المرجئة يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب و الأحناف لا يقولون بهذا مطلقا بل الواجبات عندهم هي من يأثم فاعلها و يستحق العذاب و لا يكفر و الفرائض ما يكفر تاركها دل ذلك على أن عندهم العمل يؤثر في صاحبه و أن المؤمن قد يأثم و يعاقب
لكن كما بينت سابقا بعض الأحناف و على رأسهم الامام أبي حنيفة عند تعريفهم للإيمان نظروا لإيمان العقيدة و ليس إيمان العمل فقالوا هو التصديق و الاقرار أي التصديق بالقلب بالله و اليوم الاخر و ملائكته و و كتبه و رسله و القدر و إقرار ذلك باللسان و بقول لا إله إلا الله
فهذا يكون مؤمنا أي ليس كافرا مرجوا له رحمة الله حتى و لو ترك بعض الأعمال الواجبة
و هذا القول نقول به نحن أهل السنة و الجماعة و هناك أحاديث صححة كثيرة وردت بهذا منها حديث "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"
و الحديث الذي يقول فيه تعالى "أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله و في قلبه مثقال ذرة من إيمان" و حديث "من لقى الله و هو لا يشرك به شيئا دخل الجنة"
ولان تارك العمل عند اهل السنة كافر وليس بفاسق إذ ان العمل داخلٌ في مسمى الايمان عند اهل السنة ..
غير صحيح أيضا
إن كان مرادك أنه إرتكب فعلا من أفعال الكفر نعم و لكن إن كان القصد هو كفر الملة فلا
زكاة الفطر مثلا فرض هل من لم يخرجها يكفر؟ إعفاء اللحية فرض عند من يقولون بوجوبها فهل يكفر حالقها
ليس كل الأعمال كما أن تارك العمل يختلف هل تركه استحلالا أو إعراضا و استكبارا أم فقط تركه تكاسلا أو متعذرا بعذر
الإيمان نعم قول و عمل و العمل يدخل في كمال الإيمان الذي هو ضد الفسوق لكن ليس كل من ترك واجبا كفر
و الأحاديث الصحيحة التي ذكرتها آنفا دالة على ذلك
فالحذر في الكلام في موضوع التكفير هذا , لا يكفر إلا من جاء النص الصريح بكفره أو من نفى أو جحد قلبا أو قولا ما أوجب الله الايمان به أو أوجب عمله بالعلم القطعي الثبوت و الدلالة أو ترك ذلك إعراضا أو استكبارا و هذا باب كبير يمكن مراجعة كلام أهل العلم فيه كابن القيم و غيره
و أخيرا أنا لست من الأحناف و لا اتبع مذهبا واحدا بعينه بل أتبع ما ثبت عندي دليله سواء جاء به هذا المذهب أو ذاك و إن كنت غالبا أميل لأقوال المذهب الشافعي و الحنبلي
و ما أقوله هنا هو للحق و الإنصاف فقط
و الله المستعان
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:04]ـ
الاخ الفاضل عماد جزيت خيرا
توضيح بسيط حتى لاتختلط الامور
قال اهل السنة في ذلك:
من قال أو فعل ماهو كُفْر، كَفَر ظاهراً وباطناً بقوله أو بفعله هذا (بنفس الفعل) سواءٌ جحد او لم يجحد والترك فعلٌ على الصحيح
فمن ترك ما هو في اصل الايمان فقد كفر
انظر (الصارم المسلول) لابن تيمية، 177 و 178 و 512.
...
ارجو منكم توضيح ((للعمل)) لان التصديق والاقرار لاخلاف فيه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:44]ـ
تنبيه: آمل أن يجتنب الإخوة توجيه السؤال بهذه الصيغ:إلى الراسخين, إلى أهل العلم .. وأمثال ذلك من الكلام الكبير إلخ وإنما يقال إلى من درس المسألة ,أو نحو ذلك. ونسأل الله تعالى بواسع كرمه أن يجعلني وإياكم منظومين في سلك الراسخين في العلم
كلام الأخ المكرم عماد البيه ليس صحيحاً ,ليس المرجئة من يقولون لايضر مع الإيمان ذنب, بل لا يعلم لهذا القول أحد معين
المرجئة على مراتب:
-فمنهم من يجعل الإيمان هو المعرفة
-ومنهم من يجعله التصديق القلبي المجرد
وهذان من غلاة الجهمية
-ومنهم من يقول: الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وهم بعض الأشعرية وبعضهم من يحصر حقيقته في التصديق
-ومنهم من يجعله قولا باللسان فحسب وهم الكرامية
-ومنهم من يعرف الإيمان بأنه قول وعمل, ولكن لايريد بالعمل إلا أنه شرط كمال فلو انتقض لم يكفر عنده صاحبه
-ومنهم من يقول:قول وعمل .. لكنه يريد بالعمل عملَ القلب لا الجوارح
-ومن الإرجاء أن يتوقف في كفر من ثبت كفره كسب الله أو نبيه أو تفسيق مجموع الصحابة أو الطعن في شرف أم المؤمنين وغير ذلك وكذلك القول بعدم كفر تارك الصلاة تركا كليا يبدو لي أنه من آثار تسلل الإرجاء ولهذا بوب له أبو داود الإمام صاحب السنن ,وذلك لوضوح الأدلة فيه
ولا أعني به أن كل من قال بعدم كفر تارك الصلاة يكون مصابا بلوثة إرجاء فليفهم الكلام في سياقه
وبين كل ذلك منازل
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إرجاء أبي حنيفة رحمه الله تعالى والذي خالف فيه أهل السنة وأخذه من حماد بن أبي سليمان, فهو إخراجه الأعمال الظاهرة من مسمى الإيمان ولا يتصور فيه وهو الإمام أن يكون ممن يخرج عمل القلب من مسمى الإيمان
والله أعلم
ـ[عماد البيه]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 09:18]ـ
أختي الفاصلة طالبة فقه جزاك الله خيرا
بالنسبة للكفر
فإليك تعريفه إصطلاحا عند بن تيمية و ابن حزم:
هو " عدم الإيمان بالله ورسله، سواءً كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب، بل شك وريب،
أو إعراض عن الإيمان حسدا ًأو كبراً أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة
فالكفر صفةٌ لكل من جحد شيئاٌ مما افترض الله تعالى الإيمان به، بعد أن بلغه ذلك سواء جحد بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه، أوبهما معاٌ،
أو عمل عملاٌ جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان "
[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/ 335] و [الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم: 1/ 45].
و هذا التعريف أختي لا يختلف عما ذكرته أنا فهو متضمن لعدم الايمان بالله و رسله أو ترك ما أوجبه الله إما جحودا أو استكبارا أو عمل عملاٌ جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان و النص هنا المقصود به القرآن أو القطعي من السنة فنحن متفقون على هذا فليس كما قلتِ أن " تارك العمل عند اهل السنة كافر" فإطلاق هذه العبارة على عمومها خطأ
كذلك لابد من التفريق بين الحكم على العمل و الحكم على الشخص , فليس كل من أتى بكفر كافر , فمن الناس من يعمل عمل من أعمال الكفر لكنه لا يكفر و مثال ذلك ما ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي ذر لما عاير شخصا بأمه "أنت رجل فيك جاهلية" فهذا معناه أن أبا ذر لما فعل هذا لحق به خصلة من خصال الجاهلي لكن لا يقال أنه جاهلي أو لو مات على ذلك له حكم من مات في الجاهلية
بالنسبة للعمل عند الأحناف
كما ذكرتِ أن الاحناف ليسوا على قول واحد في هذه المسألة فمنهم من قال أن العمل يدخل في الايمان كاالطحاوي و منهم من قال هو منفصل عنه كالالوسي
و ورد عن أبي حنيفة أنه قال " العمل خارج عن حقيقة الايمان "
وقد ذكر ابن عبد البر وابن أبي العز أن أبا حنيفة " رضي الله عنه "رجع عن قوله. والله اعلم
و ان لم يكن هذا بحث مطلوب منك في الدراسة فنصيحتي لا تشغلي نفسك كثيرا بهذا الامر , المسلم يهتم بما أوجبه الله عليه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم من أحكام و فضائل و آداب و أن يعلم الناس ما ينفعهم و ينصح لهم
أما تتبع ذلات العلماء و ما يعتقده فلان من هذا المذهب أو ذاك فهو حقيقة مضيعة للوقت لا فائدة فيه
قال تعالى "وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"
وفقك الله و حفظك و هدانا و إياك لما يحب و يرضى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 09:35]ـ
أخي عماد سدده الله,,
إن كنت تعتمد قول ابن تيمية أو غيره وتريد نقل رأيه, فلا يصح الاجتزاء, بل لابد من استقراء كلامه للخروج بما يطابق الحق حتى لا تقع في تقويله شيئا لم يقله أو إلزامه بما لا يلزمه
وليس الكفر محصورا في الجحد عند عامة أهل السنة, لا عند ابن تيمية وحده
بل يكون الكفر الناقض بالقلب كما يكون مورده الجوارح واللسان
فكما أن الإيمان قول وعمل فكذلك الكفر متعلقه أحد هذين
والقول=قول اللسان+قول القلب (التصديق)
والعمل=عمل القلب+عمل الجوارح
وانتفاء أي واحد من هذه الأربعة ناقض للإيمان هادم للإسلام
ويمكن أن نجعل الأركان ثلاثة =قول وعمل واعتقاد فأيما واحد منها انتفى انتفى معه الإيمان
كما قال الإمام الشافعي
ـ[عماد البيه]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 09:49]ـ
كلام الأخ المكرم عماد البيه ليس صحيحاً ,ليس المرجئة من يقولون لايضر مع الإيمان ذنب
كلامك أنت خطأ أخي الكريم هذا قول مشهور جدا عن المرجئة أو جمهورهم و هذه بعض الروابط الموثوقة فيها ذلك
http://www.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=964&node=6744
( شرح حائية ابن أبي داود لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك)
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&ContentID=5043
( مسألة الإيمان بين أهل السنة وبين المرجئة والخوارج الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي)
أما الطوائف المختلفة للمرجئة فأنا لا يعنيني هذا و هناك فرق ضالة كثيرة و هو خارج عن موضوع النقاش
أنا ما ذكرته للأخت السائلة أن الاحناف لا يوافقون المرجئة حتى لو تشابهوا معهم في صيغة تعريف الايمان عندهم لكن الاحناف يقولون بوقوع العذاب على فاعل الكبائر و تارك الواجبات و يكفرون أيضا من يترك عملا من أعمال الفرائض مستحلا أو مستكبرا
و لفظ "إرجاء أبو حنيفة" حقيقة لا يليق و لا يليق بنا نحن المقصرون في الفهم و العمل أن نرمي أعلام الأمة هكذا الذين فنوا أعمارهم في خدمة دين الله و أخذوا العلم من منابعه و خلفوا تراثا فقهيا لم يفعل مثله ولا شطره ولا ربعه أحد من الخلف إدرس سيرة الامام أبي حنيفة و سيرة حماد بن أبي سليمان لتعرف من هم و عمن أخذوا العلم و ماذا قال فيهم الراسخون في العلم في أزمانهم
و لو ذل منهم عالم حاولنا تأويل كلامه على أفضل محمل ممكن أو توقفنا في الامر و قلنا إن أصلب فله أجران و إن أخطأ فله أجر
و الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 09:52]ـ
مشهور لكن لا يعرف له قائل كما حرره ابن تيمية ولا يصح تعريف الإرجاء به وكأن الإرجاء هو هذا فحسب
وآمل ألا تأخذك العصبية للانتصار للنفس, ومادمت تستشهد بكلام الشيخ سفر حفظه الله فارجع تكرما لكلامه
في الطحاوية في تحرير الإيمان عند أبي حنيفة
والله الموفق
ـ[عماد البيه]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 10:23]ـ
مشهور لكن لا يعرف له قائل كما حرره ابن تيمية ولا يصح تعريف الإرجاء به وكأن الإرجاء هو هذا فحسب
وآمل ألا تأخذك العصبية للانتصار للنفس, ومادمت تستشهد بكلام الشيخ سفر حفظه الله فارجع تكرما لكلامه
في الطحاوية في تحرير الإيمان عند أبي حنيفة
والله الموفق
هذا القول يقول به المرجئة و هو من عقائدهم أما تعريف الارجاء فموضوع أخر لم أقل أن هذا هو تعريف الارجاء و لا يفهم هذا من كلامي
و أما قولك "وآمل ألا تأخذك العصبية للانتصار للنفس" فسامحك الله يا أخي أنت أصبحت تحكم بالنية الان
سبحان الله أين هي العصبية؟ أنا قدمت لك مصادر معتمدة تقول بالحرف أن المرجئة يقولون لا يضر مع الايمان ذنب أنت لا تقبل أو تثق في هذه المصادر هذا شأنك
أنا أوضحت الخلاصة في هذا القول أن الاحناف مختلفون في هذا القول و أن تعريف أبي حنيفة للإيمان لابد أن يتم حمله على أنه قصد الايمان بمعناه اللغوي العقائدي و قد ذكر ابن عبد البر و غيره أنه تراجع عن هذا القول
فلابد من حسن الظن بعلمائنا و ليس التفتيش عن زلاتهم و التشهي برميهم بما يتصف به أهل البدع و الفرق الضالة
----------
من هم المرجئة:
شرح العقيدة الطحاوية/قوله: (ولا نكفرأحداً من أهل القبلة بذنب، ما لم يستحله) المؤلف: ابن أبي العز:
وقوله: ولا نقول لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله. . . إلى آخر كلامه، رد على المرجئة، فإنهم يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. فهؤلاء في طرف، والخوارج في طرف، فإنهم يقولون نكفر المسلم بكل ذنب، أو بكل ذنب كبير، وكذلك المعتزلة الذين يقولون يحبط إيمانه كله بالكبيرة، فلا يبقى معه شيء من الإيمان.
قال الإمام أبو حنيفة: " ولا نقول إن المؤمن لا تضره الذنوب ولا نقول إنه لا يدخل النار. . كما قالت المرجئة "
وقال الماتريدي: " قالت المرجئة لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة ".
http://www.islamqa.com/ar/ref/10095 (http://www.islamqa.com/ar/ref/10095)
( الشيخ سليمان العلوان):
فأهل السنة وسط بين الخوارج والمرجئة فلا يكفرون أهل الكبائر مالم يستحلوا ذلك ولا يقولون بقول المرجئة لا يضر مع الإيمان ذنب أو لا يكفر من أتى بمكفر حتى يستحل.
و حتى من قال بأن المرجئة هم فقط من يخرجون العمل عن الإيمان فالعمل هنا يشمل القول و هذا أحد الاختلافات بين المرجئة و تعريف أبي حنيفة للإيمان الذي يتضمن القول مع الاعتقاد و
على أي حال فقد ذكر ابن عبد البر و غيرهأن أبي حنيفة تراجع عن هذا القول
قول العلماء في أن أبا حنيفة موافق لسائر أهل السنة على لزوم العمل:
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...fatwa_id=14195 (http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=14195)
( عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي):
قال بعضهم: إن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة خلاف لفظي، وقال بهذا شارح الطحاوية ابن أبي العز رحمه الله، قال: "إن الخلاف بين جمهور أهل السنة وأبي حنيفة وأصحابه خلاف لفظي، والنزاع نزاع ٌ في أمرٍ اسمي لفظي لا يترتب عليه فسادٌ في الاعتقاد"، وقال: "إن الدليل على أن الخلاف بينهم لفظي أن كلاً من الطائفتين يقولون: الأعمال واجبة، وكلاً من الطائفتين يقولون: إن المسلم إذا فعل الواجبات أثيب عليها ومن ترك شيئاً من الواجبات أو فعل المحرمات فإنه يعاقب ويقام عليه الحد، ولكن النزاع بينهم في أنه هل هذا الواجب هو من الإيمان أو ليس بإيمان؟ قال بالأول جمهور أهل السنة، وقال بالثاني أبو حنيفة وأصحابه".
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/S...Option=FatwaId (http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=a&Id=106466&Option=FatwaId)
( مركز الفتوى)
س: هل كان الإمام أبو حنيفة مرجئا؟ وهل تراجع عن ذلك؟
الفتوى:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان من أصول أهل السنة أن الإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح.
ولا خلاف بين أهل السنة – بما فيهم أبو حنيفة رحمه الله - أن الله تعالى أراد من العباد القول والعمل، والمراد بالقول التصديق بالقلب والإقرار باللسان، لكن هذا المطلوب من العباد: هل يشمله اسم " الإيمان "؟ أم الإيمان أحدهما، وهو القول وحده والعمل مغاير له لا يشمله اسم " الإيمان " عند إفراده بالذكر، وإن أطلق عليهما كان مجازا؟ هذا محل النزاع.
وأما نسبة القول بالإرجاء للإمام أبي حنيفة فذكره عنه غير واحد كأبي الحسن الأشعري وغيره من العلماء، ويسمونه وأتباعه على مذهبه هذا بمرجئة الفقهاء.
ومع ذلك فقد بين العلماء وجهة الإمام في المسألة محاولين الاعتذار له وتقريب البون بين قوله وقول أهل السنة وأحيانا دافعين عنه هذه التهمة.
قال الشهرستاني في الملل والنحل: ... كان يقال لأبي حنيفة وأصحابه: مرجئة السنة. وعده كثير من أصحاب المقالات: من جملة المرجئة؛ ولعل السبب فيه: أنه لما كان يقول: الإيمان: هو التصديق بالقلب، وهو لا يزيد ولا ينقص، ظنوا أنه يؤخر العمل عن الإيمان. والرجل مع تحريجه في العمل كيف يفتي بترك العمل؟!.
وله سبب آخر؛ والمعتزلة كانوا يلقبون كل من خالفهم في القدر: مرجئاً، وكذلك الوعيدية من الخوارج؛ فلا يبعد أن اللقب إنما لزمه من فريقي المعتزلة والخوارج. والله أعلم. اهـ
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: والاختلاف الذي بين أبي حنيفة والأئمة الباقين من أهل السنة - اختلاف صوري. فإن كون أعمال الجوارح لازمة لإيمان القلب، أو جزءا من الإيمان، مع الاتفاق على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو في مشيئة الله، إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه - نزاع لفظي، لا يترتب عليه فساد اعتقاد ... إلى أن قال: فَالْإِمَامُ أَبُو حنيفة رضي الله عنه نَظَرَ إلى حَقِيقَة الْإِيمَانِ لُغَة مَعَ أَدِلَّة مِنْ كَلَامِ الشَّارِعِ. وَبَقِيَّة الْأَئِمَّة رَحِمَهُمُ الله نَظَرُوا إلى حَقِيقَتِه في عُرْفِ الشَّارِعِ، فَإِنَّ الشَّارِعَ ضَمَّ إلى التَّصْدِيقِ أَوْصَافًا وَشَرَائِطَ، كَمَا في الصلاة وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ. اهـ
ويتحصل مما سبق انه لا يصح إطلاق القول بأن الإمام أبا حنيفة كان من المرجئة لان المرجئة فرق متشعبة وقولهم بالإرجاء متفاوت. ولأنه رحمه الله يوافق أهل السنة في لزوم العمل وأهميته، وأنه مطلوب من كل مسلم، وأن الكبائر محرمة ويأثم مرتكبها وأنه تحت المشيئة.
يقول الحافظ ابن عبد البر: (ونقموا أيضًا على أبي حنيفة الإرجاء، ومن أهل العلم من ينسب إلى الإرجاء كثير، لم يعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيهم كما عنوا بذلك في أبي حنيفة لإمامته، وكان أيضًا مع هذا يحسد وينسب إليه ما ليس فيه، ويختلق عليه ما لا يليق)
سأل العلامة الفوزان حفظه الله:
أحسن الله إليكم سماحة الوالد يقول السائل: هل تؤخذ الأحكام الفقهية من مذهب أبي حنيفة رحمه الله أم يترك نظرا لأن مذهبه يقوم على الرأي ولا يعتمد على الدليل وخصوصا أنه رمي بالإرجاء؟
فأجاب:
يا إخوان اتركوا الأئمة لا تتعرضوا لهم، أبو حنيفة من كبار الأئمة وهو أقدم الأئمة الأربع، وهو من أتباع التابعين، بعض العلماء يقول من التابعين أدرك الصحابة لكن الصحيح أنه لم يدرك الصحابة وإنما أدرك التابعين فهو من أتباع التابعين رحمه الله، وهو فقيه والفقه هو الفهم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو إمام جليل ولكن هو وغير يجتهدون فيصيبون ويخطئون فيأخذ من اجتهادهم وفقههم ما يوافق الدليل أبو حنيفة وغيره، يؤخد من اجتهاده ما وافق الدليل، ليس هذا خاصا بأبي حنيفة. كونك تقول أنه رمي بالإرجاء وايش الذي بعثك لهذا تبعك في هذه الأمور هذه في جانب إمام جليل من أئمة المسلمين. نعم.
و حقيقة النقطة الأخيرة التي ذكرها الشيخ الفوزان حفظه الله هي إحدى أهم الاسباب التي دعتني للمشاركة في هذا الموضوع و قد كنت كتبت لك في إحدى التعليقات في الموضوع قبل حذفه بأنه
إن لم يكن هذا بحث مطلوب منك في الدراسة فنصيحتي ألا تشغلي نفسك بهذا الموضوع
فطالب العلم عليه أن يهتم بما أوجبه الله و بسنن نبيه صلى الله عليه و سلم من الاحكام و الاداب الشرعية و سير الصالحين
أما تتبع زلات العلماء و التفتيش في ما أخذ عليهم هو ضياع للوقت لا فائدة فيه كما أن نشر هذه الاشياء يحصل به تشنيع على هؤلاء العلماء
و الله سبحانه و تعالى لم يتعبدنا بمثل هذا
و أيضا لا يسألنا عن تعريف المصطلحات يوم القيامة المهم أننا نعرف ما المطلوب منا و أن الاعمال منها ما هو موجب للإيمان يكفر تاركه و منه ما دون ذلك يفسق تاركه و لا يكفر و منها مستحب فقط يثاب فاعلها و لا يأثم تاركها و أن الايمان يزيد و ينقص يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "و إذا نهيتكم عن شيء فانتهوا وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" رواه أحمد
فهذا هو الذي عليه جمهور أهل السنة و الجماعة و أئمة المذاهب
و للعلم أنا لست من الاحناف و لا اتبع مذهب واحد بعينه بل أتبع ما يترجح عندي دليله من هذا المذهب أو ذاك و مع ذلك ففي غالب المسائل أفضل المذهب الشافعي و الحنبلي
فأنا ما أقوله فقط من باب البعد عن رمي أي من الائمة باتهامات فهذا لا يخدم إلا أعداء الدين ممن يتربصون به سواء من خارج الاسلام أو ممن ينتسبون -إسما - له من الفرق الضالة و إحداث شقاق بين المسلمين
أسأل الله أن يوفقنا و إياكِ لما يحب و يرضى
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 10:44]ـ
أختي المكرمة طالبة الفقه هاك ما يقوله الشيخ سفر: (
لا نقول: لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
وهذه العبارة تنسب في الأصل إلى المرجئة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000010) ، ولهذا تجد من يتحدث عن المرجئة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000010) يذكر هذه العبارة، ومنهم -على سبيل المثال-: الأشعري ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000024) في المقالات ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=book&id=4000037) ، والبغدادي ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000338) في الفرق بين الفرق ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=book&id=4000067) ، وإن لم ينسبوه إلى قائل معين، لكنه أمر موجود في النفوس، فإنه يوجد من يقول في نفسه: نحن -والحمد لله- ما دمنا مسلمين فلا يضرنا شيء، وما علينا شيء، والله غفور رحيم؛ لكنه لا يعتقد هذه المقالة عقيدة يدافع عنها ويلتزم بها، فهناك فرق بين الأمرين.
فكتاب المقالات والفرق من المرجئة قد أرادوا أن تبرأ ساحتهم من تهمة الإرجاء، فقرروا أن المرجئة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000010) هم الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، ولا ينفع مع الكفر طاعة. ولكن ليس هذا ضابط المرجئة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000010) ؛ بل إن المرجئ هو: (كل من أخرج العمل عن الإيمان)، ثم هم درجات متفاوتة)
انتهى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 10:50]ـ
أخيرا أختي الفاضلة .. نحسن الظن بعلمائنا وقد نقل حافظ المغرب ابن عبدالبر رجوع الإمام أبي حنيفة .. فالحمدلله رب العالمين
وإنما المقصود بيان معنى إرجاء الفقهاء , وأن الإرجاء مراتب متفاوتة(/)
الدعاة إلى الله وأهلية الفتوى ... ش. عبد المنعم الشحات .. حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 08:59]ـ
الدعاة إلى الله وأهلية الفتوى
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
قال -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ فَيَرْفَعُ الْعِلْمَ مَعَهُمْ وَيُبْقِى فِى النَّاسِ رُءُوسًا جُهَّالاً يُفْتُونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ) (رواه مسلم).
وهذه هي قصة فترات الضعف التي مرت بها الأمة عبر تاريخها، يبدأ من انتشار البدع والخرافات واتخاذ الناس للرؤوس الجهال؛ فينشأ من ينشأ من الأجيال الجديدة -حتى المنتسبين إلى العلم فيهم- على ما أخذوه عن أكابرهم، بيد أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة؛ ومن هنا يبقى الحق موجودًا وتبقى طائفة على الحق ظاهرين كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ) (متفق عليه).
وهذه الطائفة لا تزول بفضل الله من الأمة، ولكن صوتها قد يخفت أو يقل أثرها في بعض الأمكنة أو بعض الأزمنة.
وبالطبع فإن القسمة غير ثنائية، بمعنى أنه يوجد من هو على الحق في أبواب، ولكنه ملبس عليه في أخرى، أو ممالئ للشائع بين الناس أو الكبراء من جهة أخرى.
ثم يرسل الله إلى الأمة من يجدد لها دينها كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
وعادة ما تواجه الحركات التجديدية بحرب ضروس تجتر حجة المعاندين في كل زمان ومكان، كما حكي الله عن المشركين قولهم: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزحرف:23).
ولذلك كانت قضية الرجوع إلى الحق وعدم معارضته لمخالفته الألف والعادة وميراث الآباء والأجداد إحدى أهم القضايا المحورية في دعوة الرسل ودعوة أتباعهم، فهذا إبراهيم -عليه السلام- يقول لأبيه: (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا) (مريم:43).
وعادة ما يدرك المحتجون بذلك ضعف حجتهم، فيضطرون للكذب على الله وينسبون ميراث كبرائهم لدين الله، كما قال تعالى: (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا) والجواب: (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:28).
ومن ثم فإن الطبيعي لأي حركة تجديدية في الإسلام أن تخوض حربًا شرسة لإثبات مرجعية الكتاب والسنة، دون تقليد الأسماء الرنانة التي يعظمها الناس ويقبلون ما تقوله من حق ومن باطل.
من أجل ذلك خاض شيخ الإسلام "ابن تيمية" حربا شرسة مع الصوفية، ومع مقلدة المذاهب، ومع الأشاعرة، ومع الفلاسفة والعقلانية.
واستطاع شيخ الإسلام بفضل الله أن يرد سلطان النصوص إليها، بعد أن جعلها المقلدة كالسلطان المخلوع ليس لها إلا الصكة والخطبة على حد وصف تلميذه "ابن القيم".
كما خاض شيخ الإسلام "محمد بن عبد الوهاب" حربًا مماثلة مع مقلدة زمانه الذين كانوا يدافعون عن مظاهر شرك القبور باعتباره موروثا لا يجوز المساس به.
كما خاضت الصحوة الإسلامية المعاصرة معركة مشابهة مع مجتمع ملئ بالموروثات المخالفة للشريعة، منها ما تبنته المؤسسات الدينية في بلاد المسلمين، كإدعاء غلق باب الاجتهاد رغم المستجدات التي تطرأ ليل نهار على الساحة، وكمشاركة العوام في عادتهم الدخيلة على الشرع، بل وإخراجها من البدع المذمومة شرعا كبدع الموالد والمواسم وغيرها، وكتبني المذهب الأشعري الذي تتبناه كثير من المؤسسات الدينية الرسمية، وكتسييس الفتوى في كثير من الأحيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحاصل أن الصحوة الإسلامية حاربت لكي تثبت في الأذهان قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر:7)، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) (الحجرات:1)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) (متفق عليه).
وقول الإمام مالك: "كل يؤخذ من قوله و يترك إلا صاحب هذا القبر، يعنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
ولم تقف الصحوة الإسلامية أمام ألقاب رنانة، سواء تلك التي أعطيت لأناس مغرقين في الضلالة كـ "ابن عربي" الملقب عند إتباعه بـ "القطب الأكبر" و"الكبريت الأحمر"، ولا بمن خلصت إمامته في باب وخلط في أخر كـ "الإمام الغزالي" الملقب بـ "حجة الإسلام"، فضلا عن من حصلوا على ألقاب معاصرة من شهادة الدكتوراه والأستاذية وغيرها.
بل وزنوا الجميع بميزان الكتاب والسنة، وأخذوا من كل أحد ما وافق فيه الكتاب والسنة، وردوا قول المعاصرين بأقوال السلف المستفادة من أدلتها في الكتاب والسنة.
وبطبيعة الحال انشغلت الصحوة ببيان عدم مرجعية الألقاب والشهادات ونحوها عن بيان الجانب المقابل، وهو اشتراط "أهلية" معينة في من ينظر في نصوص الكتاب والسنة، وفي من يستطيع أن يجتهد، أو يُفتي، أو يقيس المصالح والمفاسد، أو يُقدم أو يؤخر، أو يقدر الضرورة بقدرها عند تطبيق قاعدة "الضرورات تبيح المحذورات"، أو يصنف مسألة ما بأن النهي عنها جاء سدًا للذريعة وأن ثمة مصلحة راجحة تقتضى إعمال قاعدة "ما نُهِيّ عنه سدًا للذريعة أُبِيح للمصلحة الراجحة"، إلى غير ذلك من الأبواب التي تتعرض لها الصحوة الإسلامية ليل نهار، لا سيما وأن العالمانين الذين يريدون إسكات الإسلاميين بدعوى عدم "التخصص" أو حمل شهادة يحاولون توظيف هذه الأبواب لتمرير العلمانية بحذافيرها من خلال الفقه الإسلامي.
وفي الواقع، فإن باب الأهلية كان مستصحبًا تلقائيًا؛ فمن كان يواجه من الصحوة الإسلامية مخالفين يتحصنون في ألقاب وشهادات وموافقة للإلف والعادة فمن غير المعقول أن يخوض المواجهة وهو غير متمكن من سلاحه الوحيد، وهو الفهم الجيد للأدلة الشرعية التفصيلية، وقواعد الفقه الإجمالية، وأصوله.
ثم إن شروط هذه الأهلية كانت موجودة في مظانها من كتب الأصول، ويتعرض لها كل معنيٍ بدراسة الفقه وأصوله.
وبعد أن حققت الصحوة قدرًا من الانتشار واتسعت قاعدة المشاركين في الدعوة، احتاج الأمر إلى وقفة مع النفس نحقق فيها الاتزان المطلوب، بين اعتبار المرجعية للكتاب والسنة دون الألقاب والشهادات ونحوها، وبين اعتبار أهلية الناظر في المسائل الشرعية.
ومما يزيد من خطورة هذا الأمر أن الصحوة الإسلامية قد تبنت مبدأ أن كل أحد عليه أن يوظف ما حباه الله به من إمكانيات لخدمة الدين، وهذا أمر له مستنده الشرعي كما في قصة "ذي البجادين" و"قصة جليبيب" و"قصة المرأة السوداء" التي كانت تقم المسجد وغيرها. والأمة الإسلامية في أمس الحاجة الآن إلى تضافر الجهود، بيد أن الخطورة تكمن في اشتباه مؤهلات بعض الأعمال بمؤهلات البعض الأخر، لا سيما فيما يتعلق بقضية الفتوى، أو بصفة عامة التصدي لمسائل تفاصيل التقريرات العقدية والأحكام الفقهية والسياسة الشرعية، وهي أمور تستلزم ملكة معينة ودراسة لقواعد الشرع وأصول الفقه وتمرس على الممارسة لفترة طويلة. بينما هناك أبواب من العلم خادمة أو متممة أو مستقلة عن هذه العلوم، بل ربما تكون أشرف، ولكن أهلية شخص ما في هذه لا يلزم منه أهليته في تلك والعكس بالعكس.
ومن أوضح الأدلة على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).
وفي هذا الحديث نجد التمييز التام بين ملكتين:
الأولى: ملكة الحفظ أو الضبط تحملا وأداء باصطلاح المحدثين.
الثانية: ملكة الفهم والاستنباط.
ويفهم من قوله -صلى الله عليه وسلم- (رُبَّ) أنه قد يكون السامع على أعلى درجات الوعي، وقد يكون دوره أن يبلغ غيره، وفي كل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأمر يظهر بدرجة أوضح في القرآن، حيث يوجد فقه عظيم للقراءة، لكن لا يلزم أن يكون النابغ فيه نابغًا في تأويله، ورغم أن قراء الصحابة كانوا يحملون القرآن قراءةً وفهمًا، ولكن هذا لم يمنع من أن يكون أنبغهم قراءة ليس أنبغهم تأويلا، ولا أعلمهم بالحلال والحرام الذي يستفاد من مجموع نصوص الكتاب والسنة معا؛ ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ) (متفق عليه)، وقال في شأن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل) (رواه أحمد).
وعلى الرغم من أن عامة الصحابة حصلوا من كل فضل نصيبا، إلا أنهم راعوا الأهليات عند توزيع المهام، فوجدنا من انشغل بالجهاد ولم ينقل عنه العلم كـ "خالد بن الوليد" و"عمرو بن العاص" وغيرهما -رضي الله عنهما-، وإذا تأملتَ اجتهاد "عمرو بن العاص" -رضي الله عنه- في غزوة ذات السلاسل التي كانت بعد إسلامه بأشهر يسيرة، وكيف اجتهد في التيمم عند عدم القدرة على استعمال الماء، مع أن ظاهر القران أن التيمم يكون عند فقد الماء، علمتَ أنه -رضي الله عنه- كانت له ملكة فقهية عظيمة لم يمنعها من الظهور إلا إيثار أن يتولى هذا الجانب من هم أولى به منه من الصحابة.
ومنهم من عُنِيَ برواية الحديث، وقد كان أكابر صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سُئلوا عن حديث ربما أحالوا إلى أبى هريرة -رضي الله عنه-؛ لما عرفوا من ملازمته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وعنايته بحفظ حديثه، ودعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالحفظ.
وهذا ابن عباس -رضي الله عنهما- مع شرف نسبه وعلو همته، استنكر كبارُ الصحابة إدخالَ عمرَ له معهم في التشاور في المهمات، فأبرز عمرُ لهم دقيقَ فَهمه لمّا سأله عن "سورة النصر"، فاستنبط منها ما يفوق ظاهر ألفاظها من الإيماء والإشارة فيها إلى قرب أجل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأقر الصحابة له بأهلية النظر في المهمات. وهذا مما يشهد أن هذه الأهلية لا يغنى عنها غيرها من نسب أو كبر سن، كما لا يعوقها غيرها من صغر سن ولا من فقدان نسب، ومن ثَمَّ ساد الموالي في عصر التابعين في القرآن والفقه والحديث وغيرها من علوم الشرع.
وإذا تمهد هذا فإن العصمة من ذلك أمران:
الأول: ألا يندفع البعض بدافع حب الدين والغيرة عليه والرغبة في خدمته وغيرها من الدوافع الحسنة -فضلا عن دوافع حب الشهرة والظهور وغيرها من الدوافع السيئة-، أن يتصدى لما لا يحسن، بل الواجب مجاهدة نزغات الشياطين التي تَؤُزُّ النفوس إلى طلب الشهرة. كما أن الواجب بعد تخليص النية أن يوظف كل إنسان ما عنده في سبيل خدمة الدين، ولا بأس أن يسعى المرء إلى تحصيل شئ يرى حاجة الأمة إليه بشرط أن يحصل أدواته كاملة. وما أروع ما ذكره العلامة "محمود شاكر" عن الإمام "الجبرتي الكبير" الذي رأى تفوق أوربا في صناعة السلاح الحديثة، فتعلم علوم الهندسة والتعدين والسباكة وتصدى بنفسه لسد هذه الثغرة، بَيْدَ أن قدوم الحملة الفرنسية أجهض مشروع النهضة الإسلامي، والذي قاد "الجبرتي" جانبه الدنيوي بعدما ساهم في قيادة جانبه الديني.
الحاصل أن من أراد خدمة الدين فعليه أن يأتي الأمر على وجهه، فإن النوايا الحسنة لا تنفع صاحبها متى أساء العمل.
الثاني: أن المتلقي عليه أن يتعامل مع أقوال كل أحد بأن أقوال العلماء يحتج لها لا يحتج بها، وأنها مفتقرة إلى الدليل من الكتاب والسنة وأقوال وأفعال السلف، ويتأكد هذا الأمر إذا كنا نتعامل مع من يتكلم في غير فنه.
كما أن هذا الأمر يقي المتلقي من أن يفتن مع من يفتن من المنتسبين إلى العلم، فإنك لا تأمن على حي فتنة والعصمة منها بالاعتصام بالكتاب والسنة.
وبمناسبة من يتكلم في غير فنه، نريد أن نؤكد على أربع طوائف عانت الأمة من كلامهم في مسائل العقائد والأحكام والسياسة الشرعية، مع أنها ليست من فنونه لما تتطلب من مؤهلات خاصة أشرنا إليها:
الطائفة الأولى: "المفكرون الإسلاميون"
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لقب يطلقه البعض على من انشغل بالغزو الفكري أو من له جهد عقلي في مسائل مجتمعية أو غير ذلك. وكلمة "مفكر" ذات ظلال غير جيدة، ولا شك أن الفقيه والأصولي لا بد أن يفكر ويعمل عقله، بيد أن استقلال طائفة ما بلقب "مفكر" يوحى بدرجة تفكير مستقلة عن النصوص، لا سيما وأن معظم من يحملون هذا اللقب مروا بمرحلة "المفكر اليساري" قبل أن يهديهم الله إلى الالتزام بالإسلام المجمل.
ولكن معظم هؤلاء يعيد نفس خطأ أبى الحسن الأشعري حينما رجع عن الفكر الاعتزالي إلى المنهج السني، ولكنه أبى إلا أن يكون مفكرًا سنيًا، وجاء محملا ببقايا اعتزال، فوافقهم في بعض أصولهم دون أن يدرى.
وهو خطأ يحدث في الأمة عشرات المرات لاسيما ممن يحملون هذا اللقب.
ولا شك أننا لا نقيم نتاج شخص ما باللقب الذي يحمله، ولكننا نوصي بدرجة تحفظ عالية من نتاج هؤلاء المفكرين؛ حتى يحظى بالقبول ممن لهم اشتغال بالعلم الشرعي وبفقه الدليل.
الطائفة الثانية: "القراء"
ونعنى بهم من امتاز بضبط أحكام التلاوة، وهو مهمة شريفة خليق بمن حاز مؤهلاتها أن يوظف نفسه فيها، ولكن هذا لا يعني استقلالهم بالفتوى أو عدم ضبط الأحكام الفقهية الخاصة بقراءة القران باستفادتها من أدلتها التفصيلية.
ومما يأسف له أن يرزق إنسان ما حُسْنَ الصوت، ثم يحفظه الله من أن يتصيده أهل الغناء والموسيقى، وأن ينعم عليه بأن يكون ممن استعمل صوته في قراءة القران وترقيق قلوب السامعين، ثم يوحى إليه بعض شياطين الإنس أنه صار بذلك أهلا للفتوى لمجرد حسن صوته بالقرآن، وأن أولى الفتاوى وأكثرها إلحاحا هي الفتوى بحل الغناء بل الموسيقى! تلك التي عصمه الله من الانزلاق فيها بنفسه، فصار متورطا فيها بفتواه، مما يوجب على الأمة جميعا أن تعي أن فهم قضية الأهلية قد صار الآن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
الطائفة الثالثة: "الخطباء"
رغم العلاقة الوثيقة بين الخطابة وبين العلم، إلا أنه لا يلزم أن يكون كل فقيه خطيبًا ناجحًا ولا أن يكون كل خطيب عالما ثبتا، فربما كانت لدى الشخص مؤهلات خطابية مع درجة إتقان علمية معينة تعينه على الخطابة، وربما كان لدى بعض الخطباء استعدادات علمية عالية ولكن شغلته عنها الخطابة.
وعلى أي، فالذي نريد التنبيه عليه أن الخطيب الذي رأى أن الأفضل في حقه أن يسد ثغرة الوعظ والتذكير، فهذا باب عظيم من أبواب الخير، ولكنه إذا شغله هذا الباب عن التمرس في معالجة القضايا الشرعية ومطالعة مسالك علماء السلف فيه ومعايشة كتبهم، فعليه أن يحذر من الخوض في هذه الأمور على أساس أنه من جملة المشتغلين بالعلم، فعلوم الواعظ والخطيب تختلف شكلا وموضوعا عن المعضلات الفقهية.
ويتأكد هذا الأمر في زماننا فيما يتعلق بالسياسة الشرعية، ويزداد الأمر خطورة مع تربص أعداء الإسلام الذين يحاولون الحصول على أي قدر من التنازلات، ورغم أنهم يحصلون على كل ما يريدون من العقلانيين والقرآنيين ومن شابههم، إلا أنهم يدركون أن الحصول على مثل ذلك من الخطباء المنتسبين إلى الصحوة بصفة عامة، وإلى السلفية بصفة خاصة، يمكن أن يكون له أثر أكبر من غيره.
الطائفة الرابعة: "الإعلاميون الإسلاميون"
وهم طائفة ظهرت مؤخرًا بعد انتشار مواقع الانترنت الإسلامية والفضائيات الإسلامية وغيرها. وبعض هؤلاء لديه درجه فهم جيد للإسلام عمومًا وللسلفية خصوصًا، والبعض ليس لديه هذا الفهم. والمشكلة تكمن في تسارع وتيرة العمل الإعلامي بحيث تجعل كثيرا من المخلصين من الإعلاميين الإسلاميين يكسل عن مراجعة أهل العلم فيما يعد من مواد إعلامية.
والنصيحة واجبة لإخواننا العاملين في هذا المجال أن يقدروا مسئولية الكلمة وأن يسعوا إلى مراجعة ما يقدمونه للجمهور حتى يطمئنوا إلى سلامته قبل عرضه.
كما أنه ينبغي على المشتغلين بالعلم مهما بلغت مشاغلهم ألا يوصدوا الباب دون كل من يطرقه من الإعلاميين، فهم من أكثر الناس حاجة إلى الدعم والنصح، والتحديات من حولهم كثيرة، والشبهات أكثر، والمزالق أكثر وأكثر ...
وممن يتعين عليه وجوبًا أمر مراجعة ومناصحة العاملين في مجال إعلامي ما من أعلن أنه المشرف الشرعي على العمل الإعلامي الفلاني، فالقضية ليست ألقابا شرفية، ولا إقرارا بالخط العام لهيئة إعلامية ما، وإنما المسئولية الشرعية تقتضى محاولة منع الخطأ قبل عرضه على الناس، وهذا هو الأصل، أو المسارعة بتصحيحه علنا وتفصيلا إذا ما مر، و ينبغي أن يحاول تضييق نطاق هذا الأمر قدر الإمكان، وطبعا هذا لا يشمل المسائل التي يسوغ فيها الخلاف.
وفي الختام ...
نؤكد أن الصحوة بجميع قطاعاتها في حاجة ماسة إلى الفقه في دين الله تعالى، وأنه على كل من يريد أن يسد ثغرة من ثغرات العمل الإسلامي أن يتعلم ما يلزمه على الأقل في هذه الثغرة، وأن من أهم ما يجب أن يتعلمه كل أحد حدود ما يعرف مما يجهل، فإن كل الخلق لابد وأن يبتلي في مسائل قلت أو كثرت بالجهل البسيط، وهو أن يجهل وهو يعلم أنه يجهل، ومن ثم يحجم عما يجهل، ويحيل إلى غيره، أو يتعلمه متى احتاج إليه. لكن المصيبة الكبرى والطامة العظمى أن يجهل الإنسان، ويجهل أنه يجهل، وهو أمر ينبغي أن يربأ كل مسلم بنفسه عنه، فضلا عن المنتسبين منهم إلى الدعوة إلى الله.
نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا، وأن يغفر لنا زللنا وتقصيرنا. اللهم آمين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
من توحيد المعرفة و الإثبات
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 09:39]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
إن توحيد الله سبحانه ينقسم إلى قسمين كبيرين وهما توحيد المعرفة و الإثبات و توحيد القصد و الطلب كما قسمه شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله
و إن هذا الأول يشمل معرفة الله تعالى بأسمائه و صفاته و آياته
و قد أهمل كثير من العلماء في بيان معنا الآيات المقصودة لمعرفة توحيد الله
فهي أوسع الأبواب الشرعية لتقرير التوحيد الخالص عند العوام من الناس
فلا أتحدث عن حكم هذا الباب هل هو واجب أم لا و إنما أبين هنا كمال و حسن الشريعة الإسلامية
إن معرفة الصراط الموصل إلى الله هو من أركان التوحيد الخالص
و إن صراط الله واحد لا ثاني له و هو حبل الله المتين الذي طرفه بيد الله و طرفه الآخر بأيدينا نحن فإن إجتمعنا كلنا على تركه ذهب و إن إجتمعنا على التمسك به نجونا جميعا
و هذا الصراط هو الإسلام و الإيمان و هو السنة و القرآن
فليس معرفة الله مقتصرة على أسمائه و صفاته و إنما إرادته و حكمه كذلك داخل في معرفته سبحانه(/)
مُنازعة الصّوفيّة للإسلام في إحدى خصائصه التي يُخالف فيها أصحاب الجحيم
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 01:47]ـ
مُنازعة الصّوفيّة للإسلام في إحدى خصائصه التي يُخالف فيها أصحاب الجحيم ( http://www.nouralhuda.com/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/163-%D9%85%D9%8F%D9%86%D8%A7%D8%B2 %D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%91%D9%88 %D9%81%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AD%D8%AF%D9%89-%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5 %D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%8A%D9%8F%D8%AE%D8%A7%D9%84 %D9%81-%D9%81%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AD%D9%8A %D9%85.html)
نقلا عن مقال ــ (بعنوان: المسالة الدّينيّة الإسلاميّة الجزائريّة , أقوال الصّحف فيها) ــ نقلته جريدة الصّراط السّوي عن إحدى الصّحف التي تصدر باللّغة الفرنسيّة لكاتبه ــ لوي رويو ــ , والذي نشرته الجريدة في عددها الثالث عشر الصّادر يوم الاثنين 23 شعبان 1352 هجريّة المُوافق ل 11 ديسمبر 1933 للميلاد:
<< إنّ الإسلام له خاصّية وهي أّنّه لا يمتّ للرّهبنة ولا يعمل ضدّها فليست فيه رهبنة ولا يجعل بين العبد وربّه أيّة واسطة فالإسلام هو دين بدون رُؤساء روحانيين والإمام ليس قسّيسا ولكنّه مُحافظ على الهيكل الدّيني (الجامع أو المسجد) والمُؤذن هو بمثابة داع يدعو المؤمنين لأداء فريضة الصّلاة وحلول وقتها وجميع هؤلاء الأشخاص هم مُوظّفون وليست لهم سُلطة روحيّة كالتّي نجدها عند أقلّ مُوظّف ديني كاثوليكي بيد أنّه منذ قرون حدثت على هامش القرآن مسألة الطّرق واحترام الأولياء فقادت المسلمين إلى احترام الرّجال الزّاهدين ولم يقتصروا في ذلك على قبورهم وزواياهم بل تعدّى إلى احترام خلفهم وقد أدّى هذا الاحترام إلى تحويل الذريعة سُلطة روحيّة تستند أحيانا إلى الخزعبلات والتّمائم في الأقوام النّاهضة صار خلف الوليّ عبارة عن قسّ مُكلّف بالأمور الدّينيّة ويمنح البركات ويترأّس المآتم وحفلات الزّواج أمّا عند القرويين فإنّه يُضيف لسّلطته هذه سلطة سِحريّة فهو لديهم الحكيم جالب الخير ودافع الشّر وطبيب المرضى وصاحب الكرامات , لا نُنكر أنّه لا يُوجد في خلف الأولياء من يقومون بوظيفة الإرشاد بنزاهة وإخلاص لا تشوبهما شائبة ولكن فيهم أيضا الدّجالون فلقد رأيت أحدهم يبيع شمعا بعنوان أنّه جالب للخير والبركة بعدما أخذه من لفافة زرقاء ممّا يُباع عادة عند العطّار وقد بيعت إحدى الشّموع التي لا يتجاوز ثمنها ثلاثين صانتيما بثمانمائة فرنكا. . . وكلّ هذا خفيف المضرّة لو لم يتناول عملهم التّطبيب فيُضرّون بصحّة الفلاّح المسكين. . . >>.
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7.html(/)
ردّ جمعيّة العلماء على من نبزها بنشر المذهب الوهّابي
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 02:04]ـ
ردّ جمعيّة العلماء على من نبزها بنشر المذهب الوهّابي ( http://www.nouralhuda.com/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/122-%D8%B1%D8%AF%D9%91-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D9%91 %D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85 %D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%A8%D8%B2%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87 %D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D9%91 %D8%A7%D8%A8%D9%8A.html)
نقلا عن مجموع مقالات ردود جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين على النّائب المالي ابغ غراب بقلم رئيسها العلاّمة ابن باديس ــ (رحمه الله رحمة واسعة) ــ , عن جريدة الصّراط السّوي في عددها الثّالث الصّادر يوم الاثنين 5 جُمادى الثّانية 1352 للهجرة الموافق ل 25 سبتمبر 1933 للميلاد:
<< ثمّ يرمي الجمعيّة بأنّها تنشر المذهب الوهّابي , أفتعُد الدّعوة إلى الكتاب والسّنّة وما كان عليه سلف الأمّة وطرح البدع والضّلالات واجتناب المرديات والمهلكات نشرا للوهّابيّة أم نشر العلم والتّهذيب وحرّية الضّمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح ــ نشر للوهّابيّة؟ إذًا فالعالَم المتمدّن كلّه وهّابي! قائمة الإسلام كلّهم وهّابيّون؟ ما ضرّنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمّة الإسلام وقام عليه نظام التّمدّن في الأمم , إن سمّانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون فنحن ــ إن شاء الله ــ فوق ما يظنّون , والله وراء ما يكيد الظّالمون >>. http://www.nouralhuda.com/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/122-%D8%B1%D8%AF%D9%91-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D9%91 %D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85 %D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%A8%D8%B2%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87 %D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D9%91 %D8%A7%D8%A8%D9%8A.html
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 02:08]ـ
إن سمّانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون فنحن ــ إن شاء الله ــ فوق ما يظنّون , والله وراء ما يكيد الظّالمون >>.
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 03:34]ـ
سبحان من خلّد ذكر عبادة بأفواه أعدائه وأعدائهم
بكل تأكيد كل حركة أو مدرسة تتبع النهج القويم سترمى بإسماء لحصرها وقتلها من بدايتها
كبعض الأوقات أحاور الأشاعرة أو الرافضة يتهموني بإني أتّبع أبن تيمية (الحراني) رحمة عليه
طبعا ًُ يناله ما يناله من ذاك السفية من الكذب والتدليس ليجعل من ذكر إتباعي له منقصة
وهو ليس إتباع له وليس منقصة أن آخذ بآغلب قوله لأنه من رجال الإسلام المشهود لهم
ولكني أتبع ما نقله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والسلف واجتهاده
كما رمي شيوخكم بالوهابية
فهي موضه قديمة يستخدمها أهل البدع
فنسأل الله لكم ولمن سمي بالوهابية طعنا ً في منهجه
أن يرحمكم ويغفر لكن ويجزيكم خير الجزاء ويكفيكم شؤ أعدائكم
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 08:09]ـ
((إن سمّانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون فنحن ــ إن شاء الله ــ فوق ما يظنّون , والله وراء ما يكيد الظّالمون))
ما أبلغه من كلام .... وكأنه يُراد أن يُقال:
إن كان تابع أحمد متوهباً******* فأنا المقر بأنني وهابي
جزاكم الله خيرا
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 05:03]ـ
جزاكم الله كل خير
لا بد من أن يلصقوا بنا التهم فما لهم من بد.
إذا كان الأمر في الوهابية فلا مشكل، و إنما هم يحاربون دعوة التوحيد و دولة التوحيد السعودية حفظها الله و كامل بلاد المسلمين من كل سوء و شر(/)
محنة الامام احمد بن حنبل
ـ[محمد الحلوانى]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 04:07]ـ
http://www.www.way2jannah.com/vb/images/bsm.gif
اسم صاحب البحث: محمد حمدي سيد صالح
مقدمة
الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي
له. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا.
كنت محنة احمد بن حنبل في خلق القران من أهم القاضية التي
كنت في تاريخ الإسلام حتى قال العلماء في ذلك
قال الميمون: قال لي على بن ألمديني بعدما امتحن أحمد بن حنبل:
يا ميمون، ما قام أحد في الإسلام مثل ما قام أحمد بن حنبل
قال ميمون: فعجبت من هذا عجباً شديداً وذهبت إلى أبي عبيد القاسم بن سلام، فحكيت له مقالة على بن ألمديني،
فقال: صدق، إن أبا بكر وجد له يوم الردة أنصاراً وأعوانا
وإن أحمد لم يكن له أنصار ولا أعوان [1] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn1)
عناصر البحث
1 - رسالة المأمون لإسحاق بن إبراهيم لأمتحن العلماء في بغداد
2 - موقف احمد بن حنبل من هذه الرسالة وموت المأمون
3 - مناظرة الإمام أحمد بن حنبل للمعتصم وأهل الضلال من المعتزلة
4 - يأس المعتصم والمعتزلة
5 - كيف عذاب المعتصم احمد بن حنبل
6 - ندم المعتصم على تعذيب احمد بن حنبل ومحاورته لتقريب احمد بن حنبل منه
7 - كيف يكون الثبات على الدين
البحث
1 - رسالة المأمون لإسحاق بن إبراهيم لأمتحن العلماء في بغداد؟
لما فرض المأمون مذهب الاعتزال على الناس بعث إلي إسحاق بن إبراهيم في بغداد لأمتحن
العلماء وكان أن ذك جل العلماء في بغداد وكان على رأسهم احمد بن حنبل فبعث إليه هذه الرسالة
"أشهد أن الله واحد أحد فرد صمد لم يكن قبله شيء، ولا بعده شيء ولا يشبهه شيء من خلقه في
معنى من المعاني ولا وجه من الوجوه " [2] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn2)
هذه الرسالة التي بعثها المأمون إلي إسحاق في العراق ولكن تعالوا نتأمل في هذه الرسالة وعلى
الكلمات التي مكتوب فيها
أولا قوله أشهد أن الله واحد أحد فرد صمد
فقد ثبت أن الله واحد أحد صمد ولكن أسم الفرد لم يرد في كتاب أول سنة
ثانيا قوله لم يكن قبله شيء، ولا بعده شيء
وهذه صحيح فقد ثبت في السنة أن النبي r قال
"أنت الأول ليس قبلك شيء، وأنت الآخر ليس بعدك شيء [3] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn3)
ثالثا قوله ولا يشبهه شيء من خلقه في معنى من المعاني ولا وجه من الوجوه
فهذه فيه تفصل لا يشبهه شيء من خلقه في معنى من المعاني فهذا خطا لان الله U قد جعل قدر
مشترك بينه وبين المخلوقات ليوحده في القدر الفارق فقال U عن نفسه] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) [[الشورى]
وقال U عن المخلوقات] إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) [[الإنسان]
فجعل الله صفة السمع والبصر صفة مشترك بينه وبين الإنسان ليوحد الإنسان الله في الصفة
الفارق وشتنا بين صفة الخالق وصفة المخلوق
قال بن تيمية" ما من شيئين إلا بينهما قدر مشترك وقدر فارق، فمن نفى القدر المشترك فقد
عطل ومن نفى القدر الفارق فقد مثل" [4] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn4)
ولما عرض إسحاق بن إبراهيم هذه الرسالة على العلماء وقعوا فيها
تعالوا نتعرف ماذا فعل الإمام احمد بن حنبل في هذه الرسالة؟
2 - موقف احمد بن حنبل من هذه الرسالة وموت المأمون
لما سئل الإمام احمد بن حنبل عن القران قال كلام الله ولا أزيد
فعرض إسحاق بن إبراهيم عليه الرسالة فلم يوقع عليها احمد بن حنبل لعلمه بما في الرسالة
حينئذ أرسل إسحاق بن إبراهيم الردود إلي الخليفة المأمون فأرسل المأمون إلي إسحاق بن إبراهيم بهذه الرسالة
"بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد بلغ أميرَ المؤمنين كتابُك جوابَ كتابه إليك، فيما ذهب إليه
متصنعة أهل القبلة وملتمسو الرئاسة فيما ليسوا له بأهل من أهل الملة، وما كان من قولهم في
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن لما أمرك أمير المؤمنين بامتحانهم وتكشيف أحوالهم، فأما ما قاله المغرور بشر بن الوليد
في نفي التشبيه وما أمسك عنه من أن القرآن مخلوق، وادعاء تركه الكلام في ذلك واستعهاده
أمير المؤمنين فقد كذب بشر في ذلك وكفر وقال الزور والمنكر.
ولم يكن جرى بين أمير المؤمنين وبينه في ذلك ولا في غيره عهد ولا نظر أكثر من إخباره أمير
المؤمنين من اعتقاده كلمة الإخلاص والقول بأن
القرآن مخلوق، فادعه إليك وأعلمه ما أعلمك به أمير المؤمنين من ذلك،
وأنصصه عن قوله في القرآن واستتبه منه، فإن أمير المؤمنين يرى أن تستتيب من قال بمقالته، إذ
كانت تلك المقالة الكفر الصريح والشرك المحض عند أمير المؤمنين، فإن تاب منها فأشهر أمره
وأمسك عنه، وإن أصر على شركه ورفض أن يكون القرآن مخلوقاً بكفره وإلحاده فاضرب عنقه
وابعث إلى أمير المؤمنين برأسه إن شاء الله، وكذلك إبراهيم بن المهدي فامتحنه بمثل ما تمتحن
به بشراً فإنه كان يقول بقوله، فإن قال إن القرآن مخلوق فأشهر أمره وأكشفه وإلا فاضرب عنقه،
وابعث إلى أمير المؤمنين برأسه إن شاء الله، وأما أحمد بن حنبل وما تكتب عنه
ومن لم يرجع عن شركه ممن سميت لأمير المؤمنين في كتابك وذكره أمير المؤمنين لك، أو أمسك
عن ذكره في كتابه هذا ولم يقل إن القرآن مخلوق بعد بشر بن الوليد وإبراهيم بن المهدي فاحملهم
أجمعين موثقين إلى عسكر أمير المؤمنين مع من يقوم بحفظهم وحراستهم في طريقهم حتى
يؤديهم إلى عسكر أمير المؤمنين ويسلمهم إلى من يُؤمَن بتسليمهم إليه لينصحهم أمير المؤمنين فإن لم يرجعوا ويتوبوا حملهم جميعاً على السيف إن شاء الله [5] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn5)
حينئذ تيقن العلماء إن الأمر ليس بسهل وتأول قول الله تعالي
] إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ [[النحل]
ولم يثبت إلا أربعة من العلماء ولكن في اليوم الثاني رجع اثنين وبقى اثنين من الأربعة وهم احمد بن حنبل ومحمد بن نوح
فذهب بهم إسحاق بن إبراهيم إلي المأمون وقيدهم بقيود كثيرة حتى كادوا لا يستطيعوا الذهاب من القيود وفي الطريق لقي أناس احمد بن حنبل
ومحمد بن نوح فثبتوا احمد بن حنبل ومحمد بن نوح علي ما هو عليه
من أثبتهم لصفات الله وانه لم يقالوا بأن القران مخلوق وعندما اقتربا من معسكر المأمون رفع احمد بن حنبل يداه إلي ربه بأن يثبته على الحق
فقال سيدي ومولاي غَرَّ حلمك هذا الفاجر حتى تجرأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهم فإن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته.
حينئذ سمع احمد بن حنبل صرخ من الناس بأن المأمون مات وها هو نصر الله قد أتى حينما تضيق الدنيا على الإنسان يأتيه الله بنصر من عنده
حينئذ استقنا الناس إن الإمام احمد بن حنبل على حق
وفي نزع الموت الأخير للمأمون أوصى المعتصم أن يسير على طريقه بخلق القران وان يقرب إليه احمد بن أب دؤاد
فكان بعد ذلك من أهوال تيقن المعتصم انه لو فعل أي شيء بأحمد بن حنبل ستقوم إليه الناس فأمر بارجع احمد بن حنبل ومحمد بن نوح إلى العراق ولكن لم يتحمل محمد بن نوح القيود فمات في الطريق فلم يبقى إلا احمد بن حنبل لم يقف إلا احمد بن حنبل ما من احد وقف معه ولكن الله ثبته على الحق وبعد فترة من الزمن بعث المعتصم إلي العراق ليرجع
احمد بن حنبل ليكمل معه المسرة التي أوصى بها المأمون فكيف ناظر الإمام احمد بن حنبل المعتصم ومن معه من أهل الضلال من المعتزلة؟
3 - مناظرة الإمام أحمد بن حنبل للمعتصم وأهل الضلال من المعتزلة
فجاء احمد بن حنبل إلي المعتصم وقد ثقلت عليه القيود فأمره المعتصم بالجلوس وقربه منه فقال له تكلم
قال احمد بن حنبل للمعتصم: إلى ما دعا ابن عمك رسولُ الله r؟
قال المعتصم: إلى شهادة أن لا إله إلا الله
قال احمد بن حنبل: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله
ثم قال: إن جدك عبد الله بن عباس t قال:
"لما قدم وفد عبد القيس على النبي r سألوه عن الإيمان بالله وحده؟: أتدرون ما الإيمان؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تعطوا الخمس من المغنم فلم تصنع بي ذلك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المعتصم: لولا أني وجدتك في يدي من كان قبلي ما عرضت لك، ثم قال: يا عبد الرحمن بن إسحاق ألم آمرك برفع المحنة؟
فقال المعتصم للجالسين ناظروه
فقالوا له ماذا تقول في القران؟
قال لهم احمد بن حنبل ماذا تقولون في علم الله؟ فسكت عبد الرحمن
قال أحمد بن حنبل: القرآن من علم الله، ومن زعم أن علم الله مخلوق فقد كفر بالله
فقالوا فيما بينهم: يا أمير المؤمنين كفرك وكفرنا، فلم يلتفت المعتصم إلى قولهم.
فقال عبد الرحمن: كان الله ولا قرآن
فقال الإمام أحمد: كان الله ولا علم، فسكت عبد الرحمن،
ثم قال الإمام أحمد: يا أمير المؤمنين أعطوني شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله t حتى أقول به.
ثم القوا عليه شبهات كثيرة ويرد عليهم احمد بن حنبل ومضت ساعات وهو ينظرهم فذهب
المعتصم وفي اليوم الثاني أوتوا بالإمام احمد بن حنبل فقال له المعتصم كيف كنت البارحة فقال له
الإمام أحمدبخير والحمد لله إلا أني رأيت يا أمير المؤمنين في محبسك أمراً عجباً
قال له: وما رأيت؟
قال: قمت في نصف الليل فتوضأت للصلاة، وصليت ركعتين، فقرأت في ركعة الحمد لله وقل أعوذ
برب الناس، وفي الثانية الحمد لله وقل أعوذ برب الفلق ثم جلست وتشهدت وسلَّمت، ثم قمت
فكبرت لكي أصلي ركعتين، وقرأت الحمد لله وأردت أن أقرأ قل هو الله أحد فلم أقدر، ثم اجتهدت أن
أقرأ غير ذلك من القرآن فلم أقدر، فمددت عيني في زاوية السجن، فإذا القرآن ميتاً وجثته مغطاة
فغسَّلته وكفنته، وصليت عليه ودفنته في زاوية من زوايا السجن
فقال له: ويلك يا أحمد وهل القرآن يموت؟
فقال له أحمد: أنت تقول إنه مخلوق وكل مخلوق يموت
حينئذ يأس المعتصم وتعالوا بنا نرى كيف يأس المعتصم من الإمام أحمد
4 - يأس المعتصم والمعتزلة
ولما يأس المعتصم حول الأمر من الترغيب إلي الترهيب
فقال المعتصم يا أحمد أما كنت تعرف صالح الرشيدي؟
قال أحمد: سمعت باسمه.
قال المعتصم: لقد كان معلمي ومؤدبي، وكان في ذلك الموضع جالساً وأشار إلى ناحية من القصر
فسألته عن القرآن فخالفني، فانتقمت منه، يا أحمد أجبني إلى القول بخلق القرآن حتى أطلق عنك
بيدي.
فأعاد أحمد قولته: أعطوني شيئاً من كتاب الله U
حينئذ غضب المعتصم فأشار عليه احمد بن أبي داؤد فقال له إن تركته سيقول الناس إنك تركت
مذهب المأمون ووصيته، وأنه غلب على خليفتين فهاج الخليفة وانتصر لسلطانه، فوقف الخليفة
وقال: عليك اللعنة
ثم قال: خذوه فاسحبوه وعلِّقوه، ثم جلس الخليفة على كرسي
وقال: أحضروا العقابين والسياط، والعقابان هما خشبتان منصوبتان يربط فيهما المجلود من يديه،
ويرفع عن الأرض ليبقى معلقاً فيهما، وأمر الخليفة كل جلاد أن يضرب الإمام سوطين حتى لا تفتر قوة الجلاد.
قال أحمد: يا أمير المؤمنين: الله اللهَ، إن رسول الله r قال:
" لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس
والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة"
قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة
ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله"
فبم تستحل دمي ولم آت شيئا من هذا؟
يا أمير المؤمنين، تذكر وقوفك بين يدي الله كوقوفي بين يديك.
كيف عذاب المعتصم احمد بن حنبل
ولما اشتد غضب المعتصم أمر بأن يأتوا بالسياط والعقابان ليعذب احمد بن حنبل وكان احمد بن
حنبل كان لا يخشى إلا السوط إلا إن بعض الناس قال له ما هو إلا سوطين فما تدريك شيء بعده
فلما ضرب الإمام احمد بأول سوط
قال بسم الله.
فلما ضرب الثاني قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق.
فلما ضرب الرابع قال: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
ولم يزل الإمام قائماً بين العقابين والسياط تقطع جسده، كل جلاد يضرب سوطين ثم ينصرف، حتى ذهب وعيه بعد ثمانية وثلاثين سوطاً، فأحدث ذلك ذعراً عند الحاشية والزبانية، فلما سكن الضرب عاد عقله مرة أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكان الخليفة المعتصم في قرارة نفسه يعلم أن الإمام أحمد على حق، وأن حاشية السوء هذه على باطل، لأنهم لا يستطيعون مجادلته، فوقف الخليفة على رأسه وقال للإمام: أجبني إلى القول بخلق القرآن وأنا أطلق عنك بيدي.
قال أحمد: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئاً من كتاب الله، وأنا أُجيبكم.
وضرب الإمام أحمد رحمه الله نحو ثمانين سوطاً ضرباً مبرحاً شديداً حتى سال دمه على ثيابه، وتقطع اللحم من جسده
حينئذ أدرك المعتصم إن احمد بن حنبل على حق فأطلق سراحه وندم الفقهاء والمحدثين علي عدم وقفهم مع الإمام وإنهم تأول قول الله تعالي
] إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ [[النحل]
كان احدهم يقول لغلامه قدم الدابة عنى وقال لغلامه لو سالت الدابة لقالت انى سنية فندم العلماء أن ذاك وندم المعتصم أيضا على ما فعله في الإمام احمد بن حنبل
ندم المعتصم على تعذيب احمد بن حنبل ومحاورته لتقريب احمد بن حنبل منه
ندم المعتصم على ما فعله مع الإمام احمد بن حنبل وارد أن يقربه إليه ليكون معه وليكفر عن ما عمله مع الإمام ولكن رفض الإمام أن يكون مع أهل الضلال من المعتزلة
جعل الإمام أحمد كل من آذاه في حل إلا أهل البدعة، وكان يتلوا في ذلك قول الله تعالى:
] وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) [
(النور)
7 - كيف يكون الثبات على الدين
يكون الثبات على الدين بأن نثبت ما أثبت الله ورسوله في كتاب أو سنة ولا ندخل عقلتا في ذلك
قال أبي الحسن الأشعري:
قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب الله ربنا U، وبسنة نبينا محمد r، وما
روى عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو
عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته - قائلون، ولما خالف
قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل،
أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين،
وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفهم.
وجملة قولنا: أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبما جاءوا به من عند الله، وما رواه الثقات عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نرد من ذلك شيئا، وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو
، فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق.
وأن الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.
وأن الله تعالى استوي على العرش على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن
الممارسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال، لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون
بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش، وفوق كل شيء، إلى تخوم الثرى، فوقية لا
تزيده قربا إلى العرش والسماء، بل هو رفيع الدرجات عن العرش، كما أنه رفيع الدرجات عن
الثرى، وهو مع ذلك قريب من كل موجود، وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد، وهو على كل
شيء شهيد [6] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn6)
[1] (http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref1) - مختصر تاريخ دمشق (أحمد بن محمد بن حنبل)
[2] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref2) - الكامل في التاريخ لابن الأثير تاريخ الرسل والملوك للطبري
[3] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref3) - صحيح مسلم (كتاب الذكر والدعاء والتوبة- باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع)
[4] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref4) - الرسالة التدمرية ضمن مجموع الفتاوى 3/ 69
[5] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref5) - تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبرى5\ 193
[6] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref6) - الإبانة عن أصول الديانة(/)
«تعقيبٌ على تعقيبٍ»، لشيخينا صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 07:34]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«تعقيبٌ على تعقيبٍ»،
لصَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا المُبَارَك العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
اطلعت على ما كتبه الأستاذ: علي سعد الموسى في جريدة الوطن يوم الاثنين 10/ 11 / 1431هـ العدد 3671 تحت عنوان: التربيون الجهلة في بيان الشيخ الفوزان.
وأقول تعقيباً عليه:
أولاً: أنا لم أصدر بياناً لأن إصدار البيانات يأتي من الجهات الرسمية. وإنما كتبت كلمة أرسلتها للصحف ولم تنشرها.
وأشكر للأستاذ علي اهتمامه بها وإخراجها من طي الكتمان لتصل إلى من لم يعلم عنها شيئا.
ثانياً: تعقيبه على قولي: التربيون الجهلة وأقول خصصت الجهلة بأنهم لا يتولون المناهج التعليمية.
وأما التربيون العلماء فمرحباً بهم إذا كان لهم وجهة نظر صائبة في المناهج وغيرها.
وما أظن الأستاذ علي يخالفني في هذا والتربيون بالمعنى الصحيح هم علماء الشريعة الإسلامية الذين يربون الناس على الكتاب والسنة ليسوا من تلقوا التربية عن مدارس الغرب.
ثالثاً: استنكر قولي: إننا نسمع في هذا الوقت أصواتاً تنعق بالمطالبة بتغيير المناهج التعليمية ونزعها من أيدي العلماء ـ وأقول هل هذه المطالبة بوصفها المذكور إصلاح أو نعيق.
لا شك أن الذي يطالب بإقصاء العلماء عن تولي المناهج الدراسية وجعلها بيد الجهال أن مطالبته نعيق لا فائدة من ورائه و هو غش للأمة.
رابعاً: وختم الأستاذ علي مقالته بقوله: لا أحد يدعي بسحب بساط المناهج من طلبة العلم والعلماء ولن يدعو عاقل لذلك. لأن هذا يتعارض مع الثوابت إيماناً ومعتقدا ـ وأقول: لعل هذا تراجع منه واستنكار لما ينشر في الصحف حول هذا الموضوع الذي لولاه ما كتبت المقالة المشار إليها والبادي أظلم. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
كَتَبَهُ:
صالِحُ بنُ فَوزانَ الفَوْزانُ
عضو هيئة كِبار العُلماءِ
http://www.alfawzan.ws/node/13097
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 07:46]ـ
للفائدة:
«التعليم ومناهجه في المملكة العربية السعودية»
الحمد لله علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي قال له ربه ممتنًا عليه: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} [النساء: 111]، وعلى آله وأصحابه خير من تعلم وعلم، وبعد:
فإن أول معلم في الإسلام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى طلبة العلم هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين صاروا من بعده معلمي العالم كما قال صلى الله عليه وسلم: «وإن العلماء هم ورثة الأنبياء»، فكانوا يعلمون الناس أمور دينهم عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاقًا متدرجين معهم في التعليم شيئًا فشيئا عملًا بقول الله تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79]، ومن بعدهم التابعون لهم بإحسان ومن تبعهم ممن جاء بعدهم ساروا على هذا المنهج الرباني القرآني كل جيل يحمل العلم ويحمله من يأتي بعده.
كما روي عنه صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلق عدوله»، ففتحوا البلاد بالجهاد وفتحوا القلوب وبالتعليم حتى نشروا ذلك في المشارق والمغارب مما لم يعرف نظيره في أمة من الأمم قبلهم، وكان هذا العلم الغزير تحمله اللغة العربية التي نزل القرآن بها فتعلمها الناس عربًا وعجمًا فصارت هي اللغة العالمية وتخصص بها وبعلومها ألوف ومن العجم بحكم أنها لغة القرآن ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يمكن فهم هذا الدين إلا بفهمها وفهم مشتقاتها فتفجرت من الكتاب والسنة بحور العلم وامتلأت مكتبات العالم من كتب الإسلام مما لم يعرف في ديانة من الديانات وذلك معجزة لهذا الرسول ورحمة للعالم كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] وكان مهد هذا الخير ومنبع هذا النور من بلاد الحرمين مكة والمدينة وما جاورهما من بلاد الجزيرة العربية التي هي مهد الرسالة ومهبط الوحي وجزيرة الإسلام التي قال فيها النبي (ص): «لا يبقى فيها دينان»، ومنها انطلقت جحافل المجاهدين
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوافل الدعاة والمعلمين وكانت هذه المملكة العربية السعودية هي الوارثة لهذا الخير والقائمة عليه تتجه لها القلوب والأبدان وتقصدها الوفود الغزيرة كل عام. آمين البيت الحرام ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام. يبتغون فضلًا من ربهم ورضوانا. وتتسابق إلى جامعاتها أفواج الدارسين من كل صقع في العالم يفقهون في الدين ويحملونه إلى من حلفهم عملًا بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
إن كل دولة تضع مناهج التدريس فيها حسب النظام الذي تسير عليه في سياستها ولما كان النظام لدينا وفق تعاليم الإسلام ولا يمكن تعلم الإسلام ولا تعليمه إلا بتعلم لغته التي هي اللغة العربية فلا يبقى مسلم أعجميًا فترجمة علوم الإسلام إلى اللغات الأجنبية عجز من العرب وتعجيز للغتهم التي اختارها الله لحمل هذه الرسالة إلى العالم وتمويت لها.
ولما كانت الجزيرة العربية عموما والبلاد السعودية خصوصًا بصفتها مهبط الرسالة وبلاد الحرمين الشريفين هي قلب العالم الإسلامي ومهوى أفئدة المسلمين فإنها يجب أن تكون جامعاتها ومناهجها هي التي تصدر الإسلام وعلومه إلى العالم. ومن ثم لما مكن الله للملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في هذه البلاد المباركة قام بفتح المدارس والمعاهد التي هي نواة الجامعات ووكل إلى العلماء وضع مناهجها المتضمنة لعلوم القرآن والسنة والفقه واللغة العربية وعلومها وواصل أبناؤه من بعده دعم هذه المؤسسات العلمية لتؤتي ثمارها لا للمملكة فحسب وإنما للعالم الإسلامي كله.
فالتعليم مربوط بالعلماء من حيث وضع خططه ومناهجه ومتابعته وتنميته. ومتى انفك التعليم عن العلماء ضاع وتغير وحل محله الجهل وفساد العقائد وهذا ما يريده الأعداء حينما دسوا على الإسلام فرقة الخوارج والمعتزلة الذين اعتزلوا العلماء ووضعوا لأنفسهم مناهج خاصة نتج عنها الضلال والانحلال وتعددت الفرق الضالة التي ما زال المسلمون يعانون منها ويحاربون أفكارها. وإننا نسمع في هذا الوقت أصواتاً تنعق بالمطالبة بتغيير المناهج التعليمية ونزعها من أيدي العلماء وجعلها بيد الجهلة المسمين التربويين حتى تصبح المناهج الإسلامية أسمًا بلا مسمى وحتى يكون الإسلام إسلامًا علمانيًا لا إسلامًا محمديا منهجًا لا يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال ويفرق بين المسلم والكافر والمؤمن والمنافق والبر والفاجر على ما جاء به الإسلام الذي جاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها وأظهره الله على الدين كله.
يراد له أن يكون كغيره من الأديان المحرفة والمنحرفة. إنه بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لا دين إلا الدين الذي جاء به {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، ولا يعرف هذا الدين على الوجه الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا إذا درست أحكامه وتعاليمه ضمن المناهج الدراسية في مختلف المراحل. ولن يقوم بهذا إلا العلماء تعليمًا وإشرافًا ومتابعة. وإذا كانوا يقولون إن الناس بحاجة إلى الدراسات العصرية وعلوم التقنية الحديثة فنقول هذا لا يتعارض مع ذلك. بل هو يحث عليه لكن بعد العناية بتدريس علوم الإسلام بأن يتعلم المسلم قبل ذلك ما يستقيم به دينه. فهناك قدر مشترك من العلوم الدينية لا بد أن يعرفه كل مسلم. وما زاد عليه من علوم الشريعة فهو تخصصي يقوم به من عنده أهلية لتلقيه.
لأن الأمة بحاجة إليه فيكون تعلمه فرض كفاية. كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122] والنوع الأول تعلمه فرض عين على كل مسلم، وهذا ما تيسر عليه مناهجنا الدراسية منذ تأسست المدارس باختلاف مراحلها، والتعليم عندنا شامل – ولله الحمد – لكل ما يحتاجه المجتمع المسلم مما يجب على الفرد بخاصة نفسه، وما يجب على المجتمع تعلمه وتعليمه. وما تدعوا الحاجة إلى تعلمه من علوم التقنية فلا يعتني بجانب ويترك الجانب الآخر حتى تقوم على ذلك مصالح العباد في المعاش والمعاد، ولا نكون كمن قال الله تعالى فيهم: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7]، فنقبل على العلوم الدنيوية ونترك العلوم الأخروية، وكما في الأثر: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا). ولذلك كان من أعظم اهتمامات المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله الاهتمام بجانب التعليم فأولاه عناية خاصة وأسنده إلى علماء البلاد وسار على نهجه أبناؤه ولن تبقى هذه الدولة إلا ببقاء الأساس الذي قامت عليه وهو الاهتمام بالتعليم بجميع تخصصاته وأن يتولاه أهله من علماء البلاد فيقوموا بوضع مناهجه الدراسية واختيار المدرسين الأكفياء واختيار الكتب المناسبة مما ألف قديمًا أو ما يؤلف حديثًا. ولا أعرف وجهًا للضجة الصحفية حينما ظهر اسم بعض أهل العلم على غلاف بعض المقررات الفقهية إلا أن تكون هذه الضجة ناشئة عن فكرة نزع التعليم من أهل العلم وإسناده إلى غيرهم وهذه فكرة يأباها ولاة الأمور ويأباها المسلمون لأنها فكرة نشاز ليست في صالح المسلمين. والدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. ويصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كَتَبَهُ:
صالِحُ بنُ فَوزانَ الفَوْزانُ
عضو هيئة كِبار العُلماءِ
8/ 11/1431
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 07:54]ـ
جزاك الله خيراً ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:57]ـ
بوركتم أخي الكريم ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 01:15]ـ
جزاكُمَا اللَّهُ خَيرًا، وباركَ فيكُمَا.(/)
موسوعة الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[عمر الهديلي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجموعة طيبة وكبيرة حول فضائل ومناقب حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عليه وسلم، التقطها المؤلف علي بن نايف الشحود من هنا وهناك في أوقات ..
وقد قسمها حسب موضوعاتها لعدة أبحاث، بلغت (عشرة أجزاء كبيرة عدا المقدمة)
وذلك على الشكل التالي:
أولا- مقدمة عن الموسوعة
ثانيا- قد قسمتها إلى أحد عشر باباً على الشكل التالي:
الباب الأول- الشمائل المحمدية
الباب الثاني - هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم
الباب الثالث-حقوقه صلى الله عليه وسلم
الباب الرابع-قالوا عن محمد صلى الله عليه وسلم
الباب الخامس - مذا قال المنصفون عنه صلى الله عليه وسلم
الباب السادس- دلائل ومعجزات النبوة
الباب السابع - حكم الاحتفال بالمولد النبوي
الباب الثامن - شبهات وردود عن الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته
الباب التاسع- المتطاولون على الرسول صلى الله عليه وسلم وعاقبتهم
الباب العاشر - ما قيل فيه من شعر صلى الله عليه وسلم
الباب الحادي عشر - مقالات وخطب حول ردود فعل المسلمين
للتحميل
http://www.seedfly.com/vcrc1hpsy9k1
طريق التحميل
http://lh4.ggpht.com/_Ugx0-nRohtU/TK-NBPm8psI/AAAAAAAAABE/kgTVaLg1a3M/s640/1.JPG
*(/)
حقيقة موقف الفيلسوف الفرنسي فولتير من رسول الله محمد ومن رسالته
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 10:18]ـ
خالد بن عبد الرحمن الشايع
الأمين المساعد للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة
بداية ندرك نحن أهل الإسلام مقام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وعظمته، وأنه بمكانة لا يحتاج معها لتزكية أحد من البشر بعد أن زكَّاه الله وعظم شأنه، ولكن أبى الله إلا أن يجعل من غير المسلمين من يشهد لنبيه شهادة الصدق والعدل.
وبين أيدينا الفيلسوف الفرنسي فرانسوا ـ ماري أرويه François Marie AROUET (1694 ـ 1778) الذي عرف باسمه المستعار فولتير.
فولتير له مسرحية تدعي التعصب عام 1742 كتب فيها تهجمات على الإسلام وأن النساء يجبرن فيه على الإيمان، ويشكك فيها عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام، وضمنها وصفاً معتدياً بذيئاً نحو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وقد صودرت هذه المسرحية بعد عام بسبب تحفظ الكنيسة عليها إذ رأت أن فولتير أراد نقدها من شريعة الإسلام.
وهو بهذا النعت غير المنصف والطعن بشخصية رسول الله محمد يستهدف معاداة أي فكرٍ ديني تواكباً مع الفترة التي شُنَّت فيها حملة عامة واسعة ضد الأفكار الدينية المسيحية تجاوباً مع مبادئ ما يسمى عصر النهضة والتنوير العقلي الذي ساد أوروبا آنذاك.
وفي حقيقة الأمر أن فولتير الذي نبذ التعصب في المجتمع الفرنسي ودعا لمحاربة التعصب إلا أنه ارتكب خطأً فكرياً فاحشاً في تأليفه مسرحية «التعصب» أو «حياة محمد» لأنها بنيت على مبادئ التعصب، بل وعلى البهتان والافتراء، لأنه أراد من خلال هذا العمل نقد الكنيسة وتدنيس كل مقدس، حيث وجد أن النيل من الإسلام ومن الرسول عليه الصلاة والسلام سيكون مقبولاً في مجتمعه ولدى الكنيسة، وهذا ما وقع ابتداء حتى تم عرض المسرحية لتعود الكنيسة إلى الممانعة في عرضها ومصادرتها لأنها وجدت نفسها معنية بها.
لكن فولتير عاد لينقض تلك الافتراءات ضد الإسلام، عندما عرف حقيقة الإسلام وما فيه من التوجيهات والمبادئ السامية، حيث تأثر بكتاب «سيرة حياة محمد» لمؤلفه هنري دي بولونفيرس الذي نُشر في لندن عام 1720، وفيه دفاعٌ عن رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وردٌّ على المطاعن والانتقاصات التي افتُريت عليه، وأوضح أنَّ محمداً عليه الصلاة والسلام مبدعٌ دينيٌّ عقليٌّ يستحق التقدير حتى في الغرب.
وحينها ألَّف فولتير كتابه «بحثٌ في العادات» عام 1765 ومدح فيه الإسلام وأشاد بمحمد وبالقرآن، وقال: «إنَّ محمداً مع كونفوشيوس وزرادشت أعظم مشرعي العالم» على حد تعبيره.
وفي عام 1751 نشر فرانسوا فولتير كتابا بعنوان «أخلاق الأمم وروحها» دافع فيه عن محمد عليه الصلاة والسلام باعتباره مفكراً سياسياً عميق الفكر ومؤسس دين عقلاني حكيم، ومشيراً إلى أن الدول الإسلامية كانت تتمتع دائماً بالتسامح الذي خلا منه التقليد المسيحي تاريخياً.
وفي ضوء ذلك ألم يكن من الإنصاف والكمال أن يعمد مثقفو فرنسا وعموم المثقفين الغربيين والمتأثرين بأطروحات فولتير لأن يقدموا «بحث في العادات» على «التعصب»؟ أم أنه التعصب؟
ولنا أن نتساءل في خضم حملة المتطرفين في الغرب ضد الإسلام ورسول السلام محمد: ألم يئن لكم أن تراجعوا أنفسكم ونحن وإياكم في عصر التفوق العلمي والاتصال المدهش بين الأمم والثقافات؟ ألم يئن لكم أن تراجعوا أنفسكم لتتواكبوا مع روح هذا العصر بكل معطياته التي من جملتها دلائل صدق محمد وطهارته؟
ألم يئن الأوان في عصر التفوق العلمي والاتصال المدهش بين الأمم والثقافات لكي يراجع العقل الغربي حساباته، ويتخذ موقفاً أقرب إلى روح هذا العصر، وأكثر انسجاماً مع معطياته؟
ومما يلح بهذا المطلب كون العالم اليوم يشهد اضطرابات عديدة، أريقت فيها الدماء وأزهقت الأرواح، بغياً وعدواناً، بما يجعلنا أحوج ما نكون لنشر أسباب السلم والعدل، وخاصةً احترام الشرائع السماوية واحترام الأنبياء والمرسلين. فهذا المسلك يتحقق به حفظ ضرورات البشر في أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، وغير ذلك من حقوقهم ومقومات عيشهم الكريم. وإن مثل هذه الأطروحات العدائية والاستفزازية نحو المقدسات لن تزيد العالم إلا شقاءً وبؤساً، ذلك أننا جميعاً بحاجة لمصادر الرحمة والهدى، والتي يسَّرها رب العالمين على يدي رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، فكان المستهزئون به عليه الصلاة والسلام، المشوهون لحقيقة حياته ورسالته ممن يصد الناس عن الخير ويمنع من استقرار العالم وطمأنينته، وهذا الصنف من الناس توعده الله في كتابه وندد بسوء فعالهم «الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ» [سورة إبراهيم 3].
وإنَّه لمن المؤسف لحال البشرية اليوم، مع ما وصلت إليه من التقدم في مجالات عديدة من علوم الدنيا، بما تتضمنه من الاكتشافات المبهرة، ثم يأتي في هذا الخضم من العواصم التي تدَّعي التحضر كتابات ساقطة وأطروحات تتردى معها تلك المجتمعات بسبب إسقاطات أخلاقية نحو المقدسات.
ولا ريب أن المسؤولية علينا أهل الإسلام مسؤولية عظيمة في منع هذا التشويه نحو الإسلام ونحو الرسول والقرآن، وكل يحمل جزءاً من المسؤولية .. قد تعظم وقد تقل، فالقادة والعلماء والمثقفون والإعلاميون والجاليات وغيرهم .. كل يتحمل مسؤوليته بحسب موقعه
. * الأمين المساعد للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة khalidshaya@hotmail.com
المصدر صحيفة الشرق الاوسط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[انفال براءة]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 06:44]ـ
شكرا على المعلومات القيمة احمل شهادة ليسانس في الادب الفرنسي لكن لم اعرف هذا عن فولتير
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 09:25]ـ
بحث مهم جدا اسأل الله ان يجزي صاحبه خيرا
وفولتير هذا ان قدح في مسرحية في النبي فانه قدح في المسيحية بمسرحيات وروايات وكتابات
واغلب ظني بحسب دراستي المعمقة لفولتير هو انه قدم الطعن في النبي لحاجة المسرح الفرنسي وقتذاك الى نوع من النفاق للكنيسة وكان فولتير يمثل هذا النوع المسرحي الهجائي كماكان فولتير بحاجة الى بضع سنوات لتفادي معركة مع رجال الكنيسة ولذلك نافقهم بالطعن في النبي ليكبر في اعينهم ويتجاوزوا عن الاعيبه وهو يعلم انه يكذب
وقد كتب كثير من طعنه ضد الكنيسة ورجالاتها والعقائد المسيحية وخرافاتها بغير اسمه كما ثبت ذلك تاريخيا
فالرجل لم يطعن في النبي لسبب علمي يقيني وانما لسبب المداراة والنفاق
وهو الذي تعرض من قبل المسرحية وبعدها الى تحرشات كبيرة من رجال الكنيسة وغيرهم(/)
درر عقدية تيمية (6): كيف يعظم المتصوفةُ الأنبياء عليهم السلام؟!
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 10:42]ـ
كيف يعظم المتصوفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟!
قال شيخ الاسلام رحمه الله في الرد على البكري (ص274):
وعندهم تعظيم الأنبياء والصالحين من جنس تعظيم النصارى والمشركين يعظمونهم تعظيم ربوبية من جهة ما يرجونه في حصول مطالبهم من جهتهم؛ لا يعظمونهم لكونهم رسل الله الذين أمروا بطاعتهم فيجب أن يطاعوا فيما أمروا به وأن يقتدي بهم فيما يشرع التأسي بهم فيه، ويعرضون عن بعض طاعتهم والتأسي بهم ويقبلون على نوع من دعائهم وسؤالهم والإشراك بهم وهؤلاء بالنصارى أشبه منهم بالصابئة الفلاسفة لكن الجميع فيهم شرك.
وقال في الرافضة والمتصوفة في منهاج السنة (2/ 267 - 269):
وهم قصدوا تعظيم الأنبياء بجهل كما قصدت النصارى تعظيم المسيح وأحبارهم ورهبانهم بجهل فأشركوا بهم واتخذوهم أربابا من دون الله وأعرضوا عن اتباعهم فيما أمروهم به ونهوهم عنه، وكذلك الغلاة في العصمة يعرضون عما أمروا به من طاعة أمرهم والإقتداء بأفعالهم إلى ما نهوا عنه من الغلو والإشراك بهم فيتخذونهم أربابا من دون الله يستغيثون بهم في مغيبهم وبعد مماتهم وعند قبورهم ويدخلون فيما حرمه الله تعالى ورسوله من العبادات الشركية التي ضاهوا بها النصارى وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عند موته: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوه قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدا، وفي الصحيحين أيضا: أنه ذكر له في مرضه كنيسة بأرض الحبشة وذكرحسنها وتصاوير فيها فقال: إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة، وفي صحيح مسلم عن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بخمس: ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك وإني أبرأ إلى كل خليل من خليله ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله، يعنى نفسه، وفي السنن عنه أنه قال: لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني، وفي الموطأ وغيره أنه قال: اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وفي المسند وصحيح أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد، وفي صحيح مسلم عن أبي هياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا تمثالا إلا طمسته؛ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأرسل علي في خلافته من يفعل مثل ما أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يسوى القبور المشرفة ويطمس التماثيل؛ فإن هذه وهذه من أسباب الشرك وعبادة الأوثان؛ قال الله تعالى: (لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا)،. قال غير واحد من السلف: كان هؤلاء قوما صالحين في قوم نوح فلما ماتوا وعكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم من دون الله؛ فالمشاهد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين من العامة ومن أهل البيت كلها من البدع المحدثة المحرمة في دين الإسلام وإنما أمر الله أن يقصد لعبادته وحده لا شريك له المساجد لا المشاهد؛ قال الله تعالى: (قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين)،. وقال تعالى: (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم فيها خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، وقال تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)، ومثل هذا في القرآن كثير.(/)
درر عقدية تيمية (7): هل كان رسول الله عليه السلام يقدر على كل مطلوب منه في حياته؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 11:14]ـ
هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر على كل مطلوب منه في حياته؟!
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص184 - 186):
والطالب من النبي صلى الله عليه و سلم قد يظن أنه يقدر على قضاء حاجته ولا يكون كذلك؛ كما كان سأله الناس؛ إما نساؤه وإما غيرهن ما ليس عنده، وكما كان الناس يأتونه في غزوة تبوك ليحملهم فلا يجد ما يحملهم عليه، قال تعالى: (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون)، وكما سأله أبو موسى الأشعري وأصحابه الأشعريون أن يحملهم فقال: "والله ما أحملكم وما عندي ما أحملكم عليه"، وكان هؤلاء الأشعريون من خيار الصحابة ظنوه قادرا على حاجتهم ولم يكن كذلك،
وفي الصحيحين أن فاطمة ابنته جاءت تسأله خادما فأتاها بعد أن نامت هي وعلي رضي الله عنهما فعلمها أن تسبح وتحمد وتكبر وقال ذلك خير لك من خادم ولم يعطها.
وقد قال الله تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا)؛ فأمره الله تعالى إذا لم يجد ما يعطي السائل أن يقول له قولا ميسورا
وفي صفته أنه صلى الله عليه و سلم كان إذا أتاه طالب حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد قال تعالى: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى)، وقال تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر)
ولما قدم عليه وفد هوازن مسلمين سألوه أن يرد عليهم السبي و المال فقال:" أحب الحديث إلي أصدقه ومعي من ترون فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي و إما المال"؛ فهو تارة يُسأل ما يقدر عليه وتارة يُسأل ما لا يقدر عليه.
إلى أن قال (ص 255):
فإنه يقال له: لا نسلم أن الاستغاثة بهم مشروعة في كل ما يستغاث فيه بالله ولا أنها وسيلة من وسائل الله في ذلك كله، بل سلمنا أن الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه قد تكون سببا وقد لا تكون؛ فإن الناس يستغيثون بالنبي صلى الله عليه و سلم يوم القيامة في الشفاعة فيشفع لهم، و يستغيث به من أنذره في دفع العذاب فيقول لا أملك لك من الله شيئا كما في الحديث الصحيح: لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك.
وليس كل من طلب من النبي صلى الله عليه و سلم ما يقدر عليه أعطاه إياه؛ إذ قد يكون ذلك غير جائز كما في الصحيح أنه سأله الفضل بن عباس و ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب أنه يوليهما على الصدقات فلم يجبهما وقال إنها أوساخ الناس و إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد، و كذلك سأله وفد هوازن السبي و المال فبذل لهم إحدى الطائفتين و سألته أم حبيبة أن يتزوج أختها فقال إنها لا تحل لي. انتهى كلامه رحمه الله.
فإذا كان صلوات ربي وسلامه عليه سئل أشياء يتصور قدرته عليها من أحب الناس إليه في حياته واعتذر إليهم بعدم قدرته عليها؛ فكيف يسأله أناسٌ (مطالب لم يكن قادراً عليها حال حياته) يسألونه إياه بعد وفاته كهداية القلوب وتفريج الكروب ومغفرة الذنوب.
أين هؤلاء من قول الله تعالى عن رسوله ‘: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص: 56).
وقوله: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران: 128).
و أين هم من حديث أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ‘ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ ¸: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ (مِنْ مَالِي) لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا. رواه البخاري (2753).
وحديثه أيضاً رضي الله عنه قال: زار النبي ‘ قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت. رواه مسلم (976).(/)
الرد على شبهة القبوريون عباد الأموات في استدلالهم بأثر خدر رجل ابن عمر رضي الله عنهما
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 11:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مبين الحق ومجليه، فاضح زيغ أهل الضلالة ومخزيه .. وأصلي وأسلم على الهادي البشير، والمبلغ النذير، من مهد طريق الحق وأعلامه، ورسم منهج البيضاء وأبانه.
ثم أما بعد ..
فإنه وفي أثناء تصفحي لبعض المواضيع في الشبكة العنكبوتية؛ قد وقفت على كلامٍ صادرٍ من بعض عباد القبور والأموات، من يوصفون في أهل الزيغ والضلال بالغلاة، أخذ يسطر فيه متبجحاً بلا علمٍ ولا حياءٍ من جهلٍ شبهة روج فيها جواز الاستغاثة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.
مستدلاً على شبهته هذه بما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما حينما خدرت رجله _ وسيأتي بيانها فيما يلي إن شاء الله _ ناسفاً كلَّ قوانين العلم ومناهجه، وبديهيات العقل ومغاوره.
ولم يكتف بنشر هذه الشبهة وحسب؛ بل أخذ ينافح عنها بصفيق القول والكلام، وواهي الدليل وناقص الإحكام .. فأحببت أن أكشف باطله وزيفه، وأن أجلي شبهته التي أطلقها ووقفت عليها منه ومن غيره ممن هو على شاكلته؛ فأقول وبالله التوفيق، ومنه أستمد العون والتأييد:
استدل هذا القبوري عابد الأموات على شبهته هذه بما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عندما خدرت رجله؛ فقيل له: اذكر أحب الناس إليك. فلم يأت على بالله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: يا محمد، فانبسطت رجله.
وقبل الرد على هذا الخائب الخاسر؛ يجدر أن أضع بين يديك أيها القارئ الكريم من أخرج هذه القصة وهذا الخبر عن ابن عمر رضي الله عنه، مع اختلاف الألفاظ والأسانيد في ذلك؛ فأقول: أخرجها كلٌ من:
- ابن الجعد في مسنده رقم (2208) _ ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق؛ وابن السني في عمل اليوم والليلة؛ والمزي في تهذيب الكمال _؛ قال: (أَخبرنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فُخَدِّرَتْ رِجْلُهُ؛ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا لِرِجْلِكَ؟ قَالَ: اجْتَمَعَ عَصَبُهَا مِنْ هَا هُنَا، قُلْتُ: أَدْعُ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَانَبْسَطَتْ).
- الحربي في غريب الحديث 2/ 673؛ قال: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ؛ جِئْتُ ابْنَ عُمَرَ فَخَدِرَتْ رِجْلُهُ، فَقُلْتُ: مَا لِرِجْلِكَ؟ قَالَ: اجْتَمَعَ عَصَبُهَا، قُلْتُ: ادْعُ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَبَسَطَهَا).
- وكذلك؛ قال: (حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: خَدِرَتْ رِجْلُهُ، فَقِيلَ: اذْكُرْ أَحَبَّ النَّاسِ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ).
-ابن سعد في الطبقات؛ قال: (أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَخَدِرَتْ رِجْلُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا لِرَجْلِكَ؟ قَالَ: اجْتَمَعَ عَصَبُهَا مِنْ هَاهُنَا. _ هَذَا فِي حَدِيثِ زُهَيْرٍ وَحْدَهُ _ قَالَ: قُلْتُ: ادْعُ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَبَسَطَهَا).
- البخاري في الأدب المفرد رقم (959)؛ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: خَدِرَتْ رِجْلُ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: اذْكُرْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ). وأبو نعيم قد رواه في كتاب "عمل اليوم والليلة" المستخرج على كتاب ابن السني.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ابن السني في عمل اليوم والليلة رقم (171)؛ قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْذَعِيُّ، ثنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ حَنَشٍ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَخَدِرَتْ رِجْلُهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: اذْكُرْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ صلى الله عليه وسلم. فَقَامَ فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ).
- وكذلك رقم (169)؛ قال: (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْمَاطِيُّ وَعَمْرُو بْنُ الْجُنَيْدِ بْنِ عِيسَى؛ قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِي شُعْبَةَ؛ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَخَدِرَتْ رِجْلُهُ، فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: اذْكُرْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدَاهُ. فَقَامَ فَمَشَى).
بينما رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة رقم (170) عن ابن بعاسٍ رضي الله عنهما؛ قال: (حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عِيسَى أَبُو أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوْحٍ، ثنا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ: خَدِرَتْ رِجْلُ رَجُلٍ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اذْكُرْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ. فَقَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم خَدَرَهُ).
ومباشرةً لما أن كان التوسل بغير الله يسري في دم هذا وأشكاله = بمجرد أن رأت عيناه (يا محمد) طار بها فرحاً لأنها تعد بهذه الصيغة دينه الذي يتدين به نسأل الله العافية والسلامة .. ولأنه لا علم له ولا دراية ولا خبرة في تمييز السقيم والعليل والغث = أخذ ينافح عن هذا الخبر لاوياً عنقه ليجعله دليلاً أعظم من القرآن على مذهبه القبيح الشنيع .. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وبإذن الله تعالى سأفند الآن لك هذه الطرق والأوجه للخبر بما لا يدع مجالاً للشك إلا لمن أعمى الله بصره وبصيرته؛ فأقول:
هذا الخبر عن ابن عمر رضي الله عنهما ضعيفٌ جداً لا يصح ولا يثبت، وفيه من العلل ما تنسفه نسفاً، وترده ردا.
فهو مما تفرد به إسحاقٌ السبيعي رحمه الله، حمله عنه كلٌ من:
-[زهير بن معاوية] .. والراوي عنه؛ هو: [علي بن الجعد] .. والراوي عنه السبيعي عنده: [عبد الرحمن بن سعد].
-[سفيان الثوري] .. والراوي عنه؛ هو: [أبو نعيم الفضل بن دكين] .. والراوي عنه السبيعي عنده: [عبد الرحمن بن سعد].
-[سفيان وزهير] مقرونين .. والراوي عنهما؛ هو: [أبو نعيم الفضل بن دكين] .. والراوي عنه السبيعي عنده: [عبد الرحمن بن سعد].
-[شعبة] .. والراوي عنه؛ هو: [عفان بن مسلم] .. والراوي عنه السبيعي عنده: [مجهول لا يعرف لم يُسَمْ].
-[إسرائيل بن يونس] .. والراوي عنه؛ هو: [محمد بن مصعب] .. والراوي عنه السبيعي عنده: [الهيثم بن حنش].
-[أبو بكر بن عياش] .. والراوي عنه؛ هو: [محمد بن خداش] .. والراوي عنه السبيعي عنده: [أبو شعبة] وفي نسخة [أبو سعيد].
فاتفق سفيان وزهير، وخالف شعبة وإسرائيل وأبو بكر .. وهذه العلة كافية وحدها لنسف القصة لاضطرابها، فإن أبا إسحاق السبيعي قد اختلط في أخرة فأصبح لا يميز .. وهذه العلة وحدها كافية في إسقاط هذا الخبر.
ولا يمكن أن نقدم ونرجح طريقٌ على طريق والحالة هذه إطلاقاً .. فإذا كان قدما أصحابه وأوثقهم قد اختلفوا في التعيين = فمن باب أولى اختلاف من هم دونهم ممن روى عنه هذا الخبر .. وقد قلت قبلُ: وهذه العلة وحدها كافيةٌ في نسف وإسقاط هذا الخبر.
ثانياً: عنعنة إسحاق وتدليسه .. ففي جميع الطرق كلها لم يصرح بالتحديث في شيء منها إطلاقاً .. وهذه علة أخرى لا يستهان بها في رد هذا الخبر ونسفه .. فإن السبيعي رحمه الله قد أكثر من الرواية عن أناس لا يعرفون، ومنهم من هو ضعيف قد تفرد بالرواية عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: [محمد بن مصعب]: منكر الحديث، كثير الغلط، وكان مغفلا، قد ضعفه جماعة من الأئمة، ومشاه آخرون بشرط الموافقة لمن هو أوثق منه.
[الهيثم بن حنش]: مجهولٌ لا يعرف .. وليس من أهل الرواية والتحديث.
[أبو بكر بن عياش]: متكلمٌ فيه .. وكان كثير الخطأ، وقد اختلط في أخرة، وإذا روى عنه الضعفاء والمجاهيل فليس حديثه بشيء؛ وهنا الراوي عنه هو: [محمود بن خداش]: مجهولٌ لا يعرف حاله ولا عينه.
فهل مثل هؤلاء يقبل منهم هذا الخبر ويجعل دينٌ عند عباد الأموات والقبور؟!!
ولا غرو في ذلك .. فقد قبلها قبلهم كبراؤهم من قبلهم أمثال داود بن جرجيس وزيني دحلان ومن على شاكلتهم .. فهؤلاء امتداد أولئك.
رابعاً: أما رواية ابن عباس رضي الله عنهما؛ فهي وحدها آفة من الآفات، وعجيبة من العجائب، فهي من طريق الوضاع الكذاب الهالك المجمع على تركه [غياث بن إبراهيم النخعي] .. ناهيك عن عدم حبكه لسند ومتن الخبر؛ ففيه من الركاكة ما يبصرها الأعشى.
وقد ذكر ابن علان احتمالاً بعيداً جداً في محاولة الجمع بين الوجهين وأن المبهم هنا هو المصرح به هناك، والمبهم هناك هو المصرح به هنا؛ وأنهما قصة واحدة .. وهذا غير صحيح؛ فإن كان = فهو دليلٌ آخر على سقوط هذا الخبر وتهافته.
خامساً: على التسليم جدلاً .. فإن هذا الخبر ليس فيه دليلٌ على الاستغاثة والتوسل، بل غايته ذكر المحبوب الأول للنفس ودعوته بالنداء باسمه، لتكسن النفس من شغل بالها بخدر الرجل وتطمئن، فينشغل الذهن بذكر هذا المحبوب حتى تتحرك الرجل متناسياً صاحبها خدرها بصرف ذهنه لنداء محبوبه وذكره.
قال فضل الله الجيلاني: (وعلى كل حال فصورة النداء في بعض الروايات ليس على حقيقته، ولا يتوهم أنه للاستعانة أو الاستغاثة، وإنما المقصود إظهار الشوق وإضرام نار المحبة، وذكر المحبوب يسخن القلب وينشطه فيذهب انجماد الدم فيجري في العروق، وهذا هو الفرح، والخطاب قد يكون لا على إرادة الإسماع).
وقال أبو علي الشوكاني: (وليس في هذا ما يفيد أن لذلك حكم الرفع، فقد يكون مرجع مثل هذا التجريب، والمحبوب الأعظم لكل مسلم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فينبغي ذكره عند ذلك كما ورد ما يفيد ذلك في كتاب الله سبحانه وتعالى مثل قوله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وكما في حديث: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب أليه من أهله وماله والناس أجمعين". وأما أهل علم الطب فقد ذكروا أن سبب الخدر اختلاطات بلغمية ورياحات غليظة).
فيقال لهذا المستدل: أن غاية ما ورد فيه أنه ذكر للمحبوب، لا نداء طلب حاجة، وغوث، ومدد .. وإلا للزم من ذلك أن كل من ذكر محبوبه فقد استغاث به وتوسل به، وهذا من الباطل والمحال.
قال الإمام العالم العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله تعالى:
(واحتج المعترض بما روي أنه قيل لابن عمر - حين خدرت رجله -: اذكر أحب الناس إليك. وأن ابن عباس قاله لآخر. فقال أحدهما: محمد. وقال الآخر: يا محمد.
وليس له في هذا حجة على طلب الحاجات من الأموات والغائبين.
والقائل لم يقل: ادع أحب الناس إليك. والمقول له لم يقل: يا محمد أزل خدر رجلي.
فإن صح الأثر؛ فلعل المعنى في ذلك: أنه توسل إلى الله بمحبة نبيه.
وأحدهما لم يأت بحرف النداء، وذكرها أحدهما، فلعل هذا مثل قولنا: السلام عليك أيها النبي، السلام عليك يا رسول الله.
وخدر الرجل من نوع الضر، والمحتج بذلك يحتج به على جواز طلب كشف الضر من النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، وقد قال الله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} أي: لا أقدر على كشف ضر نزل بكم، ولا جلب خير إليكم. أي: إن الله يملك ذلك لا أنا. وقال: {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}.
وقد ذكرنا فيما تقدم أن مفسري الصحابة والتابعين ذكروا أن الآية نزلت فيمن يعبد الملائكة والمسيح وأمه وعزيرا والجن. والآية تعم كل مدعو من دون الله.
فإذا كان الملائكة الذين يكونون وسائط فيما يقدّره الله بأفعالهم = لا يملكون كشف الضر عمن دعاهم ولا تحويله من حال إلى حال؛ فغيرهم أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان هؤلاء المذكورون لا يستجيبون لمن دعاهم فهم داخلون تحت قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} وغيرها من الآيات، فكيف تعارض نصوص القرآن بمثل ذلك.
ومضمون دعوى المحتج بذلك: أن الشفاء يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في رقية النبي للمريض: اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك.
فالمحتج بهذا الأثر على ما ادعاه = معارض لنصوص القرآن والسنة، مكذب لله ورسوله فيما ذكرنا من الآيات والحديث. ولو قال من خدرت رجله: أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم من شر ما أجد = صار مستعيذا بمخلوق. ونص العلماء أن الاستعاذة لا تجوز بمخلوق، والاستعاذة نوع من الدعاء كما مر تقريره.
فلو قال من أصابه ما يكره: أعوذ بمحمد مما أجد، وأسأله كشف ما أجد، أو أشكو إليه ما أجد = كان المعنى في جميع هذه العبارات واحدا؛ إذ المعنى: أطلب إزالة ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم.
وابن القيم ذكر هذا الأثر، فلو كان فيه شبهة تعارض ما كان يقرره من أن دعاء غير الله والاستغاثة به شرك = لبين ذلك.
ورأيت من جملة فتاوى للقاضي أبي يعلى؛ منها: أنه سئل عمن يقول: يا محمد، يا علي، فقال: هذا لا يجوز لأنهما ميتان.
وقول المعترض: أوليس ابن تيمية قد عذر المتأول والمقلد وقال: أنه يغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره.
فيقال لهذا: إنما يورد كلام الشيخ هذا من يوافق على تحريم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات وأن ذلك شرك. ثم يقول: لعله يغفر للجاهل ونحوه.
وأما من ينكر قول الشيخ في ذلك، ويبدع من قال بقوله أو يكفره = فلا يتوجه له القول بعذر المذكورين، لأنه يقول إنهم غير مخطئين، بل مأجورين لامتثالهم أمر الله في قوله: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} في زعم هذا المحرف لكلام الله، فلا وجه لطلب العذر لهم.
وما قاله الشيخ رحمه الله في هذا الباب؛ أعني باب التوحيد ليس باجتهاد منه، لكنه بين ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع العلماء، فرحمه الله ورضي عنه.
والشيخ قال: وقد يفعل الرجل العمل الذي يعتقده صالحا ولا يكون عالما أنه منهي عنه، فيثاب علي حسن قصده ويعفى عنه لعدم علمه، وهذا باب واسع.
قال: ويغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره. مراده: في الجملة لا في التفصيل، ولهذا قال رحمه الله في شرح العمدة في أثناء كلام سبق:
فكل رد لخبر الله أو أمره فهو كفر دق أو جل، لكن يعفى عما قد خفيت فيه طرق العلم وكان أمرا يسيرا في الفروع، بخلاف ما ظهر أمره وكان من دعائم الدين من الأخبار والأوامر.
وقد قال رحمه الله: إن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر. ونقل ذلك عنه تلميذه صاحب الفروع فيه؛ قال: ذلك والله أعلم لعموم قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}.
وقال في الرسالة السنية: فكل من غلا في نبي أو رجل صالح وجعل فيه نوعا من الإلهية مثل أن يدعوه من دون الله بأن يقول: يا سيدي فلان أغثني، أو أجبرني، أو توكلت عليك، أو أنا في حسبك، فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب و إلا قتل.
وكذلك قال في مسألة الوسائط: إن فاعل ذلك يستتاب فإن تاب و إلا قتل.
وعموم قول الله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} يتناول كل مشرك. والفقهاء من جميع المذاهب يذكرون في باب حكم المرتد أن من أشرك بالله كفر، ويحتجون بهذه الآية ونحوها، ولم يحرجوا الجاهل من العموم وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}. وقال: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}. قال ابن جرير: وهذا من أبين الأدلة على خطأ من زعم أن الله لا يعذب أحدا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها إلا أن يأتيها بعلم منه، لأنه لوكان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه مهتد وفريق الهدى فرق، وقد فرق الله بين أسماءها وأحكامها في هذه الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
انتهى
وليس كلامنا في هذا الموضع في هذه المسألة وإنما الكلام مع هؤلاء الضلال الدعاة إلى الشرك الملبسين على الناس دينهم المفترين على الله الكذب المضلين للناس بغير علم.
وذكر المعترض أن في تاريخ ابن كثير أن الصحابة كان شعارهم في الحرب يا محمد. وفي تاريخ آخر أن بعض المسلمين من التابعين أسرهم الكفار وألقوهم في القدور فنادوا يا محمداه. وأن خبيبا رضي الله عنه لما مثل به الكفار قال: يا محمد.
فهذه هي وأشباهها حجة هذا المبطل وشيعته، وهذه التواريخ وأشباها فيها الصدق والكذب وأكثرها يحكى بغير إسناد، ولو كان ما ذكر في هذه التواريخ ونحوها حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير سند متصل صحيح لم يحكم به في فلس.
والحكاية الأولى أن هذا كان شعارهم في الحرب، لم يقل أنهم كانوا يستغيثون به في الحرب، ولا أنهم يدعونه، بل قال: هذا شعارهم في الحرب. فلا شبهة لك فيه لأنهم كانوا يستعملون الشعار في الحرب باسم أو كلمة ليعرف بعضهم بعضا كما روي أن شعارهم في بعض غزواتهم حم لا ينصرون، وفي بعضها أمت أمت.
وما ذكر عن الذين كانوا في زمن التابعين أنهم قالوا يا محمداه = حكاية بغير إسناد عمن لم يعرف من هم.
وما حكي أن خبيبا قال: يا محمد. إن صح فهذا ونحوه يقوله الإنسان توجعا لفراق حبيبه، ولا يشك عاقل أن خبيبا وأشباهه لا يستغيثون بالنبي صلي الله عليه وسلم في تلك الحال وهو لا يسمع كلامهم، كيف وقد قال لهم صلى الله عليه وسلم لما استغاثوا به على رجل عنده في المدينة؛ قال: "إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله عز وجل"، ولكن صاحب الباطل يروج على الناس ويلبس عليهم بكل ما يقدر عليه، ولو لا إتباع الهوى ما عارض بحكاية عن أعرابي، أو عن تاريخ لا يعرف غثه من سمينه، مع أنه ليس له فيما يحكيه حجة على باطله ومع ذلك يعارض به نصوص القرآن كقوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ} {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} فإذا كان الملائكة المقربون لا يملكون كشف الضر عمن دعاهم ولا تحويله فنبينا صلى الله عليه وسلم كذلك لا يكشف الضر عمن دعاه ولا تحويله، فلو كان يملك شيئا من ذلك لطلب أصحابه الذين هم أعلم الناس بالله وبرسوله وبدينه ذلك منه، مع أن عموم هذه الآيات وغيرها تتناوله كغيره، لا يشك في هذا عاقل سليم الفطرة فضلا عن العالم المنصف، هذا مع قوله سبحانه في حق نبينا خاصة ما ذكره في كتابه كقوله: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} وقوله: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} أي: لا أقدر على كشف ضر نزل بكم ولا إيصال نفع إليكم، أي: لا يملك ذلك إلا الله.
فمن زعم أن غير الله يطلب منه ذلك = فهو مكذب لله وجاعل له شريكا في ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
قال المعترض: فدل على أن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد أمر معهود.
يعني الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم، وإنما عبر بالنداء طردا لقوله الباطل المتناقض:
إن طلب المخلوق من المخلوق يسمى نداء لا دعاء. وقد بينا بطلان قوله هذا ومخالفته للكتاب والسنة وإجماع العلماء والنحويين، وأن الدعاء بطلب رفع المكروه أو دفعه يسمى استغاثة كما يسمى دعاء.
فلما قال: إن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد أمر معهود؛ يعني أنه يطلب منه صلى الله عليه وسلم كشف الشدائد، فهذا حقيقة الاستغاثة، فليسميه المبطل نداء أو طلبا أو توسلا أو تشفعا أو ما شاء من الأسماء، فإن ذلك لا ينفعه ولا يغير الحكم، فهذا الضال يزعم أن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد بعد موته أمر معهود، يعني معروف مشهور معمول به عند الصحابة والتابعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فجعل هذا الصحابة والتابعين أشد غلوا في النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين الأولين في الملائكة والأنبياء والجن والأصنام، لأن الله سبحانه أخبر في كتابه أن المشركين يخلصون الدعاء لله في حال الشدة وينسون آلهتهم من الملائكة والأنبياء والجن والأصنام قال سبحانه {وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} وقال تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وقال: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} وقال: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ}. {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}.
وقول هذا الرجل فيما تقدم: إن الله أمر بالطلب من الأموات والغائبين عام في الأوقات والأحوال والأشخاص، فيا لله لعقول ضلت حين لم يتبين لها ضلال هذا في غالب كلامه وخاصة في قوله: إن الله أمر بطلب الحاجات من الأموات والغائبين. فكما قدمنا إذا كان الله يحب ذلك = لأمره به في زعم هذا الضال، فالأولى ملازمة ذلك في الشدة والرخاء محافظة على ما يحبه الله في جميع الحالات. والموحدون يقولون الواجب على الناس إخلاص الدعاء لله وحده في الرخاء والشدة]، فلا يسأل إلا هو وحده، ولا تطلب الحاجات إلا منه، ولا يرغب إلا إليه وحده. والمشركون الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يخلصون الدعاء لله في الشدة وينسون غيره، ونصوص القرآن ناطقة بذلك.
وهذا الملحد يقول: الاستمرار على الطلب من الأموات والغائبين في جميع الحالات أولى، لأن الله يحب ذلك، لأنه من الوسيلة التي أمر الله بها، فالمحافظة على ما يحبه الله أولى من الغفلة عما يحبه سبحانه وتعالى.
فيا سبحان الله كيف يتلبس أمر هذا على عاقل سليم الفطرة؟!
وما ذكره من قول صفية: ألا يا رسول الله كنت رجاءنا = فهذه حال من يبكي شخصا ويرثيه، يخاطبه مخاطبة الحاضر، وتذكر حاله صلى الله عليه وسلم معهم لأنه القائم بأمورهم فهو أبوهم خاصة وأبو المؤمنين عامة {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين.
وقد حمى النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد أبلغ حماية حتى قال: " لا تجعلوا قبري عيدا".
وقال: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد بل ما شاء الله ثم شاء محمد".
وقال للذي قال له: ما شاء الله وشئت: "أجعلتني لله ندا"، فوازن بين قوله لمن قال ما شاء الله وشئت: أجعلتني لله ندا، وبين قول هذا الضال: إنه يستغاث به في الشدائد .. أليس هذا أولى بأن يقال له: أجعلتني لله ندا وقد قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّه} أي: أءله مع الله يفعل هذا؟
والذي يقول إنه يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد _ بقوله: إن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد أمر معهود_ يقول إنه يجيب المضطر ويكشف السوء وإلا كانت الاستغاثة به عبثا باطلا.
والمشركون يعترفون بأنه لا ينحي من الشدائد والضرورات إلا الله، ولهذا يخلصون الدعاء لله في هذه الأحوال لعلمهم أنه لا ينجي منها إلا الله قال الله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} قال البيضاوي: دعوا الله مخلصين له الدين لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم من الخوف الشديد. وقال أيضا على قوله: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} أي كائنين في صورة من أخلص دينه من المؤمنين، حيث لا يذكروا إلا الله ولا يدعون سواه، لعلمهم بأنه لا يكشف الشدائد إلا هو سبحانه. انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين بن المنذر: "كم إلها تعبد؟ قال سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: فمن الذي تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء". ولما أقبل برهة على مكة وهرب أهلها منها خوفا منه؛ قام عبد المطلب ونفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة، وأخذ عبد المطلب بحلقة باب الكعبة ويقول:
يا رب لا أرجو لهم سواك ... يا رب فامنع منهم حماك
إن عدو البيت من عاداك ... فامنعهم أن يخربوا قراك
وإخبار الله سبحانه عنهم بالإخلاص في الكرب والشدائد كاف.
فيا سبحان الله!! هؤلاء المشركون الذين نزل القرآن بتكفيرهم وإباحة دمائهم وأموالهم للمسلمين يعلمون بقلوبهم ويقرون بألسنتهم بأنه لا يكشف الشدائد إلا الله ويفزعون فيما يهمهم إلى الله وحده ويتركون الوسائط الذين اتخذوهم شفعاء لهم عند الله، قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ}.
وهذا الرجل الذي يسمى عالما يقول: إنه يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم كشف الشدائد وإنه يكشفها .. فلولا أنه يقول: إنه يكشفها؛ لِمً يُجَوِّزُ طلب كشفها منه؟ وكان طلب ذلك منه عناء بلا فائدة.
ثم زعم أن الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم في الشدائد أمر مشهور معمول به عند الصحابة والتابعين. فنسب إلى خير القرون ما هم أبعد الناس عنه، ويكفي في إبطال شبهه كلها قول الله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} وهذا في حال حياته صلى الله عليه وسلم فكيف الحال بعد الموت؟
وهو أيضا لم يقتصر على النبي صلى الله عليه وسلم كما قرر في أوراقه هذه = أن الله أمر بطلب الحاجات من الأموات وأنهم أحياء في قبورهم، مع ما ضم إلى ذلك من دعواه إثبات التصرف المطلق للنبي وغيره في يوم القيامة، ودعواه علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم، وما تضمنه كلامه من الكذب على الله وعلى رسوله وعلى العلماء كما بيننا بعض ذلك فيما تقدم.
وكذا ما في كلامه من التناقض والمعارضة الصريحة لكلام الله ورسوله، ثم العجب ممن تلقى كلامه بالقبول ولا رأوا بعض ما فيه من الفضائح التي ينكرها العامي سليم الفطرة، ولكن الأمر كما قيل: باطل وافق هوى، والهوى يعمي ويصم.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب).
سادساً: أن هذا الخبر عام بذكر أحب الناس لمن خدرت رجله، فهو عام في الأشخاص، خاص بخدر الرِّجل .. وعليه فقد يذكر الإنسان من يحبه ولو كان هذا المحبوب فاسقاً، أو كافراً، فهل من يقول بصحته وصحة الاستدلال به على جواز أن يستغيث العبد بمن يحب؛ فهل ينزّل على كل من يحب؟
فإن قالوا: لا، فيقال لهم: فما وجه تخصيصه بالنبي صلى الله عليه وسلم مع كون الأثر لو صح = غير مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم؟!
فلذلك كانت العرب في الجاهلية وبعدها؛ يفعلون مثل هذا الأمر من باب التجربة والاعتياد، قال في نشوة الطرب: (ويزعمون أن الرجل إذا خدرت رجله، فذكر أحب الناس إليه ذهب عنه الخدر).
وقال الأصفهاني: (كانت العرب تقول: إن الإنسان إذا خدرت قدمه دعا باسم أحب الناس إليه فسكنت، وفي الخبر: أن رجل عبد الله بن عمر خدرت، فقيل له: ادع باسم أحب الناس إليك، فقال: يا رَسُول اللَّهِ صلى الله على رَسُول اللَّهِ وعلى آله وسلم).
وقال البلاذري: (المدائني، عن مسلمة، قال: زحل أيوب بن سليمان وهو عند أبيه، فقال له: مالك يا بني؟ قال: خدرت رجلي. فقال سليمان: يا بني، اذكر أحب الناس إليك. فقال: صلى الله على محمد. فقال سليمان: ابني سيد، وإني عنه لفي غفلة، وولّاه عهده).
ودخل أبو بكر الهذلي عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَدْ خَدِرَتْ رِجْلاهُ، فَنَقَعَهُمَا فِي الْمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ:
إِذَا خَدِرَتْ رِجْلِي تَذَكَّرْتُ قَوْلَهَا ... فَنَادَيْتُ لبْنى بِاسْمِهَا وَدَعَوْتُ
دَعَوْتُ الَّتِي لَوْ أَنَّ نَفْسِي تُطِيعُنِي ... لأَلْقَيْتُ نَفْسِي نَحْوَهَا فَقَضَيْتُ
فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، تُنْشِدُ مِثْلَ هَذَا الشِّعْرَ؟! فَقَالَ: يَا لُكَعُ! وَهَلْ هُوَ إِلا كَلامٌ حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلامِ، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِهِ؟.
وجاءت الأشعار بهذا كثيرا في الجاهلية والإسلام:
فمنها قول الشاعر:
صبُّ محبُّ إذا ما رِجْلُه خَدَرت ... نادى (كُبَيْشَةَ) حتى يذهب الخَدَر
وقولُ الآخر:
على أنَّ رجلي لا يَزَالُ امْذِ لُها ... مقيماً بها حتى أُجيْلَكِ في فكري
وقال كُثَيَّر:
إذا مَذَلَتْ رجلي ذكرتُكِ ... اشتفي بدعواك من مَذْلٍ بها فيهون
وقال جميلُ بثينةَ:
وأنتِ لعَيْنِيْ قُرَّةٌ حين نَلْتَقِيْ ... وذِكْرُكِ يَشفِيْني إذا خَدَرتْ رجلي
وقالت امرأة:
إذا خدرت رجلي دعوتُ ابنَ مُصْعبٍ ... فإنْ قلتُ: عبدَ اللهِ أجْلَى فتورَها
وقال الموصلي:
واللهِ ما خَدَرَتْ رجلي وما ... عَثَرَتْ إلا ذكرتُكِ حتى يَذْهبَ الخدَرُ
وقال الوليد بن يزيد:
أثيبي هائماً كَلِفاً مُعَنَّى ... إذا خَدَرتْ له رجْلٌ دَعاكِ
وغير ذلك من الأشعار، فهل يقال: إن هؤلاء وغيرهم توسلوا بمن يحبونه من نساءٍ وغلمان فأجيب سؤلهم، وقبلت وسيلتهم؟!!
فهذا ما أراد سبحانه وتعالى تسطيره في الرد على شبهة هؤلاء القبوريون عباد الأموات، فقد أتينا عليها بإذن الله من أركانها فخر عليهم سقفها فدمغهم وألجمهم .. فاللهم بصرنا الحق وجعلنا ممن أخذ به وتمسك.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان الطاف]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 05:38]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 06:51]ـ
جزاكم الله خيرآ ..(/)
اسم الله اللطيف
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 01:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللطيف في اللغة:
· الرفيق و الرءوف.
· احتجابه و خفاؤه:
يقال الهواء جسم لطيف: اى موجود و غير موجود، نستنشقه، لا صوت له، بلا لون، بلا حركة، بلا ضجيج، موجود و كأنه غير موجود.
و في القران: ? فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) ? (سورة الكهف) اى يختفي و يحتجب عن الناس حتى لا يشعروا به.
أما اسم الله " اللطيف " ماذا يعني؟
رفيق بعباده:
? اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ (19) ? (سورة الشورى)
? إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ (100) ? (سورة يوسف)
? اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) ? (سورة الشورى)
الله لطيف بعباده تعنى انه رفيق بهم، يرحمهم، قريب منهم، يعامل المؤمنين بعطف ورأفة وإحسان، ويدعو المخالفين إلى التوبة والغفران مهما بلغ بهم العصيان.
خبير بأدق التفاصيل:
جاء اسم الله اللطيف متصلا باسم الله الخبير في العديد من المواضع:
· ? يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) ? (سورة لقمان)
· ? أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) ? (سورة الملك)
· ?أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) ? (سورة الحج)
وهذا الاتصال يعنى أن الله عز وجل خبير بدقائق الأمور ولا يخفى عليه شيء. و دقائق الأمور تعنى أدق التفصيلات، البواعث الخفية، المقاصد البعيدة، النوايا الدقيقة، المشاعر، حتى الخواطر خبير بها.
احتجب عن خلقه في الدنيا:
لحكمة بالغة, احتجب ربنا عن خلقه:
· ? وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ (51) ? (سورة الشورى)
· وهذا نبي الله موسى لم يستطع أن يراه ? قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا (143) ? (سورة الأعراف)
ولكن هذا الاحتجاب لا يعنى انه غافلا عنك:
· ? وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ (42) ? (سورة إبراهيم)
· ?وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُم?ْ
ولكن لماذا الاحتجاب؟
· الله عز وجل لا يدرك إحاطة من قبل خلقه ? لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ (103) ? (سورة الأنعام)
· لو رآه الناس في الدنيا جهاراً لبطل التكليف, فكيف بمن يرى العزيز أن يرتكب معصية وهو غير خائف. الحرية و عدم الخوف هما أساس التكليف.
· إن الدنيا دار تكليف أما الآخرة دار تشريف, فانه يُرى في الآخرة إكراماً و محبة وجزاء لمن أطاعه في الدنيا ? وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ? (سورة القيامة).
اللطف في النهى:
تحريم الخمر كان بالتدريج, فكان لطيفاً على النفس التي اعتادته, و هذه هي مراحله:
1. ذم الخمر:
? تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا (67) ? (سورة النحل)
السكر هو رزق غير حسن، و هذه أول إشارة.
2. عدم اقتراب الإنسان من الصلاة إلا على طهارة:
? لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى (43) ? (سورة النساء)
3. تحريم الخمر و غيره:
? إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ (90) ? (سورة المائدة)
اللطف في الأمر:
· ? اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ? (سورة طه)
أمر الله نبيه موسى أن يكون لطيفا مع من؟؟؟ مع اعتي عصاة الأرض, فرعون.
· اثني ربنا على رسوله لأنه يدعو بالرفق
? وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (159) ? (سورة آل عمران)
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
· يجب أن تكون أفعالك كلها نابعة من أن الله معك دائما, وانه احتجب عنك ليمتحنك، فإن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان ?وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ ?.
· إن أردت إحداث تغيير فاجعل هذا التغيير تدريجياً لئلا تثقل على الناس.
· إذا أمرت (في المنزل, في العمل) , فليكن أمرك بلطف.
· إذا دعوت إلى الله عز وجل, كن رحيماً ليناً ولا تكن فظا.
· يجب أن تكون في عملك وحياتك عالماً بدقائق الأمور و ما خفي منها ولا تكن سطحيا فلطيف اليد من كان حاذقاً في صنعته، مهتدياً إلى ما يصعب على غيره.
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
اسم الله السلام
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 01:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام في اللغة:
· "السلام" اسم للموصوف بالسلامة.
· والسلامة هي الأمن، والطمأنينة، والحصانة، والاطمئنان.
· والسلامة هي البراءة من كل آفة ظاهرة وباطنه، والخلاص من كل مكروه وعيب.
· والجنة هي دار السلام، لأنها دار السلامة من كل متاعب الدنيا، يوجد في الدنيا أمراض، تقدم بالسن، زواج غير ناجح، ولد عاق، فقر، مرض، كل آفات الدنيا، دار السلام سميت دار السلام لأنها مبرأة من كل هذه العيوب.
أما اسم الله " السلام " ماذا يعني؟
هو الذي سلمت ذاته من كل عيب:
· ? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ? (سورة مريم)
السمِيّ يعنى المشابه، هل تعلم مشابها لله عز وجل؟ كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك.
· ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? (سورة الشورى الآية:11)
هو الذي سلمت أفعاله من كل شر:
قد يسال احدنا و كيف تكون أفعال ربنا كلها خير و نحن نرى الفقير و المريض و المبتلى؟
? قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?. (سورة آل عمران الآية: 26).
لم يقل بيدك الخير والشر، قال: ? بِيَدِكَ الْخَيْرُ ?. لأن إيتاء الملك خير أحياناً، وأن نزع الملك خير، وأن الإعزاز خير، أن الإذلال خير، من هنا يرى علماء العقيدة أنه لا ينبغي أن تقول الله ضار، ينبغي أن تجمع الاسمين معاً، هو ضار نافع، خافض رافع، مذل معز، أي أنه يضر لينفع، ويأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي، ويخفض ليرفع، ويذل ليعز. وبهذا قد تكون أفعاله ظاهرها شر, ولكن باطنها هو الخير كل الخير.
هو الذي أعطى السلامة لخلقه:
· أين وضع دماغك؟ في الجمجمة, وجعل سائلاً بين الجمجمة وبين الدماغ، أيضاً هذا السائل يمتص الصدمات.
· أين وضع نخاعك الشوكي؟ في سلسلة عظمية، في الظهر
· أين وضع القلب؟ في القفص الصدري
· أين وضع أخطر معمل في جسم الإنسان، معامل كريات الحمراء؟ في العظام
· أين وضع الرحم؟ في الحوض.
· أين وضع العين؟ في المحجر، هذا التجويف لولاه لفقد معظم الناس عيونهم.، أليس هذا من اسم "السلام"؟.
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
· قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المسلمُ من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده)). [أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر]
· ((إن اسم السلام من أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم)) [أخرجه الطبراني عن أبي هريرة].
لذلك تحية المؤمنين فيما بينهم السلام عليكم.
· من تطبيقات هذا الاسم أن يسلك المسلم في حركته اليومية سبل "السلام"، إذا أقمت زواجك على منهج الله، أديت واجب الزوجة، وأعطيتها حقها، فقد سلكت في زواجك سبل "السلام"، وإذا اعتنيت بأولادك, ربيتهم، وغرزت فيهم العقيدة الصحيحة، والخلق القويم، أنت سلكت مع أولادك سبل "السلام"، وإنك إن عاملت من حولك معاملة وفق منهج الله أحبوك، وكان الطريق إليهم سالماً. كن مصدرا للسلام لكل من حولك.? يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ?. (سورة المائدة الآية: 16).
· ? وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ?. (سورة الفرقان).
عرف الله سبحانه و تعالى العباد الذين يستحقون منه الرحمة بأنهم الذين لا يتعاملون مع الناس برد الفعل, فإذا أساء إليهم الناس أحسنوا.
ما نتائج التخلق بهذا الاسم؟
· هل تصدقون أن سورة الفتح نزلت عقب صلح الحديبية:
? إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ?. (سورة الفتح).
لا لأنك حاربت يا محمد، ولكن لأنك وقعت اتفاقية سلام مع كفار قريش، فكانت النتيجة هي الفتح المبين.
? وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ?. (سورة يونس الآية: 25).
"دار السلام" الجنة: سلمت من الآفات والنقائص.
ستكون في دار السلام ضيفاً على الله .. في تجلّيات اسم من أسمائه الجميلة، إذ السلام يتضمن الجمال والخير والرحمة والطمأنينة والأمان.لن تلتقي في دار السلام بمظاهر الجلال والقهر والجبروت. لن تلتقي باسم (الجبّار)، ولا باسم (المنتقم).
في دار الله هذه التي يدعوك بكرمه إليها باسم (السلام). وتُسعَد فيها بالأمن الإلهي في ظاهر حياتك، وفي أعماق ضميرك وكينونتك.
لن تجد ـ إذا دخلتَ دار الله السلام ـ غير نور الطمأنينة، وسعادة العيش الآمن القرير المطمئن.
.. فأيّ كرم هذا الذي يدعوك إليه ربُّك؟! وأيّ سخاء هذا السخاء؟!
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
اسم الله الأحد
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 02:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أهمية معرفة اسم الله الأحد؟
· ((قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَيَعْجِزُ أحدُكُم أَن يقرأ ثُلث القرآن في ليلة؟ فشقَّ ذلك عليهم، وقالوا: أَيُّنا يُطيق ذلك يا رسولَ الله؟ فقال: الله أحد، الله الصمد ثلثُ القرآن)). [البخاري عن أبي سعيد الخدري]
· ((خرج إِلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أقرأُ عليكم ثلث القرآن؟ فقرأ: قُلْ هُوَ الله أَحَد، الله الصمَدُ ... حتى ختمها)). [مسلم عن أبي هريرة]
وكما نرى فان السورة الكريمة تدور حول اسمين من أسماء الله الحسنى وهما الأحد و الصمد. وهذا دليل على مدى أهمية معرفة هذين الاسمين.
الفرق بين الواحد و الأحد في اللغة:
1. الواحد: واحد هو افتتاح العد. و الواحد (بتعريف ال) تعنى لا ثاني له اى لا شريك له.
2. الأحد: لا يتركب من أجزاء. فهو متفرد بهذه الصفة اى لا مثيل له ولا شبيه.
3. لفظ (واحد) تستخدم في الإثبات، وفي النفي تستخدم لفظ (أحد)
· جاء واحد من القوم.
· ما أطلّ علي أحد من الخلق.
· دعوت قوماً فجاءني منهم واحد.
· ما جاء من أحد.
الواحد لا شريك له و الأحد لا مثيل له.
أما اسم الله " الأحد " ماذا يعني؟
1. ? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ? (سورة مريم)
السمِيّ يعنى المشابه، هل تعلم مشابها لله عز وجل؟ كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك.
2. ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? (سورة الشورى الآية:11)
3. ? وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ? (سورة الذاريات الآية: 49)
تنقسم هذه الآية إلى جزئين.
الجزء الأول:
? وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ? (سورة الذاريات الآية: 49)
? كُلِّ شَيْءٍ ? هنا تعنى أن كل الموجودات في هذا الكون تعتمد على الزوجية. اقرأ معي هذه الأمثلة:
1. الزوجية في الذرة: الالكترونات السالبة والنواة الموجبة هما عنصري الذرة. والذرة هي وحدة بناء الجماد.
2. الزوجية في الخلية: لا تحيا الخلية إلا في وجود النواة و السيتوبلازم. وإذا تم سحب احدهما معمليا, ماتت الخلية. والخلية هي وحدة بناء كل الكائنات الحية.
3. الزوجية في الكهربية: لا يغيب عنا أن سريان التيار الكهربي يعتمد على الجهد الموجب و السالب. أي أن الكهرباء بكل تطبيقاتها من أجهزة حديثة قائمة على الزوجية.
4. الزوجية في المغناطيسية: كما هو الحال مع الكهرباء, فان هذا العلم يعتمد على القطب الموجب و السالب. أي أن المغناطيسية بكل تطبيقاتها من أجهزة حديثة قائمة على الزوجية.
نستنتج مما سبق أن كل الجماد وكل الأحياء وكل العلوم تعتمد على الزوجية سواء في البناء أو في العمل. وفى الزوجية كل زوج يحتاج إلى الزوج الآخر. وكل محتاج ضعيف. وكل ضعيف إلى زوال. و هذا هو حال كل الموجودات ...... الفناء.
الجزء الثاني:
? لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ? (سورة الذاريات الآية: 49)
ما هو المطلوب أن نتذكره في هذه الآية؟؟؟؟؟
قال بعض العلماء ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد ? أي انه فرد, أحادى, غير قائم على الزوجية كما هو الحال في جميع مخلوقاته.
?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? (سورة الشورى الآية:11)
? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ? (سورة مريم)
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
درر عقدية لابن القيم (1): فضل كلمة التوحيد وأحوال قائليها في تحقيقها.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 02:32]ـ
فضل كلمة التوحيد، وأحوال قائليها في تحقيقها.
قال ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء (ص 456 - 458):
َهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَامَتْ بِهَا الْأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ، وَفَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَعَلَيْهَا أُسِّسَتِ الْمِلَّةُ وَنُصِبَتِ الْقِبْلَةُ، وَجُرِّدَتْ سُيُوفُ الْجِهَادِ، وَهِيَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الْعَاصِمَةُ لِلدَّمِ وَالْمَالِ وَالذُّرِّيَّةِ فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَالْمُنْجِيَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَهِيَ الْمَنْشُورُ الَّذِي لَا يُدْخَلُ الْجَنَّةُ إِلَّا بِهِ، وَالْحَبْلُ الَّذِي لَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ مَنْ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِسَبَبِهِ، وَهِيَ كَلِمَةُ الْإِسْلَامِ، وَمِفْتَاحُ دَارِ السَّلَامِ، وَبِهَا انْقَسَمَ النَّاسُ إِلَى شَقِيٍّ وَسَعِيدٍ، وَمَقْبُولٍ وَطَرِيدٍ، وَبِهَا انْفَصَلَتْ دَارُ الْكُفْرِ مِنْ دَارِ الْإِيمَانِ، وَتَمَيَّزَتْ دَارُ النَّعِيمِ مِنْ دَارِ الشَّقَاءِ وَالْهَوَانِ، وَهِيَ الْعَمُودُ الْحَامِلُ لِلْفَرْضِ وَالسُّنَّةِ، وَ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
وَرُوحُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَسِرُّهَا: إِفْرَادُ الرَّبِّ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، وَتَبَارَكَ اسْمُهُ، وَتَعَالَى جَدُّهُ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ - بِالْمَحَبَّةِ وَالْإِجْلَالِ وَالتَّعْظِيمِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ وَتَوَابِعِ ذَلِكَ مِنَ التَّوَكُّلِ وَالْإِنَابَةِ وَالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، فَلَا يُحَبُّ سِوَاهُ، وَكُلُّ مَا كَانَ يُحَبُّ غَيْرَهُ فَإِنَّمَا يُحَبُّ تَبَعًا لِمَحَبَّتِهِ وَكَوْنِهِ وَسِيلَةً إِلَى زِيَادَةِ مَحَبَّتِهِ، وَلَا يُخَافُ سِوَاهُ، وَلَا يُرْجَى سِوَاهُ، وَلَا يُتَوَكَّلُ إِلَّا عَلَيْهِ، وَلَا يُرْغَبُ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا يُرْهَبُ إِلَّا مِنْهُ، وَلَا يُحْلَفُ إِلَّا بِاسْمِهِ، وَلَا يُنْظَرُ إِلَّا لَهُ، وَلَا يُتَابُ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا يُطَاعُ إِلَّا أَمْرُهُ، وَلَا يُتَحَسَّبُ إِلَّا بِهِ، وَلَا يُسْتَغَاثُ فِي الشَّدَائِدِ إِلَّا بِهِ، وَلَا يُلْتَجَأُ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا يُسْجَدُ إِلَّا لَهُ، وَلَا يُذْبَحُ إِلَّا لَهُ وَبِاسْمِهِ، وَيَجْتَمِعُ ذَلِكَ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ: أَنْ لَا يُعْبَدَ إِلَّا إِيَّاهُ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ.
فَهَذَا هُوَ تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلِهَذَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقِيقَةَ الشَّهَادَةِ، وَمُحَالٌ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ مَنْ تَحَقَّقَ بِحَقِيقَةِ هَذِهِ الشَّهَادَةِ وَقَامَ بِهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُون؛ فَيَكُونُ قَائِمًا بِشَهَادَتِهِ فِي ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ، فِي قَلْبِهِ وَقَالَبِهِ.
فَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ تَكُونُ شَهَادَتُهُ مَيِّتَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ تَكُونُ نَائِمَةً، إِذَا نُبِّهَتِ انْتَبَهَتْ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَكُونُ مُضْطَجِعَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ تَكُونُ إِلَى الْقِيَامِ أَقْرَبَ، وَهِيَ فِي الْقَلْبِ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ فِي الْبَدَنِ، فَرُوحٌ مَيِّتَةٌ، وَرُوحٌ مَرِيضَةٌ إِلَى الْمَوْتِ أَقْرَبُ، وَرُوحٌ إِلَى الْحَيَاةِ أَقْرَبُ، وَرُوحٌ صَحِيحَةٌ قَائِمَةٌ بِمَصَالِحِ الْبَدَنِ.
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 09:44]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 09:51]ـ
وفيك بارك الله أخي.(/)
شباب الإسلام والجهل
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 04:32]ـ
شباب الإسلام والجهل ( http://www.nouralhuda.com/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/160-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87 %D9%84.html)
نقلا عن مقال ــ (بعنوان: إلى الشّباب) ــ لمُحاضرة قيّمة ألقاها الأستاذ بهجة الأثري , والتي نشرت جُزءا منها جريدة الصّراط السّوي في عددها الثاني عشر الصّادر يوم الاثنين 16 شعبان 1352 هجريّة المُوافق ل 4 ديسمبر 1933 للميلاد:
<< إنّ ما نسمعه من بعض الشّباب الإسلامي الجُغرافي الذي يرى التّحوّل عن الإسلام إلى فكرة أخرى ضرورة لا بدّ منها , يُؤسفني أن أقول ــ ولست متّهمه بغير ما فيه ــ أنّه إمّا مغرض مسوق إلى إعلان هذا الرّأي بدافع غير طبيعي وإمّا جاهل بحقيقة الإسلام , أمران لا ثالث لهما ولكنّي أسرع فأنزّه الذين أعرفهم يحملون هذه النّزعة من الأمر الأوّل , فداؤهم إنّما هو الجهل بحقيقة الإسلام , ومن جهل شيئا عاداهُ! الجهل جريمة بل كبيرة من الكبائر أفقد الأمم الإسلاميّة مركزها حين سلّطته عليها المُآمرة المزدوجة التي دبّرها المُلوك المُستبدّون ورجال الدّين الرّسميون ليتمتّعوا في غفلة الشّعوب وفُقدان المُحاسب إلى حين , وسيُفسد هذا الجهل علينا أعمالنا أو يعوق نُمُوّها ونشاطها إذ تقوم من الجاهلين معارضات تشغلنا بجدالهم ونزاعهم عن مناهضة العدوّ الأجنبي الرّابض بين أظهرنا , فتقلّ الجنود , وتتوزّع الجهود , وتضعف الأعمال.
لست بالمُفتئت على أكثريّة شباب المسلمين إذ أرميهم بجهل الإسلام , حسبكم أن تلمسوا جهل من شئتم منهم به بسؤال إسلامي تطرحونه عليه , إنّكم ستستمعون ما يُضحك ويُبكي: يُضحك لأنّ الكلام الصّادر عن الجهل مُضحك في نفسه , ويُبكي لأنّ الإنسان يأسى كلّ الأسى أن يخسر الشّباب قوّة عظيمة لو وُجّهت إلى الخير لآتت كلّ خير , ولكن كيد الاستعمار عظيم!
وإنّ الشّباب لمعذورون بعض العذر ــ أيّها السّادة ــ إذا جهلوا الإسلام: الإسلام في (البيت) خُرافي تقليدي محض , وقد لا يكون له فيه أثر! والإسلام في (المدرسة) معدوم لا وُجود له , أو في حُكم ذلك القسم الابتدائي , فهو موضوع تميمة عن العين (عفصة ودهاشة) أو (جفلين شر) كما تقول العامّة , ألا ترون أنّ إهماله وإسقاط قيمته يعدم امتحان الطّلاب به؟! والإسلام في (المساجد) حركات ميكانيكيّة تنبعث عن غير شعور في الصّلاة و<< موتوا قبل أن تموتوا >> من على المنابر ومقاصد باردة , وعبارات جوفاء لا مدلول لها من الدّين الحق والعلم الصّحيح , تسمع من كراسي الوعظ تتردّد في كلّ رمضان في كلّ مكان , نُسخة طبق الأصل. . . >>.
http://www.nouralhuda.com/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/160-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87 %D9%84.html(/)
mbc3 تسمح بسبّ "عمر بن الخطاب" وتوصي الأطفال بـ"العاهرات"
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 09:52]ـ
ولي أمر يحجب القناة بعد أن ردَّد ابنه ما يُبثّ في "شريط المحادثات"
mbc3 تسمح بسبّ "عمر بن الخطاب" وتوصي الأطفال بـ"العاهرات"
http://sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news47639701.jpg&width=512&height=320
عبدالله السالم – سبق – الدمام: حدثت جُمْلة مسيئة إلى الصحابة رضوان الله عليهم مرَّت على شريط محادثات قناة الأطفال mbc3 ردَّ فعل غاضب داخل البيوت التي انتبهت لها.
وعرض شريط محادثات القناة عبارة تقول "يسقط عمر بن الخطاب"، وقد فوجئ أحد الآباء بابنه يرددها أمامه، فلما سأله عن مصدرها أخبره بأنه قرأها على قناته المفضلة؛ فسارع الأب بحجب القناة.
كما مرَّرت القناة عبارة ثانية جاء فيها "العاهرات أحلى ناس"، وقال ولي أمر لـ"سبق" إنه وجد ابنه البالغ من العمر 10 أعوام يسأل عن معنى الكلمة، فلما استفسر منه عن مصدر معرفته بها أخبره بأنه قرأها على شريط المحادثات في القناة.
من جانبه طالب المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي الشيخ صالح اللحيدان الجهات المعنية بالتدخل بقوة؛ لمنع هذه التجاوزات؛ كون مجموعة mbc محسوبة على المملكة.
وقال لـ"سبق" إن ما جرى يدل على عدم انضباطية المجموعة، التي لا تقوم بمراقبة قنواتها، ولا تراعي القواعد الشرعية.
وأكد اللحيدان أن ما قامت به القناة يُعدُّ من الكبائر. مطالباً بمساءلة مَنْ مرَّر هاتين العبارتين؛ كون كل منهما فيه تعدٍّ على الشريعة الإسلامية.
http://sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=15625
وين أهل تمثيل الصحابه على mbc ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 10:36]ـ
ليس جديدا على الام بي سي
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:19]ـ
ولي أمر يحجب القناة بعد أن ردَّد ابنه ما يُبثّ في "شريط المحادثات"
mbc3 تسمح بسبّ "عمر بن الخطاب" وتوصي الأطفال بـ"العاهرات"
http://sabq.org/sabq/misc/get?op=get_news_image&name=news47639701.jpg&width=512&height=320
عبدالله السالم – سبق – الدمام: حدثت جُمْلة مسيئة إلى الصحابة رضوان الله عليهم مرَّت على شريط محادثات قناة الأطفال mbc3 ردَّ فعل غاضب داخل البيوت التي انتبهت لها.
وعرض شريط محادثات القناة عبارة تقول "يسقط عمر بن الخطاب"، وقد فوجئ أحد الآباء بابنه يرددها أمامه، فلما سأله عن مصدرها أخبره بأنه قرأها على قناته المفضلة؛ فسارع الأب بحجب القناة.
كما مرَّرت القناة عبارة ثانية جاء فيها "العاهرات أحلى ناس"، وقال ولي أمر لـ"سبق" إنه وجد ابنه البالغ من العمر 10 أعوام يسأل عن معنى الكلمة، فلما استفسر منه عن مصدر معرفته بها أخبره بأنه قرأها على شريط المحادثات في القناة.
من جانبه طالب المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي الشيخ صالح اللحيدان الجهات المعنية بالتدخل بقوة؛ لمنع هذه التجاوزات؛ كون مجموعة mbc محسوبة على المملكة.
وقال لـ"سبق" إن ما جرى يدل على عدم انضباطية المجموعة، التي لا تقوم بمراقبة قنواتها، ولا تراعي القواعد الشرعية.
وأكد اللحيدان أن ما قامت به القناة يُعدُّ من الكبائر. مطالباً بمساءلة مَنْ مرَّر هاتين العبارتين؛ كون كل منهما فيه تعدٍّ على الشريعة الإسلامية.
http://sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=15625
وين أهل تمثيل الصحابه على mbc ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
ما أتى اللحيدان المستشار القضائي بجديد، فالام بي سي غارقة في الكبائر منذ وجدت.
ـ[محمد النويصر]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 06:47]ـ
قناة هابطة إعلاميأ وفكريأ،
انا ولله الحمد ازلت جميع قنوت ال mbc تقريبا منذ 8 شهور
وفكر ومنهج القناة معروف، ويسبق ان نشر عنهم مقال إلكتروني، وكان المقال عبارة عن تصوير الأستديو الرئيسي للقناة
وللاسف كان يحتوي الاستديو على خمور وصور إباحية على الجدران وامور لايعلم فيها الا الله.
بالإضافة الا ان الخلاف الغالب بين المسلمين والعلماء دائما يأتي بالامور الفقهية ,ولكن لم يسبق لي ان رأيت إختلاف بالامور العقيدية الا من قبل هذه القناة الهابطه وكل هذه الإختلافات في برنامج طاش ماطاش. اطاش الله رؤسهم
اين وزارة الإعلام عن هذه القناة.لماذا لاتفلتر هذه المشاهد والمحتويات؟
حسسبنا الله ونعم الوكيل على من كان قادر على رد هذه الأفكار وتغاضى
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 05:10]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله(/)
حل المشكل في اصطلاح أصول الدين عند ابن تيمية
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 10:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد بن عبد الله الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وعلى آله وأصحابه ومَن استنَّ بسنَّته واهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا بحث مختصر، حللتُ فيه الإشكال الذي وقع فيه البعض مِن إخواننا، ورددتُ على مَن ينسبُ لشيخ الإسلام ابن تيمية ما لم يقلهُ أو يعتمدهُ في مذهبه، وذلك في مفهوم أصول الدين، حيث إنَّهم زعموا – وما زَعْمُهُم إلاَّ تقعُّرٌ وتقعيب – أنَّ ابنَ تيمية رحمه الله يُنكرُ تقسيم الدين إلى أصول وفروع، والبعض الآخر منهم زعمَ أنَّ ابن تيمية عندهُ اضطرابٌ في مفهوم أصول الدين، فهذا البحث المختصر موجَّهٌ للفريقين على حدٍّ سواء، والله المستعان.
- (()) -
فصلٌ: معنى أصول الدين لغةً واصطلاحًا:
بما أننا نتكلم عن أصول الدين فلابد أولاً مِن تعريفه حتى يسهل علينا الخوض فيما يتعلق به، فالأصلُ له عدة معان في اللغة، مِنها: أنَّهُ ما يُبنى عليه غيرهُ، أو هوَ ما يستند وجود الشيء إليه، وجمعها أصول، جاءَ في تاج العروس: (الأصلُ: أسفلُ الشيء، يُقالُ: قعد في أصل الجبل، وأصل الحائط، وقلعَ أصلَ الشجر، ثم كَثُرَ حتى قيل: أصل كل شيء: ما يستندُ وجودُ ذلك الشيء إليه، فالأبُ أصل للولد، والنهر أصلٌ للجدول، قاله الفيومي، وقال الراغب: أصل كل شيء قاعدته التي تُوهِّمَت مرتفعةً ارتفعَ بارتفاعها سائرهُ، وقال غيرهُ: الأصلُ ما يُبنى عليه غيره.) أهـ.
وإذا أُضيفَ "الأصول" إلى "الدين" فيكونُ حينئذٍ على معنًى آخر، وقد اختلف العلماء في تعريف أصول الدين على أقوال لا يهمنا ذكرها، لكن نذكر الراجح منها، فالأقربُ منها إلى الكتابِ والسنة والأسلمُ باعتبار المعنى اللغوي للأصل، أن نقول في تعريف أصول الدين: أنَّها مسائلُ الدين الهامَّة التي يُبنى عليها الدين، والتي أجمع عليها السلفُ مِن الصحابة والتابعين سواءً كانت عقليةً أم خبرية علميةً أم عمليَّة، ويحرم المخالفة فيها ويترتب على المخالفة فيها القدحُ في الدين أو العدالة.
ذلكَ لأنَّنا نجِدُ أنَّ كلَّ مسألةٍ تكون المخالفة فيها قادحة فإنَّها مِن مسائل الدين المهمة التي يحتاجُ إليها الدين والتي أجمع عليها السلف، ولا يلزمُ مِن هذا التعريف تكفير المجتهد في أصول الدين أو تأثيمهُ كما يظن البعض، ذلك لأنَّ هذه الاصطلاحات هدفها الترتيب والتقريب والتبسيط، فلا تُبنى عليها الأحكام، فإذا كان ذلكَ كذلك فلا مُشاحة في الاصطلاح، أمَّا أحكامُ التكفير والتفسيق والتبديع فهيَ تُبنى على حسب الفِعل والفاعِل والقرائن المصاحبة للحال، لا على هذه الاصطلاحات، كما يقول شيخُ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: ( ... فإنَّ نصوصَ "الوعيد" التي في الكتاب والسنة، ونصوصَ الأئمةِ بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك، لا يستلزمُ ثبوت موجبها في حق المُعيَّن، إلاَّ إذا وُجِدَت الشروط وانتفت الموانع، لا فرقَ في ذلك بينَ الأصول والفروع ... ) انظر مجموع الفتاوى (10/ 372).
وقد وجدتُ كثيرًا مِن الأئمة قد ذكروا "أصول الدين" معَ مراعاتهم الوصف الذي ذكرتُ لكَ، فدعنا ننهل مما قدَّموا، فقد نقلتُ لك ما تيسر لي الوقوف عليه مِن كلامهم، فما نقلتُه ليس على سبيل الحصر:
* ما رُويَ عن أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين، فقد روى اللالكائيُّ: (321 - أخبرنا محمد بن المظفر المقري قال حدثنا الحسين بن محمد بن حبش المقري قال حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سألتُ أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنَّة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان مِن ذلك؟ فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار – حجازًا وعراقًا وشامًا ويَمَنًا – فكان مِن مذهبهم: الإيمانُ قولٌ وعملٌ يزيدُ وينقص. والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته. والقدر خيره وشره مِن الله عز وجل ... ). ثم ذكرَ بقية أصول أهل السنة التي أجمع عليها السلف والتي كان الخلاف فيها قادحًا في الدين والعدالة، ولولا طولها لذكرتها
(يُتْبَعُ)
(/)
كلها، وليرجع لها مَن كانت له جِدة. فانظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم اللالكائي (1/ 198) دار طيبة.
* وقال الإمام الصابوني رحمه الله في مقدمتهِ لكتاب "عقيدة السلف": (سألني إخواني في الدين أن أجمعَ لهم فصولاً في أصول الدين التي استمسَكَ بها الذينَ مضوا مِن أئمةِ الدين وعلماء المسلمين والسلف الصالحين، وهدوا ودعوا الناسَ إليها في كل حين، ونهوا عمَّا يُضادها وينافيها جملة المؤمنين المُصدِّقين المُتقين، ووالوا في اتباعها وعادوا فيها، وبدَّعوا وكفَّروا مَن اعتقدَ غيرها ... ) انظر "عقيدة السلف أصحاب الحديث" (ص159).
* وقال شيخُ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمهُ الله لما سئل عن حكم الخوض في مسائل أصول الدين: ( ... فإنَّ المسائل التي هي مِن أصول الدين التي تستحق أن تُسمَّى أصول الدين - أعني الدين الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه – لا يجوزُ أن يُقال: لم يُنقَل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها كلام، بل هذا كلامٌ متناقضٌ في نفسهِ، إذ كونها مِن أصول الدين يُوجِبُ أن تكونَ مِن أهمِّ أمورِ الدين، وأنَّها مِمَّا يحتاجُ إليه الدين ... ) – حتى قال – (وذلك أنَّ أصول الدين إمَّا أن تكونَ مسائل يجبُ اعتقادها، ويجبُ أن تذكر قولاً أو تُعمَل عملاً، كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد أو دلائل هذه المسائل.
فأمَّا القسمُ الأوَّل: فكل ما يحتاجُ الناس إلى معرفته واعتقادهِ والتصديق به مِن هذه المسائل فقد بيَّنهُ اللهُ ورسولهُ بيانًا شافيًا قاطعًا للعذر، إذ هذا مِن أعظم ما بلَّغَهُ الرسول البلاغ المبين، وبيَّنهُ للناس، وهو مِن أعظم ما أقامَ اللهُ الحجةَ على عبادهِ فيه بالرسل الذينَ بيَّنوهُ وبلَّغوهُ، وكتابُ اللهِ الذي نقَلَ الصحابةُ ثم التابعون عن الرسول لفظهُ ومعانيهِ والحكمة التي هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نقلوها أيضًا عن الرسول، مشتملةٌ مِن ذلك على غاية المراد وتمام الواجب والمستحب ... ) – حتى قال – (وأمَّا القسمُ الثاني – وهو دلائلُ هذه المسائل الأصولية – فإنَّهُ وإن كان يظن طوائف مِن المتكلمين أو المتفلسفة أنَّ الشرعَ إنما يدل بطريق الخبر الصادق، فدلالتهُ موقوفةٌ على العلم بصدق المخبر، ويجعلون ما يُبنى عليهِ صدق المخبر معقولات محضة. فقد غلطوا في ذلك غلطًا عظيمًا، بل ضلوا ضلالاً مبينًا، في ظنهم أنَّ دلالة الكتاب والسنة إنَّما هي بطريق الخبر المجرَّد، بل الأمرُ ما عليه سلف الأُمَّة، أهل العِلم والإيمان، مِن أنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى بيَّنَ مِن الأدلَّة العقليَّة التي يُحتاجُ إليها في العِلم بذلك، ما لا يقدرُ أحدٌ مِن هؤلاء قدرهُ، ونهايةُ ما يذكرونهُ جاءَ القرآنُ بخلاصتهِ على أحسنِ وجه ... ). انظر "درء تعارض العقل والنقل" تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم (1/ 87)، وانظر كذلك مجموع الفتاوى (3/ 294).
* وقال ابن قيِّم الجوزيَّة رحمه الله: (إنَّهُ لا يُعلمُ آيةٌ مِن كتاب الله ولا نصٌّ صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب أصول الدين، اجتمعت الأُمَّةُ على خلافه ... ) أهـ. الصواعق المرسلة (2/ 833) دار العاصمة. وهذا وغيره مِن المواضع التي ذكر فيها ابن القيِّم أصول الدين مع الضابط الذي ذكرتُ لك، وقد تابعتُ ابن تيمية في مفهوم أصول الدين فتأمل ذلك جيِّدًا.
- (()) -
فصلٌ: بعض النقول عن ابن تيمية التي يحتجُّ بها منكروا التقسيم، والإجابة عن هذه النقول:
يظن الكثير مِن العلماء وخصوصًا المعاصرين أنَّ ابن تيمية يُنكر تقسيم الدين إلى أصولٍ وفروع، والبعض الآخر وجد كلامًا لابن تيمية في إنكار التقسيم، وكلامًا له في القول بالتقسيم، فظنُّوا أن هناك ثمة اضطراب، وهذا غير صحيح، فكلٌ مِن الفريقين قد جانب الصواب، ولو تأمَّلوا كلامه كله رحمه الله لعرفوا مراده.
وأنا الآن أنقل ما تمسَّك به الفريق الأول مِن كلام ابن تيمية، ثم أجيب عنه وأوضح مراده الصحيح الذي خفي عليهم، وبه يتضح للفريق الثاني أن لا اضطراب:
(1) النص الأوَّل:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله رحمه الله: ( ... وأصلُ هذا ما قد ذكرتُهُ في غير هذا الموضع: أنَّ المسائل الخبرية قد تكون بمنزلة المسائل العملية، وإن سُمِّيت تلك "مسائل أصول" وهذه "مسائل فروع" فإنَّ هذه تسمية محدثة، قسمها طائفةٌ مِن الفقهاء والمتكلمين، وهو على المتكلمين والأصوليين أغلب، لاسيما إذا تكلموا في مسائل التصويب والتخطئة ... ) انظر مجموع الفتاوى (6/ 56).
توضيح النص:
لقد استعجل الكثير ممن يقتصون هذا النص ويحتجون به على أنَّ ابن تيمية لا يرى تقسيم الدين إلى أصولٍ وفروع، وعدم مراعاتهم للسياق الذي جاء فيه النص دليلٌ كاف على هذا.
فنقول: إنَّ ابن تيمية يُنكر على مَن يَجعلُ المسائل الخبرية "أصول" والمسائل العمليَّة "فروع"، فهو يُريد القول بأنَّ هناك مِن المسائل العملية تستحق أن تكون أصولاً في الدين، ومِن المسائل الخبرية التي قد تستحق أن تدرج في الفروع إذ الخلاف فيها سائغ، وهذا مفهومٌ في كلام الإمام الموجود في النص المستخرج من سياقه الصحيح، وذلك في قوله: ( ... أنَّ المسائل الخبرية قد تكون بمنزلة المسائل العملية ... ). فهو إذًا لا يريد نفي أنَّ في الدين أصولاً وفروعًا، وهذا هو ظاهر كلامه ولا حاجة إلى تأويله، حيث قال: (وإن سُمٍّيت تلك "مسائل أصول" ... ) فقوله "تلك" يعود على (المسائل الخبرية)، ثم قال: ( ... وهذه "مسائل فروع" فإنَّ هذه تسمية محدثة، قسمها طائفةٌ مِن الفقهاء والمتكلمين ... ) فقوله "وهذه" يعود على (المسائل العملية)، فلا إشكال إذًا، فإنَّه يُنكر على مَن يُقسِّم الدين إلى أصول وفروع باعتبار الأصول هي المسائل الخبرية، والفروع هي المسائل العملية.
ويشهد على ذلك أيضًا السياق، فبعدَ النص الذي نقلتُه تكلَّم عن الصواب في إطلاق العبارة، فقال: ( ... بلِ الحقُّ: أنَّ الجليلَ مِن كلِّ واحدٍ مِن الصنفين "مسائل أصول" والدقيقُ "مسائل فروع". فالعلمُ بوجوب الواجبات كمباني الإسلام الخمس وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة، كالعلمِ بأنَّ الله على كلِّ شيءٍ قدير وبكل شيءٍ عليم وأنَّهُ سميعٌ بصير، وأنَّ القرآن كلام الله، ونحو ذلك مِن القضايا الظاهرة المتواترة، ولهذا مَن جحد تلك الأحكام العملية المجمع عليها كفرَ، كما أنَّ مَن جحد هذه كفر).
ولتوضيح هذا النص أقول: يُبيِّنُ شيخُ الإسلام أنَّ هناك مِن القضايا العملية ما يوازي القضايا الخبرية، ومثَّلَ على ذلك بقوله (فالعلم بوجوب الواجبات كمباني الإسلام ... ) ثم ساوى بينها وبين المسائل الخبرية بقوله: (كالعلمِ بأنَّ الله على كلِّ شيءٍ قدير وبكل شيءٍ عليم وأنَّهُ سميعٌ بصير، وأنَّ القرآن كلام الله ... )، وهذا واضحٌ لمن تأمَّلهُ، بخلاف بعض المُتسرعين الذين يقرؤون كلام الأئمة بلا فهم.
ثم يُكمل شيخُ الإسلام رحمه الله كلامهُ، فيقول: (وقد يكونُ الإقرارُ بالأحكام العمليَّة أوجبُ مِن الإقرار بالقضايا القوليَّة، بل هذا هو الغالب ... ) انظر مجموع الفتاوى (6/ 56 إلى 6/ 61).
وبهذا يتبيَّن أنَّ شيخَ الإسلام لم يُنكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع، ولكنَّه أنكر التقسيم عند طائفةٍ مُعيَّنة، لتضمن ذلك التقسيم على مفهوم باطل.
(2) النص الثاني:
قوله رحمه الله: ( ... ولم يُفرِّق أحدٌ مِن السلف والأئمة بين أصولٍ وفروعٍ. بل جَعْلُ الدين قسمين أصولاً وفروعًا لم يكن معروفًا في الصحابة والتابعين، ولم يقل أحدٌ مِن السلف والصحابة والتابعين أنَّ المجتهد الذي استفرغ وسعه في طلب الحق يأثم، لا في الأصول ولا في الفروع، ولكن هذا التفريق ظهر مِن جهة المعتزلة، وأدخلهُ في أصول الفقه مَن نقلَ ذلك عنهم، وحكوا عن عبيد الله بن الحسن العنبري أنَّه قال: كل مجتهد مصيب، ومُرادُهُ أنَّه لا يأثم. وهذا قول عامة الأئمة كأبي حنيفة والشافعي وغيرهما) انظر مجموع الفتاوى (13/ 125).
توضيح النص:
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول لمن يرى أنَّ ابن تيمية ينكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع: أين إنكاره التقسيم في هذا النص؟ إنَّما هو يقولُ بحادثيَّة التقسيم فحسب، ويردُّ على من يجعل المجتهد في الأصول آثمًا، فهو إذًا ينتقد أصول الدين عند طائفةٍ معيَّنة، وهو رحمه الله في الأصل كان يتكلم عن الاجتهاد وهل كل مجتهد آثم أم لا؟ وهل يُفرَّق في جواز الاجتهاد بين الأصول والفروع أم لا؟ فتعرَّضَ لهذه المسألة وبيَّنَ مذهب السلف فيها. وبيان هذا في الآتي:
قوله: ( ... ولم يُفرِّق أحدٌ مِن السلف والأئمة بين أصولٍ وفروعٍ.) فهذا نص مقتص مِن سياقه، فنقول: لم يفرق السلف بين أصولٍ وفروعٍ في ماذا؟ إذًا علينا أن ننقل النص كاملاً، فهو رحمه الله يقصد أنَّ السلف لم يفرِّقوا في مسألة جواز الاجتهاد بين أصولٍ وفروع، وهذا هو النص الذي قبله:
(فإذا أُريدَ بالخطأ الإثم، فليس المجتهدُ بمخطئ، بل كل مجتهد مصيبٌ مطيعٌ لله فاعلٌ ما أمرهُ الله به، وإذا أُريدَ به عدمُ العِلم بالحقِّ في نفس الأمرِ فالمصيب واحدٌ وله أجران، كما في المجتهدين في جهة الكعبة إذا صلوا إلى أربع جهات، فالذي أصاب الكعبة – واحدٌ وله أجران لاجتهاده وعمله – كان أكمل مِن غيره، والمؤمن القوي أحب إلى الله مِن المؤمن الضعيف، ومَن زاده الله علمًا وعملاً زادهُ أجرًا بما زادهُ مِن العلم والعمل، قال تعالى: {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجاتٍ مَّن نشاء}، قال مالك عن زيد بن أسلم: بالعلم. وكذلك قال في قصة يوسف: {ما كان ليأخذ أخاهُ في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجاتٍ مَّن نشاء وفوق كل ذي علم عليم}. وقد تبيَّن أنَّ جميع المجتهدين إنَّما قالوا بعلمٍ واتَّبعوا العلم، وأنَّ "الفقه" مِن أجلِّ العلوم، وأنَّهم ليسوا مِن الذين لا يتبعون إلاَّ الظن، لكن بعضهم قد يكون عندهُ علمٌ ليس عند الآخر، إمَّا بأن سمعَ ما لم يسمع الآخر، وإمَّا بأن يفهم ما لم يفهم الآخر، كما قال تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين * ففهَّمناها سليمان وكلا آتينا حكمًا وعلمًا}. وهذه حال أهل الاجتهاد والنظر والاستدلال في الأصول والفروع، ولم يُفرِّق أحدٌ مِن السلف والأئمة بين أصولٍ وفروعٍ ... ).
وأمَّا قوله رحمه الله: ( ... بل جَعْلُ الدين قسمين أصولاً وفروعًا لم يكن معروفًا في الصحابة والتابعين ... )، فهذا لا يدل على أنَّ ابن تيمية يُنكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع، بل هو يحكي حادثيَّة التقسيم فقط، فقوله بأنَّه حادث لا يدل على أنَّه ينكره، فتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام تقسيمٌ حادث لم يقل به السلف ولم ينفه شيخ الإسلام، وسيتبيَّن لك ماذا يقصد ابن تيمية مِن هذا التقسيم الحادث.
فقوله: ( ... ولم يقل أحدٌ مِن السلف والصحابة والتابعين أنَّ المجتهد الذي استفرغ وسعه في طلب الحق يأثم، لا في الأصول ولا في الفروع، ولكن هذا التفريق ظهر مِن جهة المعتزلة ... )، فهذا بيان لما قبله فهو يبيَّن أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع وتأثيم المجتهد في الأصول قولٌ باطل، ونفاهُ عن السلف.
وقوله: ( ... ولكن هذا التفريق ظهر مِن جهة المعتزلة ... ) فالتفريق الذي ذكره هنا يعود على قضية التفريق بين الاجتهاد في الأصول والفروع.
الخلاصة: أنَّ هذا النص الذي يحتج به الفريق الأوَّل لا حجة فيه وهو واضحٌ جدًا للذي يمتلك التأصيل العلمي ويفهم كلام الأئمة، فهو فالنصُّ في من يُفرق بين الاجتهاد في الأصول والفروع.
(3) النص الثالث:
قوله رحمه الله: (فأمَّا التفريق بين نوعٍ وتسميتهُ مسائل الأصول وبين نوعٍ آخر وتسميتهُ مسائل الفروع، فهذا الفرق ليس له أصلٌ لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم بإحسان ولا أئمة الإسلام، وإنَّما هو مأخوذٌ عن المعتزلة وأمثالهم مِن أهل البدع، وعنهم تلقَّاهُ مَن ذكره مِن الفقهاء في كتبهم، وهو تفريقٌ متناقض، فإنَّهُ يُقال لمن فرَّق بين النوعين: ما حدُّ مسائل الأصول التي يُكفَّرُ فيها المخطئ؟ وما الفاصل بينها وبين مسائل الفروع؟ ... ) انظر مجموع الفتاوى (23/ 346).
توضيح النص:
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول أيضًا: أنَّ هذا النص مقتص مِن سياقه الصحيح، وهو كالنص السابق، فابن تيمية يردُّ على مَن يُكفِّر المجتهد في أصول الدين ولا يُكفِّرهُ في الفروع، يعني كلامهُ أيضًا في حق طائفةٍ مُعيَّنة رتَّبت على أصول الدين أمورًا فاسدة، والنص الذي قبله يُبيِّن هذا:
( ... فمن كان مِن المؤمنين مجتهدًا في طلب الحق وأخطأ فإنَّ الله يغفر له خطأه كائنًا مَن كان، سواءً في المسائل النظرية أو العمليَّة، هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وجماهير أئمة الإسلام، وما قسَّموا المسائل إلى مسائل أصول يُكفَّرُ بإنكارها، ومسائل فروع لا يُكفَّر بإنكارها.
فأمَّا التفريق بين نوعٍ وتسميتهُ مسائل الأصول وبين نوعٍ آخر وتسميته مسائل الفروع، فهذا الفرق ليس له أصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم بإحسان ولا أئمة الإسلام، وإنَّما هو مأخوذٌ عن المعتزلة وأمثالهم مِن أهل البدع ... ). هذا هو الكلام الذي جاء قبل النص المقتص مِن سياقه.
فقوله إذًا: ( ... فأمَّا التفريق بين نوعٍ وتسميتهُ مسائل الأصول وبين نوعٍ آخر وتسميته مسائل الفروع، فهذا الفرق ليس له أصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم بإحسان ولا أئمة الإسلام ... ) فهو قطعًا يقصد بالتفريق هنا التفريقُ بين الأصول والفروع في الاجتهاد.
الخلاصة مِن هذه النصوص:
أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يُبيِّن فساد مفهوم أصول الدين عند طوائف معينة، ويُبيَّن فساد الأحكام التي رتبوها على تقسيمهم، وكل النصوص المنقولة عنه في هذا الصدد هي شبيهةٌ بالنقول التي سبق بيانها، فابن تيمية لا يُنكر أنَّ في الدين أصولاً وفروعًا، بل يُقرُّ به ولكنَّه يعتمدُ في مفهوم أصول الدين على الأدلة من الكتاب والسنة والمعنى اللغوي لهذا المصطلح، وهذا قد وضَّحهُ الإمام وبيَّنه خير بيان في فتواه المشهورة عن أصول الدين، فقد قال رحمه الله:
(فقول السائل: "هل يجوزُ الخوضُ فيما تكلَّم الناس فيه مِن مسائلٍ في أصول الدين لم يُنقل عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيها كلامٌ أم لا؟ ": سؤالٌ وردَ بحسب ما عُهِدَ مِن الأوضاع المبتدعة الباطلة. فإنَّ المسائل التي هي مِن أصول الدين – التي تستحق أن تُسمَّى أصول الدين – أعني الدين الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه: لا يجوزُ أن يُقال لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها كلام، بل هذا كلامٌ مُتناقضٌ في نفسه، إذ كونها مِن أصول الدين يُوجِبُ أن تكونَ مِن أهمِّ أمور الدين، وأنَّها مِمَّا يحتاجُ إليه الدين، ثمَّ نفي الكلام فيها عن الرسول يُوجِبُ أحد أمرين.
إمَّا أن الرسول أهمل الأمور المهمَّة التي يحتاجُ إليها الدين فلم يُبيِّنها أو أنَّهُ بيَّنها فلم تنقلها الأمَّةُ، وكلا هذين باطلٌ قطعًا، وهو مِن أعظم مطاعن المُنافقين في الدين، وإنَّما يظن هذا وأمثاله مَن هو جاهلٌ بحقائق ما جاء به الرسول أو جاهلٌ بما يعقله الناس بقلوبهم أو جاهلٌ بهما جميعًا.
فإنَّ جَهْلَهُ بالأوَّل: يُوجِبُ عدم علمه بما اشتمل عليه ذلك مِن أصول الدين وفروعه. وجَهْلُهُ بالثاني: يُوجِبُ أن يدخل في الحقائق المعقولة ما يُسمِّيهِ هو وأشكالهُ عقليَّات، وإنَّما هي جهليَّات. وجهلهُ بالأمرين يُوجِبُ أن يَظنَّ مِن أصول الدين ما ليس منها مِن المسائل والوسائل الباطلة، وأن يَظنَّ عدم بيان الرسول لما ينبغي أن يعتقد في ذلك كما هو الواقع لطوائف مِن أصناف الناس، حُذَّاقهم فضلاً عن عامتهم.
وذلك أنَّ أصول الدين إمَّا أن تكونَ مسائل يجب اعتقادها قولاً أو قولاً وعملاً، كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد. أو دلائل هذه المسائل.
أمَّا القسم الأوَّل: فكل ما يحتاجه الناس إلى معرفته واعتقاده والتصديق به مِن هذه المسائل فقد بيَّنهُ الله ورسوله بيانًا شافيًا قاطعًا للعذر. إذْ هذا مِن أعظم ما بلَّغهُ الرسول البلاغ المبين وبيَّنهُ للناس، وهو مِن أعظم ما أقام الله به الحجة على عباده فيه بالرسل الذين بيَّنوه وبلَّغوه، وكتاب الله الذي نَقَلَ الصحابةُ والتابعون لفظه ومعانيه، والحكمة التي هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نقلوها أيضًا عن الرسول مشتملةٌ مِن ذلك على غاية المراد وتمام الواجب والمستحب ... ) انظر مجموع الفتاوى (3/ 294)، وانظر كذلك درء تعارض العقل والنقل (1/ 87).
ففي هذه الفتوى بيَّن رحمه الله المفهوم الصحيح لأصول الدين، وبيَّن فساد هذا المفهوم عند بعض الطوائف، وكلامهُ صريحٌ جدًا، كما قال بعدها رحمه الله: (وإنَّما الغرضُ التنبيهُ على أنَّ في القرآن والحِكمة النبوية عامَّةُ أصول الدين مِن المسائل والدلائل التي تستحق أن تكون أصول الدين. وأمَّا ما يُدخِلُهُ بعض الناس في هذا المُسمَّى مِن الباطل فليس ذلك مِن أصول الدين، وإن أدخله فيه مثلَ المسائل والدلائل الفاسدة: مثل نفي الصفات والقَدَر ونحو ذلك مِن المسائل ... ) – حتى قال – (وأمَّا الدين الذي قال اللهُ فيه: {أم لهم شركاء شرعوا لهم مِن الدين ما لم يأذن به الله} فذاك له أصول وفروع بحسبه. وإذا عُرِفَ أنَّ مُسمَّى أصول الدين في عُرف الناطقين بهذا الاسم فيه إجمالٌ وإبهام – لما فيهِ مِن الاشتراك بحسب الأوضاع والاصطلاحات – تبيَّن أنَّ الذي هو عند الله ورسوله وعباده المؤمنين أصول الدين فهو موروثٌ عن الرسول. وأمَّا مَن شرع دينًا لم يأذن به الله فمعلومٌ أنَّ أصوله المستلزمة له لا يجوز أن تكونَ منقولةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ هو باطلٌ وملزومُ الباطل باطلٌ، كما أنَّ ملزوم الحق حق.) أهـ. مجموع الفتاوى (3/ 306)، وانظر درء التعارض (1/ 96).
والله أعلم بالصواب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديهم إلى يوم نلقاه، والحمد لله رب العالمين،،
كتبه: صالح الجبرين.
رابط المقال: http://albahethalsalafi.blogspot.com/2010/10/blog-post.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[25 - Nov-2010, صباحاً 12:06]ـ
بارك الله فيك.
إضافة للفائدة:
الأصول لغة: مفردها أصل ولها أربعة معانٍ لغوية هي: الأساس (ما يبنى عليه غيره) مثل: أصل البيت أساسه - الجذر (ما له فرع) مثل أصل الشجرة جذرها - مادة الشيء وحقيقته مثل أصل الإنسان من طين وأصل الزجاج الرمل - قعر الشيء مثل: أصل الجحيم قعر جهنم وأصل البئر قعره.
وتأتي اصطلاحا بمعانٍ كثيرة من أشهرها: الأصل بمعنى المستصحب كالأصل في المياه الطهارة.
والأصل بمعنى الراجح كقولنا الأصل عند الجمهور حرمة المعازف.
الأصل بمعنى القاعدة: كقولنا الأصل الضرورات تبيح المحظورات
الأصل بمعنى المقاس عليه كالأصل في المسكرات الخمر.
الأصل بمعنى الدليل: الأصل في كفر تارك الصلاة قوله صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر .. "
الأصل بمعنى السند هذا الحديث لا أصل له أي لا سند له.
الأصل بمعنى النسب كقولنا فلان لا أصل له أي لا نسب يعرف به.
وأكثر المعاني ترجع إلى المعاني اللغوية.
يستخدم ابن تيمية ثلاثة مصطلحات: أصل الدين وهو التوحيد، عبادة الله وترك الشرك.
أصلي الدين: أن يعبد الله وحده، وأن يعبد بما شرع على ألسنة رسله.
أصول الدين وهي: مسائلُ الدين الهامَّة التي يُبنى عليها الدين، والتي أجمع عليها السلفُ مِن الصحابة والتابعين سواءً كانت عقليةً أم خبرية علميةً أم عمليَّة، ويحرم المخالفة فيها ويترتب على المخالفة فيها القدحُ في الدين أو العدالة.
كما بينت فجزاك الله خيرا.
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[25 - Nov-2010, صباحاً 07:02]ـ
الأخ محمد داود المصري، وفقك الله:
أشكرك على إضافتك القيمة، ولكن لي تعليق على مما ذكرته:
يستخدم ابن تيمية ثلاثة مصطلحات: أصل الدين وهو التوحيد، عبادة الله وترك الشرك.
هذا لا يظهر لي، ولا أظنُّه صحيحًا بارك الله فيك ..
فلفظ (أصل الدين) يكثر في كلام ابن تيمية، وهو ليس مصطلح، وليس مُفردًا لـ (أصول الدين) كاصطلاح، وإنَّما جاء في كلام الإمام عَرَضًا، ويُريد به المعنى اللغوي لا أكثر ولا أقل.
فعندما يُعبِّرُ عن التوحيد بأنَّه (أصل الدين) فهو يقصد أنَّهُ الذي يُبنى عليه الدين أو يستند الدين إليه، لأنَّه رحمه الله عبَّر في مواضع أُخَر عن أمورٍ بأنَّها (أصل الدين)، مثل:
- ما قاله رحمه الله عن النيَّة: (فإنَّ أصلَ الدين هو حسنُ النِّيَّةِ وإخلاصُ القصد) مجموع الفتاوى (16/ 58).
- وكذلك قال عن الإخلاص لمَّا كان يتكلَّم عن الصدق: (السابع: أنَّه مقرونٌ بالإخلاص الذي هو أصلُ الدينِ في الكتابِ والسُّنَّة وكلام العلماء والمشايخ ... ) مجموع الفتاوى (20/ 76).
- وكذلك قال عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (فإنَّ أصل الدين هو الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر ... ) مجموع الفتاوى (27/ 442).
فقوله: (أصل الدين) يعني الشيء الذي يُبنى عليه الدين أو يستند الدين إليه، وهو ليس مصطلحًا عنده، ولا يقصِدُ به كذلك أنَّه جزءٌ داخل في مصطلح "أصول الدين" في الغالب، فليسَ قوله (أصل الدين) اصطلاحٌ مستقل، وإنَّما يريد به المعنى اللغوي.
هذا الذي يظهر لي، والعلم عند الله.
ـ[مهاب بن محمود]ــــــــ[25 - Nov-2010, صباحاً 11:47]ـ
بحث قديم حول المسألة
http://alagidah.com/vb/showthread.php?t=5270
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15662(/)
بين الإمامين البربهاري و الأشعري
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 11:02]ـ
الحمدُ للهِ وبعد؛
إن من الأمورِ المهمةِ عند ذكرِ ترجمةِ أو سيرةِ إمامٍ من أئمةٍ أهلِ السنةِ نقدَ القصصِ التي تنسبُ إليه، وعرضها على ميزانِ النقدِ العلمي، ولذا اعتنى أهلُ التراجمِ والسيرِ من أمثالِ الإمامِ الذهبي وغيرِهِ إلى الإشارةِ إلى ذلك، فلا تكادُ تقرأُ لسيرةِ أو ترجمةِ عالمٍ أو إمامٍ إلا وتجدهم يفندون ما لا يصحُ عنه من القصصِ أو المقولاتِ.
ومما يذكرُ في هذا البابِ، قصةٌ جرت بين بين الإمامينِ البَرْبَهَاري وأَبي الحسنِ الأشعري كانت سبباً لتأليفِ كتابِ " الإبانةِ " لأبي الحسن الأشعري - رحم اللهُ الجميعَ -، وقد انبرى النقادُ من أهلِ العلمِ لبيانِ كذبِ هذه القصة، وممن أشار إلى زيفها وعدمِ ثبوتها الشيخُ خالدُ بنُ قاسم الردادي في تحقيقهِ لـ " شرحِ السنةِ " لأبي محمد الحسنِ بنِ علي البربهاري، وسأنقلُ ما قالهُ الشيخُ خالد في بيانِ حالِ القصةِ.
قال الشيخُ خالد في (ص23) من تحقيق " شرحِ السنةِ " [ط. الثالة. 1421هـ]:
تنبيهانِ هامانِ:
1 - جاء في ترجمةِ البربهاري - عند بعض من ترجموا له - أن أبا الحسن الأشعري لما دخل بغداد جاء إليه البربهاري، فجعل يقول: رددتُ على الجُبائي، وعلى أبي هاشم، ونقضتُ عليهم وعلى اليهود والنصارى والمجوس، وقلتُ لهم، وقالوا، وأكثر الكلام في ذلك. فلما سكت؛ قال له البربهاري: ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيراً، ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل. فخرج الأشعري من عنده وصنف كتاب " الإبانة "، فلم يقبله منه، ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها.
ولي مع هذه الحكاية وقفات:
الأولى: في تخريجها وبيان مصدرها، فقد أخرجها أبو علي الأهوازي في كتابه الذي صنفه في ثلب الأشعري، وعنه ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " (2/ 18): " قرأت على علي القرشي، عن الحسن الأهوازي؛ قال: سمعت أبا عبد الله الحمراني ... " فذكرها.
والثانية: مدار هذه القصة على أبي علي الحسن بن علي الأهوازي المقرىء، وهو ضعيف، اتّهم في لقاء بعض الشيوخ. [كما في " العبر " للذهبي (2/ 288) وانظر ترجمته في: " الميزان " (1/ 152)، و" اللسان " (2/ 237)، و" السير " (18/ 13)].
والثالثة: قال ابن عساكر في " تبين كذب المفتري " (ص 390 - 391): " وحكاية الأهوازي عن البربهاري مما يقع في صحته التماري، وأدل على بطلانه قوله: " إنه لم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها "، وهو بعد إذ صار إليها ولم يفارقها ولا رحل عنها، فإن بها كانت منيته، وفيها قبره وتربته ... ".
ونقل شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ كلام ابن عساكر المتقدم وأقره عليه في " الفتاوى الكبرى " (5/ 285).
وأشار إلى ضعفها أيضا الذهبي في " السير " (5/ 90) حينما صدرها بقوله: " فقيل: إن الأشعري لما قدم بغداد ... "، وذكر الحكاية، وقال الذهبي أيضا في " السير " (15/ 89) في ترجمة الأشعري: " وقد ألف الأهوازي جزءاً في مثالب ابن أبي بشر - يعني: الأشعري -، فيه أكاذيب.
وجمع أبو القاسم - يعني: ابن عساكر - في مناقبه فوائد بعضها أيضا غير صحيح ... ".
ومما يتقدم يظهر جليا بطلان هذه الحكاية وعدم صحتها.ا. هـ.
ونصُ عبارةِ الإمامِ الذهبي في " السير ": فَقِيْلَ: إِنَّ الأَشْعَرِيَّ لَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ جَاءَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ البَرْبَهَارِيِّ، فجَعَلَ يَقُوْلُ: رددتُ عَلَى الجُبَّائِيّ، رددْتُ عَلَى المَجُوْس، وَعَلَى النَّصَارَى. فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لاَ أَدْرِي مَا تَقُولُ، وَلاَ نعرِفُ إِلاَّ مَا قَالَه الإِمَامُ أَحْمَد. فَخَرَجَ وَصَنَّفَ " الإِبَانَة " فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ.ا. هـ.
وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: " وَلِهَذَا تَكَلَّمَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِر فِي أَبِي عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيِّ لَمَّا صَنَّفَ هَذَا مَثَالِبَ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَهَذَا مَنَاقِبَهُ وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ مِنْ السالمية فَنَسَبَهُمْ طَائِفَةٌ إلَى الْحُلُولِ ".ا. هـ.
وقال أيضاً: " وَكَذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ لَهُ مُصَنَّفٌ فِي الصِّفَاتِ قَدْ جَمَعَ فِيهِ الْغَثَّ وَالسَّمِينَ ".ا. هـ.
وقال أيضاً: " وَلِهَذَا كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ - الَّذِي صَنَّفَ مَثَالِبَ ابْنِ أَبِي بِشْرٍ وَرَدَّ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ - هُوَ مِنْ السالمية ".ا. هـ.
وقال أيضاً: " وَكَانَ " أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ " لَمَّا رَجَعَ عَنْ الِاعْتِزَالِ سَلَكَ طَرِيقَةَ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ كُلَّابٍ فَصَارَ طَائِفَةٌ يَنْتَسِبُونَ إلَى السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ مِنْ السالمية وَغَيْرِهِمْ كَأَبِي عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيِّ يَذْكُرُونَ فِي مَثَالِبِ أَبِي الْحَسَنِ أَشْيَاءَ هِيَ مِنْ افْتِرَاءِ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ عَلَيْهِ لِأَنَّ الْأَشْعَرِيَّ بَيَّنَ مِنْ تَنَاقُضِ أَقْوَالِ الْمُعْتَزِلَةِ وَفَسَادَهَا مَا لَمْ يُبَيِّنْهُ غَيْرُهُ حَتَّى جَعَلَهُمْ فِي قَمْعِ السِّمْسِمَةِ ".ا. هـ.
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل(/)
اسم الله الصمد
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 10:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أهمية معرفة اسم الله الصمد؟
· ((قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَيَعْجِزُ أحدُكُم أَن يقرأ ثُلث القرآن في ليلة؟ فشقَّ ذلك عليهم، وقالوا: أَيُّنا يُطيق ذلك يا رسولَ الله؟ فقال: الله أحد، الله الصمد ثلثُ القرآن)). [البخاري عن أبي سعيد الخدري]
· ((خرج إِلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أقرأُ عليكم ثلث القرآن؟ فقرأ: قُلْ هُوَ الله أَحَد، الله الصمَدُ ... حتى ختمها)). [مسلم عن أبي هريرة]
وكما نرى فان السورة الكريمة تدور حول اسمين من أسماء الله الحسنى وهما الأحد و الصمد. وهذا دليل على مدى أهمية معرفة هذين الاسمين.
أما اسم الله "الصمد" ماذا يعني؟
· السيد الذي له الكمال المطلق
روى الإمام أحمد من حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ فإنزَلَ اللَّهُ:" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدَ … السورة "؛ قال: الصَّمَدَ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ؛ لَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا سَيَمُوتُ؛ وليس شَيْءٌ يَمُوتُ إِلَّا سَيُورَثُ؛ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمُوتُ وَلَا يُورَثُ "
· السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر
?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِينا?. (سورة الأحزاب: 36)
فكونك مؤمن يجعلك محبا لهذا السيد ومن ثم طائعا له ومنفذا لكل أوامره.
· المقصود في الرغائب، والمستغاث به عند الشدائد
((((قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع)). [أخرجه الترمذي والبزار في مسنده وابن حبان عن أنس بن مالك].
و اقرأ معي قول الشاعر:
لا تسألن بني آدم حاجة واسأل الذي أبوابه لا تغلق
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسأل يغضب
· بيده مقاليد كل الأمور
? مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ?. (سورة هود).
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
1. نستنتج مما سبق أن من أدب المؤمن مع هذا الاسم ألا يقصد بحوائجه غير الله.
2. إذا استشعر العبد معنى أن خالقه هو الصمد, لطار فرحا أن هذا العظيم هو من يسير أموره و يأمره بكل ما هو صالح له.
3. ((((قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس)). [أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عمر].
كن مقصودا من الناس لقضاء حوائجهم و لا تتأفف فلقد اختصك الله بجزء من اسمه الصمد وكن فخورا.
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
اسم الله الواسع
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 10:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"الواسع" هو الذي لا حدود لمدلول أسمائه وصفاته، فاسم الرحيم ليس له حدود، اسم الكريم ليس له حدود، اسم الغني ليس له حدود، اسم القوي ليس له حدود، وهذا هو معنى التكبير، الله أكبر مما عرفت، طبعاً أكبر من كل شيء بديهة، أما المعنى الدقيق لله أكبر، مهما عرفت الله فهو أكبر، وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك. ومن معاني الواسع أيضا الذي لا يشغله معلوم عن معلوم، ولا شأن عن شأن، ولا مسموع عن مسموع، ولا دعاء عن دعاء. وهو اسم يستخدم لتوصيف طلاقة القدرة في هذه الصفة. و فيما يلي أمثلة على ذلك:
الغفور:
?الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ? (سورة النجم الآية: 32).
"وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ" هنا تعنى كثير المغفرة. ولكن ما هي حدود كلمة كثير؟ اقرأ معي هذا الحديث لتعلم انه لا حدود لمغفرته.
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الله تعالى: " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة " (رواه الترمذي).
فالحمد لك على انك أنت ربى. والحمد لك على انك واسع المغفرة.
الملك:
?لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ? (سورة طه الآية: 6)
يا الله و أي ملك هذا؟؟؟؟؟ وهل يمكن أن يقع أي كائن خارج حدود هذا الملك الواسع؟؟؟؟
القدير:
? اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ?.
(سورة الطلاق الآية: 13).
"أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" أي لا تعلو على قدرته أي قدرة. بمعنى آخر القدرة المطلقة "القدرة الواسعة".
العليم:
?وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى? (سورة طه الآية: 7)
? يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ?. (سورة غافر)
و "الواسع" هنا هو الذي لا يغيب عنه أثر الخواطر في الضمائر، أي لا يوجد قوة في الأرض يمكن أن تكشف ما الذي يدور بخاطرك لكن الله أقرب إليك من حبل الوريد.
المنعم:
? وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ ? (سورة إبراهيم الآية: 34).
هل المفرد يمكن أن يعد ّ؟؟؟ أي إن تعدوا فضائل النعمة الواحدة أنتم عاجزون عن إحصائها، وبالتبعية عاجزين عن شكرها. فالنعمة الواحدة واسعة.
فسبحان من لا تحصى نعمه
السميع:
? قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ? (سورة المجادلة).
وقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها في الغرفة المجاورة ولم تسمع شيئا. و لكن الله سمعها من فوق سبع سموات. ولكن الواسع هنا لا تعنى فقط انه يسمع كل شيء. اسمع معي الحديث التالي:
(يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيتُ كُلَّ إنسان مسألتَهُ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا أُدِخلَ البحرَ ـ ذلك لأن عطائي كلام، كن فيكون، وأخذي كلام، زل فيزول ـ فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ). [أخرجه مسلم والترمذي عن أبي ذر الغفاري].
إن الإنسان لا يتسع إدراكه لسماع شخصين، ولا يستطيع أن ينصرف إلى جهتين، فهو غير واسع، أما ربنا جلّ جلاله واسع لا يشغله معلوم عن معلوم، ولا شأنٌ عن شأن، لو أن كل العباد دعوه في وقت واحد يسمعهم جميعاً.
فسبحان من لا يشغله سمع عن سمع
الخالق, البارئ, المصور:
? فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ?. (سورة المؤمنون).
إذا نظرت إلى الخلق, لوجدتهم جميعا لا يشتركون أبدا في قزحية العين أو نبرة الصوت أو رائحة الجلد أو بصمة الأصبع. هذا لأنه واسع في خلقه.
البديع:
? بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ?. (سورة البقرة الآية: 117).
إذا نظرت إلى الأسماك و أوراق الشجر, لوجدت ملايين ملايين الأشكال و الألوان و الأحجام. هل تستطيع أن تحصيها؟؟ هذا لأنه واسع في إبداع خلقه.
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
((إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم)). [أخرجه أبو يعلى عن أبي هريرة].
بإمكانك أن تكون لطيفاً مع الجميع، كان عليه الصلاة والسلام لا يطوي بشره عن أحد، ابتسامته، ترحيبه، تألق وجهه.
((تَبَسُّمُكَ في وجه أخيك صدقة)). [أخرجه الترمذي عن أبي ذر الغفاري].
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
فلسفة المصيبة: ضربة قدر
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 11:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للمصائب وجه آخر:
·لا يوجد في الكون ما يسمى بالشر المطلق, فإذا نظرنا إلى الأمراض التي تصيب الإنسان وتسبب له كثير من المتاعب, هي في الحقيقة تقوى جهازه المناعي لتجعله يستطيع أن يقاوم أمراض أقوى.
·البركان, بكل قدرته على التدمير, هو مصدر التنفيس الوحيد للضغط الداخلي للأرض ولولاه لانفجرت الأرض.
·البنسلين, المضادات الحيوية, السلفا و الطاقة الذرية, كل هذا و أكثر تم اختراعه أثناء ................... الحروب.
·فرز الناس, لا يمكن أن تكتشف المعدن الحقيقي للبشر إلا في الشدة, قال المتنبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم .. ... .. الجود يُفقر والإقدام قِتَّال
·و إليكم قصة حدثت في مستشفى القصر العيني بالقاهرة: أصيب شاب صغير في حادثة سيارة, وكان هناك نزيف داخلي يقتضى استئصال الكلية, شاب صغير يعيش حياته كلها بكلية واحدة, أمر مؤلم, ومن إجراءات المستشفى تحليل للعضو المستأصل, وكانت المفاجأة, الكلية مصابة بسرطان ما زال وليدا, ومن المعروف أن سرطان الكلى سرطان صامت, يصعب اكتشافه إلا بعد تمكنه من المريض, و يكون العلاج بعده مستحيل.
الشر في هذه القصة هو فقد هذا الشاب لكليته, لكن الخير المستتر وراء هذا الشر هو الحفاظ على حياته باستئصال هذه الكلية.
سنة الله في خلقه
·?لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ? (سورة البلد الآية: 4) كبد هنا تعنى مشقة ومعاناة.
·? خَلَقَكُمْ مّن ضَعْفٍ ? (سورة الروم الآية: 54)
·فإذا كان قدره عليك أن تعيش في مشقة و أنت ضعيف, فهذا لأنه يريدك أن تلجا للقوى, و هذه هي سنته في خلقه.
حال المؤمن مع المصيبة:
·الصبر مع القبول و الحب و الثقة في عدله و رحمته.
جاءت امرأة إلى رسول الله وقالت: يا رسول الله إني امرأة أصرع فادع الله لي.
فقال: أتصبرين و لك الجنة؟ قالت: نعم، ولكن ادع الله لي أن لا أتكشف.
·إدراك أن هذا الشر وراءه خير مستتر, وان لم تدركه, قال الإمام أبو حامد الغزالي: لولا اعوجاج القوس لما رمت, فالاعوجاج له دور في كمال الوظيفة.
وأخيرا:
نسمع بعض المبتلين يتساءلون: لماذا يا رب ابتليتني بهذه المصيبة؟ لماذا و أنا طائع لك؟
وليس هذا السؤال بغرض الاستفسار, و لكنه بغرض الاعتراض على أمر الله و عدم الرضا عنه. ونقول لهم:
لا تسأله اليوم عما فعل فعسى ألا يسألك غدا عما فعلت
وارض عنه اليوم عسى أن يرضى عنك غدا
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 05:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم علي الشيخ كلام جميل عن اقدار الله ومايصيب العبد من شر, ان اقدار الله يجب على العبد الصبرعليها احتسابا للأجر (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) وهذه الاقدار انما هي وفق حكمة وعلم فان الله هو العليم الحكيم وبالتالي فان عنوان المشاركة لو كان حكمة المصيبة أليس افضل أخي الكريم ثم أهل قد قالوا ان الشيطان هو من الشرور المحضة بنفسه وبالتالي اطلاق الكلام بانه لايوجد شر مطلق يحتاج الى تفصيل وجزاك الله خيرا.(/)
القران الكريم والجنة بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 11:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القران الكريم هذا السفر الخالد الذي قهر القرون والازمنة وتحدى الجبابرة والطغاة.وجمع احوال الدنيا والاخرة وفلسف الحياة وما عليها والاخرة وما فيها. لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنتزيل من حميد مجيد.و بين طريق الجنة لعباد الله المؤمنين وثبت السبل والمعالم والامور التي يسلكها المرء للوصول الى مبتغاه في جنة الخلد و هذا النعيم المقيم:
والجنة جعلها الله تعالى مآل المؤمنين به وبرسالاته منذ بدء الخليقة الى نهاية الدنيا الفانية وغاية مطاليبهم وامانيهم ومطمع نفوسهم ومسعى قلوبهم ومرآى ابصارهم في المستقبل ـ ما بعد الموت ـ السعيد في الاخرة. والجنة كما وصفها الله تعالى ووصف اصحابها في القران الكريم (وجزاهم ربهم جنة وحريرا.* متكئين فيها على الارائك لايرون فيها شمساً ولا زمهريرا *. ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا*. ويطاف عليهم بأنية من فضة واكواب كانت قواريرا*. قوارير من فضة قدروها تقديرا*. ويسقون فيها كاساً كان مزاجها زنجبيلا.* عيناً فيها تسمى سلسبيلا *. ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤأً منثورا.* واذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكا كبيرا *. عاليهم ثياب سندس وأستبرق وحلو أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا.* ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا *)
وكما وصفها الحبيب المصطفى أن (فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر). واصحاب الجنة هم اولئك الذين هداهم الله تعالى لعبادته وغرس في اصل قلوبهم وقاع نفوسهم وتربة افكارهم بذور حب الله تعالى والاخلاص له فأنبتها شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها طرية مثمرة أثمرت واينعت فكانت ثمارها تلك القلوب التي امتلات خشية وهيبة وخشوعاً ومحبة لله تعالى فتفتحت معها أخادعها ينابيع الايمان لتروي الفكر الضامئ والنفس العطشى من أنهار الجنة الجارية وتوشي معالمها بالود الثر والاخاء المحض والحب الخالص المتفجر من العيون الجارية فينبت على ضفافها ذلك القبس من السندس الاخضر والاستبرق الرقراق. فتهدء النفوس وتروح هادئة الى فرش ناعمة بطائنها من استبرق وثيرة الوسائد كثيرة الفوائد جميلة الكواعب من ذوات الحسن والجمال والقدود والدلال والخلق والكمال
حور مقصورات في الخيام. قاصرات الطرف عليهم شديدات الحب بهم حنينات القلوب اليهم. عربا اترابا لاصحاب اليمين. لاصحاب الجنة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
فالح الحجية الكيلاني
العراق \ ديالى \ بلدروز(/)
هل كان أبو بكر ابن العربي مخالفا للأشاعرة في بعض الصفات؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 11:10]ـ
السلام عليكم
قال ابن العربي رحمه الله في "أحكام القرآن":
الْآيَةُ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: قَوْله تَعَالَى:
{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّك مَكْرُوهًا ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا}.
فِيهِ خَمْسُ مَسَائِلَ:
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى: قَوْلُهُ: {مَرَحًا}:فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ:
الْأَوَّلُ: مُتَكَبِّرًا.
الثَّانِي: بَطِرًا.
الثَّالِثُ: شَدِيدُ الْفَرَحِ.
الرَّابِعُ: النَّشَاطُ.
فَإِذَا تَتَبَّعْت هَذِهِ الْأَقْوَالَ وَجَدْتهَا مُتَقَارِبَةً، وَلَكِنَّهَا مُنْقَسِمَةٌ قِسْمَيْنِ مُخْتَلِفِينَ: أَحَدُهُمَا مَذْمُومٌ، وَالْآخَرُ مَحْمُودٌ؛ فَالتَّكَبُّرُ وَالْبَطَرُ مَذْمُومَانِ، وَالْفَرَحُ وَالنَّشَاطُ مَحْمُودَانِ؛ وَلِذَلِكَ يُوصَفُ اللَّهُ بِالْفَرَحِ، فَفِي الْحَدِيثِ: {لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ رَجُلٍ} الْحَدِيثَ " وَالْكَسَلُ مَذْمُومٌ شَرْعًا، وَالنَّشَاطُ ضِدُّهُ.
وَقَدْ يَكُونُ التَّكَبُّرُ مَحْمُودًا، وَذَلِكَ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ وَعَلَى الظَّلَمَةِ .. إلخ كلامه رحمه الله
فهنا أثبت ابن العربي صفة الفرح لله عز وجل
ومن المعلوم أن الأشاعرة لا يثبتون صفة الفرح لله عز وجل، لا متقدميهم ولا متأخريهم، فهل كان ابن العربي متفقا مع الأشاعرة في بعض الصفات ومخالفا لهم في أخرى؟
وهل كان منهجه في إثبات الصفات ونفيها مختلفا عن بقية الأشاعرة؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 11:46]ـ
والشيء بالشي يذكر فقد كان موافقا لهم - غفر الله له وتجاوز عنه - في تأويل بعض الصفات مثل صفة النزول لله تبارك وتعالى.
ينظر في ذلك:
قوله بعد الكلام على حديث النزول " والنزول حركة والحركة لا تجوز على الله سبحانه وتعالى فلم يبق إلا العدول عن حقيقة النزول إلى مجازه وهو النزول بالمعنى " (القبس ص 284).
وقد أولها بالرحمة كما في (العواصم ص293).
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:02]ـ
يالغالي ..
أهل الحديث والأشاعرة مذهبين متقاربين , كثير جدا جدا من العلماء لا يحسبون على أي مذهب منهما وإنما يترددون بينهما - كما قال الشيخ الغفيص حفظه الله عن شراح الحديث -
فابن حجر وابن العربي والشاطبي ليسوا أشاعرة وليسوا حنابلة في الأصول وإنما ترددوا بينهما فهم أهل سنة من غير التزام بمذهب عقدي
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:31]ـ
أهل الحديث والأشاعرة مذهبين متقاربين ,فيها نظر. وليس هنا محل بحثه.
فابن حجر وابن العربي والشاطبي ليسوا أشاعرة وليسوا حنابلة في الأصول وإنما ترددوا بينهما فهم أهل سنة من غير التزام بمذهب عقديوهذا لم يجحده أحد!
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:53]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله.
كان ابن العربي رحمه الله مؤولاً للصفات الخبرية.
وظاهر كلامه فيه إثبات لصفة الفرح لله تعالى ولكن يجب أن يفهم مراده هنا. فبعدما قسم معنى لفظة "مرحًا" إلى قسمين: محمود ومذموم، وبين أن منها معنى الفرح وأن هذا المعنى محمود، أثبت هذه الصفة لله تعالى من جهة كونها محمودة وليس من جهة كونها لائقة به تعالى على وجه الكمال كما هو اعتقاد أهل السنة.
ومن قرأ "العواصم من القواصم" تبين له هذا الأمر، فإن فيه تحاملاً شديدًا على أهل الإثبات.
وله كذلك كتاب "قانون التأويل" نهج فيه نهج شيخه أبي حامد الغزالي رحمه الله.
فينبغي أن يرد مثل هذا الكلام إلى طريقه المهيع الذي هو به معروف.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 01:00]ـ
ومن قرأ العواصم من القواصم تبين له هذا الأمر، فإن فيه تحاملاً شديدًا على أهل الإثبات.
أحسن الله إليكم.
ولذلك ذكرت المثال السابق حتى يفهم منه أنه حتى وإن أثبت ذلك فمع تفويض المعنى لا الكيف.
ـ[الواحدي]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 01:32]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
لعلّ من المفيد في هذا الباب الرجوع إلى كتابه "الأمد الأقصى"، إن طُبِع ...
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 01:42]ـ
بارك الله فيكم
أعلم أنه يؤول مجموعة من الصفات وأنه ينفي ارتفاع ذات الله على العرش مثل ما يفعل الأشاعرة.
وقد قرأت عدة صفحات من كتابه العواصم عندما تكلم في مسألة الاستواء، وانزعجت جدا من تهجمه على أهل السنة في هذه المسألة، ولم أكمل القراءة لأنني انشغلت، ولا أجد الوقت الآن لقراءته، ربما مستقبلا إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 08:05]ـ
وانزعجت جدا من تهجمه على أهل السنة في هذه المسألة،.
أختي المكرمة .. أتمنى أن تكوني بخير ..
الإمام ابن العربي ليس سني؟!!! مب معقول والله مب معقول , أهل السنة والجمااعة الطائفة الناجية المنصورة كما أنهم افترقوا في الفقه إلى أربعة مذاهب فقد افترقوا في الإعتقاد إلى ثلاثة مذاهب - كما ذكر ذلك جمع من جماعتي الحنابلة -
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 08:40]ـ
أخي الكريم
الفقه يجوز فيه الاختلاف، ولا أظن أحدًا يختلف في هذا، فالصحابة أنفسهم اختلفوا في فهم النصوص الفقهية، وحصل ذلك منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُنكر عليهم.
أما أصول العقيدة فلم يختلف فيها الصحابة رضوان الله عليهم، ولا السلف الصالح -رحمهم الله- بمجموعهم.
وكيف تكون ثلاثة عقائد مختلفة ومتناقضة في مجموعة من مسائلها كلها على الحق؟!
الحق واحد وليس اثنين أو ثلاثة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 09:22]ـ
.... وانزعجت جدا من تهجمه على أهل السنة في هذه المسألة، ولم أكمل القراءة لأنني انشغلت، ولا أجد الوقت الآن لقراءته، ربما مستقبلا إن شاء الله.
قال ابن العربي عن الحنابلة:
(( .... إن الحنابلة انتهى بهم الأمر إلى أن قالوا: ((إن أراد أحد يعلم الله، فلينظر إلى نفسه، فإنه الله بعينه، إلا أن الله منزه عن الآفات، قديم لا أول له، دائم لا يفنى))،و قالوا ذلك ((لقوله صلى الله عليه و سلم: إن الله خلق آدم على صورته))، و في رواية أخرى ((على صورة الرحمن))، و هي رواية صحيحة، فلله الوجه بعينه، لا ننفيه و لا نتأوله إلى محالات)) راجع العواصم من القواصم، الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1981، ج 2ص: 283.
ووصف أيضاً الحنابلة و أهل الحديث بأوصاف شنيعة، فجعلهم ممن كاد للإسلام، و لا فهم لهم، و ليس لهم قلوب يعقلون بها،و لا آذان يسمعون بها، فهم كالأنعام بل هم أضل. و عدّهم من الغافلين الجاهلين في موقفهم من الصفات،و شبههم باليهود،و قال أنه لا يُقال عنهم: بنوا قصرا و هدّموا مصرا، بل يُقال: هدموا الكعبة،و استوطنوا البيعة ... )) أي كنيسة اليهود.
العواصم من القواصم، ج2 ص: 282، 288، 303.
**
أهل الحديث والأشاعرة مذهبين متقاربين , كثير جدا جدا من العلماء لا يحسبون على أي مذهب منهما وإنما يترددون بينهما - كما قال الشيخ الغفيص حفظه الله عن شراح الحديث -
فابن حجر وابن العربي والشاطبي ليسوا أشاعرة وليسوا حنابلة في الأصول وإنما ترددوا بينهما فهم أهل سنة من غير التزام بمذهب عقدي
الخلاف العقدي بين الحنابلة والأشاعرة أخذ حجماً أكبر مما ينبغي وكان له الأثر السيء في تاريخ الأمة
وكثير ممن أسمعه منهما يلعن مخالفيه بعضهم لا يحسن الوضوء ولا يعرف الاتباع الصحيح لنبيه صلى الله عليه وسلم!
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 10:29]ـ
أما أصول العقيدة فلم يختلف فيها الصحابة رضوان الله عليهم، ولا السلف الصالح -رحمهم الله- بمجموعهم.
من قال إنهم لم يختلفوا!!؟
كنت قبل كم يوم أقول لواحد: السلف اختلفوا في مسمى الإيمان .. صاااااح علي وقال: شيخ الإسلام يقول العمل داخل بمسمى الإيمان وهذا هو منهج السلف!!!!
والشي الثاني يا أختي المكرمة: هل السلف قالوا: أن كلام الله قديم النوع حادث الآحاد؟! هل قال السلف: شروط لا إله الله سبعة؟! السلف رحمهم كثير من مسائل العقيدة لم تكن في عصرهم فهذه الخلافات حصلت بعد زمن السلف
والشي الثالث: كيف نعرف مذهب السلف؟! ألم ترد روايات عن أحمد أنه كان يؤول صفة المجيء؟! أو ترد رواية عن أحمد يقول أن قوله "ولتصنع على عيني" مجاز؟! طبعا ابن تيمية رحمه الله يضعف ههذه الروايات وبما أن شيخ الإسلام رحمه الله ضعفها فيكون تضعيفه حجة بحيث أنها لا يحوز لأن أن يصحح هذه الرواية
أختي الكريمة: السلف نُقل عنهم روايات كثيرة جدا ومتعارضة منها صحيح ومنها ضعيف , لا تحسبين أن أمير المؤمنين في الحديث أو النووي أولوا صفات الله وهم يعلمون أنهم يخالفون السلف , لا أحد أعلم بالسلف وأخبارهم من هؤلاء الأعلام إذا لم هذا الخلاف!؟
الخلاف ناشئ عن تصحيح الروايات وتضعيفها .. لكن مع الأسف أن الإنسان أصبح لا يجوز له أبدا أن يصحح من روي عن أحمد في تأويل المجيء لأنه تصحيح الرواية يخالف منهج السلف!!!! ّ!! ّ
وكيف تكون ثلاثة عقائد مختلفة ومتناقضة في مجموعة من مسائلها كلها على الحق؟!
الحق واحد وليس اثنين أو ثلاثة.
الحنابلة قالوا صلاة الجماعة واجبة والجمهور قالوا ليست واجبة أليس هذا تناقض يا أختي المكرمة!! التناقض بمعنى (الخلاف) موجود في الفقه والحديث والتفسير وفي كل العلوم وليس في العقيدة فقط
المشكلة يا أختي المكرمة هو أن بعض الناس -بما فيهم بعض العلماء - يتعصبون في هذه المسألة مثلما تعصب الحنابلة والأشاعرة في الفتنة التي حدثت بينهم , ترى القتال الذي حصل لم يحصل إلا من التعصب الحنبلي يأتي عند الأشعري يقول: هل لله يد؟ الأشعري يقول: لا فيقول الحنبلي: يا عدوا الله يا محرف والأشعري يقول: يا حشوي يا مجسم , وصار ما صار من القتال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 12:30]ـ
من قال إنهم لم يختلفوا!!؟
أقوالهم تدل على ذلك، بل إنهم كفروا من خالف في بعض المسائل مثل مسألة علو وارتفاع الله على العرش وأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
كنت قبل كم يوم أقول لواحد: السلف اختلفوا في مسمى الإيمان .. صاااااح علي وقال: شيخ الإسلام يقول العمل داخل بمسمى الإيمان وهذا هو منهج السلف!!!!
من خالف في هذه المسألة من السلف الصالح غير أبي حنيفة رحمه الله؟
مع العلم بأن العبرة بمجموع السلف وليس أفرادهم
فقد يخالف الواحد منهم ولا يؤخذ بقوله ولا يُعتد به
مثل تأويل مجاهد رحمه الله -إن صح عنه- الرؤية بانتظار الثواب، ولا خلاف بين أهل السنة بأن هناك إجماع في مسألة الرؤية، ولم يخالف فيه سوى أهل البدع من المعتزلة والجهمية من شابههم.
فهنا قول مجاهد رحمه الله مردود، وإن صح عنه فهي زلة منه، ولا أحد معصوم في هذا إلا الرسل عليهم السلام.
فالعبرة بمجموع السلف وليس الأفراد، ومسألة الإيمان لم يختلف فيها أحد من السلف حسب علمي سوى الإمام أبي حنيفة رحمه الله.
والشي الثاني يا أختي المكرمة: هل السلف قالوا: أن كلام الله قديم النوع حادث الآحاد؟!
هم لم يقولوه بهذا اللفظ، ولكنه مفهوم ومستنبط من كلامهم رحمهم الله
فقديم النوع معناه أن صفة الكلام لله عز وجل أزلية، وهذا متفق فيه بيننا وبين الأشاعرة
أما حادث الآحاد فمعناه أن الله عز وجل يتكلم إذا شاء، وهذا موجود في كلام السلف رحمهم الله
والشي الثالث: كيف نعرف مذهب السلف؟! ألم ترد روايات عن أحمد أنه كان يؤول صفة المجيء؟! أو ترد رواية عن أحمد يقول أن قوله "ولتصنع على عيني" مجاز؟! طبعا ابن تيمية رحمه الله يضعف ههذه الروايات وبما أن شيخ الإسلام رحمه الله ضعفها فيكون تضعيفه حجة بحيث أنها لا يحوز لأن أن يصحح هذه الرواية
أختي الكريمة: السلف نُقل عنهم روايات كثيرة جدا ومتعارضة منها صحيح ومنها ضعيف , لا تحسبين أن أمير المؤمنين في الحديث أو النووي أولوا صفات الله وهم يعلمون أنهم يخالفون السلف , لا أحد أعلم بالسلف وأخبارهم من هؤلاء الأعلام إذا لم هذا الخلاف!؟
لن تجد روايات متفق على صحتها متناقضة، التناقض فقط في الروايات التي فيها ضعف وفي الغالب تكون موضوعة أو لا يُعرف لها سند
والرواية التي فيها تأويل المجئ تُناقض ما صح عن الإمام أحمد رحمه الله في إمرار الحديث على ظاهره، فهد يقوي القول بضعف تلك الرواية.
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرحه على صحيح البخاري المسمى بـ"فتح الباري":
فتح الباري ـ لابن رجب - (5/ 97)
وقد روي عن الإمام أحمد، أنه قال في مجيئه: هو مجيء أمره.
وهذا مما تفرد به حنبل عنه.
فمن أصحابنا من قال: وهم حنبل فيما روى، وهو خلاف مذهبه المعروف المتواتر عنه.
وكان أبو بكر الخلال وصاحبه لا يثبتان بما تفرد به حنبل، عن أحمد رواية.
ومن متأخريهم من قال: هو رواية عنه، بتأويل كل ما كان من جنس المجيء والإتيان ونحوهما.
ومنهم من قال: إنما قال ذلك إلزاماً لمن ناظره في القرآن، فأنهم استدلوا على خلقه بمجيء القرآن، فقال: إنما يجيء ثوابه، كقوله: (وجاء ربك (، أي: كما تقولون أنتم في مجيء الله، أنه مجيء أمره.
وهذا أصح المسالك في هذا المروي.
الخلاف ناشئ عن تصحيح الروايات وتضعيفها .. لكن مع الأسف أن الإنسان أصبح لا يجوز له أبدا أن يصحح من روي عن أحمد في تأويل المجيء لأنه تصحيح الرواية يخالف منهج السلف!!!! ّ!! ّ
هذا ليس بصحيح
فلو كان كذلك لما نفوا ظواهر كل نصوص الصفات سوى 7 منها
سبب تأويل الأشاعرة لأغلب نصوص الصفات هو اعتقادهم أن ظاهرها تشبيه وتجسيم
لهذا هم ينسبوننا إلى التشبيه والتجسيم لأننا نثبت ظاهر النصوص
الحنابلة قالوا صلاة الجماعة واجبة والجمهور قالوا ليست واجبة أليس هذا تناقض يا أختي المكرمة!! التناقض بمعنى (الخلاف) موجود في الفقه والحديث والتفسير وفي كل العلوم وليس في العقيدة فقط
التناقض في الفقه وغيره معروف ولا اشكال فيه، لأن الخلاف في أغلب مسائله سائغ
ولكن العقيدة لا(/)
مقولة: [كُلّ ما خطر ببالك؛ فإنّ الله بخلاف ذلك] مُبتدعة مُجملة ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 11:43]ـ
قال فضيلة الشيخ العلامة البراك في شرحه على الطحاوية:
(ويقول بعض المُتكلمين: [كُلُّ ما خطرَ ببالك، فإنَّ الله تعالى بخلاف ذلك]
وهذا كلامٌ مُبتدع لم يأتِ في نصٍ مِنْ كتابٍ ولا سنةٍ، فيجبُ أن يُحكم عليه بحكم الألفاظ المُبتدعة المُجملة.
[كُلّ ما خطر ببالك]: إن أراد من الكيفيات فصحيحٌ، والله بخلاف ذلك؛ لأنّ كُلّ ما يخطر ببالك من الكيفيات فإنه راجعٌ إلى شيء من المخلوقات، والله تعالى بخلاف ذلك، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
فكيفية ذات الربّ وصفاته لا سبيل للعباد إلى معرفتها.
أما ما خطر ببالك من أنه فوق السموات فهذا علم وحق، وليس بخاطر، ويجب الإيمان بأنه فوق السموات، وما يخطرُ ببالك أنه ـ سبحانه وتعالى ـ ينزل كما أخبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذا حقٌّ، فكل ما يخطر ببالك من المعاني الثابتة فهو حقٌّ.
إذن؛ هذا التعبيرُ لا يصحُّ على الإطلاق، فهو لفظٌ مُبتدع مُجمل، فلا بدّ فيه من التفصيل، فالخواطر إما أن تكون مما يعلم بطلانه، أو مما يعلم صحته، أو مما لا يعلم صحته ولا بطلانه، فيمسك عنه، ولا يُقال: إنّ الله بخلاف ذلك.) اهـ
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 11:57]ـ
سددكم الله ووفقكم. ونفع بالشيخ البراك وعلمه.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:23]ـ
جزاك الله خير، وحفظ العلامة البراك؛
الأصل عدم التفكر فى الله وصفاته، فهذا منهى عنه، فنحن نثبت ما جاء عن الله ورسوله، ونفهم المعنى ونقف عند ذلك.
وقول "كل ما خطر ببالك فالله أعلى وأجل من ذلك" أولى من "فالله بخلاف ذلك"
لأن الأولى محكمة، والثانية تحتمل معنيين.
ـ[أبو الزُّبير اللِّستاوي]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 01:49]ـ
بارك الله في الشيخ و زاده علما
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 06:19]ـ
جزاك الله تعالى كل خير على هذه المعلومة.
قال الله عز وجل: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} وهذه الآية دليل على تحريم هذه الألفاظ المجملة المبتدعة التي لم ترد في الكتاب والسنة والتي تنسب لرب العالمين، قال الله عز وجل: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم، ولا تتبعوا من دونه أولياء}، قال الله عز وجل: {وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}، وكل بدعة ضلالة.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 07:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله اظن ان الوقوف عند كلام أهل العلم خير من أن يضاف كلام قد يخل بالمعنى وكلامي الى الاخ الاثري فانا نعتقد أن الله فوق العرش فهل الله أجل من ذلك واعظم نسأل الله أن يسددنا وبارك الله فيكم
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 07:40]ـ
جزاك الله خير،
الإعتقاد شئ والتخيل شئ آخر، فأنت مهما تخيلت فالله أجل وأعلى وأعظم مما تخيلت،
وأنا لم آتى بشئ من كيسى، فهذا الكلام موجود فى كتب أهل العلم.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 08:26]ـ
أحسن الله إليكم أيّها الأفاضل الأكارم الأجلاء ..
وجزى الله مَن علّق بفائدةٍ، أو دعوة صادقة خير الجزاء ..
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 10:24]ـ
جزاك الله خيراً و بارك فيك.
هنا لتعضيد الفائدة قال الشيخ ابن جبرين - رحمات من الله عليه - في الإرشاد شرح لمعة الإعتقاد:
{ومهما خطر في بالك أن استواءه كذا , وأن كيفية نزوله كذا , وأن كيفية ذاته كذا و كذا , فإن الرب بخلاف ذلك} ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 09:43]ـ
آمين، حياكِ الله يا مُحبّة الفضيلة، وبوركتْ فوائدكِ وفرائدكِ التي لا تنفكّ هطولاً، لا حرمكِ الله الأجر العميم ..(/)
ما حكم التسمي بعبد المقصود بارك الله فيكم
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألت عن هذا الإسم ولم يجبني أحد الشيوخ الله يجزاه الخير وأنا أحب هذا الإسم ويوجد بعض المشايخ إسمه عبد المقصود كالشيخ محمد عبد المقصود وأشرف .....
ما حكم التسمي بهذا الإسم بارك الله فيكم
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 11:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يجوز التسمي بعبد المقصود؛ فالمقصود ليس من أسماء الله، وأسماء الله التي يضاف إليها التعبيد مثل عبد الرحمن أو يدعى بها الله جزم أهل العلم بوجوب كونها من أسماء الله الحسنى وهي توقيفية بخلاف الإخبار عن الله فهو ليس توقيفي على الراجح. والله أعلم.(/)
بالعقلانية التي يزعمونها .. مؤرخ جزائري يتحدى حنفي وأبو زيد وجعيط ..
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:22]ـ
مهند الخليل | 7/ 8/1431 هـ
http://almoslim.net/files/images/dectatoriah1.gif
تحت عنوان (وقفات مع أدعياء العقلانية حول الدين والعقل، والتراث والعلم - قراءة نقدية لفكر حسن حنفي، ونصر حامد أبي زيد، وهشام جعيط، وأمثالهم) جاء كتاب الأستاذ الدكتور خالد كبير علال الصادر حديثاً عن دار المحتسب، لينسف شعارات هؤلاء الذين نفخهم الإعلام التغريبي إلى حد الورم السرطاني، فجرى تقديمهم على أنهم مفكرون عقلانيون مستنيرون، إلى آخر تلك الهالات الكاذبة التي أحيطوا بها فباتوا كأصنام الغرب في جاهليتهم، يحسبهم الجاهل على شيء، وما هم بشيء!!
وذلكم هو ما نجح الكاتب الهمام علال في تقديم البراهين والأدلة الناصعة على صحته.
ولعل التوفيق الرباني الذي كلل الكتاب، يتجلى في حرص المؤلف على إسقاط الثياب المستعارة عن تلك الأسماء، وهي ثياب العقل والعقلانية، بدءاً من تمييزه العقلانية الفطرية من العقلانية المؤدلجة التي لا يصح اعتبارها عقلانية عند التمحيص والتدقيق!!
والكتاب القيّم المكون من 668صفحة، يتألف من مقدمة وستة فصول وخاتمة.
وفصول الكتاب هي:
الفصل الأول: أباطيل حول الوحي والعقل وسلطة كل منهما.
أولا: تحديد مفهوم العقلانية على ضوء الوحي والعقل.
ثانيا: أباطيل تتعلق بالوحي والعقل.
ثالثا: أباطيل تتعلق بطبيعة العلاقة بين الوحي والعقل.
رابعا: أباطيل تتعلق بسلطة الوحي وسلطة العقل.
الفصل الثاني: أباطيل حول الوحي والواقع والفكر العلمي.
أولا: أباطيل تتعلق بالوحي والواقع.
ثانيا: أباطيل تتعلق بالوحي والفكر العلمي.
ثالثا: أباطيل تتعلق بالإعجاز القرآني وتفسيره العلمي.
رابعا: أباطيل تتعلق بدعوى تعدد الحق وتغيره.
الفصل الثالث: أباطيل حول أصول الدين وأصول الفقه.
أ- أباطيل حول أصول الدين:
أولا: أباطيل تتعلق بالتأويل.
ثانيا: أباطيل تتعلق بالإيمان.
ثالثا: أباطيل تتعلق بالصفات الإلهية.
رابعا: أباطيل تتعلق بالجبر والاختيار، والشر والخير.
خامسا: أباطيل تتعلق بقضية التكفير.
سادسا: أباطيل تتعلق بخلق العالم وأزليته، و بالمعاد الأخروي
سابعا: أباطيل تتعلق بمكانة النبي- عليه الصلاة والسلام-.
ثامنا: أباطيل تتعلق بالتسوية بين الأديان.
ب- أباطيل حول أصول الفقه:
الموقف الأول: مكانة القرآن والسنة عند حامد أبي زيد.
الموقف الثاني: الزعم بأن السنة ليست هي المصدر الثاني للتشريع
الموقف الثالث: الزعم بأن السنة النبوية ليست وحيا.
الموقف الرابع: الزعم بأن السنة لا تستقل بالتشريع.
الموقف الخامس: حقيقة عمل الإمام الشافعي في السنة النبوية.
الموقف السادس: زعم لهشام جعيط حول السنة النبوية.
الموقف السابع: حول موقف الإمام أبي حنيفة من الإجماع.
الفصل الرابع أباطيل حول السيرة والحديث، و التاريخ وحركة الترجمة
أولا: أباطيل تتعلق بالسيرة النبوية.
ثانيا: أباطيل تتعلق بالحديث النبوي.
ثالثا: أباطيل تتعلق بالتاريخ:
أ-أباطيل حول قصص القرآن الكريم.
ب- أباطيل تتعلق بمواقف للصحابة وحوادث أخرى.
ج-أباطيل تتعلق بالروايات الحديثية والتاريخية ومنهج تحقيقها
رابعا: أباطيل تتعلق بترجمة التراث القديم إلى اللغة العربية.
الفصل الخامس: أباطيل تتعلق بالمذاهب والطوائف، و علم الكلام والفلسفة.
أولا: أباطيل تتعلق بالمذاهب والطوائف الإسلامية.
ثانيا: أباطيل تتعلق بعلم الكلام.
ثالثا: أباطيل تتعلق بالفلسفة.
الفصل السادس: بين الدين والعلمانية، و خصائص فكر أدعياء العقلانية
أولا: أباطيل حول العلاقة بين الدين والعلمانية.
1 - أباطيل تتعلق بتعريف العلمانية وغيرها.
2 - أباطيل علمانية حول الحاكمية والشمولية.
3 - شبهات أباطيل لعلمنة الإسلام.
4 - هل العلمانية هي الحل؟.
ثانيا: خصائص فكر أدعياء العقلانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويخلص المؤلف الكريم في خاتمة سِفْرِه الجميل، إلى إيجاز نتائج بحثه، وأهمها دحض أوهام أدعياء العقلانية الذين تناول إنتاجهم المنشور والمشهور، وبيان ما تضمنته من أباطيل وشبهات، ومغالطات وتحريفات. منها ما يتعلق بالوحي والعقل، و الوحي والواقع، والوحي والفكر العلمي، ومنها ما يتعلق بأصول الدين والفقه، والحديث والتاريخ، وعلم الكلام والفلسفة، والدين والعلمانية.
(فتبين أن مقولة العقل أسبق من الشرع غير صحيحة من الناحية المبدئية العقلية، ولا يصح تطبيقها وممارستها مع الدين الحق. لأنه ليس من الشرع، ولا من العقل، ولا من العلم أن يتقدم المخلوق على الخالق، ولا الجاهل على العالم، ولا الأعمى على البصير ...
واتضح أن نصيب هؤلاء من الفكر العلمي الصحيح، و العلم الطبيعي الحديث كان قليلا وهزيلا. فجاء إنتاجهم العلمي أدبيا سُفسطائيا هزيلا مملوءا بالأخطاء الشرعية والتاريخية والعلمية، ومُكررا لأباطيل وشًبهات تتعلق بالدين والعلم، والدين والغيب، والدين ونشأة الكون، كان الملاحدة والعلمانيون قد أثاروها قديما. مع أنها باطلة وقد تجاوزها الزمن بدليل الشرع الصحيح، و العقل الصريح، و العلم الصحيح. لكن هؤلاء الأدعياء ما يزالون يرددون تلك الأباطيل والشبهات تغليطا وعنادا، وتعصبا للباطل الذي يقولون به.
وتبين أيضا أن هؤلاء الأدعياء كانوا ضعفاء جدا في تعاملهم مع منهج نقد الخبر، وفي موقفهم من الروايات الحديثية والتاريخية. فليس لديهم منهج نقدي صحيح، و معظم مروياتهم بلا تحقيق، ولا تمييز فيها بين صحيحها من سقيمها. فكانوا كحاطب ليل في جمعه للحطب ليلا، فماذا ننتظر منه أن يجمع يا تُرى؟!. لذلك كانت أخطاؤهم التاريخية المُتعلقة بالسيرة والتاريخ، وعلم الكلام والفلسفة كثيرة جدا، ذكرنا طائفة منها في الفصلين الرابع والخامس، وهي كافية لإثبات صحة ما قلناه حول منهجهم النقدي وطريقة تعاملهم مع المرويات الحديثية والتاريخية معا ..... ).
وبقي علينا التنبيه إلى أبرز عناوين المؤلفات الأخرى للدكتور خالد كبير علال، وهي:
1 - صفحات من تاريخ أهل السنة والجماعة في بغداد.
2 - الداروينية في ميزان الإسلام والعلم.
3 - قضية التحكيم في موقعة صفين – دراسة وفق منهج علم الجرح والتعديل.
4 - الثورة على سيدنا عثمان بن عفان – دراسة وفق منهج علم الجرح والتعديل.
5 - مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي وتدوينه.
6 - الصحابة المعتزلون للفتنة الكبرى – دراسة وفق منهج أهل الجرح والتعديل.
7 - الأزمة العقيدية بين الأشاعرة وأهل الحديث.
8 - أخطاء المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون في كتابه المقدمة.
9 - الأخطاء التاريخية والمنهجية في مؤلفات محمد عابد الجابري ومحمد أركون.
10 - أباطيل وخرافات حول القرآن الكريم والنبي محمد-عليه الصلاة والسلام-دراسة نقدية لدحض أباطيل الجابري وخرافات هشام جعيط.
11 - نقد فكر الفيلسوف ابن رشد الحفيد –على ضوء الشرع والعقل والعلم –.
12 - التعصب المذهبي في التاريخ الإسلامي- خلال العصر الإسلامي-.
13 - بحوث حول الخلافة والفتنة الكبرى-وفق منهج علم الجرح والتعديل.
14 - مقاومة أهل السنة للفلسفة اليونانية.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 01:14]ـ
بارك الله فيكم وفي الدكتور ..
كيف الحصول على الكتاب؟
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 01:24]ـ
الله المستعان على هذا المسمى جعيط قرأت له فـ (مخي حبس)، لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 09:17]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59275
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 02:59]ـ
يبدو أنّ هذا الكتاب يستحق القراءة.
جزاكم الله خيراً.(/)
كيف تناقش مسألة الإستشفاء بكتاب الشفا للقاضي عياض
ـ[حكم علاء السامرائي]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 02:59]ـ
لقد لقي الشفا من العناية والشهرة ما لم تلقه باقي مؤلفاته، فلا غرو أن طارت شهرته في الآفاق (1).
وقد أثنى عليه العلماء، والمؤرخون المنصفون، وانتفع به الخاصة والعامة،
فلا يكاد يخلو منه بيت، أو مكتبة، أو مسجد. حتى إن الجند في المغرب والجزائر كانوا يقسمون - حين أدائهم الخدمة العسكرية - على البخاري والشفا (2).
وفي تونس تقسم النساء عادة قائلات: والشفا والبخاري (3).
وأن عامة المغاربة يقرنون بين الكتابين في تعظيم مكانتهما والتبرك والاستشفاء بهما.
ولقد بالغ الناس في تقديره والاهتمام به، ونسخ الأساطير والخرافات حوله. فقيل: لا يقع ضرر لمكان هو فيه، ولا تغرق سفينة تحمله، وأنه إذا قرأه مريض أو قرئ عليه شفاه الله، ومن ألمَّت به نائبة أو هول أو فزع فرج الله عليه بعد قراءته ... فحثوا على ضرورة توافر نسخة منه في كل خزانة (4).
ومما يدعوا إلى العجب أن بعض شرَّاحه أو المهتمين به أقروا بذلك وقرروه فقد نقل العدوي عن الشهاب الخفاجي (5) ((أنه ممن جرب بركته وشاهدها)) (6).
وأقر به العدوي، وكذلك محمد بن جعفر الكتاني (7)؛ فكان لهذه الاعتقادات أثر بالغ في الشعراء الذين مدحوا عياضاً وقرظوا كتابه، فقد ركزوا جميعاً على مسألة الاستشفاء بالكتاب (8).
______________________________ _____
(1) ينظر: مقدمة تحقيق الشفا: 10، وتكريم النبوة: 66.
(2) ينظر: مقدمة تحقيق الشفا: 10، والقاضي عياض وجهوده: 327.
(3) ينظر: تاريخ الأدب العربي: 6/ 268.
(4) ينظر: تكريم النبوة: 66.
(5) أحمد بن محمد بن عمر، شهاب الدين الخفاجي المصري، نسبة إلى قبيلة خفاجة، قاضي القضاة وصاحب التصانيف في الأدب واللغة، من أشهر كتبه (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض) و (عناية القاضي وكفاية الراضي) توفي سنة 1069هـ. ينظر: الأعلام: 1/ 238.
(6) ينظر: المدد الفياض بنور الشفا للقاضي عياض، لحسن العدوي الحمزاوي (ت 1303هـ) القاهرة –
طبع حجر سنة 1276هـ: 1/ 4.
(7) ينظر: الرسالة المستطرفة: 106.
(8) ينظر: تكريم النبوة: 66.
*************************
فكيف يا أخوان نناقش هذه المسألة أرجوا المساعدة، ولكم جزيل الشكر.(/)
استفسار أرجو الإفادة
ـ[محبة الله ورسوله]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 09:16]ـ
السلام عليكم ...
س/مسؤولية الفرد عن كسبه وعمله؟؟ قال تعالى:"كل نفس بما كسبت رهينة"
تكون إجابته من كتب العقيدة وأنا بحثت ولم أجد شيئاً فأرجو إفادتي عن مرجع في كتب العقيدة تكون إجابت السؤال موجودة فيه لأني أريد الجواب ضرووري ..
وجزاكم الله خيراً ..
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 09:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشمل مرجع هو شفاء العليل لابن القيم
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 12:04]ـ
لا أدري إن كان ما في "شرح الطحاوية" لابن بي العز الحنفي يفي بغرضك عند شرحه لقول الإمام أبي جعفر الطحاوي:"وأفعال العباد هي خلق الله وكسب من العباد".
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 02:03]ـ
القضاء والقدر (عبد الرحمن محمود)
ـ[محبة الله ورسوله]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 03:41]ـ
جزاكم الله خيراً ..
وجعل مثواكم الجنة ...(/)
سؤال بسيط لأهل الحديث والأثر ..
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 08:12]ـ
السلام عليكم جميعاً أخواني الأعزاء ..
سبق أن طرحت سؤال في أحد المنتديات العلمية - التي أحبها وأحب أعضاءها - فأوقفوني من الكتابة فيه لأنني طرحت سؤال في مضمونه إجابة أعتقد أنها الحق وأدين الله تعالى بما أعتقده , فأنا أتمننى من هذا المنتدى المبارك - بإشراف شيوخ مباركين له - أن تتقبلوا وجهات النظر وأن يحسن بعضنا الظن في بعض , وأنا والله لو علمت أن ما أنا عليه باطل أقسم بالله أني لن أتردد لحظة واحدة في الرجوع عما أنا عليه
كثير ما أسمع من علماء البلد الذي أنا فيه تبديع الأشاعرة وأنهم فرقة منحرفة ضالة , أنا بودي اساأل سؤال لهؤلاء الأكارم , هل النووي سني أم ليس سني؟!
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 08:30]ـ
وعليك السلام
انظر هنا يرحمك الله:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31529(/)
لقب بشيخ الإسلام لهذا العصر؟ عبدالله القصيمي ... قصة إلحاد وحكاية ملحد
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 08:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالله القصيمي ... قصة إلحاد وحكاية ملحد
(مقال كتبته ما بين (1419 - 1420هـ) يحكي قصة إلحاد عبدالله القصيمي، ويحاول فهم الأسباب التي أدت إلى انحرافه وخروجه عن دائرة الإسلام ... هذا المقال هو مجرد محاولة للفهم لا غير، لعلنا نصل من خلال هذه المحاولة إلى نتائج معقولة يمكن أعتبارها أسبابا يمكن الإطمئنان إليها في حدوث هذه الظاهرة الغربية من عالم نجدي ارتكس في حمئة الإلحاد!!!)
بيدي موضوع طالما تساءل عنه كثير من الناس، وأخذ الواحد منا يفكر فيه سواءً من أجل التطفل أو من أجل الحقيقة الغائبة والتي يبحث عنها!
لقد طرحت استفسارات كثيرة عن حقيقة (عبد الله القصيمي) وكيف تحول من رجل دين إلى ملحد هكذا دفعة واحدة؟!
لقد أثار القصيمي حولة وأثناء حياته وبعد مماته آلاف علامات التعجب والاستفهام، فمن هو هذا القصيمي الذي أثار تلك الزوبعة؟
(عبد الله القصيمي ... مفكر ... في سطور)
يتعجب البعض عندما يقرأ أو يسمع نبأ إلحاد رجل مثل الشيخ عبد الله القصيمي!
فمن عالم في الدين ينافح عنه ويناضل في سبيله إلى ملحد!
هل كان ملحداً في الأصل؟ أو هل هو عالم أصلاً؟
هناك أسئلة كثيرة يبحث الإنسان لها عن جوابا شافي في حالات كثيرة تشبه حالة القصيمي.
لقد كان عبد الله القصيمي طالباً للعلم ومتميزاً وكان منذ نعومة أظفاره وهو يشتعل ذكاءً ويتقد عبقرية، وشب مسلماً متديناً متحمساً للدين والدفاع عنه، ألف كثيراً من المؤلفات للدفاع عن الإسلام ونصر الدعوة السلفية والتصدي لأعداءها.
كان القصيمي يتمتع بذكاء وعبقرية وأسلوب ساحر جميل، فهو كما يقال: أديب من الطراز الأول ومفكر من الدرجة الثانية.
يقول في حقه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري:
(إن صحراء المنطقة الوسطى من الجزيرة العربية أنجبت مفكراً مليح الأسلوب، أشهد أنه يتفنن في عرض دعاوى الفلاسفة والعلماء الماديين من أمثال بخنر وسارتر ... القصيمي يتقن رسم الصور ويسرف في الخيال ويغني وينوح إنه فنان متمزق إنه أديب ساخر ساحر).
ساهم القصيمي في الدفاع عن الاسلام فألف كتباً عديدة في الرد على الشيعة وألف كتباً تصدى فيها للملاحدة الذين يتصيدون في الأحاديث النبوية ويثيرون عليها إشكالات ظاهرية، وهكذا كان سجل القصيمي حافلاً بالملاحم والجهود في خدمة الإسلام.
كانت نشأة عبدالله القصيمي في الجزيرة العربية، وفيها ترعرع وفيها رضع فكره، نشأ القصيمي حياة مأساوية كادحة بائسة عابسة يابسة، كان لها أشد الأثر في تكوينه الشخصي والمزاجي.
من هو هذا الملحد القصيمي المليح؟
هو: أبو محمد عبدالله بن علي الصعيدي القصيمي أحد رجالات الدعوة الوهابية ومن المنافحين عنها، قال عنه الشيخ ابراهيم عبد العزيزالسويح النجدي:
(هو الذي لقب نفسه بالقصيمي وإلا فلا يعرف له نسب من جهة أبيه في القصيم).
كتب القصيمي في مرحلته الأولى كتباً عديدة في خدمة الاسلام ومن أشهرها كتابه (الصراع بين الإسلام والوثنية) وهو كتاب في الرد على الشيخ الشيعي محسن الأمين الذي هاجم الدعوة السلفية وتهجم على دعوة الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وعلى حكامها من آل سعود.
وقد كتب من هذا الكتاب (الصراع) جزئين وكتب في آخر الجزء الثاني عبارة (تم الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث إن شاء الله ... عبدالله القصيمي - القاهرة)
ولكن القصيمي ألحد وانحرف فلم يكمل هذا الكتاب العظيم!
وقد قال لي من أثق به في المصادر والمخطوطات: أن الكتاب كامل وأنه طبع في هذين الجزئين.
أحدثت جهود القصيمي آثارا طيبة في نفوس العلماء والمفكرين المناصرين لدعوة الحق فقال في حقه فضيلة الاستاذ الشيخ حسن القاياني" مجلة المقتطف -العدد 10 فبراير 1947":
(معسكر الاصلاح في الشرق، قلبه هو السيد القصيمي نزيل القاهرة اليوم، نجدي في جبته
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبائه، وصمادته وعقاله، إذا اكتحلت به عيناك لأول التماحته، قلت: زعيم من زعماء العشائر النجدية، تخلف عن عشيرته، لبعض طيته، حتى إذا جلست إليه فأصغيت إلى حديثه الطيب أصغيت الى عالم بحر يفهق بعلم ديني واجتماعي، تعرفت إلى العلم النجدي القصيمي، فجلست إليه مرة ومرة، ثم شاهدته كرة، فناهيك منه داعية إصلاح، أكثر ما يلهج به الشرق وأدواؤه وجهله ودواؤه،
لم أقض العجب حين شهدت القصيمي من عربي في شمائله، ملتف في شملته، يروعك منه عالم في مدرسته، كاد يحيلني شرقياً بغيرته الشرقية، وقد بنيت مصرياً، حيا الله السيد القصيمي، ما أصدق نظرته إلىالحياة وأبعد مرماه في الهداية).
وقال أيضاً في مدح القصيمي الاستاذ الجليل الشيخ (عبد الظاهر أبو السمح) أمام المسجد الحرام وخطيبه ومدير دار الحديث بمكة:
ألا في الله ماخط اليراع .... لنصر الدين واحتدم الصراع
صراع لا يماثله صراع .... تميد به الأباطح والتلاع
صراع بين إسلام وكفر .... يقوم به القصيمي الشجاع
خبير بالبطولة عبقري .... له في العلم والبرهان باع
يقول الحق لا يخشى ملاماً .... وذلك عنده نعم المتاع
يريك صراعه أسداً هصوراً .... له في خصمه أمر مطاع
كأن بيانه سيل أتيّ .... تفيض به المسالك والبقاع
لقد أحسنت في رد عليهم .... وجئتهم بمالا يستطاع
(الى آخر القصيدة ....... والقصيدة طويلة)
وقال في حقه - متأسفاً على إلحاده - الشيخ (ابن عقيل الظاهري):
(أرجو له في شخصه أن يهديه الله للإيمان قبل الغرغرة، فتكون خاتمته حسنة إن شاء الله، فإن هذا الرجل الذي ألف " الصراع بين الإسلام والوثنية " ممن يؤسف له على الكفر).
هذا هو أبو محمد عبدالله القصيمي قبل أن يتحول من دائرة الإسلام الى خارجها، وقد ألف القصيمي مجموعة كتب قبل إلحاده ومجاهرته بذلك، ومنها:
(1) الصراع بين الإسلام والوثنية. (وهو من أشهر كتبه قبل التحول)
(2) البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية.
(وهو كتاب يرد فيه على من يدعي جواز التوسل بالبشر)
(3) مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها.
(وهو كتاب يرد فيه على علماء المادة والملاحدة، ويبين أن لا تناقض بين الأحاديث النبيوية والعلم الحديث!)
(4) الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم.
(5) شيوخ الأزهر.
(6) الثورة الوهابية.
(7) نقد كتاب (حياة محمد).
والسؤال المهم هو /
ما هو السبب الحقيقي وراء هذه الإنتكاسة لطالب علم متميز كان يرجى له أن يكون من العلماء والمفكرين الكبار؟
هل كان السبب الحقيقي وراء إنتكاسته هو غروره؟ هل هذا سبب مقنع؟
هل كانت هذه الإنتكاسه فجأة وتكون بعلم الحساب إنتقال عكسي 180%؟
أم هي عملية إنتقال بطيئة وبشكل تدرجي، ولم يظهر منها إلا نتائجها المخيفة والتي أعلن عنها صاحبها في كتابه (هذه هي الأغلال)؟
أم أن الشك موجود عند غيره من العلماء ولكن القصيمي أبى الخنوع والركوع لسلطان الخرافة فأعلن الثورة وبدأ التمرد؟
وعلى هذا يكون جميع العلماء شكاكا! ويكون القصيمي أشجعهم فقط؟!
هل كان القصيمي مقتنعاً فعلاً بإلحاده وببطلان الأديان؟
أم هي ردة فعل عكسية حمقاء كانت نتيجة ضغوط نفسية متراكمة عند القصيمي؟
وهل كان القصيمي مقتنعاً فعلاً - قبل إلحاده وأيام دفاعه عن الإسلام - بتدينه وإيمانه؟
أم أنه في الأصل غير مقتنع!
بل كانت المسألة بالنسبة له ولغيره مسألة وراثة، والخروج عن الموروث عار والعار فضيحة، والفضيحة حرمان، فالأفضل مغالبة الوساوس الشيطانية والركون الى التقاليد الموروثة؟
هناك آراء متفاوته ومتضاربة أحياناً حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة الإلحادية القصيمية المتمثلة في شخص (عبدالله القصيمي القصيمي)!
ولا أزعم أنني سأحصل على نتائج يقنية أو حتى أولية .. فقط ما سأعمله هو محاولة الفهم والتقريب لا غير!!!
(الرأي الأول):
مفاده أنه يستحيل أن ينقلب متدين متمسك إلى ملحد مرة واحدة؛ كما يستحيل أن ينتقل البندول من أقصى اليمين إلى أصى اليسار دفعة واحدة، لا بد من التدرج ولا بد من الاستدراج.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذه النظرية يكون القصيمي بدأ مخلصا لدينه موقناً لعقيدته، لكنه مع الزمن بدأ يتساقط أمام سلطان الشك وبريق الريب والزيغ، وظلت بذرة الشك كامنة حتى استحكمت وتمكنت فيه جيداً فأعلن إلحاده، بعد أن اجتثت تلك البذور ما بقي في قلبه من إيمان!
يقول الأستاذ عبدالله بن علي بن يابس (وهو صديق القصيمي وصاحبه في أسفاره) محدثاً عن حالة القصيمي ما نصه:
(كان القصيمي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً تقريباً، يجادل في البديهيات الدينية، حتى أشتهر بكثرة جدله في الأمور الضرورية، وحتى كان يجادل بعض جلسائه في وجود نفسه، وحدثني صديق حميم من العلماء الأفاضل قال: كان القصيمي يأتي إليّ منذ خمسة عشر سنة تقريباً ويصرح لي بأنه تعتريه الشكوك إذا جن الليل، فيسخن جسمه، ويطير النوم من أجفانه.
قال: وكان يجادلني في الله، وفي النبي محمد، وكان يمتلأ بغضاً له وأحتقاراً، وكنت أجيء لزيارتكم فأجده يقرأ في صحيح مسلم مع بعض الأخوان، فترجع نفسي قائلة: لعلها وساوس وليست عقائد).
فهذا الرأي يبين لنا أن القصيمي كان مع دفاعه عن الإسلام وأهله كانت تأتيه نوازع شيطانية، ووساوس، فتكدر عليه صفو الحياة وتسخن جسمه النحيل، وتطير من عينيه النوم اللذيذ كل ذلك بسبب ما يجده في هذا الشك من ألم وشقاء وحسرة تجعله لا يتلذذ بنومه بل جسمه ينتفض ويسخن لذلك، ولكن الشك القاتل جندله صريحاً مسفوك الدم والعقل والروح في بلاط الإلحاد!!!
(الرأي الثاني):
مفادها كما عبر عنها المفكر الشهير (ول. ديورانت) عندما يتحدث عن الفيلسوف اليهودي الملحد - (اسبينوزا) فمما قله وهو يتحدث عن إلحاده: أننا نعلم أن كثيراً ممن يشك الدين هم رجال الدين أنفسهم لأنهم أطلعوا على حقيقة تدينهم!
وعلى ضوء هذا الرأي يكون القصيمي - بحكمه عالماً - وغيره من العلماء هم في الأصل شكاكاً فكلما تقدم الإنسان في العلم زادت المسائل المستعصية أمامه وزادت حيرته وقلقه وريبته، فكم من علماء متشكك! وكم من مفكرمرتاب! وكم من الشخصيات القلقة الخاضعة تحت سلطان الشك!
ولكن البعض يواجه هذا الطوفان العارم بالهروب إلى التسليم الأعمى، ومنهم من يفر منه بإشغال نفسه وطرد هذه الوساوس، ومنهم من يتغلب سلطان الشك عليه فيرديه صريعا كالقصيمي مثلا ...
والفرق بين القصيمي وغيره أن القصيمي - كما يقول هذا الرأي - أمتلك الشجاعة الكافية لمواجهة الجمهور المتعنت المتعصب، وغيره خاف الفضيحة أو خاف من مغرم أو على مغنم!
والحقيقة أن هذا الرأي يجانب الصواب كثيراً، فالمقطوع به أنه كلما إزداد الإنسان تعمقاً في الحق كلما عرفه أكثر وتمسك به أكثر، وقد يكون هذا الرأي صحيحاً إذا ما قيس بالدين الفاسد أو الباطل، فحينما يتعمق الإنسان فيه يزداد يقيناً بفساده وبطلانه، فالقضية ليست قضية علماء الدين بقدر قضية الدين نفسه وهل هو دين حق أو باطل، وذلك ينطبق على جميع الأشياء الفكرية والنظرية وغيرها.
وحينما يقال عن الفيلسوف اليهودي المرتد (اسبينوزا) أنه عالم دين وأن سبب إلحاده هو دينه نفسه، فهذه المقولة صحيحة ولا غبار عليه، بل إنني أعد ذلك شهادة من هذا المفكر على أن الأديان المحرفة تحمل في طياتها بذور الشك والانهيار، وما اسبينوزا وغيره إلا خير شاهد.
والفرق بين الدين الحق والأديان الباطلة هو ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية مفرقاً بذلك بين الإسلام وغيره حيث قال: (الإسلام يأتي بما تحتار فيه العقول، لا ما تحيله).
وهذه هي النقطة الجوهرية، وهي حجر الزاوية وقطب الرحى في قولنا السابق، فالإسلام لا يعلم الناس المحالات العقلية أبداً، بل أعظم عقائده فطرية يقينية تسلم بها جميع العقول على تفاوت إدراكاتها، فالعقائد في الإسلام واضحة سلسلة يسلم بها العقل وتذعن لها النفس.
(الرأي الثالث):
مفاده كما يقول الشيخ ابراهيم النجدي في كتابه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لقد استغرب الناس انقلاب هذا الرجل بهذه السرعة، وانسلاخه من آيات الله التي تظاهر بنصرها من قبل، فذهبوا يتساءلون عن الأسباب التي أحدثت هذا الانهيار الخلقي والانقلاب المفاجيء الغريب والانسلاخ البلعامي المنكر، لأن هذا الرجل كان يتظاهر قبلاً بنصر السنة وقد ألف في ذلك كتباً معروفة .. وذهبوا يعللون هذا التراجع والتقهقر تعليلات شتى بحسب ما يظهر من القرائن، فعلل كثير بأنه أرتشى من بعض الدعايات المحاربة للأديان!).
وخلاصة هذا الرأي أن القصيمي انقلب رأساً على عقب بسبب رغبته في المال، فارتشى من أجل ذلك، مع أني أرى أنه مستبعد قليلاً، خاصة إذا عرفنا أن القصيميكان يناصر دولة فتية غنية بترولية، ثم نقول ماذا جنى القصيمي من الأموال نتيجة إلحاده؟!
لقد شرد وطرد وهام على وجهه من بلد إلى بلد، ومات منفياً وحيداً، ثم إن هذه صفة البرغماتية أسبعدها عن القصيمي من خلال تصفحي لآثاره وآثار خصومه.
فهذا الشيخ ابن عقيل الظاهري يقول عنه:
(ولا أنكر أن القصيمي كان مخلصاً في إلحاده أول الأمر لشبه عرضت له، وقد لاقى من ذلك مضايقة ومطاردة).
ولندع القارىء الكريم يقرأ بنفسه ما كتبه القصيمي بخط يده يحكي فيه عن خواطره واعترافاته، يقول القصيمي:
(إن ذكرى تفيض بالمرارة والحسرة تعاودني كلما مر بخاطري عصر مشؤوم قضيته مسحورا بهذه الآراء - يقصد الدين - وكنت أفر من الحياة ومما يعلي من قيمة الحياة، فقد كنت لا أجد ما يحملني على أن أرفع قدمي لو علمت أني إذا رفعهتما تكشف ما تحتها عن أعز ما يتقاتل عليه الأحياء!
كان الغرور الديني قد أفسد عليّ كل شعور بالوجود وبجماله، وكنت مؤمنا بأن من في المجتمع لو كانوا يرون رأيي ويزهدون زهدي لوقفت الأعمال كلها، وكنت لا أخالق إنسانا رغبة فيما يتخالق الآخرون من أجله، وكان شعاري في تلك الفترة قول ذلك المغرور المخدوع مثلي:
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
وكان يخيل إلي وإلى غروري الديني الأعمى أنه لاقوة كقوتي، لأن الله معي واهب القوى!
فليقو العالم كما يشاء وليجمع من الأسباب ماطاب له فان ذلك كله لا قيمة له ولا خطر بالنسبة الى من استقوى بقوة الله).
فأنت تلاحظ يا أخي القارئ أن القصيمي - كما يقول - قد سلك مسلكاً ليس هو حقيقة روح الإسلام بل هو أقرب إلى الرهبانية والتى ما أنزل الله بها من سلطان.
ولكن ما يهمنا هنا هو مدى مصداقية القصيمي؟
فأنت تلاحظ أنه وكما ذكرنا سابقا كان صادقا مع نفسه متحمساً للدين والدفاع عنه، والزهد والتقشف الشديد بدرجة لا تطاق، وهكذا كانت لتلك الحالة ردة فعل قاسية عليه وكما يقال فإن لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار معاكسة له في الإتجاه، ولذلكجاء في الحديث الشريف: (أوغل في الدين برفق ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه).
(الرأي الرابع):
مفاده أن القصيمي، لما ظهر أمره، وسطعت شمسه، ذاع صيته، أغتر بنفسه، وداخله الكبر والكبرياء، فكان عاقبة كبره وغروره أن خذله الله وتركه ونفسه فآثر الخلود للدنيا فسقط مع الساقطين لما انقطع منه توفيق الله!
وهذا الرأي القويّ يقدم شواهداً محسوسة تدعمه، ومن ذلك:
قول القصيمي في مقدمة كتابه (الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم) مادحاً نفسه:
لو أنصفوا كنت المقدم في الأمر ... ولم يطلبوا غيري لدى الحادث النكر
ولم يرغبوا إلا إليّ إذا ابتغوا ... رشاداً وحزماً يعزبان عن الفكر
ولم يذكروا غيري متى ذكر الذكا ... ولم يبصروا غيري لدى غيبة البدر
فما أنا إلا الشمس في غير برجها ... وما أنا إلا الدر في لجج البحر
متى جريت فكل الناس في أثري ... وإن وقفت فما في الناس من يجري
وقال مرة يثني على نفسه بأبيات ركيكة بعد قرأ كتاباً للمتنبي فكتب على هامشه:
كفى أحمداً أني نظرت كتابه ... لأن يدعي أن الإله مخاطبه
ولو شامني أني قرأت كتابه ... لقال إله الكون إني وخالقه!!
وقال مرة يثني على نفسه:
ولو أن ماعندي من العلم والفضل ... يقسم في الآفاق أغنى عن الرسل!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد لاحظ العلماء هذا الغلو في الثناء على الذات، فنبه الشيخ (عبدالعزيز بن بشر) أن صاحب هذا الكلام منحرف عن الإسلام، كما وبخه الشيخ فوزان السابق، ووبخه أيضاً الشيخ عبد العزيز بن راشد، وأخبره أن هذا كفر وضلال وأنه بهذا البيت ينشر لنفسه سمعة خبيثة، فتراجع القصيمي وحذف هذا البيت الأخير، بعد أن انتقده الناس وعابوه ووبخوه.
ولما ألحد القصيمي لم يترك طبعه هذا بل استمر عليه بشكل أبشع وأكبر، فهو يقدم كتبه الإلحادية بعبارات المديح والغطرسة اللامحدودة، ففي كتابه (هذه هي الأغلال) كتب في الغلاف الخارجي عبارة: (سيقول مؤرخو الفكر إنه بهذا الكتاب بدأت الأمم العربية تبصر طريق العقل)!
وداخل الكتاب قال القصيمي عن كتابه:
(إن مافي هذا الكتاب من الحقائق الأزلية الأبدية التي تفتقدها أمة فتهوى، وتأخذ بها أمة فتنهض، ولن يوجد مسلم يستغني عن هذه الأفكار إذا أراد حياة صحيحة)!
(الرأي الخامس):
وينطلق هذا الرأي من القاعدة الفيزيائية القائلة: (لكل فعل ردت فعل مساوية له في المقدار معاكسة له في الاتجاه) وتفسير هذه النظرية كما يلي:
تقول أن عبد الله القصيمي - وغيره - كان في طبعه وفي تركيب مزاجه الاندفاعية والثورة، فهو من ناحية حيوية نفسانية جسدية مفعم بالتمرد والثورة والاندفاع والقوة والهيجان الشديد، وكان قبل إلحاده متمرداً ثائراً ضد أعداء الدين بشكل عنيف، يشتم هذا ويكفر هذا ويلعن هذا ويسخر من هذا، ويحطم هذا ويمرغ بهذا. وهكذا!!
إندفاع شديد وقوي ومفعم بالتولد الثوري الدائم، فعبد الله القصيمي - أو من يشابهه - لا يمكن أن يركن أو يسكن فهو دائماً دائب كالآلات الشيوعية في عمل دائب دائم، لا بد له من صراع مع أحد ولا بد أن يفتك بشيء، بالأمس كان صراعه مع الوثنية واليوم صار صراعه مع الإسلام!
فطبيعة تركيبه العقلي والنفسي تقضي عليه بأن يكون متطرفاً سواء لليمين أو لليسار، للإيمان أو للشيطان!
وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما قال:
(إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه).
وكم رأيت أنا من الشباب الذين كانوا في قمة العربدة وفي نهاية التطرف، وإذا بهم ينقلبون (180%) إلى متدينين أقوياء وأحيانا أكثر من اللازم، وكم رأيت أيضاً من الشباب المتطرف التكفيري الأهوج الأحمق وقد أنقلب رأساً على عقب إلى ماركسي أو ليبرالي أو لا ديني!!
ونذكر هنا شاهداً من أقوال القصيمي نفسه التي كتبها قبل إلحاده على هذا الرأي، والذي يدلل على طبع القصيمي المتأصل فيه وأنه كان متطرفا متمردا ثائرا لاعبا مستهترا، يرى دائما أنه في معركة ولا يهمه مع من تكون!
يقول القصيمي في كتابه (شيوخ الأزهر) بعد أن أزرى بشيخه وأستاذه ومعلمه الكفيف الشيخ يوسف الدجوي. بسبب خلاف شخصي بينهما، تطور وانتقل إلى الكتب والصحف والمجلات!! يقول القصيمي متحدثاً عن شيخه: (وكأني بالدجوي المغرور عندما يرى هذه البراهين إن كان يرى التي ما كانت تخطر على فؤاده إن كان له فؤاد يغضب ويصخب، ويشتم، ويقول ماهذه البلوى؟
ما هذه المحنة التي خصصت بها؟
ما هذا النجدي الذي يريد أن يأكلني ويشربني؟
ما هذا العربي الذي منيت به لينزلني من منزلتي التي ارتقيتها بلقبي وكتبي وراتبي ورتبي وغفلة أهل العلم والفهم عني؟
ويقول يا ليتنا أرضينا هذا النجدي وأسكتناه عنا ولو بملء فيه دراً، ولو بكل ما نأخذه من راتب، وما نملكه من متاع.
ويقول كنا حسبنا أننا قضينا عليه وألجمنا فاه بفصلنا إياه من الأزهر ... إلخ).
أخي القارئ .... ها أنت تلاحظ القصيمي، هو هو، لم يتغير في أسلوبه وطريقة تفكيره، اليوم يشتم شيخه المسكين الضرير يوسف الدجوي ويقول عنه (مغرور - إن كان يرى - إن كان له فؤاد) وتجد توافق عجيب في لغة الخطاب التي يوجهها للشيخ الدجوي بالأمس ولغة الخطاب التي وجهها لله سبحانه بعد إلحاده، الاختلاف فقط كان في مرمى الهدف، فكان بالأمس شيخه الضرير يوسف الدجوي، واليوم صار مرماه الله جل جلاله.
فنسأل الله العافية والسلامة، ونسأله التوسط الحقيقي بالتمسك الحقيقي بنصوص وروح القرآن والسنة كما تعلمناها من النبي صلى الله عليه وسلم وكما نقلها لنا أصحابه وأهل بيته والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم جميعا.
(الرأي السادس):
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتجه هذا الرأي إلى أن القصيمي، كان من طباعه ركوب الموجات الفكرية في عصره، فحينما كانت الفرصة مناسبة للموجة السلفية ركبها وانتفع بها، حتى استنفذ أغراضه منها، فلما برزت موجات أخرى كالقومية واليسارية والشيوعية وغيرها، وظهرت قوتها الصحفية والإعلامية، توجه القصيمي لها وركب موجتها واستغل منابرها الصحفية.
فهذه - كما ترى - مجموعة من المحاولات لفهم السبب الحقيقي وراء انقلاب عبد الله القصيمي، يمكن أن ترفضها كلها ويمكن أن تقبل منها ما تشاء، ويمكن أن تجعلها جميعاً أسباباً تظافرت بمجموعها في إضلال القصيمي عن الصراط المستقيم.
# كتب وجهود عبد الله القصيمي بعد إلحاده:
أول انحراف ظاهري للقصيمي كان في كتابه (هذه هي الأغلال) ثم تلتها مجموعة كبيرة من المؤلفات، ومن مؤلفات القصيمي بعد إلحاده:
(1) (هذه هي الأغلال)
(2) (الإنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات)
(3) (لئلا يعود هارون الرشيد مرة أخرى)
(4) (فرعون يكتب سفر التاريخ)
(5) (كبرياء التاريخ في مأزق)
(6) (هذا الكون ما ضميره؟)
(7) (أيها العار إن المجد لك)
(8) (العرب ظاهرة صوتية)
(9) (العالم ليس عقلاً)
ويعد هذا الكتاب من أخطر كتبه وهو خلاصة فكره الإلحادي، وله أسماء أخرى، مثل:
(صحراء بلا أبعاد، عاشق لعار التاريخ، أيها العقل من رآك).
ويلخص المفكر الشيخ ابن عقيل الظاهري، الأفكار التي تدور حولها هذه الكتب فيقول:
(ومدار هذا الغثيان على العناصر التالية:
- إنكار الحقيقة الأزلية وما غيبه الله عن خلقه.
- مهاجمة الأديان والأنبياء.
- الإستخفاف بالموهبة العربية.
- التحدي للقضايا العربية والإسلامية.
- التغني بآلام الإنسان وتعاسته).
وقد اجتمع عبد الله القصيمي بالمفكر الإسلامي سيد قطب وحاول الأول احتواء الثاني، ولكنه فشل في ذلك، وقد اكتشف سيد قطب خبث القصيمي فهاجمه وعراه بكل قوة في مقالات متعددة نشرة في المجلات والدوريات.
كما تحدث عن القصيمي الشيخ زاهد الكوثري واتخذه باباً لمهاجمة السلفية، كما فعل ذلك أيضا الشيخ محمد جواد مغنية.
وقد اجتمع القصيمي بالأستاذ حسين أفندي يوسف، ونشر عنه مقالاً في مجلة النذير، جاء فيه:
(أنه حدثه أحد الثقات أنه لقي القصيمي فقال له:
من أين أقبلت؟
فقال: من عند هدى الشعراوي!
فقلت له مستغرباً: هدى الشعراوي؟
فقال: نعم.
فقلت: وماذا تصنع عندها؟
فقال: تعلمت منها علماً لا يعرفه علماء الأزهر!
فقلت: وماذا تعلمت منها؟
فقال: تعلمت منها كيف أحطم الأغلال!
قلت: أي أغلال تعني؟
قال: أعني هذا الحجاب)
(القصيمي وجيش الإنقاذ)
جيش الإنقاذ هو جمعية يديرها عبد الله القصيمي، مطالبها وأغراضها أن تجمع وتؤلف جمعاً لا فرق بين يهوديهم ولا نصرانيهم وبلشفيهم ومسلمهم وأن تضم إليها جميع النساء وأطلقوا عليهن اسم (المجندات) واتخذت لها دار في شارع بالقاهرة.
(تقويم لعلمية عبد الله القصيمي)
من خلال اطلاعي على كتب القصيمي قبل وبعد إلحاده، وصلت إلى نتائج قد سبقني إليها أُناس كثيرون هم أعلم وأخبر مني به، ومن أهم هذه النتائج التي تتعلق بتقييم لعلمية ومنهجية عبد الله القصيمي ما يلي:
(1) أن القصيمي أوتي بياناً رائعاً، وحرفا رناناً له جرس في الآذان المصغية، ساحراً في أسلوبه الأدبي، مصور يجيد رسم الصور الخيالية البديعة، يستطيع اللعب بالعبارات كيفما شاء وبكل عبقرية فذة.
يقول عنه ابن عقيل الظاهري:
(مفكر مليح الأسلوب، في أسلوبه طراوة، مع ضعف في اللغة، والقدرة على المغالطة والإثارة، مسرف في الخيال، ومتقن رسم الصور، أديب ساحر).
(2) هناك خلل منهجي عند القصيمي، وقد يكون متعمداً، فهو لا يثبت في كتابه مراجعاً رجع إليه وهذا دليل على سرقاته العلمية الكثيرة!
فمثلاً كتابه (البروق النجدية) عبارة عن تصفيف وانتحال لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية (التوسل والوسيلة) وهناك فصل ضخم عن الإيمان اقتطعه من كتاب الأستاذ عبد المنعم خلاف، ولم يشر إلى ذلك مطلقا، وله نصوص شعرية حرف فيه الكثير، وله نقولات كثيرة اقتطعها وحرف فيه الكثير.
وأما بالنسبة لمعرفته وإلمامة بالفلسفة، فيقول عنه ابن عقيل الظاهري:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لقد قرأت كتب القصيمي بتمعن فلم أجد له فكراً متحرراً من بصمات أساطين الكفر والإلحاد، وهو لم يفهم حججهم ولم يحذق مناهجهم، وعبد الله أديب يفهم الفكر بإجمال، وليس فيلسوفا مستوعبا، وليس موهباً فطري التفكير).
والخلاصة أن القصيمي في الفلسفة ليس مبدع ولا مستقل بل هو عالة يقتات على ما يفهمه من كلام فلاسفة الغرب.
(3) القصيمي ليس فيلسوف بل مسفسط (مغالط)!
فهو لا يصدر في نقاشاته عن منهج منطقي له أصول معلومة وناضجة، متناقض بشكل ظاهر وكبير، وأفكاره غير واضحة وغير مرتبه، فتارة شيوعي مادي وتارة إباحي غربي ومرة صهيوني عميل ومرة ومرة ومرة، يغالط ويجيد فن الهروب من المسمسكات التي يفحم عندها، يستغل الأسلوب الأدبي في تمويه رأيه على طريقة الرمزية، كلامه هو عبارة عن دعاوى عريضة بلا برهان ولا دليل، يجرد المقولات من مذاهبها، ويفسر الألفاظ على هواه ليضلل عوام وانصاف المثقفين، القصيمي يستغل الوضع الراهن من ضعف وذلت العرب والمسلمون ليبرر الإنحلال من الإسلام والخروج و الإنعتاق من الأديان.
(أمثلة من النصوص التي كتبها عبد الله القصيمي)
(أ) نصوص كتبها قبل إلحاده:
- يقول القصيمي في كتابه (الصراع) تحت عنوان (الشعاع الهابط):
(في سنة (؟) ميلادية فصلت الأرض من السماء فصلا تاماً وغلقت جميع أبواب السماء دون الأرض وأهلها، وفزعت الأملاك إلى أقطار السماء وانقطع ذلك المدد الروحي الذي تعان به الأرض وأهلها على اجتياز ظلمات المادة وفسق المادة وكثافات المادة سيراً الى عالم الأرواح ومستقر الروحانيين ...
وفي ذات ليلة من عام 610م بينما كان الكون ساكناً صامتاً والاشياء راكدة مصغية متوجسة تتوقع حدوث أمر عظيم، انغتحت فرجة من السماء تعلقت بها الأبصار انبعث منها شعاع قوي وهاج فهبط على غار يقيم هنالك في جانب من جوانب قرية تقع هنالك في جانب خامل مهجور من جوانب أركان الأرض الخاملة المهجورة، يقيم في ذلك الغار رجل لا كالرجال يحمل نفسا لا كالأنفس وقبلا لا كالقلوب ... فكان الشعاع الهابط هو الاسلام، وكان الغار هو حراء، وكان هذا الرجل هو منقذ الانسانية الأكبر من كبوتها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم)
- ويقول في كتابه (مشكلات الأحاديث النبوية):
(اللهم إنا نسألك الإيمان والطمأنينة، ونعوذ بك اللهم من الشك والحيرة، ونهدى لك أتم الحمد والثناء .... فهذا بيان لأحاديث صحيحة اشكلت على كبار العلماء، فعجل فريق فكذبها وردها وتحامل عليها .. فجرأ العامة وأشباه العامة على ان يكذبوا كل مالم يحيطوا بعلمه ... فزاد كلامه أهل الشك شكاً وريبة، وضل فريق في الشك والحيرة، فرغب عن الدين وأوغل في الشهوات والملذات، ونحن نسأل الله السلامة من ذلك كله، كما نسأله لنا الرشاد والهداية فيما فعلنا وفيما سوف نفعل)
- ويقول في كتابه (البروق النجدية):
(اعلم ألهمني الله واياك الرشاد وجنبنا طريق الغي والفساد. إن العلم أفضل طلبة، واعظم رغبة ... ونحن في زمان هرم خيره شباب شره نائم رشاده صاح فساده ... فهذه المجلات الشهرية والاسبوعية والجرائد اليومية مفعمة بالالحاد والفجور من الطعن على الله ورسوله ودينه وأفعاله، والى الدعوة الى حانات الخمر وبيوت الرقص والعزف والربا والقمار، كأنهم في بلد لا يوجد به مسلم ولا كتاب إلهي ولا من يقر بالصانع!! ولا الجامع الازهر ... حنى عم المصاب وعظمت البلية).
- ويقول في كتابه (الثورة الوهابية) ما ينم عن قناعة داخلية بأصالة الأخلاق والفضيلة وإن تنكر لها بعد الإلحاد:
(فحذار أيها العربي هذه الآفات وما يمس الأخلاق أو المعنويات الطيبة، فما كالأخلاق مفقود، ولقد علم الناس أن الأمم الظالمة المعتدية لا تقدم على غزو الأمم الضعيفة بالعدوان المسلح حتى تغزو أخلاقها ومعنوياتها فتنهكها وتضعفها وترميها بالفشل، ثم تغزوها بالحديد والنار، فلا تجد حينذاك مقاومة ولا دفاع، أعني أنها تعمد إلى قوة الأمة المعنوية فتحطمها وتشذبها من أطرافها، تارة بإفساد عقائدها بالشكوك والريب، وتارة بإفساد أخلاقها بجلب الفجور وعرض الفجور)
ويقول أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وربما قال البعض: إن الرد على الملحدين لا يجدي شيئاً، لأن من دخل حظيرة الالحاد فهيهات أن يغادرها، وهو احتجاج ضعيف مهين، فان من ذاق حلاوة عقيدة التوحيد ولباب الاخلاص فهيهات أن يعافها، فلم أسمع أن رجلاً دخل مذهب الموحدين وتطهر قبله من ارجاس الشرك فخرج منه ونكص عقبه).
(ب) نصوص ما بعد إلحاده:
يقول: (طبيعة المتدين غالياً طبيعة فاترة فاقدة للحرارة المولدة للحركة المولدة للأبداع، ومن ثم فانك غير واجد أعجز ولا أوهى من الذين يربطون مصيرهم بالجمعيات الدينية).
ويقول: (وقد اتصف أولئك - أي الغربيون - الذين جاؤا بالمخترعات التي نحيا بها هذه الحياة على حسابها بمعين من هذا الإيمان بالطبيعة! ... وإن أولئك - المتدينين - يريدون كل شيء من السماء)
ويقول: (ان المسلمين تعلموا كيف يبغضون العلوم، والكافرين تعلموا كيف يغزون الجهل)
ويقول: (انه من الخير والصواب ألا يميز بين الرجال والنساء في الزي ولا في العمل)
ويقول: (من ذلك عملية الخصاء ولعل إلزام المرأة البيت لا يقل جهالة عن هذه العملية)
يقول القصيمي على غلاف كتابه هذا الكون ما ضميره:
(أنت نبي أو كاتب أو معلم أو داعية أو أديب أو شاعر أو مفكر لو وجد أو خطيب أو محاور أو متكلم عربي ... إذن أحذر هذه الآثام أو الجرائم)
ويقول في غلاف كتابه الوجه الآخر:
(إن الإنسان المثل الذي يجب أن يكون هو زنديق العقل قديس النفس والأخلاق، هو العاصي المتمرد المحارب بتفكيره)
ويقول تحت هذا العنوان (في غار حراء لم أجد الإله ولا الملاك):
(ذهبت إلى الغار .. غار حراء .. غار محمد وإلهه وملاكه .. إلى الغار العابس اليابس البائس اليائس، ذهبت إليه استجابة للأوامر.
دخلت الغار، دخلته .. صدمت .. ذهلت .. فجعت .. خجلت، خجلت من نفسي وقومي وديني وتاريخي وإلهي ونبيي ومن قراءاتي ومحفوظاتي .. !
أهذ هو الغار .. غار حراء .. هو الذي لجأ واختبأ فيه الإله كل التاريخ!
ذهبت إليه إلى الغار غار القرآن المغلق والهادم لكل غار قبله ولكل غار بعده لأنه يجب أن يكون هو كل غار وآخر غار والغائر والغيور من كل غار .. !
ذهبت إلى الغار الذي ولد وورث وعلم ولقن وألف وحرض وخلد أقسى أقوى أغبى واجهل وأدوم إلهيات ونبوات وديانات ووقاحات ووحشيات!
نعم ذهبت إلى الغار في طوفان من الانفعالات التي لا يستطيع تحديدها أو ضبطها ... جاء إلي ملاك الوحي .. جاء إلي بوجه وطلعة وملامح وتعبيرات وحركات وكلمات واعترافات لا بد أن توقظ وتحرك وتهز وتخيف وتفجع بلادة وخمول ونوم وموت وصمم وأمن الإله!
هكذا كان ملاك الوحي ومن معه يتكلمون .. تحت حوافز الصدق والتقوى وبنياتهما - أن يفعلوا ذلك تائبين ونادمين لا أن يفعلوه كما يفعله الإله حين يعلن ويعترف بكل السذاجة أو البلاهة أو الوقاحة أو السفاهة أو بالتفسير الذي لا تفسير له انه المريد المخطط الفاعل لكل شيء!
كم هو فظيع أنها لم توجد منظمات ومحاكم عالمية بل كونية يتألف قضاتها وشهودها من كل الشموس والنجوم .. لكي تحاكم توراة الإنسان وإنجيله وقرآنه على قسوته وفحشه ووقاحته وبلادته!
لقد مات هذا الغار ... لقد مات بأسلوب الانتحار لأنه أوحى إلى الإنسان العربي .. إلى النبي العربي ما أوحى .. ماذا أوحى إليه؟
هل تستطيع كل الحسابات والإحصاءات أن تحصي أو تحسب الخسران الذي أصاب الحياة والإنسان من هذا الوحي والإيحاء؟
هل أساء أي إله إلى نفسه مثل إساءته إليها بإيحائه ومخاطبته ومحاورته للإنسان العربي!
آه يا غار حراء ... هل وجد أو يمكن أن يوجد فاضح لآلهتك وأنبيائك وأبنائك أو فاضح لك بآلهتك وأنبيائك وأبنائك مثل إسرائيل؟
اسمع يا إلهي ... اسمع بآذان غير آذانك التي جربناها وعرفناها ... ! لقد كان من صنع لك يا إلهي أذنيك اعظم فنان أي جعله لهما بلا وظيفة بل ضد الوظيفة المفروضة فيهما!
إني يا إلهي سأسأل هذا السؤال حتى دون أن تأذن أو تغفر بل حتى لو كان محتوما أن تقاسي من الغضب والحيرة والعجز والافتضاح!
لقد جئت يا إلهي في حجم ترفض كل الأحجام أن تكونه أو تكون شيئا منه أي في حجمه المادي أو المعنوي إنك يا إلهي بلا أي حجم .. إلخ).
ويقول القصيمي تحت عنوان (لماذا يسارع المتخلفون إلى الدخول في الإسلام؟)
يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أعلن النبي محمد أنه آخر الأنبياء وانه بمجيئه قد اغلق أبواب السماء لئلا تتصل بالأرض أو تتحدث إليها بالأسلوب الذي تحدثت به إلى الأنبياء بعد أن قرأ ورأى وعرف ضخامة وفظاعة عدوان السماء على الأرض وتشويهها لها بإرسال من تسميهم بالأنبياء إليها .. بعد أن عرف قبح عدوان الأنبياء على الأرض لمعرفته بقبح عدوانه هو عليها.
فالنبي محمد يعني إعلان خطيئة مجيء الأنبياء والنبوات وأعلان التوبة الصادقة الحاسمة من ذلك مع كل الاعتذار إلى الحياة التي ما أقسى أطول ما تعذبت وتشوهت وقبحت وتقبحت وجهلت ورذلت ونذلت وهانت وحقدت أبغضت بمجيئهم ومجيئها أي بمجيء الأنبياء والنبوات!
لو كان الإله يعاقب الوثن على قدر كونه وثنا لما وجد أو عرف عقابا يكفي لمعاقبة النبي العربي ولمعاقبة النبوة العربية!
هل يمكن تصديق بأن وثنية التوحيد هي اضخم الوثنيات وبان جميع الوثنيات لا تستطيع أن تنافس الوثنية التي جاء بها نبي التوحيد محمد معلما ومنفذا لها؟
هل وجد واصف هجا نفسه وموصوفه مثلما فعل محمد في وصفه لإلهه؟
كيف وصف النبي العربي محمد للإله .. لمكره وخداعه وكيده ولحبه وبغضه ورضاه وغضبه ولسروره وكآبته وعداوته وشهواته وممارساته … انه لم يوجد ولن يوجد هاج مثل النبي محمد في هجوه للإله!
ولو وجد من يحتاج إلى مزيد من الاقتناع بذلك لوجب أن يقرأ كتاب العرب " القرآن " لتغرق اقتناعا بأن محمد النبي في مديحه للإله ليس إلا شاعرا عربيا يمدح سلطانه، بل لكي تغرق اقتناعا بأن القرآن هو اشهر وأضخم وأقسى وافدح وافضح كتاب امتداح وهجاء وافتخار وادعاء وبأنه قد كان وسوف يظل بلا منافس في فضحه وافتضاحه. القرآن اقبح وافظع واوقح وانذل الأساليب والصيغ ... إلخ).
واكتفي هنا بسرد عناوين بعض الفصول في كتابه هذا ..
- نحن خير أمة أخرجت للناس ولكن لماذا؟
- لماذا لا نجد مسيحا ولا سقراطيا عربيا؟
- السماء تستورد الإلهة.
- ارفض أن يجيء القرآن.
- احتلال الإله لعقولنا افدح أنواع الاحتلال.
- ارحموا الإله ... إلخ
هذه بعض النصوص التي ضمنها القصيمي كتابه (هذا الكون ما ضميره؟)
وهكذا يمضي القصيمي في جنونه وعتهه وفي سعاره الذي لا ينتهي، ولو خشيت أن أجلب الغثيان للقارئ لزدته من ذلك التقيؤ الشيء الكثير، وأعتذر إليكم جميعا في هذا النقل المقزز والمقذع، ولكن لكي تكون هذه حجة على من يدافع عن عبد الله القصيمي ويبررله!
(وقفه مع نقاد عبد الله القصيمي)
هذه وقفات مع بعض النقد الذي وجه إلى عبد الله القصيمي من أقطاب الفكر الماركسي والقومي والحداثي وغيرهم، حيث شهدوا بأن القصيمي عنده أزمة نفسية، ولذا فهو يمدر كل شيء لأنه أصلا مدمر روحياً ونفسياً، مدمر من كل ناحية!
(1) يقول حسين مروة (اشتراكي قومي):
(يبدو لي أن أول ما ينبغي إيضاحه منذ الآن، هو أنه لم يكن عسيرا علي، وليس عسيرا على أي قارئ غيري، اكتشاف كون المؤلف " عبد الله القصيمي " خاضعا في معظم أفكاره وتأملاته وخواطره إلى عدد من الضغوط النفسية والفكرية العنيفة، التي يصح أن نجعلها كلها في حالة أو وحدة تؤلف ما نسميه بالأزمة، إذا لم نسمها عقدة).
(2) ويقول أدونيس (شيخ الحداثيين):
(عبد الله القصيمي لا تستطيع أن تمسك به، فهو صراخ يقول كل شيء ولا يقول شيئا، يخاطب الجميع ولا يخاطب أحدا، إنه الوجه والقفا).
(3) ويتحدث مخائيل نعيمة عن كتاب القصيمي (العالم ليس عقلا) فيقول:
(إنه كتاب هدم ونفي من الطراز الأول - هدم الآلهة والأخلاق والفضائل والثورات والمثل العليا والغايات الشريفة، ولاعجب فأنت في أول فصل تنفي أن يكون لوجود الإنسان أي معنى، والذي لا يعرف لوجود الإنسان ولعبقريته أي معنى كيف يكون لكلامه أي معنى؟
إن قلمك ليقطر ألما ومرارة واشمئزازا وحقدا على خنوع الجماهير لا العباقرة، ولو كان لمثل حقدك أن تصنع قنبلة لكانت أشد هولا من قنبلة هيروشيما).
(شهادة القصيمي .... على نفسه بالمرض النفسي!!)
وهذه نصوص ننقلها لكم من كتاب القصيمي (العالم ليس عقلا) تبين مدى انهياره النفسي والعاطفي وما أصابه من عقد وأزمات، تخفي وراء الألفاظ الجميلة الأدبية ما تخفيه من ألم الحرمان، وصراع ومرض النفسي!
يقول القصيمي تحت عنوان (قصيدة بلا عروض):
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن كل دموع البشر تنصب في عيوني، وأحزانهم تتجمع في قلبي، وآلامهم تأكل أعضائي .. ليس لأني قديس، بل لأني مصاب بمرض الحساسية)!!!
ويقول:
(دعوني أبكي فما أكثر الضاحكين في مواقف البكاء، دعوني أحزن فما أكثر المبتهجين أمام مواكب الأحزان، دعوني أنقد فما أكثر المعجبين بكل التوافه، دعوني احتج على نفسي)
ويقول وهو يقصد نفسه:
(لا تسيئوا فهمه لا تنكروا عليه أن ينقد أو يتهم أو يعارض أو يتمرد أو يبالغ أو يقسو ... إنه ليس شريرا ولا عنيفا ولا عدوا ولا ملحدا، ولكنه متألم حزين، يبذل الحزن والألم بلا تدبير ولا تخطيط، كما تبذل الزهرة أريجها أو الشمعة نورها! لقد تناهى في حزنه وضعفه حتى بدا عنيفا ... ليس نقده إلا رثاء للعالم ورثاء لنفسه، بل ليس نقده إلا تمزقا ذاتيا).
(ما هو موقف الناس من القصيمي؟)
يقف الناس بالأمس واليوم من عبد الله القصيمي وقفات مختلفة ... يمكن أن نوجزها فيما يلي كما يقول (بعض الباحثين):
(1) أناس استنكروا واشمأزوا وقرفوا من القصيمي وآثاره، وحجتهم أنه رجل ارتد إلي الإلحاد بعد الإيمان بالله، وبعد الاندفاع في تعظيم القيم الروحية. وأنه بلغ حدا بعيدا في التطاول على المعتقدات الدينية والروحية والتراث الأخلاقي، وراح يدعو جهرة إلى الإلحاد والهدم، بروح ملؤها النقمة على كل شيء!
(2) وأناس آخرون قرأوا ما كتبه القصيمي بكثير من السخرية، واتهموه أنه مجنون، أو أنه مصاب بمرض نفساني، وحجتهم أن ما يكتبه كله متناقض، كل سطر ينقض الذي قبله، وهذا فريق استمسك بأحكام المنطق والعقل.
(3) وفريق ثالث قرأوا ما كتبه القصيمي بإعجاب لأنه أتى بما لم يأت به أحد قبله - على حد تعبيرهم.
وهذا فريق من الشباب الناشئ الذي لم يؤت ثقافة واسعة يستطيع أن يرد الأمور بها إلى نصابها .. !
ويمكن أن نبين هذا التقسيم أكثر كالتالي:
(أ) فئة يمثلها العلماء والمشايخ وكبار المفكرين الإسلاميين، وهذه الفئة لما نظرت في فكر القصيمي وتطاوله على الذات الإلهية، وطعنه في النبي صلى الله عليه وسلم، وطعنه في الدين، حكمت بضلاله وكفره وارتداده بما قام لديها من براهين وأدلة من مقاله وكتابته تدل على انسلاخه من الدين، وانعتاقه من ربقة الإيمان.
وهذه الفئة لم تعول كثيرا على الطرح الأدبي أو الجانب العقلي التحليلي النقدي بل ركزت على صلب الموضوع أساس الحكم، وهو عقيدة الرجل في الله والرسالة والدين، فوجدته ينقض كل ذلك بكلام واضح جلي لا يمكن تأويله أو حمله على وجه حسن.
(ب) فئة يمثلها جهابذة النقد الأدبي والعقلي والمنطقي، من تيارات مختلفة ومتباينة (كالشيوعية، والاشتراكية، والليبرالية، والحداثية) وهؤلاء نظروا لإنتاج القصيمي من ناحية حكم العقل والمنطق، ووصلوا إلى أن فكر الرجل سطحي ومبعثر ومتناقض ومضطرب، ولا يعد فكرا أكثر من أن يعد أوهام نفسية، واضطرابات عقلية.
(ج) فئة يمثلها الشباب المندفع في أحضان الفلسفات الغربية، والمعجب بالثورة على كل شيء، كما يمثلها أصحاب المراهقة الفكرية، أو العبثية، وهذه الفئة تنظر إلى القصيمي كمثال التحرر والثورة والانطلاق.
(القصيمي وإعادة نشر رفات الأموات!)
بدأت ألاحظ هذه الأيام اهتمام متزايد بشخصية عبد الله القصيمي!
ليس اهتماما علميا، ينقد فكر الرجل وانتاجه، كلا ... بل هو اهتمام دعائي إعلامي، يروج لفكر عبد الله القصيمي، ولشخصيته؛ غاضا النظر عن حقيقة الرجل وخطورته وتهافت أطروحته!
وهكذا بلينا في عالمنا الإسلامي - وللأسف - بثلة من الصحفيين ليس لهم هم إلا إخراج فرقعات وفقاعات إعلامية ليس لها هدف إلا الإثارة، دون النظر إلى حقيقة المثار هل هو من ثوابت الأمة وعقيدتها أم هو من الاجتهادات الفرعية.
وكم هو صادق من قال: إن في كل مجتمع ثمة طالب للشهرة، البعض يريدها من أسهل وأقصر طريق، ومن ثم فهو يتحدث عن الله أو كتابه أو سنة رسوله، حديثا يعلم الكل عدم سلامته أو صدقه، ومع ذلك نجد أن ذلك صار زادا يوميا، هنا وهناك، حتى صرنا ندور في حلقة مفرغة، فالاستبداد يفضي إلى تخلف العقل، وتخلف العقل يؤدي إلى تخلف التربية، وتخلف التربية يقود إلى نقد " التراث الديني " وهكذا نبقى كخنفسة في صوف، ننتقل من المشاكل السياسية إلى المشاكل الثقافية والاجتماعية والتاريخية، دون حسم لأي منها.
وهؤلاء " الأبطال " يخافون إلى حد " الموت " من الحاكم، فلا يقولون في حقه كلمة، لكنهم يظهرون عضلاتهم ضد الإسلام وضد الله تعالى وكتابه ورسوله، وأحيانا ضد الأمة وتاريخها وجميع ما أنجزت، لكننا لم نعرف لهم بطولات خارج ذلك.
ومن المقالات الحديثة التي طالعتنا بها الصحف العربية، بخصوص عبد الله القصيمي، مقال كتبه أحدهم يقول فيه:
(إنه من المؤسف أن يتفجر في العالم العربي أديب بحجم القصيمي ولا نرى إلا نادرا من يكتب عنه، أو يعمد من باب اللياقة إلى التذكير بأدبه وكتبه وأفكاره الفلسفية، من المحزن أن يكون الجيل الجديد بعيدا كل البعد عن هذه المعرفة).
أقول: عجيب والله!!! ومحزن حقا أن يحزن الكاتب - هداه الله - من أجل أن جيلنا هذا بعيد عن فكر عبد الله القصيمي، ألم يكن من الأجدر - لو كان منصفا - أن يقول: من المحزن أن يكون الجيل الجديد بعيدا كل البعد عن القرآن الكريم والسنة الشريفة، قريبا جدا من القنوات المشفرة، والراقصة، والتجارية الإباحية؟
نسأل الله لنا وله وللجميع الهداية والعافية ...
أخوكم/ صخرة الخلاص.
http://www.saaid.net/arabic/ar74.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الزُّبير اللِّستاوي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 09:52]ـ
اللهم إني أسألك لي و لإخواني جميعاً الثبات على دينك حتى الممات
يبدو أن هذا الزنديق المرتد قد أصيب بحالة نفسية أو إنفصام في شخصيته
أعتقد أنه في كلامه كان يحاول إثبات نفسه و يبذل كل جهده ليبين للناس أنه شئ جديد
و أنه ليس مقلداً أو متبعاً و أنه قدم شئ للمسلمين و للعرب عندما أراد منهم أن يتحرروا من الدين
و أن يتيهوا في عالم المادة و الإلحاد و اللادينية
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 04:12]ـ
اللهم إني أسألك لي و لإخواني جميعاً الثبات على دينك حتى الممات
ـ[عبدالله الرباحي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 09:47]ـ
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
ـ[المكتب السري]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 10:19]ـ
اللهم لا تكلنا لانفسنا طرفة عين وثبت قلوبنا على دينك
اعتقد والله اعلم ان ما حدث للقصيمي قد يحدث لغيره وذلك لان المدرسة الدينية وخاصة في السعودية لم تصنع درعا علميا واقيا مبني على علم الفلسفة ,وهو ضروري جدا. لان الملحدين يعتمدون بشكل كبير على سلاح الجدل الفلسفي. وما يدل على ان القصيمي قد وقع فريسة له هو قوله وهو على فراش الموت لاحد العلماء الذين حاولوا اين يعيدوه الى رشده: لا تجعلوا ابناءكم يقرأوا كتب الفلسفة. فهذا يدل على انه صدم بما قرأه , ولو انه تدرج في هذا العلم منذ صغره لما شكلت كتب الفلسفة لاحقا مفاجأة له , لذا فانا اميل للرأي الأول:
وعلى هذه النظرية يكون القصيمي بدأ مخلصا لدينه موقناً لعقيدته، لكنه مع الزمن بدأ يتساقط أمام سلطان الشك وبريق الريب والزيغ، وظلت بذرة الشك كامنة حتى استحكمت وتمكنت فيه جيداً فأعلن إلحاده، بعد أن اجتثت تلك البذور ما بقي في قلبه من إيمان!
فعلا بدأ يتساقط امام سلاح الملحدين رغم ضعفه .. لكنه كان كالناموسة التي تلسع الاسد ولا يدري كيف يصدها .. لم يعلموه استخدام المبيد(/)
هل يفنى الخلق كلهم عندما يقبض الله الأرض ويطوي السماء؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 12:19]ـ
السلام عليكم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ)
وفي بعض الروايات "أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ "
سؤالي:
هل في ذلك اليوم عندما يقبض الله الأرض ويطوي السماء كطي السجل للكتب، يفنى الخلق كلهم دون استثناء؟ بما في ذلك الجنة والنار والملائكة .. إلخ
أرجو ذكر الأدلة وأقوال العلماء في هذا
أحسن الله إليكم
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 12:03]ـ
بالنسبة للأنفس والله تعالى أعلم:
قال ابن كثير في تفسير قول الله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}:
(يخبر تعالى إخبارًا عامًا يعم جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت، كقوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخرًا كما كان أولا).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
((وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها لما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك)).
قال الإمام ابن القيم:
((الباب السابع في ذكر شبه من زعم أن الجنة لم تخلق بعد قالوا لو كانت الجنة مخلوقة الآن لوجب اضطرار أن تفنى يوم القيامة وأن يهلك كل ما فيها ويموت لقوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه و كل نفس ذائقة الموت فتموت الحور العين التي فيها والولدان وقد أخبر سبحانه أن الدار دار خلود ومن فيها مخلدون لا يموتون فيها وخبره سبحانه لا يجوز عليه خلف ولا نسخ
قالوا وقد روى الترمذي في جامعه من حديث أبن مسعود قال قال رسول الله لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقريء أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال هذا حديث حسن غريب وفيه أيضا من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي أنه قال من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة قال هذا حديث حسن صحيح
قالوا فلو كانت الجنة مخلوقة مفروغا منها لم تكن قيعانا ولم يكن لهذا الغرس معنى قالوا وقد قال تعالى عن امرأة فرعون إنها قالت رب إبني لي عندك بيتا في الجنة ومحال أن يقول قائل لمن نسج له ثوبا أو بنى له بيتا انسج لي ثوبا وأبن لي بيتا وأصرح من هذا قول النبي من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة متفق عليه وهذه جملة مركبة من شرط وجزاء تقتضي وقوع الجزاء بعد الشرط باع جمأ أهل العربية وهذا ثابت عن النبي من رواية عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعمرو بن عنبسة قالوا وقد جاءت آثار بأن الملائكة تغرس فيها وتبني للعبد ما دام يعمل فإذا فتر فتر الملك عن العمل قالوا وقد روى ابن حبان في صحيحه والأمام أحمد في مسنده من حديث أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله إذا قبض الله ولد العبد قال يا ملك الموت قبضت ولد عبدي قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده قال نعم قال فما قال قال حمدك واسترجع قال إبنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد وفي المسند من حديثه أيضا قال قال رسول الله من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له بيتا في الجنة قالوا وليس هذا من أقوال أهل البدع والاعتزال كما زعمتم فهذا ابن مزين قد ذكر في تفسيره عن ابن نافع وهو من أئمة السنة أنه سئل عن الجنة أمخلوقة هي فقال السكوت عن هذا أفضل والله أعلم
الباب الثامن في الجواب عما احتجت به هذه الطائفة قد تقدم في الباب
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول من ذكر الأدلة الدالة على وجود الجنة الآن ما فيه كفاية فنقول ما تعنون بقولكم إن الجنة لم تخلق بعد أتريدون أنها الآن عدم محض لم تدخل إلى الوجود بعد بل هي بمنزلة النفخ في الصور وقيام الناس من القبور فهذا قول باطل يرده المعلوم بالضرورة من الأحاديث الصريحة الصحيحة التي تقدم بعضها وسيأتي بعضها وهذا قول لم يقله أحد من السلف ولا أهل السنة وهو باطل قطعا أم تريدون أنها لم تخلق بكمالها وجميع ما اعد الله فيها لأهلها وأنها لا يزال الله يحدث فيها شيئا بعد شيء وإذا دخلها المؤمنون أحدث الله فيها عند دخولهم أمورا أخر فهذا حق لا يمكن رده وادلتكم هذه إنما دلت على هذا القدر وحديث ابن مسعود الذي ذكرتموه وحديث أبي الزبير عن جابر صريحان في أن أرضها مخلوقة وأن الذكر ينشىء الله سبحانه لقائله منه غراسا في تلك الأرض وكذا بناء البيوت فيها بالأعمال المذكورة والعبد كلما وسع في أعمال البر وسع له في الجنة وكلما عمل خيرا غرس له به هناك غراس وبنى له بناء وأنشيء له من عمله أنواع مما يتمتع به فهذا القدر لا يدل على إن الجنة لم تخلق بعد ولا يسوغ اطلاق ذلك وأما احتجاجكم بقوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه فإنما أتيتم من عدم فهمكم معنى الآية واحتجاجكم بها على عدم وجود الجنة والنار الآن نظيرا احتجاج إخوانكم بها على فنائهما
وخرابهما وموت أهلهما فلا انتم وفقتم لفهم معناها ولا إخوانكم وإنما وفق لفهم معناها السلف وأئمة الإسلام ونحن نذكر بعض كلامهم في الآية قال البخاري في صحيحه يقال كل شيء هالك إلا وجهه إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجهه وقال الأمام أحمد في رواية ابنه عبد الله فأما السماء والأرض فقد زالتا لأن أهلهما صاروا إلى الجنة وإلى النار وأما العرش فلا يبيد ولا يذهب لأنه سقف الجنة والله سبحانه وتعالى عليه فلا يهلك ولا يبيد وأما قوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه فذلك أن الله سبحانه وتعالى أنزل كل من عليها فان فقالت الملائكة هلك أهل الأرض وطمعوا في البقاء فأخبر الله تعالى عن أهل السموات وأهل الأرض أنهم يموتون فقال كل شيء هالك يعني ميت إلا وجهه لأنه حي لا يموت فأيقنت الملائكة عند ذلك بالموت انتهى كلامه وقال في رواية أبي العباس أحمد بن جعفر ابن يعقوب الاصطخري ذكره أبو الحسين في كتاب الطبقات قال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروتها المعروفين بها والمقتدى بهم فيها من لدن أصحاب نبينا إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وساق أقوالهم إلى ان قال وقد خلقت الجنة وما فيها وخلقت النار وما فيها و خلقهما الله عز و جل وخلق الخلق لهما ولا يفنيان ولا يفنى ما فيهما أبدا فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول الله عز و جل كل شيء هالك إلا وجهه وبنحو هذا من متشابه القرآن قيل له كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من الآخرة لا من الدنيا والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا لأن الله عز و جل خلقهن للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع وقد ضل عن سواء السبيل وخلق سبع سموات بعضها فوق بعض وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام والماء فوق السماء العليا السابعة وعرش الرحمن عز و جل فوق الماء وأن الله عز و جل على العرش والكرسي موضع قدميه وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما وما تحت الثرى وما في قعر البحر ومنبت كل شعرة وشجرة وكل زرع وكل نبات ومسقط كل ورقة وعدد كل كلمة وعدد الحصا والتراب والرمل ومثاقيل الجبال و أعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كل شيء لا يخفى عليه من ذلك شيء وهو على العرش فوق السماء السابعة ودونه حجب من نار ونور وظلمة وما هو أعلم بها فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز و جل ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وقوله وهو معكم أينما كنتم وقوله إلا هو معهم أينما كانوا وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ونحو هذا من متشابه القرآن فقل إنما يعني بذلك العلم لأن الله عز و جل على العرش فوق السماء السابعة العليا يعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان وقال في رواية أبي جعفر الطائي محمد بن عوف بن سفيان الحمصي قال الخلال حافظ أمام في زمانه معروف بالتقدم في العلم والمعرفة كان أحمد بن حنبل يعرف له ذلك ويقبل منه ويسأله عن الرجال من أهل بلده قال أملي على احمد بن حنبل فذكر رسالة في السنة ثم قال في اثنائها وأن الجنة والنار مخلوقتان قد خلقتا كما جاء الخبر قال النبي صلى دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا ورأيت الكوثر واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها كذا وكذا فمن زعم أنهما لم يخلقا فهو مكذب برسول الله وبالقرآن كافر بالجنة والنار يستتاب فإن تاب وإلا قتل
وقال في رواية عبندوس بن مالك العطار وذكر رسالة في السنة قال فيها والجنة والنار مخلوقتان قد خلقتا كما جاء عن رسول الله أطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها كذا وكذا وأطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها كذا وكذا فمن زعم أنهما لم يخلقا فهو مكذب بالقرآن وأحاديث رسول الله ولا أحسبه يؤمن بالجنة والنار فتأمل هذه الأبواب وما تضمنته من النقول والمباحث والنكت والفوائد التي لا تظفر بها في غير هذا الكتاب البتة ونحن اختصرنا الكلام في ذلك ولو بسطناه لقام منه سفر ضخم والله المستعان وعليه التكلان وهو الموفق للصواب))
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرح الطحاوية:
((لجنة والنار هما داران للجزاء على الأعمال، والإيمان بهما داخل في الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالجنة والنار لا بد منه لكل مسلم من الإيمان بالله واليوم الآخر الإيمان بالجنة والنار.
والإيمان بأن الجنة والنار .. فيه مذهبان للناس:
المذهب الأول: الإيمان بأن الجنة والنار مخلوقتان الآن دائمتان لا تفنيان أبدا، وأنهما مخلوقتان الآن، وموجودتان، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، مذهب الصحابة والتابعين.
المذهب الثاني: أنهما معدومتان الآن، وإنما تخلقان يوم القيامة، وهذا مذهب أهل البدع من المعتزلة والقدرية وغيرهم، يقولون: إنهما الآن معدومتان، وإنما تخلقان يوم القيامة، والصواب ما عليه أهل السنة والجماعة، وهو الذي عليه الصحابة والتابعون، اتفق أهل السنة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن، ولم يزل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم، والتابعون، وتابعوهم، وأهل السنة والحديث قاطبة وفقهاء الإسلام، وأهل التصوف والزهد على اعتقاد ذلك وإثباته، وأنهما مخلوقتان الآن موجودتان، خلافا لأهل البدع القائلين بأنهما معدومتان الآن، وإنما تخلقان يوم القيامة.
استدل أهل الحق على أن الجنة والنار مخلوقتان الآن بأنواع من الأدلة، وإذا قلنا بأنواع من الأدلة، فالمعنى أن كل نوع تحته أفراد من الأدلة، ليس المراد حصر الأفراد، وإنما المراد حصر النوع، كل نوع تحته أفراد.
من الأدلة: كل نوع تحته أدلة كثيرة، وذلك أنهم استندوا إلى خصوص الكتاب والسنة، وما علم بالضرورة من أخبار الرسل كلهم، من أولهم إلى آخرهم، فإنهم دعوا الأمم إليها، وأخبروا بها.
النوع الأول: التعبير بصيغة الماضي في الجنة والنار، والتعبير بالماضي يدل على حصول الشي ووجوده، ومن أمثلة ذلك قوله -تعالى- عن الجنة: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} وقوله عن النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)} وقوله عن النار: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)} وقوله -تعالى- عن الجنة {أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} فقوله: "أعدت" بصيغة الماضي، تدل على أنها موجودة، ومخلوقة الآن.
النوع الثاني من الأدلة: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للجنة والنار في السماء يوم المعراج، والرؤية لا تكون إلا لشيء موجود قال تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)} ففي الصحيحين من حديث أنس - رضي الله عنه - في قصة الإسراء، وفي آخره: (ثم انطلق بي جبريل، حتى أتي سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي قال: ثم دخلت الجنة، فإذا هي جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك) والجنابذ يعني قباب اللؤلؤ جمع قبة فقوله: (ثم دخلت الجنة) هذا دليل على أن الجنة مخلوقة الآن،
(يُتْبَعُ)
(/)
خلافا لأهل البدع القائلين بأنها لا تخلق إلا يوم القيامة.
النوع الثالث من الأدلة: أدلة عذاب القبر ونعيمه، وأن الروح تدخل الجنة قبل يوم القيامة، وكذلك روح الكافر تدخل النار قبل يوم القيامة، من ذلك .. من أمثلة ذلك ما في الصحيحين، من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار، فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة) ومن أمثلة ذلك -أيضا- حديث البراء بن ع (9) - رضي الله عنه - الطويل المشهور، وفيه: (ينادي مناد من السماء أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها).
ومن أمثلة ذلك -أيضا- حديث أنس، وفيه فيقول له: (انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة، قال: فيراهما جميعا) ومن أمثلة ذلك، الحديث الصحيح المشهور: (إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه) هذا صريح في دخول الروح الجنة، قبل يوم القيامة.
النوع الرابع من الأدلة: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للجنة والنار يوم الكسوف، وهو على المنبر، كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت الحديث وفيه: (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم به، حتى لقد رأيتني آخذ قطفا من النوع الخامس من الأدلة: إرسال جبريل -عليه الصلاة والسلام- بعد خلق الجنة والنار للنظر إليهما، فشاهدهما، وما حف بكل منهما، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لما خلق الله الجنة والنار، أرسل جبرائيل إلى الجنة، فقال: اذهب، فانظر إليها، وإلى ما أعددت لأهلها فيها) وقال في النار مثل ذلك .. الحديث.
هذه خمسة أنواع من الأدلة، كلها تدل على أن الجنة والنار مخلوقتان الآن، وتحت كل نوع أفراد من الأدلة، أما المنكرون لخلقهما الآن، وهم المعتزلة والقدرية، فإنهم يقولون: إن الله ينشؤهما، ويخلقهما يوم القيامة، وأنكروا وجودهما الآن.
حجتهم في ذلك:
هذا المذهب مبني على أصلهم الفاسد، الذي حملهم على الإنكار، وأصلهم الفاسد الذي وضعوا به شريعة للرب فيما يفعله، وأنه ينبغي أن يفعل كذا، ولا ينبغي له أن يفعل كذا، وهو الحسن والقبح العقليين، وقياس الله على خلقه في أفعاله، فهم مشبهة في الأفعال، ودخل التجهم فيهم، فصاروا مع ذلك معطلة في الصفات، فردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة، التي وضعوها لله، وهي مسألة الحسن والقبح العقليين، وصرفوا النصوص عن مواضعها وضللوا، وبدلوا من خالف شريعتهم، فقالوا: -هذه شبهتهم العقلية- قالوا: خلق الجنة قبل الجزاء عبث؛ لأنها تصير معطلة مددا متطاولة، والعبث محال على الله.
هذه حجتهم: العقل، قالوا: خلق الجنة والنار الآن قبل الجزاء عبث؛ لأنها تصير معطلة مددا طويلة، ما فيها أحد، والعبث محال على الله.
بتعبير آخر قالوا: وجودهما اليوم ولا جزاء نوع من العبث، والعبث محال على الله.
الرد عليهم:
أولا بإبطال أصلهم الفاسد: الذي وضعوا به شريعة للرب، وهو تحكيم عقولهم قبحا وحسنا، وقياس الله على خلقه.
ويقال ثانيا: ليستا معطلتين من قال إنهما معطلتان ليستا معطلتين، بل هما مشغولتان، فإن الروح تنعم في الجنة، أو تعذب في النار، قبل يوم القيامة، كحديث: (إنما مثل روح المؤمن كطائر يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم القيامة) فهذا صريح في دخول الروح الجنة، قبل يوم القيامة، وحديث البراء بن عازب في قصة العبد المؤمن والكافر، وأنه يفتح له باب إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، أو يفتح له باب إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها.
ويقال ثالثا في الرد عليهم: أن الاتعاظ والتذكر فيهما إذا كانتا موجودتين الآن أشد وأبلغ منه فيما إذا قيل: إن الله ينشؤهما يوم القيامة، فإن الإنسان إذا علم بوجود الجنة اجتهد في تحصيلها، وإذا علم بوجود النار اجتهد في الهرب والبعد منها، أكثر مما لو كانت غير موجودة.
ومن أدلتهم الشرعية، من شبههم الشرعية:
(يُتْبَعُ)
(/)
استدلوا بقول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذائقة الْمَوْتِ} وقوله سبحانه: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} وجه الاستلال من الآيتين: أن كلا من هذين الآيتين، تدل على أن المخلوقات صائرة إلى الفناء، ولو كانت الجنة والنار مخلوقتان الآن، لوجب اضطرارا أن تفنيا يوم القيامة، وأن يهلك كل من فيهما، ويموت فيموت الحور العين التي في الجنة والوالدان، وقد أخبر الله -سبحانه- أن الدار دار خلود، ومن فيها مخلدون لا يموتون فيها، وخبر الله -سبحانه- لا يجوز عليه خلف، فدل على أنهما تخلقان يوم القيامة، هذه دليلهم.
أجيب عن الآيتين بأجوبة منها: أن المراد بقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ} مما كتب الله عليه الفناء، والهلاك هالك وأما الجنة والنار، فخلقتا للبقاء لا للفناء، فلا يلزم من وجودهما الآن الفناء يوم القيامة، وكذلك العرش لا يفنى، فإنه سقف الجنة، وقيل المراد كل شيء هالك إلا ملكه، وقيل المراد إلا ما أريد به وجهه، وقيل: إن الآية وردت للرد على الملائكة، وذلك أن الله تعالى أنزل كل من عليها، فإن فقالت الملائكة: هلك أهل الأرض وطمعوا في البقاء، فأخبر الله تعالى عن أهل السماء والأرض، أنهم يموتون فقال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} لأنه حي لا يموت، فأيقنت الملائكة عند ذلك بالموت، والذي حمل أهل السنة على تأويل هاتين الآيتين، إنما فعلوا ذلك توفيقا بينهما وبين النصوص المحكمة الدالة على بقاء الجنة وعلى بقاء النار، أيضا.
الدليل الثاني للمعتزلة: في أن الجنة والنار ليستا موجودتين الآن، استدلوا بحديث بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقيت إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ومثله حديث جابر - رضي الله عنه - عنه مرفوعا (من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة).
ووجه الاستدلال: أن القيعان لشيء غير موجود، ولو كانت مخلوقة مفروغا منها لم تكن قيعانا، ولم يكن لهذا الغراس معنى، ولقال: طيبة الثمرة، ولم يقل: طيبة التربة.
هذا دليلهم، وأجيب بأن قوله: (طيبة التربة وعذبة الماء وقيعان) دليل على وجودها، فتربتها موجودة، والحادث إنما هو غرسها فقط، فالحديث صريح صريح في أن أرض الجنة مخلوقة، وأن الذكر ينشئ الله -سبحانه- لقائله منه غراسا في تلك الأرض.
ومن أدلتهم: قول الله تعالى عن امرأة فرعون أنها قالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} ووجه الدلالة: أنها قالت "ابن لي بيتا" ولم تقل: بيتا مبنيا، فدل على أنها لم تخلق، إذ من المحال أن يقول قائل لمن نسج له ثوابا، انسج لي ثوبا.
وأجيب: بأن غاية ما تدل عليه الآية، أنه لم يكمل خلق جميع ما أعد الله فيها لأهلها، وأنه لا يزال الله يحدث فيها شيئا بعد شيء، ولا تدل على أنها الآن معدومة، بل إن أرضها مخلوقة وبناء الغروس فيها بالأعمال المذكورة، والعبد كلما وسع في أعمال البر وسع الله له في الجنة، وكلما عمل خيرا غرس له به هناك غراسا، وبني له بناء وأنشئ له من عمله أنواع مما يتمتع به، ويجاب عن شبهتهم بجواب إجمال، وهو أن يقال: إن أردتم بقولكم إنها الآن معدومة، بمنزلة النفخ في الصور، وقيام الناس من القبور، فهذا باطل، يرده المعلوم بالضرورة من الأحاديث الصحيحة الصريحة، وإن أردتم أنها لم يكمل خلق جميع ما أعد الله فيها لأهلها، وأنها لا تزال الله يحدث فيها شيئا بعد شيء، وإذا دخلها المؤمنون، أحدث الله فيها عند دخولهم أمورا أخر، فهذا حق لا يمكن رده، وهو ما تشهد له الأدلة، وأدلتكم هذه إنما تدل على هذا القول.
مكان الجنة: معروف أن مكان الجنة في السماء، وأنه فوق السماء السابعة، وأن السقف عرش الرحمن، والنار في الأرض في أسفل سافلين، وتبرز يوم القيامة، فهذا في وجود الجنة والنار.(/)
طلب موضوع لرسالة ماجستير عقيده
ـ[نوال العتيبي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا طالبة ماجستير عقيده وابحث عن موضوع جيد لتقديمه لنيل درجة الماجستير
واتمنى من الاخوه التفاعل مع مموضوعي وجعله الله في موازين حسناتكم
واشكر كل من يساهم في ذالك:
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 07:41]ـ
عقيدة الحافظ ابن حجر العسقلاني وما انتقد فيه من خلال تأويلاته في كتابه ((فتح الباري))
فالحافظ رحمه الله؛قد اختلف في تحديد عقيدته من بين الأشاعرة واهل السنة
وقد ذكر غير واحد في المنتدى هذا _المبارك_ قول الشيخ صالح الفوزان أو البراك فيما ذكرت سابقا,, والله اعلم
ـ[نوال العتيبي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 07:47]ـ
شكرا لمرورك وجزاك الله الف خير
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 07:52]ـ
1 / منهج الحافظ ابن حجر في تقرير العقيدة من خلال كتابه فتح الباري ..
الباحثة: لولوة المطرودي – ماجستير- جامعة الإمام 1415هـ ..
2 / منهج الحافظ ابن حجر في تقرير العقيدة من خلال كتابه فتح الباري
محمد إسحاق كندو– ماجستير – الجامعة الإسلامية عام 1416هـ ..
أسأل الله لكِ التوفيق ..
//
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 08:01]ـ
وهذه بعض التعليقات من الممكن الاستفادة منها ((للموضوع)):
وهو كتاب ((التعليق على فتح الباري)) للعلامة المحدث الشيخ: عبد الله الدويش,, رحمه الله 1408 ت
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2597
بين فيها الأخطاء والتاويلات للحافظ رحمه الله
وهناك تعليفات للشيخ ابن باز رحمه الله في الحواشي, وذلك في الطبعة التي صدرت باشراف الشيخ رحمه الله , وبين فيها تأويلات الحافظ رحمه الله ..
وايضا كتاب اسمه ((أخطاء فتح الباري في العقيدة)) ب 10 ريال مكتبة أسد السنة للنشر والتوزيع في 30 صفحة
فيها 3 تعليقات مختصرة أو رسائل مختصرة
1 - لعبد الله الدويش ((مختصر لكتبابه))
2 - لابن باز ((مختصر لكتابه وتعليقاته))
3 - الشيخ عبد الله الغامدي 1425 ت
4 - الشيخ محب
والله الموفق
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 08:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اختيار عقيدة الاشاعره في صفات الله في ضوء الكتاب والسنة والمراجع كثيره في هذا الباب نسأل الله لك التوفيق.
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 08:08]ـ
وهؤلاء بعض الأئمة ممن اختلف في عقيدتهم بين الاشاعرة واهل السنة ك لابن حجر رحمهم الله,,
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31529
ـ[نوال العتيبي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 08:15]ـ
جزاكم الله الف خير وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 09:44]ـ
من المواضيع المهمة في باب توحيد العبادة:
بيان تلبيس دعاة الشرك في التسوية بين المختلفات والتفريق بين المتماثلات، وواحد من هذين الأمرين حري بالبحث والثمرة منه عظيمة.
وفي هذا الرابط موضوع فيه إشارات لباب التسوية بين المختلفات أو القياس الباطل:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=409253
وفاتني أن أذكر كتاب الرد على البكري لشيخ الاسلام وهو أصل في بيان فساد التسوية بين الاستغاثة الشركية وبين التوسل بالذات والجاه.
أفضل الرسائل الجامعية ما فيه ثمرة عملية ودفاع عن عقيدة السلف بشكل مباشر.
وفقكم الله.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 07:53]ـ
الاخت الفاضلة اقترح عليك هذا المواضيع وارى اننا بحاجة إلى من يفيدنا فيها:
1 - جماليات التوحيد و حلاوة الايمان على ضوء القران والسنة وهدي سلف الامة ومؤلفات الائمة.
2 - عقيدة الارجاء ودعاته في وسائل الاعلام المعاصر ورمي اهل السنة بتهمة التشدد والتطرف.
3 - أحتيال وعبث الباطنية والزنادقة بنصوص القران والسنة وجهود العلماء في الرد عليهم.
4 - صفات المنافقين على ضوء القران والسنة وخطرهم على الدين.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 08:11]ـ
هناك موضوع لطيف، وأبحث عمن كتب فيه، وهو: أثر اليهود في الطوائف الضالة.
كالرافضة والخوارج والقدرية والأشاعرة.
أعتقد أنه يستحق البحث والكتابة.
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:58]ـ
أتمنى لو كتب أحد رسالة شافية في بيان العلم الضروري الفطري وأثره في مسائل العقائد والأحكام.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 04:07]ـ
ـ مرتبة الصديقية من مراتب الدين
و انظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86475
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27282
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85439
ـ[عبدالرحمن النجدي]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 08:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بإمكانك ـ أختي الكريمة ـ التواصل مع الأخوة الأعضاء في ملتقى العقيدة والمذاهب المعاصرة، وقد خصّصوا قسماً لما يتعلق بالرسائل الجامعية، انظريه ـ لطفاً ـ على هذا الرابط:
http://www.alagidah.com/vb/forumdisplay.php?f=72
وقد طرحوا عدة مواضيع ليختار طالب الدراسات العليا عنواناً لرسالته وهذا منها:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=132
اسأل الله لكِ التوفيق والإعانة(/)
قاعدة سد الذرائع ومقاومتها من هواة الانفلات للشيخ العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 10:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((قاعدة سد الذرائع إلى المحرمات ومقاومتها من هواة الانفلات المتبعين الشهوات)) وهذا نصه:
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد، فإن الذرائع هي الوسائل التي تؤدي إلى غايات، وما كان من هذه الوسائل مؤدياً إلى حرام فإنه يكون حراماً، والغاية المحرمة تكون الوسيلة إليها محرمة، وهذه القاعدة ـ وهي قاعدة سد الذرائع إلى الحرام ـ دلت على اعتبارها أدلة كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر جملة كثيرة من أدلتها شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم رحمهما الله، فذكر ابن تيمية منها ثلاثين دليلاً، وأوصلها ابن القيم إلى تسعة وتسعين دليلاً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في: ((بيان الدليل على بطلان التحليل)) (ص283): ((إن الله سبحانه ورسوله سد الذرائع المفضية إلى المحارم بأن حرمها ونهى عنها، والذريعة ما كان وسيلة وطريقاً إلى الشيء، لكن صارت في عرف الفقهاء عبارة عما أفضت إلى فعل المحرم، ولو تجردت عن ذلك الإفضاء لم يكن فيها مفسدة، ولهذا قيل: الذريعة الفعل الذي ظاهره أنه مباح وهو وسيلة إلى فعل المحرم))، إلى أن قال (ص285): ((أما شواهد هذه القاعدة فأكثر من أن تحصر، فنذكر منها ما حضر: فالأول: قوله سبحانه: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)، حرّم تعالى سب الآلهة مع أنه عبادة لكونه ذريعة إلى سبهم لله سبحانه وتعالى؛ لأن مصلحة تركهم سب الله سبحانه راجحة على مصلحة سبنا لآلهتهم، الثاني: ما روى حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: (من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله! وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه) متفق عليه، ولفظ البخاري: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله! كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل ساباً لاعناً لأبويه إذا سب سبا يجزيه الناس عليه بالسب لهما وإن لم يقصده، وبين هذا والذي قبله فرق؛ لأن سب آباء الناس هنا حرام، لكن قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر لكونه شتما لوالديه لما فيه من العقوق وإن كان فيه إثم من جهة إيذاء غيره)).
يشير رحمه الله إلى أن ما جاء في الآية من سب آلهة المشركين سائغ، ولكنه مُنع منه لإفضائه إلى غاية محرمة وهي سب المشركين الرب سبحانه وتعالى، وأن ما جاء في الحديث السبب فيه محرم وهو إيذاء الناس بسب آبائهم، وهو يفضي إلى غاية أشد حرمة وهي مقابلتهم إياه بسب والديه، فيكون ذلك من العقوق الذي هو من أكبر الكبائر، ثم ساق رحمه الله هذه الشواهد حتى أكمل الثلاثين.
وأما ابن القيم فساق الوجوه التسعة والتسعين لسد الذرائع إلى الحرام في كتابه إعلام الموقعين (3/ 149ـ171)، ومنها قوله: ((الوجه الحادي عشر: أنه صلى الله عليه وسلم حرَّم الخلوة بالأجنبية ولو في إقراء القرآن، والسفر بها ولو في الحج وزيارة الوالدين؛ سداً لذريعة ما يحاذر من الفتنة وغلبات الطباع، الوجه الثاني عشر: أن الله تعالى أمر بغض البصر وإن كان إنما يقع على محاسن الخلقة والتفكر في صنع الله؛ سدا لذريعة الإرادة والشهوة المفضية إلى المحظور))، ومنها قوله: ((الوجه السابع والخمسون: أنه نهى المرأة إذا خرجت إلى المسجد أن تتطيب أو تصيب بخوراً؛ وذلك لأنه ذريعة إلى ميل الرجال وتشوُّفهم إليها؛ فإن رائحتها وزينتها وصورتها وإبداء محاسنها تدعو إليها، فأمرها أن تخرج تفلة وأن لا تتطيب، وأن تقف خلف الرجال، وأن لا تسبح في الصلاة إذا نابها شيء، بل تصفق ببطن كفها على ظهر الأخرى، كل ذلك سداً للذريعة وحماية عن المفسدة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاءت الشريعة بتحريم نظر الرجال إلى الأجنبيات ونظر النساء إلى الأجانب ووصفه بأنه زنى العينين، قال الله عز وجل: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)، وقال: (وقل للمؤمنان يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذِّبه)) رواه البخاري (6243) ومسلم (6753) واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه، وسفور النساء عن وجوههن واختلاطهن بالرجال لاسيما في مكاتب العمل وفصول الدراسة وغيرها يتحقق فيه زنى العينين المحرم الذي هو وسيلة إلى الفاحشة المحرمة، ولا يتأتى مع هذا الانفلات غض الأبصار إلا كما تتأتى سلامة من ألقي في الماء من البلل، ومثل هذه الأحكام الشرعية التي فيها حشمة النساء وعفتهن مباينة لحضارة الغرب المستوردة التي من أخص سماتها حرية النساء وانفلاتهن وانغماسهن في أنواع الرذائل.
ومما قاله ابن القيم قبل إيراده الوجوه التسعة والتسعين لسد الذرائع (3/ 147): ((فصل في سد الذرائع ـ لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تفضي إليها كانت طرقها وأسبابها تابعةً لها معتبرة بها، فوسائل المحرمات والمعاصي في كراهتها والمنع منها بحسب إفضائها إلى غاياتها وارتباطاتها بها، ووسائل الطاعات والقُرُبَات في محبتها والإذن فيها بحسب إفضائها إلى غايتها؛ فوسيلة المقصود تابعة للمقصود، وكلاهما مقصود، لكنه مقصود قصد الغايات، وهي مقصودة قصد الوسائل؛ فإذا حرم الرب تعالى شيئاً وله طرق ووسائل تُفْضِي إليه فإنه يحرمها ويمنع منها، تحقيقاً لتحريمه، وتثبيتاً له، ومنعاً أن يقرب حِماه، ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضاً للتحريم، وإغراءً للنفوس به، وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل الإباء، بل سياسة ملوك الدنيا تأبى ذلك؛ فإن أحدهم إذا منع جنده أو رعيته أو أهل بيته من شيء ثم أباح لهم الطرق والأسباب والذرائع الموصلة إليه لعُدَّ متناقضاً، ولحصل من رعيته وجنده ضد مقصوده، وكذلك الأطباء إذا أرادوا حسم الداء منعوا صاحبه من الطرق والذرائع الموصلة إليه، وإلا فسد عليهم ما يرومون إصلاحه، فما الظن بهذه الشريعة الكاملة التي هي في أعلى درجات الحكمة والمصلحة والكمال؟ ومن تأمل مصادرها ومواردها علم أن الله تعالى ورسوله سد الذرائع المفضية إلى المحارم بأن حرمها ونهى عنها، والذريعة: ما كان وسيلة وطريقاً إلى الشيء)).
وقاعدة سد الذرائع إلى المحرمات لا تعجب قتلة الأخلاق هواة الانفلات الذين يتبعون الشهوات ويريدون أن تميل هذه البلاد ميلاً عظيماً، فقد تكرر في الصحف تهوين بعض كتَّابها من شأن هذه القاعدة والإنكار على من يستدل بها على منع انفلات النساء وسفورهن واختلاطهن بالرجال، ومن آخر ما قذفته الصحف في ذلك ما نشرته صحيفة الرياض بتاريخ 20/ 10/1431هـ عن أحد كتَّابها تحت عنوان: ((سعوديلوجيا)) قال: (((لوجيا) لاحقة لغوية تعني علماً أو دراسة أو نظرية باللغة اليونانية القديمة، وبدءا من القرن الثامن عشر أصبحت تلحق في أوروبا باسم الشيء المراد تفسيره أو دراسته أو تقديمه كعلم مستقل، وبمرور الوقت ارتبطت بعلوم جديدة ومدارس حديثة فأصبح هناك مثلا سيكيولوجيا (علم النفس)، وبيولوجيا (علم الأحياء)، وجيولوجيا (علم الأرض)، وتكنولوجيا (علم التقنية)، وبارماكلوجيا (علم العقاقير) ... الخ))، ثم قال متندراً متهكماً ماكراً: ((وطالما أن المسألة (لوجيا في لوجيا) يمكننا نحن أيضاً ابتكار مصطلحات محلية تفسر علوماً ونظريات ودراسات لم يسبقنا إليها أحد من العالمين))، ثم ذكر سبع عشرة كلمة ختمها بـ (لوجيا)، ومنها قوله: ((أما الاختلاطلوجيا: فهي فرضية حدوث لقاء غير شرعي بين رجل وامرأة لا يعرفان مصلحتهما وفشل الأهل في تربيتهما، وبالتالي يحتاجان لوصاية من يسيء الظن بالجميع!!))، وقوله: ((أما الكرسيلوجيا: فابتكار عربي يعني عدم تنازل المسؤول العربي عن الكرسي إلا في حالة وفاته أو توريثه لابنه البكر!))، فإن كان الكاتب يريد هذا الزمان ففي الغربيين الذين فتن بهم المستغربون والتغريبيون من سبق إلى ذلك، وإن كان يريد صدر الإسلام بعد الخلافة الراشدة فقد سبق الفرس إلى ذلك فملّكوا عليهم ابنة كسرى بعد موته وفيهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) رواه البخاري (7099)، وقوله: ((أما التطرفلوجيا: فحالة تتبنى أقصى حدود التشدد والتزمت، وتستقطع من آراء الفقهاء وقصص التراث ما يقنع صاحبها بأنه صاحب رسالة مقدسة! أما العلمانلوجيا: فتهمة مطاطة لا يُعرف معناها بالضبط ولكنها على أي حال تهمة جاهزة يُقذف بها كل من يعارض التطرفلوجيا! أما المرألوجيا: ففوبيا رجالية تفترض بأن المرأة قابلة للفساد والانحراف بمجرد غياب ولي الأمر أو منحها شيئا من الحرية وفرص العمل!))، وقوله: ((وأخيرا ـ أيها السادة ـ هناك مصطلح صعب النطق يدعى (سدالذرائعلوجيا) الذي يهتم بإغلاق كافة أبواب التيسير وضم حتى المباح والمسكوت عنه تحت مظلة سوء الظن واحتمال الانحراف!)).
وأقول تعليقاً على هذا الهذيان: كفى بالجهل بشرع الله داءً، وكفى باتباع الأهواء والشهوات بلاءً، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وأسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يهدي شبابهم ذكوراً وإناثاً إلى ما فيه الصلاح والفلاح وخروج من انحرف منهم من الظلمات إلى النور، وأن يوفق المسؤولين عن الصحف في هذه البلاد وكتًّابها لقول الحق والسلامة من قول الباطل، إنه سبحانه وتعالى جواد كريم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 10:21]ـ
بارك الله فيك
وحفظ الله بلادنا من شر التغريب والفساد .....
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 10:23]ـ
أثابك الله أخي على عنايتك بنشر مقالات شيخنا بقية السلف العلامة عبدالمحسن العباد البدر أمد الله في عمره ومتع به.(/)
[الكلب العاوي والجاهل الغاوي] كمال الحيدري " يكشف " عن ضعفه اللغوي وجهله العلمي .. !
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 01:22]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
كمال الحيدري ذاك المخلوق المنتفخ بالجهل المتهاوي ..
اغترّ به عوام الشيعة، وبكتبه الصفراء والبيضاء، وبدؤوا في محادثتنا في المنتديات والرومات عن إنجازات " كمال الحيدري "، وقد قام بعض الإخوة بجهودٍ مشكورة وأعمال مبرورة في نقض دعاويه وبيان جهله ومخازيه .. !!
فقلنا لهم: إن كمال الحيدري جاهل في النقليات وغبي في العقليات ..
فقالوا: كذبتم عليه وافتريتم وظلمتم لإنه فضحكم وكشف منهجكم الأموي .. !!
فأقول لهؤلاء المساكين: إليكم موضوع مُسْرِع، الذي تجدون فيه، حلاوة مَقْطَعٍ، ونَفَاسَة مَنزَعٍ، وعذوبةَ مَشرعٍ في كشف الجاهل بـ " اللغة " و " بكلام الأئمة " وهو " الكلب العاوي " المدعو " كمال الحيدري " المنتفخ بالجهل الهاوي .. !!
وسنعرض لكم مقطعًا صوتيًا، قدمه لنا أحد الموالين لكمال الحيدري، وجُعلت الغشاوة على عينه فلم يعلم أن ما قدمه هو سيف مصلت، نقضي به على " الحيدري " في مهده .. !!
ونرى تطاول " الحيدري " على الشيخ المفضال أبي معاذ محمود بن منصور الذي ألف كتاب " إسكات الكلاب العاوية " في نقض دعاوى المبتدعة الغاوية في خالنا معاوية ..
ووصف الحيدري الشيخ المفاضل بالجاهل " لغويا "، ورماه " بالغباء " على مرأى ومسمع من المشاهدين .. !!
[المقطع]:
تاريخ الحلقة: 23/ 5/2010
رابط الاستماع والمشاهدة:
من هنـ ـــــا ( http://www.safeshare.tv/v/OL711mcu_Uw)
يقول الحيدري: (الكتب التي كتبتموها أخيراً في الدفاع عن معاوية، وكتبتم كلمات واقعاً الإنسان مو فقط يشمئز بل أنه يخجل أن يقرأ عناوين هذه الكتب، أخيراً وقع كتاب في يدي وهو (إسكات الكلاب العاوية لفضائل خال المؤمنين معاوية) يعتبر من يختلف معه في الرأي من الكلاب العاوية، و لا أقل أن هذا الإنسان الجاهل لم يكن يعرف أن الكلاب لا تعوي وأن الكلاب تنبح، الغبي كان غبياً إلى هذه الدرجة حتى لا يعرف الفرق بين النباح وغيره .. )
.
[الرد على الكلب العاوي والجاهل الغاوي]
ينسب " كمال الحيدري " الجهل في اللغة والغباء في وضع العنوان إلى مؤلف الكتاب الشيخ محمود بن منصور حفظه الله كما سمعتم في المقطع السابق، وأن الكلب لا يعوي وإنما ينبح .. !!
وقبل أن نستعرض " معاجم اللغة " في الرد على " الحيدري " الجاهل، يعتبر عند ـ السبئية ـ الإمام علي في كتابه " نهج البلاغة " شيخ النحويين وأستاذ اللغويين وقدوة البلاغيين ..
وقد جهّزت " وثيقة " من كتاب " نهج البلاغة " في بيان جهل الغاوي " كمال الحيدري " في اللغة، وبعض النقولات الأخرى، لكي نبرز ضعف اطلاعه على كتبهم، وسوء اضطلاعه من مصادرهم .. !!
(الوثيقة):
http://www14.0zz0.com/2010/10/22/13/966046968.jpg
http://www4.0zz0.com/2010/10/22/13/185546998.jpg
يقول الإمام علي في وصيته لابنه الحسن عليهم السلام في ـ نهج البلاغة ـ ص583: [وَ إِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلاَدِ أَهْلِ اَلدُّنْيَا إِلَيْهَا وَ تَكَالُبِهِمْ عَلَيْهَا فَقَدْ نَبَّأَ اَللَّهُ عَنْهَا وَ نَعَتْ لَكَ نَفْسَهَا وَ تَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوِيهَا فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلاَبٌ عَاوِيَة وَسِبَاعٌ ضَارِيَةٌ يَهِرُّ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ يَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا وَ يَقْهَرُ كَبِيرُهَا صَغِيرَهَا]
وراجعوا أيضًا شروح نهج البلاغة للراوندي والتستري وابن أبي الحديد وغيرهم
ويقول العلامة الحلي في كتابه ـ تذكرة الفقهاء ـ (2/ 411): [لإن العزيز من العرب كان إذا انتجع بلدا مخضبا وافى بكلب على جبل ان كان به أو على نشق؟ ان لم يكن به ثم استعوى الكلب ووقف له من كل ناحية تسمع صوته بالعواء فحيث انتهى صوته حماه .. ]
ويقول العلامة الطريحي في كتابه ـ مجمع البحرين ـ (3/ 282): [عوى في الحديث: (كأني أسمع عواء أهل النار) يعني صياحهم. و (العواء) صوت السباع وهو بالكلب والذئب أخص، يقال: عوى الكلب يعوي عواء: صاح، فهو عاو. و (العواء) بالمد والتشديد: الكلب يعوي كثيرا]
(الكلب العاوي في كتب اللغة):
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الجوهري في كتابه ـ الصحاح ـ (6/ 2441) عند كلمة (عوى): [عوى الكلب والذئب وابن آوى يعوى عواء: صاح. وهو يعاوى الكلاب، أي يصايحها. وعويت الشعر والحبل عيا: لويته. وعويته أيضا تعوية .. ]
يقول ابن منظور في كتابه ـ لسان العرب ـ (16/ 107): [عوى: العوي: الذئب. عوى الكلب والذئب يعوي عيا وعواء وعوة وعوية، كلاهما نادر: لوى خطمه ثم صوت، وقيل: مد صوته ولم يفصح. واعتوى: كعوى، قال جرير: ألا إنما العكلي كلب، فقل له، إذا ما اعتوى: إخسأ وألق له عرقا وكذلك الأسد. الأزهري: عوت الكلاب والسباع تعوي عواء، وهو صوت تمده وليس بنبح، وقال أبو الجراح: الذئب يعوي، وأنشدني أعرابي: هذا أحق منزل بالترك، الذئب يعوي والغراب يبكي ... ]
ومن أراد المزيد.فليراجع المصادر اللغوية .. !!
[الخاتمة الكاوية]
بناءًا على ما سبق، نقول للحيدري واتباعه: إما أن الإمام علي رضي الله عنه وعلماء الشيعة و اللغة، جاهلون باللغة وأغبياء في صياغتهم، أو أن الحيدري هو الجاهل الغبي؟؟
فأيهّا تريدون؟!! وكلاهما مرٌ عليكم أيها المخالفون؟!!!
وقال شيخكم: أن إطلاق عنوان الكلاب العاوية يدعو إلى الاشمئزاز أو الخجل ..
وقال الإمام علي: فإنما أهل الدنيا كلابٌ عاوية وسباعُ ضاربة ..
فماذا أنتم فاعلون بشيخكم الجهول؟ أم أنها زلة من المعصوم؟!! http://www.rohamaa.com/vb/images/smilies/wink.gif
وأقول لهؤلاء المطبلون: هل عرفتم الآن سبب عدم إشغال الكثير من جهدنا ووقتنا في عدم الرد على الغوي الغبي الجاهل كمال الحيدري .. !!
وأن شيخكم مجرد ناعق مطبل مارق، لا يدري ما يخرج من فيه من البوائق .. !!
وأن العلامة صاحب الضربات الحيدرية يجهل بأبسط مفردات اللغة العربية .. !! http://www.rohamaa.com/vb/images/smilies/smile.gif
بل ويجهل ما ورد عن المعصوم في كتابه العظيم .. !! http://www.rohamaa.com/vb/images/smilies/rolleyes.gif
فهذه برقية عاجل لكل ـ مخالف منصف ـ بعد عرض هذه الردود الساحقة على كمال الحيدري الجاهل بكتب علماءه وألفاظ اللغة العربية أن يضع خطوته الأولى في طريق البحث عن الحق وأن لا ينظر لرغبات وشهوات الخلق ..
وأهدي هذا الجهد المتواضع والعمل السريع للمجاهد الكبير (نور الدين) الذي قدم الردود النافعة والتعقبات الجياد على " كمال الحيدري " وكشف جهالاته وضلالاته ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه الأبرار .. !!
كتبه
Abu Shaimaa almadani
المصدر: من هنا ( http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?p=387418#post38 7418)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 01:24]ـ
قلت معلقا على الموضوع الأصلي:
جزيت الخيرات أبا شيماء ..
ولا أقول إلا قبح الله وجهك الدميم يا حيدري فإنك ساعٍ إلى إغلاء الحجارة, وإن شككت في ذلك فاسمع قول الشاعر وهو ينكر علينا:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا ... لأصبح الصخر مثقالا بدينار!!
ولكنك كلب يستحق الحجارة, ويرخص لك الغالي أيها الجاهل الغاوي!
ـ[ساموااا]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 01:43]ـ
بورك فيكم
ونصركم الله في فضح هذا الجاهل المتعالم آمين.
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 01:55]ـ
بارك الله فيك يا أبا الأزهر. رد ماتع من أبي شيماء .. حفظه الله وإياكم.
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 08:39]ـ
بورك فيكم
ونصركم الله في فضح هذا الجاهل المتعالم آمين.
آمين آمين ..
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:54]ـ
إخواني الفضلاء .. جزاكم الله الخيرات والبركات ..
[مطالبة الكلب العاوي كمال الحيدري والمسؤولين عن [موقعه] بحذف العار الذي رُسِمَ على جبين شيخهم الجاهل الغاوي]
http://img834.imageshack.us/img834/1693/68300530.jpg
http://img834.imageshack.us/img834/1693/68300530.jpg (http://img834.imageshack.us/img834/1693/68300530.jpg)(/)
ترقبوا اليوم مفاجآتي " هدايا علمية قيمة لأهل المجلس الموقر ولزواره الكرام "
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 03:41]ـ
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترقبوا اليوم مفاجآتي " هدايا علمية قيمة لأهل المجلس الموقر ولزواره الكرام "
أزف اليوم إليكم بشرى سارة , ألا وهي "السلاسل العلمية الصوتية" لشيخنا المكرم / أحمد جودة حفظه الله تعالى.
منْ هُوَ الشيخ أحمد جودة؟
سيرةُ الشيخِ ومعلوماتٌ عنْ حياتِهِ
نَسَبُهُ وكُنْيَتَهُ:
هو شيخُنَا الحبيبُ / أحمد بن جودة بن السيد بن محمد بن سالم أبو عبد الرحمن حفظه الله تعالى.
مولده:
وُلِدَ الشيخُ في التاسعِ والعشرينَ من شهرِ يناير سنةَ ألفٍ وتسعمائة وثمانٍ وستينَ (29/ 1 / 1968 م) بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية بمصر.
دِرَاسَتُهُ ومُؤَهِّلاتِهِ:
التحق الشيخُ بالأزهرِ الشريفِ , وكان العاشر على مستوى الجمهورية في الثانويةِ الأزهريةِ "علمي رياضة" , ومع ذلك تركَ الشيخ كليات القمة , والتحق بكلية " أصول الدين " جامعة المنصورة , وكان متفوقاً على أقرانه , فكان ترتيبه " الأول " في السنوات الأربع بتقدير " جيد جداً " , وتخرج في كلية أصول الدين جامعة المنصورة سنة 1991م بتقدير عام " جيد جداً مع مرتبة الشرف " , ثم حصل على درجة "الماجستير" بنفس الكلية بتقدير " امتياز " مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة " , وكان عنوان الرسالة:
{دعوة غير المسلمين إلى الإسلام في البلدان العربية: الواجب والواقع}
واختار الشيخ حفظه الله لرسالة الدكتوراه عنوان:
{التفسير التطبيقى للكتابالمقدس " الأناجيل " دراسة ونقد}
طلبه للعلم:
درس شيخُنَا على الشيخ محمد صفوت نور الدين رحمه الله تعالى والشيخ مصطفىالعدوى والشيخ سيد أبو عمه حفظهما الله تعالى فيمرحلة دراسته الثانوية والجامعية.
ثم سافر الشيخُ إلى المملكة العربية السعودية بعد تخرجه في كلية أصول الدين سنة 1991م.
والتقى بكثيرٍ من أهل العلم والفضل هناك وأفاد منهم , إلا أن الشيخَ قد أكثر من ملازمةِ ثلة مباركة من محققي أهل العلم وأفاد منهم جداً , ومن المشايخالذين أكثر الشيخ من ملازمتهم والإفادة منهم:
فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن صالحالمحمود
فضيلة الشيخ / عبد الكريم الخضير
فضيلة الشيخ / صالح آل الشيخ
وفضيلة / الشيخ عبد الله بن غديان
ولا يزالُ الشيخُ مواصلاً في طريقِ طلبِ العلمِ وتعلمِهِ والعملِ بِهِ وتعليمِهِ بجِديةٍ ومنهجِيةٍ واجتِهادٍ فيه , وفَّقَهُ الله لما يحبُّ ويرضى.
أخلاقه وعقيدته:
والشيخُ حفظه الله تعالى معروفٌ بدماثةِ الخلقِ , وبذلِ النفس , ولينِ الجانبِ , وحسنِ المعشرِ , وبشاشةِ الوجهِ , وشدةِ التواضعِ للصغيرِ والكبيرِ , حتى صارَ مَضْرِبَ المثلِ في ذلك بهذه الأخلاقِ الحسنةِ التي يتحاكى بها كُلُّ من عَرَفَهُ بَلْ من جالسه بَلْ من رآه ولو مرةً واحدةً , فمن جالسَ الشيخَ أحبَّهُ من كلِّ قلبِهِ , إذا رأيتَه ذكرتَ اللهَ تعالى , وإذا جلستَ معَهُ تجدهذاكراً لله , حافظاً للسانِهِ , قوَّالاً للحقِّ , ناصحا للخلق , حاضرَ البديهةِ , ظاهرَ الحجة , ثاقبَ الفهمِ لدقيقِ المسائلِ وعويصِها , على عقيدةٍ سلفيةٍ نقيةٍ بريئةٍ مِنْ كُلِّ شائبةِ بدعةٍ , غيرَ محبٍ للشهرةِ والسمعةِ ,ووالله ما عرفنا المنهجيةَ في طلبِ العلمِ إلا عن طريقِ شيخِنا المباركِ حفظه الله تعالى, فجزاه الله خيراً وحفظه وبارك فيه وفي عمره ونفع به الإسلام والمسلمين. آمين
وبعد فهذه نُبْذَةٌ يسيرةٌ مُوجَزةٌ عن فضيلةِ الشيخِ , وليسَ منْ رأى كمنْ سمعَ , وليسَ الخبرُ كالمعاينةِ , وأترك الاسترسال في التعريف بالشيخ لما ستسمعونه وستجدونه إن شاء الله تعالى من علمه وإتقانه لعقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 05:18]ـ
أسعدك الله بشيخك وأنا واحد ممن يترقبون هداياك القيّمة وفقك الله.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 11:26]ـ
يا مرحبا أخى الحبيب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=202154
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 10:06]ـ
يا مرحبا أخى الحبيب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=202154
مرحباً بك أنت أخي الحبيب الغالي الشيخ محمد , سترى قريبا ما يسُرُّكَ إن شاء الله تعالى
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=419570&posted=1#post419570(/)
إنتشار "الزوايا" الصوفية الأشعرية في الجزائر .... للنقاش
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 04:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
أما بعد،
إخوتي في الله. يحيط بالمغرب العربي الإسلامي عامة و الجزائر خاصة خطر إنتشار التصوف و عقيدة الأشاعرة عبر الزوايا و توفر لها أموال طائلة بالملايير بل و قناة في القمر نايل سات تبث من خلالها عقيدة أشعرية صوفية.
فما هو الحل في رأيكم بارك الله فيكم للحد من التصوف في المغرب العربي الاسلامي؟؟؟(/)
المفاجأة الأولى حمل "شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة لشيخنا المبارك / أحمد بن جودة "صوتي
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 07:14]ـ
إخواني الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أعددت مجموعةَ مفاجآتٍ لأهلِ هذا المجلسِ الموقرِ ولزوارِهِ الكرامِ – حفظهم الله جميعاً – تَقَرُّ بها أعينُ طلابِ العلمِ
وهذه هي " المفاجأة الأولى" وهي عبارة عن شرح صوتي لـ:
لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
لابن قدامة المقدسي
رحمه الله تعالى
شرح شيخنا المبارك فضيلة الشيخ / أحمد بن جودة
حفظه الله تعالى
وهذه السلسلةُ كنتُ قد سجلتُها خلالَ دورةٍ علميةٍ مركزةٍ أقيمتْ بمجمعِ الفرقانِ الإسلاميِ التابعِ لجمعيةِ أنصارِ السنةِ المحمديةِ بمدينةِ السنبلاوين بمحافظةِ الدقهلية بمصر.
وهذه السلسلةُ هي السلسلةُ الأولى التي أرفعُها لشيخِنَا المباركِ فضيلةِ الشيخِ / أحمد بن جودة , على الشبكة العنكبوتية وسأنزل باقي السلاسل تباعاً إنْ شاءَ اللهُ تعالى
وإذا أحببت التعرف على الشيخ فمن الرابط التالي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=66788
وهذه هي الروابط المباشرة للشرح:
الشريط الأول وجه 1
http://www.rofof.com/10zqfoh23/Wjh__1.html
الشريط الأول وجه 2
http://www.rofof.com/10pfjkw23/Wjh__2.html
الشريط الثاني وجه 1
http://www.rofof.com/10yuedn23/Wjh__1.html
الشريط الثاني وجه 2
http://www.rofof.com/10xptjb23/Wjh__2.html
الشريط الثالث وجه 1
http://www.rofof.com/10xqsvg23/Wjh__1.html
الشريط الثالث وجه 2
http://www.rofof.com/10smdyr23/Wjh__2.html
الشريط الرابع وجه 1
http://www.rofof.com/10xbzri23/Wjh__1.html
الشريط الرابع وجه 2
http://www.rofof.com/10tqhbd23/Wjh__2.html
الشريط الخامس وجه 1
http://www.rofof.com/10lagmk23/Wjh__1.html
الشريط الخامس وجه 2
http://www.rofof.com/10unioz23/Wjh__2.html
الشريط السادس وجه 1
http://www.rofof.com/10lpide23/Wjh__1.html
الشريط السادس وجه 2
http://www.rofof.com/10oegwc23/Wjh__2.html
الشريط السابع: متوفر بصيغة وورد فقط وسأرفعه لاحقاً إن شاء الله تعالى.
الشريط الثامن وجه 1
http://www.rofof.com/10abolz23/Wjh__1.html
الشريط الثامن وجه 2
http://www.rofof.com/10ifsxu23/Wjh__2.html
الشريط التاسع وجه 1
http://www.rofof.com/10rjdfw23/Wjh__1.html
الشريط التاسع وجه 2
http://www.rofof.com/10tbvxg23/Wjh__2.html
الشريط العاشر وجه 1
http://www.rofof.com/10dzsnc23/Wjh__1.html
الشريط العاشر وجه 2
http://www.rofof.com/10dlkum24/Wjh__2.html
الشريط الحادي عشر وجه 1
http://www.rofof.com/10rjpsn24/Wjh__1.html
الشريط الحادي عشر وجه 2
http://www.rofof.com/10mfkcj24/Wjh__2.html
في انتظار تعليقاتكم على الأشرطة
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 09:19]ـ
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 10:24]ـ
في انتظار تعليقاتكم على الأشرطة
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 12:35]ـ
أين إخواننا من طلبة العلم؟
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 09:19]ـ
هلموا يا إخوان
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 12:38]ـ
أسأل الله أن تنتفعوا بهذا الشرح الرائق
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 01:03]ـ
جزاكم الله الخير الوافر العميم.
إن شاء الله سأحاول الإستماع لهذه السلسلة هذه الفترة.
وأعذر إخوتك على التأخر في الرد.
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 01:48]ـ
جزاكم الله الخير الوافر العميم.
إن شاء الله سأحاول الإستماع لهذه السلسلة هذه الفترة.
وأعذر إخوتك على التأخر في الرد.
وإياكم أختي الكريمة.
نفعك الله بهذه السلسلة , فهي أكثر من رائعة , وسوف ترين ذلك بنفسك إن شاء الله تعالى.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. آمين
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 09:00]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 11:07]ـ
الأخ الفاضل/ابو محمد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
المعروض من المواد العلمية الكثير، ولا تتعجل سماع الناس لهذه المواد فلا تدرى من سيسمعها لا حقا وينتفع بها. ويبدو انك تحب شيخك كثيرا نفعنا الله واياك به.
حضرت الجمعة الماضية للشيخ الفاضل احمد أبو العينين درسين يوم الجمعة بمنية سمنود-بمسجده. فى حضور يتعدى 40 طالبا. وتذكرت بداية تدريسه كنت اذهب معه على موتوسيكل من منية سمنود لأجا ويجلس على الحصير بمسجد التوحيد ... فى حضور لا يتجاوز 6 طلاب. فعلينا السعى لنشر العلم على قدر طاقتنا والله يبارك
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 03:40]ـ
الأخ الفاضل/ابو محمد ...
المعروض من المواد العلمية الكثير، ولا تتعجل سماع الناس لهذه المواد فلا تدرى من سيسمعها لا حقا وينتفع بها. ويبدو انك تحب شيخك كثيرا نفعنا الله واياك به.
حضرت الجمعة الماضية للشيخ الفاضل احمد أبو العينين درسين يوم الجمعة بمنية سمنود-بمسجده. فى حضور يتعدى 40 طالبا. وتذكرت بداية تدريسه كنت اذهب معه على موتوسيكل من منية سمنود لأجا ويجلس على الحصير بمسجد التوحيد ... فى حضور لا يتجاوز 6 طلاب. فعلينا السعى لنشر العلم على قدر طاقتنا والله يبارك
أخي الفاضل الشيخ محمد عبد الغني , جزاك الله خيراً وبارك فيك
أولاً: نعم والله إنني أحب شيخي فضيلة الشيخ أحمد جودة - حفظه الله تعالى - حباً شديداً , وأشهد بالله العظيم أن الله عز وجل نفعني به نفعاً عظيماً , وفتح به عيني على " المنهجية في طلب العلم " , ومازلت أنتفع به والله , فالشيخ ما تحضر له درساً إلا وتستفيد علماً ونشاطاً للعمل بهذا العلم , ولذلك أنا أكاد أكون ملازما له في جميع دروسه بل وخطبه - بفضل الله تعالى وتوفيقه - , حقيقةً أخي: " لقد وجدتُ قلبي بسماعي لهذا الرجل المبارك " , ولا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه , فأحببت أن ينتفع إخواني من دروسه هذه , فهي عظيمة الفوائد , كثيرة العوائد , ولذا فأنا أتحدى أيَّ أخٍ يسمع الشريط الأول ثم يستطيع أن يترك باقي الأشرطة دون أن يسمعها , أتحدى.
ثانياً: بالنسبة للشيخ البارع المحقق المدقق بقية السلف الشيخ الفاضل / أحمد بن أبي العينين - حفظه الله تعالى - فهو أيضاً شيخي وأستاذي , وله في قلبي مثلُ ما ذكرتُهُ في حق شيخي أحمد جودة - حفظ الله الجميع - ولي معه بعض اللقاءات المسجلة وفي بيته , والتي أود أن يتيسر لي الوقت لرفعها على الشبكة , وأنا أغبطك على قرب بلدك من الشيخ الفاضل وعلى تمكنك من حضور دروسه النافعة.
ثالثاً: لا يفوتني - أخي - أن أخبرك أنني قد أحببتُك في الله , بسبب حضورك لدروس شيخنا ابن أبي العينين , على قاعدة " حبيب حبيبي حبيبي " , ويشرفني أن نتواصل معاً على الخاص.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 12:30]ـ
انهلوا من علم الشيخ يا إخواني
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 05:10]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وفي الشيخ أحمد ..
جاري التحميل، وبانتظار بقية المفاجآت، لا تتأخر علينا ..
كتب الله أجرك ..
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 10:06]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وفي الشيخ أحمد ..
جاري التحميل، وبانتظار بقية المفاجآت، لا تتأخر علينا ..
كتب الله أجرك ..
وفيك أخي وفي رواد هذا المجلس المبارك بارك الله , وأبشرك بأن المفاجأة الثانية ستنزل خلالَ أربعٍ وعشرينَ ساعةً إن شاء الله تعالى
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 02:11]ـ
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 12:30]ـ
أبشروا:
الليلة وبعد قليل "المفاجأة الثانية" إن شاء الله تعالى
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 01:55]ـ
تم رفع مفاجأتي الثانية , ولله الحمد والمنة.
ـ[فهد الزغيبي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 02:08]ـ
كتب الله لك الأجر، ووصلك الله تعالى برضوانه.
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 11:48]ـ
آمين آمين وإياكم.
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 02:21]ـ
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 01:51]ـ
ترقبوا - إخواني - المفاجأة الثالثة
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 12:25]ـ
يتبع إن شاء الله
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 04:40]ـ
أين هي المفاجآت فلقد شوقتنا
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 08:36]ـ
هذا رابط المفاجأة الثانية أخي الكريم:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=67092
وقريبا المفاجأة الثالثة إن شاء الله تعالى
نفعنا الله وجميع المسلمين بهذه المفاجآت , وجعلها خالصةً لوجهه الكريم. آمين.(/)
إنصاف شيخ الإسلام ابن تيمية للإمام الأشعري وللأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 12:17]ـ
إنصاف شيخ الإسلام ابن تيمية للإمام الأشعري وللأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
العدل والإنصاف منهج أهل السنة والجماعة في الحكم على الموافق و المخالف كما قال الحافظ الإمام وكيع بن الجراح: أهل العلم يكتبون مالهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا مالهم.
ومن أئمة أهل السنة والجماعة الذي جمع بين العلم والعدل الإنصاف – والله حسيبه – شيخ الإسلام ابن تيمية العالم الرباني الذي جمع بين العلم والعمل؛ فعندما يقرأ المسلم الكلمات التي سطرها في التعامل مع المخالف والخصم والتي فيها العدل والإنصاف والرحمة ليعجب من هذا الإنصاف والرحمة والعدل مع شدة ما لاقى من أذية وحرب وهجوم؛ فعندما تقارن بين كلامه كلامهم تجد البون الشاسع والتفاوت الكبير؛ وقد قرر رحمه الله في ذلك منهج أهل السنة والجماعة بقوله:" ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف, ولا يظلمونهم؛ فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض! بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض , وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا , .. ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض , والخوارج تكفر أهل الجماعة وكذلك أكثر المعتزلة يكفرون من خالفهم , وكذلك أكثر الرافضة ومن لم يكفر فسق , وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا ويكفرون من خالفهم فيه. وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول , ولا يكفرون من خالفهم فيه؛ بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق كما وصف الله به المسلمين بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} آل عمران. قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس. وأهل السنة نقاوة المسلمين فهم خير الناس للناس.
منهاج السنة (5|103)
وهذا الكلام ليس قولا بلا عمل بل هو قول يصدقه العمل والتطبيق؛ وهذا ما شهد له به القريب والبعيد الموافق والمخالف.
قال الذهبي: رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي، سمعت أبا حازم العبدوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: أشهد على أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
قلت – أي الذهبي -: وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر [أحدا] من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن "؛ فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم.
سير أعلام النبلاء (15|88)
قال ابن عبد الهادي: وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يذكر أن السلطان لما جلسا بالشباك أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم. قال: ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير.
فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم , وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك؛ أما أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم. قال: فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول بعد ذلك: ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا.!
العقود الدرية (298 - 299)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني؛ فإنه وإن تعدى حدود الله في بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية؛ فأنا لا أتعدى حدود الله فيه بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل وأجعله مؤتما بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكما فيما اختلفوا فيه قال الله تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه} وقال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} الآية , وقال تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} وذلك أنك ما جزيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه.
مجموع الفتاوى (3|246)
ولذلك أحببت أن أنقل كلام هذا الحبر في الإمام الأشعري والأشاعرة ليقف عليه الموافق فيقتدي به , وليعرف المخالف فضل هذا الإمام , وليقف على عدله وإنصافه وليقارن ذلك بما يتفوه به بعض المعاصرين من سب وشتم وقدح في هذا الإمام الذي نشهد الله على محبته؛ وقد أشرت في ذلك إلى ثلاثة مباحث " ثناء شيخ الإسلام على الإمام الأشعري " , و" ثناء شيخ الإسلام على الأشاعرة "
و" بيان غلط من غلط على الإمام الأشعري وأخطأ ".
والله سبحانه نسأله التوفيق والسداد.
ثناء شيخ الإسلام على الإمام الأشعري
أ- ثناؤه عليه ودفاعه عنه
قال رحمه الله: وليس المقصود هنا إطلاق مدح شخص أو طائفة ولا إطلاق ذم ذلك؛فإن الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه قد يجتمع في الشخص الواحد والطائفة الواحدة ما يحمد به من الحسنات وما يذم به من السيئات وما لا يحمد به ولا يذم من المباحث والعفو عنه من الخطأ والنسيان بحيث يستحق الثواب على حسناته ويستحق العقاب على سيئاته بحيث لا يكون محمودا ولا مذموما على المباحات والمعفوات وهذا مذهب أهل السنة في فساق أهل القبلة ونحوهم
وإنما يخالف هذا الوعيدية من الخوارج والمعتزلة ونحوهم الذين يقولون من استحق المدح لم يستحق الثواب حتى يقولون: إن من دخل النار لا يخرج منها بل يخلد فيها وينكرون شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم في أهل الكبائر قبل الدخول وبعده وينكرون خروج أحد من النار , وقد تواترت السنن عن النبي صلى الله عليه و سلم بخروج من يخرج من النار حتى يقول الله: [أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان] وبشافعة النبي صلى الله عليه و سلم لأهل الكبائر من أمته , ولهذا يكثر في الأمة من أئمة الأمراء وغيرهم من يجتمع فيه الأمران؛ فبعض الناس يقتصر على ذكر محاسنه ومدحه غلوا وهوى , وبعضهم يقتصر على ذكر مساويه غلوا وهوى , ودين الله بين بين الغالي فيه والجافي عنه وخيار الأمور أوسطها , ولا ريب أن للأشعري في الرد على أهل البدع كلاما حسنا هو من الكلام المقبول الذي يحمد قائله إذا أخلص فيه النية, وله أيضا كلام خالف به بعض السنة هو من الكلام المردود الذي يذم به قائله إذا أصر عليه بعد قيام الحجة , وإن كان الكلام الحسن لم يخلص فيه النية والكلام السيء كان صاحبه مجتهدا مخطئا مفتورا له خطأه لم يكن في واحد منهما مدح ولا ذم بل يحمد نفس الكلام المقبول الموافق للسنة ويذم الكلام المخالف للسنة , وإنما المقصود أن الأئمة المرجوع إليهم في الدين مخالفون للأشعري في مسألة الكلام وإن كانوا مع ذلك معظمين له في أمور أخرى وناهين عن لعنه وتكفيره ومادحين له بماله من المحاسن.
الفتاوى الكبرى (6|696)
وقال رحمه الله: وأنا قد أحضرت ما يبين اتفاق المذاهب فيما ذكرته وأحضرت كتاب تبيين كذب المفترى فيما ينسب إلى الشيخ أبى الحسن الأشعرى رحمه الله تأليف الحافظ أبى القاسم أبن عساكر رحمه الله
وقلت: لم يصنف في أخبار الأشعرى المحمودة كتاب مثل هذا وقد ذكر فيه لفظه الذي ذكره في كتابه الإبانة.
مجموع الفتاوى (3|182)
ب- ثناؤه عليه في بيان فضائح المعتزلة والرد عليهم
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا مما مدح به الأشعري؛ فإنه بين من فضائح المعتزلة وتناقض أقوالهم , وفسادها ما لم يبينه غيره؛ لأنه كان منهم وكان قد درس الكلام على أبي على الجبائي أربعين سنة , وكان ذكيا ثم إنه رجع عنهم , وصنف في الرد عليهم ونصر في الصفات طريقة ابن كلاب؛ لأنها أقرب إلى الحق والسنة من قولهم ,ولم يعرف غيرها؛ فإنه لم يكن خبيرا بالسنة والحديث وأقوال الصحابة والتابعين وغيرهم وتفسير السلف للقرآن والعلم بالسنة المحضة إنما يستفاد من هذا , ولهذا يذكر في المقالات مقالة المعتزلة مفصلة يذكر قول كل واحد منهم , وما بينهم من النزاع في الدق والجل كما يحكى ابن أبي زيد مقالات أصحاب مالك وكما يحكي أبو الحسن القدوري اختلاف أصحاب أبي حنيفة ويذكر أيضا مقالات الخوارج والروافض لكن نقله لها من كتب أرباب المقالات لا عن مباشرة.
منهاج السنة (5|192)
وقال رحمه الله: وإن كنتم قد رددتم على المعتزلة حتى قيل: إن الأشعري حجرهم في قمع السمسمة؛ فهذا أيضا صحيح بما أبداه من تناقض أصولهم؛ فإنه كان خبيرا بمذاهبهم إذ كان من تلامذة أبي علي الجبائي وقرأ عليه أصول المعتزلة أربعين سنة ثم لما انتقل إلى طريقة أبي محمد عبد الله بن مسعود بن كلاب ,وهي أقرب إلى السنة من طريقة المعتزلة؛ فإنه يثبت الصفات والعلو ومباينة الله للمخلوقات ويجعل العلو يثبت بالعقل؛فكان الأشعري لخبرته بأصول المعتزلة أظهر من تناقضها وفسادها ما قمع به المعتزلة وبما أظهره من تناقض المعتزلة والرافضة والفلاسفة ونحوهم صار له من الحرمة والقدر ما صار له؛ فإن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما.
الفتاوى الكبرى (6|629)
وقال رحمه الله:: لا ريب أن قول ابن كلاب والأشعري ونحوهما من المثبتة للصفات ليس هو قول الجهمية، بل ولا المعتزلة، بل هؤلاء لهم مصنفات في الرد على الجهمية والمعتزلة وبيان تضليل من نفاها، بل هم تارة يكفرون الجهمية والمعتزلة، وتارة يضللونهم.
مجموع الفتاوى (12|202)
ج- ثناؤه عليه في الرد على الفلاسفة والباطنية غيرهم
قال رحمه الله: وقد بالغ في ذلك طوائف منهم القاضي أبو بكر بن العربي في العواصم والقواصم , وأصل ذلك تقريرهم أن الله خالق كل شيء ولا خالق غيره وهذا مذهب سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة , وهو أحسن ما امتاز به الأشعري عن طوائف المتكلمين , وبالغ في ذلك حتى جعل أخص أوصاف الرب القدرة على الاختراع , وزعم أن هذا معنى الإلهية , وفي الأصل رد على القدرية القائلين بأن الله تعالى لم يخلق أفعال الحيوان وعلى الفلاسفة وأتباعهم من أهل النجوم والطبع القائلين بفاعل غير الله ... .
بغية المرتاد (261|262)
د- ثناؤه عليه في سعة اطلاعه وعلمه
وقال رحمه الله: مع أنه من أعرف المتكلمين المصنفين في الاختلاف بذلك , وهو أعرف به من جميع أصحابه من القاضي أبي بكر وابن فورك وأبي إسحاق وهؤلاء أعلم به من أبي المعالي وذويه ومن الشهرستاني , ولهذا كان ما يذكره الشهرستاني من مذهب أهل السنة والحديث ناقصا عما يذكره الأشعري؛ فإن الأشعري أعلم من هؤلاء كلهم بذلك نقلا وتوجيها.
منهاج السنة (5|195)
وقال رحمه الله: الجواب أن يقال ما ينقله الشهرستاني وأمثاله من المصنفين في الممل والنحل عامته مما ينقله بعضهم عن بعض , وكثير من ذلك لم يحرر فيه أقوال المنقول عنهم , ولم يذكر الإسناد في عامة ما ينقله بل هو ينقل من كتب من صنف المقالات قبله مثل أبي عيسى الوراق , وهو من المصنفين للرافضة المتهمين في كثر مما ينقلونه ,ومثل أبي يحيى وغيرهما من الشيعة, وينقل أيضا من كتب بعض الزيدية والمعتزلة الطاعنين في كثير من الصحابة , ولهذا تجد نقل الأشعري أصح من نقل هؤلاء لأنه أعلم بالمقالات وأشد احترازا من كذب الكذابين فيها.
منهاج السنة (6|191)
هـ - ثناؤه عليه في إثباته للصفات الخبرية
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رحمه الله: ثم المثبتون للصفات؛ منهم من يثبت الصفات المعلومة بالسمع كما يثبت الصفات المعلومة بالعقل , وهذا قول أهل السنة الخاصة أهل الحديث ومن وافقهم ,وهو قول أئمة الفقهاء وقول أئمة الكلام من أهل الإثبات كأبي محمد بن كلاب وأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وأبي الحسن الطبري والقاضي أبي بكر بن الباقلاني ,ولم يختلف في ذلك قول الأشعري وقدماء أئمة أصحابه؛ لكن المتأخرون من أتباعه كأبي المعالي وغيره لا يثبتون إلا الصفات العقلية , وأما الخبرية؛ فمنهم من ينفيها , ومنهم من يتوقف فيها كالرازي والآمدي وغيرهما , ونفاة الصفات الخبرية منهم من يتأول نصوصها ومنهم من يفوض معناها إلى الله , وأما من أثبتها كالأشعري وأئمة أصحابه فهؤلاء يقولون تأويلها بما يقتضى نفيها تأويل باطل؛ فلا يكتفون بالتفويض بل يبطلون تأويلات النفاة , وقد ذكر الأشعري ذلك في عامة كتبه كالموجز والمقالات الكبير والمقالات الصغير والإبانة وغير ذلك , ولم يختلف في ذلك كلامه لكن طائفة ممن توافقه وممن تخالفه يحكون له قولا آخر أو تقول أظهر غير ما أبطن وكتبه تدل على بطلان هذين الظنين.
منهاج السنة (2|133)
وقال رحمه الله: وأما الأشعري فالمشهور عنه أن كليهما صفة خبرية وهو قول كثير من أتباع الأئمة الأربعة , وهو أول قولى القاضي أبي يعلى , وقول التميميين وغيرهم من أصحابه وكثير من متأخري أصحاب الأشعري أنكروا أن يكون الله فوق العرش أو في السماء , وهؤلاء الذين ينفون الصفات الخبرية كأبي المعالي وأتباعه؛ فإن الأشعري وأئمة أصحابه يثبتون الصفات الخبرية وهؤلاء ينفونها؛ فنفوا هذه الصفة لأنها على قول الأشعري من الصفات الخبرية.
منهاج السنة (2|191)
وقال رحمه الله: فيقال لا ريب أن قول ابن كلاب والأشعرى ونحوهما من المثبتة للصفات ليس هو قول الجهمية بل ولا المعتزلة بل هؤلاء لهم مصنفات في الرد على الجهمية والمعتزلة, وبيان تضليل من نفاها؛ بل هم تارة يكفرون الجهمية والمعتزلة وتارة يضللونهم لا سيما والجهم هو أعظم الناس نفيا للصفات بل وللأسماء الحسنى وقوله من جنس قول الباطنية القرامطة حتى ذكروا عنه أنه لا يسمى الله شيئا ولا غير ذلك من الأسماء التى يسمى بها المخلوق لأن ذلك بزعمه من التشبيه الممتنع ,وهذا قول القرامطة الباطنية وحكى عنه أنه لا يسميه إلا قادرا فاعلا لأن العبد عنده ليس بقادر ولا فاعل إذ كان هو رأس المجبرة وقوله فى الإيمان شر من قول المرجئة؛ فإنه لا يجعل الإيمان إلا مجرد تصديق القلب و ابن كلاب إمام الأشعرية أكثر مخالفة لجهم , وأقرب إلى السلف من الأشعرى نفسه والأشعرى أقرب إلى السلف من القاضى أبي بكر الباقلاني والقاضي أبو بكر وأمثاله أقرب إلى السلف من أبى المعالى وأتباعه؛ فإن هؤلاء نفوا الصفات كالاستواء والوجه واليدين ثم اختلفوا هل تتأول أو تفوض على قولين أو طريقين فأول قولي أبى المعالي هو تأويلها كما ذكر ذلك فى الإرشاد وآخر قوليه تحريم التأويل ذكر ذلك في الرسالة النظامية واستدل بإجماع السلف على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب.
وأما الأشعرى نفسه وأئمة أصحابه؛ فلم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية وفى الرد على من يتأولها كمن يقول استوى بمعنى استولى , وهذا مذكور فى كتبه كلها كالموجز الكبير و المقالات الصغيرة والكبيرة و الإبانة وغير ذلك وهكذا نقل سائر الناس عنه حتى المتأخرون كالرازى والآمدي ينقلون عنه إثبات الصفات الخبرية ولا يحكون عنه فى ذلك قولين.
فمن قال أن الأشعري كان ينفيها وأن له فى تأويلها قولين فقد افترى عليه , ولكن هذا فعل طائفة من متأخري أصحابه كأبى المعالى ونحوه؛ فإن هؤلاء ادخلوا فى مذهبه أشياء من أصول المعتزلة و الأشعري ابتلى بطائفتين طائفة تبغضه وطائفة تحبه كل منهما يكذب عليه , ويقول إنما صنف هذه الكتب تقية وإظهارا لموافقة أهل الحديث والسنة من الحنبلية وغيرهم , وهذا كذب على الرجل؛ فإنه لم يوجد له قول باطن يخالف الأقوال التى أظهرها ولا نقل أحد من خواص أصحابه ولا غيرهم عنه ما يناقض هذه الأقوال الموجودة فى مصنفاته فدعوى المدعي أنه كان يبطن خلاف ما يظهر دعوى مردودة شرعا وعقلا بل من تدبر كلامه فى هذا الباب فى مواضع تبين له قطعا أنه كان ينصر ما أظهره ولكن الذين
(يُتْبَعُ)
(/)
يحبونه ويخالفونه فى إثبات الصفات الخبرية يقصدون نفى ذلك عنه لئلا يقال إنهم خالفوه مع كون ما ذهبوا إليه من السنة قد اقتدوا فيه بحجته التى على ذكرها يعولون وعليها يعتمدون.
و الفريق الآخر دفعوا عنه لكونهم رأوا المنتسبين إليه لا يظهرون إلا خلاف هذا القول, ولكونهم اتهموه بالتقية وليس كذلك بل هو انتصر للمسائل المشهورة عند أهل السنة التى خالفهم فيها المعتزلة كمسألة الرؤية و الكلام واثبات الصفات ونحو ذلك لكن كانت خبرته بالكلام خبرة مفصلة وخبرته بالسنة خبرة مجملة؛ فلذلك وافق المعتزلة فى بعض أصولهم التى التزموا لأجلها خلاف السنة واعتقد أنه يمكنه الجمع بين تلك الأصول وبين الانتصار للسنة كما فعل فى مسألة الرؤية والكلام والصفات الخبرية وغير ذلك, والمخالفون له من أهل السنة والحديث ومن المعتزلة والفلاسفة يقولون إنه متناقض وإن ما وافق فيه المعتزلة يناقض ما وافق فيه أهل السنة كما أن المعتزلة يتناقضون فيما نصروا فيه دين الإسلام؛ فإنهم بنوا كثيرا من الحجج على أصول تناقض كثيرا من دين الإسلام بل جمهور المخالفين للأشعرى من المثبتة والنفاة يقولون إنما قاله فى مسألة الرؤية والكلام معلوم الفساد بضرورة العقل.
ولهذا يقول أتباعه إنه لم يوافقنا أحد من الطوائف على قولنا فى مسألة الرؤية والكلام فلما كان فى كلامه شوب من هذا وشوب من هذا صار يقول من يقول إن فيه نوعا من التجهم وأما من قال إن قوله قول جهم فقد قال الباطل , ومن قال إنه ليس فيه شىء من قول جهم فقد قال الباطل , والله يحب الكلام بعلم وعدل واعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل الناس منازلهم. مجموع الفتاوى (12|202 - 205)
وقال رحمه الله: ثم قال: ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث وجملة قولهم: الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء من عند الله، وبما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئاً - إلى أن قال - وأن الله على عرشه كما قال: {الرحمن على العرش استوى} وأن له يدين بلا كيف كما قال تعالى: {لما خلقت بيدي} وأقروا أن لله علماً كما قال: {أنزله بعلمه} {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} وأثبتوا السمع والبصر؛ ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة، وقالوا: إنه لا يكون في الأرض خير ولا شر إلا ما شاء الله، وأن الأشياء تكون بمشيئة الله، كما قال: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} إلى أن قال: ويقولون إن القرآن كلام الله غير مخلوق، ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: " إن الله ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر فأغفر له " كما جاء في الحديث. ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال: {وجاء ربك والملك صفاً صفا} وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء كما قال: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} وذكر أشياء كثيرة، إلى أن قال: فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه، وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب. قال الأشعري أيضاً في مسألة الاستواء: قال أهل السنة وأصحاب الحديث ليس بجسم، ولا يشبه الأشياء، وأنه على عرشه كما قال {الرحمن على العرش استوى} ولا نتقدم بين يدي الله في القول، بل نقول استوى بلا كيف، وأنه له يدين بلا كيف كما قال تعالى {لما خلقت بيدي} وأن الله ينزل إلى سماء الدنيا كما جاء في الحديث. قال: وقالت المعتزلة استوى على عرشه بمعنى استولى. وقال الأشعري أيضاً في كتاب الإبانة في أصول الديانة في باب الاستواء إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل: نقول له إن الله مستوٍ على عرشه كما قال {الرحمن على العرش استوى} وقال: {إليه يصعد الكلم الطيب}، وقال {بل رفعه الله إليه}، وقال حكاية عن فرعون {يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً} كذب فرعون موسى في قوله إن الله فوق السموات، وقال الله تعالى: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور} فالسموات فوقها العرش، وكل ما علا فهو سماء وليس إذا قال {أأمنتم من في السماء} يعني جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أنه ذكر السموات فقال {وجعل القمر فيهن نوراً} ولم يردانه يملأ السموات جميعاً ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
مستوٍ على العرش الذي هو فوق السموات؛ فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش , وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية أن معنى استوى استولى وملك وقهر وأن الله في كل مكان وجحدوا أن يكون الله على عرشه كما قال أهل الحق , وذهبوا في الاستواء إلى القدرة؛فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة؛ لأن الله قادر على كل شيء والأرض فالله قادر عليها وعلى الحشوش والأخلية؛ فلو كان مستوياً على العرش بمعنى الاستيلاء لجاز أن يقال هو مستوٍ على الأشياء كلها وعلى الحشوش والأخلية فبطل أن يكون معنى الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها، وقد نقل هذا عن الأشعري غير واحد من أئمة أصحابه كابن فورك والحافظ ابن عساكر في كتابه الذي جمعه في تبيين كذب المفتري فيما ينسب إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري، وذكر اعتقاده الذي ذكره في الإبانة وقوله فيه: فإن قال قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحلولية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون قيل له: قولنا الذي به نقول، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين، وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه قائلون، ولما خالف فيه مجانبون لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال وأوضح المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين ورحمة الله عليه من إمام مقدم وكبير مفهم على جميع أئمة المسلمين.
جامع الرسائل (1|97 - 98)
و- ثناؤه عليه في إتباعه مذهب الإمام أحمد وأخذه عن الحنابلة
قال رحمه الله: فإن الأشعري أخذ السنة بالبصرة عن زكريا بن يحيى الساجي ,وهو من علماء أهل الحديث المتبعين لأحمد ونحوه ثم لما قدم بغداد أخذ ممن كان بها ,ولهذا يوجد أكثر ألفاظه التي يذكرها عن أهل السنة والحديث؛إما ألفاظ زكريا عن أحمد في رسائله الجامعة في السنة ,وإلا فالأشعري لم يكن له خبرة بمذهب أهل السنة وأصحاب الحديث ,وإنما يعري أقوالهم من حيث الجملة لا يعرف تفاصيل أقوالهم وأقوال أئمتهم, وقد تصرف فيما نقله عنهم باجتهاده في مواضع يعرفها البصير.
الفتاوى الكبرى (6|696)
وقال رحمه الله: لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات , وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره؛ لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى.
مجموع الفتاوى (4|19)
وقال رحمه الله: وكذلك أبو محمد بن حزم مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر؛ قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة , ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوهما لا تدل على العلم والقدرة , وينتسب إلى الأمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة , ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث , ويذم الأشعري وأصحابه ذما عظيما, ويدعي أنهم خرجوا عن مذهب السنة والحديث في الصفات.
ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك.
درء التعارض (3|28)
وقال رحمه الله: ولهذا كان القاضي أبو بكر بن الطيب يكتب في أجوبته أحياناً محمد بن الطيب الحنبلي كما كان يقول الأشعري إذ كان الأشعري وأصحابه منتسبين إلى أحمد بن حنبل وأمثاله من أئمة السنة، وكان الأشعري أقرب إلى مذهب أحمد بن حنبل وأهل السنة من كثير من المتأخرين المنتسبين إلى أحمد الذين مالوا إلى بعض كلام المعتزلة كابن عقيل وصدقة بن الحسين وابن الجوزي وأمثالهم.
جامع المسائل (1|216)
ز- ثناؤه عليه أنه أقرب إلى السلف وأهل الحديث من غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: وهو دائماً ينصر في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم قول أهل الحديث، لكنه لم يكن خبيراً بمأخذهم، فينصره على ما يراه من الأصول التي تلقاها عن غيرها، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء هؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان.
مجموع الفتاوى (7|120)
ثناء شيخ الإسلام على الأشاعرة
أ- حرصه على تأليف القلوب بين الحنابلة والأشاعرة
قال رحمه الله: والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة, وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين , وطلبا لاتفاق كلمتهم ,وإتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله , وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة , وبينت لهم أن الأشعرى كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه المنتصرين لطريقه كما يذكر الأشعرى ذلك فى كتبه.
وكما قال أبو إسحاق الشيرازى: إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة , وكان أئمة الحنابلة المتقدمين كأبي بكر عبد العزيز وأبى الحسن التميمى ونحوهما يذكرون كلامه فى كتبهم بل كان عند متقدميهم كابن عقيل عند المتأخرين, لكن ابن عقيل له اختصاص بمعرفة الفقه وأصوله , وأما الأشعرى فهو أقرب إلى أصول أحمد من ابن عقيل واتبع لها؛ فإنه كلما كان عهد الإنسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول.
مجموع الفتاوى (3|228)
ب- ثناؤه عليهم في الجملة
وقال رحمه الله: ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة , وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم , وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه؛ فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل وخيار الأمور أوساطها.
وهذا لي مخصوصا بهؤلاء بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات ويتجاوز لهم عن السيئات {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (الحشر: 10)
ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه و سلم وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} (البقرة: 286)
درء تعارض (1|283)
ويقول شيخ الإسلام في رده على ابن المطهر الحلي الرافضي، يرد عليه تشنيعه على الأشاعرة، ويعتذر لهم فيقول: إن غالب شناعته على الأشعرية ومن وافقهم، والأشعرية خير من المعتزلة والرافضة عند كل من يدري ما يقول، ويتقي الله فيما يقول .. وإذا قيل: إن في كلامهم وكلام من قد يوافقهم أحياناً من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم ما هو ضعيف، فكثير من ذلك الضعيف إنما تلقوه عن المعتزلة فهم أصل الخطأ في هذا الباب، وبعض ذلك أخطأوا فيه لإفراط المعتزلة في الخطأ، فقابلوهم مقابلة انحرفوا فيها، كالجيش الذي يقاتل الكفار فربما حصل منه إفراط وعدوان.
منهاج السنة (1|324) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|255)
ج- ثناؤه عليهم في الرد على أهل البدع من المعتزلة والفلاسفة والملاحدة وغيرهم
وقال رحمه الله: وكذلك متكلمة أهل الإثبات مثل الكلابية والكرامية والأشعرية إنما قبلوا واتبعوا واستحمدوا إلى عموم الأمة بما أثبتوه من أصول الإيمان من إثبات الصانع وصفاته وإثبات النبوة , والرد على الكفار من المشركين وأهل الكتاب وبيان تناقض حججهم, وكذلك استحمدوا بما ردوه على الجهمية والمعتزلة والرافضة والقدرية من أنواع المقالات التي يخالفون فيها أهل السنة والجماعة
(يُتْبَعُ)
(/)
فحسناتهم نوعان إما موافقة أهل السنة والحديث, وإما الرد على من خالف السنة والحديث بيان تناقض حججهم , ولم يتبع أحد مذهب الأشعري ونحوه إلا لأحد هذين الوصفين أو كلاهما وكل من أحبه وانتصر له من المسلمين وعلمائهم؛ فإنما يحبه وينتصر له بذلك فالمصنف في مناقبه الدافع للطعن واللعن عنه كالبيهقي والقشيري أبي القاسم وابن عساكر الدمشقي إنما يحتجون لذلك بما يقوله من أقوال أهل السنة والحديث أو بما رده من أقوال مخالفهيم لا يحتجون له عند الأمة وعلمائها وأمرائها إلا بهذين الوصفين ,ولولا أنه كان من أقرب بني جنسه إلى ذلك لألحقوه بطبقته الذين لم يكونوا كذلك كشيخه الأول أبي علي وولده أبي هاشم.
لكن كان له من موافقة مذهب السنة والحديث في الصفات والقدر والإمامة والفضائل والشفاعة والحوض والصراط والميزان وله من الردود على المعتزلة والقدرية والرافضة والجهمية وبيان تناقضهم ما أوجب أن يمتاز بذلك عن أولئك ويعرف له حقه وقدره قد جعل الله لكل شيء قدرا وبما وافق فيه السنة والحديث صار له من القبول والأتباع ما صار لكن الموافقة التي فيها قهر المخالف وإظهار فساد قوله هي من جنس المجاهد المنتصر.
مجموع الفتاوى (4|12 - 13)
وقال رحمه الله: وقد صنف المسلمون في كشف أسرارهم، وهتك أستارهم كتباً كباراً وصغاراً، وجاهدوهم باللسان واليد، إذ كانوا أحق بذلك من اليهود والنصارى، ولو لم يكن إلا كتاب كشف الأسرار وهتك الأستار للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب، وكتاب عبد الجبار بن أحمد، وكتاب أبي حامد الغزالي، وكلام أبي إسحاق، وكلام ابن فورك، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، والشهرستاني، وغير هؤلاء مما يطول وصفه.
مجموع الفتاوى (9|143)
د- بيانه أنهم أقرب الطوائف إلى أهل السنة والحديث
قال رحمه الله: وأما من أثبت الصفات المعلومات بالعقل والسمع وإنما نازع في قيام الأمور الاختيارية به كابن كلاب ومن اتبعه فهؤلاء ليسوا جهمية بل وافقوا جهما في بعض قوله وإن كانوا خالفوه في بعضه وهؤلاء من أقرب الطوائف إلى السلف وأهل السنة والحديث
النبوات (143)
وقال رحمه الله: وأما ابن عقيل فإذا انحرف وقع فى كلامه مادة قوية معتزلية فى الصفات والقدر وكرامات الأولياء بحيث يكون الأشعرى أحسن قولا منه واقرب إلى السنة. فإن الأشعرى ما كان ينتسب إلا إلى مذهب أهل الحديث وإمامهم عنده أحمد بن حنبل , وقد ذكر أبو بكر عبدالعزيز وغيره فى مناظراته ما يقتضى أنه عنده من متكلمى أهل الحديث لم يجعله مباينا لهم ,وكانوا قديما متقاربين إلا أن فيهم من ينكر عليه ما قد ينكرونه على من خرج منهم إلى شىء من الكلام لما فى ذلك من البدعة مع انه فى أصل مقالته ليس على السنة المحضة بل هو مقصر عنها تقصيرا معروفا.
و الأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلى فرع عليهم , وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيرى ولا ريب أن الأشعرية الخراسانيين كانوا قد انحرفوا إلى التعطيل وكثير من الحنبلية زادوا فى الإثبات.
وصنف القاضى أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل رد فيه على ابن فورك شيخ القشيرى وكان الخليفة وغيره مائلين إليه فلما صار للقشيرية دولة بسبب السلاجقة جرت تلك الفتنة وأكثر الحق فيها كان مع الفرائية مع نوع من الباطل وكان مع القشيرية فيها نوع من الحق مع كثير من الباطل
مجموع الفتاوى (6|53 - 54)
وقال: وأما الأشعرية فلا يرون السيف موافقة لأهل الحديث وهم فى الجملة اقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث.
مجموع الفتاوى (6|55)
وقال رحمه الله: وإن كان في كلامهم من الأدلة الصحيحة وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم.
بيان تلبيس الجهمية (2|87)
هـ -ثناؤه على الباقلاني
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رحمه الله: وقال القاضى أبو بكر محمد بن الطيب الباقلانى المتكلم وهو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعرى ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده قال فى كتاب الإبانة تصنيفه: فإن قال قائل فما الدليل على أن لله وجها ويدا؟ قيل له: قوله {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وقوله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} فأثبت لنفسه وجها ويدا؛ فإن قال: فلم أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إن كنتم لا تعقلون وجها ويدا إلا جارحة.
قلنا: لا يجب هذا كما لا يجب إذا لم نعقل حيا عالما قادرا إلا جسما أن نقضى نحن وأنتم بذلك على الله سبحانه وتعالى , وكما لا يجب فى كل شيء كان قائما بذاته أن يكون جوهرا لأنا وإياكم لم نجد قائما بنفسه فى شاهدنا إلا كذلك , وكذلك الجواب لهم إن قالوا يجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفات ذاته عرضا واعتلوا بالوجود.
وقال:فإن قال فهل تقولون أنه فى كل مكان!
قيل له: معاذ الله بل مستو على عرشه كما أخبر فى كتابه فقال {الرحمن على العرش استوى} وقال الله تعالى {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} وقال {أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور} قال: ولو كان فى كل مكان لكان فى بطن الإنسان وفمه والحشوش والمواضع التى يرغب عن ذكرها ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض والى خلفنا والى يميننا والى شمالنا وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله
وقال أيضا فى هذا الكتاب: صفات ذاته التى لم يزل ولا يزال موصوفا بها هى الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا.
وقال فى كتاب التمهيد كلاما أكثر من هذا لكن ليست النسخة حاضرة عندى وكلامه وكلام غيره من المتكلمين فى مثل هذا الباب كثير لمن يطلبه وان كنا مستغنين بالكتاب والسنة وآثار السلف عن كل كلام.
مجموع الفتاوى (5|98 - 99) ودرء التعارض (3|208)
و- ثناؤه على نظام الملك والجويني وغيرهم من أعيان الأشاعرة
قال رحمه الله: وكانت الرافضة والقرامطة- علماؤها وأمراؤها – قد استظهرت في أوائل الدولة السلجوقية، حتى غلبت على الشام والعراق، وأخرجت الخليفة القائم ببغداد إلى تكريت وحبسوه بها في فتنة البساسيري المشهورة، فجاءت بعد ذلك السلجوقية حتى هزموهم وفتحوا الشام والعراق، وقهروهم بخراسان وحجروهم بمصر، وكان في وقتهم من الوزراء مثل» نظام الملك «، ومن العلماء مثل أبي المعالي الجويني، فصاروا بما يقيمونه من السنة ويردونه من بدعة هؤلاء ونحوهم لهم من المكانة عند الأمة بحسب ذلك، وكذلك المتأخرون من أصحاب مالك الذين وافقهوه كأبي الوليد الباجي، والقاضي أبي بكر بن العربي ونحوهما، لا يعظمون إلا بموافقة السنة والحديث.
مجموع الفتاوي (4/ 18) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|254)
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود: والوزير نظام الملك الذي ذكره شيخ الإسلام يعتبر من أبرز من نصر المذهب الأشعري من خلال المدارس النظامية التي أنشأها في أنحاء متفرقة من العراق وخراسان، وهو يذكر فضله فيما قام به من دعم للسلاجقة السنة في مقابل البويهيين الشيعة، ولذلك مدح صلاح الدين الأيوبي – وقد كان يتبنى عقيدة الأشاعرة – فقال عن مصر:» ثم .. فتحها ملوك السنة مثل صلاح الدين، وظهرت فيها كلمة السنة المخالفة للرافضة.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|254)
ز-ثناؤه على الجويني
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود: أما الجويني فيدافع عنه على الرغم من كونه ممن مال إلى المعتزلة أكثر ممن سبقه من الأشاعرة، وبعد أن نقل عنه الأقوال في الكلام ونسبته إلى أهل السنة ما ليس من مذهبهم، رد عليه ابن تيمية وقال:» وأبو المعالي وأمثاله أجل من أن يتعمد الكذب، لكن القول المحكي قد يسمع من قائل لم يضبطه، وقد يكون القائل نفسه لم يحرر قولهم «ويحتج بأقواله ويصححها في معرض ردوده على الجهمية.
درء التعارض (2/ 310) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|265)
ح-ثناؤه على الغزالي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود: بيانه أن الغزالي لا يتعمد الكذب، ولذلك لما نسب إلى الإمام أحمد أنه يقول بالتأويل رد عليه ابن تيمية بأنه:» نقله عن مجهول لا يعرف، وذلك المجهول أرسله إرسالاً عن أحمد، ولا يتنازع من يعرف أحمد وكلامه أن هذا كذب مفترى عليه، ونصوصه المنقولة عنه بنقل الثقات الأثبات، المتواتر عنه برد هذا الهذيان الذي نقله عنه، بل إذا كان أبو حامد ينقل عن رسول الله ? وعن الصحابة والتابعين من الأكاذيب لا يحصيه إلا الله، فكيف ما ينقله عن مثل أحمد «، ثم يعقب شيخ الإسلام مدافعاً عن الغزالي:» ولم يكن ممن يتعمد الكذب، كان أجلّ قدراً من ذلك، وكان من أعظم الناس ذكاء وطلباً للعلم وبحثاً عن الأمور، ولما قاله كان من أعظم الناس قصداً للحق، وله من الكلام الحسن المقبول أشياء عظيمة، بليغة، ومن حسن التقسيم والترتيب ما هو به من أحسن المصنفين، لكن كونه لم يصل إلى ما جاء به الرسول من الطرق الصحيحة كان ينقل ذلك بحسب ما بلغه لاسيما مع هذا الأصل، إذ جعل النبوات فرعاً على غيرها
كما أن شيخ الإسلام يعترف للغزالي بجهوده في ردوده على الفلاسفة، ويمتدحه كثيراً في ذلك، ولما احتج الفلاسفة على نفي الصفات بالتركيب وما يلزم رد عليهم الغزالي ووافقه ابن تيمية فقال: ما ذكره أبو حامد مستقيم، مبطل لقول الفلاسفة، وما ذكره ابن رشد إنما نشأ من جهة ما في اللفظ من الإجمال والاشتراك.
ثم قال مناقشاً ابن رشد: وهذه الطريق التي سلكها أبو حامد في مناظرته إخوانك وهي طريق صحيحة، وقد تبين أن ما ذكره أبو حامد عن احتجاجهم بلفظ المركب جواب صحيح «
ويقول ابن تيمية عن ابن رشد , وقد رد على أبي حامد في تهافت التهافت رداً أخطأ في كثير منه، والصواب مع أبي حامد .. وقد تكلمت على ذلك وبينت تحقيق ما قاله أبو حامد في ذلك من الصواب الموافق لأصول الإسلام، وخطأ ما خالفه من كلام ابن رشد وغيره من الفلاسفة، وإن ما قالوه من الحق الموافق للكتاب والسنة لا يرد، بل يقبل، وما قصر فيه أبو حامد من إفساد أقوالهم الفاسدة فيمكن رده بطريق أخرى يعان بها أبو حامد على قصده الصحيح.
كما يمتدح شيخ الإسلام ردود الغزالي على الفلاسفة في مسألة إثبات الصانع وينقل ما ذكره من الطعن في طريقة ابن سينا وأمثاله، ثم يقول شيخ الإسلام معقباً: وهذا الوجه الذي ذكره أبو حامد أحسن فيه، وكنت قد كتبت على توحيد الفلاسفة ونفيهم الصفات كلاماً بينت فيه فساد كلامهم في طريقة التركيب قبل أن أقف على كلام أبي حامد، ثم رأيت أبا حامد قد تكلم بما يوافق ذلك الذي كتبته، كما يعترف له في مناسبات أخرى
مجموع الفتاوى (1/ 49 - 50)، ودرء التعارض (8/ 16، 10/ 135 - 152)، وشرح الأصفهانية (132) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|265 - 267)
وذكر أيضا رجوعه في آخر عمره إلى الحديث، وأنه مات وهو يشتغل بالبخاري ومسلم
ويذكر أنه رجع» واستقر أمره على التلقي من طريقة أهل الحديث، بعد أن يأس من نيل مطلوبه من طريقة المتكلمين والمتفلسفة والمتصوفة أيضاً.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|268)
ط-ثناؤه على الرازي
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود: نظراً لأن الرازي ومن جاء بعده التصقوا بالفلسفة كثيراً، وانحرفوا عن أسلافهم الأشاعرة فقد كانت ردود ابن تيمية عليهم كثيرة وقوية، وكثيراً ما يوردها بنبرة قاسية تشبه ما يستخدمه من عبارات في ردوده على الفلاسفة والباطنية ومن شابههم من أهل الكفر والإلحاد، ومع ذلك فلم تخل مناقشاته له من الإنصاف حين يجد في كلامه ما هو حق، فهو يقول عنه بعد نقله لأحد آرائه ومناقشاته: قلت هذا هو الصواب، فإن بطلان الدور معلوم بالضرورة , ويقول عن إحدى مناقشاته للفلاسفة: فتبين أن الذي ألزمهم إياه أبو عبد الله الرازي إلزام لا محيد عنه، كما يمتدح ما ذكره من إبطال الحلول وإلزام النصارى , وكثيراً ما يذكر أن ما ذكره الرازي صحيح أو حق.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|268)
وقال شيخ الإسلام: أبو عبد الله الرازي من أعظم الناس منازعة للكرامية حتى يذكر بينه وبينهم أنواع من ذلك وميله إلى المعتزلة والمتفلسفة أكثر من ميله إليهم واختلف كلامه في تكفيرهم وإن كان هو قد استقر أمره على أنه لا يكفر أحدا من أهل القبلة لا لهم ولا للمعتزلة ولا لأمثالهم.
درء التعارض (3|322)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام: الكلام على هذا من وجوه
أحدها: أن هذا كذب على الأشعرية ليس فيهم من يقول إن الله ناقص بذاته كامل بغيره ولا قال الرازي ما ذكرته من الاعتراض عليهم بل هذا الإعتراض ذكره الرازي عمن اعترض به واستهجن الرازي ذكره.
منهاج السنة (2|483)
ي- ثناؤه على الآمدي والأبهري والأرموي من أئمة الأشاعرة المتأخرين
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود: كمما يفعل ذلك مع الآمدي –أي المدح-، ويقول عنه: مع أنه من أفضل من تكلم من أبناء جنسه في هذه الأمور وأعرفهم بالكلام والفلسفة، كما يعترف لأثير الدين الأبهري، ويقول عن - الرازي، والآمدي، والأرموي: إنهم من أفضل بني جنسهم من المتأخرين، بل قال عن الآمدي: كان من أحسنهم إسلاماً وأمثلهم اعتقاداً.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|269)
ك- موقفه مع المخالفين له في عصره
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود: وقد مدح شيخ الإسلام القاضي بدر الدين ابن جماعة وأيده، ونقل السبكي في طبقاته أن تقي الدين ابن تيمية كان كثيراً ما يثني على والده تقي الدين السبكي، وأنه: كان لا يعظم أحداً من أهل العصر كتعظيمه له، كما ذكر في ترجمة علاء الدين الباجي -واسمه علي بن محمد بن عبد الرحمن - أنه: لما رآه ابن تيمية عظمه، ولم يجر بين يديه بلفظة، فأخذ الشيخ علاء الدين يقول: تكلم نبحث معك، وابن تيمية يقول: مثلي لا يتكلم بين يديك أنا وظيفتي الاستفادة منك.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|270)
بيان غلط من غلط على الإمام الأشعري وأخطأ
وهنا نبين تغليط وتخطئة شيخ الإسلام ابن تيمية لمن نسب لمذهب الإمام الأشعري ما ليس فيه وبيان غلطه وخطئه.
أ- بيان غلط من نسب للإمام الأشعري عدم إثباته للصفات الخبرية
قال رحمه الله: ثم المثبتون للصفات منهم من يثبت الصفات المعلومة بالسمع كما يثبت الصفات المعلومة بالعقل , وهذا قول أهل السنة الخاصة أهل الحديث ومن وافقهم ,وهو قول أئمة الفقهاء وقول أئمة الكلام من أهل الإثبات كأبي محمد بن كلاب وأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وأبي الحسن الطبري والقاضي أبي بكر بن الباقلاني ولم يختلف في ذلك قول الأشعري وقدماء أئمة أصحابه؛ لكن المتأخرون من أتباعه كأبي المعالي وغيره لا يثبتون إلا الصفات العقلية , وأما الخبرية؛ فمنهم من ينفيها , ومنهم من يتوقف فيها كالرازي والآمدي وغيرهما , ونفاة الصفات الخبرية منهم من يتأول نصوصها ومنهم من يفوض معناها إلى الله , وأما من أثبتها كالأشعري وأئمة أصحابه فهؤلاء يقولون تأويلها بما يقتضى نفيها تأويل باطل؛ فلا يكتفون بالتفويض بل يبطلون تأويلات النفاة , وقد ذكر الأشعري ذلك في عامة كتبه كالموجز والمقالات الكبير والمقالات الصغير والإبانة وغير ذلك , ولم يختلف في ذلك كلامه لكن طائفة ممن توافقه وممن تخالفه يحكون له قولا آخر أو تقول أظهر غير ما أبطن وكتبه تدل على بطلان هذين الظنين.
منهاج السنة (2|133)
وقال رحمه الله: فيقال لا ريب أن قول ابن كلاب والأشعرى ونحوهما من المثبتة للصفات ليس هو قول الجهمية بل ولا المعتزلة بل هؤلاء لهم مصنفات في الرد على الجهمية والمعتزلة, وبيان تضليل من نفاها؛ بل هم تارة يكفرون الجهمية والمعتزلة وتارة يضللونهم لا سيما والجهم هو أعظم الناس نفيا للصفات بل وللأسماء الحسنى وقوله من جنس قول الباطنية القرامطة حتى ذكروا عنه أنه لا يسمى الله شيئا ولا غير ذلك من الأسماء التى يسمى بها المخلوق لأن ذلك بزعمه من التشبيه الممتنع ,وهذا قول القرامطة الباطنية وحكى عنه أنه لا يسميه إلا قادرا فاعلا لأن العبد عنده ليس بقادر ولا فاعل إذ كان هو رأس المجبرة وقوله فى الإيمان شر من قول المرجئة؛ فإنه لا يجعل الإيمان إلا مجرد تصديق القلب و ابن كلاب إمام الأشعرية أكثر مخالفة لجهم , وأقرب إلى السلف من الأشعرى نفسه والأشعرى أقرب إلى السلف من القاضى أبي بكر الباقلاني والقاضي أبو بكر وأمثاله أقرب إلى السلف من أبى المعالى وأتباعه؛ فإن هؤلاء نفوا الصفات كالاستواء والوجه واليدين ثم اختلفوا هل تتأول أو تفوض على قولين أو طريقين فأول قولي أبى المعالي هو تأويلها كما ذكر ذلك فى الإرشاد وآخر قوليه تحريم التأويل ذكر ذلك في الرسالة النظامية واستدل بإجماع السلف على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الأشعرى نفسه وأئمة أصحابه؛ فلم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية وفى الرد على من يتأولها كمن يقول استوى بمعنى استولى , وهذا مذكور فى كتبه كلها كالموجز الكبير و المقالات الصغيرة والكبيرة و الإبانة وغير ذلك وهكذا نقل سائر الناس عنه حتى المتأخرون كالرازى والآمدي ينقلون عنه إثبات الصفات الخبرية ولا يحكون عنه فى ذلك قولين.
فمن قال أن الأشعري كان ينفيها وأن له فى تأويلها قولين فقد افترى عليه , ولكن هذا فعل طائفة من متأخري أصحابه كأبى المعالى ونحوه؛ فإن هؤلاء ادخلوا فى مذهبه أشياء من أصول المعتزلة و الأشعري ابتلى بطائفتين طائفة تبغضه وطائفة تحبه كل منهما يكذب عليه , ويقول إنما صنف هذه الكتب تقية وإظهارا لموافقة أهل الحديث والسنة من الحنبلية وغيرهم , وهذا كذب على الرجل؛ فإنه لم يوجد له قول باطن يخالف الأقوال التى أظهرها ولا نقل أحد من خواص أصحابه ولا غيرهم عنه ما يناقض هذه الأقوال الموجودة فى مصنفاته فدعوى المدعي أنه كان يبطن خلاف ما يظهر دعوى مردودة شرعا وعقلا بل من تدبر كلامه فى هذا الباب فى مواضع تبين له قطعا أنه كان ينصر ما أظهره ولكن الذين يحبونه ويخالفونه فى إثبات الصفات الخبرية يقصدون نفى ذلك عنه لئلا يقال إنهم خالفوه مع كون ما ذهبوا إليه من السنة قد اقتدوا فيه بحجته التى على ذكرها يعولون وعليها يعتمدون.
و الفريق الآخر دفعوا عنه لكونهم رأوا المنتسبين إليه لا يظهرون إلا خلاف هذا القول, ولكونهم اتهموه بالتقية وليس كذلك بل هو انتصر للمسائل المشهورة عند أهل السنة التى خالفهم فيها المعتزلة كمسألة الرؤية و الكلام واثبات الصفات ونحو ذلك لكن كانت خبرته بالكلام خبرة مفصلة وخبرته بالسنة خبرة مجملة؛ فلذلك وافق المعتزلة فى بعض أصولهم التى التزموا لأجلها خلاف السنة واعتقد أنه يمكنه الجمع بين تلك الأصول وبين الانتصار للسنة كما فعل فى مسألة الرؤية والكلام والصفات الخبرية وغير ذلك, والمخالفون له من أهل السنة والحديث ومن المعتزلة والفلاسفة يقولون إنه متناقض وإن ما وافق فيه المعتزلة يناقض ما وافق فيه أهل السنة كما أن المعتزلة يتناقضون فيما نصروا فيه دين الإسلام؛ فإنهم بنوا كثيرا من الحجج على أصول تناقض كثيرا من دين الإسلام بل جمهور المخالفين للأشعرى من المثبتة والنفاة يقولون إنما قاله فى مسألة الرؤية والكلام معلوم الفساد بضرورة العقل.
ولهذا يقول أتباعه إنه لم يوافقنا أحد من الطوائف على قولنا فى مسألة الرؤية والكلام فلما كان فى كلامه شوب من هذا وشوب من هذا صار يقول من يقول إن فيه نوعا من التجهم وأما من قال إن قوله قول جهم فقد قال الباطل , ومن قال إنه ليس فيه شىء من قول جهم فقد قال الباطل , والله يحب الكلام بعلم وعدل واعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل الناس منازلهم. مجموع الفتاوى (12|202 - 205)
ب- بيان غلط من نسب إليه أن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي
قال رحمه الله: فإن للناس ثلاثة أقوال قيل إن الوجود زائد على الماهية في الواجب والممكن كما يقول ذلك أبو هاشم وغيره وهو أحد قولي الرازي , وقد يقوله بعض النظار من أصحاب أحمد وغيرهم. وقيل بل الوجود في الخارج هو الحقيقة الثابتة في الخارج ليس هناك شيئان؛ وهذا قول الجمهور من أهل الإثبات , وهذا قول عامة النظار من مثبتة الصفات من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم لكن ظن الشهرستاني والرازي والأمدي ونحوهم أن قائل هذا القول يقول: إن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي ونقلوا ذلك عن الأشعري وغيره وهو غلط عليهم؛ فإن أصحاب هذا القول هم جماهير الخلق من الأولين والآخرين وليس فيهم من يقول بأن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي إلا طائفة قليلة , وليس هذا قول الأشعري وأصحابه بل هم متفقون على أن الوجود ينقسم إلى قديم ومحدث واسم الوجود يعمهما لكن الأشعري ينفي الأحوال ويقول العموم والخصوص يعود إلى الأقوال ومقصوده أنه ليس في الخارج معنى كلي عام ليس مقصوده أن الذهن لا يقوم به معنى عام كلي.
منهاج السنة (8|22)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رحمه الله: أما اللفظ فتنازعوا في الأسماء التي تسمى الله بها وتسمى بها عباده كالموجود والحي والعليم والقدير فقال بعضهم هي مقولة بالاشتراك اللفظي حذرا من إثبات قدر مشترك بينهما لأنهما إذا اشتركا في مسمى الوجود لزم أن يمتاز الواجب عن الممكن بشيء آخر فيكون مركبا وهذا قول بعض المتأخرين كالشهرستاني والرازي في أحد قوليهما وكالآمدي مع توقفه أحيانا وقد ذكر الرازي والآمدي ومن اتبعهما هذا القول عن الأشعري وأبي الحسين البصري وهو غلط عليهما.
منهاج (2|581)
ج- بيان غلط من نسب إليه أنه يقول بعدم قيام الصفات بذات الله
قال رحمه الله: أن يقال هذا القول المذكور ليس هو قول الأشعري ولا جمهور موافقيه إنما هو قول مثبتى الحال منهم الذين يقولون إن العالمية حال معللة بالعلم فيجعلون العلم يوجبه حال آخر ليس هو العلم بل هو كونه عالما , وهذا قول القاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وأول قول أبي المعالي وأما جمهور مثبتة الصفات فيقولون إن العلم هو كونه عالما ويقولون لا يكون عالما إلا بعلم ولا قادرا إلا بقدرة أي يمتنع أن يكون عالما من لا علم له وأن يكون قادرا من لا قدرة له وأن يكون حيا من لا حياة له وعندهم علمه هو كونه عالما وقدرته هو كونه قادرا وحياته هو كونه حيا.
منهاج السنة (2|486)
د- بيان غلط من نسب إلى الأشعري أن يفسر الاستواء بالاستيلاء
قال رحمه الله: والمبطل لتأويل من تأول استوى بمعنى استولى وجوه:
أحدها: أن هذا التفسير لم يفسره أحد من السلف من سائر المسلمين من الصحابة والتابعين؛ فإنه لم يفسره أحد فى الكتب الصحيحة عنهم بل أول من قال ذلك بعض الجهمية والمعتزلة كما ذكره أبو الحسن الأشعرى فى كتاب المقالات و كتاب الإبانة
مجموع الفتاوى (5|144)
هـ - بيان أن الأشعري في آخر كتبه رد دليل الأعراض الذي يستدل به الأشاعرة على إثبات حدوث العالم.
قال رحمه الله: بل الأشعرى نفسه ذكر في رسالته إلى أهل الثغر أن هذا الدليل الذى استدلوا به على حدوث العالم , وهو الاستدلال على حدوث الأجسام بحدوث أعراضها هو دليل محرم فى شرائع الأنبياء لم يستدل به أحد من الرسل وأتباعهم وذكر فى مصنف له آخر بيان عجز المعتزلة عن إقامة الدليل على نفى أنه جسم وأبو حامد الغزالى وغيره من أئمة النظر بينوا فساد طريق الفلاسفة التى نفوا بها الصفات وبينوا عجزهم عن إقامة دليل على نفى أنه جسم بل وعجزهم عن إقامة دليل على التوحيد وأنه لا يمكن نفى الجسم إلا بالطريق الأول الذى هو طريق المعتزلة الذى ذكر فيه الأشعرى ما ذكر.
مجموع الفتاوى (5|290)
وقال رحمه الله: وأما الذين يقولون نثبت الصانع والخالق ويقولون أنا نسلك غير هذه الطريق كالاستدلال بحدوث الصفات على الرب؛ فإن هذه تدل عليه من غير احتياج إلى ما التزمه أولئك والرازي قد ذكر هذه الطريق.
وأما الأشعري نفسه فلم يستدل بها بل فى اللمع ورسالته إلى الثغر استدل بالحوادث على حدوث ما قامت به كما ذكره فى النطفة بناء على امتناع حوادث لا أول لها ثم جعل حدوث تلك الجواهر التي ذكر أنه دل على حدوثها هو الدليل على ثبوت الصانع و هذه الطريق باطلة كما قد بين
وأما تلك فهي صحيحة لكن أفسدوها من جهة كونهم جعلوا لحوادث المشهود لهم حدوثها هي الأعراض فقط كما قد بينا هذا فى مواضع
مجموع الفتاوى (16|456 - 457)
ز- بيان غلط من نسب إلى الأشعري أنه يقول بوقوع التكليف بما لا يطاق في الشريعة
قال رحمه الله: قيل أن العبد لا يكون قادرا إلا حين الفعل , وأن القدرة لا تكون إلا مع الفعل كما يقوله أبو الحسن الأشعري , وكثير من نظار المثبتة للقدر؛ فعلى قول هؤلاء كل مكلف فهو حين التكليف قد كلف مالا يطيقه حينئذ , وإن كان قد يطيقه حين الفعل بقدرة يخلقها الله له وقت الفعل , ولكن هذا لا يطيقه لاشتغاله بضده وعدم القدرة المقارنة للفعل لا لكونه عاجزا عنه , وأما العاجز عن الفعل كالزمن العاجز عن المشي و الأعمى العاجز عن النظر و نحو ذلك؛ فهؤلاء لم يكلفوا بما يعجزون عنه و مثل هذا التكليف لم يكن واقعا فى الشريعة باتفاق طوائف المسلمين إلا شرذمة قليلة من المتأخرين ادعوا و قوع مثل هذا التكليف في الشريعة , و نقلوا ذلك عن الأشعري وأكثر أصحابه وهو خطأ عليهم.
مجموع الفتاوى (8|470)
ح- بيان خطأ من زعم أن الأشعري يقول أن الكلام المنسوب إلى الله هو كلام جبريل.
قال رحمه الله: ويظن أن هذا قول الأشعرى بناء على أن الكلام العربي لم يتكلم الله به عنده, وإنما كلامه معنى واحد قائم بذات الرب هو الأمر والخبر إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا , وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة, وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا , وهذا القول وإن كان قول ابن كلاب والقلانسى والأشعرى ونحوهم فلم يقولوا إن الكلام العربى كلام جبريل, ومن حكا هذا عن الأشعري نفسه فهو مجازف , وإنما قال طائفة من المنتسبين إليه
مجموع الفتاوى (12|557)
ط- بيان غلط من زعم أن الأشعري يرى التفاضل في كلام الله أو أنه يتبعض
قال رحمه الله: وأما نقل هذا القول عن الأشعري وموافقيه فغلط عليهم؛ إذ كلام الله عندهم ليس له كل و لا بعض و لا يجوز أن يقال هل يفضل بعضه بعضا أولا يفضل فامتناع التفاضل فيه عنده كامتناع التماثل , ولا يجوز أن يقال أنه متماثل ولا متفاضل إذ ذلك لا يكون إلا بين شيئين. مجموع الفتاوى (17|156)
ي- بيان غلط من نسب إلى الأشعري أنه يقول إن الله لم يكن قادرا على الفعل منذ الأزل
قال شيخ الإسلام: وأما قوله: (إنه قادر على الفعل لا يمنعه منه مانع) فكلامه يقتضي أنه لم يزل قادرا على الفعل لا يمنعه منه مانع , وهذا الذي قاله هو الذي عليه جماهير الناس , ولهذا أنكروا على من قال: لم يكن قادرا على الفعل في الأزل , وكان من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا لتنفر عنه قلوب الناس , وأراد أبو محمد الجويني وغيره تبرئته من هذا القول كما قد ذكرناه في غير هذا الموضع.
درء التعارض (1|363)
هذا آخر ما سطره القلم والبحث في هذا الموضوع يحتمل أكثر مما ذكرنا لمن أراد التقصي , الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:31]ـ
الحمد لله ..
الشيخ الفاضل عبد الباسط الغريب .. جزاك الله كل خير على الجهود الطيبة المباركة -إن شاء الله- التي تقدمها لأمة هي في أشد الحاجة لأن تربط بأكابرها؛ خصوصا بعد الاكتواء المرِّ بنيران الأصاغر والمتعالمين والحمقى والنوكى!!
والحق يقال: إن هذا الجمع الطيب لدرر شيخ الإسلام لهو أفضل من أن تمكث دهرا وأنت تقرر القواعد النظرية في الإنصاف التي يجب أن يسلكها أهل السنة تجاه المخالفين؛ فالعمل والحال أبلغ من التنظير والقال.
وكلي رجاء بأن يطالع هذا المقال بعضُ إخواننا السلفيين قبل إخواننا الأشاعرة -وفق الله الجميع-؛ ذلك أننا بُلينا بشدة مهلكة سرَتْ في أوصال طوائف من السلفيين؛ فصاروا سهاما مصوبة إلى نحور إخوانهم السلفيين بالتبديع والتضليل والتتبع للعثرات دون مراعاة المصالح والمفاسد, وما تمليه حالات التباين في المكان والزمان والأعيان!!
وأقول لهم تأملوا جيدا قول شيخ الإسلام الذي ورد في هذا الموضوع إذ يتحدث عن الأشاعرة قائلا:
((فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم.))
فها هنا راعى شيخ الإسلام المكان الذي تُرفع فيه رايات أهل البدع, وقابل بين الضررين, وتباينِ المسلكين فخَلُصَ إلى اعتباريَّة الأشاعرة بأنهم أهل السنة والجماعة في تلك البلاد, وهذا -لعمر الله- من شدة التوفيق والإنصاف والعلمية التي تمتع بها شيخ الإسلام, وليقارنْ إخواننا هذا الكلام بما يرتكبه البعضُ في حق إخوانهم السلفيين الذين يعيشون في البلاد التي تنتشر فيها البدع والضلالات؛ إذ يجعلون أولئك السلفيين كغيرهم من أهل البدع بحجة وجود بعض المخالفات اليسيرة؛ مُسَوِّين حالَ السلفيين في بلاد التوحيد -مثلا- مع حال السلفيين في العراق ونحوها دون مراعاة للمكان وقوة السنة فيه وضعفها!!!!
وكثيرا ما سمعنا إطلاق وصف الرافضي على خُلَّصِ أهل السنة والجماعة بسبب زلة -قد تيب منها- في حق بعض الصحابة لا ينفك عنها بشر مهما سما علمه!
على كل حال: أخي الكريم عبد الباسط الغريب .. لقد وقفت أثناء مطالعة المقال على أخطاء في الطباعة, وحاولت إصلاحها قد المستطاع بحسب علمي فقد أكون أصبت وقد لا!!
وإليكها ملوَّنة بالأحمر المخطوط تحته:
1 - ((فعندما تقارن بين كلامه وكلامهم تجد البون الشاسع والتفاوت الكبير))
2 - ((فإن الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه قد يجتمع في الشخص الواحد والطائفة الواحدة ما يحمد به من الحسنات وما يذم به من السيئات وما لا يحمد به ولا يذم من المباح والعفو عنه من الخطأ والنسيان بحيث يستحق الثواب على حسناته ويستحق العقاب على سيئاته بحيث لا يكون محمودا ولا مذموما على المباحات والمعفوات وهذا مذهب أهل السنة في فساق أهل القبلة ونحوهم.))
3 - ((وإن كان الكلام الحسن لم يخلص فيه النية والكلام السيء كان صاحبه مجتهدا مخطئا مغفورا له خطأه لم يكن في واحد منهما مدح ولا ذم))
4 - ((وهو من المصنفين للرافضة المتهمين في كثير مما ينقلونه))
5 - ((و- ثناؤه عليه في اتباعه مذهب الإمام أحمد وأخذه عن الحنابلة))
6 - ((وإنما يعرف أقوالهم من حيث الجملة لا يعرف تفاصيل أقوالهم وأقوال أئمتهم))
7 - ((وهذا ليس مخصوصا بهؤلاء بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين))
8 - ((وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم))
هذا ما وقفت عليه, والله الموفق للصواب ..
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:39]ـ
أثابكم فضيلة الشيخ عبدالباسط، جمع قل أن يجده المرء في غير هذا المقال.
ولو تمم البحث بذكر مصنفات شيخ الاسلام في الرد على الأشاعرة وهي كثيرة بل تكاد أن تكون أكثر كتبه في الرد على أهل البدع هم المقصودون منها لتقلدهم في زمانه مناصب القضاء والفتيا ورئاسة المذاهب.
وأخشى أحد أمرين من دون هذا التتميم؛ أحدهما: أن يأتي من يتمسك بهذه الكلمات في التهوين من خلاف الأشاعرة لأهل السنة، وما أكثر هذا الصنف اليوم ممن لم يدرس عقيدة السلف بل غاية تحصيله قراءة كتب ثقافية لكتّاب ينسبون للدعوة، والآخر: أن يأتي آخر فيسيء الظن بكم، لعدم علمه بردودكم على بعض رؤوس الأشاعرة في عصرنا كسعيد فودة وغيره.
وإنصاف شيخ الاسلام رحمه الله الجلي في كتبه لم يمنعه من الرد على مخالفي عقيدة السلف كما تعلمون وبين في غير موضع أن أهل السنة يرحمون المخالف من جهة القدر مع ردهم عليه وتضليله وبغضه من جهة الشرع.
فالإنصاف والرحمة تجامعان البغض والتضليل والتعرية عند من كمل إيمانه الواجب وحقق التوحيد الواجب.
ومما لا يجهله طالب علم درس عقيدة السلف ونظر في كتب المعاصرين من هؤلاء القوم أو ناظر أحدهم عظم البون بينه وبين ما تقدم منهم؛ فتجد كثيرا منهم من معاصريينا يكذب ويتحرى الكذب ويبتر النصوص ويفتري الفرى الكبار على علمائنا ولا يتورع عن شيء لينصر بدعته، فهذا ينصف إنصافاً يليق بحاله ليس كالانصاف الأول.
وكان المنبغي والله أعلم ألا يعنون هكذا: الثناء على الرازي أو الأرموي .... ، لأن الثناء أعظم المدح بل هو الحمد المكرر؛ فلو عنونتم بعنوان (مقيد) يجمع من ذكرت جميعاً لكان والله أعلم أولى.
ولم أكتب هذا إلا تتميما لمقالكم جزاكم الله خيراً لا تخطئة.
نفع الله بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 10:36]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[طالب الرضا]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 06:29]ـ
بارك الله فيكم
ما أجمل هذا الكلام الذي لو عمل به المسلمون لزال التطرف والتشنج والتكفبر والارهاب
ولكن الإنصاف عزيز بين الناس
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 11:15]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
هل توبة أبي الحسن الأشعري تامة. لشيخنا الدكتور محمد بن هادي
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 01:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فكان انتهى بنا الحديث فيما سبق، عند كلام الشارح-رحمه الله تعالى-، أعني الشيخ حافظًا في كتابه (المعارج)، عند ذكر الطوائف المخالفة لأهل السنة، في كلام الله-تبارك وتعالى-وأيضًا في الصفات قد تقدم الكلام على ذلك.
وكنا وعدنا حينما جاء الكلام على الأشعري وابن كُلَّاب، وعدنا بأن نتكلم على الأشعري أبي الحسن الأشعري، وأنه-رحمه الله- لم يرجع رجوعًا كاملًا إلى مذهب السلف الصالح.
وأن من زعم أنه-رحمه الله- قد رجع رجوعًا كاملًا خالصًا صافيًا إلى مذهب السلف الصالح فقد أخطأ خطئًا بينًا، وأن هذا القول قول من لم يقف على كلام أبي الحسن الأشعري في كتبه.
وذكرنا في مواطن متعددة في لقاءاتنا متعددة مع أبنائنا الطلاب، كلام شيخ الإسلام-رحمه الله-، وهو أدرى الناس بهذه المذاهب وأصحابها، بل لا أعلم أحدًا على وجه البسيطة من بعد عصر أحمد، أدرى بمذاهب أصحاب المذاهب من شيخ الإسلام ابن تيمية إلى يومنا هذا.
وهذا الكلام إنما أقوله بناءًا على كثرة قراءتي في كتبه، -نضر الله وجهه، ورفع في الجنة درجته، وأعلى مقامه فيها-، بما ذَبَّ عن سنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وعن طريقة السلف الصالحين من الصحابة والتابعين، فإنه-رحمه الله-يذكر الأقوال عن أربابها منسوبة إليهم من كتبهم وينقلها بحروفها، وإن حصل اختلاف من الناقلين فإنه ينبه عليه، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة.
واليوم إن شاء الله تعالى، سننقل نقولًا من كلامه وشيئًا من كلام أبي الحسن الأشعري، الذي يدل على تصديق ما قاله شيخ الإسلام وهو الصادق المُصَدَّق عند أهل السنة، بل شهد له بالصدق و الدقة في نقله حتى أهل الكفر، من المستشرقين الذين كتبوا أطروحات في شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-.
وجئت أنا ببعض الكتب، وإلَّا لو شئت أن آتي بكل ما قرأته له في هذا الجانب لاحتاج إلى عربانه أدفها إلى هذا المكان من كتبه -رحمه الله-.
فهذا من آخر ما طبع من كتبه وهو (بيان تلبيس الجهمية)، أو (نقض أساس التقديس)، فإنه قد تكلم فيه كثيرًا في عشرات المواضع، فمن ذلك في الصفحة السادسة، وأنا جئت بالكتب لأنها أوقع في النفس.
فمن ذلك ما جاء في هذا المجلد-المجلد الأول-، وكما ترون هذا المجلد الأول قرأته كله حرفًا حرفًا، وتعليقاتي عليه حرفًا حرفًا، فالشاهد في الصفحة السادسة من هذا المجلد.
يقول-رحمه الله تعالى-: (أما بعد: فإني كنت سُئِلتُ من مدة طويلة بعيدة، سنة تسعين وستمائة عن الآيات والأحاديث الواردة في صفات الله، في فتيا قد قَدِمَتْ من حماة، فأحلت السائل على غيري).
ذكر مقدمة هذا ثم قال: (إذ مذهب السلف والأئمة أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به الرسول-صلى الله عليه وسلم-من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، قال نعيم بن حماد الخزاعي: من شَبَّهَ الله بخلقه فقد كفرن ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر).
ثم تكلم على المخالفين في ذلك المعارضين في هذا، فقال: (ثم رأيت أن هؤلاء المعترضين ليسوا مُستقلين بهذا الأمر، استقلال شيوخ الفلاسفة والمتكلمين، فالاكتفاء بجوابهم لا يحصل ما فيه المقصود للطالبين).
ثم قال-رحمه الله-: (واستشعر المعارضون لنا أنهم عاجزون عن المناظرة، التي هي تكون بين أهل العلم والإيمان، فعدلوا إلى طريق أهل الجهل والظلم والبهتان، وقابلوا أهل السنة بما قدروا عليه من البغي باليد عندهم واللسان، نظير ما فعلوه قديمًا من الامتحان، وإنما يعتمدون على ما يجدونه في كتب المتجهمة المتكلمين، وأجل من يعتمدون على كلامه، هو أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، إمام هؤلاء المتأخرين).
ثم تكلم على الرازي وبين أنه-رحمه الله-ليس على طريقة أبي الحسن الأشعري في هذا، وأنه على المذهب الذي تركه أبو الحسن الأشعري، واستمر الكلام في ذلك إلى أن وصل إلى الصفحة العاشرة، تجدون هذا الكلام كله منصوصًا عليه مبينًا في هذا، وتجدونه أيضًا في صفحة أربعة وسبعين من هذا الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث نص على ذلك ليس فقط شيخ الإسلام، وإنما نص عليه الرازي في صفحة أربعة وسبعين من هذا المجلد أيضًا، حيث قال في ذلك، يعني: يمدح مذهب الأشاعرة الذي هو عليه، الذي رجع عنه أبو الحسن هذا الرازي، فقال: (ولم أشتغل في هذا الكتاب بإظهار وجه الجمع بين المقالات في المعنى، وإبانة أنها ترجع إلى اختلاف عبارات، وإطلاق بعضهم لعبارة منعها آخرون، من غير أن يكون فيها نقب أصل أو حل عقد يوجب التضليل والبراءة، وذلك أعظم شاهد على أنهم معصومون، وأنهم هم الطائفة التي أخبر عنهم النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه: لا تزال طائفة لا يضرهم من ناوئهم) .. إلى آخره.
قال: (فإن الكتاب يطول بذلك) ثم قال: (وفي ما أحكيه الآن قبل كل شيء من كلام شيخنا أبي الحسن-رحمه الله-) هذا الرازي (من كلام شيخنا أبي الحسن-رحمه الله-في كتاب مقالات أهل القبلة) الذي هو (مقالات الإسلاميين)، قال: (ما أدل على ما أقول وأن مذهب الشيخ الإمام الأوحد أبي محمد عبد الله بن سعيد-رحمه الله-) يعني: (ابن كُلَّاب)، (هو مذاهب مشايخ أهل الحديث)،
يعني: مذهب ابن كلَّاب عنده هو مذهب مشايخ أهل الحديث ويريد به الأشعري وأتباعه، (في الأصول والفروع المتعلقة بهم وأنه كان مؤيدًا من بين الجماعة، بمعونة خاصة من الله-تعالى-في إبانة آيات الله وحججه، وإظهار دليله وتباينه، فكان بين أيديهم مرتقًى لهم ينفي عن أهل السنة والجماعة تحريف المبتدعة) .. إلى آخره.
قال: (وأما شيخنا علي بن إسماعيل الأشعري، إنما بنى على ما أسسه)، أسسه مَنْ؟ ابن كُلَّاب، (إنما بنا على ما أسسه ورتب الكلام على ما هَذَّبَه وفَرَّعَ على ما أصَّلَه غير ناقض منه أصلًا، ولا حالٍ منه عقدًا، فوفقه الله بفضله لنشر ذلك وبسطه وتكثيره وترتيبه) .. إلى آخره، فهذه أيضًا شهادة الرازي.
وأيضًا في صفحة مائة وثمانية وأربعين من هذا المجلد أيضًا، حيث يقول شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى-بعد أن تكلم على ذلك، قال: (فكان هو) يعني: الأشعري وابن كُلَّاب، (فكان هو يظن أن ما زاده ونقصه يوجبه بعض أصول ابن كُلَّاب والأشعري) يعني: الرازي، (وإلا كان فيما ظهر من كلامه ما خلافه، وهذا أصل معروف لكثير من أهل الكلام والفقه).
يُصَوغون أن ينسب إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-نسبة قوليه توافق ما اعتقدوه من شريعته، حتى يضعوا أحاديثَ توافق ذلك المذهب، وينسبونها إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-.
ثم جاء إلى ابن فورك، وتكلم على ابن فورك إلى أن قال: (فهذا أصل ينبغي أن يعرف، ومن أسباب ذلك أن الأشعري ليس له كلام كثير منتشر في مسألة العرش والمباينة للمخلوقات، كما كان لابن كُلَّاب إمامه، وذلك لأنه تصدى للمسائل التي كان المعتزلة تظهر الخلاف فيها، كمسألة الكلام والرؤية وإنكار القدر والشفاعة في أهل الكبائر ونحو ذلك.
وأما العلو فلم يكونوا يظهرون الخلاف فيه إلَّا لخاصتهم، لإنكار عموم المسلمين لذلك، وإن ما كان سلف الأمة وأئمتها يعلمون ما يضمرون من ذلك بالاستدلال، فالأشعري تصدى لرد ما اشتهر من بدعهم فكان إظهار خلافهم في القرآن والرؤيا من شعار مذهبه، التي لم يتنازع فيها أصحابه، وإن كانوا قد يفسرون ذلك بما يقارب قول المعتزلة، بخلاف ما لم يكونوا يظهرون من مخالفته، فإنه كان أدخل في السنة وأعظم في الأمة وأثبت في الشرع والعقل، مما أظهروا مخالفته) .. إلى أخره.
وفي صفحة مائة وخمسة وخمسين أيضًا، يقول-رحمه الله-: فصل وأما نقله للمماسة، يعني من؟ الرازي، أما نقله للمماسة فقال ابن فورك ونقل كلامه.
إلى أن قال: (وقد تبين فيما ذكرنا أن المخالفين لأهل الإسلام في مسألة العرش، وأن الله فوقه كانوا في صدر الإسلام من أقل الناس، كما ذكره ابن كُلَّاب إمام الأشعري وأصحابه)، هذا هو الشاهد أن ابن كُلَّاب إمام الأشعري وأصحابه.
وأيضًا في صفحة مائة وخمسة وخمسين نفسها قال: (وإن كان أكثر الأشعرية المتأخرين) وهذا مهم (وإن كان أكثر الأشعرية المتأخرين قد صاروا في ذلك من المعتزلة) يعني: ليسوا على طريقة أبي الحسن الأشعري، (حتى طريقته التي رجع إليها وهي طريقة ابن كُلَّاب لم يكونوا عليها، وإنما كانوا على طريقة من؟ على طريقة المعتزلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل يقال أشهر الطوائف في هذا النفي الذي ذكره عنده وعند أمثاله الفلاسفة المشاءين، أتباع أرسطو ومن المتقدمين، وكالفارابي وابن سينا ونحوهم من المتأخرين، ومن أقبل الناس بمقالات أرسطو وأصحابه، ومن أكثر الناس عناية بها وقولًا بها وشرحًا لها وبيانًا لما خالفه فيها ابن سينا، وأمثاله منهم القاضي أبو الوليد ابن رشد الحكيم الفيلسوف صاحب البداية حتى انه يرد على من خالفهم، كما صنف كتابه (تهافت التهافت) الذي رد فيه على أبي حامد الغزالي ما رده على الفلاسفة، وإن لم يكن مصيبًا في خالف فيه مقتضى الكتاب والسنة، بل هو مخطئ خطئًا عظيمًا) .. إلى آخره.
واستمر في الكلام على أن هؤلاء الأشعرية المتأخرين ليسوا على مذهب من؟ على مذهب أبي الحسن، ومذهب شيخه أبي عبد الله بن كُلَّاب.
وأيضًا في صفحة مائة وستة وستين نص في هذا، فقال في هذا-في مسألة الجسم-قال: (وذكر كلامًا آخر) نذكره إن شاء الله فيما بعد، عندما يذكره المؤسس يعني: الرازي-صاحب أساس التقديس-، من موافقة بعض المسلمين الفلاسفة في الجسم والنفس وغير ذلك مما يناسبه.
وأما نقل سائر أهل العلم لمذاهب أهل الأرض من المسلمين وغيرهم في هذا الأصل، فهو أعظم من أن يذكر هنا إلا بعضه، وإنما نبهنا على أن أئمة الأشعري الكبار كانوا ينقلون ذلك أيضًا، وأنه لم يخالف في أن الله فوق العالم على العرش إلا الجهمية ومن وافقهم.
وسنذكر إن شاء الله تعالى من احتجاج المثبتة للدعاء ونحوه ما فيه عبرة، وكل من صنف في بيان مذاهب سلف الأمة وأئمتها من أهل العلم في ذلك، فإنه ذكر أن ذلك قولهم جميعًا بلا نزاع.
كما قال الشيخ الحافظ أبي نصر السجزي في كتاب (الإبانة) له، قال: (وأئمتنا كسفيان الثوري ومالك بن أنس وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك) ثم استمر يتكلم في ذلك مبينًا أن الأشعري في هذا والأشعرية إنما هم على مذهب إنعام، وأنهم على ضلالهم يثبتون الجهة، الجهة الأولين منهم فهم خير من الجهمية ومن وافقهم في هذا الباب.
ثم ذكر أيضًا في مائتين وأربعة سبب قصور أبي الحسن الأشعري في معرفته بمذاهب السلف، فإنه قد نص، قال: (ومذهب السنة الذي يحكيه الأشعري في مقالاته عن أهل السنة والحديث، أخذ جملته عن زكريا بن يحيى الساجي الإمام الفقيه عالم البصرة في وقته، وهو أخذه عن أصحاب حماد بن زيد وغيرهم، فيه ألفاظ معروفة من ألفاظ حماد بن زيد كقوله: (يدنو من خلقه كما شاء)، ثم أخذ الأشعري تمام ذلك عن الإمام أحمد لمَّا قَدِمَ بغداد، وإن كان زكريا بن يحيى وطبقته هم أيضًا من أصحاب أحمدا-رحمه الله-).
وقد ذكر أبو عبد الله بن بطة في إبانته الكبرى، عن زكريا بن يحيى الساجي، جملة مقالات أهل السنة، وهي تشبه ما ذكره الأشعري في مقالاته، وكان السجي شيخ الأشعري الذي أخذ عنه الفقه والحديث والسنة وكذلك ذكر أصحابه.
فغاية ما عنده أخذه مختصرًا مجملًا عمن؟ عن زكريا بن يحيى الساجي، و زكريا بن يحيى الساجي من أئمة الحديث، لكن هذا يدلك على أنه اقتصر عليه فلم يعرف مذاهب أهل السنة مفصلةً.
وأيضًا في مائتين وخمسة نفس الكلام، نص على ذلك، وفي مذهب أيضًا أبي الحسن الأشعري في مائتين وثلاثة وعشرين وأربعة وعشرين، أيضًا بين ذلك-رحمه الله-، قال: (وقد ذكر أبو الحسن الأشعري مقالته، ففي كتابه المقالات مقالة الطائفتين) يعني: في مسألة الجسم والعَرَض والجوهر، ثم قال-رحمه الله-: (فإنه كان أعلم بمقالاتهم، وما نقلوه عن مخالفيهم).
وقد ذكر أبو الحسن الأشعري في (كتاب المقالات)، مقالة الطائفتين مع أنه يحكي ذلك كما وجده في كتب المعتزلة، (فإنه كان أعلم بمقالاتهم وما نقلوه عن مخالفيهم من قول غيرهم، لأنه كان منهم وبقي على مذهبهم أربعين سنة، ثم انتقل إلى نحوٍ من مذهب ابن كلَّاب) هذا صفحة مائتين وثلاثة وعشرين ومائتين وأربعة وعشرين، (ثم انتقل إلى نحو من مذهب ابن كُلَّاب وما يقاربه من مذهب أهل السنة والحديث).
قال: (ولهذا يوجد علمه بمقالات المعتزلة علمًا مفصلًا محكمًا، وأما علمه بمقالات أهل السنة فهو علم بمجمل ذلك التي بلغته عنهم، لا علم بِمُفَصله كعلمه بمقالات المعتزلة)، ثم تكلم عليه واستمر أيضًا في هذا.
هذه بعض المواطن الذي ذكرها في هذا المجلد، والمجلدات الأخرى له فيها كلام كثير، وكذلك أيضًا في كتابه العظيم (درء تعارض العقل والنقل) الخامس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا أيضًا في هذا المجلد الخامس من منهاج السنة النبوية، يقول-رحمه الله تعالى-في مائتين وسبعة وسبعين، قال: -رحمه الله-في مقدمة ستة وسبعين، قال: (وأما معرفة ما جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم-من الكتاب والسنة وآثار الصحابة، فعلم آخر لا يعرفه أحد من هؤلاء المتكلمين)، ذلك لأنه تكلم على مذاهب المتكلمين لأن الرافضة معتزلة في هذا الباب، قال: (وقد بَسطنا الكلام على ذلك في غير مواضع من كتبنا غير هذا الموضع، من ذلك كتاب (درء تعارض العقل والنقل) وغيره.
ومن أجمع الكتب التي رأيتها في مقالات الناس المختلفين في أصول الدين، كتاب أبي الحسن الأشعري، وقد ذكر فيه المقالات وتفاصيلها ما لم يذكره غيره، وذكر فيه مذهب أهل الحديث والسنة بحسب ما فهمه عنهم، وليس في جنسه أقرب إليه منه).
فالقرب لا يقتضي أن يكون داخلًا فيه أليس كذلك؟ هو قريب منه، (ومع هذا نفس القول الذي جاء به الكتاب والسنة، وقال به الصحابة والتابعون لهم بإحسان في القرآن والرؤيا والصفات والقدر وغير ذلك من أصول الدين، ليس في كتابه).
يعني: في كتاب (المقالات) (وقد استقصى ما عرفه من كلام المتكلمين، وأما معرفة ما جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم-من الكتاب والسنة، وأيضًا معرفة آثار الصحابة فعلم آخر لا يعرفه أحد من هؤلاء المتكلمين المختلفين في أصول الدين.
ولهذا كان سلف الأمة وأئمتها متفقين على ذم أهل الكلام، فإن كلامهم لا بد أن يشتمل على تصديق لباطل وتكذيب بحق، ومخالفة للكتاب والسنة، فذموه لما فيه من الكذب والخطأ والضلال، ولم يذم السلف من كان كلامه حقًا، فإنما ما كان حقًا فإنه هو الذي جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وهذا لا يذمه السلف العارفون بما جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم-، ومع هذا فيستفاد من كلامهم نقض بعضهم على بعض)، وهذه طريقته-رحمه الله-حينما ينقل عن بعضهم المُعَظَّم عند بعض ما ينقض به كلامهم.
أنت لو أتيت له بكلام السنِّي السلفي الأثري ما يقبله، لكن تأتي له بكلام إمامه الذي (**) عليك يكون أبلغ، واستمر في ذلك إلى أن قال: (وهذا مما مدح به الأشعري).
يعني: نقض بعض كلام المعتزلة، مما مدح به الأشعري (فإنه بَيَّنَ من فضائح المعتزلة وتناقض أقوالهم وفسادها ما لم يبينه غيره، لأنه كان منهم وقد درس الكلام على أبي علي الجبائي أربعين سنة وكان ذكيًا، ثم إنه رجع عنهم وصنَّف في الرد عليهم ونصر في الصفات طريقة ابن كُلَّاب) هذا هو الشاهد، هذا صفحة كم؟ مائتين وسبعة وسبعين في السطر الثالث من المنهاج، في المجلد الخامس.
قال: (كان ذكيًا، ثم إنه رجع عنهم وصنَّف في الرد عليهم ونصر في الصفات طريقة ابن كُلَّاب، لأنها أقرب إلى الحق والسنة من قولهم) من قول من؟ من قول المعتزلة (ولم يعرف غيرها)، ما عرف إلا طريقة ابن كُلَّاب فهو عليها.
قال: (ولم يعرف غيرها فإنه لم يكن خبيرًا بالسنة والحديث وأقوال الصحابة والتابعين وغيرهم، وتفسير السلف للقرآن والعلم بالسنة المحضة، إنما يستفاد من هذا) يستفاد من تفسير السلف للقرآن والعلم بالسنة والحديث وأقوال الصحابة.
قال-رحمه الله-: (ولهذا يَذكر في المقالات مقالة المعتزلة مفصلة، يذكر قول كل واحد منهم، وما بينهم من النزاع في الدق والجل، كما يحكي ابن أبي زيد) يعني: القيرواني (مقالات أصحاب مالك مالك، وكما يحكي القدوري اختلاف أصحاب أبي حنيفة، ويذكر أيضًا مقالات الخوارج والروافض، لكن نقله لها من كتب أرباب المقالات، لا عن مباشرة منه للقائلين، ولا عن خبرة بكتبهم، ولكن فيها تفصيل عظيم، ويذكر مقالة ابن كُلَّاب).
هذا أيضًا مهم، هذا صفحة مائتين وثمانية وسبعين، قال: (ويذكر مقالة ابن كُلَّاب عن خبرة بها ونظر في كتبه، ويذكر اختلاف الناس في القرآن من عدة كتب، فإذا جاء إلى مقالة أهل السنة والحديث ذكر أمرًا مجملًا، يلقي أكثره عن زكريا بن يحيى الساجي، وبعضه عمن أخذ عنه من حنبلية بغداد ونحوهم، وأين العلم المفصل من العلم المجمل، وهو يشبه من بعض الوجوه علمنا بما جاء به محمد-صلى الله عليه وسلم-تفصيلًا، وعلمنا بما في التوراة والإنجيل مجملًا) .. إلى آخره.
فهذا كلام آخر في هذا الموطن في أبي الحسن الأشعري-رحمه الله تعالى-، وأنه على هذه الطريقة، يبدأ من الصفحة التي ذكرنا وينتهي مع طول في كلامه وبسط، ينتهي بمواطن بعيدة جدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر أيضًا هذا في المجلد الثامن من المنهاج-منهاج السنة-، في صفحة ثمانية إلى تسعة، قال: (وأما الأشعري فلا ريب عنه أنه كان تلميذًا لأبي علي الجبائي لكنه فارقه) كان تلميذًا لمن؟ لأبي علي الجبائي (لكنه فارقه ورجع عن جُمَلِ مذهبه، وإن كان قد بقي عليه أصول مذهبه) وهذا مهم جدًا، رجع عن جملة مذهب المعتزلة، لكن بقي فيه شيء من أصول المذهب، وهذا الذي تأثر وبقي في الصفات الأفعال والقدر، سيأتينا إن شاء الله، قال: (وإن كان قد بقي عليه شيء من أصول مذهبه) مذهب من؟ زوج أمه أبي علي الجبائي، وشيخه الذي تتلمذ عليه أربعين سنة.
قال: (لكنه خالفه في نفي الصفات، وسلك فيها طريقة ابن كُلَّاب، وخالفهم في القدر ومسائل الإيمان والأسماء والأحكام، وناقضهم في ذلك أكثر من مناقضة حسين النجار وضرار بن عمرو ونحوهما ممن هو متوسط في هذا الباب، فجمهور الفقهاء وجمهور أهل الحديث، حتى مال في ذلك إلى قول جَهْم، وخالفهم في الوعيد وقال بمذهب الجماعة).
أرأيت!! مال في قول من تقدم إلى قول جهم، وخالف في الوعيد فقال بمذهب الجماعة، (وانتسب إلى مذهب أهل الحديث والسنة، كأحمد بن حنبل وأمثاله، وبهذا اشتهر عند الناس، فالقَدر الذي يحمد من مذهبه هو ما وافق فيه أهل السنة).
أليس كذلك؟ (القدر الذي يحمد من مذهبه، هو ما وافق فيه أهل السنة والحديث كالجمل الجامعة، وأما القدر الذي يذم من مذهبه فهو ما وافق به بعض المخالفين للسنة والحديث، من المعتزلة والمرجئة والجهمية والقدرية ونحو ذلك.
وأخذ مذهب أهل الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي، وعن طائفة ببغداد من أصحاب أحمد وغيرهم، وذكر في المقالات ما اعتقده هو أنه مذهب أهل السنة والحديث، وقال: (في كل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب)، وهذا المذهب هو من أبعد المذاهب عن الجهمية والقدرية) ... إلى آخره. فهذا أيضًا في هذا الموطن مبينًا في حال أبي الحسن الأشعري.
وأيضًا راجعوا المجلد الثاني وأنا ما جئت به لأن الكتب تكثر علي، المجلد الثاني أيضًا في مائتين وسبعة وعشرين، وأيضًا المجلد الخامس في مائتين وثلاثة وسبعين، وفي مائتين سبعة وسبعين التي تقدمت معنا.
فهذا جملة من المواطن التي نص فيها شيخ الإسلام وفي الفتاوى عشرات المواطن، وفي (درء تعارض العقل والنقل) كذلك، وفي بقية المجلدات من (منهاج السنة) كذلك، وأما الأصل الذي قرأنا منه وهو: (نقض أساس التقديس) أو (بيان تلبيس الجهمية) فبأكثر من العشرات، لو جمعتها لجاءت مجلدًا في هذا، والمجلد أظنه يصغر عن النص عليها.
وهنا أيضًا هذا الكتاب الذي هو (رسالة إلى أهل الصبر) وكلامه فيه، وكلامه في القرآن، وإثبات الكلام لله-تبارك وتعالى-طبعًا بعد رجوعه لكنك تجد أيضًا مصداق ما قاله شيخ الإسلام وهو الخبير.
هذا كتاب أبي الحسن الأشعري، وأنا ذكرت لأخي الشيخ عبد الصمد قلت: جيء به لأنه يخف علي في الحمل، مع هذه الكتب التي رأيتم.
فجاء في الإجماع الرابع يقول: (وأجمعوا) من هذه الرسالة-رسالة إلى أهل الصبر-، يقول: (أجمعوا على إثبات حياة الله-عز وجل-لم يزل بها حيًا، وعلمًا لم يزل به عالمًا، وقدرة لم يزل بها قادرًا، وكلامًا لم يزل به متكلمًا، وإرادة لم يزل بها مريدًا، وسمعًا وبصرًا لم يزل بهما سميعًا بصيرًا) الصفات المعروفة عند الأشعرية.
ثم قال وهذا الشاهد: (وعلى أن شيئًا من هذه الصفات لا يصح أن يكون محدثًا، إذ لو كان شيئًا محدثًا لكان قبل حدثها موصوفًا بضدها، ولو كان ذلك لخرج عن الإلهية)، وتكلم في هذا بكلام ليس هو على طريقة أهل السنة والحديث، تجدونه في هذا واضحًا مفصلًا.
ثم جاء أيضًا في الإجماع الثامن، في صفحة مائتين وسبعة وعشرين، قال: (وأجمعوا على أن الله-عز وجل-يجيء يوم القيامة، والملك صفًا صفًا، لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المذنبين ويعذب منهم من يشاء كما قال، وليس مجيئه حركة ولا زوالًا، وإنما يكون المجيء حركة وزوالًا إذا كان إلجائي جسمًا أو جوهرًا، فإذا ثبت أنه-عز وجل-ليس بجسم ولا جوهر، لم يجب أن يكون مجيئه نقلة أو حركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا ترى أنهم لا يريدون بقولهم: (جاءت زيدًا الحمى) أنها تنقلت إليه، أو تحركت من مكان كانت فيه، إذ لم تكن جسمًا ولا جوهرًا، وإنما مجيئها إليه وجودها فيه، وأنه-عز وجل-ينزل إلى السماء الدنيا كما روي عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، وليس نزوله نقلة، لأنه ليس بجسم ولا جوهر) ... إلى آخره، وتكلم على هذا كلامًا باطلًا على طريقة أهل الأهواء.
ثم جاء للإجماع التاسع في مائتين وواحد وثلاثين، قال: (وأجمعوا على انه-عز وجل-يرضى عن الطائعين له، وأن رضاه عنهم إرادة لإنعام، إرادته لنعيمهم) التي يعبر عنها الأشعرية-بإرادة الإنعام-، (وأنه يحب التوابين ويسخط على الكافرين ويغضب عليهم، وأن غضبه إرادته لعذابهم) يعني: إرادة الانتقام (وأنه لا يقوم لغضبه شيء) ... إلى آخره.
فالكلام في هذا في عدة مواطن، موجود في هذا الكتاب تجدون فيه تحقيق ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-، من أن هذا الرجل لم يعرف مذهب السلف إلا مجملًا، ورجوعه لم يكن إلى مذهب السلف، وإنما كان إلى مذهب أبي عبد الله ابن كُلَّاب، مع بقاء ما عنده من ميله في أصوله في الجملة إلى الاعتزال والتجهم والإرجاء والقدر.
فيُحمد ما وافق فيه أهل السنة، ويذم فيما خالف فيه أهل السنة ووافق هؤلاء، وله كتب أيضًا أخرى لأبي الحسن كلها مليئة بمثل هذا الكلام، هذا بعد رجوعه، كيف تعرف رجوعه؟ الكتب التي يذكر فيها تقرير عقيدة السلف في كلام الله، وفي القرآن أنه غير مخلوق، وفي إثبات الرؤيا كما تقدم.
هذه الكتب كلها تدل على ما؟ على أنها كانت بعد رجوعه، إذ كتبه الأولى لا ذكر لشيء فيها من هذا القبيل أو من هذه الأمور، لأنه كانت على طريقة الاعتزال، فالكتب التي يذكر فيها تقرير الكلام، وإثبات أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق.
وإثبات أيضًا أن الله-سبحانه وتعالى-على عرشه بائن من خلقه، وإثبات أن الله-سبحانه وتعالى-يجيء ونحو ذلك، ويتكلم ونحو ذلك، هذه الكتب كلها دالة على أنه إلا انه قال أو صنفها بعد رجوعه، ولكن هذا الرجوع ليس رجوعًا إلى مذهب أهل السنة، وإنما هو إلى مذهب أبي عبد الله بن كُلَّاب.
وعلى هذا فالرسائل أو الأطروحات أو البحوث، التي تنص على أن أبي الحسن رجع إلى مذهب أهل السنة والحديث ليست صحيحة في هذا الباب بحال من الأحوال.
وقد سمعتم شهادة الخبير العارف به-رحمه الله-، ومن أراد يعرف خبرة هذا الإمام بالأشعرية خاصة فليقرأ كتابيه، (درء تعارض العقل والنقل) و (ونقض أساس التقديس)، هذين الكتابين يعرف بهما المرء، معرفة شيخ الإسلام بمذاهب الأشعرية أكثر من بعض الأشعرية، بل أكثر من رؤوس في الأشعرية، وعلماء في الأشعرية وأئمة في الأشعرية، مما يعجب له الإنسان، فرحمه الله تعالى من إمام، ولعلنا نكتفي بهذا القدر، وننتقل إلى كتابنا الذي هو (المعارج) والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد.
والإبانة يا شيخ؟
حتى الإبانة نفسها، نحن نقول الكتب التي صنفها ودلل فيها وأثبت فيه كذا وكذا، هذه هي التي بعد رجوعه، ومع ذلك هذا الذي عنده.
وأصح ما في هذا أن الإبانة هي آخر ما صنفه-رحمه الله-بخلاف قول الأشعرية الذين يريدون أن ينتصروا لما عليه الرازي، وينصون على أن (اللمع في الرد على أهل البدع) إنما هو آخر ما ألفه، هذا غير صحيح، لأن واقعة أبي الحسن الأشعري تكذب ذلك، واقعة أبي الحسن الأشعري التي هي: فُرقَتُه وتبريه من مذهب الاعتزال، وإثباته لهذا الأمر وهو مسألة الكلام والقول بأن القرآن كلام الله-تبارك وتعالى-، هذا هو الذي رجع إليه، لأنه إذا قلنا أنه رجع فما يكون إلا إلى هذا، لأنه لم يكن في الأول على مذهب السنة حتى يقول فيما في اللمع، وإنما كان على ما في اللمع ثم رجع الرجوع الذي سمعتم تفصيله، فقال في مثل هذه المسائل، فالصحيح أن آخر ما صنف هو (الإبانة).
القول بالتفصيل أنه في مراحل ثلاث قول ضعيف، وليسوا بأعلم بهذا الرجل ولا بأتباعه من شيخ الإسلام ابن تيمية، فالرجل يحكي كلامه بالحرف، بل يحكي خلاف ابن كُلَّاب في النسخ التي أخذها، بل يقول هذا الموجود في النسخة كذا والخطيب الرازي ذكر كذا وكذا، فلا أزيد هل اعتمد على نسخة أخرى، ما أدري!!.
يعني: يأتي ببعض المخالفات المبالغ في بعض الحروف، ولكن الكلام هو هو، لكن ما أراد أن يطعن لعله وقف على نسخة كذا وكذا، لكن هل نزيد؟ بين أيدينا هو كذا وكذا، ويذكر كتب الأشعري وينقل عنها حرفًا حرفًا، وإذا خالف نص على الحرف، وبعض الأحيان يقول الرازي لم ينقل من كتب الأشعري.
وإنما نقل هذا من واسطة ابن فورك، ثم يبين أن ابن فورك حرف في كلام الأشعري، ثم يأتي به ويذكر كلام ابن فورك ويذكر كلام الرازي، فيبين أن الرازي ناقل من كلام ابن فورك، ويبين أن ابن فورك محرف لكلام الأشعري، هؤلاء ما بلغوا ظفر ابن تيمية في معرفته في كلام الأشعري وما فعل، بل ما في احد على وجه الأرض جاء بعد شيخ الإسلام ابن تيمية، بل ولا أظن قبله والله أعلم، أعلم بالملل والمذاهب من هذا الإنسان، فهو كما قال بعضهم: (ليس بعالم، وإنما هو آية من آيات الله-رحمه الله-).
إذا كان الفتوى الحموية، رد الاعتراض عليها أربع مجلدات، والفتوى الحموية جزء كتبه في جلسة، رد الاعتراض على الفتوى الحموية كتبه في السجن، عن ظهر قلب ما في عند كتب، أربع مجلدات.
فنسأل الله-سبحانه وتعالى-أن يظهر هذا الكتاب فإنه كتاب نفيس، لو وجد هذا الكتاب وطبع، أنا أظنه لا يقل عن (نقض أساس التقديس) أو منهاج السنة النبوية، فرحمه الله، فابن تيمية أعرف من ملئ الأرض من غيره في هذه المذاهب.
تم بحمد الله
بتصرف يسير ............
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
السبت الموافق: 17/ جمادى الأولى/ 1431 للهجرة النبوية الشريفة(/)
الحذر فان السماحة الزائدة ضعف!
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:00]ـ
نسمع كثيرا عن سماحة الإسلام وعفوه وحلمه بل ولا اظن خطيبا اعتلى منبرا ولم يتحدث عن ذلك وحق للإسلام أن يتصف بهذه الصفات الحميدة إذ انه من لدن حكيم خبير.
لكن الذي يعلمه الجميع أن الفاظ اللغة مرنة وان الصفات الحميدة إذا تجاوزت الحد هي إلى الذم اقرب وهذه ليس مكرمة للإسلام ولا لحامليه لذا ينبغي على الدعاة الاحتياط لهذا القيد واكبر احتياط في نظري يكون بذكر صور الحزم التي اظهرها النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع من ليسوا أهلا لان تطبق عليهم تلك الصفات الحميدة لان في تطبيقها حينئذ ضعف ومهانة كبني قريظة والعرنيين وكذا النفر الذين استباح دمهم يوم فتح مكة وان كانوا معلقين بأستار الكعبة.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فصل للأخلاق حد متى جاوزته صارت عدوانا ومتى قصرت عنه كان نقصا ومهانة
فللغضب حد وهو الشجاعة المحمودة والأنفة من الرذائل والنقائص وهذا كماله فإذا جاوز حده تعدى صاحبه وجار وإن نقص عنه جبن ولم يأنف من الرذائل
وللحرص حد وهو الكفاية في أمور الدنيا وحصول البلاغ منها فمتى نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة ومتى زاد عليه كان شرها ورغبة فيما لا تحمد الرغبة فيه وللحسد حد وهو المنافسة في طلب الكمال والأنفة أن يتقدم عليه نظيرة فمتى تعدى ذلك صار بغيا وظلما يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود ويحرص على إيذائه ومتى نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل أتاه الله الحكمة فهو يقضى بها ويعلمها الناس
فهذا حسد منافسة يطالب الحاسد به نفسه أن يكون مثل المحسود لا حسد مهانة يتمنى به زوال النعمة عن المحسود
وللشهوة حد وهو راحة القلب والعقل من كد الطاعة واكتساب الفضائل والاستعانة بقضائها على ذلك فمتى زادت على ذلك صارت نهمة وشبقا والتحق صاحبها بدرجة الحيوانات ومتى نقصت عنه ولم يكن فراغا في طلب الكمال والفضل كانت ضعفا وعجزا ومهانة
وللراحة حد وهو اجمام النفس والقوى المدركة والفعالة للاستعداد للطاعة واكتساب الفضائل وتوفرها على ذلك بحيث لا يضعفها الكد والتعب ويضعف أثرها فمتى زاد على ذلك صار توانيا وكسلا وإضاعة وفات به اكثر مصالح العبد ومتى نقص عنه صار مضرا بالقوى موهنا لها وربما انقطع به كالمنبت الذي لا أرضا قطع ولا ظهر أبقى
والجود له حد بين طرفين فمتى جاوز حده صار إسرافا وتبذيرا أو متى نقص عنه كان بخلا وتقتيرا
وللشجاعة حد متي جاوزته صارت تهورا ومتي نقصت عنه صارت جبنا وخورا وحدها الأقدام في مواضع الأقدام والأحجام في مواضع الأحجام كما قال معاوية لعمرو بن العاص أعياني أن أعرف أشجاعا أنت أم جبانا تقدم حتى أقول من أشجع الناس وتجبن حتى أقول من أجبن الناس
فقال شجاع إذا ما امكنتني فرصة % فان لم تكن لي فرصة فجبان
والغيرة لها حد إذا جاوزته صارت تهمة وظنا سيئا بالبريء وإن قصرت عنه كانت تغافلا ومبادىء دياثة وللتوضع حد إذا جاوزه كان ذلا ومهانة ومن قصر عنه انحرف إلى الكبر والفخر
وللعز حد إذا جاوزه كان كبرا وخلقا مذموما وإن قصر عنه انحرف إلى الذل و المهانة
. انتهى كلام ابن القيم.
بل ونخشى من تصدر جيل من الدعاة من لا يعرف إلا طرفا واحدا من الطرفين ويدع الوسط كيف لا ونحن نسمع من يترحم على بابا الفاتيكان بسم سماحة الإسلام ومن يرفض تكفير اليهود والنصارى بسم رحمة الإسلام وعندما يستدل له بتكفير الله لهم يجيب بان لله أن يكفرهم أما نحن فلا وما علم هذا الجاهل أن كلامه هذا فيه من الفرية على الله ما هو أعظم مما هو فيه الان إذ انه بقوله هذا يدعى انه ارحم بغيره من الله بخلقه وهذا هو والله الجهل الفضيع.
وعلى الطرف الآخر يقف طابور آخر لا يرى في الإسلام إلا السيف وعبوس الوجه تجاه عصاة المسلمين قبل الكفار ولا مكان في قاموسه للرحمة العامة التي تشمل حتى الحيوانات ..
يقول ابن القيم في تكملة ما بسطه سابقا: وضابط هذا كله العدل وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط وعليه بناء مصالح الدنيا والآخرة بل لا تقوم مصلحة البدن إلا به فانه متى خرج بعض أخلاطه عن العدل وجاوزه أو نقص عنه ذهب من صحته وقوته بحسب ذلك وكذلك الأفعال الطبيعية كالنوم والسهر والأكل والشرب والجماع والحركة والرياضة والخلوة والمخالطة وغير ذلك إذا كانت وسطا بين الطرفين المذمومين كانت عدلا وإن انحرفت إلى أحدهما كانت نقصا وأثمرت نقصا
فمن أشرف العلوم وانفعها علم الحدود ولا سيما حدود المشروع المأمور والمنهى فأعلم الناس أعلمهم بتلك الحدود حتى لا يدخل فيها ما ليس منها ولا يخرج منها ما هو داخل فيها
قال تعالى ((الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله))
فأعدل الناس من قام بحدود الأخلاق والأعمال والمشروعات معرفة وفعلا وبالله التوفيق.(/)
بعد عشرين سنة في التّعليم , نُسأل: ـ ـ هل عندنا رُخصة؟
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 01:25]ـ
بعد عشرين سنة في التّعليم , نُسأل: ـ ـ هل عندنا رُخصة؟ ( http://www.nouralhuda.com/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/178-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%85-,-%D9%86%D9%8F%D8%B3%D8%A3%D9%84-%D9%80-%D9%80-%D9%87%D9%84-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%B1%D9%8F%D8%AE%D8%B5%D8%A9-%D8%9F.html)
عشرون سنة مضت ونحن ننشر العلم بالجامع الأخضر وفي مسجد سيدي قموش ومسجد سيدي عبد المؤمن والطّلبة يأتون من جميع نواحي القُطر , يتزوّدون من علوم الدّين واللّسان ويستعين المحاويج منهم على ذلك بشيء طفيف من الإعانة بالخبز ممّا يُعطيه بعض النّاس المُحسنين من الزّكاة.
ابتدأت القراءة في قسنطينة بدراسة الشّفاء للقاضي عياض بالجامع الكبير حتّى بدا لمُفتي قسنطينة الشّيخ ابن الموهوب أن يمنعنا فمنعنا. . .! فطلبنا الإذن من الحكومة بالتّدريس في الجامع الأخضر فأذنت لنا وكان هذا الإذن على يد م أريب الكاتب العام للأمور الوطنيّة بدار العمالة إذ ذاك.
مضت عشرون سنة ونحن نُعلّم في الجامع الأخضر الذي أسّسه المرحوم حُسين باي للصّلا والتّسبيح والتّعليم , وكأنّه خشي أن يهمل فيه التّعليم ويُحرم المُعلّمون من حقّهم في ريع حبسه ــ فسجّل إرادته بالتّنصيص عليه فكتب بالحروف الكبيرة البارزة على واجهة بيت الصّلاة ما نصّه:
(أمر بتأسيس هذا المسجد العظيم وتشييد بنائه للصّلاة والتّسبيح والتّعليم , ذو القدر العلي والتّدبير الكامل وحسن الرّأي أميرنا وسيّدنا حسن باي أدام الله بنائه أواخر شهر شعبان سنة ستّ وخمسين ومائة وألف).
مضت عشرون سنة والنّاس يشكرون للحكومة توظيفها مُدرّسا يقضي سحابة نهاره وشطرا من ليله في خدمة العلم الدّيني واللّساني ونشره ظنّا منهم أنّني أتقاضى مُرتّبا كسائر المُتوظّفين وأنا لم أرزإ الحكومة فلسا واحدا والفضل لله , وما كُنت إلاّ مُدرّسا مُتطوّعا مُكتفيا بالإذن لي في التّعليم ذاكرا ذلك للنّاس عن الحكومة في المُناسبات بالجميل.
مضت عشرون سنة والسّواح الأجانب يأتون للجامع الأخضر يشهدون حلقات العلم ووفرة الطّلاّب فيعدّون ذلك من عناية الحكومة بالمساجد الإسلاميّة وتركها حرّية التّعليم للمسلمين.
وبعد هذه العشرين سنة في ذلك كلّه دُعيت مساء الخميس الماضي إلى دار عامل العمالة ليُعرّفني م الكاتب العام بِكِتاب جاءه من الولاية العامّة سألوه فيه عن عبد الحميد بن باديس الذي يُقرئ مُتطوّعا بالجامع الأخضر بدون رُخصة والقانون يمنع من التّعليم بدون رُخصة فأجبنا بأنّنا ما أقرأنا إلاّ برُخصة من الحكومة بواسطة م أريب منذ عشرين سنة وأبدينا تعجّبنا من هذا السّؤال بعد عشرين سنة فقبل م الكاتب العام الجواب منّا على ان يُجيب به الولاية العامّة وينتظر ما يكون منها.
هذا ما نذكره اليوم حكاية للتّاريخ قيامنا بالتّعليم وإثباتا لم سئلنا عنه وما أجبنا به مُكتفين به حتّى نرى ما ينتهي إليه الأمر في هذه المسألة التي ليست مسألة عبد الحميد بن باديس ولكنّها مسألة التّعليم الدّيني واللّساني للمُسلمين , ومسألة مائة طالب أو يزيدون جاءوا من العمالات الثّلاث لقسنطينة هذه الأيّام , ومسألة نحو الألفين من سُكّان قسنطينة ونواحيها يمتلئ بهم الجامع الأخضر كلّ ليلة في مجالس التّذكير. ومن واجب الحق عليّ أن أذكر هنا ما شاهدته من م تروسيل الكاتب العام من أدب ولُطف وحرص على أن لا يتعرّض لدُروسنا بسوء , فأنا أشكره بلسان العلم وطُلاّبه شُكر من يُقدّرون أقدار الرّجال ولا يخلفون إلاّ الله.
عبد الحميد بن باديس (الصّراط السّوي العدد السّابع)
http://www.nouralhuda.com/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/178-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%85-,-%D9%86%D9%8F%D8%B3%D8%A3%D9%84-%D9%80-%D9%80-%D9%87%D9%84-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%B1%D9%8F%D8%AE%D8%B5%D8%A9-%D8%9F.html
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 01:35]ـ
جزاكم الله خيرا، ورحم الله عبد الحميد بن باديس، وكل العلماء الذين وقفوا ضد همجية فرنسا، ولهجوا بـ: الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا.
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 01:44]ـ
و إياكم أخي، أعاننا الله على الاستدمار الجديد للأمة الإسلامية، ووفقنا للوقوف له كما وفق أجدادنا و سلفنا
رحمهم الله و حشرنا و إياهم في جنة الفردوس الأعلى.(/)
الموالاة والمعاداة، هل هي من معنى لا إله إلا الله، أو من لوازمها؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 03:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في الموالاة والمعاداة، هل هي من معنى لا إله إلا الله، أو من لوازمها؟
الجواب: أن يقال: الله أعلم، لكن بحسب المسلم أن يعلم: أن الله افترض عليه عداوة المشركين، وعدم موالاتهم، وأوجب عليه محبة المؤمنين وموالاتهم، وأخبر أن ذلك من شروط الإيمان، ونفى الإيمان عمن يواد من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم، أو إخوانهم أو عشيرتهم. وأما كون ذلك من معنى لا إله إلا الله أو لوازمها، فلم يكلفنا الله بالبحث عن ذلك، إنما كلفنا بمعرفة أن الله فرض ذلك وأوجبه، وأوجب العمل به، فهذا هو الفرض والحتم الذي لا شك فيه، ومن عرف أن ذلك من معناها، أو من لازمها فهو حسن، وزيادة خير، ومن لم يعرفه فلم يكلف بمعرفته، لا سيما إذا كان الجدال والمنازعة فيه، مما يفضي إلى شر واختلاف، ووقوع فرقة بين المؤمنين، الذين قاموا بواجبات الإيمان، وجاهدوا في الله، وعادوا المشركين، ووالوا المسلمين، فالسكوت عن ذلك متعين، وهذا ما ظهر لي، على أن الاختلاف قريب من جهة المعنى، والله أعلم.
محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ / الدرر السنية / الجزء الثامن (القسم الأول من كتاب الجهاد) صـ 167.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 12:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا ترين أختنا الكريمة أن بعض ألالفاظ الشرعية قد تتغير الحاجة الى بيان معناها أو لازمها بحسب المكان والزمان خصوصا اذا أصبحت هذه الألفاظ الشرعية لايفهمها كثير من المسلمين مثل ما نرى كثير من الأئمة قد تكلموا في ألفاظ لم يكن أسلافهم قد تكلموا بها, بينوا معانيها ولوازمها, وبالتالي الوقوف على النصوص وتعيم العمل بها دون مراعاة المكان والزمان قد يؤدي الى الجمود على النصوص الاتوافقين الرأي وبارك الله فيك.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 07:50]ـ
هي من لوازمها و به كمال الإيمان و آخر سبيل يفصل بين طريقين الولاء و البراء
و هو أعظم الأخلاق الحسنة
و لا ينبغي أن يصرف إلى لله العظيم
فلا نبي و لا ملك و لا ولي يوالى و يعادى عليه إلى ما ألزمه الله و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم
و هذا ما يكون عليه الولاء والبراء
«وليس لأحدٍ أن ينصبَ للأمّةِ شخصًا يدعو إلى طريقتِه، ويوالي ويعادي عليها، غيرَ النّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولا ينصبَ لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي، غيرَ كلامِ اللهِ ورسولِه وما اجتمعتْ عليه الأُمَّةُ، بل هذا مِنْ فعلِ أهلِ البدعِ الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرِّقون به بين الأُمَّةِ، يوالون به على ذلك الكلامِ أو تلك النِّسبةِ ويعادون»
[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (20/ 164)]
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 08:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا ترين أختنا الكريمة أن بعض ألالفاظ الشرعية قد تتغير الحاجة الى بيان معناها أو لازمها بحسب المكان والزمان خصوصا اذا أصبحت هذه الألفاظ الشرعية لايفهمها كثير من المسلمين مثل ما نرى كثير من الأئمة قد تكلموا في ألفاظ لم يكن أسلافهم قد تكلموا بها, بينوا معانيها ولوازمها, وبالتالي الوقوف على النصوص وتعيم العمل بها دون مراعاة المكان والزمان قد يؤدي الى الجمود على النصوص الاتوافقين الرأي وبارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم ربما، ولكنّ غرضي من النّقل هو نبذ الخلاف الذي يمكن أن ينتج عن مثل هذه التّسميات أو البحوث طالما أنّ المعنى لن يتغير.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 08:13]ـ
هي من لوازمها و به كمال الإيمان و آخر سبيل يفصل بين طريقين الولاء و البراء
و هو أعظم الأخلاق الحسنة
و لا ينبغي أن يصرف إلى لله العظيم
فلا نبي و لا ملك و لا ولي يوالى و يعادى عليه إلى ما ألزمه الله و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم
و هذا ما يكون عليه الولاء والبراء
«وليس لأحدٍ أن ينصبَ للأمّةِ شخصًا يدعو إلى طريقتِه، ويوالي ويعادي عليها، غيرَ النّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولا ينصبَ لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي، غيرَ كلامِ اللهِ ورسولِه وما اجتمعتْ عليه الأُمَّةُ، بل هذا مِنْ فعلِ أهلِ البدعِ الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرِّقون به بين الأُمَّةِ، يوالون به على ذلك الكلامِ أو تلك النِّسبةِ ويعادون»
[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (20/ 164)]
هو كما قال الشيخ ـ رحمه الله ـ، سواء كانا من لوازمها أم معانيها فهذا لا يهم، المهم أنّهما ممّا أوجبه الله علينا وأنّ من فرّط فيهما فرّط في دينه، وهذا بنص كتاب الله تعالى.
بارك الله في الجميع.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 07:41]ـ
أختي أم معاذة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإليكِ ـ يا أختي ـ هذه الأبياتَ في الوَلاءِ والبَرَاءِ:
مَنْ دانَ بالإِسْلامِ فهْو مُلْزَمُ ****** بِأَنْ يُوَالي كُلَّ مَنْ قدْ أَسْلمُوا
وَوَاجِبٌ عَلَيْهِ أنْ يُعَادِي ******* مَنْ دَانَ بالكُفْر مِنَ الأعَادِي
فحَقِّقِ الوَلاءَ والبَرَاءا ******* وَلْتَدَعِ الجِدَالَ والمَرَاءا
فلَيْسَ غيْرُ الدِّينِ بيننا صِلَةْ *******ونَسَبُ المرْءِ يَكُونُ عَمَلَهْ
أَخُوك مَنْ للدِّينِ يا هذا انْتَسَبْ **** لا مَنْ يَكُونُ ذا دَم ٍ أوْ ذا نَسَبْ
عَدُوُّكَ الكَافِرُ بالإِسْلامِ ******* وإِنْ يَكُنْ مِنْ أقْرَبِ الأنَامِ
من إماطة اللثام عن نواقض الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 10:21]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 12:54]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ، الأستاذ/ محمود محمد محمود مرسي،بارك الله فيك على النّقل الموفّق.
الأخ محمد المتعلم وإيّاك.
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:42]ـ
والله أعلى وأعلم: الموالاة من معاني لا إله إلا الله: فمعناها لا معبود بحق إلا الله، ومن معاني العبودية: الذل والخضوع مع المحبة والنصرة والاتباع، بل التأله أعلى مراتب المحبة كما في لسان العرب شعرا ونثرا، فلا يحب المحبة المطلقة إلا الإله الحق.
ولكن معنى اللزوم صحيح غير أنه يوهم بالتراخي فإن كان المقصود حقيقة لا إله إلا الله فهي من معناه وإن كان المقصود قول لا إله إلا الله فهي من لوازمه.(/)
كيف أشرح خطورة الإرجاء لعاميّة .. ؟
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 08:03]ـ
بسم الله .. الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد ..
كيف أشرح هذه المسألة ((بأسلوب مُبسّط مُقنِع)) لمن تقول إن إيماني في قلبي يكفيني عن امتثال الأوامر واجتناب النواهي " أهم شيء اني مُسلمة أصلي وأصوم "؟
وهذا يكثر في مجتمع النساء للأسف (خصوصأً في باب الحجاب واللباس والزينة) ..
ومما يزيد الأمر تعقيداً، أن إحداهن صاحبة خشوع وتأثر وتلاوة واكتشفت مؤخراً أنها ممن يجلس في مُصلاه بعد الفجر حتى الشروق .. لكنها الشُّبهة والجهل عافانا الله وإياكم ..
اسأل الله أن يجزي من يُفيدني خير الجزاء ..
::::
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 08:28]ـ
اختي الفاضلة ما عليك سوى ذكر ادلة الوعيد وعقوبة الامن من مكر الله عز وجل في القران والسنة
وفي كتاب رياض الصالحين باب الخوف (الباب رقم 50) من الادلة الشيء الكثير ولكن ما بال قلوبنا .....
ـ[رهين المسجدين]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 02:26]ـ
قولي لهم أن بعض الناس مثل اليهود يعصي الله متعمد و يقول الله يغفر لي يرجو رحمة الله و هذا ما يجوز مثل ما ترجو رحمة الله لازم تخاف من عذاب الله و بعض الناس مثل النصارى يحرم على نفسه الحلال متعمد و يقول أخاف من الله و هذا ما يجوز مثل ما تخاف من معصية الله لازم ترجو رحمة الله و هذا معنى قو له تعالى الذي نقرأه في كل صلاة " اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين " و جزاك الله خير يا بنتي و استفيدي من نصيحة العتيبي الذي سبقني بالإجابة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 02:46]ـ
الحمدلله ,والصلاة والسلام على رسول الله ..
1 - بيني لهم أن الإيمان بمعنى التصديق متحقق في رأس الشر:إبليس
2 - نبهيهم على أن أبا جهل وأمثاله لم يمنعهم من الإيمان كلمة تقال
وإنما هو الإذعان والعمل الذي تحت هذه الكلمة
3 - اذكري لهم أن عقيدة أهل السنة مفادها أن موارد الإيمان في ثلاثة أركان
الاعتقاد بالقلب -القول باللسان-والعمل بالجوارح ,وانتفاء أي ركن بالكلية كفر
4 - اذكري لهم قصص الصحابة وكيف كان حالهم حين نزول آية فيجاهد أحدهم ويبذل كل شيء
ثم يخاف ألا يدخل الجنة,
5 - اضربي لهم الأمثال ,فقد قيل لوهب بن منبه أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: ولكن مامن مفتاح إلا وله أسنان
أي أنه بغير أسنان لا يفتح باباً
6 - بيني لهم أن هذا يسمى إرجاء وانقلي لهم بعض كلام الأئمة في خطره
وغير ذلك كثير من الوسائل
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 04:17]ـ
أختي الكريمة وُفقت لكل خير، أنصحك بمراجعة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في تلازم الظاهر والباطن .. تأمليه جيدا وقومي بتحليل كلامه جملة جملة .. بعدها لن يعسر عليك شرح خطورة الإرجاء، وبخاصة الإرجاء العصري الذي يروج له العلمانيون وشيوخهم العصرانيين.
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 04:38]ـ
اختي الفاضلة ما عليك سوى ذكر ادلة الوعيد وعقوبة الامن من مكر الله عز وجل في القران والسنة
وفي كتاب رياض الصالحين باب الخوف (الباب رقم 50) من الادلة الشيء الكثير ولكن ما بال قلوبنا .....
سامحك الله أخي,,
ليس كل واحد منا يرده الكتاب والسنة _ هذا إن فرق بينها أصلا -
إنما بالتؤدة والصبر والممارسة وأن ينزل الشخص بعقله وخطابه الى ((المخاطب))
وقد قالوا زمان _ أكل العنب حبة حبة.:)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 03:53]ـ
سامحك الله أخي,,
ليس كل واحد منا يرده الكتاب والسنة _ هذا إن فرق بينها أصلا -
إنما بالتؤدة والصبر والممارسة وأن ينزل الشخص بعقله وخطابه الى ((المخاطب))
وقد قالوا زمان _ أكل العنب حبة حبة.:)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا خير ولا رجاء فيمن لا يرده الكتاب والسنة عن فعل المعاصي، وذكر الترهيب والترغيب من القرآن الكريم ومن السنة الشريفة لا يعني نقل ذلك حرفيا ومن دون شرح للمفردات.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 09:39]ـ
سامحك الله أخي,,
ليس كل واحد منا يرده الكتاب والسنة _ هذا إن فرق بينها أصلا -
إنما بالتؤدة والصبر والممارسة وأن ينزل الشخص بعقله وخطابه الى ((المخاطب))
وقد قالوا زمان _ أكل العنب حبة حبة.:)
اخي الحبيب بسام الحربي
الاخت تتحدث عن امراه عامية وتذكر ان اخرى صاحبة خشوع وتلاوة وتأثر
وآيات الذكر الحكيم واحاديث البشير النذير صلى الله عليه وسلم هي الدواء لكل داء
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 10:19]ـ
سبحان الله,,
أينكم من قول علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله
وقول ابن مسعود رضي الله عنه: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة
وقول عثمان رضي الله عنه: إن الله ليزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن
ومع ان هذه الاثار لا تخلوا من ضعف ولكن معناها صحيح مسلم عند اهل العلم
نعم ما قلنا شيء كلموا الناس على قدر عقولهم, سواء كان عاميا أو لم يكن ..
وليس كل شخصه يرده القران والسنة؛فلو كان كذلك فلم قال الله تعالى
((وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 11:47]ـ
((وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا))
أخي ـ بارك الله فيك ـ ما الشاهد من الآية؟
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 11:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس كل من وافق المرجئة بأمر يكون مرجئا بل قد يكون جاهلا وهذا واقع ماذكرت فأن مجتمع النساء يغلب فيهم الجهل لذلك علينا مع ماذكرت أنهم يصلون ويصومون وعليهم آثار الخشوع أن نذكرهم بآيات الله في الوعد والوعيد فأن هذا هو هدي النبي (ص) فلقد كان يتلوا على الناس كتاب الله كما قال تعالى (وأن أتلوا القرآن فمن اهتدى فأنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل انما أنا من المنذرين) وأهل السنة والجماعة أرحم الخلق بالخلق ونذكر قوله تعالى (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا) فلا نستعجل مع الناس في اصدار الأحكام عليهم بل نتأنى معهم ونتذكر قوله تعالى (أدعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) نسأل الله الرشاد في الامر كله والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 12:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الغاليه لعلكي توضحين لها
أن ماتقوله الأن هذا مايريده الغرب
أن يقل أهتمامنا بأمور ديننا وبين الفينه والأخرى لانعلم صلاة ولاصيام ولازكاة
أنما إذا صلح القلب صلح سائر الجسد
وايضا إلزمي معها النصح المستمر والصبر والدعاء
وأسأل الله ان يشرح صدرها للإيمان
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 05:49]ـ
الدعوة تبنى على ركني الهدم والبناء: هدم الباطل وبناء الحق، هدم الشرك وبناء التوحيد، هدم البدعة وبناء السنة، هدم المعصية وبناء الطاعة، فابدئي أختي الكريمة معهن بالأصل وهو " توحيد الله " لماذا خلقنا الله؟ الغاية من خلق الخلق، وبيني لهن ما معنى العبودية وهي كمال الذل والخضوع لأمر الله ونهيه مع الحب الكامل لله، بيني لهن أن العبودية لله في كل لحظة من لحظات الحياة في الحركات والسكنات وهذه العبودية تتمثل في الخضوع لشرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا يخطو المسلم خطوة حتى يسأل عن حكم الله لأنه عبد لا يريد أن يغضب سيده ومولاه، علميهن أن العبودية لله معناها ألا ننازع الله أمره ونهيه فنحن مجرد عبيد شرفهم الله بعبوديته له، فإن أمرنا بالصلاة صلينا وإن أمرنا بالحجاب تحجبنا، وإن نهانا عن الربا انتهينا وإن نهانا عن الزنا انتهينا، ليس من المهم أن يعرف العامي المصطلحات والألفاظ بقدر معرفة الحقائق والغايات التي تنبت في قلبه معاني فهمها الصحابة وعاشوا بها رضي الله عنهم. أسأل الله أن يهدي المسلمين جميعا لما يحب ويرضا(/)
ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال) في كتاب التوحيد
ـ[ندى بن حاجب]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 08:31]ـ
السلام عليكم ورحمه الله يركاته
شكر الله سعيكم وجعل اعمالكم ونياتكم خالصه لوجهه الكريم
لدي سؤال ارجوا الاجابه عليه؟؟
في قوله تعالى (الا ليعبدون) في كتاب القول المفيد وفتح المجيد في شرح كتاب التوحيد
للشيخ محمد بن عبد الوهاب ذكر الشيخ معنى هذا القول
انه استثناء مفرغ من اعم الاحوال فمامعنى هذا القول
بااااااارك الله فيكم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 04:37]ـ
إليك الجواب الشافي من شرح الشيخ صالح آل الشيخ يقول -حفظه الله ونفع بعلمه-:
((وقول الله تعالى: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ? [الذاريات:56]، هذه الآية فيها بيان التوحيد؛ وجه ذلك أنَّ السلف فسّروا (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، يعني إلاَّ ليوحّدونِ, دليل هذا الفهم، أنّ الرسل إنّما بُعثت لأجل التوحيد؛ توحيد العبادة، فقوله (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) يعني إلاَّ ليوحدونِ.
قوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا) هذا فيه حصر، ومعلوم أن (مَا) النافية مع (إِلاَّ) تفيد الحصر والقصر, معنى الكلام: خَلقتُ الجن والإنس لغاية واحدة هي العبادة دون ما سواها، ففيه قصر علّة الخلق على العبادة.
وقوله (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، (إِلَّا) هذه تسمّى أداة استثناء مُفرَّغ, مفرّغ من أعم الأحوال -كما يقول النحّاة-، يعني وما خلقت الجن والإنس لشيء أو لغاية من الغايات أبدا إلاّ لغاية واحدة، وهي أن يعبدونِ)).(/)
هجران أهل البدع. للعلامة احمد النجمي طيب الله ثراه
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 10:00]ـ
هجران أهل البدع لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي رحمه الله
قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ: وترك الخصومات، وترك الجلوس مع أصحاب الأهواء
الشرح:
الدليل على ذلك قوله تعالى: ((وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم)) [النساء: 140].
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سمع بالدجال فلينأ عنه ما استطاع، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فما يزال به حتى يتبعه لما يرى معه من الشبهات ".
قال الشيخ ابن بطة رحمه الله معلقا عليه: " هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، فالله الله معشر المسلمين،لا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه، وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول أداخله لأناظره أو لأستخرج منه مذهبه فإنهم أشد فتنة من الدجال؛ وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللهب، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم في مجالسهم فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم، فما زالت بهم المباسطة وخفي المكر ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه " وقد جاءه رجل فقال له: يا أبا حمزة لقيت قوما يكذبون بالشفاعة وبعذاب القبر، فقال: أولئك الكذابون فلا تجالسهم ".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:" لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب ".
قال أبو الجوزاء ـ وكان من كبار التابعين ـ:" لأن يجاورني قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني أحد منهم يعني أصحاب الأهواء ".
وقال الفضيل بن عياض: " لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة ".
وقد دخل على محمد بن سيرين رجلان من أهل الأهواء فقالا: يا أبا بكر: نحدثك بحديث، قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا، لتقومان عني أو لأقومن، فخرجا، فقال بعض القوم: يا أبا بكر وما كان عليك أن يقرأا عليك آية من كتاب الله؟ قال: إني خشيت أن يقرأا علي آية فيحرفانها فيقرّ ذلك في قلبي ".
وعن عبد الرزاق أنه قال:
قال لي إبراهيم بن محمد بن أبي يحي: أرى المعتزلة عندكم كثيرا قلت: نعم، وهم يزعمون أنك منهم. قال أفلا تدخل معي هذا الحانوت حتى أكلمك، قلت: لا، قال: لم؟ قلت: لأن القلب ضعيف والدين ليس لمن غلب.
وعن مبشر بن إسماعيل الحلبي قال: " قيل للأوزاعي إن رجلا يقول: أنا أجالس أهل السنة وأهل البدعة، فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل:"
ولأهل البدع والأهواء علامات يعرفون بها، منها:
1 ـ الوقيعة في أهل الأثر، قال أبو حاتم الرازي رحمه الله:" علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر."
2 ـ شدة معاداتهم لأهل الحديث وسكوتهم عن أهل الغي والباطل، قال صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج:" يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ".
قال أبو عثمان الصابوني:" وعلامة البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة، اعتقادا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية من الخير، وحججهم العاطلة أولئك الذين لعنهم الله ". اهـ
3 ـ استعانتهم بالولاة والسلاطين بسبب ضعف حجة أهل البدع وهو مذهبهم وقلة حيلتهم فإنهم يستعينون في نصرة دعوتهم بالولاة والسلاطين لأن فيها نوعا من الإكراه والإخافة.
4 ـ الإجتهاد والغلو في العبادة: فالمبتدع يزيد في الإجتهاد لينال في الدنيا التعظيم والجاه والمال وغير ذلك من أصناف الشهوات، لأن التعظيم على شهوات الدنيا أي على ترك شهوات الدنيا أعظم، ألا ترى إلى انقطاع الرهبان في الصوامع عن جميع الملذوذات، ومقاساتهم لأصناف العبادات، والكف عن الشهوات، وهم مع ذلك خالدون في جهنم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: ((وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية)) [الغاشية: 2 ـ 4].
وقال تعالى: ((قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاالذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) [الكهف: 103 ـ 104].
وما ذاك إلا لخفة يجدونها في ذلك الإلتزام، ونشاط يداخلهم يستسهلون به الصعب، بسبب ما داخل النفس من الهوى، فإذا بدا للمبتدع ماهو عليه، رآه محبوبا عنده، فما الذي يصده عن الإستمساك به والإزدياد منه، وهو يرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره واعتقاداته أوفق وأعلى ((كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء)) [المدثر: 31].
وقد يفتن البعض بالمبتدعة لما يرون عندهم من التزهد والتخشع والبكاء أو غير ذلك من كثرة العبادة، وليس هذا مقياسا صحيحا في معرفة الحق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في وصف أهل البدع:" يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم وصيامه عند صيامهم، وقراءته عند قراءتهم".
أما أظهر علامات أهل السنة:
فأولا: دعوتهم إلى كتاب الله تعالى أي: إلى متابعته والعمل به.
ثانيا: تفسيرهم له بالأثر، أي: بالسنة وتفسير الصحابة والتابعين.
ثالثا: دعوتهم إلى السنة الصحيحة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
رابعا: اعتقادهم أنها هي المبينة لكتاب الله والمفسرة له.
خامسا: محبة السنة ومحبة أهلها وحملتها، واعتقاد أنهم هم الذين يحفظ الله بهم الدين، وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة ونورها بحب علماء السنة فضلا منه جل جلاله قيل لأبي بكر بن عياش: من السني؟ قال: " الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها ". اهـ
سادسا: اعتدالهم ما بين الجفاء والغلو والإفراط والتفريط.
سابعا: أنهم لا يغلون في أحد من أئمتهم حتى يعتقدوا فيه العصمة لا من الصحابة ولا من غيرهم.
ثامنا: أنهم يبغضون أهل البدع، ويتعبدون لله بمجاهدتهم وبيان حالهم وبدعهم حتى يحذرها الناس ويحذروهم.
تاسعا: عنايتهم بالعقائد وتقديمهم لها على الفضائل عكس المبتدعة.
المصدر:
شرح أصول السنة لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي رحمه الله [ص: 44].
ـ[السليماني]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 10:14]ـ
جزاك الله خيراً
ومن ذلك هجر كتب الكفار في غير الأمور المشتركة بين الخلق كالطب والهندسة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 10:45]ـ
/// تقدم تحقيق مذهب السلف في مسألة الهجر، ومن كلام أهل العلم العارفين، في الموضوع على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=213(/)
:: رسائل مشروع الفطرية الفريد الفذّ:: (5) الإخلاص بوصلة = = الطريق = =
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 07:06]ـ
:: رسائل مشروع الفطرية الفريد الفذّ:: (5) الإخلاص بوصلة الطريق = = =
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة الخامسة
الإخلاص بوصلة الطريق .. !
ألاَ ما أخفى مسارب الشيطان إلى النفس، وما أشقاها!
ألا ما أشدها التواءً وما أدهاها!
وإن شئت فقل:
ألا ما أظهرها وأبينها لمن يراها!
وما أضعفها عند من كان لله عبداً، وما أوهاها!
وإن حصون الدعوة الإسلامية في الأمة، لهي أول ما يقصده الشيطان بالإغارة والحصار .. !
وإن قوافل الدعاة وصفوف العاملين للإسلام، لهي أول ما يرميه إبليس بفتن التشتيت والتفتيت، وعواصف التشريد والتبديد!
وإن قطار الصحوة الإسلامية لهو أول ما يرومه اللعين بتضليل الاتجاه، وتحريف المسار .. !
وإن مسلما ابتلي بشيء من هذا العمل الإسلامي، لا يجعل هذه الحقيقة الكبرى نصب عينيه؛ لهو مهدد بالخسران المبين والعياذ بالله!
أيها الشباب المكابد لحقائق القرآن!
أيها الجيل المستسقي من ربيع القرآن!
يا أبناء مدرسة القرآن الكريم!
يا حُمَّالَ كلمات الله!
أيها السائرون على أثر قافلة الأنبياء! تضربون في زمن الظلام، رجاء إيصال بصيص من نور إلى المستضعفين الحائرين!
ألاَ وإنها لنعمة كبرى – أيها الأحباب! - أن يكون المسلم منخرطا في مدرسة القرآن، يتتلمذ على عين الله، يتلقى رسالات القرآن، ويتزكى بكلمات الله!
لكن مدرسة القرآن – أيها الأحبة! - لها شرط إلهي عظيم،
به تُنَاطُ كل طلبات الانتساب، ورغبات الانخراط .. وإنما الله - جل جلاله - هو وحده الذي يقضي فيها؛ فيقبل ما يشاء ويرد ما يشاء! هو وحده رب المدرسة، وهو صاحب الأمر فيها. وإن ذلك الشرط القرآني العظيم مسطور في كتاب الله، موضح ببلاغه المبين لجميع الراغبين .. ذلك هو:
التحقق بمنزلة الإخلاص!
يا جيل القرآن المجيد!
لقد أتى علينا حين من الدهر في خضم العمل الإسلامي،
نجري ونلهث، ولكن بلا جدوى!
لقد كنا نسلخ من الأعمار السنوات تلو السنوات، ثم ننظر إلى آثار السير تحت أقدامنا؛ فنجد أنفسنا
ما نزال لم نبرح مواقعنا الأولى ..
تلك المواقع التي انطلقنا منها قبل أن نشيب!
بل لقد وجدنا الأرض تغوص تحت أقدامنا!
ووجدنا حصوننا الأولى تساقط أركانها الواحد تلو الآخر ..
وكانت الصدمة شديدة؛ عندما تساءلنا عن أربعين عاما أمضتها الحركة الإسلامية في التبشير بشعاراتها؛
فوجدنا أنفسنا قد تأخرنا – بدل أن نتقدم - أربعين خريفا من الزمان!
وأدركنا أن شيئا ما في محرك السيارة ليس على ما يرام!
والخطر الأكبر أن المحرك كان مشتغلا يملأ الفضاء بالضجيج والعجيج!
وأمعنا النظر إلى العجلات، فوجدنا أنها كانت فعلا تسير، ولكن إلى وراء .. !
ووجدنا أنفسنا نتلقى الصفعات تلو الصفعات ..
ولكننا لا ننتبه إلى رسالاتها ولا نفهم إشاراتها!
والقليل منا من عاد إلى "كطالوج" العمل الإسلامي، وبوصلته الدقيقة؛ قصدَ المراجعة: القرآن المجيد!
لقد كان الشيطان – كلما تساءلنا: أين الخلل؟ - يبادرنا بإلقاء أسباب منطقية كاذبة – ومن المنطق ما هو كاذب -
تعمية عن جواب القرآن الواضح المبين! ..
وكنا – مع الأسف الشديد – نصدق الشيطان!
لأننا كنا ننسى ونغفل عن وجود شيء اسمه "الشيطان"!
ولا نكاد نتذكر وجوده إلا عندما نقرأ بعض آيات من القرآن! وما لنا وللشيطان؟ إنه بعيد عنا .. إنه هناك في أعالي البحار النائية! ونحن هنا نشتغل في دعوة الإسلام!
فلا يخطر بالبال أنه هو يدير معركة الشر من هناك،
ويقود جنده في أوساطنا،
بل في أعماق أنفسنا!
ولقد انتصبت راية التحذير من هذا الشر الْمُبِيرِ في القرآن:
(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ!)
(فاطر: 6)
وننسى أن قرناء السوء من شياطين الجن يعملون لحساب إبليس في كل مكان! وأنهم يلابسون الأنفس ويخالطونها،
يزينون لها الشهوات والشبهات!
وننسى ونسى! ولا نتذكر إلا قليلاً! .. أم أن الشيطان غير موجود؟ أم أن القرين وهم؟
هل نحن في حاجة إذن إلى إعادة بناء أصول الإيمان في أنفسنا، وتعلم أبجديات الدين من جديد؟
كلا، كلا!
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن مسلمون مؤمنون، ولكن شدة الغفلة تكاد تخلط أحوالنا بأحوال غير المؤمنين والعياذ بالله!
وكفى بذلك علامة كبرى على انحراف السير .. !
!
؟
!
ثم قرأت القرآن،
فوجدت أن دعوة الإسلام دين! دينٌ يُعْبَدُ به الله الواحد القهار، وليست شئا آخر! ما هي بانتماءات ولا شعارات، ولا أحزاب، ولا ألقاب! إنها دعوة للناس كل الناس، دعوة للتعرف إلى الله، وإلى رعاية حقوق الله قبل حقوق الإنسان!
وإن الدين لا يسمى "دينا" - على الحقيقة - إلا إذا كان عبادة لله رب العالمين! وإن العبادة لا تكون كذلك إلا إذا كانت خالصة لله!
وهنا وجدت جواب القرآن: الإخلاص!
وجدت جواب القرآن سيفا صارما يفصل ما بين الحقيقة والتمثال!
وأبصرت هذا الفرقان العظيم:
(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ!)
(الزمر: 2 - 3)
وكذلك:
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ!)
(الزمر: 11)
ومثله قوله سبحانه:
(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ!)
(البينة: 5)
ومثل هذا وذاك من الفرقان كثير!
نعم هكذا هو الأمر إذن:
(أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ!)
وما ليس بخالص فليس له! وإنما هو لمن توجه إليه به صاحبه! .. ومعنى الخالص: النظيف الصافي على أكمل ما يكون الصفاء! كاللبن الصافي إذا لم يخلطه شيء ولو نقطة! كان لبنا خالصا، فإن وقع فيه شيء، ولو مقدار ذرة؛ فَقَدَ معنى كونه خالصاً!
ثم راجعت ما سلخت من عمري فشعرت بمقارض الحسرة والندم تمزق كبدي! فواأسفاه! واأسفاه!
وأبصرت أن قطار العمل الإسلامي كان يسير بنا مائلا منذ زمان .. حتى انحرفت عجلاته أخيراً عن سواء الطريق! ..
وأبصرت أننا كنا نقدم دعوتنا وحركتنا ونضالنا، لا لله، ولكن لأنفسنا!
لقد كنا نلبي نرجسية ذواتنا في التلميع والتسميع!
وبهرتنا شهوة الميكروفون، والصور البطولية الكبيرة!
ومضينا في طريقنا نستعرض عضلاتنا تحت شعار العمل الإسلامي، والمشروع الإسلامي!
ودبجنا قاموسا من المصطلحات "النضالية" و"الحركية"، التي ضخمها الشيطان في قلوبنا، واستهوتها النفس المغرورة!
وأنشأنا "علم كلام الحركي"، كلاماً نضيع به أعمارنا وأعمار الشباب! .. وبدل أن نجعل أنفسنا خادمة للدين؛ جعلنا الدين خادما لأنفسنا! نشاهد فيه انتصاراتنا نحن لا انتصارات الإسلام! وما أعظم الفرق بين شَفَقٍ مُشْرِقٍ وشَفَقٍ غَارِبٍ! ولكنهما يتداخلان ويختلطان على من ضل عنه تحديد بوصلة الزمن!
وأدركنا أننا قد ملأنا عقول أجيال من الشباب بفقاعات "الكلام"، وما أسسنا في قلوبهم ولا لبنة واحدة من حقائق القرآن!
فتخرج طابور كبير من المتكلمين! وبقيت ساحة الدعوة الإسلامية خالية من العاملين!
لقد كان الصف الإسلامي – وما يزال - ينظر إلى قامته الطويلة العريضة، فيعجب بظله العالي العريض! وينسى أن الله وحده هو الذي يمد الظل ويقبضه! ويستمتع المتكلم منا في الجماهير، بحرارة التصفيق الملتهب بين يديه! وينتشي بتفوقه وبطولته! ثم ينصت جيداً إلى أنغام المديح والشعارات، ويطرب طرباً!
فتتضخم في نفسه "أناه" الشخصانية والحزبية، أو الجماعية!
ثم يلتفت ليرى أثر قدمه في الساحة، وصيت جماعته الكبير، فينتشي ويتلذذ بأناه .. ألاَ ما أشقاه!
ويسب آخرون الظلام بقوة، ويلعنون الطاغوت والطغيان!
فينصتون إلى آثار تصريحاتهم على جمهور العوام، حتى إذا سكروا من تلقي كلمات الإعجاب، ومشاعر الانبهار؛ انتفخ الشيطان في نفوسهم فانتفخت عضلاتهم! ثم خرجوا يستعرضون ذواتهم على الناس!
وهذا رسول الله سيد ولد آدم - عليه الصلاة والسلام - يفتح الله له مكة، عاصمة الطاغوت الأكبر يومئذ، فيدخلها مطأطئ الرأس فوق ناقته، ساجد القلب؛ تواضعا لله الواحد القهار!
كما تذكر كتب السيرة. قال ابن إسحاق في روايته عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، في فتح مكة: (وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن عُثْنُونَهُ [يعنى طرف لحيته] ليكاد يمس واسطةَ الرَّحْلِ!) (1) لشدة انحنائه فوق ناقته عليه الصلاة والسلام!
إن العمل الإسلامي الخالص لا يمجد الرموز والقيادات، التي تتحول في قلوب الأتباع إلى أوثان معنوية!
وإنما يمجد الله الواحد القهار .. ! وإن المؤمن ليرى ببصيرته النافذة أن الشأن الدعوي، إنما يدبره الله وحده من فوق سبع سماوات، وما العاملون في صف الإسلام إلا عبيد وجنود .. !
فمن جَرَّدَ قَصْدَهُ لله تولاه الله،
ومن خَلَطَ رَدَّ الله عليه عملَه، وفضحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد والعياذ بالله!
ويكفي المؤمنَ الكَيِّسَ الفَطِنَ – وإنما المؤمنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ – أن يقرأ حديث: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى! فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ!) (2)؛ يكفيه هذا ليمتلئ خوفا وإشفاقا أن تتلوث أعماله الدينية والدعوية بشيء غير قصد الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 04:47]ـ
خذ هذه، ولاتخبر فيها أحدا .. تمعن فيها جيدا وتفكر وقلبها ذات اليمين وذات الشمال .. حينها ستدرك ياشيخي أن الاخلاص شئ غالٍ جداً جداً جدا .. !!! جميلة هي شهوة الميكروفونات .. جربتها ذات مرة فاستهوتني وسحرتني .. ..
تابع معي /
قال الله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ) النحل66
من أين يخرج .. ؟؟؟؟
من بين فرث ... !!!!!!! ودم .... !!!!!!!!!!
فرثٌ أخضر + دمٌ أحمر= لبنٌ ابيض
سبحان الله ... !!!!
قدرة إلهية تتوقف أمامها الأنظار مندهشة وممسكة بعنان عقلها الصغير، حيث لاإدراك ولاكيفية .. !!!!
لو قمت بإهداءك كوب لبن .. وقبل أن أضعه بين يديك سقطت فيه نقطة فرث هل ستشربه .. ؟؟؟
حتماً لا ... !!!!
أيضا ولو سقطت فيه نقطة دم هل ستشربه .. ؟؟؟؟
حتماً لآ ... !!!!!!
لعلي أوصلت المقصود ....
هذا هو الإخلاص ... !!!
ـــــــــــــــــــــــ(/)
دعوة جادة متجددة للمشاركة في سلسلتيّ: (درر عقدية تيمية)، (درر عقدية لابن القيم)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 08:18]ـ
دعوة جادة متجددة للمشاركة في سلسلتيّ: (درر عقدية تيمية)، (درر عقدية لابن القيم).
بسم الله، الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛.
فقد كنت -بفضل الله- قد ابتدأت في هذا المنتدى المبارك -إن شاء الله- سلسلتين أنقل فيهما فوائد عقدية تأصليلية لشيخ الاسلام وعلم الأعلام أبي العباس ابن تيمية، ولتلميذه الإمام الهمام إبن قيم الجوزية رضي الله عنهما، وقد بلغت في السلسلة الأولى إلى (7)، وفي الأخرى لم أعد (1).
وهأنا أدعو أخوتي طلبة العقيدة أن يشاركونني في هذا الخير، وهذا النقل الواعي مع أنه مجرد نقل أولى -والله أعلم- من إيراد فوائد من مفرغات الشروح المسجلة التي لم يراجعها المشايخ، أو إيراد فوائد من تلخيص الكاتب، على أن من المقالات التي تنشر في منتديات أهل السنة ما هو حري لأن يدرس دراسة ويراجع عند المعضلات، فهذا النوع لم أقصده في كلامي.
وأتمنى أن تتصف هذه الفوائد بصفاتٍ أُجملها:
1. أن تكون عقدية تأصيلية أو تنقض شبهة أو عقيدة معينة لإهل البدع.
2. أن يكون العنوان دالاً على ما تحته بالمطابقة.
3. أن يكون عزو الفائدة إلى كتب الشيخين موافقاً للمطبوع، وإن كانت طبعة دار عالم الفوائد فهو أولى.
4. .أن تتبع الترقيم حيث وصل الآن وفيما بعد حتى تولى العناية المرجوة.
5. خامسها رجاء؛ وهو ألا تكون الفائدة فيما قد يكثر حوله الجدل كجنس العمل أو التشريع العام أو العذر بالجهل أو عدمه في مسائل لا تخفى على البصير.
والنقول عن الشيخين كثيرة والحمد لله في الرسائل الجامعية، وما على الواقف عليها إلا أن يراجع النقل في مصدره ويعنون له بعنوان مطابق وينشره على بركة الله.
وفق الله طلبة العلم من أهل السنة لخدمة عقيدة السلف والذب عنها وإبراز ما خفي على بعضهم من حجج متينة وتقريرات رصينة، وأصول محكمة وردود مفحمة.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:00]ـ
الدعوة قائمة طلبة العلم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 10:49]ـ
قال تلميذ شيخ الاسلام العلامة عمر بن علي البزار في "الأعلام العلية في مناقب شيخ الاسلام ابن تيمية" (ص 32 - 35 (:
حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء النبلاء الممعنين بالخوض في أقاويل المتكلمين؛ لإصابة الثواب وتمييز القشر من اللباب أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وجلها ممعن بتكلف الأدلة والتعليل وأنه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله تعالى عليه بمطالعته مؤلفات هذا الإمام احمد ابن تيمية شيخ الإسلام وما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو إلا أن وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه من أقوال المتكلمين من الظلام وزال عنه ما خاف أن يقع فيه من الشك وظفر بالمرام.
ومن أراد اختبار صحة ما قلته فليقف بعين الإنصاف العرية عن الحسد والانحراف إن شاء على مختصراته في هذا الشأن؛ ك"شرح الأصبهانية" ونحوها، وان شاء على مطولاته؛ ك"تخليص التلبيس من تأسيس التقديس" و"الموافقة بين العقل والنقل" و"منهاج الاستقامة والاعتدال"؛ فإنه والله يظفر بالحق والبيان ويستمسك بأوضح برهان ويزن حينئذ في ذلك بأصح ميزان.
ولقد اكثر رضي الله عنه التصنيف في الأصول فضلا عن غيره من بقية العلوم فسألته عن سبب ذلك والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال لي ما معناه: الفروع أمرها قريب ومن قلد المسلم فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه، وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الوجود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال وبان لي أن كثيرا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية الظاهرة العلية على كل دين وان
(يُتْبَعُ)
(/)
جمهورهم أوقع الناس في التشكيك في أصول دينهم ولهذا قل أن سمعت أو رأيت معرضا عن الكتاب والسنة مقبلا على مقالاتهم إلا وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده.
فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي أنه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية.
ولا والله ما رأيت فيهم أحدا ممن صنف في هذا الشأن وادعى علوم المقام إلا وقد ساعد بمضمون كلامه في هدم قواعد دين الإسلام، وسبب ذلك إعراضه عن الحق الواضح المبين وعن ما جاءت به الرسل الكرام عن رب العالمين واتباعه طرق الفلسفة في الاصطلاحات التي سموها بزعمهم حكميات وعقليات وإنما هي جهالات وضلالات وكونه التزمها معرضا عن غيرها أصلا ورأسا فغلبت عليه حتى غطت على عقله السليم فتخبط حتى خبط فيها عشوا ولم يفرق بين الحق والباطل وإلا فالله اعظم لطفاً بعباده أن لا يجعل لهم عقلا يقبل الحق ويثبته ويبطل الباطل وينفيه لكن عدم التوفيق وغلبة الهوى أوقع من أوقع في الضلال وقد جعل الله تعالى العقل السليم من الشوائب ميزانا يزن به العبد الواردات فيفرق به بين ما هو من قبيل الحق وما هو من قبيل الباطل ولم يبعث الله الرسل إلا إلى ذوي العقل ولم يقع التكليف إلا مع وجوده فكيف يقال انه مخالف لبعض ما جاءت به الرسل الكرام عن الله تعالى هذا باطل قطعا يشهد له كل عقل سليم لكن ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور، قال الشيخ الإمام قدس الله روحه: فهذا ونحوه هو الذي أوجب أنى صرفت جل همي إلى الأصول وألزمني أن أوردت مقالاتهم وأجبت عنها بما انعم الله تعالى به من الأجوبة النقلية والعقلية.
قلت: وقد أبان بحمد الله تعالى فيما الف فيها لكل بصير الحق من الباطل واعانة بتوفيقه حتى رد عليهم بدعهم وآراءهم وخدعهم واهواءهم مع الدلائل النقلية بالطريقة العقلية حتى يجيب عن كل شبهة من شبههم بعدة اجوبة جلية واضحة يعقلها كل ذي عقل صحيح ويشهد لصحتها كل عاقل رجيح.
فالحمد لله الذي منّ علينا برؤيته وصحبته فلقد جعله الله حجة على اهل هذا العصر المعرض غالب اهله عن قليله وكثيره لاشتغالهم بفاني الدنيا عما يحصل به باقي الاخرة؛ فلا حول ولا قوة الا بالله.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 10:54]ـ
لا بأس!.
أبشر من ود لو شارك ولم يسعفه وقته أن يشارك أن الدرة الثامنة من درر عقدية تيمية ستكون بإذن الله: المنتقى من "الفوائد المنتقاة من درء التعارض للشيخ أبي مالك العوضي جزاه الله خيراً" مبوبةً مرتبةً، وسأنشرها هنا بعد أيام بإذن الله تعالى.(/)
الأربعاء 19/ 11/1431هـ أنتم على موعد مع حلقة النقاش الثامنة (يوجد رابط لمتابعة الحلقة)
ـ[مركز التأصيل للدراسات]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 08:53]ـ
يسر مركز التأصيل للدراسات والبحوث أن يقيم حلقة النقاش الثامنة يوم الأربعاء 19/ 11/1431هـ، وذلك بعنوان (التداول المعاصر لقضية التعايش)، يلقيها فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله الماجد، القاضي بالمحكمة العامة بالرياض وعضو مجلس الشورى.
وذلك في تمام الساعة 7:00 مساء.
ندعوكم لاستماع البث المباشر على هذا الرابط http://www.almoslim.net/node/135963/(/)
هل فسر الأشاعرة المتقدمون استوى بـ؟!
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل قال الأشاعرة المتقدمون بهذا القول؟:
في تفسيرهم لـ استوى في قوله تعالى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء .. )
بأنه: قصد إليها بإرادته! (1)
أم أنه لم يُسبق الزحيلي بهذا القول؟
____________________
(1) التفسير الوسيط، وهبة الزحيلي (1/ 21)
ـ[على بن عتريس المنياوى]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 12:11]ـ
أخى
تأويلاتهم إجتهادية، فلا تتوقع لأيا من مجتهديهم نقلا عن السلف
و العهده على المتكلم!!!
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند تفسير الآية (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى الى السماء) أي قصد الى السماء, والأستواء هاهنا تضمن معنى القصد والأقبال لأنه عدي ب الى. وكذلك ذكر البغوي في تفسيره عند تفسير الآية (ثم استوى الى السماء وهي دخان) أي عمد الى خلق السماء. وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هذا الكلام لابن كثير والبغوي في كتابه "المجلى شرح القواعد المثلى" وقال: هذا القول ليس صرفا للكلام عن ظاهره وذلك لأن فعل استوى اقترن بحرف يدل على الغاية والانتهاء. أه وبالتالي الكلام المذكور لوهبة الزحيلي ليس من قول الاشاعرة والله أعلم.
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 12:30]ـ
هذا التفسير أحد القولين لأهل السنة، والقول الثاني الذي عليه الأكثر بأنها بمعنى استوى في سائر الآيات.
وتكلم على هذا الشيخ العثيمين في أكثر من موطن.
والله أعلم.
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 02:07]ـ
قول الاسلام واضح
لا تقحم نفسك في المتشابه و لا تتكلم فيما لم يتكلم فيه الأولون يتعلق بذات الله و صفاته الخبرية
اما ما عدا ذلك فكلها تفسيرات للاسلام لا الاسلام عينه.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 06:33]ـ
قول الاسلام واضح
لا تقحم نفسك في المتشابه و لا تتكلم فيما لم يتكلم فيه الأولون يتعلق بذات الله و صفاته الخبرية
اما ما عدا ذلك فكلها تفسيرات للاسلام لا الاسلام عينه.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
سبحان الله! سبحان الله وبحمده!!
كلها تفسيرات للإسلام؟!!!
هذا كلام من يريد أن يخلط الحق بالباطل.
يا بني:
دع عنك هذا مالك وله؟!!
والعقيدة لها علماء وأسود يدافعون عنها.
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 07:59]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
لقاء لأول مرة ينزل النت للشيخ سفر الحوالي حفظه الله (مرئيا)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 09:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا لقاء مع الشيخ سفر حفظه الله في قناة إقرأ عام 1424 ه
لقاء جريء وواضح يبين فيه أسباب العنف
وتلحظ فيه أن الشيخ كان عادلا مع كل الأطراف
وفق الله الشيخ لما يحبه ويرضى ونفع بعلمه ورد عليه صحته وعافيته
http://www.vimeo.com/16191193
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:16]ـ
بارك الله فيك اخي المكرم
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:37]ـ
وإياك أخي
ـ[الباحث العربى]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 12:45]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 01:23]ـ
جزاكم الله خيرا اخي
اريد تنزيل الملف المرئي
حتى نحتفظ به
فلو ترفعه في موقع نستطيع من خلاله تنزيل اللقاء ولك الشكر الجزيل
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 09:08]ـ
يعجبني في الشيخ سفر أنه شجاع , بالفعل ما يخاف .. يقول رأيه بكل صراحة وجرأة
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 09:48]ـ
أبو عمر ( http://majles.alukah.net/users/najd)
أرسلت رسالة إلى موقع الشيخ عما ذكرت - أخي الكناري - وذكرت فيها أنه نسبت جريدة المدينة أن الشيخ حفظه الله يدعوا إلى فتح مدارس خاصة بالشيعة. فهل هذا صحيح؟ وماهو توجيه الشيخ حيال ذلك؟
فرد عليّ القائمون على الموقع:
أخي الفاضل لم يقل الشيخ بذلك، والواجب عدم تصديق ذلك أو القول به، فكيف يقال جواز القول بتدريس لعن الصحابة واتهام عائشة الصديقة رضي الله عنها، والطعن في القرآن، فنعوذ بالله من ذلك القول، والصحف لا يؤخذ منها إلا بعد التأكد في النقل، وفقنا الله وإياك لكل خير.
منقول:
http://www.alsaha.com/sahat/4/topics/88037/pages/1
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 11:35]ـ
الدكتور سفر ليبرالي!!!!
حسبته رافضياً يغلو في علي بن الخطاب ويسخط علي عمر بن ابي طالب ويسيء إلي عمرو بن أبي سفيان ويبغض معاوية بن العاص!! ... لكن يبدو أنني أخطأت ... عذراً علي خطأي فهي سمة المتسرعين في إطلاق الأحكام بلا خطام ولا لجام!
ورحم الله من قال " عجبتُ من الناس , أيتكلمون بخطراتهم دون أفكارهم؟ وبألسنتهم دون عقولهم؟! "
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 02:23]ـ
من فضلكم من يرفع لنا الحلقة في موقع سهل التحميل و له الاجر
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 08:04]ـ
يا إخوان لمن يريد أن ينزل المقطعين
الطريقة: أنك تنزل برنامج اسمه داون لود منجر http://www.internetdownloadmanager.co m/idman519.exe
هذا رابط البرنامج تجريبي مجانا لمدة شهر (يمكن الحصول على كراك بالبحث في موقع زيزوم)
المهم بعدما تنزل البرنامج تفتحه ثم تغلقه ثم تفتح المتصفح الاكسبلورر وتنسخ هذا الرابط
http://www.vimeo.com/16191193
يخرج لك اللقاء الأول والثاني كل ماعليك أن تشغل اللقاء الأول فسيخرج لك رابط صغير لون اخضر باسم دوان لود منجر اضغطه وسينزل البرنامج بسرعة ممتازة
ثم انتقل للحلقة الأخرى وافعل كما فعلت في الأولى
سينزل اللقاء على جهازك بضغط على قسم الملفات ثم المستندات ثم الدوان لود ثم الفيديو
وبرنامج الدوان لود منجر لا يستغني عنه من يستخدم النت لتنزيل ما تحتاج بسرعة أعلى من السرعة العادية
وفق الله الجميع وأشكر كل من علق ودعاء لأخيه
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 09:13]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم انا قصدت موقع كالارشيف
اما عن الطريقة التي شرحتها فقد حملت الحلقة اليوم بصعوبة
مع انني منذ البارحة و انا احاول التحميل
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 08:15]ـ
أخي أبا نذر
قريب إن شاء الله ينزل بصورة أفضل
مع أنني لا أرى هناك مشكلة في التنزيل
بارك الله فيك على حرصك
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 02:10]ـ
أخي أبا نذر
قريب إن شاء الله ينزل بصورة أفضل
مع أنني لا أرى هناك مشكلة في التنزيل
بارك الله فيك على حرصك
و فيك بارك الله
الحمد لله كما قلت لك انفا قد تم التحميل
اما بالنسبة لمشكلة التنزيل ربما على حسب سرعة النت
اذا امكن اخي الكريم ما تبقى من فديوهات اخرى لفضيلة الشيخ
فانا عندي حلقة واحدة او جزء من ساعة حوار قناة المجد رديئة نوعا ما
و له ايضا حلقة عن كتابه الوعد الحق و الوعد المفترى موجودة في اليوتوب كذلك رديئة
و مقطع فديو قديم في المسجد موجود في اليوتوب
هذا الذي اعلم
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 10:21]ـ
أخي
حلقات ساعة حوار موجودة كاملة في النت واليوتيوب , لعلك تبحث عنها
أما عن فيديوهات كما قلت للشيخ
فهذا الموجود الآن ولعل هناك غيرها لا أعلمها في السراديب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:16]ـ
هذا رابط الحلقة، ضعه في برنامج التحميل ثم حمل الحلقة:
http://av.vimeo.com/60883/237/31192301.mp4?token=1289237424_ 1e2091d14d7fe845672e23ffc9f185 52
أو اضغط عليه فقط.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 09:27]ـ
أخي
حلقات ساعة حوار موجودة كاملة في النت واليوتيوب , لعلك تبحث عنها
أما عن فيديوهات كما قلت للشيخ
فهذا الموجود الآن ولعل هناك غيرها لا أعلمها في السراديب
بارك الله فيك اخي المكرم(/)
هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في إيطاليا
ـ[إبن سليم]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 12:45]ـ
ليست هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية، وإنما هي بلدية "كاستيلاماري دي ستابيا" التي تقع في جنوب مدينة نابولي الإيطالية، حيث أصدر رئيسها تعليماته للشرطة بأن تفرض غرامات على السيدات اللواتي يرتدين تنانير قصيرة, وذلك في إطار رفع ما أسمته "مستوى الأدب العام".
كما فرضت المدينة أيضا حظراً على ارتداء الملابس المثيرة في حمامات الشمس، ولعب كرة القدم في الأماكن العامة، والتجديف.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن رئيس بلدية تلك المدينة الساحلية لويجي بوبيو قد أمر ضباط الشرطة بأن يغرموا السيدات اللواتي يرتدين تنانير قصيرة أو يُظهرن أجزاءً كبيرة من أجسادهن، كجزء من معركة يخوضها لرفع ما وصفه بـ "مستوى الأدب العام".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بموجب هذا القرار، ستقوم الشرطة بفرض غرامات تصل إلى 300 يورو (696 دولار أمريكي) على السيدات المُخالِفات.
وقال عمدة المدينة لويجي بوبيو: إنه يريد استخدام الحظر لمواجهة "السلوكيات غير الاجتماعية، وإعادة اللياقة".
وتعد مدينة "كاستيلا ماري دي ستابيا" هي آخر مدينة إيطالية تستفيد من الصلاحيات الإضافية التي منحتها حكومة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني لرؤساء البلديات بهدف مكافحة الجريمة والتصدي للسلوك الاجتماعي السيئ.
وبعد هذا المظهر الذي يعد بداية الرجوع للفضيلة ما على العلمانيين في بلدان وأصحاب الفطر المنكوسة إلا أن يخسئوا لا يرافعوا أصواتهم بعد اليوم ويقولون: إن التحرر والانخلاع من ملابس الحمشمة فضيلة بعد أن قرر أسيادهم أن ذلك خروج على الآداب العامة
منقول من منتدى التاريخ(/)
خطبة جمعة للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي سميتها (الإثم العظيم)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 01:40]ـ
هذه خطبة جمعة للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي حفظه الله في 3/ 4 / 1431 سميتها (الإثم العظيم)
http://www.4shared.com/file/oTekrByU/_____3_4_1431.html (http://www.4shared.com/file/oTekrByU/_____3_4_1431.html)(/)
استشكال مسألة مؤتمر التنصير في بيت عرابي؟؟
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 10:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
سؤال للإخوة بارك الله فيهم ...
كنت قد قرأت عن انعقاد أكبر مؤتمر تنصيري بمنزل أحمد عرابي في كتاب " أعلام وأقزام " للدكتور سيد حسين العفاني , تحت عنوان " أكبر مؤتمر للتنصير يُعقد بمنزل عرابي , فليُعدّ عرابي للسؤال جواباً بين يدي الله .... " وفهمت من السياق أن عرابي كان راضياً عن ذلك مؤيداً له ...
ثم وقفت علي كلام للشيخ محمود شاكر رحمه الله في " أباطيل وأسمار " , وللأسف ليس معي الكتاب الأن لأنقل النص ...
ولكن تكلم الشيخ عن التنصير والتبشير في بلاد المسلمين وتاريخ ذلك في معرض الرد علي لويس عوض ... ثم ذكر الشيخ نفس الأمر عن انعقاد مؤتمر تنصيري ببيت عرابي ...
وفهمت من السياق أن الأمر كان بعد نفي عرابي والاستيلاء علي منزله , وقد اختاروا منزل عرابي بالذات إمعاناً في إذلال المسلمين وإغاظتهم ....
فهل الخطأ في فهمي؟ أم ماذا؟ لو وضح لي إخواني هذا الأمر لكنتُ لهم شاكراً ...
--
وأمرٌ أخر علي الهامش ... نفي الشيخ محمود شاكر رحمه الله في أباطيل وأسمار مسألة أن أبا العلاء المعري لقي أحد الرهبان فشككه في دينه ... إلي أخر هذا الكلام في بحثٍ علمي رائق في الثلث الأول من الكتاب ... وأثبت الشيخ بطلان هذا الخبر ..
ولكن الشيخ في الثلث الثاني من الكتاب دافع عن أبي العلاء دفاعاً مجملاً وأنه قد ظلمه من طعن في دينه وأنه بريء مما يُنسب إليه ... فهل وقف أحدكم علي كلامٍ تفصيلي للعلامة محمود شاكر في هذه المسألة في كتاب أخر يرد فيه ما اشتهر عن أبي العلاء من أشعارٍ هي إلي الزندقة أقرب؟؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 11:04]ـ
أذا عرف تاريخ انعقاد المؤتمر تبين هل هو قبل نفيه فيكون عرابي مقراً له أم غير ذلك ..
والمعري من القدرية الإبليسية كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله وكفره جمع من العلماء لقوله بتناقض الشريعة وغير ذلك
ومن دافع عنه كمحمود شاكر او الميمني لايجدون توجيهاً لكفره وزندقته
فيكون مثل من يدافع عن ابن عربي الصوفي صاحب عقيدة وحدة الوجود بالتكلف الذي لايرضاه أحد.
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 11:16]ـ
جزاكم الله خيراً ... ولكني أريد جواباً تفصيلياً إن استطاع أحد الأخوة أن يساعدني ..
أولا: ما هي الحقيقة في مسألة المؤتمر التنصيري بييت عرابي؟ الأمر لا يهمني لذاته ولكن لأمور أخري ...
يعني لو قرأ أحدكم عن هذا الأمر في موضع أخر ... أو ما شابه ذلك ...
ثانياً: هل يوجد في كتابات أخري للشيخ محمود شاكر غير أباطيل وأسمار دفاع تفصيلي عن أبي العلاء , لأن أبا فهر رحمه الله لم يكن بالذي يبني مواقفه علي عاطفة دون حجة أو دليل ...
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 12:24]ـ
أخي، وفقك الله!
لعلك واجد في كتاب "أبي العلاء وما إليه" للعلامة: عبد العزيز الميمني الراجكوتي - رحمه الله - ما تبتغيه، والراجكوتي وصفه الأستاذ أبو فهر- رحمه الله - بـ: أستاذنا ..
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 12:57]ـ
أخي، وفقك الله!
لعلك واجد في كتاب "أبي العلاء وما إليه" للعلامة: عبد العزيز الميمني الراجكوتي - رحمه الله - ما تبتغيه، والراجكوتي وصفه الأستاذ أبو فهر- رحمه الله - بـ: أستاذنا ..
جزاكم الله خيراً أخي ... أين أجد الكتاب
هل الكتاب موجود علي الشبكة؟
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 04:49]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
((والقسم الثالث القدرية الإبليسية الذين صدقوا بأن الله صدر عنه الأمران
لكن عندهم هذا تناقض و هم خصماء الله كما جاء فى الحديث
و هؤلاء كثير فى أهل الأقوال و الأفعال من سفهاء الشعراء و نحوهم من الزنادقة كقول إبى العلاء المعري:
أنهيت عن قتل النفوس تعمدا و زعمت أن لها معادا آتيا وما كان أغناها عن الحالين))
مجموع الفتاوى ج: 8 ص: 260
وقال ابن القيم
((ولما انتهى أبو عيسى الوراق إلى حيث انتهت إليه أرباب المقالات فطاش عقله ولم يتسع لحكمة إيلام الحيوان وذبحه صنف كتابا سماه النوح على البهائم فأقام عليها المآتم وناح وباح بالزندقة الصراح
وممن كان على هذا المذهب أعمى البصر والبصيرة كلب معرة النعمان المكنى بأبي العلاء المعري
فإنه امتنع من أكل الحيوان زعم لظلمه بالإيلام والذبح)) طريق الهجرتين ج: 1 ص: 251
ومن شعره المشهور:
يد بخمس مئين عسجد وديت **** ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقض ما لنا إلا السكوت له **** ونستجير بمولانا من النار
لكنه أجيب في الرد عليه ردا مفحما فقيل فيه:
قل للمعري عار أيما عار **** جهل الفتى وهو من ثوب التقى عاري
يد بخمس مئين عسجد وديت **** لكنها قطعت في ربع دينار
حماية النفس أغلاها،وأرخصها**** حماية المال فافهم حكمة الباري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 09:34]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
((والقسم الثالث القدرية الإبليسية الذين صدقوا بأن الله صدر عنه الأمران
لكن عندهم هذا تناقض و هم خصماء الله كما جاء فى الحديث
و هؤلاء كثير فى أهل الأقوال و الأفعال من سفهاء الشعراء و نحوهم من الزنادقة كقول إبى العلاء المعري:
أنهيت عن قتل النفوس تعمدا و زعمت أن لها معادا آتيا وما كان أغناها عن الحالين))
مجموع الفتاوى ج: 8 ص: 260
وقال ابن القيم
((ولما انتهى أبو عيسى الوراق إلى حيث انتهت إليه أرباب المقالات فطاش عقله ولم يتسع لحكمة إيلام الحيوان وذبحه صنف كتابا سماه النوح على البهائم فأقام عليها المآتم وناح وباح بالزندقة الصراح
وممن كان على هذا المذهب أعمى البصر والبصيرة كلب معرة النعمان المكنى بأبي العلاء المعري
فإنه امتنع من أكل الحيوان زعم لظلمه بالإيلام والذبح)) طريق الهجرتين ج: 1 ص: 251
ومن شعره المشهور:
يد بخمس مئين عسجد وديت **** ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقض ما لنا إلا السكوت له **** ونستجير بمولانا من النار
لكنه أجيب في الرد عليه ردا مفحما فقيل فيه:
قل للمعري عار أيما عار **** جهل الفتى وهو من ثوب التقى عار
يد بخمس مئين عسجد وديت **** لكنها قطعت في ربع دينار
حماية النفس أغلاها،وأرخصها**** حماية المال فافهم حكمة الباري
يا اخي الكريم ليس عن هذا أسأل!
أعلم أن كثيرين قد رموا أبا العلاء بالزندقة والإلحاد ...
ولقد قرأت ترجمته في البداية والنهاية فهالني ما نقله الحافظ بن كثير من أشعاره وقفَّ لها شعر رأسي ... وإن كان الحافظ بن كثير قال في أخر ترجمته .. قيل تاب في أخر حياته وكتب " يا من يري مد البعوض جناحها .... إلي أخره "
ولهذا أسأل عن تفصيلٍ لدفاع أبي فهر عنه .. هل وقف أحدكم علي هذا التفصيل في مقالة من مقالات الشيخ مثلا أو شيء من تراثه؟
وأيضا مسألة عرابي؟
ـ[نَفَسٌ يتردد]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 11:13]ـ
للرفع(/)
من تحريفات النصارى المعاصرين (موثقة بالصورة!)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 11:12]ـ
النصارى مردوا على التحريف منذ أقدم العصور.
ولكن يقال أحياناً: ربما تكون مجرد اجتهادات صغيرة لا تمس جوهر العقيدة!
أو: هذا ربما كان يوجد قبل اختراع الطباعة!
فإليك واحداً من التحريفات الخطيرة لأحد المعاصرين، واسمه (القمُّص مرقص داود):
وخطورة التحريف تحتاج إلى شرح:
فقد اكتشف المحقّقون من مؤرخيهم - غير القساوسة طبعاً - أن الناصرة التي ينسبون المسيح عليه السلام إليها ليس لها أي ذكر في التاريخ القديم، وقد عدَّ المؤرخ يوسيفوس - وهو معاصر للحواريين - 45 مدينة وقرية في الجليل ولم يذكر الناصرة! مع أنه توسع في صفة قرية مجاورة للناصرة الحالية اسمها يافا (غير يافا الساحلية).
وأول ذاكر للناصرة هو يوليوس الإفريقي في القرن الثالث، وكلامه يوجد في (تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصري)، وهو أشهر تواريخهم.
المشكلة أن يوليوس زاد الطين بلة لأنه قال: الناصرة موجودة في إقليم اليهودية (أي في وسط فلسطين)، بينما الناصرة الحالية موجودة في إقليم الجليل! وذكر معها قرية مجهولة مجاورة لها اسمها (قوشابة)!
وهذا الكلام زاد العلماء شكًّا في وجود الناصرة - أي في صحة الأناجيل - على شكِّهم!
فانظر ماذا فعل القمُّص مرقص داود!
حذف العبارة بالكامل لئلا يهتز إيمان نصارى مصر!
وقد وضعتُ مربعاً حول كلمة (ديسبوسيني) ليتضح موضع الحذف!
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=56 05&stc=1&d=1288210178
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 11:31]ـ
صورة أوضح:
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=56 06&stc=1&d=1288211434
ـ[أسامة]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 07:29]ـ
ضربة مسددة قوية قاصمة. بارك الله فيك وسددك.
فيما أظن أن هذا الاسم يرمز إلى أتباع المسيح من دون بني إسرائيل، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ}
فهل من موافق أو معارض؟(/)
المفاجأة الثانية: حمل سلسلة "إن الدين عند الله الإسلام" للشيخ أحمد جودة
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 01:20]ـ
إخواني الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي " المفاجأة الثانية " لأهلِ هذا المجلسِ الموقرِ ولزوارِهِ الكرامِ , وهي سلسلة رائعة بعنوان:
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ)
لشيخنا الحبيب فضيلة الشيخ / أحمد جودة حفظه الله تعالى
وهي السلسلةُ الثانيةُ التي أرفعُها لشيخِنَا المباركِ فضيلةِ الشيخِ / أحمد جودة – حفظه الله تعالى - على الشبكة العنكبوتية , وهي عبارة عن سلسلة خطب لفضيلة الشيخ , بمجمع الفرقان الإسلامي , التابعِ لجمعيةِ أنصارِ السنةِ المحمديةِ بمدينةِ السنبلاوين بمحافظةِ الدقهلية بمصر.
وإذا أحببتَ التعرفَ على الشيخِ فمن الرابطِ التالي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=66788 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=66788)
وكنتُ قد رفعتُ للشيخِ سلسلةَ ماتعة بعنوان: (شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد) لابن قدامة المقدسي - رحمه الله تعالى- وهذا رابط الشرح:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=66804 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=66804)
أما سلسلة (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ) فهذه هي الروابط المباشرة لها:
الشريط الأول: ما يتميز به المسلم عن الكافر
http://www.rofof.com/10cveht27/Ma_ytmyz.html (http://www.rofof.com/10cveht27/Ma_ytmyz.html)
الشريط الثاني: مواقف النصارى من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ج 1
http://www.rofof.com/10xwoua27/Mwaqf_alnsary.html (http://www.rofof.com/10xwoua27/Mwaqf_alnsary.html)
الشريط الثالث: مواقف النصارى من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ج 2
http://www.rofof.com/10ghtib27/Mwaqf_alnsara.html (http://www.rofof.com/10ghtib27/Mwaqf_alnsara.html)
الشريط الرابع: مواقف النصارى من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ج 3
http://www.rofof.com/10hsrmz27/Mwaqf_alnsara.html (http://www.rofof.com/10hsrmz27/Mwaqf_alnsara.html)
الشريط الخامس: مواقف اليهود من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم
http://www.rofof.com/10upaqm27/Mwaqf_alyhwd.html (http://www.rofof.com/10upaqm27/Mwaqf_alyhwd.html)
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 04:58]ـ
وإياكم أخي الفاضل
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:31]ـ
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 12:09]ـ
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 01:53]ـ
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 11:46]ـ
حَمِّلْ هَذِهِ السِّلْسِلَةَ وَلَنْ تَنْدَمَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 10:25]ـ
جزاك الله خيرا أخى الكريم ووفقكم الله لما يحب ويرضى وحفظ الله شيخنا الفاضل أحمد جودة وننتظر المزيد
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 02:21]ـ
وإياكم أخي الكريم / الشيخ محمد , وانتظر المزيد إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 01:50]ـ
ترقبوا - إخواني - المفاجأة الثالثة
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 05:50]ـ
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 12:48]ـ
للتذكير إخواني
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 07:27]ـ
حفظكم المولى تبارك وتعالى , ونفعكم بعلم الشيخ.
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 11:42]ـ
بعد قليل - إن شاء الله تعالى - المفاجأة الثالثة
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 12:48]ـ
بعد ثوانٍ المفاجأة الثالثة إن شاء الله تعالى؟(/)
لماذا يثبت الأشاعرة سبع صفات فقط والرد عليهم في إنكار بقية الصفات
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 03:58]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله قي شرح العقيدة السفارينية في بيان عقيدة الأشاعرة في صفات الرب جل وعلا وكيف أثبتوا سبع صفات فقط وكيف استدلوا بالعقل على إثباتها وبعد ان بين رحمه الله كيف أثبتوها رد كلامهم شرعا وعقلا وهذا نص كلامه رحمه الله:
((أما السلف فيثبتون لله تعالى أكثر من هذه الصفات أكثر من سبع أكثر من سبعين صفة يثبتونها لله يثبتون لله كل ما وصف به نفسه من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والحفظ والرضا والغضب وغير ذلك مما وصف الله به نفسه، لكن الأشاعرة لا يثبتون إلا هذه الصفات السبع فقط، لماذا؟
الجواب: قالوا: لأن هذه الصفات السبع دل عليها العقل فأثبتناها لدلالة العقل عليها
وأما ما سواها فإن العقل لا يدل عليها فيجب أن نؤول
قيل لهم: اشرحوا لنا كيف دل عليها العقل؟
قالوا: الإيجاد دل على القدرة فإيجاد الأشياء يدل على قدرة الموجد وهو الله عز وجل وأشياء موجودة،وإحكام هذه الأشياء إحكامها خلقاً وصنعاً يدل على العلم لأن الجاهل لا يحكم الشيء، بقي الإرادة، التخصيص يدل على الإرادة،يعني كون هذا ذكر، وهذه أنثى، وهذه شمس، وهذا قمر، وهذه أرض، وهذه سماء، يدل على الإرادة، أراد الله أن يكون السماء سماءً فكان أن تكون الأرض أرضاً، فكانت أن يكون الإنسان إنساناً، فكان أن يكون البعير بعيراً،فكان فالتخصيص يدل على الإرادة
كم هذه من صفات؟ ثلاث
قالوا: وهذه الصفات الثلاث لا تقوم إلا بحي أي من لازم المتصف بهذه الصفات الثلاث أن يكون حياً فنثبت الحياة، فتكون الصفات الآن أربعة
ثم يقولون: إذا ثبت أنه حي فإما أن يتصف بالسمع والبصر والكلام،أو بضد ذلك وضد ذلك ممتنع، لأن ضد السمع الصمم وضد الكلام الخرس وضد البصر العمى، وهذه الصفات صفات عيب لا يمكن أن يتصف بها الخالق، هذا وجه دلالة العقل على هذه الصفات السبع،
الرحمة؟ قالوا: ما فيه رحمة، الرضى؟ قالوا: ما فيه رضى، الحكمة؟ ما فيه حكمة،
الوجه؟ ما فيه وجه، اليدان؟ ما فيه يدان، كيف؟
قالوا: لأن هذه الصفات لا يدل عليها العقل،وإذا لم يدل عليها العقل فإنه لا يمكن أن نثبتها لله عز وجل
كيف نجيبهم؟
نجيبهم بثلاثة أدلة:
أولاً: أن الرجوع إلى العقل في هذه الأمور باطل شرعاً وعقلاً:
أما الشرع:
فقال الله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} (الإسراء 36).
وقال تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما تعلمون} (الأعراف 33).
وأما بطلانه عقلاً:
فلأن هذه الأمور من الأشياء التي تتلقى بالخبر لأن الخالق عز وجل ليس كمثل الخلق،فلا يجوز عليه ما يجوز عليهم ولا يمتنع عليه ما يمتنع عليهم ولا يجب له ما يجب لهم،فهو مخالف للخلق،وإذا كان مخالفا للخلق فهل يحكم الخلق عليه بعقولهم؟
الجواب: لا، كيف تحكم عليه لا شاهدت الله ولا شاهدت نظيراً له فكيف تحكم عليه بالعقل؟
فكان في الشرع والعقل ما يبطل الاعتماد على العقل في هذه الأمور
ثم نقول: ثانياً: هب أن العقل لا يدل على سوى هذه الصفات السبع فقد دل عليها الشرع،وتعدُّد الدليل جائزٌ عقلاً وواقعاً،فإذا انتفى أحد الدليلين ثبت المدلول بالدليل الآخر،لأن انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول،
فقد يكون للمدلول دليلٌ آخر غير الدليل الذي انتفى،فإذا فرضنا جدلاً أن العقل لا يدل على هذه الصفات، فإن الشرع دل عليها، وإذا دل عليها وجب إثباتها بدلالة الشرع لأن الشيء قد يكون له أكثر من دليل، فإذا انتفى الدليل المعين قام الدليل الثاني مقامه لأن بعض الأشياء تتعدد أدلته
الوجه الثالث: أننا يمكننا أن نثبت بالعقل ما نفيتم أن العقل دال عليه أي أننا نستدل بالعقل كما استدللتم بالعقل،ونقول: ما نفيتموه قد دل عليه العقل
مثال ذلك: هذه النعم التي نشاهدها وهذه النقم التي تندفع عنا مع وجود أسبابها تدل على الرحمة، فنزول المطر من آثار الرحمة ونبات الأرض من آثار الرحمة والنوم والراحة من آثار الرحمة والعلم والرزق من آثار الرحمة كل ما بنا من نعمه فهي من آثار الرحمة، كل ما بنا من نعمة فهو من آثار الرحمة، ودلالة هذه الأشياء على الرحمة عقلاً أوضح وأبين من دلالة التخصيص على الإرادة، لأن دلالة هذه الأشياء على الرحمة واضحةً للعامي والعالم، ودلالة التخصيص على الإرادة لا يفهمها إلا شخصٌ عالم، وأنتم الآن لولا أنكم عرفتم ذلك من كتب أهل العلم ما عرفتم كيف تستدلون بالتخصيص على الإرادة، ونقول: إثبات الطائعين وتعلية منازلهم دليل على الرضا عنهم، لأنه لو كرههم لعاقبهم وانتقامه تعالى من المجرمين يدل على الغضب {فلما آسفونا انتقمنا منهم} (الزخرف 55).
فالمهم أن ما ذكروا أن العقل لا يدل عليه فإنه يمكننا أن نثبته نحن بدلالة العقل وحينئذِ نجيبهم بثلاثة أجوبة إثبات الأشاعرة لهذه الصفات السبع ليس كإثبات أهل السنة لها يختلف،
فمن ذلك مثلاً: الكلام:الكلام عند أهل السنة ليس هو الكلام عند الأشاعرة، سبق أن الأشاعرة قالوا في الكلام قولاً لا يقوله من له عقل، بل قالوا قولاً حقيقته نفي الكلام، لأنهم قالوا: أن الكلام هو المعنى القائم بالنفس والمسموع عبارة عن هذا الكلام خلقه الله ليعبر عما في نفسه،وسبق بيان قولهم والرد عليهم حتى أيضاً السمع والبصر يختلف إثباتها لها عن إثبات أهل السنة والجماعة
فلهذا نقول: إن مذهب أهل السنة والجماعة مع مذهب الأشاعرة متماثل في عد هذه الصفات السبع وثبوتها،وإن كان يختلف في كيفية إثباتها)). انتهى كلامه رحمه الله
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 11:59]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 05:53]ـ
وإياكِ أختي الكريمة بارك الله فيكِ
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 06:56]ـ
جزاك الله خيرا , ورحم الله علامة الحجاز وفقيه الزمان , الشيخ العثيمين , عليه سحائب الرحمة والرضوان.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 02:20]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.
ـ[المتقي السني]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 07:44]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 03:42]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ورزقنا وإياكم الفردوس الأعلى من الجنة(/)
الشيخ عبد الله بن علوي الحداد، وهابي ويقر بتقسيم التوحيد صفعة في وجوه صوفية حضرموت
ـ[القرتشائي]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 05:35]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
عبد الله بن علوي الحداد
وهابي يقر بتقسيم التوحيد صفعة في وجوه صوفية حضرموت
*****************
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
اليوم لدينا تذكرة طيبة تعتبر وبال وبلاء على قبورية حضرموت وكيف لا، وهي صادرة من أحد اقطابهم، يقر فيها تقسيم التوحيد، بل يثبت إن المشركين الأولين كانوا يعترفون بالربوبية ويشركون بالألوهية .. !!
الكتاب: الدَّعوة التَّامَّة و التَّذكِرَة العامَّة (ضمن سلسلة كتب الإمام الحداد 2)
تأليف: عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد الحداد الحسيني الحضرمي الشافعي توفي (1044 - 1132هـ).!!
الناشر: دار الحاوي للطباعة والنشرو التوزيع الطبعة الثالثة .. !!
يقول الحداد في صفحة [199 - 202] من كتابه المذكور مانصه:
(((الصنف الثامن .. دعوة المُشركين وأهل الكفر: وهم المشركون الّذين يدعون مع الله إلهاً آخرَ، تعالى عما يقولون وعمّا يدّعون علوّاً كبيراً، وهم أصناف: منهم المشركون، ومنهم المعطّلون والجاحدون، إلى غير ذلك.
وكلهم في ضلالة وظلمات بعضها فوق بعض، غير أن البعض منهم أشد ضلالة وكفرا، وأكثر بهتاناً وافتراءً وليس لأحدٍ منهم حجّة ولا برهان بوجه من الوجوه. القول في دعوتهم إلى الله وإلى توحيده، والإقرار له سبحانه بالألوهيّة والربوبية من غير شريك له في ذلك ولا منازع.
قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19]، وقال تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} [طه: 98]، وقال تعالى: {إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} [النساء:71] وقال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 63]، وقال تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18]، وقال تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} [المؤمنون:117]، وقال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88] وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} [النساء: 48]، وقال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] وقال تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة: 72].
وإذا كان هذا التشديد العظيم الهائل، والوعيد الفظيع الشنيع، في حق من يدعو مع الله إلهاً آخر، ويشرك به سواه في الألوهية، مع أنه يُقِرُّ ويعترف لله بالألوهية والربوبية؛ فيكف يكون الحال، وعظيم الوبال والنكال في حق من ينكر أنه ليس للعالم إله من المعطلِّة، أو يقول: إن له إلهاً غير الله تعالى وتقدس عن قوله وافترائه {أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179].
والأنعام والبهائم، بل والنباتات والجمادات مقرَّة ومعترفة وشاهدة لخالقها وموجدها بالألوهية والوحدانية والربوبية، ولو كانت تنطق لأعربت عن ذلك وأفصحت به، قال الله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ} [الإسراء: 44] الآية، وقال تعالى: {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النحل: 48] إلى قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50].
ولما كانت العرب قد أعطيت من التمييز، وأُيُّدت من المعقول بما لم يؤيَّد به غيرُها من الأمم لم يصدر عنها الإنكار لوجود الحق سبحانه وتعالى؛ بل أقرت بوجوده، وبكون الخالق لكل شيء والرازق له، كما حكى الله ذلك عنها في غير ما آية من كتابه، مثل قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف:87]، وقوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت:61]، وقوله تعالى: {قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [المؤمنون:84 - 85] إلى غير ذلك من الآيات المصرِّحات بما ذكرناه عن مشركي العرب.
ويبين ذلك ما حكى الله عنهم في قوله تعالى أنهم قالوا فيما أشركوا به من دون الله {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3] أي أنهم جعلوها وسائل ووسائط، يقصدون بعبادتهم التقرّب إلى الله فأخطأوا في ذلك، ولكنهم أقرُّوا بوجود الحق وبكون الخالق لهم ولكل شيء، وأنهم إنما عبدوا ما عبدوه من الأصنام لتكون وسائل لهم عنده، ومقرِّبات لهم إليه؛ وكانوا - أعني مشركي العرب - يرجعون إلى الله في الشدائد، وكشف المهمات والمصائب، ولا يطلبون ذلك ولا يسألونه إلاّ منه، كما أخبر الله بذلك في كتابه عنهم في مثل قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ} [الإسراء: 67] وقوله تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53] أي تتضرعونَ وَتستغيثون.
ولما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبعضهم: (كم لكم من إلهٍ؟ قال: عشرة. فقال عليه الصلاة والسلام: إلى أيِّهم ترجع عند الشدائد؟ فقال إلى الله، فقال: (أسلم يا فلان فإنه ليس لك من إله غير الله) الحديث، وقال عليه الصلاة والسلام لآخر وهو يدُّله على الله: (هو الذي إذا ضلّت راحلتك وأنت بأرض فلاة فدَعَوْتَهُ ردَّها عليك. وإذا أصابك عامُ سَنة فدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لك وما أحسب أن أحداً يعقل إلاّ وهو متألِّه إلى إله، تقضي عليه بذلك فطرته التي فطره عليها، وتشهد له بربوبيته خِلْقَتُهُ التي خلق عليها، أصاب في ذلك من أصاب، وأخطأ من أخطأ وما من إله الله العزيز الحكيم.
فمصنوعاته سبحانه، ومخلوقاته ومبتدعاته التي ملأ بها أرضَه وسمواتِه، شاهدة له بالألوهية، وناطقة له بالوحدانية، وقد أجاد وأحسن القائل الذي يقول:
أيا عجباً كيف يَعصي الإلهَ ... أم كيف يجحدهُ الجاحدُ
ولله في كل تحريكة ... وتسكينة أثرٌ شاهدُ
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحدُ
ولما دُعِي أصحاب الكهف إلى عبادة غيره سبحانه وتعالى، وأن يعترفوا بالربوبية للعبد المربوب، الذي ليس بأهل لذلك أنكروا ولم يُقِرُّوا، ولم يعترفوا، لِمَا قذف الله في قلوبهم من النور، وألقى فيها من التصديق و الإيمان به تعالى: {فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} [الكهف:18/ 14]. إلى قوله تعالى: {يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً} [الكهف: 18/ 16].))) .. [أنتهى كلام الحداد] .. !!
ثم بعد ذلك تكلم الحداد عن التوحيد وفضله وسرد الآيات والأحاديث في أهميته .. !!
وفي الختام وبعد أن نقلنا هذه التذكرة لشيخهم فإننا نقول:
هل سيحكم قبورية حضرموت على عبدالله بن علوي الحداد الحسيني الحضرمي صاحب الورد الشهير عندهم (ورد الحداد) بأنه وهابي ضال مبتدع؟؟!؟؟!
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين .. !!
ولاعزاء لقبورية حضرموت .. !!
الاثنين 17 ذو القعدة 1431هـ .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=41196#post411 96(/)
التنصير الأمريكي المسكوت عنه ... د. محمد البشر
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 08:23]ـ
"انتهت الحرب العسكرية وبدأت حرب الأفكار"
نتذكر هذه العبارة جيداً، قائلها هو وزير الدفاع الأمريكي الأسبق رونالد رامسفيلد في إدارة جورج بوش الابن عقب سقوط نظام الحكم في بغداد. لم تكن حرب أفكار فقط، بل كانت حرباً دينية بغطاء عسكري.
عندما شن بوش حرباً على ما أسماه بالإرهاب، كان - ضمن منظومة المصالح الأمريكية المتعددة في المنطقة - يحاول تجفيف كل منابع المقاومة للتنصير الذي جاء به جنرالات الحرب الأمريكيين في العراق.
والهجمة السياسية والإعلامية الأمريكية على المؤسسات الدينية والتعليمية والإغاثية في العالم الإسلامي، وبخاصة منطقة العراق والخليج، كانت تهدف إلى القضاء على كل سبل مقاومة التنصير الجديد، وفي الوقت نفسه تفتح الأبواب للقساوسة والمبشرين الأمريكان لينفذوا مهمتهم مسنودين بدعم مالي ولوجستي من جحافل العسكر، الذين كانوا - زيفاً ومكراً وخداعاً - يرفعون لواء تحرير شعوب المنطقة من الظلم والرجعية والتخلف الذي ران على مجتمعاتهم حيناً من الدهر قبل أن ترفع لهم أمريكا أشرعة الحرية والديمقراطية. الوجود الأمريكي في العراق، حتى وإن أدعى سحب قواته أو جزء منها، نجح في إرساء مشروع للتنصير لن ينتهي برحيل هذه القوات. يؤكد ذلك ما كشفه تقرير تلفزيوني بثته إحدى قنوات التلفزة الألمانية مؤخرا عن الجهود التي يقوم بها المنصرون الأمريكيون في المنطقة، باختيارهم العراق نقطة للانطلاق نحو بقية مجتمعات الشرق الأوسط.
معلومات خطيرة تضمنها تقرير القناة التلفزيونية الألمانية تركز على المتطرفين النصارى الذين أوصلوا جورج بوش الابن إلى كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة لينفذوا من خلال سلطته إلى مناطق عربية لم يكونوا يحلمون بالوصول إليها من قبل.
هؤلاء المنصرون يعملون - كما يقول التقرير - سراً، وبموافقة الحكومة الأمريكية، لأن هذه الحكومة تنظر إلى ما كان يجري في العراق على أنه حرب مقدسة، ولذا سمحت لهؤلاء المنصرين بتنفيذ مخططاتهم الدينية، ومنها توزيع عشرات الآلاف من كتب التنصير والأناجيل المطبوعة طباعة فاخرة، ويسمون من يموت أو يقتل في العراق (شهداء الحرب المقدسة)، الذين يموتون فداءً للرسالة، والحرب المقدسة عندهم تعني حربهم للإسلام وأهله.
لا تزال هذه الطائفة المتعصبة تعمل في العراق، وتنفذ مشروعها التنصيري تحت سمع الولايات المتحدة وبصرها، وتصل إلى العامة والصفوة من خلال المساعدات الإغاثية التي تقدمها للمحتاجين، كما هي طريقتهم في كل أنحاء العالم، وأبصارهم ترنو إلى منطقة الشرق الأوسط، والخليج العربي على وجه الخصوص.
نحن اليوم بحاجة إلى كشف هذا المشروع التنصيري الذي جاءت به الدبابة الأمريكية إلى العراق، ونشط تحت راية تحرير المجتمع ورفع الظلم عنه، كما يعلن ذلك أنصاره، وهذا هو ديدنهم في كل بلاد الدنيا وعلى مر التاريخ. وما نشاهده اليوم أو نسمع به من تنصّر بعض أبناء العراق أو الخليج إنما هو شاهد على خطورة ما يجري الآن ونحن عنه غافلون.
ينبغي أن يلتفت إعلام المنطقة لكشف ملامح هذا المشروع الذي يهدد هوية المجتمعات العربية والخليجية، وأن يتحدث عنه العلماء والدعاة والمفكرون والمربون وأهل الرأي وغيرهم، فهو هم مشترك لا أخال أحداً يقلل من شأنه أو يُهوَّن من خطره.
د. محمد بن سعود البشر
أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود
ـ[دامو]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 11:37]ـ
بارك الله فيكم، موضوع هام للغاية و يجب الاتصال بالعلماء للتحذير و انتشر التنصير حتى في المغرب العربي(/)
حول سب عائشة رضي الله عنها و أرضاها
ـ[ابن أبي الخير]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 10:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و صلي اللهم على محمد و على آله و صحبه تسليما كثيرا مباركا فيه
أردت أن أدلي بدلوي في موضوع سب أمنا عائشة رضي الله عنها و أرضاها من طرف غُمر من المخالفين، و الجديد في هذا هو الإعلان، و إلا فإن أبسط قارئ لمصنفات و خطب هؤلاء المنشقين يعرف أن الموضوع قديم قدم نطفهم في أصلاب أجدادهم.
إلا أنني أعتقد أن ما يقوم به بعض الفضلاء و الصادقين من أهل السنة و الجماعة في الشبكة من صور و تعاليق، قد استغل -بل أحيانا تحول- إلى صراع خفي بين دولتين معروفتين باختلاف ولائهما السياسي، فتحول ولاء أم المؤمنين إلى تكثير سواد حلف يعد لحرب دولة توصف- في الظاهر- بأنها مارقة عن الغرب. و مع مرور الوقت قد تستغل مثل هذه المسائل لمثل هذا الحال،و يجد المثقف نفسه في معسكرين كان من الأجدر عليه كباحث أو دارس أن يكون حذرا من الاقتراب منه.
لعل المتعارف عليه هو أن دور المثقف عموما و الباحث خصوصا هو محاولة إحياء التراث و إعداد الدراسات التي تمكن الأمة من نهضة علمية رائدة أما الإغراق في المواقف السياسية و تغليفها بالدين فهذا أمر متعب للعقل و ما أدراك ما تعب العقل.(/)
دُعاء المخلوق غير التّوسّل به للخالق
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 12:39]ـ
دُعاء المخلوق غير التّوسّل به للخالق ( http://www.nouralhuda.com/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/179-%D8%AF%D9%8F%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D9%84 %D9%88%D9%82-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D9%88 %D8%B3%D9%91%D9%84-%D8%A8%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84 %D9%82.html)
<< كان الأستاذ الزّاهري نقل عن سعادة الوزير العلاّمة الحجوي مقالا في شأن الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب ورأيُه في التّوسّل إلى الخالق بالمخلوق , ووقع الغلط في فهم رأيه ونسب إليه ما ليس من قوله , وقد بيّنت حقيقة المسألة بما نُشر في العدد الخامس من الصّراط , وقد أردنا ــ بمناسبة ما نشره الصّراط في المسألة ــ أن ننقل اليوم على صفحاته ما كان حرّره الأستاذ عبد الحميد ابن باديس في المسألة ونشره في ج الثّالث م الثّامن من مجلّته الشّهاب , ونصّه فيما يلي >>: التُوجّه إلى الله , برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
قال أبو عيسى الترمذي: (حدّثنا محمود بن غيلان نا عثمان بن عمر نا شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عُثمان بن حنيف أنّ رجلا ضرير البصر أتى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: ادع الله أن يُعافيني , قال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك , قال فادعُه , قال فأمره أن يتوضّأ فيُحسن وُضوءه ويدعو بهذا الدّعاء: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة , إنّي توجّهت بك إلى ربّي في حاجتي هذه لتُقضى لي , اللّهمّ فشفّعه في ّ. هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي).
السّند: محمود بن غيلان ثقة من رجال البُخاري ومُسلم , عثمان ابن عمر هو ابن فارس العبدي المُتوفّى سنة (209) ثقة روى عنه السّتة وهو الرّاوي عن شُعبة ولهم عثمان بن عمر بن موسى التيمي مُتقدّم غير هذا , أبو جعفر هكذا عند الترمذي غير منسوب وقال فيه هو غير الخطمي يعني أبا جعفر يزيد بن عُمير الأنصاري الخطمي لكن ابن ماجه قال: (حدّثنا أحمد بن منصور بن يسار ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن أبي جعفر المدني إلى آخر السّند والمتن) فصرّح بأنّ أبا جعفر هو المدني , وهذا هو أبو جعفر القارئ يزيد بن القعقاع , قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث وكان إمام أهل المدينة في القراءة فسُمّي القارئ لذلك , عمارة بن خُزيمة بن ثابت الأنصاري روى له أصحاب السّنن الأربعة وثّقه النّسائي وابن حبّان وابن سعد. عثمان بن حنيف هو الأنصاري الأوسي الصّحابي المشهور.
مُخرّجوا الحديث: رواه ابن ماجه في باب ما جاء في صلاة الحاجة من سُننه , والنّسائي والحاكم والبيهقي وابن خُزيمة والطّبراني.
رُتبة الحديث العلميّة والعمليّة: قال فيه التّرمذي كما تقدّم حسن صحيح غريب , فالصّحيح ما رواه العدل الضّابط عن مثله إلى آخر سنده سالما من العلّة والشّذوذ , فإذا خفّ الضّبط في بعض رُوّاته فهو الحسن , وما يقول فيه أبو عيسى التّرمذي حسن صحيح أقوى ممّا يقول فيه حسن فقط , لأنّ وصفه بالصّحة مع وصفه بالحُسن يُفيد أنّ خفّة الضّبط في بعض رجاله تكاد لا تُؤثّر عليه حتّى كأنّها لم تحطّه عن رُتبة الصّحيح التّام , وأمّا الغريب فهو ما انفرد بروايته راو فقط , وإذا كان ذلك المُنفرد ثقة فذلك الانفراد لا يضرّ , فالغرابة لا تُنافي الصّحة والحُسن , وغرابته جاءته من انفراد أبي جعفر به كما تقدّم , وصحّحه أيضا ابن ماجه والحاكم والبيهقي والطّبراني , فبعد ما عرفنا من حال سنده وتصحيح هؤلاء الأئمّة له حصل لنا العلم الكافي ــ وهو الظّن الغالب ــ بثُبوته , وحيث كان بهذه المنزلة من الثبوت فإنّه صالح لاستنباط الأحكام الشّرعيّة العمليّة منه.
ألفاظ المتن: زاد ابن ماجه بعد قوله (فأمره أن يتوضّأ فيُحسن وُضوءه) قوله (ويُصلّي ركعتين) ولذلك أخرجه في باب ما جاء في صلاة الحاجة , وهذه زيادة عدل فهي مقبولة , والأمر بالوُضوء ممّا يُؤيّدها وزاد النّسائي بعد قوله (اللّهمّ شفّعه في ّ): (وشفّعني في نفسي , فرجع وقد كشف الله عن بصره).
(يُتْبَعُ)
(/)
المُفردات: (التّوجّه) إلى الشيء هو القصد إليه فأتوجّه إليك أي أقصد إليك و (الباء) في بنبيّك وفي إنّي توجّهت بك هي باء الاستعانة والمُستعان به هو السّبب المُحصّل للمُستعان عليه ولذلك جعل بعضهم باء الاستعانة من باء السّببيّة , فالنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مُستعان به على السّؤال أي على نجح السّؤال بحصول الشّيء المسئول من الله تعالى ومُستعان به على التّوجّه بمعنى القصد أي على نجح ذلك القصد بحصول المطلوب منه تعالى فهو مُتوصّل به إلى نجح السّؤال ونجح القصد وكلّ ما يُتوصّل به إلى الشّيء يُقال فيه وسيلة إليه فالسّؤال به توسّل به فيُمكن أن تُسمّى هذه الباء باء التّوسّل وهي الدّاخلة على ما هو وسيلة في حُصول شّيء , و (الهاء) في قوله فادعه , هاء السّكت أو ضمير عائد على الله تعالى , (الشّفاعة) سُؤال الخير لغير السّائل فقوله شفّعه فيّ , أي اقبله فيّ أي اقبل دعاءه وسُؤاله لي. التّراكيب: قوله أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك وقوله إنّي أتوجّه بك يحتمل أن يكون على ظاهره بالسّؤال والتّوجّه والتّوسّل بذات النّبيّ صلّى الله عليه وآله سلّم نظرا لمقامه عند الله تعالى ويكون هذا نظير قول القائل أسألك بالله من قوله تعال: (<< واتّقوا الله الذي تسّاءلون به >>) وفي سنن أبي داود والنّسائي مرفوعا: << ومن سألكم بالله فأعطوه >> وقول القائل أسألك بالرّحم من قوله تعالى: (<< والأرحام >>) بالجرّ في قراءة الشّاميين , وقول عائشة لفاطمة رضي الله تعلى عنهما << عزمت عليك بما لي عليك من الحق لمّا حدّثتني ما قال لك رسول الله صلّى الله عليه وآله سلّم >> ويُحتمل أن يكون على تقدير مُضاف هكذا بدعاء نبيّك في العبارة الأولى وبدُعائك في العبارة الثّانيّة لأنّه إنّما سأله أن يدعو له فيكون التّوسّل بدعائه ولقوله فشفّعه في أي قبل دعائه لي , وجُملة فشفعه معطوفة على جملة أسألك , وجُملة إنّي توجّهت بك مُعترضة بين المُتعاطفين.
المعنى: هذا رجل أعمى جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يسأله أن يدعو الله تعالى له أن يشفيه من العمى , فخيّر بين أن يدعو له وأن يصبر على بلواه وأخبره أنّ الصّبر خير له من جهة الأجر والمثوبة فاختار الرّجل أن يدعو له فأمره أن يتوضّأ وُضوءا حسنا مُستكملا لفرائضه وفضائله في ظاهره وباطنه وأن يُصلّي ركعتين ويدعو بالدّعاء المذكور والظّاهر أنّه بعد الفراغ من الرّكعتين مثل ما جاء في دُعاء الاستخارة بعد ركعتيها. وكان الدّعاء سُؤالا من الله تعالى وتوجّها إليه وتوسّلا بنبيّه أو بدُعائه وثناء على النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بما بعثه الله به من الرّحمة المُناسب ذكرها غاية المُناسبة في مقام الدّعاء والتّوسّل وخطابا له عليه السّلام بأنّه توجّه به إلى ربّه لتُقضى حاجته ثمّ رُجوعا إلى سُؤال الله تعالى أن يقبل فيه شفاعة النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.
سؤال: الرّجل اختار أن يدعو له فأمره أن يتوضّأ ويُصلّي ويدعو بذلك الدّعاء ولم يدع هو له مع أنّه قد قال له في التّخيير إن شئت دعوت وإن شئت صبرت؟
جوابه: الظّاهر أنّه دعا له وإن لم يُصرّح بذلك في متن الحديث لقول الأعمى اللّهمّ شفعه فيّ , أي: اقبل دعاءه وسُؤاله لي.
الأحكام: لم يدع الأعمى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يسأله أن يشفيه هو لأنّ الدّعاء لقضاء الحوائج وكشف البلايا ونحو ذلك هو العبادة وفي حديث النّعمان بن بشير المرفوع (الدّعاء هو العبادة) رواه أحمد وأصحاب السّنن , والعبادة لا تكون إلاّ لله لم يدعه لا وحده ولا مع الله لأنّ الدّعاء لا يكون إلاّ لله , وهذا بخلاف ما يفعله الجهّال والضّلال من طلبهم من المخلوقين من الأحياء والأموات أن يُعطوهم مطالبهم ويكشفوا عنهم بلاياهم , وإنّما سأله أن يدعو له الله تعالى أن يُعافيه وهذا جائز أن يسأل المُؤمن من أخيه في حال حياته أن يدعو الله تعالى له ومن هذا حديث البخاري في سُؤال أمّ أنس بن مالك من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يدعو لأنس خادمه , فدعا له , ومن هذا ما رواه التّرمذي وأبو داود عن عمر بن الخطّاب قال: استأذنت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في العُمرة فأذن لي وقال: أشركنا يا أخي في دُعائك ولا تنسنا , زاد في رواية التّرمذي فقال كلمة ما يسرّني أنّ لي
(يُتْبَعُ)
(/)
بها الدّنيا , يعني قوله أشركنا الخ , ثمّ إنّه توسّل بذاته بحسب مقامه عند ربّه وهذا على الوجه الأوّل من الوجهين المُتقدّمين في فصل التّراكيب أو توسّل بدعائه وهذا على الوجه الثاني منهما فمن أخذ بالوجه الأوّل قال يجوز التّوسّل بذاته ومن أخذ بالوجه الثاني قال إنّما يتوسّل بدعائه ثمّ إنّ من أخذ بالوجه الأوّل فهذا الدّعاء حكمه باق بعد وفاته كما كان في حياته ومن أخذ بالوجه الثاني لا يكون بعد وفاته لأنّ دعاءه إنّما كان في حياته لمن دعا له , فالوجهان المُتقدّمان ــ كما ترى ــ هما مثار الخلاف في جواز التّوسّل بذاته وعدم جوازه فمن أخذ بالوجه الأوّل جوّز ومن أخذ بالثاني منع.
سؤال: فإن قلت قد عرفنا القولين وعرفنا مدركهما فما هو الرّاجح عندك منهما؟
جوابه: الرّاجح هو الوجه الأوّل الذي يُجيز السّؤال بذات النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم نظرا لمقامه العظيم عند ربّه لوجهين , الأوّل: أنّ ذلك هو ظاهر اللّفظ ولا مُوجب للتّقدير ولا مُنافاة بين أن يكون في قوله أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك وقوله إنّي توجّهت بك قد سأل بذاته وفي قوله اللّهمّ شفعه في قد سأل قبول دعائه وسُؤاله , والثاني: أنّه لمّا كان جائزا السؤال من المخلوقين بما له مقام عظيم عندهم فلا مانع من أن يسأل الله تعالى بنبيّه بحسب مقامه العظيم عنده.
سؤال آخر: بعد ما رجّحت جواز التّوسّل بذاته صلّى الله عليه وسلّم نظرا لمقامه العظيم عند الله تعالى فهل يُقاس عليه غيره من كلّ ذي مقام عند الله تعالى , فيُتوسّل به أو يكون هذا مقصورا عليه؟
جوابه: القياس في باب العبادات ضعيف وإذا ارتكب هنا فلا يُقاس عليه إلاّ كلّ ذي مقام مُحقق عند الله تعالى.
سؤال آخر: بعدما عرفنا حكم سّؤال الله تعالى بأهل المكانة عنده من مخلوقاته فهل الأفضل هو سُؤاله بمخلوقاته أو سُؤاله بأسمائه وصفاته وأعمال العبد في طاعاته؟
جوابه: الأفضل هو سُؤاله تعالى بأسمائه وصفاته وأعمال العبد في أنواع طاعاته , وذلك لوجهين: الأوّل أنّ ذلك هو مُقتضى النّص القرآني الصّريح القطعي في قوله تعالى: (<< ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها >>) ويشمل ذلك تسميته بها ونداءه بها وسُؤاله بها , الوجه الثاني: ما جاء في السّنة العمليّة في أحاديث كثيرة ثابتة مُستفيضة كان سُؤاله تعالى فيها كلّها بأسمائه وصفاته منها حديث (أسألك الله بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك الخ) رواه أحمد في مُسنده عن عبد الله بن مسعود ومنها حديث رجل كان يُصلّي في المسجد فقال اللّهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلاّ أنت الحنّان المنّان بديع السّماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حيّ يا قيّوم أسألك , فقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم (دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى) , رواه أصحاب السنن الأربعة من طريق أنس , ومنها حديث (إنّي أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق) رواه النّسائي والحاكم من طريق عمّار بن ياسر وهكذا سائر الأحاديث التي جاءت في هذا الباب كلّها مُتواترة على دُعاء الله تعالى بأسمائه وصفاته , وهي كلّها تحقيق وبيان لقوله تعالى (<< ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها >>) هذا كلّه في دُعائه تعالى بأسمائه وصفاته وأمّا ما جاء في دُعائه والتّوسّل إليه بعمل العبد في أنواع طاعاته فمنها حديث بُريدة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سمع رجلا يقول اللهم إنّي أسألك بأنّي أشهد (والشّهادة عمل العهد) أنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت الأحد الصّمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب) , رواه أبو داود والتّرمذي وحسّنه وابن ماجه وابن حبّان في صحيحه والحاكم إلاّ انّه قال (لقد دعوت الله باسمه الأعظم) وقال صحيح على شرط الشّيخين قال الحافظ عبد العظيم المُنذري قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي وإسناده لا مطعن فيه ومنها حديث الثلاثة الذين آووا إلى غار فانحطّت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعلّه يُفرّجها عنكم , فدعا أحدهم ببروره والديه فانفرجت منها فرجة ودعا الثاني بعفته
(يُتْبَعُ)
(/)
عن الزّنا بعدما كاد فانفرجت فُرجة ودعا الثالث بوفائه لأجيره فانفرجت البقيّة وهذا حديث صحيح مشهور رواه الشّيخان وغيرهما ومن ذلك حديث سارة زوج إبراهيم عليه السّلام لمّا مدّ الجبّار الظالم إليها يده يُريدها على السُوء قامت توضّأ وتُصلّي وقالت اللهمّ إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلاّ على زوجي فلا تُسلّط عليّ الكافر , فغط حتّى ركض برجله فقالت اللّهمّ إن يمت يُقال هي قتلته فأرسل فعاد إليها وعادت إلى الدّعاء كالمرّة الأولى وفي الثالثة تركها وقال أرجعوها إلى إبراهيم , رواه مُفصّلا البُخاري في كتاب البيوع من صحيحه من طريق أبي هريرة , فانظر إليها كيف توسّلت لربّها بإيمانها الذي هو أشرف أعمالها وبعفّتها وإحصانها لفرجها , ولم تتوسّل إليه برسوله وخليله زوجها إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام.
سُؤال آخر: بعدما عرفنا رُجحان سُؤاله تعالى بالأسماء والصّفات والطّاعات فهل ثبت عن الصّحابة سُؤالهم وتوسّلهم بذاته؟
جوابه: لم يثبت عن واحد منهم شيئا من ذلك فيما لدينا من كُتب السّنة المشهورة بل ثبت عُدولهم عن ذلك في وقت مُقتض له لو كانوا يفعلونه وذلك في حديث استسقاء عُمر بالعبّاس رضي الله تعالى عنهما فقد أخرج البخاري في صحيح بسنده عن أنس أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعبّاس بن عبد المُطّلب فقال اللّهمّ إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا صلّى الله عليه وسلّم فتسقينا وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا , قال فيُسقون , ومعنى الحديث أنّهم كانوا يتوسّلون بالنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعو لهم في الاستسقاء ويدعون ثمّ صاروا يتوسّلون بالعبّاس فيدعو لهم ويدعون فالتّوسّل هنا قطعا بدُعائهما لا بذاتهما. ووجه الاستدلال بالحديث على مرجوحيّة التّوسّل بالذات أنّ الصّحابة لم يقولوا في موقفهم ذلك اللّهمّ إنّا نتوسّل إليك بنبيّنا أي بذاته ومقامه بل عدلوا عن ذلك إلى التّوسّل بالعبّاس يدعو لهم ويدعون كما كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يفعل في الاستسقاء ولقد استدلّ بعضهم بعدول الصّحابة عن التّوسّل بذات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذا المقام على منعه ونحن لمّا بيّنا قبل من دليل جوازه إنّما نستدلّ بعدولهم على مرجوحيّته.
سُؤال آخر: قد عرفنا فيما تقدّم مشروعيّة سُؤال المُؤمن من أخيه في حياته أن يدعو له فهل يُشرع الذهاب إلى القبر وطلب الدّعاء من الميّت؟
: جوابه: لو كان هذا جائزا لفعله الصّحابة في الحديث المُتقدّم ولذهبوا لقبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسألونه أن يدعو لهم كما كان يدعو لهم في حياته ولم يرد في حديث عن واحد منهم أنّه كان يذهب إلى القبر النّبوي ويطلب منه صلّى الله عليه وسلّم أن يدعو له بل جاء عن ابن عمر ــ وهو من عُرف بشدّة اتّباعه وتحرّيه ــ أنّه كان يقف فيُسلّم على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ على أبي بكر ثمّ على عمر رضي الله تعالى عنهما ثمّ ينصرف لا يزيد شيئا خرّجه مالك في الموطّأ.
تلخيص وتحصيل: تحصّل لنا من جميع ما تقدّم (1): أنّ دُعاء المخلوق وحده أو مع الله ممنوع. (2): وأنّ التّوسّل بدعائه في حياته وهو من المؤمنين مطلوب ومشروع. (3): وأنّ التّوسّل بذات النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم جائز مرجوح. (4): وأنّ التّوسّل بذات غيره من أهل المكانة المُحققة له وجه في القياس. (5): وأنّ التّوسّل بذات غيره ممّن ليس لنا اليقين القاطع بمقامه لا وجه له. (6): وأنّ طلب الدّعاء منه بعد موته بدعة لم يفعلها الصّحابة. (7): وأنّ الرّاجح في التّوسّل إلى الله هو التّوسّل إليه بأسمائه وصفاته وأعمال العبد في أنواع طاعاته.
هذه سبع مسائل كثر فيها هذه الأيّام القال والقيل وتعرّض لها من الكُتّاب الأصيل والدّخيل وقد منّ الله بتحريرها على هذا الوجه الذي لم أره لغيري وقد كنت في تحريرها علم الله باحثا مُنصفا مُتجرّدا فما كان فيها من حق وصواب فهو من الله وما كان فيها ــ عياذا بالله ــ من باطل وخطأ فهو منّي وأستغفر الله والخير قصدت وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(الصّراط السّوي العدد التّاسع)
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.nouralhuda.com/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/179-%D8%AF%D9%8F%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D9%84 %D9%88%D9%82-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D9%88 %D8%B3%D9%91%D9%84-%D8%A8%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84 %D9%82.html
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على المجهود الذي بذلته، ولكن اسمح لي بهذه الملاحظات:
بالنسبة للنقطة الأولى: كلام مجمل بحاجة إلى تفصيل، فليس كل دعاء للمخلوق يكون ممنوعا، فهناك ما هو جائز وهو أن تدعو المخلوق الحاضر فيما يقدر عليه، الممنوع هو دعاؤه فيما لا يقدر عليه إلاّ الله، سواء كان حيّا أو ميِّتا، غائبا أو حاضرا هذا من جهة، من جهة أخرى حُكمك عليه بأنّه ممنوع! غير دقيق، فالصّواب أن تقول هو كفر أكبر مخرج من الملّة، لأن الممنوع قد يكون ما دون الكفر.
بالنسبة للنقطة الثانية: تقول أن التوسّل بدعاء المؤمن حال حياته مطلوب، وأنت لم تأت بدليل على هذا الكلام غير أثر الاستسقاء بالعباس ـ رضي الله عنه ـ وغاية ما يدل عليه الأثر هو جواز ذلك.
بالنسبة للنقطة الثالثة: قلت بأن التوسّل بذات النبي صلى الله عليه وسلم جائز مرجوح، لم أفهم، كيف جائز مرجوح؟ بالإضافة إلى أنّك لم توضح، هل الجائز حال موته أم حال حياته!
بالنسبة للنقطة الرابعة: قلت بأنّ التوسّل بذوات غيره صلى الله عليه وسلم ممّن لهم مكانة له وجه من القياس! ولستُ أدري قست من على من؟! فهل يصح قياس ذوات باقي البشر على ذاته صلى الله عليه وسلم؟! وهل فعل الصحابة ذلك؟!
بالنسبة للنقطة السادسة: قلت أن طلب الدعاء منه صلى الله عليه وسلم بعد موته بدعة لم يفعله الصحابة، فلماذا أفردت هذه النتيجة مع أنّها داخلة في النقطة الأولى، وقولك بأنّها بدعة غير صحيح فهذا كفر أكبر وتفصيله هو نفسه التفصيل الذي استخلصت منه النقطة الأولى.
بالنسبة للنقطة السابعة قلت أن الراجح هو التوسل إلى الله بالطاعات والأعمال الصالحة وأسمائه الحسنى، فكأنما ثمة خلاف في المسألة!
ملاحظة أخيرة: هذه أول مرة أسمع فيها بأن في أصول العقيدة راجحا ومرجوحا. والله أعلم.(/)
هل الإزار و الرداء صفتان لله عز وجلّ؟
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 02:05]ـ
سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العبّاد حفظه الله ومتعنا به:
السؤال: جاء في الحديث القدسي: (العظمة إزاري والكبرياء ردائي) هل يستدل بهذا على إثبات صفة الإزار والرداء؟
الجواب: لا، هذا لا يثبت منه صفه الإزار ولا الرداء، وإنما هذا فيه بيان اختصاص الله عز وجل واتصافه بهما، يعني: مثلما أن الإنسان يستعمل الإزار والرداء، فالله عز وجل موصوف بالكبرياء والعظمة وهما إزاره ورداؤه، لكن لا يقال: إن من صفات الله الإزار أو الرداء، وإنما يقال: العظمة والكبرياء إزاره ورداؤه، وهذا من جنس قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الأنصار (الأنصار شعار، والناس دثار)، معناه: قربهم منه، والتصاقهم به كالتصاق الشعار بالإنسان، والناس الذين وراءهم مثل الثوب، فالمقصود من ذلك التشبيه، وليس المقصود من ذلك أن الله عز وجل له إزار ورداء، وأن من صفاته الإزار والرداء، وإنما اختص الله عز وجل بالعظمة والكبرياء، وأنه اتصف بهما، وأنه لا يشاركه فيهما أحد، فهذا هو الذي يوصف الله تعالى به، ولكن لا يجوز أن يقال: إن الله عز وجل من صفاته الإزار، ومن صفاته الرداء، ويوضح ذلك حديث: (الأنصار شعار، والناس دثار) ومعلوم أن الأنصار ليسوا شعاراً، وإنما هذا تشبيه لقربهم منه، والتصاقهم به، كما يحصل من الشعار الملاصق بالجسد، فالأنصار مثل الشعار، وغيرهم كالدثار، وهو الذي وراء الشعار.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 09:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزيتي خيرا وبارك الله فيك.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 11:01]ـ
بارك الله فيك(/)
تدريس (إنجيل متي) في مساجد المسلمين .... !!!!
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 03:13]ـ
تم الاعلان عن بدء دورة في تدريس انجيل (متي) في أحد المساجد بزعم إخراج ما به من شبهات و الرد عليها
و الطريف في الأمر أن الشيخ الذي يلقي المحاضرات طلب من الإخوة شراء نسخ من الإنجيل و احضاره معهم
و لأن الدين النصيحة، نصحهم و بين لهم أن النصاري يرفعون من سعر النسخة إلي 200 جنيه مصري للنسخة الواحدة إذا علموا أن المشتري مسلم و خصوصا أنه (سلفي)
و الطامة الكبري أن كثيرا ممن هم أمامه من الطلبة مازالوا في بداية طريق الإلتزام و التعرف علي ربهم سبحانه و علي هدي نبيهم (ص). فإلي الله المشتكي فيمن تصدر للناس و هو غير أهل لذلك
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 06:14]ـ
وكمْ ذا بمصر من المُضْحِكات ... ولكنّه ضحك كالبكا
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 06:25]ـ
نسخة الإنجيل عندي بجنيه واحدٍ فقط، الآن أصبحت بـ 200 جنيهٍ!
ليتك تنبه إخواننا بمثل هذا، فللأسف ربما انجر كثير من الطلاب للذهاب بزعم التعلم، ثم يظن نفسه قد تأهل ويتصدى للنصارى، وتحصل المأساة.
فأذكر أنني عندما كنتُ في الثانوية، كنتُ في فصلٍ كله نصارى، عدا 3 منَ الطلاب منهم أبو إلياس، وتالله كنتُ أبكي بالدموع لما أراه، ثُمَّ بدأتُ أتعرفُ عليهم واندمجتُ معهم لِمُدة 3 سنوات، ثم بدأ أحدهم يأتي بالإنجيل معه ليقرأ فيه، ثم ناداني ليُشركني معه، ومرة وأخرى، بدأتْ تُعقد حلقة في فصلنا في كل حصة ضائعة - وما أكثرها - لنقرأ فيه، حتى إنني - وبكلِّ أسَف - حفظتُ كثيرًا مِنْ كلامهم. فإنا لله.
ثم اشتريتُ نسخة كاملة من الإنجيل، بجنيه واحدٍ! نسخة فاخرة جدًّا من المعرض الدولي للكتاب، فقرأتها أكثر من 10 مرات.
ثم مَنَّ الله عليَّ بأخ لي مهندس - رحمه الله - انتشلني من هذا الوَكْر، في السنة الأخبرة من الثانوية، وجلس يُقرئني القرآن والتجويد والأحكام كثيرًا كثيرًا، والاعتقاد قليلاً.
فالطريق مُر وعلقم، فحذر إخوانك مِن مثل هذا، خاصة لو كان الشيخ ضعيفًا، والطلاب مبتدئين.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 06:28]ـ
أعوذ بالله من سوء التدبير.
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 06:37]ـ
ومن الطرائف التي تذكرتها، أنه كان يقول لي:
سنعقد صفقة، سأحفظ كل يوم سورة منَ القرآن وأنت تحفظ كل يوم ما تستطيع من الإنجيل، وبالطبع كنتُ أفرح بذلك؛ نصراني سيحفظ القرآن!
فبدأ بالفاتحة ثم السوَر القصار، حتى وَصَل إلى خاتمة السور القصار كاملة حفظًا تامًّا، ثم قال لي: لقد أخلفت معي، أين حفظك، فكنتُ أتعلل له أنه لا يوجد لدي إنجيل، ولا أستطيع أن أقرأ في بيتي، فاقترَحَ عليَّ موضوع الحلقات - الذي أشرتُ إليه في المشاركة السابقة - في الفصل!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 07:38]ـ
الحمد لله, أما بعد
لابأس بتدريس كفريات الكفار وشبهات الضالين وفق أسس صحيحة بقصد تخريج كتائب تجاهد بالحجة والبرهان ..
لاسيما مع استعلاء النصارى في الآونة الأخيرة في مصر
فلا حاجة للتهويل والنظر للأمور بغير حقيقتها
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 07:49]ـ
الحمد لله, أما بعد
لابأس بتدريس كفريات الكفار وشبهات الضالين وفق أسس صحيحة بقصد تخريج كتائب تجاهد بالحجة والبرهان ..
فلا حاجة للتهويل والنظر للأمور بغير حقيقتها
هذا صحيح ولكن لمن تضلع بقدر مناسب من علوم الشرع
أما من زال في بداية الالتزام فلا يصلح هذا معه
وقد رأيت من يتكلم في مثل هذه الأمور أو في الصفات وهو لا يحفظ سورة كاملة من طوال المفصل ولا يعرف صحيح البخاري ومنزلته وربما لا يحسن الاغتسال من الجنابة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 07:51]ـ
أحسنتم ولهذا قلت: وفق أسس صحيحة
وفقك الله ونفع بك
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 07:52]ـ
الأمر ليس فيه تهويل - حفظك الله - ولكن أنت ترى أن كثيرًا من طلبة العلم لم يتأهلوا بعدُ لدراسة الإنجيل، فيخشى عليهم.
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 09:41]ـ
جزاكم الله خيرًا.
وأتفق مع أبي القاسم.
ولا بأس بذلك حتى وإن وُجد بينهم من لا يحسن العلم الشرعي، لأن الشيخ يقوم بالرد والنقد .. وبيان الحق، فلا تخشون على من يحضر تلك الدروس كخشيتكم على غيره ممن يتلقف الشبهات من هنا وهناك دون رد عليها.
سددهم الله وإياكم.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 09:52]ـ
لا ليس تهويلًا ولكنه نظرٌ للموضوع بصورة واقعية بعيدًا عن نظرة التساهل.
يقول أنهم طلبة في بداية الإلتزام وفي بداية الطلب فالأولى إذن تدريسهم العقيدة فإذا تشربتها أنفسهم ووقر الإيمان في قلوبهم فليدرسوا ما أرادوا لكن أن يتعرضوا لدراسة الإنجيل بغرض رد الشبهات وهم في بداية الطريق فأقول في هذا تعريضهم للشبهات وهم مازالو غضين طريين ولربما أدى ذلك للإنتكاسة أو حصول التردد و الحيرة والعياذ بالله.
فلا تخشون على من يحضر تلك الدروس كخشيتكم على غيره ممن يتلقف الشبهات من هنا وهناك دون رد عليها.
لكن غيره لا يتعرض للشبهات بشكل مكثف كما سيحصل مع الطلبة إن كتب الله لهذه الدورة الإستمرارية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مروان]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:10]ـ
طيب أيها الأفاضل إن الشعور بالضعف هو ما يجعل المسلم يقبل بمجاراة غيره، هل يشترط دعوة غير المسلمين والرد عليهم الرجوع إلى أناجيلهم المحرفة، ألم يجعل الله تعالى في كتابه القرآن الكريم ما يغني عن غيره.
لقد جاء عمر بن الخطاب بنسخة من التوراة وعندما رآه النبي صلى الله عليه وسلم غضب وقال " أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني"
حديث صحيح رواه أحمد (3/ 387) عن جابر بن عبد الله، وحسنه الألباني في الإرواء (1589).
ثم هل يأمن هذا الشيخ وجلساؤه على أنفسهم؟
وهل أمرنا الله تعالى بمخاطبتهم بكلامهم؟
الله المستعان زمن فتنه تترك الحليم حيران.
إن الواجب على المسلم أن يعتز بدينه وبعقيدته وأن يدعو الناس كما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلى وأعلم
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:28]ـ
عن جابر بن عبد الله: أنَّ عمر بن الخطَّاب أتى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم بكتابٍ أصابَه من بعض أهل الكُتُبِ فقَرَأه على النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم فغضب وقال: ((أَمُتَهَوِّكُونَ فيها يا ابْنَ الخطَّاب، والَّذي نَفْسي بِيَده، لقد جِئتُكم بها بيْضاء نَقيَّة، لا تَسألوهُم عنْ شيءٍ فيخبِروكُم بِحَقٍّ فَتُكَذِّبوا به، أو بِبَاطلٍ فَتُصَدِّقوا به، والَّذي نَفْسِي بِيَده، لو أنَّ موسى كان حيًّا، ما وَسِعَه إلاَّ أنْ يَتْبَعَني)).
رواه أحمد، وفيه ضعف. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13169)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:39]ـ
حديث "أمتهوكون .. " على فرض صحته وإنما حسنه الشيخ بمجموع الطرق , فيه النهي عن طلب الاستهداء بما في كتبهم لا قصد قراءته بمفهوم: من فمك أدينك .. على حد قول الله تعالى"وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه" ومما فيه البشارة بنبوة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويبعد في نظري صحة الحديث لا من جهة الإسناد فحسب, بل معناه فيه شيء
وهو مما يحتج به الرافضة علينا للطعن في عمر أنه كان شاكاً ,لأن معنى متهوك: متردد متحير, وأمير المؤمنين عمر منزه عن هذه الظنة .. على أنه حتى لو صح ليس لهم فيه حجة .. لأن قوله:أمتهوكون؟ .. إنشاء لا خبر, من باب التحذير لامته من طلب الهدى من غير الكتاب والسنة
والله أعلم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:54]ـ
لا ليس تهويلًا ولكنه نظرٌ للموضوع بصورة واقعية بعيدًا عن نظرة التساهل.
يقول أنهم طلبة في بداية الإلتزام وفي بداية الطلب فالأولى إذن تدريسهم العقيدة فإذا تشربتها أنفسهم ووقر الإيمان في قلوبهم فليدرسوا ما أرادوا لكن أن يتعرضوا لدراسة الإنجيل بغرض رد الشبهات وهم في بداية الطريق فأقول في هذا تعريضهم للشبهات وهم مازالو غضين طريين ولربما أدى ذلك للإنتكاسة أو حصول التردد و الحيرة والعياذ بالله.
لكن غيره لا يتعرض للشبهات بشكل مكثف كما سيحصل مع الطلبة إن كتب الله لهذه الدورة الإستمرارية.
صدقتِ أختي، بارك الله فيكِ، والكلام الدائر هنا يذكرني بنصيحة الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لكشف الشبهات، حيث أنه حرص على عدم قبول من لم يَدرُس كتاب الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد، والغرض من ذلك هو ترسيخ العقيدة الصحيحة أوّلا في قلوب التلاميذ قبل الشروع في طرح الشبهات والرد عليها، فليس كل من استمع للشبهة إقتنع بالرد.
ـ[ناصر الاسلام]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 11:16]ـ
وكمْ ذا بمصر من المُضْحِكات ... ولكنّه ضحك كالبكا
لم أرى أن صاحب الموضوع ذكر مصر و لا أعلم ما الحامل لكِ و لغيرك على هذا؟.
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 11:44]ـ
لكن غيره لا يتعرض للشبهات بشكل مكثف كما سيحصل مع الطلبة إن كتب الله لهذه الدورة الإستمرارية.
فليس كل من استمع للشبهة إقتنع بالرد.
بارك الله فيكم جميعا.
التعرض للشبهات أمر محتم لوجود الفضائيات والمنتديات والمواقع، بل وفي حياتنا اليومية كالمثال الذي طرحه الأخ الفاضل مع زملائه في الثانوية.
والتعرض للشبهات أمر ليس بجيد في الجملة، بل أفضل الطرق لتوقي الشبهات .. الابتعاد عنها. وهذا أمر لا يختلف عليه أحد.
ودراسة الأناجيل فيها من الصعوبة والوعورة الشىء الكبير، إذ قد يكفرون بشىء أثناء دراستهم وهو حق من عند الله -عز وجل-، والسلامة في نقد ما يتعارض مع دين الله -عز وجل-، لا أكثر من ذلك.
ووجود شيخ يقوم بهذا العمل .. أمر جيد، لأن لديه من المعرفة والأدوات ما لا يملكه غيره من طلاب العلم.
ومثله مثل دراسة كتب الرافضة والنصيرية والدروز وغيرهم .. ونقد أقوالهم وفكرهم ومنهجهم .. مع بيان الحق.
والنقد الصحيح هو بيان الحق ورد الباطل .. وبيان الحق يتطلب وجود الدليل من كلام الله -سبحانه وتعالى- وما صح عن النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ولا يخلو ذلك من تفسير للآيات والأحاديث مع الاستشهاد بأقوال أهل العلم من السلف الكرام ومن تبعهم.
والاعتراض .. لا ينفك عن مسجد من المساجد.
فلا يخلو مسجد من وجود عامة الناس وطلبة للعلم .. فلا يشترط تمكن جميع الحضور في العقيدة لأن ما سيتم نقده .. يناقض فطرته على العموم. والله أعلم.
فنسأل الله لهم التوفيق والسداد .. وإياكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 12:13]ـ
هذا الامر في مصر بالفعل في أحد المساجد المنتسبة للمنهج السلفي للأسف الشديد
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 12:27]ـ
هذا الامر في مصر بالفعل في أحد المساجد المنتسبة للمنهج السلفي للأسف الشديد
أخي الكريم
لا يخفى على أحد منا غيرتك الطيبة والمحمودة على إخوانك من طلاب العلم. فبارك الله فيك.
ولكن لا يخفى عليك دعوة التوحيد في مساجد أهل السنة والجماعة .. والردود على أصحاب المناهج الفاسدة بداية من الخوارج وحتى الليبراليين والعلمانين والحداثيين وغيرهم.
والموضوع خلاصته أن الشيخ انتقل إلى مرحلة النقد العلمي والرد على هؤلاء القوم.
وهو أمر محمود. فاسأل الله لهم التوفيق.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 12:45]ـ
السؤال الآن:
من الذي سبق هؤلاء من العلماء في فعل هذه الامور على هذا النحو في مساجد الله عز وجل؟
وهل يصح أن يكون بدل: دورات في دراسة الإنجيل، أن يكون العنوان " دورات في دراسة كتب بوذا والسيخ والهندوس؟
وهل النصوص الكفرية التي يقشعر منها قلب كل مؤمن الموجودة في هذه الكتب الكفرية، تتلى على أسماع الركع السجود في مساجد الله عز وجل؟ مثل نشيد الإنشاد وغير ذلك؟
ـ[ناصر الاسلام]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 04:19]ـ
هذا الامر في مصر بالفعل في أحد المساجد المنتسبة للمنهج السلفي للأسف الشديد
لا إله إلا الله شهادة التوحيد أول و أعظم باب العقيدة تبدأ بنفي الالوهية مطلقا ثم تثبتها لله
ففيها درس عظيم مستفاد هو أن الايمان القوي يكون أولا بطرح الكفر و الشركيات و الشبهات عن النفس ثم يدخل الايمان حتى عندما يدخل الايمان لا يجد له ما يعكره أو يشوبه
و لذلك هناك قاعدة هامة عند كثير من أهل العلم و هي قاعدة التخلية ثم التحلية
أي تخلية النفس من الضلال و الشبهات أولا ثم التحلية بأوامر و آداب الشرع ثانيا
و مثل ذلك مثل كوب به ماء غير نظيف لو وضعت فيه ماء نظيف لتنجس الكل و لكن عليك أن تخليه أولا مما فيه من النجاسات حتى يدخل الماء على طهارة
قال تعالى " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
فجعل الكفر بالطاغوت أولا ثم الايمان بالله
و العروة الوثقى كما قال المفسرون هي الاسلام أو شهادة الاسلام لا إله إلا الله
و هناك حملات تنصير منتشرة الان و لا مانع من أن يقوم أحد الشيوخ بنظرة في كتابهم و يرشد طلبة العلم إلى ما به من خلل و تناقض حتى يكونوا على بينة و ثبات في ذلك قبل أن يقعوا في أيدي من يمكن أن يفتنهم في دينهم
و كان الاجدر بك بدل التشهير بهذا الشيخ أو هذا المسجد أن تقوم بالتشهير بأعداء الله الذين تنتشر حملاتهم لتضليل الناس و الذين يدنسون المسجد الاقصى و يمنعون الصلاة فيه و من يقتلون المسلمين في العراق و أفغانستان و من يوالي أعداء الله من الملوك و الرؤساء و يجلب قواتهم و جنودهم الانجاس لبلاد المسلمين و من يعانقون رئيس أمريكا و يرقصون معه بالسيوف و يُفرش له السجاد الاحمر و هو قاتل مجرم ملوثة أيديه بدماء المسلمين بعد أن أعلنها حرباً صليبية
كان أجدر بك أن تتكلم عن هؤلاء بدلا من التشهير بشيخ مسلم أراد أن يبين لطلابه بعض تناقضات الانجيل المحرف
أعاذنا الله من فتن هذا الزمان
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 05:52]ـ
السؤال الآن:
من الذي سبق هؤلاء من العلماء في فعل هذه الامور على هذا النحو في مساجد الله عز وجل؟
وهل يصح أن يكون بدل: دورات في دراسة الإنجيل، أن يكون العنوان " دورات في دراسة كتب بوذا والسيخ والهندوس؟
وهل النصوص الكفرية التي يقشعر منها قلب كل مؤمن الموجودة في هذه الكتب الكفرية، تتلى على أسماع الركع السجود في مساجد الله عز وجل؟ مثل نشيد الإنشاد وغير ذلك؟
بارك الله فيك أيها الحبيب.
- بالنسبة لمن سبقهم، فالسلف الأوائل الذين اهتموا بالروايات الإسرائيلية، والتي قد انتشرت في كتب التفسير خاصة.
وهذا العلم إنما يكون بالسماع للأحبار الذين دخلوا إلى الإسلام، أو بالرجوع إلى كتبهم، ومستندهم الترخيص في الرواية عن أهل الكتاب.
وكذلك هناك ردود لأهل العلم المعتبرين في نقد عقائد أهل الكتاب، بداية من أصول التلقي وصحتها .. إلى التفاصيل التي قد يحتاجها المقام. وبالاستقراء نعلم كم كان علم هؤلاء الأعلام بما في كتب القوم.
- وفيما يظهر لي، أنه يمكن عمل دورات علمية خاصة بالديانات الأخري كالسيخ والهندوس لمسلمي الهند والبلدان المجاورة. والبوذية في البلدان التي تنتشر فيها كالصين وتايلاند. ولغيرهم من طلاب العلم.
- الكفريات منها ما هو مبثوث في كتب ينتمي أصحابها إلى الإسلام .. كأصحاب وحدة الوجود والجهمية وغيرهما. بل وتوجد شبهات مبثوثة ولم يتم الرد عليها كما في تفسير الفخر الرازي.
- مثل نشيد الإنشاد لا يتم قراءته في المساجد والعياذ بالله .. ولكن بالإشارة إليه وتوضيح محتواه بكلمات لا تخرج عن الآداب الإسلامية .. ولا بأس بقراءة جزء يسير منه كمثال توضيحي.
ـــ
تناقضات الانجيل المحرف
بارك الله فيك أيها الفاضل.
الإنجيل في جملته محرف، فالكتاب قد أصابه التحريف. ولكن ليس معنى ذلك أنه قد أصاب جميع ما فيه.
فالإسرائليات وما عند أهل الكتاب على ثلاثة أضرب:
- ما هو موافق لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو حق.
- مخالف لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو باطل. (وهذا هو مربط الفرس)
- لا يظهر فيه موافقة ولا مخالفة .. وهذا المسكوت عنه، ومصرح بالتحديث به.
ومن الخطورة بمكان .. أن يكفر المسلم بشىء ما في كتبهم وهو حق من عند الله -عز وجل-.
أو أن يؤمن بشىء فاسد، فيكون قد آمن بشىء من الباطل.
لذا فهذا الأمر فيه وعورة ويحتاج إلى شيخ متمرس فطن لوجود مثل تلكم المزالق.
وأما تحقيق الشهادة .. فلا يستلزم العلم بالملل والنحل الأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 06:33]ـ
إضافة إلى ما تفضل به الفاضل أسامة فقد كفاني نصف مؤنة الرد مجزياً خيرا, أرى أن هناك خلطا عند بعض أفاضل طلبة العلم في مسألة "من سبقك إلى هذا؟ " فينبغي تحرير معنى السبق والتفريق بين الوسائل والمقاصد , والتفريق بين ما هو من جنس العبادات والعادات وبين البدعة والمصلحة المعتبرة .. إلخ ولا يصح في كل شيء أن يقال" من سبقك .. ؟ " هذه ناحية ..
ومن ناحية أخرى فإن الله سبحانه من طريقته في الكتاب العزيز إيراد حجج الكفارين والرد عليها, يعلمنا بذلك كما هو الشأن في سائر موارد القرآن ,ومن جهة ثالثة فقد اتفق أهل العلم على أن محاجة الكفار باللسان من الجهاد المشروع كما في سنن النسائي بسند صحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم"جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" وكان المسجد في العهد الأول موئلا خصباً لتعلم فنون الجهاد من رميٍ وغيره , ومقارعتهم باللسان من جنس جهادهم فلا ضير أن يتلقى تعليمها في المسجد ,بل كانت ساحات المساجد أرحب لكل ما يقيم شأن المؤمن والجماعة المسلمة ,خلافا لعصرنا مع الأسف
والله الموفق
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 07:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكل يرى مشروعية الرد على المخالف و المبتدع و الكافر ليس في ذلك عند أحدٍ منا شك لكن أن يُترك الموضوع بهذه الطريقة وأن يُسلّم لغير أهله فلا أراه صواب البته , لا أظنه يخفاكم أن من يتعامل مع الشبهات بالرد و التفنيد ينبغي أن يكون عنده فهم للقرآن الكريم و إطلاع على السنة النبوية وهذا لم يتسن بعد لطلبة العلم الجدد أو حديثي الهداية وقد ذم الله جل وعلا الكلام بغير علم: (ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم).
أهم صفة للقائم على الرد على الشبهات هي صفة الأهلية فكيف لي أن أصف هؤلاء بأنهم أهل للرد عليها والتعرض لها , قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد ينهون عن المجادلة والمناظرة , إذا كان المناظر ضعيف العلم بالحجة والجواب على الشبهة , فيخاف عليه أن يفسده ذلك المضلّ ...... " وهذه الفئة من الناس غير مؤهلة - بلا ريب -.
وكما قال الشيخ بكر أبو زيد أن تحقق الأهلية في الرد على الشبهات من دأب الشريعة مثل الأولى بالإمامة والرواية والشهادة الأمثل فالأمثل (بتصرف) يعني ليست لكل أحد فليس النظر كالمناظرة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 08:25]ـ
أختي الفاضلة محبة الفضلة .. لا أحد يقول يتصدر لهذا من ليس من أهله, حتى تدريس العقيدة الواسطية يتطلب من هو أهل
ولكن المقصود ما نكرته قلوب الإخوة من تدريس ذلك في المسجد
والله الموفق
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 08:37]ـ
نسال الله ان يصلح احوال المسلمين ....
فذكر بالقران من يخاف الوعيد.
رضي الله عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب ....
اين درة عمر!!!!!!!!
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 08:43]ـ
النصارى أحقر من أن ندرس كتابهم في مساجدنا ..
هل بلغ منا الضعف والخور أن ندرّس الإنجيل في المساجد!
وما يصنع هذا الشيخ حينما تمر به المقاطع الطويلة وفيها من الخير والعبر والدعوة إلى الزهادة والتسامح! هل سيقول: هذا ما يدعو إليه الإسلام أيضًا و .... الخ وهذا لا شكّ سيجعل كثيرا من العامة يحسن الظن بالنصارى ويقول: عندهم أشياء حسنة وأخلاق حميدة .. الخ
لو جعل درسه في بيان ضلال النصارى لكان أحسن وأوفق.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 09:40]ـ
يقول اخي اسامة
- وفيما يظهر لي، أنه يمكن عمل دورات علمية خاصة بالديانات الأخري كالسيخ والهندوس لمسلمي الهند والبلدان المجاورة. والبوذية في البلدان التي تنتشر فيها كالصين وتايلاند. ولغيرهم من طلاب العلم.
وهذا هو العلم حقا ولااظن عالما رفضه او يرفضه
لكن اين مكانه؟
هذا هو السؤال.
وهل يُلقى على العوام في المساجد او العوام مع اصحاب الشهادات الجامعية في حلقات مفتوحة يأتيتها كل احد؟
الأولى ان يعتزل هذا الاخ بطلبته في مكان ما ووقت ما لتدريس هذه المادة لهم
ثم لماذا انجيل متى كله.
الغرض نقد انجيل متى!
وهذا لايستدعى من الناقد هو عرضه كله على الطلبة.
في برنامج البالتوك يقيم مثلا الاخ ميمو محاضراته في غرفة السيخ ابو عبد الرحمن وتلقة على اي احد يكون موجود في الغرفة لكن هناك طلبة كما هناك نصارى يستمعون لكن ميمو يقوم بنقد رائع قد لايبلغه استاذ كبير في جامعة وحلقات ميمو مسجلة لمن ارادها
وعلى كل حال المحاضرات لم تكن في مسجد انما في غرفة للرد على النصارى صحيح انه قد يحضر المحاضرة رجل من العوام او مبتدأ لكن هذا شأن البالتوك عموما وغرف الرد على النصارى يدخلها كل احد
ويكفي العنوان اي انها ليست مسجد يدرس فيه انجيل متي
ثم هل عنوان محاضرة الاخ هو تدريس انجيل متي ام نقد انجيل متى
وعلى كل فيجب ان يكون هذا من اخ مؤهل كميمو ولطلبة مخصوصين وفي وقت لايدخله الناس ومكان في المسجد بعيد عن عوام الناس كما انه لايجب الاعلان عنه للناس
كالقسم في الجامعة يدعو الدكتور الطالب لاحضار وشراء الترجمات والاناجيل وهذا من حقه لان الجامعة مؤهلة لهذا كما الطلبة والغرض النقد اما ان يشاع هذا في مسجد فهذا مخالف والله اعلم ولست بمقتى انما اقول رأيي
ثم هل المدرس مؤهل؟
وهل الطلبة مروا بمراحل من دراسة العقيدة والتفسير او فهموا الامور الضرورية من العقيدة.
المشكلة هي في المكان وفي جعله لعوام الناس وفي طبيعة الاعلان فهو غريب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 11:06]ـ
لم أرى أن صاحب الموضوع ذكر مصر و لا أعلم ما الحامل لكِ و لغيرك على هذا؟.
الحامل على ماذا؟! لو دقّقت في الموضوع قليلا لرأيت أنّ صاحبه ذكر ثمن الكتاب بالعملة المصرية، وليس كلّ من ذكر هذا البيت يكون قصده مصر، نسأل الله الشفاء من كل داء.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 12:54]ـ
الله المستعان هذا هو سوء التدبير بحق
اقترح على هذا الشيخ إن كان ولا بد يريد ان يدرس ما يصد شبهات النصارى
كتاب (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) لابن تيمية رحمه
او كتاب (هداية الحيارى في الرد على اليهود والنصارى) لابن القيم
او كتاب (لماذا اسلمت) للاسقف العائد الحسن ابن ايوب
ـ[ناصر الاسلام]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 03:46]ـ
الحامل على ماذا؟! لو دقّقت في الموضوع قليلا لرأيت أنّ صاحبه ذكر ثمن الكتاب بالعملة المصرية، وليس كلّ من ذكر هذا البيت يكون قصده مصر، نسأل الله الشفاء من كل داء.
معذرة أختي الكريمة أم معاذة إن أسأت فهمك و لا ينكر أحد أن مصر بها كثير من المشاكل و أهم أسباب ذلك هو كبر عدد السكان الذي يتجاوز الان ثمانين مليون نسمة فمن الطبيعي أن تجدي فيها كل شئ و بكثرة
الصالحون كثير و الفاسدون كثير المحاسن كثيرة و المساوئ كثيرة فهذه طبيعة البلاد الكبيرة و عموما مصر أهلك و بلدك أيضا
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 04:00]ـ
جزاكم الله خيرًا.
وأن يُسلّم لغير أهله فلا أراه صواب البته
وأن يُسلّم لغير أهله فلا أراه صواب البته
الذي سيقوم بتدريس المادة العلمية هو أحد شيوخ الدعوة السلفية في مصر. ويدرس في أحد مساجد أهل السنة والجماعة .. فلا يوجد شك في أهلية الشيخ. وأما الطلاب والحضور فما مِن أحد يدعوهم للتصدر. ولكن يمكنهم التسديد في الرد على بعض الشبهات مما تعلموه من الشيخ.
ـــــ
النصارى أحقر من أن ندرس كتابهم في مساجدنا ..
هل بلغ منا الضعف والخور أن ندرّس الإنجيل في المساجد!
يا أبا العباس .. رعاك الله.
لا يوجد هذا الذي ظننته، فلا يوجد من يدرس ويشرح كتاب من كتب أصحاب الملل والنحل الأخرى بهذه الطريقة والكيفية.
وإنما بالوقوف على مقاطع بعينها، والتحدث حولها.
والأمر لا يعدو النصارى وكتبهم، فقد تدارسنا في المسجد كتب للرافضة كبحار الأنوار على سبيل المثال. وليس معنى ذلك الوقوف على كل ما هو مسطور في ذلك الكتاب.
وإنجيل متى دون غيره لاعتبارات وضعها الشيخ نُصب عينيه فيما يظهر.
ثم لماذا انجيل متى كله.
الغرض نقد انجيل متى!
وهذا لايستدعى من الناقد هو عرضه كله على الطلبة.
هذا المتبادر للذهن لا يحدث كما بينت في المشاركة السابقة. ولا تتعجب إن انتهى الشيخ من هذا الكتاب في مجلس واحد! وربما اثنين أو ثلاثة على الأكثر!
ربما لم يصادف أحد الفضلاء حضور دروس للعلم فيها شىء كهذا، فاستنكروه غاية الاستنكار. وهذا العمل .. كعمل ضباط المباحث والنيابة من استخدام اعترافات المجرم. مِنْ فمك أُدِينك.
الله المستعان هذا هو سوء التدبير بحق
بل من غاية الحسن، فالاعتماد على مصادرك في الرد يجعل ردك في غاية الضعف، وإن اعتمدت على مصادره فيمكنك افحامه وقهره بسهولة.
وأما كتب أهل العلم فهي لاكتساب المهارات وفهم طرق المناظرة والاستفادة منها. لا الاعتماد عليها كمصادر.
بارك الله فيكم.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 04:10]ـ
سؤالي لكم مشايخي
هل فعله واحد من السلف الصالح؟
أرجو المعذرة فلست إلا طالب علم متطفلاً على موائد الكبار
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 05:03]ـ
سؤالي لكم مشايخي
هل فعله واحد من السلف الصالح؟
أرجو المعذرة فلست إلا طالب علم متطفلاً على موائد الكبار
بارك الله فيك .. لستُ شيخا وإنما أحيلك على المشاركة رقم 22 .. تجد فيها بغيتك إن شاء الله.
معذرة أختي الكريمة أم معاذة إن أسأت فهمك
الحمد لله .. الرفق جميل. بارك الله فيك.
نسأل الله الشفاء من كل داء.
شفاكم الله وعافاكم. طهور إن شاء الله.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 06:20]ـ
- بالنسبة لمن سبقهم، فالسلف الأوائل الذين اهتموا بالروايات الإسرائيلية، والتي قد انتشرت في كتب التفسير خاصة.
وهذا العلم إنما يكون بالسماع للأحبار الذين دخلوا إلى الإسلام، أو بالرجوع إلى كتبهم، ومستندهم الترخيص في الرواية عن أهل الكتاب.
مثل وهب بن منبه وكعب الأحبار رحمهما الله؟
وكذلك هناك ردود لأهل العلم المعتبرين في نقد عقائد أهل الكتاب، بداية من أصول التلقي وصحتها .. إلى التفاصيل التي قد يحتاجها المقام. وبالاستقراء نعلم كم كان علم هؤلاء الأعلام بما في كتب القوم.
إبن تيمية وابن القيم رحمهما الله وغيرهم
جزاك الله خيرا ونفع بك
لكن هلا ترون أن تقديم الدورة يكون مثلاً بعنوان " الرد المفحم على ... كذا " أو "نقض معتقدات ... كذا " .....
ولا يكون العنوان:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 07:24]ـ
بارك الله فيك.
هذا فهم جيد لما أشرتُ إليه. وقد ذهلت عن الإشارة إلى المشاركة رقم 23 بسبب العجلة، وهي في الباب ذاته حيث لأبي القاسم تعليق مهم، فجزاه الله خيرًا.
بمناسبة العنوان .. فلم يتم التصريح بعنوان معين من أبي حفص الشافعي صاحب الموضوع، ولكنه على أغلب الظن كغيره من العناوين التي تتناول مثل هذه المباحث، مثل: إنجيل متى عرض ونقد.
وأيا كان العنوان، فالمهم المضمون العلمي وثمرة تلك الدروس.
سددهم الله وإياكم.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 07:37]ـ
الذي سيقوم بتدريس المادة العلمية هو أحد شيوخ الدعوة السلفية في مصر. ويدرس في أحد مساجد أهل السنة والجماعة .. فلا يوجد شك في أهلية الشيخ. وأما الطلاب والحضور فما مِن أحد يدعوهم للتصدر. ولكن يمكنهم التسديد في الرد على بعض الشبهات مما تعلموه من الشيخ.
لا أحد يقول يتصدر لهذا من ليس من أهله, حتى تدريس العقيدة الواسطية يتطلب من هو أهلولكن المقصود ما نكرته قلوب الإخوة من تدريس ذلك في المسجد
الأخوة الكرام المقصودين بعدم وجود الأهلية هم الطلاب ممن سيحضر الدورة (عوام مثلي) و في هذا تعريضهم للشيهات وهم ما عندهم إطلاع و لا فهم للقرآن و السنة النبوية فيخشى عليهم , وليس كل من تعرضته شبهة أقنعه الرد عليها خصوصاً أن الإخوة في بداية الهداية يعني الإيمان ما وقر في قلوبهم تماما والله المستعان , والإستنكار مني هو على مستوى الفئة المستهدفة ولو كان لطلبة علم متقدمين لكان أفضل والله أعلم بالصواب.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 09:00]ـ
شكر الله لكم, لا أرى هناك خطورة من تدريس هؤلاء وتدريبهم دون اشتراط أن يكونوا راسخين ولا فحولا ..
ولا يخاف عليهم مما في كتاب النصارى ,لأن باطله تغني حكايته عن رده, فحين يدرسهم الشيخ
أنه لايوجد نص واحد للمسيح في الأناجيل يدعي فيه أنه الله أو المعبود بحق, ثم يستشهد بنفس
كتبهم لإثبات عبودية المسيح التي يقررها القرآن, وينسف أس عقيدتهم وهي ما يسمى الخطيئة الأصلية المتوارثة من نفس كتابهم ومقارنة ذلك بمبدأ العدالة القرآني"ولا تزر وازرة وزر أخرى"ثم يعرج على بيان تناقضاتهم ويبين مواضع التحريف .. ثم يذكر ازدراء الأنبياء في العهد القديم بل القدح في علم الله وسعة رحمته .. إلخ, هذه ليست من الشبهات في شيء, هذا كله من جنس
ما كشف الله بعضه من باطلهم, إنما الشبهات أن يستمع المسلم لقس نصراني يشكك في الإسلام
ويحاول الطعن فيه وفي نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم كما في بعض القنوات النصرانية
ولكن ينبغي للملتحق بمثل هذه الدورات أن يكون لديه شيء من العلم الشرعي في العقيدة الصحيح كأن يكون درس الواسطية وشرحها ونواقض الإسلام ونحوها ليكون لديه فيصل معياري
للفرقان بين الإيمان والكفر وليستوعب شناعة أقوال هؤلاء على وجهها
والله أعلم(/)
حلقة النقاش الثامنة (التداول المعاصر لقضية التعايش)
ـ[مركز التأصيل للدراسات]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 11:55]ـ
عقد مركز التأصيل للدراسات والبحوث حلقة النقاش الثامنة، وكانت بعنوان (التداول المعاصر لقضية التعايش)، وذلك يوم الأربعاء 19/ 11/1431هـ.
وقدم الورقة فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله الماجد، القاضي بالمحكمة العامة بالرياض وعضو مجلس الشورى.
وابتدأ ورقته ببيان حقيقة التعايش، وذكر أنه إعطاء المخالف حقوقه المادية والمعنوية بمقتضى الشريعة، وأوضح أن مصطلح التعايش من الألفاظ التي لا تُذم بإطلاق ولا تُمدح بإطلاق وإنما يُحكم عليها بحسب المعنى الذي يريده المتكلم منها، فإن كان حقا قُبِل وإن كان باطلا رُدَّ.
وركز في ورقته على " التعايش بين المسلمين عند الاختلاف "، وبين الدكتور الماجد أن من أبرز الأسباب التي جعلت أهل القبلة في دوائر ملتهبة تتنازع فيما بينها إلى درجة القتال هو عدم التفريق بين النوع والعين، وأوضح أن إطلاق الاسم المذموم على فعلٍ ما لا يستلزم تحققه في الفاعل، كما أشار إلى مثال إنكار صفة الباري بأنه كفر، وأن صلاة الرغائب بدعة، وأوضح أن هذا لا يقتضي لزاما أن يكون فاعل ذلك كافرا أو مبتدعا.
وبين أنه لو علم المسلمون ذلك وطبقوه لأمكن أن يتعايشوا فيما بينهم في حالة بعيدة عن العدوان على بعضهم.
وبين سبب الخطأ في مسألة النوع والعين بأن القائلين بالكفر بمجرد فعل ذلك أو قوله قد أصابهم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع مستشهداً بتقرير ابن تيمية في ذلك.
وذكر أنه لا بد من بيان الحقائق الشرعية في وجوب نشر العلم الذي يتأكد في مواضع الاختلاف لأن نقض الشبهات والمخالفات لا يتوقف على رضا أحد أو سخطه حيث إن الله أنزل الكتب وبعث الرسل وحمَّل العدول هذا العلم للقيام بواجب نشره ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وبين أهمية العلم واليقين في حكم المرء على شيء من خلال التثبت والتبيين واجتناب التقليد في الحكم على الآخرين وتحقيق المسائل.
ثم أوضح فضيلته مراحل الحكم على المعين بتخريج المناط وتنقيحه وتحقيقه والتحقق والتثبت فيما نُسب إلى محل الحكم وقيام الحجة ووجود الشروط وانتفاء الموانع ووصف الفاعل المعين بآثار فعل المخالفة، ثم أشار إلى اعتبار المصالح والمفاسد واختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص الحاكمين والمحكوم عليهم في إظهار هذه الأحكام أو إخفائها.
ثم أكد على أن كل مرحلة تحتاج إلى جمع علمي وتأمل وموازنة قبل إصدار الحكم.
وتساءل هل استقصى الناس في مخالفاتهم للآخرين هذه المراحل أو أن واقع كثيرين هو ارتجال إصدار الأحكام والتسرع في تطبيقها عليهم؟
ثم ذكر مسائل تطبيقية كثيرة أدى ضعف التحقيق فيها إلى مواقف خاطئة في التعايش والحكم على المخالفين كاعتبار مسائل البدع العملية من قضايا الاعتقاد، ومثَّل لذلك باختلاف السلف في مسائل رآها بعضهم بدعة ورآها آخرون مشروعة ولم يفض ذلك إلى تقاطع وتهاجر كرأي ابن عباس في التعريف بالأمصار ورأي ابن عمر في تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم تبركا بها، ورأي بعضهم في القنوت في الصلوات الخمس في غير النوازل، وقول الشافعي بمشروعية ركعتين للسعي كالطواف وغيرها ..
ثم بين مواضعَ هجر المخالف وضوابطَه، كما أوضح شواهد من السنة وعمل العلماء على مشروعية التعاون في البر مع المخالفين، وحذر من المبالغة في ذلك، وبين أسباب الممانعة في التعاون على البر مع المخالفين كإضفاء الشرعية بما يؤدي إلى إغراء الضعفاء من أتباع المنهج الحق إلى متابعتهم، وإقرار الباطل وإغراء أتباعه بالبقاء عليه، وردَّ عليها، وذكر أنها ليست أسبابا قريبة للتزكية وإضفاء الشرعية بل هي من جنس معاملة الكافر والفاسق بأنواع المعاملات الخيرية، وأكد على أهمية جمع المسلم بين بيان الدين بحسب الإمكان وبين تحقيق مصلحة التعاون على البر.
وبين في آخر ورقته آثار التعايش المشروع كمحاصرة الانحراف، وتمكين المحايدين من الاختيار، وضمانة حفظ حقوق الغير، وغيرها.
وختم الدكتور الماجد ورقته بذكر تجارب تاريخية لبعض مظاهر العداوات والشحناء في التاريخ الاسلامي التي نشأت بسبب غياب فقه التعايش.
بعد ذلك أضاف الدكتور عبدالرحيم السلمي استاذ العقيدة بجامعة أم القرى معنى التعايش الذي تم تداوله في الفكر الليبرالي والفكر التنويري العصراني، وبين أن التعايش في الفكر الليبرالي هو مساوٍ لمعنى التسامح لديهم وهو نفي التعصب الديني، وذلك في عدم اعتقاد الانسان بأن لديه حقا مطلقا ولدى غيره باطلا مطلقا حتى في أصول العقيدة، وبين أن نسبية الحقيقة والشك في أصول العقيدة هو التسامح الذي يعنونه، كما أوضح أن التعايش لدى الفكر التنويري العصراني يقوم على أساس وطني، وبين أثر ذلك في تضعيف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإعطاء الحق للمخالف في أصول العقيدة بنشر باطله علنا.
تلا ذلك مداخلة للدكتور صالح الحميدي استاذ العقيدة بجامعة الطائف أوضح فيها أهمية بحث التعايش عند جميع الأطراف المتناولين لهذه القضية، كما أشار أيضا إلى أهمية مناقشة الزوايا التي ينطلق منها الآخرون لمفهوم التعايش وأهمية الرد على القواعد الخاطئة التي أسسوا عليها نظرتهم للتعايش، وبين أن التعايش يجب بحثه مع جميع الأصناف.
وفي مداخلة للأستاذ سلطان العميري المحاضر بجامعة أم القرى أوضح فيها أن هجر المبتدع ليس الهدف منه رجوع المصلحة على المبتدع ذاته، وإنما الهدف من هذا الهجر هو رجوع المصلحة على عموم الناس كهجر صاحب المرض المعدي.
وقد حضر الحلقة عددٌ من النخب العلمية والفكرية وطلاب الدراسات العليا.(/)
إِتحَافُ طلَبةِ التوحِيدِ بِفوائدِ الشَّيخِ هانِي الجبَيرِ) عَلَى"كِتَاب التّوحيد"
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 11:51]ـ
(إِتْحَافُ طَلَبَةِ التَّوحِيدِ بِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَيْرِ) عَلَى"كِتَابِ التَّوحِيدِ")
- أبو همامٍ السعديِّ الطائفيِّ –
الحمدِ لله ربِّ العالمينَ , ثم الصلاة على سيد المرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعدُ:
فلا يخفى على أحدٍ أهمية العقيدة الصحيحة لطالبِ العلمِ, كما لا يخفى أهمية التدوين لطالبِ العلمِ, فإنه يثْبتَ المَعلوم, ويضبطُ العلوم, ولا يخفى أهمية معرفة طالب العلم تقاسيم العلوم وأضربه, ومن هذا البابِ كنت أقرأ شرح كتاب التوحيدِ للشيخ الدكتور هاني الجبير ... فكنتُ أدوِّن الفوائدَ حتى أنهيتها –بفضلِ الله- ورأيتُ نشرها .. وإن كان كثير من الفوائدِ معلومة عند الدارسين, وبلغتْ هذه الفوائد (خمسةً وخمسينَ) مرتبةً على ترتيب الشيخ الشرح.
الفائدةُ الأولى:
قسَّم الإمامُ ابن تيميه و ابن القيم وابن أبي العز الحنفي التوحيد إلى قسمين:
(1) توحيد المعرفة و الإثبات, و يقصدون به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
(2) توحيد القصد والطلب، و يقصدون به توحيد الألوهية.
و أكثر المتأخرين يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
(1) توحيد الربوبية.
(2) توحيد الألوهية.
(3) توحيد الأسماء والصفات.
الفائدةُ الثانيةُ:
الخلق الذي ينسب إلى غير الله تعالى معناه الخلق الناقص، الذي هو: تغيير الشيء من صورة إلى صورة، أما الخلق التام الكامل الذي هو: إيجاد الشيء من العدم فهذا خاص بالله تعالى، لا يوصف غير الله تعالى به.
الفائدةُ الثالثةُُ:
* التدبير ينقسم إلى قسمين:
(1) تدبير شرعي:
(2) تدبير كوني:
فالتدبير الكوني معناه أنه يدبر الأمر سبحانه و تعالى،فيحيي و يميت، و يغني و يفقر و يغني و يقني سبحانه و تعالى.
و التدبير الشرعي: معناه لا يحلل و لا يحرم و لا يوجب على العباد غيره سبحانه وتعالى، فمن خالف شيئاً من ذلك فقد نقض توحيد الربوبية.
الفائدةُ الرابعةُ:
* العبادة في الاصطلاح: عرف شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: أن العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة. ويقول الفقهاء من الحنابلة: أن العبادة هي كل ما أُمر به شرعاً من غير اقتضاء عقلي و لا اضطرار عرفي. و عرفها الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنها: التذلل لله محبةً و تعظيماً بفعل أوامره و اجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه. كما قال ابن القيم:
و عبادة الرحمن غاية حبه ... مع ذل عابده هما ركنان
فركنا العبادة: التذلل و المحبة.
الفائدةُ الخامسةُ:
· كتمان العلم على نوعين:
(1) كتمان تام: يعني كتمان مطلق بأن يكتم العلم و لا يبلغه لأحد، لغير مصلحة، و هذا هو المنهي عنه، وهو الذي يأثم فاعله.
(2) كتمان لمصلحة و مقصد: فهنا قال: (لا تبشرهم فيتكلوا)، فلا يبلغ الناس لئلا يُحدث هذا عندهم إتكالاً على هذا التوحيد و ربما فهماً ناقصاً له فيتركوا من ذلك العبادة.
الفائدةُ السادسةُ:
*س من لم يكن نشأ في بادية بعيدة , وكان بين المسلمين فهل يعذر؟
ج: الذي عليه أئمة الدعوة السلفية في نجد من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و تلامذته، و هو الذي يفتي به سماحته شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أن الإنسان لا يعذر بالجهل، ما دام قد بلغه القرآن، و يستدلون لذلك بقول النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيحه، في صحيح مسلم (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودياً و لا نصرانياً ثم لا يؤمنوا بالذي أرسلت به إلا دخل النار)، وكذلك بقوله تعالى: (و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فإن من بلغه القرآن فقد أنذر، و من أنذر فقد وجب عليه أن يعمل و إلا عوقب على ترك العمل، و هذا هو القول الأقرب للصواب بل الظاهر من حال السلف أن القول الثاني هو الأصح والأرجح.
الفائدةُ السابعةُ:
* الظلم على ثلاثة أنواع:
(1) النوع الأول الشرك: هو أعظم الظلم، الشرك بالله تعالى، فإن الله تعالى مستحق للعبادة فصرف العبادة لغير الله تعالى أعظم الظلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) النوع الثاني ظلم النفس:هو ظلم الإنسان لنفسه بفعله للمعاصي و ارتكابه لها.
(3) النوع الثالث ظلم الغير: فهو ظلم الإنسان لغيره باعتدائه عليه أو سلب حقه.
الفائدةُ الثامنةُ:
* معنى لا إله إلا الله: لا: نافية للجنس. إله: إسم مبني على الفتح في محل نصب إسم لا. و معنى إله يعني مألوه، و المألوه هو المعبود فإن تأله هو التعبد.
و "إله" هذا أسم لا يعني لا معبود. لا تحتاج إلى إسم و خبر فاسمها إله و الخبر: الحبر محذوف وفي تقدير هذا الخبر المحذوف خلاف بين الناس، فأما أهل السنة الذين اتبعوا منهج سلف هذه الأمة و عرفوا الحق بدليله: فإنهم لا يشكون أن الخبر المحذوف تقديره (حق) يعني لا إله حق إلا الله. و يقولون: إن معنى ذلك أنه توجد معبودات أخرى غير الله تعالى، لكنها غير حق. كمال قال تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل).
* أما غيرهم فقالوا "لا إله موجود" وقدَّروا الخبر محذوف تقديره (موجود) يعني أنه لا معبود موجود إلا الله، و هذا خطأ بلا ريب، فإنه لا شك أنه توجد معبودات كثيرة غير الله، وأكبر دليل لذلك، حال المشركين الذين بعث الله تعالى إليهم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وكانوا في زمنه، فإنهم كانوا يعبدون مع الله غيره، و يصرفون العبادة لغير الله تعالى، و هذا كافٍ في إبطال ما فهموه، و هذه المسألة التي قد نظن أنها من أوضح ما تكون، و قد وقع في الخطأ فيها علماء كبار.
الفائدةُ التاسعةُ:
* نظم شروط لا إله إلا الله الشيخ حافظ حكمي بقوله في سلم الأصول هذه الشروط لا بد من حفظها يقول:
العلم و اليقين والقبول و الإنقياد فادري ما أقول
و الصدق و الإخلاص و المحبة وفقك الله لما أحبه
و قد نظمها قبله بعضهم فقال:
علم يقين و إخلاص و صدقك مع محبة وانقياد و القبول لها
الفائدةُ العاشرةُ:
* مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله خمسة أمور:
الأول: طاعة النبي صلى الله عليه و سلم.
الثاني: تصديقه فيما أخبر به.
الثالث: إجتناب ما نهى عنه.
الرابع: ألا تتعبد الله إلا بما شرعه لك صلى الله عليه و سلم.
الخامس: ألا تصرف له شيئاً من العبادة.
الفائدةُ الحاديةَ عشرة:
* (و روح منه) يعني روح ابتدأت من الله تعالى، خلقها الله تعالى و ما أُضيف إلى الله تعالى، يذكر أهل العلم له قاعدة، فيقولون:
(1) ما أُضيف إلى الله تعالى من عين قائمة بنفسها: مثل (أن عيسى روح من الله) كما قال تعالى: (ناقة الله وسقياها) يقول أهل العلم: إن كان هذا الشيء المضاف إلى الله عين قائمة بنفسها مستقلة فتكون من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، فمعنى روح منه: روح مخلوقة من الله، و معنى (ناقة الله): يعني الناقة التي خلقها الله. و معنى (أن عيسى روح من الله): أي أنه مخلوق لله تعالى.
(2) أما إذا كان المضاف إلى الله تعالى معنىً يقوم بغيره متصلاً به: فهذا أيضاً من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، مثل ما أضفنا إلى الله تعلى روح أو علم، نبي من أنبياء الله، كما في هذا الحديث، و روح منه، فهذه الروح لا تقوم بنفسها إنما تقوم بمن؟ بعيسى فتكون من باب أيضاً إضافة المخلوق إلى الخالق.
(3) الثالثة أن نضيف إلى الله تعالى صفةً لا تقوم بنفسها: مثل: كلام الله، و وجه الله، وقدرة الله، و عزة الله، فهذه من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فتكون من صفات الله تعالى.
الفائدةُ الثانيةَ عشرةَ:
* معنى قوله صلى الله عليه و سلم (أدخله الجنة على ما كان من العمل) اختلف فيه أهل العلم على قولين:
(1) القول الأول: يعني على ما كان من عمله سواءً عمل صالحاً أو طيباً ما دام أتى بهذه الأمور فهو يدخل الجنة، فمهما فعل من المعاصي والذنوب فإنه يدخل الجنة، هذا هو المعنى الأول، على ما كان من العمل يعني مهما عمل من السيئات، فإنه يستحق دخول الجنة لتوحيده و شهادته و إيمانه بما سبق.
(2) القول الثاني: أن قوله صلى الله عليه و سلم (على ما كان من العمل) يعنى: حسب عمله أي أن دخوله للجنة حاصل إلا أنه إن كان عمله الصالح كثيراً دخل أعلى الجنة، و إن كان قليلاً فكان دون ذلك.، فالعمل الصالح يستحق عليه أعلى الجنان، و العمل الأقل يستحق عليه دون ذلك.
الفائدةُ الثالثةَ عشرةَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (أن موسى قال: يا رب علمني شيئاً أذكرك و أدعوك به، قال: يا موسى قل لا إله إلا الله قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى لو أن السموات السبع و عامرهن يعني من يقيم فيها و يسكنها، غيري فإن الله تعالى هو الذي تعبدنا بهذه الكلمة و ألأرضين السع في كفة و لا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله).
قال الشيخ هاني: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، و لكن يدل على معناه عدة أحاديث منها الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده:
عن أبي ذر أن نوحاً عليه السلام لما حضرته الوفاة جمع بنيه و أوصاهم أن يقولوا لا إله إلا الله، قال: فإنها لو وزنت بالسماوات و الأرض لرجحت بهن، إلا أن فيه الصقعب، وهو أيضاً ضعيف، و لكن معنى رجحان حسنة لا إله إلا الله معنى صحيح. فقد روى الترمذي و الحاكم و صححه، و وافقه الذهبي أن رجلاً يأتي يوم القيامة ينشر له تسعة و تسعون سجلاً كلها سيئات، فينظر إليها كل سجل مد البصر، فيقول له الله: أظلمك كتبتي؟ فيقول: لا. فيقول: ألك حسنة؟ قال فيهاب و يقول: لا. فيقال: بلى إنك لا تظلم، فيؤتى ببطاقة قد كتبت عليه لا إله إلا الله فيقول: و ما تفعل هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم، فتوضع في كفة الميزان الأخرى فترجح بهن و هذا الحديث يسمى "حديث البطاقة" و هو حديث صحيح.
الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:
تحقيق التوحيد على قسمين:
(1) تحقيق واجب.
(2) تحقيق مستحب.
التحقيق الواجب: هو أن يترك الإنسان الشرك بقسميه الأكبر و الأصغر و يترك البدع و يترك المعاصي و الكبائر.
أما التحقيق المستحب: فهو أن يصفي الإنسان قلبه و يرتفع به عن التعل بالمخلوقين أو المذلة لهم، أو طلب شئ منهم و هذا معنى أعظم
الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:
الشرك عند أهل العلم: هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. و بعضهم يقول: الشرك أن تجعل لله نداً في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه و صفاته. و المعنى قريب لكن المعنى الأول أوضح، مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. و الشرك يكون في الربوبية و يكون في الألوهية و يكون في الأسماء و لصفات.
الفائدةُ الخامسةَ عشرةَ:
* الشرك ينقسم إلى أقسام:
(1) القسم الأول هو الشرك الأكبر: و الشرك الأكبر يسميه بعض العلماء الشرك الظاهر، بعضهم يسميه الشرك الجلي، و المعنى واحد لكن المهم للطالب أن يعرف تنوع الأسماء للمسمى الواحد، فإذا قرأ في كتب أهل العلم لا يستغرب، فالشرك الأكبر سماه ابن القيم الشرك الظاهر، ويسميه بعضهم الشرك الجلي. تعريف الشرك الأكبر: أنه ما جاء في النصوص تسميته شركاً و كان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه. وكل ما جاء في النصوص أنه شرك و تضمن خروج الإنسان عن دينه فهو الشرك الأكبر.
ومثال ذلك: صرف العبادات لغير الله فمن نذر لغير الله أو سجد لغير الله أو طاف على شئ بقصد العبادة فهو واقع في الشرك الأكبر، و ربما لن يستطيع الطالب أن يحيط بمعناه و يدركه إدراكاً تاماً إلا بدراسة هذا الكتاب، فإذا درس الكتاب كله وجد عنده تمييز للفرق بين النوعين.
(2) القسم الثاني هو الشرك الأصغر: قال بعض أهل العلم في تفسيره: هو ما جاء في النصوص تسميته شركاً و لم يبلغ حد العبادة، لم يبلغ أن يصل أن يصل إلى حد العبادة.
مثل قول النبي عليه الصلاة و السلام: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) فإن في هذا الحديث تسمية من حلف بغير الله بأنه مشرك، و الحلف بغير الله مجرد الحلف ليس عبادة، فهذا يكون من باب الشرك الأصغر. قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسيره للشرك الأصغر: هو كل عمل قولي أو فعلي وسيلة إلى الشرك الأكبر. كالرياء فإنه من وسائل الشرك الأكبر،وتعظيم المقبورين و الغلو في الصالحين، فإن الغلو فيهم و تعظيمهم وسيلة إلى الشرك الأكبر.
قالت اللجنة الدائمة في تعريفه: هو كل فعل نهى الله تعالى عنه و كان وسيلة إلى الشرك الأكبر و جاء في النصوص تسميته شركاً.
فجمعوا بين أنه سمي في النصوص بالشرك و بين أنه وسيلة و ذريعة إلى الشرك الأكبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) القسم الثالث و هو الشرك الخفي: يذكره بعض أهل العلم و هو الشرك الخفي فيجعلونه قسماً ثالثاً و يجعلون الشرك ثلاثة أقسام (1) شرك أكبر (2) شرك أصغر (3) شرك خفي. مع أن ابن القيم رحمه الله تعالى جعل الشرك الأصغر يسمى بالشرك الخفي، فجعل الشرك الأصغر هو الخفي.
والحقيقة: أن هذا القول تؤيده الأدلة لأن النبي صلى الله عليه و سلم كما في الحديث الذي بين أيدينا قال: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي، فسئل عنه؟ قال: الرياء) فيدل على أن الرياء شرك أصغر و شرك خفي و أن المعنى واحد، لكن الشرك سمي خفياً باعتبار أن الشرك الأكبر أظهر منه، و سمي أصغراً باعتبار أن الشرك الذي هو صرف العبادة لغير الله أكبر منه. أم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فيرى أن الشرك الخفي يحصل في الشرك الأكبر و الأصغر. وكلامه رائع جميل: فإن الشرك الأكبر منه ما هو خفي و منه ما هو ظاهر، الشرك الأكبر قد يكون ظاهراً مثل صرف العبادة لغير الله مثل صرف الطواف و السجود لغير الله هذا ظاهر، و قد يكون الشرك الأكبر خفي مثل شرك المنافقين، فالمنافقون مشركون: لكن شركهم خفي. وقد يكون الشرك الأصغر طارئاً مثل: الحلف بغير الله, فالحلف بغير الله شرك أصغر ظاهر، و قد يكون الشرك الأصغر خفي مثل الرياء. هذا الكلام مجمل و إلا أن تفصيله يحتاج إلى تدقيق و وقفات، فالرياء قد يكون شرك أكبر و حلف بغير الله قد يكون شرك أكبر و كل هذا من حيث الجملة.
الفائدةُ الخامسةَ عشرةَ:
الشرك الأكبر له أنواع:
(1) النوع الأول شرك الدعاء: أي: صرف الدعاء لغير الله مثل من ندعو غير الله.
(2) النوع الثاني شرك القصد و الإرادة و النية: و ذلك بأن يقصد غير الله تعالى وقلنا أن الرياء يكون شرك أصغر و قد يكون شرك أكبر، فيكون شركاً أكبرَ إذا كان الرياء في أصل الإيمان، كإنسان ما أسلم و ما دخل في الإسلام إلا رياءًا، و قد يكون أيضاً شركاً أكبر إذا كان في جميع الأعمال الصالحة التي يفعلها الإنسان يفعلها وهو مرائي. و قد يكون أصغر إذا وقع في العمل المعين أو في بعض الأعمال فإذا وقع فيها الرياء كان هذا الرياء شرك أصغر.
(3) النوع الثالث شرك الطاعة: وعقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب باباً في هذا الكتاب، فقال: باب من أطاع الأمراء و العلماء في معصية الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله.
(4) النوع الرابع شرك المحبة: كما قال تعالى: (و من الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله و الذين آمنوا أشد حباً لله .. الآية). هذه الأنواع جمعها الناظم في بيتين من الشعر يقول الناظم و منه – يعني الشرك الأكبر-:
و منه شرك دعوةٍ و قصدِ كذاك طاعةٌ لظلمِ الْعبد
و مثله الإفراط في المحبة فأربعٌ ترديك للمذمة
الفائدةُ السَّادسةَ عشرةَ:
قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء). اختار شيخ الإسلام ابن تيميه أن هذا الشرك يدخل فيه الشرك الأكبر و الأصغر , أما ابن القيم فكما قدمنا في النونية يقول: هذه الآية خاصة بالشرك الأكبر، الذي هو صرف العبادة لغير الله، أما الشرك الأصغر فعنده أنه من جملة الذنوب التي يغفرها الله تعالى أن شاء لعبده.
الفائدةُ السَّابعة عشرةَ:
قوله تعالى: (و اجنبني و بنيَّ أن نعبد الأصنام) الأصنام: كل ما عبد من دون الله مما كان له صورة، فإذا صور شخص إنساناً أو طيراً -جعله على صورة – و عبده من دون الله فهذا صنم. أما الوثن: فهذا ما عبد من دون الله و ليس على صور. و لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم لعدي بن حاتم الطائي لما رآه معلقاً صليباً – كان يعلق صليباً لأنه كان نصراني- قال: (ألق عنك هذا الوثن) فسمى الصليب وثناً لأنه يعظم و يعبد من دون الله و ليس على صورة.
الفائدةُ الثامنة عشرة:
* حديث لما سئل عن الشرك الأصغر؟ قال: الرياء (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، هذا الحديث حديث حسن، حسنه الحافظ بن حجر و قال الهيثمي عنه رجاله رجال الصحيح و صححه الألباني رحمه الله.
والرياء هو: أن يفعل العبد عملاً يقصد منه أن يراه الناس و هذا هو الرياء. أما التسميع: فهو أن يعمل عملاً يقصد أن يسمع به الناس، فيسمى الأول رياءً و يسمى الثاني سمعة.
الفائدةُ التاسعة عشرة:
الفرق بين الشرك الأكبر و الأصغر:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) الشرك الأكبر يوجب الخلود في النار، بخلاف الأصغر فإنه يوجب التعذيب.
(2) الشرك الأكبر يخرج الإنسان من الإسلام. بخلاف الأصغر.
(3) أن الشرك الأكبر فيه صرف عبادة لغير الله, أما الشرك الأصغر فليس فيه صرف عبادة لغيرالله.
(4) أن الشرك الأصغر أقل من الشرك الأكبر، فالشرك الأكبر أعظم من الأصغر.
الفائدة العشرون:
* الحالة واحدة تكون فيه الدعوة إلى التوحيد مندوبه غير واجبة يذكرها أهل العلم و هذه الحالة هي: إذا ما غزا المسلمون الكفار وقد كان الكفار بلغتهم الدعوة، فلو حصل قتال بين المسلمين و الكفار وكان الكفار قد بلغتهم الدعوة إلى الإسلام، و عرفوا أن المسلون يريدون منهم الإسلام فهل يجب عليهم قبل القتال أن يدعوهم إلى التوحيد؟ لا يجب عليهم لكنه يستحب. ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم أغار على بين المصطلق وهم غارون (يعني وهم غافلون).
الفائدة الواحد والعشرون:
قول الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني) في هذه الكلمة قولان للمفسرين:
(1) القول الأول: أنا أدعو إلى الله و أتباعي و من تبعني يدعو إلى الله، و هذا يدل على أن الدعوة هي طريقة الأنبياء وطريقة من تبعهم.
(2) القول الآخر: أن المعنى أنا ومن اتبعني على بصيرة فيكون المراد فيها البصيرة المذكورة.
الفائدة الثانية والعشرون:
(أهمية استعداد الداعية قبل الدعوة إلى الله) إن النبي عليه الصلاة و السلام لما أرسله قال له (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب) يعني ستأتي إلى قوم ليسوا من المشركين إنما من أهل الكتاب، و أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، فإذا أتيت لهم فاستعد للمناظرة والدعوة، فإن عندهم كتاب يرون أنهم على أثارة من علم، و ليسوا مثل المشركين الذين لم يكن عندهم كتاب وحجة، وهذا يبين أهمية استعداد الداعية قبل الدعوة إلى الله.
الفائدة الثالثة والعشرون:
· في هذا الحديث يقول: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله و في رواية: أن يوحدوا الله) لم يذكر في هذا الحديث "صيام رمضان و لا الحج"، مع أن النبي صلى الله عليه و سلم أرسل معاذاً في آخر حياته بعد أن فرض الصيام و الحج! فلماذا لم تذكر في هذا الحديث؟ يقول بعض أهل العلم: أنها لم تذكر في الحديث لأنها اختصرها الراوي، أو كما قيل: إن من إلتزم بهذه فهو مستعد أن يلتزم بغيرها، أو لأنه لما أرسله قبل أن يحج النبي عليه الصلاة و السلام ولم يكن الوقت الذي جاء فيه وقت صيام و لا وقت حج، و لا يلزمهم أن يعرفوا حكم الصيام الحج حتى يأتي وقته.
الفائدة الرابعة والعشرون:
الكفر بما يعبد من دون الله بثلاثة أشياء:
(1) الكفر بالقلب: يعني يبغض ما يعبد من دون الله، بغض الكفر و أهل الكفر، و هذا واجب على كل مكلف لا يسقط عن أحد.
(2) الكفر باللسان: بأن يصرح بالعداوة لأهل الكفر و يصرح بتكفيرهم و يصرح ببغضه لهم، يصرح بأنه لا يعبد هذه الآلهة و أنه يكفر من يعبدها، و هذا واجب على كل مكلف لكنه يسقط بالإكراه.
(3) البغض بالأفعال: فأنت تكفر بما يعبدون من دون الله بالأفعال و ذلك بأن تجاهد أهل الكفر وتحاربهم وهذا يتبع فيه المصلحة كما يذكره أهل العلم في كتاب الجهاد.
الفائدة الخامسة والعشرون:
* ذكر المؤلف حديث عمران بن حصين يقول: (أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلاً في يده خلقة من صفر) و هذا الحديث فيه ضعف لأنه من رواية عزرة المعافري عن الحسن عن عمران بن الحصين و عزرة روايته عن الحسن مرسلة ثمِّ إن الحسن اختلف أهل العلم هل لقي عمران بن حصين أو لا؟ و الذي اختاره جمع من المحققين: أنه لم يلق عمران وقد روي من حديث سعيد عن الحسن عن عمران، و سعيد عن الحسن هذا متصل إن شاء الله، لكنه يبقى فيه الإشكال في لقي الحسن لعمران فإن في لقائه إشكال.
ومعنى حلقة: يعني حديدة محنية دائرية هذه هي الحلقة. ومعنى الصفر: هو النحاس يعني حلقة أسورة مثلاً من النحاس و ضعها في يده.
الفائدة السادسة والعشرون:
(يُتْبَعُ)
(/)
* (من تعلق ودعة فلا ودع الله له) الودع: مثل الصدف يخرج من البحر و يعلقه بعض الناس من أجل دفع البلاء عن النفس هذا الودع الذي يشبه الصدف و يخرج من البحر. يقول النبي صلى الله عليه و سلم (و من تعلق ودعة فلا ودع الله له) يعني: لا تركه في دعة و راحة.بل دعاء من النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون تعليقه للودع سببا لعدم الراحة عنده، و سبباً لحصول كثير من البلاء له.
الفائدة السابعة والعشرون:
· قوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون) معنى هذه الآية: أن كثيراً من الناس لا يؤمن بالله إلا و هو مشرك، فهو مؤمن بالله توحيد الربوبية و مع ذلك يشرك مع الله في الألوهية، فهو في الربوبية يعتقد أن الله تعالى هو الخالق الرازق، أما إذا جئنا في الألوهية فهو يصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى.
الفائدة الثامنة والعشرون:
* نقول: من تعلق شيئاً من الخيوطِ أو الحلقاتِ فإنه لا يخلو:
(1) إما أن يعتقد أن هذا الأمر الذي علقه ينفع و يضر بنفسه، يعتقد أن الناب أو العين أو الودع أو الخيط يضر بنفسه، فهذا مشرك شرك أكبر في الربوبية، ولا يخلو من شرك أكبر في الألوهية لأنه إذا اعتقد هذا الاعتقاد فإنه سيعلق قلبه و رجاءه و توكله بهذا الشيء، فيكون صارفاً للتوكل و الرجاء – توكل العبادة و رجاء العبادة – لغير الله فيكون قد أشرك في الربوبية و الألوهية.
(2) أما لو اعتقد أن هذا الذي علقه لا ينفع و لا يضر بنفسه ـ وهو أظنه حال أكثر الناس ـ يقول إني أعرف أن هذا الناب و الودع و الخرز و غيره لا ينفع و لا يضر بنفسه بل الله تعالى هو النافع الضار، و لكه هذه سبب للشفاء، و سبب لرفع البلاء، فهذا مشرك شركاً أصغر، لا يخرج من الإسلام، و لكنه وقع في أمر هو أعظم من الكبائر ـ كبائر الذنوب_.
الفائدة التاسعة والعشرون:
* -تكميلٌ- لأنَّه يجب أن تفهم قاعدة الأسباب التي يذكرها أهل العلم:
(1) أن كل من أتخذ سبباً و هو ليس بسبب في الشرع و لا في القدر فقد أشرك شركاً أصغر.
(2) من اعتقد أن غير الله ينفع و يضر فهذا مشرك شرك أكبر.
(3) من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سببا شرعياً, كإنسان يعتقد أن العسل فيه شفاء، هل العسل سبب للشفاء؟ نعم بدليل الشرع لأن الله تعالى قال فيه شفاء، فهذا ليس بشرك لأن هذا سبب
(4) من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سببا قدراً, يعني جرى القدر على أن هذا الأمر سبب للشفاء، مثل ما لو إنسان أصابه صداع فاستعمل الدواء المسكن ـ حبوب الأدوية المسكنة ـ، أو كان في بطنه شيء فاستعمل دواء يسهل البطن هذه الأدوية تعرف في القدر، فهذه من اعتقد أنها سبب لا يكون واقعاً في الشرك.
(تنبيهٌ مهمٌ) بالنسبة للسبب القدري لا بد فيه من شرط: هو أن يكون أثره و علاقته ظاهرة. لأن بعض الناس يقول: أنا إذا وضعت خيط أو صليب وعلقتها على صدري ألاحظ في نفسي اطمئنان وراحة و سكون؟ نقول: أن هذا الأمر ليس بأمر ظاهر، بخلاف الدواء الذي نعرف كيف يعمل، و إنه يقاتل الجراثيم، أو أنه يسكن موضع الإحساس بالألم، فتأثير هذا السبب لا بد أن يكون طاهراَ.
لا بد لأجل أن نعتبر هذا سبباً أن يكون أمراً ظاهراً يمكن إدراكه، على كل نعرف من هذا أنه إذا اعتقد الإنسان أن شيئاً من الأشياء سبباً لحصول المقصود و لم يثبت أنه السبب لا في الشرع و لا في القدر، فقد وقع في شرك أصغر، أما إذا اعتقد أن هذا الشيء ينفع و يضر بنفسه فهو شرك أكبر في الربوبية، هذا هو مجمل هذا الباب، و إذا فهمت هذا ستفهم الباب الذي يليه بإذن الله.
الفائدة الثلاثون:
* (التمائم): شيء يعلق على الأولاد يتقون به لأجل اتقاء العين أو رفع بلاء.
(والرقى): هي التي تسمى العزائم، و خص منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم من العين والحمة.
(التولة): هي شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها و الرجل إلى امرأته.
وفي الحديث "من تقلد وتراً" الوتر: مفرد أوتار، وهي/ التي تربط في القوس ليرمى بها السهم، كان الوتر إذا صار بالياً و لم يعد ينفع في رمي السهام بالقوس يأخذونه و يعلقونه على البعير، أو على الدواب لأجل ألا تصيبها العين، فإنها – يقولون – إذا نظر الإنسان إلى هذا الوتر البالي ذهبت عينه فيه.
تكملةُ الفوائدِ في " المرفق " ..... لعدم اتساعِ النصِّ!!
, وأصلى و أسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين،
وتمَّ في شهرِ ذي القعدةِ الموافق (22/ 11/1431هـ).
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 01:43]ـ
الفائدةُ السادسةُ:
*س من لم يكن نشأ في بادية بعيدة , وكان بين المسلمين فهل يعذر؟
ج: الذي عليه أئمة الدعوة السلفية في نجد من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و تلامذته، و هو الذي يفتي به سماحته شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أن الإنسان لا يعذر بالجهل، ما دام قد بلغه القرآن، و يستدلون لذلك بقول النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيحه، في صحيح مسلم (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودياً و لا نصرانياً ثم لا يؤمنوا بالذي أرسلت به إلا دخل النار)، وكذلك بقوله تعالى: (و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فإن من بلغه القرآن فقد أنذر، و من أنذر فقد وجب عليه أن يعمل و إلا عوقب على ترك العمل، و هذا هو القول الأقرب للصواب بل الظاهر من حال السلف أن القول الثاني هو الأصح والأرجح.
تنبيهٌ: قولُ الشيخِ "بل الظاهر من حال السلف أن القول الثاني هو الأصح والأرجح" أي قولُ أئمةِ الدعوةِ السلفيةِ , لأنّ الشيخَ ذكرَ قولانِ -وهذا أرجحها-.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 09:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرت ياأخي في الفائدة (11): "2_أما اذا كان المضاف الى الله تعالى معنى يقوم بغيره متصلا به " وذكرت مثالا لذلك الروح التي تقوم بالأنسان ومعلوم أن الروح ليس معنا قائما بالأنسان بل هو مخلوق من خلق الله. الله أعلم به ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين في شرح حديث عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند قوله و (روح منه) حيث قال (وهو من باب اضافة المخلوق الى خالقه تشريفا)
بارك الله فيك, والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 09:08]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 12:58]ـ
باركَ الله فيكم أخي "التميمي" وأخي "المتعلم".(/)
فتاوى هامة لمن ينادى الكافر بأخى فى الأنسانية والوطنيه وصديقى وغيره
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 12:27]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن تبع هداه ثم أما بعد
هذه فتاوى لعلماء فى مسائل تتعلق بنداء الكافر مثل أخى , أخى فى الأنسانية , أخى فى الوطنية ,صاحبى , سيدى , حضرتك ,الأخر , وغير ذلك
س: هل يجوز أن أقول للكافر ياسيد أو أكتب ذلك فى فاتورة مثلاً؟
ج:لا يقال للكافر: سيد، ولا للفاسق: سيد، لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تقولوا للمنافق سيدنا) فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا الشيء، فلا نبغي للمؤمن أن يقول للكافر ولا للفاسق سيداً، لأن هذا وصف عظيم لا يليق بالكافر والفاسق، والسيد هو الرئيس والكبير والفقيه ـ فلا ينبغي أن يقال للكافر بالله أو المعروف بالمعاصي الظاهرة لا يقال له سيد، بل يدعى باسمه المعروف: فلان، أو: أبي فلان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في عبد الله بن أبي: (ما فعل أبو الحباب). فإن دعي بلقبه أو باسمه أو قيل فلان المدعو كذا وكذا فلا بأس ويكفي هذا، أما أن يقال السيد فلان، أو يأتي بما هو أعظم من ذلك، فلا يجوز لكونه فاسقاً معروفاً بالفسق، ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فتاوى نور على الدرب" (1/ 300). "
س:ما هي الأوصاف التي يُنادى بها على الكافر؟ وهل يجوز قول "أخي" و "سيدي "صديقى "؟
.
ج - لا يجوز مخاطبة الكافر بالألفاظ الشرعية الخاصة بالمسلمين، كلفظ " أخي "، ولا بالألفاظ التي فيها إظهار المودة كلفظ " صديقي "، ولا الألفاظ التي نهينا عن مخاطبة الكفار بها، كلفظ " سيِّد ".
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
عن حكم قول: " أخي " لغير المسلم؟ وكذلك قول: " صديق " و " رفيق "؟ وحكم الضحك إلى الكفار لطلب المودة؟.:
ج:"أما قول: " يا أخي " لغير المسلم: فهذا حرام، ولا يجوز، إلا أن يكون أخاً له من النسب، أو الرضاع؛ وذلك لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع: لم يبق إلا أخوَّة الدين، والكافر ليس أخاً للمؤمن في دينه، وتذكر قول نبي الله تعالى نوح: (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ).
وأما قول: "صديق "، " رفيق "، ونحوهما: فإذا كانت كلمة عابرة يقصد بها نداء من جهل اسمه منهم: فهذا لا بأس به، وإن قصد بها معناها تودداً وتقربّاً منهم: فقد قال الله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)، فكل كلمات التلطف التي يقصد بها الموادة: لا يجوز للمؤمن أن يخاطب بها أحداً من الكفار.
وكذلك الضحك إليهم لطلب الموادة بيننا وبينهم: لا يجوز، كما علمت من الآية الكريمة" انتهى. "مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (3/ 42، 43).
*- وأما النهي عن قول "سيد"، أو "سيدي" لأحدٍ من الكفار: فقد جاء ذلك في نص صحيح. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ). رواه أبو داود (4977)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود
وإذا كان هذا الحكم في المنافق فالكا فر مثله، وقد جعل النووي رحمه الله هذا الحكم شاملاً للفاسق، والظالم، والمبتدع، فقد بوَّب في كتابه "رياض الصالحين"، فقال: "باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بـ "سيِّد"، ونحوه ".
*وقال ابن القيم رحمه الله تحت فصل "خطاب الكتابي بسيدي ومولاي"
"وأما أن يُخاطب بـ "سيدنا"، و "مولانا"، ونحو ذلك: فحرام قطعاً، وفي الحديث المرفوع: (لا تقولوا للمنافق: سيدنا، فإن يكن سيدكم فقد أغضبتم ربكم) " انتهى. " أحكام أهل الذمة " (3/ 1322).
*وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ولا يجوز وصف أعداء الله تعالى بصفات الإجلال والتعظيم كالسيد، والعبقري، والسامي ونحو ذلك، لما رواه أبو داود والنسائي والبخاري في الأدب المفرد عن بريدة رضي الله عنه عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ). رواه أبو داود (4977)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود) وقد قلَّت المبالاة بشأن هذا الحديث الشريف، حتى صار إطلاق اسم " السيد " ونحوه على كبراء الكفار، والمنافقين، مألوفاً عند كثير من المسلمين في هذه الأزمان، ومثل السيد " المستر " باللغة الإفرنجية، وأشد الناس مخالفة لهذا الحديث: أهل الإذاعات؛ لأنهم يجعلون كل مَن يستمع إلى إذاعاتهم من أصناف الكفار، والمنافقين، سادة، وسواء عندهم في ذلك الكبير، والصغير، والشريف، والوضيع، والذكر، والأنثى، بل الإناث هن المقدمات عندهم في المخاطبة بالسيادة، وفي الكثير من الأمور خلافاً لما شرعه الله من تأخيرهن. وبعض أهل الأمصار يسمُّون جميع نسائهم: " سيدات "، وسواء عندهم في ذلك المسلمة، والكافرة، والمنافقة، والصالحة، والطالحة.ويلي أهل الإذاعات في شدة المخالفة لحديث بريدة رضي الله عنه: أهل الجرائد، والمجلات، وما شابهها من الكتب العصرية؛ لأنهم لا يرون بموالاة أعداء الله، وموادتهم، وتعظيمهم بأساً، ولا يرون للحب في الله، والبغض في الله، والموالاة فيه، والمعاداة فيه: قدراً، وشأناً. " تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران ".ولا حرج من مناداة الكفار بأسمائهم أو "القرابة" – كما في قوله صلى الله عليه وسلم لعمِّه أبي طالب "يَا عَمُّ" -، أو "المسمَّى الوظيفي" – كـ "رئيس الجامعة"، أو "عميد الكلية"، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم هرقل بـ " عظيم الروم " -، وغيرها من الأوصاف المباح مناداته بها.ثم ينبغي التنبيه إلى أن هذه الأحكام التي قررناها هي الأصل الذي يطالب به المسلم، ولكن قد يختلف الأمر باختلاف المصلحة المترتبة على مناداة الكافر بما قد يفهم منه تعظيمه، أو المفسدة المترتبة على عدم ذلك، فقد يكون الشخص قريباً جداً من الإسلام فمثل هذا لا بأس بتأليفه على الإسلام ويتسامح في حقه ما لا يتسامح في حق من عرف بالغلظة والشدة على المسلمين.
*وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومدار هذا الباب وغيره مما تقدم على المصلحة الراجحة، فإن كان في كنيته وتمكينه من اللباس وترك الغيار [يعني: عدم تغير أسمائهم ولباسهم إذا تسموا بأسماء المسلمين ولبسوا لباسهم] والسلام عليه أيضاً ونحو ذلك تأليفاً له ورجاء إسلامه وإسلام غيره كان فعله أولى، كما يعطيه من مال الله لتألفه على الإسلام، فتألفه بذلك أولى.
وقد ذكر وكيع عن ابن عباس أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب: سلام عليك. ومَن تأمَّل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في تأليفهم الناس على الإسلام بكل طريق: تبيَّن له حقيقة الأمر، وعلِم أن كثيراً مِن هذه الأحكام التي ذكرناها - من الغيار، وغيره - تختلف باختلاف الزمان، والمكان، والعجز، والقدرة، والمصلحة، والمفسدة.ولهذا لم يغيرهم النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر رضي الله عنه، وغيرهم عمر رضي الله عنه.والنبي صلى الله عليه وسلم قال لأسقف نجران: أسلم أبا الحارث، تأليفاً له واستدعاء لإسلامه، ولا تعظيماً له وتوقيراً" انتهى "أحكام أهل الذمة" (2/ 524). والله أعلم الإسلام سؤال وجواب"للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله.
س:هل يصح تسمية النصارى بـ "المسيحيين"؟
ج:الحمد لله
لا شك أن الأفضل أن يسمون "نصارى" وبهذا الاسم جاء القرآن الكريم، ولم يطلق عليهم ولو في موضع واحد أنهم "مسيحيون" ولفظ "مسيحي" نسبةً إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه النسبة غير صحيحة في الواقع، لأنهم لو كانوا أتباع المسيح حقاً لآمنوا أنه عبد الله ورسوله، ولآمنوا بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، كما بشرهم بذلك المسيح نفسه، وأمرهم بالإيمان به، قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف/6.فتبين بذلك أنهم ليسوا اتباعاً للمسيح عليه السلام حقيقةً.ولكن .. نظراً لأنه غلب إطلاق "مسيحي" على أتباع الديانة النصرانية، ولا يقصد كثير ممن يطلق هذا الاسم أنهم اتباعه حقيقةً، وإنما يريد فقط التعريف بهم، وأنهم ينسبون أنفسهم إليه، فلا حرج من استعماله، وممن استعمل هذا الاسم "مسيحي" من علمائنا: فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، وفضيلة الشيخ صالح بن عبد الله الفوزان حفظه الله، وعلماء اللجنة الدائمة للإفتاء، كما يعلم ذلك من البحث في فتاواهم بكلمة "مسيحي".
وإن كان الأولى والأفضل استعمال اسم " النصارى".
فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
شاع منذ زمن استخدام كلمة "مسيحي"، فهل الصحيح أن يقال: "مسيحي"، أو "نصراني"؟.
فأجاب:
"معنى " مسيحي " نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه، وهو بريء منهم، وقد كذبوا؛ فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله، ولكن قال: عبد الله ورسوله. فالأولى أن يقال لهم: " نصارى "، كما سماهم الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) البقرة/ 113" انتهى.
" فتاوى الشيخ ابن باز " (5/ 387).
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
يَرِدُ على ألسنة بعض المسلمين كلمة " مسيحية " حتى إنهم لا يميزون بين كلمتَي " نصراني "، و " مسيحي "، حتى في الإعلام الآن يقولون عن النصارى: مسيحيين، فبدل أن يقولوا: هذا " نصراني "، يقولون: هذا " مسيحي "، فنرجو التوضيح لكلمة " المسيحية " هذه، وهل صحيحٌ أنها تطلق على ما ينتهجه النصارى اليوم؟.
فأجاب:
"الذي نرى أن نسمي " النصارى " بـ " النصارى "، كما سماهم الله عز وجل، وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين، كانوا يسمونهم: " اليهود والنصارى "؛ لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين: سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين؛ ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية، ولو باللفظ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منهم، وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله: (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) المائدة/ 116، سيقول: (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ... ) المائدة/ 116، 117، إلى آخر الآية. سيقول هذا في جانب التوحيد، وإذا سئل عن الرسالة فسيقول: يا رب! إني قلت لهم: (يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف/ 6، فهو مقرر للرسالات قَبْلَه، وللرسالة بَعْدَه عليه الصلاة والسلام، فأمر أمته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ ولكن أمته كفََرَت ببشارته، وكفَرَت بما أتى به من التوحيد، فقالوا: (إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) المائدة/ 73، وقالوا: (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) التوبة/ 30، وقالوا: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المائدة/ 17، نسأل الله العافية. الحاصل: أني أقول: إن المسيح عيسى بن مريم بريءٌ منهم، ومما هم عليه من الدين اليوم، وعيسى بن مريم يُلْزِمهم بمقتضى رسالته من الله أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكونوا عباداً لله، قال الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران/ 64" انتهى.
" لقاءات الباب المفتوح " (43 / السؤال رقم 8).والله أعلم الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله
*هذا وقد سمعت بأذنى العلامة المحدث مصطفى العدوى حفظه الله: يفتى على قناة الرحمة الفضائية "برنامج فتاوى الرحمة بأنه يأثم من تعمد قول مسيحى لمخالفتة لما جاء فى القراءن والسنة فقد سماهم الله ورسوله نصارى ولم يسميهم مسحين " انتهى
س:ما حكم أن نقول لغير المسلم " الأخ " بزعم أنها أخوة إنسانية أو وطنية وليس المقصود بها دينياً؟
ج:فإطلاق كلمة أخ على الكافر فيها تفصيل، فإن كان القائل يريد أخوة الدين فإن ذلك لا يجوز، وإن كان يريد أخوة النسب ولو النسب البعيد فلا بأس بذلك.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا {الأعراف: 65} قال ابن عباس: أي ابن أبيهم وقيل أخاهم من القبيلة، وقيل أي بشرا من بني أبيهم آدم. وقال أيضا: وقيل له أخوهم لأنه منهم وكانت القبيلة تجمعهم كما تقول يا أخا تميم. وقيل إنما قيل له أخوهم لأنه من بني آدم كما أنهم من بني آدم، وقال أيضا في تفسير قوله تعالى: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ {الشعراء: 106} أي ابن أبيهم وهي أخوة نسب لا أخوة دين وقيل هي أخوة المجانسة. اهـ.
ولكن ليحذر المسلم المستقيم العقيدة من كثرة إطلاق كملة أخ على الكفار والمشركين والملحدين لغير حاجة من تأليف لقلوبهم على الإسلام أو اتقاء لشرهم فإن كثرة إطلاق كلمة أخ عليهم قد تؤدي إلى ميل قلب المؤمن لهم ومودتهم وعدم بغضهم وإن مودة الكفار محرمة بل إنها تقدح في إيمان العبد. قال تعالى: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {المجادلة 22} "فتاوى الشبكه الأسلامية " المفتى مركز الفتوى
س:هل يجوز مناداة العامل الأجنبي الغير مسلم باسم ((محمد)) حيث الدارج الآن عندما نذهب لمركز تجاري أو لمحطة بنزين أو غيرها ينادون بمحمد.
ج: لا يجوز امتهان هذا الاسم الشريف الكريم لغة ومعنى إلى هذا الحدّ حتى يُنادى به الكافر.
وقد كان بعض العلماء ممن صنّفوا في أسماء الرواة، يُقدّمون ذكر المحاميد (من تبدأ أسماؤهم بـ " محمد " كما صنع الإمام البخاري رحمه الله في كتابه التاريخ الكبير، فإنه قال: هذه الأسامي وُضِعت على (أ ب ت ث) وإنما بُدىء بـ (محمد) من بين حروف (أ ب ت ث) لحال النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن اسمه محمد صلى الله عليه وسلم. اهـ.
أما إذا كان يُنادى به عامل مسلم لابأس، فذلك لغلبة اسم محمد على كثير من أسماء الأعاجم؛ لأنهم يتبرّكون باسم محمد، فيجعلونه قبل أسمائهم! "الشيخ عبد الرحمن السحيم شبكة المشكاة الإسلامية"
ج:نسمع بعض الدعاة وبعض أهل العلم يجوزون القول بالأخوة البشرية أو الإنسانية أو الآدمية، فهل يجوز هذا القول؟
ج:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأخوة الإنسانية التي تقتضي نصح الناس ودعوتهم إلى الله وإرادة الخير لهم بالدخول في الإسلام لا يُمنع منها، لكن ما يطلق ويراد به المساواة بين البشر ولو اختلفت مللهم، والتصريح بمساواة الملل، والمحبة بين أصحابها مما يناقض نصوص الكتاب والسنة؛ فهذا من الموالاة التي حرَّمها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51).فمعاني الحب، والرضا، والنصرة، والطاعة، والمتابعة، والتولية، والصداقة، والمعاونة على الأمر كلها من معاني الموالاة التي لا تجوز أن تُصرف للكفار، فلا مانع من أخوة يقال فيها: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) (الأعراف:65)، ثم: (أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ) (هود:60)، فهل تراهم يقولون ذلك؟!
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/) للشيخ ياسر برهامى حفظه الله
س:عندما أتكلم مع أحد النصارى وأريد أن أتألف قلبه فهل يجوز أن أخاطبه قائلاً: سيادتك أو حضرتك؟
ج:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ج:فلا يجوز سيادتك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ؛ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ -عَزَّ وَجَلَّ-) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، والكافر أولى, أما حضرتك؛ فلا مانع منها.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/) للشيخ ياسر برهامى حفظه الله
س:أخ يتكلم مع النصارى على شبكة الإنترنت بقوله: "الإخوة المسيحيين"، ولما نصحته أنه لا توجد أخوة بيننا قال لي: "إنه توجد أخوة في الدين والوطن والنسب"، واستدل بقوله -تعالى-: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا) (هود:50)، (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا) (هود:61).
ج:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلابد من الانتباه إلى أن هذه الأخوة في الوطن والنسب والإنسانية لا تقتضي مودة ولا موالاة، فإذا كان يخاطبهم بذلك مع كونِه يخبرهم بكفرهم، ويدعوهم إلى التوحيد والإيمان، وتَبَرَّأ من شركهم فلا بأس، أما أن يكلمهم بالأخوة ساكتًا عما وجب عليه من الدعوة والبيان ليفهموا من ذلك المحبة والمودة فهو مبطل.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/) للشيخ ياسر برهامى حفظه الله
ج:هل يجوز أن يقول للكافر ياصاحبى كما قال النبى يوسف عليه السلام؟
أولاً مصاحبة الكافر حرام شرعاً لما فيها من الود والحب وغيره ومنداته بذلك مطلقاً حرام شرعاً فقد أفتى أنفاً العلامه بن باز رحمه الله وغيره على ذلك , وأما قول النبى يوسف فأنه صلى الله عليه وسلم لم يصاحب الكافرين ولكنه حبس معهم وقيد كلمة ياصاحبى بالسجن وذلك لحكمة وهى:
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} [يوسف:39]، وهذا من حسن الأدب في الخطاب، فيذكر هنا بشيء جامع له معهما، أي: يا صاحباي في السجن، وهذه لها أثرها في التأثير في النفوس، كما تقول: يَبْنَؤُمَّ! فتذكره بالرابطة التي بينك وبينه، أو: يا ابن أخي! يا ابن بلدي! يا مسلم مثلي! فكلها روابط تجعل النفس مؤهلة لقبول ما سيلقى عليها.
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ}، يا من ابتليتما مثلي بالسجن! فهذه رابطة يثيرها يوسف صلى الله عليه وسلم، وهكذا ينبغي أن نثير الروابط التي تفتح الصدور عند الخطاب، فإن الأنفس جبلت على التقارب من مثيلها ونظيرها، {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف:39]،"دروس مفرعة لتفسير سورة يوسف للشيخ مصطفى العدوى على المكتبه الشاملة " أذاًمن أراد أن يقول كما قال يوسف عليه السلام يفعل مثل ما فعل أيضاً أن يبين لهم أنهم كفار ويدعيهم إلى الاسلام وغير ذلك والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
*وأما من أستدل من الأيات على أنهم أخوة لنا فى الأنسانية وغير ذلك فخطأ لأن القراءن يفسر بعضه بعضا وهذه الأيات كقول الله {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} ال عمران164 أى أخوهم من النسب ويعرفوه ويعرفوا أخلاقه وغير ذلك وكثير من المفسرين على ذلك.
{50 - 60} {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا}.أي: {وَ} أرسلنا {إِلَى عَادٍ} وهم القبيلة المعروفة في الأحقاف، من أرض اليمن، {أَخَاهُمْ} في النسب {هُودًا} ليتمكنوا من الأخذ عنه والعلم بصدقه.1/"383 تفسير السعدى "
*وأمَّا ما زعمه بعضهم بجواز أن يقول المسلم للنصراني (أخي) واستدلَّ على ذلك بقوله _تعالى_: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"، ثمَّ ذكر أنَّ النصراني مؤمن من وجه، والمسلم مؤمن بوجه آخر، فلا شكَّ أنَّ هذا خطأ، لأنَّه _سبحانه وتعالى_ جلَّى هذه القضية بكل وضوح فقال عن الكفار: "وما هم بمؤمنين" وقال كذلك عنهم: "فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ" (التوبة: من الآية11)، والذي يفهم من هذه الآية أنَّه لا أخوة سابقة بين دين الكفَّار ودين المسلمين إلا إذا دخلوا في الإسلام فهم إخواننا لهم مالنا وعليهم ما علينا، ومن جميل ما قاله الشيخ/ محمد رشيد رضا – رحمه الله – حول هذه الآية: (وبهذه الأخوة يهدم كل ما كان بينكم وبينهم من عداوة، وهو نص في أن أخوَّة الدين تثبت بهذين الركنين، ولا تثبت بغيرهما من دونهما) تفسير المنار، لرشيد رضا (10/ 187 (
*وأخيراً أن لايجوز أن نعامل الكفار خلاف ما جاء به النبى من القراءن والسنه وأيضاً بفهم سلف الأمه مثلاً كلمة الأخر لماذا نطلقها عليهم وقد سماهم الله كفاراً وبهذا أفتى علماء كثير ومنهم العلامه الفوزان , أما أخى فى الوطنيه فالقوميين يريدون ذلك منا وأيضاً أخى فى الأنسانية فالماسونيه الجمعية الصهيونيه السريه المعروفة أيضاً تريد ذلك هم والعلمانيين يريدون تمييع عقيدة الولاء والبراء ولكن خطوة خطوة فليحذر الشباب من ذلك فى ينبغى قول مثل هذا إلا بضوابط كما ذكر العلماء أنفاً للمصلحة الراجحة والأضطرار وغيره من غير أن يفهم هذا النداء خطأ أو أن يكون على حساب الدين فالكفار كفار لا يرضوا عنا أبداً ما دمنا مسلمين حتى ولو جملناهم وهم يريدون ذلك لكى يقربوا المسافة كما قال الله عز وجل:
"وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" أي: تضعف في أمرك فيضعفون، أو تلين لهم فيلينون) (11)، وذكر القرطبي – رحمه الله – على هذه الآية عدداً من الأقوال ثم قال: (قلت: كلها _إن شاء الله_ صحيحة على مقتضى اللغة والمعنى، فإن الدهان: اللين والمصانعة، وقيل: مجاملة العدو وممايلته، وقيل: المقاربة في الكلام والتليين في القول) (12). 12) تفسير القرطبي (18230.)
*ولله درُّ الشيخ الداعية/عبدالرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ حين حذر من هذه الدعاوى المنحرفة، قائلا: ً (فانظر إلى إبراهيم إمام المسلمين ومن معه من الأنبياء كيف صرَّحوا بعداوة قومهم وبغضهم لأنَّ الله لا يبيح لهم موالاتهم أو مؤاخاتهم باسم القومية لأي هدف كان حتى يتحقق فيهم الإيمان بالله قولاً وعملاً واعتقاداً. وأوجب الله علينا التأسي بهم، ذلك أنَّ مؤاخاة الكفار بأي شكل من الأشكال، ولأي غرض من الأغراض لا يكون أبداً إلا على حساب العقيدة والأخلاق بل لا يكون إلا بخفض كلمة الله واطِّراح حكمه ونبذ حدوده ورفض وحيه، ومهما ادَّعوا من الأخوة الإنسانية والعمل لصالح الوطن ومقاومة أعدائه ونحو ذلك من التسهيلات المفرضة، فإنَّ المصير المحتوم للمسلمين هو ما ذكرناه من تجميد رسالة الله وإقامة حكم مناقض لإعلاء كلمته والجهاد الصحيح في سبيله وتحكيم شريعته.) مقطع من خاتمة للشيخ الدوسري على كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد للإمام: محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ ضمن كتاب عقيدة الموحدين والرد على الضلال والمبتدعين للشيخ / عبدالله العبدلي الغامدي ـ رحمه الله ـ صـ101) وأخيراً أرجو أن أكون قد وفقنى الله بهذا الجمع القليل والسلام عليكم.
http://www.wathakker.net/designs/images/1_copy.jpg
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 02:23]ـ
جزاك الله خيراً
وليس هناك إلا أخوة الإسلام والإيمان
وباقي الملل على الكفر والشرك والضلال والعياذ بالله ...
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 02:22]ـ
بارك الله فيك اخى نقول طيبة جدا
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 08:03]ـ
أَخُوكَ مَنْ للدِّينِ يا هَذا انتَسَبْ ****** لا مَنْ يَكُونُ ذا دَمٍ أوْ ذَا نَسَبْ
عَدُوُّكَ الْكَافرُ بالإسْلامِ ********** وَإِنْ يَكُنْ مِنْ أقْرَبِ الأنَامِ
والسَّلام.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 08:07]ـ
هناك فرق بين أن يخاطبه بقول: "أخي" بإطلاق , وأن يقول مخبرا مثلا:هو أخي في الإنسانية .. أعني بقيد
فالأول لايجوز على الصحيح, وفي تحريم الثاني نظر .. والراجح أنه لا بأس به إن شاء الله تعالى
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 11:07]ـ
.. والراجح أنه لا بأس به إن شاء الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم يأمرنا الله ـ تعالى ـ في كتابه ـ الكريم ـ ببغض الكافرين؟! فكيف ستبغض الكفّار إخوانك في الإنسانيّة؟ وهل لك سلف في هذا من غير القرضاوي وغيره من دعاة تقارب الأديان؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 04:01]ـ
ليتنا نتأدب في الخطاب قليلا .. والغريب أني أحترمك حقا فلا ألقى منك إلا القسوة ..
على كل .. القرضاوي لا يقول بهذا بل يطلق الجواز وهذا مغاير لما قلت, مع أن للقرضاوي سلفاً
كالإمام النووي وغيره والراجح خلافه .. وعلى قاعدتك فلا يجوز للأخ النسبي أن يسمي أخاه في
النسب أخاً بمعنى النسبية وهذا لم يقل به أحد, بل ظاهر القرآن على ضده
والفرق بين الإطلاق والتقييد مستقر في الأذهان السوية ,فالذي فرق بين قولنا يد الله
وقولنا يد زيد .. هو التقييد بالإضافة, مع كون كليهما يسمى يداً
وقس عليه, فلو قال شخص لآخر أنت كافر بالباطل كان مدحاً ولو قال كافر وسكت
فقد وقع كبيرة من اعظم الكبائر إن كان مسلماً
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 04:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................
أرجو أن يكون هذا مفيدا
{وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون} ( http://www.kl28.com/Quran.php?aea=65&sora=7) سورة الأعراف آية رقم 65 كلمة البحث: أخاهم تفسير الآية الكريمة ( http://www.kl28.com/Quran.php?aea=65&sora=7)
{ وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم} ( http://www.kl28.com/Quran.php?aea=73&sora=7) سورة الأعراف آية رقم 73 كلمة البحث: أخاهم تفسير الآية الكريمة ( http://www.kl28.com/Quran.php?aea=73&sora=7)
{ وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين} ( http://www.kl28.com/Quran.php?aea=85&sora=7) سورة الأعراف آية رقم 85 كلمة البحث: أخاهم تفسير الآية الكريمة ( http://www.kl28.com/Quran.php?aea=85&sora=7)
http://www.kl28.com/WQuran.php?search2=%C3%CE (http://www.kl28.com/WQuran.php?search2=%C3%CE%C7%E 5%E3)
%C7%E5%E3 (http://www.kl28.com/WQuran.php?search2=%C3%CE%C7%E 5%E3)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 04:37]ـ
هذا لا يفيد جواز إطلاق الأخ على الكافر بقول: أخي .. هكذا بإطلاق دون قيد
لأن هؤلاء الأقوام هو منهم وفي نسبهم
فتنبهي بارك الله فيك
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 04:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...................
جزاكم الله خيرا.
أنقر على كل آية وستجد التفسير، بارك الله فيكم.
مثلا:
{وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون} ( http://www.kl28.com/Quran.php?aea=65&sora=7) سورة الأعراف آية رقم 65 كلمة البحث: أخاهم تفسير الآية الكريمة ( http://www.kl28.com/Quran.php?aea=65&sora=7)
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة: أخ - الأصل أخو، وهو: المشارك آخر في الولادة من الطرفين، أو من أحدهما أو من الرضاع. ويستعار في كل مشارك لغيره في القبيلة، أو في الدين، أو في صنعة، أو في معاملة أو في مودة، وفي غير ذلك من المناسبات. قوله تعالى: (لاتكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم ([آل عمران/156]، أي: لمشاركيهم في الكفر، وقال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة ([الحجرات/10]، (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ([الحجرات/12]، وقوله: (فإن كان له إخوة ([النساء/11]، أي: إخوان وأخوات، وقوله تعالى: (إخوانا على سرر متقابلين ([الحجر/47]، تنبيه على انتفاء المخالفة من بينهم. والأخت: تأنيث الأخ، وجعل التاء فيه كالعوض من المحذوف منه، وقوله تعالى: (يا أخت هارون ([مريم/28]، يعني: أخته في الصلاح لا في النسبة، وذلك كقولهم: يا أخا تميم. وقوله تعالى: (أخا عاد ([الأحقاب/21]، سماه أخا تنبيها
(يُتْبَعُ)
(/)
على إشفاقه عليهم شفقة الأخ على أخيه، وعلى هذا قوله تعالى: (وإلى ثمود أخاهم ([الأعراف/73] (وإلى عاد أخاهم ([الأعراف/65]، (وإلى مدين أخاهم ([الأعراف/85]، وقوله: (وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ([الزخرف/48]، أي: من الآية التي تقدمتها، وسماها أختا لها لاشتراكهما في الصحة والإبانة والصدق، وقوله تعالى: (كلما دخلت أمة لعنت أختها ([الأعراف/38]، فإشارة إلى أوليائهم المذكورين في نحو قوله تعالى: (أولياؤهم الطاغوت ([البقرة/257]، وتأخيت أي: تحريت (انظر: مجمل اللغة 1/ 89؛ واللسان (أخو) 14/ 22) تحري الأخ للأخ، واعتبر من الإخوة معنى الملازمة فقيل: أخية الدابة (قال ابن منظور: والأخية والآخية: عود يعرض في الحائط ويدفن طرفاه فيه، ويصير وسطه كالعروة تشد إليه الدابة).
تفسير الجلالين: 65 - (و) أرسلنا (إلى عاد) الأولى (أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله) وحدوه (ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) تخافونه فتؤمنون
تفسير ابن كثير: ما لكم من إله غيره أفلا تتقون " يقول تعالى وكما أرسلنا إلى قوم نوح نوحا كذلك أرسلنا إلى عاد أخاهم هودا قال محمد بن إسحاق هم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح. " قلت " هؤلاء هم عاد الأولى الذين ذكرهم الله وهم أولاد عاد بن إرم الذين كانوا يأوون إلى العمد في البر كما قال تعالى " ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " وذلك لشدة بأسهم وقوتهم كما قال تعالى " فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ". وقد كانت مساكنهم باليمن بالأحقاف وهو جبال الرمل قال محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن أبي سعيد الخزاعي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة سمعت عليا يقول لرجل من حضرموت: هل رأيت كثيبا أحمر يخالطه مدرة حمراء ذا أراك وسدر كثير بناحية كذا وكذا من أرض حضرموت؟ هل رأيته؟ قال نعم يا أمير المؤمنين والله إنك لتنعته نعت رجل قد رآه قال لا ولكني قد حدثت عنه فقال الحضرمي وما شأنه يا أمير المؤمنين قال فيه قبر هود عليه السلام رواه ابن جرير وهذا فيه فائدة أن مساكنهم كانت باليمن فإن هودا عليه السلام دفن هناك وقد كان من أشرف قومه نسبا لأن الرسل إنما يبعثهم الله من أفضل القبائل وأشرفهم ولكن كان قومه كما شدد خلقهم شدد على قلوبهم وكانوا من أشد الأمم تكذيبا للحق ولهذا دعاهم هود عليه السلام إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى طاعته وتقواه.
تفسير القرطبي: أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا. قال ابن عباس أي ابن أبيهم. وقيل: أخاهم في القبيلة. وقيل: أي بشرا من بني أبيهم آدم. وفي مصنف أبي داود أن أخاهم هودا أي صاحبهم. وعاد من ولد سام بن نوح. قال ابن إسحاق: وعاد هو ابن عوص بن إرم بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام. وهود هو هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. بعثه الله إلى عاد نبيا. وكان من أوسطهم نسبا وأفضلهم حسبا. و " عاد " من لم يصرفه جعله اسما للقبيلة , ومن صرفه جعله اسما للحي. قال أبو حاتم: وفي حرف أبي وابن مسعود " عاد الأولى " [ق: 13] بغير ألف. و " هود " أعجمي , وانصرف لخفته ; لأنه على ثلاثة أحرف. وقد يجوز أن يكون عربيا مشتقا من هاد يهود. والنصب على البدل. وكان بين هود ونوح فيما ذكر المفسرون سبعة آباء. وكانت عاد فيما روي ثلاث عشرة قبيلة , ينزلون الرمال , رمل عالج. وكانوا أهل بساتين وزروع وعمارة , وكانت بلادهم أخصب البلاد , فسخط الله عليهم فجعلها مفاوز. وكانت فيما روي بنواحي حضرموت إلى اليمن , وكانوا يعبدون الأصنام. ولحق هود حين أهلك قومه بمن آمن معه بمكة , فلم يزالوا بها حتى ماتوا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 07:33]ـ
ليس في المنقول أي دليل على ما تقولين .. هو تفسير عام للآيات معروف
والله يرعاك
ـ[أم معاذة]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 08:42]ـ
أبا القاسم ليتَك تحسن الظنّ بي قليلا، فهذه ليست المرّة الأولى التي ترميني فيها بما ليس فيّ، أين القسوة في كلامي؟ أنا خاطبتُك بما تعتقده، وهو أنّ الكفّار إخوان لك في الإنسانية، فسألتك كيف سيكون بُغضك لهم وأنت تعتبرهم إخوان لكَ، هذا كلّ ما في الأمر، ولا أجد في سؤالي أو في الأسلوب قلّة أدب.
المهم، من خلال ردودك فهمت أنّك تجيز العبارة بقيد الإنسانيّة، بمعنى أن يُقال للكافر "يا أخي في الإنسانية" بهذا الشكل، طيِّب، ألا تجد أنّ العبارة طويلة نوعا ما ويمكن اختصارها في كلمة" أخي"؟ كما تنادي أخاك في النّسب، فأنت لا تقول له" يا أخي في النّسب" بل أخي فقط، أليس كذلك؟
وسؤال آخر ألا تعتبر قولك للكافر يا أخي في الإنسانية تودّدا له؟
ملاحظة: أرجو ألاّ تقارن بين أخوّة النّسب وهذه الأخوّة الجديدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 08:48]ـ
جاء في امتحان الثّانويّة العامّة؛ أجب عن الأسئلة الآتيه:
1 - لمَ النّصارى فقط هم إخواننا في الإنسانيّة، لماذا لا يكون البوذي مثلاً أخًا لنا في الإنسانيّة، أنا في الحقيقة لم أسمع شيخًا سلفيّا كالشّيخ ابن عثيمين أو ابن باز أو الحويني أو مصطفى العدويّ يخاطب النّصراني بالأخ في الإنسانيّة، سمعت بعض الحركات والاتّجاهات المعاصرة تقول للنّصارى إخواننا في الإنسانيّة، السؤال الآن مُوجّه إليهم: لماذا النّصارى بالتّحديد يجوز، وغيرهم لا يجوز أنْ يكونوا إخوةً لكم في الإنسانيّة، مش حرام كِده التّفريق؟!
2 - هذا وأذكّر في هذه الصّدد أنّ القرضاويََ لم يقل (النّصارى إخواننا في الإنسانيّة) القرضاويّ قالَ بالنّص والحرف الواحد في برنامج الشّريعة والحياة حلقة بعنوان "غير المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية" تاريخ 12/ 10: "البعض ينكر علي هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين؟ {إنما المؤمنون أخوة}، نعم، نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر) " إذن هو قالَ (هم إخوتنا في الإيمان بوجه آخر)، ولم يقل (هم إخوتنا في الإنسانيّة).
ـ[أم معاذة]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 09:04]ـ
2 - هذا وأذكّر في هذه الصّدد أنّ القرضاويََ لم يقل (النّصارى إخواننا في الإنسانيّة) القرضاويّ قالَ بالنّص والحرف الواحد في برنامج الشّريعة والحياة حلقة بعنوان "غير المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية" تاريخ 12/ 10: "البعض ينكر علي هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين؟ {إنما المؤمنون أخوة}، نعم، نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر) " إذن هو قالَ (هم إخوتنا في الإيمان بوجه آخر)، ولم يقل (هم إخوتنا في الإنسانيّة).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل / القرضاوي من بين الذين قالوا بالأخوة الإنسانيّة، حيث قال في مقال له طويل:
"ومع اعترافنا بذلك نؤكِّد: أن هذه الأخوة على عمقها، لا تمنع من وجود أنواع أُخَر من الأخوَّات. مثل الأخوة الوطنية أو القومية، ومثل الأخوة الإنسانية.
وقد ناقشني أحد المتشدِّدين يوما، معترضا على قولي: (إخواننا الأقباط). بأن الأخوة إنما تكون بين المسلمين بعضهم وبعض، والأقباط نصارى، فكيف يكونون إخواننا؟
قلتُ له: إن الأقباط إخواننا في الوطن، وإن لم يكونوا إخواننا في الدين، يجمعنا وإياهم وطن واحد.
قال: وهل هناك أخوة غير أخوة الدين؟
قلتُ: نعم، هناك الأخوة الوطنية، والأخوة القومية، والأخوة المهنية، والأخوة الإنسانية ... إلخ."
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=5517&version=1&template_id=119&parent_id=13
وهذا لا ينفي عنه ما نقلتَه، فليتَه بقي على عقيدته في الأخوّة الإنسانيّة لكان خيرا من قولِه بتلك المقولة الكفرية، نسأل الله العافية.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 09:11]ـ
أختي الفاضلة أم معاذة حفظها الله تعالى
لأنها ليست المرة الأولى التي تخاطبين فيها إخوانك بعنف ولم أتفرد بملاحظة ذلك .. لاإشكال على أية حال والله يغفر لي ولك
-أول شيء: قولي بجواز ذلك أعني بالقيد لايعني الدعوة لقولها .. لكن قد تقال في معرض الخبر لتحقيق غرض معين ونحو ذلك ,وأما أنها قد تختصر فيقال:قد ترجح عدم جواز اختصارها هنا
ثانيا-التودد بنية تأليف قلبه للإسلام لاحرج فيه بل هو مشروع
ثالثا-الأخ النسبي لا يقال فيه أخي في النسب لانصراف الذهن إليها فقام التقدير المحذوف فيها مقام الظاهر لوضوحه ولهذا قال الله في القران "إذ قال لهم أخوهم"
رابعا-لا يلزم من البغض الشرعي للكافر ألا يقال له كلمات بر وإحسان .. بل لايلزم من قول "أخي" مطلقاً أن ينافي عقيدة البراء منهم .. وهذا الذي تسميه جديدا ليس كذلك وسبق التمثيل ببعض من قال به من العلماء
وبالجملة .. الأخوة قد تقيد فيقال:أخي في العلم .. أخي في الطب .. إلخ فهذا يفارق معنى الإطلاق الذي قد يوهم السامع بنفي فوارق العقيدة
والخلاصة:لو قال عمر عن جرجس: هو أخ لي في الإنسانية لم يكن كاذبا لاشتراكهما في جنس الإنسان
قال تعالى "إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا .. "
وفقكم الله ورعاكم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 01:09]ـ
أختي الفاضلة أم معاذة حفظها الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنها ليست المرة الأولى التي تخاطبين فيها إخوانك بعنف ولم أتفرد بملاحظة ذلك .. لاإشكال على أية حال والله يغفر لي ولك
الأخ المكرّم /أباالقاسم، دع إخواني في المنتدى وحكمهم عليّ جانبا، فأنا كلامي معك أنت لا معهم، فملاحظة قسوتي في الكلام لم أقرءها من غيرك، هذا مع اختلافي في كثير من المرّات مع بعض الأفاضل هنا! ومع ذلك فلا زلتُ مصرّة أنّ كلامي لا جفاء فيه ولا قسوة، إلاّ إذا كانت للقسوة معايير أخرى ـ عندك ـ تختلف عن تلك التي أعرفها، غفر الله لنا جميعا.
-أول شيء: قولي بجواز ذلك أعني بالقيد لايعني الدعوة لقولها .. لكن قد تقال في معرض الخبر لتحقيق غرض معين ونحو ذلك
ما هو هذا الغرض المعيّن؟
,وأما أنها قد تختصر فيقال:قد ترجح عدم جواز اختصارها هنا
لماذا؟ وكيف؟
ثانيا-التودد بنية تأليف قلبه للإسلام لاحرج فيه بل هو مشروع
هذا غير صحيح، التّودّد للكفار ممنوع سواء كان للدّعوة أو لغيرها من الأمور، هناك فرق بين أن تحسن التعامل مع الكافر بغرض دعوته وتأليف قلبه وبين التّودّد إليه.
على الكافر أن يعلم أنّك مسلم وأنّه كافر بالنّسبة لك، وعليك أن تظهر البراءة منه، كإظهارك الولاء للمسلمين، أمّا أن تتحبّب إليه وتظهر له المحبّة والودّ فهذا ممّا لا جدال في حرمته ومنافاته لعقيدة الولاء والبراء ـ على الأقلّ ظاهرا ـ قال الله تعالى " لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ومع كلّ هذا، فكلامنا عمّن يقولها خارج نطاق الدّعوة، ومعروف من هم الذين يستعملون هذه العبارة، فأرجو أن نبقى في صلب الموضوع.
ثالثا-الأخ النسبي لا يقال فيه أخي في النسب لانصراف الذهن إليها فقام التقدير المحذوف فيها مقام الظاهر لوضوحه ولهذا قال الله في القران "إذ قال لهم أخوهم"
أوافقك في هذا، فالأخوّة إمّا أن تكون دينيّة أو نسبيّة ـ من النّسب ـ، فأنت عندما تنادي الكافر بأخي فأوّل شيء يتبادر للذهن هو: إمّا أن يكون أخا لك من أبيك أو أمّك أو الإثنين معا، أو أخا لك في الدّين، سواء دينه أو دينك، وأذكر هنا شيئا، وهو أنّ هذه العبارة لا أسمعها سوى من العرب المنتسبين للإسلام، فلم أسمع قط كافرا عربياّ أو أعجمياّ يقول لمسلم أنّه أخ له في الإنسانيّة.
رابعا-لا يلزم من البغض الشرعي للكافر ألا يقال له كلمات بر وإحسان
هذا صحيح ولكن ألفاظ البرّ والإحسان لابدّ وأن تكون وفقا لمعايير شرعيّة وليس بالأهواء.
.. بل لايلزم من قول "أخي" مطلقاً أن ينافي عقيدة البراء منهم ..
إلم ينافيها كان قادحا فيها.
وبالجملة .. الأخوة قد تقيد فيقال:أخي في العلم .. أخي في الطب .. إلخ فهذا يفارق معنى الإطلاق الذي قد يوهم السامع بنفي فوارق العقيدة
والخلاصة:لو قال عمر عن جرجس: هو أخ لي في الإنسانية لم يكن كاذبا لاشتراكهما في جنس الإنسان
جيّد، ما الذي يجعل المسلم عمر يقول عن جرجس الكافر أنّه أخ له في الإنسانيّة؟ فهل ظهرت على جرجس علامات توحي بأنّه من غير بني آدم مثلا؟
وفقكم الله ورعاكم
آمين، وإيّاكم.
ـ[ابوسعيد الذرحاني]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 10:56]ـ
هناك فرق بين أن يخاطبه بقول: "أخي" بإطلاق , وأن يقول مخبرا مثلا:هو أخي في الإنسانية .. أعني بقيد
فالأول لايجوز على الصحيح, وفي تحريم الثاني نظر .. والراجح أنه لا بأس به إن شاء الله تعالى
والله الموفق
أخي الكريم: لقد عاش محمد عليه الصلاه والسلام , والخلفاء الراشدين , والصحابه الكرام.
في المدينه المنوره مع اليهود سنوات طويله.
فهل اثر عن النبي عليه الصلاه والسلام او ابوبكر اوعمر اوعثمان اوعلي انه كان يقول في اليهود اخواننا في الارض او اخواننا في الانسانيه.
وكذالك الصحابه الكرام لما فتحو البلاد ومنها مصر وبلاد الشام وفيها النصارى هل كانو يقولون اخواننا النصارى.
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
اوليس النبي عليه الصلاه والسلام والصحابه الكرام هم القدوه.
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).(/)
أسماء الله تعالى توقيفية، فما العمل هنا؟
ـ[انبثاق]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 03:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الإخوة الفضلاء ..
مما قرره علماء أهل السنة والجماعة أن الله تعالى لا يسمى إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ..
المشكلة هنا عندي هو:
كثيرا ما تحدث مواقف .. لكثير من الناس،،يظهر فيها لهم رحمته ولطفه وكرمه سبحانه ..
فيقفون عاجزين عن شيء سوى أن يقولوا:
(شكرا حبيبي) ..
أتنبه أحيانا لنفسي .. فلا أنطق بها ..
لكن قلبي ينبض بها .. ويظل الشكر مرتبطا بحبه سبحانه،،يصعب عليَّ فصله عنه ..
خاصة إذا كنت في مكان لاأتمكن فيه من سجود الشكر، الذي قد يمتص شيئا من هذه المشاعر.
هل يصح إطلاق هذا اللفظ على الله تعالى؟
هل يليق بجلاله سبحانه؟
ما البديل لهذا؟ خاصة إذا حصل الموقف فجأة ..
أرجو أن تكون المناقشات مدعمة بذكر المرجع، أو بالدليل وفق منهج اهل السنة والجماعة
شكرا لكم ..
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 05:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم بارك الله فيك يقول أهل العلم باب الأفعال أوسع من باب الصفات وباب الصفات أوسع من باب الأسماء فالفعل لله لايلزم منه أن يكون صفة لله والصفة لايلزم منا أن تكون أسما لله والعكس صحيح وبالتالي صفة المحبة لله لم يذكر أهل العلم أنها لها أسم لله هو الحبيب بل ذكر هذا اللفظ كمعنى لأسم الودود ذكره البخاري في صحيحه عند تفسير قوله تعالى (وهو الغفور الودود) حيث قال ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (الودود) الحبيب وكذلك ذكره ابن كثير في تفسير سورة البروج عند تفسير (الودود) أيضا من تفسير ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وكما ذكرت أخي الحبيب أن أسماء الله توقيفية لايحق لي أن أسمي الله بأسم لم يرد في كتاب الله أو سنة نبيه أو أن أتعبد لله بأسم لم يرد في الكتاب والسنة, وقد ورد كلام لأهل العلم بهذا اللفظ وهو ليس من باب تسمية الله به بل من باب الأخبار وهو أوسع من باب الأفعال ولايلزم منه الأسم والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[انبثاق]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 01:50]ـ
شكرا لكم أخي الفاضل ..
وما ذكرتموه أحسن الله إليكم كان معلوما ..
وإنما ورد السؤال عن هذا اللفظ بخصوصه ..
لكن أشكل علي قولكم: وقد ورد كلام لأهل العلم بهذا اللفظ وهو ليس من باب تسمية الله به بل من باب الأخبار وهو أوسع من باب الأفعال ولايلزم منه الأسم
ماذا تعنون أحسن الله إليكم بـ (هذا اللفظ)؟
هل هو اللفظ المقصود (حبيب)
وأين ورد هذا في كلام أهل العلم ..
والدعاء والنداء هل يكون لغير الاسم؟
رباه افتح علينا وأنت خير الفاتحين ..
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 02:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم ورد عن أهل العلم لفظ الحبيب لكنهم لم يريدوا الأسم بذكر اللفظ انما الاخبار وكما قال أهل العلم باب الأخبار أوسع من باب الأفعال وبالتالي أوسع من باب الأسماء وبأمكانك الرجوع الى شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ستجد مايوضح الأمر لك أكثر.
قال ابن القيم رحمه الله:
أتحب أعداء الحبيب وتدعي ........... حبا له ما ذاك في امكان
(القول المفيد على كتاب التوحيد) ابن عثيمين رحمه الله
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (ان كثرة المناجاة مع الحبيب مما تزيد الحب)
(الشرح الممتع على زاد المستقنع)
أما المناداة فلا تكون الا للأسم أو يسأل الله بصفة من صفاته مثل (اللهم اني أسلك برحمتك التي وسعت كل شئ وهكذا) وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين هذه المسألة في كتاب قسم العقيدة أنه لايجوز مناداة الصفة ومن قصد ذلك فأنه شرك لأن الصفة غير الموصوف فصفات الله غير الله قال تعالى (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ماتدعوا فلة الأسماء الحسنى) والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[انبثاق]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 03:56]ـ
جزاكم الله خير الجزاء_
أما من زيادةفائدة؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 06:37]ـ
لا مانع من قول:الحمد لك يا حبيبي .. أي يا محبوبي, والله محبوب لكل عاقل (لكن حبه لا يكفي في النجاة حتى يحب العبد محبوباته هو فيكون من امارة ذلك عمله بها) لا من باب إطلاق الاسم على المسمى وإنما لذكر واقع الحال في مناجاته
فأنت في الواقع تصفين بهذا حبك له لا العكس ,فلا بأس كما لو قلت: يا من أحب
ـ[انبثاق]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 03:35]ـ
شكر الله لكم ..
ـ[انبثاق]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 11:05]ـ
جزاكم الله خير الجزاء_
أما من زيادةفائدة؟
............(/)
حينما تنتكس الفِطَرُ .. !
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 05:54]ـ
هل حمدت الله تعالى على نعمة الفطرة السوية،والهداية الربانية؟ وهل عرفت قيمة هذه النعمة أعني الفطرة السوية؟
اقرأ هذا الخبر الذي نشرته البي بي سي:
(قاطع قادة الجيش التركي احتفال رئاسة البلاد بيوم الجمهورية مساء الجمعة الذي حضرته للمرة الاولى زوجة الرئيس عبد الله غول المحجبة) اهـ.
فاحمد اللهَ إذن على نعمة الفطرة السوية، {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}.
وأتاتورك الهالك يحمل كفلا من أوزار الذين أضلهم.
والحمد لله على الإسلام والسنة.(/)
خطابان للتحدي موجهان الى الاشاعرة والى الصوفية / دمشقية
ـ[القرتشائي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 06:59]ـ
الحمد لله والصلا ة والسلام على رسول الله
لدي خطابان هامان هما عبارة عن مطالبتين للمناظرة موجهين إلى الصوفية وإلى الأشاعرة:
الخطاب الأول الموجه الى الصوفية:
أستطيع القول من خلال خبرتي أن كل الملل والأديان يمكن أن تدافع عن معتقدها وتناظر عليه إلا الصوفية.
وهذا إنما أقوله من خلال خبرتي في الفرق والملل عموما ومن خلال تواجدي في مواقع المناظرات الصوتية كالبالتوك خصوصا.
فإنني لم أجد يوما صوفيا يقبل التحدي والمناظرة حول طريقته الصوفية.
فانظروا إلى أي حضيض من الضعف وصلت اليه طرقكم.
هم يمكن أن يناظروك حول البدعة والتأويل في الصفات مما اكتسبوه من زبايل علم الكلام.
وأرجو أن لا ينزعجوا بقولي زبايل فإن شيخهم القشيري وصف الله بأنه يكنس المزابل كما في رسالته القشيرية الصفحة 128.
هل يقبل رمز صوفي وشيخ لأحد الطرق يكون معروفا بمشيخته أن يناظرني حول الطريقة النقشبندية أو الطريقة الرفاعية أو الطريقة الشاذلية؟
أعتقد هذا لن يحصل.
وأنا لا أزال أنتظر مع يقيني التام بأنه لن يجرؤ أحد ويقبل التحدي مما يدل على هشاشة الطرق الصوفية ويقين أتباعها بأن طرقهم عبارة عن مجموعة خرافات وأوهام وأباطيل. بل وأنها من أسباب أكل العيش وخداع العوام.
الخطاب الثاني موجه الى الأشاعرة:
هل يعتقد الأشاعرة أن مشايخهم كأبي الحسن الأشعري والرازي يعتقدون بان الله له حد أم لا؟
أنا من خلال اطلاعي على أقوالهم أستطيع القول بأنهم كانوا يعتقدون ذلك.
فمن أراد ان تثكله أمه ويقبل مناظرتي حول إثبات مشايخ للحد في الله أمثال سعيد فودة وغيره من الدعاة إلى المذهب الأشعري فليفعل وانا مستعد لذلك إن شاء الله.
أحببت ان أطرح هذا التحدي من هذا الموقع المبارك المنافح عن سنة رسول الله.
ووالله إن من ينافح عن سنة رسول الله ويجاهد أهل البدع فهو من آل محمد.
فكما ان أتباع فرعون وأنصاره كانوا آل فرعون بهذا المعنى.
فكذلك من يجاهدون أهل البدع ويثبتون سنة رسول الله صلى الله عليه وآله فهم آل محمد بهذا المعنى وبالله التوفيق.
عبد الرحمن دمشقية
السبت 22 ذو القعدة 1431هـ
المصدر:
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=8028 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=8028)
ـ[أسامة]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 07:23]ـ
جزاك الله خيرًا. وبارك في الشيخ عبدالرحمن وسدده.
فمن أراد ان تثكله أمه ويقبل مناظرتي حول إثبات مشايخ للحد في الله أمثال سعيد فودة وغيره من الدعاة إلى المذهب الأشعري فليفعل وانا مستعد لذلك إن شاء الله. ( http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=8028)
أعجبني هذا .. وكأنه فارس يتحدى .. فأين الفرسان؟ أم التحفوا بالخزيان!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 03:40]ـ
نصر الله الشيخ دمشقية وأظهره على ورثة التجهم والوثنية من أتباع الصوفية المتمشعرة أو الاشعرية المتصوفة فما عاد هناك كبير فرق بين النحلتين منذ ان عقد قرانهما الباطل الشيخ أبا حامد الغزالي رحمه الله فمن يومها والطائفتان طائفة واحدة تزعم الإنتساب للكتاب والسنة وإن كانت تهوي بمعاول الهدم على الأصول التي جاءت في الكتاب والسنة وقد بزغ للقوم قرن تسلّح فيه بعضهم بالجدل وانتضى منهم البعض الآخر للتصفير والتصفيق يسندهم سيف السلطان من جهة وموروث من الإنحرافات الضّالة هنا وهناك نسأل الله أن يردّهم إلى دينه بأن يظهر عليهم أولياءه وينصر عليهم عباده ..
ـ[القرتشائي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 12:47]ـ
بارك الله فيكما ومازال مشايخ الأشاعرة والمتصوفة هاربين(/)
مسألة في الصفات للإمام الجهبذ النحرير الحافظ أبي بكر الخطيب
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 09:28]ـ
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (3)
مسألة في الصفات
تأليف: الحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي
تحقيق
عبدالله بن يوسف الجديع
نُشر هذا التحقيق في العدد الأول (ص 281)
قام بنشره
أبو مهند النجدي
Almodhe1405@hotmail.com (Almodhe1405@hotmail.com)
almodhe@yahoo.com
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا من يهد الله , فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
أمابعد:
فهذه الرسالة (مسألة في الصفات) تضمنت حكاية مسألتين:
الأولى: رواية للحفاظ الخطيب , مسألة من مسائل الإمام أبي عبد الله أحمد ابن حنبل في العقيدة في كلام الله عز وجل وإنكار قول الجهمية.
والثانية: فتوى للخطيب في مسألة الصفات , ذكر فيها جملة عقيدة السلف في صفات الله عز وجل , وقرر فيها أن طريقة السلف هي الطريقة الوسط , كما قرر القاعدة السلفية:
الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات , فأثبت الصفات مع التنزيه , وأبطل التأويل.
وأنكر على أهل البدع طعنهم على أهل السنة والأثر بسبب روايتهم الأحاديث في الصفات , وبيَّن وجوب رد المتشابه إلى المحكم , والإيمان جملة بكل ذلك , والتسليم له.
ثم أتى على تقسيم الأحاديث الواردة في الصفات إلى ثلاثة أقسام , من جهة القبول والرد , وبيَّن أن ما ثبت منها يجري مجرى ما ورد في القرآن من ذلك , على الإثبات , ونفي التشبيه.
وهذه الصفة تثبت كون الحافظ الخطيب على اعتقاد السلف , أهل السنة والحديث ,لا كما زعم بعضهم , فألحقه بأصحاب الأشعري , وإن كان قوله في الإثبات إجمالاً يوافق قول الأشعري في " الإبانة " , حيث جرى فيها على ذلك , فهذا لا يصلح أن يكون حجة على إلحاقه به , فالإثبات مذهب السلف قبل وجود الأشعري , والخطيب إمام أهل الحديث في وقته , فإلحاقه بهم هو الواجب الذي لا ينبغي سواه.
بل إنك ترى في المسألة الأولى في هذه الرسالة ما يبرئ الخطيب كلية من كونه على مذهب الأشعري , من أجل كون قضية اللفظ بالقرآن من أبرز ما خرجت به الأشعرية عن عقيدة السلف , أهل السنة والحديث.
أسأل الله عز وجل لي ولك العصمة من الضلالة , ولا حول ولا قوة إلا به.
وكتبه أبو محمد عبد الله بن يوسف الجديع
...
هذه الرسالة
النسخة المعتمدة في التحقيق:
اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة النسخة الوحيدة المحفوظة في دار الكتب الظاهرية بدمشق , ضمن مجموع رقم: (16).
تحقيق القول في نسبة الرسالة للخطيب:
تضمّنت الرسالة مسألتين ـ كما ذكرت في الافتتاح ـ
الأولى: من رواية الحافظ ابن ناصر السلامي بإسناده إلى الخطيب رواية , والثانية: من رواية أبي طالب الصيرفي بإسناده على الخطيب من كلامه , وراوي النسخة التي اعتمدتها عنهما لم يتعين لي؛ لأنها اتصلت برسالة (اعتقاد السنَّة) للإسماعيلي , وكانت تلك من رواية الإمام موفق الدين ابن قدامة
ضمن جماعة آخرين من الأئمة , وقد وقعت رواية ابن قدامة للمسألة الثانية من هذه الرسالة في كتابه " ذم التأويل " (النص:15) كما رواه من طريقه الذهبي في " العلو " (ص: 185) عن أبي طالب الصيرفي بإسناده , وذكر جزءاً منها.
فاحتمل أن تكون من روايته احتمالاً قوياً.
وفي السماعات المثبتة ما يبين هذه الرسالة من رواية أبي الحسن علي بن أبي عبد الله بن علي المقَيَّر البغدادي , بإجازته من الحافظ ابن ناصر , ومن أبي طالب الصيرفي.
وابن المقَيَّر هذا مسند مكثر صالح.
وقد سمع الرسالة عليه جماعة بتاريخ: السابع من شعبان سنة (633 هـ)
ولا بن المقَيَّر بالرسالة إجازة أيضاً عن ابن المعالي الفضل بن سهل الإسفراييني , بإجازته عن الخطيب , كما في السماع آخر النسخة.
قلت: وأبو المعالي هذا صحيح السماع , لكنه اتهم بالكذب في لهجته ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)) .
وهناك سماع آخر لجماعة , مؤرخ في: يوم السبت تاسع وعشرين من ذي الحجة سنة (730 هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
على الشيخة الصالحة أم عبد الله زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم الصالحية , بإجازتها من الشيخة المسندة الفاضلة عجيبة بنت محمد بن أبي غالب الباقداري البغدادية , بإجازتها من أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي , بإجازته من الخطيب.
وهذا إسناد ثالث للرسالة , لكنه ضعيف؛ لأنهم تكلموا في إجازة الخطيب للثقفي ووهنوها ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)) .
وفيما تقدم غنية في إثبات صحة هذه الرسالة عن الخطيب.
وقد تابع الحافظ أبو طاهر السلفي أبا طالب الصيرفي , فروى المسألة الثانية عن الزعفراني.
أخرج ذلك الذهبي في " سير أعلام النبلاء ": (18/ 283 ـ 284) و " تذكرة الحفاظ ": (3/ 1142 ـ 1143) وذكر المسألة إلى قوله ? كُفُوًا أَحَدٌ ?.
اسم الرسالة:
لم تسم الرسالة في أصلها المعتمد , فسميتها بمضمونها وابتداء جواب الخطيب: " أما الكلام في الصفات ... ".
التعليق على الرسالة:
لم أخل حواشي الرسالة من تعليق اقتضاه المقام , من تعريف برواتها وحكم على إسناد وتنبيه على فائدة , وإليك نصها.
...
نص الرسالة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أخبرنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي البغدادي ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)) , قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)) قراءة عليه , وأنا اسمع , في شوال سنة أربع وتسعين وأربع مئة , أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب:
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى البزار ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)) ـ بهمذان ـ حدثنا صالح بن أحمد الحافظ ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)) , قال: سمعت عبد الله بن إسحاق بن سيامرد ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)) يقول:
التقيت مع المروذي ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)) لي بطرسوس , فقلت له: يا أبا بكر , كيف سمعت أبا عبد الله يقول في القرآن؟.
قال: سمعت أبا عبد الله ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)) يقول:
القرآن كلام الله غير مخلوق , فمن قال: (مخلوق) , فهو كافر.
قلت: كيف سمعته يقول فيمن وقف؟
قال: هذا رجل سوء , وأخاف أن يدعو إلى خلق القرآن.
قلت له: يا أبا بكر , كيف سمعت أبا عبد الله يقول في اللفظ؟
قال: من قال: لفظه في القرآن مخلوق فهو جهمي.
قلت أنا له: وأيش الجهمي ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)) ؟ .
قال: شك في الله أربعين صباحاً ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)) .
قلت: من شك في الله فهو كافر.
قال: نعم ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)).
...
أخبرنا الشيخ أبو طالب المبارك بن علي الصيرفي ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)) ـ إذناً ـ قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)) لي ـ قراءة عليه ـ وأنا اسمع في ربيع الأول من سنة ست وخمس مئة , قال: أخبرنا الخطيب الحافظ أبو بكر أحمد بن علي البغدادي قال:
كتب إلي بعض أهل دمشق يسألني عن مسائل ـ ذكرها , ـ فأجبته عن ذلك ـ وقرأه لنا في جواب ما سئل عنه ـ فقال:
وقفت على ما كتب به الشيخ الفاضل , أدام الله تأييده وأحسن توفيقه وتسديده , وسكنت إلى ما تأدى إلي من علم أخباره , أجراها ... ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)) لي على آثاره , وأجيبه بما أرجو أن يقع وفاق اختياره , وأسأل الله العصمة من الزلل والتوفيق , لإدراك صواب القول والعمل , بمنه ورحمته.
أما الكلام في الصفات:
فإن ما رُوي منها في السنن والصحاح مذهب السلف ـ رضوان الله عليهم ـ إثباتها , وإجراؤها على ظواهرها , ونفي الكيفية والتشبيه عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نفها قوم , فأبطلوا ما أثبته الله سبحانه , وحققها من المثبتين قوم ,فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف.
والقصد إن ما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمور , ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه.
والأصل في هذا:
أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات , ويحتذي في ذلك حذوه ومثاله , فإذا كان معلوماً أن إثبات رب العالمين عز وجل هو إثبات وجود ,لا إثبات كيفية , فكذلك إثبات صفاته , إنما هو إثبات وجود , لا إثبات تحديد وتكييف.
فإذا قلنا: لله تعالى يد , وسمع وبصر , فإن ما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه , ولا نقول: إن معنى اليد: القدرة , ولا معنى السمع والبصر: العلم , ولا نقول: إنها جوارح , ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح , وأدوات للفعل.
ونقول: إنما وجب إثباتها؛ لأن التوقيف ([16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)) ورد بها , ووجب نفي التشبيه عنها ,لقوله تبارك وتعالى: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ? [الشورى: 11] وقوله عز وجل: ? وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ? [الإخلاص: 4].
ولما تعلق أهل البدع على عيب أهل النقل برواياتهم هذه الأحاديث , ولبسوا على من ضعف علمه , بأنهم يروون ما لا يليق بالتوحيد , و لا يصح في الدين , ورموهم بكفر أهل التشبيه , وغفلة أهل التعطيل , أجيبوا بأن في كتاب الله تعالى آيات محكمات , يفهم منها المراد بظاهرها , وآيات متشابهات , لا يوقف على معناها إلا بردها إلى المحكم , ويجب تصديق الكل والإيمان بالجميع , فكذلك أخبار الرسول e جارية هذا المجرى , ومنزلة على هذا التنزيل , يرد المتشابه منها إلى المحكم , ويقبل الجميع.
فتنقسم الأحاديث المروية في الصفات ثلاثة أقسام:
منها: أخبار ثابتة أجمع أئمة النقل على صحتها؛ لاستفاضتها وعدالة نقلتها , فيجب قبولها والإيمان بها , مع حفظ القلب أن يسبق إليه اعتقاد ما يقتضي تشبيه الله بخلقه , ووصفه بما لا يليق به من الجوارح والأدوات , والتغير والحركات.
والقسم الثاني:أخبار ساقطة بأسانيد واهية , وألفاظ شنيعة , أجمع أهل العلم (بـ) النقل على بطولها , فهذه لا يجوز الاشتغال بها , ولا التعريج عليها.
والقسم الثالث: أخبار اختلف أهل العلم في أحوال نقلتها , فقبلها البعض دون الكل , فهذه يجب الاجتهاد والنظر فيها؛ فإني لم أشتغل بها , ولا تقدم مني جمع لها , و لعل ذلك يكون فيما بعد , إن شاء الله ([17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)) .
...
[/URL](1) سبر أعلام النبلاء: (20/ 226).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)(1) انظر سير أعلام النبلاء: (18/ 285, 30/ 470).
(1) المعروف بـ " السلامي ": (467 ـ 550 هـ) ثقة حافظ متقن , صاحب سنة , زاهد , وقد كان أشعرياً أول مرة , ثم انتقل إلى مذهب أهل السنة والحديث. ترجمته في سير أعلام النبلاء: (20/ 265).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)(2) يعرف بـ " ابن الطيوري " (411 ـ 500 هـ) بغدادي ثقة ثبت , صحيح الأصول , مع استقامة في الدين , وحسن خلق , ترجمته في: سير أعلام النبلاء: (19/ 213).
(3) الهمذاني: (354 ـ 431 هـ) صدوق ثقة , رجل صالح , ترجته في سير أعلام النبلاء: (17/ 563).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)(4) التميمي الهمذاني: (303 ـ 384 هـ) ثقة حافظ ثبت مصنف , ترجمته في: سير أعلام النبلاء: (16/ 518).
(5) النهاوندي , أبو عبد الرحمن قال الحافظ صالح بن أحمد: " سمعت منه مع أبي , وكان ثقة هيوباً ذا سنة , يحفظ ويذاكر , قدم علينا في سنة ثمان عشرة وثلاث مئة ".
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)(6) هو أحمد بن محمد بن الحجاج , أبو بكر , (000 ـ 275 هـ) بغدادي إمام قدوة , رأس في الذب عن السنة والدعوة إليها, وهو أخص أصحاب الإمام أحمد به , ورأس طبقتهم , ولم يكن أحمد يقدم عليه أحداً. ترجمته في: سير أعلام النبلاء: (13/ 173).
(7) يعني أحمد بن حنبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9)(1) أي: من الجهمي الذي تنسب إليه هذه المقالة؟.
(2) روى عبد الله بن أحمد في " السنة ": (رقم 189) , بإسناد صحيح عن يزيد بن هارون قال:
" لعن الله الجهم ومن قال بقوله , كان كافراً جاحداً ترك الصلاة أربعين يوماً , يزعم أنه يرتاد ديناً وذلك أنه شك في الإسلام ".
قلت: والجهم بن صفوان رأس البدعة وإمام الضلالة , قبحه الله.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11)(3) إسناد هذه المسألة صحيح عن الإمام أحمد وأراد بمن وقف من يقول: (القرآن كلام الله) ويسكت , فلا يقول (مخلوق) ولا (غير مخلوق) , وقد كان هذا يغني قبل ظهور بدعة القرآن , أما بعد ظهورها وانتشارها فلا يجوز السكوت , لما يجب من رد البدعة , وإظهار السنة , كما أن الساكت ربما أضمر اعتقاد الجهمية , فإنهم يقولون: (القرآن كلام الله) , وبدعتهم إنما هي بقولهم (مخلوق) , فإذا لم ينفها , فما الذي يميزه عنهم؟.
وأما قضية اللفظ , فإنما جهّم الإمام أحمد من يقول بها؛ لأن أصحاب الضلالة بعد أن كشف الله عز وجل باطلهم فروا من القول (القرآن مخلوق) , يريدون به القرآن , وهو الإعتقاد الذي صارت إليه الأشعرية , حيث فروا من بدعة المعتزلة الصريحة إلى بدعة موهمة خلافاً لغيرهم , ذلك لأن الأشعرية يوافقون المعتزلة في أن القرآن العربي الذي يعرفه الخاصة والعامة , المؤلف من الحروف , المفتتح بالفاتحة والمختتم بالناس مخلوق , وهو مرادهم باللفظ , وغير المخلوق إنما هو معنى قائم في نفس الله , ليس بحروف وآيات.
وأنت ترى الإمام أحمد رحمه الله أنكر هذه البدعة , وهي في مهدها , قبل أن يوجد الأشعري.
وقد فصلت ذلك وبينته في كتابي " العقيدة السلفية في كلام رب البرية " فارجع إليه.
(1) يعرف بـ " ابن خضير " (483 ـ 517 هـ). بغدادي صدوق مكثر , رجل صالح. ترجمته في: سير أعلام النبلاء: (20/ 487).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13)(2) الجلاب (442 ـ 517 هـ). بغدادي فقيه , محدث ثبت , ترجمته في: سير أعلام النبلاء: (19/ 471).
(3) قدر كلمة لم أتمكن من قراءته.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15)(1) أي: نصوص الكتاب والسنة الصحيحة.
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17"](2) إسناد هذه المسألة صحيح إلى الحافظ الخطيب.(/)
أسباب التعارض بين العقل والنقل
ـ[محمد الحلوانى]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 10:59]ـ
http://www.www.way2jannah.com/vb/images/bsm.gif
P
اسم صاحب البحث: محمد حمدي سيد صالح
عنوان البحث: أسباب التعارض بين العقل والنقل
الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا.
إن الله خلق العقل وحد له حدود لا يتعدها وهذا الحد محصور في عالم الشهادة الذي هو عبارة عن الحواس الخمس
فلا يستطيع العقل أن يدرك أمر الغيبيات لأنه خارج عن مدرك العقل بل يدرك عالم الغيب بالنقل
الذي يتمثل في القران وصحيح السنة والعقل يكون تبع للنقل ويؤيده لان العقل الصريح لا يعارض
النقل الصحيح بل يشهد له ويؤيده لان المصدر واحد فإن الذي خلق العقل هو الذي انزل إليه النقل
فمن المحال أن يرسل إليه ما يفسده
قال بن تيمية
"كل ما يدل عليه الكتاب والسنة فإنه موافق لصريح المعقول، والعقل الصريح لا يخالف النقل
الصحيح ولكن كثيرا من الناس يغلطون إما في هذا وإما في هذا، فمن عرف قول الرسول ومراده
به كان عارفا بالأدلة الشرعية، وليس في المعقول ما يخالف المنقول"
وقال أيضا
"من قال بموجب نصوص القرآن والسنة أمكنه أن يناظر الفلاسفة مناظرة عقلية يقطعهم بها
ويتبين له أن العقل الصريح مطابق للسمع الصحيح" [1] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn1)
فإن الله جعل هداية الخلق في اتبعهم للنقل قال الله تعالي
] قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا
يَشْقَى (123) [[طه]
] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ
يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) [[الكهف]
فاتبع النقل يكون سبب لهداية الخلق ومخالفة النقل يكون سبب في ضلال الخلق
إذا العقل لا يتعارض مع النقل بل يشهد له ويؤيده وإذا نعارض العقل مع النقل فإنما هو لسببين
1 - عدم ثبوت النقل
2 - عدم فهم العقل النقل [2] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn2)
وهذا هو بحثنا وسنضرب امثلا لسببين التعارض
عناصر البحث
1 - السبب الأول للتعارض عدم ثبوت النقل وأمثلة على ذلك
2 - السبب الثاني للتعارض هو عدم فهم العقل للنقل وأمثلة على ذلك
البحث
1 - السبب الأول للتعارض عدم ثبوت النقل وأمثلة على ذلك
مثل أن نرى أحاديث مشتملة على مجازفات لا يقول مثلها رسول الله rوهي كثيرة جدا
1 - كقوله في الحديث المكذوب:
"من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائرا له سبعون ألف لسان لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون الله له"
2 - "ومن فعل كذا وكذا أعطي في الجنة سبعين ألف مدينة في كل مدينة سبعين ألف قصر في كل قصر سبعين ألف حورية".
3 - حديث
"الباذنجان لما أكل له".
4 - حديث
"والباذنجان شفاء من كل داء"
5 - حديث:
"إذا عطس الرجل عند الحديث فهو دليل صدقة"
قال بن القيم
" ولو عطس مئة ألف رجل عند حديث يروى عن النبي rلم يحكم بصحته بالعطاس، ولو عطسوا عند شهادة رجل لم يحكم بصدقه" (2)
6 - حديث:
"عليكم بالعدس فإنه مبارك يرقق القلب ويكثر الدمعة قدس فيه سبعون نبيا"
وقد سئل عبد الله بن المبارك عن هذا الحديث وقيل له إنه يروى عنك فقال: وعني؟!
ما أرفع شيئا في العدس، إنه شهوة اليهود ولو قدس فيه نبي واحد لكان شفاء من الأدواء فكيف بسبعين نبيا وقد سماه الله أدنى البقرة وذم من اختاره على المن والسلوى وجعله قرين الثوم والبصل
7 - حديث
"اشربوا على الطعام تشبعوا فإن الشرب على الطعام يفسده ويمنع من استقراره في المعدة ومن كمال نضجه".
8 – حديث
"لو كان الأرز رجلا لكان حليما، ما أكله جائع إلا أشبعه) فهذا يصان عنه كلام العقلاء فضلا عن كلام سيد الأنبياء"
.
9 - حديث
(يُتْبَعُ)
(/)
"لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهبا"
10 - حديث
"بئس البقلة الجرجير من أكل منها ليلا بات ونفسه تنازعه، كلوها نهارا وكفوا عنها ليلا".
11 - حديث:
"فضل الكراث على سائر البقول كفضل البر على الحبوب".
12 - حديث:
"إن للقلب فرحة عند أكل اللحم".
13 - حديث
"ربيع أمتي العنب والبطيخ"
14 - حديث
"من أكل فوله بقشرها أخرج الله منه من الداء مثلها".
15 - وحديث
"لا تسبوا الديك فإنه صديق، ولو يعلم بنو آدم ما في صوته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب"
16 - حديث
"من اتخذ ديكا أبيض لم يقربه الشيطان ولا سحر"
17 - حديث
"إن لله ديكا عنقه مطوية تحت العرش ورجلاه في التخوم"
18 - حديث
"إذا غضب الله تعالى أنزل الوحي بالفارسية وإذا رضي أنزله بالعربية".
19 – حديث
"من ولد له مولودا فسماه محمدا تبركا كان هو والولد في الجنة"
20 - حديث
"ما من مسلم دنا من زوجته وهو ينوي إن حبلت منه يسميه محمدا إلا رزقه الله ولدا ذكرا".
21 –حديث
"من عشق فكتم وعف فمات فهو شهيد"
21 - حديث:
(إن الناس يوم القيامة يدعون بأمهاتهم لا بآبائهم)
والأحاديث الصحيحة بخلافه قال البخاري في صحيحة باب يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم ثم ذكر حديث ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته يقال هذه غدرة فلان بن فلان وفي الباب أحاديث أخرى غير ذلك
22 - حديث
"من عشق فكتم وعف فمات فهو شهيد"
23 - حديث
" الدين هو العقل، و من لا دين له لا عقل له "
24 - حديث
" أكرموا البقرة فإنها سيدة البهائم. ما رفعت رأسها إلى السماء حياء منذ عبد العجل" هذا حديث موضوع
25 - حديث:
" لا تسبوا الديك فإنه صديقي وأنا صديقه، وعدوه عدوى، والذي بعثني بالحق لو يعلم بنو آدم ما في صوته لا شتروا ريشه ولحمه بالذهب والفضة، وإنه ليطرد مدى صوته من الجن ".هذا حديث موضوع.
26 - حديث
" عند رأس المائة سنة يبعث الله ريحا باردة طيبة يقبض فيها روح كل مؤمن ".
27 - حديث
" أما أنا في القيامة فعلى البراق، وجهها كوجه الإنسان وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ ممشوط، وأذناها زبر جدتان خضراوان، وعيناها مثل كوكب الزهرة، تتقدان مثل النجمين المضيئين، لها شعاع مثل شعاع الشمس، بلقاء محجلة يضئ مرة وينمى أخرى، ينحدر من نحرها مثل الجمان، مضطربة الخلق، أدنى ذنبها مثل ذنب البقرة، طويلة اليدين والرجلين، أظلافها كأظلاف الهر من زبر جد أخضر، تجد في سيرها ممرها كالريح و - هل -[هي] مثل السحابة، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام وتفهمه، وهى فوق الحمار ودون البغل "هذا حديث لا صحة له،
28 - حديث
" إنما سمى الدرهم لأنه دارهم، وإنما سمى الدينار لأنه دار نار ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم
29 - حديث
" لولا النساء لعبد الله حقا حقا ". هذا حديث لا أصل له
هذا حديث لا أصل له.
30 - حديث
" إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن فيقول: من أبكى هذا اليتيم الذي واريت والدية تحت الثرى؟ من أسكته فله الجنة ".
قال الخطيب: هذا حديث منكر جدا
وهذه الأحاديث كلها تسبب تعارض العقل مع النقل لان هذه الأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان.
2 - أما السبب الثاني للتعارض هو عدم فهم العقل للنقل وأمثلة على ذلك
وهو ورد النص الصحيح ولكن بعض الناس عجزوا على أن يفهموا بعقلهم فاتهموا النقل ولم يتهموا عقلهم بأنها قاصرة عن فهم النقل فنسب الخطأ إلي النقل فحرف بعض الآيات أو أولها وأنكر بعض الأحاديث لأنها لا توفق عقلهم وأمثل ذلك
1 - الجمع بين نصوص المعية والاستواء وكونه في السماء:
] هُوَ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يَعْلمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [(الحديد:4).
قال أبو الحسن الأشعري
"إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟
قيل له نقول:
إن الله U يستوي على عرشه استواء يليق به .. فالسماوات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السماوات قال: (أأمنتم من في السماء)
لأنه مستو على العرش الذي فوق السماوات وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السماوات وليس إذا قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أأمنتم من في السماء) من يعني جميع السماوات، وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات ألا ترى الله تعالى ذكر السماوات فقال تعالى:
(وجعل القمر فيهن نورا)
ولم يرد أن القمر يملأهن جميعا وأنه فيهن جميعا، ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات، فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض" ([3] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn3)3)
2- حديث أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُول اللهِ r قَال:"
إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَليَغْمِسْهُ كُلهُ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الآخَرِ دَاءً) [4] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn4)
الطبية التي يجب أن يسجلها له تاريخ الطب بأحرف ذهبية، ذكره لعامل
المرض وعامل الشفاء محمولين على جناحي الذبابة قبل اكتشافهما بأربعة عشر قرنا، وذكره لتطهير الماء إذا وقع الذباب فيه وتلوث بالجراثيم الموجودة في أحد جناحيه، فما علينا إلا أن نغمس الذبابة في الماء لإدخال عامل الشفاء الذي يوجد في الجناح الآخر الأمر الذي يؤدي إلى إبادة الجراثيم الموجودة بالماء، أثبتت التجارب العلمية الحديثة الأسرار الغامضة التي في هذا الحديث،فهناك خاصية في أحد جناحي الذباب هي أنه يحول البكتريا إلى ناحية منه، وعلى هذا فإذا سقط الذباب في شراب أو طعام وألقى الجراثيم العالقة بأطرافه في ذلك الشراب أو الطعام فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم وأول واحد منها هو مبيد البكتريا،
يحمله الذباب في جوفه قريبا من أحد جناحيه، فإذا كان هناك داء فدواؤه قريب منه، ولذا فإن غمس الذباب كله وطرحه كاف لقتل الجراثيم التي كانت عالقة به وكاف في إبطال عملها
3 - ادعاؤهم التعارض في الهداية:
] إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلمُ بِالمُهْتَدِينَ? [(القصص:56)
] وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِليْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ وَلكِنْ جَعَلنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لتَهْدِي إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [? (الشورى:52)
كيف ندفع هذا التعارض؟.
أما الآية الأولى فيخاطب الله U نبيه ويقول له إنك لا تهدي من أحببت أي الهداية الكونية وليست الهداية الشرعية وهذه الآية نزلت في عم النبي r كما قال بعض المفسرون
القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) (
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد r:( إِنَّكَ (يا محمد
) لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (هدايته
) وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (أن يهديه من خلقه، بتوفيقه للإيمان به وبرسوله. ولو قيل: معناه: إنك لا تهدي من أحببته لقرابته منك، ولكن الله
يهدي من يشاء، كان مذهبا
) وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (يقول جل ثناؤه: والله أعلم من سبق له في علمه أنه يهتدي للرشاد، ذلك الذي يهديه الله فيسدده ويوفقه
وذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل امتناع أبي طالب عمه من إجابته، إذ دعاه إلى الإيمان بالله، إلى ما دعاه إليه من ذلك [5] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn5)(5) تفسير الطبري
وقيل أيضا: إنك يا محمد) إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (
أي: ليس إليك ذلك، إنما عليك البلاغ، والله يهدي من يشاء، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة،
كما قال تعالى:) ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء (
وقال:) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ([يوسف: 103].
وهذه الآية أخص من هذا كله؛ فإنه قال:
) إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (أي: هو أعلم بِمَنْ يستحق الهداية بِمَنْ يستحق الغِوَاية،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ثبت في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب عَمّ رسول r، وقد كان يَحوطُه وينصره، ويقوم في صفه ويحبه حبًّا [6] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn6)(6)
أما الهداية الثانية التي ذكرت في الآية التي تليه إنما هي هداية شرعية
وقيل في تفسير الآية
وقوله:) وَإِنَّكَ ((أي) يا محمد) لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (
وهو الخلق القويم.
ثم فسره بقوله:) صِرَاطِ اللَّهِ (
أي: شرعه الذي أمر به الله،
) الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ (
أي: ربهما ومالكهما، والمتصرف فيهما، الحاكم الذي لا معقب لحكمه،
) أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ (،
أي: ترجع الأمور، فيفصلها ويحكم فيها (7) [7] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn7)
وقيل أيضا:) وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد r: وإنك يا محمد لتهدي إلى صراط مستقيم عبادنا، بالدعاء إلى الله، والبيان لهم.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:
) وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (
قال تبارك وتعالى
) وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (داع يدعوهم إلى الله U.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة
) وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (قال: لكل قوم هاد الطبري.
) وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (
أي: تبينه لهم وتوضحه، وتنيره وترغبهم فيه، وتنهاهم عن ضده، وترهبهم منه، ثم فسر الصراط المستقيم فقال:
) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ (
أي: الصراط الذي نصبه الله لعباده، وأخبرهم أنه موصل إليه وإلى دار كرامته،) أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ (أي: ترجع جميع أمور الخير والشر، فيجازي كُلا بحسب عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر [8] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn8)
4- ادعاؤهم التعارض في ضرب الأمثال لله
) فَلا تَضْرِبُوا لِلهِ الأَمْثَال إِنَّ اللهَ يَعْلمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلمُونَ ((النحل:74)
) فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَل لكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ((الشورى:11)
) لِلذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلهِ المَثَلُ الأَعْلى وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (
) وَهُوَ الذِي يَبْدأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَليْهِ وَلهُ المَثَلُ الأَعْلى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (
كيف ندفع هذا التعارض؟.
أما المثل الأول: فهو أن لا نضرب لله الأمثال علي سبيل التمثيل والتكييف كما فعلوا أهل البدعة والضلال كذلك حذرنا الله من ذلك فقال
) فَلا تَضْرِبُوا لِلهِ الأَمْثَال إِنَّ اللهَ يَعْلمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلمُونَ ((النحل:74)
سبحانه وتعالى. فنفى عن نفسه المماثلة، ثم أثبت لنفسه السمع والبصر،
فدل ذلك على: أن صفاته وأسماءه لا شبيه له فيها، ولا مثيل له فيها، بل هو جل وعلا الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو المستحق لأن يعبد ويعظم جل وعلا
أما المخلوقون فصفاتهم ضعيفة وناقصة، أما هو جل وعلا فهو الكامل في كل شيء، فعلمه كامل وصفاته كاملة كلها ولا شك أن صفات المخلوقين لا تماثل صفاته أبدا بوجه من الوجوه، ولهذا قال سبحانه:) فَلا تَضْرِبُوا لِلهِ الأَمْثَال إِنَّ اللهَ يَعْلمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلمُونَ ([9] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn9)(9)
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:] فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [?؛
فَهُوَ نَهْيٌ لَهُمْ أَنْ يُشَبِّهُوهُ بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى الَّذِي لَا يُشْرِكُهُ فِيهِ مَخْلُوقٌ [10] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn10).(10)
قوله تعالى: ?فَلَا تَضْرِبُوا لله الْأَمْثَالَ?
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أن كل ما وصف به المخلوق من كمال فالخالق أولى به وكل ما نزه عنه المخلوق من نقص فالخالق أولى بالتنزه لقوله تعالى. وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى. والله أعلم [11] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn11)(11)
أما الآية الثانية هي تدل على أن نضرب لله المثل الأعلى من باب أولى
فقال:?] لِلذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلهِ المَثَلُ الأَعْلى وَهُوَ العَزِيزُ الحكيم [?
وهذا هو تعارض العقل مع النقل وإبطال التعارض بينهم
خاتمة البحث
لو اتخذ العقل سبب لتعارض مع النقل لا يزيد الإنسان إلا ضلال بل خلق الله العقل ليكون متبع للنقل وليكون
لان العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح بل يشهد له ويؤيده لان المصدر واحد فإن الذي خلق العقل هو الذي انزل إليه النقل فمن المحال أن يرسل إليه ما يفسده
قال ابن قيم
"العقل الصريح موافق للنقل الصحيح والشرعة مطابقة للفطرة يتصادقان ولا يتعارضان خلافا لمن قال: إذا تعارض العقل والوحي قدمنا العقل على الوحي فقبحا لعقل ينقض الوحي حكمه: ويشهد حقا أنه هو كاذب" [12] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn12)
فإذا تعارض العقل مع النقل قدمنا النقل وهذا لا يقدح في النقل لان العقل أصل بالعلم بالنقل وليس أصل في ثبوت النقل
لو كذب الناس جمعيا بالنقل لا يضر النقل شيء إنما سيضل الناس جمعيا
فهداية الناس في اتبعهم للنقل وليس في العقل وإنما العقل يكون تبعا للنقل
والحمد لله رب العالمين
-[1] مجموع الفتاوى 7/ 665
[2] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref2) - أصول العقيدة الدكتور الرضواني
[3] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref3) - الإبانة عن أصول الديانة
[4] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref4)- البخاري 5782 احمد 9157
[5] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref5)- تفسير الطبري
[6] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref6) - بن كثير
[7] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref7) - بن كثير
[8] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref8) - تفسير السعدي
[9] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref9) - بيان التوحيد
[10] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref10) - شرح العقيدة الواسطية
[11] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref11) - انظر «الكاشف الجلية عن معاني الوسطية»
[12] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftnref12) - شفاء العليل بن قيم(/)
قوله تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ)؟
ـ[بايزيد]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 03:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ} ذكر القرطبي -رحمه الله- وغيره من المفسرين أنهم طائفة وانقرضوا وليس لهم وجود في الوقت الحاضر والمشكل الآن أن هناك حديث في صحيح البخاري أن الله عزوجل سيسأل اليهود ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله .. ظاهر هذا الحديث أنهم موجودين إلى الآن وبهذا تكون الآية عمومية لجميع اليهود وليست طائفة منهم. فمالجواب على هذا المشكل بارك الله فيكم؟
والله المستعان(/)
الإيمو
ـ[مزن]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 10:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من الممكن أجد كتاب موثوق أو مؤلف ثقة قد تطرق لتعريف الإيمو تعريفاً علمياً صحيحاً؟
أو كتاب تطرق لتعريف المصطلحات الحديثة؟
أو دلوني على شخص متخصص في القضايا المعاصرة في المذاهب والأديان كصاحب كتاب اليسوعية والفاتيكان الصادر عن مجلة البيان"فيصل الكاملي" ..
جزى الله من يرد علي جنااااان الفردوس بغير حساب وأن يحقق له مطالبه دنيا وآخرة .. وهذا المؤمل في الجميع أن يرد ..
ـ[محمد حامد شيخ]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 12:44]ـ
يوجد كتاب عن عبادة الشيطان(/)
فلسفة المصيبة: قصة سيدنا داوود عليه السلام و المراة الفقيرة
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 12:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاءت امرأة إلى نبي الله داوود " عليه السلام " قالت: يا نبي الله أربك ظالم أم عادل؟
فقال داود: ويحك يا امرأة, هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما قصتك؟
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي, فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه, فإذا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب، و بقيت حزينة لا أملك شيئاً.
فبينما هي مع داود عليه السلام في الكلام .. إذا بالباب يطرق على داود, فأذن له بالدخول, وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار ..
فقالوا: يا نبي الله أعطها لمستحقها
فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال؟
قالوا: يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد العيب, و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت.
فالتفت داود - عليه السلام- إلى المرأة
و قال لها:رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا، و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك
الخلاصة:
الله موجود ........... أي الكرم موجود, الجود موجود.
مستحيل و الف الف مستحيل أن تخسر مع الله.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 03:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصدر القصة لو سمحت.
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 07:35]ـ
السؤال:
روي أن امرأة دخلت على نبي الله داود عليه السلام وقالت: يا نبي الله أربك ظالم أم عادل؟ فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما قصتك؟ قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل و ذهب، و بقيت حزينة لاأملك شيئاً أبلّغ به أطفالي فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار فقالوا يا نبي الله أعطها لمستحقها فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد العيب ونذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت فالتفت داود- عليه السلام- إلى المرأة وقال لها رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا و أعطاها الألف دينار وقال: أنفقيها على أطفالك
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نعثر بعد البحث على تخريج لهذه القصة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم علي الشيخ بارك الله فيك: أريد منك.
1: كلمة فلسفه هل هي من الألفاظ الشرعية أم هي من الألفاظ التي ذمها أهل العلم نرجو منك البيان.
2:أن تريد اثبات أمر مهم بهذه القصة التي لم تذكر لها كما يقولون أصل ولا فصل وهل أعياك كتاب الله والسنة أن تجد لما تريد بيان.
جزاك الله خيرا وهداني الله وأياك لما يحب ويرضى.(/)
الحافظ العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي: أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 04:07]ـ
الحافظ ابن حجر العسقلاني، ناقلاً عن القرطبي: أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة .. !!
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله:
نقلاً عن القرطبي "رحمه الله": ((وأما ما ابتدعه الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه، لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير، حتى لقد ظهرت من كثير منهم فعلات المجانين والصبيان، حتى رقصوا بحركات متطابقة وتقطيعات متلاحقة، وانتهى التواقح بقوم منهم، إلى أن جعلوها من باب القرب، وصالح الأعمال، وأن ذلك يثمر سني الأحوال، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة، وقول أهل المخرفة، والله المستعان)). اهـ
قال الحافظ ابن حجر: وينبغي أن يعكس مرادهم ويقرأ سيء الأحوال.
[فتح الباري - ابن حجر]، (جزء 2 صفحة 442)، الكتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري، المؤلف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1379، تحقيق: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، عدد الأجزاء: 13.
رحم الله أئمتنا، ولاعزاء لأهل البدعة ببدعتهم .. !!
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 06:34]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 04:00]ـ
* تنبيه:
ابن حجر يتصرّف أحيانًا في العبارة عند النقل عن غيره. فلْيُراجَع النصّ في "المفهم"، لأنّني أستغرب أن ينسب القرطبي مثل هذه الأفعال إلى عموم الصوفية.
والله أعلم.
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 11:20]ـ
* تنبيه:
ابن حجر يتصرّف أحيانًا في العبارة عند النقل عن غيره. فلْيُراجَع النصّ في "المفهم"، لأنّني أستغرب أن ينسب القرطبي مثل هذه الأفعال إلى عموم الصوفية.
والله أعلم.
تصرف ابن حجر في أغلبه لا يتصرف بحيث يحيل معنى، وهو أمر يحتاج إلى تتبع، وهذا هو نص المفهم كاملا أخي الكريم: "المفهم" طبعة دار ابن كثير (2/ 534): ((وقولها: ((وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ))؛ أي: ليستا ممن يعرف الغناء كما تعرفه المغنيات المعروفات بذلك، وهذا منها تحرّز من الغناء المعتاد عند المشتهرين به؛ الذي يُحرِّك النفوس، ويبعثها على الهوى والغزل والمجون؛ الذي يحرِّك الساكن ويبعث الكامن. وهذا النوع إذا كان في شعرٍ يشبّب فيه بذكر النساء، ووصف محاسنهن، وذكر الخمور والمحرمات؛ لا يختلف في تحريمه؛ لأنه اللهو واللعب المذموم بالاتفاق، فأما ما يسلم من تلك المحرمات، فيجوز القليل منه في أوقات الفرح؛ كالعرس والعيد، وعند التنشيط على الأعمال الشاقة، ويدل على جواز هذا النوع هذا الحديث وما في معناه، على ما يأتي في أبوابه؛ مثل ما جاء في الوليمة!! وفي حفر الخندق، وفي حدو أنجشة، وسلمة بن الأكوع.
فأما ما ابتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع المغاني بالآلات المطربة؛ فمن قبيل ما لا يُختلف في تحريمه، لكن النفوس الشهوانية والأغراض الشيطانية قد غلبت على كثير ممن نُسِب إلى الخير وشُهر بذكره، حتى عَمُوا عن تحريم ذلك وعن فحشه؛ حتى قد ظهرت من كثير منهم عوارات الْمُجَّان والمجانين، والصبيان، فيرقصون ويزقنون بحركات متطابقة، وتقطيعات متلاحقة؛ كما يفعل أهل السَّفَه والمجون، وقد انتهى التواقح بأقوام منهم إلى أن يقولوا: إن تلك الأمور من أبواب القرب وصالحات الأعمال، وأن ذلك يُثمر صفاء القلوب وسنِيَّات الأحوال، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة، وقول أهل البطالة والْمَخْرَقَة، نعوذ بالله من البدع والفتن، ونسأله التوبة والمشي على السنن)).
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 12:33]ـ
قال الحافظ ابن حجر: وينبغي أن يعكس مرادهم ويقرأ سيء الأحوال.
[فتح الباري - ابن حجر]، (جزء 2 صفحة 442)، الكتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري، المؤلف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1379، تحقيق: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، عدد الأجزاء: 13.
أكيد .. هذا التحقيق من أفضل التحقيقات (ابتسامة عاذر غير عاذل).
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 01:29]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أكيد .. هذا التحقيق من أفضل التحقيقات (ابتسامة عاذر غير عاذل).
حياك الله أخي الكريم
أحسنت سلمك الله وجزاك من كل خير
إنما نقلت بيانات الطبعة كما هي من المكتبة الشاملة ليسهل الرجوع إليها.
ـ[الواحدي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 10:00]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الباحث النحوي:
أحسن الله إليك ونفع بك!
لست أدري إن كان نقلك عن طبعة "دار ابن كثير" أم عن مصدر آخر اجتهد صاحبه في تصويب النص؟ فقد لمحتُ بين نقلك ونصّ المطبوعة (الطبعة الأولى) بعض الفروق، هذا بيانها:
الذي في المطبوعة:
_ "حدو الحبشة"، لا "حدو أنجشة".
_ "فأمّا ما أبدعه الصوفية"، لا "ابتدعته".
_ "بحركات مطابقة"، لا "متطابقة".
_ "يزفنون"، لا "يزقنون".
_ "صفاء الأوقات"، لا "صفاء القلوب"
_ "وسيِّئات الأحوال"، لا "سنيّات الأحول".
والفرْق الأخير أصاب فيه مصدرك، وكلام ابن حجر يسنده، ويسند أيضًا لفظ "متطابقة". وأصاب أيضًا في تصحيح "الحبشة" ...
والفرق بين كلام القرطبي وما نقله ابن حجر واضح.
_ القرطبي يقول: "فأمّا ما أبدعه الصُّوفيَّةُ اليومَ من الإدمان على سماع المغاني بالآلات المطربة، فمِن قبيل ما لا يُختلف في تحريمه."
_ أمّا ابن حجر، فعبارته: "وأمّا ما ابتدعه الصّوفيّة في ذلك، فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه."
ولعلّك تلحظ أنّ في كلام ابن حجر اختزالا مُخِلّاً نتج عنه إبهام وتعميم. الإبهام نشأ عن إغفاله ذكر المعازف، والتعميم تجلّى في نسبة ذلك إلى كلّ المتصوّفة.
والتاريخ القديم والحديث للصوفية يثبت أنّ هذه الأفعال ممّا اختصّ به بعضهم، كالمولوية الآن وغيرها؛ فلا تصحّ نسبتها إلى الجميع.
ولهذا رأيت في عنوان أخينا الفراتي كثيرًا مِن التجوُّز والمبالغة؛ لأنّ قوله: "أفعال الصوفية على التحقيق من آثار الزندقة": كلام باطل، لا يسنده النقل الذي ذكرَه، ولا مصادر التصوّف، ولا تاريخهم. ولو قال: "أفعالُ بعضِ الصوفية ... "، لكان أقرب إلى الصواب.
وللقرطبي كلام آخر في "المفهم" فيه إنصاف للصّوفيّة، فلا يصح التعميم.
وابن حجر ينقل في مواضع من "الفتح" كلامًا عن الصّوفيّة أشدّ إشكالا من مسائل السماع والرقص والمعازف، ولا يتعقّبها بإقرار أو إنكار. وهو أيضًا يُنصِف أحيانًا، فيميّز بين الغلاة وغيرهم، وبين أئمتهم من المتقدّمين وغيرهم من المتأخّرين.
والله ولِيُّ التوفيق.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 05:09]ـ
للفائدة يُنظر:
الإمامُ القرطبي: المُتصوّفة، ضَلّ سعيُهم، وخابَ عملُهم .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=67433)(/)
أهل السنة والجماعة هم النواصب وهم بذلك حلالي الدم والعرض والمال عند الرافضة
ـ[نورالدين المالكي]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 10:11]ـ
أهل السنة والجماعة هم النواصب وهم بذلك حلالي الدم والعرض والمال عند الرافضة
الولاية هي الإسلام ومنكرها كافر
______________________________ __________
تفسير فرات الكوفي لفرات بن إبراهيم الكوفي (352 هـ) صفحة292
395 - 8 - قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا: عن أبي عبد الله [ع. ب. في. أ ب] قوله [تبارك و. أ] تعالى: (الذين يمشون على الأرض هونا) إلى قوله (حسنت مستقرا ومقاما) [ثلاث عشر آية. أ ر] قال: هم الأوصياء يمشون على الأرض هونا فإذا قام القائم عرفوا كل ناصب [أ: نصب] عليه فان أقر بالإسلام وهو [ر أ: وهي] الولاية وإلا ضربت عنقه أو أقر بالجزية فأديها كما يؤدي [ر: يؤدون] أهل الذمة.
______________________________ __________
بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء52 صفحة373
167 - تفسير فرات بن إبراهيم: القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي عبد الله ع قوله تعالى " الذين يمشون على الأرض هونا " إلى قوله: " حسنت مستقرا ومقاما " ثلاث عشر آيات قال: هم الأوصياء " يمشون على الأرض هونا " فإذا قام القائم عرضوا كل ناصب عليه فان أقر بالإسلام وهي الولاية وإلا ضربت عنقه أو أقر بالجزية فأداها كما يؤدي أهل الذمة.
بما أن أهل السنة والجماعة نواصب لأنه لا يقرون بخرافة الإمامة فما هو حكم النواصب في دين الإثنى عشرية؟؟
الناصب حلال الدم
______________________________ __________
علل الشرائع للصدوق (381 هـ) الجزء2 صفحة601
58 - أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن علي ابن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله ع ما تقول في قتل الناصب قال: حلال الدم لكني اتقي عليك فان قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل قلت: فما ترى في ماله قال توه ما قدرت عليه.
______________________________ __________
وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي (1104 هـ) الجزء28 صفحة216
(34597) 5 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله ع: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم ولكني أتقي عليك فان قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل قلت: فما ترى في ماله؟ قال: توه ما قدرت عليه.
______________________________ __________
بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء27 صفحة231
39 - علل الشرائع: أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن عميرة عن ابن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله ع: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم أتقي عليك فان قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل قلت: فما ترى في ماله؟ قال توه ما قدرت عليه
______________________________ __________
الحدائق الناضرة للمحقق البحراني (1186 هـ) الجزء18 صفحة156
وروى في العلل عن الصحيح عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله ع: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكن اتقى عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل. قلت فما ترى في ماله؟ قال: أتوه ما قدرت عليه
الناصب حلال المال
______________________________ __________
تهذيب الأحكام للطوسي (460 هـ) الجزء4 صفحة122 باب 35 الخمس والغنائم
(350) 7 - وعنه عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال: خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس.
______________________________ __________
تهذيب الأحكام للطوسي (460 هـ) الجزء4 صفحة123 باب 35 الخمس والغنائم
(351) 8 - الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضري عن المعلى قال: خذ مال الناصب حيث ما وجدته وابعث إلينا بالخمس
______________________________ __________
تهذيب الأحكام للطوسي (460 هـ) الجزء6 صفحة387
(يُتْبَعُ)
(/)
(1153) 274 - أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن فضالة عن سيف عن أبي بكر عن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله ع: خذ مال الناصب حيث ما وجدت وادفع إلينا خمسه
______________________________ __________
وسائل الشيعة للحر العاملي (1104 هـ) الجزء9 صفحة487
[12551] 6 - محمد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال: خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس.
______________________________ __________
وسائل الشيعة للحر العاملي (1104 هـ) الجزء17 صفحة298 باب 95 حكم مال الناصب وامرأته ودمه
(22579) 1 - محمد بن الحسن باسناده عن أحمد بن محمد عن علي ابن الحكم عن فضالة عن سيف عن أبي بكر عن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله ع: خذ مال الناصب حيثما وجدت وادفع الينا الخمس.
______________________________ __________
بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء93 صفحة194
17 - السرائر: محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال: خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا بالخمس
______________________________ __________
بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء93 صفحة194
18 - السرائر: محمد بن علي عن أحمد بن الحسين عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال: خذ مال الناصب حيث وجدته وارفع إلينا الخمس. قال محمد بن إدريس رحمه الله: الناصب المعني في هذين الخبر ين أهل الحرب لأنهم ينصبون الحرب للمسلمين وإلا فلا يجوز أخذ مال مسلم ولا ذمي على وجه من الوجوه
______________________________ __________
بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء97 صفحة55
3 - السرائر: محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال: خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا بالخمس
______________________________ __________
بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء97 صفحة56
9 - السرائر: محمد بن علي عن أحمد بن الحسن عن ابن أبي عمير عن حفص ابن البختري عن أبي عبد الله ع قال: خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس
______________________________ __________
الحدائق الناضرة للبحراني (1186 هـ) الجزء10 صفحة364
ومنها - ما رواه الشيخ في الصحيح عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال: (خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس)
______________________________ __________
الحدائق الناضرة للبحراني (1186 هـ) الجزء12 صفحة323
قال في المدارك: ويدل عليه فحوى ما رواه الشيخ في الصحيح عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال: " خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس " وعن أبي بكر الحضرمي عن المعلى قال: " خذ مال الناصب حيثما وجدته وابعث إلينا بالخمس ".
______________________________ __________
الحدائق الناضرة للبحراني (1186 هـ) الجزء12 صفحة368
روى الشيخ في التهذيب في الصحيح عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال: " خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس " رواه بسند آخر عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع مثله
تلخيص: السني حلال الدم والعرض وإن قدر عليه الرافضي يقتله؟؟ اهذا هو دينكم يا رافضة؟؟
أخوكم في الله نورالدين المالكي الجزائري ( http://www.alrad.net/hiwar)(/)
إن الكون ليس في حاجة إلى خلق الله…!! ستيفن هوكينغ
ـ[د. محمد الرمادي]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 11:49]ـ
"إن الكون ليس في حاجة إلى خلق الله…!! ".
هكذا يقول عالم الفيزياء الفلكية البريطاني" ستيفن هوكينغ " في كتاب جديد صدر له، وفقاً لمقتطفات من أخبار نشرتها في سبتمبر الماضي صحيفة التايمز.
"هل كان الكون في حاجة إلى الخالق!!؟ "
يجيب اكبر علماء الفيزياء البريطاني الذي يعتبر واحدا ًمن ألمع علماء عصره:" لا .. الكون تشكل فعلاً من تلقاء نفسه من الناحية المنطقية لقوانين الفيزياء ". ويضيف قائلا:" إنه ليس من الضروري استحضار الله لتنشيط الكون ".؛ "وبناء على قوانين الجاذبية، يمكن أن يخلق الكون نفسه من لا شيء، والخلق العفوي هو السبب في وجود شيء ما، ومن اجله يوجد الكون، ومن اجله نوجد نحن "؛ ويقرر في نهاية حديثه أن:" الضرورة لاتستدعي استحضار الله لتنشيط الكون ".
والملاحظ أن هذه التصريحات للعالم البريطاني تتناقض مع اعترافاته سابقا، والتي تفيد بان اعتبار الله كخالق للكون لا يتعارض مع العلم.
إن فكرة كتابه الجديد " التصميم الأكبر " الذي صدر في التاسع من شهر سبتمبر الماضي ستعمل على تقويض نظرية" اسحق نيوتن "التي تقول بـ " أن الكون ما كان له ان يوجد لولا أن خلقه الله ".
ورداً على الجدل الذي تصاعد إثر ما ورد في كتابه الأخير، حول أن الله لم يخلق الكون، قال عالم الفيزياء البريطاني الشهير؛ ستيفن هوكينغ بداية أكتوبر الحالي:" إن علم اللاهوت غير ضروري".
رغم أن بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، امتدح العلم وتطوره، إلا أنه أكد:" أن الله هو خالق الكون وليس الأمر مجرد مسألة فيزيائية "،في إشارة سلبية إلى نظرية العالم البريطاني"ستيفن هوكينغ".ولم يذكر البابا العالم البريطاني الشهير بالاسم،والذي كان أكد في كتاب نشره الشهر الماضي أن قوانين الفيزياء تظهر أنه ليست هناك حاجة لقوة خارقة من أجل خلق الكون. وأشاد البابا،وعلى وجه التحديد "بارك " العلم والعلماء في خطاب ألقاه أمام الأكاديمية البابوية للعلوم، لكنه أوضح أن جزءاً من دور العلم هو "الكشف عن تجليات الله في الكون." وقال البابا "العلماء لم يخلقوا العالم، بل تعلموا ماهي هو حاولوا تقليد ما فيه .. تجربة العالم تكمن في فهمه وإدراكه لما هو ثابت في الطبيعة،فهو لم يخلق، وإنما أن لديه القدرة على الملاحظة والتعلم."
ومضى البابا،وهو أعلى مرجع كاثوليكي مسيحي، يقول إن "هذا التصور، بدوره؛ يقودنا إلى الاعتراف بوجود السبب بكل قوة،وهو بخلاف الإنسان، القوة التي تحافظ على العالم."
والشهر الماضي؛قال هوكينغ؛البالغ من العمر 68 عاماً، في كتابه "التصميم العظيم ~ " The Grand Design ، إنه نظرا ًلوجود الجاذبية، فإن الكون كان وسيظل قادراً على خلق ذاته من العدم، مضيفا ًأن "الخلق التلقائي " هوالسبب في وجود الكون والبشرية.وأشار هوكينغ في كتابه إلى أنه محاولة لتقديم صورة واسعة حول كيفية عمل الكون وموقعنا منه، وهي رغبة بشرية أساسية، كما أنه يضع مخاوفنا في مكانها الصحيح."وأوضح هوكينغ أن الفكرة وراء ذلك هي "نظرية م ~ " M-theory، والتي تسمح بوجود العديد من الأكوان التي انبثقت من العدم، لم يحتاج أي منها لتدخل من الخالق. ومن هنا جاء استنتاج هوكينغ بعدم وجود ضرورة لخالق ليلعب دوراً في هذا الأمر، أي خلق الكون.
وكشف أن هذه المسألة هي محور كتابه فالعلم " يمكنه تفسير الكون وأننا نحن البشر لا نحتاج إلى خالق لتفسير سبب وجود شيء بدلاً من عدم وجود شيء، أو سبب كون قوانين الطبيعة على ما هي عليه."
ولاحقا،وفي مقابلة مع CNN ضمن برنامج "لاري كينغ لايف " بثتها الشبكة الجمعة الأول من أكتوبر، عاد هوكينغ للقول إن "الله قد يكون موجوداً،ولكن العلم يمكن أن يفسرا لكون دون الحاجة إلى وجود الخالق."
ورداً على سؤال من كينغ حول سبب رد الفعل العنيف من الناس تجاه كتابه، قال هوكينغ: "أصبح العلم وعلى نحو متزايد يجيب على أسئلة جرت العادة أن تكون ضمن سلطة الدين .. إن الرواية العلمية للمسألة كاملة، و لم يعد اللاهوت ضرورياً."
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن العالم الفيزيائي البريطاني المقعد، والذي لا يمكنه الحديث إلا بواسطة جهاز كمبيوتر، يقول إنه يفهم مشاعر العالم الإنجليزي " اسحق نيوتن " بأن الله خلق الكون ووضع نظامه.
وخرج هوكينغ بفكرة الأكوان المتعددة قائلاً إنه إذا كان هناك أكثر من كون، العديد منها، فإن واحداً منها سيحتوي على قوانين فيزيائية مثل الكون الذي نعيش فيه، وعلى أحدها يجب أن يظهر شيء من العدم، وبالتالي فلا ضرورة لأن يكون هناك خالق لتبرير ذلك.
على أن بعض زملاء هوكينغ يجادلون بأن الخالق الذي يتحدث عنه هوكينغ ليس الله الوارد ذكره في الأديان السماوية، والذي هو التفسير النهائي لوجود شيء ما في الكون، كما يقول "دينيس ألكساندر".
ويقول:" إله هوكينغ هو إله الفجوات المستخدمة لسد الفجوات في معرفتنا العلمية .. إن العلم يوفر لنا حكاية جميلة عن كيفية حدوث الوجود، لكن الدين يخاطب معنى الحكاية."
ومن جانبه؛ قال كبير الأساقفة في الكنيسة الإنجليزية الدكتور روان ويليامز، لمجلة التايمز:" الفيزياء لوحدها لا يمكن أن تشرح أسباب وجود الكون أو عدم وجوده." وأضاف بالقول:" الاعتقاد بالله لا يتعلق بشرح الترابط الذي يجمع بين مختلف عناصر الكون .. الأمر يتعلق بالاعتقاد بوجود قوة خارقة عظمى يعتمد عليها خلق الكون بأكمله."
وقد دعم عدد من القادة الدينيين في بريطانيا هذا الرأي الأخير، فقد قال أحد الكهنة اليهود:"العلم يتعلق بالشرح، أما الدين فهو التفسير، والتوراة لم يكن مهتماً بكيفية خلق الكون."
أما الإمام إبراهيم موغرا؛ من المجلس الإسلامي البريطاني، فقد قال:" إذا نظرنا إلى الكون وكل ما فيه لتأكدنا أن هناك قوة خلقته؛ وهو الله."
والكاتب يتسأل:" هل نحن في إحتياج لبحث مثل هذه المسائل؛ وما هي الحدود التي تجمع بين العلم والدين وبالتالي ما هي الحدود التي تفرق بينهما!!؟ " أم أنها مسألة لا تهم غير الغرب وأهله وبالتالي رد نيافة بابا الفاتيكان والسادة العلماء المذكورين تجعلنا نطوي صفحة لن تفيد ".
بيْد أن المسألة فعلاً لم تنتهي بعد، وبماذا سيرد السادة " أهل العلم ... الشرعي .. والمدني " على هذه المسألة.
31 أكتوبر 2010م
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 12:34]ـ
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 01:07]ـ
بارك الله فيكم .. هنا مقال لي ذكرتُ فيه ذلك المأفون وأمثاله بما لا يحتاج من عنده عقل فضلا عن العلم إلى أن يرد بأكثر منه عليه:
العباقرة السفهاء!!: عندما تتمحض السفاهة في أحدِّ الناس ذكاء!! ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25737)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 01:53]ـ
ولعله من المفيد أن نعقب على بعض ما ورد في هذا المقال الذي تفضلتم به حتى تتبين طريقة رد العقلاء وأهل العلم على مثل هذا الهراء بتأصيل علمي سليم، والله الموفق للسداد.
فبداية ينبغي أن نبين أن هؤلاء الجرذان الملاحدة من أصحاب علم الفيزياء والفلك قد تجاوزوا حدود صناعتهم وزعموا - ولا أقول ظنوا لأنهم يعلمون أنهم مبطلون - أن شيئا مما وقف عليه أصحاب العلوم الطبيعية - أيا كان مجال بحثها ومادة نظرها - يمكن أن يرقى دليلا لنفي العلة الأولى واجبة الوجود! فهل يحتاج مثل هذا الهراء إلى فيزياء كم أو نسبية أو أي علم من علوم الطبيعة لبيان بطلانه وتهافته؟؟ لا جواب لهؤلاء إلى وصفهم بما هم أهله: أشد الناس سفاهة وظلما وتخرصا وإن كانوا أقوى الناس ذكاء!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول إن البشرية لم تعرف في تاريخها ملة أشد تهافتا من إلحاد الماديين من علماء الطبيعة المعاصرين، أصحاب ما يسمى بالإلحاد الجديد! فإنهم لم يكتفوا - كما كان دأب أسلافهم من الملحدين - بالحجاج الفلسفي المتهافت لنفي وجود الخالق جل وعلا، وإنما أهملوا مجال البحث الفلسفي جملة واحدة، وراحوا يبحثون عن أدلة على عدم وجود الخالق بتطبيق طرائق النظر والبحث الحسي الإمبريقي فيما خلق!!! فأصبحت نظرية داروين في علم الأحياء، المبنية على فكرة فاسدة لتفسير التشابه بين المخلوقات = مما يستدل به على أن وجود الخالق (غير ضروري)! ونظرية الانفجار الكبير في علم الكونيات مما يستدل به على أن نشأة الكون كانت انفجارا عشوائيا وقع بمحض الصدفة! ثم راحوا على هذا المنوال يضيفون النظرية إلى النظرية يحسبون من سفاهتهم أن العقلاء سيتركون معنى وجود الخالق - الذي هو من ضروريات العقل المحضة - لاجتماع تلك النظريات في بنيانهم الأسطوري الذي يتشوفون لجعله بديلا لما يعتقده أهل الملل في قصة الخلق وأصل الحياة! ففي أي صنعة من صناعات العلم وبأي عقل يمكن أن ترقى الأدلة الظنية المنخرمة (ووصفها بالأدلة إنما جاء هنا على سبيل التنزل) مهما تكاثرت وتراكمت عند أصحابها لنقض ضرورة من ضروريات العقل؟؟؟؟
المشكلة في الحقيقة ليست في الرد على هؤلاء السفهاء فإنه ميسور ولله الحمد، ولكن المشكلة فيمن ينجحون في استدراجه إلى معاملهم وساحات علومهم الطبيعية فتراه يروم الرد عليهم باستخدام العلم الطبيعي كما استخدموه هم، وهذا - للأسف - مما يقع فيه كثيرون من المشتغلين بالرد على الملاحدة المعاصرين، أصحاب العلم الطبيعي! فعندما يقال مثلا، إن هوكينج يرد بنظريته تلك في الفيزياء، نظرية نيوتن التي مفادها أن الكون يجب أن يكون له خالق = هذا في حد ذاته انتصار لهؤلاء السفهاء! أي نظرية من نظريات الفيزياء هذه التي يمكن أن يكون منطوقها إن الكون لا يحتاج إلى خالق؟ وأي سفيه هذا الذي يصف ضرورة وجود الخالق بأنها "نظرية" من نظريات الفيزياء ابتداءً؟
حتى الصبية الصغار لا ينخدعون بتلك اللعبة التافهة التي يلعبها هؤلاء، يطبقون الاحتمالية الإحصائية في غير ما وُضعت له! يقولون إننا لو افترضنا أن هناك أكوان متعددة - وهذا ليس إلا تفسيرا ضعيفا من عدة تفسيرات يفترضونها لغموض الظواهر التي تظهر لهم على مستوى الجزيئات الكماتية - وأن هذه الأكوان لا نهائية، فإنه من الناحية الإحصائية لن تكون احتمالية أن تظهر الحياة على نحو ما نراها في كون واحد على الأقل من تلك الأكوان صدفة دون خالق = ضعيفة إحصائيا!! فبالله هل يقبل هذا الهراء إلا من سفه نفسه وركب مطايا الجحود والمكابرة؟؟
إن نزاعنا معاشر الموحدين مع هؤلاء ليس صراعا أو تنافرا بين ما يثبته الدين وما يثبته العلم، وإنما هو صراع بين عقلاء قبلوا الحق المنزل وشهدوا به فصاروا يعرفون حدود العقل وطبقات العلوم، وسفهاء جحدوا ذلك الحق فراحوا يضعون أدوات العلم الطبيعي في غير ما وضعت له أصلا! ليس هو سجالا بين (العلم) والدين، فإنما الدين علم له شروطه وضوابطه! وإنما هو السجال بين جهلاء يزعمون - ديانةً - أن العلم الطبيعي يمكن أن يثبت بطلان ما جاءت به الرسل من رب العالمين، وبين عقلاء يعرفون حدود العلم الطبيعي Scientific Method فلا يجاوزون به مادته وطبيعة أدواته العقلية والبحثية، ولا يطلبون منه ما لا يسعه - بضرورة العقل - أن يصل إليه!
فأي علم هذا الذي يتمحك به هؤلاء؟ إنما هي ملة غيبية قديمة صار يُتوسل إلى الانتصار لها - من بعد داروين - بعلم هو منها بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب!!! ولذا فقد أمست هي الخيبة العقلية والمعرفية التي لم يعرف التاريخ البشري المكتوب مثلها، وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فليقل هوكينج هذا ما يشاء، فإنما هو كاذب جاحد يسفه نفسه ومن يتبعونه، ومن فقه وعقل أصل ضلالة هذا السفيه وأمثاله فلن يحتاج لأن يتكلف قراءة حرف واحد مما كتب الرجل في دعوى إبطال وجود الله تعالى، بل ولا إلى قراءة كتاب واحد من كتب الفيزياء أو الفلك أو الأحياء أو غيرها من العلوم الطبيعية، حتى يقرع مثل هذا بحجة الحق الدامغة تحطم رأسه الثقيل!!
ـ[بايزيد]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 05:34]ـ
وبناء على قوانين الجاذبية، يمكن أن يخلق الكون نفسه من لا شيء، والخلق العفوي هو السبب في وجود شيء ما، ومن اجله يوجد الكون، ومن اجله نوجد نحن "
31 أكتوبر 2010م
لطالما الملاحدة رددوا هذا الكلام وسيرددونه إلى يوم القيامة والآن من أين أتت قوانين الجاذبية؟ وأيضا m-theory ؟ هل من المعقول أن تصدر هذه القوانين المحكمة المتقنة هكذا من اللاشئ؟ في الحقيقة لا أعلم بالضبط ماذا يريد هوكنغ أن يوصله للناس يقول أن الكون ليس بحاجة إلى خالق؟ يريد الشهرة على مايبدو والله أعلم(/)
أنعبر بالتشبيه أو نعبر بالتمثيل في صفات الرب جل وعلا؟ ... العلامة العثيمين
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 04:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين:
قال العلامة الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية في (ج1 / ص 111):
نسمع كثيراً من الكتب الني نقرأها يقولون: تشبيه، يعبرون بالتشبيه وهم يقصدون التمثيل، فأيهما أولى: أنعبر بالتشبيه أو نعبر بالتمثيل؟
نقول: بالتمثيل أولى.
أولاً: لأن القرآن عبر به: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)) (الشورى: 11) ((فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا)) (البقرة: 22) وما أشبه ذلك، وكل ما عبر به القرآن، فهو أولى من غيره، لأننا لا نجد أفصل من القرآن ولا أدل على المعنى المراد من القرآن، والله أعلم بما يريده من كلامه، فتكون موافقة القرآن هي الصواب، فنعبر بنفي التمثيل. وهكذا في كل مكان، فإ، موافقة النص في اللفظ أولى من ذكر لفظ مرادف أو مقارب.
ثانياً: أن التشبيه عند بعض الناس يعني إثبات الصفات ولهذا يسمون أهل السنة: مشبهة، فإن قلنا: من غير تشبيه. وهذا الرجل لا يفهم من التشبيه إلا إثبات الصفات، صار كأننا نقول له: من غير إثبات صفات! فصار معنى التشبيه. وهذا الرجل لا يفهم من التشبيه إلا إثبات الصفات، صار كأننا نقول له: من غير إثبات صفات! فصار معنى التشبيه يوهم معنى فاسداً فلهذا كان العدول عنه أولى.
ثالثاً: أن نفي التشبيه على الإطلاق غير صحيح، لأن ما من شيئين من الأعيان أو من الصفات إلا وبينهما اشتراك من بعض الوجوه، والاشتراك نوع تشابه، فلو نفيت التشبيه مطلقاً، لكنت نفيت كل ما يشترك فيه الخالق والمخلوق في شيء ما.
مثلاً: الوجود، يشترك في أصله الخالق والمخلوق، هذا نوع اشتراك ونوع تشابه، لكن فرق بين الوجودين، وجود الخالق واجب ووجود المخلوق ممكن.
وكذلك السمع، فيه اشتراك، الإنسان له سمع، والخالق له سمع، لكن بينهما فرق، لكن اصل وجود السمع المشترك.
فإذا قلنا: من غير تشبيه. ونفينا مطلق التشبيه، صار في هذا إشكال.
وبهذا عرفنا أن التعبير بالتمثيل أولى من ثلاثة أوجه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 01:01]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 03:43]ـ
وإياك بارك الله فيك
ـ[السليماني]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 03:39]ـ
بارك الله فيك
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 12:21]ـ
وإياكَ أخي الكريم شكرا للمرور
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 05:22]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[05 - Nov-2010, صباحاً 08:41]ـ
وإياكِ أختي الكريمة بارك الله فيكِ
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 09:20]ـ
يرفع للفائدة(/)
هل يصح وصف الجنة بأنها حدث؟ وما تعليقكم على هذا التفسير؟
ـ[يراع نهر]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 01:53]ـ
هل يصح وصف الجنة بأنها حدث ولماذا؟
وإذا قال مفسر في هذه الآية (وإن تعجب فعجب قولهم):
العجبُ في قوله: (فعجب قولهم) مردود إلى المخلوقين، كأنه قال: فممّا ينبغي أن تعجبُوا منه إنكارهم البعث بعد الموت.
؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 02:12]ـ
هل يصح وصف الجنة بأنها حدث ولماذا؟
/// إن كان المقصود بـ (الحدث) هو ما خُلِق أو وُجِد بعد أن لم يكن = فوصف الجنة بهذا صحيح؛ لأنها لم تكن ثم وجدت بخلق الله لها.
وإذا قال مفسر في هذه الآية (وإن تعجب فعجب قولهم): العجبُ في قوله: (فعجب قولهم) مردود إلى المخلوقين، كأنه قال: فممّا ينبغي أن تعجبُوا منه إنكارهم البعث بعد الموت.؟
/// الأمر محتمل للأمرين ههنا، فقد يكون العجب من الخالق، أو المخلوق بنحو السياق الذي ذكرتَه.
/// وإن كان التعجب وصف ثابت لله بنصوص أخرى، كقوله في القرآن: (بل عجبتُ ويسخرون) على قراءة أهل الكوفة إلا عاصمًا.
/// وقد أسند ابن جرير الطبري رحمه الله الوجهين في تفسيره عن إمامين من أئمة التفسير قال:
حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله: (وإن تعجب فعجب) إن عجبت يا محمد (فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد) عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت.
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: (وإن تعجب فعجب قولهم) قال: إن تعجب من تكذيبهم، وهم قد رأوا من قدرة الله وأمره وما ضرب لهم من الأمثال، فأراهم من حياة الموتى في الأرض الميتة، إن تعجب من هذه فتعجَّب من قولهم: (أئذا كنا ترابًا أئنا لفي خلق جديد).
/// وكأن كلام ابن القيم في بدائع الفوائد يفهم منه ترجيح كونه منسوبا في هذه الآية للرب، قال: "التعجُّب كما يدلُّ على محبَّة الله لفعلٍ، نحو: (عجب ربك من شابٍ ليست له صبوة)، و (يعجب ربك من رجل ثار من فراشه ووطائه إلى الصلاة)، ونحو ذلك.
وقد يدل على بغض الفعل، نحو قوله: (وإن تعجب فعجب قولهم) وقوله: (بل عجبت ويسخرون) ".
ـ[يراع نهر]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 01:42]ـ
جزاكم الله خيرا
أريد مراجع تتكلم في هذين الموضوعين .. لأني أريد بيانا أكثر(/)
مصطلح السلفية بين الضيق والأتساع
ـ[أكليل]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 02:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة اني دخلت في معمة مصطلح السلفية
وانا في مبحث النشأة والتطور للمصطلح نفسة
النشأة طبعاً هي نشأة أهل السنة والجماعة
بقينا في التطور للمفهوم من عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب
مرورا بالسنوسي والمهدي وبجمال الدين الأفغاني وبمحمد عبده
السؤال / ماذا تعني السلفي عند هولاء
مثلاً عند أحمد بن حنبل سلفية تميل للنصية
محمد بن عبدالوهاب للمذهبية
كيفية استخلاص السلفية عند من بعدهم
كالسنوسي وعلال الفاسي والشاطبي وعبدالحميد بن باديس ..
يبقى السؤال /الأخير
هل تغيير المفهوم ام بقي على حالة
انا في حيرة والمطلوب مني نقد هذه الدلالات عند الأعلام أنفسهم
قهل من معاون؟؟
وتزويدي بمراجع الله لايحرمكم الأجر
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 10:37]ـ
وفقك الله تعالى لكل خير ..
من الممكن البحث في: محركات البحث بمثل هذه الطريقة:
يعني مثال:
نضع في محرك البحث كل سطر من هذه السطور
" سلفية " " مفهوم " مذهب السلف "
" السلفية كمنهج " " نعم السلف "
" تسموا باسم " سلفي " " الصحابة "
" من تسمى باسم " سلفي "
" السلفية كمذهب "
" هو سماكم " " سلفي "
في هذا الرابط مثلاً: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=58340
يوجد أقوال أهل العلم في السلفي من الممكن اقتباس أي جزء من فتاويهم، هكذا:
" فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي "
نضع الجملة كاملة بين علامات الترقيم في محرك البحث، وستخرج لك كل المواضيع التي تكلمت عن السلفية في الشبكة إن شاء الله تعالى وهكذا، ثم اقتباس جزء آخر من فتوى أحد العلماء وكلامهم عن السلفية ووضعه بين علامات الترقيم في محرك البحث وهكذا.
المهم: هو المحاولة لإيجاد أكبر قدر من النتائج وستخرج لك نتائج كثيرة إن شاء الله تعالى.
سواء كان من الموافق أو المخالف، وأخذ هذه الأفكار منهم
والبحث عنها في الكتب بطريقة صحيحة للخروج بفائدة إن شاء الله تعالى.
وفقك الله تعالى لكل خير.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 03:54]ـ
مثلاً عند أحمد بن حنبل سلفية تميل للنصية
محمد بن عبدالوهاب للمذهبية
ما مصدر هذا الكلام؟
ـ[أكليل]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 02:43]ـ
وفقك الله تعالى لكل خير ..
من الممكن البحث في: محركات البحث بمثل هذه الطريقة:
يعني مثال:
نضع في محرك البحث كل سطر من هذه السطور
" سلفية " " مفهوم " مذهب السلف "
" السلفية كمنهج " " نعم السلف "
" تسموا باسم " سلفي " " الصحابة "
" من تسمى باسم " سلفي "
" السلفية كمذهب "
" هو سماكم " " سلفي "
في هذا الرابط مثلاً: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=58340
يوجد أقوال أهل العلم في السلفي من الممكن اقتباس أي جزء من فتاويهم، هكذا:
" فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي "
نضع الجملة كاملة بين علامات الترقيم في محرك البحث، وستخرج لك كل المواضيع التي تكلمت عن السلفية في الشبكة إن شاء الله تعالى وهكذا، ثم اقتباس جزء آخر من فتوى أحد العلماء وكلامهم عن السلفية ووضعه بين علامات الترقيم في محرك البحث وهكذا.
المهم: هو المحاولة لإيجاد أكبر قدر من النتائج وستخرج لك نتائج كثيرة إن شاء الله تعالى.
سواء كان من الموافق أو المخالف، وأخذ هذه الأفكار منهم
والبحث عنها في الكتب بطريقة صحيحة للخروج بفائدة إن شاء الله تعالى.
وفقك الله تعالى لكل خير.
بارك الله فيك بصراحة انتهيت من هذا المبحث وانا الآن في المرحلة الأخيرة
التأصيل والنقد
شكراً لك
وشكرا على الرابط
ـ[أكليل]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 02:47]ـ
ما مصدر هذا الكلام؟
مرحبا بك
من هذه النقولات
يقول رحمه الله:" لست بصاحب كلام ولا أرى الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في كتاب الله،أو حديث رسول الله،أو عن أصحابه فأما غير ذلك من الكلام فهو غير محمود". [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=422444#_ftn1) ويقول كذالك:" .... أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، و أصحابه، والاقتداء بهم،وترك البدع؛كل بدعة فهي ضلالة،وترك ألمراء،والجدال،والخصومات في الدين.والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي دلائل القرآن وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالآراء، والأهواء وإنما هو الأتباع، وترك الهوى ..... ") [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=422444#_ftn2)
واللة أعلم
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=422444#_ftnref1) مناقب الإمام أحمد بن حنبل -210 - للحافظ أبي الفرج عبدا لرحمن الجوزي تحقيق عبد الله عبد المحسن التركي هجر للنشر والتوزيع للاستزادة ينظر _طبقات الحنابلة لأبي يعلى ج1/ 241_
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=422444#_ftnref2) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ومن التابعين ج1/ 176_ أبي القاسم هبة الله ابن الحسين الطبري الالكائي –تحقيق أحمد بن سعيد حمدان الغامدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 02:59]ـ
الأخ اكليل، أظن أم معاذة تعني هذا:
محمد بن عبدالوهاب للمذهبية
من أين أتيت بهذه الفرية وأن السلفية عند الإمام محمد بن عبدالوهاب تعني الميل للمذهبية؟؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 08:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي شذى، في الواقع أنّي قصدتُ الإثنين معا، حتى أعلم ما يعنيه بالميل للنصية، ولقد أبان عنها، فيبقى مصدر القول بأنّ الشيخ ابن عبد الوهاب يميل للمذهبية.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:01]ـ
أخي الكريم: هناك كتاب بعنوان (السلفية) للدكتور فهد الزنيدي لعلّك تراجعه ..
ـ[وليد بن محمد الطاهيري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 10:21]ـ
تعريف السلفية:
لغة: قال ابن منظور "والسلف من تقدمك من آبائك وذوى قرابتك الذين هم فوقك فى السن والفضل ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة الزهراء رضى الله عنها "فإنه نعم السلف أنا لك" رواه مسلم.
اصطلاحاً: قال القلشانى: السلف الصالح، وهو الصدر الأول الراسخون فى العلم، المهتدون بهدي النبى صلى الله عليه وسلم، الحافظون لسنته، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وانتخبهم لإقامة دينه، ورضيهم أئمة للأمة، وجاهدوا فى سبيل الله حق جهاده، وأفرغوا فى نصح الأمة ونفعهم، وبذلوا فى مرضاة الله أنفسهم. قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه} (التوبة: الآية100)
وقال السمعاني (ت 562) في الأنساب (3/ 273): "السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم"
وقال الإمام الذهبي قال في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: "السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء (21/ 6).
الانتساب إلى مذهب السلف:
الانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف، فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.
والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف {أهل السنة والجماعة} و {أهل السنة} و {أهل الجماعة}، و {أهل الأثر} و {أهل الحديث} و {الفرقة الناجية} و {الطائفة المنصورة} و {أهل الاتباع}.
قال الإمام الذهبي: "فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا سلفيا" السير (13/ 380)
وقد حكى الإجماع على على صحة الانتساب إلى السلف: شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى: (1/ 149) في رده على قول العز بن عبدالسلام: " .. والآخر يتستر بمذهب السلف": (ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة رقم {1361} {1/ 165}:
"س: ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج: السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى {رضي الله عنهم} الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: {خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته} رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو: عبدالله بن قعود، عضو: عبدالله بن غديان، نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي،
الرئيس: عبدالعزيز بن باز(/)
الإمامُ القرطبي: المُتصوّفة، ضَلّ سعيُهم، وخابَ عملُهم .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 05:34]ـ
الإمامُ القرطبي: المُتصوّفة، ضَلّ سعيُهم، وخابَ عملُهم .. !!
يقول الإمام القرطبي رحمه الله في تعليقه على قوله تبارك وتعالى: " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " سورة البقرة، الآية 42.
يقول: " قلت: وهذا السجود المنهي عنه، قد اتخذه جهال المتصوفة عادة في سماعهم، وعند دخولهم على مشايخهم واستغفارهم، فيُرى الواحد منهم إذا أخذه الحال بزعمه يسجد للأقدام، لجهله سواء أكان للقبلة أم غيرها جهالة منه، ضل سعيهم وخاب عملهم. "
رحم الله القرطبي وغفر له
ـ[الواحدي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 10:15]ـ
الإمامُ القرطبي: المُتصوّفة، ضَلّ سعيُهم، وخابَ عملُهم .. !!
يقول الإمام القرطبي رحمه الله في تعليقه على قوله تبارك وتعالى: " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " سورة البقرة، الآية 42.
يقول: " قلت: وهذا السجود المنهي عنه، قد اتخذه جهال المتصوفة عادة في سماعهم، وعند دخولهم على مشايخهم واستغفارهم، فيُرى الواحد منهم إذا أخذه الحال بزعمه يسجد للأقدام، لجهله سواء أكان للقبلة أم غيرها جهالة منه، ضل سعيهم وخاب عملهم. "
أخي الفراتي:
وكأنّي بك وضعت عنوانًا لا صلة له بما نقلتَه، ثم نسبته إلى القرطبي المفسّر!
تأمّل قوله: "وهذا السجود المنهي عنه، قد اتخذه جهال المتصوّفة عادة في سماعهم".
فمن أين لك أنّ القرطبي قرّر أنّ الصّوفيّة "ضلّ سعيهم وخاب عملهم"؟
بل لو كتبتَ "جُهّال الصّوفيّة ضلّ سعيهم وخاب عملهم"، لكانت العبارة قاصرة مغالِطة؛ لأنّ المقصود بكلام القرطبي فئة منهم اعتادت ذلك السّجود المنهيّ عنه، لا كلّ الصّوفيّة.
والله ولِيّ التوفيق.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 11:57]ـ
أخي الكريم
قد قرأتُ تعليك على موضوعي فيما سبق،،، ويبدو لي أنك تُحاول قدر الإمكان التماس العذر لمن لاعذر له .. !!
أو أنك لاتعرف التصوف والمتصوفة على وجه الحقيقة،،، لذلك استنكرتَ هنا وهناك مانقلتُ فيهم .. !!
عموما أخي الفاضل الكريم: العبرة بالكثير الغالب لا بالقليل النادر،،، إذ النادر لاحكم له.
وإني على يقين أن من قرأ كتب التصوف واطّلع على مافيها من زندقات وبدع وضلالات بل وكفريات لن يقف وقفة المنافح عنهم كما أراك هنا حفظك الله.
أدين بقول الله: " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى "،،، إلاّ أني أتقرّب إلى الله بإنكار منكر هؤلاء، وتعرية منهجهم الباطل.
وفي نهاية المطاف أجدُ أن تأويلك لما نقلت بعيد عن الصواب،،، رحمك الله وبارك فيك ورفع قدرك وغفر لي ولك.
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 12:58]ـ
أخي الفراتي:
تعليقي ليس تأويلا أبتغي به المنافحة عن الصوفية، بل هو شرح لكلام القرطبي.
إذا كنتَ تعتقد أنّ الصوفية "ضلّ سعيهم وخاب عملهم"، فذاك شأنك، وتظل مطالبًا بالبرهنة على شموله جميع الصوفية.
أمّا أن تنسب ذلك إلى القرطبي، فهذا لا يستقيم لك، ويأباه المنهج العلميّ؛ لأنّ كلامه واضح صريح، يتعلّق بجهّال المتصوّفة، لا غير.
أسألك، وأرجو أن تجيبني:
هل تعتقد أنّ الجنيد، وأبا سليمان الدارانيّ، وابن أبي الحواريّ، والسّريّ السّقطي ممّن ضلّ سعيهم وخاب عملهم؟
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 02:30]ـ
حياك الله وحفظك
إن كان اليوم هنالك من المتصوفة من هو سائر على السنة مستمسك بها، ويُنكر ضلال من تسميهم " جهال الصوفية " فمن البغي أن يُقال فيهم مانُقل سالفا، أما والحالة عدم وجود صوفي على السنة فمُحال خروجهم عما وُصفوا به فيما أسلفتُ، والواقع يشهد أن متصوفة اليوم كلهم ـ وأقصد الكثير الغالب ـ من ذلك الصنف الذي أسميته " جهال المتصوفة " هذه حقيقة لامفرّ منها.
أخي الكريم قد قلتها من قبل: العبرة بالكثير الغالب لا بالقليل النادر،،، فوجود آحاد من المتصوفة سواء من المتقدمين أو المتأخرين ينبذون البدعة ويُنكرونها ويسيرون على السنة ويدينون الله بها، لايعني إطلاقا براءة التصوف مما نُسب ويُنسب إليه من ضلالات وشركيات وزندقات، ولايعني مطلقا أن هؤلاء ـ السائرون على السنة ـ يشملهم ذاك الجرح والقدح.
فإن كنت ترى وجود تصوف بدعي وتصوف سني،،، فالبدعي أعني بما أقول وبما أنقل عن أولئك الأعلام، وإن كنتُ أرى أن التصوف كله بدعة .. !!
أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت، وهاهم أعلام المتصوفة اليوم ماعهدناهم إلا أرباب بدع، يتعبّدون الله بكل محدث ومصطنع، لأعداء الله سلما ولأهل السنة حربا.
والله أعلم.
وفقك الله وشكر لك حسن اهتمامك وزادك من الفضل والعلم والحلم،،، اللهم آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 04:29]ـ
بارك الله فيك، أتفق معك، كلام الإمام القرطبي في جهلة الصوفية.
هل تعتقد أنّ الجنيد، وأبا سليمان الدارانيّ، وابن أبي الحواريّ، والسّريّ السّقطي ممّن ضلّ سعيهم وخاب عملهم؟
ولي سؤال: هل ترى أن الأسماء التي ذكرتها في مشاركتك هم متصوفة زمانه؟ أو أتباعهم؟
يمكن القول بأن هذا الوصف المستخدام في وصفيهما، بينهما اشتراك لفظي مع إختلاف في الماهية. ونظيره الشيعة .. بين الشيعة المخلصون من شيعة علي وشيعة معاوية من ناحية، وشيعة الشيطان من ناحية أخرى.
فالاشتراك اللفظي موهم.
وفيما يروى عن الجنيد كما نقله ابن كثير في البداية والنهاية والذهبي في السير وغيرهما .. قال: قال أبو سليمان الداراني: ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين: الكتاب والسنة. اهـ
والفترة التي سبقت عهد الإمام القرطبي كثر فيها خبث الصوفية.
ولا يوجد بين هؤلاء المتصوفة في زمانه من ينتسب إلى الجنيد ولا الداراني ولا لأحد ممن ذكرت أو أشرت. بل أئمتهم ابن عربي والحلاج وأمثالهما.
ولا يوجد في عصر الإمام القرطبي أحد يشار إليه بالتصوف ولديه علم بالقرآن والسنة، بل إن الإنحراف عنهما سمة ظاهرة لهؤلاء القوم. بل وإنك لتجد أئمة من المتأخرين قد تحدثوا عن التصوف أو عن العلم الذي اصطلح عليه بالتصوف، ولكنهم لا ينتسبون إلى التصوف لأنه أصبح شعارًا لأهل البدع. ولهم ردود على ضلالات القوم.
وخلافنا مع الصوفية خلاف كبير، بداية من أصول التلقي والاستدلال .. وحتى الأذكار. ناهيك عن نواقض الإسلام التي يعتقدون فيها .. زندقة وإلحاد وكفر .. وسفاهة وحماقة. وقل ما شئت.
دعني أقترح عليك اقتراحا .. لعله يجمع الكلمة:
- الشيعة المخلصون هم شيعة علي وشيعة معاوية.
فمن أراد الجمع بينهما قال: "الشيعة الأوائل" أو "الشيعة المخلصون". وإن أفرد أحدهما قال: "شيعة علي" أو "شيعة معاوية". وانقطع وجود هذا التشيع بصلح الحسن بن علي.
- لذا فإن قيل: الشيعة. أو فرق الشيعة. فيقصد بهذا الوصف: الفرق الضالة التي تنتسب إلى الإسلام كالرافضة الاثنى عشرية الجعفرية.
وكذلك التصوف:
إن قيل: التصوف .. فهذه إشارة إلى الفرق الضالة التي تنتسب إلى الإسلام من أصحاب الطرق.
لذا فالظاهر أن كلام الإمام القرطبي يعنى به جميع من انتسب إلى الصوفية من أهل زمانه، وأهل زماننا من باب أولى.
فإن سماهم "جهلة المتصوفة" أو سماهم "المتصوفة" فلا يقصد بهما أحد ممن علم بصحة معتقده. لأنه علم بالاضطرار أن هذا الشعار قد استأثر به أهل البدع والأهواء بعد نهاية القرون المفضلة وحتى عصرنا.
وفقك الله ورعاك.
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 12:29]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الشيخ أسامة:
بارك الله فيك، ونفع بك.
ما تفضّلت بذكره صحيح في مجمله، لكن في غير مقامنا.
المسألة محصورة في العنوان ونسبته إلى القرطبي، ولا تتعدّى ذلك.
هل قال القرطبي: "الصّوفيّة ضلّ سعيهم وخاب عملهم"؟
لم يقل ذلك.
والورع، والإنصاف، وضوابط العلم؛ كلّ ذلك يقتضي نقل كلام العلماء بأمانة ودقّة، بعيدًا عن التعميم المُخِلّ.
هذه هي حدود اعتراضي هنا وفي الموضع الآخر.
وأنت تتحدّث عن صوفية اليوم وعن الغالب على المتصوّفة، وكذلك الفاضل الفراتي. أمّا القرطبي، فيشير إلى طائفة من جهلة الصوفيّة تسجد لمشايخها. ولا يصحّ الاتكاء على القرطبي، وتقويله ما لم يقل، ثم الحكم على جميع الصوفية بالضّلال وحبوط الأعمال.
قال الله تعالى: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا".
وأنت إذا تأمّلتَ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصوفية، وجدتَ فيه كثيرًا من الإنصاف الذي افتقدناه. فهو في الغالب لا يطلق هذا اللفظ إلا مقيّدًا بصفة تقتضيها أمانةُ النّقل أو يوجبها مقام الرد؛ كأن يقول: "غالية الصوفية"، أو "ملاحدة الصوفية"، أو "بعض الصّوفية"، أو "غالب الصوفية"، أو "طوائف المتصوّفة" ... وكذا الأمر في مؤلّفات العلماء الذين كان ديدنهم التزام الأمانة في النقل والحكم على مقالات الطوائف والفرق.
فالمسألة علميّة وأخلاقية، تتعلّق باحترام ضوابط العلم والتقيّد بالورع في الحكم على النّاس.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 06:35]ـ
الإخوة الأفاضل الأكارم:
الواحدي، أسامة
بارك الله فيكم وجزاكم من كل خير، فقد أثريتم الموضوع بمشاركاتكم العطرة
فشكر الله لكم ونفع بكم
إليكم بعض مانقلتُ عن القرطبي في هذا المنتدى المبارك:
القرطبي: الصوفية جهال، ورقصهم منكر يتنزه عن فعله العقلاء، ويتشبه فاعله بالمشركين.!! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56928)
القرطبي ناقلا عن أبي بكر الطرطوشي: مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=50826)
القرطبي: طريقة الصوفية بعيدة عن الصواب، غير لائقة بالبشر، ولا مستمرة على السنن .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56515)
وبقي بعض منها لم يتسنّ لي نقلها بعد
وبمناسبة ذكر الأخ الفاضل الواحدي لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وموقفه من التصوف والمتصوفة،،، أضع لكم الآتي:
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وموقفه الصحيح من التصوف والمتصوفة؟ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=64930)(/)
وإنها .. الحاجة إلى شيخ .. !!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 10:28]ـ
التبديل في الدين يختلف عن مثله في السياسة أو السلطان؛ إذ لا يقوى عليّه ملكٌ أو رئيس؛ وإنّما يحصلُ في إرساليّة " شيخ " أو " قسيس "!
في الديانة اليهوديّة: أخبرنا الله – تعالى – بأنّ الأحبار و الرُهبان هم الذين بدلوا كلام الله وحرّفوه.
وفي دين المسيح؛ فإنّ بولس (شاؤول) كانت له اليد الطولى في ذلك؛ لأنه " شيخ "، فيما كان لمجمع نيقيّة الكنسي دوره الهام في اعتماد " الأناجيل " المحرفة، وحرق البقيّة - وكل هذا التحريف قد حدث لأنهم قساوسة (شيوخ).
وفي ديننا الخاتم (الإسلام) فإنّ السقوط لعددٍ ممن لهم في العلم " حياة " أو " وظيفة " قد جاء وحدث – إلاّ أنّ الفارق عن اليهودية والنصرانية قد كمن في حفظ هذا الدين، وفي بشارة بقاء الطائفة المنصورة: الباقية على الحق إلى يوم القيامة؛ الأمر الذي قد حال دون طمس علومه أو معالمه: كما حدث لدين موسى وعيسى – عليهما السلام -.
إنّ الجائل في بسيطة التاريخ الإسلامي: يجدُ – فعلاً - نكتاً سوداء قد سيّدها على الناس وعلى الأمراء عدد من المنتسبة إلى العلم: طلباً أو وظيفة.
بعد ذلك: لا عجبَ أن نرى في وصايا التبشيريين مقولةً معناها: لا يقطع الشجرة مثل غصنها؛ فاحرصوا على أن يهدم الإسلام أبناؤه لا أنتم!
وقد أصاب القول – وهو مخطئ النية – الكاتب اللبرالي عبدالرحمن الراشد حينما ذكر بأنّ " السلفية " لا يفكها إلاّ شيخ!
ولذا؛ فإنّ اللبراليين – مع ما يمتلكونه من إمبراطورية إعلامية ضخمة ومحتلة من قبلهم: إلاّ أنّهم مع ذلك لا يبتعدون عن التسول والتوسل بلحية: أياً كان قدرها!!
وعوداً على بدء: فإنّ من عادة المنافقين الحاجة دوماً إلى وجهٍ ديني يخدم توجههم ووجهتهم؛ فرأينا رعيلهم الأول من منافقي العهد النبوي يتبنون وجهاً دينياً اسمه: (مسجد الضرار)!
وقد ظلّ المنافقون على طريقة وجادّة أسلافهم في العهد النبوي: من الاحتياج والافتقار إلى " وجه ديني " يكون لأعمالهم واجهة!
فنجد في العهد العباسي؛ أنّ الفلاسفة قد احتاجوا إلى " شيخ " يُمهد لهم الطريق، ويكفيهم إنكار العامّة: وقد تصدى لها المبتلى " أحمد بن أبي دؤاد " والذي كان حينئذ يشغل منصب: " قاضي القضاة " في الدولة، وليس رئيس هيئة لا يُعرف بعلمٍ أو ذِكر!
وعلى طالب الثبات أن يقوى قلبه: حين يعلم بأنّ فتنة " خلق القران " لم يصمد لها إلا ثلاثة: أحمد وأحمد ومحمد (أحمد الخزاعي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح).
في حين قد سكت بعض، وخاف بعض، وساء بعض!
أمّا الذي ساء: فإنهم علماء السوء!
علماء السوء الذين لا يتورعون عن الإفتاء بقتل أحمد بن حنبل؛ قائلين: اقتله، ودمه في رقبتي!
لقد كانت فتنة خلق القران: توجه دولة، ومثقفين، وعسكر: ولكنّ الله سلّم: فأرسل الثبات على قلب أحمد الشيباني!!
ثم يدور التاريخ:
فنجد علماء السوء يتبنون أقوالاً يؤلبون من خلالها السلطانَ ضدّ شيّخ الإسلام ابن تيميّة، ويسجنونه؛ فيموت في السجن، ويحيا في التاريخ!
ويدور التاريخ: وفيه قفزة سريعة؛ نجد بعدها رائدَ التغريب " محمد علي باشا " يستخدمُ واعظَ البعثات " رفاعة الطهطاوي " لمآربه التفرنجية!
ويدور التاريخ: فلا يكثرُ الزمن بعد واعظ البعثات (رفاعة) حتى نجد اللورد الإنجليزي " كرومر " يُشيدُ بدور الشيّخ (الإمام): محمد عبده! بل وينصُّ قائلاً: " إن الشيخ محمد عبده: يظل مفتياً في مصر ما ظلت بريطانية العظمى محتلة لها "!
ويدور التاريخ: فنرى الحاجة إلى شيخ تتكرر مرةً أُخرى في الجزائر؛ إذْ تمّ توظيف خطيب جمعة بالنداء في خطبته إلى نزع الحجاب، فيفعلُ المُبتلى – كما وصفه الشيخ بكر أبو زيد – ثم تقوم فتاة جزائرية فتنادي بمكبر الصوت بخلع الحجاب؛ فتخلعه، وتتبعها فتيات على فعلها – في مسرحية كان مخرجها: مُحتال!
ويدور التاريخ: فتجيء الحاجة إلى " شيخ " من دولٍ لا تدينُ بالإسلام؛ لنجد قبل سنوات قريبة أنّ رئيس فرنسا يجيء بنفسه إلى مصر؛ ليأخذ من شيخ (سيد طنطاوي) صكّ الحريّة لفرنسا بمنع الحجاب في فرنسا (يا للعجب؛ فرنسا دولة الحريّة تحتاج إلى شيخ: ما أعظمك أيها الإسلام)!!
ويعود التاريخ، فنقول: ما أروع الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – حين قال قولته الشهيرة: " الحياة في سبيل الله أصعبُ من الموت في سبيل الله "!
نعم؛ إنّه الثبات الذي أرّق كل خائف من يوم: " الحاجة إلى الشيخ "!
الثبات الذي يُزلزل القلوب في قول الله لرسول الله: " وَلَوْلَا أَنْ ثَبَتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ".
الثبات الذي جعل محمداً – صلى الله عليه وسلم – يصير أكثر دعائه: " يا مُقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "!
الثبات الذي جعل أبا بكر – رضي الله عنه – يرُدُّ حين قيل له: من سيُحارب المرتدين؟ بقوله الخالد: وحدي حتى تنفرد سالفتي (تنكسر رقبتي)!
الثبات الذي جعل السياط تُميت ظهر أحمد بن حنبل فلا يتزحزح!
وهو الثبات الذي جعل مفتي تونس يقرأ آيات الصيام - حينما طلب منه رئيسها (أبو رقيبة) أن يُفتي الناس بعدم صوم رمضان - ثم يقول بعد تلاوتها: " صدق الله وكذب أبو رقيبة "!
ليُخفى ذِكْرهُ في السِجن، ويُرفع - بعدئذ - في العالمين!
وإنّها .. إنها: الحاجة إلى شيخ!
منقوووول(/)
صفات الله حقيقيّة أم غير حقيقية؟
ـ[داعية إلى التوحيد]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 11:03]ـ
صفات الله حقيقيّة أم غير حقيقية؟
إعداد: أم عبد الله الميساوي
«موقع عقيدة السلف الصالح» ( http://www.as-salaf.com/)
مقدمة:
إن معرفة الله عز وجل هي أهم وأجلّ العلوم، ومعرفته سبحانه تكون بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وهي تُستمد من نصوص الوحي: القرآن والسنة، فلا يُوصف الله عز وجل إلا بما وصف به نفسه في كتابه العزيز أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن تدبر هذه النصوص العظيمة وجدها واضحة وجليّة في دلالتها على صفاته العليا. ورغم وضوحها فقد وقع من بعض المنتسبين للإسلام تحريفٌ لمعاني هذه النصوص، فنَفوا عنها حقيقتها تذرعًا بالمجاز، ظنّا منهم أنه الحق. والسبب في ذلك هو أنهم جعلوا عقولهم حَكَمًا فيها دون نصوص الوحي، فاعتقدوا أن إثبات تلك الصفات حقيقةً لله يقتضي التشبيه، وهو ليس كذلك، فكما قال الحافظ نُعيم بن حماد (ت. 228 هـ): «ليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه» (1)، فالتشبيه يكون باعتقاد أن صفات الله كصفات المخلوقين، قال الإمامإسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يد، أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع، فهذا التشبيه؛ أما إذا قال كما قال الله تعالى: يد وسمع وبصر، ولا يقول: كيفَ؟ ولا يقول: مثلَ سمع، ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيها، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]» (2). فلو أن هؤلاء القوم تأملوا وتدبروا آيات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم حق التدبر ودرسوا آثار السلف الصالح في هذه النصوص، لما صرفوها عن حقائقها بأنواع المجازات؛ لأنها بينة في دلالتها، لا تقتضي تشبيها ولا معاني باطلة.
ودلالة النصوص على حقيقة صفات الله عز وجل تكون أحيانًا مُستفادةً من سياق الآية أو الحديث، وأحيانًا من فِعل النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، وأحيانًا أخرى من غير ذلك مما سنُبَيّنُه في هذا المقال إن شاء الله تعالى.
دلالة نصوص الكتاب والسنة على أن صفات الله حقيقيّة:
- القرآن الكريم:
1. قال الله تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [فصلت: 15]
ففي الآية أن قوم عاد سألوا: «من أشد منا قوة؟»
فأجابهم الله عز وجل بقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قوة}
ولا يصح أن يكون الجواب إلا موافقًا للسؤال، قال أبو أحمد الكرجي القصاب (ت. 360هـ) في هذه الآية: «وقوله (تعالى) ... حجة على المعتزلة والجهمية فيما يزعمون: أن كل ما وُصف به المخلوق لم يجز أن يوصف به الخالق، من أجل التشبيه، وهذا نص القرآن ينكر على عاد ادعاء القوة، ويخبر أن الله أشد قوة منهم، والرد لا يكون إلا بمثله» (3). ولا شك أن قوة عاد حقيقية، فقوة الله أيضا حقيقية ولكنها أعظم، فقوة المخلوق لا شيء عند قوة الله عز وجل، بل هو سبحانه الذي أعطانا هذه القوة.
2. قال الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا} [النساء: 125]
تفسير هذه الآية في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والسنة مبينة للقرآن، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
”إِنِّى أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِى مِنْكُمْ خَلِيلٌ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِى خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِى خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً“ [صحيح مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: ”أَلاَ إِنِّى أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خِلٍّ مِنْ خِلِّهِ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً إِنَّ صَاحِبَكُمْ (4) خَلِيلُ اللَّهِ“ [صحيح مسلم]
وفي لفظ: ”ألا إني أبرأ إلى كل خليل من خُلّته“ (5).
والخليل من "الخُلّة" – بضم الخاء كما في الرواية الثالثة-، وهي غاية المحبة وخالصها وأتمها. قال الزجّاج (311هـ): «الخليل: المُحب الذي ليس في محبته خلل» (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن كثير (ت. 774هـ): «والخُلّة: هي غاية المحبة ... وهكذا نال هذه المنزلة خاتم الأنبياء وسيُد الرسل محمد، صلوات الله وسلامه عليه كما ثبت في الصحيحين وغيرهما» (7).
والدليل على أن خُلّة الله لإبراهيم عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حقيقية، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن اتخاذ أبي بكر رضي الله عنه خليلا لأجل أنه خليل الله، ولو لم تكن خُلة الله لنبيه حقيقية لما كان هناك مانع في اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر خليلا.
3. قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]
الفعل "كَلّم" في هذه الآية مؤكد بالمصدر "تكليمًا"، وهو دليل على أن الله كلّم موسى حقيقةً، قال أبو جعفر النحّاس (ت. 338هـ): «{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} مصدر مؤكد، وأجمع النحويّون على أنك إذا أكدّت الفعل بالمصدر لم يكن مجازًا ... فكذا لما قال: {تكليمًا}، وَجَبَ أن يكون كلامًا على الحقيقة من الكلام الذي يُعقل» (8).
4. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]
وهذه تفسيرها بفعل نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو يونس مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقرأ هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، ويضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه، ويقول: هكذا سمعت رسول الله يقرأها ويضع إصبعيه. (9)
قَصَدَ النبي صلى الله عليه وسلم بفعله هذا إثبات أن الله مُتّصِف بسمع وبصر حقيقيّين فالحديث عن صفتي السمع والبصر، وليس مقصوده تشبيه صفات الله بصفات المخلوق، فحاشا أن يُشبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بالمخلوقين، والله عز وجل يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، فأثبت الله عز وجل لنفسه السمع والبصر، ونَفَى عنها المِثل.
- السنة النبويّة:
5. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِى ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِى وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ“.
وفي رواية سنن الترمذى: ”لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ رَجُلٍ ... “.
وفي رواية سنن الدارمي: ”فما هو بأشد فرحا بها من الله بتوبة عبده إذا تاب إليه“.
الحديث واضح من سياقه، وهو دليل على أن الله متصف بالفرح حقيقةً، ولكن فرحه لا يشبه فرح المخلوقين، فهو فرح يليق بجلاله لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه، وواجبنا الإيمان والتسليم.
قال الحافظ شمس الدين الذهبي (ت. 748 هـ) عند تعقيبه على تأويل أحد العلماء لصفة الفرح لله تعالى: «ليت المؤلف سكت فإن الحديث من أحاديث الصفات التي تمر على ما جاءت كما هو معلوم من مذهب السلف، والتأويل الذي ذكره ليس بشيء ... والنبي صلى الله عليه وسلم قد جعل فرح الخالق عز وجل أشد من فرح الذي ضلت راحلته، فتأمل هذا وكُف، واعلم أن نبيك لا يقول إلا حقا، فهو أعلم بما يجب لله وما يمتنع عليه من جميع الخلق، اللهم اكتب لنا الإيمان بك في قلوبنا وأيدنا بروح منك». (10)
6. عن عمر بن الخطاب أنه قال: قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَبْي، فإذا امرأة من السبي تبتغي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته؛ فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِى النَّارِ؟ “ قُلْنَا: لاَ وَاللَّهِ وَهِىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا“. [صحيح البخاري ومسلم]
هو واضح من سياقه كالحديث الذي قبله، ففيه إثبات صفة الرحمة لله عز وجل حقيقةً.
(يُتْبَعُ)
(/)
7. قال ابن عمر رضي الله عنه: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: ”يأخذ الجبّار سماواته وأرضيه بيده“ وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها”ثم يقول: أنا الجبار، أين الجبارون؟ أين المتكبرون“، قال: ويتميّل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إنّي لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟». [صحيح مسلم، وسنن النسائي، واللفظ لابن ماجه] (11)
قبَضَ النبي صلى الله عليه وسلم يده ليُبَيّن أن الله يقبض الأرض والسموات بيده حقيقةً، وليس مقصوده تشبيه قبض الله بقبضه.
8. عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكْبُو مرة، وتسفَعُه النار مرة“ إلى أن قال:”ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُوليَيْن، فيقول: أي رب، أدنِني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها. وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمِع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها. فيقول: يا ابن آدم، ما يَصْريني منك (12)؟ أيُرضيك أن أعطيك الدنيا، ومثلها معها؟ قال: يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ “فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني ممّ أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: ”من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر“. [صحيح مسلم وغيره] (13)
في هذا دليل واضح على أن الله يضحك حقيقة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ضحك من ضحك الله عز وجل، وضحكه -سبحانه- ليس كضحك المخلوقين، وكيفيته لا يعلمها إلا الله عز وجل، وما علينا إلا الإيمان والتسليم.
فهم السلف الصالح لنصوص الصفات:
ثبت عن عدد من أئمة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم فتابعيهم، أقوال وأفعال تدل على أنهم فهموا هذه الصفات على الحقيقة كما هو ظاهر النص، فأثبتوها لله عز وجل من غير تشبيه ولا تكييف ولا تحريف بالمجازات، وما يلي ذكرٌ لمجموعةٍ منها:
- أم المؤمنين عائشة (ت. 58 هـ) رضي الله عنها:
قالت في صفة السمع لله عز وجل: «الحمد لله الذي وسع سمْعُه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تُكلمه، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] إلى آخر الآية». (14)
- الصحابي ابن مسعود (ت. 33 هـ) رضي الله عنه:
عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه- قال: جاء حبر من اليهود فقال: "إنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يهزهن، ثم يقول: أنا الملك أنا الملك." فلقد رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا لقوله؛ ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]
فابن مسعود رضي الله عنه فهم أن ضحك النبي صلى الله عليه وسلم كان لتعجبه وتصديقه لقول اليهودي، من أن الخلائق يوم القيامة ستكون على أصابع الله عز وجل حقيقة، ولكن من غير تشبيهها بصفة المخلوقين، وكيفيتها لا يعلمها إلا هو سبحانه، وواجبنا الإيمان والتسليم.
- سليمان الأعمش (ت. 148 هـ):
روى الأعمش قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يُقلبها“ [حديث صحيح]، ثم أشار بإصبعيه (15).
- حماد بن أبي حنيفة (ت. 176هـ):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في مناظرة له مع المبتدعة: «قلنا لهؤلاء: أرأيتم قول الله عز وجل {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22] وقوله عز وجل: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البقرة: 210] فهل يجيء ربنا كما قال؟ وهل يجيء الملك صفًا صفًا؟» قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفا صفا، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك، ولا ندري كيف جيئته. فقلنا لهم: «إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيتم من أنكر أن الملك لا يجيء صفا صفا، ما هو عندكم؟» قالوا: كافر مكذب.
قلنا: «فكذلك من أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب». (16)
- حمّاد بن زيد (ت. 179 هـ):
قال: «مَثَلُ الجهمية مثل رجل قيل له: أفي دارك نخلة؟ قال: نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قال: لا. قيل: فلا نخلة في دارك. هؤلاء مِثل الجهمية قيل لهم:
لكم ربّ؟ قالوا: نعم. قيل: يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد (17)؟ قالوا: لا. قيل: فله قدم (18)؟ قالوا: لا. قيل: فله إصبع؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم!» إسناده صحيح. (19)
- يحيى بن سعيد القطان (ت. 198 هـ):
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: سمعت أبي رحمه الله: حدثنا يحيى بن سعيد بحديث سفيان ... عن النبي صلى الله عليه وسلم: ”أن الله يمسك السموات على أصبع“قال أبي رحمه الله: جعل يحيى يشير بأصابعه، وأراني أبي كيف جعل يشير بأصبعه، يضع أصبعا أصبعا حتى أتى على آخرها. (20)
- أبو معمر الهذلي (ت. 236 هـ):
قال: «من زعم أن الله عز وجل لا يتكلم، ولا يسمع، ولا يبصر، ولا يغضب، ولا يرضى -وذكر أشياء من هذه الصفات-، فهو كافر بالله عز وجل، إن رأيتموه على بئر واقفًا فألقوه فيها، بهذا أدين الله عز وجل، لأنهم كفار بالله» (21) إسناده صحيح.
- الإمام أحمد بن حنبل (ت. 241 هـ):
روى الخلال في كتابه "السنة" أن أبا بكر المروزي حدث بحديث ”إن الله يمسك السموات على أصبع“ عن الإمام أحمد وقال: رأيت أبا عبد الله يشير بإصبع إصبع. (22)
- عمرو بن عثمان المكي الصوفي (297 هـ):
قال في كتابه "أداب المريدين والتعرف لأحوال العبّاد" في باب: ما يجيء به الشياطين للتائبين: «وأما الوجه الثالث الذي يأتي به الناس إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله، فإنه يوسوس لهم في أمر الخالق ليفسد عليهم أحوال التوحيد ... » وذكر كلاما طويلا إلى أن قال: «فهذا من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيك، وفي صفات الرب بالتشبيه والتمثيل، أو بالجحد لها والتعطيل، وأن يُدخل عليهم مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم؛ فيهلكوا إن قبلوا، أو يضعضع (23) أركانهم، إلا أن يلجأوا في ذلك إلى العلم، وتحقيق المعرفة بالله عز وجل من حيث أخبر عن نفسه، ووصف به رسوله؛ فهو تعالى القائل: {أنا الله} لا الشجرة. الجائي هو لا أمره، المستوي على عرشه بعظمة جلاله دون كل مكان، الذي كلم موسى تكليما، وأراه من آياته عظيمًا، فسمع موسى كلام الله الوارث لخلقه، السميع لأصواتهم، الناظر بعينه إلى أجسامهم، يداه مبسوطتان وهما غير نعمته وقدرته، وخلق آدم بيده» (24).
أقوال أئمة السنة ممن جاء بعدهم:
- ابن جرير الطبري (ت. 310 هـ):
ذكر مجموعة من الصفات منها: اليد، والسمع، وصفة النزول، والبصر، والضحك، وغيرها مما ثبت في نصوص القرآن والسنة، ثم قال: «فإن قال لنا قائلٌ: فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله عز وجل ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قيل: الصواب من هذا القول عندنا: أن نُثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات، ونفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه –جل ثناؤه- فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]». (25)
- أبو العباس السراج الشافعي (ت. 313 هـ):
قال: «من لم يقر ويؤمن بأن الله تعالى: يعجب، ويضحك، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: ”مَن يسألني فأعطيه؟ “؛ فهو زنديق كافر، يُستتاب، فإن تاب وإلا ضُرب عنقه» (26).
- أبو أحمد الكرجي القصاب (ت. 360 هـ):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في كتاب "السنة" له: «كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصف بها نبيه، فهي صفةٌ حقيقةً لا مجازًا» (27).
- أبو عمر الطلمنكي المالكي (ت. 429 هـ):
قال في كتاب "الوصول إلى معرفة الأصول": (قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يسمى الله عز وجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق. فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه، وأثبتوها لخلقه، فإذا سُئلوا ما حملهم على هذا الزيغ؟
قالوا: الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه. قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به، فنسألهم: أتقولون إن الله موجود؟ فإن قالوا: نعم، قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبها للموجودين» (28).
- أبو الحسن ابن القزويني الشافعي (ت. 442 هـ):
أخرج الخليفة العباسي القائم بأمر الله الاعتقاد القادري في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، فقُرئ في الديوان، وحضر الزهاد والعلماء، وممن حضر: الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني، فكتب بخطه تحته قبل أن يكتب الفقهاء: «هذا قول أهل السنة، وهو اعتقادي، وعليه اعتمادي».
ومما جاء في الاعتقاد القادري: «وما وصف الله سبحانه به نفسه، أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو صفات الله عز وجل على حقيقته لا على سبيل المجاز» (29).
- ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ):
قال في "التمهيد": «أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يُكيّفون شيئا من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة. وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج؛ فكلهم ينكرها، ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقَرّ بها مُشبّه» (30).
وقال في "الاستذكار": «أقول: إن الله ليس بظلام للعبيد، ولو عذبهم لم يكن ظالمًا لهم، ولكنْ جلّ مَن تَسمّى بالغفور الرحيم الرءوف الحكيم، أن تكون صفاته إلا حقيقةً لا إله إلا هو، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23]» (31).
- أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني الشافعي (ت. 535 هـ):
قال: «ولا يجوز إضافة المجاز إلى صفات الله تعالى». (32)
- ابن القيم الحنبلي (ت. 751 هـ):
قال في "إعلام الموقعين": «وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادات المؤمنين وأكمل الأمة إيمانا ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكاتب والسنة كلمة واحدة من أولهم إلى آخرهم؛ لم يسوموها تأويلا، ولم يحرفوها عن مواضعها تبديلا، ولم يبدوا لشيء منها إبطالا، ولا ضربوا لها أمثالا، ولم يدفعوا في صدورها وأعجازها، ولم يقل أحد منهم يجب صرفها عن حقائقها وحملها على مجازها، بل تلقوها بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم، وجعلوا الأمر فيها كلها أمرًا واحدًا، وأجروها على سنن واحد.»
- ابن رجب الحنبلي (ت. 795 هـ):
قال في "ذيل طبقات الحنابلة"، في ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي:
«وأما قوله: "ولا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة النزول"، فإنْ صح هذا عنه، فهو حق، وهو كقول القائل: لا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة وجوده، أو حقيقة كلامه، أو حقيقة علمه، أو سمعه وبصره، ونحو ذلك».
وغيرهم، اقتصرنا على مَن ذكرنا اختصارًا.
وبهذا يتبين أن الحق هو إثبات هذه الصفات كما جاءت في نصوص الكتاب والسنة، نثبتها لله عز وجل حقيقةً من غير تشبيه ولا وصفٍ لكيفيتها، ومن لم يبلغ ذلك عقله، فعليه التسليم، فلم يوجب الله علينا إدراكه.
مواضيع ذات صلة:
- مقدمة في عقيدة السلف الصالح في الصفات ( http://as-salaf.com/article.php?aid=8&lang=ar)
- { ليس كمثله شيء} ما هو التشبيه في صفات الله ( http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)
- عقيدة السلف في الصفات: قولهم «بلا كيف» ( http://as-salaf.com/article.php?aid=75&lang=ar)
__________________
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص532) من طريق ابن أبي حاتم الذي رواه في "الرد على الجهمية" عن عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي [وهو صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ 163)] عن نعيم بن حماد. سير أعلام النبلاء للذهبي (ج10 ص610) بسندٍ آخر؛ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج62 ص163) بسنده.
(2) رواه عنه تلميذه أبو عيسى الترمذي في سننه: سنن الترمذي (ج2 ص42).
(3) نكتب القرآن لأبي أحمد القصاب (ج4 ص68) تحقيق: علي بن غازي التويجري – دار ابن القيم ودار ابن عفان – الطبعة الأولى 1424هـ/ 2003م
(4) قال وكيع: يعني نفسه. (سنن ابن ماجه 1/ 70) طبعة دار الرسالة.
(5) سنن ابن ماجه رقم 93 (ج1 ص70) - دار الرسالة العالمية؛ قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح. وأخرجه ابن عساكر في معجم الشيوخ وقال: حديث صحيح (ج1 ص61 - 62) تحقيق الدكتورة وفاء تقي الدين – دار البشائر – الطبعة الأولى؛ ورواه الإمام أحمد في مسنده (ج6 ص55=56) طبعة مؤسسة الرسالة.
(6) معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج (ج2 ص112)
(7) البداية والنهاية لابن كثير (ج1 ص390) تحقيق: عبد الله التركي، دار هجر.
(8) إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس (ج1 ص507) تحقيق: زهير زاهد، الناشر: عالم الكتب.
(9) جزء فيه قراءات النبي لأبي عمر الدوري (ص84) تحقيق: حكمت بشير ياسين؛ سنن أبي داود (ج5 ص241) بتحقيق محمد عوامة، تفسير ابن أبي حاتم (ج3 ص987) تحقيق: أسعد محمد الطيب. قال ابن حجر في فتح الباري: أخرجه أبو داود بسند قوي على شرط مسلم (13/ 385)
(10) المهذب في اختصار السنن الكبير (ج 8 ص1494) تحقيق دار المشكاة العلمية بإشراف أبي تميم ياسر بن إبراهيم- دار الوطن للنشر- الطبعة الأولى 1422هـ - 2001م
(11) صحيح مسلم - كتاب صفة القيامة والجنة والنار (ص1285) دار طيبة - الطبعة الأولى؛ والسنن الكبرى للنسائي (ج7 ص145) مؤسسة الرسالة – الطبعة الأولى؛ وسنن ابن ماجه (ج1 ص137) تحقيق شعيب الأرنؤوط – مؤسسة الرسالة - الطبعة الأولى.
(12) قوله: "ما يصريني منك"؛ أي: ما يقطع مسألتك عني؟ يُقال: صريت الشيء: إذا قطعته. (شرح السنة للبغوي 15/ 188)
(13) رواه مسلم في صحيحه (ص103 - 104) دار طيبة- الطبعة الأولى؛ والإمام أحمد في مسنده (ج7 ص14 - 16) طبعة مؤسسة الرسالة؛ والبزار في مسنده البحر الزخار (ج4 ص273 - 274) تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله؛ وغيرهم.
(14) مسند الإمام أحمد (ج40 ص228)، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. ورواه البخاري في صحيحه – كتاب التوحيد/ باب قوله تعالى (إن الله كان سميعا بصيرا)؛ والنسائي في سننه؛ وأبو الشيخ في "العظمة" (ج2 ص537)، وغيرهم.
(15) سنن ابن ماجه (ج5 ص9 - 10) طبعة دار الرسالة العالمية.
(16) رواه أبو عثمان الصابوني في "عقيدة السلف وأصحاب الحديث" عن كتاب أبي عبد الله محمد بن أحمد أبي حفص البخاري، والذي رواه عن عبد الله بن عثمان الملقب بعبدان، عن محمد بن الحسن الشيباني، عن حماد بن أبي حنيفة. (ص 233 - 234) بتحقيق الجديع، و (ص63) بتحقيق أبو اليمين المنصوري.
(17) من أدلة صفة اليد لله عز وجل قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]
(18) دليل صفة القَدم لله عز وجل: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول: قط قط وعزتك. ويزوى بعضها إلى بعض.“ حديث صحيح مُتفق عليه [صحيح البخاري ومسلم].
(19) رواه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"، قال: "حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، حدثنا أبي، عن سليمان بن حرب، قال: قال حماد بن زيد: ... " وذكره. شرح مذاهب أهل السنة (ص34 - 35) تحقيق: عادل بن محمد.
وذكره أبو يعلى في "إبطال التأويلات" عن أبي القاسم عبد الكريم (ج1 ص55)، و أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني التيمي في "الحجة في بيان المحجة".
(يُتْبَعُ)
(/)
(20) كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل (ج1 ص264) تحقيق: محمد بن سعيد القحطاني – دار ابن القيم. وذكر مثله أبو يعلى في "إبطال التأويلات" عن أبي طالب، فقال: "نص عليه أحمد في رواية أبي طالب: سُئل أبو عبد الله عن حديث الخبر ”يضع السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع“ يقول إلا شار بيده هكذا؛ أي: يشير، فقال أبو عبد الله (الإمام أحمد): "رأيت يحيى يحدث بهذا الحديث ويضع إصبعا إصبعا ... " (إبطال التأويلات لأبي يعلى 2/ 322).
ورواه عن الإمام عبد الله بن أحمد: الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"، قال: "وكذا خرجه أحمد بن حنبل في كتاب "السنة" عن يحيى بن سعيد وقال: وجعل يحيى يشير بأصبعه يضع أصبعا على أصبع حتى أتى على آخرها." (فتح الباري 13/ 409)
(21) رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (ج1 ص281)، قال: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: ... ؛ ورواه ابن النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق" (ص5 - 6) عن شيخه الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (ج7 ص254) بسنده إلى ابن النجاد.
(22) فتح الباري لابن حجر - عن أبي بكر الخلال- (ج13 ص409) تحقيق: عبد القادر شيبة الحمد.
(23) الضعضعة: الضعف، والذل والخضوع. (انظر: العين للفراهيدي 1/ 72؛ وجمهرة اللغة لابن دريد 1/ 156)
(24) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (ج2 ص274) دراسة وتحقيق: د. عواد المعتق- الطبعة الأولى، والعرش للذهبي (ج2 ص271 - 272) تحقيق: د. محمد بن خليفة التميمي- الطبعة الأولى.
(25) التبصير في معالم الدين للطبري (ص140) تحقيق: الشبل، دار العاصمة.
(26) "تذكرة الحفاظ" للذهبي (ج2 215) تحقيق: زكريا عميرات، طبعة دار الكتب العلمية بيروت؛ و"سير أعلام النبلاء" أيضا للذهبي (ج14 ص396) طبعة مؤسسة الرسالة.
(27) "تذكرة الحفاظ" للذهبي (ج3 ص101)، و"العلو للعلي الغفار" (ص239)؛ و"درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية (ج3 ص229) طبعة دار الكنوز الأدبية – الرياض.
(28) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص246)
(29) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج2 ص370 - 371) تحقيق: عبد الرحمن العثيمين؛ والمنتظم لابن الجوزي (ج15 ص279) تحقيق: محمد ومصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية- بيروت.
(30) "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" لابن عبد البر (ج7 ص145) – الحديث الخامس والعشرون.
(31) الاستذكار لابن عبد البر (ج8 ص403) طبعة دار قتيبة-بيروت، ودار الوعي- القاهرة، الطبعة الأولى 1414هـ - 1993م
(32) الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني (ج1 ص446) تحقيق: محمد بن ربيع المدخلي- دار الراية.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 09:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الى الأخت (الداعية الى التوحيد) ماهو معرفتك بالمجاز الذي أحدثته الفرق المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة لتأويل صفات الله سبحانه وتعالى وبارك الله فيك على الموضوع؟
ـ[داعية إلى التوحيد]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 12:05]ـ
أرجو توضيح السؤال أكثر حتى أتمكن من الإجابة عليه إن شاء الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 12:11]ـ
وما أهمية معرفتها بالمجاز من عدمه وقد قررت كلاما مسددا مبنيا على الأدلة والنقول عن السلف الصالح؟
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 08:37]ـ
وما أهمية معرفتها بالمجاز من عدمه وقد قررت كلاما مسددا مبنيا على الأدلة والنقول عن السلف الصالح؟
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم بارك الله فيك ولكن ألا ترى أخي الفاضل أن المبتدعة دخلوا من باب المجاز الذي هو صرف اللفظ عن معناه الحقيقي الى معنى آخر غير مراد الغرض منه تأويل صفات الله سبحانه وتعالى من معناها الحقيقي الى معنى باطل والعلم انما يثمر بالمذاكرة والمناصحة ومحاولة بيان الألفاظ التي أحدثها المبتدعة والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[داعية إلى التوحيد]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 10:15]ـ
لا بأس
(يُتْبَعُ)
(/)
المبتدعة فسروا صفات الله بالمجاز، وصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها بالتأويل؛ لأنهم يعتقدون أن إثباتها على الحقيقة يقتضي التشبيه والتجسيم، وذلك لأنهم حكمّوا العقل بدل نصوص الوحي، عقولهم هي التي تحكم أي الصفات تقتضي التشبيه وأيها لا يقتضي التشبيه، فخالفوا السلف الصالح في فهمهم لقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 11:37]ـ
أسماء الله بين الحقيقة والمجاز
قال أبو عمر بن عبد البر:
أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز , إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة , وأما أهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم عند من أقر بها نافون للمعبود والحق فيها ما قال القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم أئمة الجماعة وقال: الذي عليه أهل السنة وأئمة الفقه والأثر في هذه المسألة وما أشبهها الإيمان بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها والتصديق بذلك وترك التحديد والكيفية في شيء منه. اهـ
ويقول الإمام ابن القيم:
اختلف النظار في الأسماء التي تطلق على الله وعلى العباد، كالحي والسميع والبصير والعليم والقدير والملك ونحوها.
1. قالت طائفة من المتكلمين: هي حقيقة في العبد مجاز في الرب، وهذا قول غلاة الجهمية وهو أخبث الأقوال وأشدها فسادًا.
2. مقابله وهو أنها حقيقة في الرب مجاز في العبد وهذا قول أبي العباس الناشي.
3. أنها حقيقة فيهما، وهذا قول أهل السنة وهو الصواب؛ واختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجها عن كونها حقيقة فيهما، وللرب تعالى منها ما يليق بجلاله وللعبد منها ما يليق به، وليس هذا موضع التعرض لمأخذ هذه الأقوال وإبطال باطلها وتصحيح صحيحها، فإن الغرض الإشارة إلى أمور ينبغي معرفتها في هذا الباب ولو كان المقصود بسطها لاستدعت سفرين أو أكثر.
فللاسم والصفة من هذا النوع ثلاث اعتبارات:
1. اعتبار من حيث هو مع قطع النظر عن تقييده بالرب تبارك وتعالى أو العبد.
2. اعتباره مضافاً إلى الرب مختصاً به.
3.اعتباره مضافاً إلى العبد مقيداً به.
فما لزم الاسم لذاته وحقيقته كان ثابتاً للرب والعبد، وللرب منه ما يليق بكماله وللعبد منه ما يليق به. وهذا كاسم السميع الذي يلزمه إدراك المسموعات، والبصير الذي يلزمه رؤية المبصرات والعليم والقدير وسائر الأسماء، فإن شرط صحة إطلاقها حصول معانيها وحقائقها للموصوف بها، فما لزم هذه الأسماء لذاتها فإثباته للرب تعالى لا محذور فيه بوجه، بل ثبتت له على وجه لا يماثله فيه خلقه، ولا يشابههم، فمن نفاه عنه لإطلاقه على المخلوق ألحد في أسمائه وجحد صفات كماله، ومن أثبته له على وجه يماثل فيه خلقه فقد شبهه بخلقه. ومن شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أثبته له على وجه لا يماثل فيه خلقه بل كما يليق بجلاله وعظمته فقد بريء من فرث التشبيه ودم التعطيل، وهذا طريق أهل السنة ...
وما لزم صفة من جهة اختصاصه تعالى بها، فإنه لا يثبت للمخلوق بوجه كعلمه الذي يلزمه القدم والوجوب والإحاطة بكل معلوم وقدرته وإرادته وسائر صفاته، فإن ما يختص به منها لا يمكن إثباته للمخلوق، فإذا أحطت بهذه القاعدة خبراً وعقلتها كما ينبغي خلصت من الآفتين اللتين هما أصل بلاء المتكلمين: آفة التعطيل، وآفة التشبيه، فإنك إذا وفيت هذا المقام حقه من التصور أثبت لله الأسماء الحسنى والصفات العلى حقيقة فخلصت من التعطيل، ونفيت عنها خصائص المخلوقين ومشابهتهم فخلصت من التشبيه، فتدبر هذا الموضع واجعله جنتك التي ترجع إليها في هذا الباب والله الموفق للصواب.اهـ
وقد اتفق جميع أهل الإثبات على أن الله حي حقيقة عليم حقيقة قدير حقيقة سميع حقيقة بصير حقيقة مريد حقيقة متكلم حقيقة ; حتى المعتزلة النفاة للصفات قالوا: إن الله متكلم حقيقة ; كما قالوا - مع سائر المسلمين - إن الله عليم حقيقة قدير حقيقة ; بل ذهب طائفة منهم كأبي العباس الناشي إلى أن هذه الأسماء حقيقة لله مجاز للخلق. وأما جمهور المعتزلة مع المتكلمة الصفاتية - من الأشعرية الكلابية والكرامية والسالمية وأتباع الأئمة الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية وأهل الحديث والصوفية - فإنهم يقولون: إن هذه الأسماء حقيقة للخالق سبحانه وتعالى ; وإن كانت تطلق على خلقه حقيقة أيضا. ويقولون: إن له علما حقيقة وقدرة حقيقة وسمعا حقيقة وبصرا حقيقة، وإنما ينكر أن تكون هذه الأسماء حقيقة النفاة من القرامطة الإسماعيلية الباطنية ونحوهم من المتفلسفة الذين ينفون عن الله الأسماء الحسنى ويقولون: ليس بحي ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز ولا موجود ولا معدوم ; فهؤلاء ومن ضاهاهم ينفون أن تكون له حقيقة ثم يقول بعضهم: إن هذه الأسماء لبعض المخلوقات وأنها ليست له حقيقة ولا مجازا وهؤلاء الذين يسميهم المسلمون الملاحدة) اهـ(/)
درر عقدية تيمية (8): مهذب الفوائد المنتقاة من درء التعارض للشيخ أبي مالك العوضي
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 04:05]ـ
مهذب (الفوائد المنتقاة من درء التعارض للشيخ أبي مالك العوضي) الأجزاء (1 - 3)
فقد أعان الله الشيخ أبامالك العوضي -جزاه الله خيرا ونفع به- على قراءة سفر عظيم هو درء تعارض العقل والنقل لشيخ الاسلام وعلم الأعلام، ونشر ما انتقاه من فوائده في:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159137
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25486.
وقد ابتدأت بقراءة ما انتقى وتهذيبه وترتيبه، وهذا ما أعانني الله عليه في الأجزاء الثلاثة الأُول على أن أكمل -بعون الله- بعد عودتي من الحج، معترفاً بصعوبة العمل وقصوره؛ فإن ترتيب فوائد مأخوذة من سياق كلامٍ عامته في مقام الرد؛ فيه من العسر ما لا يخفى، كيف وأصل الكلام لمن تتلاحق الأفكار في بيانه وتتسابق في ذهنه رحمه الله ورضي عنه، فلعل المقاربة تكون عذرا لي عند طلبة العلم، وهذه المشاركة واحدة من سلسلة كنت ابتدأتها بعنوان: درر عقدية تيمية، وقد دعوت الاخوة للمشاركة فيها، ولعلي ألقى جواباً في القابل:
. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=226240
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=66980
ولم أرتب مسائل الموضوع الواحد بل اكتفيت بإيرادها حسب وقوعها في مصدرها، وأرحب بكل توجيه وتسديد لعلي أستدركه حين ترتيب الفوائد كلها في سياق واحد.
**********
بم تكون العصمة من الضلال؟ وأي الفريقين أحق بها؟
54ج1
لكن ينبغي أن يعرف أن عامة من ضل في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق؛ فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول وترك النظر والاستدلال الموصل إلي معرفته؛ فلما أعرضوا عن كتاب الله؛ ضلوا.
301ج2
ومن تدبر كلام أئمة السنة المشاهير في هذا الباب علم أنهم كانوا أدق الناس نظرا وأعلم الناس في هذا الباب بصحيح المنقول وصريح المعقول، وأن أقوالهم هي الموافقة للمنصوص والمعقول، ولهذا تأتلف ولا تختلف، وتتوافق ولا تتناقض، والذين خالفوهم لم يفهموا حقيقة أقوال السلف والأئمة فلم يعرفوا حقيقة المنصوص والمعقول، فتشعبت بهم الطرق.
ج3/ 264
الناس قبلنا قد ذكروا له [التوحيد] من الأدلة العقلية اليقينية ما شاء الله، ولكن الإنسان يريد أن يعرف ما قاله الناس، وما سبقوا إليه، وبينا أيضا أن القرآن ذكر من ذلك ما هو خلاصة ما ذكره الناس، وفيه من بيان توحيد الإلهية ما لم يهتد إليه كثيرٌ من النظار ولا العباد، بل هو الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه.
ج3/ 287
فلهذا صار كلما طال الزمان أورد المتأخرون أسولة سوفسطائية لم يذكرها المتقدمون.
**********
فوائد متعلقة بضلال الضالين
ج1/ 233
وأكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء.
ج1/ 277
ومن كان قصده متابعته من المؤمنين وأخطأ بعد اجتهاده الذي استفرغ به وسعه غفر الله له خطأه سواء كان خطؤه في المسائل العملية الخبرية، أو المسائل العلمية، فإنه ليس كل ما كان معلوما متيقنا لبعض الناس؛ يجب أن يكون معلوما متيقنا لغيره.
155ج2
وإذا كانت الدعوى خطأ لم تكن حجتها إلا باطلة، فإن الدليل لازم لمدلوله، ولازم الحق لا يكون إلا حقا.
ج2/ 309
وكثيرا ما يكون الحق مقسوما بين المتنازعين في هذا الباب، فيكون في قول هذا حق وباطل وفي قول هذا حق وباطل، والحق بعضه مع هذا وبعضه مع هذا وهو مع ثالث غيرها، والعصمة إنما هي ثابتة لمجموع الأمة، ليست ثابتة لطائفة بعينها.
ج2/ 311
وأبو المعالي وأمثاله أجل من أن يتعمد الكذب، لكن القول المحكي قد يسمع من قائل لم يضبطه، وقد يكون القائل نفسه لم يحرر قولهم، بل يذكر كلاما مجملا يتناول النقيضين، ولا يميز فيه بين لوازم أحدهما ولوازم الآخر، فيحكيه الحاكي مفصلا ولا يجمله إجمال القائل
........ وما كلُّ من قال قولا التزم لوازمه، بل عامة الخلق لا يلتزمون لوازم أقوالهم، فالحاكي يجعل ما يظنه من لوازم قوله هو أيضا من قوله، لا سيما إذا لم ينف القائل ما يظنه الحاكي لازما، فإنه يجعله قولا له بطريق الأولى.
315ج2
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العملية [كذا والصواب العلمية]، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة، وإذا كان الله تعالى يغفر لمن جهل وجوب الصلاة وتحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصودُه متابعةَ الرسول بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما أخطأه، تحقيقا لقوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا).
************
مقالات الفرق المخالفة لعقيدة السلف
أهل الكلام
* صفة أدلة المتكلمين وبراهينهم وذكر إشارات في نقضها*
ج1/ 6
ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله، فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته، ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له، فما وافق قانونهم قبلوه، وما خالفه لم يتبعوه، وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم، وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها، لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم، وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات، فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن؛ وأما هؤلاء؛ فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم، وقد غلطوا في الرأي والعقل.
فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء.
12ج1
وهم في أكثر ما يتأولونه قد يعلم عقلاؤهم علما يقينا أن الأنبياء لم يريدوا بقولهم ما حملوه عليه، وهؤلاء كثيرا ما يجعلون التأويل من باب دفع المعارض، فيقصدون حمل اللفظ على ما يمكن أن يريده متكلم بلفظه، لا يقصدون طلب مراد المتكلم به، وحمله على ما يناسب حاله، وكل تأويل لا يقصد به صاحبه بيان مراد المتكلم وتفسير كلامه بما يعرف به مراده وعلى الوجه الذي به يعرف مراده، فصاحبه كاذب على من تأول كلامه، ولهذا كان أكثرهم لا يجزمون بالتأويل، بل يقولون: يجوز أن يراد كذا، وغاية ما معهم إمكان احتمال اللفظ.
ج1/ 16
ومنهم من يقول: بل تجرى على ظاهرها وتحمل على ظاهرها ومع هذا فلا يعلم تأويلها إلا الله فيتناقضون حيث أثبتوا لها تأويلا يخالف ظاهرها وقالوا مع هذا إنها تحمل على ظاهرها وهذا ما أنكره ابن عقيل على شيخه القاضي أبي يعلى في كتاب ذم التأويل.
ج1/ 120
والمقصود هنا أنه لو قدر أن الدليل يفتقر إلي مقدمات ولم يذكر القرآن إلا واحدة لم يكن قد ذكر الدليل إلا أن تكون البواقي واضحات لا تفتقر إلي مقدمات خفية؛ فإنه إنما يذكر للمخاطب من المقدمات ما يحتاج إليه دون ما لا يحتاج إليه، ومعلوم أن كون الأجسام متماثلة وأن الأجسام تستلزم الأعراض الحادثة وأن الحوادث لا أول لها؛ من أخفي الأمور وأحوجها إلي مقدمات خفية لو كان حقا وهذا ليس في القرآن.
ج1/ 135
وليس لهم قانون يرجعون إليه في هذا الأمر من جهة الرسالة، بل هذا يقول: ما أثبته عقلك فأثبته وإلا فلا، وهذا يقول: ما أثبته كشْفك فأثبته وإلا فلا؛ فصار وجود الرسول صلي الله عليه وسلم عندهم كعدمه في المطالب الإلهية وعلم الربوبية، بل وجوده ـ على قولهم ـ أضر من عدمه لأنهم لم يستفيدوا من جهته شيئا واحتاجوا إلي أن يدفعوا ما جاء به؛ إما بتكذيب وإما بتفويض وإما بتأويل.
280ج1
كما بيّنا انتهاءهم في نفي الصفات والأفعال إلى حجة التركيب والتشبيه والاختصاص، وانتهاءهم في جحد القدر إلى تعارض الأمر والمشيئة، وانتهاءهم في مسألة حدوث العالم والمعاد إلى إنكار الأفعال.
ج1/ 303
ونفاة الجوهر الفرد كثير من طوائف أهل الكلام وأهل الفلسفة، كالهشامية والنجارية والضرارية والكلابية وكثير من الكرامية.
374ج2
ولقائل أن يقول: الحجة والاعتراض مبني على أن الصفات اللازمة للحقيقة تنقسم إلى ذاتي وعرضي، كما يقوله من يقوله من أهل المنطق، فإن تقسيم الصفات اللازمة للحقيقة إلى ما هو ذاتي داخل في الحقيقة وما هو عرضي خارج عنها قول لا يقوم عليه دليل، بل الدليل يقوم على نقيضه، ولهذا لما لم يكن في نفس الأمر بينهما فرق لم يحدد المفرقون بينهما حدا يفصل بينهما، بل ما ذكروه من الضوابط منتقض، كما هو مبسوط في موضعه
390ج2
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا ريب أن هذه الأمور تلزم المستدلين بدليل الحركة والسكون لزوما لا محيد عنه، وإنما التبس مثلُ هذا؛ لأن الواحد من هؤلاء يبني على المقدمة الصحيحة في موضع، ويلتزم ما يناقضها في موضع آخر؛ فيظهر من تناقض أقوالهم ما يبين فسادها، لكن قد يكون ما أثبتوه في أحد الموضعين صحيحا متفقا عليه، فلا ينازعهم الناس فيه ولا في مقدماته، وقد تكون المقدمات فيها ضعف، لكن لكون النتيجة صحيحة يتساهل الناس في تسليم مقدماتها، وإنما يقع تحرير المقدمات والنزاع فيها إذا كانت النتيجة مورد نزاع.
ج3/ 17
وقد ذكرنا مثل هذا في غير موضع، وبيّنا أن لفظ الجزء والغير والافتقار والتركيب ألفاظٌ مجملة موهوا بها على الناس، فإذا فسر مرادهم بها ظهر فساده.
ج3/ 21
والذين فرقوا بين الصفات النفسية والمعنوية قالوا: القيام بالنفس والقدم ونحو ذلك من الصفات النفسية بخلاف العلم والقدرة؛ فإنهم نظروا إلى ما لا يمكن تقدير الذات في الذهن بدون تقديره فجعلوه من النفسية، وما يمكن تقديرها بدونه فجعلوه معنويا، ولا ريب أنه لا يعقل موجود قائم بنفسه ليس قائما بنفسه، بخلاف ما يقدر أنه عالم فإنه يمكن تقدير ذاته بدون العلم.
وهذا التقدير عاد إلى ما قدروه في أنفسهم، وإلا ففي نفس الأمر جميع صفات الرب اللازمة له هي صفات نفسية ذاتية، فهو عالم بنفسه وذاته وهو عالم بالعلم وهو قادر بنفسه وذاته، وهو قادر بالقدرة فله علم لازم لنفسه، وقدرة لازمة لنفسه، وليس ذلك خارجا عن مسمى اسم نفسه.
70ج3
وهؤلاء تجدهم مع كثرة كلامهم في النظريات والعقليات وتعظيمهم للعلم الإلهي الذي هو سيد العلوم وأعلاها وأشرفها وأسناها؛ لا يحققون ما هو المقصود منه، بل لا يحققون ما هو المعلوم لجماهير الخلائق، وإن أثبتوه طولوا فيه الطريق مع إمكان تقصيرها، بل قد يورثون الناس شكا فيما هو معلوم لهم بالفطرة الضرورية.
ج3/ 97
وهؤلاء كثيرا ما يغلطون؛ فيظنون أن المطلوب لا يمكن معرفته إلا بما ذكروه من الحد والدليل، وبسبب هذا الغلط يضل من يضل حتى يتوهم أن ذلك الطريق المعين إذا بطل انسد باب المعرفة.
97ج3
ولهذا لما بنى الآمدي وغيره على هذه الطريقة التي تعود إلى طريقة الإمكان، وبنوا طريقة الإمكان على نفي التسلسل؛ حصل ما حصل؛ فكان مثَلُ هؤلاء مثَل من عمد إلى أمراء المسلمين وجندهم الشجعان الذين يدفعون العدو ويقاتلونهم فقطعهم ومنعهم الرزق الذي به يجاهدون، وتركوا واحدا ظنا أنه يكفي في قتال العدو، وهو أضعف الجماعة وأعجزهم، ثم إنهم مع هذا قطعوا رزقه الذي به يستعين فلم يبق بإزاء العدو أحد.
ج3/ 104
وهاتان المقدمتان: وهو أن كل حادث فلا بد له من محدث، وأن المحدث للموجود لا يكون إلا موجودا، مع أنهما معلومتان بالضرورة؛ فإن كثيرا من أهل الكلام أخذوا يقررون ذلك بأدلة نظرية ويحتجون على ذلك بأدلة وهي وإن كانت صحيحة لكن النتيجة أبين عند العقل من المقدمات؛ فيصير كمن يحد الأجلى بالأخفى، وهذا وإن كان قد يذمه كثير من الناس مطلقا؛ فقد ينتفع به في مواضع، مثل عناد المناظر ومنازعته في المقدمة الجلية، دون ما [هو] أخفى منها، ومثل حصول العلم بذلك من الطرق الدقيقة الخفية الطويلة لمن يرى أن حصوص العلم له بمثل هذه الطرق أعظم عنده وأحب إليه، وأنه إذا خوطب بالأدلة الواضحة المعروفة للعامة لم تكن مزية على العامة، ولمن يقصد بمخاطبته بمثل ذلك أن مثل هذه الطرق معروف معلوم عندنا لم ندعه عجزا وجهلا، وإنما أعرضنا عنه استغناء عنه بما هو خير منه، واشتغالا بما هو أنفع من تطويل لا يحتاج إليه إلى أمثال ذلك من المقاصد.
304ج3
وكذلك كون العلم ضروريا ونظريا والاعتقاد قطعيا وظنيا؛ أمور نسبية؛ فقد يكون الشيء قطعيا عند شخص وفي حال، وهو عند آخر وفي حال أخرى مجهول؛ فضلا عن أن يكون مظنونا، وقد يكون الشيء ضروريا لشخص وفي حال، ونظريا لشخص آخر وفي حال أخرى،
وأما ما أخبر به الرسول فإنه حق في نفسه لا يختلف باختلاف عقائد الناس وأحوالهم فهو الحق الذي لا يقبل النقيض؛ولهذا كل ما عارضه؛ فهو باطل مطلقا،
ومن هنا يتبين لك أن الذين بنوا أمورهم على مقدمات؛ إما ضرورية أو نظرية أو قطعية أو ظنية بنوها على أمور تقبل التغير والاستحالة؛ فإن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء وأما ما جاء به الرسول فهو حق لا يقبل النقيض بحال.
ج3/ 308
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سئل بعض السالكين طريقةَ هؤلاء كالرازي ونحوه؛ فقيل له: لِمَ لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الوسواس بالبرهان المبين لفساد التسلسل والدور بل أمر الاستعاذة؟؛ فأجاب بأن مثَل هذا مثَل من عرض له كلب ينبح عليه ليؤذيه ويقطع طريقة؛ فتارة يضربه بعصا، وتارة يطلب من صاحب الكلب أن يزجره قال: فالبرهان هو الطريق الأول وفيه صعوبة، والاستعاذة بالله هو الثاني وهو أسهل،
واعترض بعضهم على هذا الجواب بأن هذا يقتضي أن طريقة البرهان أقوى وأكمل وليس الأمر كذلك بل طريقة الاستعاذة أكمل وأقوى؛ فإن دفع الله للوسواس عن القلب أكمل من دفع الإنسان ذلك عن نفسه
فيقال: السؤال باطل وكل من جوابيه مبني على الباطل؛ فهو باطل؛ وذلك أن هذا الكلام مبناه على أن هذه الأسئلة الواردة على النفس تندفع بطريقين أحدهما البرهان والآخر الاستعاذة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاستعاذة وأن المبين لفساد الدور والتسلسل قطعه بطريق البرهان وأن طريقة البرهان تقطع الأسولة الواردة على النفس بدون ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بطريقة البرهان،.
وهذا خطأ من وجوه؛ بل النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطريقة البرهان حيث يؤمر بها ودل على مجاميع البراهين التي يرجع إليها غاية نظر النظار، ودلَّ من البراهين على ما هو فوق استنباط النظار، والذي أمر به في دفع هذا الوسواس [ليس] هو الاستعاذة فقط، بل أمر بالإيمان وأمر بالاستعاذة وأمر بالانتهاء، ولا طريق إلى نيل المطلوب من النجاة والسعادة إلا بما أمر به لا طريق غير ذلك.
ج3/ 310
والشبهات القادحة في تلك العلوم لا يمكن الجواب عنها بالبرهان؛ لأن غاية البرهان أن ينتهي إليها؛ فإذا وقع الشك فيها انقطع طريق النظر والبحث، ولهذا كان من أنكر العلوم الحسية والضرورية لم يناظر، بل إذا كان جاحدا معاندا عوقب حتى يعترف بالحق، وإن كان غالطا إما لفساد عرض لحسه أو عقله لعجزه عن فهم تلك العلوم وإما لنحو ذلك؛ فإنه يعالج بما يوجب حصول شروط العلم له وانتفاء موانعه؛ فإن عجز عن ذلك لفساد في طبيعته عولج بالأدوية الطبيعية أو بالدعاء والرقي والتوجه ونحو ذلك، وإلا ترك،
ولهذا اتفق العقلاء على أن كل شبهة تعرض لا يمكن إزالتها بالبرهان والنظر والاستدلال،- وإنما يخاطب بالبرهان والنظر والاستدلال من كانت عنده مقدمات علمية وكان ممن يمكنه أن ينظر فيها نظرا يفيده العلم بغيرها-؛ فمن لم يكن عنده مقدمات علمية أو لم يكن قادرا على النظر لم تمكن مخاطبتة بالنظر والاستدلال، وإذا تبين هذا فالوسوسة والشبهة القادحة في العلوم الضرورية لا تُزال بالبرهان بل متى فكر العبد ونظر ازداد ورودها على قلبه وقد يغلبه الوسواس حتى يعجز عن دفعه عن نفسه كما يعجز عن حل الشبهة السوفسطائية،
وهذا يزول بالاستعاذة بالله.
318ج3
ومما ينبغي أن يعرف في هذا المقام -وإن كنا قد نبهنا عليه في مواضع- أن كثيرا من العلوم تكون ضرورية فطرية؛ فإذا طلب المستدل أن يستدل عليها خفيت ووقع فيها شك؛ إما لما في ذلك من تطويل المقدمات، وإما لما في ذلك من خفائها، وإما لما في ذلك من كلا الأمرين،
والمستدل قد يعجز عن نظم دليل على ذلك؛ إما لعجزه عن تصوره، وإما لعجزه عن التعبير عنه فإنه ليس كل ما تصوره الإنسان أمكن كل أحد أن يعبر عنه باللسان، وقد يعجز المستمع عن فهمه ذلك الدليل، وإن أمكن نظم الدليل وفهمه فقد يحصل العجز عن إزالة الشبهات المعارضة إما من هذا وإما من هذا وإما منهما،
وهذا يقع في التصورات أكثر مما يقع في التصديقات؛ فكثير من الأمور المعروفة إذا حدت بحدود تميز بينها وبين المحدودات زادت خفاء بعد الوضوح لكونها أظهر عند العقل بدون ذلك الحد منها بذلك الحد، ولكن قد يكون في الأدلة والحدود من المنفعة ما قد نبه عليه غير مرة ولهذا تنوعت طرق الناس في الحدود والأدلة وتجد كثيرا من الناس يقدح في حدود غيره وأدلته، ثم يذكر هو حدودا وأدلةً يرد عليها إيرادات من جنس ما يرد على تلك أو من جنس آخر، وذلك لأن المقصود بالحدود: إن كان التمييز بين المحدود وبين غيره كانت الحدود الجامعة المانعة على أي صورة كانت مشتركة في حصول التمييز بها، وإن لم تكن جامعة مانعة كانت مشتركة في عدم حصول التمييز، وإن كان المطلوب بها تعريف المحدود فهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يحصل بها مطلقا ولا يمتنع بها مطلقا بل يحصل لبعض الناس وفي بعض الأوقات دون بعض كما يحصل بالأسماء؛ فإن الحد تفصيل ما دل عليه الاسم بالإجمال فلا يمكن أن يقال: الاسم لا يعرف المسمى بحال ولا يمكن أن يقال يعرف به كل أحد كذلك الحد.
وإن قيل: إن المطلوب بالحد أن مجرد الحد يوجب أن المستمع له يتصور حقيقة المحدود التي لم يتصورها إلا بلفظ الحاد وأنه يتصورها بمجرد قول الحاد كما يظنه من يظنه من الناس بعض أهل المنطق وغيرهم فهذا خطأ كخطأ من يظن أن الأسماء توجب معرفة المسمى لمن تلك الأسماء بمجرد ذلك اللفظ،.
وقد بسط الكلام على هذا في موضعه وبينا ما عليه جمهور النظار من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين والمشركين من أن الحدود مقصودها: التمييز بين المحدود وغيره وأن ذلك يحصل بالوصف الملازم للمحدود طردا وعكسا الذي يلزم من ثبوته ثبوت المحدود ومن انتفائه انتفاؤه كما هو طريقة نظار المسلمين من جميع الطوائف مثل أبي على هاشم وأمثالهما ومثل أبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر و أبي المعالي الجويني والقاضي أبي يعلى وأبي الوفاء ابن عقيل وأمثالهم.
427ج3
ليتأمل اللبيب كلام هؤلاء الذين يدعون من الحذق والتحقيق ما يدفعون به ما جاءت به الرسل؛ كيف يتكلمون في غاية حكمتهم ونهاية فلسفتهم بما يشبه كلام المجانين ويجعلون الحق المعلوم بالضرورة مردودا، والباطلَ الذي يعلم بطلانه بالضرورة مقبولاً بكلام فيه تلبيس وتدليس؛ فإنه ذكر ما يلزم مثبة الصفات وما يلزم نفاتها
فقال: يلزم النفاة أن تكون الصفات ترجع إلى ذات واحدة فيكون مفهوم العلم والقدرة والإرادة مفهوما واحدا وأن يكون العلم والعالم والقدرة والقادر والإرادة والمريد واحدا وقد قال إن هذا عسير
قلت: بل الواجب أن يقال: إن هذا مما يعلم فساده بضرورة.
452ج3
ولولا أن هذا ليس موضع بسط الكلام في مثل هذه الأمور، وإلا لكان ينبغي أن نبين أن مثل هذا الكلام من أسخف الكلام الذي ذمه السلف والأئمة وغيرهم من العقلاء؛ فإن هؤلاء يقولون: إن الله لا يمكن أن يفني شيئا من الأجسام والأعراض، بل طريق فنائها أنه لا يخلق الأعراض التي تحتاج إلى تجديد وإحداث دائما فإذا لم يحدثها عدمت الأجسام وفنيت بأنفسها لأنه لا وجود لها إلا بالأعراض ومثل هذا الكلام لو قاله الصبيان لضحك منهم.
*بطلان طريقة التنزيه بنفي التجسيم*
129ج1
فقد تبين أن قول من نفي الصفات أو شيئا منها لأن إثباتها تجسيم؛ قول لا يمكن أحدا أن يستدل به بل ولا يستدل أحد على تنزيه الرب عن شيء من النقائص بأن ذلك يستلزم التجسيم؛ لأنه لا بد أن يثبت شيئا يلزمه فيما أثبته نظير ما ألزمه غيره فيما نفاه، وإذا كان اللازم في الموضعين واحدا وما أجاب هو به أمكن المنازع له أن يجيب بمثله؛ لم يمكنه أن يثبت شيئا وينفي شيئا على هذا التقدير وإذا انتهي إلي التعطيل المحض كان ما لزمه من تجسيم الواجبِ بنفسه القديمِ أعظمَ من كل تجسيم نفاه؛ فعلم أن مثل هذا الاستدلال على النفي بما يستلزم التجسيم لا يسمن ولا يغني من جوع.
**************
*أعيان المتكلمين وتناقضهم وما آلوا إليه*
ج1/ 5
وكان يقول – يعني أبا بكر بن العربي -: شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر
ج1/ 158
وكثير من حذاق النظر حارَ في هذه المسائل، حتى أذكياء الطوائف كأبي الحسين البصري وأبي المعالي الجويني وأبي عبد الله بن الخطيب حاروا في مسألة الجوهر الفرد؛ فتوقفوا فيها تارة وإن كانوا قد يجزمون بها أخرى، فإن الواحد من هؤلاء تارة يجزم بالقولين المتناقضين في كتابين أو كتاب واحد وتارة يحار فيها، مع دعواهم أن القول الذي يقولونه قطعي برهاني عقلي لا يحتمل النقيض.
162ج1
وأبو الحسن الآمدي في عامة كتبه هو واقف في المسائل الكبار يزيّف حجج الطوائف، ويبقى حائرا واقفا.
376ج1
وقد رأيت من هذا عجائب؛ فقل أن رأيتُ حجة عقلية هائلة لمن عارض الشريعة قد انقدح لي وجه فسادها وطريق حلها؛ إلا رأيت بعد ذلك من أئمة تلك الطائفة من قد تفطن لفسادها وبيّنه ..
377ج1
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأن النفوس إذا علمت أن ذلك القول قاله من هو من أئمة المخالفين استأنست بذلك واطمأنت به ولأن ذلك يبين أن تلك المسألة فيها نزاع بين تلك الطائفة؛ فتنحلّ عقد الإصرار والتصميم على التقليد؛ فإن عامة الطوائف وإن ادعوا العقليات؛ فجمهورهم مقلدون لرؤوسهم فإذا رأوا الرؤوس قد تنازعوا واعترفوا بالحق انحلت عقدة الإصرار على التقليد.
ج1/ 131
الرازي وغيره من أعيان النظار اعترفوا بأن العلم بحدوث العالم لا يتوقف على الأدلة العقلية، بل يمكن معرفة صدق الرسول قبل العلم بهذه المسألة، ثم يعلم حدوث العالم بالسمع؛ فهؤلاء اعترفوا بإمكان كونها سمعية؛ فضلا عن وجوب كونها عقلية؛ فضلا عن كونها أصلا للسمع؛ فضلا عن كونها لا أصل للسمع سواها.
326ج1
فهؤلاء إذا ناظروا الفلاسفة في مسألة حدوث العالم لم يجيبوهم إلا بجواب المعتزلة، وهم دائما إذا ناظروا المعتزلة في مسائل القدر يحتجون عليهم بهذه الحجة التي احتجت بها الفلاسفة، فإن كانت هذه الحجة صحيحة؛ بطل احتجاجهم على المعتزلة؛ وإن كانت باطلة بطل جوابهم للفلاسفة.؛ وهذا غالب على المتفلسفة والمتكلمين المخالفين للكتاب والسنة تجدهم دائما يتناقضون فيحتجون بالحجة التي يزعمون أنها برهان باهر، ثم في موضع آخر يقولون: إن بديهة العقل يُعلم بها فساد هذه الحجة.
ج1/ 157
وأما المسائل المولدة؛ كمسألة الجوهر الفرد، وتماثل الأجسام، وبقاء الأعراض وغير ذلك؛ ففيها من النزاع بينهم ما يطول استقصاؤه، وكل منهم يدعي فيها القطع العقلي
... والبصريون أقرب إلى السنة والإثبات من البغداديين.
100ج2
وأبو بكر البيهقي موافق لابن الباقلاني في أصوله.
159ج2
أبو عبد الله الرازي غالب مادته في كلام المعتزلة ما يجده في كتب أبي الحسين البصري، وصاحبه محمود الخوارزمي وشيخه عبد الجبار الهمداني ونحوهم، وفي كلام الفلاسفة ما يجده في كتب ابن سينا وأبي البركات ونحوهما وفي مذهب الأشعري يعتمد على كتب أبي المعالي كالشامل ونحوه وبعض كتب القاضي أبي بكر وأمثاله، وهو ينقل أيضا من كلام الشهرستاني وأمثاله، وأما كتب القدماء كأبي الحسن الأشعري وأبي محمد بن كلاب وأمثالهما وكتب قدماء المعتزلة والنجارية والضرارية ونحوهم؛ فكتبه تدل على أنه لم يكن يعرف ما فيها، وكذلك مذهب طوائف الفلاسفة المتقدمين وإلا فهذا القول الذي حكاه عن أبي البركات هو قول أكثر قدماء الفلاسفة الذين كانوا قبل أرسطو وقول كثير منهم كما نقل ذلك أرباب المقالات عنهم فنقل أرباب المقالات الناقلون لاختلاف الفلاسفة في الباري ما هو؟ قالوا: قال سقراط وأفلاطون وأرسطو إن الباري لا يعبر عنه إلا بهو فقط.
174ج2
وأما أقوال أئمة الفقه والحديث والتصوف والتفسير وغيرهم من علماء المسلمين وكذلك كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ فكلام الرازي يدل على أنه لم يكن مطلعا على ذلك.
307ج2
ولهذا يوجد كثير من المتأخرين المصنفين في المقالات والكلام يذكرون في أصل عظيم من أصول الإسلام الأقوال التي يعرفونها.، وأما القول المأثور عن السلف والأئمة الذي يجمع الصحيح من كل قول؛ فلا يعرفونه ولا يعرفون قائله، فالشهرستاني صنف الملل والنحل وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه ولم يذكره، والقاضي أبو بكر وأبو المعالي والقاضي أبو يعلى وابن الزاغوني وأبو الحسين البصري ومحمد بن الهيثم ونحو هؤلاء من أعيان الفضلاء المصنفين، تجد أحدهم يذكر في مسألة القرآن أو نحوها عدة أقوال للأمة، ويختار واحدا منها، والقول الثابت عن السلف والأئمة كالإمام أحمد ونحوه من الأئمة لا يذكره الواحد منهم، مع أن عامة المنتسبين إلى السنة من جميع الطوائف يقولون: إنهم متبعون للأئمة كمالك والشافعي وأحمد وابن المبارك وحماد بن زيد وغيرهم، لا سيما الإمام أحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رأيت من أتباع الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من يقول أقوالا ويكفّر من خالفها وتكون الأقوال المخالفة هي أقوال أئمتهم بعينها، كما أنهم كثيرا ما ينكرون أقوالا ويكفرون من يقولها، وتكون منصوصة عن النبي لكثرة ما وقع من الاشتباه والاضطراب في هذا الباب، ولأن شبه الجهمية النفاة أثرت في قلوب كثير من الناس حتى صار الحق الذي جاء به الرسول –وهو المطابق للمعقول- لا يخطر ببالهم ولا يتصورونه، وصار في لوازم ذلك من العلم الدقيق ما لا يفهمه كثير من الناس، والمعنى المفهوم يعبَّر عنه بعباراتٍ فيها إجمال وإبهام يقع بسببها نزاع وخصام، والله تعالى يغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات.
ج2/ 313
إذ المقصود هنا أن من أكابر الفضلاء من لا يعرف أقوال الأئمة في أكابر المسائل، لا أقوال أهل الحق ولا أهل الباطل، بل لم يعرف إلا بعض الأقوال المبتدعة في الإسلام، ومن المعلوم أن السلف والأئمة كان لهم قولٌ ليس هو قول المعتزلة ولا الكلابية ولا الكرامية، ولا هو قول المسمين بالحشوية؛ فأين ذلك القول؟ أكان أفضل الأمة وأعلمها وخير قرونها لا يعلمون في هذا حقا ولا باطلا؟!.
344ج2
بل نفس الرازي قد ذكر في مواضع من كتبه نقضَ ما ذكره في الأربعين ولم يُجب عن ذلك، كما قد حكينا كلامه في موضع آخر.
30ج3
فإما أن يكون الأرموي رأى كلامه وأنه صحيح فوافقه وإما أن يكون وافق الخاطر الخاطر كما يوافق الحافر الحافر أو أن يكون الأرموي والآمدي أخذا ذلك أو بعضه من كلام الرازي أو غيره، وهذا الاحتمال أرجح؛ فإن هذين وأمثالهما وقفوا على كتبه التي فيها هذه الحجج مع أن تضعيفها مما سبق هؤلاء إليه كثير من النظار، ومن تكلم من النظار ينظر ما تكلم به من قبله، فإما أن يكون أخذه عنه أو تشابهت قلوبهم،.
وبكل حال؛ فهما – مع الرازي ونحوه – من أفضل بني جنسهم من المتأخرين، فاتفاقهما دليل على قوة هذه المعارضات [أي على براهينهم]، لا سيما إذا كان الناظر فيها ممن له بصيرة من نفسه يعرف بها الحق من الباطل في ذلك، بل يكون تعظيمه لهذه البراهين لأن كثيرا من المتكلمين من هؤلاء وغيرهم اعتمد عليها في حدوث الأجسام، فإذا رأى هؤلاء وغيرهم من النظار قدح فيها وبين فسادها علم أن نفس النظار مختلفون في هذه المسالك، وأن هؤلاء الذين يحتجون بها هم بعينهم يقدحون فيها، وعلى القدح فيها استقر أمرهم، وكذلك غيرهم قدح فيها، كأبي حامد الغزالي وغيره.
76ج3
والقول بتماثل الأجسام في غاية الفساد، والرازي نفسه قد بين بطلان ذلك في غير موضع.
ج3/ 184
[تكلم عن الآمدي ومقدمة كتابه أبكار الأفكار]
ولكن من عدل عن الطرق الصحيحة الجلية القطعية القريبة البينة إلى طرق طويلة بعيدة؛ لم يؤمن عليه مثل هذا الانقطاع، كما [قد] نبه العلماء على ذلك غير مرة، وذكروا أن الطرق المبتدعة إما أن تكون مخطرة لطولها ودقتها، وإما أن تكون فاسدة، ولكن من سلك الطرق المخوفة وكانت طريقا صحيحة؛ فإنه يرجى له الوصول إلى المطلوب.
ولكن لمّا فعل هؤلاء ما فعلوا، وصاروا يعارضون بمضمون طرقهم صحيحَ المنقول وصريحَ المعقول، ويدّعون أن لا معرفة إلا من طريقهم أو لا يكون عالما كاملا إلا من عرف طريقهم؛ احتيج إلى تبيين ما فيها دفعا لمن يحارب الله ورسوله ويسعى في الأرض فسادا، وبيانا للطرق النافعة غير طريقهم، وبيانا لأن أهل العلم والإيمان عالمون بحقائق ما عندهم ليسوا عاجزين عن ذلك، ولكن من كان قادرا على قطع الطريق فترك ذلك إيمانا واحتسابا وطلبا للعدل والحق وجعل قوته في الجهاد في أعداء الله ورسوله كان خيرا ممن جعل ما أوتيه من القوة فيما يشبه قطع الطريق,
187ج3
مع أنه [الآمدي] من أكبر رؤوس طوائف أهل الكلام والفلسفة، بل قد يقال: إنه لم يكن فيهم في وقته مثله.
262ج3
ثم إن هؤلاء الفلاسفة يقولون – كما زعم الآمدي – إن كمال النفس الإنسانية هو الإحاطة بالمعقولات والعلم بالمجهولات، وهم مع هذا لم يعرفوا الموجود الواجب، فأي شيء عرفوه؟!
وقد بلغني بإسناد متصل عن بعض رؤوسهم؛ وهو الخونجي صاحب (كشف الأسرار في المنطق) وهو عند كثير منهم غاية في هذا الفن أنه قال عند الموت: أموت وما علمت شيئا إلا أن الممكن يفتقر إلى الواجب، ثم قال: الافتقار وصف عدمي، أموت وما علمت شيئا،.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الثقة عن هذا الآمدي أنه قال: (أمعنت النظر في الكلام وما استفدت منه شيئا إلا ما عليه العوام) أو كلاما هذا معناه، وذلك أن هذا الآمدي لم يقرر في كتبه لا التوحيد، ولا حدوث العالم، ولا إثبات واجب الوجود بل ذكر في التوحيد طرقا زيّفها، وذكر طريقة زعم أنه ابتكرها، وهي أضعف من غيرها.، وكان ابن عربي صاحب الفصوص والفتوحات وغيرهما يعظم طريقته ويقول: إن الطريقة التي ابتكرها في التوحيد طريقة عظيمة أو ما هو نحو هذا، حتى أفضى الأمر ببعض أعيان القضاة الذين نظروا في كلامه، إلى أن قال: التوحيد لا يقوم عليه دليل عقلي وإنما يعلم بالسمع، فقام عليه أهل بلده وسعوا في عقوبته وجرت له قصة،.
وكذلك الأصبهاني اجتمع بالشيخ إبراهيم الجعبري يوما فقال له: بت البارحة أفكر إلى الصباح في دليل على التوحيد سالم عن المعارض فما وجدته،.
وكذلك حدثني من قرأ على ابن واصل الحموي أنه قال: (أبيت بالليل وأستلقي على ظهري وأضع الملحفة على وجهي وأبيت أقابل أدلة هؤلاء بأدلة هؤلاء وبالعكس، وأصبح وما ترجح عندي شيء) كأنه يعني أدلة المتكلمين والفلاسفة.
ج3387
والآمدي نفسه قد بيّن بطلان قول من جعل الجواهر متماثلة.
444ج3
ولما كان كل من القولين معلوم الفساد بالضرورة -قول من أثبت ما لا يتميز بعضه عن بعض ومن أثبت ما ينقسم إلى غير نهاية-؛ توقف من توقف من أفاضل النظار فيه؛ فتوقف فيه أبو الحسين البصري وأبو المعالي الجويني في بعض كتبه وأبو عبد الله الرازي في نهايته.
*علو الفلاسفة عليهم بسبب تناقضهم*
ج1/ 203
ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل يقول: ليس إلا مذهبان مذهب أهل الحديث أو مذهب الفلاسفة، فأما هؤلاء المتكلمون فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف
[ينظر بيان التلبيس 2/ 376]
**************
*تأثر الأشاعرة بالمعتزلة*
250ج1
فلهذا صار الحذاق من متأخري الأشعرية على نفي الرؤية وموافقة المعتزلة، فإذا أطلقوها موافقةً لأهل السنة؛ فسروها بما تفسرها به المعتزلة وقالوا: النزاع بيننا وبين المعتزلة لفظي.
**************
*إفتراق الناس في صفة الكلام وبدعة الكلابية والأشعرية في القرآن*
83ج2
وقال الحافظ أبو نصر السجزي في رسالته المعروفة إلى أهل زبيد في الواجب من القول في القرآن: (اعلموا أرشدنا الله وإياكم أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالا منهم في الباطن من أن الكلام لا يكون إلا حرفا وصوتا ذا تأليف واتساق، وإن اختلفت به اللغات وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات وقالوا الكلام حروف متسقة وأصوات مقطعة وقالت – يعني علماء العربية – الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى .... ؛فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفا وصوتا)
99ج2
بخلاف ما قاله ابن كلاب في مسألة الكلام، واتبعه عليه الأشعري، فإنه لم يسبق ابنَ كلاب إلى ذلك أحد، ولا وافقه عليه أحد من رؤوس الطوائف.
255ج2
ولهذا كان من يقول: إن كلام الله قائم بذاته متفقين على أن كلام الله غير مخلوق، ثم هم بعد هذا متنازعون على عدة أقوال:
هل يقال: إنه معنى واحد أو خمسة معان لم تزل قديمة كما يقوله ابن كلاب والأشعري
، أو أنه حروف وأصوات قديمة أزلية لم تزل قديمة كما يذكر عن ابن سالم وطائفة
، أو يقال: بل هو حروف وأصوات حادثة في ذاته بعد أن لم يكن متكلما كما يقوله ابن كرام وطائفة.
، أو يقال: إنه لم يزل متكلما إذا شاء، وإنه إذا شاء تكلم بصوت يسمع وتكلم بالحروف كما يذكر ذلك عن أهل الحديث والأئمة
، والمقصود هنا أن ما قام بذاته لا يسميه أحد منهم مخلوقا، سواء كان حادثا أو قديما.
ج2/ 329
والناس لهم في مسمى الكلام أربعة أقوال: أحدها: أنه اللفظ الدال على المعنى، والثاني: أنه المعنى المدلول عليه باللفظ، والثالث أنه مقول بالاشتراك على كل منهما، والرابع: أنه اسم لمجموعهما، وإن كان مع القرينة يراد به أحدهما، وهذا قول الأئمة وجمهور الناس.
***********
96ج2
قال الشيخ أبو الحسن [الكرجي]: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام.
***********
*سبب من أسباب دخول عقائد الأشاعرة على بعض الناس*
102ج2
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساعٍ مشكورةٌ وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها.
************
*من مقالات بعض المتكلمين*
254ج2
ولكن الجهمية تقول: خلق علما لا في محل، والبصريون من المعتزلة يقولون: خلق إرادة وقدرة لا في محل، وطائفة منهم يقولون: خلق بخلق بعد خلق لا في محل، وهذه المقالات ونحوها مما يعلم فساده بصريح العقل.
264ج2
ولهذا أنكروا على من قال: لم يكن قادرا على الفعل في الأزل. وكان من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا لتنفر عنه قلوب الناس وأراد أبو محمد الجويني وغيره تبرئته من هذا القول.
338ج2
ومعلوم أن المشهور عند أهل الكلام من عامة الطوائف أنهم يقسمون الصفات إلى صفات فعلية وغير فعلية، مع قول من يقول منهم: إن الأفعال لا تقوم به، فيجعلونه موصوفا بالأفعال، كما يقولون إنه موصوف بأنه خالق ورازق، وعندهم هذه أمور كائنة بعد أن لم تكن، ولما قال لهم من يقول بتسلسل الحوادث من الفلاسفة وغيرهم: الفعل إن كان صفة كمال لزم اتصافه به في الأزل، وإن كان صفة نقص امتنع اتصافه به في الأبد، أجابوا عن ذلك بأن الفعل ليس صفة كمال ولا نقص.
431ج3
والناس شنعوا على أبي الهذيل العلاف لما قال: إن الله عالم بعلم وعلمه نفسه ونسبوه إلى الخروج من العقل مع أن كلامه أقل تناقضا من كلام هؤلاء.
**********
*التفويض- وهو من مسالك أهل الكلام-*
ج1/ 205
فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد.
************
*الفلاسفة*
35ج1
وكما تزعمه الفلاسفة الصابئون من تولد العقول العشرة والنفوس الفلكية التسعة التي هم مضطربون فيها هل هي جواهر أو أعراض
...... لكن أكثرهم يجعلون النفوس الفلكية عرضا لا جوهرا قائما بنفسه.
ج14/ 2
والدليل أبدا يستلزم المدلول عليه، يجب طرده ولا يجب عكسه، بخلاف الحد، فإنه يجب طرده وعكسه.
وأما العلة فالعلة التامة يجب طردها بخلاف المقتضية.
ج1/ 122
وأما كون السماوات والأرض مخلوقتين محدثتين بعد العدم فهذا إنما نازع فيه طائفة قليلة من الكفار كأرسطو وأتباعه، وأما جمهور الفلاسفة مع عامة أصناف المشركين من الهند والعرب وغيرهم ومع المجوس وغيرهم ومع أهل الكتاب وغيرهم فهم متفقون على أن السماوات والأرض وما بينهما محدث مخلوق بعد أن لم يكن ولكن تنازعوا في مادة ذلك هل هي موجودة قبل هذا العالم؟ وهل كان قبله مدة ومادة أم هو أبدع ابتداء من غير تقدم مدة ولا مادة؟.
ج1/ 125
والمراد بالعالم في الاصطلاح هو كل ما سوى الله
152ج1
وأما كلامه [أرسطو] وكلام أتباعه: كالإسكندر الأفروديسي وبرقلس وثامسطيوس والفارابي وابن سينا والسهروردي المقتول وابن رشد الحفيد وأمثالهم في الإلهيات فما فيه من الخطأ الكثير والتقصير العظيم؛ ظاهر لجمهور عقلاء بني آدم بل في كلامهم من التناقض ما لا يكاد يستقصى.
304ج1
وقد وافق هؤلاء على إمكان وجود ما لا يتناهى في الماضي والمستقبل طوائفُ كثيرة ممن يقول بحدوث الأفلاك من المعتزلة والأشعرية والفلاسفة وأهل الحديث وغيرهم، فإن هؤلاء جوزوا حوادث لا أول لها، مع قولهم بأن الله أحدث السماوات والأرض بعد أن لم يكونا، وألزموهم بالأبد.
354ج1
فتبين أن الذي ألزمهم إياه أبو عبد الله الرازي لازم لا محيد عنه، وأن الأرموي لم يفهم حقيقة الإلزام فاعترض عليه بما لا يقدح فيه.
356ج1
وذلك لأن الحوادث مشهودة لا بد لها من إحداث محدث، وذلك الإحداث هو التأثير، فإن كان عدميا بطلت الحجة، وإن كان موجودا فإن كان قديما لزم حدوث الحوادث عن تأثير قديم فتبطل الحجة، وإن كان التأثير محدثا – والتقدير أن التسلسل ممتنع – فيلزم أن يكون حدث بتأثير محدث، فتبطل الحجة أيضا. وهذا جواب لا مخلص لهم عنه، به ينقطع شغبهم.
11ج3
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما أثبت ممكنا ليس بحادث طائفة من متأخري الفلاسفة كابن سينا والرازي فلزمهم إشكالات لا محيص عنها – مع أنهم في كتبهم المنطقية يوافقون أرسطو وسلفهم – وهو أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا، وقد أنكر ابن رشد قولهم بأن الشيء الممكن الذي يقبل الوجود والعدم يكون قديما أزليا، وقال: لم يقل بهذا أحد من الفلاسفة قبل ابن سينا.
قلت: وابن سينا ذكر في الشفاء في مواضع أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا، فتناقض في ذلك تناقضا مبسوطا في غير هذا الموضع.
163ج3
والقول بوحدة الوجود قول حكاه أرسطو وأتباعه عن طائفة من الفلاسفة وأبطلوه.
*************
*أنواع التسلسل، مسألة تسلسل الحوادث وما يتصل بها*
ج1/ 321
ولفظ التسلسل يراد به التسلسل في العلل والفاعلين والمؤثرات بأن يكون للفاعل فاعل وللفاعل فاعل إلى ما لا نهاية له وهذا متفق على امتناعه بين العقلاء،.
والثاني: التسلسل في الآثار بأن يكون الحادث الثاني موقوفا على حادث قبله وذلك الحادث موقوف على حادث قبل ذلك وهلم جرا، فهذا في جوازه قولان مشهوران للعقلاء وأئمة السنة والحديث مع كثير من النظار أهل الكلام يجوزون ذلك وكثير من النظار وغيرهم يحيلون ذلك.
322ج1
وأما إذا قيل: لا يحدث حادث قط حتى يحدث حادث، فهذا ممتنع باتفاق العقلاء وصريح العقل، وقد يسمى هذا دورا
........ والتسلسل نوعان: تسلسل في العلل، وقد اتفق العلماء على إبطاله، وأما التسلسل في الشروط ففيه قولان مشهوران للعقلاء.
363ج1
ولكن لفظ التسلسل فيه إجمال واشتباه، كما في لفظ الدور، فإن الدور يراد بهالدور القَبْلي، وهو ممتنع بصريح العقل واتفاق العقلاء، ويراد به الدور المعي الاقتراني، وهو جائز بصريح العقل واتفاق العقلاء، ومن أطلق امتناع الدور فمراده الأول، أو هو غالط في الإطلاق.
ج1/ 367
وليس في أجزاء الزمان شيء قديم، وإن كان جنسه قديما، بل كل جزء من الزمان مسبوق بآخر، فليس من التأثيرات المعينة تأثير قديم كما ليس من أجزاء الزمن جزء قديم.
ج2/ 261
فإنا نعلم أن المفعول المنفصل لا يكون إلا بفعل والمخلوق لا يكون إلا بخلق قبل العلم بجواز التسلسل أو بطلانه.
264ج2
ولهذا أنكروا على من قال: لم يكن قادرا على الفعل في الأزل، وكان من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا لتنفر عنه قلوب الناس وأراد أبو محمد الجويني وغيره تبرئته من هذا القول
278ج2
وإذا قال السلف والأئمة: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء فقد أثبتوا أنه لم يتجدد له كونه متكلما، بل نفس تكلمه بمشيئته قديم، وإن كان يتكلم شيئا بعد شيء فتعاقب الكلام لا يقتضي حدوث نوعه إلا إذا وجب تناهي المقدورات المرادات، وهو المسمى بتناهي الحوادث والذي عليه السلف وجمهور الخلف أن المقدورات المرادات لا تتناهى، وهم بهذا نزهوه عن كونه كان عاجزا عن الكلام كالأخرس الذي لا يمكنه الكلام، وعن أنه كان ناقصا فصار كاملا، وأثبتوا مع ذلك أنه قادر على الكلام باختياره.
282ج2
التسلسل يراد به أمور، أحدها التسلسل في المؤثرات والفاعلين والعلل، وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء، ومنها التسلسل في تمام كون المؤثر مؤثرا، وهذا [كالذي قبله] باطل بصريح العقل وقول جمهور العقلاء، ومنها التسلسل الذي في معنى الدور، مثل أن يقال: لا يحدث حادث أصلا حتى يحدث حادث، وهذا أيضا باطل بضرورة العقل واتفاق العقلاء.
ومنها: التسلسل في الآثار المتعاقبة وتمام التأثير في الشيء المعين، مثل أن يقال: لا يحدث هذا حتى يحدث قبله ولا يحدث هذا إلا ويحدث بعده وهلم جرا، وهذا فيه نزاع مشهور بين المسلمين وبين غيرهم من الطوائف، فمن المسلمين وغيرهم من جوزه في المستقبل دون الماضي.
وإذا عرفت هذه الأنواع، فهم قالوا: إذا لم يكن المؤثر تاما في الأزل لم يحدث عنه شيء حتى يحدث حادث به يتم كونه مؤثرا، إذ القول في ذلك الحادث كالقول في غيره، فيكون حقيقة الكلام أنه لا يحدث شيء ما حتى يحدث شيء، وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هذا الدليل إن طلبوا به أنه لم يزل مؤثرا في شيء بعد شيء؛ فهذا يناقض قولهم، وهو حجة عليهم، وإن أرادوا أنه كان [في الأزل] مؤثرا تاما في الأزل لم تتجدد مؤثريته لزم من ذلك أنه لا يحدث عنه شيء بعد أن لم يكن حادثا، فيلزم أن لا يحدث في العالم شيء، ولهذا عارضهم الناس بالحوادث اليومية، وهذا لازم لا محيد لهم عنه، وهو يستلزم فساد حجتهم،.
وإن أرادوا أنه مؤثر في شيء معين فالحجة لا تدل على ذلك، وهو أيضا باطل من وجوه، كما قد بسط في موضع آخر، فالمؤثر التام يراد به المؤثر في كل شيء، والمؤثر في شيء معين، والمؤثر تأثيرا مطلقا في شيء بعد شيء، فالأول هو الذي يجعلونه موجب حجتهم، وهو يستلزم أن لا يحدث شيء، فعلم بطلان دلالة الحجة على ذلك. ويراد به التأثير في شيء بعد شيء، فهذا موجب الحجة، وهو يستلزم فساد قولهم، وأنه ليس في العالم شيء قديم، بل لا قديم إلا [الرب] رب العالمين. ويراد به التأثير في شيء معين، فالحجة لا تدل على هذا، فلم يحصل مطلوبهم بذلك، بل هذا باطل من وجوه أخرى.
فبهذا التقسيم ينكشف ما في هذا الباب من الإجمال والاشتباه، فكل حادث معين فيقال: هذا الحادث المعين إن كان مؤثره التام موجودا في الأزل لزم جواز تأخير الأثر عن مؤثره التام فبطل قولهم.
وإن قيل: بل لا بد أن يحدث تمام مؤثره عند حدوثه، فالقول في حدوث ذلك التمام كالقول في حدوث تمام الأول. وذلك يستلزم التسلسل في حدوث تمام التأثير. وهو باطل بصريح العقل، فيلزم على قولهم حدوث الحوادث بغير سبب حادث. وهذا أعظم مما أنكروه على المتكلمين من التسلسل.
342ج2
ومتنازعون في أن الأمور المتجددة الحادثة هل يمكن تسلسلها ودوامها في الماضي والمستقبل، أو في المستقبل دون الماضي، أو يجب تناهيها وانقطاعها في الماضي والمستقبل؟ على ثلاثة أقوال معروفة.
360ج2
وقد ذكر بعض الناس بين الماضي والمستقبل فرقا بمثال ذكره كما ذكره صاحب الإرشاد وغيره وهو أن المستقبل بمنزلة ما إذا قال قائل: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك بعده درهما، وهذا كلام صحيح، والماضي بمنزلة أن يقول: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك قبله درهما، وهذا كلام متناقض.
ج3/ 10
فليس كل حكم ثبت للذوات يحتاج إلى علة، إذ ذلك يفضي إلى تسلسل العلل وهو باطل باتفاق العلماء ..
38ج3
ولا تناقض بين اشتراكها في عدم الابتداء ووجود أشخاصها دائما إلا إذا قيل: يمتنع جنس الحوادث الدائمة ..
ج3/ 51
ثم ما لا يتناهى في المستقبل موجود باتفاق أهل الملل وعامة الفلاسفة، ولم ينازع في ذلك إلا من شذ كالجهم وأبي الهذيل ونحوهما ممن هو مسبوق بإجماع المسلمين محجوج بالكتاب والسنة، مخصوم بالأدلة العقلية مع مخالفة جماهير العقلاء من الأولين والآخرين.
60ج3
فتبين أن الجواب فيه مغلطة، وحقيقة الجواب [أي جواب الآمدي] أنه يجب الحكم على الجملة بما يحكم به على أفرادها، وقد بين هو وغيره فساد هذا الجواب، فإنه إذا كان بعض الجملة أزليا كان ذلك سلبا للأزلية عن أفراد الجنس ونفي الأزلية هو الحدوث فيصير معنى الكلام إذا كان كل واحد من الأفراد أو الأبعاض المتعاقبة حادثا وجب أن يكون الجنس المتعاقب حادثا وقد عرف فساد هذا الكلام.
65ج3
وكون المعلول والمفعول لا يكون مفعولا معلولا إلا بعد عدمه هو من القضايا الضرورية التي اتفق عليها عامة العقلاء من الأولين والآخرين.
110ج3
ولهذا اتفق العقلاء على أنه لا يجوز أن يكون كل من الشيئين فاعلا للآخر، لا بمعنى كونه علة فاعلة ولا بغير ذلك من المعاني، وأما كون كل من الشيئين شرطا للآخر فإنه يجوز، وهذا هو الدور المعي، وذاك هو الدور القبلي
ج3/ 117
والتسلسل الذي يسمى التسلسل في العلل والمعلولات والمؤثر والأثر والفاعل والمفعول والخالق والمخلوق هو ممتنع باتفاق العقلاء وبصريح المعقول، بل هو ممتنع في بديهة العقل بعد التصور، وهو الذي أمر النبي بالاستعاذة منه في قوله يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ فيقول الله، فيقول: من خلق الله، فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بالله ولينته.
157ج3
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أن تسلسل المؤثرات لما كان ممتنعا ظاهر الامتناع في فطر جميع العقلاء لم يكن متقدمو النظار يطيلون في تقريره لكن المتأخرون أخذوا يقررونه وكان من أسباب ذلك اشتباه التسلسل في الآثار التي هي الأفعال بالتسلسل في المؤثرين الذين هم الفاعلون
ج3/ 161
ومن أقدم من رأيته ذكر نفي التسلسل في إثبات واجب الوجود في المؤثرات خاصة دون الآثار ابن سينا، وهو بناه على نفي التسلسل في العلل فقط، ثم اتبعه من سلك طريقه كالسهروردي المقتول وأمثاله وكذلك الرازي والآمدي والطوسي وغيرهم.
178ج3
فثبت أنه إذا قدر سلسلة العلل والمعلولات كل منها ممكن فلا بد لها من أمر خارج عنها، وهذا أمر متفق عليه بين العقلاء وهو من أقوى العلوم اليقينية والمعارف القطعية.
ولولا أن طوائف من متأخري النظار طولوا في ذلك وشكك فيه بعضهم كالآمدي والأبهري لما بسطنا فيه الكلام.
ج3/ 289
فمن جوز وجود جسم قديم لم يزل متحركا لا يقول: إن شيئا معينا من الحركة قديم أزلي، بل يقول: نوع الحركة أزلي، وإن كان كل منها حادثا كائنا بعد أن لم يكن مسبوقا بالعدم.
ج3/ 301
وإنما يجوّز كونَ المفعول المعلول مقارنا لفاعله طائفة قليلة من الناس، كابن سينا والرازي ونحوهما.
****************
غلاة المتصوفة
ج1/ 319
كما حدثني نقيب الأشراف أنه قال للعفيف التلمساني أنت نصيري، فقال: نصير جزء مني.
******************
عقيدة أهل السنة في باب الصفات
*التأويل*
ج1/ 14
لفظ التأويل في القرآن يراد به ما يؤول الأمر إليه وإن كان موافقا لمدلول اللفظ ومفهومه في الظاهر، ويراد به تفسير الكلام وبيان معناه وإن كان موافقا له وهو اصطلاح المفسرين المتقدمين كمجاهد وغيره، ويراد به صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك،
وتخصيص لفظ التأويل بهذا المعنى إنما يوجد في كلام بعض المتأخرين فأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم؛ فلا يخصون لفظ التأويل بهذا المعنى بل يريدون بالتأويل المعنى الأول أو الثاني.
*حقيقة التمثيل الذي نفاه الله تعالى، و قاعدة القدر المشترك*
118ج1
وأما كون ماله حقيقة أو صفة أو قدر يكون بمجرد ذلك مماثلا لما له حقيقة أو صفة أو قدر؛ فهذا باطل عقلا وسمعا فليس في لغة العرب ولا غيرهم إطلاق لفظ المثل على مثل هذا، وإلا فليلزم أن يكون كل موصوف مماثلا لكل موصوف وكل ما له حقيقة مماثلا لكل ما له حقيقة وكل ما له قدر مماثلا لكل ما له قدر، وذلك يستلزم أن يكون كل موجود مماثلا لكل موجود وهذا ـ مع أنه في غاية الفساد والتناقض ـ لا يقوله عاقل؛ فإنه يستلزم التماثل في جميع الأشياء فلا يبقى شيئان مختلفان غير متماثلين قط وحينئذ فيلزم أن يكون الرب مماثلا لكل شيء فلا يجوز نفي مماثلة شيء من الأشياء عنه وذلك مناقض للسمع والعقل فصار حقيقة قولهم في نفي التماثل عنه يستلزم ثبوت مماثلة كل شيء له؛ فهم متناقضون مخالفون للشرع والعقل.
ج1/ 216
المطلق الكلي عند الناس وجوده في الأذهان لا في الأعيان فما هو مطلق كلي في أذهان الناس لا يوجد إلا معينا مشخصا متميزا في الأعيان وإنما سمي كليا لكونه في الذهن كليا، وأما في الخارج فلا يكون في الخارج ما هو كلي أصلا،
وهذا الأصل ينفع في عامة العلوم؛ فلهذا يتعدد ذكره في كلامنا بحسب الحاجة إليه فيحتاج أن يفهم في كل موضع يحتاج إليه فيه كما تقدم، وبسبب الغلط فيه ضل طوائف من الناس حتى في وجود الرب تعالى وجعلوه وجودا مطلقا إما بشرط الإطلاق وإما بغير شرط الإطلاق وكلاهما يمتنع وجوده في الخارج.
*مسألة اللفظ*
262ج1
وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن غير مخلوق، ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مرادهم صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وطوائف غير هؤلاء.
*إختلاف معنى الاستواء بحسب لزومه وتعديه، وتعين تفسيره بالعلو إذا عدي بعلى*
279ج1
فإذا قال القائل: استوى يحتمل خمسة عشر وجها أو أكثر أو أقل؛ كان غالطا فإن قول القائل: (استوى على كذا) له معنى وقوله (استوى إلى كذا) له معنى وقوله (استوى وكذا) له معنى وقوله (استوى) بلا حرف يتصل به له معنى، فمعانيه تنوعت بتنوع ما يتصل به من الصلات.
383ج3
(يُتْبَعُ)
(/)
وأئمة أهل السنة والحديث من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم يثبتون الصفات الخبرية، لكن منهم من يقول: لا نثبت إلا ما في القرآن والسنة المتواترة، وما لم يقم دليل قاطع على إثباته نفيناه، كما يقوله ابن عقيل وغيره أحيانا، ومنهم من يقول: بل نثبتها بأخبار الآحاد المتلقاة بالقبول، ومنهم من يقول: نثبتها بالأخبار الصحيحة مطلقا، ومنهم من يقول: يعطى كل دليل حقه، فما كان قاطعا في الإثبات قطعنا بموجبه، وما كان راجحا لا قاطعا قلنا بموجبه، فلا نقطع في النفي والإثبات إلا بدليل يوجب القطع، وإذا قام دليل يرجح أحد الجانبين بينا رجحان أحد الجانبين، وهذا أصح الطرق.
*من أقوال أئمة أهل السنة*
71ج1
فقال أبو عبد الله [أحمد بن حنبل] كلما ابتدع رجل بدعة اتسع الناس في جوابها.
67ج2
[عثمان الدارمي:] لقد ميزت بين ما جمع الله، وجمعت بين ما ميز الله، ولا يجمع بين هذين التأويلين إلا كل جاهل بالكتاب والسنة
ج2/ 72
[عثمان الدارمي:] وقد أجمع أهل العلم بالأثر على أن لا يحتجوا بالكلبي في أدنى حلال ولا حرام.
86ج2
[السجزي:] ومن عُلِم منه خرقُ إجماع الكافة ومخالفة كل عقلي وسمعي قبله؛ لم يناظر بل يجانب ويقمع.
*******************
*النقل والعقل*
ج1/ 79
وإن كان أحد الدليلين المتعارضين قطعيا دون الآخر؛ فإنه يجب تقديمه باتفاق العقلاء، سواء كان هو السمعي أو العقلي؛ فإن الظن لا يرفع اليقين.
ج1/ 80
وإذا قدر أن يتعارض قطعي وظني لم ينازع عاقل في تقديم القطعي لكن كون السمعي لا يكون قطعيا؛ دونه خرط القتاد.
90ج1
وحينئذ فإذا كان المعارض للسمع من المعقولات ما [لعلها مما] لا يتوقف العلم بصحة السمع عليه لم يكن القدح فيه قدحا في أصل السمع، وهذا بيّن واضح، وليس القدح في بعض العقليات قدحا في جميعها كما أنه ليس القدح في بعض السمعيات قدحا في جميعها، ولا يلزم من صحة بعض العقليات صحة جميعها كما لا يلزم من صحة بعض السمعيات صحة جميعها
، وحينئذ فلا يلزم من صحة المعقولات التي تبني عليها معرفتنا بالسمع صحة غيرها من المعقولات ولا من فساد هذه فساد تلك فضلا عن صحة العقليات المناقضة للسمع.
ج1/ 133
الأدلة العقلية الصحيحة البينة التي لا ريب فيها، بل العلوم الفطرية الضرورية توافق ما أخبرت به الرسل لا تخالفه، وأن الأدلة العقلية الصحيحة جميعها موافقة للسمع لا تخالف شيئا من السمع وهذا ـ ولله الحمد ـ قد اعتبرتُه فيما ذكره عامة الطوائف فوجدت كل طائفة من طوائف النظار أهل العقليات لا يذكر أحد منهم في مسألة ما دليلا صحيحا يخالف ما أخبرت به الرسل بل يوافقه، حتى الفلاسفة القائلين بقدم العالم كأرسطو وأتباعه: ما يذكرونه من دليل صحيح عقلي فإنه لا يخالف ما أخبرت به الرسل بل يوافقه، وكذلك سائر طوائف النظار من أهل النفي والإثبات لا يذكرن دليلا عقليا في مسألة إلا والصحيح منه موافق لا مخالف.
ج1/ 137
بل الواجب أن ينظر في عين الدليلين المتعارضين فيقدم ما هو القطعي منهما، أو الراجح إن كانا ظنيين، سواء كان هو السمعي أو العقلي، ويبطل هذا الأصل الفاسد الذي هو ذريعة إلى الإلحاد.
138ج1
وهذا كما أن العامي إذا علم عين المفتي ودل غيره عليه وبين له أنه عالم مفت، ثم اختلف العامي الدال والمفتي وجب على المستفتي أن يقدم قول المفتي فإذا قال له العامي: أنا الأصل في علمك بأنه مفت فإذا قدمت قوله على قولي عند التعارض قدحت في الأصل الذي به علمت بأنه مفت؛ قال له المستفتي: أنت لما شهدت بأنه مفت ودللت على ذلك شهدت بوجوب تقليده دون تقليدك كما شهد به دليلك،وموافقتي لك في هذا العلم المعين لا يستلزم أني أوافقك في العلم بأعيان المسائل، وخطؤك فيما خالفت فيه المفتي الذي هو أعلم منك لا يستلزم خطأك في علمك بأنه مفت، وأنت إذا علمت أنه مفت باجتهاد وإستدلال ثم خالفته باجتهاد واستدلال كنت مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي خالفت به من يجب عليك تقليده وإتباع قوله، وإن لم تكن مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي [خالفت به من يجب عليك تقليده واتباع قوله، وإن لم تكن مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي] به علمت أنه عالم مفت يجب عليك تقليده هذا مع علمه بأن المفتي يجوز عليه الخطأ والعقل يعلم أن الرسول صلي الله عليه وسلم معصوم في خبره عن الله تعالي لا يجوز عليه الخطأ فتقديمه قولَ
(يُتْبَعُ)
(/)
المعصوم على ما يخالفه من استدلاله العقلي أولى من تقديم العامي قول المفتي على قوله الذي يخالفه.
141ج1
فإذا كان عقله يوجب أن ينقاد لطبيب يهودي فيما أخبره به من مقدرات من الأغذية والأشربة والأضمدة والمسهلات واستعمالها على وجه مخصوص مع ما في ذلك من الكلفة والألم لظنه أن هذا أعلم بهذا مني وأني إذا صدقته كان ذلك أقرب إلي حصول الشفاء لي مع علمه بأن الطبيب يخطئ كثيرا وأن كثيرا من الناس لا يشفى بما يصفه الطبيب بل قد يكون استعماله لما يصفه سببا في هلاكه ومع هذا فهو يقبل قوله ويقلده وإن كان ظنه واجتهاده يخالف وصفه؛ فكيف حال الخلق مع الرسل عليهم الصلاة والسلام؟!، والرسل صادقون مصدوقون لا يجوز أن يكون خبرهم على خلاف ما أخبروا به قط والذين يعارضون أقوالهم بعقولهم عندهم من الجهل والضلال ما لا يحصيه إلا ذو الجلال فكيف يجوز أن يعارض ما لم يخطئ قط بما لم يصب في معارضته له قط؟.
150ج1
بل لا يعلم حديث صحيح عن النبي في الأمر والنهي أجمع المسلمون على تركه إلا أن يكون له حديث صحيح يدل على أنه منسوخ.
ج1/ 168
والناس إذا تنازعوا في المعقول لم يكن قولُ طائفة لها مذهب حجة على أخرى، بل يرجع في ذلك إلى الفطر السليمة التي لم تتغير باعتقاد يغير فطرتها ولا هوى.
ج1171
وإذا تعارض دليلان أحدهما علمنا فساده والآخر لم نعلم فساده كان تقديم ما لم يعلم فساده أقرب إلى الصواب من تقديم ما يعلم فساده.
174ج1
فإن قيل: نحن نستدل بمخالفة العقل للسمع على أن دلالة السمع المخالفة له باطلة إما لكذب الناقل عن الرسول أو خطئه في النقل وإما لعدم دلالة قوله على ما يخالف العقل في محل النزاع
قيل: هذا معارض بأن يقال: نحن نستدل بمخالفة العقل للسمع على أن دلالة العقل المخالفة له باطلة بعض مقدماتها فإن مقدمات الأدلة العقلية المخالفة للسمع فيها من التطويل والخفاء والاشتباه والاختلاف والاضطراب ما يوجب أن يكون تطرق الفساد إليها أعظم من تطرقه إلى مقدمات الأدلة السمعية.
ج1/ 178
وطرق العلم ثلاثة: الحس والعقل والمركب منهما كالخبر.
194ج1
واعلم أن أهل الحق لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية، ولا فيما علم العقل صحته، وإنما يطعنون فيما يدعي المعارض أنه يخالف الكتاب والسنة، وليس في ذلك ولله الحمد دليل صحيح في نفس الأمر، ولا دليل مقبول عند عامة العقلاء ولا دليل لم يقدح فيه بالعقل.
ج1/ 195
ومعلوم أن النقل المتواتر يفيد العلم اليقيني سواء كان التواتر لفظيا أو معنويا كتواتر شجاعة خالد وشعر حسان وتحديث أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم وفقه الأئمة الأربعة وعدل العمرين ومغازي النبي صلي الله عليه وسلم مع المشركين وقتاله أهل الكتاب وعدل كسري وطب جالينوس ونحو سيبويه يبين هذا أن أهل العلم والإيمان يعلمون من مراد الله ورسوله بكلامه أعظم مما يعلمه الأطباء من كلام جالينوس والنحاة من كلام سيبويه؛ فإذا كان من ادعى في كلام سيبويه وجالينوس ونحوهما ما يخالف ما عليه أهل العلم بالطب والنحو والحساب من كلامهم كان قوله معلوم البطلان؛ فمن ادعي في كلام الله ورسوله خلاف ما عليه أهل الإيمان كان قوله أظهر بطلانا وفسادا لأن هذا معصوم محفوظ.
208ج1
ولهذا كانوا يجعلون القرآن يحيط بكل ما يطلب من علم الدين، كما قال مسروق: ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه.
295ج1
وكلما أمعن الفاضل الذكي في معرفة أقوال هؤلاء الملاحدة ومن وافقهم في بعض أقوالهم من أهل البدع كنفاة بعض الصفات الذين يزعمون أن المعقول عارض كلام الرسول وأنه يجب تقديمه عليه؛ فإنه يتبين له أنه يعلم بالعقل الصريح ما يصدق ما أخبر به الرسول، وما به يتبين فساد ما يعارض ذلك.
***********
*فوائد في الاستدلال والحِجَاج*
22ج3
فما كان جوابا عن مواضع الإجماع كان جوابا في مورد النزاع.
97ج3
مع أن الحد والاستدلال بالأخفى قد يكون فيه منفعة من وجوه أخرى مثل من حصلت له شبهة أو معاندة في الأمر الجلي فيبين له بغيره لكون ذلك أظهر عنده؛ فإن الظهور والخفاء أمر نسبي إضافي، مثل من يكون من شأنه الاستخفاف بالأمور الواضحة البينة، فإذا كان الكلام طويلا مستغلقا هابه وعظمه، كما يوجد في جنس هؤلاء إلى غير ذلك من الفوائد.
ج3/ 161
لأن المستدل بدليل ليس عليه أن يذكر كل ما قد يخطر بقلوب الجهال من الاحتمالات وينفيه فإن هذا لا نهاية له، وإنما عليه أن ينفي من الاحتمالات ما ينقدح، ولا ريب أن انقداح الاحتمالات يختلف باختلاف الأحوال.، ولعل هذا هو السبب في أن بعض الناس يذكر في الأدلة من الاحتمالات التي ينفيها ما لا يحتاج غيره إلى ذلك، ولكن هذا لا ضابط له، كما أن الأسولة والمعارضات الفاسدة التي يمكن أن يوردها بعض الناس على الأدلة لا نهاية لها، فإن هذا من باب الخواطر الفاسدة، وهذا لا يحصيه أحد إلا الله تعالى، لكن إذا وقع مثل ذلك لناظر أو مناظر فإن الله ييسر من الهدى ما يبين له فساد ذلك، فإن هدايته لخلقه وإرشاده لهم هو بحسب حاجتهم إلى ذلك وبحسب قبولهم الهدى وطلبهم له قصدا وعملا.
******
تم ما قصدت إيراده من فوائد الأجزاء الثلاثة من درء التعارض لأبي العباس ابن تيمية رحمه الله ورضي عنه وجمعنا به في الفردوس الأعلى تحت لواء نبينا صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 10:06]ـ
بارك الله فيك(/)
الدّكتور طه حسين شعوبي ماكر
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 05:20]ـ
الدّكتور طه حسين شعوبي ماكر ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7 %D8%AC%D9%85-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%82 %D8%A7%D8%AA/128-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%91%D9%83 %D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%B7%D9%87-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1.html)
بقلم الأستاذ الزّاهري العضو الإداري لجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين
قرأنا في جريدة << النّداء >> البيروتيّة الغرّاء أنّ الأستاذ الدّكتور حسين كتب في جريدة << كوكب الشّرق >> المصريّة فصلا جاء فيه: <<. . . لقد خضع المصريون لضروب من البغي والعدوان جاءتهم من الفرس واليونان وجاءتهم من العرب (كذا!) والفرنسيين وجاءتهم من الإنكليز أخيرا. . . >> فحشر الدّكتور طه العرب في جُملة الظّالمين الذين ظلموا مصر , وحكمُوها بالبغي والعُدوان , ولم يكد ينشر طعنه هذا على العرب حتّى قام شباب العرب في سوريا (بلبنانها وفلسطينها) وفي العراق وفي سائر بلاد العرب يستنكرون على طه ويدعون إلى تحريق كُتبه وتظاهروا ضدّه في الأسواق والطّرقات , وكان لهذه الحوادث ردّ فعل في مِصر , فقام بعض الأحداث من الذين يدينون بالوثنيّة الفرعونيّة يُدافعون عن طه حسين بحجّة أنّه من دعاة << وثنيّة الفراعنة >> أيضا , ونشرت جريدة << النّداء >> لواحد من هؤلاء الشّبان مقالا يدافع فيه عن طه وعن الوثنيّة الفرعونيّة ويزعم أنّ هذه << الفرعونيّة >> هي خير لمصر من إسلامها وعروبتها. ونسي هذا الشّاب المُحامي أنّ شباب العرب قاموا على طه لا لأنتّه من دعاة << الفرعونيّة >> فقط , بل لأنّه أيضا تنقّص العرب وحطّ من كرامتهم وادّعى أنّهم اضطهدوا مِصر , وأذاقوها الخسف والعذاب لا أنّهم جاءوها بالرّحمة والهدى.
ولو كنّا معشر العرب كما كان آباؤنا << أباة ضيم >> نغضب للكرامة ولا نرضى بالهوان , لقمنا بهذا العمل الواجب قبل اليوم , ولعلّمنا هؤلاء الشعوبيين كيف يقفون عند أقدارهم ولا يتجاوزونها , وكيف يحترموننا.
للأستاذ طه حسين غاية واحدة يسعى إليها من يوم ظهر على المرسح إلى هذا اليوم , وهي محاربة العروبة والإسلام , لا يفتأ يعمل لها , ولا يفتر في طلبها , فهو شعوبي ماكر يعرف كيف يستر (شعوبيته) ويعرف كيف يخفي غرضه وهواه عن كثير من شبابنا الأغرار الذين لا يكادون يُدركون مراميه البعيدة إلاّ ما كان منها مثل هذا الطّعن الصّريح المكشوف.
لقد أوتي طه حسين كلّ وسيلة من وسائل الفتنة والإغواء , فأسلوبه سهل جذّاب , وموضوعاته التي يكتب فيها هي الحبّ والهوى وما إلى الحبّ والهوى ممّا يشوّق الشّاب ويستهويه , وهو يدخل على الشّبّان لا من باب العقل والإدراك ولكن من باب العواطف والشّهوات , يقودهم من أهوائهم وشهواتهم إلى حيث يريد لهم من الهلاك والرّدى , إلى حيث يسلبهم دينهم وإيمانهم ويستلّ منهم النّخوة والاعتزاز بالعروبة كما تُستلّ الشّعرة من العجين , ثمّ يملأ نفوسهم ظُلمة وكراهيّة لآبائهم ولعروبتهم , ويجعلهم يهيمون حبّا وغراما بالغرب وبكلّ شيء غربي وينفرون من العرب والإسلام ومن كلّ ما هو عربي إسلامي , وبالجملة فالأستاذ طه حسين من أكبر أعوان الاستعمار على احتلال عقول أبناء العرب , وهو من أقدر العاملين على توجيه شبابنا في الاتّجاهات التي يريدها لهم غُلاة المُستعمرين.
لقد درس الأستاذ طه حسين كثيرا وخطب وحاضر كثيرا , وكتب كثيرا , ولكن هل تجدون له كلمة واحدة أثنى بها على العرب أو هل اعترف لهم يوما من الأيّام بِمَكرمة من المكارم ومنقبة من المناقب؟؟
الاستعمار اليوم يعتقد أنّ الإسلام والعرب جُزآن لا يُمكن انفصال أحدهما عن الأخرى , يعتقد المستعمرون أنّ العرب لا تقوم لهم قائمة إلاّ إذا بُعِث دين الإسلام من جديد , وأنّ الإسلام لا يبعثه من جديد إلاّ العرب أنفسهم , ولذلك فهم يسعون جهدهم لمحو العروبة والإسلام معا , يعاونون المبشّرين المسيحيين بالأموال والنّفوذ على تكفير أطفال المسلمين وتنصيرهم واخترعوا القوميات المحلّية في بعض بلدان الإسلام مُناهضة للعروبة ومُحاربة لها , ومن المُؤسف حقا أنّ كثيرا من العرب لم يتفطّنوا لهذا المعنى , فهم حينما أصدر طه حسين
(يُتْبَعُ)
(/)
كتابه << في الشّعر الجاهلي >> وطعن فيه على القُرآن ونسب فيه إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم التّحيّل ونحو ذلك سكتوا ولم يقولوا شيئا ظنّا منهم أنّ الأمر لا يعني إلاّ المسلمين << الجامدين >> بل كثير من شبّان العرب وصحافة العرب نصروا طه ودافعوا عنه باسم << حُرّية الفِكر >> ولم يعلموا أنّ كتاب << في الشّعر الجاهلي >> إنّما هو طعنة نجلاء في صميم العروبة لِما هو تكذيب بآيات الله , ورسالة (قادة الفكر) إذا أنت قرأتها علمت كيف يتجاهل طه حسين العرب ويحذفهم جُملة واحدة من قائمة المُفكّرين , ويُهملهم إهمالا تاما كأن لم يكونوا (قادة الفِكر) في الدّنيا قرونا طِوالا , وكتاب (المُجمل) في الأدب العربي قد اشترك طه في تأليفه , وقد مُلئ هذا الكتاب شكّا وريبا بدعوى أنّه يعلّم الطّالب كيف (يفكّر) وكيف (يبحث) وليس لهذا الكتاب إلاّ نتيجة واحدة يحصل عليها الطالب عندما يفرغ من قِراءته وهي أنّه لا قيمة لهذا الأدب العربي وليس هو شيئا مذكورا , وأنّه لا ثقة بالأدباء العرب في كلّ ما لهم من الرّوايات والأسانيد ومعلوم أنّ كتابا كهذا (المُجمل) أقلّ ما فيه أنّه يّفقد الطّالب أهمّ رُكن من أركان الأدب الرّفيع وهو << الذّوق >>الصّحيح , والذّوق لا يُنال بالشّك والرّيب ولكن بالمحاذاة والتّقليد , وإذا كان أكبر شرط لطالب العلم أن يتمرّن على البحث والتّفكير فإنّ أعظم واجب على طّالب الأدب أن يتلقّى الأدب من طريق الإيحاء والتّلقين وتلك هي سبيل << الذّوق >> الصّحيح السّليم لا غيرها , وهذان الكتابان الأخيران قد قرّرتهما وزارة المعارف في مِصر وفرضتهما على طُلاّب المدارس الثّانويّة , وليت شعري كيف يتّفق ما في هذين الكتابين مع ما تُريده الحكومة المِصريّة في دروس (التّربيّة الوطنيّة) من الطّلبة أن يشربوا في قلوبهم حبّ الوطن واحترام الآباء والأجداد. لقد أحسن صدقي باشا إذ عزل الدّكتور طه حسين من منصب عميد كلّيّة الآداب بالجامعة المِصريّة , لأنّه بهذا العزل قد استراح العرب واستراح المُسلمون من شرّ كثير , وسوف يحتفظ العرب والمسلمون لدولة صدقي باشا بهذه اليد البيضاء أبد الدّهر , ولكنّنا نتمنّى على حكومة مِصر أن تحذف جميع كُتب طه من جميع مناهج التّعليم , وكُتب طه كلّها شعوبيّة ومقت , فكتابه (في الصّيف) فيه دعاية كُبرى إلى التّوراة وإلى تلاوتها ودراستها وزعم أنّها مورد عميق من موارد الأدب الرّفيع العالي , ولكنّه لم يقل كلمة واحدة يدعو بها إلى تلاوة القُرآن وإلى دراسته كمُعجزة للفصاحة وسِحر البيان , على أنّ رأيه هذا هو رأي باطل غير صحيح فأُدباء لُبنان مثلا الذين توافروا على دراسة التّوراة وتفهّمها وتذوّقها لم يكونوا هم المبرّزين في حلبة الأدب العربي في هذا العصر الحديث , بل إنّ عيبهم الوحيد هو أنّهم يحتذون أسلوب التّرجمة الرّكيك الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التّوراة والإنجيل , سمعت كثيرا بالأستاذ ميخائيل نُعيمة وهو من الأدباء العرب المشهورين ومن الذين تذوّقوا كلّ ما يراه طه حسين من الفنّ والجمال في التّوراة والإنجيل , وأردت ذات يوم أن أقرأ له فصلا نُشر في مجلّة المُقتطف , فإذا هو يقول: وكان صباح , وكان مساء ,. . . ومضى في عبارات على غاية الرّكاكة والثّقل , فو الله ما استطعت أن أقرأ ولا صفحة واحدة من المقال , ولم أدر من أين جاء بهذه (التّعبيرات) التي أُنكرها ولا أعرفها , ثمّ أخذت أطالع التّوراة ذات يوم فإذا هو يقتبس من << نورها ومن جمالها >>! ولا شكّ أنّ كثيرين من أمثالي لا يستطيعون أن يتذوّقوا هذا الجمال الذي يقول طه إنّه في التّوراة , والأستاذ إلياس أبو شبكة هو من الأدباء المعدودين ومن الذين تذوّقوا << جمال التّوراة >> ومع ذلك فهو لا عيب فيه إلاّ هذه العُجمة النّابتة التّي تشيع في أُسلوبه والتي هي كلّ ما أفاد من التّوراة.
وما أريد هنا أن أتتبع هفوات طه حسين فهي أكثر من أن تعدّ , وإنّما أريد أن أنبّه إلى شذوذه ونزقه على أنّ ما في طّبع طه من نزق وطيش يطغى به من حين إلى حين هو الذي جعل العرب يفطنون لشعوبيته ولعصبيّته على الإسلام, وهنا ينبغي أن نقول أنّ طه لا يكتب إلاّ في الموضوعات التي يريدها الاستعمار وبالأسلوب الذي يريده الاستعمار فهو لم يزد على أنّه ناشر للآراء والأفكار الوبيئة التي يحبّ الاستعمار أن تشيع في الذين آمنوا , فالذين اخترعوا الدّعوة إلى << الفرعونيّة >> إنّنا هم غُلاة المستعمرين , وكيف يدّعي الوطنيّة مِصريّ يدعو إلى << الفرعونيّة >> التي خلقها الاستعمار وروّج لها؟ ومتى كانت الوطنيّة هي اعتناق الفكرة التي يدعو إليها المستعمرون؟
إنّ جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين كانت أنشأت لجنة للآداب وأسندت أمرها إلى هذا العاجز الضّعيف , فعزمنا أن نُصدر بيانا دوريا بالكتب التي ينبغي أن يقرأها أبناء هذه البلاد العربيّة وبيانا آخر دوريا بالكتب التي ينبغي أن يحذرها أبناؤنا. وربّما نشرنا ذلك قريبا غير بعيد , ولكن هل للصّحافة العربيّة وللمعلّمين العرب أن يدعُوا إلى العروبة ومكارمها وإلى الكُتب التي تدعو إلى العروبة ومكارمها وهل لنا أن نكفّ عن التّنويه بالشّعوبيين وهل لنا أن نحترم أنفسنا فلا نقرأ كتابا يطعن على العرب؟
إنّ العرب هم الذين أغروا طه حسين بتنقّصهم , فقد أشادت به صحفهم وصفّقوا له تصفيق الاستحسان فأَمعَن هو في امتهانهم والطّعن عليهم.
إنّ اليهود لا يقرءون كتابا فيه طعن عليهم ولو على طريق التّلويح البعيد , فلماذا نحن لا نُعامل بالرّفض والإهمال كلّ كاتب أوكلّ كتاب فيه شعوبيّة علينا , إن لم نفعل ذلك احتفاظا بكرامتنا واحتراما لأنفسنا , أفلا نفعل ذلك على الأقل اقتداء باليهود؟
وهران
محمّد السعيد الزّاهري
http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7 %D8%AC%D9%85-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%82 %D8%A7%D8%AA/128-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%91%D9%83 %D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%B7%D9%87-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحب السنة]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 08:07]ـ
النص موجود فى ص 12 من كتاب "فى الشعر الجاهلى"/ مطبعة دار الكتب/ 1926م)
وقوله: "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الاسمين فى التوراة والقرآن لا يكفى لإثبات وجودهما التاريخى، فضلا عن إثبات هذه القصة التى تحدثنا بهجرة إسماعيل وإبراهيم إلى مكة ... ونحن مضطرون إلى أن نرى فى هذه القصة نوعا من الحيلة فى إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية، والتوراة والقرآن من جهة أخرى"
وكلامه السابق ردة وزندقة وسوء أدب مع الله تعالى عما يقول علواً كبيرا
إن الرافعى يرى أن طه حسين أداة أوربية استعمارية (تحت راية القرآن/ ط3/ مطبعة الاستقامة/ القاهرة/ 1953م/ 186)، غرضها توهين عُرَى الإسلام (ص/ 199)، ويأخذ عليه أنه لم يصلّ على النبى مرة واحدة فى كتابه ولو بحرف "ص" كما يفعل نصارى العرب (ص/ 207)، ويسميه: "المبشر طه حسين" مرة، و"المستر حسين" أخرى (ص/ 122، 177)، ويشبّه الجامعة (فى مجال العلم) بمستشفيات المبشِّرين (فى مجال الطب) (ص/ 145)، ويكنّيه "أبا مرجريت" و"أبا ألبرت" (ص/ 200، 344، 373)، ويشير إلى دور زوجته فى حياته وتأثيرها عليه (ص/ 349)، ويتهمه بالزندقة (ص/ 129 - 130)، وبالإلحاد (ص/ 214، 216، 218)، ويورد أيضا اتهام الشيخ مفتاح له بأنه كافر وتحديه له أن يقاضيه (ص/ 242 - 243). وهو من ثم يدعو إلى إبعاده من الجامعة وحماية النشء من أفكاره (ص/ 188)، ويحرض عليه وزارة المعارف لأنه، كما يقول، يناقض بآرائه ما يقال للطلبة فى كتبها ومدارسها، والمفروض فى نظره ألا يكون هناك تناقض، وإلا فعليها أن تعلن صحة آرائه وتتابعه عليها (ص/ 171). منقول
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 12:44]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم خير الجزاء على الاضافة الطيبة و الجليلة.(/)
هذه دعوة أبائنا و أجدادنا فهل حفظها شبابنا
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 06:33]ـ
هذه إحدى الكلمات التي ألقاها العلامة المفسر و الإمام القدوة المربي الشيخ عبد الحميد بن باديس عليه رحمة الله تعالى رئيس جمعية العلماء المسلمين في اجتماع عام بقسنطينة و هذا نص خطابه:
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من والاه، أما بعد:
فمرحبا بأبناء الجزائر و أفلاذ كبدها مرحبا بورثة مجدها التالد و حماة مجدها الآ تي الذي تتخبط به أحشاء الأيام
مرحبا بكم أيها الإخوان الوافدون من أنحاء الوطن على جزائر مزغنّا و آثار بلكين و عاصمتنا الجمهورية العظيمة
مرحبا بالوفود جاءت تخدم العلم و تؤيد العلماء و تمثل الروح العلمية السارية في الأمة الباعثة لها على اكتساب المعارف الإنسانية من جميع نواحيها و الحاثة لها على تلبية دعوة العلم و الانضواء تحت لوائه.
مرحبا بوفود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من أعضائها العاملين و المؤيدين بلسان الأمة الجزائرية الممثلة فيكم و بلسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الممثلة في مجلسها الإداري و بلسان مجلس الإدارة الذي أنطق باسمه أقدم لكم الشكر الوافر على إجابتكم دعوة الجمعية و حضوركم هذا الاجتماع الذي ملأ العيون والقلوب و أقام البرهان القاطع و الدليل الشاهد على أنّ الجمعية جمعية الأمة و أنها تمثلها أصدق تمثيل. و أقدم مثل ذلك الشكر للإخوان الكثيرين الذين تخلفوا و اعتذروا بالبرقيات و الكتب و هم الذين سمعتم أسماءهم من الأخ الكاتب العام.
أيها الإخوان: سأعرض عليكم في هذا الخطاب حالة الجمعية في السنة الماضية و أعمالها و الحالة الحاضرة و موقفها فيها و ما تنويه من أعمال في المستقبل بإعانة الله تعالى
فأما السنة الماضية فقد كانت منشطرة إلى شطرين فأما الشطر الأول فقد أوفدت الجمعية من رجالها للوعظ و الإرشاد وفودا لبلدان القطر في العملات الثلاث و قامت تلك الوفود بمهمتها خير قيام و كانت تتلقى من رجال الحكومة كما تتلقى من الأمة بكل إكرام، و أما الشطر الثاني منها و هو الذي يبتدئ بصدور قرار منع العلماء من الوعظ و الارشاد بالمساجد ـ فقد كان شطر بلاء و عناء على الجمعية و رجالها فمن إلصاق التهم إلى خلق العراقيل إلى استثمار ذمم. ومن وعد ترغيب إلى وعيد و ترهيب كل هذا و الدمعية و رجال مجلس إدارتها ثابتون ثبوت الجبال ثقة من أنفسهم بأنهم دعاة حق و قصاد خير و عمال لصالح هذا الوطن بأمته و حكومته و جميع ساكنيه فانسلخت هذه السنة و أعمال الجمعية هي هذه، ما قام به وفودها من موعظ و إرشاد ـ و ما قام به رجالها من تعليم في عدة بلدان و ما نشره كتابها في جريدة الجمعية ـ جريدة السنة النبوية المحمدية التي لقيت ـ بحمد الله من المسلمين غاية الإقبال ـ هذا كله قام به رجال الجمعية و لا غرابة أن يقوموا به فهم من أهل العلم و ما أهل العلم إلاّ الذين ينشرون العلم بدروسهم و محاضراتهم و خطبهم و منشوراتهم
...
و لكن الذي قام به رجال الجمعية و ضربوا به المثل الرفيع للناس هو تضامنهم في الشدة كتضامنهم في الرخاء و ثباتهم على يقينهم رغم كل زعزعة و إعصار و تضحيتهم بالمصلحة الخاصة في سبيل الصالح العام و ثقتهم التامة بالله ثم بأنفسهم ثم بالمبادئ الجمهورية الفرنسوية التي كتبت بدماء أبناء فرنسا الأحرار فهذا الدرس العملي مرجو من فضل الله أن يكون أثره في الأمة و كل من يتقدم لقيادتها في ناحية من نواحي الحياة أبلغ الأثر و أقواه و أبقاه
ـ أيها الإخوان إنّ جمعيتكم جامعة للناس فيما تفرقوا فيه من دين الله
و هادية لهم فيما ضلّوا من سبيله و قد عرف الناس حقيقتها و لكن نجا أقوام هلك آخرون و إذا كان في استطاعة الجمعية أن تعظ و ترشد فليس في استطعتها أن تخلق التوفيق في نفوس كتب لها الضلال و التوفيق إلاّ من الله و جمعيتكم هذه من الأمة و إلى الأمة كل ما لها أو عليها فهو للأمة و عليها. و إنما قام بحمل أمانتها إخوانكم أعضاء مجلس الإدارة فقاموا بواجب أشهدوا بثقله و أشهدوا بأنهم قاموا به خير قيام و إنهم لا يرجون من الأمة إلاّ أن تعرف ما يدعون إليه عن بصيرة فتتبعه عن بصيرة وإنما يدعونها إلى واضح لا إلى مشتبه، و حق لا إلى باطل و هدى لا إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
ضلال و إنّما يدعونها إلى الأعلام الهادية من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وآله و سلم و هدي السلف الصالح من أمته رضي الله عنهم ـ يدعونها إلى هذا من أمور دينها و يدعونها إلى مجارات السابقين في الحياة و أخذ حضها موفوا من أسباب الحياة لتكون حية بدينها و حية في دنياها و لتكون سعيدة فيهما
إنّ جمعيتكم تفخروا بأنّها قامت بإحياء فريضتي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في وقت قلّ القائمون فيه بهاتين الفريضتين و إنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هما مرجع الفضائل الإسلامية و منبعها، و قامت بإحياء هدي سلفنا الصالح في وقت طمت فيه البدع و الأهواء على ذلك الهدي حتى خيف عليه الاندثار. و إنّ أول من رفع صوته بكلمة الحق في هذا الوطن و بلزوم الرجوع من بنيات الطريق إلى نهج الإسلام الواضح و بوجوب إلتماس الهداية من كتاب الله و ما صحّ من سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و ما أثر عن سلف هذه الأمة رضي الله عنهم هم رجال هذه الجمعية قبل أن تكون الجمعية جمعية فلهم الفضل بعد الله يوم كانوا فرادى مستضعفين و لهم الفضل بعد الله يوم مدّوا أيديهم إلى بعضهم فأصبحوا أقوياء متعاونين و للأمة الفضل بعد الله يوم سمعت بداء الحق فاستجابت و لها الفضل بعد الله حين تشابهت السبل فما شكت و ما استرابت و لها البشر من الله تعالى حين غاب المخلفون عن مشهد الحق فما غابت
إنّ جمعيتكم جمعية علمية دينية تدعو إلى العلم النافع و تنشره و تعين عليه و تدعو إلى الدين الخاص و تبينه و تعمل لتشبيته و تقوية وازعه في نفوس هذه الأمة فوظيفتها هي وظيفة المعلم المرشد الناصح في تعليمه و إرشاده الذي لا يبتغي من وراء عمله أجرا و محمدة و قد إخوانكم رجال مجلس إدارة الجمعية و هم حاملوا فكرة الإصلاح الديني و عاملون لها و المنفقون لأوقاتهم في سبيلها أرادوا أن يكونوا أمثلة للأجيال المقبلة، في التضحية في الثبات على الحق في الجهر به و كما أمثلة فقد ضربوا الأمثال بأعمالهم و هاهي دروسهم في جهات القطر ينبع منها التفسير الصحيح لكتاب الله و التأويل الحقيقي لكلام نبيه و الشرح الكاشف لهدي السلف الصالح من أمته وهذه محاضراتهم في جهات القطر تتدفق منها البلاغة العربية و تتجلّى فيها أسرار الله في خلقه و تنكشف فيها حقائق هذا الكون و يعرض فيها داء هذه الأمة و دواؤها و هاهم أولاء يحملون الأمانة الإسلامية فيحسنون حملها و يؤدونها فيحسنون تأديتها و يحملون الأمانة العلمية فكل شيء عندهم بدليله، و كل شيء بطلب من سبيله
ـ و هذه منشوراتهم في الصحف و عليها مسحة من نفوسهم: تبين محكم، و ردّ مفحم، و حجاج مقنع
هذه و سائلهم الثلاث التي سلكوها و سمحت بها الظروف إلى ساعتكم هذه، و التي نرجوا لها بفضل الله و بهمتكم ـ أيها الإخوان ـ أن تزداد كل يوم رقيا و تقدما
أيّها الإخوان ـ إنّنا نعمل في النهار الضاحي و الليل المقمر لمبدأ لا يقل عنهما وضوحا واستنارة بوسائل لا تقل وضوحا واستنارة كذلك، فلا نعجب لمن يعارض و يكائد و يماري و لكننا نعجب لأنفسنا و لكم إذا أقمنا لتك المعارضات و المكائد وزنا أو شغلنا بها حيزا من نفوسنا أو أضعنا فيها حصة من أوقاتنا و إنّ أدنى ما يغنمه المبطل أن يضيع الوقت على المحقّ ـ و إنّني أوصيكم و نفسي في هذا المقام بأن يكون في حقكم شاغل لكم عن باطل المبطلين فإذا قام حقكم و استوى قضيتم على المبطلين و باطلهم وإنّنا نشهد الله و المنصفين من الأمة على أنّنا ماضون في بيان الحقّ و إنّ مبدأنا الإصلاحي التهذيبي قد ملك علينا حواسنا و أوقاتنا، فإذا بدر منّا في بعض الأوقات كلام على باطل المبطلين فليس ذلك عن قصد له و حفل به و لكن لأنه صادمنا و توقف إثبات حقنا على نفيه
و ما حيلة من يسلك سبيلا فتعترضه الصخور حتى لا يجد عنها محايدا
ـإنّ الضرورة تقضي عليه أن يجهد في نزعها و إماطتها ثم لا يكون جهده في ذلك إلاّ كتماديه في السير
(يُتْبَعُ)
(/)
أيّها الإخوان إنّ جمعيتكم تغتبط كل الاغتباط بهذه النتائج التي حصلت عليها في خلال سنتين من عمرها مع ما تخللها من العراقيل و المثبطات و هي تحمد الله على ما وفق إليه و أعان عليه و نشكر الأمة الجزائرية المسلمة على ما بذلت من تنشيط و مساعدة و تعدّ أكبر مساعدة قدمتها الأمة للجمعية هي عرفانها للحق تدعو إليه ـ و نسأل الله الهداية لكل من ضلّ عن الحقّ، و إنّ جمعيتكم سائرة في عملها و هي تستقبل سنتها الثالثة بما ختمت به ما قبلها من دعوة إلى العلم الصحيح و الدين الخالص راجية أن يكون يومها خيرا من أمسها و غدها خيرا من يومها
أيّها الإخوان كثر حديث الناس عن جمعيتكم المباركة و كثر خوض الخائضين فيها مدحا وقدحا، و إنّ كثرة التحدث عن الشئ لعنوان صادق على الاهتمام به و إنّ الاهتمام به لآية على إكباره و إعظامه أو ـ في الأقل ـ على كبره في نفسه و عظمه في الواقع
...
كثر الحديث عن هذه الجمعية و اختلفت منازع المتكلمين فيها و إنّ جمعية كهذه الجمعية في أمة كهذه الأمة في وطن كالوطن الجزائري لحقيقة بالتنازع فيها و اختلاف المنازع في شأنها. و قد اختلفت فيها الأنظار و يوم تأسيسها فهي في نظر البعض شيء غريب و في نظر البعض شيء مريب، و في نظر البعض شيء حسن و لكن أوانه غير قريب
فأما الذين استغربوها فهم طائفة من السّذّج يقيسون الحقيقة الإنسانية بوجودهم و يقيسون التاريخ الإنساني بأعمالهم و يقيسون أسرار الاجتماع الإنساني ببيت تجمع زوج و زوجة و أولاد يفرقهم الصباح للكد على القوت و يجمعهم المساء للنوم تحت السقف. فأيّ نقطة في الحياة عند هؤلاء تحتاج إلى مظاهر الحشد و الاجتماع و ضم رأي لرأي و بهذا المقياس يقيسون الدين فهو عندهم اسم متعارف بين المسلمين و صلاة مفروضة تؤدى أو لا تؤدى و انتساب إلى الإسلام يجري مجرى القانونيات في زمننا هذا و الاعتقاد بجنة و نار من وسائلهما الأمل و لو بلا عمل فأية نقطة في الدين تحتاج إلى شيء اسمه جمعية علماء المسلمين
و من عجائب صنع الله لهذه الجمعية أنّ كل واحد من هذه الطائف الساذجة قدر له أن يحضر درسا أو يسمع محاضرة يصبح بفضل الله مسلما اجتماعيا يعرف حقيقة الإسلام و يدرك المنزلة التي أرادها له الإسلام
و أما المرتابون فهم طوائف شتى تجمعهم ضفة واحدة و هي اعتقاد أنّ هذه الجمعية تعارض مصالحهم أو فيها ما يعارض مصالحهم و قد كشفت الخطوة الأولى لهذه الجمعية عن مقاصدهم و كشفت لهم عمّا كانوا يرتابون فيه و أخرجتهم من الارتياب إلى التحقيق فكان منهم ما رأيتموه من السخط عليها و الكيد لها و أنصفوا لجمع الحقّ بيننا و لكن الإنصاف قليل و إذا كان في أنصار هذه الجمعية من يضيق ذرعه بهؤلاء الكائدين الساخطين و يرى أنّ ظهورهم بما ظهروا به يعرقل سيرالجمعية و يبطئ بها عن الوصول إلى الكمال ـ فإننا نرى عكس هذا الرأي ـ نرى أنّ وجود هؤلاء الساخطين الكائدين هو جزء متمّم للجمعية و إنّ سخط الساخط عبيها كرضى الراضي كلاهما تثبيت للجمعية و إنّ كل ذلك كله تدافع يظهر الله به الحقّ و يثبت قلوب أنصاره
و أمّا الطائفة الثالثة فهي طائفة قوي إشفاقها على هذه الأمة و رحمتها بها و رأت أنّ عوامل الانحطاط فيها قوية، و قد أراها الله من هذه الجمعية كيف يسرع لطف الله إلى قلوب الخائفين و كيف تقرب رحمته من المحسنين، فقوي رجاءها و ثبت يقينها و دخلت في العمل الصالح عن لإيمان و بصيرة و هذه الطائفة هي أكثرية الأمة و هي التي تمثلونها أنتم أكثر الله عددكم و ثبتكم على الحق و أحيانا و إياكم عليه حتى نلقاه غير مبدلين و لا مغيرين آمين ياربّ العالمين
ـ عبد الحميد بن باديس ـ رئيس جمعية علماء المسلمين ـ قسنطينة يوم الا ثنين 24 ربيع الأول 1352 ه / 17جويلة 1933 م
عن مجلة الشريعة النبوية المحمدية لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%B1 %D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85%D9%8A/79-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D9%86 %D8%A7-%D9%88-%D8%A3%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D8%AF %D9%86%D8%A7-%D9%81%D9%87%D9%84-%D8%AD%D9%81%D8%B8%D9%87%D8%A7-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%86 %D8%A7.html(/)
الإخلاص ... للشيخ عبد المحسن العباد
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 07:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخلاص
للشيخ عبد المحسن العباد المدرس في الجامعة الإسلامية
هو في اللغة: تخليص الشيء وتجريده من غيره, فالشيء يسمى خالصا إذا صفا عن شوبه وخلص عنه, ويسمى الفعل المصفى المخلص من الشوائب إخلاصا, وفي الأول قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ} , فاللبن الخالص ما سلم وصفا من الدم والفرث ومن كل ما يشوبه ويكدر صفاءه, ومن الثاني قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ, لا شَرِيكَ لَهُ}.
وفي الاصطلاح: تصفية ما يراد به ثواب الله وتجريده من كل شائبة تكدر صفاءه وخلوصه له سبحانه.
منزلته: الإخلاص هو أساس النجاح والظفر بالمطلوب في الدنيا والآخرة, فهو للعمل بمنزلة الأساس للبنيان, وبمنزلة الروح للجسد, فكما أنه لا يستقر البناء ولا يتمكّن من الانتفاع منه إلا بتقوية أساسه وتعاهده من أن يعتريه خلل فكذلك العمل بدون الإخلاص, وكما أن حياة البدن بالروح فحياة العمل وتحصيل ثمراته بمصاحبته وملازمته للإخلاص, وقد أوضح ذلك الله في كتابه العزيز فقال: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ, وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} , ولما كانت أعمال الكفار التي عملوها عارية من توحيد الله وإخلاص العمل له سبحانه جعل وجودها كعدمها فقال: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً}. والإخلاص أحد الركنين العظيمين اللذين انبنى عليهما دين الإسلام, وهما إخلاص العمل لله وحده وتجريد المتابعة للرسول الله صلى الله عليه وسلم, ولهذا قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} , قال: "أخلصه وأصوبه", قيل: "يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل, وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل, حتى يكون خالصا صوابا, فالخالص: ما كان لله, والصواب: ما كان على السنة". وقال شارح الطحاوية: "توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما؛ توحيد المرسل سبحانه وتوحيد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم, فيوحده صلى الله عليه وسلم بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان, كما يوحد المرسل بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل".
محله: ومحل الإخلاص القلب, فهو حصنه الذي يقطن فيه, فمتى كان صالحا عامرا بسكناه وحده تبع ذلك صلاح الجوارح, ومتى كان خرابا سكن فيه الرياء وملاحظة الناس وكسب ودهم وتحصيل ثنائهم والطمع فيما عندهم, ويتبع ذلك سعي الجوارح لتحصيل هذه الأغراض الدنية, وليس أدل على ذلك وأوضح بيانا من قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله, إلا وهي القلب", وقد أوضح صلى الله عليه وسلم هذا المعنى وبيَّن تبعية الجوارح لما يقوم بالقلب بقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرىء ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
والإخلاص مطلوب في الصلاة والزكاة والصيام والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وفي كل ما شرعه الله من قول أو فعل, فيقوم الإنسان بتأدية ما شرع له, والباعث له عليه امتثال أمر الله خوفاً من عقابه, وطمعاً فيما لديه من الأجر والثواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإخلاص مطلوب أيضا فيما يلتزمه الإنسان من الأعمال فهو مطلوب من العامل, ومن المستشار والمؤتمن والموظف, ومن المعلم والمتعلم, وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ما يترتب على طلب العلم والإخلاص فيه من النتائج الحميدة, وما يترتب على فقده من العواقب الوخيمة بقوله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه, وروى عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها, فقال: "ما عملت فيها؟ " قال: "قاتلت فيك حتى استشهدت", قال: "كذبت؛ ولكنك قاتلت ليقال: جريء, فقد قيل", ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها فقال: "ما علمت؟ " قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت القرآن فيك" قال: "كذبت؛ ولكنك تعلمت ليقال: عالم وقرأت ليقال: قارىء, فقد قيل, ثم أمر به فسحب وجهه حتى ألقي على النار" الحديث.
ويروى أن معاوية رضي الله عنه لما بغله هذا الحديث بكى حتى أغمي عليه, فلما أفاق قال: صدق الله ورسوله؛ قال الله عز وجل: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ} , ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: "لا تعلّموا العلم لثلاث؛ لتماروا به السفهاء, ولتجادلوا به الفقهاء, أو لتصرفوا وجهة الناس إليكم, وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله فإنه يبقى ويذهب ما سواه".
الحث عليه و بيان فضله: ولما كان الإخلاص بهذه المنزلة التي تقدم وصفها جاء الشرع المطهر في الحث عليه والترغيب فيه وبيان فضله في آيات كثيرة وأحاديث عديدة, نذكر بعضها على سبيل التمثيل فمن ذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ} , وقوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} , وقوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّه} الآية .. وقوله: شقُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ, لا شَرِيكَ لَه} (الأنعام: الآية 162 - 163) , وقوله: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا} (الكهف: من الآية110) , وقوله: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي} (الزمر:14).
ومن الأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله لأصحابه في غزوة تبوك: "إن بالمدينة رجالا ما سرتم سيرا, ولا قطعتم واديا إلاّ كانوا معكم حسبكم المرض" وفي رواية: "إلاّ شركوكم في الأجر" متفق عليه واللفظ مسلم, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلاّ أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك" متفق عليه.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم" رواه مسلم, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" جوابا لمن سأله عن رجل يقاتل شجاعة ويقاتل الحمية ويقاتل رياء أيّ ذلك في سبيل الله, وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يكتسبه الإنسان في الدنيا بسبب الإخلاص إلى جانب ما أعده الله له في الآخرة من مثوبة بما ذكره صلى الله عليه وسلم من قصة الثلاثة الذين آووا إلى غار للمبيت فيه فانحدرت صخرة وسدّت عليهم باب الغار ففرج الله عنهم ذلك بسبب إخلاصهم الأعمال الصالحة له سبحانه وتعالى.
ما يضاد الإخلاص و بم تحصل السلامة منه:وكما أن الإخلاص تصفية الشيء مما يشوبه فإذا لم تحصل تصفيته انتفى الإخلاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا قام الإنسان بعمل محمود والباعث له عليه ابتغاء وجه الله سمّي عمله إخلاصاً فإذا فقد ذلك الباعث على العمل أو وجد ولكنه مشوب بباعثٍ آخر كالرياء انتفت التسمية, فإخلاص العمل لله وحده ينافيه, ويقابله أن يحلّ في القلب قصد المخلوقين التماساً لحمدهم وثنائهم وطمعاً فيما عندهم, ولما كان ذلك ينافي الإخلاص جاءت الشريعة الإسلامية بذم الرياء ومقت المرائين فقد قال سبحانه: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ, الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ, الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ, وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}. وأخبر أن الرياء من صفات المنافقين فقال: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى} , وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه".
ومن ابتلاه الله بهذا الداء العضال فعليه أن يسعى في تحصيل الأدوية النافعة التي تستأصله وتقضي عليه, ومن أبرزها شيئان:
أحدهما: أن يزهد فيما ينتظر من الناس من الثناء والعطاء.
والثاني: أن يحمل نفسه على إخفاء الأعمال.
وقد أوضح الأول منهما ابن القيم في الفوائد ص 148 فقال:" لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلاّ كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت, فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين الناس, وأقبل على المدح والثناء فازهد فيها زهد عشاق الدنيا والآخرة, فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص. فإن قلت: وما الذي يسهل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟ قلت: أما ذبح الطمع فيسهل عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلاّ وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره, ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه, وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهل عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين, ويضر ذمه ويشين إلاّ الله وحده, كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ مدحي زين وذمّي شين" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك الله عز وجل", فازهد في مدح من لا يزينك مدحه ولا يشينك ذمه, وارغب في مدح مَنْ كل الزين في مدحه وكل شين في ذمه, ولن تقدر على ذلك إلاّ بالصبر واليقين, فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب, قال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} , وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} " انتهى كلام ابن القيم رحمه الله.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى إخفاء العبادة ابتعاداً عن الرياء بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله, "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".
فالحاصل أن العمل مذموم إذا كان الباعث عليه التماس حمد الناس وثنائهم, والطمع فيما عندهم, أما إذا عمل الإنسان العمل خالصا لله ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بسبب ذلك العمل فارتاح لذلك واستبشر به لم يضره, ولم ينقص من أجره, بدليل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الرجل يعمل العمل محبة لله فيحمد الناس عليه قال:" تلك عاجل بشرى المؤمن" رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه.
http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/71-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%80 %D9%84%D8%A7%D8%B5.html
ـ[السليماني]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 05:55]ـ
الإخلاص عزيز
جزاك الله خيراً وحفظ الله الشيخ العباد
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 12:01]ـ
بارك الله لنا فيكم(/)
انتقل الى مثواه الأخير عبارة خاطئة
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 04:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
لفضيلة الشيخ ابن العيثمين رحمه الله رحمة واسعة
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم
أَلْهَكُمُ التَّكَّاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسَْلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ.
{ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر} هذه الجملة جملة خبرية يخبر الله عز وجل بها العباد مخاطباً لهم يقول: {ألهاكم التكاثر} ومعنى {ألهاكم} أي شغلكم حتى لهوتم عن ما هو أهم من ذكر الله تعالى والقيام بطاعته، والخطاب هنا لجميع الأمة إلا أنه يخصص بمن شغلتهم أمور الآخرة عن أمور الدنيا وهم قليل، وإنما نقول هم قليل لأنه ثبت في الصحيحين أن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة: {يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول: أخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألفٍ تسع مئة وتسعة وتسعين»، واحد في الجنة والباقي في النار، وهذا عدد هائل! إذا لم يكن من بني آدم إلا واحداً من الألف من أهل الجنة والباقون من أهل النار، إذاً فالخطاب بالعموم في مثل هذه الآية جار على أصله، لأن الواحد من الألف ليس بشيء بالنسبة إليه، وأما قوله: {التكاثر} فهو يشمل التكاثر بالمال، والتكاثر بالقبيلة، والتكاثر بالجاه، والتكاثر بالعلم، وبكل ما يمكن أن يقع فيه التفاخر، ويدل لذلك قول صاحب الجنة لصاحبه: {أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً} [الكهف: 34]. فالإنسان قد يتكاثر بماله فيطلب أن يكون أكثر من الآخر مالاً وأوسع تجارة، وقد يتكاثر الإنسان بقبيلته، يقول نحن أكثر منهم عدداً، كما قال الشاعر:
ولست بالأكثر منهم حصى***** وانما العزّة للكاثر
أكثر منهم حصى؛ لأنهم كانوا فيما سبق يعدون الأشياء بالحصى. فمثلاً: إذا كان هؤلاء حصاهم عشرة آلاف، والآخرون حصاهم ثمانية آلاف , صار الأول أكثر وأعز.
كذلك يتكاثر الإنسان بالعلم، فتجده يكاثر على غيره بالعلم لكن إن كان بالعلم الشرعي فهو خير، وإن كان بالعلم غير الشرعي فهو إما مباح وإما محرم. وهذا هو الغالب على بني آدم التكاثر. فيتكاثرون في هذه الأمور عما خلقوا له من عبادة الله عز وجل. وقوله: {حتى زرتم المقابر} يعني إلى أن زرتم المقابر بالموت، يعني إلى أن مُتم، فالإنسان مجبول على التكاثر إلى أن يموت، بل كلما ازداد به الكِبر ازداد به الأمل، فهو يشيب في السن ويشب في الأمل، حتى إن الرجل له تسعون سنة مثلاً تجد عنده من الآمال وطول الأمل ما ليس عند الشاب الذي له خمس عشرة سنة. هذا هو معنى الآية الكريمة. أي: أنكم تلهوتم بالتكاثر عن الآخرة إلى أن متم.
وقوله: {حتى زرتم المقابر} استدل به عمر بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ على أن الزائر لابد أن يرجع إلى وطنه، وأن القبور ليست بدار إقامة، وكذلك يذكر عن بعض الأعراب أنه سمع قارىء يقرأ: {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر} فقال: «والله ما الزائر بمقيم والله لنبعثن»، لأن الزائر كما هو معروف يزور ويرجع، فقال: والله لنبعثن. وهذا هو الحق. وبهذا نعرف أن ما يذكره بعض الناس الآن في الجرائد وغيرها. يقول عن الرجل إذا مات: «إنه انتقل إلى مثواه الأخير»، إن هذا كلام باطل وكذب؛ لأن القبور ليس هي المثوى الأخير، بل لو أن الإنسان اعتقد مدلول هذا اللفظ لصار كافراً بالبعث، والكفر بالبعث ردة عن الإسلام، لكن كثيًرا من الناس يأخذون الكلمات ولا يدرون ما معناها، ولعل هذه موروثة عن الملحدين الذين لا يقرون بالبعث بعد الموت، لهذا يجب تجنب هذه العبارة، فلا يقال عن القبر إنه المثوى الأخير؛ لأن المثوى الأخير إما الجنة، وإما النار في يوم القيامة. ثم قال الله تعالى: {كلا سوف تعلمون. ثم كلا سوف تعلمون} قيل: إن {كلا} بمعنى الردع يعني: ارتدعوا عن هذا التكاثر، وقيل: إنها بمعنى حقًّا، ومعنى {سوف تعلمون} أي: سوف تعلمون عاقبة أمركم إذا رجعتم إلى الآخرة، وأن هذا التكاثر لا ينفعكم. وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
فيما رواه مسلم «يقول ابن آدم: مالي ومالي ـ يعني: يفتخر به ـ وليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت» والباقي تاركه لغيرك وهذا هو الحق، وأموالنا التي بين أيدينا. إما أن نأكلها فتفنى، وإما أن نلبسها فتبلى، وإما أن نتصدق بها فنمضيها وتكون أمامنا يوم القيامة. وإما أن نتركها لغيرنا لا يمكن أن يخرج المال الذي بأيدينا عن هذه القسمة الرباعية. {كلا سوف تعلمون} أي: سوف تعلمون عاقبة أمركم بالتكاثر الذي ألهاكم عن الآخرة {ثم كلا سوف تعلمون} وهذه الجملة تأكيد للردع مرة ثانية، ثم قال: {كلا لو تعلمون علم اليقين} يعني: حقًّا لو تعلمون علم اليقين لعرفتم أنكم في ضلال، ولكنكم لا تعلمون علم اليقين، لأنكم غافلون لاهون في هذه الدنيا، ولو علمتم علم اليقين لعرفتم أنكم في ضلال وفي خطأ عظيم. ثم قال تعالى: {لترون الجحيم* ثم لترونها عين اليقين} {لترون} هذه الجملة مستقلة ليست جواب «لو» ولهذا يجب على القارىء أن يقف عند قوله: {كلا لو تعلمون علم اليقين} ونحن نسمع كثيراً من الأئمة يَصِلون فيقولون {كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم} وهذا الوصل إما غفلة منهم ونسيان، وإما أنهم لم يتأملوا الآية حق التأمل، وإلا لو تأملوها حق التأمل لوجدوا أن الوصل يُفسد المعنى لأنه إذا قال «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم» صار رؤية الجحيم مشروطة بعلمهم، وهذا ليس بصحيح، لذلك يجب التنبه , والتنبيه لهذا من سمع أحداً يقرأ «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم» ينبه ويقول له: يا أخي هذا الوصل يوهم فساد المعنى، فلا تصل وقف، أولاً: لأنها رأس آية، والمشروع أن يقف الإنسان عند رأس كل آية، وثانياً: أن الوصل يفسد المعنى «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم» إذاً {لترون الجحيم} جملة مستأنفة لا صلة لها بما قبلها، وهي جملة قسمية، فيها قسم مقدر والتقدير: والله لترون الجحيم، ولهذا يقول المعربون في إعرابها: إن اللام موطئة للقسم، وجملة «ترون» هي جواب القسم، والقسم محذوف والتقدير «والله لترون الجحيم» و {الجحيم} اسم من أسماء النار {ثم لترونها عين اليقين} تأكيد لرؤيتها، ومتى ترى؟ تُرى يوم القيامة، يؤتى بها تُجر بسبعين ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك، فما ظنك بهذه النار ـ والعياذ بالله ـ إنها نار كبيرة عظيمة لأن فيها سبعين ألف زمام، كل زمام يجره سبعون ألف ملك، والملائكة عظام شداد فهي نار عظيمة ـ أعاذنا الله منها. {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} يعني: ثم في ذلك الوقت في ذلك الموقف العظيم تسألن عن النعيم، واختلف العلماء رحمهم الله في قوله: {لتسألن يومئذ عن النعيم} هل المراد الكافر، أو المراد المؤمن والكافر؟
والصواب: أن المراد المؤمن والكافر كل يسأل عن النعيم، لكن الكافر يسأل سؤال توبيخ وتقريع، والمؤمن يسأل سؤال تذكير، والدليل على أنه عام ما جرى في قصة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه , قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: «ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟» قالا: الجوع، يا رسول الله! قال: «وأنا، والذي نفسي بيده! لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا» فقاموا معه، فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحباً! وأهلاً! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أين فلان؟» قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني، قال: فانطلق فجاءهم بعذق فيه بُسر وتمر ورطب، فقال: كلوا من هذه، وأخذ المدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إياك! والحلوب» فذبح لهم، فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق، وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأبي بكر وعمر رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده! لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم» أخرجه مسلم رحمه الله. وفي رواية أخرى للتركزي رحمه الله: «هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة، ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد».وهذا دليل على أن الذي يُسأل المؤمن والكافر. ولكن يختلف السؤال، سؤال المؤمن سؤال تذكير بنعمة الله عز وجل عليه حتى يفرح، ويعلم أن الذي أنعم عليه في الدنيا ينعم عليه في الاخرة، بمعنى أنه إذا تكرم بنعمته عليه في الدنيا تكرم عليه بنعمته في الآخرة، أما الكافر فإنه سؤال توبيخ وتنديم.
نسأل الله تعالى أن يستعملنا في طاعته، وأن يجعل ما رزقنا عونًا على طاعته، إنه على كل شيء قدير.
جزا الله عنا فضيلة الشيخ ابن العيثمين خيراً ورحمه الله رحمة واسعة.(/)
وسطية أهل السنة والجماعة في الاعتقاد
ـ[محبة الله ورسوله]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 02:44]ـ
س/ ماذا تعني وسطية أهل السنة والجماعة في الاعتقاد؟
أريد مرجع لهذا السؤال وجزيتم خيراً
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 11:58]ـ
المرجع هو محاضرة للعلامة الدكتور سفر الحوالي حفظه الله تعالى
وقد بين فيها وسطية اهل السنة والجماعة في الاعتقاد بين اهل البدع
فبين وسطية اهل السنة في اسماء الله صفاته بين اهل التعطيل والتمثيل
ووسطية اهل السنة في القدر بين الجبرية والنفاة
ووسطية اهل السنة في الايمان بين المرجئة والخوارج
ووسطية اهل السنة في الصحابة بين الرافضة والنواصب
وغير ذلك
واليك رابط المحاضرة http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=10040
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[05 - Nov-2010, صباحاً 07:32]ـ
قالَ شيخ الإسلام في (مجموع الفتاوى/ ج 3/ ص 141) لطبعة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم:
-فَإِنَّ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ - أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ - يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ [صفات الله] كَمَا يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ؛
- بَلْ هُمْ (الْوَسَطُ) فِي فِرَقِ الْأُمَّةِ كَمَا أَنَّ (الْأُمَّةَ) هِيَ الْوَسَطُ فِي الْأُمَمِ.
- فَهُمْ وَسَطٌ فِي (بَابِ صِفَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى) بَيْنَ أَهْلِ التَّعْطِيلِ الْجَهْمِيَّة؛ وَأَهْلِ التَّمْثِيلِ الْمُشَبِّهَةِ.
- وَهُمْ وَسَطٌ فِي (بَابِ أَفْعَالِ اللَّهِ تَعَالَى) بَيْنَ الْقَدَرِيَّةِ وَالْجَبْرِيَّةِ.
- وَفِي بَابِ (وَعِيدِ اللَّهِ) بَيْنَ الْمُرْجِئَةِ والوعيدية: مِنْ الْقَدَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ.
-وَفِي (بَابِ أَسْمَاءِ الْإِيمَانِ وَالدِّينِ) بَيْنَ الحرورية وَالْمُعْتَزِلَةِ وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ وَالْجَهْمِيَّة.
- (وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بَيْنَ الرَّوَافِضِ وَالْخَوَارِجِ.
ـ[محبة الله ورسوله]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 05:49]ـ
جزاكم الله خيراً ...
وجعل مثواكم الجنة ...
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 08:19]ـ
السلامُ عليكمْ ُالله وبركاتُه , وبعد:
فإليْكُم ـ يا إخواني ـ هَذهِ الأبْياتَ التي تبِّينُ وسَطِيَّةَ شَرْعِنا بينَ الشَّرائعِ، وَوَسَطِيَّة السَّلفِ أو أهلِ السُّنةِ والجماعةِ بينَ الفرقِ، وهَا هِي: ـ
فصْلٌ:
في نظْمِ قَوْلِهِ: وَدِينُ اللهِ في الأرْضِ والسَّمَاءِ وَاحِدٌ، وَهُوَ دِينُ الإسْلامِ، قالَ اللهُ تعَالى: (إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامُ)، وَقالَ: (وَرَضِيتُ لكُمُ الإسْلامَ دِينًا)، وَهُوَ بَيْنَ الغُلُوِّ وَالتَّقْصِيرِ، وَبَيْنَ التَّشْبِيهِ وَالتَّعْطِيلِ، وَبَيْنَ الجَبْرِ والقَدَرِ، وَبَيْنَ الأمْنِ وَالإيَاسِ0
وَلا اخْتِلافَ عِنْدَنا في الدِّينِ ... [1900] ... في الأرْضِ وَالسَّمَاءِ خُذْ تَبْيِينِي
فالأنْبِيَاءُ أَفضَلُ الصَّلاةِ ... [1901] ... عَلَيْهِمُ كُانُوا بَنِي عَلَّاتِ
فالدِّينُ وَاحِدٌ لَدَى الجَمِيعِ ... [1902] ... وَإِنمَا التَّنْوِيعُ في التَّشْرِيعِ
حَيْثُ شَرِيعَةُ الرَّسُولِ اللَّاحِقِ ... [1903] ... غَيرُ شَرِيعَةِ الرَّسُولِ السَّابِقِ
وَدِينُهُ الإِسْلامُ لا سِوَاهُ ... [1904] ... بِذَلِكَ الرَّحْمَنُ قَدْ سَمَّاهُ
وَأمَرَ العِبَادَ باتِّبَاعِ ... [1905] ... لَهُ عَلَى لِسَانِ كُلِّ دَاعِي
أَلْزَمَهُمْ رَبِّي بِهِ يَقِينَا ... [1906] ... وَمَا ارْتَضَى لهُمْ سِوَاهُ دِينَا
بَلْ قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ لَنْ أقْبَلا ... [1907] ... دِينًا سِوَى الإسْلامِ فِيمَا أَنْزَلا
وَأَنَّ مَنْ أَتى بِدِينٍ آخَرَا ... [1908] ... يَكُونُ في يَوْمِ الحِسَابِ خَاسِرَا
وَأَصْلُهُ الإِخْلاصُ في العِبَادَةْ ... [1909] ... للهِ بالشَّرْعِ الذِي أَرَادَهْ
فلا يَكُونُ المَرْءُ مِمَّنْ أَشْرَكَا ... [1910] ... وَلا يَجِئْ بِبِدْعَةٍ فيَهْلِكَا
شَرْطَا قَبُولِ الدِّينِ أَنْ تَتَّبِعَا ... [1911] ... وَتخْلِصَ النِّيَّةَ للهِ مَعَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُوَ في التَّشْرِيعِ ذُو تَيْسِيرِ ... [1912] ... بَيْنَ الغُلُوِّ فِيهِ وَالتَّقْصِيرِ
ففِي القِصَاصِ نحْنُ بَيْنَ القوَدِ ... [1913] ... وَبَينَ أنْ نعْفَوَ عَنْهُ أوْ نَدِي
وَقَدْ أَحَلَّ رَبُّنَا أَنْ نَطْعَمَا ... [1914] ... ما يُسْتَطَابُ وَالخَبِيثَ حَرَّمَا
وَنَغْسِلُ الثَّوْبَ مِنَ القَذَارَةِ ... [1915] ... ثمَّ نُصَلِّي فِيهِ ذَا طَهَارَةِ
في حِين أنَّ تِلْكَ قَدْ تسَاهَلَتْ ... [1916] ... فِيها النَّصَارَى واليَهُودُ قدْ غَلَتْ
وَهُوَ بَينَ الأمْنِ مِنْ نِقْمَتِهِ ... [1917] ... وَمَكْرِهِ وَالْيَأْسِ مِنْ رَحْمَتِهِ
أيْ هُوَ بيْنَ الخَوْفِ وَالرَّجَاءِ ... [1918] ... فَلْتَخْشَ وَارْجُ اللهَ في الجَزَاءِ
ثمَّ كَمَا الشَّرْعُ تَوَسَّطَ المِلَلْ ... [1919] ... فالسَّلفيُّونَ توَسَّطُوا النِّحَلْ
فَفِي صِفَاتِ الوَّاحِدِ الجَلِيلِ ... [1920] ... نَكُونُ بيْنَ النَّفْيِ وَالتَّمْثِيلِ
فَنُثْبِتُ الوَصْفَ مَعَ التَّنْزِيهِ ... [1921] ... للهِ عَنْ تمْثِيلٍ اوْ تَشْبِيهِ
أَيْ أنَّنَا بَيْنَ الذِينَ عَطَّلُوا ... [1922] ... صِفَاتِهِ وَبَينَ مَنْ قدْ مَثَّلُوا
ونَحْنُ بَينَ القَوْل بالإِجْبَارِ ... [1923] ... وَنَفْيِ مَا للهِ مِنْ أَقْدَارِ
فَرَبُّنا الخَالِقُ للأفْعَالِ ... [1924] ... وَالمَرْءُ ذُو كَسْبٍ بِكُلِّ حَالِ
وَفي وَعِيدِ رَبِّنا المُقْتَدِرِ ... [1925] ... نَكُونُ بَينَ مُرْجِئٍ وَقَدَرِي
وَفي أَسَامِي الدِّينِ خَيْرُ فِئَةِ ... [1926] ... بَينَ الحَرُورِيِّةِ وَالمُرْجِئَةِ
وَهَكَذا مَعَ النَّبيِّ المُصْطَفَى ... [1927] ... نحْنُ فَلا غُلُوَّ فِيهِ أوْ جَفَا
إيِّاكَ أنْ تَكُونَ فِيهِ غَالِيَا ... [1928] ... وَلا تَكُنْ كَذَاكَ عَنْهُ جَافِيَا
نَبِيُّنا عَبْدٌ قَدِ اصْطَفَاهُ ... [1929] ... رَبِّي مِنَ العِبَادِ وَاجْتَبَاهُ
قَدْ خَصَّهُ بالوَحْيِ وَالرِّسَالَةْ ... [1930] ... لِيُنْقِذَ النَّاسَ مِنَ الضَّلالَةْ
فَكَانَ فِينَا بَشَرًا رَسُولا ... [1931] ... وَمَا ادَّعَى اتحَادًا اوْ حُلُولا
فلا تجَاوِزْ فِيهِ هَذا الحَدَّا ... [1932] ... وَتَدَّعِي حُبًّا لهُ وَوُدَّا
إيَّاكَ والتَّأْلِيهَ وَالتَّقْدِيسَا ... [1933] ... لَهُ كَتَأْلِيهِ النَّصَارَى عِيسَى
فمَا يُحِبُّ المُصْطَفَى أَنْ نُنْزِلَهْ ... [1934] ... في القَدْرِ فَوْقَ مَا لَهُ مِنْ مَنْزِلَةْ
وَنحْنُ لا الشِّيعَةُ في قَرَابَتِهْ ... [1935] ... وَلا خَوَارِجٌ لَدَى صَحَابَتِهْ
وَهَكَذَا بَالوَسَطِيَّةِ اتَّصَفْ ... [1936] ... شَرْعُ النَّبيِّ ثمَّ مَذهَبُ السَّلَفْ
فالمُسْلِمُونَ وَسَطٌ في المِلَلِ ... [1937] ... وَالسَّلَفِيُّ وَسَطٌ في النِّحَلِ
هذا والله الموفق، والسلام.(/)
سؤال ينتظر اجابتك
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 03:09]ـ
قل للمريض نجا وعوفي بعدما .... عجزت فنون الطب، من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علة .... من بالمنايا يا صحيح دهاكا؟
قل للجنين يعيش معزولاً بلا راع ٍ .... ومرعى ما الذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكا .... عند الولادة ماالذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه .... فاسأله من ذا بالسموم حشاكا؟
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا .... وهذا السم يملأ فاكا؟
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت .... شهداً وقل للشهد من حلاكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان .... بين دم وفرث من الذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من ثنايا ميت .... فاسأله من أحياكا؟
قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى .... عن عيون الناس من أخفاكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً .... أنواره فاسأله من أسراكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى .... فاسأله من يا نخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شبّ لهيبها .... فاسأل لهيب النار من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً .... قمم السحاب فسله من أرساكا؟
وإذا ترى صخراً تفجر بالمياه .... فسله من بالماء شق صفاكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال .... جرى فسله من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج طغى .... فسله من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجياً .... فاسأله من يا ليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا .... فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا؟
إذا تأثرت و قلت لا اله إلا الله, فاقرأ باقي القصيدة:
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
هذي العجائب طالما أخذت .... بها عيناك وانفتحت بها أذناكا
والله في كل العجائب مبدع .... إن لم تكن لتراه فهو يراكا
يا أيها الإنسان مهلاً مالذي .... بالله جل جلاله أغراكا؟
فاسجد لمولاك القدير فإنما .... لابد يوماً تنتهي دنياكا
وتكون في يوم القيامة ماثلاً .... تجزى بما قد قدمته يداكا
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 03:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................
جزاكم الله خير جزاء.
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله (ص).
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 05:39]ـ
جزاك الله خير،
ـ[أمد]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 08:55]ـ
لا إله إلا الله
أسأل الله أن يمُنّ علينا بمعرفته حق المعرفة
وأن يملأ قلوبنا حبًّا له وتعلّقًا به وخشية منه واخباتًا بين يديه اللهم آمين.
أخي الكريم/ علي الشيخ
أجزل الله لكم المثوبة والأجر.(/)
أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر ... لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
ـ[السليماني]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 08:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ........ أما بعد:
فهذه بعض الأسئلة التي عرضت على فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي –حفظه الله – في مسائل الإيمان والكفر وأجاب عليها بهذه الأجوبة نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها في موازين حسناته.
السؤال الأول:
بم يكون الكفر الأكبر أو الردة؟ هل هو خاص بالاعتقاد والجحود والتكذيب أم هو أعم من ذلك؟
فقال الشيخ غفر الله له:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبدالله ورسوله نبينا وإمامنا وقائدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ........ أما بعد:
فإن الكفر والردة – والعياذ بالله – تكون بأمورٍ عدة:
- فتكون بجحود الأمر المعلوم من الدين بالضرورة.
- وتكون بفعل الكفر.
- وبقول الكفر.
- وبالترك والإعراض عن دين الله.
فيكون الكفر بالاعتقاد كما لو اعتقد لله صاحبة ًأو ولداً أو اعتقد أن الله له شريك في الملك أو أن الله معه مدبرٌ في هذا الكون أو اعتقد أن أحداً يشارك الله في أسمائه أو صفاته أو أفعاله أو اعتقد أن أحداً يستحق العبادة غير الله أو اعتقد أن لله شريكاً في الربوبية فإنه يكفر بهذا الاعتقاد كفراً أكبر مخرجاً من الملة.
ويكون الكفر بالفعل كما لو سجد للصنم أو فعل السحر أو فعل أي نوع من أنواع الشرك كأن دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله أو طاف بغير بيت الله تقرباً لذلك الغير فالكفر يكون بالفعل كما يكون بالقول.
•ويكون الكفر بالقول كما لو سب الله أو سب رسوله r أو سب دين الإسلام أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله r أو بدينه، قال الله تعالى في جماعة في غزوة تبوك استهزؤوا بالنبي r وبأصحابه: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم ْ) فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان فدل على أن الكفر يكون بالفعل كما يكون بالاعتقاد ويكون بالقول أيضاً كما سبق في الآية فإن هؤلاء كفروا بالقول.•
ويكون الكفر بالجحود والاعتقاد وهما شيء واحد وقد يكون بينهما فرق فالجحود كأن يجحد أمراًَ معلوماً من الدين بالضرورة كأن يجحد ربوبية الله أو يجحد ألوهية الله أو استحقاقه للعبادة أو يجحد ملكاً من الملائكة أو يجحد رسولاً من الرسل أو كتاباً من الكتب المنزلة أو يجحد البعث أو الجنة أو النار أو الجزاء أو الحساب أو ينكر وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب الحج أو وجوب الصوم أو يجحد وجوب بر الوالدين أو وجوب صلة الرحم أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة وجوبه أو يجحد تحريم الزنا أو تحريم الربا أو تحريم شرب الخمر أو تحريم عقوق الوالدين أو تحريم قطيعة الرحم أو تحريم الرشوة أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة تحريمه.
• ويكون الكفر بالإعراض عن دين الله والترك والرفض لدين الله كأن يرفض دين الله بأن يعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله فيكفر بهذا الإعراض والترك قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) وقال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ).
فالكفر يكون بالاعتقاد ويكون بالجحود ويكون بالفعل ويكون بالقول ويكون بالإعراض والترك والرفض.
ومن أُكره على التكلم بكلمة الكفر أو على فعل الكفر فإنه يكون معذوراً إذا كان الإكراه ملجئاً كأن يُكرهه إنسان قادر على إيقاع القتل به فيهدده بالقتل وهو قادر أو يضع السيف على رقبته فإنه يكون معذوراً في هذه الحالة إذا فعل الكفر أو تكلم بكلمة الكفر بشرط أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان، أما إذا اطمئن قلبه بالكفر فإنه يكفر حتى مع الإكراه نسأل الله السلامة والعافية.
فالذي يفعل الكفر له خمس حالات:
1 - إذا فعل الكفر جاداً فهذا يكفر.
2 - إذا فعل الكفر هازلاً فهذا يكفر.
3 - إذا فعل الكفر خائفاً فهذا يكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - إذا فعل الكفر مكرهاً واطمئن قلبه بالكفر فهذا يكفر.
5 - إذا فعل الكفر مكرهاً واطمئن قلبه بالإيمان فهذا لا يكفر
لقول الله تعالى (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
السؤال الثاني:
هناك من يقول: " الإيمان قول واعتقاد وعمل، لكن العمل شرط كمال فيه "، ويقول أيضاً: " لا كفر إلا باعتقاد ". . فهل هذا القول من أقوال أهل السنة أم لا؟
الجواب:
الذي يقول هذا ما فهم الإيمان ولا فهم العقيدة، وهذا هو ما قلناه في إجابة السؤال الذي قبله: من الواجب عليه أن يدرس العقيدة على أهل العلم ويتلقاها من مصادرها الصحيحة، وسيعرف الجواب عن هذا السؤال.
وقوله: إن الإيمان قول وعمل واعتقاد. . ثم يقول: إن العمل شرط في كمال الإيمان وفي صحته، هذا تناقض!!
كيف يكون العمل من الإيمان ثم يقول العمل شرط، ومعلوم أن الشرط يكون خارج المشروط، فهذا تناقض منه. وهذا يريد أن يجمع بين قول السلف وقول المتأخرين وهو لا يفهم التناقض، لأنه لا يعرف قول السلف ولا يعرف حقيقة قول المتأخرين، فأراد أن يدمج بينهما. .
فالإيمان قول وعمل واعتقاد، والعمل هو من الإيمان وهو الإيمان، وليس هو شرطاً من شروط صحة الإيمان أو شرط كمال أو غير ذلك من هذه الأقوال التي يروجونها الآن.
فالإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
السؤال الثالث
هل الأعمال ركن في الإيمان وجزء منه أم هي شرط كمال فيه؟
الجواب
الإيمان قول باللسان وقول بالقلب وعمل بالقلب وعمل بالجوارح كما سبق.
ولا يقال إنها شرط كمال أو إنها خارجة عن الإيمان أو إنها لازم من لوازم الإيمان
أو من مقتضى الإيمان أو هي دليل على الإيمان إذ كل هذه من أقوال المرجئة.
السؤال الخامس:
هل خلاف أهل السنة مع مرجئة الفقهاء في أعمال القلوب أو الجوارح لفظيٌ أم معنوي؟
الجواب:
قال بعضهم إن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة خلاف لفظي
وقال بهذا شارح الطحاوية ابن أبي العز – رحمه الله – قال: إن الخلاف بين جمهور أهل السنة وأبي حنيفة وأصحابه خلاف لفظي والنزاع نزاع ٌ في أمرٍ اسمي لفظي لا يترتب عليه فسادٌ في الاعتقاد وقال: إن الدليل على أن الخلاف بينهم لفظي أن كلاً من الطائفتين يقولون: الأعمال واجبة وكلاً من الطائفتين يقولون: إن المسلم إذا فعل الواجبات أثيب عليها ومن ترك شيئاً من الواجبات أو فعل المحرمات فإنه يعاقب ويقام عليه الحد، ولكن النزاع بينهم في أنه هل هذا الواجب هو من الإيمان أو ليس بإيمان؟ قال بالأول جمهور أهل السنة وقال بالثاني أبو حنيفة وأصحابه
ولكن عند التأمل والنظر لا يجد طالب العلم أن الخلاف لفظيٌ من جميع الوجوه، صحيح أنه لا يترتب عليه فساد في الاعتقاد لكن له آثار تترتب عليه، من هذه الآثار:
1 - أن جمهور أهل السنة وافقوا الكتاب والسنة في اللفظ والمعنى فتأدبوا مع النصوص، ومرجئة الفقهاء وافقوا الكتاب والسنة معناً وخالفوهما لفظاً، ولا يجوز للمسلم أن يخالف النصوص لا لفظاً ولا معنى. قال الله تعال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً)
فبين الله تعالى أن هذه الأعمال كلها من الإيمان، فوجل القلب عند ذكر الله هذا عمل قلبي، وزيادة الإيمان عند تلاوة القرآن عمل قلبي (وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) عمل قلبي ويشمل أيضاً أعمال الجوارح من فعل الأسباب والإنفاق مما رزقهم الله، كل هذه الأشياء سماها إيماناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) وقال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) وثبت في الصحيحين عن النبي r أنه قال: (الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة)
وفي رواية البخاري: (بضعٌ وستون شعبة فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) فهذا من أقوى الأدلة في الرد على المرجئة فجعل النبي r الإيمان بضعاً وسبعين شعبة ومثّل لقول اللسان بكلمة التوحيد على أنها من قول اللسان ومثّل لعمل الجوارح بإماطة الأذى عن الطريق ومثّل لعمل القلب بالحياء؛ لأن الحياء خلقٌ داخلي يحمل الإنسان على فعل المحامد وترك القبائح.
فأعلى شعب الإيمان كلمة التوحيد وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وبينهما شعب متفاوتة منها ما يقرب من شعبة الشهادة ومنها ما يقرب من شعبة الإماطة،
فالصلاة شعبة والحج شعبة والزكاة شعبة والصوم شعبة وبر الوالدين شعبة وصلة الأرحام شعبة والجهاد في سبيل الله شعبة والأمر بالمعروف شعبة والنهي عن المنكر شعبة والإحسان إلى الجار شعبة، إلى غير ذلك من الشعب، فهذه كلها أدخلها النبي r في مسمى الإيمان فكيف يقال إن الأعمال خارجة عن مسمى الإيمان،
وكذلك من أقوى الأدلة أيضاً على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان حديث وفد عبد القيس في الصحيحين وذلك أن وفد عبد القيس جاءوا إلى النبي r فقالوا: يا رسول الله، إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لن نخلص إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر فصل نعمل به ونخبر به من ورائنا فقال r : ( آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خُمس ما غنمتم)
ففسر الإيمان بأعمال الجوارح وهذا دليل واضح صريح على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان. فجمهور أهل السنة تأدبوا مع النصوص وأدخلوا الأعمال في مسمى الإيمان ومرجئة الفقهاء وافقوا النصوص في المعنى لكن خالفوها في اللفظ ولا يجوز للإنسان مخالفة النصوص لا في اللفظ ولا في المعنى بل الواجب موافقة النصوص لفظاً ومعنى.
2 - أن خلاف مرجئة الفقهاء مع جمهور أهل السنة فتح باباً للمرجئة المحضة الغلاة فإن مرجئة الفقهاء لما قالوا: (إن الأعمال ليست من الإيمان وإن كانت واجبة) فتحوا باباً للمرجئة المحضة فقالوا: الأعمال ليست واجبة وليست مطلوبة ولهذا قال المرجئة المحضة: الصلاة والصوم والزكاة والحج هذه كلها ليست بواجبة ومن عرف ربه بقلبه فهو مؤمن كامل الإيمان ويدخل الجنة من أول وهلة والأعمال ليست مطلوبة والذي فتح لهم الباب مرجئة الفقهاء.
3 - أن مرجئة الفقهاء باختلافهم مع جمهور أهل السنة فتحوا باباً للفُسَّاق والعصاة فدخلوا معه، فلما قال مرجئة الفقهاء: إن الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص وهو التصديق وإيمان أهل الأرض وأهل السماء واحد؛ دخل الفساق فيأتي الفاسق السكير العربيد ويقول: أنا مؤمن كامل الإيمان؛ إيماني كإيمان جبريل وميكائيل وكإيمان أبي بكر وعمر، فإذا قيل له: كيف تقول إن إيمانك كإيمان أبي بكر وعمر وأبو بكر له أعمال عظيمة؟ قال: الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان، أنا مصدِّق وأبو بكر مصدِّق، وجبريل مصدِّق وأنا مصدِّق فإيماني كإيمانهم، وهذا من أبطل الباطل، ولهذا جاء في الحديث: (لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح) والمراد ما عدا الرسل عليهم الصلاة والسلام، فكيف يقال إن الإيمان واحد وأن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد.
4 - مسألة الاستثناء في الإيمان وهو قول القائل: (أنا مؤمن إن شاء الله) فمرجئة الفقهاء يمنعون الاستثناء في الإيمان؛ لأن الإيمان شيء واحد هو التصديق، فيقولون: أنت تعلم أنك مصدِّق بالقلب فكيف تقول: أنا مؤمن إن شاء الله. إذاًََ أنت تشك في إيمانك، ولهذا يسمون المؤمنين الذين يستثنون في إيمانهم الشكَّاكة، فأنت تعلم في نفسك أنك مصدِّق كما تعلم أنك قرأت الفاتحة وكما تعلم أنك تحب الله ورسوله r وتبغض اليهود فكيف تقول: إن شاء الله، بل قل: أنا مؤمن؛ اجزم ولا تشك في إيمانك. وأما جمهور أهل السنة فإنهم يفصِّلون فيقولون: إن قال القائل: (أنا مؤمن إن شاء الله) يقصد الشك في أصل إيمانه فهذا ممنوع؛
فأصل الإيمان التصديق، وأما إن نظر إلى الأعمال والواجبات التي أوجبها الله والمحرمات التي حرمها الله ورأى أن شعب الإيمان متعددة والواجبات كثيرة فالإنسان لا يزكِّي نفسه ولا يقول بأنه أدّى ما عليه؛
بل يتهم نفسه بالتقصير ويزري على نفسه فإذا قال: (أنا مؤمن إن شاء الله)
فإن الاستثناء راجع إلى الأعمال، فهذا لا بأس به بل حسن أن يقول: إن شاء الله.
وكذلك إذا أراد عدم علمه بالعاقبة وأن العاقبة لا يعلمها إلا الله فلا بأس بالاستثناء، وكذلك إذا أراد التبرك بذكر اسم الله فلا بأس.
فهذه من ثمرات الخلاف وإن كان لا يترتب عليه فساد في العقيدة ولكن هذه ثمرات
تدل على أن الخلاف ليس لفظياًََ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 09:18]ـ
السؤال السادس:
ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية وهو يقر بالشهادتين ويقر بالفرائض ولكنه لا يعمل شيئا ألبتة فهل هذا مسلم أم لا؟ علما بأنه ليس له عذر شرعي يمنعه من القيام بتلك الفرائض؟
الجواب:
هذا لا يكون مؤمنا، فالذي يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا يقر بلسانه ولا يعمل لا يتحقق إيمانه؛ لأن هذا إيمان كإيمان إبليس وكإيمان فرعون؛ لأن إبليس أيضا مصدِّق بقلبه، قال الله تعالى عنه: قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ وفرعون وآل فرعون قال الله تعالى عنهم: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فهذا الإيمان والتصديق الذي في القلب لا بد له من عمل يتحقق به فلا بد أن يتحقق بالنطق باللسان ولا بد أن يتحقق بالعمل؛ فلا بد من تصديق وانقياد، وإذا انقاد قلبه بالإيمان فلا بد أن تعمل الجوارح، أما أن يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا ينطق بلسانه ولا يعمل بجوارحه وهو قادر فأين الإيمان؟!!
فلو كان التصديق تصديقا تاما، وعنده إخلاص لأتى بالعمل، فلا بد من عمل يتحقق به هذا التصديق وهذا الإيمان؛ والنصوص جاءت بهذا.
كما أن الذي يعمل بجوارحه ويصلي ويصوم ويحج لا بد لأعماله هذه من إيمان في الباطن وتصديق يصححها وإلا صارت كإسلام المنافقين؛ فإن المنافقين يعملون، يصلون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ويجاهدون ومع ذلك لم يكونوا مؤمنين؛ لأنه ليس عندهم إيمان وتصديق يصحح هذا العمل، فلا بد من أمرين لصحة الإيمان:
- تصديق في الباطن يتحقق بالعمل.
- وعمل في الظاهر يصح بالتصديق.
أما تصديق في الباطن دون عمل فأين الدليل عليه؟ أين الذي يصححه؟ أين الانقياد؟.
لا يمكن أن يكون هناك تصديق صحيح لا يصلي صاحبه، ولا ينطق بالشهادتين وهو يعلم ما أعدَّ الله لمن نطق بالشهادتين ولمن تكلّم بكلمة التوحيد من الثواب، ولما أعدّ الله للمصلين من الثواب ولمن ترك الصلاة من العقاب، فلو كان عنده تصديق صحيح، وإيمان صحيح لبعثه على العمل، فلو كان عنده تصديق صحيح وإيمان صحيح لأحرق الشبهات والشهوات؛ فترك الصلاة إنما يكون عن شبهة والمعاصي إنما تكون عن شهوة، والإيمان الصادق يحرق هذه الشهوات والشبهات.
وهذا يدل على أن قلبه خالٍ من الإيمان الصحيح، وإنما هو لفظ باللسان نطق به ولم يتجاوزه، وإلا لو كان عنده تصديق بقلبه أو إقرار بقلبه فقط ولم يتلفظ؛ فقول القلب لم يتجاوز إلى أعمال القلوب، وإلى الانقياد فالمقصود أن الذي يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا يعمل بجوارحه هذا هو مذهب الجهمية
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: يعسر التفريق بين المعرفة والتصديق المجرد.
فيعسر التفريق بين المعرفة بالقلب، والتصديق الذي ليس معه شيء من أعمال الجوارح، ويقول هذا هو إيمان الجهمية -نسأل الله العافية-. فالذي يزعم أنه مؤمن ولا ينطق بلسانه ولا يعمل بجوارحه مع قدرته هذا هو مذهب الجهمية فلا بد من عمل يتحقق به هذا التصديق كما أن الذي يعمل لا بد له من تصديق في الباطن يصححه.
السؤال السابع:
هل تصح هذه المقولة: أن من قال: الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد برئ من الإرجاء كله
حتى لو قال: لا كفر إلا باعتقاد وجحود؟
الجواب:
المقولة الثانية تنقض المقولة الأولى فقوله: (الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص) هذا حق، وهو قول أهل السنة والجماعة
لكن قوله بعد ذلك: (لا كفر إلا باعتقاد وجحود) هذا ينقض المقالة الأولى،
فكما أن الإيمان يكون بالقول والعمل والاعتقاد فكذلك الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد
فلا بد أن تصحح المقولة الثانية فتكون: (والكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد)
أما بقاء هذه المقولة على حالها فإنها تنقض الأولى.
السؤال الثامن:
هل هذا القول صحيح أم لا: (أن سب الله وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بكفر في نفسه، ولكنه أمارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة)؟
الجواب:
هذا القول ليس بصحيح، بل هو قول المرجئة وهو قول باطل، بل إن نفس السب كفر ونفس الاستهزاء كفر
كما قال تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
(يُتْبَعُ)
(/)
فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان بهذه المقالة ولم يقل إن كنتم تعتقدون في قلوبكم شيئاً، فالله تعالى أطلق الكفر عليهم بهذه المقالة،
فدل على أن القول بأن كلام الكفر أو قول الكفر ليس بكفر بل هو علامة على ما في القلب هذا باطل،
فالقلب لا يعلم ما فيه إلا الله تعالى والكفر يكون بالقلب ويكون بالقول ويكون بالعمل،
والمقصود أن هذه المقالة تتمشى مع مذهب المرجئة.
السؤال التاسع:
ما حكم من يسب الله ورسوله ويسب الدين فإذا نُصح في هذا الأمر تعلَّل بالتكسب وطلب القوت والرزق، فهل هذا كافر أم هو مسلم يحتاج إلى تعزير وتعذيب؟ وهل يقال هنا بالتفريق بين السب والساب؟
الجواب:
لا أدري ما معنى التعلل بالتكسب وطلب القوت؟!
إن كان المراد أنه إذا قيل له تعلَّم الدين يتعلَّل بالكسب، التعلُّم شيء آخر لكن الآن نحكم عليه بهذا السب ونقول: من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو سب الدين فإن هذا كفر باتفاق أهل السنة والجماعة،
أما مسألة التعلل بالكسب وطلب القوت إذا قيل له تعلم دينك؛ فهذا التعلل باطل ويجب على الإنسان أن يتعلم ما يقيم به دينه؛ كما أنه يطلب الكسب والقوت فيجب عليه أن يتعلم دينه؛يتعلم ما يصح به إيمانه؛ يتعلم ما أوجب الله عليه من الاعتقاد الصحيح وأن الله مستحق للعبادة وحده؛ وما أوجب الله عليه من الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج،
فهذا التعلل لا وجه له.
فإذا قيل له: تعلَّم ما أوجب الله عليك أو اسأل العلماء عن مقالتك هل هي كفر أم غير كفر تعلل بالكسب فهذا باطل؛ لأن الكسب لا يمنع الإنسان من تعلم دينه وتعلم أن هذه المقالة كفرية أو يسأل عنها؛ لأن الكسب لا يأخذ وقتاًََ كثيراً والكسب له أوقات واسعة وليس هناك فرق بين السب والساب
فنقول: من سب الله أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب دينه فهو كافر والساب كافر؛ لأنه لا عذر له في هذا،
والذي يعذر فيه إنما هي الكلمات التي فيها إيهام؛
فهذا الذي يفرق فيها بين المقالة والقائل فلو تكلم الإنسان بكلم موهمة أو كلمة يحتمل أن يكون لصاحبها عذر فهذا الذي يقال فيه بالفرق بين المقالة والقائل فيقال: المقالة كفرية والقائل لا يكفر إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع وقامت عليه الحجة؛ أما من سب الله وسب رسوله صلى الله عليه وسلم وسب دينه فهذا أمر واضح لا إشكال في كفره.
السؤال العاشر:
إذا سب الله أو سب رسوله أو سب الدين وتعلَّل بالتكسب والرزق؛ مقصوده المجاملة كأن يقول: إذا سببت الله سيأتيني الرزق والدنيا.
الجواب:
لا شك في كفر هذا؛ لأنه كما سبق أنه من فعل الكفر قاصداً وعامداً فإنه يكفر
؛ ومن فعل الكفر هازلاً فإنه يكفر
ومن فعله خائفاً فإنه يكفر؛
وإذا فعله لقصد المال فهذا كافر بنص الآية
قال الله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ .... ) الآية.
فأخبر الله بأن لهم حظاً من الدنيا فقدَّموا حظ الدنيا،
فالآية نصٌ في هذا الصنف من الناس وأنه إنما فعل الكفر تفضيلاًَ وإيثاراً للدنيا على الآخرة فيكون داخلاً في هذه الآية.
ـ[السليماني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 04:25]ـ
السؤال الحادي عشر:
ما هو القول فيمن نصب الأصنام والأضرحة والقبور وبنى عليها المساجد والمشاهد وأوقف عليها الرجال والأموال وجعل لها هيئات تشرف عليها ومكَّن الناس من عبادتها والطواف حولها ودعائها والذبح لها؟
الجواب:
هذا مشرك نسأل الله السلامة والعافية
، فمن نصب الأصنام فهو مشرك وإذا أوقف عليها الأوقاف أو الأموال أو دافع عنها فيكون أيضاً كافر صادٌ عن سبيل الله
فهذا جمع بين الكفرين؛
فعل الكفر بنفسه وصدَّ عن دين الله حينما جعل الأموال وأوقف الأوقاف ومنع الناس من دين الله
وهو داخل في قوله تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من المفسدين في الأرض كفر بنفسه وصدَّ عن دين الله نسأل الله السلامة.
السؤال الثاني عشر:
هل تصح الصلاة خلف إمام يستغيث بالأموات ويطلب المدد منهم أم لا؟
الجواب:
هذا الرجل كافر، الذي يستغيث بالأموات ويطلب المدد منهم ويسألهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات هذا مشرك،
ولا تصح الصلاة خلفه والصلاة خلفه باطلة؛
ومن صلى خلفه ولم يعلم حاله فإنه إذا علم يعيد الصلاة وهذا بإجماع المسلمين أن الصلاة لا تصح خلف المشرك،
لكن الخلاف بين العلماء في صحة الصلاة خلف الفاسق؛
فالحنابلة وجماعة يمنعون الصلاة خلفه ويقولون: لا تصح، وآخرون يقولون: تصح مع الكراهة، والصواب أنها تصح ولكن الصلاة خلف العدل أولى؛
هذا إذا كان موحِّدا لكنه فاسق،
أما المشرك فلا تصح الصلاة خلفه بالإجماع.
السؤال الثالث عشر:
هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان كحديث: (لم يعملوا خيرا قط)
وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث؛
فكيف الجواب على ذلك؟
الجواب:
ليس في هذه الأحاديث حجة لهذا القائل،
فمن ترك جميع الأعمال بالكلية وزعم أنه يكتفي بما في قلبه من التصديق كما سبق فإنه لا يتحقق إيمانه إلا بالعمل،
وأما أحاديث الشفاعة وأن المؤمنين الموحدين العصاة يشفع لهم الأنبياء والأفراط والشهداء والملائكة والمؤمنون وتبقى بقية لا تنالهم الشفاعة فيخرجهم رب العالمين برحمته، يخرج قوما من النار لم يعملوا خيرا قط،
قال العلماء: المعنى لم يعملوا خيرا قط أي زيادة على التوحيد والإيمان ولا بد من هذا؛
لأن النصوص يُضم بعضها إلى بعض وقد دلت النصوص على أن الجنة حرامٌ على المشركين
وقد ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر مناديا ينادي في بعض الغزوات: أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولما أمّر أبا بكر في الحج في السنة التاسعة من الهجرة أرسل معه مؤذنين يؤذنون منهم أبو هريرة وغيره يؤذنون في الناس بأربع كلمات منها: (لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد فهو إلى عهده، ومن لم يكن له عهد فهو إلى أربعة أشهر)
وهذا يدل على أنه لا يمكن أن يدخل الجنة كافر،
قال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
فهذه نصوص محكمة وهذا الحديث يُرد إليها،
والقاعدة عند أهل العلم: أن المتشابه يُرد إلى المحكم.
ولا يتعلق بالنصوص المتشابهة إلا أهل الزيغ
كما قال تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)
وثبت في الحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)
وأما أهل الحق فإنهم يردون المتشابه إلى المحكم ويفسرونه به، وهذا الحديث فيه اشتباه لكنه يرد إلى المحكم من النصوص الواضحة المحكمة في أن المشرك لا يدخل الجنة وأن الجنة حرام عليه.
فلا يمكن أن يكون معنى الحديث: لم يعملوا خيرا قط أنهم مشركون وليس عندهم توحيد وإيمان، وأنهم أخرجهم الله إلى الجنة فهذا لا يمكن أن يكون مرادا،
وإنما المراد لم يعملوا خيرا قط أي: زيادة على التوحيد والإيمان،
وكذلك حديث البطاقة ليس فيه أنه مشرك وإنما فيه أنه موحِّد ففيه أنه:
(يؤتى برجل ويخرج له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر سيئات، ويؤتى له ببطاقة فيها الشهادتان فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة)
ومعلوم أن كل مسلم له مثل هذه البطاقة وكثير منهم يدخلون النار، لكن هذا الرجل لما قال هاتين الشهادتين قالها عن إخلاص وصدق وتوبة،
فأحرقت هذه السيئات فثقلت البطاقة وطاشت السجلات.
السؤال الرابع عشر:
ما حكم من يدعو غير الله وهو يعيش بين المسلمين وبلغة القرآن، فهل هذا مسلم تلبس بشرك أم هو مشرك؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الشخص مشرك؛ لأنه غير معذور إذا كان يعيش بين المسلمين لقول الله: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، وقال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) فمن بلغه القرآن وبلغته الدعوة وفعل الشرك وهو يعيش بين المسلمين فإنه مشرك.
وقال بعض أهل العلم: إن الشخص إذا كان يخفى عليه ما وقع فيه من الشرك بسبب دعاة الضلال والإشراك وبسبب كثرة المضلين حوله وخفي عليه الأمر فإنه في هذه الحالة يكون أمره إلى الله فيكون حكمه حكم أهل الفترة إذا لم يعلم ولكنه إذا مات يعامل معاملة المشركين فلا يُغسَّل ولا يُصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم.
فالمقصود أن الأصل أنه لا يعذر لكن لو وجد بعض الناس خفي عليه بسبب دعاة الشرك والضلال ولم يعلم قد يقال إنه معذور في هذه الحالة وأمره إلى الله تعالى،
وبكل حال يجب عليه أن يطلب الحق ويتعرف عليه ويسعى له كما أنه يسعى في معيشته ويسأل عن طرق الكسب فيجب عليه أن يسأل عن دينه ويسأل عن الأمر الذي أشكل عليه
وكونه لم يسمع الحق ولم يقبل الحق وتصامم عن سماع الحق
فليس هذا عذراً له؛ هذا هو الأصل.
السؤال الخامس عشر:
هل يشترط في إقامة الحجة فهم الحجة فهماً واضحاً جلياً أم يكفي مجرد إقامتها؛ نرجو التفصيل في ذلك مع ذكر الدليل؟
الجواب:
الواجب إقامة الحجة على من كان عنده شبهة
وكذلك المشرك إذا أقيمت عليه الحجة فقد زال عذره بمعنى أن يبلغه الدليل ويعلم أن هذا الأمر فيه دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
ولا يشترط فهم الحجة
فإن الله أخبر أن المشركين قامت عليهم الحجة ومع ذلك لم يفهموها فهماً واضحاً ولكنهم قامت عليهم الحجة ببلوغها؛ نزل القرآن وسمعوه وجاءهم النذير وأنذرهم واستمروا على كفرهم فلم يعذرهم
ولهذا قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
وقد بعث الرسول،
وقال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)
فاشترط في إقامة الحجة البلاغ،
وقال صلى الله عليه وسلم
: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار))
وقال تعالى في وصف الكفار:
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ)
ومع ذلك قامت عليهم الحجة فأخبر أن مثلهم مثلُ من يسمع الصوت ولا يفهم المعنى كمثل الغنم التي ينعق لها الراعي
فتسمع الصوت ومع ذلك قامت عليهم الحجة،
وقال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ)
ولم يقل حتى يتبين؛
بل قال: (حَتَّى يُبَيِّنَ) وهذا هو قيام الحجة،
فإذا فهم الحق وعرف هذا الدليل وعرف الحجة فقد قامت عليه الحجة ولو لم يفهمها؛
فلا يشترط فهمها وهذا الذي تدل عليه النصوص وهو الذي قرره أهل العلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 03:40]ـ
الأخ الفاضل / السليماني
جزاك الله خيرًا على الموضوع، لكن أين توثيق هذه الفتاوى وما هو مصدرها، نرجو التوثيق، بارك الله فيك.
ـ[السليماني]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 05:54]ـ
بارك الله فيك وهي في موقع الشيخ على الرابط
http://shrajhi.com/?Cat=3&Su_C=2
------------
تكفير ابن تيمية للطائفة الممتنعة من أداء الزكاة
السؤال السادس عشر:
هل تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- للطائفة الممتنعة من أداء شعيرة الزكاة حين فعل هذا من ارتد من العرب لأجل جحدهم للوجوب أم لأجل مجرد المنع وعدم الالتزام بالأداء؟
الجواب:
أهل الردة الذين ارتدوا بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- أقسام: منهم من رجع إلى الأصنام والأوثان فعبدها، ومنهم من أنكر نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: لو كان نبيا ما مات، وهؤلاء كفار لا إشكال فيهم، ومنهم من منع الزكاة والصحابة قاتلوهم جميعا ولم يفرِّقوا بينهم وسموهم المرتدين
والذي منع الزكاة قال العلماء: إنما كفر؛ لأنه إذا منعها وقاتل عليها دل على جحوده إياها؛ لأنه فعل أمرين: منعها وقاتل عليها، أما إذا منعها ولم يقاتل عليها فإنها تؤخذ منه ويؤدَّب ولا يكفر، ولكن إن منعها وقاتل عليها فإنه يكفر؛ لأن هذا دليل على جحوده،
والمرتدون الذين منعوا الزكاة منعوها وقاتلوا عليها فدل على أنهم جحدوها؛ ولهذا عاملهم الصحابة معاملة المرتدين وسموهم مرتدين كلهم وقاتلوهم،
لا فرق بين من أنكر نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، أو عبد الأصنام، أو من جحد الزكاة؛ لأنه جحد أمرا معلوما من الدين بالضرورة.
http://shrajhi.com/?Cat=3&SID=32
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 12:49]ـ
بارك الله في الشيخ عبد العزيز الراجحي.
ـ[السليماني]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 05:52]ـ
هل القول بكفر تارك جنس العمل من أقوال المرجئة
السؤال السابع عشر:
ما حكم من يقول بأن من قال: أن من ترك العمل الظاهر بالكلية بما يسمى عند بعض أهل العلم بجنس العمل أنه كافر، أن هذا القول قالت به فرقة من فرق المرجئة؟
الجواب:
لا أعلم أن هذا القول قالت به المرجئة ولكن لا بد من العمل كما سبق؛ لأن من أقر بالشهادتين فلا بد أن يعمل؛ لأن النصوص التي فيها الأمر بالنطق بالشهادتين وأن من نطق بالشهادتين فهو مؤمن مقيّدة بقيود لا يمكن معها ترك العمل،
وقد ثبت في الحديث الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
http://shrajhi.com/images/h2.gif من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة http://shrajhi.com/images/h1.gif وقوله: http://shrajhi.com/images/h2.gif خالصا من قلبه http://shrajhi.com/images/h1.gif
هذا ينفي الشرك؛ لأن الإخلاص ينافي الشرك، ومن ترك العمل فهو مشرك؛ لأنه عابدٌ للشيطان؛ ولأنه معرض عن دين الله، ومن أعرض عن دين الله كفر.
وكذلك جاء في الأحاديث: http://shrajhi.com/images/h2.gif من قال لا إله إلا الله مخلصا http://shrajhi.com/images/h1.gif
وفي بعضها: http://shrajhi.com/images/h2.gif صادقا من قلبه http://shrajhi.com/images/h1.gif وفي بعضها: http://shrajhi.com/images/h2.gif مستيقنا بها قلبه http://shrajhi.com/images/h1.gif
وفي بعضها: http://shrajhi.com/images/h2.gif وكفر بما يعبد من دون الله http://shrajhi.com/images/h1.gif
فهذه النصوص التي فيها أن من نطق بالشهادتين فهو مؤمن مقيدة بهذه القيود التي لا يمكن معها ترك العمل فلا بد أن يكفر بما يعبد من دون الله، ومن لم يعمل فإنه معرض عن دين الله، وهذا نوع من أنواع الردة، فمن لم يعمل مطلقا وأعرض عن الدين لا يتعلمه ولا يعبد الله فهذا من نواقض الإسلام
قال تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=46&nAya=3)http://shrajhi.com/images/B1.gif
فلا بد أن يعمل فإذا قال: http://shrajhi.com/images/h2.gif لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه http://shrajhi.com/images/h1.gif
وقالها عن إخلاص وفي بعضها: http://shrajhi.com/images/h2.gif وهو غير شاك http://shrajhi.com/images/h1.gif
فلا بد أن يعمل، ولا يمكن أن يتكلم بكلمة التوحيد عن صدق وإخلاص ولا يصلي أبدا وهو قادر؛ لأنه إذا ترك الصلاة دل على عدم إخلاصه ودل على عدم صدقه ودل على أن قلبه ليس مستيقنا بها، ولو كان قلبه مستيقنا بها،
وكان عنده يقين وإخلاص وصدق لا بد أن يعمل فإن لم يعمل دل على عدم إيمانه وعدم يقينه وعدم إخلاصه وعدم صدقه، ودل على ريبه وشكه، وهذا واضح من النصوص.
تنحية الشريعة الإسلامية واستبدالها بالقوانين الوضعية
السؤال الثامن عشر:
ما حكم تنحية الشريعة الإسلامية واستبدالها بقوانين وضعية كالقانون الفرنسي والبريطاني وغيرها مع جعله قانونا ينص فيه على أن قضايا النكاح والميراث بالشريعة الإسلامية؟
الجواب:
هذه مسألة فيها كلام لأهل العلم وقد ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أن من بدَّل الشريعة بغيرها من القوانين فإن هذا من أنواع الكفر، ومثَّل لذلك بالمغول الذين دخلوا بلاد الإسلام
وجعلوا قانونا مكونا من عدة مصادر يسمى (الياسق)،
وذكر كفرهم وذكر هذا أيضا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله-
فقد قال في أول رسالته "تحكيم القوانين":
إن من الكفر المبين استبدال الشرع المبين بالقانون اللعين، فإذا بدَّل الشريعة من أولها إلى آخرها كان هذا كفرًا من أنواع الكفر والردة،
وقال آخرون من أهل العلم: إنه لا بد أن يعتقد استحلاله، ولا بد أن تقام عليه الحجة، وذهب إلى هذا سماحة شيخنا عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
وقال: إنه لا بد أن تقوم عليه الحجة؛ لأنه قد يكون جاهلا بهذا الأمر وليس عنده علم؛ فلا بد أن يبين له حتى تقوم عليه الحجة، فإذا قامت عليه الحجة فإنه يحكم بكفره.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود أن هذه المسألة مسألة خطيرة، وهذا إذا لم يكن لمن وضع القانون أعمال كفرية أخرى، أما إذا كان تلبَّس بأنواع من الكفر الأخرى فهذا لا إشكال فيه، لكن هذا مفروض في شخص لم يتلبَّس بشيء من أنواع الكفر،
فهل يكون هذا كفرا أكبر بمجرد تبديله الدين كما ذكر هذا الحافظ ابن كثير والشيخ محمد بن إبراهيم -رحمهما الله- وغيرهما من أهل العلم،
أو أنه لا بد من إقامة الحجة وبيان أن هذا الأمر كفر فإذا قامت عليه الحجة حكم بكفره.
تكفير السلف للجهمية
السؤال التاسع عشر:
هل تكفير السلف -رضوان الله عليهم- للجهمية كفر أكبر مخرج من الملة، أم هو كفر دون كفر ويراد منه الزجر والتغليظ فقط؟
الجواب:
تكفير العلماء والأئمة والسلف للجهمية تكفير أكبر مخرج عن الملة،
وذكر العلاَّمة ابن القيِّم -رحمه الله تعالى- أنه كفرهم خمسمائة عالم فقال:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في
عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام قد حكاه عنهمُ
بل قد حكاه قبله الطبراني
وقد قال العلماء: إن الجهمية خارجون من الثنتين والسبعين فرقة الذين قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-:
http://shrajhi.com/images/h2.gif وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة http://shrajhi.com/images/h1.gif
وكونهم خارجين من الثنتين والسبعين فرقة يدل على أن مرادهم الكفر الأكبر؛ لأن فرق الأمة الثنتين والسبعين فرقة متوعدة بالنار وهي فرقٌ مبتدعة،
وقالوا: الجهمية خارجون عن الفرق الثنتين والسبعين وكذلك القدرية الغلاة وكذلك الرافضة
فهذه الفرق الثلاث خارجون من الثنتين والسبعين فرقة؛
لأن الجهمية نفوا الأسماء والصفات، ونفي الأسماء والصفات ينتج العدم، فشيء لا اسم له ولا صفة لا وجود له إلا في الذهن -نسأل الله العافية-،
فشيء لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا مباين له ولا محايث له ولا منفصل عنه وليس له سمع ولا بصر ولا قدرة ولا إرادة ولا علم ماذا يكون؟!!
هذا مستحيل؛ ولهذا كان كفرهم كفرا أكبر مخرجا عن الملة.
معنى قولهم " تكفير للزجر "
السؤال العشرون:
ما وجه قولهم: (إنه تكفير للزجر)؟
الجواب:
يعني: أنه كفر أصغر، زجر عن العمل وإن كان ليس بمخرج من الملة،
أي: يُنهى عنه صاحبه ويقال له: إنه كفر،
حتى يرتدع عن هذا العمل لا أنه كفر أكبر.
ـ[السليماني]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 07:41]ـ
السؤال الحادي والعشرون:
هل إطلاقات السلف في تكفير أعيان الجهمية كتكفير الشافعي لحفص الفرد حين قال بخلق القرآن فقال له الشافعي كفرت بالله العظيم، كما نقل ذلك اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة وكتكفير الجهم بن صفوان وبشر المريسي والنظَّام وأبو الهذيل العلّاف كما ذكر ذلك ابن بطة في الإبانة الصغرى يراد منه تكفير أعيان هؤلاء أم تكفير ألفاظهم لا أعيانهم؟
الجواب:
الظاهر أن المراد تكفير أعيانهم لما خصوهم بالذكر، وكذلك الشافعي ظاهره أنه ناظره وأقام عليه الحجة، أما لو أريد التكفير بالعموم فهو مثل قول بعضهم: الجهمية كفار، أما تخصيص أعيان بعينهم يقابلون الأئمة ويناظرونهم فهذا تكفير بأعيانهم،
والعلماء لهم في تكفير الجهمية أقوال: فمنهم من كفر الغلاة، ومنهم من كفرهم بإطلاق، ومنهم من بدّعهم بإطلاق،
فهؤلاء الأفراد الذين وقفوا أمام الأئمة وناظروهم الظاهر أنهم كفروهم بأعيانهم؛
لأن الحجة تكون قد قامت عليهم.
السؤال الثاني والعشرون:
ترد بعض الاصطلاحات في كتب أهل السنة مثل: (الالتزام - الامتناع - كفر الإعراض) فما معنى هذه الاصطلاحات؟
الجواب:
الالتزام: ظاهرة الالتزام أن يلتزم بأحكام الشريعة، ويأتي بما أمر الله به، وينتهي عما نهى الله عنه.
والامتناع: أي يمتنع عما أمر الله به،
وهذا فيه تفصيل فإذا امتنع عن شيء يكون تركه كفرًا يكون كفرا،
وإن امتنع عن شيء لا يصل لحد الكفر يكون معصية،
ومن كفر الامتناع امتناع إبليس عن السجود لآدم
قال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ فإبليس إباؤه كفر.
وكفر الإعراض: كما سبق معناه الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله.
السؤال الثالث والعشرون:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما معنى قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الناقض الثالث من نواقض الإسلام: "من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحَّح مذهبهم فهو مثلهم"؟
الجواب:
معنى هذا أن من اعتقد أن المشركين على حق أو توقَّف في ذلك فهو كافر؛
لأنه لم يكفر بالطاغوت؛
لأن التوحيد لا بد فيه من أمرين:
الأمر الأول: الكفر بالطاغوت.
الأمر الثاني: الإيمان بالله.
وهذا هو معنى: ((لا إله إلا الله)) وأن معناها: لا معبود بحقٍ إلا الله.
((لا إله)) كفر بالطاغوت ((إلا الله)) إيمان بالله،
فمن لم يكفر المشركين أو اليهود أو النصارى أو الوثنيين أو توقف في كفرهم فهو كافر بالله،
لا بد أن يجزم ويعتقد كفرهم
فمن قال: ((إن اليهود والنصارى على دين سماوي وكذلك المسلمون على دين سماوي وكلهم على حق)) فهذا كافر؛
لأنه لم يكفِّر المشركين فلا بد أن يعتقد أن اليهود والنصارى كلهم على باطل وأنهم كفار
فإن شك أو توقَّف كان هذا الشك أو التوقف منه ناقضا من نواقض الإسلام ويكون كافرا بالله،
وكذلك لو صحَّح مذهبهم وقال: النصارى على حق واليهود على حق
ومن أحب أن يتدين باليهودية أو النصرانية أو بالإسلام فله ذلك فهذا كافر لأنه صحَّح مذهبهم.
السؤال الرابع والعشرون:
من قال: (إن اليهود والنصارى بلغتهم دعوة الإسلام مشوَّهة فما نكفرهم)
فما حكم هذا القول؟
الجواب:
ليس ذلك بصحيح،
بل بلغتهم الدعوة على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وبلَّغهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسه،
والصحابة بلغوهم بأنفسهم،
والدعاة بلغوهم بأنفسهم والأئمة
فشيخ الإسلام بلغهم بنفسه،
فالقول بأنه لم تبلغهم الدعوة باطل.
السؤال الخامس والعشرون:
من قال: (إخواننا النصارى)! فما حكم هذا القول؟
الجواب:
إذا كان يعتقد أن دينهم صحيح وأن مذهبهم صحيح وأنهم على حق
وأنه يوافقهم في دينهم فهذا كفر وردة،
وأما لو قال: (إخواننا النصارى)
غلطة أو سبقة لسان أو خطأ أو له شبهة فقد لا يكفر،
فهذا فيه تفصيل.
http://shrajhi.com/?Cat=3&Su_C=2(/)
شاهدوا فضائح تزوير أنساب (السادة) بالصور وترتدي العمامة السوداء في 10 دقائق
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 11:30]ـ
كيف تصبح سيدا (موسويا أو حسنيا أو حسينيا أو جعفريا) وترتدي العمامة السوداء في 10 دقائق وبمبلغ 200 دولار فقط .. ! – شاهدوا فضائح تزوير أنساب (السادة) بالصور
تم مؤخرا إماطة اللثام عن عصابة لتزوير الأنساب الهاشمية (وربما غيرها) في العراق والتي تتستر تحت ما يسمى بـ (نقابات السادة الأشراف) والتي مقرها شارع السعدون في بغداد، حيث ثبت تورط بعض الأسر في التعامل معها في ظل إغراء النسب الهاشمي الشريف، فقد كشف عدد من أبناء عائلة النمر، وهي عائلة شيعية تسكن السعودية، عن عصابة (النسابة) هذه بعد استدراجهم وتصويرهم خفية وهم يستلمون الرشاوى ويصادقون على مشجرات مزورة لا أصل لها، بل ويقومون بإصدار شهادات انتساب الى آل البيت موقعة بأسماء وهمية ومختومة من أعضاء هذه النقابة المذكورة دون أي تدقيق ولا سؤال ولا إثبات هوية أو وثيقة أو نحوهما.
و أكد احد المشاركين في عملية الكشف أن أحد هؤلاء النسابة المزورين والمدعو (نبيل الأعرجي) قام بإصدار مشجرة نسب ربط فيها بين عدد من عوائل عامية (أي ليسوا سادة) من اللواتية آل شعبان في عُمان (مسقط) وآل علي بن عبدالله وآل بن عيسى في الاحساء وآل حسين (النمر) في الدمام وادعى أنهم ينتسبون الى جعفر الطيار رضي الله عنه دون ان يقابل أحد منهم أبدا، بل أعد المشجرة موَقعة وملونة بالأختام وعليها شهادة بالشياع والشهرة المستفيضة وشهادة منه انه متيقن من صحة انتسابهم بعد المراجعة والتدقيق، ثم قام المزور نفسه بنشرها على موقعه الرسمي الخاص حيث سمى نفسه (العلامة النسابة العلوي السيد نبيل الأعرجي نقيب نقباء السادة الأشراف)، وبعدها بأكثر من شهر قام احد المشاركين في عملية الكشف عن التزوير، وهو ناصر بن حسن محمد النمر، بزيارة للعراق التقى فيها بالمزور الأعرجي وحصل منه على شهادة نسب انه من بني تميم وليس بسيد .. !
ثم قام فريق الكشف عن التزوير بالتوجه الى بقية أفراد العصابة من أمثال المدعو (وليد العريضي) والذي قام بالمصادقة على المشجرة المذكورة خلال 7 دقائق واستلم مبلغا من المال بلا أدنى تدقيق أو تحقيق أو حتى تحقق من هوية من استلم منهم المبلغ وصادق لهم على شهادة أنهم هاشميون حيث تم تسجيله بالصوت والصورة، ثم صادق عليها أيضا أحد مدعين المرجعية وهو (السيد) هاشم المخراقي، وشمل كشف التزوير والعبث بالأنساب الهاشمية أيضا المدعو (عماد الدين الشوكة) والذي سبق له أن زوَر مشجرة انتساب للنسب الهاشمي عليها أختام مزورة لعلماء دين .. !
وقد قال احد المشاركين في عملية الكشف عن التزوير أن الحصول على شهادة مزورة رخيص ولا يكلف أكثر من 200 دولار للحصول على شهادة انتساب هاشمية مصدقة للفرع الهاشمي الذي تختاره بنفسك (موسوي- حسني – حسيني – جعفري)، وبدون أدنى تدقيق أو تحقيق أو طلب أي وثيقة أو هوية وخلال 10 دقائق فقط .. ! وجدير بالذكر أن المزور القذر (نبيل الأعرجي) قد أصدر مؤخرا كتاب (صحاح الاعقاب من آل ابي طالب) والمتوقع أن يعتمده الكثيرون في تثبيت الأنساب .. !!
وها نحن اليوم نكتشف حلقة جديدة في مسلسل الأكاذيب والافتراءات والخداع التي يمارسها معممو السواد سود الله وجوههم، فالعمامة السوداء في العراق وغيره تمنح حاملها (إجازة) سرقة المغفلين من أبناء الشيعة والعبث بعقولهم وتعبئتهم طائفيا وبث روح الكراهية بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد لتتشتت كلمته ويتفرق صفه في خدمة بني فارس وبني صهيون .. !
هذا وقد وافانا قراء الرابطة الكرام في فقرة التعليقات أدناه مشكورين بالكثير من المعلومات القيمة حول موضوع الأنساب والتلاعب بها، لذا ندعو قراء هذا المقال أن لاتفوتهم هذه الاضافات المهمة، وبوركتم جميعا ..
http://www.iraqirabita.org/upload/8479.jpg النسابة المزور (عماد الدين الشوكة) يقبض الثمن ..
http://www.iraqirabita.org/upload/8480.jpg ثم يوقع على شهادات مزورة ..
http://www.iraqirabita.org/upload/8481.jpg ويمنح (العمامة) لصاحب الطلب ..
http://www.iraqirabita.org/upload/8482.jpg والمزور الآخر (وليد العريضي)
http://www.iraqirabita.org/upload/8483.jpg كبير المزورين (نبيل الأعرجي) رئيس نقابات السادة الأشراف
http://www.iraqirabita.org/upload/8484.jpg قبل ... وبعد .. !
ـ[أبو وئام]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 12:23]ـ
لا حول ولا قوة بالله
أليس هذا من العبث بالأنساب وله حكم من انتسب لغير ابيه
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[09 - Nov-2010, صباحاً 08:11]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 07:10]ـ
أخي أبا وئام جزاك الله خير على المرور
وأخي أبو حفص الشافعي جزاك الله خير على المرور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 09:03]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا أنس.
قبحهم الله.
أليس هذا من العبث بالأنساب وله حكم من انتسب لغير ابيه
يا أبا وئام .. كلامك صحيح ولا غبار عليه .. ولكن هذا كلام عند المسلمين.
وأما عند الرافضة .. فإنه "أكل عيش".(/)
أين الله؟؟
ـ[أسد الإسلام الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 09:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
رأيت في المنتدى هذه الأيام عدد من الأعضاء يتحدث عن صفات الله ومنها صفة العلو أي بأن الله موجود في السماء!!!!
أنا أعارض هذا وأقول: إن الله لا يحده زمان ولا يحويه مكان
هل بإمكان أحد الإخوة الدخول معي في حوار على هذه الصفحة في هذا الشأن ليتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟؟
فالمسألة أثقل من الجبال ولابد لنا من البحث عن الحقيقة
أي أخ بإمكانه الحوار معي فليتفضل .. فإما أقنعه بما أعتقد وإما يقنعني بما يعتقد
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[العارفة بالله]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 09:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضل وهات ما عندك , وهذا الذي أعتقده.
الله تبارك وتعالى مستوٍ على عرشه في السماء السابعة إستواءًا يليق بعظمته.
قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطّيّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ)
و قال: (أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ)
وفي السنة النبوية:
عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: كانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَلَ أحد و الجوانية، فاطّلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها، و أنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكّة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظّم ذلك عليّ. قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟
قال: ائتني بها.
فأتيته بها فقال لها: أين الله؟
قالت: في السماء.
قال: من أنا؟
قالت: أنت رسول الله.
قال: أعتقها، فإنها مؤمنة. رواه مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها, فتأبي عليه, إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها, حتى يرضى عنها) رواه مسلم
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 09:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................
حديث الجارية: (أين الله!؟): هل هو جواب عن فرضية مكان أو فرضية مكانة!؟ المحرر: عبد الله بن زيد الخالدي ( http://www.sahab.net/home/index.php?User=4) - التاريخ: 2009 - 06 - 19 22:44:31 - مشاهدة (5760) فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
إن الجواب ليس عن سؤال مكانة ولا عن مكان. أما أنه ليس سؤالاً عن المكانة؛ فلأن مكانة الله المعنوية معروفة لدى كل المسلمين بل حتى الكافرين. وأما أنه ليس سؤالاً عن المكان فذلك؛ لأن الله - عز وجل - ليس له مكان.
وفي الواقع أنا أشعر أن هذا السؤال من أخ مسلم يعتبر محاضرة، والسبب أنكم لا تسمعون هذه المحاضرات، وإنما تسمعون محاضرات في السياسة والاقتصاد، لدرجة أن كثيرًا منكم ملَّ من تكرارها، أما محاضرات في صميم التوحيد، كالمحاضرة التي ستسمعونها - الآن -، مع أني مضطر إلى أن أختصر في الكلام؛ لأنه حان وقت الانصراف، لكن لابد مما لابد منه، فهذا السؤال يحتاج إلى محاضرة، لكن نقول: إن الله منزه عن المكان باتفاق جميع علماء الإسلام، لماذا!؟
لأن الله كان ولا شيء معه، وهذا معروف في الحديث الذي في " صحيح البخاري " عن عمران بن حصين: (كان الله ولا شيء معه)، ولا شك أن المكان هو شيء، أي: هو شيء وجد بعد أن لم يكن، وإذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (كان الله ولا شيء معه). معناه: كان ولا مكان له؛ لأنه هو الغني عن العالمين، هذه الحقيقة متفق عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن مع الأسف الشديد، من جملة الانحرافات التي أصابت المسلمين، بسبب بُعدهم عن هدي الكتاب والسنة في العقيدة في ذات الله - عز وجل -، لو سألت - اليوم - جماهير المسلمين في كل بلاد الإسلام، علماءً وطلاب علم وعامة، إذا سألتهم هذا السؤال النبوي: أين الله!؟ ستجد أن المسلمين مختلفون أشد الاختلاف في الجواب عن هذا السؤال، منهم من يكاد يتفتق غيظًا وغضبًا بمجرد أن طرق سمعه هذا السؤال، ويقول: أعوذ بالله ما هذا السؤال!؟
نقول له: رويدًا يا أخي! هذا السؤال هل تعلم أول من قاله؟ يقول: لا ما سمعنا به إلا الآن، فنفتح له " صحيح مسلم " ونقول له: هذا " صحيح مسلم "، الكتاب الثاني بعد " صحيح البخاري "، والثالث بعد القرآن؛ لأن أصح كتاب هو القرآن، ثم " صحيح البخاري "، ثم " صحيح مسلم "، وهو الذي روى هذا الحديث: أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال للجارية يمتحنها: (أين الله!؟ قالت: في السماء، قال لها: من أنا!؟ قالت: أنت رسول الله، فقال لسيدها: أعتقها فإنها مؤمنة)، يسمع الحديث وكأنه ليس عايشًا في بلاد الإسلام، بل ليس عايشًا في بلاد العلم، أو يمكن لم يمسك " صحيح مسلم " في زمانه مطلقًا، هذا قسم من الناس، بل من أهل العلم من لم يسمع هذا السؤال قط!
أي: ما طرق سمعه هذا الحديث، ولسان حاله يقول: أيعقل أن هناك أناسًا يقولون: أين الله!؟ ما هذا السؤال!؟ هل يجوز لأحد أن يسأل أين الله!؟ لا أعرف!! ما رأيك؟! ويأخذ البحث مجراه فتقول له: أنت تؤمن بوجود الله!؟ سوف يقول: نعم، نقول له: أكيد أن الله موجود!؟ فيجيب: نعم، إذًا أين هو!؟ فيفكر ولا يستطيع الجواب!
إن أقدس المقدسات هو الله، فإذا سألته: أين هو!؟ فلا يعرف، وهو مسلم، ما معنى مسلم إذًا؟ نعم هو مسلم، وهذا أمر جميل، لكن هل هو حقيقة أم لا؟ ? وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ?. [الأعراف: 187]. لا يعلم هذا أن الله يقول: ? أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ. أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ?. [الملك: 16 - 17]. كأنه ما قرأ هذه الآية أبدًا، ويمكن أنه قرأها أكثر مني، لماذا!؟ لأن هناك أناسًا متعبدين، ربما يختم أحدهم القرآن في كل ليلة، أو في كل ليلتين على خلاف السنة، أما نحن فالواحد منا قد يختم ختمة واحدة في السنة؛ لأن الله فتح له بابًا في العلم، أما ذاك المخالف للسنة فهو يقرأ كثيرًا، لكن هل فهم ما قرأ؟ لا، إذًا: ربنا عندما يقول له في القرآن: ? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ?. [محمد: 24]. معنى ذلك أنه من القسم الثاني ? أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ?.
ثم إنَّا نذكره بحديث فنقول له: يا أخي! هذا الحديث تعرفونه جميعًا لا ننفرد وحدنا بمعرفته، هذا الحديث يقول: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). هذا حديث بالتعبير العصري: حديث شعبي، أي: كل الناس يعرفون هذا الحديث. إذًا (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) من هو الذي في السماء!؟ هل المقصود به غير الله؟ لا، إذًا: لماذا تستنكر السؤال: أين الله!؟ وأنت تقر بهذا الحديث، أنا سألتك: هل الله موجود!؟ فقلت: نعم، إذًا أين هو؟ أجبت أنك لا تعرف، لماذا لا تعرف؟ لا تقرأ القرآن ولا تسمع الحديث!؟
إن المشكلة هي دخول علم الكلام في الموضوع فأفسد العقول، كل من قرأ: ? أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ?. [الملك: 16]. ليس عنده شك أن الله - عز وجل - في السماء، كلنا سمع ذاك الحديث: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، ليس هناك شك أن الله - عز وجل - في السماء، لكن دخل علم الكلام فصرفهم عن هذا الإيمان، ماذا قال لهم؟ قال لهم: لا يجوز أن نقول: الله في السماء، لماذا؟ لأن الله ليس له مكان، صحيح نحن نقول: ليس له مكان، ولعلكم ما نسيتم بأننا بدأنا الكلام عن هذا السؤال ببيان أن الله - عز وجل - غني عن المكان، وأن الله كان ولا مكان، فادعى الجهلة من الناس أن معنى الآية والحديث هو إثبات
(يُتْبَعُ)
(/)
المكان لله - عز وجل -، وأن معنى حديث الجارية: (الله في السماء) أن الله له مكان في السماء، هذا الجهل أدى بهم إلى جهل مطبق، ولا يعني أن المسلم حينما يعتقد أن الله في السماء: أن الله مثل إنسان في الغرفة، لماذا؟ لأن هذا تشبيه، وقد سمعتم من جملة خصال ومزايا الدعوة السلفية أنها وسط في كل شيء بين الإفراط والتفريط، بين المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه، وبين المعطلة الذين ينكرون أشياء من صفات ربهم، فالسلف وسط يؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة، وينزهون الله: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ?. [الشورى: 11].
فحينما يعتقد المسلم أن الله في السماء كما هو في النص القرآني والأحاديث كثيرة، لا يعني أنه في السماء أنه كالإنسان في الغرفة، وكدودة القز في الشرنقة محصورة بهذا البيت الطويل، حاشاه - عز وجل - أن يكون كذلك!
إذًا: ما المعنى الصحيح للفظة (في السماء)؟ السماء لها معانٍ في اللغة لا نتفلسف كثيرًا بذكرها، لكن من هذه المعاني: السماء الدنيا الأولى، والثانية، و ... إلخ، ومن هذه المعاني: العلو المطلق، كل ما علاك فهو سماء، فالسماء الأولى والثانية هذه أجرام مخلوقة، فإذا قلنا: الله في السماء، معناه حصرناه في مكان، وقد قلنا: إنه منزه عن المكان، إذًا: كيف نفهم؟
الجواب من الناحية العلمية: (في) في اللغة ظرفية، فإذا أبقيناها على بابها وقلنا: الله في السماء، وجب تفسير السماء بالعلو المطلق، أي: الله فوق المخلوقات كلها حيث لا مكان، بهذه الطريقة آمنا بما وصف الله - عز وجل - به نفسه بدون تشبيه وبدون تعطيل. فإن التشبيه أن أقول: كما أنا في هذا المكان، وحاشاه! والتعطيل أن نقول كما تقول المعطلة: الله ليس في السماء، وإذا كان ربك يقول: ? أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ?. [الملك: 16]. وأنت تقول: ليس في السماء، هذا هو الكفر. هذا معنى الآية فيما إذا تركنا (في) على بابها.
أحيانًا في اللغة العربية تقوم أحرف الجر بعضها مكان بعض، فـ (في) هنا ممكن أن تكون بمعنى (على)، فحينئذً: ? أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ?. [الملك: 16]. أي: من على السماء، فتكون السماء في الآية بمعنى الأجرام التي خلقها ربنا - تعالى -، فهو عليها وفوقها، وليس في شيء منها؛ لأنه منزه عن المكان، هذه هي عقيدة السلف، ومن أجل ذلك نحن ندعو المسلمين إلى أن يرجعوا إلى عقيدة السلف، وإلى منهج السلف حتى يستقيموا على الجادة، وحتى يصدق فيهم أنهم رجعوا إلى الوصفة الطبية النبوية، التي جعلها المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - وصفة لخلاص المسلمين من الذل الذي ران ونزل عليهم ( ... حتى ترجعوا إلى دينكم)، فالرجوع الرجوع معشر المسلمين جميعًا إلى الله، وإلى كتابه، وإلى حديث نبيه وعلى منهج السلف الصالح!
http://www.sahab.net/home/index.php?Site=News&Show=701
والله أعلى وأعلم.
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 10:00]ـ
حياك الله يالغالي ..
عن نفسي أعتقد أن الفطرة أثبتت العلو قبل أن يثبتها القران والسنة ..
ـ[جمال الشامي]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 10:28]ـ
العقل السليم والفطرة تقول ان من قال ((اين)) فقد حيزه تعالى , ومن قال ((فيم)) فقد ضمنه تعالى , ومن قال ((علام)) فقد أخلى منه تعالى.
ـ[أسد الإسلام الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 10:33]ـ
بارك الله فيكم جميعا
لكني أريد حوارا مع أي عضو في المنتدى فهل بإمكان أحدكم الدخول معي في حوار؟؟
في انتظار ردودكم
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 10:39]ـ
[ center]. العلو المطلق، كل ما علاك فهو سماء
الحمد لله ..
بارك الله في أختينا العارفة بالله و مريم أمة الله
جواب الشيخ الألباني يغني عن أي زيادة كلام ... هو جواب كل أهل السنة والجماعة ... جواب مقنع مزيل للشك .... ليس بعده إلا شكٌ منهيٌ عنه ... أو جدالٌ الأولى الإعراض عنه
والسلام
ـ[أسد الإسلام الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 10:50]ـ
لي تعقيبات على تعليقات الإخوة الكرام تثبت أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان سأستخلصها في مايلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: كان الله ولم يكن شىءٌ غيره وكان عرشه على الماء (1)، قال الحافظ ابن حجر (الفتح ج6/ 334): والمراد بكان في الأول الأزلية وفي الثاني الحدوث بعد العدم. انتهى، فالله لم يزل موجوداً في الأزل، ليس معه غيره، لا ماء ولا هواء ولا أرض ولا سماء ولا كرسي ولا عرش ولا إنس ولا جن ولا ملائكة ولا مكان ولا زمان، فهو تعالى موجود قبل المكان بلا مكان، وهو الذي خلق المكان، وخلق العرش، فليس بحاجة إلى أحد من خلقه.
ونقل الإجماع أيضاً الإمام أبو المعالي الجويني في كتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص39): ومذهب أهل الحق قاطبةً أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات.
روى أبو نعيم بسنده في حلية الأولياء (ج1/ 72) في ترجمة علي بن أبي طالب أن النعمان بن سعد قال: كنت بالكوفة في دار الإمارة، دار علي بن أبي طالب، إذ دخل علينا نوف بن عبد الله فقال: يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجلاً من اليهود، فقال علي: عَلَيَّ بهم، فلما وقفوا بين يديه قالوا له: يا علي صف لنا ربك هذا الذي في السماء كيف هو؟ وكيف كان؟ ومتى كان؟ وعلى أي شىء هو؟ - اليهود سألوا مثل هذه الأسئلة لأنهم مشبهة، يعتقدون أن الله ساكن السماء، وأنه يقعد على العرش، تعالى الله عما يصفون - فاستوى عليٌّ جالساً وقال: معشر اليهود، اسمعوا مني ولا تبالوا أن لا تسألوا أحداً غيري، إن ربي عز وجل هو الأول لم يبدُ ممّا (ليس له بداية)، ولا ممازجٌ مَعْمَا (لا يحُلُّ في شىء)، ولا حالٌّ وهما (ليس كما يقتضي الوهم)، ولا شبحٌ يُتَقصَّى (ليس جسماً)، ولا محجوبٌ فيُحوى (لا يحويه مكان)، ولا كان بعد أن لم يكن، ثم قال: من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود. انتهى، فانظروا إلى هذا الكلام ما أعذبه وأصفاه.
وقال الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في الصحيفة السجادية، التي رواها الحافظ مرتضى الزبيدي في إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين بالسند المتصل المسلسل بطريق آل البيت: سبحانك لا يحويك مكان.
ونقل الشيخ ابن جهبل الحلبي عن الإمام جعفر الصادق (في رسالته المنقولة كاملة في طبقات الشافعية الكبرى (ج9/ 35) والتي رد بها على ابن تيمية في مسألة الجهة): من زعم أن الله في شىء أو من شىء أو على شىء فقد أشرك، إذ لو كان في شىء لكان محصوراً، ولو كان على شىء لكان محمولاً، ولو كان من شىء لكان مُحدثاً.
وقال الإمام أبو حنيفة النعمان في كتابه الوصية: ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجةٌ واستقرار عليه، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج، فلو كان محتاجاً لما قدِر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين، ولو كان محتاجاً للجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وقال الإمام الشافعي: من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه، وإن اطمأن إلىالعدم الصرف فهو معطل، وإن اطمأن إلى موجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحّد. (هذا ما أشرت إليه سابقا .. فأنا أدعوكم إلى عدم التعمق والتدخل في ذات الله)
وروى البيهقي في كتاب الأسماء والصفات (ص515) بإسناده عن عبد الله بن وهب ويحيى بن يحيى، قال عبد الله بن وهب: كنا عند مالك بن أنس فدخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه؟ قال: فأطرق مالك وأخذته الرُّحَضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، قال: فأُخرج الرجل. (هذا دليل آخر للكف عن التدخل في ذات الله)
وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي في العقيدة الطحاوية: تعالى (أي الله) عن الحدود (أي الكميات) والغايات (أي النهايات) والأركان (اي الجوانب) والأعضاء (أي الجوارح الكبيرة) والأدوات (أي الأجزاء الصغيرة كاللسان والأضراس)، لا تحويه الجهات الست (وهي فوق وتحت وأمام وخلف ويمين وشِمال) كسائر المبتدعات (أي المخلوقات).
وأيضا روي عن الإمام البيهقي في كتاب الاعتقاد والهداية حيث قال: يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى، ليس استواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في كتاب الأسماء والصفات (ص506): والذي رُوي في آخر هذا الحديث إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله سواء، وأنه الظاهر، فيصح إدراكه بالأدلة، الباطن فلا يصح إدراكه بالكون في مكان، واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء (2)، وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (ج3/ 26 - 27): قوله (أي النبي صلى الله عليه وسلم) "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" استدل به من أثبت الجهة وقال: هي جهة العلو، وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يُفضي إلى التحيز تعالى الله عن ذلك.
وقال أيضاً في الفتح (ج6/ 158): ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محالٌ على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهةِ المعنى والمستحيل كون ذلك من جهة الحس، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي ولم يرد ضد ذلك وإن كان قد أحاط بكل شىء علماً جل وعز. انتهى.
وقال المفسر القرطبي في تفسيره (م9/ج18/ 200) في تفسير قوله تعالى: "ءَأَمِنتُمْ مَّن فِى السَّمَآءِ": ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان.
وقال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره (م11/ج22/ 6): إنه سبحانه وتعالى كان ولا عرش ولا مكان، ولما خلق المكان لم يحتج إلى المكان، بل كان غنياً عنه فهو بالصفة التي لم يزل عليها.
وقال حجة الإسلام الغزالي في إحياء علوم الدين (م1/ج1/ 155): تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان.
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره (ج1/ 662) النهر الماد: وفوق حقيقة في المكان، ولا يراد به حقيقة إذ البارىء سبحانه وتعالى منزه عن أن يحل في جهة.
وقال إمام الحرمين الجويني في كتابه الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص33): والبارىء سبحانه وتعالى قائم بنفسه، متعال عن الافتقار إلى محل يحُلُّه أو مكان يُقِلُّه.
وأقوال العلماء كثيرة جدا لا حاجة في ذكرها جميعا
والآن إليكم الدليل العقلي على تنزيه الله عن المكان:-
قال الله تعالى: "وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أَصْحَابِ السَّعِيرِ"، فالعقل عند علماء التوحيد شاهدٌ للشرع ليس أصلاً للدين، فعلماء التوحيد لا يتكلمون في حق الله اعتماداً على مجرد النظر بالعقل، بل يتكلمون بذلك من باب الاستشهاد بالعقل على صحة ما جاء عن رسول الله، فالنظر العقلي السليم لا يخرج عما جاء به الشرع ولا يتناقض معه، أما الدليل العقلي على أن الله منزه عن المكان فتقريره كما يلي:
كما صحَّ وجود الله قبل خلق الأماكن بلا مكان صحَّ وجوده بعد خلق الأماكن بلا مكان ولا يكون ذلك نفياً لوجوده تعالى، فالله تعالى يستحيل عليه التغير من حال إلى حال، لأن التغير دليل الحدوث (أي المخلوقية) والحدوث ينافي الألوهية، وليس محور الاعتقاد على ما يقتضيه الوهم بل على ما يقتضيه العقل الصحيح السليم الذي هو شاهدٌ للشرع.
أما بالنسبة لما قاله ابن تيمية في هذه الاعتقادات فقد تراجع عنه سنة 707هـ، وهذا ما نقله الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في ترجمة ابن تيمية رحمه الله وكل ما في كتبه _ أي ابن تيمية _ مما يخالف ذلك فهو إما كتبه قبل الرجوع، وإما مزور ومدسوس في المتن أو التاريخ، وهذا القول هو ما يقتضيه حسن الظن اللائق بالمؤمنين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[أسد الإسلام الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 10:52]ـ
هل أنتم متفقون معي في هذا أم لا؟؟
للأسف هناك الكثير من الإخوة الكرام في الكثير من المنتديات لا يتفقون معي في هذا
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:10]ـ
هذا المنتدى ليس للحوار في قضايا قطعية متواترة عند أهل السنة والجماعة ولعلك لم تقرأ ضوابط المشاركة هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت تقرر ولا تحاور، ولو كنت مريدا للحوار كما تزعم لما نقلت كلاما كثيرا طويلا فيه ما فيه من التلبيس وليس فيه دليل شرعي، ما نقلته يحتاج لرد تفصيلي وهو يسير بإذن الله لكنه رد وليس حوارا، الحوار حبة حبة وفي منتديات الحوار ومنها غرفة الشيخ دمشقية على البالتوك وقد تحدى مشايخكم ولم يجرؤ أحد على قبول مناظرته إلى الآن، ولغرفته منتدى في شبكة صوفية حضرموت فهلم هناك تجد من يحوارك أنتظرك في شبكة صوفية حضرموت غداً.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:17]ـ
سيأتيك الإخوة لنقض أدلتك واحدة تلو الأخرى , فلا تتعجل عليهم.
وقبل أن يأتوا سأبدأ بأن أطرح عليك نقلاً فيه بعض مواضع تثبت إجماع أهل السنة والجماعة أن الله تعالى بائن من خلقه مستو على عرشه , ومعيته مع خلقه بالعلم والنصر والتأييد:
1. الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل: «هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها، المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها، فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق».
ثم ساق الإمام أحمد أقوالهم في العقيدة إلى أن قال: «وخلق سبع سموات بعضها فوق بعض، وسبع أراضين بعضها أسفل من بعض، وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام، والماء فوق السماء العليا السابعة، وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء، والله عز وجل على العرش، والكرسي موضع قدميه، وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما، وما تحت الثرى، وما في قعر البحار، ومنبت كل شعرة وشجرة، وكل زرع وكل نبات، ومسقط كل ورقة، وعددكل كلمة، وعدد الحصى والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وأعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم، ويعلم كل شيء، وهو على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به.
فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) ق: 16, وبقوله: (وهو معكم أينما كنتم) الحديد: 4, وبقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ... ) , إلى قوله: (إلا هو معهم أينما كانوا) المجادلة: 7, ونحو هذا من متشابه القرآن, فقل: إنما يعني بذلك العلم؛ لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا, ويعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه, لا يخلو من علمه مكان» طبقات الحنابلة 1/ 24.
2. ابن بطة العكبري:
قال الإمام الزاهد أبو عبد الله بن بطة العكبري، في كتاب "الإبانة":
«باب الإيمان بأن الله على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه محيط بخلقه - أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين، أن الله على عرشه، فوق سمواته، بائن من خلقه فأما قوله: (وهو معهم أينما كانوا) فهو كما قالت العلماء: علمه ... )) الإبانة 3/ 136.
3. الإمام أبو عمرو الطلمنكي.
قال في كتابه "الوصول إلى علم الأصول":
«وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى (وهو معكم أينما كنتم) ونحو ذلك من القرآن أن ذلك علمه، وأن الله فوق السموات بذاته, مستو على عرشه كيف شاء ... » تلبيس الجهمية 2/ 38, درء تعارض العقل والنقل 6/ 250 - 251, العلو264.
4.أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبا حاتم وأبا زرعة الرازيين رحمهما الله عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك، فقالا: «أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازاً، وعراقاً، ومصراً، وشاماً، ويمناً، وكان من مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف، أحاط بكل شيء علماً» شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة, للالكائي 1/ 176. العلو للذهبي 137 - 138. وفي السير 13/ 84. وابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل 6/ 257. وقال الألباني في مختصر العلو: «هذا صحيح ثابت عن أبي زرعة وأبي حاتم)) 204 - 205.
وغيرها.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:23]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا ليث إن كان الموضوع لن يحذف استعنت بالله في الرد عليه.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:29]ـ
الله أكبر
((وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا))
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:33]ـ
في المجلس مواضيع كثيرة تناولت الشبهة بالتفصيل لمن أراد الحق وبحث عنه, وهذا أحدها:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32476(/)
رد الشيخ البراك على ابن عقيل الظاهري: لا أجد عذراً لخطئكم العظيم إلاّ ضعف قواكم الفكري
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:27]ـ
جريدة الجزيرة يوم الخميس 27/ 11/1431هـ
البراك يرد على الظاهري:
لا أجد عذراً لخطئكم العظيم إلاّ ضعف قواكم الفكرية!
الحمد لله وحده، أما بعد؛ فهذا مقال كتبته تصويباً لمسألة مهمة تعرَّض لها الأستاذ أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري فلم يحالفه الصواب فيها، وكنت بعثت باستدراكي إليه مع خطاب مني إليه لعله يصحح الخطأ، وحين لم يفعل فإني أقدمه إلى القراء اليوم مع خطابي إليه .. والله أسأل لي وله التوفيق والسداد، ولسائر المسلمين.
فضيلة الأستاذ - أبا عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري - وفقه الله،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأبعث إليكم تعقيبي على بعض ما جاء في مقالكم في جريدة الجزيرة المنشور في 2 شعبان 1431هـ، بعنوان تحقيق أصولي، في كلامكم على القرآن، واختياركم التوقف في كونه مخلوقاً أو غير مخلوق، وقد رأيتُ - وفقكم الله - أن تطلعوا على هذا التعقيب، لتراجعوا المسألة وتصححوا ما وقعتم فيه من خطأ، وتنشروا ذلك في الأسبوعين القادمين بلغة واضحة ورجوع صريح، فإنه يجب عليكم ذلك، لأن هذه المسألة ليست مما يسع فيه الخلاف، والحق ضالة المؤمن، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ولا يمنعنك قضاءٌ قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق، فإن الحق قديم».
وإن بقيت على رأيك في التوقف - وأعيذك بالله من ذلك - فإني أرى أنه لا يسعني إلا نشر التعقيب، بياناً للحق، وبراءة للذمة، وقد كان في نيتي نشر التعقيب، ولكني آثرت - أولاً - مخاطبتكم وإطلاعكم .. وأسأل الله أن يشرح صدرك للحق، ويهديك إلى كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوك - عبد الرحمن بن ناصر البراك
6 رمضان 1431هـ.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فقد اطلعت على المقال المسهب للأستاذ أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، المنشور في جريدة الجزيرة في الثاني من شعبان لعام 1431هـ، بعنوان تحقيق أصولي، وقد أفاض الكاتب في الحديث عن نفسه - كعادته - ولا سيما في مقالاته الأخيرة، لكن تميَّز هذا المقال بمراجعات حسنة في سيرته وفي تعامله مع الآخرين، وقد اعترف الأستاذ فيه بضعف ذاكرته وضعف قواه الفكرية.
ومما تضمنه المقال الحط من منزلة الإمامين ابن تيمية وابن القيم في علمهما واجتهادهما، وذلك كله من أجل تفضيل أبي عبد الرحمن لابن حزم وتعصبه له وغلوه فيه، ولا يعنيني في هذا المقام الدفاع عن الإمامين، فإنه لا يوافق أبا عبد الرحمن على ما قال إلا من له هوى وتحامل على الإمامين من خصومهما من طوائف المبتدعة، بل الذي يعنيني من هذا المقال كله قول أبي عبد الرحمن - هداه الله ووفقه - في نقده للمقلدين للإمام ابن تيمية فيما يجزمون به تقليداً له، قال: «ومن ذلك الجزم بأن القرآن غير مخلوق، ولا يحل الجزم بأنه خالق أو مخلوق، بل الواجب التوقُّف اتباعاً لتوقف السلف قبل الخلاف الذي بعضه اتباع لهم بإحسان، وبعضه خلاف لهم باجتهاد خاطئ» اهـ.
وهذ كلام منكر، يحمل في طياته تصويب مذهب الجهمية في القرآن الذي كفَّرهم به أئمة السنة، وهو قولهم: القرآن مخلوق، وردوا عليهم، وصاحوا بهم من أقطار الأرض، وإيضاح ذلك:
أن قوله: «الجزم بأن القرآن غير مخلوق» باطل؛ لأن من المعلوم بالضرورة أن الجزم بأن القرآن غير مخلوق هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهو سبب محنتهم على أيدي المعتزلة، في عهد المأمون ومن بعده، وثبت في المحنة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-، فلم يداهن ولم يتأول، فتبوأ منزلة إمام أهل السنة.
وأبو عبد الرحمن يرتضي في هذه المسألة العظيمة مذهب الواقفة، وهم طائفة من الجهمية، ارتضوا ألا يقولوا إن القرآن مخلوق ولا غير مخلوق، وهذا إما أن يكون شكًّا منهم أو نفاقًا مع أهل السنة، ولهذا عدَّهم الأئمة شرًّا من الجهمية المصرحين بمذهبهم، لأن مذهب الواقفة يمكن أن يروج لدى الأغرار والجهال، ومن المعلوم بداهة أن الشَّك في الحق كالتكذيب به، فالشاك في صدق الرسول كالمكذب له، فهكذا من يشك في أن القرآن غير مخلوق ولا يجزم، هو في حكم من يجزم بأن القرآن مخلوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول أبي عبد الرحمن: «ولا يحل الجزم بأن القرآن خالق أو مخلوق، بل الواجب التوقُّف» صريح في أنه يذهب إلى وجوب التوقف في المسألتين في كون القرآن خالقاً، وفي كونه مخلوقاً، ومعنى ذلك أنه يجوز أن يكون القرآن خالقاً، ويجوز أن يكون مخلوقاً، وهذا باطل، بل الواجب الجزم بأن القرآن ليس بخالق، بل الله هو الخالق، والجزم بأن القرآن غير مخلوق؛ فإنه كلام الله، وكلامه سبحانه من صفاته، وليس شيء من صفاته مخلوقاً، ولهذا عُبِّر عن مذهب أهل السنة في القرآن بأنه كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وقد أجاب الأئمة -رحمهم الله-، كعلي بن الحسين وجعفر بن محمد وابن المبارك وابن مهدي حين سُئلوا عن القرآن، أجابوا بقولهم: إن القرآن ليس بخالق ولا مخلوق، كما نقله عنهم اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج:2 ص: 264 وما بعدها)، وذكر البيهقي في كتاب الاعتقاد (ص: 102) أن هذا «هو مذهب كافة أهل العلم قديماً وحديثاً، وذكر أسامي أئمتهم وكبرائهم الذين صرحوا بهذا، ورأوا استتابة من قال بخلافه» اهـ.
وقول أبي عبد الرحمن: «بل الواجب التوقُّف اتباعاً لتوقف السلف قبل الخلاف»، أقول فيه: غلط أبو عبد الرحمن - عفا الله عنه - في نسبة التوقف إلى السلف، ومن هم السلف إلا الصحابة والتابعون؟! ولو كان الأمر كما قال لكان الجازمون بأن القرآن كلام الله غير مخلوق قد ضلوا عن طريق السلف، وهذا ظاهر الفساد والبطلان، بل عبارة أبي عبد الرحمن تلك تقتضي ذلك، فإن الذين اختلفوا في القرآن ثلاث طوائف:
1 - أهل السنة الذين آمنوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وجزموا بذلك.
2 - الجهمية الذين جحدوا صفات الله، وجزموا بأن القرآن مخلوق.
3 - الواقفة الذين لا يجزمون بشيء.
وتقدم حكم الطائفتين عند أهل السنة، وعبارة أبي عبد الرحمن تقتضي أن الواقفة هم أتباع السلف، كما تقتضي أن قول الجهمية - وهو الجزم بأن القرآن مخلوق - هو من قبيل الخطأ في الاجتهاد، وكذلك عنده أن الجزم بأن القرآن غير مخلوق هو من قبيل الخطأ في الاجتهاد، ولا يخفى ما في هذا من التسوية بين مذهب أهل السنة ومذهب المعتزلة الجهمية في المصدر والحكم.
وبعد؛ فلا أجد لأبي عبد الرحمن عذراً في هذا الخطأ العظيم إلا اعترافه بضعف ذاكرته، وضعف قواه الفكرية.
لكن سبق له في تباريحه في المجلة العربية (العدد 300) قوله: «كلمات الله ها هنا (يشير إلى ما في الحديث: أعوذ بكلمات الله التامات ... ) كنايةٌ عن مشيئته وقدرته وعلمه وحكمته وتدبيره جل جلاله» اهـ، وهذا عدول بالكلمات عن الحقيقة إلى المجاز، وكلماته سبحانه الكونية والشرعية كلها من كلامه الذي هو عند أهل السنة كلام الله حقيقة، ويستدلون على ذلك بمثل قوله عز وجل: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً} وقوله سبحانه: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}.
وهذه المقولة من أبي عبد الرحمن تدل على أن لديه تشوشاً قديماً في مفهوم كلام الله، وأنا أدعوه إلى الرجوع والمراجعة في الكتب المصنفة في مذهب أهل السنة والرد على الجهمية؛ مثل شرح أصول السنة للالكائي، والسنة لعبد الله بن أحمد، والسنة للخلال، والإيمان لابن مندة، وعقيدة أصحاب الحديث لأبي عثمان الصابوني، وغيرها كثير لا تخفى على مثل أبي عبد الرحمن، أسأل الله أن يفتح عليَّ وعلى أبي عبد الرحمن ويبصِّرنا بالحق، وأن يمتِّعه بقواه الفكرية والبدنية، وأن يحسن لنا وله الخاتمة، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:36]ـ
لله در الشيخ من إمام اسأل الله العظيم أن يذب عن وجهه النار بذبه عن عقيدة المسلمين
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 11:48]ـ
جزى الله الشيخ البراك خير الجزاء.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 12:55]ـ
جزى الله شيخنا العلامة عبدالرحمن البراك خير الجزاء على ما يبذل في سبيل الذب عن العقيدة والرد على المخالفين لأهل السنة والجماعة في شيء من أصولهم.
وهذه أبيات للقحطاني في نونيته عن القائلين بخلق القرآن والمتوقفين فيه.
من قال إن الله خالق قوله فقد استحل عبادة الأوثان
من قال فيه عبارة وحكاية فغدا يجرع من حميم آن
من قال إن حروفه مخلوقة فالعنه ثم اهجره كل أوان
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا إلا بعبسة مالك الغضبان
والوقف في القرآن خبث باطل وخداع كل مذبذب حيران
قل غير مخلوق كلام إلهنا واعجل ولا تك في الإجابة واني
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 02:52]ـ
وقد رأيتُ - وفقكم الله - أن تطلعوا على هذا التعقيب، لتراجعوا المسألة وتصححوا ما وقعتم فيه من خطأ، وتنشروا ذلك في الأسبوعين القادمين بلغة واضحة ورجوع صريح، فإنه يجب عليكم ذلك
من العجيب أن ترد لغة التسلط والأوامر هذه في نقاش علمي كهذا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 03:03]ـ
نعم لأن عقيدة أهل السنة واضحة في هذا الأمر
وهذه ليست لغة التسلط والأوامر إنما تنبيه لمراجعة النفس لكي لا يتهم بالزيع في باب من أبواب العقيدة
وهذا من حرص الشيخ ونصحه لأخيه فالطعن وجرح الرجل في عقيدته ليس بالأمر الهين
وفقكم الله
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 03:25]ـ
قول الشيخ البراك:
وتنشروا ذلك في الأسبوعين القادمين بلغة واضحة ورجوع صريح، فإنه يجب عليكم ذلك
ليس من باب التنبيه في شيء! بل هو أسلوب تسلطي، لايليق في ساحة النقاش والجدل العلمي، وكان أحرى بالشيخ البراك أن يرد على قول الظاهري، ويبيّن خطأه، دون أن يملي عليه تلك الأوامر، التي غالباً لن ينصاع لها الظاهري، وقد ينصرف عن التصحيح بسببها أيضاً!
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 04:09]ـ
وهل المسألة محل نقاش وجدل علمي
المسألة واضحة بارك الله فيك عند أهل السنة والجماعة ومحسومة
والأمور العقدية يشدد فيها وهذا منهج النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه
كما في قصة اجعل لنا ذات أنواط وقصة بئس خطيب القوم أنت
بخلاف المسائل الأخرى الفقهية والمسائل التي يقع فيها العوام والجهلة فيأخذون بالرفق والإرشاد
هذا والله أعلم واستغفر الله من الزلل
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 05:40]ـ
تأبط خيرا
ما رايت في المقال الا تلك العبارة؟!!
وما وجدت لها الا ذلك المحمل السيء؟
جزى الله العلامة عبد الرحمن البراك خير الجزاء
والله ما كنت اظن ان الشيخ ابا عبد الرحمن بن عقيل يقع في مثل هذه المصيبة والله المستعان
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 06:25]ـ
عبدالرحمن الوادي:
ليس الكلام عن هل المسألة عندي وعندك محل نقاش أم لا، ولكن الكلام بما أنها أصحبت كذلك عند البراك والظاهري، فينبغي حينها الالتزام بآداب النقاش.
وأما المنهج الذي تذهب إليه من التفريق في الإنكار بين الأمور العقدية والأمور الفقهية، فيكون في الإنكار في العقائد بحزم وتشديد يجعلان المحتسب يتعامل بهذا الشكل، بخلاف الفقهية التي يكون الإنكار فيها باللين، فهذا ما لا أسلّم به، ولذا فلا يلزمني.
أسعدك الله ووفقك
==
ابو قتادة السلفي
ما رايت في المقال الا تلك العبارة؟!! بل وجدت غيرها، ولكني أعرضت عنه قصداً.
وما وجدت لها الا ذلك المحمل السيء؟ أعطني لها محملاً آخر!
وبالمرة أعطني محملاً آخر لقوله: لا أجد عذراً لخطئكم إلا ضعف قواكم الفكري.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 06:42]ـ
أخي تأبطَ خيرا: لا تتأبطْ شرًا!
من حق الشيخ العلامة البراك أن يستغل جاهه العلمي عند طلبة العلم ليشدد العبارة
تحذيرا من الاغترار بكلمة الشيخ الظاهري, لاسيما وأسلوب الظاهري في الحط من مخالفيه
مشهور معروف, والمقام هنا ليس نقاشاً حوارياً .. بل تذكرة للكاتب وتحذير للقاريء
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:04]ـ
^
من حق الشيخ العلامة البراك أن يستغل جاهه العلمي عند طلبة العلم ليشدد العبارة
تحذيرا من الاغترار بكلمة الشيخ الظاهري, لاسيما وأسلوب الظاهري في الحط من مخالفيه
مشهور معروف
ومن أعطى له ذلك الحق؟ الإمام أحمد لم يؤثر عنه انتقاص ابن أبي دؤاد، ولا الحط من قدراته العقلية، مع أنه هو من تولى مهمة الدفاع عن مذهب السلف في وقت الفتنة!!
يا أخي الفاضل: أرجو أن لا تشرعن الخطأ الذي وقع فيه الشيخ، بحجة استغلال جاهه في التنبيه على الخطأ، وكأن الناس لن ينردعون إلا بهذه الطريقة! ولعلمك فالظاهري هو أول من يظن أنه لن يرضى بذلك الأسلوب، وحين يرد ليدافع عن نفسه، فسيكون رده حاداً كالعادة، وله العذر في ذلك إن كان البراك قد وصفه بضعف القوى الفكرية، وجعل يملي عليه أوامره بالكتابة والتعديل والتصحيح! ولو جاءت تلك اللحظة فتيقّن أن طلبة العلم سيضعون أيديهم على خدودهم أسفاً وحزناً على حال النقاش العلمي!!
والمقام هنا ليس نقاشاً حوارياً .. بل تذكرة للكاتب وتحذير للقاريء
المسألة هنا ليست نقاشية، ولكنها بين البراك والظاهري نقاش وجدل علمي، وقد أسماها الشيخ البراك (تعقيباً)، وبالتالي فهي ليست مجرد تذكرة وموعظة!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:12]ـ
ليس من باب التنبيه في شيء! بل هو أسلوب تسلطي، لايليق في ساحة النقاش والجدل العلمي، وكان أحرى بالشيخ البراك أن يرد على قول الظاهري، ويبيّن خطأه، دون أن يملي عليه تلك الأوامر، التي غالباً لن ينصاع لها الظاهري، وقد ينصرف عن التصحيح بسببها أيضاً!
أعطني لها محملاً آخر!
/// المحمل الآخر الذي يجب حمل كلام (أهل العلم والفضل) عليه أنَّ هذا ليس من باب التسلُّط، وكيف يكون تسلُّطًا والقاصي قبل الداني يعلم أن لا سلطة له عليه ولا على غيره، لا حسًّا (إداريًّا) ولا معنىً (روحيا).
/// وقول الشيخ: (خلال الأسبوعين القادمين) هو من حثِّه على المبادرة للتوبة من هذا الخطأ العقدي الجسيم، وقوله: (بلغة واضحة ورجوع صريح) حتى لا يغترَّ بكلامه الغِرُّ الذي لا يحسن هذا الباب من الاعتقاد، سواء من العامة أوبعض أشباه العامة (من المتخصصين في غير هذا الباب)، من المقلِّدة في هذا الباب.
/// ومقال الشيخ الظاهري منشور يقرؤه عامة الناس فباطله رائج بهذا فلا بد من بيان غلطه، وليس المجال من الشيخ البراك مجال نقاش حتى يبحث عن أدلة المنصوح وتنقض.
/// بل رد تقريرات الظاهري الخاطئة وقد أوردها الشيخ شيئا فشيئا وردها، فماذا بقي بعدُ؟!
/// وقد جاء في أول المقال: "فهذا مقال كتبته تصويباً لمسألة مهمة تعرَّض لها الأستاذ أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري فلم يحالفه الصواب فيها، وكنت بعثت باستدراكي إليه مع خطاب مني إليه لعله يصحح الخطأ، وحين لم يفعل فإني أقدمه إلى القراء اليوم مع خطابي إليه .. والله أسأل لي وله التوفيق والسداد، ولسائر المسلمين".
/// ولو حمل كلام الشيخ -تنزلا- على محملٍ سيء فلا ينبغي ردُّه بالتهوين منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:37]ـ
وإضافة لما قاله الشيخ عدنان حفظه الله تعالى, ليس من اللائق الخروج عن أصل الموضوع والتشويش على القاري وتحويل الأمر بدلا من الذب عن العقيدة إلى اتهام البراك بالتسلط! والشيخ البراك تجاوز عن تنقص الظاهري لابن تيمية وابن القيم ,وحدق بؤرة الملامة على الخلل العقدي, وهذا من حكمته حفظه الله تعالى
ومتع به
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:41]ـ
حفظ الله العلامة البراك وسدّد رميه ومتّعنا بعلمه كما لا يفوتني أن أسأله عزّ وجلّ أن يعين الشيخ ابن عقيل الظاهري على نفسه ويظهر له الحقّ ويعينه على الرجوع إلى جادة أهل السنة في هذه الجزئية وشكرا
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:47]ـ
هل يفهم من ذلك: أن الذي يقول: إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى ويسكت.
فإن قيل له: هل القرآن خالق أو مخلوق؟ فأجاب هو كلام الله فقط ويسكت.
هل بذلك يكون ضال؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:53]ـ
هل يفهم من ذلك: أن الذي يقول: إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى ويسكت.
فإن قيل له: هل القرآن خالق أو مخلوق؟ فأجاب هو كلام الله فقط ويسكت.
هل بذلك يكون ضال؟
لعلك تعني سددك الله: فإن قيل له: هل القرآن مخلوق أم لا .. وليس: هل القران خالق أم مخلوق
والجواب: توقفه في كونه غير مخلوق يعني أنه محتمل عنده أن يكون مخلوقاً, فلايكون نسبته إياه بانه كلام الله ذا معنى حقيقي .. وإنما هو إطلاق لفظي مفرغ من معناه وهنا الخلل ,لأنه لم يغاير بين صفة الله تعالى ومخلوقاته
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:54]ـ
صدى الذكريات
فيه من السلف من اطلق على مثل من يقول ان القران كلام الله ويسكت بدون ان يقول غير مخلوق فهو جهمي وضال
ولا ادري ما الخوف من عدم القول ان القران كلام الله غير مخلوق وهو اجماع السلف الصالح
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:58]ـ
صدى الذكريات
فيه من السلف من اطلق على مثل من يقول ان القران كلام الله ويسكت بدون ان يقول غير مخلوق فهو جهمي وضال
ولا ادري ما الخوف من عدم القول ان القران كلام الله غير مخلوق وهو اجماع السلف الصالح
هل إجماع السلف هذا الذي قلته من ضمنهم الصحابة؟
والإشكال في المسلم الذي يقول: إن القرآن كلام الله عز وجل ويسكت كما سكت الكتاب والسنة، هل هذا ضال؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:59]ـ
مع أنك أهملت كلامي .. لكن لابأس جزاك الله خيرا
هو لم يسكت. أنت تقول: سئل هل هو مخلوق؟ فامتنع .. وهذا السكوت في هذا الموضع مذهب كاشف عن حقيقة قوله: كلام الله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:00]ـ
هل يفهم من ذلك: أن الذي يقول: إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى ويسكت. فإن قيل له: هل القرآن خالق أو مخلوق؟ فأجاب هو كلام الله فقط ويسكت.
هل بذلك يكون ضال؟
لعلك تعني سددك الله: فإن قيل له: هل القرآن مخلوق أم لا .. وليس: هل القران خالق أم مخلوق
والجواب: توقفه في كونه غير مخلوق يعني أنه محتمل عنده أن يكون مخلوقاً, فلايكون نسبته إياه بانه كلام الله ذا معنى حقيقي .. وإنما هو إطلاق لفظي مفرغ من معناه وهنا الخلل ,لأنه لم يغاير بين صفة الله تعالى ومخلوقاته
/// أحسنت أبا القاسم ..
/// كونه يلنزم ما ورد النص به من الإثبات بقوله: القرآن كلام الله .. بهذا القدر فلا بأس، وهذا ما يملى على العامة؛ إذ لا يقال لهم: مخلوق وغير مخلوق إن كانوا لا يعقلون هذا الأمر، ولا يخشى عليهم من فتنة القول بذاك.
/// لكن الإشكال أن يقال: (فهل هو مخلوق؟) فيسكت! فأنَّى له السكوت؟! وهو يعلم بطلان هذا القول ومنافاته لكونه كلامًا لله.
/// والتوقف في مثل هذه الحال التفصيلية عدم كفر بالباطل، والتوحيد لا يتم إلا بإثبات ونفي.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:03]ـ
مع أنك أهملت كلامي .. لكن لابأس جزاك الله خيرا
هو لم يسكت. أنت تقول: سئل هل هو مخلوق؟ فامتنع .. وهذا السكوت في هذا الموضع مذهب كاشف عن حقيقة قوله: كلام الله
وماذا لو تمسك بالكتاب والسنة لا بتعداهما في كلام الله عز وجل؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:07]ـ
قد أجابك الشيخ عدنان وأجبتك, بتفصيل واف بالمقصود
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:08]ـ
السؤال الآن:
لو سئل مسلم: هل القرآن الكريم خالق او مخلوق، فأجاب: هو كلام الله وأسكت عما سكت عنه الله ورسوله؟
من هذا الذي يستطيع أن يبدعه او يضلله؟
مع أنك أهملت كلامي .. لكن لابأس جزاك الله خيرا
هو لم يسكت. أنت تقول: سئل هل هو مخلوق؟ فامتنع .. وهذا السكوت في هذا الموضع مذهب كاشف عن حقيقة قوله: كلام الله
يا أخي وفقك الله لكل خير لا ادري والله أي كلام أنا أهملته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:11]ـ
السؤال الآن: لو سئل مسلم: هل القرآن الكريم خالق او مخلوق، فأجاب: هو كلام الله وأسكت عما سكت عنه الله ورسوله؟ من هذا الذي يستطيع أن يبدعه او يضلله؟
/// تقدَّم الجواب عن هذا السؤال بصيغته الأخرى.
/// والجواب مرَّة أخرى أن امتناعه عن نفي كونه "مخلوقًا" وهو يسأل صراحة "هل هو مخلوق" فيه عدم كفر بالباطل الذي يضاد الحق، ولا يجامعه!
/// فكيف يقول "هو كلام الله" ولا يقول: "إنه ليس بمخلوق"!
لعمر الله كيف يجتمعان!!
/// وقد سكت الكتاب والسنة عن أمور باطلةٍ كثيرة أُحدِثت بعد عهد التنزيل، والقول بها مضاد صراحة لما أثبت فيهما، فهل نتوقف عن نفيها بحجة عدم ورود نفيها فيهما؟!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:17]ـ
[/ center]/// تقدَّم الجواب عن هذا السؤال بصيغته الأخرى.
/// والجواب مرَّة أخرى أن امتناعه عن نفي كونه "مخلوقًا" وهو يسأل صراحة "هل هو مخلوق" فيه رضا بالباطل الذي يضاد الحق.
امتناعه عن نفيه كونه مخلوقًا ليس معناه أنه يقر أنه مخلوقًا، هو يقف على ما في الكتاب والسنة، ولماذا لا يقال إن السؤال أصلا بدعة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:20]ـ
امتناعه عن نفيه كونه مخلوقًا ليس معناه أنه يقر أنه مخلوقًا، هو يقف على ما في الكتاب والسنة، ولماذا لا يقال إن السؤال أصلا بدعة؟
/// من الوقوف على ما في الكتاب والسنة نفي كل ما يضادهما بأي لفظ أحدث بعد ذلك.
/// كونه سؤالا مبتدعا لا يعفي المسؤول من ردِّه والكفر به (ما دام أنه سئل عنه).
/// وقد قلتُ في التعقيب السابق:
/// وقد سكت الكتاب والسنة عن أمور باطلةٍ كثيرة أُحدِثت بعد عهد التنزيل، والقول بها مضاد صراحة لما أثبت فيهما، فهل نتوقف عن نفيها بحجة عدم ورود نفيها فيهما؟!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:20]ـ
السؤال إذا كان له مقتضى مشروع لم يكن بدعة .. فليس المقصود امتحان الناس
ولكن صورة عرضك للمسألة أنك قلت: فإذا سئل توقف .. فهذه القرينة على مذهبه
وذلك يشبه قول الأشعرية في بعض الصفات فهم يثبتون صفة الكلام لله لكن حين تفصيل معتقدهم في حقيقة إثباتهم
يؤول إلى نفس قول المعتزلة
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:25]ـ
بذلك نكون ضللنا أكثر أمة الإسلام الآن.
إذ لو سألت أحدًا الآن هل القرآن خالق أو مخلوق، فأجاب: القرآن كلام الله وسكت.
فنكون بذلك ضللنا أكثر الناس!!
وهذه إجابة أكثر الناس، وانزلوا الطرقات وإسألوا الناس
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:29]ـ
بذلك نكون ضللنا أكثر أمة الإسلام الآن.
إذ لو سألت أحدًا الآن هل القرآن خالق أو مخلوق، فأجاب: القرآن كلام الله وسكت.
فنكون بذلك ضللنا أكثر الناس!!
وهذه إجابة أكثر الناس، وانزلوا الطرقات وإسألوا الناس
/// سبحان الله!
/// أخي الكريم .. هل تقرأ الردود التي نكتبها لك وتتأملها؟!
/// قد قلت لك كلاما بينا في حل مثل هذا الاشكال:
/// كونه يلنزم ما ورد النص به من الإثبات بقوله: القرآن كلام الله .. بهذا القدر فلا بأس، وهذا ما يملى على العامة؛ إذ لا يقال لهم: مخلوق وغير مخلوق إن كانوا لا يعقلون هذا الأمر، ولا يخشى عليهم من فتنة القول بذاك.
/// لكن الإشكال أن يقال: (فهل هو مخلوق؟) فيسكت! فأنَّى له السكوت؟! وهو يعلم بطلان هذا القول ومنافاته لكونه كلامًا لله.
/// والتوقف في مثل هذه الحال التفصيلية عدم كفر بالباطل، والتوحيد لا يتم إلا بإثبات ونفي.
فما هذا التعقيب؟
تأملُ ما سبقت كتابته يغني عن التكرار!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:37]ـ
ولوسئل: هل القرآن مخلوق وأجاب بأنه كلام الله وسكت.
لا أحد يستطيع أن يبدعه أو يضلله، لأنه اتبع الكتاب والسنة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:44]ـ
ولوسئل: هل القرآن مخلوق وأجاب بأنه كلام الله وسكت.
لا أحد يستطيع أن يبدعه أو يضلله، لأنه اتبع الكتاب والسنة.
/// إن كان هذا السؤال من طالب علم فاهم مستعلم، أوعامي أقحم في هذه الفتنة ويريد التبصر، وهو فاهم = فالجواب بهذا السكوت له احتمالات:
/// إمَّا أن يسكت عن التلفُّظ بالألفاظ المحدثة، وهو يعتقد أن كلام الله صفة لله، وصفات الله كذات الله غير مخلوقة، فهذا الاعتقاد ينجيه، والتلفظ بالنفي لا يجب عليه.
/// وإمَّا أن يسكت لعدم فهمه معنى "أنه مخلوق" ولا يدري ما يعتقد لخفاء معنى الكلمة؟! هل هو كلام الله قائم بالله، أوهو غيره فمخلوق ليس من صفات الله؟! فهذا جاهل يبين له.
/// وإما أن يسكت لعدم علمه هل صفات الله مخلوقة أو غير مخلوقة أولشكّه بذلك! = فهذا اعتقاد أوشك كفري عياذا بالله.
/// هذا أمرٌ.
/// والأمر الثاني أن يكون سكوته عن ذاك السؤال يوقع السائل في اعتقاد الباطل أواتوهمه = فلا يحل له السكوت، وقد تقدم تفصيل الكلام مع العامة في التعقيب السابق وكررته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:48]ـ
الحمد لله، وجزاك الله تعالى عنا كل خير يا شيخ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:51]ـ
اللهم لك الحمد، وإياك وبارك فيك وجزاك خيرا.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 09:13]ـ
لعلك تعني سددك الله: فإن قيل له: هل القرآن مخلوق أم لا .. وليس: هل القران خالق أم مخلوق
والجواب: توقفه في كونه غير مخلوق يعني أنه محتمل عنده أن يكون مخلوقاً, فلايكون نسبته إياه بانه كلام الله ذا معنى حقيقي .. وإنما هو إطلاق لفظي مفرغ من معناه وهنا الخلل ,لأنه لم يغاير بين صفة الله تعالى ومخلوقاته
بعتذر يا أخي هذا الكلام كأنه حجب عني، ولم أراه إلا بعد مراجعة التعليقات.
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 09:59]ـ
المشرف الفاضل عدنان البخاري:
برغم ردك المبارك إلا أني لم أتبين المحمل الآخر حتى الآن!
ولكني فهمت من كلامك أن أحمل كلام الشيخ البراك على محمل النصح والبيان، وأنا من البداية حملته على هذا المحمل، ولكن ساءني الأسلوب التسلطي الذي فيه مع أنه -كما ذكرت- ليس له أي سلطه على الظاهري، وهنا مكمن المشكلة!
وأنا انتقد هذا الأسلوب؛ لأنه أصبح عند البعض من قبيل المنهج الذي يجب اتخاذه مع المخالف في العقيدة، وهو من أس البلاء في هذا الزمن، فالمخالف لنا بدلاً من الجدل أو النقاش أو التذكير -اختر ماشئت- معه بالحسنى عملاً بقوله تعالى -في حق كل المخالفين- (وجادلهم بالتي هي أحسن)، أصبحنا نتعامل معه بفضاضة تامة ونصفه بأبشع الأوصاف، ونظن أن ذلك هو الطريق الصحيح لردع المخالف والمخطيء!
والأدهى من ذلك أن يتم تربية الشباب والنشء على ذلك، فتصبح الساحة العلمية ساحة تراشق بالألفاظ وتبادل للشتائم، ونفسح الساحة للعدو الحقيقي (من ليبرالي وعلماني وكافر) ليعمل بالمثل المشهور (اللي ما يشتري يتفرج)!! وما إشكالية الكلباني بعد فتواه الأخيرة بغائب عن الأذهان، وكيف تعرت الساحة العلمية أمام المتابعين، وكتبت كل الصحف الإلكترونية عن غياب أدب النقاش العلمي في الساحة الشرعية، وكل هذا بسبب التربية التي قامت على إباحة الشدة على المخالف وإستخدام الجاه العلمي؛ لرعده بزعمهم!!
أخيراً: أنا أؤويد الشيخ البراك في تصويبه، وأنا معه في القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولكني أعارض الأسلوب التسلطي والجاف الذي كتب به التعقيب، وأتمنى أن تغيب هذه اللغة المتشنجة من الساحة العلمية، ويكون الحوار أو النقاش أو التعقيب بلغة علمية هادئة، لا متعصبة أو متشنجه أو محقِّره للمخطيء، فأنا وأنت والقاريء كلنا معرّض للخطأ اليوم أو في الغد، وكلنا يتمنى لو أخطأ أن يُصحح له خطأه، ولكن بأسلوب علمي هاديء غير متشنج.
ودمتم في رعاية الله ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Nov-2010, صباحاً 09:42]ـ
ولكني فهمت من كلامك أن أحمل كلام الشيخ البراك على محمل النصح والبيان، وأنا من البداية حملته على هذا المحمل، ولكن ساءني الأسلوب التسلطي الذي فيه مع أنه -كما ذكرت- ليس له أي سلطه على الظاهري، وهنا مكمن المشكلة! وأنا انتقد هذا الأسلوب؛ لأنه أصبح عند البعض من قبيل المنهج الذي يجب اتخاذه مع المخالف في العقيدة، وهو من أس البلاء في هذا الزمن، فالمخالف لنا بدلاً من الجدل أو النقاش أو التذكير -اختر ماشئت- معه بالحسنى عملاً بقوله تعالى -في حق كل المخالفين- (وجادلهم بالتي هي أحسن)، أصبحنا نتعامل معه بفضاضة تامة ونصفه بأبشع الأوصاف، ونظن أن ذلك هو الطريق الصحيح لردع المخالف والمخطيء!
والأدهى من ذلك أن يتم تربية الشباب والنشء على ذلك، فتصبح الساحة العلمية ساحة تراشق بالألفاظ وتبادل للشتائم، ونفسح الساحة للعدو الحقيقي (من ليبرالي وعلماني وكافر) ليعمل بالمثل المشهور (اللي ما يشتري يتفرج)!! وما إشكالية الكلباني بعد فتواه الأخيرة بغائب عن الأذهان، وكيف تعرت الساحة العلمية أمام المتابعين، وكتبت كل الصحف الإلكترونية عن غياب أدب النقاش العلمي في الساحة الشرعية، وكل هذا بسبب التربية التي قامت على إباحة الشدة على المخالف وإستخدام الجاه العلمي؛ لرعده بزعمهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أخيراً: أنا أؤويد الشيخ البراك في تصويبه، وأنا معه في القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولكني أعارض الأسلوب التسلطي والجاف الذي كتب به التعقيب، وأتمنى أن تغيب هذه اللغة المتشنجة من الساحة العلمية، ويكون الحوار أو النقاش أو التعقيب بلغة علمية هادئة، لا متعصبة أو متشنجه أو محقِّره للمخطيء، فأنا وأنت والقاريء كلنا معرّض للخطأ اليوم أو في الغد، وكلنا يتمنى لو أخطأ أن يُصحح له خطأه، ولكن بأسلوب علمي هاديء غير متشنج.
ودمتم في رعاية الله ..
/// بارك الله فيك على التصريح بموافقة الشيخ البراك على غلط من قال بأن القرآن غير مخلوق.
/// أما قضية التشنُّج والتسلُّط والجفاف في الرد! فما زلتُ -وللأسف الشَّديد- لم أرَ ولم أشم الأسلوب المتشنِّج والمتسلِّط والمتنقِّص والحاط والجفاف .. الخ الذي تتوهَّمه من تعقُّب الشيخ البرَّاك على ابن عقيل الظاهري! بل أرى عكس ذلك!
/// فلَم تبرز لنا حتى الآن ما يدلِّل على توهُّمك السابق؟ غير كلام طويل مع أمثلة في التذكير بأدب الرد واللطف في المناصحة! فبنيت خطبة على وهمٍ لا وجود له حقيقة في المقال المنتقد.
/// وأخشى أن تكون لك مواقف سابقة أوصورة نمطية راسخة لديك عند قراءة تعقب الشيخ حتى انتج عندك هذا التصور الجاني على تعقبه، سواء موقفا منك من الشيخ أومن أمثاله من أهل العلم والفضل ممن شابت رؤوسهم في العلم والدعوة، ويحاول بعض المرضى تشويه صورتهم عند عامة الناس، وكأنِّي بك تشايعهم على ذلك، ولو بقصد الإصلاح.
/// ولْنر برهان ذلك في سياق ونقاط حتى تعلم يقينًا أنَّك تتجنَّى على الشيخ البرَّاك وتتحامل عليه بوصفك ردَّه بالتشنُّج والتسلُّط والتنقُّص والحط .. ! إما لتوهُّم وصورة نمطية سابقة أولشيءٍ آخر لا نعرفه:
1 - أولاً .. تقدَّمت الإشارة من كلام الشيخ البرَّاك نفسه في تعقيبي السَّابق أنَّ البرَّاك كان قد أرسل (الرسالة مع التعقيب) إلى أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري قبل نشره بزمن طويل، وانتظر طويلا فلمَّا لم يتراجع عن هذا الإطلاق لزم الشيخ البراك أن يبدي النصيحة في العلن بعد أن أخفاها في السر بينهما.
/// إذ نُشر مقال الشيخ الظاهري في 2 شعبان 1431هـ:
http://www.al-jazirah.com/20100714/rv1d.htm
/// ونشر تعقيب الشيخ البرَّاك في 28 ذوالقعدة 1431هـ:
http://www.al-jazirah.com/20101104/rv1d.htm
/// فالشيخ قد تمهَّل كثيرا قبل نشر التعقيب.
2 - وأمَّا العنوان وما جاء فيه من قول الشيخ: "لا أجد عذراً لخطئكم العظيم إلاّ ضعف قواكم الفكري" فليس فيه تنقُّصًا ولا نحوه إلا عند من لم يفهم سياق الرد؛ إذ لو رجعنا إلى العدد المذكور من جريدة الجزيرة والذي فيه كلام الشيخ أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري وكذا الأعداد السابقة التي فيها سلسلة تراجعات الظاهري = لوجدنا أن أباعبدالرحمن الظاهري يتكلَّم عن تراجعاته ويعزو كثيرا من ذلك بنفس إلى ضعف قواه العقلية والفكرية (الذاكرة)، فهل اتَّهمه الشيخ بما لم يتَّصف به أبوعبدالرحمن ويصف نفسه به؟ والذي يقرُّ فيه أنَّ قواه الفكرية والعقلية قد وَهَنت!
/// ثمَّ إنَّ الشيخ يقول: لا أجد لكم عذرًا إلا ضعف قواكم ... " فالشيخ البرَّاك يعتذر لأبي عبدالرحمن بأنه لم يقل ذلك ويرجَّحه إلا لضعف ذاكرته، لا لعناده ونصرته لمذهب من مذاهب الجهمية، ولا لجهله، ولا لغبائه .. الخ.
/// وسياق رد الشيخ يُظهر تبجيله لعلم الظاهري وفضله وثنائه عليه.
/// فهل هذا الاعتذار من الشيخ لأبي عبدالرحمن بضعف الذاكرة صار ذنبًا! إذا محاسني اللاتي أدلُّ بها /// /// عُدَّت ذنوبًا فقل لي: كيف أعتذر؟!
3 - ثم إن العناوين الصحفية ليست مسؤولية الشيخ البراك، فالشيخ ليس محررًّا بها، ولا أمرهم بذلك.
/// والصحف معروف عنها اقتباس أكثر الجمل إثارة وقطعها عن سياقها للإثارة أوالاستفزاز.
4 - كل هذا بعد أن أثنى الشيخ البرَّاك في مطلع مقاله على أبي عبدالرحمن الظاهري ثناء عاطرا على شجاعته الأدبية وتراجعاته العلمية، كما في تعقبه حين قال: "تميَّز هذا المقال بمراجعات حسنة في سيرته وفي تعامله مع الآخرين، وقد اعترف الأستاذ فيه بضعف ذاكرته وضعف قواه الفكرية".
/// فأين ترك أدب الرد والتعقيب بعد أن يقال لرجلٍ: قد أحسنت وأجدت في تراجعاتك ونشد على يدك، لكنك أخطأت لضعف ذاكرتك ووهن قواك الفكرية؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - لا جفاف في التعقُّب والرَّد ولا تشنُّج ولا .. ولا .. ، فالشيخ البراك يخاطب الشيخ الظاهري بالعلم ويصدِّر مقاله بالثناء عليه، ويناديه بكنيته (أبا عبدالرحمن .. أبا عبدالرحمن)، التي ردَّدها مرات كثيرة .. فمن أين جاء الجفاف! والقحط؟!
/// ولم يعامله الشيخ كما يُعامَل بعض الجهلة المغرضين من كُتَّاب الصحافة الذين يُردُّ عليهم بأسلوب لائق بأمثالهم ممَّن لا يطلب حقًّا ولا يفهم حجة! ولا يحترم علمًا ولا عالمًا! بل عامله بغاية التبجيل!
/// والردُّ على الجويهلة الرويبضة بما يليق بأمثاله سُنَّة مسلوكة، ودلائله من كتاب الله متوفرة مبذولة، كما قال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاَّ باللتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم)، وأمثلة ذلك: (وقال اليهود يد الله مغلولة غُلَّت أيديهم ولعنوا بما قالوا .. ) .. والكلام عن هذه النقطة طويل.
6 - نعيتَ على الشيخ في أولى مشاركاتك أنَّه لم يحاجج الظاهري بالحجة والبرهان والدليل والتعليم في المسألة! وردَّ عليك الإخوة وكأنَّك تراجعت أوترددت عن هذا الموقف! لا أدري حقيقةً أي ذينك راجح!
/// لكن لا أريد أن يفوتني التأكيد والتنبيه على أمر قد تكون غفلت عنه، وهو أنَّ أباعبدالرحمن الظاهري لم يسق أدلة ولا ذكر حججًا في تلك المسألة (التي ذكرها عرضًا)!؛ حتى يلتزم الشيخ بنقض حججه ومناقشة براهينه؟!
/// وأخيرًا فكثيرا ما أرى في الساحة من ينقد غيره بالجفاف والتشنج والتسلُّط وهو يقع في مثله!
/// فليس من اللاَّئق بمن يتخفَّى خلف معرِّفٍ شبكيٍّ أن يتجنَّى على شيخ كبير في العلم والفضل والسن بهذه الأوصاف الدَّالة على نقص الشيخ وعدم تأدبه في الرد، ويملي أدب الرد عليه، وكأنه صبيٌّ (أبوشبرٍ أوشبرين!)، لا يدري كيف يرد ولا كيف يحاور!
/// ولئن كان ردُّ البراك على ابن عقيل ردا بين علمين كبيرين، وقد يغتفر الأسلوب أحيانا ويجب إن علم السياق = فلا يقبل التشنيع توهما ممن قد لا يبلغ مبلغهما، فكيف إن تخفى خلف معرِّفٍ شبكي!
/// تنبيهٌ: بعد مراجعتي لمقال ابن عقيل الظاهري تبيَّن لي أن ليس موقفه موقف ما سأل عنهم الأخ (صدى الذكريات)، حتى لا يتوهَّم ذلك في سياق التعقيبات التي في هذا الموضوع.
/// فسياق كلام الظاهري بيِّن في انتقاده للشيخ ابن تيمية وابن القيم وتخطأته لهما في أمور كثيرة، وتراجعاته العديدة في أمور شتى، ومن ذلك تخطأته لمن قال مخلوق أوغير مخلوق، بحجَّة أن ذلك هو مذهب السلف.
/// وفي ردِّ الشيخ البرَّاك وبرهنته ما يدلُّ أنَّ ذلك ليس مذهب السلف.
/// ثم لا يقبل مثل هذا الترجيح في مثل هذا السياق الذي فيه تخطئة لهذين الإمامين (واللذين ردَّا كثيرا على من قال بالخلق أوالوقف من طوائف المتجهمة)، ولا نسبة ذلك خطأ للسلف.
ـ[محمد بن سعود]ــــــــ[09 - Nov-2010, صباحاً 11:37]ـ
/// وقد حصل ما لا يريده كل غيور، فقد رد الشيخ ابن عقيل على الشيخ البراك بلغة أعنف، وأسلوب أشد .. غفر الله للجميع ..
هذه سلفيتي: مَطْهرةُ السِّواك من لَغْوِ البرَّاك: 1 - 10
وكتبه لكم: أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري - عفا الله عنه
قال أبو عبدالرحمن: في اليوم الذي نشر فيه البراك تعقيبه هاتفني سمو الأمير ذو العلم والحصافة سعود بن سلمان بن محمد بن سعود بن فيصل بن عبدالرحمن بن تركي آل سعود- حفظه الله- مبدياً رغبته أن لا أُصَعِّد الموضوع؛ لأنه شائك عميق قد يُحدث بلبلة، وقد يُفهم على غير وجهه .. ورغبةُ سموه بالنسبة لي أمر واجب الطاعة، وقد خبرته سنين فضلاً وعلماً واستقامة، وخبرتُ مجلسه العامر منتدى لذوي العلم؛ لهذا لا أخوض في هذا الموضوع ألبتة إلا من جهة عمومات لا ينبغي أن تكون محل خلاف .. وقد جاء نداؤه وقد فرغت من هذه الحلقة مُضَمَّنةً أبجديات مسألة القرآن بالتفصيل؛ فحذفت ذلك على مضضٍ من الحلم العنيف؛ لأن ما جبل الله عليه سموه من طيب النحيزة، وأريحية الخلق الذي هو كالنسيم العليل، وكرم العشرة الذي هو كبهجة قوس قزح: كل ذلك يأبى عليَّ أن أتعدَّى رغبته .. وكنت بحثت الموضوع في محاضرة لي طال فيها النقاش فاستجاب لي من استجاب، وكاتبني من كاتبني، ثم زدتُ بعض النَّفَس في جريدة المدينة، ثم كاتبت بعض المشايخ مبدياً لهم إجماع الصحابة رضي الله عنهم على السكوت، وأنه حدث الاختلاف ابتداء من بدعي ضلالي هو الجعد بن درهم عام
(يُتْبَعُ)
(/)
132هـ وليس على وجه الأرض صحابي، ولم يحدث إجماع بعد الاختلاف، والمخالفون من عدول الأمة ومنهم الرواة (المعدَّلون) للأحاديث الصحيحة، وهم معروفون بأعيانهم؛ فلم يحدث إجماع إلا إجماع الصحابة رضي الله عنهم على السكوت .. ومن كاتبتهم من المشايخ بعضهم سكت، وبعضهم أبدى رغبته بأن لا تُبحث المسألة في مثل هذا الظرف وأعباء الأمة أكبر من ذلك .. وهذه المسألة تقلقني من سنين، وقد فرغتُ من تسويد ما دار حولها تصوراً وتحريرَ استدلالٍ منذ الجعد .. إلى تحرير الاستدلال في محنة الإمام أحمد رحمه الله .. إلى ما طرأ بعد ذلك من الجدل الكلامي المذموم في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه .. إلى العودة إلى إمساك الصحابة رضي الله عنهم كما في الكلام النفيس للإمام المجتهد القاضي الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره لأول سورة الأنبياء؛ وبناء على رغبة سمو الأمير سعود بن سلمان عزمت على تجميد الموضوع سائراً على مهلٍ في تحريره وتبييضه؛ هدية لبعض أحبابي الخُلَّص، وأجعل نشره أوجب ما في وصيتي إن تأخر طبعي له؛ لتبرأ ذمتي إذا لقيت ربي سبحانه وتعالى .. وهذا في وصيتي لذريتي، ولأحبابي داخل المملكة وخارجها، وأُعَوِّض عن ذلك ههنا بشيئ من أبجديات سلفيتي، رادعاً البراك فيما تقحَّمه من أمور جانبية لا علاقة لها بالموضوع مما لا يليق به من الهمز واللمز والتجريح الشخصي.
والسواك مطْهرة للفم، مرضاة للرب .. وسواكي ههنا معنوي مجازي هو عَبَقُ البرهان وأنواره التي تطهِّر الفم واللسان؛ فيفوح أريجه، ويجلو كل شبهة وقولٍ بُدَّعَى في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه وتعالى؛ ولهذا فالتوقُّف في مسألة القرآن اتِّباعٌ للسلف الأول الذي لا سلف غيره، المنصوص عليهم بالنص القطعي بالسَّبق والأوَّليَّة والهِجْرة والنُّصرة؛ فالسَّبق والأوَّليَّة هو معنى السلف، والهجرة والنصرة تميِّز جماعتهم بالوصف كما تُميَّز القبيلة بالاسم في قولك تميمي وقيسي .. إلخ، وهم معروفون بأعيانهم واحداً واحداً، محفوظة روايتهم وفتياهم، كما أنه محفوظ سكوتهم، ومَن بعدهم تابع لهم إذا كان اتباعه بإحسان، ومن معاني الإحسان الإتقان، ومَن خالفهم: إما مجتهد مُخطئ، وإما متَّبع للهوى .. قال تعالى:
?وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ? (100) سورة التوبة، وإمساكهم نَفْيٌ للدعوى بأن لهم قولاً محفوظاً، وذلك في صورته عدمُ علم بأن لهم قولاً في مسألة سكتوا عنها، وهو يساوي (العلم بالعدم) بالاستقراء الحاصر في مثل مسألة القرآن؛ فمن قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بان القرآن مخلوق جزماً)، أو قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بأن القرآن غير مخلوق جزماً): فقد افترى عليهم بالدعوى المجرَّدة .. ومن قال: (لا ينسب لساكت قول) فقد أراحنا مِن نفسه؛ لأن الغرض نفيُ أن يكون لهم قول في هذه المسألة في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه؛ فلما اختلف مَن بعد السلف وجدنا اختلافَهم مُحَرَّماً بإجماع السلف الأول، ولا يسعنا إلا سكوتهم .. ووجدنا أنه لم يحصل بعد اختلافهم إجماع .. وقد اتسعت دعوى الإجماع بالدعوى المجرَّدة، ولا يصح عن السلف الأول كلمة واحدة في هذا الموضوع، وكل ما روي إما نَقْلٌ غير ثابت وهو معلول متناً كالكذب على ابن عباس رضي الله عنهما بأنه فسَّر العوج في قوله تعالى:
?الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا? (1) سورة الكهف، بمعنى أنه غير مخلوق، وهذا معنى لا يوجد في لغة العرب ألبتة، وهو مخالف لتفسير الآية نفسها في قوله تعالى بعد الآية مباشرة {قَيِّمًا} (2) سورة الكهف، وكالدعوى على ابن المنكدر رحمه الله تعالى، وإنما الخبر عن سفيان رحمه الله وهو لم يدرك أحداً من الصحابة رضوان الله عليهم .. وإما استدلال في غير محل النزاع، وإما استدلال بالمتشابه من القرآن .. والإمام أحمد رحمه الله نص على أنه لم يُحفظ للسلف رضي الله عنهم قول في ذلك، وكل هذا يأتي بيانه إن شاء الله مفصلاً فيما وعدتُ به من كتاب محرَّر .. ولا يترتب على الجزم بأي دعوى حكم شرعي، وإنما
(يُتْبَعُ)
(/)
هو مُشاقَّة لسكوت السلف الأول، ومن جزم بإحدى الدعويين بعد الاختلاف فعمدته ميتافيزيقا علم الكلام المذموم في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه، وعلمُ الكلام ليس سبيلاً لكشف الأمر المغيَّب، ومن جزم بأن القرآن مخلوق لزمه أن القرآن خالق؛ إذْ لا ثالثَ مرفوعٌ بين خالق ومخلوق إلا بالدعوى الكاذبة بأنه ليس كل محدث مخلوقاً، وجاءت هذه الشبهة من دعوى باطلة، وهي الزعم بأن الخلق الذي هو فعل الله محدث ولكنه غير مخلوق!! .. وهذه بدعة شنيعة؛ لأن فعل الله أوَّلٌ بلا بداية وآخر بلا نهاية؛ وإنما يحدث بفعلِ الله مفعولُه، ثم يتعيَّن حينئذ على هذه الدعوى الباطلة أن القرآن يَخلق غيره .. وجاءت هذه الشبهة من بدعة أخرى هي الثنائية بين الذات والصفات، وهذه الثنائية لا تصح في حق الله سبحانه؛ لأنه لم يحدث له صفة لم تكن له؛ فيقال: إنها مضافة إلى الذات .. وإنما الثنائية في حق المخلوق الذي يعلم بعد جهل، ويقرأ ويكتب بعد أمية، وينمو بعد ضعف؛ فهذا استجدت له صفات مضافة إلى نفسه، كما أن الذات بمعنى النفس ليست من كلام العرب؛ وإنما حدث ذلك عند المتكلمين، والذي في شرع الله قوله تعالى عن عيسى ابن مريم عليه السلام: ?وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ? (116) سورة المائدة، وأما مثل قولهم:
(عملت هذا في ذات الله) فليس بمعنى في نفس الله، بل بمعنى (في مرضاة الله)، (وذات) هنا اسم إشارة، والمشار إليه (مرضاة) التي هي بدل من اسم الإشارة، ولا بدَّ أن يُقدَّر لها مؤنث يناسبها؛ لأنها لا تشير إلا إلى مؤنث .. وتأتي (ذات) بمعنى صاحبة، وتُعرف عند النحاة بالصاحبية كقولك: (فلانة ذات جمال) أي صاحبة جمال؛ فهي على معنى الإشارة لم تتغيَّر؛ لأن التقدير: (التي يقال عنها: هذه صاحبة جمال .. أو ترى هذه صاحبة جمال .. وتأتي نائب ظرف إذا أُضيفت إلى ظرف كقولك (هبَّ ذات ليلة)، وتعريفهم لها بنائب ظرف تعريف شكلي، وإنما هي اسم إشارة يُقدَّر لها ما يناسبها، والتقدير ههنا: (هبَّ ذات مصادفَة ليلة)، وفي قولك: (جلست ذات الشمال) تقديرها (جلست جهةَ ذات الشمال)، وكل هذا يأتي مفصلاً إن شاء الله في هذا البحث مع أمثاله من أباطيل خارج دائرة مسألة القرآن التي سأمسك عنها إلى أجل؛ وذلك أمر يطول؛ لأن من أحدث شبهة في صفحة احْتِيْج في نقضها إلى عشر صفحات، والحق أبلج والباطل لَجْلَج؛ لهذا أقتضب شيئاً من سلفيتي اقتضاباً .. ومن جزم بأن القرآن غير مخلوق وليس عنده غير علم الكلام المذموم فهو في موقف التأويل، وغيره يتمسك بظاهر النصوص كتشبيه كلام الله بسلسلة على صفوان ولا تشبيه إلا للمخلوق، كما أن الخالق ينزل ولا يُنزِّله أحد، ولا ارتباط بين (مُنَزَّل)، و (غير مخلوق)؛ لأن الله ينزِّل مطراً وملائكة .. ولا ارتباط بين ذينك وبين (منه بدأ وإليه يعود)؛ فكل شيئ ابتداؤه من الله، ومآله إلى الله سبحانه وتعالى والمخلوق يُنَزَّل، كما أن القرآن له بداية ونهاية بين دِفَّتي المصحف، كما أنه محدث بنص القرآن في سورتي الأنبياء والشعراء، وأن الكلام ليس صفة لله، بل صفته أنه يتكلم وفعله التكلم والتكليم، ولا يصح في لغة العرب أن تقول: (الله الكلام) .. ومن جزم بأنه مخلوق كالمعتزلة وقع في محذور لدى العرب، وهو وصف الكاذب بأنه يخلق كلامه، والسلامة في الوقف؛ إذ لا برهان لدينا على جواز إطلاق أحد الوصفين .. وكان الأستاذ عبدالرحمن بن ناصر البراك أرسل إلى الأستاذ أبي عبدالرحمن رسالة في 5 - 9 - 1431هـ والرسالة مصحوبة بنسخة من رده عليَّ المنشور في جريدة الجزيرة في العدد رقم 13916 بتاريخ 27 - 11 - 1431هـ.
قال أبو عبدالرحمن: لما جاء خطابه إليَّ في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ولا فراغ لي في ذلك الموسم الكريم: آثرت إرجاء الموضوع إلى العيد؛ فلما قرأت خطابه وأول مقالته انقبضت نفسي، وآثرتُ الصمت؛ لأنه لا يليق بخطابه ومقدمة تعقيبه إلا الحدة في القول ولا أريد ذلك .. وانقبضت نفسي من أمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها: أنه يأمرني بالرجوع إلى ما هو عليه من تقليد باطل نسأل الله السلامة أمراً جازماً، ويشترط عليَّ رجوعاً صريحاً بلغة واضحة، ويحدد الأمد بأسبوعين؛ فيا لها مِن صفاقة؟!! .. ولو كان ذا علم محقق ووارحمتاه لطلابه يوم كان يُدرِّس العقيدة لطلب مني استدلالي على التوقف، ولقال: لعلنا نجد عندك حقاً فنتبعه، أو شبهة فنساعدك على جلائها؛ فهذه هي لغة أهل العلم والعقل.
وثانيها: زعمه أن التوقف الذي هو مذهب جميع الصحابة رضوان الله عليهم باطل بالدعوى ولم يأتني ببرهان صريح صحيح على دعواه الباطلة، وليس عنده إلا التقليد الأعمى الذي بُلينا به في رقعتنا، ويحيلني إلى أبسط المراجع وأقلها لتحقيق الثبوت نقلاً ودلالة، وهو كتاب اللالكائي رحمه الله تعالى كأنني في معزل عنه؛ وإنما هو أدنى مراجعي، ولهذا سأستقصي القول منذ أهل الضلال كالجعد وجهم والمعتزلة إلى تحقيق مِحنة الإمام أحمد رحمه الله وصبره على ما يعتقد أنه الحق، كاشفاً عن استدلاله، موالياً له في الله، غير آخذ بكل استدلال لا يصح، ولا مُتعدِّياً توقُّف الصحابة رضوان الله عليهم، ثم أذكر ما أُحدث بعده من بدع علم الكلام كما وعدتُ آنفاً في كتاب مستقل .. والخلاصة أن كل ما عند البراك: قال فلان وقال فلان، وترديد كلام لم يحقِّقه بالنظر؛ فقولك مثلاً: ((كلام الله منزل)) صحيح شرعاً، وقولك (مخلوق، أو غير مخلوق) لم يرد به شرع وإنما هو دعوى ممن ادعاها.
وثالثها: أنه لما زعم أن باطله التَّقليدي حقٌّ، وأن سكوت الصحابة رضوان الله عليهم باطل: أوجب عليَّ الرجوع؛ فيا لها من نكبة في سواد طلبة العلم؟!.
ورابعها: زعم أن عدم التوقف مما لا يسع فيه الخلاف بالدعوى المجردة أيضاً، ووالله قسماً براً إن الذي لا يسع فيه الخلاف ما عليه الصحابة رضوان الله عليهم من السكوت، وأن المحرم القول على الله بغير علم.
وخامسها: أنه يعيذني بالله من الحق؛ فبئس والله التعوذ من الحق الصراح، والجنوح بالجدل البيزنطي إلى اتباع الظنون في حق الله سبحانه وتعالى .. ثم وجدتُ في مقالته العجب العجاب؛ فمن ذلك الغمز واللمز بأنني كثير الحديث عن نفسي في مقالاتي الأخيرة، وأنني ضعيف القوى الفكرية، وأنني أتحامل على بعض العلماء .. ولو كان هذا حقاً لرضيت، ولكنه كَذِبٌ عليَّ .. ومن حقه أن يبيِّن وجهة نظره، وليس من حقه التجريح ولم ينشب بيننا ما يوجب ذلك.
* تعرض لما لا يعنيه من حديثي عن نفسي وهو بزعمه في سياق براءة الذمة للباطل تقليداً محضاً، ولأن حديثي عن نفسي إما عَرْض تجربة أحمد الله بالحديث عنها إن كانت تجربته في الحياة إلتفاتة ضَبُع، ولأن أكثر حديثي عن نفسي جَلْدٌ لها بسياط التقريع والإنابة، ولقد بينت منهجي في التباريح بقولي: ((وليست تباريحي هذه كاعترافات النصارى التي ترفع جانب التحفظ؛ فإنني أستعيذ بالله من ذلك، وأنا أول العائبين على مثل: رسل، وجورج صاند .. ولكن هذه التباريح تجربة مقصِّرٍ ظلم نفسه في بعض الأحيان، ولم يمت قلبه؛ فلما فاء الله بي كنتُ ممن جرَّب عزَّ الطاعة وذلَّ المعصية؛ فضفَّرتُ من بعض تجاربي مرائر يستمسك بها القراء للعظة والذكرى .. أسأل الله العفو عما مضى، وأستمنحه العصمة فيما بقي)) .. وحديثي عن نفسي أبكى القلوب، وهذَّب السلوك، وما هذا الغمز واللمز إلا بدافع الغيرة والحسد .. ثم أقول لهذا المسكين الذي ظلم نفسه بتدريسه العقيدة والتعليق على فتح الباري في شرح صحيح البخاري: إن كانت هذه الحسنة عيباً عندك فانقد الإمامين ابن تيمية وابن قيم الجوزية؛ فما أكثر حديثهما عن نفسيهما في كتبهما، وقد تحدث الإمام ابن تيمية عن تجربته مع الجن، وعن أصدقائه منهم، وعن معرفته خطوطهم، وعن تأثير الأرواح الأرضية عليه بِحَبْسهم له عن الدعاء كما في مبحث السكينة بآخر مدارج السالكين بالمجلد الثالث، وأما بالنسبة لي فابن تيمية والله الإمام البر الصدوق، وأحسن الله إليه كما أحسن إلى المسلمين في نقله تجاربه النافعة إليهم، وحديثي عن نفسي أسوة بأمثاله على مبدإ:
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح
(يُتْبَعُ)
(/)
* بمراجعات حسنة في سيرته وفي تعامله مع الآخرين)) .. اسمع يا هذا: أأنت ذو عهد عند ربك أن سيرتك حسنة؟ .. إن أهل المساجد يقعون في آثام لا يأخذون لها حساباً؛ فإن لم يرحمهم الله أو بقتهم غفر الله لي ولك، وسيرتي ولا أزكي نفسي كانت تجاوزاً في بعض المسائل عن تقليد محض قبل نُضج العلم، وعن تقصيرٍ سببه الانمياع مع الظرفاء والغناء وما فُوَيق اللمم، وفي تلك المرحلة بدافعٍ من إيمان رسَّخه الله في قلبي وله الحمد والمنة بلا حول مني ولا قوة: كتبت ما أرجو به رَحْب المنقلب ككتابي لن تلحد، ومناظرتي للقصيمي، والقانون الطبيعي، وملاعب الوثنية، وشعب بوان، وشيئ من العبث الصوفي .. إلخ، وكان قلمي خلال نصف قرن شجى في حلق كل ملحد ومبتدع، وكتابي (شيئ من فلسفة ياسْبرز)، وكتبي في النقد الأدبي ترسيةٌ للإيمان في عهد الإلحاد والإباحية، وانتصار لنور العقل المختنق بالحسبانية، وكل ذلك ليس من مأكولك؛ لأنك مُوصد بالتقليد، ولم تُرَبِّ عقلك بمعارف الفكر الصعبة؛ لتواجه الأصعب من الهجمات الفكرية؛ وحينئذ تكون براءة الذمة التي تزعم الحرص عليها بالوعظ الفكري العاقل المستوعب للأعمال الباطشة بكل كياننا من أمثال عمل الصادق النيهوم الإلحادي ومحمد أركون ومحمد أوزون .. إلخ، ولكنك الآن لا تقدر؛ وإنما عليك اليوم براءة الذمة من التعرض لأبي عبدالرحمن الذي نذر نفسه وقلمه للدفاع عن دين ربه وكيان أمته متبرئاً من التقليد الأرعن الذي بليت به أنت وكثير من أهل جيلك حتى صار الأكثر إلا مَن رحم ربك زيادة نُسخٍ في البلد!! .. ومع جهادي بقلمي لا أبخل بنفسي ولو كان في ذلك أجلي من مواجهة أهل الشنآن والتبديل من مبغضي الصحابة، ومن دراويش الصوفية، ومن دعاة الإلحاد والحسبانية .. ثم اعلم يا هذا أنني حتى في تأرجحات عمري ما انصرفتُ عن كلام ربي تلاوة وحفظاً ومراجعة لكتب التفسير .. وإن لي لقلباً خشوعاً، وعيناً دامعة، وحياء من ربي يخنقني .. وبحمد الله ما أكلتُ مالاً حراماً قط، ولا ظلمت مسلماً في دين أو مال أو عرض، بل كنت أنا المظلوم .. وخاصتي يصفونني بمخروم اليد؛ لأن الله جبلني على رحمة تأكل قلبي؛ فكنت أنفق من غير سعة هازئاً بمواعظ البخلاء (كَرَمُ الفليس من إبليس)، ?وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? (16) سورة التغابن وإذا دخلتُ مسجد الحسيني بشقراء خنقتني العبرة، وظننت أنه يناجيني بحيطانه وأبوابه وترابه؛ لأنه روضتي المباركة في نشأتي قبل أ ن أعرف الظرفاء لا بارك الله فيهم .. وأهليَ سَدَنَةُ مسجد الحسيني، وسأغيظك بكثير من الحديث عن النفس حتى تعلم أنه الحق .. وقبل أن تُميِّعني غضارة الحضارة كانت تلك هي نشأتي على الصفاء؛ وإنني بين الفينة والفينة أشعر بالبشرى من ربي بحسن الخاتمة، وكنت باراً بوالديَّ وأقاربي أعول ستة بيوت، وكنتُ مكافحاً منذ نشأت وأنا أكتب الخط بأربعة قروش في الصفاة إلى هذه اللحظة التي وهن فيها العظم .. وليس هذا والله تزكية لنفسي؛ فالله أعلم بي في صلب آدم عليه السلام، ومنذ أنشأني في بطن أمي، ولكنني اضطررتُ إلى ما أبيح لي من الدفع عن النفس؛ إذْ غمزتَ ولمزتَ، وزكَّيتَ نفسك ضِمناً .. ولمزتَ بما حصل لي أخيراً من حسن التعامل مع الآخرين!! .. فيا هذا اعلم أن عشيرتي الكبرى هم أصدقائي وأحبابي، وما ذلك إلا أن الله جعل لي وداً .. وأما كل عُومة، وكل حاوٍ، وكل ماجن أو مجدِّف، وكل مقلد متمعلم: فأسدحه سدحاً، ويبرك عليه يراعي، ولا أبالي برضاه، واعلم يا هذا أن ما قلته هو حسن المعاملة؛ فلم أقبل نصيحة بعض الأحباب بالرفق في العبارة، ولكن كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأنت وكثير غيرك مستميتون في تقليده وإن لم تعلموا قوله تصوراً، ولم تفقهوا استدلاله إن كان خطأ أو صواباً، ولا سيما في عُضَل الفكر، ولذلك حديث يأتي إن شاء الله: ((ما ذكرتم من لين الكلام، والمخاطبة بالتي هي أحسن: فأنتم تعلمون أني من أكثر الناس استعمالاً لهذا لكن كل شيئ في موضعه حسن .. وحيث أمر الله ورسوله بالإغلاظ على المتكلم لبغيه وعدوانه على الكتاب والسنة فنحن مأمورون بمقابلته .. لم نكن مأمورين أن نخاطبه بالتي هي أحسن، ومن المعلوم أن الله تعالى يقول ?وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ? (139) سورة
(يُتْبَعُ)
(/)
آل عمران، فمن كان مؤمناً فإنه الأعلى بنص القرآن، وقال سبحانه وتعالى: ?وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِين? (8) سورة المنافقون، ?إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي? سورة المجادلة (20) - (21) سورة المجادلة، وقال: والله محقق وعده لمن هو كذلك كائناً من كان .. ومما يجب أن يعلم أنه لا يسوغ في العقل، ولا الدين طلب رضى المخلوقين لوجهين: أحدهما أن هذا غير ممكن كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه (الناس غاية لا تدرك رضاها؛ فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه، ودع ما سواه ولا تعانه)، والثاني أنا مأمورون بأن نتحرى رضى الله ورسوله كما قال تعالى:?وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ? (62) سورة التوبة، وعلينا أن نخاف الله فلا نخاف أحداً إلا الله كما قال تعالى:? فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ? (175) سورة آل عمران، وقال:?فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ? (44) سورة المائدة، وقال ?فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ? (51) سورة النحل، ?وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ? (41) سورة البقرة، فعلينا أن نخاف الله، ونتَّقيَه في الناس؛ فلا نظلمهم بقلوبنا، ولا جوارحنا، ونؤدي إليهم حقوقهم بقلوبنا وجوارحنا، ولا نخافهم في الله فنترك ما أمر الله به ورسوله خيفة منهم)) (1) .. وأنت بغيت عليَّ بهذا اللمز الخارج عن الموضوع وأنت في معرض براءة الذمة!! .. فأين لغوك هذا من أقوال المنصفين وهم كُثُر، وأذكر منهم مثالاً لا حصراً قولَ أخي الشيخ عبدالمنعم بن عبدالكريم الذكر الله: ((وللشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري من دماثة الأخلاق، ولطف السجايا، ولين الجانب، وكرم الشمائل، وحسن العشرة، وطهارة النفس، وخفة الرَّوح: ما علم به القاصي والداني، ولا يستطيع أحد من الناس أن يحجب شمس الظهيرة بكفِّه الصغيرة.
صهٍ لا تعودوا للجواب فإنَّما
ترمون صَعْباً من شماريخ ثَهلانِ))
فهذا هو تعاملي مع الناس .. وبإيجاز فمن قال القرآن مخلوق، أو قال غير مخلوق: فقد قفا ما ليس له به علم، والسلامة الوقف الذي سار عليه الصحابة رضي الله عنهم، وما تقرؤه تقليداً في المصادر من تكفير من توقَّف، وتكفير من قال لفظي مخلوق؛ بجعله جهمياً: فذلك أمر عظيم جداً، وقول بلا برهان، وقد دفع هذا القول العلامة الذهبي في ترجمته للإمام أحمد .. قال رحمهما الله تعالى عن بعض المسائل التكفيرية: ((آمنَّا بالله تعالى، وبملائكته، وبكتبه، ورسله، وأقداره، والبعث، والعرض على الله يوم الدين .. ولو بسط هذا السطر، وحُرِّر وقُرِّر بأدلته لجاء في خمس مجلَّدات، بل ذلك موجودٌ مشروحٌ لمن رامه، والقرآن فيه شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين، ومعلومٌ أن التلفُّظ شيئ من كَسْب القارئ غيرُ الملفوظ، والقراءة غيرُ الشيئ المقروء، والتلاوةُ وحُسْنُها وتجويدُها غيرُ المتلُوِّ، وصوتُ القارئ من كَسْبه فهو يُحدث التلفُّظَ والصوتَ والحركةَ والنطقَ، وإخراجَ الكلمات من أدواته المخلوقة، ولم يُحدِثْ كلماتِ القرآن، ولا ترتيبه، ولا تأليفه، ولا معانيه)) (2) .. وأنت وكثير غيرك يردِّدون الإجماع ولا إجماع؛ فالمتوقفون منهم عدول رووا صحيح الأخبار، وتكفيرهم ظلم عظيم، وتدَّعون بالكذب والدعوى العارية أن الصحابة رضوان الله عليهم قالوا: (القرآن غير مخلوق جزماً)، وهم رضي الله عنهم لم يقولوا في المسألة كلمة واحدة، وما أسهل دعوى الإجماع عندكم كدعوى التشبيه المحرَّم أن الله خلق آدم على صورة الرحمن تعالى الله وتبارك وتقدس، وبعض المتمعلمين يجنِّد محققي المخطوطات لنصرة هذا الباطل حمية وعصبية، وإلى لقاء مع ما هو أنفع من تحرير مسائل لا يسع الاختلاف فيها خارج مسألة القرآن، والموعد إن شاء الله بُعيد عيد الأضحى المبارك، وربما في شهر الله المحرَّم، والله المستعان.
*****
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية 3 - 232 - 233.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) سير أعلام النبلاء 11 - 290 مؤسسة الرسالة - طبعتهم التاسعة عام 1413هـ، وانظر كتابه الآخر تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 5 - 1027 - دار الغرب الإسلامي - طبعتهم الأولى عام 1424هـ بتحقيق الدكتور بشار عواد .. ومن المتأخرين القاضي الشوكاني والمقبلي، ومن السالفين الكرابيسي رحمهم الله وهم من هم علماً وورعاً وفضلاً أوجبوا التوقف، والأمر ليس من قطعيات الشريعة، فهل يحل تكفيرهم؟
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 01:54]ـ
/// حتى الآن لم أرَ المحمل الآخر الذي زعمت وجوده!
/// أما عن التشنج الذي أراه ولم تره، فأقول لك أخي الفاضل: إنك لن تراه ولن تشمه!
أتدري لماذا؟
لأنك جعلت بينك وبينه حاجزاً، ألا وهو حمل كلام الشيخ البراك على أحسن المحامل، وهذا الحاجز جميل، ولكن الخطأ كل الخطأ: في اتخاذه في كل الأحوال؛ وهذا خلاف الأصل، فالأصل أن يقال للمصيب أصبت وللمخطيء أخطئت، ولا يتم إعمال هذا الحاجز إلا عند الحاجة، وبالتالي فهو الفرع لا الأصل، ولا يتم إعماله إلا إذا كان للكلام أكثر من محمل.
/// عجيب!! حتى الآن لم أبرز ما يدلل على وجود اللغة التسلطية في رد الشيخ البراك!!
لعلي أعيدك إلى الرد رقم (5) من غير أمرٍ عليك.
وسأعود لأورد لك اللغة التسلطية التي هي أوضح من الشمس، وهي في قول الشيخ:
وتنشروا ذلك في الأسبوعين القادمين بلغة واضحة ورجوع صريح. فهل هذه العبارة تصدر في سياق رد أو نقاش أو حوار أو تعقيب علمي!
/// ثم العبارة التي في العنوان والتي حاولت أن تعتذر للشيخ البراك عنها، بأحد أمرين:
1 - أن العناوين غالباً ما تكون من تصرفات المحررين، وليس للشيخ البراك بها علاقة!
فإني وإن وافقتك في الأولى، إلا أني أخالفك في الثانية، وأنا وإن أبرزت لفظ العنوان؛ فإني قبل ذلك رجعت ونظرت فيها هل هي موجودة في كلام الشيخ البراك أم لا، ولما رأيتها بلفظه وبنفس المعنى، لم أبال هل أُدْرِج لفظ العنوان أم لفظ الشيخ، فكلاهما يرمي إلى هدف واحد.
2 - أنها من لفظ ابن عقيل الظاهري، وبالتالي فلا تثريب على الشيخ البراك أن يصفه بها!
وهذه مع كل الود والتقدير لا تصلح للإعتذار للشيخ البراك، وذلك من جهتين:
أ- أن كلام الظاهري عن نفسه وإظهاره لنواقصها، ينبغي حمله على قصد التواضع وإظهار الضعف لله، وأما الضعف الفكري الذي وصف به نفسه-وهو محل النقاش-؛ فإن محمله واضحٌ جداً ألا وهو عدم القدرة على التحليل والنقاش بنفس العمق والقوة التي كان يتمتع بها، ولا يصح حمله على التخريف والتخليط الذين يجعلان الظاهري لا يعرف عقيدته الصحيحة التي يدين الله بها!
ب- أنه لا يستقيم ذوقاً ولا أخلاقاً أن يستغل الراد صفة نقصٍ يعلمها في المردود عليه؛ ويجعلها هي السبب في أخطاءه وتخليطه، خصوصاً وإن كانت تلك الأقوال قديمة ومعروفة، وقال بها غير واحد من العلماء الذين لم يقروا بضعف قواهم الفكرية.
/// أما عن المواقف السابقة أو الصور النمطية فهذه لا أدري ما موقعها من الإعراب هنا! ولماذا حين ينتقد الواحد خطأ ما؛ فإنه يُتهم مباشرة بأنه كذلك! وبأنه لا يحق له النقد أو التعبير عن رأيه في ما يرى أنه خطأ؛ لأنه مجرد معرف شبكي لاقيمة له!
أخي الفاضل: أرجو التجرد، والمناقشة وفق المعطيات الموجودة، دون محاولة إيغار الصدور على صاحب المعرف الشبكي (تأبط خيراً)، وقبل أن أختم هذه النقطة وحتى ترتاح: فإني والله أقدر الشيخ الفاضل عبدالرحمن البراك، وأقدر الشيخ الفاضل ابن عقيل الظاهري، وهما عندي سواء في المنزلة والمكانة، مع التأكيد على أن كلاً يؤخذ من قوله ويرد، إلا محمد بن عبدالله (ص).
/// أخيراً: سردت لي تسلسل الأحداث التي سبقت رد الشيخ البراك، والتي تريد من خلالها إثبات إلتزام الشيخ البراك بأدب الرد العلمي، وأن أقرّ بها كلها، وطريقة الشيخ الإجمالية جميلة جداً، وهي الطريقة اللائقة به وبمكانته وعلمه، ولكن أنا يا أخي الفاضل مستحضر لهذا التسلسل، ولم أعارضه، ولكني عارضت أمرين لا ثالث لهما:
(1 - اللغة التسلطية في في قول الشيخ: (وتنشروا ذلك في الأسبوعين القادمين بلغة واضحة ورجوع صريح).
2 - جعل سبب خطأ ابن عقيل هو ضعف القوى الفكرية!)
/// لم أنعى على الشيخ البراك عدم محاججة الشيخ الظاهري بالحجة والبرهان والدليل، وإنما قلت بالتحديد: (وكان أحرى بالشيخ البراك أن يرد على قول الظاهري، ويبيّن خطأه، دون أن يملي عليه تلك الأوامر)، وكلامي واضح في أني استنكر الأوامر التي أصدرها الشيخ البراك للشيخ ابن عقيل فقط، فللشيخ البراك الحق في الأولى -وهي ما فعلها-، دون الثانية -وهي ما فعلها أيضاً-؛ وبالتالي فموقفي واضح جداً، فلم أتردد أو أتراجع، فادرِ.
تحيتي ومودتي
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 02:00]ـ
قول الشيخ البراك:
ليس من باب التنبيه في شيء! بل هو أسلوب تسلطي، لايليق في ساحة النقاش والجدل العلمي، وكان أحرى بالشيخ البراك أن يرد على قول الظاهري، ويبيّن خطأه، دون أن يملي عليه تلك الأوامر، التي غالباً لن ينصاع لها الظاهري، وقد ينصرف عن التصحيح بسببها أيضاً!
يبدو أنك لا تفرق بين التنبيه والانكار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تأبط خيراً]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 02:11]ـ
^
وما الفرق؟ وما الذي فعله الشيخ البراك منهما؟
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 03:07]ـ
قد نزل رد ابن عقيل فليتك أخانا تأبط خيرا تطلع عليه فتستنكر بعض! ما فيه كما فعلت مع البراك وهو في ملتقى أهل الحديث
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 03:22]ـ
^
وما الفرق؟ وما الذي فعله الشيخ البراك منهما؟
التنبيه غالبا يكون لشخص غافل أو غير قاصد للخطأ ويكون بلطف وترفق، والانكار يكون لشخص قاصد للخطأ عامد إليه، ولا نرى الظاهري إلا ذاك المتعمد القاصد، بدليل نقده للإمامين ابن تيمية وابن القيم، وهذا يعني أنه استوعب جميع الأقوال في المسألة وفهمها فهما تاما غير أنه يرد الحق الذي أجمع عليه سلف الأمة من أن القرآن كلام الله غير مخلوق إلى القول بالتوقف، فيه وهو قول بدعي آخر لا يبعد كثيرا عن قول من قال أنه مخلوق.
وحق المعاند أن يغلظ له في القول ولا يتلطف معه خاصة أن الخلاف معه في مسألة عقدية لا يسوغ الخلاف فيها.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 04:25]ـ
وهذا رد أبي عبدالرحمن الظاهري وقد اكتظ بعبارات التنقص والاستهزاء للعلامة عبدالرحمن البراك، وليس ذلك بشيء في مقابل اصراره على التوقف في مسألة القرآن أهو مخلوق أو غير مخلوق، وزعمه أن التوقف مذهب الصحابة .. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
http://www.al-jazirah.com/20101109/rj1d.htm
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 05:07]ـ
رد أبي عبدالرحمن الظاهري وقد اكتظ بعبارات التنقص والاستهزاء للعلامة عبدالرحمن البراك، وليس ذلك بشيء في مقابل اصراره على التوقف في مسألة القرآن أهو مخلوق أو غير مخلوق، وزعمه أن التوقف مذهب الصحابة .. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
/// بارك الله فيك .. تمت إعادة الرد بتمامه في الأعلى، المشاركة رقم (38).
/// وكان الإشراف قد حذفها لشدَّة ألفاظ أبي عبدالرحمن الظاهري والطعن والحط المبالغ في رده، ثم بعد مطالبة عدد من الأعضاء على إعادة نشرها إقامة للعدل بالتمكين من الرد على كلامه رأى الإشراف إعادة نشرها.
/// وسأورد ردًّا على كلامه إن شاء الله.
/// وأتمنى من الإخوة الأعضاء الكرام (إداريًّا) ترك التعليق بما ليس بموضوعي ولا علمي، تجنبًا لإطالة ذيل الموضوع، وهو سيطول حتمًا بالردود العلمية.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 08:02]ـ
أرى أن المغالطة المسيطرة على كلامه وربما على نظره في المسألة،هو خلطه بين سكوت الصحابة عن الكلام في هذه المسألة؛لعدم نشوء البدعة وبين توقفه ..
فيجعل سكوتهم توقفاً ..
وهذا خلط عظيم ومغالطة أعظم ..
وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم سكتوا عن أشياء كثيرة لم يتكلموا فيها؛لأنها كانت لديهم مسلمة لا يتصورون أن يذر فيها قرن بدعة ..
ولذلك لو قلب الناس الكتب ظهراً لبطن لم يجدوا لطبقات من الصحابة كلاماً في أبواب كثيرة من البدع = فهل يعني هذا أنهم كانوا متوقفين فيها لا يترجح عندهم ما هو الحق؟
اللهم بعداً للمغالطات جميعاً ..
بل لا يوجد باب من أبواب الدين إلا والصحابة مهتدون بمجموعهم إلى ما هو الحق فيه ..
والتوقف الذي يزعمه الشيخ ابن عقيل ليس سكوتاً،فالسكوت هو أن تسكت عن بيان ما هو بين عندك، أما التوقف فمعناه أنك لم تتبين ما هو الحق في المسألة أصلاً ..
وعمل طالب العلم إذا ما أثير النزاع أن يطلب من أدلة الوحي ما تدل عليه الأدلة الكلية والجزئية بحيث يقارب درجة فقه الصحابة بالنصوص التي جعلتهم يقولون إن كانوا قالوا أو يسكتون لعظم تبينهم للمسألة. ز
ولما ذر قرن بدعة خلق القرآن نظر أئمة السلف جميعهم في نصوص الوحي فوجدوها تدل دلالة قاطعة على أن القرآن كلام الله منه خرج وأن كلامه سبحانه صفته وهو سبحانه بصفاته الخالق العظيم لم يتسلط عليه خالق ليخلقه أو يخلق شيئاً منه وأنه سبحانه يخلق المخلوقات بكلامه ولا يكون كلامه الذي يخلق به مخلوقاً ..
وكان هذا بيناً جداً عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لم يرتابوا فيه ولا حرضهم على الكلام فيه مبتدع، فسكوتهم من جنس سكوتهم عن شبه الملحدين والنصارى والمستشرقين التي ما ظنوا أن عاقلاً سيلفظ بشيء منها،أفنتوقف في شبههم إذاً؟!!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 08:40]ـ
قال علي رضي الله عنه: يذهب الناس حتى لا يبقى أحد يقول: لا إله إلا الله، فإذا فعلوا ذلك ضرب يعسوب الدين ذنبه فيجتمعون إليه من أطراف الأرض كما تجتمع قزع الخريف، ثم قال علي: إني أعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم، يقولون: القرآن مخلوق وليس هو بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الرب عز وجل منه بدأ وإليه يعود
الراوي: الحارث بن سويد المحدث: السيوطي - المصدر: اللآلئ المصنوعة - الصفحة أو الرقم: 1/ 7
خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله ثقات
--------
أدركت تسعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: من قال: القرآن مخلوق فقد كفر
الراوي: عمرو بن دينار المحدث: السيوطي - المصدر: اللآلئ المصنوعة - الصفحة أو الرقم: 1/ 8
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 11:00]ـ
/// الحمدلله، وبعد ..
/// أولًا .. أَعِدُ إن شاء الله أنِّي سأتجاوز التعليق على ألفاظ الطعن والحط من الشيخ أبي عبدالرحمن ابن عقيل للشيخ البرَّاك، فليس ذا موضوعنا العلمي ههنا.
/// ولكن لي تعليقٌ يسيرٌ أخيرٌ، وهو أنَّ ما ذكره الشيخ أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري من الطعن والحط في الشيخ البرَّاك (إن كان الشيخ البرَّاك قد تجنَّى عليه أصلا) من التعدِّي المبالَغ فيه في المقاصَصَة، وقد قال الله تعالى: (وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلُها)، وقال: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والمثلية ههنا منتفية يقينًا .. والله يتولَّى جميع عباده!
ثم كاتبت بعض المشايخ مبدياً لهم إجماع الصحابة رضي الله عنهم على السكوت، وأنه حدث الاختلاف ابتداء من بدعي ضلالي هو الجعد بن درهم عام 132هـ وليس على وجه الأرض صحابي، ولم يحدث إجماع بعد الاختلاف، والمخالفون من عدول الأمة ومنهم الرواة (المعدَّلون) للأحاديث الصحيحة، وهم معروفون بأعيانهم؛ فلم يحدث إجماع إلا إجماع الصحابة رضي الله عنهم على السكوت ..
/// تقدَّم أنَّ عدم كلام السَّلف عن كثير من المحدثات ليس معناه عدم بدعيَّته أوكفريَّته أوضلاله، ولزوم السُّكوت عنه، تمسُّكًا جامدًا بسكوت السَّلف عنه = خطأ محض.
/// من الوقوف على ما في الكتاب والسنة نفي كل ما يضادهما بأي لفظ أحدث بعد ذلك.
/// كونه سؤالا مبتدعا لا يعفي المسؤول من ردِّه والكفر به (ما دام أنه سئل عنه).
/// وقد قلتُ في التعقيب السابق:
/// وقد سكت الكتاب والسنة عن أمور باطلةٍ كثيرة أُحدِثت بعد عهد التنزيل، والقول بها مضاد صراحة لما أثبت فيهما، فهل نتوقف عن نفيها بحجة عدم ورود نفيها فيهما؟!
/// وفرقٌ بين أن يسكت السلف عن مسألةٍ طرأت لهم وعرفوها، وبين ما لم يحدث في زمانهم بعدُ، فهذا سكوتٌ قبل الحدوث، فهل هو مثله في الحكم بعدَه؟ كما يُفهَم من كلام الشيخ ابن عقيل!
/// وسيأتي بعد قليل من كلام الشيخ ابن عقيل نفسِه ما ينقض تمسُّكه الجامد بمسألة أنَّ الصحابة لم يتكلَّموا في المسألة نفيًا ولا إثباتًا.
إلى العودة إلى إمساك الصحابة رضي الله عنهم كما في الكلام النفيس للإمام المجتهد القاضي الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره لأول سورة الأنبياء
/// وصفُ الشوكانيِّ بالاجتهاد وتجويد كلامه لا يبيح للشيخ ابن عقيل فضلاً عن غيره تقليده فيما ذهب إليه، في الحين الذي ينعى فيه على الشيخ البرَّاك التقليد، ويتَّهمه به.
/// فبالرجوع إلى كلام الشيخ الشوكاني رحمه الله عند آية: (ما يأتيهم من ذكر من ربِّهم محدث .. ) في سورة الأنبياء = نجد أن الشيخ الشوكاني لم يذكر شيئًا من الأدلَّة خارجًا عمَّا يردِّده الشيخ ابن عقيل من كون الصَّحابة سكتوا ولم يتكلَّموا! وهذا لا شيء كما تقدَّم!
والشيخ ابن عقيل أكبر (بناء على مذهبه ومنهجه وعلمه) من أن يفرح بموافقة فلان وفلان من الأئمَّة أويقلِّدهم بمجرَّد أنَّه ردَّد كلامًا ككلامه.
فالتوقُّف في مسألة القرآن اتِّباعٌ للسلف الأول الذي لا سلف غيره، المنصوص عليهم بالنص القطعي بالسَّبق والأوَّليَّة والهِجْرة والنُّصرة؛ فالسَّبق والأوَّليَّة هو معنى السلف، والهجرة والنصرة تميِّز جماعتهم بالوصف كما تُميَّز القبيلة بالاسم في قولك تميمي وقيسي .. إلخ، وهم معروفون بأعيانهم واحداً واحداً، محفوظة روايتهم وفتياهم، كما أنه محفوظ سكوتهم، ومَن بعدهم تابع لهم إذا كان اتباعه بإحسان، ومن معاني الإحسان الإتقان، ومَن خالفهم: إما مجتهد مُخطئ، وإما متَّبع للهوى ..
/// فإذن .. اتِّباع السَّلف هو محلُّ اتفاق ولا نزاع فيه، أكان ذلك حقيقة في نفس الأمر أم مجرَّد دعوى متوهَّمة تبطل بالواقع، ويكون صاحبها مجتهدًا مخطئًا أو صاحب هوىً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإمساكهم نَفْيٌ للدعوى بأن لهم قولاً محفوظاً، وذلك في صورته عدمُ علم بأن لهم قولاً في مسألة سكتوا عنها، وهو يساوي (العلم بالعدم) بالاستقراء الحاصر في مثل مسألة القرآن؛ فمن قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بان القرآن مخلوق جزماً)، أو قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بأن القرآن غير مخلوق جزماً): فقد افترى عليهم بالدعوى المجرَّدة .. ومن قال: (لا ينسب لساكت قول) فقد أراحنا مِن نفسه؛ لأن الغرض نفيُ أن يكون لهم قول في هذه المسألة في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه؛ فلما اختلف مَن بعد السلف وجدنا اختلافَهم مُحَرَّماً بإجماع السلف الأول، ولا يسعنا إلا سكوتهم .. ووجدنا أنه لم يحصل بعد اختلافهم إجماع .. وقد اتسعت دعوى الإجماع بالدعوى المجرَّدة، ولا يصح عن السلف الأول كلمة واحدة في هذا الموضوع، وكل ما روي إما نَقْلٌ غير ثابت وهو معلول متناً ... الخ
/// تقدَّم أنَّ طَرْد مثل هذا ينتج سكوتنا عن كلِّ بدعةٍ حَدَثت بعدهم، وهذا لا أظنَّ أبا عبدالرحمن الظَّاهري نفسه يلتزم به!
/// إذ يلزمه: أنَّ كل كلام في البدع الحادثة بعد عهد الصَّحابة يجب السكوت عنه كما تقدَّم؛ بحجَّة أنَّهم سكتوا فوجب السكوت حيث سكتوا!
/// وهذا لم ولن يلتزمه؛ إذ سيُقال: فما الفرق بين ما يسكت عنه ههنا وبين ما لا يسكت عنه هنالك، تطلَّبنا ضابطًا لهذا، ولا ضابط له من كلامه!
/// وانظروا إلى هذا المثال - وهو غير بعيد من مسألة خلق القرآن وما تولَّد عنها - يقول الشيخ أبوعبدالرحمن ابن عقيل في موضعٍ آخر له بجريدة الجزيرة:
http://www.al-jazirah.com/20100617/rj1d.htm
قال: «وأرفض دعوى الإمام ابن تيمية أن حروف الهجاء غير مخلوقة؛ امتداداً لنصرة المذهب (أن القرآن غير مخلوق جزماً)، وإنما الصواب التوقف فيما لم يخض فيه صدر السلف؛ فإذا اختلف أتباع السلف أخذنا بقول من كان على مذهب السلف الأول؛ فهذا هو الاتباع بإحسان - والإحسان من معانيه الإتقان -.
وحروف الهجاء قسماً بربي بَرّاً مخلوقة، لأنها أصوات من أقصى حلق الإنسان يفعلها المخلوق بإقدار الله له، وتسميتها تعليم من الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام، ثم تعليم من الله بعد تبلبل الألسن بما هداهم إليه من التسمية؛ لأن اختلاف ألسنتنا من آيات الله كما في سورة الروم .. » انتهى المقصود منه.
/// قال عدنان: وهذا لعمر الله هو التناقض! فَلِسائلٍ أن يقول: إنَّ الصَّحابة رضي الله عنهم لم يتكلَّموا في حروف الهجاء، أمخلوقة هي أم لا؟!
بل لزموا السُّكوت عنها (على طريقة الشيخ ابن عقيل)!
فلِمَ يرجِّح أبوعبدالرحمن ابن عقيل - بل يقسِمُ بالله يمينًا بارَّةً! - على أنَّها مخلوقة، مع أنَّه قد اعترف أنَّ الصواب فيها التوقُّف؟! وأنَّها متفرِّعة من القول بخلق القرآن أونفيه، ويعلِّل ذلك بما لم يتكلَّم به الصحابة رضي الله عنهم!
/// فإن قيل: إنَّ الضابط أنَّ ما سكتوا عن إبطاله من البِدَع وكان مخالفًا ومضادًّا لنصوص كتاب الله وسنَّة نبيَّه وما دلَّا عليه = فيجب إنكاره وإبطاله، ولا يجوز التعلُّل بسكوتهم عنه؛ إذ لن نعثر على كلامٍ لهم فيه.
/// فيُقال: إنَّ هذا نظير أصل المسألة، وهي بدعيَّةُ وكفريَّةُ القول بخلق القرآن، سواء بسواء!
/// وهذا يعود على كلام الشيخ بالنقض حين قال:
ولا يترتب على الجزم بأي دعوى حكم شرعي، وإنما هو مُشاقَّة لسكوت السلف الأول
/// فإن لم يكن الخوض في مسألة خلق حروف الهجاء مشاقَّة لسكوت السَّلف فلِمَ كان كذلك في أصله!
/// ثمَّ إنَّ الشيخ يتكلَّم عن أنَّ السَّلف عامَّة إذا اختلفوا وجب الرجوع إلى السَّلف الأول.
/// ولم يذكر لنا - هداه الله وغفر له - موقفه منهم إن اجتمعوا، وهو ما يحكيه الأئمَّة عن أئمَّة أتباع التابعين بلا خلافٍ بينهم، فلِمَ الرجوع وقد أطْبَقت كلمتهم على القول ببدعية وكفرية القول بخلق القرآن.
/// وهؤلاء السَّلف الآخِر إنَّما أخذوا علمهم من السَّلف الأوَّل، فحصل لهم الاجتماع على هذا المعتقد، غير شذَّاذٍ أنكر هو بنفسه عليهم كما يشير سياق كلامه، بدءًا بالجعد بن درهم!
/// فهل يعتدُّ الشيخ بكلام الجعد ويجعله خارقًا للإجماع؟!
/// وهل يعدُّ خلافه مؤثرًا في الحكم؛ فيوجب لنا الرجوع إلى السَّلف الأوَّل؟ لأنَّ الناس قد اختلفوا!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتابعون قالوا قولًا، والجعد وطائفة مخلِّطة أخرى قالوا بخلافه.
/// وهل هذا مطَّردٌ؟! أفكلَّما وجدنا خلافًا عند المتأخرين عن الصحابة، ووجدنا الصحابة سكتوا عنه (على طريقة الشيخ ابن عقيل) = لزمنا السكوت عنه؟ ولو كان قول المخالف فيه شاذًّا منكرًا، مباينًا لقول أهل طبقته وطائفة أهل زمانه من أهل العلم والسُّنَّة، ولا بحجَّة وإنَّما لأجل ميتافيزيقا علم الكلام المذموم المصادم للوحيين!
/// قال:
ومن جزم بإحدى الدعويين بعد الاختلاف فعمدته ميتافيزيقا علم الكلام المذموم في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه، وعلمُ الكلام ليس سبيلاً لكشف الأمر المغيَّب، ومن جزم بأن القرآن مخلوق لزمه أن القرآن خالق؛ إذْ لا ثالثَ مرفوعٌ بين خالق ومخلوق إلا بالدعوى الكاذبة بأنه ليس كل محدث مخلوقاً، وجاءت هذه الشبهة من دعوى باطلة، وهي الزعم بأن الخلق الذي هو فعل الله محدث ولكنه غير مخلوق!! .. وهذه بدعة شنيعة؛ لأن فعل الله أوَّلٌ بلا بداية وآخر بلا نهاية؛ وإنما يحدث بفعلِ الله مفعولُه، ثم يتعيَّن حينئذ على هذه الدعوى الباطلة أن القرآن يَخلق غيره .. وجاءت هذه الشبهة من بدعة أخرى هي الثنائية بين الذات والصفات، وهذه الثنائية لا تصح في حق الله سبحانه؛ لأنه لم يحدث له صفة لم تكن له؛ فيقال: إنها مضافة إلى الذات .. وإنما الثنائية في حق المخلوق الذي يعلم بعد جهل، ويقرأ ويكتب بعد أمية، وينمو بعد ضعف؛ فهذا استجدت له صفات مضافة إلى نفسه
/// جمع الشيخ ابن عقيل الظَّاهري في هذه الجملة مجموعة بدعٍ قال بها الجهميَّة وغيرهم، ممَّن تبعهم على بعض أقوالهم كابن حزم وغيره من أئمَّة الشيخ!
/// فظاهرٌ بجلاء قوله:
1 - بأنَّ كلَّ محدثٍ مخلوق؛ فيلزم منه وصف صفات الله بأنها مخلوقة لو أثبتنا حدوثها؛ أكان ذلك في نوعها أوآحادها، والتفرقة مردودة.
2 - وأنَّ صفات الله هي ذاته (أونفسُه كما يعبَّر هو ويرتضي).
3 - وأنَّ صفات الله أزليَّة لازمة لذاته، لا تحدث شيئًا بعد شيءٍ.
/// وردًّا على تهمة الشيخ فإنَّ السَّلف وأتباعهم، وابن تيميَّة وابن القيِّم وأتباعهم (وليس مقلِّدوهم والمتعصِّبون لهم) لم يجوِّزوا استعمال ميتافيزقا علم الكلام المذموم لكشف الغيب!
/// ولا استعملوه إلَّا (اضطرارًا) للرَّدِّ على من استعمله من أهل البدع؛ الذين ردُّوا به ((ظواهر)) الكتاب والسُّنَّة، ومنهم أئمَّة ابن عقيل الظَّاهري، كابن حزم وغيره.
/// بل ذمَّ السَّلفُ وأتباعُهم مَن خالَف ذلك، واحتجُّوا عليه من كتاب الله وسُنَّة نبيِّه e، كما فعل أئمَّة السنَّة في مصنَّفاتهم الحديثيَّة وغيرها.
/// وهنا يعود الشيخ ابن عقيل الظَّاهري إلى التَّناقض في الكلام عمَّا سكت عنه السَّلف! واختلف فيه الخلف! فهو يقول عن مسألة حلول الحوادث بذات الرَّبِّ:
بالدعوى الكاذبة بأنه ليس كل محدث مخلوقاً، وجاءت هذه الشبهة من دعوى باطلة، وهي الزعم بأن الخلق الذي هو فعل الله محدث ولكنه غير مخلوق!! .. وهذه بدعة شنيعة
/// فظاهرٌ أنَّه يرجِّح قول أهل البدع في مسألة نفي صفات الفعل؛ بحُجَّة أنَّها حوادث تحلُّ بالخالق!
/// وعند التَّحقيق فهذه اللُّغة لم يتكلَّم فيها الصَّحابة بنفيٍ (ولا إثبات - على التنزُّل) فلِمَ يتكلَّم فيها الشيخ ابن عقيل، ويرجِّح، ويبدِّع؟!
/// والحقُّ أن نعيد القسمة الثلاثية التي أبرزها الشيخ ابن عقيل للشيخ البرَّاك حين قال:
وإمساكهم نَفْيٌ للدعوى بأن لهم قولاً محفوظاً، وذلك في صورته عدمُ علم بأن لهم قولاً في مسألة سكتوا عنها، وهو يساوي (العلم بالعدم) بالاستقراء الحاصر في مثل مسألة القرآن؛ فمن قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بان القرآن مخلوق جزماً)، أو قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بأن القرآن غير مخلوق جزماً): فقد افترى عليهم بالدعوى المجرَّدة .. ومن قال: (لا ينسب لساكت قول) فقد أراحنا مِن نفسه؛ لأن الغرض نفيُ أن يكون لهم قول في هذه المسألة في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه
/// والسؤال للشيخ ابن عقيل ومن يعظِّم رأيه بعصبيَّةٍ:
هل تكلَّم السَّلف في مسألة (حلول الحوادث)، وهي صفات الله تعالى التي تقوم بذاته في وقت دون وقت؟
وهل تكلَّموا في أنَّ كل حادث يكون مخلوقا أولا يكون مخلوقًا؟
أم سكتوا؟
/// فإن تكلَّموا وأثبتوا ذلك فلم المخالفة لإجماعهم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وإن لم يتكلَّموا فلِمَ تَرْكُ السُّكوت؟! واقتحام علم الغيب المسدود؟! بميتافيزقا علم الكلام المردود؟!
/// ألَا يَسَع الشيخ أن يسكت كما سكتوا؟!
/// فإن قيل له: أتقوم بالله الحوادث؟ أوهل كل حادث مخلوقًا؟ فواجبٌ عليه أن يقول: لا أثبت ولا أنفي! ويسكت كما سكتوا (أيضًا على طريقته في سكوتهم)!
/// ولا شكَّ أن الحقَّ لمن طلبه من نصوص الكتاب والسُّنَّة (وكلام أئمَّة السنَّة) على إثبات أنَّ صفات الله تعالى قديمة النَّوع حادثة الأفراد والآحاد، وكلام السَّلف في هذا كثير مبذول.
/// ومن جملة الأدلة الدَّالة عليها تلك الآية التي صدَّر بها ابن عقيل إشادته للشوكاني لأجل كلامه السابق فيها، وهي قوله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من ربِّهم محدث).
/// وأمَّا قوله:
ومن جزم بأن القرآن مخلوق لزمه أن القرآن خالق؛ إذْ لا ثالثَ مرفوعٌ بين خالق ومخلوق
فهذه قسمة إجباريَّة قهريَّة، وإلزامٌ يما لا يلزم! وقد تقدَّم الرَّد عليه في ردِّ الشيخ البرَّاك حين قال:
الواجب الجزم بأن القرآن ليس بخالق، بل الله هو الخالق، والجزم بأن القرآن غير مخلوق؛ فإنه كلام الله، وكلامه سبحانه من صفاته، وليس شيء من صفاته مخلوقاً، ولهذا عُبِّر عن مذهب أهل السنة في القرآن بأنه كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وقد أجاب الأئمة -رحمهم الله-، كعلي بن الحسين وجعفر بن محمد وابن المبارك وابن مهدي حين سُئلوا عن القرآن، أجابوا بقولهم: إن القرآن ليس بخالق ولا مخلوق، كما نقله عنهم اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج:2 ص: 264 وما بعدها)، وذكر البيهقي في كتاب الاعتقاد (ص: 102) أن هذا «هو مذهب كافة أهل العلم قديماً وحديثاً، وذكر أسامي أئمتهم وكبرائهم الذين صرحوا بهذا، ورأوا استتابة من قال بخلافه» اهـ.
/// وأمَّا قول الشيخ ابن عقيل:
وجاءت هذه الشبهة من بدعة أخرى هي الثنائية بين الذات والصفات، وهذه الثنائية لا تصح في حق الله سبحانه؛ لأنه لم يحدث له صفة لم تكن له؛ فيقال: إنها مضافة إلى الذات .. وإنما الثنائية في حق المخلوق الذي يعلم بعد جهل، ويقرأ ويكتب بعد أمية، وينمو بعد ضعف؛ فهذا استجدت له صفات مضافة إلى نفسه
/// فهذه الاتحادية بين الذات (أوالنفس) والصفات بهذا السِّياق ما قال بها إلَّا أهل البدع؛ يرومون بها نفي قيام الصفات به، ويدَّعون أنَّ إثباتها يفيد تعدُّد الواجب وتكثُّره.
/// والواجب الاستفصال عند الجواب عن السؤال: هل الصفة عين الموصوف أم هي غيره؟
فيقال: ما تقصد بالغيرية وعدمها؟
/// وهو مبحث مبذول أيضًا ولا داعي لإيضاح الواضحات!
/// وهي لصيقة بالمسألة التي يسمِّيها أهل البدع بـ «حلول الحوادث»، وهل تقوم بالله الصفات في وقت دون وقت، وهذا الكلام فيه مبذول والوقوف عليه من كلام الأئمَّة ميسور أيضًا!
/// وأمَّا كلامه عن خطأ إطلاق (الذات) على (النَّفْس) من جهة اللُّغة فلا ينبني عليه كبير أثر!
بل الواجب إثبات التَّفرقة بين صفاتٍ تقوم بنفْسه تعالى وبين نفْسه تعالى، من حيث إنَّ الصِّفة غير الموصوف، فالعلم ليس هو العالم، والسمع ليس هو السميع .. الخ!
ومن قال بالاتحاد بينهما فهو من أعظم الناس سفسطة وبطلانه ظاهر من بداهة العقول قبل نص المنقول!
وهو يمهِّد لكفر وزندقة أهل وحدة الوجود الذين يقولون: إنَّ الواجب هو القديم! والتعدُّد وهمٌ! وما ثمَّ غير!
/// يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 08:39]ـ
لا فُض فوك يا شيخ عدنان، كتب الله أجرك ورفع قدرك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 09:28]ـ
والعجيب أن الشيخ ابن عقيل يغفل عن أن كلامه هذا في مسألة الإجماع السكوتي يجري على خلاف أصول مذهبه الظاهري!! فالظاهرية لا يقولون بالإجماع السكوتي أصلا، ولا يسلكون ذاك المسلك في الترجيح الذي في قوله (يساوي العلم بالعدم)!!
قال ابن حزم في الإحكام (4/ 182): ( .. قولكم إنكم تقولون ذلك إذا انتشر قول طائفة من الصحابة أو من بعدهم فقالوا ههنا فمن هذا نسألكم: من أين علمتم بانتشار ذلك القول؟ ومن أين قطعتم بأنه لم يبق صاحب من الجن والإنس إلا علمه ولا يفتي في شرق الأرض ولا غربها عالم إلا وقد بلغه ذلك القول فهذه أعجوبة ثانية وسوأة من السوءات لا يجيزها إلا ممخرق يريد أن يطبق عين الشمس نصرا لتقليده وتمشية لمقولته المنحلة عما قريب ثم يندب حين لا تنفعها الندامة.
والكذبة الأخرى قولكم: فلم ينكروها فحتى لو صح لكم أنهم كلهم علموها فمن أين قطعتم بأنهم لم ينكروها وأنهم رضوها وهذه طامة أخرى) انتهى.
قلت فكيف إذا وقعت تلك "الطامة" الاستدلالية - على مذهبهم - في أصل من أصول الاعتقاد عظيم؟؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 10:36]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله
هناك فرق بين الاحتجاج بالإجماع السكوتي .. واستدلال الظاهري ابن عقيل
فدلالة الأول: لزوم المجتهدين الصمت بعد علمهم بمقالة أحد العلماء مما يدل على الإقرار عند من يعتبر بهذا الإجماع
والثاني الذي يناضل عنه الظاهري: أنه لم يقل أحد قط ولا تكلم به من الصحابة .. ففرق بين الأمرين, وليس هذا دفاعا عنه -معاذ الله-فإني أعلم بطلان كلامه مثلما أني انطق ..
--
وأشير إلى قوله ان الإمام ابن تيمية وابن القيم من أكثر المتحدثين عن أنفسهم ..
وحسب القاريء مقارنة عجلى بين الطريقتين بإمرار النظر عليهما, فإنه لن يخلو أحد من التكلم عن موقف مر به لتقرير فائدة معينة أو الاعتبار بعظة ..
ولا يفوتني الإشادة بما كتبه الشيخ عدنان وفقه الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كمال يسين]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 01:02]ـ
السلام عليكم
اسمحوا لي بتدخل خفيف
وقد سكت الكتاب والسنة عن أمور باطلةٍ كثيرة أُحدِثت بعد عهد التنزيل، والقول بها مضاد صراحة لما أثبت فيهما، فهل نتوقف عن نفيها بحجة عدم ورود نفيها فيهما؟!
هل فعلا الكتاب و السنة سكت عن أمور باطلة؟
فما كان باطلا بينه الله عز و جل, و أمرنا باجتنابه, و إلا كيف سنعرف أنه باطل , إذا لم يبينه الله عز و جل لنا؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 01:11]ـ
هل فعلا الكتاب و السنة سكت عن أمور باطلة؟
فما كان باطلا بينه الله عز و جل, و أمرنا باجتنابه, و إلا كيف سنعرف أنه باطل , إذا لم يبينه الله عز و جل لنا؟
/// سياق كلامي ظاهر في مرادي بتفاصيل الباطل وأفراده.
/// وكيفية معرفة بطلانه تعرف أيضًا على سياق كلامي السابق من حيث أنَّ:
القول بها مضاد صراحة لما أثبت فيهما
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 03:36]ـ
هناك فرق بين الاحتجاج بالإجماع السكوتي .. واستدلال الظاهري ابن عقيل
فدلالة الأول: لزوم المجتهدين الصمت بعد علمهم بمقالة أحد العلماء مما يدل على الإقرار عند من يعتبر بهذا الإجماع
والثاني الذي يناضل عنه الظاهري: أنه لم يقل أحد قط ولا تكلم به من الصحابة .. ففرق بين الأمرين, وليس هذا دفاعا عنه -معاذ الله-فإني أعلم بطلان كلامه مثلما أني انطق .. بارك الله فيكم .. أنا أدري أنك لا تدافع عن الشيخ عفا الله عنه. لكن هذا الذي علمتُه بالأحمر من كلامك، من جنس ما يصنعه ابن عقيل ههنا. (ابتسامة)
فحقيقة كلامه: إن الصحابة وقفوا على القول بخلق القرءان في زمانهم واختاروا التوقف فيه، والدليل على ذلك أنه لم يُنقل لنا شيء عنهم فيه، لا موافقة ولا مخالفة، وبالتالي فعلينا أن نتوقف نحن أيضا فلا نقبل ولا نرد قول من يزعم أن القرءان مخلوق! الشيخ يصرح - فيما ظهر لي وللإخوة - بأن مذهب الصحابة السكوت توقفا، فلازم ذلك أن القول بالخلق قد ظهر في زمانهم ولكنهم أمسكوا عن الكلام فيه وآثروا التوقف! وهذا حقيقته ألا تنكر أنت اليوم لا على القائل بالخلق ولا على القائل بخلافه، وهو ما يطالبنا به الشيخ بدعوى أن هذا ما أجمع الصحابة عليه، فما دليله على هذا الإجماع المزعوم؟ قوله إنهم سكتوا! إذ لم يُنقل إلينا نص على هذا التوقف. فهذا ضرب من ضروب الاستدلال بالإجماع السكوتي ولا شك. فالإلزام هنا في طريقة الاستدلال التي اتكأ عليها الشيخ، لا في الدلالة نفسها.
والعجيب أنه يأتى به بعد ذلك بتقرير لأقوال المتكلمين الذين يصرح في نفس المقال بالنكير عليهم، ليوحي إلى القارئ بأن الكلام محتمل، وبأن القولين متقاربين في المسألة، وأن الصحابة ما أمسكوا إلا لهذا: التوقف في الأمر!!
فأنا إنما أردت إلزامه بمذهبه في النظر، وأن أصوله الظاهرية تمنعه من أن يأتينا بقوله إن عدم نقل الخلاف عنهم في هذه المسألة لازمه إثبات السكوت - ومن ثمّ التوقف - مع وجود المقتضى للخلاف، وهذا واضح إن شاء الله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 04:44]ـ
والحاصل أن الشيخ هداه الله لما وجد أن المنقول عن الصحابة في المسألة لا يسعفه، ذهب إلى ادعاء إجماعهم على الإمساك عن الخوض فيها، ليلزمنا نحن الآن بالتوقف فيها كما توقفوا - بزعمه - للعجز عن معرفة أي القولين هو الصواب، وهذا مخالف لمذهب الظاهرية في طرائق الاستدلال كما تقدم النقل عن ابن حزم رحمه الله.
مع أنه قد ورد الخبر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما بالنهي عن قول القائل في نداء الله (يا رب القرءان) (أخرجه الطبراني وغيره) وفيه أن ابن عباس كان في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل فقال: اللهم رب القرآن اغفر له. فوثب إليه ابن عباس فقال: «مه، القرآن منه» فزاد الرجل في حديثه فقال ابن عباس: القرآن كلام الله ليس بمربوب، منه خرج وإليه يعود)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أدري أن الشيخ ابن عقيل هداه الله يرى أنه لم يصح شيء عن الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة، وإنما سقت هذا الأثر ههنا من باب الاستئناس، فإن المستدل بالإجماع السكوتي، أو بدليل يراه في طبقة الإجماع السكوتي ودرجته كما هو صنيع الشيخ ههنا، يلزمه - عقلا - لوجود هذا الأثر أن يمسك عن ذلك الاستدلال، فإن هذا الأثر وإن كان ضعيفا عنده، فإنه أقوى درجة في الدلالة مما يذهب إليه من ادعاء الإجماع على التوقف لعدم المنقول!
فنرجو أن يرجع الشيخ إلى لزوم مذهبه في النظر وأن يترك تلك السبيل المعوجة، و"يسكت" عن دعوى الإجماع الباطلة تلك، والله الهادي.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 07:57]ـ
/// الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وصحبه وآله ومن تبعه، وبعد ..
/// قبل المتابعة أنبِّه على أنَّ تعقباتي على كلام الشيخ أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظَّاهري ليست مناقشات علميَّة تفصيليَّة، بذكر المسألة وأدلَّة الطرفين ثم النقض وبيان وجهه .. الخ؛ بل مجرَّد تنبيه إلى الخطأ، وبيان الصواب الذي جانب الشيخ، على وجه الإجمال!
إذ المراد من التعقُّبات تجلية مذهب الشيخ الاعتقادي المضاهي والمطابق من وجوهٍ مذهب الجهمية والمعتزلة.
/// وقد أشرت مرَّات عدَّة إلى أنَّ تفصيل القول فيما خالف فيه ومناقشة الأدلَّة مبذولٌ ميسورٌ الوقوف عليه من كتب أهل العلم سلفًا وخلفًا.
/// وقد يحصل شيءٌ من التفصيل (اضطرارًا) لحال كلام الشيخ الذي سرد جملة شبهات وردَّد عدَّة حجج لأهل الباطل في عدة أسطر.
/// ودعوى الشيخ سلفيَّتَه في مسألة كبيرةٍ كهذه مع بنائه اختياراته (المناقضة لتلك الدعوى) على قواعد أهل البدع و (شبهاتهم) = لا يخرج عن مجرَّد الدَّعوى التي تبطل بمجرَّد التَّنبيه على هذه التعقُّبات المجملة.
/// قال الشيخ ابن عقيل:
ومن جزم بأن القرآن غير مخلوق وليس عنده غير علم الكلام المذموم فهو في موقف التأويل ...
/// تقدَّمت الإشارة إلى أنَّ من قال بأنَّ القرآن غير مخلوقٍ من السَّلف لم يكن دليلهم علم الكلام المذموم! بل الإقرارُ بأنَّه كلامه هو تعالى، وكلامُه صفةٌ له، وصفاته كذاته (أونفسه) غير مخلوقه = يناقض كونه مخلوقًا، فكون صفاته قامت به يناقض كونها مخلوقة؛ إذ لا تقوم به المخلوقات.
/// وهذه قضيَّة بدهيَّة لا ينبغي إعادة الجدل القديم حولها.
إذ يُقال: هل قام به هذا الكلام أم لم يقم به؟
فإن قام به فلا يخلو: إمَّا أن يكون مخلوقًا أولا يكون، والأول باطلٌ قطعًا؛ إذ لا تقوم به المخلوقات باتِّفاق بيننا وبينكم! فأوجب نفي المخلوقيَّة عنه لزومًا.
/// قال:
كما أن الخالق ينزل ولا يُنزِّله أحد، ولا ارتباط بين (مُنَزَّل)، و (غير مخلوق)؛ لأن الله ينزِّل مطراً وملائكة ...
/// كأنَّ كلام الشيخ هكذا: «كما أنَّ الخالق ينزِّله .. » يعني: القرآن؛ كما يظهر من سياق كلامه التالي.
/// فإن كان كذلك فشُبهة الخلط بين ما ينزِّله الله من المخلوقات كالأمطار والملائكة وغيرهما، وبين ما ينزِّله من كلامه = منتزعةٌ أيضًا من ورثة الجهميَّة في القول بخلق القرآن، وهم المعتزلة، والشَّيخ ابن عقيل هداه الله للحقِّ يردِّد شبهات القوم، مناوئًا بذلك مذهب السَّلف وأهل الحديث والسُّنَّة، الذين أثبت مخالفوهم في كتبهم المنثورة هذا المذهب لهم.
/// والعجب أنَّ الشيخ ابن عقيلٍ ينازع ابن تيمية وابن القيِّم في الإصابة للحق، بل ينازع من ينسب ما يخالفه في العقيدة من مسائل إلى السلف = ويدَّعي أنَّ ما عليه من الباطل (الوقف في خلق القرآن) هو مذهب الصَّحابة مع بناء مذهبه على شبهات القوم الذين يخالفون السَّلف في المنتزع والاستدلال!
وكلٌّ يدَّعي وصلًا بليلى /// /// /// وليلى لا تقرُّ لهم بذاكا!
/// وما أشبهه بزعم الأشاعرة، من أنَّ ما هم عليه من التعطيل هو مذهب السَّلف، في الحين الذين يزعمون فيه أنَّ ما هم عليه أعلم وأحكم ممَّا عند السَّلف!
ثم هم يقولون في أواخر أبيات منظومة الجوهرة التي خالفوا فيها السَّلف في العقيدة:
وكلُّ خيرٍ في اتِّباع من سَلَف /// /// وكلٌّ شرٍّ في ابتداعِ من خلف!
/// وقول الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن الخالق ينزل ولا يُنزِّله أحد، ولا ارتباط بين (مُنَزَّل)، و (غير مخلوق)؛ لأن الله ينزِّل مطراً وملائكة .. ولا ارتباط بين ذينك وبين (منه بدأ وإليه يعود)؛ فكل شيئ ابتداؤه من الله، ومآله إلى الله سبحانه وتعالى والمخلوق يُنَزَّل، كما أن القرآن له بداية ونهاية بين دِفَّتي المصحف
/// فالجواب عن هذه الشُّبهة معروف أيضًا: وأنَّ إنزال القرآن في النصوص جاء مقيَّدًا أنَّه إنزال من عند الله؛ فقد قال تعالى: (تنزيل الكتاب من الله)، وقال تعالى: (فأتوا بكتاب من عند الله)، وقال تعالى: (يعلمون أنه منزل من ربك بالحق)، وقال تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق)، ونحوها.
/// وإمَّا إنزال المطر فإنَّه مقيدٌ بنزوله من السماء، قال تعالى: (أنزل من السماء ماء)، أومن المُزْن: (أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون)، أومن المعصرات: (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا).
/// وأمَّا ورود إنزال الحديد والأنعام في النُّصوص فإنَّه مطلقٌ.
/// فكيف يشتبه هذا الإنزال بذاك الإنزال؟!
/// أمَّا مسألة تأويل قوله: (منه بدأ وإليه يعود) فمستند أهل السُّنَّة في كونه بدأ التكلُّم به من الله: النصوص الدالة على تنزيله من عنده، وكذا الأحاديث الواردة في خصوص ذلك.
/// والتَّسليم (أوالشَّك أوالتوقُّف) في بطلان قول من يدَّعي عدم نزول الكتاب من عنده تعالى، وأنَّه تكلَّم به على الحقيقة، أوأنَّه كلام الله ولكن لا يدلُّ التنزيل من عنده باللُّزوم على أنَّه كذلك ولا ارتباط بينهما في ذلك = يوافق باللُّزوم ما ادَّعاه المشركون من بشريَّته وتكذيب نسبته للرَّب تعالى.
/// وسياق الآيات التالية يدلِّل بوضوح على التلازم والارتباط بين التنزيل ونسبة التكلُّم به إليه، وذلك في قوله: (وإذا بدَّلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزِّل قالوا إنَّما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون /// قل نزَّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين /// ولقد نعلم أنَّهم يقولون إنَّما يعلِّمه بشرٌ لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسان عربيٌّ مبين).
وكذا سياق الآيات السابق سردها تدلٌّ على ذلك بجلاء، خلافًا لما ذهب إليه الشيخ هداه الله!
/// يتبع إن شاء الله ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 01:00]ـ
جزى الله الشيخين الفاضلين (أبا الفداء والشيخ عدنان بخاري) خير الجزاء وبارك في علمهما ووفقهما للذب عن العقيدة ورد شبهات المخالفين.
وعجيب والله قياس ابن عقيل إنزل القرآن على إنزال المطر وإنزال الحديد ونحوها من المخلوقات، وكأن الشبهة الإعتزالية تخللت إلى نفسه، وبين الإنزالين فرق كما ذكر ذلك شيخنا الكريم عدنان بخاري، مع أن مثل هذه العبارات مستعملة حتى في كلام العرب، فيقول القائل أرسلت فلان لفلان بكلامي، أو بما لدي من كلام ولا يفهم منه أن كلامه شيء مجسد مستقل عنه.
ويقول المرء خرجت مني كلمة كذا ولا يفهم منه السامع أنها - اي الكلمة- ذات جرم وأنها منفصلة عن قائلها!!
أجدد شكري للشيخين الفاضلين فقد أعدت قراءة ردودهما عدة مرات وفي كل مرة أجد فوائد غير التي في القراءة السابقة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 03:39]ـ
ابن عقيل و الوقوف على الثلج
يأبى ابن عقيل - وهو في معترك المنايا- إلا مخالفة الدليل, وسلوك غير سبيل المؤمنين, فنبش ما اندرس من بدعة الواقفية , واحتذى بابن الثلجي- أول من قال بالوقف في القرآن- وتأسى به في الرعونة وسوء الأدب والنيل من الأئمة الكبار, فذاك الثلجي يقول عن الإمام الرباني أحمد بن حنبل: أيش قام به أحمد؟! ...
وقد حكى الإمام اللالكائي (ت418هـ) مقالة السلف الصالح إن القرآن كلام الله غير مخلوق, وأن من قال بخلقه فهو كافر, وأسندها إلى خمس مائة وخمسين إماماً .. ثم إن الأدلة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق صريحة بينة ظاهرة , ولذا قال الإمام أحمد عن مقالة الواقفة " سبحان الله ومن يشك في هذا؟ " ثم تكلم الأمام أحمد مستعظماً للشك في ذلك , فقال: " سبحان الله! في هذا شك؟ قال الله تعالى:} أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} الأعراف 54 ففرق بين الخلق والأمر .. ولسنا نشك أن علم الله غير مخلوق , فالقرآن من علم الله , وفيه أسماء الله لا نشك أنه غير مخلوق .. " الإبانة لابن بطة (1/ 293) ت: الوابل
وجزم الإمام أحمد وغيره من أئمة السلف أن هذا المذهب الكاسد (الواقفية) إنما هو خداع وتلبيس , وأنهم ليسوا جهمية خلقية فحسب بل هم قوم أسوأ وشرّ من الجهمية (ينظر: المرجع السابق , والمسائل والرسائل المروية عن أحمد للأحمدي 1/ 252) وأمر بأن يفرق بين الواقف وزوجه , بل جزم الإمام أحمد بكفر الواقفة فقال: " الواقفي لا تشكن في كفره " (انظر المراجع السابقة , وأصول اللالكائي 2/ 329)
ومقالة الواقفة شك في أصليّ الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله كما هو مبسوط في موضعه (ينظر: بيان تلبيس الجهمية 3/ 518)
وقرر ابن تيمية – في التسعينية – أن الكثير من الواقفة يكون في الباطن مضمراً للقول المخالف للسنة ولكن يظهر الوقف نفاقاً ومصانعة والمقصود أن مذهب الوقف يجمع الحيرة والشك والريب , والنفاق والتلبيس والخداع , ومن كان منافقاً فليفضح , ومن كان جاهلاً فليسأل وليتعلم , لا أن يشغب في المقال ويفجر في الخصام , وكما قال خطيب أهل السنة ابن قتيبة " الشك لا يداوى بالوقوف , والبدعة لاتدفع إلا بالسنة وإنما يقوى الباطل أن تبصره وتمسك عنه" الاختلاف في اللفظ 50
د. عبد العزيز آل عبد اللطيف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 08:16]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 10:13]ـ
وإياك أخي عمر,,,
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 03:19]ـ
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=content&task=view&id=20975 (http://www.alabdulltif.net/index.php?option=content&task=view&id=20975)
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 04:17]ـ
الله المستعان
نسأل الله ان يؤلف بين القلوب وان يجمعها على الحق والهدى
بيض الله وجه الشيخ عبدالعزيز ورفع قدره وأعلى شانه
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 10:07]ـ
بارك الله فيكم ..
تفصيلا لما أجملته آنفا، أقول إن ظاهر صنيع أبي عبد الرحمن ههنا يجري على وفق ما يُصطلح عليه بالإجماع السكوتي الذي ينكره الظاهرية، ولكنه ليس في الحقيقة كذلك، وإنما هو سبيل عند التأمل يخالف سائر مذاهب العقلاء في الحقيقة، وبيان ذلك في قوله عفا الله عنه:
وإمساكهم نَفْيٌ للدعوى بأن لهم قولاً محفوظاً، وذلك في صورته عدمُ علم بأن لهم قولاً في مسألة سكتوا عنها، وهو يساوي (العلم بالعدم) بالاستقراء الحاصر في مثل مسألة القرآن؛ فمن قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بان القرآن مخلوق جزماً)، أو قال: (إنما سكتوا لأن عِلْمهم محقَّق بأن القرآن غير مخلوق جزماً): فقد افترى عليهم بالدعوى المجرَّدة .. ومن قال: (لا ينسب لساكت قول) فقد أراحنا مِن نفسه؛ لأن الغرض نفيُ أن يكون لهم قول في هذه المسألة في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه؛ فلما اختلف مَن بعد السلف وجدنا اختلافَهم مُحَرَّماً بإجماع السلف الأول، ولا يسعنا إلا سكوتهم
قلت: في هذا الكلام مغالطات واضحة، فإن كان يرى أن عدم النقل عن الصحابة في المسألة يلزم منه عدم القول فيها، فإن هذا يهدم دعواه الإجماع على (التوقف) و (السكوت) و (الإمساك)، إذ التوقف حقيقته العلم بقول منتشر أو بخلاف واقع واختيار التوقف فيه والإمساك عنه، فكيف يجتمع زعمه بأنهم أجمعوا على الإمساك، وتقريره أن الخلاف لم يظهر إلا بعد عصرهم؟؟ إن كان لم يظهر إلا بعد عصرهم، فعلى هذا يلزمه ألا قول لهم فيه ولا إجماع لا على السكوت ولا غيره! فلا حجة له في شيء من أمرهم في تلك المسألة البتة!! وإن كان قد ظهر الخلاف في عصرهم فإما أن القائلين فيه منهم وبالتالي فالخلاف خلافهم ولا إجماع هنا، وإما أن الخلاف وقع في قوم عاصروا الصحابة ولم يكونوا هم منهم، فمن في زمن الصحابة كان يختلف في تلك المسألة على هذين القولين، ولم يكن الصحابة منهم، حتى يقال إن الصحابة بمجموعهم قد اختاروا الإمساك عن الخلاف فيها وترك كلا القولين جميعا؟؟؟
فالحاصل أن الإجماع الذي يدعيه الشيخ هنا ضرب من ضروب الإجماع سكوتي من حيث أنه يريد أن ينسب ذلك المذهب (الإمساك عن القول في المسألة) إلى مجموعهم لعدم النقل عنهم بشيء البتة، وهذا ظاهره خلاف أصول الظاهرية كما أسلفت! ولكن إن كان الشيخ يقول إنهم أجمعوا على التوقف في المسألة، فكيف وهي لم تظهر أصلا في زمانهم حتى يتوقفوا أو يتكلموا فيها؟ فهنا مورد التناقض في كلام الشيخ! إذ هو يعد العدم هنا إجماعا، يُحتج به على المخالفين من كلا الفريقين في المسألة، ويطالب كلا الفريقين جميعا بموجبه بالتوقف وسلوك ذلك المذهب: الإمساك عن النكير على القولين، تأسيا بالصحابة كما يدعي! وهنا تناقض آخر، حيث يقرر أنه لا يجوز القول أصلا لا بهذا ولا بذاك، ثم ينتصر لبعض مسائل المتكلمين – الذين ينكر عليهم ضمنا – ثم يأتي ليقول:
وما تقرؤه تقليداً في المصادر من تكفير من توقَّف، وتكفير من قال لفظي مخلوق؛ بجعله جهمياً: فذلك أمر عظيم جداً، وقول بلا برهان
فأي القولين بلا برهان عنده؟ القول الذي أنكر هنا النكير عليه، أم النكير والتكفير نفسه؟ فإن المتوقف ليس له أن يفرض رأيه في الخلاف أصلا - إذ هو لا رأي له! - ولا أن يقول هذا أمر عظيم وهذا قول شنيع وهذا كذا!! وإلا فما حقيقة التوقف عنده وما معناه؟ فالحاصل أن الذي يسميه توقفا ليس إلا تسويغا للخلاف ولكلا القولين جميعا، وليس توقفا، وهذا ما يزعم إجماع الصحابة عليه، والله المستعان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 09:34]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاكم الله خيرا، وخاصة الشيخين عدنان وأبي الفداء على ما بينا.
ولا شك أن في كلام أبي عبد الرحمن باطل وبغي، ونزول إلى ما لا يليق، ولولا أن الشيخ البراك حفظه الله رجا أن لا يدافع عنه، ولا يتكلم إلا في المسالة العلمية، لكان لي مع كلامه مع الشيخ شأن آخر.
كما أن كلامه عن الإمام ابن تيمية وابن القيم في مواضع يدل إما على جهل بتراثهم، وأنه يهذي بما لا يدري، أو يدل على بغي وظلم، وربما اجتمعا.
قال أبو عبد الرحمن الظاهري
ومن المتأخرين القاضي الشوكاني والمقبلي، ومن السالفين الكرابيسي رحمهم الله وهم من هم علماً وورعاً وفضلاً أوجبوا التوقف، والأمر ليس من قطعيات الشريعة، فهل يحل تكفيرهم؟
علمهم وورعهم لا يقدم في المسألة العلمية شيئا، إذ ليس من شرط وقوع الغلط تخلفها.
أما كونه ليس من قطعيات الشريعة فباطل، وهو محل النزاع.
أما تكفيرهم بأعيانهم فخارج عن موضوع البحث؛ إذ ليس من شرط كون القول كفرا؛ إن يكفر مخالفه.
أخيرا: هؤلاء الثلاثة ليسوا من أهل التحقيق في هذا الباب، بل بعضهم قد تكلم فيه كلاما شديدا، كما سيأتي.
ويقال: أتصرخ بهؤلاء الثلاثة أن وافقوا قولك؟!، فأين أئمة العلم والدين من وقت التابعين إلى يومنا هذا من السلف والخلف، أكانوا على ضلال وجهل وظلم وبغي إذ تكلموا في هذا وبدعوا مخالفه؟!
سبحانك هذا بهتان عظيم.
وهذا كلام للأئمة في حسن الكرابيسي كنت قد جمعته قديما:
بعض الكلام على حسين الكرابيسي
السنة للإمام عبد الله بن الإمام أحمد 1/ 165 - 166:
سمعت أبي يقول: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء، وهو كلام الجهمية، قلت له: إن الكرابيسي يقول هذا،
فقال: كذب هتكه الله الخبيث، وقال: قد خلف هذا بشرا المريسي ..
قال: سألته عن الكرابيسي حسين هل رأيته يطلب الحديث؟
فقال: ما أعرفه، وما رأيته يطلب الحديث،
قلت: فرأيته عند الشافعي ببغداد؟ فقال: ما رأيته، ولا أعرفه،
فقلت: إنه يزعم أنه كان يلزم يعقوب بن إبراهيم بن سعد؟
فقال: ما رأيته عند يعقوب بن إبراهيم، ولا غيره، وما أعرفه.
وسألت أبا ثور إبراهيم بن خالد الكلبي عن حسين الكرابيسي؟
فتكلم فيه بكلام سوء رديء، وسألته هل كان يحضر معكم عند الشافعي ـ رحمه الله ـ؟
فقال: هو يقول لنا ذلك، وأما أنا فلا أعرف ذلك، أو نحو هذا من الكلام.
قال: وسألت الحسن بن محمد الزعفراني عن حسين الكرابيسي؟
فقال نحو مقالة أبي ثور، وقال لي حسن في اختلافه إلى الشافعي ـ رحمه الله ـ مثل قول أبي ثور.
قال ابن عدي في الكامل 2/ 365:
حدثنا بن أبي عصمة ثنا أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت أبا نصر بن عبد المجيد يسأل أحمد بن حنبل، فقال: تعرف حسين الكرابيسي؟
فقال: لا أعرفه عافاك الله، فقال: يا أبا عبد الله يزعم أنه كان يناظرك عند الشافعي، وكان معكم عند يعقوب بن إبراهيم بن سعد! فقال: لا أعرفه بالحديث، ولا بغيره.
وقال أيضا: أنا أحمد بن حفص السعدي قال سئل أحمد بن حنبل ـ يعني وهو حاضر ـ عن البلخي، وأصحابه، والكرابيسي، ومن يقول: لفظي بالقرآن مخلوق؟
فقال أحمد: كل يدور على رأي جهم.
طبقات الحنابلة 1/ 84
وقال أبو طالب أخبروني عن الكرابيسي أنه ذكر قول الله (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) قال: لو أكمل لنا ديننا ما كان هذا الاختلاف! فقال: ـ يعني أحمد بن حنبل ـ هذا الكفر صراحا.
وطبقات الحنابلة1/ 88:
أحمد بن أبي بكر بن حماد المقرىء نقل عن إمامنا أشياء منها؛ قال:
سألت أبا عبدالله عن حسين الكرابيسي؟ فقال: جهمي.
وطبقات الحنابلة 1/ 149:
قال المروذي قلت لأبي عبدالله: إن الكرابيسي يقول: من لم يقل لفظه بالقرآن مخلوق = فهو كافر! فقال: بل هو الكافر.
وقال ثار بشر المريسي، وخلفه حسين الكرابيسي، وقال لي: هذا قد تجهم وأظهر الجهمية ينبغي أن يحذر عنه، وعن كل من اتبعه.
وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانىء مسائله 2/ 154:
سمعت أبا عبدالله يقول: أخزى الله الكرابيسي، لا يجالس، ولا يكلم، ولا تكتب كتبه، ولا يجالس من يجالسه، وذكره بكلام كثير. وهو في طبقات الحنابلة 1/ 286.
قال الخطيب البغدادي في تاريخه 8/ 64:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا جعفر الطيالسي قال: قال يحيى بن معين: ـ وقيل له إن حسينا الكرابيسي يتكلم في أحمد بن حنبل ـ قال: ما أحوجه أن يضرب.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا أبو سهل بن زياد حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال سمعت يحيى بن معين: ـ وقيل له إن حسينا الكرابيسي يتكلم في أحمد بن حنبل ـ فقال: ومَن حسين الكرابيسي لعنه الله! إنما يتكلم في الناس أشكالهم ينطل حسين، ويرتفع أحمد.
قال جعفر: ينطل يعني: ينزل، وهو الدردي الذي في أسفل الدن.
وهو في طبقات الحنابلة 1/ 335
قال الخطيب في تأريخ بغداد 8/ 66:
أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي ـ بالبصرة ـ حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا الفضل بن زياد قال: وسألت أبا عبد الله عن الكرابيسي وما أظهره؟
فكلح وجهه، ثم أطرق، ثم قال: هذا قد أظهر رأي جهم، قال الله تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) فممن يسمع؟!
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فله الأمان حتى يسمع كلام الله". إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها تركوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب.
قال ابن أبي يعلى في الطبقات1/ 461:
أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي بالله، عن أبي الحسين بن أخي ميمي، قال: أخبرنا علي بن محمد الموصلي، حدثنا موسى بن محمد الغساني، حدثنا شاهين بن السَّميدع قال: سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول: الحسين الكرابيسي عندنا كافر. وبحر الدم ص515.
وقال ابن أبي يعلى في الطبقات 2/ 281:
أخبرنا المبارك، أخبرنا عبد العزيز الأزجي، قال: أخبرنا أحمد بن عبدالعزيز بن يحيى بن صبيح، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن هارون بن بَدينا قال: سألت أبا عبدالله أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ فقلت له: يا أبا عبدالله أنا رجل من أهل الموصل، والغالب على أهل بلدنا الجهمية، ومنهم أهل سنة نفر يسير يحبونك، وقد وقعت مسألة الكرابيسي، ففتنهم قول الكرابيسي: لفظي بالقرآن مخلوق. فقال لي أبو عبدالله: إياك وإياك وهذا الكرابيسي لا تكلمه، ولا تكلم من يكلمه ـ أربع مرار، أو خمسا ـ إلا أن في كتابي أربعا، فقلت يا أبا عبدالله: فهذا القول عندك، وما نشأ منه يرجع إلى قول جهم؟ قال: هذا كله من قول جهم.
رواه ابن عدي في الكامل 3/ 241 عن محمد بن الحسن به، وهو في تأريخ بغداد 8/ 65.
طبقات الحنابلة 2/ 553:
[نقل من كتاب الخلال] قال أخبرني علي بن الحسن بن هارون، قال حدثني محمد بن أبي هارون الوراق، قال: سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: سألت أحمد بن حنبل عن أبي ثور، وحسين الكرابيسي؟ فقال: متى كان هؤلاء من أهل العلم؟ متى كان هؤلاء من أهل الحديث؟ متى كان هؤلاء يضعون للناس الكتب؟. وبحر الدم ص488.
وقال الخطيب أيضا 8/ 66:
أخبرنا محمد بن عمر النرسي أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا أحمد بن محمد بن مظفر قال: حدثني أبو طالب قال: سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول: مات بشر المريسي، وخلفه حسين الكرابيسي.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان قال: قال لي عمي: وسألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن الكرابيسي؟ فقال: مبتدع.
أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت قال: سمعت أبا البختري عبد الله بن محمد بن شاكر يقول: سمعت حسينا الكرابيسي يقول: ما خص النبي صلى الله عليه وسلم علياً بفضيلة إلا، وقد شركه فيها فلان، وفلان وجليبيب.
قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فسمعته يقول: كذب ما هو كَهُم، ولا محله كمحلهم، ولا منزلته كمنزلتهم.
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري قلت لأبي عبد الله: إن الكرابيسي وابن الثلجي قد تكلما، فقال: فيم؟ قلت: في اللفظ، قال أحمد: اللفظ بالقرآن مخلوق؟ ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي. بحر الدم ص507.
وقال أحمد في رواية أبي الحارث وسئل عن الكرابيسي إنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق؟ فقال: هذا قول جهم. بحر الدم ص515.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/ 202:
ووجدت في بعض كتب أبي حاتم محمد بن إدريس ابن المنذر الحنظلي الرازي ـ رحمه الله ـ مما سُمع منه يقول: مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان، وترك النظر في موضع بدعهم والتمسك بمذهب أهل الأثر مثل: أبي عبد الله أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم وأبي عبيد القاسم بن سلام والشافعي ولزوم الكتاب والسنة والذب عن الأئمة المتبعة لآثار السلف، واختيار ما اختاره أهل السنة من الأئمة في الأمصار مثل:مالك بن أنس في المدينة الأوزاعي بالشام والليث بن سعد بمصر وسفيان الثوري وحماد بن زياد بالعراق من الحوادث مما لا يوجد فيه رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وترك رأي الملبسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين، وترك النظر في كتب الكرابيسي، ومجانبة من يناضل عنه من أصحابه، وشاجر [دونه] مثل: داود الأصبهاني، وأشكاله، ومتبعيه.اهـ
وفي لسان الميزان 2/ 563: وذكر بن أبي حاتم: من عدة طرق،
عن أحمد: أنه رمى الكرابيسي برأي جهم، وكذا عن أحمد بن صالح المصري، وأحمد، ويعقوب الدورقيين، وأبي ثور، وأبي همام الوليد بن شجاع، والزعفراني، وأحمد بن سنان في آخرين. اهـ.
قال ابن حبان في الثقات 8/ 189:
عن حسين الكرابيسي: وكان ممن جمع وصنف ممن يحسن الفقه، والحديث ولكن أفسده قلة عقله! فسبحان من رفع من شاء بالعلم اليسير حتى صار علما يقتدى به، ووضع من شاء مع العلم الكثير حتى صار لا يلتفت إليه.
قال ابن رجب في شرح العلل2/ 806:
وقد تسلط كثير ممن يطعن في أهل الحديث عليهم بذكر شيء من هذه العلل وكان مقصوده بذلك الطعن في أهل الحديث جملة، والتشكيك فيه، أو الطعن في غير حديث أهل الحجاز، كما فعله حسين الكرابيسي في كتابه الذي سماه بـ "كتاب المدلسين"، وقد ذكر كتابه هذا للإمام أحمد فذمه ذماً شديداً، وكذلك أنكره عليه أبو ثور، وغيره من العلماء، قال المروذي مضيت إلى الكرابيسي، وهو إذ ذاك مستور يذب عن السنة، ويظهر نصرة أبي عبد الله، فقلت له: إن كتاب المدلسين يريدون أن يعرضوه على أبي عبد الله، فأظهِرْ أنك قد ندمتَ حتى أخبر أبا عبد الله،
فقال لي: إن أبا عبد الله رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق، وقد رضيت أن يعرض كتابي عليه، وقال: قد سألني أبو ثور وابن عقيل، وحبيش أن أضرب على هذا الكتاب، فأبيتُ عليهم، وقلت: بل أزيد فيه ولج في ذلك، وأبى أن يرجع عنه، فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله وهو لا يدري من وضع الكتاب، وكان في الكتاب الطعن على الأعمش، والنصرة للحسن بن صالح، وكان في الكتاب إن قلتم: إن الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج، فهذا ابن الزبير قد خرج!
فلما قرىء على أبي عبد الله قال: قد هذا جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به حذروا عن هذا، ونهى عنه.
وقد تسلط بهذا الكتاب طوائف من أهل البدع من المعتزلة، وغيرهم في الطعن على أهل الحديث، كابن عباد الصاحب ونحوه، وكذلك بعض أهل الحديث ينقل منه دسائس إما أنه يخفي عليه أمرها، أو لا يخفى عليه في الطعن في الأعمش ونحوه.
سؤالات الحاكم للدارقطني ص143: محمد بن الفرج أبو بكر الأزرق،لا بأس به، من أصحاب الكرابيسي، يطعن عليه في اعتقاده.
تاريخ بغداد 13/ 471
في ترجمة الوليد بن أبان الكرابيسي
كان أعرف الناس بالكلام بعد حفص الفرد الكرابيسي، وكان حسين الكرابيسي قد تعلم منه الكلام.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 10:07]ـ
لستُ أنبه إلى ما وقع فيه بعض الإخوان من الحطِّ على ابن عقيل الظاهري و رميه بسوء الأدب و بالرعونة، فإن الأدب محتاج إليه في جميع المستويات ...
و لكن أقول: قد بدَّع مالك بن أنس من سأل عن (كيف استوى الرحمن؟) و طرده من مجلسه و قال عنه: إنه رجل سوء، فأسألكم بالله: علام بدَّعه الإمام مالك بن أنس و جعل سؤاله عن الكيف بدعة؟
ألم يكن مالك بن أنس قادرا على إجابته؟
ألا ترون مالكا توقف في إجابته لما اعتبر مسألته بدعة؟
فشأن البدعة أن تمات ...
فإن دعت الحاجة إلى مجادلة أصحابها فبالقرآن و السنن و ألفاظهما، ثم إلزام الخصم بما يلتزمه حتى يضطرب في آرائه و يخرج في ما يقصم عليه ظهره، و كل مسألة تكلم فيها أهل البدعة و الكلام لها طريقتها في صفة النقاش، فمن سأل عن كيفية استواء الرب قيل له هذا سؤال بدعة ثم يقال له: إن الكيفية لا تعلم إلا بالرؤية للذات أو للمشابه و كلا الأمرين معدوم فلا علم لنا بالكيفية.
و من سأل عن القرآن: أمخلوق هو؟ قيل له: هذا سؤال بدعة، ثم يقال له: القرآن كلام الله و كلامه من فعله و نحن لا نعلم كيف يفعل الفعل حتى نصفه لك ما هو؟ فإن قلتَ هو مخلوق فقد كفرتَ أو قلتَ هو خالق فقد أشركت أو ألحدت،
هذا معتقدي فلا يتجرأ أحد لينسبني إلى ابن عقيل و لا غيره من غير المعصومين.
و وفق الله الجميع للخير و الهدى،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 11:12]ـ
هذا معتقدي فلا يتجرأ أحد لينسبني إلى ابن عقيل و لا غيره من غير المعصومين
جزاك الله خيرًا على هذه.
وفيما يظهر أنك لا توافق أبي عبدالرحمن فيما ذهب إليه. وطالما أن لك علاقة بأبي عبدالرحمن، فأرجو منك "تفضلا" أن تنقل له ردود الشيوخ الفضلاء، وإن طال عليك الموضوع فعلى الأقل نرجو نقل هذه الخلاصة.
السكوت غير التوقف، فالساكت ليس له قول، لا بالسلب ولا الإيجاب ولا التوقف.
فسكوت الصحابة عن هذا كان لعدم المقتضي، وكلام من بعدهم كان لوجود المقتضي، وتوقف ابن عقيل هنا ليس كسكوت الصحابة، فقوله غير قولهم، فقوله: بالتوقف، وهم لا قول لهم.
ـ[حطّام]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 04:52]ـ
حفظ الله الشيخ العلامة البراك
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 07:25]ـ
وجاءت هذه الشبهة من بدعة أخرى هي الثنائية بين الذات والصفات، وهذه الثنائية لا تصح في حق الله سبحانه؛ لأنه لم يحدث له صفة لم تكن له؛ فيقال: إنها مضافة إلى الذات .. وإنما الثنائية في حق المخلوق الذي يعلم بعد جهل، ويقرأ ويكتب بعد أمية، وينمو بعد ضعف؛ فهذا استجدت له صفات مضافة إلى نفسه،
الإخوة الأكارم طلاب العلم مشرفين وغير مشرفين فهمت من المقتبس أعلاه -بصرف النظر عن قائله منعا لعودة الإخوة الظاهرية للجدل- أنه إنكار للصفات الفعلية التي يفعلها الله متى شاء، ولازم هذا من قائله أنه ينكر أصلا صفة الكلام أو أنه يسير على بدعة الأشاعرة من أن كلام الله نفسي أزلي؟؟!!
هل فهمي صحيح؟؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 01:19]ـ
الإخوة الأكارم طلاب العلم مشرفين وغير مشرفين فهمت من المقتبس أعلاه -بصرف النظر عن قائله منعا لعودة الإخوة الظاهرية للجدل- أنه إنكار للصفات الفعلية التي يفعلها الله متى شاء، ولازم هذا من قائله أنه ينكر أصلا صفة الكلام أو أنه يسير على بدعة الأشاعرة من أن كلام الله نفسي أزلي؟؟!!
هل فهمي صحيح؟؟
/// ما فهمتيه صحيح، وقد ذكرت ذلك في تعقيبي السابق، حين قلت تعقيبًا على هذه النقطة بعينها:
/// جمع الشيخ ابن عقيل الظَّاهري في هذه الجملة مجموعة بدعٍ قال بها الجهميَّة وغيرهم، ممَّن تبعهم على بعض أقوالهم كابن حزم وغيره من أئمَّة الشيخ!
/// فظاهرٌ بجلاء قوله:
1 - بأنَّ كلَّ محدثٍ مخلوق؛ فيلزم منه وصف صفات الله بأنها مخلوقة لو أثبتنا حدوثها؛ أكان ذلك في نوعها أوآحادها، والتفرقة مردودة.
...
3 - وأنَّ صفات الله أزليَّة لازمة لذاته، لا تحدث شيئًا بعد شيءٍ.
/// فظاهرٌ أنَّه يرجِّح قول أهل البدع في مسألة نفي صفات الفعل؛ بحُجَّة أنَّها حوادث تحلُّ بالخالق!
...
/// ولا شكَّ أن الحقَّ لمن طلبه من نصوص الكتاب والسُّنَّة (وكلام أئمَّة السنَّة) على إثبات أنَّ صفات الله تعالى قديمة النَّوع حادثة الأفراد والآحاد، وكلام السَّلف في هذا كثير مبذول.
/// ومن جملة الأدلة الدَّالة عليها تلك الآية التي صدَّر بها ابن عقيل إشادته للشوكاني لأجل كلامه السابق فيها، وهي قوله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من ربِّهم محدث).
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 06:16]ـ
/// ما فهمتيه صحيح، وقد ذكرت ذلك في تعقيبي السابق، حين قلت تعقيبًا على هذه النقطة بعينها:
بل ما فهمه غير صحيح أبدا!
و قد وضحت ماذا يقصد الإمام ابن عقيل حفظه الله بهذا القول في محاورتي مع أبي الفداء فابن عقيل سلفي العقيدة برئ من التجهم وموافقة المعتزله ولله دره من إمام و إني مقدر غيرتكم على العقيدة و أُحسن الظن بكم لكن عبارة ابن عقيل طرقت أسماعكم و لم تطرقها من قبل ففهمتم منها ما لم يقصده حفظه الله و إني على استعداد تام للمحاورة في عبارة ابن عقيل هذه و ليس القصد من ذلك المغالبة بل القصد تبرأت الإمام من هذه التهمة و إزالة اللبس الذي حدث عندكم.
و إني أكرر أن الإمام ابن عقيل سلفي العقيدة و المنهج و إليكم ما قاله حفظه الله بنصه من كتابه ابن حزم خلال ألف عام (4/ 254): (وزعم الكوثري بإن ابن حزم أصلح حالاً من ابن تيمية في أمور العقيدة مجازفة. إنما ابن تيمية في العقائد هو مذهب إمام أهل السنة والجماعة بإطلاق منذ عصره. أعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على أن مذهب الأشعري في الأسماء والصفات خير من مذهب ابن حزم. أما مذهب أحمد في الأسماء والصفات فهو المتمحص للحق إن شاء الله ـ ولكن مذهب ابن حزم في جميع العقائد لو كان كمذهب أحمد لكان ابن حزم مفخرة الشرق والغرب وإنما ضل أبو محمد في العقائد لأنه لم يحسن تطبيق أصول الأخذبالظاهر) انتهى
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 12:11]ـ
/// يا أخي الكريم .. لست على استعداد في النقاش معك عن سلفية ابن عقيل هداه الله من خلال كلامه في كتبه ههنا وهناك!
/// ولا عن المقارنة بين ابن تيمية وابن حزم في العقيدة! ولا عن الغيرة في العقيدة! ولا عن مجرَّد ترديد أن ابن عقيل سلفي أوليس بسلفي!
/// كلامي بالتَّحديد عن مفهوم كلام ابن عقيلٍ السابق المنقول بالأعلى، وهو ظاهر لأهل الظاهر والباطن!
/// كلام يفهمه آحاد الناس دون تأويل ولا تكلُّف، وهو يوافق الجهمية أوأذنابهم في مذهبهم في الصفات وما يتفرع عنها.
/// فلو اقتصرت على محل النقاش لبقي ردك ولم يحذف، إذ لا مجال لحرف الموضوع لغيره بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 12:22]ـ
الأخ العتيبي:
ما هي الثنائية التي لا تصح في حق الله عند الظاهري؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 12:43]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عدنان.
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 03:04]ـ
حذف الاشراف ثلاث مشاركات للاخ العتيبي لانه يكتب خارج الموضوع
ويخطب في سلفية الشيخ ابن عقيل التي يرى كل الاعضاء بالدليل خلافها في مقاله المثبت فوق
فاما ان يرد كلام من تعقب على الشيخ ابن عقيل بحجة ومناقشه
واما ان يلتزم بقرار الاداره في عدم الاشغال بما لا علاقة له من الخطب العمومية والبكاء على الانصاف وخدمة العلم وغير ذلك فهذا كله لا علاقه له بالمقال محل النقاش
ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 06:31]ـ
قال ابن عقيل: ومن جزم بأن القرآن مخلوق لزمه أن القرآن خالق؛ إذْ لا ثالثَ مرفوعٌ بين خالق ومخلوق.
صوابه: من جزم بأن القران غير مخلوق لزمه ...
لكن الوفاء بموجب هذه الحجة يستلزم الجزم بكون القران مخلوقا، لأنه إذا كان القول بأن القران غير مخلوق يلزم منه كون القران خالقا، وليس هو خالقا بالاتفاق، وجب الجزم بكونه مخلوقا.
وبعبارة أخرى: إذا كان اللازم باطلا كان الملزوم باطلا.
فكيف يقول إن لازم هذا القول باطل ثم يتوقف في نفيه، فكل ما استلزم الباطل وجب إن يكون باطلا ضرورة.
وكل معتقد أفضى إلى الباطل فهو باطل قطعا.
فإذا كان القول بأن القران غير مخلوق يفضي إلى أن يكون القران خالقا، وهو باطل، فما أفضى إليه باطل.
وهو جزم بأنه يؤدي إلى الباطل ثم توقف فيه.
ثم هو يقول إن الجزم بأحد القولين من الغيب ثم يستدل على استلزام أحد القولين للمحال العقلي، والغيب الذي يجب التوقف فيه هو الذي لا يمكن نيله ببرهان شرعي أو عقلي، ولا يلزم من فرض وقوعه محال عقلي.
وهو قد أقام البرهان على استلزام أحدهما للمحال الشرعي والعقلي، وما كان مستلزما للمحال وجب القطع ببطلانه، لا التوقف فيه.
والتوقف فيه يعني: عدم جواز الجزم بأحد القولين، والتوقف مع الإقرار بكون أحد القولين مستلزما للباطل تناقض.
وجعل سنده في هذا الاستلزام هو ارتفاع الوسط الثالث، فقال:
إذْ لا ثالثَ مرفوعٌ بين خالق ومخلوق.
وصواب العبارة: إذ لا ثالث غير مرفوع بين خالق ومخلوق.
لأن الثالث المرفوع: هو الوسط الثالث الممتنع، أو الحالة الثالثة المستبعدة، وهي رفع النقيضين أو جمعهما، وهو هنا: أن يكون غير مخلوق وغير خالق.
وهو قال: لا ثالث مرفوع، أي: لا ثالث ممتنع، فتكون الحالة الثالثة غير ممتنعة، وهو يريد إثبات أن الحالة الثالثة ممتنعة.
والتوقف يستلزم تجويز وجود وسط ثالث غير مرفوع، أو الجزم بأنه مخلوق، وإلا مع الجزم بارتفاع الوسط الثالث لا يصح التوقف.
وحكى عنهم انتفاء هذا اللازم لوجود الوسط الثالث بين كونه غير مخلوق وغير خالق وهو كونه حادثا غير مخلوق.
وجعله مبنيا على أن الخلق الذي هو فعل الله محدث ولكنه غير مخلوق.
ومنعه بحجة أن فعل الله لا أول له ولا نهاية.
وجاء في كلامه: أن القرآن له بداية ونهاية بين دِفَّتي المصحف.
فيلزم على هذه المقدمات الجزم بأن القران مخلوق، لا التوقف كما هو مذهبه.
ويمكن نظم حجته على هذا الشكل:
كلام الله هل هو مخلوق أم لا: مبني على فعل الله هل هو محدث غير مخلوق، أم لا، لكن فعل الله غير محدث، لأنه أول بلا بداية، وآخر بلا نهاية، والمصحف له أول ونهاية، فيكون مخلوقا.
وهو قرر المقدمات الدالة على كونه مخلوقا، ثم توقف في النتيجة، وهذا تناقض ظاهر.
وقال: ثم يتعيَّن حينئذ على هذه الدعوى الباطلة أن القرآن يَخلق غيره.
ومقصوده بالدعوى إما نفس الدعوى المبحوثة وهي كون القران غير مخلوق، أو ما بُنيت عليه وهي كون فعل الله محدثا غير مخلوق، وأيا ما كان فوصفه لهذه القضية بالبطلان يناقض التوقف الذي يذهب إليه، لأنها إذا كانت باطلة أو مبنية على الباطل لم تكن قضية متوقفا فيها، بل مجزوما ببطلانها: موصوفة بالباطل، فكيف يجتمع في قضية واحدة الوصف بالبطلان والوصف بالتوقف.
ولا فرق بين أن توصف القضية بالبطلان أو يُوصف ما توقفت عليه بالبطلان، لأن ما أفضى إلى المحال محال، وما أفضى إلى الباطل وجب أن يكون باطلا ضرورة.
وهو وَصَفها بالبطلان ثم رتب عليها لازما ممتنعا وهو: أن القران يخلق غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان اللازم ممتنعا باطلا عقلا وشرعا، كان التوقف في ملزومه تركا لموجب الدليل، ومعاندة للحق.
ثم قال: كما أنه محدث بنص القرآن في سورتي الأنبياء والشعراء.
وتقدم أنه قال: لا يكون الشيء محدثا غير مخلوق.
واللازم من هاتين المقدمتين هو أن القران مخلوق، وهو يناقض التوقف الذي يذهب إليه.
ثم قال: وأن الكلام ليس صفة لله، بل صفته أنه يتكلم وفعله التكلم والتكليم.
فإذا كان التكليم فعله، فالكلام مفعوله، وقد قال قبل ذلك: وإنما يحدث بفعلِ الله مفعولُه.
فيكون القران مفعولا مخلوقا له.
والنتيجة المولدة من هاتين المقدمتين يناقض التوقف الذي يعتقده.
ثم قال: ومن جزم بأنه مخلوق كالمعتزلة وقع في محذور لدى العرب، وهو وصف الكاذب بأنه يخلق كلامه.
وهو هنا يبطل القول الثاني ويرتب عليه محذورا لغويا، وما كان لازمه يفضي إلى محذور لم يجز التوقف فيه.
فإذا كان كلا القولين تلزم عنهما لوازم باطلة، كان التوقف صادرا عن تكافؤ الأدلة وتعارضها عنده، والتكافؤ بين الأدلة أمر نسبي، فقد يتكافأ عند الشخص ما لا يتكافأ عند غيره، فيكون مصدر التوقف العجز عن الترجيح، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولو قدر أن هذا هو سبب توقفه لم يجز له أن يأمر غيره بالتوقف، فليس كل من عجز عن الترجيح كان غيره عاجزا عن الترجيح.
ولكنه صرح بأن سبب التوقف هو كونه أمرا غيبيا، وقال: لا برهان لدينا على جواز إطلاق أحد الوصفين، وجعله مذهبا للصحابة، ولا يكون مذهبا لهم لأن الأدلة تعارضت عندهم.
وقال: ولا يترتب على الجزم بأي دعوى حكم شرعي، وإنما هو مُشاقَّة لسكوت السلف الأول، ومن جزم بإحدى الدعويين بعد الاختلاف فعمدته ميتافيزيقا علم الكلام المذموم في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه، وعلمُ الكلام ليس سبيلاً لكشف الأمر المغيَّب.
فيقال: هذا الكلام متناقض، فمرة يقول لا يترتب على الجزم به حكم شرعي، ومرة يقيم الأدلة على اللوازم الباطلة اللازمة لكلا القولين، و يجعل الجزم بأحدهما مشاقة لسكوت السلف، وهو وإن لم يجزم بإثبات أحدهما لكنه جزم ببطلان كلا القولين، والجزم ببطلانهما ينافي السكوت الذي ينسبه للسلف، والسكوت مقتضاه الإمساك عن النفي والإثبات لعدم الدليل، وإما إذا دلل على بطلانهما فقد قابل الإثبات بالنفي، وعارض البدعة بالبدعة، وكان مشاقا لسكوت السلف، وإذا كان الجزم بأحد القولين معتمدا على ميتافيزيقا علم الكلام في أمر غيبي، فكذلك نفيهما.
والوقف الذي يأمر به فيما سكت عنه السلف نقضه بإبطال كلا القولين، وبجزمه بما سكت عنه السلف في الثنائية بين الذات والصفات، فجزم بأمر غيبي سكت عنه السلف، فلم يُنقل عنهم أنهم اثبتوا هذه الثنائية أو نفوها، ولم يُنقل عنهم أنهم قالوا هل يكون خلقه محدثا ولكنه غير مخلوق أم لا.
وحاصل النقد: أن الدعوى المطروحة هي وجوب الوقف، والاستدلال عليها يوجب الجزم ببطلان الوقف.
ودليل الوقف هو سكوت السلف، وما استدل به يناقض السكوت.
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 12:00]ـ
بارك الله فيك .. ووفق الله الشيخ البراك في الدفاع عن منهج أهل السنة والجماعة.
ولولا الرسالة التي أرسلها لابن عقيل لقلت تعجل الشيخ البراك وهدي أهل السنة النصح والبيان والتماس الأعذار، أما وقد بين له الشيخ - حفظه الله - وطلب منه مراجعة المسألة والرجوع عن الخطأ فيها؛ فمن النصح له أيضا أن يبين الخطأ للناس حتى لا يضل بقوله أحد ويكون عليه وزره.
ـ[أبو أويس السلفي]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 11:55]ـ
جزى الله العلامة الامام البراك خيرا على ما عهدناه منه في رده للضلالات وعدم السكوت عنها(/)
أنواع الأدلة على علو الله تعالى.
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 08:01]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
فلقد تواترت النصوص على علو الله تبارك وتعالى بذاته وقهره وصفاته تواترت نصوص الكتاب والسنة وتنوعت ألفاظها وتوافقت على أنه سبحانه فوق عباده وذكرها أئمة السنة على أساس أنها عقيدة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية الطائفة المنصورة وأذكر هنا أهمها:
النوع الأول: نصوص علو الله تعالى على أن الله هو {العلي} وهو {الأعلى} وهو {المتعال} ولا ريب أن هذه الأسماء تدل على مطلب عظيم وهو علوه سبحانه وتعالى العلو المطلق ذاتا ورتبة وقهرا فهو سبحانه وتعالى على خلقه فوق عباده ويلزم منه: أنه بائن عن هذا العالم، وإلا لم يكن فوقه. لكن التالي باطل فالمقدم مثله. فتأمل.
النوع الثاني: نصوص فوقيته سبحانه وتعالى على عباده كقوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} فهذه الآية تدل على مطلبين:
الأول: فوقية القهر والغلبة لله تعالى،دل عليه " القاهر".
والثاني: فوقية الذات لله سبحانه، دل عليه "فوق".
وقوله تعالى: {يخافون ربهم من فوقهم} وهذه الآية لا احتمال فيها لأي مجاز وتأويل بوجه من الوجوه لوجود كلمة {من} المعينة للفوقية الذاتية الحقيقية.
النوع الثالث: نصوص كونه سبحانه في السماء؛ والمراد في "السماء" العلو.
النوع الرابع: نصوص استوائه تعالى على عرشه: مثل {الرحمن على العرش استوى}.
النوع الخامس: نصوص العروج إليه سبحانه وتعالى: مثل {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}.
النوع السادس: نصوص الصعود إليه: مثل قوله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}.
النوع السابع: نصوص الرفع إليه: مثل قوله تعالى في عيسى-عليه السلام: {بل رفعه الله إليه}.
النوع الثامن: قوله تعالى: {الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا}
انظر وتمعن بقلب منصف هل في القرآن أوضح وأدل من هذا الدليل؟!! فمن لم يكن له نصيب فيه فهو حقا عجيب، وكذاب مريب، إذ الحق واضح صريح، ها هو فرعون الطاغوت يقول لوزيره هامان، ويعهد إليه أن يبني له شاهقا أو برجا عاليا، لعله يبلغ يبلغ بارتقائه طبقات السموات فيصعد فوقها، لينظر ويتأكد من أن إله موسى في السماء إذ إن موسى عليه السلام أخبره بأن ربه الذي يدعو إليه فوق السموات السبع، ففي قوله تعالى {فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبا} من الأدلة
والبراهين ما يفقأ عين الجاحد ويبطل عذر المعاند، فإن ما عهده فرعون إلى وزيره هامان من بناء الصرح كان ليستكشف ويطلع هل فعلا كما أخبره موسى بأن ربه في السماء؟
ولذلك فرعون في كلامه مع وزيره نسب الله إلى موسى فهو يعتقد أي فرعون بأن الله ليس فوق السموات فنسبة الإله إلى موسى، وإرادة الاطلاع إليه بعد ارتقاء الصرح دليل واضح على أن الله فوق السموات ويؤكده قول فرعون بعد {وإني لأظنه كاذبا} فهو يكذب موسى، وينكر علو ربه، لا يكذب نفسه أو هامان. فتأمل
وسبحان الله كيف جاءت آية سبقت قول فرعون هذا وجاء بعدها قول فرعون مباشرة وكأن الله سبحانه وتعالى يشير مسبقا ويتوعد هؤلاء الذين سيجادلون في علو الله تعالى على مخلوقاته فقد قال سبحانه:
{الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عندالله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار}. فمن نفى العلو من الجهمية والرافضة والمعطلة من الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم فهو فرعوني ومن أثبته فهو موسوي محمدي.
استدلال الأئمة بهذه الآية على علو الله تعالى:
(الإمام عثمان بن سعيد الدارمي) [من علماء القرن الثالث]
قال رحمه الله:
ففي هذه الآية بيان، ودلالة ظاهرة،أن موسى كان يدعو فرعون إلى معرفة الله بأنه فوق السماء، فمن أجل ذلك أمر ببناء الصرح،ورام الإطلاع إليه)
وقال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن الأمة كلها، والأمم السالفة قبلها، لم يكونوا يشكون في معرفة الله تعالى أنه فوق السماء،بائن من خلقه، غير هذه العصابة الزائغة عن الحق، المخالفة للكتاب وأثارات العلم كلها، حتى لقد عرف ذلك كثير من كفار الأمم وفراعنتهم،قال فرعون {يا هامان ابن لي صرحاً ...... }.من كتابه (الرد على الجهمية).
شيخ المفسرين:
(الإمام الطبري) [من علماء القرن الثالث]
قال عليه من الله واسع الرحمة، في تفسير هذه الآ ية (يا
هامان ...... ): (يقول: وإني لأظن موسى كاذبا فيما يقول و يدعي أن له ربا في السماء، أرسله إلينا)؛
وقال – رحمه الله تعالى – في موضع آخر:
(وقوله – أي فرعون: {{لعلي أطلع إلى إله موسى}} يقول:أنظر إلى معبود موسى الذي يعبده ويدعو إلى عبادته، {{وإني لأظنه}} فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين) والموضعان فيتفسير الطبري " جامع البيان" القصص وغافر.
(الإمام أبو الحسن الأشعري): [من علماء القرن الثالث والرابع]
قال – رضي الله عنه -:
(وقال الله حكاية عن فرعون: {{يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب.أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا}}، كذّب موسى عليه السلام في قوله: إن الله عزوجل فوق السموات).
(إمام الأئمة ابن خزيمة) [من علماء القرن الثالث]
قال – رضوان الله تعالى عليه -:
(فاسمعوا يا ذوي الحجا دليلا آخر من كتاب الله، أن الله جل وعلا في السماء مع الدليل على أن فرعون مع كفره .. وطغيانه، قد أعلمه موسى عليه السلام بذلك، وكأنه قد علم أن خالق البشر في السماء، ألا تسمع قول الله يحكي عن فرعون قوله: {{يا هامان ابن لي صرحا ... }} ففرعون عليه لعنة الله يأمر ببناء صرح، فحسب أنه يطلع إلى إله موسى، وفي قوله {{وإني لأظنه من الكاذبين}} دلالة على أن موسى قد كان أعلمه أن ربه جل وعلا أعلى وفوق).
من كتابه " التوحيد".
(الحارث بن أسد المحاسبي) [من علماء القرن الثالث]
قال – عليه رحمة الله –:
(وقال فرعون: {{يا هامان ابن لي صرحا}} الآية .. ثم استأنف وقال:
{{وإني لأظنه كاذبا}} يعني فيما قال أن إلهه فوق السموات، فبين الله عزوجل أن فرعون ظن بموسى أنه كاذب فيما قال له، وعمد إلى طلبه حيث قال له مع الظن بموسى بأنه كاذب). من كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية.
(العلامة أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين)
قال رحمه الله تعالى:
(وقال الله عن فرعون: {{ .... وإني لأظنه كاذبا .. }} وهذا يدل على أن موسى أخبره بأن ربه تعالى فوق السماء، ولهذا قال: {{وإني لأظنه كاذبا}}.من رسالة " إثبات الاستواء والفوقية" للجويني.
قال الإمام أبو محمد الجويني في آخر رسالته "الاستواء والفوقية": [وإذا كان هذا جسم - وهو السماء - علوها على الأرض بالذات فكيف من ليس كمثله شيء وعلوه على كل شيء بالذات كما قال تعالى {سبح اسم ربك الأعلى} ..... ].
وقال الإمام مالك الصغير أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني في خطبة " رسالته " المشهورة: [ .... وأنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو في كل مكان بعلمه].
وصرح القاضي عبد الوهاب إمام المالكية بالعراق بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته، نقله شيخ الإسلام في غير موضع من كتبه، ونقله عنه القرطبي في شرح الأسماء الحسنى.
وقال الإمام الإمام إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي في " الحجة في بيان المحجة":
[ ... فثبت أن لله تعالى علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والغلبة ..... ].
وقال إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني:
[وهو فوق عرشه بوجود ذاته].انظر " اجتماع الجيوش الإسلامية".
وقال الشيخ العلامة ابن عثيمين " مجموع فتاويه" رحمه الله تعالى:
[ ... ولهذا لم يتكلم الصحابة فيما أعلم بلفظ الذات في الاستواء والنزول، أي لم يقولوا استوى على العرش بذاته، أو ينزل إلى السماء بذاته، لأن ذلك مفهوم من اللفظ، فإن الفعل أضيف إلى الله - تعالى -: إما إلى الاسم الظاهر، أو الضمير، فإذا أضيف إليه كان الأصل أن يراد به ذات الله - عز وجل - لكن لما حدث تحريف معنى الاستواء والنزول احتاجوا إلى توكيد الحقيقة بذكر الذات ... ].
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 10:55]ـ
جزاك الله خير،
ومن أقوى الأدلة أيضاً قوله تعالى: {وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 09:45]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 09:57]ـ
وفيك بارك؛ لكن
{وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 12:19]ـ
لقد والله صدق من قال
من قال إن الله ليس في السماء، فهو أضل من حمار أهله
ـ[وليد بن محمد الطاهيري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 10:15]ـ
جزاكم الله كل خير.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 10:56]ـ
جزاكم الله خيرا ...
كتاب شامل عن أين الله
بسم الله
مذ أن عرفت الخلاف عن العلو في الفرق وأنا أتساءل لماذا لا يوجد كتاب شامل عن العلو يكون جامعا للموضوع من كل نواحيه. فتكون فيه الادلة النقلية من آيات وأحاديث مع بيان درجة صحتها مقسمة تقسيما موضوعيا وليس سردا للاحاديث فقط. بالاضافة الى الادلة العقلية على العلو ثم عرض أقوال أهل السنة وربما يعرض مناظرات مع المخالفين. واخيرا تنتهي بعرض وتفنيد جميع الشبهات.
من الكتب المعروفة كتاب العلو للذهبي لكنه ليس على هذا الشرط. وهناك كتاب الكلمات الحسان في علو الرحمن - وهبي. وهو كتاب رائع وأقرب ما أعرف للشرط اعلاه وهو كتاب مقسم تقسيما طيبا لكن يحتاج مزيد من العناية.
فهل هناك محاولات لاصدار مثل هذا السفر؟
إن لم يكن هذا الكتاب موجودا فيمكن التعاون على إظهار مثل هذا العمل الى الوجود بالتعاون واستخدام التقنية مثل تقنية wiki. وهي نفس التقنية المستخدمة في موسوعة ويكيبيديا. حيث يستطيع طلبة العلم المشاركة وتحرير المشاركات مع الوقت مع الاحتفاظ بكل ما تم تحريره سابقا لالغاء التعديلات والرجوع بأي موضوع فرعي الى ما كان عليه.
هذا موضوع عن الله تعالى في ويكيبيديا العربية فيه ما ذكرت من تقسيم و تحرير للمشاركات.
- من هنا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87)
أو هذا الموضوع عن الله ايضا بالانجليزية:
- من هنا ( http://en.wikipedia.org/wiki/Allah)
== تعليق ==
لقد حاولت مرار أن انشر الموضوع في مكان ما ليس هنا لكن محرر المنتدى يرجع رسالة خطأ فني!(/)
حوار حول ميراث المرأة
ـ[أبو الخلود]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 10:16]ـ
حوار حول ميراث المرأة
هذه هي القضية
هناك مواطنُ يتسرب منها الخلل إلى الفهم أو العقل البشري، فيرى الأمور على غير حقيقتها، من هذه المواطن: النظر في النص مفصولاً عن سياقه: سابقه ولاحقه. أو النظر في الجزئيات خارج إطار الكليات. أو النظر في الأمر من زاوية وإهمال بقية الزوايا. أو الحكم على الشيء من خلال أفكارٍ مسبّقة، استحكم فتلها بسبب التقليد، إلى غير ذلك من المواطن التي تتسبب في سوءٍ في الفهم، وضلالٍ في الحكم. من هذه الأمور قضية ميراث المرأة في الإسلام.
- قال لي صاحبي، وهو يحاورني: لقد ظلم الإسلام المرأة في الميراث، وعدها نصف الرجل.
- قلت له: هل تدرك ما تقول، هل تؤمن بالله؟
- قال: أشهد ان لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً رسول الله. (ثم استدرك قائلاً): ما هذا السؤال؟
- قلت: إنك تدَّعي أن الإسلام ظلم المرأة، وهل الإسلام إلا ما قال الله، وقال رسول الله؟ بعبارة أخرى: نتيجة تقريرك ولازم كلامك أن الله تعالى ظلم المرأة لحساب الرجل.
- قال: لا، لا، لا أقصد ذلك، فلا تذهب بعيداً، إنما قصدي ... قصدي ... قصدي ...
- قلت له: حسناً، لن أبتعد كثيراً، بل سأبقى قريباً، فما دليلُك على ما تقول؟
- قال - وهو ممتلئ ثقة – أليس في القرآن: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}؟ ألا يعني هذا أن المرأة ناقص الأهلية، وأنها نصف الرجل؟ فهل في هذا الأمر شك؟
- قلت له: هل لك أن تذكر لي أوَّلَ الآية؟ فَبُهت. (فقلت له): هل لك أن تكمل لي الآية؟ فازداد حيرة واضطراباً ...
هكذا حكم صاحبنا، وردد ما يقوله الآخرون، وهكذا بتر النص عن سياقه على طريقة {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}، وهكذا نظر في المسألة دون اعتبار لمبدأ المسؤولية المالية والنفقات الواجبة بين الأقارب.
إن هذا الحوار يشخص لنا حال صنفٍ من المنتسبين إلى الإسلام، الذين يهرِفون بما لا يعرفون، ويخرجون من الدين، من حيث يدرون أو لا يدرون. إنهم صنف تحولت عقولهم إلى مستوطنات بل مستعمرات للفكر الوافد، حتى صاروا يقلدون كما تقلد القرود والببغاوات، فيرددون مقولات أعداء هذا الدين، من غير تفكير ولا روية لما يقال، وهل ما يقال أصحيح هو أم خطأ. (يهرِف: يهذي)
وهدف هذه المقالة هو رد وتزييف هذه الشبهة، شبهة أن الإسلام ظلم المرأة في ميراثها، وإزالة ما علق بالأذهان من آثار هذه الشبهة التي أثارها أعداء هذا الدين، أولئك الذين امتلأت قلوبهم بالحقد على الإسلام والكراهية له، والذين لن يعودوا عن ضلالهم - مهما كانت الأدلة دامغة والبراهين ساطعة ناصعة - إلى الهداية.
أما المؤمنون فهم على يقين بأن حقائق الإسلام ونوره لن يتأثر بتلك المقولات الزائفة، بل سيستمر نور الحق يبدد ظلام الضالين والمضلين، حتى يتبين الرشد من الغي، قال الله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18]
وهذا هو البيان
أولاً- آيات المواريث:
قال الله تعالى في بيان ميراث الأولاد والوالدين: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ، فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ، وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ، فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ، مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ؛ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ؛ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)} [النساء: 11]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في ميراث الزوجين، والأخوة للأم: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ، فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ، مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ، وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ، مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ. وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ، فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ، مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ، وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)}
وقال في بيان ميراث الأخوة الأشقاء أو لأب: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ، إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ، وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ، فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ، وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ، يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا، وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)} [النساء] (الكَلالة): اسم للورثة إِذا لم يكن فيهم ولد ولا والد.
ثانياً- مبادئ عامة في الميراث:
فيما يلي بعض المبادئ العامة للميراث؛ ليتمكن القارئ من تفهم الموضوع ومجاراته:
1 - للميراث في الإسلام سببان: (1) القرابة. (2) والزوجية.
2 - الوارثون الاحتماليون من الرجال (14) أربعة عشر فرداً: (الابن، وابن الابن مهما نزل). (والأب، والجد لأب وإن علا). (والأخ الشقيق، والأخ لأب، والأخ لأم، وابن الأخ الشقيق، وابن الأخ لأب). (والعم الشقيق، والعم لأب، وابن العم الشقيق، وابن العم لأب). والزوج.
ومن النساء (9) تسعة أفراد: (البنت، وبنت الابن مهما نزلت). (والأم، والجدة لأم، والجدة لأب). (والأخت الشقيقة، والأخت لأب، والأخت لأم). والزوجة.
قلنا: احتماليون؛ لأنهم لا يرثون معاً جميعاً؛ لأن الحَجْب يعمل فيهم، فيحرم بعضهم.
3 - للإرث مرتبتان: (1) الإرث بالفرض. (2) والإرث بالتعصيب. قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلْحِقُوا الفرائضَ بأهلها فما بقي فلأولى رجلٍ ذَكَرٍ». – متفق عليه - فالإرث بالفرض مقدم على الإرث بالتعصيب، وهذه ميزة لأصحاب الفروض.
4 - الوارثون من الرجال كلهم يرثون بالتعصيب إلا الزوج والأخ لأم، وإلا الأب والجد فيرثان بالفرض والتعصيب. كما أن الوارثات من النساء كلهنّ ذوات فروض.
5 - الفرض: هو النصيب المقدر للوارث من التركة. والفروض المقدرة في كتاب الله تعالى (6) ستة هي: النصف ونصفه ونصف نصفه (1/ 2، 1/ 4، 1/ 8)، والثلثان ونصفهما ونصف نصفهما (2/ 3، 1/ 3، 1/ 6).
6 - والعَصَبة: هم قرابة الرجل لأبيه. وهم كل من لم تكن له فريضة مسماة من التركة. والعصبة يأخذ ما أبقته الفرائض إذا كان معه ذوو فروض، ويحوز جميع المال إذا انفرد.
7 - والعصبة ثلاثة أنواع: (1) عصبة بنفسه، كالابن، والأب، والأخ الشقيق أو لأب ... (2) عصبة بغيره، وتنحصر في أربع من النسوة: البنت، وبنت الابن، والأخت الشقيقة، والأخت لأب، فكل واحدة منهن تكون عصبة بأخيها، ويقتسمون التركة للذكر مثل حظ الأنثيين. (3) عصبة مع غيره، وهي مختصة بالأخوات مع البنات إذا لم يكن معهن أخ ذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - والعصبة بنفسه له أربع جهات، وهي وفق الترتيب التالي: (1) جهة البنوة، وهم أبناء الميت، ثم أبناء أبنائه مهما نزلوا. (2) جهة الأبوة، وهي أبو الميت، ثم جده وإن علا. (3) جهة الأخوة، وهم أخوة الميت الأشقاء، ثم أخوته لأبيه، ثم ابناء الأخوة الأشقاء، ثم لأبيه، مهما نزلوا. (4) جهة العمومة، وهم أعمام الميت لأبويه، ثم لأبيه، ثم أبناء الأعمام لأبوين، ثم لأب.
والنظام في توريث العصبات بالنفس إذا تزاحموا: إن تعددت الجهات قدمت جهة البنوة، ثم الأبوة، ثم الأخوة. وإن اتحدت الجهة قُدِّم الأقرب درجة، كالابن مقدم على ابن الابن، والأب مقدم على الجد. وإن استوى القرب قُدِّم الأقوى قرابة، كالأخ الشقيق مقدم على الأخ لأب.
9 - في بيان الورثة إذا اجتمع كلهم: (1) إذا اجتمع الذكور كلهم فالوارثون منهم ثلاثة: الابن، والأب، والزوج. (2) وإذا اجتمع الإناث كلهن فالوارثات منهن خمس: البنت، وبنت الابن إذا كانت البنت واحدة، والأم، والزوجة، والأخت الشقيقة. (3) وإذا اجتمع الذكور والإناث كلهم فالذي يرث منهم خمسة: الأبوان، والابن، والبنت، وأحد الزوجين. والآخرون محجوبون.
10 - الْحَجْب: منع من قام به سبب الإرث من الإرث بالكلية، أو من أوفر حظيه، بوجود وارث آخر، أو لوصف قائم به. وعليه فالحجب قسمان: (أ) حجب بالوصف، كأن يكون الوارث قاتلاً أو كافراً. (ب) حجب بالشخص، وهو نوعان: (1) حجب حرمان، كحجب ابن الابن بالابن، وحجب الجد بالأب، والجدة بالأم، ولأخ لأب بالأخ الشقيق ... (2) حجب نقصان، وهو نقل الوارث من فرض أعلا إلى فرض أدنى، كحجب كل من الزوج والزوجة إلى نصف فرضه بوجود الولد، أو كحجب الأم من الثلث إلى السدس بوجود الولد أو تعدد الأخوة ...
ثالثاً- علة التفاضل بين ميراث الأبناء والبنات:
1 - إن التفاضل بين ميراث الأبناء والبنات إنما سببه أن تبعات الأبناء المالية أكبر، حسب نظام النفقات الواجبة بين الأقارب، فقد كلف الإسلام الابن بأعباء كثيرة: كلفه بالإنفاق على زوجته وأولاده. وكلفه بالإنفاق على أقاربه المحتاجين، ذكوراً وإناثاً. وكلفه بأعباء الضيافة للقريب والبعيد. وكلفه بتأسيس منزل الزوجية، وعن تقديم جانباً من المال إلى من سيتزوجها كمهر لها. ومن هنا يُعْلَم أن علة التفاوت في الميراث هو التفاوت في الإنفاق، وليست الذكورة والأنوثة.
قال ابن كثير: قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ}، أي: يأمركم بالعدل فيهم، فإن أهل الجاهلية كانوا يجعلون جميع الميراث للذكور دون الإناث، فأمر الله تعالى بالتسوية بينهم في أصل الميراث، وفاوت بين الصنفين، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين؛ وذلك لاحتياج الرجل إلى مؤنة النفقة والكلفة.
2 - إن توريث المرأة على النصف من الرجل ليس قاعدة عامة في توريث كل ذكر وأنثى، فالآية الكريمة لم تقل: (يوصيكم الله في الوارثين ... ) وإنما قالت {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} والأولاد هم بعضُ الوارثين، وليسوا كلَّ الوارثين، فالتفاضل إذاً بين ميراث الابن والبنت، وليس بين ميراث كل رجل وامرأة.
رابعاً- بين الجاهلية العربية والجاهلية الغربية:
روى ابن أبي حاتم وابن جرير الطبري في تفسيريهما عن ابن عباس –رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - قوله: «لما نزلت الفرائض التي فرض الله فيها ما فرض للولد الذكر والأنثى والأبوين كرهها الناس أو بعضهم، (وقالوا: تُعطَى المرأةُ الربعَ والثمن، وتُعطى الابنةُ النصفَ، ويُعطَى الغلامُ الصغير، وليس من هؤلاء أحد يقاتل القوم، ولا يحوز الغنيمة. اسكتوا عن هذا الحديث لعلّ رسولَ الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينساه، أو نقول له فيغيِّره، فقال بعضهم: يا رسول الله، أنعطي الجاريةَ نصفَ ما ترك أبوها، وليست تركب الفرس، ولا تقاتل القوم، ونعطي الصبيَّ الميراثَ، وليس يغني شيئًا؟) وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية، لا يعطون الميراث إلا من قاتل، يعطونه الأكبر فالأكبر».
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان الإسلام قد قضى على الجاهلية العربية فإن الجاهلية الغربية التي يسعى المستغربون إلى تقليدها، بعضها تحصر الميراث في الابن الأكبر، وبعضها ينكر الميراث (الاتحاد السوفياتي سابقاً)، وبعضها يخول صاحب المال حرية توزيعه على من يشاء حتى لو حرم جميع الورثة. بينما الإسلام أبطل الوصية فيما زاد عن ثلث التركة، فجعل الثلثين حقاً خالصاً للورثة، كما منع التمييز بين الورثة عن طريق الوصية لبعضهم، قال رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في خطبته عام حجة الوداع: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَعْطَى لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ».
خامساً- أمور غابت عن المقلدين وتقاصر عنها عقول المشرعين:
إن المقدين المطالبين بالمساواة بين الرجال والنساء في الميراث قد غاب عنهم أو تناسوا:
1 - أن الإسلام يساوي بين المرأة والرجل في الأجر وغيره، وذلك بخلاف الغرب، فبريطانية - أم الديموقراطية - لم تعترف بالمساواة في الأجر بين الرجل والمرأة إلا بعد عام (1975م).
2 - أن الميراث ليس من كسب الورثة، سواء أكانوا رجالاً أم نساء، وإنما هو من كسب المتوفى؛ لذلك روعي في توزيعه أمران: الأول القرابة. والثاني التبعة المالية بين الأقارب. فنظام الميراث جزء من كل، جزء من نظام الأسرة، وما بين أفرادها من واجب النفقة والتكافل.
3 - من نظر إلى نظام الميراث وحده تبادر إلى ذهنه عدم العدل بين الذكور والإناث. ومن نظر إليه في إطار نظام النفقات بين الأقارب علم أن الإسلام أعطى الذكور أكثر من الإناث؛ لأن أعباءهم في الإنفاق أكبر.
4 - أن نظام الميراث في الإسلام نظام عائلي، لا نظام فردي، بمعنى أن التركة (الثروة) تتشعب وتتوزع بين أفراد العائلة، ولا (تتركز) عند واحد منها، إلا في حالات خاصة، كأن تكون العائلة نفسها لا تتعدى الفرد الواحد.
5 - أن التشريعات والقوانين غير الإسلامية لا تعرف نظام الميراث إنما تأخذ بنظام الوصية، وهذا من شأنه أن يتصرف الشخص في أمواله قبل وفاته، فيوصي بها لمن شاء من أقاربه أو غيرهم، بل له أن يوقف هذه الأموال على الكلاب والقطط، ويحرم منها بناته وبنيه.
6 - أن الإسلام يجعل القوامة على الأسرة للرجل، وجعل في مقابل ذلك أن يتحمل المهر والنفقات السالفة الذكر، بينما التشريعات التي يقلدها هؤلاء تجعل رئاسة الأسرة للرجل ولا تعفي المرأة من النفقات، حيث ينص القانون المدني الفرنسي - وهو مصدر قوانين معظم الدول الغربية - على أن الالتزامات متبادلة بين الزوجين، وهذه القاعدة تسود جميع التشريعات غير الإسلامية، بل نظام الزواج في التشريعات الغربية يجعل المرأة تقدم مبلغاً من المال لزوجها عند الزواج، أو أن تخلط أموالها بأمواله، ويكون الزوج هو المتصرف وحده في الأموال المقدمة منها أو المختلطة بينهما.
7 - أن المساواة المطلقة قد تضر بالمرأة نفسها، فتحملها أعباء كثيرة، من ذلك إلزامها بالعمل، فلا تستطيع التفرغ للبيت إن شاءت. ومن ذلك تجنيدها في الجيش.
سادساً- زَعْمُ المقلِّدِين الجاهلِين:
يزعم المقلدون والمقلدات للغرب أن المرأة المسلمة تابعة للرجل؛ لأنها لم تستقل اقتصادياً عنه. فها هو القانون المدني الفرنسي ينص على أن الالتزامات بين الزوجين متبادلة.
الجواب: إن هؤلاء يجهلون القانون المدني الفرنسي؛ لأنه ينص في المادة (216) على أن النظام المالي للزوجين هو الذي يحدد حقوق والتزامات الزوجين المالية، فقد وضع هذا القانون أمام الزوجة أحد الخيارات التالية:
1 - أن تدفع للزوج مبلغاً من المال – قد يشمل جميع أموالها عند الزواج – وذلك لمعاونة الزوج في أعباء الحياة الزوجية، ويسمى هذا نظام (الدوطة).
2 - أن تختار خلط أموالها بأموال زوجها، وهذه الأموال المختلطة ليس للزوجة أي حق فيها.
3 - أنه إن لم يتضمن عقد الزواج اختيار الزوجة لنظام الدوطة أو لنظام اختلاط الأموال، فيفرض القانون نظام المشاركة في نفقات البيت والأسرة طول الحياة الزوجية، كل بحسب قدرته المالية (المواد: 207، 214، 216، 1300، 1426)
(يُتْبَعُ)
(/)
والقانون المدني الفرنسي يلزم المرأة المتزوجة الحصول على موافقة الزوج الكتابية عند قيامها ببيع شيء من أموالها أو شراء شيء بأموالها (م 217)، بل لا تستطيع أن ترفع دعوى أمام القضاء إلا بموافقته (م215). أما الإسلام المفترى عليه فلا يحمل المرأة شيئاَ من النفقات أو القيود. [المستشار سالم الْبَهْنَسَاوي، المرأة بين الإسلام والقوانين العالمية، ص 195]
سابعاً- معايير التفاضل في الميراث:
إن وراء التفاوت بين أنصبة الورثة حكم إلهية ومقاصد شرعية خفيت على أولئك المقلدين الذين جعلوا من ذلك التفاوت في بعض مسائل الميراث شبهة على كمال أهلية المرأة في الإسلام. إن ذلك التفاوت تحكمه ثلاثة معايير، ليست منها الذكورة والأنوثة:
الأول- جهة القرابة: فالأولاد – وإن كانوا إناثاً - أوفرُ حظاً من الآباء؛ لأن الأولاد يستقبلون الحياة بتبعاتها، والآباء يستدبرونها، وربما أصبحوا أعباء على غيرهم، فبنتُ المتوفى - ولو كانت رضيعة - ترث أكثر من أمه، وكلتاهما أنثى، بل وترث أكثر من أبيه، فهي ترث نصف ماله. وكذلك يرث ابن المتوفى أكثر من أبيه، وكلاهما من الذكور، فللابن خمسة أسداس التركة.
الثاني- درجة القرابة: فلا يرث إلا القريب، وكلما كان الوارث أدنى من المتوفى زاد نصيبه من الميراث، وكلما ابتعد قل نصيبه من الميراث، ذلك لأن القريب الأدنى في العادة أكثر مناصرة ونفعاً للمتوفى، وأكثر إعانة له على تكوين ثروته.
الثالث- التبعة والمسؤولية المالية: وهذا هو المعيار الوحيد الذي يراعى فيه الذكورة والأنوثة، وليس في هذا التفاضل أي ظلم أو انتقاص للأنثى، بل العكس هو الصحيح، لأنها تعفى من جميع المسؤوليات المالية التي يطالب بها الذكر. فعلة التفاوت في الإرث هو التفاوت في الإنفاق.
ثامناً- التفاضل في الميراث ليس قاعدة مطردة:
كما أن التفاضل في الميراث له معاييره الخاصة، وأنه ليس قائماً على أساس الذكورة والأنوثة، فهو كذلك ليس قاعدة مطردة، لأن الحالات التي ترث فيها المرأة نصف ميراث الرجل إنما هي حالات خاصة ومحددة، من عشرات الحالات المغايرة لذلك، وباستقراء مسائل الميراث تتكشف الحقائق التالية:
· أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل.
· حالات كثيرة ترث فيها المرأة مثل الرجل.
· حالات كثيرة ترث فيها المرأة أكثر من الرجل.
· حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال.
أ- حالات التفاضل (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)
1 - ميراث الأولاد: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} فإذا مات أحد الأبوين وترك (ابناً وبنتاً) تقسم التركة بينهما أثلاثاً.
2 - ميراث الوالدين في بعض الأحوال: {فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ} ففرض الأم الثلث، والباقي وهو الثلثان للأب.
3 - ميراث الأزواج: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ، فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ، مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ، وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ، مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} فميراث الزوجة على النصف من ميراث الزوج، سواء أكان للمتوفى منهما ولد أم لم يكن.
4 - ميراث الأخوة لأبوين أو لأب: {وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} فمن مات وترك (أخاً شقيقاً وأختاً شقيقة) أو ترك (أخاً لأب وأختاً لأب) تقسم التركة بينهم أثلاثاً.
ب- حالات المساواة (للذكر مثل حظ الأنثى)
1 - حالات الأم مع الأب بوجود ولد.
{وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ} من صور هذه الحالة:
- مات عن (أم، وأب، وابن) فلكل من الأم والأب السدس، والباقي للابن.
- مات عن (أم، وأب، وبنتين) فللأم السدس، وللبنتين الثلثان، وللأب السدس والتعصيب، ولا يبقى له سوى السدس، فيتساوى عملياً مع الأم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- مات عن (زوج، وبنت، وأم، وأب) فللزوج الربع، وللبنت النصف، وللأم السدس، وللأب السدس والتعصيب، تعول المسألة، فلا يرث الأب عملياً إلا السدس.
- مات عن (أب، وجدة - أم أم- وابن) لكل من الأب والجدة السدس، والباقي للابن.
2 - حالات الأخ والأخت لأم.
{وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ، فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ} (الكَلالة): اسم للورثة إِذا لم يكن فيهم ولد ولا والد. فحظ الأخت للأم تساوي حظ الأخ للأم. وتحت هذه الحالة صور:
- مات عن (زوج، وأم، وأخ لأم) للزوج النصف، وللأم الثلث، وللأخ لأم السدس.
- مات عن (زوج، وأم، وأخت للأم) للزوج النصف، وللأم الثلث، وللأخت لأم السدس.
- مات عن (زوج، وأم، وأخ لأم، وأخت لأم) للزوج النصف، وللأم السدس، وللأخ والأخت لأم الثلث، وهم شركاء فيه.
حكمة التسوية بين الأخ والأخت لأم: إن (الأخ والأخت لأم) ينتميان إلى عائلة أخرى، لذلك لا يترتب عليهما إنفاق عائلي ضمن عائلة المتوفى. ولما كانت علة التفاوت في الإرث هي التفاوت في الإنفاق، فإذا انتفى الإنفاق عاد الإرث إلى التساوي.
3 - حالات انفراد الرجل أو المرأة بالتركة.
- لو مات عن (أب) أخذ التركة كلها تعصيباً، ولو مات عن (أم) أخذت التركة كلها، ثلثها فرضاً والباقي رداً.
- لو مات عن (ابن) أخذ التركة كلها تعصيباً، ولو مات عن (بنت) أخذت التركة كلها، نصفها فرضاً والباقي رداً.
- لو مات عن (أخ شقيق أو لأب) أخذ التركة كلها تعصيباً، ولو مات عن (أخت شقيقة أو لأب) أخذت التركة كلها، نصفها فرضاً والباقي رداً.
- لو ماتت عن (زوج، وابن) للزوج الربع والباقي للابن تعصيباً، ولو ماتت عن (زوج وبنت) للزوج الربع، وللبنت النصف فرضاً والباقي رداً. (كذلك الحكم لو مات عن زوجة وابن أو بنت).
- لو مات عن (زوجة، وأخ شقيق أو لأب) للزوجة الربع، والباقي للأخ تعصيباً، ولو مات عن (زوجة، وأخت شقيقة أو لأب) للزوجة الربع، وللأخت النصف فرضاً والباقي رداً.
4 - حالات أخرى من المساواة.
· الأخت الشقيقة مع الأخ الشقيق:
- إذا ماتت عن (زوج، وأخ شقيق أو لأب) فللزوج النصف، وللأخ الباقي تعصيباً وهو النصف. ولو وضعنا (الأخت) موضع (الأخ) لأخذت النصف أيضاً فرضاً.
- لو ماتت عن (زوج، وبنت، وأخ شقيق أو لأب) فللزوج الربع، وللبنت النصف، والباقي للأخ تعصيباً. ولو وضعنا (الأخت) موضع الأخ لأخذت الباقي أيضاً تعصيباً. (عصبة مع الغير).
· الأخت لأم مع الأخ الشقيق: لو ماتت عن (زوج، وأم، وأخت لأم، وأخ شقيق) للزوج الربع، وللأم السدس، وللأخت للأم السدس، والباقي للأخ الشقيق تعصيباً، ويساوي السدس، وهو حصة الأخت لأم أيضاً.
ج- حالات ترث فيها المرأة أكثر من نظيرها من الرجال:
· فرض (الثلثين) أحظى للمرأة من التعصيب لنظيرها من الرجال أحياناً، من صوره:
- لو ماتت عن (زوج، وأب، وأم، وبنتين) فللزج الربع، وللأب السدس والتعصيب، وللأم السدس، وللبنتين الثلثان، والمسألة من (12) وتعول إلى (15)، وحصة البنتين منها (8) أسهم. ولو وضعنا (ابنين) موضع البنتين، يبقى لهما (5) أسهم فقط، ومعلوم أن (8) من (15) أحظى من (5) من (12).
- إذا ماتت عن (زوج، وأم، وشقيقتين) فللزوج النصف، وللأم السدس، وللشقيقتين الثلثان، والمسألة من (6) وتعول إلى (8) للشقيقتين منها (4) أسهم. ولو وضعنا (شقيقين) موضع الشقيقتين، يبقى لهما (2) سهمان فقط. ومعلوم أن (4) من (8) أحظى من (2) من (6).
· فرض (النصف) أحظى للمرأة من التعصيب لنظيرها من الرجال أحياناً، من صوره:
- لو ماتت عن (زوج، وأم، وأب، وبنت) ف للزوج الربع، وللأم السدس، وللأب السدس مع التعصيب، وللبنت النصف، والمسألة من (12) وتعول إلى (13) للبنت منها (6) أسهم. ولو وضعنا (الابن) موضع (البنت)، يبقى له (5) أسهم فقط، وهو أقل من نصيب البنت.
- لو ماتت عن (زوج، وأم، وشقيقة) فللزوج النصف، وللأم الثلث، وللشقيقة النصف، والمسألة من (6) وتعول إلى (8) للشقيقة منها (3) أسهم. ولو وضعنا (الشقيق) موضع (الشقيقة)، لا يبقى له سوى سهم واحد، بينما حظيت الشقيقة بثلاثة أسهم.
· فرض (الثلث) أحظى للمرأة من التعصيب للرجال أحياناً، من صوره:
(يُتْبَعُ)
(/)
- مات عن (زوجة وأم وأختين لأم وشقيقين) فللزوجة الربع، وللأم السدس، وللأختين لأم الثلث، وللشقيقين الباقي تعصيباً، المسألة من (12) للزوجة (3) أسهم، وللأم (2) سهمان، وللأختين لأم (4) أسهم، ويبقى للشقيقين (3) أسهم، علماً أنهما أقوى قرابة من الأختين لأم.
- ماتت عن (زوج وأختين لأم وشقيقين) للزوج النصف، وللأختين لأم الثلث، وللشقيقين الباقي تعصيباً. المسألة من (6) للزوج (3) أسهم، وللأختين لأم (2) سهما، ولا يبقى لشقيقين سوى سهم واحد. فكل أخ شقيق أخذ نصف نصيب أخت لأم.
· فرض (السدس) أحظى للمرأة من التعصيب لنظيرها من الرجال أحياناً:
لو مات عن (زوجة، وأم، وأب، وبنت، وبنت ابن) فللزوجة الثمن، وللأم السدس، وللأب السدس والتعصيب، وللبنت النصف، ولبنت الابن السدس. والمسألة من (24): للزوج (3) أسهم، وللأب (4) وللأم (4) وللبنت (12) ولبنت الابن (4) فتعول المسألة إلى (27). ولو وضعنا (ابن الابن) موضع (بنت الابن)، لا يبقى له سوى سهم واحد، وهو أقل من نصيب بنت الابن.
د- حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال
- لو ماتت عن (زوج، وأم، وأب، وبنت، وبنت ابن) فللزوج الربع، وللأم السدس، وللأب السدس والتعصيب، وللبنت النصف، ولبنت الابن السدس، والمسألة من (12): للزوج (3) أسهم، وللأم (2) وللأب (2) وللبنت (6) ولبنت الابن (2) فتعول المسألة إلى (15). ولو استبدلنا ابن الابن ببنت الابن، تعول المسألة إلى (13)، ولا يبقى له شيء لأنه عصبة،، ولأن الفروض استغرقت التركة.
- لو ماتت عن (زوج، وشقيقة، وأخت لأب) فللزوج النصف، وللشقيقة النصف، وللأخت لأب السدس، والمسألة من (6): للزوج (3) أسهم، وللشقيقة (3) وللأخت لأب سهم واح، فتعول المسألة إلى (7). ولو استبدلنا بالأخت لأب الأخ لأب، لا يبقى له شيء لأنه عصبة، ولأن الفروض استغرقت التركة.
- وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ -
قال الله تعالى: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ، لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء: 32]
قال القرطبي: «قال قتادة: (كان الجاهلية لا يورِّثون النساء ولا الصبيان، فلما وُرِّثوا، وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين؛ تمنى النساء أن لو جعل أنصباؤهن كأنصباء الرجال) ... فنزلتْ».
ثم قال: «فنهى الله - عز وجل - عن التمني على هذا الوجه؛ لما فيه من دواعي الحسد; ولأن الله تعالى أعلم بمصالحهم منهم; فوضع القسمة بينهم على التفاوت على ما علم من مصالحهم».
ما سلف بيانه من حالات التفاوت والتساوي في الميراث لم يكن الهدف منها الحصر، بل التمثيل؛ ليزداد المؤمن إيماناً، ولتكون شوكة في عين الجاهل العنيد. وبالله التوفيق.
*****
السبت 29/ذو القعدة/1431ه = 6/ 11/2010م
ابن الجزيرة الفراتية(/)
هل "دار المنهاج" بـ ((جدة)) لها توجّه أشعري عقلاني؟!
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 12:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , سيدنا ونبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فغير خاف عليكم أيها الأحبة الهجوم الأشعري على المنهج السلفي الصحيح بكل وسائله وطرقه , وبحمد الله أن بلاد الحرمين سلمت -نسبياً- من هذه الترهات , وبقيت خفاقة تنشر التوحيد الصافي البعيد عن الجدل العقلي , والتخبط الفلسفي ..
وقد عرفت مكتبة "دار المنهاج" (لصاحبها: عمر سالم باجخيف) خادمة لكتب الحديث وما يتعلق بالمنهج السلفي , حتى صارت -تقريباً- في بلاد الحرمين من رواد المكتبات التي تعنى بالطبعات الجيدة , والإخراج الناجع النافع , في صورة بهية أنيقة.
ولها اسم آخر بالمدينة النبوية "المكتبة السلفية" عن كثب من الجامعة الإسلامية.
وقد طالعتنا أخيراً بكتب تنشر المذهب الأشعري , وتخرجها في طبعات جيّدة , وليت شعري هل هذا من باب نشر كتب السلف كما يدعي صاحبها في تطريزه للموقع الرسمي؟!
وهل مشايخنا في غفلة عن هذه المكتبة التي أخرجت بعض الكتب المليئة بالشبه الفسلفية , وكأن لجنتها العلمية وضعت في حسبانها نشر المذهب الأشعري في المملكة العربية السعودية!
فإخراجها لهذه الكتب خطوة خطيرة , يوم عجزت الخطط الأشعرية عن ذلك!
ومن تلك الكتب:
- الاقتصاد في الاعتقاد , للغزالي.
قال الناشر في المقدمة:
((تأليف:
الإمام المجتهد حجة الإسلام زين الدين أبي حامد محمد بن محمد الغزالي (450 - 505 هـ)
عني به:
أنس محمد عدنان الشرفاوي
الاقتصاد في الاعتقاد
حصن حصين ودرع متين لعقيدة أهل السنة والجماعة، واضعه هو حجة الإسلام والمسلمين وفخر أهل الملة الحنيفية الإمام الغزالي رحمه الله.
حبَّره في نهاية المرحلة الأولى من حياته، مرحلة النضج العلمي الباهر.
وهو كتاب يلمُّ في أبوابه وأقطابه بأصول العقيدة وأدلتها وبراهينها، لا كما يظن البعض أنه مقتصر على الزبد والخلاصات، بل هو بعيد عن الحشو والتطويل.
وكم تشكّى أهل العلم من طبعات «الاقتصاد»، وهم مع ذلك يلازمون إقراءه وتدريسه والرجوع إليه؛ لِمَا للكتاب من تحرير وتقرير قل نظيره.
وطبعتنا اليوم تنتعش بأريج مخطوطة في غاية النفاسة، لم يحقق الكتاب من لم يقف عليها.
نرجو من الله أن نكون قد قدمناه وفيه شفاء للناس، وليس عن الكتاب محيد))
والكتاب يعرفه الإخوان المهتمون بشأن العقيدة , ويعلمون ضلالاته المتكدسة!
والمحقق أشعري محترق بأشعريته -والله المستعان-.
ومن تلك الكتب أيضاً:
- المنقذ من الضلال.
(والذي يسميه الشيخ: شمس الدين الأفغاني -رحمه الله-: المَنْفَذ إلى الضلال!)
يقول الناشر -هداه الله-:
((المنقذ من الضلال
والموصل إلى ذي العزة والجلال
البحث عن الحقيقة بكل معانيها، مصادرها، معالمها، طرائق الوصول إليها، دوَّنَها حجة الإسلام الإمام الغزالي بأسلوب رشيق وهو يحكي قصته معها.
و «المنقذ» أكثر من سيرة ذاتية للإمام، فهو لم يسطِّر حياته الفكرية فحسب، بل خاض فيه صراعاً روحياً ذاتياً، وآخر مع الفلاسفة والباطنية وأهل الكلام والصوفية، ليصل وبكل موضوعية إلى ترجيح أفق الأخيرة على سائر الفرق.
وهو مصدر من مصادر الفكر العالمي، ومفخرة من مفاخر تطور الفكر الإسلامي.
وهو سيرة لعقلية مؤلفه الفذّة، ومنهج منضبط لسالكي طريق البحث الموضوعي.
وعلى عادة دار المنهاج بالاهتمام بكتب الإمام الغزالي .. تبعث هذا الكتاب اليومَ وكلها أمل من القارىء الكريم أن يكون له النفع العميم))
وإني لأتمنى ممن له شأن أن يكتب إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء , حتى تصدر رأيها في منع هذه الكتب الضالة التي لا يجوز نشرها , ولا بيعها , ولا التعاون فيها , والأخذ على يد العابثين الذين يريدون إفساد بلاد الحرمين , وإرجاع المذهب الأشعري العقلاني السقيم.
بارك الله في الجميع.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 12:29]ـ
ليست هي يأخي.
مكتبة دار المنهاج في الرياض= تنشر كتب السلف وكتب شيخ الاسلام والدراسات حوله.
غير دار المنهاج (في جدة فيما أظن) لباجحيف= تنشر تراث الشافعية في الفقه والأشعرية في العقائد، وإن كان الأول أغلب عليها.
كلامك عن الثانية دون الأولى فليتنبه ولعلك تستدرك.
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 12:37]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا الليث، فقد أجدت وأفدت. وقمت بواجب النصح حول تلك الدار المشبوهة. فبارك الله فيك.
وكتب الفقه لم تسلم من هذا التوجه، والأصولية كذلك.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 10:01]ـ
ليست هي يأخي.
مكتبة دار المنهاج في الرياض= تنشر كتب السلف وكتب شيخ الاسلام والدراسات حوله.
غير دار المنهاج (في جدة فيما أظن) لباجحيف= تنشر تراث الشافعية في الفقه والأشعرية في العقائد، وإن كان الأول أغلب عليها.
كلامك عن الثانية دون الأولى فليتنبه ولعلك تستدرك.
جزاك الله خيراً على هذا الاستدراك الذي ما تنبهت إليه إلا الآن ..
وعلى كلّ؛ فلا بدّ لعلمائنا من يد من حديد حتى تزول هذه الترهات الباطلة , وهذه الدعوة الأشعرية التي ما فتئت تفت في عضد السلفيين!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 10:03]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا الليث، فقد أجدت وأفدت. وقمت بواجب النصح حول تلك الدار المشبوهة. فبارك الله فيك.
وكتب الفقه لم تسلم من هذا التوجه، والأصولية كذلك.
بارك الله فيك يا سميي ,
وإن كانت ... !
ـ[أبو الفضل عمر]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 10:36]ـ
إني لأعجب حقيقةً مما قرأتُ! ومما أراه من كثيرٍ من الكتابات من أناسٍ غريبي الأطور وغريبي التفكير قد أخذهم الغرورُ ولعبَ برؤوسهم الكِبرُ والخيلاءُ ظانين بأنفسهم مَلاكاً طاهراً أو وكلاءً لله على أرضهِ يحاسبونَ من يشاؤوا المسلمين ومن لهم الحُرمةُ المصونةُ والشأنُ الجليلُ فلم يبقوا أحداً لم يصفوه بالضلالِ والتبديعِ أو لم يتعرضوا له بالتنقيصِ والتشنيعِ، وكأنّ العلماءَ والمسلمين حُرْمتَهم مُضغةٌ مستباحةٌ في الألسنِ حلالٌ لحمُها مُستَحَبٌ، ولو رجعوا إلى أنفسهم واتخذوا من محاسبةِ أنفسهم قبل محاسبةِ غيرهم ومن تتبعِ عيوبهم قبل تتبع عيوب غيرهم ومن الامتثالِ لأخلاقِ الإسلامِ وقد حرّمَ الهمزَ واللمزَ فضلاً عن السخرية وعن الغيبةِ لأحياءِ المسلمين وأمواتهم ولو تواصوا بينهم بالرحمةِ والحقِّ لا بالتسفيهِ والتجهيلِ والتعريضِ أو السبابِ والشتائم، أفليس سبابُ المسلمِ فسوقٌ؟ أفليس للمسلمِ على المسلمِ أن لا يجرحه ولا يؤذيه ولا يعرّض به وأن يستره وينصره؟ ما بالنا على العلماءِ نسينا آدابَ المعاملةِ ونسينا ما على طالبِ العلمِ لهم؟ ألم يقلِ الله عز وجل أن قولوا للناسِ حسنا؟ ألمْ وألمْ وألمْ؟ حتى يأتي أحدٌ ليس له من العلمِ إلا نزرٌ قليلٌ ولا من الإيمان إلا ما يعلمه الله فيمشي كبراً وخيلاءً على رؤوسِ العلماء المسلمين الكبار يكنسهم بيده ويبطشُ بهم بلسانه كأنهم لا شيءٌ أمامَهُ وكأنه الإلهُ المتأله علامُ الغيوبِ وعلامُ النفوس وما تخفي! ما هذا إلا غرورٌ ما بعده غرورٌ وإلا نقصٌ ما بعده نقصٌ!
أفتريدُ يا هذا أن تنشقَ الأرضُ فتطوي في أعماقها السحيقةِ كلَّ ما كتبه هذا العلامةُ الزاهدُ والمفكر الكبير الإمام الغزالي؟
سبحان الله! ما ظلمَ الإسلامَ إلا أهلُهُ وما ظلمَ علماءَه إلا أبناؤُهُ وما جرّأَ الأعداءَ عليه إلا جهالُهُ! ثم نتشاكى حسرةً أن الغربَ يظلمنا وتراثنا وعلماءنا ولا يعترف لنا بحضارةٍ ولا معرفةٍ! ونحنُ أولُ الكافرينَ بنا وأشدّهم علينا!
لو أنّ مثل هذا قاله مستشرقٌ أو يهوديٌّ لشرعنا بأقلامنا نذودُ عن هذا الإمامِ ونذودُ عن مؤلفاته والتي سلخها الغربُ درساً وبحثاً وتأثّر بها ديكارت الفيلسوف الغربي الكبير في نظريته عن المعرفةِ أو لكان عزاؤنا أنهم إنما حاقدونَ ظالمونَ لتراثنا الإسلامي الكبير ومجحفون بحقّ أئمتنا وعلمائنا ومفكرينا ودّوا لو يقتلوا تراثنا ويحرقوه ويسرقوه وقد فعلوا فلا ننتظر منهم شهادةَ إنصافٍ ولا ثناءً ولا شكراً، أما أن يصدُرَ من قلمٍ محسوبٍ على الإسلامِ يبتدأ موضوعه بالبسملة والحمد لله وينتهي بالدعاء للمسلمين، ولا أدري أيفرحُ لما أصابَ تراثَ الإسلامِ في نكبة بغداد على يد المغول في القديم وعلى يد المغول الجدد في الحديث أم لا؟ وظني أنه فرِحٌ مسرورٌ ففيها لا ريب كتباً لعلماء كثيرين وربما بعضها للغزالي وربما بعضها لعلماء من أهل الكتاب!
رحمكَ الله! زنْ نفسكَ قبلَ أن تزنَ أعلامَ الإسلامِ الكبار! ولا يجرمنّكَ شنآنُ قومٍ على ألا تعدلْ اعدلْ هو أقربُ للتقوى! والعلمُ يأخذ من اليهوديّ والنصرانيّ فضلا عن أعلامِ المسلمين وهداتهم! وإلا فإن جهاز الحاسوب الذي تقف أمامه هو إنما نتاج أحدٍ من أهل الكتاب أو من غير المسلمين أفتكسرُه وتهشّمُهُ أم ماذا عساكَ تفعل به؟ أم تودّ لو أنّ صاعقةً تصيبُ كل كتابٍ على هذه الأرضِ فتحرقه وتذهبُ به سدىً ما لم يكن على هواكَ فتأتي على الأخضرِ واليابسِ فتذورهُ في مهبِّ الرياحِ لا تبقي منه لنيوتن ولا لشكسبير؟ أهكذا تكونُ أمةُ القرآنِ أهكذا تكون الأمةُ التي نأملُ لها أن تنهضَ من مرقدها فتعتلي جُدُدَ الحضارةِ فتذيبُ العلمَ في أحشائها وتبرزُ على غيرها من الحضارات علماً ومعرفةً وهدىً؟! تدفنُ تراثها بيدها وتغضُّ من علماءها الكبار بالتنقيصِ والازدراءِ والتحقيرِ والتنقيصِ والتهميشِ بدلا من أن ترفعها في أعينها وأذهانها وألسنتها وقلوبها؟ حتى تستنكرونَ على أحدٍ أن يصفَ الغزالي بالإمام الحجة شكراً على ما قدمه للإسلامِ وأهله وتقديراً وإجلالاً؟ أبخلتم على إمامٍ عالمٍ مؤمنٍ بالله أضنى حياتَه جهاداً في سبيلِ الله ولم تبخلوا على غيره بالدعاء والثناء والتقدير وإن كان دونه مقاماً وأبعدُ عنه رحمةً وهدايةً! ما تراكم لو رأيتموه يمشي بينكم في الطريقِ أستنهالونَ عليه ضرباً باليمينِ والشمالِ أم سترجمونه بالحجارةِ؟ ليتَ شعري ما أنتم بأرحمَ من الغربِ على تراثنا ولا من الاستشراقِ ولا من المغول! ليتَ شعري أأفلحتْ خططُ الاستعمارِ فيكم حتى صرتم تحتفونَ وتحتفلون بأئمةِ الجورِ وضاربي القيانِ والغربِ المستعمر ولا تذكرونَ فضلاً لمن حقّه الاحتفاءُ والاحتفالُ؟ ليتَ شعري أيّ محرقةٍ ستعملوها في تراث الإسلامِ لو أخليَ بينكم وبينه؟ ليتَ شعري أتخربونَ بيوتكم بأيديكم ألا فاعتبروا أيها العالمَون فإن أمةَ القرآن لما تعتبر بآياتها بعد ودتْ لو تقتلُ نفسَها بنفسِها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 08:02]ـ
زنْ نفسكَ قبلَ أن تزنَ أعلامَ الإسلامِ الكبار!
وهذا أمر مطلوب.
والميزان هو اتباع الحق، بالدليل من القرآن والسنة.
فإن جانب الصواب طرحنا قوله، فما بالك إن كانت تلكم الأقوال في أصل الدين؟!
والموضوع برمته ليس حول إخراج كتب الشيخ الغزالي، وإنما في نوعية الكتب التي يخرجونها، سواء له أو لغيره. فتنبه.
بارك الله فيك.
ـ[محب طيبة]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 12:27]ـ
رضي الله تعالى عن حجة الإسلام الغزالى ونفعنا بعلومه
ـ[ابوحفصة السودانى]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 01:14]ـ
بارك الله فيك اخى اسامة وما أدرى اين الإستهانة او السباب الذي صدر من الفضلاء ههنا؟ ماهو إلا تنبيه على نوعية الكتب ليس إلا فجزاهم الله خيرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 02:50]ـ
بارك الله فيكم أبا الليث ..
وهذه الدار أحد منافذ نشر (الصوفية الأشعرية) في بلاد التوحيد للأسف، لابد من مناصحة صاحبها وتبصير الناس بحالها ..
وهنا عن عقيدة الشافعي - رحمه الله - الذي ارتضوه إمامًا لهم:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=373 (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=373)
هداهم الله ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 05:08]ـ
هذه الدار أحد منافذ نشر (الصوفية الأشعرية) في بلاد التوحيد للأسف.
بل أزيدك يا شيخ سليمان طامةً أخرى أعاذنا الله منها:
(الصوفية الأشعرية القبورية) والتي تجد في مؤلفات من حققوا كتبهم السب والطعن برموز أهل السنة والجماعة من سلف وخلف .. ولو ترى ما فيها على سبيل المثال من الطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية لطالبت بغلق هذه الدار لا مناصحتها.
وبالنسبة للأخوين الأشعريين هنا: ما رضي الغزالي نفسه بما كان يصنعه ويؤلفه وينافح عنه عمره كله؛ حتى ترضوه أنتم وتنافحوا عنه!!
بل مات على دين العجائز رحمه الله.
ـ[الملا السامرائي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 08:04]ـ
من حق كل واحد ان يدعي ان فكرَهُ صحيحٌ وفكرَ غيره سقيمٌ، وهذا موجود عن النصارى واليهود أمرٌ عادي، ولكن ليس من حق أي أحد ان يضرب برأسه جبلاً ظاناً أنه كرة ٌ فان لم يسمع النصح منِّا تركناه يضربه فاما ان يضربه ويموت واما يصير مجنوناً،وهذا حق من يناطح الجبال الجنون او الموت، فأهون الشرور ان يمسك نفسه ..... والعاقل يفهم، تامل.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 08:16]ـ
أود تذكير بعض الإخوة بأن أبا حامد الغزالي رحمه الله تعالى ورضي عنه أقر ضمنياً باضطرابه في باب العقائد .. ولولا أنه كان يتحرى الإخلاص لأتلف نفسه كما قال الحافظ الذهبي ..
ولهذا كتبه تعج بالتناقضات .. وهو أمر مشهور معروف
أما العقائد الأشعرية فمن حقنا التحذير منها فإنما التعويل على الرعيل الأول والقرون الفاضلة
لاسيما وقد اعترف بعض اكابرهم -ومنهم الغزالي نفسه-بمباينة منهجهم العقدي لما اتفق عليه السلف .. مع كونهم استمدوا في معارفهم مصادر دخيلة على النقاوة الإسلامية التي ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة عليها
والله الموفق
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 08:54]ـ
من حق كل واحد ان يدعي ان فكرَهُ صحيحٌ وفكرَ غيره سقيمٌ
غير صحيحٍ على إطلاقه غفر الله لك .. ومن قال هذا؟!
بل الأخذ على اليد؛ فإما تأييد صحيح سليم لوضوح سلامة الإدعاء، أو تنبيه وردع وتنحية لوضوح خلل الإدعاء وسقوطه.
وإلا لأصبح الأمر حيص بيصٍ الكل يعتقد بما شاء، والكل يحذر مما شاء!!
وهذا موجود عن النصارى واليهود أمرٌ عادي
بئس ما قست عليه وفقك الله!!
ومتى كان الشيء الموجود عند اليهود والنصارى مما لا يستقيم = وجوده عند أهل الإسلام؛ ومن ثم يصبح الأمر (عادي)!!
وهذا يبين وضوح مداخلتك غفرالله لك .. أقله عندي؛ فأخشى أنك (ثالث الثلاثة)!!
ولكن ليس من حق أي أحد ان يضرب برأسه جبلاً ظاناً أنه كرة
بل إن كان هذا الجبل مهترئاً متخلخلاً؛ كان ضاربه بإذن الله تعالى موفقاً إلى أن يجعله عهناً لا يساوي شيئاً. فتنبه
بالمناسبة: نحن لا نتكلم عن العزالي الفقيه الأصولي .. بل نتكلم عن العزالي الفيلسوف المتكلم الأشعري المضطرب.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 09:07]ـ
بارك الله فيكم أبا الليث ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الدار أحد منافذ نشر (الصوفية الأشعرية) في بلاد التوحيد للأسف، لابد من مناصحة صاحبها وتبصير الناس بحالها ..
وهنا عن عقيدة الشافعي - رحمه الله - الذي ارتضوه إمامًا لهم:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=373 (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=373)
هداهم الله ..
هل في الرابط فايروس؟!
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 11:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .............
إني لأعجب حقيقةً مما قرأتُ! ومما أراه من كثيرٍ من الكتابات من أناسٍ غريبي الأطور وغريبي التفكير قد أخذهم الغرورُ ولعبَ برؤوسهم الكِبرُ والخيلاءُ ظانين بأنفسهم مَلاكاً طاهراً أو وكلاءً لله على أرضهِ يحاسبونَ من يشاؤوا المسلمين ومن لهم الحُرمةُ المصونةُ والشأنُ الجليلُ فلم يبقوا أحداً لم يصفوه بالضلالِ والتبديعِ أو لم يتعرضوا له بالتنقيصِ والتشنيعِ، وكأنّ العلماءَ والمسلمين حُرْمتَهم مُضغةٌ مستباحةٌ في الألسنِ حلالٌ لحمُها مُستَحَبٌ، ولو رجعوا إلى أنفسهم واتخذوا من محاسبةِ أنفسهم قبل محاسبةِ غيرهم ومن تتبعِ عيوبهم قبل تتبع عيوب غيرهم ومن الامتثالِ لأخلاقِ الإسلامِ وقد حرّمَ الهمزَ واللمزَ فضلاً عن السخرية وعن الغيبةِ لأحياءِ المسلمين وأمواتهم ولو تواصوا بينهم بالرحمةِ والحقِّ لا بالتسفيهِ والتجهيلِ والتعريضِ أو السبابِ والشتائم، أفليس سبابُ المسلمِ فسوقٌ؟ أفليس للمسلمِ على المسلمِ أن لا يجرحه ولا يؤذيه ولا يعرّض به وأن يستره وينصره؟ ما بالنا على العلماءِ نسينا آدابَ المعاملةِ ونسينا ما على طالبِ العلمِ لهم؟ ألم يقلِ الله عز وجل أن قولوا للناسِ حسنا؟ ألمْ وألمْ وألمْ؟ حتى يأتي أحدٌ ليس له من العلمِ إلا نزرٌ قليلٌ ولا من الإيمان إلا ما يعلمه الله فيمشي كبراً وخيلاءً على رؤوسِ العلماء المسلمين الكبار يكنسهم بيده ويبطشُ بهم بلسانه كأنهم لا شيءٌ أمامَهُ وكأنه الإلهُ المتأله علامُ الغيوبِ وعلامُ النفوس وما تخفي! ما هذا إلا غرورٌ ما بعده غرورٌ وإلا نقصٌ ما بعده نقصٌ!
أفتريدُ يا هذا أن تنشقَ الأرضُ فتطوي في أعماقها السحيقةِ كلَّ ما كتبه هذا العلامةُ الزاهدُ والمفكر الكبير الإمام الغزالي؟
سبحان الله! ما ظلمَ الإسلامَ إلا أهلُهُ وما ظلمَ علماءَه إلا أبناؤُهُ وما جرّأَ الأعداءَ عليه إلا جهالُهُ! ثم نتشاكى حسرةً أن الغربَ يظلمنا وتراثنا وعلماءنا ولا يعترف لنا بحضارةٍ ولا معرفةٍ! ونحنُ أولُ الكافرينَ بنا وأشدّهم علينا!
لو أنّ مثل هذا قاله مستشرقٌ أو يهوديٌّ لشرعنا بأقلامنا نذودُ عن هذا الإمامِ ونذودُ عن مؤلفاته والتي سلخها الغربُ درساً وبحثاً وتأثّر بها ديكارت الفيلسوف الغربي الكبير في نظريته عن المعرفةِ أو لكان عزاؤنا أنهم إنما حاقدونَ ظالمونَ لتراثنا الإسلامي الكبير ومجحفون بحقّ أئمتنا وعلمائنا ومفكرينا ودّوا لو يقتلوا تراثنا ويحرقوه ويسرقوه وقد فعلوا فلا ننتظر منهم شهادةَ إنصافٍ ولا ثناءً ولا شكراً، أما أن يصدُرَ من قلمٍ محسوبٍ على الإسلامِ يبتدأ موضوعه بالبسملة والحمد لله وينتهي بالدعاء للمسلمين، ولا أدري أيفرحُ لما أصابَ تراثَ الإسلامِ في نكبة بغداد على يد المغول في القديم وعلى يد المغول الجدد في الحديث أم لا؟ وظني أنه فرِحٌ مسرورٌ ففيها لا ريب كتباً لعلماء كثيرين وربما بعضها للغزالي وربما بعضها لعلماء من أهل الكتاب!
رحمكَ الله! زنْ نفسكَ قبلَ أن تزنَ أعلامَ الإسلامِ الكبار! ولا يجرمنّكَ شنآنُ قومٍ على ألا تعدلْ اعدلْ هو أقربُ للتقوى! والعلمُ يأخذ من اليهوديّ والنصرانيّ فضلا عن أعلامِ المسلمين وهداتهم! وإلا فإن جهاز الحاسوب الذي تقف أمامه هو إنما نتاج أحدٍ من أهل الكتاب أو من غير المسلمين أفتكسرُه وتهشّمُهُ أم ماذا عساكَ تفعل به؟ أم تودّ لو أنّ صاعقةً تصيبُ كل كتابٍ على هذه الأرضِ فتحرقه وتذهبُ به سدىً ما لم يكن على هواكَ فتأتي على الأخضرِ واليابسِ فتذورهُ في مهبِّ الرياحِ لا تبقي منه لنيوتن ولا لشكسبير؟ أهكذا تكونُ أمةُ القرآنِ أهكذا تكون الأمةُ التي نأملُ لها أن تنهضَ من مرقدها فتعتلي جُدُدَ الحضارةِ فتذيبُ العلمَ في أحشائها وتبرزُ على غيرها من الحضارات علماً ومعرفةً وهدىً؟! تدفنُ تراثها بيدها وتغضُّ من علماءها الكبار بالتنقيصِ والازدراءِ والتحقيرِ والتنقيصِ والتهميشِ بدلا من أن ترفعها في أعينها وأذهانها وألسنتها وقلوبها؟ حتى تستنكرونَ على أحدٍ أن يصفَ الغزالي بالإمام الحجة شكراً على ما قدمه للإسلامِ وأهله وتقديراً وإجلالاً؟ أبخلتم على إمامٍ عالمٍ مؤمنٍ بالله أضنى حياتَه جهاداً في سبيلِ الله ولم تبخلوا على غيره بالدعاء والثناء والتقدير وإن كان دونه مقاماً وأبعدُ عنه رحمةً وهدايةً! ما تراكم لو رأيتموه يمشي بينكم في الطريقِ أستنهالونَ عليه ضرباً باليمينِ والشمالِ أم سترجمونه بالحجارةِ؟ ليتَ شعري ما أنتم بأرحمَ من الغربِ على تراثنا ولا من الاستشراقِ ولا من المغول! ليتَ شعري أأفلحتْ خططُ الاستعمارِ فيكم حتى صرتم تحتفونَ وتحتفلون بأئمةِ الجورِ وضاربي القيانِ والغربِ المستعمر ولا تذكرونَ فضلاً لمن حقّه الاحتفاءُ والاحتفالُ؟ ليتَ شعري أيّ محرقةٍ ستعملوها في تراث الإسلامِ لو أخليَ بينكم وبينه؟ ليتَ شعري أتخربونَ بيوتكم بأيديكم ألا فاعتبروا أيها العالمَون فإن أمةَ القرآن لما تعتبر بآياتها بعد ودتْ لو تقتلُ نفسَها بنفسِها!
جزاكم الله خيرا، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
رفع الله قدركم وأعزكم بعزه، وجزاكم عن كل حرف حسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 01:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .............
جزاكم الله خيرا، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
رفع الله قدركم وأعزكم بعزه، وجزاكم عن كل حرف حسنة.
على ماذا؟!!
على تمجيده وتقديسه لهذه الشخصية؟!!
أم على اعتقاده لمعتقده ومنافحته عنه؟!!
أم على تخبطه وعدم رسو قدمه؟!!
فأنتِ لا تخرجين عن ثلاثة:
- إما أنك مع القوم فيما يعتقدون.
- أو أنك لم تقرأي ما كتبه الأخ حرفا حرفا.
- أو أنك لا تعرفين الغزالي أصلاً.
نعرف الغزالي أكثر مما تعرفون .. ولكن لا نرفعه فوق حجمه، أو ننفي عنه خطأه.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...........
على ماذا؟!!
على تمجيده وتقديسه لهذه الشخصية؟!!
أم على اعتقاده لمعتقده ومنافحته عنه؟!!
أم على تخبطه وعدم رسو قدمه؟!!
فأنتِ لا تخرجين عن ثلاثة:
- إما أنك مع القوم فيما يعتقدون.
- أو أنك لم تقرأي ما كتبه الأخ حرفا حرفا.
- أو أنك لا تعرفين الغزالي أصلاً.
نعرف الغزالي أكثر مما تعرفون .. ولكن لا نرفعه فوق حجمه، أو ننفي عنه خطأه.
بارك الله فيك أخي الفاضل ورزقك حسن الظن في إخوانك.
أنا:
- مسلمة على عقيدة أهل السنة والجماعة.
- قرأت ما كتبه الأخ الفاضل حرفا حرفا.
- أعرف الإمام الغزالي - رحمه الله - جيدا.
بارك الله فيك مرة أخرى.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 09:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...........
بارك الله فيك أخي الفاضل ورزقك حسن الظن إخوانك.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وفيكِ بارك الله .. وآمين رزقنا الله ذلك.
أنا:
- مسلمة على عقيدة أهل السنة والجماعة.
أي سنة وجماعة؟!! فهم يقولون عن أنفسهم أنهم أهل سنة وجماعة!!
فإن كان أهل السنة والجماعة عندك هو ما عليه القوم؛ فصحيحٌ كلامك هذا فعلاً:
- قرأت ما كتبه الأخ الفاضل حرفا حرفا.
- أعرف الإمام الغزالي رحمه الله جيدا.
وبالمناسبة: ليتك تطلعيننا على اعتقاد الغزالي الذي يوافق أهل السنة والجماعة الحقة!! فقط حتى نتبين أمره في باب العقائد.
أعيد وأكرر: ليس كلامنا عن الغزالي الفقيه الأصولي .. إنما عن الغزالي المتكلم الأشعري الفيلسوف المضطرب.
وبارك الله فيك مرة أخرى.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 08:04]ـ
رحمكَ الله! زنْ نفسكَ قبلَ أن تزنَ أعلامَ الإسلامِ الكبار!
ولا يجرمنّكَ شنآنُ قومٍ على ألا تعدلْ اعدلْ هو أقربُ للتقوى!
والعلمُ يؤخذ من اليهوديّ والنصرانيّ فضلا عن أعلامِ المسلمين وهداتهم!
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذه النصيحة.
وبارك في وقتك وجهدك.
ورحم الله الإمام الغزالي رحمة واسعة , وأسكنه فسيح جناته , وعذراً إن قلت لك:
وكم من عائب قولاً صحيحاً:: وآفته من الفهم السقيم
وما عساي أن أفعل إن خلطتَ بين الفضل النفسي , والحقيقة العلمية؟!
وفقني الله وإياك للحق.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 08:11]ـ
/// الإخوة:
أسامة - أبو حفصة السوداني - السكران التميمي - الملا السامرائي - أبو القاسم - مسلم بن عبد الله - مريم أمة الله ..
بارك الله فيكم ووفقكم وسددكم للخير.
/// الشيخ , سليمان الخراشي:
وفيكم بورك , شكر الله لكم.
وليتكم سعيتم في مناصحة هذه الدار , أو كتبتم إلى من يسطيع مناصحتها.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 08:17]ـ
هل في الرابط فايروس؟!
لا. حسبما رأيت , وقد حملت الكتاب.(/)
هل هؤلاء علماء؟
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 01:38]ـ
قديما كانت العلوم الشرعية أربعة: العقيدة - الفقه - الحديث - التفسير
وكان من يجمع بينها جميعا يطلق عليه قديما (شيخ الإسلام) وآخر هؤلاء هو الإمام الشوكاني (1250هـ) وإذا تجوزنا قليلا فالألباني (2001م). وربما كان في الزوايا خبايا، لكن هذا عمن عرف واشتهر
ثم أضيف إليها في آخر الزمان بدعتان:
1 - المفكر الإسلامي، والعامة ينخدعون بهذا اللقب الضخم، أما غيرهم فيعرفون أنه غالبا ما لايكون طالب علم فضلا عن أن يكون عالما يأخذ الناس عنه الفتوى، ولايمنع هذا أن يكون له لسان ذرب، وقلم سيال.
2 - الداعية، وهذا ليس أحسن حالا من سابقه، إلا أن الفتنة به عظيمة، لا سيما إذا أوتي صوتا جهوريا، وفصاحة ولباقة، وشيئا من ثقافة عامة، وصوت رخيم، يفتتن الناس به كما يفتتنون بأصوات دعاة ورواديد الشيعة. وربما جمع إلى ذلك كله الأناقة في المظهر، و (القبول: الكاريزما).
وصدق من قال "يكفيك من شر سماعه" فلا تستريح نفسي، ولا أقبل كلاما في الدين من رجل حليق اللحية والشاربين، وليس عندي مانع أن يلبس البدلة - قياسا على جبة رسول الله (ص) الرومية - لكن بالله عليكم ما ضرورة الكرافتة؟ التي هي صورة للصليب النصراني لوكانوا يعلمون.
ثم يسقط عندي إذا كان قد جمع البنات من حوله بدعوى الجمهور، أو إذا كانت مضيفته مذيعة متبرجة سافرة، فضلا عما يبدو من صدرها وساقيها، أو حتى لو كانت ترتدي البنطلون، أو حتى لو كانت ترتدي الحجاب الشرعي ثم هي قد وضعت المكياج الخفيف زعمت.
ويفلق رأسي والله أن يصفها بالفاضلة
وقد نتسامح في ذلك إذا كان اتصالا هاتفيا بالصوت لا بالصورة.
مع أني لا أنفك أسأل نفسي: لماذا نجد رجال الدين اليهود ملتزمين؟ ونجد النصارى مثلا ملتزمين بالزي الرسمي للكنيسة (القفطان الأسود والقلنسوة) وطبعا اللحية الكثة الطويلة؟ أوليس المسلمون بهذا أولى وأولى؟ وهنا أوجه تحية لإخواننا الخليجيين والسودانيين، الذين ما زالوا محافظين على الزي العربي الأصيل.
ثم أسأل نفسي: لماذا لا نقرأ لصحفي يسخر من زي أولئك النصارى كما قرأنا وسمعنا ورأينا من يسخر من زي العروبة قبل الإسلام؟ لماذا شعائر الإسلام موضع التندر والنقد؟ وليست كذلك شعائر الأديان الأخرى التي يزعمون أنها سماوية.
ألم يقرأ هؤلاء قوله تعالى {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} الحج32
وقبل أن نذهب بعيدا، لا يجوز أن نربط بين الزي والعلم؛ فليست الكرافتة دليل الجهل، ولا اللحية والثوب دليل العلم، مهما بلغ طولها وعرضها. وإنما العبرة بالكلام والكتابة، لكن الظاهر عنوان الباطن.
وأضيف إلى ما سبق: أن العالم - فضلا عن المفكر والداعية - يسقط عندي إذا كثر لحنه في اللغة، قراءة أو كتابة.
فهل أنتم معي في ذلك؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 06:28]ـ
هناك أمور لا توافق عليها أخي المكرم في مقالك فاقبل من أخيك المخالفة .. منها قولك:وآخرهم الشوكاني .. ولو تجاوزنا .. إلخ
فالعلامة الشوكاني قد بولغ فيه وثم في عصرنا من يضارعه علما أو يفوقه .. وكذا كلامك عن الشيخ الألباني هو محدث صرف وليس صاحب فنون .. كما قال الشيخ بكر أبو زيد
ثم هناك تبخيسك لحق المفكرين الإسلاميين وبعضهم عظماء أثرى أمته بما يعز مثله, وثم أمور يطرقها المفكر لا يجيدها جل العلماء مع بالغ أهميتها للأمة .. تتعلق ببيان دقائق أخطار العدو وتفاصيل أسباب النهضة .. إلخ ,وأثرهم التجديدي إنما ينكره من لم يعالج كلامهم ويخبر مناقشاتهم
وهناك غير ذلك ..
والله الموفق
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 04:48]ـ
أحسنت القول أخي الباحث اللّغوي ولعلّ هذا من إرهاصات الساعة وأشراطها هناك حيث تختلّ المقاييس وتنقلب الموازين ويرفع العلم وينتشر القلم ويموت العلماء فينطق الرويبضة
لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كلُ مُفلسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الشوكاني رحمه الله وعاء من أوعية العلم له مشاركات في فنون عديدة وإن كان مجتهدا مطلقا في أصول الفقه متميزا فيه متقدما على أقرانه ولعل هذا ما أكسبه قوة الحجة والقدرة الباهرة على الإقناع أمّا الألباني فبحر لا تكدّره الدلاء ومع هذا فالجواب ما تسمع كما قالها الشيخ رحمه الله يوماً وقد قيل فيه فقه البخاري في تبويبه وفقه الألباني في أشرطته فرحمة الله عليهما وعلى جميع المحسنين وقد ذكّرني قولك بأبيات للفقيه المالكي عبد الوهاب البغدادي يقول فيها:
متى يصل العطاش إلى إرتواءِ ... إذا استقت البحار من الركايا
ومن يثني الأصاغر عن مرادِ ... إذا جلس الأكابر في الزوايا
وإن ترفع الوضعاء يوما ... على الرفعاء من إحدى الرزايا
إذا استوت الأسافل والأعالي ... فقد طابت منادمة المنايا
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 05:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل باحث لغوي
أشكرك على الموضوع الرائع جدا
وأسأل الله لك التوفيق في كل خير
أما بالنسبه لمصطلح المفكر الإسلامي والداعيه في الحقيقه لا يسمن ولا يغني من جوع فهو مصطلح أتى به الاخوان المسلمون (المفلسين) فاقرأ ما قاله الشيخ سعد الحصين حفظه الله في كتابه (الدعوة إلى الله في جزيرة العرب بين الوحي والفكر) صـ69
قال: (وللنقص الذي تعانيه الحركة في العلماء والعلوم الشرعية ومنهاج السنه انزلقت في اتجاهين:
1 - استحداث اصطلاحات لغويه جديدة تحاول بها ستر فقرها في هذا الأمر الذي لا تصح دعوة الله بدونه: ((الفكر الإسلامي)) و: ((الثقافة الإسلامية)) عوضا عن العلم الشرعي ...
و ((المثقف)) و ((المفكر)) و ((الكاتب الإسلامي)) عوضا عن العالم الشرعي ...
و: ((أسلمة الثقافة العلمانية)) عوضا عن غزوها بشريعة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ونتيجة ذلك بدأ العلم الشرعي يفقد مكاننه في المساجد والمدارس ويشغل فراغه بذواقة من ((التربية الإسلامية)) لا تسمن ولا تغني من جوع.
وبدأ العلم الشرعي يخلي مكانه في ميدان الدعوة إلى الله للكاتب والشاعر الإسلامي لتتحول الدعوة إلى خطب رنانة تهاجم أهداف خياليه أو ثانوية الأهمية تشغل المسلمين عن الأهداف الحقيقية البالغة الأهمية في دنياهم و أخراهم من عقيدة صافية وعبادة صالحة.
وطغى على الأمة طوفان من الفكر الإسلامي يعتمد على العقل المثقف أكثر مما يعتمد على أصول و مصادر الشريعة الثابتة من الكتاب والسنة وفقه الأئمة.
ووصف الله جل جلاله: ((بالقيادة العليا)) ووصف وحيه بالثصوير الرباني ووصفت آيات من كتابه بالموسيقى الحادة التقسيم و أخرى بالموسيقى الرخوية الندية وبالتصوير الفني ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبقرية وربط الشرع بالفكر و أهمل الوحي والفقه فيه.)
أما بالنسبه عن الذين يجالسون النساء ويسمون أنفسهم دعاه فهم في الحقيقه دعاة ولكن على أبواب جهنم كما جاء في الحديث النبوي
وتقبل مروري
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 06:59]ـ
يمكن للمرء أن يخالف أخاه دون إساءة الأدب .. ومن يتصور أني أقلل من شأن الشوكاني أو الألباني فقد أوتي من سوء ظنه
فليفهم الكلام جيدا قبل الاعتراض, هل إذا ذبت حباً في الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى يقتضي أن أقول هو علامة في الحديث والعلل مثلا؟ أما الكلام عن المفكرين بلغة التعميم فهذا لقلة بضاعة من يخوض فيهم من غير علم
وجهل المرء بالشيء ليس حجة على من يعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:11]ـ
تنبيه إشرافي: أرجو من الإخوة الكرام وفقهم الله ترك الكلام على الأعيان من مشايخ وغيرهم حتى لا ينقلب الموضوع إلى ما لا يُحمد، ثم يؤول أمره إلى الإغلاق، والله المستعان.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:24]ـ
ثم أضيف إليها في آخر الزمان بدعتان:
2 - الداعية، وهذا ليس أحسن حالا من سابقه، إلا أن الفتنة به عظيمة، لا سيما إذا أوتي صوتا جهوريا، وفصاحة ولباقة، وشيئا من ثقافة عامة، وصوت رخيم، يفتتن الناس به كما يفتتنون بأصوات دعاة ورواديد الشيعة. وربما جمع إلى ذلك كله الأناقة في المظهر، و (القبول: الكاريزما).
/// فهمت من تفصيل كلامك أن مجرد وظيفة الداعية بدعة من الأساس لم تكن في عهد السلف، لا ما حصل من تفصيلات ذكرتها بعد ذلك من اتخاذه عالما أو الاهتمام بجاذبيَّته (الكاريزما) المتصنعة أوالمقصودة ... الخ = وهذا غلطٌ؛ إذ الداعية أوالقاص أوالواعظ وظيفة كانت في عهد السلف.
/// مع غض النَّظر عما لحق ذلك من تزيُّن ودعوة إلى النفس والشكل والتصنع (والمكياج!) .. الخ.
/// وينظر في بيان هذا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6229
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 09:06]ـ
اخي الفاضل الباحث اللغوي اسمح لي بان اخالفك وخاصة انك عممت والتعميم دائماً خاطئ
فالداعية لقب ربما اطلق على عالم يحمل شهادة الدكتوره في التفسير والحديث والعقيدة والفقة
كما انه ربما اطلق على من لا يملك شهادة ولا حتى ثقافة شرعية لذلك اكرر ان التعميم في حقهم خاطئ
واما عن لقب مفكر اسلامي والذي لا ارتاح له دائماً واعتقد ان هذا اللقب على غرابته لا ينبغي ان يوصف به
إلا من لديه علم شرعي متين مع اني ارى ان الكثيرين من مَن يحملون هذا اللقب هم عالة عليه وعلى الناس
واتمنى من العلماء ومن طلبة العلم ان لا يدعوا القضايا الفكرية الاسلامية ألعوبه في يد هؤلاء او ان لا تكون
تأليفاتهم مجرد ردود افعال بل ينبغي ان يعطى هذا الباب حقه حتى لا يكون ثغرة يوتى المسلمين من قبله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 06:47]ـ
أشكركم جميعا على المرور
وأرجو الالتزام بطلب الأستاذ المشرف أبي الفداء؛ حتى لا نتحول من النقد إلى التجريح
وبطبيعة الحال كل تعليق ونقد مقبول، فأنا من دعاة الديمقراطية الفكرية
وأقول للأخوين الفاضلين:
الأخ أبا القاسم،
ذب حبا في شيخك فهو أهل له، لكني علي أن أذكرك أن هذا سلوك صوفي .. ابتسامة
الأخ ماجد،
لم ولن أعمم أخي الكريم، وكل تعميم خطأ
فهذا الشيخ الحويني - حفظه الله - محدث مصر، إمام وداعية كذلك
لكن مدار كلامي هو التلبيس على العامة، الذين يظنون كل داعية ومفكر زعموا عالما، فهذا هو المرفوض
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 06:55]ـ
/// فهمت من تفصيل كلامك أن مجرد وظيفة الداعية بدعة من الأساس لم تكن في عهد السلف، لا ما حصل من تفصيلات ذكرتها بعد ذلك من اتخاذه عالما أو الاهتمام بجاذبيَّته (الكاريزما) المتصنعة أوالمقصودة ... الخ = وهذا غلطٌ؛ إذ الداعية أوالقاص أوالواعظ وظيفة كانت في عهد السلف.
/// مع غض النَّظر عما لحق ذلك من تزيُّن ودعوة إلى النفس والشكل والتصنع (والمكياج!) .. الخ.
/// وينظر في بيان هذا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6229
الجديد المبتدع في أيامنا - بارك الله فيك - أن الناس يستفتون أمثال هؤلاء، وتسمع من يقول الشيخ فلان، ولقب الشيخ هذا يغري بالاستفتاء
أما القصاص والوعاظ قديما، فلم يكن أحد يستفتيهم أو يعتبرهم حجة على الدين، بل كان الناس أعقل من ناس عصرنا، فكانوا يعدونهم فنانين كالشعراء لا علماء مشايخ كما يحسبهم عامة عصرنا، وكان هذا إلى زمن قريب في حكواتيات المقاهي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 06:57]ـ
أما القصاص والوعاظ قديما، فلم يكن أحد يستفتيهم أو يعتبرهم حجة على الدين، بل كان الناس أعقل من ناس عصرنا، فكانوا يعدونهم فنانين كالشعراء
/// هذا غير صحيح بارك الله فيك، ولو راجعت الرابط الذي أحلتك إليه لرأيت من النقول ما يدلك على خطأ إطلاقك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 07:51]ـ
أحييك على تقبل النقد بهذه الروح الطيبة .. وهو أمر نادر في النت
فجزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 08:03]ـ
استمتعتُ كثيرًا في صفحتكم هذه، رسمتُ لوحة بعدما تعلّمتُ من كتابتكم، تقول اللّوحة:
1 - إنْ "داعية إسلاميّ ومُفكّر إسلاميّ" اصطنعت في عصرنا من قبل جماعة الإخوان، وأنا اقتنعت بتعليل الشّيخ وأحببته وهو قوله "للنقص الذي تعانيه الحركة في العلماء والعلوم الشرعية ومنهاج السنه". (مُستفاد من كلام أبي أنس البرجس).
2 - إنّ الدّاعية كانَ من عصر السّلف، ويتمثّل بالقصّاص، ويقتصر دوره على ترغيب النّاس وترهيبهم، لكنّه لم يكن يفتي، ولم يكن يتحدّث في الأحكام الشّرعيّة، وإنْ تحدّث فهو يقول بالأحوط، وكانَ يستدلُّ كثيرًا بالأحاديث الضّعيفة، وكانَ أئمة الحديث يشيرون إلى ذلكَ (مستفاد من كلام عدنان البخاري)
3 - إنّ الدّاعية -إلا من رحمَ ربّي- في عصرنا هذا يفتي، ويختلق أصولا للعامّة في العقيدة والأحكام ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان (مستفاد من كلام باحث لغوي).
4 - إنّ لفظ "داعية ومُفكّر إسلاميّ" فتنة -حقّا- للعامّة.
5 - إنّ لفظ "داعية ومفكّر إسلاميّ" قد يصدق على مشايخ وأساتذة ملتزمين بالمنهج الرّباني، كالشّيخ الحويني ... (مستفاد من كلام أبي القاسم وماجد مسفر العتيبي).
6 - إنّ هذا الأمر لباس يستتر به الرويبضة (مستفاد من كلام العاصمي).
ـ[ابوحفصة السودانى]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 08:21]ـ
انا استفدت من الموضوع بعد مرورى به سريعا وجزى الله الجميع خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 08:32]ـ
أشكرك أخي مصطفى الرافعي على روح الاستفادة وإشاعة التحاب بين الإخوة ..
ولكن ليس صحيحا أن لفظ المفكر من اختراع الإخوان .. المفكر تعني المثقف الذي له اختصاص بأحد الجوانب الإنسانية
من تاريخ أو أدب إلخ لكنه يجمع إلى ذلك إلمامه بقدر جيد أو واسع بالثقافة الإسلامية والمقاصد الكلية, إن كان إسلامياً
مع حمله للهم الإسلامي فهو ينشد لأمته النهوض مما هيي فيه من كبوة, ومحاولة التبخيس من شأن هؤلاء ضرب من الجهل أو الكبر , فإن الواقع يطالعنا بجهود ثلة منهم في مكافحة الاستخراب وكشف الأخطار المحدقة بالأمة والرد على العلمانيين .. إلخ , والله يقول"ولا تبخسوا الناس أشياءهم" ورسوله قال"الكبر غمط الناس .. "
وقد استفاد كثير من العلماء الكبار من جهود هؤلاء , فمحاولة تصويرهم بأنه غثاء لا حاجة لهم ولاقيمة
أمر معيب لاينبغي أن يصدر عمن ينتسب للعلم
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 11:27]ـ
إنّ لفظ "داعية ومفكّر إسلاميّ" قد يصدق على مشايخ وأساتذة ملتزمين بالمنهج الرّباني.
هذا لا شكَّ فيه؛
لكن أنا مقتنع أنّ هذا المصطلح -مُفكّر إسلاميّ- اصطنع ورُكّز عليه عند جماعة الإخوان، وعند الشّيعة، وعند العقلانيين "للنقص الذي يعانونه في العلماء والعلوم الشرعية ومنهاج السنه". هذا لا أحد يُنكره، ففي الحديث مثلاً لا نجد عند الإخوان مُحدّثين، سوى واحد استشهد وهو (نزار ريّان) -هذا إذا صحّت نسبته إلى الإخوان،
نضيفُ إلى ذاكَ السّبب، بأن هذا المصطلحَ يعطي مرونةً في الحكم على الأشياء، تحرّر صاحبها من قواعد الأصوليين والمُحدّثين، والتي لا نجد عندهم من يتقنها، ولا جرمَ أنّ الذي لا يعرف في شيء سيبقى ساكتًا، لكن؛ لمّا لم يعرفوا شيئا في مصطلح الحديث وأصول الفقه أتوا بهذه التّسمية، للقول بأنّهم يستندونَ إلى شيء، يستندونَ إلى التّفكير؛ وبهذه الطّريقة سيحتفظونَ أمامَ العامّة بماء وجوههم؛ لأنّه ليسَ من المنطق أنْ يتكلّم أحدٌ في الدّين إذا لم يكن يعرف في علوم الحديث وأصول الفقه.
هذا ما أعتقده؛ أرجو ألا أفهم غلطًا، والحمدُ للّه ربِّ العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 12:36]ـ
لكن أنا مقتنع أنّ هذا المصطلح -مُفكّر إسلاميّ- اصطنع ورُكّز عليه عند جماعة الإخوان، وعند الشّيعة، وعند العقلانيين "للنقص الذي يعانونه في العلماء والعلوم الشرعية ومنهاج السنه". هذا لا أحد يُنكره،
نضيفُ إلى ذاكَ السّبب، بأن هذا المصطلحَ يعطي مرونةً في الحكم على الأشياء، تحرّر صاحبها من قواعد الأصوليين والمُحدّثين، والتي لا نجد عندهم من يتقنها، ولا جرمَ أنّ الذي لا يعرف في شيء سيبقى ساكتًا، لكن؛ لمّا لم يعرفوا شيئا في مصطلح الحديث وأصول الفقه أتوا بهذه التّسمية، للقول بأنّهم يستندونَ إلى شيء، يستندونَ إلى التّفكير؛ وبهذه الطّريقة سيحتفظونَ أمامَ العامّة بماء وجوههم؛ لأنّه ليسَ من المنطق أنْ يتكلّم أحدٌ في الدّين إذا لم يكن يعرف في علوم الحديث وأصول الفقه.
هذا الكلام درر
بارك الله فيك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 09:55]ـ
إنّ لفظ "داعية ومفكّر إسلاميّ" قد يصدق على مشايخ وأساتذة ملتزمين بالمنهج الرّباني.
هذا لا شكَّ فيه؛
لكن أنا مقتنع أنّ هذا المصطلح -مُفكّر إسلاميّ- اصطنع ورُكّز عليه عند جماعة الإخوان، وعند الشّيعة، وعند العقلانيين "للنقص الذي يعانونه في العلماء والعلوم الشرعية ومنهاج السنه". هذا لا أحد يُنكره، ففي الحديث مثلاً لا نجد عند الإخوان مُحدّثين، سوى واحد استشهد وهو (نزار ريّان) -هذا إذا صحّت نسبته إلى الإخوان،
نضيفُ إلى ذاكَ السّبب، بأن هذا المصطلحَ يعطي مرونةً في الحكم على الأشياء، تحرّر صاحبها من قواعد الأصوليين والمُحدّثين، والتي لا نجد عندهم من يتقنها، ولا جرمَ أنّ الذي لا يعرف في شيء سيبقى ساكتًا، لكن؛ لمّا لم يعرفوا شيئا في مصطلح الحديث وأصول الفقه أتوا بهذه التّسمية، للقول بأنّهم يستندونَ إلى شيء، يستندونَ إلى التّفكير؛ وبهذه الطّريقة سيحتفظونَ أمامَ العامّة بماء وجوههم؛ لأنّه ليسَ من المنطق أنْ يتكلّم أحدٌ في الدّين إذا لم يكن يعرف في علوم الحديث وأصول الفقه.
هذا ما أعتقده؛ أرجو ألا أفهم غلطًا، والحمدُ للّه ربِّ العالمين.
أحسنت القول أخي الرافعي ولتأكيد قولك فلينظر المعتؤض في كتب التاريخ والتراجم ولينقب عن أيّ أثر لكلمة (مفكر) فيها ..
فالحق أنّ مثقفي المدرسة العقلية ومن تشبع بأفكارها من مثقفي وكتاب وأدباء جماعة الإخوان قد سحبوا هذا المصطلح إلى ساحة السجال العقدي الإسلامي العلماني تأثراً منهم بكتابات معاصريهم من العلمانيين الذين لم يزيدوا على مجرد الترجمة الحرفية والنقل المباشر لمثل تلك المفاهيم ومنها المصطلخ المذكور ثمّ جرى تداوله بكثرة في الأوساط الإسلامية لأنها كانت تريد الوصول إلى قلة وعقول الطبقة المتعلمة من أقصر الطرق وأقربها فبدأت بعض المفاهيم الجديدة بالظهور ومنها ما اصطلح عليه ب (أسلمة المعرفة) فالمسألة لا تعدوا أن تكون إحدى آثار عملية التثاقف بين الحضارة الإسلامية والغرب .. هذا من جهة
أما من جهة أخرى فأنا لا أعلم أحدا يدعوى إلى إنكار جهود هؤلاء المنضوين تحت مسمى هذا المصطلح بل الذي أعلمه أنّ هناك من يحاول دعوة هؤلاء إلى طلب العلم الشرعي لتكميل نقصهم كما أنّ هناك من يدعوا إلى لجم بعض هؤلاء ممن يحاول هدم أصول الإسلام باسم الإسلام هذا هو المقصود ولا يضنن أحد بأننا نهدر جهود هؤلاؤ في الرد على المستشرقين والتصدي للتغربيين فلا يفعل هذا إلاّ جاحد كما أنّ من يدعوا إلى كفّ الناصحين عن تقويم بعض الأفكار والنظريات والكتابات المتناثرة هنا وهناك مما يخالف الأصول الإعتقادية أو القواعد الشرعية فلا يعدوا أحد رجلين جاهل أم غادر
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 03:50]ـ
بل أساء ,والله يعفو عن الجميع .. كلام ملقى على عواهنه .. لا يقوم على ساق من دليل, ولا أثارة من علم .. فمصطلح المفكر موجود قبل ظهور الشيخ حسن البنا رحمه الله تعالى .. على أن العبرة بالمعاني لا بالمباني .. والانشغال بالثاني دون فهم المضمون تشغيب بغير علم, المهم حقائق الأشياء ولايغيرها تسميته مفكرا أو غيره ..
وقد بينت المراد به ,فرب عالم بلغ رتبة منيفة في الحفظ والفهم وهو عالم سوء. ورب مفكر قدم لأمته ما يعزب عنه كتيبة من الناس بعقله الواعي وسعة اطلاعه واستشرافه مستقبلها وهمه الإسلامي الذي يحمله بين جوانحه
هل يحق الاستخفاف بعقول الناس وذكر دعاوى مجردة لمجرد موافقة الهوى؟
ومن الاستخفاف بالعقول أن يقال عن الشيخ نزار رحمه الله تعالى: هذا إذا صحت نسبته للإخوان! ولا أدري .. لعلك تعرف الشيخ أكثر من نفسه أو أولاده, (سيصدر لابنه البراء حفظه الله رسالة ماجستير حول جهود والده في خدمة السنة وفيها ترجمة مفصلة لحياته)
يا أخي الفاضل إن كنت تأخذ عليهم كذا وكذا من الأخطاء فمن حقك النقد بعلم وعدل .. ويحمد لك النصح الأخوي الشفيف حينئذ
لكن ليس من حقك أن تجعلهم شياطين فتنفي عنهم الخير مطلقا
انشغلوا بإصلاح أنفسكم .. قبل النعي على لفظ "مفكر" وداعية ..
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 06:42]ـ
أحسنت القول أخي الرافعي ولتأكيد قولك فلينظر المعترض في كتب التاريخ والتراجم ولينقب عن أيّ أثر لكلمة (مفكر) فيها ..
فالحق أنّ مثقفي المدرسة العقلية ومن تشبع بأفكارها من مثقفي وكتاب وأدباء جماعة الإخوان قد سحبوا هذا المصطلح إلى ساحة السجال العقدي الإسلامي العلماني تأثراً منهم بكتابات معاصريهم من العلمانيين الذين لم يزيدوا على مجرد الترجمة الحرفية والنقل المباشر لمثل تلك المفاهيم ومنها المصطلح المذكور ثمّ جرى تداوله بكثرة في الأوساط الإسلامية لأنها كانت تريد الوصول إلى قلوب وعقول الطبقة المتعلمة من أقصر الطرق وأقربها فبدأت بعض المفاهيم الجديدة بالظهور ومنها ما اصطلح عليه ب (أسلمة المعرفة) فالمسألة لا تعدوا أن تكون إحدى آثار عملية التثاقف بين الحضارة الإسلامية والغرب .. هذا من جهة ..
أما من جهة أخرى فأنا لا أعلم أحدا يدعوى إلى إنكار جهود هؤلاء المنضوين تحت مسمى هذا المصطلح بل الذي أعلمه أنّ هناك من يحاول دعوة هؤلاء إلى طلب العلم الشرعي لتكميل نقصهم كما أنّ هناك من يدعوا إلى لجم بعض هؤلاء ممن يحاول هدم أصول الإسلام باسم الإسلام هذا هو المقصود فلا يظنّنّ أحد بأننا نهدر جهود هؤلاء في الرد على المستشرقين والتصدي للتغربيين فلا يفعل هذا إلاّ جاحد كما أنّ من يدعوا إلى كفّ الناصحين عن تقويم بعض الأفكار والنظريات والكتابات المتناثرة هنا وهناك مما يخالف الأصول الإعتقادية أو القواعد الشرعية فلا يعدوا أحد رجلين جاهل أم غادر
............................
تصحيح لبعض الأخطاء
ـ[المسلم الصابر]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 02:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم وثبتنى وإياكم على الحق (فالحق لايعرف بالرجال ولابالألقاب والأسماء) فحيث تبينت الحق ووجدته فثمَّ هو
ماوافق المنهج الصحيح
والله الموفق ----تقبلوا مرورى(/)
أركون وتهافت مشروعه الفكري
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 05:18]ـ
أركون .. المشروع المستحيل والمناهج العاجزة
سيظل التاريخ شاهداً على ثلة من المفكرين الذين تموضعوا في خانة الجناية على موروث الأمة الديني. محمد أركون عنوان بارز للفكر المناوئ للتراث الإسلامي الهادف إلى تفريغ الإسلام من محتواه ومساواته بالديانات المحرفة عبر التشكيك في الأسس المتينة للعقيدة الإسلامية. أركون أخطأ منهجياً حين حاول أن يمارس " الأشكلة " حسب تعبيره في التشكيك في ثوابت يقوم عليها الإيمان (اليقين) الذي لا يحتمل الشك. وهذه الأشكلة التي يطرحها أركون كأداة معرفية تهدف إلى فهم أعمق بحسب ادعائه ليست سوى محاولة فاشلة للتشكيك ومحاولة هز عقائد المتلقين , وعلى مدى عقود دأب أركون بنفَس استشراقي في بث المغالطات التاريخية ومحاولة نقد ركائز العقيدة عبر شعارات " إعادة القراءة " و" الأشكلة " ومحاولة الفهم ... ولكن تلك النقدات كانت مفتقرة إلى العلمية وعارية من المنهجية الموضوعية ولم تكن إلا اجتراراً لافتراءات المستشرقين.ثم عاب تلك الأطروحات تكرارها وتردادها في أعماله المتمحورة حول موضوعات معينة وآراء فجة لا يعضدها منطق معرفي ولا تدعمها شواهد مؤيدة , ولم تكن إلا آراءً مرسلة خالية من البرهنة الفكرية ولا تثبت في ميدان الحجاج العقلي واتسم طرحه الفكري بالمديونية للفكر الغربي والارتهان للعقلية الاستشراقية المغرضة. وكما يقول د. عبدالمجيد الصغير: " إن أعمال أركون لم تستطع التخلص من التبشيرية والاستشراقية القديمة , بل إنه قد أضاف إلى تلك الطروح أسلوباً استفزازياً مليئاً بالقدح والتجريح والقذف. ما ينم عن العجز عن تقديم البديل مع الركون إلى التكرار و " التبشير " بالعلوم الإنسانية والقراءة الحداثية بعيداً عن ضوابط القراءة مع الغفلة عن الخصوصيات التاريخية والفكرية. ما يجعل كل أعمال أركون عن الفكر الإسلامي نموذجاً ممتازاً للفكر الإسقاطي البعيد عن الضوابط المنهجية المراعاة في العلوم الإنسانية عامة , خاصة إذا أدركنا طغيان النزعة النسبية لديه , والتي تكرسها الرؤية العلمانية التبسيطية للأديان ". (من تقديمه لكتاب:القرآن الكريم والقراءة الحداثية: دراسة تحليلية نقدية لإشكالية النص عند محمد اركون لمؤلفه د. الحسن العباقي). يتجلى من خلال مهاجمة أركون للتراث الإسلامي في ثوابته محاولة زعزعة المسلمات الضرورية التي يتأسس عليها اليقين العقدي , فكان مجمل طرح أركون مساءلات غير منطقية لتشكيك المتلقي في صوابيته المطلقة عبر مساواة الدين الإسلامي الخاتم المهيمن مع ديانات أهل الكتاب المحرفة كما في قوله " الإسلام دين كباقي الأديان , والمسلمون بشر كباقي البشر, وليسوا مسجونين في خصوصية أبدية , لا تختزل إلى أي شيء آخر " وكذلك تناول أركون القرآن الكريم بالتشكيك في كتابته وجمعه في المصحف ودعا إلى التعاطي مع النص القرآني كمدونة تاريخية والبحث فيه بأدوات معرفية من نتاج الفكر الحداثي الغربي إلى درجة أن يقول: " ولكن المعركة من أجل تحقيق القرآن لم تفقد أهميتها اليوم إطلاقاً " فبدا كما يقول د. الحسن العباقي " كأنه يتحدث عن نص غير كامل ولا مضبوط , الموجود من نسخه معيب, والكامل منها مفقود, مع أنه ليس على وجه الأرض كتاب أصح منه نقلاً, ولا أتم منه ضبطاً ... وهذا اليقين غير المؤسس في القول بتاريخية النص القرآني ومحاولة ربطه بواقع العرب يظهر مدى توغل الحضور الإيديولوجي في فكر أركون " (القرآن الكريم والقراءة الحداثية) .. وإن تعجب فاعجب لمدى علم من يدعو إلى " اختراق متن القرآن " و" إعادة تحقيقه " كما في مثال على إعجاب الشخص بأفكاره حيث يقول أركون " آمل بوساطة هذا الكتاب - الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد- قد ساهمت في نشر معرفة على غرار تلك الزيتونة التي تحدث عنها القرآن: (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار) ثم حاول المترجم هاشم صالح (مسوق فكر أركون عربيا) إتمام الآية التي ساقها محمد أركون فأخطأ حيث قال: (زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار على نور) والصواب (يكاد زيتها يضيء ولم لم تمسسه نار نور على نور).إن النتاج الأركوني اتسم بثغرات
(يُتْبَعُ)
(/)
تتصل بالمنهج المعرفي تتمثل في دعاوى كبرى يزعم أنها حقائق أكيدة ولكنه يعجز عن إقامة الدلائل عليها , ففي حين أنه لا يفتأ يدعو إلى درس ثوابت دينية هي في درجة الحقائق المطلقة وتتحدى الناقد بلغة وثوقية باهرة يبني اركون إشكالياته على " أدلة " واهية لا ترقى إلى مرتبة الاستدلال في الحجاج الفكري وكذا استخدامه لحشد من المنهجيات في غير محلها و "تحميل النصوص مالا
تحتمل مع خلط الشبهة بالدليل" مما يظهر أن البناء الفكري لأركون يقوم على أركان متداعية ويفتقر إلى أرضية صلبة. وثمة قوادح عابت سيرة أركون تتمثل في كيله الشتائم الثقافية لخصومه وهو الناعي على غياب التسامح داخل الفكر الإسلامي من قبيل نعته مخالفيه بـ: العقلية الدغمائية , الأرثوذكسيين المنغلقين , الخطاب الإسلامي المعاصر وكلامه الرديء المبتذل , قضايا محملة بالهلوسة , الإيمان المتعصب الظلامي
وأيضاً سجل أركون موقفاً فكرياً مشينا سيظل التاريخ يحفظه له في تعامله بروح غير متسامحة على الإطلاق إزاء مسائل دينية كما في مسألة الحجاب حيث " كان عضواً في (لجنة ستازي) الفرنسية التي أوصت بحظر الحجاب في المدارس الفرنسية , هو أحد أبرز المدافعين عن علمانية فرنسا وأحد المتحمسين لخلع الحجاب ".
ومما يلفت النظر في المنهج الأركوني غياب الشجاعة الأدبية ومناوراته الفكرية عبر تخفيف درجة النقد أو بالأصح التجديف عند ترجمته من الفرنسية إلى العربية كما في كتاب " نقد الفكر الديني " عند ترجمته إلى العربية حمل عنوان " تاريخية الفكر العربي ". " فاختياره الفرنسية لغةً لتأليف كتبه إنما هو لاختيار فضاء ثقافي له أن يقول من خلاله ما شاء , متجنباً سخط فئات واسعة لن تقبل بكثير من الأفكار التي ينشرها بغير اللغة العربية , وهو يدرك تمام الإدراك أن التعامل مع القرآن كما تعامل فلاسفة الأنوار مع نصوص العهدين القديم والجديد أمر غير مقبول لدى الجماهير المسلمة التي ترفض نزع القداسة عنه , أو التعامل معه كأي نص بشري يعتريه الخطأ والصواب, ولا أدل على هذا من الترجمات التلبيسية أحياناً التي يتعمد فيها " هاشم صالح " إخفاء المعاني الحقيقة التي في النص الأصلي , كترجمته لعنوان الفصل الثاني من كتاب " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " على نحو لا يمت بصلة إلى الترجمة , فكأن القارئ أمام نص آخر , حيث جعل " موقف المشركين من ظاهرة الوحي " ترجمة للعنوان الفرنسي
le Probleme de l authenticite diveine du Coran " "
مع أن الترجمة الأقرب " مشكلة المصدر الإلهي للقرآن " أو " معضلة صحة نسبة القرآن إلى الله " وحيث أن هذه القضية محسومة لدى عموم المسلمين , ولا أحد يشك في صحة نسبة القرآن الكريم إلى الله تعالى , فضل المترجم وبطبيعة الحال بإشراف المؤلف تهذيب الحكم والموقف الذي يتخذه أركون من الوحي عموماً ومن القرآن خصوصاً , مخالفاً به عقيدة الأمة في النص الخاتم. وإذا حصل هذا على مستوى العناوين , فماذا يقع على مستوى النصوص؟! " (د. الحسن العباقي:القرآن الكريم والقراءة الحداثية). رحل محمد أركون " الذي درس المرحلة الثانوية في مدرسة تنصيرية , وحضر الحلقات الصوفية , ودرس في السوربون على عدد من المستشرقين الفرنسيين وكان له اهتمام واضح بالفكر الباطني " رحل بعد أن خلف وراءه كتباً حوت أفكاراً تتمثل في:" دعوى تاريخية (النص) القرآني , ودعوى الأسطورة في كتاب الله ومشابهة التوراة والإنجيل , ونفي المصدر التشريعي للقرآن الكريم , والتشكيك في القصص القرآني , والطعن في منهج السلف في التفسير , والتشكيك في جمع القرآن الكريم , والطعن فيما ورد من أخبار الغيب في القرآن الكريم"
(الأثر الإستشراقي في موقف محمد أركون من القرآن الكريم: د. محمد سعيد السرحاني).إن النص الشرعي حجة ومحجة , يتضمن المعرفة التي ينشدها طالب الحق وإن النص الصريح لا يعارض العقل الصحيح ورحم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول في قاعدة عامة لتقويم الفلاسفة وغيرهم: " إن كل من كان إلى السنة وإلى طريقة الأنبياء أقرب كان كلامه في الإلهيات بالطرق العقلية أصح, كما أن كلامه بالطرق النقلية أصح , لأن دلائل الحق وبراهينه تتعاون وتتعاضد , لا تتناقض ولا تتعارض ".(/)
تعقيبا على مقال (بين المفكر والمختص) للدكتور بكار.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 04:29]ـ
الحمد لله وحده
أما بعد، يقول الدكتور عبد الكريم بكار في مقال له بعنوان: (بين المفكر والمختص):
يزداد تشعب العلوم يوماً بعد يوم، ويصبح الفرع فروعاً، ويتولد من العلم الواحد علوم، وتتفجر المعرفة نتيجة الأعداد الضخمة من المثقفين الذين يعملون في مجالات البحث العلمي، ونتيجة الوسائل الكثيرة المتاحة لهم، وعلى رأسها الحاسب الآلى.
وإلى جانب هذا فإن العلم نفسه صار يفرز مشكلات جديدة، يوصف كثر منها بأنه مصيري، ويتقدم العلم ويزداد تشابكه مع العلوم السياسية والأخلاقية! مما دفعنا إلى تسليط الضوء على هذه القضية.
من هو المفكر؟
يمكن أن نقول بإيجاز: إن المفكر هو من يملك رؤية نقدية ينقل من خلالها تناقضات مجتمعه ومشكلاته إلى حسِّ الناس وأعصابهم، لتصبح إحدى مفردات همومهم اليومية، وهو بما يعرف من سنن الله تعالى في الأنفس والآفاق، وبما يملك من رؤية شاملة فاحصة للواقع والتاريخ يتمتع بـ (حاسة الاستشعار عن بعد)، فيرى ما لا يراه الناس، فينذرهم ويوجههم نحو طريق الفلاح. وكثيراً ما تكون حياة المفكر قلقة، بل قد يدفع حياته ثمناً لما يحمل من فكر، إذ أن المفكر كثيراً ما يكون سابقاً لمعاصريه، وهذا يجعل إدراك أبعاد ما يقول غير متيسر لأكثرهم، كما أن ما يحدثه من استبصار في مشكلات أمته يتعارض مع مصالح فئات في المجتمع، تقتات من وراء وجود تلك المشكلات، مما يثيرها عليه، ويجعله هدفاً لها. وقد يكون المفكر متخصصاً في أحد فروع العلم، وقد لا يكون. وقليل أولئك الذين يتقنون تخصصاً ما ثم تكون لهم رؤية مجتمعية شاملة.
أما المختص فإنه يكون - في الغالب - متبحراً في علم من العلوم التطبيقية أو الإنسانية، فهو لا يصدر عنه إلا ليعود إليه، وكثيرًا ما يكون المختص فاقداً للوعي الاجتماعي، إذ إن التخصصات في حالة من التوسع المستمر، كما أن مشكلاتها في تزايد مستمر، ومهما بذل المرء من جهد بغية إتقان تخصصه وجد أن التراكم المعرفي يبعده عن غايته تلك، وهذا يقتضي منه المزيد من الانهماك فيه، والمزيد من البعد عن مشاكل الحياة اليومية، وبالتالي فهو يبتعد باستمرار عن الرؤية الشاملة.
وحياة المختص - في الغالب - أقرب إلى السلامة والاستقرار، لأن الفئات التي تنزعج من المفكرين تتخذ من الاختصاصيين وسائل تساندها - ولو بصورة سلبية - في الوصول إلى مصالحها.
ويمكن أن يقال: إن المختص يشبه طبيباً في قافلة كبيرة، فهو لا يعرف الكثير عن أهداف المسيرة أو محطات التوقف، إذ إن معالجة الأعداد الكبيرة من المرضى تستغرق كل وقته، أما المفكر فهو قائد القافلة الذي عنده معرفة تامة بكل المشكلات الكبرى التي تواجه القافلة، كما أن مخطط السير واضح لديه تماماً، وهذا في الغالب يجعله لا يتمكن من معرفة التفاصيل الدقيقة لكل شؤون الرحلة، ولماذا يهتم بذلك وهناك المختصون الذين يعملون على علاجها وتسييرها.
التخصص ومشكلاته:
يجب القول ابتداء أن مجالات التخصص آخذة في التفرغ يوماً بعد يوم، والباحثون يشعرون بضيق المجالات التي يعملون فيها وميلها إلى شدة التخصص، وهذه الحال نفسها هي التي أدت إلى التراكم المعرفي الضخم الذي نراه اليوم، حتى إن بعض المولعين بالإحصاء يقولون: إن المعرفة تتضاعف فيما بين كل عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة، وهذا كله ما كان ممكناً لولا التخصص الدقيق والدقيق جداً، لأنه وحده الذي يسعف في رفع سقف المعرفة، وهو وحده الذي أدى إلى وجود كل هذه الإنجازات التي نراها. والذين يحاولون إظهار أنهم على معرفة موسوعية يعرضون - في الغالب - معلومات ناقصة أو مزيفة؛ لأن زمان المعرفة الموسوعية قد انتهى.
ولكن لابد هنا من القول: إن ما تم من إنجاز علمي، وبذل في سبيله الغالي والنفيس، إنما وجد من أجل خدمة الإنسان وتحقيق سعادته، وعلى المختصين أن يتأكدوا من أن تلك الإنجازات حققت أهدافها، وظلت في مأمن من أن تستخدم لتدمير إنسانية الإنسان، بل وجوده كله!!
ولنضرب لذلك مثالاً واحداً نجلو به ما نرمي إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد كان من المعروف قبل الحرب العالمية الثانية أن العلماء الألمان قطعوا شوطاً بعيداً في محاولة استغلال المعرفة النظرية المتعلقة بالتركيب الداخلي للذرة، وكان من المسلم به أن هذه المحاولات ستسير في المجال العسكري، وكان هناك خوف من أن تستغل الطاقة الهائلة التي تتولد عن انشطار الذرة في تدمير الإنسان على يد هتلر الزعيم النازي، ومن ثم فإن مجموعة من العلماء الفارين من جحيم النازية إلى أمريكا طلبوا من الرئيس (روزفلت) رئيس أمريكا آنذاك تخصيص الأموال والوسائل اللازمة لإنتاج القنبلة الذرية قبل أن يتمكن العلماء الألمان من صنعها وجعلها في يد حاكم مثل هتلر يستخدمها في فرض قيم معادية للإنسانية، وكان في ظنهم أن حيازة أمريكا لها سوف يردع هتلر - فيما لو امتلكها - عن استخدامها. وتم ذلك في مدة قصيرة حين أجريت أول تجربة ذرية في عام 1945 في صحراء نيفادا، ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى ألقيت أول قنبلة على (هيروشيما) في اليابان في الثامن من آب عام 1945، وأعقبتها بعد أيام قنبلة أخرى على (نغازاكي) مما عجل بالاستسلام النهائي لليابان.
وقد كان من رأي العلماء الذين اخترعوا القنبلة الذرية أن تجرى تجربة دولية أمام مندوبين من مختلف بلاد العالم لإطلاعهم على مدى القوة التدميرية للقنبلة، ويطلب من اليابان أن تستسلم على هذا الأساس، ولكن الحاكم السياسي لأمريكا آنذاك، وهو الرئيس (ترومان) كان له رأي آخر.
وتكفيراً عن الذنب أمضى كثير من أولئك - ومنهم أينشتين - بقية عمرهم في الدعوة إلى السلام. ومن العسير على العلماء اليوم أن يتحكموا في كيفية استخدام علومهم وتطبيقاتها حيث إن الشركات والمؤسسات الكبرى هي التي تنفق على أبحاث العلماء في الغرب، كما أن الدولة في المعسكر الشرقي ترعى العلماء وتنفق عليهم، مما يجعل إسقاط حقهم في التحكم فيها أمراً مسلماً به مسبقاً.
ولا تقف مشكلات التخصص المغلق عند هذا الحد، فقد وجد مثلاً أن بعض الأمم تولي ثقة للمختصين والفنيين، وربما يحثونهم على القيام بتشكيل حكومة تسمى بالحكومة (التكنوقراطية)، أي حكومة الاختصاصيين، وقد خيب هؤلاء الآمال في كثير من الأحيان، لأنه ثبت أنهم ينظرون إلى المشكلات الكبرى بمنظور أضيق مما هو مطلوب؛ لأن مهنتهم وتخصصهم الدقيق يغلب عليهم، ومن ثم فإنهم عاجزون عن تأمل الأمور من منظور شامل. ومن هنا فإن المجتمع كثيراً ما يلجأ إلى السياسيين والشخصيات العامة لإصلاح ما أفسده المختصون.
إن في المجتمع حوارات داخلية غامضة، لا يقف عليها إلا من خالط الناس في شرائحهم العديدة، ومن ثم يعجز غالباً المختصون عن قيادتهم وتحسس مشكلاتهم.
وقد عزلت التخصصات المغلقة أصحابها عن طبيعتهم الإنسانية حين تحول العلم على أيديهم إلى مجموعة من الإجراءات التي تقتضي تدريباً وتعليماً مكثفاً، ومن ثم فإن المختص يتباعد تدريجياً عن رؤية الصورة الكلية للحياة، كما أن العلم وفق هذا المنهج يفقد وظيفة من أهم وظائفه، وهي فقه الذات والعودة إليها واستكناه أغوارها] وفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [[الذاريات: 21]. ومن ثم فقد برز اتجاه يدعو إلى ضرورة خروج العالم من تخصصه إلى تخصصات أخرى قريبة منه تتكامل معه وتثريه، كما نشأت دعوات للعلماء التطبيقيين أن يقرءوا في الدراسات الإنسانية، وأن يعايشوا المشكلات اليومية لمجتمعاتهم - ولو بمقدار - حتى يحدث التوازن في ثقافاتهم وشخصياتهم المجتمعية.
وهذه المشكلات هي مشكلات الباحث في العالم المتقدم مادياً، أما المختصون عندنا فلهم إلى جانب هذه المشكلات مشكلات أخرى من نوع آخر، حيث إن الباحثين في ميادين العلوم التطبيقية مازالوا إلى هذه اللحظة عند العلوم، أما التطبيق فإن الأوضاع في العالم الإسلامي لا تساعد على التطبيق الصحيح، ولذلك فإن من استطاع من الباحثين الهجرة إلى الغرب هاجر، ليجد هناك المجال الرحب لتطبيق النظريات التي توصل إليها، وليضاف إنتاجه بعد ذلك للحضارة الغربية، ومن لم يستطع الهجرة توقف النمو العلمي لديه، ثم تراجع؛ لأن العلم لا ينمو إلا بالتجربة والتطبيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الباحثون في ميادين العلوم الإنسانية عامة فلهم مشكلة من نوع آخر، حيث إن عدم تنظيم المعرفة لدينا بالشكل المناسب وانعدام التواصل بين الباحثين جعل كثيراً منا يجاهد في غير عدو، وذلك لأن البناء المعرفي أشبه شيء ببناء ذي طوابق، مع فارق واحد هو أن العلماء كلما انتهوا من بناء طابق معرفي انتقلوا إليه وتركوا ما تحته فارغاً ليشكل أساس البناء ومنطلقاته، وهذا هو التراكم المعرفي.
والمشكلة أن كثيراً من الباحثين لدينا يرفضون الانتقال من الطابق الأول إلى ما فوقه، إما لعدم إدراكهم لضرورة الانتقال، وإما لعجزهم عنه، وإما لعدم معرفتهم أن هناك طوابق أخرى فوقهم. وهذا ما نعنيه عند القول: إن المعرفة عند كثير من
باحثينا تفقد صفة التراكم اليوم.
إن كثيراً ممن يملك أفضل العقول لدينا مشغولون بنشر كتب تراثية أو كتابة بحوث كتب خير منها من أكثر من قرن من الزمان، وقد يعمل الواحد من سنوات في تحقيق كتاب مخطوط نقله مؤلفه عن كتاب مطبوع بين أيدينا، فما الحاجة إلى تكرار غير مفيد!! إن ما ينبغي العمل فيه في ميادين العلوم الإنسانية هو كل ما يمثل إضافة للذات، أو يساعد في حل مشكلة واقعة أو متوقعة، وما عدا ذلك فهو هدر لطاقات الأمة بأمس الحاجة إليها.
ولا يقف الأمر عند هذا، بل يتجاوزه إلى أن بعض المختصين يفني عمره في حفظ مسائل وقراءة أبواب لا يحتاج إليها الواقع المسلم في شيء، ولو أنه التفت إلى واقعه، ثم أعمل النظر فيما يحتاج إليه ذلك الواقع، من فقه، وفهم، وتفجير للنصوص، وقراءة للتاريخ، لاستطاع عمل الكثير لهذه الأمة.
ومن هنا يرى بعض المفكرين أنه لا يمكن تنمية فقه الأولويات، وفقه الموازنات في وضع حضاري شديد التعقيد، إلا إذا امتلك المختصون رؤية شاملة، وعرفوا مواضع أقدامهم، من خلال معرفة الواقع المعاش والواقع التاريخي، ومن خلال الانفتاح على الأنشطة الحياتية المختلفة وقد كتبتُ تعقيبا على هذا المقال في هذا الرابط:
http://osolyon.com/vb/showpost.php?p=20153&postcount=4
فرأيت أن أنقله إلى هنا للفائدة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 04:30]ـ
وتعقيبا أقول:
يبدأ الدكتور وفقه الله بأن يحرر لنا تعريف ما يسميه (بالمفكر)، فيقول:
من هو المفكر؟
يمكن أن نقول بإيجاز: إن المفكر هو من يملك رؤية نقدية ينقل من خلالها تناقضات مجتمعه ومشكلاته إلى حسِّ الناس وأعصابهم، لتصبح إحدى مفردات همومهم اليومية، وهو بما يعرف من سنن الله تعالى في الأنفس والآفاق، وبما يملك من رؤية شاملة فاحصة للواقع والتاريخ يتمتع بـ (حاسة الاستشعار عن بعد)، فيرى ما لا يراه الناس، فينذرهم ويوجههم نحو طريق الفلاح
وأقول إن هذا التعريف ليس جامعا ولا مانعا، بل أراه (مائعا) إن صحت العبارة.
فإنه على هذا الوصف = كل عامي من عوام الناس أمسك قلما ورأى نفسه ذا عقل ناقد قد تولدت فيه "أفكار"، ينفك بها عن التقيد بتخصص محدد قد تحققت فيه شرائط الاشتغال به، فإنه يستجيز لنفسه أن يتسمى (بالمفكر)!! ونحن نرى ذلك واقعا تضج به الصحف والمجلات ودور النشر في زماننا هذا ولا يخفى على أحد!
يقول: المفكر هو من يملك رؤية نقدية! وهل بقي أحد من الناس في زماننا هذا لا يملك "رؤية نقدية"، ولم يؤسس لنفسه رأيا في كل صغيرة وكبيرة من دقائق القضايا الكبرى التي تعرض على مسامع الناس ليل نهار في وسائل الإعلام؟؟؟
عندما يقول الدكتور بكار: "تناقضات مجتمعه"، ينسب إلى (المفكر) الإلمام بها وأهلية الكلام فيها، فأي جنس من أجناس التناقضات يقصد؟ إن كان يقصد التناقضات الفكرية والفلسفية فيقينا ليس كل (مفكر) - أيا كان اختصاصه - مؤهلا لأن ينظر فيها فيقرر الحق من الباطل بالدليل العلمي المعتبر! فما أهلية من يقول أنا (مفكر)، ثم يذهب ينظر ويحلل ويقيس ويقارن ويناقش ويجادل ويستدل في تلك المضايق؟ ومن أين تلقى تلك الرؤية الشاملة الفاحصة للواقع (والتاريخ) وكيف تأهل بها؟؟ وما الذي جعله يرى ما لا يراه الناس، مع أن أكثر الناس يدَّعون ذلك لأنفسهم كما نرى!! فبأي علم زعم (المفكر) لنفسه أنه إن وجه الناس فإنما يوجههم إلى "طريق الفلاح"؟؟؟
على هذا الحد الذي حرره الدكتور عفا الله عنه = كل الناس مفكرون!!
(يُتْبَعُ)
(/)