عَلَيْهِمْ شَهِيدًا. فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا. وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا. لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء:156 - 162).
- (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:116 - 120).
- (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) (التوبة:12).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) (آل عمران:100).
- (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً. أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا. وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (النساء:150 - 152).
- (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا. يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا. فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا. ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ. مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ. فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ. أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (مريم:27 - 39).
- (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا. لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا. تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا. أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا. وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا. إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا. لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا. فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا. وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا) (مريم:88 - 98).
- (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا. قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا. مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا. وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا. مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا) (الكهف:1 - 5).
- (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ. لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ. يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ. وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) (الأنبياء:26 - 29).
- (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (الزمر:4).
- (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ. سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الزخرف:81 - 82).
- (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران:19).
- (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85).
- (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46).
- (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ) (الحشر:2).
- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (الحشر:11).
- (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) (البينة:1).
(يُتْبَعُ)
(/)
- (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) (الصف:6).
- (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:27).
- (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (آل عمران:20).
- (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:3).
- (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الصف:7).
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (رواه مسلم).
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَإِنَّ النَّصَارَى ضُلاَّلٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلا النَّصَارَى بِالسَّلامِ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ) (رواه مسلم).
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَاسًا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نَعَمْ. هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ مَعَهَا سَحَابٌ وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ؟). قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: (مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ لِيَتَّبِعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ فَلا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ- مِنْ الأَصْنَامِ وَالأَنْصَابِ إِلا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَغُبَّرِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَيُدْعَى الْيَهُودُ فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ. فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلا وَلَدٍ فَمَاذَا تَبْغُونَ؟ قَالُوا: عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا، فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ: أَلا تَرِدُونَ؟ فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلا وَلَدٍ. فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا تَبْغُونَ؟ فَيَقُولُونَ: عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا، قَالَ: فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلا تَرِدُونَ؟ فَيُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ -تَعَالَى- مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنْ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا قَالَ: فَمَا تَنْتَظِرُونَ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ. قَالُوا: يَا رَبَّنَا فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا أَفْقَرَ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ. فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ لا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكَادُ أَنْ يَنْقَلِبَ. فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ فَتَعْرِفُونَهُ بِهَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَلا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلا أَذِنَ اللَّهُ لَهُ بِالسُّجُودِ وَلا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ اتِّقَاءً وَرِيَاءً إِلا جَعَلَ اللَّهُ ظَهْرَهُ طَبَقَةً وَاحِدَةً كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ وَقَدْ تَحَوَّلَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَقَالَ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ، وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ).
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ: (دَحْضٌ مَزِلَّةٌ فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ فِيهَا شُوَيْكَةٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً لِلَّهِ فِي اسْتِقْصَاءِ الْحَقِّ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ فِي النَّارِ يَقُولُونَ: رَبَّنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ. فَيُقَالُ لَهُمْ: أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا قَدْ أَخَذَتْ النَّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ يَقُولُونَ رَبَّنَا مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ. فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَدًا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا أَحَدًا ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْرًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يَقُولُ: إِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)، (فَيَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: شَفَعَتْ الْمَلائِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ وَلَمْ يَبْقَ إِلا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنْ النَّارِ فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ أَلا تَرَوْنَهَا تَكُونُ إِلَى الْحَجَرِ أَوْ إِلَى الشَّجَرِ مَا يَكُونُ إِلَى الشَّمْسِ أُصَيْفِرُ وَأُخَيْضِرُ وَمَا يَكُونُ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَبْيَضَ؟). فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بِالْبَادِيَةِ؟ قَالَ: (فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ فِي رِقَابِهِمْ الْخَوَاتِمُ يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ أَدْخَلَهُمْ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ ثُمَّ يَقُولُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ فَيَقُولُونَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا فَيَقُولُ: رِضَايَ فَلا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا).
يا علماء الإسلام ..
يا من أخذ الله عليهم العهد والميثاق لتبينن الكتاب للناس ولا تكتمونه .. يا من حُذروا بـ (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) (البقرة:159).
ماذا تصنعون بهذه النصوص القرآنية وأضعافها التي تهدم عقيدة النصارى المثلثين المشركين عباد الصليب وعباد المسيح؛ هل تبينون ذلك للناس أم أن هذا ضمن الخط الأحمر العميق؟!
وكيف تقبلون التسوية بين الحق والباطل؛ لأجل أنها من عقائد "المصريين"؛ فمن المصريين: يهود، ومنهم: بهائيون، ومنهم: شيوعيون ملحدون؛ فما تصنعون؟! (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر:94).
فاصدعوا بما تؤمرون من البيان، ولا تداهنوا؛ فيدهنوا مع بقائهم على المكر والطغيان، والشرك والكفر والعدوان!
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 02:54]ـ
بارك الله في شيخنا و أطال الله عمره و أحسن علمه، و بارك الله فيكم أخي
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 03:23]ـ
بارك الله فيما سطرت يداه.
وجزاه الله خيراً.(/)
ليس ذاك من الحكمة! لا تشيعوا الباطل! اتركوه حتى يموت ويندفن ويندثر!
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 05:23]ـ
والله لم أعلم بأن هناك من سب الصديقة بنت الصديق حليلة سيدنا (ص) إلا من موقع الألوكة ...
أليس من الأحسن أن نتجاهلهم ونعاملهم كما لو أن أحدا سب أمك ... فإما أن ترفع عليه دعوى وتؤدبه أو تسكت خيرا لك ولا تذيعها وتنشرها في الصحف والمجلات ... لأنها قطعا ستصادف جهلة لا يميزون بين الدعوى الفارغة وبين الثابتة بالأدلة والبراهين ...
وإني أكاد أجزم أن الكثير لم يسلم من خاطرة عابرة في حق أمنا رضي الله عنها ....
والسلامة أولى ...
وسمعت مرة من الشيخ سلمان العودة ... أنه ذكر أن كتاب ((آيات شيطانية)) ماذاع واشتهر إلا بسبب تشنيع العلماء عليه ولو سكتوا لأخمدوه ومات كاتبه بغيظه
فتأملوا رحمكم الله في هذا وكفى
كفى
كفى
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 08:35]ـ
قول وجيه ... لو كان التطبيق عامًّا.
يعني: لو لاقاه كلُّ العقلاء بالتجاهل والصمت.
لكنه قد يفوِّت المطالبة بعقابه أو محاسبته، وردْع غيره.
عمومًا لو أنَّ أولي الأمر وأصحاب السلطان والقوة تَطول أيديهِم كلَّ خارجٍ معتدٍ على دينِنا ومقدساتنا، لوُئدت الفتن في مهدِها، وما كنَّا نسمع أو نتكلم عن رسومٍ مسيئة أو نحو ذلك.
والله أعلم.
ـ[أبو سلمى المصري]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 08:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كلامك صحيح أخي لو كان هذا الكلام في مجلس خاص، أو في كتاب لا يصل إلى أيدي العامة ..
ولكن هذا التشنيع الفظيع قيل في محطة فضائية يمكنها أن تصل إلى كل لاقط لها. فكان لابد من الرد لإخماد هذه النار المجوسية، ولإشاعة فضل أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - عند من يجهل قدرها.
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 11:50]ـ
على الأقل
وأضعف الإيمان .. كما يقال
أني
أنصح كل من يكتب بحثا أو مقالة أو يلقي خطبة أو حتى الإخوان الذين أنشؤوا موقعا من أجل الدفاع عن أمنا رضي الله عنها أن لايتعرضوا أبدا لذكر أن هناك من سبها لا تصريحا ولا تلميحا البتة ... لأنه لايشك أحد أن أكثر عوامنا الذين يحضرون خطبة الجمعة لم يروا تلك القناة في الوقت الذي بُث فيه هذا الشر ... فليس من الحكمة بحال أن نلفحهم بلهيبه ثم نحاول تضميد جراحهم ولا يخفى عليكم أن عامة الناس ليس لديهم القدرة في التحكم بخواطرهم كما هي عند طالب العلم الفطٍن ... فيكفي أن تكون الخطبة بشكل عام عن فضائل أمنا عائشة رضي الله عنها من غير أن نُشعرهم أن هناك اعتداء ما وراء الأكمة التي هم في غنى عنها ...
أرجوا نشر هذه الفكرة بين الوعاظ والخطباء والأئمة وحتى في المنتديات على النت وكذلك عند المسؤولين عن القنوات الفضائية
وغير ذلك من أي وسيلة يمكن أن تصل إلى العامة ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 08:57]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[السليماني]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 09:23]ـ
من لم يكن إماماً متبعاً من أهل النفاق والكفر فيعرض عنه
لإن في الإعراض عنه موت لسيرته ومافيها من الضلال
والكلام فيه يزيده مكانه ويحرك السفهاء لنصرته
أما من ينشر الباطل وهو متبع فيجب دحض باطله.
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:08]ـ
وهل سب أمنا رضي الله عنها في حاجة لدحض!
ـ[نبيل حسن احمد]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 11:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم كلامك ممكن يكون صحيحاً لو ان التجريح لم يصل لوسائل الاتصال المتطورة كالانترنت ولكن لانه انتشر وجب علينا الرد لردع من تسول نفسه باهانة الرموز الدينية والمقدسات الاسلامية
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 11:33]ـ
كان مما سمعته من شيخي الشيخ محمد صفوت نور الدين - رحمه الله تعالى -:
" اذكر الخير فينتشر , ولا تذكر الشر فيندثر "
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. أمين
ـ[السليماني]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:47]ـ
من كان له اتباع ينشرون باطله
فيجب الرد عليه وبيان فضائل الصحابة وعقيدة أهل السنة
ـ[وليد الفلاح]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 04:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا قولك وجيه لكن البعض نظر الي ذاك البغيض على انه اداة ايرانية لجس نبض اهل السنة والله اعلم بالصواب؟!
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 11:18]ـ
جزاك الله خيرا. قولٌ وجيه ولا نختلف معك فيه.
ولكن الأمور بمقاصدها .. والمقصد الرافضي هو إثارة الفتنة بين المسلمين، لا إثارة المسلمين عليهم.
ونهض السلف الكرام من قبل للرد على مثل هذا .. وبيان كلام الله -عز وجل-.
وإن مات هذا الخبيث .. فلن يدفن هذا الفكر الكفري ولن يندثر، لأنه باق ببقاء النفاق.(/)
البِغاءُ والبِغاءُ الْمُقَدَّسُ
ـ[أبو الخلود]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 09:59]ـ
البِغاءُ والبِغاءُ الْمُقَدَّسُ
أولاً- البغاء
البغاء: ممارسةُ المرأة الزنا لقاءَ أجر، لحاجة. فإن خلا من الأجر والحاجة فهو الزنا. وكان البغاءُ موجوداً عند معظم الشعوب القديمة والمتحضرة، حتى أن بعض الدول كانت تنظم شؤون البغايا، وتضع لهن التشريعات. وكان البغاء منتشراً بين اليهود منذ عهود قديمة، كما يوحي به هذا النص: «لا تدنسْ ابنتَك بتعريضها للزنى» [سِفر اللاويين 19/ 29]
وقد عرِف العربُ في جاهليتهم إلى جانب الزواج الشرعي، الذي كانوا يسمونه زواجَ البعولة؛ أنواعاً من الأنكحة الباطلة أو الزنا، منها البغاء، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن عائشة – رضي الله عنها – عن أنواع النكاح، في الجاهلية، أنها قالت: «إِنَّ النِّكَاحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ ... وَنِكَاحُ الرَّابِعِ: يَجْتَمِعُ النَّاسُ الْكَثِيرُ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ، لا تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا، وَهُنَّ الْبَغَايَا، كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ، تَكُونُ عَلَمًا، فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ».
وظل البغاءُ عند مشركي العرب حتى بعد ظهور الإسلام، كان لعبد بن أبي بن سلول (زعيم المنافقين) إماءٌ، كان يكرههن على البغاء؛ طلباً لخراجهن، فأنزل الله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33].وكانت تقام للبغايا بيوتاتٌ تُدْعى (المواخير) تشرَب فيها الخمورُ وتمارَس فيها الزنا.
يقول علي عبد الواحد وافي: كان كثير من سراة اليونان في العصور القديمة يستخدمون إماءهم في البغاء؛ للانتفاع بأجورهن، بل إن بعض حكوماتهم أخذ ينافس الأفراد في هذه التجارة، فقد نظم صولون نفسه – وهو كبير مشرع أثينا وحاكمُها – شؤون البغاء الرسمي، وانشأ منازل خاصة للبغايا، واشترى عدداً كبيراً من الإماء، وفرَّقهن على هذه المنازل، لتنتفع الدولة بأجورهن. كذلك كان البغاء منتشراً انتشاراً كبيراً في معظم المدن الرومانية.
وكان كثير من اليابانيين يخصصون بناتهم للبغاء؛ للانتفاع بأجورهن، فيُلْحِقوهنّ بمنزل من منازل الفسوق، وما كان يجوز للبنت أن تعصي أباها، ولا أن تعترض على أمره. ويضاف إلى هؤلاء طائفة أخرى كبيرة العدد – في اليابان – تتألف من اللائي يسلكن هذا الطريق، بمحض اختيارهن.
وقد جرت عادة بعض الأزواج في الصين أن يقدموا زوجاتهم للبغاء؛ للانتفاع بأجورهن.
وكان كثير من الدول المتحضرة في أوربة وأمريكة وغيرهما تقر البغاء الرسمي، وتسن له اللوائح والقوانين، وتنتفع حكوماتها بما تجبيه من المومسات من رسوم وضرائب، ولا يزال هذا النظام معمولاً به في بعض هذه الأمم ف الوقت الحاضر .. كذلك انتشر نظام البغاء الرسمي في كثير من الدول العربية والإسلامية بعدما دخلتْ تحت نير المستعمر الأوربي.
واصطلح الباحثون على تسمية هذا النوع من البغاء بالبغاء المدني، تمييزاً له عن البغاء الديني.
ثانياً- البغاء المقدس
بجانب البغاء المدني كان يوجد نوعٌ آخر من البغاء، يطلق عليه اسم البغاءُ الديني أوالبغاء المقدس؛ لأنه كان يُعدُّ شعيرةً من شعائر الدين، أو وسيلةً لإرضاء الآلهة والتقرب إليهم. وقد عثر الباحثون على عدة مظاهر لهذا النظام عند كثير من الشعوب.
نقل (علي وافي) عن (ريد = Read) قوله: إن كثيراً من زنوج أفريقية ينظرون إلى البغاء أحياناً على أنه عمل من أعمال البر الديني، حتى إن الموسرات من النساء ليشترين – وهن في مرض موتهن – إماءً يوصين بأن يخصصنَ للبغاء، ويتخذن من ذلك وسيلةً للتقرب إلى الله، وخَتْمِ حياتهن بصالح الأعمال. كما تفعل الموسرات من نساء إنجلترة، إذ يوصين قبل وفاتهن بجزء من ثرواتهن لعمل خيري عام.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وذكر (إليس = Ellis) في اثناء حديثه عن أهل ساحل العبيد بأفريقية أنه كان يوجد في كل مدينة من مدنهم مؤسسة، تقدم إليها الفتيات الجميلات من سن العاشرة إلى الثانية عشرة، ويقضي هؤلاء الفتيات بهذه المؤسسات ثلاث سنين، يتعلمن في أثنائها الرقص الديني، وترتيل الأوراد المقدسة، في صوت غتائي شجي، فإذا انتهت مدة تعلمهن تخصصن للبغاء المقدس، فيصبحن من الناحية النظرية وقفاً على رجال الدين، وإن كن في الواقع لا يمتنعن عمن يريدهن من غيرهم. وينظر الناس إليهن في هذه البلاد على أنهن زوجات للألهة، ويُعتقد أن ما يأتينه من أعمال ليس إلا ضرباً من ضروب العبادة التي يُتقرَّب بها إلى الله زلفى، ويُستدَرُّ بها عطف السماء؛ ولذلك كان يٌنظَر إلى من يأتين به من الأولاد على أنهم أولاد الله.
وقال وافي: وروى (إليس) كذلك عن أهل ساحل الذهب بأفريقية أن راهباتهم وقسيساتهم كان يحرم عليهن الزواج، ولكن كنَّ يزاولن نوعاً من البغاء المقدس، يشبعن عن طريقه رغباتهن مع من يشأنَ من الرجال، فإذا راق في أعين إحداهن رجلٌ ما دعته إلى منزلها، وأنهتْ إليه أن (الإله) الذي أوقفت حياتها على عبادته قد أوحى إليها أن تتخذه عشيقاً لها، فيغتبط الرجل أنْ وقع عليه هذا الاختيار، ويظل حبيساً لديها، يحقق لها رغباته، حتى تملّه، فتستبدل به رجلاً آخر، تعيد معه القصة نفسها، وهكذا دواليك. وقد تجمع الواحدة منهن أكثر من رجل واحد في منزلها، بل قد يصل عشاقها إلى ستة رجال أو نحو ذلك، وتسير البغيُّ من هؤلاء في الحفلات المقدسة، يحيط بها عشاقها كما تحيط الحاشية بملكة أو أميرة. فحياتهن حياة فسق وفجور بالغين. وقد ينحدر بعضهن في هذه الوهدة إلى مستوى حيواني وضيع، وخاصة عندما يهيِّجها الرقص الديني، الذي تزاوله من حين لآخر.
(وقال وافي): ومن أشهر أنواع البغاءِ المقدس ما كان يجري عليه العمل في (بابل) في معبد الإلهة ميليتَّا = زهرة (وهي في شخصيتها ووظائفها وأساطيرهاتماثل الإلهة أفروديت عند اليونان والإلهة فينوس عند الرومان والإلهة عشتروت عندالفينيقيين) وقد أفاض المؤرخ اليوناني هيرودوت في وصف هذا النظام، فذكر أن كلبنت تولد في هذه البلاد كان يجب عليها مرة في حياتها أن تذهب إلى معبد الإلهةميليتا حيث تقدم نفسها لرجل أجنبي عن البلاد، فكانت تجلس في ساحة المعبد حتى يمربها أجنبي، ويضع على ركبتها قطعة فضية من النقد، داعياً في أثناء ذلك (أن تباركهاالإلهة ميليتا وتشملها برعايتها) ثم يصحب الفتاةَ بعيداً عن الساحة المقدسة ليقضيمعها إربته ... وكان يُنْظَر إلى هذه الاتصالات على أنها ضربٌ من العبادة الدينية، أو نوعٌ من القربان، تقدمه الفتياتُ لإلهتهن ميليتا وكان يُعْتَقَد أن هذا الضرب من العبادة، أو القربان من أحب العبادات والقرابين إلى الإلهة، وأنه مصدرُ خير وبركة للفتاة.
(وقال وافي): ولهذا التقليد البابلي أشباهٌ ونظائرُ في كثيرمن بلاد اليونان في عصورها القديمةوخاصة في بعض مناطق في جزيرة قبرص، وبيبلوس، وقورنثة، وأثينة، ففي قبرص كان يجب على العذارى أن يذهبن إلى ساحل البحر في أيام معلوماتليقدمن بكارتهن قربانا للإلهة أفروديت. وفي معبد الإلهة أفروديت بقورنثة كانيوجد عدد كبير من النسوة، يزاولن البغاء المقدس. وتروي الأساطير اليونانية أنبعض مدن اليونان كانت إذا اشتبكت في حرب ينذر أهلها للإلهة أفروديت أن يخصصوابناتهم للبغاء المقدس في معابدها، إذا أمدتهم بعون منها فخرجوا منتصرين على أعدائهم.
وجرت عادة سُراة اليونان في مملكة أثينا وغيرها أن يخصصوا بعض إمائهم للبغاء فيمعبد من معابد الإلهة أفروديت، على أن يخصص دخلهن من هذه المهنة لصندوق المعبدنفسه. وقد انتشرت هذه الطقوس في مخلتف بلاد اليونان ... وقد أطرى هذه الأعمال كبيرُ مؤرخيهم سترابون وعدَّهامشروعات وطنية جليلة؛ لأنها على حد قوله: تجذب الأجانب للبلاد (أي: السواح)، فينفقون فيهاأموالهم، فتنتعش بذلك اقتصادياتها، ويعمها الرخاء، ويزداد دخلهاالقومي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند قدماء الأرمن كانت الفتيات يزاولنَ كذلك البغاءَ المقدس بالطريقة نفسها التي كانت تسير عليها البابلياتُ، أو بطريقة قريبة منها، فقد روى سترابون أن كل أسرة أرمنية، حتى الأسرات الأرستقراطية الراقية كانت تبعث ببناتها إلى المعابد؛ ليزاولن البغاء المقدس، فترة معينة في حياتهن.
(وقال وافي): ويظهر أن المرأة التي كانت تُعد في نظر قدماء المصريين زوجة للإله في طيبة، كانت تمارس كذلك الغاء المقدس في المعابد، فقد روى المؤرخ سترابون أنها (كانت تتصل بمن تشاء من الرجال، حتى يتخلص جسمها من أدرانه، وتصل إلى أقصى درجات الطهر، وجينئذ تَهَب نفسها لرجل واحد).
(وقال وافي): وفي كثير من معابد الهند، في العصور القديمة، كانت تقطن طائة من الراقصات، يزاولن البغاء المقدس. وكنَّ موضع إجلال ديني، فكانت مرتبتهن تأتي بعد مرتبة السدنة، ومقدمي الضحايا للمعبد ... وقد ظلت هذه التقاليد سائدة في في مناطق من بلاد الهند إلى عهد قريب، ففي القرن التاسع عشر نفسه كان لا يزال يوجد في كثير من معابد الهند عدد كبير من البغايا، يزاولن مهنتهن لصالح المعابد نفسها، ويخصصن لها دخلهن من هذه المهنة، وكان هؤلاء النسوة موضع تقدير وإجلال لخاصة القوم وعامتهم، بل كن وحدهن اللائي يسمح لهن بالتعلم في الهند. ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_edn1))
وعند قدماء الكنعانيين (سكان فلسطين ولبنان قديما) كانت توجد طائفة من النسوة، وقفنَ أنفسَهن على خدمة المعبَد، ووهبنَ جسومَهنَّ للبغاء المقدَّس، «وأقام إسرائيل في شِطّيم [اسم مكان في موآب، شرق البحر الميت] وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب. فدعَوْنَ الشعبَ إلى ذبائح آلهتهن، فأكل الشعبُ، وسجدوا لآلهتهن» [سفرالعدد 25/ 1 - 2]
ويقول وِلْ ديورانت في سياق حديثه عن العهر المقدس: «لكنَّ عاهراتٍ من أصناف مختلفة كنَّ يسكنَّ في أرباض الهيكل (حول المعبد) ويمارسنَ حرفتَهنَّ فيها، ومنهن مَنْ كنَّ يجمعنَ من عملهنَّ الأموال الطائلة، وكانت عاهراتُ الهياكل كثيراتٌ في غربي آسية. تجدهن عند بني إسرائيل، وفي فريجية [منطقة في آسية] وفينيقية، وسورية، وغيرها من الأقطار ... وظلت الدعارة المقدسة عادة متبعة في بلاد بابل حتى ألغاها قسطنطين حوالي عام 325 ق. م». ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_edn2))
ويقول غوستاف لوبون: «إن النظام اليهودي بأسره ليس إلا وجهاً بسيطاً للنظام الكلداني [في بلاد بابل، حيث سباهم بختنصر] ... لمْ يجاوز اليهود أطوارَ الحضارة السفلى ... فلم يقتبسوا من تلك الأمم العليا سوى أخس ما في حضارتها، أي لم يقتبسوا غير عيوبها، وعاداتها الضارية، ودعارتها وخرافاتها ... كان اليهود يحملون نساءهم على البغاء المقدس، في المشارف». ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_edn3)) أي: على الجبال والتلال.
كانت عادةُ البغاء المقدس منتشرةً بين اليهوديات، المتزوجات والبنات على حد سواء، ولِمَ لا، ما دام ذلك قربة إلى الله تعالى؟! وهذا ما صرح به هوشع على لسان الرب: «لأن روح الزنى قد أضلهم [يقصد: شعب إسرائيل] فزنوا من تحت إلههم. يذبحون على رؤوس الجبال، ويبخِّرون على التلال، تحت البلُّوط واللّبْنَى والْبُطم؛ لأن ظلها حسن. لذلك تزني بناتُكم، وتفسُق كنَّاتُكم (زوجة الابن). لا أعاقب بناتِكم لأنهن يزنين، ولا كنَّاتكم لأنهن يفسُقن. لأنهم يعتزلون مع الزانيات، ويذبحون مع الناذراتِ الزنى. وشعبٌ لا يَعقِل يُصْرَع» [سِفر هوشع 4/ 12 - 14]
فالزنا بحد ذاته – حسب هوشع - ليس خطيئة تحاسب عليها المرأة، بل هي قربة (بغاء مقدس) ولكن الخطأ في أسلوب الممارسة، فعلى البغيِّ أن تمارس شهوتها في صمت، بعيداً عن الأضواء، أما أن تتخذَ سَمْتَ ومظهرَ (الناذراتِ الزنا)، وتخلعَ عِذار الحياء، وتعتزلَ مع الزانيات، وتشتهرَ بتلك الآفة؛ فحينئذ يكون الفسادُ بلغ نهايتَه، ويكون الدمارُ المحتم، (وشعبٌ لا يَعقِل يُصْرَع).
(يُتْبَعُ)
(/)
يؤكد هذا ما ألمح إليه القرآن الكريم في قصة مريم الصِّدِّيقة، نذرتها أمُّها للعبادة وخدمة بيت المقدس، وكان من أمرها ما قصه القرآن الكريم، فلما وضعت وليدها عيسى – عليهما السلام – وحملتْه على يديها، وأتتْ به قومها (بني إسرائيل) اتهموها بهذا النوع من البغاء، تعريضاً، قالوا: {قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم]
ويخاطب الربُّ أورشليمَ قائلاً: «ازدريتِ أقداسي، ونجَّسْتِ سُبُوتي ... في وسطِكِ عمِلوا رذيلةً. فيكِ كَشفَ الإنسانُ عورةَ أبيه، فيكِ أذلّوا المتنَجِّسةَ بطمثها. إنسانٌ فعلَ الرجسَ بامرأة قريبه، إنسانٌ نجَّسَ كنَّته برذيلة، إنسانٌ أذلَّ فيكِ أختَه بنتَ أبيه» [حزقيال: 22/ 8 - 11] اللواط بالأب، والزنا بالحائض، وبامرأة القريب، وبالكنّة، وبالأخت. وماذا بعد؟ وما جديدُ عاهرات ومِثْلِيِّيْ أوربة وأمريكة؟ وما مصدرُ الدعواتِ المطالِبَةِ برفع حاجزِ زواج المحارم هناك أو هنالك، إن لم يكن هذا الكتاب؟
لقد عرف العرب أنواعاً من الزنا، ولكنهم لم يعرفوا البغاء المقدس، حتى البغايا ما كان يذهب إليهنَّ إلا سفلةُ الناس، ولا يذهبون إلا في الظلام، يجرَّون أطراف مآزرهم وراءهم؛ لتطمس آثارَ أقدامهم على الرمال، لذلك أطلق على البغايا اسم الْمُظْلِمات وفي ذلك تقول العوراء بنت سبيع في رثاء ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_edn4)) :
أبكِي لِعَبْدِ اللهِ إذْ ... حُشَّتْ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَارُهْ
طَيَّانَ طَاوى الْكَشْحِ لا ... يُرْخَى لِمُظْلِمةِ إزَارُهْ
ورغم انتشارِ نورِ الإسلام، وأنوارِ سورة النور؛ لا زال البغاءُ المقدس موجوداً اليوم، تشرِّعُه وتمارسُه بعضُ الطوائف، وراثةً عن اليهود وغيرهم، ولكن تحت أسماءَ وعناوينَ أخرى.
ففاحشة الزنا تمارس على ثلاثة مستويات: (الأول) الزنا، وسببه ضعف النفس والوازع الديني، والمذنِبُ موضع مغفرة الله إن تاب. (والثاني) البغاء، وهو انحرافٌ عن الفطرة السوية، وحِرفةٌ قذرة، تُسبب الإفساد. (والثالث) البغاء المقدس، وهو الأسوأ؛ ففيه - إضافة إلى ما سبق - إضفاءٌ للقداسة على أداء اللذة الجنسية بطريقة غير مشروعة، وفي مكان يُفْتَرَضُ فيه أن يكون مقدساً، بعيداً عن هذه القاذورات.
ثالثاً- دافع الجنس وظيفته وضبطه
دافع الجنس دافع فطري في كيان الإنسان، وهو مما أقره الإسلام، قال الله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ ... ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... } [آل عمران: 14]
وهذا الدافع له هدفان: قريب وبعيد، أما القريب فهو الاستمتاع الحسي، وهو - في الوقت نفسه - وسيلةُ إلى الهدف البعيد، المقصودِ أصلاً من هذه الشهوة أو الدافع. وأما الهدف البعيد فهو التناسل؛ لحفظ النوع، واستمرار بقائه، أخرج أبو داود والنسائي عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ – رَضِيَ الله عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ».
يقول الغزالي في بيان الغاية من دافع الجنس: «إن شهوة الجماع خُلقت لتكون باعثة للإنسان على الجماع، وهو سبب بقاء النوع الإنساني، فيُطلَب النكاحُ للولد، والتحصن، لا للعب والتمتع». ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_edn5))
فالمؤمن الحق لا يكون هدفه من الجنس الاستمتاع الحسي فقط، بل يجب عليه أن يجعل هذا الهدف وسيلة إلى هدفين أسميين، هما التناسل لبقاء النوع، وتحصين النفس ضد الانحرافات الجنسية؛ لأن الوقوف عند الاستمتاع الحسي عبث لا يليق بالعاقل.
وقد عدَّ الإسلام الزواج الرابطة الجنسية الوحيدة المشروعة، التي تحقق أهداف الاتصال الجنسي اللائق بالإنسان، لذلك حض عليه، لأنه بالزواج تتحقق الرغبة في الإنجاب، خاصة عند الأم. وبالزواج تتحق السكينة والطمأنية النفسية. وبه تتحصن النفس ضد الانحرافات والاتصالات الجنسية الشاذة،. وبه يتكون المحضن المناسب لتربية الأولادجسمياً، ونفسياً، وعقلياً، وروحياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يتحقق شيء من هذه الأهداف عن طريق الاتصالات الجنسية الشاذة كاللواط، أو السحاق، أو الزنا، أو البغاء، أو البغاء المقدس، لذلك حرمها الإسلام، وقرر العقوبات المناسبة على مرتكبيها؛ لما لها من أضرار على الفرد وفطرته، وعلى الأسرة، وعلى المجتمع.
كذلك حرم الإسلام الرهبانية، لمافيها من مناقضة للفطرة الإنسانية؛ حيث يحصل بسببها العنت والمشقة؛ لقوة دافع الجنس وشدة التوتر الناشئ عن عدم إشباعه. ولما يترتب عليها من انقراض النسل وخراب العالم. {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد: 27] فالله تعالى لم يفرضها عليهم، لكنهم هم فرضوها على أنفسهم طلباً لرضوان الله تعالى، فما رعوها حق رعايتها، ولم يفوا بمستحقاتها. وهي أيضاً أمر مخالف لسنة الأنبياء {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38]
إن تلك الممارسات الجنسية الشاذة لا تحقق أي هدف من الأهداف التي خلقت الشهوة الجنسية من أجله، فلا نسل، ولا سكن، ولا سكينة، بل هي انحراف باللذة عن مسارها، ووسيلة إلى الفساد والإفساد في الأرض، كنشر الإيدز وغيره من الأمراض الجنسية، إضافة إلى ما فيه من اختلاط الأنساب، وضياع الحقوق {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء: 32].
********************
الاثنين 16/شوال/1431هـ = 4/ 10/2010م
أبو الخلود
الهوامش
([1]) انظر للوافي: قصة الزواج والعزوبة في العالم (ص 65 - 72) أو غرائب النظم والعادات والتقاليد (ص 256 - 263).
([2]) قصة الحضارة- الجزء الثاني من المجلد الأول (2/ 230).
([3]) اليهود في تاريخ الحضارات الأولى (ص 30، 31، 32).
([4]) ديوان الحماسة لأبي تمام وشروحه. قال المرزوقي: (2/ 1106) (حُشَّت نارُه): ضَمَّ ما تفرق من الحطب إليها، وأُوقدت، وإنما تريد نار الضيافة. وقال الأعلم الشنْتمري (1/ 532): (الطيان): الضامر البطن جوعاً. (والطاوي): الضامر البطن خلقة. أي: كان مهفهفاً، قليل اللحم. (والكشح) الجنْب والخِصْر. [والعرب ترى من السيادة ألا يشبع الرجل]. (والمُظلمة): الْخَصْلة القبيحة، أي: لا يرخي إزاره لفاحشة. وقال أبو العلاء المعري (1/ 668): (ومُظلمة): امرأة أظلم عليها الليل. وكانوا إذا قضوا حوائجهم من الفواحش عفُّوا آثارهم بالأُزر لئلا تُقْتَصَّ.
([5]) مدارج القدس في معارج معرفة النفس (ص 72)
ـ[عارف بن حامد العضيب]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 01:37]ـ
ابو الخلود
موضوع يستحق القراءة أكثر من مرة ولقد قمت للتو بحفظه
للعودة إليه كلما سنحت لي الفرصة خاصة وأنك مشكوراً
قد تجشمت عناء البحث وذكر المراجع أيضاً
شكرا لك مرة أخرى
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 05:49]ـ
بارك الله فيكم
ويمكن أن يضم إلى نوع البغاء المقدس زواج المتعة عند الروافض لاعتقادهم أن المتمتع له أجر عظيم وتستغفر له ملائكة بعدد قطرات غسله والعياذ بالله من الضلال والإفك والكفر
ـ[أم معاذة]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 08:36]ـ
كانت عادةُ البغاء المقدس منتشرةً بين اليهوديات، المتزوجات والبنات على حد سواء، ولِمَ لا، ما دام ذلك قربة إلى الله تعالى؟! وهذا ما صرح به هوشع على لسان الرب: «لأن روح الزنى قد أضلهم [يقصد: شعب إسرائيل] فزنوا من تحت إلههم. يذبحون على رؤوس الجبال، ويبخِّرون على التلال، تحت البلُّوط واللّبْنَى والْبُطم؛ لأن ظلها حسن. لذلك تزني بناتُكم، وتفسُق كنَّاتُكم (زوجة الابن). لا أعاقب بناتِكم لأنهن يزنين، ولا كنَّاتكم لأنهن يفسُقن. لأنهم يعتزلون مع الزانيات، ويذبحون مع الناذراتِ الزنى. وشعبٌ لا يَعقِل يُصْرَع» [سِفر هوشع 4/ 12 - 14]
فالزنا بحد ذاته – حسب هوشع - ليس خطيئة تحاسب عليها المرأة، بل هي قربة (بغاء مقدس) ولكن الخطأ في أسلوب الممارسة، فعلى البغيِّ أن تمارس شهوتها في صمت، بعيداً عن الأضواء، أما أن تتخذَ سَمْتَ ومظهرَ (الناذراتِ الزنا)، وتخلعَ عِذار الحياء، وتعتزلَ مع الزانيات، وتشتهرَ بتلك الآفة؛ فحينئذ يكون الفسادُ بلغ نهايتَه، ويكون الدمارُ المحتم، (وشعبٌ لا يَعقِل يُصْرَع).
يؤكد هذا ما ألمح إليه القرآن الكريم في قصة مريم الصِّدِّيقة، نذرتها أمُّها للعبادة وخدمة بيت المقدس، وكان من أمرها ما قصه القرآن الكريم، فلما وضعت وليدها عيسى – عليهما السلام – وحملتْه على يديها، وأتتْ به قومها (بني إسرائيل) اتهموها بهذا النوع من البغاء، تعريضاً، قالوا: {قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم]
سؤال: كيف عرفت أن إتهام بني إسرائيل لمريم عليها السلام كان بهذا النوع من البغاء؟ هل من قول يوشع المنقول أعلاه فقط؟ أم من مصادر موثوقة لدينا نحن كمسلمين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخلود]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 10:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة: أم معاذ وفقك الله تعالى لكل خير.
جواباً على سؤالك أقول:
في كتابهم المقدس إثبات لهذا النوع من الدعارة .. كذلك أثبتها عليهم المؤرخون، كما سبق من أقوالهم هذه من ناحية.
ومن ناحية أخرى كانت مريم عليها السلام تتعبد الله تعالى في المعبد، وهي في كفالة نبي الله تعالى زكريا عليه السلام.
وظهرت عليهم مريم فجأة بوليدها عيسى عليه السلام {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}
هكذا اتهموها، وهذا أمر متفق عليه، ولما كانت تعيش في المعبد، لذلك ترجح أن الاتهام كان من نوع البغاء المقدس، وليس البغاء المأجور.
والله تعالى أعلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة: أم معاذ وفقك الله تعالى لكل خير.
جواباً على سؤالك أقول:
في كتابهم المقدس إثبات لهذا النوع من الدعارة .. كذلك أثبتها عليهم المؤرخون، كما سبق من أقوالهم هذه من ناحية.
ومن ناحية أخرى كانت مريم عليها السلام تتعبد الله تعالى في المعبد، وهي في كفالة نبي الله تعالى زكريا عليه السلام.
وظهرت عليهم مريم فجأة بوليدها عيسى عليه السلام {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}
هكذا اتهموها، وهذا أمر متفق عليه، ولما كانت تعيش في المعبد، لذلك ترجح أن الاتهام كان من نوع البغاء المقدس، وليس البغاء المأجور.
والله تعالى أعلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إذا لا مصادر موثوقة عندنا كمسلمين تثبت ما ذهبت إليه أخي الفاضل، وعليه: فجزمك إلى أن القرآن أكد المعنى الذي جاء في موضوعك حول البغاء المقدس، واستدلالك بالآية الكريمة غير وارد لسببين:
الأول أنه لا دليل على هذا الجزم غير الإسرائيليات وكلام المؤرخين.
الثاني: أن هذا الإفتراض أو التفسير سيقودنا إلى أن نفسر البغاء في قوله تعالى "قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا" باليغاء غير المقدس أي البغاء الذي يكون علانية!
ما قولك؟
هكذا اتهموها، وهذا أمر متفق عليه، ولما كانت تعيش في المعبد، لذلك ترجح أن الاتهام كان من نوع البغاء المقدس، وليس البغاء المأجور.
والله تعالى أعلم.
تقصد أنهم إتهموها بالبغاء المأجور لا المقدس، لأن البغاء المقدس عندهم ـ على حسب قولك ـ لم يكن تهمة وإنما البغاء المأجور والله أعلم.
ـ[أبو الخلود]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 06:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن لديك إشكالية في الفرق بين البغاء والبغاء المقدس. وأحدهما غير الآخر، مع أن كليهما زنىً,
والوصف تابع للهدف: هل الهدف هو الأجرة أم الطاعة والتقرب.
وكلمة البغاء يختلف مدلولها من سياق لآخر، فالبغاء في قول مريم عليها السلام {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} غير البغاء في قوله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] فهذا يحمل على البغاء المأجور، لأن هو ما كان مشتهراً عند أهل مكة والمدينة قبل الإسلام.
غير البغاء في قول بني إسرائيل لمريم عليها السلام {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} وما حملتُه على البغاء المقدس، إلا لأن هذا النوع من البغاء كان مشتهراً عندهم، ولأنه كان يمارس في المعابد عندهم وعند غيرهم من الشعوب.
ومع ذلك لست متحمساً كثيراً أن يكون البغاء من النوع المأجور أو المقدس، لأني رميت بالبحث إلى أبعد من هذا، وذلك واضح لمن تأمل في البحث وفيما يقال ويدور في واقعنا الحاضر.
وأمر آخر أن القرآن الكريم والسنة الشريفة، لا يتناولان تفاصيل التاريخ وجزئياته، وعمدتنا في ذلك التاريخ وحتى الإسرائيليات، ما داما لا يتعارضان مع الشرع أولاً ومنطق العقل ثانياً.
وأخيراً، شكراً لك، وزادك الله تعالى حرصاً.
ووفقنا جميعاً لما فيه الخير والصواب.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 09:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أنني فهمت كلامك جيدا، وسؤالي الأول وملاحظتي بعد إجابتك عنه خير دليل ـ على الأقل بالنسبة لي ـ أعلم أنك تفرق بين البغاء المقدس والذي هو البغاء غير المأجور والذي كان يعتبر عند بني إسرائيل قربة لله عز وجل وبين البغاء غير المقدس والذي قلت عنه أنه تهمة بسبب الخطأ في الممارسة والتي تخرج من الصمت إلى العلن، ما جعلني أستفسر عن هذا الأمر هو تفسيرك لقول بني إسرائيل لمريم " وما كانت أمك بغيا " بأنهم يقصدون البغاء غير المقدس، أي أنهم إتهموها بالبغاء العلني والذي أظهرته بظهورها مع إبنها ـ عليهما السلام ـ، فهذا الكلام لا بد وأن يكون عليه دليل لأنه يعتبر تفسيرا لآية في القرآن الكريم، هذا من جهة، من جهة أخرى فالآية الأخرى التي قبلها لابد وأن تفسر بنفس تفسيرك السابق، لأنها تدور في نفس البيئة، أما الآية التي وردت في قريش فهي ليست محل حديثنا لأننا نتكلم عن بني إسرائيل وليس قريش، هل إتضحت فكرتي؟
وأخيراً، شكراً لك، وزادك الله تعالى حرصاً.
ووفقنا جميعاً لما فيه الخير والصواب.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخلود]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 11:41]ـ
مبادئ عامة تُعِين على فهم القرآن الكريم
كان هدفي من كتابة مقالتي الموسومة (بالبغاء والبغاء المقدس) أنّ يدرك القارئ بنفسه أنّ هناك من يمارس البغاء الديني اليوم تحت عنوان المتعة، وأنهم ورثوها من الجاهليات القديمة، وأنهم خلف لأولئك الجاهليين، وأنهم لا ينفع معهم الدليل؛ لأن القضية ليست قضية وجود دليل أو عدمه أو تعارض الأدلة عندهم، بل المسألة أبعد من أن تقف عند حدود الحل والحرمة، فقد أضفوا على هذا النوع من الزنا صفة القداسة، وجعلوه من أفضل ما يتقرب به العبد إلى معبوده. وقد أدرك ذلك كل من الأخ الكريم، عارف العضيب، والأخ الفاضل: أبو محمد العمري وفقهما الله تعالى.
قالت الضّفدع قولاً ***** فهمته الحكماء
في فمي ماءٌ وهل ينـ ***** ــطق من في فيه ماء
وأحب أن أذكِّر الأخوة الكرام بمبدأ مهم عند هذه الطائفة التي ترفع شعار الإسلام، ولا تدين إلا بشذوذ العقائد، حتى أنشؤوا ديناً موازياً للإسلام من الألف إلى الياء،، بهدف هدم الإسلام، وتفريغه من محتواه، وهي إذ تمارس البغاء الديني، تمارس معه الإسقاط، فتتهم الآخرين بأبشع وأقذع الصفات.
أما المبدأ أو القاعدة التي ينطلقون منها فهي: أنهم يعتقدون أولاً، ثم يركِّبون الدليل لعقائدهم من المتشابهات، فإن لم يجدوا في المتشابهات ما يسعفهم قالوا: إن للقرآن ظاهراً وباطناً، وأن باطنه هو المقصود. وبذلك يفتحون الأبواب لأهوائهم، فيقولون ما يشتهون، ولا يشتهون إلا الباطل.
هذا ما كنت أرمي إليه من تلكم المقالة، كما يعبر عنه العنوان والعرض معاً، إلا أن الأخت الفاضلة، أم معاذة، وقفت عند جزيئة صغيرة – ليست من أغراض المقالة – فسألتني: كيف عرفتَ أن إتهام بني إسرائيل لمريم عليها السلام كان بهذا النوع من البغاء؟ هل من قول يوشع المنقول أعلاه فقط أم من مصادر موثوقة لدينا نحن كمسلمين؟
فأجبتُ عن تساؤلها باختصار، إلا أنها عادت وافترضت افتراضات وافتراضات، منها قولها: يلزم أن يكون مدلول (البغي) في الآية (20) هو نفس مدلوله في الآية (28) وقالت عني: تقصد أنهم اتهموها بالبغاء المأجور لا المقدس؛ علماً أني صرحت بخلاف ذلك تماماً. وغير ذلك مما تناوله النقاش والأخذ والرد، حتى غطى على الهدف الرئيس للمقالة. ذلك كله دون أن تبدي لنا رأياً واضحاً.
لهذا أحببت أن أضع بين يدي القارئ الكريم بعض المبادئ التي يجب أن يصطحبها، أثناء قراءته لتفسير آية أو لنص تاريخي أو غير ذلك، وأن يخرج من دائرة التقليد، ويتجاوز مقولة: ما ترك الأول للآخر شيئاً. وأنه لا يحل لمسلم أن يقول في كتاب الله تعالى بالهوى والتشهي.
1 - مصادر المعرفة والعلاقة بينها:
أولها وأعلاها: الوحي الإلهي المعصوم، وهي تلكم التعاليم الإلهية التي اختير لها محمدٌ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لتبليغها إلى الناس.
والثاني: الكون بأحيائه وأشيائه، وهو كل ما يقع تحت حواس الإنسان مباشرة أو بوساطة أدوات اخترعها الإنسان. والكون ساحة عمل الإنسان، ومجال حركته، وقد دعته الآيات القرآنية الكريمة إلى النظر والتفكر فيه؛ لاستثماره، واستخراج كنوزه.
والثالث: التاريخ وما حوتْه سجلاتُه من المعرفة البشرية المتراكمة، فالتاريخ ذاكرة البشرية، وسجل تجاربها، وقد أمر الله تعالى بالسير في الأرض في أكثر من آية للاعتبار بمصائر المكذبين، منها قوله: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الأنعام: 11]
وظيفة الوحي: للوحي وظيفتان: (الأولى) امداد العقل بالعلوم. (والثانية) توجيهه وضبط مساره، فهو المرشد الأمين والحاكم المهيمن؛ يقول الأصفهاني تحت عنوان: (تظاهر العقل والشرع وافتقار أحدهما للآخر): «اعلم أن العقل لن يهتدي إلا بالشرع، والشرع لا يتبين إلا بالعقل، فالعقل كالأس والشرع كبناء، ولن يغني أس ما لم يكن بناء، ولن يثبت بناء ما لم يكن أس». [تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين، ص 117]
(يُتْبَعُ)
(/)
وظيفة العقل: وللعقل وظيفتان: (الأولى) تلقي الصور والمعاني عن طريق الحواس من الوحي، والكون، والتاريخ. (والثانية) وهي الأساسية: القيام بالتحليل والتركيب، والقياس والاستنتاج، والاستقراء، فينتقل من المقدمات إلى النتائج، ومن المعلوم إلى المجهول، عبر طريق يتصف بالمرحلية، والتدرج، والترابط، ليعطينا معلومة جديدة؛ لتضاف إلى صرح العلم المتطور دائماً.
وظيفة التجربة: أما التجربة فلا تعد مصدراً للمعرفة – كما يدعي الماديون – وأما وظيفتها فلا تتجاوز أن تكون أداة تقاس بها الفرضيات لمعرفة مدى صدقها من عدمه. مثلها مثل جهاز قياس الحرارة أو قياس الضغط الذي يستعمله الطبيب.
3 - ظاهرُ التاريخ وباطنُه:
للتاريخ ظاهر وباطن، أما ظاهره فهو جمع أخبار الأمم الخالية ثم نقلها، وأما باطنه فهو السعي للتعرف على أسباب الحوادث، والدوافع إلى فعلها، ومحاولة استخلاص ما يمكن استخلاصه من النتائج، واستبعاد ما يتنافى مع ما كان عليه أحوال الناس من العادات والأعراف، أو يتناقض مع طبائع الأمور.
جاء في (مقدمة ابن خلدون، ص 9 - 10) قوله: «إن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الاممُ والاجيال وتُشَدُّ إليه الركائبُ والرحال ... إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الاولى ... وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليلٌ للكائنات ومبادئها دقيقٌ، وعلمٌ بكيفيات الوقائع وأسبابها عميقٌ، فهو لذلك أصيلٌ في الحكمة عريقٌ، وجديرٌ بأن يُعَدَّ في علومها وخليقٌ».
وقال في موضع آخر منها (ص 16): «اعلم أن فن التأريخ فن عزيز المذهب، جم الفوائد، شريف الغاية؛ إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الامم في أخلاقهم، والانبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم. حتى تتم فائدةُ الاقتداء في ذلك - لمن يرومه - في أحوال الدين والدنيا؛ فهو محتاج إلى مآخذ متعددة، ومعارف متنوعة، وحسنُ نظرٍ وتثبتٍ، يفضيان بصاحبهما إلى الحق، وينكِّبان به عن الْمَزِلّات والمغالِط؛ لأن الاخبار إذا اعتُمد فيها على مجرد النقل، ولم تُحْكَم أصولُ العادة، وقواعد السياسة، وطبيعة العمران والاحوال في الاجتماع الانساني، ولا قياس الغائب منها بالشاهد، والحاضر بالذاهب؛ فربما لم يؤمَن فيها من العثور، ومَزِلّة القدم، والْحَيَد عن جادة الصدق». ثم ذكر أمثلة لذلك.
2 - الإسرائيليات وكيفية التعامل معها:
الإسرائيليات: قصص أو حوادث تروى عن مصدر إسرائيلي. (واصطلاحاً): هي كل ما دخل في التفسير والحديث والتاريخ من أساطير قديمة، منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني أو غيرهما. وإنما أطلق لفظ الإسرائيليات على كل ذلك من باب التغليب للون اليهودي على غيره؛ لأن غالب ما يروى عن هذه الخرافات والأباطيل، يرجع في أصله إلى مصدر يهودي.
التعامل مع الإسرائيليات: إن دين الإسلام دين معرفة واسعة، ولا تقتصر معارفه على ما يدور في فلك المسلمين، وإنما تمتد إلى معارف أمم سابقة، وديانات سابقة، تأخذ منها الحق لتؤيد به حقها، وتلفظ منها الباطل الذي لا يتفق وهديها. قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43، الأنبياء: 7]
وأخرج الإمام أحمد والبخاري والترمذي عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلَا حَرَجَ ... ».
والإسرائيليات تنقسم باعتبار مضمونها إلى ثلاثة أقسام: (1) ما يتعلق بالعقائد. (2) ما يتعلق بالأحكام. (3) ما يتعلق بالمواعظ أو الحوادث التي لا تمت إلى العقائد والأحكام بصلة.
وكل قسم منها تنقسم باعتبار موافقتها لما في شريعتنا ومخالفتها له إلى ثلاثة أقسام: (1) موافق لما في شريعتنا. (2) ومخالف له. (3) ومسكوت عنه، أي: ليس في شريعتنا ما يؤيده، ولا ما يعارضه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول شيخ الإسلام في (مقدمة في أصول التفسير، ص 100): «الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد، لا للاعتقاد؛ فإنها على ثلاثة أقسام: ما علمنا صحته مما بأيدينا، مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح. والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا، مما يخالفه. والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به، ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم. وغالبُ ذلك مما لا فائدة فيه، تعود إلى أمر ديني».
إذاً ما جاء منها موافقاً لما في شرعنا تجوز روايته. وأما ما جاء مخالفاً لما في شرعنا، أو كان مما لا يصدقه العقل، فلا تجوز روايته. وأما ما سكت عنه شرعنا فتجوز روايته للاستئناس، لا للاعتماد.
مثال على المسكوت عنه: قال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [آل عمران: 35]
قال ابن جرير الطبري: «كان الْمُحَرَّر إذا حُرِّر جُعل في الكنيسة لا يبرحها, يقوم عليها، ويَكْنِسها. (ثم روى عن عكرمة): أن امرأة عمران كانت عجوزاً، عاقراً، تسمى حَنَّة, وكانت لا تلد، فجعلت تغبط النساء لأولادهن, فقالت: اللهم إن علي نذراً – شكراً - إن رزقتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس, فيكون من سدنته، وخدامه».
قال ابن كثير: «امرأة عمران هذه أم مريم بنت عمران - عليها السلام - وهي حَنَّة بنت فاقود. قال محمد بن إسحاق: وكانت امرأة لا تحمل، فرأت يوما طائرًا يَزُقُّ فرخه، فاشتهت الولد، فدعت الله، عز وجل، أن يهبها ولدا، فاستجاب الله دعاءها، فواقعها زوجها، فحملت منه، فلما تحققت الحمل نذرته أن يكون {مُحَرَّرًا} أي: خالصا مفرغاً للعبادة، ولخدمة بيت المقدس».
وههنا أسئلة: الأول: من أين عرفوا أن اسمها حَنَّة؟ والثاني: من أين عرفوا أن امرأة عمران كانت عجوزاً عاقراً. والثالث: من أين عرفوا سببَ النذر، علماً أن عكرمة ذكر سبباً غير الذي ذكره ابن إسحاق؟ ومثل هذا كثير. أليس مصدر ذلك كله الإسرائيليات؟ وهو مما لا فائدة فيه، تعود إلى أمر ديني، ولا ضرر.
دور العوائد في فهم القرآن الكريم:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189] نزلت هذه الآية في قوم كانوا لا يدخلون - إذا أحرموا - بيوتَهم من قِبل أبوابها.
أخرج البخاري عن الْبَرَاءَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – يَقُولُ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِينَا، كَانَتْ الأَنْصَارُ إِذَا حَجُّوا، فَجَاءُوا لَمْ يَدْخُلُوا مِنْ قِبَلِ أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ، وَلَكِنْ مِنْ ظُهُورِهَا».
وروى ابن جرير الطبري عن الزهري: أنهم كانوا يتحرجون من الدخول من الباب، من أجل سقف الباب أن يحول بينهم وبين السماء، ويعدّون فِعْلهم ذلك بِرّاً.
قال صاحب (الكشاف): «كان ناس من الأنصار إذا أحرموا لم يدخل أحدٌ منهم حائطاً، ولا داراً، ولا فسطاطاً من باب، فإذا كان من أهل المدر نقب نقباً في ظهر بيته، منه يدخل ويخرج، أو يتخذ سلماً يصعد فيه، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء؛ فقيل لهم: {وَلَيْسَ الْبِرُّ} بتحرّجكم من دخول الباب {وَلَكِنَّ الْبِرَّ} برُّ {مَنِ اتَّقَى} ما حرّم الله».
نفى القرآن الكريم أن يكون هذا العمل من البر في شيء، فهو غير مشروع، بل هو غلوٌّ في أفعال الحج، فالحج وإن اشتمل على أفعال راجعة إلى ترك الزينة عن البدن كترك المخيط، وترك تغطية الرأس، إلا أنه لم يكن الهدف من تشريعه إعنات الناس، بل إظهار التجرد، وترك الترفه.
إن من لا يعرف هذه العادة لأهل المدينة ولغيرهم من بعض قبائل العرب، لا شك أنه لن يستطيع فهم هذه الآية على الوجه الصحيح، ومثل ذلك عوائد الأمم السابقة التي تحدث عنهم القرآن الكريم، فإن معرفة ذلك أحد الأمور الهامة لفهم آيات الكتاب الكريم على الوجه الأتم. ومن ذلك ما عرف عن اليهود من البغاء الديني (المقدس) إلى جانب البغاء المدني.
4 - عطاء القرآن الكريم المتجدد:
(يُتْبَعُ)
(/)
يرجع العطاء المتجدد للقرآن الكريم إلى مرونة مفرداته وسعتها، فقد جاءت الكلمة القرآنية على فصاحتها عامة، مرنة، مطلقة عن الزمان والمكان، خاصة إذا تعلق الأمر بعرض حقائق الكون، والخلق، والتاريخ، فالكلمة القرآنية مرنة عامة، تجمع بين النسبي والمطلق في آن واحد، وتتسع لمفاهيم مختلفة، هي اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، مفاهيم تتجدد بتجدد المعرفة الإنسانية، لتتكامل، فكلما تطور العلم، واتسعت مدارك الإنسان؛ توسعت معرفته وفهمه لآيات القرآن الكريم. والأمثلة على ذلك كثيرة، وللتوضيح أكتفي بذكر مثالين:
المثال الأول:
كلمة (أدنى) وكلمة (الأرض) في قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}
قال صاحب (الكشاف): «والأرض: أرض العرب، لأن الأرض المعهودة عند العرب أرضهم. والمعنى: غُلبوا في أدنى أرض العرب منهم، وهي أطراف الشام. أو أراد أرضهم (يقصد الروم) على إنابة اللام مناب المضاف إليه، أي: في أدنى أرضهم إلى عدوّهم (يقصد فارس). قال مجاهد: هي أرض الجزيرة (الفراتية)، وهي أدنى أرض الروم إلى فارس. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: الأردن وفلسطين».
وقال ابن الجوزي في (زاد المسير): «أي: أقرب الأرض، أرض الروم إِلى فارس. قال ابن عباس: وهي طرف الشام. وفي اسم هذا المكان ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الجزيرة (الفراتية)، وهي أقرب أرض الروم إِلى فارس، قاله مجاهد. والثاني: أذْرِعات وكَسْكَر، قاله عكرمة. والثالث: الأردنُّ وفلسطين، قاله السدي».
تعليق وتوضيح: مما سبق تبين أن علماءنا الأجلاء فسروا (أدنى) بأقرب، وفسروا (الأرض) بأرض العرب، ومنهم من فسرها بأرض الروم، وبناء عليه اختلفوا أيضاً في تحديد موقع المعركة ومكانها.
ونتيجة للمعطيات العلمية توسعت المدارك والأفهام، فتم تفسير (أدنى) بأخفض، وتفسير (الأرض) بمطلق الأرض؛ لأنه ثبت علمياً أن أخفض نقطة في الأرض بالنسبة لسطح البحر هي في غور الأردن – حيث كانت الواقعة – وهي تقابل أعلى نقطة في الأرض التي هي في جبل هيملايا في الهند.
وبناء عليه يترجح القول: (غُلبوا في أدنى أرض العرب منهم، وهي أطراف الشام). وبذلك تكون الآية قد جمعت بين (النسبي) و (المطلق): النسبي هو أقرب أرض العرب إلى الروم. والمطلق وهو أخفض نقطة في الأرض، وهذا نوع من الإعجاز، أو دليل علمي جديد على صدق النبوة.
المثال الثاني:
كلمة (لمن خلفك) في قوله تعالى لفرعون: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 91]
قال أبو جعفر الطبري: {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} يقول: لمن بعدك من الناس عبرة يعتبرون بك،، فينزجرون عن معصية الله، والكفر به، والسعي في أرضه بالفساد.
وقال الزمخشري: {لِمَنْ خَلْفَكَ ءايَةً}: لمن وراءك من الناس علامة، وهم بنو إسرائيل، وكان في أنفسهم أن فرعون أعظم شأناً من أن يغرق. وروي أنهم قالوا: ما مات فرعون ولا يموت أبداً.
وقال الحافظ ابن كثير: «قال ابن عباس وغيره من السلف: إن بعض بني إسرائيل شكُّوا في موت فرعون، فأمر الله تعالى البحر أن يلقيه بجسده بلا روح، وعليه درعه المعروفة به على نجوة من الأرض، وهو المكان المرتفع؛ ليتحققوا موته وهلاكه؛ ولهذا قال تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ} أي: نرفعك على نَشز من الأرض {بِبَدَنِك} قال مجاهد: بجسدك. وقال الحسن: بجسم لا روح فيه. وقال عبد الله بن شداد: سويا صحيحا، أي: لم يتمزق؛ ليتحققوه ويعرفوه. وقال أبو صخر: بدرعك. وكل هذه الأقوال لا منافاة بينها. والله أعلم. وقوله: {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}، أي: لتكون لبني إسرائيل دليلاً على موتك وهلاكك».
تعليق وتوضيح: نتيجة للمعطيات العلمية الجديدة فقد توسعت المعارف عما كان عليه أولئك الأجلاء من المفسرين، ففي العصر الحديث اكتشف علماء الآثار بوادي الملوك بمصر معبداً، تحت الأرض، يضم أجساد الفراعنة محنطة، ومن بينهم فرعون موسى عليه السلام، أياً كان هو.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبناء عليه يترجح تفسير (لِمَنْ خَلْفَكَ) بمعنى: لمن بعدك من الناس، سواء أكانوا الذي عاصروه وعاشوا بعده من المصريين وبني إسرائيل، أم الذين جاؤوا من بعدهم مطلقاً. وهكذا تكون الآية قد جمعت بين النسبي والمطلق، النسبي هم أهل مصر وبنو إسرائيل الذين عاصروا فرعون وقاسوا ظلمه، وعاشوا بعده. والمطلق هم الذين عاصروه، والذين جاؤوا من بعدهم، إلى قيام الساعة. وهذا دليل علمي جديد على صدق النبوة، أو نوع من الإعجاز العلمي.
وعليه لا تصح بالمطلق مقولة: ما ترك الأول للآخر شيئاً. وعليه على كل من يحمل قاعدة علمية شرعية رصينة أن يخرج من دوامة التقليد، ويستعمل عقله، فقد نعى الله تعالى على أقوام عطلوا ملكة التدبر والتفكير، فقال جل شأنه: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]
عود على بدء
سبق القول: إن الباحثين قسموا البغاء إلى نوعين: (الأول) البغاء المدني، وهدفه الكسب. (والثاني) البغاء الديني أو المقدس، وهدفه التقرب إلى الإله. وقد ذكرتُ من أقوالهم ما يدل على وجود هذين النوعين من البغاء، وعلى انتشارهما في معظم المجتمعات القديمة، ومنها المجتمع اليهودي. وأن كلا النوعين كانا يمارسان في العلن أصلاً، قبل السر، كما يدل على ذلك نصوص الباحثين.
وقلتُ عن البغاء المدني: اصطلح الباحثون على تسمية هذا النوع من البغاء بالبغاء المدني، تمييزاً له عن البغاء الديني أو البغاء المقدس (ولم استعمل البغاء العلني بتاتاً) لأن كليهما كانا يمارَسان في العلن قبل السر. أما قول هوشع ففيه من التناقضات ما لا يخفى على متأمل، وإنما أخذت من قوله ما يدل على إثباته للبغاء الديني على قومه. وتفسيري لبعض قوله لا يعني – بحال - أني أتبنى وجهة نظره.
تفسير (البغيّ):
قال الله تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} [مريم: 20]
البغيُّ: الفاجرة التي تبغي الرجال (الكشاف للزمخشري)، أي: تطلبهم.
البغيُّ: مَنْ دأبها الفجور. (انظر نظم الدرر للبقاعي)
أخرج الشيخان وأصحاب السنن - واللفظ للبخاري - عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ».
قال ابن حجر في [الفتح، كتب البيوع، باب ثمن الكلب 4/ 497]: «مهر البغي: وهو ما تأخذه الزانية على الزنا؛ سماه مهراً، مجازاً». ومن هذه المعاني صغت تعريف البغاء، فقلت:
البغاء: ممارسةُ المرأة الزنا لقاءَ أجر، بدافع الكسب. أما إذا كان بغير أجر، وبدافع الشهوة؛ فهو الزنا، ومن قبيل الزنا ما سعتْ إليه امرأة العزيز {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23} ومنه ما جاء في حديث الظل: «وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ».
والسؤال: ما المراد بالبغي في قولها: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}؟ هل هو البغاء المدني، أم هو البغاء الديني، أم هما معاً؟ وهل النفي يتجه إلى وقت دون وقت، أم إلى كل الأوقات؟
الجواب: نفتْ مريم البتول – عليها السلام - عن نفسها البغاء بنوعيه، ماضياً وحاضراً، لأن النكرة في سياق النفي تفيد العموم، أي: ما كنت بغيّاً فيما مضى فكيف أكون بغيّاً فيما يستقبل؟!
أما قولهم لها: {قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28] فهو تقرير لكون ما جاءت به فريّاً، أي: ما كان أبوك ولا أمك أهلاً لهذه الْفَعْلة - حتى نقول نزعك عرق - فكيف جئتِ أنت بها؟!
واليهود قوم بهت اتهموا مريم الصِّدِّيقة – عليها السلام - بالبغاء، لا بالزنا. (والزنا): اسم للاتصال الجنسي غير المشروع بين رجل وامرأة بهدف التمتع. وسببه ضعف النفس، والحب العارم، وغلبة الشهوة. وهو أعم من البغاء بنوعيه، فالبغاء المدني هدفه التكسب، بينما البغاء المقدس هدفه التقرب إلى الإله أو الإلهة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعدول القرآن عن كلمة (الزنا) إلى كلمة (البغيّ) لم يكن عبثاً، والبغيّ صفة خاصة بالمرأة كالحامل والحائض، لذلك جاءت الكلمة مجردة من (تاء التأنيث) في الموضعين، بينما (الزنا) وصف يوصف به المرأة والرجل على حد سواء، وفي سورة النور: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ... }
لذلك يراد بالبغيّ في الآية (28) أحد النوعين، لا النوعين معاً، بخلاف الآية (20)؛ لاختلاف السياق، والقائل، والصيغة، فالصيغة في الآية (20) نفي مطلق، وفي الآية 28) إثبات وتهمة. والذي ترجح لدي أن المراد هو البغاء الديني؛ لقرائن: (الأولى) أن اللغة تحتمل هذا وذاك؛ فلم نعطل اللغة.
(والثانية) وجود هذا النوع من البغاء بين بني إسرائيل إلى جانب البغاء المدني، إلى جابب الزنا، إلى جانب أناس يعيشون حياة الطهر والعفاف، كأسرة زكريا وأسرة مريم عليهم الصلاة والسلام.
(والثالثة) أن مريم – عليها السلام – كانت تقيم في المعبد (المحراب) وكان البغاء الديني يمارس في المعابد وفي أرباض المعابد، كما أثبت ذلك الباحثون ومؤلفو (الكتاب المقدس). وهذه قرينة قوية.
(والرابعة): أن البغاء الديني يكفي أن يمارس ولو مرة واحدة، في بعض الأحيان، لحصول المطلوب، أي: القربة، بخلاف البغاء المدني الذي يتخذ حرفة، ويمارس مرة بعد مرة.
أما عدم تعرض علماؤنا الأجلاء من المفسرين والمؤرخين – رحمهم الله تعالى – لذكر البغاء الديني نفياً أو إثباتاً؛ فالراجح – حسب اطلاعي على الأقل – أنهم ما كانوا يعرفون هذا النوع من البغاء. وعدم العلم بالشيء ليس دليلاً على عدم وجوده. وربما عرفوا ولكنهم لم يفرقوا بين النوعين، وإن كنتُ استبعد هذا الاحتمال؛ لأنني لم أعثر ولو على إشارة منهم إلى هذا المعنى الديني للبغاء.
وسواء أَحَملنا البغاءَ على هذا النوع أو ذاك، فهو مما لا ضرر فيه على أمر ديني؛ فهو ليس من العقائد التي لا تثبت إلا بدليل قطعي من الكتاب والسنة، ولا من الأحكام الشرعية، بل من الحوادث التي لا تمت إلى العقائد والأحكام بصلة. ومن نظر في كتب التفسير يجد من ذلك الكثير والكثير.
هذا ما وفقني الله تعالى إلى بيانه وتوضيحه، ولكل مجتهد نصيب. والله أعلم.
وشكراً للأخت الفاضلة، الكريمة، أم معاذة، التي كانت أسئلتُها ونقاشُها سبباً ودافعاً لي إلى كتابة هذا التعقيب الذي أرجو أن ينتفع به.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8]
ابن الجزيرة الفراتية
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 04:43]ـ
والذي ترجح لدي أن المراد هو البغاء الديني
يكفيني هذا التوضيح منك، وإن كنت قد فهمته من جوابك الأول، وأرجو أن تعذر جهلي لكلام الضفادع، شكرا.
وشكراً للأخت الفاضلة، الكريمة، أم معاذة، التي كانت أسئلتُها ونقاشُها سبباً ودافعاً لي إلى كتابة هذا التعقيب الذي أرجو أن ينتفع به.
العفو.
ـ[أبو الخلود]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 06:26]ـ
أخيتي، أم معاذة
وفقني الله وإياك للخير، وطهر قلوبنا ...
المقصود من البيتين عبارة: (في فمي ماء) وهو أشبه بمثل
وقد عبرت به عن نفسي، فقد يكون المرء في موضع لا يستطيع أن يتكلم بكل مايعرف.
والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
ـ[أم معاذة]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 07:32]ـ
أخيتي، أم معاذة
وفقني الله وإياك للخير، وطهر قلوبنا ...
المقصود من البيتين عبارة: (في فمي ماء) وهو أشبه بمثل
وقد عبرت به عن نفسي، فقد يكون المرء في موضع لا يستطيع أن يتكلم بكل مايعرف.
والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
هذا كلام له خبئٌ معناه ليست لنا عقولُ
كل تلك التلميحات وبعد ذلك تقول أنك تقصد كذا وكذا!!
وبعد كل الذي زبرته فوق تقول "فقد يكون المرء في موضع لا يستطيع أن يتكلم بكل مايعرف"!
(يُتْبَعُ)
(/)
عموما ما كنت أنتظر ردك الطويل العريض ذاك، لأني وكما أسلفت قد فهمت أن كلامك في الآية إنما هو من كيسك ومن كيس الكتب المقدسة والمؤرخين، كما فهمت أنك عرفت ما غاب عن العلماء المسلمين وأصحاب التفاسير، وقد أخبرتك أني ما كنت لألتفت لما تسميه بالجزئية ـ التي أردت توضيحها بكل تلك القواعد ـ لولا استدلالك بالآية على ما ذهبت إليه، وإشكالي حول قول مريم بالمعنى الذي ذكرته أنت، في محله، وللأسف لم أجد في كلامك ما يفنده، ربما لأني أجهل لغة أقوام! وليت صدورنا تتسع قليلا لنقاش ما نكتب وننقل، فهذا منتدى، فيه من يفهم لأول وهلة وفيه العكس، وفيه من يقتنع بكل ما يُكتب وفيه العكس، وفيه من يمر مرور الكرام وفيه العكس، وفيه الحكماء الذين يفهمون كلام الضفادع وفيه العكس.
والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
ـ[أبو الخلود]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 05:25]ـ
{لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [148: النساء]
ومع ذلك لن استعمل حقي كاملاً في الرد؛ لما روى الشيخان وغيرهما عن أنس بن مالك – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أن رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: «يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ».
أولاً- قالت أم معاذة: (هذا كلام له خبئٌ ... معناه ليست لنا عقولُ)
لا أطعن في عقل أحد، لكني مؤمن بتفاوت العقول في الإدراك؛ لوجود مواطنَ يتسرب الخلل منها إلى الفهم أو العقل البشري، فيرى الأمور على غير حقيقتها، من هذه المواطن: النظر إلى الحدث مفصولاً عن سياقه التاريخي. والنظر في النص مفصولاً عن سياقه: سابقه ولاحقه. والنظر في الجزئيات خارج إطار الكليات. والحكم على الأشياء من خلال أفكار مسبّقة. والنظر إلى الأمر من زاوية وإهمال بقية الزوايا، أو النظر فيه من خلال علم دون بقية العلوم إذا أمكن ذلك، إلى غير ذلك من المواطن. لهذه الأسباب وغيرها تتفاوت الأفهام والعقول، شاهد ذلك قوله تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]
ثانياً- إن انزعاجك من نقيق الضفادع لا أعلم له مسوغاً، إلا أن تعاني من حالة نفسية تجاهها، وسأزيد الأمر إيضاحاً، ربما يذهب عنك ما تجدين، يقولون: «إن الضفدع لا يصوت، ولا يتهيأ له ذلك حتى يكون في فيه ماء، وإذا أراد ذلك أدخل فكه الأسفل في الماء وترك الأعلى حتى يبلغ الماء نصفه». بخلاف الإنسان فإنه لا يستطيع أن يتكلم إذا كان في فمه ماء؛ لذلك يقال لمن كان قليل الكلام، كثير الصمت، أو لا يستطيع التحدث بكل ما عنده، (في فمي ماء)، فلو سُئل أحدٌ - وهو في جماعة - فأجاب: (في فمي ماء) يفهم السامعون فوراً أنه لا يستطيع البوح بما عنده في هذا المجلس.
ثالثاً- سألتِ في أول رد لك: كيف عرفت أن إتهام بني إسرائيل لمريم عليها السلام كان بهذا النوع من البغاء؟ (أي: بالبغاء الديني).
فأجبت عنه، وذكرت من أقوال المؤرخين ومن أقوال كُتَّاب (الكتاب المقدس)، ما يثبت ذلك عليهم، عند هذا قلت: يؤكد هذا ما ألمح إليه القرآن الكريم في قصة مريم الصِّدِّيقة ... (وأن قومها) اتهموها بهذا النوع من البغاء، تعريضاً {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}
وأضيف هنا فأقول: ثبت بكتاب الله الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] أن اتهام القوم لمريم الصديقة كان (بالبغاء) ولم يكن (بالزنا). وعرفتُ من التاريخ أن هناك نوعين من (البغاء) وأن البغاء المنفي في الآية الكريمة: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} والآية الكريمة: {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} فمدلولهما واحد، وهو نفي البغاء بنوعيه، والحديث عندي كان موجهاً لنوع البغاء الذي اتهموا به مريم الصديقة، والذي ترجح لدي أنه كان بالبغاء الديني، بقرينة {قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} وقد شرح المفسرون كلمة (فَرِيًّا) بمعنى: منكراً، فظيعاً، بشعاً، وهذه الأوصاف أولى بالبغاء الديني منه بالبغاء المدني، إضافة إلى القرائن الأخرى التي ذكرتها فيما سبق.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً- في ردك قبل الأخير شكرت، وطلبت العفو، فعفوتُ، بل زيادة على ذلك أنصفتك من نفسي فاعتذرتُ ببيان المقصود من الأرجوزة، وأنه ليس فيها شيء فيه إيذاء لأحد أو تعريض بأحد.
فما الذي جرى لك حتى قلت في ردك الأخير كلاماً ليس له علاقة بالحوار، بل كان هجوماً سافراً، جارحاً، صادراً عن صدر امتلأ حنقاً، وعن نفس كأنها مصابة بمرض التضخم والعناد.
1 - قلت: (ردك الطويل العريض).
تعليق: هذا وصف يحمل معنى التهكم، وإن كان ينم عن شيء فهو ينم عن غيظ، استحكم فتله. ما الذي أزعجك من هذا الرد، سواء كام طويلاً عريضاً أم قصيراً ضيقاً؟ أليس في فضاء النت متسع له؟ ثم لم يكن الرد موجهاً إليك، وإن كانت مادته حول محور المشاركة الأصلية، بل خاطبت به القراء - وإن كنت منهم بهذا الاعتبار - وقد ذكرت ذلك؛ لذلك جعلت له عنواناً خاصاً، وذكرت في الختام أن الأسئلة التي طرحتِها كانت الدافع لي إلى كتابة هذا التعقيب. فإن انتفع به أحد عاد الفضل إليك أولاً. {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [الصافات: 154، القلم: 36]
2 - قلت: (فهمتُ أن كلامك في الآية إنما هو من كيسك ... وقلت: لولا استدلالك بالآية ... )
تعليق: لم استدل بالآية على ما ذهبتُ عليه، بل استعنتُ بالتاريخ، واللغة، وقرائن الأحوال على فهم الآية، فالتاريخ أثبت هذا النوع من البغاء، ولغة القرآن تحتمله، وقلتُ: إن عدول القرآن الكريم عن كلمة (الزنا) إلى كلمة (البغيّ) لم يكن عبثاً؛ إذاً لم أقل ذلك من (كيسي) كما تزعمين في تهكم. وفي الوقت نفسه لستُ من صنف الآبائيين الذين يقولون: {حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [المائدة: 104]
ولو حذفنا ما أخرجه المفسرون من (كيسهم) لا يبقى من تفاسيرهم إلا القليل. فليس كل شيء في القرآن والسنة، بل لا بد من الرجوع إلى الكيس أحياناً بشروط، فهذا عمر بن الخطاب يأمر أبا موسى الأشعري – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أن يرجع إلى كيسه في بعض الأحيان، ليس في مثل هذه القضايا التي لا يتعلق بها أمر ديني، بل للحكم بين الناس، فيقول: «الفهم الفهم فيما يتلجلج في صدرك، مما ليس فيه قرآن ولا سنة، واعرف الأشباه والأمثال، ثم قس الأمور عند ذلك، ثم اعمد لأحبّهم إلى اللّه، وأشبههم بالحق، فيما ترى».
إن القضية كانت واضحةً لدي من البداية وحتى كتابة هذه الكلمات، وفي كل رد أو تعقيب كنت أزيد الأمر إيضاحاً. أما أنت فلم تكن القضية واضحة لديك؛ لأنك – كما يبدو لي – بحاجة دائمة إلى من يفكر عنك؛ لذلك لا يحوي كيسك شيئاً، أي: لا تدرين ما الذي تريدين إثباته؟ ولا الذي تريدين نفيه؟ ففي ردودك تناقضات: مرة تقولين: تقصد البغاء الديني. ومرة تقولين: تقصد البغاء المأجور، وأخرى تقولين: تقصد البغاء العلني. ومن السهولة بمكان الرد على ردودك بردودك.
3 - قلت في استنكار: (فهمت أنك عرفت ما غاب عن العلماء المسلمين وأصحاب التفاسير).
تعليق: ما العيب أو الخطأ أن أعرف من بعض قضايا التاريخ أو العلوم الكونية، أي: فيما ليس له تعلق بقضايا الإيمان والأحكام، مما لم يعرفه السابقون؟ فالعلم في تطور مستمر، فقد يعرف المرء اليوم ما كان غائباً عنه بالأمس، فكيف الحال إذا كان يفصل بيننا وبين أولئك الكرام أجيال وقرون، وقد عرف الإنسان اليوم من أسرار الكون والتاريخ ما لم يخطر على بالنا، بله بالهم؟! أخرج الإمام مسلم عن أنس – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – أن رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال لأصحابه، في إحدى المناسبات، في أمر من هذا القبيل: «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ».
4 - قلت في تعجب واستعلاء: (ربما لأني أجهل لغة أقوام!).
تعليق: كونك تجهلين لغة أقوام هذه مشكلة خاصة بك، وثانياً: جوابي على هذه العنصرية والاستعلاء ما أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال: قال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ. مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ. وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ. لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ فَخْرَهُمْ بِرِجَالٍ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّتَنَ».
وما أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم عن أبي مالك الأشعري - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: «أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ».
ومع ذلك أقول، وبلا فخر: إني من قوم كانوا حَمَلَةَ راياتِ (ذي قار)، وكان منهم الصحابي الجليل المثنى بن حارثة أول قائد حارب الفرس، في عقر دارها (جمهرة أنساب العرب، ص 325) وهو الذي أطمع أبا بكر والمسلمين في الفرس، وهوَّن أمر الفرس عندهم (أسد الغابة 4/ 55) وكان منهم الإمام الجليل أحمد بن حنبل الشيباني. ولا فخر. لا – والله - لن أنتسب إلى غير آبائي وقومي.
5 - قلت بعد تلك السموم: (ليت صدورنا تتسع قليلاً لنقاش ما نكتب وننقل).
لا أدري كيف تتمنين هذا التمني بعد كل الذي قلته؟! لكن يبدو لي أن هذه النصيحة للتصدير لا للاستهلاك المحلي. ولا أعترض على المبدأ، لكن لا ينقضي عجبي من التناقض بين ما تقولين وما تتمنين! {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]. وبهذه المناسبة أتمنى أن تعودي إلى العمل بهذا المبدأ؛ لأن «مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل». كما قال الفاروق، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وأخيراً: لا بد أن أشير إلى أمرين، أحدهما يتولد من الآخر: (الأول) أن يكون هدف الحوار هو الوصول إلى الحق، وليس الانتصار للنفس، الذي من علاماته الإصرار والعناد، والإعراض عن الدليل، أي: لا نكون كما يقول المثل: (عنزة ولو طارت). والأمر الثاني: إذا تطور الحوار إلى جدل ومراء عندئذ يخضع المرء لهوى النفس ووساوس الشيطان، فيتحول الحوار إلى نزاع وخصومة، وبعدها لن يستجيب أحد لصوت الدليل. وهنا يجب الوقوف عن الاستمرار.
أخرج أصحاب السنن عن أبي أمامة وأنس بن مالك – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - أن رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ (وفي رواية: فِي وَسَطِهَا) لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا».
بلغ اليراع إلى هنا وتكسر، فقد قررتُ إيقاف الحوار في هذا الأمر، ما لم يكن اضطرار، بعد أن خرج عن مساره؛ سداً للطريق على الشيطان ووساوسه، وعلى النفس الأمارة بالسوء وتسولاتها.
والله نسأل أن يلهمنا رشدنا، وأن يهدينا سواء السبيل.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 07:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما كنت أود الرد عليك لأنك لم تأت بجديد يذكر حول الموضوع، وكذلك لكون النقاش خرج عن مساره، وأذكرك بأنك أول من بدأ بالتعريض، فإن أبيت إلا الإنكار فهذا شأنك ولكنك لن تقنعني بغير هذا مهما بررت واحتججت، وأنا لا أعرفك حتى أحنق عليك، ولقد استوقفني تفسيرك الغريب العجيب لعبارتي السابقة!
4 - قلت في تعجب واستعلاء: (ربما لأني أجهل لغة أقوام!).
تعليق: كونك تجهلين لغة أقوام هذه مشكلة خاصة بك، وثانياً: جوابي على هذه العنصرية والاستعلاء ما أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال: قال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ. مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ. وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ. لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ فَخْرَهُمْ بِرِجَالٍ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتَنَ».
وما أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم عن أبي مالك الأشعري - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: «أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ».
ومع ذلك أقول، وبلا فخر: إني من قوم كانوا حَمَلَةَ راياتِ (ذي قار)، وكان منهم الصحابي الجليل المثنى بن حارثة أول قائد حارب الفرس، في عقر دارها (جمهرة أنساب العرب، ص 325) وهو الذي أطمع أبا بكر والمسلمين في الفرس، وهوَّن أمر الفرس عندهم (أسد الغابة 4/ 55) وكان منهم الإمام الجليل أحمد بن حنبل الشيباني. ولا فخر. لا – والله - لن أنتسب إلى غير آبائي وقومي.
الله المستعان، ما هذا الكلام؟! وكيف فهمت من عبارتي تلك أني أقصد ما كتبته هنا؟! وما أدراني أصلا بحسبك ونسبك حتى أتعالى عليك وأتكبر؟!
بلغ اليراع إلى هنا وتكسر، فقد قررتُ إيقاف الحوار في هذا الأمر، ما لم يكن اضطرار، بعد أن خرج عن مساره؛ سداً للطريق على الشيطان ووساوسه، وعلى النفس الأمارة بالسوء وتسولاتها.
والله نسأل أن يلهمنا رشدنا، وأن يهدينا سواء السبيل.
أحسنت وخيرا فعلت، وأنا بدوري سأفعل نفس الشيء.
والله نسأل أن يلهمنا رشدنا، وأن يهدينا سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد البيه]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 08:30]ـ
السؤال الذي فهمته من الأخت أم معاذة هنا و هو سؤال وجيه:
إذا كان البغاء المقدس عند بني إسرائيل كان قربة إلى الله فكيف يتهمون مريم عليها السلام بأمر هم يعتبرونه فضيلة و ليس تهمة؟
الاتهام لابد أن يكون لشئ محرم أو مذموم
ففي هذا التفسير تناقض(/)
عبارة لشيخ محمدالأمين الشنقيطي في التصديق
ـ[محمدالأمين سويدي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 12:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيه عبارة ذكرها شيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه مقدمة المنطق ولم أفهمها, وهي:
... واعلم أنه لا يمكن إدراك نسبة وقوع الأمر أوعدم وقوعها فعلا إلا بأربعة تصورات هي:
الأول: تصور المحكوم عليه الذي هو الموضوع.
الثاني: تصور المحكوم به الذي هو المحمول.
الثالث: تصور النسبة الحكمية التي هي مورد الإيجاب والسلب من غير حكم بوقوعها ولا عدم وقوعها كما يقع من الشاكفي قيام زيد فإنه يتصور معنى زيد, ويتصور معنى القيام. ويتصور معنى نسبة القيام إلى زيد مع أنه شاك في وقوعها, فليس متصورا لوقوعها ولا لعدم وقوعها إن تصور وقوعها بالفعل أو عدم وقوعها بالفعل فهو التصديق.
وجمهورهم يقول: إن التصديق بسيط, وهو التصور الرابع وحده والثلاثة قبله شروط فيه.
وقال الرازي: التصديق مركب يعني أنه مركب من أربعة تصورات فهو عنده مجموع التصورات الأربعة. والقولان متفقان على أنه لابد قبله من ثلاثة تصورات إلا أن من يقول هو بسيط يقول: توقفه على التصورات الثلاثة من توقف الماهية على شرطها ومن يقول هو مركب يقول هو من توقف الماهية على أركانها التي هي أجزاؤها. فعلم أن كل تصديق تصور, وليس كل تصور تصديقا.
إخواني في الله, مامعنى التصديق بسيط؟
وكيف تكون تلك ثلاثة قبله شروطا فيه؟
ومامعنى التصديق المركب؟
وهل يقصد شيخ بالجمهور المتكلمين؟
وما معنى عبارة الرازي؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
أخوكم في الله أبوالعباس
ـ[محمدالأمين سويدي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 06:30]ـ
أين هم إخواني في الله؟
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 06:37]ـ
أظن والله أعلم بما أنه أستشهد بكلام الرازي
يقصد الفخر الرازي وهو من المتكلمين
ولعلك تأتي بما بعده من كلام وتتأكد من هو الرازي (هل هو الفخر) أم غيره
فإن كان الفخر الرازي فهو من غلاة المتكلمين عفا الله عنه(/)
هل يثبت الأشاعرة هذه الصفات؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 02:48]ـ
السلام عليكم
هل يُثبت الأشاعرة الصفات التالية:
- العظمة
- العزة
- الجلال
- الكبرياء؟
أم أنهم يؤولونها؟
ما قولهم في هذه الصفات؟(/)
الايات الخمس الاولى من سورة البقرة بقلم فالح الحجية الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 05:36]ـ
من سورة البقرة
بقلم فالح الحجية
بسم الله الرحمن الرحيم
((الم *. ذلك الكتاب لاريب فيه ــ هدى للمتقين.* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون *. والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون.* أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون.*))
سورة البقرة آية 1 ــ5
الحمد لله\
الايات فاتحة سورة البقرة الايات من 1 ــ 5 وألم ثلاثة حروف من حروف الهجاء التي جاءت في اوائل عدد غير قليل من سور القرآن الكريم وقد فسرها بعض العلماء بأنها تعجيز للعرب وهم أئمة الفصاحة وقوة البلاغة العربية في الايتان يمثل كتاب الله تعالى ــ القرآن الكريم ــ قوة وفصاحة وعلما ودراية واسلوبا وأدبا وحكما وصياغة وقد نزل في حروف لغتهم .. وفسرها اخرون بانها سر من الاسرار الالهية ولاشك ان فواتح السور يعد مغلقا حتى الان على االبشرية وقد حاول بعض المستشرقين سبر اغوارها ومعرفةاسرارها الا انهم عجزوا عن ذلك وضلوا سبيل الرشاد فاجاؤوا باراء بعيدة عن الحق فمن قائل منهم انها ليست من القران الكريم في شيء وانما هي رموز لمجموعات من المصاحف لاوائل المعلمين وهذا الراي راي المستشرق نولديك في كتابه تاريخ القران وكذلك المستشرقان نول وشفيلد بينما رد عليهم المستشرق لوت وغور بانه لايعقل ان المسلمين وخاصة الاتقياء منهم الذين نسخوا المصاحف ان يضيوفوا اليها حرفا واحدا من انفسهم ويضيفوا الى كلام الله تعالى ماليس منه او ان يقروا اضافة أي شيء في المصحف الشريف وقد وردت الحروف المتقطعة في فواتح السور في تسع وعشرين سورة وفي جملتها –أي هذه الحروف – اربعة عشر حرفا من الحروف الهجائية صيغت في اربعة عشر سورة من السور القرانية المختلفة هي (ص ق ن ط ه يس الم حم الر طسم المر كهيعص و حمعسق) وذهب بعض شيوخ الاسلام الى االقول بان اسم الله الاعظم يكمن في هذه الحروف وهوالاسم الذي اذا سئل الله تعالى به اجاب كما ورد في الاثر الاطيب فمن المعتقد انه اسم جامع لمعاني اسماء الله الحسنى وهو سلطان الاسماء كلها فلو حذفت منه اللام اصبح – اله- واذا حذفت اللامين نطق –اه - واذا حذفت منه الالف واللامين نطق به- ه- وهواسم ناطق من اسماء الذات العلية وجامع لجميع الاسماء وكلها متعلق به واذا حذفت اللام والهاء منه نطق به –ال – وهواسم سرياني ذوعظمة شديدة في اللغة السريانية ويرى بعضهم ان اسم الله تعالى الاعظم صالح لشفاء جميع الامراض النفسية والجسدية ومن استخدمه ايضا يكون في عمل الطاعات وصالح الاعمال نفعنا به الله تعالى واياكم اجمعين
فالقرآن الكريم نزل على الحبيب المصطفى لهداية الناس الى الطريق السوي والمهديون فيه هم المتقون وهم الذين عملوا الصالحات من الاعمال الخيرة التي أمر الله تعالى أتباعها وألزمهم القيام بها. لذلك وصفهم الله تعالى بأنهم يؤمنون بالغيب والغيب مالم يدركه البصر ولا يحسه البشر من السمعيات وغيرها كالبعث والروح والحساب يوم القيامة. فهم يقيمون الصلاة التي فرضها الله تعالى على عبادة المؤمنين في أوقاتها وأحوالها وخصائصها وفروضها وسننها وكذلك وصفهم بأنهم ينفقون مما أنعم الله عليهم من الخير وما اعطاهم الله تعالى من الارزاق والاموال والنعم .. فهولاء الذين اهتدوا بهداية القرآن وأمنو بالغيب وأقاموا الصلاة حق قيامها وأنفقوا من نعم الله تعالى على غيرهم من الفقراء من الفقراء والمساكين وأخرجوا حق الله فيه من زكاة وصدقة وخير. ثم أنهم يؤمنون بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الاسلام في القرآن الكريم وهو الكتاب الذي انزله الله تعالى على محمد (صلى الله عليه وسلم) او ما انزل على الانبياء صلى الله عليهم وسلم في الكتب المنزلة مثل التوراة والانجيل والزبور قبل التحريف فهولاء هم الذين يستظلهم الله في ظله يوم القيامة ووصفهم بأنهم أصحاب الجنة فهم المفلحون وهم الفائزون بها يوم القيامة والمتمتعون بنعيمها
الذي لاينتهي ولا ينضب ...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
فالح الحجية الكيلاني
العراق \ديالى \ بلدروز(/)
الرافضي علي الميلاني أراد الدفاع عن الحلي وتكذيب شيخ الإسلام بن تيمية فـ ...
ـ[نورالدين المالكي]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 02:46]ـ
الرافضي علي الميلاني أراد الدفاع عن الحلي وتكذيب شيخ الإسلام بن تيمية فـ ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أزواجه وذريته ومن ولاه أما بعد:
قال بن المطهر الحلي في كتابه منهاج الكرام: أنه ع كان أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أقضاكم علي " [منهاج الكرامة للحلي (726 هـ) صفحة161]
ثم رد عليه شيخ الإسلام بن تيمية في منهاج السنة النبوية: "و أما قوله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقضاكم علي والقضاء يستلزم العلم و الدين، فهذا الحديث لم يثبت و ليس له إسناد تقوم به الحجة، و قوله أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل أقوى إسنادا منه و العلم بالحلال و الحرام ينتظم القضاء أعظم مما ينتظم للحلال والحرام و هذا الثاني قد رواه الترمذي و احمد و الأول لم يروه أحد في السنن المشهورة و لا المساند المعروفة لا بإسناد صحيح و لا ضعيف و إنما يروي من طريق من هو معروف بالكذب، و قول عمرعلي أقضانا إنما هو في فصل الخصومات في الظاهر مع جواز أن يكون في الباطن بخلافه، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: إنكم تختصمون إلي و لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض" [منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام بن تيمية (328 هـ) الجزء7 صفحة512]
تعليق:
1 - بن المطهر الحلي ينسب الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم
2 - شيخ الإسلام ينفي أن يكون النبي قال ذلك، ويقول أن هذا من قول عمر رضي الله عنه.
الآن علي الميلاني أراد الدفاع عن شيخهم بن المطهر الحلي فكتب الأتي: "وحول حديث أقضاكم علي يقول: فهذا الحديث لم يثبت وليس له إسناد تقوم به الحجة. . . لم يروه أحد في السنن المشهورة ولا المساند المعروفة لا بإسناد صحيح ولا ضعيف وإنما يروى من طريق من هو معروف بالكذب.
هذا الحديث موجود في: صحيح البخاري في كتاب التفسير باب قوله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها) كذا في الدر المنثور وعن النسائي أيضا وابن الأنباري ودلائل النبوة للبيهقي وهو في الطبقات لابن سعد وفي المسند لأحمد بن حنبل وبترجمته (ع) من سنن ابن ماجة وفي المستدرك على الصحيحين وقد صححه وفي الاستيعاب وأسد الغابة وحلية الأولياء وفي الرياض النضرة وغيرها من الكتب" [ابن تيمية والإمام علي ع لعلي الميلاني صفحة15]
وإليكم مصادر حتى تتأكدوا من أن علي الميلاني ما هو إلا أحمق وأن بن المطهر الحلي كذاب.
====================
مسند احمد (241 هـ) الجزء5 صفحة113
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني حبيب يعني ابن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر علي أقضانا وأبي أقرؤنا وانا لندع من قول أبي وأبي يقول أخذت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أدعه والله يقول ما ننسخ من آية أو ننسها
====================
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء5 صفحة149
حدثنا عمرو ابن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال عمر رضي الله عنه أقرؤنا أبى وأقضانا على وانا لندع من قول أبى وذاك ان أبيا يقول لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسأها
====================
السنن الكبرى للنسائي (303 هـ) الجزء6 صفحة289
(10995) أنا عمرو بن علي نا يحيى نا سفيان عن حبيب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال عمر أقرؤنا أبي وأقضانا علي وإنا لندع من قول أبي وذلك أنه يقول لا تدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله عز وجل * (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) *
====================
الدر المنثور لجلال الدين السيوطي (911 هـ) الجزء1 صفحة104
وأخرج البخاري والنسائي وابن الأنباري في المصاحف والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال عمر أقرؤنا أبى وأقضانا على وانا لندع شيئا من قراءة أبى وذلك أن أبيا يقول لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله ما ننسخ من آية أو ننساها
يقول الله عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ [8] يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة: 9]
أقول:
ما هي فائدة كلام علي الميلاني هذا عدى أنه يثبت أنه أحمق أو غبي.
فالكلام الذي ذكره علي الميلاني قد رد عليه شيخ الإسلام قبل 700 سنة، فما أغباكم يا رافضة(/)
الكل يدخل / جديد موقع الرد + مواضيع جديدة تفيدكم في حوار الإثنى عشرية
ـ[نورالدين المالكي]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 02:48]ـ
جديد موقع الرد - موقع نورالدين المالكي الجزائري
(01) www.alrad.net/hiwar/imam/93.htm (http://www.alrad.net/hiwar/imam/93.htm) على يحيي الموتى عياذا بالله
(02) www.alrad.net/hiwar/imam/94.htm (http://www.alrad.net/hiwar/imam/94.htm) على اخرج أربع رمانات من الرمانات الجنة
(03) www.alrad.net/hiwar/imam/95.htm (http://www.alrad.net/hiwar/imam/95.htm) علي أسري به إلى السماء
(04) www.alrad.net/hiwar/imam/96.htm (http://www.alrad.net/hiwar/imam/96.htm) على يتبرأ من الرافضة الغلاة
(05) www.alrad.net/hiwar/imam/97.htm (http://www.alrad.net/hiwar/imam/97.htm) على يعلم ما تخفي الصدور عياذا بالله
(06) www.alrad.net/hiwar/imam/98.htm (http://www.alrad.net/hiwar/imam/98.htm) على يحرق السبئية
(07) www.alrad.net/hiwar/imam/99.htm (http://www.alrad.net/hiwar/imam/99.htm) على يهدم القبور ويكسر الصور
(08) www.alrad.net/hiwar/tahrif/27.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tahrif/27.htm) الفاني الأصفهاني يتهم كل من القمي والكليني والجزائري بالتحريف
(09) www.alrad.net/hiwar/tahrif/28.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tahrif/28.htm) تحريف القران - قولهم ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي عياذا بالله
(10) www.alrad.net/hiwar/tajsim/17.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tajsim/17.htm) أقبل الله عليه بوجهه
(11) www.alrad.net/hiwar/tajsim/18.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tajsim/18.htm) الرد على من نسب لعلي نفي الحد
(12) www.alrad.net/hiwar/tajsim/19.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tajsim/19.htm) إنها جلسة الرب
(13) www.alrad.net/hiwar/tajsim/20.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tajsim/20.htm) توثيق المشبه هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب
(14) www.alrad.net/hiwar/tajsim/21.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tajsim/21.htm) هشام بن سالم الجواليقي يقول بالصورة عياذا بالله
(15) www.alrad.net/hiwar/tajsim/22.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tajsim/22.htm) هشام بن الحكم مجسم
(16) www.alrad.net/hiwar/tajsim/23.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tajsim/23.htm) محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي المشبه
(17) www.alrad.net/hiwar/hadith/57.htm (http://www.alrad.net/hiwar/hadith/57.htm) توثيق المشبه هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب
(18) www.alrad.net/hiwar/hadith/58.htm (http://www.alrad.net/hiwar/hadith/58.htm) محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي المشبه
(19) www.alrad.net/hiwar/hadith/59.htm (http://www.alrad.net/hiwar/hadith/59.htm) ترجمة أبو جعفر الأحول شيطان الطاق
(20) www.alrad.net/hiwar/hadith/60.htm (http://www.alrad.net/hiwar/hadith/60.htm) هشام بن سالم الجواليقي
(21) www.alrad.net/hiwar/hadith/h01.htm (http://www.alrad.net/hiwar/hadith/h01.htm) ترجمة هشام بن الحكم
(22) www.alrad.net/hiwar/hadith/h02.htm (http://www.alrad.net/hiwar/hadith/h02.htm) هشام بن الحكم مجسم
(23) www.alrad.net/hiwar/hadith/h03.htm (http://www.alrad.net/hiwar/hadith/h03.htm) هشام بن الحكم شارك في قتل الإمام الرضا
(24) www.alrad.net/hiwar/hadith/h04.htm (http://www.alrad.net/hiwar/hadith/h04.htm) جعفر السبحاني حاول الدفاع عن هشام بن الحكم
(25) www.alrad.net/hiwar/hadith/h05.htm (http://www.alrad.net/hiwar/hadith/h05.htm) لخلاف بين هشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي
(26) www.alrad.net/hiwar/tkous/57.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tkous/57.htm) شاطئ الفرات أفضل من الكعبة
(27) www.alrad.net/hiwar/tkous/58.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tkous/58.htm) عبد الملك بن مروان مسخ وزغا
(28) www.alrad.net/hiwar/tkous/59.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tkous/59.htm) الشيعة من طينة خاصة
(29) www.alrad.net/hiwar/tkous/60.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tkous/60.htm) المتعة لا تحصن
(يُتْبَعُ)
(/)
(30) www.alrad.net/hiwar/tkous/61.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tkous/61.htm) شاطئ الفرات أفضل من الكعبة
(31) www.alrad.net/hiwar/tkous/62.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tkous/62.htm) الشيعة بمنزلة المعز
(32) www.alrad.net/hiwar/tkous/63.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tkous/63.htm) التقية غير جائزة على النبي
(33) www.alrad.net/hiwar/olama/kho2i/k16.htm (http://www.alrad.net/hiwar/olama/kho2i/k16.htm) الخوئي يتهم صدر المتألهين الشيرازي بالتجسيم
(34) www.alrad.net/hiwar/olama/11.htm (http://www.alrad.net/hiwar/olama/11.htm) مكارم الشيرازي ينكر الخرافات
(35) www.alrad.net/hiwar/olama/khomaini/km18.htm (http://www.alrad.net/hiwar/olama/khomaini/km18.htm) الخميني يفضل أئمتهم على الأنبياء
(36) www.alrad.net/hiwar/olama/majlisi/m10.htm (http://www.alrad.net/hiwar/olama/majlisi/m10.htm) المجلسي يقول بالتحريف
(37) www.alrad.net/hiwar/olama/rohani/r17.htm (http://www.alrad.net/hiwar/olama/rohani/r17.htm) الروحاني - المدخول عليها دبرا تعتد
(38) www.alrad.net/hiwar/takfir/52.htm (http://www.alrad.net/hiwar/takfir/52.htm) أبو حامد الغزالي ناصبي عند البروجردي
(39) www.alrad.net/hiwar/takfir/53.htm (http://www.alrad.net/hiwar/takfir/53.htm) الغلاة كفار والمفوضة مشركون
(40) www.alrad.net/hiwar/takfir/54.htm (http://www.alrad.net/hiwar/takfir/54.htm) جواز الكذب على المخالفين
(41) www.alrad.net/hiwar/takfir/55.htm (http://www.alrad.net/hiwar/takfir/55.htm) المحقق البحراني يجوز الكذب على الصوفية
(42) www.alrad.net/hiwar/takfir/56.htm (http://www.alrad.net/hiwar/takfir/56.htm) المشبهة كفار
(43) www.alrad.net/hiwar/tahrif/56.htm (http://www.alrad.net/hiwar/tahrif/56.htm) المجلسي يقول بالتحريف في كتابه مرآة العقول
يرجى إضافة الموقع للمفضلة ( www.alrad.net (http://www.alrad.net/hiwar)) وذلك من خلال الضغط ctrl + d
موقع الرد يساعدك في حوار الإثنى عشرية من خلال وضع المصادر من كتبهم بين يديك بطريقة مميزة وسهلة في متناول الجميع
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 12:24]ـ
بارك الله فيك(/)
مساعدة لمعرفة كتب العقيدة للمبتدئين
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 07:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أما بعد: فمعلوم أن كتب العقيدة ككتب الفقه مقسمة ومرتبة حسب المستوى، لذلك أردت المساعدة لترتيب الكتب حسب السهولة والاحتياج والله الموفق:
ثلاثة الأصول
القواعد الأربعة
... وبعد؟ (المساعدة بارك الله فيكم)
أرجو أيضا أن تدلونا على أفضل الشروح، إلى غير ذلك مما يخص الموضوع.
أرجو أن تتفاعلوا مع الموضوع والسلام عليكم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 08:47]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
في توحيد الألوهية:
ثلاثة الأصول ثم القواعد الأربع: تدرسان باختصار يليق بمقصود مؤلفهما رحمه الله، والطالب النبيه لا يحتاج لأكثر من قراءتهما -قراءة تأمل مرتين أو ثلاثة، وما قد يقال في شرحهما تفصيلاً الأليق به أن يذكر في الكتب الأعلى درجة.
ثم كتاب التوحيد حفظاً ودراسة من أكثر من شرح - وليس ذلك في وقت واحد- ويستحب كثير من علمائنا المعاصرين أن يكون كشف الشبهات بعده لا قبله، ثم العناية ببعض الكتب المعاصرة في شبهات دعاة الشرك ككتاب هذه مفاهيمنا لمعلي الشيخ صالح آل الشيخ، وكتاب التوسل للعلامة الألباني رحمه الله إلى أن يصل الدارس لكتاب قاعدة جليلة والرد على البكري والاخنائية جميعها لشيخ الاسلام رضي الله عنه وردود أئمة الدعوة على ابن جرجيس وجماعته، وصيانه الانسان للعلامة السهسواني.
باقي مباحث الاعتقاد لا سيما الاسماء والصفات:
الواسطية لشيخ الاسلام والقواعد المثلى للعلامة ابن عثيمين رحمهمها الله ثم الحموية ثم شرح الطحاوية لابن أبي العز ثم التدمرية ومن علمائنا من يستحب تقديم التدمرية على شرح الطحاوية إلى أن يصل الدارس إلى الكتب الكبار العظام لشيخ الاسلام: منهاج السنة وبيان تلبيس الجهمية ودرء التعارض وهذه درجة عالية لا يخاطب بها أي أحد أسأل الله لي ولكم من فضله.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 09:09]ـ
بالنسبة للشروح:
كتاب التوحيد أفضل شروحه في قول غير واحد تيسير العزيز الحميد للعلامة سليمان بن عبدالله رحمه الله وأتمه واختصره صاحب فتح المجيد واختصرهما العلامة ابن قاسم في حاشيته، ومن الشروح النفيسة القول المفيد للعلامة ابن عثيمين والتمهيد لمعالي الشيخ صالح.
كشف الشبهات أفضل شروحه كما سمعت شيخنا عبدالرزاق البدر حفظه الله ونفع به يقول: شرح سماحة الشيخ ابن ابراهيم رحمه الله ولها شروح كثيرة من أهمها شرح معالي الشيخ صالح.
الواسطية أفضل شروحها في قول غير واحد التنبيهات السنية للعلامة عبدالعزيز الرشيد رحمه الله وشروحها كثيرة.
التدمرية من أفضل شروحها المطبوعة شرح العلامة البراك وشرح أبي العالية المحسي ومن المسموعة شرح شيخنا ابراهيم الرحيلي حفظه الله ونفع به وشرح الشيخ يوسف الغفيص ووقف آخر الأصل الأول. وشروح العلامة الفوزان لا غنى للطالب عنها
ومما لا بد منه للدارس العناية يالصواعق المرسلة لابن القيم أو مختصره لابن الموصلي والعناية بشرحي نونية ابن القيم لابن عيسى والهراس رحمهما الله.
وفي الجملة فكتاب الله وتفاسيره السلفية وكتب العقيدة المسندة كالشريعة وشرح أصول الاعتقاد والسنة لابن أبي عاصم وكتب شيخ الاسلام وابن القيم هي المعين الذي لا يرتوي منه من استمد منه، على ألا يبدأ بكتب العقيدة المسندة قبل ضبط عقيدة السلف إجمالا وتفصيلاً. والله أعلم والكلام كثير وقصور ما كتبت هنا واقع ولا بد
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 08:40]ـ
بارك الله فيك، لقد أفدتنا
جزاك الله خيرا
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 09:43]ـ
بارك الله فيكم شيوخنا ولا ننسى كتاب نواقض الاسلام لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب فهو للمبتدين يحفظ ويقرأ شرحه ومن شروحه النفيسه شرح الشيخ عبدالله السعد وشرح العلوان والطريفي وكلها مختصرات مع كم هائل من المعلومات والقواعد المهمات
وكتب الشيخ محمد رحمه الله القصيره امثال النواقض والاصول وغيرها كثير أهتم بها الشيخ علي بن خضير الخضير وهو مشهور بمعرفة هذا الباب وتظلعه به بمذهب أئمة الدعوة
أسأل الله أن يمتنا وأياكم على الدين الخالص الذي يرضى به عنا
ـ[ريما بنغازي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله مررت على هذه المشاركة فأثارت في نفسي شجون وأريد المساعدة جزاكم الله عني خيرا راسلت الكثير من المواقع لم يرد علي أحد أنا طالبة علم شريعة فرض علينا دراسة كتاب كبرى اليقينيات للبوطي طلبنا تغيره لما وجدنا عليه ومن مآخذ ونقد شديد في منهجه وحتى أنا وجدت في موقع أهل الحديث من قالت عنه لا أقرأ كتب أهل الظلال راسلت الموقع ولم أجد رداً.وفرض علينا دراسة تفسير آيات الأحكام لصابوني. توقفت عن الدراسة حتي يرد علي أحد المشايخ أنا أذا أكملت دراستي بهذه الكلية وهي خاصة يكون دعم لها للأستمرار فهي خاصة والأخوات الآتي معي لا علم لهن بل هن جاهلات بمعني الكلمة يتعلمن أبجديات علم الشريعة لا أهتمام سايق لهن أو اطلاع إلا القليل جداً منهن ولو نحن وضحن لهن عرضن أنفسنا للخطر. السؤال ما أفعل أتوقف عن دراسة بهذه الكلية لمناهجها أم أكمل والأمر ليس لي ولا علي فيه شيء أرجو أن تفيدوني بأقوال العلماء لمن مر عليه أمر كهذا دعماً وتثمناً لأنقله لبعض الأخوات الآتي حالهن كحالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 03:29]ـ
السؤال ما أفعل أتوقف عن دراسة بهذه الكلية لمناهجها أم أكمل والأمر ليس لي ولا علي فيه شيء.
ثبتكم الله.
اعلمي أن خوف العبد على عقيدته وإيمانه علامة صدق إيمانه وقوة توحيده، والسلامة لا يعدلها شيء إن لم تكوني متحصنة بدراسة عقيدة السلف ولست مضطرة لاكمال دراستك فلا تخاطري بدينك؛ فكتاب البوطي الذي ذكرت يناقض عقيدة السلف وقد حذر علماؤنا من النظر في كتب أهل البدع لغير العالم المريد للرد عليها فكيف بدراستها لمن لم يدرس عقيدة السلف، والخير اليوم كثير على الانترنت شروح صوتية مباشرة ومسجلة وكتب مصورة وهذه من نعم الله ومن أخلص لله واستعانه أعانه.
وفي باب النصيحة لغيرك ممن ابتلي بتلك الدراسة عليك بالتسديد والمقاربة، وأحوال أهل السنة في سوريا إن كنت منها مما يرثى لها فرج الله عنهم وثبتهم.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:17]ـ
الواجبات المتحتمات المعرفة
ل للقرعاوى جمعها من ابن عبد الوهاب وابناءه
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:32]ـ
بارك الله فيكم شيوخنا ولا ننسى كتاب نواقض الاسلام لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب فهو للمبتدين يحفظ ويقرأ شرحه ومن شروحه النفيسه شرح الشيخ عبدالله السعد وشرح العلوان والطريفي وكلها مختصرات مع كم هائل من المعلومات والقواعد المهمات
وكتب الشيخ محمد رحمه الله القصيره امثال النواقض والاصول وغيرها كثير أهتم بها الشيخ علي بن خضير الخضير وهو مشهور بمعرفة هذا الباب وتظلعه به بمذهب أئمة الدعوة
أسأل الله أن يمتنا وأياكم على الدين الخالص الذي يرضى به عنا
بارك الله فيك، أخي أسألك عن العلوان.
هل هو ذو عقيدة سلفية؟ (عقيدة، منهج ... )
أما نواقض الإسلام، فمن شروحها شرح الفوزان وشرح عبد الرزاق البدر، البراك،
والله أعلم ...
العقيدة هي أهم شيء، فإذا درسنا العقيدة على أشخاص ذوي عقائد منحرفة، هذا يعني أننا سننحرف. (لا يتوهم أحد أني أقصد العلوان أو أي شخص آخر، لأنني لا أعرفه جيدا)
بعد التمكن من العقيدة، يمكننا الإطلاع على بقية أنواع الكتب ولو كان صاحبها ذو عقيدة مخالفة، لأننا حينئذ نميز الحق من الباطل.
أما الآن فلا أرى دراسة العقيدة على أشخاص مجهولين أو ذوي عقائد منحرفة. والسلام عليكم.
ـ[علي ابن عمر]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 12:36]ـ
تفضل أخي زر الرابط و ستتعرف علي الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8308
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 09:04]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الشيخ سليمان أرفع من أن يقال عنه هذا وبما أن المسأله جرحاً وتعديلاً فكما تعلم ان الجرح يقبل مع التفصيل والتعليل أما المبهم فلا.
ثم والله ماوقفت على أحد تكلم بالشيخ إلا أحد رجلين أما متبع هوى {حاسداً أو صاحب مذهب محترق وخصوصاً المرجئة فهم أشد الناس نقمتاً عليه}
أو جاهل جهل الشيخ وفضله وعلمه
ومن وصم الشيخ بهذا فلأن الشيخ قد كوى مذهبهم وغيرهم نصحاً للأمة نحسبه كذلك ولا أخالك تجهلهم ولتعرفنهم في لحن القول
أما الشيخ فهو هو منذ أن خرج على الناس وعقيدته عقيدة السلف لم تتغير نحسبة كذلك ولا نزكيه على الله
وكنت حاضر مجلس الشيخ عبدالله السعد وسئل عن العلوان فقال هو عالم من علماء زماننا
واذكر حظرت درساً لشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله واسكنه فسيح جنته واستشهد بتضعيف الشيخ سليمان لحديث {وهذا غالب ظني وقد أكون واهماً}
وتجد الشيخ حمزة المليباري أثنا علية في كتاب الموازنه عليه وعلى جمله ممن معه
وكنت حاضراً بمجلس دار فيه بين أخ وأخ أخر هداه الله كلاماً مفاده ان العلوان حفظه الله دون سلمان العودة في العلم فاتصل صاحبنا على الشيخ خالد المشيقح {من أشهر طلاب الشيخ العثيمين}
فقال العودة عنده علم لكن الشيخ سليمان عنده علم كثير ووالله أني كنت حاضراً وسمعت كلامه بأذن
وانقل لك كلاماً وجدته في سيرته في الموسوعة الحرة:
وممَّن كان يثني على الشيخ العلوان كثيراً بل يستفتيه في عدَّة مسائل وقضايا في علم الحديث ومصطلحه الشيخ العلاَّمة: محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ كما ذكر ذلك لي غير واحد من طلبة الشيخ ابن عثيمين
(يُتْبَعُ)
(/)
وممن أأثنى على الشيخ العلوان، وبيَّن قوَّة علمه فضيلة الشيخ: حمود بن عقلاء الشعيبي حيث قال: لقد التقيت بكثير من الحفظة، ولكني لم أر من جمع بين الحفظ والفهم إلا الشيخ سليمان فإني لا أعرف أحداً في المملكة يضارعه في ذلك.
وأذكر مرَّة أنني كنت أقرأ على شيخنا العالم الزاهد عبد الله الحسين أبا الخيل في علم العقيدة، وبعد أن فرغ من شرحه لي، قلت له هل كان الشيخ العلوان تلميذاً لك: فقال: نعم كان تلميذاً لي وقرأ عليَّ زاد المستقنع، وإنني أقول لقد فاق الشيخ العلوان بعلمه مشايخه كما فاق البخاري مشايخه الذين طلب عليهم العلم
وهذا نقل من كتاب {الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله – العلمية والعملية وما قيل فيه من مراثي} صفحة 86 - 87
تاليف: وليد بن احمد الحسين-تلميذ الشيخ ورئيس تحرير مجلة الحكمة-
انقل لكم هذا الموقف الذي يحكيه الشيخ سليمان العلوان…
حيث يقول
اتصل بي الشيخ ابن عثيمين عام 1415هـ بشأن موضوع افتيت به في مسألة الدماء في الحج فيمن ترك واجباً أو فعل محظوراً، وأراد الشيخ مناقشة هذه المسألة، فتم اللقاء في منزل الشيخ ودار الحديث قرابة الثلاث ساعات تضمنت تأييد المنهج التعليمي في إصلاح الإفراد والمجتمعات، وطلب مني النظر في كتابه (الشرح الممتع) وموافاته ببعض الملاحظات، فكان يرسل إلي مع بعض الإخوة كل جزء يصدر من (الشرح الممتع) في حينه،
ثم اتصل بي الشيخ –رحمه الله – في نفس العام وقال: بلغني من بعض طلبة العلم أنكم تضعفون حديث أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((إن هذا يوم رخص لكم فيه أن ترموا جمرة العقبة، فإذا غربت الشمس ولم تطوفوا بالبيت عدتم حرماً كما بدأتم))
فأخبرته بصحة ما ذكر وأن الحديث منكر، وطلب مني بعد ذلك أن اكتب له رأيي في هذا الحديث، وبعد ذلك اصدر الشيخ بخط يده فتوى بتضعيف هذا الحديث و نكارته، وهي مطبوعة في كتابه ((فتاوى الحج))،
ثم اتصل عليَّ المرة الثالثة عام 1416هـ وقال لي: نحب أن نلتقي، فالتقينا في بيته وطرحتُ بعض المسائل المتعلقة بأحكام الإيمان والدين، وفي نفس الاجتماع طلب مني أن اوافيه بكل ما أراه من ملاحظات في كتبه أو غير كتبه، فكتبتُ له ملاحظاتي على كتابه ((شرح كتاب التوحيد)) ما يقرب من الثلاثين ملاحظة واستدراك اخطاء مطبعية، فتجاوب الشيخ مع أكثرها وصححها في الطبعة الثانية))
وقد كان الشيخ ابن عثيمين محباً للشيخ سليمان العلوان
يدل على ذلك امور منها
أن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله - قرأ البحث الذي كتبه الشيخ سليمان العلوان ونشر في مجلة الحكمة (العدد الخامس 1415هـ) في 22صفحة في مجلسه أمام طلبة العلم في المسجد الجامع}
ولا مانع أن تتأكد من الكتاب وتخبرنا بارك الله فيك لأني ناقل
ويذكر عن سلمان العودة أنه أثنى على الشيخ مراراً في موقعه وقال لا يوجد كتاب في مكتبته لم يقرأه ومن عرف الشيخ علم حجم مكتبته
و الشيخ غني عن تزكية العودة أو غيره فمثله يُسأل عن العلماء لايسئلون عنه واطلب منك اخي الكريم أن تقرأ الفتاوى لشيخ فإن من المعلوم أن الشخص يظهر علمه وعلميته أذا كان بعيدا عن الكتب وتكلم من ذاكرته فانظر لفتاويه التي ألقاها أرتجالاً وستعلمون ما أقول لكم
بل أني سمعته مراراً يقول أني ليس لي مذهب وأنما أأخذ من الكتاب والسنة أي أنه لا يرى نفسه مجتهد في المذهب فقط بل هو أرفع منزلة غفر الله لنا وله
والرجل عندما خرج من السجن كان يسأل عن الحديث فيأتي بالعجب العجاب ثم يختم السؤال بعد قتله المعذره فأني قديم عن الرجال والاسانيد
بل أنه سئل عن المسعى الجديد وكان هناك مشائخ بالجلسه وطلبة علم فقال الشيخ قولاً ماسبق له وهو أن في المسألة أجماع
حتى أن أحد المشائخ المبرزين قال كنت أجهزت بحثاً كاملاً بالمسألة وكأن الشيخ قرء بحثي من توه
وقد سمعت جملة من كلام بعض العلماء الكبار وطلبة العلم فما وجدتهم تكلموا بالاجماع ولو كانوا علموا به لحتجوا به
لكن بعض الناس نقم على الشيخ لأنه تكلم في قضايا لا ترضي بعض الجهات أو أن الشيخ خالف مشائخهم والحق مع الدليل دائماً أبداً
والعصمة لله وحده
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 03:47]ـ
السلام عليكم، أعجبتني سيرته كثيرا، وخصوصا حفظه للحديث إلى غير ذلك من الأعمال القيمة.
أما الآن فالسؤال لا يتعلق بذلك، إنما يتعلق بالأمانة يا أخي بارك الله فيك.
لابد من الأمانة وغزارة العلم معا، لا تغني واحدة منهما عن الأخرى.
أما الجرح والتعديل، فنحن نقول: "فإن تنازعتم فشيء فردوه إلى الله والرسول" فهذا هو الأصل.
السؤال الآن: أنت تعرف جيدا ما قيل في الشيخ العلوان، حاول بارك الله فيك أن ترد على تلك الشبه خاصة ما يتعلق بالتكفير وأحب أيضا أن أعرف عقيدتك أنت بما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله، وحكم تكفير المعين (خلاصة أسطر فقط)
فنحن دائما نحسن الظن حتى الثانية الأخيرة
والسلام عليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 06:30]ـ
شكراً لك
وأنا ذكرت لك أقاويل العلماء في الشيخ لا على علمه فقط فلو كان الرجل فيه شيء من ماوسمته به لكانوا أسرع الناس في تبيينه ولم يزكوه تزكيتاً مطلقتاً وسكتوا عنه
ثم الحكم بغير ما أنزل الله كما قال ابن عثيمين رحمه الله وهو تابع لمن قبله لكن تعمدت بذكره خاصة لكي ينفض النزاع فبعض القوم أتباع لرجال لا لما قال الله
قال العثيمين في شرح كتاب التوحيد {على طالب العلم أن يفرق بين الحكم بواقعة واحد بغير شرع الله فهذ قد يكون كفراً أو فسقاً أو ظلماً وبين التشريع العام الذي يستبدل القران}
وهو قول الشيخ ابن باز (رحمه الله) في (وجوب الحكم بما انزل الله) {ولا إيمان لمن اعتقد أن أحكام الناس وآراءهم خير من حكم الله ورسوله، أو تماثلها وتشابهها أوتركها وأحل محلها الاحكام الوضعية والانظمة البشرية وإن كان معتقداً أن أحكام الله حير وأكمل وأعدل}
وقال العثيمين رحمه الله (من لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به أو احتقاراً له أو اعتقاداً أن غير أصلح منه وأنفع للخلق فهو كافر كفرا مخرجا من الملة، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه)
والعلوان لا يخرج عن هذا مع أن مسألة الحكم بكفر من غير حكم الله في واقعة واحد مشهوره عن أبن مسعود رضي الله عنه أنه يرى كفره كفر اكبر فهل هذا الكنيف مليئ العلم {تكفيري} لكن الصحيح ما ذكر اول لما تعضده الادلة والإجماع المنقول والشيخ يقول بالأول
وتكفير المعين ليس من فعل كفر كفر فعلى حسب ماوقع فيه هل هو معلوماً من الدين ضرورة أم لا فالاول لا يعذر به أحد إلا ثلاث من أتى من بادية وحديث عهد بإسلام ومقيم في دار حرب *هذا بإختصار* {ويمكنك تراجع عارض الجهل لراشد أبي العلا} تقديم الشيخ صالح الفوزان
أما الشيخ سليمان لا يقول بذلك بل عنده من وقع بالكفر حتى فيما هو معلوماً بالضرورة قد يعذر بجهل صاحبه {انضر سبحان الله الرجل مع مايقول يسمونه بالتكفيري والشيخ صالح أشد منه قولا ولا يوسم بذلك}
ذكرتني بسؤالك هذا بالتكفيريين حيث أن عندهم الناس مرتدين إلا من أستفصلوه
مع أنك في نفس الوقت لك سلف على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
جزاك الله خير شيخنا وبارك فيك
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 08:25]ـ
شكراً لك
وأنا ذكرت لك أقاويل العلماء في الشيخ لا على علمه فقط فلو كان الرجل فيه شيء من ماوسمته به لكانوا أسرع الناس في تبيينه ولم يزكوه تزكيتاً مطلقتاً وسكتوا عنه
ثم الحكم بغير ما أنزل الله كما قال ابن عثيمين رحمه الله وهو تابع لمن قبله لكن تعمدت بذكره خاصة لكي ينفض النزاع فبعض القوم أتباع لرجال لا لما قال الله
أنا لم أقل في الرجل شيئا بارك الله فيك، ما قلت إلا الخير، ولكني لا أعرف الرجل معرفة تمكنني من التكلم فيه.
أما ما قلته: أنا لست من أتباع أي رجل (إلا رسول الله (ص)) ودائما نقارن أقوال الرجال بالكتاب والسنة، ما اتفق قلنا به وإلا نضربه مع الحائط (كما قال الشافعي)
إنما طلبت منكم نصيحة فيما يخص الرجل، هل يمكن أن أثق به وآخذ منه العلم أو لا؟ والحمد لله كانت الإجابة إجابية، بارك الله فيك.(/)
أول واجب على العباد، والرد على من قال: إنه النظر
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 09:12]ـ
أول واجب على العباد والرد على من قال: إنه النظر
أول واجب أوجبه الله على عباده هو توحيد العبادة؛ قال الله تبارك وتعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56)، وإذا كان هو الغاية من خلق العبد كان أول ما يجب عليه هو إلاتيان به، ولهذا كان كل رسول من رسل الله يبتدأ دعوته بقوله: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)، وعن ابْنَ عَبَّاسٍ قال: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ. (متفق عليه واللفظ للبخاري)، وفي رواية: فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل، وفي رواية: شهادة أن لا إله إلا الله، وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله. (متفق عليه واللفظ لمسلم).
وعلى هذا اتفق السلف إلى أن أطلت على المسلمين بدع أهل الكلام، فخالفوا ما دل عليها الكتاب والسنة من أن أول واجب على العباد توحيد العبادة والنطق بالشهادة، واختلفت عباراتهم فيه؛ فقال كثير منهم: إنه النظر، وقال بعضهم: القصد إلى النظر وقال آخرون: معرفة الله، وكلها تتفق على أن الغاية معرفة الله.
والنظر يعنون به النظر في العالَم بقصد إثبات وجود الله.
وأشهر دليل عقلي يعتمدونه فيه هو: دليل الحدوث.
وجملة صفته عند أهله: الاستدلال على وجود الله بإثبات حدوث العالم بوقوع التغير فيه؛ فله ثلاث مقدمات:
- العالم متغير.
- كل متغير حادث.
- كل حادث لا بد له من محدِث.
النتيجة: العالم له محدث وهو الله تعالى، وتفاصيله في كتب القوم عسيرة الفهم طويلة الذيل بلا فائدة؛ لم أذكر إلا معتصر مختصرها.
وبطلان هذه الطريقة يظهر بأربعة وجوه:
الأول: أن هذا الدليل بدعة في الدين لم يدع إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا التابعون ولم يعلموه الذين دخلوا في دين الله وهم أفواج من الناس عامتهم من الأعاجم، ثم هو مخالف للطريقة الشرعية التي فيها أن الآية دالة بنفسها على محدِثها رب العالمين، ومخالف للفطرة التي تنسب الآية إلى محدِثها مباشرة.
وقد حاول المتكلمون أن يبحثوا عن مستند شرعي لدليل الحدوث هذا كعادتهم في الاعتقاد قبل الاستدلال؛ فتمسكوا بقصة ابراهيم عليه السلام حين استند إلى أفول الكواكب في إبطال إلهيتها.
قالوا: الأفول الحركة، والحركة وهي عرض حادث تقتضي التغير؛ فيلزم أن كل متغير محدث، وهذا أصل دليل الحدوث.
وهذا الاستدلال مبني على مقدمتين خاطئتين؛
أولاهما: أن ابراهيم عليه السلام كان يقصد بمناظرته إثبات وجود الله، وهذا باطل؛ لأن قوم ابراهيم كانوا مقرين بوجود الله وأنه الخالق المدبر كما حكى تعالى قول ابراهيم عليه السلام لقومه: (قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين)، وسياق المناظرة في سورة الأنعام يدل على أنها في إثبات تفرد الله في الإلهية وإبطال الشرك في العبادة لا في إثبات وجوده سبحانه ولهذا قال في ختامها: (إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين)، ووجه دلالة أفول الكواكب على انتفاء أحقيتها للعبادة أنه مستمر منتظم كل يوم؛ فلا بد أنها مسخرة مربوبة لا تملك لنفسها شيئاً؛ فكيف تكون إلهاً حقاً؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثانيهما: أن ابراهيم عليه السلام جعل دليل وجود الله عدم قيام التغير به بانتفاء الأفول عنه الذي هو الحركة، كذا قالوا، وهذا باطل أيضاً لأمور أذكر منها أمرين: أحدهما: أن الأفول ليس هوالحركة بل هو المغيب والاحتجاب، ومن فسره بالحركة فقد خالف إجماع أهل اللغة وإجماع المفسرين، والآخر: أن إبراهيم عليه السلام لو كان مريداً لإثبات حركة الكواكب في إبطال ربوبيتها لاستدل بأول بزوغها وأول ظهورها لا بمغيبها و آخر ظهورها لأن حركة البزوغ تكون أولاً.
الوجه الثاني: أن هذه الطريقة تلبست بأوصاف مذمومة تبرأ منها الطرق الشرعية في أمر أقل من باب معرفة الرب وإقامة الايمان وصحة الاسلام، ومن تلك الأوصاف؛ الغموض والاجمال والتطويل؛ فكان الدليل أصعب تصوراً من المستدل عليه، وهذا حال عامة أدلتهم العقلية التي هي شبهات ظنوها أدلة، وجهليات ظنوها عقليات؛ إنما كلحم جبل غث فوق جبل وعر.
الوجه الثالث: أن هذه الطريقة في كتب القوم اشتغلت بالاستدلال على إثبات ما هو ضروري في نفسه لا يحتاج إلى أدلة تثبت صحته، ومن ذلك:
• وجود الله تعالى، وهي قضية ضرورية فطرية، وقد تقدمت الأدلة الدالة على الأمر بتوحيد العبادة أولاً، ولو كان الوجود غير ضروري لدعى إليه أولاً إقامةً للحجة وقطعاً للعذر، فمن ثمة ألزم الله المشركين بالألوهية لإقرارهم بالربوبية، فلم يخاطبهم بالربوبية لأنهم مقرون بها، وإلا لما صح الإلزام، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" (متفق عليه)، فالفطرة متضمنة لاعتقاد وجوده تعالى مقتضية لتوحيده وحبه؛ وتغيّرها هو عدم استلزامها للتوحيد، فالانسان فقير إلى موجده في إيجاد نفسه قبل وجوده وفي إحداث أي شيء لنفسه بعد وجوده، فهو في حاجة لا تنفك عنه لمن أوجده؛ وفي اضطراب وقلق لا يسكنه إلا فزعه إلى خالقه، وفي ضعف ذاتي لا يتقوى منه إلا باللجوء إلى مدبره، ولهذا لا يغيب عن قلبه وجود رب يدبره ويدبر الكون وما فيه هو الله رب العالمين وليس أدل على ذلك من حال المشركين في فزعهم إلى الله وحده في الشدائد كما حكاه الله عنهم في غير ما آية.
ولهذا تجد القرآن يتحدث عن الوجود على أنها قضية بدهية ويستدل بها للتوحيد، والأمور الضرورية يستدل بها ولا يستدل لها.
• حدوث العالم، وهو قضية ضرورية بالمشاهدة والحس اشتغلوا بإقامة الدلائل العقلية عليها.
• كون الحادث لا بد له من محدِث، وهي قضية ضرورية فطرية؛ فإن الله جعل العالم ومافيه دالاً -دون مقدمات- على الربوبية والوحدانية، وذلكم ما سماه الله في كتابه: الآيات، فهو اسمه الشرعي، وهي نوعان: آيات نفسية وآيات آفقية كما قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)؛ فمجرد وجود المخلوق دال على الربوبية، ودليل الربوبية الآخر: الفطرة؛ المذكورة في قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
ودلالة وجود الحادث على وجود محدثه - مع ضروريتها- دلالة صحيحة على وجود الله وربوبيته مستلزمة لتوحيده وإفراده بالإلهية؛ لإن إحداثه تعالى للعالمين لا يكون إلا خاصاً به تعالى؛ لأنه إحداث لا يقدر عليه غير الله إذ هو على غير مثال سابق، ولأنه إحداث الأول الغني القيوم الصمد الذي خلق العباد من عدم، وبيده وحده هدايتهم للمنافع وإعانتهم عليها وتعريفهم المضار ودفعها عنهم فالأمر كله إليه، ولأنه إحداث لجميع المشاهدَات كما قال تعالى: (قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار)، ولأنه إحداث متضمن لكمال الاتقان والصنعة وكمال الانتظام والتوافق، إلا أن العلم بوجود الله بوجود مخلوقاته يسبق إلى فطرة الانسان قبل أن يستشعر أن كل محدَث لا بد له من محدِث، ولهذا لا تجد أحداً يمتري في أن هذه الكتابة لا بد لها من كاتب، وإن لم يستحضر بأن المحدَث لا بد لم من محدِث، حتى عند الصبيان، فترى أحدهم إذا ضرب يبكي حتى يعلم من ضربه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو أن الخلق تُركوا وفطرتَهم ولم يتسلط عليها الشياطين والهوى؛ لما عبدوا إلا الله وحده؛ لأنهم لا يعرفون رباً سواه.
الرابع: أن هذه الطريقة بمقدماتها ونتائجها وبحصر طرق معرفة الله بها؛ يلزم عليها لوازم باطلة،-وفساد اللازم يدل على فساد الملزوم ولو لم يلتزمه قائله-؛ منها:
• أن هذا الدليل كان ذريعة لأهله إلى تعطيل صفات الله، ومنهم من عطلها كلها -وهم الجهمية-، ومنهم من عطل أكثرها لا سيما الاختيارية منها -وهم الأشاعرة-؛ لأن الدال عندهم على حدوث المخلوقات هو قيام الصفات بها؛ فالتزموا حدوث كل موصوف بصفة قائمة به؛ فنفوا عن الله صفاته على تفصيل عند الأشاعرة بين صفات المعاني وغيرها، وكان ذا صلة وثيقة بقول الجهمية بنفي حوادث لا أول لها ونفي حوادث لا آخر لها الذي رتبوه عليه قولهم بفناء الجنة والنار، ووافقهم الأشاعرة على نصف قولهم فقالوا بنفي حوادث لا أول لها، وعطلوا الله عن الفعل في الأزل.
• أن يكون جمهور المسلمين كفاراً؛ لجهلهم بهذه الطريقة المبتدعة، وعجزهم عن إدراكها.
• أن يكون المشتغل بالنظر مقيماً على الطاعة ولو كان على غير ملة الاسلام؛ فلو مات في أثناء ذلك مات مطيعاً لله مع أنه مات على غير الاسلام.
* استفدت في هذه المقال من كتاب (منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله) المجلد الأول لفضيلة الشيخ الدكتور خالد عبداللطيف محمد نور حفظه الله، ومن بحث (الخلل المنهجي في دليل الحدوث، دراسة نقدية) للباحث سلطان العميري جزاه الله خيراً، مجلة التأصيل (1/ 87 - 120)، ومن بحث (معنى الربوبية وأدلتها وأحكامها وإبطال الإلحاد فيها) لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتورمحمد بن عبدالرحمن أبوسيف الجهني نفع الله به، مجلة جامعة الإمام (11/ 14 - 49) ومن كتاب (أهمية دراسة التوحيد) له أيضاً (ص69 - 82)، وقد نشر قبل طباعته مفرداً في مجلة البحوث الاسلامية (87/ 97 - 162)، وفي هذه الأربع تفصيلات مهمة لا غنى لطالب العلم عنها.(/)
عذرا أم المؤمنين ابن سلول عاد من جديد
ـ[احمد زكريا عبداللطيف]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 03:03]ـ
عذراً أم المؤمنين .. ابن سلول عاد من جديد
بقلم/ أحمد زكريا
إن الناظر للحملات المسعورة ضد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاولة تشويه تلك الصفحة الرائعة من تاريخ البشرية قد يتعجب من ذلك .. ولماذا يحدث .. ولكنه لو أعاد النظر إلى التاريخ الإسلامي لوجد تشويها عجيباً لحقائق التاريخ.
وإن من أكبر الآثام التي يرتكبها أعداء هذه الأمة هي إجبار التلاميذ والطلاب على دراسة مناهج مشبعة بالتنقيص من قدر الصحابة أو من قدر بعضهم .. في محاولة لهدم الرموز .. حتى تفقد الأمة ثقتها في سلفها .. فتنقطع الصلة بين السلف والخلف.
فبتزوير التاريخ الإسلامي، تصبح هذه المناهج المزورة المختلقة أنجح الطرق لكل من أراد أن يسمم عقول الأجيال بقطع الصلة بينها وبين سيرة الصحابة وجهادهم .. كي لا يتخذوا مثلاً أعلى.
ولقد أصبحنا في عصر انكشفت فيه العورات وتبجح فيه المتبجحون .. وتجرأ السفلة على الثوابت وحاولوا زعزعة الجبال الرواسي .. وتطلع الرعاع لمناطحة السحاب .. وحاول الحقير أن يبصق في وجه الشمس .. فارتد بصاقه ولعابه النجس على وجهه القبيح .. ومضت الشمس عالية منيرة مهما عوت الكلاب.
وقديماً قادها رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول حرباً ضروساً على عرض أم المؤمنين .. حتى فضحه القرآن وكذبه وأبطل كيده.
والآن يأتي غر صغير جاهل جهول .. يبحث عن الصيت والشهرة .. والمجد المزعوم .. فلا يجد إلا عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وحبيبته الطيبة المطيبة الطاهرة العفيفة المبرأة بالقرآن .. نزل في براءتها ست عشرة آية من سورة النور.
كل ذلك ويأتي هذا الخبيث لينفث سمه برعاية أسياده من الصهاينة .. والشيعة الغلاة .. الشانئين لهذا الدين والمبغضين لرسوله ولصحابته وللمسلمين أجمعين.
كل ذلك في غفلة من أهل الحق .. وعجز من الحكومات السنية .. وجلد وتبجح وفجور من أعداء هذا الدين .. على اختلاف مللهم ونحلهم.
فهم كما قال الشاعر:
تفرق شملهم إلا علينا فصرنا كالفريسة للكلاب
ووالله لو عرفوا قدر أمنا عائشة عند الله وعند رسوله .. ما تجرأ زنديق على التفوه ببنت شفة في حقها.
أتدرون من عائشة؟
هي أم المؤمنين .. عائشة بنت أبي بكر الصديق .. زوجة النبي صلى الله عليه وسلم التي فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وسماها أم المؤمنين .. قال تعالى:
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6.
أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم:
"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".رواه البخاري.
إن القلب حين يفيض محبة لأمه .. فهذا دليل نقائه .. وعندما يمتلئ غلاً لها .. فهذا دليل حقده وزندقته ونفاقه.
ولأنها أمي وأمكم .. سأذكر جوانب من سيرتها وهذا حق الأم على الأبناء البررة.
فلماذا يفخر الفجار بالكفار .. والزنادقة بالملحدين؟
ولا نفخر بأساس الطهارة وعنوان العفة المبرأة من فوق سبع سماوات مما رماها به المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي.
كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. فحين سئل:
"من أحب الناس إليك؟
قال: عائشة
قالوا: من الرجال؟
قال: أبوها"رواه البخاري.
وهل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبًا.
وكان خبر حبه صلى الله عليه وسلم لها أمراً مستفيضاً .. حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم عائشة من بين نسائه تقرباً إلى مرضاته.
فقد جاء في الحديث الصحيح:
" كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة .. فاجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة .. فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان .. فذكرت أم سلمة له ذلك فسكت فلم يردّ عليها .. فعادت الثانية فلم يرد عليها .. فلما كانت الثالثة قال:
"يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة .. فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".رواه البخاري.
وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي .. وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي التي أقرأها جبريل عليه السلام .. السلام .. قال صلى الله عليه وسلم:
" يا عائشة هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام .. قالت: وعليه السلام ورحمة الله .. ترى مالا نرى يا رسول الله" رواه الترمذي، وأصله في الصحيحين.
فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام؟
وهل يسلم إلا على مطهرة نقية اختارها الله زوجة لنبيه؟
فهل من متفكر؟!
لقد تبوأت أمّنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها مكانة عالية في قلب نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم .. فكانت أحب نسائه إليه .. وكان بها لطيفاً رحيماً على عادته صلوات ربي وسلامه عليه.
"استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم .. فإذا عائشة ترفع صوتها عليه .. فقال: يا بنت فلانة ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يترضاها .. وقال:
" ألم تريني حلتُ بين الرجل وبينك؟ " .. ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما .. فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما". أخرجه أبو داود والنسائي والحديث صحيح.
وقالت عائشة رضي الله عنها:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه، ثم كان يأخذه فيديره .. حتى يضع فاه على موضع فمي".
وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسرُّ بقربها ويعرف رضاها من سخطها.
فقد قال صلى الله عليه وسلم لها:
" إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عليَّ غضبى .. قالت: وكيف يا رسول الله؟ .. قال: إذا كنت عني راضية .. قلت: لا ورب محمد .. وإذا كنت عليَّ غضبى .. قلت: لا ورب إبراهيم .. قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك".
وكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها .. أسئمت .. فتقول لا .. وليس بها حب النظر إلى اللعب .. ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي وسلامه عليه.
فهذه النصوص الصحيحة من صميم ديننا لا يكذِّب بها إلا المبطلون ومن في قلوبهم مرض والذين ارتابوا.
أما نحن معاشر المسلمين الذين نوقر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نحبُّ من أحبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم – لاسيما عائشة – أحب أزواجه إليه رأس الفضيلة .. ونبراس التقوى .. وقمة الورع.
فلو كان النساء كمن ذكرن لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ وما التذكير فخرٌ للهلال
مكانة الصديقة عند الصحابة والتابعي .. وكانت رضي الله عنها من أعلم الصحابة.
قال أبو موسى رضي الله عنه ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط .. فسألنا عائشة .. إلا وجدنا عندها منه علما.
وكانت مُوقرةً من الصحابة يعرفون لها قدرها وعلمها ومنزلتها بين الناس.
نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر .. فقال له عمار: أغرب مقبوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقال عمار:" إنها لزوجة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .. أشهد بالله إنها لزوجته".
وكان مسروق رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال:
"حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات".
وقال معاوية رضي الله عنه:
"والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكانت رضي الله عنها وعن أبيها من أحسن الناس رأياً في العامة"
قال الزهري رحمه الله:
"لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء .. لكان علم عائشة أفضل".
وقال مصعب بن سعد:
"فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف .. عشرة آلاف .. وزاد عائشة ألفين"
وقال:
" إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فما بال أقوام عميت أعينهم .. وطمست قلوبهم أن يعرفوا لها قدرها.
فهل مثلها تخفى شمائله وطيب خصاله؟
وهل من شهد له هؤلاء النفر الأخيار بالعلم والتقى .. تبقى في قلوبنا ريبة نحوه .. ولا نستشعر حبه؟!
أما إنه لا ينكر فضلها .. وزنة عقلها .. وطهارة قلبها .. وأنها حطت في الجنة رحلها.
لا ينكر ذلك إلا منافق مطموس القلب .. يمشي كالبهيمة العجماء
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً).
كانت مثالا للزهد والورع
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين أكتب عن ورع أم المؤمنين – عائشة رضي الله عنها – وزهدها وخوفها من خالقها .. تتلاشى عند ذلك الكلمات .. وتهرب حينئذٍ المعاني خجلاً أن تدرك بلوغ الثناء الذي يليق بها.
لقد كانت رضي الله عنها رمزاً في الكرم .. وغاية في العظمة وسخاء النفس .. كيف لا .. وقد تعلمتها ممن كان أصل الكرم والوفاء؛ ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير؟
بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بمائة ألف درهم .. فما أمست حتى فرقتها .. فقالت لها خادمتها:
"لو اشتريت لنا منها بدرهم لحماً؟ فقالت: ألا قلتِ لي".
وقال عطاء:
"إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف، فقسمتها بين أمهات المؤمنين".
وقال عروة – ابن أختها-:
"إن عائشة تصدقت بسبعين ألفاً .. وإنها لترقع جانب درعها. رضي الله عنها .. تجود بالنفس إن ضن البخيل بها .. والجود بالنفس أغلى غاية الجود".
وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف .. فدعت بطبق فجعلت تقسم في الناس .. فلما أمست قالت:
"هاتي يا جارية فطوري، فقالت: يا أم المؤمنين أَما استطعت أن تشتري لنا لحماً بدرهم؟ .. قالت: لا تعنفيني .. لو أذكرتيني لفعلت"
وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئاً- وهيَ من هيَ –وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا تودّ سماعه مخافة الفتنة.
جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة وهي في الموت، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن .. فقيل لها: هذا ابن عباس يستأذن.
قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته.
فقال عبد الله: يا أمّه .. إن ابن عباس من صالحي بنيك، يودِّعك ويسلم عليك.
قالت: فأْذن له إن شئت
قال: فجاء ابن عباس .. فلما قعد قال: أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب .. وتلقي محمداً صلى الله عليه وسلم والأحبة .. إلا أن تفارق روحُك جسدك".
كنت أحبَّ نساءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه .. ولم يكن يحب إلا طيباً .. سقطت قلادتك ليلة الأبواء .. وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقطها .. فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله:
(فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً)
فكان ذلك من سببك .. وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة .. ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات .. فأصبح ليس مسجدٌ يذكرُ فيه اسم الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار.
قالت: دعني يا ابن عباس فو الله وددت أني كنت نسياً منسياً".
وقال ابن أبي مُليكة:
إن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يُثني عليًّ .. فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجوه المسلمين .. قالت: ائذنوا له .. فقال: كيف تجدينك؟ .. فقالت: بخير إن اتَّقيتُ .. قال: فأنت بخير إن شاء الله .. زوجةُ رسول الله ولم يتزوج بكراً غيرك، ونزل عذرك من السماء.
فلما جاء ابن الزبير .. قالت: جاء ابن عباس وأثنى عليًّ وودت أني كنت نسياً منسياً.
رضي الله عنها قمة التواضع؛ ومنتهى الذلة لله .. وهي تعلم أنها من أهل الجنة؛ المحبوبة لخالقها سبحانه.
فالواجب علينا كمسلمين اعتقاد هذه العقيدة دون النظر لأقاويل المرجفين الدخلاء على ديننا وشرعنا .. فمن لم تكن أمه عائشة فلا أم له.
ويكفي أن الله سماها أم المؤمنين هي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
فمن لم تكن عائشة أمه فليس بمؤمن .. ومن تبرأ منها فحريُّ به أن يحال بينه وبين جنان الخلد.
فإذا اعتقدت موالاتها ومحبتها .. فاعلم أنك عملت عملاً عظيماً تستحق عليه الأجر من الكريم الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا.
واعلم أنه لا يحزن على عائشة إلا من كانت هي أمه.
وأما أولئك السقط المتهافتون وراء الإفك .. الصادون عن الحق .. الطاعنون في خير الخلق .. فإياك وإياهم .. واحذر طريقهم .. فإنهم يقودون إلى الهاوية والتبرأ من خير البشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. وموالاة كل كافر وفاجر
فقُم أيها القارئ واقرأ سيرة سلفك الأطهار وعش معهم .. وهلَّ الدمع على الدّين الذي كانوا ينعمون به والأخلاق التي يتصفون بها.
لعل ذلك أن يكون سبب رحمة الله لك .. فإذا طويت الصفحات .. فتذكّر قول القائل:
الله يشهد ما قلّبت سيرتهم يوماً وأخطأ دمع العين مجراه
لا تحسبوه شرا لكم
فوالله .. لقد صدق الله:
(لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد فاء المسلمون إلى دينهم وعقيدتهم .. وهبوا في كل مكان يدافعون عن رسول الله وأزواجه وأصحابه.
فتحولت المحنة – وإن كانت عظيمة – إلى منحة.
وكما يقول المفسرون:
"فإن القرآن طمأن وهدّأ روع المؤمنين الذين آلمهم توجيه هذه التهمة إلى شخصية متطهرة"لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" .. لأنّه كشف عن حقيقةِ عدد من الأعداء المهزومين أو المنافقين الجبناء، وفضح أمر هؤلاء المرائين، وسوّد وجوههم إلى الأبد.
ولو لم تكن هذه الحادثة لما افتضح أمرهم بهذا الشكل .. ولكانوا أكثر خطراً على المسلمين.
إنّ هذا الحادث علّم المسلمين أن اتباع الذين يروّجون الشائعات يجرّهم إلى الشقاء، وأنَّ عليهم أن يَقِفُوا بقوّة إمام هذا العمل.
كما علّم هذا الحادث المسلمين درساً آخر، وهو أنَّ لا ينظروا إلى ظاهر الحادِثِ المؤلم .. بل عليهم أن يتبحّروا فيه .. فقد يكون فيه خيراً كثيراً رغم سوء ظاهره.
وممّا يلفت النظر أنّ ذكر ضمير "لكم" يعمّ جميع المؤمنين في هذا الحادث وهذا حقّ .. لأن شرف المؤمنين وكيانهم الاجتماعي لا ينفصل بعضه عن بعض، فهم شركاء في السرّاء والضرّاء. يراجع: في ظلال القرآن.
كيف ننصر أم المؤمنين؟
لأم المؤمنين في رقبتنا جميعا حق وواجب:
أولاً: أدعو موقع الجماعة الإسلامية لعمل ملف كامل للدفاع عن عائشة – رضي الله عنها .. وأنا أعرف حب فضيلة الدكتور ناجح رئيس التحرير لأصحاب النبي وأزواجه وأهل بيته.
وله في ذلك كتاب ماتع هو: (ذكريات مع الحبيب صلى الله عليه وسلم).
ثانياً: أدعو جميع الحكومات السنية للقيام بدورها في التصدي للمنحرفين والمخرفين .. سواء على مستوى الإعلام والمنابر المختلفة.
فكما تحاسب أهل السنة على النقير والقطمير .. فينبغي أن تفور الدماء في عروق المسئولين غضباً لعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم
ثالثاً: ينبغي على كل مسلم كل في موقعه أن يرد وينافح عن عرض رسول الله .. ويعرف الناس من هي الصديقة بنت الصديق؟
رابعاً: نجعل من هذا العام عاما لعائشة .. كل مسجد يبنى يسمى باسمها أو لقبها أو كنيتها .. كل مدرسة تقام تسمى باسمها .. كل مستشفى .. كل جمعية خيرية .. كل مسلم يرزق بأنثى يسمي عائشة.
تكتب المقالات .. وتؤلف الكتب .. وتعقد الندوات .. وتخصص الخطب من أجل الصديقة.
وليكن شعار حملتنا:
"ادفع جنيها دفاعاً عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم"
يخصص لملصق يعلق .. أو لمقال كمقالنا هذا يطبع ويوزع .. أو لكتيب ينشر .. أو ......
وأخيراً
هذا أقل ما يجب لأم المؤمنين في رقبتنا .. وأختم بقصيدة رائعة تدافع عنها .. وليست بمتهمة .. والقصيدة بعنوان "عذرا أم المؤمنين".
عذرا أم المؤمنين
نظم أبي الحجاج يوسف بن أحمد آل علاوي
نَشْكُو إِلَى اللّهِ الْقَوِيِّ الْقَاهِرِ مِمَّا جَنَتْهُ يَدَا الخَبِيثِ الخَاسِرِ
أَرْخَى الْلِسَانَ بِسَبِّ عِرْضِ نَبِيِّنَا وَالنَّيْلِ مِنْ عِرْضِ الْمَصُونِ الطَّاهِرِ
جَابَ الْبِلَادَ مُجَاهِرًا فِي كُفْرِهِ لَا يَنْثَنِي يَا وَيْلَهُ مِنْ كَافِرِ
يُحْيِي الْمَوَالِدَ لِلسِّبَابِ مُكَذِّبًا وَمُعَارِضًا قَوْلَ الْإِلَهِ الْبَاهِرِ
جُدْ يَا عَظِيمُ بِنَزْعِ أَصْلِ لِسَانِهِ وَاجْعَلْهُ مُعْتَبَرًا لِكُلِّ مُنَاظِرِ
وَاللّهِ لَوْ أَبْصَرْتُهُ لَقَتَلْتُهُ لَوْ أَنْ تَحَامَى بِالْجُيُوشِ الْعَسَاكِرِ
حَتَّى لَوْ اتَّخَذَ الْكَوَافِرَ مَلْجَأً أَوْ قَدْ تَلَقَّى نُصْرَةً مِنْ كَافِرِ
هَذَا الْمُنَافِقُ حَقُّهُ وَنَصِيبُهُ مِنْ دِرَّةِ الْفَارُوقِ؛ وَيْلٌ لِعَاثِرِ
أَوْ حَدُّ سُيْفٍ يَقْطَعُ الرَّأْسَ الَّذِي فِيهِ اعْتِقَادُ الْكَافِرِينَ الْخَوَاسِرِ
لَا تَحْسَبُوا فِعْلَ الْخَبِيثِ تَفَرُّدًا وَتَصَرُّفًا مِنْ شَخْصِ عِلْجٍ فَاجِرِ
بَلْ دِينُهُمْ سَبُّ الصَّحَابِةِ كُلِّهِمْ أَوْ جُلِّهِمْ قُلْ كَابِرًا عَنْ كَابِرِ
وَالطَّعْنُ فِي قَوْلِ الْإِلَهِ وَزَعْمُهُم قَدْ نَابَهُ التَّحْرِيفُ مِنْ كُلِ تَاجِرِ
يَتَسَتَّرُونَ بِحُبِّ آلِ نِبِيِّنَا وَالْآلُ قَدْ نَصَبُوا الْعِدَاءَ لِغَادِرِ
فَالْآلُ وَالْأَصْحَابُ رُوحٌ وَاحِدٌ لَا يَرْتَضُونَ مَهَانَةً مِنْ غَامِرِ
دِينُ الرَّوَافِضِ قَائِمٌ فِي الطَّعْنِ فِي أَزْوَاجِ خَيْرِ الْعَالَمِينَ الْحَاشِرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَتَعَبَّدُونَ بِنَيْلِهِمْ مِنْ أُمِّنَا فِي عِرْضِهَا بُعْدًا لِكُلِ مُهَاتِرِ
فَالطَّعْنُ فِي عِرْضِ الْعَفِيفَةِ مُخْرِجٌ مِنْ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ دُونَ تَشَاوُرِ
أُمَّاهُ عُذْرًا فَالْكَلَامُ سِلَاحُنَا لَا يَشْفِي غِلًا مِنْ ذَلِيلٍ صَاغِرِ
زَوْجُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ مَنْ ذَا لَهَا لِيَذُبَّ عَنْهَا مَيْنَ خِبٍّ خَاسِرِ
فَالْقَلْبُ يَشْكُو حُرْقَةً وَمَرَارَةً وَالْعَيْنُ تُغْرِقُهَا دُمُوعُ النَّوَاهِرِ
يَا مُسْلِمُونَ تَجَرَّدُوا لِلذَّبِ عَنْ عِرْضِ الْمَصُونَةِ وَالْعَفَافِ الْوَافِرِ
أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَيْنَ سَادَاتُ الْوَرَى مِنْ كُلِّ حُرٍ قَائِمٍ أَوْ ثَائِرِ
لِيُنَافِحُوا عَنْ عِرْضِ زَوْجِ نَبِيِّنَا هَذَا النَّبِيُّ! فَمَا لَهُمْ مِنْ عَاذِرِ
وَيُزَلْزِلُوا هَذَا الْخَبِيثَ وَحِزْبُهُ حِزْبُ الرَّوَافِضِ مَا لَهُ مِنْ نَاصِرِ
هِيَ أُمُّنَا عِرْضِي الْفِدَاءُ لِعِرْضِهَا مَعْ عِرْضِ أُمِّي وَالنِّسَاءِ الْحَرَائِرِ
وَكَذَاكَ مِنْ أَرْوَاحِنَا وَدِمَائِنَا وَقُلُوبِنَا وَمِنَ الْعُيُونِ النَّوَاظِرِ
هِيَ عِنْدَنَا أَغْلَى الْغَوَالِي إِنَّهَا زَوْجُ النَّبِيِّ وِذِي الْمَقَامِ الْعَامِرِ
هَذِي الْمَصُونُ حَبِيبَةٌ لِنَبِيِّنَا هِيَ زَوْجُهُ فِي عَاجِلٍ وَالْآخِرِ
هِيَ بِكْرُهُ لَمْ تَلْقَ زَوْجًا قَبْلَهُ هِيَ حِبُّهُ رُوحِي فِدَاءُ الطَّاهِرِ
وَهِيَ ابْنَةُ الصِّدِيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ وَبِهِ تُفَاخِرُ فَوْقَ كُلِّ مُفَاخِرِ
وَهِيَ التَّي نَزَلَ الْقُرَانُ بِطُهْرِهَا فِي عَشْرِ آيٍ مُحْكَمَاتٍ غَرَائِرِ
وَهِيَ التَّي مَاتَ النَّبِيُّ بِحَجْرِهَا مَا بَيْنَ سَحْرِكِ أُمَّنَا وَالنَّاحِرِ
هَذِي الْقَصِيدَةُ صُغْتُهَا بِجَوَارِحِي وَسَطَرْتُهَا مِنْ دَمْعِ عَيْنٍ مَاطِرِ
أُمَّاهُ عُذْرًا لَسْتُ أَقْدِرُ غَيْرَهُ فَالْعُذُرُ مِنْكِ وَأَنْتِ خَيْرِ الْعَاذِرِ
وَخِتَامُهَا أَرْجُو الْإِلَهَ بِعَفْوِهِ أَن لَّا يُؤَاخِذَنَا بِفِعْلِ الْحَائِرِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ مَعَ السَّلَامِ عَلَى النَّبِيْ وَالَآلِ وَالصَّحْبِ الْكِرَامِ وَسَائِرِ
فِي نَهْجِهِمْ حتَىَّ يُلَاقِي رَبَّهُ مِنْ كُلِّ عَبْدٍ غَائِبٍ أَوْ حَاض
ـ[عارف بن حامد العضيب]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 06:02]ـ
أحمد زكريا عبد اللطيف
لله أنت وأبوك ما أروع ما جدت به
قرأت ما خطته أناملك الكريمة أسأل الله أن يحرمها
على النار وأن يجعلها من تستلم الماء من حوض الكوثر
لا تسألني ماذا حدث لي خلال قراءتي للأسطر الأولى؟؟
قمت بنسخها وحفظها للعودة إليها لاحقاً للاستفادة والاستزادة
يا رجل من علمك كيف تمسك العصا من المنتصف؟؟
قلي بربك ربما استفدت منك 0
دعواتي لأهل السنة والجماعة أينما وجدوا وحيثما ثقفوا
أن يمكنهم الله في الأرض وأن يجعلهم أئمة وأن يهلك عدوه وعدوهم(/)
"نظرية أم القرى" خارطة الطريق للسياسة الإيرانية الرافضية!
ـ[إبن سليم]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 10:18]ـ
أكد المفكر الإسلامي المعروف عبد الله النفيسي، خلال إستضافته في برنامج في العمق، على قناة الجزيرة القطرية، بتاريخ 14 يونيو2010، أن إيران تتبع خارطة طريق في سياستها الخارجية تجاه العالم العربي.
هذه الخارطة وضعت منذ ثمانينات القرن الماضي، بناءا على ما كتبه أكبر منظر إستراتيجي للثورة الإيرانية محمد جواد لاريجاني، شقيق علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني سابقا، و الذي يأت من عائلة لاريجاني وهي عائلة معروفة في داخل إيران ومن أكبر الاختصاصيين في الفيزياء ورئيس مؤسسة العلوم الإيرانية نائب وزير الخارجية سابقا.
كتب هذا الأخير مذكرة خطيرة جدا منذ الثمانينيات وهي يتم تداولها في الأوساط الحاكمة داخل إيران، هذه المذكرة بعنوان "مقولات في الإستراتيجية الوطنية" يطرح فيها محمد جواد لاريجاني دور إيران في الجوار وفي المنطقة العربية والعالم الإسلامي وسمى هذه المذكرة نظرية أم القرى، يقول إن القرآن الكريم ذكر أم القرى والمقصود بها في القرآن مكة، بينما هو يقول ينبغي أن نحول قم إلى أم القرى، وينبغي أن تكون قم هي أم القرى وينبغي أن تتحول إيران إلى دولة المقر للعالم الإسلامي وينبغي أن يكون ولي أمر المسلمين هو الولي الفقيه الذي يحكم إيران، وبالتالي ينبغي أن تكون كل السياسة الخارجية الإيرانية مبنية على هذا الأساس الفكري والروحي والفقهي.
و أضاف المفكر عبد الله النفيسي، أن هناك إحساس بالغبن لدى الإيرانيين إزاء الدور العربي، يعني نحن ننظر إلى فتح فارس على أساس أنها خطوة تاريخية خدمت الشعب الإيران أو الشعوب الإيرانية، بينما هم ينظرون إلى الموضوع -إلى موضوع الفتح- أنه غزو عربي طمس الثقافة الفارسية وطمس التاريخ الفارسي وبالتالي هم يشعروا أنهم بحاجة إلى الثأر من العرب لأنهم طمسوا التاريخ الفارسي، و قال عبد الله النفيسي أن هذا الشعور موجود في أحزاب كثيرة داخل إيران اليوم. و له خلفية نفسية لكل قرار عسكري أو سياسي إزاء المنطقة العربية.
يذكر أن المفكر الكويتي عبد الله النفيسي، له علاقات و إتصالات قريبة جدا من النخب الإيرانية منذ سنة 1975 أيام الشاه، و يزورها كل سنة تقريبا ليلقي محاضرات في النادي الديبلوماسي و يلتقي بالنخب في الجامعات و الوزارات المسؤولة و خاصة وزارة الخارجية.
------------------------------------------
إبن سليم(/)
القنوات الفضائية بئست المرضعة وبئست الفاطمة
ـ[عارف بن حامد العضيب]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 12:14]ـ
يقول الفيلسوف العالمي سيمور " إن تربية الطفل يجب أن تبدأ
قبل ولادته بعشرين عاماً وذلك بتربية أمه " وقبله قال أحمد
شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
أنا أقول: الأم مدرسة والابن نطفة في رحمها والرحم معلقة
بالعرش لذا فلم يكن غريباً أن يجمع ذلك الأعرابي أبناءه حوله
يوم تقدم به العمر ليقول لهم: أي بني لقد أصبحت في سن
يفرض عليكم أن تبروا بي ولو من باب رد الجميل فلقد بررتكم
صغاراً وبررتكم كباراً وبررتكم قبل أن تولدوا فقالوا: يا أبانا
بررتنا صغاراً وكباراً ولا نشك في ذلك لكن كيف بررت بنا قبل أن
نولد؟؟ فقال ذلك الأعرابي بشموخ وأنفة: اخترت لكم من
الأمهات من لا تعيرون بها في المجالس هكذا كانت العرب تهتم
بتربية المرأة قبل أن يخرج لنا سيمور من تحت عباءة الفلسفة
وهكذا كان العرب يختارون لأبنائهم من الأمهات من يثقون بها
على أبنائهم وهذا ما نبهنا له الحبيب المصطفى صلى الله عليه
وسلم إذ يقول " تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس " وقوله صلى
الله عليه وسلم في موضع آخر " الدنيا متاع وخير متاعها
الزوجة الصالحة " كان هذا منذ أمد بعيد لكن السؤال الذي يطرح
نفسه في هذا الوقت: ماذا سيقول سيمور لو حضر عصر
الفضائيات على حين غفلة منا طبعاً؟؟ وماذا ستكون ردة الفعل
لدى أمير الشعراء لو امتد به العمر وأدرك هذا اليوم؟؟
لاشك انه سيعلنها وبلا خجل: " يا ليتني مت قبل هذا " فقد جاء
جيل لا يعترف بمكارم الأخلاق هذا إن لم ينكرها بالكلية ويصد
عنها بالأمس القريب جاءت " البرتقالة " على لسان أحد
الفنانين الهابطين لتخرجنا من حدود الأدب إلى قلة الحياء ولتنزع
عنا لباس الحشمة وثياب الوقار وجلباب العفة فأي تربية
ننتظرها في ظل هذا الغزو الفضائي الموجه؟؟ وكيف سنربي
أبناءنا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل؟؟ إنه ومما لا شك فيه
ولا ريب أن التربية عمل شاق والمشقة فيها تكمن بأنها: تحدٍ
جديد لكل القنوات الفضائية التي أصبحت مربية أطفال في غياب
الوالدين وانشغالهما عن أبنائهما فالأب منهمك في متابعة سوق
الأسهم وتبدو عليه علامات الحذر والترقب من اللون الأحمر
والذي عادة ما يغلق المؤشر عنده في نهاية التداول والأم منشغلة
بأخبار الموضة ومسابقة ملكات الجمال وآخر صيحات الأزياء
وهذا لعمري هو الخسران المبين فالمال يستعاض عنه بالقناعة
ومؤشر الأسهم سيصعد يوما لا محالة لكن لن يكون هذا إلا بعد
أن يهوي مؤشر أبنائنا في مستنقع الوحل ومواقع الجريمة
بسبب أمهم البديلة (الخادمة) ثم مربيتهم العاهرة الماجنة
(القنوات الفضائية) بعدما تنازلت الأم عن دورها لخادمة وجدت
الفرصة سانحة لها لتقوم بدورها التبشيري والتنصيري ولقد
أصاب مصطفى الرافعي من الحقيقة كبداً ومن الواقع مقتلاً إذ قال
ذات نصيحة:
وليس ربيب عالية المزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات
فبئست الفاطمة وبئست المرضعة وخاب وخسر من استرضع
لأبنائه من ثدي قنوات تمور بالفسق وتدور بالمجون وتزدهر
بالعهر المنظم والمكتظ بأجساد عارية ومبتذلة ورخيصة تكفلت
بأبنائنا يوم غفلنا عنهم فاستطاعت أن تجعل منهم تابعين مقلدين
بعد أن كانوا متبوعين فأخذوا من حيث لم يحتسبوا ولم نحتسب
فدخلنا وإياهم جحر ضب حذرنا منه رسول الهدى صلى الله عليه
وسلم كثيراً لكن مما يجب الاعتراف به أن تلك القنوات قد قامت
بدورها في تربية أبنائنا ولعمري فلقد ربتهم وغرست فيهم القيم
التي ما أنزل الله بها من سلطان نعم لقد ربتهم وربتهم شئنا أم
أبينا لكن على ماذا ربتهم؟؟ أتراها ربتهم على الصلاح؟؟ أم أنها
قد ربتهم على مكارم الأخلاق؟؟ لا وربي لا هذه ولا تلك بل ربتهم
على الرذيلة وما يخدش الحياء ويجعلهم يتمايلون على أنغام
الشياطين ومزامير إبليس الرجيم بعد أن أجلب عليهم بخيله
ورجله وشاركهم في الأموال والأولاد وليت أن أمهاتنا لم تلدنا
فلقد تغير الزمان وتغير الناس وأصبحت كلمة (العيب) لا تعني
شيئاً في وقتنا الحاضر بل إنها تقابل الآن بالسخرية والاستهزاء
من جيل تلك القنوات ما لم تخرج من فنان ساقط أو فنانة تجرّدت
(يُتْبَعُ)
(/)
من الحياء وتمرّدت على الذوق العام ولعله ما يحز في نفس كل
حر أبي شريف غيور هو أنك عندما تخرج إلى السوق للتسوق لا
يشد انتباهك سوى تلك القصات الغريبة والمريبة في آن ويذهلك
ذلك الزي ذو الصبغة الغربية والذي جاء على حساب زينا
الوطني فتصاب بخيبة أمل مصحوبة بدهشة وليس لك من الأمر
شيء ولا تملك سوى أن تتمتم بينك وبين نفسك بكلمات تخرج
منك بعفوية مطلقة ودون سابق إنذار ثم تقبل يدك وتضعها على
رأسك قائلا: " الحمد لله على نعمتي العقل والدين " وهذه رزية
كبرى ومصيبة عظمى أن نستعيض عن عاداتنا وتقاليدنا بتقاليد
وعادات الغرب الذي لن يرضى عنا حتى نتبع ملتهم وأعتقد أنه
يتحتم علينا تربية الأمهات أولاً وأخيراً إذا ما أردنا الخير لأمتنا
ومجتمعنا وأنفسنا فإذا ما نجحنا في تربية الأمهات فقد نجحنا في
صنع جيل يستقي توجيهاته من القرآن الكريم ويستمد توجهاته
من السنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى
التسليم وتذكروا وصية الله لكم أيها الآباء في سورة
النساء " يوصيكم الله في أولادكم " فاحفظوا تلك الوصية
وحافظوا عليها وعضوا عليها بالنواجذ واستوصوا بأبنائكم
وبناتكم خيراً ولن يتركم الله أعمالكم ولا تلقوا بالمسؤولية كاملة
على المدرسة فإنها وإن كانت تتحمل جزءاً من المسؤولية
وتعتبر أحد محاضن التربية إلا أنها لا تتحمل المسؤولية كاملة
فإن البيت هو الأهم وهو المحضن الأول للنشء فلا تهملوه ولا
تتجاهلوه وانظروا إلى أولئك التلاميذ الذين يعتدون على معلميهم
بالضرب ويخربون سياراتهم واسألوا أنفسكم في لحظة صدق هل
ربتهم المدرسة على أن يقوموا بإحراق سيارات معلميهم أو
الاعتداء عليهم؟؟ أم أن تساهل الآباء وتهاون الأمهات وتكفل
الخادمات بأبنائنا هو السبب في ذلك؟؟ فانتبهوا ودعوا ما سوى
أبنائكم وحافظوا عليهم ولا تجعلوهم لعبة في أيدي الخادمات وإذا
ما وفقتم في ذلك فسنتحرر من عبودية ورق تلك القنوات الماجنة
وسنبني لأمتنا وبلادنا عزاً وسؤددا وسنحمي بلادنا من بعض
ربائب تلك القنوات الذين زينوا لأبنائنا الجريمة وأحلوا لهم قتل
الأنفس المعصومة بفتاويهم المضللة على منابر تلك القنوات
وهم الذين لا زالت عقدة النفط تلازمهم وتلجلج في صدورهم حتى
أعمت أعينهم وختمت على أبصارهم بغشاوة الحقد الدفين غالباً
والواضح بجلاء دائماً واعلموا أنكم ستحاسبون على أبنائكم وأن
الله سائلكم عنهم فاهتموا بتربية الأمهات تربية إسلامية صحيحة
واختاروا لأبنائكم من الأمهات من لا يعيرون بها في المجالس
وتعاهدوهم بالتربية الإسلامية الصحيحة ولا تجعلوهم فريسة
لقنوات ماجنة عاهرة ولا تكونوا كالذين حرروا المرأة من العفاف
فانقلب السحر على الساحر وعاد مكرهم وبالاً عليهم فانظروا إلى
مصير قادهم تهاونهم وكسلهم عن تربية أبنائهم. والله يتولى
الصالحين.
فمن للأمة الغرقى
إذا كنا غريقينا؟؟
ومن للغاية العظمى
إذا ضمرت أمانينا؟؟
ومن للحق يجلوه
إذا كلّت أيادينا؟؟(/)
أمنا البتول زوج النبي الرسول
ـ[أسامة خضر]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 09:09]ـ
أمنا عائشة البتول الطاهرة زوج الرسول-خطبة الجمعة -لفضيلة الشيخ ياسين الأسطل
الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة بالمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين
بمسجد الحمد – خان يونس
خطبة الجمعة 22/شوال / عام 1431 هـ، الموافق 1/ 10/ 2010م
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء1، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً {71}} الأحزاب.
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبعد: {أمنا عائشة البتول الطاهرة زوج الرسول}
عباد الله، أيها المسلمون:أَكْرِمْ بهؤلاء من رجالٍ مؤمنين ونساءٍ مؤمنات، يخفق القلب لذكرهم، ويَيْنَعُ الروض ويَضُوع الطيبُ لعطرهم،قوم باعوا أنفسهم ونفائسهم لله، فذكرهم ربهم في الملأ الأعلى، وأنزل فيهم قرآناً يتلى إلى يوم القيامة إعلاناً بفضلهم، وإعلاءً لشأنهم.
قال سبحانه وتعالى في سورة التوبة: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}.إنهم أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم، هجروا الأهلين والأوطان، والأزواج والأولاد والخِلاّن، نابذين للأصنام والأوثان، عابدين الله وحده الرحمن، راحمين للناس والعالمين مما استزلهم الشيطان، فقد أغوى الأبوين آدم وحواء، فوقعا في شَرَكه وأكلا من الشجرة فأهبطا إلى الأرض من السماء، وكانت ذرية آدم فمنهم من آمن فيا سروره وسعادته، ومنهم من كفر فيا حزنه وشقاوته!! ..
وفي سورة الحشر: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)}.إنهم أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم، للخيرات دلائل، وللشرور غوائل، آمانُ الضعفاء الخائفين، وسُرُجُ الظلمات للمسبحين السابحين، يتطلعون إلى الملأ الأعلى؛ وإن وقفوا على الأرض، ويتنسمون الروح الأنقى؛ وقد ازدلفوا بالنفل والفرض، لم يأنسوا إلا بخالقهم، فهم في وحشةٍ مما سواه، ولم يطمئنوا إلا لرازقهم، وهل يسلم العبد لغير مولاه؟!! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال جل وعلا في سورة الفتح: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}. وأثنى عليهم نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة بأعمالهم المنيفة، وأحوالهم اللطيفة، روى البخاري ومسلمٌ والترمذي وأحمد والسياق للبخاري في الصحيح قال:
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ ".
"خير الناس قرني " أي الصحابة رضي الله عنهم، ثم القرن الثاني " ثم الذين يلونهم " التابعون، " ثم الذين يلونهم " أتباعُ الأتباع، قال: " ثم يجيء من بعدهم قومٌ .. "بعد القرون الثلاثة تسبق شهادتُهم أيمانَهم أو شهادَتهم أيمانُهم بالفاعل أو المفعول يعني يحلف قبل أن تُطْلَبَ منه الشهادةُ أو يشهد قبل أن يطلب منه اليمين، ويقول: (في رقبتي، في رقبتي) ومن الذي أدراك؟ ما الذي أدراك؟ ومن الذي حملك؟ .. لا تشهد إلا بعلم لاتشهد بافتراء ولا تشهد بكذب ولا تشهد بالهوى ولكن بالحق، بالحق الذي أنزله الله سبحانه وتعالى إذا طُلِبَ مِنْك، لم يُطْلَبْ منك اُسْكُتْ، حتى لا تثير فتنة، حتى لا تثير نزاعاً وشقاقاً بين الناس، اسكت إلا إذا طلب منك الكلام وأمام القضاء، القضاء العدل الذي يقيم الحق بين الناس، ويقطع الخصومة، قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ ".
وروى أحمد ومسلم في صحيحه وهذا سياقه يعني الإمام مسلم قال:حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ النَّضْرِ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَاللَّفْظُ لِعَبْدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ الْحَارِثِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ". الذي يجاهد باليد الأمير أو من وكله الأمير وليس كل أحد، لا يجاهد باليد لهؤلاء المنافقين الزنادقة إلا الأميرأومن وكله الأمير وليس لأحد من الناس أن يفعل ذلك، ليس لأحد من الناس أن يفعل ذلك، وأما الذي يجاهد باللسان فهم العلماء، وأما الذي يجاهد بالقلب فالعامة، العامة تنكر بقلبها ولا تتكلم بلسانها، لأنها لا تعرف كيف تأمر وكيف تنهى، عامة الناس لا يعرفون، بل من العلماء من لا يعرف فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس الأمر متاحاً لكل أحد، ولا لكل عالم، أو لكل من تسمى بالعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن للعلماء الحكماء الذين يعرفون ويفقهون، ويقولون حكماً، ويخاطبون فصلاً، كما قال الله تعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب} بل حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سبهم والانتقاص من شأنهم، ففي المسند للإمام أحمد والصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجة والسياق لمسلم قال:حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: " كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَيْءٌ فَسَبَّهُ خَالِدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ " اهـ.
لَا تسبوا أَصْحَابي فَإن أَحَدكم لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مثل جبل أُ حُد من الذهب ما بلغ مد أحدهم مد من الصحابة واحد منهم ولا نصف المد ولا نصيفه إذا أخرجه صدقةً لله مما يسر الله من الطعام عنده.
وروى الإمام أحمد في المسند والترمذي في السنن والسياق لأحمد قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ أَبِي رَائِطَةَ الْحَذَّاءُ التَّمِيمِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ أَوْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ ".
وأما أنتم أيها الناس:فيا فوز من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، ويا خسران من بخل واستغنى وكذب بالحسنى، قال سبحانه في سورة الأعراف: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)}.
عباد الله:نسأل الله رب العالمين أن يجعلنا مع هؤلاء الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية: الحمد لله، الحمد لله حمد الشاكرين، ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين والسلام، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضله وكرمه إنه أكرم الأكرمين. أما بعد:فإني أشهدكم أنه لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، وبعد: عباد الله:أثنى الله على نبيه وآل بيته وأمرنا بالصلاة عليهصلى الله عليه وسلم محذراً من إيذائه والمؤمنين فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)}.
فيا لله العجب ممن قلوبهم عن الحق منكوسة، وأبصارهم إلى البواطيل معكوسة، وهممهم على حد الصغائر موقوفة، وعزائمهم بما ران بما ران على قلوبهم معكوفة، كيف يقعون في عرض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! .. كيف يطعنون في ثاني اثنين إذ هما في الغار؟! .. كيف يطعنون في الفاروق؟! .. الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم – كما روي ذلك في السير-: " اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك " فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أحب العمرين إلى رب العالمين، فجاء عمر جاء عمر ليصد عن سبيل الله فذاق حلاوة القرآن لما أنصتت إلى القرآن أذناه، ونزل في قلبه فمس شغافه مساً طريا، وران على قلبه راناً نديا، بل استقر في قلبه حكمةً وحكماً أبديا، حتى قال النبيصلى الله عليه وسلم: "إن الله قد جعل الحق على قلب عمر ولسانه "، سبحان الله الذي أطفأ نار كسرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبث الجيوش الغازية المجاهدة في سبيل الله، فابتدأ الفتح في عهد أبي بكر واستتب الأمر والفتح في عهد عمر، بلاد فارس، وبلاد الشام، وشمال أفريقيا، فكان رجلاً عبقرياً يَفْرِي لا يَفْرِي أحدٌ فَرِيَّه ولا يقوم أحدٌ مقامه مثلما قام، وكان عمر الباب دون الفتن التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة الذي رواه حذيفة بن اليمان " إن دون الفتن باباً يكسر – وعمر جالس – فقال عمر: يُكْسَر أم يُفْتَحُ يا رسول الله؟ .. قال: بل يكسر " وقد كُسِرَ الباب، قال حذيفة: ( .. فعلمنا أن عمر ذلك الباب كما علمنا أن الليلة دون الغد)، فكان عمر ذلك الباب سبحان الله! أيها الأحبةُ في الله، يا عباد الله: ينالُ عرضُ النبي صلى الله عليه وسلم أيضاًفوق عرض أصحابه، يؤذى في أهل بيته، يؤذى في زوجه رضي الله عنها عائشة، يؤذى في زوجه عائشة، وقد كانت صغيرة رضي الله عنها،كانت صغيرة رضي الله عنها،كما قالت ذلك بريرة رضي الله عنها مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت عائشة تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله، رضي الله عنك يا عائشة، ورضي الله عنكم يا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كانت الغزوة التي فيها الإفك، التي فيها الإفك المفترى الذي افتراه المنافقون على أهل بيت النبي على عائشة، الإفكُ المفترى رأسُ النفاق تولى كِبْرَهُ ونشره وإذاعته في المدينة، والمنافقون معه، والضعفاءُ ضعفاءُ الإيمان من المؤمنين الذين ضَعُفَ إيمانُهم، وقد ذكر ذلك الله عز وجل في كتابه، في سورة النور في سورة النور وأنزل الله براءة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعن المؤمنين، و قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} .. سبحان الله هو خيرٌ لنا، لماذا؟ .. لأنه فضح هؤلاء المنافقين، وكشف عوارهم، وجعل الأصابع تشير إليهم، وبرأ عائشة من فوق السماء فلذلك لما جاءت براءتها قالت لها أمها: قومي فاحمدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: " والله لا أحمد إلا الله "، والله لا أحمد إلا الله لأن الله هو الذي أنعم ولأن الله هو الذي استحق الحمد وأما النبي صلى الله عليه وسلمفبلغ عليه الصلاة والسلام، فأنزل الله براءتها لكن لا زال لا زال مرضى القلوب، لا زال فاسدوا القلوب يحيكون المؤامرات، وينفثون السموم، وينشرون الدسائس، ويحاولون بأفواههم أن يطفئوا نور الله، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ولكنَّ الله عز وجل متمٌ نوره ولوكره المنافقون، ولوكره المشركون، ولوكره الكافرون، ولن يستطيعوا، من ذا الذي يطفئ نور الشمس ببزاقه؟!!. من ذا الذي يريد أن يطفئ نور الشمس فينظر إليها، ويثفل عليها، وإذا ببزاقه يسقط على وجهه، هكذا الجزاء من جنس العمل، الجزاء من جنس العمل، رضي الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عنك يا عائشة، يا زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
روى الأئمة البخاري و مسلمٌ والترمذي وابن ماجة وأحمد والسياق لمسلم في الصحيح قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، ( .. فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟. قَالَ: " عَائِشَةُ "،- النبي صلى الله عليه وسلم يقول: عائشة -قُلْتُ: مِنْ الرِّجَالِ؟. قَالَ: "أَبُوهَا " قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟. قَالَ: " عُمَرُ "، فَعَدَّ رِجَالًا) اهـ.
فهل يحب النبي صلى الله عليه وسلم يحبهؤلاء ولا يكون هؤلاء أحباء لله عز وجل؟! .. هل هؤلاء رضي الله عنهم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين وعن سائر الصحابة يحبهم الله يحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحبهم الله؟!! .. الله أكبر!
عباد الله أيه المؤمنون:طوبى لمن كان الخير على يديه، والويل لمن كان الشر على يديه، فلنتب التوبة النصوح، ولنجتنب السبيل الذي سالكه مفضوح، فيا أهل فلسطين، قد كنا مضرب مثل الخير والقدوة في الأعمال الصالحات وشتى أنواع المجاهدات، وأضحينا مضرب مثلٍ للشر في الاختلافات والمخالفات، فلنتق الله ولنراجع أنفسنا في لم شملنا، واجتماع كلمتنا ورص صفوفنا، والتحابب والتعاون على الخير و الأخلاق الفضيلة، والبعد عن الشر والأخلاق الرذيلة،فيا أهل الإسلام، يا أهل الاتباع للسنة والجماعة، وحسن السمع لولي الأمر والطاعة:ما أحرانا ونحن على الله قادمون، وبين يديه بما عملنا مجزيون، فمن أحسن فله حسنُ الثواب إحساناً ورضوانا، ومن أساء فله بالإساءة ما يكفيه ذلاً وخسرانا، ما أحرانا أن نلزم طريق الأولين، الناجين من أوضار المعاصي والذنوب، وأن نجتهد ونجهد أنفسنا في النصح والتذكير لإخواننا المفتونين، من عامة المسلمين وخاصتهم، ليَصْبِرُوا أنفسهم على سبيل المؤمنين، الذين هم السواد الأعظم، أهل السنة والجماعة منذ عهد الآل والأصحاب ومَنْ بعدَهم، ومِن بعدِهم إلى يومنا هذا، الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، فلا تعد أعينهم تريد الحياة الدينا وزينتها، اتباعاً للأهواء، وتنكباً للسبيل الغراء، فيا إخواننا: دونكم السنةَ والسبيلَ والكتاب، وإياكم والبدعةَ والتفرقَ في الدين كالأحزاب، الله الله في دينكم ودنياكم، وإياكم وأصحاب المثالب والعيوب، الذين يبهتون الأولين السابقين، ممن يلعنون السلف من الصحب الصالحين، والخلف المهتدين، .. تريدون أن تأتيكم الدنيا بصحبة هؤلاء الملاعين، أهل اللعن والطعن، أهل البهتان، أهل الزور والاختلاق والإفك والكذب، تريدون أن تتحرر لكم الأوطان؟! .. لا والله لن تتحرر، ولا والله لن تنزل تلك اللقم التي تأكلونها من أموالهم إلا ناراً وعاراً وشناراً في قلوب من يأكلها، لا يحل درهمٌ واحد من هؤلاء الذين يطعنون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذين يلعنونهم، والذين أصابوا أمنا عائشة بما أصابوا، كيف ذلك؟ كيف يطيبُ لنا ممن يلعن آباءنا وأجدادنا ممن يلعن سلفنا الصالح أن نتقرب إليهم؟! أو أن نرجو الخير منهم؟!. لا والله، لم تقم لهم قائمة أبد الآبدين إلا اليوم في ظل هؤلاء أعداء الله الذين تسلطوا على الدنيا، لم تقم لهؤلاء الظالمين الطاعنين اللاعنين للسلف وللسنة وللجماعة وأهلها إلا في أثناء تسلط الأمم الكافرة على شئون الخلق أجمعين، وأما قبل ذلك فلم تقم لهم قائمة مثلما هي اليوم، ولن يكونوا أبداً دعاةً لفضيلة، وإلا فهم حماة الرذيلة، والعياذ بالله سبحانه وتعالى، فيا إخواننا يا أهل فلسطين الله الله في دينكم ودنياكم، وإياكم وأصحاب المثالب والعيوب، الذين يبهتون الأولين السابقين، ممن يلعنون السلف من الصحب الصالحين، والخلف المهتدين، لم يتركوا من كذبهم لا الصديق أبا بكر، ولا الفاروق عمر، ونال افتراؤهم عائشة البتول، الطاهرة زوج الرسول، فإن هذا لا إصلاح فيه لدنيانا، بل هو فساد أولانا وأخرانا، وهلاك البقية الباقية، ومالها من دون الله من واقية،ألا يا
(يُتْبَعُ)
(/)
عباد اللهوصلوا وسلموا على النبي المصطفى، والرسول المرتضى صفوة الخلائق أجمعين، سيد الأولين والآخرين، من بطاعته زكاةُ الدين وصلاحُ الدنيا محمدٍ بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنه وكرمه سبحانه إنه أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر بفضلك عبادك المؤمنين، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم فرج همومنا ونفس كروبنا ويسر أمورنا، واشرح صدورنا، اللهم انا ندعوك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا، اللهم انا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وعضال الداء، وشماتة الأعداء، اللهم أغننا من الفقر واكسنا من العري واهدنا من الضلال وبصرنا من العمى واجعلنا من الراشدين، اللهم انا نعوذ بك من الجبن والبَخَل، والعجز والكسل، وغلبة الدين وقهر الرجال، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، وعملاً صالحاً،وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، وعين لا تدمع، ودعاً لا يسمع، اللهم انصرنا بالسنة والدين، وانصر بنا السنة والدين، واغفر لنا ولإخواننا أهل لا إله إلا الله، محمد رسول الله، نسألك اللهم التأليف بين المتخاصمين بما ألفت به بين عبادك المؤمنين، من السلف الصالحين، والخلف المتبعين، اللهم اغفر لنا ولأجدادنا وجداتنا، وآبائنا وأمهاتنا، وإخواننا وأخواتنا، وأبنائنا وبناتنا، وأقربائنا وقريباتنا، وجيراننا وجاراتنا، والمسلمين أجمعين، ونخص يا ربنا ولي أمرنا في فلسطين محمود عباس وإخوانه ومعاونيه والمسئولين أن تحفظهم على الصراط المستقيم، والهدي الرحيم الحكيم، وسائر علماء المسلمين وولاة أمورهم، اللهم وفقهم، وخذ بأيديهم ليحيوا دينك، ويعلوا كلمتك، وينصروا سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، ويحكموا بشريعتك، اللهم آمين، وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وعنا معهم برحمتك يا ارحم الراحمين ..(/)
هل للقدرة يد؟
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 11:45]ـ
يكثر استعمال الناس لعبارة (أخذته ـ حالت دونه ـ اختارته يد القدر) أو ( ... يد القدرة) فهل يصح مثل هذا التعبير شرعا؟(/)
حماية العقل البشري من العبث - ابن عقيل الظاهري (محاضرة صوتية)
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 04:29]ـ
حماية العقل البشري من العبث - ابن عقيل الظاهري
(محاضرة صوتية)
http://www.archive.org/details/hemaya
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 05:07]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[مرثد]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 01:48]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ايمان المنصوري]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 10:12]ـ
جزاك الله عنا خير الجزاء(/)
موعد المباهلة المرتقبة
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 07:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران: 61)
تعلن قناة الحكمة لجمهورها من أهل السنة الموحدين
عن موعد المباهلة المرتقبة
بين فضيلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الكوس حفظه الله
(أمام وخطيب مسجد الأمام مالك - بالكويت)
والرافضى ياسر الخبيث
يدير المباهلة الدكتور وسام عبد الوراث
رئيس مجلس إدارة قناة الحكمة
وذلك يوم الجمعة فى تمام الساعة الثالثة عصرا بتوقيت القاهرة على الهواء مباشرة
حتى يتبين للعالم أجمع من هو الصادق ومن هو الكاذب ومن هم أهل الحق ومن هم أهل الباطل وليجعل الله لعنته على الكاذبين
وندعو أخواننا من أهل السنة أن يجتمعو على قلب رجل واحد أثناء المباهلة مشاركين فى المباهلة عسي الله أن يرينا فى هذا الزنديق آيه وأن يجعله عبرة للروافض الخبثاء
أنشر الخبر ليجتمع أهل السنة على الدعاء أن يجعل الله لعنه الله على الكاذبيين
قناة الحكمة الفضائية
تردد 11316 رأسى على مدار النايل سات
http://alhekmah.tv (http://alhekmah.tv)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 07:28]ـ
روى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قوله: جاء العاقب و السيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يريدان أن يُلاعناه، فقال أحدُهُما لصاحبه: لا تفعل فو الله لئن كان نبياً فلاعنا لا تفلح نحن و لا عقبنا من بعدنا.
قالا: إنا نعطيك ما سألتنا و ابعث معنا رجلاً أميناً، و لا تبعث معنا إلا أميناً، فقال: (لأبعثن معكم رجلاً أميناً حق أمين) فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال: (قم يا أبا عُبيدة بن الجراح) فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (هذا أمين هذه الأمة).
وقد ذكر الحافظ ابن حجر [في فتح الباري:8/ 95] بعض ما يُستفاد من هذا الحديث، و من ذلك قوله:
"وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة، و قد دعا ابن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي، و وقع ذلك لجماعة من العلماء.
ومما عُرفَ بالتجربة أن من باهَل وكان مبطلاً لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة، ووَقَعَ لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة؛ فلم يقُم بعدها غير شهرين. اهـ.
إن غرض المباهلة هو إعلاء الحق وإزهاق الباطل وإقامة الحجة على من استكبر على الحق، والمباهلة ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي له ولأمته من بعده.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
" إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، و لم يرجعوا، بل أصروا على العناد، أن يدعوهم إلى المباهلة، و قد أمر الله سبحانه، بذلك رسوله صلى الله عليه و سلم، و لم يقُل: إن ذلك ليس لأمتك من بعدك.
ودعا إليها ابنُ عمه عبد الله بن عباس، من أنكر عليه بعض مسائل الفروع، و لم يُنكر عليه الصحابة، ودعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين، ولم يُنكَر عليه ذلك، و هذا من تمام الحجة) [زاد المعاد: 3/ 643].
فالمباهلة لا تجوز إلا في أمر مهم شرعاً وقَع فيه اشتباه و عناد لا يتيسر دفعه إلا بالمباهلة، ويشترط في المباهل أن يكون جازماً بصحة ما عليه وصادقاً في المسألة، وأن تكون لمصلحة شرعية كإحقاق الحق وإقامة الحجة، لا انتصاراً للنفس، أو للرياء، أو لأمر من أمور الدنيا.
وقد يتجرأ الكاذب فيبادر هو بطلب المباهلة وذلك ليرعب الخصم الصادق، كما حصل مع (غلام أحمد القادياني) الذي أفلس وهزم في مناقشات ومناظرات مع الشيخ الجليل ثناء الله الأمرتسري، فطلب غلام أحمد المباهلة قائلاً: " من كان على الباطل أماته الله قبل الصادق منهما " وكانت نتيجة تلك المباهلة أن الكاذب منهما (وهو غلام أحمد القادياني) مات في الخلاء جراء مرض الكوليرا أصيب به ونفر عنه الناس لبشاعته، وعاش خصمه العالم الفاضل ثناء الله بعده بأربعين سنة يهدم بنيان القاديانية ويجتث جذورها.
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 04:46]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد ..
على أن في النفس شيئا مما يروى عن الأئمة في المباهلة لأسباب فقهية!؟
ـ[المقدسى]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 08:22]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 01:02]ـ
هل شاهدتم المباهلة أمس.
وما رأيكم فيها؟
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 07:00]ـ
ننتظر بعون الله ما يصيب الخبيث
كما اصاب حسن شحاته الشلل(/)
الملف الكامل لمراجعات الدكتور عبد العزيز الحميدي
ـ[فرائد الفوائد]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 09:36]ـ
(مركز الدين والسياسة يقدم): الملف الكامل لمراجعات الدكتور عبد العزيز الحميدي
مراجعات الحميدي .. ضربة فكرية جديدة لـ (القاعدة)
الدين والسياسة – خاص:
انطلقت المراجعات الفكرية اول ما عرفت في مصر وهو ما عرف بمراجعات الجماعة الاسلامية ثم امتدت لتشمل مناطق متعددة في السعودية والمغرب وليبيا والجزائر واليمن وغيرها، مما يؤكد أن المراجعات الفكرية ليست بالأمر الجديد ولا الطارئ بل هي حالة طبيعية للاجتهاد، إلا أنها برغم الزخم والجدل التي خلفته الكثير من تلك المراجعات الفكرية للجماعات الإسلامية التي ارتبطت بالعنف او العمل المسلح مازالت موضع ريبة وتشكيك في جدواها وفاعليتها وتأثيرها ومصداقيتها، ناهيك عن الشكوك التي قد تطالها لاصظباغها بصبغة سياسية في بعض الأحيان أو وقوع أصحابها في محنة السجن والاعتقال مما قد يراه البعض عائقا أمام حرية التعبير والتفكير.
قد يختلف البعض أو يتفق مع الرؤية السابقة لكن ما يمكن الاتفاق عليه لدى الكثير من المتابعين والمختصين أن المراجعات الفكرية التي أطلقها الدكتور عبد العزيز الحميدي من المملكة العربية السعودية عبر برنامج همومنا على التلفزيون السعودي تختلف كل الاختلاف عن غيرها من المراجعات السابقة لأسباب عديدة أهمها:
1 - القيمة الأكاديمية والعلمية: فالشيخ عبدالعزيز الحميدي أكاديمي متخصص في العقيدة، حاصل على شهادة الدكتوراه في العقيدة من جامعة أم القرى وعمل كأستاذ مساعد بقسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى وعين رئيساً للقسم لمدة سنتين من عام 1422 هجرية إلى عام 1424 هجرية.
2 - أن الكثير من الأمور التي اشتملت عليها مراجعاته تتعلق بتخصصه فهي مسائل عقدية بحته بني عليها الكثير من الأفكار المهمة لدى حملة الفكر الجهادي كموضوع الولاء والبراء والموقف من غير المسلمين في البلدان الإسلامية وضوابط النصرة وغيرها
3 - كونه باحث متمكن ويتضح ذلك من مؤلفاته التي يمكن لأي باحث أن يرى فيها المتانة العلمية بالرغم من الخلاف العلمي معه حول نتائجها.
4 - أن تميز هذه المراجعات جاء من خلفية الدكتور الحميدي المتخصصة التي أتاحت له مناقشة الأدلة بشكل تفصيلي كما استطاع أن يعرج على أبرز الإشكالات التي يتم طرحها عادة في ملف الولاء والبراء وهو الشعار الأكثر استخداماً من قبل جماعات التطرف والغلو لما له من تأثير كبير بسبب تعقيده وتفاصيله على تبني رؤية هجومية تجاه غير المسلمين بدعوى النصرة والجهاد. (يوسف الديني في مقال بعنوان: قراءة في مراجعات د. الحميدي).
5 - انقطاع الشيخ عن الناس خلال الفترة الماضية وهو المنشغل في قضايا الجهاد أتاح له البحث باستقلالية من خلال أدواته العلمية التي انعكست على حديثه.
لهذه الأسباب وغيرها كان لابد من إلقاء الضوء على أهم الأطروحات التي قدمها الحميدي في مراجعاته ومن خلال (مركز الدين والسياسة للدراسات والبحوث) حاولنا جمع مانشر من هذه المراجعات ومتابعة القادم منه وفهرسته موضوعيا حتى يتسنى للمختصين الرجوع اليه لاسيما وان المادة الموجودة ثرية ومثار جدل كبير:
للاطلاع على المراجعات كاملة ومفهرسة: http://www.rpcst.com/news.php?action=show&id=966(/)
اسم الله الجبار
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 12:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجبار في اللغة:
· الجبار هو صيغة مبالغة مِن جابر، وجابر هو الموصوف بالجبر، والجبر هو إصلاح الشيء بالقهر.
1. العظم إذا كُسر يُجبَر (يلتئم العظم).
2. الله عز وجل جبَر الفقير أي أغناه، وجبر الخاسر أي عوّضه، وجبر المريض أي شفاه.
· الجبار هو العالي، الذي لا يُنَال جانبه.
1. ونقول: نخلة جبارة أي لا يستطيع الإنسان قطف ثمارها.
2. ونقول: ناقة جبارة أي يصعب ركوبها.
· الجبار, لا تستطيع أن تغلبه
? إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ ? (سورة المائدة الآية: 22) أي أقوياء لا يهزمون.
· وأجبره أي أكرهه على ما أراد.
أما اسم الله " الجبار " ماذا يعني؟
المصلح للأمور:
الله عز وجل يصلح أمور عباده، يرأب الصدع، ويلم الشمل، ويغني الفقير، ويجبر الكسير، ويعطي المحروم، ويرفع الذليل، و لأنه كما نقول بالتعبير الشائع جبار الخواطر، فلقد دعانا أن نتوجه إليه ليجبرنا.
((إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلي السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟ حتى يطلع الفجر)) [أخرجه أحمد عن أبي هريرة]
قوى لا يهزم:
والجبار الذي تنفذ مشيئته في خلقه، الله عز وجل لا غالب لأمره.
· ((ما شاءَ اللهُ كانَ، وما لم يشأْ لم يكن)). [أخرجه أبو داود عن بعض بنات النبي عليه الصلاة والسلام]
· ? لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ? (سورة الرعد الآية: 41)
· ((عبدي أنا أريد، وأنت تريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد)).
عالي, لا يدرك:
· الله عز وجل لا يدرك إحاطة من قبل خلقه ? لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ (103) ? (سورة الأنعام)
· ? وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ (51) ? (سورة الشورى)
· وهذا نبي الله موسى لم يستطع أن يراه ? قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا (143) ? (سورة الأعراف)
المعنى الأخير:
والمعنى الآخر الذي ذكرناه من معاني (الجبار): أجبره أي أكرهه على ما أراد، أنت تريد، وأنا أريد، والله يفعل ما يريد.
· النار طبيعتها الإحراق, ولكن ماذا حدث لإبراهيم عندما وضعه قومه في النار؟؟؟؟
? قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ? (سورة الأنبياء) اجبر الله النار على أن تغير من طبيعتها, و تكون سلاما على نبي الله إبراهيم.
· نبي الله موسى أمام البحر, و خلفه فرعون و جنوده, فاجبر الله البحر على أن يغير من طبيعته, و يستجيب لعصا موسى.
? فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيم ? (سورة الشعراء الآية: 63) ِ
· كما اجبر الله الحجر أن يغير من طبيعته, وسقى منه قوم موسى.
? وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ? (سورة البقرة الآية: 60)
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
كن جابر لمن حولك:
· اجبر الفقراء, تصدق عليهم.
· اجبر المتخاصمين, أصلح بينهم.
· اجبر المظلوم, ارفع الظلم عنه.
كن قويا, في بدنك, في علمك, في عملك, في مالك, في بيتك
روى مسلم عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير "
لا تكن متكبرا, جبارا على خلقه
((الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ)). [أخرجه أبو داود وابن ماجه]
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
اسم الله المهيمن
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المهيمن في اللغة:
سيطر عليه و راقبه و حفظه.
من المعاني السابقة, يمكننا استنتاج أن الهيمنة:
1. ليست بغرض التحكم في المسيطر عليه و إذلاله, و لكن للحفاظ عليه و حمايته.
2. تقتضى المراقبة الدائمة للمسيطر عليه.
3. تقتضى العلم التام بكيفية الحفاظ على المسيطر عليه.
4. تقتضى القدرة (القوة) على المسيطر عليه.
بعضهم شبه الهيمنة كطائر يطير حول أفراخه، يحفظهم من كل عدوان، يؤمِّن لهم طعامهم، وشرابهم، وعشهم، ويراقبهم، هذا المعنى دقيق جداً كهيمنة الطائر على فراخه.
أما اسم الله " المهيمن " ماذا يعني؟
الرقيب و الشهيد:
· ? يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ? (سورة طه)
· ? يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ? (سورة سبأ)
· ? إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ? (سورة آل عمران)
· ? يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ? (سورة غافر الآية: 19)
العليم:
? وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ? (سورة الحجرات)
القادر على كل شيء:
· ? أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ? (سورة الشورى)
· ? يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ? (سورة الفتح الآية: 10)
· ? وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ? (سورة يوسف)
المهيمن هيمنة شفقةٍ ورحمةٍ:
من فروع اسم (المهيمن) أن هذه الهيمنة هيمنة حب وشفقة، كيف أن الأم تحوم حول سرير طفلها المريض، وتراقب أنفاسه، وحركاته، وحرارته، والأدوية، هذه هيمنة حب، وهيمنة شفقة، وهيمنة اهتمام:
· ? لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ? (سورة الرعد الآية: 11)
أي لله ملائكة يتعاقبون بالليل والنهار، فإذا صعدت ملائكة الليل أعقبتها ملائكة النهار, لحفظك و رد الأذى عنك.
· ? فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ? (سورة يوسف)
قصة نبي الله موسى و فرعون:
1. تروي الروايات أن فرعون رأى في المنام أن طفلاً سيقضي على ملكه، فأمر بقتل أبناء بني إسرائيل الذكور جميعا.
2. قد ينجى الله موسى بان يساعد أمه على الهرب مثلا, ولكن تشاء حكمته أن يعلمنا معنى المهيمن من خلال هذه القصة ? أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ? (سورة طه الآية: 39) من الذي يهيمن على البحر و يأمر أن يلقي التابوت على شاطئ قصر فرعون تحديدا و ليس اى مكان آخر؟ انه الله
3. طفل صغير في صندوق في نهر، يتحرك بأمر الله، ساقه الله إلى قصر فرعون، وأوقفه عند غصن، وألقى في رُوع امرأة فرعون أن انزلي إلى الشط، فتحت الصندوق فرأت طفلاً جميلاً، فألقى اللهُ حبَّه في قلبها. ?لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ? (سورة القصص الآية: 9) من الذي يهيمن على قلب امرأة فرعون و يقلبه كيف يشاء؟ انه الله
الم يفكر فرعون ولو للحظة انه ربما يكون هذا الطفل الذي سيهدم ملكه؟ من الذي يهيمن على العقول و الافهام؟ انه الله
قتل فرعون كل ذكور بني إسرائيل، أما الطفل الذي سيقضي على ملكه فاتخذه ولدا ورباه في قصره، لأن الله هو (المهيمن).
صدق من قال:
وكل موافق ومخالف يمشي تحت مشيئته
قصة هجرة الرسول:
1. يهاجر الرسول من مكة إلى المدينة, و يتعقبه الكفار.
2. قد ينجى الله نبيه بان يساعده على الهرب, ولكن تشاء حكمته أن يعلمنا معنى المهيمن من خلال هذه القصة, فيصل الكفار فعلا إليه ولكن .....
(يُتْبَعُ)
(/)
3. قال الإمام البخاري في (كتاب التفسير) من صحيحه: حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا حبان حدثنا همام حدثنا ثابت حدثنا أنس قال: حدثني أبو بكر رضي الله عنه قال: ((كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين قلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا قال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما)). الله معهما مراقبة, وعلما, وقدرة, وحفظا.
من الذي يهيمن على أبصار الكفار حتى لا ينظر احدهم تحت قدمه؟ انه الله
تصور من قدرة الله المطلقة أنه يحفظك بأقلّ الأسباب، بخيط العنكبوت حفظت هذه البعثة.
خلاصة المعاني السابقة:
(المهيمن) هو المحيط بالعالمين، مهيمن بقدرته على الخلائق أجمعين، وهو على كل شيء قدير، وكل شيء إليه فقير، وكل أمر عليه يسير، ولا يعجزه شيء، ولا يفتقر إلى شيء.
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟ وما نتائج التخلق بهذا الاسم؟
يجب أن تعلم يقينا انه مَن كان مع (المهيمِن) كان المنتصِر, فكن طائعا لأوامره, قال المهيمنَ ? يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ? (سورة البقرة الآية: 276).
فيجب أن تكون على يقين بان الربا ضياع للمال و خسارة للبركة, فإذا كنت مع (المهيمن) طائعاً فمالك محفوظ، لأنك ابتعدت عن الربا، والذي لم يعبأ بهذا الأمر سوف يدمر ماله، فإذا كنت مع (المهيمن) فأنت المنتصر.
لا تخف من بشر و أنت في كنف (المهيمن) , (المهيمن) قوي، ولأنه قوي أمِن مَن حوله من الخوف.
? قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ? (سورة طه).
لاحظ ابنًا مع أمه، مطمئن، ما عنده مشكلة إطلاقاً، يشعر بالأمن، لأن أمه حريصة عليه حرصاً لا حدود له.
أعداءك الأقوياء بيد الله عز وجل، في قبضته، الآية واضحة:
? فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ? (سورة هود)
حتى الملوك:
((أنا الله لا إله إلا أنا، مالك الملوك، وملك الملوك، قلوب الملوك بيدي، وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة، فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء، وادعوا لهم بالصلاح، فأن صلاحهم بصلاحكم)). [أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء]
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
من لدية إجابة عن هذا الإشكال في كلام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 02:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا جواب للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمهم الله تعالى ـ بخصوص الإستعانة بالمشركين، وقد ورد فيه كلام أشكل علي، وأود ممن كان لديه علم بالموضوع الرد على هذا الإشكال،وهذا مقتطف من الجواب، والفقرة الملونة بالأحمر هي ما أستفسر عنه، قال رحمه الله تعالى:
بل بلغني: أن بعض من يدعي طلب العلم، يحتج بقول شاذ مطرح، وهو: أن لولي الأمر أن يستعين بالمشرك عند الحاجة، ولم يدر هذا القائل، أن هذا القول يحتج قائله بمرسل ضعيف، مدفوع بالأحاديث المرفوعة ا لصحيحة، وأن قائله اشترط: أن لا يكون للمشركين رأي في أمر المسلمين، ولا سلطان، لقوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) النساء 41 فكيف بما هو أعظم من ذلك وأطم، من الانسلاخ الكلي، والخدمة الظاهرة لأهل الشرك.
إذا عرفت هذا، عرفت شيئا من جناية الفتن، وأن منها قلع قواعد الإسلام، ومحو أثره بالكلية، وعرفت حينئذ أن هذه الفتنة، من أعظم ما طرق أهل نجد في الإسلام، وأنها شبيهة بأول فتنة وقعت فيه، فالله الله في الجد والاجتهاد، وبذل الوسع والطاقة في جهاد أعداء الله، وأعداء رسله، قال تعالي: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) آل عمران 187، إلى أمثال ذلك في القرآن، يعرفها الخبير بهذا الشأن.
هذا ما عندي في هذه الحادثة، قد شرحته وبسطته، كما ذكرت لي: ما عندك؟ وأسأل الله أن يهديني، وإياك إلي صراط مستقيم، وأن يمن علينا وعليك بمخالفة أصحاب الجحيم، والسلام.
الدرر السنية / أول كتاب الجهاد صـ 393 ـ 394
وسؤالاي هما:
1 ما هو هذا الحديث الذي أحتج به المعني في كلام الشيخ، والذي وصفه بالإرسال والضعف؟
2 ما معنى ألا يكون للمشركين رأي في أمر المسلمين؟
ـ[محمد راشد السندي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 04:56]ـ
الظن والله أعلم أنه يقصد ماروي عن الزهري {أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بناس من اليهود في خيبر في حربه فأسهم لهم}. رواه أبو داود في مراسيله.
ومعنى قوله أي أن من قال بجواز الأستعانة وهو المردود عليه اشترط في الأستعانة أن لا يكون للمشرك رأي أي لايكون سائسا ولا رئيسا يكون تحته أحد من المسلمين كما حدث في الأندلس فوليت المناصب لليهود
ـ[أم معاذة]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 12:29]ـ
... بارك الله فيك ...
ومعنى قوله أي أن من قال بجواز الأستعانة وهو المردود عليه اشترط في الأستعانة أن لا يكون للمشرك رأي أي لايكون سائسا ولا رئيسا يكون تحته أحد من المسلمين كما حدث في الأندلس فوليت المناصب لليهود
تقصد أن تكون الإستعانة بالجند المشركين دون غيرهم، فوحدهم الجند من يُؤمرون ولا يَأمُرون ـ أي ـ لا سلطة لهم على غيرهم عكس ما حدث في حرب الخليج الثانية والله أعلم.(/)
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى - الجزء الاول
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 03:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يتنفس الجنين في بطن أمه؟؟؟
ليس عند الجنين هواء في بطن أمه، والرئة معطلة حتى ميعاد الولادة، لذلك القلب لا يضخ الدم إلى الرئة، فلا بد من وضع استثنائي، فهناك ثقب بين الأذينين لينتقل الدم من أذين إلى الآخر, وما دام الثقب مفتوحا فالدم لا يذهب إلى الرئتين، إذاً لا يأخذ الأوكسجين.
ولكن كيف تتم عملية تنقية الدم؟؟؟
يذهب دم الجنين الأزرق الغير منقى إلى الأم عن طريق المشيمة، ويصفى عن طريق رئتي أمه، ويعود الدم إلى المشيمة مرة أخرى أحمر اللون، ثم إلى الجنين محملاً بالأوكسجين.
الطفل وُلِد.إذا يحتاج الدم أن ينقى عن طريق رئتي الطفل وليس رئتي أمه, فكيف يتم ذلك؟؟؟
تأتي جلطة فتغلق هذا الثقب، يا رب يد من هذه؟ من ساق هذه الجلطة حتى أغلقت هذا الثقب، ولمجرد أن يغلق هذا الثقب الطفل يبكي، استنشق هواء، وهذا الثقب لو لم يغلق يصاب الطفل بمرض اسمه داء الزرق، يموت بعد سنوات، يبقى دمه أزرق اللون، لأنه في أثناء عمل القلب هناك طريق طويل للرئة و طريق قصير، إذا كان عندك مضخة، وأمامها أنبوب طويل وفي الأنبوب ثقب، الماء يقترب، أو يرى أن الثقب أقرب له من نهاية الأنبوب، ما دام الثقب مفتوحا فالدم لا يذهب إلى الرئتين، إذاً لا يأخذ الأوكسجين.
إن المشيمة انتهت، والجنين أصبح خارج الرحم، يد مَن تأتي وتغلق هذا الثقب؟ ثقب بوتال.
لماذا يكون لون حليب الأم متغيرا أول يومين بعد الولادة؟؟؟
في أول يومين بعد الولادة ترضع الأم وليدها حليب هو ليس بحليب، بل مادة مذيبة للشحوم في جهازه الهضمي، هذه الشحوم تقي أن تلتصق الأمعاء ببعضها أثناء فترة الحمل إذ أن جهاز الإخراج معطل. ونلاحظ أيضا أن الطفل الذي ولد لتوه لونُ برازه أسود، هذا اللون هو لون الشحوم، ثم يأتي الحليب.
كيف تتكون عند الطفل آلية الرضاعة؟؟؟
الآن سؤالي: هل هناك قوة في الأرض، أو أكبر جامعة في العالم بإمكانها أن تعلم طفل المص؟ إنها آلية معقدة جداً، هذه يسميها علماء النفس منعكسا، المنعكس الشرطي أسرع من التفكير. إذا فالطفل لا يحتاج إلى تفكير حتى يمص. ولكن الطفل يحتاج إلى خبرات سابقة حتى يتكون عنده هذا المنعكس. فمن أين له هذه الخبرات؟
الإنسان يولد معه منعكس واحد، منعكس المص، ولولا هذا المنعكس لما كانت حياة.
? قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ? (سورة: طه).
? لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ? (سورة: التين).
? صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ? (سورة النمل: 88).
سبحان الله سبحان الله سبحان الله
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 04:43]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
و حبذا لو يصبح الموضوع متسلسلا كالنبع البارد العذب في صيف قلوبنا!
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 03:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحركات اللاإرادية في جسم الإنسان
1 ـ تقلب الإنسان أثناء النوم:
أثناء النوم يضغط وزن الإنسان على ما تحته من عضلات و أوعية دموية فتضيق هذه الأوعية و لا تقوم بوظيفتها بالشكل المطلوب، ولكن الله عز وجل أودع بالإنسان مراكز للإحساس بالضغط، فإذا ضغطت العضلات، ومعها الأوعية التي تحت وزنك، تقوم هذه المراكز بإرسال إشارة إلى الدماغ، لقد ضغطنا، الدماغ يعطي أمراً إلى العضلات فينقلب الإنسان على شقه (جانبه) الآخر، وهو نائم، تصور إنسان نائم يتقلب في المتوسط أكثر من أربعين مرة.
إذا أصيب الإنسان بمرض السبات، لا بد من تقليبه، وإلا يتفطر لحمه، ينسلخ لحمه، تفطر عضلاته، ولا يستطيع الحركة.
قال تعالى:? وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ?. (سورة الكهف الآية: 18).
نعلم جميعا أن أهل الكهف الذين مكثوا في كهفهم ثلاثمائة عام، لو أن الله لم يقلبهم لماتوا بعد شهر من إيوائهم في الكهف.
يقلب الله الإنسان في نومه من أجل سلامته، فالتقليب تطبيق عملي لاسم الله "السلام".
2ـ عملية البلع أثناء النوم:
وأنت نائم، يتجمع اللعاب في فمك، تذهب إشارة إلى الدماغ، لقد زاد اللعاب في الفم، والدماغ يعطي أمراً إلى لسان المزمار، فيغلق فتحة الهواء، ويفتح فتحة المريء، ويسري اللعاب إلى المعدة، هذا يتم من حين لآخر أثناء النوم.
يتولى الله عن الإنسان في نومه التحكم في عملية البلع من أجل سلامته، ولو تركها له لاختنق و مات فورا، وهذا تطبيق عملي لاسم الله "السلام".
3ـ حركة القلب:
لو أن الله ملكك حركة القلب، مستحيل أن تنام حتى تتحكم في هذه الحركة، إذا نام الإنسان مات فوراً، لكن حركة القلب لا إرادية، تولاها سيدك عنك، تنام نوماً عميقاً والقلب ينبض.
يتولى الله عن الإنسان في نومه التحكم في حركة القلب من أجل سلامته، ولو تركها له لمات فورا، وهذا تطبيق عملي لاسم الله "السلام".
الخلاصة:
قال احد العارفين وهو يلوم نفسه بعد التكاسل عن قيام الليل: أما تستحي أن تنام و سيدك قائم على خدمتك
? قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ? (سورة: طه).
? لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ? (سورة: التين).
? صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ? (سورة النمل: 88).
سبحان الله السلام.
سبحان الله السلام.
سبحان الله السلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التاريخي]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:29]ـ
السلام عليك
بارك الله فيك لا تحرمنا من المزيد(/)
الشيخ ابن عثيمين: هذا السؤال لاداعي له! هل الأعمال من كمال الإيمان أوصحة الإيمان؟
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 04:42]ـ
بسم الله , الحمد لله والصلاة والسلام عل رسل الله على آله وصحبه ومن والاه , أما بعد:
يقول الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في شرح الأربعين عند شرح حديث أبي سعيد الخدري ((من رأى منكم منكرا)) ص 366 يقول:
((ولاحاجة أن نقول مايدور بين الشباب وطلبة العلم:
هل الأعمال من كمال الإيمان أو من صحة الإيمان
, فهذا السؤال لاداعي له , أي إنسان يسألك ويقول:
هل الأعمال شرط لكمال الإيمان أو شرط لصحة الإيمان؟
نقول له: الصحابة - رضي الله عنهم - أشرف منك وأعلم منك وأحرص منك على الخير , ولم يسألوا الرسول (ص) هذا السؤال , إذا يسعك ما وسعهم.
إذا دل الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطا لصحة الإيمان , وإذا دل دليل على أنه لايخرج صار شرطا لكمال الإيمان وانتهى الموضوع , أما أن تحاول الأخذ والرد والنزاع , ثم من خالفك قلت: هذا مرجئ. ومن وافقك رضيت عنه , وإن زاد قلت , هذا من الخوارج , وهذا غير صحيح.
فلذلك مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يدعوا البحث في هذا الموضوع
, وأن نقول ماجعله الله تعالى ورسوله (ص) شرطا لصحة الإيمان وبقائه فهو شرط , ومالا فلا , ونحسم الموضوع.)) انتهى.
ياليت قومي يعلمون
همسة: أحببت أن تكون هذ الكلمات لفت نظر لبعض من صار ديدنه وهجيراه هذه المسألة فأرجو عدم الخروج بالموضوع عما وضع له.
وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 08:43]ـ
/// جزاك الله خيرا على إرادتك الخير والفائدة لإخوانك بموضوعك هذا.
/// ولكن .. قد سبق طرح هذا الموضوع وبيان مراد الشيخ وتوجيهه، هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=62600(/)
سؤال عمن يعتقد الجهة أجاب عنه شيخ الإسلام
ـ[عبدالله المصرى الأثرى]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 06:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه عمن يعتقد الجهة هل هو مبتدع أو كافر أو لا؟
الجواب: أما من يعتقد الجهة فإن كان يعتقد أن الله فى داخل المخلوقات، وتحويه المصنوعات، وتحصره السماوات، أو يكون بعض المخلوقات فوقه وبعضها تحته، فهذا مبتدع ضال.
وكذلك أيضاً إن كان يعتقد أن الله يفتقر إلى شىء يحمله _ إلى العرش أو غيره _ فهو أيضا مُبتدعٌ ضال.
وكذلك إن جعل صفات الله مثل صفات المخلوقين فيقول: استواء كاستواء المخلوق، أو نزوله كنزول المخلوق ونحو لك، فهذا مبتدع ضال.
فإن الكتاب والسنة مع العقل دلت على أن الله لا تماثله المخلوقات فى شىء من الأشياء، ودلت على أن الله غنى عن كل شىء، ودلت على أن الله مباين لمخلوقاته عال عليها.
وإن كان يعتقد أن الله تعالى بائن عن المخلوقات، وأنه فوق سماواته على عرشه بائن من مخلوقاته، فإنه ليس فى مخلوقاته شيء من ذاته، ولا فى ذاته شيىء من مخلوقاته؛ وأن الله غنى عن العرش وعن كل ما سواه لا يفتقر إلى شىء من المخلوقات بل هو مع استوائه على عرشه يحمل العرش وحملة العرش بقدرته، ولا يمثل إستواء الله بإستواء المخلوقين، بل يُثبت ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، وينفى عنه مماثلة المخلوقات، ويعلم أن الله ليس كمثله شىء لا فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله؛ فهذا مصيب فى إعتقاده، موافق لسلف الأمة وأئمتها، فإن مذهبهم أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، فيعلمون أن الله بكل شىء عليم، وعلى كل شىء قدير، وأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش، وأنه كلم موسى تكليما، وتجلى للجبل فجعله دكا هشيما، ويعلمون أن الله ليس كمثله شىء فى جميع ما وصف به نفسه، وينزهون الله عن صفات النقص والعيب ن ويثبتون له صفات الكمال، ويعلمون أنه ليس له كفوا أحد فى شىء من صفات الكمال.
قال نعيم بن حماد الخزاعى: من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد صفات الكمال فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها، والله أعلم. انتهى كلامه.
المصدر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام الجزء الخامس صفحة 262
نقله: عبدالله بن صبرى بن عزام المصرى.
ـ[ابو حمزة الشاري]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 01:33]ـ
بارك الله فيكم
معي سؤال: - العرش هل هو من خلق الله تعالى؟
هل للعرش وزن (ثقل او خفة)؟
هل استوى الله على العرش دائما ام يتركه عند نزوله للسماء الدنيا؟
هل ينزل الله تعالى في الثلث الأخير من الليل نزولا حقيقيا بذاته؟ وعلى توقيت
دولة ينزل؟ لأن الثلث الأخير من الليل مستمر طوال الوقت
أرجو الإجابة بالدليل والبرهان
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 07:32]ـ
بارك الله فيكم
معي سؤال: - العرش هل هو من خلق الله تعالى؟
هل للعرش وزن (ثقل او خفة)؟
هل استوى الله على العرش دائما ام يتركه عند نزوله للسماء الدنيا؟
هل ينزل الله تعالى في الثلث الأخير من الليل نزولا حقيقيا بذاته؟ وعلى توقيت
دولة ينزل؟ لأن الثلث الأخير من الليل مستمر طوال الوقت
أرجو الإجابة بالدليل والبرهان
بسم الله السلام عليكم انقل لك كلام العلماء بالادلة من القران والسنة ان شاء الله
العرش هل هو من خلق الله تعالى؟
قال الشيخ السحيمي
قال الإمام القحطاني -رحمه الله- في نونيِّتِهِ:
«سُبْحَانَهُ مَلِكًا عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .. وَحَوَى جَمِيعَ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ»
[الشرح]
«سُبْحَانَهُ مَلِكًا عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .. وَحَوَى جَمِيعَ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ»
«سُبْحَانَهُ»؛ أي: أنزهك يا ربي؛ يعني ينزه ربه عما لا يليق به، وكلمة "سبحان" تعني: التنزيه، ولا يجوز أن تُقَال لغير الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنها تفيد التنزيه المطلق عن جميع النقائص والعيوب التي تعتري البشر وسائر المخلوقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمقصود أن التسبيح خاص بالله رب العالمين؛ ومن أضافه إلي غير الله فقد كفر؛ كما سيأتي في المثال الذي بيَّنه الشيخ الناظم -رحمه الله- من قوله: "فليَقلُ سبحاني" بعد قليل، وهذا أمر وقع فيه بعض المتصوفة؛ سيأتي له مزيد بيان إن شاء الله.
«سُبْحَانَهُ مَلِكًا عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»:
الملك: اسم من أسماء الله -جل وعلا- قال الله -جل وعلا-: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} [1] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn1).
وقال -تبارك وتعالى-: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [2] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn2)، وهناك قراءة صحيحة: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.
وقال -تبارك وتعالى-: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [3] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn3) وقال -تبارك وتعالى-: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [4] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn4).
والآيات في هذا الباب كثيرة، وقد يُسمى? المخلوق ملكًا، ولكن ليس الملك كالملك، فالملك الديَّان ملْكُهُ كامل، لا ينضب ولا ينتهي، وليس له ابتداءٌ وليس له انتهاء، وملك المخلوق له بداية ونهاية وهو محدود ومحصور وقليل ولا يعد شيئًا بالنسبة لملك الله -سبحانه وتعالى-؛ فالله -تبارك وتعالى?- هو الملك الديَّان كما يقول عن نفسه يوم القيامة.
«عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»؛ «سُبْحَانَهُ مَلِكًا عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»:
العرش: أعظم المخلوقات؛ أعظمها على الإطلاق؛ وهو أكبرها وأولها خلقًا، أول المخلوقات وأكبرها وأعظمها، وليس العرش المُلك كما تقول بعض الطوائف، وليس هو الكرسي كما تقوله طوائف أخرى؛ بل العرش سقف جميع المخلوقات وهو أعظمها وأكبرها وهو سرير المُلك، ومع عِظَمِه وكِبَرِه فإنه مخلوق من المخلوقات، والله -سبحانه وتعالى- لم يزدد بخلق العرش شيئًا، ولم ينقص لو أراد إثنائه بذلك شيئًا؛ لأن الله -عزَّ وجل- له صفات الكمال ونعوت الجلال.
ومما يدل على أن العرش أعظم المخلوقات وأعظمها قول الله -سبحانه وتعالى?-:
{رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [5] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn5).
{ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}. [6] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn6)
فالعرش عظيم بالنسبة لسائر المخلوقات، وما المخلوقات جميعًا بما فيها من سماوات وأرض في العرش إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة؛ قال تعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [7] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn7) وقال تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ}. [8] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn8)
وقال تعالى في وصف جبريل: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} [9] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn9)؛ أي: صاحب العرش وهو الله -سبحانه وتعالى-.
وهو {الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [10] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn10)
{ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [11] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn11)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه كلها أدلة على أن العرش مخلوق وأنه أعظم المخلوقات، وأنه ليس الكرسي وليس السماوات وليس المُلك، ومما يدل على أنه خُلِقَ أولاً؛ قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كتب الله مقادير الأشياء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء))؛ أي: قبل ذلك، ولذلك ثمة نزاع أيهما خُلِقَ أولاً: العرش أم القلم؟ فهناك من يرى أنَّ القلم هو أول المخلوقات؛ بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ))، وفي رواية: ((إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ؛ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ)) [12] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn12)، وفي راوية: ((لما خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ؛ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ)) [13] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn13).
والصواب: أن العرش هو أول المخلوقات؛ لقوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [14] ( http://www.alsoheemy.net/ad---min/edit.php?action=editplay&&catid=2353&&cats=96#_ftn14)، ولأن العرش هو أعظم المخلوقات، ولأن هذا هو قول المحققين من أهل العلم. انتهى كلامة.
2
مسألة: والعرش مخلوق ; برهان ذلك قول الله تعالى: {رب العرش العظيم ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=413140#docu)} وكل ما كان مربوبا فهو مخلوق.
الإيمان بالعرش
إعداد: أم عبد الله المِيساوي
أُعِدّ لموقع: عقيدة السلف الصالح ( http://www.as-salaf.com/)
تعريف العرش:
معنى "عرش" في اللغة:
قال ابن فارس (395 هـ): («عرش» العين والراء والشين أصل صحيح واحد، يدل على ارتفاع في شيء مبني، ثم يستعار في غير ذلك) (1)
والعرش في كلام العرب يطلق على عدة معان منها:
- سرير (2) المَلِك:
قال الخليل الفراهيدي (170 هـ): (العرش: السرير للمَلِك.) (3)
وقال أبو منصور الأزهري (370 هـ): "والعَرش في كلام العرب: سرير المَلِك، يدلُّك على ذلك سرير مَلِكة سبأ، سمَّاه الله- جل وعز- عرشًا فقال: ?إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ? [النمل، آية: 23] (4)
وفي حديث بدء الوحي: قال النبي صلى الله عليه وسلم ”ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِى الْهَوَاءِ -يَعْنِى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ- “ [صحيح البخاري] أي رأى جبريل على سرير في الهواء.
- سقف البيت:
قال الخليل: (وعرش البيت: سقفه.) (5)
قال ابن فارس: (ويُقال لسقف البيت: عَرش. قال الله تعالى: ?أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا? [البقرة: 259]، والمعنى أنّ السقف يسقُط ثم يَتهافت عليه الجُدرانُ ساقطةً.) (6)
- قِوامُ أمرِ الرجُل:
قال الخليل: (وعَرشُ الرجل: قِوامُ أمرِه، وإذا زال عنه ذلك قيل: ثُلَّ عرشُه.) (7)
وقال الجوهري (393 هـ): (وقولهم ثل عرشه: أي وهى أمره وذهب عزه.) (8)
وغير ذلك من المعاني.
وكل معنى من تلك المعاني يتحدد بحسب ما أُضيف إلى الكلمة، أي بحسب سياق الكلام.
عرش الله عز وجل
وعرش ربنا عز وجل المذكور في القرآن في آيات كثيرة كقوله تعالى:
?وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ? [البروج: 14، 15]
وقوله تعالى: ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? [طه: 5] وغيرها من الآيات
فقد بيَّن أهل العلم أن معناها هو: السرير.
قال ابن قتيبة (276 هـ) عند الرد على متأولي العرش: (وطلبوا للعرش معنى غير السرير، والعلماء باللغة لا يعرفون للعرش معنى إلا السرير وما عرش من السقوف وأشباهها.) (9)
قال ابن جرير الطبري (310 هـ) في تفسير قوله تعالى: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) [الزمر: 75]: (يقول تعالى ذكرُه: وترى يا مُحمد الملائكة مُحْدِقين مِن حولِ عرشِ الرحمن، ويعني بالعرش: السرير.) (10)
وقال: (?ذُو الْعَرْشِ? [غافر: 15]. يقولُ: ذو السرِير المُحيط بما دونه.) (11)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال محمد الكرجي القصّاب (360 هـ): (وأن عرش الله أيضا - جل جلاله- هو سريره الذي استوى عليه لا العلم كما يزعم الجهلة من الجهمية.) [نكت القرآن للقصاب (ج1 ص626)]
قال البيهقي (458 هـ) بعد ذكر قوله تعالى: ?وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ? [الحاقة: 17]: (وأقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير، وأنه جسم مجسم، خلقه الله تعالى وأمر ملائكته بحمله وتعبدهم بتظيمه والطواف به، كما خلق في الأرض بيتا وأمر بني آدم بالطواف به واستقباله في الصلاة.) (12)
وقال: (قال الله تبارك وتعالى: ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? [طه: 5] والعرش هو السرير المشهور فيما بين العقلاء.) (13)
قال أبو المظفر السمعاني (489 هـ) في تفسيرقوله تعالى: ?قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ? [المؤمنون: 86]: (أي: السرير الضخم.) (14)
قال أبو محمد البغوي (510 هـ) في تفسير قوله تعالى: ?فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ? [المؤمنون: 116]: (يعني السرير الحسن.) (15)
وقال في تفسير قوله تعالى ?ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ? [البروج: 15]: (قرأ حمزة والكسائي: "المجيدِ" بالجَر، على صفة العرش أي السرير العظيم.) (16)
قال أبو عبد الله القرطبي (671 هـ): (والعرش مخلوق عظيم شريف كريم ليس فوقه مخلوق. يلي صفحته العُليا العَدَم. ويلي صفحته السُّفلى الجنة. فإنه سقفها، كما في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه «فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تنفجر الجنة) خرجه البخاري وابن ماجه وغيرهما.) (17)
قال ابن كثير (774 هـ) في مقدمة كتابه "البداية والنهاية": (ورَفَع السماوات بغير عَمَدٍ، وزيَّنها بالكواكب الزَّاهِرَات، وجعل فيها سِراجًا وقمرًا منيرًا، وسوَّى فوقهُنَّ سَرِيرًا، شَرْجَعًا (18) عاليًا مُنِيفًا مُتَّسِعًا مُقَبَّبًا مُستَديرًا، هو العرش العظيم، له قوائِمُ عِظامٍ، تحمِلُه الملائكة الكرام) (19)
أما تفسير بعض الفرق المبتدعة للعرش بأنه المُلْك، وأنه السماوات والأرض وكل خلق الله، فقد رد عليه الإمام الحافظ عثمان الدارمي (280 هـ) فقال في كتابه "الرد على الجَهميَّة" في «باب الإيمان بالعرش»:
(وما ظَنَنَّا أنَّا نضطر إلى الاحتجاج على أحد ممن يدعي الإسلام في إثبات العرش والإيمان به حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في آيات الله فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الأمم قبلنا وإلى الله نشكو ما أوهت هذه العصابة من عرى الإسلام وإليه نلجأ وبه نستعين.)
ثم قال: (فادعت هذه العصابة أنهم يؤمنون بالعرش ويقرون به لأنه مذكور في القرآن فقلت لبعضهم ما إيمانكم به إلا كإيمان ?الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ? [المائدة: 41] وكالذين ?وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون?َ [البقرة: 14]، أتقرون أن لله عرشا معلوما موصوفا فوق السماء السابعة تحمله الملائكة والله فوق كما وصف نفسه بائن من خلقه؟ فأبَى أن يقر به كذلك، وتردد في الجواب، وخلط ولم يُصرِّح ... فقال لي زعيم منهم كبير: لا، ولكن لما خلق الله الخلق، يعني السموات والأرض وما فيهن، سمَّى ذلك كله عرشا له واستوى على جميع ذلك كله.
قلتُ: لم تَدَعُوا مِن إنكار العرش والتكذيب به غاية، وقد أحاطت بكم الحُجج من حيث لا تدرون، وهو تصديق ما قلنا إن إيمانكم به كإيمان ?الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ? [المائدة: 41]. فقد كَذَّبَكم الله تعالى به في كتابه، وكذَّبكم به الرسول صلى الله عليه وسلم. أرأيتم قولكم: إن عرشه سماواته وأرضه وجميع خلقه، فما تفسير قوله عندكم: ?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ? [غافر: 7]؟ أحَمَلَةُ عرش الله أم حَمَلةُ خلقه؟ وقوله ?وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ? [الحاقة: 17] أيحملون السموات والأرض ومن فيهن أم عرش الرحمن؟ فإنكم إن قلتم
(يُتْبَعُ)
(/)
قولكم هذا، يلزمكم أن تقولوا: عرش ربك خَلْقُ ربك أجمع، وتُبطِلون العرش الذي هو العرش، وهذا تفسير لا يشك أحد في بُطوله واستِحالَته، وتكذيب بعرش الرحمن تبارك وتعالى.
فقال الله تبارك وتعالى ?خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء? [هود: 7] وقال رسول الله: ”كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء“ [صحيح البخاري] ففي قول الله تعالى، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دلالة ظاهرة، أن العرش كان مخلوقا على الماء، إذ لا أرض ولا سماء، فَلِمَ تُغالِطُون الناس بما أنتم له مُنكِرون؟! ولكنكم تُقِرّون بالعرش بألسنتكم تحَرُّزًا من إكفار الناس إيّاكم بِنَص التنزيل، فتُضرَبَ عليه رِقابُكُم، وعند أنفسكم أنتم به جاحدون. ولعمري لئن كان أهل الجهل في شكٍّ من أمْرِكُم، إن أهل العلم من أمركم لَعَلَى يقين.)
ثم ذكر مجموعة من الأحاديث وقال: (ففي ما ذكرنا من كتاب الله عز و جل، وفي هذه الأحاديث بَيَانٌ بَيَّن أن العرش كان مخلوقا قبل ما سواه من الخلق وأن ما ادَّعى فيه هؤلاء المعطلة، تكذيبٌ بالعرش وتخرصٌ بالباطل، ولو شئنا أن نجمع في تحقيق العرش كثيرا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لجَمَعنا. ولكن عَلِمنا أنه خَلُص عِلْم ذلك والإيمان به إلى النساء والصبيان إلَّا إلى هذه العصابة الملحدة في آيات الله، طَهَّر الله منهم بلاده وأراح منهم عباده.) (20)
الإيمان بالعرش:
قال خُشَيش بن أصرم (253 هـ) في كتابه "الاستقامة": (من كفر بآية من كتاب الله فقد كفر به أجمع، فمن أنكر العرش فقد كفر به أجمع، ومن أنكر العرش فقد كفر بالله، وجاءت الآثار بأن لله عرشا وأنه على عرشه.) (21)
قال أبو جعفر الطحاوي (321 هـ) في عقيدته المشهورة: (والعرش والكرسي حق)
قال ابن أبي زَمَنِين (399 هـ): «باب في الإيمان بالعرش» قال: (ومِن قول أهل السنة: أن الله عز وجل خَلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خَلَق، ثم استوى عليه كيف شاء، كما أخبر عن نفسه في قوله: ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى? [طه: 5، 6] وفي قوله: ?ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا? [الحديد: 4]، فسبحان مَن بَعُدَ فلا يُرى، وقرُب بِعِلمِه وقدرته فسَمِع النَّجوى.) (22)
صفة العرش:
ما يلي بعض صفات العرش:
1. خلق الله عرشه على الماء:
قال الله تعالى: ?وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ? [هود: 7]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ“ الحديث [صحيح البخاري]
2. أنه سقف الجنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ“ [صحيح البخاري، ومسند أحمد وغيرهما]
3. أنه فوق السماوات، فوق جميع المخلوقات:
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام وبين كل سماءين مسيرة خمس مئة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمس مئة عام وبين الكرسي وبين الماء مسيرة خمس مئة عام والعرش فوق الماء والله تبارك وتعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه» إسناده حسن. (23)
4. له قوائم:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ.“ [صحيح البخاري]
5. له حَمَلة من الملائكة يحملونه:
قال الله تعالى: ?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ? [غافر: 7]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال سبحانه: ?وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ? [الحاقة: 17]
1) معجم مقاييس اللغة لابن فارس (ج4 ص264)
(2) السرير: الذي يُجلس عليه (لسان العرب، مادة «سرر“
(3) كتاب العين للخليل الفراهيدي (ج1 ص249)
(4) تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ج1 ص413)
(5) كتاب العين (ج1 ص249)
(6) معجم مقاييس اللغة (ج4 ص265)
(7) كتاب العين (ج1 ص249)
(8) الصحاح تاج اللغة للجوهري (ج3 ص1010)
(9) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة لابن قتيبة الدينوري (ص47)
(10) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري (ج20 ص271)
(11) جامع البيان (ج20 ص294)
(12) الأسماء والصفات لأبي بكر البيهقي (ج2 ص272)
(13) الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد للبيهقي (ص116)
(14) تفسير القرآن للسمعاني (ج3 ص487)
(15) معالم التنزيل للبغوي (ج5 ص433)
(16) معالم التنزيل (ج8 ص388)
(17) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى لأبي عبد الله القرطبي (ص157 - 158) تحقيق: عرفان بن سليم العشا حسونة – الطبعة الأولى 2005م – المكتبة العصرية / بيروت.
(18) الشرجع: العالي المنيف، المشرف على غيره المتناهي في طوله وعلوه.
(19) البداية والنهاية لابن كثير (ج1 ص3)
(20) الرد على الجهمية للدارمي (ص26 - 28 و32)
(21) التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع لمحمد الملطي الشافعي (ص113)
(22) رياض الجنة في تخريج أصول السنة لابن أبي زمنين (ص88)
(23) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (ج2 ص688 - 689) قال: حدثنا الوليد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا حجاج، حدثنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وذكره. وروى جزءا منه الإمام الدارمي في نقضه على بشر المريسي (1/ 422): عن موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود. ورواه أحمد بن مروان الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (6/ 406) بسنده؛ واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (ج3 ص395 - 396) بسنده، ومن طريقه رواه ابن قدامة في "إثبات صفة العلو" (ص151 - 152)؛ وغيرهم؛ كلهم من طريق عاصم بن بهدلة. وعاصم صدوق، وقد وثقه جماعة، وحسّن حديثه آخرون. قال الهيثمي في مجمع الزوائد في عدة مواضع: حسن الحديث. وقال الذهبي في ميزان الأعتدال (2/ 357): هو حسن الحديث. وقال أبو بكر البزار: لم يكن بالحافظ، ولا نعلمُ أحدًا تَرك حديثه على ذلك، وهو مشهور. (تهذيب التهذيب لإبن حجر 2/ 251)
3
قال ابن جبرين رحمة الله
ورد في صفات العرش صفات عظيمة، يعني: تدل على كبر وسعة هذا العرش الذي هو خلقه الله:
ورد في حديث أو أثر في تفسير قوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2 &nAya=255)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif أن الكرسي اتسع للسماوات والأرض ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس أي: في مِجَنٍّ الذي يلبسه فوق الرأس, دراهم: الدراهم ماذا تشغل السبعة؟ ماذا تشغل من هذا الْمِجَنِّ؟ ثم جاء حديث آخر أن الكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة بفلاة من الأرض. الكرسي بالنسبة إلى العرش هذه نسبته, فنحن نشاهد عظمة السماوات وكذلك الأرض واتساعها, وأن هناك سبع أرضين, وكذلك السماوات وعظمتها, وأنهن سبع شداد. ومع ذلك هذه السماوات، وهذه المخلوقات وهذه الأرض كلها اتسع لها هذا الكرسي. ومع ذلك هذا الكرسي قصير أو صغير بالنسبة إلى العرش، وإذا كانت هذه عظمة العرش فكيف بعظمة خالق العرش؟!
لا شك أن الله أعظم من كل شيء؛ ولذلك يصف نفسه بالعظمة: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=56 &nAya=74)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif يعني: الذي لا يدرك عظمته مخلوق، فهو رب العرش العظيم, وهو العظيم. وقد اتفق المسلمون أن العرش مخلوق؛ لأن كل شيء فإنه مخلوق, والله تعالى هو الخالق، وقد اختلف: هل العرش خلق قبل القلم, أو القلم قبل العرش؟ ورد في حديث: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب. قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما
(يُتْبَعُ)
(/)
هو كائن إلى يوم القيامة. جرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book82/Hits14653.htm) .
مقتضى هذا الحديث: أن القلم قبل كل شيء http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif أول ما خلق الله القلم http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book82/Hits14653.htm) ولكن الصحيح: أن أوليته مستثنى منها العرش, أي: بالنسبة إلى ما سوى العرش، فالأصل: أن العرش مخلوق قبل القلم وقبل سائر المخلوقات، في النونية لابن الْقَيِّم يقول:
والناس مختلفون في القلم الذي
كتب القضاء به من الرحمنِ
هل كان قبل العرش أم هو بعده
قولان عند أبي العلا الهمداني
والحق أن العرش قَبْلُ لأنه
وقت الكتابة كان ذا أركان
لأنه في بعض الروايات أنه قال: لما خلق الله القلم, وكان عرشه على الماء فدل على أن العرش مخلوق قبل القلم وقبل غيره من المخلوقات، وأما حملة العرش فإنهم أيضا خلق من خلق الله. وقد ورد في شعر أمية بن أبي الصلت الاعتراف بحملة العرش, وأنهم أربعة في قوله:
رجل وحور تحت رجل جناحه
والنسر للأخرى, ولَيْثٌ مُرْصَدُ
يعني ورد في بعض الروايات أن أحدهم على صفة الإنسان, والآخر على صفة ثور, والآخر على صفة نسر, والآخر على صفة ليث, يعني: أسد. ولكن الله أعلم بصفاتهم. ورد في وصفهم ما يدل على عظمة خلقهم، وأن منهم إسرافيل الذي وُكِّلَ بالنفخ في الصور, والذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن, وحنى جبهته, ينتظر متى يؤمر http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book82/Hits14618.htm) أي: إسرافيل الذي وُكِّل بالنفخ في الصور، وذكر أنه من جملة حملة العرش. وأن البقية خلقوا على خلقة عظيمة, ما يقدر قدرها إلا الله.
ثبت في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif أذن لي أن أحدث عن مَلَكٍ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book82/Hits14655.htm) ملك من الملائكة, قيل: إنه من حملة العرش. العاتق هو: المنكب. أي: مقدار هذا من الإنسان؛ يعني مقدار رقبة الإنسان من ذلك الملك هذه المسيرة, أو هذه المسافة العظيمة. وهكذا ما ورد أيضا في صفة إسرافيل من عظم خلقه ما ورد في بعض الروايات- وإن كان فيها مقال: أن مناكبهم فوق السماء السابعة, وأقدامهم تحت الأرض السفلى, أو تحت الأرض السابعة، ولا يعلم المسافة التي بين الأرضين. ونحن إنما نشاهد أرضا واحدة, ولا ندري أين بقية الأرض التي أخبر بأنها سبع.
وكذلك أيضا السماوات، ورد أن ما بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة سنة. هذه المسافة متى تقطع؟ متى تقطع هذه المسافة الطويلة؟ يعني: مسافة عشر سنين, مسافة طويلة، فكيف بمائة سنة؟ وكيف بألف أو بخمسمائة؟
لا شك أن هذا دليل على عظمة هذه المخلوقات. ومعرفتنا بعظمتها مفاده الاعتراف بعظمة الخالق. إذا كانت هذه عظمة هذه المخلوقات، فكيف بعظمة مَنْ خلقها، الذي هو رب العالمين، وخالق الخلق وربهم؟! فلا يحيط بوصفه, ولا يعلم قدر عظمته إلا هو سبحانه وتعالى.
وفائدة المسلم من معرفة هذه المخلوقات ومعرفة ما خلقت عليه: أن يُعَظِّمَ الخالق، أن يعترف بعظمته وجلاله وكبريائه، وأن يتصاغر أمام عظمة الله, ولا يتكبر, ولا يعظم نفسه تعظيما يتكبر به على الرب سبحانه، وأن يعرف حق الرب عليه.
إذا كانت هذه عظمة مخلوقاته, فكيف بعظمة الخالق؟ وإذا كانت هذه المخلوقات وهذا قدرها, فكيف مقدارك أيها الإنسان؟ ماذا تملك؟ وماذا تقدر عليه؟ وماذا تتصرف فيه؟
الواجب عليك أن تتورع, وألا ترفع بنفسك, ولا تشمخ بأنفك, ولا تتعزز على خالقك وربك، ولا على عباد الله. فهذه هي فائدة معرفة المسلم بعظمة هذه المخلوقات حتى يتواضع لمن خلقها. انتهى كلامة.
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 07:44]ـ
بارك الله فيكم
هل للعرش وزن (ثقل او خفة)؟
أرجو الإجابة بالدليل والبرهان
السؤال:
قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته) السؤال: ما معنى (رضا نفسه، وزنة عرشه)؟
الجواب:
(رضا نفسه): يعني حمداً أبلغ به رضا الله، (زنة عرشه): يعني لعظمته يزن العرش، وزنة العرش ما يعلمها إلا الله، لأنها عظيمة، و (مداد كلماته) -أيضاً- مداد الكلمات.
يقول الله عز وجل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [الكهف:109] وعلى هذا فيكون المعنى: أنَّه واسع كثير جداً.
أجاب عليه الشيخ العلامة ابن عثيمين –رحمه الله تعالى والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 07:59]ـ
بارك الله فيكم
هل استوى الله على العرش دائما ام يتركه عند نزوله للسماء الدنيا؟
أرجو الإجابة بالدليل والبرهان
بسم الله
قال الشيخ الراجحي
وقال الإمام إسحاق بن راهويه: قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: يا أبا يعقوب، هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ينزل ربنا -عز وجل- كل ليلة إلى سماء الدنيا"، كيف ينزل؟ قال: قلت: أعز الله الأمير! لا يقال لأمر الرب -عز وجل- كيف، إنما ينزل بلا كيف، ومن قال يخلو العرش عند النزول أو لا يخلو، فقد أتى بقول مبتدع ورأى مخترع.
نعم، وهذه المقالة عن الإمام إسحاق بن راهويه الإمام المعروف، هو إمام كبير من الحفاظ، وهو أبو يعقوب الحنظلي، ومن أئمة أهل السنة والجماعة، قال له الأمير عبد الله بن طاهر، وهذا عبد الله بن طاهر بن الحسين أبو العباس أمير خراسان في زمانه، من أشهر ولاة العصر العباسي، يقول الأمير لإسحاق بن راهويه الإمام المشهور: يا أبا يعقوب، أبو يعقوب كنية الإمام أبي إسحاق، يا أبا يعقوب، الأمير يسأل أبا إسحاق، أبا إسحاق كنيته أبو يعقوب: هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ينزل ربنا -عز وجل- كل ليلة إلى سماء الدنيا"، كيف ينزل؟ الأمير يسأل الإمام إسحاق بن راهويه، يقول له، يقول الأمير، كيف ينزل؟ تروي أن الله ينزل إلى سماء الدنيا، كيف ينزل؟ تأدب الإمام مع الأمير قال: قلت: أعز الله الأمير! لا يقال لأمر الرب كيف، إنما ينزل بلا كيف، هذا كلام الإمام رادًا على الأمير، قال: أعز الله الأمير دعاء له, لا يقال لأمر الرب -عز وجل- كيف، إنما ينزل بلا كيف, انتهى الكلام هنا.
من قول المؤلف هذا: "ومن قال يخلو العرش عند النزول أو لا يخلو، فقد أتى بقول مبتدع ورأى مخترع", إذًا المؤلف عبد الغني يرى أنه لا يقال إنه يخلو العرش ولا يقال لا يخلو، وأن هذا من المبتدع, هذا قول مبتدع؛ فنقول أنه ينزل الرب ولا نقول يخلو العرش ولا ما يخلو العرش.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن العلماء لهم ثلاثة أقوال في هذه المسألة: المسألة الأولى: أنه لا يخلو العرش عند نزوله، أن الله ينزل ولا يخلو العرش؛ لأن نصوص الفوقية والعلو محكمة، وأما النزول فهو فعل يفعله، الله أعلم بكيفيته. والقول الثاني للعلماء، الذي اختاره المؤلف: لا يقال يخلو ولا يقال لا يخلو، السكوت. والقول الثالث الذي قال يخلو منه العرش، وهذا أضعفها.
وذكر شيخ الإسلام أن أقوى هذه الأدلة وأصح هذه الأقوال القول الأول، وهو أن يقال لا يخلو منه العرش, قال شيخ الإسلام ابن تيمية: منهم من ينكر أن يقال يخلو أو لا يخلو منه العرش، ونقل هذا عن الحافظ المقدسي, عبد الغني المقدسي، ومنهم من قال بل يخلو منه العرش، وهذا أضعفها، وصنف ابن منده في الإنكار على من قال لا يخلو منه العرش.
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله، ابن تيمية، لما ذكر الأقوال في هذه المسألة: القائلون بأنه يخلو منه العرش طائفة قليلة من أهل الحديث, وجمهورهم على أنه لا يخلو منه العرش، وهو المأثور عن الأئمة المعروفين بالسنة، ولم ينقل عن أحد منهم بإسناد صحيح ولا ضعيف أن العرش يخلو منه, إذًا شيخ الإسلام يبيّن أن قول جمهور المحدثين أنه لا يخلو منه العرش، وهناك قول قليل, قول طائفة قليلة، أنه يخلو منه العرش، والقول الثالث أنه لا يقال يخلو ولا يخلو، كما اختار عبد الغني وغيره، وقالوا: إن القول بأنه يخلو أو لا يخلو قول مبتدع، بهذا يتبين أن جمهور المحدثين على أنه لا يخلو منه العرش، ثم يليه القول الثاني أن يقال لا يخلو أو يخلو، والثالث -وهو أضعفها- وهو القول بأنه يخلو من العرش، نعم.
2
قال الشيخ المنجد ناقلا عن العلماء
والنزول عند أهل السنة معناه: أنه ينزل سبحانه بنفسه إلى السماء الدنيا نزولاً حقيقيا يليق بجلاله ولا يعلم كيفيته إلا هو.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هل يستلزم نزول الله عز وجل خلو العرش منه أو لا؟ قال الشيخ ابن عثيمن في مثل هذا السؤال: نقول أصل هذا السؤال تنطُّعٌ وإيراده غير مشكور عليه مورده، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله؟ إن قال: نعم. فقد كذب. وإن قال: لا. قلنا فلْيَسَعْكَ ما وسعهم، فهم ما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: يارسول الله إذا نزل هل يخلو منه العرش؟ وما لك ولهذا السؤال، قل ينزل واسكت يخلو منه العرش أو ما يخلو، هذا ليس إليك، أنت مأمور بأن تصدِّق الخبر، لا سيما ما يتعلق بذات الله وصفاته لأنه أمر فوق العقول.
مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين 1/ 204 - 205
قال شيخ الإسلام رحمه الله في هذه المسألة: والصواب أنه ينزل ولا يخلو منه العرش، وروح العبد في بدنه لا تزال ليلاً ونهاراً إلى أن يموت ووقت النوم تعرج .. قال: والليل يختلف فيكون ثلث الليل بالمشرق قبل ثلثه بالمغرب ونزوله الذي أخبر به رسوله إلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم وإلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم لا يشغله شأن .. انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 5/ 132
والاستواء والنزول من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئة الله. فأهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك، ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون التمثيل والتكييف، أي أنهم لا يمكن أن يقع في نفوسهم أن نزول الله كنزول المخلوقين واستواءه على العرش كاستوائهم، لأنهم يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ويعلمون بمقتضى العقل ما بين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات والصفات والأفعال ولا يمكن أن يقع في نفوسهم كيف ينزل؟ وكيف استوى على العرش؟ والمقصود أنهم لا يكيِّفون صفاته مع إيمانهم بأن لها كيفية لكنها غير معلومة لنا وحينئذ لا يمكن أبداً أن يتصور الكيفية.
ونحن نعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً لقول الله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله.
ومن توَهَّم التَّناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما إما لقلَّة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق. فإن لم يتبين له الحق فليَكِل الأمر إلى عالمه وليكُفَّ عن توهُّمِه وليقل كما قال الراسخون في العلم: (آمنا به كل من عند ربنا) وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما اختلاف. والله أعلم
انظر فتاوى ابن عثيمين 3/ 237 - 238
وتوهّم تعارض النزول إلى السماء الدنيا مع الاستواء على العرش والعلو فوق السماء ناشئ عن قياس الخالق على المخلوق، وإذا كان الإنسان لا يتصوَّر بعقله غيبيات مخلوقة كنعيم الجنة فكيف يستطيع أن يتصور الخالق عز وجل علام الغيوب، فنؤمن بما ورد من الاستواء والنزول والعلو لله ونثبته كما يليق بجلاله وعظمته.
الشيخ محمد صالح المنجد
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 08:37]ـ
بارك الله فيكم
هل ينزل الله تعالى في الثلث الأخير من الليل نزولا حقيقيا بذاته؟ وعلى توقيت
دولة ينزل؟ لأن الثلث الأخير من الليل مستمر طوال الوقت
أرجو الإجابة بالدليل والبرهان
بسم الله
نزول الله بذاته
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في شرح العقيدة السفارينية:272 (وصفة النزول) يعني من الأمور التي نثبتها لله، وهي ثابتةٌ له من غير تمثيل صفة النزول وفيه عدة مباحث:
المبحث الأول: ما معنى النزول وهل الله سبحانه وتعالى ينزل بذاته؟
النزول: يعني إلى السماء الدنيا، وذلك لأنه تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو اشتهر اشتهاراً قريباً من التواتر أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، ينزل - نزولاً حقيقياً؛ بذاته إلى السماء الدنيا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقائل ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن يجب علينا أن نؤمن بأنه أعلم الناس بالله، وأنه أصدق الخلق مقالاً، وانصحهم مقصداً، وأفصحهم نطقاً، فلا أحد أنصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم للخلق، ولا أحد من الخلق أفصح منه ولا أبلغ، ولا أحد من الخلق أصدق منه، ولا أحد من الخلق أعلم منه بالله. وهذه صفات أربع يتصف بها كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وبها يتم الكلام، وهي: العلم والصدق والنصح والفصاحة.
فإذا قال: ينزل ربنا إلى السماء الدنيا، فإن مراده يكون نزوله تعالى بذاته، وقد صرح أهل السنة بأن المراد نزوله بذاته، وصرحوا بكلمة بذاته مع أننا لا نحتاج إليها، لأن الأصل أن كل فعل أو اسم أضافه الله إليه فهو إلى ذاته، فهذا هو الأصل في الكلام
وقال
استشكل كثيرٌ من الناس في عصرنا: كيف ينزل الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) إلى السماء الدنيا ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) حين يبقى ثلث الليل الآخر، ونحن نعلم أن ثلث الليل الآخر لا يزال سارياً جارياً على الأرض وتحت السماء، فيلزم من ذلك أن يكون النزول إلى السماء الدنيا ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) دائماً؟
والجواب على هذا أن نقول: ليس هناك إشكال في نزول ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) تعالى في الثلث الأخير رغم استمرار تتابعه على الأرض، ونحن نؤمن بقول الرسول صلى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) عليه وسلم: ((ينزل حتى يطلع الفجر))، فإذا كان كذلك فالواجب علينا ألا نتجاوزه، فما دام ثلث الليل الآخر باقياً في منطقة من المناطق الأرضية فالنزول حاصل باقٍ، ومتى طلع الفجر في هذه المنطقة فلا نزول ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992)، وإن كان في الجهة الأخرى يوجد نزول ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992)، والله على كل شيء قدير، ولا يقاس سبحانه بالخلق؛ فينزل إلى السماء في ثلث الليل الآخر في جهة من الأرض، ولا ينزل بالنسبة لجهة أخرى ليس فيها ثلث الليل.
ولهذا يقول بعض السلف: أكثر الناس شَكاً عند الموت أهل الكلام، لأنهم فتحوا هذه المشاكل على أنفسهم وعجزوا عن حلها، لكن لو لزموا الأدب وقالوا ما قال الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) ورسوله، لسلموا من هذا كله.
فمثلاً لو كان أحدنا في المنطقة الشرقية وقد أذن الفجر، والآخر في المنطقة الغربية وهو في آخر الليل، فإننا نقول: هذا وقت نزول ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) ربنا عز وجل بالنسبة للذي في المنطقة الغربية، ونقول للآخر: انتهى وقت النزول.
وليس في هذا إشكال؛ فالذين هم في ثلث الليل يجتهدون في الدعاء لأنه وقت إجابة، والآخرون انتهى عندهم وقت النزول، ونسلم من هذه الإشكالات، ونتشوف كل ليلة إلى ثلث الليل متى يأتي حتى ندعو الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=10992) فيه. انتهى كلامة رحمة الله
رد احد الشيوخ على التوقيت بالنزول
في الحديث المشهور:
قوله صلى الله عليه وسلم "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة. حين يمضي ثلث الليل الأول. فيقول: أنا الملك. أنا الملك. من ذا الذي يدعوني فأستجيب له! من ذا الذي يسألني فأعطيه! من ذا الذي يستغفرني فأغفر له! فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 758
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كيف نجمع بين نزول الرب تبارك وتعالى وبين كروية الأرض ( http://www.kalemasawaa.com/vb/t8795.html)؟
الرد:
مقدمة لا بد منها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما يقف العباد في الصلاة أمام ربهم سبحانه وتعالى في وقت معين .. هل الله يراهم كلهم في نفس اللحظة أم أن الله يرى واحدا منهم فقط ولا يستطيع رؤيتهم وسماعهم والعلم بهم جميعا واحدا واحدا في نفس اللحظة؟! .. ولنفرض أن أثناء صلاة هؤلاء قام أناس آخرون في منطقة أخرى على ظهر الكرة الأرضية لتأدية الصلاة .. فهل الله سينصرف عن أولئك ويقبل على هؤلاء الذين شرعوا في الصلاة أم أن الله يرى هؤلاء وأولئك جميعا ويسمعهم ويعلم بهم في نفس اللحظة ومع مرور الأوقات واختلاف الأمكنة؟!
خلاصة ما أريد قوله والتنبيه عليه في هذه المقدمة هو: أن أفعال الله ليست كأفعالنا .. وصفاته عز وجل ليست كصفاتنا .. فإذا كان الواحد منا لا يستطيع أن ينظر في نفس الوقت إلى شخصين مختلفين - أو أكثر - ويتحاور معهم أو يتجه نحوهم ويذهب إليهم وينزل عندهم، ولا يستطيع تصور حدوث ذلك .. فلا يعمم هذا على الله سبحانه وتعالى .. أي لا يقيس أفعال الله على أفعال مخلوقاته ولا ذاته المقدسة ولا صفاته الكاملة .. بل الله في نفس اللحظة يرى ويسمع ويعلم بمخلوقاته جميعا رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة، وإن كنا نحن لا نستطيع تصور كيفية ذلك ..
ومن قال بغير هذا فهو مشبه والعياذ بالله .. يلزم من قوله أن الله لا يعلم بعض الجزئيات في سمواته وأرضه، أي أنه سبحانه ليس محيطا بكل شيئ!
بعد هذه المقدمة نأتي لحديث النزول ( http://www.kalemasawaa.com/vb/t8795.html)..
الشبهة أظنها الآن زالت بعد المقدمة .. فما قلناه عن رؤية الله لعباده وسماعه وعلمه بهم جميعا وفي نفس اللحظة رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة نقوله عن النزول ( http://www.kalemasawaa.com/vb/t8795.html) أيضا .. الله ينزل لهؤلاء وهؤلاء رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة على ظهر الكرة الأرضية .. وهذا كما أن الله يراك في الصلاة ويسمعك ويعلم بك - لدرجة أنك تظن أن الله معك أنت وحدك! - لكنه يرى كذلك غيرك ويسمعهم ويعلم بهم سواء صلوا معك في نفس الوقت أو شرعوا في الصلاة بعدك بقليل أو كثير في أي مكان على ظهر الكرة الأرضية ..
فنزول الله عز وجل حق معلوم لكن كيفيته مجهولة .. لا نقيس صفة نزوله على أفعالنا وصفاتنا فنشبهه ونمثله سبحانه بمخلوقاته وهو الذي ليس كمثله شيئ .. ولا نؤول صفة نزوله فنعطل ما أثبته له الذي لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه .. لأن من أنكر نزول الله حقيقة واعتبر نزوله هذا من المجاز - مستدلا بأن عقله القاصر لم يستطع تصور ذلك - فهو يلزمه أن يفعل نفس الشيئ مع رؤية وسماع وعلم الله بعباده جميعا في نفس اللحظة في الصلاة - وفي غير الصلاة أيضا - رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة .. وبالتالي يجعل علم الله محدودا أي أنه سبحانه لا يعلم بعض الجزئيات في سماواته وأرضه وبالتالي ليس محيطا بكل شيئ .. سبحانه عما يقولون ويصفون!
خلاصة القول .. النزول ( http://www.kalemasawaa.com/vb/t8795.html) معلوم وكيفه مجهول والسائل عنه لو لم يقع في بدعة التشبيه والتمثيل - حيث قاس في عقله ذات الله وصفاته وأفعاله على مخلوقاته وأفعالهم - لما سأل عنه!
والحمد لله رب العالمين.(/)
من أثار الطرق الصوفية صرف الناس عن الأذكار الصحيحة / للدكتور عبدالله السهلي
ـ[القرتشائي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 11:52]ـ
من أثار الطرق الصوفية صرف الناس عن الأذكار الصحيحة
للدكتور عبدالله بن دجين السهلي
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7487
الدعاء هو العبادة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أدعية الصباح والمساء، ودعاء دخول المنزل، وكل ما يتعلق بأحوال المسلم.
وعلى هذا ذهب أهل السنة والإتباع فجمعوا أحاديث الأذكار الصحيحة،في مؤلفات قديمة وحديثة ومنها على سبيل المثال: الدعاء للطبراني، والدعوات الكبير للبيهقي، وعمل اليوم والليلية للنسائي وغيرها كثير، وأما الصوفية فلجهلهم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وانصرافهم عن العلم، جمع متقدموهم بعض الأذكار التي زعموا أنهم أخذواها عن الخضرـ وهو في حقيقة الحال شيطان يلعب بهم ليضلهم عن السبيل ـ دون أسانيد أو تمحيص، مثل أبي طالب المكي الذي جمع بعض الأذكار فيها ما يصح، وغالبها مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم،وفيها اسماء اعجمية لاتعرف، وحروف مقطعة واسماء لا يصح اطلاقها على الرب تعالى، ونقل الغزالي هذه الأدعية عن أبي طالب، وحذف ما بقي من أسانيدها مثل دعاء إبراهيم بن أدهم ([1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn1))، وجمع الأدعية في كتاب الدعوات في الإحياء، وجعل لكل دعاء عنواناً باسم المروي عنه ([2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn2)).
ثم تتابعت الطرق الصوفية واصبح لكل طريقة ذكر معين، لايخلو ورد منها من دعاء الجن والشياطين كما تقدم بيانه، مثل قولهم: في أوراد القادرية «ياطهلفوش انقطع الرجاء إلا منك، وسدت الطرق إلا إليك» وطهلفوش اسم شيطان، وفيها: «ايتنوخ، ياملوخ، …. يا مهباش» ([3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn3)) ، فهذه أسماء شياطين، وفيها «يامن هو أحون» ([4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn4))، وفي أورد الشاذلية قال المرسي في حزبه:» أحون، قاف، أدم، حم، ها، آمين، كهيعص «([5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn5))، وفي أوراد الدسوقي: «اللهم اخضع لي من يراني من الجن والإنس، طهور بدعق محببة، صورة، محببة، سقاطيم أحون» ([6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn6)) ، وفي أوراد البدوي «أحمى حميثا طميثا» ([7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn7)) ، وفيها «بدعق، محببة، صورة محببة، سقفاطيس أحون» ([8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn8))، وأحون اسم شيطان وقد ورد في أوراد القادرية والشاذلية والدسوقية والبدوية وغيرهم، لاحظ كيف تكرر عندهم، وقد أشار لهذا د. عامر النجار وغيره ([9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn9))، بل بعض الطرق الحديثة النشأة يصرحون بدعاء الجن كالطريقة الختمية ([10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn10))، وكذلك الطريقة السمانية ([11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn11))، وغيرهما من الطرق الصوفية، وفي أورادهم الدعاء للوقوع في الشرك مثل: " اللهم انشلني من أوحال التوحيد وألقني في بحار الوحدة "، وفيها حروف لاتعرف، وأشياء غامضة، وتراكيب لاتستقيم في اللغة.
وهذه الأدعية فيها ضلالات كثيرة، منها:
1 - اشتمالها على الشرك في دعاء غير الله، والشرك في إلزامهم للمريد أثناء الذكر أن يستحضر صورة الشيخ في القلب، ويتصور أن عموداً من النور يخرج من قلب الشيخ ويدخل قلب المريد ويسمونه استمداداً، أي أن الشيخ يهدي القلب ويمده بالهداية وهذا كفر صريح ([12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn12)) .
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الاعتداء في الدعاء ([13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn13)) ، وهذه الأدعية اشتملت على الاعتداء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الأدعية لايستجاب لها لم اشتملت عليه، ولها أضرار أخرى ومفاسد كثيرة ([14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn14)) .
وقد أنكر العلماء هذه الأدعية إنكاراً شديداً، وجعلوها من موانع الإجابة، قال القرطبي عن موانع الإجابة «ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة، فيتخير ألفاظاً مفقرة وكلمات مسجعة، وقد وجدها في كراريس لاأصل لها، ولا معول عليها، فيجعلها شعاره ويترك ما دعا به الرسول صلى الله عليه وكل هذا يمنع استجابة الدعاء» ([15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn15)) .
وقال الخطابي: «وقد أولع العامة بأدعية منكرة اخترعوها، وأسماء سموها، ما أنزل الله بها من سلطان» ([16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn16))، وقال أبو بكر ابن العربي المالكي عن هذه الأدعية «احذر منها، ولايدعون أحد منكم إلا بما في الكتب الخمسة وهي كتاب البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي فهذه الكتب هي بدء الإسلام،… ولا يقولون أحد اختار دعاء كذا فإن الله قد اختار له وأرسل بذلك إلى الخلق رسوله» ([17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn17)) .
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتزام النص في الدعاء، عن البراء بن عازب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به» قال: فرددتها علي النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال: «لا ونبيك الذي أرسلت» ([18] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn18)).
وأقل حالاتها دعاء من لا يعرف، وقد نص العلماء على عدم جواز الدعاء بما لايعرف.
ومن الصوفية من جعل ورده أفضل من القرآن الكريم، مثل صلاة الفاتح عند التجانية، وكلهم زعموا أن هذه الأذكار مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، كما زعم ذلك الشاذلي، والميرغني شيخ الختمية، و التجاني وغيرهم، فأعرضوا عما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت الأمة عليه، وينكبون على ما اشتمل على الشرك الأكبر المخرج من الملة لدعائهم الجن والشياطين وتحريفهم كلام الله تعالى بهذه الحروف المقطعة، والكذب على رسول الله وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمداً فليتبؤ مقعده من النار» ([19] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn19))، ونجزم يقينا أن هذه الأذكار من وحي الشياطين كما تقدم قول ابن عباس رضي الله عنه في دعوى المختار الثقفي نزول الوحي عليه، وأنها كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس في كتب الصوفية ذكراً للأذكار النبوية، والأذكار التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة كلها توحيد وإخلاص مثل ما جاء عن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، زاد في رواية «له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر» ([20] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn20)).
وعن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم لك أسلمت وبك أمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون» ([21] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn21)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم يضره شئ» ([22] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn22)). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يمسي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه» ([23] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn23))، قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
ففي هذه الأدعية النبوية الربانية تحقيق العبودية لله تعالى، وصلاح العبد في الدنيا والآخرة، ووضوح المعنى، وغير ذلك مما لا يحصيه هذا المقام.
وأدعية هؤلاء الصوفية كلها ظلمة وضلال وتعلق بالباطل، وليس للمسلم أن يتخذ دعاءً من غير الوارد في الكتاب والسنة بحيث يصير ذلك شعاراً له يداوم عليه ([24] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn24)) .
والعجيب أن مذهب الصوفية في الدعاء أنه لا يجلب به منفعة ولا يدفع مضرة، ومنهم من قال: إن الدعاء عبادة محضة، ومنهم من قال: إن الدعاء من حظ العامة، وأما مقامات الخواص فهي ترك الدعاء والتوكل نظراً للقدر ([25] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn25))، وهذا مذهب أئمتهم كأبي طالب المكي والغزالي وقد ذكرا بعض الحكايات التي تنهى عن الدعاء، على سبيل الاستدلال بها، فيقول أبو طالب حدثونا عن بشر الحافي:» قال: رأيت بعبادان رجلاً قد قطعه البلاء، وقد سالت حدقتاه على خديه، وهو في ذلك كثير الذكر عظيم الشكر لله، قال: وإذا هو قد صرع من حبة به، فوضعت رأسه على حجري، وجعلت أسأل الله صلى الله عليه وسلم كشف ما به، وأدعو له، فأفاق فسمع دعائي، فقال: من هذا الفضولي الذي يدخل بيني وبين ربي ويعترض عليه في نعمه علي؟ قال: ونحى رأسه «([26] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn26)).
وروى حكاية أخرى فقال:» إن بعض هذه الطائفة ضاع ولده وكان صغيراً ثلاثة أيام لا يعرف له خبراً، فقيل له لو سألت الله أن يرده عليك، فقال: اعتراضي عليه فيما قضى أشد من ذهاب ولدي «([27] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn27)).
وقد رد عليها العلماء، فلما نقل هذه الحكايات أبو حامد رد عليه ابن الجوزي, فقال:» لقد طال تعجبي من أبي حامد كيف يحكي هذه الأشياء في معرض الاستحسان والرضى عن قائلها، وهو يدري أن الدعاء والسؤال ليس باعتراض «([28] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn28)).
والدعاء أمر الله به عباده، وفيه فوائد أخرى غير حصول المطلوب منها:
دفع السوء عن الداعي، أو يدخر الرب ـ سبحانه ـ له الدعوى كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» ما من مسلم يدعو دعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر؟ قال: الله أكثر «([29] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn29)).
ـــــــــــــــــ
([1]) انظر: القوت جـ1/ 133، والإحياء جـ1/ 476.
([2]) انظر: الإحياء جـ1/ 471 - 476.
([3]) انظر: ورد الجلالة للقادرية ص179، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([4]) انظر: دعاء سورة الواقعة للقادرية ص180، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([5]) لطائف المنن ص257.
([6]) انظر: الحزب الكبير للدسوقي ص196، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([7]) انظر: حزب البدوي ص168، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([8]) انظر: حزب البدوي ص169، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([9]) انظر: هامش الطرق الصوفية له ص168،180.
([10]) انظر: الختمية د. أحمد جلي ص125.
([11]) انظر: الإطاحة بعرش أكابر الجالين ص115 - 118.
(يُتْبَعُ)
(/)
([12]) انظر: الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية للعروسي ج1/ 661.
([13]) الحديث أخرجه أبو داود ج2/ 161رقم 1480، والإمام أحمد في المسند ج1/ 171، 183، وصححه الألباني في صحيح الجامع ج3/ 218 رقم 3565.
([14]) انظر: الدعاء ومنزلة من العقيدة الإسلامية ج1/ 660.
([15]) الجامع لإحكام القرآن ج7/ 226.
([16]) انظر: شأن الدعاء للخطابي ت/ أحمد الدقاق ص16، الناشر دار الثقافة العربية دمشق ط/ الثالثة 1412هـ.
([17]) انظر: أحكام القرآن لابن العربي ج2/ 816 ط/ دار المعرفة بيروت.
([18]) انظر: أخرجه البخاري في (كتاب الوضوء، باب فضل من بات على الوضوء) جـ1/ 97، رقم الحديث 244.
([19]) أخرجه البخاري في (كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم) جـ1/ 52، رقم 107.
([20]) أخرجه مسلم في (كتاب الذكر والدعاء باب التسبيح أول النهار وعند النوم) جـ4/ 2088، رقم 2723.
([21]) أخرجه مسلم (كتاب الذكر والدعاء باب التسبيح أول النهار وعند النوم) جـ4/ 2086، رقم 2717.
([22]) أخرجه الترمذي في (أبواب الدعاء، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى) جـ5/ 465، رقم 3388.
([23]) أخرجه الترمذي في (أبواب الدعاء، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى) جـ5/ 465، رقم 3389.
([24]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 22/ 511.
([25]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 8/ 192، وجـ8/ 530 - 531، والتحفة العراقية ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية 10/ 22 ومدارج السالكين جـ3/ 109 والدعاء ومنزلته من العقيدة ص318.
[26] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftnref26)([26]) القوت جـ2/ 71.
([27]) القوت جـ2/ 71، وانظر: جـ2/ 116.
([28]) تلبيس إبليس ص353.
([29]) أخرجه الإمام أحمد في المسند جـ17/ 213 - 214 حديث رقم 11133، ت/ شعيب الأرنؤوط ط/ الأولى 1418هـ الناشر مؤسسة الرسالة-بيروت، وقال المحقق إسناده جيد، والحاكم في المستدرك جـ1/ 493 (ط/ دار المعرفة-بيروت وبذيله التلخيص للذهبي) وقال: صحيح الإسناد إلا أن الشيخين لم يخرجاه عن علي بن علي الرفاعي، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح، وأخرجه ابن أبي شيبه في المصنف جـ10/ 201 حديث رقم 9219 ت/مختار الندوى ط/ الأولى 1401هـ الناشر دار السلفية بالهند، وقد أخرجه غيرهم، وقد صححه ابن حجر في فتح الباري جـ11/ 115.(/)
اقتراحاتكم وتوجيهاتكم لمدرسة عقيدة .. (أول مرة)
ـ[انبثاق]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 12:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كما قرأتم في العنوان ..
أرجو من المشايخ الفضلاء كتابة تنبيهاتهم أو اقتراحاتهم لأساليب تشرب الطالبات للمادة وفهمهن لها فهما تاما ..
فإني أسعى إلى أن تحب أخواتي الطالبات هذه المادة المهمة .. لينتفعن بها ولاتذهب مع نهاية الامتحان ..
الكتاب المقرر تقريبا هو: "الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد" للشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان/أطال الله في عمره على خير ومتعنا به ..
المرحلة: الجامعية.
...
بارك الله في الجميع.
أرحب بتجارب الإخوة أثناء طلبهم للعلم، فليفيدوني بما حبَّبهم في هذا العلم من مواقف وماشابه ..
شكرا لكم ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 01:27]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
1 - خير من قدم العقيدة بحلة قشيبة محببة من المعاصرين:
-الشيخ عمر الأشقر في سلسلته ولاسيما "العقيدة في الله"
2 - بيان وسطية أهل السنة بين فرق الضلال بالأمثلة
3 - ربط العقيدة بالكون ذلك الكتاب المنظور المبهر
4 - التركيز على خصائص العقيدة الإسلامية (كالسهولة وانسجامها مع الفطرة والعقل .. إلخ)
5 - تعويد الطالبات على أن يكون مفزعهن للدليل في الدين عامة والعقائد خاصة
6 - ربط العقيدة بالفقه (التي تسمى الفروع)
7 - ربطها بالجهاد
8 - بيان أساليب القران في عرض العقائد والتمثيل بمحاجة الله للمعاندين
9 - المبالغة في بيان أهمية هذا العلم الشريف وأثره في حصانة المسلم العقلية ضد التيارات والمذاهب الفكرية والعقائد الفاسدة
وهكذا .. وبيان كل ذلك بأدلة من القرآن والسنة
واحرصي على أسلوب التشويق والقصص .. إلخ
والله الموفق
ـ[انبثاق]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 04:10]ـ
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا ..
ثمَّت نقاط حبذا ذكر مثال واحد فقط عليها حتى يتضح لي مقصودكم منها بشكل أوضح، (ولو زدتم فزيادة خير وبركة):
3 - ربط العقيدة بالكون ذلك الكتاب المنظور المبهر
6 - ربط العقيدة بالفقه (التي تسمى الفروع)
كتب الله أجركم ورفع ذكركم ..
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 09:05]ـ
أرحب بتجارب الإخوة أثناء طلبهم للعلم
وفقكِ الله أختي الفاضلة انبثاق ورزقكِ الإخلاص في القول والعمل ..
أما عن تجربتي .. فمن كرامة الله لي أن تولى تدريسي أيام الجامعة في أحد المستويات دكتتور فاضل ..
ووالله لكأن القاعة تتنزّل عليها السكينة من جميل شرحه وحُسن سرده .. وأكثر تركيزه في الشرح العناية بأحوال القلوب وربط أي جزئية من جزئيات المنهج بأعمال القلوب بطريقة ممتعة سلسة .. فقد كان يُكثر من الاستشهاد بأقوال ابن القيم وابن تيمية - رحمهما الله - ..
ومن النقاط المهمة التي يستشعرها الطالب والطالبة ولولم يُفصِحوا عن ذلك ولها دور كبير في التفاعل والاستيعاب:
استشعار المعلمـ/ة لعظمة مايقوم بتعليمه، والعيش مع المنهج المُقرر قلباً وقالباً ..
ومما يحسن ذكرة أن الطالبات عادة ساء كان تخصصهن شرعي أو غير شرعي فإنهن يحببن مادة العقيدة لما فيها من روحانية وسكينة ..
والتوفيق من الله أولا وآخراً ياأخية .. فأكثري من سؤال الله التوفيق والسداد ..
أعانكـ الله وجعلكِ مباركة أينما كنتِ ..
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 12:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الكتاب جيد.
وقبل الدخول في الشرح، أقترح عليكم وضع مدخل لعلم العقيدة. يتم فيه التحدث عن المقدمة والتعريفات. بحيث يكون المدخل مبسط جدًا، وشامل.
- المقدمة لعمل تصور مبدئي لمسائل العقيدة:
التوحيد - الشرك؛ الإيمان - الكفر؛ السنة - البدعة .. وهكذا.
- والتعريفات في غاية الأهمية، حتى قيل في أهل الضلالات من قبل: "أهلكتهم العُجْمَة".
سددكم الله ووفقكم.
ـ[انبثاق]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 03:59]ـ
الفاضل /أبا القاسم
جزاكم الله خير الجزاء على حسن سابقتكم في إجابتي ..
...
الفاضلة/شجرة الدر:
ووفقك أخية ولك من الدعاء بمثل ما دعوت به ..
أشكرك كثيرا على ذكرك لما أثر فيك من الدكتور جزاه الله خيرا ..
...
الفاضل أبا العباس/
- المقدمة لعمل تصور مبدئي لمسائل العقيدة:
التوحيد - الشرك؛ الإيمان - الكفر؛ السنة - البدعة .. وهكذا.
- والتعريفات في غاية الأهمية،
فكرة جيدة تعطي تصورا عاما قبل التجزئة .. خاصة أن المنهج بعمومه هو التوطئة لما سيأتي من مستويات جامعية.
إذن فالمطلوب أن أجرد المصطلحات وأفردها مع تعريفاتها، أم أن هناك كتابا معينا تشيرون عليَّ به بارك الله فيكم؟
...
جعلنا الله أجمعين من السباقين إلى الخيرات ..
ـ[انبثاق]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 04:32]ـ
أيضا/
في هذا العصر كثرت الهموم والغموم، وأظن أن خير ما تعالج به، وأفضل ما يشرح الصدر: صحة العقيدة، وحسن العلم بالله عز وجل، والثقة به والتوكل عليه ..
ولعل هذه النقطة تمس لدى (الفتيات) وترا حساسا ..
هل هناك ما يضيفه الفضلاء حول هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 03:16]ـ
إذن فالمطلوب أن أجرد المصطلحات وأفردها مع تعريفاتها، أم أن هناك كتابا معينا تشيرون عليَّ به
بارك الله فيكم.
المعهود أن الشارح لديه تصور جيد للمادة العلمية التي سوف يتم تدريسها، وإحاطة بمسائلها. لذا أترك للشارح اختيار المدخل .. فكلٌ له أسلوبه.
والملاحظة التي قد أبديها .. أن:
البعض يسهب في مقدمته حتى يكاد أن يمل منها الطلاب، أو قد يصابون بالتشتت الفكري لكثرة المعلومات والكلام في هذا المدخل.
والبعض الآخر يختصرها فيعتصرها فيضيع التصور لهذا العلم، فيسير الطلاب في درب لا يعلمون عنه شيئا.
لذا فالأولى ألا تستخدم الخطابة والوعظ في هذا المقام .. وتكون الأولوية للمادة العلمية .. بتركيز وربط بين أهم المسائل والمباحث.
وفيما أرى، أن أهمية المدخل المقترح هو اعطاء التصور المطلوب للمادة التي سوف يتم تدريسها.
وهذا التصور لا بد وأن يبنى على الفهم الصحيح للتعريفات التي قد يجهلها كثير من الناس بسبب العجمة.
وهذا هو الأساس الذي سار عليه الشيخ صالح الفوزان في كتابه.
ومن ضمن هذا المدخل، الكلام عن مصادر التلقي والاستدلال لعلم العقيدة عند أهل السنة .. مع التعريج على سبب ضلال من ضل من أهل الأهواء بسبب الخلل في هذه الجزئية.
والدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة يأتي تبعا وضمنا لهذه الجزئية.
بالنسبة للكتب .. فهناك كتاب مبسط مختصر، اسمه: العقيدة الميسرة - عبدالله بن أحمد الحويل
اطلعت عليه فرأيته ذو تركيز طيب مع اهتمام بالتعريفات وإيراد الدليل.
فأرفقته في هذه المشاركة .. لعل فيه نفعا لكم. نفع الله بكم.
رابط الكتاب:
http://www.archive.org/download/tamuhu/tamuhu.pdf
ـ[انبثاق]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 11:05]ـ
شكرا لك أخي الكريم ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 12:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كما قرأتم في العنوان ..
أرجو من المشايخ الفضلاء كتابة تنبيهاتهم أو اقتراحاتهم لأساليب تشرب الطالبات للمادة وفهمهن لها فهما تاما ..
فإني أسعى إلى أن تحب أخواتي الطالبات هذه المادة المهمة .. لينتفعن بها ولاتذهب مع نهاية الامتحان ..
الكتاب المقرر تقريبا هو: "الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد" للشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان/أطال الله في عمره على خير ومتعنا به ..
المرحلة: الجامعية.
...
بارك الله في الجميع.
أرحب بتجارب الإخوة أثناء طلبهم للعلم، فليفيدوني بما حبَّبهم في هذا العلم من مواقف وماشابه ..
شكرا لكم ..
لست فاضل ولست شيخ لكن كتب الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى تمتاز بسهولتها وقوتها والخلاصة فيها وموثوقة، فهو رأس من رؤوس أهل السنة ومن اكابر علماء المسلمين، نسأل الله العظيم أن يحفظه ويبارك فى علمه وكل علماء المسلمين، ولذلك هى موجودة في المناهج التعليمية في بلاد التوحيد حرسها الله سبحانه وتعالى.
كما استفاد منها عشرات الآلاف من طلاب العلم في جميع أنحاء العالم.
وفقكم الله تعالى لكل خير، وجزاكم الله كل خير لتعليم المسلمين العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[انبثاق]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 03:24]ـ
جزاكم الله خيرا ..
صحيح .. الشيخ له سابقة علم وفضل لا يُنْكَر ..
وأدب جم، وحسن ترفق وتعقل .. وبيان للحق بأقصر طريق ..
وأشياء كثيرة تعجبني فيه حفظه الله وثبته ..
آمين ..
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 06:18]ـ
أختي الفاضلة: الطريقة التي أراها مناسبة والله أعلم هو أن يبدأ المدرّس بعرض العقيدة على طلاّبه من خلال القرآن الكريم ثمّ عرض شامل للمنهج النبوي في تقرير العقيدة وبيان أثرها في نشأة المجتمع الإسلامي الأوّل ثمّ الإنطلاق في بيان المسيرة التاريخية وطريقة التفاعل الحضاري (التثاقف) مع المجتمعات الجاهلية وأثره في ظهور الإنحراف ثم يبدء في تدريس قواعد وأصول إعتقاد أهل السنة مع بيان وسطيّتهم في كلّ أصل من الأصول بعرض الفرق المتقابلة حوله ثمّ يعرض للتطور الدلالي للمصطلحات التي يحتاجها الطالب والردّ على الشبهات المثارة حولها ومن ثمّ الحديث عن أثر العجمة على ظهور الفرق وأثر ظهور الفرق على العلوم الشرعية ..
من تجربتي: ختم كلّ مجلس من مجالس التدريس بقراءة شيء من القرآن الكريم يختاره المدرّس بعناية فائقة لببان المنهج لقرآني في تقرير المادة محلّ الدرس والله أعلم
ـ[انبثاق]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 06:07]ـ
شكرا لكم أخي الفاضل
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 06:27]ـ
يمكنك الاستفادة من مقالات الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله و أكثرها تحت عنوان " جمالية ...... "
و هذا نموذج لمقالاته هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48220
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=47798
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39594
و لا تنسي ربط ذلك بالسلوك! فالبغضاء مثلاً تحلق الدين!
فإمّا أن تكون الواحدة من تلميذاتك - إن جادلت في مسائل العقيدة أخواتها في الإسلام - كالشيخ الجليل ابن باز في سلامة صدره أو فلتسكت!(/)
سؤال عن موضوع البدع
ـ[ابو أنس الكيني]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 01:13]ـ
اخواني افيدوني اذا كان لديكم مفرفة كتاب يتحدث عن معاملة اهل البدع
جزاكم الله(/)
صوفية حضرموت تقبل توبتهم بعد موتهم وفي قبورهم .. [وثيقة] .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 07:47]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
صوفية حضرموت تقبل توبتهم بعد موتهم وفي قبورهم
قال الله تعالى ((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)) [النساء:17] أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل شيء عصي الله به فهو جهالة، سواء كان عمدا أو غيره، وأن كل ما كان قبل الموت فهو قريب .. !!
إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ثبت ذلك في أحاديث كثيرة، قال صلى الله عليه وسلم ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))، فأما إذا عاين الملك، وحشرجت الروح في الصدر، وبلغت الحلقوم، وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص ((وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ)) [النساء:18] .. !!
وهكذا يخبرنا الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم أن مجال التوبة مفتوح مالم تغرغر النفس .. !!
وإذا غرغرت فإن باب التوبة يغلق .. !!
ولكن .. !!
مشايخ صوفية حضرموت يحادون الله ورسوله، ويعارضون كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. !!
ويقولون أن التوبة تقبل حتى بعد مماتهم وفي قبورهم .. !!
ورد في كتاب " تحفة الأحباب " تأليف (العلامة النحوي) عمر بن علوي بن أبي بكر الكاف " ما نصه:
((وقال رضي الله عنه: كان الحبيب عيدروس بن أحمد بن علي، بن شهاب يقول: ومما أخبرني شيخي ملاذي عبدالله بن أحمد باسودان: أن الفقيه المقدم طلب من ربه لأولاده ثلاثة أشياء:
أن لايموت أحدهم إلا وهو عند رأسه.
وأن لايموت أحدهم إلا وهو مستور.
وأن تقبل توبتهم ولو في القبر.
فأجاب الله طلبه.
ثم قال الحبيب علوي: وكنا نسمع من العم أبي بكر بن عبدالله الخرد أنها تقبل توبتهم ولو في القبر، كما ذكر الحبيب عيدروس بن أحمد المذكور) .. [225 – 226] .. !!
.. :: شاهدوا الوثائق:: ..
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/t7faa7baab/0.jpg (http://www.soufia-h.net/)
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/t7faa7baab/226-225.jpg (http://www.soufia-h.net/)
الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه أنه لايقبل التوبة عند الموت وهؤلاء يقولون أن الله أجاب له طلبه .. !!
فهل نصدق كتاب ربنا وأقوال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أم نصدق هؤلاء الدجالون الأفاكون .. !!
أفتروا على الله أم بهم جنّة،، هؤلاء يكذبون على الله ولاحول ولاقوة إلا بالله .. !!
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (144) سورة الأنعام .. !!
وقال سبحانه مبيناً عاقبة من يكذب عليه (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ) (60) سورة الزمر .. !!
ياصوفية حضرموت أليس فيكم رجل رشيد .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين .. !!
الجمعة 29 شوال 1431هـ .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7570
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 01:59]ـ
بارك الله فيك
نسأل الله العافية والسلامة(/)
سب النبي صلي الله عليه وسلم فتح وسب عائشة رضي الله عنها بركة
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 08:15]ـ
كثيرا ما يأتي في خاطري مقولة الصحابي الجليل أسيد بن حضير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (ليست هذه بأول بركاتكم يا آل أبي بكر) لما اسمع عمن يسب الصحابة سيما أبا بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ونسمع بعد ذلك بأن ذلك كان سببا في رجوع كثير من الشيعة عن عقائدهم النحرفة إلي الإسلام، ولما سب هذا الخبيث أمنا رضي الله عنها كان ذلك سببا في إفاقة كثير من المغترين بالشيعة وبطولاتهم الوهمية
وبدأ التعرف علي فضائل الصحابة عموما و أمهات المؤمنين خصوصا، وهذا بلا شك من البركات التي ينبغي أن يدونها التاريخ بفضل (آل أبي بكر) رضي الله عنهم جميعا
_ تأمل كيف كان الفقهاء يتعاملون مع سب النبي (ص) كما حكي ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عنهم في الصارم المسلول، كانوا إذا حاصروا مدينة من المدن فاستعصت عليهم فما أن يسمعوا سب النبي (ص) حتي يتيقنوا أن الله فاتح عليهم هذه المدينة غيرة علي رسوله (ص)
أليس يستحق بعد كل هذا أن يقال: سب النبي (ص) فتح وسب عائشة رضي الله عنها بركة
ـ[فائز الهاروني]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 09:37]ـ
فتح الله عليك وبارك فيك على هذه اللفتة اللطيفة،،،، إي والله!!! إنه بركة لمن بعدها وأجر لها رضي الله عنها،،، وقد صدقت في الدفاع عن سلفها حين بلغها أن أقواما يسبون أبا بكر وعمر فقالت ما معناه: لقد اقطعت أعمالهم، فأراد الله ألا يقطع عنهم الأجر، فأكرمها الله بمثل ذلك،،، والجزاء من جنس العمل.
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 06:45]ـ
جزاك الله خيرا علي مرورك الكريم(/)
«هل يقال خليفة اللَّه؟»، لشيخِنا العلَّامة عبد الرَّحمن البرَّاك.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 10:47]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«هل يقال خليفة اللَّه؟»،
لشيخِنا العلَّامة عبد الرَّحمن البرَّاك
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد، فيقع في كلام بعض الناس قولهم: إن الإنسان خليفة عن الله في الأرض ونحو ذلك، وهذا معنى يتوهمه بعضهم من قول الله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، وهذا غلط في فهم الآية، فقد ذكر المفسرون في معناها أن الله عز وجل جاعل في الأرض خلائف يخلف بعضهم بعضاً؛ فإن كل جيل من الناس خليفة لمن قبله، وقيل إن جنس الإنسان خليفة لعالم كان على الأرض قبل آدم عليه السلام، فالله أعلم، والخليفة في اللغة هو من يخلف غيره إذا غاب أو مات، وهذا المعنى لا يليق بالله تعالى، فإنه عز وجل حي لا يموت، وشاهد لا يغيب، بل الحق أن الله هو الخليفة لمن مات أوغاب في أهله، كما جاء في حديث دعاء السفر: (اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل) [رواه مسلم]، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه لأبي سلمة لمّا مات: (اللهم اغفر لأبى سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه) [رواه مسلم]، وفي حديث الدجال: (إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم) [رواه مسلم].
وأما إذا قيل فلان خليفة الله، فلا يجوز أن يراد أنه خليفة عن الله، بل من قبيل إضافة التشريف، والمعنى مستخلف من الله، كما قال الله تعالى لداود: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [ص: 26]، فداود عليه السلام مستخلف من الله ليحكم بين الناس بالحق، فيصدق عليه بهذا المعنى أنه خليفة الله، ومنه قول أبي تمام للمعتصم:
خليفة الله جازى الله سعيك عن جرثومة الدين والإسلام والحسب
وقول جرير في عمر بن عبدالعزيز:
خليفة الله ماذا تأمرنّ بنا لسنا إليكم ولا في دار منتظر
وفي وصية علي رضي الله عنه لكميل بن زياد قوله: (يا كميل أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه)، فتبين الفرق بين قولك فلان خليفة عن الله، فهذا ممنوع، وقولك: خليفة الله، فلهذه معنى يصح، والله أعلم.
أملاه:
عبد الرَّحمن بن ناصِرٍ البرَّاك
25/ 10/1431
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 10:49]ـ
المصدر: موقع شيخنا.
http://albrrak.net/index.php?option=content&task=view&id=20763(/)
المراة المسلمة في ظل معركة التغريب واضمحلال الغيرة
ـ[أنس المتعجب]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 12:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
كنت قد كتبت سابقا عن موضوع قيادة المراة المسلمة الملتزمة للسيارة في البلدان التي تسمح بذلك ذلك الموضوع لم يلق تفاعلا, واظن السبب هو ان معظم الأعضاء الكرام هنا من بلاد الحرمين والذين لم يعايشوا تلك المشكلة بفضل الله, وذلك لجهود علمائهم الكرام في منع ذلك لن فتح ذلك الباب هو فتح لباب فتنة لا يمكن ضبطها.
أعتقد ان هناك أيضا بعض الخوة الكام من دول اسلامية اخرى توجد بها تلك الظاهرة ولكن ليست بالصورة الكبيرة والواضحة للعيان التي توجد بها في البلد الذي أعيش به, فلم تكن في نظرهم بالمشكلة المهمة, او ان بعضهم رأى ان قيادة المراة للسيارة أهون شرا من ركوبها المواصلات العامة خاصة اذا كان ما يحدث في تلك المواصلات العامة مما يندى له الجبين.
اخوتي الأكارم كان الأحرى أن ابدأ بموضوع الاختلاط الذي هو الأساس للمشكلة والذي بسببه احتاجت بعض النساء لاستخدام السيارة.
اخوتي الأكارم, قد يبدو موضوعي هذا ليس في محله في ظل حملة الرافضة ضد أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها , لكني أعتقد أن سلامة المجتمع الاسلامي من الآفات الاجتماعية هو السبيل الأسلم , للدفاع عن رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم وعن امهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم, لنه لولا ضعفنا لما تجرؤ اعداء الاسلام على الطعن فيه, وأعتقد ان اهم اسباب ضعفنا هي حبنا للمال وتكالبنا على ديننا, وفتنة المراة (فهما السببان الأساسيان لضعف الخلاق وضعف المجتمعات وهوانها وكلا الفتنتين تؤدي للوقوع في الفتنة الأخرى).
قد يبدو الموضوع أقل انتشارا في بلاد الحرمين بفضل الله الذي قيض لهم علماء ربانيين يدافعون عن العفة والأخلاق, ومع محاولة الليبراليين والتغريبيين لتشريع الاختلاط لكنهم يواجهون بسور منيع من الاخوة العلماء, ومن الناس الذين ما زالوا متمسكين بدينهم وبنخوتهم ومروئتهم.
في البلاد الاسلامية الأخرى عملت الحكومات وما زالت تعمل على جعل الاختلاط امرا طبيعيا, وكان ذلك تلبية لرغبة أعداء المسلمين من دول الكفر والمنظمات الدولية التي لا تريد للاسلام خيرا, والتي تنفق الأموال, وتستخدم وسائل الاعلام لنشر أفكارها.
مقابل ذلك يوجد في بعض البلدان علماء أفاضل يحاربون الاختلاط ويدعون للعفة والطهارة, بغض النظر عما يواجهونه من اعداء, وما يوضع في طريقهم من عراقيل, ولكن للأسف لا يصل صوتهم للجميع. هناك أيضا علماء (في البلد الذي أعيش فيه معظم العلماء من هذا الصنف) اما يعتبرون الاختلاط امرا واقعا وطبيعيا يجب التعايش معه ولا يحاولون التقليل منه حتى في الميادين والمجالات المتاحة لهم, بل قد يكرسون الاختلاط في الأماكن التي لهم السلطة عليها , فتجد في محاضراتهم وندواتهم واجتماعاتهم اختلاطا, ويسوغون ذلك بما يسمى الضوابط الشرعية, ومنهم من يعترف بان الاختلاط محرم لكنهم يتخبطون في كيفية الحد منه, فتراهم يقرون بحرمته بينما يقرون امورا تؤدي له مع امكانية تجنبها (وفي هذا يخضعون لواقع مجتمعهم كما يفعل الصنف الأول).
لست من أصحاب العلم الشرعي, لكني سأطرح القضايا التالية التي وصل اليها المجتمع, وللأسف حتى من يحسبون أنهم ملتزمين دينيا, والنقاط التي سأذكرها لا يرتكبها من لا يقيمون للشرع وزنا فقط, بل يرتكبها من يظنون التزامهم بالشرع ومن يدعون التزامهم بالشرع (صنفان: الأول جاهل غافل لا يدري أنه يخالف الشرع, والثاني منافق يدعي الالتزام ويعرف انه يخالف الشرع):
1.قبل 100 سنة (وحتى في عصر الجاهلية) لن ترى رجلا يرضى ان تكون ابنته او اخته او زوجته تعمل يوميا لمدة 8 - 10 ساعات مع الرجال, لكن اليوم تجد بعض الملتزمين يرى انه لا ضير في ذلك ويبرر ذلك بأنها تلبس الحجاب وانه يثق بدينها وأخلاقها (كانه يظن انه افضل من امهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله عليهن وانه هو وزملاؤها في العمل أفضل من الصحابة رضوان الله عليهم)
2.لو ان شخصا اكتشف ان المدرسة التي تتعلم فيها ابنته فيها الكثير من رفيقات السوء, وأن الشباب ينتظرون الطالبات على أبواب المدرسة, وفي الطرقات, ولم يجد مدرسة أخرى نظيفة وبعيدة عن الشرور, هل سيخرجهذا الملتزم ابنته من المدرسة؟ لا , لماذ لأن عليه اختيار احد امرين: الحفاظ على ابنته من الوقوع في الزلل, أو حرمانه من الدراسة والحصول على شهادة والعمل للحصول على المال, وكما أصبح قولا شائعا الشهادة (الدراسية وليس الدين او الأخلاق) سلاح في يد البنت. نعم لنه لا يؤمن حقا بان لله هو الرزاق , يعتقد انه يحمي البنت بتدريسها, بينما بالنسبة للدين والخلاق فانه يثق بابنته.
3. نفس الموضوع بالنسبة للجامعة, لو أدرك ان جو معظم لجامعات قذر, وان المجاهرة بالمعاصي منتشرة, وان اكثر المدرسين ممن يحملون الفكر الغربي ولا يأبهون بالشرع, فهل سيجعل ابنته تترك الجامعة (خاصة اذا كان قادرا على الانفاق عليها وليست بحاجة للعمل, وكن التخصص الذي تدرسه للأسف في مجال العمل فيه أصلا يختص به الجال او كان العمل فيه مختلطا)
4. اذا أرادت ابنته الدراسة في الجامعة فهل سيراعي هو وابنته ان يكون التخصص ليس في مجال بالصل خاص بالرجال , وأن العمل فيه ليس مختلطا, وسأضرب مثالا واحدا فقط وهو الهندسة التي أصبحت البنات وحتى الملتزمات يقبلن عليها مع ىان بعضها يتضمن بعض العمل الميداني الشاق, وكلها بلا استثناء العمل فيها يقتضي الاختلاط.
5. لماذا أصبح العرف عند كثير من الناس, أن تقوم المراة توصيل الأولاد للمدرسة, وبأخذهم للطبيب, وشراء احتياجاتهم, لماذا لا يقوم بذلك الأب؟ وذلك سبب لترسيخ الاختلاط حتى عند ربات البيوت اللواتي يضطررن للاختلاط من اجل تأمين احتياجات أبنائهم التي لا يتنازل الأب للقبام بها, وهو من اهم أسباب انتشار ظاهرة قيادة المرأة للسيارة حتى ربة المنزل التي يفترض المرء أنه من القارات في بيوتهن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس المتعجب]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 03:56]ـ
لاكمال الموضوع:
بعض الملتزمين يتفقون معنا بحرمة الاختلاط ولكن لأنهم متاثرون بالعرف فانهم يقدمون العرف على أحكام الدين, فمثلا دراسة البنت بالجامعة أصبح عرفا يتمسك به الكل بغض النظر عن الاختلاط الحاصل بها , وفي أحيان كثيرة بغض النظر ان كان ذلك التخصص يتعارض مع طبيعة المراة,
6.مثال على ذلك حدث منذ فترة قصيرة لاحدى قريباتي, فقد انهت ابنتها الثانوية العامة, وهذه القريبة عندما نزورها لا نرى بناتها لأنها تؤمن بعدم جواز الاختلاط, لكنها أرسلت ابنتها الى جامعة بعيدة, تضطر للدراسة فيها للسفر بدون محرم في ذهابها بداية الأسبوع وعند رجوعها نهاية الأسبوع, وتقيم في سكن للطالبات طوال الأسبوع (طبعا نسيت هذه المرأة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن سفر المراة بلا محرم, ونسيت أو لم تدرك طبيعة سكنات الطالبات, حيث ان فيها الكثير من الطالبات المنفلتات وان جوها ليس جوا سليما, وحتى المشرفات في معظمهن لسن من صاحبات الدين) طبعا الحصول على الشهادة وفرصة الوظيفة وموافقة المجتمع اهم من الالتزام بأوامر الشرع
7.صورة اخرى أب يأتي خطاب لابنته التي تدرس في الجامعة فيقول لهم انها تدرس, وانها لا زالت صغيرة, وعندما تسأل بعض الآباء او الأمهات عن ابنتهم التي في عمر ال19 أو ال20 اذا كن متزوجات فيستغربون سؤالك ويجيبونك أنها ما زالت طالبة جامعة (فالزواج الذي حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث الشباب عليه اذا استطاعوا, وأمر أولياء امر الفتاة بتزويجها اذا جاءها من يرضون دينه وخلقه أصبح غريبا وأصبحت الدراسة بالجامعة مع ما فيها من اختلاط شيئا طبيعيا ومألوفا). نعم اذا زوج رجل ابنته في عمر مبكرة فان الناس ستستهجن فعلته وسيقول له البعض أنك تحرمها من أن تعيش حياتها, واذا اخرجها من الجامعة لخوفه عليها لاكتشافه انتشار الفساد بالجامعة, لقال عنه الناس انه متشدد ومتزمت, وأولهم من يدعون انهم ملتزمون دينيا.
8.ورد خبر من الأخبار أن رجلا عمره 50 سنة تزوج بنتا عمرها 13 سنة, فسارع الناس الى اتهام الرجل وأبيها بالاجرام دون أن يعرفوا الرجل ولا البنت, واتهموه بظلم طفلة دون أن يعرفوا ان كثيرا من البنات يكن بالغات حتى قبل هذا العمر, بينما عادي ان تتعامل البنت مع رجل في عمر الخمسين بصورة طبيعية فيمزح معها وقد تتدلع عليه بحجة أنه في عمر أبيها (وقد رأيت وسمعت بأذني حادثة كهذه عندما كنت أتدرب على قيادة السيارة بين طالبة جامعية ومدرب السواقة, فكثير يستسهلون تعامل الفتاة مع رجل بعمر 40 أو 50 بحجة أنه بعمر أبيها) أي ان الزواج الحلال أصبح مستغربا اذا لم يوافق ذوق الغربيين أو لم يوافق ذوق أبناء جلدتنا الذين لم يحسنوا تربية بناتهم ليكن زوجات صالحات, وأصروا على اعتبارهن أطفالا حتى بعد أن بلغن وأصبحن مكلفات شرعا, حتى انك تجد بنت الجامعة لم تنضج بعد وليست مؤهلة للزواج , بينما تكون مؤهلة للاختلاط بالرجال وللسفر بدون محرم أحيانا. وكما قلنا حرمة اختلاط المراة بالرجل الأجنبي اصبح محللا حسب ضوابطهم اذا كان في عمر معين (لم يسمعوا بسفاح المحارم, حتى سمحوا لغير المحارم بمخالطة بناتهم اذا كانوا كبارا في العمر)
9.أمر آخر أصبح مستغربا هو تعدد الزوجات, وأصبح المعدد متهما حتى تثبت برائته, وهذا الأمر تقع فيه اكثر الملتزمات فاذا سمعن باحد قد تزوج بأخرى فاذا لم يكن بسبب رغبته في الأولاد أو بسبب مرض زوجته او سوء خلقها اعتبروه رجلا سيئا وأطلقوا عليه الألقاب, وقالوا مثلا لم يتزوج بأخرى مع أن زوجته أنجبت له أولاده , وجميلة وتحافظ على بيته ا (يحرمن ما امر به الله اذا لم يكن وفق الشروط التي يضعونها ويضعون شروطا للتعدد متناسين أن الله أباح التعدد بشرط العدل فقط) وللأسف فان كثيرا من الرجال أصبح يفكر نفس تفكيرهن وينظر بعين الريبة لمن يتزوج بأخرى هذا اذا لم يطلق عليه ألقابا. طبعا هنا الحلال أصبح مستغربا وبحاجة لرضا الناس, بينما ان يختلط الرجل في العمل مع النساء أصبح أمرا عاديا غير مستهجن
10. قد يطلب رجل امرأة للزواج فيشترط عليها ان لا تعمل خارج البيت لغيرته عليها, فيصفه الناس بانه متزمت غير منفتح ولا متفهم! عجبي! حتى غيرة الرجل على زوجته أصبحت تزمتا وشيئا مستهجنا.
11. أمر آخر يقوم به بعض الناس وللأسف حتى بعض الدعاة لتبرير الاختلاط, هو قولهم أن ذلك كان في عهد الصحابة وأن الزمان اختلف, وتعلمت المراة وأصبحت تعمل في الوظائف, وتطورت الأمور, وقد سمعت ذلك من أحد الدعاة في احدى المحطات الفضائية والذي جمع رجالا ونساءا لمناقشة موضوع القوامة, فقال ان القوامة تغيرت بتغير الزمان وتعليم المراة وخروجها للعمل, وان 70% من العاملين في الوظائف الحكومية في بلده (هذه كارثة اجتماعية) من النساء ,وكأن ذلك شيئا ايجابيا او على الأقل يقبله ذلك الداعية! ولو دقق الناس في كلامه فكأنه يقول ان الحياة أصبحت متطورة وان رجل اليوم أصبح أفضل من الصحابة, وأن امراة اليوم أفضل من الصحابيات, وان الصحابة لم يصلوا لمستوى الفهم والتحضر والتعامل المنصف مع المرأة الذي وصلنا له اليوم! نعم دون ان يدري جعل أهل هذا الزمان أفضل تعاملا مع المرأة من الصحابة رضوان الله عليهم.
هذا الانقلاب في الموازين بحيث أصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا, أدى الى انتشار العنوسة, وعدم قدرة الشباب على الزواج وقلة حالات تعدد الزوجات وكثرة الطلاق. كثير من النساء غير متزوجات وكثير من الشباب غير قادر على الزواج, ويوما بعد يوم يرتفع سن الزواج, ليقضي كلا الجنسين سنوات عمرهما اللاتي هن أنسب عمر للزواج محرومين منه, مقابل انتشار الاختلاط الذي يزيد نار الشهوة استعارا, ومقابل سهول الحصول على الحرام.
نعم الخلاصة ان الحلال أصبح صعب المنال للكثيرين, بينما الحرام أيسر وفي متناول الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس المتعجب]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 04:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
كنت قد كتبت سابقا عن موضوع قيادة المراة المسلمة الملتزمة للسيارة في البلدان التي تسمح بذلك و ذلك الموضوع لم يلق تفاعلا, وأظن السبب هو أن معظم الأعضاء الكرام هنا من بلاد الحرمين والذين لم يعايشوا تلك المشكلة بفضل الله, وذلك لجهود علمائهم الكرام في منع ذلك لان فتح ذلك الباب هو فتح لباب فتنة لا يمكن ضبطها.
أعتقد ان هناك أيضا بعض الاخوة الكرام من دول اسلامية اخرى توجد بها تلك الظاهرة ولكن ليست بالصورة الكبيرة والواضحة للعيان التي توجد بها في البلد الذي أعيش به, فلم تكن في نظرهم بالمشكلة المهمة, او ان بعضهم رأى ان قيادة المرأة للسيارة أهون شرا من ركوبها المواصلات العامة خاصة اذا كان ما يحدث في تلك المواصلات العامة مما يندى له الجبين.
اخوتي الأكارم كان الأحرى أن ابدأ بموضوع الاختلاط الذي هو الأساس للمشكلة والذي بسببه احتاجت بعض النساء لاستخدام السيارة.
اخوتي الأكارم, قد يبدو موضوعي هذا ليس في محله في ظل حملة الرافضة ضد أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها , لكني أعتقد أن سلامة المجتمع الاسلامي من الآفات الاجتماعية هو السبيل الأسلم للدفاع عن رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم وعن امهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم, لأنه لولا ضعفنا لما تجرؤ اعداء الاسلام على الطعن فيه, وأعتقد ان اهم اسباب ضعفنا هي حبنا للمال وتكالبنا على الدنيا, وفتنة المرأة (فهما السببان الأساسيان لضعف الأخلاق وضعف المجتمعات وهوانها وكلا الفتنتين تؤدي للوقوع في الفتنة الأخرى).
قد يبدو الموضوع أقل انتشارا في بلاد الحرمين بفضل الله الذي قيض لهم علماء ربانيين يدافعون عن العفة والأخلاق, ومع محاولة الليبراليين والتغريبيين لتشريع الاختلاط لكنهم يواجهون بسور منيع من الاخوة العلماء, ومن الناس الذين ما زالوا متمسكين بدينهم وبنخوتهم ومروئتهم.
في البلاد الاسلامية الأخرى عملت الحكومات وما زالت تعمل على جعل الاختلاط أمرا طبيعيا, وكان ذلك تلبية لرغبة أعداء المسلمين من دول الكفر والمنظمات الدولية التي لا تريد للاسلام خيرا, والتي تنفق الأموال, وتستخدم وسائل الاعلام لنشر أفكارها.
مقابل ذلك يوجد في بعض البلدان علماء أفاضل يحاربون الاختلاط ويدعون للعفة والطهارة, بغض النظر عما يواجهونه من أعداء, وما يوضع في طريقهم من عراقيل, ولكن للأسف لا يصل صوتهم للجميع. هناك أيضا علماء (في البلد الذي أعيش فيه معظم العلماء من هذا الصنف) اما يعتبرون الاختلاط امرا واقعا وطبيعيا يجب التعايش معه ولا يحاولون التقليل منه حتى في الميادين والمجالات المتاحة لهم, بل قد يكرسون الاختلاط في الأماكن التي لهم السلطة عليها , فتجد في محاضراتهم وندواتهم واجتماعاتهم اختلاطا, ويسوغون ذلك بما يسمى الضوابط الشرعية, ومنهم من يعترف بان الاختلاط محرم لكنهم يتخبطون في كيفية الحد منه, فتراهم يقرون بحرمته بينما يقرون أمورا تؤدي له مع امكانية تجنبها (وفي هذا يخضعون لواقع مجتمعهم كما يفعل الصنف الأول).
لست من أصحاب العلم الشرعي, لكني سأطرح القضايا التالية التي وصل اليها المجتمع, وللأسف حتى من يحسبون أنهم ملتزمين دينيا, والنقاط التي سأذكرها لا يرتكبها من لا يقيمون للشرع وزنا فقط, بل يرتكبها من يظنون التزامهم بالشرع ومن يدعون التزامهم بالشرع (صنفان: الأول جاهل غافل لا يدري أنه يخالف الشرع, والثاني منافق يدعي الالتزام ويعرف انه يخالف الشرع):
1.قبل 100 سنة (وحتى في عصر الجاهلية) لن ترى رجلا يرضى ان تكون ابنته او اخته او زوجته تعمل يوميا لمدة 8 - 10 ساعات مع الرجال, لكن اليوم تجد بعض الملتزمين يرى انه لا ضير في ذلك ويبرر ذلك بأنها تلبس الحجاب وانه يثق بدينها وأخلاقها (كأنه يظن انها افضل من امهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله عليهن وانه هو وزملاؤها في العمل أفضل من الصحابة رضوان الله عليهم)
2.لو ان شخصا اكتشف ان المدرسة التي تتعلم فيها ابنته فيها الكثير من رفيقات السوء, وأن الشباب ينتظرون الطالبات على أبواب المدرسة, وفي الطرقات, ولم يجد مدرسة أخرى نظيفة وبعيدة عن الشرور, هل سيخرج هذا الملتزم ابنته من المدرسة؟ لا , لماذا؟ لأن عليه اختيار احد امرين: الحفاظ على ابنته من الوقوع في الزلل, أو حرمانها من الدراسة والحصول على شهادة والعمل للحصول على المال, وكما أصبح قولا شائعا الشهادة (الدراسية وليس الدين او الأخلاق) سلاح في يد البنت. نعم لأنه لا يؤمن حقا بان لله هو الرزاق , يعتقد انه يحمي البنت بتدريسها, بينما بالنسبة للدين والأخلاق فانه يثق بابنته.
3. نفس الموضوع بالنسبة للجامعة, لو أدرك ان جو معظم الجامعات قذر, وان المجاهرة بالمعاصي منتشرة, وان اكثر المدرسين ممن يحملون الفكر الغربي ولا يأبهون بالشرع, فهل سيجعل ابنته تترك الجامعة (خاصة اذا كان قادرا على الانفاق عليها وليست بحاجة للعمل, وكان التخصص الذي تدرسه للأسف مجال العمل فيه أصلا يختص به الرجال او كان العمل فيه مختلطا)
4. اذا أرادت ابنته الدراسة في الجامعة فهل سيراعي هو وابنته ان يكون التخصص ليس في مجال بالأصل خاص بالرجال , وأن العمل فيه ليس مختلطا, وسأضرب مثالا واحدا فقط وهو الهندسة التي أصبحت البنات وحتى الملتزمات يقبلن عليها مع أن بعضها يتضمن بعض العمل الميداني الشاق, وكلها بلا استثناء العمل فيها يقتضي الاختلاط.
5. لماذا أصبح العرف عند كثير من الناس, أن تقوم المرأة بتوصيل الأولاد للمدرسة, وبأخذهم للطبيب, وشراء احتياجاتهم, لماذا لا يقوم بذلك الأب؟ وذلك سبب لترسيخ الاختلاط حتى عند ربات البيوت اللواتي يضطررن للاختلاط من اجل تأمين احتياجات أبنائهم التي لا يتنازل الأب للقبام بها, وهو من اهم أسباب انتشار ظاهرة قيادة المرأة للسيارة حتى ربة المنزل التي يفترض المرء أنها من القارات في بيوتهن
سبب اقتباسي هنا هو تصحيح الأخطاء التي وردت في النص الأصلي(/)
هل كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر على كل مطلوب منه في حياته؟!
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 04:31]ـ
هل كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر على كل مطلوب منه في حياته؟!
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص184 - 186):
والطالب من النبي صلى الله عليه و سلم قد يظن أنه يقدر على قضاء حاجته ولا يكون كذلك؛ كما كان سأله الناس؛ إما نساؤه وإما غيرهن ما ليس عنده، وكما كان الناس يأتونه في غزوة تبوك ليحملهم فلا يجد ما يحملهم عليه، قال تعالى: (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون)، وكما سأله أبو موسى الأشعري وأصحابه الأشعريون أن يحملهم فقال: "والله ما أحملكم وما عندي ما أحملكم عليه"، وكان هؤلاء الأشعريون من خيار الصحابة ظنوه قادرا على حاجتهم ولم يكن كذلك،
وفي الصحيحين أن فاطمة ابنته جاءت تسأله خادما فأتاها بعد أن نامت هي وعلي رضي الله عنهما فعلمها أن تسبح وتحمد وتكبر وقال ذلك خير لك من خادم ولم يعطها.
وقد قال الله تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا)؛ فأمره الله تعالى إذا لم يجد ما يعطي السائل أن يقول له قولا ميسورا
وفي صفته أنه صلى الله عليه و سلم كان إذا أتاه طالب حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد قال تعالى: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى)، وقال تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر)
ولما قدم عليه وفد هوازن مسلمين سألوه أن يرد عليهم السبي و المال فقال:" أحب الحديث إلي أصدقه ومعي من ترون فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي و إما المال"؛ فهو تارة يُسأل ما يقدر عليه وتارة يُسأل ما لا يقدر عليه. انتهى كلامه رحمه الله.
فإذا كان صلوات ربي وسلامه عليه سئل أشياء يتصور قدرته عليها من أحب الناس إليه في حياته واعتذر إليهم بعدم قدرته عليها؛ فكيف يسأله أناسٌ (مطالب لم يكن قادراً عليها حال حياته) يسألونه إياه بعد وفاته كهداية القلوب وتفريج الكروب ومغفرة الذنوب.
أين هؤلاء من قول الله تعالى عن رسوله ‘: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص: 56).
وقوله: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران: 128).
و أين هم من حديث أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ‘ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ ¸: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ (مِنْ مَالِي) لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا. رواه البخاري (2753).
وحديثه أيضاً رضي الله عنه قال: زار النبي ‘ قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت. رواه مسلم (976).
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 12:21]ـ
وإياكم.
هل كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر على كل مطلوب منه في حياته؟!
فإذا كان صلوات ربي وسلامه عليه سئل أشياء يتصور قدرته عليها من أحب الناس إليه في حياته واعتذر إليهم بعدم قدرته عليها؛ فكيف يسأله أناسٌ (مطالب لم يكن قادراً عليها حال حياته) يسألونه إياه بعد وفاته كهداية القلوب وتفريج الكروب ومغفرة الذنوب.
أين هؤلاء من قول الله تعالى عن رسوله ‘: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص: 56).
وقوله: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران: 128).
و أين هم من حديث أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ‘ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ ¸: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ (مِنْ مَالِي) لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا. رواه البخاري (2753).
وحديثه أيضاً رضي الله عنه قال: زار النبي ‘ قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت. رواه مسلم (976).(/)
تقرير لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان يستهدف تطبيق الشريعة في المملكة
ـ[مساعد بن سعيد]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 05:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص المقال:
تمهيد
تقرير جديد صدر لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان Human Rights Watch يتناول إصلاحات الملك عبد الله. التقرير لم يكن أحسن حالا من تقارير سابقة التي أخرجت المملكة بصورة ظلامية قاتمة وطالبتها بتجاوز الشريعة الإسلامية. فكعادتها هاجمت الدين الذي قامت عليه المملكة وولاة الأمر فانتقدت وجود خطوط حمراء وصفتها بـ”تعسفية إلى حد بعيد” تمنع الطعن في الأفكار الدينية القائمة عليها هوية المملكة وتمنع التعرض للمسؤولين ولاسيما الأمراء.
ووصفت اعمال الملك بالاصلاحات الرمزية التي ليس لها ضمانات. وذكرت مستبشرة أن مجلس كبار العلماء وافق على تقنين “فضفاض” لأحكام الشريعة في مطلع عام 2010. ?وأشادت بالترويج ?للتغيير في النظام التعليمي، سواء في أساليب التعليم أو المادة التعليمية?. وذكرت أنه إضافة لوجود قيود المؤسسات الدينية فهناك قيود المؤسسات الامنية كالقيود على الأحزاب والاضرابات والمسيرات مثل منع مظاهرات دعم غزة.
?وذكرت وصية أحد الخبراء بأنه يجب للسياسة الأمريكية أن “تقر بالإصلاحات السعودية وتشجعها، و تعمل سريعا على مستوى فريق الدولة على مسار مساعدة الإصلاحيين السعوديين” بمعدل يناسب البلد. وفيما يلي بعض من مجالات انتقادتها:
حقوق الإنسان والتسامح الديني
انتقدت عدم وجود سند قانوني لحرية التعبير الذي يخضع بحسب تعبيرهم لهوى الحكومة.
وأشادت بأن ?حقوق ?الإنسان الدولية، التي كانت تُرى على أنھا تختلف مع الإسلام – أو الشريعة – أصبحت مقبولة بشكل عام في الوقت? ?الحالي على أنھا تتفق معه? ?اليوم، فإن الملتزمين بحقوق الإنسان الدولية لھم وزن أثقل، مما يركز الضوء على قابلية? ?تطبيق حقوق االإنسان في سياق إسلامي، وعزت الفضل في جزء كبير من ترسيخ ھذه الفكرة إلى جھود ھيئة حقوق الإنسان? ?والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان?.
ولمحت لقضية ?أحكام الإعدام على متنبئ التلفزيون بتهمة “عمل السحر” وأنها تعكس إخفاقات? ?السعودية في حماية حقوق الإنسان.?
??اعترضت قيام الإدعاء في مايو/أيار 2008، باتهام ناشط حقوق الإنسان رائف بدوي بتهمة “إعداد موقع إلكتروني يهين? ?الإسلام” بعد أن سأل موقعه عن سبب غياب الكنائس في السعودية بينما ھناك كنيسة في قطر.? ووصفت شعب اللمملكة بأنه أكثرية سنية معادية للأقلية الشيعية.
القضاء
في مجال القضاء، أشادت بالتغييرات في مجال القضاء أكثر من غيرها “على الورق على الأقل” على حد تعبيرها. رغم أنها اتهمت اللمملكة بالافتقار للنزاهة في محاكمات المتهمين بالارهاب.
وقالت أن القضاة يعتمدون على تفسيرات? مبهمة تبلغ من العمر ألف عام، لقواعد إسلامية غير مدوّنة بشكل واضح?. وامتدحت كون خريجي? ?كليات القانون والحقوق يمكنھم الآن العمل كقضاة، وليس فقط خريجي كليات الشريعة.?
وذكرت أنه في يناير/كانون الثاني 2010 حكمت محكمة في? ?بريدة على سوسن سالم بثلاثمائة جلدة والسجن لمدة عام ونصف العام بتهمة “الظهور… دون ولي أمرھا” في مقر?? ?هيئة حكومية.?
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أشارت إلى أن ?ھيئة الأمر بالمعروف? (الشرطة الدينية) ما زالت تطبق تعسفاً قواعد الأخلاق التي تتبناھا?. وأشادت بدور الإعلام السعودي المحلي ?في تغطية أنشطة الشرطة الدينية. فالمقالات التي ترصد ھيئة الأمر بالمعروف والنھي عن المنكر، أو الشرطة الدينية، ھي المقالات الأكثر جرأة في ?تحدي السياسة الرسمية والمؤسسات الحكومية” على حد قولها وذكرت أنه في ديسمبر/كانون الأول 2009 أفادت صحيفة الحياة بإساءة الشرطة معاملة سيدة، بدعوى أنھا كانت برفقة رجل.
المرأة
ادعت بأن الحكومة وعدت علنا بوضع حد لنظام ولاية الأمر للرجل على المرأة? واستنكرت عدم وفائها بذلك، وأشادت بالسماح للنساء باستئجار حجرات في فنادق وحدهن أثناء سفرھن.?
ونقلت قول كاتبة أمريكية بأنها ارتأت الزيادة في حرية النساء في الإختلاط بالرجال في العاصمة? ?المحافظة، الرياض، وحرية التخلص من العباءة السوداء، التي يتعين على النساء بحكم العادة ارتداءھا في المملكة.? وذكرت معارضة المفتي لعمل المرأة في محال الملابس الداخلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانتقدت عدم تجاوز ولاية الأب في قضية فتاة رفض أبوھا الھندي وولي أمرھا – الذي يعمل في السعودية – السماح لابنته بمغادرة ?المملكة لمدة ثلاثة أعوام لأنه لا يوافق على خطيبھا، وأن الحكومة السعودية لم تتدخل
رأي
وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (سورة البقرة؛ آية:120).
هيئة حقوق الإنسان -لمن لا يعرفها- تستمد مبادئها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المعتمد من الأمم المتحدة وهي أبرز مناصري ايقاف حد القصاص والحدود بشكل عام وتسعى لجعل البلدان تتبع لنظام لا ديني يقنن الأديان ويمنع تطبيق أحكامها
من أبرز ما تدعو إليه هذه المنظمة مما يتعارض من الإسلام هو إيقاف القصاص والحدود والسماح بالزنا واللواط وقتل الجنين والسماح بالدعوة لأي دين على أي أرض ولو كان دين المشركين وتدعم حرية الدعوة لأي شيء يتوافق مع قيمهم بما في ذلك الكفر والجنس والفجور
ولهذه المنظمة بعض الإيجابيات من قبيل الاعتراض على بعض أفعال الدولة اليهودية ومساعدة بعض المظلومين لكنها كما لاحظتم تريد أن تقضي على العمل بكتاب الله
أصلح الله حال الأمة وسخر لها من يرد على هؤلاء بالحجج والبراهين عسى أن يكفوا السنتهم عنّا وأن يدعوا حكامنا في حالهم.
انتهى
المصدر هنا ( http://ummahmuslimah.wordpress.com/2010/10/04/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85 %D8%A9-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A8 %D8%A9-%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3 %D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87/)
التقرير الأصلي بالعربية من منظمة مراقبة حقوق الإنسان هنا ( http://www.hrw.org/ar/reports/2010/09/27-0)
أرجو من الأخوة فضح اسياد المنافقين بكل وسيلة وفي أي منتدى، وجزاكم الله خيرا(/)
حكم السجود أمام الصنم ـ للشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 10:29]ـ
حكم السجود أمام الصنم ـ للشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك
السؤال:
ما قول أهل العلم في قول من يقرر أن السجود قدام الصنم لا يكون كفرا وشركا، ولو أقر بلسانه أنه يسجد للصنم، أو أظهر بهذا السجود موافقة المشركين على دينهم مادام أنه في الباطن لم يقصد السجود، ويقرر أن المشرك الوثني لو عرف صحة دين الإسلام وأقر به لكنها مداهنة لقومه وخوفا من الملامة والعيب يسجد معهم ــ طوعا ــ لأوثانهم، ويذبح لها ويطوف بها ويظهر تعظيمها، ولا يصرح بالبراءة منها، فمثل هذا لا يحكم بكفره مع كونه لآثما.
وربما احتج هذا المقرِّر بكلام متشابه منسوب لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
فما تقولون في ذلكم؟ حفظكم الله.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، أما بعد:
فإن من المعلوم أن الكفر والإيمان يتعلقان بالظاهر والباطن، والناس بهذا الاعتبار أربعة أقسام:
القسم الأوّل: مؤمن ظاهراً وباطناً.
القسم الثاني: كافر ظاهراً وباطناً.
القسم الثالث: مؤمن ظاهراً لا باطناً، وهو المنافق، وهذه الأقسام هي التي ذكرها الله في أول سورة البقرة، وفي مواضع أخرى من القرآن.
وأما القسم الرابع فهو مَن أظهر الكفر قولاً أو فعلاً مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان، كالرجل من آل فرعون الذي يكتم إيمانه خوفاً من فرعون وملئه، ومثل الذي نزلت فيهم هذه الآية: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلِيهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النحل)، فدل هذا الاستثناء على أن من أظهر الكفر بقول، أو فعل وهو غير مكره، بل هازلاً أو مداهناً أو طامعاً فهو ممن شرح بالكفر صدراً، لأن ما أظهره من الكفر هو فيه مختار، والاختيار إنما يكون مع شرح الصدر، فيكون ممن كفر ظاهراً وباطنًا، ولهذا قال تعالى:** مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً} الآية قال شيخ الإسلام: ((وهذه الآية مما يدل على فساد قول جهم ومن اتبعه، فإن الله جعل كل من تكلم بالكفر من أهل وعيد الكفار، إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، فإن قيل فقد قال تعالى: (ولكن من شرح بالكفر صدرًا) قيل: وهذا موافق لأولها فإنه من كفر من غير إكراه فقد شرح بالكفر صدرا، وإلا ناقص أولَ الآية آخرهُا)) (مجموع الفتاوى) (7/ 220).
إذا ثبت هذا فمَن أظهر الموافقة للمشركين بأن دعوه للسجود لصنمهم أو الذبح له فأجابهم طائعاً مختاراً لأي غرض من الأغراض، وزعم أنه إنما سجد لله وذبح لله فهو ممن كفر بالله وشرح بالكفر صدراً، وأبلغ من هذا أن من أقرَّ للمشركين بأنه يسجد لصنمهم ويذبح له ثم يدعي أنه يكذب عليهم، وهذا مثل من يقول لليهود أو النصارى أو المشركين: إن الدين الذي أنتم عليه حق، ويزعم أنه يفعل ذلك لتبقى منزلته عندهم فيبقى معظمًا محترمًا، أو لينال حظاً من الحظوظ الدنيوية على أيديهم، فكل هؤلاء داخلون في عموم قوله تعالى: ** مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلِيهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فلم يستثن من الوصف بالكفر والوعيد إلا المكره.
ولو كان مَن أظهر الكفر مختارا ًلا يعد كافراً ظاهراً وباطناً لما حكم الله بالكفر على المستهزئين في قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهِزئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} (التوبة)، قال شيخ الإسلام تعليقًا على هذه الآيات: (فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له، بل كنا نخوض ونلعب، وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره
(يُتْبَعُ)
(/)
بهذا الكلام، ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام) الموضع السابق.
وكذلك يلزم ـ على القول بأن من أظهر الكفر مختارًا لا يكون كافرًا في الباطن ـ أن من صدَّق الرسول باطناً بل وظاهراً ولكن قال: لا أتبعه بل أعاديه وأحاربه، لأني لا أستطيع أن أخالف أهل ملتي، لا يعد كافراً في الباطن وهذا قول غلاة المرجئة الجهمية، وهو أفسد أقوال المرجئه، وفساده معلوم من دين الإسلام بالضرورة، ولو كان الأمر كما يزعمون لما كفر الجاحدون الذين قال الله فيهم {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام)، قال شيخ الإسلام: (والمحبة تستلزم الإرادة، والإرادة التامة مع القدرة تستلزم الفعل، فيمتنع أن يكون الإنسان محباً لله ورسوله مريداً لما يحبه الله ورسوله إرادة جازمة مع قدرته على ذلك وهو لا يفعله، فإذا لم يتكلم الإنسان بالإيمان مع قدرته دل على أنه ليس في قلبه الإيمان الواجب الذي فرضه الله عليه، ومن هنا يظهر خطأ قول جهم بن صفوان ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه، لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمناً كامل الإيمان بقلبه وهو مع هذا يسب الله ورسوله، ويعادي الله ورسوله، ويعادي أولياء الله، ويوالي أعداء الله، ويقتل الأنبياء، ويهدم المساجد، ويهين المصاحف، ويكرم الكفار غاية الكرامة، ويهين المؤمنين غاية الإهانة، قالوا: هذا كلها معاص لا تنافي الإيمان الذي في قلبه، بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن)) مجموع الفتاوى (7/ 188).
وأما ما يتعلق به من يزعم أن السجود أمام الصنم موافقةً للمشركين لا يكون شركاً من قول شيخ الإسلام رحمه الله: (وما كان كفراً من الأعمال الظاهرة؛ كالسجود للأوثان، وسب الرسول، ونحو ذلك، فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن، وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن ولم يقصد بقلبه السجود له، بل قصد السجود لله بقلبه، لم يكن ذلك كفراً، وقد يباح ذلك إذا كان بين مشركين يخافهم على نفسه فيوافقهم في الفعل الظاهر، ويقصد بقلبه السجود لله، كما ذُكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين حتى دعاهم إلى الإسلام فاسلموا على يديه، ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر) لا يمكن حمله على من يسجد مجاملة أو طمعاً، بل مراد الشيخ من تعمد السجود لله قدام وثن موهماً للمشركين أنه يسجد لصنمهم خوفاً منهم لقوله: (وقد يباح ذلك إذا كان بين مشركين يخافهم على نفسه).
وأما قوله: (كما ذكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين حتى دعاهم إلى الإسلام فأسلموا على يديه، ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر).
ففيه إشكال من وجهين:
الأوَّل: قوله: (علماء أهل الكتاب) حيث قرنهم بعلماء المسلمين، ومعلوم أن علماء أهل الكتاب لن يدعوا المشركين إلى الإسلام، وقد قال في آخر كلامه: (حتى دعاهم إلى الإسلام فأسلموا).
والجواب:
أن يقال أراد بعلماء أهل الكتاب من كان يكتم إيمانه بين قومه المشركين كالنصارى فهم مسلمون في الباطن وإن كانوا في الظاهر معدودين في أهل الكتاب، كما يذكر شيخ الإسلام هذا الصنف في تفسير بعض الآيات كقوله تعالى: ** وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلِه لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إَنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ}.
أو يقال: أراد بهم علماء أهل الكتاب قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وأراد بالإسلام الإسلام العام الذي هو دين الرسل كلهم.
وقد كان منهم من يكتم إيمانه خوفاً ويتلطف في الدعوة إلى الإسلام، كما أخبر الله عن مؤمن آل فرعون، فقد كان يكتم إيمانه بموسى عليه السلام، ومع ذلك دعا قومه على التوحيد والإيمان باليوم الآخر.
وعلى هذا فالحامل لهم على السجود قدام الصنم هو الخوف من قومهم.
الوجه الثاني: من الإشكال قوله: (ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر).
يشعر بأنهم فعلوا السجود قدام الصنم تألفاً لهم من أجل دعوتهم لا خوفاً منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: أنّ هذه العبارة إذا بنيت على ما قبلها اقتضى ذلك أن الذي لم يظهر المنافرة كان الحامل له على عدم المنافرة هو الخوف منهم، وآثر الرخصة بترك الصدع والمجاهرة التي تنفرهم ليتمكن من دعوتهم كما صنع مؤمن آل فرعون.
وعلى هذا؛ فالشيخ رحمه الله لا يدل كلامه على جواز السجود قدام الصنم اختياراً من أجل دعوة المشركين على الإسلام، وإنما يعذر من فعل ذلك خوفًا.
وبعد:
فمن سجد قدام الصنم خوفاً كان معذوراً بالإكراه، ومن كان جاهلاً وسجد قدام الصنم متأوِّلاً تأليف المشركين من أجل دعوتهم كان معذوراً للتأويل؛ فإن تعمد السجود قدام الصنم حرام، بل هو كفر إذا كان إظهاراً لموافقة المشركين على شركهم، ولا يعذر في ذلك إلا من كان خائفاً أو متأولاً، تأليفهم كما تقدم.
وكلام الشيخ صريح بأن كفر الباطن أصل الكفر الظاهر، فما كان كفراً من الأقوال والأعمال الظاهرة؛ كسب الرسول صلى الله عليه وسلم والسجود للوثن فإنه مستلزم لكفر الباطن، ومعنى ذلك أن سب الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصدر إلا عمَّن هو كافر في الباطن كفرَ التكذيب أو كفر الإباء، وكذلك السجود للوثن لا يكون إلا مع كفر الباطن، ولكن كون السجود للوثن إنما يتعين بإقرار الساجد ولو كان كاذباً، وكذلك إذا أظهر الموافقة للمشركين، كما إذا دعوه للسجود لصنمهم فأجابهم، أو قاموا للسجود فقام وسجد معهم، فكل هذه من أنواع الكفر الظاهر ومن صدرت منه فهو كافر ظاهراً وباطناً إلا أن يكون مكرهاً لقوله تعالى: ** مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً} الآية، ومعنى الآية –والله أعلم- أن من أظهر الكفر فهو كافر إلا أن يكون مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان، وأمّا السجود قدام الصنم الذي لم تدل القرائن القولية أو الحالية على أنه سجود للصنم، فمن أظهر أنه يسجد للصنم، أو دلت القرائن على ذلك فإنه كافر، وإن قصد السجود لله، إلا أن يكون مكرهاً كما تقدم.
وأمّا السجود لله قدام الصنم من غير أن يقوم دليل يقتضي أنه سجود للصنم فهو حرام، لأنه تشبه بالمشركين، فإن وقع ذلك خوفاً منهم فيُغتفر للعذر، فيعذر للتأويل وإن كان لا يجوز أن يتخذ وسيلة للدعوة إلى الله، فإن ما كان في نفسه حراماً لا يجوز أن يدخل في وسائل الدعوة، ففيما أباح الله وشرع غنية وكفاية عمّا حرم، كما جاء في الحديث: (إنّ الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها).
وقال سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبَّكَ بِالْحِكْمَةِ} وليس من الحكمة دعوة المشركين بإظهار الموافقة لهم فيما هو من دينهم، فإن ذلك مما يرضون به ويحتجون به على من أنكر عليهم شركهم، وليس لهذا المسلك في الدعوة مستند من كتاب ولا سنة، بل قد دل القرآن على أنّ من أسس الدعوة الصدع بالحق مع القدرة على ذلك قال تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمشرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الْذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخرَ فَسَوفَ يَعْلَمُونَ} (الشعراء)، والله أعلم.
ومما تقدم يتبين خطأ هذا المقرِّر أن السجود قدام الصنم لا يكون كفراً وشركاً ولو أقر بلسانه أنه يسجد للصنم، أو أظهر بهذا السجود موافقة المشركين على دينهم ما دام أنه في الباطن لم يقصد السجود للصنم.
وأقبح من هذا زعم هذا المقرر –كما ورد في السؤال- أن المشرك الوثني لو عرف صحة دين الإسلام وأقر به لكنه مداهنةً لقومه، وخوفاً من الملامة والعيب يسجد معهم –طوعاً- لأوثانهم ويذبح لها، ويطوف بها، ويظهر تعظيمها، ولا يصرح بالبراءة منها فمثل هذا لا يحكم بكفره مع كونه آثماً، وهذا القول منكر عظيم، وهو يشبه قول جهم، أو هو حقيقة قول جهم في الإرجاء، وذلك لما تقدم من أنّ إظهار الموافقة للمشركين على دينهم بقولٍ أو فعلٍ لأي سبب من الأسباب إلّا الإكراه هو كفر في ذاته فيكفر باطناً وظاهراً من صدر منه ذلك، إلا أن يكون مكرهاً لعموم قوله تعالى: ** مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ ... } الآية.
فعلى هذا المقرر أن يراجع نفسه وأن يستهدي ربه؛ فإن المقام خطر، لأن ما يقرره من أعظم ما يجرئ الجاهلين وأهل الأهواء على التفوه بالكفر ومداهنة الكافرين، مما يفضي بهم إلى الانسلاخ من دين الإسلام تعلقًا بمثل هذه الشبهات، فيكون المقرِّر بما قرره هو السبب في ضلالهم.
هذا ونسأل الله أن يلهمنا وإيّاه الصواب، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن لا يجعله متلبساً علينا فنضل.
وصلى الله وسلم على محمد.
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=38457
ـ[بصيص أمل]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 11:07]ـ
بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها وتحريم ذلك ومنعه، وذلك لأنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار كما قد ورد فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 04:21]ـ
بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها وتحريم ذلك ومنعه، وذلك لأنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار كما قد ورد فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم.
حياك الله(/)
من أخطاء المسيري في موسوعته عن اليهود
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:06]ـ
من ضلالات المسيري في موسوعته عن اليهود:
المسيري يقدح بعقيدة النبي سليمان ويصفه بمنافاة مبدأ التوحيد
جاء في موسوعة اليهود واليهودية والصهيونيةللدكتور عبد الوهاب المسيري المجلد الرابع /الجزء الأول /الباب12 الهيكل /هيكل سليمانفي آخر الموضوع:
) هيكل سليمان وقد فقد الهيكل كثيراً منأهميته عند انقسام مملكة سليمان إلى مملكتينصغيرتين (928 ق. م)، إذ شيَّد ملوكالمملكة الشمالية مراكز مستقلة للعبادة.
فبنى يربعام معبدين أو هيكلين أحدهما فيدان بالشمال والآخر في بيت إيل، وجعلفيهما عجولاً ذهبية، واتخذهما مزاراً ملكياًمقدَّساً له. وقد أحاط المعبدين بهالةمن القدسية حتى يضرب العبادة المركزيةويحول دون ذهاب مواطني مملكته إلى هيكل القدس.
ورغم التحالفات التي كانت تُعقَد أحياناً بين ملوكالشمال والجنوب، فإنالهيكل لم يستعد قَطّ مركزيتهالقديمة. ومن المعروف كذلك أن أونياس الثالث) أو الرابع (، الكاهن اليهودي الأعظم الذي خُلعمن منصبه في فلسطين، فرّ إلى مصر وشيَّد معبداً آخر) في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد (فيلينتوبوليس على موقع أحد المعابد المصريةالقديمة، وذلك بهدف تقديم الخدمات الدينية للجماعةاليهودية في مصر.
وقد تم ذلك بإيعاز من البطالمة لخلقمركز جذب يهودي في مصر يهيمن عليه البطالمة. وكثيراً ما كان ملوك اليهود يضطرونإلى إدخال العباداتغير اليهودية تعبيراً عن تحالفاتهم السياسية.
فأنشأ سليمان مذابح لآلهة زوجاته الأجنبيات، الأمر الذي يتنافى مع مبدأ التوحيد.
كما أن العبادات المختلفة كانتتعبيراً عن التبعية السياسية، فقد أدخل منَسَّى العبادة الآشوريةتعبيراً عن خضوعه للآشوريين. وهجم فرعون مصر شيشنقعلى مملكة يهودا ونهب نفائس الهيكل، كما هاجمه يوآش ملكالمملكة الشمالية ونهبه هو الآخر. وقد هدم نبوختنصر البابليهيكل سليمان عام 586 ق. م، وحمل كل أوانيه المقدَّسة إلى بابل. (
أقول: هذا الكلام الشائن بحقالنبي سليمان عليه الصلاةوالسلام لا يرد إلا في التوراة المحرفة أو التلمود, ولكنالمشكلة أن المسيري يورد هذا الكلام كجزء من سرد تاريخيوكنص من نصوص الموسوعة بدون إشارة لاقتباس أو غيره.
وهذا يدل على أنه إماهو معتقد لهذا الكلام
وهذه كارثة
أو فيأحسن الأحوال لا يعلم أن منافاة التوحيد مستحيل بحق الأنبياء
وهذا جهل عجيب وكارثة أخرى,
(إن كنت تدري فتلك مصيبة, وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم (
حيث يقول في الموسوعة/م5/ج1/ب1/أسباب تحولاليهودية إلى تركيب جيولوجي تراكمي:
(3ـ لم تتمتع العقيدة اليهودية بوجود سلطة تنفيذية مركزيةتساندها وتتخذ منها عقيدةً وأساساً للشرعية. ونتج عن ذلك انعدام وجود سلطة دينية مركزية تحافظ علىجوهر الدين وتبلور مفاهيمه ومعاييره. وفي الفترة القصيرة التي أُسِّست فيها المملكة العبرانية المتحدةوقامت فيها سلطة دينية مركزية حول الهيكل، لم تكن العبادةاليسرائيلية قد تبلورت بعد،
كما يتضح في سلوك سليمان الذيسمح لزوجاته باستقدام آلهتهن
وكهنة عباداتهن.
ولم تُعمِّر السلطة المركزية طويلاً إذ تأسَّس مركز آخر في بيتإيل بعد انقسام المملكة إلى مملكتين. وقد ازداد بعد ذلك تعدُّدالمراكز والتبعثر مع انتشار الجماعات اليهودية في العالم، حين ظهر مركز ديني قوي في بابل (يتحدث الآرامية) وآخر في مصر لا يعرف العبرية ويتحدث اليونانية. وقد تم كل هذا قبل تبلور اليهودية بل قبل الانتهاء من تدوينوتقنين العهد القديم).
منقول
ـ[السليماني]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 02:15]ـ
أخي الكريم
الموسوعة فيها طوام وهي خطيرة على العقيدة يجب الحذر منها
لإن الرجل إما جاهل بالشريعة والنبوات وقدر الأنبياء وخبث اليهود
أو مكذب للنصوص الشرعية!!!
وسأذكر بعضها:
1) دفاعه عن العلمانية الجزئية التي هي مناقضة للشريعة.
2) الماركسية والكتابات اليهودية هي مرجعيته!!
(يُتْبَعُ)
(/)
" ومن أهم الكتابات التي ساعدت على تشكيل مرجعيتي والمنهج التحليلي الذي أتبناه كتابات كارل ماركس الإنسانية وجورج لوكاتش وروجيه جارودي وماكس فيبر وبازل ويلي وإرفنج بابيت. وقد ساهمت كتابات أبراهام ماير، مؤلف كتاب المرآة والمصباح، وزيجمونت باومان، عالم الاجتماع، في تشكيل كثير من أفكاري ومقولاتي التحليلية ". أ. هـ
3) تهميش دور العقيدة اليهودية في سلوك اليهود.
4) أقوال مناقضة للإسلام
وقدح بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام منها:
أ) اتهام هارون عليه السلام بعبادة العجل: (نسأل الله العافية)
وهذا تكذيب للقرآن
واتهام موسى بعقيدة الحلول الإلحادية
حيث يقول في: م4 / ج1/ ب11/ العجل الذهبي Golden Calf:
"« العجل الذهبي» تمثال من الذهب عبده أعضاء جماعة يسرائيل عند قاعدة جبل سيناء، عندما كان موسى يتعبد فوق الجبل. وعبادة العجل الذهبي تعبير عن الطبقة الحلولية داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي. وقد جمع هارون الحلي الذهبية منهم بعد إلحاح شديد منهم، وصهرها وصبها على هيئة تمثال كان يُعَدُّ تجسداً للإله. وقد غضب الإله على شعبه وقرَّر إبادتهم، ولكن موسى تضرع أمامه: «لماذا يارب يحمَى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة، لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض.
ارجع عن حُمُوّ غضبك، واندم على الشر بشعبك ...
فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه» (خروج 32/ 12ـ 14).
ويُلاحَظ أن احتجاج موسى على الرب ينبع من تَصوُّر حلولي له
أي أن كلاًًّ من الحادثة والاحتجاج عليها ينبعان من الرؤية الحلولية الكمونية نفسها.
وقد حطَّم موسى لوحي الشهادة في لحظة غضبه، ثم أخذ العجل الذي صنعوه وأحرقه بالنار وطحنه حتى صار ناعماً وذَرَّاه على وجه الماء وسقى أعضاء جماعة يسرائيل (خروج 32/ 20)، ثم قتل نحو ثلاثة آلاف رجل.
وقد سبَّبت هذه الحادثة كثيراً من الحرج للحاخامات والمفسّرين اليهود
بسبب اشتراك هارون في عبادة العجل
(وخصوصاً أن اللاويين رفضوا الاشتراك في تلك السقطة).
ولم تكن عبادة العجول الذهبية أمراً غريباً في الديانة الكنعانية القديمة إذ كان الثور رمزاً محبَّباً للخصب، وكانت كلمة «إيل» تشير إلى الثور الأب في عبادتهم. ورغم الوصية الثانية من الوصايا العشر (خروج 20/ 4)، فقد وجدت صور الثور وتماثيله طريقها إلى عبادات العبرانيين وفنونهم".
ب) اتهام سليمان عليه السلام بمنافاة التوحيد:
م4 / ج1/ب12/ هيكل سليمان Solomon's Temple:
"... ومن المعروف كذلك أن أونياس الثالث (أو الرابع)، الكاهن اليهودي الأعظم الذي خُلع من منصبه في فلسطين، فرّ إلى مصر وشيَّد معبداً آخر (في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد) في لينتوبوليس على موقع أحد المعابد المصرية القديمة، وذلك بهدف تقديم الخدمات الدينية للجماعة اليهودية في مصر. وقد تم ذلك بإيعاز من البطالمة لخلق مركز جذب يهودي في مصر يهيمن عليه البطالمة. وكثيراً ما كان ملوك اليهود يضطرون إلى إدخال العبادات غير اليهودية تعبيراً عن تحالفاتهم السياسية.
فأنشأ سليمان مذابح لآلهة زوجاته الأجنبيات، الأمر الذي يتنافى مع مبدأ التوحيد.
كما أن العبادات المختلفة كانت تعبيراً عن التبعية السياسية، فقد أدخل منَسَّى العبادة الآشورية تعبيراً عن خضوعه للآشوريين".
أقول: هذا الكلام الشائن بحق النبي سليمان (عليه الصلاة والسلام) لا يرد إلا في التوراة المحرفة أو التلمود،
ولكن المشكلة أن المسيري يورد هذا الكلام كجزء من تحليل تاريخي وكنص من نصوص موسوعته بدون إشارة لاقتباس أو غيره. وهذا يدل على أنه:
1 - إما أنه معتقد لهذا الكلام وهذه كارثة
.2 - أو في أحسن الأحوال لا يعلم أن منافاة التوحيد مستحيلة بحق الأنبياء، وهذا جهل عجيب وكارثة أخرى،
(إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم).
ج) - اعتبار سليمان عليه السلام ملكاً صغير الشأن:
حيث يقول ذلك في: م4/ج1/ب13/ سليمان (965 - 928 ق. م) Solomon:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وبشكل عام، نعمت مملكته بالسلام لأسباب كثيرة من بينها الحلف الذي عقده أبوه مع الفينيقيين، والتحالفات التي عقدها هو مع الدويلات المجاورة. وقد تمتعت المملكة بحالة من الاستقرار والاستقلال النسبيين بسبب حالة الفراغ السياسي التي عاشتها المنطقة في تلك الفترة نتيجة انكماش كل القوى الإمبراطورية فيها أو غيابها لسبب أو آخر. ولكن، لا ينبغي مع ذلك أن نظن أن دولة سليمان كانت دولة عظمى، فاقتصادها كان محدوداً، ونشاطها التجاري الداخلي كان محصوراً في نطاق ضيِّق جداً، وكانت الصناعة بدائية ومتخلفة.
... وتذكر التوراة أن سليمان صاهر فرعون، ملك مصر، وتزوَّج ابنته (ملوك أول 3/ 1)،
وقد حصل على مدينة جيزر (بالقرب من القدس)، وكانت تابعة لمصر، مهراً لزواجه، وهذا هو التوسع الوحيد الذي أنجزه سليمان.
ويبدو أن هيبة ملوك مصر في تلك الحقبة كانت قد هبطت حتى ارتضت مصر أن يتزوَّج ملك صغير الشأن كسليمان من إحدى أميراتها.
... ويقف كثير من النقاد موقف المستريب إزاء قصة مجد سليمان التي توردها أسفار الملوك والأيام، ويقولون إن التحيز القومي لدى كُتَّاب متأخرين هو الذي دعاهم إلى الإضافة والمغالاة في القصة. وهو يُعَدُّ حسب فلكلور الماسونية مؤسِّس أول محفل ماسوني في العالم باعتباره باني الهيكل.
وتُنسَب إليه بعض كتب العهد القديم، كالأمثال ونشيد الأنشاد وبعض المزامير ... إلخ".
وهذا جهل أو تكذيب بكلام الله تعالى لإن الرجل لايعترف بالنصوص الشرعية
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ}
{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} (
وقوله: {وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}
وقال النبي عليه الصلاة والسلام
((أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خِلَالًا ثَلَاثَةً سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ فَأُوتِيَهُ وَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأُوتِيَهُ وَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ أَنْ لَا يَأْتِيَهُ أَحَدٌ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ فِيهِ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))
النسائي (693) وابن ماجه وصححه الألباني.
وهذا رد على اليهود الذين يزعمون أن سليمان بنى الهيكل، فيقال لهم: لم يبني هيكلاً، وإنما بنى المسجد، جدد بنيان المسجد الأقصى، وهكذا كان نبياً رسولاً، ملكاً خليفة حكم بحكم التوحيد لم يتخذ هيكلاً مقدساً، ولا كنيساً يهودياً، وإنما بنى لله مسجداً، هذا هو المسجد الأقصى
د) ظاهر كلامه فيه اتهام لموسى عليه بعقيدة الحلول ووحدة الوجود وهي زندقة وكفر صريح والعياذ بالله من هذا الرجل وكلامه الخبيث.
م4 / ج1/ ب11/ العجل الذهبي Golden Calf:
5) إعتبار الدين والعقيدة أمراً ماديا قابلا للتطوير وهذا يشبه قول زنادقة المتفلسفة
حيث يقول في: م4/ ج1/ ب15/التهجير الآشوري والبابلي للعبرانيين
Assyrian and Babylonian Transfer of the Hebrews:
" ويبدو أن العبادة البابلية قد دخلت في ذلك التاريخ مرحلة من التوحيد الكامن، أي أن الأرباب المتعددة كانت قد بدأت تمتزج وتتحول إلى إله واحد، وقد أصبح مردوخ رب الأرباب يرعاها كما يرعى الراعي أغنامه، أي أن الأرباب الأخرى تحوَّلت إلى مجرد تجليات للرب الواحد. ... ويبدو أن هذه التوحيدية البابلية لعبت دوراً في مساعدة العبرانيين على التخلُّص من الحلولية الوثنية والتعددية التي سقطوا فيها بعد خروجهم من مصر. وقد بذل محررو العهد القديم جهداً غير عادي لتنقية النص المقدَّس عند تدوينه أيام عزرا ونحميا، ولكن عناصر الشرك ظلت واضحة فيه مع هذا".
قلت: أي أن هذه الوثنية البابلية التي يسميها توحيدية ساعدت العبرانيين أو بني إسرائيل على التخلص من الوثنية!!
بدلاً من أن يساعدهم الأنبياء.
ويقول أيضاً في:
م5/ج2/ب5/الأنبياء والنبوة Prophets and Prophecy:
"... ومن ناحية أخرى، فإن نبوَّات الأنبياء ذات مضمون أخلاقي تدور حول سلوك جماعة يسرائيل في الوقت الحاضر وتوبتهم وعودتهم إلى الإله. وقد طوَّر الأنبياء عقائد اليهود الأخروية، وبدأت الآخرة ترتبط بفكرة الخير والشر والثواب والعقاب حين يعاقب الإله الأشرار، ولا يبقي سوى البقية الصالحة التي ستؤسِّس مملكته. وبدأت فكرة البعث تظهر بشكل جنيني عند دانيال وربما أشعياء. وقد ساهم الاحتكاك بالحضارة البابلية المتفوقة، ثم التهجير إلى هناك، في تعميق فكر الأنبياء. ونحن نذهب إلى أن تبلور الفكر الأخروي واكتسابه مضموناً أخلاقياً (ارتباط الثواب والعقاب بالخير والشر)
هو أيضاً تعبير عن ضمور الحلولية التي يتراجع داخل إطارها التفكير الأخروي والمضامين الأخلاقية".
قلت: لاحظ قوله "وبدأت فكرة البعث تظهر بشكل جنيني عند دانيال وربما أشعياء"،
أي أن عقيدة الآخرة جاء بها أنبياء بني إسرائيل تدريجياً!!
وكأن الدين والعقيدة شيء مادي يتطور مثل بقية الأشياء
، وهذا يدل على مدى تأثر فكره بفلسفة التفسير المادي للتاريخ.
ومن أراد المزيد فليرجع لكتاب
(مسيرة المسيري في الدفاع عن اليهود) لهشام بشير.
فيجب الحذر من موسوعته ومافيها من الجهل الفاضح القبيح
والمناقضة الصريحة لماعرف من الدين بالضرورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 02:53]ـ
مناقشة مفيدة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17562
ـ[وليد الفلاح]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 06:06]ـ
سبحان الله! ... جزاكم الله خيرا يا اخوه
فالذي كنت اعتقده انه تاب من العلمانية جملة وتفصيلا!!
الله المستعان ورحمه الله وغفر له
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 06:34]ـ
من المهم في نقد الأشخاص معرفة ملابسات حياتهم وظروف تحولاتهم والبيئة التي ربوا فيها .. إلخ
وثم فرق بين نقد النتاج العلمي أو الثقافي, ونقد الشخص نفسه ,فلا تلازم بالضرورة بين كثرة الأخطاء والحكم على ذات الشخص من حيث رتبته في مقام الإيمان, وقد تعلمنا هذا من علم الرجال في الحديث
أخيرا .. قال صاحب المقال:
إن كنت تدري فتلك مصيبة, وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
وهذا فضلا عن كونه مكسورا في الوزن, غير أنه قلب للمعنى الصواب وهو:
معرفة الشيء ثم العمل بخلاف مقتضاه هو المصيبة الأعظم كما هو حال الأمة المغضوب عليها=اليهود
فالبيت هكذا:
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة .. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ
رحم الله المسيري وغفر له
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 01:30]ـ
جزاك الله خيراً على الملاحظة في كسر وزن البيت!!!
ولعلك تواقفني بأن مقام الأنبياء لايتجرأ عليه إلا رقيق الدين
فالمسيري اتهم سليمان عليه السلام بمنافاة التوحيد
واتهم هارون بعبادة العجل وهذا تكذيب صريح بالقرآن
واتهم موسى عليه السلام بعقيدة الحلول ووحدة الوجود الإلحادية
وبهذا يظهر جهله القبيح بمقام النبوة
وظاهر كلامه بأن الدين والعقيدة أمر مادي قابل للتطور وهذا شبيه بعقيدة زنادقة الفلاسفة بأن النبوة مكتسبة
فهو لايعرف مقام الأنبياء
وان الطعن فيهم ردة عن الإسلام وكفر صريح
ومن أقبح التنقص اتهامهم بالشرك الذي هو أقبح جريمة
قال مالك في كتاب ابن حبيب، ومحمد، وقال ابن القاسم، وابن الماجشون ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12873)، وابن عبد الحكم، وأصبغ، وسحنون ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15968)
فيمن شتم الأنبياء
أو أحدا منهم
أو تنقصه
قتل ولم يستتب. [ص: 596]
ومن سبهم من أهل الذمة قتل إلا أن يسلم.))
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 01:35]ـ
,فلا تلازم بالضرورة بين كثرة الأخطاء
والحكم على ذات الشخص من حيث رتبته في مقام الإيمان!!!
---------
هذه ليست أخطاء
فهل نسمي الكفر والردة
واتهام أنبياء الله بالشرك والكفر أخطاء!!!
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 02:58]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 03:51]ـ
جزاك الله خيراً
والغيرة المحمودة على أولياء الله وأولهم أنبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه.
وقد تجرأ رافضي باطني على سب أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها فأنكر باطله وكفره كل مسلم غيور
فمابال بعض الشباب -هدانا الله وإياهم - لايغارون على أنبياء الله؟؟
وليعلم كل مسلم سني بأن كلام المسيري وأباطيله لن تنطلي على المسلم العاقل.
وهو مشارك لليهود في طعنهم في رسل الله ورميهم بالكبائر (وقد رماهم بالشرك والعياذ بالله)
وتكذيبهم نسأل الله العافية ...
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 04:07]ـ
البيت الذي ذكره الأخ هاشم خطأ كمانبه عليه الأخ أبو القاسم
وصوابه كماقال:
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة .. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ
والخطأ في إيراد بيت شعر يسير في جنب من لايعرف قدر الشرع المطهر
ولايورد آية في موسوعة عن اليهود ولاحديث نبوي!!
بل ويصرح المفكر بأن مرجعيته قائمة على فكر الملاحدة أمثال كارل ماركس وجارودي ... الخ
وهو أعرف بنفسه وبدينه
ممن يزعم أن المسيري مفكر لاإسلامي
ويقدم إعلاناً عن موسوعته المشبوهة تحوي طعوناً خبيثة في أنبياء الله ورسله
وتمدح اليهود الكفرة قتلة الأنبياء وتدافع عنهم
ويقول بأن فيها أخطاء كثيرة!!!
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 05:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........
اتق الله، فالمسيري رحمه الله لم يقصد من موسوعته إلا كشف اليهود والصهيونية على حقيقتها، وقد حاول اليهود اغتياله اكثر من مرة، وإن كنت لم تفهم كلامه فهذه مشكلتك، أعد قراءة الموسوعة مرات عديدة وستفهم فأسلوبه راقي ويحتاج إلى متخصص ليفهمه. كلامك جد جارح ومهين، أرجو أن تنتبه له.
أرجو ان تكون قد قلت ما قلته خطأ وليس متعمدا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 06:43]ـ
فائدة متعلّقة بالنقاش الدائر
يقول أبو بكر الجرجاني (المتكلّم الأشعري) رحمه الله في كتابه دلائل الإعجاز ص 464 - 465: ( ..... واعلم أن القول الفاسد والرأي المدخول إذا كان صدوره عن قوم لهم نباهة وصيت وعلو منزلة في أنواع من العلوم غير العلم الذي قالوا ذلك القول فيه ثم وقع في الألسن فتداولته ونشرته وفشا وظهر وكثر الناقلون له والمشيدون بذكره وصار ترك النظر فيه سنة والتقليد دينا ورأيت الذين هم أهل ذلك العلم وخاصته والممارسون له والذين هم خلقاء أن يعرفوا وجه الغلط والخطأ فيه لو أنهم نظروا فيه كالأجانب الذين ليسوا من أهله في قبوله والعمل به والركون إليه ووجدتهم قد أعطوه مقادتهم وألانوا له جانبهم أو أوهمهم النظر إلى منتماه ومنتسبه ثم اشتهاره وانتشاره وإطباق الجمع بعد الجمع عليه أن الضن به أصوب والمحاماة عليه أولى ولربما بل كلما ظنوا أنه لم يشع ولم يتسع ولم يروه خلف عن سلف وأخر عن أول إلا لأن له أصلا صحيحا وأنه أخذ من معدن صدق واشتق من نبعة كريمة وأنه لو كان مدخولا لظهر الدخل الذي فيه على تقادم الزمان وكرور الأيام وكم من خطأ ظاهر ورأي فاسد حظي بهذا السبب عند الناس حتى بوؤوه في أخص موضع من قلوبهم ومنحوه المحبة الصادقة من نفوسهم وعطفوا عليه عطف الأم على واحدها وكم من داء دوي قد استحكم بهذه العلة حتى أعيا علاجه وحتى بعل به الطبيب .. )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 09:19]ـ
الباب الرابع: نفي المؤامرة اليهودية العالمية
1 - نفي المؤامرة اليهودية العالمية في العصر الحديث:
من أكثر ا?مور أهمية في فكر المسيري هو نفي المؤامرة اليهودية العالمية المستمرة للسيطرة على العالم والإستيلاء على ثرواته واستعباد شعوبه لمصلحة اليهود تحقيقاً لعقيدتهم اليهودية العنصرية بأن الأرض كلها ملكٌ لهم وبقية البشر حيوانات وبهائم خُلقوا لخدمتهم. حيث يقول في كتابه: اليد الخفية / ص 305/ النموذج المركب:
" ونحن إذا أدركنا كل هذا، يصبح من الواجب علينا أن نبتعد عن الدهاليز الضيقة المظلمة، وأن نتوقف عن البحث الطفولي الساذج عن اليهودي ذي الأنف المُقوَّس والظهر المحدودب (الذي لا يُوجَد إلا في كتب الكاريكاتير وفي النماذج الاختزالية)
ظناً منا أننا لو عثرنا عليه وقضينا عليه فإننا سنريح ونستريح. فالصراع مع العدو مركب وطويل،
والدولة الصهيونية ليست مؤآمرة عالمية بدأت مع بداية الزمان، وإنما هي قاعدة عسكرية واقتصادية وثقافية وسكانية للاستعمار الغربي، والصراع معها إنما هو جزء من المواجهة العامة مع الحضارة الغربية الغازية. "
قلت: لماذا يوجه صراعنا مع اليهود وعقيدتهم إلى الصراع مع الغرب؟؟،
أليس اليهود هم من استغل الغرب والإستعمار ?قامة دولتهم؟؟.
ثم إذا لم تكن إسرائيل مؤآمرة يهودية عالمية، ف
أين مرجعيته الإسلامية من قول الله تعالى: "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" [الإسراء: 4].
وكيف يبرر المسيري النصوص اليهودية في كتبهم الداعية إلى أن فلسطين هي نقطة الإنطلاق لباقي الأراضي المحيطة المستهدفة؟
وبماذا يفسر المسيري إصرار اليهود الحالي على عدم إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته على أرضه المغتصبة؟ ولماذا يستمر اليهود بالتمييز العنصري ضد الفلسطينيين في أرض 48 رغم انتهاء كافة أنظمة التمييز العنصري في الغرب وأمريكا وفي العالم وعلى رأسها جنوب إفريقيا؟
فلو كانت إسرائيل قاعدة غربية لانتهى فيها التمييز العنصري على ا?قل، ولكنها دولة عقيدة يهودية.
ويقول أيضاً في الموسوعة: م2 /ج4 / ب 1/ معاداة اليهود: الأسباب وتكوين الصور النمطية:
" فإذا كان كارل ماركس يهودياً وكان روتشيلد يهودياً ومائير كاهانا يهودياً ومارلين مونرو يهودية،
وكذلك فرويد وأينشتاين ونعوم تشومسكي،
فلابد أن هناك ما يجمع بينهم. وحينما يفشل الدارس في العثور على هذا العنصر، فإنه يكمله من عنده ويفترض وجود مؤآمرة خفية تجمع بينهم وأنهم ولا شك يحرصون على إخفائها. ولكن التناقض، على كلٍّ، أمر لا يضايق العنصريين بتاتاً،
فالإنسان العنصري إنسان غير عقلاني (فهو مرجعية ذاته) لا يقبل الاحتكام إلى أية قيم أخلاقية تتجاوزه وتتجاوز الآخر، فهو يؤمن بشكل قاطع بأن تميزه أمر لصيق بكيانه وكامن فيه تماماً مثل تَدنِّي الآخر، وبالتالي فإن العنصري يبحث دائماً عن قرائن في الواقع ينقض عليها كالحيوان المفترس أو الطائر الجارح فيلتقطها ويعممها ليبرر حقده.
بل ويمكن أن يُوظِّف هذا التناقض ذاته بين الصور الإدراكية بحيث يشير إلى مدى خطورة المؤامرة اليهودية العالمية الأخطبوطية التي تسيطر على سائر مجالات الحياة، وتسيطر على اليمين واليسار، وعلى الشمال والجنوب والشرق والغرب. "
قلت: هذا الكلام الخطير لو قرأته صدفة في مكان ما ولم أعرف أن المسيري هو كاتبه لظننت أن يهودياً يدافع عن بني قومه قد كتبه!!،
وفي الواقع لم يكتشف الدارسون وجود المؤآمرة اليهودية فقط بسبب تواجدهم في كل الحركات السياسية، ولكن لأدلة أخرى كثيرة جداً، وهنا بدل أن يتهم اليهود المتآمرين على الشعوب الأخرى بالعنصرية، فإنه يتهم من اكتشفوا مؤآمرة اليهود بالعنصرية والحقد!،
سبحان الله كيف تنقلب عنده الحقائق!!،
ويقول أيضا في كتابه: اليد الخفية / ص11:
(يُتْبَعُ)
(/)
"إن لم يجد العقل الإنساني نموذجا تفسيريا ملائماً لوقعة ما، فإنه يميل إلى اختزالها وردها إلى أيادٍ خفية تُنسب إليها كافة التغييرات والأحداث. فالأحداث- حسب هذا المنظور- ليست نتيجة تفاعل بين مركب من الظروف والمصالح والتطلعات والعناصر المعروفة والمجهولة من جهة وإرادة إنسانية من جهة أخرى، وإنما هي نتاج عقل واحد وضع مخططاً جباراً وصاغ الواقع حسب هواه، مما يعني أن بقية البشر إن هم إلا أدوات. ومن اهم تجليات هذا النموذج الاختزالي (انظر الفصل التاسع) اتهام اليهود بأنهم يحيكون مؤامرة يهودية عالمية وردت وقائعها في بروتوكولات حكماء صهيون والتلمود.
وينسب فكر المؤامرة لليهود مقدرات عجائبية- فهم سحرة ومنجمون، بل هم شياطين رجيمة وهم عادة لهم مصالحهم اليهودية الخاصة، التي يدافعون عنها ولا يكترثون بمصالح الآخرين بل ويضحون بها من أجل مصالحهم الشخصية."
وأيضا في / ص 8/ المقدمة:
وسنركز في هذه الدراسة على ما يسمى التفكير التآمري والاتجاه نحو التخصيص الذي عادة ما ينسب لليهود قوى عجائبية، يزعم أن (يد اليهود الخفية) توجد في كل مكان تقريباً، خاصة في المواقع الهامة (مثل مراكز صنع القرار)، كما أن هناك تصورًا عاما لدى الكثيرين أن اليهود وراء كثير من الجمعيات السرية والحركات الهدامة.
بل يذهب البعض إلى أن ثمة مؤامرة يهودية كبرى عالمية تهدف إلى الهيمنة على العالم وتحقيق (المخطط الصهيوني اليهودي)!
ومع أن تصرفات نتنياهو الأخيرة، ورفضه لتنفيذ حتى اتفاقيات أوسلو، وتقبل الولايات المتحدة لهذا الوضع، وسكوتها عنه، وعجز الكثيرين عن تفسير سلوك نتياهو وسكوت الولايات النتحدة، بدأ فكر المؤامرة يستشرى ويزيد.
ونحن نرى أن هيمنة هذا الفكر على العقل العربي هو من أخطر الأمور، ...
قلت: وأين هو وأين مرجعيته الإسلامية من قول الله تعالى عن اليهود: "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ "، [المائدة: 64].
ويقول أيضا في الموسوعة: م 2/ ج 4/ ب 2/ اليهودي الدولي International Jew :
" شهدت أوائل العشرينيات في الولايات المتحدة نشر عدة كتب معادية لليهود من بينها بروتوكولات حكماء صهيون، وكتيب سبب عدم الاستقرار في العالم الذي سبق نشره على هيئة سلسلة مقالات في جريدة المورننج بوست اللندنية.
وقد نشرت مجلة الديربورن إند بندانت (1920)، التي كان يمتلكها هنري فورد صاحب مصنع السيارات الشهير، بعض هذه الأدبيات وغيرها في سلسلة مقالات بعنوان: «اليهودي الدولي». وبدأ نشر المقالات ابتداءً من 22 مايو 1922 واستمر لمدة سبع سنوات ثم نُشرت المقالات بعد ذلك على هيئة كتيبات.
واتهمت هذه المقالات اليهود بأنهم يحاولون هدم أسس الحياة الأمريكية وأنهم وراء مؤآمرة عالمية لتحطيم المسيحية والهيمنة على العالم وأن الثورة البلشفية ما هي إلا تعبير عن هذه الثورة المستمرة.
والكتاب، مثله مثل كثير من أدبيات معاداة اليهود في الغرب، يرى اليهودي ممثلاً للثوري المتطرف والثري فاحش الثراء (البلشفي - الصيرفي، تروتسكي ـ روتشيلد)، وهو في نهاية الأمر خليط من شيلوك وعدو المسيح وقاتل الإله واليهودي التائه. وقد وجدت هذه الدعاية العنصرية قبولاً واسعاً في الأوساط القروية الريفية وفي المدن الصغيرة وبين بعض أعضاء النخبة الحاكمة.
ولكن غالبية أعضاء النخبة والجهاز السياسي في المدن كانوا يعارضون هذه الحملة إذ أنهم أدركوا أن المهاجرين اليهود بدأوا يتخلون عن رؤيتهم وعقائدهم وهويتهم ويندمجون في المجتمع الأمريكي ويتأمركون أسرع من غيرهم، ولذلك، نُظِّمت حملة مضادة اضطر هنري فورد بعدها للاعتذار عن الحملة التي شنها، وذلك من خلال لويس مارشال رئيس اللجنة الأمريكية اليهودية".
قلت: من المؤلم أن تجد حتى الأمريكان والغربيين يحذرون من اليهود وخطرهم،
وفي المقابل نجد من العرب والمسلمين من يهون من شأنهم رغم وضوح شدة خطرهم عندنا نحن العرب والمسلمين بالذات،
ورغم وجود آيات الله والمرجعية الإسلامية التي تحذر منهم.
وطبعا ليس صحيحا أن اليهود في أمريكا تخلوا عن عقيدتهم ورؤيتهم، ?نهم لو فعلوا ذلك لما استمروا إلى الآن بمناصرة إسرائيل وحمايتها من خلال اللوبي اليهودي،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما استمروا في إفساد ا?خلاق من خلال سيطرتهم على السينما العالمية في هوليود، وفي هذا البحث موضوع “.
ويقول أيضاً في مواضع أخرى: م 2/ ج 2/ ب 3/ الشخصية أو الهوية اليهودية:
" وإذا اختبرنا النموذج الكامن وراء مقولات مثل «الشخصية أو الهوية اليهودية الثابتة الواحدة» فإننا سنكتشف مدى قصوره، فأعضاء الجماعات اليهودية ليسوا تجاراً بطبعهم، إذ عمل العبرانيون بالزراعة في فلسطين، كما كان منهم الجنود المرتزقة في الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية، ومعظمهم الآن من المهنيين في الغرب.
وهم ليسوا متآمرين بطبعهم، بل وسقط منهم ضحايا للتآمر، لكن هذا لا يمنع وجود متآمرين وتجار بينهم.
وهم ليسوا منحلّين في كل زمان ومكان، إذ كانت هناك أزمنة وأمكنة استمسك فيها أعضاء الجماعات اليهودية بأهداب الفضيلة ولم تُعرَف بينهم ظواهر مثل ظاهرة الأطفال غير الشرعيين".
قلت: لاحظ قوله "اليهود ليسوا متآمرين بطبعهم"!!
لكن الواقع يخبرنا العكس، فاليهود بغالبيتهم الساحقة متآمرين بطبعهم، لأن المؤآمرة اليهودية على العالم جاءت نتيجة عقائد اليهود، وعلى رأسها المسألة اليهودية التي ترى أنهم هم وحدهم شعب الله المختار، والأرض ملك لهم، والبشر بهائم خلقوا لخدمتهم.
وهذا طبعا لا يمنع وجود ندرة من اليهود ممن ضعف تمسكهم بتوراتهم وعقيدتهم، بالتالي ضعف إيمانهم بهذه العقيدة العنصرية، فلماذا عمد المسيري إلى جعلهم القاعدة وهم فرع قليل ونادر أما الأصل المتآمر فجعله استثناءً، فهل رأيتم تعاطفاُ مع اليهود أشد من هذا؟؟،
بل هو فعلا يصل لدرجة الدفاع الصريح عنهم كما هو رأي د. أحمد ابن ابراهيم خضر.
ويقول أيضاً: م 2/ ج 4/ ب 1/ معاداة اليهود: الأسباب وتكوين الصور النمطية:
" والواقع أننا لو أخذنا بالتفسير الصهيوني وجعلنا من مختلف الأحداث التي تُعبِّر عن العداء لليهود ظاهرة واحدة، لأصبح العنصر الثابت الوحيد هو اليهود،
وحينذاك يصبح اليهود هم المسئولين عن الكراهية التي تلاحقهم والعنف الذي يحيق بهم
، وهو تحليل عنصري مرفوض طرحه محامي أيخمان بشكل خطابي أثناء الدفاع عنه في إسرائيل. فاليهود يُشكِّلون جماعات مختلفة وغير متجانسة لكلٍّ منها ظروفها ومشاكلها".
قلت: لماذا يحاول المسيري دوماً أن يتهم من يقولون بأن اليهود هم المسؤولون عن الكراهية التي تلاحقهم والعنف الذي يحيق بهم بأنه تفسير صهيوني؟؟،
وحسب كلامه فهل هذا يعني أن معنى آيات القرآن صهيوني أيضاً (حاشا لله) لأن الله تعالى قال: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ... " [الأعراف: 167]،
ومعلوم أن الله تعالى لا يعاقب أحداً إلا بذنب، ويقول الله أيضا: "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" [آل عمران: 112].
فكيف نرمى القرآن من خلف ظهورنا ونرفض ذمه لليهود في سلوكهم وطباعهم وتآمرهم على العالم؟، هل هذه هي المرجعية الإسلامية التي ينطلق منها؟؟
ويقول أيضاً: م 2/ ج 4/ ب 3/ العداء العربي لليهود واليهودية:
" ورغم أن اليهود (وبني إسرائيل) أتى ذكرهم في القرآن عشرات المرات وتحت مسميات مختلفة في سياقات معظمها سلبي، إلا أن رؤية الخلاص الإسلامية لم تعط اليهود أية مركزية خاصة،
ولذا لم يكن اليهود يمثلون إشكالية خاصة بالنسبة للفقه الإسلامي. وقد ظهرت بعض الأعمال الأدبية والفكرية داخل التشكيل الحضاري العربي والإسلامي تحاول اختزال أعضاء الجماعات اليهودية من خلال صور إدراكية نمطية سلبية، إلا أن اليهود لم يحتلوا أي مركزية خاصة في الوجدان الأدبي والثقافي العربي والإسلامي.
وقد استقر وضع أعضاء الجماعات اليهودية داخل الحضارة العربية والإسلامية في إطار مفهوم أهل الذمة الذي حدد حقوقهم وواجباتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الوضع تغيَّر بشكل حاد في العصر الحديث، فيُلاحَظ انشغال عربي وإسلامي كبير بالشأن اليهودي (وإن كان يُلاحَظ أن الأعمال الأدبية العربية، بما في ذلك الفلسطينية، لا تكترث بأعضاء الجماعات اليهودية). وبدأت تظهر أدبيات كثيرة كتبها عرب ومسلمون تدور في إطار مفاهيم ومقولات عنصرية (معظمها مستورد من العالم الغربي). ومن بين هذه المقولات أن اليهود مسئولون عن كل أشرار العالم، كما هو مدوَّن في بروتوكولات حكماء صهيون (الذي يقرأه الكثيرون)، وفي التلمود (الذي لم يقرأه أحد).
وبدأ الحديث عن المؤآمرة التي يحيكها اليهود ضد المسلمين والعرب، وارتبط اليهود بالشيطان وبالصور الإدراكية النمطية الاختزالية السلبية في عقل كثير من العرب والمسلمين.
وبدأت تظهر في الصحف والمجلات وعلى أغلفة الكتب صورة اليهودي ذي الأنف المعقوف الذي تقطر أظافره دماً والذي يمتص دماء الآخرين وأموالهم.
بل بدأت تظهر تهمة الدم في أرجاء متفرقة، وهو أمر لم يكن معروفاً في العالم الإسلامي من قبل. وتُرجمت البروتوكولات التي يعتقد البعض أنها من كتب اليهود المقدَّسة، كما نُشرت مقتطفات متفرقة من التلمود. بل بدأ بعض المسلمين يرون أن «اليهودية» صفة بيولوجية تورَّث، أي أن اليهودي - حسب هذه الرؤية - هو من وُلد لأم يهودية، وهو تعريف قد يتفق مع العقيدة اليهودية ولكنه لا يتفق ألبتة مع العقيدة الإسلامية التي لا تنظر للدين باعتباره أمراً يورَّث، وإنما هو رؤية يؤمن بها من شاء".
قلت: وهذا نص آخر واضح فيه ما فيه من التعاطف مع اليهود. ثم إن رؤية (اليهودي هو من ولد لأم يهودية) ليست رؤية بيولولوجية، بل رؤية تربوية، حيث تحرص الأم اليهودية على تربية أولادها على العقيدة اليهودية بالسر، والتظاهر بديانة الأب بالعلن.
ويقول أيضاً في الموسوعة: م 1/ ج 1/ ب 1/ ثلاثة نماذج أساسية: الحلولية - العلمانية الشاملة - الجماعة الوظيفية:
" ولإنجاز كل هذا، قمنا بتفكيك مقولات مثل «اليهودي العالمي» و «اليهودي المطلق» و «اليهودي الخالص» و «المؤآمرة اليهودية» و «التاريخ اليهودي» ... إلخ) لنبيِّن المفاهيم الكامنة فيها، فهي تفترض أن اليهود لا يتغيرون بتغير الزمان أو المكان، وحتى إن تغيَّروا فإن مثل هذا التغيُّر يحدث داخل إطار يهودي مقصور على اليهود داخل حركيات وآليات التاريخ اليهودي".
وأيضاً في: م 2/ ج 1/ ب 2/ الوعي اليهودي Jewish Consciousness:
" « الوعي اليهودي» عبارة تفترض أن ثمة هوية يهودية محدَّدة وشخصية يهودية لها خصوصية يهودية وتاريخاً وتراثاً مستقلين عن تاريخ وتراث الشعوب، بل وتفترض أن ثمة جوهراً يهودياً وطبيعة يهودية. ويرى المعادون لأعضاء الجماعات اليهودية أن اليهود يتمتعون بوعي عميق لخصائصهم اليهودية هذه،
وأن هذا الوعي يتبدى في دفاعهم عن مصالحهم اليهودية، وفي انعزالهم داخل الجيتو، وفي نهاية الأمر في المؤآمرة اليهودية الكبرى (وهي المؤآمرة التي يقول البعض إن اليهود يحيكونها ضد الأغيار في كل زمان ومكان) ".
وأيضاً في: م 4/ ج 1/ ب 1/ احتكار دور الضحية (من المسئول ومن الضحية؟)
Monopolizing the Role of the Victim:
" من الأسئلة التي تثار دائماً في دراسة تواريخ الجماعات اليهودية محاولة تحديد المسئولية عما حدث لليهود عبر التاريخ، وهل هم المسئولون عن العنف الذي يحيق بهم، أم أنهم ضحية لهذا العنف؟ ...
ويحاول الصهاينة توظيف دور اليهود كضحية في خدمة مشروعهم السياسي الاستعماري، فيطالبون ألمانيا بأن تدفع بلايين الدولارات تعويضاً لليهود عما وقع لهم من مذابح، بل يصبح احتلال فلسطين وطرد سكانها منها مجرد تعويض عما حاق باليهود من أذى على يد النازيي. وقد ركَّز المدعي العام الإسرائيلي إبان محاكمة أيخمان على هذه القضية، وعلى دور اليهود كضحية أزلية، عبر الزمان والمكان. وقد كان رد محامي الدفاع على أطروحة المدعي العام ذكياً للغاية، فقد تساءل عن هذا الشعب الذي يضطهده الجميع في كل زمان ومكان، ألا يمكن أن يكون هو المسئول عما يحدث له؟ وقد أصيبت قاعة المحكمة بالذهول حين طرحت القضية على هذا النحو غير المتوقع. ويجيب المعادون لليهود على هذا السؤال بالإيجاب قائلين: «نعم إن اليهود هم ولا شك المسئولون».
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل من الطرحين الصهيوني والمعادي لليهود يتسم بعدم إدراك لتركيبية الظواهر الاجتماعية،
فسؤال من المسئول ومن الضحية يفترض أن الظواهر الاجتماعية في جميع جوانبها نتاج وعي الإنسان وإرادته، مع أن هناك جوانب كثيرة في الواقع تتشكل خارج إرادة الإنسان ووعيه، بل تؤثر في وعيه أحياناً دون إدراكه. فاشتغال اليهود بالربا داخل سياق الحضارة الغربية حوَّلهم إلى مستغلين للجماهير ولكنهم أصبحوا كذلك لا بقرار واع منهم أو من النخب الحاكمة الأوربية وإنما نتيجة مركب من الأسباب".
ويقول أيضاً في: م 1/ ج 2/ ب 2/ النموذج التوليدى والنموذج التراكمى:
" ونحن، إن تخلينا عن النموذج التوليدي في التفسير، سنلاحظ أن هناك مجموعة من الأفكار المتشابهة يتداولها أعضاء الجماعات اليهودية، فنجد أنفسنا نتجه نحو التفسير التآمري إذ نرى أن اليهود أينما كانوا يقومون بدس نفس الأفكار ونشرها والترويج لها فنظن أنها مؤآمرة عالمية كبرى ".
2 - الرد على نفي المؤآمرة اليهودية العالمية من خلال حقائق وردت في موسوعة المسيري:
إن كل تلك النصوص السابقة تعبر عن رؤيته التي يريد طرحها في الموسوعة، ولكن يوجد في موسوعته أيضاً معلومات وحقائق واقعية لا تعبر عن رأيه ورؤيته، بل هي تناقض رؤيته لو أنه أخذها بعين الإعتبار في تشكيل رؤيته ومنها مثلاً عن نفوذ اليهود في أمريكا، حيث يقول في: م 4/ ج 3/ ب 17/ نهاية المرحلة اليديشية وظهور اليهود الأمريكيين (1929 - 1945) ( The End of the Yiddish Era and the Emergence of American Jews (1929-1945:
"... أما الطبقة الوسطى اليهودية، فازداد تركُّزها في المهن والأعمال التجارية الصغيرة ووظائف الياقات البيضاء. ويذهب بعض الدارسين إلى أن هذا يعني أن الجماعة اليهودية بدأت تلعب مرة أخرى دور الجماعة الوظيفية الوسيطة، وإن كان السياق قد اختلف، وإلى أن اختلاف الشكل مجرد تعبير عن اختلاف السياق.
تزايد عدد الشباب من أعضاء الجماعة اليهودية الذي يذهب إلى الجامعات الحكومية أو الخاصة. ففي نيويورك، كان 49% من مجموع طلبة الجامعات يهوداً، وبلغ عدد الطلبة اليهود في مختلف الجامعات الأمريكية مائة وخمسة آلاف، أي 9% من عدد الطلبة. ويُعَدُّ توجُّه الطلبة عند تخرُّجهم نحو الأعمال التجارية والمهن مؤشراً جيداً على التحولات التي بدأت تحدث في هذه المرحلة والتي بدأت تصوغ الهيكل الوظيفي لليهود بما يتفق مع وضعهم في المجتمع الأمريكي ...
... وبدأ أعضاء الجماعة اليهودية في هذه المرحلة يفقدون كثيراً من تنوعهم، ويكتسبون شيئاً من التجانس، إذ أصبح أعضاء الجماعة اليهودية مواطنين أمريكيين اكتسبوا هوية أمريكية واضحة يتحدث معظمهم الإنجليزية ويذهب أولادهم إلى معاهد تعليم أمريكية يستوعبون فيها القيم الأمريكية. بل يبدو أن الجماعة اليهودية المهاجرة كانت أسرع الجماعات المهاجرة تخلياً عن تراثها الثقافي ومنه اللغة، وفي التأمرك، وفي تبنِّي لغة المجتمع الجديد. وكان المدرسون من أعضاء الجماعة اليهودية من أنشط دعاة تعليم الإنجليزية للمهاجرين. وبدأت تنظيمات المهاجرين تتحول إلى بقايا أثرية. ولهذا، نجد أن أعضاء الجماعة اليهودية بدأوا يلعبون دوراً في الحياة السياسية. وقد وجدوا أن الحزب الديموقراطي هو الإطار الأمثل للتعبير عن مصالحهم، شأنهم في هذا شأن معظم المهاجرين والأقليات، فانضموا إليه بأعداد كبيرة. وهذه سمة جديدة ظلت لصيقة بالسلوك السياسي لأعضاء الجماعة اليهودية حتى الوقت الحالي. فقد أعطى ما بين 85 و90% من اليهود أصواتهم لروزفلت في الفترة 1933 ـ 1945. وبدأ أعضاء الجماعة يحققون بروزاً في الحياة الأمريكية، فكان منهم أحد الوزراء وثلاثة قضاة في المحكمة العليا، وأربعة حكام ولايات ومئات من كبار الموظفين الموجودين على مقربة من صانع القرار.
ويُلاحَظ أيضاً أن عدداً كبيراً من أعضاء الجماعة اليهودية كان يوجد في صفوف الأحزاب الثورية. وكما قيل، فإن 50% من أعضاء الحزب الشيوعي كانوا من اليهود، كما أن كثيراً من أعضاء المؤسسة الثقافية اليسارية كانوا، في فترة الثلاثينيات، من اليهود. وهذه سمة استمرت أيضاً لصيقة باليهود حتى الستينيات، وأخذت بعدها في الاختفاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
.. وشهدت هذه المرحلة ظهوراً متزايداً للمنظمات التي تقوم بجمع التبرعات من اليهود بشكل منتظم لصالح الجماعة اليهودية ثم لصالح إسرائيل. ومن أهم هذه التنظيمات جماعة النداء اليهودي الموحَّد عام 1939، وتأسَّس مجلس يهودي عام لمنظمات الدفاع اليهودية الذي أصبح اسمه (عام 1941) المجلس القومي الاستشاري لعلاقات الجماعة اليهودية (بالإنجليزية: ناشيونال كوميونتي ريلشنز أدفيسوري كاونسيل National Community Relations Advisory Council). وقد بلغ عدد أعضاء الجماعة اليهودية في هذه المرحلة خمسة ملايين حسب بعض التقديرات، المُبالغ فيها، من مجموع السكان البالغ مائة وأربعين مليوناً."
وفي النص التالي أيضاً اعتراف من المسيري بأن أمنية اليهود وأملهم قديما أن يسودوا العالم: م 5/ ج 2/ ب5 / الأنبياء والنبوة Prophets and Prophecy :
" ... وتُعَد الإصحاحات الأخيرة في كتاب دانيال بداية كتب الرؤى. ويُفسَّر هذا التغير على أساس أن الروح النبوية عادت لبعض الوقت بعد العودة من بابل، ولكن الهيكل الثاني لم يحقق أياً من أمنيات اليهود وآمالهم المشيحانية إذ أنهم لم يسودوا العالم. وقد حلت الإمبراطورية اليونانية محل الإمبراطورية الفارسية، فأدَّى تحطُّم الأمال إلى تصاعُد الحمى وتكاثر كتب الرؤى بنهجها التعويضي ونزوعها الحلولي".
أما هذا النص من المسيري أيضا، فيظهر قوة وأخطبوتية شبكة اليهود العالمية: م2 / ج 3/ ب 3/ يهود البلاط:
" وقد لعب يهود البلاط دوراً مهماً للغاية في اقتصاديات الإمارات والدويلات التي كانوا يقومون على خدمتها، خصوصاً أثناء حرب الثلاثين عاماً (1618 ـ 1648). وذلك بسبب الشبكة التجارية اليهودية الممتدة في أرجاء العالم الغربي والعالم الإسلامي في ذلك الوقت. ففي القرن السابع عشر الميلادي، كان هناك نظام يهود الأرندا في بولندا، التي كانت تُعَدُّ أكبر مصدر للمنتجات الزراعية آنذاك وكان يهود الأرندا يقومون بتصديرها. كما ظهرت في الوقت نفسه الجماعة اليهودية السفاردية القوية في هولندا وغيرها من الدول الأوربية المهمة والتي كانت تربطها صلات قوية باليهود السفارد في الدولة العثمانية. ومما وسع من نطاق هذه الشبكة أنها ضمت العديد من يهود المارانو الذين كانوا يتحركون بسهولة باعتبارهم من المسيحيين، كما أن عدداً منهم كان مسيحياً فعلاً من أسر يهودية تربطهم صلة قربى وعمل بعائلاتهم اليهودية. وكانت هذه الشبكة السفاردية الإشكنازية متعددة الجنسيات عابرة القارات ظاهرة فريدة من نوعها داخل أوربا آنذاك، فكانت تمتد من شرقها إلى غربها ومن وسطها إلى سواحلها على الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
وتشكل حرب الثلاثين عاماً نقطة مهمة وحاسمة في تطور الجماعات اليهودية في أوربا وازدهارها الاقتصادي، إذ أن كثيراً من يهود البلاط راكموا الثروات أثناء هذه الحرب التي عصفت بأوربا، فقد كانت الجيوش المتحاربة تحتاج إلى المؤن والمال في غضون فترة وجيزة، وذلك في عالم لم تكن فيه وسائل الاتصال على درجة كبيرة من الكفاءة والسرعة. ومن هنا لعبت الجماعات اليهودية دوراً حاسماً في خدمة كل الجيوش المتحاربة، وفي تزويدها بالقمح والماشية والأخشاب والعلف وغيرها من المؤن. وكان يهود الأرندا في بولندا يمدون يهود البلاط بالمنتجات الزراعية التي تحتاج إليها الجيوش المتحاربة، فيقوم يهود البلاط بتوزيعها وترتيب الاعتمادات المالية اللازمة من خلال أثرياء الجماعة اليهودية في هولندا وغيرها من الجماعات. وكان بمقدورهم الحصول على السلع التَرفيِّة من يهود الشام والدولة العثمانية. كما كان يهود البلاط على استعداد دائم لشراء غنائم الجنود ـ بغض النظر عن انتمائهم ـ بأسعار مخفضة. كما أن هناك صغار التجار اليهود الذين كانوا يسيرون خلف القوات المتحاربة للمتاجرة مع الجنود ".
قلت: تظهر هذه النصوص تناقض تفسيرات المسيري مع الحقائق الواقعية، حتى تلك التي يوردها في موسوعته!!، وهكذا فقد شكل اليهود شبكة تجارية يهودية ممتدة في أرجاء العالم الغربي والعالم الإسلامي، وذلك بانتشارهم (شتاتهم) على هيئة جماعات مترابطة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأهم من ذلك أنهم استخدموا هذه الشبكة لبثّ الفتن والمؤآمرات والحروب بهدف السيطرة على إقتصاديات الدول تمهيداً لإسقاطها ثم بسط سيطرتهم عليها كما حصل لاحقاً، ولهذا لعبت الجماعات اليهودية دوراً حاسماً في خدمة كل الجيوش المتحاربة، وهم كذلك من أشعل نار الحرب بينهم كما قال الله عز وجل عنهم: "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله و يسعون في الأرض فسادا ... " [المائدة: 64]، فاحذروا من الغفلة عن مؤآمرة اليهود العالمية إلى يكتمل نجاحها، فهي أضعف من بيت العنكبوت، ومن المستحيل أن تنجح إذا بقينا واعين لوجودها.
(مسيرة المسيري في الدفاع عن اليهود) لهشام بشير
ـ[رضا العربي]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 02:18]ـ
اتقوا الله في رجل مات لا يدفع عن نفسه اتهامات لا تليق إلا بمن جهل كيف يقرؤه
صدق الإخوان المعترضون على توصيفات الأخ صاحب الموضوع
ثم إن كثيرين ممن شهروا بالرجل- من شتى الأطياف - حركهم تربص مبني على مسبقات أو أخذ للرأي ممن لم يحسن، ولا أظنه يحسن، قراءة الرجل على وجه ما أراده
لقد عرفت الرجل، وشارك أصدقاء لي معه في عمل الموسوعة، وكان ممكنا لي أن أشارك، ودرّست بعض كتبه في برنامج بحثي متقدم، فما رأيت شيئا مما روجه مغرضون باغضون أو مفتشون عما سمعوا مسبقا لا عن الحق فيما كتب
ومن آفات ما قرأت اتهام الرجل برئاسة "كفاية" وكأنها -وحدها-اتهام مشين .. ما هذا .. من قال إنها علمانية، أو يحركها نصارى .. من قال بهذا لا يدري من الحق شيئا، ولو شبه له الجهل أن مجرد تحديد ناطق نصراني باسمها أول الأمر لأسباب لا يسعه علمها فهذا الخلط عجيب .. رغم أنني أصدم به في منتدياتنا الإسلامية كل آن ... هذا ليس صحيحا، وقد شهدت كيف بدأت كفاية، والأمر ليس هكذا أيها الإخوة، فاتقوا الله في موتى المسلمين وكفاكم نبش القبور وعلم ما خفي في الصدور والتألي بغير حق ولا توقير لحرمة الموتى
لماذا يسرع البعض في التبديع والتفسيق والتكفير والاستبعاد والطرح متبعا هواه؟ هذه من أكبر آفات الطريق الذي نظن فيه الخير
إن التعجل والخفة والحماسة التي قد تعمى عن الحق، وتقديس الشخوص تبقى آفات مخيفة، حقا.
هدى الله الجميع، ورحم الله المسيري وغفر له
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 02:38]ـ
الأستاذ السليماني ..
نقلتَ قول المسيري:
(" ونحن إذا أدركنا كل هذا، يصبح من الواجب علينا أن نبتعد عن الدهاليز الضيقة المظلمة، وأن نتوقف عن البحث الطفولي الساذج عن اليهودي ذي الأنف المُقوَّس والظهر المحدودب (الذي لا يُوجَد إلا في كتب الكاريكاتير وفي النماذج الاختزالية)
ظناً منا أننا لو عثرنا عليه وقضينا عليه فإننا سنريح ونستريح. فالصراع مع العدو مركب وطويل، والدولة الصهيونية ليست مؤآمرة عالمية بدأت مع بداية الزمان، وإنما هي قاعدة عسكرية واقتصادية وثقافية وسكانية للاستعمار الغربي، والصراع معها إنما هو جزء من المواجهة العامة مع الحضارة الغربية الغازية. ")
وعقبتَ عليه بكلمةٍ ذات مغزى عميق:
(ثم إذا لم تكن إسرائيل مؤآمرة يهودية عالمية، فأين مرجعيته الإسلامية من قول الله تعالى: "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" [الإسراء: 4].)
وقد ضاقت نفسي بما اتسع له صدرك ..
ما التناقض أو حتى الاختلاف بين كلام المسيري وبين الآية الكريمة؟؟
ومن سلفك من المفسرين في استنباط كون "إسرائيل" مؤامرة يهودية عالمية من الآية الكريمة؟؟ وهل علمتَ قول المفسرين في زمن المرتين؟؟ هل هذا هو قول الطبري مثلًا أو ابن كثير رحمهما الله؟؟ أم قولٌ من هذا الذي تحاكم إليه الناس؟؟
ونقلتَ قول المسيري:
(فإذا كان كارل ماركس يهودياً وكان روتشيلد يهودياً ومائير كاهانا يهودياً ومارلين مونرو يهودية، وكذلك فرويد وأينشتاين ونعوم تشومسكي، فلابد أن هناك ما يجمع بينهم. وحينما يفشل الدارس في العثور على هذا العنصر، فإنه يكمله من عنده ويفترض وجود مؤآمرة خفية تجمع بينهم وأنهم ولا شك يحرصون على إخفائها. ولكن التناقض، على كلٍّ، أمر لا يضايق العنصريين بتاتاً، فالإنسان العنصري إنسان غير عقلاني (فهو مرجعية ذاته) لا يقبل الاحتكام إلى أية قيم أخلاقية تتجاوزه وتتجاوز الآخر، فهو يؤمن بشكل قاطع بأن تميزه أمر لصيق بكيانه وكامن فيه تماماً مثل تَدنِّي الآخر، وبالتالي فإن العنصري يبحث دائماً عن قرائن في الواقع ينقض عليها كالحيوان المفترس أو الطائر الجارح فيلتقطها ويعممها ليبرر حقده. بل ويمكن أن يُوظِّف هذا التناقض ذاته بين الصور الإدراكية بحيث يشير إلى مدى خطورة المؤامرة اليهودية العالمية الأخطبوطية التي تسيطر على سائر مجالات الحياة، وتسيطر على اليمين واليسار، وعلى الشمال والجنوب والشرق والغرب.)
ثم أتبعته بقولك:
(قلت: هذا الكلام الخطير لو قرأته صدفة في مكان ما ولم أعرف أن المسيري هو كاتبه لظننت أن يهودياً يدافع عن بني قومه قد كتبه!!،)
ولكنّ نفسي حدثتني حديثًا أحببتُ أن أطلعك عليه، فقد أخبرتني أنك لم تفهم كلام المسيري أصلًا، حتى يسوغ لك وصفه بالخطورة، حتى أنك لو قرأت مثله صدفةً لقلتَ إنّ يهوديًا قد كتبه يدافع عن بني قومه! وهي تشك أنك قد سبق لك قراءة كلام يهودي يدافع عن قومه لتعرف مسلكهم فيتشابه الأمر عليك، وقد عدتُ على نفسي بالملامة، واتفقنا أن نتثبت بالسؤال!
ما معنى قول المسيري (ولكن التناقض، على كلٍّ، أمر لا يضايق العنصريين بتاتاً) .. ما الذي يقصده في هذا السياق؟!
ولستُ أمنع أن تتوجه للمسيري بما تشاء عن علم وفهم، وبإنصافٍ وعدل، والرجل لمن عرفه - ولابد أنك تعرفه! - كان ثم أصبح، ومثل هذا للإنصاف معه سبيلٌ ثقيل، وتفصيل مثقل، لا يصبر عليه إلا القليل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 03:28]ـ
أخي الكريم
فهم كلامه على حقيقته من رد عليه (وليس الكلام لي بل هو لهشام بشير)
فالمسيري يصف الذي يتهم اليهود بالتآمر بالعنصرية وهذه فرية ودعاية يهودية
ونسي المسكين بأن اليهود أشد الناس عنصرية وحقداً على الناس وخاصة على المسلمين
وحتى ان اليهود ودعايتهم عن السامية
فكل من طعن في اليهود وبين خبثهم وسعيهم في الأرض فساداً كما اخبر الله تعالى
قالوا هذا معاد للسامية حتى ولو كان عربياً!!!
وإنكار التآمر من اليهود غريب جداً
فقد أخبر الله بانهم يفسدون في الأرض وهذا يحصل بالمؤمرات على الدين والخلق وغيرها
وكلماأوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله فهم أخبث الناس سيرة وسريرة
وأكثر البشر تآمراً في الماضي والحاضر
فهم أهل تجبر وفجور وطغيان.
وقوله تعالى
"وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" [الإسراء: 4].)
اختلف فيها المفسرون من السلف والخلف في هؤلاء المسلطين في المرة الأولى
فقال ابن عباس وقتادة أنه جالوت الجزري
وقال سعيد بن جبير بأنه ملك الموصل سنحاريب
وعنه أيضاً بأنه بختنصر ملك بابل.
ولم يذكر ابن كثير المرة الثانية فالله أعلم بها.
وجزاك الله خيراً على الملاحظة ....
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 04:58]ـ
يا أخي المكرم ..
كلامك هذا لا يلتاث على أحد، ولا يعجز عنه متكلم، وإن يكن الكلام لغيرك فأنت ناقله وراضٍ به وفاهمه ولابد، وإلّا! وقد سألتُك عن هذا الكلام المنقول، فما أجبتَ، وأعدتَ كلامك وزينته بوصف المسيري بـ "المسكين"! ووالله إنّ "المساكين" هم من سيقفون أمام الله يوم القيامة، وقد تكلفوا ما لا يحسنون، وحملوا ما لا يطيقون، ولا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى!
ولم أفهم معنى قولك (فهم كلامه على حقيقته من رد عليه)، فما يفعل امرؤٌ لم يستسغ فهم هذا "الفاهم"!؟ قال الناس عليه أن يسأل من نقل كلامه راضيًا فاهمًا، ففعلتُ، فلم تجبني بشيء، وقد طلبتُ منك شرح جملة من كلام المسيري هي مفتاح فهم الفقرة كلها، فلم تشرح منها حرفًا، وفوّضت العلم إلى صاحب الكلام الأصلي!
هل الإيمان بكون الدولة اليهودية نتاج مؤامرة عالمية صهيونية تحاك في الخفاء هو شيءٌ من محكمات العقيدة أو من أصول الدين أو مواضع الإجماع أو من مسائل لا يسوغ فيها الخلاف، حتى يكون النافي لهذا الفكر التآمري من "المدافعين عن اليهود"؟! وهل دافع المسيري - الذي صرّح به فيما نقلتَ أنت - في نفي هذه المؤامرة هو الدفاع عن اليهود؟؟ أهذا - بربّك - هو العدل؟!!
وسألتك عن وجه الاختلاف بين كلام المسيري والآية الكريمة، فلم تجب شيئًا إلا تكرارًا لما لم تفهمه من كلام المسيري، ولم يكن في المفسرين من استنتج من الآية أنّ (إسرائيل) مؤامرة عالمية ... وخلاصة ذلك أنّك نقلتَ ما لا تفهم، في نقض كلامٍ لا تفهمه، لرجلٍ أفضى إلى ما قدّم، وهذا التلبس بثلب الأموات ظلمًا .... ولن أكمل لأني لا أجد كلامًا "لطيفًا أنيقًا" أضعه هنا! ويكاد يخنق المنصف، ويذهب حزم الحليم، أن يجد الرجل يُتهم بسبّة، قد ردّها بعمل دنياه، ولا يملك الدفاع بعد مماته، ولو أن يشير بخنصره إلى مواقع عمله!
(فإذا كان كارل ماركس يهودياً وكان روتشيلد يهودياً ومائير كاهانا يهودياً ومارلين مونرو يهودية، وكذلك فرويد وأينشتاين ونعوم تشومسكي، فلابد أن هناك ما يجمع بينهم. وحينما يفشل الدارس في العثور على هذا العنصر، فإنه يكمله من عنده ويفترض وجود مؤآمرة خفية تجمع بينهم وأنهم ولا شك يحرصون على إخفائها. ولكن التناقض، على كلٍّ، أمر لا يضايق العنصريين بتاتاً، فالإنسان العنصري إنسان غير عقلاني (فهو مرجعية ذاته) لا يقبل الاحتكام إلى أية قيم أخلاقية تتجاوزه وتتجاوز الآخر، فهو يؤمن بشكل قاطع بأن تميزه أمر لصيق بكيانه وكامن فيه تماماً مثل تَدنِّي الآخر، وبالتالي فإن العنصري يبحث دائماً عن قرائن في الواقع ينقض عليها كالحيوان المفترس أو الطائر الجارح فيلتقطها ويعممها ليبرر حقده. بل ويمكن أن يُوظِّف هذا التناقض ذاته بين الصور الإدراكية بحيث يشير إلى مدى خطورة المؤامرة اليهودية العالمية الأخطبوطية التي تسيطر على سائر مجالات الحياة، وتسيطر على اليمين واليسار، وعلى الشمال والجنوب والشرق والغرب)
بدأ المسيري فقرته بجملةٍ من اليهود، بينهم اختلاف في الأثر يصل حدّ التناقض، بدايةً بماركس ونهايةً بمارلين مونرو، ثم ذكر أنّ هناك من الدارسين من هو مولع بالتجريد وتعبئة القوالب، يبحث عن عنصر يجمع بين هؤلاء الناس على اختلاف أعمالهم، يبحث عن هذا (((العنصر))) الذي يجمع بين هؤلاء، سواءً كان المعاصرة أو جمعية ماسونية أو .. أو .. فلا يظهر له شيءٌ من ذلك، (وحينما يفشل الدارس في العثور على هذا العنصر) فإنّه يفترض وجود مؤامرة خفية، ولا يبالي أن يكون ماركس ومارلين مونرو مختلفين، فإنّ (التناقض، على كلٍّ، أمر لا يضايق العنصريين بتاتاً).
اللهم احفظنا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 05:10]ـ
نعم أوافق الكاتب على أن المسيري يدافع عن اليهود ويطعن في أنبياء الله
وفقاً لتحليل ماركس اليهودي
وظاهر كلام المسيري بان اليهود ضحايا للنصارى
فهم أبرياء مما ينسب لهم من اللؤم والخسة والجبن والبخل والكيد للمسلمين
فهو ينكر حادثة تسميم الرسول صلى الله عليه وسلم
وينكر أن ابن سبأ يهودي!!
ويصف يهود العرب بالكرم!!
وماتقول في اللوبي اليهودي في دولة أمريكا ودعمها الكبير لدولة يهود
إلا نتيجة لتآمرهم وخبثهم
وقد حذر منهم النصارى الضلال
وجهله المسيري أو تجاهله لإنه أضل منهم
فهم على كتاب محرف
وهو على كتاب ماركس وجارودي المتلصص على الإسلام.
والكلام ليس عن دولة يهود بل عن إنكار المسيري لنظرية المؤامرة من أصلها
عن اليهود أمة الغضب والكيد والمكر.
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 05:21]ـ
هل ترد عليّ؟؟! تقصدني بكلامك هذا؟!! أم تخاطب شخصًا لا وجود له، يسألك عن رأيك المجرد عن دليل، ولا يناقشك فيما تسوقه من دليل؟!! ما علينا!!
والكلام ليس عن دولة يهود بل عن إنكار المسيري لنظرية المؤامرة من أصلها
في أي كتب العقيدة أستطيع البحث عن (نظرية المؤامرة) التي أنكرها المسيري فأزرت به؟؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 05:31]ـ
تنبيه: كما ننعى على من يهوّل ويحيد عن العدل في الحكم على الناس وأعمالهم ويبخسهم حقهم ,فكذلك يا دكتور حسام الدين الموقر لا ينبغي أن ندافع عن الخطأ ونحاول تخريج المسوغات التي تهون منه ,ولا أظنك تعارض في هذا لكن قد يفهم كلامك أحد على غير مرادك فاقتضى البيان
قد جعل الله لكل شيء قدرا, وأحسب أن المسيري رحمه الله كان سائرا في طريق التصحيح والانقلاب على بداياته وأحسبه كان ممن يفيء للحق إذا ظهر له وهذا مما يحمد له, ولكن قدر الله عاجله
والله يعفو عنه
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 05:37]ـ
أخي الكريم أبا القاسم ..
لا يغيب عن مثلك -أحسبك- أنّ هذا الكلام العام لا يصلح هاهنا، فلا تسكب ظلال "الدفاع عن الخطأ وتسويغه" على كل كلامي، وأنا صاحب الكلام لا أعرف ما الذي تقصده، فكيف بمن سواي؟؟ أتقصد كلامي عن الآية أم عن كون الاعتقاد بالمؤامرة العالمية ليس من ثوابت الدين، أم بأني لا أعلم كتب العقيدة التي تشرح "نظرية المؤامرة"، أم بكلامي عن معنى العنصريين في الفقرة المنقولة من كلام المسيري؟؟! أم شيء آخر؟؟
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 05:44]ـ
أخي الكريم أبا القاسم ..
إن كان كلامك عن عموم الحال، فهو على العين والرأس ..
وقد قلت:
(ولستُ أمنع أن تتوجه للمسيري بما تشاء عن علم وفهم، وبإنصافٍ وعدل، والرجل لمن عرفه - ولابد أنك تعرفه! - كان ثم أصبح، ومثل هذا للإنصاف معه سبيلٌ ثقيل، وتفصيل مثقل، لا يصبر عليه إلا القليل!)
ـ[السليماني]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 06:06]ـ
اخي الكريم
اختلفنا على كلمة مؤامرة فقط على قتلة الأنبياء الكفرة!!!
المراد بأنهم أهل كيد وخبث ومكر وتآمر على المسلمين مع النصارى وكل ملل الكفر
هل توافق المسيري بان اليهود لم يكيدوا للرسول صلى الله عليه وسلم؟؟
ولم يحاولوا قتله بالسم!!
ولم يكيدوا للمسلمين من ابن سبأ والفرق الباطنية إلى الماسونية في العصر الحديث
حتى عقيدة الجهمية مأخوذة من اليهود.
وأزرى به وموسوعته المشبوهة اتهامه لأنبياء الله سليمان وموسى وهارون بالشرك ومنافاة التوحيد
وتكذيبه لكلام الله تعالى
وجهله القبيح بالنبوة ومكانتها
وغير ذلك من البلايا ...
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 06:19]ـ
حيدة عن الجواب، واستباق للحكم، ومحاكمة الناس لفهمك الخاص!
اذهب يا أخي فأذن في الناس أن المسيري يدافع عن اليهود، فلن أمنعك بعد الآن!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 06:37]ـ
لي تعليق ربما ينفع في مثل هذه الحوارت
وهو انه قد يكون للرجل المعين قولا قديما تراجع عنه حديثا في كتاب او في تسجيل مثلا
الدكتور محمد عمارة مثلا كان يقدح في الاخوان والبنا والمودودي واظن سيد قطب والان تغير الامر تماما ولو بقينا عند كتاباته القديمة او كتبه لظننا انه مازال على موقفه القديم
فالنظر في الكتابات الجديدة مهم جدا
(يُتْبَعُ)
(/)
المسيري مثلا في كل كتاباته المهمة جدا والجديدة كتب ناقدا لماركس والمادية الجدلية والنتشوية وكل الفلسفات المادية الغربية وحمل عليها حملة علمية عنيفة جدا فكيف يقال الان انه مع الماركسية
ان كاتب ذلك لم يقرأ اغلب كتابات المسيري او اغلب كتبه
ومذكراته تتكلم بنفسها وبصراحة عن تحولاته وانه كما قال كان ماركسيا ثم اعلن اسلامه او العودة الى الايمان والعقيدة الربانية
ان مذكراته من اهم ماكتب وفيها كلام غالي جدا وثمين
فيجب استيعاب ماكان عليه وماصار اليه وماتراجع عنه وماوقف عليه ولم يتراجع ثم يمكن تقديم اطروجه!
اما هكذا كلام ومن موسوعته وهي موسوعة قديمة جدا
كتب المسيري بعدها كتب في الاسلام
يجب ان ننظر هل كتبها في فترة الماركسية وهو في امريكا ام بعد اعلانه الرجوع الى الاسلام
هذا امر غاية في الاهمية
سيد قطب مثلا له شعر وكلام قديم جدا في الاباحية او ماشابه
فهل بعد رجوعه من امريكا بقي عليه بل قبل خروجه من مصر بقليل هل كان عليه؟
الامر جد خطير
والقراءة مهمة
وليس القراءة فقط
وانما قراءة الشخص المعين بماكان عليه وماصار اليه
لو وقفنا عند القديم لقلنا ان شيخ الاسلام ابن تيمية عظم ابن عربي
وهو فعلا عظمه!
لكن قديما!
كما قال هو
ولكن لما تبين له ماهو عليه على الحقيقة كتب الحقيقة
يجب ان ننظر في كتابات المسيري هل تراجع عن شيء في الموسوعة
ولما تركها تنشر وهو حي
هل عدل فيها
امور مهمة
وحتى لو لم يغير فيها وكتب كتب جديدة تنقد مافيها فما الحكم وكيف نتعامل مع هكذا امر
انا مثلا توقفت قديما في موضوع الدكتور عبد الرحمن بدوي واحترت مع مذكراته -وقد نبهت لذلك في مقدمة كتابي اقطاب العلمانية1 الصادر عام 2000 - ففيها انواع من الاباحية -مثل ان يصاحب الانسان امراة ويعاشرها وانها حرية ولو بلازواج-وهي مخالفة لما صار اليه من كتابه دفاع عن القران ودفاع عن محمد رسول الله
فما الحل هل هو تناقض هل هو لبس علينا
يجب الرجوع الى المواضيع التي كتب فيها كلامه عن العلاقة بلاضوابط شرعية متي كتبها
صحيح انه وضع هذه الكتابات في مذكراته التي نشرت في اخر حياته مع او في توقيت صدور الدفاع عن القرآن وعن الرسول-على مااظن
فهل نتهم الرجل بالنفاق
ام انه كان مثلا قد دفع بمذكراته منذ فترة للمطبعة ثم لم يستطع استرجاعها للتصحيح ام غفل عنها او امور اخرى يمكن النظر فيها مثل انه كان مريض جدا ولم يكن معه مال للطعام وغيره امور مهمة
ومع ذلك نترحم عليه فالرجل عمل على اذلال العلمانيين وضربهم ضربة قاصمة اشتكوا منها دهرا والى الان
ايضا موسوعة المستشرقين له صدرت اخيرا قبل موته اظن وفيها امور تحتاج نظر وربما كتبها او اجزاء منها او بقيتها بعد كتابة الدفاع عن القرآن
امور شائكة
ولو اتهمنا كل احد لسبب التصيد او عدم معرفة القديم والجديد لشخص ما خصوصا هؤلاء العائدون للاسلام في احرج فتراتهم اي قبل الموت مثل مثلا زكي نجيب محمود الذي قال عنه احد العلمانيين انه اراد اختراق التراث فاخترقه التراث
امور مهمة تحتاج لتفكير
وعدم العجلة في القاء الاتهامات المستعجلة
وانا طبعا لااؤيد الباطل من كلام المسيري او غيره
لكن هناك امور نظن انه قالها قديما مؤيدا وربما قالها شارحا
وشيخ الاسلام له كلام في الجهة او الجسم وهو لايقصد به مايرمي اليه المخالف وانما يورد ذلك كما تعلمون على سبيل الالزام
اما موضوع سليمان عليه السلام
فقد قرات ايضا لاحمد شلبي في كتابه عن اليهودية كلاما شبيها والى الان لم اراجعه بدقة واستغربت منه لكن معلوم ان الرجل كتب دفاع عن الاسلام ةالانبياء والحضارة فهل اخطأ فيما كتبه او فهمته انا خطأ؟
ولايعنيهذا الدفاع عن اخطاء قديمة او جديدة لكائنا من كان
ـ[السليماني]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 08:31]ـ
ويقول أيضاً: م 2/ ج 4/ ب 1/ معاداة اليهود: الأسباب وتكوين الصور النمطية:
(يُتْبَعُ)
(/)
" والواقع أننا لو أخذنا بالتفسير الصهيوني وجعلنا من مختلف الأحداث التي تُعبِّر عن العداء لليهود ظاهرة واحدة، لأصبح العنصر الثابت الوحيد هو اليهود، وحينذاك يصبح اليهود هم المسئولين عن الكراهية التي تلاحقهم والعنف الذي يحيق بهم، وهو تحليل عنصري مرفوض طرحه محامي أيخمان بشكل خطابي أثناء الدفاع عنه في إسرائيل. فاليهود يُشكِّلون جماعات مختلفة وغير متجانسة لكلٍّ منها ظروفها ومشاكلها".
قلت: لماذا يحاول المسيري دوماً أن يتهم من يقولون بأن اليهود هم المسؤولون عن الكراهية التي تلاحقهم والعنف الذي يحيق بهم بأنه تفسير صهيوني؟؟، وحسب كلامه فهل هذا يعني أن معنى آيات القرآن صهيوني أيضاً (حاشا لله) لأن الله تعالى قال: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ... " [الأعراف: 167]، ومعلوم أن الله تعالى لا يعاقب أحداً إلا بذنب، ويقول الله أيضا: "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" [آل عمران: 112]. فكيف نرمى القرآن من خلف ظهورنا ونرفض ذمه لليهود في سلوكهم وطباعهم وتآمرهم على العالم؟، هل هذه هي المرجعية الإسلامية التي ينطلق منها؟؟
ويقول أيضاً: م 2/ ج 4/ ب 3/ العداء العربي لليهود واليهودية:
" ورغم أن اليهود (وبني إسرائيل) أتى ذكرهم في القرآن عشرات المرات وتحت مسميات مختلفة في سياقات معظمها سلبي، إلا أن رؤية الخلاص الإسلامية لم تعط اليهود أية مركزية خاصة، ولذا لم يكن اليهود يمثلون إشكالية خاصة بالنسبة للفقه الإسلامي. وقد ظهرت بعض الأعمال الأدبية والفكرية داخل التشكيل الحضاري العربي والإسلامي تحاول اختزال أعضاء الجماعات اليهودية من خلال صور إدراكية نمطية سلبية، إلا أن اليهود لم يحتلوا أي مركزية خاصة في الوجدان الأدبي والثقافي العربي والإسلامي. وقد استقر وضع أعضاء الجماعات اليهودية داخل الحضارة العربية والإسلامية في إطار مفهوم أهل الذمة الذي حدد حقوقهم وواجباتهم.
ولكن الوضع تغيَّر بشكل حاد في العصر الحديث، فيُلاحَظ انشغال عربي وإسلامي كبير بالشأن اليهودي (وإن كان يُلاحَظ أن الأعمال الأدبية العربية، بما في ذلك الفلسطينية، لا تكترث بأعضاء الجماعات اليهودية). وبدأت تظهر أدبيات كثيرة كتبها عرب ومسلمون تدور في إطار مفاهيم ومقولات عنصرية (معظمها مستورد من العالم الغربي). ومن بين هذه المقولات أن اليهود مسئولون عن كل أشرار العالم، كما هو مدوَّن في بروتوكولات حكماء صهيون (الذي يقرأه الكثيرون)، وفي التلمود (الذي لم يقرأه أحد). وبدأ الحديث عن المؤآمرة التي يحيكها اليهود ضد المسلمين والعرب، وارتبط اليهود بالشيطان وبالصور الإدراكية النمطية الاختزالية السلبية في عقل كثير من العرب والمسلمين. وبدأت تظهر في الصحف والمجلات وعلى أغلفة الكتب صورة اليهودي ذي الأنف المعقوف الذي تقطر أظافره دماً والذي يمتص دماء الآخرين وأموالهم. بل بدأت تظهر تهمة الدم في أرجاء متفرقة، وهو أمر لم يكن معروفاً في العالم الإسلامي من قبل. وتُرجمت البروتوكولات التي يعتقد البعض أنها من كتب اليهود المقدَّسة، كما نُشرت مقتطفات متفرقة من التلمود. بل بدأ بعض المسلمين يرون أن «اليهودية» صفة بيولوجية تورَّث، أي أن اليهودي - حسب هذه الرؤية - هو من وُلد لأم يهودية، وهو تعريف قد يتفق مع العقيدة اليهودية ولكنه لا يتفق ألبتة مع العقيدة الإسلامية التي لا تنظر للدين باعتباره أمراً يورَّث، وإنما هو رؤية يؤمن بها من شاء".
قلت: وهذا نص آخر واضح فيه ما فيه من التعاطف مع اليهود. ثم إن رؤية (اليهودي هو من ولد لأم يهودية) ليست رؤية بيولولوجية، بل رؤية تربوية، حيث تحرص الأم اليهودية على تربية أولادها على العقيدة اليهودية بالسر، والتظاهر بديانة الأب بالعلن.
ويقول أيضاً في الموسوعة: م 1/ ج 1/ ب 1/ ثلاثة نماذج أساسية: الحلولية - العلمانية الشاملة - الجماعة الوظيفية:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ولإنجاز كل هذا، قمنا بتفكيك مقولات مثل «اليهودي العالمي» و «اليهودي المطلق» و «اليهودي الخالص» و «المؤآمرة اليهودية» و «التاريخ اليهودي» ... إلخ) لنبيِّن المفاهيم الكامنة فيها، فهي تفترض أن اليهود لا يتغيرون بتغير الزمان أو المكان، وحتى إن تغيَّروا فإن مثل هذا التغيُّر يحدث داخل إطار يهودي مقصور على اليهود داخل حركيات وآليات التاريخ اليهودي".
وأيضاً في: م 2/ ج 1/ ب 2/ الوعي اليهودي Jewish Consciousness:
" « الوعي اليهودي» عبارة تفترض أن ثمة هوية يهودية محدَّدة وشخصية يهودية لها خصوصية يهودية وتاريخاً وتراثاً مستقلين عن تاريخ وتراث الشعوب، بل وتفترض أن ثمة جوهراً يهودياً وطبيعة يهودية. ويرى المعادون لأعضاء الجماعات اليهودية أن اليهود يتمتعون بوعي عميق لخصائصهم اليهودية هذه، وأن هذا الوعي يتبدى في دفاعهم عن مصالحهم اليهودية، وفي انعزالهم داخل الجيتو، وفي نهاية الأمر في المؤآمرة اليهودية الكبرى (وهي المؤآمرة التي يقول البعض إن اليهود يحيكونها ضد الأغيار في كل زمان ومكان) ".
وأيضاً في: م 4/ ج 1/ ب 1/ احتكار دور الضحية (من المسئول ومن الضحية؟)
Monopolizing the Role of the Victim:
" من الأسئلة التي تثار دائماً في دراسة تواريخ الجماعات اليهودية محاولة تحديد المسئولية عما حدث لليهود عبر التاريخ، وهل هم المسئولون عن العنف الذي يحيق بهم، أم أنهم ضحية لهذا العنف؟ ...
ويحاول الصهاينة توظيف دور اليهود كضحية في خدمة مشروعهم السياسي الاستعماري، فيطالبون ألمانيا بأن تدفع بلايين الدولارات تعويضاً لليهود عما وقع لهم من مذابح، بل يصبح احتلال فلسطين وطرد سكانها منها مجرد تعويض عما حاق باليهود من أذى على يد النازيي. وقد ركَّز المدعي العام الإسرائيلي إبان محاكمة أيخمان على هذه القضية، وعلى دور اليهود كضحية أزلية، عبر الزمان والمكان. وقد كان رد محامي الدفاع على أطروحة المدعي العام ذكياً للغاية، فقد تساءل عن هذا الشعب الذي يضطهده الجميع في كل زمان ومكان، ألا يمكن أن يكون هو المسئول عما يحدث له؟ وقد أصيبت قاعة المحكمة بالذهول حين طرحت القضية على هذا النحو غير المتوقع. ويجيب المعادون لليهود على هذا السؤال بالإيجاب قائلين: «نعم إن اليهود هم ولا شك المسئولون».
وكل من الطرحين الصهيوني والمعادي لليهود يتسم بعدم إدراك لتركيبية الظواهر الاجتماعية، فسؤال من المسئول ومن الضحية يفترض أن الظواهر الاجتماعية في جميع جوانبها نتاج وعي الإنسان وإرادته، مع أن هناك جوانب كثيرة في الواقع تتشكل خارج إرادة الإنسان ووعيه، بل تؤثر في وعيه أحياناً دون إدراكه. فاشتغال اليهود بالربا داخل سياق الحضارة الغربية حوَّلهم إلى مستغلين للجماهير ولكنهم أصبحوا كذلك لا بقرار واع منهم أو من النخب الحاكمة الأوربية وإنما نتيجة مركب من الأسباب".
ويقول أيضاً في: م 1/ ج 2/ ب 2/ النموذج التوليدى والنموذج التراكمى:
" ونحن، إن تخلينا عن النموذج التوليدي في التفسير، سنلاحظ أن هناك مجموعة من الأفكار المتشابهة يتداولها أعضاء الجماعات اليهودية، فنجد أنفسنا نتجه نحو التفسير التآمري إذ نرى أن اليهود أينما كانوا يقومون بدس نفس الأفكار ونشرها والترويج لها فنظن أنها مؤآمرة عالمية كبرى ".
2 - الرد على نفي المؤآمرة اليهودية العالمية من خلال حقائق وردت في موسوعة المسيري:
إن كل تلك النصوص السابقة تعبر عن رؤيته التي يريد طرحها في الموسوعة، ولكن يوجد في موسوعته أيضاً معلومات وحقائق واقعية لا تعبر عن رأيه ورؤيته، بل هي تناقض رؤيته لو أنه أخذها بعين الإعتبار في تشكيل رؤيته ومنها مثلاً عن نفوذ اليهود في أمريكا، حيث يقول في: م 4/ ج 3/ ب 17/ نهاية المرحلة اليديشية وظهور اليهود الأمريكيين (1929 - 1945) ( The End of the Yiddish Era and the Emergence of American Jews (1929-1945:
"... أما الطبقة الوسطى اليهودية، فازداد تركُّزها في المهن والأعمال التجارية الصغيرة ووظائف الياقات البيضاء. ويذهب بعض الدارسين إلى أن هذا يعني أن الجماعة اليهودية بدأت تلعب مرة أخرى دور الجماعة الوظيفية الوسيطة، وإن كان السياق قد اختلف، وإلى أن اختلاف الشكل مجرد تعبير عن اختلاف السياق.
(يُتْبَعُ)
(/)
تزايد عدد الشباب من أعضاء الجماعة اليهودية الذي يذهب إلى الجامعات الحكومية أو الخاصة. ففي نيويورك، كان 49% من مجموع طلبة الجامعات يهوداً، وبلغ عدد الطلبة اليهود في مختلف الجامعات الأمريكية مائة وخمسة آلاف، أي 9% من عدد الطلبة. ويُعَدُّ توجُّه الطلبة عند تخرُّجهم نحو الأعمال التجارية والمهن مؤشراً جيداً على التحولات التي بدأت تحدث في هذه المرحلة والتي بدأت تصوغ الهيكل الوظيفي لليهود بما يتفق مع وضعهم في المجتمع الأمريكي ...
... وبدأ أعضاء الجماعة اليهودية في هذه المرحلة يفقدون كثيراً من تنوعهم، ويكتسبون شيئاً من التجانس، إذ أصبح أعضاء الجماعة اليهودية مواطنين أمريكيين اكتسبوا هوية أمريكية واضحة يتحدث معظمهم الإنجليزية ويذهب أولادهم إلى معاهد تعليم أمريكية يستوعبون فيها القيم الأمريكية. بل يبدو أن الجماعة اليهودية المهاجرة كانت أسرع الجماعات المهاجرة تخلياً عن تراثها الثقافي ومنه اللغة، وفي التأمرك، وفي تبنِّي لغة المجتمع الجديد. وكان المدرسون من أعضاء الجماعة اليهودية من أنشط دعاة تعليم الإنجليزية للمهاجرين. وبدأت تنظيمات المهاجرين تتحول إلى بقايا أثرية. ولهذا، نجد أن أعضاء الجماعة اليهودية بدأوا يلعبون دوراً في الحياة السياسية. وقد وجدوا أن الحزب الديموقراطي هو الإطار الأمثل للتعبير عن مصالحهم، شأنهم في هذا شأن معظم المهاجرين والأقليات، فانضموا إليه بأعداد كبيرة. وهذه سمة جديدة ظلت لصيقة بالسلوك السياسي لأعضاء الجماعة اليهودية حتى الوقت الحالي. فقد أعطى ما بين 85 و90% من اليهود أصواتهم لروزفلت في الفترة 1933 ـ 1945. وبدأ أعضاء الجماعة يحققون بروزاً في الحياة الأمريكية، فكان منهم أحد الوزراء وثلاثة قضاة في المحكمة العليا، وأربعة حكام ولايات ومئات من كبار الموظفين الموجودين على مقربة من صانع القرار.
ويُلاحَظ أيضاً أن عدداً كبيراً من أعضاء الجماعة اليهودية كان يوجد في صفوف الأحزاب الثورية. وكما قيل، فإن 50% من أعضاء الحزب الشيوعي كانوا من اليهود، كما أن كثيراً من أعضاء المؤسسة الثقافية اليسارية كانوا، في فترة الثلاثينيات، من اليهود. وهذه سمة استمرت أيضاً لصيقة باليهود حتى الستينيات، وأخذت بعدها في الاختفاء.
... وشهدت هذه المرحلة ظهوراً متزايداً للمنظمات التي تقوم بجمع التبرعات من اليهود بشكل منتظم لصالح الجماعة اليهودية ثم لصالح إسرائيل. ومن أهم هذه التنظيمات جماعة النداء اليهودي الموحَّد عام 1939، وتأسَّس مجلس يهودي عام لمنظمات الدفاع اليهودية الذي أصبح اسمه (عام 1941) المجلس القومي الاستشاري لعلاقات الجماعة اليهودية (بالإنجليزية: ناشيونال كوميونتي ريلشنز أدفيسوري كاونسيل National Community Relations Advisory Council). وقد بلغ عدد أعضاء الجماعة اليهودية في هذه المرحلة خمسة ملايين حسب بعض التقديرات، المُبالغ فيها، من مجموع السكان البالغ مائة وأربعين مليوناً."
وفي النص التالي أيضاً اعتراف من المسيري بأن أمنية اليهود وأملهم قديما أن يسودوا العالم: م 5/ ج 2/ ب5 / الأنبياء والنبوة Prophets and Prophecy :
" ... وتُعَد الإصحاحات الأخيرة في كتاب دانيال بداية كتب الرؤى. ويُفسَّر هذا التغير على أساس أن الروح النبوية عادت لبعض الوقت بعد العودة من بابل، ولكن الهيكل الثاني لم يحقق أياً من أمنيات اليهود وآمالهم المشيحانية إذ أنهم لم يسودوا العالم. وقد حلت الإمبراطورية اليونانية محل الإمبراطورية الفارسية، فأدَّى تحطُّم الأمال إلى تصاعُد الحمى وتكاثر كتب الرؤى بنهجها التعويضي ونزوعها الحلولي".
أما هذا النص من المسيري أيضا، فيظهر قوة وأخطبوتية شبكة اليهود العالمية: م2 / ج 3/ ب 3/ يهود البلاط:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وقد لعب يهود البلاط دوراً مهماً للغاية في اقتصاديات الإمارات والدويلات التي كانوا يقومون على خدمتها، خصوصاً أثناء حرب الثلاثين عاماً (1618 ـ 1648). وذلك بسبب الشبكة التجارية اليهودية الممتدة في أرجاء العالم الغربي والعالم الإسلامي في ذلك الوقت. ففي القرن السابع عشر الميلادي، كان هناك نظام يهود الأرندا في بولندا، التي كانت تُعَدُّ أكبر مصدر للمنتجات الزراعية آنذاك وكان يهود الأرندا يقومون بتصديرها. كما ظهرت في الوقت نفسه الجماعة اليهودية السفاردية القوية في هولندا وغيرها من الدول الأوربية المهمة والتي كانت تربطها صلات قوية باليهود السفارد في الدولة العثمانية. ومما وسع من نطاق هذه الشبكة أنها ضمت العديد من يهود المارانو الذين كانوا يتحركون بسهولة باعتبارهم من المسيحيين، كما أن عدداً منهم كان مسيحياً فعلاً من أسر يهودية تربطهم صلة قربى وعمل بعائلاتهم اليهودية. وكانت هذه الشبكة السفاردية الإشكنازية متعددة الجنسيات عابرة القارات ظاهرة فريدة من نوعها داخل أوربا آنذاك، فكانت تمتد من شرقها إلى غربها ومن وسطها إلى سواحلها على الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
وتشكل حرب الثلاثين عاماً نقطة مهمة وحاسمة في تطور الجماعات اليهودية في أوربا وازدهارها الاقتصادي، إذ أن كثيراً من يهود البلاط راكموا الثروات أثناء هذه الحرب التي عصفت بأوربا، فقد كانت الجيوش المتحاربة تحتاج إلى المؤن والمال في غضون فترة وجيزة، وذلك في عالم لم تكن فيه وسائل الاتصال على درجة كبيرة من الكفاءة والسرعة. ومن هنا لعبت الجماعات اليهودية دوراً حاسماً في خدمة كل الجيوش المتحاربة، وفي تزويدها بالقمح والماشية والأخشاب والعلف وغيرها من المؤن. وكان يهود الأرندا في بولندا يمدون يهود البلاط بالمنتجات الزراعية التي تحتاج إليها الجيوش المتحاربة، فيقوم يهود البلاط بتوزيعها وترتيب الاعتمادات المالية اللازمة من خلال أثرياء الجماعة اليهودية في هولندا وغيرها من الجماعات. وكان بمقدورهم الحصول على السلع التَرفيِّة من يهود الشام والدولة العثمانية. كما كان يهود البلاط على استعداد دائم لشراء غنائم الجنود ـ بغض النظر عن انتمائهم ـ بأسعار مخفضة. كما أن هناك صغار التجار اليهود الذين كانوا يسيرون خلف القوات المتحاربة للمتاجرة مع الجنود ".
قلت: تظهر هذه النصوص تناقض تفسيرات المسيري مع الحقائق الواقعية، حتى تلك التي يوردها في موسوعته!!، وهكذا فقد شكل اليهود شبكة تجارية يهودية ممتدة في أرجاء العالم الغربي والعالم الإسلامي، وذلك بانتشارهم (شتاتهم) على هيئة جماعات مترابطة.
والأهم من ذلك أنهم استخدموا هذه الشبكة لبثّ الفتن والمؤآمرات والحروب بهدف السيطرة على إقتصاديات الدول تمهيداً لإسقاطها ثم بسط سيطرتهم عليها كما حصل لاحقاً، ولهذا لعبت الجماعات اليهودية دوراً حاسماً في خدمة كل الجيوش المتحاربة، وهم كذلك من أشعل نار الحرب بينهم كما قال الله عز وجل عنهم: "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله و يسعون في الأرض فسادا ... " [المائدة: 64]، فاحذروا من الغفلة عن مؤآمرة اليهود العالمية إلى يكتمل نجاحها، فهي أضعف من بيت العنكبوت، ومن المستحيل أن تنجح إذا بقينا واعين لوجودها.
ومن أغرب موضوعاته أيضاً:
المسيري يبرّيء اليهود من مؤآمرة ابن سبأ والرد عليه:
ومن أعظم مظاهر تعاطف د. عبد الوهاب المسيري العجيب مع اليهود، هو تبرئة اليهودي عبد الله بن سبأ بل وكل اليهود من اغتيال أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ومن الفتن والمؤامرات الرهيبة اللاحقة، في محاولة لتفسير ظهور الحركة السبأية بطريقة تؤدي لتبرئة اليهود من مؤآمرة صنعوها بهدف الثورة على الدولة الإسلامية الجديدة للقضاء عليها، حيث يقول في: م 5/ ج 3/ ب 3/ عبد الله بن سبأ (القرن السابع الميلادي):
" عبد الله بن سبأ (القرن السابع الميلادي) ويُسمَّى أيضاً ابن السوداء. وهو عربي يهودي من أهل صنعاء في اليمن. وقد ادَّعى ابن سبأ بعد موت الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الماشيَّح الذي سيرجع مرة أخرى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذهب عبد الله بن سبأ إلى القول بالتناسخ. وبحسب قوله، فإن روح الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم تمت مع محمد بل استمرت حية تتعاقب في ذريته، فروح الله التي تبعث الحياة في الرسل تنتقل بعد وفاة أحدهم إلى آخر، وأن روح النبوة بصفة خاصة انتقلت إلى عليّ واستمرت في عائلته، ومن ثم فعليّ ليس مجرد خلف شرعي للخلفاء الذين سبقوه، وهو ليس في مستوى واحد مع أبي بكر وعمر اللذين اندسا مغتصبين بينه وبين الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأخذا الخلافة بغير وجه حق، إنما هي «الروح القدسية» تجسدت فيه وهو وريث الرسالة، ومن ثم فهو بعد وفاة محمد الحاكم الوحيد الممكن للأمة، تلك الأمة التي يجب أن يكون على إمامتها مثل حيّ لله.
وقد استطاع ابن سبأ تكوين خلايا سرية في عديد من الأمصار الإسلامية التي مرَّ بها (الحجاز والبصرة والكوفة والشام ومصر)، وجرت بينه وبين أعضاء هذه الخلايا مكاتبات، وحاك ابن سبأ المؤامرات ووضع مخططات للثورة. ...
وقد أسَّس ابن سبأ الطائفة السبئية التي تقول بألوهية عليّ. ...
ويمكن القول بأن النسق الفكري الذي يُنسَب إلى اسم بن سبأ نسق حلولي غنوصي كامل يستحق الدراسة من هذا المنظور:
...
2 ـ ويتضمن النسق الديني الحلولي إلغاء فكرة محمد خاتم المرسلين، ....
3 ـ يمكن أن يتحقق الحلول الإلهي في شخص بدرجة مركزة بحيث يصبح هذا الشخص إلهاً لا يموت، وهذه هي صفات عليّ (رضي الله عنه) في النسق السبئيّ أو صفات محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي لابد أن يعود أو صفات من يتحقق فيه الحلول الإلهي عبر التاريخ. ...
ويمكننا الآن أن نسأل: ما مصدر هذه الحلولية؟ وما جذورها التاريخية وربما البيئية؟ وللإجابة عن هذا السؤال، قد نحتاج إلى بحث مكثف. ويمكن أن نذهب هنا إلى أن المنظومة ذات أصول يمنية، ولعل المؤرخين الذين جعلوا عبد الله بن سبأ يمنياً كانوا يشيرون إلى هذا. وفي هذه الحالة، لابد أن ندرس بتعمق أنماط اليهودية التي كانت منتشرة آنذاك في جنوب الجزيرة العربية، ومدى اختلاطها بعناصر وثنية من العبادات العربية المجاورة، وهو أمر متوقع تماماً لسببين: أولهما أن يهودية الجزيرة العربية كانت منعزلة إلى حدٍّ كبير عن المراكز والحلقات التلمودية سواء في فلسطين أو بابل.
كما أن الطبيعة الجبلية لليمن تضمن استمرار كثير من العبادات والعادات ذات الطابع البدائي الجيولوجي المتحجر (وهذه طبيعة المناطق الجبلية كما هو الحال في الشام وبلاد شبه جزيرة القوقاز). ويُلاحَظ أن الفرس قد احتلوا اليمن لبعض الوقت، والفكر الحلولي سمة أساسية في العبادات الفارسية. ولعلنا لو اكتشفنا قوة الطبقة الحلولية داخل اليهودية الموجودة في اليمن لأمكننا إلقاء مزيد من الضوء على الإسرائيليات وعلى تطوُّر اليهودية نفسها.
والواقع أن التشابه بين المنظومة السبئية والمنظومة الغنوصية تشابه يثير التساؤل ويدعم نظريتنا القائلة بأن الغنوصية ليست مجرد حركة ظهرت في زمان ومكان معينين (الشرق الأدنى في القرن الأول الميلادي) وإنما هي رؤية كامنة في داخل الإنسان وتظهر في كثير من الحضارات وتعبِّر عن فشل الإنسان في تجاوز الوثنية والحواس، كما تعبِّر عن الرغبة في الذوبان في السيولة الكونية الأولية للوصول إلى عالم الواحدية الكونية، حيث لا حدود ولا هوية، ولا أعباء أخلاقية أو نفسية، ولا مسئولية من أي نوع .... ".
قلت: لماذا ركز المسيري على الجانب الحلولي في تفسير ظهور الحركة السبئية المشبوهة المغرضة مع أنه جانب سطحي؟؟، ولماذا عزل هذه الحركة عن سياق الأحداث؟؟
والتي لا يخفى على أحد ما آلت إليه من فتن وثورة واغتيال لأمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه) والكثير من القلاقل والاضطرابات في محاولة واعية (وليست عفوية أو كامنة) للتآمر بهدف القضاء على الإسلام والخلافة الإسلامية الراشدة.
ولقد أشار المسيري إلى هذه الثورة إشارة عابرة، ولكن لماذا لم يذكر لنا عن أي ثورة يتحدث؟؟ هل لأنه لو ذكر ذلك ستنهار تفسيراته؟؟، وهل كان ذكر تلك الثورة بصورة عابرة ذرّاً للرماد في العيون؟؟،
وهل يمكن تفسير كل تلك الأحداث والثورة فقط بمجرد فكرة حلولية انتشرت عفوياً؟!!
كما أنه لم يركز في دراسته وتفسيره على الجانب المركزي في فكر الحركة وهو ادعاء الوصاية لعلي رضي الله عنه، ورغم أنه ذكرها، لكن لم يأخذها في الإعتبار في تحليله، بل ركز فقط على الحلولية التي هي مجرد وسيلة لتفسير الوصاية وإعطائها الشرعية وليست هي مقصودة لذاتها، فلماذا ركز عليها؟ أما كلامه عن مصدر تلك الحلولية وأنها ذات أصول يمنية ومنعزلة عن الحلقات التلمودية في فلسطين وبابل، فيتناقض مع حقيقة أن عبد الله بن سبأ قد طاف في البلاد والأمصار ولم يكن فكره الماكر وليد تلك العزلة اليمنية المزعومة.
كما أن رؤيته لا تشير لدوافع الحقد اليهودي والفارسي الساساني على الإسلام بعد انتصاره عليهم، فالقضية في حقيقتها لم تكن مجرد (أنماط حلولية منعزلة عن المراكز والحلقات التلمودية عن فلسطين أو بابل)!!، لأن الأحداث التالية تظهر عمق وتشعب المؤآمرة، وأن هذه الحلولية والتمسّح بعلي وآل البيت (رضي الله عنهم) لم تكن سوى مجرد واجهات وأكاذيب لإخفاء الوجه الحقيقي للمؤآمرة اليهودية الفارسية.
التي أستغرب لماذا أخفقت هذه الموسوعة المتخصصة بشؤون اليهود في كشفها!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:07]ـ
الباب السادس: موضوعات متنوعة خطيرة في الدفاع عن اليهود:
من أخطر الموضوعات:
1 - مخالفة القرآن في تفسيره لطرد اليهود من المدينة النبوية:
ليس من العجيب فقط أن المسيري يتجاهل عن حقائق التاريخ، بل تعدى ذلك إلى إغماض عيونه عن آيات القرآن الكريم. حيث يقول في: م 2/ج4 / ب 2/ طرد اليهود Expulsion of Jews:
" وكان طرد اليهود من المدينة المنورة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يعود إلى أسباب خاصة بحركيات الدين الجديد ومحاولة الدولة الإسلامية الجديدة تأمين مركزها وقلبها بضمان عدم وجود أقليات لا تدين لها بالولاء".
قلت: هذه الرؤية التفسيرية للمسيري جاءت مخالفة للسياق التاريخي للأحداث التي أدت لطرد اليهود، وقد كانت في المدينة ثلاث قبائل يهودية، وقد طُردت اثنتان عندما نقضوا العهد مع الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأُبيدت الثالثة. والسياق التاريخي للأحداث السابقة للطرد يبين لنا مؤشراتٍ قطعية على عدم ولاء اليهود حتى قبل طردهم، وأنه كان من المتوقع مسبقاً أنهم سينقضون العهد، ومن هذه الأحداث محاولات التحريش بين الأوس والخزرج لإحياء الحرب الأهلية مجدداً، ثم إعلانهم السافر عن الحرب لدى عودة المسلمين منتصرين من معركة بدر، ولكن الرسول (صلى الله عليه وسلم) صبر عليهم حتى أوقع صائغٌ منهم الحرب عليهم باعتدائه على امرأة مسلمة،
فكان طردهم عقوبةً لهم كما قال الله عز وجل عنهم: "هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ... " "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [الحشر: 2+4].
وهنا يظهر أيضاً مخالفة الرؤية التفسيرية لموسوعة المسيري مع آيات القرآن، لأن القرآن علّل الطرد (بأنهم شاقوا الله ورسوله).
2 - ينفي مؤآمرة اليهود لإفساد الأخلاق بالرقص والسينما:
م 3/ ج 2/ ب 1/ ثقافات أعضاء الجماعات اليهودية: تعريف وإشكالية:
" وإذا أردنا بلورة وجهة نظرنا بشكل أكثر حدة (وربما طرافة) وإذا أردنا أن نبيِّن المقدرة التفسيرية لنموذجنا المقترح (مقابل النموذج الصهيوني القائل بالثقافة اليهودية ووحدتها)
فلننظر إلى ظاهرة مثل الرقص الشرقي
(الذي يُقال له البلدي؛ أي هز البطن).
كان هناك العديد من الراقصات المصريات اليهوديات في كاباريهات القاهرة، في فترة الأربعينيات.
ويوجد عدد لا بأس به منهن الآن في الولايات المتحدة (خصوصاً كاليفورنيا). ويُوجَد عدد من الراقصات «البلدي» في الدولة الصهيونية، بل توجد مدرسة متخصصة لتدريس هذا «الفن» في إسرائيل. وقد أثار المتدينون اليهود قضية بدلة الرقص الفاضحة أثناء إحدى جلسات الكنيست.
فهل أصبح الرقص الشرقي بذلك «فناً يهودياً» وجزءاً من «التراث اليهودي» أم أنه ظل فناً شرقياً، ولا يمكن فهمه أو حتى فهم اشتغال بعض اليهوديات به إلا في إطار آليات وحركيات الحضارة العربية؟ "
وأيضا:
م 3/ ج 2/ ب 6/ السينما وأعضاء الجماعات اليهودية:
"يحلو للبعض أن ينظر إلى الدور الذي يلعبه أعضاء الجماعات اليهودية في عالم السينما باعتباره مؤآمرة يهودية تضاف إلى سلسلة المؤآمرات التي يحيكونها ضد العالم منذ بدء الخليقة، والتي تهدف إلى تدمير الأخلاق وتقويض المجتمع.
ولتفسير علاقة اليهود بصناعة السينما، لابد أن نجرد بعض السمات الأساسية لهذه الصناعة. ويمكن القول بأن السينما عند بداية ظهورها كانت مهنة لا يرتادها سوى المنبوذين ولا يمتهنها سوى الهامشيين والباحثين عن المغامرات، مهنة مشينة لا يليق بالمحترمين امتهانها. ولكنها كانت في الوقت نفسه مصنع الوهم ومخزن الحلم، فكانت السينما تمثل ازدواجية المرغوب/المرفوض، وبالتالي أصبحت السينما تمثل مهنة المُحتَقر على مستوى الواقع والمرغوب فيه على مستوى الحلم، وأصبحت المجال الذي يتحوَّل فيه المنبوذ إلى بطل ورجل أعمال ناجح. ولذا، فليس من الغريب أن يتجه عدد كبير من المنبوذين والهامشيين إلى السينما، وفي مقدمتهم المهاجرون (اليهود وغير اليهود) الذين لا يتقنون الإنجليزية، ولكنهم يجيدون المحاكاة لهذا السبب ذاته. ولذا، كانوا عنصراً مناسباً تماماً للسينما الصامتة. ...
(يُتْبَعُ)
(/)
لكل ما تقدم، نجد أن أعضاء الجماعة اليهودية لعبوا منذ الأعوام الأولى للسينما، دوراً أساسياً في تطور هذه الصناعة وكانوا بارزين في كل فروعها. وكان المهاجرون من اليهود في الولايات المتحدة من أوائل من قاموا بتأسيس واحتلال دور العرض الرخيصة أو «النيكلوديون» (نسبة إلى النيكل أو النكلة). وساعدهم ميراثهم كجماعات وظيفية ذات خبرات مالية وتجارية في ارتياد هذه الصناعة البكر حيث كانت لا تزال صناعة هامشية تفتقد إلى تقاليد ومعايير الصناعات الأخرى".
قلت: إذا كان من الثابت أن اليهود هم صانعوا السينما، وإذا كان من المعروف أن السينما من أكبر مفسدات الأخلاق، وإذا لم يكن اليهود هم المسؤولون عن هذا الإفساد حسب قوله، فمن يكون إذن؟!!
ويقول أيضاً في: م 3/ ج 2/ ب 6/ السينما اليهودية والصهيونية واليديشية:
" ويرى البعض أن اليهود سيطروا على صناعة السينما في الولايات المتحدة الأمريكية لكي يروجوا لما يُسمَّى «الدعاية الصهيونية». لكن كثرة عدد أعضاء الجماعات اليهودية في السينما والمسرح في الولايات المتحدة، ليس ضمن أي مُخطَّط يهودي أو صهيوني،
وإنما يرجع إلى هجرة يهود اليديشية إلى الولايات المتحدة بعد عام 1881. كما يجب أن نشير إلى شيء أساسي في يهود العالم الغربي وهو اضطلاعهم بدور الجماعة الوظيفية الهامشية المالية، وقد ترك هذا أثره فيهم إذ نجدهم يتركزون في الصناعات الخفيفة القريبة من المستهلك البعيدة عن قاعدة الهرم الإنتاجي (الصناعات الأولية) كما أنهم يتركزون في قطاع الإعلام. وصناعة السينما تنطبق عليها كل هذه المواصفات. كما أن المهاجرين اليهود إلى الولايات المتحدة ينجذبون عادةً، شأنهم شأن المهاجرين كافة، إلى قطاعات اقتصادية مثل السينما وعالم الفنون الاستعراضية، وهي قطاعات لا يحتاج المرء لكي يعمل فيها أن ينتمي إلى طبقة معيَّنة أو يحصل على درجة معينة من التعليم أو حتى رأس المال. والدارس لتاريخ صناعة السينما في مصر يعرف أنها بدأت على يد عناصر غير مصرية (من بينها يهود) عندها من الخبرة والحركية ما يمكِّنها من ريادة هذه الصناعة الجديدة القريبة من المستهلك التي تحقق عائداً سريعاً دون استثمار كبير".
قلت:
كيف لا تكون هذه السينما ضمن أي مخطط يهودي وهي تفسد الأخلاق؟؟،
وكيف لا تكون ضمن مخطط صهيوني وهي أحيانا تنتج أفلاما تدافع عن اليهود والصهيونية وإسرائيل علناً؟؟.
ثم ألم يشمل قول الله تعالى عن اليهود:
"ويسعون في الأرض فساداً" كل أصناف الفساد منه الإفساد الاخلاقي؟
وأين قول الله تعالى فيهم:
"لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيراً"،
وهاتان المرتان من الإفساد كان معهما العلو الكبير، أما الإفسادات الاخرى التي دأب عليها اليهود حيث حلوا فهي لا تنقطع إلا بانقطاع جنسهم.
ويقول أيضاً في: م 3/ ج 2/ ب 6/ وودي ألين (1935 - ):
" ويمكننا الآن أن نتناول «يهودية» وودي ألين. وكما أسلفنا، هناك بُعد يهودي قوي في أفلامه. فثمة إشارات واضحة أو كامنة، إلا أن أبطاله يهود (في العادة) ...
ولكن شخصياته، سواء كانت يهودية أو كانت غير يهودية، فإنها تتجاوز وضعها الخاص لتصبح جزءاً من نمط إنساني عالمي يمكن للجميع المشاركة فيه والإحساس به. ولهذا، فإن يهودية وودي ألين (حينما تظهر) ليست استبعادية، وإنما هي رمز لمعاناة الإنسان في مجتمع فقد المعنى والقيمة، ذلك هو الموضوع المباشر البارز في العمل، بينما الموضوع غير المباشر والكامن موضوع ذو طابع إنساني عام. وهذا يثير، بلا شك، إشكالية يهودية وودي ألين، إذ أن تناوله الموضوع اليهودي قد لا يختلف كثيراً عن تناول أي مخرج آخر، إلا إذا أخذنا في الاعتبار أن ألين ينظر إلى الموضوع من الداخل باعتبار أن الموضوع اليهودي يخصه بشكل شخصي ومباشر، فأبطاله على علاقة وثيقة بسيرته الشخصية.
وألين لا يختلف كثيراً عن فنانين يهود آخرين، مثل مارك شاجال وإسحق بابل، حيث لا يشكل العنصر اليهودي سوى تلك المادة الخام التي يتناولونها في أعمالهم بشكل إنساني عام. وهذا يجعل بوسعنا التعاطف مع الضحايا من اليهود، والوقوف إلى صفهم، والتمتع بما في مثل هذه الأعمال الفنية من جمال وإدراك لحالة الإنسان في العصر الحديث".
قلت: إذن لا يمانع بالتعاطف مع اليهود والوقوف إلى صفهم، بل يتمتع بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - التشكيك بقدرة اليهود على التآمر:
م 1/ج 2/ ب 3/ النموذج الاختزالي:
" (أ) ولنبدأ بالنماذج التآمرية التي ترى أن خصوصية اليهود تكمن في شرهم الأزلي وطبيعتهم الشيطانية التي لا تتغيَّر. ولكن إذا كان اليهود أشراراً متآمرين بطبيعتهم، وإذا كان اليهود والشر صنوين، فكيف نُفسِّر ظهور بعض اليهود الخيرين المعادين للصهيونية (أمثال الحاخام إلمر برجر وأعضاء الناطوري كارتا) المؤمنين بالإله الواحد والمعادين للصهيونية أكثر من عداء معظم العرب لها؟ وكيف نُفسِّر نجاح الجماعة اليهودية في الأندلس (إسبانيا الإسلامية) في الانتماء الكامل للحضارة العربية الإسلامية والتفاعل معها والإسهام فيها؟ بل تذهب كثير من المراجع إلى أنهم قاموا بمساعدة الفاتحين الإسلاميين لشبه جزيرة أيبريا، تماماً كما فعل اليهود السامريون أثناء الفتح الإسلامي لبيت المقدس. كما يُقال إن يهود العالم العربي ساعدوا العرب أثناء حروب الفرنجة بتسريب الأخبار لهم عن الاستعدادات العسكرية في أوربا وعن الحملات التي كانت تجردها أوربا (وكانت هذه هي أحد الأسباب التي حدت بالوجدان الغربي في العصور الوسطى إلى الربط بين اليهودي والمسلم) ".
قلت: عجباً من تعبير المسيري الذي يصف به الحاخام ناطوري كارتا ومن شاكله (من الخيّرين حسب تعبيره)، بسبب معاداتهم للصهيونية؟ هذه المعاداة التي تندرج تحت الخلاف اليهودي اليهودي، لأجل تحقيق المسألة اليهودية، خلاف في الأساليب وليس الأهداف، واليهود فرق عديدة بلغت (إحدى وسبعي فرقة تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. ثم لم يقل أحد بأن كل اليهود على الإطلاق متآمرين، كما أنه لا يُشترط أن يكون كل أفراد اليهود متآمرين حتى تكون هناك مؤآمرة، بل يكفي وجود قيادة من المتآمرين، وتتبع لها أغلبية طائعة، ولا يؤثر عليهم شذوذ نسبة قليلة منهم تركوا عقيدتهم أو ضعف ارتباطهم بها لأسباب شخصية تعود إلى بعض الأفراد منهم، أما قول الله تعالى: "وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ" [الأعراف: 168]، فهذه تنطبق على المسلمين من اليهود قبل الإسلام، أما بعد مجىء الإسلام فلا عذر لهم إلا بالانقياد لأمر الله، "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين".
أما مساعدة اليهود للفاتحين أو في حروب الفرنجة، فكانت لمصالح وأغراض مؤقتة ثم انقلبوا عليهم وساعدوا الإسبان في العودة. ويذكرنا هذا بمساعدة اليهودي لينين للمسلمين في روسيا عام 1917م للقضاء على حكم القياصرة هنالك، فلما نجحت الثورة البلشفية الشيوعية اليهودية، وتمكنت انقلب لينين على المسلمين. وأباد هو ومن بعده من الزعماء الماركسيين اليهود عشرات الملايين، واحتل كامل الاراضي الإسلامية فيها. فهل يقال بعد هذا أن لينين اليهودي قد ساعد المسلمين ضد النصارى؟!
ويقول أيضاً في مواضع أخرى: م 2/ ج 4/ ب 2/ بروتوكولات حكماء صهيون:
" وهنا، يمكن أن نثير قضية مهمة هي قضية الوسائل: هل للجماعات اليهودية في العالم من القوة ما يمكنها من تنفيذ هذا المخطط الإرهابي العالمي الضخم؟ إن الدارس لتواريخ الجماعات اليهودية يعرف أنها كانت دائماً قريبة من النخبة الحاكمة لا بسبب سطوتها أو سلطانها وإنما بسبب كونها أداة في يد النُخب ولأنها لم تكن قط قوة مستقلة أو صاحبة قرار مستقل".
أقول: من المستحيلات أحيانا توضيح الواضحات، لماذا لم يذكر المسيري أبشع عبادة اتقنها اليهود والتزموا بها، ألا وهي (الجاسوسية) التي أرسى دعائمها كل من التوراة المحرفة والتلمود والبروتوكولات.
وطبعاً كلام المسيري هذا غير صحيح، فيكفي أنهم كانوا محترفين في تمرير المشورة والنصيحة المنمّقة للنخب الحاكمة وفق مصالحهم وكثيراً ما كانوا ينجحون.
ـ[أحب السنة]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 02:11]ـ
ظننت بانها موسوعة مفيدة وهذه ليست اخطاء بل اكبر من ذلك بورك فيك
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 08:23]ـ
جزاك الله خيراً
وكثير من الشباب يظن بها خيراً وقد كشف الكاتب بلايا هذه الموسوعة
4 - نفي تحريف الأديان والعلوم عن اليهود وإلصاقه بالغرب:
م 5/ ج 3/ ب 9/ الهرمنيوطيقا المهرطقة والمثقفون اليهود
Heretical Hermeneutics and Jewish Intellectuals:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقدم أولاً تعريفاً للهرمنيوطيقا المهرطقة وهي التحريف:
" الهرمنيوطيقا المهرطقة (حسب تصوُّر دعاة ما بعد الحداثة من أعضاء الجماعات اليهودية وغيرهم) تعبير عن رغبة اليهود في الانتقام لأنفسهم بسب ما حاق بهم من كوارث تاريخية وبسبب حالة النفي والتبعثر التي يعيشونها وعملية الإحلال التي فُرضت عليهم. ... ولذا، فهم رداً على ذلك، يفرضون على النص المقدَّس «التفسير» و «سوء القراءة» المتعمد، الذي هو في واقع الأمر تفكيك وتقويض له وفرض الصيرورة عليه. ولكن التفسير المهرطق، رغم هرطقته، يدَّعي أنه هو نفسه النص المقدَّس حتى يتسنى له أن يحل محله،
أي أنها مؤآمرة تتم من الداخل باسم التفسير، وهي في واقع الأمر تقويض…
والمثقفون اليهود المحدثون - حسب هذه الرؤية - ينتمون إلى تقاليد الهرمنيوطيقا المهرطقة، فهم يقعون خارج التراث الغربي (المتمركز حول اللوجوس (يحاولون تحطيمه (ماركس والمجتمع - فرويد والذات البشرية - دريدا والفلسفة - بلوم والأدب)، فهم أيضاً يغوصون في ظلمات النفس البشرية ويصلون إلى عناصر الهرطقة المكبوتة التي تتحدى المعيارية القائمة، فيقومون باكتشافها وبلورتها ودفعها نحو المركز".
ثم ينفي أن هذا التحريف الديني والعلمي الدنيوي مصدره من اليهود، بل من التقاليد الغربية برأيه. حيث يكمل القول:
" وهذه الرؤية للمثقفين اليهود تُشيِّئهم تماماً وتجعلهم قوة فريدة من قوى الظلام. ولعل المدافعين عن مثل هذه الرؤية لو دققوا قليلاً لوجدوا أن هؤلاء المثقفين لا ينتمون إلى تقاليد يهودية وإنما إلى تقاليد غربية علمانية. ونحن نذهب إلى أن الحضارة الغربية العلمانية الحديثة هي في جوهرها حضارة تفكيكية. فحين أعلنت هذه الحضارة إلغاء فكرة الإله أو تهميشها، لم يكن هناك بُد من تفسير الإنسان في إطار طبيعي/مادي، فأصبح جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة/المادة يُردُّ في كليته إليها، فيتحول من كائن إنساني متجاوز للطبيعة/المادة إلى كائن مادي يمكن تفكيكه إلى عناصره المادية الأولية. وهذا هو ما فعله توماس هوبز غير اليهودي الذي أعلن أن الإنسان (الذي يعيش في عالم الطبيعة/المادة وحسب) إن هو إلا ذئب لأخيه الإنسان. وجاليلو، ومن بعده نيوتن، كانا «مسيحيين»، وأنكرا على الإنسان أية مركزية، وجاء داروين غير اليهودي، قَبْل فرويد «اليهودي»، واكتشف الظلمات في الطبيعة وفي النفس البشرية. وجاء بعد فرويد عشرات المحللين النفسيين من غير اليهود ممن تبنوا الرؤية الفرويدية بحماس بالغ، وقاموا لا بتطبيقها وحسب وإنما بتعميقها كذلك (هذا مقابل عشرات المثقفين من أعضاء الجماعات اليهودية ممن رفضوا هذه الرؤية التفكيكية العدمية مثل إريك فروم). وهكذا فإن تقاليد التفكيك التقويضي المهرطق، هي تقاليد راسخة في الحضارة العلمانية الغربية.
يُسقط دعاة ما بعد الحداثة من أعضاء الجماعات اليهودية كل هذه الاعتبارات ويجعلون الهرمنيوطيقا المهرطقة ظاهرة يهودية، وهم في هذا لا يختلفون كثيراً عن رؤية بروتوكولات حكماء صهيون التي تجعل اليهود قوة من قوى الظلام والدمار".
قلت: لكنه في عرضه السابق نسي أن من أكبر أسباب انتشار العلمانية التفكيكية عند الغرب هم اليهود أنفسهم، فهم مخترعوا التحريف والتزييف بلا منازع قال الله تعالى عنهم: "أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [البقرة: 75]، "مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ" [النساء: 46]، واليهود أيضاً وراء مساعدة المفكرين المهرطقين من المسيحيين على انتشار أفكارهم وترويجها، مثل نظرية داروين وغيرها، فلولاهم لما انتشرت في الآفاق، ولظلت في طي النسيان والرفض.
ويتمادى المسيري كثيراً في التعاطف مع اليهود ونفي التحريف عنهم، ويدعي أن أنبياء اليهود المذكورين في كتب اليهود المقدسة المحرفة، هم غير الأنبياء المذكورين في القرآن حتى لو تطابقت أسماؤهم وبعض تفاصيل حياتهم!!، ويترتب على ذلك أن يبرئ اليهود من الطعن والدس الشائن في قصص وحياة الأنبياء!!، حيث يقول في: م 5/ ج 2/ ب 5/ الأنبياء والنبوة Prophets and Prophecy:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وفي مجال التفرقة بين الموقف الإسلامي والموقف اليهودي (الحاخامي) من النبوة والأنبياء يمكن أن نذكر العناصر التالية:
...
3ـ ويذكر الدكتور علي وافي أن ثمة اختلافاً جوهرياً في بنية القصص في أسفار العهد القديم وقصص القرآن الكريم، فأسفار العهد القديم قد تناولت كل قصة من قصص الأنبياء في صورة سلسلة كاملة من الأجزاء مترابطة الحوادث (كما تفعل كتب التاريخ) وتناولتها لغرض تاريخي بحت. على حين أن القرآن يكتفي بذكر مواقف من هذه القصص، باستثناء قصة يوسف، ولكنه على كل حال لا يذكرها للتاريخ وإنما يذكرها للعظة والذكرى على وجه الخصوص وبحسب المناسبات. فقد يذكر القرآن موقفاً من قصة لمناسبة خاصة، ثم يذكر موقفاً آخر من القصة نفسها في سورة أخرى لمناسبة أخرى.
وعلى هذا الأساس، يجب على القارئ المسلم أن يميز بين أنبياء اليهود والأنبياء الذين يرد ذكرهم في القرآن، حتى لو حملوا نفس الاسم. فموسى (موشيه) القائد الحربي «القومي» ليس هو سيدنا موسى عليه السلام. وداود (ديفيد) قاطع الطريق والملك ليس هو سيدنا داود عليه السلام. وسليمان (شلومو) قاتل منافسيه ليس هو سيدنا سليمان عليه السلام. فرغم الاتفاق في الأسماء وفي بعض تفاصيل القصص، فإن السياق والبناء العقائدي والديني والقصصي الذي ترد فيه هذه الأسماء يختلف اختلافاً جوهرياً، والسياق والبناء وحده هو الذي يحدد المعنى العام والشامل".
قلت: عجباً!! انظر إلى ما وصل من التعاطف مع اليهود واليهودية، أو قل إن شئت عن التوراة المحرفة التي أساءت إلى العديد من الأنبياء وألصقت بهم العديد من الصفات الذميمة، حين أوجب على القارئ المسلم أن يميز بين أنبياء اليهود والأنبياء الذين يرد ذكرهم في القرآن، حتى لو حملوا نفس الاسم. أما كلام الدكتور علي وافي فهو صحيح، في حين كلام المسيري يعبر عن سوء فهم له، وتحميله ما لا يحتمل، وكل ذلك لا شك يصب في مصلحة اليهود من حيث ربما لا يقصد.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 05:36]ـ
جزاكم الله خيرا على الاهتمام بهذه المسائل الخطيرة التي وقع فيها المسيري في موسوعته القديمة!
وعلى الباحث على كل حال ان يرجع الى مااستجد على فكر المسيري في زمن مابعد كتابة هذه الموسوعة وتعلق هذا كله بماضيه الفكري والايديولوجي وحاضره-الذي مر فيه بمراحل- الذي قد يكون نقض فيه كثير او كل هذه الاختيارات القديمة التابعة لموقفه القديم (كان المسيري ماركسي في ايامه القديمة)
طبعا مسألة نفي كتاب بروتوكولات عن اليهود ليس قضية عقدية وان كان ماارتبط بها من نفي مؤامرة اليهود المستمرة يحتاج لنقد علمي اصيل
ان مايمكن توجيه النقد به الى بعض ارتباطات فكر المسيري بنفي نسبة بروتوكولات صهيون الى اليهود هو وجود سور كاملة حملت على اليهود حملة شديدة ليسمعها ويتلوها المسلمون يوميا في المساجد والبيوت كوسيلة من الاعلام الرباني الفرقاني القرآني المواجه للاعلام الغربي الشيطاني الملفق لقضايا والمزور والمزدوج المعايير وبصورة فظة جدا
ولعلم الله عز وجل بالمستقبل جعل فضح التحريف اليهودي والمسيحي في اغلب سور القرآن خصوصا أكبر سوره وأولها في ترتيب المصحف وكأنها مفتتح ومدخل كبير لاتخاذ موقف -علمي وايماني -من المحرفين المبطلين المتخرصين من الكهنة والرهبان ومن شابههم!
مرة اخرى اذكر ان العلم الحقيقي هو في ذكر الجديد من فكر صاحب القضية حتى يعلم الناس ماكفر به وماظل مؤمنا به حتى الموت وهذا من الامانة التي نزلت في جذر قلوب الرجال ومن الامانة العلمية
وليس بغريب ان نقرأ من شيخ الاسلام ابن تيمية انه قال ان الغزالي في اواخر حياته قرأ البخاري! (مع كلام كثير له مهم في قضية الغزالي وماوقع فيه وماخرج منه برحمة من الله
ثم يجب النظر الى فتوى ابن تيمية ردا على سؤال عن الغزالي وكيف قال في الفتوي بتعزير من قال في الغزالي قولا باطلا واذاع حكما باطلا عنه
لكم الحوار مهم والبحث وهذا البحث يفتح الاذهان الا انه يحتاج لاضافات كثيرة كما وضحت سابقا
والله تعالى اعلى واعلم
وربنا يكرمكم كثيرا
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 06:40]ـ
أخي الكريم:
جزاك الله خيراً
هل قرأت بأن المسيري ترك فكره القديم؟ وهل تبرأ مما في موسوعته من الضلالات؟
والذي اعرفه بأنه اختصر موسوعته في مجلدين قبل وفاته بدون تغيير لما فيها من طوام وضلالات.
فماالذي تغير من فكره وعقيدته؟
بارك الله فيك وجعلنا ممن يبتغي الوصول إلى الحق.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 06:40]ـ
اضافة الى ماتقدم من كلامي
فهذه روابط لكتب المسيري عن اليهودية والصهيونية خصوصا
وهي في ظني اتت بعد الموسوعة
فيجب النظر فيها ايضا ومقارنة ماجاء في الموسوعة بماجاء فيها فربما تغير شئ!!
فان تغير موقف للرجل فمن الانصاف الاشارة اليه والا فكتمانه من كتمان الحق
وهاهي الكتب
http://www.4shared.com/dir/GnpE0kvS/__sharing.html
وردا على ماكتبه اخي السليماني كسؤال
فالاجابة عليه اخي هو ان عليك قراءة تراث مابعد الموسوعة واقامة الدليل من المختصر لها على انه لم يتغير
هذا مهم
وهو ليس للجدال وانما لبيان الحق
اسأل الله لك التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 11:46]ـ
أهل السنة والجماعة من أعدل الناس مع من خالفهم, فينبغي عليك أيها الكريم الفاضل أن تقرأ ما كتبه المسيري بعد موسوعته, وأن تركز أكثر على آخر كتاباته, أما أن تحاكم الرجل على موسوعته ونحن نعلم طبيعة العمل الموسوعي إذ يصعب على الإنسان أن يلتزم بمنهجه الذي اختطه قبل البدء في الكتابة, والأمثلة على ذلك كثيرة تغني عن الذكر.
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 06:18]ـ
إخواني الكرام:
أهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق ويغارون على دين الله وأنبياء الله ورسله
وطوام المسيري ومنهاجهله أو تجاهله لعصمة الرسل
فقد جوز عليهم الشرك ومنافاة التوحيد وعبادة العجل
بل وقدجعل من سليمان عليه السلام (ملك صغير الشأن) والعياذ بالله
وهذا تكذيب للقرآن لايرضى به مسلم
فهل يعذر به مثل هذا الرجل؟
ولو رجع عن ذلك وكتابه يطبع وفيه هذه الضلالات فيجب التحذير منها نصيحة لله ولكتابه ولعوام المسلمين الذين قد يغتر أحدهم بكلامه الباطل الخطير.
ويظهر لي أن الإخوان لم يطلعوا على بداية المقال وهم أغير مني على دين الله عزوجل.
وأسأل الله لي ولهم التوفيق والثبات على السنة.
-----------------
- دفاعه عن بعض التهم الخطيرة الموجهة لليهود:
م 2/ج4 / ب 1/ الصور الإدراكية النمطية المعادية لليهود منذ القرن الثامن عشر:
" ويجب أن نضيف أن ما دعم الصور النمطية الإدراكية هو وضع اليهود المتدني حضارياً واقتصادياً وثقافياً. فالجيتو كان من أقذر الأماكن في أوربا، كما أن المتسول اليهودي كان ظاهرة عامة. ومع نهاية القرن، كانت الجماعات اليهودية في الغرب في حالة انكسار وانحلال، بعد أن تم ضرب قيادتها الدينية التقليدية وبعد أن فُرض عليها التحديث والعلمنة بكل قسوة وسرعة.
وكذلك، كان القَوَاد اليهودي والبغي اليهودية يمثلان حقائق مادية صلبة. وكانت الحركات الثورية تضم في صفوفها أعداداً كبيرة من الشباب اليهودي. وكان كثير من الفضائح المالية وأعمال الغش يرتكبها يهود. كل هذا يعني أن الصور الإدراكية كانت ذات أساس واقعي، ولكنه كان أساساً واقعياً مجرداً تماماً من سياقه التاريخي حتى بدا وكأنه حقيقة كاملة.
لكن العنصر الأساسي الذي ساهم في ترسيخ الصور الإدراكية الكريهة عن اليهود، وفي تصاعد الهجمات ضدهم، هو الظاهرة الإمبريالية".
قلت: أي أنه حتى لو كانت كل الأدلة والشواهد والحقائق تدل على أن اليهود يتآمرون للسيطرة على العالم وإفساد الأخلاق، فإن هذا عند المسيري كله) مجرّد وهم يبدو كأنه حقيقة! وأنه قد تم تجريده من سياقه التاريخي و ... ألخ) من هذا الكلام الفلسفي غيرالمنطقي، ثم ألا نلاحظ أن فكرة المؤآمرة التي يحاول المسيري إبعادها عن الخلق اليهودي، نراه يؤمن بأنها حقيقة واقعة في الطرف الغربي (الإمبريالي). وهنا يتجلى تأثير الماركسية على فكر المسيري في تحريفها الكلام والحقائق لصالح اليهود وضد الغرب والنصرانية!!.
ويقول أيضاً في موضع آخر: م2 / ج 4/ ب2 / تهمة الدم Blood Libel:
"« تهمة الدم» هي اتهام اليهود بأنهم يقتلون صبياً مسيحياً في عيد الفصح سخرية واستهزاء من صلب المسيح.
ونظراً لأن عيدي الفصح المسيحي واليهودي قريبان، فقد تطورت التهمة وأصبح الاعتقاد أن اليهود يستعملون دماء ضحيتهم في شعائرهم الدينية وفي أعيادهم، وبخاصة في عيد الفصح اليهودي، حيث أُشيع أن خبز الفطير غير المخمر (ماتزوت) الذي يُؤكل فيه يُعجَن بهذه الدماء ...
... وقد وُجِّهت أول تهمة دم لأعضاء الجماعات اليهودية في إنجلترا في القرن الثاني عشر، في وقت كانوا يمارسون فيه نشاطهم التجاري والمالي والربوي، وهو ما كان يعني أن هناك أفراداً كثيرين اقترضوا أموالاً من المرابي اليهودي ولم ينجحوا في تسديدها وأن ملكية بعض أراضيهم أو ربما منازلهم قد آلت إليه. ففي عام 1144، اتُهم أعضاء الجماعة اليهودية في نورويتش بأنهم ذبحوا طفلاً يُدعَى ويليام عمره أربعة أعوام ونصف في الجمعة الحزينة (وقد نُصِّب قديساً فيما بعد).
(يُتْبَعُ)
(/)
كما ذكر أحد اليهود المتنصرين أن من المعتاد أن تقوم إحدى الجماعات اليهودية في إحدى مدن أوربا بذبح طفل مسيحي في يوم عيد الفصح المسيحي (إيستر) الذي يقع عادةً في التاريخ نفسه الذي يقع فيه عيد الفصح اليهودي (بيساح). ثم وُجِّهت تهم دم أخرى في مناطق مختلفة من إنجلترا بين عامي 1168 و1192. أما في فرنسا، فقد وُجِّهت التهمة إلى الجماعة اليهودية في بلوا عام 1171. كما وُجِّهت خمس عشرة مرة في القرن الثالث عشر، ومن بينها حالة هيو من بلدة لنكولن عام 1255 والتي يذكرها تشوسر في حكايات كانتربري.
وقد استمر توجيه التهمة حتى منتصف القرن العشرين، ومن أشهرها حادثة دمشق عام 1840، وقضية بيليس عام 1911. وتُعَدُّ حادثة دمشق التي حدثت في العالم الإسلامي استثناءً، إذ أن الظاهرة تكاد تكون مقصورة على العالم المسيحي. "
قلت: إذا كان اليهود أينما حلوا في أي زمان ومكان يتعرضون لنفس التهمة، تهمة الدم، فهل يُعقل أن تكون كل تلك الشعوب التي اتهمتهم على اختلاف أماكنها وأزمانها قد اتفقت على اتهام اليهود بنفس التهمة بالذات زوراً وبهتاناً؟!!،
أم أن اليهود فعلاً يمارسون هذه الجريمة أينما حلوا ثم يتم اكتشاف جريمتهم؟!،
بالله عليكم أليس هذا التعاطف العجيب مع اليهود يفوق ما يمكن تصوره؟؟!!
الباب السابع: الإدعاء بأن اليهود في العصر الحديث غير اليهود المذكورين في القرآن!!:
لم يكتف المسيري بدعوة المسلمين بوجوب التمييز بين أنبياء اليهود والأنبياء الذين يرد ذكرهم في القرآن، حتى لو حملوا نفس الاسم!!.
بل ذهب كذلك إلى أن اليهود الملحدين هم (يهود غير يهود)
أو يهود بالإسم، وأن هؤلاء اليهود (اليهود الجدد) في العصر الحديث مختلفين عن اليهود في العصر القديم المذكورين في القرآن!!،
ولكن للمفارقة فقد احتوت موسوعته على معلومات وحقائق تناقض النتائج التي يراها، ولذلك لن نحتاج لمراجع أخرى. فكثير من هذه الحقائق موجودة في الموسوعة ولكن في مجلدات وأبواب غير تلك التي تعاطف فيها مع اليهود، بل وحتى أحياناً في نفس الأبواب وكأن الحقيقة تأبى إلا أن تظهر.
- رؤيته عن هوية "اليهود الجدد" في العصر الحديث:
حيث يقول في: م 1/ ج 1/ ب 1/ ثلاثة نماذج أساسية: الحلولية - العلمانية الشاملة - الجماعة الوظيفية:
" اكتشفنا الحقيقة البديهية (والتي غابت عن الكثيرين): أن الظاهرة اليهودية ابتداءً من عصر النهضة في الغرب تحوَّلت تدريجياً إلى ظاهرة غربية بالدرجة الأولى، أي أن السياق الأساسي للجماعات اليهودية في العالم أصبح هو الحضارة الغربية الحديثة. وفي داخل هذا الإطار، اكتشفنا أن تجربة يهود بولندا هي أهم التجارب التاريخية للجماعات اليهودية .. ".
وأيضا: م 6/ ج 3/ ب 2/ الصوت اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية:
" وفي الوقت الحاضر، يُلاحَظ أن أعضاء الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة، على عكس ما هو شائع، من أكثر الأقليات اندماجاً وتأمركاً حيث يتبدَّى هذا في تزايد معدلات العلمنة. فقد لوحظ أن عدد اليهود الذين يمارسون شعائر عقيدتهم لا يزيد عن 50%، ووصلت معدلات الزواج المُختلَط في بعض الولايات إلى ما يزيد على 50%. ولذا، فنحن نسميهم «اليهود الجدد»، فهم مختلفون بشكل جوهري عن يهود أوربا ويهود عصر ما قبل الاستنارة في أواخر القرن الثامن عشر. ولفهم سلوكهم الانتخابي والسياسي الحقيقي، لابد أن نضعهم داخل سياقهم الأمريكي خارج الأساطير الصهيونية التي يرددها بعض العرب".
م 2/ ج2 / ب3 / الهوية اليهودية الجديدة في المجتمعات الغربية الحديثة New Jewish Identity in Modern Wester Societies:
" « الهوية اليهودية الجديدة» مصطلح قمنا بصكه لوصف الهوية اليهودية الجديدة التي نشأت تدريجياً في العالم الغربي بعد عصر الانعتاق وتَصاعُد معدلات العلمنة حتى أصبحت النموذج السائد فيه ... لكن يهود العالم الغربي، شأنهم شأن بقية قطاعات المجتمع الغربي، خضعوا بعد القرن التاسع عشر لعملية ضخمة من العلمنة والتحديث، ووجدوا أنفسهم يتفاعلون مع بيئة حضارية وسياسية مختلفة تماماً عما ألفوه من قبل، فقد تزايد معدل العلمنة في المجتمعات الغربية إلى أن أصبحت المجتمعات تُهيمن عليها العقيدة العلمانية (الشاملة) التي لا تتبنى أية معايير دينية أو أخلاقية للحكم على الفرد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
…وداخل هذا الإطار، ظهرت الهوية اليهودية الجديدة، التي نطلق على أصحابها مصطلح «اليهود الجدد» لنميزهم عن يهود ما قبل القرن التاسع عشر وعن يهود مرحلة ما قبل الانعتاق ... والأمريكيون اليهود هم أهم قطاعات هؤلاء اليهود الجدد وأكبرها، إذ يشكلون نحو 90% منهم، ويمثلون جماهير الصهيونية الغربية وعمودها الفقري ويؤثرون في صنع القرار الأمريكي، وحيث إن يهود أوربا الغربية بل ويهود أوربا الشرقية أيضاً آخذون في التلاشي (باستثناء يهود فرنسا التي هاجر إليها يهود المغرب)، فإننا نستخدم أحياناً مصطلح «اليهود الجدد» كمرادف لمصطلح «الأمريكيون اليهود». ...
فعلى المستوى الديني، نجد اليهودي الجديد «المتدين» (باستثناء قلة صغيرة) ينتمي عادةً إلى فرقة من الفرق اليهودية الجديدة (الإصلاحية أو المحافظة أو التجديدية) التي تؤمن بصياغة مخففة للغاية من اليهودية. وهو قد يُصنِّف نفسه يهودياً متديناً ومع هذا لا ينتمي إلى أي من الفرق ...
... ولكن الشكل الأساسي للهوية المعلنة بين الأمريكيين اليهود واليهود الجدد بشكل عام هو إعلان انتمائهم الصهيوني بشكل متشنج حتى يضفوا ما يشبه المضمون الإيجابي الصلب على هذه الهوية اليهودية الجديدة الهشة السطحية، فهي تجعل الأمريكي اليهودي فرداً من الشعب اليهودي القديم فخوراً بتراثه ورموزه القومية، خصوصاً الرمز القومي الأكبر، أي الدولة الصهيونية".
قلت: في البحث التالي "الرد على فكرة اليهود الجدد" أوردتُ نصوصاً من موسوعة المسيري تثبت أن اليهودية الإصلاحية فقط ربما تؤمن بصياغة مخففة من العقيدة اليهودية، أما اليهودية المحافظة وغيرها فتؤمن بالعقيدة اليهودية الكاملة.
- رؤيته عن "اليهود الجدد" في الإسلام والقرآن: م 2/ ج 2/ ب 4/ بنو إسرائيل Banu Israel :
" « بنو إسرائيل» عبارة ترد في القرآن الكريم (وفي كثير من الكتب الفقهية الإسلامية) للإشارة إلى اليهود.
كما تُوجَد كلمات أخرى، مثل: «أهل الكتاب» و «الكتابيون» و «أهل الذمة» و «الذميون» لتشير إلى كل من اليهود والمسيحيين.
وقد عُرِّف النطاق الدلالي لكلمة «بني إسرائيل» إسلامياً بشكل واضح ومحدد، فهي تشير إلى جماعة محددة الأوصاف يؤمن أصحابها بالإله والتوراة.
ومن ثم، فإن هذا المصطلح لا ينطبق على غالبية يهود العالم في الوقت الحالي.
لكن هؤلاء هم موضع الدراسة في هذه الموسوعة، ومن ثم فإننا لا نستخدم هذه العبارة".
ويقول في: م 2/ ج 2/ ب 4/ يهودي Jew:
"... ومع أن الشرع اليهودي قد عَرَّف اليهودي بأنه من وُلد لأم يهودية أو تَهوَّد، فإن الشرع الإسلامي لم يقبل، في جميع مراحله التاريخية، بهذا التعريف العرْقي، فكان يُعرِّف اليهودي تعريفاً دينياً وحسب، أي أنه عرَّفه بأنه من يعتنق اليهودية سواء كان من الحاخاميين أو القرّائين أو السامريين. وثمة اختلاف جوهري بين التعريفين، فأحدهما عقائدي محض والآخر ديني عرْقي، وبالتالي تنشأ مشكلة من هو اليهودي، وهل اليهودي هو الذي يعتقد أنه كذلك من منظور يهودي أم أنه اليهودي الذي نسميه نحن كذلك انطلاقاً من عقيدتنا؟ "
ويقول في كتابه: "اليد خفية" / ص286:
" ومع أن اليهود لم يلعبوا دوراً متميِّزاً مماثلاً في الإسلام، فقد كانوا أهل كتاب وذوته، إلا أنه من خلال تفسير حرفي يطابق بشكل هندسي بين ما جاء في القرآن ووقائع التاريخ المتناثرة، تم الربط بين ما جاء في القرآن والسنة عن اليهود وبين يهود العالم في العصر الحديث. ومن ثم، تَحوَّل اليهود إلى مقولة ثابتة غير زمانية، وتم اختزالهم مرة أخرى إلى بُعد واحد رغم المفاهيم الإسلامية الحاكمة الخاصة بالفطرة والتدافع وقبول الآخر".
أما أهم الأفكار فهي في النص التالي: م 4/ج 1/ ب1 / الاستمرار اليهودي: منظور إسلامي Jewish Continuity: An Islamic Perspective:
" 1 ـ إشكالية المجال الزمني لمصطلح «يهودي» (هل يشير إلى كل يهود العالم في كل زمان ومكان، في الماضي والحاضر والمستقبل، أو إلى يهود المدينة أيام البعثة المحمدية وحسب؟): ...
(يُتْبَعُ)
(/)
من الواضح أن القرآن الكريم لا يفترض وجود استمرارية بين يهود العالم، ولذا وردت هذه المصطلحات غير المترادفة ليعبِّر كل مصطلح عن وضع زماني ومكاني مختلف. فالقرآن يُفرِّق تفرقة واضحة بين اليهود الذين عاشوا في الجزيرة العربية وتعامل المسلمون معهم في فترة البعثة المحمدية من جهة وبين بني إسرائيل من جهة أخرى. فمصطلح «بني إسرائيل» جاء مخصصاً للحديث عن يهود عصر موسى وعيسى وأنبياء بني إسرائيل، ...
ومن هنا تكون التفرقة بين يهود عصر موسى ويهود المدينة، ومن هنا تكون ضرورة افتراض عدم وجود استمرار يهودي، فلابد من التفرقة بين يهود الماضي من جهة ويهود العالم الحديث في أيامنا هذه من جهة أخرى، فالمجالان الدلاليان لكلمتي «يهودي» و «بني إسرائيل» كما وردتا في القرآن محددان ولا ينطبقان بالضرورة على يهود العصر الحديث".
قلت: إذا افترضنا أن مصطلح "بني إسرائيل" يدل على يهود عصر موسى وعيسى (عليهما الصلاة والسلام) فقط، فهذا لا يعني بالضرورة أن مصطلح "يهود" يدل على يهود فترة البعثة النبوية فقط، بل على عكس ذلك، لأن القرآن جاء لكل زمان ومكان، وقد ذكر لنا عن الديانات السابقة؛ اليهودية والنصرانية والصابئة والمجوس، فنجد أنه قد ذكر أهل الكتاب (يهود ونصارى) في (99) آية، وذكر النصارى والنصرانية في (60) آية، وذكر الصابئة في (3) آيات، وذكر المجوس في آية واحدة، بينما اختص ذكر اليهود من بين الأمم والديانات بـ (278) آية ([1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1))، فلماذا كل هذا إذا كان يهود عصر النبوة سيتغيرون في المستقبل؟
ثم إن هناك آيات في القرآن تدل على استمرار اليهود ليس فقط إلى العصر الحديث، بل إلى يوم القيامة قال تعالى: " ... وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين" [المائدة: 64] وأيضاً: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ" [الأعراف: 167] وهذه الآيات تتحدث عن اليهود، وهناك الحديث المتفق عليه "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود". إذن لماذا يفصل المسيري بين بني إسرائيل ومصطلح اليهود؟ فما القصد من هذا العمل من المسيري؟ ستلاحظ أن هذا يؤدي لصرف استدلال المسلم بالقرآن الكريم والاستشهاد بآياته على سوء يهود هذا العصر بحجة أن يهود اليوم قد اختلفوا عن يهود الأمس. وبهذا يتجلى تعاطف المسيري مع اليهود. ويكمل قائلا:
" 2 ـ التناقض بين تعريف العقيدة اليهودية لليهودي والتعريف الإسلامي له: كلمة «يهود» في الإسلام تعني «أتباع الكتاب الذي جاء به موسى عليه السلام». ورغم أنهم قاموا بتحريفه أو أصروا على اتباع المحرَّف منه إلا أن ثمة مبادئ أساسية وردت فيه لم يتم تحريفها من بينها الإيمان بالله واليوم الآخر.
هذا التعريف الإسلامي لو طُبِّق على يهود العالم الحديث لتم استبعاد ما يزيد عن 90% منهم، أو إذا توخينا الدقة لقلنا لاستُبعد 50% منهم (الملحدون واللاأدريون) ولتَعَذَر تَقبُّل 40% (الإصلاحيون والمحافظون والتجديديون) كيهود، ولربما قُبل الـ 10% الأرثوذكس فقط كيهود. وحتى هذا أمر خلافي بسبب تَزايُد النزعة الحلولية التي هيمنت على اليهودية الحاخامية. والمسلم لا يمكنه إلا أن يستبعد أولئك الذين لا ينطبق عليهم التعريف الإسلامي لليهودي، حتى لو سموا أنفسهم «يهوداً»، وحتى لو قبلتهم الشريعة اليهودية كيهود".
قلت: في البحث التالي "الرد على فكرة اليهود الجدد" أوردت نصوصا من موسوعة المسيري فيها حقائق تثبت أن اليهود الملحدين يظلون يهوداً، وأن الفرق اليهودية الجديدة هم يهود أيضاً، ربما عدا الإصلاحيين الذين لا يزيدون عن (30%) أما الباقي فكلهم يهود. ويكمل:
"3 ـ التناقض بين مفهوم الاستمرار اليهودي ومفهوم الفطرة في الإسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
افتراض الاستمرار اليهودي، البيولوجي والثقافي، يتناقض مع إحدى القيم الحاكمة الكبرى في الإسلام، ونقصد به مفهوم الفطرة. فالإنسان ـ حسب التصور الإسلامي ـ يُولَد على الفطرة، وإن كان ثمة صفة وراثية فهي الفطرة الإنسانية والاستعداد لعمل الخير، وهو مفهوم يضع على الفرد عبء المسئولية الخلقية ويطرح إمكانية التوبة الدائمة (من جانب المخلوق) وإمكانية المغفرة (إن شاء الخالق). ومن ثم فإن فكرة الاستمرار اليهودي تُشكّل سقوطاً في المنطق العنصري العلماني الشامل الذي يرى الإنسان محكوماً بموروثه البيولوجي أو الاقتصادي أو العرْقي أو مجموعة من الحتميات المادية الأخرى. ومن الواضح أن النص القرآني حذَّر من ذلك ففرَّق بين اليهود عموماً من ناحية وبين الصالحين والطالحين منهم من ناحية أخرى، وحكم على كل فريق منهم بما يستحقه من خير أو شر، مُلتزماً في ذلك طريقة العدالة والصدق. والإنسان المسلم مُلزَم أولاً وأخيراً بالتعامل مع اليهود والمسيحيين من خلال مفهوم أهل الذمة الذي حدد حقوقهم وواجباتهم وأكد المساواة الكاملة والمطلقة بينهم وبين المسلمين، ولم يطرح تصوراً لوجود استمرار بيولوجي أو ثقافي بينهم".
قلت: هذا ليس بتناقض لأن مفهوم الفطرة في الإسلام هو أن كل مولود يولد على الفطرة ولا يرث عقيدة أبويه بيولوجيا، ولكن أبواه يهودانه أو ينصرانه بالتربية، وهذا العنصر الهام التربية الدينية قد أغفله المسيري، أما عن التوبة فإن التاريخ يرينا أنه من النادر أن يسلم اليهود أو يتوبوا، وكثيرا ما يكون تغيير دينهم عملا جاسوسياً وليس عن إيمان حقيقي لأن عقيدتهم تأمرهم بذلك.
أما عن تفريق القرآن بين اليهود الصالحين واليهود المفسدين، فإننا نجد أن الغالبية الساحقة من الآيات تتحدث عن اليهود المفسدين بصيغة التعميم على الجميع، ثم تأتي آية واحدة أو اثنتان لتسثني نزراً يسيراً جداً من اليهود الصالحين ممن أسلموا وآمنوا في زمن أنبيائهم، أما ما يقوله المسيري، فيوحي بأن أغلب اليهود صالحين وقلة منهم مفسدين، وهذه مخالفة واضحة للقرآن لمن عنده حد أدنى من العلم به. ثم لو تدبر المسيري ومن يؤيده في رؤيته هذه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: " ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: " فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " [الروم 30]. فهذا الحديث واضح الدلالة في تعميم كلمة (يهودانه) الى آخر الزمن. ويكمل:
" 5ـ اليهودية كنموذج عام: إن وصف القرآن لليهود وللعقيدة اليهودية هو في واقع الأمر وصف لأتباع أية عقيدة حلولية. وقد لاحظ كثير من المفسرين تشابه وصف اليهود في القرآن مع بعض سمات الإنسان العلماني الشامل الحديث الذي يتوثن ويتأله ويصبح هو ذاته مرجعية ذاته، ويعيش في عالم الحواس الخمس يرفض تَجاوُزه. فكأن كلمة «يهودي» هنا تصف الإنسان الحلولي الكموني الذي يتصف بهذه الصفات، يهودياً كان أم مسيحياً أم مسلماً أم ملحداً. ولعل هذا التماثل هو الذي يجعل البعض يتصور أن اليهود مسئولون عن الشرور كافة، وما فاتهم أن وصف اليهودية في القرآن هو وصف لعقيدة حلولية وأن وصف اليهود هو وصف لأتباع عقيدة حلولية، وأن هذا الوصف لا ينطبق على اليهود ممن يدورون في إطار الحلولية وإنما ينطبق كذلك على كل أتباع العقائد الحلولية المختلفة، سواء كانوا من أتباع عقيدة الشنتو اليابانية، أو الفلسفة النيتشوية الألمانية، أو العلمانية الشاملة".
قلت: في البحث التالي أوردت نصوصاً من موسوعة المسيري تثبت أن اليهود الملحدين والفرق اليهودية الجديدة كلها تدور في إطار الحلولية، أما عقيدة الشنتو اليابانية والنيتشوية النازية الألمانية فكلها قد انتهت، أما الحلولية العلمانية فهي حلولية تشمل حلول ا?له أو القوة المطلقة، في كلالكون وفي كافة الشعوب الأخرى بخلاف الحلولية اليهودية العنصرية المقتصرة على الشعب اليهودي.
ثم إن الكلام الأخير فيه اعتراف ضمني أن اليهود في العصر الحديث تنطبق عليهم أوصاف القرآن لأنهم لا زالوا أصحاب عقيدة حلولية وهذا ا?عتراف مناقض لرؤيته الأولى، لكن لماذا يريد هذه المرة أن يقحم معهم بعض أصحاب العقائد الحلولية بدون تمييز بين من يعتقد بحلولية الإله بكل الكون، ومن يعتقد بحلولية الإله في شعبه وأرضه فقط مثل اليهود؟؟؟، مع العلم أن هذا التمييز بين النوعين من الحلول قد فصّل فيه المسيري في "م 1/ ج 3/ ب 2/ الحلولية الكمونية بين الثنائية الصلبة والسيولة الشاملة"، وما بعده من موضوعات، وهذا الإعتراف يناقض ما قاله في النقاط السابقة، أي إذا كان كلامه هذا صحيحاً، فكلامه السابق خاطئ أو العكس!! وكأنه يريد أن يقول بأن آيات القرآن إما لا تنطبق على اليهود ولا على غيرهم، أو تنطبق على اليهود ومعهم غيرهم كثير، وهذا جعلني أشك بوجود نية مبيّتة في الدفاع عن اليهود حتى في التعامل مع آيات القرآن الواضحة.
- الرد على فكرة "اليهود الجدد":
إن هذا الطرح الجديد عما يسميه المسيري «اليهود الجدد» خاصة في أمريكا والذي يكثر من استخدامه في كثير من استنتاجاته حول مختلف الموضوعات التي يتعاطف فيها مع اليهود، ستسغربون للغاية إذا علمتم أن المسيري يعترف بحقائق علمية في مواضع مخصصة من الموسوعة تطيح بكل هذا الطرح وبكل ما بنى عليه من استنتاجات ملأ بها الموسوعة ليدفع القارئ للتعاطف مع اليهود.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) () راجع نسخة القرآن الكريم، ذات الفهارس الكاملة للمواضع والألفاظ، من إعداد الدكتور محمد حسن الحمصي، دمشق ـ بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 10:56]ـ
- الرد على فكرة "اليهود الجدد":
إن هذا الطرح الجديد عما يسميه المسيري «اليهود الجدد» خاصة في أمريكا والذي يكثر من استخدامه في كثير من استنتاجاته حول مختلف الموضوعات التي يتعاطف فيها مع اليهود، ستسغربون للغاية إذا علمتم أن المسيري يعترف بحقائق علمية في مواضع مخصصة من الموسوعة تطيح بكل هذا الطرح وبكل ما بنى عليه من استنتاجات ملأ بها الموسوعة ليدفع القارئ للتعاطف مع اليهود.
أولا: بالنسبة لليهود الملحدين والمرتدين:
يقول المسيري في: م 5/ ج 1/ ب 1/ مظاهر ونتائج تحول اليهودية إلى تركيب جيولوجي تراكمي:
" ومن الملاحَظ أن نصْف يهود العالم لا يلتزمون الحد الأدنى من الإيمان، ومن ذلك الإيمان بالإله. ومع هذا، فإننا نجدهم مستمرين في إطلاق عبارة «يهود إثنيون» على أنفسهم، ورغم ذلك فقد قبلتهم المؤسسات الدينية اليهودية التي عرَّفت اليهودي بأنه من وُلد لأم يهودية".
وفي: م 5/ ج 1/ ب 1/ (اليهودية: بعض الإشكاليات) يقول:
" فمن الممكن، حسب الشريعة اليهودية، أن يكون المرء ملحداً ويهودياً معاً في الوقت نفسه نظراً لأن الشريعة ترى أن اليهودي هو من وُلد لأم يهودية، وهذا أمر لا يوجد في المسيحية ولا في الإسلام، حيث تنتفي صفة الانتماء للدين إذا أنكر الإنسان وجود الإله، حتى ولو وُلد لأبوين مسيحيين أو مسلمين".
وفي: م 5/ ج 1/ ب 1/ العقائد (بمعنى أصول الدين وأركانه):
" وقد ظلت اليهودية، رغم هذا التناقض، نسقاً دينياً يتعايش داخله هذا التناقض وتترسب فيه أفكار دينية أخرى (بالطريقة الجيولوجية التكاملية). وظلت مجموعة من الممارسات الدينية، مثل الأوامر والنواهي، تستند إلى فتاوى الحاخامات أو إلى قرارات السلطة الدينية المركزية دون أن تكون هناك أركان واضحة للإيمان تنبع منها الممارسات. وظلت اليهودية عبر تاريخها مجموعة من الشعائر والممارسات، ودون تحديد للعقائد. وقد عرَّف المشرعُ اليهوديَ بأنه كل من وُلد لأم يهودية، فكأنه لا يحتاج للإيمان بعقيدة. وجاء في كتاب السنهدرين 44أ "حتى حينما يرتكب الإثم فهو يظل يهودياً"".
وأيضاً يتحدث عن فرقة الصدوقيين اليهودية في: م 5/ج 3/ ب 1/ (الصدوقيون):
" وارتباط الصدوقيين بالعناصر الحلولية البدائية في التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي واضح، فهم لا يؤمنون بالعالم الآخر ويرون أنه لا توجد سوى الحياة الدنيا وينكرون مقولات الروح والآخرة والبعث والثواب العقاب. ومن المهم أن نشير إلى أنهم، برغم رؤيتهم المادية الإلحادية، كانوا يُعتبَرون يهوداً، بل كانوا يشكلون أهم شريحة في النخبة الدينية القائدة. وقد اعترف بيهوديتهم الفريسيون، وكذلك الفرق اليهودية الأخرى كافة رغم رفضهم بعض العقائد الأساسية التي تشكل الحد الأدنى بين الديانات التوحيدية.
ولعل هذا يعود إلى طبيعة العقيدة اليهودية التي تشبه التركيب الجيولوجي التراكمي، وإلى أن الشريعة اليهودية تُعرِّف اليهودي بأنه من يؤمن باليهودية، أو من وُلد لأم يهودية حتى ولو لم يؤمن بالعقيدة. وحينما كان فيلسوف العلمانية باروخ إسبينوزا يؤسِّس نسقه الفلسفي المادي، أشار إلى الصدوقيين ليبرهن على أن الإيمان بالعالم الآخر ليس أمراً ضرورياً في العقيدة اليهودية، وأنه لا توجد أية إشارة إليه في العهد القديم".
ويقول في: م 5/ ج 3/ ب 3/ الارتداد (خصوصاً التنصر):
" 3 - عرَّفت الشريعة اليهودية اليهودي بأنه «من وُلد لأم يهودية»، وإن ارتد اليهودي عن دينه فإنه يظل يهودياً".
ثانيا: بالنسبة للطوائف اليهودية الجديدة:
في النصوص التالية من موسوعة المسيري سنرى أنه ليس فقط اليهودية الأرثوذكسية (9%) يهود فعليون كما يقول في النصوص السابقة، بل أيضا اليهودية المحافظة (33%) يهود هم أيضا يهود فعليون، بل هم أقرب إلى الأرثوذكسية وليس إلى الإصلاحية كما يحاول تصنيفهم في النصوص السابقة، وهناك (26%) ليس لهم علاقة بأي فرقة دينية، وهؤلاء غالباً يهود لأنهم حتى لو كانوا ملحدين فهم يهود كما أثبت في البند السابق، أما التجديدون فهم فقط (2%) وهم شبيهون بالمحافظين، ويبقى حوالي (30%) يهودية إصلاحية فقدوا جوهر يهوديتهم حسب ما يورد وأعتقد أنه مخطئ، ولكن حتى لو أخذنا بكلامه سيكون المجموع حوالي (70%) من اليهود في هذا العصر فعلاً
(يُتْبَعُ)
(/)
يهود.
1 - اليهودية الأرثوذكسية:
م5 / ج 3/ ب 6/ اليهودية الأرثوذكسية: تاريخ Orthodox Judaism History:
" « اليهودية الأرثوذكسية» ويشار إليها باعتبارها «الأصولية اليهودية» حينما تطبق داخل الدولة الصهيونية، واليهودية الأرثوذكسية فرقة دينية يهودية حديثة ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر، وجاءت كرد فعل للتيارت التنويرية والإصلاحية بين اليهود. وتُعتبر الأرثوذكسية الامتداد الحديث لليهودية الحاخامية التلمودية. ...
ويُلاحَظ أن عدد اليهود الأرثوذكس في الولايات المتحدة ضئيل للغاية، إذ لا يزيد على 9% من يهود أمريكا (مقابل 65% إصلاحيون ومحافظون وتجديديون، و26% لا علاقة لهم بأية فرقة يهودية) حسب ما جاء في الكتاب اليهودي الأمريكي السنوي لعام 1992 ... والأرثوذكس لا يؤمنون بالتبشير بين الأغيار. ولكن عددهم، مع هذا، لا يتناقص (على خلاف الإصلاحيين والمحافظين) بسبب خصوبتهم المرتفعة، وبسبب انخفاض معدلات الزواج المُختلَط بينهم وإقبالهم على الزواج في سن مبكرة".
2 - اليهودية الإصلاحية:
م 5/ ج 3/ ب 5/ اليهودية الإصلاحية: تاريخ Reform Judaism: History :
" « اليهودية الإصلاحية» فرقة دينية يهودية حديثة ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر في ألمانيا، وانتشرت منها إلى بقية أنحاء العالم، وخصوصاً الولايات المتحدة ...
…ويشكل الإصلاحيون 30% من كل يهود أمريكا المنتمين إلى إحدى الفرق اليهودية (مقابل 33% محافظين و9% و26% لا علاقة بهم أى فرقة دينية أرثوذكس) ومع هذا تذكر أحد المراجع أن عدد اليهود الإصلاحيين مليون و300 ألف".
ويقول في: م 5/ ج 3/ ب 5/ اليهودية الإصلاحية: الفكر الديني
Reform Judaism: Religious Thought :
"… وبالنسبة لليهودية الإصلاحية، فهي توسع نطاق نقطة الحلول بحيث يصبح المطلق (روح العصر) إطاراً يضم كلاًّ من اليهود والأغيار. وبذلك تكون اليهودية الإصلاحية قد وصلت إلى صيغة معاصرة لليهودية تلائم العصر، وتتخلص من آثار الحلولية الحادة والجامدة التي كانت تدور في فلكها اليهودية الحاخامية والتي عزلت اليهود عن مجتمعاتهم وجعلت معتقداتهم الدينية عبئاً ينوءون بحمله، وجعلت تعايشهم مع المطلق الجديد (الدولة العلمانية الحديثة) مستحيلاً ...
... وقد عَدَّل الإصلاحيون بعض الأفكار الأساسية في الديانة اليهودية، فمثلاً نادى جايجر بحذف جميع الإشارات إلى خصوصية الشعب اليهودي من كل طقوس الدين وعقيدته وأخلاقه وأدبه، مطالباً بالتخلي عن الفكرة الحلولية الخاصة بالشعب المختار كلية. وقد حاولوا الإبقاء على هذه الفكرة، مع إعطائها دلالة أخلاقية عالمية جديدة، فجعلوا الشعب اليهودي شعباً يحمل رسالته الأخلاقية لينشرها في العالم حتى يستطيع من يشاء أن يؤمن بها. كما يؤكد الإصلاحيون أيضاً أن اليهود شُتتوا في أطراف الأرض ليحققوا رسالتهم بين البشر، وأن النفي وسيلة لتقريبهم من الآخرين وليس لعزلهم عنهم.
وأضفى الإصلاحيون على فكرة العودة والماشيَّح طابعاً إنسانياً إذ رَفَض ممثلوهم، في مؤتمر بتسبرج، فكرة العودة الشخصية للماشيَّح المخلِّص، وأحلوا محلها فكرة العصر المشيحاني، وهي فكرة تربط بين العقيدة المشيحانية وروح العصر. فالعصر المشيحاني هو العصر الذي سيحل فيه السلام والكمال ويأتي الخلاص إلى كل الجنس البشري وينتشر العمران والإصلاح ويتم كل هذا من خلال التقدم العلمي والحضاري. فالفكرة المشيحانية هنا فُصلَت تماماً عن الشعب اليهودي وعن شخص الماشيَّح وارتبطت بكل البشر وبالعلم الحديث".
قلت: رغم أن اليهودية الإصلاحية قد تخلت عن عقيدة الشعب المختار إلا أنه لا يمكن عمليا الوثوق بها بهذه بسهولة، لأن اليهود لديهم فكرة التخفي والتقية التي تبيح لهم الكذب من أجل تحقيق أهدافهم، كما أن الإصلاحيين أيضاً لا يختلفون عن باقي اليهود في دعم إسرائيل وحتى الهجرة إليها، ثم لاحظ كلامه "فجعلوا الشعب اليهودي شعباً يحمل رسالته الأخلاقية لينشرها في العالم حتى يستطيع من يشاء أن يؤمن بها"، إذن هذا التغيير قد يكون حقيقة وقد يكون خديعة، ولاحظ أيضاً قوله "وأحلوا محلها فكرة العصر المشيحاني"، أي عصر مسيح اليهود الدجال، فإذا كانوا قد تخلوا عن شخص المسيح فهم لم يتخلوا عن فكرة عصر المسيح. وعلى كل حال حتى لو تغير هؤلاء تغييراً حقيقاً، فهذا لا يعني الكثير لأن نسبتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تزيد عن (30%).
3 - اليهودية المحافظة:
م 5/ ج 3/ ب 7/ اليهودية المحافظة: تاريخ
Conservative Judaism: History:
" « اليهودية المحافظة» فرقة دينية يهودية حديثة نشأت في الولايات المتحدة، أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كمحاولة من جانب اليهودية للاستجابة لوضع اليهود في العصر الحديث في العالم الجديد وهي أهم وأكبر حركة دينية يهودية في العالم، وأهم مفكريها سولومون شختر ... وترى اليهودية المحافظة أن هدفها الأساسي هو الحفاظ على استمرارية التراث اليهودي، باعتباره الجوهر، أما ما عدا ذلك من العبادات والعقائد فهو يظهر بشكل عضوي وتلقائي متجدد ...
.. .وقد تزايد عدد اليهود المحافظين في أنحاء العالم، وخصوصاً في أمريكا اللاتينية. ولكنها، مع هذا، تظل أساساً حركة أمريكية، ويبلغ عددهم الآن 33% من كل يهود الولايات المتحدة (مقابل 30% إصلاحيون و9% أرثوذكس و26% لا علاقة لهم بأية فرقة دينية) ومع هذا تذهب إحدى المراجع إلى أن العدد هو 2 مليون ويبلغ عدد الأبراشيات المحافظة 800 أبراشية."
ويقول: م5 / ج 3/ ب 7/ اليهودية المحافظة: الفكر الديني
Conservative Judaism: Religious Thought:
" ... المحافظون إذن يودون إحداث تغيير دون الإخلال بروح الفولك اليهودي، فهذا هو الجوهر اليهودي أو المطلق موضع الحلول الذي ينبغي الحفاظ عليه. وهذه الرغبة في التغيير مع الميل إلى المحافظة تسمان كل أفكارهم. فهم يؤمنون على اختلاف اتجاهاتهم بأن الشعب اليهودي قد تطوَّر عبر تاريخه، وبأن اليهودية لم تتجمد أبداً، وأنها كانت قادرة على التكيف مع اللحظة التاريخية ومع روح العصر، ولهذا فهي ليست مجموعة ثابتة من العقائد وإنما هي تراث آخذ في التطور التاريخي الدائم ...
... وتطبيقاً لهذا الموقف الوسط بين اليهودية الإصلاحية والأرثوذكسية، يؤمن المحافظون بأن الأمل في العودة إلى صهيون فكرة أثيرة لدى اليهودي لابد من المحافظة عليها. ومع هذا، لا يتنافى هذا الأمل، بأية حال، مع الولاء للوطن الذي يعيش فيه اليهودي. وهم لا يؤمنون بالعودة الفعلية والشخصية للماشيَّح، ويطرحون بدلاً منها فكر العصر المشيحاني الذي سيتحقق بالتدريج. ويصبح تأسيس الدولة اليهودية، داخل هذا الإطار، خطوةً أولى نحو تحقيق هذا العصر. ...
ورغم تماثُل الجذور الفكرية لليهودية الإصلاحية والمحافظة، فإن تشابه اليهودية المحافظة بنيوياً مع اليهودية الأرثوذكسية واضح وقوي. بل إن الفروق بينهما طفيفة وغير جوهرية، فكلتاهما تدور في إطار الحلولية التقليدية دون أن توسع نطاقها لتضم غير اليهود (كما فعلت اليهودية الإصلاحية). ولذا، نجد أن كلاًّ من اليهودية المحافظة واليهودية الأرثوذكسية تؤمنان بالثالوث الحلولي: الإله (أو التوراة)، والشعب، والأرض."
قلت: يظهر لنا أن فكرة المسيري "اليهود الجدد" تناقض الحقائق التي يذكرها هنا عن اليهودية المحافظة، ويبدو أنه لم يتوقع أن قارئاً سيقرأ مثل هكذا نصوص المتباعدة، أو أن أحداً سيحاول الربط بينها ليكتشف تناقضها مع رؤيته. وهكذا يتبين لنا أن المسيري فعلاً يتعمد التعاطف مع اليهود، وذلك باستنتاجه آراءً تناقض الحقائق الواقعية حتى تلك التي يذكرها!!، فتنبه أخي القارئ واحذر من القول بعدم خطورة اليهود، فهم أخطر الخطر، وأخطر منهم من يتستر على خطرهم.
4 - قيادات الحركة الصهيونية وهرتزل والجيل اليهودي الجديد في إسرائيل هم أيضاً يهود غير يهود!!:
حيث يقول في: م 6/ ج 2/ ب 5/ الصهيوني اليهودي غير اليهودي
Non-Jewish Jewish Zionist:
" « الصهيوني اليهودي غير اليهودي» مصطلح قمنا بصياغته لوصف بعض زعماء الحركة الصهيونية في مرحلة تأسيسها، كما يمكن استخدامه لوصف كثير من جماهير الصهيونية في الوقت الحالي. و «اليهودي غير اليهودي» هو يهودي فقد الإيمان الديني، ومن ثم فإنه لا يمارس شعائر دينه، كما أنه اندمج تماماً في مجتمعه بحيث لم يَعُد يتسم بأية سمات إثنية يمكن أن يُطلَق عليها «يهودية» إذ لم يبق من هذه الهوية إلا قشرة رقيقة لا أهمية لها، ولكنه رغم ذلك يُصنَّف باعتباره يهودياً إما لأن الآخرين يقومون بتصنيفه كذلك رغماً عنه أو لأنه يدَّعي ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نذهب إلى أن مؤسسي الحركة الصهيونية من ذوي الخلفية الألمانية (هرتزل ونوردو ونوسيج) هم يهود غير يهود فقدوا كل ما يربطهم باليهودية، ولكنهم وجدوا أنفسهم، بسبب هجرة يهود اليديشية، قد أُعيد تصنيفهم كيهود …
... وبعد تأسيس الدولة، وبعد استيلاء الصهيونية على مقاليد الأمور بالنسبة للجماعات اليهودية والغرب، حَدَث تطوُّر من نوع آخر إذ ظهر في الغرب اليهودي غير اليهودي مدَّعي اليهودية. وقد انضمت أعداد كبيرة من هؤلاء للحركة الصهيونية للحفاظ على بقايا هويتهم. وقد قبلتهم الحركة الصهيونية حتى يمكنها الاستمرار في ابتزازهم مالياً وتوظيفهم في دعم المُستوطَن الصهيوني وفي الضغط السياسي من أجله ... ولذا، يمكن القول بأن صهيونية اليهود غير اليهود (رغم اختلاف جذور اليهودية المزعومة من القسر الخارجي إلى الادعاء الذاتي) لم تتغيَّر، وهي امتداد غربي داخل اليهود واليهودية وليست امتداداً يهودياً داخل الحضارة الغربية".
قلت: إذا كان هؤلاء يهوداً ويدعون أنهم يهود وتقبلهم الشريعة اليهودية والحركة الصهيونية، وإذا كان دعمهم لإسرائيل بالمال والضغط ضروري لوجود إسرائيل، فكيف يعتبرهم امتداداً غربياً داخل اليهودية وهم يهود وليسوا مسيحيين؟؟، أليس هذا من أعجب الأعاجيب في المبالغة بالتعاطف مع اليهود وقلب الحقيقة لصالحهم؟
ويقول أيضاً في:م 6/ ج 2/ ب 8/ هرتزل: حياته (1860 - 1904)
Theodor Herzl: Biography:
" هو مؤسِّس الحركة الصهيونية ... ... فهو يهودي غربي مندمج لم يبق من يهوديته سوى قشرة، أي أنه يهودي غير يهودي. ومع هذا، فهو يصنف على أنه يهودي ... ... وفي عام 1889، تزوج هرتزل من جولي نتشاور وكانت من أسرة ثرية كان يأمل هرتزل أن يحل من خلالها بعض مشاكله المالية. ولكن الزواج لم يكن موفقاً بسبب ارتباط هرتزل الشديد بأمه التي غذت أحلامه، فقد قامت نشأته على تصوُّر من ينتدب نفسه لتحقيق عظائم الأمور ويحلم بأنه صاحب رسالة في الحياة. ويبدو أن مما عقَّد الأمور، عدم حماس الزوجة للتطلعات الصهيونية لدى زوجها ...
... أما تَصوُّره للإله، فلم يكن يستند إلى العقيدة اليهودية بقدر استناده إلى فلسفة إسبينوزا بنزعته الحلولية التي توحِّد الإله والطبيعة، فهي حلولية وحدة الوجود أو حلولية بدون إله (وقد طُرد إسبينوزا نفسه من حظيرة اليهودية ولم يَتبنَّ ديناً آخر، ولهذا فإنه يُعَدُّ أول يهودي إثني في العصر الحديث). وقد تأثر هرتزل بتعاليم شبتاي تسفي الماشيَّح الدجال وظل مشغولاً به وبأحداث حياته. ...
ولكن، ورغم ابتعاده عن الثقافة اليهودية، نجده متأثراً بعقيدة الماشيَّح المخلّص، ونجد أن ذكرها يتواتر في مراسلاته ومذكراته بأسلوب ينم عن الإيمان بها وإن كان الأمر لا يخلو من السخرية منها في آن واحد. وكان اهتمامه ينصب على الماشيَّح الدجال شبتاي تسفي. وقد استخدم هرتزل كلمة «الخروج» التوراتية ليشير إلى مشروعه الاستيطاني، الأمر الذي يدل على أن الأسطورة التوراتية كانت تشكل جزءاً من إطاره الإدراكي".
قلت: في هذا النص نجد أن المسيري يرى أن قادة الحركة الصهيونية وخاصة هرتزل لم ينطلقوا من العقيدة اليهودية، ولكن يبدو أن استنتاجه يناقض الحقائق التي تلى ذكرها، مثل تربية والدته على حلم تحقيق عظائم الأمور، وتأثره بعقيدة المسيح اليهودي المخلص (الماشيّح) وغير ذلك. ولا شك أن هرتزل قام بحركته لإنشاء الدولة اليهودية انطلاقا من التوراة التي تريد أرض فلسطين نقطة انطلاق لبقية أرض ما بين الفرات والنيل. واقرأ أيضا النصوص التالية لترى المزيد من الحقائق التي ترد عليه:
م 5/ ج3 / ب 6/ اليهودية الأرثوذكسية والصهيونية
Orthodox Judaism and Zionism:
" وتستمدُّ اليهودية الأرثوذكسية قوتها من قوة اليهودية الأرثوذكسية في إسرائيل ومؤسساتها، فهم الفريق الوحيد المُعترَف به في الدولة الصهيونية. ومعظم اليهود الأرثوذكس أعضاء في جمعية أجودات إسرائيل، أو في حركة مزراحي. والأولى لا تؤيد الصهيونية وغير مُمثَّلة في المنظمة الصهيونية العالمية، ومع هذا فلها أحزابها في إسرائيل، وممثلوها في الكنيست. أما حركة المزراحي، فقد ساهمت منذ البداية في النشاط الصهيوني. وقد كُشف النقاب مؤخراً عن أن هرتزل (اللاديني) كان وراء تأسيس حركة المزراحي، وأنه دفع نفقات مؤتمر المزراحي الأول من
(يُتْبَعُ)
(/)
جيبه".
قلت: لاحظ، هرتزل (اللاديني بحسب تصوره) أسس حركة المزراحي الدينية الأرثوذكسية المتطرفة!!.
ويقول أيضاً في: م 7/ ج 1/ ب 2/ الدولة الصهيونية الوظيفية: التعاقدية والنفع والحياد:
" وحينما نشر هرتزل كتابه دولة اليهود، اتهمه بعض اليهود بأنه تقاضى مبلغاً ضخماً من شركة أراض بريطانية كانت تود القيام بأعمال تجارية في فلسطين فتم تفسير الحلم القومي على أنه مشروع تجاري. وعلَّق هو على هذا الاتهام بقوله: "إن اليهود لا يصدقون أن أي شخص يمكن أن يتصرف مدفوعاً باقتناع أخلاقي".
قلت: إذن حتى هرتزل يعترف أنه يعمل لإقامة دولة لليهود بدافع أخلاقي، أو بالأحرى عقيدي يهودي، والمسيري يرى رغم ذلك أنه مدفوع بدافع المصالح الغربية!!.
أما عن (الصابرا) أول جيل يهودي تربى في إسرائيل فيقول في:
م 7/ ج 5/ ب 1/ أزمة الهوية اليهودية:
" (د) ومما يزيد مسألة الهوية تعقيداً، ظهور هوية إسرائيلية جديدة بين جيل الصابرا من الإشكناز تتسم بسمات عديدة من بينها احتقار عميق ليهود العالم (وعقلية المنفى) وعدم الاكتراث بالقيم التي يُقال لها «يهودية» في القول الصهيوني. ومن هنا، كان وصف عالم الاجتماع الفرنسي جورج فريدمان للصابرا بأنهم "أغيار يتحدثون العبرية"، ويجد البعض صعوبة بالغة في تصنيف هوية هؤلاء على أنها "يهودية". هذا وتشهد الدولة الصهيونية تصاعداً حاداً في مستويات التهويد والعلمنة الأمر الذي يعمق من حدة التناقضات".
م 7/ ج 5/ ب 3/ ما بعد الصهيونية: تعريف:
" ... وعلى مستوى التطور التاريخي لوحظ أن جيل الصابرا كان قد بدأ يبتعد عما يُسمَّى «التراث اليهودي» مما دعا جورج فريدمان إلى الإشارة لهم بأنهم «أغيار يتحدثون العبرية» ".
قلت: إذا كان أول جيل ولد وتربى في إسرائيل ليس يهودياً!! إذن فماذا يكونون، هل أصبحوا عرباً؟ ولماذا لا زالوا يقتلوننا بنفس وحشية آبائهم؟؟!!، أليس كلام المسيري هذا من أعجب مشاهد التعاطف مع اليهود و حتى الإسرائيليين.
الباب الثامن: إدعاء أنه لا توجد علاقة مباشرة بين دين اليهود وسلوكهم:
حيث يقول في: م 1/ ج 1/ ب 1/ ثلاثة نماذج أساسية: الحلولية - العلمانية الشاملة - الجماعة الوظيفية:
" وأوضحنا كذلك أن من المستحيل أن نفهم سلوك اليهود، وآلامهم وأشواقهم وخيرهم وشرهم، من الداخل، أي بالعودة إلى كتبهم المقدَّسة (التوراة والتلمود) أو شبه المقدَّسة (القبَّالاه) أو غير المقدَّسة (البروتوكولات كما يزعم المعادون لليهودية) أو بالعودة إلى تصريحات الصهاينة وغيرهم".
قلت: لماذا مستحيل؟؟، هل لأن هذا سيقودنا لمعرفة ان حقيقتهم هي الخبث والمكر والتآمر؟؟، تماما كما تقودنا إلى ذلك أيضا المرجعية الإسلامية في القرآن الكريم في وصفه لليهود.
م 4/ج 1/ ب 1/الرؤية الصهيونية للتاريخ:
" والحديث عن التاريخ اليهودي، مثل الحديث عن «الأدب اليهودي» و «الشخصية اليهودية» وغير ذلك، يفترض أن العنصر الأساسي الذي يحرك اليهودي ويشكل شخصيته هو أساساً إيمانه بالدين اليهودي أو انتماؤه إلى التراث اليهودي. وفي هذا تقليل من شأن اليهود، وتضييق لإنسانيتهم ومساهمتهم في الحضارة البشرية".
قلت: الأصل فيمن يريد الحكم على الفرق أو الأفراد بداية أن يأخذ بعين الاعتبار دراسة عقيدة الفرقة الفلانية أو الفرد الفلاني. وطالما أن سلوك اليهود يتفق مع عقائدهم التي في كتبهم، فلماذا يريد أن يفسر المسيري سلوكهم بأسباب أخرى؟، في حين لو كان سلوكهم يختلف عن عقيدتهم فهنا يجب البحث عن أسباب أخرى شخصية لتفسير ذلك، أليس هذا قمة التعاطف مع اليهود!!؟
ويقول أيضاً: م 6/ ج 2/ ب 6/ التلمود وأعضاء الجماعات اليهودية:
" يفترض المعادون لليهود الذين يهاجمون أعضاء الجماعات اليهودية بسبب ما جاء في التلمود، أن كل يهودي قد درس التلمود بعناية فائقة، وأنه يُخْضع كل حركاته وسكناته لما ورد فيه من تعاليم سلبية. لكن هذا تصوُّر ساذج وتبسيط آلي، فما يحدد سلوك فرد ما، يهودي أو غير يهودي، ليس كتبه الدينية ومُثُله العليا وحسب وإنما مركب هائل من الأسباب التاريخية (الاقتصادية والاجتماعية) التي تختلف باختلاف الزمان والمكان".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أثبت الواقع إن العقائد والأيديولوجيا هي المحدد الرئيس للسلوك، أما تأثير العوامل الأخرى فهو ثانوي، لا كما يقول المسيري، إضافة إلى أنه ليس من الضروري أن يدرس كل يهودي التلمود الضخم بعناية، بل يكفي إطلاعهم على المبادئ الأساسية التي يمكن تلخيصها بوريقات قليلة عن العقيدة اليهودية.
ويقول أيضاً: م2 / ج 1/ ب 4/ العزلة اليهودية:
" «الانعزالية اليهودية» عبارة تفترض أن اليهود يعيشون في حالة عزلة عن الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها ... ولا يمكن، بطبيعة الحال، إنكار أهمية بعض جوانب النسق الديني اليهودي مثل عقيدة الشعب المختار، وكذلك كثرة الشعائر الدينية، في تشجيع اليهود على العزلة. وقد وصل هذا الاتجاه في النسق الديني اليهودي إلى ذروته في القبَّالاه اللوريانية الدينية، حيث تُطرح فكرة أن اليهود خُلقوا من طينة مغايرة للطينة التي خُلق منها البشر. ولكن علاقة الأفكار الدينية، وأية أفكار، بسلوك الإنسان ليست علاقة سببية بسيطة. فالأفكار لا تحدد سلوك الإنسان أبداً ولكنها تخلق لديه استعداداً كامناً أو قابلية ليسلك سلوكاً معيَّناً ويبتعد عن أنماط معينة من السلوك. كما أن من الصعب بمكان تحديد ما إذا كانت فكرة مثل فكرة الشعب المختار هي التي أدَّت إلى عزلة اليهود أو أن الفكرة هي نتيجة هذه العزلة، أو أن العلاقة هي علاقة تأثير وتأثر، وما مدى التأثير وما عمق التأثر".
قلت: إذا كان سلوك اليهود الإنعزالي أمر نتفق عليه مع المسيري، وإذا كان وجود العقائد والشعائر الدينية الداعية إلى ذلك أيضاً أمر نتفق عليه معه أيضاً، فلماذا يرفض أن تكون العقائد هي سبب العزلة، لماذا يصر على أسباب أخرى؟!
- من أكبر الأدلة على بطلان كلامه هو اهتمام إسرائيل بالتلمود وطباعته ونشره وتعليمه:
م 5/ ج 2/ ب 6/ التلمود: تاريخ:
" وقد صدرت في إسرائيل موسوعة تلمودية ضخمة تُسهِّل عملية الوصول إلى الأحكام الفقهية. ورغم ذلك، ففي إحصاء أُجري عام 1987، قرر 84% من الإسرائيليين أنهم لم يقرأوا التلمود قط ولم يطلعوا على أي جزء منه.
وأثر التلمود والشرع التلمودي واضح في قوانين الأحوال الشخصية في إسرائيل، فالتشريعات التي تضبط قضايا الزواج والطلاق فيها لا تختلف عن الأحكام التلمودية الواردة في أسفار سدر ناشيم. وفي شئون الطلاق، لا يزال سفر جيطين المصدر الأساسي للأحكام المتعلقة بوثيقة الطلاق (جيط) التي يكتبها الزوج. وفي مسائل الزواج وتسجيل المواليد، لا تزال أحكام الشريعة التي حددها التلمود هي الشريعة السائدة، فاليهودي هو المولود لأم يهودية، أو من اعتنق اليهودية على يد حاخام أرثوذكسي. وعملية التهود ليست هينة، إذ يصر الحاخام على التقيد بالشعائر التلمودية، ومن بينها الحمام الطقوسي الذي يجب أن تخضع له الأنثى التي تريد التهود، فتدخل الحمام عارية تماماً، بحضور ثلاثة من الحاخامات وتحت أنظارهم.
وكذلك تُطبَّق في إسرائيل الشرائع التلمودية الخاصة بقوانين الطعام والقوانين الزراعية التي وردت في سفر براخوت من سدر زراعيم. ويُدرَّس التلمود في إسرائيل، وتقتصر الدراسة في المدارس والمعاهد الدينية على دراسته، كما أن جامعة بار إيلان تشترط على طلابها تحصيل معرفة تمهيدية بالتلمود".
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 12:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...............
أهل السنة والجماعة من أعدل الناس مع من خالفهم, فينبغي عليك أيها الكريم الفاضل أن تقرأ ما كتبه المسيري بعد موسوعته, وأن تركز أكثر على آخر كتاباته, أما أن تحاكم الرجل على موسوعته ونحن نعلم طبيعة العمل الموسوعي إذ يصعب على الإنسان أن يلتزم بمنهجه الذي اختطه قبل البدء في الكتابة, والأمثلة على ذلك كثيرة تغني عن الذكر.
جزاكم الله خيرا.
أسمعت لو ناديت حيا.
(سيدي الفاضل السليماني هذا ما استنتجته من عدم إكتراثك بتعليقات ونصائح إخوانك -فمعذرة إن أزعجك كلامي-ولكنها الحقيقة.)
والله المستعان وهو الأعلم بما تخفي الصدور والقلوب.
ـ[السليماني]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 06:05]ـ
جزاكم الله خيراً
وعدل أهل السنة لايلزم منه السكوت عن باطل الجهلة وأهل الأهواء
من طعن في أنبياء الله عزوجل ومخالفة صريحة لكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في حقيقة اليهود قتلة الأنبياء
وكون الرجل جاهل بالشرع كالمسيري وأمثاله لايجيز له القول على الله بغير علم وهو أعظم من الشرك عن العلماء
فيجب التحذير من هؤلاء الوراقين فجنايتهم على الشريعة عظيمة.
ومايذكره الإخوان من قراءة للموسوعة ومعرفة آخر كلامه وغير ذلك ليس بلازم ومتعذر
فمن نشر كلاماً وطبعه ثم اختصره بدون تغيير فهو راض به
ومنهج السلف في ذلك واضح.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 06:50]ـ
السلام عليكم
أود التطرق إلى مسألة واحدة وهي كيف ألف المسيري موسوعته فما أعلمه أنه ليس الكاتب المباشر للمواضيع ولكنه صاحب الإطار العام والتصميم والإشراف ومراجعة المواد
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 09:49]ـ
الباب التاسع: الصهيونية فكرة غربية لا يهودية!!!
كثيرة هي مواقف المسيري الواضحة في موسوعته في التعاطف مع اليهود واليهودية، أما الصهيونية فهو يقول بأنه يناهضها، ولكنه (ربما بغير قصد) يتسبب بتعاطف القاريء معها أيضاً ?نه يهون من خطرها بشكل ما، ويرى أنها فكرة غربية غير نابعة من العقيدة اليهودية.
يقول في: م5/ج2/ ب6/ الموضوعات الأساسية الكامنة في التلمود:
" ورغم أن ثمة عناصر صهيونية في التلمود، إلا أنه لا يمكن القول بأنه تسبَّب في ظهور الصهيونية. فالصهيونية حركة سياسية تهدف إلى استعمار فلسطين عن طريق توطين عنصر سكاني غريب فيها، وتعود جذورها أساساً إلى الفكر الألفي الاسترجاعي البروتستانتي وإلى وضع اليهود داخل الحضارة الغربية كجماعة وظيفية وإلى الإمبريالية الغربية".
م6 / ج3/ ب2/ اللوبي اليهودي والصهيوني: تلاقي المصالح الإستراتيجية بين العالم الغربي والدولة الصهيونية:
" ويجب ألا يثير هذا الوضع دهشتنا فتاريخ الحركة الصهيونية ليس جزءاً من «تاريخ يهودي عالمي وهمي» ولا هو جزء من التوراة والتلمود (رغم استخدام الديباجات التوراتية والتلمودية) وإنما هو جزء من تاريخ الإمبريالية الغربية".
م1/ ج1/ ب1/ حدود الموسوعة:
" تُبيِّن الموسوعة أنه لا يوجد تاريخ للصهيونية مستقل عن تاريخ الحضارة الغربية الحديثة، ولا تاريخ للصهيونية غير اليهودية منفصل عن تاريخ الصهيونية بين اليهود، ولا تاريخ للصهيونية منفصل عن تاريخ العداء لليهود، ولا تاريخ للفكر اليهودي الغربي بمعزل عن تاريخ الفكر الغربي. ورغم إدراكنا للوحدة النهائية، إلا أننا طوَّرنا مفهوماً للوحدة الفضفاضة لا يَجُبُّ استقلالية كل ظاهرة عن الأخرى".
م1/ج2/ب2/النموذج التصنيفي:
" وهذه الموسوعة تطرح نموذجاً تفسيرياً جديداً، ومن ثم فإن منطقها التصنيفي مختلف عن الدراسات الأخرى. على سبيل المثال، نحن نرى أن الصهيونية حركة ليست ذات جذور يهودية وإنما حركة ذات جذور غربية استعمارية تهدف إلى تخليص أوربا من اليهود عن طريق توطينهم في فلسطين، ومن ثم فنحن نرى أنها لا تُوضَع (أو تُصنَّف) كمقابل ظاهرة العداء لليهود وإنما هي امتداد لها".
م5/ج3/ب9/ الصهيونية وما بعد الحداثة:
" والصهيونية، في جوهرها، حركة فكرية وسياسية غربية، أي أنها إفراز من إفرازات النموذج الغربي العلماني الشامل، ولذا فثمة علاقة بنيوية وثيقة بينها وبين ما بعد الحداثة، شأنها في هذا شأن معظم الحركات الفكرية السياسية الغربية. بل إنه يمكننا القول بأن كثيراً من مقولات ما بعد الحداثة، كحركة فلسفية متبلورة، كانت قد تبدت في الفكر الصهيوني قبل ظهور ما بعد الحداثة".
قلت: لاحظ معي كيف يحمّل المسيري الغرب والإمبريالية كل إفسادات اليهود وسوء أخلاقهم، وقد تكرر هذا الأمر منه كثيراً،
ومن رصد ذلك نرجح أن المحرك الأول للمسيري في دراسة اليهودية والصهيونية هو الفكر الماركسي وليس المرجعية ا?سلامية، فلو أخذ بها لأخذ بكتاب الله وما أخبر عن سوء خلق اليهود.
لذا فقوله: "أنا ماركسي على سنة الله ورسوله"
هي ربما لذر الرماد في العيون وللخداع، فالذي يبدو من فكره أنه ماركسي، والماركسية هي يهودية الأصل والفصل،
أما الإلحاد الموجود في الماركسية فليس أمرا أساسيا فيها، وما هو إلا دجل ينشره اليهود بين الناس فقط من دونهم، فعقيدتهم تبيح لهم التظاهر بالإلحاد وبالإباحية والإفساد تقربا الى الله بزعمهم، ل
كن بعد فشل ا?لحاد في اجتذاب الناس للفكر الماركسي تخلى قادة الماركسية عنه، و?ن حتى بعد التخلي عن الإلحاد لم ينجحوا كثيرا، فقد اضطروا لركوب موجة الدين، لنشر جوهر الماركسية المتلبس بلباس ديني،
فهل كان المسيري يطبق ذلك بتظاهره بالمرجعية ا?سلامية في الظاهر واعتماد الفكر الماركسي في واقع ا?مر؟؟!!.
ثم يتجاهل المسيري في هذا التحليل الحقيقة التي مفادها أن اليهود أينما حلوا وبأي جنسية تجنّسوا يبقى ولاؤهم الأول للعقيدة اليهودية والشعب المختار والعودة لأرض الميعاد، وذلك رغم أنه يعترف بهذه الحقيقة في موضع آخر من الموسوعة ويعترف أيضاً بأن هذه العقيدة هي المسؤولة عن الصهيونية وقيام دولة لإسرائيل ودعم يهود العالم لها.
يقول في:
م5 / ج1/ب4/ إشكالية علاقة اليهودية بالصهيونية:
" ولكن السبب الأساسي الذي أدَّى إلى نجاح الصهيونية في تحقيق أهدافها هو تصاعُد معدلات الحلولية داخل اليهودية. وتدور الرؤية الحلولية الكمونية حول ثلاثة عناصر: الإله والإنسان والطبيعة. وفي إطار الحلولية اليهودية، يتحول الإنسان إلى الشعب اليهودي، وتتحول الطبيعة إلى الأرض اليهودية (إرتس يسرائيل ـ أرض الميعاد)، أما الإله فيتحوَّل إلى المبدأ الواحد الذي يحل فيهما معاً. ولا تختلف هذه الرؤية الحلولية الكمونية عن الصهيونية إلا في بعض التفاصيل وفي الطريقة التي تُسمَّى بها العناصر التي تكوِّن دائرة الحلول".
قلت: إذن ها هو يناقض نفسه مرة أخرى، مع العلم أن كلامه الأول هو السائد والمعبر عن رؤيته، أما الكلام الأخير فهي حقائق في الزوايا أبت إلا أن تظهر وهي نادراً ما تظهر، وربما يكون السبب أن هنالك أجزاءً من موسوعة المسيري كتبت من أكثر من شخص، بحيث ظهرت بعض الحقائق عن سوء أفعال اليهود وبعض الحقائق التي ضربت أختها وتناقضت معها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 05:11]ـ
< b> الباب العاشر: نفي الجوهر اليهودي:
</ b>
<b>
</b>
يصرّ المسيري في كافة موضوعات موسوعته وتحليلاتها على القول بعدم وجود "جوهر يهودي" وعدم وجود ما يعني الجوهر اليهودي من نتائج مثل أنهم لا انتماء لهم ويعتقدون بعقيدة شعب الله المختار ويتآمرون على غيرهم ... ألخ، وهذا من أكبر تعاطفاته مع اليهود. وهذا مثال صارخ كيف أن المسيري ينفي الجوهر اليهودي، رغم اعتراف فرويد عالم النفس اليهودي به، حيث يقول في: م2/ ج1/ ب1/ الجوهر اليهودي Jewish Essence :
" « الجوهر» هو مجموعة الخصائص الثابتة في ظاهرة ما أو هو ما لا يتغيَّر بتَغيُّر المكان أو الزمان. وفكرة الجوهر اليهودي الخالص (الثابت) هي فكرة كامنة وراء عديد من المفاهيم والمصطلحات والنماذج التفسيرية المُستخدَمة في دراسة الجماعات والعقائد اليهودية، مثل: «التاريخ اليهودي»، و «الشخصية اليهودية»، و «العبقرية اليهودية»، و «الجريمة اليهودية»، و «الشعب اليهودي»، و «العرْق اليهودي»، و «الإثنية اليهودية». فكل هذه المصطلحات تفترض وجود هذا الجوهر اليهودي الخالص الثابت الذي يجعل من يهودية اليهودي النقطة المرجعية الأساسية لتفسير سلوكه. ..
وهذا النموذج التفسيري الذي يفترض وجود الجوهر اليهودي، هو نموذج صهيوني بشكل واع أو غير واع حيث إن كلاًّ من الصهاينة والمعادين لليهود يُسقطون عن اليهود إنسانيتهم ولا يرونهم بشراً يتسمون بالقدر نفسه من الخير والشر الذي تتسم به بقية البشر. لكن مفهوم الجوهر اليهودي هو تعبير عن نموذج اختزالي عنصري، مقدرته التفسيرية منخفضة للغاية، إذ أنه يستبعد كثيراً من تفاصيل الواقع ومستوياته وبنيته. .. وقد يكون هناك بعض الأنماط المتكررة والسمات المشتركة التي تسم وجود كثير من الجماعات اليهودية. ولكن هذه السمات ليست أساسية، وبالتالي فإن مقدرتها التفسيرية ضعيفة. وهذه السمات مرتبطة بعشرات التفاصيل والسمات الأخرى النابعة من البيئات المختلفة التي يوجد فيها أعضاء الجماعات اليهودية."
قلت:
كالعادة، يتهم أي شيء من حقائق صفات اليهود بأنه مفهوم صهيوني اختزالي عنصري، وكأنها لم تكن معروفة لأحد قبل ظهور الصهيونية!!،
لكن بالرغم من ارتباط اليهود وتاريخهم بكثير من البيئات والأزمنة المختلفة، فإن جوهر سلوكهم التآمري ضد غير اليهود هو ذاته، أما الإختلاف في التفاصيل والحيثيات فهو عائد لاختلاف الزمان والمكان،
مثلاً جوهر تآمرهم في عصر الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو نفسه في هذا الزمان سواء في روسيا أو في أوروبا أو في أمريكا أو في فلسطين أو في تركيا من قبل بالقضاء على الخلافة أو ألخ .. ،
وهو نفسه في زمن عيسى (عليه الصلاة والسلام)
حيث تآمروا في محاولة صلبه، أما التفاصيل والحيثيات فهي التي تختلف باختلاف الظروف والزمان وليس الجوهر.
ويرد عليه عالم النفس اليهودي الملحد فرويد، وهذه النصوص المقتبسة أوردها المسيري في موسوعته:
م 3/ج2/ب14/ البعد اليهودي في رؤية فرويد:
" ... فقد أشار أحد أصدقائه إلى درجة ابتعاده عن «دين آبائه» بل عن كل دين آخر، وإلى أنه نبذ كل الخصائص المشتركة مع «قومه»، ثم سأله: «أي شيء تَبقَّى لك من اليهودية؟»
(وهو سؤال شديد الوجاهة، لم تتمكن الدولة الصهيونية حتى وقتنا هذا من الإجابة عليه: من اليهودي؟).
وكان رد فرويد مبهماً إلى أقصى حد: "لم يبق لي الكثير منها، ولكن ما تَبقَّى على الأرجح هو الجوهر".
ولكن يظل السؤال هو: ما هذا الجوهر اليهودي، الذي بقي بعد أن تساقط كل شيء آخر؟ لم يستطع فرويد الإجابة على هذا السؤال إذ أكد: "أنه يعجز عن تفسير هذا الجوهر" .. ".
قلت: لا يهمنا هنا أن المسيري اعتبر كلامه مبهما، فهو مبهم عنده لأنه ينكر مسبقاً وجود الجوهر اليهودي،
أما لدينا فهذا الجوهر اليهودي معروف وبديهي ومذكور في المرجعية الإسلامية في القرآن، ونعتبر كلام فرويد هذا اعترافاً أو زلة لسان انكشفت منها الحقيقة، وهو ليس بعاجز عن تفسيره بل حاول إخفاءه بعد أن أخطأ بكشفه.
رقم الصفحة / يقول د. علي خليل في كتابه: "اليهودية بين النظرية والتطبيق- مقتطفات من التوراة والتلمود" في الفصل الثالث - الغدر والخيانة،- الانحلال الخلقي:
(يُتْبَعُ)
(/)
"إنّ من يقرأ الأسفار التوراتية، يخلصُ إلى نتيجة مفادها أنّ الغدر والخيانة والانحلال الخلقي كانت من الثوابت التي سار عليها أسلاف اليهود اليوم، وهذه الثوابت جوهرية في الفكر الديني اليهودي.
فقد بنيت اليهودية على مبدأ التوّجس من الأغيار والاستعلاء والعدوان والعنصرية. وهذه النزعات لا بدّ وأن تطبع الروح اليهودية بصفات الغدر والخيانة والانحلال الخلقي، فاليهودي يحقّ له أن يسرق .. لكن ليس يهودياً مثله، بل أي شخص من الأغيار، وكذلك الأمر بالنسبة للزنى والقتل والغدر والخيانة وغيرها.
من هذه الزاوية الضيّقة يتعامل اليهود مع الأغيار، إنّها ثوابت جوهرية من أصول الدين اليهودي المدّون في كتابي التوراة والتلمود والذي يُدّرسُ في مدارس إسرائيل اليوموفي المدارس الخاصّة لليهود في أماكن إقاماتهم في دول العالم. وعليه يتربى الأطفال اليهود،
لتنمو في عقولهم الباطنة أفكار اللامساواة والعدوان والغدر والتوّجس والاستعلاء والعنصرية" أ. هـ.
ويقول المسيري أيضاً في: م 3/ ج1/ب3/ المسألة اليهودية The Jewish Question :
"« المسألة اليهودية» مصطلح يتواتر في الكتابات الصهيونية وفي غيرها بصيغة المفرد، وهو مصطلح يفترض أن ثمة مشاكل محدَّدة ثابتة لا تختلف تقريباً باختلاف الزمان والمكان، يواجهها اليهود وحدهم ولا يواجهها غيرهم من أعضاء الجماعات أو الأقليات الدينية أو الإثنية ...
... هو أمر يتناقض مع الواقع التاريخي الحي المركب. فالمشاكل التي واجهها يهود الإمبراطورية الرومانية هي جزء من تاريخ هذه الإمبراطورية، والمشاكل التي واجهها يهود المدينة أيام الرسول (عليه الصلاة والسلام) ناجمة عن وجودهم داخل التشكيل الحضاري الإسلامي في الجزيرة العربية، كما أن المشاكل التي واجهها يهود روسيا في القرن التاسع عشر الميلادي كانت نابعة من وجودهم داخل التشكيل السياسي الروسي في عهد القيصرية، تماماً كما أن المشاكل التي واجهوها بعد عام 1917 هي جزء من تاريخ روسيا السوفيتية. أما من هاجر من يهود اليديشية إلى الولايات المتحدة، فقد أصبح تاريخه وكذلك مشاكله جزءاً من تاريخها. ومع أن هذا لا ينفي وجود مشاكل خاصة نابعة من خصوصية وَضْع أعضاء الجماعة اليهودية داخل هذه التشكيلات، فإنه لا يوجد عنصر مشترك واحد يجمع بين هذه المشاكل الخاصة، إذ أن هذه الخصوصية نفسها مستمدة من طبيعة علاقة الجماعة اليهودية بالمجتمع الذي تعيش في كنفه (وتتشكَّل في إطاره) وليس لها علاقة بخصوصية يهودية تشمل كل اليهود ...
... كما أن تواتر المسائل اليهودية داخل المجتمعات البشرية لا يعني بالضرورة أن هذه المسائل متشابهة أو أن الواحدة لها علاقة بالأخرى. فقد تتشابك المسائل كما حدث حينما هاجر يهود اليديشية بأعداد كبيرة إلى ألمانيا وقوضوا وضع يهود ألمانيا ومكانتهم. ولكن، مع هذا، تظل كل مشكلة أو مسألة يهودية مستقلة ولا يمكن فهمها إلا بالعودة إلى سياقها التاريخي والحضاري والاجتماعي".
قلت:
إن مصطلح "المسألة اليهودية" يشير في الواقع لمشكلة يهودية رئيسة واحدة مشتركة عندهم بغض النظر عن مشاكلهم الثانوية المختلفة، وهي تطبيق عقيدتهم الباطلة بأنهم "الشعب المختار، والأرض ملك لهم، والبشر حيوانات لخدمتهم، والعودة لصهيون"، ف
المشكلة أن هذه العقيدة غير مطبقة على الواقع لذا يريدون تطبيقها وهم يواجهون صعوبات كبيرة وكثيرة، ولن يتمكنوا من ذلك إن شاء الله.
أما كلام المسيري هذا عن المسألة اليهودية فهو غالبا يؤدي لخلط وتضييع للحقيقة، ويدل على مدى ما وصلت إليه نتائج أفكاره من احتراف رفيع في خلق التعاطف مع اليهود لدرجة قد تصل للدفاع عنهم برأي بعض من اطلعوا على فكره.
ويقول المسيري أيضاً في نفي الخصوصية اليهودية: م2 / ج1 / ب4/ الخصوصية اليهودية Jewish Specifcity:
(يُتْبَعُ)
(/)
" «الخصوصية اليهودية» تعبير ينطلق من أن هناك سمات وخصائص ثابتة يُفتَرض أنها مقصورة على أعضاء الجماعات اليهودية ومن ثم تمنحهم خصوصيتهم. وهذه الفكرة كامنة في جميع الأدبيات الصهيونية والأدبيات المعادية لليهود، إذ أن كلاًّ منهما يرى أن ثمة طبيعة بشرية يهودية أو تاريخاً يهودياً خاصاً مقصوراً على اليهود. ولكن دارس الجماعات اليهودية في العالم سيرى أن مفهوم الخصوصية اليهودية ليس له ما يسنده في الواقع، إذ يتسم أعضاء الجماعات اليهودية، بل والنسق اليهودي الديني ذاته، بعدم التجانس ...
لكل هذا، لا يمكن الحديث عن خصوصية يهودية واحدة عالمية مُستمَدة من معجم حضاري واحد، بل يمكننا أن نقول إن هناك خصوصيات يهودية شتى اكتسبها أعضاء الجماعات اليهودية لا من تراث يهودي عالمي أو من خلال حركيات حضارية يهودية عامة، وإنما من خلال التفاعل مع عدة تشكيلات حضارية، ومن خلال التكيف معها بطرق مختلفة، ومن خلال الاندماج فيها في نهاية الأمر ....
... وقد يُقال إن ثمة رابطة دينية قوية بين أعضاء الجماعات اليهودية، وإن الخصوصية اليهودية تكمن في هذه العقيدة الفذة. ولكننا لو دققنا النظر لوجدنا أن العقيدة اليهودية لا تختلف كثيراً عن الإثنية اليهودية، فالعقيدة اليهودية ذاتها تأخذ شكل تركيب جيولوجي غير متجانس تتراكم داخله أنساق دينية مختلفة، بعضها توحيدي وبعضها الآخر حلولي أو تشاوبي (انظر الباب المعنون «اليهودية باعتبارها تركيباً جيولوجياً تراكمياً»).
والرؤية اليهودية في الصين اكتسبت مضموناً صينياً صريحاً، وانغمس اليهود تحت تأثير الكونفوشيوسية ... وفي الهند تأثرت اليهودية بنظام الطوائف المغلقة وبالعديد من الشعائر الخاصة بالنجاسة، تحت تأثير الهندوكية. أما في إثيوبيا، فقد تأثرت اليهودية هناك بكل من الإسلام والمسيحية، ... ألخ، وقد حدا هذا ببعض الدارسين إلى الحديث عن «يهودية كاثوليكية»، و «يهودية بروتستانتية»، و «يهودية إسلامية»، ويمكن أن نضيف «يهودية كونفوشيوسية» وأخرى «هندوكية» وثالثة «أفريقية»، فهذه كلها يهوديات تستمد خصوصياتها من محيطها الديني".
قلت:
رغم كل هذا التأثر بالبيئات المحيطة، ورغم ما يسميه التركيب الجيولوجي للعقيدة اليهودية، إلا أنه ظل هناك جوهر واحد مشترك لدى أغلبية اليهود وهو عقيدة الشعب المختار الحلولية،
كما أن يهود الصين والهند وأثيوبيا وإيران وغيرهم، لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة جداً من اليهود بالنسبة ليهود السفارد ويهود الإشكناز ويهود العالم العربي.
وإليك هذه الحقائق التي تناقض رأيه أوردها المسيري في مواضع أخرى من الموسوعة نفسها ففي:
م 1/ ج2/ ب2/ نموذج التركيب الجيولوجى التراكمى، يقول:
" وتوجد داخل العقيدة اليهودية طبقات مختلفة متصارعة أهمها الطبقة التوحيدية والطبقة الحلولية الكمونية. وتاريخ اليهودية هو تاريخ الصراع بين هاتين الطبقتين والذي انتهى بانتصار الحلولية الكمونية وهيمنتها.".
م 5/ ج1/ ب1/ اليهودية: بعض الإشكاليات:
" رغم أن العقيدة اليهودية تتضمن نزعة توحيدية قوية، إلا أن معدلات الحلولية أخذت تتصاعد داخلها حتى أصبحت الطبقة الحلولية (داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي) أهم الطبقات طراً، وانتهى الأمر بأن هيمنت الحلولية على العقيدة اليهودية فأصبحت عقيدة توحيدية اسماً، حلولية فعلاً، وأصبحت عقيدة ذات نزعة غنوصية قوية".
م 5/ ج1/ ب1/ اليهودية باعتبارها تركيباً جيولوجياً تراكمياً: التعريف:
" ومع هذا، يمكننا أن نقول إن أهم الطبقات داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي هي الطبقة الحلولية التي ترى الإله حالاًّ في الكون (الإنسان والطبيعة) كامناً فيهما، وهو ما يؤدي إلى الواحدية (المادية) الكونية التي تنكر التجاوز على الإله بحيث يصبح لا وجود له خارجها".
قلت:
كل هذه النصوص تفيد بأن ما يسميه "التركيب الجيولوجي التراكمي" لطبقات التلمود والعقيدة اليهودية, قد تغلبت فيه طبقة العقيدة الحلولية "عقيدة حلول الإله في الشعب المختار"
وسادت على باقي الطبقات والعقائد، وهذا يعود بنا إلى إثبات صحة وجود رابطة دينية قوية موحدة بين اليهود, وهي العقيدة الحلولية الغالبة, وأن الخصوصية اليهودية تنبع منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أي أن الخصوصية اليهودية تنبع من رابطة دينية مكونة من الطبقة الحلولية "عقيدة شعب الله المختار" المهيمنة على باقي الطبقات والعقائد اليهودية المختلفة في التلمود وذلك ثابت حتى باعتراف المسيري.
ويقول أيضاً في موضوعات مشابهة للخصوصية اليهودية: م 2/ج1/ ب1/طبيعة اليهود The Nature of the Jews :
"« طبيعة اليهود» عبارة تتواتر في كثير من الدراسات التي تُكتَب عن الجماعات والعقائد اليهودية، وتفترض أن ثمة جوهراً يهودياً كامناً في أي يهودي يُعبِّر عن نفسه من خلال «طبيعة يهودية» ويتجلى في العقائد اليهودية ويحدِّد رؤية اليهود للواقع وسلوكهم.
ولذا، فإن أعضاء الجماعات اليهودية ـ حسب هذا المفهوم ـ يعملون بالتجارة والربا والأمور المالية بسبب طبيعتهم، وهم يعيشون في عزلة ويرفضون الاندماج للسبب نفسه. لكن هذا المفهوم تعبير عن نموذج تفسيري اختزالي عنصري يتبناه الصهاينة والمعادون لليهود، ويُبْرز اليهود كتجمع بشري يتمتع بقدر عال من الوحدة والاستقلال وله حركيات مستقلة عن بقية البشر. وغني عن القول أن هذا المفهوم يُفسِّر الواقع كله بصيغة واحدة بسيطة جاهزة، ومن ثم فهو يتجاهل واقع أعضاء الجماعات اليهودية المُركَّب غير المتجانس، وهو واقع لا يخضع لقانون عام ولا ينضوي تحت نمط متكرر واحد".
م 2/ج1/ ب2/ الاستقلال اليهودي Jewish Independence :
"« الاستقلال اليهودي» عبارة تفترض أن لليهود شخصيتهم اليهودية المستقلة وتاريخهم اليهودي المستقل عن تواريخ الأغيار. وتشير الأدبيات الصهيونية إلى مؤسسات الإدارة الذاتية، مثل القهال ومجلس البلاد الأربعة، باعتبارها مؤسسات الحكم الذاتي، كما تشير إلى اللهجات التي يتحدث بها أعضاء الجماعات اليهودية باعتبارها لغات اليهود. وتستند كل من العقيدة الصهيونية ونزعة معاداة اليهود إلى المفهوم الواحد نفسه، فيتحدث أعداء اليهود عن حب اليهود للعزلة ورفضهم الاندماج وتفضيلهم الجيتو على الحياة مع الأغيار، بل ويتحدثون عن سمات جوهرية داخل الطبيعة البشرية اليهودية تجعلهم مستقلين عن باقي البشر ومختلفين عنهم. ومن المفارقات أن القبَّالاه اللوريانية تذهب إلى درجة من التطرف حيث تطرح تصوراً لليهود باعتبارهم قد خُلقوا من عجينة مغايرة لتلك التي خُلق منها الأغيار، وهذا يتناقض مع قصة الخلق في العهد القديم.
وغني عن القول أنه لا يوجد استقلال يهودي، إذ تدل القرائن التاريخية على أن أعضاء الجماعات اليهودية اندمجوا وانصهروا في مجتمعاتهم، وأن ما يتمتع به أعضاء الجماعات اليهودية من استقلال أو انفصال نسبي عن مجتمع الأغلبية لا يختلف بأية حال عما يتمتع به أعضاء أية أقلية دينية أو إثنية في أي مجتمع، وخصوصاً في المجتمعات التقليدية. ويعود شيوع مفهوم مثل مفهوم استقلال اليهود إلى اضطلاع أعضاء الجماعات اليهودية في كثير من المجتمعات، خصوصاً في العالم الغربي، بوظيفة الجماعة الوظيفية التي يعيش أعضاؤها في عزلة عن بقية أعضاء المجتمع".
قلت: للوهلة الأولى يبدو استقلال اليهود لا يختلف عن الأقليات الأخرى، ولكن الواقع أنهم يشكلون دولة داخل الدولة، بل وأحياناً إمبراطورية، والجميع يعلم ذلك ويقر به إلا المسيري!!، فلماذا؟؟،
ويقول أيضاً في:
م 2/ ج1/ ب2/ الوعي اليهودي Jewish Consciousness :
"« الوعي اليهودي» عبارة تفترض أن ثمة هوية يهودية محدَّدة وشخصية يهودية لها خصوصية يهودية وتاريخاً وتراثاً مستقلين عن تاريخ وتراث الشعوب، بل وتفترض أن ثمة جوهراً يهودياً وطبيعة يهودية. ويرى المعادون لأعضاء الجماعات اليهودية أن اليهود يتمتعون بوعي عميق لخصائصهم اليهودية هذه، وأن هذا الوعي يتبدى في دفاعهم عن مصالحهم اليهودية، وفي انعزالهم داخل الجيتو، وفي نهاية الأمر في المؤآمرة اليهودية الكبرى (وهي المؤآمرة التي يقول البعض إن اليهود يحيكونها ضد الأغيار في كل زمان ومكان). ومثل هذه النظرة تتجاهل عدم تجانس الجماعات اليهودية، وخاصيتها الأساسية كتركيبة جيولوجية، وانفصالها الواحدة عن الأخرى عبر التاريخ. كما تتجاهل الصراعات الحادة التي نشبت بين هذه الجماعات، لا بسبب اختلاف المصالح وحسب وإنما بسبب اختلاف الهوية والرؤية. وفي الحقيقة، فإن الصراع بين السفارد والإشكناز، ذلك الصراع الممتد منذ القرن السابع عشر حتى الوقت الحاضر، هو تعبير
(يُتْبَعُ)
(/)
عن هذا الاختلاف الذي يجعل من مقولة الوعي اليهودي الواحد أمراً محالاً".
م 2/ ج1/ ب2/ عدم الانتماء اليهودي Jewish Rootlessness:
"« عدم الانتماء اليهودي» عبارة تفترض وجود انتماء يهودي مستقل للجماعة اليهودية يتبدَّى في شكل ولاء كامل للشعب اليهودي وعدم انتماء للشعوب أو الأوطان الأخرى. ونحن نرى أنه إن كان ثمة انتماء يهودي فهو انتماء إلى العقيدة أو العقائد اليهودية، إذ لا يوجد تراث أو ماضٍ يهودي مشترك، فماضي أو تاريخ كل جماعة يهودية هو ماض أو تاريخ المجتمع الذي توجد فيه.
ومن الإشكاليات الأساسية التي تُثار في الأدبيات الغربية (اليهودية وغير اليهودية) إشكالية الانتماء اليهودي. وقد طُرح السؤال منذ البداية كما يلي: هل ينتمي اليهودي إلى الجنس البشري ككل أم إلى الشعب اليهودي المختار أو (المقدَّس)؟ وهل الخالق هو إله اليهود وحدهم (كما يتصور بعض اليهود) أم إله العالمين؟ والإجابة القاطعة عن هذا السؤال داخل النسق الديني اليهودي غير ممكنة؛ فهناك من القرائن ما يؤيد النزعة العالمية والانتماء إلى الجنس البشري، وهناك من القرائن ما يساند الرأي المناقض. ففي تراث القبَّالاه، أصبح التمييز بين الشعب اليهودي والأغيار حاداً إلى أقصى درجة، حتى أن القبَّاليين ذهبوا إلى أن اليهود قد خُلقوا من طينة مختلفة عن تلك التي خُلق منها بقية البشر وإلى أن الأغيار خُلقوا على شكل الإنسان حتى يمكنهم القيام بخدمة اليهود. وفي فكر الاستنارة، وفي اليهودية الإصلاحية، بل وفي التلمود ذاته، ما يناقض هذا الموقف، وذلك بالتأكيد على الانتماء الإنساني العالمي لليهود".
قلت: رغم الإختلافات في التلمود فإن الغالب فيه هو عقيدة الحلول، أي حلول الإله في الشعب اليهودي وحده أو الشعب المختار، وهذه العقيدة هي الغالبة أيضاً بين اليهود، رغم وجود ما يناقضها ولكنه قليل، وذلك كما أوردت في النصوص السابقة، ويقول أيضاً في:
م 2/ ج1/ ب2 / الولاء اليهودي المزدوج Jewish Double Loyality:
"« الولاء اليهودي المزدوج» مصطلح يستخدمه المعادون لليهود والصهاينة الذين ينطلقون من الإيمان بأن اليهود لا يدينون بالولاء إلا لوطنهم القومي ومصالحهم اليهودية، لأنهم لا جذور لهم في مجتمعاتهم ولا ينتمون إليها انتماءً حقيقياً، فاليهود شعب عضوي مرتبط بأرضه. لذلك فهم دائماً موزعو الولاء، يمارسون إحساساً عميقاً بازدواج الولاء.
... يشير أعداء اليهود إلى قرائن عدة تدل على عدم انتماء اليهود مثل كمية الأموال التي تُرسل إلى إسرائيل من أعضاء الجماعات اليهودية في العالم وتحديد هذه الجماعات اليهودية لمواقفها السياسية بطريقة تتفق ومصالح إسرائيل، ووقوف كثير من المفكرين اليهود الليبراليين والثوريين ضد حرب فرنسا في الجزائر وحرب الولايات المتحدة في فيتنام في الوقت الذي يؤيدون فيه إسرائيل في حروبها العدوانية ضد العرب.
ولا يمكن الحديث عن ولاء يهودي محدد ومطلق، فولاء أعضاء الجماعات اليهودية يتحدد بحسب مركب تاريخي طبقي إنساني أخلاقي، كما لا يمكن تحديد كيفية تصرف أعضاء الجماعات اليهودية مسبقاً، وكأنهم كائنات بسيطة تعيش بمعزل عن التاريخ الإنساني. وتدل تواريخ أعضاء الجماعات اليهودية على أن ازدواج الولاء ليس سمة أساسية أو لصيقة بهم، وعلى أنهم في كثير من الأحيان أخلصوا لأوطانهم (التي يعيشون في كنفها) وانتموا إليها انتماءً كاملاً واندمجوا فيها، وتمثلوا قيمها واستبطنوها تماماً ...
وعلى كل حال، لم يكن هناك احتمال لازدواج الولاء لعدم وجود حكومة أو دولة يهودية يدين لها اليهودي بالولاء."
قلت: لكن تاريخ اليهود يدل على أنهم كانوا دائماً دولة داخل الدولة، وكلامه هذا قد يدل على شدة تعصبه وتعاطفه مع اليهود،
فرغم اعترافه ببعض الحقائق عنهم إلا أنهم يجب أن يكونوا في تحليله الأخير ملائكة أطهاراً!!.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 12:36]ـ
العجيب أن الأخ صاحب الموضوع ينقل مقالات وموضوعات من منتديات أخرى تطعن فى المسيرى؟
سؤالى له: هل قرأت له كتاباً واحداً كاملاً؟
من يتكلم فى المسيرى فليكن على بينة، طالب علم مؤصل قرأ كتب المسيرى وعرف لغة الرجل وفهمها، ثم إذا وجد خطأ فليبينه.
إن لم تكن كذلك فقد كُفيت،
والمسيرى -رحمه الله- ترحم عليه أفاضل من أهل العلم،واعتبروه مفكرًا عظيمًا.(/)
مقال للدكتور حمحامي مختار في الرد على من انتصر للشيعة تحت اسم الانصاف
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:31]ـ
قد طفح الكيل ..
بقلم: د / حمحامي مختار
uneverdz@yahoo.fr
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه الأطهار، أمّا بعد ..
إلى فضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ونائبه الدكتور عمار طالبي وأمين مكتبها الوطني الدكتور عبد المجيد بيرم وإلى كلّ أبناء الجمعية الدّاعين للإصلاح، إلى هؤلاء جميعا أقول:
إنّ دعوة الجمعية مبنيّة على شعار "لا يصلح آخرُ هذه الأمّة إلاّ بما صلح به أوّلها"، وبهذا كانت الجمعية سلفية التّلقي، منطلقة من كتاب الله وسنّة رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – وإجماع الأمّة، معظِّمة لصحابة رسول الله – رضي الله عنهم -، فقد أقام شيخُ مؤسسيها الشيخُ عبد الحميد – رحمه الله تعالى – دروسه تفسيرا للقرآن الكريم وشرحا لموطأ مالك – رحمه الله تعالى – وتدريسا للعقيدة بعيدا عن طرق المتكلمين، كما درّس الشفاء بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، وكتاب العواصم من القواصم لابن العربي المعافري - وقد حقق هذا الأخيرَ ونشره الدكتورُ عمار طالبي تحت عنوان "آراء أبي بكر بن العربي الكلامية"-، ولم يختلف دارسو نشاط الجمعية في كونها جمعية تسير على نهج أهل السنّة والجماعة، تجمع الأمّة على حبّ النّبي، وعلى حبّ أزواجه وسائر أهل بيته الطاهرين، وعلى حبّ صحابته الأخيار، ?وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) ? [التوبة] ...
أقول هذا الكلام تذكيرا لمسؤولي جريدة البصائر - لسان حال الجمعية - وتنبيها على خطر الردّة بعد انبلاج النور، فقد أُفسِح المجالُ لأقلام تتنكر لمبادئ الجمعية -بل وتطعن في رموزها وتعيب سلفيتها-، فطالعتنا أعدادٌ من البصائر فيها مقالات لا تعدُو أن تكون تهريجا وخلطا للحقائق التاريخية والعلمية، ما يعود على الجمعية بالنّقيصة، من هذه المقالات بعض ما كتبه الأستاذ الصادق سلايمية. إنّ في كتاباته تحاملا على علماء أهل السنّة، وتأويلا لنصوص السنّة النّبوية على غير المنهج الأصولي المعروف عند أهل العلم.
وأكتفي في هذه الورقة بالتنبيه على خلطه الموجود في مقالته الموسومة بـ "الاعتزال في جزيرتي ضيق الصدر وقلّة العلم" التي نشرت مجزأة في عددي 506 و 507 لشهري جويلية وأوت من سنة 2010م.
1 – إنّ الأستاذ الصادق سلايمية يُحيي صراعا بين الشيعة والسنّة على أعمدة الجريدة التي تحاول الجمعية تجاوزه في الظروف الرّاهنة التي تمرّ بها الأمّة الإسلامية من شرذمة وتفكك.
2 - والأستاذ سلايمية إذ يُحيي هذا الصراع لا يطرقه للمباحثة العلمية الموضوعية، لأنّه لو كان كذلك ما كان لأحد من أهل العلم أن يضيق صدره، ولكن على أعمدة جريدة سنية الوجهة سلفية المنهج يُسب رموز السنّة؟! هذا لا يُطاق، ولا يسكت عنه إلاّ ضعيف الحجّة ناقص الغيرة على دين الله.
3 – مما يخالف المنهج العلمي تقعيد القواعد أوّلا ثمّ البحث لها عن أدلّتها، هذا ما عمد إليه الأستاذ، يقول: " ... ثم سأل [موسى] الإعانة على تحمل المسؤولية بأن يبعث معه أخاه هارون وزيرا، لأنّ مستوعب الوحي الرباني – وهو النّبي – لابد له من مستودع يسقي النّاس من بعده، سواء كان من الأنبياء أو كان من الأوصياء، ?وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا? [المائدة]، (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي فإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض) وهو الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره".
(يُتْبَعُ)
(/)
فما وجه الاستدلال بالآية الكريمة، إنّ نقباء بني إسرائيل لم يحملوا الرسالة بعد موسى – عليه السّلام – بل ما كان من خبرهم أنّهم ثَبَّطوا قومهم عن الجهاد و?قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ? (المائدة:24)، على ما تحكيه الروايات في كتب التّفاسير.
ومن هم الأوصياء في نظر الأستاذ! إنّهم أهل البيت خاصّة – رضي الله عنهم -، وهي نظرة شيعية تُقصي أكثر الصّحابة عن وِراثة النّبي – صلّى الله عليه وآله وسلّم –، والحديث الذي ذكره الأستاذ وقال أنّه في صحيح مسلم، غير صحيح، وإنّما الذي ورد في مسلم (رقم: 2408) عن زيد بن الأرقم: " ... أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، ... " وهو صريح في الوصيّة بأهل بيت النّبي – صلّى الله عليه وآله وسلّم – وهذه الوصيّة "أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي" وصية بمراعاة حقوقهم بالحب والإحسان والموالاة، وليس فيه إشارة إلى أنّ العصمة محصورة فيهم، ولا إلى إقامة الخصومة بينهم وبين سائر الصحابة – رضوان الله عليهم -، وإنّما العصمةُ في كتاب الله، وهو صريح في الحديث السابق "كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ"، وهو موافق لما في خطبة الوداع، من حديث جابر (صحيح مسلم، كتاب الحجّ، رقم: 3009)، قال: "وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ". وحديث مسلم السّابق هو غير الحديث المعترضِ على صحته، أمّا الروايات الأخرى التي فيها (ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) وما شابه هذا ففيها الضعيف المردود، وفيها المقبول المنجبر، ومحلّها كتب الحديث والتّخريج.
4 - قوله أنّ حديث: " (كتاب الله وسنّتي) هو في الموطأ بدون إسناد، ومَن أسندوه أجمعوا على ضعفه، وهم من المحققين الكبار المختصين في الحديث". يبدو أنّ الأستاذ سلايمية يتجاوز حدود معرفته أوّلا، ثمّ يغالط ويُظهر أنّه أحاط بالمسألة علما – وهو ينعى قلّة العلم في أهل السنّة -. ولم يطّلع على أقوال المتخصصين في هذا الحديث، قال ابن عبد البرُّ في التمهيد (24/ 331): "حديث ثان وثلاثون من البلاغات: مالك أنّه بلغه أنّ رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه". وهذا أيضا محفوظ معروف مشهور عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد وروى في ذلك من أخبار الآحاد أحاديث من أحاديث أبي هريرة وعمرو بن عوف". أين هو الإجماع الذي ادّعاه الأستاذ! أم أنّ الحافظ ابن عبد البر ليس من المحققين في علم الحديث في مذهبه، ثمّ حديث أبي هريرة الذي أخرجه ابن عبد البر لم ينفرد به هو دون غيره، إنّما أخرجه أيضا الحاكم في المستدرك وصححه (ج: 1، ص: 172، رقم: 319)، قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض"، أو ليس الحاكم النيسابوري من المحققين! فأين هو الإجماع على تضعيفه! وإنّما هي العصبية التي يُلصقها بأهل السنّة حجبت عنه الحقيقة، ومن نافلة القول أن نشير إلى تصحيح الشيخ الألباني له (رقم: 2937 في صحيح الجامع)، والحديث أخرجه أيضا أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (رقم: 597) عن أبى هريرة، وأورده صاحب كنز العمال (رقم: 875)، والسيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالحسن (رقم: 5543)، وصححه الألباني أيضا (رقم: 3232 في
(يُتْبَعُ)
(/)
صحيح الجامع). والمسألة لا تحتاج إلى كثير كلام، فإنّ التّحاكم إلى الكتاب والسنّة معلوم بالضرورة لا ينكره عوام المسلمين فكيف يرده أهل العلم منهم، والغرض بيان خطأ إدعاء الإجماع على ضعف الحديث، وقد ظهر ولله الحمد والمنّة.
5 – وتساؤلُ الأستاذ: لماذا أخذ النّاس (أهل السنّة) بحديث (كتاب الله وسنتي) وتركوا حديث (كتاب الله وعترتي أهل بيتي)؟! قلت هذا تساؤل ينمي عن جهل بما عند أهل العلم من حقّ وصواب، فإنّ الحديثين صحيحين ولا تعارض بينهما، والأمّة السنّية عملت وتعمل بالحديثين جميعا، ولم تنصب بينهما التعارض، وإنّما التعارض وقع لمن توقف عقله عند زمن الفتنة التي أحدثتها السبئية وأثارت بها الدهماء، فكان من نتائجها الاقتتال بين المسلمين وظهور فرق الشيعة والخوارج.
فالمسلم ملزم بالعمل بكتاب الله تعالى وبسنّة النّبي – صلى الله عليه وآله وسلّم -، وموالاة أهل بيته وحفظ حقوقهم، كما يُوالي سائر الصّحابة – رضي الله عنهم – وفي مقدمتهم الخلفاءُ الراشدون المهديون وفقهاؤهم ورواةُ سنّة النّبي – صلى الله عليه وآله وسلّم – لا نفرّق بين أحد منهم.
6 – أمّا عن فضائل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه وكرّم وجهه – فإنّها كثيرة حوتها كتب الأحاديث عند أهل السنّة بالأسانيد الصحيحة وليست في كتب الشيعة، إنّ أهل السنّة لم يطمسوا مناقب أمير المؤمنين ولم يبخسوا حقّه – رضي الله عنه -، وإنّما التّزوير والكذب هو مِن الذي لا يريد أن يعترف بالحقيقة، بل لقد بالغت الذاكرة الجماعية عند المسلمين حتى أنّها اغتّرت بقصص الكذابين التي تُظهر علي بن أبي طالب بمظاهر البطولة على صور الإغراق في الخرافة، فكيف انطمست فضائل الإمام علي – رضي الله عنه – ولا يخلو كتاب من كتب السنّة الجامعة من ذكر مناقب علي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت النّبي – صلى الله عليه وآله وسلّم –، وابنيهما الحسن والحسين وسائر فضائل أهل بيت النّبي – صلى الله عليه وآله وسلّم –، وقد طبع المجمع العالمي للتّقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران (إيران) جزء "فضائل أهل البيت" من كتاب "فضائل الصحابة" للأمام أحمد بن حنبل، الطبعة الأولى، سنة 1425هـ/2004م، هل هذا الزخم الكبير من الروايات الحديثية عند أهل السنّة في مناقب عليّ – رضي الله عنه وكرّم وجهه – يعدُّ بخسا؟! ...
7 – ادعى الأستاذ أنّ أبا بكر بن العربي المعافري صاحب العواصم من القواصم "أنكر كلّ الحوادث الدموية التي اقترفها البعض في صدر الإسلام، وما معركتا صفين والجمل وأخريات بالنسبة إليه إلاّ خرفات وأساطير"، من العجب أن يقول هذا على ابن العربي - دون تريث - ويظن أنّ قارئ المقالة يصدقه في ذلك، ولإسكات اللّجاج نذكر نصوص ابن العربي من العواصم (تحقيق د/ عمار طالبي، الجزائر، مط: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، ط: 2، سنة: 1981م)، قال رحمه الله عن خروج طلحة والزبير وعائشة –رضي الله عنهم– وعن وقعة الجمل: "أمّا خروجهم إلى البصرة فصحيح لا إشكال فيه ... ويمكن أنهم خرجوا لينظروا في جمع طوائف المسلمين وضمّ تشردهم، وردّهم إلى قانون واحد، حتى لا يضطربوا فيقتتلوا، وهذا هو الصّحيح لا شيء سواه، وبذلك وردت صحاح الأخبار ... والتقى طلحة والزبير وعثمان بن حنيف عامل عليّ على البصرة، وكتبوا بينهم أن يكفوا عن القتال، ولعثمان دار الإمارة والمسجد وبيت المال، وأن ينزل طلحة والزبير من البصرة حيث شاءا، ولا يعرض بعضهم لبعض حتى يقدم عليّ. وروي أن حكيم بن جبلة عارضهم حينئذ، فقتل بعد الصلح، وقدم عليّ البصرة، وتدانوا ليتراءوا، فلم يتركهم أصحاب الأهواء، وبادروا بإراقة الدماء، واشتجر بينهم الحرب ... " (ص: 406 و407 و409). وقال عن حرب صفين التي وقعت بين عليّ ومعاوية: "أمّا وجود الحرب بينهم فمعلوم قطعا، وأمّا كونها بهذا السبب فمعلوم كذلك قطعا، وأمّا الصّواب فيه فمع عليّ ... " (ص: 412). وبعد هذا النّقل، أتجد أيّها القارئُ المنصفُ أنّ الحافظ الفقيه ابن العربي يزوِّر التاريخ، أم أنّ الذي يرمي التّهم عليه يبوء بذلك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
8 – يتّهم الأستاذ سلايمية علماء أهل السنّة بالتزوير، قال: "إنّ التزوير لم يطل الشخصيات المزيفة فحسب بل طال أيضا حتى الأحاديث النبوية"، وأنّهم أضفوا على الصّحابة لبوس الملائكة، فقال: "حتى توضع بمثل هذه الشطحات عصابة سوداء على أعين الأجيال اللاحقة، فلا ترى في الأجيال المؤسسة السابقة إلاّ ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين". بالله عليكم مَن قال من علماء السنّة أنّ الصحابة – رضوان الله عليهم – معصومين من الخطأ وأنّهم ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين؟! اللهمّ هذا بهتان عظيم. ويدّعي أنّ التّزوير تمارسه "أغلبية كتب الأحاديث حيث ترى الأجيال السابقة تغرق في الخيرية الملائكية المحضة من خلال حديث (خيركم قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الدين يلونهم)، وهي الثقافة المروجة في جميع أجيالنا عبر هذا الحديث كما يشتهي علماء التبرير، بينما توجد أحاديث صحيحة تعاكس هذا الاتجاه بنسبة 180 درجة، كالحديث الذي يحدث فيه المصطفى - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام - عن وقوفه على الحوض يوم القيامة فلا يرد عليه ولا يشرب منه من أصحابه إلا قليل القليل حيث لم ينج منهم وهو يقول لهم: سحقا كما جاء في البخاري (إلاّ همل النعم) ".
ينبغي – أوّلا - أن يُعلم أنّ حديث (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) صحيح أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد، وأخرجه أبو داود والنسائي بلفظ: (خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)، وأخرجه غيرهم من أهل الحديث، فإذا كانت هذه الكتب قد طالتها يدُ التّزوير فلا يُوثق بها في شيء، لا في هذا الحديث ولا في غيره، مثل الحديث السابق (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) الذي اهْتَبَله الأستاذ، فكيف به يعزو لها الصحيح تارة، وأنّها ذكرت فضل أهل البيت، وتارة أخرى يرميها بالتّزوير، فيبدو أنّ الأستاذ له قواعد في التّصحيح والتضعيف تخالف قواعد جهابذة أهل الفنّ.
أمّا حديث الحوض فهو حديث صحيح أيضا أخرجه مالك والبخاري ومسلم وأحمد وغيرهم بألفاظ مختلفة، وأمّا قول الأستاذ: "فلا يرد عليه ولا يشرب منه من أصحابه إلاّ قليل القليل حيث لم ينج منهم - وهو يقول لهم: سحقا. كما جاء في البخاري - (إلاّ همل النعم) ". فهو خطأ، وقول لا يدلّ عليه الحديث باختلاف صيغه، أقول هذا باعتبار منطوق الحديث فحسب، دون الالتفات إلى الأحاديث الدّالة على خيرية الصحابة – رضي الله عنهم –، فإنّ الألفاظ الواردة في الحديث لا تدلّ على كثرة مَن يُذاد عن الحوض، بل بعض هذه الألفاظ تدلّ على قلّتهم، فلدينا: "فَلَا يُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي" و "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ" و "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ" و "وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ" و"إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ" و "يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ". فلفظ "رجال" يدلّ على مطلق الجمع ولا يخلص لكثرة ولا لقلّة، أمّا " نَاسٌ" فهي أيضا لا تدلّ على الكثرة، والسياق الذي وردت فيه يدلّ على مطلق البعضية، ولفظ "زُمْرَةٌ" الفَوْجُ من الناس، وهو أيضا لا يدلّ على الكثرة، وأمّا لفظ "رَهْطٌ" فعدد يُجمع من ثلاثة إِلى عشرة، وبعض اللّغويين يقول: من سبعة إِلى عشرة، وقيل الرَّهْطُ ما دون العشرة من الرّجال لا يكون فيهم امرأَة، قال اللّه تعالى: ?وكان في المدينة تِسْعةُ رَهْط?، وقيل إِلى الأَربعين. وهذه كتب اللّغة فليرجع لها مَن شاء لتحقيق ذلك، فمن أين فهم الأستاذ سلايمية أنّ قليل القليل من الصّحابة من ينجوا من النار! بل في بعض الروايات ما يدلّ تنصيصا على أنّ هؤلاء الرجال قليلون كما جاء عند مسلم (رقم: 2304) من رواية أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – قَالَ: لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي فَلَأَقُولَنَّ أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي فَلَيُقَالَنَّ لِي إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ". فقوله "أُصَيْحَابِي" بالتّصغير يدلّ على قلّة عددهم، حكاه الإمام الخطابي، ولم يُعترض عليه في ذلك حتى جاء الأستاذ فقال: هم
(يُتْبَعُ)
(/)
الأغلبية!
وقد أُشكل على الأستاذ فظنّ أنّ الهالكين هم من الصحابة الكرام المشهود لهم بالخيرية، وهذا خطأ عظيم لا يقع فيه مَن جمع نصوص الوحي من القرآن والسنّة على وجه يُصَدِق بعضها بعضا، لقد وَهم من ظاهر قوله "وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ" وفي رواية "إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ" وفي أخرى "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي" وفي أخرى "رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي" قلت: دخله الوهم من ذلك فحملها على السابقين الأوّلين من الصّحابة – رضي الله عنهم -، فلو كان هذا الفهم صحيحا لكان قول الله تعالى: ?وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ? (التوبة: 100) غير صادق - تعالى الله عن هذا علوّا كبيرا-، وقوله تعالى: ?مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا? (الفتح: 29)، وقوله تعالى: ?لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) ? (الحشر)، ?وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّف َ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) ? (الأنفال)، وقوله تعالى: ?لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20) ? (الفتح)، وغير ذلك من الآيات الدّالة على اصطفاء الله تعالى للجيل المؤسِّس للمجتمع المسلم، وأنّ الله تعالى حفِظ نبيَه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – في أصحابه فاختار له صحابته بعناية حتى يحملوا عنه ما جاء به عن ربّه كما سمعوه منه، وقد سبق نهيُ النّبي - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – عن النّقيصة فيهم الأستاذَ سلايمية، أخرج البخاري ومسلم أنّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم – قَالَ "لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ".
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا كونُ بعض أحاديثِ الحوض قد ذكرت مَن يُذاد عنه: "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي"، "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي"، فهذا لا يعني أصحاب النّبي - صلى الله عليه وآله وسلم – الذين جاهدوا ونصروا، وإنّما هم المنافقون المعدودون من أصحابه ظاهرا، فقد ثبت عند مسلم (رقم: 2779) عَنْ قَيْسٍ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتُمْ صَنِيعَكُمْ هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ فِي أَمْرِ عَلِيٍّ أَرَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ أَوْ شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – فَقَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ - شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَلَكِنْ حُذَيْفَةُ أَخْبَرَنِي عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ – قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ -: فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا فِيهِمْ ثَمَانِيَةٌ ?لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ? ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ وَأَرْبَعَةٌ لَمْ أَحْفَظْ مَا قَالَ شُعْبَةُ فِيهِمْ"، وفي رواية "قَالَ: إِنَّ فِي أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا ?لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ? وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا ?حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ? ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ سِرَاجٌ مِنَ النَّارِ يَظْهَرُ فِي أَكْتَافِهِمْ حَتَّى يَنْجُمَ مِنْ صُدُورِهِمْ". وقصّة المنافقين مع النّبي - صلى الله عليه وآله وسلم – مذكورة في القرآن الكريم مفصّلة، وقصّة عَبْد اللهِ بْن أُبَىّ المنافق في إشاعة الفتنة معروفة حتى "قَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم – "دَعْهُ لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" (متفق عليه).
وبعد هذا كلّه نقول للأستاذ بالله عليك، كم بقي من الصّحابة الذين ينجون من النّار؟! قليل القليل!!! أيّ دين هذا الذي قليل القليل من حملته ومؤسِّسي جماعته الأولى فقط يدخلون الجنّة، وأغلبيتهم حصبُ النّار، إنّهم بلّغوا لنا الكذب - إذن – عن رسول الله - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام-، فكيف نثق بقرآن بلغنا عن أهل النار، وسنّة حملها أهل النار للأجيال اللاحقة! أما ترى معي أيها الأستاذ المثقف أنّ اختيارك الإسلام من هذه الوجهة هو اختيار غير موفق ..
من لوازم قوله السّابق أنّ عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين – رضي الله عنهم – من هؤلاء المحرومين من أن يردوا الحوض! فربّما يتنبّه الأستاذ إلى القول أنّ هؤلاء قد ثبت في حقّهم البشارة بالجنّة وهم أحياء، فلا يشملهم الوعيد، وهو معتقدُ أهل السنّة، وحينئذ نقول: قد ثبت مثلُ ما ثبت لأمير المؤمنين عليّ وسبطي النّبي - عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام – من البشارة بالجنّة لأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبي هريرة وعائشة .. وأصحاب بدر وأصحاب الشجرة ... - رضي الله عنهم -. ورحمة الله على إمامنا مالك بن أنس القائل "مَن يبغض أحداً من أصحاب النّبي - صلى الله عليه وآله وسلم –، وكان في قلبه عليهم غلّ، فليس له حقّ في فَيْء المسلمين، ثم قرأ: ?مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى? إلى قوله: ?وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ? (الحشر: 7 – 10). وذكر بين يديه رجل ينتقص أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم –، فقرأ مالك هذه الآية: ?مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ? (الفتح: 29) ثم قال: مَن أصبح من النّاس في قلبه غلّ على أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – فقد أصابته هذه الآية". (الأمر بالإتباع والنّهي عن الابتداع للسيوطي، ص: 4)
9 – يزعم الأستاذ أن أبا العباس أحمد بن تيمية يقول في كتابه "رفع الملام عن أئمة الأعلام": أنّ خلفاء بني أمية في الجنّة، وهذا الكلام غير موجود لا في هذا الكتاب، ولا في غيره من كتب الشيخ، ولا في أيّ من كتب أهل السنّة، ولا أرى هذه التُهمة إلاّ من بنات خيال الأستاذ المحترم، وهو لا يقف عند هذا الحد بل يتّهم علماء أهل السنّة بالتبرير للواقع المنحرف الذي يعيشه المسلمون، فقد برّروا للظلم الأوّل في دولة بني أُمية وبذلك يبرِّرون للانحراف في هذا العصر، يُبيحون الدماء والأموال والفروج، ويُمنَُّون الزناة واللوطيين والسُحّاق بالجنّة ..
عذرا .. فالمقام لا يليق بهذا الحضيض، ولكنّي أوردتُ هذا الكلام لا للردّ عليه، لأنّه لا يستحقّ الردّ، ولكن ليظهر المستوى المنحط في التّعاطي مع القضايا التاريخية أو الفقهية ...
انتهى منه صبيحة يوم الخميس 16 رمضان 1431هـ
الموافق لـ 26 أوت 2010م(/)
موسوعة اليهود واليهودية و الصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري لا غنى عنها بملف واحد
ـ[عمر الهديلي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 12:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية
للدكتور عبد الوهابالمسيري
مقدمة موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية"
تتناول هذه الموسوعة كل جوانب تاريخ العبرانيين فى العالم القديم، وتواريخ الجماعات اليهودية بامتداد بلدان العالم، وتعدادتها وتوزيعاتها، وسماتهاالأساسية، وهياكلها التنظيمية، وعلاقات أفراد الجماعات اليهودية بالمجتمعات التىيوجدون فيها وبالدولة الصهيونية. وتغطى الموسوعة كذلك أشهر الأعلام من اليهود (مثلموسى بن ميمون) وغير اليهود ممن ارتبطت أسماؤهم بتواريخ الجماعات اليهودية (مثلنابليون وهتلر). كما تتناول هذه الموسوعة كل الجوانب المتعلقة بتاريخ اليهودية، وفرقها وكتبها الدينية، وطقوسها وشعائرها، وأزمتها فى العصر الحديث، وعلاقتهابالصهيونية وبمعاداة السامية (معاداة اليهود). وتغطى الموسوعة الحركة الصهيونيةونشاطاتها ومدارسها وأعلامها، وبعض الجوانب الأساسية للدولة الصهيونية.
وتهدف الموسوعة إلى توفير الحقائق التاريخية المعاصرة عن الظواهر اليهوديةوالصهيونية والإسرائيلية، وإلى تقديم رؤية جديدة للموضوعات التى تغطيها. وهى تحاولإنجاز ذلك من خلال عدة طرق:
1 - تقديم تاريخ عام للعقيدة والجماعاتاليهودية وللحركة الصهيونية: تقدم الموسوعة رؤية تاريخية جديدة لكل من العقيدةوالجماعات اليهودية والحركة الصهيونية أكثر علمية وحياداً وتفسيرية من تلك الرؤيةالغربية التقليدية التى تبناها المؤلفون اليهود وغير اليهود فى الشرق والغرب، والمتأثرة بما يسمى "التاريخ المقدس" - أى التاريخ الذى ورد فى العهد القديم. والرؤية الجديدة تضع تواريخ الجماعات اليهودية فى أنحاء العالم فى إطار التاريخالإنسانى العام. كما أن الموسوعة قامت بربط تاريخ الصهيونية، عقيدة وحركة وتنظيماً، بتاريخ الفكر الغربى والإمبريالية الغربية.
2 - التعريف الدقيق للمفاهيموالمصطلحات السائدة، والتأريخ لها من منظور جديد، وإبراز جوانبها الإشكالية: فعلىسبيل المثال حينما تتعرض الموسوعة لظاهرة مثل يهود الاتحاد السوفيتى (سابقاً) فإنهاتفعل ذلك من خلال عدة مداخل عن تاريخ اليهود وتوزيعهم الوظيفى وأعدادهم وأسبابهجراتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية فى كل من روسيا القيصرية وروسيا السوفيتية. كما توجد عدة مداخل أخرى عن أنواع يهود الاتحاد السوفيتى (قرائين - الكرمشاك - جورجيين - يهود البايشية - يهود الجبال - يهود بخارى … إلخ). وتضم الموسوعة أيضاًمداخل عن موقف ماركس وإنجلز والبلاشفة من المسألة اليهودية، وعلاقة اليهود بالفكرالاشتراكى وتطور الرأسمالية الغربية.
3 - إسقاط المصطلحات المتحيزة وإحلالمصطلحات أكثر حياداً وتفسيرية محلها: تتسم المصطلحات المستخدمة لوصف الظاهرةاليهودية والصهيونية بأنها متحيزة لأقصى حد، وتجسد التحيزات الصهيونية والغربية. ولتجاوز هذا الوضع تم استبعاد مصطلح مثل "الشعب اليهودى" الذى يفترض أن اليهوديشكلون وحدة عرقية ودينية وحضارية متكاملة (الأمر الذى يتنافى مع الواقع)، وحل محلهمصطلح "الجماعات اليهودية"، وبدلاً من كلمة "الشتات" استخدمت العبارة المحايدة "أنحاء العالم"، وبدلاً من "التاريخ اليهودى" تشير الموسوعة إلى "تواريخ الجماعاتاليهودية". والمصطلحات البديلة ليست أكثر حياداً وحسب، وإنما أكثر دقة وتفسيرية.
ويمكن تلخيص هدف الموسوعة فى أنها محاولة تطوير خطاب تحليلى (مصطلحاتومفاهيم) لوصف الظاهرة اليهودية والصهيونية، وهو خطاب يسترجع البعد التاريخى لهذهالظاهرة، من حيث كونها ظاهرة تاريخية اجتماعية يمكن فهمها والتعامل معها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغنى عن القول أن موسوعة عربية عن الظواهر اليهودية أمر له أهمية بالغةبالنسبة للمتخصصين وغير المتخصصين فى هذا الحقل، أما بالنسبة للمتخصصين، فإنالموسوعة تحاول أن تضع إطاراً شاملاً وجديداً يمكن من خلاله دراسة اليهود واليهوديةوالصهيونية وإسرائيل. وعلى المستوى القومى، فإن هذه الموسوعة ستزود صانع القرارالعربى، مهما كانت اتجاهاته السياسية، بقدر كبير من المعلومات اللازمة لاتخاذ أىقرار. كما أن العاملين فى مجالى السياسة والإعلام، وفى غيرهما من المجالات، سيجدونمرجعاً عربياً يزودهم بالمعلومات الضرورية عن اليهود واليهودية والصهيونيةوإسرائيل. وسيستفيد من الموسوعة أيضاً المتخصصون فى الفروع الأخرى من المعرفة ممنيتصدون للظواهر اليهودية والصهيونية والإسرائيلية بالدراسة، كل فى حقل تخصصه.
وموسوعة اليهود واليهودية والصهيونية التي صدرت عام 1999، والتي نالتجائزة أحسن كتاب في معرض القاهرة للكتاب ذلك العام، هي من ضمن مساعي الدكتورالمسيري العديدة الرامية إلى إلقاء الضوء على حقيقة الحركة والدولة الصهيونية (والعقيدة اليهودية والجماعات اليهودية في العالم). وقد استغرق إعدادها ما يزيد عنربع قرن واشترك في هذه العملية عشرات الأفراد (مؤلفون - محرر فني - مساعدي باحث - سكرتارية - مكتب للترجمة العبرية - محرر لغوي - طابع على الكمبيوتر). وقد قامالدكتور المسيري بجهوده الذاتية بإعداد هذه الموسوعة والإنفاق عليها طيلة هذهالفترة.
وحينما عرف بأمر الموسوعة، قام "مائير كاهانا" (عضو الكنيست السابقورئيس جماعة كاخ الصهيونية الإرهابية) بإرسال خطابات تهديد بالقتل لمؤلفها والمشرفعليها في يناير عام 1984، واعترف بإرسال الخطابات، في حديث مع جريدة "يديعوتأحرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر في 21 فبراير 1984. وبلغ عدد هذه الخطاباتثلاثة عشر خطاباً، أرسل ستة منها على عنوان الدكتور المسيري بالرياض (المملكةالعربية السعودية) وأرسلت الستة الأخرى على عنوانه بالقاهرة، أما الخطاب الثالث عشرفقد أرسل له في القاهرة فور عودته من الرياض، جاء فيه أن مرسلي الخطاب يعلمون بأمرعودته، وأنهم "يعدون قبراً له". كما جاء في هذه الرسائل أنه إن لم يتوقف الدكتورالمسيري عن نشاطاته المعادية للصهيونية (وأهم هذه النشاطات - بطبيعة الحال - هوتأليف الموسوعة) فستصل إليه الأيدي الصهيونية، وستقوم بتصفيته. وقد وضع الدكتورالمسيري تحت حراسة سلطات الأمن المصرية، حمايةً له.
كما أرسلت جامعة بارإيلان خطاباً إلى الملحق الثقافي الإسرائيلي تطلب منه الكتابة إلى السفير الأمريكيلتشويه سمعة بعض الشخصيات المصرية المعادية للصهيونية ومن ضمنها الدكتور المسيري (نشرت جريدة العربي المصرية نص الخطاب في عددها الصادر بتاريخ 11 نوفمبر 1993).
تقع موسوعة فى ثمانية مجلدات، متوسط عدد صفحات كل منها 450 صفحة، ويتناولكل مجلد واحد منها موضوعاً محدداً. فالمجلد الأول يتناول الإطار النظرى للموسوعةوقضايا المنهج. أما المجلدات التالية (الثانى والثالث والرابع) فتتناول موضوعالجماعات اليهودية. ويتناول المجلد الخامس اليهودية، والمجلد السادس الصهيونية، والمجلد السابع إسرائيل.
ويضم كل مجلد عدة أجزاء، ويضم كل جزء عدة أبواب، ويضم كل باب عدة مداخل. وعدد مداخل الموسوعة حوالى 2300 مدخل. والموسوعة مرتبةموضوعياً، فعلى سبيل المثال يتناول المجلد الرابع تواريخ الجماعات اليهودية فىبلدان العالم الغربى ويضم 18 باباً يتناول كل باب منها تاريخ جماعة يهودية بعينهافى إحدى بلدان العالم الغربى (إنجلترا - ألمانيا - روسيا… الخ). ويضم باب إنجلتراثلاثة مداخل (إنجلترا من العصور الوسطى حتى عصر النهضة - إنجلترا منذ عصر النهضة - إنجلترا فى الوقت الحاضر) تغطى موضوع تاريخ الجماعة اليهودية فى إنجلترا.
للتحميل:
http://www.seedfly.com/0fvgonzyi54b
كيفية التحميل
http://lh4.ggpht.com/_Ugx0-nRohtU/TK-NBPm8psI/AAAAAAAAABE/kgTVaLg1a3M/s640/1.JPG
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 06:03]ـ
هل هي ملف ورد اخي
ـ[عمر الهديلي]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 12:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي هي سبع أجزاء وورد 2003 مضغوطة في ملف zip واحد بحجم 6.45 mb
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 12:48]ـ
الدكتور عبد الوهاب المسيري
نسأل الله له الرحمة
فقد كان مختص وبارع بهذا.
ـ[السليماني]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 01:18]ـ
الموسوعة فيها أخطاء علمية فادحة خطيرة على العقيدة يجب الحذر منها
وسأذكر بعضها:
1) دفاعه عن العلمانية الجزئية التي هي مناقضة للشريعة.
2) الماركسية والكتابات اليهودية هي مرجعيته " ومن أهم الكتابات التي ساعدت على تشكيل مرجعيتي والمنهج التحليلي الذي أتبناه كتابات كارل ماركس الإنسانية وجورج لوكاتش وروجيه جارودي وماكس فيبر وبازل ويلي وإرفنج بابيت. وقد ساهمت كتابات أبراهام ماير، مؤلف كتاب المرآة والمصباح، وزيجمونت باومان، عالم الاجتماع، في تشكيل كثير من أفكاري ومقولاتي التحليلية ". أ. هـ
3) تهميش دور العقيدة اليهودية في سلوك اليهود.
4) أقوال مناقضة للإسلام
وقدح بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام منها:
أ) اتهام هارون عليه السلام بعبادة العجل: (نسأل الله العافية) وهذا تكذيب للقرآن حيث يقول في: م4 / ج1/ ب11/ العجل الذهبي Golden Calf:
"« العجل الذهبي» تمثال من الذهب عبده أعضاء جماعة يسرائيل عند قاعدة جبل سيناء، عندما كان موسى يتعبد فوق الجبل. وعبادة العجل الذهبي تعبير عن الطبقة الحلولية داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي. وقد جمع هارون الحلي الذهبية منهم بعد إلحاح شديد منهم، وصهرها وصبها على هيئة تمثال كان يُعَدُّ تجسداً للإله. وقد غضب الإله على شعبه وقرَّر إبادتهم، ولكن موسى تضرع أمامه: «لماذا يارب يحمَى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة، لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض. ارجع عن حُمُوّ غضبك، واندم على الشر بشعبك ... فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه» (خروج 32/ 12ـ 14).
ويُلاحَظ أن احتجاج موسى على الرب ينبع من تَصوُّر حلولي له، أي أن كلاًًّ من الحادثة والاحتجاج عليها ينبعان من الرؤية الحلولية الكمونية نفسها.
وقد حطَّم موسى لوحي الشهادة في لحظة غضبه، ثم أخذ العجل الذي صنعوه وأحرقه بالنار وطحنه حتى صار ناعماً وذَرَّاه على وجه الماء وسقى أعضاء جماعة يسرائيل (خروج 32/ 20)، ثم قتل نحو ثلاثة آلاف رجل.
وقد سبَّبت هذه الحادثة كثيراً من الحرج للحاخامات والمفسّرين اليهود بسبب اشتراك هارون في عبادة العجل (وخصوصاً أن اللاويين رفضوا الاشتراك في تلك السقطة). ولم تكن عبادة العجول الذهبية أمراً غريباً في الديانة الكنعانية القديمة إذ كان الثور رمزاً محبَّباً للخصب، وكانت كلمة «إيل» تشير إلى الثور الأب في عبادتهم. ورغم الوصية الثانية من الوصايا العشر (خروج 20/ 4)، فقد وجدت صور الثور وتماثيله طريقها إلى عبادات العبرانيين وفنونهم".
ب) اتهام سليمان عليه السلام بمنافاة التوحيد: م4 / ج1/ب12/ هيكل سليمان Solomon's Temple:
"... ومن المعروف كذلك أن أونياس الثالث (أو الرابع)، الكاهن اليهودي الأعظم الذي خُلع من منصبه في فلسطين، فرّ إلى مصر وشيَّد معبداً آخر (في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد) في لينتوبوليس على موقع أحد المعابد المصرية القديمة، وذلك بهدف تقديم الخدمات الدينية للجماعة اليهودية في مصر. وقد تم ذلك بإيعاز من البطالمة لخلق مركز جذب يهودي في مصر يهيمن عليه البطالمة. وكثيراً ما كان ملوك اليهود يضطرون إلى إدخال العبادات غير اليهودية تعبيراً عن تحالفاتهم السياسية. فأنشأ سليمان مذابح لآلهة زوجاته الأجنبيات، الأمر الذي يتنافى مع مبدأ التوحيد. كما أن العبادات المختلفة كانت تعبيراً عن التبعية السياسية، فقد أدخل منَسَّى العبادة الآشورية تعبيراً عن خضوعه للآشوريين".
أقول: هذا الكلام الشائن بحق النبي سليمان (عليه الصلاة والسلام) لا يرد إلا في التوراة المحرفة أو التلمود، ولكن المشكلة أن المسيري يورد هذا الكلام كجزء من تحليل تاريخي وكنص من نصوص موسوعته بدون إشارة لاقتباس أو غيره. وهذا يدل على أنه:
1 - إما أنه معتقد لهذا الكلام وهذه كارثة.2 - أو في أحسن الأحوال لا يعلم أن منافاة التوحيد مستحيلة بحق الأنبياء، وهذا جهل عجيب وكارثة أخرى، (إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ج) - اعتبار سليمان عليه السلام ملكاً صغير الشأن:
حيث يقول ذلك في: م4/ج1/ب13/ سليمان (965 - 928 ق. م) Solomon:
" وبشكل عام، نعمت مملكته بالسلام لأسباب كثيرة من بينها الحلف الذي عقده أبوه مع الفينيقيين، والتحالفات التي عقدها هو مع الدويلات المجاورة. وقد تمتعت المملكة بحالة من الاستقرار والاستقلال النسبيين بسبب حالة الفراغ السياسي التي عاشتها المنطقة في تلك الفترة نتيجة انكماش كل القوى الإمبراطورية فيها أو غيابها لسبب أو آخر. ولكن، لا ينبغي مع ذلك أن نظن أن دولة سليمان كانت دولة عظمى، فاقتصادها كان محدوداً، ونشاطها التجاري الداخلي كان محصوراً في نطاق ضيِّق جداً، وكانت الصناعة بدائية ومتخلفة.
... وتذكر التوراة أن سليمان صاهر فرعون، ملك مصر، وتزوَّج ابنته (ملوك أول 3/ 1)، وقد حصل على مدينة جيزر (بالقرب من القدس)، وكانت تابعة لمصر، مهراً لزواجه، وهذا هو التوسع الوحيد الذي أنجزه سليمان.
ويبدو أن هيبة ملوك مصر في تلك الحقبة كانت قد هبطت حتى ارتضت مصر أن يتزوَّج ملك صغير الشأن كسليمان من إحدى أميراتها.
... ويقف كثير من النقاد موقف المستريب إزاء قصة مجد سليمان التي توردها أسفار الملوك والأيام، ويقولون إن التحيز القومي لدى كُتَّاب متأخرين هو الذي دعاهم إلى الإضافة والمغالاة في القصة. وهو يُعَدُّ حسب فلكلور الماسونية مؤسِّس أول محفل ماسوني في العالم باعتباره باني الهيكل. وتُنسَب إليه بعض كتب العهد القديم، كالأمثال ونشيد الأنشاد وبعض المزامير ... إلخ".
وهذا تكذيب لكلام الله تعالى لإن الرجل لايعترف بالنصوص الشرعية ولايعرف لجهله المركب الواجب تجاه الأنبياء
نسأل الله السلامة.
د) ظاهر كلامه فيه اتهام لموسى عليه بعقيدة الحلول ووحدة الوجود وهي زندقة وكفر صريح والعياذ بالله من هذا الرجل وكلامه الخبيث.
م4 / ج1/ ب11/ العجل الذهبي Golden Calf:
5) إعتبار الدين والعقيدة أمراً ماديا قابلا للتطوير وهذا يشبه قول زنادقة المتفلسفة
حيث يقول في: م4/ ج1/ ب15/التهجير الآشوري والبابلي للعبرانيين
Assyrian and Babylonian Transfer of the Hebrews:
" ويبدو أن العبادة البابلية قد دخلت في ذلك التاريخ مرحلة من التوحيد الكامن، أي أن الأرباب المتعددة كانت قد بدأت تمتزج وتتحول إلى إله واحد، وقد أصبح مردوخ رب الأرباب يرعاها كما يرعى الراعي أغنامه، أي أن الأرباب الأخرى تحوَّلت إلى مجرد تجليات للرب الواحد. ... ويبدو أن هذه التوحيدية البابلية لعبت دوراً في مساعدة العبرانيين على التخلُّص من الحلولية الوثنية والتعددية التي سقطوا فيها بعد خروجهم من مصر. وقد بذل محررو العهد القديم جهداً غير عادي لتنقية النص المقدَّس عند تدوينه أيام عزرا ونحميا، ولكن عناصر الشرك ظلت واضحة فيه مع هذا".
قلت: أي أن هذه الوثنية البابلية التي يسميها توحيدية ساعدت العبرانيين أو بني إسرائيل على التخلص من الوثنية!!
بدلاً من أن يساعدهم الأنبياء.
ويقول أيضاً في:
م5/ج2/ب5/الأنبياء والنبوة Prophets and Prophecy:
"... ومن ناحية أخرى، فإن نبوَّات الأنبياء ذات مضمون أخلاقي تدور حول سلوك جماعة يسرائيل في الوقت الحاضر وتوبتهم وعودتهم إلى الإله. وقد طوَّر الأنبياء عقائد اليهود الأخروية، وبدأت الآخرة ترتبط بفكرة الخير والشر والثواب والعقاب حين يعاقب الإله الأشرار، ولا يبقي سوى البقية الصالحة التي ستؤسِّس مملكته. وبدأت فكرة البعث تظهر بشكل جنيني عند دانيال وربما أشعياء. وقد ساهم الاحتكاك بالحضارة البابلية المتفوقة، ثم التهجير إلى هناك، في تعميق فكر الأنبياء. ونحن نذهب إلى أن تبلور الفكر الأخروي واكتسابه مضموناً أخلاقياً (ارتباط الثواب والعقاب بالخير والشر) هو أيضاً تعبير عن ضمور الحلولية التي يتراجع داخل إطارها التفكير الأخروي والمضامين الأخلاقية".
قلت: لاحظ قوله "وبدأت فكرة البعث تظهر بشكل جنيني عند دانيال وربما أشعياء"، أي أن عقيدة الآخرة جاء بها أنبياء بني إسرائيل تدريجياً!! وكأن الدين والعقيدة شيء مادي يتطور مثل بقية الأشياء، وهذا يدل على مدى تأثر فكره بفلسفة التفسير المادي للتاريخ.
ومن أراد المزيد فليرجع لكتاب
(مسيرة المسيري في الدفاع عن اليهود) لهشام بشير.
فيجب الحذر من موسوعته ومافيها من الجهل الفاضح والمناقضة الصريحة لماعرف من الدين بالضرورة.(/)
هل هناك من ناقش دعاوى نوال السعداوي؟
ـ[ابن فالح المدني]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 01:19]ـ
السلام عليكم.
أسألكم بوركتم هل هناك من ناقش دعاوى نوال السعداوي؟
هل من رسائل ألفت أو كتبت عن مثل هذا؟
أرجو تزويدي بأسمائها بغض النظر عن كونها على الشبكة أو لا.
جزاكم الله كل الخير ..(/)
من يوصل سؤالي إلى الشيخ البراك أو الشيخ عبد الرحمن المحمود حفظهم الله
ـ[عبد الله الغريب1]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 01:27]ـ
الاخوة الكلام لدي سؤال هام وعاجل وأمل ممن يتواصل مع الشيخ البراك او المحمود أو الغنيمان ان يوصل له سؤالي ويأتيني بالجواب وأكون له من الشاكرين.
فمن يمكنه ذلك فليراسلني على الخاص مشكورا
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 05:35]ـ
الغنيمان توفى من ستة أشهر تقريباً رحمه الله.
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 06:22]ـ
الغنيمان توفى من ستة أشهر تقريباً رحمه الله.
أبا سفيان! هداك الله، لقد أفزعتني، ربما تقصد الغديان - رحمه الله، أما الشيخ عبدالله الغنيمان فنسأل الله أن يبارك لنا وله في علمه.
ـ[المقدسى]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 10:34]ـ
الغنيمان توفى من ستة أشهر تقريباً رحمه الله.
أخى الفاضل كان عليك التثبت قبل أن تتحدث بموت العلامة الغنيمان حفظه الله ورعاه
أظنك تقصد الشيخ الغديان رحمه الله , وجب التنبيه فقط.
بارك الله فيك
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 02:06]ـ
هذا الخبر تناقلته المشايخ عندنا فى مصر، فى المجالس والهواتف منذ قرابة الستة أشهر.
لكن هل أنتم متثبتون، إن كنتم من أهل الحرمين حفظها الله فأنتم أدرى.
وإن كان الشيخ لازال على قيد الحياة، فأسأل الله أن يبارك لنا فى عمره وعلمه، وأن يطيل عمره فى طاعته.
وأستغفر الله وأتوب إليه، لنقل مثل هذا من غير تثبت من الخبر.
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 02:21]ـ
نعم أظن أن الأخ أخطأ فظنه الغنيمان بدل الغديان
رحم الله الاموات وحفظ لنا الاحياء
ـ[عبد الله الغريب1]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 04:13]ـ
الاخوة الافاضل شكر الله لكم جميعا
ـ[وليد الفلاح]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 09:11]ـ
لقد فزعت!!
... الحمدلله العلامة عبدالله الغنيمان حي يرزق امد الله في عمره على طاعته. آمين(/)
الإسلام ليس إرهابا
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 05:20]ـ
من البدع التي دخلت على المسلمين الرهبانية
فإن كثيرا ممن ينتسب إلى الإسلام لا يفهمون هذا الدين من أصوله و إنما يتبعون الآباء و الأجداد و الأهواء و يضنون أن التشدد هو الأفضل دائما حتى ينجو يوم القيامة و هذا خطأ لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن هذا الدين متين فأوغلو فيه برفق و لن يشاد هذا الدين أحد إلى غلبه فسددو و قاربو و أبشروا و إستعينوا بالغدوت و الروحة و شيئ من الدلجة "
فأرشدهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإستبشار ذلك لأن فيه وعد من الله لنبيه بالفلاح و الفوز و التفائل دائما في الطاعة و المعصية إذ أن التفائل أقرب الطرق للتوبة
و ليس الإسلام الرهبة فقط أو الرهبة دائما
و الخلاف في هذه المسألة بين المسلمين على خمسة أقوال كما سمعته من شيخنى محمد علي فركوس حفظه الله
1 الجمع بين الترغيب و الترهيب في كل الأحوال و هو قول أهل السنة
2 الترهيب دائما و هو قول الخوارج
3 الترغيب دائما و هو قول المرجأة
4 الترهيب عند المعصية و الترغيب عند الطاعة
5 الترهيب عند المرض و البلاء و الترغيب عند الرخاء
و أضن أني واهم في هذا النقل فسأراجعه إن شاء الله
و لهاذا المذهب و هو الترهيب يضن كثيرا من الناس أن الإسلام هو الإرهاب و ينسون الإرغاب
فصار الإسلام غريب(/)
الشيخ الألبانى هل كان متوقفا فى تكفير الروافض؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 06:39]ـ
فوجئت اثناء تجوالى فى الشبكة بموضوع عن فتوى للالبانى رحمه الله بتكفير الهالك الخمينى وذكر مادعاه لذلك مستندا لبعض اقوال وآراء الهالك وهنا سؤال
هل الشيخ لايكفر الروافض على العموم وانه يطبق قاعدة عدم تكفير المعين؟ ومعلوم ان هذه القاعدة لمن كان فى الاصل مسلما سليم الاعتقاد وهذه ليست فى الروافض فعقائدهم الخبيثه معلومه
من يفيدنا فى هذا الأمر ممن له دراية بموقف الشيخ رحمه الله من عقائد الرافضه
ـ[بصيص أمل]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 10:48]ـ
إن المرء لا يكون عبداً لله مسلماً مؤمناً إلا إذا دخل في دين الله واعتنق شريعته، وذاك أمر لا يمكن حصوله إلا بالاستمساك بالعروة الوثقى من دين الله وشريعته (لا إله إلا الله)،وذاك أمر لا يمكن حصوله إلا بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله.
والطاغوت هو من ناقض لا إله إلا الله بشرك أو تعطيل أو تشبيه أو تمثيل، حيث أنه لم ينف ما نفته ولم يثبت ما أثبتته.
فلا يكون المرء مستمسكاً بلا إله إلا الله إلا بعدما يكفر بالطاغوت ويجتنبه ويتبرأ منه ويبغضه ويعاديه
فمن يسمون بالشيعة والرافضة والإمامية والاثني عشرية والجعفرية وغيرهم لا شك أنهم قد ناقضواْ لا إله إلا الله.
فعبد الله المسلم المؤمن يتبرأ منهم ومن كفرهم ويكفرهم ويبغضهم ويعاديهم.
وهذا أمر يعرفه العامي من الموحدين.
وقد كان الإمام العلامة أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى دائماً إذا ذُكر عنده هؤلاء الروافض يقول: من شك في كفرهم فهو كافر. أو كما قال رحمه الله
ثم لو أن رافضياً جاء ليمارس علينا تقيته زاعماً أنه لا يرتكب كل هذه الكفريات التي بها كفر أهل التوحيد الروافض.
فإن كشف تقيته وفضح نفاقه أمر سهل ميسور على من سهله الله عليه.
فقل له: إن كنت صادقاً فيما تقول أنك لا تأتي كل هذه الأمور التي بها كفرنا الروافض، من الشرك ومن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلن وأظهر براءتك من جميع بني قومك الذين تحصل منهم هذه الطوام عواماً وخواصاً، أعلن وأظهر براءتك منهم ومن طوامهم وتكفيرهم وبغضهم ومعاداتهم، والعن من يلعن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وأي أحد من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً.
وأتحداه أن يفعل ذلك، لأنه لو فعل ذلك لما انتسب إليهم. ولفارقهم وفاصلهم.
ورحم الله شيخنا ووالدنا العلامة عبدالله بن جبرين وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة فقد كان رافضي يجادله ذات مرة فما كان من شيخنا إلا أن ضيق على الرافضي الخناق وحجره في الزاوية بأن طلب منه أن يلعن من يلعن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فلم يطق الرافضي الخبيث ذلك.(/)
رسالة إلى كل الليبراليين العرب + فيديو نصيحة من يهودي سابق لمدعي الليبرالية الغربيه
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 01:26]ـ
رسالة إلى كل الليبراليين العرب + فيديو .. . نصيحة من يهودي سابق لمدعي الليبرالية الغربية. .
نحن نعرف أن الليبرالية هي إنتقائية من الطراز الأول، ووصوليه ومصلحية وبراغماتية ولا شك. . .
أنظر إلى هذا المقطع البسيط الذي يغني عن الاف المقالات. .. يهودي مهتدي يرد على غربي ليبرالي. .
أنتم اساس المصايب،،، اطلعوا منها فقط. .
أدخل على الرابط
### يمنع وضع روابط اليوتيوب###
منقول(/)
حلقة النقاش السابعة (التوظيفات الحداثية لنظرية المقاصد)
ـ[مركز التأصيل للدراسات]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 09:42]ـ
أقام مركز التأصيل للدراسات والبحوث حلقة النقاش السابعة يوم الأربعاء 27/ 10/1431هـ، وكانت بعنوان: "التوظيفات الحداثية لنظرية المقاصد" وقدَّم الورقة الأساسية الدكتور أحمد بن عبد السلام الريسوني، الخبير الأول بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة.
وابتدأ ورقته باستعراض خلاصة نظرية المقاصد وإعمالها، وذكر أن خلاصة نظرية المقاصد ما تقرر عند جماهير العلماء من كون الشريعة إنما جاءت لجلب المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، وذكر أن الشرائع إنما وضِعَتْ لمصالح العباد في العاجل والآجل معاً، مستصحباً في ذلك نص الشاطبي.
ثم ذكر الدكتور الريسوني أهم مظاهر الإعمال لنظرية المقاصد الذي يمر من خلالها كالتحقق من مقصود النص الشرعي، وتحري معرفة الحكمة والمصلحة المقصودة من وراء الحكم المنصوص لمراعاتها في الاستنباط والقياس والتنزيل، والنظر فيما يُظن مقصداً وليس بمقصد لنفيه واستبعاد تأثيره، والتمييز بين ما هو مقصود لذاته وما هو مقصود لغيره ...
وذكر أن الحداثيين الذين اشتغلوا بقضايا الدين والتراث أشكال وألوان، يختلفون في موقفهم من الشريعة وأصولها، وبيَّن أن طائفة منهم صرفوا كل طاقتهم وجهدهم لنقد الإسلام في أصوله العقدية والمرجعية، والعملِ على تسفيهها ونسفها، لبناء الحداثة على أنقاضها.
واعتمد في ذلك على كلام المفكر الحداثي د. محمد الطالبي (مؤسس الجامعة التونسية) حينما وصف الصنفَ السابق من الحداثيين بـ "الانسلاخسلاميين "، أي المنسلخون عن الإسلام مع أنهم قد يتظاهرون به، وهذه " الانسلاخسلامية " اختيار لتأسيس الحداثة على أساس الانسلاخ من الإسلام وهي في أسلوبها ومنهجها ونتائجها امتداد للنقد المسيحي الاستشراقي للقرآن خاصة، وللإسلام عموما، ومن أبرز هؤلاء: مالك شبال، ومحمد أركون، وعبدالمجيد الشرْفي.
وأوضح الدكتور الريسوني العنصرَ الجامع الذي هو العمدة والأساس في موقف المفكرين الحداثيين من الشريعة ومقاصدها، وهو: المصلحة أولا وأخيرا، والمصلحة تعلو ولا يُعلى عليها، وذكر نماذج من هؤلاء وردَّ عليهم.
ثم أوضح أهم الاختلالات المنهجية في مواقف الحداثيين من الشريعة ومقاصدها كاتخاذهم الحداثة الغربية ومنجزاتها مثلا أعلى ومعيارا تقاس به الأمور، وضعف التكوين الإسلامي وسطحيته لدى بعضهم، والإقبال المتأخر عليه لدى آخرين بعد تمكن الثقافة الغربية من تكوينهم وعقولهم وقلوبهم، و المفهوم الضبابي والمضيق للمصلحة.
واختتم ورقته بأسفه على تحقيق هذا التيار اختراقات نخبوية بينة في معظم الأقطار الإسلامية وله في بعضها غلبة وتفوق، كما في تونس وتركيا وإندونيسيا، لاستفادة هذا التيار من الفراغ الذي يتركه العلماء والشرعيون المتخصصون في الاهتمام بمقاصد الشريعة وقضايا العصر.
وطالب الدكتور الريسوني العلماء والشرعيين بتدارك الفراغ والاجتهاد في سده.
تلى ذلك تعقيب على الورقة من الدكتور محمد سعد اليوبي عضو هيئة التدريس بقسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية، بيَّن في تعقيبه تعريف الحداثة، وأنه لا فرق بين الحداثة الغربية والعربية، موضِّحاً منافاتها للإسلام، وأنه لا يمكن محاولة " أسلمتها "، وأوضح كيفية سعي الحداثيين لهدم الدين باسم الدين ولهدم المقاصد باسم المقاصد، وأن توظيفهم للمقاصد حصل بدون ضوابط ولا معايير.
بعد ذلك أضاف الدكتور عبدالرحيم السلمي عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والمذاهب الفكرية المعاصرة بجامعة أم القرى المقارنةَ بين موقف الحداثيين من الإمام الشاطبي وبين موقفهم من الإمام الشافعي، وذكر أنهم قاموا بإبراز الإمام الشاطبي وفي نفس الوقت قاموا بالتشنيع على الإمام الشافعي، وأوضح أن نصوص الشاطبي والشافعي تتظافر ويؤكد بعضها على بعض في نفس القضايا التي شهدت التشنيع على الشافعي فيها، واستغربَ من شدة تباين الحداثيين في موقفهم هذا.
وبيَّن الدكتور السلمي أن المصلحة عند الحداثيين تعلو ولا يُعلى عليها ولو في سبيل إلغاء النصوص الشرعية التي لم تتكون مقاصد الشريعة إلا بهذه النصوص الشرعية الجزئية التي يتعدى كثير من الحداثيين عليها دون فقه ولا دين.
من جانبه حذَّر الدكتور علي بادحدح - في مداخلة له - من استغلال الحداثيين للفراغات التي يمكن أن ينفذوا من خلالها لنشر مفاهيمهم عن بعض القضايا التي قد ينخدع بها بعض الناس كالنهضة والحرية والتقدم وغيرها، وأوصى بضرورة التأصيل الشرعي لذلك لملء تلك الفراغات،كما طالب بتبسيط المقاصد لعموم المسلمين وألا تكون محصورة في الإطار النخبوي.
وقد حضر الحلقة عددٌ من النخب العلمية والفكرية وطلاب الدراسات العليا.
ـ[مركز التأصيل للدراسات]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 10:04]ـ
قريباً إن شاء الله تبث الحلقة على اليوتيوب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 09:35]ـ
بانتظار رابط الحلقة.
مع طلب خاص: أود التواصل مع الدكتور الريسوني فهلا سهلتم لي ذلك، علما بأني تواصلت عن طريق موقعه لكن روابط الاتصال في موقع الدكتور معطوبة.
وفقكم الله.
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 04:29]ـ
للتذكير.
ـ[مركز التأصيل للدراسات]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 11:02]ـ
الحلقة على صفحة المركز ###
وهذا البريد لمن أراد التواصل مع المركز:
info@taseel.com
taseel@taseel.com(/)
تساءلت عن كلمة "فلسفه" فوجدتها
ـ[وليد الفلاح]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 09:17]ـ
ماهي الفلسفة؟
الفلسفة لفظ استعارته العربية من اللغة اليونانيّة، و أصله في اليونانية كلمة تتألف من مقطعين:
فيلوس Philos وهو بمعنى (صديق أو محب)، والثاني هو سوفيا Sophia أي (حكمة)، فيكون معناها (محب الحكمة).
وبذلك تدل كلمة (الفلسفة) من الناحية الاشتقاقية على محبة الحكمة أو إيثارها، وقد نقلها العرب إلى لغتهم بهذا المعنى في عصر الترجمة.
وكان فيثاغورس (572 _ 497ق. م) أول حكيم وصف نفسه من القدماء بأنه فيلسوف، وعرَّف الفلاسفة بأنهم الباحثون عن الحقيقة بتأمل الأشياء، فجعل حب الحكمة هو البحث عن الحقيقة، وجعل الحكمة هي المعرفة القائمة على التأمل.
وعلى هذا أضحى تعريف الفلسفة بأنها: العلم الذي يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه بقدر الطاقة البشرية.
تجدر الإشارة إلى أن كلمة (الفلسفة) استُعملت في معاني متعددة عبر التاريخ، واتسع معناها في بعض المراحل ليستوعب العلوم العقلية بأسرها، فيما تقلص هذا المعنى في مراحل أخرى فاستُعمل عند البعض كما في التراث الإسلامي فيما يخص الفلسفة الأولى، التي تبحث عن المسائل الكلية للوجود التي لا ترتبط بموضوع خاص. (منقول باختصار)(/)
(صوتيًا) «التَّعليق على الابانةِ الكبرى لابن بطةَ، للشّيخِ عبد الرَّحمن الحِجِّيِّ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 03:26]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«التَّعليقُ عَلَى الابانةِ الكُبرى لابنِ بطةَ،
للشَّيخِ عبد الرَّحمن الحِجِّيِّ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
[الدّرسُ الأوّل]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah01.mp3
[ الدَّرسُ الثَّاني]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah02.mp3
[ الدَّرسُ الثَّالِث]:
( http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya03.mp3)
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah03.mp3
[ الدَّرسُ الرَّابِع]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah04.mp3
[ الدَّرسُ الخَامِسُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah05.mp3
[ الدَّرسُ السَّادِسُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah06.mp3
(http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya06.mp3)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 03:30]ـ
[الدَّرسُ السَّابعُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah07.mp3
[ الدَّرسُ الثَّامِنُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah08.mp3
[ الدَّرسُ التَّاسِعُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah09.mp3
[ الدَّرسُ العَاشِرُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah10.mp3
[ الدَّرسُ الحَادِي عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah11.mp3
[ الدَّرسُ الثَّانِي عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah12.mp3
[ الدَّرسُ الثالث عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah13.mp3
ـ[صالح الجبرين]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 08:05]ـ
بارك الله فيك، أين يلقي الشيخ هذه الدروس؟
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 02:52]ـ
بارك الله فيكم وهل الشرح مكتمل
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:12]ـ
[الدَّرْسُ الرَّابِع عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah14.mp3
[ الدَّرْسُ الخَامِس عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah15.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:14]ـ
[الدَّرْسُ السَّادِس عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah16.mp3
[ الدَّرْسُ السَّابِع عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah17.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:15]ـ
[الدَّرْسُ الثَّامِن عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah18.mp3
[ الدَّرْسُ التَّاسِع عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah19.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:19]ـ
[الدَّرسُ العشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah20.mp3
[ الدَّرسُ الحادي والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah21.mp3
[ الدَّرسُ الثاني والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah22.mp3
[ الدَّرسُ الثالث والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah23.mp3
ـ[أبو فراس السلفي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 03:16]ـ
جزاك الله خيرا وحفظ الله الشيخ عبدالرحمن
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 12:37]ـ
بارك الله فيك، أين يلقي الشيخ هذه الدروس؟
يلقيه في المسجد الذي يؤمُّه: مسجد أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهو في حي الروابي: إذا كنت على طريق صلاح الدين (مخرج 15) وأنت متجهٌ للشرق يأتيك جامع الراجحي على يمينك أول اشارة تذهب معها يسارا ثم أول شارع على اليمين تدخل معه. (هكذا أذكر الوصف؛ فإن لي مدةً لم أحضرْ دروسه، يسر الله لي ذلك).
(والشيخ يعلق على هذا الكتاب فجر الخميس، ولا أدري: أيعلِّق عليه في الفجريات الأخرى أم لا؟؟، ودروسه تُرفع على موقعه [الأمر الأول]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 09:14]ـ
جزاكُمَا اللَّهُ خَيرًا، وباركَ فيكُمَا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 09:35]ـ
[الدَّرسُ الرَّابع والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaAlIbanahAlKubrah/ibanahkubrah24.mp3
ـ[علي بن فايز الشهري]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 01:43]ـ
جزاك الله حيرا ونفع بالشيخ الحجي فهيو يسبر على خطى إمام الدعوة محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[وليد بن محمد الطاهيري]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 03:06]ـ
جزاكم الله كل خير.(/)
اللّجنة الدَّائمة في بيان لها دفاعًا عن أمّ المؤمنين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 04:08]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية على ما تناقلته وسائل الإعلام من القذف والسب والطعن في عرض زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مكذباً للكتاب والسنة المطهرة وإحقاقاً للحق ودفاعاً عن عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي هو عرض النبي صلى الله عليه وسلم.
كتبت اللجنة البيان الآتي:
إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم والترضي عنهم فهم الذين صحبوا خاتم الأنبياء والمرسلين وهم الذين عايشوا نزول الوحي وهم الذين مدحهم الله في كتابه وأثنى عليهم المصطفى عليه الصلاة والسلام في سنته وكفى بذلك منقبة وفضيلة: قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} [التوبة: 100]، وقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [الفتح: 18]، وقال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. وثبت عنه عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري ومسلم أنه قال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» متفق عليه. والأحاديث في تزكيتهم وذكر فضائلهم جماعة وأفراداً كثيرة جداً.
ومن أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة كذلك وجوب محبة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة حقهم وتنزيلهم المنزلة اللائقة بهم فهم وصية رسول الله كما ثبت بذلك الخبر من قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم «أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً» وقد روى البخاري ومسلم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: «الذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي» وقال- رضي الله عنه- كذلك كما في صحيح البخاري ارقبوا محمداً في أهل بيته.
ولا شك أن أزواجه وذريته عليه الصلاة والسلام من أهل بيته ويدل لذلك قوله تعالى: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 32 - 33].
ومن معتقد أهل السنة والجماعة أن المرء لا يبرأ من النفاق إلا بسلامة المعتقد في الصحابة وآل البيت يقول الطحاوي: (ومن أحسن القول في أصحاب النبي وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق) وقال: (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).
وبهذا يتبين أن سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التعرض لعرضه عليه الصلاة والسلام بقذف أزواجه جرم عظيم وخصوصاً الصديقة بنت الصديق وهي المبرأة من فوق سبع سماوات وكانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه وكانت أفقه نساء الأمة على الإطلاق فكان الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها. ومناقبها رضي الله عنها كثيرة مشهورة فقد وردت أحاديث صحيحة بخصائص انفردت بها عن سواها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن ومنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - مجيء الملك بصورتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة من حرير قبل زواجها به صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه».
2 - ومن مناقبها رضي الله عنها أنها كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد صرح بمحبتها لما سئل عن أحب الناس إليه فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة قلت فمن الرجال قال أبوها». قال الحافظ الذهبي- رحمه الله-: (وهذا خبر ثابت وما كان عليه الصلاة والسلام ليحب إلا طيبا وقد قال لو كنت متخذا خليلاً من هذه الأمة لا تخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله وحبه عليه الصلاة والسلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً).
3 - ومن مناقبها رضي الله عنها نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها من نسائه عليه الصلاة والسلام فقد روى البخاري عن هشام بن عروة عن أبيه قال: «كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني. فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها».
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: (وهذا الجواب منه دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها).
4 - ومن مناقبها رضي الله عنها أن جبريل عليه السلام أرسل إليها سلامه مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى» تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النووي وفيه فضيلة ظاهرة لعائشة رضي الله عنها.
5 - ومن مناقبها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بتخييرها عند نزول آية التخيير وقرن ذلك بإرشادها إلى استشارة أبويها في ذلك الشأن لعلمه أن أبويها لا يأمرانها بفراقه فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة فاستن بها بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال إني ذاكر لك أمراً فلا عليك ألا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه قالت ثم قال: إن الله جل ثناؤه قال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب: 28 - 29].
قالت: فقلت أفي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة قالت: ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت».
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - ومن مناقبها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يمرض في بيتها فكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها في يومها وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا وأول ساعة من الآخرة ودفن في بيتها فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول أين أنا غداً؟ حرصاً على بيت عائشة قالت فلما كان يومي سكن وعند مسلم عنها أيضاً قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقد يقول أين أنا اليوم أين أنا غدا؟ استبطاء ليوم عائشة قالت فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري» وروى البخاري أيضاً عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: «أين أنا غداً أين أنا غدا؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها قالت عائشة فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي ثم قالت دخل عبدالرحمن بن ابي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: اعطني هذا السواك يا عبدالرحمن فأعطانيه فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستند إلى صدري» وفي رواية أخرى بزيادة: «فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة».
7 - ومن مناقبها رضي الله عنها إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من أصحاب الجنة فقد روى الحاكم بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: «قلت يا رسول الله مَنْ مِنْ أزواجك في الجنة؟ قال اما إنك منهن؟ قالت فخيل إلي آن ذاك أنه لم يتزوج بكراً غيري» وروى البخاري عن القاسم بن محمد أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: «يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر» وفي هذا فضيلة عظيمة لعائشة رضي الله عنها حيث قطع لها بدخول الجنة إذ لا يقول ذلك إلا بتوقيف.
8 - ومن مناقبها رضي الله عنها ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»، ففي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن فضل عائشة زائد على النساء كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة.
9 - ومن مناقبها رضي الله عنها نزول آيات من كتاب الله بسببها فمنها ما هو في شأنها خاصة ومنها ما هو على الأمة عامة فأما الآيات الخاصة بها والتي تدل على عظم شأنها ورفعة مكانتها شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة مما رميت به من الإفك والبهتان وهو قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11] إلى قوله تعالى {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [النور: 26].
وقد قال بعض المحققين فيها أيضاً: (ومن خصائصها أن الله سبحانه وتعالى برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيراً لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها ولا خافضاً من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيالها من منقبة ما أجلها).
وبهذا وغيره يتبين فضلها ومنزلتها رضي الله عنها وأرضاها وأن قذفها بما هي بريئة منه تكذيب لصريح القرآن والسنة يخرج صاحبه من الملة كما أجمع على ذلك العلماء قاطبة ونقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم.
فالواجب على كل مسلم محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم أجمعين وتوقيرهم ونشر محاسنهم والذب عن أعراضهم والإمساك عما شجر بينهم فهم بشر غير معصومين ولكن نحفظ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتأدب معهم بأدب القرآن فنقول: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] هدى الله الجميع لصراطه المستقيم واتباع سيد المرسلين وصحابته الغر الميامين والحمد لله رب العالمين.
اللّجنة الدّائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرَّئيس:
عبد العزيز بن عبد اللَّه آل الشَّيخ
الاعضاء:
أحمد بن علي سير المباركي
صالِح بن فَوزانَ الفَوْزان
مُحمَّد بن حسن آل الشَّيخ
عبد اللَّه بن مُحمَّد الخنين
عبداللَّه بن مُحمَّد المطلق
عبد الكريم بن عبد اللَّه الخُضَيْر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 04:10]ـ
http://www.al-jazirah.com/20101010/fe28.htm
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 04:33]ـ
أتوا في أخر الركب وحقهم أن لا يكونوا في الساقه بل في الطليعة غفر الله لنا ولهم
وإن كان قديماً لما غيب كل هذه الفتره نسأل الله لنا ولهم حفظ الدين
ـ[أم معاذة]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 05:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيهم وفي كل من قام بالدفاع عن أم المؤمنين، ولكن هناك شيء لم أفهمه، لماذا هذه الحملات والمحاضرات والمباهلة والفتاوى؟! ما الجديد في هذا الأمر؟! فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تُسب منذ القدم على المنابر في الكتب الرافضية،وليست هذه المرة الأولى الذي يقع فيها ياسر الحبيب وغيره في عرض أم المؤمنين، فلماذا هذا المرة بالذات؟! بالإضافة إلى أن فتوى اللجنة الدائمة ليس بها جديد، فحكم سب عائشة رضي الله عنها والوقوع في عرضها معروف معلوم منذ القدم!
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 10:29]ـ
جزاهم الله خيراً
ـ[أبوخذو]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 06:13]ـ
جزاهم الله عنا وعن الإسلام كل خير؛ فقد بلغواماامرهم ربهم بتبليغه؛ فهو وآجب عليهم التبليغ ووآجب علينا طاعتهم؛ فما تزال الأمة بخير ماعظموا علمائهم؛ فأسل الله أن يحفظهم ويرعاهم بحفظه وأن يرزقهم ويرزقنا الثبات على الأمر حتى نلقاه أنّه سميع بصير؛
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 12:48]ـ
ام معاذة ماذا تريدين السكوت ام ان نستغل حقد ذلك الرافضي لفضح الروافض على القنوات
وغفر الله للجنة كان عليها ان تكون من اوائل من يرد وينزل البيان
ـ[أحب السنة]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 01:38]ـ
للجنة فتاوى كثيرة في الرافضة وتحذير الأمة منهم وهذه منها
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 01:47]ـ
وأين الشيخ المختار الشنقيطي!؟
أليس من الأعضاء؟!
بارك الله فيك أبا زيد، وجزى الله ُ اللجنة خير الجزاء.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 03:00]ـ
ام معاذة ماذا تريدين السكوت ام ان نستغل حقد ذلك الرافضي لفضح الروافض على القنوات
وغفر الله للجنة كان عليها ان تكون من اوائل من يرد وينزل البيان
ولماذا الآن بالذات؟! ألم يُظهر الرّافضة حِقدهم وعلى القنوات مِن قبل؟! ما الذي جدَّ في الأمر؟!
وسؤالي لا يعني أني أريد السّكوت، فاستغرابي مِن التوقيت لا مِن الكلام ـ بارك الله فيك ـ.(/)
فلسفة المصيبة: الفوائد
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 08:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفوائد
دخول الجنة:
- قال تعالى: ? وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ? (سورة الرعد الآية: 23، 24)
- قال عليه الصلاة والسلام: (يقول الله عز وجلَ: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتبسه إلا الجنة) رواه البخاري. وصفيّه هو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان، والمراد بـ (احتسبه): صبر على فقده راجياً الأجر من الله على ذلك.
- وفي الحديث القدسي، قال الله عز وجل: (ابن آدم إن صبرت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثواباً دون الجنة) رواه ابن ماجه. وصحح سنده البوصيري.
إن الصابرين يوفون أجورهم بغير حساب:
? قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ? (سورة الزمر الآية: 10) قال الأوزاعي: ليس يوزن لهم ولا يكال. إنما يغرف لهم غرفاً.
معيّة الله لهم:
? إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ? (سورة الأنفال الآية: 46)
محبة الله لهم:
? وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ? (سورة آل عمران الآية:146)
تكفير السيئات:
· قال عليه الصلاة والسلام: ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه)) متفق عليه. والنصب: التعب، والوصب: المرض.
· قال عليه الصلاة والسلام: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح
· عن جابر رضي الله عنهما قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم قرضت في الدنيا بالمقارض) رواه الترمذي.
رفع منزلة المصاب:
قال عليه الصلاة والسلام: (إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبّره على ذلك حتى يبلّغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى) رواه أبو داود، وصححه الألباني
حصول الصلوات والرحمة من الله والهداية:
? وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ? (سورة البقرة الآية:155 - 157)(/)
الى من يشترط الاستحلال في الاحكام الوضعية
ـ[عبد الرحمن م]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 12:39]ـ
من لقاء الباب المفتوح
حكم من حكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده وجوب الحكم بما أنزل الله
q فضيلة الشيخ! إذا حكم الحاكم بغير ما أنزل الله وهو يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، وأنه أفضل وأحسن من غيره، وإنما حكم بغيره لهوى في نفسه، وتقليداً لمن سبقه من الحكام، فهل يكفر بذلك كفراً مخرجاً من الملة جزاكم الله خيراً؟
a لا يكفر بهذا كفراً مخرجاً من الملة، وإنما يكون عاصياً، جائراً في الحكم، وعليه إثم العصاة والجائرين في الحكم، ولا يخرج عن الإسلام.
وأما من حكم بغير ما أنزل الله معتقداً أن حكم غير الله كحكم الله، أو أحسن منه، فهذا هو الذي يكفر.
ولهذا نرى أن الذين يضعون قوانين تخالف الشريعة ليحكم فيها بين عباد الله وفي عباد الله، نرى أنهم على خطر عظيم، سواء حكموا أو لم يحكموا، ونرى فرقاً بين شخص يضع قانوناً يخالف الشريعة ليحكم الناس به، وشخصٍ آخر يحكم في قضية معينة بغير ما أنزل الله؛ لأن من وضع قانوناً ليسير الناس عليه، وهو يعلم مخالفته للشريعة، ولكنه أراد أن يكون الناس عليه؛ فهذا كافر، ولكن من حكم في مسألة معينة يعلم فيها حكم الله، ولكن لهوىً في نفسه؛ فهذا ظالم أو فاسق، وكفره إن وصف بالكفر، فكفر دون كفر.
6/ 29
.............................. ................
حكم المحاماة ودراسة القانون الوضعي
q ما حكم عمل المسلم الذي يدرس القانون الوضعي؛ ثم يفتح مكتباً للمحاماة ويقف مرافعاً أمام المحاكم المدنية لإدارات الشركات؟ وما حكم ما يجمعه من مال؟
a وضع القوانين المخالفة للشرع مكان الشرع كفر؛ لأنه رفع للشرع ووضع للطاغوت بدله، وهذا يدخل في قوله عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44] ولا حجة لمن قال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) وهذه قوانين دنيوية نحن ما أتينا الصلاة والعبادات، والنكاح، والفرائض، لكن المعاملة بين الناس هي أمور دنيوية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) فنحن لا نكفر بذلك لأننا لم نرفع الشرع بل تصرفنا وفق الحديث (أنتم أعلم بأمور دنياكم)؟!! نقول: لقد ضلوا فيما فهموا؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) في أمر الصناعة، وأمر الحرفة، لو جاء النجار وقال: كيف يصنع الباب؟ هل هو أعلم أم الرسول؟ هل النجار الماهر بالصنعة أعلم كيف يصنع هذا الباب أم النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب: النجار؛ لأن الرسول تحدث عن هذا في أمر صناعي، وذلك أنه لما قدم المدينة وجد الناس يصعدون إلى فحل النخل ويأخذون الطلع، ثم يصعدون إلى النخلة ويلقحونها، فكم تعب الإنسان؟ أربع مرات، صعود الفحل والنزول منه، وصعود النخلة والنزول منها أربع مرات تقتضي جهداً ووقتاً، فقال لهم: (لو لم تفعلوا لصلح) لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد من المرء أن يكون حازماً، وألا يضيع دقيقة واحدة من عمره إلا في فائدة، فظن أن المسألة ليس فيها فائدة؛ لأنه لم يعش في بلد زراعة ونخيل، أين عاش؟ في مكة في بلد غير ذي زرع، ولا يعرف من هذا شيئاً، فتركوا النخل بدون تلقيح ففسد النخل وخرج البلح شيصاً، فجاءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله! فسد النخل، فقال لهم: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) أي: أنتم أعلم في الحرفة والصنعة لا في الحلال والحرام، ولهذا نظم الرسول صلى الله عليه وسلم بيع النخل، فقد نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، وأطول آية في القرآن تتعلق بالبيع والدين في أمور الدنيا.
فهؤلاء الذين ظنوا أن وضع القوانين المخالفة للشرع في الحكم بين الناس والرجوع إليها عند التنازع أخطئوا في فهم هذا الحديث، والواجب أن يبلغوا أنهم مخطئون؛ فإن أصروا على المخالفة وعلى رفع الحكم الشرعي ووضع القانون بدله فهذا -والعياذ بالله- كفر.
وأما تعلم الإنسان للقوانين الوضعية، إذا كان يتعلمها من أجل أن يدفع الباطل بالحق؛ فهذا لا بأس به، وإذا كان يتعلمها من أجل أن يتبع ما فيها من القوانين المخالفة للشرع؛ فهذا حرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا نقول: حتى المحاماة في بلد تحكم الشريعة فيه نقول: إذا كان المحامي يريد إيصال الحق إلى أهله؛ فلا بأس أن يمارس هذه المهنة، وإن كان يريد أن يغلب الناس في قوله ومحاماته بالحق أو بالباطل؛ فهذا حرام.
33/ 9
............................
التفصيل في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله
q فضيلة الشيخ، يقول أكثر أهل العلم: إن الحاكم بغير ما أنزل الله إذا كان لا يستحل الحكم بغير ما أنزل الله، ويعلم أن حكم الله خير من حكم غيره فهو لا يكفر إلا بشرط الاستحلال.
فما هو الدليل على أنه لا يكفر إلا أن يكون مستحلاً لذلك؟ وإذا كان الاستحلال لا يكون إلا في القلب باعتقاد الشيء حله من حرامه فكيف لنا أن نعرف أن هذا مستحل أو غير ذلك؟ جزاكم الله خيراً!
a أولاً: بارك الله فيك، لا بد أن نعلم أن معنى تكفير الإنسان نقله من الإسلام إلى الكفر، ويترتب على هذا أحكام عظيمة، من أهمها: استباحة دمه وماله، وهذا أمر عظيم لا يجوز لنا أن نتهاون به، مثلاً: لو قلنا هذا حلال وهذا حرام بغير علم أهون مما إذا قلنا: هذا كافر وهذا مسلم بغير علم.
ومن المعلوم أن التكفير والإسلام إنما هو إلى الله عز وجل، فإذا نظرنا إلى الأدلة وجدنا أن الله وصف الحاكمين بغير ما أنزل الله بثلاثة أوصاف؛ فقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44]، وقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة:45]، وقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة:47]، ووصف الحكم بغير ما أنزل الله بالجهل، فقال: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50]، فلابد أن نرى مخرجاً من هذه الأوصاف التي ظاهرها التعارض، ولا مخرج لنا في ذلك إلا أن تطبق على القواعد الشرعية.
فمثلاً: إذا جاءنا رجل ورفع الحكم الشرعي وأحل بدله قوانين تخالف ما أنزل الله على رسوله، فهذا لا شك أنه مستحل؛ لأنه رفع الحكم نهائياً ووضع قانوناً من وضعه أو من وضع من هو أسوأ حالاً منه، فهذا كافر؛ لأن رفعه للأحكام الشرعية ووضع القوانين بدلها يعني أنه استحل ذلك، لكن يبقى عنه: هل نكفر هذا الرجل بعينه، أو ننظر حتى تقوم عليه الحجة؟ لأنه قد يشتبه عليه مسائل الأمور الدنيوية من مسائل الأمور العقدية أو التعبدية، ولهذا تجده يحترم العبادة ولم يغير فيها، فلا يقول مثلاً: إن صلاة الظهر تأتي والناس في العمل نؤجلها إلى العصر، أو صلاة العشاء تأتي والناس محتاجون إلى النوم والعشاء نقدمها إلى المغرب مثلاً، يحترم هذا، لكن في الأمور الدنيوية ربما يتجاسر ويضع قوانين مخالفة للشرع، فهذا من حيث هو كفر لا شك فيه؛ لأن هذا رفع الحكم الشرعي واستبدل به غيره، ولكن لا بد أن نقيم عليه الحجة، وننظر لماذا فعلت ذلك؟ قد يلبس عليه بعض العلماء الذين هم علماء دولة، ويحرفون الكلم عن مواضعه من أجل إرضاء الحاكم، فيقولون مثلاً: إن مسائل الدنيا اقتصادياً وزراعياً وأخذاً وإعطاءً موكول إلى البشر؛ لأن المصالح تختلف، ثم يموهون عليه بقوله صلى الله عليه وسلم: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) وغالب الحكام الموجودين الآن جهلة، لا يعرفون شيئاً، فإذا أتى إنسان كبير العمامة طويل الأذيال واسع الأكمام وقال له: هذا أمر يرجع إلى المصالح، والمصالح تختلف بحسب الزمان والمكان والأحوال، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم)، ولا بأس أن تغيروا القوانين التي كانت مقننة في عهد الصحابة وفي وقت مناسب إلى قوانين توافق ما عليه الناس في هذا الوقت، فيحللون ما حرم الله، ويقولون مثلاً: الربا نوعان: ربا الاستثمار، وربا الاستغلال، فالأول جائز والثاني حرام، ثم يقولون: اكتب هذه المادة.
فيكون هذا جاهلاً، لكن إذا أقمنا عليه الحجة وقلنا: هذا غلط، وهذا خطأ وتحريف من هذا العالم الذي غرك، ثم أصر على ما هو عليه؛ حينئذ نحكم بكفره ولا نبالي.
فالحاصل: أن العلماء رحمهم الله قسموا هذا التقسيم من أجل موافقة هذه النصوص المطلقة للقواعد الشرعية المعلومة.
87/ 11
............................
حسب ترقيم الشاملة، وأنا لم أسمعها من الشريط يعني لا أضمن كل حرف فيها
.......................
أرجو الاجابة
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 10:14]ـ
طرح هذا الموضوع كثيرا في المجلس العلمي وغيره من المنتديات
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=50265
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16636
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6972
وهذا رابط كتاب للشيخ المحمود
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23099
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27977
لذلك يحسن إغلاقه.(/)
الوشوشة هي الوسوسة
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 12:42]ـ
الوشوشة هي في اللغة الكلام الخفي و كذلك الوسوسة
و الشين هي اللغة المشهورة بين الناس
و هي الشر الخفي في الكلام إصطلاحا
محلها الصدر لأنه يضيق لها النفس*لخلوها عن الخير و ضررها بالعقل
و منه اللغو و لهو الحديث و الكذب و أنواع الكذب
و في الحدث إن الكذب يهدي إلى الفجور
فمتى صدق بالكذب إنشرح له صدره فتضرر بها عقله و مرض معنويا أي زاغ وجهه عن الإخلاص
فأسباب الهداية و أسباب الضلال واضحة و هي في قوله عليه الصلاة و السلام
إن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و لا يزال الرجل يصدق و يتحري الصدق حتى يكتب عند الله صديقا
و إن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و لا يزال العبد يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا
و قال إن الحياء يهدي إلى الإيمان و إن الإيمان يهدي إلى الجنة و إن البذاء يهدي إلى الجفاء و إن الجفاء يهدي إلى النار
فالوشاوش من جملة الكذب
و مهم مصطلح الوساوس بالوشاوش لأن الناس الجهال الضلال يسمونه كذالك و لا يسمونه كما في القرآن
و هذا كثير عندهم لبعدهم عن القرآن العظيم(/)
افتتاحية مجلة الراصد: (ببركة نصرة أم المؤمنين .. تصدع التشيع الديني!!)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 02:25]ـ
من المقرر عند المؤمنين أن من تكريم الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن جعل له أصحاباً هم خير البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وجعل له من النساء زوجات هن خير النساء وجعلهن أمهات للمؤمنين رضي الله عنهن.
كما أن من المقرر عند المؤمنين أن خير أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأن أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه هي عائشة الصديقة رضي الله عنها.
ومن المقرر أيضاً عند المؤمنين أن آل الصديق قوم مباركون، فحين تأخر الجيش الإسلامي وهو يبحث عن عقد ضاع لأم المؤمنين فقدوا الماء، فأنزل الله عز وجل إباحة التيمم بدلاً عن الوضوء، تيسيراً وتخفيفاً ورحمة بالمؤمنين، فقال أسيد بن حضير رضي الله عنه: "ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر".
وقد شاهد المؤمنون الكثير من مواقف بركة آل أبي بكر كموقفه رضي الله عنه يوم مصيبة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حين قاد المؤمنين إلى بر الأمان وتجاوز بهم المحنة، أو موقفه الحازم حين الردة، فكان يقينه وتوكله على الله عز وجل سبباً لحماية الإسلام ونصرة الدين وبداية مسيرة الفتوحات المباركة.
واليوم نرى بأم أعيننا كيف أن بركة تولي ونصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والدفاع عنها قد صدَّع التشيع الديني الزائف، وأرغم قادته وكبراءه على الفرار والتراجع، كيف لا وقد أعلن الله عز وجل الحرب على من تعرض لأوليائه الصالحين كما في الحديث القدسي: "من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"، ولا شك ولا ريب أن أم المؤمنين من سادات الأولياء ومقدميهم، فمن الشرف العظيم أن نكون جميعاً في ركب الدفاع المبارك عنها.
لكن اليوم ومع جريمة الخبيث في لندن، وبركة الدفاع عن أم المؤمنين فقد تصدع التشيع الديني، حيث انكشف الغطاء عن حقدهم ومكرهم ونفاقهم، فقد ظهر للمسلمين أجمع حقيقة معتقداتهم التي كانوا ولا يزالون ينكرونها، فقد فضحهم هذا الخبيث بتطاوله، وتواطئم على تهوين جريمته، كما فضحتهم القنوات الفضائية المجاهدة كالمستقلة وصفا ووصال وأخواتهن، حين أطلعت العالم كله على حقيقة عقائدهم وحقيقة مواقف علمائهم المعاصرين بالصوت والصورة، ومن خلال المناظرة والمحاورة، التي لا سلاح لهم فيها إلا الكذب والتزوير، والهروب والخداع والتدليس والتلبيس.
إن الكثير من المسلمين كان يقدم حسن الظن بالشيعة، ويعتقد أنهم معتدلون رافضون للغلو والتطرف الذي كان في أسلافهم، لكنهم اليوم اسيقظوا وأدركوا كم كانوا واهمين.
فقد أدركوا أن الغلو القديم لا يزال هو المنبع الذي يغترفون منه عقائدهم وأفكارهم، وهذا الغلو هو مدار دينهم وأصل معتقدهم، يستوي في ذلك العربي والإيراني، والمتشدد والمعتدل، والعالم والسياسي.
ولقد أدركوا اليوم أيضاً حقيقة هذا التشيع الذي عانى المسلمون منه قروناً طويلة، من بث للكفر والنفاق، أو سب وشتم للمؤمنين والأخيار، أو تعاون مع الكفار والفجار، أو تسلط بالقتل والتعذيب والاضطهاد، كما أدركوا أن التشيع كلما تم التسامح معه طغى وتجبر، وظن أن الساحة قد أصبحت له فيتمدد بالاعتداء الديني مثل ياسر الخبيث، أو الاعتداء السياسي مثل جزر القمر، أو الأمني كما في البحرين، أو العسكري كما في بيروت.
وبسبب هذا الانفضاح العالمي لعقائد التشيع الديني، أرغم بعض قادتهم ومراجعهم على التدخل بالإنكار لجريمة الخبيث، في محاولة لرأب ما تصدع من كيد بنوه عبر سنين مديدة ومؤامرات كثيرة، لكي لا يضيع منهم ما حققوه من مكاسب ومصالح.
ولذلك لجأ بعض قادتهم للتبرؤ من فعل الخبيث، وهذه خطوة دفاعية لمحاولة امتصاص الهبّة الإسلامية، وتنفيس الغضب وحصر المشكلة في قضية فردية معزولة، وهذا يشابه سياسة اليهود حين حرقوا المسجد الأقصي ولا يزالون يدنسونه من حين لآخر، ومن ثم يزعمون أنها حادثة فردية معزولة قام بها مجنون أو مختل عقلياً!!
والواجب اليوم على أبناء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مواصلة مسيرة الدفاع عن أولياء الله وجهاد المنافقين لهدم التشيع الديني ومن بعده التشيع السياسي، عبر الخطوات التالية:
1 - بيان أن تكفير وسب وشتم عائشة رضي الله عنها أصل متفق عليه بين شيعة اليوم، من خلال إظهار أقوال وكتابات مراجعهم المعاصرين، ومن خلال أقوال المتشيعين اليوم، لتأكيد أن جوهر التشيع الذي يدعى له المسلمون هو سب الصحابة وأمهات المؤمنين.
2 - بيان التدليس والتلبيس في البيانات التي صدرت من بعض الشيعة في الإنكار على الخبيث، حيث خلت من الاعتراف بإيمان عائشة وفضلها، كما خلت من التبرؤ من فكرة التكفير والشتم التي يقوم معتقدهم عليها، لتركز على الفاعل الخبيث فحسب.
3 - مطالبة الشيعة بالتبرؤ من كافة معتنقي التكفير والشتم لعائشة رضي الله عنها، قديماً وحديثاً كالمجلسي والخميني وغيرهم لأن الجريمة واحدة، إن كانوا صادقين.
4 - مطالبة الشيعة بعقاب من تطاول من أفرادهم - وهم كثر لا بارك الله فيهم -على أمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم.
5 - مطالبة الشيعة - وخاصة خامنئي - بخطوات عملية في نشر فضائل عائشة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن وسائر الصحابة، باللغة الفارسية وعبر وسائل الإعلام العامة إن كانوا صادقين.
6 - مطالبة دعاة التقريب والتحالف السياسي بحمل إيران والشيعة على عدم الاعتداء على الصحابة وأمهات المؤمنين، وعدم الاعتداء على سنة إيران أو جيرانهم في البحرين والإمارات واليمن ولبنان وغيرها.
فإن عجزوا عن ذلك وإيران ترفع شعارات الوحدة وتبحث عن حلفاء لها تستخدمهم في صراعها على التفوذ مع الغرب، فكيف سيكون حالها حين تفرض هيمنتها وسلطانها؟؟
المصدر: من هنا ( http://alrased.net/site/topics/view/1962)
لتحميل العدد (89) كاملًا: اضغط هنا ( http://alrased.net/_files/Al_Rased_89.rar)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:29]ـ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى(/)
سِمَاتُ المُرجِئة والخوارج وأهل الغلو بقلم الشيخ علوى السقاف
ـ[عبدالله المصرى الأثرى]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 02:28]ـ
سِمَاتُ المُرجِئة والخوارج وأهل الغلو
بقلم المشرف على موقع الدرر السنية
الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
·اعلم أن من قال بإحدى هذه العبارات فقد وقع في الإرجاء أو دخلت عليه شبهته:
1 - الإيمان تصديق بالقلب فقط. (جهمية)
2 - الإيمان نطق باللسان فقط. (كرَّامية)
3 - الإيمان تصديق بالقلب ونطق باللسان (مرجئة الفقهاء)
4 - الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالقلب دون الجوارح.
5 - الإيمان لا يزيد ولا ينقص والناس في أصله سواء.
6 - الكفر تكذيب فقط (جهمية)
7 - الكفر لا يكون إلا بالاعتقاد أوالجحود والاستحلال، ويستشهدون بقول الطحاوي رحمه الله في عقيدته: ((ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب، مالم يستحله)).
(والصواب أن يقال: الكفر يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد، ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب –دون الشرك أو الكفر-، مالم يستحله).
8 - ترك جميع أعمال الجوارح (جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية) ليس كفراً مخرجاً من الملة.
(ووجه كونه إرجاءً لأنه يلزم منه أن أعمال الجوارح ليست ركناً في الإيمان بل و لا عمل القلب كذلك، وهذا باطل لارتباط الظاهر بالباطن فيمتنع وجود عمل القلب مع انتفاء عمل الجوارح).
9 - أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان وليست ركناً ولا شرط صحة.
(والصواب في هذا أن يقال: جنس أعمال الجوارح ركنٌ في الإيمان، وآحادها – عدا الصلاة– من مكملاته)
10 - الأقوال والأعمال الكفرية ليست كفراً ولكنها تدل على الكفر.
11 - المكفرات القولية والعملية المخرجة من الملة هي ما كان مضاداً للإيمان من كل وجه أو ما كانت دليلاً على الكفر، وجَعْلُ مناط التكفير كونها مضادةً للإيمان من كل وجه أو كونها تدل على ذلك.
(والصواب أن يقال: المكفرات القولية والعملية المخرجة من الملة هي ما دل الدليل على كونها كذلك، وهي مضادة للإيمان من كل وجه وتدل على كفر الباطن، ولا بد) فتأمل الفرق.
12 - جعلهم الشهوة وعدم القصد من موانع التكفير.
(ووجه كونه إرجاءً أن مآله إلى حصر الكفر في الاعتقاد، أما إن عُني بالقصد: العمد المقابل للخطأ فنعم، فالخطأ من موانع التكفير، لكن ليُعلم أنه يكفي أن يقصد (يتعمد) عمل الكفر، ولا يلزم منه أن يقصد الوقوع في الكفر)
13 - ترك الصلاة ليس كفراً لأنه من أعمال الجوارح، وعمل الجوارح شرط في كمال الإيمان.
(ووجه كونه إرجاءً أن قائله لا يكفِّر بالعمل وإنما الكفر عنده اعتقاد فقط، فمسألة الصلاة من أظهر المسائل التي أجمع الصحابة على كفر تاركها، أما لو رجَّح عدم كفر من يصلي تارة ويترك تارة لأدلة شرعية لديه –كما قد وقع من بعض السلف- أو أن الإجماع لم يبلغه، فهذا لا صلة له بالإرجاء).
ومن هنا يُعلم خطأ ما يردده البعض من مقولةٍ لبعض السلف: ((من قال إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وأنه يزيد وينقص، فقد بريء من الإرجاء كله، أوله وآخره)).
وهي مقولة حق ولا شك ولكن على فهم قائليها، وهو أنَّ العمل والقول والاعتقاد أركان في الإيمان لا يجزيء أحدها عن الآخر، وإلا فمن قال ذلك وهو لا يرى أعمال الجوارح ركناً في الإيمان، أو قال ذلك وهو يحصر الكفر في التكذيب والاستحلال فإنه قد نطق بما قاله السلف في تعريف الإيمان لكن لا على الوجه الذي أرادوه، وهذه العبارة شبيهة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" فما يقول هؤلاء فيمن قالها ولم ينطق بشطر الشهادة الآخر –محمد رسول الله-، أو قالها وارتكب ناقضاً من نواقضها، فهذه كتلك. ولهذا حذَّر أهل العلم من بعض الكتب وأنها تدعو إلى مذهب الإرجاء، مع تبنيها أن الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص. والله أعلم.
انظر: هامش شرح ((العقيدة الواسطية)) للعلامة محمد خليل هراس الطبعة الرابعة (ص263) تعليقاً على كلام شيخ الإسلام في مسائل الإيمان.
*******************
·و اعلم أن هناك سماتٍ من اتسم بها أو ببعضها فهو خارجي، أو وقع فيما وقعت فيه الخوارج من الغلو:
1 - تكفير صاحب الكبيرة
2 - تكفير من وقع في معصية وأصر عليها.
3 - القول بأن الإيمان شيء واحد لا ينقص، فإذا ذهب بعضه ذهب كله.
4 - جواز الخروج على الحاكم المسلم لجوره وظلمه، وإن لم يُرَ منه كفرٌ بواحٌ.
(ووجه كونه خارجية، أنه قد استقر رأي أهل السنة والجماعة على عدم جواز ذلك، وخالفت الخوارج))
5 - عدم العذر بالجهل مطلقاً.
((والصواب أنَّ الجهل قد يكون عذراً وقد لا يكون؛ ففيه تفصيل))
6 - تكفير كل من حكم بغير ما أنزل الله ولو في قضية معينة.
((والصواب: التفريق بين التشريع العام وجعله ديناً متبعاً وقانوناً ملزماً وبين جعل الشريعة الإسلامية هي الدين المُلْزِم، ومخالفتها وعدم الحكم بها في قضية أو قضايا معينة))
7 - التسرع في تكفير المعين دون مراعاةٍ لتحقق الشروط وانتفاء الموانع.
مقتبس من هامش شرح ((العقيدة الواسطية)) للعلامة محمد خليل هراس الطبعة الرابعة (ص267) تعليقاً على كلام شيخ الإسلام في مسائل الإيمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
وهذا رابط للمقال صممته على هيئة كتاب بصيغة pdf ولا تنسونى من صالح دعائكم بظهر الغيب.
http://www.mediafire.com/?regk47zok3v174s
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 02:49]ـ
الأخ / عبد الله
نفع الله بالشيخ السقاف، وجزاك الله خيرًا على النقل.
الإخوة الأفاضل
لا يغيب عنكم مدى الحساسية التي تكون في تناول هذه المواضيع في المنتديات، لذلك نهيب بطلبة العلم أن يبقى الموضوع في إطار تنظيري بعيدًا عن إسقاط ذلك على الواقع ومحاولة الدس بأسماء بعض العلماء والدعاة وتنزيل الحكم عليهم وإلا سنضطر إلى حذف الموضوع، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 09:21]ـ
4 - جواز الخروج على الحاكم المسلم لجوره وظلمه، وإن لم يُرَ منه كفرٌ بواحٌ.
(ووجه كونه خارجية، أنه قد استقر رأي أهل السنة والجماعة على عدم جواز ذلك، وخالفت الخوارج))
والخوارج: هم الفرق التي تكفر المسلمين بمجرد الذنوب؛ بالأمور التي لم يكفّر بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعليه فلفظ الخوارج علم على هذه الفرقة، تحت أي اسم، وفي أي مكان أو زمان كانوا، وسواءً خرجوا على الإمام أم لم يخرجوا.
وليس كل من خرج على الإمام يكون خارجياً فقد يكونون غير خوارج من حيث العقيدة فيسمون (بغاة)، و (الباغي) من الناحية اللغوية: هو الظالم، وكذلك كل من خرج عن شيء ما فهو (خارج) من الناحية اللغوية، لكن من الناحية الاصطلاحية العقدية: (البغاة) اصطلاح على فئة معينة، والخوارج اصطلاح على فئة معينة، وقد يخلط بينهما بعض الناس فيسمون البغاة خوارج، وممكن أن تصح هذه التسمية، لكن هذا الإطلاق خطأ من الناحية التاريخية ومن الناحية العلمية، فمن الناحية التاريخية: ليس كل من خرج على علي رضي الله عنه يقال: إنه من الخوارج، فمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه -مثلاً- ومن كان معه من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين خرجوا عن طاعة علي رضي الله عنه، فهل سماهم خوارج؟ أو اعتبرهم خوارج؟ لا. إذاً: هذا من الناحية التاريخية.
وعليه فليس كل من خرج على الإمام الحق يسمى خارجياً هذا من الواقع التاريخي، وأيضاً من حيث الاستدلال المجرد نقول: إن الإنسان قد يخرج على الإمام الحق وهو معتقد بعقيدة أهل السنة والجماعة، وقد يظل في طاعة الإمام وهو معتقد لأحد مذاهب الخوارج، فليست القضية مرتبطة بطاعة الإمام أو اعتقاد ولاية الإمام الحق، وإنما هي مرتبطة بالعقيدة، وقد يكون الإمام والباغي الذي خرج عليه على عقيدة واحدة؛ كل منهما -مثلاً- على عقيدة أهل السنة أو غيرها، المهم أنه لا يشترط أن يكون هذا الخارج على عقيدة الخوارج، لكنه أخطأ إذ خرج على الإمام الحق، وسمي باغياً لخروجه وعدم دخوله في طاعته، أما (الخارجي) فسواء كان داخلاً تحت حكم الإمام أو خارجاً عنه، قاتل المسلمين أو لم يقاتلهم فيطلق عليه (خارجي)، وليس شرطاً أن يكون له إمام؛ فمن فرق الخوارج من عينت إماماً، ومنهم من يعتقد عقيدة الخوارج وليس له إمام معين، فإذاً: نحن بهذا نكون قد ميزنا بين اصطلاحين: وهما الخوارج و (البغاة).
http://alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&ContentID=6382
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 08:59]ـ
الأخت أم معاذ بارك الله فيك على مداخلتك
بكل تأكيد أن الخروج أنواع
و الإسقاط كما حكى الأخ المشرف غير مسموح
لذلك ستجدين الفرق بين الخوارج كفرقة مذمومة في الاحاديث
وبين غيره من الخروج
في ردي وسيشمل ما تفضلتي به
وسيكون مشاركة أيضاً مستقلة
المهم
لا يوجد صحابي واحد كفّر علي أو غيره من الصحابة يعني لا يوجد خارجي صحابي مع الذين أجمع الصحابة على أنهم الخوارج المارقين والله أعلم وكل ما يدّعيه الخوارج الأباضية دعاوي بلا دليل وبلا إجماع
كما أدعوا الرافضة أن من بين قتلة عثمان صحابي بايع الرسول تحت الشجرة ولم يثبت ذلك
قول ابن عباس رضي الله عنه:
(أتيتكم من عند صحابة النَّبي من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون، فعليهم نزل القرآن، وهم أعلمُ بالوحي منكم، وفيهم أنزل، وليس فيكم منهم أحد،. .) الخ الأثر في مستدرك الحاكم قصة مناظرته لهم
وواضح من الأثر أنه لا يوجد منهم صحابي صاحب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بداية المناظرة إلى آخرها وهو يخاطب أناس لهم أوصاف قريبة مما علمها الصحابة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
و روى سعيد رضي الله عنه حديث ذي الخويصرة و قال: أشهد أن قاتلتهم مع عليّ
وإذا عرفنا تعريف الصحابي ستتضح الصورة أكثر
(من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآمن به ومات على ذلك)
#وهذه المداخلة تعبّر عن رأيي بعد مباحثات في موضوع مع أحد طلبة العلم المشهود لهم في أحد المنتديات فإن كانت حقا ً فحمد الله وإن كانت باطلا ً فردوه علي #
وكلمة خارجي لها ضوابط وشروط يجب أن تتم على من يوصم بها
فالخوارج يكفرون بالكبيرة ويخلّدون العصاة في النار مالم يتوبوا بزعمهم!
معروفة قصّة الفتنة التي حدثت بين الصحابة
كان علي يصلي على قتلى الفريقين فريقة وفريق معاوية
الخروج بأختصار شديد
اختلف العلماء في التعريف الاصطلاحي للخوارج، وحاصل ذلك:
منهم من عرفهم تعريفاً سياسياً عاماً، اعتبر الخروج على الإمام المتفق على إمامته الشرعية خروجاً في أي زمن كان.
قال الشهرستاني: (كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان)
ومنهم من خصهم بالطائفة الذين خرجوا على الإمام علي رضي الله عنه. قال أبو الحسن الأشعري: (والسبب الذي سُمّوا له خوارج؛ خروجهم على علي بن أبي طالب)
وقال ابن حزم (بأن اسم الخارجي يلحق كل من أشبه الخارجين على الإمام عليّ أو شاركهم في آرائهم في أي زمن. وهو يتفق مع تعريف الشهرستاني)
الراجح هو التعريف الثاني؛ لكثرة من مشى عليه من علماء الفرق في تعريفهم بفرقة الخوارج، وقيام حركتهم ابتداء من خروجهم في النهروان، وهو ما يتفق أيضاً مع مفهوم الخوارج كطائفة ذات أفكار وآراء اعتقاديه أحدثت في التاريخ الإسلامي دوياً هائلاً.
------------------------------------------------------
تعريف الشهرستاني هذا تعريف عام يشمل أقسام الخروج
ولا يخص فرقة الخوارج، إذ الخروج على إمام المسلمين ينقسم إلى أقسام
:أولا: من خرج لمنازعة في الملك، ولكنه خرج غضبا للدين، ومن أجل جور الولاة وترك عملهم بالسنة، مثل الحسين بن علي
وأهل المدينة في وقعة الحرة، وزيد بن علي زين العابدين (ولا ننسى أنه أنواع الخروج وليس الخوارج فحاشا احفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكونوا من الخوارج:)
.ثانيا: من خرج على ولي الأمر بتأويل سائغ يقره الكتاب والسنة، وهذا ما كان من أصحاب الجمل وصفين إذ خرجوا على علي رضي الله عنه لا معاندين مطالبين بالملك، بل لرأي رأوه واجتهاد صاروا إليه من طلب القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه
(والمعلوم أن علي رضي الله عنه صلى على القتلى من الفريقين وعائشة رضي الله عنها كانوا يعددون لها أسماء من قتل من الفريقين وتترحم عليهم رضوان الله عليهم جميعا ً ورحمة الله عليهم)
وأيضا ً الثابت أن الحروريون والخوارج لم يصلي عليهم علي رضي الله عنه بل لم يكن من أوقض الفتنة غيرهم كما تتبعت بعض الأخبار
.ثالثا: من خرج لطلب الملك فقط، وكان القتال على الدنيا وهؤلاء هم البغاة حقا.
وقد جاء الوعيد والذم لهذه الطائفة المفرقة للأمة السافكة لدماء المسلمين من أجل الدنيا والملك.
رابعا: من خرج على الإمام وعلى الجماعة المسلمة للدعاء إلى معتقدهم، فخروج هؤلاء نابع من مخالفة لأصول في الشريعة الاعتقادية أو العلمية.والقسم الرابع هذا الخارج للدعاء إلى معتقده هو الذي وردت فيه نصوص نبوية في ذمه، والأمر بقتاله لأن خطره عظيم على الأمة المسلمة وهو أخطر أقسام الخروج السابقة،
يقول ابن تيمية رحمه الله: "وقد اتفق الصحابة والعلماء بعدهم على قتال هؤلاء، فإنهم بغاة على جميع المسلمين سوى من وافقهم على مذهبهم، وهم يبدؤون المسلمين بالقتال، ولا يندفع شرهم إلا بالقتال، فكانوا أضر على المسلمين من قطاع الطريق؛ فإن أولئك مقصودهم المال، فلو أعطوه لم يقاتلوا، وإنما يتعرضون لبعض الناس، وهؤلاء يقاتلون الناس على الدين حتى يرجعوا عما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة إلى ما ابتدعه هؤلاء بتأويلهم الباطل وفهمهم الفاسد للقرآن ... وهم شر على المسلمين من غيرهم، فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم ولا اليهود ولا النصارى؛ فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفرين لهم وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة"
إذا الخوارج بتعريف عام: "كل من خرج على الإمام وعلى الجماعة المسلمة بالسيف للدعاء إلى معتقده وكان خروجه نابعا من مخالفة الأصول في الشريعة" فهذا التعريف أقرب لتعريف الخوارج كفرقة من الفرق والله أعلم وأحكم
وكما أن الأخ المشرف رفض الإسقاط وطلب الحوار العلمي
فسألتزم بذلك
ولكن لعلي أنوّه عن كلمة بسيطة يجب على من يريد أن يقارن
أن يحكم بالواقع
فواقع من ذكرنا يختلف عن الواقع الآن والواقع الآن صعب الحكم عليه بسهولة
والأمور ملتبسة كثيرة
وأصبح المتبع متشدد
والمرجئ العميل متبع سني!
والمجاهد خارجي
وأصبحت كلمة إرهابي لمن يستحق من الخوارج ولمن لا يستحق
وكانت بابا ً لدعاة الفجور للإفساد في الأرض وهذا ظاهر جلي حتى في بلاد الحرمين والله المستعان
فقد أينعت رؤوس أهل الإلحاد من ليبرالية وعلمانية بدعوى أن التمسّك بالدين إرهاب وطريق للقتل
والجهاد ودفع المعتدين في البلاد الإسلامية خروج!
فكيف يكون الخروج في بلد أصلا ً محتل من الكافر!؟
فعلى من يكون الخروج على الأمريكي؟ فهو خروج محمود
ولكن القصد من الخروج القبيح الفاسد هو جعل بلاد المسلمين المستقر أمرها بلاد حرب
وإيضا ً بعض بلاد المسلمين أو لنقل حكام المسلمين أستجاب لدعوى الحرب على الإرهاب فوقع في أخطاء ساقة إلى الخلط بين الإرهاب والخروج
وبين الجهاد والمناصرة
إما أنساقوا كرها ً أو طوعا ً أو جهلا
والله المستعان
نسأل الله أن يهدينا إلى ما أختلف فيه من الحق بإذنه
وآسف على الإطالة وأتمنى إن كان في مشاركتي ما يخالف
أن يتم تحريرة وإبقاء المشاركة لإني أعدّها منذ ساعات وأتحسّب للكلمات
اللهم أهدنا إلى ما أختلف فيه من الحق بإذنك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 11:59]ـ
4 - جواز الخروج على الحاكم المسلم لجوره وظلمه، وإن لم يُرَ منه كفرٌ بواحٌ.
(ووجه كونه خارجية، أنه قد استقر رأي أهل السنة والجماعة على عدم جواز ذلك، وخالفت الخوارج))
المنع المطلق بدون تفصيل ايضا خطا و هذا من التلبيسات المنتشرة في هذا العصر و الجزم اطلاقا ان كل من خرج على حاكم ظالم من الخوارج امر غير صحيح و باختصار لاني لن استغرب ان تحذف هذه المشاركة
1 - قال أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه بعد أن حمد الله وأثنى عليه: (يا أيها الناس، إنكم تقرأون هذه الآية، وتضعونها في غير موضعها: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلَّ إذا اهتديتم}، وإنا سمعنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب"، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من قومٍ يُعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يُغيروا، ثم لا يغيروا، إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب") [صحيح سنن أبي داود: 3644]
2 - قال ابن حجر في "الفتح" [13/ 11]: (نقل ابن التين عن الداودي قال: الذي عليه العلماء في أمراء الجور أنه إن قدر على خلعه بغير فتنة ولا ظلم وجب، وإلا فالواجب الصبر، وعن بعضهم لا يجوز عقد الولاية لفاسق ابتداءً، فإن أحدث جوراً بعد أن كان عدلاً فاختلفوا في جواز الخروج عليه، والصحيح المنع إلا أن يكفر فيجب الخروج عليه) اهـ.
3 - ال الإمام الجويني في أصول الاعتقاد: (إذا جار الوالي وظهر ظلمه وغشمه، ولم يرعو عما زجر عن سوء صنيعه فلأهل الحل والعقد التواطؤ على درئه ولو بشهر الأسلحة ونصب الحروب) اهـ.
4 - قال الشيخ محمد رشيد رضا في كتاب "الخلافة": (قد تقدم التحقيق في المسألة ونصوص المحققين فيها؛ وملخصه أن أهل الحل والعقد يجب عليهم مقاومة الظلم والجور والإنكار على أهله بالفعل وإزالة سلطانهم الجائر ولو بالقتال إذا ثبت عندهم أن المصلحة في ذلك هي الراجحة والمفسدة هي المرجوحة) اهـ.
5 - وقال ابن تيمية في الفتاوى [14/ 472]: (لا يجوز إنكار المنكر بما هو أنكر منه؛ ولهذا حرم الخروج على ولاة الأمر بالسيف لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن ما يحصل بذلك من فعل المحرمات، وترك واجب أعظم مما يحصل بفعل المنكر والذنوب، والأئمة لا يُقاتلون بمجرد الفسق وإن كان الواحد المقدور قد يُقتل لبعض أنواع الفسق؛ كالزنا وغيره، فليس كلما جاز فيه القتل، جاز أن يُقاتل الأئمة لفعلهم إياه؛ إذ فساد القتال أعظم من فساد كبيرة يرتكبها ولي الأمر) اهـ.
و السلام عليكم و رحمة الله(/)
سؤال عن: أسماء الله الحسنى.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 09:31]ـ
هل ورد في قراءة أسماء الله الحسنى فضل (كالاستشفاء مثلا)؟
ـ[يس رحيق]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 02:29]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال العلماء فيما معناه
من عقيدة اهل السنة والجماعة
توحيد الاسماء والصفات
ويكون توحيد الاسماء والصفات بـ:
1 - اثبات ما اثبته الله عز وجل في كتابه وما اثبته له النبي صلى الله عليه وسلم في السنة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
مثل الكبير، الرحمن في القرآن - و الجميل، والمنان في السنة
2 - اثبات الصفة (فلكل اسم صفة ولا عكس)
يعني اسم الرحمن يشتق منه صفة الرحمة
القدير يشتق منه صفة القدرة
3 - العمل بمقتضى الاسماء والصفات
ويكون ذلك:
أ- اذا هم احدنا بمعصية فعليه ان يعلم ان الله خبير بصير يرانا فيجي ان نتوب ونكف
ب- الدعاء وهذا مقصد الكلام يا اختي
ان ندعو الله حسب مقتضى الحال
فعند الدعاء على الكافرين والظالمين ندعو فنقول يا قوي وعزيز يا جبار اقصم ظهرهم
وعند الدعاء من الرزق فندعو ونقول يارزاق ارزقنا
وعند الدعاء بالرحمة فندعو يارحمن يارحيم ارحمنا
وهكذا بمقتضى الحال
واعلمي اختي ان توحيد الاسماء والصفات من اعظم الامور لان من حققه يكون على علم باسماء الله عز وجل وصفاته
كما يحب الله ويرضى فيعرف كيف ومتى وباي اسم يدعو
ولا شك ان في هذا كل الخير بل الخير العظيم
والله تعالى اعلى واعلم
ـ[عماد البيه]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 05:37]ـ
ذكر الله بأسمائه الحسنى فضل بل واجب على المؤمن
قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" (الأحزاب: 41 - 42)
و قال تعالى "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الأعراف: 180)
و قال تعالى "قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" (الإسراء: 110)
ـ[مبتدئة]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 11:50]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك بكم ..
وسؤال آخر لو تكرمتم:
سمعت من يقول أنه يقرأ أسماء الله الحسنى المذكورة في حديث: إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة .....
يقرأها عند المرض ويرددها (رقية).
فهل هذا صحيح؟
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 12:31]ـ
أخيتي الكريمة ـ وفقكِ الله ـ ..
بالنسبة للحديث الذي فيه الأسماء الحسنى عدا وسردًا فهو لا يصح على الراجح من أقوال المحققين من أهل العلم ..
وتفضلي:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/41003
وهذا:
http://www.islamqa.com/ar/ref/72318
و:
http://islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=115221&Option=FatwaId
ـ[مبتدئة]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 12:44]ـ
جزاك الله خيرا أختي ربوع الإسلام.
ولكن موقع الإسلام سؤال وجواب فمحجوب لم أستطع دخوله، فإن أمكن نسخ الإجابة هنا فجزاك الله خيرا.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 09:14]ـ
وجزاكِ بمثله أيّتها المُبجّلة، والمعذرة أخية فلم أرَ ردّك إلا الساعة ..
وتفضلي ما أردتِ ـ وفقكِ الله ـ:
السؤال:
أنا - ولله الحمد والمنَّة - أحفظ أسماء الله الحسنى الـ 98 أرجو أن تصدقوا ما تقرؤون، لأني لم أجد في أذكار الصباح والمساء التي أملك سوى 98، كذلك استفسرت من بعض زملائي بالعمل ممن أثق بفقههم فلم أجد عندهم الجواب القاطع، لذا أرجو منكم التكرم بأن ترسلوا لي أسماء الله الحسنى كاملة، وأن ترشدوني إلى صفات الله والتي لا تعد إحدى تلك الأسماء حتى أفيد غيري وأزيل هذا الخطأ الشائع.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
إن معرفة أسماء الله تعالى وصفاته لها أهمية كبرى في حياة المسلم، فبها يتعرف المسلم على خالقه عز وجل، وبهذه المعرفة يستطيع تحقيق أنواع التوحيد جميعها.
وقد سبق في جواب السؤال رقم (4043) أهمية معرفة أسماء الله الحسنى فلينظر.
ثانياً:
(يُتْبَعُ)
(/)
أسماء الله تعالى ليست محصورة في عدد معيَّن، وقد ورد نصٌّ صحيح فهم منه بعض الناس أن أسماء الله تعالى عددها (99) اسماً، وهذا النص هو ما رواه البخاري (2736) ومسلم (2677) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ).
وقد نقل النووي رحمه الله اتفاق العلماء على أن أسماء الله تعالى غير محصورة في هذا العدد، وقد سبق في جواب السؤال رقم (41003) الدليل على نفي الحصر بهذا العدد، مع أقوال أهل العلم في الرد على من فهم أن أسماء الله تعالى محصورة في هذا العدد.
وفي جواب السؤال رقم (48964) تجد تفصيلاً في معرفة الضابط في الأسماء التي يصح إطلاقها على الله تعالى.
والحديث الوارد عند الترمذي في تعيين هذه التسعة والتسعين اسماً حديث ضعيف.
وقد ضعَّفه الإمام الترمذي رحمه الله نفسه، وغيره.
قال الترمذي رحمه الله - عقب روايته للحديث -:
هذا حديث غريب - (أي: ضعيف كما هو ظاهر كلامه هنا) - حدثنا به غيرُ واحدٍ عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقةٌ عند أهل الحديث، وقد روي هذا الحديث من غير وجهٍ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نعلمُ في كثيرِ شيءٍ من الروايات له إسنادٌ صحيح ذَكَرَ الأسماءَ إلا في هذا الحديث، وقد روى " آدم بن أبي إياس " هذا الحديث بإسنادٍ غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم -وذكر فيه الأسماء - وليس له إسنادٌ صحيحٌ.
" سنن الترمذي " (5/ 530 – 532).
وقد ضعَّف الحديث - كذلك - الحافظ ابن حجر في " التلخيص الحبير " (4/ 172)، ونقل تضعيفه عن ابنِ حزمٍ والبيهقى وغيرِهما.
وضعَّفه كذلك شيخُ الإسلامِ ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى " (22/ 482).
وقد اجتهد كثير من العلماء في استخراج أسماء الله تعالى من الكتاب والسنة، ومن هؤلاء العلماء: الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وذلك في كتابه " القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى "، وقد ذكر في هذا الكتاب تعداد أسماء الله تعالى من الكتاب والسنة بحسب اجتهاده – رحمه الله – وتجد هذه الأسماء في كتابه تحت هذا الرابط:
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16821.shtml
ثالثاً:
وأما صفاته تعالى فهي أكثر من أن تحصر هنا – أيضاً – وقد سبق في جواب السؤال رقم (39803) تفصيلٌ مفيدٌ في هذا الموضوع، فلينظر.
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه السابق قواعد نافعة في صفات الله تعالى، وتجدها تحت هذا الرابط:
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16822.shtml
أما من حيث الاجتهاد في حصرها بحسب الوارد في الكتاب والسنة: فقد اجتهد بعض العلماء والمحققين في حصر ما ورد في الكتاب والسنة من هذه الصفات، ومن أحسن ما كتب في هذا: كتاب الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف " صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة "، ويمكن لكم تصفح الكتاب من موقعه تحت هذا الرابط:
http://dorar.net/book_view.asp?book_id=2939
والله أعلم.
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 02:20]ـ
أختي الفاظلة هذه فتوى للجنة الدائمة أرجوا ان تستفادين منها
الفتوى رقم (19010)
س: بعض المعالجين يحددون عددا من السور القرآنية أو عددا من التسبيحات تقال بعد صلاة ركعتين، بنية مشاهدة رؤية في المنام للمصابين بالسحر؛ ليروا في هذه الرؤية من الذي فعل السحر وأين هو وكيف يحل، فما مشروعية هذا الفعل؟
وكذلك قراءة بعض السور مثل الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي مائة مرة على المسبحة، علما بأن البعض اعترض على هذا الأمر وقالوا إنها بدعة.
وقالوا أيضا: إن من البدع قراءة القرآن على زيت حبة البركة والعسل واللبن، ودهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية، علما بأن المشاهد بالتجربة ثأثير هذه الأشياء على الجان، وقد تؤدي بفضل الله إلى حرقه، فهل هذه الطريقة مشروعة أم أن الاستشفاء بالقرآن من الأمور التوقيفية التي لا يجوز أن نتعداها إلا بنص؟
ج: ما ذكر في السؤال من تحديد بعض المعالجين بالقرآن عددا من السور والتسبيحات تقال بعد صلاة ركعتين بنية مشاهدة رؤية في المنام للمصابين بالسحر، وكذلك قراءة بعض السور مائة مرة على المسبحة. . إلخ- كل ذلك من البدع التي لا أصل لها ولا دليل عليها من كتاب الله ولا سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والرقية الشرعية جائزة بشروط منها: أن تكون بكلام الله أو أسمائه وصفاته، فيجوز الاستشفاء بالقرآن وبالسنة فيما نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ورقى به نفسه أو رقى به أصحابه، أو بالدعوات الطيبة التي ليس فيها ما يخالف الشرع المطهر، ويشترط أن تكون الرقية باللغة العربية أو ما يفهم معناها، كما يشترط أن يعتقد الراقي والمرقي أن الرقية لا تؤثر بذاتها ولا بذات المسترقي، بل بإذن الله تعالى فهو النافع الضار الشافي، وفعل الراقي سبب والله هو الذي خلق الأسباب والمسببات، وقراءة القرآن أو السنة على المريض مباشرة بالنفث عليه ثابتة بالسنة المطهرة من رقية الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه ولبعض أصحابه، أما كتابة الآيات بماء الورد والزعفران ونحو ذلك ثم غمرها في الماء وشربها أو القراءة على العسل واللبن ونحوها ودهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية- فلا بأس به، وعليه عمل السلف الصالح.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مبتدئة]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 08:33]ـ
جزاكم الله كل خير ونفع بكم ..
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 04:02]ـ
روى الإمام مسلم في صحيحه عن عوف ابن مالك الأشجعي قال: " كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس في الرقى ما لم يكن فيه شرك"
وشروط الرقية:
يقول ابن حجر العسقلاني: يتخلص من كلام أهل العلم أن الرقية تكون مشروعة إذا تحقق فيها ثلاثة شروط و هي:
1 - أن لا يكون فيها شرك ولا محرم.
2 - أن تكون بالعربية أو ما يفقه معناه.
3 - أن لا يعتقد كونها مؤثرة بذاتها بل بإذن الله تعالى.
فمن استشفى بأسماء الله الحسنى: سواء بقراءتها وتدبرها أو الدعاء بها وخاصة المأثور من الدعاء كقول عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: (اللهم رب الناس، أذهب الباس، اشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لايغادر سقما)
(يعوذ) أي: يرقي. والله أعلم(/)
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى - الجزء الثانى
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 09:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحركات اللاإرادية في جسم الإنسان
1 ـ تقلب الإنسان أثناء النوم:
أثناء النوم يضغط وزن الإنسان على ما تحته من عضلات و أوعية دموية فتضيق هذه الأوعية و لا تقوم بوظيفتها بالشكل المطلوب، ولكن الله عز وجل أودع بالإنسان مراكز للإحساس بالضغط، فإذا ضغطت العضلات، ومعها الأوعية التي تحت وزنك، تقوم هذه المراكز بإرسال إشارة إلى الدماغ، لقد ضغطنا، الدماغ يعطي أمراً إلى العضلات فينقلب الإنسان على شقه (جانبه) الآخر، وهو نائم، تصور إنسان نائم يتقلب في المتوسط أكثر من أربعين مرة.
إذا أصيب الإنسان بمرض السبات، لا بد من تقليبه، وإلا يتفطر لحمه، ينسلخ لحمه، تفطر عضلاته، ولا يستطيع الحركة.
قال تعالى:? وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ?. (سورة الكهف الآية: 18).
نعلم جميعا أن أهل الكهف الذين مكثوا في كهفهم ثلاثمائة عام، لو أن الله لم يقلبهم لماتوا بعد شهر من إيوائهم في الكهف.
يقلب الله الإنسان في نومه من أجل سلامته، فالتقليب تطبيق عملي لاسم الله "السلام".
2ـ عملية البلع أثناء النوم:
وأنت نائم، يتجمع اللعاب في فمك، تذهب إشارة إلى الدماغ، لقد زاد اللعاب في الفم، والدماغ يعطي أمراً إلى لسان المزمار، فيغلق فتحة الهواء، ويفتح فتحة المريء، ويسري اللعاب إلى المعدة، هذا يتم من حين لآخر أثناء النوم.
يتولى الله عن الإنسان في نومه التحكم في عملية البلع من أجل سلامته، ولو تركها له لاختنق و مات فورا، وهذا تطبيق عملي لاسم الله "السلام".
3ـ حركة القلب:
لو أن الله ملكك حركة القلب، مستحيل أن تنام حتى تتحكم في هذه الحركة، إذا نام الإنسان مات فوراً، لكن حركة القلب لا إرادية، تولاها سيدك عنك، تنام نوماً عميقاً والقلب ينبض.
يتولى الله عن الإنسان في نومه التحكم في حركة القلب من أجل سلامته، ولو تركها له لمات فورا، وهذا تطبيق عملي لاسم الله "السلام".
الخلاصة:
قال احد العارفين وهو يلوم نفسه بعد التكاسل عن قيام الليل: أما تستحي أن تنام و سيدك قائم على خدمتك
? قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ? (سورة: طه).
? لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ? (سورة: التين).
? صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ? (سورة النمل: 88).
سبحان الله السلام.
سبحان الله السلام.
سبحان الله السلام(/)
اسم الله الباسط
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 11:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الباسط في اللغة:
· انبسط الشيء على الأرض اتسع.
· وتبسط في البلاد؛ أي سار فيها طولاً وعرضا.
· وبسيط الوجه يعني متهلل الوجه.
· بسط الكف على معان كثيرة, منها:
1. البذل والعطاء: ? بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ? (سورة المائدة الآية: 63).
2. الإساءة والضرب: ? وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ? (سورة الممتحنة).
3. الأخذ: ? وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ? (سورة الأنعام الآية: 93).
4. الطلب: ? لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ ? (سورة الرعد الآية: 14).
5. مد يده: ? لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ? (سورة المائدة الآية: 28).
أما اسم الله " الباسط " ماذا يعني؟
1. يبسط الرزق لعباده بجوده و كرمه:
· يقول عليه الصلاة والسلام: ((مَن سَرّه أن يَبْسُط الله له في رزقه، وأن يَنْسَأ له في أَثَره فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)). [أخرجه البخاري والترمذي عن أبي هريرة].
· ذات مرة تتبعت حبة قمح واحدة, زرعتها، أنبتت هذه الحبة خمس و ثلاثين سنبلة، كل سنبلة فيها خمسون حبة، إذا ضربت خمسة و ثلاثين بخمسين، ألف و سبعمائة و خمسون حبة, وكل هذا من حبة واحدة.
· "الباسط" في الرزق الذي يعطي بلا حساب، هو الذي يبسط الرزق لعباده بجوده ورحمته، ويوسعه عليهم ببالغ كرمه وحكمته.
2. القابض الباسط:
· بعض أهل العلم يرى أنه ينبغي أن نقول القابض "الباسط"، الضار النافع، المعطي المانع، المعز المذل، لأن كلاً من هذين الاسمين متكاملان، هو يضر لينفع، ويذل أحياناً ليعز، ويأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي، فقد ورد:
((إن هذه الدنيا دار التواء لا در استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي)). [من كنز العمال عن ابن عمر]
· لكن يجب أن نعلم علم اليقين أنه إذا قبض، أو إذا قنن فتقنين تأديب و تقنين علم
1. ? لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ?. (سورة الشورى).
2. ? وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ?. (سورة الشورى الآية: 27).
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فوالله مَا الْفقْرَ أخْشى عليكم، ولكني أخشي أنْ تُبْسَط الدُّنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فَتَنافَسُوها كما تَنافسوها وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ)). [البخاري عن عبد الرحمن بن عوف].
4. إنسان له دخل محدود، صائم، مصلٍّ، صالح، يا ترى لو كان دخله غير محدود كيف يكون؟ لا أحد يعلم إلا الله, لذلك قالوا: الله سبحانه وتعالى علم ما كان، وعلم ما يكون، وعلم ما سيكون وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون.
3. يبسط يده بالتوبة لمن أساء:
((إنَّ اللِهَ عزَّ وجلَّ يبْسُطُ يدَهُ باللَّيْلٍ ليَتوبَ مُسيءُ النهار، ويبسُطُ يدَه بالنَّهار ليتُوبَ مُسيء الليلِ، حتى تطْلُعَ الشمسُ من مغرِبِها)). [مسلم عن أبي موسى الأشعري].
و إذا تأملت هذا الحديث, لوجدت أن الله باسط يده إليك لتتوب, بالنهار, و بالليل, أي دائما و أبدا.
أما تستحي أن تتأخر في أن تلبي النداء ? أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ?. (سورة الحديد الآية: 16).
4. يبسط قلوب المؤمنين به:
? مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ?. (سورة النحل الآية: 97).
أثر الإيمان و العمل الصالح على المؤمن هو أن يتجلى عليك المولى باسمه "الباسط", فقد تجد إنساناً مؤمنا بالله بوضع بسيط جداً، دخله قليل، بيته صغير، أثاثه قديم، طعامه خشن، عنده آلاف المشكلات, لكنه سعيد سعادة لا توصف، وقد تجد إنساناً غير صالح, دخله فلكي، كل شيء بين يديه، ومع ذلك يقول لك: أنا أشقى الناس.
حال "الباسط" مع المؤمن هو بسط القلب
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
· إذا بسط الله لك الرزق, انسب الفضل إلى صاحب الفضل, الله, ولا تقل مثل ما قال قارون:
? قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ?. (سورة القصص).
· و إذا قدر عليك رزقك, فلا تجزع, فان له حكمة بليغة, ربما لن تكتشفها اليوم, وحينما يكشف الله لك يوم القيامة عن سر ما ساقه لك من متاعب في الدنيا يجب أن تذوب كما تذوب الشمعة محبة لله على كل ما ساقه لك.
· توجه إلي الباسط دائما, لطلب الرزق, الذرية الصالحة, الصحة, التوبة
· العمل الصالح هو الطريق الوحيد لانشراح الصدر, فأكثر منه.
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
مناظرة النصارى/ للشيخ إبراهيم الجبهان رحمه الله "منقول" .. !!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 05:17]ـ
هذا نص مناظرة جرت بين المرشد الروحاني لمركز الشبيبة النصراني في لبنان وبين الأستاذ إبراهيم بن سليمان الجبهان رحمه الله ولقد كانت هذه المناظرة عن طريق المراسلة، وهذا نصها:
حضرة الأستاذ اسكندر جديد، سلام على من اتبع الهدى وبعد:
استلمت إجابتكم على العشرين سؤالاً التي وجهتها إليكم، وإليكم فيما يلي ملاحظاتي عليها:
س 1: يقول سان أوغسطين (أنا مؤمن لأن ذلك لا يتفق مع العقل) فهل كان يشك في صحة معتقداته لو كانت متفقة مع العقل. وأي فرق بين المجنون وبين من يضرب بعقله عرض الحائط؟
وقد أجبتم على هذا السؤال بأن الإيمان الذي أشار إليه المذكور هو نوع من الإيمان بالغيب.
وأجيبكم على ذلك بأن الإيمان بالغيب، لا يخلو أن يكون إيماناً بحق أو إيماناً بباطل- والإيمان بالحق هو ما تؤيده الأدلة وتسانده الشواهد وتدعمه البراهين، كالإيمان بالله، ورسله، وبما جاء به الرسل من أوامر ونواه. ووعد ووعيد. والإيمان بالباطل، هو ما تعارضه الأدلة، وتعارضه الشواهد، وتهدمه البراهين كالإيمان بأن الواحد يساوي ثلاثة وأن الثلاثة تساوي واحد ا. وأن الله تعالى نزل من عليائه ليدخل في رحم امرأة من مخلوقاته، ويخرج من فرجها على هيئة إنسان، ليختبر ذكاءكم.
س 2 – من الذي أعطى المجامع حق ترشيح عيسى ومريم وروح القدس للألوهية وحق إصدار القرارات بعصمة البابا. وبمنح الكنيسة حق الغفران والحرمان- وإذا كان لها الحق في ذلك أفلا يكون من حقها عزل من ألّهتهم. وترشيح آلهة أخرى؟
وقد أجبتم على هذا السؤال بأن المسيحيين لا يؤلهون مريم. وأن تأليها بدعة ترفضها المسيحية. وقد قاومها علماء المسيحية حنى تلاشت تماماً. وقد قارنتم بين الفرقة التي تؤله مريم، وبين الفرق الضالة التي انتسبت إلى الإسلام وهي ليست من الإسلام في شيء (كالسبئية، والشيطانية، والجناحية، والبزيعية وغيرها) ثم إنكم أنكرتم ترشيح المجامع لعيسى وروح القدس: ويكفيني في رد إنكاركم، إحالتكم إلى المراجع الكنسية العليا في الفاتيكان، وما حفظته وثائقها ومراجعها من محاضر وقرارات المجامع الثلاثة الأولى وما بعدها. وحاولتم أن تثبتوا بأن المسيح نفسه قد ادعى الألوهية لنفسه بالزعم أنه عليه السلام، قد ادعى السلطان لنفسه في الأرض وفي السماء. وأنه ادعى الوحدة مع الله (تعالى الله عن ذلك).
وأنه ادعى الأزلية
وأن الله قد حل فيه (تعالى الله عن ذلك)
وأن وجوده في السماء. وفي الأرض
وأنه ديان الأحياء .. والأموات
وأنه حاضر في كل زمان ومكان
وأنه واضع الناموس ومكمله
وأن أعماله تشهد بألوهيته
وأنه قد ادعى مغفرة الخطايا، والعلم بالخفيات
وأن له سلطان على عناصر الطبيعة
وأنه هو الذي أرسل روح القدس
وأنه خالق الكل
وأن الأب شهد بألوهيته بوحيه إلى الأنبياء
وأن الرسل شهدت بألوهيته
واستشهدت على صحة هذه الدعاوى بمقتطفات من الأناجيل والرسائل.
وأجيبك على هذا الادعاء، بأنه لا يحق لك أن تستشهد على صحة اعتقادك بمقتطفات لا أعترف بصحتها. وقد أثبت عدم صحتها في كتاب (معاول الهدم والتدمير في النصرانية وفي التبشير).
أما إجابتك على القسم الأخير من سؤالي وهو:
إذا كان لها (أي المجامع) الحق في ذلك. أفلا يكون من حقها عزل من رشحتهم. وترشيح آلهة أخرى؟ بأنني أقصد الاستهزاء. وأنك لا تتعامل مع المستهزئين. فأجيبك عليه بأن هذه الإجابة هي في الحقيقة هزيمة منكرة أمام حجة دامغة، وفرار من مواجهة الحقيقة إلى عالم الخيالات والأوهام.
س 3 – هل وقع الصلب على أقنوم واحد دون بقية الأقانيم؟ وإذا كان كذلك. أفلا يجوز لبقية الأقانيم. ما وقع لأحدها؟
وقد زعمت بأن الإجابة على هذا السؤال موجودة في القرآن في قوله تعالى (وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم) (سورة النساء-157) ونسيت أو تناسيت أن تكملة الآية المذكورة هو قوله تعالى (وما قتلوه. وما صلبوه. ولكن شبه لهم) وهي تنفي مزاعم اليهود. وقولهم (إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تقول بأن الصلب وقع على الأقنوم الثاني لله … بناء على عهد الفداء. بين الأب والابن. لأجل خلاص البشر – في الوقت الذي تقول فيه بعد سطرين: إننا نؤمن بإله واحد له ثلاثة أقانيم. ولكل أقنوم شخصية مستقلة. بحيث يمكن يمكن عقد عهد بين أقنوم وآخر. ويمكن لأقنوم أن يرسل آخر. وأن يقع أقنوم تحت سلطان أقنوم.
وهذا تخليط لا يحل المشكلة. بل يزيدها تعقيداً. بل هو خارج عن موضوع السؤال لأن الإشكال المطلوب حله، هو الصلب الذي وقع حسب زعمك على الأقنوم الثاني والذي من الممكن أن يقع على بقية الأقانيم. مادامت الأقانيم كلها متساوية في القدرة. وفي المجد. وفي الاستقلال، وفي التصرف، وفي التدبير، وإنكار هذا الممكن إنكار للبداهات، ومكابرة للمعقول، واستخفاف بالعقول.
أما استشهادك بأقوال بولس، فمردود عليك، وينبغي أن لا تبحث لأقواله عن مغفلين لا يعرفون من هو بولس.
وأما استشهادك بما في بعض كتبك المقدسة، فلا محل له من الإعراب، وأرجو أن توفره لنفسك، لأني أصلاً لا أعترف بصحتها، وما لا أعترف بصحته لا يحق لك أن تحتج به عليّ.
أما خرافة الفداء، والكفارة فإنه لا يوجد لها دليل في الأناجيل، مع أنها أساس الإيمان عندكم، وقد اخترعها دجاجلة الكنيسة من أسلافكم ليبرروا بها دعوى ألوهية المسيح. ولتكون جواباً لمن يقول (كيف يكون المسيح إلهاً ويصلب)؟.
أما عقيدة الصلب، فقد كانت موجودة في عقائد النيبال الذين يزعمون أن معبودهم (أندرا) قد صلب وثقبت أقدامه بالمسامير.
أما ما ذكرته من شروحات وتفسير لعقائد الفداء، والكفارة والخلاص، والمشورة فليست أكثر من هذيان، لم أفهمه إلا كما تفهم أنت من رطانة رجال الأسكيمو.
س 4 – لماذا كانت الأقانيم ثلاثة ولم تكن أربعة أو خمسة أو خمسين. أليست الزيادة خير من النقص. والكثرة أفضل من القلة؟
وقد أجبت على هذا السؤال بقولك (لماذا كان الله أحد الله الصمد) أليس التعدد أفضل من الوحدانية؟
ويكفي أن أرد عليك بقوله تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)
س 5– لماذا قدم المسيح نفسه قرباناً لمغفرة خطيئة آدم حسب زعمكم، ولم يقدم بدلاً عنها صك غفران؟
وقد أجبت على هذا السؤال بقولك –ليس الغفران بالفداء قضية مزعومة بل هو مشورة إلهية. وحكمة فائقة – لذلك لم يأت المسيح إلى العالم لإعطاء صكوك غفران. ولا ليعلّم الناس أن الحسنات يذهبن السيئات، أو بأن صيام شهر يكفر الخطايا، أو بأن الحج إلى مكان ما ينيل البر، أو بأن النطق بشهادة ما تنجي من عذاب جهنم.
وأجيبك على ذلك بقولي:
إذا كانت الحسنات لا تذهب السيئات، وأعمال البر لا تكفر الخطايا، ولا تنجي من عذاب جهنم، فأي فائدة تجنيها الإنسانية من إنزال الكتب، وإرسال الرسل، وهل تكون وصايا الرسل وشرائعهم، إلا نوعاً من اللغو!. وهل يكون تنفيذها والالتزام بها إلا إضاعة للوقت والجهد، فيما لا طائل من ورائه؟! وهل خلق الله الجنة، ليكون جزاء أوليائه الحرمان منها، وهل يحتاج كل مذنب إلى مسيح جديد يقدم نفسه فداءً عن ما ارتكبه من ذنوب؟
صدقني يا أستاذ اسكندر. إن من يحملون هذه الأفكار لا بد أن يكونوا قد أصيبوا بلوثة في عقولهم، وإلا فما معنى تشبثكم بهذه الأفكار التي لا تصلح إلا للمتاحف.ولا تليق بإنسان يحترم عقله. والتي ورثتموها من أئمة الضلال في عصور الظلام والانحطاط.
أنا لا ألومك على هذا التفكير السقيم. فأنت تفكر بعقلية من يخشى على مركزه الاجتماعي، ولكني ألوم أصحاب الرؤوس النخرة. الذين ينقادون لكم كما تنقاد الخراف العجماء بين يدي من يسوقها إلى المسلخ.
س 6 – لماذا كان عيسى مسؤولاً دون غيره عن خطيئة آدم، حسب زعمكم ومطالباً بالتكفير عنها؟
وقد أجبتَ على هذا السؤال بجواب لايمت إلى السؤال بصلة. لأنني لم أسألك عن صورة آدم، ولا عن كيفية خلقه، ولا عن الأطوار التي مر بها قبل خلقه، ولا عن المراحل التي مر بها قبل الامتحان وبعده، إنما سألتك عن الحكمة التي في مؤاخذة عيسى على ذنب اقترفه غيره وكيف لا يكون حقاً لي وللناس أجمعين ما كان حقاً لآدم على عيسى عليه السلام، وبمعنى أوضح كيف احتاج آدم إلى مسيح يفتديه، ويكفر عن خطيئته ولا تحتاج ذريته إلى مسحاء بعدد ما اقترفته من خطايا وآثام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تقول في ص (34) كيف يجوز أن نسلم بآثار الوراثة العميقة في الحياة، ولا نسلم بالميراث الآتي إلى الإنسان من خطيئة أبويه الأولين؟
وهذا تخليط لا يليق أن يصدر من إنسان يحترم عقله –إذ من البديهي أن الإنسان غير مسؤول عن عوامل الوراثة، كاللون، والملامح، ولكنه مسؤول مسؤولية تامة عما كسبت يداه.فيثاب على إحسانه. ويجازى بما يستحقه على إساءته (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وهذه قاعدة تحكم كل قانون وضعي أو سماوي. باستثناء شرائع الغاب وقوانين أكلة لحوم البشر.
ولو افترضنا صحة ما تقوله. لوجب أن تكون مثقلاً بكل الأوزار التي اقترفها آباؤك وأجدادك. ولكنت في حاجة إلى أعداد لا تحصى من المخلصين لكي يفتدوك مما تراكم على عاتقك من ذنوبهم.ويكفروا عنك ما أورثته من خطاياهم عبر العصور.
ولو صحت خرافة الكفارة والفداء.لما كان هناك معنى ليوم الدينونة. ولكنا الآن نرفل في رحاب جنات النعيم، ونتفيأ ظلال الخلد في جوار رب العالمين.
أما استشهادك بقول العالم الانكليزي (هكسلي) الذي يقول إن ناموس الخطيئة يسكن في الإنسان فهو زعم لم يأت به (هكسلي) من عند نفسه بل هو عنصر أصيل من عناصر النصرانيةالتي تقول (إن الإنسان منذ خطيئة آدم قد انقلب شريراً لاحيلة في إصلاحه .. إلا بمنقذ ومخلص إلهي) وقد تسربت هذه الفكرة إلى النصرانية من البوذية التي تقول (إن الإنسان شرير بطبعه، والخير طارئ عليه).
أما ما حشوت به الصفحات التالية إلى صفحة (55) فلا أتناوله بالنقاش لأنه محاولة لتبرير فكرة أرفضها بأدلة لا أعترف بصحتها.
س 7 – أليس من الأعدل والأحكم أن يحيي الله آدم. ويأمره بتقديم نفسه قرباناً على الصليب تكفيراً عن خطيئته،بدلاً من تقديم عيسى ـ حسب زعمكم ـ بلا سبب وجيه؟
وقد أجبت على هذا السؤال بأن آدم لا يصلح أن يكون ذبيحة كفارة، بسبب كسره شريعة الله، وإنه لما كان الله قدوسنا استلزم أن يكون وسيط الصلح قدوساً… الخ
ولا أدري والله إلى كم قدوس يحتاج البشر في تكفير خطاياهم. التي تفوق العد والإحصاء. بل ولا أدري ماهي الرجعية إذا لم تكن في هذه الأفكار التي لا تصلح إلا للعرض في متاحف المومياء.
س 8 - هل كان الأنبياء الذين سبقوا مجيء المسيح يؤمنون بألوهيته؟ الجواب بنعم يحتاج إلى إثبات والجواب بلا حجة تدمغ بها المكابرين
وقد أجبت بنعم واستشهدت بالمزمور الثاني والحادي عشر، وبمقتطفات من اشعيا وارميا، ودانيال وميخا وملاخي، وتناسيت أن هذه الأسفار كلها متهمة بالزيف والتزوير ولم تجد حتى الآن من يستطيع إخراجها من قفص الاتهام.
س 9 – أما كان الله قادراً على خلاص آدم وذريته بغير صلب المسيح؟
وقد أجبتَ في الصفحات 62و63و64 بما يتنافى مع سعة غفران الله.وبما لا يليق بعظيم سلطانه حيث تقول في (ص 64) أن الله لكونه كاملاً في كل صفاته لا يصح لمشيئته أن تغفر للإنسان ذنوبه على حساب حقه وعدله.
وهذا تحكم لا يليق أن يصدر من العبد تجاه معبوده.
س 10 - التوراة لا تثبت ألوهية عيسى. فهل كان موسى عالماً بها وأخفاها عن قومه. أم كان جاهلاً بها؟
وقد أجبت على هذا السؤال بإيراد المقتطفات التالية:
في البدء خلق (إلوهيم) السماوات والأرض (تكوين 1 - 1)
زاعماً أن لفظة (إلوهيم) وردت بصيغة الجمع – والصحيح أنها أحد الأسماء التي يطلقها اليهود على الله تعالى– حيث يسمونه مرة (يهوة) ومرة يسمونه (ايلوهيم) ومرة يسمونه (رب الجنود) ومرة يسمونه (إله اسرائيل).
واستشهدت أيضاً بما ورد في التثنية (6 - 4) وهو (اسمع يا اسرائيلي الرب إلهنا واحد) زاعماً أن لفظة (إلهنا) وردت في صيغة الجمع.
ونرد على ذلك بأن ما ورد في التثنية إن كان الخطاب فيه موجها من الله لإسرائيل فهو متناقض.لأن الله لا ينبغي أن يكون مألوهاً لغيره.
والفقرة التي أوردتها تشير بأن لله إلهاً آخر ولو جاز هذا أن يكون لكل إله إله آخر إلى ما لا نهاية. والخلاصة انه لا يجوز لك الاستشهاد بكتب تبيح الغش
(يُتْبَعُ)
(/)
والكذب. والغدر. والمكر، وتأمر بالفحشاء والمنكر والبغي والنفاق والاستغلال وتشجع الدعارة، والعهر، والفسوق، والإباحية، وتحلل الكبائر، وتدعوا إلى الرذيلة، والانحلال وتصف الله جل شأنه بالجهل والضعف والتعصب والعنصرية،والانعزال والظلم والتعطش لسفك الدماء، ومؤاخذة البريء بجريرة المذنب، والتي يزعم واضعوها أن النار تخرج من فمه، وأن الدخان ينساب من أنفه، وأنه يحب رائحة الشواء والمحرقات، وأنه لا يرضى إلا إذا قدمت له القرابين البشرية، وتنسب إلى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ما يخجل القلم من ذكره، حيث تتهمهم بالكفر والزنا، والخيانة، والمروق وعبادة الأوثان.
ولا أظنك تجهل ما تتضمنه أسفار (صموئيل الثاني، والملوك الأول، وحزقيال،ويشوع والتثنية، والعدد والخروج، واشعيا، والقضاة وأخبار الأيام، ونشيد الانشاد، والجامعة، واستير وغيرها.
ولمن يشك في قولي أن يرجع إلى الأسفار المذكورة وله أن يحكم بما يشاء.
ولعل أكثر ما أثار دهشتي وعجبي ما كتبتَه تحت عنوان (الثالوث في الإسلام) حيث تزعم أن الإسلام لم يحارب ثالوث المسيحية.وغنما حارب ثالوثاً آخر هو ثالوث طائفة (المرقونين) الذين قالوا بثالوث مؤلف من:
أ - عادل – انزل التوراة.
ب - وصالح نسخ التوراة بالإنجيل.
جـ- وشرير- وهو ابليس.
مع أن القرآن خاطب النصارى عامة. ولم يخاطب طائفة منهم. بدليل أنه ينفي الألوهية عن المسيح بالذات في آيات عديدة. والمسيح عليه السلام تؤلهه جميع طوائف النصارى باستثناء الموحدين منهم وهم أتباع (اريوس) و (سباليوس) الذين انقرضوا بعد أن أبادتهم الحروب ومحاكم التفتيش.
أما ما أوردته من مصطلحات فلسفية، كالوجود المطلق، والمقيد، والمعلق، والعقل، والعاقل والمعقول، -وما أوردته من أقوال الرازي وابن سينا فهذه كلها تخيلات، وتمحلات، وتنطع، وترف عقلي، لا تثبت حقاً ولا تنفي باطلاً، ولا تستحق إضاعة الوقت في مناقشتها.
أما قولك في ص (80) أن لفظة الكلمة التي أطلقت على المسيح في الكتاب المقدس، واقتبسها الإسلام وأنها تدل على وحدة الأقنومين الأول والثاني.
فأقول لك:
أولاً - إن لفظة أقنوم لفظة يونانية لم تكن معروفة عند قدماء النصارى. وقد دخلت إلى النصرانية بواسطة من تنصروا من الوثنيين.
ثانياً –إن الإسلام لم يقتبس لفظة الكلمة من كتابكم المقدس، بل الصحيح أن للإسلام الفضل في التعريف بكتبكم إذ لولاه لطمسها النسيان ولأصبحت في خير كان.
ثالثا- إن كلمة الله التي أشار إليها القرآن هو قوله تعالى (كن) لكل ما يريد خلقه وإيجاده بدليل قوله تعالى (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (82 - سورة يس) وقوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (59 - سورة آل عمران).
ولو كان خلق عيسى بقول (كن) يستلزم رفعه إلى مرتبة الألوهية، لكان التأليه لازماً لكل مخلوق أوجده الله بقول (كن).
رابعاً – إن ما أوردته من أقوال بولس يثبت أنك تتنكر لمسيحيتك باتباعك لمن هو من الد أعداء المسيح.
خامساً-إن ما دار في الاجتماع الذي تم في الأزهر في عام (1905) لا علاقة له بموضوعنا لأنه يبحث في معية الله مع عباده.ومعية الله حقيقة تقرها الشرائع –ولا تتعارض مع العقل والمنطق والفكر السليم، وهي معية علم وإحاطة كما يليق بجلال الله، ويتناسب مع كمال قدرته، وعظيم سلطانه، وليست معية حلول أو اتحاد كما تزعم.
س 11 - إذا كان غفران خطيئة آدم قد احتاج إلى هذه المسرحية المضحكة المبكية التي تتمثل في تقديم المسيح نفسه قرباناً على الصليب حسب زعمكم فما الذي يحتاج إليه غفران ذنوب العباد وآثامهم من لدن آدم وحتى قيام الساعة؟
وقد أجبت على هذا السؤال بأن المسرحية المبكية هي فيما أورده المفسرون من روايات وتخرصات حول الرجل الذي ألقي عليه شبه عيسى، حيث قال بعضهم أنه تطياس اليهودي. وقال آخرون أنه الحارس الذي كلف بحراسة المسيح، وآخرون قالوا أن أحد الحواريون تطوع بأخذ الشبه مقابل وعد بالجنة.وما أورده الطبري والسدي وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول لك –إن كل رواية تعين الشخص البديل الذي ألقي عليه شبه عيسى مردودة بل ونعدها من الخرافات الاسرائيلية التي تسربت إلى كتب التفسير عن طريق بعض الوضاعين ممن لبسوا الإسلام مقلوباً ليهدموا الإسلام المظلوم تحت ستر الإسلام المزعوم. ومثل هذه الروايات لا تنطلي إلا على الأغبياء والمغفلين. وما دام أن القرآن والسنة الصحيحة لم يعينا الشبه البديل، فليس من حقنا أن نتجاوزهما إلى ما لا نثق في صحته من الأخبار. وقد أوردت في كتابي (معاول الهدم والتدمير في النصرانية وفي التبشير) في هذا الموضوع ما فيه الكفاية.
س12 – لماذا أجل الفداء إلى زمن المسيح. وما هي الحكمة في هذا التأجيل. وما حكم من ماتوا قبل الفداء؟
وقد أجت على هذا السؤال بإيراد مبررات ملأت بها الصحائف من (89) إلى (93) منها أن الأرض وقعت تحت اللعنة بسبب سقوط آدم، وهذه اللعنة يجب (حسب زعمك) أن تأخذ مفعولها بواسطة خراب عمومي. تتغير به هيئة الأرض. ولا أدري والله كيف تأخذك الرأفة بشخص واحد ألقي عليه شبه عيسى بزعم أنه بريء وأنه لا يستحق القتل. ثم تتبخر هذه الرأفة حينما تتذكر خطيئة آدم فتصب اللعنة صبا على كل من أقلتهم الأرض وأظلتهم السماء. من عهد آدم إلى زمن المسيح بسبب ذنب تجاوز الله عنه. وغفره لآدم قبل أن يهبط إلى الأرض. أما بقية مبرراتك فلن أناقشها لأنها مجرد تحيلات وتخرصات لا سند لها من أساس علمي أو برهان عقلي، أو تفكير سليم.
س13 – لقد عرف التثليث قبل النصرانية في عبادات الوثنيين في فارس، وفي اليونان، والهند والصين، ومصر فما السر في ذلك؟
وقد أجبت على هذا السؤال بقولك: إنه يوجد فرق شاسع بين العقيدة المسيحية والوثنيين – فالمصريون كانوا يؤمنون بثالوث ممثل في (أوزوريس، وإيزيس، وهوريس) ولكن هؤلاء لم يكونوا إلهاً واحداً بل كانوا ثلاثة آلهة والهنود آمنوا بثلاثة آلهة هم: (براهما، شنوا، شيوا) وهم أيضاً ثلاثة آلهة، ثم تقول: إن وجود التثليث في ديانات الوثنيين لا يشبه التثليث في المسيحية وتضرب مثلاً لذلك بلفظ الجلالة (الله) الذي هو واحد في الجاهلية وفي الإسلام وبشعائر الحج والعمرة التي أقرها الإسلام، وبقصة الاسراء والمعراج التي لها مثيل في كتب الزرادشتيه ثم تقول: وهل يضر الإسلام كون اليهودية سبقته إلى عقيدة التوحيد؟
أجيبك على ذلك بما يلي:
إن الوثنيين الذين كانوا يؤمنون بالتثليث قبل النصرانية كانوا أعقل منكم لأنهم يسمون الأشياء بمسمياتها فلا يقولون إن الواحد يساوي ثلاثة، وأن الثلاثة تساوي واحداً. أما ضربك المثل بلفظ الجلالة وبشعائر الحج والعمرة، فلا وجه للمقارنة بين التثليث في النصرانية وبين شعائر من بقايا دين الحنيفية أقرها الإسلام، لأن التثليث قد تسرب إلى النصرانية من وثنيين وعبدة أصنام، أما شعائر الحج والعمرة فقد انتقلت إلى دين الإسلام من دين سماوي يدعو إلى وحدانية الله، أما إقرارك بعقيدة التوحيد في اليهودية فهو حجة عليك لأنك بالتزامك عقيدة التثليث تناقض اليهودية، وتعمل ضد إرادة المسيح الذي يقول: (ما جئت لأنقض الناموس ولكن جئت لأكمل) وأنت بإصرارك على التثليث إنما تضحك على نفسك، وتخدعها، بادعائك بأنك موحد، وأن الثلاثة هي في الحقيقة واحد، وأن الوحدانية هي في التثليث، ومثل هذه الاعتقادات لا ينبغي أن تصدر من إنسان يحترم عقله، ولا ينسى أن يحترم عقول الأخرين. ومشكلتكم أيها المبشرون أنكم تخترعون الأكاذيب ثم تصدقونها وتتشبهون بالنعام ثم تريدون من البشر أن يفقدوا عقولهم، وأن يتحولوا إلى قطعان من البهائم عندما يؤمنون بأمثال هذه الترهات.
س14 - ماذا تكون النتيجة لو أن قساً أصدر لشخص صك غفران، وأصدر آخر في حقه قرار حرمان؟
وقد أجبت على هذا السؤال: بأن صكوك الغفران بدعة، وليس لها قاعدة في الكتاب المقدس وقد حاربها المصلح العظيم (مارتن لوثر) وقضى عليها في مهدها. وأجيبك على ذلك بأن (مارتن لوثر) عميل لليهودية العالمية، استفاد اليهود من ثورته على الكنيسة فوائد كثيرة منها:
أ - تدمير النصارى بأيدي بعضهم البعض.
ب – إحياء العهد القديم بعد أن أصبح جثة هامدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج – صرف أنظار الأوربيين عن الإسلام الذي بدأ نوره يشع عليهم بواسطة من عادوا من الحروب الصليبية – ولولا ثورة (لوثر) لما بقي في أوربا من لا يدين بالإسلام وإذا كان المذكور قد قضى على بعض البدع والخرافات النصرانية، المتمثلة في صكوك الغفران والحرمان فقد كان ذلك بقصد امتصاص النقمة العارمة التي اجتاحت الأوربيين على باء الكنيسة الذين ضربوا أسوأ الأمثلة في الفسق والتسلط والفساد والظلم واقتراف الجرائم.
س15 - ماذا تكون النتيجة لو أن أحد الأقانيم أراد شيئاً وأراد الآخر نقيضه؟
وقد أجبتَ على هذا السؤال بقولك: أنه لا يوجد بين الأقانيم أدنى تمييز في الذات لأن ذاتهم واحدة. ولا في زمن الوجود لأن كلاً منهم أزلي.ولهم علم واحد ومشيئة واحدة، وعقل واحد ولم يقل أحد أن في اللاهوت ثلاثة عقول، أو ثلاث قوّات، أوثلاث إرادات.
وأجبتك على ذلك بأن الأقانيم لفظة دخيلة على النصرانية، وليس لها أساس أو دليل في كتبكم –وما دام هذا الأصل غير موجود في كتبكم، فإن كل ما تفرع منه باطل، لأن ما بني على الفاسد فهو فاسد مثله.
س 16 - الحواريون الذين عاصروا عيسى وناصروه لم يثبت أن أحداً منهم عبد المسيح أو اعتقد ألوهيته. فهل أنتم أعلم بعيسى من الحواريين؟
وقد أجبتَ على هذا السؤال بإيراد مقتطفات من الأناجيل ورسالة بولس:
وبما أني لا أعترف بصحة الأناجيل ورسائل بولس. فإنه لا يحق لك إلزامي بقبول أي شهادة منها.كما أن من حقك أن تطالبني بأن لا ألزمك بقبول أي شهادة من كتاب لا تؤمن بصحته.
س17 - الأناجيل المتداولة هي http://www.dd-sunnah.net/forum/images/smilies/frown.gif متى،لوقا، مرقس، يوحنا) ونحن كمسلمين لا نؤمن بغير إنجيل عيسى عليه السلام فأين هو هذا الإنجيل؟
وقد أجبتَ على هذا السؤال بقولك:
من امتيازات المسيحية أن إنجيلها لم ينزل في حرف جامد. بل نزل في شخص إلهي هو الرب يسوع المسيح الذي تجسد من روح القدس. ومن مريم العذراء وعاش أرضنا- ردحاً من الزمن. أعلن خلاله محبة الله في الفداء. إلى أن قلت – وفي تعبير آخر أن المسيح هو الإنجيل بحياته وأعماله، وموته على الصليب وقيامته وصعوده إلى السماء .. إلخ
وأجبتك على ذلك:
إن مجمع نيقية المنعقد في 325م قد قرر اختيار الأربعة الأناجيل المتداولة الآن من بين حوالي 1مائة إنجيل كانت متداولة آن ذاك ولو صح ما تقوله لكان هذا الإجراء باطلاً ولكان من حق كل نصراني أن يؤلف إنجيلاً حديثاً بحسب تصوراته لحياة المسيح وموته، وأقواله وأعماله ولبطل الاحتجاج بأي إنجيل قديم أو حديث. لأن كل مؤلف إنجيل يدعي أن الحق في جانبه.وهذه قمة الفوضى التي لا ضابط لها ولا نظام.
س18 - التوراة تنص على أن كل من عُلّق خشبة فهو ملعون، وأنتم تصرون على أن عيسى عليه السلام هو الذي علق على خشبة الصليب ونحن كمسلمين نصر على تنتزيهه عن هذه الهرطقات، فمتى نتفق؟
وقد أجبت على هذا السؤال بقولك:
أ - نص التوراة صحيح، ويسوع المسيح علّق على خشبة الصليب كفادٍِ فعلاً وذلك لكي يزيل حكم اللعنة عن البشر الذين لم يثبتوا في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس.
ب - المسيحي يعلق الصليب تباهياً وتذكيراً بما قاله الرسول المضبوط (بولس) الذي قال (أما من جهتي فحاشا أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع الذي قد صلب العالم لي وأنا للعالم).
وأجبتك على ذلك:
أ - بأنه كان ينبغي أن يحملكم نص التوراة على أن تختاروا بين الإيمان به أو الإيمان بأن المسيح لم يصلب. وإنما الذي صلب شخص آخر ألقي الشبه عليه ولكنكم لفرط ذكائكم اخترتم الإيمان بالنص. وبأن المصلوب شخص المسيح، ثم لاتريدون أن تصدقوا بأنكم أغبياء.
ب - إن ماقاله رسولكم المضبوط (بولس) لمن أكبر الأدلة على أنه من ألد أعداء المسيح ولكنكم لفرط ذكائكم أيضاً وربما لفرط محبتكم للمسيح أصدرتم مرسوماً بترفيع (بولس) إلى مرتبة الرسل الذين يتمتعون بحق النسخ والتشريع فيما يبلغونه عن الله تعالى.وفي الوقت الذي اعتبرتم فيه جميع الأنبياء والمرسلين الذين سبقوا مجيء المسيح (سراقاً ولصوصا) ً استنادا إلى نص لايجرؤ على قوله إلا مجدف أو معتوه.
ثم ماذا؟
ثم تريدون من الناس أن يفقدوا عقولهم.ليؤمنوا بخرافاتكم وصفاقاتكم. ويتخذوا منكم هداةً ومرشدين.وكأنه لم يكفكم ما وصل العالم إليه على أيديكم من تفسخ أخلاقي. وتدهور اقتصادي وتفكك اجتماعي وتمزق وانحلال وسقوط في الضياع والحيرة والضلال.
س19 - لقد كان عيسى يصلي فهل كان يعبد نفسه؟ وكان يدعو الله ويتضرع إليه، فهل كان يدعو نفسه ويتضرع إليها؟ وكان يسمي نفسه نبياً ورسولاً وهو أجل وأعظم من أن يكذب على قومه.وكان يرفض أن يسمى صالحاً تواضعاً لله.ولا يعقل أن يكون إلهاً ويتواضع لغيره.وباختصار لقد كان يأكل ويشرب ويمشي ويتعب، وكان يفرح ويحزن، وكان يخضع للسنن والقوانين الكونية، وما ينبغي لإله أن تتحكم فيه سنن خلقها.وأن تسيطر عليه نواميس أوجدها.فكيف توفقون بين هذه الحقائق الدامغة التي لا ينكرها إلا مكابر وبين إصراركم على تأليه المسيح؟
وقد أجبتَ على هذا السؤال بقولك:
يعلم الكتاب المقدس أن يسوع في القناعة لأجل الداء اتخذ جسداً بشرياً ولذلك كل ما ينسب للإنسان باعتبار ناسوته، يمكن أن ينسب ليسوع:
أما من جهة قول الإنجيل أنه كان يصلي فلم تكن صلواته تعبداً بل تأملاً تتخلله الشفاعة للمؤمنين.
مع أطيب التحيات والتمنيات خادم يسوع
اسكندر جديد
وأجبتك على ذلك بأنك اقتصرت على تفسير صلاته. وقلت أنها لم تكن تعبداً بل تأملاً – ولم تتفضل بإعطاء تفسير مقنع لدعائه، وتضرعه، ولا لتسمية نفسه نبياً ورسولاً ولا لرفضه أن يسمى صالحاً – وهل كان صلوات الله وسلامه عليه يأكل ويشرب تأملاً؟ وهل كان يتخلص من فضلات طعامه وشرابه تأملاً؟ وهل كان يخضع للسنن والنواميس الكونية تأملاً؟ وهل كان ناسوته يعبد لاهوته؟ إذ أن كل هذه ألغاز ومعميات تحتاج إلى من يحل رموزها. ويقدم للحائرين ما يحتاجونه فيها من شرح وإيضاح.
ختاماً ثِق أنني أصلي من أجل إنقاذ المسيح منكم!!
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
خادم الحق وجندي الحقيقة
إبراهيم بن سليمان الجبهان(/)
فتوى: الدعاء للكفار بالهداية وفتاوى عقدية متنوعة ..
ـ[محب الأقصى]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 08:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعاء للكفار بالهداية
قرأت إجابة السؤال رقم (4569 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=4569&dgn=3)) . وجاء في الإجابة دعاء الشيخ بأن يهدي الله الرافضة، فهل هذا يليق؟ فالدعاء للمشركين لا يجوز. .
الحمد لله
أولاً: نشكر للأخ السائل هذا الاهتمام وسؤاله عما يستشكله في بعض الإجابات.
ثانياً: للوقوف على حكم الرافضة وبعض أقوالهم يراجع السؤال رقم (1148 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=1148&dgn=3) ) و (10272 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=10272&dgn=3) ) .
ثالثاً: الاستغفار للمشركين لا شك أنه محرم، وقد دل على تحريمه الكتاب والسنة.
قال الله تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) التوبة / 113 - 114.
قال السعدي رحمه الله:
يعني: ما يليق ولا يحسن بالنبي والمؤمنين به " أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ " أي: لمن كفر بهُ وعبد معه غيره " وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ". . .
ولئن وجد الاستغفار من خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لأبيه فإنه "عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ " في قوله "سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا" وذلك قبل أن يعلم عاقبة أبيه.
فلما تبين لإبراهيم أن أباه عدو للّهُ سيموت على الكفر ولم ينفع فيه الوعظ والتذكير "تَبَرَّأَ مِنْهُ" موافقة لربه وتأدبا معه.
"إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ" أي: رجَّاع إلى اللّه في جميع الأمور كثير الذكر والدعاء والاستغفار والإنابة إلى ربه.
"حَلِيمٌ" أي: ذو رحمة بالخلق وصفح عما يصدر منهم إليه من الزلات لا يستفزه جهل الجاهلين ولا يقابل الجاني عليه بجرمه فأبوه قال له: "لَأَرْجُمَنَّكَ" وهو يقول له: "سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي" اهـ.
وروى البخاري (3884) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرض الإسلام على عمه أبي طالب وهو يموت، فأبى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ. فَنَزَلَتْ: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) وَنَزَلَتْ: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ).
قال الحافظ:
(مَا لَمْ أَنَّهُ عَنْهُ) أَيْ: الاسْتِغْفَار , وَفِي رِوَايَة: (عَنْك) اهـ.
وروى مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي.
قال النووي رحمه الله:
فِيهِ: النَّهْي عَنْ الاسْتِغْفَار لِلْكُفَّارِ اهـ.
وواضح من هذين الحديثين أن النهي إنما هو عن الاستغفار لهم وهو طلب المغفرة، ومثله الدعاء لهم بدخول الجنة أو النجاة من العذاب.
والحكمة من هذا النهي:
"أن الاستغفار لهم في هذه الحال (أي في حال تبين أنهم أصحاب الجحيم) غلط غير مفيد فلا يليق بالنبي والمؤمنين لأنهم إذا ماتوا على الشرك أو علم أنهم يموتون عليه فقد حقت عليهم كلمة العذاب ووجب عليهم الخلود في النار ولم تنفع فيهم شفاعة الشافعين ولا استغفار المستغفرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا: فإن النبي صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معهُ عليهم أن يوافقوا ربهم في رضاه وغضبهُ ويوالوا من والاه اللّهُ ويعادوا من عاداه اللّهُ والاستغفار منهم لمن تبين أنه من أصحاب النار مناف لذلك مناقض له" اهـ. قاله السعدي رحمه الله.
وليس الدعاء للكفار بالهداية مما يشمله النهي عن الاستغفار لهم.
وقد ثبت دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبعض الكفار بالهداية.
قال البخاري رحمه الله في "الصحيح": بَابُ الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ بِالْهُدَى لِيَتَأَلَّفَهُمْ. ثم ذكر حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ. رواه البخاري (2937) ومسلم (2524).
قال الحافظ في "فتح الباري":
ذَكَرَ البخاري حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي قُدُومِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرو الدَّوسِيِّ وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اللَّهُمَّ اِهْدِ دَوسًا" وَهُوَ ظَاهِرٌ فِيمَا تَرْجَمَ لَهُ. وَقَوْلُه: "لِيَتَأَلَّفَهُمْ" مِنْ تَفَقُّهِ الْمُصَنِّفَ إِشَارَة مِنْهُ إِلَى الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَقَامَيْنِ، وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ تَارَةً يَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَتَارَةً يَدْعُو لَهُمْ، فَالْحَالَة الأُولَى حَيْثُ تَشْتَدُّ شَوْكَتُهُمْ، وَيَكْثُرُ أَذَاهُمْ، وَالْحَالَةُ الثَّانِيَةُ حَيْثُ تُؤْمَنُ غَائِلَتُهُمْ، وَيُرْجَى تَأَلُّفُهُمْ كَمَا فِي قِصَّةِ دَوْسٍ اهـ.
وروى الترمذي (2739) عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري قَالَ: كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ، فَيَقُولُ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ. صححه الألباني في صحيح الترمذي.
قال الحافظ:
حَدِيث أَبِي مُوسَى دَالّ عَلَى أَنَّهُمْ (يعني: الكفار) يَدْخُلُونَ فِي مُطْلَق الأَمْر بِالتَّشْمِيتِ , لَكِنْ لَهُمْ تَشْمِيت مَخْصُوص وَهُوَ الدُّعَاء لَهُمْ بِالْهِدَايَةِ وَإِصْلاح الْبَال وَهُوَ الشَّأْن وَلا مَانِع مِنْ ذَلِكَ , بِخِلافِ تَشْمِيت الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُمْ أَهْل الدُّعَاء بِالرَّحْمَةِ بِخِلافِ الْكُفَّار اهـ.
والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
حكم زوجة من سب الدين
السؤال: سمعت أن الرجل إذا سب الدين طلقت عليه امرأته، ويلزم له التوبة والاستغفار وعقد قران جديد، فما مدى صحة هذا الكلام؟
الجواب:
الحمد لله
"سب الدين ردة عن الإسلام، وكذلك سب القرآن وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ردة عن الإسلام، وكفر بعد الإيمان، نعوذ بالله، لكن لا يكون طلاقاً للمرأة بل يفرق بينهما من دون طلاق، فلا يكون طلاقاً بل تحرم عليه لأنها مسلمة وهو كافر، وتحرم عليه حتى يتوب فإن تاب وهي في العدة رجعت إليه من دون حاجة إلى شيء، أي إذا تاب وأناب إلى الله رجعت إليه، وأما إذا انتهت العدة وهو لم يتب فإنها تنكح من شاءت، ويكون ذلك بمثابة الطلاق، لا أنه طلاق، لكن بمثابة الطلاق لأن الله حرم المسلمة على الكافر.
فإن تاب بعد العدة وأراد أن يتزوجها فلا بأس، ويكون بعقد جديد أحوط خروجاً من خلاف العلماء، وإلا فإن بعض أهل العلم يرى أنها تحل له بدون عقد جديد، إذا كانت تختاره، ولم تتزوج بعد العدة بل بقيت على حالها، فإن الأكثرين يقولون: متى خرجت من العدة بانت منه وصارت أجنبية لا تحل إلا بعقد جديد، فالأولى والأحوط أن يعقد عقداً جديداً، هذا إذا كانت قد خرجت من العدة قبل أن يتوب، فأما إذا تاب وهي في العدة فهي زوجته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الذين أسلموا بعد إسلام زوجاتهم على أنكحتهم قبل خروج زوجاتهم من العدة" انتهى.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" لابن باز (1/ 106).
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "فتاوى نور على الدرب" لابن باز (1/ 106).
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا كان مَن لعن عائشة رضي الله عنها كافراً ولم يكن كذلك مَن قاتلها يوم " الجمل "؟
السؤال: في حرب " الجمل " قاتل جيش علي بن أبي طالب عائشة وجيشها قتالاً بالسيوف، ولم يقل أحد بكفر علي وجيشه لأنهم قاتلوا أم المؤمنين. السؤال: هل يكون كافراً مَن لعن عائشة بينما لم يكفر من رفع سيفه عليها؟. وجزاكم الله كل خير.
الجواب: الحمد لله
لا شك أن الأمر يختلف، ولذا كان الحكم مختلفاً؛ فإن عائشة رضي الله عنها لم يصدر منها ما يبيح قذفها وسبَّها، وقد برأها الله تعالى مما اتهمها به المنافقون من فعل الفاحشة، ولذا كان الذي يتهمها بما برأها الله منه: كافراً مرتدّاً؛ لأنه يكون مكذِّباً لله تعالى، وهذا ما اتفقت عليه كلمة العلماء فيمن قذفها أو سبَّها أو لعنها لأجل ذلك.
قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النور/ 23 - :
وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبة على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا، ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذُكر في هذه الآية: فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن، وفي بقية أمهات المؤمنين قولان: أصحهما: أنهن كهي، والله أعلم.
" تفسير ابن كثير " (6/ 31، 32).
وتجد أقوال العلماء في حكم هذا الساب في جواب السؤال رقم (954 ( http://islamqa.com/ar/ref/954) ) .
وليس الأمر كذلك فيما يتعلق بوقعة " الجمل " حيث كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مشاركة بالفعل، وكانت متأولة في خروجها للبصرة، حيث ظنت أن القضاء على قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه هناك كفيل في الإصلاح بين معاوية ومن معه في الشام، وبين علي ومن معه في المدينة، ثم لما وقعت الحرب بين جيش معاوية وجيش علي رضي الله عنهما لم تشارك فيها رضي الله عنها، بل جاءت على جملها وسط المعركة ظانَّة أنهم سيوقفون الحرب، لكنَّ الخوارج وأهل الفتنة أبوا ذلك واستمروا بالقتال، بل قد نالت سهامهم جملَها حتى سقط في أرض المعركة.
قال الطبري – رحمه الله -:
وأقبل " كعب بن سور " حتى أتى عائشة رضي الله عنها فقال: " أدركي فقد أبى القوم إلا القتال لعل الله يصلح بكِ "، فركبت، وألبسوا هودجها الأدراع، ثم بعثوا جملَها وكان جملها يدعى " عسكراً " حملها عليه " يعلى بن أمية "، اشتراه بمائتي دينار.
" تاريخ الطبري " (3/ 40).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
فإنَّ عائشة لم تقاتِل، ولم تخرج لقتال، وإنما خرجتْ لقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنَّتْ أنَّ في خروجها مصلحةً للمسلمين، ثم تبيَّن لها فيما بعد أنَّ ترك الخروج كان أولى، فكانتْ إذا ذكرتْ خروجَها تبكي حتى تبل خمارها، وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندم طلحة، والزبير، وعلي، رضي الله عنهم أجمعين، ولم يكن " يوم الجمل " لهؤلاء قصد في الاقتتال، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم.
" منهاج السنة " (4/ 316).
فكما ترى فإن عائشة رضي الله عنها قد صدر منها مخالفة في خروجها للبصرة، وليست هي بمعصومة حتى لا يقع منها مثل هذا الخطأ بذلك التأويل.
عن قيس بن أبي حازم قال: لمَّا أقبلتْ عائشة رضي الله عنها بلغت مياه " بني عامر " ليلاً: نبحتْ الكلابُ، قالت: أيُّ ماءٍ هذا؟ قالوا: ماء " الحَوْأَب " - ماء قريب من البصرة، على طريق مكة -، قالت: ما أظنني إلا أنَّني راجعة، فقال بعضُ من كان معها: " بل تَقْدَمين فيراكِ المسلمون فيصلح الله ذات بينهم "، قالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يومٍ: (كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلاَبُ الحَوْأب؟).
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -:
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس كلُّ ما يقع مِن الكُمَّل يكون لائقاً بهم، إذ المعصوم من عصمه الله، والسنيُّ لا ينبغي له أنْ يغالي فيمن يحترمه حتى يرفعه إلى مصافِّ الأئمة الشيعة المعصومين عندهم، ولا نشك أنَّ خروجَ أمِّ المؤمنين كان خطأً مِن أصله، ولذلك همّتْ بالرجوع حين علمتْ بتحقُّقِ نبوءةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عند " الحَوْأَب "، لكن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله: " عسى الله أنْ يصلح بك النَّاس "، ولا نشك أنَّه كان مخطئاً في ذلك أيضاً، والعقل يقطع بأنَّه لا مناص مِن القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى، ولا شك أنَّ عائشةَ رضي الله عنها هي المخطئة لأسبابٍ كثيرةٍ، وأدلةٍ واضحةٍ، ومنها: ندمها على خروجها، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها، وذلك مما يدل على أنَّ خطأها مِن الخطأ المغفور، بل: المأجور.
" السلسلة الصحية " (الحديث رقم 474).
ولذلك صحَّ عنها أنها ندمت وأنها كانت تبكي على ما صدر منها.
قال الذهبي - رحمه الله -:
ولا ريب أن عائشة ندمت ندامةً كليَّةً على مسيرها إلى البصرة، وحضورهما يوم الجمل، وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ.
" سير أعلام النبلاء " (2/ 177).
وأما القتال الذي دار بين معاوية ومن معه وبين علي ومن معه: فهو قتال فتنة، وكان سببه أهل الفتنة والفساد، وكان الحق في جانب علي بن أبي طالب، وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم على الطائفتين بأنهم مسلمون فأنَّى لأحدٍ أن يكفرهم؟! ولا فرق في الحكم الشرعي بين من قاتل عائشة وقاتل عليّاً وطلحة والزبير ومعاوية رضي الله عنهم، وهذا بخلاف من سبَّ عائشة وقذفها فيما لم تفعله، بل فيما برأها الله تعالى منه.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ). رواه مسلم (1064).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
فهذا الحديث الصحيح دليل على أن كلتا الطائفتين المقتتلتين - علي وأصحابه، ومعاوية وأصحابه - على حق، وأن عليّاً وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه؛ فإن علي بن أبي طالب هو الذي قاتل المارقين وهم " الخوارج الحرورية " الذين كانوا من شيعة علي، ثم خرجوا عليه، وكفروه، وكفروا من والاه، ونصبوا له العداوة، وقاتلوه، ومن معه.
" مجموع الفتاوى " (4/ 467).
وخلاصة ذلك نوجزها فيما يلي:
1. قذف عائشة رضي الله عنها وسبُّها ولعنها فيما برأها الله تعالى منه: كفر، وردة، بالإجماع.
2. أخطأت عائشة رضي الله عنها بالخروج لقتل قتلة عثمان رضي الله عنها، وكانت متأولة في فعلها، قاصدة للإصلاح بين معاوية وعلي رضي الله عنهما.
3. علمت رضي الله عنها خطأَها، فندمت، وبكت، على ما فعلت.
4. لم تشارك عائشة رضي الله عنها بالقتل يوم " الجمل " بل جاءت على جملها لتوقف بذلك الحرب، ولكنَّ أهل الفتنة والخوارج استمروا بالقتال بل صوبوا سهامهم نحوها ونحو جملها.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ضوابط أشكال الصليب الممنوعة
السؤال: أريد السؤال عن الصليب ما هي أشكاله؟ وهل يعد علامة الزائد والضرب من أشكال الصليب؟ لأن ذلك أشكل عليّ وعلى كثير من الإخوان، ولم أجد له جوابا.
الجواب:
الحمد لله
صناعة الصليب أو شراؤه أو نقشه على الملابس أو الجدران ونحو ذلك من المحرمات التي لا يجوز للمسلم ارتكابها، فلا يصنعها بنفسه ولا يعين عليها، بل يتقي الله تعالى ويتحرز عن شعار الكفر الذي افتراه النصارى في دينهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" الصليب لا يجوز عمله بأجرة ولا غير أجرة، ولا بيعه صليبا، كما لا يجوز بيع الأصنام ولا عملها، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام) " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (22/ 141)، وانظر "الموسوعة الفقهية" (12/ 84 - 88).
ثانيا:
للصليب أشكال وأنواع كثيرة، تنوعت عبر الزمان والمكان واختلاف الطوائف النصرانية، فاتخذ صورا متنوعة يمكن الاطلاع عليها في الرابط الآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
http://en.wikipedia.org/wiki/Cross (http://en.wikipedia.org/wiki/Cross)
والذي يظهر لنا في حكم رسم وتعليق هذه الأنواع والأشكال من الصلبان ما يلي:
1 - إذا كان قد رسم على أنه صليب، فهذا لا يجوز للمسلم حمله ولا لبسه ولا شراؤه ولا بيعه ولا رسمه؛ لأن علة تحريم رسم الصليب ولبسه هي البعد عن مشابهة النصارى وتعظيم رموزهم الدينية الباطلة، وهذه العلة واقعة في كل شكل من أشكال الصليب التي تعرفها طوائف النصارى إذا كانت وضعت على أنها صليب لتعظم وترمز لما يريدون.
2 - أما إذا رسمت زخرفة معينة، أو صنعت بعض الأشياء المنزلية والأدوات العادية، فوافق أن نتج عنها شكل من أشكال الصليب السابقة، فهذا ينظر فيه:
أ - فإن كان يظهر للناظر لأول وهلة أنه رسم الصليب المشهور اليوم في معظم الكنائس ولدى أكثر النصارى، وهو عبارة عن خطين أحدهما طولي والآخر عرضي، بحيث يقطع الخط العرضي الخط الطولي، وتكون الجهة العلوية أقصر من السفلية، وهو الشكل الأشهر للصليب منذ أن أحدثه النصارى، مأخوذ من الخشبة التي يصلب عليها من يُراد قتله، فإن كان يظهر للناظر من الوهلة الأولى هذا الأمر، وجب نقضه وإزالته، أو تعديله بما يخرجه عن كونه صليبا، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم (لا يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه).
ب - أما إذا لم تكن صورة الصليب ظاهرة، وإنما نتج عن زخرفة غير مقصودة، أو كان البناء بالهندسة المتقاطعة أنفع وأكثر مرونة، أو استعمل لرموز رياضية معينة، كرمز الجمع أو الضرب في علم الحساب، ففي هذه الحال لا يجب نقضه ولا إزالته، ولا حرج في صنعه ولا في بيع ما احتوى عليه، لانتفاء العلة، وهي التشبه بالكفار وتعظيم رموزهم، فإن رمز الصليب في هذه الحالة دقيق غير ملاحظ، ولا معتبر.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" أولاً: لا بد أن نعلم أن هذا صليب؛ لأن بعض الأشياء يظنها بعض الناس صلباناً وليست كذلك.
ثانياً: أن نعلم أنه وُضِع لأنه صليب، لا لكونه نقشاً في الثوب مثلاً؛ لأن النصارى يعظمون الصليب، فلا يمكن أن يجعلوه وَشْياً [زخرفة] في ثوب، إنما يضعونه موضع الاحترام.
فلابد من هذين الأمرين، فإذا تحققنا أنه صليب فإن الواجب تمزيقه، أو على الأقل: السُّنَّةُ تمزيقه، ولنقاطع هذه الثياب – التي عليها صلبان -؛ فإذا قاطعناها ولم يستفد التجار منها قاطعوها أيضاً.
وكذلك يقال في النجمة السداسية التي يقال إنها شعار اليهود، فحكمها حكم الصليب، وإن كان اليهود لا يتخذونها على سبيل العبادة؛ لكنها مختصة بهم.
نحن سألنا عنها النصارى الذين أسلموا [يعني: عن الصلبان] فقالوا: إن الصليب عندنا هو الصليب المعروف؛ أن يكون خطان، أحدهما يقع عرضاً والثاني طولاً، ويكون الطوليُّ مِن جانبٍ أطولَ من الثاني.
حتى إننا سألناهم عن ساعة الصليب هذه التي يسمونها ساعة الصليب فقالوا: هذه لا يراد بها الصليب، هذه علامة الشركة فقط؛ لأن الصليب عند النصارى يقولون عنه: إنه خط مرتفع طويل، ثم خط عرْضي، وأحد الجانبين في الخط الطولي أطول من الآخر؛ لأن هذا هو الواقع، فالإنسان المصلوب توضع له خشبةٌ عرضاً من أجل أن تربط بها يداه، فهل يمكن أن تكون الخشبةُ الموضوعةُ لليدين موضوعةً في النصف؟! لا.
بل تكون في الأعلى، لهذا نحن في شك من هذه التي نُشِرَت قبل سنتين بأشكال مختلفة، وقالوا: هذه صلبان! ثم إن علامة (+) هل هي صليب؟ ليست صليباً.
كذلك يوجد فيما سبق الدلاء التي يُرفع بها الماء من البئر، في أعلاها شيء يُسمى: (العَرْقات)، عبارة عن خشبتين، إحداهما عَرْضِية والأخرى طولية، فمِن هذه الأشياء ليست صليباً.
فالشيء الصليب هو الذي وُضع على أنه صليب " انتهى.
"لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم 21/سؤال رقم 7)
وقال أيضا رحمه الله:
" أما ما ظهر منه أنه لا يراد به الصليب، لا تعظيما، ولا بكونه شعارا، مثل بعض العلامات الحسابية، أو بعض ما يظهر بالساعات الإلكترونية من علامة زائد، فإن هذا لا بأس به، ولا يعد من الصلبان بشيء " انتهى.
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (ج 18/ 114، 115، جواب السؤال رقم 74)
وسئل رحمه الله في "لقاءات الباب المفتوح" (لقاء رقم/199، سؤال رقم/9):
(يُتْبَعُ)
(/)
مررت بأحد المباني في إحدى مدننا، وكان هذا المبنى النوافذ فيه على شكل صلبان - كل النوافذ - وهو مكون من عشرة طوابق، وهي مشابهة تماما لما يصممه الغربيون في منازلهم؟
فأجاب:
"والله يا أخي! هذه تحتاج إلى مشاهدة العمارة، وليس كل ما جاء على شكل الصليب يكون صليبا، وإلا لقلنا: علامة زائد حرام، وقلنا: الغرب الذي كان الناس يستقون به حروثهم حرام؛ لأنه معروف، خشبتان معترضتان، الصليب له شكل معين، وله قرائن تدل على أنه صليب، فيحتاج إلى مشاهدة العمران " انتهى بتصرف يسير.
وانظر جواب السؤال رقم: (101399 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/101399))
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
قول الشيخ العثيمين في مسألة " العذر بالجهل "
ما قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " العذر بالجهل " في الشرك الأكبر؟ فقد سمعت وقرأت له قولين مختلفين، فقد ردَّ على سائل في " نور على الدرب " عندما سأله عن مسلمين يعبدون القبور قائلاً: هذا جهل من السائل تسميته لهم بمسلمين، وقولٌ آخر يقول فيه يبقى لهم حكم الإسلام لجهلهم، وعدم وجود من ينبههم. فهل للشيخ قولان أحدهما قديم والآخر جديد تبين له الحق فيه؟ وأي القولين هو الصحيح الذي تدعمه الأدلة الشرعية؟
الحمد لله
لم نستطع الوقوف على كلام الشيخ العثيمين رحمه الله الذي أشار السائل إلى وجوده في فتاوى " نور على الدرب "، ووقفنا على كلامه في أكثر كتبه المطبوعة، وفتاواه الصوتية، ولم نجد تعارضاً ولا تناقضاً في كلامه، وليس هناك تراجع عن شيء قاله.
ويمكننا تلخيص كلام الشيخ رحمه الله في مسألة العذر بالجهل في النقاط التالية:
1. الأصل عند الشيخ رحمه الله هو العذر بالجهل، بل يرى أنه لا يستطيع أحد أن يأتي بدليل على أن الجاهل ليس بمعذور، ويرى أنه " لولا العذر بالجهل: لم يكن للرسل فائدة، ولكان الناس يُلزمون بمقتضى الفطرة، ولا حاجة لإرسال الرسل! ".
2. لا فرق في العذر بالجهل بين مسائل الاعتقاد ومسائل العمل.
3. لا فرق في العذر بالجهل بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية؛ لأن الظهور والخفاء أمرٌ نسبي يختلف من بيئة لأخرى، ومن شخص لآخر.
4. الكفر المخرج من الملة قد يكون بالاعتقاد أو القول أو الفعل أو الترك، والشيخ لا يخالف في كون ذلك مخرجاً من الملة، ولكن الخلاف في تنزيل وصف الكفر على الشخص المعيَّن، فقد يكون معذوراً فلا يكون كافراً.
5. لا يكون الشخص الفاعل للكفر كافراً إذا كان جاهلاً، ولا يعلم حكم الشرع في فعله، أو سأل أحد العلماء فأفتاه بجواز فعله.
ويكون كافراً إذا أقيمت عليه الحجة، وأزيل عنه الوهم والإشكال.
6. ليس كل من يدَّعي الجهل يُقبل منه، فقد يكون عنده تفريط في التعلم، وتهاون في السؤال، وقد يكون فيه عناد لا يقبل الحق ولا يسعى لطلبه: فكل هؤلاء غير معذورين عند الشيخ رحمه الله، ويسستثنى من حال المقصِّرين: إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل محرم، وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً.
7. الجاهل من الكفار الأصليين: تطبَّق عليه أحكام الكفر في الدنيا وأمره إلى الله في الآخرة، والصحيح أنه يُمتحن.
والجاهل من المنتسبين للإسلام ممن وقعوا في الكفر المخرج من الملة: تطبَّق عليهم أحكام الإسلام في الظاهر، وأمرهم إلى الله في الآخرة.
8. ذكر الشيخ رحمه الله نصوصاً من القرآن والسنَّة وكلام أهل العلم على ما رجَّح في هذه المسألة، وبيَّن أن هذا هو مذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، خلافاً لمن فهم عنه غير ذلك.
وإلى ذكر تفصيل ما لخصناه من كلام الشيخ رحمه الله، وقد نختصر فيما ننقله، ومن أراد الفائدة مكتملة فليرجع إلى ما نحيله عليه.
1. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن العذر بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة؟
فأجاب:
الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية، وربما يكون اختلافاً لفظيّاً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين، أي: إن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضي في حقه وانتفاء المانع أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات، أو وجود بعض الموانع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين:
الأول: أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام، أو لا يدين بشيء، ولم يكن يخطر بباله أن ديناً يخالف ما هو عليه: فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا، وأما في الآخرة: فأمره إلى الله تعالى، والقول الراجح: أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله عز وجل، والله أعلم بما كانوا عاملين، لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب لقوله تعالى: (ولا يظلم ربك أحداً).
وإنما قلنا: تُجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا - وهي أحكام الكفر -: لأنه لا يدين بالإسلام، فلا يمكن أن يُعطى حكمه، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة: لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه: " طريق الهجرتين " عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة.
النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام، ولكنه عاش على هذا المكفِّر، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبَّهه أحدٌ على ذلك: فهذا تُجرى عليه أحكام الإسلام ظاهراً، أما في الآخرة: فأمره إلى الله عز وجل، وقد دلَّ على ذلك الكتاب، والسنَّة، وأقوال أهل العلم.
فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وقوله: (وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون). وقوله: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) وقوله: (وما أرسلنا رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) وقوله: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) وقوله: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين. أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة).
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان.
وأما السنة: ففي صحيح مسلم1/ 134 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني: أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار).
وأما كلام أهل العلم: فقال في " المغني " (8/ 131): " فإن كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام، والناشئ بغير دار الإسلام، أو بادية بعيدة عن الأمصار وأهل العلم: لم يحكم بكفره "، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " (3/ 229) مجموع ابن قاسم: " إني دائماً - ومن جالسني يعلم ذلك مني - من أعظم الناس نهياً عن أن يُنسب معيَّن إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة، وفاسقاً أخرى، وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله تعالى قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر، ولا بفسق، ولا بمعصية "
إلى أن قال: " وكنت أبيِّن أن ما نُقل عن السلف والأئمَّة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا: فهو أيضاً حقٌّ، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين ".
إلى أن قال: " والتكفير هو من الوعيد، فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرجل قد يكون حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (1/ 56) من " الدرر السنية ": " وأما التكفير: فأنا أكفِّر مَن عرف دين الرسول، ثم بعدما عرفه سبَّه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره ". وفي (ص 66): " وأما الكذب والبهتان فقولهم: إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل؟! ".
وإذا كان هذا مقتضى نصوص الكتاب، والسنة، وكلام أهل العلم فهو مقتضى حكمة الله تعالى، ولطفه، ورأفته، فلن يعذب أحداً حتى يعذر إليه، والعقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله تعالى من الحقوق، ولو كانت تستقل بذلك لم تتوقف الحجة على إرسال الرسل.
فالأصل فيمن ينتسب للإسلام: بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي .... .
فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين:
الأمر الأول: دلالة الكتاب والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب.
الأمر الثاني: انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه، وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)، فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له، ولكن هل يشترط أن يكون عالماً بما يترتب على مخالفته من كفر أو غيره أو يكفي أن يكون عالماً بالمخالفة وإن كان جاهلاً بما يترتب عليها؟.
الجواب: الظاهر الثاني؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة؛ ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلاً بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالماً ما زنى. .. .
والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، والاعتبار، وأقوال أهل العلم.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (2 / جواب السؤال 224).
2. وسئل الشيخ رحمه الله:
قرأنا لك جواباً عن " العذر بالجهل " فيما يكفر، ولكن نجد في كتاب " كشف الشبهات " للشيخ محمد بن عبد الوهاب عدم العذر بالجهل، وكذلك في كتاب " التوحيد " له، مع أنك ذكرت في جوابك أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذلك ابن تيمية في " الفتاوى "، وابن قدامة في " المغني "، نرجو التوضيح.
فأجاب:
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قد ذكر في رسائله أنه لا يكفِّر أحداً مع الجهل، وإذا كان قد ذكر في " كشف الشبهات " أنه لا عذر بالجهل: فيحمَل على أن المراد بذلك الجهل الذي كان من صاحبه تفريط في عدم التعلم، مثل أن يعرف أن هناك شيئاً يخالِف ما هو عليه، ولكن يفرِّط، ويتهاون: فحينئذٍ لا يُعذر بالجهل.
" دروس وفتاوى الحرم المكي " (عام 1411هـ، شريط 9، وجه أ).
3. وسئل الشيخ رحمه الله هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد؟
فأجاب:
العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) حتى قال عز وجل: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)؛ ولقوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)؛ ولقوله تعالى: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون)؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار)، والنصوص في هذا كثيرة، فمن كان جاهلاً: فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين، ولكن يجب أن نعلم أن من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد، أي: إنه يُذكر له الحق، ولكنه لا يبحث عنه، ولا يتبعه، بل يكون على ما
(يُتْبَعُ)
(/)
كان عليه أشياخه، ومن يعظمهم، ويتبعهم، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور؛ لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحق، وهذا الذي يعظم من يعظم من متبوعيه شأنه شأن من قال الله عنهم: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون)، وفي الآية الثانية: (وإنا على آثارهم مقتدون)، فالمهم: أن الجهل الذي يُعذر به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق، ولا يذكر له: هو رافع للإثم، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله، ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمَّداً رسول الله: فإنه يعتبر منهم، وإن كان لا ينتسب إلى المسلمين: فإن حكمه حكم أهل الدين الذي ينتسب إليه في الدنيا، وأما في الآخرة: فإن شأنه شأن أهل الفترة، يكون أمره إلى الله عز وجل يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم: أنهم يمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار، ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة، واختلاط الناس بعضهم ببعض، وغالباً ما يكون الكفر عن عناد.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (2 / جواب السؤال رقم 222).
4. وسئل الشيخ رحمه الله:
ما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم؟.
فأجاب:
وأما العذر بالجهل: فهذا مقتضى عموم النصوص، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل، قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء/ 15، وقال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) النساء/ 165، ولولا العذر بالجهل: لم يكن للرسل فائدة، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم: كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي: أنه قد يتيسر له أن يتعلم؛ لكن لا يهتم، أو يقال له: هذا حرام؛ ولكن لا يهتم، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية، ويأثم بذلك، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول: هذا يأثم، وهو لم تبلغه الرسالة: هذا بعيد، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة، والرب عز وجل يقول: (إن رحمتي سبقت غضبي) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال: " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم ".
" لقاءات الباب المفتوح " (33 / السؤال رقم 12).
5. وقال الشيخ رحمه الله:
ولكن يبقى النظر إذا فرَّط الإنسان في طلب الحق، بأن كان متهاوناً، ورأى ما عليه الناس ففعله دون أن يبحث: فهذا قد يكون آثماً، بل هو آثم بالتقصير في طلب الحق، وقد يكون غير معذور في هذه الحال، وقد يكون معذوراً إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل مخالفة، وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً، ولهذا كان القول الراجح: أنه لو عاش أحدٌ في البادية بعيداً عن المدن، وكان لا يصوم رمضان ظنّاً منه أنه ليس بواجب، أو كان يجامع زوجته في رمضان ظنّاً منه أن الجماع حلال: فإنه ليس عليه قضاء؛ لأنه جاهل، ومن شرط التكليف بالشريعة أن تبلغ المكلف فيعلمها.
فالخلاصة إذاً: أن الإنسان يعذر بالجهل، لكن لا يعذر في تقصيره في طلب الحق.
" لقاءات الباب المفتوح " (39 / السؤال رقم 3).
6. وسئل الشيخ رحمه الله:
ما رأي فضيلتكم بمن يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم يذبح لغير الله، فهل يكون مسلماً؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام؟.
الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له: مشرك شركاً أكبر، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله "، ولا صلاة، ولا غيرها، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة، لا يدرون عن هذا الحكم، فهذا معذور بالجهل، لكن يعلَّم، كمن يعيش في بلاد بعيدة يذبحون لغير الله، ويذبحون للقبور، ويذبحون للأولياء، وليس عندهم في هذا بأس، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام: فهذا يُعذر بجهله، أما إنسان يقال له: هذا كفر، فيقول: لا، ولا أترك الذبح للولي: فهذا قامت عليه الحجة، فيكون كافراً.
السائل:
فإذا نُصح وقيل له: إن هذا شرك، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " و " كافر "؟.
الشيخ:
نعم، مشرك، كافر، مرتد، يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.
السائل:
وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية؟.
الشيخ:
الخفية تُبيَّن، مثل هذه المسألة، لو فرضنا أنه يقول: أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء، ولا أعلم أن هذا حرام: فهذه تكون خفية؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ.
السائل:
وكيف أقيم الحجة عليه؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه؟.
الشيخ:
الحجة عليه ما جاء في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) الأنعام/ 162، 163، وقال تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) الكوثر/ 1، 2، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة، ومن صرف عبادة لغير الله: فهو مشرك ....
فإذا بلغت الحجة وقيل له: هذا الفعل الذي تفعله شرك، فَفَعَلَه: لم يُعذر.
السائل:
إذن يعرَّف؟.
الشيخ:
نعم، لا بدَّ أن يُعرَّف.
السائل:
هناك شبهة وهي أنه يقال: إن فعله شرك وهو ليس بمشرك! فكيف نرد؟.
الشيخ:
هذا صحيح، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة، أليس الذي قال: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) قال كفراً؟ ومع ذلك لم يكفر؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لا في قلبه، وقلبه مطمئن بالإيمان؟ والعلماء الذين يقولون: " كلمة كفر دون صاحبها "، هذا إذا لم تقم عليه الحجة، ولم نعلم عن حاله، أما إذا علمنا عن حاله: فما الذي يبقى؟ نقول: لا يكفر؟ معناه: لا أحد يكون كافراً؟ أي: لا يبقى أحد يكفر، حتى المصلي الذي لا يصلي نقول: لا يكفر؟ حتى ابن تيمية يقول: إذا بلغته الحجة: قامت عليه الحجة ... ولا يكفي مجرد بلوغ الحجة حتى يفهمها؛ لأنه لو فرضنا أن إنساناً أعجميّاً وقرأنا عليه القرآن صباحا ومساء لكن لا يدري ما معناها: فهل قامت عليه الحجة؟ قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) إبراهيم/4.
" لقاءات الباب المفتوح " (48 / السؤال رقم 15):
ونرجو أن يكون الأمر قد وضح، وأن تكون قد تبيَّنتَ حقيقة كلام الشيخ العثيمين رحمه الله، وأنه يرى أن الأصل هو العذر بالجهل، ويتأكد هذا في حال من يسلم حديثاً، أو من يعيش بعيداً عن أماكن العلم، أو من يعيش بين قوم لم يخطر ببالهم أنهم يخالفون الشرع، وهم في الواقع واقعون بأفعالهم في الشرك الأكبر.
والله أعلم
بطلان حديث توسل آدم بمحمد عليهما الصلاة والسلام
قرأت هذا الحديث وأريد أن أعرف هل هو صحيح أو غير صحيح؟
(لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه، فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك).
الحمد لله
هذا الحديث موضوع، رواه الحاكم من طريق عبد الله بن مسلم الفهري، حدثنا إسماعيل بن مسلمة، أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما اقترف آدم الخطيئة. . . ثم ذكر الحديث باللفظ الذي ذكره السائل.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد اهـ.
هكذا قال الحاكم! وقد تعقبه جمع من العلماء، وأنكروا عليه تصحيحه لهذا الحديث، وحكموا على هذا الحديث بأنه باطل موضوع، وبينوا أن الحاكم نفسه قد تناقض في هذا الحديث.
وهذه بعض أقوالهم في ذلك:
قال الذهبي متعقبا على كلام الحاكم السابق: بل موضوع، وعبد الرحمن واهٍ، وعبد الله بن مسلم الفهري لا أدري من هو اهـ.
وقال الذهبي أيضاً في "ميزان الاعتدال": خبر باطل اهـ.
وأقره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان".
وقال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، من هذا الوجه، وهو ضعيف اهـ. وأقره ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 323).
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (25): موضوع اهـ.
والحاكم نفسه –عفا الله عنه- قد اتهم عبد الرحمن بن زيد بوضع الحديث، فكيف يكون حديثه صحيحاً؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" (ص 69):
ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه، فإنه نفسه قد قال في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم": عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه، قلت: وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيراً اهـ.
انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (1/ 38 - 47).
الإسلام سؤال وجواب(/)
اكتشاف إعجاز علمي في كتاب الكافي للشيعة!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 06:27]ـ
كثيراً ما يعيّر أهل الإسلام أهل الرفض بأن أحاديثهم لا إعجاز فيها, وأما الكتاب العزيز=فمحرف-عندهم- ,فلا يحق لهم وفق الأسس العلمية أن يجعلوه من مذخوراتهم في هذا الفن, أعني ما يسمى بالإعجاز العلمي أو دلائل النبوة
ولكن قد أتحفني صديق عتيق ممن كان شيعيا في مطلع زمان الفتوة بما يخرم هذا الظن الذي نحن عليه معاشر السنة, فوجب البيان ديناً وأمانة وإنصافاً
ولا أطيل عليكم فهاكم الرواية المعجزة:-
---
عن أبي عبدالله ع قال: أنتم على دين من أظهره أذله الله
---
وغير خاف على الناظر البليد والأريب على حد سواء, ما يتضمنه النص من دلالة إعجازية ظاهرة, وذلك بتنزيل ذلك على الواقع الوجودي فها هو "ياسر" قد أظهر دينه ونزع لحاء التقية من على جلده ,فتأملوا كيف وقع مصداق ما تنبأت به الرواية:
-خامنئي أكبر مرجع في إيران وتحته دولة كاملة مجرورة بخطام في يده, يضطر ورقبته ملوية أن يصدر فتوى بمنع سب أم المؤمنين رضي الله عنها
-قطاع عريض من الناس من ذوي الضمائر الحية يقاطعون شركة زين بسبب مسلك صاحبها في الانحياز لبني دينه واتهام قناة صفا بأنها تؤجج الفتن
-اهتداء الجمع الغفير من الشيعة ولله الحمد من جراء هذه الحادثة
وغير ذلك مما يطول وصفه
فلا تعودوا سددكم الله ورزقكم النصَفة لركوب سبيل الفِرى على القوم بزعم أن مصادرهم لا إعجاز فيها
والحمدلله رب العالمين
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 06:58]ـ
جميل أبا القاسم .. هذا إعجاز علمي ونفسي وإخبار بالغيب المستقبلي!!
((يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ))
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 08:16]ـ
أضحك الله سنك والله أنا بين الضحك والانبهار بواقعيت ماطرحت بارك الله فيك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 09:09]ـ
/// بارك الله فيكم ..
خامنئي أكبر مرجع في إيران وتحته دولة كاملة مجرورة بخطام في يده, يضطر ورقبته ملوية أن يصدر فتوى بمنع سب أم المؤمنين رضي الله عنها
/// تكلَّم عن هذه الخدعة المكشوفة غير واحد، وأنَّ خطابَه لم يشر إلى عائشة رضي الله عنها، وإنَّما ذكر حُرمة النَّيل من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وعندهم أنَّ عائشة طليقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، طلقها علي منه! قاتلهم الله.
/// ثم من المعلوم أنَّهم ما فعلوا ذلك إلا تقيَّةً، وتسعة أعشار دينهم في التقية، وليسوا رافضة إن لم يأخذوا بالتقية، وهم يتضاحكون فيما بينهم بمثل هذه الخديعة، على نحو ما قال الله عن أئمتهم: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا: آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنَّا معكم إنَّما نحن مستهزؤن).
/// فلا ينبغي الانخداع من مثل هذه التصريحات (السياسية) الفارغة من الحقيقة المسطورة في كتبهم، ويدعون إليها في سرِّهم، وتكاد تكون كلمة واحدة عندهم.
/// ولو كان صادقًا - وهو كذوب - لمنع ذلك في بيوت ضرارهم وكتبهم الشركية التي تقرر ذلك وتشيعه.
/// وأنا أعلم بداهة معرفة هذا الأمر عندنا.
/// لكن نبَّهت عليه لأنَّه قد يتماشى مع المخدوعين أوالمتغابين ممَّن يتسهَّل في الدعوة إلى التعامل معهم أويتقارب معهم ممن يدغدغ مشاعر المنكرين.
/// وهذه الذِّلَّة التي ذكرتها وهي ثابتة فيهم ولو لم تصح المعجزة لا تلزمهم حسبُ، بل تلزم من يتعامل معهم ويركن ويثق بهم، نسأل الله العافية والسلامة.
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 09:14]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا القاسم. (ابتسامة)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 10:48]ـ
بل تلزم من يتعامل معهم ويركن ويثق بهم، نسأل الله العافية والسلامة.
التعامل مع الكفرة ليس كله ركونا إليهم
جزاك الله خيرًا يا أبا القاسم. (ابتسامة)
وجزاك وبارك فيك
أضحك الله سنك والله أنا بين الضحك والانبهار بواقعيت ماطرحت بارك الله فيك
ولك بمثل, بوركت أخي الحبيب(/)
فقه الاستشهاد في سبيل الله - بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي
ـ[إبراهيم برهوم]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 06:57]ـ
فقه الاستشهاد
في سبيل الله
بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي
1 - تمهيد:
نوجّه أولاً تحيّتنا إلى إخواننا المرابطين المجاهدين في سبيل الله في أرض فلسطين، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي وفي أرض الله الممتدّة , وندعو الله سبحانه وتعالى لهم بالنصر فالنصر من عند الله، وندعو لمن قُتل في سبيل الله منهم أن يتقبّله الله عنده شهيداً في درجة عالية من الجنة , وأن يهدي القلوب إلى النهج الحق المتكامل. ونوصيهم ونوصي أنفسنا بأن نُخلِص النيّة في عملنا كله لله، وأن نملأ قلوبنا علماً بالكتاب والسنّة، وأن نحرص على أن نُخْضِع كل خطوة لدين الله وشرعه. والله أعلم بقلوب عباده وبما هم يفعلون.
دار حديث طويل حول جواز تفجير المسلم نفسه، بأن يضع حزاماً من المتفجرات حول نفسه، حتى إذا دخل بين الأعداء فجّر نفسه فقتل بذلك عدداً من الأعداء.
لقد تحدث عن ذلك عدد من العلماء والمفكرين والأساتذة الأفاضل , في الصحف والمجلات ومختلف وسائل الإعلام , وامتلأت المجالس بالحديث عن هذه القضية , فمن مؤيد ومن منكر لمبدأ قتل الإنسان نفسه أو تفجيره لنفسه , مع تضارب شديد في الآراء والأدلة التي تُقدَّم.
ولقد اطَّلعتُ على معظم ما كُتِب في الصحف ومختلف وسائل الإعلام عن ذلك، ورأيت تضارب الآراء وشدة اختلافها، وعدم توافر الحجة من الكتاب والسنة.
ولخطورة الأمر رأيت من واجبي أن أقدّم هذه النصيحة للمسلمين الذين يمارسون عمليات تفجير المسلم نفسه، وللمسلمين الذين يُفتون بهذا الرأي أو ذاك، وللمسلمين عامة , فالدين النصيحة.
2 - ما هي القضية التي يُطلَب الرأي الشرعيُّ لها:
قبل أن نعطي أي رأي يجب أن نحدِّد القضية التي يراد لها الفتوى والرأي. هل نريد الإفتاء بجواز حمل المسلم على العدو ومقاتلته حتى يُقْتَل؟ أو أن يخترق صفوف العدوِّ وحده حتى يُقتَل؟ فجميع الأدلة التي طُرِحت في حدود ما قرأت كانت تدور حول هذه القضية! هذه القضية ليست موضع خلاف , فقد توافرت الأدلة على جوازها, على قدر الحاجة إليها والضرورة لها , ولم تعد بحاجة إلى أدلة جديدة ولا إلى جمع الأدلة وتكرارها! كلا! ليست هذه هي القضيّة التي نحن بصددها , ولا هي القضية التي تدور في الواقع , ولا هي القضية التي يدور عليها الخلاف. فالمسلم في جميع هذه الحالات لم يَقْتُلْ نفسه بيده , وإنما قتله العدوُّ.
إن القضية موضع البحث هي: هل يجوز للمسلم أن يَقْتُل نفسه بيده هو؟ , بتفجير نفسه؟! , لا بيد الأعداء , من أجل أن يقتل عدداً منهم؟ إن قتل الإنسان نفسه واضح جلي لغة وشرعا. إن ذلك يعني أن يقتل الرجل نفسه بيده هو , أو بأداة يُذهِب بها هو حياته , وتختلف الأداة والوسيلة من عصر إلى عصر.
فإذا عرفنا القضية المطروحة وحدَّدناها , فما هي الأسس والعوامل التي يجب اعتمادها , ومن ثم ما هي الأدلة الشرعية من الكتاب والسنّة وسيرة النبي محمد r وحياة الصحابة رضي الله عنهم والأئمة الأعلام في تاريخنا.
3 - الأسس التي يجب أن يقوم عليها الرأي الشرعيُّ:
ا- الكتاب والسنة مصدر الأدلة كلها. ففيهما ما يُلبِّي حاجة الواقع المتجددة مما يحتاج إلى فتوى , ولكل ما يجدّ في حياة الناس من قضايا إلى أن تقوم الساعة. فهذه هي القاعدة التي أمرنا الله باتِّباعها والتزامها. وهي القاعدة التي التزمها الأئمة الأعلام وذكَّروا المؤمنين بوجوب التزامها. وإذا وقع عجز فإنه من الإنسان وليس من منهاج الله:
(الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) [هود: 1]
(ما فرَّطنا في الكتاب من شيء) [الأنعام: 38]
ومن ذلك توفير الأحكام والأسس , والسنَّة والنهج الذي يقوم عليه الاجتهاد.
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) [النساء:65]
(وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) [النساء:61]
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)
[النساء:59]
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث الشريف: " ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضّوا عليها بالنواجذ. " (1)
وآيات كريمة وأحاديث شريفة أخرى تثَبِّت هذا الأساس الذي لا يختلف عليه المسلمون بعامة ولا الأئمة الأعلام.
ب- أن نحدِّد القضية بدقَّة ووضوح دون أن نقع في مغالطة تجعل القضية والفتوى لغير القضية المطروحة. وقد حددنا القضيَّة أعلاه بجلاء ووضوح.
ج- أن نحدِّد واقعياً سبب القتال ومدى توافر الخطة المتكاملة الواجب إعدادها شرعا , والنتيجة التي يُرجى تحقيقها و الهدف المرجوّ ,ومدى ارتباط هذه القضيَّة المطروحة بالخطَّة المتكاملة التي يجب توافرها, ومدى قدرتها على تحقيق الهدف الذي من أجله يدور القتال.
د- مدى ارتباط القضية المطروحة بمسؤوليَّة الأمة كلها , ومدى مسؤوليَّة طاقات الأمَّة عن أسباب الضعف وعن الواقع الذي نمرُّ به.
هـ - في الواقع الذي نمرُّ به , ما هي الفتوى التي يحتاجها الناس وينتظرونها نصحاً خالصاً لله , نصحاً يعينهم على النجاة واتباع الصراط المستقيم كما أمر الله سبحانه وتعالى.
4 - ميدان الاجتهاد:
إن معنى الاجتهاد في قضية، يعنى احتمال كون الرأي صواباً واحتمال كونه خطأً، ولذلك كان حديث رسول الله r يرويه عمرو بن العاص رضي الله عنه: " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، فإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " (2)، فالاجتهاد إذاً ينحصر في قضايا يُحتمل فيها الخطأ والصواب، وإذا وقع الخطأ تكون نتائجه قابلةً للمعالجة أو التحمل. فقضيّة " من يفجِّر نفسه " قضية لا يجوز فيها الاجتهاد، لأن الرجل عندئذ ينتقل إلى الدار الآخرة، وفي حالة كون الاجتهاد خطأ فتكون المصيبة كبيرة، لا يستطيع مَنْ أفتَى بها ولا مَنْ أُفْتيَ له تحمّلها ولا معالجتها. فهذه القضيّة وأمثالها يجب أن تخضع إلى نصّ ثابت من الكتاب والسنة، نصّ محكم، لا يُختلَف فيه. ولا يُعقَل أن لايبيّن لنا الله ورسوله r هذه القضية الخطيرة , والله سبحانه وتعالى يقول:
(الر كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) [هود:1]
وآيات أخرى كثيرة. ولا يجوز فيها الاجتهاد لأنّ هناك نصّاً ثابتاً محكماً من كتاب الله، ونصوصاً صحيحة من الأحاديث الشريفة. والنصوص جميعها محكمة بلسان عربيّ مبين، لا يحتمل التأويل إلى معاني لا يحتملها النصُّ المحكم ولا تحيزه اللغة العربية.
وهنالك قضايا هي من مسؤولية المسلم نفسه , فهو الذي سيحاسَب عليها يوم القيامة بين يدَي الله , لا يغني عنه أحد أبدا. فلا بد أن يوجَّه المسلم إلى هذه المسؤوليَّة , ليعرف هو حكمها والدليل الشرعيَّ لها , و لتطمئنَّ نفسه إليه.
5 - هل في الكتاب والسنَّة نصوص تتعلق بهذه القضية المطروحة؟:
في كتاب الله نصّ ثابت محكم في سورة النساء، ونصوص ثابتة محكمة في أحاديث رسول الله r , يجب الرجوع إليها قبل أي شيء آخر:
(يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً. ومن يفعل ذلك عدواناً وظلما فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً). [النساء: 29، 30]
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الآية إنها محكمة ما نُسِختْ ولا تُنسَخ إلى يوم القيامة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله r : " من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالداً مخلّداً فيها أبداً. ومن قتل نفسه بسُمٍّ تردّى به فسُمُّه في يده يتحسّاه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها. ومن تردّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردّى في نار جهنم خالداً فيها أبداً. " (3)
وعن ثابت بن الضحاك في حديث له عن الرسول r جاء فيه: " .. ومن قتل نفسه بشيء عُذّب به يوم القيامة ..... " (4)
وروى أبو هريرة كذلك قصّة الرّجل الذي قال عنه الرسول r إنه من أهل النار. فلما حضروا القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً حتى أُعجب به الصحابة. وعجبوا أن يقول عنه رسول r إنه من أهل النار. فلما انتهى القتال تبيّن أنه أصابته جراح فما صبر عليها فقتل نفسه. (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه نصوص ثابتة. والآية الكريمة مطلقة لم تعطِ أيَّ استثناء، ولم يرد في كتاب الله كله أيّ استثناء، ولم يرد في السنّة أي استثناء، ولم يرد في ممارسة المسلمين في حياة النبوة الخاتمة ولا الخلفاء الراشدين ولا في التاريخ الإسلامي استثناء للآية الكريمة يُقرّه الشرع. والله سبحانه وتعالى يقول: (وما كان الله ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم) (5).
ولقد أجاز الإسلام ممارسة بعض الأمور في الجهاد في سبيل الله كالمعاريض لتكون مندوحة عن الكذب , والخدعة في الحرب بشروطها، ووردت نصوص واضحة بهذا الاستثناء، إلا أنه لم يرد نصّ يستثني بعض حالات " قتل النفس "، بل جاء النصّ عاماً محكماً لا مجال لتأويله. وجاءت الأحاديث تعطي نماذج من قتل الإنسان نفسه دون أن تهدف إلى حصرها.
حتى من أراد أن يقتل نفسه لينجو من العذاب أو الألم، فقد جاء الحديث الشريف يحرّم ذلك، وجاءت أحداث السيرة تحرم ذلك. وقد أباح الإسلام للمسلم أن يقول كلمة الكفر إذا اضطر وهو تحت التعذيب بين أيدي الأعداء وقلبه مطمئن بالإيمان، ولم يُبِحْ له أن يقتُل نفسه أبداً.
لقد قدم المسلمون مع النبوة الخاتمة , وفي حياة الصحابة رضي الله عنهم , وفي مساحة واسعة من التاريخ , نماذج متعددة من الجهاد والبذل والصبر تحت التعذيب , فلم نجد في ذلك من قتل نفسه بيده مباشرة , لا من أجل التخلص من العذاب , ولا من أجل النكاية بالعدو! ولنتذكر بلالا وياسراً وكثيرين غيرهما رضي الله عنهم , قدَّموا النماذج الكافية التي تضيء لنا الصور كلها , حتى لا نخلط بين من يقتل نفسه بنفسه وبين من يقتحم صفوف الأعداء فيقتله الأعداء. صورتان مختلفتان نصوصاً وحكماً وتطبيقاً , فلا يجب الخلط بينهما.
ومن يعتبر أن الآية الكريمة من سورة النساء تحصر تحريم قتل النفس بمن قتل نفسه يأساً من الحياة , فلا دليل له من كتاب أو سنَّة , إلا أن يكون وهماً أو تأويلاً غير عادل أو ليّاً للنصوص. إنَّ حكمها عام لا تقييد له.
6 - تحليل بعض الأدلة التي اعتمدها بعض الأساتذة الأفاضل وبعض النصوص:
أ- ولنتدبَّر الآية الكريمة التالية:
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتُلون ويُقتَلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم.)
[التوبة:111]
فقد وصف الله سبحانه وتعالى القتال الذي يوفي به عهده (بأن لهم الجنة) بقوله:
(يقاتلون في سبيل الله فيَقْتلُون ويُقْتَلون). لم يأت هذا الوصف عبثاً , وإنما جاء ليبين حقائق القتال الذي يريده الله من عباده المؤمنين. فأول شرط أن يكون القتال في سبيل الله. وهذا يعني أن يكون هنالك نهج يحمل الأهداف , ويبيِّن السبيل الذي يحقق الأهداف , حتى لا تكون الأهداف في ناحية والسبيل في ناحية أخرى. وثانياً: أن الآية الكريمة تخاطب المؤمنين الذين يكونون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص , كما جاء وصفهم في سورة الصف وغيرها. وثالثاً: أنهم يقاتلون , فهناك مقاتلة ومجالدة بين طرفين , فأما المؤمنون فإنهم يَقْتُلون من الأعداء ويُقْتَلون لتؤكِّد الآية الكريمة صورة المجالدة من ناحية , ولتبيِّن أنَّ المؤمن يُقْتَل على أثر المجالدة والمقاتلة , لا يَقْتُل نفسه. وفي جميع الآيات والأحاديث التي تصف الجهاد في سبيل الله تأتي الصيغة مبنيةً للمجهول: يُقْتَل , أو قُتِل , ولا تأتي بصيغة المبني للمعلوم أبداً.
ب- وفي قوله سبحانه وتعالى: (ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه نارا ًوكان ذلك على الله يسيرا) , فإن كلمة " ذلك " تشمل أكل المال بالباطل وقتل النفس. فليس هنالك أكل للمال بالباطل دون عدوان وظلم , وآخر فيه عدوان وظلم. كله عدوان وظلم. وكذلك " قتل الإنسان نفسه " كله عدوان وظلم. فهو عدوان على ما نهى الله عنه وتجاهل لقوله سبحانه وتعالى " إن الله كان بكم رحيماً. " فلا بدّ من أن نجعل التصور نابعاً من النصوص مرتبطاً بها , فتظل جميع الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة مترابطة متناسقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعجب من بعض الإخوة الأفاضل الذين أجازوا " تفجير المسلم نفسَه " كيف لم يشيروا إلى آية النساء ولا إلى أحاديث رسول الله r ، ولم يلتفتوا إلى نصّ حرّم الله فيه قتل المسلم نفسَه.
وقد جاءت الآية الكريمة بتحريم قتل النفس مرتبطة بقضيّة أُخرى هي أشدُّ ما حرّم الله سبحانه وتعالى، ألا وهو الربا. فقتل النفس بأي صورة من الصور محرّم تحريماً بمستوى تحريم الربا.
ج ـ وفي قوله سبحانه وتعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد). فإنه من المعروف أنها نزلت في صهيب رضي الله عنه حين تخلى عن ماله في مكة مقابل أن يطلقه المشركون ليلحق برسول الله r . فكيف يمكن الاستشهاد بهذه الآية لتسويغ قتل النفس؟
د- وقصّة الغلام الذي دلّ الكافرين على طريقة قتله، لا تصح دليلاً على تسويغ قتل النفس. فإن الغلام لم يقْتُلْ نفسه، وإنما قتله الكافرون. هذا من ناحية , ومن ناحية أُخرى فإنَّ قصّة الغلام حالة خاصّة، جرت كلها بحدوث معجزة بعد معجزة للغلام، وإلهام بعد إلهام من الله سبحانه وتعالى. فلا يُقاس عليها من ناحية، ولا تَصِحُّ لبناء حكم شرعي من ناحية أخرى، ليقول أي إنسان لعدوّه اقتلني وقل باسم الله رب الغلام، فيسلم الناس جميعاً: كلا! إنها حالة خاصّة جداً تقدّم لنا العبرة في عظمة الإيمان وقوة الاحتمال ووضوح الهدف. والغلام بطريقته التي ألهمه بها الله حقّق هدفه الذي كان يسعى إليه طويلاً فأسلم الناس. فهل في تفجير المسلم نفسه بلوغ للهدف المنشود وتحقيق له؟ فهذه الحادثة , حادثة الغلام , لا مجال لمقارنتها بمن يقتل نفسه بنفسه.
هـ - والقول بأن بعضهم اعتبر أن المسبب مساوٍ للمباشر في الحكم، فقد يصدق هذا في الجنايات وليس في ساحة القتال. فلو أن جماعة تسببوا في قتل رجل بأن دفعوا أحدهم ليباشر القتل فجميعهم يؤخذ بالحكم على رأي بعضهم. وأعتقد أن فيها خلافاً أيضاً. ولكن لا تنطبق هذه القاعدة على هذه الحالة التي نحن بصددها من حالة الجهاد في سبيل الله , فليس هناك مسبب ومباشر في ساحة القتال. فكل من ينزل ساحة القتال هو مسبب ومباشر في الوقت نفسه. ولذلك جاء النص في الآيات " يقاتلون " للدلالة على المشاركة.
لابد من التفريق بين أن يَقْتُل المسلم نفسه بنفسه، وبين أن يُقتَل وهو يجالد الأعداء. وكلّ من ينزل إلى ميدان القتال، ينزل وهو متوقّع أن يُقْتَل، وهو مقدِم على الموت في سبيل الله، سواء في مبارزة أو مجالدة أو اقتحام جريء لصفوف الأعداء , إلا أنه في جميع هذه الحالات لا يَقْتُل نفسه بنفسه أبدا. فلا تُعتَبر جرأة المسلم واختراقه صفوف الأعداء يجالدهم بسلاحه ويجالدونه، حتى يُقْتَلَ، انتحاراً ولا قتلاً لنفسه، وهي تختلف كلّ الاختلاف عمّن يُفجِّر نفسه. ولو أجزنا ذلك لأصبح كلُّ من نزل إلى ساحة الجهاد وميدان القتال قاتلاً لنفسه , ذلك لأنه لا ينزل أحد إلى الميدان إلا وهو باذل نفسه لله.
و- أما الاستشهاد بقصّة أنس بن النضر وقصّة البراء بن مالك رضي الله عنهما فهو استشهاد خاطئ لا دليل فيه أبداً على جواز قتل المسلم نفسه بنفسه، ولا مشابهة بين هاتين الحادثتين وأمثالهما بمن يفَجّر نفسه. ولنتأمّل كّلاً من القصتين:
" قال انتهى أنس بن النضر عمّ أنس بن مالك، إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله، في رجالٍ من المهاجرين و الأنصار، وقد ألقوا بأيديهم. فقال: ما يجلسكم؟ قالوا قُتل رسول الله r ، قال: فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله r . ثم استقبل القوم، فقاتل حتى قُتِل ". وعن أنس بن مالك قال: لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة .... ! "
نعم! فقاتل حتى قُتِل! ولم يَقْتُلْ نفسه بالرّغم من شدّة الجراح. ولكنه جالد القوم وقاتل. فلا يُعقَل أن تُتّخذ هذه القصّة بتأويل خاطئ لتسويغ قتل المسلم نفسه بتفجيرها. شتان بين المثلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قصّة البراء بن مالك رضي الله عنه في المعركة في قتال مسيلمة الكذاب وجمعه، فقد حمل البراء بن مالك على المشركين وحمل معه الأنصار، وأخذ يشقّ صفوف المشركين، يقاتل فيقتل منهم وكذلك فعل مَنْ معه من الأنصار حتى ألجؤوا مسيلمة ومن معه إلى الحديقة التي سميت حديقة الموت، وأغلقوا أبوابها. فقال البراء رضي الله عنه ضعوني على ترس واقذفوني إلى الحديقة قريباً من بابها فإما أن أستشهد، وأما أن أفتح لكم الباب. وكان البراء ضئيل الجسم. وكان ذلك. فنزل البراء إلى الحديقة بين الآلاف من جنود مسيلمة قرب باب الحديقة. فمازال يقاتلهم ويَقْتُل منهم حتى فتح الباب , فتدفَّق المسلمون فأنقذوه حياً وبه بضع وثمانون جراحة، وفتح الله بذلك على المسلمين نصراً عظيماً. وقد قُتِل من المشركين قريباً من عشرين أًلفاً. ثمّ عُولج البراء رضي الله عنه حتى شفاه الله. لقد قاتل البراء و جالد المشركين قتالاً واضحاً، ولم يَقْتُلْ نفسه، وشتّان بين عمل البراء هذا وبين مَنْ يفجّر نفسه بنفسه دون أن يجالد الأعداء ويقاتلهم.
ز- وعند حصار القسطنطينية اندفع رجل ليشقَّ صُفُوفَ النصارى. فقال بعض المسلمين ألقى بنفسه إلى التهلكة. إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى: (و أنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحبُّ المحسنين) (7). فقال الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري، وكان مجاهداً مع الجيش، فقال رضي الله عنه: " إن هذه الآية نزلت فينا معشر الأنصار صحبنا الرسول r وشهدنا معه المشاهد ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار تحبّبا. فقلنا قد أكرمنا الله بصحبة نبيه r ونصره حتى فشا الإسلام وكثر أهله وكنّا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها، فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهم فنزل قوله سبحانه وتعالى (الآية). وكانت التهلكة في الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد " (8).
فإذا اخترق المسلم صفّ الأعداء فقاتل و جالد فَقُتِل، فلا يُقال إنه أَلقى بنفسه إلى التهلكة ولا يقال إنه قَتَل نفسه، ولا يقارن هذا بمن يُفجّر نفسه، فلا وجه للمقارنة. ونجد أن اللفظة تأتي دائما بصيغة المبني للمجهول: " قُتِل " ولم تأت بصيغة: " قَتَل " نفسه! وذلك في جميع أحاديث الجهاد في سبيل الله.
7 - اختلاف النهج والواقع بين الأحداث التي استُدِلَّ بها والواقع اليوم:
بالإضافة إلى عدم وجود تشابه بين قتل المسلم نفسه وبين الأمثلة التي اعتمد عليها بعض الأساتذة الأفاضل من عمل الصحابة كأنس بن النضر والبراء بن مالك، فهناك اختلاف آخر. ذلك أنّ الصحابيَّ، هذا أو ذاك، كان واحداً من أمة كلها تجاهد في سبيل الله. لم يكن هناك شخص واحد يجابه الأعداء وحده وباقي المؤمنين في الأرض غائبون عن المعركة وميدانها، وكثيرون غائبون عن القضيّة كلها. كان أنس بن النضر جنديّاً في جيش النبوة الخاتمة، وكان البراء جنديّاً في جيش متكامل يمثل أمّة كاملة كلها في ميدان الجهاد.
وخطأ آخر في التشبيه بين مَنْ يفجّر نفسه وبين من يقتحم صفّ الأعداء كالبراء رضي الله عنه , أن عمل البراء كان جزءاً من خُطَّة متكاملة، كان عملاً مرتبطاً بما قبله، مرتبطاً بما بعده. فكان هناك خُطَّة متكاملة نابعة من منهاج الله ومن الواقع، تقوم الأمة بتنفيذها، وكلٌّ يؤَدِّي دوره. وكان لهذه الخطَّة والدور الذي يقوم به البراء هدف محدّد يؤدي إذا تحقق إلى النصر. فأين الخُطَّة وأين الهدف وأين الطريق إلى النصر، و ماهي النتائج الفعليّة لعمليات تفجير النفس، وإلى أين تسير الأحداث؟!
وقضية أُخرى: إن لله سبحانه وتعالى وصف الجهاد في سبيله وفصَّل فيه أوسع تفصيل , حتى لا يكون لأحد عذر في أيِّ مخالفة , فكان من بين ما أمر الله به:
(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون عدوَّ الله وعدوَّكم وآخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم) [الأنفال: 60 [
(يُتْبَعُ)
(/)
فأول القوة هي الصف الواحد الذي يرهب العدو حق الإرهاب. فلماذا يصرُّ المسلمون على أن يقاتلوا متفرِّقين , ممزَّقين , ولماذا لا يلحُّ الأساتذة الأفاضل بهذه القضيَّة , ولا يلحُّ الدعاة بها ولا يبذلون الجهد اللازم لها. مضى قرابة قرن أو أكثر على قضيَّة فلسطين , فأين الإعداد الذي أمر به الله؟ كيف نرهب العدوَّ وهو يرانا على هذه الحالة؟ فإذا توقع أحدهم أنَّ تفجير المسلم نفسه يرهب العدوَّ , فإنَّ فرقتنا وضعفنا وعجزنا يذهب ما كان يتوقَّع بعضهم من إرهاب له.
وإذا قارنّا هذه الصورة ـ صورة قتل المسلم نفسه ـ بجميع صور الجهاد في سبيل الله خلال خمسة عشر قرناً , لوجدنا مفارقات كثيرة , ومفارقات لنصوص الكتاب والسنَّة. وأول هذه المفارقات , حسب واقع قضية فلسطين و تجمُّع قوى اليهود والنصارى والمشركين في عدوان ظالم على أرض إسلامية مقدسة , أنَّ الجهاد فرض على كل مسلم قادر. وأنَّ أهم الإعداد وأوله هو إعداد المسلم لهذا الأمر نفسيّاً وعسكرياً. ولقد كان كبار الصحابة رضي الله عنهم وعلماؤهم وفقهاؤهم في الصف الأول في الميدان في أمَّة واحدة. وكانوا يجاهدون بأموالهم وأنفسهم وألسنتهم صفّاً واحداً وأُمَّة واحدة. وكان جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وغيرهم ينشدون أناشيد الشهادة في قلب الميدان. كانوا يتَّبعون آيات الله وأحاديث رسول الله r بعد أن وَعَوْها في صدورهم , ونهضوا إلى ممارستها كما تعلَّموها في مدرسة النبوَّة. فهذا هو الإعداد الأول الذي لا غناء عنه , ونحن نجابه هذا التحالف الظالم. ولا أظنُّ أنَّ هذه القوى المتفرقة قادرة على مجابهة هذا التحالف الدولي , إذا كان الهدف إنقاذ فلسطين كلِّها. أما إذا كان الهدف تنفيذ حلول جزئيَّة مخالفة للشعارات التي تطرح فذلك شيء آخر، وقد لا يستحق تفجير المسلم نفسه.
لا بدّ من دراسة الواقع، و دراسة النتائج التي ترتّبت عن هذه الخطوة أو تلك. فلا تُدرَس الحادثة أو القضيّة معزولة عن نتائجها. لابد من البحث عن الخُطّة المتكاملة، والهدف الحق، ومدى ما تحقّقه هذه الخطوة أو تلك من الخُطة والهدف عمليّاً.
نحن بحاجة ماسَّةٍ الآن إلى مراجعة المسيرة كلها في قضيّة فلسطين وغيرها، ومحاسبة أنفسنا، وردّ ذلك كله إلى منهاج الله ردّاً أميناً لنعرف أخطاءنا وعيوبنا وأسباب هزائمنا، فعسى أن يهدينا الله لنصلح من خطئنا، ونستقيم على أمر الله وصراطه المستقيم. وعلينا أن ندرس الآن هل أفاد تفجير المسلم نفسه، وإلى أين اتجهت القضيّة، وأين اختفت الشعارات؟ فالنصر يأتي من عند الله، وعند التزام شرعه.
8 - هل هناك سبل أخرى غير تفجير المسلم نفسه:
كان يمكن لمن يريد أن يفجّر نفسه أن يُخفي قنبلة مثلاً، فإذا توسط الأعداء ألقاها عليهم، فجالدهم و جالدوه حتى يُقتَل بدلا ًمن أن يَقْتُل نفسه، أو يتَّبع وسائل أخرى، فالوسائل البديلة كثيرة، وقد شهدنا منها في الميدان، مثل ذلك الذي ساق شاحنته، ثم أطلقها على اليهود، فقتلت عدداً منهم، وأُلقِيَ القبض عليه وسُجِن. وهذه سيارة مفخخة هدَّمت مركزاً لليهود , ثمَّ توالت حوادث تفجير السيارات دون الحاجة إلى قتل المسلم نفسه. وهذه آية من آيات الله أنزلت أربعة طوابق من مبنى لليهود على الراقصين والراقصات في حي تلبيوت , ذهب ضحيَّته العشرات حتى الآن , غير الذين ما زالوا تحت الأنقاض. إنه درس عظيم يذكِّرنا بقدرة الله العزيز الجبَّار , وبضرورة اتباع شرع الله دون تأويل نبحث فيه عن مسوغات تصرفنا عن النص المحكم , وعن الوفاء الحق بالمسؤوليَّة على المسلمين. وإنها حادثة تذكِّرنا بقوله سبحانه وتعالى:
(أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون. أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون. أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.)
[الأعراف:97 - 99]
وكأنَّ هذه الحادثة تقول لنا: انظروا إلى قدرة الله سبحانه وتعالى واعتبروا , فاتَّبعوا شرعه وأحسنوا التوكُّل عليه , حتى يُنزِل عليكم النصر بعجائب قدرته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالوسائل البديلة كثيرة , مع شيء من التخطيط والتدبير. ولكن يظلُّ الحلُّ الأمثل أن يقوم الجميع صفاً واحداً كما أمر الله سبحانه وتعالى. ولذلك كنا نود من الأساتذة الذين أفتوا بجواز تفجير المسلم نفسه ليقتل بعض أعدائه، وهو وحده، وملايين المسلمين حول الفضائيات يقتلون وقتهم ووقت الأمة بالجدل حول هذا الرأي أو ذاك، دون أن ينهضوا إلى ما فرض الله عليهم، أو دون أن يطالَبوا بذلك، كنا نودُّ أن يفتوا بعدم جواز ترك المسلمين في الأرض أخاً لهم يفجِّر نفسه وهم لاهون غافلون , وأن يعلنوا ذلك للوفاء بالأمانة في أعناقهم , وأن يفتوا بأنَّ الله قد حرَّم الفرقة التي نحن عليها , وأن ينصحوا النصح الضروريَّ للفرد وللجماعة وللأُمَّة في هذه المرحلة الخطيرة من حياة المسلمين , وأن تقدم الدراسات الإيمانية الواعية.
دعوا هذا المسلم الذي فجّر نفسه، فقد أصبح بين يدي الله ولن تنفعه فتاوى البشر كلها , وعسى أن ينفعه الدعاء الصادق: اللهم اغفر له وارحمه وأدخله جنتك وتقبله شهيداً عندك، شهيداً على عجزنا وغفلتنا وتقصيرنا.
ونعجب من الضجيج الإعلامي لتسويغ عملية تفجير المسلم نفسه؟ ! ولو كان الأمر حقاًً يقرُّه الإسلام لما احتاج إلى هذا الضجيج. ولكننا نخشى أن يكون ذلك لتغطية شعور داخلي بالخطأ أو العجز أو لتغطية عورات كثيرة في واقعنا اليوم , بعد أن سقطت الشعارات واختلفت التسويغات.
9 - أين دور المسؤوليَّة الفرديَّة:
أصبحت الفتاوى كثيرة هذه الأيام، متضاربة، تتناول قضايا تتعلق بالفرد المسلم مما هو في حدود مسؤوليته هو، ومما سيحاسَب هو عنه يوم القيامة، لا يفيده قول فلان وفلان، وقد أمره الله ورسوله r أن يتفقَّه في كتاب الله وسُنة رسوله r : فعن أنس وغيره عن الرسول r قال: " طلب العلم فريضة على كل مسلم " (9) كم ستكون الفتوى أكثر فائدة لو بيّنت للمسلم واجبه الذي فرضه الله عليه، لينهض إليه ويساهم في إنقاذ الأمة. لقد أصبح المسلم الآن يضع جهده في دراسة أي علم وينال أعلى الشهادات، ويظل في أمور دينه معطّل التفكير لا يحمل المسؤوليّة و لا الأمانة التي وضعها الله في عنقه، أو لا يعرفها. أو ليس من واجب مَنْ يُفْتي اليوم أن ينبّه إلى هذه الحقيقة، حتى لا يظلّ المسلم عُمُرَه كلَّه معطّل التفكير لا ينهض لمسؤولياته وأمانته. إن من يفجّر نفسه ماضٍ إلى ربّه وهو الذي سيحاسَب، فعَليه هو أن يدرك ما حرّم الله وما أحلّ له، دون أن يعتمد على رأي غيره إلا بمقدار الاستشارة!
وبهذه المناسبة فمن الواجب أن نذكّر أنفسنا و المسلمين بعامة أنه لا يجوز أن نقول عن أي مسلم قُتِل في معركة إنه شهيد. ولكن يمكن أن ندعو الله بأن يتقبَّله عنده شهيدا.ً ولقد أصبح استخدام كلمة شهيد عاماً تطلق على كل قتيل ولو كان تاركاً للشعائر كلها، أو حتى لو كان غير مسلم، ومن الواضح في الإسلام أن الكتاب والسُنَّة بيّنا أمر الشهيد بعامة لا بالأسماء، وأن الرسول r نفسه لم يكن يعلم من هو شهيد من أمته إلا بمقدار ما أعلمه الله. إننا ندعو لجميع قتلى المسلمين الذين قُتِلوا وهم يجاهدون في سبيل الله أن يتقبَّلهم الله شهداء عنده. والأمر متعلّق بالنيّة التي لا يعلمها إلا الله , ولله الأمر كله وله الحكم كله.
10 - دور النية وأهميتها في النهج والتخطيط:
إن الموت في سبيل الله تتعلّق نتيجته بالنيّة التي لا يعرفها إلا الله. ولكن إذا أفصح المسلم عن نيّته , فقد أصبح مسؤولاً عما أعلنه من نيّة. فقد يُعْلِن المسلم أنه يقاتل ثأراً لابن عمه فقط أو لقريب له، أو لأحد أفراد عائلته أو عصبته. وهذا خطأ يحسن تفاديه. فالمسلمون سواء، فلو أراد المسلم أن يغضب ويثأر فليثأر لكل مسلم قُتِل ظلماً أو في سبيل الله، أو فليقاتل من أجل قضيّة أكبر من الثأر لفرد بعينه. فليُقاتل في سبيل الله على صراط مستقيم إلى هدف ربّاني محدد جليّ لا يحمل أيّ نزعة من عصبيّة جاهليّة. وليتناصح المسلمون بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنيَّة أساس النهج والتخطيط. فبها يتحدَّد الهدف الربَّاني الرئيس , والسبيل الذي يوصل إلى الهدف الرباني الرئيس. لقد امتلأت الساحة بالشعارات والعواطف الملتهبة دون وجود نهج أو خُطة مدروسة. فغلب على كثير من المواقف الارتجال وردود الفعل، وقامت أعمال معزولة عما قبلها ولا ندري ما بعدها. تقوم المظاهرات الصاخبة ثم تنتهي، وماذا بعدها؟! فلو أحصينا المظاهرات التي قامت في العالم الإسلامي خلال قرن كامل وأحصينا النتائج التي وصلنا إليها لهالنا الأمر. لقد بذلنا دماءً كثيرة وأموالاً كثيرة خلال فترة زمنيّة غير قليلة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، فهل ما وصلنا إليه يتناسب مع ما بذلنا؟ وإننا نخشى أن يستفيد أَعداؤنا من جميع خطوات الارتجال وردود الفعل الآنيّة، أو خطوات الهوى، ولا نستفيد نحْن إلا زيادة في البلاء والنكبات والهزائم. وأعجب ما الذي يمنع المسلمين من النهج والتخطيط على أُسس ربانيَّة , كما أمر الله , إلا أن تكون الفرقة والتمزق وتنافس الدنيا , مما يضاعف الإثم علينا.
وحين نقول إن النيَّة لا يعلمها إلا الله , فإنا نَكِلُ النيّات إلى الله سبحانه وتعالى إلا إذا أُعْلِنَ عنها. ولكننا في الوقت نفسه ننظر في العمل نفسه ونردُّه إلى منهاج الله ردّاً أميناً , وندرس ما يحمل من أهداف ربانيَّة , وندرس السبيل الذي يمضي عليه , والوسائل والأساليب , لنرى قدرة السبيل والوسائل والأساليب على بلوغ الهدف الرباني المحدد وتحقيقه.
لذلك فصَّل الله سبحانه وتعالى قضيَّة الجهاد في سبيل الله في المنهاج الرباني تفصيلاً واسعاً , حتى لا يقع أحد في خطأ في قضيَّة يكون مصير الإنسان بها إلى الدار الآخرة. فبيَّن الإسلام أهمية الجهاد ونهجه وشروطه وأهدافه , ووسائله وأساليبه , وبيَّن المكلفين به ومن يعذر ومن لايعذر , وعقاب المتخلفين.
لذلك نعود ونؤكِّد أن النيَّة: هي التي تطلق الدرب والنهج , وتحدِّد الأهداف والسبيل الذي يوصل إلى الأهداف , حتى لا يأتيَ وقت نرى فيه الأهداف في ناحية والدرب في ناحية أخرى, ولات ساعة مندم!
والنيَّة يجب أن تكون خالصة لوجه الله , نقيَّة من أي عصبيَّة جاهليَّة , عصبيَّة جاهليَّة سابقة أو عصريَّة , لا تحمل أيَّ صورة من صور تنافس الدنيا وسمعتها, ولا شبهة من شبهاتها , ونكل النية إلى الله سبحانه وتعالى , لا نحاسب نحن عليها إلا إذا أعلن الرجل عن نيته ولا نتَّهم ولكن نذكِّر , فهذا واجبنا الشرعيُّ:
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سئل رسول الله r عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حميَّة ويقاتل رياء , أي ذلك في سبيل الله؟ قال: " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. " (10)
11 - الوقفة الإيمانيَّة ومراجعة المسيرة:
ألا يستحقُّ واقعنا اليوم وقفة إيمانية نراجع فيها حساباتنا ومناهجنا ومسيرتنا، عسى أن نصحّح خطأ وننفي الارتجال ورود الفعل الآنيّة المؤذية؟! وعسى أن تخفّ الفتاوى قليلاً حتى تصاحبها الدراسة والرويّة!
إن الوقفة الإيمانية ضرورة في حياة الفرد والجماعة والأُمَّة. فمن خلالها يمكن معرفة الأخطاء ومعالجتها. ومن خلالها تدور الدراسات الأمينة الواعية , لتستأنف مسيرة أسلم نهجا وأقوى خطَّة ومن خلالها يمكن أن تلتقي القلوب المؤمنة صفاً واحداً , كما أمر الله.
وإنَّ واقعنا اليوم والهزائم المتتالية تفرض علينا ذلك. فكلُّ ما يتمُّ هو بقضاء الله وقدره , وقضاء الله حقٌّ عادل لا يظلم أبداً:
(إنَّ الله لا يظلم الناس شيئا ولكنَّ الناس أنفسهم يظلمون) [يونس:44]
وآيات وأحاديث أخرى كثيرة تؤكِّد هذه القاعدة الرئيسة. فما الذي يمنع أن نقف وقفة إيمانية تجمع القلوب الخاشعة لله؟ إلا أن تكون الفرقة والتمزُّق وسائر أمراض واقعنا اليوم؟ !
12 - إلى أين تتَّجه الأحداث اليوم؟
لقد بيَّنَّا في أكثر من مناسبة أن الأحداث يمكن أن تتَّجه لتمرير أهداف خفية أو شبه خفية , منذ أن أعلن شارون عن عزمه لدخول المسجد الأقصى. وسارت الأحداث لتزيد هذا الاحتمال قوَّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا بد من أن نسأل أنفسنا على ماذا تدور المفاوضات والاختلافات ومن ثَمَّ القتال؟ فهل ذلك من أجل دويلة فلسطينية أعلن أصحابها أنها علمانية , وأعلن آخرون عن تأييدهم لها , وأعلن آخرون حينا هكذا وحينا هكذا! هل كان ذلك كله من أجل دويلة ُأعلِن بوضوح أنها مجردة من الجيش والسلاح ومن التدخل بالسياسة الخارجية وغير ذلك مع الاعتراف الرسمي الدولي بدولة اليهود وحقهم في فلسطين؟ وهل بذلك يكون القتال في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله لتكون هي العليا؟ أمن أجل دويلة علمانيّة يُفجّر المسلم نفسه؟!
يبدو أن اعتراف بعضهم بدولة اليهود أصبح حقيقة , وأن ما يجري حولنا يقوم على هذا الأساس , وأن تقدير الأمور يعتبر أن هذه حقيقة مسلّمة , على أساس ذلك تدور المفاوضات , وعند الاختلاف يدور القتال ليقنع أحد الطرفين الطرف الآخر.
لقد بيَّنتُ قبل أكثر من أربعين عاماً أن القبول بدويلة فلسطينية مع الاعتراف بدولة اليهود في فلسطين , أمر ليس في صالح المسلمين , ولا يحلُّ من الناحية الشرعية. ثمَّ بيَّنتُ ذلك في اكثر من كتاب أو مقال أو لقاء. ولم يكن هذا رأيي وحدي ولكن الهيئة العربية العليا لفلسطين كان هذا هو رأيها أيضاً. وكذلك كان هنالك آخرون يرون الرأي نفسه. ولكن هذا الرأي طُوِيَ , والتفَّ الكثيرون حول الرأي الآخر صراحة أو ضمناً.
وعلى أساس هذا الرأي الآخر قامت منظمة التحرير , وقام النهج الذي سارت عليه , بالرغم من أن ميثاقها الذي تبدل فيما بعد كان غير ذلك. وقد نالت التأييد الجارف خلال أكثر من ثلاثين عاما , التأييد الشامل من معظم قطاعات الأمة , التأييد الذي قادنا إلى النتيجة الحالية. والمعارضة التي ظهرت في اللحظات الأخيرة بعد تأييد طويل وتعاون كبير ظاهر ومخفي لم تكن أكثر من تنافس في الساحة , حيث لم يكن أحد لديه نهج أو خطة لتحقيق الشعارات التي تغنّى بها هؤلاء وهؤلاء.
ونسأل ثانية وثالثة ما هو هدف القتال الحالي , إذا لم تُستَنْفَر الأمة كلها؟ ما هي الأهداف التي سارت القضية عليها وإليها في مسلسل التنازلات من خلال أعمال شدَّت الجماهير إليها , وصفَّق لها الكثيرون وأيَّدها الكثيرون , وسيق الناس من خلالها إلى الموقف الحالي , تدور فيه المفاوضات والقتال وكأن إسرائيل حقيقة مقبولة وأن غاية ما نرجوه ونقاتل من أجله هو دويلة لا جيش لها ولا أي تدخل بالسياسة الخارجية وحكم علماني صريح معلن عنه أشد الإعلان ونال أشد التأييد؟ فهل القتال يدور اليوم من أجل ذلك؟ وهل نتيجته العملية الاعتراف الصريح بإسرائيل وحقها ووجودها على مستوى محلي ومستوى دولي؟ هل المسلمون الآن يعون أبعاد المعركة مع اليهود وأبعاد الموقف الحالي؟ هل يعي المسلمون أننا بتنازلاتنا نعطي اليهود الفرصة لتهديد العالم العربي والعالم الإسلامي؟ إلى أين تسير الأحداث؟
بعد حادثة تل أبيب الأخيرة , أعلن كثيرون أنَّهم لن يسكتوا إذا اعتدى اليهود على أراضي السلطة , وأنهم لن يوقفوا الانتفاضة إلا بعد أن ينسحب اليهود من أراضى الدولة الفلسطينية. أليس هذا اعترافاً واضحاً بدولة اليهود من جميع من صرّح بذلك، وجميعهم صرّحوا؟ وأين الفتوى الشرعية بالاعتراف بدولتهم؟ أليس هذه تنازلاً عن الأهداف المعلنة؟!
13 - اتساع الخطر اليهودي وامتداده:
لقد وضح الآن , بصورة تنفي الشك , أن خطر اليهود أصبح يهدد العالم العربي والعالم الإسلامي. ولقد سبق أن أعلن اليهود عن مطامعهم , وأعلنوا المخططات التي تمثل هذا الخطر. ولكنه الآن لم يَعُدْ مخطَّطات , وإنما زحف مدبَّر!
ونكرر تحيّتنا لكل من جاهد في سبيل الله، بنيَّة خالصة لله , خاضعاً لشرع الله، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يصلح حال المسلمين جميعاً. إن المسلمين اليوم محاسبون بين يدي الله سبحانه وتعالى عن التقصير في هذه القضية وترك فئة لا تستطيع وحدها مجابهة أعتى دولة في المنطقة وأخطر مكر وكيد , تسنده الدول الكبرى كلها! إننا لانُقِرُّ تفرُّق المسلمين شيعاً وأحزاباً , ولا إدبار المسلمين عن أن يكونوا أمة واحدة , ففي ذلك إثم عظيم جداً , دونه آثام كثيرة. وقد يغفر الله لمن قتل نفسه دون أن يعلم حُرْمة ذلك , ولكن هل يغفر الله لمن تفرَّقوا وهانوا وأدبروا عن الجهاد في سبيل الله؟
إن الخطر لم يَعُدْ محصوراً في فلسطين وحدها , وإنما أصبح خطرا ًيهدِّد كلَّ أرض إسلامية . ولم يعد الواقع يكفيه شعارات ومواقف جزئية آنيَّة ولا بطولات فرديَّة , وإنما يحتاج إلى يقظة شاملة , وخُطَّة كاملة , ونهج ممتدٍّ متكامل , لينبع ذلك كله من منهاج الله ويرتبط به.
ولقد سبق أن أوضحنا ذلك كثيراً بكل وسيلة تيسَّرت: في كتب ومقالات وندوات ومؤتمرات , نثراً أو شعراً , ونصحنا ما وسعنا النصح وعلى أوسع مدى استطعناه , حتى نعذر أنفسنا بين يدي الله سبحانه وتعالى. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وإننا نقدِّم هذه النصيحة اليوم ونحن نحمل الودَّ الصافي الصادق للمؤمنين جميعهم , وسنظلُّ نقدم رأينا بوضوح وجلاء على أساس من الكتاب والسُّنَّة , نصحاً خالصاً نبتغي به وجه الله سبحانه وتعالى , ولنعذر أنفسنا بين يدي الله.
والحمد لله رب العالمين
الأربعاء 22/ 2/1422هـ
الموافق 16/ 5/2001مـ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(1) من الحديث الذي يرويه العرباض بن سارية. أخرجه: أبو داود:34/ 6/4607 , الترمذي: 42/ 16/2676, ابن ماجه: المقدمة: 35.
(2) رواه البخاري:96/ 21/7352، مسلم: 30/ 6/1716، الترمذي:13/ 2/1326 أبو داود: 18/ 2/3574،ابن ماجه: 49/ 3/3581، صحيح الجامع الصغير وزيارته رقم: 493.
(3) مسلم: 1/ 47/175.
(4) مسلم: 1/ 47/176.
(5) نفس المصدر.
(6) التوبة: 115.
(7) البقرة: 195.
(8) رواه أبو داود و الترمذي والنسائي وآخرون.
(9) رواه الطبراني في الصغير والوسط والكبير، وابن عدي في الكامل وغيرهما، والألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (رقم 39130).
(10) رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن الأربعة. والألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم:6417.(/)
ما لا يسع المسلم جهله في قضية الاعتداء على الصديقة عائشة رضي الله عنها
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 11:00]ـ
ما لا يسع المسلم جهله
في قضية الاعتداء على الصديقة عائشة رضي الله عنها
عبد العزيز بن صالح المحمود
جريمة الاعتداء على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أصبحت موضوع الساعة، فقد شغل هذا الحدث المسلمين جميعا، رغم أن بعضهم ولأسباب سياسية حاول التغاضي عن ذكره والتهرب منه، وحاول آخرون التقليل من شأنه.
وموضوع أم المؤمنين من المواضيع الجديدة القديمة، فقد وُجد الطعن في أم المؤمنين مع ظهور التشيع في القرن الأول للهجرة، ثم أخذ أشكالا عدة، وما أريده هو التنبيه على أشياء لم تذكر ولم ينبه عليها، أو أشياء لم تعرف أو تشتهر عن موقف الشيعة في أم المؤمنين عائشة.
بغض عائشة موضع إجماعهم
* بغض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو موضع إجماع عند كل الشيعة سواء كانوا إثني عشرية، أو زيدية، أو إسماعيلية، ولكنهم يختلفون في طريقة البغض أو الانتقاص بين معتدل وغالٍ، لكن لا يوجد محب لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رغم أن بعضهم يعترف أنها حبيبة الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجته في الجنة. فرغم هذا الاعتراف إلا أنّ جميعهم يرى أنّ عائشة رضي الله عنها كانت تبغض علياً رضي الله عنه وهو يبغضها؛ لذا فهم مع علي رضي الله عنه، وإن استلزم هذا الموقف مخالفة رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حُبها، وأن تكون هي رفيقته وزوجته في الجنة.
وهذا يدفعنا لاعتقاد مهم جديد: أنّ مراد علي رضي الله عنه ورغبته أهم عند الشيعة مِن مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سبب الكره
* سبب كره الشيعة لعائشة رضي الله عنها هو خروجها في معركة الجمل على علي رضي الله عنه ومطالبتها مع طلحة والزبير رضي الله عنهما بالقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه، وسواء فعلت عائشة رضي الله عنها كل المحاسن والفضائل، وسواء مدحها القرآن أو علي رضي الله عنه نفسه فإن كل ذلك لا يجعل الشيعة يحبونها؛ لأن مدار الدين كلَّ الدين عند الشيعة هو علي رضي الله عنه، فحتى سمك الجرّي ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)) حرم الشيعة أكله، لأنه كدر ماء الفرات عندما أراد علي رضي الله عنه أن يتوضأ منه، هكذا يزعمون!! فالدين مداره عند الشيعة موافقة الناس لعلي رضي الله عنه! أي أن الولاء والبراء والحب والبغض هو في شخص علي رضي الله عنه، ثم في شخص الأئمة الإثني عشر.
وهذا أمر مهم وخطير وهو يفسر لنا سلوك كل الشيعة في نظرتهم وتفسيرهم لأحداث التاريخ.
التسمي بعائشة
* يحرم عند الشيعة التسمي باسم عائشة رضي الله عنها، ولذلك لا تجد اسم عائشة في أي منطقة شيعية سواء في إيران أو جنوب العراق أو جنوب لبنان أو غيرها، رغم أن أئمة آل البيت سموا كثيرا من بناتهم باسم عائشة؛ فلعلي الرضا بن موسى الكاظم بنت اسمها عائشة، وكذلك لأبيه موسى الكاظم بنت اسمها عائشة، وفي مصر قبر يزار لعائشة بنت جعفر الصادق، وهناك عائشة بنت جعفر بن موسى الكاظم، وعائشة بنت محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى، وهذا ثابت في تراجم أئمة آل البيت في كتب الشيعة والسنة. لكن الشيعة كعادتهم في المخالفة يبغضون اسم عائشة رضي الله عنها.
إذ الحقيقة أن نفسية الفرد الشيعي سيطرت عليها نظريات البغض والكراهية، أكثر من نظرية اتباع المذهب أو الإمام.
عقيدة وسلوك شعبي
* في مناطق الشيعة سواء كانت بالعراق أو في الإحساء أو في لبنان، ثمة سلوك شعبي شيعي يندى له الجبين؛ فقد توارث شيعة العراق تسمية عائشة رضي الله عنها بالبقرة، حتى أضحى اسم البقرة في اللهجة العامية العراقية (هايشة) أي عائشة ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2))، وإذا ذكر اسم عائشة قالوا: أعوذ بالله هذه جيشت الجيوش على علي، وكان الشاعر الشعبي العراقي ملا عبود الكرخي يذكر في قصيدة اللاءات والمستحيلات:
إيصيرتصعد للسما ابسلم درج إيصير بالمعدان ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)) اسم عيشة وعمر
إيصير أموات احتيو من مقبرة ايصير نملة تدفع الملوية [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
(يُتْبَعُ)
(/)
أي أن شيعة الأهوار من المستحيل بالنسبة لهم أن يسموا أطفالهم باسم عائشة وعمر، كما أن من المستحيل عودة من دفن في المقبرة إلى الحياة ومن المستحيل أن يصعد للسماء بدرج أو نملة تدفع مئذنة فكلها مستحيلات.
إذاٍ فاحتقار الشيعة لعائشة رضي الله عنها هو موروث شعبي شيعي، ولم يقف عند حد ذكره في بطون الكتب القديمة وحسب.
والمعاصرون أيضا
* لم تسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، من الشيعة المعاصرين أيضاً، والذين يزعمون تبني دعوة التقريب بين السنة والشيعة، ففي منتصف القرن العشرين قام عبد الحسين شرف الدين الموسوي اللبناني صاحب كتاب (المراجعات) ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5))، وكتاب (الفصول المهمة في توحيد الأمة) بانتقاص عائشة رضي الله عنها بوضوح ومهاجمتها، فهذا مرتضى العسكري أحد قياديي حزب الدعوة وأحد مؤسسيه، يؤلف كتاباً مستقلاً ألا وهو "أحاديث أم المؤمنين عائشة" للطعن في أحاديثها، وكل ذلك تم قبل ثورة إيران الخميني، أما بعد الثورة فقد برز نوع من رفع التقية، فطبعت دور النشر الشيعية تحت سمع وبصر حزب الله في لبنان كثيراً من الكتب المعاصرة التي تصرح بأن أم المؤمنين زانية وستدخل النار ولكن في زمهرير جهنم وليس في نارها لأنها لامست جسد النبي صلى الله عليه وسلم!! ومن آخر تلك الكتب، كتاب "خيانة عائشة بين الاستحالة والواقع" لمحمد جميل حمود العاملي، في سنة 2010م.
ترقيع وتبرير
* حاول بعض السنة في فلسطين والمغرب وغيرهما القول أن ليس كل الشيعة يبغضون عائشة رضي الله عنها، وأن فيهم من يحترمها، فأقول لهؤلاء:
- ليس هذا من شأنكم، وإنما أنتم تحاولون الترقيع والتبرير لموقف سياسي اتخذتموه مسبقاً بالتحالف مع إيران، وتحاولون التبرير لكل خطأ يصدر من الشيعة، أنتم تنظرون إلى إيران على أنها داعمة لقضية فلسطين، ولذلك تحاولون تبرئة الشيعة من هذه الجريمة، رغم أنها ثابتة لا مجال للتهرب منها.
ولكننا نتنزل معكم ونقول: ليكن لإيران مواقف سياسية إيجابية تجاه قضية فلسطين، فهل هذا مبرر مقبول للتغاضي عن اعتداءات الشيعة تجاه عقيدتنا وصحابة رسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين؟
- بعض الطيبين ولا أقول السذج من هؤلاء الكتاب حين يجد ذكراً لعائشة رضي الله عنها في رواية أو مسألة فقهية هنا أوهناك من كتب الشيعة، يظن أنها الدليل على كون الشيعة أو بعضهم يحترمون أم المؤمنين!
إن هذا كلام منْ لا يعرف أن التشيع دين متطور يؤسسه أصحابه حسب الزمان والمكان والحالة السياسية، وأن التقية هي تسعة أعشار الدين، فهؤلاء لا يدركون أبجديات الفكر الشيعي، وقديما قيل: أن من تكلّم في غير فنّه أتى بالعجائب!
ولذا ننصحهم بترك الدفاع عن الفكر الشيعي وليكن دفاعهم مقتصراً على سياسة إيران، فهذا أسلم لدينهم، فلا يجوز لهم محاربة ثوابت الإسلام بسبب مصلحة سياسية كما زعموا!!
السب عند الشيعة وبعض الخوارج
* عبر تاريخ الأمة الإسلامية لم ينتقص أحد أمَّ المؤمنين أو الصحابة باستثناء الشيعة وفرقها وبعض الخوارج، ولكن الأمة بمذاهبها الفقهية الأربعة وغيرها، والعقدية كالصوفية والسلفية والأشعرية والماتريدية، هبت دوماً للدفاع عنهم والذب عن أعراضهم، فعندما شتم النصراني عساف الرسول صلى الله عليه وسلم، قطع شيخ الإسلام ابن تيمية رأسه، وألف كتابه المشهور "الصارم المسلول على شاتم الرسول"، وقد تعرض شيخ الإسلام للأذى بسبب الكتاب، وكذلك الإمام السبكي مؤلف كتاب "السيف المسلول على من سب الرسول"، والعلامة ابن عابدين مفتي الحنفية له رسالة بعنوان "تنبيه الولاة على شاتم خير الأنام أو أحد أصحابه الكرام عليه الصلاة والسلام"، ولإمام المالكية سحنون "رسالة النهي عن سب الصحابة"، أما الشافعية فقد ألف ابن حجر الهيتمي "الإعلام بقواطع الإسلام".
معاصرونا للأسف
ولكن اليوم خالفت أمتنا كل تاريخها السابق، فحزب التحرير لم تكن له أي وقفة أو بيان هنا أو هناك! وكأن أمر أم المؤمنين لا يرقي لشأن السياسة التي كرس نفسه لها، ولم ينتج عن تحليلاته العرجاء إلا أن ساق الأمة للسراب والخراب، ولقد سألت شخصياً أحد قيادات حزب التحرير: لماذ لم تصدروا بياناً بشأن أم المؤمنين؟ فسكت وأطرق رأسه ولم يجب!
(يُتْبَعُ)
(/)
كم أسمعَنا أفراد الحزب وقادته صرخات الحنين للخلافة العثمانية، ولكن شتان بينهم وبين سلاطين دولة الخلافة، فالعثمانيون كانوا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لشتم صحابي، ورفضوا أن يعترفوا لنادر شاه، حاكم إيران، بمذهب الشيعة مذهبا خامسا.
أم أن حزب التحرير يريدنا أن نسكت عن الشيعة حتى تكون للإسلام دولة؟ أم أن منظرهم الشيعي اللبناني سميح عاطف الزين لا يسمح بذلك! سلهم أيهم بذلك زعيم!!
وإذا علمنا أن عددا لا بأس به من مؤسسي حزب الدعوة العراقي كانوا منتمين لحزب التحرير في العراق مثل عبد الهادي السبيتي وعارف البصري في سنة 1954م، فهمنا سبب تساهل الحزب مع الشيعة منذ نشأته.
أم أن حزب التحرير لا يملك الوقت الكافي للتنبه لهذه الجزئية؟! وشغَله هَم إقامة الخلافة عن شتم أم المؤمنين عائشة وعن الشيعة!!
أما جماعة الإخوان المسلمين فلا ندري ما الذي أصابهم، ففي مطلع الخمسينيات والستينيات عندما هاجم الشيعة والمستشرقون والمستغربون من المسلمين السُنة النبوية وأبرز رواتها الصحابي الجليل أبا هريرة رضي الله عنه، قام الدكتور مصطفى السباعي عليه الرحمة والرضوان بتفنيد شبهات عبد الحسين شرف الدين الموسوي والمستشرقين في رسالته للدكتوراة "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي" ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6))، وكتب المفكر الإسلامي العراقي عبد المنعم صالح العلي ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7))" دفاع عن أبي هريرة"، و"مناقب أبي هريرة".
فما للإخوان اليوم قد سكتوا؟ أما لهم قدوة بأسلافهم؟ ومنهم – مع الأسف – من يريد التقليل من شأن هذه الجريمة لأسباب سياسية كذلك، فلماذا هذا الفصل بين الدين والسياسة وكأننا أصبحنا علمانيين في سلوكنا وإنْ رفضناها وحاربناها ظاهراً.
وأُحذر جماعة الإخوان من هذا السلوك، ومن التساهل مع منتقصي أم المؤمنين، فعِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أهم من غزة ونصرتها، وأهم من العراق ونصرته!! لقد خرجت آلاف المظاهرات منهم من أجل أحداث الدنمارك وغيرها، فلماذا سكتوا عن تطاول الشيعة على عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل دعم حركة حماس أهم من بيان تطاول الشيعة على عرض النبي صلى الله عليه وسلم؟
لكن ماذا عساي أن أقول عن موقف الإخوان من هذه الجريمة الشيعية إلا مردداً قول الشاعر عمر أبو ريشة:
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
هذا ما أردته في مقالتي هذه: المشاركة في نصرة أمي أم المؤمنين عائشة فداها أبي وأمي كما قال شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه:
فإن أبي ووالدتي وعرضي لعرضِ محمدٍ منكم وقاءُ
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - أحد أنواع السمك المشهورة في العراق وغيره، وهو محرم أيضاً عند اليهود!!
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- وهذا أمر قديم فقد ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (13/ 359)، ومنهاج السنة (3/ 238).
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)- المعدان هم: سكان الأهوار (البطائح) جنوب العراق الذين يربون الجاموس وكلهم شيعة.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- أي يقصد مئذنة الملوية في مدينة سامراء بالعراق.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)- ذكر ذلك في المراجعات (259 - 270).
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6)- من الكلام الجميل للسباعي في الرد على عبد الحسين قوله: "لقد عجبت من موقف عبد الحسين في كلامه وفي كتابه من ذلك الموقف الذي لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي، وأرى الآن نفس الموقف من فريق دعاة التقريب من علماء الشيعة، إذ هم بينما يقيمون لهذه الدعوة الدور وينشئون المجلات في القاهرة ويستكتبون فريقا من علماء الأزهر لهذه الغاية، لم نر أثراً لهم في الدعوة لهذا التقارب بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما، فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف، كأن المقصود من دعوة التقريب هو تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة لا تقريب المذهبين كل منهما للآخر) ا. هـ
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)- من قيادات ومنظري جماعة الإخوان في العراق، وقد غير اسمه إلى محمد أحمد الراشد بعد الهرب منه، وغلب عليه هذا الاسم.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 11:07]ـ
سألني صديقي لماذا تنشر مقالات الأخ عبد العزيز ومهتم بها، قلت هي مهمة وهو شخصيا أخبر أحد معارفي أنه مشغول الآن في مصر ولم يفتح قسم خاص به في هذه المواقع؛ لأن بعض من يعرفه ذكر له أن يؤسس موقع فاعتذر لعدم التفرغ في مصر
.(/)
هدية مجلة الراصد: ((كلهم ياسر الخبيث!))
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 01:21]ـ
الحمد لله, والصلاة والسلام على محمد خير الأنبياء, وآله وذويه وأصحابه وزوجاته الأتقياء الأنقياء, وبعد؛
كشفًَا لشديد دمامة الوجه الشيعي المقبوح, واستكمالًا في فضح سبيل المجرمين, وتنبيهًا لعامة المغرورين والعذَّارين والساكتين يقدم لكم موقع مجلة الراصد الإلكترونية ( http://alrased.net/site/) إصداره الجديد:
((كلهم ياسر الخبيث!))
التحميل من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=79 021&d=1286964805), وفي المرفقات.
ودمتم موفقين ..
* الرجاء التفضل بنشر المطوية, وطباعتها وتوزيعها؛ تعميماً للفائدة.
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 09:57]ـ
بوركتم
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 09:36]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[السليماني]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 10:12]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 11:41]ـ
الإخوة: شذى الكتب .. الرفاتي .. السليماني ..
جزيتم الخير كلَّ الخير ..
شرفني مروركم الكريم ..(/)
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 01:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعلم أن البعوضة في رأسها مئة عين، وفي فمها 48 سناً، وفي صدرها 3 قلوب، قلب مركزي، وقلب لكل جناح، وفي كل قلب أذينان وبطينان، وتملك البعوضة جهازا استقباليا حراريا لا تملكه الطائرات، إنها ترى الأشياء لا بأشكالها، ولا بأحجامها، ولا بألوانها، ولكن ترى الأشياء بحرارتها فقط، وحساسية هذا الجهاز الحراري واحد على ألف من الدرجة المئوية.وتملك جهاز تحليل دم، فما كل دم يناسبها، وتملك جهازاً آخر، جهاز تمييع للدم، لأن لزوجة دم الإنسان لا تسري في خرطومها، وتملك جهاز تخدير.
? إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ?
(سورة البقرة الآية: 26)
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 01:52]ـ
رأيت فى أحد المنتديات التى تختص بالاعجاز العلمى فى القرآن صورة مكبرة لبعوضة وأظهرت الصورة أن البعوضة فوقها كائن حى يتغذى عليها هو أشبه ببعوضة أخرى (كائن طفيلى) وفسرت المشاركة ان هذا هو المقصود به (فما فوقها) فى الآية الكريمة.
فهل من أحد يفيدنا بصحة هذه الصورة.
ـ[أشجعي]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 04:28]ـ
أخي كلامهم هذا عبارة عن كلام فارغ وسخيف
وما أسرع بعض المعجبين بنجم الغرب الكفار أن يلصق أبحاثهم بما جاء في القرآن
ثم يفسره على هواه.
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 04:56]ـ
لا مانع من أن نتأكد من صحة الصورة علميا أولا .....
ـ[أشجعي]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 08:28]ـ
فكان ماذا؟
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:38]ـ
أمس فى قناة الفجر شاهدت لقطة سريعة وفيها استعراض لبعض أنشطة القناة باللغة الانجليزية
الموجهة للغرب. فاستعرض آية الدين وفيها الأمر بالاشهاد برجلين أو رجل وامرأتين ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى
ثم رد شبهة الغرب وقولهم أن مثل هذه الآيات فيها انتقاص من قدر المرأة ورد هذا الادعاء وعرض تقريرا طبيا لقناة سى ان ان وفيه ان المرأة أضعف ذاكرة من الرجل وخاصة وقت الولادة ويستمر هذا الضعف لمدة تتراوح من عام الى عامين. وفى بعض الحالات يستمر هذا الضعف للأبد.
وقال التقرير ان أكثر الأمور عرضة للنسيان هى الأرقام ......
فهل مثل هذا الاستشهاد والتدليل نرده أم نتهمه فى فهم الآيات وتفسيرها.
هناك كثير من الاستدلالات العلمية أرى فيها تجاوزا فى الفهم والبعض الكثير لا يختلف عليها اثنان. والله اعلم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 04:43]ـ
أمس فى قناة الفجر شاهدت لقطة سريعة وفيها استعراض لبعض أنشطة القناة باللغة الانجليزية
الموجهة للغرب. فاستعرض آية الدين وفيها الأمر بالاشهاد برجلين أو رجل وامرأتين ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى
ثم رد شبهة الغرب وقولهم أن مثل هذه الآيات فيها انتقاص من قدر المرأة ورد هذا الادعاء وعرض تقريرا طبيا لقناة سى ان ان وفيه ان المرأة أضعف ذاكرة من الرجل وخاصة وقت الولادة ويستمر هذا الضعف لمدة تتراوح من عام الى عامين. وفى بعض الحالات يستمر هذا الضعف للأبد.
وقال التقرير ان أكثر الأمور عرضة للنسيان هى الأرقام ......
فهل مثل هذا الاستشهاد والتدليل نرده أم نتهمه فى فهم الآيات وتفسيرها.
هناك كثير من الاستدلالات العلمية أرى فيها تجاوزا فى الفهم والبعض الكثير لا يختلف عليها اثنان. والله اعلم
رغم أنه لا حاجة بنا لمثل هذه النظريات لأنها لن تزيد أو تنقص في يقيننا بكلام ربنا قيد أنملة، لكن الحاجة لها قد تأتي من جهة الرد على شبهاتهم، بشرط ألا يكون في التفسير العلمي اعتساف لمعنى الآية وصرفها عن ظاهرها كي تتوافق مع نظرية علمية، وهنا في مثل هذا التفسير العلمي الذي يتفق مع المعنى الظاهر من الآية ويثبت أن المرأة أقل ضبطا من الرجل، فيبدو والله تعالى أعلم أنه تفسير علمي صحيح تؤيده الآية، ولا يتعارض معها ولا يحيل المعنى لمعنى آخر بعيد عن ظاهر مراد الله تعالى، بخلاف تفسير آية البعوضة وما أحدثوه من تفسيرات عجيبة لا ينبغي أن ينساق وراءها المؤمن الموقن بكتاب ربه المعتز بدينه. ولا نجعل أكبر همنا الكافر أو نتعامل معه في هذا الشأن من موقع المنهزم الضعيف.
والله تعالى أعلم.*
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 12:25]ـ
جزاكم الله خيرا
هذا ما أردته بالضبط ....... فالباب ليس مغلقا على اطلاقة ولكن بضوابط واقرارات العلماء الشرعيين.
ولكن ماذا لو صحت الصورة .... هذا ما أريد أن يفيدنى به متخصص.
وانى أدعو الأعضاء للبحث فى الشبكة ومشاهدتها.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 03:20]ـ
سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله عن هذا فأجاب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا.
أخشى أن يكون هذا من باب العبث بتفسير القرآن، بل وتعريضه للتكذيب. فإذا ما توصّل عالِم مثلا إلى شيء، سارع بعض المسلمين – نتيجة الهزيمة النفسية – إلى ادِّعاء أن ذلك جاء في القرآن! وإذا ما أثبت عالِم آخر خِلاف ذلك، فقد عرّضنا القرآن للتكذيب، بل وتسببنا نحن في التشكيك بالقرآن الكريم.
وهل هذا هو مُراد الله تبارك وتعالى بهذه الآية؟ لأن من معاني التفسير الكشف عن مراد الله تعالى. وهل كل بعوضة ثبت أن على ظهرها حشرة أخرى؟
وفَهْم الآية ينبني على فهم سبب النُزول.
وسبب نُزولها كما ذَكَره غير واحد من المفسِّرين أن الله تعالى لَمَّا ضَرَب المثل بالذباب والعنكبوت اليهود ما أراد الله بذكر هذه الأشياء الخسيسة. وقيل: قال المشركون: إنا لا نعبد إلَهًا يذكر مثل هذه الأشياء، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
والله أعلم.
الرابط:
شبكة مشكاة الإسلامية ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=74125)
رسائل خاطئة لا يجوز نشرها - نشرات كاذبة - احاديث ضعيفة ( http://www.islam2all.com/dont/dont/latnshor/319.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 03:32]ـ
ثم لا أظن أن التفسير العجيب لهؤلاء يتوافق من حيث اللغة, ولعل الشيخ" أبو مالك العوضي"حفظه الله يفيدنا بهذا.
فائدة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
///ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا يسأله الله عز وجل عنها ....
{رواه النسائي}
///مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا.
{رواه البخاري}
فالمعنى واضح ولا حاجة للتكلف!
وقد قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن الفوقية قد تكون للأدنى أو للأعلى.
والله أعلم.
ـ[الحضرمية]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 03:36]ـ
بارك الله فيكم
كما قال أخونا الكريم يفسر كلام الله على مراد الله ورسوله وذلك لا يكون الا من العلماء الربانيين العالمين بكتابه سبحانه وبسنة نبيه (ص) ولا يمكن أن يفسر من الغربيين
صحيح أن أنثى البعوض التي تصيب بمرض الملاريا يوجد عليها طفيلي الملاريا ولكن لا يمكن أن نقول بأن [فما فوقها] هو ذلك الكائن الا إذا تبت بالدليل الكتاب او السنه او من كلام السلف الصالح و لا يعتد بغيره مهما بلغ من العلم والله اعلم
ـ[أشجعي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 05:13]ـ
جزى الله الإخوة والأخوات خير الجزاء
وبخاصة الأخ بن شبيب على نقله
ومن المعروف أن كثير من الحيوانات والحشرات عليها طفيليات فنخشى أن يقال غدا ان على هذا العصفور أو الشوكة حشرة
أيضا!!!
ولكن ماذا لو صحت الصورة .... هذا ما أريد أن يفيدنى به متخصص.
وانى أدعو الأعضاء للبحث فى الشبكة ومشاهدتها. يا أخي وإن صحت الصورة فهذا لا يثبت شيئاً البتة!!!
ثم إن كل ما ذكر أعلاه قد تكلم "جدلاً" على ثبوتها.
فثبوتها لا يقدم ولا يؤخر والنقاش وكلام المشايخ ليس حول ثبوت الصورة أصلاً.
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 06:22]ـ
هذه مجرّد نظريات
لا تثبت
والاصل لدينا هو كلام العلماء
،،،
ومثال آخر
لدينا يقين وعقيدة أن القمر قد أنشق
فلا ننتظر من الغرب أن يثبت ذلك!
كما ثبت أن القمر تعرّض لهزّه كما يقول الباحثون في (ناسا)
فنحن لدينا يقين مسبق بهذا وعقيدة من أنكرها فقد عرّض دينه للخطر
،،،
نعود للباعوضة
الكلام هنا في الآية أن الله إن ضرب مثل بالباعوضة كما ضرب مثلا ً بالنحل أو غيره من مخلوقاته
قال الله عن المؤمنين (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربّهم. .) الآية
والكفار يقولون كما قال عنهم سبحانه (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين) الآية
فما أتى به من أتى
هو نظرية
ولا يجوز أن تدخل على القرآن لأنه لدينا اليقين منه
ولا نحتاج للفرضيات والقول بالقرآن بالرأي وبدون دليل وغير ذلك من الكبائر الخطيرة
فهناك نص عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه (من قال في القرآن برأيه، أو بما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار)
صححه أحمد شاكر، حسّنه تصحيحا ًوالترمذي، وحسّنه البغوي وأبن صلاح وأبن حجر العسقلاني،
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 10:07]ـ
لعل الأسلم أن لا نتكلف مثل هذه التفاسير والتأويلات إلا بدليل وبرهان، ولاشك أن الإعجاز العلمي قد فتح أمام الكثير بابا للتفسير غير المنضبط بالقواعد والأدوات،فجاؤوا بما لم تأت به الأوائل من فطاحل المفسرين
ورغم ذلك فقد تصدرا ... من ليس ذا علم ففسرا
فجاء بالتحريف والتبديل ... منتهكا لحرمة التنزيل (1)
ولعل المقصود بقوله تعالى فما فوقها،أي فما دونها
قال الموردي في تفسير قول الله تعالى: ? ??:
فيه تأويلان: أحدهما فما فوقها في الكبر وهذا قول قتادة وابن جريج والثاني فما فوقها في الصغر لأن الغرض المقصود هو الصغر, اه.
هذا والله تعالى أعلم
(1) البيتين من منظومة تحفة المفسر للشيخ أبي عمر عبد الحكيم(/)
العلاّمة ابن باديس واختياره الدّين وإعراضه عن السّياسة
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 03:09]ـ
العلاّمة ابن باديس واختياره الدّين وإعراضه عن السّياسة
نقلا عن مقال ــ (بعنوان: حول تصريحات الوالي العام) ــ مقال للشيخ العلاّمة ابن باديس ـ (رحمه الله) ـ والذي نشرته جريدة الصّراط السّوي في عددها الخامس عشر الصّادر يوم الاثنين 8 رمضان 1352 هجريّة المُوافق ل 25 ديسمبر 1933 للميلاد:
<< وبعدُ فإنّنا اخترنا الخطّة الدّينيّة على غيرها عن علم وبصيرة وتمسّكا بما هو مُناسب لفطرتنا وتربيتنا من النّصح والإرشاد وبثّ الخير والثّبات على وجه واحد والسّير في خطّ مُستقيم , وما كنّا لنجد هذا كلّه إلاّ فيما تفرّغنا له من خدمة العلم والدّين , وفي خدمتهما أعظم خدمة وأنفعها للإنسانيّة عامّة , ولو أردنا أن ندخل الميدان السّياسي لدخلناه جهرا ولضربنا فيه المثل بما عُرف عنّا من ثباتنا وتضحيتنا ولعدنا الأمّة كلّها للمُطالبة بحقوقها ولكان أسهل شيء علينا أن نسير بها إلى ما نرسمه لها وأن تبلغ من نفوسنا إلى أقصى غايات التّأثير عليها فإنّ ممّا نعلمه ولا يخفى على غيرنا أنّ القائد الذي يقول للأمّة (إنّك مظلومة في حقوقك وإنّني أريد إيصالك إليها) يجد منها ما لا يجد من يقول لها (إنّك ضالّة عن أصول دينك وإنّني أريد هدايتك) فذلك تُلبّيه كلّها وهذا يُقاومه مُعظمها أو شطرها وهذا كلّه نعلمه ولكنّنا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيّنّا وإنّنا فيما اخترناه ــ بإذن الله ــ لماضون وعليه مُتوكّلون >>.
http://www.nouralhuda.com/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7.html(/)
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 04:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
? قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ (11) ? (سورة الأنعام)
أنا أمشي على الأرض، ولكن الله ذكر في الآية الكريمة " في الأرض" ,و ذلك لأن الله عز وجل عدّ الهواء و الأرض معاً، فالهواء جزء من الأرض, تمشي أنت في الأرض، أي على سطح اليابسة و تحت الهواء، و إليك بعض الحقائق العلمية التي تؤكد ذلك:
الأرض تدور حول نفسها بسرعة ألف و ستمائة كيلو متر بالساعة، لو الهواء ثابت و الأرض متحركة معنى ذلك يوجد أعاصير بالأرض كلها سرعتها ألف و ستمائة كيلو متر تدمر كل شيء ً، لو الهواء ثابت و الأرض تدور انتهت الحياة, لكن لحكمة بالغة, الهواء يدور مع الأرض بنفس سرعتها, وبالتالي فهو جزء من الأرض, وبالتالي أنت تمشى في الأرض و ليس عليها.(/)
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 04:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
? وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ? (سورة الذاريات الآية: 49)
تنقسم هذه الآية إلى جزئين.
الجزء الأول:
? وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ? (سورة الذاريات الآية: 49)
? كُلِّ شَيْءٍ ? هنا تعنى أن كل الموجودات في هذا الكون تعتمد على الزوجية. اقرأ معي هذه الأمثلة:
1. الزوجية في الذرة: الالكترونات السالبة والنواة الموجبة هما عنصري الذرة. والذرة هي وحدة بناء الجماد.
2. الزوجية في الخلية: لا تحيا الخلية إلا في وجود النواة و السيتوبلازم. وإذا تم سحب احدهما معمليا, ماتت الخلية. والخلية هي وحدة بناء كل الكائنات الحية.
3. الزوجية في الكهربية: لا يغيب عنا أن سريان التيار الكهربي يعتمد على الجهد الموجب و السالب. أي أن الكهرباء بكل تطبيقاتها من أجهزة حديثة قائمة على الزوجية.
4. الزوجية في المغناطيسية: كما هو الحال مع الكهرباء, فان هذا العلم يعتمد على القطب الموجب و السالب. أي أن المغناطيسية بكل تطبيقاتها من أجهزة حديثة قائمة على الزوجية.
نستنتج مما سبق أن كل الجماد وكل الأحياء وكل العلوم تعتمد على الزوجية سواء في البناء أو في العمل. وفى الزوجية كل زوج يحتاج إلى الزوج الآخر. وكل محتاج ضعيف. وكل ضعيف إلى زوال. و هذا هو حال كل الموجودات ...... الفناء.
الجزء الثاني:
? لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ? (سورة الذاريات الآية: 49)
ما هو المطلوب أن نتذكره في هذه الآية؟؟؟؟؟
قال بعض العلماء ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد ? أي انه فرد, أحادى, غير قائم على الزوجية كما هو الحال في جميع مخلوقاته.
?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? (سورة الشورى الآية:11)
? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ? (سورة مريم)(/)
اللهم وليديه فاغفر!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 11:59]ـ
لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص له فقطع بها أصابعه فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه، فقال: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفرلي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: مالي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم وليديه فاغفر.
هذه الحادثة التي وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيها عبر ودلالات كثيرة، منها: -
1 - تحريم قتل النفس مهما كانت الظروف، وبيان أنه من أكثر الذنوب إقتضاء لحصول وعيده مهما كانت الحسنات المعارضة؛فهذا صحابي ومهاجر ومع ذلك عذب على قتل نفسه!
2 - أن صاحب هذه الكبيرة لم يكفر بما فعله؛ولهذا استغفر له النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له. وفي هذا دلالة على أن صاحب الكبيرة مهما عظمت كبيرته لايخرج من الإسلام خلافا لمن كفره من أهل البدع أو جعله في منزلة بين المنزلتين!
3 - صحة مذهب أهل السنة في القطع بإنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر خلافا لمن جوز العفو عنهم كلهم من المرجئة؛فإن هذا مخالف لقوله تعالى ويغفر مادون ذلك لمن يشاء فأخبر أن مغفرته تقع لبعض دون بعض، وهكذا نصوص الشفاعة المتواترة فإنها صريحة في إنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر! ولكن ينبغي عدم الخلط بين إنفاذ الوعيد وإثباته على سبيل الدوام؛ فإن أهل السنة مجمعون على أنه لايخلد في النار أحد من أهل التوحيد مهما عظمت كبيرته.
4 - أهمية الرؤى في الإسلام وأنها قد تكون سببا لبعض الأحكام الشرعية؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما شفع ودعا بسبب رؤيا الطفيل. ولكن ينبغي الاحتياط في هذا الباب بعد عصر النبوة؛ فلا يعول على رؤيا تعارض ما استقر من الشريعة.
5 - إثبات شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر، وأنها قد تكون في الدنيا كما في هذا الحديث، وقد تكون في الآخرة؛ وهو الأعظم والأشمل؛ لحديث إني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لايشرك بالله شيئا! ولكن هل تكون قبل إنفاذ وعيد الكبيرة؟ هذا محل توقف فيه ابن القيم؛ لأنه لم يظفر بنص صحيح يدل على حصولها قبل العقوبة، وكل حديث في الشفاعة في أهل الكبائر إنما يدل على حصولها بعد العقاب. والله أعلم.
ـ[عبق الياسمين]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 12:10]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[الفارس]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 01:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سعد سليمة]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 03:25]ـ
أشكرك أخي الكريم ولكن اعلم:
*********************
[ QUOTE= عيسى عبدالله السعدي;414176] (لما هاجر النبي ...... فقصها الطفيل على رسول الله، فقال: اللهم وليديه فاغفر) هذه الحادثة التي وقعت في عهد النبي فيها عبر ودلالات كثيرة، منها: - 1 QUOTE]*********************
هذه الحادثة لم تقع , فالحديث ضعيف كما قال شيخنا الألباني في تخريج مشكاة المصابيح وضعيف الأدب المفرد
http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%85 +%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8 A%D9%87+/+m1420+w (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%85 +%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8 A%D9%87+/+m1420+w)
ـ[محمد الخليفي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 03:42]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 10:51]ـ
الأخ سعيد سلمة أشكرك وأفيدك أن الحادثة في صحيح مسلم ثابتة ومعروفة وبإمكانكم مراجعتها وشكرا لاهتمامكم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 11:29]ـ
ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم:وليديه.
بارك الله فيكم
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 01:36]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ومعنى (وليديه) أي: اللهم كما غفرت له ما فعل بنفسه فاغفر ليديه أيضا. والله تعالى أعلم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:00]ـ
ومعنى (وليديه) أي: اللهم كما غفرت له ما فعل بنفسه فاغفر ليديه أيضا. والله تعالى أعلم
العتب على النظر اخي با حاتم
بارك الله فيك
ـ[سعد سليمة]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 01:38]ـ
************************** [/ URL]
الأخ سعيد سلمة أشكرك وأفيدك أن الحادثة في صحيح مسلم ثابتة ومعروفة وبإمكانكم مراجعتها وشكرا لاهتمامكم
**************************
أحيِّيكَ وجزاك الله خيرا , وقد أتِيتُ من حيثُ أنِّي لم أختر (الجميع) أثناء البحث , فلمّا فعلت إذا بالحديث كما ذكرتَ:
[ URL="http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%85 +%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8 A%D9%87+%D9%81%D8%A7%D8%BA%D9% 81%D8%B1/+w"]http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%85 +%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8 A%D9%87+%D9%81%D8%A7%D8%BA%D9% 81%D8%B1/+w (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%85 +%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8 A%D9%87+%D9%81%D8%A7%D8%BA%D9% 81%D8%B1/+w)(/)
التَّعليقاتُ الجليَّة والقَوَاعدُ العِلميَّة عَلَى "مسَائلِ الجَاهِليَّة" للحَازميُّ
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 09:14]ـ
التَّعليقاتُ الجليَّة والقَوَاعدُ العِلميَّة عَلَى "مسَائلِ الجَاهِليَّة" للشَّيخِ: أَحْمدَ بن عمرَ الحَازميُّ -حفظه الله-.
لأحد "طلبة العلم الفضلاء" -جزاه الله خيراً-
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأخ -حفظه الله-:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , أما بعد:
فهذه بعض التعليقات والقواعد العلمية على مسائل الجاهلية للشيخ أحمد الحازمي - حفظه الله من كل شر وسوء وعدو -.
أسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ وأن يزده علما وعملا وإخلاصا وثباتا على الحق , وأن لايخشى ولايخاف في الله العظيم لومة لائم.
أشهد الله أني أحب الشيخ في الله.
مقدمة الشيخ:-
المغزى والمضمون هو التنصيص على المسائل التي خالف فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ الجاهلية وليس البحث والتفصيل في هذه المسائل , ولهذا يمكن جمع هذه المسائل في قاعدة وهي: (كل واجب تركه المكلف أو محظور فعله المكلف فهو من أمور الجاهلية).
المؤلف:-
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (1115 – 1226) هـ.
اسم الكتاب:-
مسائل الجاهلية أو المسائل التي خالف فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ الجاهلية " وهذا مأخوذ من بداية الكتاب ".
المؤلف لم يسم هذا الكتاب كعادته – رحمه الله – لأن غرضه هو التصنيف لأجل إيصال الفائدة , ولذلك اختلف في كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والقواعد الأربع , لأنه إمام صاحب دعوة لا يهتم بالتأليف والتصنيف فيريد إيصال الفائدة لعموم المسلمين , ولذلك اعتنى بذكر الدليل والإيجاز والإيضاح.
وقد يكون سمى الكتاب مشافهة (جاء في بعض نسخ فتح المجيد (وهو ليس بمطبوع) قال عبد الرحمن بن حسن: ولشيخنا مصنف لطيف ذكر فيه ما خالف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية) ا. هـ.
وهذا يدل على:- -1 - صحة نسبة الكتاب للإمام لأن هذا كلام حفيده.
-2 - جمع ما خالف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية في هذه الرسالة القيمة.
· والألوسي لم يسمها في شرحه.
· سبب تأليف الرسائل القصيرة:- ليخاطب بها العوام أولا والخواص ثانيا.
أهمية الكتاب:-
هذا الكتاب قائم على أصل من أصول الدين وهو مخالفة الكفار , فهنا أراد المصنف أن يجمع كل كتاباته ومصنفاته , فهذه تعتبر رؤوس أقلام , فدل على أن المسائل التي خالف فيها النبي صلى الله عليه وسلم هي ما كانت النتائج من تلك المقدمات التي ذكرها في كتبه.
· هذا الكتاب خلاصة لكل ما أمر الله به ورسوله.
· قال الله تعالى: " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) " , وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ منْهُمْ " [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1).
· فهذا فيه مفاصلة بين صراط المنعوم عليهم وبين المغضوب عليهم والضالين.
· لفهم هذه الرسالة لا بد من:-
-1 - معرفة الجاهلية (لغة - اشتقاقا – اصطلاحا – ضدها وهو العلم).
-2 - أقسام الجاهلية.
-3 - الأصل التي بُنِيت عليها هذه المسائل.
منهج الرسالة:-
يخاطب فيه العوام وطلاب العلم والعلماء , ولهذا فإنه يبتدأ بما يريده (لفائدة استعجال الفائدة) حتى يسهل على العوام.
عدد المسائل:-
في الدرر السنية (2/ 131) 128 مسألة , وعند الألوسي 100 مسألة , قال الألوسي:" إني وقفت على رسالة صغيرة الحجم، كثيرة الفوائد، تشتمل على نحو مائة مسألة " [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2) .
وقال عبد الرحمن بن حسن في بعض نسخ الفتح في باب الاستسقاء بالأنواء: " ولشيخنا -رحمه الله- مصنف لطيف ذكر فيه ما خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أهل الجاهلية، بلغ مائة وعشرين مسألة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وسبب الاختلاف أن بعض النساخ يجعلون المسألة أو أكثر مسألةً واحدة , ذكر الشيخ صالح العبود في كتاب عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/ 214): " وهو مطبوع متداول بتعداد مختلف لهذه المسائل اختلافا سهلا في الزيادة والنقص ولا يضر ذلك لأن الكتاب صحيح النسبة إلى الشيخ، والزيادة والنقص إنما هو في تعداد المسائل فبعض النساخ يجعل المسألتين والثلاث واحدة والبعض الآخر يجعل لكل مسألة عددآ خاصا كما يفعل الشيخ الألوسي في الرابعة والخمسين والخامسة والخمسين وهكذا ".
إذاً الجوهر واحد والاختلاف في التعداد وأفضل ما قيل فيها هو قول عبد الرحمن بن حسن لأنه ألصق بالشيخ رحم الله الجميع.
قال الألوسي " بيد أن مسائل تلك الرسالة في غاية الإيجاز، بل كادت تعد من قبيل الألغاز " [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3) .
· ليس مراد المصنف أن نشرح هذه المسائل في هذه الرسالة , وإنما التنصيص عليها فقط والتنبه لها.
هذه الرسالة مبنية على أصل من أصول الدين وهي مخالفة الكفار , فيجب أن نؤصل لهذه القاعدة ثم نشرع بالشرح.
كتابه هذا يدل على أن دعوته قائمة على الكتاب والسنة.
· لما ناظر المبتدعة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية قالوا له: " قل هذه عقيدتي " لأنهم لا يريدون أن يدوا عليه لأنها عقيدة السلف الصالح , فإذا ردوا عليه وقعوا في الكارثة.
· إذا وجّه الناظر نظره إلى قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم من غير فهم كلام أهل العلم السابقين فإنه يقع فيما وقع فيه المبتدعة من الخوارج والروافض والمرجئة , ولهذا اختلاف العلماء في أصول المعتقد إنما وقع في العلميات الغبية , ولكنها ليست كمسائل القدر وإثبات الأسماء والصفات على حقائقها فليس بين السلف خلاف في الأصول وإنما في الفقهيات , ولهذا فمن حاول الفصل بين الدليل وطريقة فهمه فأنه لا بد أن يقع في البدعة.
· لا يوجد مبتدع منتسب للإسلام إلا ويستدل بالكتاب والسنة.
شروح الكتاب:-
-1 - الألوسي:- محمود شكري أبو المعالي الألوسي البغدادي السلفي (1273 – 1342) هـ صاحب كتاب غاية الأماني في الرد على النبهاني وكتاب صب العذاب على من سب الأصحاب وكتاب بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب و ليس صاحب كتاب روح المعاني.
-2 - محمود السعيد: جمع وحقق وشرح الكتاب.
مسألة: هل المصنف قصد قصر المسائل؟
الجواب: أنه لم يقصد الاستيعاب والحصر وإنما أراد ذكر الأمثلة فيما جرى عليه أهل الشرك في زمانه , لأنه نص على ذلك , وهو نفسه رحمه الله في البداية قال " أمور – وفي بعض النسخ مسائل – " وهي ليست من ألفاظ العموم أو الحصر والقصر.
ثانيا: لأن الحال تشهد على ذلك , وقد قام الكتور محمود الدويش بكتابة (زوائد على مسائل الجاهلية) وزاد 211 مسألة على الكتاب.
الشروع في شرح الكتاب
مسائل " أمور " الجاهلية
-مسائل: جمع مسألة , مفعلة من السؤال , وقد يراد بهذا الوزن: -1 - مصدر -2 - اسم مكان -3 - اسم آلة.
والمسألة:- ما يبرهن عليه من العلم , يعني كل كلام يحتاج لدليل وبرهان. وفي المفردات " استدعاء معرفة أو ما يؤدي إلى معرفة ".
-أمور: الأمر هي ما يصدق على القول أو الفعل (وإليه يرجع الأمر كله) و (قل إن الأمر ..... ) و (أمره إلى الله).
-الجاهلية: المعنى اللغوي: مصدر صناعي (جاهلية) , والمصدر الصناعي اسم تلحقه ياء مشددة مكسور ما قبلها وبعدها تاء تأنيث مربوطة , فائدته ليدل على معنى لم يكن يدل عليه قبل الزيادة , وهذا معلوم من لغة العرب , أنهم لا يصيفون شيئا إلا لفائدة
*والياء والتاء هل هما حرفا معنى أم مبنى؟
الياء ياء النسبة:- حرف معنى ينفك عن الكلمة , وكذلك تاء التأنيث. (جاهل – جاهلي – جاهلية) , (إنسان , إنساني , إنسانية).
إنسان: حيوان ناطق , إنساني: هي الصفات التي يتصف بها الإنسان من محبة وعطف وحنان وغير ذلك.
فالجاهلية مأخوذة من الجهل , والجاهل: اسم فاعل وهو مأخوذ من الجهل , والجهل: هو عدم العلم أو فقده أو انتفاءه.
و الجهل جا في المذهب المحمود ***** هو انتفاء العلم بالمقصود
ويطلق ويراد به الخفة التي هي خلاف الطمأنينة. ويطلق ويراد به الطيش كما قال عمرو بن كلثوم:-
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا لا يجهلن أحد علينا ***** فيجهل فوق جهل الجاهلينا
مسألة: أنواع الجهل لغة:
-1 - خلو النفس من العلم , وهذا هو الأول (الجهل البسيط).
-2 - اعتقاد الشيء خلاف ما هو عليه (الجهل المركب).
-3 - فعل الشيء خلاف ما حقه أن يفعل (سواء اعتقد اعتقادا صحيحا أو فاسدا) الدليل على هذا (قالوا أتتخذنا هزوا* قال أعوذ بالله ..... ) (فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة).
الجهل يذكر على سبيل المدح تارة وعلى سبيل الذم تارة أخرى: الدليل (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف): فهذا ليس مذموما.
وتعريفه اصطلاحا:- قال النووي:" وَالْمُرَادُ بِالْجَاهِلِيَّةِ مَا كَانَ فِي الْفَتْرَة قَبْل الْإِسْلَام" [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4) .
وهنا ينتقد النووي مع جلالة قدره في هذا الباب على هذا التعريف , أين نذهب بحديث (إنك امرؤ فيك جاهلية)؟ نقول هذا التعريف غير جامع.
قال ابن حجر: " والجاهليه ما قبل الإسلام وقد يطلق في شخص معين أي في حال جاهليته ". وسنأتي لتفصيل في أقسامها.
فالأصل فيها أنها مطلقة وهي المرادة غالبا في نصوص الشرع , ولا تقبل أن تكون نسبية إلا إذا جاءت قرينة والدليل أنها وردت أربع مرات في القرآن الكريم:-
-1 - "َظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ" [آل عمران: 154]
-2 - أفحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة: 50]
-3 - و َلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33]
-4 - إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ [الفتح: 26]
وهذه الأوصاف لا تدل على تخصيص الجاهلية بالجاهلية النسبية بل هي مطلقة وأحوالها (ظن – حكم – تبرج – حمية).
قال البخاري في باب المناقب (باب أيام الجاهلية) (القسامة في الجاهلية) (جاء في سيل الجاهلية) (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية).
إطلاقات الجاهلية:-
-1 - ما قبل الإسلام مطلقا.
-2 - ما قبل إسلام الشخص إن كان كافرا.
لا توجد أمة تدرك رسول سابق ورسول لاحق.هذا لا وجود له عالإطلاق.
لا نستطيع إطلاق لفظ الجاهلية بعد الإسلام إلا بعد النظر إلى الجاهلية المطلقة , فحَدّها بعضهم إلى مولد النبي صلى الله عليه وسلم , وينتقد لافتقاده للدليل. وعَمَّمَ بعضهم وأطلقها إلى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.
لا يكفر من اتصف بالجاهلية إلا إذا اقترنت معه قرينة تكفره , فالجاهل قد يكون كافرا أو فاسقا.
أقسام الجاهلية:-
-1 - عامة مطلقة (الجاهلية الأولى).
-2 - خاصة مقيدة (الجاهلية الأخرى).
و َلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33]:- وصفها بالأولى لأنها سابقة عن الإسلام يقابلها النوع الثاني وهي ما أتت بعد الإسلام.
الجاهلية المطلقة ارتفعت: إلا عند ابن تيمية باعتبار النظر إلى بلد كل أهله كفر.
الجاهلية المقيدة:- هي التي يوصف بها أشخاص دون أشخاص و مكان دون مكان وزمان دون زمان.وقد تكون في ديار المسلمين أو كثير من الأشخاص (أَرْبَعٌ فِى أُمَّتِى مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ) [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5) , وحديث (يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ).
مسألة: هل يتصور غير الجاهلية المقيدة بعد ظهور الإسلام أو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب: لا. فانتبه!
مسألة: ما الفرق بين أنت جاهلي و إنك فيك جاهلية؟
-أنت جاهلي:- كل صفاتك اتصفت بالجهل.
-إنك فيك جاهلية:- أنت مسلم اتصفت بصفة الجاهلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
· ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه:- هذا في غير مسائل الشرك والتوحيد أما مسائل الشرك التوحيد المناقض للتوحيد فكل من وقع بالشرك وقع الشرك عليه وأما ما عدا ذلك كمن أنكر معلوما من الدين بالضرورة وقد يكون يخفى عليه فهذا لا بد من إقامة الحجة , وما ورد من كلام السلف وغيرهم في إقامة الحجة فهو من هذا النوع وهو أن يكون الشيء قد يخفى على بعض الناس أو يكون الشخص الذي أنكر حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة فحينئذ لا بد من إقامة الحجة ولا ينزل حكم الكفر عليه مباشرة , أما الشرك الأكبر والطواف والنذر والذبح لغير الله ونحو ذلك نقول هذا يعتبر كافرا منذ أن فعل الشرك ولا نحتاج إلى إقامة الحجة , والقول في إقامة الحجة في هذا النوع (قول محدث) لا أصل له عند السلف أي لا يعرف إلا من جهة كلام ابن تيمية ولم يسبق بهذا القول إن لم يوجد.
مسألة:- قال الله تعالى " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى " [الأحزاب:33] هذه جاهلية أولى فهل هناك ما يقابلها؟
قال ابن جرير: " عَنْ عَامِرٍ {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} قَالَ: الْجَاهِلِيَّةُ الأُولَى: مَا بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ. وَقَالَ آخَرُونَ: ذَلِكَ مَا بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ". وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ. وَأَوْلَى الأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ نَهَى نِسَاءَ النَّبِيِّ أَنْ يَتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى. وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مَا بَيْنَ آدَمَ وَعِيسَى، فَيَكُونُ مَعْنَى ذَلِكَ: وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى الَّتِي قَبْلَ الإِسْلاَمِ, فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: أَوَ فِي الإِسْلاَمِ جَاهِلِيَّةٌ حَتَّى يُقَالُ: عَنَى بِقَوْلِهِ {الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} الَّتِي قَبْلَ الإِسْلاَمِ؟ قِيلَ: فِيهِ أَخْلاَقٌ مِنْ أَخْلاَقِ الْجَاهِلِيَّةِ. ا.ه بتصرف يسير. [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتصر المصنف على البسملة لأنها أوجز الذكر.
هذه: أمور , خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية
-هذه:- اسم إشارة لشيء معنوي.
-خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية:- الاختلاف والمخالفة: هو أن يأخذ كل من الفريقين طريقا غير طريق الآخر , والخلاف أعم من الضد لأن كل ضد خلاف ولا عكس (النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان).
-ما:- سواء من القول والفعل أو الترك.
خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية: الكتابيين ,و الأميين ,و مما لا غنى للمسلم عن معرفتها.
-الكتابيين والأميين:- بإسقاط (من) فإعرابه:- مفعول به لفعل محذوف تقديره: (أهل الجاهلية أعني).
· نص على الكتابيين لأن الجاهلية ليس وصفا يختص لمن لم ينزل عليهم الكتاب , لا , بل الوصف يشمل النوعين.
· إطلاقنا على أهل الكتاب - وهم النوع الأول من الجاهلية - هذا اللفظ ليس مراعاة لشعورهم كما يظنه بعض المعاصرين الجهلة , لا بل هو تنبيه وتجيه لهم أن يلتزموا الكتاب الذي أنزل عليهم ولم يؤمنوا به وإلا فنحن نعتقد أنهم كفار فهنا فيه نقص وعيب وذم لهم , أي أنكم أهل كتاب ومع ذلك فقد حرفتم وبدلتم ولم تستجيبوا للكتاب الذي تزعمون أنكم تنتسبون إليه ومن باب أولى كتاب الله جل وعلا الذي دعا كتابكم إليه.
· النوع الثاني هم من ليس لهم كتاب , وهم ما عدا اليهود والنصارى , ولهذا يقال لهم المشركين والكفار ويدخل فيهم المجوس وعبدة غير الله تعالى أيًّا كان معبودهم.
العهد القديم:- " الأسفار القديمة " هو كتاب موسى عليه السلام " التوراة ".
العهد الجديد:- الكتاب الذي أنزل على عيسى عليه السلام " الإنجيل ".
-الأميين: مفردها أميّ و هو الذي لا يقرأ من كتاب. قال الفراء:- الأمي: من نسب إلى أمة أمية (وهذا بعيد) ونسبة النبي إلى الأمية ليس بعيب , بل هي منقبة ومفخرة. ا. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
· أما المجوس: فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ " [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7) .
وهذا الحديث كالنص , قال أبو عمر: في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجوس "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" يعني في الجزية , دليل على أنهم ليسوا أهل كتاب وعلى ذلك جمهور الفقهاء. [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)
مما لاغنى للمسلم عن معرفتها
-مما لا غنى للمسلم عن معرفتها:- والسبب في ذلك أن نقول:- لما كانت المباعدة عن هذه الأقوال والأفعال الجاهلية واجبة , وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب , فدل على أنه يجب على المسلم أن يتعلم أمور الجاهلية حتى يجتنبها.
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ***** ومن لم يعرف الخير من الشر وقع فيه
قال حذيفة:" إن الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه" ,دل ذلك أن البحث عن الفرق والمذاهب ونحوها من بيان أفكارهم واعتقاداتهم من أهم أمور الدين , وهذا يبين أهمية هذا العلم.
فالضد يظهر حسنه الضد
وبضدها تتبن الأشياء
-هذان بيتان لا بيت واحد كما ظن بعض النساخ.
-العجز الأول مأخوذ من بيت: (ضدان لما استجمعا حسنا * فالضد يظهر حسنه الضد)
يعني معرفة الضد يجعل هذه المعرفة وهذه المعلومة حسنة , وكاملة , فمن كمال معرفة التوحيد معرفة الشرك , وكذلك السنة , لتكون علمك كاملا بها فإنك تتعرف على البدعة.
-أما العجر الثاني هو من بيت للمتنبي:- (ونذيمهم وبه عرفنا فضله أو فضلهم * وبضدها تتبين الأشياء).
فلا يجعل هذان البيتان كبيت واحد , فهذا من الأخطاء المطبعية.
فأهم ما فيها , وأشدها خطراً: عدم إيمان القلب , بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فإن انضاف إلي ذلك استحسان ما عليه أهل الجاهلية , تمت الخسارة؛ كما قال تعالى: (والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون) [العنكبوت: 52].
· عدم إيمان القلب:- هذا كفر أكبر فإن انضاف استحسان أعمال أهل الجاهلية فتمت الخسارة , وكما أن عدم إيمان القلب كفر أكبر وهو ركن كذلك عدم إيمان الجوارح هو كفر أكبر ولا نشترط قول اللسان أو القلب وفي ذلك إجماعا , ولو اشترطناه لوافقنا الجهمية والمرجئة , كقولهم " لا كفر إلا بالاعتقاد أو التكذيب أو الجحود ".
· أهم وأشد خطرا:هذا يدل على وجود غيرها وما هو دون ذلك وهذا يؤدي إلى الكفر كما سبق بيانه.
-انضاف: انجمع , على وزن انفعل.
-استحسان: أي عدّهُ حسنا لا قبيحا.
-" والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ":- قال ابن كثير:" أي: يوم معادهم سيجزيهم على ما فعلوا، ويقابلهم على ما صنعوا، من تكذيبهم بالحق واتباعهم الباطل، كذبوا برسل الله مع قيام الأدلة على صدقهم، وآمنوا بالطواغيت والأوثان بلا دليل، سيجازيهم على ذلك، إنه حكيم عليم" [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9) .
نعيد ونقول: هذه المسائل لا بد من تعلمها وتعليمها حتى لا يشكك المؤمن نفسه ويتردد بين الكفر والإيمان بين الشرك والتوحيد.
المسألة الاولى: أنهم يتعبدون بإشراك الصالحين , في دعاء الله , وعبادته , يريدون شفاعتهم عند الله , كما قال تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) [يونس: 18] وقال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفى) [الزمر: 3] وهذه: أعظم مسألة , خالفهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأتى بالإخلاص , وأخبر أنه دين الله , الذي أرسل به جميع الرسل.
مضمون المسألة الأولى:- بيان دين المشركين المبني على أربعة أمور:-
-1 - يعبدون من دون الله أو يعبدون الله ويشركون معه غيره.
-2 - يريدون شفاعتهم.
-3 - ظنهم أن الله يحب ذلك.
-4 - ظنهم أن الصالحين يحبون ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله): أي أنهم يعبدون من دون الله عز وجل ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقرون بذلك , أنها لا تنفع ولا تضر , إذا هم يعتقدون بهذا و إذا هناك آلهة حقيقة مسؤولة عن ذلك , والسؤال:- لماذا يعبدون هذه الأصنام؟ يقولون: هؤلاء شفعاءنا عند الله , هذا هو دين المشركين هذه هي شبهتهم قديما وحديثا , يقولون نحن مذنبون والمذنب بعيد عن الله عز وجل , وهؤلاء الصالحون لهم جاه وولاية عبد الله فحينئذ يطلبون منهم أن يتوسطوا في دفع الضر وجلب النفع , ويسمونه شفاعة أو توسلا ولا يسمونه شركا , لأنهم لو أقروا بذلك لعلموا أنهم ليسوا على الجادة الحق. أهل السنة لا ينظرون إلى الاسم وإنما ينظرون إلى المسمى.
وقال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفى) [الزمر: 3]: أهم وصف لأهل الجاهلية أنهم جعلوا أولياءهم شركاء مع الله عز وجل وهذه أهم مسألة ولهذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فخالفهم وناقضهم وجاء بالإخلاص (ألَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي [الزمر: 14]) (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء).
المشركون عرفوا معنى التوحيد الذي جهله بعض المنتسبين إلى الإسلام (قالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ).
وأنه لا يقبل من الأعمال إلا الخالص؛ وأخبر؛ أن من فعل ما يستحسنونه , فقد حرم الله عليه الجنة , ومأواه النار؛ وهذه المسألة , هي: التي تفرق الناس لأجلها , بين مسلم , وكافر؛ وعندها وقعت العداوة , ولأجلها شرع الجهاد , كما قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) [الأنفال: 39].
(إنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) أن يشرك به:- الشرك الأكبر.
هذه المسألة هي التي تفرق الناس لأجلها وهي التوحيد (َمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ) (ِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [الصافات: 35) (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ).
· كل من ليس بمسلم كافر , والكفر يدخل فيه أهل الكتاب وغيرهم (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ) (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ).
· إذا وقعت العداوة فلا بد من الافتراق , لأنه من وافق الأنبياء وخالف أعدائهم يستحيل أن يجالس من خالفهم وهو أمر مدرك بالشرع والنظر والواقع (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ).
· وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة: الفتنة هي الشرك.وقاتلوهم هذا فعل أمر يدل على الوجوب ,وليس الجهاد فقط جهاد دفع , بل جهاد دفع وطلب وهذا لا شك فيه.
· مايجب علينا ضد المشركين:-
-1 - عداوتهم واعتقاد كفرهم , بالقلب واللسان والجوارح وإطلاق وصف الكفر عليهم.
-2 - دعوتهم للتوحيد.
-3 - جهادهم , إلا أهل الكتاب يؤمرون بالإسلام فإن أبوا فالجزية فإن أبوا فالجهاد.
· الواقع في الكفر: إما أكبر فهذا كافر خارج من الملة , ولاعذر بالجهل البتة , يسمى مشركا فالاسم والوصف واقع بإجماع السلف , ثم أمور الدنيا المترتبة عليه فبإجماع السلف ترتب عليه فمن وقع من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالشرك الأكبر فهو مشرك نرتب عليه والحكم ولا نعذره في هذه المسألة , كمن قال من منافقي أيامنا أن الشريعة لا تصلح في هذا الزمن وأنه ثمة مباينة ومفارقة فلو سلكنا طريق اليهود والنصارى للحقناهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
· وإما من جهة ما علم من الدين بالضرورة فهذه ينظر فيها , فإن كان الفاعل حديث عهد بإسلام , أو ناشئ في دار الكفر , أو في بادية بعيدة فهؤلاء الذين يعذرون بجهلهم إن كانوا مقصرين في البحث عن التوحيد , فلا يكفرون حتى تقان عليهم الحجة , فإن لم يقبل فحينئذ يكْفُر.
· سئل الشيخ بعد الدرس عن رجل يقول: إن السجود للصنم لا يكون كفرا. قال الشيخ: يخشى عليه هو أن يقع في الكفر. وضحك هنا.
· من لوازم صدق التوحيد الموالاة للإسلام والبراءة من الشرك والمشركين. وهذه مسألة عظيمة يجب التحدث عنها صباح مساء بمعرفة أحكامها ونواقضها وشروطها وغير ذلك.
المسألة الثانية: أنهم متفرقون في دينهم , كما قال تعالى: (كل حزب بما لديهم فرحون) [الروم: 32] وكذلك في دنياهم , ويرون ذلك هو الصواب , فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) [الشورى: 13] وقال تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء) [الأنعام: 159] ونهانا عن مشابهتهم بقوله: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) [آل عمران: 105] ونهانا عن التفرق في الدين , بقوله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) [آل عمران: 103].
-متفرقون: مأخوذ من التفريق , على وزن تفعيل , وهي صيغة مبالغة تفيد التكثير وتستعمل لتشتيت الشمل والكلمة , ويكون بين شيئن أو أكثر (إن الذين فرقوا دينهم) لزم منه مفارقة الأبدان.
· قال شيخ الإسلام: " اعلم أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الخلق على فترة من الرسل وقد مقت أهل الأرض: عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب ماتوا - أو أكثرهم - قبل مبعثه.
والناس إذ ذاك أحد رجلين: إما كتابي معتصم بكتاب: إما مبدل، وإما مبدل منسوخ ودين دارس، بعضه مجهول، وبعضه متروك، وإمّا أميّ من عربي وعجمي، مقبل على عبادة ما استحسنه، وظن أنه ينفعه: من نجم، أو وثن، أو قبر، أو تمثال، أو غير ذلك. والناس في جاهلية جهلاء، من مقالات يظنونها علما وهي جهل، وأعمال يحسبونها صلاحا وهي فساد. وغاية البارع منهم علما وعملا، أن يحصل قليلا من العلم الموروث عن الأنبياء المتقدمين، قد اشتبه عليهم حقه بباطله. "
العرب مختلفون في عباداتهم فمنهم من يعبد الشمس ومنهم من يعبد القمر ومنهم من يعبد الملائكة أو الأولياء أو الصالحين. وهذه القاعدة الرابعة من القواعد الأربع.
-كل حزب بما لديهم فرحون: - وهذا هو حقيقة التفرق أن كل حزب فرح بما لديه من عقائد باطلة.
-ويرون: الرؤيا القلبية.
- (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ... الآية): قال ابن كثير: " والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفًا له، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمن اختلف فيه {وَكَانُوا شِيَعًا} أي: فرقًا كأهل الملل والنحل -وهي الأهواء والضلالات -فالله (6) قد بَرَّأ رسوله مما هم فيه. وهذه الآية كقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ]} (7) الآية [الشورى:13]، وفي الحديث: "نحن معاشر الأنبياء أولاد عَلات، ديننا واحد , فهذا هو الصراط المستقيم، وهو ما جاءت به الرسل، من عبادة الله وحده لا شريك له، والتمسك بشريعة الرسول المتأخر، وما خالف ذلك فضلالات وجهالات وآراء وأهواء، الرسل بُرآء منها، كما قال: {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} ". [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10)
قال ابن عباس:- أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهى عن المراء والخصومات في دين الله.
-أن أقيموا الدين:- هذا هو المطلوب منا.
-ونهانا عن مشابهتهم والدليل (ولا تكونوا كالذين فرقوا دينهم) الكاف كاف تشبيه , وهنا جاء بالصلة وموصولها ولم يأت بالمشتق مباشرة ليبين العلة وسبب النهي (أي لا تكونوا مثلهم متفرقون ومختلفون) قال ابن جرير:- " وَلاَ تَكُونُوا يَا مَعْشَرَ الَّذِينَ آمَنُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَاخْتَلَفُوا فِي دِينِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ مِنْ حُجَجِ اللَّهِ، فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ، وَعَلِمُوا الْحَقَّ فِيهِ، فَتَعَمَّدُوا خِلاَفَهُ، وَخَالَفُوا أَمْرَ اللَّهِ، وَنَقَضُوا عَهْدَهُ وَمِيثَاقَهُ، جَرَاءَةً عَلَى اللَّهِ وَأُولَئِكَ لَهُمْ: يَعْنِي وَلِهَؤُلاَءِ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا، وَاخْتَلَفُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ عَذَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَظِيمٌ. ". [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn11)
- ونهانا عن التفرق في الدنيا (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) أي في الدنيا فحينئذ تقع العداوة والجدل وغيرها.
(عذراً لا يسمح المقال بالزايدة عن المكتوب , وتابه البقية في الملف الآتي)
لمن أردا تحميل الملف:
http://sub3.rofof.com/010mazpq10/B3d_alt3lyqat.html (http://sub3.rofof.com/010mazpq10/B3d_alt3lyqat.html)(/)
كلمة حول مثلَّثي الرعب .. !!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 11:36]ـ
مثلث برمودا ( http://www.blqrn.com/vb/showthread-p_84256.html)
http://ronaldo1.jeeran.com/images/b_triang.jpg
يقع مثلث برمودا في غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد أكثر هذه المنطقة تأخذ شكل مثلث يمتد من خليج المكسيك غرباً إلى جزيرة ليورد من الجنوب ثم برموداً (مجموعة من الجزر 300جزيرة صغيرة مأهولة بالسكان 65.000نسمة) ثم من خليج المكسيك وجزر باهاما.
http://ronaldo1.jeeran.com/images/bermudatriangle.gif
سبب التسمية:
عرف مثلث برمودا بهذا الاسم "مثلث" في سنة 1954م من خلال حادثة اختفاء مجموعة من الطائرات وكانت تأخذ شكل المثلث قبل اختفاءها وهي تحلق في السماء كما لو كانت تستعرض في الجو ومن وقتها أصبحت هذه المنطقة تعرف بهذا الاسم وظلت معروفة به، وقد سميت هذه المنطقة بعدة أسماء منها " جزر الشيطان " " مثلث الشيطان".
بداية ظاهرة اختفاء السفن في برمودا:
في عام 1850م اختفت من هذه المنطقة أو بالقرب منها أكثر من 50 سفينة، استطاع بعض قادتها أن يبعثوا رسائل في لحظات الخطر، وهذهالرسائل كانت مبهمة وغامضة ولم يستطع أحد أن يفهم منها شيئاً.
ومعظم هذهالسفن المختفية تتبع الولايات المتحدة الأمريكية، أولها السفينة "انسرجنت" التياختفت وعلى متنها 340 راكباً، تلاها اختفاء الغواصة:اسكوربيون" عام 1968م وعلىمتنها 99 بحاراً.
ومن السفن التي اختفت في مثلث برمودا: في عام 1880مالسفينة الإنجليزية "اتلنتا " وعدد أفرادها 290 فرداً، وفي عام 1918م السفينةالأمريكية "سايكلوب" وعدد أفرادها 309 فرداً.
ظاهرة اختفاء الطائرات:
وصل نشاط الاختفاء إلى سماء المحيط الأطلنطي حيث ظاهرة اختفاء الطائرات وهي تحلق في سماء الأطلنطي أو لنقل سماء برمودا.
1/ عام 1945م انطلقت من قاعدةلوديرديل بولاية فلوريدا الأمريكية خمسة طائرات في مهمة تدريبية في رحلة تبدأ منفلوريدا (المسافة 160ميلاً شرق القاعدة ثم 40 ميلاً شمالاً وكانت تطير على شكل مثلث).
عدد أفراد هذا السرب خمسة طيارين وثمانية مساعدين على قدر عال منالمهارة والخبرة، وكان قائد هذا السرب الملازم " تشارلزتيلور " الذي يمثل رأسالمثلث وفي أثناء أداء المهمة كان السرب يتجه في لحظة ما نحو حطام سفينة شحن بضائع يطفو على سطح المحيط جنوب بيميني ( Bimini) وأثناء انتظار القاعدة الجويةلرسالة من (السرب 19) لتحديد ميناء الوصول وتعليمات الهبوط، تلقت القاعدة رسالةغريبة من قائد السرب تقول: القائد (الملازم تشارلزتيلور) ينادي القاعدة: نحن فيحالة طوارئ يبدو أننا خارج خط السير تماماً " لا استطيع رؤية الأرض، لا استطيعتحديد المكان " اعتقد أننا فقدنا في الفضاء، كل شيء غريب ومشوش تماماً لا استطيع تحديد أي اتجاه حتى المحيط أمامنا يبدو في وضع غريب لا استطيع تحديده "
وانقطعتبعد ذلك سبل الاتصال بين القاعدة والسرب 19.
ومن الطائرات التي اختفت في مثلث برمودا:
1/ في عام 1945م اختفت طائرتين من قاذفات القنابل تابعتينللقوات الأمريكية.
2/ في عام 1948م اختفت طائرة الركاب البريطانية "ستارتيجر" وعلى متنها 31راكباً
3/ في عام 1949 اختفت طائرة الركابالبريطانية "ستارأريل " وعلى متنها37راكباً
4/ في عام1956م اختفت الطائرة ( p5m) التابعة للبحرية الأمريكية مع طاقمها المكون من (عشرة أفراد).
إلاَّ أن مثلث برمودا ليس بأخطر في الحقيقة من مثلث التنين.
و لا بد من معرفة ما هو مثلث التنين لكي يتبين لنا نوع الظاهرة الموجودة في كلا المثلثين:
مثلث التنين
http://upload.arabsbook.com/userfiles/vb/141061_1214660017.jpg
لاتوجد في بحار ومحيطات العالم منطقة أغرب وأخطر من منطقة "مثلث التنين"، هذه المنطقة ا لمخيفة الغامضة من المحيط الهادي التي عرف عنها منذ مئات السنينحدوث حوادث اختفاء عديدة للسفن والطائرات المارة بها اختفاءً تاماً بلا أثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنكثيراً من الناس قد سمع أو قرأ عن حدوث حالات اختفاء للسفن والطائرات في ((مثلث برمودا"الشهير لكن قليلاً من الناس من يعرف أن هناك مثلثا آخرا ً مشابهاً لمثلث برمودا فيحدوث حالات اختفاء أيضاً للسفن والطائرات، وهو ((مثلث التنين)).
وعلى الرغم من قلةالاهتمام بهذا المثلث وقلة شهرته بالنسبة لمثلث برمودا إلا أنه في الحقيقة يعد أخطروأبشع منه، كما أن خطورته عرفت قبل معرفة الناس بخطورة منطقة مثلث برمودا بسنواتعديدة
فأين يقع هذا المثلث؟ وماقصته؟
هومنطقة مثلثة الشكل بالفعل تقع بالقرب من الفلبين في الاتجاه الشمالي الشرقي وأضلاعهالثلاثة تمتد بين هذه المناطق:
أولاً /يمتد الضلع الأكبر بين جزيرة"يوكوهاما " اليابانية شمالاً وجزيرة ((جوام)) الفلبينية جنوباً ماراً بجزيرة"أيوجيما"
ثانياً / يمتد الضلع الأصغر بين جزيرة ((جوام)) جنوباً ومجموعة جزر"ماريانا" شمالاً
ثالثاً / يمتد الضلع الأوسط بين جزر ((ماريانا)) جنوباًوجزيرة ((يوكوهاما)) شمالاً
هل هناك علاقة بين مثلث برمودا ومثلث التنين؟؟!!
من يعرف مثلث برمودا يلاحظ أن هناك تشابهاً كبيراًبين موقع مثلث برمودا وموقع مثلث التنين، ويظهر من هذا التشابه أن هناك منطقة اختطاف غامضة في الشرق وأخرى في الغرب
فكلاهما يعتبر مناظراً للآخر في الموقع،ولكن أحدهما من جهة الشرق والآخر من جهة الغرب
وكلاهما يقع على نفس خط العرض 35درجة
وكلاهما يقع بالقرب من سواحل دولة كبيرة متحضرة ومتقدمة في التكنولوجياوالإلكترونيات على وجه الخصوص،فمثلث برمودا يقع في المحيط الأطلطني أمام الساحلالشرقي للولايات المتحدة ومثلث التنين يقع في الجنوب الشرقي من سواحل الجزراليابانية
وهذا الموقع في الحقيقة أثار افتراضات وتفسيرات قد تكون غريبة
فلماذا تقع منطقتا الاختفاء في هذين المكانين بالتحديد؟!
إن الاختفاء المحير الذي يحدث في مثلث التنين ليس في الحقيقةظاهرة جديدة على العالم، بل إنه أمر قديم يرجع إلى مايزيد على ألف عام أوأكثر
ولذا شاع بين اليابانيين القدامى في تلك الفترة البعيدة من الزمن تسميتهببحر الشيطان وهي باليايانية: [ما-نو-يومي]
ولاتزال هذه التسمية معروفة حتىيومنا هذا
كما رمزوا لذلك الشر بحيوان التنين الأسطوري المهولالحجم المخيف المنظر وقالوا وهم مصدقون لمقولتهم ((إن هناك تنيناً رابضاً تحتالمياه في تلك المنطقة يخرج من وقت لآخر ليخطف القوارب العابرة بالمنطقة ويسحبهاإلى جوف المياه))
ومن هنا أطلق على هذه المنطقة المخيفة الغريبة تسمية"مثلث التنين" Dragons triangle
ولو تتبعنا سلسلة اختفاء السفن والناقلات التجارية والحاوياتوالغواصات والقوارب في مثلث التنين لوجدنا ها سلسلة طويلة وقديمة جداً ولم تتوقفحتى الآن
ولقد أعلنت الحكومة اليابانية رسمياً اعتبار هذه المنطقة منطقة بحريةخطرة، وحذرت من الملاحة بها، بعدما صارت تهدد اقتصادها وأمنها بسبب اختفاء العديدمن الناقلات والسفن التجارية والغواصات الحربية بها على مر السنين وهذا يفسر قلةحدوث الاختفاءات في الوقت الحالي رغم أنها لازالت موجودة ولكن ربما لأن الجميع أصبحعلى علم ودراية بخطورة هذه المنطقة البحرية
لكن ماهو شكل وأسماء هذه السفن والغواصات والطائرات التي اختفت وماظروف اختفائها؟
- ناقلة البترول اليابانية كايور مارو (5) بلغ عددطاقمها 31 بحاراً، وكانت حمولتهاتبلغ 500 طن وكان آخر اتصالها بالقاعدة في 24 سبتمبر 1953 م
- الناقلةاليابانية كوروشيومارو رقم (2) اختفت بطاقمها في المثلث بلا أثر وكانت تحمل حمولةبلغت 1525طناً وكانت آخر رسالة لاسلكية بعثت بها في أبريل 22 أبريل 1949م
- السفينة الفرنسية جيرانيوم كانت هذه السفينة التجارية في طريقها إلى ((أوزاكا)) وبلغت حمولتها 232 طناً وفي 24 نوفمبر 1974 وصلت رسالة لاسلكية للقاعدة البحريةأشارت إلى اعتدال ظروف المناخ والملاحة 00ولكن من الغريب أنه بعد هذه الرسالةانقطعت أخبار السفينة تماماً ولم يعرف عنها أين اختفت بطاقمها الذي بلغ 29 بحاراًإلا أنها كانت بالقرب من منطقة مثلث التنين عندما أرسلت آخر رسالة لها0
- السفينة الليبيرية بانالونا كانت هذه السفينة في طريقها إلى ((كوكورا)) وعلى متنها 35 بحاراً وبعد وصولها منطقة المثلث اختفت تماماً في نوفمبر 1971م
(يُتْبَعُ)
(/)
- الناقلةالليبيرية ماسجوسار 0
- الناقلة الليبيرية صوفيا باباس وتعد حادثة هذهالسفينة من الحوادث الغريبة غير المعروفة السبب والتي وقعت في جنوب شرق طوكيو بعدمغادرة السفينة لمينا طوكيو حيث انقسمت السفينة إلى نصفين لكنها لم تختف ولم يعرفسبب ذلك على الإطلاق0
- السفينة اليونانية اجيوس جيورجيس وهذه من السفنالتجارية الضخمة التي اختفت بطاقمها كاملاً ولم يظهر بالمنطقة أي أثر لا للسفينةولا للحمولة الكبيرة التي كانت تنقلها
- الغواصة السوفيتية ايكو (1) وقداختفت في سبتمبر 1984م
- الغواصة السوفيتية ايكو (2) اختفت في نفس المنطقةفي يناير 1986م
- الغواصة السوفيتية (جولف 1) اختفت في أبريل 1986م
- الغواصة الفرنسية (شارلي) فقدت أيضاً في بحر اليابان بالقرب من منطقةمثلث التنين في سبتمبر 1983م
- الغواصة البريطانية (فوكسترول) فقدت فينوفمبر 1986م ولم يعثر بعد ذلك على أي أثر لها على الرغم من أنها كانت حمولتها منالديزل
- بالإضافة إلى ثلاث طائرات أمريكية،وطائرات حربية على درجة عاليةوكبيرة من التجهيزات الكفيلة للتصدي لأي من المشكلات التي قد تواجهها أثناء الطيرانخاصة الطائرات الحربية كاوازاكي p-2j
- اختفاء الطائرة المدنية jA-341 والتيكانت تقل مجموعة من الصحفيين لإجراء تحقيقات صحفية حول اختفاء الناقلة الأمريكيةكاليفورنيا مارو التي اختفت في مثلث التنين إلا أن هذه الطائرة اختفت أيضاً ولحقتبالناقلة0
- وفي 19/مارس 1975م وقعت واحدة من أبرز حوادث الاختفاء حيث اختفتفي تلك المنطقة طائرة الرئيس الفلبيني ((راملون ماجسايساي)) والذي كان في رحلة معمجموعة من رجال الدولة بلغ عددهم أربعة وعشرين رجلاً اختفت بهم الطائرة تماماًبالقرب من ((سيبو)) داخل حدود مثلث التنين
وتبعها الكثير من الاختفاءاتلكثير من الطائرات المدنية
التحليل المنطقي لظاهرة الاختفاء في مثلثي برمودا و التنين:
إنَّ التحليل المنطقي لظاهرة الاختفاء في مثلثي برمودا و التنين يلجأ اضطرارا الى نظرية الجذب المغناطيسي وعلاقتها بما يحدث في مثلث برمودا:
إذ أن أجهزة القياس فيالطائرات أثناء مرورها فوق مثلث برمودا تضطرب وتتحرك بشكل عشوائي وكذلك في بوصلةالسفينة مما يدل على وجود قوة مغناطيسية أو قوة جذب شديدة وغريبة.
لا سيما أن معظم الكوارث تقع في مواسم معينة أطلقوا عليها مواسمالاختفاءات وهي فترة أواخر السنة الميلادية = نوفمبر وديسمبر وفبراير ..
و لا يُستبعد أيضاً أن يكون هناك مزيد تشويش من الحكومة الامريكية بالنسبة لمثلث برمودا.
إذ أن َّ كثيراً من المؤشِّرات تشير الى استخدام تلك المنطقة من قبل الحكومة الامريكية لأغراض الصناعات العسكرية المتقدِّمة (و ربما أيضاً مثلث التنين)، ومن تلك الدلائل:
1ـ وجود قاعدة malti reep العسكرية و الواضحة في الخريطة
2ـ قربها من القواعد الامريكية في جزيرة كوبا.
3ـ أنه لا يُعرف بالضبط أين توجد المصانع الكبرى للصناعات العسكرية المتقدمة و السرية، و لا المصانع المتقدمة لوكالة ناسا الفضائية، و التي يرى كثير ٌ من المختصين أنها وصلت الى درجات عالية من التقدم حتى أنها تُصنَّف بأنَّها تسبق الصناعات العسكرية العالمية بما لا يقلُّ عن عشرين سنة علمية، و الله أعلم
====================
إضاءة:
انتشر في المنتديات مؤخَّرا التننويه بكتاب يُعزى للشيخ الدكتور عايض القرني تحت اسم: (الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا والتنين من القرآن والسنة)
و الحقيقة أن الكتاب المذكور ليس للشيخ الدكتور عايض القرني الداعية المشهور
بل هو لمشابهٍ له في الاسم و الرتبة العلمية.
و في الكتاب أمورٌ كثيرة لا يُوافق عليها
كما يستدل كثيراً بآثار واهية مردودة وردت عند بعض المفسرين
للاطلاع:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=2562119 (http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=2562119)(/)
السُّنن الإلهية لا تتغيَّر ولا تتبدَّل
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 01:44]ـ
السُّنن الإلهية لا تتغيَّر ولا تتبدَّل
العلامة/ عبد الكريم الخضير
{فَحَقَّ وَعِيدِ} [(14) سورة ق] أي وجب نزول العذاب على الجميع، فلا يضيق صدرك من كفرقريش بك، يعني السُّنَّة الإلهيَّة بالنِّسبة للمُخالفين لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، فمتى وُجدت المُخالفة، وأُيِسَ من الاستجابة حقَّ الوعيد، وحقَّت كلمةُ العذاب، والسُّنن الإلهية لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، وما نعيشُهُ في زماننا من مُخالفات مع أنَّ الله -جل وعلا- يُوالي علينا من النِّعم ما لا نقُومُ بِشُكرِهِ يُخشى منهُ من سُوء العاقبة، فلو قرأنا في المُجلَّد السَّادس من نفح الطِّيب وجدنا الصُّورة مُطابقة؛ لكن نسأل الله -جل وعلا- أنْ يتداركنا، وأنْ يردَّنا إليه ردًّا جميلاً، فالسُّنن الإلهية لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، يعني ما استُثني من الوعيد الذِّي حقَّ على هؤُلاء المُكذِّبين إلاَّ قوم يُونس، استُثنوا لما رأوا العذاب آمنوا و إلاَّ حقَّ الوعيد ورأوا العذاب ما فيه سُنن لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، ما فيه إذا رأيت المُقدِّمات مُقدِّمات الفتن ومُقدِّمات الشُّرُور والعذاب تقول: آمنت، ما يكفي، أُعطيت فُرصة ومُهلة وعندك ما يدلُّك على الصِّراط المُستقيم ومع ذلك خالفت بطوعك واختيارك تحمَّل، يقول: {فَحَقَّ وَعِيدِ} وجب نزول العذاب على الجميع فلا يضيق صدرك من كفرقريش بك، وفي هذا تسلية للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وإن كان -عليه الصلاة والسلام -يعني الأرجح عندهُ والمُفضَّل عندهُ أنْ يستجيبُوا لهُ، وينجُونَ بسببِهِ؛ لكن الذي يُخالف مع الإصرار والعناد يتحمَّل، الذِّمة برئت من تبلِيغِهِ، وهكذا ينبغي أن يكُون الدُّعاة إلى الله -جل وعلا-، أوَّلاً: يجب أنْ يكُونُوا على بصيرة من أمرهم، وأنْ يقتدُوا بنبيِّهم -عليه الصلاة والسلام-، وما عليهم بعد ذلك إلاَّ البلاغ، كونك تدعو وتدعو وتدعو ولا ترى مُستجيب لا يعني إنَّ هذا خلل فيك أو في دعوتك؛ وإنَّما النتائجُ بيد الله -جل وعلا- والقُلُوب بيدِهِ -سبحانه وتعالى-، أنت عليك أنْ تبذل السَّبب تأمُرُ وتنهى وتدعُو إنْ استجاب المدعُو و إلاَّ فالأمرُ ليس إليك {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [(128) سورة آل عمران] هذه قيلت في أشرف الخلق، فلا يضيق صدرك بمثل هذا، نعم ((لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من حُمر النعم)) لكن لا يعني أنَّك تحترق أو تبخع نفسك أو تقتل نفسك إذا لم يستجب لك أحد، أنت أجرُك ثابت والعُقُوبة على المُخالف، والنَّتائج بيد الله -جل وعلا-، ومن نِعم الله -جل وعلا- أنْ رتَّب الأجر على بذلِ السَّبب لا على النَّتيجة.
وبعضُ الكُتَّاب المُعاصرين مع الأسف أنَّ كُتُبُهم تتداول في المكتبات، يقول: إنَّ نُوحاً فَشِل في دعوتِهِ، يعني ألف سنة إلاَّ خمسين عام ما استجاب إلا نفرٌ يسير؟! ما استطاع أنْ يُؤثِّر على ولدهِ ولا على زوجتهِ دعوتُهُ فاشلة، مثل هذا يُقال: في حقِّ نبي؟! في حقِّ رسُول؟! ويتطاول أيضاً على أشرف الخلق ويقول: إنَّ مُحمداً فَشِل في دعوتِهِ في مكَّة والطَّائف ونجح في المدينة {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [(35) سورة النحل] الدُّعاة أتباع الرُّسُل الذِّين يدعُون إلى الله على بصيرة قد لا يستجيبُ لهم أقربُ النَّاسِ إليهم، ولو فتَّشنا في بيُوت العُلماء الكِبار وجدنا في أبنائهم مُخالفات، وجدنا في نسائهم مُخالفات؛ لكن هل يعني هذا أنَّهم ما بذلُوا، بذلُوا يا أخي؛ لكن الهِداية بيد الله -جل وعلا-، لا يملك القلوب إلاَّ الله -جل وعلا-، أنت عليك بذل السَّبب، كثيرٌ حتَّى من طُلاَّب العلم يتندَّر يقول: شوف فُلان انشغل بدعوةِ النَّاس وتعليم النَّاس والمصالح العامَّة والخاصَّة وشوف أولادهم شو هم، نحن نعرف من شيوخنا من تقطَّع أسى على أولادِهِ، وبذل لهُم من جُهدِه ووقتِه ومالِهِ ما يَسعى بِهِ إلى إصلاحِهم لكنْ ما بيده حِيلة؛ لكن لا يعني هذا إنَّ الإنسان يُفرِّط في تربية أولادِهِ ونِسَائِهِ وأَطرِهِم على الحق ثُمَّ يقول: النَّتائج بيد الله، ابذل والنَّتائج بيد الله، أنت عليك بذل السَّبب. أهـ.
المقطع من تفسير سورة (ق) الدرس الثاني.
http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7 %D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A %D8%AF%D8%A9.html
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 12:58]ـ
اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً <
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 01:19]ـ
جزاك الله خيراً
ومن قال بأن نوح عليه السلام أوغيره من أنبياء الله فشل في دعوته والعياذ بالله
فهو من جهلة الوراقين الضالين
الذين لايعرفون قدر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
وهذه الكارثة التي أصابت كثيراً من المسلمين وبعض طلبة العلم
فأصبحوا لايفرقون بين العالم والواعظ والوراق المثقف والصحفي الجاهل
فإن هؤلاء الجهلة يتكلم أحدهم عن أنبياء الله كأنهم من عامة الناس
فالعلم النافع ماأورث الخشية لله عزوجل
وهو علم الكتاب والسنة ثم أقوال الصحابة سادات الأولياء وأقوال التابعين لهم بإحسان
وماسواه فالعلم به لاينفع والجهل به لايضر ....(/)
سؤال عن اسقاط التكاليف
ـ[خادم العقيدة]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:30]ـ
هل هناك فرقة من فرق اليهود تسقط التكاليف عن أتباعها؟؟
شاكر لكم جوابكم(/)
اسم الله الديان
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الديان في اللغة:
· (الديان) مِن دانَ يدين، أي جاز يجازي، ويوم الدين هو يوم الجزاء.
· (الديان) صيغة مبالغة. إنّ صيغ المبالغة إذا تعلقت بأسماء الله الحسنى فتعني شيئين، تعني المبالغة في الكمّ، والمبالغة في النوع، فالله عز وجل (ديان)، بمعنى أنه سيحاسب عن كل الذنوب مهما كثرت، و (الديان) سيحاسب عن أكبر الذنوب مهما كبرت.
الديان في القران:
· ? الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ?. (سورة الفاتحة).
· ? وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ?. (سورة آل عمران الآية: 185).
· ? أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ?. (سورة المؤمنون الآية: 115)
· ? فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ?. (سورة الحجر).
· عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الْقَاضِي الْعَدْلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَاعَةٌ يَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي تَمْرَةٍ قَطُّ)). [رواه أحمد في مسنده عن عائشة].
· وسيدنا عمر يقول: << والله لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها، لمَ لمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟ >>.
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
· حاسب نفسك أولا بأول:
هل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك؟ بل هل تأملت يوماً طاعاتك التي تفتخر بذكرها؟! فإن وجدت أن كثيراً منها مشوباً بالرياء, فقل لنفسك:
كيف القدوم على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار؟
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
· اتق الله دائما:
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ?. (سورة الحشر الآية: 18،19).
· داوم على الاستغفار:
?وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ?. (سورة الأنفال الآية: 33).
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
حوار هادي حول الحاكمية والتكفير - مجموعة من العلماء "دروس صوتية"
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 03:49]ـ
حوار هادىء حول الحاكمية والتكفير
الأسبوع العلمي لعام 1431 - مسجد التوحيد - المنصورة
01 - فضيلة الشيخ الدكتور/ أيمن خليل
02 - فضيلة الشيخ/ هشام البيلي
03 - فضيلة الشيخ/ مجدي عرفات
04 - فضيلة الشيخ الدكتور/ أيمن خليل
05 - فضيلة الشيخ العلامة/ مصطفى العدوي
06 - فضيلة الشيخ/ عبدالعظيم بدوي
http://www.archive.org/details/haktak(/)
معلمات عن النكبة
ـ[الرنتيسي]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:15]ـ
ملايين فلسطيني أقاموا في فلسطين التاريخية قبل نكبة فلسطين في العام ,1948
- "000,605 يهودي أقاموا في نفس الفترة وشكلوا %30 من مجمل سكان فلسطين.
- "90% من مساحة فلسطين التاريخية تبعت للفلسطينيين مع بداية حقبة الانتداب البريطاني على فلسطين.
- "7% من مساحة فلسطين التاريخية مُنحت "للدولة اليهودية" بموجب قرار التقسيم في تشرين ثاني ,1947
- "56% من مساحة فلسطين التاريخية خضعت للصهاينة عند صدور قرار التقسيم في تشرين ثاني ,1947
- "50% تقريباً (نحو 000,497 عربي فلسطيني) من سكان "الدولة اليهودية" المقترحة كانوا من العرب الفلسطينيين.
- "90% تقريباً من ملكية الأراضي في "الدولة اليهودية" المقترحة كانت تتبع للفلسطينيين.
- 725000" عربي فلسطيني مقابل 10000 يهودي هم سكان "الدولة العربية" المقترحة بموجب قرار التقسيم.
- 531" قرية ومدينة فلسطينية هُجرت خلال نكبة فلسطين وتم تدميرها.
- "85% من سكان المناطق الفلسطينية التي قامت عليها اسرائيل (أكثر من 840000 نسمة) هُجروا خلال النكبة. "92% من مجمل مساحة (اسرائيل) تعود الى اللاجئين الفلسطينيين.
- "78% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية قامت عليها اسرائيل في العام ,1948
- "71,871,000 دونما صادرتها اسرائيل من الفلسطينيين في العام ,1948
- 150000" فلسطيني فقط بقوا في المناطق التي قامت عليها اسرائيل.
- "000,30 - 000,40 فلسطيني هُجروا داخليا خلال نكبة فلسطين. "000,400 فلسطيني أو ثلث تعداد الشعب الفلسطيني هُجر من دياره حتى ربيع ,1948
- 199" قرية فلسطينية ممتدة على 3363964 دونم هُجرت حتى ربيع ,1948
- "000,15 فلسطيني استشهدوا خلال النكبة.
- "أكثر من 30 مذبحة "موثقة" حدثت بحق الفلسطينيين في العام ,1948 " 000,700 دونم صادرتها اسرائيل من الفلسطينيين بين أعوام 1948 - ,1967
- "70% من الأراضي التابعة للسكان الفلسطينيين تحولت للأيدي الصهيونية بين 1948 وأوائل الخمسينيات.
- "50% من الأراضي التابعة للفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم داخل اسرائيل تحولت للأيدي الصهيونية بين الأعوام 1948 و,2000
- "75% تقريبا من مجمل الفلسطينيين اليوم هم لاجئون ومهجرون.
- "50% تقريبا من مجمل تعداد الفلسطينيين يقيمون قسرا خارج حدود فلسطين التاريخية.
قبل ستون عاما" فقد الفلسطينييون ارضهم ووطنهم الذي عاشوا فيه واجدادهم من قبلهم لالاف السنين فيما اصبح يعرف بالنكبه، ومع فقدانهم لوطنهم لم يفقد الفلسطينييون كل معنى للاستقرار والامن والعدل فحسب بل وتذوقوا كل اشكال التشرد والحرمان وأذيقوا شتى صنوف القهر والاستغلال والظلم وخاصة ظلم ذوي القربى ألاشد قسوه والاكثر مرارة. كما اصبح الحديث عن الفلسطينيين وقضيتهم منذ ذلك اليوم الاسود قبل ستون عاما" يقترن وبشكل آلي بالمجازر والقتل الذي شهدوا ويشهدوا منه هذه الايام الشيء الكثير، لا لذنب اقترفوه بل لأن رائحة ومذاق برتقال ارضهم هو الاشهى والاطيب ولانه صدف وان كان الوطن الذي سلب منهم ارضا" مباركه وطأتها اقدام الانبياء والرسل، وصدف انها كانت تجاور فراغا" تأخر البت بأمره من قبل التاج البريطاني تزامنا" مع مرور احد قطاع الطرق بجوارها.
وكان من سوء حظ شعب فلسطين فوق ذلك كله ان ارضهم السليبه لم تتوسط مكان ما في القارة الافريقيه، والا لما طالت معاناتهم كل هذه الوقت ولوجدوا في الحضن الافريقي من يرفض حصارهم ويؤازرهم ويعينهم عليه. وعلى مدى هذا العدد من السنين، لعبت المأساة الفلسطينيه ادوارا" متعدده، فقد كانت سببا" في ولادة دول واختفاء أخرى، كما اتخذها بعض الطامحين وسيلة للوصول الى الحكم بل وكانت الوسيله الانجع لعدد منهم للاحتفاظ بحكمه. ومن مفارقات هذه الفاجعه انها كانت سببا" في ازدهار وتطور مجتمعات تيسر لها استعارة اصحاب النكبه حتى اذا ما فرغت منهم كانوا الحيط الواطي الذي يسهل القفز من فوقه بل وتحميله وزر انكشاف عوراتهم ووزر اعادة تعريف المملكه الحيوانيه وفروع الثديات وتصنيفهم داخلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان من تداعيات تشرد اصحاب النكبه وهجرتهم عبر الاقاليم والامصار ان اصبحوا اداة من ادوات تصفية الحسابات اينما حل بهم الترحال، فدفعوا ثمن حساسيه الميزان الطائفي في لبنان وثمن بقاء العرش الهاشمي في موقعه، كما انه القي اليهم بفاتورة حرب الخليج الاولى وسقوط الكويت بيد العراقيين فدفعوها لانهم وللمره المليون الحيط الواطي ولانهم لم يحولوا دون فرار حكامها من شيوخ الهرطقه. ومع امتداد موسم القهر الفلسيطيني هذا سقط في سبيل الوطن الفلسطيني الالوف من خيرة ابنائه وشبابه عن كل طيب خاطر، ولكن كان من بينهم ايضا" من تاهت به السبل فباع نفسه للشيطان وأراد ان يكون وجوده بينهم النكبة الثانيه في تاريخهم.
1. معلومات عن النكبه لمن لا يعرف
كثير من الشباب العرب الآن لا يعرفون عن النكبة سوى أنها كانت إحدى المعارك بين العرب والكيان الصهيوني، وتذكير بحجم الفاجعة وآثارها التي مازالت قائمة. نعرض لما حدث في النكبة باختصار في الأسئلة التالية:
ما هي النكبة؟
كان المؤرخ اللبناني قسطنطين زريق أول من استعمل مصطلح "النكبة" لوصف أحداث1948وذلك في كتابة "معنى النكبة" الصادر في أغسطس 1948.وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948. وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح، إقامة الدولة اليهودية- "إسرائيل". وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على750ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي.
ما هي الصهيونية؟
اصطلاح نحته الصحفي اليهودي ناثان برنباوم سنة1890 في مقالة له نشرها في مجلة "التحرر الذاتي"، ثم استعاده مرة أخرى في كتاب له بعنوان "الإحياء القومي للشعب اليهودي في وطنه كوسيلة لحل المشكلة اليهودية" سنة 1893.
وكان نحته للمصطلح استجابة نظرية لواقع فعلي يتمثل في ظهور مجموعة من التنظيمات اختارت كلمة "صهيون" اسما لها مثل جمعية "أحباء صهيون"، فضلا عن الإكثار من استخدام الكلمة في شعارات وخطابات وكتب رجالات الفكر الصهيوني أواخر القرن التاسع عشر.
ماذا يعني حق العودة؟
هو حق الفلسطيني الذي طرد أو خرج من موطنه لأي سبب عام 1948 أو في أي وقت بعد ذلك في العودة إلى الديار أو الأرض أو البيت الذي كان يعيش فيه حياة اعتيادية قبل 1948وهذا الحق ينطبق على كل فلسطيني سواء كان رجلا أو امرأة وينطبق كذلك على ذرية أي منهما بلغ عددها وأماكن تواجدها ومكان ولادتها وظروفها السياسية والاجتماعية.
إلى أي مدى يتمسك الفلسطينيون بحق العودة؟
حق العودة حق تاريخي ناتج عن وجودهم في فلسطين منذ الأزل وارتباطهم بالوطن، ولأنه حق شرعي لهم في أرض الرباط ولأنه حق قانوني ثابت. وحق الفلسطينيين في وطنهم فلسطين ضارب في أعماق التاريخ وجذوره أقدم من جذور البريطانيين في بريطانيا، وبالطبع أقدم من الأمريكان في أمريكا.
ورغم أكثر من نصف قرن من الحروب والغارات والاضطهاد والشتات والتجويع والحصار، تمسك الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى الوطن. لأن كيان الإنسان وهويته مرتبطان بوطنه مسقط رأسه ومدفن أجداده ومستودع تاريخه ومصدر رزقه ومنبع كرامته.ولذلك فإن حق العودة مقدس لكل فلسطيني حتى الطفل الذي ولد في المنفى يقول: إن موطني بلدة كذا في فلسطين.
ما عدد ضحايا النكبة من الفلسطينيين؟
وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أنّ حرب48أدت إلى طرد ما يزيد عن714 ألف فلسطيني عن أرضه وبيته، وبذلك عملت على تشتت الشمل الفلسطيني، حيث توزعت هذه الأعداد الضخمة في عدد من الأماكن سواء داخل الأراضي الفلسطينية (مخيمات للاجئين في الداخل) أو هجروا إلى الدول المجاورة (الأردن، لبنان، سوريا، مصر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يتوقف المخطط اليهودي ضد الفلسطينيين عن عام 48، بل استمر في الأعوام اللاحقة، وفي الوقت نفسه عملت الحركة الصهيونية العالمية على إيفاد المئات من اليهود من دول العالم إلى فلسطين حيث كانت تهدف من ذلك الضغط على الوجود الفلسطيني ومحاولة رفع عدد اليهود المتواجدين في فلسطين بحيث يكون لهم كيان وهيكلية تدفع بالكيان الفلسطيني إلى الخارج وطرده عن وطنه.
ماذا تعرف عن قرار التقسيم؟
في 29 نوفمبر1947م وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يوصي بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة فلسطينية.
ورحّب الصهاينة بمشروع التقسيم، بينما شعر العرب والفلسطينيون بالإجحاف.
ما هو جيش الإنقاذ العربي؟
بعد قرار التقسيم اجتمعت الدول العربية في القاهرة بين 8 و17 ديسمبر1947م وأعلنت أنّ تقسيم فلسطين غير قانوني وتقرر أن تضع10000 بندقية و3000 آلاف متطوع (وهو ما أصبح يعرف بجيش الإنقاذ) بينهم500 فلسطيني ومبلغ مليون جنية في تصرف اللجنة العسكرية الفنية.
وتدفقت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن على فلسطين ونجحت القوات العربية في تحقيق انتصارات.
ما هي الهدنة؟
استمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخلت القوى الدولية وفرضت عليها هدنة تتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية. ولكن العصابات الصهيونية انتهزت الهدنة من أجل إعادة تجميع صفوفها والحصول على السلاح من الخارج وبخاصة من الدول الكبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة التي فرضت الهدنة في البداية.
وعندما استؤنفت المعارك من جديد كان للصهاينة اليد العليا واتخذت المعارك مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم واستطاعت العصابات الصهيونية المسلحة فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية.
وانتهت المعارك بقبول العرب الهدنة الثانية التي كانت اعترافا بالهزيمة وتدخل حرب فلسطين التاريخ العربي تحت اسم (النكبة(/)
بالله ساعدونى فى البحث عن الحق1!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محمدالعفيفى]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 01:30]ـ
بالله ساعدونى فى البحث عن الحق محتاج جميع الكتب التى تتحدث عن ال72 فرقة الغير ناجية يا ريت كل واحد معاه رابط كتاب لفرقة غير ناجية يرسله، وجزاكم الله خيرا
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 02:23]ـ
أخي الفاضل
سترهقك الكتب والبحوث في هذا الشأن وستمل منها
والمعيار هو موافقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي أصحابه قولا وعملاً
ولا يوجد إجماع على هذه الفرق وأسمائها لأن الفرق كثرت وأصبحت أكثر من هذا العدد
ولعلك إن بحثت في الشيعة فقط (الغلاة الأثنى عشرية) ستجدها زادت عن الأربعة عشر فرقة
فما بالك بالشيعة (زيدية - ويزيدية - ونصرية - وعلوية - وأثنى عشرية - وإسماعيلية)
فكل فرقه من هذه الفرق لها فرق يكفر بعضها بعضا
بل والصوفية تجدها فرق وطرق لا تعد ولا تحصى
لذلك موضوعك أو طلبك لن تجده بهذا الطلب العام أبدا ً والله أعلم
------------------------------------------------------
وأنقل ما يلي
في موقع الاسلام التابع
لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
المفتي: عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل
رقم الفتوى: 16
الفتوى: نص السؤال:
سائل يسأل عن الحديث الوارد في أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، من رواه، وما معناه، وهل نص الحديث: ((كلها في النار إلا واحدة))، أو ((كلها في الجنة إلا واحدة))؟.
الجواب:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد، وابن أبي الدنيا، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، وصححوه، ورواه غيرهم أيضًا [14]. رووه عن عوف بن مالك، ومعاوية، وأبي الدرداء، وابن عباس، وابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وواثلة، وأبي أمامة، وغيرهم بألفاظ متقاربة.
والرواية الصحيحة: ((كلها في النار إلا واحدة)). وأما رواية: "كلها في الجنة إلا واحدة" فهي موضوعة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وإليك ما قاله العلماء في ذلك:
قال الشيخ إسماعيل العجلوني في "كشف الخفاء":
((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار)). رواه ابن أبي الدنيا عن عوف بن مالك [15]. ورواه أبو داود، والترمذي، والحاكم، وابن حبان، وصححوه، عن أبي هريرة [16]، بلفظ: ((افترقت اليهود على إحدى ـ أو اثنتين ـ وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة)). قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)). ورواه الشعراني في "الميزان" من حديث ابن النجار. وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: ((ستفترق أمتي على نيِّف وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة)). وفي رواية عند الديلمي: ((الهالك منها واحدة)). قال العلماء: هي الزنادقة. وفي هامش "الميزان" المذكور عن أنس [17] عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). وفي رواية عنه أيضًا: ((تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، إني أعلم أهداها: الجماعة)) انتهى. ثم رأيت ما في هامش "الميزان" مذكورًا في تخريج أحاديث "مسند الفردوس" للحافظ ابن حجر [18]، ولفظه: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). أسنده عن أنس. قال: وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أنس، بلفظ: ((أهداها فرقةً: الجماعة)). انتهى. فلينظر مع المشهور. ولعل وجه التوفيق أن المراد بأهل الجنة في الرواية الثانية ـ ولو مآلا ـ فتأمل. وفي الباب عن معاوية، وأبي الدرداء، وابن عمرو، وابن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وواثلة، وأبي أمامة. ورواه الترمذي عن ابن [عمرو] [19] بلفظ: ((ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)). قيل: ومن هم؟ قال: ((الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي)). ورواه ابن الجوزي في كتاب "تلبيس إبليس" بسنده إلى أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعين
(يُتْبَعُ)
(/)
فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)). قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وفيه أيضًا بسنده إلى عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل، حتى إن كان فيهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملةً، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملةً واحدة)). قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)). قال الترمذي: حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه. وفيه أيضًا بسنده إلى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة، فهلكت سبعون فرقة، وخلصت فرقة واحدة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، يهلك إحدى وسبعون، ويخلص فرقة)). قالوا: يا رسول الله ما تلك الفرقة؟ قال: ((فرقة الجماعة)). وقال فيه أيضًا: فإن قيل: وهل هذه الفرقة معروفة؟ فالجواب: إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق، وإن كان كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق، وإن لم نُحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها. قال: وقد ظهر لنا من أصول الفرق: الحرورية، والقدرية، والجهمية، والمرجئة، والرافضة، والجبرية. وقد قال بعض أهل العلم: أصول الفرق هذه الست، وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة؛ فصارت اثنتين وسبعين فرقة. انتهى. ثم فصلها وعرّف كل فرقة منها في، وقد ذكرنا ذلك جميعه مع كلام الموافق وشرحه في "الملل والنحل" مبسوطًا في رحلتنا المسماة بـ"البسط التام في الرحلة إلى بعض بلاد الشام" فراجعها. انتهى. من "كشف الخفاء" للعجلوني [20].
وقد ذكر الحديث الإمام محمد بن أحمد السفاريني في "لوامع الأنوار البهية"، فقال: رواه الإمام أحمد من حديث معاوية [21]ـ رضي الله عنه ـ قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة)). ورواه أبو داود [22] وزاد فيه: ((وإنه سيخرج في أمتي أقوام، تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله)).
قوله: الكَلَب بفتح اللام. قال الخطابي: هو داء يعرض للإنسان من عضة الكلب، وقال: وعلامة ذلك في الكلب: أن تحمر عيناه ولا يزال يُدخل ذنبه بين رجليه، فإذا رأى إنسانًا ساوره.
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة)). فقيل له: من هم يا رسول الله؟ ـ يعني الفرقة الناجية ـ فقال: ((هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)). وفي رواية: ((ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كان على ما أنا عليه وأصحابي)) [23].
وذكر أبو حامد الغزالي في كتابه "التفرقة بين الإيمان والزندقة" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمتي نيفًا وسبعين فرقة، كلهم في الجنة إلا الزنادقة، وهي فرقة)). هذا لفظ الحديث في بعض الروايات. قال: وظاهر الحديث يدل على أنه أراد الزنادقة من أمته؛ إذ قال: ((ستفترق أمتي))، ومن لم يعترف بنبوته فليس من أمته. والذين ينكرون أصل المعاد والصانع فليسوا معترفين بنبوته؛ إذ يزعمون أن الموت عدم محض، وأن العالم لم يزل كذلك موجودًا بنفسه من غير صانع، ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وينسبون الأنبياء إلى التلبيس؛ فلا يمكن نسبتهم إلى الأمة. انتهى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإسكندرية: أما هذا الحديث فلا أصل له، بل هو موضوع كذب باتفاق أهل العلم بالحديث، ولم يروه أحد من أهل الحديث المعروفين بهذا اللفظ، بل الحديث الذي في كتب السنن والمساند عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار)). وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((هي الجماعة)). وفي حديث آخر: ((هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)). وضعفه ابن حزم. لكن رواه الحاكم في "صحيحه"، وقد رواه أبو داود، والترمذي، وغيرهم. قال: وأيضًا لفظ (الزندقة) لا يوجد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، كما لا يوجد في القرآن، وأما الزنديق الذي تكلم الفقهاء في توبته ـ قبولاً وردًا ـ فالمراد به عندهم: المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر. انتهى.
قلت: وقد ذكر الحديث الذي ذكره الغزالي، الحافظ ابن الجوزي في "الموضوعات"، وذكر أنه روي من حديث أنس، ولفظه: ((تفترق أمتي على سبعين ـ أو إحدى وسبعين ـ فرقة، كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة)). قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: ((الزنادقة، وهم القدرية)). أخرجه العقيلي، وابن عدي، ورواه الطبراني أيضًا. قال أنس: كنا نراهم القدرية.
قال ابن الجوزي: وضعه الأبرد بن أشرس، وكان وضاعًا كذابًا، وأخذه منه ياسين الزيات، فقلب إسناده، وخلطه، وسرقه عثمان بن عفان القرشي. وهؤلاء كذابون، متروكون. وأما الحديث الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار، فروي من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر وأبي الدرداء، ومعاوية، وابن عباس، وجابر، وأبي أمامة، وواثلة، وعوف بن مالك، وعمرو بن عوف المزني، فكل هؤلاء قالوا: ((واحدة في الجنة، وهي الجماعة)). ولفظ حديث معاوية ما تقدم، فهو الذي ينبغي أن يعول عليه دون الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم [24].
ثم عدد السفاريني ـ رحمه الله ـ أصول هذه الفرق، وذكر أنها خمسة، أو ستة، أو سبعة، وفصل فروع كل فرقة منها، وذكر شيئًا من أقوالهم وأصول مذهبهم، حتى بلغت هذا المقدار الوارد في الحديث.
ويمكن للسائل مراجعة كلامه، إن أراد استقصاء البحث في ذلك. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمدالعفيفى]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 06:47]ـ
[ quote= خدّام الإسلام;414544] أخي الفاضل
سترهقك الكتب والبحوث في هذا الشأن وستمل منها
والمعيار هو موافقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي أصحابه قولا وعملاً
ولا يوجد إجماع على هذه الفرق وأسمائها لأن الفرق كثرت وأصبحت أكثر من هذا العدد
ولعلك إن بحثت في الشيعة فقط (الغلاة الأثنى عشرية) ستجدها زادت عن الأربعة عشر فرقة
فما بالك بالشيعة (زيدية - ويزيدية - ونصرية - وعلوية - وأثنى عشرية - وإسماعيلية)
فكل فرقه من هذه الفرق لها فرق يكفر بعضها بعضا
بل والصوفية تجدها فرق وطرق لا تعد ولا تحصى
لذلك موضوعك أو طلبك لن تجده بهذا الطلب العام أبدا ً والله أعلم
اخى خدام الاسلام جزاك الله خيرا انا لم اقصد ان اجمع ال72فرقة بالضبط ولكن كان قصدى جمع كتب عن اكبر عدد من الفرق الضالة
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 01:21]ـ
بالله ساعدونى فى البحث عن الحق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليك أن تعرف الحق لتعرف أهله، وبالتالي ستعرف الضلالة وتعرف أهلها، إن كنت غير ملمّ بأصول العقيدة الصحيحة فسيكون بحثك عن كتب أهل الضلال وقراءتها خطرا عليك.
ـ[محمدالعفيفى]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 07:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليك أن تعرف الحق لتعرف أهله، وبالتالي ستعرف الضلالة وتعرف أهلها، إن كنت غير ملمّ بأصول العقيدة الصحيحة فسيكون بحثك عن كتب أهل الضلال وقراءتها خطرا عليك.
جزاااااااااااااااك الله كل الخير اختى والله كلامك هذا هزنى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 07:51]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..
الشيعة الاثنا عشرية ونحوها من ذوات البدع المكفرة لا يكون ملتزمها من الفرق الداخلة في الثلاث وسبعين فرقة
لأن الصحيح أن هذه فرق ثبت لها اسم الإسلام العام فلا يدخل فيها من كان على الكفر
أما جوابا على سؤال أخي العفيفي, فأول ما أنصحك به تدبر الكتاب العزيز بشرط عدم الجراءة على تفسيره بنفسك
فإن قلت كيف أتدبره ولا أفسره والحال أن التدبر فرع عن الفهم؟
قلت: كثير من آيات القران بيّنة بنفسها محكمة لا تتطلب سوى التأمل فيها لاستخراج مافيها من عبر وفوائد ومنح
فإن جابهك ما يشكل معناه فطالع تفسيراً مختصراً سهلا كتفسير السعدي
--
ثم بعد ذلك قارن بين عقيدة الإسلام وأهل الأديان ,فذلك -لو كنت من أهل الصدق-مما يرسخ الإيمان ويزيده, لا بنية تطلب شيء من الحق عندهم, بل بنية مقابلة ما عندك من حق بما عندهم من باطل فيزداد تلألؤ الحق لمعاناً على حد "لايعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية " -أخرجه ابن سعد عن أمير المؤمنين عمر-وكذا بنية الرد عليهم
فحين تقرأ في عقائدهم اتهام الأنبياء بالفواحش مثلا بله اتهام الله بصفات النقص والعجز كالندم والبداء وغير ذلك
تتجلى عندك معالم الحق لانمياز النور عن الظلام, فلا يلتبسان إلا على من طمس الله بصيرته ,وحينئذ تمسك بعروة التوحيد الخالص ولن تجدها إلا في الإسلام ,كما أنك لن تجدها في مدعي الإسلام إلا عند أهل السنة والجماعة
وادرس مثلا العقيدة الواسطية التي ألفها ابن تيمية ,وقارن ما جاء فيها بالكتاب العظيم بالنظر لأدلته
وكتاب العقيدة في الله لعمر الأشقر ,ثم قارن ماجاء في هذه العقيدة بعقائد الفرق الضالة من شيعة ومعتزلة وغيرهم
لتدرك بأم عينك أيها أوفق للحق
ولكني أعظك أن تكون من الجاهلين فتشرع في قراءة كتب الضلالة قبل قراءة عقيدة أهل السنة
بل لابد من تثبيت نفسك أول شيء على حقائق التوحيد علماً وعملا ,فتكون لك حصانة من الزيغ
فاستعن بكتاب ركائز الإيمان للشيخ محمد قطب فهو نفيس لكونه لا يتكلم كلمة إلا بدليل وبأسلوب ماتع
ولايجوز لك ابتغاء الحق إن كنت مسلما في غير الإسلام بدعوى البحث عن الحق فهي شبهة إبليسية
لكن إن كنت غير مسلم معاذ الله, فساعتها يقال لك: ابحث عن الحق بالمقارنة بين الأديان ,فإن تحريت
المنهج العلمي والعدل فلن يخذلك الله يقينا
وإن أردت مطالعة نظرة عامة عن الفرق بأسلوب ميسر سلس لا إغماض فيه ,فدونك كتاب الشيخ العلامة سفر الحوالي عن الفرق والمذاهب, وكل ماذكرت من كتب موفور على الشبكة بين صيد الفوائد والمشكاة
والحمدلله رب العالمين
ـ[محمدالعفيفى]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 05:20]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..
الشيعة الاثنا عشرية ونحوها من ذوات البدع المكفرة لا يكون ملتزمها من الفرق الداخلة في الثلاث وسبعين فرقة
لأن الصحيح أن هذه فرق ثبت لها اسم الإسلام العام فلا يدخل فيها من كان على الكفر
أما جوابا على سؤال أخي العفيفي, فأول ما أنصحك به تدبر الكتاب العزيز بشرط عدم الجراءة على تفسيره بنفسك
فإن قلت كيف أتدبره ولا أفسره والحال أن التدبر فرع عن الفهم؟
قلت: كثير من آيات القران بيّنة بنفسها محكمة لا تتطلب سوى التأمل فيها لاستخراج مافيها من عبر وفوائد ومنح
فإن جابهك ما يشكل معناه فطالع تفسيراً مختصراً سهلا كتفسير السعدي
--
ثم بعد ذلك قارن بين عقيدة الإسلام وأهل الأديان ,فذلك
السلام عليكم اخى ابوالقاسم. جزاك الله عنا كل الخير
انا لم اقصد ذلك ولكن قصدت جمع الكتب التى تضم فرق الضلال للتيسيرعلىمريدهافقط،
وبالنسبة لى انا احاول جاهدا ان اكون من اهل السنة والجماعة وارجو الله ان يميتنى على عقيدة اهل السنة والجماعة. (اللهم امين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 05:38]ـ
حياكم الله وبياكم
كتب الفرق للمعاصرين منها كتاب سفر المذكور, وكتاب الجهني وكلاهما جيدان
ثم هناك الكتب المفردة لفرقة معينة مما كتبه أهل السنة كبعض الكتب التي خصصت
لبيان المنهج الأشعري, والمعتزلة ,والمرجئة إلخ
ـ[محمدالعفيفى]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 05:46]ـ
حياكم الله وبياكم
كتب الفرق للمعاصرين منها كتاب سفر المذكور, وكتاب الجهني وكلاهما جيدان
ثم هناك الكتب المفردة لفرقة معينة مما كتبه أهل السنة كبعض الكتب التي خصصت
لبيان المنهج الأشعري, والمعتزلة ,والمرجئة إلخ
جزاكم الله خيرا اخى،
نحن نريد جمع هذه الكتب ( pdf) بروابطها حتى يستفيد الجميع.(/)
خَلُصَ الدكتور الأمير أن الواقع يؤثر على القضاةِ من جهتي الإعلام المَرئي والمكتوب؟
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 07:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز آل سعود، الاستاذ بالمعهد العالي للقضاء, بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في دراسة له بعنوان: "دراسة المؤثرات الاجتماعية في التقاضي من منظور علم اجتماع القانون " في العدد الذي صدر حديثاً بمجلة " العلوم الشرعية " وهي مجلة محكمة تصدر عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد ذكر التأثير الذي يكابده القضاء من جهة الثقافة التي تنشرها وسائل الإعلام المرئي والمكتوب حيث أن الإعلام شوه الصورة لدى العامة فقد ذكر في آخر الدراسة قوله:
((وحاصل الأمر:
أن الواقع المعاش مع جميع متغيراته السريعة يظهر بوضوح محاولات التأثير على القضاة من جهة عبر عمليات الغرس الثقافي
في الإعلام المرئي الذي يحاول تعويد العامة على سماع رأي معين عن القضاء
ومن الجهة الأخرى عبر عمليات ترتيب الأولويات التي يمارسها الإعلام المكتوب
الذي يوفر معلومات كثيرة وغير دقيقة لخدمة صورة ذهنية معينه عن القضاء فيجري تصديقها من قبل العامة وإعطائها قيمه أكبر من حجمها الحقيقي،
وجميع ذلك قوامة توجيه المجتمع للتأثير على القضاء بوسائل وأدوات اجتماعية؛ لأجل ذلك فالغيور على تطبيق الشريعة لا بد له من العناية بتأهيل القضاة التأهيل المناسب للتعامل مع هذه النازلة الجديدة وعلم اجتماع القانون يعدُّ الحقل المعرفي المناسب الذي إذا جرى تكييفه بما ليس فيه مخالفة لشرع الله، فإنه سيعود بمنافع كثيرة وطويلة المدى على القضاة والعمل القضائي.))
والدراسة في موقع لجينيات قسم المقالات - الفكر والثقافة -.
وإليكم الدراسة بالكامل على الرابط التالي:
http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&*******id=47720
...........
...(/)
موسوعة الغزو الفكري والثقافي وآثاره على المسلمين
ـ[عمر الهديلي]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 12:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موسوعة الغزو الفكري والثقافي وآثاره على المسلمين/ علي بن نايف الشحود
قال المؤلف:
أما بعد:
فمنذ سقوط الخلافة الإسلامية قد تعرض العالم الإسلامي إلى غزو عسكري وفكري وثقافي واقتصادي وحضاري شامل
ورحل الغزو العسكري في أكثر الأمكنة، ولكن بقي الغزو الفكري والثقافي في بلاد الإسلام.
وهناك جيوش من المفكرين والمنظرين ووسائل الإسلام والتي تكرس هذا الغزو وتدافع عنه دفاع المستميت.
==================
ولكن بفضل الله تعالى قد تفطن أناس من المسلمين نوَّرَ اللهُ تعالى أبصارهم وبصائرهم، فحذروا الأمة الإسلامية، من مغبة هذا الغزو، وبينوا آثاره الخبيثة، وكشفوا زيفه أمثال مصطفى صادق الرافعي والغمراوي ومحمد خضر الحسين والمودوي والندوي ومحمد محمد حسين وأنور الجندي وعبد الرحمن حسن حبنكة ومحمد قطب والسيد والعلامة ابن باز وابن عثمين وغيرهم رحم الله الجميع وأعلى مقامهم في الدارين
وكذلك طلابهم وهم كثر بفضل الله تعالى، فجزاهم الله تعالى عنا خير الجزاء
==================
وفي هذه الموسوعة فيها كشف لحقيقة هذا الغزو وبيان أخطاره، وتحذير الأمة من شره، والرد عليه وعلى مروِّجيه بين ظهرانينا لعل الكثيرين يصحون من هذا السهاد.
والمشكلة الأخطر اليوم أن هؤلاء الضالين هم الذين يتصدرون وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية، وتحت مسميات شتى ينفثون سمومهم في جسم هذه الأمة، تحت ستار ما يسمَّى -زورا- بالحرية والديمقراطية وغيرهما من أفكار وافدة.
ومن الصعب جدا على عامة الناس الاطلاع على حقيقة هؤلاء وخاصة من خلال النت، وذلك لكثرة المواقع التي تؤيد هذا التيار الخطير، إما لعدم قدرتهم على تمييز الغث من السمين أو لعدم وجود نت عندهم أو لانخداعهم بوسائل الإعلام المسمومة.
فهذه الموسوعة فيها خلاصة ما كتبه الأخيار الأبرار من هذه الأمة دفاعاً عن دينهم ورسالتهم الربانية الخالدة.
================
ولم أقسمها لأبواب ومباحث كما هي العادة، وإنما جمعتها وتركتها كما هي وقمت بفهرستها المفصلة، وهي عبارة عن اثني عشر جزءا تزيد عن عشرة آلاف صفحة ..
للتحميل:
http://www.seedfly.com/2f1097bexsza
طريقة التحميل:
http://lh4.ggpht.com/_Ugx0-nRohtU/TK-NBPm8psI/AAAAAAAAABE/kgTVaLg1a3M/s640/1.JPG(/)
حاخام يهودي: يجب ألا تكون هناك دولة اسمها "إسرائيل"
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 05:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المختصر / أجرى نيل كافوتو، المذيع البارز بمحطة "فوكس نيوز" الإخبارية مقابلة لعلها الأهم هذه الأيام لأنها سفهت على لسان الحاخام اليهودي "يسروئيل ويس"، من جماعة اليهود المتحدون ضد الصهيونية، بشكل واضح وبعبارات صريحة تلك الكذبة الشيطانية التي خدعت ذوي النوايا الحسنة حول العالم وأقنعتهم بدعم هذا الشيء الشرير والبغيض الذي يسمي "الدولة اليهودية".
يقول الحاخام في بداية المقابلة: إن إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعا اليهود منهم وغير اليهود، وهذه وجهة نظر متفق عليها عبر المائة سنة الماضية أي منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذو هدف قومي للحصول على قطعة أرض وجميع المراجع قالت أن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية وهو أمر محرم قطعا في التوراة لأننا منفيون بأمر من الله.
وفي رده على سؤال لفوكس نيوز عن المانع في أن تكون لليهود دولة؟ وما المانع في أن يكون لهم بلد ينتمون إليه؟ وما المانع في أن تكون لهم حكومة؟ يجيب "ويس" قائلا: يجب أن لا تكون لنا دولة، يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين مخلصين يعبدون الله ويتصفون بالرحمة الربانية.
وعلى العكس مما يعتقد الناس هذه الحرب حرب ليست دينية فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هنالك حاجة إلى رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وبخصوص التساؤل حول إذا ما كانت حياة اليهود أفضل قبل قيام دولة إسرائيل اليهودية، أجاب رجل الدين اليهودي: "نعم كانت أفضل بنسبة 100%، ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تعيش هناك وغيرها من الجاليات في أماكن أخرى بأنهم كانوا يعيشون في توافق وأنهم ناشدوا الأمم المتحدة بذلك حسب الوثائق التي بحوزتنا حيث أن كبير حاخامات اليهود في القدس قال: نحن لا نريد دولة يهودية، وعند اتخاذ قرار قيام إسرائيل تم تجاهل سكان ذلك البلد من المسلمين والمسيحيين واليهود، وننشر فيما يأتي باقي المقابلة:
فوكس نيوز: على أية حال لم يكن لديكم بلد تنتمون إليه ولكنكم كنتم غرباء لدرجة أن تعرضتم للاضطهاد والقتل عبر الألفية الماضية وخصوصا ما حدث قبل خمسين أو ستين عاما؟
الحاخام: هنالك قتل بسبب معاداة السامية وهنالك موضوع آخر عندما تثير العداء بخلق معاداة السامية من خلال الصهيونية، أي بعبارة أخرى أن الأمر لم يأت هكذا دون سبب .... حيث أنك تطرق نوافذ جيرانك وتدعوهم إلى معاداة السامية.
فوكس نيوز: أنت يهودي أرثوذكسي حسب علمي .... ما هو رأي اليهود التقليديون في ذلك الموقف؟
الحاخام: الرأي الغالب لدى اليهود هو: صحيح أنه لا يجب أن تكون لدينا دولة ... ولكنها قامت ..... غير أن الدعاية الصهيونية بأن العرب يريدون رمي أي يهودي في المحيط وبأن هنالك حقد دفين لليهود مكنهم من إقناع الكثيرين من اليهود وهو ما جعل هؤلاء يخافون من العودة إلى تلك الأرض.
فوكس نيوز: حسنا ... لا يمكنك أن تلومهم فهذا صحيح .... أقصد أن لديك مثلا رئيس إيران الذي يقول أن المحرقة لم تقع أصلا ولو كان الأمر بيده لدمر إسرائيل وقضى على جميع اليهود.
الحاخام: هذا كذب واضح .... فهو لديه جالية يهودية في إيران ولم يقتلهم عندما سنحت له الفرصة
فوكس نيوز: إذن أنت لا تأخذ كلامه على أنه يريد قتل اليهود؟
الحاخام: بل هو يريد تفكيك الكيان السياسي .... وفي الحقيقة نحن مجموعة من رجال الدين اليهودى ( Rabbis) ذهبنا لزيارة إيران العام الماضي، واستقبلنا القادة الإيرانيون والتقينا بنائب الرئيس حيث أن الرئيس كان في زيارة إلى فنزويلا في ذلك الوقت والتقينا كذلك بالزعماء الروحيين وكلهم بينوا وبكل صراحة بأنهم ليسوا في نزاع مع اليهود.
فوكس نيوز: إذن أيها الحاخام أنت تعتقد أنه طالما أن إسرائيل موجودة فلن تأتي بخير.
الحاخام: اليهود يعانون والفلسطينيون يعانون ونحن نصلي من أجل التعجيل بتفكيك هذه الدولة اليهودية بطريقة سلمية.
فوكس نيوز: إنه لأمر مثير أيها الحاخام ..... فهي وجهة نظر لا نسمع عنها في الغالب.
الحاخام: لا بد من نشر هذا اللقاء في جميع أنحاء العالم بأسرع ما يستطيعه البشر، وهو بين يديك.
المصدر: شبكة الإعلام العربية
http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=137674
/// شد انتباهي من المقالة كلها هذه الكلمة: (والتقينا كذلك بالزعماء الروحيين وكلهم بينوا وبكل صراحة بأنهم ليسوا في نزاع مع اليهود.)!!
فالعَداء مع أهل السنة، وفي مقدمتهم: (المملكة العربية السعودية) فلا نرى رافضيًّا يجهر بيننا بالطعن في أمهات المؤمنين أو الصحابة .. ولا نرى قبرًا واحدا يتوجه إليه الناس لطلب البركة والاستغاثة، ولا نرى مهنة (سدانة القبر) كما يراه الناس في إيران ..
فاللهم سلم المملكة من كل سوء ومكروه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 04:14]ـ
فوكس نيوز: حسنا ... لا يمكنك أن تلومهم فهذا صحيح .... أقصد أن لديك مثلا رئيس إيران الذي يقول أن المحرقة لم تقع أصلا ولو كان الأمر بيده لدمر إسرائيل وقضى على جميع اليهود.
الحاخام: هذا كذب واضح .... فهو لديه جالية يهودية في إيران ولم يقتلهم عندما سنحت له الفرصة
فوكس نيوز: إذن أنت لا تأخذ كلامه على أنه يريد قتل اليهود؟
الحاخام: بل هو يريد تفكيك الكيان السياسي .... وفي الحقيقة نحن مجموعة من رجال الدين اليهودى ( Rabbis) ذهبنا لزيارة إيران العام الماضي، واستقبلنا القادة الإيرانيون والتقينا بنائب الرئيس حيث أن الرئيس كان في زيارة إلى فنزويلا في ذلك الوقت والتقينا كذلك بالزعماء الروحيين وكلهم بينوا وبكل صراحة بأنهم ليسوا في نزاع مع اليهود.
الله المستعان(/)
حكم قذف أمهات المؤمنين
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 08:21]ـ
احْكمْ بِكُفْرِ كُلِّ مَنْ بالفَاحِشَةْ .... يَقْذِفُ أُمَّ المؤْمِنِينَ عَائِشَةْ
بَرَّأَهَا مِنْ أفْحَشِ الذُّنُوبِ .......... رَبِّي وَصَانها مِنَ العُيُوبِ
فَقَذْفُهَا يقْضِي بِتَكْذِيب ٍ لَهُ ..... فيمَا عَلَى الرَّسُولِ قَدْ أنْزَلَهُ
وَقَذْفُ زَوْج ٍ غَيْرِهَا كزَيْنَبِ ... مُكفِّرٌ للْقَدْحِ في ذَاتِ النَّبِي
إِذ ْ كُلُّ طَاهِرٍ لِكُلِّ طَاهِرَةْ ........ وَكُلُّ فَاجِر ٍ لِكُلِّ فَاجِرَةْ
وَمنْ يكُونُ في الحَيَاةِ أطْهَرَا ... مِنَ النَّبيِّ المُصْطفَى بَيْنَ الوَرَى؟
من كتاب: إماطة اللثام عن نواقض الإسلام
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 02:03]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك
قال الامام ابن كثير-رحمه الله-عند تفسير قول الله جل ثناؤه: "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات .. " الآية من سورة النور 23: "وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبّها بعد هذا, ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر لانه معاند للقرآن, وفي بقية أمهات المؤمنين قولان: أصحهما أنهن كهيَ.5/ 76
وحبذا أيها الفاضل لو عرفتني بصاحب الكتاب المنقول منه, وأهديتني رابطا له على الشبكة إن كان موجودا أكن لك من الشاكرين.
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 11:46]ـ
... رضي الله تعالى عن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
... رضي الله عن أمنا عائشة وعن أبيها ولعن لاعنيها
جزاك الله خيراً
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 04:41]ـ
لم تفدني بما طلبتُ كثّر المولى فوائدك: صاحب الكتاب ورابطه إن أمكن.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 07:35]ـ
أخي في الله أبا وائل الجزائري،
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:
فإن الكتاب نظمٌ علميٌّ لرسالةِ شيخِ الإسلام محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّاب في النواقضِ , غيرَ أن الناطم توَسَّعَ في الموضوع بغية الإحاطة به , ولكنَّه لم يخرجْ فيمَا كتبَ عن كلامِ أئمَّةِ الدَّعْوةِ , على أنَّ غرضَهُ من الكتاب هُو التحذيرُ لا التكفير , المهمُّ أن ناظمه توسَّع فيه حتى بلغَ ألفًا وسبعمائة بيتٍ، ولم يأذنِ اللهُ ـ عزَّ وجلَّ ـ بطبعِه بعدُ؛ حيثُ انشغلَ الناظمُ بمنظومةٍ أخْرى هيَ: النظمُ المفيدُ الحاوي عقيدة التوحيدِ للطحاوي , وقد أودعها الإخوةُ بمكتبةِ الألوكةِ؛ فحمِّلْها وطالعْها حتى آتيَك بالأخرى قريبًا ـ إنْ شاءَ اللهُ ـ هَذا وَرَابِطُ النظمِ المفيدِ هُو:
http://www.alukah.net/Library/0/25089/
كما أنَّ هُناك نسخةً أخرى منها بصيغةِ الشاملةِ، وهي موجودةٌ بمساهماتِ الأعضاءِ بمنتدى الشاملة، ولا أعرف لها رابطا،
هذا والله الموفق، والسلام.(/)
درر عقدية تيمية (1): ليس كل ما كان سبباً كونياً يجوز تعاطيه
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 10:18]ـ
ليس كل ما كان سبباً كونياً يجوز تعاطيه .... مما يبطل تلبيس الشياطين على القبوريين
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص221 - 226):
نحن لا ننازع في إثبات ما أثبته الله من الأسباب و الحكم لكن من هو الذي جعل الاستغاثة بالمخلوق و دعاءه سببا في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى؟!
ومن الذي قال: إنك إذا استغثت بميت أو غائب من البشر نبيا كان أو غير نبي كان ذلك سببا في حصول الرزق و النصر و الهدى وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى؟!
ومن الذي شرع ذلك و أمر به؟!
ومن الذي فعل ذلك من الأنبياء و الصحابة و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؟!
فإن هذا المقام يحتاج إلى مقدمتين:
إحداهما: إن هذه الأسباب لحصول المطالب التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى
و الثانية: أن هذه الأسباب مشروعة لا يحرم فعلها فإنه ليس كل ما كان سببا كونيا يجوز تعاطيه؛ فإن قتل المسافر قد يكون سببا لأخذ ماله، و كلاهما محرم، و الدخول في دين النصارى قد يكون سببا لمال يعطونه، وهو محرم، و شهادة الزور قد تكون سببا لمال يؤخذ من المشهود له وهو حرام، و كثير من الفواحش و الظلم قد يكون سببا لنيل مطالب، وهو محرم، و السحر و الكهانة سبب في بعض المطالب وهو محرم، و كذلك الشرك في مثل دعوة الكواكب و الشياطين و عبادة البشر قد يكون سببا لبعض المطالب وهو محرم فإن الله تعالى حرم من الأسباب ما كانت مفسدته راجحة على مصلحته وإن كان يحصل به بعض الأغراض أحيانا.
وهذا المقام مما يظهر به ضلال هؤلاء المشركين خلقا و أمرا؛ فإنهم مطالبون بالأدلة الشرعية على أن الله عز و جل شرع لخلقه أن يسألوا ميتا أو غائبا و أن يستغيثوا به سواء كان ذلك عند قبره أو لم يكن عند قبره، والله تعالى حي عالم قادر لا يغيب كفى به شهيدا وكفى به عليما، وهم لا يقدرون على ذلك، بل نقول في الوجه السادس:
سؤال الميت و الغائب نبيا كان أو غيره من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين لم يأمر الله به ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين
وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين المسلمين أن أحدا منهم ما كان يقول إذا نزلت به ترة أو عرضت له حاجة لميت: يا سيدي فلان أنا في حسبك أو اقض حاجتي، كما يقول بعض هؤلاء المشركين لمن يدعونهم من الموتى و الغائبين
ولا أحد من الصحابة رضي الله عنهم استغاث بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد موته ولا بغيره من الأنبياء لا عند قبورهم ولا إذا بعدوا عنها وقد كانوا يقفون تلك المواقف العظام في مقابلة المشركين في القتال و يشتد البأس بهم و يظنون الظنون ومع هذا لم يستغث أحد منهم بنبي ولا غيره من المخلوقين ولا أقسموا بمخلوق على الله أصلا.
ولا كانوا يقصدون الدعاء عند قبور الأنبياء ولا قبور غير الأنبياء ولا الصلاة عندها
وقد كره العلماء كمالك و غيره أن يقوم الرجل عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم يدعو لنفسه و ذكروا أن هذا من البدع التي لم يفعلها السلف.
و أما ما يروى عن بعضهم أنه قال: قبر معروف الترياق المجرب، وقول بعضهم: فلان يدعى عند قبره و قول بعض الشيوخ لمريده: إذا كانت لك إلى الله حاجة فاستغث بي أو قال استغث عند قبري ونحو ذلك؛ فإن هذا قد وقع فيه كثير من المتأخرين و أتباعهم، و كثير من هؤلاء إذا استغاث بالشيخ رأى صورته و ربما قضى بعض حاجته؛ فيظن أنه الشيخ نفسه أو أنه ملك تصور على صورته و أن هذا من كراماته؛ فيزداد به شركا وفيه مغالاة، ولا يعلم أن هذا من جنس ما تفعله الشياطين بعباد الأوثان حيث تتراءى أحيانا لمن تعبدها و تخاطبهم ببعض الأمور الغائبة و تقضي لهم بعض الطلبات، ولكن هذه الأمور كلها بدع محدثة في الإسلام بعد القرون الثلاثة المفضلة
و كذلك المساجد المبنية على القبور التي تسمى "المشاهد" المحدثة في الإسلام و السفر إليها محدث في الإسلام لم يكن من ذلك شيء في القرون الثلاثة المفضلة
بل ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجداً،و ثبت في الصحيح عنه أنه قال قبل أن يموت بخمس: إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك"،وقد تقدم في الجواب؛ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أجدبوا استسقى بالعباس وقال اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا و إنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا
فلم يذهبوا إلى القبور ولا توسلوا بميت ولا غائب بل توسلوا بالعباس كما كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه و سلم وكان توسلهم به توسلهم بدعائه كالإمام مع المأموم، وهذا تعذر بموته.
فأما قول القائل عند ميت من الأنبياء و الصالحين: اللهم إني أسألك بفلان أو بجاه فلان أو بحرمة فلان فهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين وقد نص غير واحد من العلماء أنه لا يجوز و نقل عن بعضهم جوازه
فكيف يقول القائل للميت: أنا أستغيث بك و أستجير بك و أنا في حسبك أو سل لي الله و نحو ذلك.
فتبين أن هذا ليس من الأسباب المشروعة، ولو قدر أن له تأثير؛ ا فكيف إذا لم يكن له تأثير صالح بل مفسدته راجحة على مصلحته كأمثاله من دعاء غير الله تعالى
و ذلك أن من الناس الذين يستغيثون بغائب ميت من تتمثل له الشياطين وربما كانت على صورة ذلك الغائب و ربما كلمته وربما قضت له أحيانا بعض حوائجه كما تفعل شياطين الأصنام بعبادها وهذا مما قد جرى لغير واحد فينبغي أن يعرف هذا. انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحب السنة]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 01:48]ـ
هذا هو العلم النافع بورك في جهدك الطيب(/)
درر عقدية تيمية (2): لماذا إذا نفى أهل العلم أن يشرك أحد بالله خصوا الأنبياء بالنفي؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 10:22]ـ
لماذا إذا نفى الأئمة أن يشرك أحد بالله خصوا الأنبياء والملائكة عليهم الصلاة والسلام بالنفي؟
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص230 - 235):
إذا كان النفي لا يصلح لمخلوق فذكرتَ الأنبياء والملائكة على سبيل تحقيق النفي العام؛ كان هذا من أحسن الكلام وكان هذا من باب التنبيه كما يقال: لا تجوز العبادة إلا لله تعالى لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل؛ فينبه بنفيها عن الأعلى على انتفائها عمن هو دونهم بطريق الأولى
وكذلك إذا كان المخصوص بالذكر ممن قد حصل فيه غلو كما يقال: ليس في الصحابة معصوم لا علي ولا غيره وليس في النبيين إله لا المسيح ولا غيره؛ فهذا أحسن
فالمخصص إذا كان فيه فائدة مطلوبة كان حسنا، ومنه قوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى أم للإنسان ما تمنى فلله الآخرة والأولى وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)
فنفى سبحانه أن تغني شفاعة الملائكة الذين في السماء إلا من بعد إذنه تنبيهاً بذلك على أن من دونهم أولى أن لا تغني شفاعتهم؛ فإن المشركين كانوا يقولون عن الأصنام إنها تشفع لهم؛ قال تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون)
ولا يجوز أن يكون الكلام تنقيصا بالملائكة ولذلك قال تعالى: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبرفسيحشرهم إليه جميعا)؛ فإنه لما كان الكلام في إثبات توحيد الله تعالى والنهى عن الغلو في الدين الذي فيه تشبيه المخلوق بالخالق قال: (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون) بعد أن قال: (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه)
وقال في الآية الأخرى: (ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام) الآية فنسبه إلى أمه- وهذا قد جرى في القرآن في غير موضع- فنسبه إلى أمه؛ لينفي نسبته إلى غيرها؛ فلا ينسب إلى الله تعالى أنه ابنه ولا إلى أب من البشر كما زعمت النصارى الغالية فيه ولا كما زعمت اليهود الكافرة به
وأبلغ من هذا قوله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا)؛ فذكر أهل الأرض جميعا وخص المسيح وأمه بالذكر من أنه إن أراد إهلاكهم لن يملك أحد لهم منه شيئا؛ لأن المسيح وأمه اتخذوا إلهين كما قال تعالى: (وإذا قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله)؛ فكان التخصيص بالذكر لينفي هذا الشرك و الغلو الذي وقع في المسيح وأمه ولم يكن ذلك من باب التنقيص بالمسيح و أمه، بل كان التخصيص لأجل أن الكلام وقع في ذلك المعين؛ فالتخصيص للحاجة إلى ذكر المخصوص و العلم به أو لأجل التنبيه به على ما سواه، و لهذا لا يكون التخصيص في هذا مفهومه مخالفة بنفي نقيض الحكم عن ما سواه و حتى الذي يسمى دليل الخطاب للتخصيص؛ لم يكن للاختصاص بالحكم
وقال تعالى: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون)؛ فتخصيص الملائكة و النبيين بالذكر تنبيه على من دونهم فإنه أن لا يأمر باتخاذ الصالحين أربابا بطريق الأولى
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا الباب: قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح: " لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قيل ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه و فضل" فكان تخصيصه بالذكر لتحقيق العموم وإن هذا النفي يتناول أفضل الخلق فلا يظن أحد غيره أن يدخل الجنة بعمله
و كذلك قوله في الحديث الصحيح: " ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الملائكة وقرينة منه الجن قالوا و إياك يا رسول الله قال و إياي إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم" و منه قوله تعالى: (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين)؛ فذكر هذا الوعيد في الملائكة و خصهم بالذكر تنبيها على أن دعوى الإلهية لا تجوز لأحد من المخلوقين لا ملك ولا غيره و أنه لو قُدّر وقوع ذلك من ملك من الملائكة لكان جزاؤه جهنم فكيف من دونهم و هذا التخصيص أفرد الله تعالى بالإلهية
ومنه قوله تعالى في الأنبياء: (ومن آبائهم و ذرياتهم و إخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون)؛ والأنبياء معصومون من الشرك ولكن المقصود بيان أن الشرك لو صدر من أفضل الخلق لأحبط عمله فكيف بغيره
وكذلك قوله لنبيه عليه الصلاة و السلام: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)؛ مع أن الشرك منه ممتنع لكن بين بذلك أنه إذا قدر وجوده كان مستلزما لحبوط عمل المشرك وخسرانه كائنا من كان، وخوطب بذلك أفضل الخلق لبيان عظم هذا الذنب لا لغض قدر المخاطب كما قال تعالى: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين)؛ ليبين سبحانه أنه ينتقم ممن يكذب في الرسالة كائنا من كان وأنه لو قدر أنه غيّر الرسالة لانتقم منه والمقصود نفي هذا التقدير لانتفاء لازمه
وكذلك قوله تعالى: (أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته)، وفي الحديث المعروف: "إن الله تعالى لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم"؛فهذا من بيان عدل الرب سبحانه وتعالى وإحسانه وتقصير الخلق عن واجب حقه حتى الملائكة والأنبياء وغيرهم وأنه لو عذبهم لم يكن ظالما لهم فكيف بمن دونهم، وهذا باب واسع انتهى.
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 12:03]ـ
رحم الله تعالى شيخَ الإسلام ابنَ تيميَّة
جزاك الله خيراً(/)
درر عقدية تيمية (3): أصول ضلال القبوريين في باب الاستغاثة
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 10:25]ـ
أصول ضلال القبوريين في باب الاستغاثة
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص244):
الاستغاثة طلب الغوث كالاستغاثة و الانتصار، وذلك ثابت في حياته [صلى الله عليه وسلم]، وهو ثابت عند هذا الضال - أي البكري- بعد موته بثبوتها في حياته لأنه عند الله في مزيد دائم لا ينقص جاهه؛ فدخل عليه الخطأ من وجوه:
منها: أنه جعل المتوسل به بعد موته في الدعاء مستغيثاً به، وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم لا حقيقة ولا مجازا، مع دعواه الإجماع على ذلك و أن المستغاث به هو المسؤول المطلوب منه لا المسؤول به.
والثاني: ظنه أن توسل الصحابة به [صلى الله عليه وسلم] في حياته كان توسلاً بذاته؛ لا بدعائه و شفاعته؛ فيكون التوسل به بعد موته كذلك، وهذا غلط، لكنه يوافقه عليه طائفة من الناس؛ بخلاف الأول فإني ما علمت أحدا وافقه عليه.
الثالث: أنه أدرج سؤاله أيضا في الاستغاثة به، و هذا صحيح جائز في حياته، وقد سوى في ذلك بين محياه و مماته، وهنا أصاب في لفظ الاستغاثة لكنه أخطأ في التسوية بين المحيا و الممات، وهذا ما علمته ينقل عن أحد من العلماء ..
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 12:02]ـ
رحم الله تعالى شيخَ الإسلام ابنَ تيميَّة
... أهل الضلال خلطوا بين التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وبين الاستغاثة به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وهذان أمران ولكل منهما قسمان وحكمان.
جزاك الله خيراً
ـ[أحب السنة]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 10:03]ـ
لاحرمك الله الأجر
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 01:27]ـ
وإياكما جزاكما الله خيراً(/)
الردودالعلمية على شبهات حول السلفية (1)
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 11:27]ـ
الردودالعلمية على شبهات حول السلفية (1)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ومن تبع هداه ثم أمابعد:
إن الشبهات التى أثيرت حول المنهج الحق "السلفى"جعلت حاجز بين المنهج وبين من يريد الدخول فيه وجعلت بعض الذين يتبعون المنهج يستحيون من التصريح بأتباعهم للمنهج لأجل ذلك جمعت هذه الشبهات والرد عليها بالعلم لأن أبلغ رد على الباطل أظهار الحق والله أسأل التوفيق والسداد " وأقول لأخى السلفى {أرفع رأسك فأنت سلفى}
الشبهة الأولى:
س: يقولون لماذا تسمون أنفسكم بالسلفيين وهذا الأسم لم يرد فى كتاب ولا سنة بل أن الله قال {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} "الحج 78"؟
ج: أولاً/ إن إطلاق الأسماء لا تضر ولاتحرم مادامت لاتخالف الشرع.
ثانياً/ أن التسمية لانقول أنها واجبة بل نوجب الأتباع , مع أن بعض التسمية قد تكون واجبة كتقسيم العلم الى عقيدة وفقه وحديث وغيره.
ثالثاً /سمى بعض المسلمين بالمهاجرين"لأنهم هاجروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم " وبالأنصار"لأنهم نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم " والتابعين " لأنهم أتبعوا السلف الصالح " الرسول وصحبه " فما هو الضير من أن نتسمى بالسلفيين " أى الذين يتبعون السلف الصالح.
رابعاً / لم نكن نسمى أنفسنا إلا بعد إفتراق الأمه هذا مسلم شيعى وهذا مسلم معتزلى وهذا مسلم اشعرى إلخ ... فسمينا أنفسنا للتميز وإظهار الحق فقط.
خامساً / أننا لا نتعصب لهذا الأسم بل نحب كل مسلم يشهد الشهادتين ويعمل حسب أستطاعته بمقتضاها ونوالى كل مسلم يحب الله ورسوله ولا ننصر السلفى الظالم.
سادساً / نحن لا نهتم بالأسامى بل نهتم بالمضمون والمحتوى إتباع النبى واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سابعاً /نحن لا نجعل أسم السلفية "شعاراً بديلاً عن الأسلام بل السلفية بالنسبة للأسلام الفهم الصحيح له فقط فلا تعارض بين الأسلام والسلفية.
ثامناً / السلفى عندنا ليس بالأسم واللقب بل كل من يتبع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فهو سلفى وأن لم يتسمى بها. تاسعاً /أسم السلفية ليس من البدع بل من " المصالح المرسلة" وقديماً لم يتسموا بها لعم الأفتراق ولكن الأن تعددت الأسامى فكان لابد للحق أن يتميز والقاعدة " أذا رفع المانع وجاء المقتضى ثبت الحكم ".
عاشراً / إن الذين ينكرون علينا ذلك الأسم هم أيضاً يسمون أنفسهم بأسماء وغالباً تكون مخالفة ويعقدون عليها عقيدة الولاء والبراء.
هذا ما تيسر جمعه بتصرف من دروس العلامة " محمد بن أسماعيل المقدم " السلفية شبهات وردود " وكتاب الأصول العلمية للدعوة السلفية "للشيخ "عبد الرحمن عبد الخالق حفظهما الله, وإلى لقاء قريب أن شاء الله والسلام عليكم.
تم بحمد الله افتتاح منتدى سلفى شامل
رجاء الدخول والمشاركة والنشر
- http://osodalsalaf.yoo7.com (http://osodalsalaf.yoo7.com/)
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 11:58]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 05:06]ـ
وفقك الله تعالى للحق ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=58340&page=2
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 06:46]ـ
أظن أن كلمة (أهل السنة والجماعة)
أبلغ من السلفيين، فهي تشمل المذاهب الأربعة الفقهية
وأما منهج السلف فهو لمن أتبع الدليل والإجماع من أهل السنة والجماعة
ويجب أن ننبه أن كما أهل السنة والجماعة يتمسح بهم أهل البدع كالأشاعرة وغيرهم
فالسلف هناك من يتمسح بهم أيضا ًويتخير من قولهم
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 09:00]ـ
الرزية كل الرزية التسمي والانتساب دون الامتثال والاقتداء
وهذا الذي وقع فيه كثير ممن يدعي الاستقامة على المنهج السلفي، والغريب أنك لا ترى فيه من السلفية غير المظهر والتنظير المفرغ من المضمون، حيث يغالي البعض في الجوانب النظرية النصية مع قلة الاهتمام بالجانب العملي التطبيقي، فتجد السلفية كمنهج ظاهرة جلية في الطروحات والتعليقات والتعقيبات والردود ... ،غائبة في السلوك والأخلاق والمعاملات،وليت شعري كيف جمع هؤلاء بين النقيضين ...
إن السلفية الحقة أن تعيش النص واقعا متجسدا في المعتقد والعبادة والمعاملة، ... أن يرى فيك الناس مثالا حيا لما ترويه وتدعو إليه، أن تجمع بين العلم والعمل،أن تخفض الجناح لإخوانك وتبذل لهم النصح والإرشاد لا أن تكون عذابا وجحيما على الناس ...
ومن وُفِّقَ إلى هذا المنهج السلفي القويم فقد هدي إلى صراط مستقيم والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 10:46]ـ
السلام عليكم جزاكم الله خيراً وبارك الله فى علمكم
التوقيع
قال الامام بن القيم رحمه الله
" ياله من دين لو أن له رجال "(/)
نداء الصَيِّت بما جاء في ورقة مصحف البحر الميت (من أقوال أركون)
ـ[عبدالله الموسى]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 07:47]ـ
نداء الصَيِّت بما جاء في ورقة مصحف البحر الميت
مات (أركون) ناقد الفكر و العقل الإسلامي!!
مات محقق التاريخ و التراث
مات ففقدت الأمة بموته حكيما من حكمائها و أستاذا من أساتيذها!!
مات ليترك وراءه فراغا لا يُسَد
مات و بقي مشروعه الذي نادى به حلما لم يتحقق
مسكينة هذه الأمة ما أشد تفجعها و أعظم مصابها
ها هي ودعت (أركون) و لما يرقأ دمعها بعد على (الجابري) و (أبو زيد)
حقيق أن نسمي هذا العام بـ (عام الحزن)
هذه الرثائيات و المدائح التي كالتها صحفنا بسخاء لـ (أركون) كانت داعية للمصلحين أن يبينوا حقيقة هذا الـ (أركون) و يكشفوا غاية دعواه، و إظهار مدى التضليل الذي يمارسه قطاع كبير من الإعلاميين لهذه الأمة. و كان قصب السبق فيما أظن للشيخ إبراهيم السكران – ثبتنا الله و إياه على الحق – و ذلك في ورقته الرائعة (مصحف البحر الميت).
و رغبة في تقريب هذه الورقة للجميع فإني أستخلصت ما ورد فيها من نقولات ذكرها الشيخ _ سدده الله_ عن أركون و بعض أهل الصحافة يحصل بها بيان قدر كبير و جوهري في فكر أركون و دعوته، و أضفت إليها بعض ما اجتمع لدي من قراءة كتبه أو ما كتب عنه.
و لعل هذه النقولات من الوضوح بمكان يدع نقلها كافٍ عن تكلف الرد عليها و بيان بطلانها،على أن في الأصل من اللفتات و القضايا المنهجية ما توجب الرجوع إليه، و إنما غايتي هو نقل ما يعرف به حقيقة أركون من كلامه _ نفسه_.
و هذه القضايا التي ستراها أخي الكريم ليست أمورا هامشية في دعوة أركون و مشروعه بل هي جلية واضحة في مؤلفاته و حواراته.
و رغبت أن أعرض شيئا مما جاء في الصحف بجانب ما أنقله عن أركون. ليصل القارئ بعد ذلك إلى أحد أمرين:
الأول: أن هؤلاء الكتاب لا يعرفون حقيقة أركون و لم يقرؤوا له شيئا , ثم هم بعد ذلك يمجدونه كل ذلك التمجيد و هذه مصيبة.
الثاني: أنهم قرؤوا له و اقتنعوا بما يقول، حينها تكون المصيبة أعظم.
فإلى المقصود ...
قال أركون:
(المعركة التي جرت من أجل تقديم طبعة نقدية محققة عن النص القرآني؛ لم يعد الباحثون يواصلونها اليوم بنفس الجرأة كما كان عليه الحال في زمن نولدكة الألماني وبلاشير الفرنسي) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 44]
(نحن نعلم كيف أنهم راحوا يشذبون "قراءات القرآن" تدريجياً، لكي تصبح متشابهة أو منسجمة مع بعضها بعضاً، لكي يتم التوصل إلى إجماع أرثوذكسي) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 111].
(الفرضية الأولى: أن الصحة التاريخية للمصحف قد تأكدت منذ الجمع الذي تم في خلافة عثمان، وكل تشكيك بظروف هذا التشكيل يعتبر زندقة)
ثم انتقد هذه التي يسميها فرضية وقال (إن طراز وجود الإسلام في التاريخ مرتبط بالحفاظ على هذه الفرضيات، على الرغم من التكذيب القاطع الذي تلقاه من جهة الواقع والنقد العلمي الحديث معاً) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 66]
(الخطاب القرآني-وهو- البلاغ الشفهي من الرسول في مواقف استدعت الخطاب، ولن تنقل جميعها بأمانة إلى المدونة الرسمية المغلقة) [نافذة على الإسلام، أركون، 65].
(نحن نجد أنفسنا اليوم عاجزين أكثر من أي وقت مضى عن فتح الإضبارات التي أغلقت منذ القرنين الثالث والرابع الهجريين والتي تخص المصحف وتشكله) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 30].
(إن أساطير غلغامش، والاسكندر الكبير، والسبعة النائمين في الكهف؛ تجد لها أصداء واضحة في القرآن) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، 84].
(ينبغي القيام بتحليل بنيوي لتبيين كيف أن القرآن ينجز أو يبلور بنفس طريقة الفكر الأسطوري الذي يشتغل على أساطير قديمة متبعثرة) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 203].
(مهمة التحليل التاريخي لا تتركز في الكشف عن المؤثرات التي أتت من مصدر موثوق وصحيح وهو التوراة، وبالتالي إدانة الأخطاء والتشويهات والإلغاءات والإضافات التي يمكن أن توجد في النسخة القرآنية بالقياس إلى النسخة التوراتية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 130].
(يُتْبَعُ)
(/)
(ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط، والحذف، والإضافة، والمغالطات التاريخية؛ التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 203]
(نلاحظ أن وصف المعارضين يختزل إلى كلمة واحدة هي "المشركون" لقد رُمُوا كلياً ونهائياً وبشكل عنيف، في ساحة الشر والسلب والموت، دون أن يقدم النص القرآني أي تفسير أو تعليل لهذا الرفض والطرد) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96].
(إن الأرثوذكسيات الحالية، أقصد الحركات الاسلاموية الناشطة حالياً، إذ تغلب دكتاتورية الغاية السياسية؛ هي في الواقع مخلصة لسورة التوبة، شكلاً ومضموناً، روحاً ولفظاً) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96]
(إن الحركات الإسلاموية المعاصرة، بدأً من الإخوان المسلمين، وانتهاءً بالمحاربين الإيرانيين، مروراً بالتنظيمات الأكثر هيجاناً وعنفاً كالتكفير والهجرة؛ تشهد كلها بشكل ساطع على ديمومة النموذج القرآني وفعاليته، على الأقل من الناحية التعبوية والتجييشية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 106].
(لقد اخترت الانطلاق من هذه الآية لأنها تشكل بالنسبة لسورة التوبة؛ الذروة القصوى للعنف الموجه لخدمة المطلق، الله المطلق) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 93]
(لقد ذهب النقد الفيلولوجي إلى حد التقاط وكشف النواقص الأسلوبية في القرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 201].
استراحة (1) مع صحفنا
(وكأن شجرة العقل العربي يبست غصونها واصفرت في لحظة واحدة! ها هو واحد من «حكماء» المسلمين الكبار يذوي ويرحل عن عالمنا. المفكر الجزائري الفرنسي محمد أركون، أستاذ الإسلاميات، وأحد من أخضع «عقلنا» للتشريح والدرس ... أركون لا يُلخّص ببضعة أسطر، إنه مسيرة عمر، وملحمة فكر)
[مشاري الذايدي – الشرق الأوسط - الجمعة 08 - 10 - 1431 هـ]
لقد فتح أركون بمشروع "الأنسنة"آفاقاً معرفية أتاحها للنقاش المفتوح، ودعا بمصداقية إلى تنمية الجزء الأكثر إنسانية في الإنسان من أجل حمايته من نفسه.
[زكي الصدير-جريدة اليوم - الأثنين 1431 - 10 - 11هـ]
عودة إلى أركون، حيث يقول:
(بالنسبة لعقولنا الحديثة المعتادة على منهجية معينة في التأليف والإنشاء والعرض القائم على المحاجّة المنطقية؛ فإن نص المصحف وطريقة ترتيبه تدهشنا بفوضاها) [الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، أركون، 86].
(أصبحوا يقدمون الخطاب القرآني، لكي يُتلى ويُقرأ ويُعاش، وكأنه الكلام الأبدي الموحى به من قبل إله متعالٍ) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 146]
(معضلة عويصة مشتركة لدى المسيحية والإسلام، أقصد تاريخية بعث يسوع المسيح، والصحة الإلهية للقرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 45].
(لكي أفتتح حقلاً جديداً من التفكير تصبح فيه المزاعم التقليدية للمسيحية والإسلام معاً مُتَجاوزة، عن طريق دراسة مشاكل ماقبل البعث، والصحة الإلهية للقرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 46]
(نلاحظ أن كل نظرية الإعجاز، أو الأصل الإلهي للقرآن؛ تشهد على الانتقال السري الخفي من مشكلة فكرية مثارة في الحالتين، أي حالة البعث وحالة القرآن؛ إلى حلول تبريرية وتبجيلية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 47]
(وبسبب أن القرآن قد أصبح حقيقة معاشة من قبل المسلمين، على كل مستويات الوجود الفردي والجماعي، فإن أي تساؤل يتعلق بمدى صحته كوثيقة تاريخية يصبح مسألة ثانوية أوهامشية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 129].
(السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف حصل أن اقتنع ملايين البشر أن الشريعة ذات أصل إلهي؟) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 296].
(ينبغي التمييز بين الصحة التاريخية للمصحف، والصحة الإلهية) [الفكر الإسلامي قراءة علمة، أركون، 83]
(على عكس ما تظن المسلمة التقليدية التي تفترض وجود إله حي ومتعالٍ وثابت لا يتغير؛ فإن مفهوم "الله" لا ينجوا من ضغط التاريخية وتأثيرها، أقصد أنه خاضع للتحول والتغير بتغير العصور والأزمان) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 102].
(الله نفسه ينخرط مباشرة، حتى في المعارك السياسية، ضد أعدائه) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 147]
استراحة (2) مع صحفنا
(يُتْبَعُ)
(/)
) قد يكون هذا العام، وبامتياز، عام خسارة الفكر والثقافة العربيين لأبرز رموزهما، الذين يرحلون واحدا واحدا ... وتوجت هذه الخسارات الكبيرة برحيل المعلم الأكبر محمد أركون ... هل اتفقوا على الرحيل معا بعدما شبعوا عقوقا وهجرا ونبذا؟ هل تعبوا من الكلام الضائع في الهواء العربي؟ هل شعروا فجأة باللا جدوى، فانسحبوا، كلٌ على طريقته، من العشائر والطوائف، وأصحاب السياط، وشرطة المنع، وشيوخ التكفير، ومن الولائم الثقافية العربية، والجهلة الثقافيين النشيطين، الذين ملأوا آذاننا زعيقا، فلم نعد نسمع غيرهم، ولم نعد نقرأ لغيرهم. هل تعبوا فجأة، مطلقين صرخة واحدة في وجه الجميع: أية أمة هذه يا إلهي؟)
[فاضل السلطاني -الشرق الأوسط - الخميس 07 شوال 1431 هـ]
عودة إلى أركون:
وصف أركون مقولة: ((الإسلام صالح لكل زمان و مكان))، بأنها صرامة عقائدية جامدة للتصورات القديمة الموروثة عن الإسلام، الأمر الذي جعله مستعصيا على التاريخ، لأنه فوق الزمن و الواقع التاريخي [الإسلام، أوروبا،الغرب ص: 13]
عندما تكلم أركون عن الآية الخامسة [1] ( http://mail.google.com/mail/?ui=2&view=js&name=main,tlist&ver=B0YhjO3vx0M.en.&am=!iMxkIOjHSP6xhZwC2vD2TmCLS3 uxKecBkwb6GhHnBQkywiIGAhj4&fri#_ftn1) من سورة التوبة، قال: ((نلاحظ أن وصف المعارضين يُختزل إلى اسم واحد: المشركين، فقد جرى رميهم جميعا و بكل قسوة في ساحة الشر و السلب و الموت، من دون تقديم أي مبرر لهذه الإدانة في السياق المباشر على الأقل)) [أركون: القرآن، 64]
(القرآن كالأناجيل ليست إلا مجازات عالية تتكلم عن الوضع البشري. إن هذه المجازات لا يمكن أن تكون قانونا واضحا). و أن الوهم الكبير هو اعتقاد (الناس بإمكانية تحويل هذه التعابير المجازية إلى قانون شغال و فعال، و مبادئ محددة، تُطبق على كل الحالات و في كل الظروف) [تاريخية الفكر، ص: 299]
(قد يبدو من غير المعقول أو المحتمل أن يكون الخطاب القرآني متجانسا و منسجما، خاصة إذا ما علمنا أنه استمر على مدى عشرين عاما) [تاريخية الفكر، ص: 114] و (طالما عاب عليه الباحثون فوضاه) [الفكر الأصولي، ص: 86].
بنظرة أركون إلي العلاقة بين القرآن و التوراة فيما يخص القصص القرآني فإنه ادعى بأنه توجد مؤثرات خارجية في القصص القرآني، أتته من مصدر موثوق و صحيح هو التوراة و بالتالي (إدانة الأخطاء و التشويهات،و الإلغاءات و الإضافات، التي يُمكن أن توجد في النسخة القرآنية بالقياس إلى النسخة التوراتية) [الفكر الإسلامي، ص: 143].
عندما سُئل أركون: (هل زار النبي إبراهيم –عليه السلام- مكة، مع أن القرآن يؤكد ذلك، و الواقع التاريخي ينفيه؟، أجاب بقوله: إن زيارة إبراهيم إلى مكة تُعتبر حقيقة لا تُناقش بالنسبة للوعي الأسطوري، أو المنغمس في الخيال الأسطوري، لكن ذلك (لا يعني شيئا يُذكر بالنسبة للوعي التاريخي الحديث الذي يضبط الوقائع ضبطا تاريخيا محققا) [الإسلام،أوروبا،الغرب ص: 75].
و يقول أركون (أعود إلى التُّراثِ لأنَّ المُجْتَمَعات العربيَّة تعود إليه وتطالب به. إذن الأمر لا يتعلق بي شَخْصِيًّا ولكنه يتعلق بالمجتمع العَرَبي. أسمع في جميع البيئات العربيَّة جميع الناس يطالبون بالرجوع إلى التُّراث ويستخدمون التُّراث؛ كوسيلة إيديولوجية ووسيلة للكفاح، ويزعمون أنهم يستخدمونه؛ كوسيلة ثقافية علميَّة من أجل مُكَافَحَة الغرب الذي تَغَلَّب ثقافيًّا على المجتَمَعَات العَربيَّة)
مجلة "مواقف"، عدد 40، شتاء 1981، حوار مع محمد أركون بعنوان: "التراث والموقف النقدي التساؤلي"، ص40.
و يقول (راح الخليفة الثالث عثمان _ أحد أعضاء العائلة المعادية لعائلة النبي _ يتخذ قراراً نهائياً بتجميع مختلف الأجزاء المكتوبة سابقاً والشهادات الشفهية التي أمكن التقاطها من أفواه الصحابة الأُوَل. أدى هذا التجميع عام 656م إلى تشكيل نص متكامل فرض نهائياً بصفته المصحف الحقيقي لكل كلام الله كما قد أوحي إلى محمد.رفض الخلفاء اللاحقون كل الشهادات الأخرى التي ترى تأكيد نفسها (مصداقيتها)؛مما أدى إلى استحالة أي تعديل ممكن للنص المشكل في ظل عثمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي رواية التراث و هذه هي الرواية التي تمثل اليوم الموقف الإسلامي العام و التي لها قوة المسلمة التي لا تناقش و لا تمس. لنعد صياغة هذه الرواية مرة أخرى: كل كلام الله الموحى به إلى محمد كان قد نقل بصدق و إخلاص كامل ثم حفظ كتابة في المصحف المشكل زمن عثمان أي خمسة و عشرين عاما بعد وفاة النبي.
هذه هي المقولة الرسمية التي لا يسمح لأحد من البشر أن يوجه إليها أدنى ذرة من الشك ... هنا تكمن المشكلة القصوى هنا الأمر العظيم المحير. إن المسألة ليست مسألة حرية أو دوغمائية خاصة بالإسلام كإسلام، أبدا، أبدا. و إنما هي مشكلة كيفية اشتغال آلية مجتمع بأسره. و حتى القادة السياسيون لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا على فرض أنهم يعون المسألة. لأنهم إذا ما تعرضوا بالشك لهذه المقولات المطلقة فسوف ينالهم عقاب الجمهور مهما تكن رتبهم القيادية) [تاريخية الفكر الإسلامي، ص 288].
(إن الحكايات التوراتية والخطاب القرآني هما نموذجان رائعان من نماذج التعبير الميثي
_ الأسطوري _) [تاريخية الفكر الإسلامي، ص 210].
استراحة (3) مع صحفنا
أطلق البعض على هذا العام، الذي لم تنقض شهوره وأيامه بعد، مسمى «عام الحزن» بسبب رحيل أسماء مهمة وذات وزن ثقيل في عالم الكتابة والإبداع والفكر خلاله مثل محمد عابد الجابري ونصر حامد أبوزيد والطاهر وطار وأحمد البغدادي ومحي الدين اللباد ومحمود السيد وغازي القصيبي ومحمد أركون.
[عبدالوهاب أبو زيد _ جريدة اليوم _ الأحد 1431 - 10 - 17هـ]
أما مشروع أركون فقد كان معنيا بالتفتيش عن الأنسنة في التراث العربي والإسلامي، وكانت أفكاره ورؤاه شديدة القوة في نقد تراثنا المليء بالخطل المعرفي والانحراف الفكري، والتشابكات المعقدة دينيا وسياسيا وغيرها، كما أنه نقد طال بسياطه العلمية واقعنا الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي.
[عبدالله بن بجاد العتيبي ( http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=522) – جريدة عكاظ - الإثنين 18/ 10/1431 هـ]
عودة إلى أركون:
مما يعيبه أركون على المستشرقين (تقديمهم للقصص القرآني والحديث النبوي والسيرة على أنها تشكيلات استدلالية وعقلانية في حين أنها مدينة للمخيال الذي يبلور الأساطيرالخاصة بأصول كل فئة أو ذات جماعية، وتساهم في تأسيسها وإنجاز هويتها) [تاريخية الفكر الإسلامي، ص 15].
(أن القرآن كما هي الأناجيل ليس إلا مجازات عالية تتكلم عن الوضع البشري، إن هذه المجازات لا يمكن أن تكون قانوناً واضحاً) [تاريخية الفكر الإسلامي، ص 154]
(إن القرآن يتكلم عن الدين المثالي الذي يتجاوز التاريخ، أو إذا ماشئنا يشير إلى التعالي) [الوحدة، ع13، ص31]
و يقول أركون (إن التفكير بشروط إمكانية الخروج من نطاق هذا السياج الدوغماتي يشكل اليوم المرحلة الأولى من بحث علمي و عمل تاريخي يتمان على المدى الطويل و هما يتجاوزان في أهميتهما و ابعادهما الحالة الخاصة للمثقف المسلم و الاسلام , كما سنرى فيما بعد.
ثانيا: الخروج من السياج الدوغماتي المغلق
لا ينحصر السياج الدوغماتي المغلق الموصوف باختصار في الصفحات السابقة بالدائرة الإيديولوجية التي افتتحها القرآن و عمل النبي ثم وسعت و ضخمت في ما بعد من قبل العلماء و الفقهاء) [الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص10]
(و أما الفكر النقدي، فعلى العكس، يصاب بالشلل من جراء "القيم" المعنوية و الدلالية و البلاغية و التقديسية للغة الوحي .. فالدراسة النقدية هي وحدها القادرة على كشف جوانبه الإيجابية و تبيان قيمته الحقيقية و فتح الطريق لتجاوز سلبياته التي لا تزال تعيق نهضة العرب و المسلمين عموما) [الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص16]
(يُتْبَعُ)
(/)
(يضاف إلى ذلك كل المشاكل التي طمست أو رميت في ساحة المستحيل التفكير فيه من قبل الإسلام الرسمي منذ الأمويين ز نقصد بذلك: مسألة تاريخ النص القرآني و تشكله، و تاريخ مجموعات الحديث النبوي، ثم الشروط التاريخية و الثقافية لتشكل الشريعة ثم مسألة الوحي، ثم مسألة تحريف الكتابات المقدسة السابقة على القرآن ثم مسألة التعالي الخاص بالآيات التشريعية في القرآن ثم مسألة القرآن مخلوق هو أم معاد خلقه (أي غير مخلوق) ... و كل هذه المسائل و التساؤلات الكبرى تعتبر لاغية و لا معنى لها من قبل الفكر الإسلامي " الأرثوذكسي".
[الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص17]
استراحة (4) مع صحفنا
في متوالية جنائزية، حفت بالكثير من الدمع والحزن والفقدان .. هكذا دفعة واحدة رحل هؤلاء، بعد صولات وجولات وأحافير عميقة في الذاكرة .. والوجدان ... أما أركون فهو حالة أخرى، فبدايات حفرياته التي صدرت بالفرنسية، لو استمرت في سياقها الفرنسي دون ترجمة لكانت مرت بسلام، ولكن ترجمتها هي لفتت الانتباه له من قبل الذين يرفضون التجديد، وخاصة عندما يمس الفكر الإسلامي، ويكاد يصيبهم الرعب عندما يسمعون عن إعادة قراءة.
[هاشم الجحدلي – عكاظ – الثلاثاء 12/ 10/1431هـ]
في هذا العالم العربي الغارق في مأساويته الحضارية ومآزقه السياسية ومشكلاته الاقتصادية والاجتماعية والذي هو في حالة تيه .. يظل في أمس الحاجة إلى من ينير له الطريق ويشعل الضوء في دروب العتمة وسط هذا الأفق المغلق .. والذين يعملون على ذلك هم قلة وحالات استثنائية لايجود الزمن بمثلها ولايمكن أن تتحقق أو أن تخرج للوجود في ظل ثقافة ظلامية قامت بتسييس الدين وجعلته سلطة في حين الدين هو أكبر وأعظم من كل الممارسات الخاطئة ... ولعل من أكبر العقول العربية ــ ماضيا وحاضرا ــ التي عملت على تأسيس خطاب عقلاني و فكري و هو المفكر الجزائري محمد أركون.
[أحمد عائل فقيهي- عكاظ - الخميس 21/ 10/1431 هـ]
عودة إلى أركون:
قال (فقد كان العقل اللاهوتي يعترف، على الأقل، بذله و تواضعه أمام معطى الوحي وكان ينحني أمامه. أما العقل الديكارتي الذي نفتخر به كثيرا فإنه يرسخ سيادة الذات التي تستبعد ما عداها) [العلمنة و الدين، ص27]
(بعد كل ما قلناه سابقا يبدو لنا حجم الصعوبة في التوصل إلى كلام المسيح الذي تحدث باللغة الآرمية، و ليس بالإغريقية. كما تبدو لنا ضخامة الصعوبة في التوصل إلى اللحظة الأولى للخطاب القرآني: أي كما لفظ لأول مرة بعبارات شفهية في مجتمعة دون كتابة أو لا يكتب إلى قليلا)
[العلمنة و الدين، ص 28]
(وهنا يرى أركون ومترجمه هاشم صالح أن تحقيق الإسلام لمهمته الروحية قد يحصل دون أن تؤدى الطقوس والشعائر بالضرورة (1)، ولذلك يجب تحرير الناس من العقلية الشعائرية (2)، "" فليس من الضروري أن يحتشد الناس جماعات في مسجد لإقامة الصلاة، ذلك أن الصلاة مسألة شخصية في الإسلام كما في الديانات الأخرى) (3).
(1) انظر: أركون " قضايا في نقد العقل الديني "ص 36. (2) انظر: السابق ص 329. (3) نقلاً عن عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة في ضوء ضوابط التفسير " ص 169 ويحيل إلى مصدر لأركون باللغة الفرنسية.
وقد سئل أركون مرةً: (هل أنت مستعدٌّ لأن تضع موضعَ الشك، ولو آيةً واحدةً من القرآن؟ "، فجاء جوابُه برفض الجواب بنعم، أو لا، بحجة أنَّ هذا منطقٌ قديم، وأنه لا يهتم بما إذا كانت تلك آية قرآنية أو لا، إذ المشكلة في نظره هي مشكلة "التقديس" كما يعبِّر، وعندما تُحَلُّ هذه المشكلة، فإنه يرى أننا سوف "نكتشفُ أن مشاكلَ الصحة والموثوقية، أو الاختراع والتحريف، الذي لحق بالنصوص؛ المتلقاة على أنها مقدسة، أقول - القائل أركون -: نكتشف بأن هذه المشاكل ثانوية في الحقيقة. إن منطق الثالث المرفوع - منطق الصحة أو اللاصحة - يبدو عندئذٍ تافهاً لا قيمة له) [الفكر الإسلامي؛ لمحمد أركون (57 - 58)].
الاستراحة الأخيرة مع صحفنا
خلال الأيام الثلاثة الأخيرة اشتغلت بكل ما كان متاحاً، ورقياً أو إلكترونياً، بتوديع ثقافتنا لرمز عالمي مثل الراحل الأخير محمد أركون ... وحتى رحيله فإن المؤسف بمكان ليس إلا بواعث الهجوم المخيف التي طالت لا إرثه الفكري فحسب، بل حتى الشخصاني من حياته
[علي الموسى – جريدة الوطن]
(الذي يُعد علامة مهمة جدا في ساحة التفكير العربي المعاصر بما أنجزه من أطروحات فكرية عربية إسلامية، وإن كانت في كثير منها مسائل مصادمة لثوابت العقول المدجنة بتاريخها المشخصن)
[حليمة مظفر – جريدة الوطن]
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه، و الله أعلم
عبدالله العمري
alolaa@gmail.com (alolaa@gmail.com)
[1] (http://mail.google.com/mail/?ui=2&view=js&name=main,tlist&ver=B0YhjO3vx0M.en.&am=!iMxkIOjHSP6xhZwC2vD2TmCLS3 uxKecBkwb6GhHnBQkywiIGAhj4&fri#_ftnref1) هي قوله تعالى: ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ... )).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 11:29]ـ
جزاكم الله خيراً أخي االكريم.
هل ورقة الشيخ السكران وفقه الله موجودة على الشبكة؟
ـ[أبو ساجدة]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 12:23]ـ
جزاكم الله خيراً أخي االكريم.
هل ورقة الشيخ السكران وفقه الله موجودة على الشبكة؟
السلام عليكم أخي أبا المظفر الكريم
هي موجودة هنا
http://www.vb-khutabaa.com/showthread.php?t=1606&highlight=%E3%D5%CD%DD+%C7%E1% C8%CD%D1+%C7%E1%E3%ED%CA+%28%C 3%D1%DF%E6%E4%29+%E1%C5%C8%D1% C7%E5%ED%E3+%C7%E1%D3%DF%D1%C7 %E4
وقد وجدتهم يطلبون التسجيل فقلت أترك لك الأمر لترى ما أنت فاعل .. يسر الله لك
جزى الله أخانا الكريم عبد الله العمري (الموسى) صاحب الموضوع الممتع خيرا عميما، فقد جمع عن المقبور أركون ما يناسب احتياج أهل الحق ليعرفوه عنه، فأوعى وأحسن إحسانا بليغا في عمله هذا ..
فبارك الله فيك أخي عبد الله العمري وأحسن إليك وشكر لك
ـ[أحب السنة]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 01:35]ـ
الحمد لله الذي عافانا مماابتلى به كثيراً من خلقه
ـ[عبدالله الموسى]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 07:38]ـ
أبو المظفر الشافعي
أبو ساجدة
أحب السنة
شكر الله لكم و بارك فيكم(/)
الفتاوى الممتعة من موقع الإسلام سؤال وجواب حول الأنبياء عليهم السلام
ـ[محب الأقصى]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 03:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعلتها في ملف ورد لأنه أسهل من نسخها هنا(/)
فتاوى عقدية متنوعة من الاسلام سؤال وجواب
ـ[محب الأقصى]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 04:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم(/)
ساعدوووني في معرفه سؤالي ولكم جزيل الشكر
ـ[ندى بن حاجب]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 07:34]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اتمنى ان تساعدوني في معرفه هذا السؤال والبحث عنه
قال الله تعالى (لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا) هذه الايه بعض المتكلمين تدل على دليل التمانع ورد اهل العلم هذا القول وقالوا هو ليس مقصود بالربوبيه وانما توحيد الالوهيه
المطلوووب: ماهو النص الراجح هل جاءت لاثبات الربوبيه ام الالوهيه؟؟؟؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 09:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي بما أنك قلتِ بأن أهل العلم ردوا على المتكلمين وقالوا بأن الآية جاءت لإثبات الألوهية، فخذي بقول أهل العلم ولو أني لم أطلع على كلامهم فالعهدة على ما قلتِه أنتِ.
وأمر آخر، سواء قلنا: الآية فيها إثبات للربوبية أو الألوهية فلا مشكلة على ما أعتقد، فتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية،وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، والله أعلم.
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 10:05]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
(دليل التمانع على التوحيد وهو أنه: يستحيل أن يكون للعالم فاعلان مستقلّان بالفعل؛ فإن استقلال كلٍّ منهما ينفي استقلال الآخر، فاستقلالهما يمنع استقلالهما.) (1).
وتفصيل هذا الدليل نجده في قول شيخ الإسلام رحمه الله:
(ولا يتنازع العقلاء أنّ العلتين إذا اجتمعتا لم يَجُزْ أن يقال: إن الحكم الواحد ثبت بكلٍّ منهما حال الاجتماع على سبيل الاستقلال.
سبب إجماع العقلاء على بطلان هذا القول:
فإن استقلال العلة بالحكم هو ثبوته بها دون غيرها، فإذا قيل: "ثبت بهذه دون غيرها، وثبت بهذه دون غيرها".
كان ذلك جمعًا بين النقيضين، وكان التقدير "ثبت بهذه ولم يثبت بها، وثبت بهذه ولم يثبت بها".
فكان ذلك جمعًا بين إثبات التعليل بكلٍّ منهما، وبين نفي التعليل عن كلٍّ منهما.
وهذا معنى ما يقال: إن تعليله بكل منهما على سبيل الاستقلال ينفي ثبوته بواحدة منهما، وما أفضى إثباته إلى نفيه كان باطلًا ...
تقرير هذا الأمر مع ذكر نظائره:
وقد تبين بذلك:
* أن العلتين لا تكونان مستقلتين بحكمٍ واحدٍ حال الاجتماع وهذا معلوم بالضرورة البديهية بعد التصور، فإن الاستقلال ينافي الاشتراك؛ إذ المستقل لا شريك له، فالمجتمعان على أمرٍ واحدٍ لا يكون أحدهما مستقلًّا به.
وأن الحكم الثابت بعلتين - سواء قيل: هو أحكامٌ؛ أو حكمٌ واحدٌ مؤكدٌ - لا تستقل به إحداهما، بل كل منهما جزء من علته لا علة له.
* وهكذا يقال في اجتماع الأدلة على المدلول الواحد: أنها توجب علمًا مؤكدًا أو علومًا متماثلة، ومن هنا يحصل بها من الإيضاح والقوة ما لا يحصل بالواحد.
ذكر القاعدة الكلية التي تجمع هذه النظائر:
وهذا داخل في القاعدة الكلية وهو:
أنّ المؤثِّر الواحد - سواء كان فاعلًا بإرادةٍ واختيارٍ أو بطبعٍ، أو كان داعيًا إلى الفعل وباعثًا عليه - متى كان له شريكٌ في فعله وتأثيره؛ كان معاونًا ومظاهرًا له، ومَنَعَه أن يكون مستقلًّا بالحكم منفردًا به، ولزم من ذلك حاجة كل منهما إلى الآخر وعدم استغنائه بنفسه في فعله، وأنّ الاشتراك مُوجِبٌ للافتقارِ مُزيلٌ للغِنَى.
شرح هذه القاعدة الكلية:
فإنّ المشتركيْن في الفعل متعاونان عليه، وأحدهما لا يجوز - إذا لم يتغير بالاشتراك والانفراد - أن يفعل وحده ما فعله هو والآخر، فإنّه إذا فعل شيئًا حال الانفراد، وقُدِّر أنه لم يتغير وأنه اجتمع بنظيره، امتنع أن يكون مفعولهما حال الاشتراك هو مثل مفعول كلٍّ منهما حال الانفراد؛ فإن المفعول إذا لم يكن له وجودٌ إلا من الفاعل؛ والفاعل حال انفراده له مفعول؛ فإذا اجتمعا كان مفعولهما جميعًا أكثر أو أكبر من مفعول أحدهما، وإلا كان الزائد كالناقص.
بخلاف ما إذا تغير الفاعل، كالإنسان الذي يرفع هو وآخر خشبةً أو يصنع طعامًا، ثم هو وحده مثل ذلك، فإن ذلك لا بد أن يكون بتغيير منه في إرادته وحركته وآلاته ونحو ذلك، وإلا فإذا استوى حالاه امتنع تساوي المفعولين حال الانفراد والاشتراك.
بيان أن الاشتراك يُوجِب الافتقار ويمنع إمكان الاستقلال حال الانفراد، وأن الاستقلال بالفعل يمنع إمكان الاشتراك في ذات المفعول، في حال عدم تغير حال الفاعل بالاشتراك والانفراد:
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الجملة فكلٌّ من المشتركين في مفعولٍ فأحدهما مفتقرٌ إلى الآخر في وجود ذلك المفعول، محتاجٌ إليه فيه، وإلّا لم يكونا مشتركين، لأن كلًّا منهما إما أن يكون مستقلًّا بالفعل منفردًا به أو لا يكون:
* فإن لم يكن مستقلًّا منفردًا به: لم يكن المفعول به وحده بل به وبالآخر، ولم يكن هو وحده كافيًا في وجود ذلك المفعول، بل كان محتاجًا إلى الآخر في وجود ذلك المفعول، مفتقرًا إليه فيه، وهذا يقتضي أنه ليس ربّ ذلك المفعول ولا مالكه ولا خالقه، بل هو شريكٌ فيه، ويقتضي أنه لم يكن غنيًّا عن الشريك في ذلك المفعول، بل كان مفتقرًا إليه فيه محتاجًا إليه فيه، وذلك يقتضي عجزه وعدم قدرته عليه حال الانفراد أيضًا، كما نبهنا عليه من أن الإنسان لا ينفرد بما شاركه فيه غيره إن لم يتغير تغيرًا يُوجِب تمامَ قدرته على ما شاركه فيه الغير.
* وإن كان مستقلًّا به منفردًا به: امتنع أن يكون له فيه شريكٌ أو معاونٌ، وذلك أنّ الفاعل إذا كان حال الانفراد قادرًا تام القدرة، والتقدير أنه مريدٌ للمفعول إرادةً جازمةً (2) لوجبَ وجودُ المفعولِ به وحده، ووجودُه به وحده يمنع وجودَه بالآخر، فيلزم اجتماع النقيضين، وهو "وجود المفعول به وحده، وعدم وجود المفعول به وحده" و "أن يكون فاعلًا غير فاعل" وذلك ظاهر البطلان.
بيان الفرق بين هذا التمانع ودليل التمانع الذي استدل به متأخرو المتكلمين:
وهذا التمانع ليس هو أنّ كلّ واحدٍ من الفاعليْن يمنع الآخر، كما يُقال إذا أراد أحدُهما تحريكَ جسمٍ والآخرُ تسكينَه؛ أو إماتةَ شخصٍ والآخرُ إحياءَه، وإنما هو تمانعٌ ذاتيٌّ وهو: أنه تمانعُ اشتراكِ شريكيْن تامَّيْ القدرةِ والإرادةِ في مفعولٍ هما عليه تامَّا القدرةِ والإرادة.
فإنّ من كان على الشيء تام القدرة، وهو له تام الإرادة، وجب وجود المفعول به وحده ..
وإذا كان الآخر كذلك وجب وجود المفعول به ..
وهذان يتتابعان ويتمانعان، إذ الإثبات يمنع النفي، والنفي يمنع الإثبات تمانعًا وتناقضًا ذاتيًّا.
عودةٌ إلى تقرير ما مضى:
فتبين أن: الاشتراك مُوجِبٌ لنقص الشريك في نفس القدرة.
وإذا قُدِّر اثنان مُرِيدان لأمرٍ من الأمور فلا بد من أمرين:
* إما أن يكون المفعول الذي يفعله هذا ليس هو المفعول الذي يفعله الآخر، ولكنْ كلٌّ منهما مستقلٌّ ببعض المفعول.
* وإما أن يكون المفعول الذي اشتركا فيه لا يقدر أحدُهما على أن يفعله إذا انفرد، إلا أن يتجدد له قدرةٌ أكمل من القدرة التي كانت موجودةً حال الاشتراك.
فإذا كان المفعولُ واحدًا قد اختلط بعضُه ببعضٍ - على وجهٍ لا يمكن انفراد فاعلٍ ببعضه وفاعلٍ آخر ببعضه - امتنع فيه اشتراك الامتياز، كاشتراك بني آدم في مفعولاتهم التي يفعل هذا بعضها وهذا بعضها، وامتنع فيه اشتراك الاختلاط إلا مع عجز أحدهما ونقص قدرته وأنه ليس على شيءٍ قدير، وهذا الذي ذكرناه بقولنا: إن الاشتراك مُوجِبٌ لنقص القدرة.
الاشتراك في المفعولات يقتضي الافتقار في الذات والصفات:
ثم يقال: هذا أيضًا يقتضي أن كلًّا منهما ليس واجبًا بنفسه غنيًّا قويًّا، بل مفتقرًا إلى غيره في ذاته وصفاته كما كان مفتقرًا إليه في مفعولاته؛ وذلك أنه إذا كان كلٌّ منهما مفتقرًا إلى الآخر في مفعولاته عاجزًا عن الانفراد بها - إذ الاشتراك مستلزمٌ لذلك كما تقدم - فإمّا أن يكون: قابلًا للقدرة على الاستقلال بحيث: يمكن ذلك فيه - أو لا يمكن.
إبطال احتمال أن قابلية القدرة على الاستقلال لا تمكن:
والثاني ممتنعٌ؛ لأنه إذا امتنع أن يكون الشيء مقدورًا ممكنًا لواحدٍ امتنع أن يكون مقدورًا ممكنًا لاثنين.
فإن حال الشيء في كونه مقدورًا ممكنًا لا يختلف بتعدد القادر عليه وتوحده، فإذا امتنع أن يكون مفعولًا مقدورًا لواحدٍ امتنع أن يكون مفعولًا مقدورًا لاثنين، وإذا جاز أن يكون مفعولًا مقدورًا عليه لاثنين جاز أن يكون أيضًا لواحد، وهذا:
* بيّن إذا كان الإمكان والامتناع لمعنًى في الممكن المفعول المقدور عليه، إذ صفاتُ ذاتِه لا تختلف في الحال.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وكذلك إذا كان الإمكان والامتناع لمعنًى في القادر، فإن القدرة القائمة باثنين لا يمتنع أن تقوم بواحد، بل إمكان ذلك معلومٌ ببديهة العقل، فإن من المعلوم ببديهة العقل أنّ: الصفات بأسرها - من القدرة وغيرها - كلما كان محلُها متحدًا مجتمعًا كان أكمل لها من أن يكون متعددًا متفرقًا؛ ولهذا كان الاجتماع والاشتراك في المخلوقات يوجب لها من القوة والقدرة ما لا يحصل لها إذا تفرقت وانفردت وإن كانت أحوالها باقية، بل الأشخاص والأعضاء وغيرها من الأجسام المفترقة قد قام بكل منها قدرة، فإذا قدر اتحادها واجتماعها كانت تلك القدرة أقوى وأكمل، لأنه حصل لها من الاتحاد والاجتماع بحسب الإمكان ما لم يكن حين الافتراق والتعداد.
وهذا يبين أن القدرة القائمة باثنين إذا قُدر أن ذينك الاثنين كانا شيئًا واحدًا تكون القدرة أكمل، فكيف لا تكون مساوية للقدرة القائمة بمحلين؟!
وإذا كان من المعلوم أنّ المحلين المتباينين اللذين قام بهما قدرتان إذا قدر أنهما محل واحد وأن القدرتين قامتا به لم تنقص القدرة بذلك بل تزيد، عُلِم أنّ المفعول الممكن المقدور عليه لقادرين منفصلين إذا قدر أنهما بعينهما قادرٌ واحدٌ قد قام به ما قام بهما لم ينقص بذلك بل يزيد، فعلم أنه يمكن أن يكون كل منهما قابلًا للقدرة على الاستقلال فإن ذلك ممكن فيه.
بيان أن إمكان قابلية الاستقلال تستلزم الافتقار في الذات والصفات:
فتبين أنه ليس يمكن في المشتركين على المفعول الواحد أن يكون كلٌّ منهما قادرًا عليه، بل من الممكن أن يكونا شيئًا واحدًا قادرًا عليه، فتبين أن كلًّا منهما يمكن أن يكون أكمل مما هو عليه، وأن يكون بصفةٍ أخرى، وإذا كان يمكن في كلٍّ منهما أن تتغير ذاته وصفاته، ومعلومٌ أنّه هو لا يمكن أن يكمل نفسه وحده ويغيرها، إذ التقدير أنه عاجزٌ عن الانفراد بمفعولٍ منفصلٍ عنه، فأن يكون عاجزًا عن تكميل نفسه وتغييرها أولى، وإذا كان هذا يمكن أن يتغير ويكمل - وهو لا يمكنه ذلك بنفسه - لم يكن واجب الوجود بنفسه، بل يكون فيه إمكانٌ وافتقارٌ إلى غيره.
والتقدير: أنه واجبُ الوجودِ بنفسه (غير واجب الوجود بنفسه) فيكون واجبًا ممكنًا، وهذا تناقض؛ إذ ما كان واجب الوجود بنفسه تكون نفسه كافية في حقيقة ذاته وصفاته، لا يكون في شيءٍ من ذاته وأفعاله وصفاته مفتقرًا إلى غيره؛ إذ ذلك كله داخل في مسمى ذاته.
طريق آخر لبيان أن الافتقار في المفعولات يستلزم الافتقار في الذات والصفات:
بل ويجب ألّا يكون مفتقرًا إلى غيره في شيء من أفعاله ومفعولاته، فإن أفعاله القائمة به داخلة في مسمى نفسه، وافتقاره إلى غيره في بعض المفعولات يوجب افتقاره في فعله وصفته القائمة به، إذ مفعوله صدر عن ذلك، فلو كانت ذاته كافيةً غنيةً لم تفتقر إلى غيره في فعلها، فافتقاره إلى غيره بوجهٍ من الوجوه دليلُ عدم غناه، وعلى حاجته إلى الغير، وذلك هو الإمكان المناقض لكونه واجب الوجود بنفسه.
ولهذا لما كان وجوب الوجود من خصائص رب العالمين، والغنى عن الغير من خصائص رب العالمين، كان الاستقلال بالفعل من خصائص رب العالمين، وكان التنزه عن شريكٍ في الفعل والمفعول من خصائص رب العالمين، فليس في المخلوقات ما هو مستقلٌّ بشيءٍ من المفعولات، وليس فيها ما هو وحده علةٌ تامّة، وليس فيها ما هو مستغنيًا عن الشريك في شيءٍ من المفعولات، بل لا يكون في العالم شيءٌ موجودٌ عن بعض الأسباب إلا يشاركه سببٌ آخر له، فيكون - وإن سُمّي علة - علةً مقتضيةً سببيةً لا علةً تامةً، ويكون كلٌّ منهما شرطًا للآخر.
كما أنه ليس في العالم سببٌ إلا وله مانعٌ يمنعه في الفعل، فكل ما في المخلوق مما يسمى علةً أو سببًا أو قادرًا أو فاعلًا أو مؤثرًا فله شريكٌ هو له كالشرط، وله معارضٌ هو له مانعٌ وضد، وقد قال سبحانه {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} (3) والزوج يراد به: النظير المماثل والضد المخالف، وهذا كثير ..
فما من مخلوق إلا له شريكٌ وندّ، والرب سبحانه وحده هو الذي لا شريك له، ولا ند، ولا مثل له، بل ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولهذا لا يستحق غيره أن يسمى خالقًا ولا ربًّا مطلقًا ونحو ذلك، لأن ذلك يقتضي الاستقلال والانفراد بالمفعول المصنوع وليس ذلك إلا لله وحده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا - وإن تنازع بعض الناس في كون العلة تكون ذات أوصافٍ وادّعى أنّ العلة لا تكون إلا ذات وصفٍ واحد - فإنّ أكثر الناس خالفوا في ذلك وقالوا: يجوز أن تكون ذات أوصاف، بل قيل: لا يكون في المخلوق علةٌ ذاتُ وصفٍ واحدٍ إذ ليس في المخلوق ما يكون وحده علة، ولا يكون في المخلوق علةٌ إلا ما كان مُركبًا من أمرين فصاعدًا، فليس في المخلوقات واحدٌ يصدر عنه شيء، فضلًا عن أن يقال: الواحد لا يصدر عنه إلا واحد، بل لا يصدر من المخلوق شيءٌ إلا عن اثنين فصاعدًا، وأما الواحد الذي يفعل وحده فليس إلا الله.
تلخيص ما مضى:
فكما أن الوحدانية واجبةٌ له لازمةٌ له، فالمشاركة واجبةٌ للمخلوق لازمةٌ له.
والوحدانية مستلزمةٌ للكمال والكمال مستلزمٌ لها، والاشتراك مستلزمٌ للنقصان والنقصان مستلزمٌ له.
والوحدانية مستلزمةٌ للغنى عن الغير والقيام بنفسه ووجوبه بنفسه وهذه الأمور من الغنى والوجوب بالنفس والقيام بالنفس مستلزمةٌ للوحدانية، والمشاركة مستلزمٌة للفقر إلى الغير والإمكان بالنفس وعدم القيام بالنفس وكذلك الفقر والإمكان وعدم القيام بالنفس مستلزمٌ للاشتراك.
فهذه وأمثالها من دلائل توحيد الربوبية وأعلامها.
وهي من دلائل إمكان المخلوقات المشهودات وفقرها، وأنها مربوبة، فهي من أدلة إثبات الصانع، لأن ما فيها من الافتراق والتعداد والاشتراك يوجب افتقارها وإمكانها، والممكن المفتقر لا بد له من واجبٍ غنيٍّ بنفسه، وإلا لم يوجد، ولو فرض تسلسل الممكنات المفتقرات فهي بمجموعها ممكنة، والممكن قد عُلِم بالاضطرار أنه مفتقرٌ في وجوده إلى غيره، فكلُّ ما يُعلم أنه ممكنٌ فقيرٌ فإنه يعلم أنه فقيرٌ أيضًا في وجوده إلى غيره، فلا بد من غنيٍّ بنفسه واجبِ الوجود بنفسه، وإلا لم يوجد ما هو فقيرٌ ممكنٌ بحال.
الاستدلال بذلك على توحيد الإلهية:
وهذه المعاني تدل على توحيد الربوبية، وعلى توحيد الإلهية وهو: التوحيد الواجب الكامل الذي جاء به القرآن، لوجوهٍ - قد ذكرنا منها ما ذكرنا في غير هذا الموضع - مثل:
أن المتحركات لا بد لها من حركةٍ إراديةٍ، ولا بد للإرادة من مرادٍ لنفسه وذلك هو الإله، والمخلوق يمتنع أن يكون مراًدا لنفسه، كما يمتنع أن يكون فاعلًا بنفسه، فإذا امتنع أن يكون فاعلان بأنفسهما امتنع أن يكون مرادان بأنفسهما.
وأيضًا فالإله الذي هو المراد لنفسه - إن لم يكن ربًّا - امتنع أن يكون معبودًا لنفسه، ومن لا يكون ربًّا خالقًا لا يكون مدعوًّا مطلوبًا منه مرادًا لغيره، فلأن لا يكون معبودًا مرادًا لنفسه من باب الأولى، فإثبات الإلهية يوجب إثبات الربوبية، ونفي الربوية يوجب نفي الإلهية، إذ الإلهية هي الغاية وهي مستلزمةٌ للبداية كاستلزام العلة الغائية للفاعلية.) (4).
وقال رحمه الله:
(لو قدَّر قديمان أو واجبان، كلٌّ منهما إنما صار واجبًا قادرًا بإقدار الآخر كان هذا ممتنعًا في صريح العقل، وكان مستلزمًا للدور القبلي، فإنّ هذا لا يكون قادرًا حتى يجعله ذاك قادرًا، وذاك لا يكون قادرًا حتى يجعله هذا قادرًا، فلا يكون كلّ واحدٍ منهما قادرًا، فإنّ كون القادر قادرًا في نفسه هو سابقٌ لكونه يجعل غيره قادرًا، فمن ليس بقادرٍ في نفسه يمتنع أن يجعل غيره قادرًا، فالامتناع يعلم من جهة بطلان الدور القبلي، ومن جهة أن من ليس بقادرٍ يمتنع أن يجعل غيره قادرًا.
وهذا من أحسن ما يستدل به على التوحيد.
فإنّه يُعلم به أنّ الرب لا بد أن يكون قادرًا بنفسه، لا تكون قدرته مستفادةً من غيره، وحينئذٍ فإذا قدّر قادران، كان اجتماعهما على فعل المفعول الواحد ممتنعًا لذاته بصريح العقل واتفاق العقلاء، فإن فعل أحدهما له يوجب استقلاله فيمتنع أن يكون له شريك فضلًا عن أن يكون هناك فاعلٌ آخر مستقلّ، ولهذا كان من المعلوم عند العقلاء بصريح العقل أنه يمتنع اجتماع مؤثرين تامين على أثرٍ واحد، وإن شئت قلت يمتنع اجتماع علتين تامتين على معلولٍ واحد، وإذا كان كذلك فإذا قدِّر ربّان امتنع استقلال كلٍّ منهما بفعل شيءٍ واحد، بل إذا فعل أحدهما شيئًا كان الآخر فاعلًا لشيءٍ آخر، وهذا تحقيق قوله تعالى (إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ) (5).
وأيضًا فإذا كانا قادرين، فإن أمكن أحدهما أن يفعل بدون الآخر، أمكن أن يريد ضد مراد الآخر:
(يُتْبَعُ)
(/)
فيلزم التمانع فإنه إن وجد مرادهما لزم اجتماع الضدين، وإن لم يوجد مراد واحدٍ منهما لزم عجزهما جميعًا، ولزم خُلُوُّ المحل من أحد المتقابلين اللذين لا يخلو الجسم عنهما، مثل أن يريد أحدهما إحياء جسمٍ ويريد الآخر إماتته، أو يريد تحريكه ويريد الآخر تسكينه، ونحو ذلك.
وإن قيل يجب اتفاقهما في الفعل بمعنى أنه إذا فعل أحدهما شيئًا لم يعارضه الآخر فيه:
لم يكن واحدٌ منهما قادرًا إلا بشرط تمكين الآخر له والإمساك عن معارضته، وهذا يستلزم ألّا يكون واحدٌ منهما قادرٌ بنفسه، وهو ممتنعٌ كما تقدم.
وإن فسر الاتفاق في الفعل بمعنى الاشتراك فيه:
فالاشتراك في المفعول الواحد بمعنى أن كلًّا منهما مستقلٌ بالمفعول ممتنعٌ كما تقدم.
والاشتراك بمعنى أن هذا له فعلٌ ومفعولٌ غير فعلِ هذا ومفعولِه يوجب أن يذهب كل إله بما خلق، والعالم مرتبطٌ بعضه ببعض ارتباطًا، ويحتاج بعضه إلى بعض احتياجًا يمتنع معه أن يكون بعضه مفعولًا لواحدٍ وبعضُه مفعولًا لآخر، فإذا قدر فاعلان لزم أن يذهب كل إلهٍ بما خلق، وأن يعلو بعضهم على بعض، فذهاب كل إلهٍ بما خلق لأن مفعول هذا غير مفعول هذا، وعلو بعضهم على بعضٍ لأن كونهما قادرين يوجب أن كلًّا منهما غنيٌّ في قدرته عن الآخر، وأنه يمكنه أن يفعل بدونه، فيمتنع أن يفعلا شيئًا سواء كانا متفقين لامتناع صدور الفعل الواحد عن فاعلين، أو كانا مختلفين لأن ذلك يستلزم التمانع فيكون كل منهما مانعًا للآخر، فلا بد أن يكون أحدهما هو القادر دون الآخر، فيكون القادر هو القاهر للآخر فيعلو عليه، كما قال تعالى (َلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ) (6)) (7).
(1) إعلام الموقعين عن رب العالمين (5/ 203).
(2) قال شيخ الإسلام رحمه الله (إذ لو لم يرده إرادةً جازمةً لما وُجد حال الانفراد ولا حال الاجتماع والاشتراك، إذ الإرادة التي ليست بجازمة لا يوجد مرادها الذي يفعله المريد بحال، والإرادة الجازمة بلا قدرة لا يوجد مرادها، والإرادة الجازمة مع القدرة التامة تستلزم وجود المراد).
(3) سورة الذاريات: 49.
(4) مجموع الفتاوي (2/ 32 - 37) وكذلك (20/ 170 - 183) باختصار وتصرف وذكر الأفكار في ثنايا النقل.
(5) سورة المؤمنون: 91.
(6) سورة المؤمنون: 91.
(7) الصفدية (2/ 170 - 172)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=24319
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 10:07]ـ
والخلاصة في هذا الموضوع هنا:
(وهذه المعاني تدل على توحيد الربوبية، وعلى توحيد الإلهية وهو: التوحيد الواجب الكامل الذي جاء به القرآن، لوجوهٍ - قد ذكرنا منها ما ذكرنا في غير هذا الموضع - مثل:
أن المتحركات لا بد لها من حركةٍ إراديةٍ، ولا بد للإرادة من مرادٍ لنفسه وذلك هو الإله، والمخلوق يمتنع أن يكون مراًدا لنفسه، كما يمتنع أن يكون فاعلًا بنفسه، فإذا امتنع أن يكون فاعلان بأنفسهما امتنع أن يكون مرادان بأنفسهما.
وأيضًا فالإله الذي هو المراد لنفسه - إن لم يكن ربًّا - امتنع أن يكون معبودًا لنفسه، ومن لا يكون ربًّا خالقًا لا يكون مدعوًّا مطلوبًا منه مرادًا لغيره، فلأن لا يكون معبودًا مرادًا لنفسه من باب الأولى، فإثبات الإلهية يوجب إثبات الربوبية، ونفي الربوية يوجب نفي الإلهية، إذ الإلهية هي الغاية وهي مستلزمةٌ للبداية كاستلزام العلة الغائية للفاعلية.)(/)
من سبق د عبد الصبور شاهين في أبي آدم
ـ[أحب السنة]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 08:54]ـ
أبي آدم (وفي هذا الكتاب يفرق المؤلف بين آدم النبي وبين الرجل الذي دب على الأرض أول مرة، وألفت كتب عديدة لمناقشة هذه الفكرة).وقد ترك هذا الكتاب دعويا فكريا لم يخب إلى اليوم.
من سبقه إلى هذا القول الشاذ؟
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 10:59]ـ
فيما أعلم لا يوجد من أهل القبلة -قبل كتاب أصل الأنواع لدارون- سلفٌ للدكتور عبد الصبور رحمه الله، وراجع هذا الموضوع تكرمًا:
خرافة نسبة نظرية التطور لأهل القبلة من قبل دارون! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63646)
أما من أهل الكتاب، فهناك مذهب يعرف بمذهب "ما قبل آدم"، يعتقد واضعوه أنّ آدم عليه السلام ليس أول البشر ولا أباهم، وللأسف فالمراجع المتاحة حول هذا المذهب قليلة جدًّا جدًّا، وتكاد تعثر على فقرة هنا أو هناك بخصوص هذا المذهب بشق الأنفس، ومن ذلك ما ورد في كتاب EVOLUTION VS. CREATIONISM صفحة 76 لكاتبه EUGENIE C. SCOTT حيث يقول:
In 1665, Isaac de la Peyrère produced the first version of Gap Creationism (see chapter 3), proposing an explanation for these newly discovered peoples that was compatible with the Bible. He proposed that Genesis records two creations, the first being described in Genesis 1, and the second—the Adam and Eve creation—in Genesis 2. Native Americans, Polynesians, Australian Aborigines, and anyone else not specifically mentioned in the Bible were descendants of the first, or “pre Adamite,” creation. The pre-Adamites were also the source of Cain’s wife—solving another theological problem. In the second, Adamic creation, Genesis 2 and following, God created anew, and Adam and Eve were the progenitors of the more familiar human beings in Europe, Asia, and Africa. Unfortunately, this theological view generated problems of its own, raising the issue of whether pre-Adamites were innocent of original sin. Presumably so—since they were unrelated to Adam—but then, were they in need of salvation by Jesus? The discovery of the New World required rethinking many Christian doctrines, as new facts had to be fit into old frameworks
.
وكما ترى فقد كان السبب في هذا القول هو اكتشاف العالم الجديد، وهذا القول لا علاقة له بتحول الأنواع ولا بنظرية دارون فقد سبق نظرية دارون بحوالي مائتي سنةّ، وهناك فقرات أخرى متناثرة حول هذا الموضوع مازالت قيد الدراسة والبحث، والله المستعان.
ـ[ذو الوزارتين]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 11:14]ـ
ذكر الأستاذ أبو القاسم حاج حمد السوداني ـ رحمه الله ـ هذا الرأي في كتابه "العالمية الإسلامية الثانية: جدلية الغيب والإنسان والطبيعة"، وقد صدرت الطبعة الأولى في عام 1979م، ثم صدرت الطبعة الثانية في التسعينيات، لكنها فاقت الأولى من حيث الحجم بسبب إضافات المؤلف وشروحاته، وبما أني لم أقف على الطبعة الأولى للكتاب لا يمكنني الجزم أأوردها قبل الدكتور عبد الصبور شاهين ـ رحمة الله عليه ـ أم لا؟ ولعل الإخوة يفيدونا في الموضوع.
ـ[أحب السنة]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 09:30]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم
وليس له سلف من علماء الاسلام في هذا القول الغريب المخالف لكلام الله تعالى وكلام عبد الصبور شاهين قائم على التخرص والظن الذي ليس له نصيب من الصحة فلابد من الحذر بورك في جهودكم
ـ[أحب السنة]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 12:54]ـ
قال الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله في كتابه حصوننا مهددة من داخلها بأن الدكتور عبد الصبور شاهين المدرس بدار العلوم شارك في حملة صحفية ضده حين أنكر بحث (دراسة في أصوات المد في التجويد القرآني) لإن الباحثة أنكرت تواتر القرآن وأن الصحابة غيروا في ألفاظ القرآن لإن القرآن في زعمها ليس منزلاً بلفظه بل بمعناه
وشارك في تلك الحملة الظالمة عبد السلام هارون حيث كتب تقريراً يدافع فيه عن البحث دفاعاً حاراً أعير على أثره إلى كلية الآداب بجامعة الكويت عند إنشائها رئيساً لقسم اللغة العربية فيها
ومنهم الشيخ عبد اللطيف دراز والدكتور محمد طه الحاجري والدكتور عبد القادر القط
بعضهم تأثر بالتحررية الغربية في الدفاع عن حرية الرأي وبعضهم من طالب الظهور الذين يحبون أن يروا أسمائهم وصورهم في الصحف وشاركت سيئة الذكر أمينة السعيد فنشرت سلسة مقالات في ست حلقات متتالية تدافع عن الكاتبة الجاهلة تحت عنوان
(كرامة العلم والعلماء تضيع في جامعة الاسكندرية)!!
(ص 220) وهذا تاريخ لاينسى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 02:24]ـ
قال أبو العلاء:
جائز أن يكون آدم هذا ////// قبلَه آدم على إثر آدم
وكنت علقت حين قرأت هذا البيت، على هامش الكتاب: " .. شيخ عبد الصبور شاهين"!
ورحم الله الشيخ عبد الصبور شاهين، وغفر له ذنوبه كلها.(/)
وإذن .. ليس أصل الإنسان سمكة!!
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 11:28]ـ
ربما كان الأبلق العقوق أيسر تحصيلًا وأدنى مطلبًا، من مؤرخٍ للأفكار لا يضمّن فلسفة اليونان كتابَ بحثه، بل يكاد مبدأ البحث ألّا يخرج عن هذه الفلسفة، ولما كانت قواعد الحفظ قد تخلفت عن أمة اليونان، ولم ينصب من رجالهم أحدٌ في هذه المهمة، صعب الكشف عن أقوال رجالهم، وعز السبيل إلى جزمٍ بمعنى نصوصهم، فما أسهل أن تنسب قولًا ما لأحد فلاسفة اليونان! وما أصعب أن تحقق نسبةَ هذا القول إليه! ويندُر أن ترى –ولم أجد– باحثًا غربيًّا يبذل وقته، في تحقيق نسبة قولٍ ينحله اليونان، كما يبذل في غير ذلك من مباحث تخصصه، ولا يكسر ذلك على باحثيهم إلا بعض المتخصصين في تدريس فلسفة اليونان! حتى تكون الجملة الواحدة من الرجل الواحد، بابًا لبحثٍ إضافيٍّ يتجشمه الباحث، ولراحةٌ مؤثرة، وسرعةٌ مؤملة، كفيلان بأن يُنسب لليونان ما ليس من قولهم، وأن يُنفى عن الرجل ما هو عماد مذهبه، ومن عساه يبذل وقته في تحرير مذهبهم ببحثٍ آخر لا وقتَ له؟!
ولم يكن البحث في أصول نظرية التطور بخارجٍ عن هذا السياج، وسترى عينُك أن النظرية قد نُسبت إلى قومٍ ما خطرت ببالهم، أو هي على النقيض من قولهم، وستقر عينُك بفوائد شتى في هذا الباب بإذن الله، أسأل الله التوفيق والسداد، وأن يوفقنا إلى قول العدل ومراعاة الإنصاف!
يقول إيزادور جيفروي: (لا شكَّ أنّ عديدًا من الفلاسفة –من قديم الأزمان- تخيّل –ولو بصورة مبهمة- أن نوعًا ما يمكن أن يتحول إلى آخر، ويظهر أن المدرسة الآيونية قد تبنت هذا المبدأ منذ القرن السادس قبل الميلاد) (1).
وأول من يُنسب إليه القول بنظرية تطورية - من اليونان - هو Anaximander أنكسيمندر (610 – 540 ق. م)، وهو "أعظم أعلام المدرسة الأيونية منزلةً، وأوسعها شهرةً، وأكبرها أثرًا" (2)، وهو يرى أن الحيوانات جميعًا كانت بدايتها في المياه محاطةً بلحاءٍ شائك، وبعد ذلك انتقلت إلى الأجزاء اليابسة من الأرض فانشق عنها اللحاء، وعاشت على الأرض حينًا من الزمن، استبقت فيه نوعها بالتناسل، ولما كان الإنسان يختلف عن هذه الكائنات، من جهة كونه لا يستطيع حماية نفسه في صغره، ويحتاج إلى سنين عديدةٍ ليستطيع القيام بشأن نفسه، وبالتالي فخروجه إلى اليابسة رضيعًا دون أسرةٍ تحميه، يعني أنّه سيموت فينقرض نوعه وهذا ما لم يحدث، خرج أنكسيمندر من هذه المعضلة باستثناء الإنسان من هذا العموم، فزعم أن الإنسان نشأ عن الأسماك، بعد أن ظل في جوفها حتى بلغ سنًّا يؤهله، لحماية نفسه والتكاثر ثم حماية نسله، وليس هناك ما يمنع أن يكون أنكسيمندر قال بهذا القول في سائر الحيوانات، التي يعجز صغارها عن رعاية نفسها في وقتٍ قصير، ولكنّ الذي بلغنا هو قوله في الإنسان وحسب (3)!
ولو بعدنا عن المتخصصين في الفلسفة اليونانية القديمة، فسنجد أمثلةً لإساءة فهم قول أنكسيمندر، وحمله على غير مراده، بل أحيانًا على عكس مراده، يقول الأستاذ إسماعيل مظهر (4): (وأقدم ما وصل إلينا مما عُثر عليه إلى الآن من تراث الأقدمين، هو ما قاله الفيلسوف الإغريقي "أنتكسمندر" – كذا الأصل! – (610 ق. م) "أن نشأة الكائنات الحية هو نتيجة تأثير الشمس على الأرض، وتميز العناصر المتجانسة بالحركة الدائمة، وأنّ الأرض كانت في البداية طينيةً ورطبةً أكثر مما هي عليه الآن، فلما وقع فعل الشمس دارت العناصر الرطبة في جوفها، وخرجت منها على شكل فقاقيع، وتولدت الحيوانات الأولى، غير أنّها كانت كثيفةً ذات صورٍ قبيحةٍ غير منتظمة، وكانت مغطاةً بقشرةٍ كثيفةٍ تمنعها من الحركة والتناسل وحفظ الذات، فكان لابد من نشوء مخلوقاتٍ جديدة، أو بسبب ازدياد فعل الشمس في الأرض لتوليد حيواناتٍ منتظمة يمكنها أن تحفظ نفسها وتزيد نوعها، أما الإنسان فإنّه ظهر بعد الحيوانات كلها، ولم يخل من التقلبات التي طرأت عليه، فخُلقَ أول الأمر شنيع الصورة ناقص التركيب، وأخذ يتقلب إلى أن حصل على صورته الحالية" (5)، وهذه الفقرة تحمل معظم مبادئ أصل الحياة والنشوء والارتقاء، والانتقاء والتمايز وتأثير الظروف المحيطة، وإذا كانت قد كُتبت من ستة قرونٍ قبل الميلاد، فلابد من وجود تلالٍ من المحررات المماثلة السابقة لهذه الحضارة المتوسطة الموضع في سجل الحضارات) (6)،
(يُتْبَعُ)
(/)
والفرق بين قول أنكسمندر وما نحلته إياه دائرة المعارف للبستاني واضحٌ لا يحتاج إلى تفصيل.
وإن استزدت ضغثًا على إبالة – عافاك الله من كل سوء – فدونك قول برتراند رسل:
(أما رأى أنكسيمندر في أصل الإنسان فكان "حديثًا" إلى حدٍّ بعيد، ذلك لأن ملاحظته أن الإنسان يحتاج في صغره إلى فترةٍ طويلةٍ من الرعاية والحماية جعلته يستنتج أنه لو كان الإنسان دائمًا على ما هو عليه الآن لما تمكن من البقاء، وعلى ذلك فلا بد أنه كان فيما مضى مختلفًا، أي لا بد أنه تطورَ من حيوانٍ يستطيع أن يرعى نفسه في وقتٍ أسرع، وهذه حجةٌ في الإثبات يطلق عليها اسم "برهان الخلف reduction ad absurdum" وفيها تستدل من افتراضٍ معينٍ على نتيجةٍ واضحة البطلان، وهى في هذه الحالة أن الإنسان لم يستطع البقاء، فيترتب على ذلك ضرورة رفض ذلك الافتراض.
ولو كانت هذه الحجة سليمةً أعني لو أن الإنسان كان دائمًا على ما هو عليه الآن، يترتب عليه أنه ما كان يستطيع أن يستمر في البقاء -وهى نتيجةٌ أعتقد أنها صحيحة- لأصبح في استطاعة هذه الحجة دون أي برهانٍ آخر أن تثبت أن هناك بالفعل نوعًا من العملية التطورية المستمرة.
غير أن أنكسيمندر لم يكتفِ بهذه الحجة بل مضى إلى القول إن الإنسان يرجع أصله إلى أسماك البحر، وأيد ذلك بملاحظاتٍ عن حفرياتٍ باقية كما أيده بملاحظة الطريقة التي تطعم بها أسماك القرش صغارها، وبناء على هذه الأسباب كان من الطبيعي أن ينصحنا أنكسيمندر بالامتناع عن أكل الأسماك، أما مسألة ما إذا كان إخوتنا في أعماق البحار يبادلوننا نفس هذه المشاعر الرقيقة، فتلك مسألةٌ لم يقم عليها دليل!) (7).
(أما الجزء الآخر من أعمال داروين، والأقل أصالةً بكثيرٍ فهو نظرية التطور، التي ترتد في بدايتها كما رأينا إلى الفيلسوف اليوناني أنكسيمندر، فكل ما فعله داروين هنا هو أنه قدم كميةً هائلةً من التفصيلات الواقعية، المبنية على ملاحظته الدءوب للطبيعة، أما براهينه على التطور فإن قيمتها تتفاوت، ولكنها كانت قطعًا ترتكز على أسسٍ أقوى من تلك التي ارتكز عليها سلفه اليوناني الكبير) (8).
وكلام رسل لا يخلو من غلطٍ وتلبيس، فقوله عن برهان أنكسيمندر (في استطاعة هذه الحجة دون أي برهانٍ آخر أن تثبت أن هناك بالفعل نوعًا من العملية التطورية المستمرة، غير أن أنكسيمندر لم يكتفِ بهذه الحجة بل مضى إلى القول إن الإنسان يرجع أصله إلى أسماك البحر، وأيد ذلك بملاحظات ..... إلخ)، يوهِم أنّ أنكسيمندر استدل ببرهان الخلف على عمليةٍ تطوريةٍ مستمرة، بينما زاد القول بنسبة الإنسان إلى الأسماك بناءً على ملاحظاتٍ أخرى!! ومحصلة هذا التلبيس – مقصودًا أو غير مقصود – أنّه يمكن الأخذ بحجة برهان الخلف في الدلالة على العملية التطورية المستمرة، دون أخذٍ بالملاحظات التي بنى عليها ردّ أصل الإنسان إلى الأسماك!! بينما الثابت أنّ أنكسميندر استدل ببرهان الخلف نفسه على ردّ أصل الإنسان الأول لجوف الأسماك على الكيفية التي سبق بيانها، وأمّا أن ملاحظة كيفية إطعام أسماك القرش لصغارها هي الدافع لرد أصل الإنسان للأسماك، فهذه دعوى لا دليل عليها ولا على قول أنكسيمندر بها! وبغض النظر عن هذا كله، فهل يمكن الاعتماد على برهان الخلف هذا في الاحتجاج على عمليةٍ تطوريةٍ مستمرة؟!
الحقيقة أنّ برهان الخلف الذي يرى رسل أنّ (في استطاعة هذه الحجة دون أي برهانٍ آخر أن تثبت أن هناك بالفعل نوعًا من العملية التطورية المستمرة)، هو حجةٌ على نقض التطور لا إثباته، لأن النوع الأول في العملية التطورية، النوع الأول الذي يكون رضيعه ضعيفًا يحتاج لحماية الآباء كالإنسان، إن نتج من آباءٍ ينتمون إلى نوعٍ آخر لا يحتاج فيه الرضيع إلى أبيه، فإن هذا الرضيع إن نتج بعمليةٍ تطوريةٍ داروينية، لن يتمكن من العيش حتى البلوغ، إلا إن كان الداروينيون يفترضون أنّ النوع الأبوي سيستنبط بفطنته وذكائه الحيواني (!) أنّ الجنين يختلف عن بقية الأجنة، وأنه يحتاج إلى رعاية من نوعٍ خاصٍ سيقدمها الآباء وهم لم يعهدوها من قبل!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المتأمل في جواب أنكسميندر – على غرابته – يجده أكثر منطقيةً في جواب هذه المعضلة من نظرية التطور، إذ إنه خرج من الحالة التي يعجز الإنسان فيها عن حماية نفسه، إلى حالةٍ تحميه وتحافظ عليه حتى يستطيع الخروج، أما التطور فإنه يجيب عن المعضلة بمعضلتين، فيدّعي أن الجنين العاجز عن حماية نفسه جاء من نوعٍ آخر، يكون فيه الآباء قادرين على النمو السريع دون حاجة لحمايةٍ في صغرها، وبالتالي يظهر سؤالان يعجز التطوري العاقل عن جوابهما: كيف عرف الآباء أن الجنين الجديد في حاجة إلى حماية ولم يتركوه كما تُركوا في صغرهم؟! وعلى فرض أنهم عرفوا حاجة الجنين للحماية فكيف وفّروها له وهم لم يعهدوها قبل ذلك؟!
أما الجواب الصحيح لمعضلة أنكسمندر، فهو ما يعتقده أهل الحق المؤمنون بالله تعالى، أنّ الله تعالى خلق الزوجين الذكر والأنثى، ثم أهبطهما إلى الأرض وقد هداهما السبيل، وعلى هذا فإنّ معضلة أنكسميندر تعجز نظرية التطور عن حلها، بل إن جواب اليوناني - رغم خرافيته - أكثر منطقية من الداروينية، والجواب الصحيح هو المعتقد الإسلامي، أن الإنسان الأول أُهبط إلى الأرض تام الخلق، ولم ينزلها جنينًا لا يستطيع الدفع عن نفسه!
وخلاصة الأمر أنّ كلام رسل فيه قفزاتٌ غريبة، توهم القارئ أنّ نظرية التطور كفيلةٌ بحلّ المعضلة التي طرحها الفيلسوف اليوناني، وتوهم أنّ الفيلسوف اليوناني يقول بنظريةٍ تطورية، وكما رأيتَ فإنّ التطور يقع في معضلتين لا معضلةٍ واحدة، أما عن نسبة أنكسيمندر لنظرية تطورية، فأحسن تقريرٍ في هذا هو قول جوناثان بارنز (لقد نُعتَ أنكسميندر بأنه الدارويني الأول، وهناك أسس لهذا المدح .. غير أنّ المدح لا ينبغي أن يبدد الدقة ويستخف بها بطريقةٍ تثير الاشمئزاز ... فلم يقرر أنكسميندر أكثر من كون الجيل الأول من كل نوع قد نشأ من لحاءٍ أو محارة، وليس هناك أية فكرةٍ عن طريقة للتكاثر حدثت أكثر من مرة، أو أن الجيل الأول قد سُبق بسلسلة من الأجداد، أو أنه بعد الظهور فإن القطط أو البقر أو الدواجن أو الخيول الأولى اختلفت عن نسلها الحالي من أي وجه، ولم تكن نظرته لأصل الجنس البشري تطوريةً أيضًا، إذ المرجح أن الآباء السمكية للإنسان الأول تمثل نظير الأصول الجامدة التي نشأت منها الحيوانات الأخرى، الفرق أن اللحاء الذي احتوى الإنسان لم ينشق عنه إلا بعد مرحلةٍ متقدمةٍ نسبيًّا!) (9).
الحواشي:
(1) By: Evolution, Old and New. - Samuel Butler – P68.
(2) الانقطاعات المعرفية في الفكر الفلسفي اليوناني حتى عصر أرسطو – سمر سمير أنور – صفحة 46.
(3) ينظر كلام أنكسيمندر في:
The Presocratic Philosophers – Jonathan Barnes – P 15
(4) الأستاذ إسماعيل مظهر هو أول من قام بترجمة كتاب أصل الأنواع إلى اللغة العربية.
(5) أحال الأستاذ إسماعيل مظهر على دائرة المعارف العربية للبستاني.
(6) أصل الأنواع – تأليف: تشارلز دارون – ترجمة: مجدي محمود المليجي – صفحة 52.
(7) حكمة الغرب – برتراند راسل، ترجمة د. فؤاد زكريا – م1 ص 31 – 32.
(8) السابق: 2 – 165 و 166.
(9) The Presocratic Philosophers – Jonathan Barnes – P 16 17(/)
المقصود بقول السلف أمروها كما جاءت
ـ[محمد الحلوانى]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 12:03]ـ
P
اسم صاحب البحث: محمد حمدي سيد صالح
مقدمة
عنوان البحث: المقصود بقول السلف أمروها كما جاءت
الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا.
نتكلم إن شاء الله عن فهم الصحابة والتابعين وتابع التابعين عن قضية من أهم القاضية ألا وهى (قولهم أمروها كما جاءت)
ماذا كان فهم الصحابة والتابعين وتابع التابعين والسلف الصالح من هذه الجملة؟ وكيف كان يطلق هذه الجملة وماذا يعنون بها؟
عناصر البحث
من قال هذه الجملة من السلف الصالح
ما المقصود بهذه الجملة عند السلف الصالح
البحث
1 - من قال هذه الجملة من السلف الصالح (قولهم أمروها كما جاءت)
قالها {الأَوزاعي - سفيانَ بن عُيينة - ومالك بن أَنسٍ- عبد الله ابن المبارك
الزهري – مكحول - الوليد بن مسلم - الليث بن سعد - سفيان الثوري بن تيمية - بن القيم} [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
وكلام السلف في مثل هذا كثير جداً
2 - ما المقصود بهذه الجملة عند السلف الصالح
لقد فهم هذه الجملة السلف الصالح علي المقتض الذي يقتضه الصفات بحيث أنهم قالوا أمروها كما جاءت على كيفية الصفات وليس المعنى فلو كان المعنى فلم يخاطبنا الله به أيخاطبنا بلغة لا نعرفها فهذا ليس من الحكمة
قول أبي عيسى الترمذي رحمه اللّه تعالى: قال في جامعه لما ذكر حديث أبي هريرة: لو أدلى أحدكم بحبل لهبط على الله. قال: معناه لهبط على علم اللّه. قال: وعلم اللّه وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه.
وقال في حديث أبي هريرة: أن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه: قال غيرُ واحد من أهل العلم، في هذا الحديث وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا. قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا ونؤمن به ولا نتوهم، ولا نقول: كيف؟. هكذا روي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمّروها بلا كيف. قال: وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة.
قال الإمام سفيان بن عُيَيْنة رحمه الله تعالى:
كلُّ ما وصَفَ اللهُ تعالى به نفسهُ في القرآن فقراءته؛ تفسيرُه لا كيفَ، ولا مِثْل
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
(آمنتُ باللهِ، وبما جاءَ عن اللهِ على مرادِ اللهِ، وآمنتُ برسول الله وبما جاء عن رسولِ اللهِ على مُراد رَسُولِ الله
وقال الوليد بن مُسلم: سأَلت الأَوزاعي، وسفيانَ بن عُيينة، ومالك بن أَنسٍ عن هذه الأَحاديث في الصِّفات والرؤية، فقالوا
(أَمِروها كما جاءتْ بلا كَيْف) ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
وقال الإِمام مالك بن أنس - إِمام دار الهجرة- رحمه الله:
(إِياكُم والبِدَع) قيل: وما البدع؟ قال:
(أَهلُ البِدَعِ هُم الذينَ يتكلمونَ في أَسماء اللهِ وصفاتِهِ وكلامِه وعلمه وقُدرتِه، ولا يَسْكُتونَ عمَا سَكَت عَنهُ الصحابةُ والتابعونَ لهم بإِحسان)) [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
وسألهُ رجل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
كيف استوي؟ فقال: (الاستواءُ غيرُ مجهولٍ، والكيفُ غيرُ معقول، والإِيمانُ به واجبٌ، والسؤالُ عنهُ بدعة، وما أراكَ إِلا ضالا)
وأَمر به أن يُخرج من المجلس. [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
قال الإمام أَبو حنيفة رحمه الله تعالى لا ينبغي لأَحد أَن ينطقَ في ذات الله بشيء
؛ بل يصفهُ بما وصفَ به نفسهُ، ولا يقول فيه برأيه شيئا؛ تبارك الله
تعالى رَبُّ العالمين) [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
ولما. سُئل- رحمه الله- عن صفة النزول، فقال: (ينزلُ بلا كيف) [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
وقال الحافظ الإِمام نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(مَنْ شبه اللهَ بخلقهِ فقد كَفَر، ومَن أنكر ما وصَفَ به نَفسَه فقد كَفر، وليس ما وصفَ به نفسَه ولا رسُولهُ تَشبيها [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
وقال بعض السلف:
لذا فإِنهُ من سلك مسلك السلف في الحديث عن ذات الله تعالى وصفاته؛ يكون ملتزما بمنهج القرآن في أَسماء الله وصفاته سواء كان السالك في عصر السَّلف، أَو في العصور المتأخرة.
وكلُّ من خالف السَّلف في منهجهم؛ فلا يكون ملتزما بمنهج القرآن، وإن كان موجودا في عصر السَّلف، وبين أَظهر الصحابة والتابعين [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
أما بيان نصوص كثير من الأئمة في هذا الباب فمن ذلك: ما روى أبو بكر الخلال في كتاب "السنة" عن الأوزاعي قال: سئل محكول والزهري عن تفسير الأحاديث؟ فقال: أمروها كما جاءت.
وروى الخلال أيضاً عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات؟ فقالوا أمرها كما جاءت. وفي رواية فقال: أمروها كما جاءت بلا كيف. فقولهم رضي الله
عنهم: أمروها كما جاءت. رد على المعطلة. وقولهم: بلا كيف. رد على الممثلة والزهري ومحكول هما أعلم التابعين في زمانهم. والأربعة الباقون أئمة
الدنيا في عصر تابعي التابعين. ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهما.
وروى أبو القاسم الأزجي بإسناده عن مطرف بن عبد الله:
قال: سمعت مالك بن أنس:
إذا ذكر عنده من يدفع أحاديث الصفات يقول:
قال عمر بن عبد العزيز: سن رسول الله r وولاة الأمور بعده سننا الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد من خلق الله تعالى تغييرها ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
وقد قال الخطابي في ((الأعلام)): مذهب السلف في أحاديث الصفات:
الإيمان، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها.
ومن قال: الظاهر منها غير مراد، قيل له:
الظاهر ظاهران: ظاهر يليق بالمخلوقين ويختص بهم، فهو مراد، وظاهر يليق بذي الجلال فهو مراد
وأما أهل العلم والايمأن، فيعلمون أن ذلك كله متلقي مما جاء به الرسول - rوأن ما جاء به من ذلك عن ربه فهو الحق الذي لا مزيد عليه، ولا عدول
عنه، وأنه لا سبيل لتلقي الهدى إلا منه، وأنه ليس في كتاب الله ولا سنة
رسوله الصحيحة ما ظاهرة كفر أو تشبيه، أو مستحيل، بل كل ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله، فإنه حق وصدقٍ، يجب اعتقاد ثبوته
مع نفي التمثيل عنه، فكما أن الله ليس كمثله شيء في ذاته، فكذلك في صفاته
وما أشكل فهمه من ذلك، فإنه يقال فيه ما مدح الله الراسخين من أهل العلم، أنهم يقولون عند المتشابهات:
] آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا [[آل عمران:7].
وما أمر به رسول الله r في متشابه الكتاب، أنه يرد إلى عالمه، والله يقول الحق ويهدي السبيل.
وكلمة السلف وأئمة أهل الحديث متفقة على أن آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة كلها تمر كما جاءت، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل
قال أبو هلال: سأل رجل الحسن عن شيء من صفة الرب عز وجل، فقال: أمروها بلا مثال.
وقال وكيع: أدركت إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعراً يحدثون بهذه الأحاديث، ولا يفسرون شيئاً.
وقال الأوزاعي: سُئل مكحول والزهري عن تفسير هذه الأحاديث، فقالا: أمرها على ما جاءت.
وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي ومالكاً وسفيان وليثاً عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة والقرآن،فقالوا: أمروها بلا كيف. [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
وكلام السلف في مثل هذا كثير جداً
وقال ابن عيينة: ما وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره، ليس لأحد أن يفسره إلا الله U
لأجل ذلك في اصطلاح أهل السنة يقولون في آيات الصفات: أمروها كما جاءت بلا كيف، اجتنبوا التكييف، ويقولون: نؤمن بما وصف الله به نفسه، وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تكييف ولا تعطيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
التكييف له أحد معنيين:
الأول: هو السؤال بكيف استوي؟ كيف ينزل؟ كيف علمه؟ كيف يغضب؟ فنقول: لا يجوز التكييف.
الثاني: أن التكييف هو الإخبار بالكيفية؛ أن يقال: كيفية النزول كذا وكذا، كيفية الاستواء كذا وكذا، وهذا أيضاً لا يجوز اعتماده، ولا يجوز العمل به، ولا القول به، بل الله سبحانه وتعالى كما وصف نفسه في صفاته، دون أن يكون له كيفية مفهومة لنا.
وأما قوله: (والإيمان به واجب) لأن الله أخبر به في عدة آيات، وكل ما أخبر به وجب التصديق به، ووجب اعتقاده، والسؤال عنه بدعة؛ لأنه من العلم الذي حجبه الله عنا، والسؤال عن الكيفيات بدعة، ولهذا في منظومة أبي الخطاب:
قالوا: فتزعم أن على العرش استوى قلت: الصواب؛ كذاك أخبر سيدي
قالوا: فما معنى استواه أبن لنا فأجبتهم: هذا سؤال المعتدي
فالسؤال عن الكيفية بدعة، ولأجل ذلك أمر بإخراج هذا المبتدع فنعرف من هذا
طريقة السلف رحمهم الله في إثبات الصفات، وفي الرد على المبتدعة.
مسألة: إثبات صفة الكلام لله تعالى [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان. فعلم قطعا أنهم المراد بالآية الكريمة فقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]. وقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [الفتح: 18]. فحيث تقرر أن من اتبع غير سبيلهم ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم. فمن سبيلهم في الاعتقاد: [الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه] التي وصف بها نفسه وسمى بها نفسه في كتابه وتنزيله أو على لسان رسوله من غير زيادة عليها ولا نقص منها ولا تجاوز لها ولا تفسير لها ولا تأويل لها بما يخالف ظاهرها ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين ; ولا سمات المحدثين بل أمروها كما جاءت وردوا علمها إلى قائلها؛ ومعناها إلى المتكلم بها ويروى عن الشافعي: [آمنت بما جاء عن الله وبما جاء عن رسول الله r على مراد رسول الله]. وعلموا أن المتكلم بها صادق لا شك في صدقه فصدقوه ولم يعلموا حقيقة معناها فسكتوا عما لم يعلموه [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
وعن الربيع قال: حضرت الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها ما تقول
في قول الله: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}
قال الشافعي:
"فلما أن حجب هؤلاء السخط كان هذا دليلا عن أنهم يرونه في الرضي" قال الربيع: قلت: يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال:
"نعم وبه أدين الله لو لم يؤمن محمد بن إدريس أنه يرى الله لما عبد الله" وعن عبد الله بن المبارك قال: "ما حجب الله عنه أحدا إلا عذبه ثم قرأ {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} قال: "بالرؤية".
وقال الشيخ أبو نصر السجزي في كتاب الإبانة له: "وأئمتنا رحمهم الله كسفيان الثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي متفقون على أن الله سبحانه وتعالى بذاته فوق عرشه وأن علمه في كل مكان وأنه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه برآء [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)
فقد اثبت السلف الصالح العلم بمعاني الصفات وعدم العلم بالكيفية لان العلم بالكيفية لا ندركها بعقلنا لان الله حد لنا حدود لا نتعدها وحد لعقل حد لا يتعد وهو أدرك عالم الشهادة الذى ندركها بالحواس الخمس فلا يمكن لنا أن نفهم الكيفيات الغيبية بعقلنا لان عقلنا قصرةعن ذلك
[/ URL] اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية -[1]
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) انظر: «لُمعة الاعتقاد الهادي إِلى سبيل الرشاد للإمام ابن قدامة المقدس -[2]
أخرجه الإمام البغوي ي. في: «شرح السنة». -[3]
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) أخرجه الإمام البغوي في: «شرح السنة». -[4]
انظر: «شرح العقيدة الطحاوية».-[5]
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) انظر: «شرح العقيدة الطحاوية».-[6]
رواه الإمام الذهبي في: العلو للعلي الغفار -[7]
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) الوجيز في عقيدة السلف الصالح (أهل السنة والجماعة) عبد الله بن عبد الحميد الأثري-[8]
فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ-[9]
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) فتح الباري شرح صحيح البخاري ابن رجب الحنبلي-[10]
فتاوى الشيخ ابن جبرين -[11]
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) مجموع الفتوى بن تيمية -[12]
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13"] بيان تلبيس الجهمية ص -417 - [13](/)
مصحف البحر الميت لإبراهيم السكران
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 04:27]ـ
مصحف البحر الميت
انباؤكم - ابراهيم السكران
-مدخل:
الحمدلله وبعد،،
ماذا يجري في الصحافة السعودية هذه الأيام؟ حسناً .. تأمل معي هذا التصفيق الحار في الصحافة السعودية:
- (أعتقد دون مبالغة أن أركون المجدد الأكبر للإسلام في عصرنا الراهن) [الشرق الأوسط، 16 سبتمبر 2010]
- (أركون من الكبار الذين كانوا يجاهدون في بث النور، وإحلاله محل الظلمة الكالحة في عالمنا العربي) [الوطن، 18سبتمبر 2010]
- (يظل أركون مشعلاً حقيقياً) [الوطن، 17 سبتمبر 2010]
- (يهدف أركون إلى استخلاص التجربة الروحية الكبرى للإسلام وتنقيتها من كل ما علق بها على مدار تاريخ المسلمين) [الرياض، 19سبتمبر2010]
- (أركون أول من قدم نقدا للتفكير الخرافي المعارض للمعرفة، وبدد هيمنة الأسطورة في العقل العربي-الإسلامي) [الرياض، 16سبتمبر2010]
- (أركون أحد حكماء المسلمين الكبار) [الشرق الأوسط، 17 سبتمبر 2010]
- (خلال الأيام الثلاثة الأخيرة اشتغلت بكل ما كان متاحاً، ورقياً أو إلكترونياً، بتوديع ثقافتنا لرمز عالمي مثل الراحل الأخير محمد أركون) [الوطن 19سبتمبر2010]
- (أركون أحد هذه الهامات الفكرية من المشهد الثقافي والفكري العربي) [صحيفة اليوم، 19 سبتمبر2010]
- (عمل محمد أركون طوال أكثر من نصف قرن على تقديم قراءة جديدة للإسلام، قراءة تستند إلى مرجعيات ومناهج علمية) [الحياة 16 سبتمبر2010]
- (ساهمت -أفكار أركون- بقوة في الدفاع عن القيم الإسلامية النبيلة) [الشرق الأوسط، 16سبتمبر 2010]
- (نجح أركون في العودة بالإسلام إلى طابعه الإنساني) [الشرق الأوسط 18سبتمبر 2010]
هذه نماذج فقط، ويمكن مراجعة الصحافة السعودية خلال الأسبوع الماضي لتسمع أضعاف هذه الطبول.
حسناً .. لماذا هذه الدعاية الصحفية السعودية لأركون؟ ماذا وراء هذا الإمعان في التلميع والمغالاة في ألفاظ المديح لشخصية محمد أركون؟ لماذا تعرض الصحافة السعودية أركون باعتباره: المجدد الأكبر، المجاهد لبث النور ومكافحة الظلام، المشعل الحقيقي، حكيم الاسلام الكبير، الهامة الفكرية، معيد الاسلام لطابعه الانساني، صاحب المنهج العلمي في دراسة الإسلام، الخ الخ؟
ماذا وراء حفلة الإطراء هذه ياترى؟ لماذا تسكب هذه الأوصاف التبجيلية بهذه الحمولة المتجاوزة للوزن المسموح به؟ هذا قطعاً ليس ممارسة عفوية، وليس حدثاً عشوائياً غير مفهوم، بل هذا التمجيد إنما هو لاعتبارات تتعلق بفكر هذا الشخص الممجّد ذاته، هذا يعني أننا لا يمكن أن نصل لتفسير هذه الدعاية إلا بمعرفة ماذا يريد أركون نفسه؟
إذن لننتقل إلى إلقاء الضوء على شئ من أفكار أركون، وقبل أن ننتقل لذلك أحب التنويه إلى أنني تعمدت إغفال أسماء الكتّاب لهذه الشواهد الصحفية السابقة لأنني لست معنياً بآحاد وأفراد هؤلاء الكتّاب، وإنما المراد تفسير كامل البنية الإعلامية السعودية وكيف تصنع مثل هذه التوجهات، نريد تناول الإعلام السعودي كنظام ينتج المعرفة بطريقةٍ ما ويروجها للقارئ المحلي، ولذلك جعلت الشواهد السابقة معمّاة الكاتب عمداً لتجريدها من ارتباطاتها الآحادية والفردية، وتحويلها إلى مجرد نماذج لنظام إعلامي.
-مشروع مصحف البحر الميت:
جوهر مشروع أركون هو (إعادة دراسة القرآن على ضوء العلوم الإنسانية)، ويتصور البروفيسور محمد أركون أنه لا يوجد اليوم على وجه الأرض نص صحيح للقرآن، وأن النص القرآني الموجود اليوم نص محرّف، وأن النص الأصلي شبه مفقود، لكن ما الحل في نظر أركون؟ من أطرف مشروعات أركون لحل هذه المشكلة التي يراها أنه لا يمكن أن نصل للنص الصحيح للقرآن إلا إذا وصلنا إلى مخطوطات موجودة في البحر الميت، هذه المخطوطات اللاهوتية في البحر الميت ستوصلنا إلى النص الصحيح للقرآن، كما يقول أركون:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لنذكر الآن المهام العاجلة التي تتطلبها أية مراجعة نقدية للنص القرآني .. ، أي نقد القصة الرسمية لتشكيل القرآن، هذا يتطلب منا الرجوع إلى كل الوثائق التاريخية سواءً كانت ذات أصل شيعي أم خارجي أم سني، هكذا نتجنب كل حذف تيولوجي لطرف ضد آخر، بعدها نواجه ليس فقط مسألة إعادة قراءة هذه الوثائق، وإنما أيضاً محاولة البحث عن وثائق أخرى ممكنة الوجود كوثائق البحر الميت التي اكتشفت مؤخراً) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 290]
إذن المصحف الموجود بين أيدينا مصحف ناقص، ونحتاج إلى مصحف مبني على مخطوطات البحر الميت.
ليس ذلك فقط، بل يرى أركون أن جزءاً من القرآن موجود في خزائن غامضة في الهند واليمن، وإذا استطعنا الوصول لهذه الخزائن فربما أمكننا إعادة كتابة القرآن، كما يقول أركون:
(يفيدنا في ذلك أيضاً سبر المكتبات الخاصة عند دروز سوريا، أو إسماعيلية الهند، أو زيدية اليمن، أو علوية المغرب، يوجد هناك في تلك المكتبات القصية وثائق نائمة متمنعة، مقفل عليها بالرتاج، الشئ الوحيد الذي يعزينا في عدم إمكانية الوصول إليها الآن هو معرفتنا بأنها محروسة جيداً) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 291].
أركون حزين لأن الآيات القرآنية التي يمتلكها الرافضة في خزائن سرية في الهند واليمن لا نستطيع الوصول إليها لمعرفة النص الصحيح للقرآن، لكن أركون –أيضاً- للأمانة، ليس حزيناً جداً، لأن هذه الخزائن الخطيرة مربوطة بحراسات مشددة، فربما يفتحها الرافضة لنا يوماً فنصل للنص الصحيح للقرآن.
حسناً .. لدينا الآن مصدران هامان لمعرفة نص القرآن الصحيح بحسب أركون، أولهما: مخطوطات البحر الميت، والثانية: الخزائن السرية في الهند واليمن.
وأنا أقرأ هذا الكلام لأركون لا أدري لماذا تذكرت كتباً كانت منذ زمن تباع على الأرصفة عناوينها: مثلث برمودا، لغز يحير العالم، الأطباق الطائرة ومخلوقات الفضاء، تنبؤات نوستراداموس، الخ الخ.
ويرى أركون أن هناك مخطوطات ثمينة تدلنا على النصوص المفقودة للقرآن قد تم تدميرها، كما يقول:
) يبدو لي أنه من الأفضل أن نستخلص الدروس والعبر من الحالة اللامرجوع عنها، والتي نتجت عن التدمير المنتظم لكل الوثائق الثيمنة الخاصة بالقرآن، اللهم إلا إذا عثرنا على مخطوطات جديدة توضح لنا تاريخ النص وكيفية تشكله بشكل أفضل) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 45]
ولكون أركون يتحدث كثيراً عن مخطوطات مفقودة وأخطاء في نص القرآن؛ فإنه يعتقد أننا يجب أن ننجز "طبعة محققة" من القرآن تتجاوز أخطاء النسخ الموجودة بين أيدينا اليوم، ولكنه يتحسر أن المستشرقين المعاصرين لم يعودوا يفعلون ذلك كما كان يفعله قدماء المستشرقين، كما يقول أركون:
(المعركة التي جرت من أجل تقديم طبعة نقدية محققة عن النص القرآني؛ لم يعد الباحثون يواصلونها اليوم بنفس الجرأة كما كان عليه الحال في زمن نولدكة الألماني وبلاشير الفرنسي) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 44]
وهذه المشكلة التي يعتقدها أركون حول ضياع القرآن ليست وليدة العصر بل هي مبكرة، فهو يرى أن علماء الإسلام قاموا بالتلاعب القراءات القرآنية لصناعة نص منسجم، كما يقول أركون:
(نحن نعلم كيف أنهم راحوا يشذبون "قراءات القرآن" تدريجياً، لكي تصبح متشابهة أو منسجمة مع بعضها بعضاً، لكي يتم التوصل إلى إجماع أرثوذكسي) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 111].
وفي أحد كتبه عقد مبحثاً بعنوان (فرضيات الخطاب الإسلامي المعاصر) وذكر منها الفرضية التالية: (الفرضية الأولى: أن الصحة التاريخية للمصحف قد تأكدت منذ الجمع الذي تم في خلافة عثمان، وكل تشكيك بظروف هذا التشكيل يعتبر زندقة)، ثم انتقد هذه التي يسميها فرضية وقال (إن طراز وجود الإسلام في التاريخ مرتبط بالحفاظ على هذه الفرضيات، على الرغم من التكذيب القاطع الذي تلقاه من جهة الواقع والنقد العلمي الحديث معاً) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 66]
فهو يرى أن حفظ القرآن وصحة جمعه ليس عقيدة إسلامية، بل "فرضية" يكذبها الواقع والنقد العلمي.
ومن أسباب ضياع نص القرآن -كما يتصور أركون- أن الصحابة لم يكونوا أمناء في نقل القرآن من قراءة الرسول إلى التدوين، كما يقول أركون:
(يُتْبَعُ)
(/)
(الخطاب القرآني-وهو- البلاغ الشفهي من الرسول في مواقف استدعت الخطاب، ولن تنقل جميعها بأمانة إلى المدونة الرسمية المغلقة) [نافذة على الإسلام، أركون، 65].
ويشير أركون دوماً إلى هذه القضية، وهي أن جمع القرآن فيه خلل يجب تصحيحه، كما يقول:
(نحن نجد أنفسنا اليوم عاجزين أكثر من أي وقت مضى عن فتح الإضبارات التي أغلقت منذ القرنين الثالث والرابع الهجريين والتي تخص المصحف وتشكله) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 30].
ماسبق يدور حول تصور أركون لنقل القرآن، وأنه نقل محرف، وهو يكثر من طرق هذا الموضوع بصيغ متنوعة، لكن السؤال الآخر: دعنا مما يرى أركون أنه مفقود، ما رأي أركون في الموجود من القرآن حالياً؟
أما بالنسبة لمحتوى القرآن الموجود حالياً، فيرى أركون أن النبي –صلى الله عليه وسلم- اقتبس من الأساطير الموجودة في عصره وأدخلها باعتبارها قرآن، كما يقول أركون:
(إن أساطير غلغامش، والاسكندر الكبير، والسبعة النائمين في الكهف؛ تجد لها أصداء واضحة في القرآن) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، 84].
ويرى أركون أن هذا هو عامة أسلوب النبي في القرآن وهو أسلوب استعمال الأساطير للتأثير على الأتباع، كما يقول:
(ينبغي القيام بتحليل بنيوي لتبيين كيف أن القرآن ينجز أو يبلور بنفس طريقة الفكر الأسطوري الذي يشتغل على أساطير قديمة متبعثرة) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 203].
ويتصور أركون أن القصص التي في القرآن أخذها النبي من التوراة مع شئ من التصرف والتعديل، كما يقول:
(مهمة التحليل التاريخي لا تتركز في الكشف عن المؤثرات التي أتت من مصدر موثوق وصحيح وهو التوراة، وبالتالي إدانة الأخطاء والتشويهات والإلغاءات والإضافات التي يمكن أن توجد في النسخة القرآنية بالقياس إلى النسخة التوراتية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 130].
وأما المعلومات الأخرى التي تضمنها القرآن فيرى أركون أننا لو درسنا التاريخ لوجدنا أن القرآن فيه مغالطات تاريخية وأخطاء في تصوير الواقع، كما يقول أركون:
(ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط، والحذف، والإضافة، والمغالطات التاريخية؛ التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 203]
ويرى أركون أن القرآن ظلم المشركين وقسا عليهم دون مبرر، حيث أقصاهم ولم يقدم أي مسوغات لهذا الإقصاء، كما يقول أركون:
(نلاحظ أن وصف المعارضين يختزل إلى كلمة واحدة هي "المشركون" لقد رُمُوا كلياً ونهائياً وبشكل عنيف، في ساحة الشر والسلب والموت، دون أن يقدم النص القرآني أي تفسير أو تعليل لهذا الرفض والطرد) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96].
ويرفض أركون المقولة التي تقول إن المشكلة في الاسلاميين المتطرفين وليست في القرآن، بل يرى أن القرآن هو المسؤول عن إنتاج التطرف، كما يقول أركون:
(إن الأرثوذكسيات الحالية، أقصد الحركات الاسلاموية الناشطة حالياً، إذ تغلب دكتاتورية الغاية السياسية؛ هي في الواقع مخلصة لسورة التوبة، شكلاً ومضموناً، روحاً ولفظاً) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96]
ويؤكد أركون بشكل متكرر عن مسؤولية القرآن فيما يرى هو أنه تطرف إسلاموي، كما يقول أركون:
(إن الحركات الإسلاموية المعاصرة، بدأً من الإخوان المسلمين، وانتهاءً بالمحاربين الإيرانيين، مروراً بالتنظيمات الأكثر هيجاناً وعنفاً كالتكفير والهجرة؛ تشهد كلها بشكل ساطع على ديمومة النموذج القرآني وفعاليته، على الأقل من الناحية التعبوية والتجييشية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 106].
وفي مواضع أخرى يؤكد أركون أن القول بأن المشكلة في الاسلاميين وليست في القرآن، أن هذا تعامي عن أصل المشكلة، بل المشكلة عنده في القرآن ذاته، يصرح أركون بشكل أعم حول مسؤولية القرآن عن إنتاج التطرف فيقول:
(إنه لشئ أساسي أن نفهم أنه منذ المرحلة القرآنية راحت تتجمع وتتشكل كل عناصر الأرثوذكسية الإسلامية الصارمة) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما مسألة العنف فأركون يرى أنها ليست مجرد قراءة إسلاموية للقرآن كما يقوله كثير من العلمانيين، بل أركون يرى أن القرآن هو الذي يولد العنف، ولذلك لما استعرض قوله تعالى في سورة التوبة "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد" قال أركون:
(لقد اخترت الانطلاق من هذه الآية لأنها تشكل بالنسبة لسورة التوبة؛ الذروة القصوى للعنف الموجه لخدمة المطلق، الله المطلق) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 93]
وأما مايقوله العلمانيون من أن العلوم الدينية تضاد العقل، فأركون يرى أن المشكلة ليست في علماء هذه العلوم الدينية، وإنما المشكلة في القرآن نفسه، فالقرآن هو المسؤول عن إنتاج علوم تضاد العقل، كما يقول أركون:
(لقد لعب القرآن الدور الحاسم الذي نعرفه في توسع وانتشار ما لا نزال نمارسه الآن تحت اسم العلوم الدينية بصفتها مضادة للعلوم العقلية) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 58].
ويزيد أركون حدة التصعيد في التنديد بالقرآن ويرى أن أسلوب القرآن أسلوب متشنج ومكرر كما يقول عن أسلوب القرآن في سورة التوبة أنه:
(يأتي تارةً على هيئة تكرار زائد، أو تبسيطات، أو تشنجات قاسية، تطلبتها طبيعة الظرف التاريخي، كما هو الحال في سورتنا هذه) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 103].
ويرى أركون أن النقد الفيلولوجي استطاع أن يكشف القصور في أسلوب القرآن كما يقول:
(لقد ذهب النقد الفيلولوجي إلى حد التقاط وكشف النواقص الأسلوبية في القرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 201].
ولأركون موقف معروف من النقد الفيلولوجي، فهو يرى أنه مفيد، لكن يجب عدم الاقتصار عليه.
ولذلك لا يجد أركون أي حرج نفسي في أن يصف القرآن بأنه "فوضوي" بلغة إزرائية كما يقول:
(بالنسبة لعقولنا الحديثة المعتادة على منهجية معينة في التأليف والإنشاء والعرض القائم على المحاجّة المنطقية؛ فإن نص المصحف وطريقة ترتيبه تدهشنا بفوضاها) [الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، أركون، 86].
حسناً .. سنتوقف عن عرض المزيد من الشواهد حول موقف أركون من كون القرآن قد ضاع منه الكثير، وما تبقى منه أسطوري ويبث العنف ويضاد العقل، سنتوقف لنطرح سؤالاً آخر يبدوا لي أنه الآن يدور في ذهن القارئ بشكل ملح، السؤال هو: كيف يتجرأ أركون على القرآن بهذا الشكل؟ ما الذي يجعله يندفع في إدانة القرآن بهذه البساطة؟
في تقديري الشخصي أن السبب الجوهري الذي يجعل أركون يتعامل مع القرآن بهذه الحدة والتشنج هو أنه غير مقتنع أن هذا القرآن من الله -جل وعلا- أصلاً، فأركون يستغرب كثيراً ممن يعتقد أن هذا القرآن كلام نزل من الله، ولذلك يقول أركون مثلاً:
(أصبحوا يقدمون الخطاب القرآني، لكي يُتلى ويُقرأ ويُعاش، وكأنه الكلام الأبدي الموحى به من قبل إله متعالٍ) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 146]
فصحة نسبة القرآن إلى الله يعتبرها أركون معضلة، تشابه معضلات النصارى التي لم يجدوا لها حلاً، حيث يقول أركون:
(معضلة عويصة مشتركة لدى المسيحية والإسلام، أقصد تاريخية بعث يسوع المسيح، والصحة الإلهية للقرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 45].
ولذلك يعتبر أركون أن مسألة نسبة القرآن إلى الله هي "مزاعم تقليدية" يجب تجاوزها، كما يقول:
(لكي أفتتح حقلاً جديداً من التفكير تصبح فيه المزاعم التقليدية للمسيحية والإسلام معاً مُتَجاوزة، عن طريق دراسة مشاكل ماقبل البعث، والصحة الإلهية للقرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 46]
ويشير أركون إلى الأدلة التي استدل بها القرآن والنبي –صلى الله عليه وسلم- على صحة نسبة القرآن إلى الله، وهي كون هذا القرآن "معجز" لا يأتي به بشر، ولكن أركون يرى أن هذا دليل غير كافٍ للاعتقاد بكون القرآن من الله، وإنما هذه –بحسب رأيه- مجرد تبجيل للقرآن من أتباعه، كما يقول أركون:
(نلاحظ أن كل نظرية الإعجاز، أو الأصل الإلهي للقرآن؛ تشهد على الانتقال السري الخفي من مشكلة فكرية مثارة في الحالتين، أي حالة البعث وحالة القرآن؛ إلى حلول تبريرية وتبجيلية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 47]
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الذي يدهش أركون أن المسلمين لا يعيرون هذه القضية شأناً، بل يعيشون مع القرآن ويستهدون به ولا يشكّون في نسبته إلى الله، ولايشكل لهم أزمة، فهو يلاحظ أن المسلمين متجاوزين لهذا السؤال أصلاً، وهذا أمر يزعج أركون، لأنه غير مقتنع بذلك، ويريد أن تكون للمسألة صدى، يريد أن يعتبر المسلمون أن هذا سؤال ملح فعلاً ولا يوجد فيه يراهين حقيقية، كما يقول أركون:
(وبسبب أن القرآن قد أصبح حقيقة معاشة من قبل المسلمين، على كل مستويات الوجود الفردي والجماعي، فإن أي تساؤل يتعلق بمدى صحته كوثيقة تاريخية يصبح مسألة ثانوية أوهامشية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 129].
تهميش هذا السؤال، والاعتقاد الجازم بأن القرآن من الله؛ أمر كرر أركون تأذيه منه.
وتبعاً لكونه يستغرب من اعتقاد المسلمين بنسبة القرآن إلى الله، فهو -أيضاً- يستغرب وبنفس الدرجة كون المسلمين يعتقدون أن الشريعة من الله، كما يقول أركون:
(السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف حصل أن اقتنع ملايين البشر أن الشريعة ذات أصل إلهي؟) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 296].
وهاتان القضيتان السابقتان كانتا واضحتان بشكل مبكر لدى أركون؛ أعني صحة نقل القرآن إلينا عبر المصحف، وصحة نسبة هذا القرآن إلى الله، فكلا المسألتين كان أركون يعاني فيهما من توترات وشكوك وارتيابات، كما يقول في توضيح العناية بكلا المسألتين:
(ينبغي التمييز بين الصحة التاريخية للمصحف، والصحة الإلهية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 83]
أعتقد أن سلسلة الأسئلة سوف تتابع، دعنا ننتقل إلى سؤال أعلى من السؤال السابق: طالما أن أركون يرى أنه لايوجد براهين كافية على صحة نسبة القرآن إلى الله، (وأظن أن مسألة الصحة الإلهية للقرآن هي أول بحث نشره ولست متأكداً من ذلك)، فإن السؤال الذي يلي ذلك: هل أركون إذن مؤمن بالله، أم لديه إشكالية في هذا الأمر أيضاً؟
الحقيقة أن أي قارئ لكتابات أركون يدرك أن الرجل كان لديه قلقاً كبيراً حيال مسألة الإيمان بالله، تارة يقترب من هذا السؤال بشكل مباشر، وتارة يرى أنه سؤال غير مهم، سواءً إيجاباً أو سلباً، وإنما المهم الوظيفة التي يؤديها الاعتقاد (المنهج الوظيفي في دراسة الأديان)، ومع ذلك كله فلا يرتاب قارئ لكتابات أركون أن الرجل كان يعاني من حيرة شديدة في هذا الموضوع تلمس حرارتها بين السطور.
سأضرب بعض الأمثلة التي توحي بهذه الحيرة، ففي أحد المواضع من كتبه كان أركون يعتبر أن مفهوم (الله) إنما اخترعه النبي والصحابة ليصارعوا به خصومهم السياسيين في الجزيرة، كما يقول أركون:
(نلاحظ أن الجماعة الجديدة الطالعة قد بلورت مفهوم "الله" من جديد، ليس من أجل مضامينه الخاصة الصرفة، وإنما بالدرجة الأولى من أجل تسفيه طريقة استخدامه من قبل أهل الكتاب) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 101].
ولذلك يرى أركون أنه لا وجود "فعلي" لإله ثابت في الخارج، وإنما هو وجود ذهني في عقول الناس يتغير طبقاً لتغير تصوراتهم الذهنية، كما يقول أركون:
(على عكس ما تظن المسلمة التقليدية التي تفترض وجود إله حي ومتعالٍ وثابت لا يتغير؛ فإن مفهوم "الله" لا ينجوا من ضغط التاريخية وتأثيرها، أقصد أنه خاضع للتحول والتغير بتغير العصور والأزمان) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 102].
وتحويل مفهوم (الله) إلى معنى ذهني مجرد لا وجود له في الخارج اتجاه مطروق بكثرة في الفلسفات الإلهية القديمة (يمكن مطالعة مناقشة الإمام ابن تيمية لهذه القضية في الصفدية حين تعرض لقول ابن سينا أن واجب الوجود هو المطلق بشرط الإطلاق: 1/ 297 تحقيق رشاد سالم.)
ونتيجة لهذه الحيرة الأركونية في مسألة وجود الله فإن أركون لا يجد غضاضة في التعبير عن الله بألفاظ غير مؤدبة، وهذا كثير في كتبه، ومن أمثلة ذلك قوله:
(الله نفسه ينخرط مباشرة، حتى في المعارك السياسية، ضد أعدائه) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 147]
مثل هذه الأساليب في التعامل مع القرآن، ومع الله جل وعلا؛ لا تدع مجالاً للشك أن الكاتب يعاني من قلق كبير في الإيمان بهذه القضايا، يستحيل أن يكون القلب معموراً بالإيمان ويتلفظ بعبارات غير مؤدبة تجاه ربه، وكتاب ربه.
(يُتْبَعُ)
(/)
حسناً .. أخي القارئ ضع في ذهنك الآن ما يقوله أركون من أن: القرآن بعضه مفقود في خزائن الرافضة في الهند واليمن، وأن علماء الإسلام تلاعبوا بالقراءات القرآنية، وأن الصحابة لم يكونوا أمناء في تدوين القرآن، وأن النبي أدخل في القرآن الأساطير، وقصص التوراة بعد أن شوهها، وأن القرآن فيه مغالطات تاريخية، وأن القرآن قسا على المشركين دون مبرر، وأن القرآن هو الذي ينتج التطرف، والعنف، ومضادة العقل، وأن أسلوب القرآن فيه قصور وتكرار زائد وتشنج، وأنه لا يوجد أدلة على صحة نسبة القرآن إلى الله.
ضع ما سبق كله في ذهنك، ثم استحضر كيف عرضت الصحافة السعودية أركون بأنه المجدد الأكبر للإسلام، وأحد المجاهدين لمكافحة الظلام وإحلال النور في عالمنا العربي، وأنه مشعل حقيقي، وأنه أحد حكماء الاسلام الكبار، وأحد الهامات الفكرية، والمدافع عن القيم النبيلة.
أعرف أخي الكريم أن جوفك يتقاطر مرارةً الآن، وحُق لك ذلك والله، فليس سهلاً أن ترى صحافة بلاد الحرمين وجزيرة الإسلام ومنطلق دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تبجل وتلمع وتكرم من يهين كتاب الله جل وعلا.
أعرف أنك –يا أخي الكريم- تتساءل الآن كما تساءلتُ مثلك: إلى أين يريد أن يذهب بنا هذا الإعلام التغريبي ياترى؟ حتى كتاب الله لم يعد له كرامة؟
على أية حال .. الشواهد والمعطيات حول موقف أركون من القرآن كثيرة، وكثيرة جداً، بسب أن أساس ما يسمى مشروع أركون إنما يدور حول القرآن، بمعنى آخر فإن ما يسمى مشروع أركون يرتكز كله حول هدف ووسيلة، فأما (الهدف) فهو: تحرير المسلمين من القرآن ليستطيعوا أن يصلوا إلى الحداثة، وأما (الوسيلة) لتحقيق هذا الهدف فهي: تطبيق العلوم الإنسانية على القرآن، لنحقق ماحققه الغرب في تجاوز الكتاب المقدس. هذا باختصار مكثف كل ماتدور حوله كتابات أركون.
ولكن برغم كثرة كلامه حول القرآن إلا أننا يجب فعلاً أن نتوقف عن عرض المزيد من الشواهد، فأظن القارئ المسلم المعظم لله وكتابه لم يعد يطيق أكثر من ذلك، وإنني أشعر أن لهيب الغيرة لله وكتابه قد بلغت غايتها في قلب القارئ الآن، لذلك من الأفضل أن ننتقل لسؤال آخر:
ما هو تفسير تشكُّل تصورات وعقيدة أركون بهذه الصورة شديدة الحدة تجاه القرآن ذاته؟ لماذا أعلن أركون الحرب على القرآن منذ أكثر من نصف قرن؟ هذا سؤال يحتاج فعلاً إلى إجابة، وفي تقديري الشخصي أن هناك ثلاثة عوامل صاغت، أو وجّهت على الأقل، بوصلة اعتقادات أركون إلى هذا الاتجاه، وهي: (الطفولة الكنسية، والتشرب الاستشراقي، والعقدة العرقية) وسنحاول إلقاء الضوء على هذه العوامل الثلاث في المحاور القادمة.
-مفعول الطفولة الكنسية:
في عام 1868 م أنشأ الكاردينال الكاثوليكي "لافيجري" جمعية علنية في الجزائر عُرِفت باسم الآباء البيض ( White Fathers) ، وسبب تسميتهم بهذا الإسم أنهم قرروا أن يلبسوا أردية بيضاء بهدف التناغم مع البيئة الاجتماعية، فأُطلِق عليهم هذا الاسم، ولهم صور فوتوغرافية مبكرة نشروها في كتبهم التي كتبوها عن هذه الحركة يظهرون فيها بهذه الأردية البيضاء.
وقد كتب عن هذه الجمعية بغزارة كلا الطرفين، أعني مؤرخي الجزائر ومؤرخي الكنيسة على حد سواء، وممن كتب عنها مؤرخ الجزائر الأشهر ابوالقاسم سعد الله صاحب الموسوعات في تاريخ الجزائر (تاريخ الجزائر الثقافي عشر مجلدات، أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر خمس مجلدات، وغيرها)، وكُتِب عن تاريخ لافيجري منشئ الجمعية كتب خاصة مثل دراسة الأستاذ سعيدي مزيان، وهي رسالة ماجستير بعنوان (النشاط التنصيري للكاردينال لافيجري في الجزائر).
وكان الآباء البيض –كما جاء في تاريخهم- يستهدفون مناطق البربر (منطقة القبائل) بعناية أكثر، وفي مدينة وهران (شمال غرب الجزائر) أنشأ الآباء البيض مدارس لتحقيق أغراضهم ضمن أنشطة أخرى.
والحقيقة أن الكتابات عن نشأة أركون وطفولته محدودة، ولكن الباحثة د. أورسولا قامت بإعداد رسالتها للدكتوراة عن أركون في جامعة هامبورج في ألمانيا، ثم طرحت خلاصة لهذه الدراسة باللغة الانجليزية ضمن كتاب يرصد النشاط العلماني في الأوساط السنية، بعنوان:
( Modern Muslim intellectuals and the Quran ).
(يُتْبَعُ)
(/)
عرضت الدكتورة أورسولا فصلاً استعرضت فيه السيرة الذاتية لأركون، وتبرز أهمية هذه السيرة من جهتين: أن أركون هو أحد مدراء المعهد الذي رعى الدراسة، وأن الباحثة أخذت من أركون مباشرة عبر حوارات ومراسلات كما ذكرت ذلك.
في هذه السيرة الهامة ( p.127) يذكر أركون بأنه من (البربر)، وأنه ولد في عام 1928م في قرية (تاوريرت ميمون) ونشأ في عائلة فقيرة، وكان والده يملك متجراً صغيراً في قرية اسمها (عين الأربعاء) شرق وهران، فاضطر ابنه محمد أن ينتقل مع أبيه، ويحكي أركون عن نفسه بأن هذه القرية التي انتقل إليها كانت قرية غنية بالمستوطنين الفرنسيين وأنه عاش فيها "صدمة ثقافية"، ولما انتقل إلى هناك درس في مدرسة "الآباء البيض" التبشيرية، والأهم من ذلك كله أن أركون شرح مشاعره تجاه تللك المدرسة حيث يرى أنه (عند المقارنة بين تلك الدروس المحفزة في مدرسة الآباء البيض مع الجامعة، فإن الجامعة تبدو كصحراء فكرية) [ p.128].
وقد لفت أركون انتباه المبشرين، وظهرت محطة أخرى من الرعاية الكنسية، وهي دور المستشرق/المبشّر لويس ماسينيون، فبعد محطة (الآباء البيض) جاءت محطة (المبشر ماسينيون)، وماسينيون ليس مستشرقاً علمانياً ككثير من المستشرقين، بل الحقيقة أن أكثر مشاهير المستشرقين علمانيين، لكن ماسينيون لم يكن كذلك أبداً، بل كان مجاهراً بكاثوليكيته والدعوة إليها وقيادة مؤسسات تبشيرية بكل وضوح، وكان من أهم الأفكار التي يروجها ماسينيون، واشتهر بذلك، هو إمكانية تأصيل المسيحية من داخل الإسلام ذاته، أي الاستدلال على عقائد المسيحية بالقرآن، ولذلك كان الراحل ادوارد سعيد، برغم أنه معجب بموسوعية ماسينيون، إلا أنه تحدث عن "تدينه العميق" ثم قال عنه:
(ماسينيون يؤمن بإمكان اختراق عالم الإسلام، لا من طريق الدراسة العلمية فحسب، بل بتكريس النفس لجميع أنشطة ذلك العالم، ولم يكن أقلها أهمية عالم المسيحية الشرقية داخل عالم الإسلام، وكان ماسينيون يشجع بحرارة إحدى جماعاتها الفرعية، وهي جمعية البدلية الخيرية الكاثوليكية) [الاستشراق، إدوارد سعيد، ص 411، ترجمة عناني].
ولما رأى ماسينيون الحلاج صوفياً تأملياً انتهت حياته بالصلب، استولى عليه نموذج الحلاج باعتباره شبيها بما يعتقده في المسيح، وهو أنه ضحى بنفسه للصلب، فكرس سنوات كثيرة لجمع المادة عنه، وأخرجها في كتاب موسوعي ترجم إلى اللغة العربية (شرح مراحل تأليف الكتاب ع. بدوي في موسوعته)، وكان ماسينيون يرى أن الحلاج هو أعظم إنسان في الإسلام، وأنه استطاع أن يتفوق على النبي محمد الذي لم يقبل الصلب، يشرح إدوارد سعيد دلالات هذه الفكرة لدى ماسينيون قائلاً:
(كان ماسينيون يرى أن الشخص المثالي هو الحلاج، الذي حاول تحرير ذاته بسعيه ووصوله آخر الأمر إلى الصلب، وإن محمداً رفض عمداً الفرصة التي أتيحت له بسد الفجوة التي تفصله عن الله، ومن ثم فإن إنجاز الحلاج يتمثل في تمكنه من تحقيق الوحدة الصوفية مع الإله) [الاستشراق، إدوارد سعيد، 413، ت عناني].
وأما المنصب السياسي الذي كان يعمل فيه ماسينيون فهو مستشار الادارة الفرنسية الاستعمارية للشؤون الاسلامية، ويبدأ الدور الذي لعبه ماسينيون في كون ماسينيون هو الذي تدخل شخصياً لكي ينتقل أركون إلى السوربون، ودرس هناك على ماسينيون وغيره، ولما أعلنت وفاة أركون كان من أطرف ما في الأمر أن الذي أعلن الوفاة لوسائل الإعلام هو الأب المسيحي كريستيان ديلورم، وهو الذي شرح حيثيات وصية أركون بأن يدفن في المغرب، وليس في الجزائر، ووصفته وسائل الإعلام بأن الأب ديلورم مقرّب من أركون، وكان مما قاله ديلورم (أن أركون درس في السوربون بتدخل من الدكتور ماسينيون)، وهذا كان ظاهراً في إعلانات وفاته في وسائل الإعلام في الأسبوع الماضي.
ثم لما درس لدى ماسينيون في باريس ظهرت آثار أفكار ماسينيون على أركون، مثل مركزية مفهوم الديانات الابراهيمية، وانتقاص اللغة العربية، والكتابة عن الحركات السرية، فكل هذه المشاغل التي عمل عليها ماسينيون رددها أركون لاحقاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
حسناً .. حين نضع هذا الاهتمام الذي كثفه ماسينيون تجاه أركون في كفة، حيث تدخل ليدرس أركون في السوربون، ونقارن في الكفة الأخرى الاضطهاد الذي كثفه ماسينيون ضد مالك بن نبي بسبب توجهاته الإسلامية، فإن الصورة ستكون أكثر وضوحاً.
وقد روى مالك بن نبي قصة الضغوط والعراقيل والملاحقات التي نفذها ماسينيون ضده بشكل مختصر في كتابه القديم (مذكرات شاهد للقرن) وشرحها باستفاضة في كتابه الصادر أخيراً بعد موته (العفن) وهو جزء من سيرته الذاتية.
بدأ اضطهاد ماسينيون لمالك بن نبي بعد أن ألقى مالك بن نبي محاضرة في باريس على الطلبة الجزائريين والعرب بعنوان (لماذا نحن مسلمون؟) عام 1931هـ، وبعد ثلاثة أيام وصل إلى مالك رجل أمن، عرفه بهويته، وقال له: من الذي ينفق عليك؟ فقال له مالك: والدي. ثم انصرف رجل الأمن مباشرة.
ثم تلقى مالك استدعاء من ماسينيون، فاستغرب مالك بن نبي من صيغة الدعوة من كونها غير مباشرة وفيها فوقية، فلم يأبه لها. وبعد زمن قصير وصل إلى مالك خبر من أبيه في الجزائر يخبره فيه أنه يعاني من مضايقات في عمله ويحتاج تدخل ماسينيون لإصلاح وضعه، وانتهت هذه المضايقات بخروج أبيه من وظيفته وضياع حقوقه وهو في الثمانين من العمر.
يقول مالك بن نبي بمرارة عن حادثة رجل الأمن:
(لم أضع في ذهني أي صلة بين هذا الحادث التافه ومحاضرتي أمام الطلبة، وخصوصاً بينه وبين مركز أبي الموظف الصغير بالجزائر ... ، فتحطمت السمكة الصغيرة رخوة لينة بفتور على شفتي ماسينيون) [مذكرات شاهد للقرن، مالك بن نبي، 237 - 242].
دعنا نتوقف هاهنا لنتأمل الاستنتاجات المتوقعة، هذه الرعاية الكنسية لأركون منذ محطة الآباء البيض، ومروراً بمحطة ماسينيون، وخصوصاً دعم ماسينيون لأركون وحربه على مالك بن نبي، وانتهاءً بعلاقات أركون العميقة مع رجال الدين النصارى في باريس.
ماذا يمكن أن نستنتج من هذه المعطيات؟ أعتقد أن القول بأن أركون لديه ميول تنصيرية هو أطروحة في غاية السطحية، خصوصاً لمن طالع كتابات أركون وما فيها من العلمانية الجذرية التي تستخف بالأديان كلها.
إذن ليس هذا هو أثر هذه النشأة والدعم النصراني، وإنما مفعولها يقع في مستوى آخر، وهو أن هذه النشأة والدعم الكنسي منذ طفولته المبكرة وحتى إجراءات دراسته في فرنسا كان لها أثر جوهري في (تقويض الحواجز الإيمانية بين أركون والقرآن)، وهذا من أهم العوامل التي تفسر اندفاعه في التنديد بالقرآن والسخرية بمحتواه وأسلوبه، فالإخاء المبكر مع هؤلاء المنصرين وشكوكهم المستمرة في نسبة القرآن إلى الله، وأن النبي –صلى الله عليه وسلم- أخذه من التوراة والانجيل، وأن القرآن هو مصدر العنف؛ هذه الأفكار النصرانية كلها امتصها أركون وكررها في كتاباته، وإن كان في صيغة علماني لا نصراني.
-إعادة إنتاج الاستشراق:
تشرّب أركون كتابات المستشرقين، ثم أعاد إنتاجها في صيغ مختلفة، والجميل في الأمر أن أركون لا يخفي أبداً مديونيته الباهضة للمستشرقين، بل يجاهر بأنه لم يفهم القرآن إلا من دراسات نولدكة وطبقته، كما يقول أركون مثلاً:
((تقدم الدراسات القرآنية قد تم بفضل التبحر الأكاديمي الاستشراقي منذ القرن التاسع عشر) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 70].
ويؤكد دوماً الدعوة إلى تبني نتائج المستشرقين في نقد القرآن وشكرهم عليها، كما يقول أركون في لغة هتافية:
(لنكن متواضعين في ذات الوقت ولنعترف بمكتسبات العلم الاستشراقي وانجازاته، ولذا فإني أحيي بكل اعتراف بالجميل جهود ومكتسبات رواد الاستشراق) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 32].
وحاول أركون أن يعرض قائمة بأسماء الدراسات التي طورت الدراسات القرآنية (يعني بالتطوير محاولة إثبات أن نص القرآن محرف، أو أن الموجود منه أخذه النبي محمد من التوراة والانجيل، الخ) ولكن حين عرض هذه الأسماء التي تزيد على اسم عشرين باحثاً، تفطن إلى أن كل الأسماء المذكورة هم باحثون مستشرقون! ويبدوا أنه شعر بالحرج، ولذلك وبعد عدة صفحات رجع وقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(كنت قد ذكرت آنفاً لائحة بأسماء الباحثين الرواد، الذين ساهموا في الدراسات القرآنية بشكل علمي، وأدوا إلى تقدمها، وإلى تقدم معرفتنا العلمية بالقرآن، وربما كان القارئ قد لاحظ أني لم أذكر إلا أسماء مستشرقين، وعدم ذكري لأي مفكر مسلم يكفي لإلغاء دراستي هذه، أو الحط من قيمتها في نظر المؤمنين الأرثوذكسيين) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 39].
ولا يتوقف الأمر عند القرآن بل حتى العقيدة الإسلامية (التي يسميها التيولوجيا) يرى أنها تحتاج لإعادة نظر بعد أن درسها المستشرقون، كما يقول أركون:
(فيما يخص الإسلام، فإننا نجد أن أعمال هنري لاوست وهنري كوربان؛ تكفي للإقناع بالحاجة الملحة إلى افتتاح تفكير تيولوجي آخر ومختلف قائم على أسس جديدة كلياً) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 121].
والتيولوجيا في نظر أركون هي كما يقول (علم أصول الدين يطابق ما نسميه اليوم بالتيولوجيا) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 171].
وهكذا فإن أصول الدين تحتاج عند أركون لإعادة قراءة بعد أبحاث المستشرقَين لاوست وكوربان.
حسناً .. لماذا يرفض المسلمون دراسات المستشرقين التشكيكية حول القرآن؟ هذا سؤال أرّق اركون، وطرحه في أكثر من موضع من كتاباته، وهو يرى أن المسلمين يرفضون هذه الدراسات الاستشراقية لأنها لا تدعم الأساطير التي يؤمنون بها! كما يقول أركون:
(من هنا نفهم السر في رفض المسلمين، بالأمس واليوم، للعلم الاستشراقي المطبّق على دراسة الحديث والسيرة والقرآن، فهذا العلم يحط من قدر المعرفة الأسطورية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 175].
ويتحدث أركون بلغة حزينة مأتمية شفقةً على المسلمين لماذا يرفضون دراسات المستشرقين التي تشكك في القرآن، كتب أركون في هذه الشأن مقطوعات رثاء مبكية فعلاً، يرثي فيها لحالة المسلمين في يقينهم بالقرآن، ورفضهم تشكيكات المستشرقين، يقول أركون:
(حتّامَ يستطيع المسلمون أن يستمروا في تجاهل الأبحاث الأكثر خصوبةً وتجديداً؟ قصدت بالطبع أبحاث العلماء الغربيين الذين يدعونهم بالمستشرقين، أقول ذلك وأنا أفكر بأبحاث نولدكة، وجوزيف شاخت، وجوينبول عن الحديث النبوي، وغيرهم كثير، كلهم متجاهلون تماماً من قبل المسلمين، أو يُهاجمون من قبل الفكر الإسلامي دون تمييز. حتّامَ يُهملون، أو يُمررون تحت ستار من الصمت، أو يحذفون كلياً من الساحة الثقافية العربية أو الإسلامية؟ هل يمكن أن يستمر هذا الوضع إلى أبد الآبدين؟ ولمصلحة من؟) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 54]
يتبع .....
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 04:29]ـ
بعد هذه المقطوعة البكائية لأركون، وهذا اللطم والتفجع على عدم قبول المسلمين لتشكيكات المستشرقين في القرآن والسنة؛ من المهم التنويه إلى أن أركون برغم أنه يتظاهر أحياناً بنقد (الاستشراق الفيلولوجي) في مقابل الانتصار لما يسميه (الاسلاميات التطبيقية) أي تطبيق كامل العلوم الإنسانية، لا الاقتصار فقط على المنهج الألسني الفيلولوجي كما اعتاد على ذلك الاستشراق التقليدي؛ إلا أنه ومع ذلك كله فهو لا يعتبر الاستشراق التقليدي تجاوز في نقد الاسلام، بل يعتبره قصر في النقد فقط!
لنأخذ أمثلة على ذلك: تجد خطاً جديداً من "بعض" المستشرقين الجدد يسعون لأن يكونوا منصفين مع الإسلام، ويتجاوزوا خطأ الاستشراق التقليدي، فتراهم يثنون على بعض جوانب الإسلام، كثنائهم على عظمة القرآن وأخلاقياته، وهذا الأمر يؤلم أركون، فهو لا يريد أي إنصاف للإسلام والقرآن، يريد المستشرقين أن يمارسوا نقداً جذرياً، تأمل معي كيف يلوم أركون هذه الظاهرة الجديدة، ويعاتبهم لارتكابهم جريمة إنصاف، كما يقول:
(نسجل هنا ظهور كتب عديدة في المكتبات الفرنسية والانكليزية وغيرها، مكرسة للاسلام التقليدي والثوري، إنها مؤلفات مجامِلة وتبجيلية، وهي تؤخر من مجئ لحظة التجديد للفكر الإسلامي) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 110].
(يُتْبَعُ)
(/)
وتجد "بعض" المستشرقين، وخصوصاً المتأخرين منهم، يحاول أن يكون محايداً في قضايا شرعية معينة، فينقل فيها أقوال علماء الإسلام دون أن يتدخل ليبدي رأياً شرعياً، باعتباره مجرد قائ من الخارج، هذا الأمر يزعج أركون جداً، فهو يحرض المستشرقين على أن لا ينقلوا آراء علماء الإسلام، ويطلب منهم التدخل وإنتاج عقيدة وفقه شرعيين، يقول أركون عن هذا الاتجاه:
(فيما يخص المستشرقين فقد لاحظنا ميلهم إلى مجرد نقل ما يقوله المسلمون عن الإسلام، من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية، بشكل موضوعي، ولكنهم لا ينخرطون في المراجعات والتجديدات المنهجية والابستمولوجية التي أصبحت ضرورية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 110].
من المزعج لأركون جداً أن يقترف المستشرق جناية الموضوعية مع الإسلام!
وهذا ليس خاصاً بالمستشرقين، بل أي مفكر غربي يكتب كلاماً فيه بعض الإنصاف للإسلام والقرآن يهاجمه أركون مباشرة، كما يقول مثلاً:
(نلاحظ اليوم ظهور تيار آيديولوجي في الغرب، يدّعي الانتماء إلى المراسيم الجامعية، والتمسك بالقيم الأكاديمية في البحث، ولكنه ينشر ويعمم في اللغات الأجنبية شعارات الخطاب الإسلامي المعاصر، وكلامه الردئ المبتذل. أفكر هنا بالمؤلفات التبجيلية التي كتبها معتنقون جدد للإسلام كروجيه غارودي مثلاً) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، ص14، وحاشية ص 43].
على أية حال .. فالمراد أن ما يصنعه أركون من نقد في بعض الأحيان للاستشراق، وخصوصاً الاستشراق التقليدي، ليس في جوهره تراجعاً عن التطاول الاستشراقي على القرآن، بل هو رغبة في زيادة التطاول، فهو مزايدة من أركون على المستشرقين، باتجاه المزيد من التهجم على القرآن، والتشكيك فيه.
ومن هذه الكتب الاستشراقية الحاقدة يبني أركون تصوراته، ولا يرى أي غضاضة في الإشادة والتنويه بها، بل يزايد عليها ويطلب منها المزيد والمزيد من التهجم.
أعتقد أن السؤال الموضوعي هاهنا: وما الإشكال في هذه الدراسات الاستشراقية التي ينوه بها أركون؟
الحقيقة أن هذا سؤال موضوعي يستحق الجواب عنه، لكن يستحيل قطعاً في هذه الورقة المختصرة عرض كل الشواهد على لا علمية هذا الطابور الطويل من المستشرقين الذي يجرجره أركون معه في كتبه، وأن دراساتهم مبنية على الشكوك المحضة والتلفيق والخلط، ومتأثرة بالمحضن الاستعماري والتبشيري الذي يمولها.
ولكن من الممكن أن نعرض نماذج مختصرة على ذلك، فلنأخذ أشهر رمز يؤكد أركون أنه لم يفهم القرآن فهماً علمياً إلا بعد قراءة كتابه، وهو تيودور نولدكة ( Theodor Noldeke) المتوفي عام 1930م، والذي دشن موسوعة (تاريخ القرآن) والذي أصله رسالته للدكتوراة التي أنجزها عام (1858م) وقد اهتم بهذا العمل وواصل تطويره شفالي وفيشر وبرجشتر، ومن بعدهم بلاشير، وغيرهم كثير.
سنأخذ عينات من هذا الكتاب المؤثر على عقول أجيال المستشرقين الغربيين، ومعيدي إنتاج الاستشراق من العرب، حيث يعتبرون هذا الكتاب أرقى دراسة استشراقية حول القرآن، خذ مثلاً نماذج من الكتاب حتى تعرف مدى الجدية العلمية:
(في حين أن سورة الفاتحة تظهِر قرباً كبيراً من الصلوات اليهودية والمسيحية، فإن لسورتي القسم –الفلق والناس- خلفية وثنية واضحة، إن الذي وضع هذه الصلوات في مكانها الحالي في القرآن أراد لها أن تكون نوعاً من جدار حماية له) [تاريخ القرآن، نولدكة، 274]
يشكك نولدكة في صحة كون الفاتحة والفلق والناس من القرآن، ويرى أن الفاتحة مأخوذة من اليهود والنصارى، والفلق والناس مأخوذتان من الوثنية العربية.
ويقول نولدكة عن آية الرجم التي نسخ لفظها وبقي حكمها:
(لا يمكن أن تكون هذه الآية المسماة آية الرجم من القرآن لأن هذه القوانين الجزائية الرهيبة لم تظهر إلا بعد موت محمد) [تاريخ القرآن، نولدكة، 276].
يفترض أن رجم الزاني المحصن عقوبة تم اختراعها بعد وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- ولذلك لا يمكن تكون آية الرجم آية منسوخة لفظاً من القرآن.
ومن المسائل التي أظهر نولدكة عناية بتفسيرها هي: ما سر اختيار ابوبكر لزيد بن ثابت ليجمع القرآن؟ ويفترض نولدكه من جملة خيالاته أن ذلك بسبب أن زيد بن ثابت شاب صغير وسيكون ابوبكر قادراً على تطويعه بخلاف الموظفين كبار السن، يقول نولدكة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أما عن شباب زيد بن ثابت فثمة تفهم عند الدارسين لهذا الموضوع، إذا ينتظر المرء من شاب مطاوعة أكبر لأوامر الخليفة، من موظف كبير في السن وعنيد) [تاريخ القرآن، نولدكة، 251].
وضمن محاولة نولدكة للتشكيك في جمع القرآن في عهد أبي بكر افترض نولدكة قصة خيالية للوصول لذلك، وهي أن قصة جمع أبي بكر للقرآن قصة تمت صناعتها وفبركتها في سياق الصراع مع عثمان بن عفان، لتجريده من منقبة السبق! يقول نولدكة:
(بعد أن اضطر المؤمنون إلى التكيف مع الحقيقة المرة، وهي أن عثمان بن عفان، الحاكم العاجز وغير المحبوب، قد أصبح الأب الروحي للنسخة الرسمية للقرآن، أرادوا، على الأقل، منطلق المساواة، أن ينسبوا لسلفه، الذي يفوقه أهمية بمقدار كبير، جزءاً مما سبق من عمل على هذه النسخة) [تاريخ القرآن، نولدكة، 255].
هكذا يلاحظ القارئ أن البحث العلمي صار رخيصاً جداً، مجرد فرضيات وخيالات وشكوك وتوجسات، دون أية براهين أو معطيات حقيقية، ويعاملون الرواية المنخولة في البخاري التي تجالد في تمحيصها فحول المحدثين، بنفس الموثوقية التي يعاملون بها رواية نسجها الأصفهاني في كتاب الأغاني ذات مساء عليل، ويضيفون لذلك ما يتيسر من توهمات؛ ويسمون هذه العشوائية تطوراً في البحث العلمي!
هذا الكتاب ذي النزعة الروائية التخيلية، أعني كتاب نولدكة عن تاريخ القرآن، هو الذي يقول عنه أركون بأنه زوده بـ"الفهم العلمي" للقرآن، ويتحسر بأن الجهود توقفت عن مواصلة مسار نولدكة!
على أية حال .. ماسبق كان عرضاً موجزاً لكيفية تشرب أركون للخطاب الاستشراقي في أسوأ صوره، وكيف أصبح يعيد إنتاج هذا الخطاب الاستشراقي في شكوكه التقليدية بصحة القرآن في نسبته إلى الله، وصحة نقل الصحابة له.
-العقدة العرقية:
يشكل (البربر) في الجزائر أحد أعمدة الإسلام الذين نصروه واعتزوا به، وكان منهم فقهاء تضلعوا في العربية والعلوم الشرعية، وواسطة العقد في هؤلاء فقيه الإصلاح الشيخ عبدالحميد بن باديس، وكان البربر –أيضاً- من أول من رفع راية الجهاد في سبيل الله ضد الاستعمار الفرنسي ومن أشهرها ثورة المقراني، ولهم فضائل ومناقب كثيرة لا يجحدها إلا مكابر.
ولكن كان هناك في الجزائر "بعض" الصراعات العرقية النابعة من شُعب الجاهلية والتي شجعها الاستعمار الفرنسي بكثافة لاستغلالها في بسط هيمنته، ونشأ في ثنايا هذه الظروف اتجاه علماني بربري حاقد لديه عقدة عرقية ضد الإسلام واللغة العربية باعتبارها دين ولغة العرب.
والحقيقة أن قراءة سلوكيات أركون تجاه القرآن واللغة العربية، ومشاعره التي نقلها عن نشأته؛ توحي بأنه كان يعاني من هذه العقدة العرقية ضد الإسلام واللغة العربية، يحكي أركون عن نفسه أنه (عندما انتقل إلى قرية عين الأربعاء واجه لأول مرة التهميش والازدراء لكونه ليس من الناطقين بالعربية ولا من الناطقين بالفرنسية، وكان عليه أن يعالج هذا الصراع الداخلي لهذا التمييز، سواءً كان هذا الرفض بسبب النظام الاستعماري، أو بسبب صراع المكانة الاجتماعية المختلفة بين الجزائريين العرب والجزائريين البربر).
[ U. Gunther, Mohammed Arkoun, p.127]
ولذلك تجد كثيراً لدى أركون لمز اللغة العربية بسبب ارتباطها بالمفاهيم العقدية القرآنية، ويرى أنها مفاهيم ثقيلة تقيدها، في مقابل تفخيم شأن الفرنسية وحيويتها، يقول مثلاً:
(سوف يشيعون في الوقت ذاته العقبات المعرفية المتعلقة بالإرث اللاهوتي الثقيل للغة التي اختارها الله في القرآن، كانت هذه المحاجة قد ضغطت دائماً بشكل إيجابي لصالح التصور الذي يمتلكه العرب-المسلمون عن الدين واللغة) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 41]
وقد شرح مالك بن نبي –رحمه الله- شيئاً من ظروف ومعطيات تلك المرحلة، وكيف كانت المؤسسة الاستعمارية الفرنسية تغذي المشاعر العرقية لدى البربر ضد الإسلام، لصناعة ذراع بربري يخدم أغراضها الاستعمارية، يقول مالك بن نبي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(بدأت باريس تعد عدتها لاستقبال زوار معرض المستعمرات، افتتح المعرض بعد أسابيع، وكان الزائر الذي يدخل من الباب الرئيسي يشاهد على يساره جناحاً لـ"الآباء البيض"، تعرض فيه نسخ العهد القديم والجديد، ويوزع فيه كتاب بعنوان "الرسائل الجزائرية" يتناول صاحبه المحامي الجزائري التقاليد الاسلامية بنقد فيه التشويه والتشنيع، كأنما أراد به الزلفى لدى الآباء البيض، وكان الأمر الأهم في المعرض بالنسبة للزوار الجزائريين كان بلا ريب كتاب "الرسائل الجزائرية" لأنه يندرج في تلك الملابسات التي كانت فيها الإدارة الاستعمارية تهئ "الظهير البربري" كخطوة أولى لتنصير مراكش) [مذكرات شاهد للقرن، مالك بن نبي، 228 - 232، مختصراً].
وهذه العقدة العرقية التي كان يعانيها أركون ضد العرب ولغة العرب ودين العرب؛ ربما تكون هي التي دفعته بشدة إلى تبني الهوية الفرنسية (هوية الغالب) للانتقام من الهوية العربية (هوية المغلوب)، وتشرب أركون للهوية الفرنسية بكل مكوناتها وأحاسيسها عملية غريبة فعلاً، وهي تستحق دراسة نفسانية، حتى أن أركون يتمثل نفس مشاعر الغرور الفرنسية في مواجهة بقية الهويات الغربية، ففي أحد كتبه التي ترجمت من الفرنسية إلى الانجليزية يمارس فيها ذات الاستعلاء الفرنسي التقليدي على القارئ الانجلوساكسوني، حيث يقول فيها مخاطباً الناطقين بالانجليزية:
(القراء باللغة بالانجليزية قد يكون يكونون أقل ألفة لهذه المفاهيم من القراء باللغة الفرنسية، وهذا عائد لكون الطلاب في المدارس الفرنسية يدرسون شيئاً من الفلسفة في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية).
[ M. Arkoun, The Unthought in Contemporary Islamic Thought, 2002, pp. 15-16]
حتى أمريكا وبريطانيا واستراليا وكندا الخ لم تسلم من مزايدة أركون على الفلسفة الفرنسية، والنمط الفرنسي في المعرفة والفكر والتعليم!
ولكن العبودية تظل عبودية، والرق يظل رقاً، فحين نستعيد التاريخ ونتذكر أنه في الوقت الذي طُرِدت فرنسا وانتهى استعمارها للجزائر عام 1962م لم يكن أركون حينذاك صغيراً، بل كان عمره آنذاك 34 سنة، أي أنه عاش ثلث قرن تحت إهانة الاستعمار الفرنسي لهويته الجزائرية، ومع ذلك يتشرب هوية المستعمر بطريقة في غاية الغرابة.
كيف يبلغ الوضع بالمرء أن يحتضن في قلبه سيف من استعمره؟ لا أشك أن أركون كان مصاباً بمتلازمة استوكهولم ( Stockholm Syndrome)، ولذلك حين انتقده بعض الفرنسيين لمقالته عن قضية سلمان رشدي عام 1989م؛ طاش لبه وأصابته نوبة غضب غريبة، لماذا؟ لأنه يستنكر كيف يطعنون في ولائه للفرنسيين؟ وقد شرح ذلك مطولاً في كتابه (الإسلام، أوروبا، الغرب) وقد قال فيه كلاماً ذا دلالات عميقة على عمق مشاعر العبودية والرق التي يعيشها أركون في علاقته مع الفرنسيين، حيث يقول:
(في الوقت الذي دعوا إلى نبذي وعدم التسامح معي، راحوا يدعون للتسامح مع سلمان رشدي، وهذا موقف نفساني شبه مرضي، أو ردّ فعل عنيف تقفه الثقافة الفرنسية في كل مرة تجد نفسها في مواجهة أحد الأصوات المنحرفة لبعض أبناء مستعمراتها السابقة، لقد عشت لمدة شهور طويلة بعد تلك الحادثة حالة المنبوذ، يمكن للفرنسي الأصلي أن ينتقد أشياء كثيرة دون أن يحاسبه أحد، لكن الفرنسي ذا الأصل الأجنبي مُطالَب دائماً بتقديم أمارات الولاء والطاعة والعرفان الجميل) [الاسلام أوروبا الغرب، أركون، 105]
على أية حال .. هذه العوامل الثلاث –في تقديري الشخصي- هي من أهم العوامل التي صاغت تفكير أركون وحركته بهذا الاتجاه، وهي الطفولة الكنسية، والتشرب الاستشراقي، والعقدة العرقية.
لننتقل الآن إلى محاولة فهم الدور الذي لعبه أركون في فرنسا بعد ذلك.
-مفكر أم سياسي؟:
في أواسط عام 1426هـ تقريباً التقيت بمفكر فرنسي مشهور متعاطف مع الحركات الإسلامية ويتحدث العربية، وطوال اللقاء لم أسأله إلا سؤالاً واحداً: ما هو موقع أركون في الساحة الثقافية الفرنسية؟ فتحفظ في الجواب أولاً، ثم قال كلاماً معناه أن أركون يعرض خدماته على الحكومة لخدمة أهدافها الثقافية، هذا معنى كلامه ولا أتذكر عبارته بالضبط.
منذ قال لي هذا المفكر هذه العبارة، بدأت أتنبه لمعطيات كثيرة لم أكن أتنبه لها مسبقاً حول شخصية أركون والدور الذي يقوم به. فمثلاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما سبب الكثرة المفرطة للجان الحكومية الفرنسية التي يعمل فيها أركون؟ لماذا توظفه الحكومة بهذا الشكل؟ ومنها لجنة الحكماء العشرين التي وضعه شيراك فيها، والتي أقرت منع النقاب، ودافع هو عن هذا القرار الإجرامي في وسائل الإعلام.
ما سبب كون أركون يكثر في كتبه من القول بأن هذا مشروع ضخم، ولكنه يحتاج إلى باحثين ومؤسسات، وسيكون له دور كبير في علمنة المسلمين، الخ هذه الرسالة التي توحي بطلب التمويل يوجهها لمن؟
ماسبب كون أركون يدخل بنفسه على المسؤولين الفرنسيين الكبار يطالب بإقامة مؤسسات بحثية لمشروعاته كما يقول عن نفسه (طلبت لقاء "ميتران" في قصر الاليزيه لكي أشرح له ضرورة تأسيس معهد كبير للدراسات الإسلامية في فرنسا على غرار المعهد الكاثوليكي أو المعهد البروتستانتي) [صحيفة الراية القطرية، 21فبراير2010]
ما سر هذا النفوذ لأركون في المؤسسات الأكاديمية الفرنسية حتى أنه يملك الترشيحات للمفكرين العرب الذين ينسجمون مع توجهاته؟
يذكر بعض المراقبين أنه لما انتشر في المغرب علاقة أركون بالتمويلات الفرنسية نشط كثير من المرتزقة في الثناء على أركون ومحاولة الارتباط به، وقد نقل هذه الظاهرة المخزية المفكر الإسلامي المغاربي محمد بريش، فحين بدأ يلمع نجم أركون مطلع الثمانينات لفت ذلك نظر الدكتور بريش، فبدأ برصد كتاباته باللغة الفرنسية وحضر دروسه بل وذهب لبعض أقاربه وسألهم عنه، ثم أنجز دراسة بدأ بنشرها على شكل حلقات في مجلة الهدى، وعمر هذه الدراسة الآن أكثر من ربع قرن! يقول الدكتور بريش شارحاً ظروف بحثه:
(هذه الورقات حررت سنة 1985 ميلادية، كانت الغاية منها الوقوف في وجه تيار يريد أن يحد من بلورة شعب الدراسات الإسلامية حديثة النشأة في الجامعات بالمغرب، والملاحظ من فجاءة نمو نشاط أركون على أصعدة متعددة، ولمعان إعلامي مصاحب له، أن الأستاذ قد امتطى الفرس المسرج له من منبر السربون لإنجاز بعض المهام هي في الأساس فكرية، لكنها بفضل ما حشد لها من وسائل وترويج أضحت إيديولوجية، وازداد الأمر لدي إلحاحا لما علمت أن عددا من الأساتذة يرغبون في تسجيل أطروحة الدكتوراه بإشراف الأستاذ الفاضل لمجرد الحظوة بمباركة الجهات التي تدعمه) [د. بريش، حاشية على بحث: دراسة فكر الدكتور أركون]
مفكر وباحث مشهور بحجم جورج طرابيشي يتحدث عن أركون بصيغة توحي بالنفوذ السياسي لأركون، كما يقول طرابيشي: (قُيّض لي إثر هجرتي إلى فرنسا عام 1984 أن ألتقيت أركون شخصياً وأن أحظى بموافقته لتقديم أطروحة دكتوراه إلى السوربون تحت إشرافه) [الحياة 16سبتمبر 2010]
وتزداد هذه الملاحظات السابقة تعزيزاً إذا استحضرنا الفارق الجوهري بين تعامل (السياسي الفرنسي) مع أركون، وتعامل (المثقف الفرنسي) مع أركون، فالسياسي الفرنسي شديد الاهتمام بأركون ويضعه في مناصب ولجان حكومية كثيرة، بينما المثقفون الفرنسيون لا يعيرونه اهتماماً، كما نراهم -مثلاً- شديدي الحفاوة بإدوارد سعيد، وقد روى أركون مرارته الشديد من إهمال المثقفين الفرنسيين لدراساته، واعتبارهم أن دراسات أركون ليس فيها إضافة، بل هي تكرار لما يقوله الفرنسيون أنفسهم، يقول أركون عن المثقفين الفرنسيين:
(يقولون لي –بشكل انتقادي ومعاكس-: ما الذي تفعله أنت؟ أنت تردد بشكل ناقص الأفكار والمواقع والانتقادات نفسها التي كنا نحن الغربيين قد بلورناها تجاه تراثنا الديني منذ زمن طويل، أنت لم تأت بشئ جديد، كل ما تفعله شئ تافه، مللنا منه، عفا عليه الزمن) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 23]
ويعبر أركون عن موقف المثقفين الفرنسيين وعدم احترامهم لبحوث أركون بصيغة أخرى فيقول:
(نلاحظ أن المثقفين الغربيين، أو قسماً كبيراً منهم، يحاولون جاهدين التقليل من أهمية مشروعي، بل واعتباره تحصيل حاصل) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 31].
بل وعبّر أركون عن ازدراء المثقفين الفرنسيين له بطريقة تستدر الرحمة بصراحة، حيث يقول:
(عندما قدمت هذا المشروع لأول مرة عام 1984 م لم أكن قد وصلت إلى هذا المستوى من المرارة والخيبة فيما يخص العلاقة مع الباحثين الغربيين) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 32].
(يُتْبَعُ)
(/)
حين نوازن بين عناية المؤسسة السياسية الفرنسية بأركون، في مقابل ازدراء المثقفين الفرنسيين لأركون واعتباره ليس لديه جديد ولا إضافة؛ فإن ذلك يطرح السؤال من جديد: هل أركون مفكر أم سياسي؟ هل هذا الحضور لأركون بسبب مؤهلات فكرية أم بسبب دور سياسي معين يقوم به؟
ومن تأمل هذه المعطيات السابقة ورأى التمجيد والتبجيل والتقديس الذي يريقه هاشم صالح على هوامش أركون، وكيف يصف بالعبقرية كلاماً عادياً جداً لأركون، وكيف يتظاهر هاشم صالح بالدهشة من كلام أركون العادي الذي يعرفه هاشم صالح قبل أن يقوله أركون أصلاً، وكيف وقف نفسه على ترجمة كتب أركون، برغم أن هاشم صالح قارئ جاد وليس بحاجة "فكرية" إلى هذا الدور التبعي الذي يقوم به وراء أركون؛ من تأمل ذلك كله فإنه سيتذكر حتماً عبارة الدكتور بريش، وأن هاشم صالح ليس جاداً أبداً في هذا الثناء، وإنما يبحث عن حظوة الجهات التي تدعم أركون لا أقل ولا أكثر.
ويتردد السؤال بصيغة أخرى: هل أركون "مثقف" أم مجرد "مدير ثقافي" تستعمله المؤسسة السياسية الفرنسية لترويج الآيديولوجية الفرنكفونية؟ ليس لدي جواب حاسم عن هذه الإشكالية، لكنها مجرد تساؤلات ومؤشرات تعزز ملاحظة ذلك المفكر الفرنسي.
أعتقد أننا أطلنا في استعراض الظروف التي شكلت أفكار أركون، والدور الذي يلعبه في الساحة الفرنسية، دعنا نعود إلى مناقشة بعض المكونات الفكرية لكتابات أركون.
-دعوى ابتكار (الإسلاميات التطبيقية):
يكثر أركون من القول بأنه أول من نقد الاستشراق التقليدي بكونه لم يستفد من التطور في مناهج العلوم الإنسانية، وأن أركون لهذا الغرض سبك مفهوم (الإسلاميات التطبيقية) أي التي تطبِّق جميع مفاهيم العلوم الإنسانية، في مقابل (الاستشراق الكلاسيكي) الذي يستخدم مناهج تقليدية وخصوصاً الفيلولوجيا، أو المنهج الوصفي المحض فقط، ويُغرِق أركون في الثناء على نفسه بهذا الذي يراه منجزاً وسبقاً.
ويشير أركون كثيراً إلى الفرق بين الإسلاميات التطبيقية كما يقترحها، والاسلاميات الكلاسيكية كما يعمل عليها المستشرقون، كقول أركون مثلاً:
(من أجل أن نحدد مفهوم "الاسلاميات التطبيقية" فإنه من اللازم أن نذكر بالمساهمات التي قدمتها ماسنسميه "الاسلاميات الكلاسيكية") [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 51].
ومن هذا التمدح الذي يكثر منه أركون قوله:
(دعوت إلى تجديد جذري لمنهجية الاستشراق الكلاسيكي، وإلى تطبيق أحدث مناهج العلوم الإنسانية على التراث العربي الإسلامي، ولكن لا سميع لمن تنادي، فزملائي المستشرقين لا يزالون مصرين على عدم الاكتراث) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 82].
حسناً .. عبارة (الإسلاميات التطبيقية)،مصطلحاً ومضموناً، كلها مطروقة قبل أركون، ولم يأت بجديد، بل هوكلام مستهلك.
فأما عبارة (الإسلاميات التطبيقية) من حيث المصطلح، فهي كانت مجرد تطبيق مباشر لفكرة الفرنسي باستيد، وليس فيها أي ابتكار، فبعد أن أصدر الانثروبولجي الفرنسي باستيد كتابه الشهير (الانثروبولوجيا التطبيقية) عام 1971 كتب أركون بعده مقالة بعنوان (في الاسلاميات التطبيقية) عام1976.
يشير الدكتور واردينبيرج -المتخصص في الإسلاميات- إلى ذلك، ويلمح إلى أن هذا المفهوم تحصيل حاصل، فيقول:
(أركون ربما سبك تعبير "الإسلاميات التطبيقية" بالقياس إلى تعبير "الانثروبولوجيا التطبيقية"، والتي كان الانثروبولوجي الفرنسي روجر باستيد أنتجها. بطريقةٍ ما، كل الاسلاميات، التي ليست أكاديمية نظرية، تشكل نوعاً من المعرفة "التطبيقية"، علاوةً على ذلك حتى المعرفة النظرية تلعب دوراً في المجتمع، وفي العلاقة بين الناس من مجتمعات مختلفة)
[ J. Waardenburg, Islam: historical, social, and political perspectives, p. 156 ]
ويقول الدكتور كريستين –محاضر الدراسات الإسلامية في كلية الملك في لندن- في بحثه عن الإسلام والتهجين الثقافي حين تعرض لأركون:
(برنامج "الإسلاميات التطبيقية" تم طرحه أولاً في عام 1973، ثم استفاض فيه أركون في مقالة بعنوان "لأجل إسلاميات تطبيقية" عام 1984. بينما كان هذا اللقب مأخوذاً من روجر باستيد "الانثروبولوجيا التطبيقية" عام 1973، فإن البرنامج التصوري يعتمد على الاستعارة من نطاق واسع من منجزات العلوم الإنسانية الغربية في القرن العشرين).
(يُتْبَعُ)
(/)
[ C. Kersten, Islam, cultural hybridity and cosmopolitanism, JIGS]
وفي أول دراسة طرحها أركون في باريس عن مفهوم الإسلاميات التطبيقية؛ عقد فقرة بعنوان (مفهوم الإسلاميات التطبيقية) ابتدأها باقتباس مكون من أربعة أسطر من كتاب روجر باستيد (الانثروبولوجيا التطبيقية) مستنداً إليه في توضيح الفرق بين العلم والتطبيق، ثم قال أركون:
(لن نستعرض هنا كل التحليلات التي قدمها روجيه باستيد، لكننا ندعو القارئ بإلحاح إلى العودة إليها) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 54].
حسناً .. دعنا الآن من استعارة أركون للمصطلح من باستيد بشكل حرفي ومباشر، ولننظر في المحتوى والمضمون للفكرة، وهي نقد الاستشراق التقليدي بكونه متخلف عن ثورة العلوم الإنسانية، فهذه الفكرة –أيضاً- مطروقة قبل أركون، ففي الخمسينات والستينات كانت العلوم الإنسانية مزاج العصر، وكُتِب عن ذلك في شتى الاتجاهات.
وفي تقديري أن النقد الأهم هو ورقة عالم الاجتماع المصري (أنور عبدالملك) التي نشرها مطلع الستينات ونقد فيها الاستشراق التقليدي في جملة قضايا ومنها تخلف الاستشراق التقليدي عن تطور مناهج البحث العلمي في العلوم الإنسانية، وكان لهذه الورقة أصداءً حادة في الطرفين المؤيد والمعارض، وسماها بعض المراقبين الطلقة الأولى في نقد الاستشراق، والمؤرخون لنقد الاستشراق، وما يسمى (مدرسة النقد مابعد الكولونيالي) يشيرون دوماً إلى ورقة أنور عبدالملك باعتبارها افتتاحية هذا الاتجاه.
ففي شتاء عام 1963 نشر أنور عبدالملك أطروحته (الاستشراق في أزمة) في مجلة (ديوجين)، وهذه الورقة التاريخية تضمنت أربع قضايا أساسية: أثر المحضن الاستعماري لأبحاث الاستشراق، وخلل المستشرقين العلمي في طريقة جمع المعلومات والبيانات عن الشرق، وأن التحولات الدولية الجذرية (حركات التحرر، وظهور القوميات والدول الاشتراكية، الخ) تستوجب إعادة فهم الشرق من جديد، وقصور أدوات ومناهج الاستشراق عن تطور العلوم الإنسانية والاجتماعية.
ومما جاء في ورقة أنور عبد الملك قوله:
(أصبح المختصون –بل حتى عموم الناس- واعين فجأةً بالفجوة الزمنية، ليس بين علم الاستشراق والمادة المدروسة فقط، ولكن –أيضا-ً بين مفاهيم ومناهج وأدوات العمل في العلوم الانسانية والاجتماعية وتلك المستعملة في الاستشراق، الاستشراق التقليدي وجد نفسه غير متواكب مع تطور البحث العلمي، من أجل ذلك يجب التفكير في مجمل الإشكالية بصورة جديدة)
[ A. Abdel-Malek, Orientalism in crisis, Diogenes, 1963, p.112]
وكان هذا هو روح تلك المرحلة أصلاً، حتى أنه في نفس الفترة التاريخية فإن مؤتمر المستشرقين غير اسمه من الاستشراق إلى العلوم الإنسانية، كما ينقل الباحث هوبينتي في بحثه عن ماضي وحاضر الاستشراق فيقول:
(في باريس في 1973 غير المؤتمر عنوانه من "المؤتمر الدولي للمستشرقين" إلى "المؤتمر الدولي للعلوم الإنسانية في آسيا وشمال أفريقيا")
[ T. Hubinette, Orientalism past and present]
لكن هناك طبعاً فارق جذري بين دعوة أنور عبد الملك المبكرة، ودعوة أركون اللاحقة، فأنور عبد الملك يرى أن ثورة العلوم الإنسانية والاجتماعية تفضح تجني الاستشراق على المسلمين، بينما أركون يرى أن ثورة العلوم الإنسانية تفتح المزيد للمستشرقين لإدانة المسلمين وتاريخهم وقرآنهم.
الوعي بتخلف مناهج المستشرقين عن ثورة الانثروبولوجيا أول من طرحه -فيما أعلم- هو الرائد أنور عبدالملك، ولكن شتان بين من يرى أن التطور العلمي يكشف تجني المستشرقين، وبين من يرى أن التطور العلمي يتيح المزيد من التجني للمستشرقين.
فلا أدري سر هذا التمدح الذي أصم أركون آذاننا به، طالما أن المصطلح والمضمون، كلاهما؛ مسبوقان، وبكثافة؟!
-إشكالية تطبيق العلوم الإنسانية على الوحي:
بغض النظر عن كون أركون مسبوق بنقد تخلف مناهج المستشرقين عن تطور العلوم الإنسانية، وبغض النظر عن كون أركون لم يقدم أي تطبيق حقيقي منظم لهذه الدعوة، بغض النظر عن ذلك كله؛ إلا أن هناك في هذه الدعوة الأركونية ثلاث إشكاليات قاتلة لم يستطع أركون ولا مشايعوه تقديم أي جواب مقنع حولها، وهي (الاستعمال الاستسلاحي، إهدار هامش التحيز، وتغييب خلافية المفاهيم) وسنستعرضها فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
-الإشكالية الأولى: استعمال أركون لمفاهيم العلوم الإنسانية هو استعمال (استسلاحي) وليس استعمال (علمي) بتاتاً، أعني أنه لا يستخدم هذه المفاهيم العلمية للوصول لتفسير "علمي" لقضايا التراث، وإنما يستعملها كأسلحة وذخيرة للنكاية بما يسميه الإسلام السياسي، فالنتيجة موجودة مسبقاً، وإنما شعار العلوم الإنسانية هاهنا مجرد (استغلال) لوهج تطورها المعاصر.
أعني أن تحويل العلوم الإنسانية إلى أدوات قتالية ضد القرآن، هذا صنيع عقلية تبحث عن إحراز أهداف حركية/علمانية وليست تبحث عن العلم، ولذلك كان شحرور يدعي أنه يستخدم الرياضيات (نظرية المجموعات) ضد الخطاب الشرعي، وكان الماركسيون يدعون أنهم يستعملون الاقتصاد ضد الفكر الاسلامي، ونصر ابوزيد يدعي أنه يستخدم الهرمنيوطيقيا، وكل هذا دجل خالص وإنما هو استغلال علمانوي لأجزاء من بعض العلوم للتظاهر بالعلمية، وهكذا.
ونتيجةً لهذا التوظيف العلمانوي للعلوم الإنسانية تجد أركون يستبعد من العلوم الانسانية ما يتعارض مع آيديولوجيته العلمانية، كمثال على ذلك: أية أبحاث في علم النفس تثبت أثر الإيمان بالغيب على الاستقرار النفسي والتطور فإنه يتحاشاها، لأنه يبحث عن ما يدين هذه الغيبيات لا ما يعززها، وهكذا أي أبحاث إنسانية تثبت عظمة النص القرآني يستبعدها، لأنه يريد إدانة القرآن فقط.
الطريف في الأمر فعلاً أن أركون يعيب على الإسلاميين أصحاب مشروع (أسلمة المعرفة) الذي تبناه المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ويرى أن جهدهم هو (أدلجة للعلوم الإنسانية) لأنهم يستخدمونها في سبيل خدمة الفكر الإسلامي، بينما ما يقوم به أركون من أدلجة للعلوم الإنسانية واستعمالها في محاربة الفكر الإسلامي، فإنه يرى ذلك كله لا صلة له بالأدلجة!
وبسبب هذه العقلية القتالية المستعجلة فإن تصور أركون لمفاهيم العلوم الإنسانية، وتصويره لها؛ هو تصور تبسيطي ومختزل وتغلب عليه النزعة العدائية بسبب أنه قرأ هذه المفاهيم ليس بعقلية موضوعية تنشد العلم، وإنما قرأها تحت ضغط التفتيش عن أي سند لتهديم القرآن، وأي قارئ لكتاب موجز في اللسانيات أو الانثروبولوجيا أو القانون أو الاقتصاد ونحوها يدرك مباشرة حجم الاختزال والتسطيح الذي يمارسه أركون حول مفاهيم العلوم الإنسانية، وهوعرض فوضوي وفيه كثير من الخلط.
خذ مثالاً على تبسيطية وتسطيح مفاهيم العلوم الإنسانية لدى أركون، يقول:
(إن معارفنا التقليدية غير الدقيقة ينبغي تجاوزها كما ينصحنا بذلك غاستون باشلار) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 44].
سألتك بالله هل رأيت تسطيحاً أكثر من ذلك؟! تجاوز "المعرفة غير الدقيقة" هذه بدهية لدى كل المفكرين في كل الحضارات، وليست هذه فكرة لباشلار!
هذا لا يختلف عن شخص يقول لك: (الشيخ ابن باز يقول يجب أن نؤمن بالاسلام)! الإيمان بالإسلام بدهية عند كل علماء المسلمين.
ثم ما هذه الصيغة التربوية في عرض فكرة باشلار "كما ينصحنا بذلك باشلار"؟!
العلوم الانسانية المعاصرة علوم غزيرة وفيها تفاصيل هائلة متفاوتة، وهذا الاستعراض العشوائي السطحي لبعض مفاهيمها في كتابات أركون هو عرض ضار للمعرفة والعلمية، ويقوض الثقافة بشكل عام.
ولذلك حين قرأت مرةً قول الناقد علي حرب (صاحب الحواشي والهوامش على مشروعات الفكر العربي!) ورأيت كيف انخدع بتلخيصات أركون المختزلة تألمت كثيراً لتدهور ما يسمى الفكر العربي إلى هذا الدرك، يقول علي حرب:
(لا بد أن أعترف بأني ممن يتوفرون على قراءة أركون ومطالعة كتبه وتتبع نتاجه، وأنا أفيد منه فائدة مزدوجة، يتمثل وجهها الأول في اطلاعي من خلال قراءته على مالم يتح لي الاطلاع عليه من نتاجات الفكر الغربي المعاصر، ذلك بأن أركون يستعرض في مقالاته معظم الكشوفات الراهنة في علوم الإنسان) [نقد النص، علي حرب، 71].
يا حسرةً على من يسمون أنفسهم "المفكرين العرب"! صار يتلقى العلوم الإنسانية من تلخيصات أركون العشوائية والمليئة بالخلط والتشويه الآيديولوجي، ثم لا يجد في نفسه غضاضة أن يذم التقليد ويدعوا للاجتهاد ويشنع على طلاب العلوم الشرعية أنهم "عقول نقلية"!
(يُتْبَعُ)
(/)
-الإشكالية الثانية: أركون يتجاهل ويتهرب بشكل مستمر من المشكلة الجوهرية المطروحة حول (تحيز العلوم الإنسانية الغربية)، لا يستطيع القارئ الموضوعي أن يخفي رثاءه وهو يرى تعامل أركون مع مفاهيم العلوم الإنسانية باعتبارها أطعمة مسبقة الصنع جاهزة للتناول مباشرة.
ومشكلة التحيز في الانثروبولوجيا الغربية مشكلة عميقة استدعت الكثير من التأكيد من كثير من المفكرين النابهين، تأمل فيما يقوله الراحل ادوارد سعيد منذ نهاية السبعينات عن حجم التسييس في العلوم الاجتماعية:
(بل إن العلوم السياسية وعلم الاقتصاد وعلم الاجتماع في الدراسات الأكاديمية الحديثة هي علوم آيديولوجية، ومن هنا كان التسليم بأن دراساتهم دراسات "سياسية") [الاستشراق، ادوارد سعيد، ت عناني، 54].
ولذلك فإن الدكتور المسيري مطلع التسعينات قاد انتفاضة ثقافية (طبقاً لتعبير هويدي) للكشف التفصيلي عن جوانب التحيز في العلوم الإنسانية الغربية المعاصرة، وتمخض عن هذه الاجتماعات والمؤتمرات التي نفذوها في الرياض ثم القاهرة أن جمعوا خلاصة أبحاثهم في (سبعة مجلدات) كان عنوانها العام (إشكالية التحيز) وهي مطبوعة، وقد روى المسيري قصة تلك الاجتماعات ومن حضرها من المفكرين السعوديين بشكل خاص في بداية المشروع في كتابه (رحلتي الفكرية، ص456). ومما قاله المسيري في الخطاب الذي وجّه للمشاركين في المؤتمر:
(ثمة إحساس غامر لدى الكثير من العلماء العرب بأن المناهج التي يتم استخدامها في الوقت الحاضر في العلوم العربية والإنسانية ليست محايدة تماماً، لعله قد حان الوقت لكي يتم الإفصاح عن هذه الاجتهادات الفردية بشكل أكثر وضوحاً وتحديداً) [رحلتي الفكرية، المسيري، 457].
ومن أكثر المفكرين السعوديين وعياً بقضية التحيز في العلوم الإنسانية الغربية الناقد الأدبي الدكتور سعد البازعي، وهوعلامة بارزة في هذا المجال، ومن كتبه المهمه في هذا السياق: كتاب استقبال الآخر 2004، وكتاب المكون اليهودي في الحضارة الغربية 2003. وقد اعتنى د. البازعي بتحليل التسليم المطلق بفكرة عالمية المناهج والمفاهيم الغربية، وربما العيب الوحيد في كتابات البازعي هو الوقار الأكاديمي المفرط الذي يحرم شريحة كبيرة من القراء من الاستفادة من كتاباته.
بل حتى المستشرقين التقليديين أنفسهم أكثر وعياً من أركون بمشكلة التحيز في العلوم الإنسانية، فهذا مكسيم ردونسون أحد أشهر المدافعين عن الاستشراق ضد نقاده، ومن خصوم ادوارد سعيد، ومع ذلك يقول عن تحيز العلوم الإنسانية:
(العلوم الاجتماعية والإنسانية -مثلاً- مشروطة بالمجتمع الذي يعيش به المؤلف، وبأفكار عصره بالذات، وبأفكاره هو) [مكسيم رودنسون، حوار أجراه حسين الشيخ ونشر في مجلة أرابيسك]
-الإشكالية الثالثة: هذه العلوم الإنسانية، أوبشكل أدق كثير من مفاهيم العلوم الإنسانية، هي مفاهيم خلافية بشكل حاد، وليست حقائق مثبتة معملياً.
خذ مثلاً على ذلك أحد أكثر مصطلحين يدوران في كتابات أركون وهو مصطلح "التفكيك"، فهو مفهوم خلافي كلياً، فبينما يرى أركون أن التفكيك مفهوم علمي جبّار، ومن أعظم منجزات العلوم الانسانية، ويجب استخدامه عاجلاً في حفر التراث، تجد مفكرين غربيين كثيرين يغالون في الاستهتار بمفهوم التفكيك وأنه عبثي، ربما أكثر من قرأت له من هذا الاتجاه الناقد الايطالي المشهور إمبرتو إيكو، فقد وصل به الإزراء لمفهوم التفكيك أن اعتبره حالة "هرمسية"، وأن اعتبار التأويل لا متناهي يقتضي أن كل الأفكار صحيحة حتى لو تناقضت، وهذا يقوض مبادئ العقلانية المؤسسة للحضارة الغربية (التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، إمبرتو إيكو، ترجمة بنكراد).
الفيلسوف الأمريكي المشهور والمعاصر "جون سيرل" سبق أن تحدث بتهكم عن تفكيكية دريدا وأسلوبه في الكتابة، يقول سيرل:
(ميشيل فوكو ذات مرة صوّر أسلوب درّيدا بأنه يمارس "إرهاب الغموض"، نص دريدا مكتوب بلغة غامضة جداً لدرجة أنك لا تستطيع أن تستنتج بالضبط ماهي الأطروحة؟، لذلك هو "غامض"، وبعد ذلك إذا أراد الشخص أن ينتقد الكتاب سيقول له دريدا: "أنت أسأت فهمي، أنت مغفل"، لذلك هو "إرهابي")
[ J. Searl, The word turned upside down, NYRB, 1983]
(يُتْبَعُ)
(/)
والحقيقة أن هذه العبارة المتضمنة لتندر الفيلسوفين فوكو وسيرل بأطروحة دريدا عبارة شائعة في هذا المجال، والمراد من ذلك فقط طرح نموذج كاشف لحجم الخلاف داخل هذه السياقات الفكرية، مما يجعل شعار الاستعجال في تطبيق الإنسانيات على الوحي شعار فيه فهم متواضع لواقع الانثروبولوجيا الغربية، ومافيها من النزاع حول هذه المفاهيم ذاتها.
بل يصل أمر الجدل الخلافي داخل الانسانيات إلى تولُّد صراع سياسي حول اتجاهات العلوم الإنسانية، فكل مدرسة سياسية تدعم التيارات والمدارس الانثروبولوجية التي تحقق أغراضها، وهذه الظاهرة واقعةٌ باعتراف أحد المبهورين بالغرب ذاته، كما يقول هاشم صالح في اعتراف أليم:
(من المعروف أن آيديولوجيا اليمين الفرنسي، انظر جريدة الفيغارو وكل المؤسسات الضخمة الملحقة بها، تحارب بعنف العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة، وخصوصاً إذا كانت ذات توجه يساري وتحرري عميق، فهي تروج –مثلاً- لأفكار ريمون بودون، عالم الاجتماع الرسمي المرتبط بالأجهزة الشرعية، وتحارب بيير بورديو الخارج على شرعية اليمين والمفكك لآيديولوجيته) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، هامش لهاشم صالح، 178].
لاحظ أن المفكرين الفرنسيين الكبار، مثل بورديو وريمون، خاضعون لتجاذبات سياسية، بكل ما تملكه تلك القوى من مؤسسات ضخمة، لو تأمل أركون ومشايعوه بشكل كافٍ في مثل هذه الظواهر لاستوعبوا إشكالية أن العلوم الانسانية الغربية هي استجابة أولاً لإشكاليات العقل الغربي وظروفه ومطامحه وتوازناته، وبالتالي فهي مفاهيم خلافية، وفيها احتمالات واسعة للتحيز، و وهذا يفرض جهداً مضاعفاً في فحص مفاهيم العلوم الغربية، وليس الاندفاع في الهتاف بضرورة تطبيقها مباشرة كما يصنع أركون.
وربما يتضح الفرق أكثر لو قارنّا تسطيح أركون للعلوم الإنسانية، مع مفكرين عرب آخرين تعاملوا مع العلوم الإنسانية بجدية وعلمية، خذ مثلاً الدكتورة المعروفة يمنى الخولي في كتابها (مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها) عام 1990، فقد تعاملت مع العلوم الإنسانية في أساساتها المعرفية ذاتها وناقشتها بجدية، فإذا قارنا ذلك بالتسطيح الأركوني استبانت الصورة بشكل أوضح.
على أية حال .. هذه الإشكاليات الثلاث (الاستعمال الاستسلاحي، وإهدار هامش التحيز، وتغييب خلافية المفاهيم) لم يجب عنها أركون، ولا مشايعوه، إلى الآن، وإنما هم في غاية الاندفاع وبطريقة هتافية لتطبيق العلوم الإنسانية على القرآن حتى نتخلص منه ونصل للحداثة!
كم هو مثير للشفقة أن ترى أركون ومشايعيه لا يتحدثون إلا عن (تطبيق، تنفيذ، تفعيل) مفاهيم العلوم الإنسانية، وكأننا عبيد مسترقّون لا حق لنا في مناقشة هذه المفاهيم الغربية، أصبحت مهمتنا فقط أن نبادر، وعلى وجه الاستعجال، إلى تطبيق هذه المفاهيم الانثروبولوجية على التراث.
حسناً .. توقفوا قليلاً، أليس من حقنا قبل أن نندفع في تطبيق هذه المفاهيم أن نناقش مدى علميتها وموضوعيتها؟ أليس من حقنا أن نقترح مفاهيم بديلة؟ أليس من حقنا أن نعدل بالإضافة والحذف والشطب في عناصر هذه المفاهيم لتتوافق مع قناعاتنا؟
أركون ومشايعوه يريدون منا أن نكون (مندوب مبيعات) دورنا فقط هو توصيل (منتجات الانثروبولوجيا الغربية) إلى المستهلكين بأوسع نطاق ممكن، ولا حق لنا كمندوبي مبيعات الاعتراض على مواصفات المنتج، فهذا حق حصري للمصنع الغربي فقط!
والمراد أن مواجهة خطاب أركون وزمرته يجب أن تكون مواجهة مزدوجة: تخليص التراث الإسلامي من تحريفهم إياه لإسقاطه، وتخليص العلوم الإنسانية من تحريفهم لها لخدمة أغراضهم العلمانية التقليدية.
-بحوث "يجب أن نبحث":
منذ السبعينيات وأركون يقول لدي برنامج عمل لتطبيق العلوم الإنسانية، يجب أن نطبق العلوم الإنسانية، يجب أن ندشن، يجب ويجب ويجب .. الخ. منذ أربعين سنة وهو يردد وجوبيات البحث، ولكنه لم يبحث فعلاً.
حسناً .. تفضل يا أركون وقدم لنا تطبيقاً للعلوم الإنسانية على التراث، لا يقدم لك شيئاً، وإنما يطرح عمومات، مع عشرات المرادفات للفظة يجب، ويفترض، وندشن، ونبدأ وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
كل مايقوله أركون هو "إعلانات بحوث" وليس "بحوث فعلية"، يبدوا أن أركون لم يفرق جيداً بين معنى قولنا (فلان بحث المسألة) وقولنا (فلان يقول يجب أن نبحث المسألة)، كل ما يفعله أركون ينتمي للجملة الثانية، وهو توزيع واجبات البحوث بأقصى كثافة ممكنة، هذا كل شئ .. خذ مثلاً بعض الأمثلة:
(بالطبع فإني لن أستطيع إنجاز هذا المشروع الكبير والعويص كله في هذه الدراسة وحدها، وإنما سوف أقدم بعض المعالم والصوى الضرورية التي لا بد منها لإنجاز مسار طويل عريض) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 86].
ويتحدث عن نصوصه البحثية فيقول:
(ليست النصوص المجموعة بين دفتي هذا الكتاب إلا معالم على الطريق الطويل والصعب، لتأسيس تاريخ منفتح وتطبيقي للفكر الإسلامي) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 11].
ويتحدث مرةً أخرى عن وجوبيات البحث:
(ينبغي أن نقوم بنقد جذري لكل التراث ضمن الخط الذي افتتحه –مثلاً- الفيلسوف بول ريكور في كتابيه: فن السرد، والزمن والحكاية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 174].
وهكذا يستمر على هذا الأسلوب، وبسبب أن كل كتاب جديد لأركون، ينتظر فيه القراء وعوده الواسعة بتطبيق العلوم الإنسانية على التراث؛ يكتشفون مجدداً أن الكتاب هو إعادة لنفس النغمة "يجب أن نطبق العلوم الإنسانية على التراث"، وبسبب ذلك فقد تعرض أركون لنقد لاذع، وقد كشف ذلك في أحد كتبه يقول:
(كان قرائي يعيبون علي دائماً أني أتوقف كثيراً وطويلاً عند الاعتبارات النظرية والمنهجية، دون أن أقدم أمثلة تطبيقية مقنعة على هذه التنظيرات) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 52].
وبدلاً من أن يقدم ما وعد به خلال أربعين سنة، راح أركون في كل كتاب جديد يلخص بعض كلام المستشرقين التقليدي في التطاول على القرآن، ويضيف إليه تعديد مجرد لطابور مصطلحات أنثروبولوجية لإيهام القارئ أن هناك شيئاً خطيراً مدهشاً يملكه أركون!
آمل عزيزي القارئ أن تستمتع بحجم التمثيل في الشاهد التالي، وتأمل محاولة خداع القارئ بأن هناك شيئاً مدهشاً خطيراً لا يستوعبه، يقول أركون:
(الذي يرسخ مجموعة أطروحات ومفاهيم مجمعة وملخصة داخل الميتافيزيك الكلاسيكي، نذكر من هذه المفاهيم: الانطولوجيا المتعالية، والزمن البروميثيوسي للتقدم المطرد، والتطور المطرد أو المثالي، ثم مفهوم التنمية بعدئذ، ومفهوم الفضاء المحسوس للإنتاجية، والعقل العلماني أو الدنيوي الذي يمنح الشرعية ثم الإدارة القمعية للأجساد الراغبة مع المونتاجات أو التركيبات الاستيهامية والهلوسية والتي تتيح ظهور الرجال العظام، أقصد الدولة والأمة القومية الحديثة) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 50].
أعرف عزيزي القارئ أنك غارق في الضحك الآن، لكن صدقني أنه لا يلجأ لمثل هذه المسرحيات الاصطلاحية إلا شخص خالي الوفاض من مضامين حقيقية يقدمها.
إذا كان هذا هو النقد الفكري فهوعملية رخيصة جداً، أستطيع أنا بالمقابل أن ألتقط من معاجم العلوم الإنسانية قافلة مصطلحات مع عبارات من مثل يجب أن نبحث وأن نستفيد من العلوم الإنسانية إلخ. ولأضرب على ذلك مثالاً يوضح سهولة التلاعب بمثل ذلك، أستطيع شخصياً أن أقول:
(إن الخطاب العلماني والليبرالي العربي، حتى في أكثر مستوياته جذرية؛ لا يزال غير قادر على التعامل بشكل صحيح مع الغرب والدولة العربية والخطاب الديني، وهذا ناتج عن تدهور ميكانيزمات الفهم نتيجة عدم استثمار فتوحات العلوم الإنسانية المعاصرة، نحن بحاجة ماسة وسريعة لتوظيف نظرية "الالتباسات المترسبة"، ومفهوم "فيتيشية السلعة"، ومحاولة فهم ما يسمى "آلية الإقفال" وعلاقتها بالتطورات الفكرية للمجتمع، الواقع اليوم يؤكد –بما لا مجال للشك فيه- دور "الاستعارات العضوانية" وآلية "الدراما المقدسة"، في صياغة أكثر المظاهر تعقيداً، لذا لا بد من التمييز الملح بين الجانسبينية المتطرفة والمعتدلة، إن فشلنا في ضبط توازنات الخطاب عائد لبعدنا عن الخصوبة التي يقدمها اليوم علم اللغة العصبي (نيورولينجويستيك) وما يمكن أن يقدمه لنا من فهم علمي لما يسمى ألسنياً "مخزن العلامات" ... الخ الخ).
ألا تلاحظ؟ العملية رخيصة جداً، وربما تسألني من أين أتيت بهذه المصطلحات؟ أبداً، التقطت من الرف بجانبي قاموساً للعلوم الإنسانية وانتزعت منه بعض المصطلحات ذات الصلة بالقضايا الفكرية، وبنفس الوقت "ذات الرنين الاصطلاحي".
طبعاً لا أنا، ولا غيري من الإسلاميين يرضى أن ينزل إلى هذا المستوى من الخداع، وإنما يتقبل القيام بهذا الدور من تنازل عن أخلاقيات العلم.
وما يكتبه أركون برغم أنه مجرد إعلانات بحوث، ففيه تكرار وإعادة بطريقة مثيرة للسآمة بشكل عجيب، فكل كلام أركون الكثير، والكثير جدا؛ لا يخرج عن إعادة تقليب وعرض متكرر لعدة مصطلحات لا تتجاوز العشرة مثل: الأسطورة، اللامفكر فيه، المخيال، الابستيما، التقديس، الأرثوذكسية الإسلامية، مجتمعات الكتاب، التاريخانية، وجوب الاستفادة من العلوم الإنسانية!
وكل كتبه التي بلغت العشرات هي تنويع وتقليب، واعادة عرض، وتكرار، وتوسيع ثم اختصار، واختصار ثم توسيع، لهذه المصطلحات المحدودة، وهكذا،
نشر بتاريخ 02 - 10 - 20
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 01:08]ـ
محمد أركون عليه من الله ما يستحقه
تبا لأذناب المستشرقين .............................(/)
عائشة -رضي الله عنها- هي أمي ... ش. سعيد السواح حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 10:44]ـ
عائشة -رضي الله عنها- هي أمي
كتبه/ سعيد السواح
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالطعن في الأولياء والأتقياء، ومحاولات الانتقاص من شأنهم، ومن مكانتهم التي يحتلونها في قلوب المؤمنين ليس بجديد؛ فمع الأيام يخرج أفاك أثيم ممن تلاعب به الشيطان، فيسب في السادة والأولياء؛ محاولاً أن ينال منهم، ومن منزلتهم! ولا يدري أن هذا الطعن لا يزيدهم إلا علوًا ورفعة، ولا يزيد الطاعنين إلا خسارًا ونكدًا!
ولا نقول لأمثال هؤلاء إلا: "موتوا بغيظكم".
والطعن لم ينشأ في هذه الآونة الأخيرة فحسب، ولم يقتصر على الطعن في الأتقياء والأولياء، ولكن هناك من طعن في الله -تعالى-، ووحدانيته، ومَن طعن في صفاته وأسمائه، ومن طعن في عدل الله وحكمته، وترى من طعن في شريعة الله المعصومة، بل وترى من طعن في خير الخلق والصفوة المختارة الذين اختارهم الله لرسالته ولدعوة قومهم إلى توحيد الله، بل وترى من طعن في الرسالات التي أنزلها الله على خير خلقه من النبيين والمرسلين.
فقط طعنوا في ربهم: ولكن الناس مع الفهم لهذا الأمر ومع طول الأمد وهم يسمعون هذا الطعن في ربهم ليلاً ونهارًا، نسوا أن يكون طعنًا؛ فما انتهى هذا الطعن في الله -تعالى-، كما نسمع ذلك من طوائف كثيرة، نسبوا إلى الله الولد ونسبوا إلى الله الصاحبة! (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة:30).
كيف تبرأ الجن ربها ممن طعن فيه ونسب إليه الصاحبة والولد: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا. وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا. وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا. وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) (الجن:1 - 5)! (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ. بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ. لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:100 - 103)؟!
فما زلنا نسمع إلى طائفة ممن يطعن في الله ويقولون: "إن الله هو المسيح ابن مريم": (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (المائدة:72).
وطائفة طعنوا في الله وقالوا: "إنه ثالث ثلاثة": (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة:73).
(يُتْبَعُ)
(/)
وطعنوا في الله ونسبوا إليه صفات النقص والعيب: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ. ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) (آل عمران:181 - 182)، (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) (المائدة:64).
بل وتجد من ينتسب إلى الإسلام ويطعن في شريعة ربه، ويطعن في حكمة الله -تعالى-؛ فيسعى للتبديل والتغيير في أحكام الله معترضًا على حكم ربه -سبحانه-.
يقول الله -تعالى-: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة:38).
فترى هذا الطاعن في شرع ربه يرى أن هذا ليس بالحكم، إنما الحكم ما يحكم هو أن السارق يسجن ولا تقطع يده، فهو بذلك يطعن في أحكام ربه وفي حكمته!
ويقول الله -تعالى-: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النور:2).
فيرى الطاعن في حكم ربه أن هذا ليس بالحكم، إنما الحكم كما يرى هو لا كما يحكم الله -تعالى-، فيرى أنه لا جلد ولا رجم على الزاني المحصن، فلو ثبت أن المرأة الزانية متزوجة فالقول قول زوجها؛ إن عفا عنها يخلي سبيلها وإن لم يعف عنها فعقوبتها السجن، أما الزاني فلا عقاب عليه، والأمثلة على هذه الطعون في الله -تعالى-، أو في صفاته أو في أحكامه وشرعه لا تعد ولا تحصى، ولكن مع إلفنا لهذا الطعن وكأننا لا نراه طعنًا فقد قتلت الغيرة في النفوس.
ويكفينا أن نرى غيرة الجمادات على التوحيد: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا. لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا. تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا. أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا. وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا. إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا. لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) (مريم:88 - 95)!
غيرة الطير على التوحيد:
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ. لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ. فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ. إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ. وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ. أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ. اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (النمل:20 - 26).
فأين غيرتنا نحن ونرى الشرك بالله قد أحاط بنا من كل جانب؟!
الطعن في رسل الله -تعالى-:
- نوح -عليه السلام-: (قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الأعراف:60).
- هود -عليه السلام-: (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (الأعراف:66).
- صالح -عليه السلام-: (قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) (الشعراء:153).
(يُتْبَعُ)
(/)
- موسى -عليه السلام-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا) (الإسراء:101).
- وقال فرعون عن موسى -عليه السلام-: (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) (الشعراء:27).
- شعيب -عليه السلام-: (قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ. وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ) (الشعراء:185 - 186).
- وقال الله -تعالى-: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (الذاريات:52).
- النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ. أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ. قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ. أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ. أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ) (الطور:29 - 33).
- (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ. وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الحاقة:40 - 43).
الطعن في الرسالات:
- (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) (الأنعام:91).
- (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) (الأنفال:31).
- (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا. وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا) (الفرقان:4 - 5).
- (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ) (الأحقاف:11).
ولقد نبهنا الله -تعالى- وحذرنا من المجالس التي يطعن فيها في شرع الله وفي آياته: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأنعام:68).
يقول الله -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) (النساء:140).
- (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) (التوبة:65 - 66).
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول لكل أفاك أثيم: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ. يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ. إِلا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ. إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ. طَعَامُ الأَثِيمِ. كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ. خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ. ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ. ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (الدخان:40 - 48).
الطعن في مريم بنت عمران -عليهما السلام-: فهذه مريم بنت عمران -عليها السلام- التي قالت لها الملائكة: (يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:42)، وقال -تعالى-: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (التحريم:11 - 12)، وقال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ) (رواه البخاري ومسلم).
فهي لم تسلم من طعن اليهود فيها: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا. وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا) (النساء:155 - 156).
فقد رموها بالزنا والبغي: (قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا. يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) (مريم:27 - 28).
مناقب وفضائل عائشة -رضي الله عنها-:
- جبريل -عليه السلام- يقرؤها السلام: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا: (يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ). فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لا أَرَى. تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (رواه البخاري ومسلم).
- مكانة عائشة -رضي الله عنها- من النساء: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: (كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ) (رواه البخاري ومسلم).
- بركة عائشة -رضي الله عنها- على أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-: عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلادَةً فَهَلَكَتْ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا فَأَدْرَكَتْهُمْ الصَّلاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ فَلَمَّا أَتَوْا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ؛ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً. (متفق عليه).
(يُتْبَعُ)
(/)
- الوحي ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في لحافها: "كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ، فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ. قَالَتْ: فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: (يَا أُمَّ سَلَمَةَ لا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا) (رواه البخاري).
كيف بُشر النبي -صلى الله عليه وسلم- بزواجه من عائشة -رضي الله عنها-: عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلاثَ لَيَالٍ جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ) (رواه البخاري ومسلم).
- النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى حب عائشة -رضي الله عنها-: تقول عائشة -رضي الله عنها-: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِي فِي مِرْطِي فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ، وَأَنَا سَاكِتَةٌ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟). فَقَالَتْ: بَلَى. قَالَ: (فَأَحِبِّي هَذِهِ) (رواه مسلم).
- فأنا أحب عائشة -رضي الله عنها- لحب النبي -صلى الله عليه وسلم- لها، وأحب عائشة -رضي الله عنها-؛ لأنها أمي، وأحب كل أمهات المؤمنين.
حياء عائشة -رضي الله عنها-: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم مُحْرِمَاتٌ-، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ" (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
- عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا). فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَيْفَ بِالْعَوْرَاتِ؟ قَالَ: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).
- جمع الله -تعالى- بين ريق عائشة -رضي الله عنها- وريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر يوم من أيام الدنيا: عن عائشة -رضي الله عنها- قاتل: "مَاتَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِي، وَيَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ فَمَضَغْتُهُ، ونَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، فَاسْتَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنًّا قَطُّ، ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ إِلَيَّ، فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذْتُ أَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِدُعَاءٍ، كَانَ يَدْعُو لَهُ بِهِ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلامُ-، وَكَانَ هُوَ يَدْعُو بِهِ إِذَا مَرِضَ، فَلَمْ يَدْعُ بِهِ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ، فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ: (الرَّفِيقُ الأَعْلَى، الرَّفِيقُ الأَعْلَى)، يَعْنِي وَفَاضَتْ نَفْسُهُ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا" (رواه البخاري ومسلم، وأحمد واللفظ له).
- المبرأة من فوق سبع سماوات: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "رُمِيتُ بِمَا رُمِيتُ بِهِ وَأَنَا غَافِلَةٌ، فَبَلَغَنِي بَعْدَ ذَلِكَ رَضْخٌ مِنْ ذَلِكَ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدِي إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ، وَكَانَ إِذَا أُوحِيَ إِلَيْهِ يَأْخُذُهُ شِبْهُ السُّبَاتِ، فَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدِي، إِذْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَهُوَ يَمْسَحُ عَنْ جَبِينِهِ، فَقَالَ: (أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ)، فَقُلْتُ: بِحَمْدِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لا بِحَمْدِكَ، فَقَرَأَ: (الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ) حَتَّى بَلَغَ: (مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ) (النور:26) (رواه أحمد).
أيادي عائشة -رضي الله عنها- على الأمة:
قال الله -تعالى-: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) (الأحزاب:32 - 34).
فجزى الله أمهات المؤمنين خيرًا، فقد حفظت لنا الدين، وها هي عائشة -رضي الله عنها- صاحبة الأيادي على كل مسلم يدين لله بالوحدانية ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة والرسالة، ويعرف الفضل لأهله، ويقول: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10).
وإليك أخي المسلم الحبيب بعض ما روته عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
1 - السنن الرواتب: عن عبد الله بن شقيق قال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ تَطَوُّعِهِ فَقَالَتْ: "كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْمَغْرِبَ ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعِشَاءَ وَيَدْخُلُ بَيْتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ فِيهِنَّ الْوِتْرُ وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلا طَوِيلا قَائِمًا وَلَيْلا طَوِيلا قَاعِدًا وَكَانَ إِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَائِمٌ وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَاعِدٌ وَكَانَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ" (رواه مسلم).
2 - صلاة الكسوف: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَتَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمُصَلَّى، فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ النَّاسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ، وَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: (سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ)، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَفَعَلَ فِي الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاةِ) (رواه مسلم، وأحمد واللفظ له، وصححه الألباني).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - صلاة الجنازة: عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنْ النَّاسِ فَيَبْلُغُوا أَنْ يَكُونُوا مِائَةً فَيَشْفَعُوا إِلا شُفِّعُوا فِيه) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).
4 - ماذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في ركوعه وسجوده: عن عائشة -رضي الله عنها-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ) (رواه مسلم).
5 - ما يتعلق بأحكام العتق: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلاثُ قَضِيَّاتٍ أَرَادَ أَهْلُهَا أَنْ يَبِيعُوهَا وَيَشْتَرِطُوا وَلاءَهَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا فَإِنَّ الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ). قَالَتْ: وَعَتَقَتْ فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، قَالَتْ: وَكَانَ النَّاسُ يَتَصَدَّقُونَ عَلَيْهَا وَتُهْدِي لَنَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَكُمْ هَدِيَّةٌ فَكُلُوهُ) (متفق عليه).
6 - السواك: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).
7 - لا نكاح إلا بولي: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِىُّ مَنْ لاَ وَلِىَّ لَهُ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
8 - من دعوات النبي -صلى الله عليه وسلم-: عن عائشة -رضي الله عنها-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ: (اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ) (متفق عليه).
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ) (رواه مسلم).
9 - النية في أداء الدين: كَانَتْ عَائِشَةُ تَدَّانُ، فَقِيلَ لَهَا: مَا لَكِ وَلِلدَّيْنِ؟ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (مَا مِنْ عَبْدٍ كَانَتْ لَهُ نِيَّةٌ فِي أَدَاءِ دَيْنِهِ، إِلا كَانَ لَهُ مِنَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَوْنٌ، فَأَنَا أَلْتَمِسُ ذَلِكَ الْعَوْنَ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - العلاقة بين الإيمان والسلوك: عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ) (متفق عليه).
11 - السعة واليسر: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، أَوْ مِنْ آخِرِهِ؟ فَقَالَتْ: "كُلُّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا أَوْتَرَ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ آخِرَهُ"، قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً. قُلْتُ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَتُهُ يُسِرُّ أَوْ يَجْهَرُ؟ قَالَتْ: "كُلُّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا أَسَرَّ، وَرُبَّمَا جَهَرَ". قَالَ: قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِي الْجَنَابَةِ؟ أَكَانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، أَوْ يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَتْ: "كُلُّ ذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا اغْتَسَلَ فَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ وَنَامَ" قَالَ: قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً. (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
12 - عن الكهان: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سَأَلَ أُنَاسٌ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الْكُهَّانِ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَيْسُوا بِشَيْءٍ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنْ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ) (متفق عليه).
إلى متى سيستمر مسلسل الطعن؟!
البعض يتساءل: إلى متى سيظل ذلك الطعن بالأمس يسبون النبي -صلى الله عليه وسلم- واليوم يسبون عائشة -رضي الله عنها- المبرأة من فوق سبع سماوات؛ بالإضافة إلى سب الصحابة والأكابر -رضوان الله عليهم-، فلقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
- ولقد شخَّص لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ما نحن فيه، وذكر الداء الذي بسببه كان التطاول والتسفه من الأصاغر على السادة والأولياء؛ فعن ثوبان -رضي الله عنه- مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا). فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ). فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: (حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
كيف تصبح أمتنا أمة مرهوبة؟
حتى ترجع إلى كتاب ربها وسنة نبيها -صلى الله عليه وسلم- فتقرأ في كتاب ربها: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) (الأنفال:60).
وتقرأ في كتاب الله -تعالى- نداء الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة:73).
واستمع إلى عتاب الله -تعالى- لمن تغافل من المسلمين للخروج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، واستنهض الله همهم؛ فقال -سبحانه- وتوعدهم على عدم النفير: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ. إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التوبة:38 - 39).
واعلموا: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11).
فلتكن غضبتك غضبة إيمانية لا عاطفية؛ فسريعًا ما تزول وتذهب أدراج الرياح، وتسكن بعد العاصفة.
والحمد لله رب العالمين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
درر عقدية تيمية (4): بم يستدل المتصوفة على عقائدهم؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 01:14]ـ
بم يستدل المتصوفة على عقائدهم؟
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص384):
وأما أولئك الضلّال أشباه المشركين النصارى؛ فعمدتهم إما أحاديث ضعيفة أو موضوعة أو منقولات عمن لا يحتج بقوله؛ إما أن يكون كذباً عليه وإما أن يكون غلطاً منه؛ إذ هي نقلٌ غير مصدق عن قائل ٍ غير معصوم، وإن اعتصموا بشيء مما ثبت عن الرسول [صلى الله عليه وسلم] حرفوا الكلم عن مواضعه وتمسكوا بمتشابهه وتركوا محكمه كما يفعل النصارى ..
وقال (ص245 - 246):
وهؤلاء ليس لهم مستند شرعي من كتاب أو سنة أو قول عن الصحابة و الأئمة، و هؤلاء ليس عندهم إلا قول طائفة من الشيوخ: إذا كانت لكم حاجة فاستغيثوا بي و تعالوا إلى قبري، و نحو ذلك مما فيه تصويبه لأصحابه بالاستغاثة به حيا و ميتا، ومنه قول طائفة أخرى: قبر معروف ترياق مجرب والدعاء عند قبر الشيخ فلان مجاب، ونحو ذلك، وحجتهم: أن طائفة من الناس استغاثوا بحي أو ميت فرأوه قد أتى في الهواء و قضى بعض تلك الحوائج و أخبر ببعض ما سئل عنه، و هذا كثير واقع في المشركين الذين يدعون الملائكة و الأنبياء و الصالحين و الكواكب و الأوثان؛ فإن الشياطين كثيرا ما تتمثل لهم فيرونها قد تخاطب أحدهم ولا يراها،ولو ذكرت ما أعلم من الوقائع الموجودة في زماننا من هذا لطال هذا المقام.
و كلما كان القوم أعظم جهلا و ضلالا كانت هذه الأحوال الشيطانية عندهم أكثر، وقد يأتي الشيطان أحدهم بمال أو طعام أو لباس أو غير ذلك وهو لا يرى أحدا أتاه به؛ فيحسب ذلك كرامة، و إنما هي من الشيطان، و سببه شركه بالله تعالى و خروجه عن طاعة الله و رسوله إلى طاعة الشياطين؛ فأضلتهم الشياطين بذلك كما كانت تضل عباد الأصنام و مثل هذه الأحوال لا تكون من كرامات أولياء الله تعالى المتقين.(/)
درر عقدية تيمية (5): بم يستدل المتكلمون على عقائدهم؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 01:16]ـ
بم يستدل المتكلمون على عقائدهم؟
قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى (4/ 27 - 28):
إنَّ الْفَلَاسِفَةَ وَالْمُتَكَلِّمِين مِنْ أَعْظَمِ بَنِي آدَمَ حَشْوًا وَقَوْلًا لِلْبَاطِلِ وَتَكْذِيبًا لِلْحَقِّ فِي مَسَائِلِهِمْ وَدَلَائِلِهِمْ؛ لَا يَكَادُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - تَخْلُو لَهُمْ مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ عَنْ ذَلِكَ.
وَأَذْكُرُ أَنِّي قُلْت مَرَّةً لِبَعْضِ مَنْ كَانَ يَنْتَصِرُ لَهُمْ مِنْ الْمَشْغُوفِينَ بِهِمْ - وَأَنَا إذْ ذَاكَ صَغِيرٌ قَرِيبُ الْعَهْدِ مِنْ الِاحْتِلَامِ -:
كُلُّ مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ فَفِيهِ بَاطِلٌ إمَّا فِي الدَّلَائِلِ وَإِمَّا فِي الْمَسَائِلِ إمَّا أَنْ يَقُولُوا مَسْأَلَةً تَكُونُ حَقًّا لَكِنْ يُقِيمُونَ عَلَيْهَا أَدِلَّةً ضَعِيفَةً وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ الْمَسْأَلَةُ بَاطِلًا.
فَأَخَذَ ذَلِكَ الْمَشْغُوفُ بِهِمْ يُعَظِّمُ هَذَا وَذَكَرَ " مَسْأَلَةَ التَّوْحِيدِ " فَقُلْت: التَّوْحِيدُ حَقٌّ، لَكِنْ اُذْكُرْ مَا شِئْت مِنْ أَدِلَّتِهِمْ الَّتِي تَعْرِفُهَا حَتَّى أَذْكُرَ لَك مَا فِيهِ؛ فَذَكَرَ بَعْضَهَا بِحُرُوفِهِ حَتَّى فَهِمَ الْغَلَطَ وَذَهَبَ إلَى ابْنِهِ - وَكَانَ أَيْضًا مِنْ الْمُتَعَصِّبِينَ لَهُمْ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ قَالَ فَأَخَذَ يُعَظِّمُ ذَلِكَ عَلِيٌّ فَقُلْت: أَنَا لَا أَشُكُّ فِي التَّوْحِيدِ وَلَكِنْ أَشُكُّ فِي هَذَا الدَّلِيلِ الْمُعَيَّنِ. وَيَدُلُّك عَلَى ذَلِكَ أُمُورٌ: أَحَدُهَا: أَنَّك تَجِدُهُمْ أَعْظَمَ النَّاسِ شَكًّا وَاضْطِرَابًا وَأَضْعَفَ النَّاسِ عِلْمًا وَيَقِينًا وَهَذَا أَمْرٌ يَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِهِمْ وَيَشْهَدُهُ النَّاسُ مِنْهُمْ وَشَوَاهِدُ ذَلِكَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ هُنَا. وَإِنَّمَا فَضِيلَةُ أَحَدِهِمْ بِاقْتِدَارِهِ عَلَى الِاعْتِرَاضِ وَالْقَدْحِ وَالْجَدَلِ، وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ الِاعْتِرَاضَ وَالْقَدْحَ لَيْسَ بِعِلْمِ وَلَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ وَأَحْسَنُ أَحْوَالِ صَاحِبِهِ أَنْ يَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِّيِّ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ فِي جَوَابِ السُّؤَالِ؛ وَلِهَذَا تَجِدُ غَالِبَ حُجَجِهِمْ تَتَكَافَأُ إذْ كُلٌّ مِنْهُمْ يَقْدَحُ فِي أَدِلَّةِ الْآخَرِ.
وقال في درء التعارض (8/ 238):
ما يذكره أهل البدع من المتكلمة والمتفلسفة؛ فإما أن يكون طويلا لا يحتاج إليه، أو ناقصا لا يحصّل المقصود، وأن الطرق التي جاءت بها الرسل هي أكمل الطرق وأقربها وأنفعها وأن ما في الفطرة المكملة بالشرعة المنزلة يغني عن هذه الأمور المحدثة، وأن سالكيها يفوتهم من كمال المعرفة بصفات الله تعالى وأفعاله ما ينقصون به عن أهل الإيمان نقصاً عظيماً إذا عذروا بالجهل؛ وإلا كانوا من المستحقين للعذاب إذا خالفوا النص الذي قامت عليهم به الحجة فهم بين محروم ومأثوم.(/)
اسم الله الحيي
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 03:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحيي في اللغة:
· الاحتشام و المقصود في الزى.
· الخجل (مع وجود فرق بسيط بين الخجل و الحياء).
· والحيي هو المتصف بالحياء.
قالوا عن الحياء:
· صفة خلقية رقيقة لطيفة تمنع النفس عن أن تقترف شيئاً مناقضاً لما هو من فطرتها.
· عاطفة حية داخل النفس ترتفع بها النفس عن الدنايا والصغائر ويحترم الإنسان الحيي نفسه أمام الله وأمام الناس وأمام نفسه.
الفرق بين الحياء و الخجل:
· الحياء هو انقباض النفس وتفاعل الجوارح معها على عدم فعل المنكر أو إظهار ما لا يجب إظهاره وعدم السكوت عن المنكر من الحياء والتمسك بالحقوق
· الخجل معناه ارتباك يحصل للإنسان ناتج عن خوف وضعف شخصية كسؤال المعلم للطالب فيخجل الطالب لعدم قدرته على الإجابة وكذلك من لم يطالب بحقه بدعوى الخجل فهو ضعف والمسلم ذوا لحياء كالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أقوياء فلا يخاف في الله لومه لائم وعلى الحق سائرون وللمنكر محاربون.
أما اسم الله " الحيي " ماذا يعني؟
لا يرد لك دعاءا:
· ((إن ربكم تبارك وتعالي حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً)) [أخرجه أبو داود عن سلمان الفارسي] أي أن الله يستحي من عبده إذا سأله ألا يجيبه، إذا دعاه ألا يلبيه، إذا استغفره ألا يغفر له، إذا تاب إليه ألا يتوب عليه، لذلك قالوا ما أمرنا أن نتوب إليه إلا ليتوب علينا وما أمرنا أن نستغفره إلا ليغفر لنا وما أمرنا أن نسأله إلا ليعطينا.
· ورد في بعض الأحاديث الصحيحة: ((إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلي السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟ حتى يطلع الفجر)) [أخرجه أحمد عن أبي هريرة]
لا يستحيي من الحق:
? إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (53) ? (سورة الأحزاب)
كما أوضحنا سابقا الفرق بين الحياء و الخجل.
لمحة لطيفة من اسم الله الحيي:
? إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ?. (سورة البقرة الآية: 26).
صنعة الله معجزة, مهما ظننا أن هذا المخلوق بسيط أو حقير, هل تعلم أن البعوضة في رأسها مئة عين، وفي فمها 48 سناً، وفي صدرها 3 قلوب، قلب مركزي، وقلب لكل جناح، وفي كل قلب أذينان وبطينان، وتملك البعوضة جهازا استقباليا حراريا لا تملكه الطائرات، إنها ترى الأشياء لا بأشكالها، ولا بأحجامها، ولا بألوانها، ولكن ترى الأشياء بحرارتها فقط، وحساسية هذا الجهاز الحراري واحد على ألف من الدرجة المئوية. و تملك جهاز تحليل دم، فما كل دم يناسبها، وتملك جهازاً آخر، جهاز تمييع للدم، لأن لزوجة دم الإنسان لا تسري في خرطومها، وتملك جهاز تخدير.
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً، فكما أن الله يستحي منك ينبغي أن تستحي أنت منه. يقول عليه الصلاة والسلام فيما ورد صحيح البخاري من حديث ابن مسعود: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) [أخرجه البخاري عن ابن مسعود]
لا تستحيي من النصيحة, من حياء المؤمن أن ينطق بالحق و ينصف الآخرين, ذم الله بني إسرائيل لأنهم تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
? كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ (79) ? (سورة المائدة)
احتشام الزى و ستر العورات, ودائماً المؤمن يستر جسمه وغير المؤمن يكشف عورته
((رأى النبي صلي الله عليه وسلم رجلاً يغتسل بلا إزار (بلا ثياب)، فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال: إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر (أي عن نظر الآخرين)، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)) [رواه أبو داود عن يعلى بن أمية]
حياء المرأة
? فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا (25) ? (سورة القصص)
? فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) ? (سورة الأحزاب).
5. حياء الشرع هو الحياء الذي يحفظ للعبد استقامته:
((اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حوي، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)). [أخرجه أحمد، والترمذي والحاكم، والبيهقي عن عبد الله بن مسعود]
الخلاصة:
الحياء أن تستحي من الله أن تعصيه، أن تستحي من الله أن تستخدم جارحة من جوارحك في معصية الله، الحياء أن ترى أن الله معك.
ما نتائج التخلق بهذا الاسم؟
إن الإنسان الحيي هو الإنسان المؤمن, علامة الإيمان الحياء, والحياء مؤشر على الإيمان.
((إن الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)) [أخرجه مسلم عن أبي هريرة]
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي(/)
السّيف المسلول على شاتم زوج الرسول
ـ[علي سليم]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 05:34]ـ
الحمد لله ناصر المؤمنين و المؤمنات و هو وليّهم في الارض و في السّموات, و الصّلاة و الّسلام على خاتم الرسل و الأنبياء و على آله و صحبه و من والاه ...
أمّا بعد:
فالذي قرن طاعته تعالى بطاعة نبيّه صلى الله عليه و سلم بقوله (و من يطع الرسول فقد أطاع الله) الآية هو نفسه عزّ و جلّ جعل اتّباع محمدٍ صلى الله عليه و سلم علما على حبّ الله تعالى في علاه فقال (قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله ... ) الآية
فاختار الله له أتمّ الكتب و تحدّى به أفصح البشر و ختم به الرسل فلا يسع موسى و لا عيسى و لا ابراهيم و لا أولوا العزم جميعا لو اجتمعوا في عصر واحد صلوات ربّي و سلامه عليهم حينما بُعث الاّ اتّباعه ...
فعنه نُسئل و به نمتحن فيُقال لنا (ما علمك بهذا الرجل الذي بُعث فيكم) فأمّا حفرة من النّار و امّا روضة من رياض الجنّة ...
و لذا اختار الله له من النّساء أحبّهم اليه فكانت خديجة بنت الخويلد الودود الولود و كانت عائشة بنت الصديق البكر تلاعبه و يلاعبها و تداعبه و يداعبها .... و بسابقها و هذه بتلك.
غارت أمّكم نطق بها صلى الله عليه و سلم, فكانت آية التيمم ببركة عائشة بله كانت قرآنا نتعبد الله به في صلواتنا حتى نلقاه ...
و وهبت سودة يومها لأحب نسائه و لم تطيب نفسه الا أن يموت و هو بين سحرها و نحرها و برّها من برّ النبيّ صلى الله عليه و سلم و هو من أعظم القربات ...
فلا تأخذك الأمانيّ بعيدا فمنْ أحبّ محمداً صلى الله عليه و سلم فليُحبّ ما يحبّ و يبغض ما يبغضه و غير ذا و ذاك ضلال مبين. فقد سئل عن أحب النّاس اليه فلم يعدل بعائشة من النّساء و لا بأبيها من الرجال , ففضلها على النّساء كفضل الثريد على سائر الطعام و إن شئت فقل كفضل الشمس على سائر الكواكب ....
فهذه أمّنا و ذه صفاتها ... التقيّة النقيّة الطاهرة العفيفة ...
فيا أبناء الأئمة و يا أدعياء العصمة دونكم دونكم, عائشة أمّنا فأحصوا لنا أمّهاتكم!!!
و هل انتقص من قدر مريم بنت عمران عليها السّلام اتّهام اليهود لها (يا اخت هارون ما كان ابوك امرا سوء وما كانت امك بغيا) فكان المسيح عليه السلام لها آية (فاشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا) (قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا) و كذلك لم ينتقص من قدر عائشة اتّهام الروافض لها و سنكون لها آية كالمسيح لمريم لنقول (هذه أمّنا فأحصوا لنا أمّهاتكم!!!)
و لا ضير أن تشابه عاشة مريم و إنّما الضير أن يشابه الروافض اليهود فهنيئا التشابه الأول و بئس التّشابه الأخير!!!
كأنّي بك أمّاه و بيمينك عنزة هذا مؤمن و ذاك منافق و لن يختلف الأمر معهم عند خروج الدّابة و هذا مؤمن و ذاك كافر ....
و أخشى ما أخشاه أمّاه أن يشرق نورك من المغرب و عندها يقفل دونك باب التّوبة بيد القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيفما يشاء ....
فلا يضرّك أمّاه أذى بني العمائم السوداء فهي كالحجر الاسود يوم كان ابيضاً فاسودّ لكثرة ذنوب العباد فالشيعة و الروافض نكّت في قلوبهم نكتة سوداء و أخرى سوداء حتى تلك المضغة التي إن صلحت صلح الجسد كلّه و إن فسدت فسد الجسد كلّه لم تعد تألف الأبيض بحالٍ ...
و انعكست ظلمة قلوبهم على اعمالهم و لبسهم و سال لعابهم بالسبّ و الشتم و اللعائن ....
فأنت أمّاه مباركة حيثما حللت في حلّك و ترحالك و يكفيك قال أسيد بن حضير يوم انقطع عقد لك أمّاه و حبس الرسول لعظم شأنك الجيش كلّه للبحث عن ضالتك كما في البخاري"ما هي بأول بركاتكم يا آل أبي بكر" وعندها نزلت آية التيمم ....
فللمسافر و للمقيم فضّلك عليه لولاك كانت العزيمة مكان الرخصة ...
الا يتيمّما ذاك الذي نذر نفسه للنيل منك أمّاه .. آه. نسيت أنّهم يمسحون على الأرجل و ويل لأعقابهم من النيران
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:
(تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ. مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا) رواه البخاري (حديث رقم/60
فلا خير في جسدٍ قوائمه في النّار!!!!!
و نقول لكم ايضا أمّاه"ما هي بأول بركاتكم يا آل أبي بكر" عندما نطق السّفيه منهم فكان الحليم منّا له بالمرصاد ...
يا بني قومي بيت لا ذكرٌ فيه لعائشة بالمديح جياع أهله ....
تعس عبد المسيح و عبد الحسين كما تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط .....
هؤلاء منْ تأخذهم الحمّيّة و العصبيّة زعموا لمقتل سبط رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أطروه كما أطرت النّصارى المسيح ابن مريم فكان هناك عبد المسيح و كان هنا عبد الحسين!!!
و إن سألتَ سيّدهم ربيب الحوزة العلميّة هل عائشة أمّك: لاستعاذ بالله تعالى و لكفّر عن ذه المقولة درهما و دينارا!!!
و إن عاودت سؤله: هل عائشة زوجة للنبيّ صلى الله عليه و سلم فلن يعدل بنعم و بلى!!!
و لو كررتَ عليه: هل طلّق النبيّ صلى الله عليه و سلّم عائشة؟؟؟ فلن يعدل بلا و أبداً!!!
و إن تلوت عليه بضعا من ذه الاية (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم .... ) لختمها بقوله: صدق الله العظيم يوحي اليك أنّه قرآناً لا يشكّ بذاك البتة!!!
و إن أحببتَ فسله: هل انت مؤمن؟؟؟ لأجابك أنّ ايمانه يزيد و لا ينقص!!!
و عندها قل له أين ترتيبك من الاية المذكورة آنفا؟؟؟؟ فإن كنتَ مؤمناً كما زعمتَ فعائشة أمّك لا محالة و الاّ فابحث عن نفس في أوائل سورة البقرة فإمّا أن تجدها مع المنافقين او الكافرين لا ثالث لهما الاّ الايمان ....
هذا و أسأل الله العليّ العظيم أن يجعل مترفيهم عبرة حتى قيام السّاعة ....(/)
دعوة التّوحيد هي دعوة القرآن ومن خصّصها بأنّها طريقة ابن تيميّة عرّض دينه للخطر
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 05:36]ـ
دعوة التّوحيد هي دعوة القرآن ومن خصّصها بأنّها طريقة ابن تيميّة عرّض دينه للخطر
نقلا عن مقال ــ (بعنوان: آثار وأخبار) ــ عن مقال لمُحرّري جريدة الصّراط السّوي ـ (رحمهم الله) ـ والذي نشرته الجريدة في عددها الخامس عشر الصّادر يوم الاثنين 8 رمضان 1352 هجريّة المُوافق ل 25 ديسمبر 1933 للميلاد:
<< قد أوصل الجهل بكتاب الله بعض أدعياء العلم إلى أن جعلوا الدّعوة إلى توحيد الله ونبذ ضروب الشّرك طريقة خاصّة بابن تيميّة على معنى أنّها بدعة حصلت بعد انعقاد الإجماع! فمن سلك هذه الطّريقة فقد عرّض دينه للخطر! ولو نظروا في كتاب الله وتأمّلوه لوجدوا جُلّ آياته دعوة إلى التّوحيد ونبذ الشّرك. وإذا ذكرت لهم هذا قالوا تلك آيات نزلت في مُشركي مكّة , فكيف تُطبّقونها على من يشهد الشّهادتين , وهذا نوع آخر من جهالاتهم وتلبيس إبليس عليهم فإنّ العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب , وقد قال الله تعالى: (<< وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ >>) قال المُفسّرون معناه من بلغه القرآن , فتخصيص إنذاره بمُشركي مكّة تعطيل للقرآن.
قال الغزالي في الإحياء: << وينبغي للتّالي أن يُقدّر أنّه المقصود بكلّ خطاب في القرآن , فإن سمع أمرا أو نهيا قدّر أنّه المنهي والمأمور , وكذا إن سمع وعدا أو وعيدا , وكذا ما يقف عليه من القصص فالمقصود به الاعتبار , قال تعالى: (<< وكلاّ نقصّ عليك من أنباء الرّسل ما نثبّت به فؤادك >>) وقال تعالى: (<< هذا بيان للنّاس وهدى وموعظة للمتّقين >>) وقال: (<< وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ >>) قال محمّد بن كعب الفرظي: << من بلغه القرآن فكأنّما كلّمه الله عزّ وجلّ >> اهـ كلام الغزالي >>.
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7.html(/)
هل تأويل صفات الله من نواقض الإسلام؟
ـ[نعمان ألطاف خان]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 08:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أقرأ في بعض الكتب والفتاوى أن توحيد الأسماء والصفات نوع من أنواع التوحيد، وإحدى مقتضياته هي وجوب الإيمان بما وصف الله نفسه أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ..
فهل تأويل صفة من صفات الله (مثلا تأويل صفة العين بالبصر) يقتضي نقض الإيمان والإسلام، أم هناك تفصيل في هذا، أم أنا فهمت غلط؟
ـ[نعمان ألطاف خان]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 02:10]ـ
يقول د. محمد الوهيبي في كتابه "نواقض الإيمان الاعتقادية" في الكلام عن أنواع التوحيد:
"النوع الثاني: توحيد الأسماء والصفات: وهو أن يسمي ويوصف سبحانه وتعالى بما سمى ووصف به نفسه، أو سماه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل."
فهل تأويل صفات الله أو بعضها = إنكار في توحيد الصفات = إنكار في التوحيد = ناقض للإيمان؟
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 04:15]ـ
أخي في الله ,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإليك ـ يا أخي ـ هذه الأبياتَ في حكمِ التأويل، أو في حكمِ الإلحادِ في أسماءِ اللهِ وصفاته عمومًا:
فرْعٌ:
في جَامِعِ الإلحَادِ في أسْمَاءِ اللهِ تعَالى وَصِفاتِهِ، وَحُكْمِ ذلِكَ.
إيَّاكَ وَالإلحَادَ في أَسْمَائِهِ ... [952] ... فتُغْضِبَ الإِلَهَ في سَمَائِهِ
كَأَنْ يُسَمِّي المَرْءُ دُونَ حَقِّ ... [953] ... بهذِهِ الأسْمَاءِ بَعْضَ الخَلْقِ
أَوْ خَلْعِ ما يُشْتَقُّ مِنْ أَسَامِي ... [954] ... للهِ كالعُزَّى عَلَى الأصْنَامِ
وَكَاشْتِقَاقِ اللاتِ مِنْ إِلَهِ ... [955] ... قَوْلا مِنِ اثْنيْنِ لِغيْرِ اللهِ
أَوْ أنْ يُسَمَّى رَبُّنا بما لا ... [956] ... يَلِيقُ باللهِ أوِ اسْتَحَالا
كَأَنْ يُسَمَّى ربُّنا جَلَّ أبَا ... [957] ... أوْ فَاعِلا مُؤَثِّرًا أوْ مُوجَبا
وَمِنْهُ وَصْفُ عَالمِ الغُيُوبِ ... [958] ... بهذِهِ الآفَاتِ وَالعُيُوبِ
كَالقَوْلِ أَنَّ الخَالِقَ الفَتَّاحَا ... [959] ... قَدْ مَسَّهُ اللُّغُوبُ فَاسْتَرَاحا
أَوْ أَنْ تحُرَّفَ بهَا المَبَاني ... [960] ... بِالزَّيْدِ وَالتَّغْيِيرِ وَالنُّقْصَانِ
كَقَوْلِهِمْ في الاسْتِوَاءِ اسْتوْلى ... [961] ... وَفي المَجِيءِ جَاءَ أَمْرُ المَوْلى
وَقَدْ يُرَى التحْرِيفُ في المعَاني ... [962] ... وَتُتْرَكُ الألفَاظُ وَالمبَاني
وَذَا بإِعْطَاءِ الصِّفَاتِ مَعْنى ... [963] ... لا يَحْتَويهِ اللَّفْظُ ثمَّ المَبْنى
كَقَوْلهم وَجَلَّ عَمَّا زعَمُوا ... [964] ... في سَمْعِهِ سُبْحَانَهُ أَيْ يَعْلَمُ
وَهَكَذَا يُفسِّرُونَ البَصَرَا ... [965] ... بعِلْمِهِ سُبْحَانَهُ بمَا جَرَى
أَوْ أنْ تُعَطَّلَ الصِّفَاتُ جَحْدَا ... [966] ... مِنْهُمْ وَتَكْذِيبًا لهَا وَرَدَّا
بَلْ بالَغُوا فِي النَّفْيِ والإنْكَارِ ... [967] ... مُكَذِّبِينَ نَاقِلَ الأخْبَارِ
فَمَا لرَبِّنا وَلا قَدْ جَازَا ... [968] ... يَدٌ حَقِيقَةً وَلا مَجَازَا
وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ التعْطِيلُ ... [969] ... لها بَأَنْ يُنْفَى بها المَدْلُولُ
يُمَرِّرُونها بلا إِيمَانِ ... [970] ... بمَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ مَعَاني
فرَبُّنا البَصِيرُ لكِنْ لا يَرَى ... [971] ... كَمَا يَقُولُ مَنْ تعَدَّى وَافْتَرَى
وَتارَةً يُؤَوِّلُونَ الظَّاهِرَا ... [972] ... وَيَصْرِفُونَهُ لمَعْنىً آخَرَا
وَيدَّعُونَهُ مِنَ التَّنْزِيهِ ... [973] ... للهِ مِنْ تجْسِيمٍ اوْ تَشْبِيهِ
وَهَكَذَا أسْمَاؤُهُ مُعَطَّلَةْ ... [974] ... بنَفْيِها أوْ كَوْنِهَا مُؤَوَّلَةْ
وَكُلُّهُ عِنْدِي مِنَ الإِلحَادِ ... [975] ... وَالميْلِ عَنْ نهْجِ أُولِي الرَّشَادِ
أَوْ أنْ يَرَوْا صِفاتِهِ مُكيَّفَةْ ... [976] ... بذِكْرِ هَيْئةٍ عَليْهَا أوْ صِفَةْ
كَوَصْفِهِمْ هَيْئةَ الاسْتِوَاءِ ... [977] ... أَوْ هَيْئَةَ النُّزُولِ للسَّمَاءِ
وَفِيهِ ما فِيهِ مِنَ التَّحْدِيدِ ... [978] ... لرَبِّنا ـ جَلَّ ـ مَعَ التَّجْسِيدِ
أَوْ أنْ يُشَبَّهَ الإِلَهُ بالوَرَى ... [979] ... في صِفَةٍ مِمَّا لهُ قدْ أخْبَرَا
كَقَوْلِهِمْ يَسْمَعُ مِثْلَ البَشَرِ ... [980] ... أَوْ أنَّ وَجْهَهُ كَوَجْهِ القَمَرِ
وَهَكَذَا الإلحَادُ ذُو أشْكَالِ ... [981] ... وَقدْ مَضَتْ بالحَدِّ والمِثَالِ
فلْتَذَرِ الذِينَ يُلحِدُونا ... [982] ... فيها وَكُنْ مِمَّنْ يُوَحِّدُونا
فَلا تمِلْ بها لمعْنىً باطِلِ ... [983] ... أَوْ تَنْفِ ما بها مِنَ الدَّلائِلِ
فمَنْ يُعَطِّلْ وَصْفَهُ أوْ أنْكَرَا ... [984] ... حَتى وَلوْ إِحْدَى الصِّفَاتِ كَفَرَا
وَمَنْ يُشبِّهْ رَبَّنا أو جَسَّمَا ... [985] ... لمْ يعْبُدِ اللهَ ولَكِنْ صَنَمَا
وَاحْكُمْ عَلَيْهِ أنَّهُ قدْ صَارا ... [986] ... مُشَابهًا بشِرْكِهِ النَّصَارى
وَمَنْ يُؤَوِّلها بحُسْنِ نِيَّةْ ... [987] ... مُجْتَهِدًا في هَذِهِ القَضِيَّةْ
وَكَانَ للتَّأْويلِ وَجْهٌ في اللُّغَةْ ... [988] ... وَعَادَ للحَقِّ بها إِنْ بَلغَهْ
فاللهُ يَعْفُو عَنْهُ في اعْتِقَادِهِ ... [989] ... بلْ رُبَّمَا يُثَابُ لاجْتِهَادِهِ
وَمَنْ يُؤَوِّلْ تِلْكَ عَنْ تعَصُّبِ ... [990] ... وَكَانَ وَجْهًا فِي لِسَان العَرَبِ
فَالحَقُّ أنَّهُ يكُونُ فاسِقَا ... [991] ... بفِعْلِهِ وَلا يكُونُ مَارِقا
إلا إذا تَضَمَّنَ التَّأْوِيلُ ... [992] ... نقْصًا فَذَا لِكُفْرِهِ أَمِيلُ
ومَنْ يُؤَوِّلْ دُونَ أنْ يكُونَ لَهْ ... [993] ... وَجْهٌ لَدَى اللِّسَانِ فِيمَا أوَّلَهْ
وَكَانَ تأْويلُ الصِّفَاتِ صَادِرا ... [994] ... عَنِ الهَوَى وَالرَّأيِ كانَ كَافِرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمدالعفيفى]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 04:38]ـ
جزاك الله خيرا
اخى الغالى
ـ[نعمان ألطاف خان]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 08:06]ـ
بارك الله فيك أخي محمود ...
حسب ما فهمت من الأبيات أنه يجوز الاجتهاد في مسألة الصفات وأنها مسألة خلافية .. إذن ما المقصود مِن جعْلها جزء من التوحيد ونوع من أنواع التوحيد؟ لأن هذا يوحي بأن من تأول الصفات كان كافرا ..
وماذا يفعل العامي تجاه هذه المسألة؟ إذا أراد التقليد فمن يقلد؟ وإذا سأل أحد العلماء عن الآية أو حديث فتأول هذا العالم الصفة في الآية أو حديث، كيف سيعرف أنه يؤول عن الاجتهاد أو عن التعصب أو حتى عن الهوى والرأي؟ أو لا يجوز التقليد في هذه المسألة؟
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 09:15]ـ
أخي في الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأحبُّ أنْ أنقلَ لك أولا كلامَ الشيخِ ابنِ عثيمين في حكمِ التأويل؛ حتى تستعينَ به على فهمِ الأبياتِ جيدًا، ولتعلمَ أني لا أقولُ شيئًا من عند نفسي ـ كما يقولونَ ـ فأقول وباللهِ التوفيقُ:
قال شيخُ المسلمين محمدُ بنُ صالحِ العثيمين في شرْح لمعةِ الاعتقادِ:
والتأويل: التفسيرُ والمرادُ به هنا تفسيرُ نصوصِ الصِّفاتِ بغير ما أرادَ اللهُ بها ورسُولُه؛ وبخلافِ مَا فسَّرَها به الصَّحابةُ والتَّابعونَ لهم بإحسانٍ.
وحكمُ التأويلِ على ثلاثةِ أقسامٍ:
الأوَّل: أن يكونَ صادراً عن اجتهادٍ وحسنٍ نيَّةٍ؛ بحيثُ إذا تبيَّن له الحقُّ رجع عن تأويلِه، فهذا معفوٌّ عنه؛ لأنَّ هذا منتهى وسعِهِ، وقدْ قالَ اللهُ تعالى:
(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ((1).
الثاني: أن يكونَ صادراً عن هوى وتعصب، وله وجهٌ في اللغة العربية؛ فهو فسقٌ وليس بكفرٍ إلا أن يتضمنَ نقصاً أو عيباً في حقِّ الله فيكون كفراً.
الثالث: أن يكون صادراً عن هوى وتعصبٍ، وليس له وجهٌ في اللغة العربية، فهذا كفرٌ لأن حقيقتَهُ التكذيبُ؛ حيثُ لا وجهَ له.
هذا كلامُ الشيخ، وهو من هو؛ فتدبره ـ يا أخي ـ جيدا؛ فإنه الكلامُ حقا،
هذا والله الموفقُ، والسلام
ـ[نعمان ألطاف خان]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 09:45]ـ
أخي تدبرتُ الكلام الذي نقلته جيدا، وهذا ما فهمته: أن تأويل الصفات عن هوى وتعصب وليس له وجه في اللغة العربية كفر ...
وهذا لا يبرر جعل حرمة التأويل جزء من التوحيد، لأن قول: "توحيد الأسماء والصفات: وهو أن يسمي ويوصف سبحانه وتعالى بما سمى ووصف به نفسه، أو سماه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل" ظاهره أن عدم وصف الله تعالى بما وصفه به نفسه (كاليد والعين والساق) كفر خارج من الملة، مع أن المسألة فيها تفصيل كما أفهم من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .. هذا ما أعتقده ومن المحتمل أنني مخطئ
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 10:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي صاحب الموضوع
ما قلته ليس نوع من أنواع التوحيد هو قسم من أقسام التوحيد
والتوحيد (توحيد ربوبية، وألوهية، وأسماء وصفات)
والمثال الذي ضربته لا يوصل معنى بطلان التأويل أو متى يكفر صاحب التأويل
فأنت ضربت المثل بإن لله عين فهل يبصر بها؟
أقول لك إرجع إلى ما نقل في ردّك الثاني
تجد بلا تكييف
فحين تقول أن الله يبصر والبصر معلوم أسلم لك والدليل قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
إن قلت كيف يبصير دخلت في التكييف
فنقول يبصر بصر يليق بجلاله وهو ليس كمثله شيء في جميع صفات ذاته ولا يقاس بصره ببصر المخلوق ولا تقاس صفاته سبحانه بصفات المخلوق
وهو الأول بلا أبتداء
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " مذهب أهل السنة والجماعة: أن لله عينين اثنتين، ينظر بهما حقيقة على الوجه اللائق به، وهما من الصفات الذاتية " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (4/ 58).
ولكن لنضرب مثال على بطلان التأويل وأنتقاص بعض المبتدعة بتأويلهم من ذاته سبحانه وتعالى
حين ينزعون عنه صفة المشيئة والأرادة!
حين يصفون سمعة وبصرة بالعلم
حين ينزعون منه صفة الكلام؟!
حين يقولون أن كلامه مخلوق
حين يقولون أن الإستواء يعني الإستيلاء
حين يقولون ماييقولون في حق الله
بلا دليل ولا سند بل قال ساداتنا وكبرائنا
وحين تنظر إلى كلامهم وتأتي إلى القرآن تجدهم يكذّبون القرآن بهكذا تأويلات
فما حكم من كذّب القرآن؟
بل قال بعض علمائهم أن ظواهر القرآن كفر؟!
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 10:18]ـ
أخي تدبرتُ الكلام الذي نقلته جيدا، وهذا ما فهمته: أن تأويل الصفات عن هوى وتعصب وليس له وجه في اللغة العربية كفر ...
وهذا لا يبرر جعل حرمة التأويل جزء من التوحيد، لأن قول: "توحيد الأسماء والصفات: وهو أن يسمي ويوصف سبحانه وتعالى بما سمى ووصف به نفسه، أو سماه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل" ظاهره أن عدم وصف الله تعالى بما وصفه به نفسه (كاليد والعين والساق) كفر خارج من الملة، مع أن المسألة فيها تفصيل كما أفهم من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .. هذا ما أعتقده ومن المحتمل أنني مخطئ
أخي الفاضل ما فهمته صحيح
لأن من وصف الله بما لم يصف به نفسه بدون دليل من القرآن (على لغة العرب) أو من سنة صحيحة أو من أثر صحيح لتفسير صفة من صفاته
فهو يقول على الله الكذب
ومن أعظم الكذب الكذب على الله
ولعلك حين قلت
ظاهره أن عدم وصف الله تعالى بما وصفه به نفسه (كاليد والعين والساق) كفر خارج من الملة
لم تفهم عبارة بلا تأويل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل
فصفة الله بل جميع صفاته سبحانه داخلة في قوله سبحانه (ليس كمثله شيء)
وإن تشابهت الأسماء بين المخلوق والخالق
فبما أن الدليل غير موجود على كيفية الصفة
فلا يجوز تكييفها بالهوى
وهكذا قس
وركّز على (من غير تشبيه ولا تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 10:21]ـ
ليست هذه من مسائل الاجتهاد السائغ , بل هي محكمة بينة في الجملة ,ومحل اتفاق عند عامة السلف
إلا احرفا يسيرة وقع الخلاف عليها هل هي من الصفات فيؤمن بظاهرها وتمر بلا كيف, أم ليست من الصفات أصلا؟
أما الحكم بالكفر فبعض الصفات نعم يصل تأويلها لحد الكفر من جهة النوع إما على جهة اللزوم
وإما مباشرة, كمن يؤول الاستواء بالاستيلاء,,يلزم منه أن العرش لم يكن في حيازته حتى استولى عليه!
وهذا لازم كفري
والتأويل الباطني المتعلق بأمور الآخرة والعبادات ,,إلخ هو من الكفر البين, كتحريف معنى الحج
بأنه شد الرحال لقبور الأيمة ونحو ذلك
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 10:49]ـ
إخواني في الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرجو أن تقرءوا هذه الأبياتَ، وتشرحوها لي باختصار، والأبيات هي:
فصْلٌ:
في نظْمِ قوْلِهِ: وَلا نُنَزِّلُ أَحَدًا مِنْهُم جَنَّة وَلا نَارًا، وَلا نشْهَدُ عَليْهمْ بكُفْرٍ وَلا بِشِرْكٍ ولا بِنِفَاقٍ، مَا لمْ يظْهَرْ مِنهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذلِكَ، وَنَذَرُ سَرَائِرَهُمْ إلى اللهِ تعَالى0
وَلمْ نُنَزِّلْ أَحَدًا في الجَنَّةْ ... [1272] ... إِلا بِنَصٍّ ثَابِتٍ فِي السُّنَّةْ
كلا وَلَمْ نَشْهَدْ لُهُ بالنَّارِ ... [1273] ... إِلا بمَا صَحَّ مِنَ الأَخْبَارِ
إِذْ مِثْلُ هَذَا لمْ يَجُزْ في الدِّينِ ... [1274] ... عَلَى سَبيلِ القَطْعِ وَالتَّعْيِينِ
كلا وَلَمْ نَشْهَدْ بلا بُرْهَانِ ... [1275] ... بِالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ وَالكُفْرَانِ
وَنأْخُذُ النَّاسَ بحُكْمِ الظَّاهِرْ ... [1276] ... مِنْهُمْ لَنَا وَنَتْرُكُ السَّرَائِرْ
فَلا يُكَفِّرْ مُسْلِمٌ أَخَاهُ ... [1277] ... إِنْ قَالَ لا إِلهَ إِلا اللهُ
مَا لَمْ يَجِدْ لِكُفْرِهِ دَلِيلا ... [1278] ... وَلا إِلى تَأْوِيلِهِ سَبِيلا
وَليْسَ فِعْلُ الكُفْرِ بالمُسْتَوْجِبِ ... [1279] ... تَكْفِيرَ فَاعِلٍ لَهُ مُرْتَكِبِ
وَلَيْسَ قَوْلُهُ بِكُلِّ حَالَةْ ... [1280] ... بمُقْتَضٍ تَكْفِيرَ مَنْ قَدْ قَالَهْ
فرُبَّمَا لَمْ يَكُ بالمُخَالَفَةْ ... [1281] ... مِمَّا اقْتَضَى تكْفِيرَهُ ذَا مَعْرِفَةْ
وَرُبَّمَا مَوَانِعُ التَّكْفِيرِ ... [1282] ... لَدَيْهِ كالإِغْلاقِ في التَّفْكِيرِ
وَمِثْلُ هَذَا أنْ يَكُونَ مُكْرَهَا ... [1283] ... عَلَيْهِ وَالأمْرُ عَلَيْهِ اشْتبَهَا
أوْ أَنْ يكُونَ المَرْءُ مِمَّنْ أَوَّلا ... [1284] ... فَلا يُكَفَّرْ وَلْيُحَجَّ أَوَّلا
إِذَنْ فللتَّكْفِيرِ للإِنْسَانِ ... [1285] ... عِنْدِي ثَلاثَةٌ مِنَ الأرْكَانِ
وَهَذِهِ هِىَ الدَّلِيلُ القَاطِعْ ... [1286] ... عَلَيْهِ وَالْعِلْمُ وَنفْيُ المَانِعْ
فَلا تُكَفِّرْ مَنْ بِهِ تخَلَّفَا ... [1287] ... مِنْ هَذِهِ الأرْكَانِ رُكْنٌ وَانْتَفَى
فَمَنْ يُكَفِّرْ دُونَ بُرْهَانٍ ظَهَرْ ... [1288] ... أَخَاهُ كَانَ عِنْدَنا مِمَّنْ كَفَرْ
وَمَنْ يَقُلْ لمُسْلِمٍ يا كَافِرُ ... [1289] ... فَالكُفْرُ إِنْ يَكْذِبْ عَلَيْهِ حَائِرُ
وَاعْلَمْ بأنَّ الكُفْرَ نَوْعٌ أَصْغَرُ ... [1290] ... لا يَنْقُضُ الدِّينَ وَنَوْعٌ أَكْبرُ
لا تجْعَلِ الأوَّلَ مِثْلَ الثَّانِي ... [1291] ... فمَا هُمَا سِيَّانِ في المِيزَانِ
لا تُعْطِ مَنْ أتى بِكُفْرٍ أَصْغَرَا ... [1292] ... حُكْمَ الذِي أتَى بِكُفْرٍ أَكْبَرَا
وَمَعْ جَوَازِ الحُكْمِ بالتَّكْفِيرِ ... [1293] ... عَلى مُعَيَّنٍ بلا تَنْكِيرِ
لَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ تَكُونَ قَدْ وَفَتْ ... [1294] ... فِيهِ الشُّرُوطُ وَالمَوَانِعُ انْتَفَتْ
لاسِيَّمَا عِنْدَ الأمُورِ الظَّاهِرَةْ ... [1295] ... كَمُنْكِرٍ للْبَعْثِ أَوْ للآخِرَةْ
فلا أَرَى أَوْلى بِنَا وأَخْلَقَا ... [1296] ... في الحُكْمِ إِلا أَنْ يَكُونَ مُطْلَقَا
اُحْكُمْ بِكُفْرِ مَنْ أَتَى مُكَفِّرَا ... [1297] ... مُعَمِّمًا فِيما تَقُولُ أَوْ تَرَى
تقُولُ في تَرْكِ الصَّلاةِ كُفْرُ ... [1298] ... وَهَكَذا التَّنْجِيمُ ثمَّ السِّحْرُ
وَلا يُقَالُ إنَّ زَيْدًا كَافِرُ ... [1299] ... لأنَّهُ مُنَجِّمٌ أوْ سَاحِرُ
فَقَدْ يَكُونُ جَاهِلَ الأحْكَامِ ... [1300] ... لِقُرْبِ عَهْدٍ مِنْهُ بالإِسْلامِ
وَقَدْ يَكُونُ مُكْرَهًا عَلَيْهِ ... [1301] ... وَقَدْ تكُونُ شُبْهَةٌ لَدَيْهِ
وَهَكَذَا أَفَضِّلُ الإِطْلاقَا ... [1302] ... فِي الحُكْمْ خَوْفًا مِنْهُ أوْ إِشْفَاقَا
مَعَ اعْتِبَارِ القَطِعِ وَالتَّعْيِينِ ... [1303] ... مِنِ اخْتِصَاصِ عُلَمَاءِ الدِّينِ
إيَّاكَ أَنْ تكُونَ مِمَّنْ اسْتَمَعْ ... [1304] ... لِكُلِّ مَنْ يُكَفِّرُونَ المُجْتَمَعْ
فإِنهُمْ قَدْ خَالَفُوا الطَّرِيقَا ... [1305] ... وَاتخَذُوا مِنَ الهَوَى رَفِيقَا
هذا والله الموفق، والسلام ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعمان ألطاف خان]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 12:12]ـ
يبدو لي أنكم لم تفهموا قصدي وسببه أنني لم أوضح بشكل صحيح ما أريد أن أقوله فلذا سأحاول مرة أخرى وبالله التوفيق ..
العامي عندما يقرأ هذا القسم من أقسام التوحيد: "توحيد الأسماء والصفات: وهو أن يسمي ويوصف سبحانه وتعالى بما سمى ووصف به نفسه، أو سماه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تأويل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل" ثم يقرأ مثلا الآية ((ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)) فسيظن أنه إذا لم يعتقد أن لله وجه (بدون تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل) يكفر، وأنه إذا أول "الوجه" بذات الله مثلا يكفر كذلك، لأن هذا هو سيفهمه من ظاهر الكلام عن توحيد الأسماء والصفات ..
مع أنه لا يكفر بهذا الا إذا كان تأويله عن هوى وتعصب وليس له وجه في اللغة العربية، كما قاله الشيخ ابن عثيمين ...
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 03:01]ـ
أخي الفاضل عوام أهل السنة والجماعة مطالبين بالإيمان بها بالعموم
يعني
الإيمان الله وملائكة وكتبه ورسوله والقدر خيره وشرّه
،،،
التفصيل الإيمان بالله (فيه الأسماء والصفات)
،،،
أنت ذهبت إلى حكم التأويل وغيرها
فهو فرض عليه والله أعلم أن يؤمن بها بالعموم دون التفصيل
يعني لله وجه سيقرأ هذا في الكتاب والسنة
وأما أن يدخل في التفصيل فعليك أن ترشد إلى الحق باللتي هي أحسن
وتعلمه أن التأويل لا يصح كما التشبيه والتمثيل والتعطيل
وبما انه عامي لم تتلطخ فطرته ببدع المتأولين والمعطلين
فسيستجيب إلى الحق لأن الله هو الحق وكلامه هو الحق
ـ[نعمان ألطاف خان]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 03:22]ـ
وماذا عن العالم؟ لو اعتقد العالم (وهو يعرف آيات الصفات وأحاديث الصحيحة في الصفات ويؤولها أو يفوض معناها وهو يتقن اللغة العربية) أنه ليس لله وجه ولا عين ولا يد على الإطلاق ويزعم أنه يريد تنزيه الله تعالى، فهل يدخل في من يؤولون عن عناد وهوى وتعصب، فهذا ما حكمه؟ هل هو فاسق أو كافر؟
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 03:27]ـ
وماذا عن العالم؟ لو اعتقد العالم (وهو يعرف آيات الصفات وأحاديث الصحيحة في الصفات ويؤولها أو يفوض معناها وهو يتقن اللغة العربية) أنه ليس لله وجه ولا عين ولا يد على الإطلاق ويزعم أنه يريد تنزيه الله تعالى، فهل يدخل في من يؤولون عن عناد وهوى وتعصب، فهذا ما حكمه؟ هل هو فاسق أو كافر؟
حكمه عند أهل العلم
وأظن أن التفصيل في الأعلى بهِ إجابة عمّا تسأل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 06:33]ـ
العوام فطرهم النقية تحجزهم عما يسمى بالتأويل, خلافا للعلماء فتختلف حالهم كل بحسبه
وبحسب بيئته وبقدر ماخاض فيه ووافق عليه أهل البدع, وبنوع ما جنح فيه عن الصواب
فكل هذه المحددات تعين إن كان مجتهداً غير مؤاخذ أو له داخله مادة من الهوى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 06:16]ـ
كلمة "له" مقحمة سهواً
ـ[نعمان ألطاف خان]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 08:16]ـ
بعض تعليقات على الردود:
أما الحكم بالكفر فبعض الصفات نعم يصل تأويلها لحد الكفر من جهة النوع إما على جهة اللزوم
وإما مباشرة, كمن يؤول الاستواء بالاستيلاء,,يلزم منه أن العرش لم يكن في حيازته حتى استولى عليه!
وهذا لازم كفري
لا أعتقد أن تأويل الاستواء بالاستيلاء يلزم منه بالضرورة أن العرش لم يكن في حيازة الله حتى استولى عليه، كأنك تقول أن الله يحتاج الى الاستواء على العرش
العوام فطرهم النقية تحجزهم عما يسمى بالتأويل, خلافا للعلماء فتختلف حالهم كل بحسبه
وبما انه عامي لم تتلطخ فطرته ببدع المتأولين والمعطلين
كيف تعرفان أن فطرة العوام كذلك؟ هل أجريتما عليهم استطلاعا؟ فالاستطلاع هو الوحيد الذي سنعرف من خلاله فطرة الناس ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 10:33]ـ
لا أعتقد أن تأويل الاستواء بالاستيلاء يلزم منه بالضرورة أن العرش لم يكن في حيازة الله حتى استولى عليه، كأنك تقول أن الله يحتاج الى الاستواء على العرش
بارك الله تعالى فيك ..
لا يصح أصلاً وصف تحريف الإستواء بأنه تأويل، بل الواجب أن يطلق عليه: (تحريف)، لأن هذا أسوأ شىء فعله الذين يحرفون صفات الله عز وجل.
والإستيلاء في اللغة هو: المغالبة!
فيكون معنى قولهم: إن رب العالمين قد غلب آخر واستولى على العرش والعياذ بالله، وهذا القول كفر مبين وضلال عظيم، ولا يخفى على كل عاقل إن هذا فيه اتهام لرب العالمين بإنه غير مسيطر ولا مهيمن على خلقه، ولا هو قاهر فوق خلقه، تعالى الله رب العالمين القوي المتين جبار السموات والأرض القاهر فوق عباده عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا، سبحانه وتعالى فهو خالق كل شىء، وقاهر فوق كل شىء، ليس له مثيل ولا ند ولا كفء، لا يعجزه شىء في الأرض ولا في السماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 08:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الى الاخ نعمان ألطاف خان: ان الذين قالوا ان الاستواء معناه الاستيلاء أرادوا أن يفروا من وصف الله بعلوه بذاته على عرشه لانهم ظنوا أن ذلك تحييز لله في جهه فحرفوا صفة الاستواء بأدلة واهيه لاتقوم أمام النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة على علو الله على عرشه, فهم شبهوا الله ابتداء بخلقه ثم عطلوا صفات الله, لذلك اهل العلم يقولون كل معطل مشبه, والقول ان استوى استولى يلزم منه أنه لم يكن مستول عليه قبل كما بينه اهل العلم وهذا ينافي أن الله خالق كل شئ ومالكه, واستواء الله على عرشه ليس عن حاجة جل جلاله وعظم سلطانه والله هو الغني الحميد. انصح الاخ نعمان ان يرجع الى شرح الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ففيها الكفايه نسال الله الهداية والرشاد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 01:12]ـ
والله أعلم: لتوحيد الأسماء والصفات أصل وسنن، فأصله التنزيه والتعظيم فمن تأول النص ولم يخرج عن التنزيه والتعظيم، كمن قال اليد القدرة ظنا منه أن ذلك تنزيه للرب عن صفات المخلوقين واللغة تقبل ذلك المعنى؛ فهو مخالف لعقيدة أهل السنة في مسألة من مسائل سنن الاعتقاد غير كافر بتأوله.
أما من وصف الله بالجهل أو الظلم أو العجز وإن تأول فهو كافر لأنه نقيض أصل التوحيد التنزيه والتعظيم.
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 07:26]ـ
البدع الاعتقادية قسمان: بدع اعتقادية مكفرة، وبدع اعتقادية غير مكفرة؛ لذلك تقسم الفرق الإسلامية إلى أهل سنة وأهل قبلة، فالفرق التي خالفت أهل السنة في العقيدة مخالفة غير مكفرة يطلق عليهم أهل القبلة أي أنهم مسلمون ضلوا في بعض أبواب الاعتقاد ولا يلزم من الضلال الردة.
ولا أعلم أحدا من العلماء كفر من تأول الصفات الخبرية، بل إن البعض لا يضللهم، وإنما يخطئهم فقط، ومنهم من يصوب الإثبات والتأويل.
والخلاصة أن فهم صاحب الموضوع ليس صحيحا؛ لأن مخالفة الاعتقاد الصحيح لا يلزم منه الردة مطلقا، وإنما باب الردة باب آخر فيه تفصيل آخر، والله أعلم.(/)
قصة هداية أحد أصحابنا العراقيين من التشيع إلى السنة
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 09:58]ـ
حياكم الله وبياكم إخوانى الكرام
فهذه قصة مثيرة ومؤثرة كتبها صاحبنا العراقى الذى تسنن وترك التشيع والرفض، وأرسلها إلينا وطلب منا أن ننشرها، ولما كنا قد التقيناه فى القاهرة ووقفنا على حقيقة هدايته فضلا عن جهوده فى تبيين فساد معتقد الرافضة، والدعوة بكل ما يملك إلى معتقد السنة آثرنا أن ننشر هذه القصة ثم نردفها بأمور اخرى عن جهوده فى التصدى للحركة الشيعية الرافضية.
وهذا رابط القصة فانظروها بارك الله فيكم.
http://alhadyalzahry.yoo7.com/montad...topic-t256.htm (http://alhadyalzahry.yoo7.com/montada-f10/topic-t256.htm)
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 05:02]ـ
بعد اذن الاخ المكرم قمت بنقل الموضوع هنا لاهميته وبخط اوضح مقروء وفقك الله.
أيها الإخوة الكرام حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
هذه قصة هداية أحد أصحابنا العراقيين والذى التقيناه بالقاهرة منذ أشهر، وكان شيعيا فهداه الله تعالى إلى السنة بفضله ومنته. أحببت ان أضعها لكم على هذا الموقع لتكون أول ما ينشر فى هذا القسم من الموقع.
وهذه القصة ارسلها إلينا صاحبنا منذ دقائق، وطلب منا ان ننشرها على الموقع فرضخنا لطلبه حبا فيه وفى أمثاله ممن هداهم الله، وإتحافا لأحبابنا من رواد الموقع، والله المستعان وعليه التكلان.
أترككم مع صاحبنا يقص علينا قصة هدايته:
(وأما بنعمة ربك فحدث)
هذه قصة هدايتي بفضل الله.
الحمد لله وبعد:
أقول أن أعظم نعمة يمن الله بها على الإنسان هي نعمة الإسلام والتوحيد وأعظم نقمة يبتلي الله بها العبد هي نقمة الكفر والشرك فمن باب قوله تعالى:
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11)
أقول يا إخواني اعلموا أن الشيعة ينقسمون إلى قسمين:
مغضوب عليهم وضالين ..
فأما المغضوب عليهم فهم الذين يعرفون الحق ويكتمونه ويدخلون في عموم قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ... إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
(البقرة:160)
وأما الضالون فهم الذين يظنون أنهم على الحق يظنون أنهم يحسنون صنعا وهم يدخلون في عموم قوله سبحانه:
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:104)
ونحن كنا من الضالين ... كنا نظن أننا على الحق .. ولكن الضالون أين بعد بيان الحق لهم يفترقون إلى طائفتين فمنهم من ينصاع إلى الحق وأن شاء الله نحن منهم وهم يدخلون في عموم قوله تعالى:
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)
ففاضت العين من الدمع بسبب معرفتهم للحق المبين وطائفة أخرى بعد أن يتبين لها الحق تكابر وتصر على إتباع السادة المضللين وهم والله علم يد خلون في عموم قوله تعالى:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً **يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً** لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً) (الفرقان:29)
هذا ما يقوله أهل هذه الطائفة يوم الحسرة والندامة والله أعلم ..
وحيث أنني بفضل الله اهتم أيضا بالمواقع الشيعية ومنتدياتهم فاكتب فيها لعل الله أن ينفع بما نكتب وأن يجعله حجة لنا لاعلينا ...
فكما ذكرنا إخواني الأحبة أننا كنا من الضالين الذين يقلدون السيد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى أذكر أنني عندما كنت في الصف الثاني متوسط ,, زرت مرقد موسى بن جعفر رحمه الله وتعرفون ما يجري هناك من الشرك الذي اعتبره أنا والله مبكي لأنني أرى كثير من هؤلاء المساكين يتخبطون في ظلمات الشرك والسادة الأنذال يباركون لهم ما يفعلون من الشرك فكنت جالس قرب القبر داخل المزار فناداني اثنين من هؤلاء السادة ومن ملا بسهم التي يراها يقول هؤلاء من أكابر علمائهم فنادوا علي فذهبت وقالوا خذ اقرأ لنا هذه الورقة وهما ينتظران بلهفة ما سأقرأ فقرأت وكأن فيها اسم الأئمة وغيرهم ولا أذكر بالضبط الأسماء الموجودة في الورقة لأن هذه الحادثة صار لها سنوات فافتخر أحدهما على الآخر عندما سمع ما قرأت والمقصود أنهما لا يجيدان القراءة والكتابة أي أميين ويضحكون على العوام بملابسهم السوداء التي لا أشك أن قلوبهم أكثر سوادا من هذه الثياب النتنة!!!!
ولكن من أعظم النعم أن والدي كان لا يحب الطعن بأهل السنة بل كان يصلي في مساجدهم في صلاة العيد ...
إلى أن إلى أن جاء اليوم الذي بني فيه المسجد الذي هو قريب من بيتنا فقال لي والدي أن مسجدنا افتتح لماذا لا تذهب وتصلي فيه وكانت هذه الكلمات يقولها لي وهو واقف على قدر الهريسة أي في ليلة عاشوراء فأول يوم صليت في مسجد أهل السنة صلاة فتحت بها إمامي أبواب الهداية هو يوم العاشر من محرم وقد رأيت أن المسجد قريب على بيتنا فداومت على الصلاة فيه وقد رأيت أخلاق أهل السنة الطيبة وأنا كنت الوحيد أصلي بينهم مسبل ليدي في الصلاة ومع هذا يعاملونني معاملة طيبة ..
وذات يوم جاءني أحد الإخوة وقال لي اقرأ هذا الكتيب وأنا سآتي يوم الفلاني لأخذ رأيك فيه والكتيب هو (ثلاثة عشر رسالة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله) فكنت حذراً منه وقلت خلق الله لي أذنان وفم واحد لأسمع أكثر مما أتكلم وكنت اسمع منه فإذا هو يشرح لي الشرك والتوحيد فإذا هو ينطبق تماما على أبناء جلدتي الشيعة فحسنت علاقتي بهذا الأخ الكريم الذي كأن يأتيني من مكان بعيد كل أسبوع فقط حتى نتحاور في مواضيع العقيدة والدين وبعد ها أهدى لي كتاب فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد وكتاب
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للالبأني رحمه الله وأيضا كنا نقرأ بكتاب رياض الصالحين للإمام النووي ..
فكان يحفظنا آيات و أحاديث من هذه الكتب ويختبرنا بها فأسال الله أن يبيض وجهه في الدارين ونحن في البيت سبعة إخوة إخوتي بفضل الله كلهم مُقرون أن ما يقوله حق ولكن يتفاوت التطبيق فأخي الأصغر مني بفضل الله التزم التزاماً طيبًا وهو يختلف عني بأني عند ما عرفت حقيقة الشيعة بقيت أبحث في كتبهم حتى أرد عليهم منها وعندي تقصير في علوم أهل السنة ..
وأما أخي الأكبر فصرف جهده في طلب علوم أهل السنة وهو الآن عنده إجازة حفص عن عاصم بعد أن لازم الشيخ محمد السامرائي سنتين أو أكثر يقرأ عليه فأجازه.
وأما إخواني الأكبر مني فالفرق بفضل الله عظيم جدا جداً عن قبل حتى أن أولادهم سموهم بأسماء إسلامية فبدل عبد الحسين سموا أبناءهم عبدا لله وبكر وغيرهم وحتى أن أخي أبو عبدا لله في بداية زواجه من إحدى قريباتنا وطلب منها أن تترك زيارات المراقد قالت هذا دين أبي وأمي قال لها: أنه يدخلك النار قالت: أن كان أبي في النار فأنا مستعدة أن أدخل في النار خلفه فلما جلسنا سوية أنا وإياه نحلل الموضوع ونضع له الحلول قرر قرارا وهو أنه سيبلغها أنها أن زارت أي مرقد من لمراقد فالطلاق .. وهي صدمت لم تكن تتوقع أنه بهذه الصرامة وهذا الكلام قبل ما يقارب خمس سنوات وهي اليوم والله تصلي متكتفة وتدعوا أقرباءنا إلى التوحيد ..
أما ابن أختي وهو طفل عمره 12 سنة فوالله عندما أنظر إليه يملئ صدري الهم والحزن ذلك أنه يحب الدين حبا عجيبا فأنا عندما أقول له تعال معي لنذهب إلى المسجد وأعطيك كذا وكذا من المرغبات فيقول أنا لا أصلي من أجل أي شيء إلا من أجل مرضاة الله وقد كانت له مناظرة صغيرة مع احد أقرباءه الشيعة قال له الشيعي: ماذا نعمل في محرم؟
قال ماذا نعمل؟
قال نلطم ونحزن على أبو عبد الله فقال له الطفل:
وهل الحسين في النار أم في الجنة؟
فقال له الشيعي طبعا بالجنة.
فقال ليش نلطم عليه إذا كان في الجنة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال له الشيعي بلهجة عراقية عامية (لك دروح أنت كلشي ما تفتهم) ومرة جاءني وهو يبكي من المدرسة لماذا تبكي قال المعلمة تكفر وأنا ما أستطيع أردها وغيرها من المواقف ..
واذكر قبل أشهر وصلني تهديد من فيلق (غدر) فقررت السفر فلما علم سكت برهة من الزمن ثم أنفجر باكيا وهو يقول أنت مو تريد مصلحتهم ليش ....
على العموم أقول يا إخواني والله إن دين الله ظاهر لا محالة ولكن نسال الله أن يستخدمنا في هذا الظهور .. والشيعة اليوم في حيرة من أمرهم فعلا مات بطلان دينهم صارخة ولكنهم بحاجة لمن يبين لهم البديل فهم واضعين في أدمغتهم أن أهل السنة أعداء أهل البيت فيقولوا نبقى شيعة وأن تناقض ديننا خير من أن ننتسب لأعداء لآل بيت الرسول فمن حقهم علينا أن نبذل الجهد
في بيان حقيقة دعوتنا فعلينا هداية ومن الباري التوفيق هذا وأرجو المعذرة على الإطالة واستغفر الله وأتوب إليه والحمد لله رب العالمين ..
الحمد لله وبعد: جزاكم الله خيرا إخواني على كلماتكم الطيبة وأما بالنسبة لاستفسار أخي النظير فأقول اعلم يااخي أن ظاهرة التحول ظاهرة كبيرة وقد تحول الكثير من أبناء جلدتي بفضل الله إلى دين الحق لأن المخلصين منهم إذا تفقهوا في دينهم وجدوه متناقضا فيبقى في حيرة ..
ويعلم الله بالأمس كنت جالس مع أخي في الله (أبو عمار العراقي الشيعي سابقا) وكنا نتكلم
عن هذا الموضوع فقال لي أن أكابر علماء الشيعة اعترفوا بهذا وذكر منهم جعفر سبحاني
ولا أذكر اسم الكتاب الذي نقل منه جعفر سبحاني وأنا اسأل الله أن يمكنني من إصدار
شريط فيديو بعنوان (العائدون إلى الله) نقوم في هذا الإصدار بإجراء لقاءات مع الإخوة المتحولين ويوجه إليهم سؤالين اثنين:-
1 - ما هو الشر الموجود في طائفة الإمامية بحيث دفعك إلى تركه؟
2 - وماهو الخير الذي وجدته عند أهل السنة والجماعة بحيث جعلك تتمسك به
تمسكا حتى لو كلفك حياتك؟
وهذا حاصل والله يا أخي الكريم
فإن كثير من الإخوة الشيعة الذين اهتدوا ترى أن لديهم همة غير طبيعية وأبو عمار وكتابه الشهادة الثالثة بين أيديكم ..
على العموم الظاهرة كبيرة وأنا والله يا إخوان وكثير من الإخوة وجدنا أن كثيرا
من عقلاء الشيعة بدأوا يتذمرون من صور اللطم والازدواجية عند أكابر ساداتهم!!
فعلى سبيل المثال السيد عقيل في منطقة بغداد الجديدة لما نهب الشيعة البلد بعد سقوط بغداد قام هذا السيد الغيور وخطب في الحسينية خطب رنانة فتأثر بها الشيعة في منطقته وارجعوا السرقات إلى حسينية السيد عقيل فما كان من سماحة السيد إلا أن يبيع المسروقات ويسافر
إلى إيران فحقد شيعة المنطقة على السادة واتضحت لهم الصورة ولكن المشكلة يا إخوان إنهم لا يجدون البديل في بالهم أن السنة أعداء أهل البيت فإما أن يكونوا يهودا أو نصارى أو شيوعيين ونحن بإمكانيتنا المتواضعة نحاول أن نبين لهم الحقيقة ..
ومن أهم الموانع بعض أئمة مساجدنا فعلى سبيل المثال ركبت مرة في سيارة تكسي وتكلمت مع السائق وكان شيعيا فتأثر بكلامي وقال لابد أن أتلقى بك حدد لي مكانا نلتقي به فحدد ت له المسجد فجاء الرجل يسأل إمام المسجد وكنت حينها غير موجود فما كان من إمام المسجد إلا أن يطلب مني بعدم إحالة أي شخص للمسجد لأنه يخشى أن يكون من حزب الدعوة أو ...
آسف عن الإطالة عموما الظاهرة واسعة أخي الكريم واسأل الله لنا ولكم الثبات والحمد لله رب العالمين
أخوك ابو عبد الرحمن الويسي
بغداد
المصدر: ابو عبدالرحمن الويسي، كتابة منه إلينا.(/)
تعريف بالجهمية والمعتزلة
ـ[محمد الحلوانى]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 10:59]ـ
P
اسم صاحب البحث: محمد حمدي سيد صالح
مقدمة
عنوان البحث: تعريف بالجهمية والمعتزلة
الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا.
نتكلم إن شاء الله عن المدرسة العقلية متى نشأت وأين نشأت ومن أول من تكلم بالعقل بحيث يقدمه على النقل من الجهمية والمعتزلة ومن أين جاءت هذه التسميات (الجهمية والمعتزلة)
1 - ظهور المدرسة العقلية
2 - بدعة الجهمية
3 - كيف ظهرت المعتزلة وقوة انتشار المدرسة العقلية
البحث
1 - ظهور المدرسة العقلية
عندما ظهر الجعد بن درهم من هو:
الجعد بن درهم: عداده في التابعين مبتدع ضال زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليما وهو أول من ابتدع القول بخلق القرآن، وتعطيل الله عن صفاته. [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
قال: وقف الجعد على وهب بن منبه، فجعل يسأله عن الصفة، فقال: ياجعد، ويلك، أنقص من المسألة، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أنه له يداً، ما قلنا ذلك، وأن له عيناً، ما قلنا ذلك، ثم لم يلبث الجعد أن صلب. قال أبو الحسن المدائني: كان الجعد زنديقاً [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
من شيوخه: قيل إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان عن طالوت بن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي، وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل من أهل حران، وكان فيهم خلق كثير من الصابئة والفلاسفة بقايا أهل دين نمرود والكنعانيين الذين صنف بعض المتأخرين في سحرهم) [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
كيف قتل الجعد بن درهم: يروى أن خالد بن عبد الله القسري خطب في الناس يوم الأضحى بواسطة وقال أيها الناس ضحوا تقبل الله منكم ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليماً ثم نزل وذبحه وهي قصة مشهورة رواها
قتيبة بن سعيد والحسن بن الصباح وذلك في حدود سنة عشرين ومائة [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
2- بدعة الجهمية
بعد أن عاش الجعد بن درهم بالفساد والضلال وبعد أن قتل اخذ عنه مذهبه تلميذه الجهم بن صفوان كما قال شيخ الإسلام
" أساس البلاء وسبب الشقاء وحامل لواء مقدمي الآراء على كتاب الله وسنة رسوله r رجل يدعى الجهم بن صفوان الخرساني الذي توفى في نهاية الربع الأول من القرن الثاني الهجري [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)"
قال ابن تيمية:
(أصل مقالة التعطيل للصفات إنما هو مأخوذ عن تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابئين، فان أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام أعنى أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة، وأن معنى استوي بمعنى استولى ونحو ذلك هو الجعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم ابن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
ومن هنا حدث بدعة الجهمية في أواخر عصر التابعين ظهر التكلم ببدعة الجهمية حدثت في أواخر الدولة الأموية
وأما الجهمية نفاة الأسماء والصفات:
وكثيٌر من السلف لم يدخلهم في الثنتين وسبعين فرقة؛
منهم: يوسف بن أسباط، وعبد الله بن المبارك؛
قالوا: أصول البدع أربع: الخوارج، والشيعة، والقدرية، والمرجئة
فقيل لهم: الجهمية؟
فقالوا: ليس هؤلاء من أمة محمد.
الجهمية ليسوا من الثنتين وسبعين فرقة
ولهذا تنازع من بعدهم من أصحاب أحمد، وغيرهم:
هل هم من الثنتين وسبعين؟
على قولين؛ ذكرهما عن أصحاب أحمد: أبو عبد الله بن حامد في كتابه في الأصول.
الجهمية ينفون الأسماء والصفات
(يُتْبَعُ)
(/)
والتحقيق: أنّ التجهّم المحض؛ وهو نفي الأسماء والصفات؛ كما يُحكى عن جهم، والغالية من الملاحدة، ونحوهم ممّن نفى أسماء الله الحسنى كفرٌ، بيِّنٌ، مخالفٌ لما علم بالاضطرار من دين الرسول [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
وقد استدرك الجهم بن صفوان حجة كحجة النصارى الذين يزعمون أن الروح الذي في عيسى هو الله، وأن الله يحل فيه، فإذا أراد الله أمرا دخل في عيسى فتكلم على لسانه فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء، وهو روح غائبة عن الأبصار
فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة وقال لمن ناظره من السمنية:
ألست تزعم أن فيك روحا؟
قال السمني: نعم
فقال له: هل رأيت روحك؟
قال: لا
قال: فسمعت كلامها؟
قال: لا
قال: فوجدت لها حسا؟
قال: لا
قال: فكذلك الله لا يرى له وجه، ولا يسمع له صوت، ولا يشم له رائحة، وهو غائب عن الأبصار، وهو في كل مكان، فالمخلوقات بمثابة الجسد والله U في داخلها بمثابة الروح [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
شككوه في دينه حتى ترك الصلاة أربعين يوما، وقال: لا أصلي لمن لا أعرفه ثم اشتق هذا الكلام فأنكر عليه الوالي فقال: إذا ثبت عندي من أعبده صليت له فضرب عنقه [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
قال أبو معاذ البلخي:
"كان جهم على معبر ترمذ ـ بلد من نواحي إيران ـ وكان رجلا كوفي الأصل فصيح اللسان، لم يكن له علم ولا مجالسه لأهل العلم، وكان قد تناقل كلام المتكلمين وكلمه السمنية،
فقالوا له: صف لنا ربك الذي تعبده؟
فدخل البيت لا يخرج كذا وكذا، ثم خرج عليهم بعد أيام
فقال: هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء، ولا يخلو منه شيء" [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
تعالى الله عما قالوا علوا كبير
واعلم أن الجهمية المحضة، كالقرامطة ومن ضاهاهم؛ ينفون عنه تعالى اتصافه بالنقيضين حتى يقولون ليس بموجود، ولا ليس بموجود، ولا حي، ولا ليس بحي، ومعلوم أن الخلو عن النقيضين ممتنع في بدائه العقول [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
______________________________ ______________________________ ______
8- بيان تلبيس الجهمية
والجهم بن صفوان إليه تنسب طائفة الجهمية الذين قالوا لا قدرة للعبد أصلا بل هو بمنزلة الجمادات، والجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما حتى لا يبقى موجود سوى الله تعالى
وقال أبو الحسن الأشعري
:"قول الجهمية الذي تفرد به جهم القول بأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط، والكفر هو الجهل به فقط وأنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا لله وحده، وأنه هو الفاعل، وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز، كما يقال: تحركت الشجرة ودارت السفينة وزالت الشمس وإنما فعل ذلك بالشجرة والسفينة والشمس الله سبحانه وتعالى، وكان جهم ينتحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
وقد تفرعت من فرقة الجهمية فرق عديدة انقسمت إلى أكثر من عشر فرق كل فرقة اتخذت لنفسها مسلكا فكريا خاصا وعقيدة مستقلة، لكن أبرز عقائد الجهمية هي القول بنفي صفات الله U، وأن الإنسان لا يقدر على شيء، وهو مجبور مسير مقهور في فعله لا يوصف بالاستطاعة والقدرة، وأن الجنة والنار تفنيان، وأن الإيمان هو معرفة الله حتى لو كفر الإنسان باللسان،
وقالوا أيضا بأن القرآن مخلوق [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)
وقد أضل الجهم بن صفوان خلقا كثيرا وتبعه على قوله رجل يقال له واصل بن عطاء، ورجل آخر يقال له عمرو بن عبيد وإليهما ينسب مذهب المعتزلة، فما هي قصة المعتزلة؟ وكيف نشأت
3 - كيف ظهرت المعتزلة وقوة انتشار المدرسة العقلية
علمنا مما سبق أن الجهم بن صفوان قدم عقله ورأيه على الأدلة القرآنية والنبوية عندما أجاب السمنية بجهله إجابة خاطئة كاذبة،
وزعم أن الله بذاته في كل مكان وأنه لا صفة له حتى لا يشبه الإنسان، ثم نظر هذا المفتون إلى القرآن فما تصور أنه يوافق مذهبه جعله دليلا وبرهان، وما خالفه صرح برده ونفيه من القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تبنى فكر الجهمية واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وإليهما ينسب مذهب الاعتزال، فالمُعْتَزِلة أتباع واصل بن عطاء الغزال (ت:131هـ)
من هو واصل بن عطاءٍ:هو أبو حذيفةَ البصري الغزّال لأنه كان يدور في سوق الغّزل ليتصدَّق على النساء اللواتي يبعن الغزل، مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضَبّة،
هو رأس المعتزلة وكبيرهم ورئيسهم وأوّلهم
كان تلميذَ الحسن البصري يقرأ عليه العلومَ، فدخل رجل على الحسن وقال له: قد ظهر في زماننا جَماعة يكفّرون أصحابَ الكبائر،
والكبيرة عندهم كفرٌ وهم وعيديَّة الخوارج وجماعةٌ يرجئون أصحابَ الكبيرة ويقولون: الكبيرة عندهم لا تضرّ الإيمان وإنه لا يضرّ مع الإيمان معصية، كما لا ينفَع مع الكفر طاعةٌ،
ففّكر الحسن في ذلك، فقال واصل قبل أن يُجيب الحسن بشيء: أنا أقول إن صاحب الكبيرة لا مؤمنٌ ولا كافرٌ، ثم قام واعتزل إلى أسطوانة المسجد يقرر جوابَه على جماعة من أصحاب الحسن،
فقال الحسن: اعتزل واصل عنّا فسمُّوا معتزلةً من ذلك الوقت بهذا السبب، وكان سبب سؤال السائل ذلك للحسن البصري
أنه لم يكن في زمن النبي rخوض في هذه المسائل ولا في صدر الإسلام وإنما حدث ذلك في أواخر عصر متأخِّري الصحابة yوأول حدوثه في مسألة القدر وفي الاستطاعة من
معبد الجُهنَي وغيلان الدمشقي والجَعد بن درهم،
وتبرّأ منهم متأخَروا الصحابة عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبو هريرة وتواصَوا وأوصَوا أخلافهم أن لا يسلموا عليهم ولا يصلّوا على جنائزهم ولا يعودوا مَرضاهم وإنما حملهم على ذلك ما صحّ
عن رسول الله r من ذّم القدرية
وقد أجمع المعتزلة على أن الله تعالى قديمٌ والقِدَم أخصُّ وصف ذاته، واتفقوا على أن التحسين والتقبيح يجب معرفتهما بالعقل وأن شكر المنعم واجب عقلاً واختلفوا في الإمامة والقول فيها أيضاً واختياراً هذا ما اتفقوا على نفي الصفات القديمة عنه أصلاً
فقالوا: أن الباري تعالى
(عالمٌ لذاته لا بعلمٍ زائد على ذاته- قادرٌ لذاته لا بقدرة زائدة على ذاته- حيّ لذاته لا بحياةٍ زائدة على ذاته- مريدٌ لذاته لا بإدارة على ذاته)
وكذلك قالوا في باقي الصفات من السمع والبصر وغيرهما قالوا لأنّ هذه الصفات لو شاركته في القِدم الذي هو أخصُّ وصفِ ذاته لشاركته في الإلهية
واتفقوا على أن كلامه محدث مخلوق بحرفٍ وصوت، واتفقوا على نفي رؤية الله تعالى بالأبصار في الآخرة
واتفقوا على أن العبدَ خالقٌ لأفعاله خيرَها وشرِّها غير مخلوقة لله تعالى واتفقوا على أنه تعالى منزَّهٌ عن أن يضاف إليه الشرّ لأنه لو خلق الظلم لكان ظالماً كما أنه لو خلق العدل لكان عادلاً
واتفقوا على وجوب رِعاية مصالح العباد على الله تعالى ولهم خلافٌ في الأصلح واللطف واتفقوا على أن المؤمن إذا مات عن توبةٍ استحقّ الثواب والعِوَض، وإذا مات عن كبيرة ارتكبها استحقّ الخلود في النار لكن يكون عقابه أخفّ من عقاب الكفار. وسمَّوا هذا النمط وعداً ووعيداً فلهذا يسمَّون الوعيدية أيضاً،
واتفقوا عليه من المسائل في أصول الديانات، واختلفوا في مسائل فيما بينهم. وهم عشرون فرقةً كلّ فرقة تكفّر الأخرى. ,ومنهم الواصليّة نسبةً إلى واصل بن عطاء هذا [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)
وَقِيلَ: إِنَّ وَاصِلَ بْنَ عَطَاءٍ هُوَ الَّذِي وَضَعَ أُصُولَ مَذْهَبِ الْمُعْتَزِلَةِ، وَتَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ تِلْمِيذُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ
فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ هَارُونَ الرَّشِيدِ صَنَّفَ لَهُمْ أَبُو الْهُذَيْلِ كِتَابَيْنِ وَبَيَّنَ مَذْهَبَهُمْ وبني مَذْهَبَهُمْ عَلَى الْأُصُولِ الْخَمْسَةِ، الَّتِي سَمَّوْهَا:
(الْعَدْلَ، وَالتَّوْحِيدَ، وَإِنْفَاذَ الْوَعِيدِ، وَالْمَنْزِلَةَ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ، وَالْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
وَلَبَّسُوا فِيهَا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ إِذْ شَأْنُ الْبِدَعِ هَذَا، اشْتِمَالُهَا عَلَى حَقٍّ وَبَاطِلٍ
وَهُمْ مُشَبِّهَةُ الْأَفْعَالِ؛ لِأَنَّهُمْ قَاسُوا أَفْعَالَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَفْعَالِ عِبَادِهِ،
وَجَعَلُوا مَا يَحْسُنُ مِنَ الْعِبَادِ يَحْسُنُ مِنْهُ، وَمَا يَقْبُحُ مِنَ الْعِبَادِ يَقْبُحُ مِنْهُ!
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالُوا: يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا، وَلَا يَجُوزَ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا، بِمُقْتَضَى ذَلِكَ الْقِيَاسِ الْفَاسِدِ!! فَإِنَّ السَّيِّدَ مِنْ بَنِي آدَمَ لَوْ رَأَى عَبِيدَهُ تَزْنِي بِإِمَائِهِ
وَلَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ ذَلِكَ لَعُدَّ إِمَّا مُسْتَحْسِنًا لِلْقَبِيحِ، وَإِمَّا عَاجِزًا، فَكَيْفَ يَصِحُّ قِيَاسُ أَفْعَالِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى أَفْعَالِ عِبَادِهِ؟!
وَالْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ.
فَأَمَّا الْعَدْلُ فَسَتَرُوا تَحْتَهُ نَفْيَ الْقَدَرِ
وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْلُقُ الشَّرَّ وَلَا يَقْضِي بِهِ، إِذْ لَوْ خَلَقَهُ ثُمَّ يُعَذِّبُهُمْ عَلَيْهِ يَكُونُ ذَلِكَ جَوْرًا!! وَاللَّهُ تَعَالَى عَادِلٌ لَا يَجُورُ. وَيَلْزَمُهُمْ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ الْفَاسِدِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَكُونُ فِي مُلْكِهِ مَا لَا يُرِيدُهُ، فَيُرِيدُ الشَّيْءَ وَلَا يَكُونُ، وَلَازِمُهُ وَصْفُهُ بِالْعَجْزِ! تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ.
وَأَمَّا التَّوْحِيدُ: فَسَتَرُوا تَحْتَهُ الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ
إِذْ لَوْ كَانَ غَيْرَ مَخْلُوقٍ لَزِمَ تَعَدُّدُ الْقُدَمَاءِ!!
وَيَلْزَمُهُمْ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الْفَاسِدِ أَنَّ عِلْمَهُ وَقُدْرَتَهُ وَسَائِرَ صِفَاتِهِ مَخْلُوقَةٌ، أَوِ التَّنَاقُضُ!.
وَأَمَّا الْوَعِيدُ، فَقَالُوا: إِذَا أَوْعَدَ بَعْضَ عَبِيدِهِ وَعِيدًا فَلَا يَجُوزُ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ وَيُخْلِفَ وَعِيدَهُ، لِأَنَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ، فَلَا يَعْفُو عَمَّنْ يَشَاءُ، وَلَا يَغْفِرُ لِمَنْ يُرِيدُ، عِنْدَهُمْ!!
وَأَمَّا الْمَنْزِلَةُ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ: فَعِنْدَهُمْ أَنَّ مَنِ ارْتَكَبَ كَبِيرَةً يَخْرُجُ مِنَ الْإِيمَانِ وَلَا يَدْخُلُ فِي الْكُفْرِ!!.
وَأَمَّا الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ: فَهُوَ أَنَّهُمْ قَالُوا: عَلَيْنَا أَنْ نَأْمُرَ غَيْرَنَا بِمَا أُمِرْنَا بِهِ، وَأَنْ نُلْزِمَهُ بِمَا يَلْزَمُنَا، وَذَلِكَ هُوَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَضَمَّنُوهُ أَنَّهُ يَجُوزُ الْخُرُوجُ عَلَى الْأَئِمَّةِ بِالْقِتَالِ إِذَا جَارُوا!!
وَعِنْدَهُمْ أَنَّ التَّوْحِيدَ وَالْعَدْلَ مِنَ الْأُصُولِ الْعَقْلِيَّةِ الَّتِي لَا يُعْلَمُ صِحَّةُ السَّمْعِ إِلَّا بَعْدَهَا، وَإِذَا اسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِأَدِلَّةٍ سَمْعِيَّةٍ، إِنَّمَا يَذْكُرُونَهَا لِلِاعْتِضَادِ بِهَا، لَا لِلِاعْتِمَادِ عَلَيْهَا، فَهُمْ يَقُولُونَ: لَا نُثْبِتُ هَذِهِ بِالسَّمْعِ، بَلِ الْعِلْمُ بِهَا مُتَقَدِّمٌ عَلَى الْعِلْمِ بِصِحَّةِ النَّقْلِ! فَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَذْكُرُهَا فِي الْأُصُولِ، إِذْ لَا فَائِدَةَ فِيهَا عِنْدَهُمْ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَذْكُرُهَا لِيُبَيِّنَ مُوَافَقَةَ السَّمْعِ لِلْعَقْلِ، وَلِإِينَاسِ النَّاسِ بِهَا، لَا لِلِاعْتِمَادِ عَلَيْهَا! وَالْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ فِيهِ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الشُّهُودِ الزَّائِدَيْنِ عَلَى النِّصَابِ! وَالْمَدَدِ اللَّاحِقِ بِعَسْكَرٍ مُسْتَغْنٍ عَنْهُمْ! وَبِمَنْزِلَةِ مَنْ يَتَّبِعُ هَوَاهُ وَاتَّفَقَ أَنَّ الشَّرْعَ مَا يَهْوَاهُ!!
كَمَا قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْحَقَّ إِذَا وَافَقَ هَوَاهُ، وَيُخَالِفُهُ إِذَا خَالَفَ هَوَاهُ فَإِذًا أَنْتَ لَا تُثَابُ عَلَى مَا وَافَقْتَهُ مِنَ الْحَقِّ، وَتُعَاقَبُ عَلَى مَا تَرَكْتَهُ مِنْهُ، لِأَنَّكَ إِنَّمَا اتَّبَعْتَ هَوَاكَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
وَكَمَا أَنَّ " الْأَعْمَالَ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى "،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْعَمَلُ يَتْبَعُ قَصْدَ صَاحِبِهِ وَإِرَادَتَهُ، فَالِاعْتِقَادُ الْقَوِيُّ يَتْبَعُ أَيْضًا عِلْمَ ذَلِكَ وَتَصْدِيقَهُ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ تَابِعًا لِلْإِيمَانِ كَانَ مِنَ الْإِيمَانِ كَمَا أَنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ إِذَا كَانَ عَنْ نِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَانَ صَالِحًا، وَإِلَّا فَلَا، فَقَوْلُ أَهْلِ الْإِيمَانِ التَّابِعُ لِغَيْرِ الْإِيمَانِ، كَعَمَلِ أَهْلِ الصَّلَاحِ التَّابِعِ لِغَيْرِ قَصْدِ أَهْلِ الصَّلَاحِ. وَفِي الْمُعْتَزِلَةِ زَنَادِقَةٌ كَثِيرَةٌ، وَفِيهِمْ مَنْ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)
خاتمة البحث
إن مذهب السلف الصالح قائما على تصديق خبر الله وتنفذ أمره فواجب علينا الأتي
إذا أخبرنا الله أنه على عرشه صدقنا، وإذا أخبرنا أنه يسمع ويرى صدقنا، وإذا أخبرنا أنه يأتي يوم القيمة صدقنا .............. إلى الخ
وإذا سكت الله عن شيء لا نبحث عنه حتى لا نقع في الشبهات
كما أمر الله U المؤمنين على أن لا يسلوا عن أشياء لم تكن تظهر بعد فقال لهم) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ((المائدة:101)
لما بحث الجهمية والمعتزلة عن هذه الأشياء ضلوا ضلال بعيدا وساروا على هذا الضلال حتى يومنا هذا فعطلوا صفات الباري U وتكلموا في القدر حتى قالوا ما قالوا بزعمهم أنهم ينزه الباري U
فقالوا انه لا يخلق أفعال الشر في العباد وإنما العباد هم الذين يخلق الشر فجعلوا للكون أكثر من اله، فتكلموا في أشياء كثيرا لا تعد ولا تحصى وكان لازم عليهم بدلا من أن يتقولوا علي الله بدون أن يرجعوا إلى الفهم الصحيح الذي كان عليها الصحابة t
لكان خيرا لهم ولكن خلفوا المنهج فضلوا وأضلوا فندعو الله أن يسددنا ويوفقنا إلي المنهج الصحيح حتى نسير على الطريق المستقيم
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - سير أعلام النبلاء ولسان الميزان
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) - تاريخ الإسلام الذهبي
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) - مجموع الفتاوى 5/ 20
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) - الوافي بالوفيات الصفدي
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) - انظر ترجمته في أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات لمرعي بن يوسف ألكرمي المقدسي ص230، إثبات صفة العلو لابن قدامه ص131
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) - مجموع الفتاوى 5/ 20
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) - النبوات
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) - بيان تلبيس الجهمية
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) - الوافي في الوفيات 1/ 1557 -
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) - - اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية (ابن قيم الجوزية)
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) - مجموع الفتوى
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) - انظر إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لابن جماعة ص34
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) - التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، طاهر بن محمد الإسفراييني ص107 ..
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) - الوافي بالوفيات
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) - شرح الطحاوية في العقيدة السلفية بن أبي العز الحنفي
ـ[وفاء بنت حسين]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 05:15]ـ
أفيدونا لو تكرمتم عن دليل العناية ودليل الأختراع الذي قال بهما ابن رشد هل هما من طرق السلف رضوانالله عليهم في أثبات وجود الله(/)
التقرب الى الله باسمائه الحسنى
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 10:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مَن وَافَق الله في صِفَه مِن صِفاته, قَادته تلك الصِّفَة إليه بِزِمَامه، وأدْخَلَته على رَبِّه، وأدْنته مِنه وقَرَّبَته مِن رَحمته، وصَيَّرَته مَحْبَوبًا له، فإنه سُبحانه رَحيم يُحِبّ الرُّحَماء، كَريم يُحِبّ الكُرَماء، عَليم يُحِبّ العُلماء، قويّ يُحِبّ المؤمن القوي - وهو أحب إليه مِن المؤمن الضعيف، حتى يُحِبّ أهل الحياء، جَميل يُحِبّ أهل الْجَمَال، وِتْر يُحِبّ أهل الوِتْر
المصدر: كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي – ابن القيم(/)
من هم عبدة الشيطان؟
ـ[أحمد العديلي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 01:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في الحقيقة انتشر في الآونة الأخيرة فوم استرضوا لأنفسهم تلك العبادة!
عبدة الشيطان!
ما هي نشأتهم؟ ما هي عقائدهم؟ ما هي عباداتهم؟
هل نستطيع القول أنها رجعت بعد فوات أم أنها مستحدثة؟
هل هناك دعاة لها؟ أم هناك أناس يبحثون عنها ويعتقدون بها؟ من هم الماسكون بزمامها؟
هل هي هذه تسمياتهم؟ أم لقب أطلق عليهم؟
إن كانت تسميتها فكيف يرضى بهذا الاعتقاد؟!!
وإن كان لقب أطلق فلماذا أطلق عليها هذا اللقب؟!!
أسئلة كثيرة جدا
أرجو أن أجد إجابة شافية كاملة جامعة مانعة!
وفقنا الله واياكم للطاعة
ـ[البتيري]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 08:01]ـ
اليزيديون في شمال العراق يسمون عبدة الشيطان
ينسبون انفسهم الى عدي بن مسافر،
بعضهم يقولك نحن لا نعبد الشيطان، انما لا نلعنه اتقاء شره.
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 08:27]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ينصرف الذهن إلى اليزيدية "فرقة تختلف عن الزيدية .. فليعلم"، ويمكنك تصحف الكتب التي تحدثت عنها.
أو ينصرف إلى ما عرف في بعض البلدان العربية بهذا المسمى، فيرجى مراجعة هذا الرابط.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56530
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 06:52]ـ
عبادة الشيطان دين قديم حديث, لا أعلم الكثير عن نشأتهم ولكنهم حديثًا تجمعوا على أفكار د. أنطون لافي أحد المفكرين -بزعمهم- وكان قد دخل مشفى للعلاج من السرطان, وهناك تعرف على ممرضة أُعجبت بأفكاره فزينت له وضع أسس هذا الأمر.
ومن أهم أفكارهم, أنهم يؤمنون بالله, ولكنهم -كما يقولون- لا نرضى أن نكون في دين العلاقة فيه بين سيد وعبد ( Master and Slave) فبدينهم يكونون هم أسياد أنفسهم.
ولاشك أن هذه هرطقة مبنية على إلحاد خفي لا يغررون به إلا من دس عقله فى أوهام المخدرات وأشباهها, ومن عاين القوم وجد أن أكثرهم أصلاً لا يؤمن بشيء لا شيطان ولا غيره ولكنها نزوات.
اسأل الله لنا ولهم الهداية.
ـ[أشجعي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 07:16]ـ
تحتاج إلى مرجع موثق لمعرفة معلومات هذه الفرقة الضالة الغبية, والوصول إليه ليس صعبا عن طريق الجوجل
ولكن من ناحية العموم فعبدة الشيطان عندنا هم من أسقط الشباب ومن أماراتهم أنهم
*يلبسون الأسود بكثرة ويُطلون "يمنكرون" أصابعهم كالنساء , وبالأسود أيضا,
*وأكثرهم "ميتالجية" أي انهم يستمعون "للميتال" أو "الهفي ميتال" وبعض طلبة الجامعات للأسف يقلدوهم من باب التقليد إلى أن يقع أكثرهم في الكفر والعياذ بالله, وقد جلسنا مع شباب قد غسلت ادمغتهم بطريقة عجيبة.
*يضعون الحلق والزينة في أذانهم وفي ألسنتهم وأذقانهم
* يربون لحاهم وشعور وجوهم بطريقة عجيبة غريبة مقززة.
*أكثر من ينتمي لهذه الفرق هم من الأغنياء والطبقات العليا في المجتمع.
*يكثر عندهم الإنتحار "سواء الفردي او الجماعي"
هذه مقتطفات مما عايشنا وسمعنا ورأينا, وكما قلت سابقا, ابحث بالجوجل لتجد بُغيتك, أو انتظر احد الإخوة.
وبارك الله فيكم.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 09:42]ـ
هذه المقالة كتبتها عن علم ومعرفة ومخالطة للقوم حيث كنت خطيبا واماما في احد المساجد في شمال العراق المجاورة لمساكنهم وديارهم،وفي الجيش العراقي كنت اخالط شبابهم بغية الدعوة فاجد نوع من الصعوبة في تعريفهم بمعاني الاسلامي وعقائده،وهو ما دعاني الى كتابة هذه المقالة البسطية للتعريف بهم:
بسم الله الرحمن الرحيم
الطائفة اليزيدية مثل غيرها من الطوائف كالشبك والصابئة لها جذور قديمة يعود بعضها إلى ديانات قديمة، ويعود سبب بقاء اليزيدية الى يومنا هذا إلى جملة أسباب منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أنهم اكتسبوا معتقدات دخيلة على دينهم مثل المانوية وكذا المسيحية بل حتى الإسلام لما انتشر نوره على البرية،واضطر هؤلاء إلى مجاملة المسلمين والأخذ من بعض عقائدهم لأجل الديمومة والاستمرار،حتى إن التسمية باليزيدة لها ارتباط بمعنى إسلامي وهو يزيد بن معاوية،والسبب كما قال أهل السير والتاريخ انه لما انهارت الدولة الاموية سنة 132 هجرية هرب إبراهيم بن حرب بن خالدبن يزيد إلى شمال العراق وجمع فلول الأمويين الذين تشتت جيشهم قرب الموصل، داعياًإلى أحقية يزيد في الخلافة والولاية، وهم يعتقدون في السفياني – لأنه من نسل يزيد -نظير ما يعتقده الرافضة في المهدي المزعوم لديهم.
2 - الكتمان وعدم التصريح بشئ من عقائدهم الباطلة،ولذا فهم يحرصون أن لا يخرج شئ من إسرارهم إلى العوام والبسطاء، وإنما يوهموهم بان ما هم عليه دين حق وان لهم فلسفة خاصة بعقائدهم لا يفهمها إلا العلماء وأهل الرأي والخاصة مثل كهنوت النصارى وأحبارهم، ويحرمون عليهم النقاش والحوار وإنما الواجب هو التسليم المطلق لكل ما جاء به دينهم ومذهبهم، ومن يخرج عن ذلك عاقبوه بأبشع ما يمكن،ومن ذلك ركلهم لامرأة أسلمت حتى الموت، وقد انشد بعض أهل الإسلام قصيدة رائعة ا ينعي قتلها رحمه الله مطلعها:
نطقَ السيفُ الذي دوَّى زمانا **ومضى أصدقُ حُكْما وبيانا
يذبَحُ الكفرَ (اليزيديّ) الذي ** عبدَ الشيطانَ جهْرا وعيانا
3 - تقاعس أهل السنة عن واجبهم في الدعوة ونصرة من يسلم منهم،ووجود من يحميهم من الحكومات لإغراض سياسية – كغيرها من الأقليات كالصابئة والشبك وغيرهم - ولكونها بعيدة عن العاصمة بغداد حيث كون بغداد ارض خصبة بالدعاة والعلماء والمفكرين،وحيث إن شيخان تبعد عن بغداد مسافة 500 كليو متر تقريبا، ولكون الطائفة منعزلة بين جبال،هذا وغيره من الأسباب أدى إلى بقاء ومحافظة الطائفة على معتقداتهم رغم أنها مستهجنة عن بني البشر إذ كيف يليق بإنسان عاقل أن يعبد عدوه بحجة مجاملته والتخلص من كيده أن هذا لأعجب العجاب.
مؤسس المعتقد اليزيدي: اشتهر من بينهم الشيخ عدي بن مسافر،وأسس الطريقة العدوية وهي: طريقة مبنية على المجاهدات النفسية، ومحالفة أمر الشيطان ومخالفة الهوى،وقد أرسل شيخ الإسلام إلى إتباع الشيخ عدي ينصحهم ويلزمهم بسلوك الصراط المستقيم في مسائل الاعتقاد والعبادات قبل أن يصل بهم الحال إلى الغلو ومجاوزة الحد، حيث يقول شيخ الإسلام رحمه الله في رسالته (من أحمد بن تيمية إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة، والمنتمين إلى {{جماعة الشيخ العارف القدوة أبي البركات عدي بن مسافر الأموي (رحمه الله)}}، ومن نحا نحوهم، وفقهم الله لسلوك سبيله، وأعانهم على طاعته وطاعة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعلهم معتصمين بحبله المتين، مهتدين لصراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وجنبهم طريق أهل الظلال والأعوجاج، الخارجين عما بعث الله به رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الشرعة والمنهاج، حتى يكونوا ممن أعظم الله عليهم المنة، بمتابعة الكتاب والسنة، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
وقد اتخذ بعض الرافضة من تلك الرسالة وسيلة للطعن في شيخ الإسلام لكونه مدح عدي بن مسافر وهو أموي، ولقبوا ابن تيمية باليزيدى وهو دال على غبائهم وجهلهم وحقدهم لان الرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى الإسلام ملوك العالم من المجوس والروم وغيرهم إلى الإسلام،ومن دعاهم شيخ الإسلام لم يكونوا يعبدون الشيطان،وإنما غاية ما عندهم الورع الفاسد والمجاهدة للنفس وبدع وخرافات حتى آل بهم الحال بسبب من يضلهم من أمراء وحكام، وبعدهم عن الهدي النبوي إلى عبادة الشيطان كحال الرافضة تماما، فقد كان غاية ما هم عليه تفضيل علي رضي الله عنه على أبي بكر وعمر وإنما هي خطوات الشيطان وحيله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تولى بعد ذلك قيادة الطائفة رجال حكموا عقولهم وأهوائهم، وكثر فيهم البدع والأهواء المضلة بلبوس الزهد والورع والمجاهدة، فاستدرجهم الشيطان حتى قدسوه وعبدوه فحالفوا ما كان عدي بن مسافر الذي وما كان يدعو إليه من الزهد الصحيح والإرشاد إلى الخير، والدعوة بالمعروف بل أصبح قبره ألان – في منطقة شيخان شرق الموصل – مزارا يعبد من دون الله،وقد خلف عدي رجالا كان لهم الدور في وصول الطائفة إلى الحال السئ والمعتقد الضال منهم شمس الدين المعروف بالشيخ حسن سنة 615وقد آل الأمر بالطائفة إلى الاعتراف بها لكن بعد معاناة طويلة واضطهاد من قبل الحكومات المتعاقبة وذلك سنة 1969،وتم افتتاح مكتب لهم لنشر دعوتهم القومية على يد رئيس الطائفة بايزيد الاموي.
بعض ما يعتقدون ويؤمنون به:
1 - يعظمون طاووس ويعتبرونه هو جبريل،قد حل فيه ويقدسونه إلى حد السجود،وغيره إضافة إلى تقديسهم يزيد إلى حد مجاوزة الحد، وقد صوروا طاووس على شكل تمثال يطوفون به عندما يريدون جمع المال كحال غيرهم من الطوائف الضالة تعددت الإشكال والهدف واحد، ولهم أماكن كثيرة هي محل اجتماعهم في أعيادهم وعبادتهم.
2 - لهم كتابان الأول يتحدث عن صفات الإله، والثاني يسمونه رش الكتاب الأسود يتحدث عن باقي أمور الخلق، قيل انه لم يكتب وهو محفوظ لديهم بالصدور والله اعلم.
3 - العبادت كالصلاة والزكاة والحج والصوم يقومون بها حسب أهوائهم، فهم يصومون من السنة ثلاثة أيام، والصلاة في يوم النصف من شعبان فحسب،ويخرجون مطلع الشمس ومغربها فيعفرون وجوههم بالتراب، فالحمد لله على نعمة الإسلام لكن أعظم ما يهتمون به المراقد مثل مرقد الكيلاني، ولهم في ذلك مراسيم يطول شرحها قبحهم الله.
فكرة تجنب إيذاء الشيطان لعنه الله:
أعظم ما تميزت به هذه الطائفة المخذولة أن تفلسفت في عبادة الشيطان وإرضائه، فهم على سبيل المثال يجتنبون الاسأءة إليه من خلال عدم التلفظ بحرف من حروف كلمة الشيطان، وعدم البصاق على الأرض لأجل إبليس، وابعد من ذلك يحرمون على أنفسهم من الأشياء ما له علاقة بحروف كلمة الشيطان،ويحرم عندهم التعوذ منه ومن سمع منهم ذلك وجب عليه إما الانتحار أو قتل من يفعل ذلك، وقد حدث لي ذلك مع احدهم في معسكر بالجيش العراقي قديما حيث كنت أتعوذ بالله من الشيطان،فسمعني احدهم فجن جنونه واخذ يكفر بالله!!،ولأجل تلك الحمية للشيطان فهم يطمسون التعوذ من المصحف،وقد تجرأ أحد نواب الجمعية الوطنية المعينة من قبل الاحتلال ممن يعتنقون الدين اليزيدي بتقديم طلب إلى رئيس الوزراء المعين وقتها إبراهيم الجعفري برفع كلمة [أعوذ بالله من الشيطان الرجيم] رسميًّا من الكتب المدرسية والاجتماعات،والمحافل والمؤتمرات والله المستعان،علما أنهم لم يكونوا يجرؤ ذلك أيام الراحل صدام.
2 - تميزت معتقداتهم بأنها خليط من معتقدات الفرق الضالة،فمثلا يعظمون كرة مصنوعة من التراب يحملونها للتبرك مثل الرافضة،وتحمل معه في قبره لأجل الخلاص، واخذوا التعميد عن النصارى ويذهبون بالمولود إلى قبر الشيخ عدي، ويوضع في ماء طالبين من الشيخ أن يكون المولود مثلهم يزيديا مؤمنا قبحهم الله،والمولود معهم ولذا فهم يعظمون عقائد النصارى بل ويشاركونهم في العشاء الرباني، ويقبلون يد القسيس ويحضرون عيد راس السنة،وهم لهم أعياد تخصهم مثل عيد الليلة السوداء- سود الله قلوبهم - حيث يجتمعون وتطفئ الأنوار وتشرب الخمور وتستباح المحرمات.
ما حرموه على أنفسهم إتباعا لأهواء الشيطان لعنه الله:
1 - حرموا أكل بعض المأكولات مثل الخس والملفوف والقرنبيط ولحوم السمك والخنزير والغزال، ويحرم قطعا على الشيخ الرئيس أكل لحم الديك تعظيما للطاووس.
2 - حرموا تعلم القراءة والكتابة إلا للعائلة التابعة لسلالة الشيخ،إلا انه في الآونة الأخيرة وبعد انفتاح العلوم والتطور التقني انخرط كثير من شبابهم في المعاهد والكليات ونبذوا خرافات القوم لكنهم يحتاجون من يمد لهم الهداية.
3 - حرموا الزواج من غير ملتهم كما حرموا الزواج من أخت الزوجة،وزوجة الأخ - بعد موتها -وأباحوا الزواج لأكثر من أربع ولهم في ذلك تقاليد غريبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - حرموا قص الشارب وحفه وقص الأظافر، ولازال بعض شوابهم يحترمون تلك العادات،ومن العادات السيئة الموافقة لأهواء الشيطان أنهم حرموا دخول الحمام أو الاغتسال بها لأنها في نظر المسلمين مأوى للشيطان،وهو الحق كما حرموا الاستنجاء والبول قائما.
حقدهم على المسلمين:
ولاشك إن معتقد هؤلاء يدعوهم بلا شك إلى معادة أهل الإسلام، لكنهم قلة ولو تمكنوا لفعلوا ما ينفس عن حقدهم، ومما يدل على ذلك تحريمهم للصلاة في مساجد المسلمين لكن في الكنائس نعم!!،ومن اسلم منهم قتلوه أبشع قتلة،وقد كتب الله عليهم الذلة والمسكنة وبآو بغضب من الله،وقد خالطتهم بنفسى عندما كنت خطيبا في احد مساجد نواحي الموصل، ورأيت هذا الذلة البداية عليهم، والامر لله وحده يعز من يشاء،وهم يقاتلون قتلا شرسا دفاعا عن دينهم ومعتقدهم،وقد حدث سنة 652 أن ناصبوا العداء لصاحب الموصل بدر الدين اللؤلؤ،حيث طلب منهم دفع أموال فقاتلوه قتالا شديدا لكن المعركة انتهت بإبادتهم وقام بدر الدين بنبش القبر – عدي بن مسافر - وحرق العظام،فحقدوا على الدولة العثمانية اشد الحقد.
ملاحظات هامة:
بالرغم من الطائفة منغلقة على نفسها لا تسمح لأحد كائنا من كان أن ينشر غير مذهبها،ويدعو الى غير ملتها،ولأنهم يقدسون معتقدهم وكبارهم بيدهم النفوذ والسلطة، وأنهم بزوال دينهم الباطل يزول ملكهم، فالتعامل معهم يجب أن يكون بحكمة فهذه بعض النصائح أوجهها لإخواني، كي يحسنوا التعامل والدعوة بالتي أحسن خاصة الشباب المتفتح منهم ذهنيا ومن ذلك:
أولا: ينبغي الاهتمام من ناحية دعوية من خلال نشر الإصدارات التي تشرح أصول الإسلام وبلغتهم- الكردية وأحيانا العربية -،والمعروف أن هناك إهمالا واضحا من قبل المؤسسات الدعوية بهذه الطائفة،والإصدارات تكتفي بالتنديد بهم،وأنهم عبدة الشيطان،لكن ليس هناك ولا حتى كتيب موجه إلى الطبقة المثقفة منهم تشرح لهم عقائد الإسلام وتفند مذهبهم من ناحية عقلية.
ثانيا:سوء تدبير الحكام الذين حكموا العراق جعل أصحاب هذه الطائفة منعزلة – في الجبال - محتفظة بدينها،بل أدى إلى تأثر غيرها من القبائل العربية مثل الشهوانية والحيالية والجحيش يتأثرون بهم،ومن ثم يكونوا مثلهم، بخلاف اليزيدية في الشام فأنهم بحكم اختلاطهم بالمسلمين تعرفوا على محاسن الدين،واسلموا جميعهم حتى تناقص عددهم وأقاموا شعائر الإسلام.
ثالثا: التواصل وفتح قنوات مع دعاة وأئمة المساجد الموصل،ومن خلال بناء المساجد في تلكم المناطق وإرسال دعاة ممن يتصفون بالحكمة والدعوة الحسنة، وعدم استفزازهم من خلال سب أو لعن إبليس، وقد ورد في القرآن ما يفيد النهي عن سب المشركين، وذلك في قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم} (الأنعام:108). وقد روي عن قتادة، قال: (كان المسلمون يسبون أوثان الكفار، فيردون ذلك عليهم، فنهاهم الله أن يتسببوا لربهم، فإنهم قوم جهلة، لا علم لهم بالله)؛ مع إن الاستعاذة من إبليس اللعين مما يؤجر عليه المسلم لكن إن ترتب عليه سب الدين وجب السكوت، وعدم الجهر أمام هذه الطائفة.
رابعا: ينبغي التفريق بين تلك الطائفة ألمسماه باليزيدية، وبين عبدة الشيطان الذين يزعمون الحصول على قوة شيطانية أصحاب اليهودي- ليفي - مؤسس كنيسة الشيطان في سان فرانسيسكو، وهو صحاب كتاب الإنجيل الأسود لان فلسفة هؤلاء قائمة على الشهوة والإفساد في الأرض عن طريق الفرق الموسيقية الغربية التي دخلت بلاد الإسلام عن طريق الولع بكل ما هو غريب وإتباع الشهوات.
أفضل المصادر المعتمدة عن اليزيدة:
1 - كتاب اليزيدية واصل عقيدتهم للمؤرخ العزاوي رحمه الله طبع ببغداد سنة 1935،وهو أفضل من كتب عنهم من ناحية تاريخية وعقائدية، وهو مؤرخ إصلاحي دعوي، وقد رجح العزاوي في كتابه أن اصل اليزيدية إسلامي لكنهم انحرفوا لأسباب، ودحض أراء من يقول بخلاف ذلك،واعتمد على مصادر ذات قيمة ونقل عن علماء منهم ابن تيمية والسمعاني وابن قتيبة،ولا ننسى أن العزاوي رحمه الله قد عرف عقائد هذه الطائفة عن يقين من خلال المخالطة،وهو إضافة إلى ذلك يجيد اللغة الكردية والفارسية والتركية،وهو يحتفظ بمصادر فريدة خطية ولذا يعد مرجها هاما لدى الباحثين حتى من الأكراد.
اليزيدون حاضرهم وماضيهم للأستاذ عبد الرزاق الحسني:وهو نافع من جهة التفصيل وهو كتاب ثقافي يمكن للقارئ معرفة تفاصيل الحياة الاجتماعية عن الطائفة اليزيدية مع التوضيح بالصور لكنه خلا من النقد والرد وبيان باطلهم وكشف زيفهم،ويعتبر الكتاب وثيقة هامة لكل من أحب الإطلاع على عادات وتقاليد الطائفة أجاد في أسلوبه وطرحه.(/)
المُتكلمون والمُتصوّفون وشريعة الإسلام
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 05:50]ـ
المُتكلمون والمُتصوّفون وشريعة الإسلام
ا
نقلا عن مقال ــ (بعنوان: من جهلك بالحق والباطل أن تُحاول إقامة الباطل بإبطال الحق) ــ عن مقال للشيخ أبو العبّاس أحمد الهاشمي ـ (رحمه الله) ـ والذي نشرته جريدة الصّراط السّوي في عددها الخامس عشر الصّادر يوم الاثنين 8 رمضان 1352 هجريّة المُوافق ل 25 ديسمبر 1933 للميلاد:
قال ابن عُقيل في كتابه الفنون: << ما على الشّريعة أضرّ من المُتكلّمين والمُتصوّفين , فهؤلاء يُفسدون العقول بما يوردونه من الشّبهات وهؤلاء يُفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان. . . وقد خبرت طريق الفريقين , غاية هؤلاء الشّك وغاية هؤلاء الشّطح والمتكلّمون عندي خير من الصّوفيّة لأنّ المتكلّمين قد يردّون الشّك والصّوفيّة يوهمون التّشبيه والإشكال والثقة بالأشخاص ضلال >>
http://www.nouralhuda.com/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/166-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%AA %D9%83%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F %D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%91%D9%81 %D9%88%D9%86-%D9%88%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9 %D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85.html(/)
أرجو من الإخوة أن يوضحوا لي مسألة الايمان عند الأحناف.
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 06:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الى الراسخون في العلم .. ارجو توضيح مااشكل علي فهمه .. في هذه المساله ..
مساله الايمان عند الاحناف هي التصديق والإقرار وهذا لاخلاف فية،ولكن العمل هل هو جزء من الايمان عندهم؟! حيث أن هناك أقوال لبعض العلماء أن العمل هو جزء من الايمان فتارك العمل خارج عن الايمان، ثم اختلفوا في ذلك فمنهم من أخرجوة عن الايمان وادخلوه في دائره الكفر وقول المعتزله:أنهم لم يخرجوة عن الايمان بل يكون بين المنزلتين
أما المرجئيه وهنا الاشكال فيقولون: لآ حاجه للعمل ويكتفي بالتصديق فقط.!!!!!!
ولكن أهل السنة يقولون من ترك العمل فهو مفسق وليس كافر.
ارجو نفعي نفع الله بكم
اختكم: طالبة فقه
المملكة العربية السعودية
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 06:47]ـ
الى الراسخون في العلم
الراسخين / اسم مجرور بإلى وعلامة جره الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم ..
...
والمسألة كبيرة // وأهل السنة لا يُفسِّقون تارك العمل بإطلاق بل الأمر يختلف ..
وبما أني لست من الراسخين في العلم .. فإني أقف عند هذا الحد والله تعالى أعلم ..
...
ـ[عماد البيه]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 07:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه و تابعيه بإحسان إلى يوم الدين
لا أدعي أني من الراسخين في العلم لكن عسى أن يكون فيما أنقله جوابا لسؤالك
المشهور من تعريف الإيمان عند الإمام أبي حنيفة رحمه الله أنه الإقرار والتصديق. قال رحمه الله: " والإيمان هو التصديق والإقرار "
الفقه الأكبر (85)، و مجموع فتاوى شيخ الإسلام (7/ 119، 330)، اعتقاد الأئمة الأربعة، د. محمد بن عبد الرحمن الخميس (16).
و هناك رواية ثانية عنه مشهورة ـ أيضا ـ وتناقلتها مصادر عديدة ونسبها إليه كثير من أصحابه المتكلمين والفقهاء والأصوليين تنص على أن الإيمان هو "التصديق"
فمن كتب علم الكلام التي نسبت إليه ذلك:
الشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي (ت: 878هـ) الحنفي. ذكر ذلك في حاشيته على المسامرة شرح المسايرة، عند قول المؤلف: " قول صاحب العمدة منهم: الإيمان هو التصديق؛ فمن صدق الرسول فيما جاء به، فهو مؤمن، فيما بينه وبين الله تعالى، والإقرار شرط إجراء الأحكام .. "، قال ابن قطلوبغا: " هذا القول مروي عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى، نص عليه في كتاب العالم والمتعلم، وهو اختيار الشيخ أبي منصور [يعني: الماتريدي]، والحسين بن الفضل البلخي، والمحققين من أصحابنا " انتهى. حاشية قاسم على المسامرة (178 - 179).
ملا علي القاري الحنفي (ت: 1014هـ) انتصر لهذا القول في شرحه على الفقه الأكبر، ونسبه إلى جمهور المحققين. انظر ص (85 - 87). وقد سبق أن حكى الخلاف ـ ص (12) ـ في الإقرار باللسان: " هل هو شطر للإيمان، إلا أنه يسقط في بعض الأحيان، أو شرط لإجراء أحكام الإيمان، كما هو مقرر عند الأعيان، وهو المروي عن الإمام، وإليه ذهب الماتريدي، وهو الأصح عند الأشعري .. ".
وممن نسبه إليه أيضا ابن أبي العز الحنفي، في شرحه على الطحاوية. قال ـ (332ـط المكتب الإسلامي) ـ:
" وذهب كثير من أصحابنا [يعني: الأحناف] إلى ما ذكره الطحاوي رحمه الله: أنه إقرار باللسان، وعمل بالأركان.
ومنهم من يقول: إن الإقرار باللسان ركن زائد ليس بأصلي. وإلى هذا ذهب الشيخ أبو منصور الماتريدي رحمه الله، ويروى عن أبي حنيفة، رضي الله عنه. ". اهـ
ومن فقهاء الأحناف الذين نسبوا إليه هذه الرواية:
ابن الهمام، صاحب فتح القدير. قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" قَوْلُهُ بِخِلَافِ الْإِكْرَاهِ عَلَى الْإِسْلَامِ حَيْثُ يَصِيرُ بِهِ مُسْلِمًا، لِأَنَّهُ لَمَّا احْتَمَلَ وَاحْتَمَلَ رَجَّحْنَا الْإِسْلَامَ فِي الْحَالَيْنِ لِأَنَّهُ يَعْلُو وَلَا يُعْلَى) قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ: وَكَأَنَّ هَذَا إشَارَةٌ إلَى مَا قَالَهُ الْإِمَامُ أَبُو مَنْصُورٍ الْمَاتُرِيدِيُّ وَهُوَ الْمَنْقُولُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ الْإِيمَانَ هُوَ التَّصْدِيقُ، وَالْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ شَرْطُ إجْرَاءِ الْأَحْكَامِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَذْهَبَ أَهْلِ أُصُولِ الْفِقْهِ، فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الْإِقْرَارَ رُكْنًا انْتَهَى ". فتح القدير (9/ 251). وقد تعقب ابن الهمام النقل في التخريج، ولم يتعقبه في نسبة القول للإمام. ونجد نفس الكلام في " العناية شرح الهداية" (9/ 252).
ومن الأصوليين الأحناف الذين نسبوا هذه الرواية إلى الإمام: ابن أمير الحاج في التقرير والتحبير (2/ 111)، وابن أمير بادشاه، في تيسير التحرير (2/ 261).
والحاصل: أن هذه الرواية مشهورة متداولة في كتب الأحناف، من متكلمين وفقهاء وأصوليين.
لكن وجود هذه الرواية في هذه المصادر وتداولها شيء، وثبوتها عن الإمام أبي حنيفة شيء آخر؛ فمثل ذلك يحتاج إلى الوقوف على إسنادها، والنظر فيه أو النص على ثبوتها عن الإمام من أحد العلماء المطلعين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى (1/ 246) ـ: " والمنقول عن العلماء يحتاج إلى معرفة بثبوت لفظه، ومعرفة دلالته، كما يحتاج إلى ذلك المنقول عن الله ورسوله ".
ما عليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل
قال ابن عبد البر رحمه الله: " أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل ولا عمل إلا بنية والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والطاعات كلها عندهم إيمان إلا ما ذكر عن أبي حنيفة وأصحابه فإنهم ذهبوا إلى أن الطاعات لا تسمى إيمانا، قالوا إنما الإيمان التصديق والإقرار، ومنهم من زاد والمعرفة .. "
ثم قال ـ بعد كلام ـ: " وأما سائر الفقهاء، من أهل الرأي والآثار، بالحجاز والعراق والشام ومصر، منهم مالك بن أنس والليث بن سعد وسفيان الثوري والأوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام وداود بن علي وأبو جعفر الطبري ومن سلك سبيلهم، فقالوا: الإيمان قول وعمل، قول باللسان وهو الإقرار اعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، مع الإخلاص بالنية الصادقة.
قالوا: وكل ما يطاع الله عز و جل به من فريضة ونافلة فهو من الإيمان، والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وأهل الذنوب عندهم مؤمنون غير مستكملي الإيمان من أجل ذنوبهم، وإنما صاروا ناقصي الإيمان بارتكابهم الكبائر .. " انتهى. التمهيد (9/ 238، 243).
تعقيب
الإيمان نوعان
- إيمان ملة و هو مقابل الكفر
قال تعالى "فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا " (البقرة: 26)
و قال تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ" (البقرة: 91)
- و إيمان عمل و هو المقابل للفسوق
قال تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى? رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَ?ئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " (الأنفال: 2 - 4)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ" متفق عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
و الذي يبدوا أن تعريف الإمام أبي حنيفه رحمه الله للإيمان قصد به إيمان العقيدة المقابل لكفر الملة فمعلوم أن ترك بعض الأعمال و لو كانت من الواجبات إن لم يكن إستحلالا أو إستكبارا فإنه يلحق بصاحبه الفسق و نقص الإيمان لكن لا يخرجه من دائرة الإيمان بالكلية.
و لذلك من الخطأ الشنيع رمي الأحناف بأنهم مرجئية أهل السنة بل يجب فهم أقوال أبي حنيفه بدلالتها عنده كما قال شيخ الإسلام "والمنقول عن العلماء يحتاج إلى معرفة بثبوت لفظه، ومعرفة دلالته"
و الله المستعان
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 06:59]ـ
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
أهل السنه والجماعة: هم الصحابه، ومن تبعهم بإحسان، و نهج منهجهم تأصيلاً وتمثيلاً، عقيدة و منهجاً و سلوكاً.
الفرق الضالة: هم كل من خالف أهل السنة و الجماعة، بأصل أو إساءة، وهم متفاوتون بقدر إسائتهم و مخالفتهم.
وأشهر هذه الفرق: (الخوارج - المعتزلة - المرجئة - الجهمية - ............ )
معنى الإيمان:
لغة: تصديق القلب المتضمن للعلم بالمصدَّق به.
شرعاً: هو التصديق الجازم بالله رباً و إلهاً، و بمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً والنطق بالشهادتين صدقاً، وقولاً، وإذعاناً.
فعند أهل السنة و الجماعة: هو اعتقاد وقول و عملاً يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.
بعبارة أخرى يتبعض و يتجزأ، فيزداد و ينقص، وينتقض بنواقض مضبوطة.
وبناء على التعريف اللغوي و الشرعي:
فإن الإيمان يطلق - أحيانا - على مجرد التصديق، إذ لا يمكن أن يكون المرء مؤمناً دون تصديق، ولكن ليس هو الإيمان المقبول بل هو شرطه ويطلق الإيمان على دخل الإسلام في مقابل الكفر: {ياأيها الذين آمنوا .. }. ويطلق على بعض الأعمال الصالحة أدخلها من المعرفة إلى إماطة الأذى عن الطريق مروراً بالصلاة والحياء وكل شعبة من شعب الإيمان.
المرجئة: هم الذين أرجأوا - أخَّروا -فصلوا - الإيمان عن العمل، وهم فرق.
منهم من يقول: 1 - الإيمان المقبول: هو مجرد المعرفة فحسب، كجهم ومن تبعه.
2 - الإيمان المقبول: التصديق فحسب، ولو لم يدخل في الإسلام.
3 - الإيمان المقبول: مجرد قول اللسان، الكرّامية.
4 - الإيمان المقبول: تصديق القلب وقول اللسان، ولا يرون دخول الأعمال في الإيمان، ويسمّون مرجئة الفقهاء.
الخوارج والمعتزلة:
يقولون إن الإيمان قول و اعتقاد وعمل، لكن الإيمان عندهم كلٌ لا يتجزأ، إذا ذهب بعضه ذهب كله، فالواجبات شرط من شروطه، إذا انتفى بعضها انتفى الإيمان، والمعاصي ناقض من نواقضه، إذا فُعلت معصية انتقض الإيمان.
فمن أخلَّ بالأعمال أو ببعضها أو فعل معصية ذهب إيمانه، باتفاق الطائفتين، وهو كافر عند الخوارج وفي منزلة بين المنزلتين عند المعتزلة.
ثمرة البحث:
ينبغي على المؤمن في هذا المقام ثلاث:
- معرفة مذهب أهل السنة والجماعة، والتمسك به حتى لا يقع في مذهب الضلال.
- لا يتسرع في الحكم على الأخرين، بلفظ أو لفظتين، وبخاصة إذا صدرت من عالم، وإنما يتثبت و يتريث ويبحث ويسأل، ويقتدي بالرسخين من أهل العلم. فذلك أنجى له وأحفظ لدينه.
- أن يسارع إلى الطاعات ليزداد إيمانه، واجتناب السيئات لكي لا ينقص إيمانه حتى لا يكون ممن قال الله فيهم: (يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون مالا تفعلون).
أعده للدورة في هولندا
عدنان العرعور
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 07:00]ـ
رابط المقال
http://www.islamwasat.com/index.php/article/articles/6
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 04:36]ـ
السلام عليكم .. شكر الله لكم سعيكم ..
يااخوان مالقول في ان الاحناف خالفوا اهل السنة في هذه المسألة واخرجو العمل عن مسمى الايمان فاتفقوا مع المرجئه في اقوالهم و خالفوا الصحيح من الادلة والاقوال الراجحة ..
ولان تارك العمل عند اهل السنة كافر وليس بفاسق إذ ان العمل داخلٌ في مسمى الايمان عند اهل السنة ..
هل من توضيح لهذا وفقكم الله
ـ[عماد البيه]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 05:28]ـ
فاتفقوا مع المرجئه في اقوالهم و خالفوا الصحيح من الادلة والاقوال الراجحة ..
غير صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)