحجاب خاصة في المدن، وظهرت تقليعة الميني جيب والميكرو جيب، وكان ذلك لنجاح الفكر الغربي في بناء قاعدة قوية موالية في التعليم والصحافة والفن استطاعت مع ظهور التلفزيون وانتشاره أن تظهر تفوق التيار التغريبي في معركة الحجاب مع خلو الساحة من النشطاء من التيار الإسلامي والمحافظ، وضعف المؤسسة الدينية الأزهرية نتيجة كبت الحريات والاعتقالات، واضطهاد التيار الإسلامي في ذلك الوقت، ولعل في ذلك تأويلاً لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صنفان من أمتي لم أرهما قط: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها ظهور الناس، ونساء كاسيات عاريات .. »، وقد فسر الحديث انه مع اشتداد طغيان السلطة الحاكمة في بلاد المسلمين يقترن بذلك ظهور النساء كاسيات عاريات، ويؤكد ذلك التفسير الحكم الأتاتوركي في تركيا، والحكم البهلوي في إيران، وبورقيبة في تونس الذي فرض خلع الحجاب على النساء في تونس. إلا أن هزيمة 1967م كانت صدمة أعادت الناس إلى الإسلام، ووضح ذلك في بداية السبعينيات مع حكم الرئيس السادات؛ فمع أنه كان مولعاً بالغرب إلا أن حسابات الواقع فرضت عليه الانفتاح مع الإسلاميين وإخراجهم من السجون والمعتقلات، فعاد التيار الإسلامي إلى التواجد بقوة، وازدادت معركة الحجاب سخونة في مصر، وظهر لأول مرة النقاب في جامعة القاهرة، وظهرت معارض بيع الحجاب في الجامعات المصرية بأسعار زهيدة، وانبرى الدعاة غير الرسميين يحملون اللواء في معركة الحجاب عن طريق المنابر وأشرطة الكاسيت، ولم يسكت التيار التغريبي الذي ازدادت قوته بانفتاح الدولة على الغرب سياسياً واقتصادياً وفي شتى المجالات، وتبوأت الريادة في الفريق التغريبي الصحفية أمينة سعيد، وما لبثت أن دخلت زوجة الرئيس السادات معركة الحجاب؛ ففي حديث لمجلة فرنسية سئلت عن انتشار عادة الحجاب في مصر ورأيها في ذلك، فأجابت: (إنني ضد الحجاب؛ لأن البنات المحجبات يخفن الأطفال بنظرهن الشاذ، وقد قررت بصفتي مدرِّسة في الجامعة أن أطرد أي فتاة محجبة من محاضرتي .. ».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بلغ قلق التغريبيين من الحجاب مداه بعدما تعدت الدعوة إلى الحجاب والالتزام به التيار الإسلامي إلى التيار المحافظ وإلى عامة الشعب، وتميزت فترة السبعينيات والثمانينيات بظهور التيار السلفي بقوة بجانب الإخوان المسلمين في معركة الحجاب لمواجهة المخالفين بالأدلة الشرعية الواضحة في حكم فريضة الحجاب مما أعطى التيار الإسلامي قوة في المعركة، واندفع كل فريق في المعركة مستخدماً أسلحته: التيار التغريبي استخدم الصحف والمجلات والإذاعة، وكان لظهور التلفزيون مع بداية السبعينيات في الريف والوجه البحري والقبلي أثره البالغ في التبرج وخلع الحجاب فضلاً عن السينما والمسرح. ومن جانب آخر استخدم التيار الإسلامي منابر المساجد والجامعات ومعارض الكتب لبيع الحجاب وأشرطة الكاسيت، وكانت قوته في الالتفاف الشعبي حوله، بينما كانت قوة التيار التغريبي في طبقة النخبة من بعض المثقفين المتعلقين بالتغريب والفنانين والإعلاميين المتغربين، واستطاع التيار التغريبي أن يؤلب النظام ضد الإسلاميين مستغلاً عدة أحداث؛ فاصطدم النظام بالإسلاميين، وكانت أحداث سبتمبر واعتقال معظم الدعاة أصحاب الدور الرائد في معركة الحجاب .. وكان رد الإسلاميين عنيفاً، فقتل السادات، وقال خالد الإسلامبولي قاتل السادات في أسباب قتله إنه ـ أي السادات ـ استهزأ بالحجاب، وقال عن الحجاب إنه خيمة في إحدى خطبه، واصطدمت الدولة بالتيار الإسلامي، وانحسر المد الإسلامي فترة مؤقتة، ثم عاد الوضع في منتصف الثمانينيات كما كان عليه من صراع ونزال بين الإسلاميين والتغريبيين في معركة الحجاب، ولكن في تلك الفترة وقعت مفاجأة مذهلة حيث انضم لمسيرة الحجاب طائفة جديدة أحدث اهتداؤها للطريق الصحيح نكسة وزلزلة لدى التغريبيين وهن الفنانات المعتزلات التمثيل المعلنات عن ارتدائهن الحجاب، ولم يفق التيار التغريبي من تلك الصدمة حتى الآن، ولكنه اجتمع يوجه سهامه ضد تلك الفنانات بكل الطرق والأساليب، ولكن معركته معهن كانت خاسرة؛ حيث ازدادت أعدادهن، ومن ثم لجأ أعداء الحجاب إلى التشكيك، وأدخلوا سلاحاً جديداً في المعركة ضد الحجاب وهو الأفلام والمسلسلات، واستطاع أعداء الحجاب أن يستغلوا الصراع بين الدولة والتيار الراديكالي في أحداث العنف التي وقعت في بداية التسعينيات في الحصول على قرار بمنع دخول المنقبات الجامعات المصرية، ودارت معارك قانونية استطاع فيها التيار الإسلامي أن يفوز بأحكام قانونية لصالح الحجاب، ولكن أعداء الحجاب نجحوا في التضييق على لبس الحجاب في المدارس.
ولكن: هل وقفت الحرب ضد الحجاب بعد مرور أكثر من مائة عام؟ المؤكد أنها لم تقف وإن كانت انتشرت في أماكن كثيرة في العالم الإسلامي بصور شتى؛ ففي تركيا أرض الخلافة الإسلامية العثمانية سابقاً كانت هناك معركة من الدولة ضد الحجاب في الجامعات، بل وضد نائبة في البرلمان بسبب ارتدائها الحجاب، وفي تونس حرب متنوعة ضد الحجاب والمرأة المسلمة بأشكال متنوعة وسافرة.
الحرب ما زالت مستمرة لم تقف، ولعل ما قدمناه في هذه الدراسة الموجزة عن المعركة والحرب ضد الحجاب في مصر وغيرها من بلاد المسلمين يعطينا الرؤية للقرار الفرنسي بمنع الحجاب، فهو يمثل انعكاساً للمعركة، وحالة الاختلاف حول الحجاب في بلاد المسلمين الذي يعد فرضاً شرعياً على كل مسلمة وليس رمزاً أو مظهراً تستطيع المسلمة التنازل عنه، ولكن نظراً لحالة الضعف والتفلت من الأحكام الشرعية عند المسلمين وتساهل المسلمات في شأن الحجاب كان صدى ذلك القرار الفرنسي الذي لم يجد حول الحجاب قوة تحفظ له مكانته في بلاد المسلمين، وازداد الأمر سوءاً بتساهل بعض المرجعيات الإسلامية في الأمر «شيخ الازهر» وتقديم التبريرات والمسوغات للحكومة الفرنسية في منع الحجاب؛ مع أن القرار يتعارض مع علمانية فرنسا وحقوق الإنسان، ولكن لما هان الأمر عند المسلمين كان اهون عند غيرهم من غير المسلمين.
ولعلهم يتساءلون في حيرة: لماذا تلك الضجة إذا كان المسلمون لا يتمسكون هم بالحجاب؟
ولكن الحقيقة ان الموقف يدل على زاوية أخري وهي أن الغرب وجد أن علمانيته تحافظ على هوية المسلمين رغم التزامهم بالقوانين؛ فلم يجد مفراً من الدخول في المعركة لإثبات الذات والهوية الغربية التي نجح في ترسيخها عبر وكلاء له في دول المسلمين. ويبقى ان المستجدات بالنسبة لكل تعارض مع أحكام الإسلام سوف تكثر؛ لأن مناخ الضعف والتمزق والانفلات من أحكام الإسلام والتسيب يسود العالم العربي والإسلامي. وأيضاً لا ننسي أن العولمة من مقاصدها تذويب الهوية الإسلامية، والفرصة متاحة الآن في ظل حالة العداء ضد الإسلام المعنونة بـ (الحرب ضد الإرهاب) والحرب ضد الحجاب أهم مدخل لتفكيك هوية المرأة المسلمة التي هي نصف المجتمع وأساس الأسرة؛ فإن انعدمت هويتها تزلزل المجتمع وانهارت الأسرة إسلامياً، وبقي الوجه الغربي ظاهراً في الحياة في بلاد المسلمين. ولكن كما سبق هي معركة لها طرف آخر وهم المتمسكون بأحكام الإسلام الذين يجاهدون بكل الطرق للحفاظ على الهوية والحفاظ على المجتمع والأسرة ليظل الصراع مستمراً. وبقي أن الحرب ضد الحجاب مظهر ووجه من أوجه الصراع ضد الإسلام بأشكال وأنماط مختلفة ومتنوعة.
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب إسلامي من مصر.
المصدر: مجلة البيان(/)
البرقع مقابل البكيني في سوق المرأة الأمريكية
ـ[أبو عبد الله بن الاسلام]ــــــــ[19 - Nov-2010, صباحاً 07:37]ـ
البرقع مقابل البكيني في سوق المرأة الأمريكية
'البرقع مقابل البكيني في سوق المرأة الأمريكية' عنوان لمقال سطره د. هنري ماكوو يبدي من خلاله تقديره للحياء كصفة ملازمة للفتاة المسلمة التي تكرس حياتها لأسرتها وإعداد النشء وتربيتهم, وعلى الوجه الآخر يبوح بما يضمره من استياء نتيجة للانحطاط القيمي والهياج الجنسي الذي تعيشه الفتاة الأمريكية.
د. هنري ماكوو أستاذ جامعي ومخترع لعبة [ scruples] الشهيرة ومؤلف وباحث متخصص في الشؤون النسوية والحركات التحررية. المقال يعكس مدى إعجاب بعض المنصفين من دعاة التحرر في الغرب بقيمنا الإسلامية رغم اختلاف الأيديولوجيات والتوجهات، وقد أثار مقال د. هنري ردود أفعال في الشارع الأمريكي بين مؤيد ومعارض.
صورتان متناقضتان
يقول د. هنري في مقاله: 'على حائط مكتبي صورتان، الأولى صورة امرأة مسلمة تلبس البرقع ـ النقاب أو الغطاء أو الحجاب ـ وبجانبها صورة متسابقة جمال أمريكية لا تلبس شيئًا سوى البكيني، المرأة الأولى تغطت تمامًا عن العامة والأخرى مكشوفة تمامًا'. هكذا كانت مقدمة المقال والتي تعتبر مدخلاً لعرض نموذجين مختلفين في التوجهات والسلوكيات.
حرب متعددة الأهداف
يشير الكاتب إلى الدوافع الخفية لحرب الغرب على الأمة العربية والإسلامية موضحًا أنها حرب ذات أبعاد سياسية وثقافية وأخلاقية، إذ أنها تستهدف ثروات ومدخرات الأمة، إضافة إلى سلبها أثمن ما تملك: دينها، وكنوزها الثقافية والأخلاقية. وعلى صعيد المرأة استبدال البرقع وما يحمله من قيم بالبكيني كناية عن التعري والتفسخ، يقول الكاتب: 'دور المرأة في صميم أي ثقافة، فإلى جانب سرقة نفط العرب فإن الحرب في الشرق الأوسط إنما هي لتجريد العرب من دينهم وثقافتهم واستبدال البرقع بالبكيني'!.
دفاعًا عن القيم
يمتدح د. هنري القيم الأخلاقية للحجاب أو البرقع، أو ما يستر المرأة المسلمة فيقول: 'لست خبيرًا في شؤون النساء المسلمات وأحب الجمال النسائي كثيرًا مما لا يدعوني للدفاع عن البرقع هنا، لكني أدافع عن بعض القيم التي يمثلها البرقع لي' ويضيف قائلاً: 'بالنسبة لي البرقع ـ التستر ـ يمثل تكريس المرأة نفسها لزوجها وعائلتها، هم فقط يرونها وذلك تأكيدًا لخصوصيتها' .. وكأن د. هنري يتفق هنا مع ما ذهبت إليه السيدة عائشة رضي الله عنها لما سئلت: أي النساء أفضل؟ قالت: 'التي لا تعرف عيب المقال ولا تهدي لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لزوجها والإبقاء على رعاية أولادها' أو كما قالت رضي الله عنها.
المسلمة مربية أجيال
ويشيد الكاتب بمهمة ورسالة المسلمة والمتمثلة في حرصها على بيتها واهتمامها بإعداد النشء الصالح فيقول: 'تركيز المرأة المسلمة منصب على بيتها، العش حيث يولد أطفالها وتتم تربيتهم، هي الصانعة المحلية، هي الجذر الذي يبقى على الحياة الروح للعائلة .. تربي وتدرب أطفالها .. تمد يد العون لزوجها وتكون ملجأ له'.
وماذا عن المرأة الأمريكية؟!
بعد الانتهاء من شرح الصورة الأولى التي على مكتبه وهي صورة المرأة المسلمة ينتقل د. هنري إلى الصورة الثانية، فيقول: 'على النقيض، ملكة الجمال الأمريكية وهي ترتدي البكيني فهي تختال عارية تقريبًا أمام الملايين على شاشات التلفزة .. وهي ملك للعامة .. تسوق جسمها إلى المزايد الأعلى سعرًا .. هي تبيع نفسها بالمزاد العلني كل يوم' ويضيف: 'في أمريكا، المقياس الثقافي لقيمة المرأة هو جاذبيتها، وبهذه المعايير تنخفض قيمتها بسرعة .. هي تشغل نفسها وتهلك أعصابها للظهور'.
الجنس والعواطف الفارغة
ينتقد د. هنري فترة المراهقة الشاذة التي تعيشها الفتاة الأمريكية حيث التعري والجنس والرذيلة فيقول: 'كمراهقة قدوتها هي 'بريتني سبيرز' المطربة التي تشبه العرايا، من شخصية بريتني تتعلم أنها ستكون محبوبة فقط إذا مارست الجنس .. هكذا تتعلم التعلق بالعواطف الفارغة بدلاً من الخطوبة والحب الحقيقي والصبر'.
ثم يعرج الكاتب إلى الآثار السلبية لتلك الحياة الماجنة التي تعيشها الفتاة الأمريكية فيقول: 'العشرات من الذكور يعرفونها قبل زوجها .. تفقد براءتها التي هي جزء من جاذبيتها .. تصبح جامدة وماكرة .. غير قادرة على الحب'.
ويشير إلى أن المرأة في المجتمع الأمريكي تجد نفسها منقادة إلى السلوك الذكوري مما يجعلها امرأة عدوانية مضطربة، لا تصلح أن تكون زوجة أو أمًا، إنما هي فقط للاستمتاع الجنسي وليس للحب أو التكاثر.
النظام العالمي يكرس العزلة
وينتقد د. هنري نظام الحياة في العالم المعاصر حيث التركيز على الانعزالية والانفراد فيقول: 'الأبوة هي قمة التطور البشري، إنها مرحلة التخلص من الانغماس في الشهوات حتى نصبح عبادًا لله .. تربية وحياة جديدة'. ويضيف قائلاً: 'النظام العالمي الجديد لا يريدنا أن نصل إلى هذا المستوى من الرشد ... حيث يريدنا منفردين منعزلين .. جائعين جنسيًا ويقدم لنا الصور الفاضحة بدلاً للزواج'.
احذروا خدعة تحرير المرأة
ويكشف د. هنري زيف ادعاءات تحرير المرأة ويصفها بالخدعة القاسية إذ يقول: 'تحرير المرأة خدعة من خدع النظام العالمي الجديد، خدعة قاسية أغوت النساء الأمريكيات وخربت الحضارة الغربية'، ويؤكد الكاتب أن تحرير المرأة يمثل تهديدًا للمسلمين فيقول: 'لقد دمرت الملايين وتمثل تهديدًا كبيرًا للمسلمين'.
وأخيرًا يقول د. هنري: 'لا أدافع عن البرقع أو النقاب أو الحجاب' لكن إلى حد ما بعض القيم التي يمثلها بصفة خاصة عندما تهب المرأة نفسها لزوجها وعائلتها والتواضع والوقار يستلزم مني هذه الوقفة'.
أليس هذا الكاتب وأمثاله أكثر صدقًا وجرأة وقولاً للحق من الكثير من دعاة العلمانية في بلادنا؟!
ألا يكفي المرأة المسلمة فخرًا بأن يشيد بمكارم أخلاقها من ليسوا على دينها؟
المرأة:المجتمع الكويتية:العدد 1659 ـ 3 جمادى الآخرة 1426هـ
__________________
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عزتي بإسلامي]ــــــــ[21 - Nov-2010, صباحاً 01:00]ـ
مقال راائع و موضوع ااورع منك أخي الكريم ...
سبحان الله ,, إسلامنا عظيم لو استشعرنا هذا الشي و عملنا بكل تعاليمه ما شفنا دعوى إلى تحرير المرأه ومن هالكلام
.. الحمد لله يارب ..
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[21 - Nov-2010, صباحاً 01:17]ـ
الحمدالله على نعمة الأسلام
بوركتم وجزيتم خيرا
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[21 - Nov-2010, صباحاً 06:02]ـ
لكني أدافع عن بعض القيم التي يمثلها البرقع لي' ويضيف قائلاً: 'بالنسبة لي البرقع ـ التستر ـ يمثل تكريس المرأة نفسها لزوجها وعائلتها، هم فقط يرونها وذلك تأكيدًا لخصوصيتها' .. وكأن د. هنري يتفق هنا مع ما ذهبت إليه السيدة عائشة رضي الله عنها لما سئلت: أي النساء أفضل؟ قالت: 'التي لا تعرف عيب المقال ولا تهدي لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لزوجها والإبقاء على رعاية أولادها' أو كما قالت رضي الله عنها.
المسلمة مربية أجيال
ويشيد الكاتب بمهمة ورسالة المسلمة والمتمثلة في حرصها على بيتها واهتمامها بإعداد النشء الصالح فيقول: 'تركيز المرأة المسلمة منصب على بيتها، العش حيث يولد أطفالها وتتم تربيتهم، هي الصانعة المحلية، هي الجذر الذي يبقى على الحياة الروح للعائلة .. تربي وتدرب أطفالها .. تمد يد العون لزوجها وتكون ملجأ له'.
وأخيرًا يقول د. هنري: 'لا أدافع عن البرقع أو النقاب أو الحجاب' لكن إلى حد ما بعض القيم التي يمثلها بصفة خاصة عندما تهب المرأة نفسها لزوجها وعائلتها والتواضع والوقار يستلزم مني هذه الوقفة'.
أبكيتنا يا هنري!
آ آه ثم آ آه
أسأل الله أن يشرح صدرك للإسلام .. آمين
والله ما استطعت أن امنع العبرة حتى امتلئت بها المئاقي تقديرا واكبارا لام عيالي!
آه كم تصبر على تقصيري وتجامل دون أن تشعرني بأي شيء!
لله درك ياهنري!
لم نعرف قدر نسائنا حتى علمتنا أنت!
أسأل الله القريب المجيب أن يتوفاك على الاسلام
آمين
ـ[عبدالله الخبير]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 05:30]ـ
أشكرك أبا عبدالله على المقال الرائع، وأقول <الحق ما شهدت به الأعداء>
ـ[أبو عبد الله بن الاسلام]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 11:10]ـ
جزاك الله خيرا يا اخت عزتي بإسلامي ( http://majles.alukah.net/member.php?u=69892)
و رزقنا الله و اياك الاستقامة على دين الله و هدي نبيه. و الله ما تحتاج المرأة لتحرير من الاسلام فهو الذي حررها من ظلمات الجهل و الكفر. التحرير تحتاجه من تعرض كالسلعة الرخيصة لكل من ينظر.
اللهم ارزق نساءنا و بناتنا الهدى و التقى و العفة و الغنى اميين
ـ[أبو عبد الله بن الاسلام]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 11:11]ـ
الحمدالله على نعمة الأسلام
بوركتم وجزيتم خيرا
و بارك الله فيك و هداك و جزاك الله خيرا على مرورك الكريم.
ـ[أبو عبد الله بن الاسلام]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 11:14]ـ
أبكيتنا يا هنري!
آ آه ثم آ آه
أسأل الله أن يشرح صدرك للإسلام .. آمين
والله ما استطعت أن امنع العبرة حتى امتلئت بها المئاقي تقديرا واكبارا لام عيالي!
آه كم تصبر على تقصيري وتجامل دون أن تشعرني بأي شيء!
لله درك ياهنري!
لم نعرف قدر نسائنا حتى علمتنا أنت!
أسأل الله القريب المجيب أن يتوفاك على الاسلام
آمين
بارك الله فيك و اصلح لك زوجك و اصلحك لها.
ـ[أبو عبد الله بن الاسلام]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 11:18]ـ
أشكرك أبا عبدالله على المقال الرائع، وأقول <الحق ما شهدت به الأعداء>
صدقت أخي عبدالله و لكن لازال المنهزمين من ابناء جلدتنا يرون انهم على الحق ما تبعوا سادتهم من اليهود و النصارى. و لكن يأبى الله الا خذلانهم على يد طواغيتهم. الله أذل الشرك و المشركين و من اراد السوء بهذا الدين اميين.(/)
فرقة السبيئية
ـ[حسن المطروشى الاثرى]ــــــــ[19 - Nov-2010, صباحاً 10:11]ـ
فائدة
من رئيس فرقة السبيئية
كان عبدالله بن سبأ اليهودى رئيس فرقة السبيئية من غلاة الشيعة ويسمى بابن السوداء لسواد امه
ذكر ذلك فى (الاعلام للزركلى)
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[19 - Nov-2010, صباحاً 11:58]ـ
الرّافضة أقسام كثيرة لا كثّرهم الله تعالى، ومنهم:
"السَّبَئِيَّة، أتباع عبد الله بن سبأ اليهوديّ قبّحه الله، وهم أعظمهم غلوًّا وأسوأهم قولا وأخبثهم اعتقادًا بل وأخبث من اليهود والنّصارى، فقد كانوا يعتقدون في عليّ رضي الله عنه الإلاهيّة كما يعتقد النّصارى في عيسى عليه السّلام، وهم الّذين أحرقهم عليّ رضي الله عنه بالنّار، وأنكر ذلك عليه ابن عبّاس رضي الله عنهما كما في صحيح البخاريّ والمسند وأبي داود والتّرمذيّ والنّسائيّ عن عكرمة رضي الله عنه قال: أُتِيَ عليٌّ بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابنَ عبّاس فقال: لو كُنْت أنا لم أُحْرِقْهُم لِنَهْيِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم: ((لا تُعَذِّبُوا بِعَذاب الله)) وَلَقَتَلْتُهُم لِقَوْل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ بدَّل دينَه فاقتلوه)).
وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهوديّا ثمّ أظهر الإسلام وابتدع هذه المقالة وتفصيل ذلك ما ذكرَه في الفتح (أي: ابن حَجَر في شرح صحيح البخاريّ) مِنْ طريق عبد الله بن شريك العامريّ عن أبيه قال: قيل لِعَليّ رضي الله عنه: إنّ هنا قوما على باب المسجد يزعمون أنّك ربُّهم فدعاهُم فقال لهم: ويلكم ما تقولون؟ قالوا: أنت ربُّنا وخالقُنا ورازقُنا. قال: وَيْلَكُم إنَّما أنا عبد مثلكم آكل الطّعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون. إنْ أطعْتُ الله أثابني إنْ شاء وإنْ عصيْتُه خشيتُ أنْ يُعذِّبَني، فاتّقوا الله وارجِعُوا، فأبَوْا. فلمّا كان الغد غَدَوْا عليْه، فجاء قنبر فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام، فقال: أَدْخِلْهُم فقالوا كذلك، فلمّا كان الثّالث: قال: لَئِنْ قُلتُم ذلك لأقتُلَنّكم بأخبث قتلة فأبَوْا إلاّ ذلك، فأمَرَ عليٌّ رضي الله عنه أنْ يُخَدَّ لَهُمْ أُخْدُود بين المسجد والقصر، وأمَرَ بالحطب أنْ يُطْرَح في الأخدود ويُضْرَم بالنّار ثمّ قال لهم: إنّي طارِحُكُم فيها أو تَرْجِعُوا. فأبَوْا أنْ يَرْجِعُوا، فقذف بهم حتَّى إذا احتَرَقُوا قال:
إنِّي إذا رأيْتُ أمْرًا مُنكَرًا ... أوْقَدْتُ ناري ودَعَوْتُ قَنْبَرَا
قال الحافظ ابن حَجَر: إسنادُه صحيح."
[قَنْبَر: اسم رجل. والضّبط مِنْ لسان العَرَب ص: 3747.]
نقلاً مِنْ مختصر معارج القبول بشرح سلّم الوصول إلى علم الأصول في التّوحيد، للشّيخ حافظ حكميّ؛ اختصار الشّيخ هشام آل عقده. ص:397 - 398.
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 04:40]ـ
قبحهم الله وأخزاهم.
ـ[حسن المطروشى الاثرى]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 08:17]ـ
جزيتم خيرا
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 11:37]ـ
الرافضة الآن يتبرءون من عبد الله بن سبأ ويشيعون أن أهل السنة يلصقونه بهم وأنه منشئ نحلتهم قصد تشويه مذهبهم الحق مذهب آل البيت-زعموا- والتنفير عنهم والواقع أنه حقيقة تاريخية ولم ينفرد أهل السنة بإثبات شخصه بل أئمتهم يثبتونه وههنا كتاب لمعاصر هو الأستاذ علي بن محمد الرازحي وهو شيعي زيدي من اليمن نور الله بصيرته كشف هذه الحقيقة وأثبتها من كتب الرافضة الأقدمين عنوانه:
"توضيح النبأ عن مؤسس الشيعة عبد الله بن سبأ" تجدونه هنا:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5060 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5060)(/)
سؤال عن مشيئة الله واذن الله
ـ[خالد العبدالله]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم
سؤال: هل هناك فرق بين مشيئة الله واذن الله قال تعالى:
" وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ"
يونس الآية 99 قال تعالى:" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً
وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا
وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ"
آل عمران الآية 145
هل المشيئة بمعنا الاذن؟ ام لا
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 09:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ) [النساء:64] هذه تحتمل أن تكون الكونية و تحتمل أن تكون الشرعية؛ يعني الآيات فيهما معا تصلح لهذا وتصلح لهذا، فالرسول طاعته شرع، فيكون إذن الله جل وعلا هو الشرع الديني، وأيضا الرسول يطاع بإذن الله جل وعلا الكوني أن يطاع. (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ) يعني ممن أطاعه، وتكون الطاعة هذه بإذن الله، ليس العبد هو الذي يطيع من عند نفسه، بل (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الإنسان:30، التكوير:29] فتصلح للنوعين.
وكذلك (مَا قطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أو تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ) [الحشر:5]،هذه يعني في أمر الله جل وعلا، يعني فيما تُرك وفيما أُبقي ... الشريعة وهو بإذن الله الشرعي، وهو أيضا ما ترك وما أبقي هو بمشيئة الله جل وعلا بإذنه الكوني، ولكن الثانية أظهر في الشرع. أه, فهنا يبين الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله أن المشيئة كونية وأن الأذن يكون منه ماهو شرعي ومنه ما هو كوني والله أعلم. من كتب الشيخ صالح آل الشيخ "قسم العقيدة"(/)
الشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي: أحداث العراق وطبيعة المرحلة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 04:55]ـ
أحداث العراق وطبيعة المرحلة
د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي
لا تزال أسئلة الغيورين تصلنا في الموقع متوثبة للنفير إلى سوق الجهاد متشوقة إلى الشهادة في مواجهة مع العدو الأمريكي تشفي صدور المؤمنين وتذهب غيض قلوبهم، فكانت الأسئلة تتوارد عن الذهاب للعراق والقتال هناك ضد العدو الأمريكي.
ولذا عرضنا هذا السؤال المتكرر على صاحب الفضيلة الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي، وتفضل بالجواب التالي:
إن المعركة بينا وبين أهل الكتاب وأعداء هذا الدين مستمرة، لم تهدأ ولم تنقطع، وربما تكون لها أولويات في مكان دون آخر، ولكنها مستمرة إلى أن تقوم الساعة.
فلا ترتبط قضية الواجب بأن يحدث العدو عدواناً جديداًَ، أو يهاجم بلداً أو عاصمة إسلامية كما قد نظن.
إن الأمر أوسع من أن يكون محصوراً في حدين: إما فرض عين فلا يجوز لأحد من المسلمين صغيراً أو كبيراً ذكراً أو أنثى أن يتخلى عنه، وإما أنه لا حرج عليك من أن لا تبالي بأي قضية ولا تفعل فيها شيئاً ولا ترفع بها رأساً.
فليست الأمور دائماً بهذه الحدة التي قد تؤدي إلى نفرة بين قطبين.
إن المعركة شاملة الميادين، معركة في الميدان الثقافي، وفي الميدان الإعلامي، والميدان الاجتماعي والاقتصادي وكل ميدان يخدم بعضاً من هذه الميادين ويرتبط به.
وإن من الخطأ الشديد حصر المعركة في ميدان واحد، أو حصر واجبنا في حمل السلاح وننطلق به إلى بلد ما وإلا فلا نفعل شيئاً أو كأننا لم نفعل شيئاً.
وما دمنا نعلم أن العدو بهذه الشراسة، والمعركة بهذه السعة، فعلينا أن ننظر لكل هذه المجالات.
ولننظر إلى مثال واحد من حياة النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول له ربه جل وعز:"يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ... " فمعاركه العسكرية مع الكفار معلومة محدودة الأيام، ولكنه كان في كل وقته يجاهدهم وليس فقط عندما تلتحم السيوف يوماً أو يومين كل سنة أو سنتين.
وكذلك المنافقون جاهدهم النبي –صلى الله عليه وسلم- وهم داخل المجتمع المسلم فكيف كان جهاد الكفار، وكيف كان جهاد المنافقين الذي قال الله فيه: "واغلظ عليهم".
وحقيقة الجهاد التي تؤثر وتؤدي للنكاية بالعدو هي التي نأخذها مباشرة من سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- وسيرته.
إن الأوضاع في العراق لا بد أن تتكشف عن أمور وأحداث غير متوقعة، وعلى كل واحد منا أن يهيئ نفسه لأن ينصر إخوانه بما يستطيع.
ولننظر إلى الإعلام الآن، كيف يتظاهر ويحتج الملايين في العالم ونحن أو كثير منا في غفلة، هذا السؤال مهم جداً أن يطرح ولا يعني أن نتظاهر نحن، المهم أن نعبر عن رفضنا ونعبر عن شعورنا وواجبنا نحو إخواننا، ونوصل للغربيين والحكومات الموالية لهم رسالة واضحة، بأننا ضد هذا العدوان كل منا باجتهاده ولا يفرض أحد منا اجتهاده على الآخر.
وكذلك ما يتعلق بالناحية الإعلامية، أي توعية الدعاة وتوعية الأمة وغرس الثقة والثبات والتوكل على الله ورسم المنهج الشرعي في التعامل مع الأزمات والأحداث.
وهكذا يجب أن تهيئ الأمة إعلامياً ونفسياً للمعركة التي هي معركة طويلة الأمد ومتعددة الميادين دون أن يفرط أي منا في موقعه الذي هو فيه.
علينا أن نعي أن من أهداف العدو في مثل هذه الأزمات:
أن يفقدنا توازننا، بحيث نترك مواقعنا الدعوية أو العلمية، أو مواقعنا المهمة في الأمة التي لو تركناها لما استطعنا أن نقاومه ولا أن نعود إليها فيما بعد، وربما نضيعها دون أن ننفع إخواننا هناك.
إن الأحداث سوف تكشف بنفسها عن أمور كثيرة وفي كل وقت يمكن أن يقال عملياً وبشكل مباشر ما يناسبه، لكن يجب أن نعرف الآن أن كل المجتمعات مستهدفة، وأنه يجب أن يكون لنا دور إيجابي في الأحداث من خلال ما يمكن عمله، وما يمكن أن نجد من الوسائل والآلية لتحقيقه، وأؤكد على الشورى المستمرة عند كل حدث يستجد، فيتشاور أهل البلد الواحد وأهل المنطقة الواحدة وأهل المدينة الواحدة في كل الأزمات والأوضاع التي تستدعي وحدة النظر والرأي، وهذه أمور لا بد أن تكون حية وظاهرة.
أما مبدأ" أفعل كذا و لا تشاور أحداً" ا فهو ليس من المبادئ الإسلامية التي علمنا إياها القران والسنة والخلفاء الراشدون وقادة الإسلام في العلم والجهاد على مر القرون , فنحن أمة شعارها الشورى في كل مسألة وهو أمر أمر الله تبارك وتعالى به رسوله الكريم الذي هو أعظم الناس حكمة وعقلا وصواب رأي فقال له " وشاورهم في الأمر" وقال عن الأمة " وأمرهم شورى بينهم".
إن علينا أخذ العبرة من الأحداث السابقة لا سيما في ما يتعلق بوحدة الصف واجتماع الكلمة فمن الخطأ البالغ محاولة استقطاب الشباب إلي اجتهاد معين ونبذ الاجتهاد الآخر بإطلاق. فالميدان كله ميدان اجتهاد ونظر , والآراء قابلة للتغير بطبيعتها لا سيما مع تتابع الأحداث وماتتضمنه من عناصر مفاجئة أحيانا.
إن الحرب ليست صراع أبدان بل هي أساساً صراع إرادات وعقول , وإن تشخيص الإرادة الإسلامية في مظهر رد الفعل أو الاندفاع الآني هو الذي يعطي العدو - داخليا أو خارجيا- الفرصة للتلاعب بمصير الأمة وإدارة الصراع من موقع المتحكم. ونقيض هذا مالو تمثلت إرادة الأمة في عمل صامت دؤوب وتخطيط بعيد المدى يقوم على تصنيف وترتيب المواقف والأشخاص والأحداث بوعي ودراسة ليوضع كل شيء في موضعه المناسب ضمن منهج بناء متكامل لتجديد هذا الدين تتوازى فيه كل الجهود المخلصة، وتتلاءم فيه كل الاجتهادات الصائبة وتكون المفاسد والخسائر أقل في حدود الإمكان والطاقة البشرية.
أخيرا: أعيد القول بأن النصر هو لهذه الأمة كما وعدها الله وسيأتي في وقته الذي لا تؤخره إرادة العدو ولا تقدمه عجلتنا.
http://www.saaid.net/Warathah/safar/9.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مروان]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 05:48]ـ
قال الإمام مالك رحمه اله تعالى: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. ينبغي أن يعلم أنه لا يمكن أن ننتصر على أعدائنا إلا باتحاد كلمتنا على التوحيد والسنة ومنهج السلف الصالح في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة، ومعاملة الحكام وأهل البدع، وأهل المعاصي، وأهل الكتاب، والعلمانيين، والليبراليين، والاشتراكيين، والروافض، وغيرهم ممن فرقوا الأمة وجعلوها شرذمة لا يؤبه بها.
الغيرة والحماس مع مخالفة منهج الرسول صلى الله عليه وسلم تهدم أكثر مما تبني.
يكفينا شعارات وحماسات وملصقات ومقاطعات واحتجاجات ونعلنها توبة صادقة وأوبة خالصة لكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما سطرته أيدي علمائنا ابتداء من الصحابة. حينها ننتظر وعد الله ونصره. والله ولي التوفيق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 06:08]ـ
شكر الله لك حبيبنا أبا نذر .. على هذا الخيار الموفق
طابت أنفاس الشيخ العلامة ونفع الله بعلومه وبورك فيه على متابعته أحوال أمته والكلام فيها بعين الناقد البصير الخبير
الجامع بين علم الشرع وفقه السياسة والواقع
-----
حاولت مراسلتك فوجدتك ملغيا لخصيصة الرسائل الخاصة
فلعلك تستدرك الأمر
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 11:02]ـ
شكر الله لك حبيبنا أبا نذر .. على هذا الخيار الموفق
طابت أنفاس الشيخ العلامة ونفع الله بعلومه وبورك فيه على متابعته أحوال أمته والكلام فيها بعين الناقد البصير الخبير
الجامع بين علم الشرع وفقه السياسة والواقع
-----
حاولت مراسلتك فوجدتك ملغيا لخصيصة الرسائل الخاصة
فلعلك تستدرك الأمر
امين و بارك الله فيك(/)
ما السّرُّ في الدّعوةِ إلى التبرج والسّفور ونزع الحجاب؟
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 11:53]ـ
(ما السّرُّ في الدّعوةِ إلى التبرج والسّفور ونزع الحجاب؟)
حينَ أن أبدأ بسردِ وقائعِ الحدث، وبثّها بثّا مباشرًا "حصريّا" بدون اشتراك (لا تخافوا)؛ ينبغي لنا أنْ نكشفَ اللّغز المكشوف (!)، الذي ما إنْ يُحرّكُ البليدُ عقلَه هُنيهةً إلا ويكتشفه!
(ما السّرُّ في الدّعوةِ إلى التبرج والسّفور ونزع الحجاب؟)
الجواب يتكوّن من ثلاث كلمات؛ ضعْ دائرة حولهنَّ؛ فَهنَّ رمزُ الإجابة الصّحيحة (المراهقة أو البغاء والزنى أو الحسد).
لا أقول هذا جزافًا؛ فقد أجريت دراسة بحثيّة في قوقل، ووجدتُ من يدعو لهذا؛ لا يخرج عن كونه مراهقًا، فقد وجدت كاتبة مراهقة تتكلّم في هذا الأمر، ووجدتُ فاسدةً نوعيّا .... ووجدتُ حاسدًا علمانيًّا وحاسدةً علمانيّة .... ووجدتُ ووجدتُ (فضايح يا لهوي!) وفي الحقيقة فأصنافهم تتشابك أحيانًا، فإنّني لا أبرّئ العلمانيّ الذي يُسمّي نفسه "علماني مسلم" أو العلمانيّة التي تُسمّي نفسها "علمانيّة مسلمة" لا أبرّئهما من المراهقة والبغاء والزّنى!
كما حاولتُ أنْ أقرأ تخبيصات القوم، لعلّي أجدُ عاقلا؛ فأنصحه، أو حمارًا فأوجّهه، لكن هيهات؛ هيهات!
فقد خرجَ القوم عن مسارات العقل والحَمْرَنَةِ واختار القوم لأنفسهم أشياء مُقزّزة تُوصف عادة بالإيدز والجهل!
حتّى زعمَت صاحبة القوم أنّ حجاب الوجه وعُريَّ الجسد وجهان لعملة واحدة! وأنّها هي الوسطيّة وهي التي تُمثّل دينَ الإسلام! فليسَ حجاب الوجه (لا أقول "عندها") مستحبّا ولا واجبًا؛ إنّما هو تقاليد وليسَ من الإسلام في شيء!
يقولون هذا "عندنا" غير جائز ... ومن أنتم حتى يكون لكم "عندُ"!
صَدقَ الله، ومن أصدقُ من اللهِ قيلا {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} النساء27
في هذه الآية نمتلكُ دليلاً علميّا يُفسّر هذه الظّاهرة تفسيرًا لا يَشكُّ فيه إلا أهوَسٌ وهوساء. يخبرنا اللهُ -سبحانه وتعالى- في القرآن الذي لا يأتيه الباطل من أيّ ناحية من نواحيه ولا يبطله شيء, أنّ الذينَ يدعوننا للانحراف عن ديننا انحرافًا عظيمًا هم أولئك الذينَ يتّبعونَ الشّهوات، فالقوم رضوا لأمّهاتِهم وبناتهم وأخواتهم ... أنْ يتبرّجنَ، وراحوا ينظرونَ إلى عوراتِ نساءِ بعضهم بعضًا، ونساءُ القوم تبرّجنَ تبرّج الجاهليّة الأولى ليجمعنَ عددًا –بأسٌ به كثير- من الرّومانسيّين [النّياتهم] حسنة (الدّاعرون) لإشباع شهواتهنَّ، وقد أدّى هذا الانحلال دوره النّفسيّ فيهم، انحلالٌ جرّد القوم من الفضيلة، بحيثُ انحرفَ القوم عن الطّبيعة السّويّة للنّوع الإنسانيّ، انحرف القوم عن أنْ يكونوا كاملين كما النّاس، وهي أنّ الفرد يسعى إلى فردٍ يأنس له من النّوع الآخر؛ فيُركّز عواطفه حوله فتكون عيناه إليه وأذناه إليه فإنْ أخرجهما عن هذا النّطاق فهو كما قالَ المعصوم " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ؛ وَالْأُذُنُ تَزْنِي وَزِنَاهَا السَّمْعُ" ولا تقتصر علاقته الجنسيّة به على اتّصالٍ ينتهي أثره بوقته، إنّما يكون إلى الأبد معه يتزوّجه ويُساكنه فالرّجلُ ساكن وهي مسكون إليها، قالَ تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم21
الانحرافُ الذي ذكرناه آنفا ولّد عندَ القوم الحسد؛ فراحَ القوم يحسدونَ الكاملين على ما يعيشونه من سعادةٍ، وأدلّ على ذلك المقولة المشهورة " وَدَّتْ الزَّانِيَةُ لَوْ زَنَى النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ" نعم صدقَ سيّدنا عثمان –رضيَ اللهُ عنه- وقس على ذلك "وَدَّتْ المُتبرّجةُ لَوْ تبرّجتْ النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ" وكذا "ودّ القوم لو تبرّجتْ نساء المسلمين كما تبرّجتْ نساؤهم" إلخ، وهذا مثل قياسه معادلة ثابتة مُطّرِدة، مفادها الحسد، بدليل قوله تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} النساء54
و (أم) هنا منقطعة بمعنى "بل" فالمعنى بل يحسدون النّاس ... إلخ
وكذلكَ؛ فالكفّار يحسدوننا على رأس الفضلية الإيمان قالَ تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ .... } البقرة109
سبحانَ ربّكَ ربِّ العزّة عمّا يصفون؛ وسلامٌ على المرسلينَ، والحمدُ للّهِ ربِّ العالمين!(/)
لا تجعلوا مع الله أنداداً - إعداد الدكتور أمل بن إدريس حسن العلمي
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 11:58]ـ
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?
إعداد الدكتور أمل العلمي
المعنى اللغوي لكلمة الأنداد من دون الله: يتكرر استعمال كلمة الند في القرآن كمرادف للشريك المزعوم، وقد وردت الكلمة في عدة آيات: قال تعالى چفَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداًچ (البقرة: 22)؛ چوَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً چ (البقرة: 165)؛ چوَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً چ (إبراهيم: 30)؛ چإِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداًچ (سبأ: 23)؛ چوَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ چ (الزمر: 8)؛ چقُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداًچ) فصلت: 9).
قال الأزهري: "عن الأخفش في قول الله جل وعز چمَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداًچقال: الند الضد والشبه، وقولهچوَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداًچأي أضدادا وأشباها وفلان ند فلان ونديده ونديدته أي مثله وشبهه " [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1).
قال الراغب: "نديد الشيء مشاركه في جوهره وذلك ضرب من المماثلة، فإن المثل يقال في أي مشاركة كانت فكل ند مثل وليس كل مثل ندا، ... قال: چفَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً چ" [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) .
روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال: سألت النبي (ص): أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) .
تفسير الآيات:
· من سورة فصلت (9 - 12):
ٹ ٹ چ ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پ پ پ ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ٹ چفصلت: 9 - 12
قل لهم: إنكم إذ تكفرون. إذ تلقون بهذه الكلمة الكبيرة في استهتار. إنما تأتون أمراً عظيماً، مستنكراً قبيحاً، إنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض وجعل فيها رواسي من فوقها. وبارك فيها. وقدر فيها أقواتها. والذي خلق السماوات ونظم أمرها. وزين السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً. والذي أسلمت له السماء والأرض قيادهما طائعتين مستسلمتين .. وأنتم .. أنتم بعض سكان هذه الأرض تتأبون وتستكبرون! ولكن النسق القرآني يعرض هذه الحقائق بطريقة القرآن التي تبلغ أعماق القلوب وتهزها هزاً. فلنحاول أن نسير مع هذا النسق بالترتيب والتفصيل:چقل: أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين، وتجعلون له أنداداً. ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها، وبارك فيها، وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلينچ .. إنه يذكر حقيقة خلق الأرض في يومين. ثم يعقب عليها قبل عرض بقية قصة الأرض. يعقب على الحلقة الأولى من قصة الأرض. چذلك رب العالمينچ. وأنتم تكفرون به وتجعلون له أنداداً. وهو خلق هذه الأرض التي أنتم عليها. فأي تبجح وأي استهتار وأي فعل قبيح؟! وما هذه الأيام: الاثنان اللذان خلق فيهما الأرض. والاثنان اللذان جعل فيهما الرواسي وقدر فيهما الأقوات، وأحل فيهما البركة. فتمت بهما الأيام الأربعة؟ إنها بلا شك أيام من أيام الله التي يعلم هو مداها. وليست من أيام هذه الأرض. فأيام هذه الأرض إنما هي مقياس زمني مستحدث بعد ميلاد الأرض. وكما للأرض أيام، هي مواعيد دورتها حول نفسها أمام الشمس، فللكواكب الأخرى أيام، وللنجوم أيام. وهي غير أيام الأرض. بعضها أقصر من أيام الأرض وبعضها أطول. والأيام التي خلقت فيها الأرض أولاً، ثم تكونت فيها الجبال، وقدرت فيها الأقوات، هي أيام أخرى مقيسة بمقياس آخر، لا نعلمه، ولكننا نعرف أنه أطول بكثير من أيام الأرض المعروفة. وأقرب ما نستطيع تصوره وفق ما وصل إليه علمنا البشري أنها هي الأزمان التي مرت بها الأرض طوراً بعد طور، حتى استقرت وصلبت قشرتها وأصبحت صالحة للحياة التي نعلمها. وهذه قد استغرقت ـ فيما تقول النظريات التي بين أيدينا ـ نحو ألفي مليون سنة من سنوات أرضنا! وهذه مجرد تقديرات علمية مستندة إلى دراسة الصخور وتقدير عمر الأرض بوساطتها. ونحن في دراسة القرآن لا نلجأ إلى تلك التقديرات على أنها حقائق نهائية. فهي في أصلها ليست كذلك. وإن هي
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا نظريات قابلة للتعديل. فنحن لا نحمل القرآن عليها؛ إنما نجد أنها قد تكون صحيحة إذا رأينا بينها وبين النص القرآني تقارباً، ووجدنا أنها تصلح تفسيراً للنص القرآني بغير تمحل. فنأخذ من هذا أن هذه النظرية أو تلك أقرب إلى الصحة لأنها أقرب إلى مدلول النص القرآني. والراجح الآن في أقوال العلم أن الأرض كانت كرة ملتهبة في حالة غازية كالشمس الآن ـ والأرجح أنها قطعة من الشمس انفصلت عنها لسبب غير متفق على تقديره ـ وأنها استغرقت أزماناً طويلة حتى بردت قشرتها وصلبت. وأن جوفها لا يزال في حالة انصهار لشدة الحرارة حيث تنصهر أقسى الصخور. ولما بردت القشرة الأرضية جمدت وصلبت. وكانت في أول الأمر صخرية صلبة. طبقات من الصخر بعضها فوق بعض. وفي وقت مبكر جداً تكونت البحار من اتحاد الإيدروجين بنسبة 2 والأكسجين بنسبة 1 ومن اتحادهما ينشأ الماء. " والهواء والماء على أرضنا هذه قد تعاونا على تفتيت الصخر وتشتيته، وحمله وترسيبه، حتى كانت من ذلك تربة أمكن فيها الزرع. وتعاونا على نحر الجبال والنجاد، وملء الوهاد، فلا تكاد تجد في شيء كان على الأرض أو هو كائن إلا أثر الهدم وأثر البناء ". " إن هذه القشرة الأرضية في حركة دائمة، وفي تغير دائم، يهتز البحر بالموج فيؤثر فيها، ويتبخر ماء البحر. تبخره الشمس، فيصعد إلى السماء فيكون سحباً تمطر الماء عذباً، فينزل على الأرض متدفقاً، فتكون السيول، وتكون الأنهار، تجري في هذه القشرة الأرضية فتؤثر فيها. تؤثر في صخره فتحله فتبدل فيه من صخر صخراً. (أي تحوله إلى نوع آخر من الصخور) وهي من بعد ذلك تحمله وتنقله. ويتبدل وجه الأرض على القرون، ومئات القرون وآلافها. وتعمل الثلوج الجامدة بوجه الأرض ما يفعله الماء السائل. وتفعل الرياح بوجه الأرض ما يفعل الماء. وتفعل الشمس بوجه الأرض ما يفعله الماء والريح، بما تطلق على هذا الوجه من نار ومن نور. والأحياء على الأرض تغير من وجهها كذلك. ويغير فيها ما ينبثق فيها من جوف الأرض من براكين "." وتسأل عالم الأرض ـ العالم الجيولوجي ـ عن صخور هذه القشرة فيعدد لك من صخورها الشيء الكثير، ويأخذ يحدثك عن أنواعها الثلاثة الكبرى "." يحدثك عن الصخور النارية. تلك التي خرجت من جوف الأرض إلى ظهرها صخراً منصهراً. ثم برد. ويضرب لك منها مثلاً بالجرانيت والبازلت. ويأيتك بعينة منها يشير لك فيها إلى ما احتوته من بلورات، بيضاء وحمراء أو سوداء، ويقول لك: إن كل بلورة من هذه تدل على مركب كيماوي، له كيان بذاته. فهذه الصخور أخلاط. ويلفت فكرك إلى أنه من هذه الصخور النارية ومن أشباهها تكونت قشرة هذه الأرض عندما تمت الأرض تكونا في القديم الأقدم من الزمان. ثم قام يفعل فيها الماء، هابطاً من السماء أو جارياً في الأرض، أو جامداً في الثلج، وقام يفعل الهواء ويفعل الريح .. وقامت تفعل الشمس. قامت جميعها تغير من هذه الصخور. من طبيعتها ومن كيميائها. فولدت منها صخوراً غير تلك الصخور حتى ما يكاد يجمعها في منظر أو مخبر شيء "." وينتقل بك الجيولوجي إلى الصنف الأكبر الثاني من الصخور. إلى الصخور التي أسموها بالمترسبة أو الراسبة، وهي تلك الصخور التي اشتقت، بفعل الماء والريح والشمس، أو بفعل الأحياء من صخور أكثر في الأرض أصالة وأعقد. وأسموها راسبة لأنها لا توجد في مواضعها الأولى. إنها حملت من بعد اشتقاق من صخورها الأولى، أو وهي في سبيل اشتقاق. حملها الماء أو حملتها الريح، ثم هبطت ورسبت واستقرت حيث هي من الأرض "." ويضرب لك الجيولوجي مثلاً للصخور الراسبة بالحجر الجيري الذي يتألف منه جبل كجبل المقطم، ومن حجره تبني القاهرة بيوتها. ويقول لك: إنه مركب كيماوي يعرف بكربونات الكلسيوم، وإنه اشتق في الأرض من عمل الأحياء أو عمل الكيمياء. ويضرب لك مثلا، بالرمل، ويقول لك: إن أكثره أكسيد السيلسيوم، وإنه مشتق كذلك، ومثلا آخر بالطفل والصلصال، وكلها من أصول سابقة "." وتسأل عن هذه الأصول السابقة التي منها اشتقت تلك الصخور الراسبة، على اختلافها، فتعلم أنها الصخور النارية. بدأت الأرض عندما انجمد سطحها من بعد انصهار، في قديم الأزل، ولا شيء على هذا السطح المنجمد غير الصخر الناري. ثم جاء الماء، وجاءت البحار، وتفاعل الصخر الناري والماء. وشركهما الهواء. شركهما غازات متفاعلة، وشركهما
(يُتْبَعُ)
(/)
رياحاً عاصفة، وشركتهما الشمس ناراً ونوراً. وتفاعلت كل هذه العوامل جميعا. وفقا لما أودع فيها من طبائع. فغيرت من صخر ناري صلد غير نافع، إلى صخر نافع. صخر ينفع في بناء المساكن، وصخر ينفع في استخراج المعادن. وأهم من هذا، وأخطر من هذا، أنها استخرجت من هذا الصخر الناري الصلد، الذي لا ينفع لحياة تقوم عليه، استخرجت تربة، رسبت على سطح الأرض، مهدت لقدوم الأحياء والخلائق "." إن الجرانيت لا ينفع لحرث أو زرع أو سقيا، ولكن تنفع تربة هشة لينة خرجت منه ومن أشباه له. وبظهور هذه التربة ظهر النبات، وبظهور النبات ظهر الحيوان. وتمهدت الأرض لقيام رأس الخلائق على هذه الأرض. ذلك الإنسان .. " هذه الرحلة الطويلة كما يقدرها العلم الحديث، قد تساعدنا على فهم معنى الأيام في خلق الأرض وجعل الرواسي فوقها، والمباركة فيها، وتقدير أقواتها في أربعة أيام .. من أيام الله .. التي لا نعرف ما هي؟ ما طولها؟ ولكننا نعرف أنها غير أيام هذه الأرض حتماً .. ونقف لحظة أمام كل فقرة من النص القرآني قبل أن نغادر الأرض إلى السماء! چوجعل فيها رواسي من فوقهاچ .. وكثيراً ما يرد تسمية الجبال چرواسيچ وفي بعض المواضع يعلل وجود هذه الرواسي چأن تميد بكمچ أي إنها هي راسية، وهي ترسي الأرض، وتحفظ توازنها فلا تميد .. ولقد غبر زمان كان الناس يحسبون أن أرضهم هذه ثابتة راسخة على قواعد متينة! ثم جاء زمان يقال لهم فيه الآن: إن أرضكم هذه إن هي إلا كرة صغيرة سابحة في فضاء مطلق، لا تستند إلى شيء .. ولعلهم يفزعون حين يقال لهم هذا الكلام أول مرة أو لعل منهم من ينظر بوجل عن يمينه وعن شماله خيفة أن تتأرجح به هذه الأرض أو تسقط في أعماق الفضاء! فليطمئن. فإن يد الله تمسكها أن تزول هي والسماء. ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده! وليطمئن فإن النواميس التي تحكم هذا الكون متينة من صنع القوي العزيز! ونعود إلى الجبال فنجد القرآن يقول إنها چرواسيچ وإنها كذلك ترسي الأرض فلا تميد. ولعلها ـ كما قلنا في موضع آخر من هذه الظلال ـ تحفظ التناسق بين القيعان في المحيطات والمرتفعات في الأرض فتتوازن فلا تميد. وهذا عالم يقول:" إن كل حدث يحدث في الأرض، في سطحها أو فيما دون سطحها، يكون من أثره انتقال مادة من مكان إلى مكان يؤثر في سرعة دورانها. فليس المد والجزر هو العامل الوحيد في ذلك. (أي في بطء سرعة الأرض كما قال قبل هذه الفقرة) حتى ما تنقله الأنهار من مائها من ناحية في الأرض إلى ناحية يؤثر في سرعة الدوران. وما ينتقل من رياح يؤثر في سرعة الدوران. وسقوط في قاع البحار، أو بروز في سطح الأرض هنا أو هنا يؤثر في سرعة الدوران .. ومما يؤثر في سرعة هذا الدوران أن تتمدد الأرض أو تنكمش بسبب ما. ولو انكماشاً أو تمدداً طفيفاً لا يزيد في قطرها منه إلا بضع أقدام ".فهذه الأرض الحساسة إلى هذا الحد، لا عجب أن تكون الجبال الرواسي حافظة لتوازنها ومانعة:چأن تميد بكمچ كما جاء في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً.چوبارك فيها وقدر فيها أقواتهاچ .. وقد كانت هذه الفقرة تنقل إلى أذهان أسلافنا صورة الزرع النامي في هذه الأرض وبعض ما خبأه الله في جوف الأرض من معادن نافعة كالذهب والفضة والحديد وما إليها .. فأما اليوم بعد ما كشف الله للإنسان أشياء كثيرة من بركته في الأرض ومن أقواتها التي خزنها فيها على أزمان طويلة، فإن مدلول هذه الفقرة يتضاعف في أذهاننا .. وقد رأينا كيف تعاونت عناصر الهواء فكونت الماء. وكيف تعاون الماء والهواء والشمس والرياح فكونت التربة الصالحة للزرع. وكيف تعاون الماء والشمس والرياح فكونت الأمطار أصل الماء العذب كله من أنهار ظاهرة وأنهار باطنة تظهر في شكل ينابيع وعيون وآبار .. وهذه كلها من أسس البركة ومن أسس الأقوات. وهناك الهواء. ومن الهواء أنفاسنا وأجسامنا .. " إن الأرض كرة تلفها قشرة من صخر. وتلف أكثر الصخر طبقة من ماء. وتلف الصخر والماء جميعاً طبقة من هواء. وهي طبقة من غاز سميكة. كالبحر، لها أعماق. ونحن ـ بني الإنسان، والحيوان، والنبات، نعيش في هذه الأعماق، هانئين بالذي فيها "." فمن الهواء نستمد أنفاسنا، من أكسجينه. ومن الهواء يبني النبات جسمه، من كربونه، بل من أكسيد كربونه، ذلك الذي يسميه الكيماويون ثاني أكسيد الكربون. يبني النبات جسمه من أكسيد الفحم هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نأكل النبات. ونأكل الحيوان الذي يأكل النبات. ومن كليهما نبني أجسامنا. بقي من غازات الهواء النتروجين، أي الأزوت، فهذا لتخفيف الأكسجين حتى لا نحترق بأنفاسنا. وبقي بخار الماء وهذا لترطيب الهواء. وبقيت طائفة من غازات أخرى، توجد فيه بمقادير قليلة هي ـ في غير ترتيب ـ الأرجون، والهليوم، والنيون، وغيرها. ثم الإدروجين، وهذه تخلقت ـ على الأكثر ـ في الهواء من بقايا خلقة الأرض الأولى ".والمواد التي نأكلها والتي ننتفع بها في حياتنا ـ والأقوات أوسع مما يؤكل في البطون ـ كلها مركبات من العناصر الأصلية التي تحتويها الأرض في جوفها أو في جوها سواء. وعلى سبيل المثال هذا السكر ما هو؟ إنه مركب من الكربون والإيدروجين والأكسيجين. والماء علمنا تركيبه من الإيدروجين والأكسيجين .. وهكذا كل ما نستخدمه من طعام أو شراب أو لباس أو أداة .. إن هو إلا مركب من بين عناصر هذه الأرض المودعة فيها .. فهذا كله يشير إلى شيء من البركة وشيء من تقدير الأقوات .. في أربعة أيام .. فقد تم هذا في مراحل زمنية متطاولة .. هي أيام الله، التي لا يعلم مقدارها إلا الله.چثم استوى إلى السماء وهي دخان. فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً. قالتا أتينا طائعين. فقضاهن سبع سماوات في يومين، وأوحى في كل سماء أمرهاچ. چوزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً. ذلك تقدير العزيز العليمچ. والاستواء هنا القصد. والقصد من جانب الله تعالى هو توجه الإرادة. و چثمچ قد لا تكون للترتيب الزمني، ولكن للارتقاء المعنوي. والسماء في الحس أرفع وأرقى.چثم استوى إلى السماء وهي دخانچ .. إن هناك اعتقاداً أنه قبل خلق النجوم كان هناك ما يسمى السديم. وهذا السديم غاز .. دخان " والسدم ـ من نيرة ومعتمة ـ ليس الذي بها من غاز وغبار إلا ما تبقى من خلق النجوم. إن نظرية الخلق تقول: إن المجرة كانت من غاز وغبار. ومن هذين تكونت بالتكثف النجوم. وبقيت لها بقية. ومن هذه البقية كانت السدم. ولا يزال من هذه البقية منتشراً في هذه المجرة الواسعة مقدار من غاز وغبار، يساوي ما تكونت منه النجوم. ولا تزال النجوم تجر منه بالجاذبية إليها. فهي تكنس السماء منه كنساً. ولكن الكناسين برغم أعدادهم الهائلة قليلون بالنسبة لما يراد كنسه من ساحات أكبر وأشد هولاً ".وهذا الكلام قد يكون صحيحاً لأنه أقرب ما يكون إلى مدلول الحقيقة القرآنية: چثم استوى إلى السماء وهي دخانچ .. وإلى أن خلق السماوات تم في زمن طويل. في يومين من أيام الله. ثم نقف أمام الحقيقة الهائلة:چفقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً. قالتا: أتينا طائعينچ .. إنها إيماءة عجيبة إلى انقياد هذا الكون للناموس، وإلى اتصال حقيقة هذا الكون بخالقه اتصال الطاعة والاستسلام لكلمته ومشيئته. فليس هناك إذن إلا هذا الإنسان الذي يخضع للناموس كرهاً في أغلب الأحيان. إنه خاضع حتماً لهذا الناموس، لا يملك أن يخرج عنه، وهو ترس صغير جداً في عجلة الكون الهائلة؛ والقوانين الكونية الكلية تسري عليه رضي أم كره. ولكنه هو وحده الذي لا ينقاد طائعاً طاعة الأرض والسماء. إنما يحاول أن يتفلت، وينحرف عن المجرى الهين اللين؛ فيصطدم بالنواميس التي لا بد أن تغلبه ـ وقد تحطمه وتسحقه ـ فيستسلم خاضعاً غير طائع. إلا عباد الله الذين تصطلح قلوبهم وكيانهم وحركاتهم وتصوراتهم وإراداتهم ورغباتهم واتجاهاتهم .. تصطلح كلها مع النواميس الكلية، فتأتي طائعة، وتسير هينة لينة، مع عجلة الكون الهائلة، متجهة إلى ربها مع الموكب، متصلة بكل ما فيه من قوى، وحينئذ تصنع الأعاجيب، وتأتي بالخوارق، لأنها مصطلحة مع الناموس، مستمدة من قوته الهائلة، وهي منه وهو مشتمل عليها في الطريق إلى الله چطائعينچ .. إننا نخضع كرهاً. فليتنا نخضع طوعاً. ليتنا نلبي تلبية الأرض والسماء. في رضى وفي فرح باللقاء مع روح الوجود الخاضعة المطيعة الملبية المستسلمة لله رب العالمين. إننا نأتي أحياناً حركات مضحكة .. عجلة القدر تدور بطريقتها. وبسرعتها. ولوجهتها. وتدير الكون كله معها. وفق سنن ثابتة .. ونأتي نحن فنريد أن نسرع. أو أن نبطئ. نحن من بين هذا الموكب الضخم الهائل. نحن بما يطرأ على نفوسنا ـ حين تنفك عن العجلة وتنحرف عن خط السير ـ من قلق واستعجال وأنانية وطمع ورغبة ورهبة .. ونظل نشرد هنا وهناك والموكب ماض. ونحتك
(يُتْبَعُ)
(/)
بهذا الترس وذاك ونتألم. ونصطدم هنا وهناك ونتحطم. والعجلة ماضية في سرعتها وبطريقتها إلى وجهتها. وتذهب قوانا وجهودنا كلها سدى. فأما حين تؤمن قلوبنا حقاً، وتستسلم لله حقاً، وتتصل بروح الوجود حقاً. فإننا ـ حينئذ ـ نعرف دورنا على حقيقته؛ وننسق بين خطانا وخطوات القدر؛ ونتحرك في اللحظة المناسبة بالسرعة المناسبة، في المدى المناسب. نتحرك بقوة الوجود كله مستمدة من خالق الوجود. ونصنع أعمالاً عظيمة فعلاً، دون أن يدركنا الغرور. لأننا نعرف مصدر القوة التي صنعنا بها هذه الأعمال العظيمة. ونوقن أنها ليست قوتنا الذاتية، إنما هي كانت هكذا لأنها متصلة بالقوة العظمى. ويا للرضى. ويا للسعادة. ويا للراحة. ويا للطمأنينة التي تغمر قلوبنا يومئذ في رحلتنا القصيرة، على هذا الكوكب الطائع الملبي، السائر معنا في رحلته الكبرى إلى ربه في نهاية المطاف .. ويا للسلام الذي يفيض في أرواحنا ونحن نعيش في كون صديق. كله مستسلم لربه، ونحن معه مستسلمون. ولا تشذ خطانا عن خطاه، ولا يعادينا ولا نعاديه. لأننا منه. ولأننا معه في الاتجاه:چقالتا: أتينا طائعينچ .. چفقضاهن سبع سماوات في يومينچ .. چوأوحى في كل سماء أمرهاچ .. واليومان قد يكونان هما اللذان تكونت فيهما النجوم من السدم. أو تم فيهما التكوين كما يعلمه الله. والوحي بالأمر في كل سماء يشير إلى إطلاق النواميس العاملة فيها، على هدى من الله وتوجيه؛ أما ما هي السماء المقصودة فلا نملك تحديداً. فقد تكون درجة البعد سماء. وقد تكون المجرة الواحدة سماء. وقد تكون المجرات التي على أبعاد متفاوتة سماوات .. وقد يكون غير ذلك. مما تحتمله لفظة سماء وهو كثير.چوزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاًچ .. والسماء الدنيا هي كذلك ليس لها مدلول واحد محدد. فقد تكون هي أقرب المجرات إلينا وهي المعروفة بسكة التبان والتي يبلغ قطرها مائة ألف مليون سنة ضوئية! وقد يكون غيرها مما ينطبق عليه لفظ سماء. وفيه النجوم والكواكب المنيرة لنا كالمصابيح.چوحفظاًچ .. من الشياطين .. كما يدل على هذا ما ورد في المواضع الأخرى من القرآن .. ولا نملك أن نقول عن الشياطين شيئاً مفصلاً. أكثر من الإشارات السريعة في القرآن. فحسبنا هذا .. چذلك تقدير العزيز العليمچ .. وهل يقدر هذا كله؟ ويمسك الوجود كله، ويدبر الوجود كله .. إلا العزيز القوي القادر؟ وإلا العليم الخبير بالموارد والمصادر؟ فكيف ـ بعد هذه الجولة الكونية الهائلة ـ يكون موقف الذين يكفرون بالله ويجعلون له أندادا؟ كيف. والسماء والأرض تقولان لربهما: چأتينا طائعينچ وهذا النمل الصغير العاجز من البشر الذي يدب على الأرض يكفر بالله في تبجح واستهتار؟ وما يكون جزاء هذا التبجح وهذا الاستهتار؟ [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
· من سورة البقرة (21 - 24):
ٹ ٹ چ ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ??? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? چالبقرة: 21 - 24
... وعندما يتم استعراض الصور الثلاث يرتد السياق في السورة نداء للناس كافة، وأمرا للبشرية جمعاء، أن تختار الصورة الكريمة المستقيمة. الصورة النقية الخالصة. الصورة العاملة النافعة. الصورة المهتدية المفلحة .. صورة المتقين:چيا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الأرض فراشا، والسماء بناء، وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمونچ .. إنه النداء إلى الناس كلهم لعبادة ربهم الذي خلقهم والذين من قبلهم. ربهم الذي تفرد بالخلق، فوجب أن يتفرد بالعبادة .. وللعبادة هدف لعلهم ينتهون إليه ويحققوه:چلعلكم تتقونچ .. لعلكم تصيرون إلى تلك الصورة المختارة من صور البشرية. صورة العابدين لله. المتقين لله. الذين أدوا حق الربوبية الخالقة، فعبدوا الخالق وحده؛ رب الحاضرين والغابرين، وخالق الناس أجمعين، ورازقهم كذلك من الأرض والسماء بلا ند ولا شريك:چالذي جعل لكم الأرض فراشاچ .. وهو تعبير يشي باليسر في حياة البشر على هذه الأرض، وفي إعدادها لهم لتكون لهم سكناً مريحاً وملجأ واقياً كالفراش .. والناس ينسون هذا الفراش الذي مهده الله لهم لطول ما ألفوه. ينسون هذا التوافق الذي جعله الله في الأرض ليمهد لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وسائل العيش، وما سخره لهم فيها من وسائل الراحة والمتاع. ولولا هذا التوافق ما قامت حياتهم على هذا الكوكب في مثل هذا اليسر والطمأنينة. ولو فقد عنصر واحد من عناصر الحياة في هذا الكوكب ما قام هؤلاء الأناسي في غير البيئة التي تكفل لهم الحياة. ولو نقص عنصر واحد من عناصر الهواء عن قدره المرسوم لشق على الناس أن يلتقطوا أنفاسهم حتى لو قدرت لهم الحياة! چوالسماء بناءچ .. فيها متانة البناء وتنسيق البناء. والسماء ذات علاقة وثيقة بحياة الناس في الأرض، وبسهولة هذه الحياة. وهي بحرارتها وضوئها وجاذبية أجرامها وتناسقها وسائر النسب بين الأرض وبينها، تمهد لقيام الحياة على الأرض وتعين عليها. فلا عجب أن تذكر في معرض تذكير الناس بقدرة الخالق، وفضل الرازق، واستحقاق المعبود للعبادة من العبيد المخاليق.چوأنزل من السماء ماء، فأخرج به من الثمرات رزقا لكمچ .. وذكر إنزال الماء من السماء وإخراج الثمرات به، ما يفتأ يتردد في مواضع شتى من القرآن في معرض التذكير بقدرة الله، والتذكير بنعمته كذلك .. والماء النازل من السماء هو مادة الحياة الرئيسية للأحياء في الأرض جميعاً. فمنه تنشأ الحياة بكل أشكالها ودرجاتها چوجعلنا من الماء كل شيء حيچ .. سواء أنبت الزرع مباشرة حين يختلط بالأرض، أو كون الأنهار والبحيرات العذبة، أو انساح في طبقات الأرض فتألفت منه المياه الجوفية، التي تتفجر عيوناً أو تحفر آباراً، أو تجذب بالآلات إلى السطح مرة أخرى. وقصة الماء في الأرض، ودوره في حياة الناس، وتوقف الحياة عليه في كل صورها وأشكالها .. كل هذا أمر لا يقبل المماحكة، فتكفي الإشارة إليه، والتذكير به، في معرض الدعوة إلى عبادة الخالق الرازق الوهاب. وفي ذلك النداء تبرز كليتان من كليات التصور الإسلامي: وحدة الخالق لكل الخلائق: چالذي خلقكم والذين من قبلكمچ .. ووحدة الكون وتناسق وحداته وصداقته للحياة وللإنسان: چالذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء. وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكمچ .. فهذا الكون أرضه مفروشة لهذا الإنسان، وسماؤه مبنية بنظام، معينة بالماء الذي تخرج به الثمرات رزقا للناس .. والفضل في هذا كله للخالق الواحد:چفلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمونچ .. تعلمون أنه خلقكم والذين من قبلكم. وتعلمون أنه جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء. وأنه لم يكن له شريك يساعد، ولا ند يعارض. فالشرك به بعد هذا العلم تصرف لا يليق! والأنداد التي يشدد القرآن في النهي عنها لتخلص عقيدة التوحيد نقية واضحة، قد لا تكون آلهة تعبد مع الله على النحو الساذج الذي كان يزاوله المشركون. فقد تكون الأنداد في صور أخرى خفية. قد تكون في تعليق الرجاء بغير الله في أي صورة، وفي الخوف من غير الله في أي صورة. وفي الاعتقاد بنفع أو ضر في غير الله في أي صورة .. عن ابن عباس قال: " الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل. وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي. ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص. وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت! وقول الرجل: لولا الله وفلان .. هذا كله به شرك " ... وفي الحديث" أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله وشئت. قال: أجعلتني لله نداً؟! " هكذا كان سلف هذه الأمة ينظر إلى الشرك الخفي والأنداد مع الله .. فلننظر نحن أين نحن من هذه الحساسية المرهفة، وأين نحن من حقيقة التوحيد الكبيرة!!! ولقد كان اليهود يشككون في صحة رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان المنافقون يرتابون فيها - كما ارتاب المشركون وشككوا في مكة وغيرها - فهنا يتحدى القرآن الجميع. إذ كان الخطاب إلى " الناس " جميعاً. يتحداهم بتجربة واقعية تفصل في الأمر بلا مماحكة:چوإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقينچ .. ويبدأ هذا التحدي بلفتة لها قيمتها في هذا المجال .. يصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالعبودية لله: چوإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدناچ .. ولهذا الوصف في هذا الموضع دلالات منوعة متكاملة: فهو أولاً تشريف للنبي وتقريب بإضافة عبوديته لله تعالى؛ دلالة على أن مقام العبودية لله هو أسمى مقام يدعى إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
بشر ويدعى به كذلك. وهو ثانياً تقرير لمعنى العبودية، في مقام دعوة الناس كافة إلى عبادة ربهم وحده، واطراح الأنداد كلها من دونه. فها هو ذا النبي في مقام الوحي - وهو أعلى مقام - يدعى بالعبودية لله، ويشرف بهذه النسبة في هذا المقام. أما التحدي فمنظور فيه إلى مطلع السورة .. فهذا الكتاب المنزل مصوغ من تلك الحروف التي في أيديهم، فإن كانوا يرتابون في تنزيله، فدونهم فليأتوا بسورة من مثله؛ وليدعوا من يشهد لهم بهذا - من دون الله - فالله قد شهد لعبده بالصدق في دعواه. وهذا التحدي ظل قائما في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبعدها، وما يزال قائماً إلى يومنا هذا وهو حجة لا سبيل إلى المماحكة فيها .. وما يزال القرآن يتميز من كل كلام يقوله البشر تميزاً واضحاً قاطعاً. وسيظل كذلك أبداً. سيظل كذلك تصديقا لقول الله تعالى في الآية التالية:چفإن لم تفعلوا - ولن تفعلوا - فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرينچ .. والتحدي هنا عجيب، والجزم بعدم إمكانه أعجب، ولو كان في الطاقة تكذيبه ما توانوا عنه لحظة. وما من شك أن تقرير القرآن الكريم أنهم لن يفعلوا، وتحقق هذا كما قرره هو بذاته معجزة لا سبيل إلى المماراة فيها. ولقد كان المجال أمامهم مفتوحاً، فلو أنهم جاءوا بما ينقض هذا التقرير القاطع لانهارت حجية القرآن ولكن هذا لم يقع ولن يقع كذلك فالخطاب للناس جميعاً، ولو أنه كان في مواجهة جيل من أجيال الناس .. وهذه وحدها كلمة الفصل التاريخية. على أن كل من له دراية بتذوق أساليب الأداء؛ وكل من له خبرة بتصورات البشر للوجود وللأشياء؛ وكل من له خبرة بالنظم والمناهج والنظريات النفسية أو الاجتماعية التي ينشئها البشر .. لا يخالجه شك في أن ما جاء به القرآن في هذه المجالات كلها شيء آخر ليس من مادة ما يصنعه البشر. والمراء في هذا لا ينشأ إلا عن جهالة لا تميز، أو غرض يلبس الحق بالباطل .. ومن ثم كان هذا التهديد المخيف لمن يعجزون عن هذا التحدي ثم لا يؤمنون بالحق الواضح:چفاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرينچ .. ففيم هذا الجمع بين الناس والحجارة، في هذه الصورة المفزعة الرعيبة؟ لقد أعدت هذه النار للكافرين. الكافرين الذين سبق في أول السورة وصفهم بأنهم چختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم غشاوةچ .. والذين يتحداهم القرآن هنا فيعجزون، ثم لا يستجيبون .. فهم إذن حجارة من الحجارة! وإن تبدوا في صورة آدمية من الوجهة الشكلية! فهذا الجمع بين الحجارة من الحجر والحجارة من الناس هو الأمر المنتظر! على أن ذكر الحجارة هنا يوحي إلى النفس بسمة أخرى في المشهد المفزع: مشهد النار التي تأكل الأحجار. ومشهد الناس الذين تزحمهم هذه الأحجار .. في النار ... [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - تهذيب اللغة ج14 ص 51.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - المفردات ص 486.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً)
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - في ظلال القرآن – سيد قطب
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) - في ظلال القرآن – سيد قطب
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[21 - Nov-2010, صباحاً 12:05]ـ
تتمة الموضوع
ٹ ٹ چ ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چالزمر: 8
... وهنا يلمس قلوبهم لمسة أخرى وهو يعرض عليهم صورتهم في الضراء وصورتهم في السراء؛ ويريهم تقلبهم وضعفهم وادعاءهم وقلة ثباتهم على نهج؛ لا حين يتصلون بربهم، ويتطلعون إليه، ويقنتون له، فيعرفون الطريق، ويعلمون الحقيقة؛ وينتفعون بما وهبهم الله من خصائص الإنسان.چوإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه. ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل، وجعل لله أنداداً، ليضل عن سبيله. قل: تمتع بكفرك قليلاً، إنك من أصحاب النارچ .. إن فطرة الإنسان تبرز عارية حين يمسه الضر؛ ويسقط عنها الركام؛ وتزول عنها الحجب، وتتكشف عنها الأوهام؛ فتتجه إلى ربها، وتنيب إليه وحده؛ وهي تدرك أنه لا يكشف الضر غيره. وتعلم كذب ما تدعي من شركاء أو شفعاء. فأما حين يذهب الضر ويأتي الرخاء، ويخوله الله
(يُتْبَعُ)
(/)
نعمة منه، ويرفع عنه البلاء. فإن هذا الإنسان الذي تعرت فطرته عند مس الضر يعود فيضع عليها الركام، وينسى تضرعه وإنابته وتوحيده لربه. وتطلعه إليه في المحنة وحده، حين لم يكن غيره يملك أن يدفع عنه محنته .. ينسى هذا كله ويذهب يجعل لله أنداداً. إما آلهة يعبدها كما كان في جاهليته الأولى؛ وإما قيماً وأشخاصاً وأوضاعاً يجعل لها في نفسه شركة مع الله، كما يفعل في جاهلياته الكثيرة! فإذا هو يعبد شهواته وميوله ومطامعه ومخاوفه وماله وأولاده وحكامه وكبراءه كما يعبد الله أو أخلص عبادة؛ ويحبها كما يحب الله أو أشد حباً! والشرك ألوان. فيها الخفي الذي لا يحسبه الناس شركاً، لأنه لا يأخذ شكل الشرك المعروف وإنما هو من الشرك في الصميم. وتكون العاقبة هي الضلال عن سبيل الله. فسبيل الله واحد لا يتعدد. وإفراده بالعبادة والتوجه والحب هو وحده الطريق إليه. والعقيدة في الله لا تحتمل شركة في القلب. لا تحتمل شركة من مال ولا ولد ولا وطن ولا أرض ولا صديق ولا قريب، فأيما شركة قامت في القلب من هذا وأمثاله فهي اتخاذ أنداد لله، وضلال عن سبيل الله، منته إلى النار بعد قليل من المتاع في هذه الأرض:چقل: تمتع بكفرك قليلاً: إنك من أصحاب النارچ .. وكل متاع في هذه الأرض قليل مهما طال. وأيام الفرد على هذه الأرض معدودة مهما عمر. بل إن حياة الجنس البشري كله على الأرض لمتاع قليل، حين يقاس إلى أيام الله.!. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ?? ? ں ں ? ? ? ? چإبراهيم: 28 – 30
... يبدأ هذا الشوط الثاني من نهاية الشوط الأول، قائماً عليه، متناسقاً معه، مستمداً منه. لقد تضمن الشوط الأول رسالة الرسول ـ صلى الله عليه سلم ـ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم .. ورسالة موسى ـ عليه السلام - لقومه ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ويذكرهم بأيام الله. فبين لهم وذكرهم بنعمة الله عليهم، وأعلن لهم ما تأذن الله به: لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد .. ثم عرض عليهم قصة النبوات والمكذبين. بدأها ثم توارى عن السياق؛ وتابعت القصة أدوارها ومشاهدها حتى انتهت بالكافرين إلى ذلك الموقف، الذي يستمعون فيه من الشيطان عظته البليغة! حيث لا تنفع العظات! فالآن يعود السياق إلى المكذبين من قوم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ما عرض عليهم ذلك الشريط الطويل ـ أولئك الذين أنعم الله عليهم ـ فيما أنعم ـ برسول يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويدعوهم ليغفر الله لهم، فإذا هم يكفرون النعمة، ويردونها، ويستبدلون بها الكفر، يؤثرونه على الرسول وعلى دعوة الإيمان .. ومن ثم يبدأ الشوط الثاني بالتعجيب من أمر هؤلاء الذين يبدلون نعمة الله كفراً، ويقودون قومهم إلى دار البوار، كما قاد من قبلهم أتباعهم إلى النار. في قصة الرسل والكفار. ثم يستطرد إلى بيان نعم الله على البشر في أضخم المشاهد الكونية البارزة. ويقدم نموذجاً لشكر النعمة: إبراهيم الخليل ـ بعد أن يأمر الذين آمنوا بلون من ألوان الشكر هو الصلاة والبر بعباد الله ـ قبل أن يأتي يوم لا تربو فيه الأموال. يوم لا بيع فيه ولا خِلال. فأما الذين كفروا فليسوا بمتروكين عن غفلة ولا إهمال، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار .. وأما وعد الله لرسله فهو واقع مهما يمكر الذين كفروا وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال .. وهكذا يتماسك الشوط الثاني مع الشوط الأول ويتناسق.چألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار، جهنم يصلونها وبئس القرار؟! چچوجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله. قل: تمتعوا فإن مصيركم إلى النارچ .. ألم تر إلى هذا الحال العجيب. حال الذين وهبوا نعمة الله، ممثلة في رسول وفي دعوة إلى الإيمان، وفي قيادة إلى المغفرة، وإلى مصير في الجنة .. فإذا هم يتركون هذا كله ويأخذون بدله چكفراًچ! أولئك هم السادة القادة من كبراء قومك ـ مثلهم مثل السادة القادة من كل قوم ـ وبهذا الاستبدال العجيب قادوا قومهم إلى جهنم، وأنزلوهم بها ـ كما شاهدنا منذ قليل في الأقوام من قبل! وبئس ما أحلوهم من مستقر، وبئس القرار فيها من قرار! ألم تر إلى تصرف القوم العجيب، بعد ما رأوا ما حل بمن قبلهم ـ وقد عرضه القرآن عليهم عرض رؤية في مشاهد تلك القصة التي مضى بها الشوط
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول من السورة. عرضه كأنه وقع فعلاً. وإنه لواقع. وما يزيد النسق القرآني على أن يعرض ما تقرر وقوعه في صورة الواقع المشهود. لقد استبدلوا بنعمة الرسول ودعوته كفراً. وكانت دعوته إلى التوحيد، فتركوها:چوجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيلهچ .. جعلوا لله أقراناً مماثلين يعبدونهم كعبادته، ويدينون لسلطانهم كما يدينون لسلطانه، ويعترفون لهم بما هو من خصائص ألوهيته سبحانه! جعلوا لله هذه الأنداد لِيِضِلُّوا الناس عن سبيل الله الواحد الذي لا يتعدد ولا تتفرق به السبل. والنص يشير إلى أن كبراء القوم عمدوا عمداً إلى تضليل قومهم عن سبيل الله، باتخاذ هذه الأنداد من دون الله. فعقيدة التوحيد خطر على سلطان الطواغيت ومصالحهم في كل زمان. لا في زمن الجاهلية الأولى، ولكن في زمن كل جاهلية ينحرف الناس فيها عن التوحيد المطلق، في أية صورة من صور الانحراف، فيسلمون قيادتهم إلى كبرائهم، وينزلون لهم عن حرياتهم وشخصياتهم، ويخضعون لأهوائهم ونزواتهم، ويتلقون شريعتهم من أهواء هؤلاء الكبراء لا من وحي الله .. عندئذ تصبح الدعوة إلى توحيد الله خطراً على الكبراء يتقونه بكل وسيلة. ومنها كان اتخاذ الآلهة أنداداً لله في زمن الجاهلية الأولى .. ومنها اليوم اتخاذ شرائع من عمل البشر، تأمر بما لم يأمر الله به، وتنهى عما لم ينه عنه الله. فإذا واضِعوها في مكان الند لله في النفوس المضلة عن سبيل الله، وفي واقع الحياة! فيا أيها الرسول چقلچ للقوم: چتمتعواچ .. تمتعوا قليلاً في هذه الحياة إلى الأجل الذي قدره الله. والعاقبة معروفة: چفإن مصيركم إلى النارچ .. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
ٹ ٹ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? چ چ چ چالبقرة: 165 – 171
... ومع هذا فإن هناك من لا ينظر ولا يتعقل، فيحيد عن التوحيد الذي يوحي به تصميم الوجود، والنظر في وحدة الناموس الكوني العجيب:چومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب اللهچ .. من الناس من يتخذ من دون الله أنداداً .. كانوا على عهد المخاطبين بهذا القرآن أحجاراً وأشجاراً، أو نجوماً وكواكب، أو ملائكة وشياطين .. وهم في كل عهد من عهود الجاهلية أشياء أو أشخاص أو شارات أو اعتبارات .. وكلها شرك خفي أو ظاهر، إذا ذكرت إلى جانب اسم الله، وإذا أشركها المرء في قلبه مع حب الله، فكيف إذا نزع حب الله من قلبه وأفرد هذه الأنداد بالحب الذي لا يكون إلا لله؟ إن المؤمنين لا يحبون شيئاً حبهم لله. لا أنفسهم ولا سواهم. لا أشخاصاً ولا اعتبارات ولا شارات ولا قيماً من قيم هذه الأرض التي يجري وراءها الناس:چوالذين آمنوا أشد حباً للهچ .. أشد حباً لله، حباً مطلقاً من كل موازنة، ومن كل قيد. أشد حباً لله من كل حب يتجهون به إلى سواه. والتعبير هنا بالحب تعبير جميل، فوق أنه تعبير صادق. فالصلة بين المؤمن الحق وبين الله هي صلة الحب. صلة الوشيجة القلبية، والتجاذب الروحي. صلة المودة والقربى. صلة الوجدان المشدود بعاطفة الحب المشرق الودود.چولو يرى الذين ظلموا - إذ يرون العذاب - أن القوة لله جميعاً، وأن الله شديد العذاب. إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا، ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب. وقال الذين اتبعوا: لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا! كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم، وما هم بخارجين من النارچ .. أولئك الذين اتخذوا من دون الله أنداداً. فظلموا الحق، وظلموا أنفسهم .. لو مدوا بأبصارهم إلى يوم يقفون بين يدي الله الواحد! لو تطلعوا ببصائرهم إلى يوم يرون العذاب الذي ينتظر الظالمين! لو يرون لرأوا چأن القوة لله جميعاًچفلا شركاء ولا أنداد .. چوأن الله شديد العذابچ. لو يرون إذ تبرأ المتبوعون من التابعين. ورأوا العذاب. فتقطعت بينهم الأواصر والعلاقات والأسباب، وانشغل كل بنفسه تابعاً كان أم متبوعاً. وسقطت الرياسات والقيادات التي كان المخدوعون يتبعونها، وعجزت عن وقاية أنفسها فضلاً عن وقاية تابعيها. وظهرت حقيقة الألوهية الواحدة والقدرة الواحدة، وكذب
(يُتْبَعُ)
(/)
القيادات الضالة وضعفها وعجزها أمام الله وأمام العذاب.چوقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا مناچ .. وتبدى الحنق والغيظ من التابعين المخدوعين في القيادات الضالة. وتمنوا لو يردون لهم الجميل! لو يعودون إلى الأرض فيتبرأوا من تبعيتهم لتلك القيادات العاجزة الضعيفة في حقيقتها، التي خدعتهم ثم تبرأت منهم أمام العذاب! إنه مشهد مؤثر: مشهد التبرؤ والتعادي والتخاصم بين التابعين والمتبوعين. بين المحبين والمحبوبين! وهنا يجيء التعقيب الممض المؤلم:چكذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النارچ .. بعد هذا يمضي السياق يدعو الناس إلى التمتع بطيبات الحياة، والبعد عن خبائثها، محذراً من اتباع الشيطان، الذي يأمرهم بالخبائث، والادعاء على الله في التحليل والتحريم بغير إذن منه ولا تشريع؛ ويحذرهم من التقليد في شأن العقيدة بغير هدى من الله، ويندد بالذين يدعون من دون الله ما لا يعقل ولا يسمع .. وبهذا يلتقي موضوع هذه الفقرة بموضوع الفقرة السابقة في السياق:چيا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً، ولا تتبعوا خطوات الشيطان، إنه لكم عدو مبين. إنما يأمركم بالسوء والفحشاء، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وإذا قيل لهم: اتبعوا ما أنزل الله قالوا: بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا. أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون؟ ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلونچ .. لما بين الله - سبحانه - أنه الإله الواحد، وأنه الخالق الواحد - في الفقرات السابقة - وأن الذين يتخذون من دون الله أنداداً سينالهم ما ينالهم .. شرع يبين هنا أنه الرازق لعباده، وأنه هو الذي يشرع لهم الحلال والحرام وهذا فرع عن وحدانية الألوهية كما أسلفنا. فالجهة التي تخلق وترزق هي التي تشرع فتحرم وتحلل. وهكذا يرتبط التشريع بالعقيدة بلا فكاك. وهنا يبيح الله للناس جميعاً أن يأكلوا مما رزقهم في الأرض حلالاً طيباً - إلا ما شرع لهم حرمته وهو المبين فيما بعد - وأن يتلقوا منه هو الأمر في الحل والحرمة، وألا يتبعوا الشيطان في شيء من هذا، لأنه عدوهم؛ ومن ثم فهو لا يأمرهم بخير، إنما يأمرهم بالسوء من التصور والفعل؛ ويأمرهم بأن يحللوا ويحرموا من عند أنفسهم، دون أمر من الله، مع الزعم بأن هذا الذي يقولونه هو شريعة الله .. كما كان اليهود مثلاً يصنعون، وكما كان مشركو قريش يدعون:چيا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً، ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين. إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمونچ .. وهذا الأمر بالإباحة والحل لما في الأرض - إلا المحظور القليل الذي ينص عليه القرآن نصاً - يمثل طلاقة هذه العقيدة، وتجاوبها مع فطرة الكون وفطرة الناس. فالله خلق ما في الأرض للإنسان، ومن ثم جعله له حلالاً، لا يقيده إلا أمر خاص بالحظر، وإلا تجاوز دائرة الاعتدال والقصد. ولكن الأمر في عمومه أمر طلاقة واستمتاع بطيبات الحياة، واستجابة للفطرة بلا كزازة ولا حرج ولا تضييق .. كل أولئك بشرط واحد، هو أن يتلقى الناس ما يحل لهم وما يحرم عليهم من الجهة التي ترزقهم هذا الرزق. لا من إيحاء الشيطان الذي لا يوحي بخير لأنه عدو للناس بين العداوة. لا يأمرهم إلا بالسوء وبالفحشاء، وإلا بالتجديف على الله، والافتراء عليه، دون تثبت ولا يقين! چوإذا قيل لهم: اتبعوا ما أنزل الله قالوا: بل نتبع ما ألفينا عليه آباءناچ .. وسواء كان هؤلاء الذين تعنيهم الآية هم المشركون الذين تكرر منهم هذا القول كلما دعوا إلى الإسلام، وإلى تلقي شرائعهم وشعائرهم منه، وهجر ما ألفوه في الجاهلية مما لا يقره الإسلام. أو كانوا هم اليهود الذين كانوا يصرون على ما عندهم من مأثور آبائهم ويرفضون الاستجابة للدين الجديد جملة وتفصيلاً .. سواء كانوا هؤلاء أم هؤلاء فالآية تندد بتلقي شيء في أمر العقيدة من غير الله؛ وتندد بالتقليد في هذا الشأن والنقل بلا تعقل ولا إدراك:چأولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدونچ.أولو كان الأمر كذلك، يصرون على اتباع ما وجدوا عليه آباءهم؟ فأي جمود هذا وأي تقليد؟! ومن ثم يرسم لهم صورة زرية تليق بهذا التقليد وهذا الجمود، صورة البهيمة السارحة التي لا تفقه ما يقال لها، بل إذا صاح بها
(يُتْبَعُ)
(/)
راعيها سمعت مجرد صوت لا تفقه ماذا يعني! بل هم أضل من هذه البهيمة، فالبهيمة ترى وتسمع وتصيح، وهم صم بكم عمي: چومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء. صم بكم عمي فهم لا يعقلونچ! صم بكم عمي. ولو كانت لهم آذان وألسنة وعيون. ما داموا لا ينتفعون بها ولا يهتدون. فكأنها لا تؤدي وظيفتها التي خلقت لها، وكأنهم إذن لم توهب لهم آذان وألسنة وعيون. وهذه منتهى الزراية بمن يعطل تفكيره، ويغلق منافذ المعرفة والهداية، ويتلقى في أمر العقيدة والشريعة من غير الجهة التي ينبغي أن يتلقى منها أمر العقيدة والشريعة .. [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ?? ? ? ? ? ? ? ? چ سبأ: 31 – 33
چوقال الذين كفروا: لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديهچ .. فهو العناد والإصرار ابتداء على رفض الهدى في كل مصادره. لا القرآن، ولا الكتب التي سبقته، والتي تدل على صدقه. فلا هذا ولا ذاك هم مستعدون للإيمان به لا اليوم ولا الغد. ومعنى هذا أنهم يصرون على الكفر، ويجزمون عن قصد بأنهم لن ينظروا في دلائل الهدى كائنة ما كانت. فهو العمد إذن وسبق الإصرار! عندئذ يجبههم بمشهدهم يوم القيامة، وفيه جزاء هذا الإصرار:چولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم، يرجع بعضهم إلى بعض القول، يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا: لولا أنتم لكنا مؤمنين! قال الذين استكبروا للذين استضعفوا: أنحن صددناكم عن الهدى، بعد إذ جاءكم؟ بل كنتم مجرمين! وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا: بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً .. وأسروا الندامة لما رأوا العذاب؛ وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا. هل يجزون إلا ما كانوا يعملون؟ چ .. ذلك كان قولهم في الدنيا: چلن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديهچ .. فلو ترى قولهم في موقف آخر. لو ترى هؤلاء الظالمين وهم چموقوفونچ على غير إرادة منهم ولا اختيار؛ إنما هم مذنبون بالوقوف في انتظار الجزاء چعند ربهمچ .. ربهم الذي يجزمون بأنهم لن يؤمنوا بقوله وكتبه. ثم هاهم أولاء موقوفون عنده! لو ترى يومئذ لرأيت هؤلاء الظالمين يلوم بعضهم بعضاً، ويؤنب بعضهم بعضاً، ويلقي بعضهم تبعة ما هم فيه على بعض: چيرجع بعضهم إلى بعض القولچ .. فماذا يرجعون من القول؟ چيقول الذين استضعفوا للذين استكبروا: لولا أنتم لكنا مؤمنينچ .. فيلقون على الذين استكبروا تبعة الوقفة المرهوبة المهينة، وما يتوقعون بعدها من البلاء! يقولون لهم هذه القولة الجاهرة اليوم؛ ولم يكونوا في الدنيا بقادرين على مواجهتهم هذه المواجهة. كان يمنعهم الذل والضعف والاستسلام، وبيع الحرية التي وهبها الله لهم، والكرامة التي منحها إياهم، والإدراك الذي أنعم به عليهم. أما اليوم وقد سقطت القيم الزائفة، وواجهوا العذاب الأليم، فهم يقولونها غير خائفين ولا مبقين! چلولا أنتم لكنا مؤمنينچ! ويضيق الذين استكبروا بالذين استضعفوا. فهم في البلاء سواء. وهؤلاء الضعفاء يريدون أن يحملوهم تبعة الإغواء الذي صار بهم إلى هذا البلاء! وعندئذ يردون عليهم باستنكار، ويجبهونهم بالسب الغليظ:
چقال الذين استكبروا للذين استضعفوا: أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم؟ بل كنتم مجرمينچ! فهو التخلي عن التبعة، والإقرار بالهدى، وقد كانوا في الدنيا لا يقيمون وزناً للمستضعفين ولا يأخذون منهم رأياً، ولا يعتبرون لهم وجوداً، ولا يقبلون منهم مخالفة ولا مناقشة! أما اليوم ـ وأمام العذاب ـ فهم يسألونهم في إنكار: چأنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم؟ .. چچبل كنتم مجرمينچ .. من ذات أنفسكم، لا تهتدون، لأنكم مجرمون!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كانوا في الدنيا لقبع المستضعفون لا ينبسون ببنت شفة. ولكنهم في الآخرة حيث تسقط الهالات الكاذبة والقيم الزائفة؛ وتتفتح العيون المغلقة وتظهر الحقائق المستورة. ومن ثم لا يسكت المستضعفون ولا يخنعون، بل يجبهون المستكبرين بمكرهم الذي لم يكن يفتر نهاراً ولا ليلاً للصد عن الهدى؛ وللتمكين للباطل، ولتلبيس الحق، وللأمر بالمنكر، ولاستخدام النفوذ والسلطان في التضليل والإغواء:چوقال الذين استضعفوا للذين استكبروا: بل مكر الليل والنهار، إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداًچ .. ثم يدرك هؤلاء وهؤلاء أن هذا الحوار البائس لا ينفع هؤلاء ولا هؤلاء، ولا ينجي المستكبرين ولا المستضعفين. فلكل جريمته وإثمه. المستكبرون عليهم وزرهم، وعليهم تبعة إضلال الآخرين وإغوائهم. والمستضعفون عليهم وزرهم، فهم مسؤولون عن اتباعهم للطغاة، لا يعفيهم أنهم كانوا مستضعفين. لقد كرمهم الله بالإدراك والحرية، فعطلوا الإدراك وباعوا الحرية؛ ورضوا لأنفسهم أن يكونوا ذيولاً؛ وقبلوا لأنفسهم أن يكونوا مستذلين. فاستحقوا العذاب جميعاً؛ وأصابهم الكمد والحسرة وهم يرون العذاب حاضراً لهم مهيأ:چوأسروا الندامة لما رأوا العذابچ .. وهي حالة الكمد الذي يدفن الكلمات في الصدور، فلا تفوه بها الألسنة، ولا تتحرك بها الشفاه. ثم أخذهم العذاب المهين الغليظ الشديد:چوجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفرواچ .. ثم يلتفت السياق يحدث عنهم وهم مسحوبون في الأغلال، مهملاً خطابهم إلى خطاب المتفرجين! چهل يجزون إلا ما كانوا يعملون؟ چ. ويسدل الستار على المستكبرين والمستضعفين من الظالمين. وكلاهما ظالم. هذا ظالم بتجبره وطغيانه وبغيه وتضليله. وهذا ظالم بتنازله عن كرامة الإنسان؛ وإدراك الإنسان، وحرية الإنسان، وخنوعه وخضوعه للبغي والطغيان .. وكلهم في العذاب سواء. لا يجزون إلا ما كانوا يعملون .. يسدل الستار وقد شهد الظالمون أنفسهم في ذلك المشهد الحي الشاخص. شهدوا أنفسهم هناك وهم بعد أحياء في الأرض. وشهدهم غيرهم كأنما يرونهم. وفي الوقت متسع لتلافي ذلك الموقف لمن يشاء! [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - في ظلال القرآن – سيد قطب
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - في ظلال القرآن – سيد قطب
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - في ظلال القرآن – سيد قطب
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - في ظلال القرآن – سيد قطب(/)
عشرون فائدة من رسالة العلمانية حقيقتها و خطورتها
ـ[أبو أمة الرحمن]ــــــــ[21 - Nov-2010, صباحاً 02:48]ـ
http://hh7.net/Nov/hh7net_12902974041.jpg
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و أزكى المرسلين أما بعد:
هذه (20) فائدة استللتها من رسالة [العلمانية حقيقتها و خطورتها] للشيخ الفاضل و الأستاذ البارع أبي عبد المعز علي فركوس حفظه الله تعالى .. حاولت أن أحافظ على لفظ الشيخ و عبارته إلا نادراً و لضرورة السياق .. , و الله أسال أن يوفق لكل ما يحب و يرضى .. آمين ..
(1) العلمانية: اصطلاح لا صلة له بلفظ العلم و مشتقاته مطلقاًً.
(2) العلمانية: في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم.
(3) التعبير عنها في مختلف المصنفات الإسلامية بأنها: (فصل الدين عن الدولة) وهذا مدلول قاصر لا تتجسد في حقيقة العلمانية من حيث شمولها للأفراد و السلوك الذي لا ارتباط له بالدولة.
(4) العلمانية: إقامة الحياة على غير الدين , وهذا تعبير مطابق لمدلولها.
(5) ينسب إلى المسيح عيسى عليه السلام قوله (أعط ما لقيصر لقيصر و ما لله لله) وهذا ما تتفق فيه النصرانية المحرفة مع العلمانية بينما الدين و احكم في الإسلام تشكل في مهده لله خالصاً لا يستجيب للفصل بين الدين و الدولة و لا بين الدين و المجتمع لاختلاف طبيعة الإسلام ـ ديناً و نظام مجتمع ـ عن النصرانية في أصلها.
(6) العلمانية اللادينية مذهب دنيوي جاهلي يرمي إلى عزل الدين عن التأثير في الحياة الدنيا على أساس مادي:
(أ) ـ و على أرضية العلم الدنيوي المطلق.
(ب) ـ وتحت سلطان العقل و التجريب.
(ج) ـ مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النفعية على كل ميادين الحياة.
(7) العمانية: غايتها:
(أ) محاربة الدين و إقصاءه عن مختلف مجالات الحياة و إقصاء أهل الدين و حماته.
(ب) إقامة دولة و مجتمع ينحصر فيها الدين على الصعيد الفردي.
(ج) جعل أبناء المجتمع المسلم يشعرون بأخوة في الوطن بصرف النظر عن كونهم غير إخوة في الدين.
(8) من الخطأ تقسيم العلمانية إلى:
(أ) ملحدة تنكر وجود الخالق أصلاً.
(ب) علمانية غير ملحدة و هي تؤمن بوجود الخالق إيمانا نظرياً و تنادي بعزل الدين عن الدنيا و الحياة و تنكر شرع الله صراحة أو ضمناً.
(9) لأن العلمانية في جميع أشكالها و صورها ملحدة , و ذلك أن الإلحاد هو: الميل و العدول عن دين الله و شرعه .. و يعُم ذلك كل ميل و حيدة عن الدين ...
خطورة العلمانية
(10) العلمانية خطر عظيم على دين الإسلام و المسلمين ..
(11) هدف العلمانية الأول هو احتواء التربية و التعليم من أجل بعث أجيال لا تعرف الدين و لا الأخلاق ..
(12) مما ساعد العلمانية على الانتشار في العالم الإسلامي:
[أ] انحراف كثير من المسلمين عن العقيدة السليمة.
[ب] انتشار البدع و الأهواء و ضالة الفقه في الدين.
[ج] انبهار المسلمين بتقدم الغرب في ميدان العلم المادي و القوة العسكرية.
[د] ضعف شوكة المسلمين.
[هـ] دور الاحتلال الغربي الغاشم للأراضي الإسلامية:
ــ في إقصاء الإسلام عن واقع الحياة و سياسة الحكم.
ــ و في ترسيخ ركائز العلمانية.
ــ و في إحلال المناهج الإلحادية.
[و] دعن الغرب للمخدوعين من الذوي الثقافات الغربية و أصحاب الاتجاهات المنحرفة.
(13) غالبية المسلمين يجهلون حقيقة العلمانية لتسترها بأقنعة مختلفة كالوطنية و الاشتراكية و القومية ..
(14) كما تختفي العلمانية وراء النظريات الهدامة كالفرويدية و الداروينية التطورية و غيرها ..
(15) ومن أخطرها تلك التي تظهر بمظهر المؤيد للدين تضليلاً و تلبيساً على عوام المسلمين فلا تمنع الحج و الصلاة في المساجد و تشارك في المواسم و الأعياد و لا تبدي محاربة للدين و لا لأعداء له مع محاولة جادة لحصر الدين في المساجد و عزله عن ميادين الحياة.
مظاهر العلمانية و مجالاتها
(16) 1 / السياسة و الحكم: حيث تُعنى بفصل الدين عن الدولة وعن الحياة كلها و ترك العمل بأحكام الدين و مبادئه و حدوده ..
(17) 2 / التعليم و مناهجه: وذلك
بتغذية الإلحاد و التنكر للدين و عدم الإيمان به.
أ ــ إثارة الشبهات حوله.
ب ــ نشر الرذائل في مختلف مراحل التعليم و الدراسة.
ج ــ محاربة الحشمة و الفضيلة في الأوساط التعليمية.
د ــ الدعوة إلى التبرج و الاختلاط.
(18) 3 / الاقتصاد و الأنظمة المالية ..
(19) 4 / قوانين الاجتماع و الأخلاق و المدنية ..
(20) كما تظهر العلمنة في شبهات بني جلدتنا من العلمانيين مثل:
1 ــ الطعن في القرآن الكريم و التشكيك في النبوة ..
2 ــ دعوى جمود الشريعة وعدم تلائمها مع الحضارة ..
3 ــ أن أوربا لم تتقدم حتى تركت الدين ..
4 ــ دعوى قعود الإسلام عن ملاحقة الحياة التطورية ..
5 ــ أنه يدعو إلى الكبت و اضطهاد حرية الفكر ..
6 ــ الزعم بأن الدين الإسلامي قد استنفذ أغراضه ولم يعُد سوى مجموعة طقوس و شعائر روحية ..
7 ــ دعوى تخلف اللغة العربية عن مسايرة العلم و تطوره و تهشيمها و إحلال محلها اللغة الفرنسية محلها ..
8 ــ الزعم أن الشريعة مطبقة فعلاً في السياسة و الحكم و سائر الميادين لأن الفقه الإسلامي يستفي أحكامه من القانون الروماني. زعموا.
9 ــ دعوى قساوة الشريعة في العقوبات الشرعية من قصاص وغيره ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله ابورغد]ــــــــ[21 - Nov-2010, صباحاً 07:50]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو أمة الرحمن]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 03:34]ـ
ولعل اللافت للنظر أن الرسالة تأتي كحجة و دليل على أن العلماء الربانيين و الدعاة المخلصين ينصحون لله تعالى ولرسوله و للمسلمين , و يناصحون الحكام و المحكومين بالتي هي أحسن للتي هي أقوم بالعلم النافع و الحكمة النافذة , ويأمرون بالمعروف و ينهون على المنكر على ما توجبه الشريعة متنزهين عن العواطف المتفلة و الحماسات الفارغة , و مترفعين عن مداهنة الكفرة و مسايرة الظلمة ..
لذلك تعتبر هذه الرسالة رد مفحم وقول مسكت لأولئك (الطاعنين) في ظهر الدعاة إلى الله تعالى بحق بحجة أنهم يداهنون الحكام و يتملقون للظلمة ونبزهم بأنهم: (ذيل بغلة السلطان) ...
ولذلك هذه الرسالة و غيرها من مثيلاتها في هذا الباب تبين غلط ألئك على أهل الحق و في فهم الحق و إنزال الحق و التعامل به تصوراً وواقعاً و سلوكاً ...(/)
سوء فهم من الشيخ ياسر برهامي لعبارة في كلام الشيخ سفر الحوالي
ـ[المفكرة]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 12:52]ـ
الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله وبعد:
فقد وقع في كتاب الشيخ ياسر برهامي قراءة نقدية والذي انتقد فيه كتاب ظاهرة الإرجاء للشيخ سفر الحوالي خطأ جسيم نتج عن سوء فهم لعبارة في كتاب الشيخ سفر وأقول خطأ جسيما لأنه انبنى عليه تشنيع كبير واتهام صريح للشيخ سفر بأنه من الخوارج.
وأقول سوء فهم لأن العبارة و السياق أبعد ما يكون عن هذا الفهم لولا التسرع وعدم التدقيق من الشيخ ياسر ...
أما العبارة التي ساء فهم الشيخ ياسر لها وفهمها على غير وجهها فهي قول الشيخ سفر في كتابه:
(قبل الشروع في عرض حقيقة الإيمان المركبة، ننبه إلى أن لازم ذلك وهو انتفاء الإيمان عن تارك جنس العمل المعين)
فظن الشيخ ياسر في قوله (تارك جنس العمل المعين) أن كلمة المعين هنا تعود على العمل والصحيح أنها تعود على التارك!!!
يعني أن الشيخ يقصد التنبيه على أن تكفير المعين من ترك جنس العمل ليس مقصوده الأصلي والأساس ولذا قال بعدها مباشرة: (فهذه المسألة (يعني تكفير المعين) على أهميتها ليست من صلب موضوعنا، وإنما يهمنا بيان الحقيقة المركبة للإيمان).
وإلا فكيف يفهم قارئ أن عنوان الباب وأصل الموضوع ليس مقصودا من كاتبه؟!!!
ثم بنى على ذلك تفسيره لجنس العمل بمعنيين فقال:
(أولاً: استعمال لفظ تارك جنس العمل كافر استعمال حادث، واللفظ موهم ويفهم منه أحد احتمالين:
الأول: يفهممنه أن تارك العمل بالكلية كافر (يعني من لا يأتي شيئاً من الأعمال الظاهرةبالكلية، فلم يؤدِّ منها شيئاً في حياته) فيدخل فيه ترك المباني (الأركان) الأربعة: الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وهي مسألةٌ الخلاف فيها مشهور.
* الثاني: قد يفهممنه أن ترك نوع من أنواع العمل لا يؤدي أي فرد من أفراده بالكلية كفر، فيدخل في ذلككل أنواع الأعمال الظاهرة فمن ترك نوعاً منها واحداً بالكلية فهو كافر فاللفظ موهميحتمل الاحتمالين.)
والحقيقة أن الاحتمال الثاني لا يفهم أبدا من قول المرء (جنس العمل) لولاسوء الفهم الذي وقع لعبارة الشيخ سفر رحمه الله ...
ثم قال عن الاحتمال الأول:
(الظاهر أنه ليس هذا مراده لنقله الإجماع على كفر تارك المباني الأربعة بغير احتمال الاجتهاد السائغ ... )
وقال عن الاحتمال الثاني:
(أنه يقصد - وهو الراجح أن تارك جنس كل عمل من الأعمال يكفر فمن صلى ولم يزك، ومن زكى ولم يصل، ومن صام رمضان ولم يزك ولم يصل، ومن ترك صوم رمضان ولو صلى ولو زكى، ومن عزم على ترك الحج بالكلية، هؤلاء جميعاً كفار على هذا المعنى)
ثم نقل قول الشيخ سفر وقال:
(بعد عنوان الباب الخامس يقول د/سفر: [توطئة: قبل الشروعفي عرض حقيقة الإيمان المركبة، ننبه إلى أن لازم ذلك وهو انتفاء الإيمان عن تاركجنس العمل المعين ليس هو المقصود منه بالذات].)
ثم علق قائلا:
(وهذه الجملة تؤكد ما ذكرنا من أن المقصود هو المعنى الثاني من مصطلح [تارك جنس العمل]؛ لأنه يقول هنا [تارك جنس العمل المعين] كأن كل عمل معين سيكون جنساً إذا ترك بالكلية يلزم منه الكفر،
ثم أخذ في التشنيع على الشيخ فقال:
(وهذا كلام خطير جداً مفاده انتفاء الإيمان الذيهو الكفر بترك أي عمل بالكلية، والذي عبر عنه بالعنوان [ترك جنس العمل] في عنوان الباب.)
وقال قبل ذلك:
(ذكر الدكتور سفر ذلك تصريحاً في مواطن حيث يقول (2/ 627): (قبل الشروع في عرض حقيقة الإيمان المركبة، ننبه إلى أن لازم ذلك وهو انتفاء الإيمان عن تارك جنس العمل المعين ليس هو المقصودمنه بالذات ........ الخ كلامه) كما سيأتي قريباً، وبالبحث عن مصدر هذا القول وأول من قال به اطلعت بعد إلقاء هذه المحاضرات على رسالة قديمة لجماعة التوقف والتبينبعنوان (قضية الإيمان والكفر عند الجماعات الإسلامية) لمؤلف مجهول لكن أظنه عبدالمجيد الشاذلي فوقت صدور الرسالة منذ أكثر من ثلاثين سنة أي في 1389هـ، 1969م، ولم يكن يوجد لهذه الجماعة من يُنظّر لها غيره وجدت فيها التصريح بتكفير تارك جنس الأعمال الواجبة وفي باب الأعمال تكفير من يصر على المعصية، وهذا فكر الخوارج ومذهبهم وحيث أن بدعة التوقف والتبين مرتبطة بالفكر القطبي بقوة لزم البيان والتوضيح.
وقال:
(فمن قرأ ذلك -خاصة إذاكان ذا عاطفة قوية وذا علم ضئيل- فهم منه أن من ترك عملاً من الأعمال بالكلية فإنه يكون كافراً، أي أن من لم يبر والديه وظل عاقاً لهما يلزم من ذلك كفره كفراً ناقل عن الملة، ومن قطع رحمه وظل على ذلك لا يؤدي من حق الرحم شيئاً كان كافراً ... وهكذاوهذا لم يقل به أحد من علماء أهل السنة ولكنه من لوازم هذا الكلام الذي يدل على خطأ إطلاقه .. )
كل ذلك نتج عن سوء فهم لا أدري هل هو مقصود أم ليس بمقصود ولكن على كل حال لا عذر له مطلقا لاسيما وأن الاحتمال الثاني لجنس العمل ليس إلا اتهاما صريحا للشيخ بأنه على منهج الخوارج.
وقد ألمح الشيخ كثيرا بل صرح! في ثنايا كتابه أن المخالف في مسالة جنس العمل من الخوارج فقال في تعليقه على كلام لابن رجب رحمه الله:
(وهذا من أصرح الكلام لابن رجب في أن من خالف في شيء من الأعمال غير المباني الأربعة آحاداً أو جنساً فهو من الخوارج ونحوهم من أهل البدع، وهو في كلامه يصرح بأن زوال شيء من الأعمال غير المباني نقص ليس بكفر والزوال إنما يكون بترك الجنس، وهو في كلامه يصرح بأن زوال شيء من المباني غير الأركان نقص وليس بكفر والزوال إنما يكون بترك الجنس.)
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
الأدلة على ترتب المفاسد على مخالفة شرع الله
ـ[أبو عبد العزيز بن محمد]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 02:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل سمعت بجيفري لانغ؟ مدرس رياضيات أمريكي كان كافرا فأسلم وقصة إسلامه جميلة ذكرها في بعض كتبه، ألف بعد إسلامه أكثر من كتاب يذكر فيها شيئا من أفكاره، منها كتاب: (حتى الملائكة تسأل) ويعني بهذا العنوان قول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) فهو يرى أنه يحق لكل مسلم أن يسأل: لمَ حرم الله هذا، ولمَ أوجب أوجب هذا ونحو ذلك، فهذا السؤال عنده أقرب للاعتراض منه إلى الاستفسار لذا فإنه يرى في كتابه هذا أن شهادة المرأة تعدل شهادة الرجل مع أنه قد ذكر الآية الكريمة الدالة على خلاف هذا قبل رأيه بقليل ومع هذا فإنه عارضها صراحة.
ولو أكمل الآية التي استدل بها واقتبس منها اسم كتابه لوجد الرد عليه واضحا: (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) فالله سبحانه له العلم المحيط (وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) والحكم الأحسن (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) وهو كما قال عن نفسه سبحانه (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) فالله سبحانه لا يشرع لعباده إلا الأكمل فهو الذي خلقهم وهو أعلم بما يصلحهم كما قال تعالى (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير ُ) فهو عليم خبير لطيف لا يشرع لعباده إلا الأفضل والأرحم والأرفق، وإن كان ظاهر العبادة المشقة فهي في الحقيقة يسر كما رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ) رواه البخاري، فرجم الزاني يسر وقطع يد السارق يسر وقتل المرتد والقاتل يسر وكل أحكام الشريعة يسر لأن الله أمرنا بها وما أمر الله به فهو من الدين والدين يسر كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
فالمؤمن يؤمن بهذا ولو لم يعرف الحكمة، والعاقل الحصيف إذا تأمل أحكام الشريعة عرف حقيقة اليسر فيها ولو كان كافرا، ألا ترى فوائد تطبيق الحدود على المجتمع المسلم, أليس هذا من اليسر؟
لذا فإن الله قال بعد أن قال للملائكة: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) بين لهم بمثال واقعي كمال علم الخالق ونقص علم المخلوق الذي هو أقرب إلى الجهل منه إلى العلم فقال: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) فلما خق الله آدم جعل فيه من الخصائص ما ليس في الملائكة وبين الله لهم بهذه الواقعة أن وراء خلق آدم أمور لا يعلمونها ولا يستطيعون الحكم عليها لنقص علمهم، وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية قوله: (هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس إنسان ودابة وسماء وأرض وسهل وبحر وخيل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها) وجاء عن قتادة في ذكر في ذكر شرف آدم عليه السلام الذي لم يعرفه الملائكة: (كان في علم الله أنه سيكون من الخليقة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة)
*استطراد: جيفري لانغ ليس الوحيد، بل هناك من يشبهه فمراد هوفمان رجل ألماني أسلم، توصل في كتابه (الإسلام عام 2000) إلى أن حد الرجم ليس من الإسلام وأنه ليس على الزاني إلا الجلد، وعندما أعلن روجيه جارودي إسلامه كان لهذا الخبر ضجة كبيرة فقد كان مفكرا فرنسيا مشهورا ولكنه بعد هذا أتى بالعجائب، فقد أعلن عن دعوته إلى الإبراهيمية وهي ديانة جديدة ابتدعها يجتمع فيها اليهود والنصارى والمسلمون لأنهم كلهم يعظمون إبراهيم عليه السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتاريخ يعيد نفسه، فقد كان لبعض الداخلين في الإسلام في عهد التابعين فمن بعدهم أثر سيء على الأمة إلا من استسلم لأمر الله وأمر رسوله ولم يعدل بالكتاب والسنة شيئا، فإن بعض هؤلاء يدخل في الإسلام وهو لم يتخل عن خلفيته الثقافية السابقة تخليا كاملا فيحدث في الأمة آراءً بدعية وآثارا سيئة، ولا يعني هذا أنه لا يوجد من يستسلم الاستسلام الكامل كما قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً) أي في الإسلام ولا تتركوا منه شيئا، فقد كان منهم عكرمة وعطاء والحسن البصري ومكحول وطاوس بن كيسان وغيرهم من أئمة السلف ومن المعاصرين الداعية الأمريكي يوسف إستس والداعية الألماني أبو صلاح وغيرهم.
عودا على ما سبق: ويشبه هذا المعنى في القرآن أيضا ما جاء في سورة الأعراف في ذكر قصة آدم وإبليس، اقرأ بتدبر، قال الله تعالى: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) فقد نهى الله آدم وحواء عن قربان الشجرة، فأتاهما إبليس فقال لهما ما معناه: قد صح من الله نهيه عن قربان الشجرة، لكن المصلحة في أن تأكلا منها، فأطاعاه فبدت لهما سوآتهما أي عوراتهما المغلظة ولم تكن بادية قبل ذلك بل كانت مغطاة، كما قال تعالى: (مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا) فقد بين لهما بعد ذلك أن الأكل من الشجرة سبب بدو عوراتهما وأن الحكمة كانت خفية جدا، فمن يخطر بباله أن هذه هي الحكمة، ولو أطاعا الله ورسوله لما حدث شيء من هذه المفاسد الحادثة بعد ذلك.
وكل أمر من الله ورسوله ينطبق عليه هذا الحكم ومع هذا فإن كثيرا من بني آدم وحواء لم يتعظا بما وقع لأبويهما، فتجد كثيرا من العصرانيين المتتبعين للرخص يقدمون عقولهم على أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا قال لهم المؤمن المعظم لأمر الله وأمر رسوله: قال الله كذا وقال رسوله كذا، ردوا النصوص بصراحة أو بتأويل، فيقولون: لعله أريد به كذا، أو لعله يحمل على كذا، أو هذا النص يصعب تطبيقه في الواقع، أو المصلحة تخالف ظاهر النص فلا تكن نصيا ظاهريا متشددا .... إلى آخر تأويلاتهم البارد التي هي في الحقيقة رد للنصوص، ويا سبحان، لقد خفي على عيسى بن مريم عليه السلام ما في نفس الله فقال: (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) أفيعلمون هم ما في نفس الله حتى يقولوا أريد به كذا أو كذا.
وأقسم بالله غير حانث لتظهرن مفاسد معصية الله ولو بعد حين، بل قد ظهرت، والله المستعان.
لذا فإن الله تعالى قال لآدم وحواء بعد أن أهبطهما من الجنة إلى الأرض بذنبهما مبينا لهما المنهج الذي يجب عليهما أن يسيرا عليه جاعلا قصتهما عظة لهما ولذريتهما من بعدهما إلى قيام الساعة كما في سورة طه: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) فقد أمر الله آدم وحواء وذريتهما من بعدهما أن يتبعوا ما يأتيهم من الهدى من ربهم على مر العصور ومن استجاب لأمر الله هذا فإنه لا يضل ولا يشقى قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.
أما من أعرض عن ذكر الله ولم يعمل بشرعه وهديه فإن له معيشة ضنكا من وجهين:
1_ بما يكون في قلبه من الظلمة والكآبة المترتبتان على معصية الله وذهاب نور الطاعة الطارد لهما.
2_ بالمفاسد المترتبة على عصيان الله كما حدث لآدم وحواء فقد أدت معصيهما إلى بدو سوآتهما وهبوطهما من الجنة إلى الأرض.
وكأني بإبليس لحسده آدمَ وحقده يريد أن يوقعه فيما وقع فيه هو من قبل وكان سبب طرده من السماء، فلنتدبر هذه الآية: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) فقد أمر الله إبليس بالسجود لآدم وهو أمر صريح لا لبس فيه، ولكن إبليس الشقي رد أمر الله بحجة عقلية منطقية بحتة، مكونة من ثلاث مقدمات ونتيجة، أما المقدمات فهي:
1_ خلقتني من نار.
2_ خلقته من طين.
3_ النار خير من الطين.
النتيجة:
أنا خير من آدم فلن أسجد كما أمرتني.
فلا تسألوا عن شقاء هذا الشقي الرجيم بمعارضته أمر الله برأيه، ولنحذر من أن يوقعنا فيما وقع هو فيه، وقد أشار إلى هذا المعنى ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة.
خاتمة
(يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا)
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ)
أخوكم أبو عبد العزيز بن محمد
الأحد 15/ 12/1431(/)
العرش والكرسى
ـ[حسن المطروشى الاثرى]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 04:28]ـ
صحة الاثر عن ابن عباس
الكرسى موضع القدمين
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 08:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأما الكرسي ففيه قوله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض) [البقرة: 255] والكرسي هو الذي بين يدي العرش وقد صح عن ابن عباس موقوفا عليه من قوله: " الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى ". وهو مخرج في كتابي " مختصر العلو للذهبي " يسر الله طبعه (ا) ولم يصح فيه مرفوعا سوى قوله عليه الصلاة و السلام: " ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ". وذلك مما يبطل أيضا تأويل الكرسي بالعلم. ولم يصح هذا التأويل عن ابن عباس كما بينته في " الصحيحة " (103) [الصحيح هو برقم (109) الصفحة 173، طبع المكتب الإسلامي] تخريج الطحاوية (الشيخ الألباني رحمه الله)(/)
الميلاد المجيد!
ـ[د. محمد الرمادي]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 06:58]ـ
بدايةً يجب الإعتراف بأن سكان كوكب الأرض يسيرون في فلك الغرب؛ ويأتمرون بأمره ويزدجرون بنهيه ويلتزمون خطاه سواء من الناحية العلمية أو الإقتصادية أو الإجتماعية كما وأن نمط الحياة اليومية وطرازها يسيطر عليه الغرب بمفاهيمه وأرآءه وقناعاته ومقاييسه في جميع مناحي الحياة سواء أثاث البيوت أو أدوات المطبخ والأجهزة الكهربائية أو موديلات الملابس الداخلية أو الخارجية أو شكل السيارات ... ألخ ... ، وصور الأعياد وأشكالها، وأن العرب و المسلمين ليس لهم دور فاعل يذكر كما وأن ليس لهم وزن في الساحة الدولية؛ أو في إتخاذ قرار أممي وهذا ليس تقليل من شأنهم بل هو توصيف حال وتبيان واقع؛ والكون الآن ببحوثه العلمية يعتمد على القدرات الغربية؛ والتكنولوجيا المتقدمة وموطنها غرب الكرة الأرضية، والحال هكذا رأيت قبل أن تبدأ الإحتفالات العالمية بمولد السيد المسيح عليه السلام أن أعرض لمسألة المولد في سلسلة حلقات، إذ تجري في المجتمعات الخليجية ـ المحافظة ـ والدول العربية احتفالات تشبه إن لم تكن تماثل احتفالات الغرب بمولد السيد المسيح، فما حقيقة هذا المولد، ومن هنا بدأت في التفكير والبحث، وقد سبقني في هذا المجال مَن هم أفضل مني وأعلم بيْد أن لي رغبة في المشاركة وتنسيق ما سبق ذكره.(/)
يد تستحق التقبيل!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 07:30]ـ
أخرج ابن سعد بسند حسن عن عبد الرحمن بن رزين أنه قال: (أتينا سلمة بن الأكوع 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالربذة، فأخرج إلينا يدا ضخمة، كأنها خف البعير، فقال: بايعت بيدي هذه رسول الله (ص) قال: فأخذنا يده فقبلناها!).
نعم إنها يد كريمة تستحق التقبيل والتكريم؛ بايعت رسول الله (ص) على الموت في الحديبة، وغزا صاحبها مع رسول الله (ص) سبع غزوات، وكان في يوم ذي قرد أشهر أبطالها، حتى قال رسول الله (ص) يومها: {خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة}، ومن قرأ خبر هذا اليوم عجب وعجب من بطولة هذا الصحابي، وسرعته، ونجدته، وتصديه وحده لأولئك المعتدين!! فرضي الله عنه، وعن سائر أصحاب رسوله (ص) الذين هم حقا كما قال تعالى: {أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ به الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما}.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 01:37]ـ
وجدت في صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا للبيعة يوم الحديبية فبايعة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال: بايع ياسلمة! فقال: قد بايعتك يارسول الله! قال: وأيضا! ثم بايع حتى كان في آخر الناس قال: ألا تبايعني ياسلمة! فقال: قد بايعتك يارسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال: وأيضا فبايعته الثالثة!!! فانظر إلى ماأكرم الله به صاحب هذه اليد الكريمة من تكرار بيعة أشرف الخلق ثلاث مرات في موضع واحد وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم!(/)
الموقف الشرعي الصحيح من وفاة أهل الضلال (محمد عابد الجابري، مثالاً)
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 08:07]ـ
الموقف الشرعي الصحيح من وفاة أهل الضلال
(محمد عابد الجابري، مثالاً)
موقع الدرر السنية – قسم دراسات الواقع
19 جمادى الأولى 1431هـ
إن المسلم الحق كما يحزن لموت العلماء والدعاة إلى الله، يفرح بهلاك أهل البدع والضلال، خاصة إن كانوا رؤوساً ورموزاً ومنظرين، يفرح لأن بهلاكهم تُكسر أقلامُهم، وتُحسر أفكارُهم التي يلبِّسون بها على الناس، ولم يكن السلف يقتصرون على التحذير من أمثال هؤلاء وهم أحياء فقط، فإذا ماتوا ترحموا عليهم وبكوا على فراقهم، بل كانوا يبيِّنون حالهم بعد موتهم، ويُظهرون الفرح بهلاكهم، ويبشر بعضهم بعضاً بذلك.
ففي صحيح البخاري ومسلم يقول صلى الله عليه وسلم عن موت أمثال هؤلاء: ((يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)) فكيف لا يفرح المسلم بموت من آذى وأفسد العباد والبلاد.
لذلك لما جاء خبر موت المريسي الضال وبشر بن الحارث في السوق قال: لولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود، والحمد لله الذي أماته، .. (تاريخ بغداد: 7/ 66) (لسان الميزان: 2/ 308)
وقيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد، عليه في ذلك إثم؟ قال: ومن لا يفرح بهذا؟! (السنة للخلال: 5/ 121)
وقال سلمة بن شبيب: كنت عند عبد الرزاق -يعني الصنعاني-، فجاءنا موت عبد المجيد، فقال: (الحمد لله الذي أراح أُمة محمد من عبد المجيد). (سير أعلام النبلاء: 9/ 435) وعبد المجيد هذا هو ابن عبدالعزيز بن أبي رواد، وكان رأساً في الإرجاء.
ولما جاء نعي وهب القرشي -وكان ضالاً مضلاً- لعبد الرحمن بن مهدي قال: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه. (لسان الميزان لابن حجر: 8/ 402)
وقال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية 12/ 338) عن أحد رؤوس أهل البدع: (أراح الله المسلمين منه في هذه السنة في ذي الحجة منها، ودفن بداره، ثم نقل إلى مقابر قريش فلله الحمد والمنة، وحين مات فرح أهل السنة بموته فرحاً شديداً، وأظهروا الشكر لله، فلا تجد أحداً منهم إلا يحمد الله)
هكذا كان موقف السلف رحمهم الله عندما يسمعون بموت رأسٍ من رؤوس أهل البدع والضلال، وقد يحتج بعض الناس بما نقله الحافظ ابن القيم في (مدارج السالكين: 2/ 345) عن موقف شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية من خصومه حيث قال: (وجئت يوماً مبشراً له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له، فنهرني وتنكَّر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال: إني لكم مكانه ... ) ومن تأمل ذلك وجد أنه لا تعارض بين الأمرين فمن سماحة شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا ينتقم لنفسه ولذلك عندما أتاه تلميذه يبشره بموت أحد خصومه وأشدهم عداوة وأذى له= نهره وأنكر عليه، فالتلميذ إنما أبدى لشيخه فرحه بموت خصمٍ من خصومه لا فرحه بموته لكونه أحد رؤوس البدع والضلال.
وبالأمس توفي أستاذ الفلسفة ومنظر العقلنة محمد عابد الجابري، وفرح بوفاته أهلُ الإيمان، وكيف لا يفرحون بوفاة من هذه أفكاره:
· جوَّز حدوث الخطأ والنقصان عند جمع القرآن بدعوى أن جامعيه غير معصومين وأنه تم تدارك بعض هذا النقص. (مدخل إلى القرآن الكريم: ص 233)
· يرى أن قطع يد السارق غير ملائم في الوقت الحاضر لردعه عن تكرار السرقة بل الملائم هو السجن. ويرى إسقاط حد الزنا وشرب الخمر والقذف والاكتفاء بالسجن. لأن الحدود ليست غاية في ذاتها وإنما هي وسيلة للردع والزجر. (وجهة نظر نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر: ص 60 و 73)
· وهو أحد رواد ورموز العقلنة ويدعو إلى: (الدفع بالفكر العربي في اتجاه العقلنة) (تكوين العقل العربي: ص 52)
· ويقول: (لأن موضوعنا هو العقل، ولأن قضيتنا التي ننحاز لها هي العقلانية) (تكوين العقل العربي: ص7)
· يدعو إلى تبني فكر أرسطو ومنهج الفارابي ويعتبره مؤسس العقلانية في الإسلام. (بنية العقل العربي: ص384)
· يثني على ابن رشد الفيلسوف ويعظمه (بنية العقل العربي: ص 323)
· ويثني على المعتزلة ويعتبرهم أصحاب رؤية عالمية في الفكر الإسلامي. (بنية العقل العربي: ص177)
· وفي المقابل يلمز أهل السنة والمنهج السلفي بعبارات منها: النصيون، أصحاب سلطة الماضي وسلطة العادة، المقلدون .. (بنية العقل العربي: ص 53،133، 562)
فمن هذا حاله، ألا يُفرح بموته؟! أوَ ليس في موته وهلاكه -على الأقل- توقف هذا السيل الجارف من البدع والضلال؟ وهو ما يحتاج من العلماء والدعاة والمفكرين الإسلاميين -بحق- الغيورين على دينهم ردحاً من الزمن لإزالة حثالة أفكاره التي خلفها في كثيرٍ من كتبه.
وفي المقابل، ومما يؤسف له، أنك تجد من دعاة اليوم من يترحم عليه ويأسف ويحزن على موته بل من يدعو الله أن يخلف على المسلمين مفكراً مثله، ومن كان هذا حاله ويعرف فكر الرجل فوالله يُخشى على دينه، لأنه ما من مسلم يخشى الله ويغار على هذا الدين إلا ويفرح بهلاك من ببقائه هدم الإسلام، ومن بموته ينكسر معول من معاول هذا الهدم.
نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يثبتنا على دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 05:30]ـ
نسأل الله العظيم أن يرحم ويغفر ويعفوا عن كل المسلمين، المؤمنين منهم والفاسقين الضالين.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 05:38]ـ
وقد قرئت بعض هذه النصوص على شيخنا العباد -حفظه الله- في وقت الأسئلة الخاصة بعد صلاة العشاء , حين بلغنا نبأ وفاة طنطاوي الأزهر , فحرك شيخنا رأسه كالموافق لما قيل , ولم يقل كلمة حسبما رأيت!
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 09:32]ـ
نسأل الله العظيم أن يرحم ويغفر ويعفوا عن كل المسلمين، المؤمنين منهم والفاسقين الضالين.
جزاكم الله خير على المرور
وأساله وهو القوي العزيز أن ينتقم من كل زنديق منافق
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 09:36]ـ
وقد قرئت بعض هذه النصوص على شيخنا العباد -حفظه الله- في وقت الأسئلة الخاصة بعد صلاة العشاء , حين بلغنا نبأ وفاة طنطاوي الأزهر , فحرك شيخنا رأسه كالموافق لما قيل , ولم يقل كلمة حسبما رأيت!
أخي الفاضل أشكرك على المرور
ولكن كلامك مجمل فياليت تفصلي حتى أفهم ما تقصد وأنا لك شاكر
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 09:40]ـ
جزاكم الله خير على المرور
وأساله وهو القوي العزيز أن ينتقم من كل زنديق منافق
يا أخي الكريم أنت تناجي الرحمن الرحيم الذي يعلم ما في السموات وما في الأرض
والله عز وجل قد رأى دعائك من غير أن تلونه باللون الاحمر.
فمقام الدعاء، لا يتخذ سبيلاً لأي أمر آخر
ويا أخي: مزيد رحمة بعباد الله المسلمين، طالما إنهم من المسلمين فندعوا الله عز وجل أن يرحمهم ويغفر لهم حتى ولو كانوا رؤوس أهل البدع طالما إنهم من المسلمين، والكلام بوجه عام بغض النظر عن شخص الموضوع.
فالإنسان عندك إما أن يكون مسلم، تدعوا له بالرحمة.
أو كافر فلا تدعوا له بشىء.(/)
مأساة اسمها الإلحاد .. ثلاث شهادات مؤثرة!!
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 12:57]ـ
حكاية الأخ فامبير الذي أسلم عن حاله أثناء الإلحاد ..
عندما دخلت المرحله الثانويه ودرست الفلسفه ومع الاسف الفلسفه زادت الامور سوء ... لان مع عقليتى منذ الصغر وهى ترفض التقليد بدون فهم او الحفظ بدون فهم فدرست الفلسفه من وجهه نظر عقليه وليس لمجرد الدراسه المدرسيه العاديه .. واضافه الى ذلك القرآت الحره لأعلام الادب اللاتينى مثل (جابرييل جارسيا ماركيز .. وهمنجواى -والبرت كامى) وهم بالرغم من جمال وروعه ادبهم ان ادبهم يزيد من حيره الانسان لانه يؤسس الفكر الوجودى والعبثى الذى كان يعتنقوا هؤلاء الادباء .. الفلسفه والقرأه الحره (الغير موجهه توجيه صحيح) .. ولا الوم نفسى على هذا بقدر ما الوم عليه والدى خاصه فى عدم التوجيه الى الاصح بدلا من ان يتركنى دون توجيه خاصه وانا فى سن صغير حينها ومحبتى للقرأه كانت ومازالت رهيبه فهى هوايتى الاولى والاخيره. لذلك سوء التوجيه جعل الوضع اسواء وتحول الشك الجزئى الى شك كلى.
لم يراودنى يوما ما شك فى وجودى .. لم اصل حينها الى هذه الدرجه (الحمد لله).لكن شككت فى وجود الاله خاصه ان الفكر التطورى مقتحم كل المجالات فى الاحياء -والجيولوجيا) ودرست نظريه داروين .. وقرأت كتاب اصل الانواع لداروين وهنا كنت على مقربه للألحاد بنسبه 99% ولم يكن عندى امل اصلا ان يستطيع انسان على كوكب الأرض ان يثبت لى وجود الله .. وكنت اظن ان كل المؤمنون هم مقلدون بالوراثه خاصه لان فى فتره شكى السابقه فى الاديان درست المسيحيه واليهوديه من وجهه نظر محايده .. فلم اجدها تقبل العقل .. ومع ذلك هناك علماء ومفكرين يهود ومسيحين مؤمنين بهذه الخزعبلات الفكريه فوصل فى بالى حكم نهائى عن المؤمنين عموما انهم ملحدون فى الاصل لكن وارثين للأديان .. وان ليس هناك مؤمن حقيقى على كوكب الارض بل كلهم مؤمنون بالوراثه وليس هناك اله ولا شىء .. ولا اعرف حتى الآن سبب الشعور هذا الذى انتابنى حينها
لكن هذا ماحدث.
لا اخفيك انى كنت ابكى كثيرا من الحيره والشعور بالحنق .. فكنت اجلس مع نفسى كثيرا معتزلا عن الناس مستغرقا فى التفكير .. لرغبتى الشديده فى انهاء الحيره التى جعلت حياتى جحيم .. من كثره التفكير زاد همى يوم بعد يوم .. لدرجه ان اصدقائى بدأو يظنوا انى متضايق منهم او ان سبب تركى الكثير لهم واستغراقى فى التفكير واحيانا كثيره اصدقائى كانوا يوجهون الكلام لى فى نفس الجلسه
ولكن من الحيره وكثره التفكير لا اخذ بالى منهم تماما وهم يتكلمون .. لذلك كانوا يظنون بى ظن سوء ويظنوا انى متكبر ولا اريد ان اتكلم معهم .. وهذا كان يزيدنى الم وحزن .. لان ما انا فيه لا يمكننى ان احكيه لأصدقائى .. لانى لا اريدهم ان يعيشوا هذه اللحظات المريره التى انا احياها .. ولو علمت ان كلامى لهم سيفيدنى لكنت قلت لهم .. بل العكس انا كنت اخاف عليهم حتى لا اضع الشك فى قلوبهم
ليس لانى مسلم حينها .. بل لأنى احبهم ولا اريدهم ان يشعروا بما امر به من الم وحيره .. حتى مع عدم اقتناعى حينها بوجود اله او صحه الاسلام
ولكن كنت اقول حتى ولو ما هم مؤمنون به وهم وخيال .. فهم سعداء بهذا الوهم وليسوا مثلى .. ومثل ذلك كانت المعامله مع عائلتى
لكن مع الاسف زادت عصبيتى خاصه فى آخر ثمانيه شهور واصبحت اخلاقى سيئه مع والدى ووالدتى .. فأصبحت سريع الغضب ومتوتر كثيرا .. ولكن هذا لم يكن لشىء مع والدتى ووالدى او احد من اخوتى .. لكنى كنت اموت داخليا من الحيره والالم .. ومن اليأس من الوصول الى اليقين .. وما زاد الموضوع سوء انى كنت لا استطيع ان اصرح بما فى داخلى لوالدى ووالدتى! .. وهذا يزيد الضغط والتوتر والعصبيه على .. فتخرج هذه العصبيه فى اسلوب ردود متوتره وعصبيه على الاصدقاء والعائله .. لكن الله يعلم انى لم اكن اقصد هذا حينها .. لكن حالتى النفسيه حينها كانت هكذا .. بسبب هذا الشك هذا المرض الذى كنت اتمنى ان يأخذوا منى كل شىء ... كل شىء .. لكن يعطونى راحه بال الموظف العادى والعامل العادى الذى يمسح سيارتى او الذى يقوم بخدمه لى .. كنت انظر الى الخادمه التى فى المنزل بنظره حسد! .. اقول لو انى وصلت لليقين واخذ منى كل ما املك واصبحت فقير مثل هذه المرأه لكنت اسعد الناس! .. كنت من كثره الشك اقترب من ان اعلنها صريحه
(يُتْبَعُ)
(/)
لنفسى ان ليس هناك اله .. واترك كل شىء يقينا .. لكن الخوف كان ينتابنى وكنت اشعر بوجود هدف للحياه شعور يجعلنى انبذ الالحاد واتركه .. هذا الشعور يجعل عقلى يستهزء بفكره عبثيه الكون ليس لأى سبب منطقى ولا علمى بل هو شعور غريب داخلى لا اقدر على تفسيره قدر ما هو كان يدفعنى ويحثنى على البحث والنظر بسخافه الى الالحاد والعبثيه .. على قدر ما كان يوقذنى من النوم مرعوبا وخائفا .. ان تكون هناك حياه اخرى احاسب فيها على الحادى هذا وكفرى! .. اخاف ان اكون انكرت الهى الذى خلقنى وهو موجود بالفعل! .. فكيف سيكون موقفى عندها .. خاصه انى نظرت الى الحياه نظره ليس لها قيمه لأن الحياه فى النهايه لا يمكن للأنسان الخلود فيها بل فى النهايه حتما سيموت الانسان .. وعندها يزيد عندى الشعور بسخافه الالحاد .. ويزداد بكائى وحيرتى .. واتكلم مع الاله بكلام مثل (انت لو موجود لماذا لاتساعدنى!) .. (لماذا تتركنى هكذا فى حيرتى ان كنت موجودا) .. وهكذا من الحوارات التخيليه التى كانت تدور بينى واوجها الى السماء حانقا غاضبا مما امر فيه .. وانا اعض الانامل الآن ندما على ما بدر منى بحق الله .. لكن الله يعلم ان حينها لم اكن افعلها تكبرا .. بل افعلها من من كثره الحيره وشعور بأنسداد الطريق امامى .. لدرجه انى تمنيت منه انه لو موجود ان يهدينى حتى ولو يأخذ روحى بعدها واموت!
قبل ما يقرب من تسعه اشهر قررت ان احسم الموضوع اما الحاد واما ايمان .. اما هناك اله او ليس هناك اله .. صراحه قررت ذلك بدون رجعه .. لانى تعبت من الشك .. فقلت فى نفسى ان وجدت الالحاد حقا سوف اتبعه ولا انظر خلفى مره اخرى .. لانى لن اظل فى هذه الحيره مدى حياتى بل وضعت حد لنهايه هذه الحيره
وعندها قررت ان اعصر عقلى هذه الفتره وازيد من قرأتى واعتكف على قرأه الكتب بحثا عن اليقين الحاد او ايمان .. فكان شغلى الشاغل وهمى الاول .. وكنت اضع خطه منهجيه لبحث القضيه وارشح لنفسى كتب قيمه واضعها ثم ابداء فى الدراسه والقرأه المتأنيه
فوضعت كتب مثل ... صراع مع الملاحده حتى العظم .. وكواشف زيوف .. ورأيت الله لعبد الودود شلبى .. وكثير كثير من الكتب التى تعالج القضيه
وكان املى عند بدايه قرأه كل كتاب انى فى نهايه هذا الكتاب سأصل الى اليقين واصل الى الحل! .. فمثلا فى كواشف زيوف (750) صفحه .. اقراء كل يوم وعلى امل فى النهايه انى اتحصل على الايمان منها فى النهايه عندما اصل الى نهايه الكتاب! .. ولكن مع الاسف بعد نهايه فتره القرأه التى كانت تقترب من الاسبوعين من القرأه المركزه! .. اصل الى لاشىء. فيزيد هذا توترى ويتحول التوتر الى غضب واقوم بتكسير ما على مكتبى من اشياء من الغضب والشعور بالحيره .. كنت بمثابه رجل ميت يمشى .. وتزيد عندى ضيق الدنيا حتى تصل درجه اقل من ثقب الابره .. وهكذا الحال مع كل الكتب حتى وصلت مكتبتى المقرؤه الى ما يقرب من مائه كتاب وما يزيد عن ذلك .. من الكتب الكبيره الحجم .. والتى تحمل اسامى رنانه للكتاب الكبار والشيوخ المحترمين .. ولكن الفيصل كان فى القضيه بعد فقدان الامل فى كل شىء. وتجربه كل شىء!
الفيصل فى القضيه كان ........ ) اكمل غدا ان شاء الله بعد عودتى من الكليه
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=26694
حكاية الأخ "الهادئ" الذي عاد للإسلام:
مرحبا بالجميع والسلام عليكم ورحمة الله
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى وأحببت ان أضع بين ايديكم جزءا من تجربتي كمقدمة ثم ختمت المشاركة بالسؤال الذي دفعني لترك الإلحاد
كنت قد أمضيت مايقارب السنتين ملحدا بالله عز وجل ومطمئنا إلى ذلك معللا لنفسي أن العلم لم يسبق أن احتواه عقل واحد ولذلك يبنغي علي أن أسير حيث يرجح لدي الصواب
كنت قد انشغلت كثير بالشبهات حول الإسلام حتى تركته ولم أحاول أن أرمي بمنهجي الألحادي الجديد في ملعب المنطق خشية أن يرهقني التفكير خصوصا وأنني قد جربت مثل ذلك في عدة أشهر أمضيتها لاأدريا شكاكا حذرا إلى ان قرأت لريتشارد دوكنز في انتقاده للموقف اللاأدري وقد اقنعني ذلك فتراجعت وأصبحت ملحدا يجزم بعدم وجود الإله. ويالعجبي الذي لاينتهي فمن حينها عطلت كل ملكة النقد تجاه الإلحاد واقتصرت التفكير لمحاكمة كل ماأسأت فهمه عن الدين والإيمان .. ومثل هذه المحاكمات للأسف انتهت بي في خانة الدوغمائي الذي يردد كل ماهو سيء ضد الدين ويفاخر بأنه
(يُتْبَعُ)
(/)
عقلاني ملحد لايؤمن إلا بالعلم وحده مع أنه لايقرأ لنفس العلماء مباشرة بل للمتثقفين بالعلم وهناك فرق وشتان بين الإثنين ,كنت اقرأ لمن يقتات على رفات العلماء مثل ديفيد ميليز وريتشارد ديكسون وأتعامل مع طرحهم وكأنه ورقة علمية خرجت من المختبر العلمي للتو وصدقت عليها كل الهيئات العلمية
أمضيت هاتين السنتين متنعما في جهلي لا أخشى عاقبة ولاأتدبر في الكون من حولي أو أتبصر بل أتجاهل كل هذه المعجزات الواضحة مستعينا بخيالي الواسع , والواسع جدا الحقيقة
كنت أتتلمذ على أساتذة رائعين في الطب وكنت اتمعن وأدرس مواده الفسيولوجي والامبريولوجي والأناتومي وعلى الرغم من ذلك كنت أراهم جهلة لايفقهون مثل ماأفقه فعندما يستطرد البروفسور قائلا سبحان الله على دقة اتقان صنع خالق الكون في الدماغ والجهاز العصبي أتضجر في داخلي من ذلك وكأنني الأستاذ وهو الطالب المزعج في مشاركاته الغبية؟!!
كنت أستعين في مواجهة هذه الدقة المتناهية بتجديف خيالي غريب عجيب ولايصح أبدا فعندما أرى كل 206 عظمة تتراكب أمامي وبكل دقة وانسجام لتكون الجهاز العظمي أصر على أن هذا كله كان بروتينا في يوم ما ثم تطور لوحده وبدون أي تدخل؟؟!! على الرغم من ان اثبات التطور لم يثبت لي إلا بالرواية عن من كتبه وعلى الرغم من أنني نفسي لم أطلع على أي أخفورة تخص آبائنا الاوائل؟؟ فلم هذا الثبات وماهي الفائدة؟؟
لاأعلم ,
لو أن بيدي المتسع من الوقت لطرحت الكثير من القصص والقضايا والنقاط لكنني أردت ان أوجز خلاصة تجربتي بالتساؤل الذي أرقني كثيرا ودفعني في نهاية المطاف غلى ترك الإلحاد بالكلية؟!! عل الفائدة تعم
تساؤل إلى كل ملحد بالله عز وجل وأتمنى الإجابة المنطقية
كيف يمكن أن نفسر استمرار دينا ميكية هذا الكون بجانب اختيارنا الصدفة سبب لنشوء الكون؟
كيف يمكن أن نفسر ايجاد الصدفة لكل هذه العلاقات السببية في الكون
لم لانشاهد استمرار هذه الصدفة التي أوجدت بقية العلاقات
كيف تستمر العلاقة بين المادة وفقا للسبب والنتيجة على الرغم من أن أول علاقة كانت وليدة صدفة
وليدة كم كبير من الاحتمالات لامعنى لها سوا هذا الكون الممكن أما البقية فأكوان مستحيلة
أن تنشأ الصدفة نظاما _ هذا احتمال خيالي وغير منطقي شيئا ما
لكن أن تنشأ الصدفة نظاما متحركا محافظا على تنظيمه ورسمه في كل صغيرة وكبيرة وبنفس العلاقات من دون تغيير عبر الزمن الطو يل فهذا مالايمكن للمنطق أن يسلم به
أن تقود الصدفة إلى تجميع عدد من الحروف الأبجدية فتكتب عشوائيا قصيدة للمتنبي أو المعري أو شكسبير فهذا أمر خارق للعادة واحتمال تأتيه ضئيل للغاية
لكن أن توجد الصدفة كونا كبيرا صفته التغير والحركة
أمر لايمكن تصديقه أبدا
فقصائد شكسبير والمتنبي مؤلفة من حروف وكلمات جامدة ومع ذلك لانجد أن المنطق يتفهم مجيئها بخبط عشواء الا
ان جدف وجازف في بحر المستحيل واستمرأ ذلك ليعتاد على المنطق المستحيل في النهاية
لكن ان نصف المستمر المتحرك بالعشوائية فهذا يستلزم التخلي عن المنطق بالكلية
لأن العشواء لايتلاءم
مع هذا الاستمرار المتعارضة قوانين صيرورته ودوامه مع الصدفة
أولا يعتبر التسليم باستمرارية حدوث القوانين الكونية في كل مرة تحدث من دون ايجاد تفسير لما وراء الطبيعة والاكتفاء بشرح مايحدث ثم نسبته إليه وحده تعاجز غير مبرر
ان الملحد يسلم بكم أكثر مما يسلم به من يعتقد بوجود الخالق في هذه الحالة_و من دون تركيز في ما يمكن أن يكون أكثر منطقية
بعد أن كتبت ذلك عدت إلى ربي وإلى نفسي من جديد
وشكرا جزيلا للجميع
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=20318
يقول أحد الملحدين الذي كان نصرانيا:
كنت مسيحيا منذ حوالي 8 سنوات, و بعد أن رفض عقلي هرطقات الأديان و قصصها و اساطيرها و جنتها و نارها ... صارحت نفسي بأني ملحد , و تعرفت بالصدفه على هذا المنتدى و أصبحت عضوا نشيطا جدا فيه أكتب المواضيع و أناقش و أجادل , و مع الوقت بدأ نشاطي يفتر و لا أهتم بأيا من الأديان أو اللاأديان, و أصبحت أعيش حياتي ونجاحاتي في عملي , و طموحاتي التي لا تنتهي و التي أدركت أكثرها , ولا تعنيني العقائد و المناظرات في شئ سواء كانت بالايجاب أو السلب.
وبدأ المنحنى ينخفض .....
(يُتْبَعُ)
(/)
بدأت حالة من الأكتئاب تتسلل الي عبر الأيام .. الى أن بدأت تصل ذروتها حاليا , لا أشعر بسلام , أشعر بخوف مرضي من كل شئ و أي شئ ... فعلا خوف مرضي لأنه غير مبرر و ليس له سبب .. لا أشعر بالأطمئنان و لا أستمتع بشئ , ولا أجد المتعه في شئ .. حتى عندما أحقق نجاحا في عملى يحسدني عليه غيري , أكون أنا نفسي غير سعيد به ولا مبالي ... فقط خائف و كئيب ...
حتى أصدقائي المقربين و الذين كانوا يستمتعون بالبهجه و الفرحه والأمل و الطاقه التي كنت أنثرها عليهم أثناء جلوسهم معي , أصبحوا ينفرون مني الان لأني شخص كئيب ولا أضحك .. نعم .. لم أعد أستطيع أن أضحك .. متشائم و خائف و كئيب و فقط
حتى زملاء عملي أصبحوا يجتنبوني لنفس السبب ....
أشتهي ... جدا .. و بجنون .. أن أقف و أصلي و أبكي بحرارة أثناء صلاتي!
محتاج لأن أبكي و أتوب ... مفتقد هذا الشعور جدا .. مفتقد هذا السلام الداخلي العجيب الذي كان يصاحب أعترافي على يد الكاهن و توبتي بالدموع ...
محتاج لأن أصرخ بصوت عالي و بدموع كثيره ويدي نحو السماء و أقول سامحني يا رب أنا عبدك الخاطئ .. لكنه ليس هناك!!!
ياليتني كنت غبيا و جاهلا ولا أفكر .. لكنت الان مؤمن بأي دين و أستمتع بالأمان و السلام الذي يمنحه الدين للأنسان ..
ياليتهم يصنعوا الها صناعيا يعوض غياب الاله الحقيقي و يعطي نفس الشعور!!!
ياليت هناك محلات تبيع الهه لكنت أقتنيت أغلاهم و لو كلفني كل مالي!!!
أنا أهذي ... أعرف اني أقول كلام قد يبدو ساذجا جدا .. و لكني فعلا محتاج للسلام و الأمان وحماية الرب و معونته ووقوفه بجانبي لأني ابنه ... محتاج لأن أصلي .. الصلاة بدموع و حراره في حد ذاتها ممتعه جدا و مريحه ..
أشعر كأني سفينه أبحرت من عند الفنار و عندما حاولت العوده وجدتهم قد هدموا الفنار فأصبحت تدور حول نفسها ولا تعرف اين تذهب في هذا الظلام؟ و كيف تعود؟
فكرت أن أذهب الي طبيب نفسي لأني فعلا أعاني من الأكتئاب و الخوف المبالغ فيه و ضعف الثقه بالنفس , و لكن ماذا سأقول له؟؟؟
لن أستطيع أن أصارحه بأي شئ .. لا أستطيع أن أصارح أحدا بأي شئ ..
لذلك عدت اليكم .. لكي أشكو لكم .. لكي أصرخ بينكم .. لأني أعتقد أن كثيرا منكم سيفهمون ما أعانيه الان و يقدرونه .. لعل هذا يريحني قليلا
لكم مني جزيل الشكر و الأحترام ...
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=201637&posted=1#post201637
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 06:31]ـ
الاخ حسام الدين احمد جزاك الله كل خير على هذا المقتطفات من شكوى الارواح التي افتقدت نور وحلاوة الايمان
وعندما اقراى شكوى تلك النفوس التائه اتذكر كلام ابن القيم عن تكون الانسان من عنصرين عنصر سماوي وهو
(الروح) وعنصر ارضي وهو (الجسد) والروح غذاءها وانسها وطمائنينتها هو في معرفة خالقها ومدبرها وبارئها
ـ[عبدالله الحسيني]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيكم(/)
ازدواجية ليبرالية: فضائح ملا وقس وحاخام .. وزلة شيخ
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 11:16]ـ
ازدواجية ليبرالية: فضائح ملا وقس وحاخام .. وزلة شيخ
أمير سعيد
11ذي القعدة1431هـ
لقد ضرب لنا الليبراليون العرب أوضح الأمثلة في "الستر" على فضائح الآخرين ودللوا بجلاء عن إيمانهم بوجوب هذه "الفضيلة العظيمة" فيما يتعلق بالطوائف وأصحاب الديانات الأخرى إلى حد لم يعد يوجد في أمتنا من يباريهم في ذلك؛ فقصب السبق لهم وهم أصحاب المثال العصري الرائد في ذلك.
وإذا كان المخطئ من غير سوادنا الأعظم، أو كان على ملة تخالفنا فله الأعذار مجتمعة ولا بأس من صرف الشواهد على الظنيات ووهب الأخطاء لفيض الإحسان!
لك "الستر" إن لم تكن سنياً؛ فإن كنتَ "فسنجهل فوق جهل الجاهلينا"، ولو كان خطؤك زلة فتوى أو خطأ تعبير أو عبارة محتملة أو هفوة أو ذنب عابر .. هذا ما يبرهن عليه تعاطي صحافتنا العربية ومواقعنا الإلكترونية وإعلامنا المرئي مع كل صغيرة تصدر من عالم مسلم وأخرى كبيرة تصدر من حاخام أو قس أو حتى "آية" من آيات الفرس التي كان لنا فيها عبرة.
الداعية الشيعي الفار إلى حضن بريطانيا الدافئ لم يتناوله الإعلام الخائن عندنا على أنه مهرطق مسيء للدين الإسلامي ومقدساته إلا لماماً، ولم تلاحقه صحافتنا العربية كما لاحقت صاحب الرسوم المسيئة مع تشابههما في الجرم والخطيئة إلا قليلاً، وتجاهلت معظم القنوات المتلفزة تتبع أسباب هذه الإساءة وجذورها، والمعلن منها والمستور.
والليبراليون الذين يهرعون إلى أبواقهم عندما يزل عالم أو شيخ في فتوى أو في غالب الأحيان عندما يقلبون كلامه فيفهمون منه ما تريد قلوبهم المريضة، ويتلاطمون على رفض حكم الدين وتسلط "رجال الدين"، عميت أعينهم عن قراءة فتوى أصدرها خامنئي في يونيو ربط فيها منصب ولاية الفقيه في إيران بحكم الرسول وبصلاحيات أئمة الشيعة، و"ضرورة التسليم لأوامره ونواهيه"، وتأكيدات أحمد جنتي سكرتير مجلس صيانة الدستور الإيراني أن "الله حول إليه مهمة الحفاظ على الثورة الإيرانية وديمومتها"، والذي ادعى في الشهر ذاته أنه يقابل "الإمام الغائب" في خلوة! لكنهم اليوم يطبلون له بسبب فتوى "زوجة النبي صلى الله عليه وسلم" ـ على حد وصفه ـ ويزمرون بلا فهم أو تفكير أو مسحة عقل.
والذين صدعوا رؤوسنا بمحاربة ما يشتم منه على بعد آلاف الكيلومترات رائحة التكفير من علمائنا السنة، زكمت أنوفهم فلم تشم رائحة ما قاله محمد تقي مصباح يزدي الأب الروحي للرئيس الإيراني نجاد، وهو بدرجة " آية الله" الحوزوية صراحة في يونيو الماضي عن أن "من ينكر ولاية الفقيه متعمدا فهو مرتد."، بعد أن ارتمى مقبلاً حذاء مرشد الثورة علي خامنئي ـ بحسب مواقع إيرانية ـ ولم ينبسوا ببنت شفة عن هذا المعتقد الإقصائي التكفيري وأتباعه في عالمنا العربي والإسلامي، وهو لم "يتورط" في تكفير آحاد من ملاك فضائيات إباحية، بل شطب بممحاته التكفيرية أكثر من مليار ونصف المليار مسلم من ديانة الإسلام لا يؤمنون بخرافة "ولاية الفقيه" بل كل المسلمين على مر العصور، لا بل حتى السواد الأعظم من الشيعة قبل قرون ثلاثة لم يكن فيها الشيعة يعرفون إلا ولاية الإمام وليس ولاية الفقيه ..
وعلى ذكر الإباحية وفضائياتها، هل حفلت وسائل إعلامنا التي أقامت مناحة على روح ميكي ماوس وفاضت بكل قبيح على علماء السنة بأي حديث أو مقال أو تلميح أو تصريح عن فضيحة أكبر وكلاء السيستاني والمعتمد الرئيسي للمرجعية ومسؤول هيئة الحج والعمرة في محافظة ميسان العراقية مناف الناجي الذي تحول من ممثل المرجعية إلى ممثل إباحي، وأثارت مقاطعه المرئية موجات عنيفة بين الشيعة أنفسهم في محافظته ـ لم تغطها تلك الوسائل وإنما اكتفت بتغطية الوكيل نفسه!! ـ تسبب بعضها في مقتل نساء كن ضحاياه وهدفاً لانتقام أهلهن بعد ذلك، قتلاً دفاعاً عن الشرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء الذين طاروا بمعلومات غير دقيقة عن "أجور" الدعاة التي نشرتها فوربس العربية المشبوهة والتي أغلقت مجلتها فيما بعد، وأظهر ليبراليونا لوعتهم على أموال المسلمين الضائعة الذاهبة إلى "جيوب الدعاة" (وهي أجور في أبسط الأحوال وليست اختلاسات أو سرقات)، مروا على خبر اتهام إمام المركز "الإسلامي" في مدينة ديربورن بولاية ميتشيغان حسن القزويني في يوليو الماضي بالاستيلاء على مبلغ من المال يقدر بـ350 ألف دولار جُمع عن طريق تبرعات أبناء الجالية العربية وتم تحويلها إلى مؤسسة والد القزويني في ولاية كاليفورنيا، وتجاهلوا عن عمد أخبار التدفقات المالية الذاهبة إلى بريطانيا لشراء قصور وفلل ومساكن فخمة لـ"آيات" وزوجاتهم وأبناء، لاسيما أولئك الذي يخادعون بسطاء طائفتهم بزهدهم المصطنع في العراق وإيران.
والذين قعدوا بكل صراط يوعدون ويصدون عن سبل الخير، يجهدون لتصيد أي هفوة أو ذنب عابر لشيخ سني أو عالم أو داعية ولا يجدون غالباً فيعمدون إلى التأليف والاختلاق، أخطأت قعداتهم رؤية بابا الفاتيكان محاصراً في لندن خلال زيارته لها بفضائح القساوسة الجنسية التي أضحت تلاحقه أينما ذهب كقرين لا يفارقه في كل مكان، كونها باتت ملفاً زاخراً لا تنقضي مفاجآته وأحداثه في بلدان أوروبا والأمريكتين، وسلوك لصيق بقطاع عريض من الكهنة لا مجرد حادثة ولا حتى ظاهرة هنا أو هناك.
وهم مرت عليهم منذ عام كامل، أنباء أكبر فضيحة فساد وغسيل أموال قذرة في الولايات المتحدة "أبطالها" خمسة حاخامات يهود من "إسرائيل" وسوريا إضافة إلى عشرات المعاونين، في نيويورك ونيوجيرسي، لتبييض أموال تجارة أعضاء بشرية، واختلاسات وسرقات بعشرات الملايين من الدولارات، ولم نسمع لهم ركزاً طوال تلك الفترة كلها، كما لم نسمع لهم في الشهر نفسه عن ابتزاز الحاخام يسرائيل رند الذي أرسل إحدى الداعرات لأمين الكنيس الكبير بالقدس الحاخام نفتالي هيرشطيك من أجل تسجيل موقف عليه في مسعى للإطاحة به من موقعه بالكنيس والحلول محله، وأرسل من ثم صوره المشينة للكنيس الذي اضطر إلى عزله، وإذا كانت تلك الفضائح سقطت في صحافتنا وإعلامنا بالتقادم؛ فكيف فاتهم أيضاً فضيحة "الداعية" اليهودي الذي ذكرت معاريف قصته هذا الأسبوع واصفة إياه بـ"الأبشع في تاريخ جرائم الاغتصاب"، وأوضحت أن التحقيق يجري معه بعد أن اغتصب جميع أولاده (بنين وبنات) الأربعة العشر على مدى عدة سنوات، ومزق جلد أحد أولاده ومنع أطفاله من الأكل وكسر أسنان بعضهم!!
والأحدث هو ما نقلته يديعوت أحرونوت أوائل أكتوبر عن مقال أكاديمي كتبه الحاخام اري شفات الخبير فيما يقال إنه "الشريعة اليهودية" ينص فيه على أن "الشريعة اليهودية تسمح للنساء اليهوديات بممارسة الجنس مع العدو من أجل الحصول على معلومات استخباراتية مهمة لأمن إسرائيل"، ويقدم نصائحه لأتباعه بالقول "من الأفضل إعطاء هذه المهمات لنساء فاسقات".، وكلها معطيات يمررها القوم عندنا دون ضجيج انتظاراً لسمعة شيخ ضعيف ينهشونها وموقف يتخذه يسلقونه عليه بألسنة حداد.
هذا؛ فإن صدرت فتوى شاذة هنا أو لم ترُق لبعضهم، أو اتخذ شيخ أو عالم سنة موقف لا يرضيهم، أقاموا اللطميات وعقدوا المؤتمرات وحذروا وأهابوا وطالبوا .. ثم حرضوا على تكميم الأفواه الصادقة إلا أفواههم، وأبدوا ـ في لوعة مصطنعة بغيضة ـ حدبهم على الدين وشكله وسماحته .. فسحقاً لناصية ليبرالية كاذبة خاطئة، لا ترى عيناها إلا القذة في عيون خصومها وتتعامى عن الخشبة في عيون الحلفاء!!
المصدر: موقع المسلم
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 04:01]ـ
الكيل بمكيالين وأكثر سمة هذا العصر، وليس حكرا على المستغربين من بني جلدتنا، وقد وصل هذا الداء إلى أوساط طلبة العلم والدعاة، فهل من مشمر لنقد هذا المسلك المشين! اقتداء بأخينا البرجس؟
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 04:34]ـ
((إنّ المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم))
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ))
وكما نعلم جميعنا "من أمن العقوبة أساء الأدب"
لن ينفع المنافقين دواء كدواء خالد القسري
نحتاجه كثيرا في زماننا
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 02:19]ـ
الكيل بمكيالين وأكثر سمة هذا العصر، وليس حكرا على المستغربين من بني جلدتنا، وقد وصل هذا الداء إلى أوساط طلبة العلم والدعاة، فهل من مشمر لنقد هذا المسلك المشين! اقتداء بأخينا البرجس؟
جزاك ربي الفردوس على الكلام الجميل
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 02:22]ـ
((إنّ المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم))
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ))
وكما نعلم جميعنا "من أمن العقوبة أساء الأدب"
لن ينفع المنافقين دواء كدواء خالد القسري
نحتاجه كثيرا في زماننا
الله يجزاك الجنه على الكلام الرائع(/)
ستكتب شهادتهم ويسألون
ـ[محمد نموس]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 12:22]ـ
قام الشيخ القرضاوي بوصف محمد عمارة بأنه مجدد للدين في العصر، وهذه شهادة،(/)
مُقارنة بين المُبشرين والمُتصوّفين ........
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 01:27]ـ
مُقارنة بين المُبشرين والمُتصوّفين ( http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A %D8%B9%D8%A9/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A %D8%B9%D8%A9/221-%D9%85%D9%8F%D9%82%D8%A7%D8%B1 %D9%86%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%A8 %D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F %D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%91%D9%81 %D9%8A%D9%86.html)
نقلا عن مقال بعنوان ـ (الدّين الإسلامي بين المبشرين والمبتدعين) ـ لأحد كتّاب جريدة البلاغ , والذي نشرته جريدة الشريعة النّبويّة في عددها السّادس , الصّادر يوم الاثنين 29 ربيع الثاني 1352 للهجرة الموافق ل 21 أوت 1933 للميلاد:
<< جماعة المبشرين إنما يدعون إلى الخروج على الدين إطلاقا ويروّجون لاعتناق دين غيره وتلك دعوة ينبني على مجرد الجهر بها النفور عنها اللّهم إلا عند نفر قليل تدفعهم الحاجة إلى الاستسلام وتغريهم الفاقة بالاستكانة , وهؤلاء لا يلبثون أن يصدّوا عن الدعوة ويرجعوا إلى الهدى عندما يرون بأعينهم أن المنشآت التي أعدت لهم بين أهل دينهم ستغنيهم عن التردد على أماكن المبشرين فتكتب لهم النجاة من المهاوي السحيقة التي كانوا على وشك التردي فيها , ولكن ما ظنك بجماعة ليسوا من المبشرين حتى نجتنبهم , ولا يدعون للخروج على الإسلام حتى نتحاشاهم , وإنما هم مسلمون أولا , يلبسون لباس الإسلام , ويتزيّون بزيّه وجاءوا تحت ستار لباسهم الزائف يجتذبون نفرا من المسلمين , ينفثون فيهم سموم خرافات وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان بدعوى أن تلك الخرافات من الدين وأنّ من لم يتبعها وينسج على منوالهم فيها يبوء بغضب من الله ورسوله ويكون من الكافرين.
لا شك أنّ هؤلاء أشد ضررا على الإسلام من المبشرين الذين قدّمنا أنّ معالجة أمرهم باتت وشيكة النجاح , وأنّ دعوتهم عند الكثيرين لا تصادف ما قدّر لها من رواج >>.
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A %D8%B9%D8%A9/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A %D8%B9%D8%A9/221-%D9%85%D9%8F%D9%82%D8%A7%D8%B1 %D9%86%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%A8 %D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F %D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%91%D9%81 %D9%8A%D9%86.html(/)
شهادة أن محمداً رسول الله ورد بعض الشبه /الشيخ سالم الطويل حفظه الله/صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 02:56]ـ
شهادة أن محمداً رسول الله ورد بعض الشبه /الشيخ سالم الطويل حفظه الله
http://www.4cyc.com/play-ildMSD5JcMw (http://www.4cyc.com/play-ildMSD5JcMw)
__________________(/)
سؤال عن كتاب العلمانية للمسيري؟
ـ[عبدالله عمران]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 04:00]ـ
هل من تقييم لكتاب العلمانية للمسيري بارك الله فيكم .. ؟
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 04:46]ـ
بارك الله فيك.
لم أطلع على الكتاب , ولكني اطلعت على بعض ما كتب عنه , ومما قرأت عنه , كلاماً للأستاذ عبد الله الهدلق , وكانت كتابته تقييماً عاماً لكتابات المسيري , ثم عرج على الكتاب العلمانية , وتكلم عنه في كلام مختصر , وسأنقله لك بتصرف.
1. المسيري -رحمه الله- في أغلب كتاباته قد تجاهل النص الشرعي , وهو المنعوت بالمفكر الإسلامي!
2. في كتابه العلمانية لا يوجد له هامش واحد لموارده الفكرية , ولا ثبت بالمصادر والمراجع!
وهذا خليط معرفي لا يبين محض أفكاره من أفكار غيره , في موضوع كهذا!
3. وفي كتاباته -رحمه الله- تكرار واعتساف وقسر في تفسير الظواهر حتى يخرج بصاحبه إلى الملل , مما يبين عن تكلف في اصطناع طريقته!
عن كتاب (ميراث الصمت والملكوت, للهدلق).
ـ[عبدالله عمران]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 06:31]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أباالليث ونفع بك وسأبحث عن هذا الكتاب الذي أشرت اليه وأنا-حاليا- أقرأ في كتاب المسيري ولكني أريد أن أستنير بما كتبه المشايخ وخاصة المتخصيصين منهم.
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[25 - Nov-2010, صباحاً 06:42]ـ
قبل يومين كنت أتابع - في اليوتيوب - مناظرة بين الدكتور المسيري وأحد العلمانيين.
فتبين لي من خلال الحديث أن الدكتور في كتابه المذكور قَبِل بالعلمانية في بعض مناحي الحياة وهو ما قصده بالعلمانية الجزئية.
وكفى بهذا عيباً. وإن كان لن يمعني من قراءة الكتاب وإبداء رأيي فيه دون تقليد لأحد.
ـ[عبدالله عمران]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 12:34]ـ
نعم يمكن أن يفهم ذلك من بعض سياقاته في الكتاب ولكن لاأستطيع أن أجزم وجزاك الله خيرا أخي أباالمظفر ..
ـ[أيمن طلال]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 09:35]ـ
الدكتور المسيري غير محسوب على الفكر الإسلامي , ومن عده من رجال الفكر الإسلامي فقد أخطأ عليه , فمشارب الرجل غربية, كل ما في الأمر هو موسوعته الكبيرة عن الصهيونية , حتى؟ أنه كتبها من منطلقات قومية , وليست من منطلقات عقائديه, وأنصح الأخ الكريم برسالة الماجستير للشيخ الدكتور سف الحوالي , فهي رسالة قيمة عن العلمانية
ـ[عبدالله عمران]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 11:28]ـ
بارك الله فيك أخي أيمن ولاشك أن رسالة شيخنا العلامة سفر حفظه الله وبارك في عمره مرجع مهم في هذا الباب وشكرا لمرورك ..(/)
هل تعلمون أنّ أوّل مخترع للبلوتوث هو أحد أولياء الصوفية .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 08:36]ـ
هل تعلمون أنّ أوّل مخترع للبلوتوث هو أحد أولياء الصوفية .. !!
جاء في كتاب تذكير الناس بكلام أحمد العطاس في الصفحة (48) ما نصّه: ((وقال رضي الله عنه: بلغنا أن السيد حاتم الأهدل كان حريصاً على مجلس الإخوان في الله، ويشق عليه فراقهم، وكان له مملوك أمَرَه أن يجلس بالباب، فإذا أراد أحد من إخوانه قضاء الحاجة والخلاء، نظر إلى ذلك العبد فينتقل الحدث إليه فيروح العبد إلى الخلاء وينوب عنه)).
وإنّي لَمُتسائلٌ ياعبادَ الله:
ـ هل قرأتم تحويل الغائط بالبلوتوث من إخوانه إلى ذلك العبد .. !!
ـ تُرى كيف عرف أن إخوانه جاءهم الغائط،،، هل يعلم الغيب .. !! أم ماذا؟؟؟
ـ النبي صلى الله عليه وسلم أحبّ عباد الله إلى الله، وأصحابه أحبّ الناس إليه وأقربهم منه، لماذا لم يصنع معهم مثل صُنع وليّكم لإخوانه .. !!؟؟؟
ـ معاشر المتصوفة: إلى متى سيبقى مشايخكم يستخفّون بعقولكم، ويجعلون منكم أضحوكة لعبادِ الله .. !!؟؟؟
ـ أليس منكم رجل رشيد،،، أما آن أوانكم لتحطّموا أغلال الخرافة التي أُسِرت بها قلوبكم .. !!
::: التوثيق:::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/tadkeer_nas/48.jpg
والله وحده المستعان
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:47]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم، لكن والله الصوفية يسمعون من مشايخهم طوام أعظم من ذلك ولا تنكرها عقولهم إن كانت لهم عقول.
لأن قلوبهم أشربت الهوى والزيغ. نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية.
ـ[محمد فهمي شرى]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جميل،
بارك الله فيك
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 12:01]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 01:07]ـ
جزاك الله خيرًا.
جزاك الله خيرا أخي الكريم، لكن والله الصوفية يسمعون من مشايخهم طوام أعظم من ذلك ولا تنكرها عقولهم إن كانت لهم عقول.
لأن قلوبهم أشربت الهوى والزيغ. نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية.
سبحان الله! هذا ما وقع في نفسي حين قرأت الموضوع لأول مرة.
قلت -في نفسي- ويل لهؤلاء فقد يقرأ الواحد منهم مثل هذا الموضوع، ثم يقول: الله أكبر، هذه من كرامات الشيخ.
عقول مغيبة .. !
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 10:05]ـ
تكلم الشيخ مسعد أنور عن بعض كرامات الصوفية، تجدها في اليوتيوب، منها أن أحد أوليائهم أراد أن يعيد روح رجل ميت فتبع ملك الموت وهو صاعد، وأمره أن يعيد الروح، فتعارك مع ملك الموت وكانت معه الأرواح في زنبيل، فسقطت الأرواح من الزنبيل من شدة العراك ورجعت إلى أصحابها وعادوا أحياء
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 02:47]ـ
تكلم الشيخ مسعد أنور عن بعض كرامات الصوفية، تجدها في اليوتيوب، منها أن أحد أوليائهم أراد أن يعيد روح رجل ميت فتبع ملك الموت وهو صاعد، وأمره أن يعيد الروح، فتعارك مع ملك الموت وكانت معه الأرواح في زنبيل، فسقطت الأرواح من الزنبيل من شدة العراك ورجعت إلى أصحابها وعادوا أحياء
أحسنت سلّمك الله وبارك فيك
هل تعلم أن هذه الكرامة .. !! أحد من رواها الصوفي الغماري المحدّث .. !!
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 03:00]ـ
أحسنت سلّمك الله وبارك فيك
هل تعلم أن هذه الكرامة .. !! أحد من رواها الصوفي الغماري المحدّث .. !!
نكتة زمن التكنولوجيا:)!
**************************
أخي الفراتي الكريم: أين رواها الغماري؟
شكرًا،
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 06:40]ـ
نكتة زمن التكنولوجيا:)!
**************************
أخي الفراتي الكريم: أين رواها الغماري؟
شكرًا،
حياك ربي وأكرمك، وجعل جنة الفردوس مقامك ونُزُلَك
جاء في كتاب "جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخيار" للشيخ أحمد الغماري:
((ذكر لي بعض المصريين أن سيدي عبدالوهاب الشعرني رضي الله عنه كان تقدم إلى ملك الموت أن لايقبض روح أحد من تلامذته وأولادهم إلا بإذنه، فأجابه إلى ذلك، فأعلم به تلامذته، وفي يوم دخل عليه تلميذ وهو يبكي فقال:"مات ولدي من غير أن يعلمك ملك الموت ويأخذ إذنك بذلك " .. فطار سيدي عبدالوهاب إلى السماء في أثر ملك الموت فأدركه في السماء الرابعة أو الثالثة فقال له: " رد روح ابن تلميذي " .. فأبى عليه الملك، فأقتتلا فسقطت من يد الملك بَقْجَة (وهي شيئ كالكيس) كانت فيها أرواح الذين قبض روحهم في ذلك اليوم، فوقعت إلى الأرض فعاد كل من مات في ذلك اليوم حيا ببركة ولد تلميذ الشعراني رضي الله عنه)) .. [ص:96] .. !!
وستأتي هذه الكرامة مفردة في موضوع مستقل في القريب العاجل بإذن المولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 11:31]ـ
جاء في كتاب "جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخيار" للشيخ أحمد الغماري:
ذكر لي بعض المصريين
بَقْجَة (وهي شيئ كالكيس)
بالعامية المصرية "بؤجه".
طبعا كرامات عصرهم تختلف عن عصرنا، فلعصرنا ربما تقع منه الـ: ناب ساك أو هاند باج.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[25 - Nov-2010, صباحاً 06:10]ـ
بالعامية المصرية "بؤجه".
طبعا كرامات عصرهم تختلف عن عصرنا، فلعصرنا ربما تقع منه الـ: ناب ساك أو هاند باج.
بالإضافة إلى ما ذكرت، قد يضعونها في هارد دسك أو سي دي
أحد القصص التي ذكرها الشيخ مسعد أنور تُصعق عند سماعها
الحمدلله على نعمة الإسلام
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 05:23]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم، لكن والله الصوفية يسمعون من مشايخهم طوام أعظم من ذلك ولا تنكرها عقولهم إن كانت لهم عقول.
لأن قلوبهم أشربت الهوى والزيغ. نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية.
وإياكم
حياكم الله وبارك فيكم
ـ[أبوشهدان]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 11:36]ـ
صحيح أن بعض سلوكات من سموا بالمتصوفة هي مجرد خرافات وسخافات لكن التصوف الحقيقي هو فلسفة روحية غاياتها التوحيد وتعظيم الخالق والكشف عن جماله في الكون.وللتصوف أعلام لا نستطيع إلا الانحناء اجلالا لكتاباتهم كالشيخ اب عربي
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 11:54]ـ
صحيح أن بعض سلوكات من سموا بالمتصوفة هي مجرد خرافات وسخافات لكن التصوف الحقيقي هو فلسفة روحية غاياتها التوحيد وتعظيم الخالق والكشف عن جماله في الكون.وللتصوف أعلام لا نستطيع إلا الانحناء اجلالا لكتاباتهم كالشيخ اب عربي
أبو شهدان ..
هل من الممكن أن تسهب في بيان التصوف الحقيقي. وعن التوحيد وتعظيم الخالق من كتابات الشيخ الذي تنحني إجلالا لكتاباته فضلا منك.
بداية من حد التوحيد، وأركانه، ووجباته، ونواقضه.
ونحن لك من المتابعين، فلا تتأخر علينا.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 02:49]ـ
صحيح أن بعض سلوكات من سموا بالمتصوفة هي مجرد خرافات وسخافات لكن التصوف الحقيقي هو فلسفة روحية غاياتها التوحيد وتعظيم الخالق والكشف عن جماله في الكون.وللتصوف أعلام لا نستطيع إلا الانحناء اجلالا لكتاباتهم كالشيخ اب عربي
ابن عربي .. !!
والتوحيد .. !!
ضدان لايجتمعان،،، بانتظارك كما قال الأخ أسامة.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 02:38]ـ
صحيح أن بعض سلوكات من سموا بالمتصوفة هي مجرد خرافات وسخافات لكن التصوف الحقيقي هو فلسفة روحية غاياتها التوحيد وتعظيم الخالق والكشف عن جماله في الكون.وللتصوف أعلام لا نستطيع إلا الانحناء اجلالا لكتاباتهم كالشيخ اب عربي
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((من رغب عن سنتي فليس مني))
للفائدة: الانحناء لغير الله شرك
للفائدة أيضا:ابن عربي زنديق كافر كما هو معلوم
قال الإمام الذهبي ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D 8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85_%D8%A7% D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A&action=edit&redlink=1) عن كتاب الفصوص:ومن أردأ توالفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا من كفر.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A C%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8% B3%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%86%D9% 8A) سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي؟ فبادر بالجواب: هو كافر.
أبو زرعة ابن الحافظ العراقي:لا شك في اشتمال "الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك "فتوحاته المكية"، فإن صحّ صدور ذلك عنه، واستمر عليه إلى وفاته: فهو كافر مخلد في النار بلا شك.
للفائدة: الذهبي وابن حجر والبلقيني وابن العراقي ماتوا قبل محمد بن عبدالوهاب بقرون، واللبيب بالإشارة يفهمُ.
وهل من التوحيد تحويل البول والغائط إلى حلوى لتأكل أو تحويلهما إلى شخص آخر بالنظر إليه؟ كما ذكره هؤلاء الأعلام الكبار في كتبهم المليئة بالشرك الذي يستحي منه ابو جهل وابو لهب وعمرو بن لحي
وهل تقصد بالتوحيد الحلول والاتحاد؟
سبحان الله، كيف تركت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن تبعهم بإحسان وذهبت لابن عربي الزنديق الكافر الملحد
اتق الله وارجع إلى القرآن والسنة واترك الملاحدة
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 12:31]ـ
حياك ربي وأكرمك، وجعل جنة الفردوس مقامك ونُزُلَك
جاء في كتاب "جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخيار" للشيخ أحمد الغماري:
((ذكر لي بعض المصريين أن سيدي عبدالوهاب الشعرني رضي الله عنه كان تقدم إلى ملك الموت أن لايقبض روح أحد من تلامذته وأولادهم إلا بإذنه، فأجابه إلى ذلك، فأعلم به تلامذته، وفي يوم دخل عليه تلميذ وهو يبكي فقال:"مات ولدي من غير أن يعلمك ملك الموت ويأخذ إذنك بذلك " .. فطار سيدي عبدالوهاب إلى السماء في أثر ملك الموت فأدركه في السماء الرابعة أو الثالثة فقال له: " رد روح ابن تلميذي " .. فأبى عليه الملك، فأقتتلا فسقطت من يد الملك بَقْجَة (وهي شيئ كالكيس) كانت فيها أرواح الذين قبض روحهم في ذلك اليوم، فوقعت إلى الأرض فعاد كل من مات في ذلك اليوم حيا ببركة ولد تلميذ الشعراني رضي الله عنه)) .. [ص:96] .. !!
إتق الله ا أخي وكن أمينا في النقل، لماذا تنقل من جؤنة العطار ما يوهم الناس أن مؤلفه يقبل تلك الكرامة وحذفت بقية الكلام التي تدل على أنه يرفضها! فقد قال بعد ذكر القصة: " وهذا مما يخيله الحشيش في أذهان بعض المعتقدين!!! "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 03:41]ـ
إتق الله ا أخي وكن أمينا في النقل، لماذا تنقل من جؤنة العطار ما يوهم الناس أن مؤلفه يقبل تلك الكرامة وحذفت بقية الكلام التي تدل على أنه يرفضها! فقد قال بعد ذكر القصة: " وهذا مما يخيله الحشيش في أذهان بعض المعتقدين!!! "
حياك الله وجزاك خير الجزاء
اللهم اجعلني من المتقين
أخي الكريم: هل تعتبر الغماري منكرا لما روى فقط بقولته هذه .. !!
وكيف يكون منكرا وهو يترضى عن الشعراني عند نقله للنص .. !!
فإن سلّمنا لك بذلك فأين يُذهب ببقية القصص التالفة المروية في الكتاب دونما أدنى إنكار .. !!
وإن سلمنا لك مرة أخرى واعتبرنا أن تلك الكلمات إنما هي إنكار كما ادّعيت،،، فهل هذا يعني أن الغماري يتهم الشعراني " بالتحشيش " .. !!
أظن أنك وكما يُقال: أبعدتَ النجعة .. !!
فلا يدفعنّك تعصّب منك لأحد منهم، إلى إحقاق باطل أو إبطال حق،،، والله وحده المستعان.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 03:33]ـ
ولربما جهل الفتى سبل الهدى و الشمس بازغة لها أنوار.
جزاكم الله خيرا يا صاحب الموضوع و كتب أجركم واصلوا كشف ترهاتهم أسأل الله أن يهدي بكم.
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 08:35]ـ
حياك الله اخي الكريم.
أخي الكريم: هل تعتبر الغماري منكرا لما روى فقط بقولته هذه .. !!
إن كنت لا تراه كذلك أخي الكريم فهو قصور في فهمك وجل من لا يلحقه نقص، ولأي شيء ذكر الحشيش في عبارته إلا للدلالة على أن القصة مختلقة ومكذوبة. فاسأل من تثق بعلمه وفهمه وترتضيه حكما ليجيبك في هذه الجزئية بالضبط. وليست أتكلم عن معتقد الغماري ككل، فافهم قصدي دون أن تسرع.
إن من باب الأمانة ألا تنسب لأحد قولا حتى تكون على يقين من قصده وإلا كنت كاذبا عليه خائنا للأمانة وأنت تعرف عاقبة ذلك.
وكيف يكون منكرا وهو يترضى عن الشعراني عند نقله للنص .. !!
إن كان يترضى عن الشعراني فهذا شيء، وإنكاره على من ينسب الكلام للشعراني زورا هذا شيء آخر.
فالغماري قد أورد القصة وعقب عليها بما يدل على أنها مكذوبة. ولا داعي لتحميله ما لا تحتمله عبارته لا من قريب ولا من بعيد. هذا ما ليس من العدل في شيء، بل هو ظلم سيجعله خصما لك عند الله إن لم تتب.
وجب النصح لك في الله يا أخي.
فإن سلّمنا لك بذلك فأين يُذهب ببقية القصص التالفة المروية في الكتاب دونما أدنى إنكار .. !!
لم يكن كلامي عن هذا فلا حاجة للخروج عن المقصود.
وتقبل مروري بصدر رحب.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 08:04]ـ
حياك الله وبارك فيك
وِجهة نظرٍ لك أُخالفكَ الرّأيَ فيها، إلاّ أَنّي أحترمُها، ولاأُريد الانصراف عمّا أصبوا إليهِ هاهُنا. . .
وفّقنِي اللهُ وإياكم لكلّ خير.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 08:13]ـ
حمل كتاب تنبيه القاري إلى فضائح أحمد بن الصديق الغماري .. !! ( http://soufia-h.net/showthread.php?t=398)
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 04:00]ـ
حياك الله وبارك فيك
وِجهة نظرٍ لك أُخالفكَ الرّأيَ فيها، إلاّ أَنّي أحترمُها، ولاأُريد الانصراف عمّا أصبوا إليهِ هاهُنا. . .
وفّقنِي اللهُ وإياكم لكلّ خير.
حياك الله أخي الكريم
أولا أنا لا أتحدث عن معتقد الغماري فأنا أعرفه وأعرف أن له أخطاء ككل الناس، فما هو نبي ولا من الملائكة.
فما الذي تخالفني فيه الرأي؟ إن كنت تقصد معتقده فلنتجاوز هذا لأنه معروف، وإن كنت تقصد تلك الكرامة التي عقب عليها والتي هي مقصودي دون غيرها فلا سبيل إلى مخالفتك لي فيها إلا بالخروج عن الحق.
قال الغماري عند التعقيب على تلك الكرامة السابقة: وهذا مما يخيله الحشيش ....
فبربك ماذا تفهم من قوله " يخيله "؟ هل الخيال إلا ما خالف الواقع! وهل ذكر الحشيش بعدها جاء عبثا أم أنه مصدر التخيلات والأوهام!!!
وهل تقول بأن ابن الجوزي كافر لأنه يروي الموضوعات؟ أم تقول بأنه يرويها لأجل بيان حالها للناس، فهو بذلك غير معتقد صحتها ... هذا ما وقع للغماري مع كرامة الشعراني وملك الموت لأنها مخالفة للشرع بكل معنى الكلمة.
وفقني الله وإياك للحق.
ـ[عمار سليمان]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 04:28]ـ
أن أردت العته فالشيعة لها و الخرافة الصوفية لها اسل الله ان يهدي من اراد منهم الحق ....
بارك الله فيك أخي أضحكتني غفر الله لك ...
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 04:41]ـ
أخي الأثري الفراتي
أتمنى أن لايكون لقب الأثري هو السبب وراء عدم الرجوع إلى الحق
واللبيب بالإشارة يفهم
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 07:58]ـ
أخي الأثري الفراتي
أتمنى أن لايكون لقب الأثري هو السبب وراء عدم الرجوع إلى الحق
واللبيب بالإشارة يفهم
غفر الله لك ولحميد المرزوقي .. !!
وقد ظننتك لبيبا فاختصرت .. !!
مايمنعني من القول بقول الأخ المرزوقي قد ذكرتُه فيما أسلفتُ،،، وكان من ذلك قولي:
فإن سلّمنا لك بذلك فأين يُذهب ببقية القصص التالفة المروية في الكتاب دونما أدنى إنكار .. !! فلنقل أني سلّمت لكما فيما انتقدتم
فما تقولون حفظكم الله في هذه:
يقول الشيخ المحدث!!! أحمد بن صديق الغماري،،، في كتابه: جؤنة العطار في طُرف الفوائد والأخبار، مانصّه:
((وحدثني جماعة من المصريين منهم محمد بن عبدالوهاب الليثي, عن المجذوب محمد بن عبدالسلام ـ المتقدم له تلك الكرامة مع عبدالسلام غنيم ـ, أنه كان يجلس في المقهى , فإذا حصل له حال صار يبول في الكوز ويشرب بوله , وكان إذا جلس أحد بجنبه يأخذ بيده فيضعه على ذكره , ويأمره أن يبقى ماسكاً به إلى أن يأذن له!!!)) صفحة 53 و54
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/goanaalattar/58-59.jpg
وإن شئت فاقرأ ماجاء غير ذلك في ذات الصفحة لترى العجب .. !!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مدين شعيب تياوالأزهري]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 05:08]ـ
صحيح أن بعض سلوكات من سموا بالمتصوفة هي مجرد خرافات وسخافات لكن التصوف الحقيقي هو فلسفة روحية غاياتها التوحيد وتعظيم الخالق والكشف عن جماله في الكون.وللتصوف أعلام لا نستطيع إلا الانحناء اجلالا لكتاباتهم كالشيخ اب عربي
بارك الله فيك، ايها الأخ "أبو شهدان "، فقد طبقت المفصل، ولو فهم القوم ما فهمت، وأدركوا كنه التصوف وحقيقته، لاستراحوا وأراحوا، ولسلم المتصوفة من تطاول المتطاولين، وتطفل السفهاء، قال العالم العلامة الشيخ أحمد بمب السنغالي:
والحاصل الصّوفيُّ عالمٌ عملْ****بعلمهِ حقيقةً ولمْ يملْ
فصار صافيًا من الأكدار****مُمتلئ القلب من الأفكار
منقطعا لربه من البشر****مُسوِّيًا دينار عين بالمدر
كالأرض يُرمَى فوقها كل قبيح****ولا تُرِي من بطنها إلا مليح
يطأها الكريم واللئيم****والبر والعاصي وتستديم
وكالسحاب وكقطر الماء****في الظل والسقي بلا استثناء
ومن يكن كذاك فهْو صوفي ... أولا فذو دعوى على المعروف
(مسالك الجنان في جمع ما فرقه الديماني للولي الصالح الشيخ أحمد بمب السنغالي)
أكرمكهم الله.(/)
هل طرح موضوع (القواعد والتعليلات في الاسماء والصفات من كتب ابن القيم) كرسالة جامعية؟
ـ[محمد القرني]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 08:44]ـ
هل سبق ان طرح موضوع (القواعد والتعليلات في باب الاسماء والصفات من كتب الامام ابن القيم الجوزيه رحمه الله) كرسالة جامعيه؟
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:36]ـ
حسب اطلاعي لم أقف على رسالة في هذا الموضوع
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 05:06]ـ
نعم يوجد رسالة علمية وهي: منهج الإمام ابن القيم الجوزية في شرح أسماء الله الحسنى.
رسالة: ماجستير.
للطالب: مشرف بن علي بن عبدالله الغامدي.
إشراف د. أحمد عبداللطيف آل عبداللطيف.
جامعة أم القرى.
طبعة: دار ابن الجوزي، 1426هـ(/)
الكنيسة تُسعر الأخدود وحاملات النور لايبالين بالتعذيب! (2)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 01:19]ـ
الكنيسة تُسعر الأخدود وحاملات النور لايبالين بالتعذيب! (2)
طارق منينة
ان هذه المستويات الايمانية الرائعة التي نشاهدها بالصوت والصورة والمدعومة بكلمات شاهدة على الايمان والتي لم يثن عزمها او يوهن ايمانها وسائل الارهاب الكنسية، وذلك التحدي الكبير الذي تعيشه اولئك النساء الطاهرات المأسورات في سجون كهنة الارهاب، والمعزولات قهرا وقسرا واكراها وترويعا في الأديرة اللااخلاقية التي يتولى التعذيب فيها رهبان قساة القلوب، هذه العزيمة الوثابة المُحبة التي ضربت اروع الأمثلة أن الإيمان والوحدانية في قلب المؤمن اذا خالطت بشاشته القلوب لايقدر على نزعه او قتاله ومجالدته احدا:" فلنوره في صدره اشراق ولذلك الاشراق ايقاد، لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان، يتخطاها، رُجم فاحترق، وليست السماء باعظم حرمه من المؤمن وحراسة الله تعالى له اتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها انوار الطاعات، وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والايمان وفيه انوارها فهو حقيق ان يُحرس ويُحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا الا خطفه" (الوابل الصيب لابن القيم، دار عالم الفوائد، مطبوعات مجمع الفقه الاسلامي، جدة، ص 52) وعلى الرغم من قسوة او قساوة الواقع ووطأة الظروف الا ان الله عز وجل يرعاهم على عينه ويحوطهم برعايته وهم يواجهون الملأ الكافر والكهنوت الفاجر، وينزل عليهم سكينته ويسبغ عليهم نعمته فهم في واد والناس في واد، قال ابن القيم في الوابل الصيب عن هذه الإشراقة الفريدة اذا تعرضت لاضطهاد او حبس او قهر:" وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الاخرة وقال لي مرة ما يصنع اعدائي بي انا جنتي وبستاني في صدري ان رحت فهي معي لا تفارقني ان حبسي خلوة وقتلي شهادة واخراجي من بلدي سياحة وكان يقول في محبسه في القلعة لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة او قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا وكان يقول في سجوده وهو محبوس اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله وقال لي مرة المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والماسور من اسره هواه ولما دخل الى القلعة وصار داخل سورها نظر اليه وقال" فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب" وعلم الله ما رايت احدا اطيب عيشا منه قط مع كل ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والارهاق وهو مع ذلك من اطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا واقواهم قلبا واسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الارض اتيناه فما هو الا ان نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحها وقوة ويقينا وطمأنينة فسبحان من اشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم ابوابها في دار العمل فاتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة اليها. وكان بعض العارفين يقول لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف (قلت: هو ابراهيم ابن أدهم) وقال اخر مساكين اهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا اطيب ما فيها قيل و ما اطيب ما فيها قال محبة الله تعالى ومعرفته وذكره أو نحو هذا وقال اخر انه لتمر بالقلب اوقات يرقص فيها طربا وقال اخر انه لتمر بي اوقات اقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب. فبمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون اليه والطمانينة اليه وافراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد و عزماته وإرادته هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين وانما تقر عيون الناس به على حسب قرة اعينهم بالله عز وجل فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات. (الوابل الصيب ص109) ولاشك ان حماية وحراسة قلب المؤمن هي اعظم واتم من حراسة المخلوقات اللطيفة المنيرة في ظلمات البحار والمحيطات، بل
(يُتْبَعُ)
(/)
ان "حراسة الله تعالى له اتم من حراسة السماء" كما قال ابن القيم منذ هنيهة، نعم، ان نور الله في قلب عبده المؤمن لأجمل وأعظم وأبدع وابقي واتم من نور الاسماك المحفوظة المحروسة المضيئة في اعماق المحيطات البالغة الظلمة والرهبة، المسماة ب"حاملات الضوء" (وهو الكشف الحديث الذي فوجيء به علماء المادة واندهش له خبراء المحسوس).
فمن يقدر غير الله على ابداع نور في جسم شفاف لطيف ضعيف تحت وطأة الظلمات البعيدة في اعماق المياة المخوفة؟ ناهيك عن ارسال اشعة الشمس التي تخترق الظلمات بقَدَر وحُسبان وتقدير وميزان ليصل نورها واشراقها الى الارض البعيدة فيحيي اجسام البشر وكل كائن في الارض!؟ من غير الله يصنع هذه الآيات وينير بها الظلمات ويحيي بها الموات؟ انه ليس غير الله وهو الحافظ سبحانه، وهو سبحانه يُرينا "سَنُرِيهِمْ ... " المثال الحي الموجود في الاعماق، فضلا عن "الآفاق" فنعرف آياته كما وعد وحكم .. ولاشك ان من آيات الله ماهو في اعماق البحار، كما في آفاق السموات، ونور "الحوامل المضيئة" من الاسماك الرخوة الرقيقة تحت الظلمات السحيقة في المياة العميقة هو حقا دليل "النور" في قلب الطليق والاسير ممن حمل شهادته لله وحده، وهو دليل لامحيص عنه ولامحيد على الخفي من الايمان وعلى مافي قلب المؤمن من اشراق كما انه دليل اضافي على صلة الروح الإنساني الطاهر بغيب رحماني رباني مثل ماورد من لمة الملك والرؤى الصالحة والحراسة التي يشعر بها المؤمنون والقدر الذي تكلم عنه حتى من اسلم من علماء الغرب مثل السفير الألماني مراد هوفمان وقال بأن حوادث في حياته دلته على انه تحت مراقبة الله .. وسرد الرجل العظيم دليله .. (ودليل ايضا على صلة الوحي بالأنبياء) صلة بين العبد وربه، وهو الدليل على صلة الأسيرات برب السموات .. ، في وسط عداوة ائمة الكفر وارهابها، وخطف اهل الضلالة ومؤامراتها .. هؤلاء حرامية الدين والدنيا، والاجساد والارواح.
دليل من " الستومياتويد" و" الشص" ومن "الأسيرات"!
لقد رأينا في عصرنا مالم تكن قرون البشرية الماضية كلها قد رأته .. رأينا مافي الأعماق المائية على مسافات واعماق سحيقة، رأينا (الأسماك المضيئة)!، (حاملات الضوء!)، نعم حاملات الضوء كما اطلق عليها الماديون والعلمانيون والملاحدة المعاصرون انفسهم!!!، رأيناها وهي تسبح في مشهد مذهل ومنظر مدهش في نورانية فائفة الجمال والدلال، تفتح الروح القارئة اليقظة على النص الأول " وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "،" سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ" وهذه العجائب تسبح حاملة النور في ثقة وسط الظلمات المدلهمة في اقاصي اعماق المحيطات السحيقة والمياة العميقة، من 1000 إلى 4000 متر تحت سطح البحر، ومعلوم ان تلك الأسماك لينة ضعيفة ورخوية التكوين، ومنها سمكة "المصباح" تعيش على أعماق 1200 - 3000 قدم، وتحمل مجموعة من الحوامل الضوئية المركزة أسفل الرأس وعلى سطحها البطن والضوء المنبعث لونه ازرق مخضر. وهناك أسماك" الستومياتويد" يتراوح طولها بين بضع سنتيمترات إلى حوالي المترين. وهى تحمل صفوفا من الأعضاء الضوئية على جانبيها، وهناك أنواع معينة من الأسماك لها أعضاء مضيئة تقع في مواقع معينة بالنسبة للعينين بحيث يصبح مجال الرؤية مضاءً لمسافات قصيرة على الأقل. ايضا تجد لإحدى اسماك الستوماتويدية القدرة على إلقاء حزمة من ضوء أزرق قوي لمسافة تبعد عن جسمها بمقدار 60 سم. إلا أن أكثر مواقع أعضاء الإنارة التى تميز حاملات الضوء هى على الجهة البطنية للحيوان، الذى تنظر عيناه في اتجاه مخالف، بل ومضاد لاتجاه الضوء أحيانا، واسماك ال" فوتوبليفارون" يقطن جسمها بكتيريا مضيئة وعندما تريد السمكة أن تطفئ ضوءها في اعماق المياه تعمد إلى إسدال طيَّة من الجلد على تلك البقعة المضيئة. وكذلك اسماك الشص تعيش على عمق أكثر من 2000 متر وهي"مائة نوع تقريبا!! "، فمن يكفر بعد ذلك بالله اويشرك بصناعة الثالوث واعتقاد قتل الرب على صليب كحل للأنقاذ!، اواتحاد الله بالانسان في شخص بشري لتسليم نفسه للبشر لانه قتله هو الحل في خلاص البشرية!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد ضرب الله لنا الأمثال الموحية وهي التي يجعلها العلمانيون من اللامفكر فيه:" أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور" النور:40 وقال" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا" والجاهل بدلالات تلك المعاني الدقيقة اللطيفة ميت القلب والروح وإن كان حي البدن والجُثة!، وقال تعالى "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ" يقول ابن القيم في مدارج السالكين:" وشبههم في موت قلوبهم بأهل القبور فإنهم قد ماتت أرواحهم وصارت أجسامهم قبورا لها فكما أنه لا يسمع أصحاب القبور كذلك لا يسمع هؤلاء وإذا كانت الحياة هي الحس والحركة وملزومهما فهذه القلوب لما لم تحس بالعلم والإيمان ولم تتحرك له كانت ميتة حقيقة وليس هذا تشبيها لموتها بموت البدن بل ذلك موت القلب والروح"
النفوس الشريفة في مواجهة رذالة العالم
ان هذه النفوس العظيمة الكبيرة التي تحبسها الكهانة .. النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة التي خطفتها الجهالة، لم يثني عزمها ضراوة المحنة او شدة البلاء، او ضراوة الكفر واصرار الغباء، وقد علمت، حماها الله، ان عقائد الكنيسة فكر عاطل، وان قتل الرب زيف باطل، لقد رفضت هذه النفوس الشجاعة الرضوخ لحرامية الديانة وسراق الأرواح وأكلة لحم الرب بزعم الأكلة انفسهم لانفتري عليهم كما يفترون علينا!. يقول الأنبا بيشوي انه يأكل جسد الرب ويشرب دمه على الحقيقة بالزعم بتحول الخمر والخبر في العشاء الرباني الى جسد الرب ودمه على الحقيقة!، يقول:" تتحول أثناء القداس إلى جسد الرب ودمه تحت أعراض الخبز والخمر ... نشرب من هذه الكأس لأننا نؤمن أن ما بداخل الكأس هو دم حقيقى تحت أعراض الخمر." (بيشوي في كتابه سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان- سر التناول المقدس) ياللعار يابيشوي ياللعار. هل مازلت عاقلا يابيشوي وانت تنطق بهذه الكلمات الوحشية البدائية؟ ويضيف بيشوي في نفس الكتاب:" فإذا كان السيد الرب نفسه يقول هذا هو دمى، فمن يستطيع أن يقول إن هذا هو رمز فقط؟ ألا نؤمن بصدق كلمات السيد المسيح؟!! ... (ومن قال لك يابيشوي انه قول الرب وليس قول اهل التحريف؟!) لكننا نتناول من جسد الرب ودمه ... يكمل القديس بولس كلامه ويقول "إذاً أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه" (1كو11: 27). فكيف يكون مجرماً إن كان هذا دماً ليس حقيقياً أو جسداً ليس حقيقياً"!!!
هؤلاء هم "الحرامية وقطاع الطريق" كما سماهم ابن القيم في كتابه "الوابل الصيب"، وهذه النفوس الفريدة وان حُبست وخُطفت من قبل هذه الرذالة، فانها مطمئنة بالله عز وجل لانها رجعت اليه واقبلت بحق عليه، مهما بلغت العداوة مبلغها والشقاوة ارهابها والجهالة اقصاها. فرضى الله عند الأسيرات والمؤمنات فوق كل رضى وحق الله فوق كل حق وحب الله اعلى درجات الحب وتنزيهه عن القبائج اعظم التنزيه. يقول ابن القيم في موسوعته الإيمانية "مدارج السالكين":" فمن آثر رضى الله فلابد أن يعاديه رذالة العالم وسقطهم وغرثاهم وجهالهم وأهل البدع والفجور منهم وأهل الرياسات الباطلة وكل من يخالف هديه هديه، فما يقدم على معاداة هؤلاء إلا طالب الرجوع إلى الله عامل على سماع خطاب: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27 - 28] ومَن إسلامه صلب كامل لا تزعزعه الرجال ولا تقلقله الجبال ومن عقد عزيمة صبره محكم لا تحله المحن والشدائد والمخاوف، قلت (ابن القيم): وملاك ذلك أمران: الزهد في الحياة والثناء فما ضعف من ضعف وتأخر من تأخر إلا بحبه للحياة والبقاء وثناء الناس عليه ونفرته من ذمهم له فإذا زهد في هذين الشيئين تأخرت عنه العوارض كلها وانغمس حينئذ في العساكر وملاك هذين الشيئين بشيئين: صحة اليقين وقوة المحبة وملاك هذين بشيئين أيضا: بصدق اللجإ والطلب والتصدي للأسباب الموصلة إليهما فإلى ههنا تنتهي معرفة الخلق وقدرتهم والتوفيق بعد بيد من أزمة الأمور كلها بيده
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [الإنسان: 30 - 31] "
ضرورة التغافل
ان المؤمن يتغافل عن العوارض ماامكنه ويتخطى العقبات بما اُشرق في قلبه من نور محروس. وهذه عادة المؤمنين العاقلين وخبرتنا مع الشهادات المصورة والمسموعة على شبكة الانترنت تؤكد هذا المعني، يقول ابن القيم أما:" العوارض المكروهة فإنها قواطع أيضا ويتغافل عنها ما أمكنه فإنها تمر بالمكاثرة والتغافل مرا سريعا لا يوسع دوائرها فإنه كلما وسعها اتسعت ووجدت مجالا فسيحا فصالت فيه وجالت ولو ضيقها بالإعراض عنها والتغافل لاضمحلت وتلاشت ... ويعلم أنها جاءت بحكم المقادير في دار المحن والآفات، قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مرة العوارض والمحن هي كالحر والبرد فإذا علم العبد أنه لا بد منهما لم يغضب لورودهما ولم يغتم لذلك ولم يحزن فإذا صبر العبد على هذه العوارض ولم ينقطع بها رجى له أن يصل إلى مقام التحقيق فيبقى مع مصحوبه الحق وحده فتهذب نفسه وتطمئن مع الله وتنفطم عن عوائد السوء حتى تغمر محبة الله قلبه وروحه وتعود جوارحه متابعة للأوامر فيحس قلبه حينئذ بأن معية الله معه وتوليه له" (مدارج السالكين)، ومعلوم ان ضعف اليقين والصبر يفتح مجالا لاستفزاز الجهلة وحمق الحمقى والأمر كما يقول ايضا:" ومتى ضعف صبره ويقينه أو كلاهما استفزه هؤلاء واستخفه هؤلاء فجذبوه إليهم بحسب ضعف قوة صبره ويقينه فكلما ضعف ذلك منه قوي جذبهم له وكلما قوي صبره ويقينه قوي انجذابه منهم وجذبه لهم". ويقول في الوابل الصيب:" فلما ان بلي العبد بما بلي به اُعين (من الإعانة) بالعساكر والعدد والحصون وقيل قاتل عدوك وجاهده فهذه الجنود خذ منها ما شئت وهذه الحصون تحصن باي حصن شئت منها ورابطه الى الموت فالامر قريب ومدة المرابطة يسيرة جدا فكأنك بالملك الاعظم وقد ارسل اليك رسله فنقلوك الى داره واسترحت من هذا الجهاد وفرق بينك وبين عدوك واطلقت في داره الكرامة تتقلب فيها كيف شئت وسُجن عدوك في اصعب الحبوس وانت تراه فالسجن الذي كان يريد ان يودعك فيه قد اُدخله واُغلقت عليه ابوابه ... وانت فيما اشتهت نفسك وقرت عينك جزاء على صبرك في تلك المدة اليسيرة ولزومك الثغر للرباط وما كنت الا ساعة ثم انقضت وكان الشدة لم تكن، فان ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه فليتدبر قوله عز وجل " كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة " (الوابل الصيب من الكلم الطيب ص 34)
عوائق على السطح وعوارض في طريق المحنة والمنحة
ان العوائق المادية التي تواجه المسلمات الجدد والتي يمكن أن نطلق عليها "عوائق على السطح! " تتمثل في الصور التالية:
-فقدان البيت والمال: ان من العوارض او العوائق هو مايلقاه المسلم الجديد احيانا من فقدان بيته او ماله او اهله، وهروبه من بيته، وخروجه من ماله الى حيث لامقر معين ولامستقر معروف متعين ولا حماية مادية من أي نوع .. إلخ. مما قد يسبب أزمة مؤقتة، وعارض في بداية الطريق، ولاشك ان هذا من فتنة التمحيص "وليمحص الله الذين آمنوا"، وهي فتنة وتصفية تطرح عن اهل الايمان كل علائق الدنيا فيتجردون لله مخلصين له الدين، فترتفع النفوس وتسمو بالله وتصير طرازا رفيعا من الهداية والثبات والإنسانية يمشى على الأرض وسط ضراوة المحنة وشدة الابتلاء. وهو الانتصار العظيم الذي يبقى مع الزمن عميق الغور في تلك النفوس العالية الهمة، وهو الاستحقاق الكبير لمجاورة الملأ الأعلى وهو البلاء المُقدر الذي يستل من النفوس مايحجب عنها النور الرباني، وينزعها من طموحات الدنيا وشهواتها ليحل في تلك النفوس الشريفة النور والتوحيد وحب الانتصار للحق والعدل والانسانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم ان المواجهة مع العدو مقصودة احيانا او غالبا، والتعرض للبلاء هو صقل للنفوس وتقوية لها للزمن الآتي فلا تضرها فتنة بعد ذلك مهما كانت ويبقى النور واشراقه مهما بلغت الظلمات المبالغ العظيمة والدركات السحيقة والعواصف الشديدة. وهذه النفوس الرفيعة هي التي تحمل الكافة الى النصر والتمكين ولايكون ذلك الا بصبر ويقين، ومعاناة ومكافحة، فتتم التربية والتزكية وسط مشاعل الفتن فتكون المثال والنموذج للتائهين والباحثين عن الحقيقة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ. وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" (سورة البقرة:153 - 157) ولاشك ان الانسان يُمتحن بهذه العوارض فيرتفع ذكره ويكون ثباته مقوما من مقومات الدعوة الى الله.
فالله يحرس عباده في الأزمات مهما بلغت المخاوف وتزلزلت بالنفوس العوارض والقوارض. فيحقق بهم موعوده ويصير الايمان ايمان راسخ لاتزحزحه المحن فتستقر النفس على الجودي وترضي بالله وهي مسرورة وسط الأنواء التي تُهلك النفوس الخائرة والضلالات الفاترة.
وان المرأة لتعاني من هذه العوارض اشد من معاناة الرجل والاسباب كثيرة منها الموقف الاجتماعي عامة والظروف الملابسة له .. غير ان صلابة الايمان وتجرده ومعاونة اهل الخير –مما يسببه الله- تحفظ هذه النفوس المكرمة من الوقوع في اليأس والله تعالى يسبب الأسباب ويُقدر الحراسة ويرعى اهل الايمان ويحوطهم ويصونهم ليرتفع ذكرهم ومقامهم عند الله عز وجل وعند الناس. وقال عز من قائل" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" وقال" وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (الأنفال:26) وقال سبحانه" ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا " (التوبة:26) ومعلوم ان اهل التقوى يمرون بما قد يسمى بالدورة التدريبية على تحمل المشاق. (وقد اتحفنا الدكتور منير الغضبان بموسوعته التربوية المسماة" المنهج التربوي للسيرة النبوية" وهي من احسن ماظهر في التاريخ الاسلامي في تناول السيرة وتربية الصحابة رضوان الله عليهم. فلتراجع).
فهذه العوائق والعوارض ليست ثابتة لاتتغير ولاتتزحزح بل تمر كالأيام او السحاب، لكنها في النهاية تكشف عن نفوس تريد الدين لذاته فهو الهدف الرئيسي، ويظهر الدافع الذاتي من الايمان العميق، هي على أية حال عوائق ضعيفة هشة في عين المؤمن، هشة خلف السطوح وفي الأعماق لاسلطان لها على النفوس العظيمة، وهي تمثل خداعا لمن لايبصر الحقيقة، ولكن عنصر الايمان وتأييد الله وكفالته لعبده أبلغ من كل تلك العوارض الضاغطة، والمصائب المزلزلة، انه أقوى من تلك العوائق المنتفشة المتضخمة، المهيبة المظاهر، الهشة في صلبها وأعماقها. مهما بلغ سلطانها على ملايين الارواح المتهالكة التي نشاهدها صرعى المادة والطاغوت واللهو والكهنوت.
-العائق الاجتماعي داخل المجتمع الكنسي: من المعلوم ان هذا العائق هو من أكبر العوائق الذي يتراكم تأثيره داخل المجتمع المنتمى للكنيسة، ومن الصعوبة بمكان أن ينتشل عضو الكنيسة نفسه من هذه الشبكة الإجتماعية ويخرج على هذا الاخطبوط الإجتماعي الشديد النشاط والإرتباط والعنكبوتية، والمشدود الى أوهام الكهنة وخطابات الآباء المتخرصة القديمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم ان العقل الكنسي الجمعي يشتغل على الخرافة والامور الساحرة الغامضة كالديانات الوثنية سواء، فيدعم خرافاته بالرموز والشعائرية الغامضة، مثل أضواء الشموع الفاتنة!، وايقاع الترانيم المسلية الساحرة .. وصور الأيقونات المصنوعة .. والأصوات المهيجة،على غير هدي، لوجدان او عقل وحسبان، والشيء المؤسف هو أن تلك الامور تأخذ بعيدا بلب النفس الهائمة الضالة فتسبب لها هيمان غير مسؤول وتيه غير محسوب وغموض لاعقل له، يحتل الخيال الباطل به الكيان الانساني كله.
والمؤسف أن تحول تلك الأمور التافهة او اللاهية او الموهمة بين الإنسان وربه، ولو قارنا فتنة هذه الأمور مع فتنة النجوم اللامعة التي عُبدت من دون الله، وتصاويرها المعكوسة في انصاب وتماثيل وصور ورموز وممثلين لها في الحضارات القديمة، لعلمنا كيف تحتل الفراغات المساحات وتضيع الكليات والعلميات، وتصبح لأهل الشرك والثالوث فتنة كما كانت للوثنيين الذين التمسوا في مخلوقات الله ماليس فيها من الربوبية والتقديس او الالهية والتعالي، وهو تعلق في الحقيقة باللاشيء
وعبودية الانسان مهما ظهرت اعاجيبه هي كعبودية الكواكب مهما بلغت فتنتها وجمالها. والنصرانية كالوثنية في هذا الشأن.
انه لاينتصر على هذه الشبكة العنكبوتية العاطفية الجامحة المغموسة في الرموز والشعائر الغامضة الفاتنة الا يقين فطري علمي، وشجاعة انسانية يحدوها عقل مريد للحق، ويدفعها نداء وجداني يسوقه الحق بالحق، ودافع عقلي لايعارض الحقيقة، ونور رحماني يخترق ظلمات الآفاق والأعماق فيلبث في اجسام شفافة، وارواح حية لطيفة، عاقلة ومشتاقة لاهائمة ولا مغيبة برموز وايقونات مضلة، .. فشاهد العقل والفطرة وآثار الصنعة وايقاع الكون يعلو عند العقلاء على غوامض الايحاءات وفتنة الايقونات، وشكل الرموز ولهو الموسيقى والتراتيل وفتنة الجماعة (الكنيسة) والمجموعة، يقول ويل ديورانت في المجلد ال12 من موسوعته قصة الحضارة ص153):" أن روح الرجل الساذج لا تتأثر إلا عن طريق الحواس والخيال، والحفلات والمعجزات، والأساطير، والخوف، والأمل؛ فإذا خلا الدين من هذا كله رفضه، أو عدله حتى يدخله فيه. ولقد كان من الطبيعي أن يلجأ الشعب الخائف الذي يحيط به الحرب والخراب، والفقر والمرض، إلى الأضرحة والكنائس الصغرى والكبرى، وإلى الأضواء الخفية، ونغمات الأجراس المطرية، وإلى المواكب، والأعياد والطقوس الممتعة ليجد فيها سلواه"
-عائق النفس المسيحية المتجذرة في التاريخ الكنسي والمحملة برواسب قرون التضليل الكهنوتي الذي قال بضرورة قتل الرب لنجاة البشر!!. ومن المعلوم ان زوجة الكاهن هي منغرسة كليا في هذا المجتمع العقدي المترابط وتحديداته الوثنية ورواسبه التاريخية. والخروج من الجذور العتيقة عمل مضني مرهق ولاشك انه بعد الخروج منه يشعر الانسان بالانفراجة والتحرر والفرح العظيم، الفرح بالله عز وجل وهدايته ورحمته.
انه غالبا ماتقوم أغلب الديانات الباطلة على العلاقات الإجتماعية، لا على الحقائق الدينية والعقلية والكونية، ومايرتد بعض الافراد الذين انتقلوا الى المسيحية مرة اخرى غالبا الا لهذا السبب الإجتماعي الضاغط داخليا وخارجيا (وماذا ستنفع هذه العلائق امام الله؟!) .. ولكن هذا العائق الجاذب لايخدع حاملات الضوء فالكون اوسع مجالا وجمالا من هذي العلائق الاجتماعية الفاتنة، والانس بالله والرفقة بالحق ومعرفة العقيدة والتوحيد هو اسمى من كل ارتباط ايا كان. واخوة في الله وحده انفع للعبد من استمتاع العلاقات المهلكة، والاحتفالات المضيعة لحق الله وحق الانسان، قال الله عز وجل" وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"
(يُتْبَعُ)
(/)
-عائض الفضيحة، أو سوء "السمعة" أو إحداث فضيحة للأسرة، وهو عائق نفسي-اجتماعي، فالخروج على الأسرة او الجماعة المسيحية، خصوصا اذا كان من إمرأة مؤلم بطبيعة الحال لمن لم يعلم حقيقة القضية الايمانية، فمابالك لو كانت زوجة كاهن وهي في المثل كزوجة فرعون (آسية امرأة فرعون) قال الله عنها في القرآن العظيم:" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "، ولاشك ان فضيحة فرعون في مصر كانت كبيرة بسبب اسلام آسية خصوصا ان الشعب كان ينظر اليه على انه ابن الله المقدس!، بل اله مقدس ايضا، فكان التعالي والمكانة والكهانة والزعامة محرض على التعذيب بالضبط كمايحدث عند اسلام زوجة كاهن عند الجماعة المسيحية المصرية المتعصبة،فقد تسبب اسلام الاسيرات والاخوات في فضيحة مدوية لارباب الكهنوت والأسر الجاهلة بحقيقة النصرانية وحقيقة الاسلام، وتجهل هذه الأسر ماتعيش فيه بناتهن من سرور وفرح بالله وسكينة عظيمة وراحة عجيبة، وايمان صحيح وقد قالتها المرحة "جيهان نادر وديع" عندما خاطبت اهلها في الفيديو المصور بأنها افضل من الأول واحسن ودعتهم الى ماهي عليه فكم هي عظيمة هذه البنت الكريمة (ولاتنسوا انها أول من كشف بالصوت والصورة عن حقيقة التعذيب في الأديرة، وقد شاهدت المختطفات ووسائل التعذيب) حماها الله. وقالت اختنا "رضا جرجس" التي اسلم زوجها أولا وكانت معترضة على اسلامه ثم بعد ان سمعت كلام الله وعاشت الايمان قالت بعد سنوات من اسلامها في ال (فيديو .. إسلام أسرة بالكامل زوج وزوجة وأبناء ( http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=14340&menu_id=3)" والمنشور في المرصد بتاريخ الجمعة 12 نوفمبر 2010):" انا عايشة في الجنة .. رغم ان انا وأولادي، احنا اولا نايمين على الأرض .. في الأول وفي الآخر بأقول الحمد لله انا حاسة اني عايشة في الجنة احنا أولا نايمين على الأرض والله العظيم حاسة اني عايشة في الجنة، وقالت انها كانت تذهب للكتيسة ولاتفهم شيء، بيستفزوني عشان أرجع .. بس انا ماسبتلهومش الفرصة دي ابدا .. انا الحمد لله على النعمة الي انا فيها ... عوض ربنا كبير ... حسيت انا انا طايرة في السما .. مفيش حد أجبرني على حاجة ... انا مايهمنيش اي حاجة .. ربنا بعتلي الناس فهومني .. حسيت اني بنيآدمة تانية .. (قالوا لها) عارفين مكانك ومكان ولادك مش هانسيبك .. كنت خايفة ميمهنيش اي حاجة اهم شيء عندي الولاد. التهديدات كلها كانت من أهلى. اخذوا شقتي وخذوا عفشي .. قالت لهم مفيش حاجة بتدوم .. انتو بتروحوا واحد ورا واحد كل يوم والتاني واحد منكم بيروح .. حسبي الله ونعم الوكيل فيكم .. في الي انتوا قلتوه .. خايفة اوديهم المدرسة .. خايفة لاروح فأجدهم مش في المدرسة .. مفيش كده ابدا .. انتوا مقتنعين بده واحنا مقتنعين بدينا .. اتعرض علينا فلوس .. من الكنيسة .. القسيس اتصل علينا وقال احنا حانديك الي انت عايزة .. كل الي همهم الولاد وانا .. "
اشاعات الفضائح وحاملات النور لايبالين بالتزوير
ان الفطرة السوية لهؤلاء المؤمنات الأسيرات جعلتهم يقبلون على الحق العظيم بهمة عالية وثقة ثابتة وتحدى يعيد امجاد الايمان والشهادات الكبرى في التاريخ، ماكشف ارهاب الكهنوت ونفسية اهل الإجرام الذين يلبسون مسوح الكهنة والرهبان، فاعتزلن هذه الصور الزائفة وقد بدت في صورة أعوان وزي زهاد ورهبان كقساوسة الاخدود والتعذيب الذين يعذبون النساء في مواضع سجودهم واماكن تسبيحهم!!، يقول ابن القيم:" والله إِنهم لأَعداءٌ فى صورة أَولياءَ وحرب فى صورة مسالمين، وقطاع طريق فى صورة أَعوان. فواغوثاه ثم واغوثاه بالله الذى يغيث ولا يغاث {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} * [التغابن: 14]، {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} * [المنافقون: 9]. فالسعيد الرابح من عامل الله فيهم ولم يعاملهم فى الله، وخاف الله فيهم ولم يخفهم فى الله وأَرضى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
بسخطهم ولم يرضهم بسخط الله، وراقب الله فيهم ولم يراقبهم فى الله، وآثر الله عليهم ولم يؤثرهم فى الله، وأَمات خوفهم ورجاءَهم وحبهم من قلبه وأَحى حب الله وخوفه ورجاءَه فيه، فهذا هو الذى يكتب عليهم، وتكون معاملته لهم كلها ربحاً، بشرط أَن يصبر على أَذاهم ويتخذه مغنماً لا مغرماً وربحاً لا خسراناً".
-كذلك فان الأوضاع الحالية للمجتمع المصري نفسه لاتعين على المضي في الاتجاه الصحيح اللهم الا ممن استعلى على الفساد واعان اهل البلاء والايمان ومنه المهاجرات والاسيرات.
والمجتمع الذي حكمه منذ سقوط الخلافة القوميون والماركسيون والشيوعيون والماديون المتغربون والرأسماليون والاشتراكيون والملاحدة وكل من هب ودب، يسيطر عليه اليوم الفقر والمرض بفعل فيروسات هؤلاء العلمانيين فهم سبب البلاء واس الشقاء كما تسيطر عليه بقية الأزمات الداخلية لاتدع اكثر الناس يفكرون في القضايا المصيرية وكأن الناس كما قال محمد الغزالي في كتابه نظرات في القرآن"2"):" كأنما ابتلعوا جرعا ثقيلة من الأفيون فهم يتثاءبون في كسل ويفكرون في ذهول وغفلة" (ص51، دار نهضة مصر) فإنشغال كتلة ضخمة من المجتمع المصري الحالي بقضايا أخرى لاأقول أهم ولكن قضايا حياتيه- مثل انشغال كثير من الشباب بعمل اضافي لتلبية الحاجات الضرورية واعراضهم عن تتبع القضايا الملحة، يثني كثير منهم عن مساعدة مسلم جديد او الخروج في مظاهرة سلمية لنصرته، مع ان كثير من المصريين لايعلمون عن هذه الأحداث الأخيرة شيء ولو علموا لربما كان لهم معها شيء اخر.
فالهم الدنيوي شاغل، واللهو العلماني المتتابع في الافلام والمسلسلات ومافيها من غرز الشيطان واباحية واستباحة الكتاب والمخرجين-مثل خالد يوسف المخرج المصري- كل ذلك يحجب الحقائق ويدفع في اتجاه التغريب او التخريب، او تضييع الحقوق ونسيان الكرامة.
كذلك فان معرفة كثير من الناس بموقف الدولة من المعارضين لها من الجماعات الإسلامية المختلفة الإتجاهات، وايضا علمهم بماتلقاه المعارضة-اياكانت- احيانا من ادانة، مثل ماحدث لأيمن نور وعبد الحليم قنديل وعبد الوهاب المسيري رحمه الله وقيادات جماعة الاخوان وغيرهم، كل ذلك يتسبب في خيبة امل واحباط عند طوائف من الشعب قد يبعدهم لاشعوريا او شعوريا عن المشاركة السياسية او القيام بدور ايجابي تجاه القضايا الانسانية والمجتمعية المهمة.
الا اننا نؤكد ان جماهير عريضة من المثقفين الاسلاميين على مختلف اتجاهاتهم يؤيدها في توجهاتها جماهير غفيرة من المجتمع مازالت تقف وقفة ايجابية تجاه وأد الكنيسة للحرية والكرامة. وقد رأينا المظاهرات العارمة والوقفات المدهشة دفاعا عن حرية الأسيرات مطالبة بتحريرهن من أديرة العار الكنسي، يشاركها في وقفتها العملية والعلمية الممدوحة علماء كبار مثل الشيخ احمد المحلاوي والشيخ حافظ سلامة وبقية الشيوخ السلفيين من امثال الشيخ الحويني والحبيب محمد اسماعيل وسعيد عبد العظيم، واحمد فريد وجماعة من الاخوان ايضا والجماعة الاسلامية وغيرهم من اصحاب الهمم العالية كالاستاذ جمال سلطان وكوكبة صحيفة المصريون الالكترونية وكذلك الدكتور محمد عمارة والاستاذ العوا حفظهم الله جميعا. وكذلك الاستاذ حسام ابو البخاري والاستاذ فاضل سليمان والشيخ الزغبي والدكتور منقذ السقار والشيخ ابو عبد الرحمن وغيرهم من كثير من الشباب المعتدل على برنامج البالتوك المشهور.
-عائق الاعلام العلماني المضاد، الرسمي منه والخاص، او الممول من اطراف مسيحية وهو غير مخوف على الاطلاق للمسلمات الجدد ولايبالين به فهن في شأن والدعاية الكاذبة المدعومة بالمال او السلطة في شأن آخر!، وان كان الاعلام الاسلامي يقوم على الدوام بكشف اغاليط هذه الآلة الشيطانية الدعائية وفضح سياسات طواغيتها وكشف اقطابها.
الكنيسة تُسعر الأخدود وحاملات النور لايبالين بالتعذيب! (1)
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article _no=10842
والمقال المشار اليه في الجزء الاول من هنا
إسألوا أوروبا عن سر إسلام كاميليا وابنة قسطنطين فعندها الخبر اليقين
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article _no=10016(/)
من أقبح العادات وأخزاها: زيارة سيدي عابد!
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 04:12]ـ
من أقبح العادات وأخزاها: زيارة سيدي عابد! ـ ـ بقلم الأستاذ الزّاهري العضو الإداري لجمعيّة العلماء المُسلمين الجزائريين
جعل القطار يسير الهُوينا , ويمشي بنا مشيا وئيدا لأنّا في رخو خضخاض من الأرض لا يحسن عليه السّير السّريع , فكلّما بلغ القطار هذه << المرجة >> غاديا أو رائحا إلاّ وخفض السّائق من سرعته وكبح من جماحه وأحسّ الرّكاب بأنّ سُرعة القطار قد انخفضت كثيرا , فقال قائل منهم: هذه الكرامة , حتّى القطار قد أدركته الخشية , فجعل يسير هذا السّير الخاشع احتراما لسيدي عابد , واعترافا بولايته وصلاحه (!) فقال قائل آخر: وليست هذه هي الكرامة الوحيدة لهذا الولي الصّالح فمن كراماته المشهورة أنّك لا تسمع مُدّة هذه << الزّيارة >> نهيق حمار , ولا صهيل جواد , ومنها أنّ من سرق شيئا صار في يده ثعبانا مهينا أو حيّة تسعى ومن كراماته أنّنا معشر الرّجال نستمتع في أيّام << الزّيارة >> بالأوانس والنّساء الجميلات من ربّات الحجال المقصورات في الخيام نُشاهد فيهنّ الجمال البديع سافرا مُجرّدا دون بُرقع أو حجاب ونتحدّث إليهنّ في مُختلف الأحاديث دون كُلفة ولا احتشام , ونخلو بهنّ في غير ريبة ولا << اشتباه >> على أنّ أحدا لا يمدّ يده إلى امرأة بسوء , وإذا تلاقيا على خطيئة أو إثم << تلاصقا >> إلى الأبد!
فقال قائل: ولكنّني أنا قد أجريت بنفسي عدّة تجارب من هذا النّوع فوجدت أنّ هذا الاعتقاد باطل غير صحيح وأنّ الحقيقة على خلاف ما يزعمون وما لي حاجة في هذه (الزّيارة) إلاّ اغتنام الفُرصة لإتمام هذه التّجاريب! فقال آخر: وأنا أيضا لا أشهد هذه << الزّيارة >> إلاّ طلبا للصّيد! ولعلّ جميع هؤلاء << الزّوار >> نساء ورجالا إنّما يجيئون هذه << الزّيارة >> حُبا في الاصطياد! فقال له أحد الحاضرين: اتق الله يا هذا , ولا تجعل المُصلحين كالمُفسدين , ولا المتقين كالفجار , ففي هؤلاء الزّوار من يحملون بين جوانبهم أحسن << النّيات >> وأطيبها وفيهم العلماء الأعلام الذين قد أتوا << زائرين >> , فقال له صاحبه: ومن هو العالم الذي جاء << زائرا >>؟ قال: قد رأيت الشّيخ الزّاهري ركب معنا هذه العربة , وعلمت أنّه جاء << زائرا >> وهذه حُجّة على جواز << الزّيارة >> فالشّيخ الزّاهري عالم مشهور ينبغي أن نقلّده ونُقلّد إخوانه من العلماء في أمور ديننا (وهو إنّما يعتبر التقليد في الزّيارة) وقديما قيل: (من قلّد عالما لقي الله سالما) وما نظنّ أنّ الزّاهري قد جاء بنيّة أخرى إلاّ أن << يزور >>. فقال له صاحبه: الزّاهري ليس حُجّة في هذا الباب , لأنّه من الذين يُنكرون الزّيارة ولا يُبيحونها , وما هو هنا إلاّ بنيّة أن يطّلع على ما يجري وما يكون ثمّ يكتب عن هذه الزّيارة ما لا يسرّ الزّائرين ولا الزّائرات , وبعد فماذا عسى أن يكون الشّيخ؟ إنّه لم يكن مَلكا كريما ولا نبيا معصوما , فلماذا لا يجوز أن يكون هو الآخر مثلنا من الهُوّاة المُغرمين بالصّيد؟! فقال له الرّجل: لا ينبغي أن نقول مثل هذا القول في رجل ما علمنا عليه إلاّ خيرا , وما علمنا عليه من سوء , وهنا دارت بين الرّجل وصاحبه مُحاورة شديدة عنيفة , فيها فُكاهة لاذعة , وتهكم مرير , وفيها حلاوة وظرف كثير , ولكن هذا المقام يضطرّنا أن نطويها وأن لا نذكرها هنا.
...
وأطلّ أحد الرّكاب من نافذة القطار , ونادانا: تعالوا فانظروا , فتزاحمنا نحن جميعا على النّوافذ نطلّ منها برؤوسنا , فإذا الأرض تسيل بالسّيارات والعربات المُختلفة والدّراجات والكاميونات والكارويات وبالخيل والبغال والحمير تحمل إلى مكان << الزّيارة >> النّساء والرّجال والأطفال من الزّائرين والزّائرات , فقلت أيّ مكان يتّسع لهذه الخلائق مهما كان واسعا فسيحا , فقال لي رجل كان بجانبي: ما هؤلاء إلاّ شيء قليل جدا بالنّسبة للذين هم الآن في مكان الزّيارة , ففي كلّ ربع ساعة يصل إلى عين كرمان قطار مشحون بالزّوار , فقلت: كم يبلغ عدد هؤلاء الزّوار جميعا؟ قال: إنّهم يبلغون ثلاثمائة ألف أو يزيدون , فقلت: وكم نسبة النّساء بينهم؟ قال: إنّهنّ سبعون بالمائة أو أكثر من ذلك بقليل , قلت: وما لي أراهنّ
(يُتْبَعُ)
(/)
سافرات غير مُحجّبات؟ قال: لأنّهنّ زائرات , قلت: إنّهنّ ما زلن لم يصلن مكان الزّيارة بعد؟ قال: قد اعتبرن أنفسهنّ زائرات منذ خرجن من بيوتهنّ.
...
ونزلنا بمحطّة عين كرمان , ويُسمّونها << وادي ارهيو >> ومع أنّ بينها وبين مكان الزّيارة بضعة أميال فإنّ كثيرا من الزّوار ــ لمّا علموا أنّ مكان الزّيارة قد ضاق بالزّائرين ــ قد اتّخذوا من عين كرمان مكانا للزّيارة , ونصبوا بها الأخبية والخيام , وكانت شوارعها وميادينها تموج موجا بالنّساء والرّجال , وكانوا مُختلطين اختلاطا فاحشا , وقد رأينا حلقا كثيرة كحلق الذكر , فلمّا دنونا منها رأينا النّساء وهنّ سافرات قد جلسن بين الرّجال ورُبّما ترامت امرأة في أحضان رجل أجنبي عنها تلاعبه ويُلاعبها وتُغازله ويُغازلها على مرأى ومسمع من النّاس. . . وفي كلّ حلقة راقصة تثبّ وتميس , وتخطر وتمشي , , وربّما كنّ أكثر من راقصة واحدة وهذه الرّاقصة هي محور هذه الحلقة فإذا هي قد قضت لبانتها من هذه الحلقة ووثبت منها كالغزال النافر إلى حلقة أخرى تبعها أصحاب الحلقة جميعا.
وأردنا أن نُصلّي الظّهر فقلت لرفيقي وهو الأخ الفاضل السّيد علي سعد الهاشمي (بوشقور) هلمّ بنا إلى المسجد , وقمنا نسأل عنه الغادي والرّائح فلم نجد من يدلّنا عليه بل قال لنا أحد النّاس مُتهكّما: إنّكم تركتم المسجد وراءكم في وهران! وسألنا عنه رجلا من أهل القرية فاستغرب منّا هذا السّؤال.
وكانت السّيارات التي تقلّ الزّوار إلى مكان الزّيارة كثيرة لا تكاد تحصى , ومع ذلك فإنّنا اضطررنا أن ننتظر قليلا من كثرة الازدحام على السّيارات , والتمسنا مراحا نستريح إليه فلم نجد , لأنّ المقاهي العربيّة كانت غاصّة ملأى بالزّائرين والزّائرات , حتّى لا ترى فيها موضع قدم خاليا , وقصدنا إلى أحد المقاهي الفرنجيّة الكُبرى ظنّا منّا أنّ الزّوار لا يقصدون إلى مثلها , فإذا هي كثير الرّدهات والأبهاء ولكنّها كانت كلّها مُكتظّة بالزّائرين والزّائرات , وبعد لأي شديد وجهد جهيد , انتبذنا مكانا قصيّا إلى مائدة صغيرة في زاوية ضيّقة من زوايا المقهى فجلس صاحبي على شيء يُشبه الكرسي , وما هو به , وجلست أنا على كرسي مُتحطّم قديم قد بلغ من الكبر عتيا وقام على ثلاث قوائم فقط , أمّا القائمة الرّابعة فقد ذهبت بها الأيّام , وكان الدّخان دخان << السّجائر >> قد نشر في جوّ المقهى سحبا كثيفة مُتراكما بعضها فوق بعض , ونادينا صاحب المقهى أن ائتنا بعصير اللّيمون , فهزّ كتفيه استخفافا بما طلبنا , وكان يظنّ أنّنا نشرب جرّة كبيرة من جرار الجعة (البيرة) كسائر الزّوار فيتمتع هو بثمنها , ومضى , ولم يكد يصل إلى المصطبة (الكونتوار) حتّى غاب عن أبصارنا في ضباب الدّخان المتصاعد من سائر الأفواه , وبعد عشرين دقيقة جاءنا بعصير اللّيمون وقال لنا أيّ نوع من أنواع الدّخان تريدون؟ قلنا إنّنا لا نتعاطى التّدخين , فزاد استخفافه بنا , وكان قد جلس إلى كلّ مائدة جماعة من الزّوار ذكورا وإناثا يتبارون في شرب الخمور ويتنافسون , وكانت المرأة تغنّي والرّجل ينفخ << قصبته >> أو مزماره والباقي يصيحون ويُصفقون ويُمعنون في العربدة والعبث , وربّما رأينا بأعيننا رجلا قد تهافت على امرأة وسط الجماعة يُغازلها ويغمرها عضا وتقبيلا , وقمت أنا إلى حديقة المقهى لعلّي أرى مكانا نجلس إليه فإذا الحديقة أكثر امتلاء بالشّاربين والشّاربات وإذا الحالة فيها على غرار الحالة في المقهى.
وهران محمّد السّعيد الزّاهري (الصّراط السّوي العدد الثاني عشر)
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%87 %D8%B1%D9%8A/191-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%82%D8%A8%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%AF %D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A3%D8%AE%D8%B2%D8%A7 %D9%87%D8%A7-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%AF-%D9%80-%D9%80-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AA %D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%91%D8%A7 %D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7 %D8%B1%D9%8A-%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A %D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85 %D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%B3 %D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7 %D8%A6%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86 .html(/)
عقيدة الرسول .. والصحابة .. والأئمة .. والعامة .. والأطفال .. والعجائز
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 07:06]ـ
عقيدة الرسول والصحابة والأئمة والعامة والأطفال والعجائز
من أخص خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة أنها –كالقرآن-ميسرة للفهم سلسة للذكر
لا تكلفَ فيها ولا إغماض ,مسلّمةٌ من التناقض .. لا شوبَ فيها يعكر على صفاء رونقها , ولا شيةَ تعتريها تكدر على نقاء مشربها .. وها هنا عرض مقتضب في بيان ذلك:
1 - هي باختصار مستفادة من نصوص القرآن والسنة وظواهرهما رأساً, وملخص هذه العقيدة في قاعدة عريضة: تصديق ما أخبر به الله ورسله وتطبيق ما أمروا به "وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلا" وإذن أخبار الله
كلها صدق وأحكامه كلها عدل. فيستوي ما ينسبه الله تعالى لنفسه من العلم والقدرة ونحوهما مع ما ينسبه لنفسه من العين واليد ونحوهما من جهة وجوب الإيمان بأن هذه صفات وصف الله بها نفسه بنفسه أو عن طريق رسوله وهي ذات معان وكيفيات , بمثل ما يستوي أمر الله إيانا بالصلاة مع أمره بالزكاة من حيث إن العمل بالجميع واجب "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"
2 - ومن طريقة الله تعالى في التعريف بنفسه المقدسة: التفصيل في مقام الإثبات والإجمال في مقام النفي ,ومهما قلبت في صفحات الكتاب العزيز فلن تخلو من ذكر صفةٍ لله إما بكونها متضمَّنة في اسم له- تقدس وتبارك -وإما بورودها صفة مجردة على هيئة المصدر أو في فعل من أفعاله
بخلاف معرض النفي فقد جاء مجملاً كما في قوله تعالى "ولم يكن له كفوا أحد" وقوله "ليس كمثله شيء " وهذه هي الطريقة المتناسبة عقلاً وفطرةً وعُرفاً عند الناس كافة فإنك لو قصدت إلى معظّم في قومه وأردت مدحه فقلت:لستَ بحقير ولا شرير ولا أبله ولا معتوه ولا كافر ولا فاجر .. إلخ .. فلا ترتقب أن يشكرك على ثنائك هذا بل تربص داهية تحل بك .. وهذا النفي المفصل المذموم هو من قبيل ما يصنعه المتكلمون مع ملك الملوك سبحانه وتعالى! والله المستعان
ولهذا حين أراد الحافظ الذهبي وغيره مدح الإمام ابن تيمية بكلمة موجزة بأسلوب النفي عمد إلى الإجمال فقال: ما رأت عيناي مثله ..
3 - وليس للعقل في استمداد المعارف الشرعية من سلطانٍ على النقل لاسيما في باب الغيبيات وأخصّها ما كان متعلقا بالرب العظيم سبحانه وتعالى"أم تقولون على الله ما لا تعلمون"؟ .. لا لأن العقول تتفاوت في مدركاتها وتقديراتها فحسب
بل لأن وظيفة العقل التي أرادها الله منه = كونه أداة ًللفهم ووسيلةً للتدبر ,ولأن العقل يمتنع أن يكون قاضياً على ما غُيّب عنه تغييبا خرج به عن دائرة فلكه بحيث لم يكن للبحث التجريبي فيه مدخل"ولا تقف ماليس لك به علم" .. كما العين سواء بسواء, لا ترى ما دق ولا ما بعد فضلاً عما توارى بالحجاب, فإن أبت:عمِيت
4 - وإنما ادعينا أنها عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله اختاره جامعاً بين أوصاف الأمانة والصدق والفصاحة والبيان والحرص على هداية الناس والرأفة بالمؤمنين وغير ذلك مما يمتنع معه أن يستعمل عبارات موهمة غير مرادة الظاهر على ما يزعمه المتكلمون من أشعرية وغيرهم (ماتركت من خير يقربكم من اللهويباعدكم عن النار إلا دللتكم عليه) أخرجه الشافعي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم
ثم مع تقرير هذا الأصل العظيم وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر عامة ما نسميه اعتقاد السلف ,من ذلك مثلا إقراره الجارية على إشارتها للرب العلي سبحانه وأنه في السماء حين سألها "أين الله؟ " كما في حديث معاوية بن الحكم السلمي الذي أخرجه الإمام مسلم.وهو ما يستقبحه المتكلمون جداً لحد الحكم بتكفير هذا القول .. !!
5 - وأما كونها عقيدة الصحابة فلِما استفاض عنهم من سؤالهم الرسول عما أشكل عليهم من ذلك مثلا ,ما أخرجه الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم" "ولو كانت هذه الألفاظ توهم التشبيه لألفيت البِدار منهم لسؤال نبيهم كما هو ديدنهم في كل شؤون دينهم بل لكانت هذه فرصة ثمينة للمشركين للتشكيك في رسالة محمد –صلى الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلم-كما هي عادتهم
فلما لم يستشكل أحد ورود هذه الصفات في حق الله جل ثناؤه علمنا أن ما ننسبه لهم من عقيدة السلف صحيح بلا إشكال ,فإن قيل إنما لم يستشكلوه لعلمهم أن اليد تعني القدرة وأن الحب يعني إرادة الثواب .. إلخ على ما يقتضيه اللسان العربي .. ؟
فالجواب من وجوه:
أ-منها أنه تقرر في العربية أن اليد ليست هي القدرة وهذا من الوضوح بمكان عتيد بحيث لا يتطلب فيه نقل إجماع
ب-فإذا استعملت اليد في سياق الدلالة على النعمة أو القدرة فهذا الذي فهم من السياق الدلالي لا يعود بالنقض على صحة إثبات اليد ونحوها وإنما عبرت عنها العرب في هذه الدلالات لأن اليد بها تؤدى النعمة وبها يبطش ويقتَدر فهو من باب التعبير عن المسبب بالسبب كتسميتهم المطر سماء ومنه قول الشاعر:
إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا
جـ-ثم في نفي حقيقة اليد جراءة على الله تعالى شنيعة بغير مسوغ سوى التحكم العقلي المبني على الذائقة الخاصة بمن نفاها وليعتبر الأشعرية الموقف بين يدي الله تعالى فإنه سبحانه إذا سأل السلفي: لم نسبت اليد إلي؟
فجوابه حاضر: وجدت ذلك في كتابك يارب فأثبتها .. فإن سئل الأشعري: لماذا نفيت عني اليد؟
فما عساه أن يقول؟! أنزهك يارب؟ أم عقلي قضى به؟ إن قال شيئا من ذلك فقد اعتذر بما هو أقبح من الذنب لأن مقتضاه أنه أغير على الله تبارك اسمه من الله نفسه صاحب الشأن.
على أن هذا قول يناقض ما قعدوه في مسألة التحسين والتقبيح
د-فإن سلمنا تنزلاً بصحة ما ادعاه المتكلمون في بعض المواضع فما هم قائلون في مثل قول الله تعالى"ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي"
حيث قطعت تثنية اليد ها هنا مضافةً للرب سيحانه الطريق عليهم لأنه على تحريفهم يكون لله قدرتان أو قوتان! ولا يقول به عاقل
ووجه آخر لدعوانا نسبة ذلك للصحابة أنه إجماع منقول عن القرون الفاضلة الممدوحة وهم حدثاء عهد بالرعيل الأول نقله غير واحد كالإمام الترمذي والحافظ ابن عبد البر وابن خزيمة وغيرهم .. قال الإمام الحافظ الترمذي في جامعه (وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه. وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه: اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده. وقالوا: إن معنى اليد ههنا القوة.) فتأمل كيف مايز بين أهل العلم والجهمية وقابلوا بينهما مقابلة الحق للباطل
,ولم ينقل عن كبار مفسري الصحابة كابن عباس وابن مسعود وغيرهما حرفٌ واحد في تحريف صفة من صفات الله تعالى
6 - على ان فريقا من المتكلمين يتكايس فيقول: قد فهمنا أن الاستواء على العرش معناه العلو والارتفاع وأن الكلام بصوت وحرف فما المعنى المفهوم من اليد لله عز وجل وأمثالها؟
وبعض إخواننا من أهل السنة ممن لم يحقق المسألة جيداً قد يضطرب عند هذه الشبهة والجواب عنها ميسور ولله الحمد فلو قيل للسائل: صف لنا زيداً من الناس (وهو لم يره قط) فما الجواب؟
سيقول لا أعلم صفته ,فهذا لا يعني إنكار وجوده .. هذا حال المخلوق القابل أن يقاس عليه بأن يقال: فلان يشبه فلاناً ,فما ظنك بخالق السماوات والأرض الغائب عن أعيننا الممتنع أن يقاس عليه؟! .. فالمعنى المفهوم من صفة اليد =أنها صفة ذات تليق بكمال الله جل ثناؤه يخلق بها ويكتب ويبسط ويقبض , وقد جهلنا صفتها لأننا لم نرها ولم نر ما يصح أن تقاس عليه فنشبهها به "ليس كمثله شيء " .. هكذا .. وبهذا اليسر!
7 - وأما نسبة الاعتقاد السني للأطفال والعجائز فلأنه دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهو مشهور مشاهد كما في الداعي الفطري للتوجه نحو العلو حال الدعاء و أقر به
بعض كبار المتكلمين لدى أوبته لعقيدة السلف كقول أبي المعالي الجويني" وإنى أموت على ما تموت عليه عجائز نيسابور" وليس معنى هذا التسوية بين إيمان الأئمة وإيمان العجائز والسذج فقد جمع العلماء إلى نور الفطرة نور العلم "نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 04:58]ـ
نفع الله بكم الإسلام والمسلمين، وجزاك الله خير الجزاء.
ـ[نبض الامة]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 01:38]ـ
بوركتم أخي الفاضل ...
أسأل الله أن يزيدكم علما ..
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 02:00]ـ
عقيدة الرسول والصحابة والأئمة والعامة والأطفال والعجائز
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيرا على هذا البيان, ذكرت أخي الكريم (وقد جهلنا صفتها) لوقلت وقد جهلنا كيفيتها وكمالها أليس أصح لأننا نعلم أصل الصفة أي أصل المعنى ولانعلم الكيفية وكمال المعنى والله أعلم وجزاك الله خيرا".
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 05:37]ـ
شكر الله لكم جميعا .. ولكم بمثل ما دعوتم
أخي التميمي وفقه الله وسدده: الصفة هي الكيفية, فلو قلت:صف لي جلوس فلان ,كان مكافئا لقولك: كيف يجلس فلان
إلا ان "الكيفية" مصدر مبتدع مولد على طريقة المصادر الصناعية بإضافة ياء النسب والتاء
ولم تستعمله العرب, فكلمة صفة أصح لساناً .. وبكلٍ يحصل المقصود
فالمعنى غير الصفة .. والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 06:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبوالقاسم جزاك الله خيرا, أهل العلم عندما يتكلمون عن صفات الله تكون فيه ثلاثة مباحث:
1: أصل الصفة.
2: كيفية الصفة.
3: كمال معنى الصفة.
المؤمنون لايجهلون أصل الصفة فعندما تقول عن الله أنه سميع فنحن نفهم أصل معنى سميع أما كيفية السمع وكمال السمع فعلمها لله سبحانه وتعالى, وقولك أن لفظة الكيفية مبتدعة فأذكرك بكلام الأمام مالك رحمه عندما سأل عن الأستواء فقال (الأستواء غيرمجهول والكيف غير معلوم والأيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) , والله أعلم وبارك الله فيك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 06:27]ـ
أخي الحبيب .. لم أعن بالمبتدع المعنى الشرعي .. والأمر يسير, فقد استعملت كلمة كيفية في مقالي لو تأملت
والصفة أردت بها الكيفية .. وما بنا حاجة للخلاف في أمر كهذا بارك الله فيك, إن هي إلا اصطلاحات
كلها تؤدي لنفس المطلوب(/)
الدعاء في سورة الفاتحة - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 09:07]ـ
في سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمد لله رب العالمين- الرحمن الرحيم- مالك يوم الدين – اياك نعبد واياك نستعين – اهدنا الصراط المستقيم- صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين-)
سورة الفاتحة المباركة باركها الله تعالى حيث جعلها نبراسا للدعاء ومثالا له بداءت بحمد الله والثناء عليه واعد الله تعالى الحمد بحد ذاته دعاءا مباركا للمؤمنين فقال تعالى
(واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين) - وفيها الكفاية بالله تعالى في كل الامور والاحداث وفيها الشكر على النعمة وزيادة
فالحمد والثناء على الله تعالى الراحم بعباده المنعم عليهم بالامن والامان والخير والصحة والعافية والايمان والحياة وكل النعم
فاقرار الانسان بعبوديته لربه تعالى والخضوع له بقلب خاشع ونفس مطمئنة حيث ان كل ما على الارض من صنع الله الذي اتقن كل شيء خلقه يجعل المرء قريبا من ربه ويعتريه احساس بقوة الاستعانة به فيفتح يديه داعيا الله تعالى مستعينا به في هدايته الى الطريق القويم والى ما ترنو اليه نفسه من امور الدنيا والاخرة طريق اهل الصلاح والفلاح الذين انعم الله عليهم نعمه الواسعة وفضلهم على الاخرين
فالدعاء بطلب الهداية والاستقامة وسيلته النفوس المؤمنة التي غايتها ومناها استجابة هذا الدعاء في ان يجعلهم على الصراط المستقيم بانعامه عليهم ويبعدهم عن الذين غضب عليهم فلعنهم وعن الضالين التائهين عن هذ الطريق
ا يها القارىء الكريم يامن سيستجيب الله تعالى االدعاء ويباركه لك انك لتجد في سورة الفاتحة اسوة حسنة فهذه السورة المباركة كلها دعاء فهي تتحدر في النفس كتحدرالماء الزلال العذب الرقراق في النهر الخالد فيسقي ماحوله بانتظام كذلك هي تسقي النفوس وتطهرالقلوب فهي نبر اس عمل لكل دعاء حيث تبدا بالثناء على الله تعالى رب العالمين وبالحمد وتبين انه تعالى مالك الملك ثم تبين عبودية الانسان لربه تعالى حتى تصل الى الدعاء وهذا الاسلوب نجده في اغلب الادعية الموجودة في المصحف الشريف فخذ بها وتوكل على الله فانه
نعم المولى ونعم النصير
______________________________
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 09:20]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل(/)
ايات الدعاء في سورة البقرة \1 - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 09:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله اليوم الاخر*)
الاية 126
الحمد لله\
ان سيدنا ابراهيم عليه السلام دعا ربه سبحانه وتعالى ان يجعل مكة المكرمة بلدا امنا يسوده الامان والاطمئنان والراحة النفسية ودعى ربه لاهل هذا البلد بالرزق الحلال ومن كل الثمرات فاستجاب الله تعالى دعاءه
فمن امن على نفسه وماله وعرضه فقد انعم الله عليه فهو في عيشة راضية وهذه مكة المكرمة منذ الاف السنين وحتى هذه اللحظة من دخلها كان امنا يملأ الله تعالى قلبه امنا وامانا وايمانا ببركة دعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام وسخر لها من يحمل لها رزقها من كل الثمرات التي في الارض من كل اصقاع العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا وبالفعل فقد دخلناها فامتلات قلوبنا ونفوسنا بنعمة الامن والايمان ولاحظنا اسواقها عامرة فيها من كل الثمرات وانواع الفاكهة في موعد جناها والتي في غير موعدها وانك لتشعر وانت داخل مكة المكرمة بالرضا من الله تعالى وسعة في الصدر وانشراح في القلب وراحة في النفس وانت تسير في شوارعها حتى اذا دخلت المسجد الحرام دخلت بنعمة الله اعتراك شذى الايمان ليفتح قلبك كالزهرة يشع منها الاريج ويعلوها شذى يهب عليك من كل اعطاف الكعبة المشرفة ومن كل ركن من اركانها ببركة دعاء سيدنا ابراهيم الخليل الذي استجاب ربه لدعائه انه هو السميع البصير
==========================
بسم الله الرحمن الرحيم
(واذ يرفع ابرهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب الحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم)
البقرة الايات\ 127 و128 و129
الحمد لله \
عندما كان ابراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام يبنيان الكعبة المشرفه ويرفعان قواعدها قواعد بيت الله الحرام كانا يدعوان الله تعالى ان يتقبل منهما هذا العمل والجهد الذي عملاه لجلال فضله وعظمته وانه سميع لدعائهما عليم بما عملاه
ان الله تعالى ابتلى ابراهيم عليه السلام مرات عديدة الاول عند قيامه بتحطيم الاصنام فامر الملك النمرود في بابل \العراق وما حولها ان يحرقه بالنار فاخرجه الله تعالى من وسطها سالما
والثاني عندما حاجه النمرود فقال له ابراهيم عليه السلام ان الله يحيي ويميت فقال النمرود وانا احي واميت ايضا فقال له ابراهيم عليه السلام فان الله ياتي بالشمس من المشرق فاءت بها من المغرب (فبهت الذي كفر) النمرود وانكسرت عظمته امام جماهير مملكته
الثالث عندما تزوج هاجر وانجبت له اسماعيل عليه السلام - في قصة طويلة – امره ربه ان يسكنهما فى مكان قفر لاماء ولاشجر ولا طعام فيه فاسكنهما في مكة المكرمة وتركهما راجعا الى فلسطين حيث تسكن زوجه الاولى ساره التي انجبت له بعد ذلك ابنه الثاني اسحاق عليه السلام ا بتلاه ربه بترك ولده اسماعيل مع والدته في مثل هذا المكان فانعم الله عليهما بزمزم بعد العطش الشديد المفضي الى الهلاك في العطش والجوع الحاد المفضي الى الموت والركض بين الصفا والمروة للبحث عن الماء من قبل زوجته فكان ماء زمزم هو الماء والغذاء ولايزال ماء وغذاء لحد الان ويستطيع الانسان ان يعيش به من غير طعام
الرابع ابتلاه في ذبح ولده اسماعيل ولا يوجد في الارض من يذبح ولده لمجرد رؤ يا في المنام ولكن ابراهيم صدق الرؤيا وهم بذبح ابنه اسماعيل وعند البدء بالذبح انزل الله تعالى كبشا من السماء فذبحه ابراهيم اضحية عن ابنه اسماعيل عليهما السلام ولهذا سنت الاضاحي على الناس في عيد الاضحى المبارك
لما شب اسماعيل امر الله تعالى ابراهيم عليه السلام ببناء البيت الحرام فتعاون ابراهيم وولده اسماعيل على بنائها وفي الايات اعلاه دعاء ابراهيم واسماعيل عليهما السلام وهما يبنيان البيت الحرام الذي جعله الله للناس (مثابة وامنا)
فاستجا ب الله لدعائهما فجعلهما مسلمين له ورسلا وانبياء-
(واتخذالله ابراهيم خليلا) - وبارك لهما في هذه الذرية الطيبة فجعل منها امة الاسلام والتوحيد وتاب عليهما وعرفهما مناسك الحج والعمرة والعبادة وتاب عليهما ورحمهما انه هو التواب الرحيم
وفي الاية دعاء اخر هو ان يبعث الله في ذريتهما نبيا ورسولا منهم اي من ذريه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام فكان الحبيب المصطفى محمد عليه افضل الصلاه والسلام وقد جاء في الحديث الشريف (انا دعوة ابي ابراهيم) فهو النبي العربي من ذرية اسماعيل وابراهيم عليهم السلام ارسله الله تعالى في الامة العربية ومنها اليهم والى الناس جميعا لهدايتهم لعبادة الله تعالى والاخلاص في العبادة
ولو عدنا الى الايات الشريفة لاحظنا فيها القول – (ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم) - سميع الدعاء عليم بذات النفوس والقلوب فالسميع والعليم من الاسماء الحسنىوفى الاية الاخرى – (انك انت التواب الرحيم) تواب عليهم غفار لذنوبهم رحيم بهم وفي الاية الاخرى- (انك انت العزيز الحكيم) -
قوي غالب بعزته وقدرته وقوته المتعالية حكيم في معرفته امور عباده وتسييسها
وخلائقه في حياتهم وومماتهم اعمالهم واحتياجاتهم في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم
وكل هذه الاسماء من اسماء الله الحسنى وصفاته العلى لذا فالدعاء المستجاب من شرائط اسيتجا بته ان يكون الدعاء باسماء الله الحسنى والاستغاثة فيها به والاعتقاد الجازم باستجابته تعالى لمن د عاه والله اعلم
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
========================(/)
أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار - د أمل بن إدريس العلمي
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 11:53]ـ
? ? ? ? ? ? ?
إعداد الدكتور أمل العلمي
وردت كلمة "أرباب" في عدة آيات من الذكر الحكيم. ويمكننا أن نقف عليها على سبيل المثال في سورة يوسف الآية 39، وسورة آل عمران 64، وكذلك في سورة آل عمران الآية 80، وفي سورة التوبة الآية 31. وقبل أن نستعرضها مع ملخص لتفسيرها من أحد كتب تفسير القرآن، لنبحث في معاجم اللغة على الدلالة اللغوية لكلمة أرباب.
مع الدلالة اللغوية للفظة "أرباب":
في معجم لسان العرب لابن منظور نجد شرحا مطولا للمادة اللغوية ربب، فاللفظة "أرباب" وهي جمع كلمة "ربّ" من الجذر الثلاثي "ربب" ... دونك إذاً هذا المقطع من الشرح المطول كما ورد في المعجم: «الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجلّ، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق، لا شريك له، وهو رَبُّ الأَرْبابِ، ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ. ولا يقال الربُّ في غَيرِ اللّهِ، إِلاّ بالإِضافةِ، قال: ويقال الرَّبُّ، بالأَلِف واللام، لغيرِ اللّهِ؛ وقد قالوه في الجاهلية للمَلِكِ؛ قال الحرث ابن حِلِّزة: وهو الرَّبُّ، والشَّهِيدُ عَلى يَوْ مِ الحِيارَيْنِ، والبَلاءُ بَلاءُ
والاسْم: الرِّبابةُ؛ قال: يا هِنْدُ أَسْقاكِ، بلا حِسابَهْ، سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ والرُّبوبِيَّة: كالرِّبابة.
وعِلْمٌ رَبُوبيٌّ: منسوبٌ إِلى الرَّبِّ، على غير قياس. وحكى أَحمد بن يحيى: لا وَرَبْيِكَ لا أَفْعَل. قال: يريدُ لا وَرَبِّكَ، فأَبْدَلَ الباءَ ياءً، لأَجْلِ التضعيف.
وربُّ كلِّ شيءٍ: مالِكُه ومُسْتَحِقُّه؛ وقيل: صاحبُه. ويقال: فلانٌ رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له. وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً، فهو رَبُّه. يقال: هو رَبُّ الدابةِ، وربُّ الدارِ، وفلانٌ رَبُّ البيتِ، وهُنَّ رَبَّاتُ الحِجالِ؛ ويقال: رَبٌّ، مُشَدَّد؛ ورَبٌ، مخفَّف؛ وأَنشد المفضل: وقد عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ ليسَ فوقَه رَبٌ، غيرُ مَنْ يُعْطِي الحُظوظَ، ويَرْزُقُ
وفي حديث أَشراط الساعة: وأَن تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّها، أَو رَبَّتَها. قال: الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ، والسَّيِّدِ، والمُدَبِّر، والمُرَبِّي، والقَيِّمِ، والمُنْعِمِ؛ قال: ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه، عزّ وجلّ، وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِيفَ، فقيلَ: ربُّ كذا. قال: وقد جاءَ في الشِّعْر مُطْلَقاً على غيرِ اللّه تعالى، وليس بالكثيرِ، ولم يُذْكَر في غير الشِّعْر. قال: وأَراد به في هذا الحديثِ المَوْلَى أَو السيِّد، يعني أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسيِّدها ولَداً، فيكون كالمَوْلى لها، لأَنه في الحَسَب كأَبيه. أَراد: أَنَّ السَّبْي يَكْثُر، والنِّعْمة تظْهَر في الناس، فتكثُر السَّراري. وفي حديث إِجابةِ المُؤَذِّنِ: اللهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ أَي صاحِبَها؛ وقيل: المتَمِّمَ لَها، والزائدَ في أَهلها والعملِ بها، والإِجابة لها. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: لا يَقُل المَمْلوكُ لسَيِّده: ربِّي؛ كَرِهَ أَن يجعل مالكه رَبّاً له، لمُشاركَةِ اللّه في الرُّبُوبيةِ؛ فأَما قوله تعالى: اذْكُرْني عند ربك؛ فإِنه خاطَبَهم على المُتَعارَفِ عندهم، وعلى ما كانوا يُسَمُّونَهم به؛ ومنه قولُ السامِرِيّ: وانْظُرْ وفي حديث عروةَ بن مسعود، رضي اللّه عنه: لمَّا أَسْلَم وعادَ إِلى قومه، دَخل منزله، فأَنكر قَومُه دُخُولَه، قبلَ أَن يأْتِيَ الربَّةَ، يعني اللاَّتَ، وهي الصخرةُ التي كانت تَعْبُدها ثَقِيفٌ بالطائفِ. وفي حديث وَفْدِ ثَقِيفٍ: كان لهم بَيْتٌ يُسَمُّونه الرَّبَّةَ، يُضاهِئُونَ به بَيْتَ اللّه تعالى، فلما أَسْلَمُوا هَدَمَه المُغِيرةُ. وقوله عزّ وجلّ: ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيةً مَرْضِيَّةً، فادْخُلي في عَبْدي؛ فيمن قرأَ به، فمعناه، واللّه أَعلم: ارْجِعِي إِلى صاحِبِك الذي خَرَجْتِ منه، فادخُلي فيه؛ والجمعُ أَربابٌ ورُبُوبٌ. وقوله عزّ وجلّ: إِنه ربِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال الزجاج: إِن العزيز صاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال: ويجوز أَنْ يكونَ: اللّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ.». [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
مع تفسير الآيات المذكورة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? پپ پ پ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ژ ژڑ ڑ ک ک ک کگ گ گ گ ? ? ? ? ? ? چيوسف: 38 – 40
... وينتهز يوسف هذه الفرصة ليبث بين السجناء عقيدته الصحيحة؛ فكونه سجيناً لا يعفيه من تصحيح العقيدة الفاسدة والأوضاع الفاسدة، القائمة على إعطاء حق الربوبية للحكام الأرضيين، وجعلهم بالخضوع لهم أرباباً يزاولون خصائص الربوبية، ويصبحون فراعين! ويبدأ يوسف مع صاحبي السجن من موضوعهما الذي يشغل بالهما، فيطمئنهما ابتداء إلى أنه سيؤول لهم الرؤى، لأن ربه علمه علماً لدنياً خاصاً، جزاء على تجرده لعبادته وحده، وتخلصه من عبادة الشركاء. هو وآباؤه من قبله .. وبذلك يكسب ثقتهما منذ اللحظة الأولى بقدرته على تأويل رؤياهما، كما يكسب ثقتهما كذلك لدينه:چ قال: لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما، ذلكما مما علمني ربي. إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله، وهم بالآخرة هم كافرون. واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء. ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لا يشكرونچ .. ويبدو في طريقة تناول يوسف للحديث لطف مدخله إلى النفوس، وكياسته وتنقله في الحديث في رفق لطيف .. وهي سمة هذه الشخصية البارزة في القصة بطولها .. چقال: لا يأتيكما طعام ترزقانه، إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما، ذلكما مما علمني ربيچ .. بهذا التوكيد الموحي بالثقة بأن الرجل على علم لدني، يرى به مقبل الرزق وينبئ بما يرى. وهذا ـ فوق دلالته على هبة الله لعبده الصالح يوسف ـ وهي كذلك بطبيعة الفترة وشيوع النبوءات فيها والرؤى ـ وقوله: چ ذلكما مما علمني ربيچتجيء في اللحظة المناسبة من الناحية النفسية ليدخل بها إلى قلبيهما بدعوته إلى ربه؛ وليعلل بها هذا العلم اللدني الذي سيؤول لهما رؤياهما عن طريقه.چإني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله، وهم بالآخرة هم كافرونچ .. مشيراً بهذا إلى القوم الذي ربي فيهم، وهم بيت العزيز وحاشية الملك والملأ من القوم والشعب الذي يتبعهم. والفتيان على دين القوم، ولكنه لا يواجههما بشخصيتهما، إنما يواجه القوم عامة كي لا يحرجهما ولا ينفرهما ـ وهي كياسة وحكمة ولطافة حس وحسن مدخل. وذكر الآخرة هنا في قول يوسف يقرر ـ كما قلنا من قبل ـ أن الإيمان بالآخرة كان عنصراً من عناصر العقيدة على لسان الرسل جميعاً؛ منذ فجر البشرية الأول؛ ولم يكن الأمر كما يزعم علماء الأديان المقارنة أن تصور الآخرة جاء إلى العقيدة ـ بجملتها ـ متأخراً .. لقد جاء إلى العقائد الوثنية الجاهلية متأخراً فعلاً، ولكنه كان دائماً عنصراً أصيلاً في الرسالات السماوية الصحيحة .. ثم يمضي يوسف بعد بيان معالم ملة الكفر ليبين معالم ملة الإيمان التي يتبعها هو وآباؤه:چواتبعت ملة آبائي: إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ما كان لنا أن نشرك بالله من شيءچ .. فهي ملة التوحيد الخالص الذي لا يشرك بالله شيئاً قط .. والهداية إلى التوحيد فضل من الله على المهتدين، وهو فضل في متناول الناس جميعاً لو اتجهوا إليه وأرادوه. ففي فطرتهم أصوله وهواتفه، وفي الوجود من حولهم موحياته ودلائله، وفي رسالات الرسل بيانه وتقريره. ولكن الناس هم الذين لا يعرفون هذا الفضل ولا يشكرونه:چذلك من فضل الله علينا وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لا يشكرونچ .. مدخل لطيف .. وخطوة خطوة في حذر ولين .. ثم يتوغل في قلبيهما أكثر وأكثر، ويفصح عن عقيدته ودعوته إفصاحاً كاملاً، ويكشف عن فساد اعتقادهما واعتقاد قومهما، وفساد ذلك الواقع النكد الذي يعيشون فيه .. بعد ذلك التمهيد الطويل:چيا صاحبي السجن، أأرباب متفرقون خير؟ أم الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان. إن الحكم إلا لله. أمر ألا تعبدوا إلا إياه. ذلك الدين القيم. ولكن أكثر الناس لا يعلمونچ .. لقد رسم يوسف ـ عليه السلام ـ بهذه الكلمات القليلة الناصعة الحاسمة المنيرة، كل معالم هذا الدين، وكل مقومات هذه العقيدة. كما هز بها كل قوائم الشرك والطاغوت والجاهلية هزاً شديداً عنيفاً .. چيا صاحبي السجن، أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟ چ .. إنه يتخذ منهما صاحبين، ويتحبب إليهما هذه الصفة المؤنسة، ليدخل
(يُتْبَعُ)
(/)
من هذا المدخل إلى صلب الدعوة وجسم العقيدة. وهو لا يدعوهما إليها دعوة مباشرة، إنما يعرضها قضية موضوعية:چأأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟ چ .. وهو سؤال يهجم على الفطرة في أعماقها ويهزها هزاً شديداً .. إن الفطرة تعرف لها إلهاً واحداً ففيم إذن تعدد الأرباب؟ .. إن الذي يستحق أن يكون رباً يعبد ويطاع أمره ويتبع شرعه هو الله الواحد القهار. ومتى توحد الإله وتقرر سلطانه القاهر في الوجود فيجب تبعاً لذلك أن يتوحد الرب وسلطانه القاهر في حياة الناس. وما يجوز لحظة واحدة أن يعرف الناس أن الله واحد، وأنه هو القاهر، ثم يدينوا لغيره ويخضعوا لأمره، ويتخذوا بذلك من دون الله ربا .. إن الرب لا بد أن يكون إلهاً يملك أمر هذا الكون ويسيره. ولا ينبغي أن يكون العاجز عن تسيير أمر هذا الكون كله رباً للناس يقهرهم بحكمه، وهو لا يقهر هذا الكون كله بأمره! والله الواحد القهار خير أن يدين العباد لربوبيته من أن يدينوا للأرباب المتفرقة الأهواء الجاهلة القاصرة العمياء عن رؤية ما وراء المنظور القريب ـ كالشأن في كل الأرباب إلا الله ـ وما شقيت البشرية قط شقاءها بتعدد الأرباب وتفرقهم، وتوزع العباد بين أهوائهم وتنازعهم .. فهذه الأرباب الأرضية التي تغتصب سلطان الله وربوبيته؛ أو يعطيها الجاهليون هذا السلطان تحت تأثير الوهم والخرافة والأسطورة، أو تحت تأثير القهر أو الخداع أو الدعاية! هذه الأرباب الأرضية لا تملك لحظة أن تتخلص من أهوائها، ومن حرصها على ذواتها وبقائها، ومن الرغبة الملحة في استبقاء سلطانها وتقويته، وفي تدمير كل القوى والطاقات التي تهدد ذلك السلطان من قريب أو من بعيد؛ وفي تسخير تلك القوى والطاقات في تمجيدها والطبل حولها والزمر والنفخ فيها كي لا تذبل ولا تنفثىء نفختها الخادعة! والله الواحد القهار في غنى عن العالمين؛ فهو سبحانه لا يريد منهم إلا التقوى والصلاح والعمل والعمارة ـ وفق منهجه ـ فيعدّ لهم هذا كله عبادة. وحتى الشعائر التي يفرضها عليهم إنما يريد بها إصلاح قلوبهم ومشاعرهم، لإصلاح حياتهم وواقعهم .. وإلا فما أغناه سبحانه عن عباده أجمعين! چيا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميدچ ففرق بين الدينونة لله الواحد القهار والدينونة للأرباب المتفرقة بعيد! ثم يخطو يوسف ـ عليه السلام ـ خطوة أخرى في تفنيد عقائد الجاهلية وأوهامها الواهية:چما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطانچ .. إن هذه الأرباب ـ سواء كانت من البشر أم من غير البشر من الأرواح والشياطين والملائكة والقوى الكونية المسخرة بأمر الله ـ ليست من الربوبية في شيء، وليس لها من حقيقة الربوبية شيء. فالربوبية لا تكون إلا لله الواحد القهار؛ الذي يخلق ويقهر كل العباد .. ولكن البشر في الجاهليات المتعددة الأشكال والأوضاع يسمون من عند أنفسهم أسماء، ويخلعون عليها صفات، ويعطونها خصائص؛ وفي أول هذه الخصائص خاصية الحكم والسلطان .. والله لم يجعل لها سلطاناً ولم ينزل بها من سلطان .. وهنا يضرب يوسف ـ عليه السلام ـ ضربته الأخيرة الحاسمة فيبين: لمن ينبغي أن يكون السلطان! لمن ينبغي أن يكون الحكم! لمن ينبغي أن تكون الطاعة .. أو بمعنى آخر لمن ينبغي أن تكون " العبادة "! چإن الحكم إلا لله. أمر ألا تعبدوا إلا إياه. ذلك الدين القيم. ولكن أكثر الناس لا يعلمونچ .. إن الحكم لا يكون إلا لله. فهو مقصور عليه سبحانه بحكم ألوهيته. إذ الحاكمية من خصائص الألوهية. من ادعى الحق فيها فقد نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته؛ سواء ادعى هذا الحق فرد، أو طبقة، أو حزب. أو هيئة، أو أمة، أو الناس جميعاً في صورة منظمة عالمية. ومن نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته وادعاها فقد كفر بالله كفراً بواحاً، يصبح به كفره من المعلوم من الدين بالضرورة، حتى بحكم هذا النص وحده! وادعاء هذا الحق لا يكون بصورة واحدة هي التي تخرج المدعي من دائرة الدين القيم، وتجعله منازعاً لله في أولى خصائص ألوهيته ـ سبحانه ـ فليس من الضروري أن يقول: ما علمت لكم من إله غيري؛ أو يقول: أنا ربكم الأعلى، كما قالها فرعون جهرة. ولكنه يدعي هذا الحق وينازع الله فيه بمجرد أن ينحي شريعة الله عن الحاكمية؛ ويستمد القوانين من مصدر آخر. وبمجرد أن يقرر أن الجهة التي
(يُتْبَعُ)
(/)
تملك الحاكمية، أي التي تكون هي مصدر السلطات، جهة أخرى غير الله سبحانه .. ولو كان هو مجموع الأمة أو مجموع البشرية. والأمة في النظام الإسلامي هي التي تختار الحاكم فتعطيه شرعية مزاولة الحكم بشريعة الله؛ ولكنها ليست هي مصدر الحاكمية التي تعطي القانون شرعيته. إنما مصدر الحاكمية هو الله. و كثيرون حتى من الباحثين المسلمين يخلطون بين مزاولة السلطة و بين مصدر السلطة. فالناس بجملتهم لا يملكون حق الحاكمية إنما يملكه الله وحده. والناس إنما يزاولون تطبيق ما شرعه الله بسلطانه، أما ما لم يشرعه الله فلا سلطان له ولا شرعية، وما أنزل الله به من سلطان .. ويوسف ـ عليه السلام ـ يعلل القول بأن الحكم لله وحده. فيقول:چأمر ألا تعبدوا إلا إياهچ. ولا نفهم هذا التعليل كما كان يفهمه الرجل العربي إلا حين ندرك معنى {العبادة} التي يخص بها الله وحده .. إن معنى عبد في اللغة: دان، وخضع، وذل .. ولم يكن معناه في الاصطلاح الإسلامي في أول الأمر أداء الشعائر .. إنما كان هو معناه اللغوي نفسه .. فعندما نزل هذا النص أول مرة لم يكن شيء من الشعائر قد فرض حتى ينطلق اللفظ إليه. إنما كان المقصود هو معناه اللغوي الذي صار هو معناه الاصطلاحي. كان المقصود به هو الدينونة لله وحده، والخضوع له وحده، واتباع أمره وحده. سواء تعلق هذا الأمر بشعيرة تعبدية، أو تعلق بتوجيه أخلاقي، أو تعلق بشريعة قانونية. فالدينونة لله وحده في هذا كله هي مدلول العبادة التي خص الله ـ سبحانه ـ بها نفسه؛ ولم يجعلها لأحد من خلقه .. وحين نفهم معنى العبادة على هذا النحو نفهم لماذا جعل يوسف ـ عليه السلام ـ اختصاص الله بالعبادة تعليلاً لاختصاصه بالحكم. فالعبادة ـ أي الدينونة ـ لا تقوم إذا كان الحكم لغيره .. وسواء في هذا حكمه القدري القهري في حياة الناس وفي نظام الوجود، وحكمه الشرعي الإرادي في حياة الناس خاصة. فكله حكم تتحقق به الدينونة. ومرة أخرى نجد أن منازعة الله الحكم تخرج المنازع من دين الله ـ حكماً معلوماً من الدين بالضرورة ـ لأنها تخرجه من عبادة الله وحده .. وهذا هو الشرك الذي يخرج أصحابه من دين الله قطعاً. وكذلك الذين يقرون المنازع على ادعائه، ويدينون له بالطاعة وقلوبهم غير منكرة لاغتصابه سلطان الله وخصائصه .. فكلهم سواء في ميزان الله. ويقرر يوسف ـ عليه السلام ـ أن اختصاص الله ـ سبحانه ـ بالحكم ـ تحقيقاً لاختصاصه بالعبادة ـ هو وحده الدين القيم:چذلك الدين القيمچ .. وهو تعبير يفيد القصر. فلا دين قيماً سوى هذا الدين، الذي يتحقق فيه اختصاص الله بالحكم، تحقيقاً لاختصاصه بالعبادة.چولكن أكثر الناس لا يعلمونچ .. وكونهم چلا يعلمون چ لا يجعلهم على دين الله القيم. فالذي لا يعلم شيئاً لا يملك الاعتقاد فيه ولا تحقيقه .. فإذا وجد ناس لا يعلمون حقيقة الدين، لم يعد من الممكن عقلاً وواقعاً وصفهم بأنهم على هذا الدين! ولم يقم جهلهم عذراً لهم يسبغ عليهم صفة الإسلام. ذلك أن الجهل مانع للصفة ابتداء. فاعتقاد شيء فرع عن العلم به .. وهذا منطق العقل والواقع .. بل منطق البداهة الواضح. لقد رسم يوسف ـ عليه السلام ـ بهذه الكلمات القليلة الناصعة الحاسمة المنيرة كل معالم هذا الدين، وكل مقومات هذه العقيدة؛ كما هز بها كل قوائم الشرك والطاغوت والجاهلية هزاً شديداً .. إن الطاغوت لا يقوم في الأرض إلا مدعياً أخص خصائص الألوهية، وهو الربوبية. أي حق تعبيد الناس لأمره وشرعه، ودينونتهم لفكره وقانونه. وهو إذ يزاول هذا في عالم الواقع يدعيه - ولو لم يقله بلسانه - فالعمل دليل أقوى من القول. إن الطاغوت لا يقوم إلا في غيبة الدين القيم والعقيدة الخالصة عن قلوب الناس. فما يمكن أن يقوم وقد استقر في اعتقاد الناس فعلاً أن الحكم لله وحده، لأن العبادة لا تكون إلا لله وحده، والخضوع للحكم عبادة. بل هي مدلول العبادة. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ژ چ آل عمران: 64
(يُتْبَعُ)
(/)
فليس إلا لله تكون العبودية. وليس إلا لله تكون الطاعة. وليس إلا عن الله يكون التلقي .. التلقي في التشريع، والتلقي في القيم والموازين، والتلقي في الآداب والأخلاق. والتلقي في كل ما يتعلق بنظام الحياة البشرية .. وإلا فهو الشرك أو الكفر. مهما اعترفت الألسنة، ومهما اعترفت القلوب الاعتراف السلبي الذي لا ينشئ آثاره في حياة الناس العامة في استسلام وطاعة واستجابة وقبول. إن هذا الكون بجملته لا يستقيم أمره ولا يصلح حاله، إلا أن يكون هناك إله واحد، يدبر أمره: و چلو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا چ وأظهر خصائص الألوهية بالقياس إلى البشرية: تعبد العبيد؛ والتشريع لهم في حياتهم، وإقامة الموازين لهم. فمن ادعى لنفسه شيئا من هذا كله فقد ادعى لنفسه أظهر خصائص الألوهية؛ وأقام نفسه للناس إلها من دون الله. وما يقع الفساد في الأرض كما يقع عندما تتعدد الآلهة في الأرض على هذا النحو. عندما يتعبد الناسُ الناس. عندما يدعي عبد من العبيد أن له على الناس حق الطاعة لذاته؛ وأن له فيهم حق التشريع لذاته؛ وأن له كذلك حق إقامة القيم والموازين لذاته. فهذا هو ادعاء الألوهية ولو لم يقل كما قال فرعون:چ أنا ربكم الأعلى چ والإقرار به هو الشرك بالله أو الكفر به .. وهو الفساد في الأرض أقبح الفساد. ومن ثم يتلو ذلك التهديد في السياق دعوة أهل الكتاب إلى كلمة سواء: إلى عبادة الله وحده، وعدم الإشراك به، وألا يتخذ الناس بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله .. وإلا فهي المفاصلة التي لا مصاحبة بعدها ولا مجادلة:چ قل: يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم: ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله. فإن تولوا فقولوا: اشهدوا بأنا مسلمون چ .. وإنها لدعوة منصفة من غير شك. دعوة لا يريد بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتفضل عليهم هو ومن معه من المسلمين .. كلمة سواء يقف أمامها الجميع على مستوى واحد. لا يعلو بعضهم على بعض، ولا يتعبد بعضهم بعضاً. دعوة لا يأباها إلا متعنت مفسد، لا يريد أن يفيء إلى الحق القويم. إنها دعوة إلى عبادة الله وحده لا يشركون به شيئاً. لا بشراً ولا حجراً. ودعوة إلى ألا يتخذ بعضهم بعضاً من دون الله أرباباً. لا نبياً ولا رسولاً. فكلهم لله عبيد. إنما اصطفاهم الله للتبليغ عنه، لا لمشاركته في الألوهية والربوبية.چ فإن تولوا فقولوا: اشهدوا بأنا مسلمون چ. فإن أبوا عبادة الله وحده دون شريك. والعبودية لله وحده دون شريك. وهما المظهران اللذان يقرران موقف العبيد من الألوهية .. إن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون .. وهذه المقابلة بين المسلمين ومن يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله، تقرر بوضوح حاسم من هم المسلمون. [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گگ گ گ ? ? ? ? ? چآل عمران: 79 – 80
وآفة رجال الدين حين يفسدون، أن يصبحوا أداة طيعة لتزييف الحقائق باسم أنهم رجال الدين. وهذه الحال التي يذكرها القرآن عن هذا الفريق من أهل الكتاب، نعرفها نحن جيداً في زماننا هذا. فهم كانوا يؤولون نصوص كتابهم، ويلوونها ليا, ليصلوا منها إلى مقررات معينة، يزعمون أنها مدلول هذه النصوص، وأنها تمثل ما أراده الله منها. بينما هذه المقررات تصادم حقيقة دين الله في أساسها. معتمدين على أن كثرة السامعين لا تستطيع التفرقة بين حقيقة الدين ومدلولات هذه النصوص الحقيقية، وبين تلك المقررات المفتعلة المكذوبة التي يُلجئون إليها النصوص إلجاء. ونحن اليوم نعرف هذا النموذج جيداً في بعض الرجال الذين ينسبون إلى الدين ظلماً! الذين يحترفون الدين, ويسخرونه في تلبية الأهواء كلها؛ ويحملون النصوص ويجرون بها وراء هذه الأهواء حيثما لاح لهم أن هناك مصلحة تتحقق، وأن هناك عرضاً من أعراض هذه الحياة الدنيا يحصل! يحملون هذه النصوص ويلهثون بها وراء تلك الأهواء، ويلوون أعناق هذه النصوص ليا لتوافق هذه الأهواء السائدة؛ ويحرفون الكلم عن مواضعه ليوافقوا بينه وبين اتجاهات تصادم هذا الدين وحقائقه الأساسية. ويبذلون جهداً لاهثاً في التمحل وتصيد أدنى ملابسة لفظية ليوافقوا بين مدلول آية قرآنية وهوى من الأهواء السائدة التي يهمهم تمليقها .. چ ويقولون هو من
(يُتْبَعُ)
(/)
عند الله. وما هو من عند الله. ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون چ .. كما يحكي القرآن عن هذا الفريق من أهل الكتاب سواء. فهي آفة لا يختص بها أهل الكتاب وحدهم. إنما تبتلى بها كل أمة يرخص دين الله فيها على من ينتسبون إليه حتى ما يساوي إرضاء هوى من الأهواء التي يعود تمليقها بعرض من أعراض هذه الأرض! وتفسد الذمة حتى ما يتحرج القلب من الكذب على الله، تحريف كلماته عن مواضعها لتمليق عبيد الله، ومجاراة أهوائهم المنحرفة, التي تصادم دين الله .. وكأنما كان الله - سبحانه - يحذر الجماعة المسلمة من هذا المزلق الوبيء، الذي انتهى بنزع أمانة القيادة من بني إسرائيل. هذا النموذج من بني إسرائيل - فيما يبدو من مجموع هذه الآيات - كانوا يتلمسون في كتاب الله الجمل ذات التعبير المجازي؛ فيلوون ألسنتهم بها - أي في تأويلها واستخراج مدلولات منها هي لا تدل عليها بغير ليها وتحريفها - ليوهموا الدهماء أن هذه المدلولات المبتدعة هي من كتاب الله؛ ويقولون بالفعل: هذا ما قاله الله، وهو ما لم يقله - سبحانه - وكانوا يهدفون من هذا إلى إثبات ألوهية عيسى عليه السلام ومعه " روح القدس " .. وذلك فيما كانوا يزعمون من الأقانيم: الأب والابن والروح القدس. باعتبارها كائناً واحداً هو الله - تعالى الله عما يصفون - ويروون عن عيسى - عليه السلام - كلمات تؤيد هذا الذي يدعونه، فرد الله عليهم هذا التحريف وهذا التأويل، بأنه ليس من شأن نبي يخصه الله بالنبوة ويصطفيه لهذا الأمر العظيم أن يأمر الناس أن يتخذوه إلهاً هو والملائكة. فهذا مستحيل:چما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة، ثم يقول للناس: كونوا عباداً لي من دون الله، ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون؟ چ .. إن النبي يوقن أنه عبد، وأن الله وحده هو الرب، الذي يتجه إليه العباد بعبوديتهم وبعبادتهم. فما يمكن أن يدعي لنفسه صفة الألوهية التي تقتضي من الناس العبودية. فلن يقول نبي للناس: چ كونوا عباداً لي من دون اللهچ .. ولكن قوله لهم: چ كونوا ربانيين چ .. منتسبين إلى الرب، عباداً له وعبيداً، توجهوا إليه وحده بالعبادة، وخذوا عنه وحده منهج حياتكم، حتى تخلصوا له وحده فتكونوا چ ربانيين چ .. كونوا چ ربانيين چ .. بحكم علمكم للكتاب وتدارسكم له. فهذا مقتضى العلم بالكتاب ودراسته. والنبي لا يأمر الناس أبداً أن يتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً، فالنبي لا يأمر الناس بالكفر بعد أن يسلموا لله ويستسلموا لألوهيته، وقد جاء ليهديهم إلى الله لا ليضلهم، وليقودهم إلى الإسلام لا ليكفرهم! ومن ثم تتجلى استحالة هذا الذي ينسبه ذلك الفريق إلى عيسى - عليه السلام - كما يتجلى الكذب على الله في ادعائهم أن هذا من عند الله .. وتسقط في الوقت ذاته قيمة كل ما يقوله هذا الفريق وما يعيده لإلقاء الريب والشكوك في الصف المسلم. وقد عراهم القرآن هذه التعرية على مرأى ومسمع من الجماعة المسلمة! ومثل هذا الفريق من أهل الكتاب فريق ممن يدعون الإسلام، ويدعون العلم بالدين كما أسلفنا. وهم أولى بأن يوجه إليهم هذا القرآن اليوم. وهم يلوون النصوص القرآنية ليا، لإقامة أرباب من دون الله في شتى الصور. وهم يتصيدون من النصوص ما يلوونه لتمويه هذه المفتريات. چ ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمونچ! [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 11:56]ـ
تتمة للموضوع
ٹ ٹ چ ? ? ? ں ں ? ? ? ? ?? ہ ہ ہہ ھ ھ ھ ھ ے ے? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? چالتوبة: 30 – 33
چ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد هذا التقرير والبيان تختم الآية المبينة لحقيقة ما عليه أهل الكتاب من الكفر والشرك , بقوله تعالى: چ قاتلهم اللّه! أنى يؤفكون ?چ.و. . نعم. . قاتلهم اللّه! كيف يُصرفون عن الحق الواضح البسيط , إلى هذه الوثنية المعقدة الغامضة التي لا تستقيم لدى عقل أو ضمير ?!
ثم ينتقل السياق القرآني إلى صفحة أخرى من صحائف الانحراف الذي عليه أهل الكتاب ; تتمثل في هذه المرة لا في القول والاعتقاد وحدهما ; ولكن كذلك في الواقع القائم على الاعتقاد الفاسد:
چ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه والمسيح ابن مريم. وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً , لا إله إلا هو , سبحانه عما يشركون چ. .
وفي هذه الآية استمرار في وجهة السياق في هذا المقطع من السورة. من إزالة الشبهة في أن هؤلاء أهل كتاب. . فهم إذن على دين اللّه. . فهي تقرر أنهم لم يعودوا على دين اللّه , بشهادة واقعهم - بعد شهادة اعتقادهم - وأنهم أمروا بأن يعبدوا اللّه وحده , فاتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه - كما اتخذوا المسيح ابن مريم رباً - وأن هذا منهم شرك باللّه. . تعالى اللّه عن شركهم. . فهم إذن ليسوا مؤمنين باللّه اعتقاداً وتصورا ; كما أنهم لا يدينون دين الحق واقعاً وعملاً. وقبل أن نقول: كيف اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً , نحب أن نعرض الروايات الصحيحة التي تضمنت تفسير رسول اللّه -[ص]- للآية. وهو فصل الخطاب.
الأحبار: جمع حَبر أو حِبر بفتح الحاء أو بكسرها , وهو العالم من أهل الكتاب وكثر إطلاقه على علماء اليهود. . والرهبان: جمع راهب , وهو عند النصارى المتبتل المنقطع للعبادة ; وهو عادة لا يتزوج , ولا يزاول الكسب , ولا يتكلف للمعاش.
وفي "الدر المنثور". . روى الترمذي [وحسنه] وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوالشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه وغيرهم عن عدي بن حاتم - رضي اللّه عنه -قال: أتيت النبي -[ص]- وهو يقرأ في سورة براءة: چ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه چ فقال:" أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم , ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه. وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه ".
وفي تفسير ابن كثير: وروى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير - من طرق - عن عدي بن حاتم - رضي اللّه عنه - أنه لما بلغته دعوة رسول اللّه -[ص]- فر إلى الشام ,وكان قد تنصر في الجاهلية فأسرت أخته وجماعة من قومه. ثم منّ رسول اللّه -[ص] –على أخته وأعطاها , فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام , وفي القدوم على رسول اللّه -[ص -[فقدم عدي المدينة - وكان رئيساً في قومه طيئ وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم - فتحدث الناس بقدومه , فدخل على رسول اللّه -[ص]- وفي عنق عدي صليب منفضة , وهو يقرأ هذه الآية: چ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه چ قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم. فقال: " بلى! إنهم حرموا عليهم الحلال , وأحلوا لهم الحرام , فاتبعوهم: فذلك عبادتهم إياهم. . . ".
چ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَنيُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) چ
وقال السدي: استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم. ولهذا قال تعالى:چ وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً چ أي الذي إذا حرم الشيء فهو الحرام , وما حلله فهو الحلال , وما شرعه اتبع , وما حكم به نفذ.
وقال الألوسي في التفسير: "الأكثرون من المفسرين قالوا: ليس المراد من الأرباب أنهم اعتقدوا أنهم آلهة العالم. بل المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم". .
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن النص القرآني الواضح الدلالة ; ومن تفسير رسول اللّه -[ص]- وهو فصل الخطاب , ثم من مفهومات المفسرين الأوائل والمتأخرين , تخلص لنا حقائق في العقيدة والدين ذات أهمية بالغة نشير إليها هنا بغاية الاختصار. أن العبادة هي الاتباع في الشرائع بنص القرآن وتفسير رسول اللّه -[ص] –فاليهود والنصارى لم يتخذوا الأحبار والرهبان أرباباً بمعنى الاعتقاد بألوهيتهم أو تقديم الشعائر التعبدية إليهم. . ومع هذا فقد حكم اللّه - سبحانه - عليهم بالشرك في هذه الآية - وبالكفر في آية تالية في السياق - لمجرد أنهم تلقوا منهم الشرائع فأطاعوها واتبعوها. . فهذا وحده - دون الاعتقاد والشرائع - يكفي لاعتبار من يفعله مشركا بالله , الشرك الذي يخرجه من عداد المؤمنين ويدخله في عداد الكافرين.
أن النص القرآني يسوي في الوصف بالشرك واتخاذ الأرباب من دون الله , بين اليهود الذين قبلوا التشريع من أحبارهم وأطاعوه واتبعوه , وبين النصارى الذين قالوا بألوهية المسيح اعتقادا وقدموا إليه الشعائر في العبادة فهذه كتلك سواء في اعتبار فاعلها مشركا بالله , الشرك الذي يخرجه من عداد المؤمنين ويدخله في عداد الكافرين. .
أن الشرك باللّه يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير اللّه من عباده ; ولو لم يصحبه شرك في الاعتقاد بألوهيته ; ولا تقديم الشعائر التعبدية له. . كما هو واضح من الفقرة السابقة. . ولكنا إنما نزيدها هنا بيانا.
وهذه الحقائق - وإن كان المقصود الأول بها في السياق هو مواجهة الملابسات التي كانت قائمة في المجتمع المسلم يومذاك من التردد والتهيب للمعركة مع الروم , وجلاء شبهة أنهم مؤمنون باللّه لأنهم أهل كتاب - هي كذلك حقائق مطلقة تفيدنا في تقرير "حقيقة الدين" عامة. .
إن دين الحق الذي لا يقبل اللّه من الناس كلهم ديناً غيره هو "الإسلام". .والإسلام لا يقوم إلا باتباع اللّه وحده في الشريعة - بعد الاعتقاد بألوهيته وحده وتقديم الشعائر التعبدية له وحده - فإذا اتبع الناس شريعة غير شريعة اللّه صح فيهم ما صح في اليهود والنصارى من أنهم مشركون لا يؤمنون باللّه - مهما كانت دعواهم في الإيمان - لأن هذا الوصف يلحقهم بمجرد اتباعهم لتشريع العباد لهم من دون اللّه ,بغير إنكار منهم يثبت منه أنهم لا يتبعون إلا عن إكراه واقع بهم , لا طاقة لهم بدفعه , وأنهم لا يقرون هذا الافتئات على اللّه. .
إن مصطلح "الدين" قد انحسر في نفوس الناس اليوم , حتى باتوا يحسبونه عقيدة في الضمير , وشعائر تعبدية تقام! وهذا ما كان عليه اليهود الذين يقرر هذا النص المحكم - ويقرر تفسير رسول اللّه [ص] أنهم لم يكونوا يؤمنون باللّه ,وأنهم أشركوا به , وأنهم خالفوا عن أمره بألا يعبدوا إلا إلهاً واحداً , وأنهم اتخذوا أحبارهم أرباباً من دون اللّه.
إن المعنى الأول للدين هو الدينونة - أي الخضوع والاستسلام والاتباع – وهذا يتجلى في اتباع الشرائع كما يتجلى في تقديم الشعائر. والأمر جد لا يقبل هذا التميع في اعتبار من يتبعون شرائع غير اللّه - دون إنكار منهم يثبتون به عدم الرضا عن الافتئات على سلطان اللّه - مؤمنين باللّه , مسلمين , لمجرد أنهم يعتقدون بألوهية اللّه سبحانه ويقدمون له وحده الشعائر. . وهذا التميع هو أخطر ما يعانيه هذا الدين في هذه الحقبة من التاريخ ; وهو أفتك الأسلحة التي يحاربه بها أعداؤه ; الذين يحرصون على تثبيت لافتة "الإسلام" على أوضاع , وعلى أشخاص , يقرر الله سبحانه في أمثالهم أنهم مشركون لا يدينون دين الحق , وأنهم يتخذون أربابا من دون الله. . وإذا كان أعداء هذا الدين يحرصون على تثبيت لافتة الإسلام على تلك الأوضاع وهؤلاء الأشخاص ; فواجب حماة هذا الدين أن ينزعوا هذه اللافتات الخادعة ; وأن يكشفوا ما تحتها من شرك وكفر واتخاذ أرباب من دون اللّه. . چ وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون چ. . .
ثم يمضي السياق خطوة أخرى في تحريض المؤمنين على القتال:
(يُتْبَعُ)
(/)
چ يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم , ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله, ولو كره المشركون چ. . إن أهل الكتاب هؤلاء لا يقفون عند حد الانحراف عن دين الحق, وعبادة أرباب من دون اللّه. وعدم الإيمان باللّه واليوم الآخر - وفق المفهوم الصحيح للإيمان باللّه واليوم الآخر - إنما هم كذلك يعلنون الحرب على دين الحق ; ويريدون إطفاء نور اللّه في الأرض المتمثل في هذا الدين , وفي الدعوة التي تنطلق به في الأرض , وفي المنهج الذي يصوغ على وفقه حياة البشر. .چ يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم چ. .فهم محاربون لنور اللّه. سواء بما يطلقونه من أكاذيب ودسائس وفتن ; أو بما يحرضون به أتباعهم وأشياعهم على حرب هذا الدين وأهله , والوقوف سداً في وجهه – كما كان هو الواقع الذي تواجهه هذه النصوص وكما هو الواقع على مدار التاريخ.
وهذا التقرير - وإن كان يراد به استجاشة قلوب المسلمين إذ ذاك - هو كذلك يصور طبيعة الموقف الدائم لأهل الكتاب من نور اللّه المتمثل في دينه الحق الذي يهدي الناس بنور اللّه.
چ ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون چ. .وهو الوعد الحق من اللّه , الدال على سنته التي لا تتبدل , في إتمام نوره بإظهار دين هو لو كره الكافرون. .وهو وعد تطمئن له قلوب الذين آمنوا ; فيدفعهم هذا إلى المضي في الطريق على المشقة والألواء في الطريق ; وعلى الكيد والحرب من الكافرين [والمراد بهم هنا هم أهل الكتاب السابق ذكرهم]. . كما أنه يتضمن في ثناياه الوعيد لهؤلاء الكافرين وأمثالهم على مدار الزمان!
ويزيد السياق هذا الوعيد وذلك الوعد توكيداً:
چ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) چ
چ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله , ولو كره المشركون چ. . وفي هذا النص يتبين أن المراد بدين الحق الذي سبق في قوله تعالى: چ قاتلوا الذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون چ. . هو هذا الدين الذي أرسل اللّه به رسوله الأخير. وأن الذين لا يدينون بهذا الدين هم الذين يشملهم الأمر بالقتال. .
وهذا صحيح على أي وجه أوّلنا الآية. فالمقصود إجمالاً بدين الحق هو الدينونة للّه وحده في الاعتقاد والشعائر والشرائع - وهذه هي قاعدة دين اللّه كله , وهو الدين الممثل أخيراً فيما جاء به محمد -[ص]- فأيما شخص أو قوم لم يدينوا للّه وحده في الاعتقاد والشعائر والشرائع مجتمعة ; انطبق عليهم أنهم لا يدينون دين الحق , ودخلوا في مدلول آية القتال. . مع مراعاة طبيعة المنهج الحركي للإسلام , ومراحله المتعددة , ووسائله المتجددة كما قلنا مراراً.
چ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله , ولو كره المشركون چ. . وهذا توكيد لوعد اللّه الأول: چ ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون چ. . ولكن في صورة أكثر تحديداً. فنور اللّه الذي قرر سبحانه أن يتمه , هو دين الحق الذي أرسل به رسوله ليظهره على الدين كله. ودين الحق - كما أسلفنا - هو الدينونة للّه وحده في الاعتقاد والعبادة والتشريع مجتمعة. وهو متمثل في كل دين سماوي جاء به رسول من قبل. . ولا يدخل فيه طبعاً تلك الديانات المحرفة المشوبة بالوثنيات في الاعتقاد التي عليها اليهود والنصارى اليوم. كما لا تدخل فيه الأنظمة والأوضاع التي ترفع لافتة الدين , وهي تقيم في الأرض أرباباً يعبدها الناس من دون اللّه , في صورة الاتباع للشرائع التي لم ينزلها اللّه. واللّه سبحانه يقول: إنه أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. .ويجب أن نفهم "الدين" بمدلوله الواسع الذي بيناه , لندرك أبعاد هذا الوعد الإلهي
(يُتْبَعُ)
(/)
ومداه. .
إن "الدين" هو "الدينونة ". . فيدخل فيه كل منهج وكل مذهب وكل نظام يدين الناس له بالطاعة والاتباع والولاء. .واللّه سبحانه يعلن قضاءه بظهور دين الحق الذي أرسل به رسوله على "الدين" كله بهذا المدلول الشامل العام!
إن الدينونة ستكون للّه وحده. والظهور سيكون للمنهج الذي تتمثل فيه الدينونة للّه وحده.
ولقد تحقق هذا مرة على يد رسول اللّه -[ص]- وخلفائه ومن جاء بعدهم فترة طويلة من الزمان. وكان دين الحق أظهر وأغلب ; وكانت الأديان التي لا تخلص فيها الدينونة للّه تخاف وترجف! ثم تخلى أصحاب دين الحق عنه ; خطوة فخطوة بفعل عوامل داخلة في تركيب المجتمعات الإسلامية من ناحية وبفعل الحرب الطويلة المدى , المنوعة الأساليب , التي أعلنها عليه أعداؤه من الوثنيين وأهل الكتاب سواء. .
ولكن هذه ليست نهاية المطاف. . إن وعد اللّه قائم , ينتظر العصبة المسلمة ,التي تحمل الراية وتمضي , مبتدئة من نقطة البدء , التي بدأت منها خطوات رسول اللّه -[ص]- وهو يحمل دين الحق ويتحرك بنور اللّه ... ثم يخطو السياق الخطوة الأخيرة في هذا المقطع من السورة , مصوراً كيف أن أهل الكتاب لا يحرمون ما حرم اللّه ورسوله , بعد ما أشار إلى هذه الحقيقة في قوله:چ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه چ التي فسرها رسول اللّه -[ص]-بأنهم "أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال , فاتبعوهم". . فبين أنهم إذن لا يحرمون ما حرم اللّه ورسوله , إنما يحرمون ما حرمه عليهم الأحبار والرهبان!
يخطو السياق الخطوة الأخيرة في بيان هذه الحقيقة مخاطباً بها الذين آمنوا كاشفاً لهم في هذا الخطاب عن حقيقة أهل الكتاب:چ يا أيها الذين آمنوا , إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل , ويصدون عن سبيل اللّه. والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيلا للّه فبشرهم بعذاب أليم. يوم يحمى عليها في نار جهنم , فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. هذا ما كنزتم لأنفسكم , فذوقوا ما كنتم تكنزون چ. .
وفي الآية الأولى استطراد في بيان دور الأحبار والرهبان الذين اتخذهم أهل الكتاب أرباباً من دون اللّه , فاتبعوهم فيما يشرعون لهم من المعاملات ومن العبادات سواء. فهؤلاء الأحبار والرهبان يجعلون من أنفسهم ويجعلهم قومهم أرباباً تتبع وتطاع ; وهم فيما يشرعون يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل اللّه. وأكل أموال الناس كان يتمثل في صور شتى وما يزال: منها ما يأخذونه على فتاوى تحليل الحرام وتحريم الحلال لصالح من يملكون المال أو السلطان. ومنها ما يأخذه القسيس أو الكاهن مقابل الاعتراف له بالخطايا وغفرانه–بالسلطان المخول للكنيسة في زعمهم - لتلك الخطايا! ومنها الربا - وهو أوسع أبوابها وأبشعها - وغيرها كثير. كذلك ما يجمعونه من أموال الناس لمحاربة دين الحق ; وقد كان الرهبان والأساقفة والكرادلة والبابوات يجمعون مئات الملايين في الحروب الصليبية , وما يزالون يجمعونها للتبشير والاستشراق للصد عن سبيل اللّه.
ولابد أن نلحظ الدقة القرآنية والعدل الإلهي في قول اللّه تعالى في ذلك.چ إن كثيراً من الأحبار والرهبان. .چ.
للاحتراز من الحكم على القليل منها الذي لا يزاول هذه الخطيئة. ولا بد من أفراد في أية جماعة من الناس فيهم بقية خير. . ولا يظلم ربك أحداً. .
والكثير من الأحبار والرهبان يكنزون هذه الأموال التي يأكلونها بالباطل. وقد شهد تاريخ هؤلاء الناس أموالاً ضخمة تنتهي إلى أيدي رجال الدين وتؤول إلى الكنائس والأديرة. وقد جاء عليهم زمان كانوا أكثر ثراء من الملوك المتسلطين والأباطرة الطغاة!
والسياق القرآني يصور عذابهم في الآخرة بما كنزوا , وعذاب كل من يكنز الذهب والفضة ولا ينفقها في سبيل اللّه , في مشهد من المشاهد التصويرية الرائعة المروعة:
چ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل اللّه فبشرهم بعذاب أليم.يوم يحمى عليها في نار جهنم , فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم , هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون چ. .
إن رسم المشهد هكذا في تفصيل ; وعرض مشهد العملية منذ خطواتها الأولى إلى خطواتها الأخيرة , ليطيل المشهد في الخيال والحس. . وهي إطالة مقصودة:
چ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35).چ.صدق الله العظيم. والحمد لله رب العالمين.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1)- ابن منظور – معجم لسان العرب.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2)- سيد قطب – في ظلال القرآن.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3)- سيد قطب – في ظلال القرآن
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4)- سيد قطب – في ظلال القرآن(/)
تعرف على الصوفية عن طريق سؤال و جواب
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 02:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته , وصلى الله على رسوله وعلى آله و صحبه
كثر الحديث على التصوف بين مادح ومدافع عنه وبين ذام , فتلبس الأمر على كثير من الشباب لدى أحببت أن أجمع هذا الموضوع حتى لا ينخدع احد بالصوفية, وجعلته على شكل سؤال رمزت له ب س ,و جواب رمزت له ب ج, وحاولت الاختصار قدر المستطاع حتى لا أمل القارئ.
ملاحظة قد سبق أن شاركت بهذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث
اقتباس
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس:إذا نظروا في باب الاعتقاد تفلسفوا وإذا نظروا في باب التزهد ترهبنوا
قال شيخ الإسلام في الفتاوى: أخذوا مخ الفلسفة، وكسوه لحاء الشريعة.
س: كيف تناظر صوفيا؟
ج: لا تناقش معه الفروع , لكن ابدأ بالأصول لهدمها فمثلا ناقش معه مصادر التلقي عند الصوفية و قارنها بمصادر أهل السنة و الجماعة تجد اختلافا كبيرا, وهكذا تناقش كل من خالف الحق.
س: لماذا ننتقد الصوفية و نترك اليهود و النصارى و غيرهم من الملحدين؟
ج: الصوفية أمرهم يخفى على كثير من الناس فهم يلبسون ثياب الزهد ليخفوا به عقيدة فاسدة, فهم يهدمون حصوننا من الداخل, كما أنهم يدعون الناس إلى عبادة القبور و الاستغاثة بها و هذا شرك أكبر.
س: لماذا يلتبس أمر الصوفية على كثير من الناس؟
ج: لأنهم يستعملون التقية؟
روى الكلاباذي عن الجنيد أنه قال للشبلي:
نحن حبّرنا هذا العلم تحبيرا , ثم خبأناه في السراديب , فجئت أنت , فأظهرته على رؤوس الملأ.
فقال: أنا أقول وأنا أسمع , فهل في الجارين غيري
و نقل الشعراني عن سيده محمد الحنفي أنه قال:
وهاهنا كلام لو أبديناه لكم لخرجتم مجانين لكن نطويه عمن ليس من أهله
س: كيف بدأ التصوف؟
ج: كان مبدأ التصوف من أناس من البصرة أرادوا التقرب إلى الله فجاء زهدهم مخالفا لزهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
س: هل مدح شيخ الإسلام ابن تيمية التصوف؟
ج: شيخ الإسلام لم يمدح التصوف , و إنما وصف أناسا من البصرة من الزهاد و قال إن في كلامهم ما يقبل ويرد.
فقد قال في الفتاوى: من جعل طريق أحد من العلماء و الفقهاء أو طريق أحد العباد أو النساك خيرا من طريق الصحابة فهو مخطئ ضال مبتدع.
س: مما أشق اسم التصوف؟
ج: اختلف الصوفية وكل من بحث في التصوف عن اشتقاقه , إلى عدة أقوال حتى قال الشبلي: هذا الإسم الذي أطلق عليهم اختلف في أصله وفي مصدره.
س: ما هو التصوف؟
ج: الاختلاف في التصوف أكتر من الاختلاف في اشتقاقه , وقد ذكروا له أكثر من عشرين قولا , مما يدل على أنه من عند غير الله.
س: ما الفرق بين الزهد و التصوف؟
ج: قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس: فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف.
س: فهل يوجد تصوف سني؟
ج: لا يخلو التصوف أن يكون من الإسلام فالواجب التعبير بالألفاظ التي جاءت بها الشريعة مثل الإسلام و الإيمان و الإحسان, وإما أن يكون دخيلا على الإسلام وهو الصحيح كما سأبينه.
س: بماذا تأثر التصوف؟
ج: تأثر التصوف بعدة ديانات نذكر منها:
*الديانات الهندية مثل البوذية و البراهمة: أخذوا منها التقشف, و السياحة في الأرض و العري و الخلوة , وإتباع شيخ عارف.
*الفلسفة اليونانية: أخذوا منها الكشف و الذوق و الوجد وتنقية النفس لتصل إلى الملأ الأعلى.
*ديانات الفرس: أخذوا منها علم الباطن وتعظيم الولي لأن الفرس يعظمون ملوكهم.
*اليهودية: أخذوا منها البناء على القبور و زخرفتها والذكر بالمزامير و الخرافة مثل وؤية الله و الملائكة.
*النصرانية: أخذوا منها التبتل , و الخلوة و الامتناع عن الزواج و لبس الخرقة و اتخذ الزوايا و التكايا و و الخانقاوات.
*الروافض: أخذوا منهم عصمة الولي و الأخذ عن الله مباشرة و علم الباطن و الظاهر و العام والخاص يعني أن الله يخص بعض الأولياء بالعلم اللدني
س: كم عدد الطرق الصوفية؟
ج: لا أستطيع حصرها لأنه كلما أدعى شخص أنه ولي أو أنه خاتم الأولياء اتخذ طريقة و زعم أن طريقته هي التي توصل إلى الجنة, و دعى إليها مريديه, و من هذه الطرق التيجانية و البوتشيشية و النقشبندية و القادرية , و الخلوتية و الملامتية .........
س: ما أفضل هذه الطرق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: كل هذه الطرق تلتقي في ابن عربي الحاتمي صاحب وحدة الوجود, التي تقطر كتبه بالكفر, فهو شيخهم الأكبر و كبريتهم الأحمر, فهم يترضون عنه و يدعون الشباب لقراءة كتبه.
س: ما موقف العلماء من ابن عربي؟
ج: العلماء اتجاه ابن عربي ثلاثة أصناف:
*من قرأ كتبه وعرف ما فيها من الكفر فهؤلاء كفروه ,وللمزيد أنظر كتابي برهان الدين البقاعي مصرع التصوف و تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي
*من قرأ كتبه وعرف ما فيها وهو يدافع عنها , فهذا يدافع عن الكفر.
*من لم يقرأ كتبه وهو يدافع عنه فهذا قد يكون معذورا.
- س: هل نتأول كلام ابن عربي:
*ج: قال الشيخ القونوي: إنما يؤول كلام المعصومين
- س: ما هي مصادر التلقي عند الصوفية:
ج:*العلم اللدني
*لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة
*لقاء الخضر
*الهواتف والمنامات.
*الأحاديث الموضوعة , فإذا سمعت حديثا موضوعا ابحث في كتب الصوفية تجده.
*كلامهم للملائكة.
*حدثني قلبي عن ربي فهو أعلى سند عندهم ولا أدري ماذا يسميه المحدثون , لأن القلب لم يأت ذكره في كتب الجرح و التعديل. فهم يزعمون تكليم الله قال الشعراني عن الجنيد أنا منذ ثلاثين سنة أكلم الله.
س: إلى من تنتهي سلاسل الصوفية؟
ج: أغلب السلاسل الصوفية تنتهي إلى علي رضي الله عنه (أما كرم الله وجهه , و أمير المؤمنين فهي من الألفاظ التي تسربت لبعض أهل السنة من الرافضة).
س: و لماذا علي بن أبي طالب؟
هذا من تسربات الرافضة للصوفية ,و لأعتقادهم فيه اختصاصه بعلم لم يختص به أحد من الصحابة.
س:ما هو الذكر عند الصوفية؟
ج: الصوفية يأخذون ذكرهم من شيوخهم , فكل طريقة لها ذكر مخصوص , و لا يصح للمريد أن يذكر ذكرا حتى يأذن له الشيخ.
س: هل الزوايا و التكايا و الخانقاوات أمر بها الإسلام
ج: أمر الله بالمساجد أن ترفع و يذكر فيها اسمه أما الزاوايا و غيرها فهي مخالفة للدين من ستة أوجه ذكرها ابن الجوزي في تلبيس إبليس
س:كيف تنال الولاية عند الصوفية؟
ج:تنال الولاية عند الصوفية بالجوع و العري وقلة النوم و تعذيب النفس و رياضات أخرى
س: لماذا لجأ الصوفية لعلم الباطن؟
ج: لأنهم لم يجدوا لطرقهم دليلا من الكتاب و السنة , فلجئوا لعلم الباطن , لأن المبتدع يعتقد ثم يستدل , و لتأويل أقوالهم الكفرية التي نطق بها كبراؤهم.
س: هل يعلم الصوفية الغيب؟
ج: لم يكتف بعض الصوفية بمعرفة الغيب بل منهم من ادعى معرفة الأشياء الخمسة التي استأثر الله بعلمها:
ونقلوا عن الشبلي أنه قال:
لو دبت نملة سوداء على صخرة صماء في ليلة ظلماء ولم أشعر بها أو لم أعلم بها لقلت أنه ممكور بي.
وقد سْل عبد العزيز الدباغ عن الخمس الأشياء التي استأثر الله بعلمها هل يعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم فأجاب.
كيف يخفى أمر الخمس عليه والواحد من أهل التصوف من أمته الشريفة لا يمكنه التصرف إلا بمعرفة هذه الخمس
س: هل يفرق الصوفية بين النبوة و الولاية؟
ج: لا يفرق الصوفية بينهما بل ادعى بعض الغلاة تفضيل الولي على النبي:
مقام النبوة في برزخ **************فويق الرسول ودون الولي
س:ماذا يعتقد المريدون في أوليائهم:
*العصمة: قال أبو الحسن الشاذلي إن من خواص القطب إمداد الله له بالرحمة والعصمة والخلافة والنيابة.
*وجوب اتخاذ شيخ عارف: قال الشعراني: ومن ادعى الطريق بلا شيخ كان شيخه إبليس
*رفع التكليف على أوليائهم
س:كيف يرهب الصوفية مريدهم؟
ج: سأكتفي بنقل قصة واحدة:
كان لبعض الأشياخ مجلس يفسر فيه القرآن العظيم فأبدله بمجلس قوال , فقال مريد بقلبه: كيف يبدل مجلس القرآن بمجلس قوال؟
فناداه الشيخ: يا فلان , من قال لشيخه: لم , لم يفلح. فقال المريد: التوبة.
س:هل يعتقد الصوفية التناسخ؟
ج: ذكره الشعراني عن صوفي أنه ظهر لأعدائه في هيئة أسد عظيم.
وكذلك ذكر المنوفي في جمهرته صوفيا كان يظهر في مظهر السباع والفيلة
س: ما هي مراتب الصوفية؟
*الغوث وهو موضع نظر الله من العالم في كل زمان و مكان وسمي بذلك لأنه يغيث الناس.
*الإمامان أحدهما يمين الغوث و الآخر عن يساره
*الأوتاد الأربعة.
*الأقطاب السبعة
*الأبدال الأربعين
*النجباء الثلاث مائة
وقد يختلف هذا الترتيب من صوفي لآخر.
المراجع
تلبيس إبليس ابن الجوزي
نظرات في التصوف على ضوء الكتاب و السنة أحمد حفو
التصوف المنشأ و المصدر إحسان إلهي ظهير
فتاوى شيخ الإسلام
إبطال القول بوحدة الوجود علي القاري
كتب الصوفية
ـ[نبض الامة]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 01:52]ـ
جزيتم خيرا
ولكن لم أفهم معنى " وحدة الوجود " وكذلك " التناسخ "
فياليت لو تفسرون لي معناهما ..
وبارك الله فيكم
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 09:29]ـ
وحدة الوجود هو أن لاترى في الكون إلا الله , فكل شيء هو الله , فلا تمييز للخالق على المخلوق, و هذا ما دعى له ابن عربي, أما التناسخ فحلول بعض الأرواح في الحيوانات و غيرها , كتبت هذه السطور مسرعا لأني مسافر عند عودتي سأفصل لك الأمر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 05:22]ـ
بارك الله فيكم
نرجوا منكم نفع إخوانكم بما عندكم هنا:
::: شبكة صوفية حضرموت ( http://soufia-h.net/) :::
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 07:14]ـ
بارك الله فيكم
نرجوا منكم نفع إخوانكم بما عندكم هنا:
::: شبكة صوفية حضرموت ( http://soufia-h.net/) :::
الرابط*لا*يعمل*
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 03:14]ـ
تفضله أخي:
http://soufia-h.net/(/)
فوائد من سلسلة العلمانية والتغريب للشيخ المحمود
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 01:56]ـ
المحاضرة الأولى.
-يجب على العلماء وطلبة العلم بل وعلىكل مسلم بيان الحق بين الناس خاصة إذا استشرى الباطل،
ولأن ديننا دين قوى فلا يمكن بحال مهما قوى أهل الباطل وأتوا باطلهم بالمدد أن يكون هو (الحق)، بل ييبقى الحق واضحاًظاهراً وإن بقى قلة يحملونه.
-قد يحدث أن يضل شخص بعض الناس لكل الوقت طوال حياتهم، وقد يحدث أن يضل شخص كل الناس لبعض الوقت، لكن أن يضل كل الناس كل الوقت فهذا لا يكون،لأن الله لا ينصر الله ضلالاً خاصة إذا جاء مستتراُ باسم الحق.
- عند تناول تلك القضايا يجب أن يُعلم عدة أمور:
أولاً:لا عداوة مع أشخاص إنما هو دين وعقيدة فلا تعادى فلاناً لذاته إنما لما يحمله من عقيدة وفكر
ثانياً: الضلال والانحراف خاصة فى مسألتنا هذهالعِلمانية على درجات:-
أقلها: من يقع فى زلة يوافق فيها أصحاب الفكر المنحرف،وربما هو ليس منهم.
يأتى بعدها من يحمل هذا الفكر لكن يستتر ولا يدعوإليه
يأتى بعد ذلك من يحملها ويدافع عنها ويموت من أجلها
(ويجب مراعاة تلك الدرجات الثلاثة)
ثالثاً: ليس كل من وقع أو وافق هؤلاء فى شىء من ضلالتهم أن يكون منهم من جميع الوجوه، لذا فالأسلم عند الرد على هؤلاء توجيه الرد إلى الفكر والعقيدة دون التعرض لشخص، وهذا دأب السلف فيتعرضون لمقالة يحكمون عليها بالكفر،ثم هم مع الأشخاص المعينين يتشددون ويتأكدون ولابد من تطبيق توفر الشروط وانتفاء الموانع على المعين.
-الدقيقة 14:00 كلمة الشيخ لكل من وقع فى الانحراف فى الفكر كبير أو صغير، عميق أو سطحى (تستحق السماع)
- سبب طرح هذا الموضوع
1 - ظن البعض أن التيارات والنظريات العلمانية توجد فى بعض البلدان دون الآخر وأن بلاداً كبلادالخليج مثلاً لا تحتوى عليها إلا فيما شذ وندر، وسيأتينا بيان استفحال تلك النظريات فى بعض البلدان
2 - أن العلمانيين والمستغربين صاروا أشدتغريباً وعلمانية من الغرب نفسه خاصة فى مجال التنفيذ، كما حدث من كمال أتاتورك.
-العِلْمانية:
أصل الاشتقاق اللغوى اُختلف فيه، منهم من نسبها للعالم وآخر ينسبهاإلى العلم.
بعض الباحثين ينكر نسبتها إلى العلم، ولكن تُفسر مما كتبه الغرب، وهذا صحيح.
لكن هناك فرق بين نسبتها إلى العلم الشرعى (وهذا خطأ) وبين العلم المادى،
فالنسبة إلى العلم المادى كمرحلة تاريخية،وأنه هو العلم الذى أدى إلى التمرد على الكنيسة والذى نشأ فى أوروبا فى مقابل الدين وجعله أداة لتقييم العقيدة والدين ... فالنسبة صحيحة.
التعريف الصحيح: هو اللادينية (فصل الدين عن الحياة أو فصل الدين عن الدولة)، لأن العبرة بالحقائق.
فى معجم (لم أتبين الاسم من الشيخ ولعله أوكسفورد):
علمانى:بمعنى دنيوى أو مادى ليس دينياً ولا روحياً مثل السلطة اللادينية أى المقابلة أو المضادة للكنيسة، وكذلك هى الفكر الذى يقول أنه لا ينبغى أن يكون الدين أساساً للتربية.
ومن مصدر آخر:
(هى نظام اجتماعى فى الأخلاق مؤسس على وجوب قيام الأخلاق والقيم السلوكية مبنية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعى دون النظر إلى الدين)
- يتبين من ذلك أن العلمانية تشمل أيضا الواقع الاجتماعى والأخلاقى، فعلمانية الدولة إحدى جوانبها.
- الخطر العلمانى ليس خطراً ذو وجهة معينة يمكن تحديده، يعنى أن خطره لا يكمن فى استعمار دولة، لأن هذه آلية، لكن الخطر أن يصبح الفكر العلمانى قضية تتخذ من التعليم والإعلام وسيلة لتنتشر فى حياة الناس،فتقلب حياتهم الإيمانية الملتزمة بشرع الله (وإن أخطأوا) إلى حياة تقتبس قيمها من الأهواء والنظريات الإلحادية،ومن ثم تتغير عندهم الفكرة والمنهج وأسلوب الحياة والتعامل مع القضايا، وهذا هو الخطر الحقيقى.
موقف العلمانيين من الدين: موقف العلمانيين من الدين:
1 - الدين العام الشامل لكل نواحى الحياة: مرفوض.
2 - الدين الخاص:
إما خصوصية المعنى أو القضية: كالإيمان بالله، أو خصوصية الفرد (تديّن الفرد)، فالعلمانية على درجتين:
أ- العلمانية المتطرفة: ترفض كل ما بالدين يتعلق، وترفض تدين الأفراد.
مثالهم: العلمانية الشيوعية التى اعتبرت أن الدين أفيون الشعوب،وأنه لا إله والحياة مادة (أقوال كارل ماركس)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى العلمانيين العرب مثالهم: الشيوعية، والحداثية التى ترفض كل ماهو من التراث وكل ما هو قديم، وتقترب من فكر اليسار.
ب- العلمانية المعتدلة: ترفض اعتبار الدين أساساً للدولة، لكنها تقبل تدين الأفراد. وهو ما انتهت إليه أوروبا،
وعند العرب: العلمانية الليبرالية.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 02:24]ـ
(المحاضرة الثانية).
-هناك على مر تاريخ هذه الأمة محاولات للخروج من الدين فى بعض الأمور مثل ماحدث من الفرق البدعية، لكن لم يوجد من يرفض هذا الدين جملة وتفصيلاً من هذه الفرق.
-أكثر من تمرد على الدين من الفرق:
1 - غلاة الصوفية:
حتى ظهرت طوائف تزعم أنها يمكن أن تصل للحقائق من الله بدون واسطة النبوة، فالكشوفات والمنامات والخضر الذى يزعمون أنه مازال حياً من جملة هذا.
(ذكر العلماء من نواقض الإسلام: من زعم أنه يمكنه الخروج عن شريعة محمد كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى)
2 - الزنادقة:
والزندقة هى إعلان النفاق، وهؤلاء كثروا فى الدولة العباسية، فهذه الفئة كانت لها صلات فارسية ونصرانية ووثنية وفلسفية أيضا.
من محاولاتهم:
-تقليد القرآن لإثبات أنه لا إعجاز فيه
- السخرية من السنة والصحابة
-السخرية من قضاة الإسلام فرموهم بالظلم واللواط والسرقة (وهذا باب واسع للتنقص من الشريعة لأن القضاة هم من يحكمون بين الناس بالدين)
-أبرز ملامح الفكر الغربى:
-دعا (ديكارت) الذى هو من أشهر فلاسفتهم -- إلى تطبيق المنهج العقلى فى الفكر والحياة، لكنه استثنى والدين العقيدة، فلم يجرؤ على مواجهة الكنيسة
القوية فى وقته وادعى أنه لا تعارض بين العلم وبين المسيحى الدين، و ليس لأحدهما سلطان على الآخر (تأمل!)
(العلمانيون عندنا يقولون: الله مقدس والرسول مقدس، فلن نتعرض لهما، لكن نعمل العقل فى كل شىء.)
- ظهر بعد ذلك المنهج التجريبى لفرانسيس بيكون وجعلوا أعظم مآثره أنه فصل بين العلم المادى والعلم الدينى.
- قام اسبيونزا (اليهودى) بتطبيق منهج النقد التاريخى، واكتشف تحريف التوراة، فهذا المنهج لا يفرق بين ما هو مقدس وغير المقدس.
(العلمانيون الآن يقولون كل شىء يقبل النقد، فالقرآن يجب إعادة فهمه على ضوء الحقائق المعاصرة لا كما فهمه الأقدمون، فنريد فهماً جديداً له)
وطه حسين يقول فى كتاب (الشعر الجاهلى) ( ..... والأمر لا يقف عند هذا الحد، فواضح جدا لكل من له إلمام بالبحث التاريخي عامة ويدرس الأساطير والأقاصيص خاصة أن هذه النظرية متكلفة مصطنعة في عصور متأخرة دعت إليها حاجة دينية أو اقتصادية أو سياسية للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم و إسماعيل، وللقرأن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلا عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلي مكة ونشأة العرب المستعرية فيها.
ونحن مضطرون إلي أن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية من جهة، والقرآن والتوراة من جهة أخرى.)
-طالب (جون لوك): بإخضاع الوحى للعقل عند التعارض ودعا إلى مبدأ التسامح الدينى، وإعطاء الحق لكل إنسان أن يعتقد بما شاء ويكفر بما يشاء.
-- تحولت أوروبا إلى الشك فى دينها، وهو ما يسمى بعصر التنوير، والآن كل من يشكك فى أمر دينه يسمونه مفكرأ مستنيرا.
- يعد فولتير عدو الكنيسة الأول، إلا أنه لم يكفر بوجود الله، ولكن كفر بالوحى، فالناس تصنع فى حياتها ما تريد، وشبهوا ذلك بصانع الساعة، يصنع الساعة لك وأنت تتصرف فيها كما تشاء.
(جمهرة العلمانيين عندنا تؤمن بوجود الله، حتى أن بعض الشيوعيين العرب آمنوا بكل مبادىء الشيوعية إلا أنهم آمنوا بوجود الإله ولم يلحدوا)
-قامت الثورة الفرنسية عام 1789 على عدة أسس:
1 - حرب الكنيسة والدين من جهة الشعب الثائر لا من جهة المفكرين فقط، فجعلت فكر العلمانية ليس حكرا على النخبة وإنما هو فكر العامة.
(وهذا هو خطر العلمانية إذا وصلت لهذه الدرجة، أن تجعل الفكر العلمانى فكراً جماهيرياً ... وهو ما تحاول تطبيق عن طريق الإعلام والندوات)
2 - ترسيخ العلمانية: أى تطبيقها واقعاً فى الدولة والبرلمان وحياة الناس.
3 - قامت على الأسس المشهورة (الحرية- الإخاء -المساواة)
-نظرية (العقد الاجتماعى): نادى بها عدة مفكرين لكن من أشهرهم (جان جاك روسو)، وتعنى أن الناس إذا تعاقدوا على أمر ورضوا به فلا أحد يتدخل فيهم أى لا توجد حاكمية تفرض عليهم من خارجهم، كما توجد عندنا حاكمية الكتاب والسنة.
من مبادئها:
1 - أن الحالة الطبيعية للإنسان هي الفترة الذهبية من تاريخه، ولكن الإنسان بفعل الأطماع وبتأثير (الأديان!) تجرد من النقاء الطبيعي، وانتقل إلى حالة من الفوضوية اقتضت وجود عقد اجتماعي لتنظيم حياة الناس ومحاولة العودة بهم إلى الحالة الطبيعية.
2 - إغفالها لدور الدين في توجيه المجتمع، وجعلت الدين عاملاً من العوامل التي تعوق الرجوع إلى الحالة الطبيعية السوية.
3 - بفصل السياسة عن الدين، فإنه يتهم الأديان بأنها هي التي سببت هذا الفصل حيث نجده يقول: 'إن الشعوب القديمة كانت تعبد الملوك، وكان لكل دولة ملكها وإلهها في الوقت نفسه، فكانت السياسة والدين شيئاً واحداً، ولكن الأديان فصلت بين العالم المادى والعالم الروحى"
4 - سمت الثورة الفرنسية كتابه العقد الإجتماعى بإنجيل الثورة الفرنسية.
5 - أوحت إلى الناس بفكرة جديدة هي الوطنية أو القومية إذ أن العقد يكون بين الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه، وتتفق مصالحه مع مصالح الفرد ورغباته، لا مع مجتمع آخر بعيد مهما كانت قوة الصلة الدينية به.
- ثم جاء كتاب (الأمير) لميكافيللى، وذكر فيه:
1 - الإنسان شرير بطبعه، ورغبته فى الخير مصطنعة، فإذا كان الأمر كذلك فلا ضير من الانسياق وراء طبيعته الشريرة.
2 - الفصل التام بين السياسة والدين والأخلاق.
3 - الغاية الوسيلة تبرر.
(العلمانيون عندنا يرحبون باحتلال أراضى المسلمين لأن غايتهم الحكم، فلا ضير من الاستعانة بميكافيللية الولايات المتحدة للقضاء على التطرف).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 09:21]ـ
جزاكم الله خيرا اخي عمل عمل ومجهود رائع
هل هناك رابط للمحاضرة
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 12:00]ـ
جزاكم الله خيرًا على التشجيع،
رابط السلسلة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3041
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 12:18]ـ
(المحاضرة الثالثة).
بسم الله الرحمن الرحيم.
- تعليق الشيخ على الصراع بين الكنيسة والعلم:
نحن نقول إن هذا الصراع كان له مبررات فى أوروبا، والخطأ أن ينتقل هذا الصراع إلينا ونُسقطه على ديننا.
-أهم النظريات التى أثرت فى أوروبا:
1 - نظرية التطور لداروين:
أثبت داروين فى كتابه (أصل الأنواع) حيوانية الإنسان وأن أصله جرثومة ثم كان فى آخر تطور له قرداً.
كان من آثار هذه النظرية:
1 - إعلان الإلحاد والتبجح به.
2 - دعم فلاسفة الغرب هذه النظرية على أساس أنها بديل للمسيحية.
3 - ومن نتائجها المنطقية إلغاء فكرة الغاية من خلق الإنسان.
4 - حيوانية الإنسان وماديته.
(ليس عندنا دليل نثبت به أو ننفى به تطور الكائنات، لكن بالنسبة للإنسان فالقضية محسومة فى أن الله خلقه بيديه)
2 - نظرية موت الإله وحلول الإنسان محله لنيتشه اليهودى:
تنص على أن الإله مات وأن الإنسان الأعلى (السوبر مان) يجب أن يحل محله.
اقتبس أدب الحداثة من هذه النظرية قضية (موت المؤلف):
وهى أن النص الإبداعى (شعر، رواية، قصة) لما يكتبها صاحبها نتعامل مع هذا النص وكأن مؤلفه قد مات، فلا نلتفت إلى مقاصده وإلى مراده أو حتى سبب كتابته إياه، وعظمة النص تكمن فى إمكانية قراءته قراءات مختلفة.
وبالتالى أدت هذه الفكرة إلى فوضى فكرية وإلى دعوتهم لنقد كتب التراث وأيضا الكتاب والسنة دون التفات إلى مقاصد الشريعة أو معان مرادة أو أقوال العلماء.
3 - النظرية الماركسية والشيوعية:
إلى جانب قولته المشهورة: لا إله والحياة مادة، فإنه جعل حياة الإنسان قائمة على حاجاته الحيوانية وعلى القضية الاقتصادية.
فحاجاته الأساسية ثلاثة: الغذاء- المسكن- الجنس.
4 - نظرية العقل الجُمْعى لـ (دوركايم) اليهودى:
الإنسان حيوان خاضع للجبرية والقهر الاجتماعى، وأنه لا حول له ولا قوة، فإذا قدس المجتمع فكرة فإنها تُفرض على الإنسان.
وقد جعل الدين والزواج والأسرة من عمل العقل الجمعى وأنها ليست من الفطرة.
والعقل الجمعى دائم التغير والتطور.
(العلمانيون يركزون دائماً على أن مجتمع المملكة السعودية مجتمع مغلق مكبل بالتقاليد، وأن المسألة لا تتعلق بتدين الأفراد)
(هذه النظرية افترضت أن الإنسان إذا نشأ فى مجتمع عنده مجموعة من التصورات الخاطئة فلا يمكنه تصويبها وهذا خطأ بين،وعندنا من سيرة الأنبياء ما يشهد على بطلان هذه الفكرة تماماً)
5 - نظرية فرويد اليهودى ... (ويرى الشيخ أنها النظرية المدمرة للدين والأخلاق):
تقوم على كون الجنس هو أساس حياة الناس .. وربط الدين بعقدة أوديب ... ملخصها:أن الشعور بالذنب والخطيئة متوارث من الأبناء الأُول الذين قتلوا أباهم لأنه حال بينهم وبين الاستمتاع بأمهم.
(العلمانيون عندنا ينادون بالإباحية وكسر القيود،،، لأن الناس إذا اعتادت الشهوة ومارستها فإنها تصير أمرا عاديا.)
(كل هذه النظريات تخدم فكرة واحدة هى إلغاء الثوابت ومن ثم إلغاء الدين)
-الديمقراطية الغربية هو إحلال إرادة الشعوب محل إرادة الله، فهى تنادى لفكرتين:
1 - الحرية التامة وبما فى ذلك من حرية اختيار العقيدة،وأنه لا فرق بين إنسان وآخر على أساس العقيدة أو الجنس أو اللون،
والاعتراف بجميع الأحزاب مهما كانت خلفياتها الدينية (وللأسف بعض الإسلاميين ينادون بها!)
2 - قيام برلمان تكون له السيادة وبالأخص السيادة التشريعية.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 02:39]ـ
بارك الله فيك اخي احمد الدهشوري
ممتاز
ليس تشجيعي فقط وانما هو فعلا عمل دقيق ومهم اذ ان هذه المادة من المواد المهمة فانت اهتميت لامر كبير فلله الحمد
ـ[أيمن طلال]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 09:26]ـ
هل من معين على وجود كتاب" أجنحة المكر الثلاثة "
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 10:15]ـ
http://waqfeya.net/book.php?bid=1254
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 04:52]ـ
المحاضرة الرابعة.
بسم الله الرحمن الرحيم.
-تعتبر فترة الحرب العالمية الأولى وما تلاها من أحداث المرحلة العملية لتطبيق العلمانية عملياً فى العالم الإسلامى.
-سبق ذلك تمهيد يتمثل فى أمرين:
-1 - دخول القوانين الأوروبية فى دولتين هامتين هما الدولة العثمانية فى تركيا، ومصر.
-يوجد كثير من الإشكالات للأسف فى الدولة العثمانية وبخاصة إشكالات عقدية، ومع ضعف هذه الدولة كانت فى المقابل أوروبا بيقظتها ونهضتها.
-فى البداية كان التسلل على هيئة نظم أوروبية لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية ... كما حدث مع السلطان سليمان (القانونى) وسمى بذلك لإدخاله قوانين مستوردة من أوروبا.
-كلما زاد ضعف العثمانيين ازداد ضغط أوروبا من خلال الأقليات النصرانية والعلاقات الإقتصادية والإجتماعية أيضاً.
-مجلة الأحكام الشرعية:مجموعة من الأحكام على المذهب الحنفى مرتبة بموادها موافقة للقوانين الأوروبية.
- موقف السلطان عبد الحميد من الدستور:
فى البداية وافق عليه،وكان هذا الدستور الذى أدى إلى تكوين البرلمان ((المبعوثان)) ثم هذا البرلمان الذى أقر فيما بعد قرار أتاتورك بإلغاء الخلافة، هذا الدستور به مسحة علمانية خاصة فى مساواة المسلم بغيره تماماً. ثم بعد ذلك ألغى هذا الدستور.
- فى مصر:
احتلال فرنسا بقيادة نابليون، وأتى ببعض ما عند الأوروبيين من الحضارة لكن أهمها:
1 - المطابع
2 - القانون الفرنسى.
فطبع القانون الفرنسى مترجماً بدعوى إصلاح أحوال البلاد، و وزعه على العلماء والشيوخ،فما كان منهم إلا أن نقبوا فى الكتب عن الأقوال التى توافق مواد هذا الدستور،وخرجوا ببيان ذكروا فيه أن مواد هذا الدستور لا تكاد تخرج عن قول عالم من علماء الشريعة.
-2 - الأحزاب العلمانية ونقصد بها الجمعيات القومية التى ظهرت فى الدولة العثمانية ترفع شعار علمانية الغرب (الحرية الإخاء المساواة) وكان أغلبها من الأقليات ودخل فيها مسلمون للأسف،وقاموا ببناء مدارس إلى غير ذلك من الأنشطة.
مرحلة الحرب العالمية الأولى (1914:1918 م):
((تطبيق عملى للعلمانية))
أهم الأحداث:
1 - قيام ثورة الشريف حسين 1916 (الثورة العربية الكبرى) (وسميت بأم الثورات) وتحالف مع الإنجليز ضد العثمانيين (الذين اُستدرجوا فى الحرب العالمية رغمًا عنها عن طريق جمعية (الاتحاد والترقى) وعملاء اليهود كما هو معلوم تاريخياً)، ووعدوه بوعود كثيرة لم يفوا لها بها وقسموا العالم الإسلامى مع فرنسا ومات حزناً. (ومتى يكون للكافر عهد وقد فضحهم الله؟! ... فهولاء يدورون مع مصالحهم).
2 - حركة القوميين العرب:
كان لها ممثلون فى العراق وسوريا ولبنان و الخليج، ومرت بعدة تطورات أهمها الانشقاق الذى حدث خلال صفوفها وانقسامها إلى مجموعتين:
أ-مجموعة ذات فكر يسارى متطرف:أغلبها من الشباب، يمثلهم جورج حبش وغيره.
ب-الوحديون: كانوا من كبار السن،معتدلين إلى حد ما فرفضوا غلو اليسار.
3 - حزب البعث:
يكاد يكون الثانى فى القوة بعد القوميين، وقد حكم العراق وسوريا.
4 - الفكر الناصرى:
استطاع جمال عبد الناصر أن يمد فكره إلى عدة دول عربية، وقد مرت فترة يكاد يكون هو السائد، وتدهور بعد هزيمة 1967م.
- الشعوبى: هو الذى يكره العرب،
والعروبى: من يتعصب للعرب، وبينهما صراع.
- أحياناً يحدث خلط فيظن أن القومية والإسلام لا يتنافران، على اعتبار أن القرآن عربى ونبينا (ص) عربى و بيئة النبوة عربية.
- فى إحدى مؤتمرات القوميين فى قبرص أعطوا الحرية لأفرادها بحرية الأديان وحرية تفاصيل التدين، وهذا القرار أراح كثيراً ممن نشأوا فى بيئات ملتزمة،فبعد أن كانوا يستأذنون رؤساهم حتى فى الزواج، صاروا لا يجدون مشكلة فى التصنع أمام أسرهم الملتزمة،فقد ترى الرجل الذى تحسبه صالحًا ويفعل الخير وهو يدين بالولاء لتلك الأحزاب العلمانية.
-حاول البعض إيجاد نقطة التقاء بين القومية والإسلام، فنحن نقول إن كان فى المنطقة الصحيحة أى باعتبار أن الإسلام نشأ فى بيئة عربية والقرآن عربى فنعم، وإن قيل إن من كان ضد العرب فهو ضد الإسلام فنعم،لكن لا نقبل أيدولوجيات القوميين وأطروحاتهم لأن الطرح العلمانى لا يمكن وأن يتفق مع الإسلام.(/)
لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد_ لإبن قدامة المقدسي
ـ[العضو الصغير]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 05:11]ـ
مقدمة الكتاب
الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان الذي لا يخلو من علمه مكان ولا يشغله شأن عن شأن جل عن الأشباه والأنداد وتنزه عن الصاحبة والأولاد ونفذ حكمه في جميع العباد لا تمثله العقول بالتفكير ولا تتوهمه القلوب بالتصوير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى له الأسماء الحسنى والصفات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى طه أحاط بكل شيء علما وقهر كل مخلوق عزة وحكما ووسع كل شيء رحمة وعلما يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما طه موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الكريم وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام صفات الرحمن وجب الإيمان به وتلقيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله ونجعل عهدته على ناقله اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا آل عمران وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله آل عمران فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم ثم حجبهم عما أملوه وقطع أطماعهم عما قصدوه بقوله سبحانه وما يعلم تأويله إلا الله قال الإمام أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم
إن الله ينزل الى سماء الدنيا
و إن الله يرى في القيامة وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى ولا نرد شيئا منها ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى ونقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ولا يبلغه وصف الواصفين نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ولا نتعدى القرآن والحديث ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن قال الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله وقد أمرنا بالإقتفاء لآثارهم والإهتداء بمنارهم وحذرنا المحدثات وأخبرنا أنها من الضلالات فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه اتبعو ولا تبتدعوا فقد كفيتم وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كلاما معناه قف حيث وقف القوم فإنهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ولهم على كشفها كانوا أقوى وبالفضل لو كان فيها أحرى فلئن قلتم حدث بعدهم فما أحدثه إلا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم ولقد وصفوا منه ما يشفي وتكلموا منه بما يكفي فما فوقهم محسر وما دونهم مقصر لقد قصر عنهم قوم فجفوا وتجاوزهم آخرون فغلوا وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول وقال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس إليها هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي أو لم يعلموها قال لم يعلموها قال فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت قال الرجل فإني أقول قد علموها قال أفوسعهم ان لا يتكلموا به ولا يدعو الناس إليه أم لم يسعهم قال بلى وسعهم قال فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت فانقطع الرجل فقال الخليفة وكان
(يُتْبَعُ)
(/)
حاضرا لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة آيات الصفات وقراءة أخبارها ولإمرارها كما جاءت فلا وسع الله عليه فمما جاء من آيات الصفات قول الله عز وجل ويبقى وجه ربكالرحمن وقوله سبحانه وتعالى بل يداه مبسوطتان المائدة وقوله تعالى إخبارا عن عيسى عليه السلام أنه قال تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك المائدة وقوله سبحانه وجاء ربكالفجر وقوله تعالى هل ينظرون إلا أن يأتيهم اللهالبقرة وقوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه المائدة وقوله تعالى يحبهم ويحبونه المائدة وقوله تعالى في الكفار غضب الله عليهمالفتح وقوله تعالى اتبعوا ما أسخط الله الفتح وقوله تعالى كره الله انبعاثهمالتوبة ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى سماء الدنيا وقوله يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة وقوله يضحك الله الى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت رواته نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره ولا نشبهه بصفات المخلوقين ولا بسمات المحدثين ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى وكل ما تخيل في الذهن أو خطر بالبال فإن الله تعالى بخلافه ومن ذلك قوله تعالى الرحمن على العرش استوىطه وقوله تعالى أأمنتم من في السماء الملك وقول النبي صلى الله عليه وسلم ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك وقال للجارية أين الله قالت في السماء قال أعتقها فإنها مؤمنة رواه مالك بن أنس ومسلم وغيرهما من الأئمة وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين كم إلها تعبد قال سبعة ستة في الأرض وواحدا في السماء قال من لرغبتك ورهبتك قال الذي في السماء قال فاترك الستة واعبد الذي في السماء وأنا أعلمك دعوتين فأسلم وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي وفيما نقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الكتب المتقدمة أنهم يسجدون بالأرض ويزعمون أن إلههم في السماء وروى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ما بين سماء الى سماء مسيرة كذا وكذا وذكر الخبر إلى قوله وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك فهذا وما أشبههه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله سئل الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقيل يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى طه كيف استوى فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم أمر بالرجل فأخرج
كلام الله
ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من خلقه سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة وسمعه جبريل عليه السلام ومن أذن له من ملائكته ورسله وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه ويأذن لهم فيزورونه قال الله تعالى وكلم الله موسى تكليما النساء وقال سبحانه يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلاميالأعراف وقال سبحانه منهم من كلم الله البقرة وقال سبحانه وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجابالشورى وقال سبحانه فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك طه وقال سبحانه إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني طه وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عبدالله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غرلا بهما فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان رواه الأئمة واستشهد به البخاري وفي بعض الآثار أن موسى عليه السلام ليلة رأى النار فهالته ففزع منها فناداه ربه يا موسى فأجاب سريعا استئناسا بالصوت فقال لبيك لبيك أسمع صوتك ولا أرى مكانك فأين أنت فقال أنا فوقك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك فعلم أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى قال كذلك أنت يا إلهي أفكلامك أسمع أم كلام رسولك قال بل كلامي يا موسى
القرآن كلام الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن كلام الله سبحانه القرآن العظيم وهو كتاب الله المبين وحبله المتين وصراطه المستقيم وتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وهو سور محكمات وآيات بينات وحروف وكلمات من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات له أول وآخر وأجزاء وأبعاض متلو بالألسنة محفوظ في الصدور مسموع بالآذان مكتوب في المصاحف فيه محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخاص وعام وأمر ونهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فصلت وقوله تعالى قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا الإسراء وهذا هو الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن سبأ وقال بعضهم إن هذا إلا قول البشرالمدثر فقال الله سبحانه سأصليه سقر المدثر وقال بعضهم هو شعر فقال الله تعالى وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين يس فلما نفى الله عنه أنه شعر وأثبته قرآنا لم يبق شبهة لذي لب في أن القرآن هو هذا الكتاب العربي الذي هو كلمات وحروف وآيات لأن ما ليس كذلك لا يقول أحد إنه شعر وقال عز وجل وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله البقرة ولا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بمثل ما لا يدرى ما هو ولا يعقل وقال تعالى وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي يونس فأثبت أن القرآن هو الآيات التي تتلى عليهم وقال تعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلمالعنكبوت وقال تعالى إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون الواقعة بعد أن أقسم على ذلك وقال تعالى كهيعص مريم حم عسق الشورى وافتتح تسعا وعشرين سورة بالحروف المقطعة وقال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة حديث صحيح وقال عليه الصلاة والسلام إقرأوا القرآن قبل أن يأتي قوم يقيمون حروفه إقامة السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه وقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه وقال علي رضي الله عنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله واتفق المسلمون على عد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف
رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه قال الله تعالى وجوه يوئذ ناضرة إلى ربها ناظرة القيامة وقال تعالى كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون المطففون فلما حجب أولئك في حال السخط دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضى وإلا لم يكن بينهما فرق وقال النبي صلى الله عليه وسلم إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته حديث صحيح متفق عليه وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي فإن الله تعالى لا شبيه له ولا نظير
القضاء والقدر
ومن صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد لا يكون شيء إلا بإرادته ولا يخرج شيء عن مشيئته وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره ولا محيد عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور أراد ما العالم فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو شاء أن يطيعوه جميعا لأطاعوه خلق الخلق وأفعالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم يهدي من يشاء بحكمته قال الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألونالأنبياء قال الله تعالى إنا كل شيء خلقناه بقدرالقمر وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا الفرقان وقال تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها الحديد وقال تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا الأنعام وروى ابن عمر أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره فقال جبريل صدقت رواه مسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره ومن دعاء النبي صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وسلم الذي علمه الحسن بن علي يدعو به في قنوت الوتر وقني شر ما قضيت ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك أوامره واجتناب نواهيه بل يجب أن نؤمن ونعلم أن لله علينا الحجة بإنزال الكتب وبعثة الرسل قال الله تعالى لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسلالنساء ونعلم أن الله سبحانه وتعالى ما أمر ونهى إلا المستطيع للفعل والترك وأنه لم يجبر أحدا على معصية ولا اضطره الى ترك طاعة وقال الله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعهاالبقرة وقال تعالى فاتقوا الله ما استطعتمالتغابن وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم غافر فدل على أن للعبد فعلا وكسبا يجزى على حسنه بالثواب وعلى سيئه بالعقاب وهو واقع بقضاء الله وقدره
الإيمان قول وعمل
والإيمان قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان قال الله تعالى وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمةالبينة فجعل عبادة الله تعالى وإخلاص القلب وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة كله من الدين وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق فجعل القول والعمل من الإيمان وقال تعالى فزادتهم إيمانا التوبة وقال ليزدادوا إيمانا الفتح وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال برة أو خردلة أو ذرة من الإيمان فجعله متفاضلا
الإيمان بكل ما أخبر به الرسول
ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه فيما شاهدناه أو غاب عنا نعلم أنه حق وصدق وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ولم نطلع على حقيقة معناه مثل حديث الإسراء والمعراج وكان يقظة لا مناما فإن قريشا أنكرته وأكبرته ولم تنكر المنامات ومن ذلك أن ملك الموت لما جاء إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه لطمه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فرد عليه عينه ومن ذلك أشراط الساعة مثل خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله وخروج يأجوج ومأجوج وخروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها وأشباه ذلك مما صح به النقل وعذاب القبر ونعيمه حق وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه وأمر به في كل صلاة وفتنة القبر حق وسؤال منكر ونكير حق والبعث بعد الموت حق وذلك حين ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصورفإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلونيس ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما فيقفون في موقف القيامة حتى يشفع فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويحاسبهم الله تبارك وتعالى وتنصب الموازين وتنشر الدواوين وتتطاير صحف الأعمال إلى الأيمان والشمائل فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا الإنشقاق والميزان له كفتان ولسان توزن به الأعمال فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدونالمؤمنون ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأباريقه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا والصراط حق يجوزه الأبرار ويزل عنه الفجار ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحما وحمما فيدخلون الجنة بشفاعته ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات قال تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقونالأنبياء ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان فالجنة مأوى أوليائه والنار عقاب لأعدائه وأهل الجنة فيها مخلدون إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون الزخرف ويؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت
محمد خاتم النبيين
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم من بعده عمر رضي الله عنه لفضله وعهد أبي بكر إليه ثم عثمان رضي الله عنه لتقديم أهل الشورى له ثم علي رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه وهؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وقال صلى الله عليه وسلم الخلافة من بعدي ثلاثون سنة فكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه ونشهد للعشرة بالجنة كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم شهدنا له بها كقوله الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وقوله لثابت بن قيس إنه من أهل الجنة ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم لكنا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ولا نخرجه عن الإسلام بعمل ونرى الحج والجهاد ماضيا مع طاعة كل إمام برا كان أو فاجرا وصلاة الجمعة خلفهم جائزة قال أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من أصل الإيمان الكف عمن قال لا إله إلا الله ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل والجهاد ماض منذ بعثني الله عز وجل حتى يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والإيمان بالأقدار رواه أبوداود ومن السنة تولي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم قال الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا الحشر وقال تعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم الفتح ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ولا يقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته صاحب لواء الحمد والمقام المحمود والحوض المورود وهو إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم أمته خير الأمم وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام وأفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم أجمعين لما روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه أنه قال خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر وهو أحق خلق الله بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لفضله وسابقته وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم وإجماع الصحابة على تقديمه ومبايعته ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة وقال النبي صلى الله عليه وسلم لاتسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء أفضلهم خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم ومعاوية خال المؤمنين وكاتب وحي الله أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم ومن السنة السمع والطاعة لأئمة المسلمين وأمراء المؤمنين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله فإنه لا طاعة لأحد في معصية الله ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به أو غلبهم بسيفه حتى صار الخليفة وسمي امير المؤمنين وجبت طاعته وحرمت مخالفته والخروج عليه وشق عصا المسلمين ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم وكل محدثة في الدين بدعة وكل متسم بغير الإسلام والسنة مبتدع كالرافضة والجهمية والخوارج والقدريةوالمرجئة والمعتزلةوالكرام والكلابية ونظائرهم فهذه فرق الضلال وطوائف البدع أعاذنا الله منها وأما بالنسبة إلى إمام في فروع الدين كالطوائف الأربع فليس بمذموم فإن الاختلاف في الفروع رحمة والمختلفون فيه محمودون في اختلافهم مثابون في اجتهادهم واختلافهم رحمة واسعة واتفاقهم حجة قاطعة نسأل الله أن يعصمنا من البدع والفتنة ويحيينا على الإسلام والسنة ويجعلنا ممن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحياة ويحشرنا في زمرته بعد الممات برحمته وفضله آمين وهذا آخر المعتقد والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد_أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي < A href="http://www.omelketab.net/" target=_blank> أم الكتاب للأبحاث والدراسات الإلكترونية(/)
مسألة الإستثناء في الإيمان
ـ[العارفة بالله]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 02:22]ـ
في مسألة الاستثناء في الإيمان
السؤال: هل معتقدُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ هو الاستثناء في الإيمان، أم أنّهم يمنعون الاستثناءَ فيه لكونه شكًّا في الإيمان؟ أفيدونا جزاكم اللهُ خيرًا.
(المجيب الشيخ فركوس)
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فقول الرجل: «أنا مؤمنٌ إن شاء الله»، هو مذهب أهلِ السُّنَّة في مسألة الاستثناء في
الإيمان، لكن باعتبار كمال الإيمان وعدم العلم بالعاقبة، لا باعتبار أصل الإيمان
أو الشكِّ فيه، ومِنْ عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة من يرى التفصيل في هذه
المسألة: فإِنْ صَدَرَ منه الاستثناء في الإيمان عن شكٍّ فيه أي: الشكّ في وجود
أصل الإيمان وهو مُطلق الإيمان، فهذا محرَّم، بل هو كُفْرٌ لِصُدُورِهِ عن شَكٍّ
مُنَافٍ للإيمان المطلوبُ فيه الجزم والقطع بحصوله، أمّا إن صدر منه الاستثناء لا
على وجه الشَكِّ، وإنّما خشية الشهادة للنفس بتحقيق الإيمان المطلق، أي: أنَّ
المستثنيَ يخاف تزكيةَ النفس باستكمال الإيمان، فهذا الاستثناء واجب تجنُّبًا من
الوقوع في محذور تزكية النفس والشهادة لها بما يخاف أن لا يكون متحقّقًا فيه، أي:
لا يدري أهو ممّن يستحقّ حقيقة الإيمان أم لا؟ وتجديد المشيئة منه تزكية للنفس بلا
علم، ولهذا لَمَّا قيل لابن مسعود رضي الله عنه: «إنّ هذا يزعم أنّه مؤمن»، قال:
«فَسَلُوهُ أَفِي الجَنَّةِ هُوَ أَوْ فِي النَّارِ؟»، فقال الرجل: «الله أعلم»،
فقال ابن مسعود رضي الله عنه: «فهلاَّ وَكَّلْتَ الأُوْلَى كَمَا وَكَّلْتَ الآخِرَةَ» (1). ذلك لأنّ جميع الطاعات -عند أهل السُّنَّة- داخلة في مُسَمَّى الإيمان، وهو متضمِّنٌ لفعل الواجبات فلا يشهدون على أنفسهم القيام بجميع الطاعات بما في ذلك الواجبات، فمن هذا المأخذ يقتضي وجوب الاستثناء، وإنّما يكون في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، ولكن ذلك لا يمنع من ترك الاستثناء إذا ما أريد أصل الإيمان أو مطلقه.
أمّا إن كان يقصد بالاستثناء أنّ ما حصل له في قلبه من الإيمان هو بمشيئة الله، أو أنّه عَلَّقه على وجه بيان التعليل، أو قصد به التبرُّك بذكر المشيئة ونحو ذلك فجائز،
وقد جاء التعليق بمشيئة الله في بعض النصوص على أمور محقّقة، لا يعتريها شكّ علىنحو قوله تعالى: ?لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الحَرَامَ إِن شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ? [الفتح: 27]، وفي قوله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم في زيارة القبور: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دِيَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ» (2)، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ القِيَامَةِ فَهِيَ نَائِلَةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا» (3).
هذا، وجدير بالتَّنْبِيه أنّ أصلَ مسألةِ الاستثناءِ أَحْدَثَهَا المرجئةُ لِيَجِدُوا
حُجَّةً على مقالتهم في الإيمان تشفع لهم صِدْقَ اعتقادهم، وَوَجْهُ ذلك أنّ الرجل
يعلم من نفسه أنّه ليس بكافر، بل يجد قلبَه مصدِّقًا بما جاء به الرسول صَلَّى
اللهُ عليه وآله وسَلَّم، فيقول: أنا مُؤْمِنٌ، فيحرم عليه الاستثناء مُطلقًا، ليثبت لهم أنّ الإيمان هو عبارة عن التصديق القلبي فحسب (4)، وأمّا الكلابية فقالوا بوجوب الاستثناء مُطلقًا، وقول كلا الطائفتين خطأ سواءً القول بتحريم الاستثناء مطلقًا أو بوجوبه مطلقًا، ومذهب الحقّ هو الوسط بلا إفراط ولا تفريط وهو مذهب السلف فأجازوا الاستثناء باعتبار كمال الإيمان وعدم العلم بالعاقبة، ومنعوه باعتبار أصل الإيمان، أو الشكّ فيه (5).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا
محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
------------------------
1 - أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في
كتاب «الإيمان»: (67)، والآجري في «الشريعة»: (139)، وابن بطة في «الإبانة عن شريعة
الفرقة الناجية»: (2/ 869).
2 - أخرجه مسلم في «الطهارة»:
(607)، وأبو داود في «الجنائز»: (3239)، والنسائي في «الطهارة»: (151)، وابن ماجه
في «الزهد»: (4448)، ومالك في «الموطأ»: (59)، وأحمد: (8214)، من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه.
3 - أخرجه مسلم في «الإيمان»:
(512)، والترمذي في «الدعوات»: (3951)، وابن ماجه في «الزهد»: (4449)، وأحمد:
(9752)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
4 - مجموع الفتاوى لابن تيمية: (7/ 448).
5 - انظر: تفصيل المسألة في المصدر السابق: (7/ 429 - 460)، شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز: (351 - 353).(/)
غدير خم! هل هو شاهدٌ على ثبوت الإمامة؟ أم إشهارٌ بسقوط الصحابة وفشلهم في الإمتحان؟!
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 06:08]ـ
عيد خم وحقيقة غدير خم!! شاهدٌ على سقوط الإمامة لا ثبوتها!!
غدير خم، يحتفل به الروافض هذه الأيام! فما هو غدير خم الذي أصبح عيدا عندهم وفيه يزعمون ثبوت الولاية والخلافة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
نقول:
لأنه ليس لديهم دليل من القرآن على الإمامة فقد تشبثوا بغدير خم!! ألا تراهم يستشهدون بالشيطان المتشيع، وبالحمار عفير عن أبيه عن جده وبالقرد الهندوسي الذي صار مواليا؟!! لو فطن القوم لحادثة غدير خم، لوجدوا أن القصة تبطل الإمامة وتنسفها من جذورها!! والذين تشبثوا بغدير خم، نوعان: نوعٌ جاهلٌ غبيٌ يريد إثبات الإمامة حيث لا إثبات ولا حجة ولا دليل، ونوع محارب للإسلام عمدا يريد أن يثبت أن غدير خم هو إعلان فشل الرسالة!! وإعلان نتائج الإمتحانات في مدرسة النبوّة المحمدية والتي لم ينجح فيها إلا بضعة أشخاص!! وهذا ما قصده أتباع ابن سبأ اليهودي، ومن تعصب لدين المجوسية الفارسية ...
في الكافي للكليني:
4ـ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ وَالْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ وَبُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَبُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأَبِي الْجَارُودِ جَمِيعاً عَنْ ابي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ أَمَرَ الله عَزَّ وَجَلَّ رَسُولَهُ بِوَلايَةِ عَلِيٍّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ إِنَّما وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَفَرَضَ وَلايَةَ أُولِي الامْرِ فَلَمْ يَدْرُوا مَا هِيَ فَأَمَرَ الله مُحَمَّداً (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) أَنْ يُفَسِّرَ لَهُمُ الْوَلايَةَ كَمَا فَسَّرَ لَهُمُ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصَّوْمَ وَالْحَجَّ فَلَمَّا أَتَاهُ ذَلِكَ مِنَ الله ضَاقَ بِذَلِكَ صَدْرُ رَسُولِ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَتَخَوَّفَ أَنْ يَرْتَدُّوا عَنْ دِينِهِمْ وَأَنْ يُكَذِّبُوهُ فَضَاقَ صَدْرُهُ وَرَاجَعَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فَصَدَعَ بِأَمْرِ الله تَعَالَى ذِكْرُهُ فَقَامَ بِوَلايَةِ علي (عَلَيْهِ السَّلام) يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَنَادَى الصَّلاةَ جَامِعَةً وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ قَالَ عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ قَالُوا جَمِيعاً غَيْرَ أَبِي الْجَارُودِ وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) وَكَانَتِ الْفَرِيضَةُ تَنْزِلُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ الاخْرَى وَكَانَتِ الْوَلايَةُ آخِرَ الْفَرَائِضِ فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ لا أُنْزِلُ عَلَيْكُمْ بَعْدَ هَذِهِ فَرِيضَةً قَدْ أَكْمَلْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ.
يقول آية الله البرقعي رحمه الله الذي اهتدى إلى دين السنة في كتابه تحطيم الصنم "الكافي":
http://www6.0zz0.com/2010/11/21/11/260441240.jpg (http://www6.0zz0.com/2010/11/21/11/260441240.jpg)
( في الحديث الرابع إلى السادس: استدل أبو الجارود؛ يعني مؤسس مذهب الجارودية والسرخوبية والذي لعن من قبل الأئمة وقال الإمام عنه إنه أعمى الظاهر والباطن. نقول: شخص كهذا استدل بالآية 76 من سورة المائدة: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الظالمين} يقول إن الله تعالى أمر رسوله أن يبلغ ولاية علي رضي الله عنه. ونحن سوف نشرح الآية لننشر طوية هؤلاء، إنهم يقولون: عندما قدّم النبي وصحابته تلك التضحيات في بدر، وأحد، والخندق، وخيبر، وفتح مكة، وغيرها وجاهدوا في كل تلك الحروب، وقدموا فداءً كبيراً من الأموال، والأنفس حتى فتحت مكة .. بعد هذا كله وفي آخر حياة
(يُتْبَعُ)
(/)
الرسول ـ أخبر رسول الله ـ صحابته أنه سيحج بهم ليعلمهم مناسك الحج، وحج رسول الله مع المهاجرين والأنصار الذي أثنى الله عليهم في مواطن كثيرة من القرآن .. وفي طريق عودتهم إلى المدينة في غدير خم وهي موضع بين مكة والمدينة أنزل الله الآية الآنفة الذكر {يا أيها الرسول .... } وكأن الله تعالى يقول فيها لرسوله يا رسولي لا تخف من أصحابك لأنهم جميعاً كفرة ومرتدون، وليسوا أهلاً للهداية والله يعصمك من شرهم، وبلغ أمر ولاية علي عليه السلام وخلافته.) انتهى
هل هذا جزاء سِنِمّار؟:
الله جل وعلا أنزل في الصحابة آيات قرآنية بالثناء تُتلى، ووَعْدٌ لهم بالجنة بعد أن رضي الله عنهم وتاب عليهم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، فإن كان الله يعلم أنهم سيرتدون، فلماذا أثنى عليهم ووعدهم بالجنة والمرتد مصيره النار؟ ولماذا رضي لنبيه أن يصاهر مرتدين ويتزوج بمرتدات ويثق فيهم؟! أليس هذا اتهام لله بعدم العلم والحكمة، واتهام لرسوله بفشل تربيته لأصحابه؟! ثم كيف يترك الله دينه وقرآنه ألعوبة لنفر ارتدوا بعد موت رسوله يحرفون ويبدلون كما يزعم الإثني عشرية، ويترك الأئمة من غير نصرة؟ (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ .... ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، فهل بعد أن ضحوا بأموالهم وأنفسهم وخاصة من أبي بكر وعمر وعثمان يخبر الله رسوله بأن من رباهم وجاهدوا معه سيرتدون!!
عند الرافضة، ابن سبأ اليهودي وأبو لؤلؤة المجوسي أحق بالإسلام من أبي بكر وعمر!!:
في عدير خم، كأن الله تعالى يقول فيها لرسوله: يا رسولي! لا تخف من أصحابك لأنهم جميعاً كفرة ومرتدون، وليسوا أهلاً للهداية والله يعصمك من شرهم، وبلغ أمر الولاية والإمامة لعلي عليه السلام وذريته من بعده، فهؤلاء الذين ضحوا معك وبذلوا الغالي والنفيس لنصرتك لا يستحقون إلا العذاب، ولا يستحق الجنة إلا أتباع ابن سبأ اليهودي ودين الرافضة المجوس أتباع أبي لؤلؤة المجوسي!!
وللسائل أن يسأل:
لو قال الرسول بعد حجة الوداع: هذا علي هو إمامكم بعد موتي وسيعقبه 11 إماما هم فلان وفلان، فماذا سيكون موقف الصحابة الذين انقادوا له في أمور عظام ومهمات جسام؟ هل سيقبلون منه هذا الأمر الهين؟ أم سيتمردون على رسول الله؟!
الجواب:
الصحابة قطعا سينقادون، فهم يعلمون أنه (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أنفسهم)، (جفت الأقلام وطويت الصحف) ..
يقول الشيخ آية الله البرقعي رحمه الله مرة أخرى:
(أنزل الله هذه الآية - (يقصد: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) - في حق أصحاب النبي، بدل أن يقول لهم إن الله تقبل أعمالكم وشكر سعيكم في حجكم، ولكن قال لهم: بلغ يا رسول الله ما نزل إليك من ربك بشأن خلافة علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من هؤلاء الكفار المنافقين والله لا يهدي هؤلاء الكفار يعني أصحابك بهذا تم شرح الآية حسبما تأولها الكذابون.
الآن: لا بد أن نسأل: من هم الكفار في هذه الآية الذين يحفظ الله رسوله منهم؟، هل هم أصحابه الذين حجوا معه، وبذلوا أرواحهم، وضحوا معه بكل شيء ثم يوصفون بعد ذلك بأنهم كفرة؟ أليس هذا بعيداً عن إنصاف الله وعدالته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: يقولون إن الله قال: بلغ ما أنزل إليك من خلافة علي، فقولوا لنا: ما هي تلك الآية المتعلقة بخلافة علي، وأمر رسول الله بتبليغها ثم عصى ربه ولم يبلغها؟.لقد وعظهم هناك ساعة أو أكثر وكان يقول: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعاد من عاده) ثم لم ينطق شيئاً بشأن الخلافة وليس في القرآن آية كهذه. فعليكم أيها الرواة إما أن تتلوا علينا الآية التي نزلت بشأن الخلافة أو أن تضربوا الصفح عن هذه الروايات التي جاء بها أبو الجارود الملعون، وسهل بن زياد.وكيف يخاف النبي في هذا الموطن وهو الذي لم يعرف الخوف أبداً ومنذ اليوم الأول لرسالته ... كيف يخاف أخيراً وفي إمرته سبعون ألفاً من المسلمين مستعدون للجود بأنفسهم وأرواحهم في سبيل الدعوة. ثمَّ هل هذه الآية 76 تتعلق بكفر أصحابه؟
الجواب: لا قطعاً بدليل القرائن السابقة واللاحقة؛ فإن هذه الآيات تتعلق بكفر اليهود والنصارى ودولة الروم حيث نزلت هذه السورة في محاربتهم، وكل آياتها في سورة المائدة. ومن جملتها يقول الله لرسوله: {بلغ ما أنزل إليك من ربك} وبعد ذلك مباشرة في الآية 86 يقول: {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة ... } يعني ليس هناك فصل في سياق القرآن بين أمر الله بتبليغ الرسالة والرسالة نفسها، وكذلك في سائر الآيات قبل وبعد هذه الآية، حيث كلها تتعلق بكفار اليهود والنصارى، وليس هناك كلام عن الولاية، ونحن وضحنا ذلك في كتابنا (قبس من القرآن) فليرجع إليه القارئ الكريم.والآن هل من الممكن إثبات أصل من أصول الدين (يعني الإمامة) بالإستناد إلى الأخبار التي جاءت من قبل الكذابين على الرغم من مخالفتها للقرآن صراحة ... فهل الإسلام دين بهذا الوهن؟!.) .. انتهى
خلاصة غدير خم:
* قصة الغدير ثابتة عند أهل السنة على حقيقتها، وزيادات الرافضة وتخاريفهم وأساطيرهم باطلة سندا ومتنا.
* وقع بعض الصحابة في علي رضي الله عنه ونالوا منه عندما كانوا في مكة، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُعلّم هؤلاء، وأن يخبرهم بفضل علي رضي الله عنه وأنه على الحق، وأن من خالفه على خطأ، فقام وخطب في الناس في مكان غدير خم، وذكرهم بفضل علي وأن حبه وموالاته ونصرته واجب على كل مسلم ..
* الرسول عليه الصلاة والسلام أجّل الكلام في هذه القضية حتى الفراغ من الحج، فلم يُرد الرسول أن تنتشر بين جمع الحجيج في مكة، فالقضية تهم من خاض في الكلام على علي ..
* الرسول عليه الصلاة والسلام خطب في غدير خم بالصحابة ليقطع دابر الفتنة، ولذلك لم يؤجل القضية حتى وصوله المدينة المنورة، وهذه الحادثة كغيرها من الحوادث في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان هدفها وثمرتها عتابٌ وتأديبٌ وتربيةٌ وتعليمٌ لصحابته الأخيار، ومن ثَمّ إرشادهم إلى الطريق الصحيح ..
* عدد من حضر الغدير قليل، فلو كانت القضية تخص أهم أركان الدين عند الرافضة وهي الإمامة وتنصيب علي بن أبي طالب للخلافة ما كانت الخطبة ستقع في غدير خم ذلك المكان المجهول في الصحراء، بل كانت ستُلقى على مسمع جمع الحجيج البالغ أكثر من مئة ألف حاج على صعيد عرفة أو منى أو في المسجد الحرام ليبلغ الحاضر الغائب أن الإمام والخليفة من بعده هو علي بن أبي طالب ..
* جاء في قصة غدير خم، وحسب المصادر الشيعية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) .. فهل تحققت دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام؟ إن قالوا نعم: فهذا دليل على سقوط كلامهم إذ أن الدعوة استجيبت فنصر الله أبا بكر وعمر وعثمان لأنهم والوا عليا، وإن قالوا لم تُستجب (وهذا لسان حالهم بناءً على تأويلهم أن عليا لم ينتصر وأن من عاداه تمكنوا ولم يُخذلوا) فقد طعنوا في الرسول وطعنوا في صدق دعوته، وأصبح غدير خم قصةً لا معنى لها ولا مغزى حسب ما ترمي إليه أقوال الشيعة ..
*لو كان غدير خم يفيد تحديد الولاية لعلي بدل أبي بكر وعمر وعثمان فالمتهم الأول بنقض وصية الرسول عليه الصلاة والسلام علي بن أبي طالب والزهراء رضي الله عنهما، فكيف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
* علي بن أبي طالب سكت عن مطالبته بالخلافة، وبايع الخلفاء الثلاثة، وصلى خلفهم وزوج عمرَ من ابنته أم كلثوم، وكان لمن قبله قاضيا ومستشارا!! ألا يدل هذا على أن القول بوصية الإمامة لغو من القول أبطله أبو الحسن بأفعاله؟
* والزهراء كانت تطالب بفدك، وفدك حفنة من التراب!! فكيف كان لها الجرأة والشجاعة في المطالبة بشيء دنيوي وتركت المطالبة بالإمامة لزوجها؟ بل لماذ لم تطالب بدم المحسن وبديته، والذي يزعم الروافض أن الفاروق أسقطه من بطن الزهراء يوم بقره وكسر ضلعها حسب زعم الرافضة وأبو الحسن قائم لا يتحرك له ساكن وكأنه جبانا خوافا رعديدا فاقدا للشرف والغيرة والرجولة؟
* ما ذنب الصحابة إذا سكت الإمام علي عن حقه في الخلافة ولم يجهر بها؟ إن قصة انتخاب أبي بكر خليفة ينفي الإمامة بدليل أن الأنصار رشحوا سعد بن عبادة للخلافة، وهذا دليل وبرهان قاطع على أنهم لم يسمعوا بالنص على علي، ومع حدة النقاش من المهاجرين والأنصار لم يقل أحد منهم أن الإمامة لعلي، وعلي لم يقل شيئا، فهل تواطأ الجميع على كتم موضوع الإمامة؟ إن كان هناك تواطؤ فالمتهم الأول هو علي بن أبي طالب، وتزيد التهمة بحقه يوم زهد في الخلافة عندما أراد الصحابة مبايعته فقال "دعوني والتمسوا غيري" بنص كتاب نهج البلاغة، فهل قال علي بن أبي طالب ذلك صادقا أم كاذبا؟ إن كان صادقا (وهو صادق بلا ريب)، فقد أسقط الإمامة بنفسه لإنه لو كان إماما منصّبا من الله ما طلب التنازل عن الخلافة، وإن كان كاذبا (وحاشاه)، فقد اسقط العصمة التي يزعمها الشيعة للإئمة، لأن المعصوم لا يكذب، وفي كلا الحالتين سقطت الإمامة بلا ريب ..
* لماذا بايع الصحابة المرتدون (حسب زعم الروافض السبأيين) علي بن أبي طالب للخلافة وهم أنفسهم من بايع أبابكر وعمر وعثمان من قبله؟ وكيف يقبل علي المبايعة لنفسه من المرتدين؟
وأخيرا:
* تأويل روايات غدير خم كانت من اختراع الراوية الرافضي الملعون أبو الجارود الذي هو مؤسس مذهب الجارودية والسرخوبية والذي لعن من قبل الأئمة وقالوا عنه عنه إنه أعمى الظاهر والباطن، حيث صاغ رواية مكذوبة نقلها الكليني ووضعها في الكافي!! فصار غدير خم مستنقعا للكافي ورواته الكذابين، وصار غدير خم حجة على الرافضة بسقوط الإمامة وعدم ثبوتها، والحمد لله الذي هدانا وأضل المجوس الفرس وأذنابهم من عبيد العرب الرافضة ...
http://www.hdrmut.net/vb/imgcache/2/39183alsh3er.jpg
غدير خم
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 04:53]ـ
((وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ))
جزاك الله خيرا أخي، هم مشركون أصلا
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 05:36]ـ
بارك الله فيك. موضوع قيم.
كتب الله أجرك وجعله في ميزان حسناتك وهدى به ما شاء الله أن يهدي. آمين.(/)
خطورة قول: [طريقةُ السَّلف أسلمُ، وطريقةُ الخلف أعلمُ وأحكم] وبيان لوازمها الفاسدة.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 07:08]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ:
وقد اشتبهت المسألة على بعض الناس وقال تلك العبارة الصادقة الكاذبة:
[طريقةُ السَّلف أسلم، وطريقةُ الخلف أعلمُ وأحكم]
فهذه العبارةُ صادقةٌ كاذبةٌ، صادقةٌ في الجملة الأولى، وكاذبةٌ في الجملة الثانية، فطريقةُ السلف أسلمُ بلا شكٍّ.
أما أن تكون طريقة الخلف أعلم وأحكم، فهذا مِنْ أكذب ما يكون مِنَ الكلام:
فـ (أولاً): هذه الكلمة مُتناقضة، فكيف يُقال: هذه أسلم والثانية أعلم وأحكم؟ فإنه إذا كانت السَّلامة كان العلم والحكمة، فالجاهلُ لا يَسلمُ أبدًا، والسَّفيه لا يسلمُ أبدًا، فالجاهلُ لا يُمكن أن يكون أسلم من العالم، ولا السفيه أسلم من الحكيم.
فإذا قررتَ بأنّ طريقة السلف أسلم؛ لزمك أن تُقرَّ بأنَّ طريقة السلف أعلمُ وأحكم.
(ثانيًا): بأيِّ وجهٍ يقولون: إنَّ طريقةَ السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم؟! فالسَّلف هم: الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والخلفاء الراشدون ـ والصحابة، والتابعون لهم بإحسانٍ من أئمة الهدى والحقّ، فهل تكون طريقة الخلف أعلم وأحكم من هؤلاء؟
وهل تكون طريقة المعتزلة والنظّار أعلم وأحكم من طريقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ؟ هذا غيرُ معقولٍ أبدًا، ولو أنَّ إنسانًا ثبتَ على هذا لأخرجناه من الإسلام؛ لأنّ هذا من أعظم القدح في رسول الله وفي أصحابه.
كما قال شيخ الإسلام: ((أن يأتي أفراخ الصابئة والمشركين واليهود والنصاري، ثم يُقال: هم أعلم وأحكم من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه فيما يتعلّق بأسماء الله وصفاته، فهذا شيء مُستحيلٌ)) انتهى كلامُ شيخ الإسلام.
وقد يُطلِق مثل هذه العبارة علماء أجلاء في أعيننا وأعينكم، وهم لو علموا مقتضى هذه العبارة ومُستلزماتها لما قالوها أبدًا، لكن قد تندرج على ألسنتهم من غير تروٍ وتمهّل، ويأخذها آخر عن أول، وإلا فلو تأملوا لوجدوها متناقضة باطلة يلزم عليها لوازم فاسدة.
ونحن نرميهم بدائهم، فإنّ زعماءهم ورؤساءهم كان منتهى أمرهم إلى الحيرة والقلق والشكّ.
قال بعضُ العلماء [وهو أبو حامد الغزالي]: " أكثرُ الناس شكًّا عند الموت أهلُ الكلام"، وهؤلاء هم الذين يدّعون أنهم أعلم وأحكم.
وقال الرّزاي وهو من رؤسائهم:
"لقد تأمّلتُ الطّرقَ الكلامية والمناهجَ الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيتُ أقرب الطّرق طريقة القرآن" اهـ كلام الرزاي.
وهذا كلامٌ جيّدٌ، ودليلٌ واضحٌ على أنّ أهل الكلام لا ينتفعون بكلامٍ لا يشفي عليلا، ولا يروي غليلاً] اهـ
(من شرح القواعد المثلى للشيخ العثيمين بتصرف يسير).
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 07:12]ـ
جزاكم الله خيرًا، ورحم الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، وأثابه عنا خيرا.(/)
الأسنى في نظم الأسماء الحسنى
ـ[عبد الله نجاح]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 07:22]ـ
الأسنى في نظم الأسماء الحسنى
نظم لتسعة وتسعين اسما من أسماء الله الحسنى المفردة الثابتة في الوحيين
الناظم: عبد الله بن نجاح بن محمد بن عبد الغني بن موسى آل طاجن
وله منظومات أخرى إليك أسماءها:
إنارة العقول بنظم ثلاثة الأصول، خير منبع في نظم القواعد الأربع، التسديد على كتاب التوحيد، التحفة النجاحية في نظم العقيدة الطحاوية، التحفة اطاجنية بنظم العقيدة الواسطية، تحفة الغلمان في توحيد الرحمن، الإشراقات المعلمة في نظم الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة، تحفة السداد بنظم لمعة الاعتقاد، الائتلاف بنظم أحكام الاعتكاف، رمي الجمرة في نظم صفة العمرة، إتحاف المبيدئ بنظم مهمات مصطلح الحديث، المعين على ضبط الأربعين، النظم الحاوي لأبواب زاد العلامة الحجاوي، النظم المسلم في الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، الارتجاز بالعقيدة الصحيحة للعلامة ابن باز، درة البشارة بنظم أحكام الطهارة
الإيميل: mtonnazm@hotmail.com(/)
تنبيه: الشيعة عندنا في الصعيد!!!
ـ[أبو أويس السلفي]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 12:58]ـ
سأل أحد الأخوة رجلا قبوريا كان ذاهبا إلى أحد القبور مستنكرا عليه ناصحا له:
" من هو إمام أهل البيت؟ "
فأجابه القبوري:"سيدنا علي"
فقلنا هذا الخبر لرجل صوفي "شيخ له ساحة"
فقال لنا:"لا تستغربوا فالشيعة موجدون في مصر, وممكن يكون شيعي"
فصراحة أنا استغربت!!!
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 01:39]ـ
يا أبا أويس .. لا تعجب.
فهناك بعض الرافضة في مصر، ورأيت عائلة رافضية في المنصورة، وحدثني الثقة عن وجود بعض الشيعة في القاهرة. وتم ضبط تنظيمات رافضية في مصر بتحرك إيراني وأموال إيرانية لنشر الدين الرافضي ثم السيطرة على البلدان.
ومحاولات الرافضة في الشمال الإفريقي غالبا ما تكون من خلال المتصوفة من أمثال حسن شحاته وأمثاله من الذين اشتروا الحياة الدنيا.
وغالبا ما تكون محاولة لإحياء التراث الوثني لدولة بني عبيد الله بن القداح الكافر، والذين تستروا تحت عباءة الإنتساب إلى فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- كذبا وزورا.
وليس الأمر خطيرا عندنا. وإنما الخطورة الحقيقية في موجات نشر التشيع في المنطقة الشرقية من السعودية، والتهجير لمدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وكذلك محاولة الرافضة في السيطرة على الحركة المالية في الأسواق الإماراتية سواء بإعلان إنتماءهم إلى الدولة الرافضية أو من دول أخرى.
وكذلك محاولاتهم نشر التشيع في اليمن من خلال الحويثين. ومثل ذلك في الكويت والبحرين.
فالمخطط والاستهداف الحالي -بعد العراق- هو منطقة الخليج. ومحاولاتهم في الشمال الإفريقي ليست ذات أهمية.
وعلى كل حال .. التصوف والتشيع وجهان لعملة واحدة .. ولكن احداهما أقبح وأشد كفرا.
ـ[الليث بن سعد]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 01:47]ـ
وهذه القصه سمعتها بسند عال
فى ورشه للجلود فى القاهره -العتبه-عامل مطلق اللحيه فاعتقدوا انه ملتزم فلاحظوا انه لا يصلى صلاة واحده فسالوه كيف هذا؟!!
قال: انا اجمع جميع الصلوات مره واحده فى اخر اليوم-فتعجبوا منه-فكان رده:انا على مذهب الامام الحسين!!!
هل يفرح الان ## على جمعه واحمد الطيب و الله المستعان
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 09:57]ـ
ما من أهل دين أو نحلة إلا وهم يسعون لنشر دينهم مهما كان, فالعجب والعبرة هنا أن ترى السعي الحثيث والخبيث لأهل الباطل في نشر باطلهم وغفلة أهل الحق عن السعي في نشر حقهم ومواجهة خطط المبطلين
ـ[أبو أويس السلفي]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 12:13]ـ
لقد تذكرت أني رأيت بالأمس في إحدي المكتبات في بلدنا كتبا كثيرة جدا عن آل البيت ومنها ما يتحدث عن الصحابة فقد رأيت واحدا منها يتحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه وهي مطبوعة من قبل دار اسمها مبرة على ما أتذكر(/)
ابن سبعين إمام الصوفية: الأشعري متخلف ومذهبه لاتنظر إليه إلا بالازدراء فإنه بدعة.!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 04:51]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif (http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
دائماً ما يتفاخر علينا الصوفية بأنهم أشاعرة ما تريدية صوفية .. !!
فهذا رأي ابن سبعين (إمام الصوفية) في الأشاعرة .. !!
يقول في كتابه بُد العارف (الأشعري كثير الكلام قليل المعاني لا يصلح أن يُنظّر لمذهبه، ولا يُلتفت إليه بوجه، إذ هو مكتسب من مذهب المخالف له على غير وجهه، فلا تعول عليه يا أخي ولا تنظر إليه إلا بالازدراء فإنه بدعة.
والفقيه ليس بعالم ولا بصاحب حقيقة ولا تعرض لها، وهو في مذهبه على الحق أكثر من الأشعري فإنه لم يتعد غير مذهبه ولا تعداه واشتغل يتصرف به، وترك أصله صحيحاً ولم يغيره ولا زاد فيه وما حُرم الفائدة إلا من عدم فهمه الذي بين يديه.
والأشعري بخلافه، إذ ومذهبه من عند نفسه واختراعه وأصوله أكثرها من غير دينه ومذهبه، فضلالته ظاهرة، فلا أصله اقتدى به ولا مذهبه الذي استنبطه يصلح لصالحه فافهم. والذي أقوله لك أن سادة أهل ملة الإسلام هم الصوفية فإنهم فهموا الشريعة، والتصوف نتيجتها، ولا حقيقة إلا عند الصوفية ولا تقبل لغيرهم ...... )
وبعد كلام طويل يثني فيه على الصوفية يقول:
(غيرهم قد يحصل له العلم الذي هو بسبيله، وهو غير فاضل ولا زاهد ولا ورع ولا متخلف مثل الأشعري، قد يدري يتكلم ويجادل ويحصل مذهبه وهو غير متصف بشيء من ذلك ولا هي الفضيلة في مذهبه بالذات، فإنها لو كانت بالذات لكان كل أشعري صوفي وهذا لا يكون عقلاً فإنا نجد ذلك يكذب في الأكثر، فإذا رأينا الأشعري يتصف بشيء من الفضائل علمنا أنه خرج من مذهبه ودخل التصوف) .. [كتاب بُدُ العارف لابن سبعين ص 122 – 124] .. !!
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 05:13]ـ
آهٍ منك. أصبتَ الصوفية ومتأخري الأشاعرة في مقتل. (ابتسامة)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 08:12]ـ
آهٍ منك. أصبتَ الصوفية ومتأخري الأشاعرة في مقتل. (ابتسامة)
بوركتَ وجُزيت الخير والجنة
شكر الله لك مرورك الكريم(/)
أفيدوني برد جابر بن زيد على الاباضية
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 01:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أيها الاخوة والاخوات ..
كما هو واضح في العنوان ما موقف الصحابي زيد بن جابر مما ينسبونه الاباضية له وأنه فقيه مذهبهم؟؟
ولكم خير الجزاء
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 05:05]ـ
أولا الصحابي جابر بن زيد ليس هو مؤسس المذهب الإباضي.
مؤسس هذا المذهب هو أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي.
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 07:34]ـ
عذرا من السرعة اخطأت جابر بن زيد ..
جزيت خيرا ..
ولكن هل ممكن أن تفيدني أكثر!؟(/)
الدليل على أن ابن كثير لم يكن أشعريّا
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 01:46]ـ
السلام عليكم
الدليل في أقوال ابن كثير رحمه الله في كتابيه "طبقات الشافعيين" و"البداية والنهاية":
1. قال رحمه الله في "طبقات الشافعيين" في ترجمة أبي الحسن الأشعري:
(قلتُ: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، ثلاثة أحوال، أولها: حال الاعتزال، التي رجع عنها لا محالة، والحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وتأويل الخبرية كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك، والحال الثالثة: إثبات ذلك كله من غير تكييف، ولا تشبيه، جريا على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرا، وشرحه القاضي الباقلاني، ونقلها أبو القاسم ابن عساكر، وهي التي مال إليها الباقلاني، وإمام الحرمين، وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين، في أواخر أقوالهم، والله أعلم.)
أ - قوله: (الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه) يعني بـ"كله": الصفات التي ذكرها في الحال الثانية؛ العقلية والخبرية.
فإن قال قائل: قصد ابن كثير بذلك تفويض المعنى، أي أنهم فوضوا معاني تلك الصفات.
الجواب: إذا كان قصده تفويض المعنى فسيلزم من ذلك أنه يقول بتفويض معنى الصفات العقلية أيضا، حيث أنه قال "إثبات ذلك كله ... " فلم يستثني شيئا، فيشمل العقلية أيضا، ولم يفرق بينهما في طريقة الإثبات. فإما أن تقولوا بأن مقصوده هو إثبتها كلها على ظاهرها، أو إثباتها كلها إثبات لفظ فقط، مع تفويض معناها.
ومما يؤكد ما قلته في مقصود بـ"كله"، قوله في موضع آخر في "طبقات الشافعيين":
((قلتُ: أما طريقة الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري في الصفات بعد أن رجع عن الاعتزال، بل وبعد أن قدم بغداد، وأخذ عن أصحاب الحديث كزكريا الساجي وغيره، فإنها من أصح الطرق وللمذهب، فإنه يثبت الصفات العقلية والخبرية، ولا ينكر منها شيئًا، ولا يكيف منها شيئًا، وهذه طريقة السلف والأئمة من أهل السنة والجماعة، حشرنا الله في زمرتهم وأماتنا على اتباعهم ومحبتهم، إنه سميع الدعاء جواد كريم.))
فقال بأن الأشعري أثبت الصفات العقلية والخبرية، وقد ذكر في الموضع الذي قبله بأن الخبرية تشمل صفة الوجه واليدين .. إلخ.
ولاحظ أن ابن كثير رحمه الله ذكر مع الصفات الخبرية: "القدم" و"الساق"، وهي من الصفات التي لا يثبتها الأشاعرة لا قديما ولا حديثا، بخلاف الوجه واليدين والعينين، فإن الأشاعرة المتقدمين يثبتونها على ظاهرها كما قال الجويني في "الإرشاد"، أما القدم والساق فيأولونها.
قال الجويني رحمه الله في "الإرشاد" (ص155 و157 - 158):
(ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين، والعينين، والوجه، صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل، والذي يصح عندنا: حمل اليدين على القدرة، وحمل اليمين على
البصر، وحمل الوجه على الوجود. ومن أثبت هذه الصفات السمعية وصار إلى أنها زائدة على ما دلت عليه دلالات العقول ... ومن سلك من أصحابنا سبيل إثبات هذه الصفات بظواهر هذه الآيات، ألزمه سوق كلامه أن يجعل الاستواء والمجيء والنزول والجنب من الصفات تمسكا بالظاهر، فإن ساغ تأويلها فما يتفق عليه، لم يبعد أيضا طريق التأويل فيما ذكرناه.)
ب - قوله: (وهي طريقته في الإبانة ... وهي التي مال إليها الباقلاني وإمام الحرمين ... في أواخر أقوالهم ... )؛ قوله" (في أواخر أقوالهم) دليل على أنه قصد غير عقيدة الأشاعرة اليوم،
حيث أن الجويني رحمه الله كان في حياته على عقيدة أشاعرة اليوم، والعقيدة التي ذُكرت عنه في آخر حياته ليست هي عقيدة الأشاعرة، ولو كان ابن كثير رحمه الله يقصد بها عقيدة الأشاعرة لما قيدها بـ"آخر حياتهم".
وهذا يوضح مقصود ابن كثير رحمه الله من قوله بأنه "أشعري" فيما رُوي عنه - إن صح عنه-:
"ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير: "أنت تكرهني لأنني أشعري"، فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في
قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية."
(يُتْبَعُ)
(/)
يقصد بذلك أنه على اعتقاد الأشعري في المرحلة الأخيرة من حياته عندما رجع إلى عقيدة السلف الصالح، والتي ذكرها في طبقات الشافعيين في الحالة الثالثة للأشعري.
2. مما يؤكد أن ابن كثير رحمه الله مُخالف لعقيدة الأشاعرة إثباته لصفة الخُلّة على الحقيقة، قال رحمه الله في "البداية والنهاية" (1/ 390):
({اجتباه} أي اختاره الله لنفسه واصطفاه لرسالته واتخذه خليلا وجمع له بين خيري الدنيا والآخرة وقال تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا} [النساء: 125]. يرغب تعالى في اتباع إبراهيم عليه السلام لانه كان على الدين القويم والصراط المستقيم. وقد قام بجميع ما أمره به ربه، ومدحه تعالى بذلك فقال: (وابراهيم الذي وفى) [النجم - 27]
ولهذا اتخذه الله خليلا والخلة هي: غاية المحبة كما قال بعضهم.
قد تخللت مسلك الروح مني * وبذا سمي الخليل خليلا
وهكذا نال هذه المنزلة خاتم الانبياء وسيد الرسل محمد صلوات الله وسلامه عليه كما ثبت في الصحيحين وغيرهما).
فالأشاعرة لا يثبتون خلة حقيقية لله عز وجل، ويقولون بأن خلة الله للعبد: نصره إياه، أو غير ذلك من التأويلات.
3. وكلامه الآتي أيضا دليل على أنه ليس بأشعري:
قال في "البداية والنهاية" (10/ 298):
ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا
عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو
كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [الانبياء: 2] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا
للملائكة اسجدوا لآدم) [الاعراف: 11] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد.)
وما في كتاب "خلق أفعال العباد" في صفة الكلام لله عز وجل مُخالف لعقيدة الأشاعرة.
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 07:12]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 07:43]ـ
شكر الله لك وبارك في جهدك ..
لكن أين أكبر دليل وهو تفسيره الجليل؟
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 09:39]ـ
لكن أين أكبر دليل وهو تفسيره الجليل؟
بارك الله فيكم
لم يكن مقصودي إحصاء الأدلة على أنه ليس بأشعري
فقط أردت كتابة بعض ما جاء في فكري عندما مررت على أقواله تلك وأنا أبحث في مسألة أو ترجمة في كتبه، فأردت أن أشارك بها، ويُمكن لغيري أن يضيف ما يراه دليلا على عدم أشعريته من تفسيره هنا في هذا الموضوع، فيكون هذا الموضوع جامعًا لذلك.(/)
دراما التاريخ الإسلامي ... ماذا يحدث؟
ـ[إبن سليم]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 05:48]ـ
تشهد الساحة الدرامية للتاريخ الإسلامي تحولا مريبا في تناولها للأحداث التاريخية الإسلامية و بالأخص شخصيات كبار الصحابة و أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم الذي ضل تشخيصهم بممثلين خطا أحمرا لم يتجاوزه أي عمل درامي طيلة عقود أصبح اليوم على ما يبدو أمرا مباحا.
و الحقيقة أن واقع الدراما العربية بصفة عامة هو جزء من واقع الثقافة العربية المتأزم، فلا الثقافة و لا الموهبة و لا المهنية أو الشغف بمعيار لإختيار الممثلين أو المخرجين بل الإستسهال و الإستعجال في الإنتاج هو السنة المعمول بها في جل الأعمال التي نراها ناهيك عن العجز المادي و ضعف التمويل و إفتقاد الخبرة و التكنولوجيا الازمة ليكون العمل قويا و ساحرا
و في ضل هذا الواقع الصعب إضافة للتكوين الديني الضعيف لأغلب رواد ذلك القطاع، لن يكون هناك من منفذ للإثارة و جلب المشاهد إلا المساس بالمسلمات أو الخطوط الحمراء الأخلاقية المتعارف عليها في المجتمعات العربية و الإسلامية الذي أصبح تقليدا خاصة في ضل أيضا تحجير معالجة قضايا ذات بعد سياسي أو إجتماعي ملحة بحكم التوجه الرسمي المعروف في هذا المجال. و يتجلى هذا التقليد في خدش الحياء العام كعنصر لإستدرار المشاهدين، خاصة في المسلسلات التي نشاهدها خلال شهر رمضان حيث يبدأ العمل جادا هادفا في بداياته، ثم بعد تواصله في السنوات الموالية يأخذ، مع ملل المشاهدين له، في خلق الإثارة لشد الدهماء من الجماهير العربية فمرة إستهزاء بأحكام الشريعة الإسلامية و مرة أخرى تطاول على عرف إسلامي أو أخلاقي و هكذا دواليك ...
و جريا على هذا يسهل على المتابع أو الباحث أن يفهم السبب من ظهور أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بجوار أبيها الصديق رضي الله عنه، و هو يحتضر على فراشه، في مسلسل القعقاع إبن عمرو التميمي. فالأمر لم يكن سوى تجسيد أو تواصل لتقليد شد الإنتباه و خلق الإثارة عبر التعدي على الحدود الشرعية و الأخلاقية أو كسر المألوف أو بعبارة أوضح ما لم يقدر على فعله بالحرفية العالية و الإقناع يقدر عليه بالتعدي على حدود الله عز و جل.
لكن و من باب الإنصاف الحري بنا أن نذكر أيضا أن ذلك التجسيد جاء بفتوى أباحته.
تلك الفتوى التى صدرت من جهة فقهية معروفة بتوجهها الذي تسميه " وسطيا "، هي في تقديري بحاجة إلى مراجعة حقيقية و ملحة في تعاطيها مع كثير من القضايا المعاصرة، خاصة التي لها علاقة بالتحصين الأخلاقي للمجتمعات الإسلامية، لأن التكوين النفسي و الذهني الذي رسم رؤية معظم رواد ما يسمى بالمعسكر الفقهي أو الدعوي "الوسطي" و الذي أثر بدوره على الفتاوي التي يصدرونها من حين لآخر. أدى إلى خلق نوع من الإهتزاز في فهمهم لثنائية الغاية و الوسيلة.
لأن الإسلام هو دين الوسيلة قبل الغاية بأتم معنى الكلمة و تجسد هذا المعنى في كل أحكام الشريعة الإسلامية فلا نأكل إلا حلالا و لا نتزوج إلا حلالا و لا نتصدق إلا بما نملك و لا نأخذ الجزية إلا على من هو قادر على حمل السلاح و ليس من المسلمين و الأمثلة كثيرة و متعددة، لكن على بساطة هذا المعنى فهو صعب في تطبيقه أو إدراكه دائما خاصة في الظروف الحرجة أو بالأحرى في فترات الضعف التي مرت أو تمر بها الأمة الإسلامية، حيث يصبح من العسير على المسلمين تحديد الوسيلة الأصح و التوقيت الأمثل و ترتيب الغايات حسب الأولويات.
و نعي أكثر بصعوبة إدراك ثنائية الغاية و الوسيلة في زماننا عندما نتذكر أن العالم العربي و الإسلامي قد عاش منذ بداية التغلغل الإستعماري الغربي في القرن الثامن عشر و بشكل خاص القرن التاسع عشر و العشرين، فترة صراع إجتماعي عنيف لم يشهد له مثيلا منذ إنهيار الدولة العباسية. أثر هذا الصراع في تقديري على كل مناحي الحياة الثقافية و الإجتماعية و السياسية و خاصة الدينية فأصبح في الإسلام أنماط من "وسطي" إلى " متشدد " إلى "أصولي" ... وغيرها من الأسماء و المسميات التي ما زادت الأمور إلا تعكيرا و الجمهور إلا خبالا.
لقد كان فيلم الرسالة الذي أخرجه الراحل العملاق مصطفى العقاد فيه عبرة كبيرة جدا خفت في مايبدو على من أفتوا بجواز تمثيل شخصيات الصحابة الكبار و المبشرين بالجنة و أمهات المؤمنين و هو أن ذلك الفيلم كان رائعة بما تحمله الكلمة من معاني، و لم و لن يصنع مثله في تقديري، فقد إجتمعت فيه قوة الإخراج بجمالية الصورة و براعة الممثلين و صدق إحساسهم فوفقهم الله عز و جل أيما توفيق و أسلم المئات أو ربما الآلاف تأثرا بما جاء فيه، في أمريكا و أوروبا و كل قارات العالم.
و لم يكن مع ذلك يجسد كبار الصحابة أو المبشرين بالجنة أو أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين.
إن تجسيد أم المؤمنين و زوج الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم بممثلة في مسلسل القعقاع إبن عمرو التميمي، و الذي أشار بعض المختصين و المتابعين أنه تضمن بعض الإيحاءات الطائفية بإيعاز ربما من جهات ذات مشروع تبشيري طائفي في المنطقة العربية و الإسلامية، ليطرح سؤالا غاية في الخطورة و الإلحاح:
هل الذي سولت له نفسه بالطعن في زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم و أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و أرضاها، علنا، قد مهد له ظهورها ممثلة في مسلسل القعقاع إبن عمرو التميمي الطريق لفعلته تلك؟؟؟
كما مهد تصوير الكنائس للمسيح عليه السلام و نحتهم له في ثماثيل، ظهوره عاريا في ما بعد في أفلام أحفادهم.
أرجو أن يطرح هذا السؤال على من يرون في تجسيد كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أمرا مباحا ... فيجيبونا ... !!!
---------------------------------------
إبن سليم(/)
من يوصل هذه الرسالة الى شيخ الأزهر وينشرهامع فضيلة شيخ الأزهر بقلم: د. عبدالعزيز ب
ـ[بذل الخير]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 09:30]ـ
مع فضيلة شيخ الأزهر
بقلم: د. عبدالعزيز بن عثمان التويجري
نشرت (الاهرام) في عددها يوم السبت 10 يوليو.2010 حوارا مع فضيلة شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب , تحدث فيه عن عدد من القضايا التي تعني بها مؤسسة الازهر.
كما تحدث فيه عن موقفه تجاه عدد من الامور السياسية والدينية. واذ أشيد بما أورده فضيلته من اقوال سديدة ورؤي حكيمة تجاه العديد من القضايا التي سئل عنها , الا انه لفت نظري في هذا الحوار , قول فضيلته: تراجع دور الازهر خارج مصر , علي حين نشطت جهود اخرين لتملأ هذا الفراغ , نشطت الكنيسة الغربية في دورها التبشيري في افريقيا , و نشطت الماركسية في جهودها للتقليل من اهمية الدين , وساد فقه البادية وسعت الوهابية الي ان تملأ جزءآ من هذا الفراغ وقوله: اعود فأقول انه في غيبة دور الازهر ,. نشط السلفيون , ونشطت بعض المذاهب الوافدة , وحاولت الوهابية ان تملأ الفراغ , وانتشر فقه البادية علي حساب فقه الوسط ولي علي كلام فضيلة الشيخ اربع ملاحظات:
الملاحظة الاولي هي ان الازهر الشريف لم يكن غائبا خلال العقود الخمسة الماضية عن ساحة العمل الدعوي والثقافي خارج مصر علي الاطلاق , فمبعوثو الازهر هم ائمة اغلب المساجد في العديد من دول اوروبا والامريكتين واستراليا وافريقيا , وشيوخ الازهر الكرام خلال تلك الفترة , الشيخ محمود شلتوت , والشيخ حسن مأمون , والشيخ محمدالفحام , والشيخ عبدالحليم محمود , والشيخ محمد عبدالرحمن البيصار , والشيخ جادالحق علي جادالحق , والشيخ محمد سيد طنطاوي , رحمهم الله , كانوا حاضرين دائما في ساحات العمل الدعوي , بفكرهم النير وسماحتهم وحرصهم علي قضايا أمتهم , وعلماء الازهر وخريجوه لم ينقطع لهم عطاء لذا فإن دور الازهر لم يتراجع ولم يغب.
اما الملاحظة الثانية فهي انه لم تكن الساحة فارغة كما قال فضيلة الشيخ , فقد كان لعدد كبير من المنظمات والهيئات الاسلامية نشاط واسع ومؤثر في افريقيا وآسيا واوروبا والامريكيتين ومناطق اخري من العالم , وفي مقدمة هذه المنظمات والهيئات , رابطة العالم الاسلامي وجمعية الدعوة الاسلامية العالمية , والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة , ومنظمة الدعوة الاسلامية , والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية , والندوة العالمية للشباب الاسلامي وكل هذه المنظمات والهيئات عملت علي نشر الفكر الاسلامي الوسطي والثقافة البانية للعقول والمرشدة للسلوك. وفيما يخص المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة , فإنها منذ انشائها عام 1982 وهي تنفذ مئات البرامج والانشطة التي استفاد منها المسلمون في انحاء عديدة من العالم واصدرت وترجمت عشرات الكتب لكبار علماء العالم الاسلامي , وفي طليعتهم الشيخ محمد الغزالي رحمه الله , والشيخ يوسف القرضاوي , وعدد اخر من علماء مصر الكرام , وانشأت المجلس الاعلي للتربية والعلوم والثقافة , ورعت اجتماعات رؤساء المراكز الاسلامية في جنوب شرقي اسيا واوروبا وامريكا اللاتينية ووضعت استراتيجية العمل الاسلامي الثقافي واستراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية , وانشأت مراكز القراءة في العديد من الدول الافريقية , كما انشأت المراكز التربوية التي يتدرب فيها معلمو اللغة العربية والتربية الاسلامية في كل من موروني بجزر القمر وانجامينا بتشاد ونيامي بالنيجر , واخيرا مركزها التربوي في ولاية سلانجور بماليزيا كما وضعت برنامج كتابة لغات الشعوب الاسلامية بالحرف العربي في افريقيا وآسيا واوفدت عشرات الاساتذة للتدريس في الجامعات والمعاهد في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية ونشطت الايسيسكو في مجال الحوار بين الثقافات والحضارات لتقديم الصورة الصحيحة للاسلام ودحض الشبهات والاكاذيب التي يروجها اعداء الاسلام والحاقدون عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والملاحظة الثالثة هي ان فضيلة الشيخ الكريم ذكر ماسماه فقه البادية والوهابية مع الكنيسة الغربية والماركسية , وهذا خلط لايليق ان يصدر من فضيلته فالكنيسة الغربية بأهدافها الاستعمارية والماركسية بأهدافها الالحادية , لايجوز ان يقرنا بفقه اسلامي قد نختلف مع بعض اجتهاداته أو مع دعوة اصلاحية قد نختلف مع بعض افكارها , فما سماه فضيلة الشيخ فقه البادية مصطلح لايوجد في اي معجم فقهي قديم او حديث , واذا كان المقصود بذلك فقه بعض علماء الجزيرة العربية , فإن ذلك الفقه له اصل في المذاهب الاربعة , بل هو يعتمد علي احدها بشكل كبير , ممايجعله فقها معتبرا لايجوز التقليل من قيمته او الحط من شأنه , اما الوهابية , فهذا الاسم اطلقه علي دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الاصلاحية معارضوها , ولم تسم نفسها به او تقبله , وهي كما يعرف المحققون المنصفون , دعوة لتصحيح العقيدة تعتمد القرآن والسنة الصحيحة واقوال ائمة المذاهب الاربعة وكبار علماء السلف رحمهم الله. وحيث ان الحكم علي الشيء لابد ان يكون مؤسسا علي مايقوله ويفعله المعني بالحكم , فإن من العدل والانصاف , وطلبا للحقيقة ان نتعرف عي مايقوله الشيخ محمدبن عبدالوهاب عن نفسه وعن دعوته يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: عقيدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه ائمة المسلمين مثل الائمة الأربعة وأتباعهم الي يوم القيامة , لكني بينت للناس اخلاص الدين لله ونهيتهم عن دعوة الانبياء والاموات من الصالحين وغيرهم وعن إشراكهم فيما يعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود , وغير ذلك مما هو حق الله الذي لايشركه فيه ملك مقرب ولانبي مرسل , وهو الذي دعت اليه الرسل من أولهم الي آخرهم. وهو الذي عليه اهل السنة والجماعة.
ويقول رحمه الله من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك واهله فهو المسلم في اي زمان واي مكان وانما نكفر من اشرك بالله في الاهيته بعدما نبين له الحجة علي بطلان الشرك , وكذلك نكفر من حسنه للناس او اقام الشبه الباطلة علي اباحته ويقول الشيخ محمدبن عبدالوهاب ايضا: فالقول أني أكفر من توسل بالصلحين وإني أكفر البوصيري لقوله يااكرم الخلق , واني اقول لو اقدر علي هدم حجرة الرسول لهدمتها , ولو اقدر علي الكعبة لاخذت ميزابها وجعلت لها ميزابا من خشب , واني انكر زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم واني انكر زيارة قبر الوالدين وغيرهم , واني اكفر من يحلف بغيرالله , فهذه اثتنا عشرة مسألة جوابي فيها ان اقول: سبحانك هذا بهتان عظيم.
ويقول رحمه الله , في حق أولياء الله الصالحين: الواجب عليهم حبهم واتباعهم والاقرار بكرامتهم , ولايجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلال , ودين الله وسط بين طرفين وهدي بين ضلالتين و حق بين باطلينويقول أيضا: وأقر بكرامات الاولياء ومالهم من المكاشفات , الا انهم لايستحقون من حق الله تعالي شيئا , ولايطلب منهم مالايقدر عليه الا الله فهذا هو الشيخ محمد بن عبدالوهاب , وهذه هي دعوته التي جاء بها من الاصول الاسلامية المعتبرة , لتصحيح فهم الناس للدين , وتبين ان ما يتعارض مع العقيدة الصحيحة أو يخدشها ومؤلفات الشيخ رحمة الله ورسائله موجودة , وكلها تحمل هذا الفكر الوسطي , ولذلك فإن قول فضيلة الشيخ احمد الطيب ان فقه البادية ساد وانتشر والوهابية حاولت وسعت الي ان تملأ جزءا من هذا الفراغ في غيبة دور الازهر , هو قول غير صحيح , فرسالة الازهر تعتمد علي ماكان عليه ائمة المذاهب الاربعة وكبار مجتهدي الاسلام , وهي بذلك لاتتعارض مع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب , بل تتكامل معها , فالاثنتان مصدرهما واحد , وأصلهما عقيدة واحدة , وقد قام علماء الدعوة بجهود كبيرة في نشر رسالة الاسلام وتبيان العقيدة التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة , واذا حدث من بعض أتباع هذه الدعوة تشدد او غلو , فليس مرده الي اصل الدعوة , وانما إلي من تشدد او غلا وهذا امر حاصل في جميع المذاهب الاسلامية والمدارس الفقهية بلا استثناء.
(يُتْبَعُ)
(/)
اما الملاحظة الرابعة , فهي ان المطلوب من الازهر , وهو القلعة الكبري التي دافعت عن الاسلام ونشرت علومه في الآفاق ان يعمل علي التقريب بين مذاهب المسلمين للتأليف بين قلوبهم , ولذلك فإن الخطاب الذي يصدر عن الازهر , لابد ان يكون خطابا متسامحا وحاميا لوحدة المسلمين , وان يبتعد عن اطلاق العبارات التي قد يفهم منها التقليل من شأن بعض المذاهب الفقهية , او المدارس الفكرية او القدح فيها , فهذا مما يوغر الصدور ويثير الشبهات التي أضرت بالأمة وأسهمت في إضعافها وتفريق صفوف ابنائها , ولمعرفتي بفضيلة الشيخ الدكتور احمد الطيب وغزارة علمه وسعة صدره فإنني اعتقد ان ماورد في حواره مع (الاهرام) في هذا الخصوص كان كبوة جواد , لعله يعمل علي تجاوزها مابفكر العالم الكبير وحصافة الامام الجليل , وبالروح السمحة التي عرفناها في الازهر الشريف وعلمائه الكرام عبر العصور.
ان فضيلة الشيخ الدكتور احمدالطيب عالم غزير العلم وواسع الثقافة , جمع بين منهج العلوم الشرعية التي تلقاها في الازهر , وبين منهج العلوم الغربية التي درسها في الغرب , وهو بذلك اقدر علي تحري الموضوعية في اقواله وكتاباته , فلا ينحاز إلي مايردده من لايفقهون الامور كما يفقهها هو بعقله المستنير , او من لهم عداوات مع الدعوة الاسلامية , عمدوا الي تشويه حقيقتها والتخويف منها , ولذلك فقد استغربت ان يصدر عن فضيلة شيخ الازهر , ماينال من دعوة إصلاحية تجديدية كان لها ــ ولايزال فضل كبير فتصحيح المفاهيم , وتنوير العقول , ومحاربة البدع والشعوذة ومخالفة صحيح الدين واختلاف العلماء الاعلام في الاجتهادات وفي الرؤي فيه توسيع علي العباد وهو مصدر غني للفقه الإسلامي فهم إخوة في الدين يؤمنون بإله واحد ونبي واحد وبكتاب واحد , ويتوجهون الي قبلة واحدة استجابة لقوله تعالي: (وتعاونوا علي البر والتقوي ولاتعاونوا علي الإثم والعدوان).
وفقنا الله لما فيه الخير والفلاح لأمتنا الاسلامية وللبشرية جمعاء , ولفضيلة الامام الجليل شيخ الازهر الشريف خالص تقديري وفائق احترامي.منقول
الرجاء من يستطيع تبليغ ونشرهذه الرسالة فى المنتديات نصرة لله ولرسوله ولأهل السنة فلا يتأخر.(/)
اهمية الدعاء في ساحة المعركة \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 11:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين* فهزموهم باذن الله وقتل داود جالوت)
سورة البقرة الايتا ن 250/ 251
الحمد لله \
هذا الدعاء دعا به المؤمنون من اليهود عندما وقعت معركة بينهم وبين الكافرين من العمالقة- جالوت وجماعته- فعندما عبر المؤمنون النهر لمقاتلة اعدائهم امرهم قائدهم بان لا يشربو ا من ماء النهر الا من اغترف غرفة بيده – في قصة فصلها القران الكريم ولا اريد ان اسرد قصص الانبياء هنا بل اتحدث بما يفي الغرض ومن يريد قصص القران الكريم او قصص الانبياء فاءنها متوفرة –
تخلف الذين شربوا منه بعد ان امرهم طالوت قائدهم بالتهيوء للقتال وقالوا لملكهم وقائدهم (لاطاقة لما اليوم بجالوت) فرفع المؤمنون ايديهم- وهم قلة متقدمين للجهاد في سبيل الله – الى ربهم مستعينين به فقالوا – (ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) - اي ربنا صبرنا على مشقة الحرب والقتال واشددعلى قلوبنا وثبت اقدامنا ثبتها بقوتك وعظمتك وقدرتك بحيث بحيث نثبت في القتال حتى الاستشهاد في سبيل الله تعالى او القتل ولا نتراجع على اعقابنا واخذل اعداءنا وانصرنا عليهم فانهم القوم الكافرين
وكان في جنود القائد طالوت والد داود واولاده الستة يقاتلون وداود سابعهم اي حضر اخوة داود وهم ستة ارض المعركة وتاخرداود عن القتال والحرب لرعي الغنم بينما اشترك بها ابوه واخوته فالهم الله تعالى الى ملكهم ان داود هو الذي سيقتل جالوت لاغيره- اوهكذا تقول الرواية- فابلغ الملك او القائد طالوت اباه بذلك فارسلوا اليه فجيء بداود للقتال مع المقاتلين وقيل عندما جاء داود تاركا اغنامه ليشترك في الحرب والقتال كلمته ثلاثة احجار في طريقه قائلة له ياداود انك بنا تقتل جالوت فحملها معه في جعبته وذهب لمقاتلة جالوت وجنوده
لما وصل الى ساحة المعركة بارز داود جالوت ملك العمالقة في ساحة الحرب فقتله وانتصر المؤمنون فزوجه طالوت ملك اليهود انذاك ابته الوحيدة اذ لم يكن له ولد غيرها وبعد مدة توفى طالوت فاصبح فتوج داود ملكا على بني اسرائيل بعد وفاة طالوت والد زوجته فبعثه الله تعالى رسولا اليهم واتاه الحكمة الربانية وهي النبوة فجمع النبوة والخلافة واتاهالله تنعالى الملك في بني اسرائيل
فكان النصر مقرونا بدعاء ا لمؤمنين وهم قلة منهم - (ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) – فنصرهم الله تعالى على العمالقة الكافرين استجابة لدعائهم في ساحة القتال باعتمادهم وتوكلهم على الله تعالى وهم في ساحة القتال بين الموت والحياة بنوايا مطمئنة وقلوب خاشعة لله تعالى (وما النصر الا من عندا لله العزيز الحكيم)
ومن هنا نستجلي ان كل من توكل على الله تعالى وجعله امام عينيه في كل اموره واخلص الدعاء له فانه سيستجيب له ويبلغه مراده مهما كان
والله تعالى سميع سميع مجيب الدعاء
****************************(/)
هل في ذلك مخالفة عقدية؟؟؟
ـ[أحمد المحقق]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 10:29]ـ
أحبتي الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لدي استفسار وهو نرى كثيراً من الناس عندما تصاب سيارته بحادث بسيط مثلا يتركها لمدة طويلة على حالها، وعندما تسأله لماذا لا تصلحها؟ يجيبك بأنها تدفع العين اي يتشوه منظرها فلا ينظر إليها العائن.
ومثلها عدم دهان البيت من الخارج أحيانا.
فهل في ذلك مخالفة عقدية؟ أرجو منكم التوضيح.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 02:39]ـ
الحمد لله ..
فرق بين أن يكتم الإنسان عن بعض الناس ما يظن أنه سبب للحسد كترك إخبارهم أنه الأول على الجامعة وغير ذلك مما يحسد عليه المرضى, وبين أن يتعمد الخروج عن الطبيعة فيما جرت به عادة الناس في معايشهم كأن يلوث بيته ونحوه احترازا من الحسد
فالأول مشروع ولا بأس به ,والثاني قد ينافي بعض معاني التوكل ويفضي به إلى الوسوسة والتكلف
وإنما يكفيه أن يتحصن بالأذكار الشرعية
والله أعلم(/)
العلامة عبد الرحمن البراك: شريعة الجهاد لا تنسخها المواثيق الدولية
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 12:11]ـ
شريعة الجهاد في الإسلام لا تنسخها المواثيق الدولية
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين:
أما بعد؛ فقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن عداوة الكافرين له عز وجل وللمؤمنين، وعن عداوته للكافرين، فقال سبحانه: [من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين] وقال سبحانه: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء] وقال سبحانه: [ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون] وقال تعالى: [ذلك جزاء أعداء الله النار] وقال عز وجل: [وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن].
وأصل هذه العداوة هي عداوة الشيطان للإنسان منذ استكبر عن السجود لآدم، قال تعالى: [وقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك] وقال سبحانه: [ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين]، وقال تعالى: [يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [ألم أعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا] وقال تعالى: [يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير].
فدلت هذه الآيات على أن كل من كفر بالله وأشرك به وكذب رسله فهو عدو لله ولأنبياء الله وأولياء الله، وصاروا بذلك أولياء للشيطان، ومن حزبه؛ فهم يدعون بدعوته، ويقاتلون في سبيله، قال تعالى في المشركين: [أولئك يدعون إلى النار] وقال عن مؤمن آل فرعون: [ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار] وقال تعالى: [ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء] وقال عز وجل: [ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا] وقال سبحانه: [ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا] وقال تعالى: [ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم].
والواقع من سيرة الكفار مع المسلمين في الحاضر والماضي شاهدٌ لما أخبر الله به وهو أصدق القائلين، فلم يزل اليهود والنصارى والمشركون يحاربون الإسلام ويغزون المسلمين الغزو المسلح أو الغزو الفكري.
ومن ذلك في الماضي ما جرى من اليهود والمشركين مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعده من الحروب ونقض العهود والكيد للإسلام، ثم ما جرى بعد ذلك من حرب النصارى للمسلمين، واستيلائهم على كثير من البلاد الإسلامية وهو ما يعرف بالحروب الصليبية، ثم كان للمسلمين دولة على يد صلاح الدين، فأعز الله المسلمين وأذل الكافرين.
ثم عاد النصارى لاحتلال بلاد المسلمين بما يسمونه هم الاستعمار، واستذلوا المسلمين، وانتهبوا ثروات بلادهم، وعملوا على إبعادهم عن دينهم، وتغريبهم في أخلاقهم، واتخذوا المرأة أهم أداة لتحقيق أهدافهم، وذلك بإخراجها عن بيتها، وتمردها على آداب دينها، مع نشر أوكار الفجور في البلاد الإسلامية من دور السينما وبيوت البغا وحوانيت الخمر، إلى غير ذلك من خططهم في إفساد أخلاق المسلمين، وطمس هويتهم.
ثم رحلوا وما رحلوا، فقد خلَّفوا في أكثر بلدان المسلمين من ينوب عنهم، ويدين بالولاء لهم، وينفذ خططهم، ويتخذهم قدوة في سياسة بلاده، ويخضع لمطالبهم، وتحقيق أطماعهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم في هذا العصر الحاضر اشتد البلاء على المسلمين من أعدائهم الكفار، وعظمت مصيبة المسلمين بهم، وذلك بسبب المكيدة الكبرى التي صنعوها، وهي هيئة الأمم المتحدة، وقانونها الذي يسمونه الشرعية الدولية، ويخضعون به كل من خرج عليه، وامتنع من تنفيذ بعض مقرراته الطاغوتية، ذلك القانون الذي وضعه رؤوس الكفر، وهم المتحكمون فيه، واستذلوا كل من دخل في ربقة هذا القانون، وكان عضوا في الهيئة، ممن ليس على دينهم، ففرضوا عليهم قراراتهم ومقرراتهم، واتخذوا من ذلك ذريعة إلى التدخل في شؤون سائر الدول الضعيفة، وأنشؤوا منظمات وهيئات تتابع تطبيق تلك القرارات، ومن وقاحتهم أن خصوا حق النقض بالدول الخمس الكبرى، كما يسمونها.
ومن مكرهم الكُبَّار الدعوة إلى التعايش بين جميع الشعوب، ومنع الحروب، وهو ما يسمونه السلام العالمي، وهذا ما يطالبون به غيرهم، وهم أول من ينقضه بالحروب التي يشعلونها في البلاد الإسلامية، وغزوهم بدعوى الإصلاح ورفع الظلم، مع أن من أعظم غاياتهم في قانون السلام العالمي تركَ المسلمين لجهادهم الذي فرضه الله، وجعله ذروة سنام الإسلام، وعنوانا لعز المسلمين.
وإمعانا في هذا المكر أقاموا جمعيات ومؤسسات ومؤتمرات للحوار والصداقة والتقريب بين الإسلام والنصرانية، بل وسائر الأديان، وانخدع بذلك كثير من المسلمين، وأوجب ذلك لهم التراجع وإعادة النظر في عقيدة البراء من المشركين.
ومما تعظم به البلوى أن بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الله قد وقع في هذا التراجع، ودعا إلى التعايش مع الكفار، ونبذ الكراهة والعداوة لهم، وصار يثير الشبهات في وجه من يحذر من الكافرين، ويدعو إلى البراءة منهم ومعاداتهم، ويذكر عداوتهم للمسلمين
ومن أعظم ما يفضح دول الكفر وعلى رأسها أمريكا، ويظهر كذبهم فيما يدَّعونه ويدعون المسلمين إليه من التعايش موقفهم من دولة اليهود، فهم الذين غرسوها شوكة في قلب بلاد المسلمين، وساندوها وأمدوها، وسمحوا لها بامتلاك سلاح نووي، دون دول المنطقة وغيرها من الدول الإسلامية، وهي -أي دولة اليهود- مع ذلك تضرب بقرارات هيئة الأمم عرض الحائط، لعلمها أنها في مأمن، وأن تلك القرارات أشبه بذر الرماد في العيون، كما يقال، للضحك على العرب.
هذا على أن قضية فلسطين عربية عند القوميين، وهي عند المسلمين إسلامية.
ومن المخزي ومن الذلة بمكان أن القيادات الفلسطينينة وغيرهم من العرب يعترفون لأمريكا بأنها راعية القضية الفلسطينية، وهي العدو على الحقيقة، والتي لا يهمها إلا دولة اليهود، لذلك لا توافق على أي قرار يدين اليهود، فإما أن تعارضه أو لا تصوت له.
ومن مظاهر هذا الخزي والذلة الترددُ على أمريكا في شأن القضية، ورفع الشكاوى إلى مجلس الأمن عندما يكون من اليهود اعتداء أو توسع في الاحتلال، وما مَثَل من يشكو إلى أمريكا أو مجلس الأمن إلا كمن يشكو جنود الظالم إلى الظالم نفسه، وقُطَّاعَ الطريق إلى رئيسهم.
وأصل هذا الذل والرضا بالتبعية هو إضاعةُ أمر الله، وتركُ تحكيم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحكيمُ القوانين الوضعية، وإقرارُ الشرك والبدع والمنكرات العظيمة في أكثر البلدان الإسلامية، والإقبالُ على اللهو بأنواعه، فلا طمعَ في النصر والعزة مع هذه الحال، فإن الله إنما ضمن العزة والنصر للمؤمنين، قال تعالى: [وكان حقا علينا نصر المؤمنين]، وقال سبحانه: [ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين] وقال عز وجل: [من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعا]، وعلى هذا فلن يخلص المسجد الأقصى من سلطان اليهود إلا قوم قادمون تتوافر فيهم مقومات النصر؛ من الإيمان بالله وتحكيم شرعه وإقامة دينه، فأولئك جند الله، قال تعالى: [ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون].
(يُتْبَعُ)
(/)
كما لم يخلصه في الماضي من أيدي النصارى إلا المسلمون بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، في يوم الفتح المبين على المسلمين في سنة (583هـ) بعد اثنتين وتسعين سنة من استيلاء عباد الصليب عليه. ومنذ ذلك التاريخ وقلوب النصارى تغلي بالحقد والعداء للمسلمين فلم يزالوا يكيدون للمسلمين بأنواع الكيد الظاهر والخفي، ثم صارت لهم دولة، فعادوا لاحتلال بلاد المسلمين، وتعاونوا وتقاسموا ما وقع في أيديهم من بلدان المسلمين، وكان من أعظم مكايد الدول النصرانية إقامة دولة اليهود تنفيذا لوعد بلفور، فلم تزل هذه الدولة الملعونة موضع عناية الدول النصرانية وحمايتها.
ومع ما يظهره العرب من الاستنكار لاحتلال اليهود فإن دول الطوق قد أُخذت عليها العهود في حمايتها لليهود.
وبعد؛ فهل بعد بيان الله لعداوة الكافرين للمؤمنين، ثم شهادة الواقع بعداوتهم وعدوانهم في الحاضر والماضي، هل مع هذا يقوم منا من يدعونا إلى التعايش معهم، ونبذ الكراهة الدينية، وعدم التصريح بإطلاق اسم الكفر عليهم، وهم الكافرون حقًّا؟! ومعلوم أن الشرع والعقل يوجبان بغضهم ومعاداتهم لكفرهم وعدوانهم.
وإنا لنبرأ من هذه الدعوة دعوة التعايش مع الكفار، التي تقوم على موالاة الكافرين، وترك بغضهم، ونقول لجميع الكافرين أسوة بإبراهيم عليه السلام: [إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده].
ومما يهدم دعوة التعايش -إضافة إلى ما سبق- التصرفاتُ العدائية المفضوحة من الكفار، ومن آخرها:
1.ما نشرته بعض الصحف الدنماركية من رسوم مشوَّهة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى جميع الناس، وإقرار دولة الدنمارك لهذا التصرف، فلم تتخذ لمعاقبة هذا المجرم الذي لم يحترم مشاعر المسلمين ما يردعه وينفي التواطؤ معه، ولوعُمِل مثل هذه الرسوم لأحد حكام الدول لما أقر على ذلك خشية من قطع العلاقات المؤدية إلى تفويت المصالح.
2.ومما يدل على التضامن بين الكفار على العداء للإسلام والمسلمين ما قامت به المستشارة الألمانية انغيلا ميركل من تكريم الرسام الدنماركي المجرم كورت فيسترغارد، على "التزامه الراسخ بحرية الصحافة والرأي، وشجاعته في الدفاع عن القيم الديموقراطية، على رغم التهديدات بأعمال العنف والموت" كما جاء في موقع العربية الشبكي في29 رمضان 1431هـ.
3.ما دعا إليه الأسقف تيري جونز من كنيسته في فلوريدا في أمريكا من حرق المصحف على الملأ في الذكرى التاسعة للحادي عشر من سبتمبر، وإن أعلن تراجعه تحت ضغط السياسة. فالعداوة للمصحف ومن جاء به ومن يؤمن به متحققة عند الجميع من هذه الأمم الكافرة، ولكن الاختلاف في طريقة التعبير عن هذه العداوة، والجهر بها والإخفاء. وتقدير ما يترتب على مثل هذه العداوة.
وفي أثناء كتابة هذا المقال بلغني كلام للدكتور سلمان بن فهد العودة هداه الله في إحدى القنوات الفضائية، حول الجهاد في الإسلام، ومن المعاني الباطلة التي تضمنها كلامه:
1.ما سماه مصطلح جهاد الدفع والطلب، وأنه مصطلح حادث، وهو يقرر جهاد الدفع، ولكنه لا يقرر جهاد الطلب، الذي هو جهاد الكفار ابتداء، ولا يخفى مناقضة ذلك لمثل قوله تعالى: [فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله» الحديث، وقوله تعالى: [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون]. فهل يستطيع الدكتور أن يدعي أن هذه النصوص في جهاد الدفع؟! ومعلوم أن هذا النوع من الجهاد هو الذي اتخذ منه أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم مطعنا على الإسلام، فصار بعض الجهال أو المصانعين للكفار من المدافعين عن الإسلام يحصرون غاية الجهاد في الإسلام في الدفاع، لأن دفع المعتدي لا ينكره أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
2.زعمه أن القتال والحروب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت حين لم تكن هناك اتفاقيات دولية، حيث قال: "الجهاد في عهد النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من المعلوم أنه لم يكن هناك أي اتفاقيات قائمة بين الدول، كانت القصة قائمة على أن القوي يغلب الضعيف ويستولي عليه". ومعنى هذا أنه لا مجال للحروب في هذا العصر مع الاتفاقيات والعهود الدولية، وعبَّر عن ذلك بقوله: "لكن إذا وجد وضع، يعني فيه استقرار، وفيه أمن، وفيه عهود، وفيه مواثيق صحيحة ويحترمها الناس، الإسلام سيكون مؤيدا ومباركا لهذا"، وحقيقة هذا الكلام أن الاتفاقيات الدولية التي وضعها الكفار ضمن قانون هيئة الأمم، وهو يحرم العدوان، زعموا، والجهاد في معيارهم من العدوان، وهذا القائل يزعم أن الإسلام يرحب بما تقضي به هذه الاتفاقيات والمعاهدات، وهذا من الافتراء على الإسلام، فإن هذا الزعم يقتضي تعطيل الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، نزولا على حكم قانون هيئة الأمم، أوَ ليس هذا هو معنى النسخ؟ فإن الإسلام يفرض الجهاد، والاتفاقيات الدولية تحرم الجهاد على المسلمين! سبحانك هذا بهتان عظيم.
3.ومثل هذا قوله في الاسترقاق، وهو من فروع الجهاد في سبيل الله، وهو من حق المجاهدين كالغنائم، وللرقيق أحكام في أكثر أبواب الفقه الإسلامي، وحكم الاسترقاق من الأحكام القطعية، فمن يحرمه فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع، وقانون هيئة الأمم يحرمه، وهذا الداعية يزعم في اعتقاده أن الإسلام يرحب -أي يوافق- على ما يقضي به قانون هيئة الأمم من تحريم الاسترقاق، وهذا اعتقاد خاطئ على الإسلام كسابقه، قال: "إذا وجد حالة مثل ما حصل الآن حالة تحرير الأرقاء وإلغاء هذا المعنى (الاسترقاق) فأنا اعتقد أن الإسلام يرحب بهذا المبدأ ويستجيب له، لأنه يتناسب الروح والقيمة الإيمانية".
فليتق الله من يقول هذا القول، وليراجع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما مضى عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وعليه أن يتوب إلى الله من هذا الأقوال الباطلة التي يفرح بها أعداء الإسلام، ويكبرون قائلها.
وليعلم كل أحد مسلما كان أو كافرا أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة لا يبطله جور جائر، ولا تنسخه الاتفاقيات الدولية، قال تعالى: [إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد].
ويشبه كلام الدكتور سلمان العودة هداه الله ما فاه به بعض المبهورين المنهزمين نفسيا وفكريا في جريدة الجزيرة في عددها 13900 الصادر في 11/ 11/1431هـ، وهو أن الجهاد الذي شرعه الله للمسلين، وجعله ذروة سنام الإسلام محرم على المسلمين دوليا، ومعنى ذلك أن المواثيق والاتفاقيات الدولية تنسخ أحكام الشريعة الخالدة، ويزعم هذا المهزوم أنه ينبغي للتربويين أن يرسخوا هذا المعنى في نفوس الطلاب إذا كان لا بد من تدريسهم عن الجهاد في الإسلام، وعبارته تشعر بأنه لا داعي لتدريسهم ذلك أصلا، وإليك نص ما قال: "والسؤال الذي بودي أن يجيب عليه التربويون: لماذا لا نشرح لطلابنا في المرحلة المتوسطة والثانوية إذا كان لا بد من أن نحدثهم عن الجهاد أن واقع السلاح، والقوة والضعف، والمواثيق والاتفاقيات الدولية، جعل الأمر يختلف عن ذي قبل؛ فالغزو - مثلاً - أصبح (محرماً) دولياً حسب اتفاقيات الأمم المتحدة"انتهى.
ومن المقررات في الإسلام أن الجهاد باق إلى يوم القيامة، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل.
وهذا الجاهل هداه الله غفل أو تغافل عن أن الذين حرموا الغزو هم أول من نقض المواثيق والاتفاقيات لكن من منطلق لغة القوة.
وبهذه المناسبة ينبغي أن يعلم أن العهود في الإسلام مع الكفار من حيث التوقيت ثلاثة أنواع:
1.عهد مؤقت بمدة، فيجب على المسلمين الوفاء به بإتمامه إلى مدته، قال تعالى: [إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين]، ومن نوع العهد المؤقت ما يعطى للمستأمِن، كالذي قال الله فيه: [وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمه كلام الله ثم أبلغه مأمنه]. ويدخل في ذلك الرسل من الكفار، ومن يؤذن له من التجار
2.عهد مطلق لم يقيد بمدة، فهو غير مؤقت ولا مؤبد، فهذا لا يجوز للمسلمين نقضه إلا بعد نبذ العهد إليهم، قال تعالى: [وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين]، وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضي أمدها, أو ينبذ إليهم على سواء» رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه ابن حبان، وقال الترمذي: حسن صحيح.
3. عهد مؤبد لا يجوز للمسلمين نقضه، وهو ما يعطى للكفار في مقابل بذلهم الجزية، قال تعالى: [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأمير الجيش أو السرية: (إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال؛ ادعهم إلى الإسلام، فإن هم أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، فإن أبوا فاسألهم الجزية، فإن أجابوك فاقبل منهم، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم)، وأصحاب هذا العهد هم الذين يقال لهم عند المسلمين: أهل الذمة، والواحد ذمي، فهذا العهد لا ينتقض إلا إذا أخلَّ الكفار بشروطه.
وبهذا يعلم أن العهود بين الدول الإسلامية والكفار في هذا العصر قد وضع شروطها واضع قانون هيئة الأمم، وهي عندهم مؤبدة، فلا تكون جارية على العهود التي جاء بها الإسلام. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبد الرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
في 21 ذي الحجة 1431هـ
http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=21036&Itemid=0(/)
في زمن ازدحام التغريبيين عند بوابة الغرب: هل بدأ الغربيون يعودون إلى ضميرهم؟!!!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 03:37]ـ
في زمن ازدحام التغريبيين عند بوابة الغرب ....
هل بدأ الغربيون يعودون إلى ضميرهم؟
بقلم: خباب مروان الحمد
khababa1403@hotmail.com
بين فينة وأخرى تطالعنا الأنباء من خلال الصحف والإعلام المرئي، وكذا تتقافز في أذهاننا عدد من التراكمات الإخبارية حول عودة بعض الغربيين إلى ذواتهم وضمائرهم في جوانب تتفق مع المنهج الإسلامي، بل نسمع بإعلان إسلام كثير منهم وعودتهم إلى حياض الإسلام بعد حياة إلحادية علمانية ماديَّة بعيدة عن الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشرِّه.
وفي قبالة ذلك نلحظ الكثير من الشرقيين التغريبيين والعلمانيين لا يتعلمون من أسيادهم في هذه المجالات من العودة إلى الذات ومصارحة النفس ومكاشفتها بالأخطاء التي تنتج عن هذه الحياة الماديَّة، بل يتعلمون منهم فيما يزيد بلادنا العربية والإسلاميَّة فساداً على فساد، وحمأة في الرذيلة، وانتهاجاً لسبيل المجرمين ...
ويظنُّون أنَّ الإصلاح كل الإصلاح هو في اتباع سنن الغرب، والعيش معه وملاحقته حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه معهم وظنُّوا أنَّ الدخول في جحر ضب لربما يأتي للأمَّة الإسلاميَّة من نهضة وتقدَّم وصدق الله تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنَّما نحن مصلحون* ألا إنَّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) سورة البقرة: (11 ـ 12).
فنرى العلمانيين العرب في داخل البلاد الإسلامية يزيدون الأوار لهيباً فيشتعل نارًا، بتصريحاتهم حول (رجعيَّة) أو (تخلف) المفاهيم الإسلامية، وضرورة العودة إلى الإصلاح والتغيير ـ على طريقتهم التغريبية ـ للكثير من مناهجنا وطرائق تفكيرنا وقيمنا وثوابتنا المنطلقة من أصول التشريع الإسلامي، ومصادر التلقي لدى أهل السنة والجماعة.
ولن أخوض في غمار ولجج هذا الأمر فيكفي الإشارة لأهل الفهم والجدارة، ولست معنيَّاً في هذه المقالة مناقشة أقوال هؤلاء فلهم نقاشات أخرى، كما أنِّي لا أقصد في هذه المقال حشد العديد من الأخبار والمواقف والمقولات التي صدرت عن المجتمع الغربي، من بعض المفكرين أو المثقفين أو القانونيين في عملية إعادة البناء الاجتماعي أو الاقتصادي في الداخل الغربي الميِّت!!
فلقد سجَّل عددا منهم مدى التخبط والضلالة التي يعيشونها في عالمهم الجهنمي الغربي، وألَّفوا في ذلك كتباً ولعلَّ من أفضلها كتاب (موت الغرب) لصاحبه بات بوكانان Pet Buchanan وهو مرشح لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات الرئاسة 1992 و 1996م، ولعلَّ في مطالعة هذا الكتاب ما يكفي ويشفي ويفي بالحديث من ألسنة الغربيين أنفسهم عن انهيار حضارتهم الغربيَّة بل موتها!
ومع هذا كان لنا وقفة تأمل، وعقد مقارنة لما تحمله لنا بعض الأخبار من عودة قلَّة من الغربيين إلى ضميرهم، بعد التأمل في مآلات ما يقومون به من حالات مغرقة في حلقة الفساد والإفساد، وحمأة الرذيلة والسقوط الأخلاقي والاقتصادي، حيث تباروا فيما بينهم أيِّ الدول أكثر إباحية وانحلالاً ومجوناً وإفساداً؟!!
وإذ أتحدث عن ذلك فلا يعني بالمرَّة أنَّ الغرب بالفعل تغيَّر، أو أنَّ الصلاح والإصلاح بدأ يفشو ويظهر فيه بشكل واضح، فليس ذلك مقصوداً إطلاقاً، ولكنَّه شيء يُذكر وبه يُعتبر، ليفكر المرء ويُقدِّر، لمن شاء من التغريبيين أن يتقدم أو يتأخر!!
وتنبيه مهم قبل ألج في صلب الموضوع فإني أعلم أنَّ الحياة الاجتماعية والتربوية وكذا الاقتصادية في الدول الغربيَّة حياة كاسدة فاسدة، ولكنَّ الملاحظ أنَّ هنالك من بدأ منهم ينتبه لهذا الفساد ويحاول أن يصلحه، في الوقت الذي لا زال فيه العلمانيون في البلاد الإسلاميَّة يجعلون قبلتهم الغرب وكل ما نتج عنه، ويستبعدون مع ذلك حلقات الإصلاح والتغيير من الغربيين والموافقة للصواب وإن كانت ضئيلة بل ضئيلة جداً.
· دراسة لحظر ارتداء (الملابس القصيرة) في إيطاليا:
(يُتْبَعُ)
(/)
هنالك مواقف غربية بدأت تنحو قبالة التقدم الإنساني؛ فهم في واقع الحال يتقدمون للطبيعة الإنسانيَّة السويَّة، والتي تتفق مع مقرَّرات الشريعة الإسلاميَّة، فليس من عجب أن نجد أناساً من الغربيين يطالبون بجوانب خيِّرة تنحو نحو الحضارة الحقيقيَّة، والتقدم الأخلاقي والاقتصادي وغيره من جوانب التقدم التي ينادي بها المنهج الإسلامي.
فنلحظ ونشاهد ما تقوم به بعض الأنظمة الغربية في هذه المرحلة من محاولة فرض بعض القوانين الملزمة للمجتمع بعدم تجاوزها، ومن ذلك ما ذكرته ( bbc)([1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)) عن التفكير الفعلي لدى بعض المسؤولين في إحدى المدن الساحلية الإيطالية (مدينة كاستيلا ماري دي ستابيا) بدراسة فرض حظر على ارتداء التنانير القصيرة أو أي ملابس يمكن اعتبارها مستفزة!
وحينما سئل عمدة المدينة (لويجي بوبيو) عن سبب دراسة مثل فرض هذا الحظر، أجاب قائلاً: إنه يريد استخدام الحظر لمواجهة ما يصفه بالسلوكيات غير الاجتماعية، وإعادة اللياقة، وأن الهدف من القانون الجديد هو ملاحقة الأشخاص "الغوغائيين والجامحين أو الذين يتصرفون بطريقة سيئة"، وذلك قد جرى منه كما يقول المواطنون الإيطاليون من سكان تلك المدينة بأنَّ العمدة يريد فرض سياسة " لا لارتداء ما يكشف الكثير".
كما أنه بمقتضي القانون سيحظر على زوار المدينة ارتداء التنانير القصيرة والجينز القصير أيضا، وسيواجه المخالفون للحظر الجديد غرامة مالية تصل إلى 696 دولار أمريكي.
وكذلك فلقد أيَّد القس دون باولو سيسيري القرار واعتبره "القرار الصائب" وأضاف قائلا: "إن القانون يعد وسيلة جيدة لمكافحة زيادة حالات التحرش الجنسي".
كان هذا القرار الذي خرج من أولئك القوم بعد أن ذاقوا ويلات الفساد الأخلاقي، والتحرش الجنسي والتمرد على المنهج الرباني، ومن ذاق عرف.
لكنَّ العجب العجاب أن نجد ما يقدمه أقزام العلمانية في الدول الإسلامية والعربية من فسح المجال للفساد والإباحية بحجَّة (الحريَّة) و (التقدميَّة)، والبلاء المتراكم المتلاطم حينما نجد ازدياد هذا الفساد دون رقيب أو عتيد بل بحماية هؤلاء المفسدين والساقطين أخلاقياً.
مع العلم لو أنَّ خبراً إعلامياً جاء عن دراسة يجريها مركز إسلامي محافظ في إيطاليا عن خطورة الملابس القصيرة وإثارتها للآخرين، وعدم ملائمتها للوضع العام، لضجُّوا وأكثروا على القائلين بذلك واتهموهم بالانسياق وراء الظلامية والجمود والتنطع!! وعن خطورة ضياع الهوية والقومية الأوروبيَّة! وعن خطر أسلمة المجتمع الغربي والإيطالي!
والخطاب الآن للعلمانيين من قومنا فلعلَّ خبراً كهذا يعيد لدى عقلاء هذا الفكر العلماني، شيئاً من ماء الحياة في ضميرهم، ويجبرهم على التفكير ملياً بخطورة التعري الجسدي، وما يسببه من هيجان الشهوة، وفساد الأخلاق.
وتتوارد الأخبار أكثر فأكثر في هذا الخصوص فلقد ألَّفت الأم الأمريكية سيليا ريفينبارك كتابا لمعالجة قضية موضة الملابس القصيرة الخاصة بالفتيات صغيرات السن، وهو الكتاب الذي صدر بعنوان"أوقفوا إلباس بنات الست سنوات مثل الراقصة" ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)).
وقالت ريفينبارك: "الأمهات يشترون الملابس القصيرة، والآباء يشترونها، وربما عند بعض المستويات يفكر الآباء قائلين "يا له من جميل، هذا غير مضر، هذا بريء"، لكنني أعتقد أنه ليس كذلك".
ولهذا حذر خبراء في التربية وعلم النفس في الولايات المتحدة من تفشي ظاهرة ارتداء الفتيات صغيرات السن في أمريكا لملابس غير محتشمة، وحذر عالم النفس الأمريكي الدكتور جيف جاردير من أن طريقة ارتداء الأطفال وهم في سن الثالثة يمكن أن يكون لها عواقب خطيرة فيما بعد.
وقال جاردير: "إنك يمكن أن تتسبب في ضرر حقيقي لطفلك، فهم يشكلون أذواقهم في سن صغير للغاية، ويمكن أن يتسببوا في الإضرار بمستقبلهم، ويمكن أن يُضروا بسمعتهم وفرصهم ونجاحهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
كان هذا كلام بعض العقلاء في المجتمع الغربي، وهو ما يتقاطع تماماً ويتوافق مع كلام علماء الشريعة والذين ينطلقون من نصوص الوحيين كتاباً وسنَّة، محذِّرين المجتمعات الإسلاميَّة من إلباس بناتهم الصغيرات تلك الملابس الضيقة والشفافة والتي لا تستر أجسادهنَّ، فقد يتعرضن للتحرش الجسدي، وقد يتعلقَّ قلب البنت الصغيرة بمثل هذه الملابس، وبسبب تراخي أهلها عن مراقبتها وسماحهم لها بلبس هذه الألبسة حتى تصل لسنِّ ما قبل البلوغ، وأهل الاستقامة ينصحون أولئك الآباء والأمهات بأن يسترن بناتهنَّ ولكنَّهم يجيبون بتلك الإجابة الباردة: (لا زلن صغيرات) فتكبر الفتاة وتشبُّ عن الطوق، ولا يستطيع الأب ولا الأم بعد بلوغها حرمانها من التبرج والسفور، والسبب في ذلك ضعف التربيَّة من الأساس مِمَّا سبَّب نفور الفتيات عن محبَّة لبس الحجاب الشرعي، لأنَّهن لم يتعودن على ذلك منذ الصغر، وقد تندم الأم والأب على ذلك، ولكن بعد ما طارت الطيور بأرزاقها كما يقال!
لقد بدأ الغربيون يشعرون بهذا الخطر الجاثم فوق صدورهم، والمداهم لمدارسهم وجامعاتهم، فلا غرو أن نجد صحيفة مشهورة كـ (الجارديان) البريطانية تدعو إلى الفصل بين الجنسين في مصر لمواجهة التحرش الجنسي على أراضيها حيث نقلت صحيفة "الشروق" المصرية ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)) عن الصحيفة البريطانية قولها: "إن التوسع فى الفصل بين الرجال والنساء فى مصر هو أفضل الحلول لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسى التى تتزايد فى مصر".
ولعمر الله إنَّ هذا التصريح من العجائب! فهم في المقابل يبدو أنَّهم ينسون أنفسهم حيث ينتشر في بريطانيا في الآونة الأخيرة، ظاهرة الحمل بين الفتيات القاصرات، بل لقد حذر مسؤول في جمعية تعنى بالدفاع عن الأطفال وإعداد دراسات حول العواقب المترتبة على تفكك الأسرة من هذه الظاهرة.
وذكرت صحيفة الدايلي مايل أن تحذير المسؤول في جمعية التعليم العائلي نورمان ويلز جاء بعدما كشفت إحصاءات أن حوالي 54 طفلة تتراوح أعمارهن ما بين 10 و 11 سنة حبلن خلال السنوات الثماني الماضية. وقال ويلز الذي وصف هذه الإحصاءات بأنها مثيرة للفزع: (إننا نقطف الثمار المُرّة لمجتمعنا الذي تتأجج فيه الرغبات الجنسية بشكل كبير جداً) ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)).
وقد وجه اللوم للشركات الصناعية وتجار البيع بالتجزئة الذين يشجعون الأطفال على ارتداء ملابس مثيرة والتصرف بطريقة مهيجة للشهوة الجنسية، كما انتقد المرشدين الاجتماعيين الذين قال إنهم يهتمون أكثر في تشجيع الفتيات على استخدام حبوب منع الحمل وليس حثهم على عدم ممارسة الجنس في المقام الأول ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)).
وهذا ما يدل بالفعل على مدى التناقض الحاد الذي يعيشه الغربيون في حياتهم حيث يشعرون ويدركون بخطورة الفساد الأخلاقي الناتج عن مثل الملابس المثيرة، والاختلاط بين الجنسين، ولربما يتبرعون فينصحون الآخرين بضرورة الفصل بين الرجال والنساء وهم أنفسهم لا يستطيعون ذلك إلا بشق الأنفس.
· حرب على الاختلاط بين الجنسين في الجامعات كذلك:
أعتقد جازماً أنَّ الغرب لا يُقدِّم للمسلمين نموذجاً في الجانب الاجتماعي يُحتذى به، أو يُقتفى أثره، بل الحديث عن موت الغرب بات أمراً يُتحدث فيه بين الغربيين أنفسهم، ولكن الميزة لدى كثير منهم أنَّهم يقومون بدراسات تمحيصيَّة لواقعهم وما يمكن تجديده وتهذيبه، ومن ذلك قرارات كثيرة صدرت عنهم بضرورة الفصل بين الجنسين (الذكور والإناث) وخصوصاً في المؤسسات التعليميَّة، في الوقت الذي يدور فيه خصام شديد وحوار مستديم بين الإسلاميين والتغريبيين في موضوع الاختلاط بين الرجال والنساء بين التحريم والجواز!!
فهنالك من بني جلدتنا من لا يزال يغرس لدى متابعي مقالاته وأفكاره شيئاً ممَّا امتصَّه من قيح الغرب وصديدهم المنتشي بالفساد.
وبقدر ما تحدثت به عن تطرفهم الأخلاقي فإنَّ المتتبع لهم يجدهم يُراجعون أنفسهم ويحاولون الانعتاق من عنق زجاجة الانحراف والضياع والمجون التي عاشوا فيها، فلم يروا المصائب التي يقترفونها في حق الإنسانيَّة إلاَّ بعد أن رأوا النتائج السيئة التي قعَّدوا لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن الواقع التغريبي العلماني الفج في البلاد الإسلاميَّة يمكن الاستشهاد على ذلك بمثال على ما يقوله أحدهم المدعو: (صلاح وهابي) حين يدعو بكل صفاقة ووقاحة إلى الاختلاط بين الجنسين ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)) وليته يقتصر على هذه المهلكة، بل يزيد مقاله ضغثَّا على إبّالة وبليَّة على بليَّة حين يدَّعي أنَّ (فالفصل يضعف حصانة المرأة والرجل عند الالتقاء في أماكن العمل, وقد يؤدي الى انفلات العواطف والغرائز غير المنظبطة, وخاصة في الاجواء غير السليمة!!).
وينتهي قائلاً: (فالاختلاط السليم يهذب فينا ما هو حسي ليرتقي بنا في انضاج عواطفنا الإنسانية, ويجنبنا مزالق الشطط, فالمنحرفون بشتى صنوفهم تجدهم حسيون .. ).
ولم يدر هذا المنحرف فكرياً أنَّ الغرب نفسه يُكَذَّبُ دعاويه، ويبين أنَّ ما يقوله إنما هو مجرد هراء ولعب على الذقون.
إنَّني سأتحدث بعد قليل عن أخبار وحوادث وقعت من مراكز وشخصيات غربيَّة في محاربة الاختلاط الذي يدعو إليه هذا الكاتب المتفرنج العلماني، فلن أذكر ذلك عن عالم دين مسلم؛ لكي لا يقول هذا الدعي إنما هي شنشنة المتدينين، بل إنَّما خرجت هذه الآراء والأقوال من أفواه الغربين أنفسهم ...
فها هو الدكتور الفلسطيني "وجيه حمد عبد الرحمن"يقدِّم للقارئ العربي كتاباً يترجمه لنا بعنوان "الغرب يتراجع عن الاختلاط" للمؤلف: "بفرلي شو"، حيث يذكر فيه أن الفطرة البشرية السليمة تؤكد على ضرورة فصل الرجال عن النساء، خاصة في المؤسسات التعليمية، مشيرا إلى أن "العرف قد جرى في كثير من بلدان العالم بغض النظر عن معتقداتها على عملية الفصل، وكان هذا هو النظام المعمول به في بريطانيا حتى ستينات القرن الماضي! "أ. هـ.
ونلحظ أيضاً أنَّ مدينة كشيكاغو يعيش فيها من السكان قرابة ثمانية ملايين نسمة، قد قاموا بتأسيس مدرسة خاصة للفتيات، وذلك للقلق الذي يساور الآباء والأمهات إزاء ما قد يعترض فتياتهم من تحرشات مختلفة من قبل الفتيان.
بل جعل ذلك بعض النساء اللواتي كنَّ يطالبن بالدمج والمزج بين الجنسين من الرجال والنساء بحجة الحرية والمساواة منذ ربع قرن تختلف نظرياتهنَّ إلى المطالبة بعكس ما كُنَّ يسعين إليه، والرغبة بسن القانون وتفعيله على أرض المدارس، وكذا الحال في في جافرسن وهي إحدى ضواحي مدينة لوس أنجلوس حيث توجد مدرسة منفصلة يصل قسطها إلى (1000) دولار في الشهر وهذا مكلف بالنسبة للأسر، ومع ذلك يحرصون على تسجيلهم فيها لنجاح المنهجية التعليمية لكلا الجنسين، والحفاظ على بناتهم من التحرش الجنسي. ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)).
لقد عانى الغربيون من بلاءات الاختلاط، ومصائب النظرة المكارثيَّة التي أسهمت في العملية التربوية حينما جاء في الإعلان العالمي للتربية ما نصُّه: (ينبغي القضاء على كل القوالب الفكرية الجامدة, والقائمة على الفصل بين الجنسين في مجال التربية والتعليم)، لكنَّ كثيراً من الغربيين أدركوا سخافة ووقاحة من كتب مثل ذلك، فهذا ن أنالرئيس الأمريكي السابق كنيدي عام 1962م يتحدث عن الأضرار المترتبة على عدم تطبيق نظام الفصل بين الجنسين في قوله: (إن الشباب الأمريكي مائع ومترف وغارق في الشهوات، ومن بين كل سبعة شباب يتقدمون للتجنيد يوجد منهم ستة غير صالحين، وذلك لأننا سعينا لإباحة الاختلاط بين الجنسين في الجامعة بصورة مستهترة مما أدى إلى إنهاكهم في الشهوات).
وفي عام 1998م قدمت السيناتور الأمريكية كي بيلي قانون المدارس والجامعات غير المختلطة، ومما قالت فيه: "أداء الأولاد يكون جيداً في البيئة التي يوجد فيها الأولاد وحدهم، وذلك نتيجة لعدم انشغالهم بالبنات، وبنفس القدر يكون أداء البنات جيداً وتزداد ثقتهن بأنفسهن".
وبناء على مثل هذه الدراسات، وتلبية لمطالب المجتمع الأمريكي خصصت إدارة الرئيس جورج بوش عام 2002م ما يزيد عن (300) مليون دولار لتشجيع التعليم غير المختلط، وإنشاء مدارس خاصة بالبنين وأخرى للبنات، وتطبيقاً لتلك الإستراتيجية بلغ عدد المدارس الحكومية غير المختلطة في عام 2005م (223) مدرسة بمعدل زيادة سنوية قدرها (300%)، وبلغ عدد الولايات الأمريكية التي تقدم تعليماً غير مختلط (32) ولاية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي بريطانيا أشارت دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين إلى أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة الطالبات الحوامل وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً، كما أثبتت الدارسة تزايد معدل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة.
ونقلت الأخبار أنَّ الكونجرس الأمريكي وافق في عهد الرئيس بوش على مشروع تطبيق عدم الاختلاط بين الجنسين في وكان الكونجرس الأمريكي أعطى توجيهات إلى وزير التربية والتعليم رود بيج ببحث سبل توسيع نطاق الخيارات المتاحة أمام زيادة عدد الفصول التي يتم من خلالها تطبيق عدم الاختلاط بين الجنسين. وكانت قد تقدمت بهذا المشروع السيناتور الديمقراطي هيلاري كلينتون وزميلتها الجمهورية كاي بيلي هوتشون وقالت الأخيرة إن نظام عدم الاختلاط موجود في المدارس الخاصة منذ عدة سنوات وحان الوقت لتعميم هذا النظام على المدارس الحكومية العامة.
ولعل في هذا رد على الكاتب المدعو (صلاح وهابي) والذي نثرت شيئاً من هرائه قبل سطور، والذي يدَّعي أنَّ المجتمع المنغلق يكون فيه الفساد الأخلاقي أكثر من المجتمع الإباحي والمنفتح، وأنَّ المجتمع المختلط لا يكون فيه شيئاً من الفساد الأخلاقي، بل إنَّه على لغته النزقة يقول أنَّ هذا الاختلاط يسبِّبُ تهذيب الأخلاق، وكذب، ولكنَّه كما قال تعالى: (فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
لقد جاءت اعترافات من قِبَلِ المجتمع الغربي تؤكد فيه على ضمان المنهج الإسلامي لمحاولات التحرش الجنسي بسبب الاختلاط، وفي هذا المجال تقول راشيل بريتشرد والتي كانت غير مسلمة ثم أسلمت لما رأته في دين الإسلام من سمو العقيدة وحماية الأعراض: "التعليم المختلط يشجع على العلاقات بين الأولاد والبنات، وإذا أُحصي عدد المراهقات الحوامل من مدارس مختلطة ومن مدارس بدون اختلاط (خصوصاً المدارس الإسلامية) لوجدنا في الغالب أن النسبة في المدارس المختلطة تكون 57% على الأقل مقارنة بالمدارس التي تطبق الفصل بين الجنسين بنسبة لعلها قرب من 5% (في حين ستجد أن النسبة في المدارس الإسلامية هي الصفر)، كما أنني أعتقد أن اختلاط الجنسين يؤدي إلى عدم تركيزهم من الناحية الدراسية؛ لأن اهتمامهم سيكون موجهاً للجنس الآخر" ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8))، هذا ما قاله من عرفهم، وصدقتهم إحصائياتهم (فاعتبروا يا أولي الأبصار) [الحشر:2].
وهنالك دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً، كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة، وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً (48%) من تلميذات إحدى المدارس الثانوية ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9))
وإلى كتاب فرنسى حديث بعنوان: «مصائد المدارس المختلطة» نشرتها صحيفة لاكسبريس الفرنسية أعلن عالم الاجتماع الفرنسى ميشال فيز - الباحث بالمركز القومى للدراسات الاجتماعية بفرنسا - أن الاختلاط فى المدارس الأوروبية لا يدعم المساواة بين الجنسين، ولا المساواة فى الفرص.
وقد صدق الإمام ابن القيم - رحمه الله – القائل في كتابه الطرق الحكمية: (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة) ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)).
· بعد أزماتهم الاقتصاديَّة ... يطلبون الحق لدى المنهج الإسلامي:
بعد اجتماع عقده رجال البرلمان الفرنسي للتباحث في شؤونهم الخاصة، وافقوا على تعديل بعض القوانين من أجل السماح بإصدار الصكوك أو السندات الإسلامية، ومن ثمَّ تقدم بنك قطر الإسلامي بطلب ليكون أول بنك إسلامي يفتح مركزاً له في فرنسا ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)).
(يُتْبَعُ)
(/)
مع العلم أنَّ فرنسا بالذات تفاخر بعلمانيتها، وتحاول قدر الإمكان الاحتفاظ بمواريثها الفكرية والتحذير من أسلمة المسلمين لها، ومع هذا تتوافر الأخبار على حديث فرنسا بأنَّها تسعى لتكون عاصمة التمويل الإسلامي في أوروبا، بل إنها تأمل في الإطاحة بلندن بوصفها المحور الأوروبي للعمل المصرفي الإسلامي، وتحاول تقديم معاملات تتوافق مع الشريعة الإسلامية، وتلبية احتياجات كبار المستثمرين ومعظمهم من دول الخليج.
وقال ألكسندر دو جونياك مدير مكتب وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد للصحافيين 28 سبتمبر إنه "يجري اتخاذ إجراءات لضمان أن تصدر فرنسا أول صكوك إسلامية في عام 2010" ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)).
وليس غريباً ملاحظة ذلك الإقبال الأوروبي على ضرورة الاهتمام بالمنهج الاقتصادي الإسلامي والاستفادة منه بعدما لاحظوا تلك الأزمة الكارثيَّة التي عصفت بهم قبل سنة بسبب معاملاتهم القائمة على الرأسماليَّة والنفعيَّة.
وبسبب هذه الضائقة المالية والأزمة التي وقعوا بها فقد حاولوا أن يتلمَّسوا ما يمكن إفادتهم به من خلال استنقاذ وضعهم، فلم يجدوا بدَّاً من المناداة بقراءة القرآن لفهم ما يحل بهم وبمصارفهم!!
فهاهو "بوفيس فانسون" وهو رئيس تحرير مجلة (تشالينجز)، يكتب مقالاً بعنوان (البابا أو القرآن؟) قائلا: (أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا؛ لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها، ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات، وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود) ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)).
وكذلك يطالب (رولان لاسكين) رئيس تحرير صحيفة (لوجورنال د فينانس) بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي؛ لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم؛ من جراء التلاعب بقواعد التعامل، والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة.
وعرض (لاسكين) في مقاله الذي جاء بعنوان: "هل تأهلت (وول ستريت) لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟ "، المخاطر التي تحدق بالرأسمالية وضرورة الإسراع بالبحث عن خيارات بديلة لإنقاذ الوضع، وقدم سلسلة من المقترحات المثيرة في مقدمتها تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية برغم تعارضها مع التقاليد الغربية ومعتقداتها الدينية" ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)).
وهاهي جريدة (هيرالد تريبيون) الإنجليزية في نسختها الدولية، فلقد كتب (أومش ديساي) مقالة بعنوان: (الكارثة المالية تتيح فرصة السطوع للاقتصاد الإسلامي).
حيث يقول (ديساي) في صدر مقالته: "أن المرابحة الإسلامية هي طوق النجاة الوحيد للجميع للنجاة من أزمة التضخم المتعاظمة " و ينقل عن (ديفيد تيستا) المدير التنفيذي لبنك جيتهاوس البريطاني الذي تم إنشاؤه في أبريل الماضي على أساس التعاملات الإسلامية: "إن وضع السوق الحالي أعطى فرصة عظيمة للاقتصاد الإسلامي" ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)).
ويصدر كتاب مؤخراً للباحثة الإيطالية لوريتا نابليوني بعنوان (اقتصاد ابن آوى) أشارت فيه إلى أهمية التمويل الإسلامي ودوره في إنقاذ الاقتصاد الغربي، واعتبرت نابليوني أن (مسئولية الوضع الطارئ في الاقتصاد العالمي والذي نعيشه اليوم ناتج عن الفساد المستشري والمضاربات التي تتحكم بالسوق، والتي أدت إلى مضاعفة الآثار الاقتصادية)، وأضافت أن (التوازن في الأسواق المالية يمكن التوصل إليه بفضل التمويل الإسلامي بعد تحطيم التصنيف الغربي الذي يشبه الاقتصاد الإسلامي بالإرهاب، ورأت نابليوني أن التمويل الإسلامي هو القطاع الأكثر ديناميكية في عالم المال الكوني). وأوضحت أن (المصارف الإسلامية يمكن أن تصبح البديل المناسب للبنوك الغربية، فمع انهيار البورصات في هذه الأيام وأزمة القروض في الولايات المتحدة، فإن النظام المصرفي التقليدي بدأ يظهر تصدعا ويحتاج إلى حلول جذرية عميقة) ([16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)).
· ينادي بعضهم بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وانتقالاً لشق آخر تحت إطار هذا الموضوع: (العودة إلى الذات عند بعض الغربيين) فالكثير منهم يعترفون أنَّ الشريعة الإسلاميَّة عظيمة المقدار، وأنَّ في تطبيقاتها الكثير من الحلول للجرائم والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، فالدكتور روان وليامز كبير أساقفة كنيسة كانتربري دعا إلى تطبيق بعض جوانب الشريعة الإسلامية في بريطانيا. معتبراً أنه أمر لا يمكن تجنبه قائلاً في حديث له مع إذاعة "بي بي سي" في فبراير 2008 "إن تطبيق الشريعة الإسلامية أمر لا مفر منه لتماسك المجتمع البريطاني" ([17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17))، وتعرض بسبب ذلك لانتقادات حادة داخل المجتمع البريطاني وفي عدد من البلدان الأوروبية، واعتبرته صحف غربيَّة بأنَّه وجه ضربة للعلمانية، وطالبت باستقالته من منصبه.
والحال نفسه نجده لدى كبير القضاة في إنكلترا وويلز ودفاعه عن الشريعة الإسلامية، وأكَّد بأن مبادئها يمكن أن تلعب دوراً في بعض جوانب النظام القضائي، وهي تصريحات اعتبرتها محكمة الصلح الإسلامية في المملكة المتحدة، «خطوة إيجابية».
وقال اللورد فيليبس في كلمة أمام المركز الإسلامي لشرق لندن:" ليس هناك من سبب يمنع استخدام مبادئ الشريعة الإسلامية لحل النزاعات والتوسط في القضايا الخلافية، لكن من غير المحتمل إمكان تشكيل محاكم إسلامية في المملكة المتحدة".
وأضاف أن "الشريعة عانت من سوء فهم وعلى نطاق واسع لكن هذا لا يمنع من اللجوء إلى مبادئها لحل الخلافات شرط أن تستند إلى القوانين المرعية في إنكلترا وويلز، كما أن القصاص الجسدي القاسي مثل الرجم والجلد وقطع اليد لن تكون مقبولة" ([18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18))
· بدؤوا يقولون: لا تثريب على تعدد الزوجات!
ذكرت وسائل الإعلام موافقة أحد أهم رجال القانون في السويد، البروفسور ستيفان ليندسكوغ على إقرار تشريعات قانونية تسمح بتعدد الزوجات في البلاد، ويعد هذا الموقف تغييراً جوهرياً بقناعة قديمة عند رجال القانون في السويد، من أن تعدد الزوجات لا يتطابق مع المجتمع الحضاري [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19).
ولم يتوقف الأمر عند السويديين فانتقالاً لبعض الدول الشرقية وخصوصاً في روسيا بدؤوا يتحدثون عن ضرورة إيجاد حل للمعضلة الجغرافية الديموغرافية، حيث يخوض الروسيون في نقاشات كبيرة لإيجاد قوانين تبيح تعدد الزوجات لدى الرجال القادرين على تحمل هذه المسؤولية نظرًا للتناقص في تعداد السكان في روسيا وزيادة معدلات الشيخوخة في البلاد، الأمر الذي سيؤدي إلى عدم وجود أيد عاملة، والمشكلة نفسها تعاني منها معظم الدول الأوروبية.
· المدرسة التربوية الغربيَّة لم تسلم من الانتقادات من دهاقنتها:
من يتابع كتابات الغربيين في المجالات التربوية والصراع الدائر والقائم بينهم، والانتقادات الواردة منهم للكثير من الأدبيات في علم النفس وعلم الاجتماع وأصول التربية، والمدارس مختلفة التوجهات سواء أكانت المدرسة المثالية مروراً بالمدرسة الثانية وهي: المدرسة الواقعيَّة إلى المدرسة التي تعبِّر عن فلسفة تربوية ثالثة وهي فلسفة التربية البراجماتية، ونشوب الصراع بين تلك الفلسفات التربوية الثلاثة؛ ليجد كثيراً من التربويين يختلفون مع القيد والمبادئ التي يتداولونها بينهم كنظرية التطور البشري، والنشوء والارتقاء (نظرية داروين)، وكذلك الأسس في علم النفس المعاصر التي أسَّسها وقعَّدها رموزهم كفرويد، وفي علم الاجتماع ونظريات دور كايم، فهو واجد لا محالة تلك الاختلافات الكثيرة التي وقعت بينهم، مما أدَّى لتبني كثير من الغربيين بعض النظريات الإسلاميَّة القويمة والتي ينادي بها علماء التربية الإسلاميَّة بناء على استنباطاتهم من القرآن والسنَّة وطريقة تلقي المجتمع الإسلامي لتلك المفاهيم على أسس سليمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن طالع بعض أبحاث البروفسور (أبراهام ماسلو) ـ رئيس دائرة علم النفس في (جامعة برنديز) ـ وهو يتحدث عن خطورة الانشقاق بين العلم والدين في الأساليب التربويَّة، فسيدرك أنَّ الرجل اقترب من المفاهيم الإسلاميَّة الصحيحة؛ ومثله كذلك العالم الفرنسي الأصل (رينه دوبو) والحائز على جائزة نوبل والذي كان له الفضل في تغيير كثير من قناعات الغربيين في الكثير من الفلسفات والأطاريح التي يتناولوها في كتاباتهم، وكذلك العالم الغربي (الكسيس كاريل) والمثقف المسلم إذ يقرأ كتابه: (الإنسان ذلك المجهول) فسيتبيَّن له أنَّه نقد الكثير من المفاهيم الغربيَّة فلسفة وفكراً وتربيَّة وتصوراً.
· ما فائدة ما ذكرناه؟
لسائل أن يسأل ولقائل أن يتقوَّل: ماذا يريد راقم هذه السطور من ورائها؟
وما فائدة ما ذكره من حشد لبعض المواقف الغربيَّة التي تنادي ببعض المبادئ الإسلاميَّة؟
والذي أود أن أقوله حيال ذلك مسجِّلاً له في عدَّة نقاط:
1) يقول الله تبارك وتعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلِّه ولو كره المشركون)، فهذا الدين على قدر ما أراد أن يحاربه الكفرة والطغاة، فهو بقوَّته ونصاعته وعظمة مبادئه قادر على أن يجذب إليه الكثير مِمَّن هاجموه واتهموه بتهم كاذبة، وخصوصاً في هذا الوقت من الغربيين الذين أمسكوا بزمام الأمور وكانت قوى باغية طاغية، من أحسن من عبَّر عنها المفكر الإنجليزي (جود) ـ رئيس قسم الفلسفة وعلم النفس في جامعة لندن ـ إذ قال: "إن العلوم الطبيعية قد منحتنا القوة الجديرة بالآلهة! ولكننا نستعملها بعقل الأطفال والوحوش" [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20) فهم لا يفتؤون يحاربون الإله سبحانه وتعالى والدين الإسلامي، ومع هذا فليسوا سوى عباداًَ ضعفاء أمام الرب تبارك وتعالى.
2) أدرك جيداً مدى التخبط الذي يعشيه الغربيون من حالة دمار اقتصادي، وبوار أخلاقي، وشنار اجتماعي، وعار يلحقهم على التحركات السياسيَّة الاحتلاليَّة التي يفتعلونها في العالم العربي والإسلامي، وتآزرهم سوية مع بعضهم البعض للوقوف ضدَّ الدين الإسلامي والعقيدة الصحيحة فهذا أمره لا ينطلي على كل عاقل.
3) لكنَّ الله تعالى قال: (ولا يجرمنَّكم شنآن قوم على ألاَّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) وإنَّ من العدل أن نذكر تلك اليقظة التي تحصل لبعض الغربيين وقيامهم من سباتهم العميق، وبعدهم السحيق عن المنهج الرباني، ونبيِّن أنَّ ما قاموا به من صواب يوافق منهج الإسلام، فالإسلام نادى به منذ أكثر من خمسة عشر قرنا فمالهم لا يفقهون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يتذكرون؟
4) وعليه فالإشادة بأي جهد صادر عن الغرب ينحو نحو التقدم الإنساني والحضاري، ويخالف منهج الارتكاس والانحباس في الأطر الضيقة التي كانوا عليها على مبدأ أهل الجاهلية: (إنَّا وجدنا آباءنا على أمَّة وإنَّا على آثارهم مقتدون) فمن أصاب فمستحسن شكره على الإصابة، وتبيين أنَّ ما فعله يوزاي مسطرة الصواب، ودفعهم نحو الأمام لاتخاد مزيد من القرارات الصائبة في منحى التحول نحو الأحسن والتغيير إلى الأفضل، مع تبيين أنَّ ما قاموا به من صواب وحق يوافق الإسلام هو موجود في دين الإسلام منذ قرون عدَّة؛ لكي يتنبَّهوا أنَّ هذا الدين جاء لخير العباد والبلاد وأنَّه صالح ومصلح لكل زمان ومكان، ولكي تثار لديهم مكامن حبّ الفضول للتعرف على الإسلام أكثر فأكثر.
5) إنَّ أي موقف صحيح يصدر عن الغرب أو الشرق الذي لا يؤمن بالله ورسالة الإسلام، لهو دليل على أنَّ التجارب السيئة التي خاضوها كانت عقيمة لم تنجح ولن تفلح، وتصرفات كهذه تتفق ودين الإسلام فلن تخرج إلاَّ من شخصيات غلًّبت جانب العقل والمصلحة بل غلبتها فطرتها السليمة التي أفسدتها تربيتهم السيئة، فكانوا متفكرين بحقيقة ضلالهم وغيِّهم وهل هو صواب أم خطأ؟ أو على حق أو باطل؟ فإن كان منافياً للحق؛ فماذا بعد الحق إلاَّ الضلال!
(يُتْبَعُ)
(/)
6) بمثل هذه المواقف الصادرة من عقلاء الغرب والشرق، لابدَّ أن تتكوَّن لدى بعض المنهزمين من المسلمين والمنبهرين بحضارتهم، ما يسمعونه من دعاة الإسلام وعلمائهم عن حقيقة العدالة المطلقة في دين الإسلام، وأنَّه دين رب العالمين، فيقطعوا عن أنفسهم ذلك الانبهار الصادر تلقائياً منهم بأنَّ ذلك الغرب المنتفش بعتوِّه واستكباره كل ما يخرج عنه صواب، فليس بعد الكفر ذنب، وصحيح أنَّهم قد يقومون بأمور صحيحة ولا حرج من الاستفادة منها إن لم تخالف شرعة الإسلام فالحكمة ضالة المؤمن، غير أنَّ المسلم في نهاية المطاف لديه جذور عقائدية يستمد منّها طبيعة تصوراته ونظراته لحقيقة الحياة الدنيا.
7) ونعجب حينما نرى من يقلدون الغربيين من التغريبيين في البلاد الإسلاميَّة في كل شيء ويجعلونهم قبلتهم في شؤونهم الحياتية والدنيويَّة، كيف لا يستفيدون من نماذج التقدم الغربيَّة الموافقة للدين الإسلامي بعد أن كانوا متخلفين وبعيدين عن سلوك النهج القويم، فإنَّ من ينادي بما ذكرته آنفاً ليسوا علماء مسلمين ـ وللمعلوميَّة فذكرهم عند العلمانيين يسبب لهم الغثيان وحالة من الاشمئزاز ـ فآباؤهم الروحيين فلعلَّهم يستفيدون من تجاربهم الحديثة في نقد بعض المعالم البارزة من الحضارة الغربيَّة التي كانوا يفاخرون بها الأمم.
8) وحري بنا نحن المسلمين أن نثبت على عقيدتنا وإسلامنا وديننا العظيم، فهو دين الحق والحقيقة المطلقة في الكون والحياة، فكان لزاماً حمدالله وشكره على هذه النعمة، وبذل الوسع الصادق لنشر دين الإسلام، والمجاهرة به في كل مكان وزمان، والاعتزاز بقيمه ومبادئه:
يا أيها الدنيا أصيخي واسمعي * أنَّا بغير محمد لا نقتدي
لقد كان يقول الشاعر والناقد الأدبي الحائزٌ على جائزة نوبل في الأدب " توماس ستيرنز إليوت": (إنَّ قوماً بلا دين سيجدون في النهاية أنَّهم لا يملكون شيئَاً يحيون من أجله).
وإنَّ الانتساب إلى الدين نعمة عظيمة لا يعرفها إلاَّ من ذاقها وهي نعمة ترفع العبد وتباركه وتزكيه، والحمد لله الذي هدانا للدين الحق - الإسلام - وكفى به من نعمة وما كنَّا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق فجزاهم الله خير ما جزى رسولاً عن أداء رسالته.
ومن أراد أن يحيا حياة العظماء فليحيا بالإسلام وليعمل بالإسلام وليعمل للإسلام؛ وإنَّ الشقاء الحقيقي أن ينتسب المرء للإسلام ولكنَّه يعيش به وهو خجل منه، ولا يذود عن حياضه ولا يدافع عن حماه، بل تراه عبئاً وكلاً على الآخرين.
· وأخيراً:
ينقل (دوبو) كلمة رئيس بلدية (كليفند) متهكمًا: "إذا لم نكن واعين فسيذكرنا التاريخ على أننا الجيل الذي رفع إنسانًا إلى القمر، بينما هو غائص إلى ركبته في الأوحال والقاذورات".
ويعترف العالم الأوروبي ج. هـ دينسون حيث يقول في كتابه "العواطف كأساس للحضارة": "إن شجرة الحضارة البشرية تترنح اليوم، وتهتز كما كانت تهتز وتترنح قبيل مولد "الرجل الذي وحَّد العالم جميعه، فما أشدُّ حاجة البشرية إلى رسالة محمد لتنقذها مرة أخرى".
وإني أقول بكل ثقة ومسؤولية: لو عرف الغرب الله تعالى لأدركوا لا محالة أنَّه سبحانه وبحمده لا يفرض على عباده إلا ما فيه الخير والهدى لهم ولكنَّهم كما قال تعالى: (بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمَّا يأتهم تأويله كذلك كذَّب الذين من قبلهم)، وهذه مشكلة المستكبر أنَّه يرفض سماع كلام الحق والإيمان قبل أن يتعرَّف عليه ويعيه ويفكِّر فيه: (قل إنَّما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادي ثمَّ تتفكروا) هكذا أمر القرآن ودين الإسلام، ولكنَّهم أعرضوا واستكبروا وإذا جاءتهم الآيات ردوها بكل سخرية وعجرفة، ومع هذا يناديهم الله تعالى ويقول لهم: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) والله سبحانه هو الهادي إلى سبيل الرشاد، فاللهم أرشد قلوب عبادك لكل خير، وجنِّبهم كل ضر وضير، واجعلنا وإياهم نسير على شرعة الإسلام ومنهجه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
آمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) ) رابط الخبر من موقع ( bbc ):
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2010/10/101024_italy_miniskirt.shtml
[2] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) ) موقع لها أون لاين:
http://www.lahaonline.com/articles/view/17876.htm
[3] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) ) رابط الخبر من موقع جريدة الشروق المصرية:
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?ID=213728
[4] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) ) موقع لها أون لاين:
http://www.lahaonline.com/articles/view/17876.htm
[/URL]5) المصدر السابق.
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) ) مقال: مخاطر الفصل بين الجنسين في المدارس الابتدائيَّة، لكاتبه: صلاح وهابي.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=204190
[7] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) ) انظر للمزيد:
http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=133026
http://www.alriyadh.com/2010/07/07/article541363.html
[8] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) ) امرأة بريطانية الأصل من ويلز، أسلمت وتسمت عائشة أم سعدية، وقد كان هذا الكلام في مقابلة أجرتها معها مجلة البيان في عددها 150 صفحة 78 بتاريخ صفر/1421، وقد كانت ندوة بعنوان واقع المرأة في الغرب.
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) ) عن مقال بعنوان الاختلاط في التعليم: مفاسد أخلاقية، وأضرار تربوية، لفهد بن عبدالعزيز الشويرخ، نشر في مجلة الجندي المسلم العدد 105، لرمضان وشوال وذي القعدة من عام 1422، الموافق نوفمبر –ديسمبر
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) ) الطرق الحكميَّة، لابن قيِّم الجوزية، ص407، 408.
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) ) عن جريدة الاقتصادية السعودية:
http://www.aleqt.com/2009/09/29/article_280934.html
[12] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) ) عن موقع الإسلام اليوم:
[ URL]http://islamtoday.net/albasheer/artshow-17-120301.htm
[13] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) ) المصدر من مجلة (تشالينجز):
http://www.challenges.fr/magazine/0135-016203/le_pape_ou_le_coran.html
واستفدت من ترجمته من موقع إسلام أون لاين في هذا الرابط.:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout&cid=1221720501733
[14] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) ) المصدر من صحيفة (لوجورنال د فينانس):
http://www.jdf.com/indices/2008/09/25/02003-20080925ARTJDF00004-wall-street-mur-pour-adopter-les-principes-de-la-charia-.php
واستفدت من ترجمته من مقال: هل ينقذ الاقتصاد الإسلامي العالم من السقوط إلى الهاوية، لكابه الدكتور: إسماعيل شلبي:، والمنشور في موقع محيط شبكة الإعلام العربية:
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=370166
[15] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) ) موقع إسلام أون لاين:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout&cid=1221720501733
[16] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) ) مقال: هل ينقذ الاقتصاد الإسلامي العالم من السقوط إلى الهاوية، لكابه الدكتور: إسماعيل شلبي:، والمنشور في موقع محيط شبكة الإعلام العربية:
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=370166
[17] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) ) مصدر الخبر من موقع: ( bbc):
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_7489000/7489005.stm
[18] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) ) موقع: ( bbc) :
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_7489000/7489005.stm
[19] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19) ) ينظر جريدة عالم اليوم الكويتية:
http://www.alamalyawm.com/ArticleDetail.aspx?artid=23217
[20] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20) ) فهرس قصة الحضارة - ج 1 - ص 12.
والأستاذ جود، هو رئيس قسم الفلسفة وعلم النفس في جامعة لندن، والنص موجود في كتابه:
. Guide To Modern Wickedness.
http://ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=74090&SecID=391
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 11:01]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ما انعقد سببُ فعله زمن النبي صلى الله عليه وسلم .....
ـ[أبوعبد الله الشيشاني]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 10:01]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته!
سمعت أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال:"ما انعقد سببُ فعله زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم لم يفعله، ففعله بعده من البدع والمحدثات .... "
أرجو من المشايخ الأفاضل و طلاب العلم أن يعلقوا و يشرحوا هذه العبارة شرحا مفصّلا مع الإجابة على الأسئلة التالية:
- هل قوله هذا يفهم على إطلاقه؟
- هل عدم الفعل يدل على التحريم؟
- و ما هي الأدلة على هذا القول؟
- ومصدر هذا القول من كتبه؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مروان]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 12:37]ـ
هذه القاعدة يعبر عنها بقولهم " عدم الفعل مع وجود المقتضي يدل على عدم المشروعية " ومن أمثلة ذلك عدم الأذان لصلاة العيد، فاجتماع الناس لصلاة العيد أدعى للآذان لتبيه الناس وحثهم على المسارعة إلى الصلاة، لكن رغم وجود هذا المقتضي للآذان لم يفعله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أن فعله غير جائز.
لكن قد تاتي بعض المسائل يتنازع فيها العلماء مثال ذلك: وضع خطوط في المساجد لتسوية صفوف المصلين. هل يشرع أم لا؟
فمن منع قال بالقاعدة السابقة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ هذا الأمر مع أنه كان يسوي الصفوف ويحث على ذلك. ومن أباح قال هذه وسيلة وللوسائل حكم المقاصد.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبوعبد الله الشيشاني]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 11:53]ـ
هذه القاعدة يعبر عنها بقولهم " عدم الفعل مع وجود المقتضي يدل على عدم المشروعية " ومن أمثلة ذلك عدم الأذان لصلاة العيد، فاجتماع الناس لصلاة العيد أدعى للآذان لتبيه الناس وحثهم على المسارعة إلى الصلاة، لكن رغم وجود هذا المقتضي للآذان لم يفعله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أن فعله غير جائز.
لكن قد تاتي بعض المسائل يتنازع فيها العلماء مثال ذلك: وضع خطوط في المساجد لتسوية صفوف المصلين. هل يشرع أم لا؟
فمن منع قال بالقاعدة السابقة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ هذا الأمر مع أنه كان يسوي الصفوف ويحث على ذلك. ومن أباح قال هذه وسيلة وللوسائل حكم المقاصد.
والله أعلى وأعلم
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم.
فأرجو من الإخوة التفصيل الأكثر في الموضوع
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 12:24]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته!
سمعت أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال:"ما انعقد سببُ فعله زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم لم يفعله، ففعله بعده من البدع والمحدثات .... "
أرجو من المشايخ الأفاضل و طلاب العلم أن يعلقوا و يشرحوا هذه العبارة شرحا مفصّلا مع الإجابة على الأسئلة التالية:
- هل قوله هذا يفهم على إطلاقه؟
- هل عدم الفعل يدل على التحريم؟
- و ما هي الأدلة على هذا القول؟
- ومصدر هذا القول من كتبه؟
و جزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
القاعدة الحادية عشر: ترك النبي صلى الله عليه وسلم لفعل ما مع وجود المقتضي له وانتفاء المانع يدل على أن ترك ذلك الفعل سنة وفعله بدعة
هذه القاعدة تعرف بالسنة التركية، وهي قاعدة جليلة فيها سد لباب الابتداع في الدين ويشترط لهذه القاعدة شرطان هما:
1 ـ وجود المقتضي. 2 ـ انتفاء المانع.
فإذا لم يوجد المقتضي لذلك الفعل فلا يكون الترك سنة، كترك الأذان للعيدين فإن المقتضي موجود وهو الإعلام للعيدين ومع ذلك ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأذان للعيدين فالترك هنا يدل على أنه سنة وأما مثال: الترك مع عدم وجود المقتضي، فكترك النبي صلى الله عليه وسلم جمع القرآن، فلا يكون الترك هنا سنة، لأن المقتضي لم يكن موجوداً، ولذلك جمعه عمر بن الخطاب لما دعت الحاجة إليه.
فإن وجد المقتضي لذلك ولم ينتف المانع لم يدل على أن ترك ذلك سنة، كتركه صلى الله عليه وسلم القيام مع أصحابه في رمضان، فإن المقتضي كان موجوداً، لكن كان هناك مانع موجود وهو خشيته صلى الله عليه وسلم أن يفرض عليهم القيام.
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (26/ 172): والترك الراتب سنة كما أن الفعل الراتب: سنة، بخلاف ما كان تركه لعدم مقتض، أو فوات شرط، أو وجود مانع، وحدث بعده من المقتضيات والشروط وزوال المانع ما دلت الشريعة على فعله حينئذ، كجمع القرآن في الصحف، وجمع الناس على إمام واحد في التراويح، وأسماء النقلة للعلم، وغير ذلك مما يحتاج إليه في الدين، وبحيث لا تتم الواجبات أو المستحبات الشرعية إلا به، وإنما تركه النبي صلى الله عليه وسلم لفوات شرط أو وجود مانع، فأما ما تركه من جنس العبادات، مع أنه لو كان مشروعا لفعله، أو أذن فيه وَلَفَعَلَهُ الخلفاء بعده والصحابة، فيجب القطع بأن فعله بدعة وضلالة.
وقال ابن القيم في إعلام الموقعين (2/ 390): فإن تركه سنة كما أن فعله سنة، فإذا استحببنا فعل ما تركه كان نظير استحبابنا ترك ما فعله ولا فرق، فإن قيل من أين لكم أنه لم يفعله وعدم النقل لا يستلزم العدم؟ فهذا سؤال بعيد جداً عن معرفة هديه وسنته وما كان عليه، ولو صح هذا السؤال وَقُبِلَ لاستحب لنا مُسْتَحِبّ الأذان للتراويح وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ واستحب لنا مستحب آخر الغسل لكل صلاة وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ وانفتح باب البدعة، وقال كل من دعا إلى بدعة: من أين لكم أن هذا لم ينقل؟!. انتهى. (كتاب أصول الفقه على منهج أهل الحديث)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبد الله الشيشاني]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 12:33]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبا عبد العزيز فقد أوجزت و أفدت(/)
مطلوب مترجمين لموقع عقيدة السلف الصالح إلى اللغات التالية: الألمانية والفرنسية والتر
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 11:02]ـ
السلام عليكم
لمن لديه قدرة على ترجمة المقالات عقدية أو تراجم علماء في موقع:
www.as-salaf.com (http://www.as-salaf.com)
من اللغة العربية إلى إحدى اللغات المذكورة في العنوان (الألمانية أو الفرنسية أو التركية أو الأندونيسية)، فأرجو الرد على هذا الموضوع وذكر اللغة التي تستطيع الترجمة إليها.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[عاشق السنة]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 10:27]ـ
نسأل الله ان يوفق القائمين عليه الى الخير.(/)
حوار شيق وممتع مع الأستاذ طارق منينة حول أقطاب العلمانية (صوتي)
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 06:57]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=202869#post20 2869
هذا تسجيل فيديو من غرفة منتدى التوحيد على البالتوك للحوار الشيق والممتع مع الأستاذ طارق منينة حول أقطاب العلمانية ..
حيث ذكر فيه مغامراته واحتكاكاته بالعلمانيين مثل حسن حنفي ونصر حامد أبو زيد ..
وتناول فيه كبار رؤوس العلمانية أمثال فؤاد زكريا والجابري وطرابيشي ..
وتطرق في قسم كبير من كلامه إلى صراعات العلمانيين بينهم البعض وأنهم قلوبهم شتى ..
وأنهم متنافسون متباغضون يقاتلون بعضهم البعض من أجل السلطة والشهرة واللذة ..
وذكر أمثلة لذلك كالسجال بين جابر عصفور وعلاء الأسواني الذي وصل إلى الهجاء المباشر ..
وأمور أخرى كثيرة جدًا تستمعون إليها في هذا التسجيل النادر:
http://www.archive.org/download/manena/tariq-manena.mp4 (http://www.archive.org/download/manena/tariq-manena.mp4)
والملف حجمه 45 ميجا ومدته 50 دقيقة ..
فلا يفوتكم .. !(/)
"الجزيرة للأطفال" تهدم شخصية "صلاح الدين الأيوبي" و فتاوى هامة عن حكم الرسوم المتحركة
ـ[أبو عبد الله بن الاسلام]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 05:42]ـ
"الجزيرة للأطفال" تهدم شخصية "صلاح الدين الأيوبي"
الاحد 21 نوفمبر 2010
مفكرة الاسلام: ( http://www.islammemo.cc/) كشفت مصادر مطلعة عن ظهور مسلسل كارتون على قناة "الجزيرة للأطفال" القطرية، يتضمن هجومًا على المعاني الإسلامية والرموز التي لها تقديرهاواحترامها.
وقالت صحيفة "المصريون" في تقرير لها عن مسلسل "صلاح الدين البطل الأسطوري" ثلاثي الأبعاد الذي تم بإنتاج قطري وإمكانات ماليزية واستغرق العمل فيه 3 سنوات، باحترافية شديدة وبعنصري إثارة وإبهار مميزين".
وأضافت الصحيفة: "في بداية الحلقات يتقابل صلاح الدين مع لصة عربية تدعى "أنيسة" وفي البداية يتقاتل معها لاستعادة ما سرقته، ثم بعد بضع حلقات تساعده وتنقذ حياته وتشارك معه في بعض مغامراته كمعاونة".
وبعد ذلك يقع صلاح الدين في أسر أشخاص يريدون أن يبيعوه في سوق العبيد ثم يقابل في معسكر الأسرشخصًا صليبيا يدعى "دانكن" فيضع صلاح الدين معه خطة للهرب سويًا وتنجح، ومنساعتها يترافقان في كل مغامراتهما، وينقذان بعضهما البعض، حتى أن المشاهديصبح أكثر تعاطفا مع ذلك الصليبي "دانكن" ولذكاء المؤلف يقول إنه من الفرنجة وليس الصليبيين حتى لا يجد رد فعل سلبيا من المشاهد.
التعاطف مع صديق صليبي ضد فتاة عربية منتقبة
وتقولالصحيفة: في إحدى الحلقات بعنوان "الشبح" وهو قاتل محترف وشخصية لم يرهاأحد، يقابل صلاح الدين فتاة عربية منتقبة في الشارع خائفة من الشبح، فيأخذها إلى شقته التي يسكن فيها بمفرده، ويبدأ دانكن وطارق في الهمزواللمز بطريقة قد يحرج منها الكبار وليس فقط الصغار، ثم تحدث المفاجأة بأنتلك الفتاة هي نفسها الشبح وسرعان ما تحاول قتل صلاح الدين، وهنا يبدأالمشاهد في التعاطف معه ومع صديقه الصليبي ضد الفتاة العربية المنتقبة.
وكشفت "المصريون" أن كل من يقاتلهم صلاح الدين إما شكلهم عربي أو تركي، وفي إحدىالحلقات يتحدث صلاح الدين بطريقة غير مهذبة مع جده وجدته ويلاقي تعاطف المشاهد معه.
ويقول مراقبون إن خطورة المسلسل تكمن في أنه ومع وجود عنصري الإبهار والإثارة فإنه يسيطر على عقول الأطفال المتابعين له بحيثأصبح "الواد الروش واللصة والصليبي" أبطالاً في نظرهم وهذا هو الخطر.
============================== ============================== ============================== =============
فتاوى هامة عن حكم الرسوم المتحركة (أفلام الكرتون)
ابتداء أود أن الفت نظركم أن حكم الكرتون من الامور المختلف فيها و لكن الرأي الراجح ان شاء الله هو ما ستجدونه في الفتاوى التي نقلتها.
قال الإمام الذهبي رحمه الله:" من تتبع رخص المذاهب وزلات المجتهدين فقد رَقّ دينه.
قال إسماعيل القاضي رحمه الله: دخلت مرة على المعتضد فدفع إلي كتاباً فنظرت فيه فإذا قد جمع له فيه الرخص من زلل العلماء، فقلت: مصنف هذا زنديق! فقال: ولِمَ؟ قلت: لأن من أباح المسكر لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء، وما من عالم إلا وله زلة، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه؛ فأمر بالكتاب فأحرق.
الفتوى رقم (19933)
س: ما حكم مشاهدة وشراء أفلام الكارتون الإسلامية (الرسوم المتحركة)، فهي تعرض قصصا هادفة ونافعة للأطفال، مثل حثهم على بر الوالدين والصدق والأمانة وأهمية الصلاة ونحو ذلك، والمراد منها أن تكون بديلا عن جهاز التلفاز الذي عمت به البلوى. والإشكال أنها تعرض صورا لآدميين ولحيوانات مرسومة باليد. فهل يجوز مشاهدتها؟ أفتونا مأجورين.
ج: لا يجوز بيع ولا شراء ولا استعمال أفلام الكرتون؛ لما تشتمل عليه من الصورة المحرمة، وتربية الأطفال تكون بالطرق الشرعية من التعليم والتأديب والأمر بالصلاة والرعاية الكريمة.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عضو
نائب الرئيس
الرئيس
بكر أبو زيد ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=9)
صالح الفوزان ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=7)
(يُتْبَعُ)
(/)
عبد العزيز آل الشيخ ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=8)
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=2)
الفتوى رقم (18027)
س: بعض الشباب ينوون إنتاج أسطوانات كمبيوتر تحكي قصصا من القرآن، وهم ينوون أن تمثل بعض هذه القصص بالصور المتحركة، وذلك، بقصد إغناء الناشئة عما يرد في التلفاز وغيره من اللهو الباطل، ولتعليم الناشئة أحكام الدين في صورة مبسطة. فنرجو أن تفتونا مأجورين عن حكم الصور المتحركة (الكرتون)، وعما إذا كانت هذه الصور تشبه في حكمها صور التلفاز من حيث إنهما غير دائمين، ويزولان، وعما إذا كانت هذه الصور تشبه الدمىالتي يلعب بها الأطفال من حيث إنها للتسلية والتعليم والتمثيل (مثل تمثيل البراق في صورة دمية، كالقط كانت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تلعب بها). كما نرجو أن تفتونا أيضا في حكم تقديم الشخصيات التي ترد في قصص القرآن من الصالحين، أو غيرهم من غير الأنبياء، أو الصحابة في شخصيات مرسومة، كتمثيل أصحاب الكهف أو عزير أو غيرهم في صورة شخصيات مرسومة.
ج: هذا العمل المذكور في السؤال لا يجوز لأمرين:
أولا: أنه يشتمل على رسم صور محرمة، وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المصورين، وأخبر أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة.
ثانيا: أن هذه الصور تجعل تفسيرا للقرآن الكريم، وهذا من التلاعب بكتاب الله - عز وجل. وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء بمنع هذا العمل.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عضو
عضو
عضو
الرئيس
بكر أبو زيد ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=9)
عبد العزيز آل الشيخ ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=8)
صالح الفوزان ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=7)
عبد الله بن غديان ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=5)
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=2)
الفتوى رقم (21790)
س: لا يخفى على علمائنا الأفاضل ما تتعرض له الأمة الإسلامية والعربية من غزو فكري مكثف يهدف إلى التغريب وإلى زعزعة الثوابت والأسس لدى الأمة، وإلى نقل ثقافات وخرافات وأساطير العالم المتقدم بشتى صوره ومفاهيمه إلى شعوب هذه المنطقة وأفرادها، بل وإلى استنزاف أموال تلك الشعوب مقابل الظفر بتلك الترهات والخرافات.
ولقد كان للطفل المسلم النصيب الأكبر منها، فهو يتعرض إلى سيل كبير جارف من تلكم الثقافات الدخيلة يتلقاها من خلال الشاشة والقنوات الفضائية فيما يسمى بـ: (أفلام الكرتون)، ويساهم في إكمال دور تلك القنوات وتفعيلها المحلات التجارية بالتعاون مع الشركات الأجنبية والتي تقوم بتجسيد علاقة الطفل مع تلك النماذج والشخصيات عمليًا بإغراق الأسواق بأنواع السلع الخاصة بالأطفال، لعب، أدوات، وحقائب مدرسية، ملصقات .. إلخ، صور وأسماء وشعار الشخصيات الكرتونية بعرض جذاب مغرٍ
يندفع الآباء إلى شرائها تحت إلحاح أطفالهم دون الالتفات واللامبالاة بأثر تلك الشعارات والأسماء والصور على شخصية الأطفال وثقافاتهم واهتماماتهم.
ومما انتشر في هذه الأيام بشكل ملحوظ وخطير (بيكومون) الفيلم الكرتوني المدبلج الذي يحكي قصة مخلوقات عجيبة وغريبة وخيالية تقوم بأعمال خارقة تتطور وتتشكل من شكل إلى آخر، ثم طرحت في الأسواق منتجات وسلع (بيكومون) الباهظة الثمن على شكل كرات وكروت يلعب بها الأطفال وحلويات وملصقات وحقائب وأدوات مدرسية تحمل صور تلك الشخصيات وشعاراتها والأشكال التي وصلت إليها بعد تطورها.
والسؤال: ما حكم بيع وشراء وتبادل هذه السلع والمنتجات الخاصة بهذا الفيلم وهذه الشخصيات؟ وما توجيه المشائخ الكرام إزاء هذه المنتجات؟ وما حكم مشاهدة مثل هذه الأفلام؟ وجزاكم الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ج: لا يجوز بيع وشراء السلع والمنتجات الخاصة بالفيلم المذكور؛ لأن ذلك من أكل المال بالباطل ومن التعاون على الإثم والعدوان، وتربية الأطفال على اللهو واللعب، وترويج الصور المحرمة وغير ذلك من المحاذير، فيجب التحذير من هذا العمل والتعاون معه.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عضو
عضو
عضو
الرئيس
بكر أبو زيد ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=9)
عبد العزيز آل الشيخ ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=8)
صالح الفوزان ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=7)
عبد الله بن غديان ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=5)
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=2)
اللهم اهدنا فيما اختلف فيه من الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 09:05]ـ
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.(/)
المرأة في بلاد الحرمين بين أنصارها حقاً وأدعياء نصرة حقوقها للشيخ عبد المحسن العباد
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 06:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((المرأة في بلاد الحرمين بين أنصارها حقاً وأدعياء نصرة حقوقها))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah.pdf)
...
وفي المقال إشارة إلى رسالة الشيخ: ((تنبيهات في الحج على الكتابةالمسماة: افعل ولا حرج))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/TnbyhatFyAlhaj.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/TnbyhatFyAlhaj.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Why_not_lead_the_womens_car.do c)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Why_not_lead_the_womens_car.pd f)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ: ((دعاة التغريب ومصطلحهم ((التعددية)) و ((الأحادية)) لانتقاء ما يوافق أهواءهم))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/doaat_attqreb/doaat_attqreb.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/doaat_attqreb/doaat_attqreb.pdf)
...
وهذا ( https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah6-1.jpg
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah6-2.jpg
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah6-3.jpg
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah6-4.jpg
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah6-5.jpg
...
https://sites.google.com/site/oalbadr/ansaralmarah/AnsarAlMarah6-6.jpg
...
ـ[مكاوي]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 11:57]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((المرأة في بلاد الحرمين بين أنصارها حقاً وأدعياء نصرة حقوقها)) وهذا نصه:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فإن المرأة في بلاد الحرمين في الآونة الأخيرة ومنذ خمس سنوات تقريباً يتنازعها ويتجاذبها طائفتان: طائفة تدعوها إلى الجنة، وطائفة تدعوها إلى النار، طائفة تدعوها إلى الحشمة والعفاف والسلامة من كل ما يعود عليها بالضرر في دينها وأخلاقها، وطائفة تدعوها إلى هتك الحجاب والاختلاط بالرجال والانفلات الذي ينتهي بها إلى العطب والانحراف في دينها وأخلاقها، طائفة تدعوها إلى التمسك بما جاء عن الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الوحي الذي نزل به من عند الله الرسول الملكي جبريل عليه الصلاة والسلام إلى الرسول البشري محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، كقوله تعالى: (وإذا سالتموهن متعاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)، وقوله: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)، وقوله: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقن قولا معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، وقوله: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) رواه البخاري (5096) ومسلم (6945) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) رواه مسلم (6948) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم، فقال رجل: يا رسول الله! إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج؟ فقال: اخرج معها)) رواه البخاري (1862) ومسلم (3272) عن ابن عباس رضي الله عنهما، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم السائل في هذا الحديث إلى ترك الجهاد ليسافر مع امرأته للحج، وهو دال على أهمية وجود المحرم مع المرأة في سفرها، وأن سفرها بدونه معصية يجب عليها الحذر منها، ومقابل هذه الطائفة التي تدعو المرأة إلى التمسك بالأخلاق والآداب التي جاءت من عند الله طائفة أخرى هم التغريبيون من صحفيين وغير صحفيين الذين يريدون للمرأة في بلاد الحرمين أن تكون ذيلاً لنساء الغرب اللاتي تخلين عن الفضائل وانغمسن في أنواع الرذائل، ويزعمون أنهم يسعون بذلك إلى نصرة حقوق المرأة، وهم في الحقيقة من أشد أعدائها الذين يريدون لها بترك حجابها واختلاطها بالرجال لاسيما في مكاتب العمل وفصول الدراسة الامتهان والابتذال لتشبع عيون مرضى القلوب من الشباب والشابات من نظر بعضهم إلى بعض، وهو الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه زنى العينين في قوله: ((كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدّق ذلك الفرج ويكذبه)) رواه مسلم (6754) عن أبي هريرة رضي الله عنه، فأنصار المرأة حقاً هم الذين يدعونها إلى الحشمة والعفاف والبعد عن الوقوع في أسباب الفساد أخذاً بتعاليم الكتاب والسنة، وأعداؤها حقاً هم أدعياء نصرة حقوقها الذين يدعونها إلى تقليد النساء في بلاد الغرب في الامتهان والابتذال الذي يجر إلى كل بلاء ويوقع في كل رذيلة، ومتى كانت الذئاب الضارية ذات نصح للغنم؟!
فما رعى غنما في الدَّوِّ سرحاُن
وهو عجز بيت من قصيدة لأبي الفتح البستي في الحكم، ومعناه: فما رعى غنماً في الصحراء ذئب؛ فإن حض الغنم منه التقتيل والتمزيق، وقد قال الشاعر:
إن الرجال الناظرين إلى النساء .. مثل الكلاب تطوف باللحمان
إن لم تَصن تلك اللحومَ أسودُها .. أُكلت بلا عوض ولا أثمان
وينتقون لإشباع رغباتهم ما يوافق أهواءهم من الآراء ولو كانت شاذة، وقد أوضحت ذلك في كلمة بعنوان: ((دعاة التغريب ومصطلحهم ((التعددية)) و ((الأحادية)) لانتقاء ما يوافق أهواءهم)) نشرت في تاريخ 24/ 2/1431هـ، بل يخوضون في الأحكام الشرعية بجهل وعمى، وقد قلت في ختام رسالة: ((تنبيهات في الحج على الكتابة المسماة أفعل ولا حرج)) المنشورة بتاريخ 1428 (ص60) تحت عنوان: ((وحتى الصحفيين يُفتون ويخوضون في الأحكام الشرعية بغير علم))، قلت: ((ولم يكن أمر الفتوى والكلام في مسائل العلم قاصراً على العلماء ومن ينتسب إلى العلم، بل أصبح مرتقى سهلاً يتسلق جدرانه كل من هبَّ ودبّ ممن لا ناقة لهم في العلم ولا جمل وليسوا في العير ولا في النفير، فطفحت الصحف بكلامهم المنفلت في مسائل العلم، ومن ذلك أن صحيفة قالت عن صحفية إنها اعتبرت آية المباهلة من أكثر الأدلة صراحة على إباحة الاختلاط، والتي نزلت عقب فرض الحجاب؛ حيث إن الآية أشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان سيجلب معه نساءه وأولاده للمباهلة مع وفد أساقفة نجران!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الاستدلال من عجائب الدنيا، ولعلها لم تُسبق إليه، وقد اهتدت إلى هذا العمى وعميت عن النور الذي جاء في قول الله عز وجل: (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى إلى الظل)، فهذه القصة في الأمم السابقة فيها أن امرأتين اضطرتا لشيخوخة أبيهما وعدم قدرته على سقي الغنم مع الرجال اضطرتا إلى الذهاب لسقي غنمهما وانتظرتا فراغ الرجال من سقي أغنامهم تجنباً لمزاحمتهم ومخالطتهم.
وجاء في الصحيفة نفسها أن صحفيا أضاف أن للاختلاط فوائد عدة، منها أنها تتيح الفرصة للرجل لمعرفة المرأة لطلب الزواج منها خلال ذهابها وإيابها، إلى جانب كسر الكثير من الحواجز التي تكون أحد الأسباب في طمع الشباب وانجذابهم المبالغ للجنس الآخر: ((فتباعد الجنسين أحدهما عن الآخر يقضي بشدة التطلب: تطلب كل منهما لصاحبه وتلهفه عليه))!!)).
ثم نقلت عن اثنين من العلماء هما الإمام ابن القيم والشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمهما الله، واثنين من الأمراء وهما الملك عبد العزيز والملك فهد رحمهما الله كلاماً حسناً في ذم اختلاط النساء بالرجال ومنعه وبيان خطره، ومما قاله ابن القيم: ((ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك (يعني اختلاط النساء بالرجال) من فساد الدنيا والرعية ـ قبل الدين ـ لكانوا أشد شيء منعاً لذلك))، ومما قاله شيخنا الشيخ الشنقيطي: ((ودعوى الجهلة السفلة: أن دوام خروج النساء بادية الرؤوس والأعناق والمعاصم والأذرع والسُّوْق ونحو ذلك يذهب إثارة غرائز الرجال؛ لأن كثرة الإمساس تذهب الإحساس. كلام في غاية السقوط والخسة؛ لأن معناه: إشباع الرغبة مما لا يجوز، حتى يزول الأرب بكثرة مزاولته))، ومما قاله الملك عبد العزيز: ((أقبح ما هنالك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وفتح المجال لهن في أعمال لم يُخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية: من تدبير المنزل، وتربية الأطفال))، وأما الملك فهد فسيأتي نص تعميمه في منع تشغيل النساء مختلطات بالرجال في الدوائر الحكومية والشركات وغيرها.
ولم يقف التغريبيون والصحفيون عند الخوض في المسائل الشرعية بغير علم، بل تعدى سوء فعالهم إلى الاعتراض على اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في فتواها رقم (24937) وتاريخ 23/ 11/1431هـ في منع النساء من عمل كاشيرات (محاسبات) في بعض الشركات مع أن هذه اللجنة برئاسة المفتي أعلى مرجع في الفتوى وأعضاؤها من هيئة كبار العلماء، والتغريبيون وغيرهم يعلمون ما وجَّه به خادم الحرمين في أوائل شهر رمضان من هذا العام من قصر الفتوى على هيئة كبار العلماء يضاف إليهم من يرشحهم سماحة المفتي ويوافق عليهم المقام السامي، لكن هؤلاء التغريبيين لا يعجبهم من الفتاوى إلا ما يوافق أهواءهم، وأما ما لا يوافقها فعندهم الاستعداد للاعتراض عليه ولو كان من أعلى جهة معتبرة في الفتوى.
وقد نشرت صحيفة الرياض بتاريخ 1/ 12/1431هـ فتوى قديمة للجنة برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فيها إباحة البيع والشراء للمرأة عند الحاجة إلى ذلك مع حشمتها وستر جميع بدنها، وهي لا تخالف الفتوى الجديدة؛ لأن الفتوى القديمة فيها الاحتشام كما هو معلوم ومشاهد والجديدة فيها ابتذال واختلاط بالزملاء والرؤساء وغيرهم، وقد صدر بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول ما نشر في الصحف عن المرأة بتاريخ 25/ 1/1420هـ برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وعليه ختمه قبل وفاته بأقل من ثمان وأربعين ساعة؛ حيث توفي فجر الخميس 27/ 1/1420هـ وجلسة اللجنة في ضحى الثلاثاء 25/ 1/1420، وهو بمثابة وصية مودع من ذلك الرجل الفاضل الحريص على سلامة النساء في هذه البلاد من الانحراف، وقد أوردته في رسالة: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟)) (ص28)، وهذا نصه:
((الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فمما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه، ما تعيشه المرأة المسلمة تحت ظلال الإسلام، وفي هذه البلاد خصوصاً، من كرامة وحشمة وعمل لائق بها، ونيل لحقوقها الشرعية التي أوجبها الله لها، خلافاً لما كانت تعيشه في الجاهلية، وتعيشه الآن في بعض المجتمعات المخالفة لآداب الإسلام، من تسيب وضياع وظلم.
وهذه نعمة نشكر الله عليها، ويجب علينا المحافظة عليها، إلاَّ أن هناك فئات من الناس، ممن تلوثت ثقافتهم بأفكار الغرب، لا يرضيهم هذا الوضع المشرِّف، الذي تعيشه المرأة في بلادنا من حياء، وستر، وصيانة، ويريدون أن تكون مثل المرأة في البلاد الكافرة والبلاد العلمانية، فصاروا يكتبون في الصحف، ويطالبون باسم المرأة بأشياء تتلخص فيما يلي:
1ـ هتك الحجاب الذي أمرها الله به في قوله: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرن فلا يؤذين)، وبقوله تعالى: (وإذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)، وبقوله تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) الآية، وقول عائشة رضي الله عنها في قصة تخلفها عن الركب، ومرور صفوان بن المعطل رضي الله عنه عليها، وتخميرها لوجهها لما أحست به قالت: ((وكان يراني قبل الحجاب))، وقولها: ((كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن محرمات، فإذا مرَّ بنا الرجال سدلت إحدانا خمارها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه))، إلى غير ذلك مما يدل على وجوب الحجاب على المرأة المسلمة من الكتاب والسنّة، ويريد هؤلاء منها أن تخالف كتاب ربها وسنّة نبيها، وتصبح سافرة يتمتع بالنظر إليها كل طامع، وكل من في قلبه مرض.
2ـ ويطالبون بأن تمكن المرأة من قيادة السيارة رغم ما يترتب على ذلك من مفاسد، وما يعرضها له من مخاطر لا تخفى على ذي بصيرة.
3ـ ويطالبون بتصوير وجه المرأة، ووضع صورتها في بطاقة خاصة بها تتداولها الأيدي، ويطمع فيها كل من في قلبه مرض، ولا شك أن ذلك وسيلة إلى كشف الحجاب.
4ـ ويطالبون باختلاط المرأة والرجال، وأن تتولى الأعمال التي هي من اختصاص الرجال، وأن تترك عملها اللائق بها والمتلائم مع فطرتها وحشمتها، ويزعمون أن في اقتصارها على العمل اللائق بها تعطيلاً لها.
ولا شك أن ذلك خلاف الواقع، فإن توليتها عملاً لا يليق بها هو تعطيلها في الحقيقة، وهذا خلاف ما جاءت به الشريعة من منع الاختلاط بين الرجال والنساء، ومنع خلو المرأة بالرجل الذي لا تحل له، ومنع سفر المرأة بدون محرم؛ لما يترتب على هذه الأمور من المحاذير التي لا تحمد عقباها.
ولقد منع الإسلام من الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في مواطن العبادة، فجعل موقف النساء في الصلاة خلف الرجال، ورغب في صلاة المرأة في بيتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن))، كل ذلك من أجل المحافظة على كرامة المرأة وإبعادها عن أسباب الفتنة.
فالواجب على المسلمين أن يحافظوا على كرامة نسائهم، وأن لا يلتفتوا إلى تلك الدعايات المضلّلة، وأن يعتبروا بما وصلت إليه المرأة في المجتمعات التي قبلت مثل تلك الدعايات وانخدعت بها، من عواقب وخيمة، فالسعيد من وعظ بغيره، كما يجب على ولاة الأمور في هذه البلاد أن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء، ويمنعوا من نشر أفكارهم السيئة؛ حماية للمجتمع من آثارها السيئة وعواقبها الوخيمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((استوصوا بالنساء خيراً))، ومن الخير لهن المحافظة على كرامتهن وعفتهن، وإبعادهن عن أسباب الفتنة.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو
صالح بن فوزان الفوزان
عضو
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومستند عمل النساء محاسبات في بعض الشركات هو ما ذكرته صحيفة عكاظ بتاريخ 29/ 8/1431هـ أن مدير مكتب العمل في جدة أبلغها أنه أصبح بإمكان المرأة السعودية قريباً العمل في وظيفة (كاشير) في الأسواق المركزية (السوبر ماركت)، وذكرت الصحيفة أن بعض الشركات بدأت بتنفيذ ذلك!! والأصل ألا تُقدم وزارة العمل على مثل هذا الإجراء إلا بعد استفتاء سماحة المفتي في ذلك، ثم إن التعليمات التي صدرت عن الدولة تمنع من مثل هذه الأعمال، ففي تعميم خادم الحرمين الملك فهد رحمه الله برقم (759/ 8) وتاريخ 5/ 10/1421هـ الموجَّه أصلاً لخادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله إبان ولايته للعهد وقد أعطي منه نسخة لكل وزارة ومصلحة حكومية أو مؤسسة عامة للاعتماد ما نصه:
((تعميم
صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: نشير إلى الأمر التعميمي رقم 11651 في 16/ 5/1403 هـ المتضمن أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواء في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية لأن ذلك محرّم شرعاً ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه، وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه، المؤكد عليه بالأمر رقم 2966/م في 19/ 9/1404هـ.
وحيث رفع لنا سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بخطابه رقم 46/س/2 في 28/ 4/ 1421هـ حول ما تقوم به النساء من عمل لا يتناسب مع الدين والخلق، وهو توظيفهن مندوبات للتسويق لدى عدد من التجار والمؤسسات الخاصة والشركات، وأن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفاد سماحته بأن ذلك صحيح وواقع، وما أشار إليه سماحته من أن هذا منكر ظاهر يجب منعه حماية لنساء المسلمين مما لا تحمد عقباه عليهن وعلى المجتمع، وأنه قد صدر من هيئة كبار العلماء القرار رقم (172) في 2/ 8/1412 هـ بمنع تولي النساء للأعمال والوظائف التي تتنافى مع الحياء والحشمة مما فيه اختلاط بالرجال وشغل النساء عن أعمالهن اللائقة بهن والتي لا يقوم بها غيرهن مما يفوت على المجتمع مرفقا هاماً، وأشار سماحته إلى الأمرين سالفي الذكر وطلب تجديد الأمر بالتقيد بموجبه والتأكيد على ذلك ومحاسبة من يخالفه حفاظاً على كرامة الأمة وإبعادا لها عن أسباب الفتن والشرور.
ونرغب إليكم التأكيد على المسؤولين لديكم بالتقيد بما قضى به الأمران المشار إليهما فأكملوا ما يلزم بموجبه.
رئيس مجلس الوزراء
نسخة لكل وزارة ومصلحة حكومية أو مؤسسة عامة للاعتماد)).
ووزارة العمل إحدى الوزارات التي زُوِّدت بهذا التعميم فكان الواجب عليها الاعتماد عليه وعدم مخالفته، وفي أخذ وزارة العمل وغيرها بما فيه احتشام النساء وعدم اختلاطهن بالرجال طاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر كما قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وفي إذنها للشركات بتوظيف النساء كاشيرات ((محاسبات)) معصية لله ورسوله وولاة الأمور، ورئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إحدى المصالح الحكومية التي زودت بهذا التعميم لاعتماده ومن واجبها إنكار هذا المنكر والقيام بمنعه.
وأسال الله عز وجل أن يوفق كل مسؤول في الدولة إلى ما فيه الأخذ بأسباب السعادة للشباب والشابات والسلامة من السعي أو الإعانة على انحرافهم عن جادة الصواب، وأن يكفي هذه البلاد حكومةً وشعباً شر الأشرار وكيد الفجار، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[01 - Dec-2010, صباحاً 01:09]ـ
جزاك الله خير
لااله الا اللهـ ... اللهمـ اهدنا لأحسن الاخلاقـ والاقوال اللهمـ اهدنا واهدي بنا ..
ونعوذ بالله من من الفتن ماظهر منها وما بطن ..
اللهم ارزقنا العفاف والهدى والتقى اللهم اجعلنا من الصالحات .. يارب .. وجميع اخواتي في كل البلاد الاسلاميه ...
ـ[فتح البارى]ــــــــ[01 - Dec-2010, صباحاً 01:57]ـ
حفظ الله الشيخ العباد
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 02:22]ـ
حياك الله يا مكاوي ...
وبارك فيك وسدد خطاك للخير ..
ودائماً ما تتحفنا بجديد العلامة العباد -أسأل الله أن يطيل في عمره ويبارك في وقته ويجعله ذخراً للإسلام والمسلمين-.
وليتك تذكر لنا تاريخ هذه المقالة إن تيسر ذلك.
محبكم.
ـ[السليماني]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 03:27]ـ
بارك الله فيكم وسدد خطاكم
وتاريخها 1431/ 12/23هـ
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 12:22]ـ
بارك الله فيك أخي السلماني ...
وعذرا إن توجه الخطاب لأخي مكاوي , فقد رأيت الموضوع أول ما رأيته من وضعه , ثم تفضلت مأجورا بوضعه موثقاً , وتفضلت الإدارة بدمج المواضيع مع بعضها , فبارك الله فيك وسدد خطاك , وحفظ شيخنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 10:01]ـ
جزاك الله خيراً
ولم أعلم بنشره للمقالة فجزاه الله خيراً
وفق الله الجميع لمرضاته(/)
العطف بـ (ثم) مع عدم إعتقاد التسوية مع الله
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 06:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل العطف ب (ثم) مع عدم إعتقاد التسوية مع الله فيه أي محذور شرعي؟
هل قال أحد بهذا الرأي؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[01 - Dec-2010, صباحاً 03:17]ـ
نعم قال ذلك الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- .... وقسم مثل هذا إلى أربع صور -كلها جائزة-:
(1) نسبتها إلى الله وحده (لولا الله ... ).
(2) نسبتها إلى نفسهِ مع اعتقاد القائل المسبب كقول رسول الله عن أبي طالب (لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار).
(2) نسبتها إلى الله بالسبب المعين (لولا الله بفلان ... ).
(4) نسبتها إلى الله ثم عطفها بالمسبب بـ "ثم" (قل ما شاء الله ثم شئتَ) ... -ولعل الأمر هنا بـ ثم لأن الأمر كوني لا شرعي-.
هذا ما أتذكره -والله أعلم-.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 01:43]ـ
جزاك الله خيرا.
ليس فيما تفضلت به الجواب على السؤال.
السؤال بصيغة آخرى:
هل قال أحد بعدم شرعية العطف ب ثم حتى مع عدم الإعتقاد بمساواة الله مع المسبب؟
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 05:05]ـ
السؤال بصيغة آخرى:
هل قال أحد بعدم شرعية العطف ب ثم حتى مع عدم الإعتقاد بمساواة الله مع المسبب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله " لا تجعل فيها فلانا، هذا كله به شرك " يعني لا تقل: لولا الله وفلان، بل قل: لولا الله لحصل كذا، هذا هو الأكمل، فالذي ينبغي في استعمال هذه الألفاظ أن تنسب إلى الله، فظهر لنا هنا أن ثمة: درجتين كاملة، جائزة، وغير ذلك لا يجوز:
فالدرجة الأولى - وهي الكاملة -: أن يقول: لولا الله لما حصل كذا.
والدرجة الثانية وهي الجائزة -: أن يقول: لولا الله ثم فلان لما حصل كذا، فهذه جائزة وهي توحيد،؛ لجعله مرتبة فلان نازلة عن مرتبة إنعام الله، ولكن هذا ليس هو الكمال؛ ولهذا قال ابن عباس هنا: " لا تجعل فيها فلانا "؛ لأن الكمال أن تقول: لولا الله لأتانا اللصوص، ولولا نعمة الله لما حصل كذا، ولولا فضل الله لما حصل كذا، هذه هي المرتبة الكاملة، والجواز أن تقول: لولا الله ثم فلان.وأما الذي لا يجوز والذي قال فيه ابن عباس: " كله به شرك " فهو أن يقول: لولا الله وفلان، بالواو؛ لأن (الواو) تفيد التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه دون تراخ في المرتبة، أما (ثم) فتفيد التراخي في المرتبة، أو التراخي في الزمن، على ما هو معلوم في هذا المبحث في حروف المعاني من النحو؛ فلهذا كان قول القائل: لولا الله وفلان شرك، أو ما شاء الله وشاء فلان شرك أصغر. والواجب أن يقول: لولا الله، أو أن يقول: ما شاء الله وحده، كما سيأتي في باب بعد ذلك.
فاتضح من هذا أن الكمال أن ينسب ذلك إلى الله - جل وعلا - وحده، وأن الجائز أن يقول: لولا الله ثم فلان.
الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله (قسم العقيدة)
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 05:35]ـ
جزاكم الله خيرا.
كأني فهمت أنه لم يقل أحد بأن إستخدام (ثم) فيه بأس!
ـ[من أقصى المدينة]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 05:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
ماذا لو كانت (ثم) عاطفة فقط (استئناف، وتراخي في المدة)
هل يمكن أن يكون هناك أمرا ذا أهمية بينها وبين الجملة الأولى؟
أعني وعلى سبيل المثال:
. ((لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى
وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ
ثُمَّ
لاَ يُنصَرُونَ)).
لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ (الجملة الأولى)
( ..... أمر أو قضية مجهولة)
ثُمَّ
لاَ يُنصَرُونَ)).
أفيدونا ـ أحسن الله إليكم
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 08:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
ماذا لو كانت (ثم) عاطفة فقط (استئناف، وتراخي في المدة)
هل يمكن أن يكون هناك أمرا ذا أهمية بينها وبين الجملة الأولى؟
أعني وعلى سبيل المثال:
. ((لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى
وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ
ثُمَّ
لاَ يُنصَرُونَ)).
لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ (الجملة الأولى)
( ..... أمر أو قضية مجهولة)
ثُمَّ
لاَ يُنصَرُونَ)).
أفيدونا ـ أحسن الله إليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية التي ذكرت لادلالة فيها على العطف فقط فكما هو معلوم أخي الكريم أن النصر لايلزم بتولي الكفار الأدبار, فقد ولى كفار قريش الأدبار للمسلمين في معركة احد بداية لكن النصر كان للكفار على المسلمين أخيرا بسبب خطأ فعله بعض الصحابة, ثم انه قد ورد الحديث بجواز أن يقول الأنسان ماشاء الله ثم شئت, وقد بين أهل العلم أن ثم تفيد العطف والتراخي في الزمن والدنو عن الأول والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من أقصى المدينة]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية التي ذكرت لادلالة فيها على العطف فقط فكما هو معلوم أخي الكريم أن النصر لايلزم بتولي الكفار الأدبار, فقد ولى كفار قريش الأدبار للمسلمين في معركة احد بداية لكن النصر كان للكفار على المسلمين أخيرا بسبب خطأ فعله بعض الصحابة, ثم انه قد ورد الحديث بجواز أن يقول الأنسان ماشاء الله ثم شئت, وقد بين أهل العلم أن ثم تفيد العطف والتراخي في الزمن والدنو عن الأول والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ليس هذا ما كنت أقصده بارك الله فيك أخي أبا عبد العزيز
منذ شهور كنت أسمع حوارا دار من أجل الآية الكريمة
((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))
فقال أحد المتحاورين: لو أن بين كلمة الموت وحرف ثم أحداثا ذات أهمية لبينها الله تعالى ـ وكان يقصد في ذلك عذاب القبر،
من هذه الزاوية يا أخي الكريم أرجو أن تتداركني في جواب يبين الحق ويتعلق بدور (ثم) ومهامها
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 02:43]ـ
ليس هذا ما كنت أقصده بارك الله فيك أخي أبا عبد العزيز
منذ شهور كنت أسمع حوارا دار من أجل الآية الكريمة
((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))
فقال أحد المتحاورين: لو أن بين كلمة الموت وحرف ثم أحداثا ذات أهمية لبينها الله تعالى ـ وكان يقصد في ذلك عذاب القبر،
من هذه الزاوية يا أخي الكريم أرجو أن تتداركني في جواب يبين الحق ويتعلق بدور (ثم) ومهامها
والسلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اخي الكريم آيات القرآن يصدق بعضها بعضا قال الله تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) ,في قولهم في الآية الكريمة (كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون) يبين أن ثم للتراخي قوله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) , والبرزخ هو قبل الرجوع الى الله حيث بين أهل العلم أن البرزخ حياة بين الحياة الدنيا والآخرة. عسى أن يكون في هذا بيان وبارك الله فيك.
ـ[من أقصى المدينة]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 11:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اخي الكريم آيات القرآن يصدق بعضها بعضا قال الله تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) ,في قولهم في الآية الكريمة (كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون) يبين أن ثم للتراخي قوله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) , والبرزخ هو قبل الرجوع الى الله حيث بين أهل العلم أن البرزخ حياة بين الحياة الدنيا والآخرة. عسى أن يكون في هذا بيان وبارك الله فيك.
وافر التقدير لأخي أبي عبد العزيز
أكرمك الله بإكرامه
لنأخذ المثال الذي ورد في ردك نموذجا: قال الله تعالى:
((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا
مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ
تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ))
الآن, بين ثُمَّ , وبين ما قبلها: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ. هل من حدث يمكن الكلام فيه.
جزاك الله خيرا
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 04:26]ـ
وافر التقدير لأخي أبي عبد العزيز
أكرمك الله بإكرامه
لنأخذ المثال الذي ورد في ردك نموذجا: قال الله تعالى:
((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا
مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ
تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ))
الآن, بين ثُمَّ , وبين ما قبلها: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ. هل من حدث يمكن الكلام فيه.
جزاك الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن كلام الله أحسن الحديث فقد قال الله تعالى (ومن أحسن من الله حديثا) وقال (ومن أصدق من الله قيلا) , فكلام الله مواعظ وعبر وترغيب وترهيب وقصص, لذلك اذا سمع كلام الله من أهل الخشية وكان القلب حاضرا وقع موقعه فالقران أول مايقترن بالأسماع كما قال تعالى (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ,فابتداء يتأثر ظاهر الأنسان فتقشعر الجلود ثم تلين هذه الجلود لوعد الله سبحانه وبحمده بالفوز بالجنة والنجاة من النار وتحصيل رضوان الله ورؤيته في دار مقامته, فهناك فاصل قصير جدا بين السماع والتدبر خصوصا لمن ألقى سمعه وأحضر قلبه وهو حاضر الذهن غير غافل, أسأل الله أن يجعلني واياك من أهل خشيته وبارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من أقصى المدينة]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 09:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن كلام الله أحسن الحديث فقد قال الله تعالى (ومن أحسن من الله حديثا) وقال (ومن أصدق من الله قيلا) , فكلام الله مواعظ وعبر وترغيب وترهيب وقصص, لذلك اذا سمع كلام الله من أهل الخشية وكان القلب حاضرا وقع موقعه فالقران أول مايقترن بالأسماع كما قال تعالى (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ,فابتداء يتأثر ظاهر الأنسان فتقشعر الجلود ثم تلين هذه الجلود لوعد الله سبحانه وبحمده بالفوز بالجنة والنجاة من النار وتحصيل رضوان الله ورؤيته في دار مقامته, فهناك فاصل قصير جدا بين السماع والتدبر خصوصا لمن ألقى سمعه وأحضر قلبه وهو حاضر الذهن غير غافل, أسأل الله أن يجعلني واياك من أهل خشيته وبارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الكريم أبا عبد العزيز
كم أنا مسرور لإجابتك الطيبة ـ الغالية
ولكن المشكلة يا سيدي هي أن ثمة من أرغب بل أسعى جاهدا في
أن يرجع عن مقولته التي شرحتها لك سابقا، وهي
((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))
هل يوجد بين كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ. وبين ثُمَّ. هوة زمنية هي عذاب القبر
كل تقديري
ومودتي
وجزاكم الله خيرا
وأتمنى أن لا أكون ثقيلا عليكم
فالمعذرة
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 10:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الكريم أبا عبد العزيز
كم أنا مسرور لإجابتك الطيبة ـ الغالية
ولكن المشكلة يا سيدي هي أن ثمة من أرغب بل أسعى جاهدا في
أن يرجع عن مقولته التي شرحتها لك سابقا، وهي
((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))
هل يوجد بين كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ. وبين ثُمَّ. هوة زمنية هي عذاب القبر
كل تقديري
ومودتي
وجزاكم الله خيرا
وأتمنى أن لا أكون ثقيلا عليكم
فالمعذرة
بسم الله الرحمن الرحيم
كما ذكرنا أخي الكريم أن بين الموت والبعث يوم القيامة فترة والتي هي البرزخ حيث ذكر أهل العلم أن البرزخ أعم من القبر فقد يحترق الأنسان أو تأكله السباع أو يغرق فكل هؤلاء في برزخ وهي حياة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة وقد بين النبي (ص) في الحديث عند مروره بالقبرين وقال (انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لايتنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) أو كما قال النبي (ص) فاذا هناك فترة زمنية بين الموت والرجوع الى الله سبحانه وتعالى والله أعلم أرجو أن أكون وفقت في البيان نفعني الله وأياك بما قلنا وبارك الله فيك.
ـ[من أقصى المدينة]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 01:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كما ذكرنا أخي الكريم أن بين الموت والبعث يوم القيامة فترة والتي هي البرزخ حيث ذكر أهل العلم أن البرزخ أعم من القبر فقد يحترق الأنسان أو تأكله السباع أو يغرق فكل هؤلاء في برزخ وهي حياة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة وقد بين النبي (ص) في الحديث عند مروره بالقبرين وقال (انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لايتنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) أو كما قال النبي (ص) فاذا هناك فترة زمنية بين الموت والرجوع الى الله سبحانه وتعالى والله أعلم أرجو أن أكون وفقت في البيان نفعني الله وأياك بما قلنا وبارك الله فيك.
ـــــــــــــــ
عزيز وغال يا أخي أبا عبد العزيز التميمي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
هي متعة حقة, إني واجد لها في حوارك نغما مميزا ...
فإن وجدت ما أجد وهو ما أرجوه, فإني سائلك ...
فإن شئت، وإلاَّ فلا أريد أن أشق عليك،
ـ إذاً هناك فترة زمنية بين الموت في حالاته المختلفة, وبين البعث هي البرزخ.
ـ متفقون ولا خلاف أبدا.
ـ ولا أخفيك بعلمي لما بينه النبي (ص) في الحديث عند مروره بالقبرين, وقوله: (إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا) متفق عليه. (نص للبخاري /211/)
ـ وأتفق معك إن وافقت بأن ما يجري في القبر, وعموما: في البرزخ, إنما هو أمر من جملة الأمور الهامة في العقيدة الإسلامية ...
ـ وطالما وصلنا إلى النقطة التي لا أريد إضاعتها من أجل أن أتبين عمل (ثم) ,
فأعيد يا سيدي توضيح الأمر: (الآية 57 من سورة العنكبوت 29):
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ( .... ؟ .... ) ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}
ـ بين القوسين: ( ......... ) البرزخ, عذاب القبر أو نعيمه ـ وهو أمر، كما ترى من الأهمية بمكان في العقيدة الإسلامية.
ـ الاستيضاح: من خلال استعراض أكثر من مائتي آية من القرآن الكريم ـ ورد فيها (ثم) , وأرجو أن تقوّم لي تفكري ـ لم أجد قبل (ثم) هوة زمنية تستحق الوقوف عليها, فخذ يا سيدي، إن شئت المثال التالي:
{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى
وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ( .. ؟ .. ) ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ}
ولا يمكن أن يكون هناك هوة زمنية تستحق الوقوف عليها فيما قبل (ثم) وعند إشارة الاستفهام الزرقاء.
ـ وهكذا فإن (ثم) تنفي وجود فترة زمنية تستحق الوقوف عليها قبلها,
ـ ومعاذ الله أن نسب إلى ربنا جل جلاله ما لا يليق به جل سناؤه ...
ـ حتى الآن قد نمشي كلانا في خطين متوازيين قريبين كل القرب من بعضهما.
ـ فإن رغبت في تبيين السبب وراء عدم وجود عبارة ما مكان إشارة الاستفهام الحمراء فافعل ـ بارك الله فيك.
مودتي أدين بالفضل باستمرارها ـ لأخي الكريم أبي عبد العزيز
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
مقارنة بين أصول المناهج المخالفة للمنهج القويم .. أبو يزيد المدني
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 08:33]ـ
مقارنة بين أصول المناهج المخالفة للمنهج القويم ..
الحمد لله الذي أقام للدين صروحاً ودكّ بشهب اليقين من رام لهذا الدين ومنهجه القويم تبديلاً وتحريفاً, وأصلي وأسلم على من أقام الملّة وأوضح النحلة وتركنا على النقية البيضاء السالمة من كل علّة.
وبعد:
فإنّ الباطل يخرج من مشكاة واحدة وإن تعددت مظاهره وتباينت أساليبه, فمردّ كل باطل إلى اطّراح الدليل واتباع الأهواء المضلّة عن سواء السبيل.
ومن شأن طالب العلم أن يحكم الأصول إذا رام للحقّ وصالاً وللباطل استئصالاً, وإنّ الناظر في أصول المناهج المخالفة للمنهج القويم منهج سلف هذه الأمة يجد توافقا واشتراكاً عجيبا بين أصول هذه المناهج.
وفي هذه المعرفة فوائد جمّة منها:
- ردّ النظير إلى نظيره وإلحاق الشبيه بشبيهه, فكثير من المناهج المعاصرة ورثت انحراف وضلال من سبقها من المناهج العتيقة البائدة.
- إحكام الأصول يعطي طالب العلم قوة في الحجة, وسلامة في المحجّة, فلا تؤثر عليه زوابع الشبهات, ولا تفتنه زخارف المضلاّت.
وهذا بحث مختصر حاولت أن أجمع فيه بعض الأصول المشتركة بين أهم المناهج المخالفة في هذا العصر, والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أولاً: تعريف الأصول وأهميتها:
1 - تعريف الأصول لغة: يطلق على: أساس الشيء, ومبتدؤه, والشيء الوطيد الثابت.
2 - تعريف أصول المناهج: هي الأسس التي تقوم عليها المناهج, وتنطلق في أفكارها ومعتقداتها وعملها من خلالها, وتكون هذه الأسس ثابتة مستقرّة عندها.
3 - أهمية أصول المناهج:
إنّ معرفة هذه الأصول يحقّق جملة من الفوائد منها:
- الإلمام التام بأفكار ومعتقدات ومنهج هذه الجماعات المخالفة.
- معرفة أساس الخلل عند هذه الجماعات لأنّها ترجع في مجملها إلى فساد أصولها.
- معرفة أوجه التشابه والافتراق بين هذه الجماعات.
ثانياً: نبذة عن أصول المناهج المخالفة في الدعوة.
1 - الخوارج: تقديم العقل على النقل, والتكفير بالمعاصي, استحلال دماء المسلمين والخروج على الحكّام, والخلل في منهج الاستدلال.
2 - الرافضة: دعواهم عصمة الأئمة والأوصياء, تدينهم بالتقية, دعواهم المهدية والرجعة, تكذيبهم للقرآن والسنّة, الطعن في الصحابة, القول بالبداء على الله تعالى.
3 - الصوفيّة: تقديم العقل والمنامات والكشف والوجد على الوحي, اعتقادهم بالاتحاد والحلول ووحدة الوجود, الغلو في التعبّد, والابتداع في العبادة.
4 - المعتزلة: التوحيد, والعدل, والوعد والوعيد, والقول بالمنزلة بين المنزلتين, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
5 - الباطنية: القول بالاتحاد ووحدة الوجود, وجحد النبوات, وإنكار الآخرة والجنّة والنار, وإسقاط جميع التكاليف الشرعية, وإباحة المحرّمات.
6 - الإخوان المسلمون: الفهم، الإخلاص، العمل, الجهاد, التضحية، الطاعة, الثبات، التجرد, الأخوة، الثقة.
7 - جماعة التبليغ: الكلمة الطيبة, إقامة الصلوات الخمس أو الصلاة ذات الخشوع والخضوع, العلم والذكر, إكرام كل مسلم, إخلاص النية أو تصحيح النية, التبليغ الجماعي.
8 - حزب التحرير: دعوى إقامة الخلافة الإسلامية, المرحلية في الدعوة, ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, تركيزهم على النواحي الفكرية والسياسية وإهمال النواحي العقدية و التربوية.
9 - جماعة التكفير والهجرة: تكفير مرتكب الكبيرة، طعنهم في الصحابة, ردهم الإجماع، الهجرة ومفاصلة المجتمع، الدعوة إلى الأميّة ترك صلاة الجمعة والجماعة بالمساجد.
10 - الأحباش: الاستغاثة بالأموات, التأويل الفاسد لنصوص الوحي, الطعن في بعض الصحابة, الانجراف في توحيد الأسماء والصفات.
تنبيه:
كثير من هذه الأصول إنما هي محض ادعاء, لا تمت للواقع بأي صلة, وهي عند التحقيق ألفاظ براقة يراد بها التمويه والتدليس والإلباس على العامة والدهماء من أجل التغرير بهم, وهذا ديدن أهل البدع في كل حين.
ثالثاً: مقارنة أصول المناهج المخالفة فيما بينها:
أ- أوجه الاتفاق:
1 - اتفاقها في بعض أصول التلقّي:
- تقديم العقل على النقل, وفهم النصوص بمقتضى العقل المحض:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ... واعتمدوا - الفرق- على رأيهم وعلى ما تأولوه بفهمهم اللغة وهذه طريقة أهل البدع ... ولهذا تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغة ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبي والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين فلا يعتمدون لا على السنة ولا على إجماع السلف وآثارهم وإنما يعتمدون على العقل واللغة" ().
- التعصّب لآراء الرجال ومصادمتها بما دلّت عليه نصوص الوحي.
- تأويل النصوص وليّ أعناقها لتوافق رأي الجماعة أو المذهب أو الحزب.
- التعويل على المصادر البدعية: كالمنامات, والذوق, والكشف, وغيرها:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان مصدر الحق عند أهل السنّة والجماعة: " الكتاب والسنة والإجماع وبإزائه لقوم آخرين المنامات والإسرائيليات والحكايات" ().
2 - اتفاقها في بعض الأصول العقدية:
- إهمال الدعوة إلى توحيد الألوهية.
- إهمال محاربة الشرك ومظاهره.
- الدعوة الجزئية إلى بعض أقسام وشعب التوحيد؛ كتوحيد الربوبية, أو الحاكمية ...
3 - اتفاقها في بعض الأصول المنهجية:
- اختزال الدعوة في بعض الأصول المذهبية أو الحزبية.
- قيام أكثر هذه الأصول على ما يخدم توجه الجماعة أو المذهب.
- ابتناء أكثر هذه الأصول على الانحراف العقدي الحاصل للجماعة أو المذهب.
ب- أوجه الافتراق:
1 - الافتراق في بعض أصول التلقّي:
- استئثار كل جماعة أو مذهب ببعض أصول التلقّي؛ كالمنامات والكشف عند الصوفية, والفلسفة والمنطق عند المعتزلة ...
- تعويل كل جماعة أو مذهب على بعض الكتب والمقالات؛ إذ لكل جماعة كتاب جامع إليه يرجعون, ومنه يصدرون.
2 - الافتراق في بعض الأصول العقدية:
1 - قيام بعض الجماعات على الدعوة إلى الشرك, ومظاهره: كالرافضة, والصوفية.
2 - قيام كل جماعة على أصل عقدي خاص منحرف: كالوعيدية, والحاكمية ...
3 - الافتراق في الأصول المنهجية:
- لكل جماعة أو مذهب أصول منهجية خاصة, تخدم اتجاهها ومذهبها.
رابعاً: مقارنة أصول المناهج المخالفة بأصول المنهج القويم:
أ- أوجه الاتفاق:
1 - الاتفاق في بعض أصول التلقّي: كالاستدلال بالكتاب والسنّة.
2 - الاتفاق في بعض الأصول العقدية: كالدعوة إلى بعض أقسام التوحيد: كتوحيد الربوبية.
ب- أوجه الافتراق:
1 - الافتراق الكلّي في أصول التلقّي:
- أصول التلقّي في المنهج القويم: هي الكتب والسنّة والإجماع والقياس, مع تقديم النقل على العقل.
- أما أصول التلقي عند الجماعات فهي أصول بدعية, قائمة على تقديم العقل على النقل.
- وما وجد من اتفاق كدعوى التلقي من الكتاب والسنّة, إلاّ أنها تفترق في طريقة الاستدلال.
2 - الافتراق في أغلب الأصول العقدية:
- الأصول العقدية في المنهج القويم شاملة لكافة أقسام التوحيد.
- أما الأصول العقدية عند الجماعات فهي أصول جزئية.
- من أعظم الأصول العقدية في المنهج القوم: محاربة الشرك ومظاهره, بخلاق المناهج المخالفة: فهي إما داعية إلى الشرك, أو مهملة لمحاربته.
3 - الافتراق في الأصول المنهجية:
- قيام المنهج القويم على أصول منهجية شاملة لكل مناحي الدعوة الإسلامية.
بينما تقوم كل المناهج المخالفة على أصول مذهبية تخدم الجماعة والمذهب فقط.
- قيام الأصول المنهجية في المنهج القويم على أصل عقدي صحيح.
بينما تقوم كل المناهج المخالفة على أصل عقدي منحرف.
خامساً: النتائج والآثار:
1 - افتراق أصول المناهج الدعوية المخالفة, فكلّ له أصول يرجع إليها.
2 - إنّ الافتراق الحاصل في هذه الأصول لدليل على انحرافها وفسادها, لأنها أصول تستند إلى الأهواء والآراء, ولذا حصل الاختلاف والافتراق بينها, قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} , [سورة النساء, الآية: 82].
3 - لا تثبت كثير من المناهج على أصول واحدة, فهي تغيّر هذه الأصول بين الفينة والأخرى, وفقاً لما يخدم آراءها وتوجهاتها.
4 - إنّ أصل انحراف هذه الجماعات في أصولها, مردّه إلى انحرافها في أصول التلقّي وطرائق الاستدلال.
5 - تستقي أغلب المناهج المخالفة أصولها من الآراء والأهواء القاصرة, فهي تعتقد ثم تستدلّ, وتعمل ثمّ تؤصّل, فانقلبت بذلك الموازين عندها.
6 - قد تدّعي بعض المناهج أصولاً براقة, الغرض منها تضليل الناس وخداعهم, وإن كانت مسميات هذه الأصول لا تتوافق مع أسمائها, كالتوحيد عند المعتزلة, والكلمة الطيبة عند التبليغيين وغيرهم.
7 - إنّ الانحراف في الأصول يقود إلى انحراف المنهج برمّته, فلا قوام للمنهج إذا كانت أصوله هشّة, متداعية غير راسخة ولا ثابتة.
8 - ينفرد المنهج القويم في أصوله بميزات لا توجد عند غيره من المناهج المحدثة:
أ- ربّانية هذه الأصول؛ فهي مستمدّة من كتاب الله وسنّة رسوله, وفهم سلف هذه الأمّة.
ب- اتفاق السلف والخلف من أهل السنّة والجماعة على هذه الأصول مهما تباعدت الأمصار وامتدّت الأزمان, وهذا دليل على صحّة منهجهم.
قال أبو القاسم الأصفهاني رحمه الله: "ومما يدلّ على أنّ أهل الحديث -وهم جمهور السلف- كانوا على الحق, أنّك إذا طالعت جميع كتبهم المصنّفة من أولهم إلى آخرهم, قديمهم وحديثهم, مع اختلاف بلدانهم وزمانهم, وتباعد ما بينهم من الديار ... وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة, ونمط واحد يجرون فيها على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها, قولهم في ذلك واحد, لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قلّ, بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم, وجدته كأنّه جاء من قلب واحد, وعلى لسان واحد, وهل على الحق دليل أبين من هذا" ().
ج- توافق مسميات هذه الأصول مع أسمائها, نصاً ومعنى.
د- تحقق أصول المنهج القويم الأهداف والآمال بأيسر سبيل, وأقوم طريق, فلا سبيل للوصول إلى دعوة الخلق, وهدايتهم إلاّ عن طريق هذه الأصول.
كتبه وحرّره: أبو يزيد المدني
منقول عن منتدى تبسة(/)
مظاهر ضعف العقيدة في عصرنا الحاضروطرق علاجها للدكتورالعلامة/صالح بن فوزان الفوزان
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[01 - Dec-2010, صباحاً 09:43]ـ
*بسم الله الرحمن الرحيم*
هذه المادة من شريط مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، وطرق علاجها، للدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان ,وتم تفريغ مادة هذا الشريط،من قبل مجموعة آل سهيل الدعوية .. وإليكم هذه المادة .. وبحثنا لكم في الإنترنت عن المحاضرة صوتيه ولمن يُريد سماعها يتفضل بالدخول على هذا الرابط:
http://www.box.net/shared/ikv6gubj86 (http://www.box.net/shared/ikv6gubj86)
الحمد لله رب العالمين،وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد،وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد ...
فإن العقيدة، يراد بها، ما يعتقده الإنسان، بقلبه، ويجزم به وينطق بهِ بلسانه،ويعلنه، ويعملُ بجوارحه بما تتطلبه هذه العقيدة.
أقول من عقد الشيء، إذا شده وأحكمه،والمراد بها هنا عقيدة التوحيد، التي هي أساس الإسلام ,وأساس الملة والتي تبنى عليها جميع الأعمال، فهي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وتصح به الأعمال، والأقوال، وهي الركن الأول، من أركان الإيمان.
والركن الأول، من أركان الإسلام، فأول ركن من أركان الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله.
وأول ركن من أركان الإيمان، كذلك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وهي أول ما يدعوا إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأتباعهم، وكل رسول يقول لقومه:
(يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ] [وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)
فهي البداية، وهي الأساس، وهي المُعتبرة، في صحة الأعمال، أو بُطلانها، فإن كانت العقيدةُ صحيحةً، مبنيةً على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،صحت معها جميع الأعمال، إذا كانت موافقةً لسنةِ الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإن العملَ لا يُقبل إلا بشرطين:
الشرط الأول /الإخلاص لله عزٌ وجل، بأن لا يكون فيه شيءٌ من الشرك، وهذا معنى" لا إله إلا الله "
الشرط/ الثاني/أن يكون العمل موافقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس بهِ بدعة، ولا إحداثٌ في الدين، وهذا من معنى"شهادةِ أن محمداً رسول الله"
فهذه هي العقيدة، وهذه أهميتها، في دين الإسلام، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم كإخوانه من النبيين، أول ما بعثه الله في مكة، أول ما دعا إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
قال"صلى الله عليه وسلم: (: أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله،فإذا قالوها عصموا مني دمائهم،وأموالهم إلا بحقها)
فأمضى صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ عشره سنة، في مكة قبل الهجرة، يدعوا إلى توحيد الله، وينهى عن الشرك، ولقي في ذلك ما لقي كإخوانه من النبيين من الأذى، وتحمل ذلك في سبيل الله عزٌ وجل، وتبِع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك صحابتهُ الكرام، والتابعون، لهم بإحسان، ومن جاء بعدهم من أئمة الإسلام، يعتنُون بهذه العقيدة، وتأصِيلها، وتعليمها للناس، والدعوة إليه، والذب عنها، وأثارهم في ذلك موجودة في مؤلفاتهم، التي تقوم على هذا الأساس.
وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، وأنها يُبدأ بها أولاً، فإذا صحت أُتجه إلى بقية الأعمال.
ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذً اِبن جبل إلى اليمن، قال له: " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، أول ما تدعوهم إليه .. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهُم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة،فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهُم أن الله افترض عليهم صدقةًً تؤخذ من أغنيائهم،تُرد في فقرائهم"
فلم يطلب من معاذ أن يُعْلمهم بالصلاة، والزكاة، إلا بعد ما يجبوا بشهادة ألا لا إلا الله وأن محمداً رسول الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بأنه لا فائدةً، من الصلاةِ، والزكاةِ، وسائر الأعمال، بدون تحقيق الشهادتين، وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، ومكانتها في الإسلام، وأنها يُبدأ بها قبل كل أمرٍ بمعروف، أو نهيٍ عن منكر،وهي عبادة الله وحدهُ لا شريكَ لهْ، وترك عبادة ما سواه، وكما قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) (أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
والطاغوت: هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى، لأن العبادةَ لا تصح إذا كان معها شرك،لا تصح إلا إذا كانت خالصةً لله عز ُوجل، أما الذي يعبد الله،ويعبد معه غيره،عبادته غير صحيحة، كما في الحديث القدسي أن الله جلٌ وعلا قال: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عَمِل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه) وفي روايةٍ: (فهو للذي أشرك، وأنا منه بريء)
ولا يأتي الأمر بالتوحيد، إلا ومعه النهي عن الشرك، لأن التوحيد لا يتحقق إلا بِتجنبْ الشرك، فهما متلازمان، فلا يكفي أن الإنسان يقول: أنا اعبد الله، أُنا أُصلي، أنا أصوم،أنا أحُج،أنا أتصدق، ولا يمنع هذا أن أدُعوا الحسن، والحُسين، وعبد القادر، وأستغيث بالأموات،هذا لا يُقبل منه عمل، ولا تصح منه حسنةً واحده، حتى يُخلصَ عبادته لله سبحانه وتعالى فلا يشرك بربه أحد.
(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) - (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِيِنَ له الدِّينَ)
أي مُخلصين له الدُعاء، فلا تدعوا الله، وتدعوا معه غيره، من أصحاب القبور، والأموات، والغائبين، تستنجدوا بهم، تدعوا هذا،وهذا،
هذا شركٌ أكبر، يُخرج من الملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أو تعبد الله، وتقول لا إله إلا الله، ثم تذبح للقبور، أو تنذر للأموات،وغير ذلك، فهذا تناقض لا يقبله الله سبحانه وتعالى،كما سمِعتم في الحديث (من عمل عملاً، أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه "وفي روايةٍ" (فهو للذي أشرك، وأنا منه بريء)
أما مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا،فهي كثيرة، تجب معالجتها، وإلا فأنها سيكون لها أثارٌ قبيحة على العقيدة، وقد لا تبقى معها عقيدة إذا لم تُعالج.
*من مظاهر ضعف العقيدة *
1 - التقليلُ من شأنها، لأن بعض الناس مع الأسف وقد يكونون من المتعلمين، أو من الدعاة حتى، لا يهتمون بالعقيدة، ويقولون العقيدة تُنفِّر، لا تُنفروا الناس،لا تُعلموهم العقيدة، اتركوا كلاً على عقيدته، ولكن ادعوهم إلى التآخي، والتعاون، وادعوهم إلى الاجتماع، وهذا تناقض، لأنه لا يمكن التآخي، ولا يمكن التعاون، ولا يمكن الاجتماع، إلا على عقيدةٍ واحدة، صحيحة،سليمة، وإلا فإنه سيحصُل الاختلاف، وكلٌ يُؤيد ما هو عليه، ولا يجمع الناس إلا كلمةُ التوحيد "لا إله إلا الله، نطقاَ، واعتقاداً، وعملاً، أما مجرد أنهم ينتسبون إلى الإسلام، وهم مختلفون في عقيدتهم فهذا لا يُجدي شيئاً،
المشركون، الذين بُعثَ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يعترفون بتوحيد الربوبية، يعتقدون أن الله هو الرب وحده، وهو الخالق،وهو الرازق، وهو المحيي،المميت،المُدبر، ولكنهم في العبادة لا يخلصون العبادة لله، وإنما كلُ ُ يعُبد ما استحسنه، فصاروا متفرقين في عباداتهم، وإن كانوا يعترفون كلهم بتوحيد الربوبية، لكنهم في العبادة، والتأله، متفرقون، منهم من يعبُد الشمس والقمر، ومنهم من يعبُد المسيح وعُزير، ومنهم من يعبُد الشجر والحجر، ومنهم من يعبُد ويعبُد .... الخ
كل له آلهة، وكان من أثر ذلك أنهم مُتناحرون، أنهم مُتفرقون، أنهم مُتباغضون،أنهم مُتعصبون، كلٌ يتعصب لِآلهتِهِ لهذا قال يُوسف عليه السلام: (ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)
(ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
فكانوا مُتفرقين، مُتناحرين، كلُ ُ يتعصب لِملته، ونِحلته، وآلِهته، وإن كانوا يقولون ربُنا واحد، لكن معبودا تهم متفرقة، فلما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد، وإفراد الله بالعبادة، واستجاب له من استجاب،
(يُتْبَعُ)
(/)
اجتمعوا وصاروا إخوةً متحابين، وصاروا أُمةً واحده، وصار سلمان الفارسي،وبلال الحبشي،وصُهيب الرومي، وغيرهم من سادات المسلمين، صاروا إخوة لبني هاشم، أشرف العرب،صاروا إخوة مُتحابين، مُتلاحمين بكلمة التوحيد، التي وَحَدْتِهم والذي أيدك بنصره، وبالمؤمنين، ما اجتمعوا إلا بالإيمان، أيدك بنصره، وبالمؤمنين، وألف بين قلوبهم، (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ")
ألّف بينهم بأي شيء؟
بالعقيدة الصحيحة، توحيد لا إله إلا الله، هذا الذي ألّف الله بهِ بينهم، ولا يؤلّف المسلمين اليوم، ويردهم إلى وحدتهم،وقوتهم، إلا ما ألف بين السابقين, ولهذا قال الإمام مالك -رحمه الله-: "لا يصلح أخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أوله " فإذا كانوا يُريدون جمع الأمة،والتآخي، والتعاون، فعليهم بإصلاح العقيدة، وبدون إصلاح العقيدة لا يمكن جمع الأمة، لأنه جمعُ ُ بين المتضادات، ولو حاول من حاول، لو عُقَدت المؤتمرات والندوات لجمع الكلمة هذا لا يمكن إلا بإصلاح العقيدة، عقيدة التوحيد
يقول: الشاعر
إذا ما الجُرحُ رُمَّ على فسادٍ
تبين فيه إهمال الطبيبِ
الجُرح لابد يُعالج، ويُنقٌى، ويٌطهر، وُيرم على دواء نافع، أما إذا رُمٌى على فساد، فإن هذا إهمال من الطبيب، كذلك الذي يريد أن يجمع الأمة، ويُلمها على غير التوحيد، والعقيدة الصحيحة،هذا مُهمل.
فبطلت بذلك مقولة، أن العقيدة تنفر الناس، والدعوة إلى التوحيد يُنفر الناس، ادعوهم إلى الاجتماع، ادعوهم إلى الوقوف ضد العدو، العدو يفرح بمثل هذا الكلام، لأنه يعرف إنه لا جدوى له.
فمن أعظم مظاهر ضعف العقيدة، التقليلُ من شأنها، لأن فيه من يقلل من شأن التوحيد، من شأن العقيدة، ويدعوا إلى الالتفاف تحت مسمى الإسلام، ومظلة الإسلام العامة،مع أنه لا يكون إسلام إلا بالعقيدة الصحيحة، التي هي رأسه، وأُسُسُه، ولا يكون إسلام وإن سَمْوُه إسلام، فليس هو الإسلام.
2 - كذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، عدم اهتمام كثيرٍ من الدعاة بها،دعاة يدعون إلى الإسلام، لكن أي إسلام يدعون إليه؟!
لا يدعون إلى العقيدة، قد يكون يدعون إلى الصلاة، إلى الصدق، إلى الأمانة،إلى الأعمال الطيبة، لكن العقيدة لا تأتي لهم على بال، فكيف يكونوا دعاةً بهذه الصفة؟!
هؤلاء ليس دعاة إلى الإسلام، بالمعنى الصحيح، الدعاة إلى الإسلام يهتمون بأساس الإسلام، ومنبع الإسلام، وقوة الإسلام، وهي العقيدة، فلذلك لا تجد للدعوة إلى التوحيد، في مناهجهم، لا تجد لذلك ذكراً، ولا اهتماماً، فهذا من مظاهر الضعف، بل ربما أن أغلبهم لا يعرفون التوحيد، بالمعرفة الصحيحة، لأنهم لم يدرسوه، ولم يتعلموه، وهم يدعون إلى الإسلام، كيف يدعون إلى الإسلام، وهم لا يعرفون أساسه، ويعرفون أصله؟! فيجب على الدعاة وفقهم الله، أن يتعلموا العقيدة أولا، ً ويهتموا بها، ويفهموها، وينظروا في واقع الناس اليوم، وما وقع من الخلل في العقيدة، ثم يقومون بإصلاحه قبل كل شيء، هذا هوا الأصل الصحيح، والمنهج السليم، للدعوة إلى الإسلام، و إلا فإن الدعاة إلى الإسلام، والجماعات، وجمعيات، وجهود، ومراكز،لكن أين الأثر؟
والشرك يعُج في الأمة الإسلامية الآن،والأضرحة في كل مكان، إلا ما شاء الله،وعبادة غير الله، تُعلن جهاراً، نهاراً، بالاستغاثة بالأموات، والذبح للأموات، وربما للجن، والشياطين، والدعاة ساكتون!!
يدعون إلى أي شيء إذن؟
ولذلك لم تُثمر دعوتهم، بينما إذا قام عالم واحد محقق، ودعا إلى التوحيد، نفع الله به الأمة، وهوَ ما عنده أعوان، ولا عنده أموال، ولا عنده ...... الخ
لكنهُ يدعوا إلى التوحيد،وإلى العقيدة السليمة، يدعوا إلى الله على بصيرة، كما قال الله عزٌ وجل: لنبيه صلى الله عليه وسلم "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحان الله، أي ينزَّه الله سبحانه عما لا يليق به، وما أنا من المشركين، يتبرأ من المشركين، هذه طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى التوحيد، التي أمره الله أن يعلنها للناس على بصيرة، أنا، ومن اتبعني، فأتباع الرسول يدعون إلى الله على بصيرة،أما الذي يدعوا إلى الله على جهل، أو على عدم اهتمام بالعقيدة، فهذا ليس على بصيرة، وإن كان عالماً، إذا لم يهتم بالتوحيد فهو ليس على بصيرة، فهذا من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، أن كثيراً من الدعاة، والجماعات،والجمعيات، لا تُعيرها اهتماماً، لا تعلماً، ولا تعليماً، ولا دعوةً، وإنما يهتمونَ بمخططات يضعونها لأنفسهم، ليست على أساسٍ سليم، فهذه لا تُجدي شيء، وتضيع الجهود كلها، ويبقى الناس على ما هم عليه،
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكذلكمن مظاهر ضعف العقيدة، في عصرناالحاضر، ..
3/عدم التركيز عليها، في المناهج الدراسية، لا يركزون عليها، ويجعلون لها الصدارة، في الوقت، وفي الحصص، وفي الكُتب المفيدة،النافعة، لا يركزون عليها في الغالب، وإنما المناهج محشوة بمواد دنيويه،علوم دنيويه، أو أمور تنسب إلى الدين،من حسن التعامل، وحسن الجوار، والصدق في المعاملات ...... والخ
لكن نصيب العقيدة في المناهج الدراسية إلا من رحم الله نصيبُُ ُ ضعيف، ونصيب الأسد لغيرها، فهذا مما أخر المسلمين،وأنشأ جيل جاهل بالعقيدة، يتخرج من الدراسات العليا،وهو لا يعرف العقيدة المعرفة اللائقة، فكيف يُرجى حينئذ أن العقيدة تنتصر، وتنمو، وهي لا وجود لها في المناهج، وإن وُجد لها ذكر، فهو ذكرُ ُ ضعيف، لا يسمن، ولا يُغني من جوع، ما فيه تفصيل، ما فيه بيان، ما فيه تركيز، وحتى لو وُجد في المناهج حيّزُُ للعقيدة، فالغالب إن الذين يدرسونها لا يهتمون بها، ولا يُفٌهمون الطلاب،وإنما همهم التحدث مع الطلاب،ومدح الإسلام، ومدح الدين، لكن من غير اهتمام بالعقيدة، ولا فهمٍ لها، ولا معرفةِ لها،أو همهم أن ينجح الطالب ولو بالدف على ما قالوا، ولو مع الضعف، همهم إنه ينجح الطالب، وليس همهم في الغالب أن يكون فاهم للعقيدة، فاجتمع عدم التركيزُ عليها في تخطيط المناهج،واجتمع ضَعف المدرسين، أو عدم اهتمامهم بها، وانشغالهم بالأفكار، والأشياء، والثقافات، دون أن يهتموا بالعقيدة، ويلقنوها للطلاب تلقيناً صحيحاً، ويختبروهم فيها،ويعلمونهم الاهتمام بالعقيدة، ويُبٌيُنُونَ لهم أهمية العقيدة، قلٌ هذا في مجتمعات المسلمين،في بلادنا ولله الحمد، المناهج فيها نصيبُ ُكبير للتوحيد، والعقيدة، ولكن نرجوا الله أن يهيئ لها معلمين، ورجال مخلصين، يَفهمون العقيدة، ويُوصلونها إلى الطلاب، فليس المقصود وُجُود الكتب، أو وُجُود الحصص، هذا طيب ...
لكن المقصود وُجُود المدرس، الذي يُفهم الطلاب العقيدة، وُيوضحها لهم، هذا هو المهم.
كذلك من مظاهر ضعف العقيدة،
4/التأثر بما يبثه أعداء الإسلام، وأعداء التوحيد، من تهوين للعقيدة، ورمْيٍ لها بأنها تشدد، يرْمون العقيدة بأنها تشدد، وأنها تكفيرية، وأنها من منابع التطرف، يقولون هذا في الفضائيات، وفي الكتابات، وفي الصحف،والمجلات، بأن العقيدة، و أهل التوحيد، أنهم أهل تطرف، وأهل غُلو، فيتأثر بهم من يسمع هذا الكلام، فيزهد في العقيدة، أو لا يُحب الكلام فيها، لئلا يُتهم بأنه متطرف، وأنه غالي،وأنه تكفيري، وأنه .... الخ
يا عباد الله هذا أمرٌ لا يجوز، فالعقيدة لا مساومة عليها، مهما قال القائلون، ومهما أثار الأعداء من الشُبهْ، ويقولون خلوا عندكم إنسانية، خلوا عندكم محبةً للبشرية، لا تكرهوا الناس كُره الأخر، يتأثر بهذه الأفكار الخبيثةَ من هو ضعيفُ الإدراك، فيزهد في العقيدة، العقيدة عبادة لله عزٌ وجل، العقيدة ولاءُ ُ وبراءَ، ولاء للمؤمنين، وبراء من المشركين،
(يُتْبَعُ)
(/)
العقيدة فارقة بين الحق والباطل،بين الشرك والتوحيد، بين الكفر والإيمان، وإلا إذا ضعُفت العقيدة، وضعُفت مداركها في الناس، حصل الضلال والفساد الكبير في الأرض، بسبب ترك العقيدة، المسلم يتميز بعقيدته، وتوحيده، ولكن مع هذا يكون عنده حكمة، ويكون عنده فقهُ ُ في دين الله، ويكون عنده رغبة في هداية الناس، ودعوتهم إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ليس الغرض من تعلُمنا للعقيدة والتمسك بها أننا نُصبح وحشاً كاسراً، كما يتصورنا الأعداء، وأننا نكفر الناس، وأننا .... الخ.
لكن مهمتنا أننا نحمل العقيدة، حملاً صحيحاً، ونبينها للناس، ونوضحها للناس، بالحكمة، والموعظة الحسنة،والجدال بالتي هي أحسن، نحنُ لا نريد الشر للبشرية، نريد الخير للبشرية، نريد لهم الخير، نريد لهم الإيمان، نريد لهم التوحيد، ونريد لهم النجاة من النار، هذا الذي نريده للبشرية، النصح لعباد الله، لا كما يتصورن أننا نَنْغَلَقْ، وأننا نُبْغِض البشرية، وأننا, وأننا، نحنُ لا نُبْغِضُ إلا من يُبْغِضَهُ الله، ورسوله، نُوالي في الله، ونُعادي في الله، ولكن نبذل جُهدنا، وعلمنا، وإمكانياتنا، في إخراج الناس من الظلماتِ إلى النور، فنحنُ أنفع للبشرية من الذين يُداهنون في دين الله، ويساومون على دين الله، ويريدون بذلك كما يقولون، يريدون التآخي، لبني الإنسان، والإنسانية ......... والخ
الإنسانية الصحيحة هي في عبادة الله سبحانه، هي في اِتباع أوامر الله، هي في ترك ما نهى الله عنه، ليست الإنسانية بالبهيمية، والشهوانية، ليست البهيمية بالشرك بالله عزٌ وجل، ليست الإنسانية بالشرك بالله تعالى،ليست الإنسانية بالبدع، والمحدثات، الإنسانية الصحيحة هي عبادة الله وحده لا شريك له، كما شرع الله لنا على لسان نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، هذه هي البشرية الصحيحة، أما ما عداها فهو البهيمية، ما عداها هو الجاهلية، وإن كانوا يسمونه بالتقدم، والرقي، والحضارة،الحضارة، والرقي، والتقدم، في الإسلام، في دين الإسلام، الذي هو دين الله جٌل وعلا، الذي هو دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، هذا هو الذي فيه الحضارة، والرقي،والتقدم، والخير للبشرية، الله جلٌ وعلا خلق الخلق لعباداته، ما خلقهم ليعبدوا فلانً، وفلانة، وما يهوون، خلقهم لعباداته، وتكفل لهم بالأرزاق، والهداية، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون*ما أُريد منهم من رزق وما أُريد أن يطعمون*أن الله هو الرزاق ذو القوةِ المتين) وهو لا تنفعه عبادة العابد، أو طاعة المُطيع،
ولا تضره معصية العاصي، وشرك المشرك، و أنما هذا يرجع إلى العباد، فالله أمرهم بعباداته، لمصلحتهم هم، وإلا فإن الله غني عنهم.
·*إن تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ *
ولكنه يأمره بعبادته، وطاعته، لمصلحتهم، لصلتهم بالله عزٌ وجل، ليرزقهم،ليعافيهم،ليهديهم، ليدخلهم الجنة، والله يدعوا إلى دار السلام، يدعوكم ليغفر لكم، من ذنوبكم، (أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ)
فهو حينما أمر الخلق بعباداته، إنما أمرهم لمصلحتهم هم، أما لو كفروا جميعاً، فإنهم لن يضروا الله جلٌ وعلا، ولو صلحوا جميعاً، لن ينفعوا الله عزٌ وجل، فهو النافع، الضار، الغني، الكريم سبحانه وتعالى، فكيف نزهد بعقيدةٍ هذا شأنُها،كيف نذهب إلى غير الله،نعبد غير الله، نترك الحي الذي لا يموت،ونعبد الأموات، والرمم البالية في القبور، أين العقول؟ أين المدارك؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لكن كما قال الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"هربوا من الرق الذي خُلقوا، له وبُلوا برق النفسِ والشيطانِ"
فمن لم يكن عبداً لله، صار عبداً للشيطان.
قال تعالى: (وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
كيف تعبدوا عدوكم؟ وان اعبدوني، هذا صراطٌ مستقيم، فمن ترك عبادة الله، اِبْتُلِيَ بعبادة الشيطان، وحينئذ لا يدري أين يذهب؟ ولا أين يصير؟؟
من يُشرك بالله (فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيق)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا مآل الشرك بالله عز ٌوجل، فنحنُ إذا نظرنا إلى المجتمعات البشرية، قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظرنا إلى اجتماع المسلمين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، عرفنا الفرق بين الكفر، والإيمان، وبين الشرك، والتوحيد، فهذه مظاهر سببت ضعف العقيدة في وقتنا، أو اِنعدامها في بعض البلدان، ولا حول ولا قوة إلا بالله
فلا بد من لفتة صادقه من المسلمين، نحو عقيدتهم، في تعلٌمها، في تعليمها، في الدعوةِ إليها، في المحافظة عليها،
ولا تحفظ هذه العقيدة إلا بأمرين:
الأمر الأول:العلم بالعقيدة الصحيحة، وهذا لا يحصل إلا بالتعلم، والدعوة، وكذلك السلطة التي تحمي هذه العقيدة، فإذا توفرا لعلم، والسلطة فإن العقيدةَ تكون في عز، ٍ وأمانٍ، وحماية، أما إذْا لم يكن هناك علم، أو كان هناك علم، وليس هناك سلطة، فإن العقيدة تضعُف، فلا بد لِعز العقيدة، ولابد من أمرين:العلم النافع، والسلطة التي تحمي هذه العقيدة من عبث العابثين، ولهذا لما قام شيخُ الإسلام الإمام محمد ابن عبد الوهاب –رحمه الله- في هذه البلاد، بالدعوة إلى التوحيد، وانضم إليه الإمام محمد بن سعود، بالجهاد في سبيل الله، وحماية الدعوة، أثمرت هذه الدعوة، مما تعيشون الآن في ظله، ونسأل الله، أن يستمر وأن يبقى، وأن ينتشر في البلاد الأخرى، ما قام إلا على أمرين: على العلم، وعلى والسلطة التي تحمي هذه الدعوة، وهذا التوحيد، فلابد من الأمرين، وهذا مما تقوم بهِ العقيدة، ومما يُعالج بهِ ضعف العقيدة، تضافُر العلم مع السلطة، العلم الذي يُوضح الحق من الباطل، والسلطة التي تنفذ الحق،وتقمع الباطل، ونسأل الله سبحانه وتعالى، أن يُعيد لهذه العقيدة عزتها، ومكانتها، وأن يثبتها في قلوبنا، وفي بلادنا، وأن ينشرها في بلاد المسلمين، ولكن هذا لا يحصل بالتمني، و أنما يُحصل بالعمل، أولاً: الاهتمام بالعقيدة تعلماً، وتعليماً، من المصادر الصحيحة، والكتب الصافية المفيدة، وهي موجودة، ومتوفرة، ولله الحمد لكنها في الرفوف، وماذا تغني إذا كانت في الرفوف بدون أن يُنتفع بها، ويُشرح ما فيها، للناس ويوضح.
ثانياً: الدعوة إلى هذه العقيدة، وتبصير الناس، وتعليم الناس هذه العقيدة، أما مجرد أنك تعرف التوحيد، وتعرف العقيدة الصحيحة، وتسكت، فوجودك كعدمه، فلابد لمن منٌ الله عليه، بمعرفة هذه العقيدة، أن يقوم بالواجب، بالتعليم، بالدعوة إلى الله، بنشر العلم،بنشر الخير.
ثالثاً: لما كانت التعليم في وقتنا في الغالب تعليماً نظامياً، فلابد أن يُجعل للعقيدة الصدارة في مناهج التعليم، ولابد أن يُختار لها المدرسون الأكفياء، الناصحون، لابُد وإلا منهج وكتاب، بدون مدرس، لا يُجدي شيئاً لابد أن نطرح الأفكار التي تُضاد هذه العقيدة، وهي تُروج الآن مع الأسف،تُروج الأفكار المضادة لهذه العقيدة، لابد أن نفضحها، لابد أن نطرحها، لابد أن نحذر منها، إذا كُنا نريد أن تبقى هذه العقيدة، وإلا إن لم نقم بهذا، فإن الله جلٌ وعلا يقول: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)
نخشى أن تُسلب هذه النعمة من هذه البلاد، والله لا يُضيع دينه، يُقيض له من يقوم بهِ غيرنا، لك، نُحن الذين نضِيع، وإلا فإن الدين والعقيدة لا تضيع بإذن الله، بل يُهيئ الله لها من يقوم بها، (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) (يأيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوماً يحبوهم ويُحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومةَ لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) فإذا لم نتبه لعقيدتنا، ونتدارك ما دبٌ إليه من الضعف، ونقمع من يريد القضاء عليها، أو التقليل من شأنها، فإنها سَتُسلب، وتُعطى لغيرنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نسأل الله، أن يوفقنا وإياكم جميعاً، لصالح القول، والعمل،أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، والتواصي، بالحق والتواصي بالصبر.
وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله أجمعين ..
جزا الله، معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، خير الجزاء،على ما تفضل بهذهالمحاضرة القيمة، الطيبة،النافعة ..
معالي الشيخ يقول السائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
س/هل هنالك ضوابط أو قواعد للتفريق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر؟ وجزأكم الله خيراَ؟
ج/نعم هناك فوراق كبيره، بين الشرك الأكبر، والشرك الأصغر، وإن كان كُل منهما شر، لكن الشرك الأكبر يخرج من الملة، ويُبطل الإيمان، ويُصبح الإنسان كافراً مشركً، والشرك الأصغر لا يُخرج من الملة، لكنه يُنقص في العقيدة، ويُنقص من الإيمان، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر،لا يتهاون بهِ.
س/أنا مدّرس لمادة التوحيد في الصف السادس الابتدائي ما نصيحتكم لي تجاه الطلاب لكي يثبت العقيدة في نفوسهم؟
ج/كما سمعت يا أخي أولاً: لابد أن تكون على علمٍ بالعقيدة، لابد أن تكون فاهماً للعقيدة، على الوجه الصحيح.
ثانياً: لابد أن تهتم بتوضيحها، وإيصالها إلى الطلاب،بالوجه السليم
ثالثاً: لابد أن تشرح مقرر التوحيد الذي بأيديهم،توضحه لهم، تُبينه لهم ولا تترك منه شيء، تقول هذا غير مهم لأننا مع الأسف نسمع أو قد عايشنا في وقت الطلب، من يُقسم المقرر إلى مهم، وإلى غير مهم، ويُوجه الطلاب إلى مراكز الأسئلة في الامتحان،ويترك بقية الكتاب، ويخرج الطلاب لم يفهموا الكتاب، نُوصي المدرس أن يتقي الله، وإن يشرح الكتاب بِكامله، حسب استطاعته، وإمكانيته، أن يشرحه، ولا يقسمه إلى مهم، وغير مهم، ويُلغي بعض الأشياء، قد يكون الذي ألغيته هو المهم، وقد يكون الذي ألغيته مرتبط ولا يُفهم الذي تهتم به، لا يُفهم إلا بالذي حذفته، لأن العلم مترابط بعضه مع بعض.
س/هذا سائل من الإنترنت من ليبيا يقول ما هي الطريقة الصحيحة للعملية لتقوية العقيدة في قلب المسلم؟
ج/الطريقة الصحيحة أولاً: قوة الإيمان بالله، والتوكل عليه، والاعتصام بهِ، وسؤاله التوفيق، وإخلاص النية لله عُز وجل، في العلم، والعمل، والتعليم.
ثانياً:الأمانة في توصيل المعلومات للطلاب، بأن تُوضح لهم العقيدة الصحيحة، لاسيما إذا كان في أيديهم كتابُ ُ مقرر، لابد أن تعتني بهذا الكتاب، وبشرحه، ولا تقتصر على فََهمك، أو على مجرد قراءة الكتاب، لابُد أن تُراجع الشروح، وكلام أهل العلم، حول مسائل هذا الكتاب، حتى تفهمه وتُفهمه لطلابك.
س/نجد كثيراً ممن يدعون الناس إلى التوحيد في الدول الإسلامية يتفرقون وينقسمون إلى جماعات، وكلهم يدعون إلى التوحيد للأسف مع أن العقيدة تجمع ولا تُفرق؟
ج/ما أظن هذا صحيح، ما أظن أن المتفرقين يدعون إلى التوحيد، لو كانوا يدعون إلى التوحيد ما تفرقوا، لكنهم يدعون إلى أفكار، و إلى مناهج، كلُ ُ له منهج، وكلَ حزبٍ بما لديهم فِرحون، وإلا لو كانوا يدعون إلى التوحيد دعوةً صحيحة لاجتمعوا، ولتألفوا، لأن التوحيد هو الذي ألف بين من قبلنا، وهو يؤلفنا ويؤلف من بعدنا، إنما الجهل بالتوحيد، أو عدم الاهتمام به،هو الذي يفرق الدعاة.
س/ يقول السائل معالي الشيخ إني أُحبكم في الله ما لفرق بين عقيدة المرجئة، والخوارج، وكيف نعرف عقيدة الجماعة الصحيحة؟
ج/عقيدة المرجئة متناقضة، مع عقيدة الخوارج،الخوارج مُتشدِدُون والمرجئة مُتساهِلُون، الخوارج يُكَفْرون بالذنوب التي دون الشرك والمرجئة، يقولون الذنوب لا تضر، ما دون الشرك لا يضر عندهم ولو كانت كبائر، صاحبها مؤمن كامل الإيمان لا تضره المعاصي، والعمل ليس من الإيمان،العمل إنما هو قول، واعتقاد،أو اعتقاد فقط،أو معرفةُ ُ بالقلب فقط،ولو لم يعتقد، لأن المرجئة فِرق كثيرة، لكن المهم إنهم على النقيض من الخوارج، الخوارج متشددون،غالونَ والمرجئة مُتَساهِلُون، وكلا الطائفتين على ضلل.
س/يقول السائل فضيلة الشيخ كيف يمكن الجمع بين قول النبي عليه الصلاة والسلام"ستفترق أمتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة، وأن نجمع كلمة الأمة على قول واحد؟
ج/على فرقة واحده، وهي قوله صلى الله عليه وسلم "كلها في النار إلا واحده قيل من هي يا رسول الله قال: من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي "
ندعوهم إلى هذه الفرقة الناجية، وبذلك يسلمون من النار، يسلمون من الضلال،وهذه الفرقة الناجية ولله الحمد فيها الخير فيها البركة.
س/هل تجوز الصلاة في المساجد التي فيها قبور صلاة صوريةً فقط،وذلك لتأليف قلوب أهل القبور، ثم دعوتهم لترك عبادة القبور، وقد نفعت هذه الطريقة على قول من قام بهذه الطريقة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج/هذه طريقة ضالة، مخالفه لما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة عند القبور، ونهى عن اتخاذ القبور مساجد، ونهى عن البناء على القبور، الذي يصلي عند القبور مخالف لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم،وصلاته غير صحيحة، لأن النهي يقتضي الفساد، فهو صلى صلاةً منهيٍ عنها، ولا تكون صحيحة، وليس هذا هو طريق التأليف، وطريق الدعوة، هذه مداهنة في دين الله لا يجوز، أنت بيٌن لهم أنه لا يجوز البناء على القبور،لا تجوز الصلاة عند القبور، لا يجوز تعظيم القبور تعظيماً يخرج عن الشرع، فإن قبلوا فالحمد لله،وإن لم يقبلوا أنت لا تتنازل عن شيء من الدين، يفرحون هم بهذا لا شافوك طاوعتهم، ومشيت معهم فرحوا بهذا، وأيضا يقولون لو فيه خلاف ما صلى معنا،لو إن هذا ممنوع ما صلى معنا ويحتجون بك أيضا.
س/إذا كان عندي نقصٌ في العقيدة، فكيف أعالج ما كان عندي من نقص وجزأكم الله خيراَ؟
ج/بأمرين: الأمر الأول إصلاح النية، و إحسان القصد، وطلب الحق
والأمر الثاني: تعلم العلم النافع،تعلم العقيدة الصحيحة على أهل الإيمان، وعلى أهل العلم، ما نتعلمها على الجُهٌال، والمُتعالمين، أو تقرأها من الكتب، وتعتمد على فهمك لا، تعلمها على أهل العلم، الراسخين في العلم.
س/هنالك من يقول نحنُ نجمع المسلمين أولاً،ثم ندعوهم إلى التوحيد بعد تجميعهم وتكتِليهم؟
ج/ما يمكن تجمعهم، ولا يُطيعونك تجمعهم وهم على عقائد مختلفة، ما يمكن هذا، هذا تناقض، ما يجتمعون إلا على التوحيد، والعقيدة الصحيحة، فإذا كنت تُريد جمع المسلمين فأجمعهم على العقيدة الصحيحة، التي يؤلِّف الله بها بين قلوبهم.
س/ ما حكم الطواف على القبور، لأجل الدعوة إلى الله، وهل هذه المسألة خلافية؟
ج/هذه سبق الجواب عنها، هذا مثل اللي يقول أنا أصلي عند القبور عشان يتألفوا، أطوف بالقبور عشان يتألفوا، يا سبحان الله أنت تنهى عن الشرك، وعن البدع، وتفعلها من أجل التألف؟ هذا لا يجوز، والتألف ليس بهذه الطريقة التألف بالحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أهي أحسن، لا بموافقتهم، أو مشاركتهم فيما هم عليه من الضلال، والبدع.
س/فضيلة الشيخ وفقكم الله هل تنصحون بإنشاء قنواتٍ العلمية مثل قناة المجد العلمية بالتصدي لأهل البدع كالجفري وغيرهم من الضُلال الذين ينشرون سموهم عبر الفضائيات وهل من كلمة بخصوص التصدي لأهل البدع وجزأكم الله خير؟
ج/نعم هذا أمرٌ ضروري، أن يوجد قناة يتولاها أهل العلم، تشرح فيها العقيدة الصحيحة، ويُبين ما يُضاد العقيدة، من الشرك، والبدع إذا وِجدت قناة بهذا الصفة فهذا عملٌ جليل، وهذا يُضاد القنوات الأخرى، ويسد عليها الطريق ونسأل الله أن يحقق هذا.
س/شيخنا الكريم سمعت عن فرقة الجامية أو الجهمية التي حذرتم منها، وهل هذه الفرقة موجودة الآن، ومن هو الشيخ محمد الجامي؟
ج/محمد الجامي هو أخونا، وزميلنا، تخرج من هذه الجامعة المباركة، وذهب إلى الجامعة الإسلامية، مدرسً في الجامعة الإسلامية، وفي المسجد النبوي، وداعي إلى الله سبحانه وتعالى، وما علِمنا عنه إلا خيراً، وليس هناك جماعة تُسمى بالجامي، وهذا من الافتراء، ومن التشويه هذا ما نعلمه عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله-
لكن لأنه يدعوا إلى التوحيد، وينهي عن البدع، وعن الأفكار المنحرفة، صاروا يُعادونه، ويُلقبونه بهذا اللقب.
س/سماحة الشيخ هناك من يقول لا تضيقوا على الشباب وتحذروهم من قراءة بعض الكتب ككتب دعاةِ الضلالة فإن الشباب يميزون بين الحقِ والباطل،اتركوهم يقرؤون وهم يميزون بين الحق والباطل فهل هذه الحجة صحيحة؟
ج/هذه حجة شيطانيه، يعني نضيع الشباب ونقول لهم اقرؤوا من الكتب ما شئتم التي فيها الضلال، وفيها الإلحاد، لكم الحرية، ولا نضيق عليكم،هذا ما هو بتضييق هذه حماية،هذه من الحماية لهم،ومن النصح لهم، ومن الشفقة عليهم،من التحصين لهم،ومن التربية لهم.
س/معالي الشيخ ما نصيحتكم لمن يُماشي، ويطعن في هذه الدولة المباركة، بل قد يصل بهم الأمر إلى تكفيرها ما نصيحتكم لهذا الشاب؟ وما نصيحتكم للطاعنين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج/نصيحتنا إن كانوا جُهُالاً، ولا يعرفون هذه الدولة، ولا يعرفون ما هي عليه، يُبين لهم، ويُشرح لهم، ما عليه هذه الدولة، ومنهج هذه الدولة، وما قامت عليه، يُبين لهم، لأنهم قد يكون يجهلون هذا، ويسمعون كلاماً من الأعداء ويصدقونه، فلابد من البيان لهم، فإذا بُين لهم ولم يقبلوا فإنه يجب هجرهم، والبعد عنهم، وعدم تمكينهم من مجتمعاتنا
س/يقول السائل ما حكم شراء إقامة، في بلدِ من بلاد الإسلام في المملكة العربية السعودية، بغرض الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، هذا من فرنسا؟
ج/هذه مسألة نظامية، يرجع فيها إلى النظام، والإقامة لها نظام، لا بد من التقيد به والتمشي عليه.
س/يقول لدي معاملة وهي إدخال الكهرباء للمنزل، قد تعطلت المعاملة فترة طويلة، وذكر لي المعقب أن أحد الموظفين لا مانع لديه من إنهاء المعاملة بشرط مبلغٍ وقدره .. وأنا لا مانع لدي فما حكم ذلك؟
ج/هذه رشوة، قد لعن النبي صلى الله عليه وسلم: (الراشي والمرتشي) والرشوة سُحت، ولا يجوز دفعها، ولا أخذها، ولا السعي فيها، وهذا الموظف فوقه موظفون يأخذون على يده، يُرفع بشأنه إلى المسئولين للأخذ على يده، وأمثاله، ولا يُتركون على هذا الأمر، وهذا من إنكار المنكر، ومن النصيحة للمسلمين، أن تُجتث هذه الفكرة، فكرة الرشوة، وأصحاب الرشوة.
س/ هل الاستغاثة بحي قادر، وموجود هل تجوز، وجزأكم الله خيراً؟
ج/نعم لا بأس بذلك، أن تستعين بأخيك الله جلٌ وعلا قال:"وتعانوا على البرِ والتقوى "، وقال صلى الله عليه وسلم: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، والاستعانة بالمخلوق، فيما يقدر عليه في الأمر المباح لا بأس، بذلك قال الله تعالى: عن موسى عليه السلام"استغاثهُ الذي من شيعته بالذي من عدوه"
فالاستغاثة بالمخلوق، فيما يقدر عليه وفي أمرٍ مباح لا بأس بذلك، وهو من التعاون على البرِ والتقوى.
س/يقول السائل هل من أسباب ضعف العقيدة وهو ضعف الإيمان، وهل يوصف بمن عنده عدم اهتمام بالعقيدة، أنه ضعيفُ الإيمان؟
ج/ضعف العقيدة، يحصُل من أحد أمرين: إما من عدم الإيمان، أو ضعف الإيمان في القلب، وإما من الجهل.
الجهل بالعقيدة يُضعٌفه، أو لا تُوجد معه العقيدة الصحيحة، فلا بد من الصدق مع الله،وإخلاص النية ولابد من التعلم الصحيح.
س/معالي الشيخ يقول السائل كيف يمكنني دعوة الكافر وأنا اكرهه في الله،هل أُظهر له الكراهية،أم أُداريه، وما الفرق بين المدارة، والمداهنة وفقكم الله وزادكم من علمه؟؟
ج/تكره الكافر لكفره، وتُحب له الهداية،ما دام إنك تحب له الهداية تدعوه إلى الله،و ما دام إنك تكره لكفره، فلا تُداهنه، وتتنازل عن شيء من الدين، أو من الدعوة إلى الله، من أجل إرضائِه، والمداهنة معناها: التنازل عن شيء من الدين، لأجل إرضاء الناس، أو لأجل نيل دنيا، تُعطى إياهُ ثمن لدينك، وأما المدارة فهي دفع الإكراه، أو دفع الضرر مع التمسك بالدين،تدفع الضرر عنك وحتى يُرخص لك عند الإكراه، أن تتخلص ولو بالكلام الذي من كلام الكفر، لكن تكون عقيدتُك في قلبك عقيدة سليمة، كما حصل لعمار بن ياسر رضي الله عنه، لمّا أخذوه المشركون، وعذبوه، وأبو أن يَطلقوه، إلا أن يسُب محمد صلى الله عليه وسلم فأجابهم إلى ما قالوا، وتكلّم بما طلبوا منه وندم رضي الله عنه وجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرهُ، بما حصل فقال له صلى الله عليه وسلم: "كيف تجدُ قلبك؟ "قال: مطمئنٍ بالإيمان يا رسول الله، قال: "إن عادوا فعُدْ"،وأنزل الله:" مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ" هذه هي المدارة "لَا يَتَّخِذ ِالْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً"هذه هي المدارة، لا تتنازل عن شيئاٍ من دينك، في قلبك، وفي عقيدتك، وأما دفع الشر فتدفعه عنك بما لا يكون نقصاً على حساب دينك.
س/ معالي الشيخ يقول السائل أنا أعمل في المملكة، وفي بلدي بقٌالة أملُكها، يعطيني بعض الناس مبلغاً من المال، والعامل الذي في البقُالة في بلدي يُعطيها قريب هذا الرجل، وأنا أخذ عمولة على ذلك، فما حكم هذا العمل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج/هذا فيه أشكال لأنه صرف، يُعطيك دارهم هنا وتُعطيها بدلها في بلدك وتأخذ عليها عُملة كما ذكرت، إلا فيه إشكال، إن أمكن إنك ترسل الدراهم مع أحدٍ أمين يسلمها لأهلك، هذا هو الطريق السليم، وإذا لم يمكن فبإمكانك أنك تصرف الدراهم هنا، تصرف العملة هنا، بعملة ببلدك وتحولها إلى بلدك.
س/يقول فضيلة الشيخ هل أكون مؤهل للدعوة إلى العقيدة السلفية، إذا حصلت على الامتياز، في دورة مقامة في مكتب الدعوة والإرشاد وجزأكم الله خيراَ؟
ج/لا يحصل هذا إلا بالعلم، إذا عرفت هذا في ذاكرتك، وتصورته تصوراً تاماً،حصل لك العلم في ذلك، أما مجرد الامتياز وأنت لم تفهم الشيء، هذا ما يكفي كم ممن أخذ الامتياز ودرجة الشرف الأولى، وهو ما يفهم وكم ممن أخذ مقبولاً،أو لم ينجح حتى، ولكن عنده معرفة وإدراك،ما هو بالعبرة بالشهادات، العبرة بالإدراك، والمعرفة الحقيقية العلمية.
س/ظهر أحد الدعاة في بعض الصحف، يقول ما من أحد إلا وقع في شيء من الهوى، حتى الأنبياء، فما رأي فضيلتكم في هذه الكلمة؟
ج/إذا كان الأنبياء ما سلموا منه، واتهمهم بالهوى، فما بالك بالبقية هذه من جملة شرهم وصحافتهم، وتناولهم لأمور الدين، عليهم من الله ما يستحقون.
س/سائلة سماحة الشيخ تقول استخدمت حبوب إيقاف الدورة، وارتبكت الدورة عندي، فأصبح الدم الذي في صفة الحيض، ينزل سبعة أيام، أو ثمانية أيام، وبقية الأيام ينزل دماً ليس فيه صفة الحيض، قد يبلغ شهراً كاملاً، فما حكم الصلاة والصيام في ذلك؟
ج/عليك مراجعة الأطباء، فإذا قرروا أن الدم الزائد عن صفات الحيض، أنه ما هو بدم حيض، فلا يكون حيضاً، وإلا على الأقل ما تجاوزين خمسة عشر يوماً، ما زاد على خمسة عشر يوما هذا آخر حد.
س/إذا أردت أن أدعوا غير المسلمين في بلدي، فهل ألجأ إلى محادثتهم والتبسم إليهم، ومناقشتهم، وهذا كله غرضه الدعوة إلى الله، ودخولهم في الإسلام؟
ج/المهم أن يكون عندك علم، وبصيرة، فإذا كان عندك علم، وبصيرة عرفت كيف تدعوا الناس.
س/ورد في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله، عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع بلا مرضٍ، ولا مطر، نرجوا التوضيح والإفادة عن هذا الحديث؟
ج/هذا الحديث من المشكلات، من مشكلات الأحاديث، وهو من المتشابهة والمجمل، والأصل أن الصلوات في مواقيتها، و أنه لا يجوز الجمع إلا للسفر، أو المرض، أو للمطر ثلاثة أعذار، للسفر، للمرض، للمطر بين المغرب والعشاء وماعدا هذا لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع، فهذا من الأحاديث المشكلة، ونرجع إلى الأحاديث الواضحة، وقوله تعالى": إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"- وإلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" صلي الصلاة في وقتها"
س/ ما حكم الدعاء بهذا الدعاء (اللهم أن كنتُ كتبتني في الأشقياء، فأمحوها، واكتبني في السعداء،فإنك تمحوا ما تشاء، وتثبت عندك أم الكتاب)؟
ج/المهم ثبوت هذا الدعاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم،إذا ثبت فإنك تدعوا بهِ، وإذا لم يثبت اتركه، فيحتاج إلى مراجعه.
س/ هذا سائل يقول لم يحلق شعره بعد العمرة فما حكم عمله؟
ج/ما تمت عمرته إلى الآن، يذهب،و يلبس ملابس الإحرام، ويُبادر ثم يقص شعره في أي مكان، وإن كان حصل منه جماع لزوجته، فإنه يفدي في مكة يذبح فدية في مكة، ويوزعها على فقراء الحرم.
س/ هل المرآة تجهر بالصوت في الصلاة الجهرية، حين تصلي لوحدها في البيت أثابكم الله؟
ج/المرآة لا تجهر، الجهر للرجال،ما أعلم أنها تجهر في الصلاة الجهرية، إنما تسر، ولا مانع إنها ترفع صوتها، بقدر ما تُسمع نفسها لا بأس في ذك.
س/فضيلة الشيخ وقفكم الله، يذكُر بعضِ رؤساء التبليغ، أن فضيلتكم قد تراجعتم عن تخطِئتهم، وأنكم تقولون الآن بأنهم على صواب، فهل هذا القول صحيح؟
ج/الكذب ما يعوزهم أبد، الكذب عليٌ، وعلى غيري، ما يعوزهم إذا كانوا صادقين، يجيبون كلامي إما مسجلاً، وإما مكتوباً، فإذا كنت قلت هذا مسجلاً، أو مكتوباً، فأنا استغفر الله وأتوب إليه، أخطأت. أما إذا كان مجرد كذب، وافتراء، هذا ما ينفعهم شيء
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، ما حكم التصوير بكاميرة الفيديو، وماذا نردُ على أنكم أبحتم ذلك، بخروجكم في التلفاز، وبقناة المجد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج/سبحان الله أنا أبحت هذا؟ أما الخروج أنا ما خرجت، لكن هم جاؤوا وحضروا في المسجد، وصوروا المحاضرة، والحاضرين هم الذي فعلوا هذا، وبدون استئذان، وبدون مشورة، أنا ما أبحت هذا ولا رضيت بهِ حتى،هم يصورون ابن باز رحمه الله- وهو ما يرضى بهذا، ويُحذر منه، يجون في الحفلات، والمجالس، ويأخذون صورته، وتظهر في التلفزيون هل هذا معناه أن ابن باز أباح التصوير؟ حاشى وكلا،مات وهو يقول التصوير بجميع أنواعه حرام.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، من يفرق بين الفرقة الناجية، والفرقة المنصورة،أو الطائفة المنصورة، هل تفريقه صحيح؟
ج/هذا ما هو عن علم، هذا عن جهل، ما فيه فرق، ما تكون منصورة إلا إذا كانت ناجية، ولا تكون ناجية إلا كانت منصورة، لكن هذه حذلقة، أظهرها بعض المتحذلقين، ولا أصل لها.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، الأشاعرة هل يُعدون من الفرق الثلاثة والسبعين فرقة الضالة؟
ج/كل من خالف ما عليه، أهل السنة والجماعة، يا أخي عندك ضابط ما يحتاج تسأل، ما خالف مذهب أهل السنة والجماعة فهو من الفرق الضالة، لكن قد يكون ضلاله ضلال شديد، وقد يكون ضلاله خفيف.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله هناك مقولة يرددها بعض الدعاة وهي وحدة الصف لا وحدة الرأي فهل هذا صحيح؟
ج/هذا محال، يستحيل أنه يتحد الصف مع اختلاف الرأي، (ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)؛ النزاع والاختلاف سبب للتفرق (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا) فهذا من المتناقضات، وحدة الصف لا وحدة الرأي هذا تناقُض.
س/أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول رجلٌ يدعوا في المجالس، بقاعدة ويحُثُ الناس عليها، وهي نجتمعُ فيما اتفقنا عليه، ويعذرُ بعضنا فيما اختلفنا فيه، ويدعوا بها في التلفزيون،وفي مجامع الناس، بل أنه يندد بمن خالفها كأمثال فضيلة الشيخ ابن باز –رحمه الله؟
ج/هذه قاعدة الإخوان المسلمين، معروف, الذي قالها هو حسن البنٌا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وهي قاعدة باطله، كيف نجتمع على ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضَ فيما اختلفنا،إذا كنٌا مختلفين في العقيدة يعذر بعضنا بعضَ؟ نجتمع مع الشيعة! ومع القبوريين! ومع الصوفية! يعني اختلفنا فيه على إطلاقه، أي اختلاف نصبر عليه؟ لا هذا ما هو بصحيح، ما نجتمع على خلاف، وهذا من التناقض أيضا، القاعدة هذه متناقضة لأنه ما يمكن الاجتماع مع الاختلاف، أبداً يقول نجتمع ويقول فيما اختلفنا فيها! ما يمكن اجتماع مع اختلاف أبداً، لابد من اتفاق في العقيدة،في المذهب،في السلوك،في المنهج، ما نجتمع وحنا مختلفين أبداً.
س/ أحسن الله إليكم، هذا يقول ما رأيكم فيمن يقول أنني أنصح ولاة الأمر بالتخلي عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، لأنها لا تناسب الدولة في هذا العصر؟
ج/هذا كلام مجنون، الدولة ما قامت إلا هذه الدعوة المباركة، فإذا تركتها ضاعت دولتُها، والدولة إن شاء الله ما تٌصغي لمثل هذا، والواجب أن هذا يُبلغ عنه الجهات المختصة، و أنا قلت لكم أن المدرسين أكثرهم يلقنون الطلاب هذه الأفكار، وهذه الضلالات، ولا يدرسونهم المقررات.
س/أحسن الله إليكم، هذا يقول لقد قرأتُ بأن كتاب الإبانة لابن بطة، بأنه لا يخلو من الأخطاء،فما صحة هذا الكلام؟
ج/والله مشكلة، إن كان إنك في صف ابن بطة و تبي تُخطِّي ابن بطة، وعطاك الله علمٍ غزير تساوي ابن بطة أو تَفْضُل عليه, ودنا نعرفك ونشوفك.
س/أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول نسمع من يقول بأنه لا يُفتي في أحكام الجهاد إلا من كان من المجاهدين،وأن الفتوى في ذلك لا تؤخذ من غيرهم، فما يُقال لهؤلاء؟
ج/أبد لا تطيعونهم لا قالوا الكلام ذا؟ ا العالم يُفتي ويُبين الحق، سواء كان مع المجاهدين، أو ما هو مع المجاهدين،الحق يُبيّنه له، ويُوضحه للناس.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، هل يُعرف من هو أول من قسٌم التوحيد إلى أقسام ثلاثة الربوبية، والإلوهية، والأسماء والصفات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج/يعني عندكم تشكيك في هذا؟ يعني تبون تحذفون أقسام التوحيد كما يقوله بعض الملاحدة في هذا العصر، أقسام التوحيد مأخوذة من القرآن، كل الآيات التي تحدثت عن الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، فهي من توحيد الربوبية، وكل الآيات تتحدث عن العبادة، والشرك، فهي توحيد الإلوهية، وكل الآيات التي تحدثت عن أسماء الله، وصفاته، فهي من توحيد الأسماء، والصفات هذا مأخوذ من القرآن.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله هل الردود على أهل الباطل تُقسي القلوب بأن هناك أُناسٌ يُبعدُوننا عن كتب أهل العلم التي ترد على أهل الباطل؟
ج/عدم الرد عليها هو الذي يُقسّي القلوب، لأنها شُبهات تدخل القلوب، ثم تقسوا، أما الرد عليهم، وبيان الحق، فهذا مما يُلين القلوب، ويردها إلى الحق، فلا تلفتوا لمثل هذه الأقوال الباطلة، الصادرة عن أُناس يريدون أن تُروج الأباطيل، والشُبهات، ولا يُعترض عليها، ولا ترد، ويقولون هذه حرية الرأي،هذا الرأي الأخر،هذا رأيٌ والرأي الأخر يعني صار الدين أراء الدين ما فيه أراء، الدين وحيٌ من الله عزٌ وجل، تنزيلٌ من حكيمٍ حميد، ما وكلنا الله إلى آراءنا، وعقولنا، بل أمرنا بإتباع الكتاب، والسنة والتفقه فيهما، والعمل بهما، ورد ما يُخالفهما من الشُبهات، والأقوال الباطلة، ولولا الرد على أهل الباطل لما انتصر الحق، ولا اتضح الحق للناس، ولكن أقول وما زلتُ أقول، ما يرد على هذه الأمور إلا أهل العلم، أما المتعلم، وطالب العلم، والمتعالم، ما يجوز يرد على هذه الأمور، لأنه ربما يرد بجهل فيكون رده أشر من المردود عليه، لأن الرد إذا لم يكون بعلم صار فساده أكثر منه، فأقول لا يرد عليهم إلا أهل العلم،الراسخون في العلم، اللي يردون بعلم، وحجج، وبراهين، أما اللي ما تمكن من العلم فلا يرد عليه، لأن رده ربما يكون أسوأ من المردود عليه.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، هناك من يقول ويُكرر هذه المقولة، وينشرها، وهي خذ من العلماء الكبار العلم، لكن لا تأخذ منهم المنهج، وفتاواهم في الجماعات، لأنه مُلَبْس عليهم من قبل المحيطين بهم، فما رأيكم في هذا القول وفقكم الله؟
هذا تناقض، العلماء صاروا ما يفهمون المناهج الباطلة، والأقوال الباطلة؟ وأنهم يصدقون الناس، بدون تثبت وبدون ما يأخذون بقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا "هذا تجهيل للعلماء في الحقيقة وهذا تناقض، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، نرى على بعض الإعلانات التي تكون على أغلفة الأشرطة، لبعض الدعاة، رسوم كالأنهار، والزروع،إذا كان الحديث عن الجنة،ويرسمون ظلً يزعمون بهِ محاكاة ظلال الشيطان، إذا كان الكلامُ عن شر، فهل هذه الأفعال جائزة؟
ج/لا هذي ما هي بجائزة، هذي فيها بيان لعلم الغيب، الذي لا يعلمه إلا الله الجنة ما يعلمها إلا الله، والنار ما يعلمها إلا الله، فلا يجوز أنها تصور على ورق النار، أو أنها تصور الجنة،أو الصراط، مثل ما يوزع الآن ورقة أو تُحط في المساجد فيها صورة الجنة، وصورة النار، والصراط،ومدري كيف، هذا لا يجوز أبداً وهذا من الجهل.
س/ يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، في حديث أخرجه الترمذي عن أبي أُمامة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في شأن الخوارج كانوا مسلمين، فصاروا كُفار، الحديث هل القصد أنهم كُفار كفرٌ أكبر، أم كفرٌ أصغر؟
ج/والله هذا يحتاج على وقوف على الحديث، ووقوف على شرحه، من أهل العلم، ولكن الرسول أخبرنا:" أن الخوارج يمرقون من الدين كما يمُرق السهمُ من الرمية"؛ ثم لا يعودون إليه، أخبر عنهم صلى الله عليه وسلم بذلك، والله أعلم،إنما هم ضُلٌال على كل حال، وظلمة، ومسيئون إلى الإسلام، والمسلمين،بلا شك، ومُستحلون لحرمات الله، و كل هذه الآفات فيهم، ويشقون عصا الطاعة، ويُفرقون الجماعة كل هذا من مذهبهم.
للحصول على الشريط بالأسئلة المدونة في المحاضرة اللجوء إلى تسجيلات منهاج السنة النبوية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفريغ/مجموعة آل سهيل الدعوية.
بإشراف/ سهيل بن عمر بن عبدالله بن سهيل الشريف.
ـ[السليماني]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 03:29]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع النافع
وحفظ الله الشيخ العلامة صالح الفوزان(/)
ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 02:21]ـ
قال تعالى: {إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء}؛ فمن لقي الله تعالى على الشرك الأكبر فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وقد ذكر أهل العلم أن الشرك إذا أطلق كان المراد به الشرك الأكبر في الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات. وللعلماء ضوابط مشهورة في أفراد هذا الشرك؛ كضبط شرك الدعوة بدعاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، وضبط شرك المحبة بتعلق المحبة الخاصة بغير الله تعالى وهكذا؛ فكل من لقي الله على هذا الشرك فليس من أهل المغفرة بمقتضى هذا النص المحكم! وهذا الحكم لايختص بالشرك الأكبر بل يعم الكفر الأكبر؛ ككفر التكذيب أو الشك أو الإعراض، ويعم كذلك النفاق الأكبر بمختلف صوره؛ كبغض الإسلام وأهله، والاستهزاء بشيئ من دين الله تعالى أو ثوابه أو عقابه. وإنما خص الشرك بالذكر، لغلبته في الوجود،كما قال ابن حجر. أو يقال: إن الشرك من الألفاظ التي تتنوع دلالتها باعتبار الافراد والاقتران، فإذا أفرد الشرك دخل في مفهومه الكفر الأكبر والنفاق الأكبر، وإذا قرن بشيئ منها كان لكل واحد منها معنى يخصه. وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية في الإيمان الكبير. فينبغي للمسلم الحذر من هذا الخطر؛ فإن من أمن منه فربما وقع فيه وهو لايشعر؛ قال تعالى عن الخليل (ص): {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}؛ فإذا كان إمام الموحدين يخشاه على نفسه فما الظن بغيره! قال إبراهيم التيمي: (ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم)!! وأول طريق لتوقي هذا الخطر الاهتمام الجاد بمعرفة أنواع الشرك والكفر والنفاق؛ فكثير من الناس لايولي هذا الجانب على خطورته كبير اهتمام!
وإذا كان أول الآية محكما لاشك في ذلك، فإن قوله {ويغفر مادون ذلك لمن يشاء} قد اشتبه على كثير من الناس؛ فحمله الخوارج والمعتزلة على صاحب الصغيرة، أو من تاب من الكبيرة! ولاشك في بطلان هذا المسلك؛ لأن الصغائر تكفر باجتناب الكبائر، قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}. وأما التائب فلا فرق في حقه بين الشرك وغيره، قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا}؛ فعمم وأطلق حين أراد التائبين، وهنا خص وعلق؛ خص الشرك بعدم المغفرة، وعلق مادونه على المشيئة، فعلم أن الآية في حق من لقي الله على كبيرة أوما في حكمها، وهي الصغائر مع الإصرار عند كثير من أهل العلم. وقد رفض الشوكاني تنزيل الصغيرة حال الاصرار منزلة الكبيرة؛ لضعف دليل الجمهور على ذلك.
وذهبت المرجئة إلى أنه في حق من لقي الله على كبيرة إلا أنهم جوزوا أن يغفر الله لهم كلهم، أو يعذبهم كلهم! وهذا ليس بصحيح؛ لأن الآية صريحة في وقوع المغفرة لبعض دون بعض! وهذا مقتضى أحاديث الشفاعة المتواترة؛ فإنها صريحة في تعذيب بعض عصاة الموحدين. أما غلاتهم فإنهم يقطعون بالمغفرة للجميع؛ أي أنهم يسقطون وعيد الكبائر جملة!!
أما أهل السنة والجماعة فإنهم وإن حملوا الآية على من لقي الله على كبيرة فإنهم مع ذلك يقطعون بالمغفرة لبعض وإنفاذ الوعيد في بعض إلا أنهم تنازعوا فيمن ينفذ فيه العقاب هل هو معلوم بمقتضى النصوص أو أن النصوص لم تحدد الصنف الذي يعاقب منهم؟ اختار الجمهور الثاني، وردوا أمر أصحاب الكبائر لمحض المشيئة المبنية على الحكمة، فالله وحدة يعلم أهل فضله وأهل عدله. وذهب ابن حزم وابن القيم ومال إلى ذلك ابن تيمية إلى أن هذه الآية مفسرة ومقيدة بنصوص الموازنة؛ فمن رجحت كبائره بحسناته فهو الصنف الذي لابد أن يعاقب , وإن كان مآله بعد ذلك إلى الجنة. وقد عقد ابن القيم في طريق الهجرتين مبحثا خاصا في طبقات المكلفين في الآخرة؛ ثم ذكرهم طبقة طبقة، وأفرد هؤلاء بطبقة أهل المحنة والبلية، يعني بذلك الفئة التي لابد أن تعذب من أصحاب الكبائر!
والظاهر والله أعلم أن آيات الموازنة لايصح أن تكون قيدا في هذه الآية؛ لأنها تجري على طريقة القرآن الغالبة في ذكر السعداء الخلص والأشقياء الخلص دون المخلطين أصحاب الشائبتين؛ قال تعالى {ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون}؛ وهذا الحكم لاينطبق على صاحب الكبيرة بإجماع أهل السنة؛ فإنهم مجمعون على أنه لايخلد في النار أحد من أهل التوحيد. ولهذه الآية نظائر معروفة. ومن أقوى مايشكل على هذا القول إثبات الشفاعة فيمن استحق النار من أهل الكبائر ألا يدخلها إلا أن ابن القيم ذكر في تهذيب معالم السنن أنه لم يظفر على هذا النوع بدليل صحيح أ. هـ أما حديث {شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي}؛ فعام؛ فقد يكون قبل الدخول أو بعده. والذي ينبغي للحريص على دينه الحذر من الكبائر؛ فصاحبها في خطر وأي خطر! والعجيب أنك ترى كثيرا من الناس يأتون الكبائر، ولاينظرون إلا إلى أن أهلها تحت المشيئة، مع غفلة أو تغافل لما ورد في شأن الكبائر من القوارع والزواجر! واختم كلامي بأن الكبيرة هي كل ماورد فيه حد أو وعيد خاص؛ كاللعن، والغضب، والحرمان من الجنة، أو الدخول في النار. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
أين مدخلي يا رسول الله؟
ـ[المعتصم بالله البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 04:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إخواني: "صحيح البخاري-ن - (6/ 2660)
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري. وحدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن بين يديها أمورا عظاما ثم قال (من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا). قال أنس فأكثر الناس البكاء وأكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول (سلوني). فقال أنس فقام إليه رجل فقال أين مدخلي يا رسول الله؟ قال (النار). فقام عبد الله بن حذافة فقال من أبي يا رسول الله؟ قال (أبوك حذافة). قال ثم أكثر أن يقول (سلوني سلوني). فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا. قال فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (أولى والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي فلم أر كاليوم في الخير والشر)
إخواني حصل لي شبهة في الموضع باللون الأحمر: أرجو شرحها وتبيينها لي؟ هل حكم عليه بالنار حقاً؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 05:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ابن حجر رحمه الله في فتح الباري أن هذا الرجل اما أنه منافق أو أنه يختم له بسوء الخاتمة ومنهم من قال أن هذا الرجل عنت النبي (ص) ولم يفعل فعل عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عندما قال رضينا بالله ربا وبمحمد (ص) نبيا فكان تعنته موجبا لدخول النار وقالوا أن هذا كان سبب نزول قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم) والله أعلم.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 05:35]ـ
فقال أنس فقام إليه رجل
فقال أين مدخلي يا رسول الله؟ قال (النار)
أخي .. لم يذكر البخاري شيئاً عن هذه الزيادة؟
ـ[المعتصم بالله البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 06:00]ـ
شكرا لكما ... بارك الله فيكما ...
ـ[المعتصم بالله البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 06:02]ـ
أخي الحبيب رضا: بارك الله فيك لا أدري هل ذكر البخاري شيئاً عن هذه الزيادة أم لا؟ أرجو أن تساعدني وجزيت خيرا
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 06:16]ـ
أخي الحبيب رضا: بارك الله فيك لا أدري هل ذكر البخاري شيئاً عن هذه الزيادة أم لا؟ أرجو أن تساعدني وجزيت خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم ذكره البخاري في:
بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَتَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِيهِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} , بارك الله فيك.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 06:18]ـ
أخي الحبيب رضا: بارك الله فيك لا أدري هل ذكر البخاري شيئاً عن هذه الزيادة أم لا؟ أرجو أن تساعدني وجزيت خيرا
أخي ما أنا إلا طالب علم اعذرني ..
لكن الأخ التميمي نقل لنا شرح الحافظ ابن حجر في الفتح ..
إذاً الحديث رواه البخاري رحمه الله كما هو، فالرجل في النار كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وكما نقل لنا ذلك البخاري في صحيحه، وللسبب الذي ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح، ونقله الشيخ المبارك أبو عبد العزيز التميمي جزاه الله خيرا
شكراً أخي المعتصم بالله
ـ[من أقصى المدينة]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 12:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المعتصم بالله البخاري ـ الأخوة الأكارم
استعراض
1 ـ تقول في سؤالك: إخواني حصل لي شبهة في الموضع باللون الأحمر: أرجو شرحها وتبيينها لي؟ هل حكم عليه بالنار حقاً؟
وتطلب الشرح والتبيين ـ وهل حكم عليه بالنار حقا؟
2 ـ وقد رد أخي أبو عبد العزيز نقلا عن العسقلاني باحتمالات: ـ الرجل قد يختم له بسوء الخاتمة
ـ وقد يكون الرجل متعنتا إذ لم يفعل كما فعل الفاروق عمر رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وقالوا إنهذا كان سبب نزول قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم) والله أعلم.
3 ـ أما أخي رضا فقد أفاد بأن البخاري لم يذكر شيئا عن هذه الزيادة
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
الدراسة
1 ـ بالعودة للبحث عن الحديث وجدناه بالفعل في صحيح البخاري برقم (عالمية) /6750/.
2 ـ وبالبحث عن أطرافه في موسوعة الحديث c.d. ( صخر) ـ وجدنا أطراف الحديث وجامع متنه كالتالي:
1 ـ متن الحديث ومتون أطرافه
أ ـ البخاري /91/: ( ... أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَنْ أَبِي فَقَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا فَسَكَتَ).
ب ـ البخاري /507/: ( ... خَرَجَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ فَلا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا فَأَكْثَرَ النَّاسُ فِي الْبُكَاءِ وَأَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ فَقَالَ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ فَلَمْ أَرَ كَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ)
ج ـ البخاري /4255/: ( ... خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ قَالَ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قَالَ فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ أَبِي قَالَ فُلانٌ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ... )
د ـ البخاري /5885/: ( ... سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ الْمَسْأَلَةَ فَغَضِبَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ بَيَّنْتُهُ لَكُمْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالا فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي فَإِذَا رَجُلٌ كَانَ إِذَا لاحَى الرِّجَالَ يُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا وَرَاءَ الْحَائِطِ وَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِيثِ هَذِهِ الآيَةَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).
هـ ـ البخاري /6005/: ( ... لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
و ـ البخاري /6562/: ( ... سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ فَصَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ بَيَّنْتُ لَكُمْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالا فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي فَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لاحَى يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ أَبِي فَقَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ فَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ هَذِهِ الآيَةِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ... ).
ز ـ البخاري /6750/: ( ... خَرَجَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ فَوَاللَّهِ لا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا قَالَ أَنَسٌ فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي فَقَالَ أَنَسٌ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ النَّارُفَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ قَالَ ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي سَلُونِي فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولا قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ).
ح ـ البخاري /6751/: ( ... قَالَ رَجُلٌ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ فُلانٌ وَنَزَلَتْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ الآيَةَ).
2 ـ جامع متن الحديث
أ ـ مسلم /4351/: ( ... بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِهِ شَيْءٌ فَخَطَبَ فَقَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قَالَ فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ خَنِينٌ قَالَ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا قَالَ فَقَامَ ذَاكَ الرَّجُلُ فَقَالَ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ فُلانٌ فَنَزَلَتْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)
ب ـ مسلم /4352/: ( ... قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ فُلانٌ وَنَزَلَتْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ تَمَامَ الآيَةِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ج ـ مسلم /4353/: ( ... خَرَجَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ فَصَلَّى لَهُمْ صَلاةَ الظُّهْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ قَبْلَهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ فَوَاللَّهِ لا تَسْأَلُونَنِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ فَلَمَّا أَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي بَرَكَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ قَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ مَا سَمِعْتُ بِابْنٍ قَطُّ أَعَقَّ مِنْكَ أَأَمِنْتَ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَدْ قَارَفَتْ بَعْضَ مَا تُقَارِفُ نِسَاءُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَتَفْضَحَهَا عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ وَاللَّهِ لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَدَ لَلَحِقْتُهُ ... ).
د ـ مسلم /4354/: ( ... النَّاسَ سَأَلُوا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ سَلُونِي لا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ بَيَّنْتُهُ لَكُمْ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْقَوْمُ أَرَمُّوا وَرَهِبُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ قَدْ حَضَرَ قَالَ أَنَسٌ فَجَعَلْتُ أَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالا فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي فَأَنْشَأَ رَجُلٌ مِنْ الْمَسْجِدِ كَانَ يُلاحَى فَيُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِنِّي صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَرَأَيْتُهُمَا دُونَ هَذَا الْحَائِطِ ... ).
هـ ـ أحمد /11602/: ( ... لا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِإِلاَّ حَدَّثْتُكُمْ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ فَقَالَتْ أُمُّهُمَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا قَالَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَرِيحَ قَالَ وَكَانَ يُقَالُ فِيهِ قَالَ حُمَيْدٌ وَأَحْسَبُ هَذَا عَنْ أَنَسٍقَالَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضِبِ اللَّهِ وَغَضِبِ رَسُولِهِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
و ـ أحمد /12198/: ( ... خَرَجَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ فَوَاللَّهِ لا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا قَالَ أَنَسٌ فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي قَالَ أَنَسٌ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّارُقَالَ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ قَالَ ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي قَالَ فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولا قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ).
ز ـ أحمد /12324/: ( ... قَالَ لِأَصْحَابِهِ سَلُونِي فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ لِلَّذِي كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ يَا بُنَيَّ لَقَدْ قُمْتَ بِأُمِّكَ مَقَامًا عَظِيمًاقَالَ أَرَدْتُ أَنْ أُبَرِّئَ صَدْرِي مِمَّا كَانَ يُقَالُ وَقَدْ كَانَ يُقَالُ فِيهِ).
3 ـ النتائج ـ من خلال المتون
أ ـ هذه الدراسة لم تطل سوى الكتب التسعة (البخاري, مسلم, الترمذي, النسائي, أبو داود’ ابن ماجة, أحمد, مالك, الدارمي) ـ وهي أكثر الكتب اعتمادا ـ ولا أظن أن دراسة بقية الكتب, فيما لو شملتها هذه الدراسة تؤدي إلى غير هذه النتائج ...
ب ـ لم نجد توحدا في متون كافة النصوص المعروضة ـ حتى في مناسبة الحديث ...
ج ـ العبارة التي سأل عنها الأخ السائل وهي: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّارُ لم نجدها إلاّ في حديثين من أصل أربعة عشر حديثا فما هو السر في ذلك؟ وهو ما نسعى إليه من خلال دراستنا للسند إن شاء الله. حيث سنحدد الرواة الذين فاهوا بهذه العبارة ولم يفه بها غيرهم ـ وندرس تراجمهم وطريقة النقل والتحميل بينهم.
د ـ برز دور أم حذيفة في بعض الأحاديث ـ ومن أشد ما قالته الأم تجاه ابنها حذيفة (مسلم 4353): مَا سَمِعْتُ بِابْنٍ قَطُّ أَعَقَّ مِنْكَ أَأَمِنْتَ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَدْ قَارَفَتْ بَعْضَ مَا تُقَارِفُ نِسَاءُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَتَفْضَحَهَا عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ. ولكن حميدا (أحد الرواة البارزين لم ير ما تلقاه من أستاذه في هذا الشأن قويما مما حدا به أن يذكر في أحمد /11602/ ما يلي: فَقَالَتْ أُمُّهُمَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا قَالَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَرِيحَ قَالَ وَكَانَ يُقَالُ فِيهِ قَالَ حُمَيْدٌ وَأَحْسَبُ هَذَا عَنْ أَنَسٍ ...
كما يبدو لنا أن أبا حذيفة, يمان لم يكن أسود البشرة وذلك لأن حذيفة قال لأمه: ( ... وَاللَّهِ لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَدَ لَلَحِقْتُهُ ... ).
هـ ـ أورد أحد المشاركين نقلا عن أبي الفضل العسقلاني من أن سبب نزول قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم) هو التعنت ... إلا أن الأحاديث ذكرت سبب النزول كان نتيجة لسؤال حذيفة من أبي ...
و ـ لم ترد عبارة (سلوني ما دمت في مقامي) في جميع الأحاديث,
ز ـ عبارة (غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ خَنِينٌ) لم ترد في جميع الأحاديث. ... إلخ
4 ـ النتائج ـ من خلال الأسناد
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ لم نجد سوى طريق واحد للحديث هو طريق أنس بن مالك الذي حمله لخمس تلاميذ (رواة تابعين) هم الزهري، وقتادة وموسى بن أنس بن مالك , وثابت بن أسلم وحميد بن أبي حميد ـ وهؤلاء بدورهم حملوا ما تلقوه من أنس بن مالك إلى رواة من جيل آخر (تبع التابعين) ... وهكذا حتى وصلت إلينا هذه الأحاديث مارة من عصر التناقل إلى عصر التدوين مارة بمفاوز وأزمنة لم يتقيد بعض الرواة فيها بحرفية النص الذي تلقوه من أساتذتهم ... فقد ورد في الدارمي /232/: ( ... خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ثَلاثٌ لا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَالنَّصِيحَةُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ دُعَاءَهُمْ يُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ) ... ويبدو أن التبليغ لم يكن كما قال أنس رضي الله عنه ... ولهذا فقد ظهرت هذه الاختلافات ...
2 ـ وبالتدقيق, لم نجد عبارة فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّارُ سوى في الحديثين: البخاري /6750/ ـ وأحمد /12324/.
3 ـ ننتقل الآن إلى هذين الحديثين وننظر في سند كل منهما لنجد السلسلة التالية:
أنس بن مالك (ت91هـ)
ا
محمد بم مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شعاب الزهري (ت124هـ)
ا (عنعنة)
معمر بن راشد ـ اليمن (ت154هـ)
ا
عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني ـ اليمن (ت211هـ)
ا
أحمد (12198) ـ وأما البخاري فيضاف راو آخر هو محمود بن غيلان
4 ـ الآن لدينا الزهري ـ ليس مجالا للشك, لأنه حمَّل شعيبا ويونس الحديث متحررا من العبارة ـ ناهيك عن قتادة وموسى بن أنس بن مالك , وثابت بن أسلم وحميد بن أبي حميد ـ الذين حملوا تلاميذهم الحديث متحررا من العبارة ...
ولهذا كان لا بد من حصر الاشتباه بمعمر أو بعبد الرزاق أو كلاهما (كثنائي) ـ ولا رابع ... فماذا عنهما؟
ـ معمر بن راشد: ورد في ميزان الاعتدال 6/ 480 [ان له أوهام معروفة: (معمر بن راشد أحد الأعلام الثقات له أوهام معروفة احتملت له في سعة ما أتقن ـ قال أبو حاتم صالح الحديث وما حدث به بالبصرة ففيه أغاليط ... إلخ .. ). وكذا في جامع التحصيل ـ وزاد وكان يتشيع ...
ـ عبد الرزاق بن همام بن نافع (كذاب ومحمد بن عمر الواقدي أصدق منه): إذ ورد ذلك في كتب ضعفاء الرجال، وفيما يلي نختار من ضعفاء العقيلي 3/ 107 نُبذاً نراها تفي الموضوع حقه: ( ... إن قوما من الخراسانية من أصحاب الحديث جاءوا إلى عبد الرزاق بأحاديث للقاضي هشام بن يوسف فتلقطوا أحاديث عن معمر من حديث هشام وأبى ثور قال يحيى وكان أبو ثور هذا ثقة فجاءوا بهذا إلى عبد الرزاق فنظر فيها فقال هذه بعضها سمعتها وبعضها لا أعرفها ولم أسمعها قال فلم يفارقوه حتى قرأها ولم يقل لهم حدثنا ولا أخبرنا قال أبو زكريا أخبرني بهذه القصة أبو جعفر السويدي صاحب لنا
حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت يحيى قال رأيت عبد الرزاق بمكة يحدث فقلت له هذه الأحاديث سمعتها؟ فقال بعضها سمعتها وبعضها عرضا وبعضها ذكره وكل سماع؟؟
قال لي يحيى ما كتبت عن عبد الرزاق حديثا واحدا إلا من كتابه كله؟؟
حدثنا محمد بن أيوب قال سألت محمد بن أبي بكر المقدمي عن حديث لجعفر بن سليمان فقلت روى عنه عبد الرزاق فقال فقدت عبد الرزاق ما أفسد جعفر غيره
حدثنا أحمد بن محمود أبو الحسن الهروي قال حدثنا أبو زرعة الرازي عبيد الله بن عبد الكريم قال حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال ودعت بن عيينة قلت أريد عبد الرزاق قال أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول قال هشام بن يوسف عرض معمر هذه الأحاديث على همام إلا أنه سمع منها نيفا وثلاثين حديثا وسمعت عبد الرزاق يقول سمعنا وعرضنا
حدثني أحمد بن زكير الحضرمي قال حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد البصري قال سمعت مخلد الشعيري يقول كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل عند معاوية فقال لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا محمد بن أحمد بن حماد سمعت محمد بن عثمان الثقفي البصري قال لما قدم العباس بن عبد العظيم من صنعاء من عند عبد الرزاق وكان رحل إليه للحديث أتيناه نسلم عليه فقال لنا ونحن جماعة عنده في البيت ألست قد تجشمت الخروج إلى عبد الرزاق فدخلت إليه وأقمت عنده حتى سمعت منه ما أردت؟؟ ـ والله الذي لا إله إلا هو إن عبد الرزاق كذاب ومحمد بن عمر الواقدي أصدق منه
سمعت على بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه ثم خرق كتبه ولزم محمد بن ثور فقيل له في ذلك فقال كنا ثم عبد الرزاق فحدثنا بحديث معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان الحديث الطويل فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس فجئت أنت تطلب ميراثك من بن أخيك وجاء هذا يطلب ميراث امرأته من أبيها قال عبد الرزاق انظروا إلى الأنوك يقول تطلب أنت ميراثك من بن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها ألا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زيد بن المبارك فقمت فلم أعد إليه ولا أروى عنه حديثا أبدا
حدثنا عبد الله بن أحمد قال سألت أبي قلت عبد الرزاق كان يتشيع ويفرط في التشيعقال فأما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس والأخبار
حدثنا محمد بن أحمد قال سمعت أبا صالح محمد بن إسماعيل الضراري يقول بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن أصحابنا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه فدخلنا من ذلك غم شديد وقلنا قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج فخرجت إلى مكة فلقيت بها يحيى بن معين فقلت له يا أبا زكريا ما نزل بنا من شيء بلغنا عنكم في عبد الرزاق قال ما هو قلت بلغنا أنكم تركتم حديثه ورغبتم عنه قال لي يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه؟؟؟
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال حدثنا عبد الرزاق قال ذكر الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ولوا عليا فهاديا مهديا فقيل لعبد الرزاق سمعت هذا من الثوري قال لا, حدثني يحيى بن العلاء وغيره ـ ثم سألوه مرة ثانية فقال حدثنا النعمان بن أبي شيبة ويحيى بن العلاء عن سفيان الثوري ... ).
5 ـ وحيثما كان الثنائي اليمني (معمر بن راشد ـ عبد الرزاق بن همام) الذيْن لا أنكر على من قال أنهما من الأبناء ... في حديث فانتظر ثم انظر ولا تتسرع وقم بإجراء الأعمال الدرسية والمقارنات البحثية فقد يكون غيرهما أفضل منهما ـ كما في مجموعة الأحاديث التي خلت من عبارة:
فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّارُ
وأخيرا أتقدم بالشكر لأخي المعتصم بالله البخاري لإتاحة الفرصة حتى أقوم بإدلاء الدلو عساه يخرج بالماء القراح
ـ[المعتصم بالله البخاري]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب من أقصى المدينة،، لا أدري بأي الكلمات أشكرك على مساعدتك لي،
حفظك الله وبارك فيك ورزقك الصحة والعافية
دراسة وااافية قيمة أثلجت صدري بها جزاك ربي خيرا
دمتم بخير
(ابتسامة)
ـ[من أقصى المدينة]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 02:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب من أقصى المدينة،، لا أدري بأي الكلمات أشكرك على مساعدتك لي،
حفظك الله وبارك فيك ورزقك الصحة والعافية
دراسة وااافية قيمة أثلجت صدري بها جزاك ربي خيرا
دمتم بخير
(ابتسامة)
أخي المكرم المعتصم بالله
لطالما كان النهج الذي انتهجته علميا,
ولطالما كان على الأخوة الكرام العاملين في الحقل الحديثي
أن يشجعوا أسئلة مثل سؤالك وجوابا مثل جوابي حتى تتم الفائدة ويتم التفاعل من
ناحية أخرى
نرجو أن نبقى إخوة(/)
تفسير الصلاة من الله بأنها الإستجابة و الدليل
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 02:01]ـ
منهم من فسر الصلاة من الله هي الرحمة
و منهم من قال هي الثناء من الله في الملإ الأعلى
لكني وجدت في الحديث القدسي الصحيح تفسيرا هو أفضل بل هو الحق الفاصل في هذه المسألة و الحمد لله
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَابُ الصَّلَاةِ >> بَابُ وُجُوبِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَإِنَّهُ إِذَا لَمْ >>
633 وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ " ثَلَاثًا غَيْرُ تَمَامٍ. فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: " اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ "؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ " قَالَ: سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي بِهِ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَعْقُوبَ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَرِيضٌ فِي بَيْتِهِ. فَسَأَلْتُهُ أَنَا عَنْهُ حَدَّثَنَا قُتيْبةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُريْجٍ، أَخْبَرَنِي العلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّ أَبَا السَّائِبِ، مَوْلَى بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صلَّى صَلَاةً فَلَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ " بِمِثْلِ حَدِيثِ سُفْيَانَ وَفِي حَدِيثِهِمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي " *
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 02:30]ـ
واصل كلامك. بارك الله فيك.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 10:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد؛
لا أدرى ما الشاهد من الحديث؛
وللفائدة:
قال تعالى {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
[البقرة: 157]
يوضح هذه الآية قوله تعالى:
{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43]
بالجمع بين الآيتين يتبين:
أن رحمة الله جل وعلا بالمؤمنين {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} اقتضت أن يصلى عليهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور.
فعطف الرحمة على الصلوات فى آية البقرة من باب عطف العام على الخاص، لأن صلاة الرب على العبد هداية للعبد كما بينت آية الأحزاب، وهذه الهداية التى هى إخراج من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن ظلمات المعاصى إلى نور الطاعة ..... ، من مقتضيات وآثار رحمة الرحيم الغفار، وهذه الرحمة الخاصة قيدها بالمؤمنين الصابرين، فذيل جل وعلا آية الأحزاب بقوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، وبين صفات هؤلاء المؤمنين فى آية البقرة بقوله سبحانه: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
والله أعلم بالصواب.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 02:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة لغة هي الدعاء قال الله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
الصلاة اصطلاحا هي الأفعال والأقوال المخصوصة المفتتحة بالتكبيروالمختتمة بالتسليم امتثالا لأمر الله.
وقد بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هذا المعنى فقال:
وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم معروف، ومنه أن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا2. والصلاة من الله على رسوله ليس معناها كما قال بعض أهل العلم: إن الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدميين الدعاء. فهذا ليس بصحيح، بل إن صلاة الله على المرء ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما قال أبو العالية وتبعه على ذلك المحققون من أهل العلم. ويدل على بطلان القول الأول قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} 3 فعطف الرحمة على الصلوات، والأصل في العطف المغايرة، ولأن الرحمة تكون لكل أحد، ولهذا أجمع العلماء على أنه يجوز أن تقول: فلان رحمه الله، واختلفوا: هل يجوز أن تقول: فلان صلى الله عليه. اه القول المفيد على كتاب التوحيد.
فيكون هناك فرق بين الصلاة كأفعال وبين معنى الصلاة كدعاء في مثل قوله تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) , والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
الى فضيلة الدكتور سلمان العودة
ـ[بذل الخير]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 05:31]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد
فقد طالعنا هذا المقال للشيخ الفاضل (أسئلة مفخخة) وهى والله كذلك.
حيث يقول:
تزخر الدوائر العلمية بالأسئلة التي هي أقرب إلى المغالطة منها إلى الحقيقة؛ لأنها تفترض في ذهن المتلقِّي طريقين لا ثالث لهما: إما اليمين أو اليسار، أحد الاحتمالين صواب لا شكّ فيه، والآخر خطأ لاشكّ فيه.
ولأن كثرة من الناس يميلون إلى السهولة والتبسيط؛ فإنهم يستروحون إلى هذه الافتراضات ويتجادلون حولها، فيتم فرزهم إلى فريقين أحدهما مع، والآخر ضدّ.
وتضيع في لُجّة هذه الخصومات معاني التمحيص والبحث الموضوعي والتفصيل الذي يمكن أن يرفض السؤال من أساسه، أو يقبل السؤال ويضيف إليه، أو يقبله ويفصّل في الإجابة.
منذ البدايات الأولى لطلب العلم والبحث يتلقى الدارسون سؤالاً: هل الإنسان مُسيّر أو مخيّر؟ وكأن الإجابة تنحصر في هذا أو ذاك، أما أن يكون السؤال غير علمي فهذا ما يغفل عنه الكثيرون.
و أما أن يكون الجواب مفصّلاً، بحيث يكون المرء مسيّراً ومخيّراً في الوقت ذاته فهذا يعزب عن أذهان المجيبين أحياناً.
ونظير هذا السؤال التقليدي عن تقديم العقل أو النقل والجدل التاريخي حوله ما بين مُقدِّم للعقل أو النقل.
بينما يمكن رفض السؤال من أساسه؛ لأن العقل والنقل ليسا نظيرين بحيث يمكن المقارنة بينهما، فالعقل آلة ووعاء، بينما النقل نص مقول.
وللعقل مداره وللنقل مداره، ويمكن أن يكون النص إطاراً يحكم حركة العقل في الغيبيات التي لا يملك آلية الوصول إليها.
بينما لا يتصور النص والنقل إلا بوساطة العقل الذي يستقبل ويفهم ويحلّل ويقارن ويربط.
وثمة سؤال ثالث وثيق الصلة، وهو: هل الجهاد هجوم أو دفاع؟ وهذا كثيراً ما حيّر الباحثين ...
بينما يمكن الانفصال من الموضوع كله جملة بنفي أن تكون القسمة ثنائية، وأنّ ثمة خيارين لا ثالث لهما، بل يمكن تفكيك السؤال، وعدم الاستسلام لدلالته في أنه لا يوجد إلا أحد طريقين.
وقد حدّثْتُ بعض أفاضل العلماء في أنه يمكن صياغة مقصد الجهاد بعبارة أخرى، مثل أن يقال: إن الجهاد هو لحماية المشروع الإسلامي.
والحماية تعني بالضرورة الدفاع، ومبدأ الدفاع مسلَّم به لا خلاف عليه بين أهل الإسلام، بل ولا غيرهم؛ فإن جميع الدساتير والقوانين الأرضية تعطي الشعوب الحق في الدفاع عن حريتها، ومقاومة الغزاة.
فهذا قدر ليس عليه اختلاف.
ثم قد يكون من مقتضيات الحماية المبادأة بالهجوم حين تكون احتمالات الحرب مفتوحة، متى اقتضت مصلحة الدولة الإسلامية ذلك، فليس ثمة أحد يمنع من استباق ضربة العدو متى توفرت القدرة والقوة والإمكان.
وهاهي الولايات المتحدة تضرب في مناطق شتى من العالم باسم الاستباق وملاحقة الأعداء في عقر دورهم.
وهاهي "إسرائيل" تسمي جيشها الغاشم (جيش الدفاع) ويضرب في سوريا ولبنان والعراق وغيرها.
ليس هذا يعني تسويغ ما يفعله أولئك، وهم بمعزل عن تسويغنا ولا يشعرون بحاجة إليه؛ لأنهم يملكون القوة ويصنعون القانون ويضعون التعريف للإرهاب الذي يحاربون، والإرهاب الذي يمارسون!
لكن يعني أن نملك إجابة علمية رصينة تصلح للتداول والتعاطي في دوائر البحث والإعلام، وتظل بعيدة عن فرضية أننا نستعد لمحاربة العالم كله متى أمكننا ذلك، مما يجعلنا ندفع ثمناً باهظاً بدون مقابل، أو أننا لا نملك إرادة الممانعة والاستعصاء على الغزو الذي ينتهك دولنا واحدة بعد أخرى.
إن حماية المشروع الإسلامي تعطي مساحة جيدة وواضحة لاحترام العهود والمواثيق والعقود التي أمر الله برعايتها، كما قال سبحانه: " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"، وقال جل جلاله: " وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها".
وتسمح بالانخراط في سِلْم عادل يحفظ للمسلمين استقلالهم وحصانتهم، وليس في خنوع واستسلام ذليل لا تقبله الفطرة فضلاً عن الشريعة.
والحياة ملأى بمثل هذه المغالطات الثنائية التي يقع بسببها اللبس والإيهام لدى كثير من العامة الذين يميلون إلى التعميم ويكرهون التفصيل، بل وبعض الخاصة.
وهي تمهد لدخول غير المتخصصين في المسائل الدقيقة وخوضهم فيها دون إدراك لأبعادها، ومواضع الاتفاق والخلاف منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما كانت المعارك العلمية أو الإعلامية التي تستنزف جهوداً كبيرةً في التاريخ أو الواقع نتاجاً عادياً لمثل هذا التسطيح للقضايا الذي يفضي إلى التصنيف، واستقطاب الناس، وتحويلهم إلى فريقين متخالفين.
وقد أشار الإمام ابن تيمية -رحمه الله- إلى أن أكثر اختلاف الناس هو من هذا الباب.
وأزعم أن العراك الميداني يجني كثيراً على المسائل الشرعية والعلمية فلا يتناولها الناس بهدوء العقل والنظر، بل يأخذونها بحرارة التعاطف والميل، أو ما يُعرف بـ (الهوى)، قال الله تعالى: " إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس".
وأن الخلفيات المسبقة التي يحملها الناس تؤثر كثيراً في حكمهم ونظرتهم، وتحول بينهم وبين الصدق التام والنزاهة والأمانة، من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
ولعل من الكتّاب من (يتعمّد) الخلط والتلبيس؛ لأنه يدري أن في القُرّاء من لا يملك آلية الفرز والتصحيح والتدقيق، وقد يغتر بزخرف القول، وينساق وراءه دون بصيرة، وهذا ظاهر فيمن ينطلق من أدلجة خاصة.
هذه سنة الله في العباد، ولعلها لا تزداد مع الزمن إلا شيوعاً واتساعاً، خاصة وهذا الوقت فُتِح على الناس فيه باب الإعلام الذي يقحمهم في مسائل متنوعة يصعب عليهم إدراك تفصيلاتها ومعاقدها وأصولها وفروعها، فصار من الطبعي أن يتعاطى المجتمعون القول في قضايا سياسية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو شرعية، ويعزّ على كل موجود بينهم أن يلوذ بالصمت، فليكن له موقف مع هذا القول أو ذاك، بينما محكم القرآن يقول: " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً"، ويقول: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".
والحمد لله رب العالمين. انتهى) منقول
قلت (بذل الخير):وخلافنا فى التطبيق العجيب على مسألة الجهاد ليس ضربة استباقية وفقط ومقارنة عجيبة مع أخس الجيوش وأسفلها نية وطوية وأين الخروج لنشر دين الله وتحرير الناس من عبادة الطاغوت ولماذا؟ ولمن نبرر؟ ان كان للمسلمين فلا يحتاجون ,وان كان الى غيرهم فلن يرضوا عنا كما قال ربنا حتى نتبع ملتهم نسأل الله الثبات والله يفصل بيننا وبينهم وقد حكم الله بين نبيه صلى الله عليه وسلم وبينهم بالسيف ونحن على درب الرسول نسيرحتى وان كنا مستضعفين عاجزين حتى عن القيام المرضى بجهاد الدفع فالله سيصلح المهدى فى ليلة"وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ " (60) الروم.
والله نسأل أن يغفر لنا ولاخواننا الذبن سبقونا بالايمان وألايجعل فى قلوبنا غلا للذين أمنوا والله الموفق.
ـ[بذل الخير]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 04:28]ـ
رد لفضيلة الشيخ الدكتور البراك جزاه الله خيرا على هذا الطرح من الدكتور سلمان عفا الله عنا وعنه:
شريعة الجهاد في الإسلام لا تنسخها المواثيق الدولية
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين:
أما بعد؛ فقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن عداوة الكافرين له عز وجل وللمؤمنين، وعن عداوته للكافرين، فقال سبحانه: [من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين] وقال سبحانه: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء] وقال سبحانه: [ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون] وقال تعالى: [ذلك جزاء أعداء الله النار] وقال عز وجل: [وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن].
وأصل هذه العداوة هي عداوة الشيطان للإنسان منذ استكبر عن السجود لآدم، قال تعالى: [وقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك] وقال سبحانه: [ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين]، وقال تعالى: [يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [ألم أعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا] وقال تعالى: [يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير].
(يُتْبَعُ)
(/)
فدلت هذه الآيات على أن كل من كفر بالله وأشرك به وكذب رسله فهو عدو لله ولأنبياء الله وأولياء الله، وصاروا بذلك أولياء للشيطان، ومن حزبه؛ فهم يدعون بدعوته، ويقاتلون في سبيله، قال تعالى في المشركين: [أولئك يدعون إلى النار] وقال عن مؤمن آل فرعون: [ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار] وقال تعالى: [ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء] وقال عز وجل: [ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا] وقال سبحانه: [ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا] وقال تعالى: [ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم].
والواقع من سيرة الكفار مع المسلمين في الحاضر والماضي شاهدٌ لما أخبر الله به وهو أصدق القائلين، فلم يزل اليهود والنصارى والمشركون يحاربون الإسلام ويغزون المسلمين الغزو المسلح أو الغزو الفكري.
ومن ذلك في الماضي ما جرى من اليهود والمشركين مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعده من الحروب ونقض العهود والكيد للإسلام، ثم ما جرى بعد ذلك من حرب النصارى للمسلمين، واستيلائهم على كثير من البلاد الإسلامية وهو ما يعرف بالحروب الصليبية، ثم كان للمسلمين دولة على يد صلاح الدين، فأعز الله المسلمين وأذل الكافرين.
ثم عاد النصارى لاحتلال بلاد المسلمين بما يسمونه هم الاستعمار، واستذلوا المسلمين، وانتهبوا ثروات بلادهم، وعملوا على إبعادهم عن دينهم، وتغريبهم في أخلاقهم، واتخذوا المرأة أهم أداة لتحقيق أهدافهم، وذلك بإخراجها عن بيتها، وتمردها على آداب دينها، مع نشر أوكار الفجور في البلاد الإسلامية من دور السينما وبيوت البغا وحوانيت الخمر، إلى غير ذلك من خططهم في إفساد أخلاق المسلمين، وطمس هويتهم.
ثم رحلوا وما رحلوا، فقد خلَّفوا في أكثر بلدان المسلمين من ينوب عنهم، ويدين بالولاء لهم، وينفذ خططهم، ويتخذهم قدوة في سياسة بلاده، ويخضع لمطالبهم، وتحقيق أطماعهم.
ثم في هذا العصر الحاضر اشتد البلاء على المسلمين من أعدائهم الكفار، وعظمت مصيبة المسلمين بهم، وذلك بسبب المكيدة الكبرى التي صنعوها، وهي هيئة الأمم المتحدة، وقانونها الذي يسمونه الشرعية الدولية، ويخضعون به كل من خرج عليه، وامتنع من تنفيذ بعض مقرراته الطاغوتية، ذلك القانون الذي وضعه رؤوس الكفر، وهم المتحكمون فيه، واستذلوا كل من دخل في ربقة هذا القانون، وكان عضوا في الهيئة، ممن ليس على دينهم، ففرضوا عليهم قراراتهم ومقرراتهم، واتخذوا من ذلك ذريعة إلى التدخل في شؤون سائر الدول الضعيفة، وأنشؤوا منظمات وهيئات تتابع تطبيق تلك القرارات، ومن وقاحتهم أن خصوا حق النقض بالدول الخمس الكبرى، كما يسمونها.
ومن مكرهم الكُبَّار الدعوة إلى التعايش بين جميع الشعوب، ومنع الحروب، وهو ما يسمونه السلام العالمي، وهذا ما يطالبون به غيرهم، وهم أول من ينقضه بالحروب التي يشعلونها في البلاد الإسلامية، وغزوهم بدعوى الإصلاح ورفع الظلم، مع أن من أعظم غاياتهم في قانون السلام العالمي تركَ المسلمين لجهادهم الذي فرضه الله، وجعله ذروة سنام الإسلام، وعنوانا لعز المسلمين.
وإمعانا في هذا المكر أقاموا جمعيات ومؤسسات ومؤتمرات للحوار والصداقة والتقريب بين الإسلام والنصرانية، بل وسائر الأديان، وانخدع بذلك كثير من المسلمين، وأوجب ذلك لهم التراجع وإعادة النظر في عقيدة البراء من المشركين.
ومما تعظم به البلوى أن بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الله قد وقع في هذا التراجع، ودعا إلى التعايش مع الكفار، ونبذ الكراهة والعداوة لهم، وصار يثير الشبهات في وجه من يحذر من الكافرين، ويدعو إلى البراءة منهم ومعاداتهم، ويذكر عداوتهم للمسلمين
ومن أعظم ما يفضح دول الكفر وعلى رأسها أمريكا، ويظهر كذبهم فيما يدَّعونه ويدعون المسلمين إليه من التعايش موقفهم من دولة اليهود، فهم الذين غرسوها شوكة في قلب بلاد المسلمين، وساندوها وأمدوها، وسمحوا لها بامتلاك سلاح نووي، دون دول المنطقة وغيرها من الدول الإسلامية، وهي -أي دولة اليهود- مع ذلك تضرب بقرارات هيئة الأمم عرض الحائط، لعلمها أنها في مأمن، وأن تلك القرارات أشبه بذر الرماد في العيون، كما يقال، للضحك على العرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا على أن قضية فلسطين عربية عند القوميين، وهي عند المسلمين إسلامية.
ومن المخزي ومن الذلة بمكان أن القيادات الفلسطينينة وغيرهم من العرب يعترفون لأمريكا بأنها راعية القضية الفلسطينية، وهي العدو على الحقيقة، والتي لا يهمها إلا دولة اليهود، لذلك لا توافق على أي قرار يدين اليهود، فإما أن تعارضه أو لا تصوت له.
ومن مظاهر هذا الخزي والذلة الترددُ على أمريكا في شأن القضية، ورفع الشكاوى إلى مجلس الأمن عندما يكون من اليهود اعتداء أو توسع في الاحتلال، وما مَثَل من يشكو إلى أمريكا أو مجلس الأمن إلا كمن يشكو جنود الظالم إلى الظالم نفسه، وقُطَّاعَ الطريق إلى رئيسهم.
وأصل هذا الذل والرضا بالتبعية هو إضاعةُ أمر الله، وتركُ تحكيم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحكيمُ القوانين الوضعية، وإقرارُ الشرك والبدع والمنكرات العظيمة في أكثر البلدان الإسلامية، والإقبالُ على اللهو بأنواعه، فلا طمعَ في النصر والعزة مع هذه الحال، فإن الله إنما ضمن العزة والنصر للمؤمنين، قال تعالى: [وكان حقا علينا نصر المؤمنين]، وقال سبحانه: [ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين] وقال عز وجل: [من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعا]، وعلى هذا فلن يخلص المسجد الأقصى من سلطان اليهود إلا قوم قادمون تتوافر فيهم مقومات النصر؛ من الإيمان بالله وتحكيم شرعه وإقامة دينه، فأولئك جند الله، قال تعالى: [ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون].
كما لم يخلصه في الماضي من أيدي النصارى إلا المسلمون بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، في يوم الفتح المبين على المسلمين في سنة (583هـ) بعد اثنتين وتسعين سنة من استيلاء عباد الصليب عليه. ومنذ ذلك التاريخ وقلوب النصارى تغلي بالحقد والعداء للمسلمين فلم يزالوا يكيدون للمسلمين بأنواع الكيد الظاهر والخفي، ثم صارت لهم دولة، فعادوا لاحتلال بلاد المسلمين، وتعاونوا وتقاسموا ما وقع في أيديهم من بلدان المسلمين، وكان من أعظم مكايد الدول النصرانية إقامة دولة اليهود تنفيذا لوعد بلفور، فلم تزل هذه الدولة الملعونة موضع عناية الدول النصرانية وحمايتها.
ومع ما يظهره العرب من الاستنكار لاحتلال اليهود فإن دول الطوق قد أُخذت عليها العهود في حمايتها لليهود.
وبعد؛ فهل بعد بيان الله لعداوة الكافرين للمؤمنين، ثم شهادة الواقع بعداوتهم وعدوانهم في الحاضر والماضي، هل مع هذا يقوم منا من يدعونا إلى التعايش معهم، ونبذ الكراهة الدينية، وعدم التصريح بإطلاق اسم الكفر عليهم، وهم الكافرون حقًّا؟! ومعلوم أن الشرع والعقل يوجبان بغضهم ومعاداتهم لكفرهم وعدوانهم.
وإنا لنبرأ من هذه الدعوة دعوة التعايش مع الكفار، التي تقوم على موالاة الكافرين، وترك بغضهم، ونقول لجميع الكافرين أسوة بإبراهيم عليه السلام: [إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده].
ومما يهدم دعوة التعايش -إضافة إلى ما سبق- التصرفاتُ العدائية المفضوحة من الكفار، ومن آخرها:
1.ما نشرته بعض الصحف الدنماركية من رسوم مشوَّهة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى جميع الناس، وإقرار دولة الدنمارك لهذا التصرف، فلم تتخذ لمعاقبة هذا المجرم الذي لم يحترم مشاعر المسلمين ما يردعه وينفي التواطؤ معه، ولوعُمِل مثل هذه الرسوم لأحد حكام الدول لما أقر على ذلك خشية من قطع العلاقات المؤدية إلى تفويت المصالح.
2.ومما يدل على التضامن بين الكفار على العداء للإسلام والمسلمين ما قامت به المستشارة الألمانية انغيلا ميركل من تكريم الرسام الدنماركي المجرم كورت فيسترغارد، على "التزامه الراسخ بحرية الصحافة والرأي، وشجاعته في الدفاع عن القيم الديموقراطية، على رغم التهديدات بأعمال العنف والموت" كما جاء في موقع العربية الشبكي في29 رمضان 1431هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3.ما دعا إليه الأسقف تيري جونز من كنيسته في فلوريدا في أمريكا من حرق المصحف على الملأ في الذكرى التاسعة للحادي عشر من سبتمبر، وإن أعلن تراجعه تحت ضغط السياسة. فالعداوة للمصحف ومن جاء به ومن يؤمن به متحققة عند الجميع من هذه الأمم الكافرة، ولكن الاختلاف في طريقة التعبير عن هذه العداوة، والجهر بها والإخفاء. وتقدير ما يترتب على مثل هذه العداوة.
وفي أثناء كتابة هذا المقال بلغني كلام للدكتور سلمان بن فهد العودة هداه الله في إحدى القنوات الفضائية، حول الجهاد في الإسلام، ومن المعاني الباطلة التي تضمنها كلامه:
1.ما سماه مصطلح جهاد الدفع والطلب، وأنه مصطلح حادث، وهو يقرر جهاد الدفع، ولكنه لا يقرر جهاد الطلب، الذي هو جهاد الكفار ابتداء، ولا يخفى مناقضة ذلك لمثل قوله تعالى: [فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله» الحديث، وقوله تعالى: [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون]. فهل يستطيع الدكتور أن يدعي أن هذه النصوص في جهاد الدفع؟! ومعلوم أن هذا النوع من الجهاد هو الذي اتخذ منه أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم مطعنا على الإسلام، فصار بعض الجهال أو المصانعين للكفار من المدافعين عن الإسلام يحصرون غاية الجهاد في الإسلام في الدفاع، لأن دفع المعتدي لا ينكره أحد.
2.زعمه أن القتال والحروب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت حين لم تكن هناك اتفاقيات دولية، حيث قال: "الجهاد في عهد النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من المعلوم أنه لم يكن هناك أي اتفاقيات قائمة بين الدول، كانت القصة قائمة على أن القوي يغلب الضعيف ويستولي عليه". ومعنى هذا أنه لا مجال للحروب في هذا العصر مع الاتفاقيات والعهود الدولية، وعبَّر عن ذلك بقوله: "لكن إذا وجد وضع، يعني فيه استقرار، وفيه أمن، وفيه عهود، وفيه مواثيق صحيحة ويحترمها الناس، الإسلام سيكون مؤيدا ومباركا لهذا"، وحقيقة هذا الكلام أن الاتفاقيات الدولية التي وضعها الكفار ضمن قانون هيئة الأمم، وهو يحرم العدوان، زعموا، والجهاد في معيارهم من العدوان، وهذا القائل يزعم أن الإسلام يرحب بما تقضي به هذه الاتفاقيات والمعاهدات، وهذا من الافتراء على الإسلام، فإن هذا الزعم يقتضي تعطيل الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، نزولا على حكم قانون هيئة الأمم، أوَ ليس هذا هو معنى النسخ؟ فإن الإسلام يفرض الجهاد، والاتفاقيات الدولية تحرم الجهاد على المسلمين! سبحانك هذا بهتان عظيم.
3.ومثل هذا قوله في الاسترقاق، وهو من فروع الجهاد في سبيل الله، وهو من حق المجاهدين كالغنائم، وللرقيق أحكام في أكثر أبواب الفقه الإسلامي، وحكم الاسترقاق من الأحكام القطعية، فمن يحرمه فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع، وقانون هيئة الأمم يحرمه، وهذا الداعية يزعم في اعتقاده أن الإسلام يرحب -أي يوافق- على ما يقضي به قانون هيئة الأمم من تحريم الاسترقاق، وهذا اعتقاد خاطئ على الإسلام كسابقه، قال: "إذا وجد حالة مثل ما حصل الآن حالة تحرير الأرقاء وإلغاء هذا المعنى (الاسترقاق) فأنا اعتقد أن الإسلام يرحب بهذا المبدأ ويستجيب له، لأنه يتناسب الروح والقيمة الإيمانية".
فليتق الله من يقول هذا القول، وليراجع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما مضى عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وعليه أن يتوب إلى الله من هذا الأقوال الباطلة التي يفرح بها أعداء الإسلام، ويكبرون قائلها.
وليعلم كل أحد مسلما كان أو كافرا أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة لا يبطله جور جائر، ولا تنسخه الاتفاقيات الدولية، قال تعالى: [إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشبه كلام الدكتور سلمان العودة هداه الله ما فاه به بعض المبهورين المنهزمين نفسيا وفكريا في جريدة الجزيرة في عددها 13900 الصادر في 11/ 11/1431هـ، وهو أن الجهاد الذي شرعه الله للمسلين، وجعله ذروة سنام الإسلام محرم على المسلمين دوليا، ومعنى ذلك أن المواثيق والاتفاقيات الدولية تنسخ أحكام الشريعة الخالدة، ويزعم هذا المهزوم أنه ينبغي للتربويين أن يرسخوا هذا المعنى في نفوس الطلاب إذا كان لا بد من تدريسهم عن الجهاد في الإسلام، وعبارته تشعر بأنه لا داعي لتدريسهم ذلك أصلا، وإليك نص ما قال: "والسؤال الذي بودي أن يجيب عليه التربويون: لماذا لا نشرح لطلابنا في المرحلة المتوسطة والثانوية إذا كان لا بد من أن نحدثهم عن الجهاد أن واقع السلاح، والقوة والضعف، والمواثيق والاتفاقيات الدولية، جعل الأمر يختلف عن ذي قبل؛ فالغزو - مثلاً - أصبح (محرماً) دولياً حسب اتفاقيات الأمم المتحدة"انتهى.
ومن المقررات في الإسلام أن الجهاد باق إلى يوم القيامة، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل.
وهذا الجاهل هداه الله غفل أو تغافل عن أن الذين حرموا الغزو هم أول من نقض المواثيق والاتفاقيات لكن من منطلق لغة القوة.
وبهذه المناسبة ينبغي أن يعلم أن العهود في الإسلام مع الكفار من حيث التوقيت ثلاثة أنواع:
1.عهد مؤقت بمدة، فيجب على المسلمين الوفاء به بإتمامه إلى مدته، قال تعالى: [إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين]، ومن نوع العهد المؤقت ما يعطى للمستأمِن، كالذي قال الله فيه: [وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه]. ويدخل في ذلك الرسل من الكفار، ومن يؤذن له من التجار
2.عهد مطلق لم يقيد بمدة، فهو غير مؤقت ولا مؤبد، فهذا لا يجوز للمسلمين نقضه إلا بعد نبذ العهد إليهم، قال تعالى: [وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين]، وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضي أمدها, أو ينبذ إليهم على سواء» رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه ابن حبان، وقال الترمذي: حسن صحيح.
3. عهد مؤبد لا يجوز للمسلمين نقضه، وهو ما يعطى للكفار في مقابل بذلهم الجزية، قال تعالى: [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأمير الجيش أو السرية: (إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال؛ ادعهم إلى الإسلام، فإن هم أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، فإن أبوا فاسألهم الجزية، فإن أجابوك فاقبل منهم، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم)، وأصحاب هذا العهد هم الذين يقال لهم عند المسلمين: أهل الذمة، والواحد ذمي، فهذا العهد لا ينتقض إلا إذا أخلَّ الكفار بشروطه.
وبهذا يعلم أن العهود بين الدول الإسلامية والكفار في هذا العصر قد وضع شروطها واضع قانون هيئة الأمم، وهي عندهم مؤبدة، فلا تكون جارية على العهود التي جاء بها الإسلام. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبد الرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
في 21 ذي الحجة 1431هـ منقول.
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 06:47]ـ
قرضاوي السعودية القادم ....
والقادم أنكى ....
والحمد لله على الاسلام والسنة
ـ[أبو عبد العزيز بن محمد]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 07:47]ـ
أوصي نفسي وكل إخواني بنشر رد الشيخ البراك فهو رد قوي رصين
ـ[عبد الملك الأردني]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 07:52]ـ
حفظكم الله يا أهل الألوكة كم قلنا لبعضكم عن حال هذا الرجل من قبل ولكن لم تصغوا لنا وقابلتمونا بالإستهزاء
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 01:47]ـ
أسأل الله أن يحفظ الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك، فهو السلفي بحق!
ـ[بصيص أمل]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 09:56]ـ
{ومن الناس من يقول ءامنا بالله فإذا أُوذيَ في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله}
اللهم ثبتنا على الإيمان على التوحيد على الموالاة والمعاداة فيك يا الله ولا تزغ قلوبنا
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 10:20]ـ
يقول العلامة عبدالرحمن البراك:
((وهو يقرر جهاد الدفع، ولكنه لا يقرر جهاد الطلب))
ويقول الشيخ سلمان العودة:
((قد يكون من مقتضيات الحماية المبادأة بالهجوم حين تكون احتمالات الحرب مفتوحة، متى اقتضت مصلحة الدولة الإسلامية ذلك، فليس ثمة أحد يمنع من استباق ضربة العدو متى توفرت القدرة والقوة والإمكان))
الله المستعان وعليه التكلان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 10:44]ـ
جهاد الطلب المقصود به: طلب الأعداء في أراضيهم لفتح ديارهم .. وليس المقصود به بدء الهجوم.
وكذلك جهاد الدفع، المقصود به: الدفاع عن أراضي المسلمين إذا أراد العدو الكافر الاستيلاء عليها، وقد يبدأ المسلمون الهجوم مِن باب الدفاع .. وهذا لا خلاف فيه .. الضلال عند بعض المعاصرين هو في إنكار الأوَّل، وهذا خطر عظيم، لأنَّه في الحقيقة إنكارٌ للفريضة.
وهذا التقسيم أصلاً تقسيمٌ جديد محدث، وعادة الفقهاء أنَّهم يُقسِّمون الجهاد على حسب الحكم، فيقولون: الجهاد فرض كفاية، ويتعيَّن في مواضع .. وهكذا.
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 11:00]ـ
ويقول الشيخ سلمان العودة:
((قد يكون من مقتضيات الحماية المبادأة بالهجوم حين تكون احتمالات الحرب مفتوحة، متى اقتضت مصلحة الدولة الإسلامية ذلك، فليس ثمة أحد يمنع من استباق ضربة العدو متى توفرت القدرة والقوة والإمكان))
نعم، قال سلمان: (مِن مقتضيات الحماية ... )، وهذا لا خلاف فيه بين المسلمين، أنَّ المسلمين قد يبدأون الهجوم في جهاد الدفع .. لكن الشيخ البراك يقصد الجهاد الأوَّل وهو جهاد الطلب، وهو: طلب العدو الكافر في أراضيه لفتحها وإدخال الإسلام فيها ..
أرجو أن تتضح الصورة ويزول الإشكال.
ـ[بذل الخير]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 12:34]ـ
الشكر موصول للأفاضل المكرمين
الباحث المستفيد-أبو عبد العزيز بن محمد-عبد الملك الأردني- صالح الجبرين
بصيص أمل وأبى الفيصل
ولا يتصور أن انكارنا تعدى أو انتقاص من الدكتور عفا الله عنا وعنه وانما هو بيان للحق والله يشهد
والدكتور طرح هذا الفكر عدة مرات وقد بين الفاضل صالح الجبرين شكر الله له أن محل الخلاف
ليس الضربات الاستباقية ولكن الخروج لمبادئة الكفار لنشر دين الله كما فى القولة الخالدة
لربعى بن عامر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الأديان الى سعة الاسلام)
والأمر أن وان لم ننكر علمه وفضله أصبحت له أصول عجيبة فى الاستدلال
لم يسبق اليها وترخص شديد فى كثير من الأمور حتى أضحى منهجا حديثا له وسل أخويه
ورفيقيه الخيرين الفاضلين سفر وناصر العمر جزاهم الله خيرا وانا لنرجوا الله ألا يجعل فى
قلوبنا غلا للذين أمنوا وأن يأخذ بنواصينا اليه مرضى عنا.
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 04:38]ـ
الشكر موصول للأفاضل المكرمين
الباحث المستفيد-أبو عبد العزيز بن محمد-عبد الملك الأردني- صالح الجبرين
بصيص أمل وأبى الفيصل
ولا يتصور أن انكارنا تعدى أو انتقاص من الدكتور عفا الله عنا وعنه وانما هو بيان للحق والله يشهد
والدكتور طرح هذا الفكر عدة مرات وقد بين الفاضل صالح الجبرين شكر الله له أن محل الخلاف
ليس الضربات الاستباقية ولكن الخروج لمبادئة الكفار لنشر دين الله كما فى القولة الخالدة
لربعى بن عامر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الأديان الى سعة الاسلام)
والأمر أن وان لم ننكر علمه وفضله أصبحت له أصول عجيبة فى الاستدلال
لم يسبق اليها وترخص شديد فى كثير من الأمور حتى أضحى منهجا حديثا له وسل أخويه
ورفيقيه الخيرين الفاضلين سفر وناصر العمر جزاهم الله خيرا وانا لنرجوا الله ألا يجعل فى
قلوبنا غلا للذين أمنوا وأن يأخذ بنواصينا اليه مرضى عنا.
أحسنتَ، لافظ فوك .. وجزاك الله خيرًا.
ـ[قاسم الشمري]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 07:28]ـ
يدعو الدكتور العودة إلى عدم الحديث عن القضايا التي قد يتهمنا فيها اليهود والنصارى بالعداوة لهم إذا طرحت تلك القضايا بمفهوم الإسلام, ويدعو إلى الحذق في التعامل مع هؤلاء فيمكن أن ندافع عن أنفسنا إذا أعتدي علينا ,أو أن نضرب عدونا كما يفعل هو بنا من غير أن نقول هذا جهاد يأمرنا به ديننا؛ لأن الأسلام متهم ومحارب فعلينا أن نسير مع التيار الغالب في اصطلاحاته ومفرداته التي أصبحت قانونا لازما للجميع, وبهذا نحقق ما نريد من غير أن نستعدي عدونا علينا, فالدكتور ناصح ومشفق علينا.فهذا نقبل منه تنظيره هذا, أم نقول له إن كلامك بكلام أهل السياسة أشبه منه بكلام أهل العلم, مع إحترمي للدكتور العودة.
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 10:46]ـ
يدعو الدكتور العودة إلى عدم الحديث عن القضايا التي قد يتهمنا فيها اليهود والنصارى بالعداوة لهم إذا طرحت تلك القضايا بمفهوم الإسلام, ويدعو إلى الحذق في التعامل مع هؤلاء فيمكن أن ندافع عن أنفسنا إذا أعتدي علينا ,أو أن نضرب عدونا كما يفعل هو بنا من غير أن نقول هذا جهاد يأمرنا به ديننا؛ لأن الأسلام متهم ومحارب فعلينا أن نسير مع التيار الغالب في اصطلاحاته ومفرداته التي أصبحت قانونا لازما للجميع, وبهذا نحقق ما نريد من غير أن نستعدي عدونا علينا, فالدكتور ناصح ومشفق علينا.فهذا نقبل منه تنظيره هذا, أم نقول له إن كلامك بكلام أهل السياسة أشبه منه بكلام أهل العلم, مع إحترمي للدكتور العودة.
إرضاء اليهود والنصارى؟ التماشي مع قواعدهم؟ يتهمونا بالعداوة؟
سواءً اتهمونا أم لم يتهمونا، ديننا الحنيف لا يُستحيا منه، أمَّا العداوة فدعها تزيد! هذا هو المطلوب والمأمور مِن المسلم .. وكلامك خطير يا أخ وأنصحك أن تراجع نفسك .. فإنه لا يجوز للمسلم أن يُرضي الكفرة على حساب دينه.
وما عُلِّم بالأحمر لا يقوله إلاَّ مَن لم يعرف الإيمان على حقيقته فانتبه هداك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 11:09]ـ
(1) قال ابن تيمية: (فمن كان مِن هذه الأمة مواليًا للكفار: مِن المشركين أو أهل الكتاب، ببعض أنواع الموالاة ونحوها، مثل: إتيانهِ أهلَ الباطل واتِّباعهم في شيء مِن مقالهم وفِعَالهم الباطل، كان له مِن الذم والعِقَاب والنفاق بحسبِ ذلك، وذلك مثل متابعتهم في آرائهم وأعمالهم، كنحو أقوال الصابئة وأفعالهم مِن الفلاسفة ونحوهم، المخالفة للكتاب والسنَّة، ونحو أقوال اليهود والنصارى، وأفعالهم المخالفة للكتاب والسنَّة، ونحو أقوال المجوس والمشركين وأفعالهم المخالفة للكتاب والسنَّة.
ومَن تولى أمواتهم أو أحياءهم بالمحبَّة والتعظيم والموافقة، فهو مِنهم ... ) مجموع الفتاوى (28/ 201).
(2) قال تعالى: {الذين قال لهم الناس إنَّ الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}. وهذه الآية تضمنت معنى التوكل الحقيقي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ثم قال تعالى: {وإذ قالت طائفةٌ منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا}، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عَسْكَرَ بالمسلمين عند سلع، وجعل الخندق بينه وبين العدو، فقالت طائفةٌ منهم: لا مُقامَ لكم هنا، لكثرة العدو، فارجعوا إلى المدينة، وقيل: لا مُقامَ لكم على دين محمد، فارجعوا إلى دين الشرك، وقيل: لا مُقامَ لكم على القتال، فارجعوا إلى الاستئمان والاستجارة بهم.
وهكذا لمَّا قدِم هذا العدو، كان مِن المنافقين مَن قال: ما بقيت الدولة الإسلامية تقوم، فينبغي الدخول في دولة التتار، وقال بعض الخاصة: ما بقيت أرض الشام تُسكن، بل ننتقِلُ عنها، إمَّا إلى الحجاز واليمن، وإمَّا إلى مصر. وقال بعضهم: بل المصلحة الاستسلام لهؤلاء، كما قد استسلمَ لهم أهل العراق، والدخول تحت حكمهم.
فهذه المقالات الثلاثقد قيلَت في هذه النازلة، كما قيلت في تلك. وهكذا قال طائفةٌ مِن المنافقين، والذين في قلوبهم مرض لأهل دمشق خاصَّة والشام عامَّة: لا مُقامَ لكم بهذه الأرض) مجموع الفتاوى (28/ 451).
ـ[بذل الخير]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 07:02]ـ
عدت الى الموضوع فوجدته مدينا للمشاركة المتميزة من الجبرين جزاه الله خيرا ووقع اسمه حبيب الى القلب جعله الله خلفا طيبا لأطيب سلف بن جبرين رحمه الله.
ثم قد اهمتنى فكرة المنهج لفضيلة الدكتور المذكور ووجدت كتابا كنت قرأته من زمن أحسبه نافعا وقد رفع على منتدى الألوكه زاده الله توفيقا والقائمين عليه والمشاركين ألا وهو:
نظرات في كتاب صفة الغرباء ((رد على سلمان العودة)) لد/صلاح الدين مقبول وفقه الله
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30871
وأعجبنى أن الرد من قديم ماكتب الدكتور سلمان على حديثه -لولا بعد التعليقات فى الرد لكان أفيد -عسى أن نفهم سر التحولات المحيرة
التى أحزنتنا والهدف كما قدمنا ليس محاولة للنيل بل للفهم والله المستعان.
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[09 - Dec-2010, صباحاً 12:37]ـ
جزيتَ خيرًا، نسأل الله الهداية جميعًا .. وأضيف كذلك بعض الفوائد ..
(1) قال تعالى: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}. فلنتأمَّل قوله تعالى {بأفواههم}، وهل لهم سبيل إلى ذلك؟ .. {ويأبى الله} ..
قال ابن كثير في تفسيرها:
(يقول تعالى: يريد هؤلاء الكفار من المشركين وأهل الكتاب أن يطفئوا نور الله، أي: ما بعث به رسوله بالهدى ودين الحق، بمجرَّد جدالهم وافترائهم، فمَثَلهم في ذلك كمثل مَن يريد أن يطفئ شُعاعَ الشمس، أو نور القمر بنفخهِ، وهذا لا سبيل إليه، فكذلك ما أرسل الله به رسوله لابدَّ أن يتم ويَظهَر، ولهذا قال تعالى مقابلاً لهم فيما راموه وأرادوه: {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}) أهـ.
(2) يقول ابن حزم رحمه الله:
(ولا غيظَ أغْيَظ على الكفار والمبطلين مِن هتكِ أقوالهم بالحجَّة الصادعة، وقد تهزم العساكر الكبار، والحجة الصحيحة لا تُغلَبُ أبدًا، فهي أدعى إلى الحق، وأنْصَرُ للدين مِن السلاح الشاكي والأعداد الجمَّة، وأفاضل الصحابة الذين لا نظير لهم، إنَّما أسلموا بقيام البراهين على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم، فكانوا أفضل ممَّن أسلم بالغلبة بلا خلافٍ مِن أحدٍ مِن المسلمين، وأوَّل ما أمر الله عزَّ وجل نبيَّه محمد صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الناس بالحجة البالغة بلا قتال، فلما قامت الحجة وعاندوا الحق أطلق الله تعالى السيف حينئذٍ، وقال تعالى: {قل فلله الحجة البالغة}، وقال تعالى: {بل نقذفُ بالحق على الباطلِ فيدمغه فإذا هو زاهق}.
ولا شكَّ في أنَّ هذا إنَّما هو بالحجَّة، لأنَّ السيف مرَّة لنا ومرَّة علينا، وليس كذلك البرهان، بل هو لنا أبدًا، ودامغٌ لقول مخالفينا، ومُزهقٌ له أبدًا) أهـ.
(3) وهناك سؤال يوجه كثيرًا، وإجابته واضحة جدًا:
من يقول مثلاً: علينا أن نبدل قليلاً في مفاهيم الدين لئلا يجد الكفار فيه مطعنًا، فهل هذا يلزم منهُ أن يكون شاكًا في دينه غير جازم .. ؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[09 - Dec-2010, صباحاً 10:29]ـ
لي عودة إن شاء الله
ـ[بذل الخير]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 09:53]ـ
قراءة في رسالة الشيخ "سلمان" "إلى أخي أسامة"
13 - رمضان-1428هـ 24 - سبتمبر-2007
عدد الزوار: 20210
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
أثارت الرسالة المفتوحة التي وجهها الشيخ سلمان العودة والتي اشتهرت بعنوان: "إلى أخي أسامة" العديد من ردود الفعل، والتي تباينت بطبيعة الحال ما بين التأييد المطلق والرفض المطلق مروراً بمنازل أخرى كثيرة بينهما.
وكان من جملة أسباب النقد اللاذع الذي وُجِّه إلى هذه الرسالة أنها رسالة مفتوحة، ومن المفترض -من وجهة نظر أصحاب هذا الاعتراض- أن تكون مناصحات الإسلاميين سراً لا على الملأ، حتى لا يكون ذلك ذريعة للأعداء.
وفي واقع الأمر أن التناصح في مجال الأفكار قد يراد به الأتْباع أكثر مما يراد به القادة، لاسيما وأن معظم النقد المعلن المتبادَل بين الاتجاهات الإسلامية غالباً ما يكون مسبوقاً بنصيحة خاصة كما يُؤَمِّل أصحاب هذا الاعتراض.
وثمة اعتراض آخر يدور حول جهاد القاعدة وجهاد الشيخ أسامة، وبالتالي كان الواجب من وجهة نظر أصحاب هذا الاعتراض شكر الشيخ أسامة ومدحه لا مهاجمته ونقده.
وهذه قد أجاب عنها الشيخ سلمان في ثنايا رسالته ببيان كيف أنكر النبي -صلى الله عليه وسلم- على خالد -رضي الله عنه- مع كونه آنذاك قائد الجيش الذي أرسله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وعلى هذا فهذان الاعتراضان ليسا بالوجيهين الوجاهة المعتبرة.
إلا أن ثمة اعتراضات أخرى لها قدر كبير من الوجاهة:
الأول يتعلق بالموضوعية، والثاني يتعلق بالتوقيت، والثالث بالمنبر الذي ألقيت منه هذه النصيحة.
أما الأول: فغني عن الذكر أنه متى تجاوز الناقد الحد، وحمَّل الأمور فوق ما تحتمل خسر أي فرصة لإصغاء المنصوح إلى نصحه، وأظن أن الشيخ سلمان قد وقع في شيء كبير من هذا حينما حمَّل القاعدة مسئولية كل العداء الذي يناصبه الكفارُ للمسلمين.
قد يكون من المفيد جداً تدارس آثار أحداث 11 سبتمبر على سقوط دولة طالبان، أو دراسة آثارها على الحركات الإسلامية وواقع الجمعيات الخيرية العاملة في الغرب وفي بلاد المسلمين على حد سواء، وكل هذا تطرق إليه خطاب الشيخ سلمان. وأما أن تُحَمَّل أحداث 11 سبتمبر أو غيرها تبعات الغزو الأمريكي للعراق، والشيخ سلمان من أدرى الناس بحرب الخليج الأولى وبالمخطط الأمريكي للسيطرة على بترول المنطقة، والذي مهد له عن طريق إغراء صدام حسين بغزو الكويت، وكان للشيخ سلمان وقتها موقفاً صلباً من قضية استعانة السعودية بالأمريكان بناء على أن هذه الاستعانة، وإن كانت بالنسبة للسعودية مجرد استعانة لرد عدوان صدَّام فهي بالنسبة للأمريكان مخطط جرى الإعداد من سنة كذا وكذا، وتم تدريب الجيوش الأمريكية عليه منذ كذا وكذا من السنوات، هذا الموقف لا يمكن أن ينساه الشيخ سلمان، لأن قد ابتلي بسببه بالسجن خمس سنوات، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته.
وأما الأعجب من تحميل أسامة بن لادن مسئولية ضياع العراق فهي تحميله مسئولية ضياع الشيشان والبوسنة والهرسك، والملاحظ أن هذه الساحات كانت مضرب المثل في الجهاد الشرعي المنضبط الذي لم يكن فيه استعجال الصدام، بل فرض الصدام نفسه.
وتحميل أسامة بن لادن مسئولية هذا الأمر في ثنايا نقده يحمل في طياته إنكار مشروعية الجهاد في هذه الأماكن بالإضافة للعراق، فما الذي كان ينبغي أن يفعل أمام احتلال واضح سافر يأكل الأخضر واليابس، ويخرج الناس من النور إلى الظلمات، هذا بالإضافة إلى أنه لا يعرف للقاعدة دور في بدء الجهاد في الشيشان، وأما دورهم في البوسنة فجاء متأخراً بعدما فعل الصرب من الجرائم ما عجز الأوربيون أنفسهم عن الدفاع عنه، وبمجرد توقيع اتفاق السلام رحلت القاعدة عن البوسنة، فعلى أي شيء يلامون إذن؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما القضية التي كانت تستأهل أن تأخذ نصيباً أكبر من النصيحة وهي نقل الصراع مع القوى الاستعمارية خارج أرض المعارك الحقيقية في بلاد الكفار، وما يترتب على ذلك من تضييق على الدعوة هناك، والأخطر من ذلك محاولة ضرب المصالح الغربية في البلاد الإسلامية مع ما في ذلك من ضرر مباشر على عموم المسلمين، وربما أدى ذلك إلى قتل بعضهم برصاص إخوانهم، والذريعة في ذلك مشهورة (يُبعثون على نياتهم).
هذه القضية كانت تستأهل أن تأخذ حظاً كبيراً من البيان إلا أنها جاءت هي الأخرى في وسط اتهامات بالتكفير والسعي وراء السلطة وعلى أشلاء القتلى، وهي اتهامات لم يوجه الشيخ سلمان مثلها إلى حسن نصر الله رغم أنه أولى بوصف أنه يسعى إلى السلطة بأي ثمن، ورغم أن استفزازه لإسرائيل كان أظهر من استفزاز ابن لادن لأمريكا.
الخلاصة أن نصيحة الشيخ سلمان كان ينقصها بعض الموضوعية لكي تكون أكثر قبولاً لاسيما عند الطرف المنصوح.
غير أن المبالغة وعدم الموضوعية لم تكن هي العائق الوحيد أمام الإصغاء لنصيحة الشيخ سلمان، ولكن عامل التوقيت كان له أثر في ذلك، حيث أن هذا الشهر هو مولد درويشهم الجديد 11 سبتمبر، وبوسعنا نحن أن نوجه النصيحة في غير هذا الوقت على الأقل حتى لا نشارك في بدعة إحياء الموالد.
بالإضافة إلى أن بوش يواجه حرجاً داخلياً بالغاً من جراء فشله في العراق، وهو أمر فيه قدر من المصلحة، لعل الساسة بعده يرتدعون عن استفزاز المسلمين بما فيهم القاعدة، وظهور نقد علني للقاعدة من شخصية في حجم الشيخ سلمان قد يعطي قدراً من المساندة غير المباشرة لبوش، كما أن حالة النشوة التي يعيشها أنصار القاعدة في ظل الشريط الأخير، وفي ظل اعتراف الأمريكان ضمنياً بالهزيمة في العراق.
وأما العائق الثالث فهو المنبر الذي انطلقت منه هذه النصيحة، وهناك جدل قائم في الساحة الإسلامية منذ فترة حول مدى صلاحية قناة MBC الفضائية وأخواتها لكي تكون منبراً دعوياً، بل إن بعض الشيوخ المصريين الذين يظهرون في قناة الناس قد واجهوا قدراً من الحرج لوجود بعض الانحرافات المنهجية في القناة رغم عدم مسئوليتهم عنها بالطبع، ورغم أن انحرافاتها تعد حسنات بالمقارنة بانحرافات قناة MBC الفضائية.
وإذا كان هذا الجدل حول صلاحية الفضائيات غير الإسلامية كساحة للدعوة دائر بين القبول والرفض، فإن استخدام هذه الفضائيات لممارسة النصح الداخلي داخل الصحوة سوف يواجه رفض واستنكار قاطع، وهو ما عبرت عنه الكثير من الرسائل التي وردت إلى الموقع الرسمي للشيخ سلمان "الإسلام اليوم"، وقد تفضلوا بنشرها كما هي في إشارة إلى تفهم القائمين على الموقع وتفهم الشيخ سلمان نفسه لدوافع هؤلاء المستنكرين.
وتبقى قضية في غاية الأهمية تتعلق بهذا النقد الواضح الصريح العلني عبر الفضائيات من الشيخ سلمان لأحد التيارات الإسلامية ذات الشعبية وسط كثير من الشباب المسلم المتحمس.
فمعلوم أن الشيخ سلمان كان أحد أهم رموز التيار الذي عرف إعلامياً باسم "السرورية" -مع الاعتذار لاستخدام هذا المصطلح للتعريف لا للتنابذ-، وهذا التيار كان يتبنى محاولة إيقاف المساجلات الفكرية بين فصائل الصحوة الإسلامية طالما أعلنوا انتماءهم لأهل السنة والجماعة، -مع تحفظنا على مشروعية هذه المحاولة-، وهو ضابط وسع الجميع إلا الخوارج والشيعة برأي الشيخ سلمان سابقاً، وهذه المحاولة حرمت الصحوة الإسلامية من تناصح واجب في كثير من القضايا، ومنها قضية المواجهات المسلحة داخل بلاد المسلمين، فهل يعد هذا النقد الذي لم يسلم من مبالغة إعلاناً لانسحاب الشيخ سلمان من الفكرة، أم أنها رصاصة الرحمة على المشروع بأسره؟.
13 - رمضان-1428هـ 24 - سبتمبر-2007
عدد الزوار: 20210
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
أثارت الرسالة المفتوحة التي وجهها الشيخ سلمان العودة والتي اشتهرت بعنوان:
قراءة في رسالة الشيخ "سلمان" لأخيه "ابن لادن"
13 - رمضان-1428هـ 24 - سبتمبر-2007
عدد الزوار: 20210
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
(يُتْبَعُ)
(/)
أثارت الرسالة المفتوحة التي وجهها الشيخ سلمان العودة والتي اشتهرت بعنوان: "إلى أخي أسامة" العديد من ردود الفعل، والتي تباينت بطبيعة الحال ما بين التأييد المطلق والرفض المطلق مروراً بمنازل أخرى كثيرة بينهما.
وكان من جملة أسباب النقد اللاذع الذي وُجِّه إلى هذه الرسالة أنها رسالة مفتوحة، ومن المفترض -من وجهة نظر أصحاب هذا الاعتراض- أن تكون مناصحات الإسلاميين سراً لا على الملأ، حتى لا يكون ذلك ذريعة للأعداء.
وفي واقع الأمر أن التناصح في مجال الأفكار قد يراد به الأتْباع أكثر مما يراد به القادة، لاسيما وأن معظم النقد المعلن المتبادَل بين الاتجاهات الإسلامية غالباً ما يكون مسبوقاً بنصيحة خاصة كما يُؤَمِّل أصحاب هذا الاعتراض.
وثمة اعتراض آخر يدور حول جهاد القاعدة وجهاد الشيخ أسامة، وبالتالي كان الواجب من وجهة نظر أصحاب هذا الاعتراض شكر الشيخ أسامة ومدحه لا مهاجمته ونقده.
وهذه قد أجاب عنها الشيخ سلمان في ثنايا رسالته ببيان كيف أنكر النبي -صلى الله عليه وسلم- على خالد -رضي الله عنه- مع كونه آنذاك قائد الجيش الذي أرسله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وعلى هذا فهذان الاعتراضان ليسا بالوجيهين الوجاهة المعتبرة.
إلا أن ثمة اعتراضات أخرى لها قدر كبير من الوجاهة:
الأول يتعلق بالموضوعية، والثاني يتعلق بالتوقيت، والثالث بالمنبر الذي ألقيت منه هذه النصيحة.
أما الأول: فغني عن الذكر أنه متى تجاوز الناقد الحد، وحمَّل الأمور فوق ما تحتمل خسر أي فرصة لإصغاء المنصوح إلى نصحه، وأظن أن الشيخ سلمان قد وقع في شيء كبير من هذا حينما حمَّل القاعدة مسئولية كل العداء الذي يناصبه الكفارُ للمسلمين.
قد يكون من المفيد جداً تدارس آثار أحداث 11 سبتمبر على سقوط دولة طالبان، أو دراسة آثارها على الحركات الإسلامية وواقع الجمعيات الخيرية العاملة في الغرب وفي بلاد المسلمين على حد سواء، وكل هذا تطرق إليه خطاب الشيخ سلمان. وأما أن تُحَمَّل أحداث 11 سبتمبر أو غيرها تبعات الغزو الأمريكي للعراق، والشيخ سلمان من أدرى الناس بحرب الخليج الأولى وبالمخطط الأمريكي للسيطرة على بترول المنطقة، والذي مهد له عن طريق إغراء صدام حسين بغزو الكويت، وكان للشيخ سلمان وقتها موقفاً صلباً من قضية استعانة السعودية بالأمريكان بناء على أن هذه الاستعانة، وإن كانت بالنسبة للسعودية مجرد استعانة لرد عدوان صدَّام فهي بالنسبة للأمريكان مخطط جرى الإعداد من سنة كذا وكذا، وتم تدريب الجيوش الأمريكية عليه منذ كذا وكذا من السنوات، هذا الموقف لا يمكن أن ينساه الشيخ سلمان، لأن قد ابتلي بسببه بالسجن خمس سنوات، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته.
وأما الأعجب من تحميل أسامة بن لادن مسئولية ضياع العراق فهي تحميله مسئولية ضياع الشيشان والبوسنة والهرسك، والملاحظ أن هذه الساحات كانت مضرب المثل في الجهاد الشرعي المنضبط الذي لم يكن فيه استعجال الصدام، بل فرض الصدام نفسه.
وتحميل أسامة بن لادن مسئولية هذا الأمر في ثنايا نقده يحمل في طياته إنكار مشروعية الجهاد في هذه الأماكن بالإضافة للعراق، فما الذي كان ينبغي أن يفعل أمام احتلال واضح سافر يأكل الأخضر واليابس، ويخرج الناس من النور إلى الظلمات، هذا بالإضافة إلى أنه لا يعرف للقاعدة دور في بدء الجهاد في الشيشان، وأما دورهم في البوسنة فجاء متأخراً بعدما فعل الصرب من الجرائم ما عجز الأوربيون أنفسهم عن الدفاع عنه، وبمجرد توقيع اتفاق السلام رحلت القاعدة عن البوسنة، فعلى أي شيء يلامون إذن؟؟
وأما القضية التي كانت تستأهل أن تأخذ نصيباً أكبر من النصيحة وهي نقل الصراع مع القوى الاستعمارية خارج أرض المعارك الحقيقية في بلاد الكفار، وما يترتب على ذلك من تضييق على الدعوة هناك، والأخطر من ذلك محاولة ضرب المصالح الغربية في البلاد الإسلامية مع ما في ذلك من ضرر مباشر على عموم المسلمين، وربما أدى ذلك إلى قتل بعضهم برصاص إخوانهم، والذريعة في ذلك مشهورة (يُبعثون على نياتهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه القضية كانت تستأهل أن تأخذ حظاً كبيراً من البيان إلا أنها جاءت هي الأخرى في وسط اتهامات بالتكفير والسعي وراء السلطة وعلى أشلاء القتلى، وهي اتهامات لم يوجه الشيخ سلمان مثلها إلى حسن نصر الله رغم أنه أولى بوصف أنه يسعى إلى السلطة بأي ثمن، ورغم أن استفزازه لإسرائيل كان أظهر من استفزاز ابن لادن لأمريكا.
الخلاصة أن نصيحة الشيخ سلمان كان ينقصها بعض الموضوعية لكي تكون أكثر قبولاً لاسيما عند الطرف المنصوح.
غير أن المبالغة وعدم الموضوعية لم تكن هي العائق الوحيد أمام الإصغاء لنصيحة الشيخ سلمان، ولكن عامل التوقيت كان له أثر في ذلك، حيث أن هذا الشهر هو مولد درويشهم الجديد 11 سبتمبر، وبوسعنا نحن أن نوجه النصيحة في غير هذا الوقت على الأقل حتى لا نشارك في بدعة إحياء الموالد.
بالإضافة إلى أن بوش يواجه حرجاً داخلياً بالغاً من جراء فشله في العراق، وهو أمر فيه قدر من المصلحة، لعل الساسة بعده يرتدعون عن استفزاز المسلمين بما فيهم القاعدة، وظهور نقد علني للقاعدة من شخصية في حجم الشيخ سلمان قد يعطي قدراً من المساندة غير المباشرة لبوش، كما أن حالة النشوة التي يعيشها أنصار القاعدة في ظل الشريط الأخير، وفي ظل اعتراف الأمريكان ضمنياً بالهزيمة في العراق.
وأما العائق الثالث فهو المنبر الذي انطلقت منه هذه النصيحة، وهناك جدل قائم في الساحة الإسلامية منذ فترة حول مدى صلاحية قناة MBC الفضائية وأخواتها لكي تكون منبراً دعوياً، بل إن بعض الشيوخ المصريين الذين يظهرون في قناة الناس قد واجهوا قدراً من الحرج لوجود بعض الانحرافات المنهجية في القناة رغم عدم مسئوليتهم عنها بالطبع، ورغم أن انحرافاتها تعد حسنات بالمقارنة بانحرافات قناة MBC الفضائية.
وإذا كان هذا الجدل حول صلاحية الفضائيات غير الإسلامية كساحة للدعوة دائر بين القبول والرفض، فإن استخدام هذه الفضائيات لممارسة النصح الداخلي داخل الصحوة سوف يواجه رفض واستنكار قاطع، وهو ما عبرت عنه الكثير من الرسائل التي وردت إلى الموقع الرسمي للشيخ سلمان "الإسلام اليوم"، وقد تفضلوا بنشرها كما هي في إشارة إلى تفهم القائمين على الموقع وتفهم الشيخ سلمان نفسه لدوافع هؤلاء المستنكرين.
وتبقى قضية في غاية الأهمية تتعلق بهذا النقد الواضح الصريح العلني عبر الفضائيات من الشيخ سلمان لأحد التيارات الإسلامية ذات الشعبية وسط كثير من الشباب المسلم المتحمس.
فمعلوم أن الشيخ سلمان كان أحد أهم رموز التيار الذي عرف إعلامياً باسم "السرورية" -مع الاعتذار لاستخدام هذا المصطلح للتعريف لا للتنابذ-، وهذا التيار كان يتبنى محاولة إيقاف المساجلات الفكرية بين فصائل الصحوة الإسلامية طالما أعلنوا انتماءهم لأهل السنة والجماعة، -مع تحفظنا على مشروعية هذه المحاولة-، وهو ضابط وسع الجميع إلا الخوارج والشيعة برأي الشيخ سلمان سابقاً، وهذه المحاولة حرمت الصحوة الإسلامية من تناصح واجب في كثير من القضايا، ومنها قضية المواجهات المسلحة داخل بلاد المسلمين، فهل يعد هذا النقد الذي لم يسلم من مبالغة إعلاناً لانسحاب الشيخ سلمان من الفكرة، أم أنها رصاصة الرحمة على المشروع بأسره؟.
العديد من ردود الفعل، والتي تباينت بطبيعة الحال ما بين التأييد المطلق والرفض المطلق مروراً بمنازل أخرى كثيرة بينهما.
وكان من جملة أسباب النقد اللاذع الذي وُجِّه إلى هذه الرسالة أنها رسالة مفتوحة، ومن المفترض -من وجهة نظر أصحاب هذا الاعتراض- أن تكون مناصحات الإسلاميين سراً لا على الملأ، حتى لا يكون ذلك ذريعة للأعداء.
وفي واقع الأمر أن التناصح في مجال الأفكار قد يراد به الأتْباع أكثر مما يراد به القادة، لاسيما وأن معظم النقد المعلن المتبادَل بين الاتجاهات الإسلامية غالباً ما يكون مسبوقاً بنصيحة خاصة كما يُؤَمِّل أصحاب هذا الاعتراض.
وثمة اعتراض آخر يدور حول جهاد القاعدة وجهاد الشيخ أسامة، وبالتالي كان الواجب من وجهة نظر أصحاب هذا الاعتراض شكر الشيخ أسامة ومدحه لا مهاجمته ونقده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه قد أجاب عنها الشيخ سلمان في ثنايا رسالته ببيان كيف أنكر النبي -صلى الله عليه وسلم- على خالد -رضي الله عنه- مع كونه آنذاك قائد الجيش الذي أرسله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وعلى هذا فهذان الاعتراضان ليسا بالوجيهين الوجاهة المعتبرة.
إلا أن ثمة اعتراضات أخرى لها قدر كبير من الوجاهة:
الأول يتعلق بالموضوعية، والثاني يتعلق بالتوقيت، والثالث بالمنبر الذي ألقيت منه هذه النصيحة.
أما الأول: فغني عن الذكر أنه متى تجاوز الناقد الحد، وحمَّل الأمور فوق ما تحتمل خسر أي فرصة لإصغاء المنصوح إلى نصحه، وأظن أن الشيخ سلمان قد وقع في شيء كبير من هذا حينما حمَّل القاعدة مسئولية كل العداء الذي يناصبه الكفارُ للمسلمين.
قد يكون من المفيد جداً تدارس آثار أحداث 11 سبتمبر على سقوط دولة طالبان، أو دراسة آثارها على الحركات الإسلامية وواقع الجمعيات الخيرية العاملة في الغرب وفي بلاد المسلمين على حد سواء، وكل هذا تطرق إليه خطاب الشيخ سلمان. وأما أن تُحَمَّل أحداث 11 سبتمبر أو غيرها تبعات الغزو الأمريكي للعراق، والشيخ سلمان من أدرى الناس بحرب الخليج الأولى وبالمخطط الأمريكي للسيطرة على بترول المنطقة، والذي مهد له عن طريق إغراء صدام حسين بغزو الكويت، وكان للشيخ سلمان وقتها موقفاً صلباً من قضية استعانة السعودية بالأمريكان بناء على أن هذه الاستعانة، وإن كانت بالنسبة للسعودية مجرد استعانة لرد عدوان صدَّام فهي بالنسبة للأمريكان مخطط جرى الإعداد من سنة كذا وكذا، وتم تدريب الجيوش الأمريكية عليه منذ كذا وكذا من السنوات، هذا الموقف لا يمكن أن ينساه الشيخ سلمان، لأن قد ابتلي بسببه بالسجن خمس سنوات، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته.
وأما الأعجب من تحميل أسامة بن لادن مسئولية ضياع العراق فهي تحميله مسئولية ضياع الشيشان والبوسنة والهرسك، والملاحظ أن هذه الساحات كانت مضرب المثل في الجهاد الشرعي المنضبط الذي لم يكن فيه استعجال الصدام، بل فرض الصدام نفسه.
وتحميل أسامة بن لادن مسئولية هذا الأمر في ثنايا نقده يحمل في طياته إنكار مشروعية الجهاد في هذه الأماكن بالإضافة للعراق، فما الذي كان ينبغي أن يفعل أمام احتلال واضح سافر يأكل الأخضر واليابس، ويخرج الناس من النور إلى الظلمات، هذا بالإضافة إلى أنه لا يعرف للقاعدة دور في بدء الجهاد في الشيشان، وأما دورهم في البوسنة فجاء متأخراً بعدما فعل الصرب من الجرائم ما عجز الأوربيون أنفسهم عن الدفاع عنه، وبمجرد توقيع اتفاق السلام رحلت القاعدة عن البوسنة، فعلى أي شيء يلامون إذن؟؟
وأما القضية التي كانت تستأهل أن تأخذ نصيباً أكبر من النصيحة وهي نقل الصراع مع القوى الاستعمارية خارج أرض المعارك الحقيقية في بلاد الكفار، وما يترتب على ذلك من تضييق على الدعوة هناك، والأخطر من ذلك محاولة ضرب المصالح الغربية في البلاد الإسلامية مع ما في ذلك من ضرر مباشر على عموم المسلمين، وربما أدى ذلك إلى قتل بعضهم برصاص إخوانهم، والذريعة في ذلك مشهورة (يُبعثون على نياتهم).
هذه القضية كانت تستأهل أن تأخذ حظاً كبيراً من البيان إلا أنها جاءت هي الأخرى في وسط اتهامات بالتكفير والسعي وراء السلطة وعلى أشلاء القتلى، وهي اتهامات لم يوجه الشيخ سلمان مثلها إلى حسن نصر الله رغم أنه أولى بوصف أنه يسعى إلى السلطة بأي ثمن، ورغم أن استفزازه لإسرائيل كان أظهر من استفزاز ابن لادن لأمريكا.
الخلاصة أن نصيحة الشيخ سلمان كان ينقصها بعض الموضوعية لكي تكون أكثر قبولاً لاسيما عند الطرف المنصوح.
غير أن المبالغة وعدم الموضوعية لم تكن هي العائق الوحيد أمام الإصغاء لنصيحة الشيخ سلمان، ولكن عامل التوقيت كان له أثر في ذلك، حيث أن هذا الشهر هو مولد درويشهم الجديد 11 سبتمبر، وبوسعنا نحن أن نوجه النصيحة في غير هذا الوقت على الأقل حتى لا نشارك في بدعة إحياء الموالد.
(يُتْبَعُ)
(/)
بالإضافة إلى أن بوش يواجه حرجاً داخلياً بالغاً من جراء فشله في العراق، وهو أمر فيه قدر من المصلحة، لعل الساسة بعده يرتدعون عن استفزاز المسلمين بما فيهم القاعدة، وظهور نقد علني للقاعدة من شخصية في حجم الشيخ سلمان قد يعطي قدراً من المساندة غير المباشرة لبوش، كما أن حالة النشوة التي يعيشها أنصار القاعدة في ظل الشريط الأخير، وفي ظل اعتراف الأمريكان ضمنياً بالهزيمة في العراق.
وأما العائق الثالث فهو المنبر الذي انطلقت منه هذه النصيحة، وهناك جدل قائم في الساحة الإسلامية منذ فترة حول مدى صلاحية قناة mbc الفضائية وأخواتها لكي تكون منبراً دعوياً، بل إن بعض الشيوخ المصريين الذين يظهرون في قناة الناس قد واجهوا قدراً من الحرج لوجود بعض الانحرافات المنهجية في القناة رغم عدم مسئوليتهم عنها بالطبع، ورغم أن انحرافاتها تعد حسنات بالمقارنة بانحرافات قناة mbc الفضائية.
وإذا كان هذا الجدل حول صلاحية الفضائيات غير الإسلامية كساحة للدعوة دائر بين القبول والرفض، فإن استخدام هذه الفضائيات لممارسة النصح الداخلي داخل الصحوة سوف يواجه رفض واستنكار قاطع، وهو ما عبرت عنه الكثير من الرسائل التي وردت إلى الموقع الرسمي للشيخ سلمان "الإسلام اليوم"، وقد تفضلوا بنشرها كما هي في إشارة إلى تفهم القائمين على الموقع وتفهم الشيخ سلمان نفسه لدوافع هؤلاء المستنكرين.
وتبقى قضية في غاية الأهمية تتعلق بهذا النقد الواضح الصريح العلني عبر الفضائيات من الشيخ سلمان لأحد التيارات الإسلامية ذات الشعبية وسط كثير من الشباب المسلم المتحمس.
فمعلوم أن الشيخ سلمان كان أحد أهم رموز التيار الذي عرف إعلامياً باسم "السرورية" -مع الاعتذار لاستخدام هذا المصطلح للتعريف لا للتنابذ-، وهذا التيار كان يتبنى محاولة إيقاف المساجلات الفكرية بين فصائل الصحوة الإسلامية طالما أعلنوا انتماءهم لأهل السنة والجماعة، -مع تحفظنا على مشروعية هذه المحاولة-، وهو ضابط وسع الجميع إلا الخوارج والشيعة برأي الشيخ سلمان سابقاً، وهذه المحاولة حرمت الصحوة الإسلامية من تناصح واجب في كثير من القضايا، ومنها قضية المواجهات المسلحة داخل بلاد المسلمين، فهل يعد هذا النقد الذي لم يسلم من مبالغة إعلاناً لانسحاب الشيخ سلمان من الفكرة، أم أنها رصاصة الرحمة على المشروع بأسره؟.منقول
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 12:14]ـ
موقف العودة - في ضوء الأدلة المتظاهرة والتي فشلتُ شخصياً في تأويلها تأويلاً صحيحاً يُبْقي على جهاد الدفع ويلغي جهاد الطلب - موقفٌ انهزامي، مع تقديري لجهوده العظيمة في إفادة الناس والنصح لهم ولا أزكيه على الله.
جهاد الطلب الغاية منه "أن يكون الحكم في الأرض لله"، لا أن "يدخل الناس في دين الله بالإكراه"، ومن لم يلحظ هذا الفرق وقع في مثل ذلك التبرير المرفوض. لذلك ما زال المنافقون وأهل والذمة و المستأمنون يعيشون على دينهم، يصلّون ويشربون خمورهم في ظل حكم الدولة الإسلامية. وجهاد الطلب معلق بالقدرة على ذلك وتهيؤ الظروف له، وهو بعيد اليوم، هذا غاية ما يمكن أن نعلل به تعطل جهاد الطلب. ولا غضاضة ولا حياء ولا خوف من التصريح بهذا، ففي خضم السباق الحضاري المستمر، تود كل حضارة في العالم أن يكون العالم في حكمها وتحت سلطانها ومصطبغاً بثقافتها ولغتها، ولو ملكت القوة الكافية لذلك لما ترددت عن تحقيق هذا لما لها فيه من البقاء والمصالح العظيمة (السياسة الأمريكية خير برهان، وإيران تقدم رجلاً وتؤخر أخرى وتلوّح بعصاها، فلماذا حلال عليهم حرام علينا: مع فارق التشبيه والمقاصد). هذ أمر، والأمر الآخر أن جهاد الطلب يتأكد إذا ما وجد من يصد عن دين الله ويبغيها عوجا، وقد تكرر الجمع بين هذين القيدين في كتاب الله - لمن أراد تتبعه - في سياق الحث القتال.
ـ[بذل الخير]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 03:30]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ عبدالله الشهرى
أحسنت كلمات موفقات أحسبها دقيقة وهذه المشاركة من أوائل ماأحببت أن أراه فى محاولة فهم التحولات الفكريه للدكتور الفاضل
وأضم صوتى للشيخ عبدالله فى شكر مايبذله الشيخ سلمان من جهد وليس الهدف الا محاولة للفهم والله المستعان.
ـ[بذل الخير]ــــــــ[16 - Dec-2010, صباحاً 04:46]ـ
http://www.4shared.com/********/EDVidc8F/_________.html?cau2=403tNull
نظرة عابرة في كتاب افعل ولا حرج من وراء الردود
محاولة جيدة منصفة للفهم.
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 07:14]ـ
اشكر القائمين على المنتدى والساعين لعرض المباحثات العلمية لكن رجاء يا إخواني أن نضع باعتبارنا التفريق في النقد بين كلام محكي صحفي وبين كلام عالم رباني فالأول يجوز للجميع أن يبدي رأيه فيها بعلم أما اذا صدر الكلام من عالم فلا يجوز مصادرته وحاكمته بهالعجلة أو بحكم مسبق عن الشخص لا المقالة أو بنشر رد لم يأخذ اعتبار المقاصد، كما لا يجوز تشجيع كل مشارك بأن يناقش ويحاكم كلام وفتاوى أهل العلم فإن تقييم العلم والفتوى لا تكون إلا لأهل العلم فقط، وما دونهم فيجب عليه أن يسأل عما أشكل عليه ويستفهم فيما غمض فهمه عليه، فأرجوا يا اخواني المشاركين إعادة النظر فيما تنتقدون فإن الكلام في العلم ثقيل وعظيم خطره كيف اذا انضم اليه تقليل من حملته وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن المطروشى الاثرى]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 08:14]ـ
بارك الله فيك ونفع بعلمك
لكن لو بينت وما قصدت بذلك حفظك الله
قد يكون الشخص ملما بعلم او بفقه وقد يبين وجهة ننظر بارك الله فيكم وليس بالضرورة ان يكون مفتيا اما بسب فهم قاصر او بتفسير ناقص
حفظ الله علمائنا ورحم الله ائمتنا ومشائخنا(/)
هل التصنيف ضرورة؟
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 08:17]ـ
قد أستطيع التنصل من الانتماء السياسي أو الحزبي؛ بدعوى حرية الفكر والرأي والديمقراطية وغير ذلك
لكن، هل أستطيع التنصل من التصنيف المذهبي؟
حينما
*يتمعر وجهي إذا ذكرت عائشة - فضلا عن عمرو و معاوية - فهل أبقى سلفيا؟
* أسيء الأدب مع الصحابة، وأخطئهم - فهم بشر مثلنا - وأرفض مقولة "كلهم في الجنة" هل أبقى؟
*أناقش تفضيل علي على الشيخين، فأقول: هذي مسألة سائغ فيها الخلاف
ولن يسألنا الله عنها، هل أبقى؟
ومثلها القول بخلق القرآن، وما على أحمد بن حنبل لو سايس وهادن؟
* أنكر عذاب القبر، وسؤال "أين الله" وأجيز "يا محمد" أما " يا علي، فهو شرك" هل أبقى؟
*أصلي في مسجد بني أصلا على قبر، وكان القبر قبله .. هل أبقى؟
فإن كان كل ما سبق لا يخرجني من السلفية
فأخبروني بربكم
متى أخرج؟
ـ[رشاد السيروان]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 10:50]ـ
السلام عليكم
أرى أنك أحسنت بعنونة الموضوع ب ((هل التصنيف ضرورة))
والجواب والله أعلم أنه:
ضرورة.
1 - من الثابت أن الله تعالى صنف المؤمنين وبين تفاوتهم بقدر إيمانهم والعمل هنا جزء من الإيمان لا يتجزأ.
2 - رفض التصنيف والتنصل منه طريقة أهل الباطل للتنصل مستقبلاً مما يمليه انتماؤهم لتصنيف ما.
3 - الانتماء إلى الصحابة الكرام وعلى الأخص جدنا وسيدنا علي كرم الله وجهه يفرض حبا جارفاً لجميع الصحابة وحنواً بالغاً عليهم باعتبارهم إما إخوة كباراً له كالشيخين وذي النورين أو إخوة ورعية كبقية الصحابة.
4 - إن الإنسان يعلو قدره بانتمائه، والانتماء إلى الرعيل الأول الذي رضي عنه رسول الله - أي إلى منهجهم بقبول الوحي اعتقاداً عقلياً وقلبياً والعمل بما أمر به الله ورسوله مع اعتقاد معصومية هذه الأوامر - هو أعلى الانتماءات.
5 - يفرض منهج التلقي عن أولئك أن يتضافر كل من معرفة الحق مع الرحمة بالمخالف، وسيدنا علي لم يستبح بيضة الخوارج عليه إلا بعد أن استباحوا دماء ومال المسلمين، وقتلوا عبد الله بن خباب رضي الله عنهما.
6 - لا بد من أن نصنف أنفسنا ونصنف من أمامنا لنحسن الفعل ورد الفعل بعد حسن الرؤية.
أما الظواهر التي تفضلت بها فإنها فرع عن سوء تصور واعتقاد لما ثبت في الدين بالضرورة أي يكفر جاحده، ولما أمر به الله ورسوله من حسن ظن بصحابة الرسول ولما أمر به الله ورسوله من جهاد وثبات وعد كذب ولف ودوران يضيع الإنسان ويضيع من يلوذ به ويسمع لكلامه.
ودونك التاريخ المعاصر فالمهادنة التي أبداها الكثير من أدعياء العلم لما يخالف منهج الله إذا بها تنقلب دماراً للبيئات الإسلامية التقليدية، وتدخلها في مرحلة جديدة من التغرب. حتى صار من يدعو للصواب شاذا مكروهاً لدى فئات عريضة أصاخت السمع لأولئك.
وما ذكرته من أمور تضرب على جذر الاعتقاد أي توحيد الله تعالى ونبذ ما يخالفه من أعمال ثبت لعنها على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، كإقامة المساجد على القبور الذي رواه الإمام مالك في موطئه، فهو فرع لسوء الاعتقاد المذكور.
ولك الشكر على اهتمامك ودقة نظرك إذ التصنيف يعني تحمل الإنسان ومساءلته عما صنف نفسه فيه، وتحميله الآخرين ومساءلته لهم عما صنفوا أنفسهم بقالهم أو حالهم فيه.
والحمد لله وهو المستعان
ـ[نادرعبدالعظيم سيد محمد]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 10:06]ـ
شكرا لك(/)
هل يشترط الاعتقاد في كفر من يظاهر الكفار والمشركين على أهل الإسلام؟؟
ـ[أبومعاذ الكناني]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 02:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأجلاء
لدي سؤال ..
هل يشترط الاعتقاد في كفر من يظاهر الكفار والمشركين على أهل الإسلام؟؟
وفقكم الله
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 02:23]ـ
الحكم يكون على الظاهر وكونه اعتقد او لم يعتقد امره الى الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 06:24]ـ
مظاهرة الكفار على أهل الإسلام كفرٌ .. وعند تنزيل الأحكام على الوقائع يقع النظر والخلاف
فلابد من اعتقاد أن المظاهرة شعبة كفرية سواء كانت بالمال أو بغيره , أما الحكم على الأعيان فلابد فيه من مراعاة انطباق الشروط وانتفاء الموانع, إلا ان تكون المظاهرة ظاهرة في تمحضها عملاً كفرياً بائناً لا عذر فيه لصاحبه, كأن يعاون اليهود على استئصال شأفة قوم مسلمين فيمدهم بأسباب ظهور الكفار عليم وهو يعلم أنهم مسلون .. وسؤالك فرع عن مسألة:من لم يكفر الكافر فهو كافر وهذه القاعدة صحيحة في الجملة وإنما يقع الخلاف في التفصيل والتنزيل
وتحياتي لأخي الحبيب أبي قتادة .. فإني أحبك في الله تعالى
ـ[محمد أبومعاذ البخاري]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 06:31]ـ
أخي أبا القاسم .. بعد تحية إجلال وإكبار .. وبعيداً عن استفسار صاحب الموضوع:
أرجو أن توضح لي وجه صحة القاعدة (في الجملة) ..
وجزاك ربي الجنة ..
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[14 - Dec-2010, صباحاً 05:45]ـ
الاخوه الكرام
تقدم نقاش طويل في هذا الموضوع غير مرة، ومنها هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18625&highlight=%CD%C7%CA%E3
ولا ترغب الادارة في فتح موضوعات جديده في الامر
وجزاكم الله خيرا(/)
حكومة في هولندا وعداء سافر للإسلام، فيلدرز نموذجا!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 08:02]ـ
شبكة الألوكة
حكومة في هولندا وعداء سافر للإسلام، فيلدرز نموذجا!
طارق منينة
2/ 12/2010 ميلادي - 25/ 12/1431 هجري
http://www.alukah.net/World_Muslims/0/27879/
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 09:07]ـ
جزاك الله خيرًا.
وبارك الله في الفاضل/ طارق منينة.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 11:58]ـ
بارك الله فيكم اخي اسامة
نصرك الله وايدك وانزل سكينته عليه
ورحمنا ورحمك
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 05:25]ـ
غدا فيلدرز في فلسطين المحتلة والمسماة اليوم باسرائيل لتلقي واعطاء الدعم والقاء خطاب عنيف ضد الاسلام
وقد ابرزت الصحف الهولندية منذ ايام ان تمويلات خارجية من اسرائيل وامريكا دعمت فيلدرز!
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 08:57]ـ
فيلدرز في فلسطين المحتلة والمسماة اليوم باسرائيل لتلقي واعطاء الدعم
لأن اللعبة ببساطة كالآتي:
استثمار متطرفي النصارى للملحدين المتطرفين بدعم يهودي.
وأما هذا الشخص فإنه نكرة، لا قيمة له. وهذا ما يقوله عقلاء هولاندا أيضا.
لأنه حين قدم للمحاكمة، استخدمت لعبة الصمت. وظهر للغالبية العظمى أن هذا الصمت وراءه إنسان خاو لا قيمة له، ولا علم عنده.
وأما محاميه اليهودي فهو الذي يتحدث ويتلاعب، وهو الذي لعب لعبته لتغيير القضاة .. وهو صاحب جميع الألعاب الدنيئة خلف الستار.
والمجتمع الهولاندي في العموم يتقبل مثل هذه السخافات، لأن الغالبية العظمى تعادي الأديان بصورة عامة .. وأما موقفهم الحيادي واتجاه الكثير منهم لاتخاذ موقف معاد لهذا النكرة، فلأنهم يكرهون الإساءة على عمومها .. لا من أجل الإسلام.
ويوجد منهم أناس ليسوا بقليلين، لا ينكرون وجود الله -عز وجل-، ولكنهم يريدون الخروج من تحت عباءة الأديان، واللهج وراء ما يسمى بالروحانية وما شابهها.
وبالرغم من وجود العناد الشديد جدا عند هؤلاء القوم، إلا أن هذه فرصة سانحة لدخول الإسلام بحق في هولاندا.
وهناك عوامل جيدة يمكن استخدامها، منها ضعف هذا النكرة علميا وجهله الشديد، فهناك إمكانية في نشر الإسلام حاليا.
ولكن أين الجهود (السلفية) وعلماء العقيدة وجهود الدول والمنظمات؟
لابد من ظهورهم والآن .. فأكثر الهولانديين يتابعون هذا الموضوع باهتمام. وهذه فرصتنا.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 11:40]ـ
نعم اخي اسامة جزاكم الله خيرا
كلامك خبير وكأنك تعيش هنا!
وقد كتبت منذ فترة وبعد ظهور فيلم فتنة لفيلدرز كتيبا صغيرا موجود في مدونتي الا اني استعجلت في كتابته
والان اقوم بكتابة كتاب جديد وبضيغة مختلفة تماما ولابد من تطوير الذات واجراء التجارب المستمرة والكتابة المستمرة
وقد وضعت نسخة منه -مما انتهيت منه وهو اغلبه-عند ابي -وغير ابي-في البيت حتى اذا حدث لي امر اكون قد انتصرت ايضا!
ولاتنسى ان الكتابة في الغرب وبين انياب امثال هؤلاء ليست بالامر السهل خصوصا وانت تستطيع في ثانية واحدة ان تعرف طريق الوصول الي!
وعلى كل فاي منظمة اسلامية عندها الامكانات للنشر فيمكنها التواصل معي في هذا الشأن فالامر ليس بالهين والمعركة مع امثال هذا ليست لعبة على الكمبيوتر!
نعم فرصة توصيل المعلومة الآن متوفرة والجهود التي تتكلم عنها واين هي الله اعلم بها
نسأل الله السلامة والسداد والنصر على الباطل والظلم والعبودية الظالمة والانغلاق العقلي والجهل الشنيع
فمااردنا الا الاصلاح والعدل واعلان البراءة من كتمان العلم هذا ان كان لنا علم فعلى الاقل قوله حق نوصلها لعل انسان ينجو او رحمة تتنزل او ستر رباني يسبع او نعمة ظاهرة او باطنة تزيح باطل الاثم وظاهره
ـ[أسامة]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 08:26]ـ
بارك الله فيك. (وكأني) ولكني في مصر، ولم يسبق لي السفر إلى هولاندا.
/// الآن: يقوم اليهود بتحضير صنم جديد، ألا وهو صنم هذا الشخص الجهول. وهذه المرحلة الاعدادية قبل قتله.
وهناك نقاط يمكن وضعها في عين الاعتبار:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - هذا الصنم مثال جديد لصنم فان جوخ، نظرًا لأن هذا الشخص إذا تكلم .. فضح نفسه. والسكوت هو خير وسيلة لإبقاء الصنم على هيبته. فالآن يحرضونه على الصمت أمام القضاء والإعلام، ثم قتله بعد حين .. فيموت معه الجهل ويبقى الصنم الصامت دهرا. وليكون هذا الصنم مثالا للحرية والنقد وما على شاكلة هذه الشعارات الفاسدة .. وهذا الصنم يجسد الحرية ووحشية المسلمين.
2 - زيارته لإسرائيل، مطلب مهم لدفع الشبهات عن اليهود حين مقتله، حتى لا يتهم اليهود ولا يكون هناك تشكك في تواطئهم.
3 - ظهور اليهود بمظهر المساعد المعين المتعاطف ضد مظاهر الاعتداء الفكري على هذا الشخص، ثم مقابلة ذلك ببعض الدموع الباردة بعد مقتله.
4 - استخدام بعض المسلمين من ذوي العاطفة الجياشة في قتله باستخدام من يمكن استخدامه لهذا الغرض، وإن كان أجهل الخلق، المهم أنه يحمل أوراقا تثبت إسلامه، كأن يكون أحد الأتراك المقيمين هناك، وهذا أقرب التصورات في وجهة نظري.
5 - استخدام الإعلام للتشنيع على الإسلام، ووحشيته. حتى تغلق الأبواب أمام الإسلام، فيكون مهمة المسلمين هي الدفاع عن الإسلام لا الدعوة إليه.
/// الجهود التي نأمل فيها، ليس لها إلا السعودية، وربما الكويت.
لأن التحركات الفردية لن تؤدي إلى نتيجة جيدة، بل سيتم تصويرها على أنها من غوغائية المسلمين.
فإن قامت وزارة الشؤون الإسلامية أو مكتب الدعوة والإرشاد بإرسال بعثة علمية عاجلة إلى هولاندا.
مع المطالبة بعمل مناظرات تذاع على القنوات المحلية والفضائية لبيان الحق واظهاره. "مع العلم المسبق بأنه سيمتنع"، ستكون هناك فرصة قوية جدًا في استخدام الإعلام في المقابلات لإعلامهم أن مثل هؤلاء لا يريدون الكلام ولا يمكنهم الكلام أصلا. وما أتينا إلا من أجل استخدام الكلمة.
فستكون هذه ضربة قاصمة له ولأشكاله -جميعا-.
ثم الحديث عن الإسلام، وبيان الخلل في المعتقدات الروحانية التي لهث لها الغالبية العظمى بعد خلع عباءة الفكر الكنسي.
وبيان التوحيد، وإعلامهم أن الإيمان الذين يظنون أنهم يمتلكونه، لا يمكن أن يتحقق إلا بوسيلة. ولا يمكن إطلاق العقول للإيمان، فأحدهم يظن أن إلهه الذي في السماء عبارة عن إنسان كبير، وآخر يتهم البشر في الولاء لكثرة الخيانة المنتشرة عندهم فقد يظن أن إلهه عبارة عن كلب وفي كبير يعيش في السماء. وما إلى ذلك.
فبأي عقل يمكن الإيمان! vain desires تختلف من واحد لآخر.
ومن هذا المنطلق يمكن الإرشاد والتوعية .. وأظن أن هناك فرصة لا يمكن تعوضيها في:
1 - كسر الصنم، قبل إنشائه.
2 - التعريف بالإسلام .. وهذه فرصة لا يمكن تعوضيها.
3 - الذب عن الإسلام قبل اتهامه بالاتهامات الجاهزة والمعدة والتي تم دعمها إعلاميا لعدة سنوات.
/// ولا أرى أن فرصة جيدة لإرسال وفود من أي مكان آخر.
فالأزهر إن أرسل وفدًا إليهم، فقد يخرج منهم من يقول: وأدعو أخي الحبيب فيلدرز للتريث فالإسلام دين سماحة وود ومحبة، هذا وبالله التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أو أي مكان آخر .. لا يعي العقيدة ولا يجيد الدعوة ولا يعرف ما هو الإسلام أصلا.
فهذا الوقت .. وقت للعلم والعلماء .. لا العواطف الجياشة ولا الخطب الرنانة.
/// المجتمع الهولاندي لا يحتاج إلى كتب ضد فيلدرز، ولكنه يحتاج إلى قوة وظهور إعلامي.
فقد يقرأ الشخص الهولاندي التيليجراف أو أي دي مع كوب من القهوة بما في هذه الجرائد من سخافات، ويترك الأولى. وإن تحدثت الجريدة عن هذا الشخص وكتب كبار العلماء فيه مؤلفات، فلن يقرأ هذه المؤلفات إلا أعداد قليلة جدا من الطبقة المثقفة، مع تهميش هذه الكتابات ووصم أصحابها بأشياء غير لائقة لصرف الناس عنها (هذا إن اهتم بها أحد من الأصل).
لذا فواجب الساعة هو التحرك، ولكنه تحرك المؤسسات والحكومات. إن كان هناك أحد يهتم أصلا!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 03:37]ـ
فإن قامت وزارة الشؤون الإسلامية أو مكتب الدعوة والإرشاد بإرسال بعثة علمية عاجلة إلى هولاندا.
مع المطالبة بعمل مناظرات تذاع على القنوات المحلية والفضائية لبيان الحق واظهاره. "مع العلم المسبق بأنه سيمتنع"، ستكون هناك فرصة قوية جدًا في استخدام الإعلام في المقابلات لإعلامهم أن مثل هؤلاء لا يريدون الكلام ولا يمكنهم الكلام أصلا. وما أتينا إلا من أجل استخدام الكلمة.
فستكون هذه ضربة قاصمة له ولأشكاله -جميعا-.
نعم يمكن ارسال بعثات لكنها لن تصل الى الناس اما المناظرات اخي اسامة فلايمكن ان يسمح بها اتريد ان تهدم مابذل له مليارات الاموال ويعرض على ملايين الناس مرة واحدة
صعب هذا!
والازهر هو كما قلت -ابتسامة
اما السيناريو الذي ذكرت فليس بعيدا عن من قال الله تعالى عنهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال
وكما تعلم فالان يقبع شاب مغربي-في السجن الهولندي مؤبد- تهور فقتل "فان خوج" واكل دهر الهولنديين واعلامهم عليه عيش كبير وبلافائدة راجعة على الاسلام كأن يكون الامر حوارا او مناظرة او ماشابه، فاختفى القاتل وراء القضبان واستعملت صورته والافتراءات ولا منافح ولامعتدل او حتى غير معتدل ييسمح له بقول شيء علنا!
وهذا من جهل الشباب الي لايقرأ العلم واظن تأثر بكتابات الجامع لطلب العلم لسيد امام والكتابات الشبيهة وقد جلست مع مثله واشباهه، وكان في حوزتهم فقط كتابات ابو بصير والمقدسي وسيد امام ولما كلمتهم عن مسألة يوسف عليه السلام في العمل تحت ملك مصر وكلام ابن تيمية فيه كفروني وانا جالس معهم -وحتى لم يجعلوها مسألة خلافية ولا نظروا لموانع تكفير وغيره مع ان ابن تيمية قال انه على الرغم من عمل يوسف في ادارة الملك الا انه كلان متوكلا على الله فلو كان كافرا لذلك السبب لانتفى التوكل-وهم لم يقرؤوا كتابا واحدا مما نقرأ ونعرف ولاحتى يتكلمون العربية بصورة معقولة انما ولدا في هولندا ولغتهم الهولندية افضل من العربية فكيف يمكن ان يصلوا الى العلم من مصدره الحقيقي
وهؤلاء مع اني لم اقابلهم منذ ثمان سنوات الا ان اتجاههم كان جهادي ولم يكن لي اصلا معرفة بهم وانما قابلتهم عرضا-كانت اعمارهم بين العشرون عاما وال25 - وبينت لهم ان هذا المنهج مفسد لامصلح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 04:49]ـ
نعم يمكن ارسال بعثات لكنها لن تصل الى الناس اما المناظرات اخي اسامة فلايمكن ان يسمح بها اتريد ان تهدم مابذل له مليارات الاموال ويعرض على ملايين الناس مرة واحدة
صعب هذا!
هناك صعوبة لأن الإعلام الهولاندي في قبضة اليهود؛ ولكن ... !!!
الإعلام يحتاج إلى تصرف إعلامي وحنكة في التصرف.
إذا قمنا بعمل تحرك إعلامي عن طريق الصحافة الهولاندية .. فسيكون هناك تلقف لهذه البعثة عن طريق وسائل الإعلام المرئية.
ثم يتم صرف بعض المبالغ المالية كدعاية للحدث لمدة يومين مثلا، مع ابهام اللقاء ومحاوره.
ومهما تكلف الأمر فإنه لن يصل إلى مبالغ كبيرة. ولكن النتيجة أعلى من أي تصورات.
لأنه إذا دخل الإسلام في دولة أصابها الإنحلال حتى النخاع كهولاندا .. سيكون أمرا مدويا في أوروبا. ولكثرة ترحال الهولانديين ستكون النتائج مبهرة لانتقال الإسلام منهم إلى غيرهم.
وهذا أمر أظنه في مخيلتك لمعرفتك بالواقع الهولاندي. وهو أمر جدير بالتمعن!
ولعل هذه رسالة إلى وزارة الشؤون الإسلامية ومكتب الدعوة والإرشاد.
عسى أن تصل رسالتنا هذه.
فإن من ورائه لفتح قريب. والله المستعان.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 07:42]ـ
هناك صعوبة لأن الإعلام الهولاندي في قبضة اليهود؛ ولكن ... !!!
مع اني اعيش -اخي الحبيب اسامة-في هولندا لمدة تقرب من الربع قرن الا اني اقول بان فكرة سيطرة اليهود في هولندا على الاعلام ليست بالمعنى الحرفي لها
فالعلمانية المتوحشة والالحاد الموجود في الشعب وكأنه كان شيئا بديهيا منذ ابد الدهر!!!،الموجود بالتعليم والتلفزيون وكل وسيلة اخرى مثل الاوضاع الجديدة المترسخة والاسرة او الأسر الجديدة على البشرية كلها .. إلخ، هي البديل الواضح عن فكرة سيطرة اليهود فلم تعد لهذه الكلمة من معنى بعد قيام الناس عموما بتبني كل مايمكن ان نقول عنه انه من اليهود!
الالحاد في هولندا كما اختبره مع الناس هو بنسبة 90 في المئة او اكثر
فلم اقابل الا اعدادا قليلة جدا تقول انها مسيحية والمسيحي اجده انه لايعرف عن مسيحيته شيء
اما اليهودي فكثير منهم مثل بقية الشعب اما الشعب المتدين فهو الشعب المسلم وهناك مسيحية في القرى قليلة لكنها اكثر مما في المدن
والقرى هي اجمل من اجمل منطقة في مصر عشرات المرات وهي اجمل ومتمدنة في العمران اكثر من المدن الكبرى في هولندا!
فلاانسانها هو انسان القرى ولاشكلها شكل قرى بل يمكن تسميتها مدن المدن!
فاذا قارنت بين قرى مصر المطينة والتي لاواحدة منها مسفلتة الشوارع اللهم الا مدن الفلاحين الكبرى ككفر الدوار او طنطا مثلا فهذه مسفلتة ومع ذلك اذا قارنت هذه بمافي هولندا فتجد انك تعيش في مصر في قرون اوروبا المظلمة من ناحية العمران بينما في هولندا تعيش في قراها في مدن الاندلس وغرناطة كما وصفها الرحالة الاوروبيون! (وهو رد على من يزعم ان التدين انما هو بسبب الحاجة والفقر وانه لاوجود له مع الغني)
وفي بلاد الاندلس وغرناطة كان الناس متدينون على الرغم من الغنى والاريحية والجمال في المدن والناس وتوفر الاقوات والابداع في البنيان اما في بلاد اوروبا وهولندا فالناس ملاحدة!
تطرقت لهذا لاني تكلمت عن التدين في الشعب والتدين في القرى واقصد بالتدين هو الذهاب للكنيسة او الايمان بالله ولااقصد الايمان الحقيقي او المسيحية الحقة
فالالحاد اخذ مكان القيادة وتبنى اكثر مايمكن ان نطلق عليه مؤامرات اليهود!
ولاشك ان هناك فئات يهودية متنفذة ومتمكنة لها دوائرها الخاصة المؤثرة وهذا تدفع لاتجاهات معينة واتخاذ مواقف معروفة لكن الملاحدة الذين يقودون الاعلام وروثوا هذه المواقف التي نسميها بالمؤامرة
وهذه لايمكن التعامل معها -في مسألتنا-باللحية والملابس الاسلامية وهناك نص لابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم عن الزي الظاهر او الهدي الظاهر والتشبه لاسباب عدة منها دعوتهم الى الدين وهو نص يخاف اغلب طلبة العلم لا اقول التقرب منه بل التفكير فيه!
فمن سيقوم بعمل ما اذا كانت الحواجز داخلنا (سيقول لك احدهم تترك سنة رسول الله لهؤلاء الهمج!) وهنا ينتهي الحوار!
(يُتْبَعُ)
(/)
الامر غاية في التعقيد واي فكرة تقال يظن منها انك تتحلل من السنة ستقضي عليك بالقاضية فمابالك لو اختارها سلفيون فلاشك انه سيقال انهم تولوا الذين كفروا ولاحول ولاقوة الا بالله وكأن نص ابن تيمية في الاقتضاء لاواقع له الى يوم القيامة وكأن شيخ الاسلام لما قال نصه لم يكن شيخ الاسلام
هناك عوائق في الغرب واعوائق فينا
اما المال فالآن يمكن التعامل مع الاعلام بالمال ولكن المال لايذهب وحده فلابد من هيئة اسلامية ذكية
واتكلم هنا عن موضوعنا وليس فيه دعوة لحلق اللحية للانسان العادي او خلع الملابس الاسلامية والذي يقرأ كلامي من اوله يعرف مقصدي
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - Dec-2010, صباحاً 10:19]ـ
مديري القنوات من العلمانين والنصارى في الغالب. وهذا أمر لا نختلف عليه. ولكن الماسونية أحكمت قبضتها.
والحال في هولاندا كما هو الحال في أمريكا.
فروكفيلرز من أصحاب العمل البنكي والسيطرة الدولية على الأموال، وهم من أصول نصرانية هولاندية هاجروا عام 1600 م تقريبا، ولكن على الرغم من ذلك، فما هم إلا أدوات في أيدي اليهود! فالأموال اليهودية يتم استثمارها بواسطة الأعمال البنكية بالاقتراض الربوي والمرابحة بسندات الخزانة وأصول البنوك وما إلى ذلك.
وكذلك السيطرة الدولية من خلال ضخ الأموال أو حجبها، كما هو الحال في الأزمة الاقتصادية الحالية والتي سببها وقف ضخ الأموال.
والنصارى هم الواجهة .. لتفادي الكراهية شعوب العالم لليهود، فإنهم يستخدمون أمثال روكفيلرز.
لأنها عائلة لها أيدي طويلة في الكونجرس، والبنوك، والبنك الدولي، ومكتب العمليات في البيت الأبيض ومستشاري الرئيس الأمريكي أيا كان اسمه.
والهولانديون يعترفون بألسنتهم أنهم ما كانوا ليكونوا الدولة رقم واحد في الإباحية وتصدير الإباحية إلا بالصناعة اليهودية لهذه المهنة .. وهذا على سبيل المثال.
فسيطرتهم على وسائل الإعلام جاءت من جراء الأموال الضخمة التي تحصلوا عليها من جراء تصدير الإباحية إلى دول العالم وخاصة في الفترة ما بين السبعينات والثمانينات وحتى منتصف التسعينات تقريبا، أي قرابة من 25 عاما.
وأما الحرب على الأديان، فلها أكثر من شق، منها خلع العباءة الكنسية وكراهية هذه الشعوب للدين جاء تبعا لكراهيتهم للكنيسة.
لذا تجد أكثر تلك الشعوب في وحشية داخلية مع الكفر والالحاد مع الميتال والهيفي والجرانج والدوم والديث والبلاك وغير ذلك .... ومؤخرا الجوثيك والايمو مثلا.
وأما الشق الآخر .. فهو العداء للإسلام بشكل خاص، والذي تصاعدت حدته مع موجة التفجيرات والأعمال التخريبية. واستثمر اليهود ذلك .. فتمكنوا من ضرب العراق وأفغانستان وفلسطين تحت مسمى محاربة الإرهاب.
وأما الذين لا زالوا يذهبون إلى الكنيسة فهم فئة قليلة لا تكاد تُذكر، إلا أن الأموال التي تضخ إلى الكنائس لازالت كبيرة جدا.
حتى ظهرت فضيحة كبرى منذ حوالي الشهرين حين اكتشوا أن مصروفات الكنيسة في روما أعلى من الدخل العام للدولة .. فمن أين تحصلت على الأموال!
بالنسبة للحديث مع القوم حول الإسلام.
فمن خلال تجربتي مع هذا الشعب، فإنه في الغالب لا يحكم من خلال الأشكال والهيئات، ولكنه يحكم من خلال جودة القول وتأثير القائل.
ولكن هذا التأثير قد يظهر ويضمحل بشكل وقتي.
بمعنى:
الشعب الهولاندي من الشعوب التي تحب القيل والقال والثرثرة فيما بينهم، وكل أثر فردي قد يضمحل ببعض الكلمات القليلة التشكيكية والهجومية على الإسلام.
إلا أن التأثير الجماعي، قد يكون له واقع السحر على هذا الشعب. لذا فإن فكرة إرسال بعثة وتغطية هذه البعثة إعلاميا أرى أنه من الأمور التي قد تجني ثمارها.
وهذه الفكرة ليست بفكرة جديدة، بل يتم توجيه بعثات لأوروبا وأمريكا وشرق أسيا وغيرهم بشكل شبه دوري.
ولكن هذه حالة خاصة يتم النظر إليها بفقه الوقت والحال؛ والمنتظر والمرجو هو العناية اللائقة بهذا الموضوع .. لأن النتيجة المتوقعة أفضل. والأخذ بالأسباب مطلب مهم.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 12:31]ـ
مديري القنوات من العلمانين والنصارى في الغالب. وهذا أمر لا نختلف عليه. ولكن الماسونية أحكمت قبضتها.
انت ادرى اخي اسامة غير ان النصارى لاوجود لهم الا في القناة الاولى والثانية والثالثة الهولندية
لكن اغلب الاعلام في ايدي العلمانيين
اما الشعب الهولندي فهو مازال بعيدا عن اي تاثير اسلامي بالمعنى الجوهري انه فقط يعرف اننا نعيد في عيد الاضحى او عيد السُكر وهو عيد الفطر هكذا يسمونه!
او رمضان او تحريم النظر الى النساء! (وهذا يعني انهم يفهمون طهارة الاسلام كما اذا شرب انسان خمر يعرفون انه مخالف)
او ماشابه
والتاثير عليهم ليس بالامر السهل والبعثات لاتؤثر مباشرة على الشعب لو وجدت
وعموما كلامك مهم
وربنا يسهل ببعثات من معيار ثقيل!
ذلك ان السعودية مثلا لها شخص اندونيسي يسمى سفيان وهو في مدينة لاهاي
له نشاط -قديم-في توزيع المصاحف وعمل ترجمة للقرآن بالهولندية ليس هو انما فريق معين
ولااثر لهذا الرجل كبير ولاشك ان نشر المصحف مهم جدا في اوساط المهتدين او المهتمين والترجمة تباع في المركز الاسلامي وغيره ب50 ايرو!
فلاوجود مؤثر او حتى وجود لرابطة العالم الاسلامي او منظمات مهتمة!
اما ان تاتي بعثات من الخارج للتاثير فربنا يسهل والامر يحتاج لعقول همامة على مستوى عال من الفهم والعمل الاستراتيجي!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 02:33]ـ
والامر يحتاج لعقول همامة على مستوى عال من الفهم والعمل الاستراتيجي!
صدقت .. بارك الله فيك.(/)
إشكالية بين ابن حجر وبين شيخ الإسلام ... من يوضحها لنا؟
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 08:00]ـ
الأخوة الأعزاء ............
جاء في فتح الباري لابن حجر رحمه الله "قوله (كان الله ولم يكن شئ قبله) تقدم في بدء الخلق بلفظ "ولم يكن شئ غيره " وفي رواية أبي معاوية " كان الله قبل كل شئ " وهو بمعنى" كان الله ولاشئ معه " وهي أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب وهي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية ووقفت في كلام له على هذا الحديث يرجح الرواية التي في هذا الباب على غيرها مع أن قضية الجمع بين الروايتين تقتضي حمل هذه على التي في بدء الخلق لا العكس والجمع يقدم على الترجيح بالاتفاق " فتح الباري ج 13ص471 ط دار المنار
عن الطبعة التيحقق أصلها عبد العزيز بن عبد الله بن باز ورقم كتبها وأبوابها وأحاديثها محمد فؤاد عبدالباقي.
فهل هذه النسبةالتي ذكرها ابن حجر صحيحة لشيخ الاسلام؟ والامر الاهم: هل كان شيخ الاسلام ممن يصدق ابن حجر أن يصدر منه هذا الكلام؟ ثم:هل هناك ثمة مآخذ على ابن حجر سواء في فكره ككل أو في فتح الباري على الأخص؟ ما أوردت هذه الأسئلة إلا لمعرفة الحقيقة وأنا أحمل كل احترام لشيخ الاسلام ابن تيمية ولابن حجر ............. ولكن العصمة للانبياء فقط ............... فالرجاء إيضاح هذا الموضوع بكل تفصيل.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 09:21]ـ
أخي الكريم.
عليك بكتاب (قدم العالم وتسلسل الحوادث) للفاضلة كاملة الكواري
http://alkuwarih.com/content/%C3%99%E2%80%9A%C3%98%C2%AF%C3 %99%E2%80%A6-%C3%98%C2%A7%C3%99%E2%80%9E%C3 %98%C2%B9%C3%98%C2%A7%C3%99%E2 %80%9E%C3%99%E2%80%A6-%C3%99%CB%86%C3%98%C2%AA%C3%98 %C2%B3%C3%99%E2%80%9E%C3%98%C2 %B3%C3%99%E2%80%9E-%C3%98%C2%A7%C3%99%E2%80%9E%C3 %98%C2%AD%C3%99%CB%86%C3%98%C2 %A7%C3%98%C2%AF%C3%98%C2%AB#
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 06:55]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز ........................ ولكن هل من مآخذ على ابن حجر رحمه الله؟ وإن كانت هذه المسألة مما يوخذ عليه فلماذا لم يعقب عليها ابن باز رحمه الله في هامش الكتاب؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 09:29]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز ........................ ولكن هل من مآخذ على ابن حجر رحمه الله؟ وإن كانت هذه المسألة مما يوخذ عليه فلماذا لم يعقب عليها ابن باز رحمه الله في هامش الكتاب؟
أخي الكريم: قبل أن تحاكم أقوال أحد الرجلين إلى قواعد أهل السنة والجماعة لتعرف مدى موافقتها أو مخالفتها لها لابدّ لك قبل ذلك من معرفة هذه القواعد وفهما ومعرفة أصولها وكليّاتها ثمّ ما يندرج تحتها من فروع وجزئيات وليحاول أخي تصوّر المسألة محلّ الإشكال عنده تصوّرا جيّدا ومن ثمّ سيصل إلى معرلة وجه الحقّ فيها هذا مع استصحاب الإخلاص والتجرّد والدعاء والحرص على معرفة نهج الرسول صلى الله عليه وسلم هذا ما دفعني إلى الإشارة عليك بالكتاب السابق لأنّه وسيلة من الوسائل التي تعينك على ما تقدّم والله أعلم
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 07:43]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ............... ولكني لا أريد محاكمة أحد الرجلين بقدر ما أريد معرفة وجه الحق في النزاع المزعوم بينهما فقد اتخذ البعض منه مطعنا على أحد الرجلين واستندوا إلى قول احدهما في الآخر وشوشت هذه الشبهة على رأي البعض فيهما فسمعنا من يطعن في شيخ الاسلام مستندا إلى أقوال ابن حجر وسمعنا من يطعن في ابن حجر لطعنه ـ كما يزعم ـ على شيخ الاسلام ........ والمسألة التي عرضتها بعض من ذلك ........... لذا طلبت منك أخي الكريم بسط القول الفصل فيها أمام الجميع وتفسير حقيقة النزاع بينهما إن كان ثمة نزاع حتى توضع الامور في نصابها ........ أما الكتاب فأنا شاكر لك عليه وأنا الآن في طور قراءته .......... فجزاك الله عني خيرا
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 04:03]ـ
الحافظ رحمه الله لم يسنّع على ابن تيمية بل قال مما يُنسب اليه وكثير ممن يطعن في ابن تيمية في هذه المسالة لم يفهم كلامه جيدا
ولهذا من اراد ان يفهم كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فليقرا كتبه وخصوصا كتاب منهاج السنة المجلد الاول ودرء التعارض فقد بين فيها هذه المسالة او ترجع الى شرح العلامة سفر الحوالي على الطحاوية فقد بين مراد شيخ الاسلام وردّ على الارناؤوط رحمه الله
واما المآخد التي اخذت على ابن حجر هي التاويلات التي وقع فيها رحمه الله
ـ[المستعيذ بالله]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 04:21]ـ
لو تابعت ذكر ابن تيمية فى الفتح لوجدت ابن حجر يدافع عنه
و أما المسألة المذكورة فقد رأيتها منقولة عن ابن تيمية فى كتب الأشاعرة ثم وجدتها كذا فى كتبه
و لكنى لست أجيد فهم ابن تيمية و لا المتكلمين على حد سواء
لذا فالمسألة بالفعل منسوبة الى ابن تيمية
و أما عن حقيقة الأمر فلا أخفيك سرا فلا أنا فهمت الطرح لابن تيمية و لا الإعتراض عليه من قبل الأشاعرة، و لا حتى علاقة الحديث الذى ذكر ابن حجر بالمسألة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القسورة]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 07:11]ـ
تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري
قال الشيخ العلامة البراك:
" قوله: "وفي رواية أبي معاوية: (كان الله قبل كل شيء) وهو بمعنى: (كان الله ولا شيء معه) ... إلخ": يرجح الحافظ هاتين الروايتين على رواية الباب: (كان الله ولم يكن شيء قبله)؛ وذلك من جهة المعنى الذي يرى أنهما تدلان عليه؛ وهو أن الله تعالى كان منفردًا لم يخلق شيئًا في الأزل ثم ابتدأ الخلق، وعليه فجنس المخلوقات له بداية لم يكن قبلها شيء من المخلوقات. وهذا قول من يقول بامتناع حوادث لا أول لها، وهم أكثر المتكلمين، وهو الذي يختاره المؤلف، ولهذا رجح الروايتين المشار إليهما آنفًا بناء على أنهما تدلان على مطلوبه، ولهذا قال: "وفي رواية أبي معاوية ... وهي أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول لها" واستشنع من ابن تيمية القول بذلك، ولهذا ضعف ترجيح ابن تيمية لرواية: "كان الله ولم يكن شيء قبله"، وزعم أن الجمع بين هذه الروايات مقدم على الترجيح. وهذا ممنوع في الحديث الواحد الذي قصته واحدة كما في هذا الحديث؛ فإنه جاء بأربع روايات، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل إلا أحد هذه الألفاظ، والأخريات رويت بالمعنى، فتعيَّن الترجيح. وكل هذه الروايات لا تدل على مطلوب المتكلمين وهو امتناع حوادث لا أول لها. ولكن بعض هذه الروايات فيه شبهة لهم مثل رواية: "ولم يكن شيء معه"، ولهذا رجحها الحافظ على رواية الباب، ورواية الباب أرجح منها؛ لأن لها شاهدًا عند مسلم، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "أنت الأول فليس قبلك شيء" كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مع وجوه أخرى من الترجيح.
ومسألة تسلسل الحوادث - أي المخلوقات في الماضي وهو معنى حوادث لا أول لها - فيها للناس قولان:
أحدهما: أن دوام الحوادث ممتنع؛ وهو قول أكثر المتكلمين. وشبهه هذا القول هي اعتقاد أن ذلك يستلزم قدم العالم الذي تقول به الفلاسفة، وهو باطل عقلاً وشرعًا. وهذا الاعتقاد خطأ؛ فإن معنى تسلسل الحوادث في الماضي أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية، ومعنى ذلك أن كل مخلوق فهو محدث بعد أن لم يكن، فهو مسبوق بعدم نفسه، والله تعالى مقدم على كل مخلوق تقدم لا أول له، وليس هذا بقول الفلاسفة؛ فإن حقيقة قولهم أن هذا العالم قديم بقدم علته الأولى لأنه صادر عنها صدور المعلول عن علته التامة، لا صدور المفعول عن فاعله؛ فإن المفعول لا بد أن يتأخر عن الفاعل.
القول الثاني: أن تسلسل الحوادث في الماضي ممكن، وهو موجب دوام قدرة الرب تعالى وفاعليته؛ فكل من يثبت أن الله لم يزل فعالاً لما يريد وهو على كل شيء قدير، لا بد أن يقول بأن الخلق لم يزل ممكنًا. وهذا الحد لا يمكن النزول عنه؛ فإن من قال بامتناع حوادث لا أول لها منهم من يقول: إن الله لم يكن قادرًا ثم صار قادرًا، ومن قال منهم: إن الله لم يزل قادرًا كان متناقضًا؛ فإن المقدور لا يكون ممتنعًا لذاته.
أما كون تسلسل المخلوقات واقعًا أو غير واقع فهذا يُبنى على الدليل؛ فمن قام عنده الدليل على أحدها فعليه القول بموجبه. فالقول المنكر الذي لا شك في بطلانه هو القول بامتناع حوادث لا أول لها؛ لما يستلزمه من تعجيز الرب سبحانه في الأزل تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
وقد حرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه المسألة فأجاد وأفاد، فأتى بالفرقان بين الحق والباطل في هذا المقام، وقد رماه خصومه والغالطون عليه بأنه يقول بقول الفلاسفة، وهو الذي يفند قول الفلاسفة بما لم يستطعه المنازعون له. ومن رد قول الفلاسفة بالقول بامتناع حوادث لا أول لها فقد رد باطلاً بباطل، والحق في خلافهما، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
انظر: مجموع الفتاوى 18/ 210 - 244، ودرء تعارض العقل والنقل 1/ 121 - 127، 303 - 305، 2/ 344 - 399." ا. هـ
وهذا رابط لتحميل التعليقات: هنا ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78111)
.............................. .............................. ..........................
وقال الشيخ علي بن عبد العزيز الشبل -حفظه الله- في كتابه القيم:"التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري" -والذي قرضه جماعة من العلماء في مقدمتهم الإمام العلامة: (ابن باز) طيب الله ثراه-، بعد أن ذكر النقل السابق عن الحافظ في الفتح؛ مانصه:
" كلام ابن تيمية رحمه الله تجده في شرحه حديث عمران بن الحصين رضي الله عنهما ضمن مجموع الفتاوى 18/ 210 - 244؛ حيث سلك رحمه الله مسلك الترجيح بين الروايات.
وإنكار حوادث لا أول لها هو قول الأشاعرة ومن وافقهم، وهو مبني على أصل لهم هو: أن القول بحوادث لا أول لها يُفضي إلى القول بقدم العالم، الذي زعمته فلاسفة اليونان، فلذلك نفوه.
والصواب أن كل ما سوى الله فهو مخلوق، وهو شامل لجميع الحوادث ولا يفضي ذلك إلى القول بقدم العالم مادام وصفها أنها مخلوقة بعد أن لم تكن، والواجب الوقوف مع النصوص أينما دارت نفياً وإثباتاً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كان الله ولم يكن شيء قبله".
وقد أطال على هذا الموضع - على مسألة "إنكار حوادث لا أول لها" - ابنُ تيمية في درء تعارض العقل والنقل مبيناً ما حوته المسألة من تضاعيف ولوازم فاسدة، فراجعه إن شئت.
والحاصل أن صفات الله من الخلق والرزق وغيرها من صفات الأفعال ليس لها بداية كما أن ذاته سبحانه ليس لها بداية. وأما أعيان الحوادث فلها بداية من وقت حدوثها، والله أعلم." ا. هـ
وهذا رابط الكتاب للتحميل: في هذه المشاركة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6608)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 10:43]ـ
أخي الكريم.
عليك بكتاب (قدم العالم وتسلسل الحوادث) للفاضلة كاملة الكواري
http://alkuwarih.com/content/%C3%99%E2%80%9A%C3%98%C2%AF%C3 %99%E2%80%A6-%C3%98%C2%A7%C3%99%E2%80%9E%C3 %98%C2%B9%C3%98%C2%A7%C3%99%E2 %80%9E%C3%99%E2%80%A6-%C3%99%CB%86%C3%98%C2%AA%C3%98 %C2%B3%C3%99%E2%80%9E%C3%98%C2 %B3%C3%99%E2%80%9E-%C3%98%C2%A7%C3%99%E2%80%9E%C3 %98%C2%AD%C3%99%CB%86%C3%98%C2 %A7%C3%98%C2%AF%C3%98%C2%AB#
جزاكم الله خيراً
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 09:09]ـ
الأخوة الأعزاء ـ خصوصا القسورة ـ بارك الله فيكم لقد كنتم عند حسن الظن بكم في بسط المسألة وتجلية غموضها وهكذا فليكن الحوار العلمي وطرح الآراء(/)
حكم سب المخلوقات التي لا تصرف لها (الدهر والريح وغيرهما)
ـ[أبو عبد العزيز بن محمد]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 08:06]ـ
حكم سب المخلوقات التي لا تصرف لها (الدهر والريح وغيرهما)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم؛ يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار). وفي رواية: (لا تسبوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر) رواه الشيخان، وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتابه المفيد: كتاب التوحيد، وعندما شرح لنا أحد مشايخي هذه الحديث من كتاب التوحيد سألته فقلت له: هل يدخل في هذا الحديث سب غير الدهر من المخلوقات، فقال: لا، فاستشكلت هذا، لأن سبب النهي عن سب الدهر أنه لا تصرف له فكان سبه سبا لمدبره وخالقه وهذا ينطبق على كل مخلوق لا تصرف له، ثم وجدت الإجابة على ما استشكلته عند الشيخ صالح الفوزان في كتابه المفيد الجميل: (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد) فأنا أنقل لكم كلام الشيخ مع بعض الزيادات وأميز كلامي من كلام الشيخ.
قال الشيخ صالح الفوزان: (فدل الحديث على أن من سب الدهر؛ فقد آذى الله سبحانه؛ لأن السب يتجه إلى مدبر الحوادث والوقائع وخالقها، والدهر إنما هو ظرف ومحل وخلق مدبر ليس له شيء من التدبير، ولهذا قال الله: " وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار "فقوله سبحانه: " أقلب الليل والنهار ": تفسير لقوله: " وأنا الدهر "، وكذا قوله: " فإن الله هو الدهر ": معناه أن الله هو المتصرف الذي يصرف الدهر وغيره؛ فالذي يسب الدهر إنما يسب من خلقه، وهو الله تعالى وتقدس.) انتهى كلامه حفظه الله.
ويشبه هذا سب الريح فكلاهما سب لمخلوق لا تصرف له وإنما التصرف لله سبحانه، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الريح؛ فإذا رأيتم ما تكرهون؛ فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به)، قال الشيخ حفظه الله: (وذلك لأن الريح إنما تهب بأمر الله وتدبيره؛ لأنه هو الذي أوجدها وأمرها؛ فمسبتها مسبة للفاعل، وهو الله سبحانه؛ كما تقدم في سب الدهر.) انتهى كلامه
وهذا الحكم ليس خاصا بالدهر والريح بل هو عام في كل المخلوقات المدبرة التي لا تصرف لها، قال الشيخ في معرض الكلام عن الشرك الأصغر:
(مما ينقص التوحيد أيضا ويسيء إلى العقيدة: مسبة الدهر ومسبة الريح وما أشبه ذلك من إسناد الذم إلى المخلوقات فيما ليس لها فيه تصرف، فيكون هذا الذم في الحقيقة موجها إلى الله سبحانه؛ لأنه الخالق المتصرف) انتهى كلامه.
وسب الدهر فيه مشابهة للمشركين، قال الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} قال الشيخ: (أي: لا يفنينا إلا مرور الليالي والأيام، فنسبوا الإهلاك إلى الدهر على سبيل الذم له، وإنما قالوا هذا القول عن جهل وتخرص لا عن علم وبرهان).
وقال الشيخ في ختام الموضوع: (وأما سب هذه المخلوقات؛ ففيه مفاسد:
منها: أنه سب ما ليس أهلا للسب؛ فإنها مخلوقات مسخرة ومدبرة.
ومنها: أن سب هذه الأشياء متضمن للشرك؛ فإنه إنما سبها لظنه أنها تضر وتنفع من دون الله.
ومنها: أن السب إنما يقع على من فعل هذه الأفعال، وهو الله.)
أخوكم أبو عبد العزيز(/)
من كلام شيخنا سفر الحوالي شفاه الله ورعاه
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 01:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين
أما بعد
فلعلي أتفرغ لكتابة بعض نفائس شيخنا الجليل العلامة سفر بن عبدالرحمن الحوالي حفظه الله
حيث أن شيخنا كثيرا ما أطرح عليه عرض كتبه وأشرطته ودروسه لتنقح وتهذب وتخرج بإصدار جديد وسنعمل لذلك جاهدين.
فيرد علينا بغضب: اشتغلوا بما هو أنفع , اشتغلوا بصحيح البخاري وفتح الباري
سنشتغل يا شيخي بهما وبما يعزز علينا فهم هذه الكتب بشروحكم ودروسكم وفقكم الله.
وهذا المجال مفتوح للجميع من طلاب الشيخ ومحبيه.
وأعلم أنني لن أخلو من تقصير وضعف في خروجها بشكل صحيح
ولا أظن أن تخرج هنا مرتبة , لكن ستطرح بشكل عام , ولعل الله ييسر ترتيبها
فالتسموا لأخيكم العذر
وفقنا الله لما يحبه ويرضى
قال الشيخ وفقه الله:
الحديث عن تأخر الأمة الإسلامية وانحطاطها في القرون الأخيرة طويل ومتشعب، ولكن السمة البارزة في ذلك التأخر تلك التي تجعله يتدنى عن مستوى فترات الانحطاط السابقة هي: الانحراف عن فهم الإسلام نفسه، وانحسار مفهوماته التصورية في معانٍ ضيقة ومدلولات محدودة.
وهذا الانحراف هو نتيجة وسبب في آن واحد. نتيجة للوهن الذي أصاب الأمة الإسلامية "حب الدنيا وكراهية الموت" والذل الذي ابتليت به عقوبة على ترك الجهاد بالمفهوم الواسع للكلمة، ومعلوم من فقه التربية الإيمانية أن الله يعاقب على الذنب بالذنب، وهي أقسى صنوف العقوبات.
وهكذا عوقبت الأمة الإسلامية على انحرافها العملي والسلوكي بانحراف أشد منه في العقيدة والتصور. وهو سبب لما تلاه من أحداث جسام ومخاطر جمة اجتاحت الرقعة الإسلامية من أقصاها إلى أدناها.
وحين نقول: إن هذا الانحراف هو سبب التدهور والانحطاط، فإننا لا ننسى العوامل الخارجية المتمثلة في تفوق الكفار علمياً وعسكرياً والحقد الصليبي الأعمى الذي بث سراياه الفكرية المضللة جنباً إلى جنب مع السرايا الاستعمارية، لكن المنطق الإسلامي الثابت يؤكد أنه مهما بلغت القوة الخارجية، ومهما كان التخطيط المضاد، فإن المسلمين لن يؤتوا إلا من قبل أنفسهم؛ حسب القاعدة المطردة التي سنها الله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال:35]، وأوضحها الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ودعوت ربي ألا يهلك أمتي بسنة عامة، وألا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم حتى يقاتل بعضهم بعضاً}.
على سبيل الإجمال نستطيع أن نقول: كما أن العلمانية ظهرت في أوروبا نتيجة لتحريف الدين النصراني، فقد ظهرت في العالم الإسلامي نتيجة انحراف المسلمين.
وإذا قلنا: إننا كنا مسلمين حقيقيين، حتى جاء الكفار، فأفسدوا علينا ديننا ودنيانا، فإننا لا نكون مخطئين في تصورنا فحسب، بل نكون قد قطعنا على أنفسنا الطريق الصحيح للعودة، ذلك الطريق الذي يبدأ أساساً من معرفتنا بأننا كنا منحرفين، وفهمنا لأسباب ومظاهر الانحراف والاستقامة.
(المصدر كتاب: العلمانية، فصل: العلمانية في العالم الإسلامي. طبعة أم القرى 1402هـ)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 01:46]ـ
أحسن الله إليك أخي ضياء على هذا العمل المبارك وجزاك خير ما جزى تلميذا بارا عن شيخه ..
والشيخ سفر لن يعرف قدره كثير من الناس إلا بعد موته .. أطال الله في عمره ومتعنا بعلومه
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 03:48]ـ
تقدم ياسالك الضياء-ابتسامة
او ضياء السالك
عمل مهم جدا
لاتتراجع عنه فالكل يستفيد وانا اولهم او قل آخرهم باعتبار الدرجة
وكان لي مداخلة من يوم اظن وهي شبيهة او شرح لهذا فان كانت صوابا فمن الله وان كانت غير ذلك فمني ومن الشيطان وأسأل الله ان يعينني على دقة التعبير وقول الحق الخالص
المشكلة الكبرى انه على الرغم من ان شعوبنا لاتعرف شيئا عن هؤلاء ولاتقرأ لهم الا انهم يدخلون المضاجع عن طريق االايحاءات التمثيلية والسموم الروائية والافكار المقصودة في الافلام والمسلسلات والاعلام.
فكأنهم بدرجة ما، هي كبيرة، يشكلون في شعوبنا بؤر في مركز التفكير او الشعور فكأن السلبية او المادية او المواقف الجاهلة في كافة الافعال هي نتاج تعليب فكر هؤلاء بدرجة ما، في آدابنا واعلامنا.
فلهم سيطرة وان لم يعرفهم الشعب ولهم في القلب سلطان وان لعنهم الشعب ولهم في الموقف من امور اسلامية عويصة-لو صح التعبير! -سلطان ما على الشعب
ان شعوبنا مسلمة وان خالطها هذا في الوعي او اللاوعي
والحرب مشتعلة في كل نفس مسلمة بين تأثيرات الضلالات المختلفة والصبغات او الصياغات -والفعاليات- الفاعلة- بدرجة ما- وبين الاسلام والايمان الذي يحبه الشعب لكن لايبذل في كثير من قضاياه الهامة او المهمة ماكان يجب ان يبذل والسبب هو تغلغل فكر هؤلاء في كثير من الادارات في كثير من البلاد ومنحهم وسائل التأثير على الارواح بل والاجساد ايضا.
والله تعالى اعلى واعلم.
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=436572&postcount=26
اخوكم طارق منينة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 08:30]ـ
بارك الله فيك يا أبا القاسم و
وفي أخي ابن الشاطيء الحقيقي
وكل من شارك وأعان ولو بدعوة
نكمل المشوار بحديث شيخنا حيث يقول:
السلام مع مَنْ طبيعته الغدر والخيانة والتملص من المواثيق ونقض العهود هو: جريٌ وراء السراب وتعلل بالوهم. السلام -ناهيك عن التطبيع- لا يصح أبداً أن يكون خياراً استراتيجياً، والأنظمة المخدوعة به أو المتخادعة له لا تتدخل إلا لكي تنقذ الموقف الصهيوني وتستأثر بالوكالة الإقليمية لأمريكا في المنطقة!.
لكنني أبشر المستضعفين بأن الكيان الصهيوني منقسم على نفسه، ولهذا أصبح السلام يهدده كالحرب، وما مصير رابين عنا ببعيد، ومن هنا نجزم أن هذا الكيان يعيش أزمة ذاتية دائمة، وأن ما يشبه الأيام الأخيرة للممالك الصليبية قبل 900 سنة بدأ ينزل به.
لقد اجتمعت أصوات الأمة كلها على المطالبة بـ (الجهاد) وهذه خطوة عظيمة في الاتجاه الصحيح، وإذا استمر اليهود في رفض مشروعات السلام -وهو المتوقع منهم غالباً- فإن الأنظمة التي جعلته خيارها الوحيد ستصبح خارج الميدان، وعند أول فرصة للأمة لمواجهة العدو سوف تسقط كل الحسابات وتبدأ معركة النهاية.
يجب على المسلمين كلهم معرفة طبيعة المعركة والإعداد لها كلٌّ بما يستطيع؛ فليس لها من حل سوى الجهاد ... إن حب الشهادة هو مخزوننا الاستراتيجي الذي لا ينضب، وهو لا يكلفنا بناء المفاعلات ولا أعباء الصيانة ولا مخاطر الارتداد على من يستخدمه.
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[15 - Dec-2010, صباحاً 06:04]ـ
يخفى على بعض المسلمين حكم هذه الشعيرة –المآتم والآحزان والضرب- عند أئمة المذهب الشيعي، فكثير من العلماء المعتبرين ينكرون هذه الشعائر, والتي يتضح من طريق العلم الموضوعي المحايد أنها ليست من كتاب الله تعالى، ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يوص بها علماء الشيعة الأولون من المنسوبين إلى أهل البيت ولا من غيرهم؛ بل هي من أمر الجاه ... لية كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبر صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأمة سوف تتبع سُنن من كان قبلها أو سَنن من كان قبلها فارس والروم في رواية، واليهود والنصارى في رواية أخرى، ونبّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن النياحة من أمر الجاهلية ونهى عنها وجعلها من الكفر (ثنتان هما بهما كفر) ذكر منهما النياحة على الميت. فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا من أمر الجاهلية ومن شأن الأمم قبلنا، وأنار لنا الطريق لكي نستعين بالدراسات التي بحثت تاريخ الأمم وأحوالها وقارنت بين الشعوب في العادات والثقافات والتقاليد .. لنرى حقيقة ذلك كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
الكلمة المجملة التي نقولها في هذا الشأن أن ديننا الإسلامي دين وسط، وشرع الله تبارك وتعالى الأمر وسطا ..
شرع صيام يوم عاشوراء، فهو ليس عيدا لأننا نصومه، فمن يحتفل به ويجعله عيدا يأكل ويلهو بينما نحن صائمون! وكذلك ليس مأتما فحينما نتعبد الله تبارك وتعالى بالصيام فإننا بذلك لا نشارك هذه المآتم.
فالسنة والحق وسط بين ما تفعله الأمم السابقة، وقد ورد في الحديث في المسند أن السفينة استقرت على جبل الجودي في يوم عاشوراء، ومن هنا نفهم أن هذا اليوم لدى الشعوب القديمة له ذكرى وله تأثير لديهم فهو يوم فرح، ثم ثبت في الصحيحين أنه اليوم الذي أنجى الله تبارك وتعالى فيه موسى من فرعون وقومه، فزاد اليهود على هذا وأضافوا إلى التعبد الفرح والطرب واللهو وما أشبه ذلك، واتبعهم بعض المسلمين في هذا.
والأمم الأخرى من البابليين والفينيقيين والمصريين جعلوا ذلك للنواح وللعويل وللصراخ ولطم الوجوه ولطم الصدور وما أشبه ذلك .. فكانت بدعة مقابلة بدعة، وكل ذلك ليس من الإسلام في شيء؛ بل كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من أمر وشأن الجاهلية، فالجاهلية واحدة .. نجدها في إيران القديمة، ونجدها في بابل وفي آشور، ونجدها عند الفينيقيين مع بعل، ونجدها عند المصريين مع حورس، ثم نفس الشعائر تنتقل إلى العالم الإسلامي -مع الأسف الشديد- ويفعلها من يتنسب إلى الإسلام وبعض الطوائف الإسلامية.
الموضوع طويل ومتشعب وإنما أردنا بهذه المناسبة النصيحة لإخواننا المسلمين جميعا بالتمسك بالكتاب والسنة، وألا يعبد إلا الله تبارك وتعالى، ولا يعبد أيضا إلى بما شرع؛ لكي يتقبل الله تبارك وتعالى منا أعمالنا، وليتحقق أمر عظيم نسعى إليه في هذه المرحلة من هذا العدوان الصهيوني الشرس علينا وهي: وحدة المسلمين.
لا يمكن أن نتوحد ومنا من يؤخذ من شعائر الجاهلية ومنا من يؤخذ من شعائر الإسلام، الذي يوحدنا جميعا هو أن نتوحد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فنصوم العاشر وقبله التاسع أو نصوم يوما قبله ويوما بعده، فنكون بذلك على الجادة الوسطى، لا نقيمه أعيادا كما يفعل المشركون وأهل الكتاب، ولا نجعله أيضا مآتم كما يفعل هؤلاء الذين أعادوا مآتم المجوس والبابليين والآشوريين والفينيقيين والفراعنة وجعلوها من الإسلام.
المصدر: مقتطفات من لقاء مرئي مسجل بعنوان: يوم عاشوراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 09:03]ـ
اليوم يعتقد ملياران من البشر تختلف ألوانهم ويتفق دينهم أن أمريكا تأمل أن تستعبدهم وتسعى لذلك ــ لكن بوسائل وشعارات أكثر تطورًا ــ وأن أحفادهم يومًا ما سيتذكرون ذلك وربما ينتقمون؟.
وفي أفغانستان من هم أقرب أملًا من ذلك، إنهم يعتقدون أن الملا محمد عمر سيعود كما كان، ويصبح (جورج بوش) لا شيء في بضع سنين ولله الأمر من قبل ومن بعد.
(المصدر: رسالة من مكة عن أي شيء ندافع!؟ 2002م)
ـ[الخدمة الإسلامية]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 01:33]ـ
جزاكم الله خير الجزاء اسأل الله ان يحفظكم ويكرمكم ويرضى عنكم
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 02:52]ـ
جزاكم الله خير الجزاء اسأل الله ان يحفظكم ويكرمكم ويرضى عنكم
ـ[العلم الهيب]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 11:11]ـ
أخي ضياء السالك بارك ربي في جهودك وأتمنى لك المواصلة في جمع فوائد الشيخ المستخرجة من تراثه، وترتيبها بحسب المواضيع العلمية والتربوية والدعوية، وبصراحة فإن تراث الشيخ قل أن يماثله تراث علمي عقدي يرصد الأحداث المعاصرة والنظريات القائمة بنفس واثقة بوعد الله ويقينه هكذا نحسبه والله حسيبه. وبخاصة كلامه في فضل الحضارة الإسلامية على الأمم الأخرى و تهافت النظريات الغربية وتفكير العالم اليوم الى أين يتجه وماذا يدبر لمستقبله،كل ذلك بنفس العالم العارف بسنن الله والواعي لمنهج الله في الأرض، ولقد تتبعت كثيرا من كتب نعوم تشومسكي وغيره من المفكرين في أطروحاتهم فوجدتها ضئيلة جدا بمقارنتها بمستوى الشيخ في التوصيف والتحليل. والفضل في ذلك يرجع الى تمسكه بالعقيدة السلفية بالمفهوم الذي عرفها السلف والأئمة لا بالمفهوم العصري الذي لا يعرف منها الا شعارات منصوبة للتفريق لا لوضع حلول لهذه الأمة الممزقة والإنسانية الحائرة.(/)
من مكامن الإجرام العقدي: الداروينية
ـ[رشاد السيروان]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 03:34]ـ
الحمد لله وعياذا به
الإجرام العقدي: الداروينية
داروين، تشارلز روبرت (1809 - 1882م). Darwin, Charles Robert
باحث وعالم بريطاني عكف على دراسة علوم الطبيعة، واقترن اسمه بنظرية النشوء والارتقاء وبها اشتهر.
وكان داروين يقول إن كل الأنواع الحية من نباتات وحيوانات قد تطورت تدريجيًا من أصول مشتركة خلال الملايين من السنين التي مرت عليها. انظر الموسوعة العربية العالمية، مادة (داروين، تشارلز روبرت).
أي أن داروين يقول ما معناه: إن الله قد خلق مادة مبهمة وهذه المادة تطورت وتوالدت وتمايزت أشكالها من طور إلى طور فأصل الحياة خلايا نباتية صار بعضها حيوانياً ثم أخذ يتطور ويمتلك طوراً إثر طور دماغاً أكبر وميزات أحسن حتى خرج القرد، ومن القرد خرج الإنسان!!
ودارون لم يكن ملحداً ولم يدع للإلحاد لكن فكرته استخدمت للتدليل على الإلحاد.
أما الداروينية، فهي: "ترجمة لكلمة «داروينيزم Darwinism» الإنجليزية، ويُقال لها أيضاً «الداروينية الاجتماعية».
وهي كلمة منسوبة إلى اسم تشارلز داروين، وهي فلسفة علمانية شاملة، واحدية عقلانية مادية كمونية تنكر أية مرجعية غير مادية، وتستبعد الخالق من المنظومة المعرفية والأخلاقية وتَرُد العالم بأسره إلى مبدأ مادي واحد كامن في المادة وتدور في نطاق الصورة المجازية العضوية والآلية للكون. والآلية الكبرى للحركة في الداروينية هي الصراع والتَقدُّم اللانهائي، وهو صفة من صفات الوجود الإنساني.
ويمكن القول بأن الداروينية هي النموذج المعرفي الكامن وراء معظم الفلسفات العلمانية الشاملة، إن لم يكن كلها".
انظر: المسيري، موسوعة اليهود واليهودية، الجزء الرابع، الباب الخامس.
انتقد فكرته عن النشوء والارتقاء الكثير من علماء الفلك والأحياء وأصل الإنسان (الانثروبيولوجيا)، كما أبطل باستور أسطورة التوالد الذاتي.
كل ذلك أدى لظهور الداروينية الحديثة، التي بنت أفكاراً جديدة منها أن قانون الارتقاء الطبيعي قاصر عن تفسير عملية التطور واستبدل بقانون جديد (قانون التحولات المفاجئة أو الطفرات)، وقالت بفكرة المصادفة. إضافة للاعتراف بأن هناك أصولاً عدة تفرعت عنها كل الأنواع وليس أصلاً واحداً كما كان سائداً في الاعتقاد ...
انظر: الموسوعة الميسرة في المذاهب، 2/ 928.
ومن المعاصرين من رأى أن الداروينية أصل لفكرة الإلحاد وباعث حاد لها، ومنهم هارون يحيى.
جاء في مقدمة كتابه خديعة التطور ترجمة سليمان بايبارا: إن السبب الكامن وراء اهتمامنا- في هذا الكتاب وفي غيره من كتبنا الأخرى – بدحض وهدم نظرية التطور هو أن هذه النظرية تشكل الأساس والقاعدة لجميع الفلسفات المناهضة للدين. فالداروينية التي تنكر الخلق فتنكر بالتالي الخالق، كانت الباعث والسبب وراء إلحاد الكثير من الناس منذ 140 عاماً، لذا كان فضح هذه النظرية وتفنيدها والبرهنة على أنها ليست سوى خديعة وتضليلاً من أهم واجباتنا الإيمانية.
ومضى هارون يحيى في كتابه كما في الشريط السينمائي الذي أُخرِج بناءً على كتاباته يدلل على الروابط بين النظرية الداروينية والإرهاب حيث بين أثرها العقائدي والنفسي على متبعيها، كما بين من خلال سير كبار المجرمين مثل لينين واستالين وماو كيف تأثر أولئك بالداروينة في شبابهم الباكر، وما جر ذلك على شعوبهم إبان حكمهم.
أما الرد التشريحي أي الذي يبحث في تركيب الأجسام الحية وصفاتها الوراثية فهو أبلغ رد في العلوم التطبيقية على دارون إذ تبين الدراسة أن الأنواع لم تتولد من بعض، وأن لكل صفات محددة لا يشاركه فيها غيره، ودونك كتاب هارون يحيى خديعة التطور فهو مختص بذلك، وإن كنت لم أقرأ جميعه.
والذي يدعو للاستغراب أن بعضاً من كبار الكتاب المسلمين قد تأثروا بنظرية النشوء والارتقاء ولم يحيلوا قبول الدين لها مثل محمد الغزالي غفر الله له في كتابه ركائز الإيمان ص71 - 72 طبعة دار القلم دمشق، وكذلك من انتسب قبله إلى مدرسة محمد عبده.
والرد الأوفى عل أولئك تجده لدى شيخ الإسلام مصطفى صبري. ولدى تلميذه واستمراره الكلامي د. محمد سعيد رمضان البوطي.
وقد نعت الداروينية بالإجرام العقدي لأنها تنفي الكثير من النصوص الإلهية التي تبين أصل الإنسان الفوري من تراب وماء، كما أنها كما بين د. هارون يحيى أدت لفكر عنصري إجرامي قائم على التمييز بين الأنواع ومن ثم أفراد الأنواع الواحد.
فمن كان لديه توسعة على الموضوع فليزدنا وليعلمنا، والله الهادي وهو المستعان.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 04:21]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد جرت الداروينية البلاء على الغرب كله فانقلب الإله الميت عند نيتشه الى انسان حيوان!
وبدل ان كانت الصيحة النتشوية هي: ان الرب قد مات فقد صارت الصحوة اما ان الانسان حيوان ابن حيوان او:ان الانسان قد مات!
فضاعت الحقائق الكبرى نتيجة فلسفات تلك الصيحات وضلت شعوب في التطورية التي دخلت كل انماط الحياة ومنها ظهرت النسبية
لانه اذا كان الانسان ليس ثابت الاصل متميز العنصر والجنس وان له فطرة خاصة وقيم خاصة جُعل الانسان متطور وقيمه في تطور فلاثبات ولااصول اصيلة لها ولاصلة بالسماء والغيب فاذا لادين ولاشريعة ربانية
من هنا ظهرت الأسر المتعددة الجديدة على البشرية وخرجت تشريعات تبيح ليس فقط الجنس مع النظير وانما مع الاصل المفقود وهو الحيوان!
اتحاد حيواني يعني
فتحقق قول الله عز وجل اولئك كالأنعام
لانهم وصفوا انفسهم بها وارجعوا جذورهم اليها واقاموا حياتهم على نموذجها بقيم متغيرة نسبية ومتغيرة فمات الانسان في الحيوان واعلنت الفلسفات يوم الجنازة وقُبر الروح الانساني في الجسد الحيواني الى ابد الغرب
والحرب اليوم معلنة على الانسان ليعترف انه في اهاب حيوان وانه لابد ان يقبل شرائع التبدل والتغير والتطور والا فانه انسان ابن انسان!
فمن يشارك في حماية الانسانية
وارجاع الكرامة للانسان
كماقال تعالى
ولقد كرمنا بني آدم
شكرا لكم اخي رشاد السيروان اتحفنا بمثلها من مواضيع
اخوكم طارق منينة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله عماد]ــــــــ[06 - Dec-2010, صباحاً 04:48]ـ
- لاتعدو هذه الداروينية إلا مجرد نظرية أي افتراضات وليست قوانين مثل قانون الجاذبية مثلاً.
-الذي رفع من قيمة هذه النظرية في الغرب هو حاجتهم الى بديل للانجيل الذي يحدد عمر الانسان على الارض بعدة الآلاف من السنين والذي يقول ان الاله له ابن. فبمجرد ظهور هذه النظرية الى السطح تسابق معظم المفكرين في الغرب الى الاستدلال بها على صحة مذاهبهم.
-منذ ظهور الداروينية وهي تخسر كثير من العلماء من صفها على أساس علمي وهو أنه يتم اكتشاف حفريات مثلا لليعسوب تعود ل 30 مليون سنة وبهذه الحفرية مثلا يبطل عمل نظرية داروين مع اليعاسيب وهكذا اكتشاف هياكل عظمية للانسان عمرها ملايين السنين تنفي هذه النظرية. فالرد الأمثل على هؤلاء يكون من إناءهم وهو علم الحفريات وهو حادث ولله الحمد
-وأكبر العلامات على فشل الداروينية ومنهجها في اصطفاء الانواع هو سقوط الهتلرية التي كانت تقوم على فكرة اصطفاء الجنس الآري على باقي العالم وهكذا سقوط الاتحاد السوفيتي الذي استعان كثيرا في بدايته بمنهج الداروينية في اعطاء الشرعية للشيوعية والاشتراكية حيث يعتقدون بالتطور التاريخي ايضا بداية من العبيد ثم الاقطاع فالرأسمالية ثم الاشتراكية فالشيوعية على حد زعمهم فهي عندهم اسمى نوع من الانظمة سيصل اليه الانسان وقد حدث وزالت.
والحمد لله.
ـ[رشاد السيروان]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 07:22]ـ
السلام عليكم.
جزاكم الله خيراً ونفع بكم. وجزيت ابن الشاطئ الحقيقي خيراً على حسن ظنك.
إن المهتمين بهذه الميادين التي يكون الحوار في كثير منها عقليا قلائل، وأرجو أن يوفقني الله وإياكم للحوار والبحث على ضوء الكتاب والسنة فهما الوحي المعصوم الذي يطابق العلم بل الذي يسجد له البحث العلمي {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} [الملك:14] بلى وله الحمد.
ـ[عمار سليمان]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 09:12]ـ
الدارونية في الغرب تحولت الى عقيدة يقام عليها الولاء و البراء لها و اكبر روادها ريتشارد دوكنز و هو كاهنهم و رد عليهم كثير من العلماء و أن شاء الله اساعدكم في اليسير مما اعرف و حالياً في الغرب خرجت مقابل الداروينة نظرية التصميم الذكي اي ان الكون مصممه شيء ذكي بالنسبة لهم طبعا و الان الدارونيون يحاربونها على قدم و ساق و كل من تكلم بها يطرد من عمله ..
و لا شك ان الدارونية هي من اعمدة الفكر الالحادي و لكن ما اقيم على غبار فهو حتم ماضٍ الى دمار,,,,
ـ[رشاد السيروان]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 10:53]ـ
السلام عليكم.
فتحت شهيتنا للمزيد فزدنا زادك الله وأحسن إليك كما تحسن لنا. وليتك تعزو إلى مصادر معلوماتك، فكما تعلم من بركة العلم نسبته إلى أهله.
ـ[عمار سليمان]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 06:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
أكرمك الله أخي الحبيب لست الا ناقل مع بعض المعلومات البسيطة و ان شاء الله افيد ولو بالقليل, أنقل هنا كلام الشيخ عمر بن سليمان الاشقر من كتابه الماتع العقيدة في الله, قال اكرمه الله و بارك الله في عمره:
نظرية دارون:
حاول أصحاب هذه النظرية أن يعللوا بها وجود الأحياء، وقد شاعت هذه النظرية، وعمل كثيرون على نشرها بحسن نية، لظنّهم أنّها حقيقة علمية، وعمل آخرون على نشرها بسوء نية، لأنّها وافقت أهواءهم، فهي تكذب بالأديان التي وصفت خلق الإنسان، وبذلك يجد الطاعنون في الدِّين دليلاً من العلم يرتكزون عليه، ويدلِّسون على النَّاس به.
ماذا تقول هذه النظرية؟
تزعم هذه النظرية أنّ أصل المخلوقات حيوان صغير، نشأ من الماء، ثم أخذت البيئة تفرض عليه من التغييرات في تكوينه ممّا أدّى إلى نشوء صفات جديدة في هذا الكائن، أخذت هذه الصفات المكتسبة تورث في الأبناء حتى تحولت مجموع هذه الصفات الصغيرة الناشئة من البيئة عبر ملايين السنين إلى نشوء صفات كثيرة راقية جعلت ذلك المخلوق البدائي مخلوقاً أرقى، واستمر ذلك النشوء للصفات بفعل البيئة والارتقاء في المخلوقات، حتى وصل إلى هذه المخلوقات التي انتهت بالإنسان.
أساس النظرية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - تعتمد النظرية على أساس ما شوهد في زمن ((دارون)) من الحفريات الأرضية، فقد وجدوا أنّ الطبقات القديمة تحتوي على كائنات أولية، وأنّ الطبقات التي تليها تحتوي على كائنات أرقى فأرقى. فقال ((دارون)): " إنّ تلك الحيوانات الراقية قد جاءت نتيجة للنشوء والارتقاء من الحيوانات والكائنات الأولى ".
2 - وتعتمد أيضاً على ما كان معروفاً في زمن ((دارون)) من تشابه جميع أجنّة الحيوانات في أدوارها الأولى، فهو يوحي بأنّ أصل الكائنات واحد، كما أنّ الجنين واحد، وحدث التطور على الأرض كما يحدث في أرحام الكائنات الحيّة.
3 - كما تعتمد النظرية على وجود الزائدة الدودية في الإنسان التي هي المساعد في هضم النباتات، وليس لها الآن عمل في الإنسان مما يوحي بأنّها أثر بقي من القرود لم يتطور؛ لأنها تقوم بدورها في حياة القرود.
شرح ((دارون)) لعملية التطور وكيف تمّت:
- الانتخاب الطبيعي: تقوم عوامل الفناء بإهلاك الكائنات الضعيفة الهزيلة، والإبقاء على الكائنات القوية، وذلك ما يسمّى بزعمهم بقانون ((البقاء للأصلح))، فيبقى الكائن القوي السليم الذي يورث صفاته القوية لذريته، وتتجمع الصفات القوية مع مرور الزمن مكونة صفة جديدة في الكائن، وذلك هو ((النشوء)) الذي يجعل الكائن يرتقي بتلك الصفات الناشئة إلى كائن أعلى، وهكذا يستمر التطور، وذلك هو الارتقاء.
2 - الانتخاب الجنسي: وذلك بوساطة ميل الذكر والأنثى إلى التزوج بالأقوى والأصلح، فتورث بهذا صفات الأصلح، وتنعدم صفات الحيوان الضعيف لعدم الميل إلى التزاوج بينه وبين غيره.
3 - كلما تكونت صفة جديدة، ورثت في النسل.
تفنيد الأساس الذي قامت عليه النظرية:
علم الحفريات لا يزال ناقصاً، فلا يدّعي أحد أنّه قد كمل التنقيب في جميع طبقات الأرض وتحت الجبال والبحار، فلم يجد شيئاً جديداً ينقض المقررات السابقة.
وعلى فرض ثبات مقررات هذا العلم فإنّ وجود الكائنات الأولى البدائية أولاً، ثم الأرقى ليس دليلاً على تطور الكائنات الراقية من الكائنات الأدنى، بل هو دليل على ترتيب وجود هذه الكائنات فقط عند ملاءمة البيئة لوجودها على أي صورة كان هذا الوجود، وإذا كانت الحفريات في زمن ((دارون)) تقول: إنّ أقدم عمر للإنسان هو ستمائة ألف سنة، فإنّ الاكتشافات الجديدة في علم الحفريات قد قدّرت أنّ عمر الإنسان يصل إلى عشرة ملايين من السنين.
أليس هذا أكبر دليل على أنّ علم الحفريات متغيّر لا يبنى عليه دليل قطعيّ، وأنّه قد ينكشف في الغد من الحقائق عكس ما كنّا نؤمل؟
أن شاء الله تعالى يتبع مع بعض التعليقات و قليل من المقالات من الاخوة المختصين في منتدى التوحيد أرجوا ان افيدكم ...
الكلام من (صـ15ى الى الى صـ17ى) من كتاب العقيدة في الله للشيخ عمر بن سليمان الاشقر ,,,,
ـ[عمار سليمان]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 06:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
أكرمك الله أخي الحبيب لست الا ناقل مع بعض المعلومات البسيطة و ان شاء الله افيد ولو بالقليل, أنقل هنا كلام الشيخ عمر بن سليمان الاشقر من كتابه الماتع العقيدة في الله, قال اكرمه الله و بارك الله في عمره:
نظرية دارون:
حاول أصحاب هذه النظرية أن يعللوا بها وجود الأحياء، وقد شاعت هذه النظرية، وعمل كثيرون على نشرها بحسن نية، لظنّهم أنّها حقيقة علمية، وعمل آخرون على نشرها بسوء نية، لأنّها وافقت أهواءهم، فهي تكذب بالأديان التي وصفت خلق الإنسان، وبذلك يجد الطاعنون في الدِّين دليلاً من العلم يرتكزون عليه، ويدلِّسون على النَّاس به.
ماذا تقول هذه النظرية؟
تزعم هذه النظرية أنّ أصل المخلوقات حيوان صغير، نشأ من الماء، ثم أخذت البيئة تفرض عليه من التغييرات في تكوينه ممّا أدّى إلى نشوء صفات جديدة في هذا الكائن، أخذت هذه الصفات المكتسبة تورث في الأبناء حتى تحولت مجموع هذه الصفات الصغيرة الناشئة من البيئة عبر ملايين السنين إلى نشوء صفات كثيرة راقية جعلت ذلك المخلوق البدائي مخلوقاً أرقى، واستمر ذلك النشوء للصفات بفعل البيئة والارتقاء في المخلوقات، حتى وصل إلى هذه المخلوقات التي انتهت بالإنسان.
أساس النظرية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - تعتمد النظرية على أساس ما شوهد في زمن ((دارون)) من الحفريات الأرضية، فقد وجدوا أنّ الطبقات القديمة تحتوي على كائنات أولية، وأنّ الطبقات التي تليها تحتوي على كائنات أرقى فأرقى. فقال ((دارون)): " إنّ تلك الحيوانات الراقية قد جاءت نتيجة للنشوء والارتقاء من الحيوانات والكائنات الأولى ".
2 - وتعتمد أيضاً على ما كان معروفاً في زمن ((دارون)) من تشابه جميع أجنّة الحيوانات في أدوارها الأولى، فهو يوحي بأنّ أصل الكائنات واحد، كما أنّ الجنين واحد، وحدث التطور على الأرض كما يحدث في أرحام الكائنات الحيّة.
3 - كما تعتمد النظرية على وجود الزائدة الدودية في الإنسان التي هي المساعد في هضم النباتات، وليس لها الآن عمل في الإنسان مما يوحي بأنّها أثر بقي من القرود لم يتطور؛ لأنها تقوم بدورها في حياة القرود.
شرح ((دارون)) لعملية التطور وكيف تمّت:
- الانتخاب الطبيعي: تقوم عوامل الفناء بإهلاك الكائنات الضعيفة الهزيلة، والإبقاء على الكائنات القوية، وذلك ما يسمّى بزعمهم بقانون ((البقاء للأصلح))، فيبقى الكائن القوي السليم الذي يورث صفاته القوية لذريته، وتتجمع الصفات القوية مع مرور الزمن مكونة صفة جديدة في الكائن، وذلك هو ((النشوء)) الذي يجعل الكائن يرتقي بتلك الصفات الناشئة إلى كائن أعلى، وهكذا يستمر التطور، وذلك هو الارتقاء.
2 - الانتخاب الجنسي: وذلك بوساطة ميل الذكر والأنثى إلى التزوج بالأقوى والأصلح، فتورث بهذا صفات الأصلح، وتنعدم صفات الحيوان الضعيف لعدم الميل إلى التزاوج بينه وبين غيره.
3 - كلما تكونت صفة جديدة، ورثت في النسل.
تفنيد الأساس الذي قامت عليه النظرية:
علم الحفريات لا يزال ناقصاً، فلا يدّعي أحد أنّه قد كمل التنقيب في جميع طبقات الأرض وتحت الجبال والبحار، فلم يجد شيئاً جديداً ينقض المقررات السابقة.
وعلى فرض ثبات مقررات هذا العلم فإنّ وجود الكائنات الأولى البدائية أولاً، ثم الأرقى ليس دليلاً على تطور الكائنات الراقية من الكائنات الأدنى، بل هو دليل على ترتيب وجود هذه الكائنات فقط عند ملاءمة البيئة لوجودها على أي صورة كان هذا الوجود، وإذا كانت الحفريات في زمن ((دارون)) تقول: إنّ أقدم عمر للإنسان هو ستمائة ألف سنة، فإنّ الاكتشافات الجديدة في علم الحفريات قد قدّرت أنّ عمر الإنسان يصل إلى عشرة ملايين من السنين.
أليس هذا أكبر دليل على أنّ علم الحفريات متغيّر لا يبنى عليه دليل قطعيّ، وأنّه قد ينكشف في الغد من الحقائق عكس ما كنّا نؤمل؟
أن شاء الله تعالى يتبع مع بعض التعليقات و قليل من المقالات من الاخوة المختصين في منتدى التوحيد أرجوا ان افيدكم ...
الكلام من (صـ15ى الى الى صـ17ى) من كتاب العقيدة في الله للشيخ عمر بن سليمان الاشقر ,,,,
ـ[رشاد السيروان]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 08:04]ـ
السلام عليكم.
السيد عمار سليمان جزيت خيرا على نقلك.
قبل أيام اطلعت في أحد معارض الكتب على كتاب أصل الأنواع لتشارلز دارون ورغم أن النسخة قديمة مستعملة طلب فيها البائع وهي في مجلد واحد ما يقرب من ثلاثين دولاراً أمريكياً، والاطلاع على الفكرة من فم صاحبها هو أمر مستحب لمن ملك محاكمة علمية مستنيرة بالكتاب والسنة، وإلا فالأحسن الاكتفاء بما قاله العلماء عنه، درءاً للشبهات عن عوام طلبة العلم. والله أعلم.(/)
شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 05:32]ـ
http://as-salaf.com/article.php?aid=105&lang=ar (http://as-salaf.com/article.php?aid=105&lang=ar)
هل إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه؟
إعداد: أم عبد الله الميساوي
لـ «موقع عقيدة السلف الصالح» ( http://www.as-salaf.com/)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد
سيكون جواب هذا السؤال في عدة نقاط:
1. إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه، فكما لم يلزم من إثبات ذاتٍ حقيقية، وحياة حقيقية، وعلم حقيقي، تشبيه؛ فإنه لا يلزم التشبيه من إثبات باقي الصفات الثابتة في القرآن والسنة على الحقيقة؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه.
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني ( http://as-salaf.com/article.php?aid=87&lang=ar) ( ت. 535 هـ):
«قال أهل السنة: نَصِف الله بما وَصَف به نفسه، ونؤمن بذلك إذ كان طريق الشرع الاتباع لا الابتداع، مع تحقيقنا أن صفاته لا يشبهها صفات، وذاته لا يشبهها ذات، وقد نفى الله تعالى عن نفسه التشبيه بقوله: {ليس كمثله شيء} فمن شبه الله بخلقه فقد كفر؛ وأثبت لنفسه صفات فقال {وهو السميع البصير}. وليس في إثبات الصفات ما يُفضي إلى التشبيه، كما أنه ليس في إثبات الذات ما يفضي إلى التشبيه، وفي قوله: {ليس كمثله شيْءٌ} دليل على أنه ليس كذاته ذات، ولا كصفاته صفات.) (1)
2. لو كان إثباتها حقيقةً تشبيهًا، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أول المشبّهين بفعله، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكْبُو مرة، وتسفَعُه النار مرة» إلى أن قال -صلى الله عليه وسلم-: ”ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُوليَيْن، فيقول: أي رب، أدنِني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها. وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمِع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها. فيقول: يا ابن آدم، ما يَصْريني منك؟ أيُرضيك أن أعطيك الدنيا، ومثلها معها؟ قال: "يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ " “ فضحك ابن مسعود فقال: «ألا تسألوني ممّ أضحك؟» فقالوا: "مم تضحك؟ " قال: «هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم»، فقالوا: "ممّ تضحك يا رسول الله؟ " قال: ”من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر“. [صحيح مسلم وغيره]
ومقصود النبي صلى الله عليه وسلم من فعله هو تأكيد أن ضحك الله عز وجل حقيقي وليس أن ضحك الله عز وجل كضحكه صلى الله عليه وسلم، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يشبه صفات الله عز وجل والله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]؛ فهذا دليل على أن إثبات الصفات على الحقيقة ليس بتشبيه.
وانظر هذا المقال [رابط] ( http://as-salaf.com/article.php?aid=101&lang=ar) لمزيدٍ من الأمثلةِ المشابهةِ لهذا الحديث.
3. ما يلزم في المخلوق لا يلزم في الخالق، ويد الله (2) عز وجل هي الأصل، فهي صفة الله التي اتصف بها منذ الأزل قبل وجود أيدي المخلوقات، وأيدي المخلوقات محدثة، خلقها الله وسمَّاها باسم صفته وجعلها بكيفية تُناسب ذواتنا التي هي أجسام مركبة، أما صفات الله فهي على صفة تليق بذاته عز وجل، لا علم لنا بكيفيتها. وقد جعل الله لنا بعض الصفات التي توافق صفاته في الاسم لأجل الفهم فقط، حتى نعرف الله عز وجل - من غير إحاطة به-، وحتى نعظمه ونعبده حق عبادته.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام عبد العزيز الماجِشُون (ت. 164 هـ / من تابعي التابعين) في رسالته: «فأما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمُّقا وتكلفًا، فقد استهوته الشياطين في الأرض حيران، فصار يستدل بزعمه على جحد ما وصف الرب وسمَّى من نفسه، بأن قال: لا بُد إن كان له كذا مِن أن يكون له كذا، فعمِيَ عن البّيِّن بالخفي، فجحد ما سمَّى الرب من نفسه ... » ثم تكلم عن آيات وأحاديث رؤية الله يوم القيامة، وذكر مجموعة من نصوص الصفات كقوله تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]، وحديث ”لَا تَمْتَلِئُ النَّارُ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ“ وقوله سبحانه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]، ثم قال: «فوالله ما دلَّهم على عظم ما وصف به نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم – إنّ ذلك الذي أُلقِيَ في رُوعهم (3)، وخلق على معرفته قلوبهم، فما وصف الله من نفسه وسمّاه على لسان رسوله سميناه كما سماه، ولم نتكلف منه علم ما سواه، لا هذا، ولا هذا، ولا نجحد ما وصف، ولا نتكلف معرفة ما لم يصف.» (4)
وعن شقيق بن سلمة أن شريحًا قرأ: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: 12]؛ قال شريح: إن الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم. قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم (النخعي / ت. 196 هـ) فقال: «إن شريحا كان يعجبه رأيه، إن عبد الله (بن مسعود) كان أعلم من شريح، وكان عبد الله يقرؤها {بل عجبتُ} (بضم التاء)» ا. هـ (5). أي أن الذي يعجب هو الله عز وجل.
قال أبو جعفر النحَّاس (ت. 338 هـ): «وهذا الذي قاله - أي شريح- لا يلزم، وبضم التاء قرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس (رضي الله عنهم). ومعنى التعجب في اللغة: أن يُنكر الشيءُ ويَقِلَّ، فَيُتعجّب منه، فالله جل وعز العالم بالأشياء، وبما يكون، ولكن لا يقع التعجب إلا بعد الكون. فهو منه جل وعلا خلافُه من الآدميين؛ لأنه قد علمه قبلُ وبعدُ» (6). فلا يلزم أن يكون الله غير عالم بالشيءِ حتى يعجب منه، وإن كان ذلك لازمًا في المخلوق، فالله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
4. أما الاعتراض على بعض الصفات الواردة في الكتاب والسنة على أنها جارحة وأعضاء، كصفة اليد والقَدم؛ فإن هذا من كيفية هذه الصفات في المخلوقين، والله ليس كمثله شيء، وكيفية صفات الله عز وجل من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه، وواجبنا الإيمان والتسليم. ومثل هذه الاعتراضات لم تكن معروفة في عهد السلف رحمهم الله إلا عند المبتدعة كالجهمية والمعتزلة وغيرهم، أما السلف الصالح فكانوا يؤمنون بها كما جاءت، ويقولون عن كل الصفات: «أمروها كما جاءت بلا كيف ( http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar)»، أي أمروها على ظاهرها دون السؤال عن تلك الصفة: كيف هي؟ بل يفوضون كيفيتها لله عز وجل.
صح عن الصحابي عبد الله بن عباس (ت. 68 هـ) –رضي الله عنه- أنه أنكر على من استنكر شيئا من نصوص الصفات بزعم أن الله منزه عما تدل عليه تلك الآيات أو الأحاديث؛ فروى عبد الرزاق في "مصنفه" ... أن طاووس بن كيسان قال: سمعت رجلاً يُحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة: ”تحاجت الجنة والنار“، وفيه: ”فلا تمتلي حتى يضع رجله“ -أو قال: ” قدمه - فيها“؛ فقام رجل فانتفض، فقال ابن عباس –رضي الله عنه-: «ما فَرَقُ هؤلاء؟! يجدون عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه». (7)
قال الحافظ عثمان الدارمي ( http://as-salaf.com/article.php?aid=19&lang=ar) ( ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
(يُتْبَعُ)
(/)