. المسمار الأخير في نعش التشيع =كتاب الكافي للكليني مزوَّر ... !!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 02:11]ـ
المسمار الأخير في نعش التشيع
كتاب الكافي للكليني مزوَّر
بسم الله ارحمن الرحيم
لا بدَّ قبل أن نشرعَ في فضح تزوير كتاب الكافي لشيخ الشيعة الكليني أن نبيِّن مقدار التحريف والتزييف في مؤلفات الشيعة عموماً،لا سيما الكتب الحديثية منها.
ثم نخلص بعد ذلك الى بيان تزييف كتاب الشيعة الأشهر و مستودع رواياتهم الأكبر، ألا وهو كتاب الكافي لشيخ الشيعة الكليني
الرافضة والتلفيق الحديثي:
المتأمِّل لكتب الشيعة ومصادرهم المُعتبرة يُلاحظ عدَّة أمور تُقلِّل بل تنسف الثقة بجميع تلك الكتب والمرويات، فمن ذلك:
1 - لم يكن للشيعة كتاب في أحوال الرجال حتى ألف الكشي في المائة الرابعة كتابا لهم في ذلك، وهو كتاب غاية في الاختصار، وقد أورد فيه أخبارا متعارضة في الجرح والتعديل، كما أن المتتبع لأخبار رجالهم يجد أنه كثيرا ما يقعُ غلط واشتباه في أسماء الرجال أو آبائهم أو كناهم أو ألقابهم.
2 - أنه ليس للشيعة معايير ولا مقاييس في نقد الحديث والأثر والأخبار، وتهافت أخبار الشيعة لا يحتاج إلى إثبات وتوثيق، بل ليس لوسائل الإسناد إليها من طريق، مِمَّا يدلُّ على استشراء الوضع عندهم واستساغة التلفيق.
ومن أراد التأكُّد فليراجع كتاب "كسر الصنم " لآية الله البرقعي رحمه الله والذي اهتدى إلى مذهب أهل السنة، إذ أبان فيه رحمه الله تهافت روايات الكافي للكليني -الذي هو أصح كتبهم- فغيره من الكتب من باب أولى.
3 - كان التأليف في أصول الحديث وعلومه معدوما عندهم حتى ظهر زين الدين العاملي الملقب عندهم بالشهيد الثاني (المتوفى سنة 965هـ)، يقول شيخهم الحائري: (ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني) ([1]).
بل حتى تقسيم الشيعة للأحاديث إلى صحيح وضعيف كان في القرن السابع، يقول الحر العاملي:
(أن هذا الاصطلاح مستحدث، في زمان العلامة، أو شيخه، أحمد بن طاوس، كما هو معلوم، وهم معترفون به) ([2]).
فما هو سبب التأليف فيها يا تُرى:
من الملاحظ، أن هذا العلم ظهر عند الشيعة موافقا لحملة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التشنيع على الشيعة في كونهم ليست لديهم كتب في أحوال الرجال، ويظهر هذا جلياًّ في قول العاملي "إمام الجرح والتعديل عند القوم":
(والذي لم يعلم ذلك منه، يعلم أنه طريق إلى رواية أصل الثقة الذي نقل الحديث منه، والفائدة في ذكره مجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانيّة، ودفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة، بل منقولة من أصول قدمائهم) ([3]).
فهاهنا يبين الحر العاملي الذي من المفروض أن يكون علامة في الجرح والتعديل) أن وضع السند فقط لدفع اتهامات أهل السنة والجماعة، إنما أصل تصحيحهم هو ناقل الحديث الثقة، ولا يلزم ثقة المنقول عنهم!.
إذاً فعلم الحديث عندهم ما هو إلا تقليدٌ لأهل السنة، ودفعٌ لتشنيعهم، يقول شيخهم الحائري:
(ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني وإنما هو من علوم العامة)، ويعني بالعامة –بالطبع- أهل السنة ([4]).
ويقول الحر العاملي أيضاً:
(إن طريقة المتقدمين مباينة لطريقة العامة، والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة، واصطلاحهم، بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع، وكما يفهم من كلام الشيخ حسن، وغيره).
4 - بل وحتى علم الجرح والتعديل المستحدث فيه تناقضات واختلافات في حدوده وضوابطه وشرائطه، حتى قال شيخهم الفيض الكاشاني:
(في الجرح والتعديل وشرائطهما اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كمالا يخفى على الخبير بها) ([5]).
فهذا هو اعتراف شيخهم ومقدَّمهم في الجرح والتعديل، لكن هذه لعلَّها تهون عند التي تليها وهو قول الحر العاملي معرِّفاً الحديث الصحيح:
(يُتْبَعُ)
(/)
(بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها، عند التحقيق، لأن الصحيح –عندهم-: «ما رواه العدل، الإماميّ، الضابط، في جميع الطبقات». ولم ينصوا على عدالة أحد من الرواة، إلا نادراً، وإنما نصوا على التوثيق، وهو لا يستلزم العدالة، قطعا بل بينهما عموم من وجه، كما صرح به الشهيد الثاني، وغيره. ودعوى بعض المتأخرين: أن "الثقة" بمعنى «العدل، الضابط» ممنوعة، وهو مطالب بدليلها. وكيف؟ وهم مصرحون بخلافها، حيث يوثقون من يعتقدون فسقه، وكفره، وفساد مذهبه؟) ([6]).
5 - ومع ذلك فالرواة كلهم -لا جُلُّهم- لا تُعلم أحوالهم، فهم كلهم مجروحون، فيكفي أنه لم يسلم من الجرح عندهم لا جابراً الجعفي ولا الحارث الأعور ولا المغيرة بن سعيد ولا زرارة بن أعين، ولا غيرهم من مشاهير رواتهم، بل يروون عن أئمتهم لعنهم والتبرؤ منهم، وقد لخص شيخ الطائفة الطوسي أحوال رجالهم باعتراف مهم يقول فيه:
(إن كثيرا من مصنفي أصحابنا ينتحلون المذاهب الفاسدة، ومع هذا إن كتبهم معتمدة) ([7]).
ويقول الحر العاملي عن منهج علماء الشيعة في التوثيق: (يوثقون من يعتقدون فسقه، وكفره، وفساد مذهبه؟) ([8]).
ويقول أيضاً: (ومثله يأتي في رواية الثقات؛ الأجلاء -كأصحاب الإجماع، ونحوهم- عن الضعفاء، والكذابين، والمجاهيل، حيث يعلمون حالهم، ويروون عنهم، ويعملون بحديثهم، ويشهدون بصحته) ([9]).
فيا سبحان الله! عن أيِّ عقل تأصَّلت تلك القواعد، وتفتَّقت هاتيك الأوابد، فسبحان من قسَّم العقول وحرم منها الرافضة؟؟
6 - كما يلاحِظ أن مجاميعهم الكبيرة كبحار الأنوار والوسائل ومستدرك الوسائل وغيرها، فهذه تزعم أنها جمعت بين السبعين إلى الثمانين كتابا لم يرها أحدٌ من قبلهم، ولم ينقل عنها ناقل، بل يأتي المجلسي فيزعم من قرون استيعابه لكتب القوم وأحاديثهم، ثم يأتي بعده من يستدرك عليه كتباً جديدة، وأحاديث جديدة لم تكن معروفة على مدى ألف عام! " فيالله العجب"؟
7 - ولو سلمت مروياتهم من الكذب والتحريف -وأنَّى لها ذلك وهذا حال رُراتها- فإن احتمال التقية عليها وارد، ولذلك فمن أراد تصحيح حديث عندهم حمَلَ الجرحَ على التقية من الإمام أو خاصته -ممن يزعمون-. وما أدراه ما الذي خرج مخرج التقية مما كان من واجب النصيحة؟
وهذا ديدن أهل الرفض، فهم يتركون كتاب الله الذي تكفل الله عز وجل بحفظه ويدَّعون فيه التحريف، ومع ذلك فمصادرهم التي يتولَّونها إمَّا:
- إحالة إلى غائب كالجفر الذي يزعمون، أو رقاع المهدي الذي يفترون، أو قرآن فاطمة الذي ينتظرون.
- وإمَّا أخبار كذبة ٍ يستحيل روايتهم عن إمام أو غيره، ولو سلمت ما كانوا مأمونين عليها، ولو اؤتمنوا عليها ما كان إلى توثيقها سبيل لعلل كثيرة، منها:
أ- الانقطاع.
ب- والإرسال.
ج- وجهالة حال الراوي في كثير من الأحيان، وربَّما جهالة العين.
ومع ذلك فليس عندهم شيء اسمه تخريج، أو جمع طرق وأسانيد، بل يأتي أحدهم بمتن بإسناد من القرن الخامس مثلا، ويأتي غيره قبله أو بعده من قرن آخر بنفس الإسناد لمتن آخر، ويروي من هو في القرن الثالث مثلاً عمَّن هو في القرن الخامس.
وقد تجد اثنين من أصحاب كتبهم المعتمدة يُكثران الرواية من طريق شيخ، هذا يروي عنه ألف حديث أو أكثر، وذاك يروي نفس العدد أو أكثر عن نفس الشيخ، ثم لا يشتركان ولا في حديث واحد!
8 - ثمَّ بعد ذلك اختلاف رواياتهم وأقوالهم، وظهور التناقض والاختلاف في كتبهم حتى في الأمور العقدية، حتى اشتكى من ذلك علماؤهم، كنتيجة طبيعية لعدم التفريق بين الصحيح والضعيف، واختلاط الحابل بالنابل في دين الإثني عشرية.
وقد أكثر الشكاية من ذلك شيخهم محمد بن الحسن الطوسي كثيراً، وذلك لما آلت إليه كتبهم وأحاديث من التضاد والاختلاف والمنافاة والتباين، يقول الطوسي:
(لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه) ([10]).
ويقول أيضاً الفيض الكاشاني صاحب الوافي:
(تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً أو ثلاثين قولاً أو أزيد؛ بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا عليها أو في بعض متعلقاتها) ([11]).
ويقول الكشي:
(يُتْبَعُ)
(/)
اشتكى الفيض بن المختار إلى أبي عبد الله قال: [[جعلني الله فداك، ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ فقال: وأي الاختلاف؟ فقال: إني لأجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم .. فقال: أبو عبد الله أجل هو ما ذكرت أن الناس أولعوا بالكذب علينا، وإن أحدث أحدهم بالحديث، فلا يخرج من عندي، حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وحبنا ما عند الله، وإنما يطلبون الدنيا، وكل يحب أن يدعى رأساً]] ([12]).
9 - كما يلاحظ أنَّ رواة الشيعة عن أهل البيت -وعلى الأخصِّ الرواة عن جعفر الصادق- كلهم كوفيون وجعفر الصادق رحمه الله وسائر أئمة أهل البيت من قبله مدنيون! ولذلك فليس لجعفر ولآبائه -عدا السبطين رضي الله عنهما- أضرحة عند الشيعة لأنهم ماتوا رحمهم الله في المدينة بين أهل السنة.
ولذلك فقد نصَّ شيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن تيمية قدس الله روحه أن الرفض لم يُعرف في المدينة قبل القرن السادس.
والشيعة يعلمون ذلك جيداً، ولذلك تجد في روايات الكليني وغيره عن رواتهم: (كتب إليَّ أبو عبد الله -أي: جعفر- بكذا، وكتبت إليه بكذا).
فالسؤال الذي يطرح نفسه متى رأى أولئك الرواة جعفراً رحمه الله، وغيره من الأئمة، وكيف؟
ولو جاز ذلك منطقياً، فكيف استطاعوا تجاوز عقبة العباسيين ورواية كل تلك الآثار، إذ معلوم ٌ أن العباسيين كانوا يراقبون العلويين ليل نهار، لا سيما بعد خروج محمد بن عبد الله بن الحسن المثنَّى بن الحسن السبط المعروف بالنفس الزكية.؟؟
تزوير كتاب الكافي للكليني
10 - و من أوضح الأمثلة على اختلاف نُسخ كتبهم اختلافاً شديداً، مما يُسقِط الاحتجاج بها، أنَّ كتاب الكافي ـ على منزلته عندهم ـ، اختلف في عدد أجزائه اختلافاً شديداً:
فمن قائلٍ أنها خمسون جزءاً.
ومن مُدَّعٍ أنها ثلاثون جزءاً فقط.
فشيخ الطائفة الطوسي المتوفى سنة (360هـ) يقول:
(كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتاباً أخبرنا بجميع رواياته الشيخ .. ) انتهى كلامه " الفهرست" (ص 161).
بينما يقول شيخ الشيعة الثقة حسين بن حيدر الكركي العاملي المتوفى سنة (1076هـ):
(إن كتاب الكافي خمسون كتاباً بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة) ([13]).
مع أن كل كتاب يضم عشرات الأبواب، وكل باب يشمل مجموعة من الأحاديث.
أمَّا تهذيب تهذيب الأحكام للطوسي فقد زيد فيه سبعة آلاف وتسعمائة وخمسون رواية.
فهذا أغابزرك الطهراني في كتابه الذريعة (4/ 504) ومحسن العاملي في أعيان الشيعة يقول عن عدد أحاديث التهذيب: أنها بلغت أحاديثه (13950).
بينما صرح الطوسي نفسه صاحب الكتاب عن عدد أحاديث الكتاب في كتابه الآخر "عدة الأصول": أن أحاديث التهذيب وأخباره تزيد على (5000)، ومعنى ذلك أنها لاتصل إلى (6000) في أقصى الأحوال.
فمن أين أتت تلك الـ (7950) رواية .. ؟؟؟
هذا مع أنك لا تجد أحداً منهم يروي من طريق كتاب مسند يتقدمه، فالكافي مثلا لا تكاد تجد واحداً خرَّج من طريقه على مدى ستة قرون بعده، بل ولا يعزو إليه.
ولذلك فإنَّ غالب كتب الحديث المسندة عندهم بما في ذلك كتاب الكافي للكليني منحولة مصطنعة، اختُرعت ورُكِّبَ جلها -إن لم يكن كلها- بعد القرن الثامن الهجري، وجل كتب رجالهم كذلك.
بل الذي يظهر أن القوم أيام الصفويين كانوا يرجعون لكتب التراجم، فإذا رأوا رجلا رُمي بتشيع وأُلِّف له كتاب نسجوا من عندهم له كتاباً بنفس الاسم، وألصقوه به.
ومن رأى الكتب المزعومة المسندة التي خرجت لهم علم بيقين أنها مزورة على يد من لا يُتقن الحديث، فتجد ما لم يُعرف عبر الدهر يُروى بأسانيد مشرقة بأئمة السنة!، وطالِع كتاب "مائة منقبة" لابن شاذان، أو "شواهد التنزيل" المنسوب للحسكاني، وترى مصداق ذلك.
فالقوم لا يوجد لديهم شيء اسمه نسخ مخطوطة معتمدة قديمة عند غيرهم، بل القوم معروفون بطبخ المخطوطات من قديم، وذكر عبد الرحمن بدوي سوقا كاملة رآها لذلك في طهران في مذكراته الكافي لشيخ الشيعة الكليني [14].
11 - بل إنَّ غالب كتب القوم وعلى رأسها "الكافي" لم تظهر قبل الدولة الصفوية، بل ولا حتى النقل عنها، ولذلك فإن ابن المطهر الحلي لم ينقل شيئاً عن الكافي في كتابه "منهاج الكرامة في إثبات الإمامة"، ولم يكُنْ معروفاً لديه، وهذا من أعجب العجب!!!
12 - بل حتى شيخ الإسلام ابن تيمية في ردِّه على ابن المطهر المعروف بـ"منهاج السنة " لم يذكر الكافي ولا كثير من أصول الشيعة المعتمدة عندهم الآن! وكذلك الذهبي في مختصره.
13ـ فلذلك لا تجد من ينقل عن كتاب الكليني من علماء الشيعة قبل المائة السابعة، وليأتونا بنسخةٍ مخطوطةٍ ثابتة عن شيءٍ من كتبهم نقل فيها مؤلفه عن الكليني، وهم لا يستطيعون ذلك!!،
إلاَّ حين يلجؤون الى التزوير الذي سُرعان ما ينفضح أمره للمختصِّين.
14ـ أمَّا بالنسبة لتمحيص روايات الكافي فقد ألف عالمهم محمد باقر البهبودي "صحيح كتاب الكافي" وضعَّف غالب مروياته حتى يمكن القول بأن كتاب الكافي لم يبقَ منه إلاَّ ما يبلغ بالكاد قدر مجلد واحد فقط، كما فعل محمّد باقر المجلسي، في " مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول " قريباً من ذلك.
وبالله المستعان، وعليه التكلان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
------------------------
([1]) مقتبس الأثر: (ج 3/ 73).
([2]) وسائل الشيعة (ج/30 ص:262).
([3]) وسائل الشيعة (ج/30، ص:258).
([4]) مقتبس الأثر: (ج3/ 73).
([5]) الوافي (ج1/ 11 - 12).
([6]) وسائل الشيعة (ج30 ص:260).
([7]) الفهرست للطوسي: (ص:24 - 25).
([8]) وسائل الشيعة (ج30 ص:260).
([9]) وسائل الشيعة (ج30 ص:206).
([10]) تهذيب الأحكام: (1/ 2 - 3).
([11]) الوافي، المقدمة (ص:9).
([12]) رجال الكشي: (ص:135 - 136)، وكذلك بحار الأنوار: (2).
([13]) روضات الجنات (6/ 114).
([14]) عن مقالة للشيخ المسنِد محمدزياد التكلة حفظه الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 05:56]ـ
بارك الله فيك أيها المبارك.
ـ[عالي السند]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 09:40]ـ
مقالة ضافية ماتعة، وهي ليست بالمسمار الأخير بل هي من المسامير المزهقة للأباطيل، وأهيب بالكاتب القديرمواصلة المشوار في هذا الشأن فالرافضة يحتاجون لمسلسل مستمر لفضح تناقضهم وتخبطاتهم، والمقارعة مع أهل الباطل تحتاج لطول نفس، وأهم شيئ أن النفس يطول ولا نغفل عن التحذير منهم خصوصاً في هذا الزمن الذي انتشرت فيه العشرات من القنوات الرافضية الصفوية وكلها تؤصل لمذهبهم الضال، وخطرهم يزداد، والعاقبة للمتقين.
شكراً لك يا شيخ محمد وبانتظار لطائف قلمكم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - Aug-2010, صباحاً 04:11]ـ
حياكم الله اخواني الكرام
بارك الله فيكم.
و مناسبةً للموضوع:
يقول "آية الله محمد واعظ زاده الخراساني" المتخصص في البحث عن مخطوطات الكافي للكليني حول مخطوطات الكافي:
(يبدو أن أقدمها المخطوطة الموجودة في مدرسة نواب، والتي يعود تاريخها إلى خمسمائة عام ونيف. ولم نعثر على مخطوطة أقدم منها رغم بحثنا) انتهى.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 12:41]ـ
http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-left.gif اقتباس: http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-right.gifhttp://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-by-left.gif المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح عبد الله التميمي http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/buttons/viewpost.gif (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=1364933#post1 364933) http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-by-right.gifhttp://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-top-right-10.gif
أول من ذكر الكافي من علماء أهل السنة .. في القرن العاشر صاحب كتاب (نقض الروافض) من علماء إيران http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-left.gifhttp://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/quotes/quot-bot-right.gif(/)
مسألة العذر بالجهل
ـ[عبد الكريم الفرنسية]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 09:58]ـ
الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
فيجب على المسلم أن يكفر المشركين الذين يعبدون غير الله سواء كانوا من العرب أو العجم سواء كانوا من اليهود أو النصارى أو المتسمين بالإسلام هذه عقيدة ليس عليها مساومة فمن لم يكفر المشركين فإنه يكون مرتدا كافرا مثلهم لأنه تساوى عنده الإيمان والكفر لا يفرق بين هذا وهذا فهذا كافر.
وكذلك من شك في كفر المشركين وقال ما أدري هل هم كفار أو غير كفار؟ فإنه يكون كافرا لأنه متردد في دينه بين الكفر والإيمان ولم يفرق بين هذا وهذا
دروس_في_شرح_نواقض_الإسلام
وهذه خطيرة جدا, يقع فيها كثير من المنتسبين إلى العلم, من لم يكفّر المشركين. يقول: أنا ما عليّ, أنا والحمد لله ما عندي شرك ولا أشركت بالله لكن الناس ما علي, لا أكفّرهم. نقول له ما عرفت الدين ما عرفت ما هو التوحيد وما هو الشرك يجب أن تكفّر من كفّره الله ومن أشرك بالله عز وجل تتبرأ منه كما تبرّأ إبراهيم من أبيه وقومه {إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} أو صحح مذهبهم فهذا أشد لأنه يقول الذي يعملونه ما هو شرك, هذه إنما هو اتخاذ الوسائل أو يقول إن هؤلاء جهال وقعوا في هذا الأمر عن جهل ويدافع عنهم: هذا أشد كفرا منهم لأنه صحح مذهبهم صحح الكفر صحح الشرك
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=45541&scholar_id=99&series_id=2464
الشريط السابع
من سلسلة: شرح رسائل من مجموعة التوحيد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2464&scholar_id=99)
دقيقة29(/)
العصاة .. والمُشَرِّعة ..
ـ[ناصر الحقيقة]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 03:32]ـ
لستُ هنا أخرج نفسي من شَرَك المعصية التي لا يسلم منها بشر، فكل ابن آدم خطّاء، فمُستقل منها ومستكثر، ومتكبر فيها ومستغفر، فأنا أعترف بذنبي وخطأي وضعفي وكل ذلك عندي، وأسأل الله لي ولإخواني المسلمين المغفرة والرحمة ..
إنما الذي قصدته من العنوان: (العصاة .. والمُشَرِّعة) هو المقارنة بين اتجاهين اثنين من الناس، ينضوي كل اتجاه منهما تحت طرف من العنوان؛ فالعصاة اتجاه والمشرِّعة اتجاه آخر ..
أمّا العصاة فهم جماعة من الناس تقع بالخطأ والمعصية وترى نفسها قد مالت عن الحق والهدى وتعترف بذلك، ويكون ميلها عن الحق لأسباب متعددة، غير أنها تلوم نفسها على ذلك وتزري بها وترى أنها مقصرة يوم أن وقعت فيها ..
هذه الطائفة على رغم أنها مأمورة بترك هذه المعصية والانعتاق منها إلى بحبوحة الطاعة إلا أنها أحسن حالا من الطائفة التي تليها والتي أدخلتُها تحت طرف العنوان فيما أسميته بـ (المشرعة!) ..
فـ (المُشَرِّعة) هم جماعة تقع في المعصية وهي ترى أن ما وقعت فيه ليس بمعصية، فهي تقارف الأثم على اعتبار إباحته، هذا إنْ لم تزعم مشروعيته وتقول بـ (تأثيم) الأمة بتركه!!، بل إنها إمعاناً في فساد القلب وموت الإيمان لديها لم تقف عند هذا الحد ضلالاً؛ وإنما زادت عليه أنْ هاجمت مَنْ يقف مناوئاً لها، كاشفاً لضلالها ومكرها ..
واعجباً لها من طائفة خبيثة ..
هذه الطائفة حين يرصد الدّارس لأعمالها وأقوالها يجد أّنها تعمل المعصية وقد تكون من الكبائر العظام التي يقف منها شعر المؤمن، لكنها ـ عند هذه الطائفة ـ (ولا شيْ!!)، وما ذاك إلا لخفوت الإيمان في وجدانها ..
وصدق بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، وذلك أن الإيمان يمنعه من الزنا، فلما زنى دل على نقص الإيمان لديه ـ خلافاً لما يقوله الخوارج في هذه المسألة ـ ..
إنني حين أرى الانحلال عن الإسلام عند هذه الطائفة؛ إذْ لم يبقْ من الإسلام ـ عندها ـ إلا اسمه أتذكر مقولة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه حين قال: إنكم ـ يعني بعض التابعين ـ لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر كنا نعدها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات، فأقول في نفسي يا ترى، كيف لو رأى أنس رضي الله عنه هذه الطائفة، فماذا عساه أن يقول؟، وما هو حكمه فيهم؟ ..
على أنه ينبغي أن يعلم القارئ الكريم أن هذه الطائفة حين تقارف فجورها وخبثها وتدعو إليه في مجتمعات المسلمين لا تقدمه بلا جذور تقويه وتجعل له المسوغ الشرعي، وإلاّ فسوف ترمى بالحجارة!! .. ولكنها حين يهيج هواها لشيء مما هو محرم في شريعة الله، فإنها تبحث عن كل ما من شأنه أن يجعله مقبولا لدى المسلمين سواءً كان دليلاً منسوخاً أو مشتبهاً، أو راي عالم معتبر، أو ما سوى ذلك من مسوغات تبديها بأنها شرعية ..
إن القلب حين تغشاه ظلمة المعصية، وتتحكم من منافذه، فإنه ينقلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً، وحينئذٍ لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه!! ..
ولا حظ هذا الإستثناء: (إلا ما أشرب من هواه) وتأمل فيه تأمل العربي اللسن الذي يفهم النص بعقلية نظيفه كما فهمه الصحابة والتابعون لا كما يفهمه أهل الحداثة والزيغ!! ..
فإذا كان هواه اليوم في شيء يكون ما هواه اليوم معروفاً، وما خالفه يكون منكراً، وإذا تغير الهوى عما عليه بالأمس يكون ما كان منكراً معروفاً!! ..
وقد وقفتُ على مثل هذا النوع وبخاصة من كتاب الصحف على كثير ..
كتب أحدهم قائلاً: إنه ينبغي ألا نأخذ إلا ماصح في الكتاب والسنة، فهما اللذان أمرنا الله بالرجوع إليهما في ديننا، وليس علينا أن نرهن انفسنا لأقوال الرجال واجتهاداتهم إلخ، ثم يقرر مسألة مما هي من (هواه) مدللاً عليها من الكتاب والسنة، ورافضاً كل ما سواى ذلك تنظيراً وتطبيقاً في هذه المسألة ..
وهو نفسه يكتب في مسألة أخرى وهي من (هواه) ويقول هذا قول الإمام مالك بن أنس ثم يعزز ذلك بالثناء على الإمام مالك (وكأن الإمام مالك يتنظر تزكيته حتى يكون إماماً) لأجل أن يقوي (هواه) مخالفاً بذلك الكتاب والسنة التي حثنا في مسألته الأولى بأن نتبعهما ولا نرهن أنفسنا لأقوال الرجال!! ..
فغدت المسألة اتباعاً للهوى الذي عُزِّز في المسألة الأولى بالكتاب والسنة، وفي المسألة الثانية بقول مالك رحمه الله ..
هذا، وإن مما جعل لأمثال هذه (المايكروبات) تنتشر في زماننا، ظهور عقيدة الإرجاء العفنة التي غدت معتقد بعض طلبة العلم وللأسف، وصدق الإمام الثوري رحمه الله حين قال: (تركتِ المرجئة الإسلام أرق من ثوب سابري).
والثوب السابري: هو الرقيق الذي يشف عما تحته حتى يكون لابسه بين المكتسي والعريان.
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.
(آمين) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الحقيقة]ــــــــ[11 - Sep-2010, صباحاً 09:02]ـ
يرفع للتذكير ..(/)
مصنفات الثقات فى الأسماء والصفات ..... مع أفضل الطبعات
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 06:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
أريد فى هذا الموضوع أن نجمع جل ما أُفرد فى باب الأسماء والصفات شرحا وقواعد، بشرط أن تكون وفقا لمنهج السلف، ليكون عونا للمبتدئين أمثالى فى دراسة هذا العلم العظيم، والله المستعان.
أولا كتب المتقدمين:
1 - التوحيد: ابن منده (ط العلوم والحكم)
2 - التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل: ابن خزيمة (ط الرشد)
3 - الابانة عن أصول الديانة: أبى الحسن الأشعرى (جامعة الإمام)
4 - النصيحة فى صفات الرب: أحمد بن إبراهيم الواسطي (المكتب الإسلامى، ت: الشويش)
5 - النعوت الأسماء والصفات: النسائى (ط العبيكان)
6 - التدمرية: ابن تيمية (ط العبيكان)
7 - الحموية: ابن تيمية (التويجرى ط الصميعى)
8 - التسعينية: ابن تيمية (ط المعارف)
9 - القاعدة المراكشية: ابن تيمية (ط بن حزم)
10 - شرح حديث النزول: ابن تيمية (ت: محمد عبد الرحمن الخميس،ط العاصمة)
11 - النقض على بشر المريسى: الدارمى (ط الرشد)
12 - الرد على الجهمية: الدارمى (ت: بدر البدر، ط ابن الأثير)
13 - الصفات: الدارقطنى (ت: الغنيمان، مكتبة الدار)
14 - الرؤية: الدارقطنى (ط المنار)
15 - التصديق بالنظر إلى الله فى الأخرة: الآجرى (ط مؤسسة الرسالة)
16 - الأربعين فى صفات رب العالمين: الذهبى (ط العلوم والحكم)
17 - العلو للعلي العظيم: الذهبي (ت: البراك، ط الوطن)
18 - إبطال التأويلات لأخبار الصفات: أبو يعلى (ط دار إيلاف الدولية)
ثانيا كتب المتقدمين
19 - الجوائز والصلات من جمع الاسامي والصفات: ابي الخير نور الحسن القنوجي (ط الفاروقية)
20 - ولله الأسماء الحسنى: عبد العزيز بن ناصر الجليل (ط دار طيبة)
21 - أسماء الله الحسنى الواردة فى الكتب الستة: د. حصة الصغير (ط دار الوطن)
22 - كتاب الأسماء الحسنى والصفات العلى: عبدالهادي بن حسن وهبي (ط دار الدليل الأثرية)
23 - جهود الامام ابن القيم الجوزية في اثبات الاسماء والصفات: د. وليد العلي (ط دار البشائر الاسلامية)
24 - أسماء الله الحسنى للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي ابن القيم الجوزية: يوسف على بديوى، أيمن عبدالرزاقالشوا (ط دار ابن كثير)
25 - اسماء الله وصفاته من مؤلفات بن القيم: عماد زكى البارودى (ط التوفيقية)
26 - المرتبع الأسنى في رياض الأسماء الحسنى: عبدالعزيز الداخل جمعه من كتب ابن القيم (لا أعلم هل طبع أم لا؟)
27 - منهج ابن القيم فى شرح الأسماء الحسنى: مشرف الغامدي (ط ابن الجوزى)
28 - شرح الاسماء الحسنى من لسان العرب: جمع المكتب العلمى لدار الصحابة بمصر
29 - أسماء الله الحسنى: عبد الله الغصن (ط الوطن)
30 - اسماء الله وصفاته فى معتقد أهل السنة والجماعة: الأشقر (ط النفائس)
31 - أسماء الله الحسنى الهاديه إلي الله والمعرفه به: الأشقر (ط النفائس)
32 - المُجلى شرح القواعد المثلى: د. كاملة الكوارى (ط بن حزم)
33 - الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه: محمد أمان جامى (من يعلم أين طبع فليخبرنى)
34 - الصفات الإلهية: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
35 - معتقد أهل السنة والجماعة فى أسماء الله الحسنى: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
36 - معتقد أهل السنة والجماعة فى توحيد الأسماء والصفات: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
37 - الآثار المروية فى صفة المعية: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
38 - القواعد الطيبات فى الأسماء والصفات: أشرف عبد المقصود (جمع ثلاث رسائل: 1 - القواعد المهمات لابن القيم. 2 - منهج ودراسات لأيات الأسماء والصفات للشنقيطى 3 - فتح رب البرية للعثيمين) (ط أضواء السلف)
39 - النور الأسنى: أمين الأنصارى (ط العالمية)
40 - أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة: د. الرضوانى (ط السلسبيل)
41 - أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب المقدس دراسة مقارنة: د. الرضوانى (ط السلسبيل)
42 - مختصر القواعد السلفية فى الصفات الربانية: د. الرضوانى (ط السلسبيل)
43 - صفات الله عز وجل الواردة فى الكتاب والسنة: السقاف (ط بن القيم)
44 - المعانى الإيمانية فى شرح الأسماء الحسنى الربانية: وحيد بالى (ط بن رجب)
45 - القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف: البريكان (ط بن القيم)
46 - الصفات الخبرية بين المثبتين والمؤلين: جابر السميرى (ط دار الكتب السودانية)
47 - أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة: سعيد بن وهف القحطانى
48 - الجامع لاسماء الله الحسنى (ابن القيم والقرطبى وابن كثيروالسعدى): جمع حامد احمد الطاهر (ط دار الفجر للتراث)
49 - العقيدة السلفية فى كلام رب البرية: عبد الله الجديع (ط الصميعى)
50 - النهج الأسمى فى شرح أسماء الله الحسنى: حمود آلحمد النجدى (ط الإمام الذهبى)
51 - عقيدة أهل الإيمان فى خلق آدم على صورة الرحمن: التويجرى (ط دار اللواء)
52 - إثبات علو الله ومباينته لخلقه: التويجرى (ط المعارف)
53 - المفسرون بين التأويل والإثبات: المغراوى (ط مؤسسة الرسالة)
54 - إستدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط فى تأويله بعض أحاديث الصفات: خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع (علق عليه سماحة الشيخ بن باز رخمه الله) (ط بلنسية)
هذا ما أعلم، وأرجو من الاخوة المشاركة ليعظم النفع بإذن الله.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 09:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جهد مبارك جزاك الله خيرا
زل قلمك أخي ثانيا كتب المتقدمين والصواب كتب المتأخرين.
وفقك الله لما يحبه ويرضى.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 11:04]ـ
جزاك الله خير، لكن لماذا لا أجد مكان التعديل؟
وهل من الممكن أن يدلنى أحد على أفضل طبعة لكتاب " الصفات الإلهية " للشيخ محمد أمان جامى رحمه الله.
ـ[أبو معاوية العباسي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 11:08]ـ
جزاك الله خيرا و أحسن الله اليك على هذا الجمع المبارك
ـ[محمدمحفر]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 10:32]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك ولمزيد من الفائدة فإن كتب التفسير الموثوقة هي ايضاً من روافد العلم بأسماء الله وصفاته ومنها على سبيل المثل لا الحصر تفاسير الأئمة الطبري وابن كثير والشنقيطي والسعدي والبغوي ............
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 11:10]ـ
جزاك الله خير، لكن لماذا لا أجد مكان التعديل؟
وهل من الممكن أن يدلنى أحد على أفضل طبعة لكتاب " الصفات الإلهية " للشيخ محمد أمان جامى رحمه الله.
رأيت طبعتين
طبع بالجامعة الاسلامية
طبع بدار المنهاج المصرية حسبما أذكر
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 04:29]ـ
أحسن الله إليك، و نفح الخير مِن قلمك وكفيك ..
لكن لماذا لا أجد مكان التعديل؟
بإمكانكم إخبار المشرفين، أخي المُبجّل ..
وليت أحد الكرماء الأماجد، يتفضّل علينا بروابط المتوافر منها على الشبكة، ونحنُ لجهده مِن الشاكرين ..
ـ[حسن شعبان]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 06:09]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 07:05]ـ
جزاك الله خيرا و أحسن الله اليك على هذا الجمع المبارك
وجزاك بالمثل
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 07:16]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك ولمزيد من الفائدة فإن كتب التفسير الموثوقة هي ايضاً من روافد العلم بأسماء الله وصفاته ومنها على سبيل المثل لا الحصر تفاسير الأئمة الطبري وابن كثير والشنقيطي والسعدي والبغوي ............
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
جزاك الله خير على إفادتك، أوافقك الرأى، وأيضا من فوائد معرفة أسماء الله جل وعلا من كتب التفسير التعرف على علل الأحكام، فمدار الأوامر الكونية و الشرعية على أسماء الله وصفاته جل فى علاه، فلتذيل الأيات باسم أو اسمين من أسماء الله سبحانه أسرار عظيمة، ولكن قل من تكلم عنها، والله المستعان.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 07:17]ـ
رأيت طبعتين
طبع بالجامعة الاسلامية
طبع بدار المنهاج المصرية حسبما أذكر
جزيت خير، لا حرمك الله الأجر.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 12:27]ـ
أحسن الله إليك، و نفح الخير مِن قلمك وكفيك ..
آمين ....... ولك بالمثل
وليت أحد الكرماء الأماجد، يتفضّل علينا بروابط المتوافر منها على الشبكة، ونحنُ لجهده مِن الشاكرين ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
أولا كتب المتقدمين:
1 - التوحيد: ابن منده (ط العلوم والحكم)
(الواجهة ( http://www.archive.org/download/ktmaaktmaa/ktmaa0.pdf)، مجلد 1 ( http://www.archive.org/download/ktmaaktmaa/ktmaa1.pdf)، مجلد 2 ( http://www.archive.org/download/ktmaaktmaa/ktmaa2.pdf)، مجلد 3 ( http://www.archive.org/download/ktmaaktmaa/ktmaa3.pdf) )
2- التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل: ابن خزيمة (ط الرشد)
(اضغط هنا ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/23/19/tesrag.rar))
3- الابانة عن أصول الديانة: أبى الحسن الأشعرى (جامعة الإمام)
( http://ia331210.us.archive.org/1/ite...ari_usaimi.pdf (http://ia331210.us.archive.org/1/items/ibanahasharii/ibanah_ashari_usaimi.pdf))
4- النصيحة فى صفات الرب: أحمد بن إبراهيم الواسطي (المكتب الإسلامى، ت: الشويش)
(تحميل الكتاب ( http://ebooks.roro44.com/download-1225- النصيحة-في-صفات-الرب. html?sdi=1222))
5- النعوت الأسماء والصفات: النسائى (ط العبيكان)
(تحميل الكتاب ( http://ebooks.roro44.com/download-252- كتاب-النعوت-الأسماء-والصفات. html?sdi=252) )
6- التدمرية: ابن تيمية (ط العبيكان)
( http://www.archive.org/details/resta (http://www.archive.org/details/resta) )
7- الحموية: ابن تيمية (التويجرى ط الصميعى)
(الكتاب ( http://www.archive.org/download/hamawea/hamawea.pdf))
8- التسعينية: ابن تيمية (ط المعارف)
(اضغط هنا ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/08/0788/0788.rar))
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
يتبع ..... بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبض السلف]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 04:17]ـ
كتاب "القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى" للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فاتكم ذكره مع أنكم ذكرتم شرحه للفاضلة كاملة الكواري.
رابط الكتاب http://www.binothaimeen.com/ebook-40.shtml
وبالمناسبة، هنا تنبيه في الشرح المذكور للأخ عبد الله القحطاني أنقله بنصه من موقع "العقيدة":
جاء في كتاب:"المجلى في شرح القواعد المثلى"ص182ط. الأولى. سنة1422 للفاضلة/كاملة الكواري نقلاً عن الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-في شرحه للرسالة الواسطية:"الخلاصة أن نقول:"إن المكر والكيد والخداع والمحال من صفات الله الفعلية التي لا يوصف بها على سبيل الإطلاق لأنها تكون مدحاً في حال، وذماً في حال.
يوصف بها حين تكون مدحاً، ولا يوصف بها إذا لم تكن مدحاً؛ فلا نقول:"الله خير الماكرين، خير الكائدين"،وإنما نقول:"الله ماكر بمن يمكر به، خادع لمن يخادعه"ا. هـ.
والمؤلفة-وفقها الله-نقلت من نسخة أبي محمد أشرف عبدالمقصود التي تبرأ منها الشيخ-رحمه الله-،ومنع من نشرها؛ إذ لم تعرض عليه قبل الطبع.
والصواب كما في الطبعة التي راجعها الشيخ:"فيوصف بها حين تكون مدحاً؛ فيقال:"الله خير الماكرين، خير الكائدين"،أو يقال:"الله ماكر بالماكرين، خادع لمن يخادعه"ا. هـ.
وكتاب "فقه الأسماء الحسنى" للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله.
رابط الكتاب http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2801 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2801)
أما أفضل الطبعات فلا علم لي بها، لكن الطبعات المتوفرة لدي جيدة وهي: القواعد المثلى (ط عالم الكتب)، فقه الأسماء الحسنى (ط دار التوحيد).
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 11:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده؛ والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
جزاك الله خير على الإفادة، لكن لى تعقيب؛
جاء في كتاب:"المجلى في شرح القواعد المثلى"ص182ط. الأولى. سنة1422 للفاضلة/كاملة الكواري نقلاً عن الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-في شرحه للرسالة الواسطية:"الخلاصة أن نقول:"إن المكر والكيد والخداع والمحال من صفات الله الفعلية التي لا يوصف بها على سبيل الإطلاق لأنها تكون مدحاً في حال، وذماً في حال.
يوصف بها حين تكون مدحاً، ولا يوصف بها إذا لم تكن.
إلى هنا الكلام جيد ومتفق عليه، وعلى هذا
هل نطلق إسم: (الماكر-الخادع)؟
الجواب: لا
هل نطلق صفة: (المكر-الخداع)؟
الجواب: لا
هل نطلق فعل (يمكر-يخدع)؟
الجواب: لا
لأن الفعل لا يشتق منه اسم، وإذا قيد الفعل لا نطلقه، ولا يؤخذ منه صفة مطلقة.
على هذه القاعدة: هل نطلق أفعل تفضيل (خير الماكرين-خير الخادعين)؟
إن قلت نعم نطلقه فما الفرق؟!، نقيد الفعل، ونقيد الصفة، ولا نقيد أفعل تفضيل!!!
فالجواب أيضا: لا
فما يقيده الله جل وعلا لا نطلقه بأى صيغة.
وبذلك يكون قول:
فلا نقول:"الله خير الماكرين، خير الكائدين"،وإنما نقول:"الله ماكر بمن يمكر به، خادع لمن يخادعه".
موافق لما أصله الشيخ رحمه الله:
الخلاصة أن نقول:"إن المكر والكيد والخداع والمحال من صفات الله الفعلية التي لا يوصف بها على سبيل الإطلاق
أما أن نقول لا يوصف بها على سبيل الإطلاق، ثم نقول: يقال خير الماكرين، وخير الكائدين، فهذا تناقض.
فالصواب ما نقلته د. الكوارى وفقها الله، والله أعلم.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 06:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
8 - التسعينية: ابن تيمية (ط المعارف) (اضغط هنا ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/08/0788/0788.rar))
9- القاعدة المراكشية: ابن تيمية (ط بن حزم) (اضغط هنا) ( http://books.islamway.com/1/ibn-taemeeah/almrekea.zip)
10- شرح حديث النزول: ابن تيمية (ت: محمد عبد الرحمن الخميس،ط العاصمة) ( http://www.4shared.com/********/ws-w...___1_____.html (http://www.4shared.com/********/ws-wb1xs/________-___________1_____.html))
11- النقض على بشر المريسى: الدارمى (ط الرشد) (تنزيل) ( http://dc124.4shared.com/download/qxu65xcd/_____.rar)
12- الرد على الجهمية: الدارمى (ت: بدر البدر، ط ابن الأثير) (الكتاب ( http://www.archive.org/download/itsnmmfeitsnmmfe/rdga.pdf))
13- الصفات: الدارقطنى (ت: الغنيمان، بن الجوزى) http://www.ktibat.com/showsubject-link-6.html
14- الرؤية: الدارقطنى (ط المنار) (تنزيل الملف الآن)
15 - التصديق بالنظر إلى الله فى الأخرة: الآجرى (ط مؤسسة الرسالة) (الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq40472/40472.pdf))
16- الأربعين فى صفات رب العالمين: الذهبى (ط العلوم والحكم) الكتاب ( http://www.archive.org/download/sunnasunna/asra.pdf)
17- العلو للعلي العظيم: الذهبي (ت: البراك، ط الوطن) (الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq25623/25623.pdf))
18- إبطال التأويلات لأخبار الصفات: أبو يعلى (ط دار إيلاف الدولية) (الكتاب ( http://www.archive.org/download/itasitas/itas.pdf))
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
يتبع ........ إن شاء الله
تنبيه: قد تختلف الطبعة المرفوعة مع المذكورة، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 11:20]ـ
أعظم الله لكم الأجر، وأجزل لكم المثوبة على هذا الجهد المبارك ..
اللهم آمين ..
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 12:13]ـ
أعظم الله لكم الأجر، وأجزل لكم المثوبة على هذا الجهد المبارك ..
اللهم آمين ..
آمين، ولكم بالمثل، أسأل الله القبول.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 12:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
إثبات صفة العلو
المؤلف: عبد الله أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد موفق الدين
المحقق: بدر بن عبد الله البدر
الناشر: الدار السلفية - الكويت
الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq18296/18296.pdf)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 12:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
ثانيا كتب المتأخرين
19 - الجوائز والصلات من جمع الاسامي والصفات: ابي الخير نور الحسن القنوجي (ط الفاروقية) http://www.archive.org/download/jawa...at_kinawji.pdf (http://www.archive.org/download/jawa...at_kinawji.pdf)
20- ولله الأسماء الحسنى: عبد العزيز بن ناصر الجليل (ط دار طيبة) << اضغط هنا >> ( http://saaid.net/book/10/3154.rar)
21- أسماء الله الحسنى الواردة فى الكتب الستة: د. حصة الصغير (ط دار الوطن) http://www.kabah.info/uploaders/mohmsor/sharhasmaa.rar
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
يتبع ........... إن شاء الله.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[09 - Aug-2010, صباحاً 06:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
25 - اسماء الله وصفاته من مؤلفات بن القيم: عماد زكى البارودى (ط التوفيقية) اضغط هنا ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/01/0026.rar)
26- المرتبع الأسنى في رياض الأسماء الحسنى: عبدالعزيز الداخل جمعه من كتب ابن القيم (لا أعلم هل طبع أم لا؟)
http://www.afaqattaiseer.com/murtaba.rar (http://www.afaqattaiseer.com/murtaba.rar)
29- أسماء الله الحسنى: عبد الله الغصن (ط الوطن) الكتاب ( http://www.archive.org/download/ekmkekmk/aah.pdf)
30- اسماء الله وصفاته فى معتقد أهل السنة والجماعة: الأشقر (ط النفائس) www.waqfeya.com/book.php?bid=1382 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1382)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
يتبع .......... بإذن الله
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 07:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
32 - المُجلى شرح القواعد المثلى: د. كاملة الكوارى (ط بن حزم)
http://waqfeya.net/search.php
33- الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه: محمد أمان جامى (من يعلم أين طبع فليخبرنى) http://www.eljame.com/mktba/play.php?catsmktba=2
34- الصفات الإلهية: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
http://www.shamela.ws/old_site/open.php?cat=6&book=2224 (http://www.shamela.ws/old_site/open.php?cat=6&book=2224)
35- معتقد أهل السنة والجماعة فى أسماء الله الحسنى: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
www.shamela.ws/old_site/open.php?cat=6&book=2229 (http://www.shamela.ws/old_site/open.php?cat=6&book=2229)
36- معتقد أهل السنة والجماعة فى توحيد الأسماء والصفات: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
التحميل المباشر: مقدمة ( http://www.archive.org/download/ebanaebana/masgtasp.pdf) ، الكتاب ( http://www.archive.org/download/ebanaebana/masgtas.pdf)
37- الآثار المروية فى صفة المعية: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
<< اضغط هنا >> ( http://saaid.net/Doat/altamimi/2.zip)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
يتبع .......... إن شاء الله
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 09:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
38 - القواعد الطيبات فى الأسماء والصفات: أشرف عبد المقصود (جمع ثلاث رسائل: 1 - القواعد المهمات لابن القيم. 2 - منهج ودراسات لأيات الأسماء والصفات للشنقيطى 3 - فتح رب البرية للعثيمين) (ط أضواء السلف) www.4shared.com/********/.../_____-_____1___.html (http://www.4shared.com/********/.../_____-_____1___.html)
39- النور الأسنى: أمين الأنصارى (ط العالمية) << اضغط هنا >> ( http://www.saaid.net/book/9/2811.zip)
40- أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة: د. الرضوانى (ط السلسبيل)
ttp://www.alridwany.com/book/book.html
41- أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب المقدس دراسة مقارنة: د. الرضوانى (ط السلسبيل)
http://www.alridwany.com/book/book.html (http://www.alridwany.com/book/book.html)
42- مختصر القواعد السلفية فى الصفات الربانية: د. الرضوانى (ط السلسبيل)
هنا ( http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new/hor3en-way2allah/azaz/elathary/MokhtasarSefat/mokhtasar.pdf)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
يتبع ....... إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن الروسي]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 06:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم
أرجو منك المساعدة في رفع هذه الكتب التي أشرت إليها آنفا فأنا بحاجة ماسة لها.
1. تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات
رسالة الماجستير
المؤلف: فوز بنت عبداللطيف الكردي
الناشر: دار طيبة - الرياض - الطبعة: الأولى - سنة الطبع: 1421هـ
2. منهج الإمام ابن القيم في شرح أسماء الله الحسنى
رسالة الماجستير
المؤلف: مشرف بن علي الغامدي
الناشر: دار ابن الجوزي - الدمام - الطبعة: الأولى - سنة الطبع: 1426هـ
3. الأسماء الحسنى والصفات العلى
المؤلف: عبدالهادي بن حسن وهبي
الناشر: دار الدليل الأثرية - الجبيل - الطبعة: الأولى - سنة الطبع: 1428هـ
وكذلك أحتاج في الكتاب:
4. موسوعة له الأسماء الحسنى
المؤلف: أحمد الشرباصي
الناشر: دار الجيل - بيروت - الطبعة: الأولى - سنة الطبع: 1981م
جزاك الله خيرا
ـ[رضا العربي]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 08:32]ـ
شكر الله لكم أخي أبا سفيان وبارك فيكم وأجزل لكم العطاء وبارك جهدكم الطيب
دمتم بفضل الله ونعمته
ـ[الأمين]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 09:59]ـ
جزيت خيرا،، إضافة:
كتاب
التعليق على القواعد المثلى، للعلامة الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله تعالى.
ففيه نفائس، وفقكم الله.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48989
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 12:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
عليك السلام ورحمة الله وبركاته،
أرجو منك المساعدة في رفع هذه الكتب التي أشرت إليها آنفا فأنا بحاجة ماسة لها.
جزاك الله خيرا
إليك هذا إلى أن أجد الباقى إن شاء الله؛
تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات
رسالة الماجستير
المؤلف: فوز بنت عبداللطيف الكردي
الناشر: دار طيبة
نسخة BDF (http://drfouz.com/wp-content/uploads/pdf/ml59-rsaleh-master.pdf)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 12:51]ـ
شكر الله لكم أخي أبا سفيان وبارك فيكم وأجزل لكم العطاء وبارك جهدكم الطيب
دمتم بفضل الله ونعمته
جزاك الله خير، ولك بالمثل.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 12:55]ـ
جزاك الله خير أخى الأمين على إضافتك القيمة، لم أكن أعلم بصدور هذا الكتاب، جعله الله فى ميزانك.
وحفظ الله شيخنا العلامة البراك ونفعنا بعلمه، آمين.
ـ[الادهمي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 06:27]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن الروسي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 06:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم
بفضل الله تعالى لقد وجدت كتاب تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات كاملا في موقع الدكتورة
هذا الرابط للتحميل
http://alfowz.com/library.php?action=library&id=2
والكتاب غير مفهرس
وإليك فهرس الكتاب من هذا الرابط
http://www.dorar.net/book_index/1430
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن الروسي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 07:07]ـ
تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات
النسخة بصيغة word
رسالة الماجستير
المؤلف: فوز بنت عبداللطيف الكردي
رابط التحميل
http://alfowz.com/library.php?action=library&id=2
فهرس الكتاب
http://www.dorar.net/book_index/1430
ومن عنده النسخة الأصلية المصورة فليتكرم برفعها
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 10:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
43 - صفات الله عز وجل الواردة فى الكتاب والسنة: السقاف (ط بن القيم) الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq74534/74534.pdf)
44- المعانى الإيمانية فى شرح الأسماء الحسنى الربانية: وحيد بالى (ط بن رجب) http://www.waheedbaly.com/amr/play-15615.html
45- القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف: البريكان (ط بن القيم)
http://elibrary.mediu.edu.my/books/BSQ0050.pdf (http://elibrary.mediu.edu.my/books/BSQ0050.pdf)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
يتبع ......... إن شاء الله
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 06:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
47 - أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة: سعيد بن وهف القحطانى
اضغط هنا ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/23/87/saahdks.rar)
48- الجامع لاسماء الله الحسنى (ابن القيم والقرطبى وابن كثيروالسعدى): جمع حامد احمد الطاهر (ط دار الفجر للتراث)
http://www.mohdy.name/pdfs/gn_010.pdf (http://www.mohdy.name/pdfs/gn_010.pdf)
49- العقيدة السلفية فى كلام رب البرية: عبد الله الجديع (ط الصميعى)
http://www.archive.org/details/asfkrb (http://www.archive.org/details/asfkrb)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
يتبع ...... إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 12:34]ـ
يجزيك الرَّحمن عنّا خير الجزاء، وأوفره، وأعظمه، أيها الأخ المُبارك ..
لا حرمكم الله الأجر ..
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 07:17]ـ
وجزاكم بالمثل.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 11:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
50 - النهج الأسمى فى شرح أسماء الله الحسنى: حمود آلحمد النجدى (ط الإمام الذهبى)
رابط التحميل ( http://www.archive.org/download/nahj_asma_najdi/nahj_asma_najdi.pdf)
51- عقيدة أهل الإيمان فى خلق آدم على صورة الرحمن: التويجرى (ط دار اللواء)
عقيدة اهل الايمان. zip (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=66 026&d=1238921115)
52- إثبات علو الله ومباينته لخلقه: التويجرى (ط المعارف)
http://www.archive.org/download/itba...luw_twijri.pdf (http://www.archive.org/download/itba...luw_twijri.pdf)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
يتبع ..... إن شاء الله
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 09:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
53 - المفسرون بين التأويل والإثبات: المغراوى (ط مؤسسة الرسالة)
صفحة الكتاب للتحميل ( http://www.archive.org/details/almfsron_pdf_book)
54- إستدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط فى تأويله بعض أحاديث الصفات: خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع (علق عليه سماحة الشيخ بن باز رحمه الله) (ط بلنسية)
www.waqfeya.com/book.php?bid=1501 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1501)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
تم بحمد الله.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 09:42]ـ
كل عام وأنتم فى أحسن حال؛
تقبل منا ومنكم؛
عيد مبارك عليكم يا أهل الألوكة.
ـ[ابن الصديق]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 01:40]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 08:23]ـ
وإياكم أخى الحبيب.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 05:45]ـ
22 - كتاب الأسماء الحسنى والصفات العلى: عبدالهادي بن حسن وهبي (ط دار الدليل الأثرية) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/://www.waqfeya.com/book.php?bid=5406)
23- جهود الامام ابن القيم الجوزية في اثبات الاسماء والصفات: د. وليد العلي (ط دار البشائر الاسلامية) ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5407)(/)
كلام غريب جديد للشيخ حاتم الشريف (الخلاف في مسألة خلق القران من فروع الدين)!
ـ[العبادي الجشمي]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 07:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من جديد حكاية جديدة لحاتم الشريف، وما من طامة يأتي به إلا وهي أكبر من اختها!
اليوم حاتم الشريف كتب مقالا في الفيس بوك على صفحته
قال فيه
ما أعقل أبا العتاهية حين عدّ الكلام في خلق القرآن من فروع الدين، حيث قال عن ابن أبي دؤاد بعد أن نُكب على يد المتوكل:
لو كنت في الرأي منسوبا إلى رشد @وكان عزمك عزما فيه توفيقُ
لكان في الفقه شغل لو قنعت به @ عن أن تقول: كلام الله مخلوقُ
ماذا عليك وأصل الدين يجمعهم @ ما كان في الفرع لولا الجهل والموقُ
(الموق: هو الحمق) اهـ
فقد عد الخلاف في خلق القرآن من مسائل فروع الدين، وقد نقل البخاري واللالكائي اقوال ائمة السلف في كفر من قال بخلق القرآن.
ثم يقول حاتم الشريف في نفس الصفحة
اطلعت على مقال في مجلة محكمة حول مآلات القول بخلق القرآن فوجدت فيه مبالغة وضعفا في التجرد ذكرني بهذه الأبيات لأبي العتاهية.
فهل كان الشعراء في ذلك الزمن أعلم وأكثر تجردا من المتخصصين في زماننا اهـ
قلت: انقل لنا قول متخصصي زمان أبي العتاهية إن كنت تنتقد متخصصي زماننا، لماذا تركت المتخصصين في ذلك الزمان وعمدت إلى شاعر لا يعرف بالعلم؟!
الجواب هو ان قول متخصصي زمان أبي العتاية لا يسعفق كما نقل اللالكائي عن خمسمائة من السلف يكفرون من قال بخلق القرآن!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 12:30]ـ
تنبيه: تم نقل النقاش في مسألة خلق القرءان ومسألة الحلف بالمصحف إلى موضوع مستقل هذا رباطه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=62138
فقد ترجحت لدينا أولوية الحفاظ على مسار هذا الموضوع بعيدا عن النقاش الجانبي، والله الموفق.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 12:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك،
الشيخ حاتم بن عارف الشريف ليس نكرة، فليتك تترفع عن أمثال: " وقال حاتم، وذهب حاتم، وكأني بحاتم " كأنه من أفناء الناس.
هل قول من قال من السلف: " من قال: القرآن مخلوق فهو كافر " يلزم منه أن المسألة من أصول الدين، وبالتالي يكون القول بأنها مسألة فروعية = طامة جديدة لـ: " حاتم الشريف "؟!
وفقك الله تعالى، هل قضيت من العلم نهمتك عينيه وكفائيه ولم يبق لك إلا مثل هذا الذي إن لم يكن لغوا فهو فضول؟!
وفقك الله وهداني وإياك إلى صراطه المستقيم.
ـ[منصور الرحيمي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 02:32]ـ
ما أعقل أبا العتاهية ... حيث قال عن ابن أبي دؤاد بعد أن نُكب على يد المتوكل
أبو العتاهية مات زمن المأمون ولم يدرك المتوكل ووفاة ابن أبي دؤاد
ـ[العبادي الجشمي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 02:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك،
الشيخ حاتم بن عارف الشريف ليس نكرة، فليتك تترفع عن أمثال: " وقال حاتم، وذهب حاتم، وكأني بحاتم " كأنه من أفناء الناس.
هل قول من قال من السلف: " من قال: القرآن مخلوق فهو كافر " يلزم منه أن المسألة من أصول الدين، وبالتالي يكون القول بأنها مسألة فروعية = طامة جديدة لـ: " حاتم الشريف "؟!
وفقك الله تعالى، هل قضيت من العلم نهمتك عينيه وكفائيه ولم يبق لك إلا مثل هذا الذي إن لم يكن لغوا فهو فضول؟!
وفقك الله وهداني وإياك إلى صراطه المستقيم.
الذي تعلمناه أن مسائل الصفات من أصول الدين كما قال شيخ الإسلام في الفتاوى: ان أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب إعتقادها قولا أو قولا وعملا كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد. أهـ
والخلاف مع المعتزلة في خلق القرآن هو خلاف في أصول الدين فإن كان عندك ما يخالف هذا فاطرحه هنا بارك الله فيك.
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 02:55]ـ
أخي الكريم الكل متفق علي أن من قال بأن القرآن مخلوق فهو كافر، فما الفائدة إذا وراء هذا التعليق؟
ـ[العبادي الجشمي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 03:12]ـ
أخي الكريم الكل متفق علي أن من قال بأن القرآن مخلوق فهو كافر، فما الفائدة إذا وراء هذا التعليق؟
انظر الاقتباس بارك الله فيك تجد الجواب على سؤالك.
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 03:22]ـ
لو وضحت لي مقصودك بارك الله فيك
ـ[العبادي الجشمي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 03:59]ـ
جوابي كان على سؤال الأخ التالي:هل قول من قال من السلف: " من قال: القرآن مخلوق فهو كافر " يلزم منه أن المسألة من أصول الدين، وبالتالي يكون القول بأنها مسألة فروعية = طامة جديدة لـ: " حاتم الشريف "؟!
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 04:53]ـ
الامر اذا شاع وذاع فالنصيحة تكون علانية
هو من نشر الموضوع علانية ونحن نرد علانية
ومسألة الادب مع أهل العلم الحمد لم اجد قلة ادب في هذا الرد الجميل بعكس الاسلوب الذي اتخذه الدكتور حاتم مع علماء
هذا الزمان ايعقل ان الشعراء اعلم واعقل من علماء هذا الزمان!!!
انا لله وانا اليه راجعون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العبادي الجشمي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 06:29]ـ
ادخل في الموضوع بارك الله فيك واجب على السؤال المطروح وبين لي بارك الله فيك
هل قول حاتم الشريف أن الخلاف في مسألة خلق القرآن خلاف في الفروع وليس من أصول الدين -كما يقول شيخه الشاعر أبي العتاهية الذي مات قبل أن يموت والد المتوكل! -
وقبل أن يموت ابن ابي دؤاد! - أم أن حاتم الشريف قد جاء بطامة خالف فيها أهل السنة والجماعة.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 09:59]ـ
يا أخي الشيخ حاتم الشريف حفظه الله حي يرزق بإمكانك تبليغ النصلح له في هذه المسألة وحتى لو أردت أن تبين الخطأ في ما قاله فيكون بأدب يا أخي أما هذا الأسلوب "طامة جديدة" وحتى لقب الشيخ لم تذكره إنما "اليوم حاتم" "يقول حاتم" والله لو شخص ما يعرفه سيقول أنت تخاطب مبتدع أو كافر سبحان الله.
يا أخي تأدب مع العلماء هل كلامك هذا سيرجعه للحق إن أخطأ في مسألة مثلا؟؟؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 10:31]ـ
بالنسبة لذكر الشيخ مجردا من صفته هكذا (حاتم الشريف) فهذا أسلوب إعلامي لا بأس به
وليس يدل على تقليل من شأنه، إلا مع قرائن أخرى
أما قضية خلق القرآن، فلو كانت من الفروع ما انبرى الديكتاتور المأمون لها، وحمل الناس فيها على السيف، ومن بعده المعتصم، والواثق، وفيها تعرض الإمام أحمد لأشد العذاب، مع أنه كان بإمكانه أن يصنع صنيع عمار بن ياسر - رضي الله عنه - لما نزل فيه قوله تعالى {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} النحل106، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن عادوا، فعد
فليست أبدا قضية هينة، غير أن فيها بعض اللبس، وقد بينت مافيه - من وجهة نظري - في كلام سابق
ولو جعلناها مسألة فقهية، يسع فيها الخلاف، لوجدنا من يقيسها على صفات الله عز وجل
وعندئذ يكون من ينكر صفات الله عز وجل - كالمعتزلة - وبعضها - كالأشاعرة - قد خالف في شيء يسير، وشيئا فشيئا يصبح الصوفية المشركون إخواننا، والشيعة الوجه الآخر للسنة؛ لأن الموقف من الصحابة سيغدو مسألة فقهية
ولن يكون هذا في أكثر أحلامهم وردية، وهو حلم المتساهلين في مسائل العقيدة الذين ضيعوا الدين ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 10:49]ـ
في كلام الشيخ حاتم وفقه الله مغالطات علمية ولفظية فاحشة!
(1) أبو العتاهية لم يكن يهجو (كلام الطرفين على خلق القرآن)، كما هو مفهوم كلام الشيخ، بل كان يهجو ابن أبي دواد زعيم المعتزلة فقط! لاشتغاله وإشغاله للمسلمين ببقضايا فرعية، وجعلوها من أصول الدين التي يُمتحن العلماء والقضاة عليها ويحبسون ويجلدون وتقطع رؤوسهم، ووصف ابن أبي دواد بالجاهل الأحمق المحروم من التوفيق!
ولا يخفى أن الأبيات هي في النهاية هجاء للمأمون والمعتصم!
ولكن الشيخ نقل شعره ليكون هجاء للجميع، تمهيداً لجعلها هجاء لأهل السنة (المتخصصين في زماننا!) الذين ضخّموا المسألة وجعلوها من الأصول!
ومراد الشيخ ظاهر لمن يتتبع ما يصدر منه في الآونة الأخيرة!
فأقول: لعل أبا العتاهية أعقل أيضاً ممن يستشهد بشعره على عكس مراده!
(2) أبو العتاهية يقصد بالفروع مسائل الترف العقلي التي لا ينبغي أن يضيع المسلم وقته في الاشتغال بها، ومن أعظمها مسألة خلق القرآن، بدليل أن 99% من المسلمين لا يكادون يفكرون فيها! وشعره صريح بأنه لا يقصد الفقه مثلاً! فعبارة الأصول والفروع في شعر أبي العتاهية لا علاقة لها بمصطلحات الأصول والفروع في كتب العقائد!
والواقع أن أكثر مسائل المعتزلة والأشاعرة هي من الفروع بهذا المعنى، وإن كانت من أصول الدين.
كقولهم مثلاً (الله لا داخل العالم ولا خارجه)!
وهذا الفرق اللغوي لا يخفى على مثل الشريف وفقه الله، ولكن!
تنبيه: الزركلي جعل وفاة أبي العتاهية في سنة 211، وهذه الأبيات قيلت في سنة 237 أو بعدها، فإما أن يكون قد تأخر موته، أو أن الأبيات لغيره. والأبيات الظاهر أنها في هجاء ابن أبي دواد الابن. والمسألة تحتاج إلى تحرير.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 05:19]ـ
هداه الله ..
سبقه إلى هذا: أبوغدة في رسالته " مسألة خلق القرآن وأثرها في صفوف الرواة والمحدّثين .. ".
وقد ردّ عليه الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - برسالته " تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن "، قال (ص 35):
(وفي صفحة 9 وصفحة 10، نقل المؤلف عن الشوكاني أنه قال: "ومسألة الخلاف في كلام الله وإن طالت ذيولها وتفرق الناس فيها فرقاً، وامتحن بها من امتحن من أهل العلم، وظن من ظن أنها من أعظم مسائل الدين، ليس لها كبير فائدة، بل هي من فضول العلم".
وأقول: لا يخفى ما في هذا الكلام من الغض من كلام الإمام أحمد وغيره من أكابر العلماء في الرد على الجهمية، وتكفيرهم والتحذير من فتنتهم، والأمر بهجرهم ومجانبتهم. ولو كان الأمر على ما توهمه الشوكاني لما كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى يصبر على الحبس الطويل والضرب الشديد ومراغمة الملوك الجبابرة، وكذلك أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله تعالى، قد بذل نفسه للقتل في سبيل الدفاع عن القرآن والرد على من زعم أنه مخلوق. وكذلك نعيم بن حماد، والبويطي، ومحمد بن نوح .. ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اليقظ]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 06:22]ـ
كل من ألمَّ بطرف مما حصل للإمام أحمد ومن عاصره من العلماء وصمود بعضهم وموت آخرين وتقديم بعضهم نفسه للموت دون هذه المقالة -كما قال أبو نعيم الفضل بن دكين- وكيف أن من أجاب اعتذر عن إجابته واستغفر وأناب علم أن هذه المسألة وراءها ما وراءها وأنها أصل كبير وعظيم من أصول المعتقد.
والشريف حاتم ومن سبقه إلى هذا القول لسان حالهم: لم هذا الذي صنعتموه يا أئمة (أحمد -الخزاعي- نعيم بن حماد- ... في قائمة يطول سردها) الأمر هين ولا يستحق= أنتم مخطئون بمواقفكم تجاه هذه المسألة!!!
أفيعقل هذا؟
ـ[اليقظ]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 06:51]ـ
قال ابن أبي حاتم:"سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً وشاماٍ ويمناً فكان من مذهبهم الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته"
ينظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 198.
ـ[ابن سعدهم الحنبلى]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 10:58]ـ
أخذت على شيخى عقيدة الصابونى وذكر فيها مسألة خلق القرآن:
(ويشهد أصحاب الحديث ويعتقدون أن القرآن كلام الله وكتابه ووحيه وتنزيله غير مخلوق ومن قال بخلقه واعتقده فكافر عندهم)
ولا يخفى على عاقل أن وفاة الصابونى كانت عام تسع وأربعين وأربعمائة للهجرة فكيف يعقل أن علمائنا حاليا هم من وضعوها فى أصول الدين؟!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[صالح فهد]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 11:15]ـ
أريد التنبيه على أن الذي يقصده الدكتور حاتم بقوله أحد المعاصرين هو الدكتور ناصر الحنيني وبحثه الذي أشار إليه منشور في مجلة التأصيل لا الحكمة!!
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 09:46]ـ
(وفي صفحة 9 وصفحة 10، نقل المؤلف عن الشوكاني أنه قال: "ومسألة الخلاف في كلام الله وإن طالت ذيولها وتفرق الناس فيها فرقاً، وامتحن بها من امتحن من أهل العلم، وظن من ظن أنها من أعظم مسائل الدين، ليس لها كبير فائدة، بل هي من فضول العلم".
.
هذا يهون من طامة الرجل إذ أن له سلفا في خطئه!!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 03:08]ـ
(كما وصلني بنصّه)
أرسل إليّ أحد طلاب العلم بعد رؤيته لهذا الموضوع هذا الرد لتعذر نشره من قبله، فأنا انشره نيابة عنه، مع إلحاحه عدم ذكر اسمه في المقال ولا الإشارة إلى ذلك
الحمدلله وبعد ..
فقد صدمني ما قرأته من كلام الشيخ حاتم في هذه القضية في صفحته على الفيس بوك؟! وأكبرت أن يصدر مثله عن مثله ممّن ينادي بالفهم والتعقّل والتثبّت وغير ذلك من الأمور التي ننادي بها جميعاً.
غالبية من يدخل صفحة الشيخ في الفيس بوك هم عوام بالمصطلح العام، او عوام في علم العقيدة فلم يشغلهم بالكلام عن هذه المسألة ولو بالاشاره؟!
هل أصبح همّ الشيخ حاتم هو التّفريق للمفرّق والتشتيت للمشتت؟!
إن كان الناس سيتشتتون ويتفرّقون وينشغلون بفروعٍ (ليس لها نفس أهمية الأصول) لأجل هذه المسألة فلم يردّ على شخص كتبها في مجلّة لا يقرؤها إلا المتخصصون؟! ولم خصّ ردّه من بين هذه الفرق كلها لهذا الشخص الذي يمثل تياراً بعينه دون غيره؟!
مسألة (كلام الله وهل هو مخلوق أو لا؟!) مسألة كبيرة لا يخفى كبرها وتفرّق الناس فيها على أقوال ومذاهب منذ قرون، وما زال الأمر على حاله، سواء سلّمنا أنّ أصل المسألة من الأصول، أوالفروع كما يدّعي الشيخ!
ولا يخفى ما جرَّته على أهل العلم والإيمان من أهل الحديث والسّنّة وغيرهم فتنة اشعلها غيرهم ممن لا يحسن الكلام في العقيدة فيقتحم مجالاً يسبّب فتنه تشتت الجمع وتفرّق الكلمه.
وهنا نقطة نظام وطلباً للانصاف والنظر السديد للامور فمن أشبه بابن ابي دؤاد وعقله؟! الذي كتب مقاله في مجلة متخصصة محكمة لا يطلع عليها إلا الخاصة، وقد لا يفهم موضوعه (وهو عقدي دقيق) إلا خاصة الخاصة من المنشغلين بالعقيدة وتفريعاتها؟ أم من ينشر ردا على تلك المقالة بطريقة مجتزأة تهكمية في صفحة اكثر روادها العوام أوالخواص لكن ممن لا شأن لهم بالعقيدة وتفريعاتها الدقيقة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
يبدو لي وانا ممن يتابع الحراك الفكري من قراءة مقال الشيخ حاتم وفقه الله (المختصر في تلك الصفحة) أنَّ قضيَّة إشغال الناس ب (الفروع) هو احق من يمارسها الآن بالردّ على من سمّاهم بالمتخصّصين في زماننا؟!
ألم يجد الشيخ مقالاً آخر يكتبه في صفحته غير هذا المقال التهكّمي على من نبزهم بقلَّة التعقُّل؟!
الشَّيخ حاتم يردّ بكلامه الانشائي السهل هذا (الذي يطير به كلّ مطيّر) بأسلوب ينفّر من يريد الشيخ حاتم أن ينوّرهم ويبصّرهم بما يراه خطأ عند مخالفيه في الرأي؟!
لن أخوض في كون ابي العتاهية مات قبل ابن ابي دؤاد ولا في ان العهدة على الطبري او ابن كثير حين ساقا هذه الابيات ونسبوها اليه، ولا أن عقل ابي العتاهية وعلمه لا يؤهله لمثل هذا الحكم لو صحَ ان تحمل ابياته عليه .. ولا اردد النصيحة التي تعب الناس من تكرارها على الشيخ هداه الله وهي أن لا يكتب في غير فنه .. لن اخوض في كل هذه الامور .. فقد بيّن الاخوة خطأها وعوارها .. وللننصرف مباشرة إلى فكرة المقال عند الشيخ!
اصل الفكرة عند الشيخ هداه الله أن كاتب الموضوع في (المجلة المتخصّصة) المحكّمة وهو رجل (سلفي العقيدة وليس على عقيدة ولا عقلية ابن ابي دؤاد) يستحق ان تقال له مثل هذه الابيات التي فيها نبز وطعن في عقليته. . لماذا؟
قال الشيخ هداه الله: لانه يشغل المسلمين بالفروع مثل ابن أبي دؤاد! بالله اهذا انصاف وفهم سديد؟!
اولا. . . ولاني متخصّص في العقيدة (ولست مثل الشيخ حاتم وفقه الله) فهذه المسألة من اصول الايمان لا من فروعه. . والبيّنة على المدّعي غير ذلك!
ولم يقل شيخ الاسلام ابن تيمية كما قد يومئ كلام الشيخ حاتم وفهمه: ان هذه المسأله (الكبيرة) بعينها هي من فروع العقيده ..
بل كلام شيخ الاسلام ابن تيمية عن مجمل الاعتقاد وعن تفاصيله التي لا يعلمها عامة الناس ولا يؤاخذون بها لجهلهم وعدم وصول العلم إليهم. . أما إن وصلتهم فنبذوها واخذوا بكلام الجهم والاشعري والماتريدي (وهي المآلات) فلا يعذرون. .
المبتدع المخالف لكتاب الله الناطق بانه كلامه قائم به وانه بحرف وصوت غير معذور ان اقيمت عليه الحجة وبلغته الدعوة. . وهذا ما كان عليه سلف هذه الامة كأحمد (الذي اصطلى بنار هذه الفتنه) وغيره.
وبناء على ذلك فلا داعي لحشد شيخ الاسلام لصفّ الشيخ في هذه الفكرة الخاطئة التي يكتب فيها. .
أو بناء المقال على أساس اجنبي عن البناء!
اعتقاد أن القرآن كلام الله أصل من اصول العقيده، يتجاذبه اصلان كبيران وركنان عظيمان من اركان الايمان. . 1: ركن الايمان بالله، 2: وركن الإيمان بكتب الله.
أما الايمان بالله فالايمان بالوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته، ومن اسمائه وصفاته اثبات صفة كلامه.
وأما الايمان بكتب الله فالايمان ان القرآن كلام الذي قام به وانه غير مخلوق.
حسنا يا شيخ حاتم وفقك الله. .
فلْنأت الآن الى قضية أن (مآلات القول بخلق القرآن والمكتوب في مجلة متخصّصة) هي الفروع او الاصول (التي تمسّ العامّة وليس الخاصّة). . وهو هدفك من المقال الاصلي قبل تحويره الى شيء آخر.
فإذن. . لم المغالطة؟! والى متى؟!
انت يا شيخ حاتم هداك الله تتكلم عن العوام الذين يجهلون تفاصيل العقيدة واقحام غير العقلاء لهم في ما لا يجب عليهم اذا جهلوه وغاب عنهم كما تحيل ذلك الى شيخ الاسلام. . والشيخ الذي كتب في تلك المجلّة المتخصّصة لم يكتب مقاله للعوام! وأنت من تقحم العوام في القضية في صفحتك في الفيس بوك وتشنّع على من كتب في مجلة متخصصة بعيدة في الغالب عن عقول العوام واطلاعهم!
وللحديث بقيّة.
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 04:41]ـ
دعنا نقرأ بتأمل ما كتبه الشيخ حاتم ردا على منتقديه في هذه القضية
أيها الأخوة , استغربت من تعليقاتكم , وكأنني قد قلت بخلق القرآن!! ونسيتم أن أبيات أبي العتاهية كانت في تبكيت ابن أبي دؤاد , لا في سياق الرد على الإمام أحمد بن حنبل.
وهذا سياق مهم جدًا , ما كان من الجائز أن لا يراعيه القارئ لهذه الخاطرة.
ثانيًا: لم أقل إن القول بخلق القرآن قول صحيح , ولا أجيز ذلك , ولست موضع تهمة حتى أبرئ نفسي من القول بخلق القرآن , بل ولا قلت إن القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق قول من فروع الدين , فاتقوا الله , ولا تقولوني مالم أقل.
ثالثًا: كل الذي قلته أن ابن أبي دؤاد قد اجتهد في هذا الإدعاء , فلا يستطيع ابن أبي دؤاد أن يدعي أن القول بخلق القرآن أمر مقطوع به , ولا أن أدلته عليه قطعية , فهو على أقصى ما يكون ظني (أعني القول بخلق القرآن وليس القول بعدم خلقه) , فيجب أن يسوغ الاختلاف فيه عند ابن أبي دؤاد , كما ذكرت.
رابعًا: لا يعني ذلك أن أرضى عن كل المالآت التي يزعم أنها من مالآت القول بخلق القرآن. كالقول بإعجاز القرآن , فمن يقول بخلق القرآن يقولون أيضًا بإعجاز القرآن , لا من جهة الصرفة , بل من جهة بلاغته المعجزة.
خامسًا: العقيدة أصول وفروع هذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره وهو الصواب , ولذلك اختلف السلف في بعض مسائل المعتقد. وليس هذا موطن تفصيل ذلك , ويمكن الإخوة أن يتواصلوا معي بالوسائل الصحيحة للبسط والتطويل.
سادسًا: الذي اعترضوا على الأبيات من جهة التاريخ , فعليهم أن يعترضوا بذلك على إمام المؤرخين ابن جرير الطبري , فهو الذي أورد هذه الأبيات منسوبة إليه , على ما أذكر ويجب أن يتثبت الإخوة من ذلك , فإني بعيد عن مكتبتي.
سابعًا: أما أخذ العقيدة من الكتاب والسنة لا من قول الشعراء , وغير ذلك من العبارات , التي جاءت في بعض التعليقات , فعلى أصحابها أن يستغفروا الله من هذا الطعن , فهل يخفى ذلك على أحد!!!
ثامنًا: المقصود من هذه الخاطرة: التذكير بأن بعض الناس يثيرون الفتن بأمور أقصى ما تكون (لوتأملوها) لكانت أمورًا مظنونة , إذا لم تكن باطلاً محضًا!
أخيرًا: على طلبة العلم أن لا يجعلوا اختلافي مع بعض الاجتهادات التي يتعصبون لأصحابها سببًا للإفتراء علي , ولا تقويلي ما لم أقل. فليس هذا من منهج المسلم , ولا هو من وسائل نصرة الحق.?
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العبادي الجشمي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 05:36]ـ
كما يقولون عذر اقبح من ذنب، فالشيخ حاتم الشريف في هذا التعقيب الأخير يحاول أن يصور للقراء أن من ردوا عليه من طلبة العلم أتهموه بالقول بخلق القرآن!
عجبان، الجميع فهموا المقصود، وعرفوا المكتوب في السطور وما بينها، فإيراد الشيخ حاتم لكلامه السابق في قصيدة إبي العتاهية واضح انه ينتقد الرادين على المعتزلة، وهو يقصد الشيخ ناصر الحنيني الذي كتب مقالا في مجلة التأصيل باسم (مآلات القول بخلق القرآن).
ولا ينقضي العجب في قول الشيخ حاتم (الذي اعترضوا على الأبيات من جهة التاريخ , فعليهم أن يعترضوا بذلك على إمام المؤرخين ابن جرير الطبري , فهو الذي أورد هذه الأبيات منسوبة إليه , على ما أذكر ويجب أن يتثبت الإخوة من ذلك , فإني بعيد عن مكتبتي.)
ياشيخ حاتم انت من أهل الحديث فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم كيف لرجل من أهل الحديث يقول مثل هذا الكلام تاتي بخبر معلول وتقول اعترضوا على من رواه!
المحققين أمثالك لا يقولون مثل هذا الكلام، ويعلمون أن الطبري، وغيره من نقلة التاريخ - بل حتى من نقلوا السنن - يوجد لديهم الكم الكبير من الروايات المعلولة، باانواع العلل، فإذا كان تعليل الاخوان للخبر بتواريخ الوفاة فلا يحق لك ان تقول اعترضوا على الطبري لأن الطبري قال الطبري في مقدمة تاريخه: فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه , أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لا يعرف له وجهاً من الصحة , ولامعنىً من الحقيقة , فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا , و إنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا , و إنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا.
فالاعتراض على من ساقه واستدل به وهو لا يعرف صحته من سقمه، وهو من أهل العلل في هذا العصر!
وهذا تعقيب لأحد الاخوة في الفيس بوك على حاتم الشريف اعجبني وسوف اضعه للفائدة
ما هكذا تورد الإبل أيها الشيخ الفاضل ... الشباب لم يقولوك مالم تقل، وأنا أعجب من ردك هذا الغريب تهجمت عليهم ودعوتم لاستغفار ربهم كأنهم هم الذين أخطأوا،، ولم أقرأ بين سطورك كلمة اعتذار لما قلت .. وأنك لم تقصد ..
أسألك بالله .. حينما قلت (ما أع ... قل أبا العتاهية حين عدّ الكلام في خلق القرآن من فروع الدين) ألست مقرا لكلامه، ولما عقبت ثانية قلت (اطلعت على مقال في مجلة محكمة حول مآلات القول بخلق القرآن فوجدت فيه مبالغة وضعفا في التجرد ذكرني بهذه الأبيات لأبي العتاهية.
فهل كان الشعراء في ذلك الزمن أعلم وأكثر تجردا من المتخصصين في زماننا)
ألست تتهكم على من جعل مسألة خلق القرآن من أصول الدين ..
والغريب أنك ترد هنا بعد ذلك وتقول: (بل ولا قلت أن القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق قول من فروع الدين) وهذا تناقض واضح وفبركة وكأن الذين يقرأون جهلة لا يعرفون شيئاً ..
أيها الشيخ الفاضل فليتسع صدرك للنقاش .. فليس من المعقول أن تجد دائما المديح والثناء لخواطرك وكلماتك .. فأنت قد تتعرض للنقد مثلك مثل غيرك ..
فلماذا نفرح حينا نجد مديحا وثناء .. وحينما يوجه لنا النقد تقوم الدنيا وما تقعد ..
أخي الحبيب ...
لقد لمست حدة في كلامك على الشباب لا ينبغي أن تصدر من أمثالكم، بل وطعنت في نياتهم ومقاصدهم، وكأنهم أرادوا شراً بنصحهم وتعليقهم فالله الله بالتسامح والرجوع عند الخطأ فليس منا أحد معصوم، وأسأل الله العفو والمغفرة لي ولك ولسائر الإخوة الذين علفوا هنا ولجميع المسلمين، وجزاك الله خيرا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 12:51]ـ
لا يخفى ما في جواب الشيخ من التعالي وإلقاء الغلط والنسيان وسوء الفهم على القارئ والطبري ... إلخ
بل اتهام الناس بالافتراء عليه!
والعذر أقبح من الذنب كما قال الأخ الفاضل!
والواقع أن الناس قد فهموا كلامه على وجه الصحيح
وكلامه هو الذي ينقض أوله آخره وأسفله أعلاه!
وقد قلب معنى كلامه 180 درجة! وزعم أن غرضه نقد ابن أبي دؤاد! والانتصار للإمام أحمد!
وهذا من العجائب!
هل سيغضب المعتزلة إذا قال لهم الشيخ حاتم (الكلام في خلق القرآن من فروع الدين)؟
أو أن (الشعراء في ذلك الزمن أعلم وأكثر تجردا من المتخصصين في زماننا)؟
لا، بل غرض الشيخ تجريح لخصوم المعتزلة في زماننا هذا!
ويقول فضيلته (لا يعني ذلك أن أرضى عن كل المالآت التي يزعم أنها من مالآت القول بخلق القرآن. كالقول بإعجاز القرآن , فمن يقول بخلق القرآن يقولون أيضًا بإعجاز القرآن , لا من جهة الصرفة , بل من جهة بلاغته المعجزة)
ما هذه الغثاثة يا فضيلة الشيخ؟!
أولاً: المشهور أن المعتزلة القائلين بخلق القرآن هم القائلون بالصرفة!
ثانياً: الكلام يكاد يكون غير مفهوم!
ثالثاً: أنت أول من يعلم أن المعترضين على خلق القرآن - كالإمام أحمد - لم يعترضوا لأجل تأثير المسألة على إعجاز القرآن، كما يتبادر إلى الأذهان من اختيارك لهذا المآل مثالاً، بل لأجل تعطيل صفات الباري عز وجلّ، والقضية من البديهيات العقدية والتاريخية!
فكيف ترى قشة الإعجاز الصغيرة - إن صحَّت أصلاً - ولا ترى الخشبة العظيمة؟!
الجواب طبعاً: البحث عن مخرج للكلام الأول، بدون الإقرار بالغلط!
ومن الواضح أن الكلمة كلها كانت خاطرة خطرت فكتبها كما اتفق!
أبو العتاهية جعل خلق القرآن من فروع الدين!
فهذه تصلح لوخز السلفية!
ولا وقت للتحرير والتحقيق!
وانتظروا أمثالها من فضيلة الشيخ، مع الأسف!
أبو العتاهية:
هكذا في تاريخ الطبري 9/ 189 (المعارف) والطبعة الأوربية 12/ 1411 (حوادث سنة 237)
وهو سبق قلم من الطبري أو ناسخ كتابه، لأن أبا العتاهية مات في حدود سنة 210 يقيناً
والظاهر أن الشاعر المقصود هو محمد بن أبي العتاهية، وقد ذكروا أنه شاعر زاهد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 01:02]ـ
(تتمة في الرد على المقال كما وصلني بنصّه من أحد طلاب العلم):
تتمَّة الكلام على مقال الشيخ حاتم هداه الله!
قول الشيخ: استغربت من تعليقاتكم , وكأنني قد قلت بخلق القرآن!! ونسيتم أن أبيات أبي العتاهية كانت في تبكيت ابن أبي دؤاد , لا في سياق الرد على الإمام أحمدبن حنبل.
وهذا سياق مهم جدًا , ما كان من الجائز أن لا يراعيه القارئ لهذهالخاطرة.
أقول: استغربتُ من استغرابك اوتصنّع الاستغراب من شيءٍ لا غرابة فيه! فأين قال الناس إنك تقول بخلق القرآن؟
ألم نقل يا شيخ حاتم انها مغالطة، بل استضعاف لعقول وافهام من يقرأ كلامك! وفي غير مرّة وغير موضوع!
اثَم مشكلة تواصل بينك وبين قرّائك إذن. .
فهنا احتمالان: إمّا أن يكون كلامك غير بيّن لمرادك في كلّ مرّة وهذه مشكلة ينبغي مراعاتها عند الكتابة للناس وخاصة في المواضيع المثيرة، وبالعناوين الصّحفيّة!
والاحتمال الثاني: ان يكون العيب في عقول جميع قرّاءك وأفهامهم (او على الأقل غالبهم). . وهذه دعوى يعوزها البرهان، فكيف اذا كان البرهان على عكسها!
وهنا تؤكد بنفسك أن العوام (والخواص) لا يفهمون بعض طرحك وقد يقودهم هذا الى التشوش والبلبلة! وهذا ما عبته على غيرك فلم تمارسه؟
وقول الشيخ حاتم هداه الله: ثانيًا: لم أقل إن القول بخلق القرآن قول صحيح , ولا أجيز ذلك , ولست موضع تهمة حتى أبرئ نفسي من القول بخلق القرآن , بل ولا قلت إن القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق قول من فروع الدين , فاتقوا الله , ولا تقولوني ما لم أقل
مرّة أخرى لم يقل أحد إنك قلتَ ذلك. ولم يقوّلك احد ما لم تقل. فلم الانشغال بما ليس فيه شغل؟
ثالثًا: كل الذي قلته أن ابن أبي دؤاد قد اجتهد في هذا الإدعاء , فلا يستطيع ابن أبي دؤاد أن يدعي أن القول بخلق القرآن أمر مقطوع به , ولا أن أدلته عليه قطعية , فهو على أقصى ما يكون ظني (أعني القول بخلق القرآن وليس القول بعدم خلقه) , فيجب أن يسوغ الاختلاف فيه عند ابن أبي دؤاد , كما ذكرت.
هذه اللغة والتعبير الذي كثر عند الصّحفيين والوحدويين الذين يجمعون كل الناس إلا من خالفهم لغة لا ينبغي استعمالها عند مخاطبة العوام، إذ يقال ان كل مبتدع مجتهد! وهذا يذيب مسألة انكار الخطأ في الاعتقاد، والاجتهاد منه ما هو باطل ومنه ما هو صحيح. ولو كان الامر كما عبّرت (ولا أقول تبنّيت) لكان كل ضال كذلك، فقد اجتهد فرعون في القول بأنه الرب الأعلى، واجتهد ابليس في القول بأنه خير من ادم.
رابعًا: لايعني ذلك أن أرضى عن كل المالآت التي يزعم أنها من مالآت القول بخلق القرآن. كالقول بإعجاز القرآن , فمن يقول بخلق القرآن يقولون أيضًا بإعجاز القرآن , لا منجهة الصرفة , بل من جهة بلاغته المعجزة.
مرّة أخرى هذه مسألة تصعب على العوام! وانت بهذا تغرّد يا شيخ حاتم خارج السّرب، فمن يفهم مرادك بهذا المآل (الاعجاز وغير الاعجاز) الذي تخالف فيه من رددت عليه بتهكم (وليته كان بعلم مؤصل على تخصص في علم العقيدة).
ومن تقعيد علميّ متخصّص فما ذكرته غلطٌ أيضًا تعذر فيه لعدم التخصّص! فالذين يقولون بخلق القرآن يلزمهم (قالوا أولم يقولوا) نفي الاعجاز عن القرآن بمفهومه الذي خوطب به كفّار قريش!
ولو تبرّع من ينقل لنا حواراً مع الشيخ في المسألة فلا مانع ليستفيد من كلام المشتغلين بالعقيدة كيف يلزم هؤلاء نفي الاعجاز البياني للقرآن لقولهم بخلق القرآن.
خامسًا: العقيدة أصول وفروع هذا ماذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره وهو الصواب , ولذلك اختلف السلف في بعض مسائل المعتقد. وليس هذا موطن تفصيل ذلك , ويمكن الإخوة أن يتواصلوا معي بالوسائل الصحيحة للبسط والتطويل.
سبحان الله! ان كان هذا المحل ليس محل بسط ما اغلق على الناس من محبيك ومريدي صفحتك فلم اشغلتهم بها!
مرة أخرى الا تمارس بهذا اشغال العوام بما انكره على من رددت عليه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما أصل المسألة فقد رددت عليها في تعقيبي السابق، وليس فهم كلام شيخ الاسلام من متخصص في العقيدة كفهم من ليس كذلك، وما ذكرته من البيان هو مفهوم ومنطوق ابن تيمية في مواضع كثيرة من كتبه! وعلى الأقل كما تقدّم فليس كون العقيدة فيها فروع بمفهوم الشيخ حاتم أن تكون هذه المسألة منها!
سادسًا: الذي اعترضوا على الأبيات من جهة التاريخ , فعليهم أن يعترضوا بذلك على إمام المؤرخين ابن جرير الطبري , فهو الذي أورد هذه الأبيات منسوبة إليه , على ما أذكر ويجب أن يتثبت الإخوة من ذلك , فإني بعيد عن مكتبتي.
قد عذرناك (أو أنا على الأقل) في هذا .. وليتك تعذر غيرك في مثله!
سابعًا: أما أخذ العقيدة من الكتاب والسنة لا من قول الشعراء , وغيرذلك من العبارات , التي جاءت في بعض التعليقات , فعلى أصحابها أن يستغفروا الله من هذا الطعن , فهل يخفى ذلك على أحد!!!
الجواب: نعم يخفى على العوام. . الذين يقرؤن كلامك الذي تطلقه بعناوين صحفية ويطيرون بها كل مصيّر، ألا يكون هذا كافيا في حبسك تصريحاتك الخاطئة علميا والشديدة اسلوبا.
ولا تعتذر بانك لا تخاطب العوام! فلم تكتب في الفيس بوك؟ هل ترى أن (اكثر) من يدخله من المتخصصين في العقيدة والحديث والفكر و. . . الخ!
ثامنًا: المقصود من هذه الخاطرة: التذكير بأن بعض الناس يثيرون الفتن بأمور أقصى ما تكون (لوتأملوها) لكانت أمورًامظنونة , إذا لم تكن باطلاً محضًا!
هذه يقولها عنك المختلفون معك، فانت تطلق عبارات وتصريحات (تصدح بما يُظن أنه حق) غير مؤقته بميقات مناسب! ولا مسبوكة بأسلوب هادئ. . فتثير فتنة كان الناس في غنى عنها!
وأنا أسألك. . واسأل نفسك. . وليسأل المتعصّبون لك انفسهم: من اثار الفتنة (في أمور ظنية) ضد من؟ الشيخ حاتم أو القطاع العريض من أهل العلم وطلابه؟! وأيضاً في امور ظنية كان على الأقل (كما قلته عن ابن ابي دؤاد) ان تسكت عنها صيانة لوحدة الصف!
أخيرًا: على طلبة العلم أن لا يجعلوااختلافي مع بعض الاجتهادات التي يتعصبون لأصحابها سببًا للإفتراء علي , ولا تقويلي ما لم أقل. فليس هذا من منهج المسلم , ولا هو من وسائل نصرة الحق.
أخيرا: على الشيخ حاتم أن لا يجعل خلافه (الـ ... !) مع بعض أهل العلم والشيوخ سببا في التهجم عليهم، والرد عليهم فيما هم مصيبون فيه، وان رأى ان الحق معه (دائما) فليكن نظره في مآلات الفتنة التي قد يوقدها في أمر ظني لا قطعي الخطأ. . وليكن بأسلوب لا يرضى هو ان يمارس معه من امثالنا ممن ينقد كلامه الخاطئ.
اللهم اهد الشيخ حاتم وبصّره بأخطائه، واحطه بمن يبصّره بها، واصرف عنه من يجامله عليها من المتعصبين والمجاملين!
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 04:11]ـ
ارى أن هناك من كان يتصيد له مثل هذا فلم يتركوا له جملة إلا وحملوها على أسوأ المحامل ويتحدثون على الشيخ وكأنهم يريدن هدمه تسطيع أن ترد عليه لكن نتقي أحب الألفاظ إلى نفسك ليكون ردك العلمي محاطا بالأدب وتوقير أهل العلم
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 06:49]ـ
...
ولعلّ "أبو العتاهية" تحريف لـ "أبو العالية".
وفي "تاريخ بغداد": "لبعضهم".
...
وقد استوقفني قول الشيخ حاتم الشريف:
"الذين اعترضوا على الأبيات من جهة التاريخ , عليهم أن يعترضوا بذلك على إمام المؤرخين ابن جرير الطبري".
وهو أدرى بما قد يورَد عليه في هذا المقام ...
أمّا عن لب الموضوع، فيحسن التذكير بأنّ مسألة خلق القرآن ليست مسألة تاريخية صرفة؛ بل لها امتدادات في حاضر الفكر الإسلامي. وهذا ممّا لا يخفى على الشيخ.
ولعلّ بعض العلمانيين كانوا أكثر إدراكا لخطورتها وفهمًا لمآلاتها، فاستندوا إليها لتقرير بعض أطروحاتهم الرامية إلى تسريب اللائكية بوجه تراثي ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 11:40]ـ
هدى الله الشيخ حاتم الى الحق والصواب
فهويفتح على نفسه و على اهل السنة ابواباً مغلقة.
و مثله يُربَأُ به عن مثل هذه المسالك ....
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 03:19]ـ
...
ولعلّ "أبو العتاهية" تحريف لـ "أبو العالية".
ثم وجدته في "محاضرات الأدباء" منسوبا إلى أبي العالية.
ولله الحمد والشكر.
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 07:36]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد سرده لأبيات أبي العالية، أورد الراغب الإصفهاني قصةً رأيت من المناسب نقلها. قال:
"وكان بعضُ القُصّاص بإصبهان يتشدّد في خَلْق القرآن، فسئل عن معاوية: "هل كان مخلوقًا؟ " فقال: "نعوذ بالله من نهايات الجهالات! "
وفي مصادر أخرى:
"كان بعضُ القُصّاص يتشدّد في خَلْق القرآن، فسئل عن معاوية: "هل كان مخلوقًا؟ " فقال: "كان إذا كَتَب الوحْيَ غيرَ مخلوقٍ، وإذا لم يَكْتُب كان مخلوقًا"!
ولو التفت الشيخ حاتم الشريف إلى هذه النادرة وبنى عليها مقاله، لكان أطرف وأظرف ... إذ العلّة ليست في خوض العلماء في مثل هذه المسائل، بل في تعاطي العوامّ لها بجهل ...
والله من وراء القصد.
* استدراك: وقوله: "نهايات الجهالات" غريب، لم تستسغه الذاكرة ... ولعل الصواب: "عمايات الجهالات". والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 08:13]ـ
ماذا عليك وأصل الدين يجمعهم --- ما كان في الفرع لولا الجهل والموقُ
تأمّلت هذا البيت مطوّلا، فلم أجد له معنى يستقيم إلا بتقدير تصحيف أو حذف ...
فالرجاء من المشايخ والأساتذة الأفاضل، ممّن فتح الله عليه بالمعنى الصائب، أن يبسطه لنا فتزول الحيرة.
ولو أبحت لنفسي شيئا من التثاقل لطلبت ذلك من الشيخ حاتم نفسه ...
ـ[منصور الرحيمي]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 08:19]ـ
جاء في تعقيب الشيخ حاتم:
رابعًا: ... كالقول بإعجاز القرآن , فمن يقول بخلق القرآن يقولون أيضًا بإعجاز القرآن , لا من جهة الصرفة , بل من جهة بلاغته المعجزة
لعل قصده هو:
فمن يقول بخلق القرآن يقولون أيضًا بإعجاز القرآن , لا من جهة بلاغته المعجزة, بل من جهة الصرفة
لا يستقيم الكلام إلا بهذا التقديم والتأخير
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 12:05]ـ
آخر تعليق للشيخ في الموضوع في صفحته في الفيس بوك - قبل ساعتين:
الشريف حاتم بن عارف العوني القول الباطل (كالقول بخلق القرآن) يجب إن تكون أدلته باطلة، فإن توهم أحد فيها الصحة فلا يمكن أن تتجاوز غلبةَ الظن. وما أفاد غلبة الظن هو من الفروع التي لا يجوز فيها الإنكار، فضلا عن التعذيب والقتل كما فعل ابن أبي دؤاد.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 04:26]ـ
آخر تعليق للشيخ في الموضوع في صفحته في الفيس بوك - قبل ساعتين:
الشريف حاتم بن عارف العوني القول الباطل (كالقول بخلق القرآن) يجب إن تكون أدلته باطلة، فإن توهم أحد فيها الصحة فلا يمكن أن تتجاوز غلبةَ الظن. وما أفاد غلبة الظن هو من الفروع التي لا يجوز فيها الإنكار، فضلا عن التعذيب والقتل كما فعل ابن أبي دؤاد.
الحمد لله ..
بعد تأمل في الأخذ والرد بين الإخوة الفضلاء والشيخ الفاضل تبيَّن لي أن الشيخ حاتماً قد ناقض نفسه بنفسه؛ فأبياته التي أوردها تحتمل ما ذكره أخيراً من تفسير بأن القول بخلق القرآن لو سُلِّم على اعتباريَّته لما كان يتجاوز غلبة الظنّ, وما كان بهذه المثابة لا يصح للمعتزلي الضال حمل الناس عليه, وامتحانهم واستحلال دمائهم من أجله؛ بل هذا عين السفه والجنون والظلم والاستبداد ومصادرة الآخر المخالف, وهو تصرف ضد العقل السليم من كل وجه, ولكن الشيخ حاتم في تعليقه الأول على الأبيات جعل الشعر موجها إلى الذين ينكرون القول بخلق القرآن, وإلى الذين يبرزون مآلات القول به؛ فقد قال الشيخ:
((اطلعت على مقال في مجلة محكمة حول مآلات القول بخلق القرآن فوجدت فيه مبالغة وضعفا في التجرد ذكرني بهذه الأبيات لأبي العتاهية.
فهل كان الشعراء في ذلك الزمن أعلم وأكثر تجردا من المتخصصين في زماننا))
فكيف ذكرتك -يا فضيلة الشيخ حاتم- هذه الأبيات بذلك البحث؛ خصوصاً أن القول بخلق القرآن ((يجب أن تكون أدلته باطلة)) -على حد تعبيرك-, وما كان بهذه المثابة لا يبعد أن يحتمل مآلات لها أوَّل وليس لها آخر, وما قد يصح عندي من مآلات قد لا يصح عندك ولا تثريب, وبما أن الأصل باطل فهو يحتمل ما ذُكِر وزيادة لأن الباطل بطبيعته حمالٌ لوجوه, ومقتدرٌ على التلون والامتزاج بغيره من صنوف الباطل, وعليه فإن الإنكار على من بسط قلمه, وأعمل عقله في جمع ما استطاع من مآلات الباطل (كخلق القرآن) إنكارٌ لا ينبغي لفاضل منصف, ولكنها شطحات القلم ... وما كان أحسن الاستغفار والاعتذار بدلا من الإصرار والاجترار والاستخفاف بسليم الأبصار ..
والله الموفق ..
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 05:56]ـ
للفائدة:
ليست هذه من جديد الشيخ حاتم العوني
وإنما قالها قبله علماء وأئمة
ولا يحضرني الآن إلا اثنين منهم:
/// قال الإمام الشوكاني: "ومسألة الخلاف في كلام الله وإن طالت ذيولها وتفرق الناس فيها فرقاً، وامتحن بها من امتحن من أهل العلم، وظن من ظن أنها من أعظم مسائل الدين، ليس لها كبير فائدة، بل هي من فضول العلم".
/// والشيخ العلامة الطاهر بن عاشور في تحقيقات وأنظار قال بأنه متعجب ممن رفع هذه المسألة إلى الأصول رغم أنها من فروعه فقط.
والله الموفق.
ـ[أبو معاذ التونسي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 06:28]ـ
هل قول من قال من السلف: " من قال: القرآن مخلوق فهو كافر " يلزم منه أن المسألة من أصول الدين
نعم يلزم منه ذلك هنا
و إلاّ لما كفّروه
ـ[العبادي الجشمي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 06:29]ـ
للفائدة:
ليست هذه من جديد الشيخ حاتم العوني
وإنما قالها قبله علماء وأئمة
ولا يحضرني الآن إلا اثنين منهم:
/// قال الإمام الشوكاني: "ومسألة الخلاف في كلام الله وإن طالت ذيولها وتفرق الناس فيها فرقاً، وامتحن بها من امتحن من أهل العلم، وظن من ظن أنها من أعظم مسائل الدين، ليس لها كبير فائدة، بل هي من فضول العلم".
/// والشيخ العلامة الطاهر بن عاشور في تحقيقات وأنظار قال بأنه متعجب ممن رفع هذه المسألة إلى الأصول رغم أنها من فروعه فقط.
والله الموفق.
للأسف ليتك أتيت لنا بسلفي في الاسماء والصفات سبق حاتم الشريف بهذا القول.
الذي تعرفه اجماع الأئمة على أن القول بخلق القرآن كفر، وأنه من أصول الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 08:09]ـ
الذي يقول إن مسألة خلق القرآن من الفروع
يلزمه ان يقول إن توحيد الاسماء والصفات من الفروع أيضا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 08:20]ـ
الحمد لله ..
بعد تأمل في الأخذ والرد بين الإخوة الفضلاء والشيخ الفاضل تبيَّن لي أن الشيخ حاتماً قد ناقض نفسه بنفسه؛ فأبياته التي أوردها تحتمل ما ذكره أخيراً من تفسير بأن القول بخلق القرآن لو سُلِّم على اعتباريَّته لما كان يتجاوز غلبة الظنّ, وما كان بهذه المثابة لا يصح للمعتزلي الضال حمل الناس عليه, وامتحانهم واستحلال دمائهم من أجله؛ بل هذا عين السفه والجنون والظلم والاستبداد ومصادرة الآخر المخالف, وهو تصرف ضد العقل السليم من كل وجه, ولكن الشيخ حاتم في تعليقه الأول على الأبيات جعل الشعر موجها إلى الذين ينكرون القول بخلق القرآن, وإلى الذين يبرزون مآلات القول به؛
هذا هو محل الخلل في تفسير الشيخ لكلامه، وهو تفسير غير مستقيم عندي،بل هو خطأ ظاهر، وسياق كلام الشيخ بتمامه من أوله لآخره ليس حسناً، وليس على ما اعتدته من الشيخ في الدقة والتحري، ولا تؤتى هذه المسائل من هذا الباب،غفر الله لنا وله ولمن أراد تضخيم زلته والنفخ في كيرها لأهواء النفوس أو لسوابق الأُقضية ..
وجزى الله الناصحين الصادقين خيراً ..
ونعم.كان الأولى بالشيخ الاعتذار عن خطئه، ولكن لا يلزم من ظهور الخطأ لنا ظهوره له، وليست القسمة ثنائية إما الاعتراف بالخطأ، وإما العناد، فالحق قد يشتبه على العالم رغم وضوح الأدلة وظهور الخطأ ..
فيُفصح بالنصيحة ويُكاشف بالخطأ ويحلى الكلام بالاعتذار وحفظ المقامات ..
ـ[العبادي الجشمي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 08:52]ـ
الكلام كله خلل في خلل، وتخبطات ليس لها مبرر، وهذا منهج يسير عليه الشيخ حاتم في مصادمة المشايخ،حتى أن كثيرا ممن كان يحسن الظن، ويدافع عن اطروحات الشيخ حاتم الغريبة بدأ يتراجع عن ذلك، ونصيحتي للشيخ حاتم أن يكف عن مثل هذا، وأن يعطي العلم حقه وأن يعود إلى سابق عهده.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 11:14]ـ
(كما وصلني بنصّه من أحد طلاب العلم بعد تحرير بعض الألفاظ)
هذا رد على كلام الاخ السلفي:
غفر الله لنا وله ولمن أراد تضخيم زلته والنفخ في كيرها لأهواء النفوس أو لسوابقالأُقضية ..
### ما هذا الكلام؟!
دعك من التعريض بمن لا يناسبونك! فقل خيراً اوانصرف راشداً ###
فليست القسمة كما عرّضت:
اما ناصح صادق يحلّي الكلام ويصون المقامات
واما تضخيم زلة ونفخ في الكير لهوى في النفوس وسوابق للأقضية
بل هناك نصيحة في تقريع وتفويق وايقاظ ليتوقف قطار الصّدح بما يُظنّ انه حق بأسلوب يهدم ولا يبني ويصنع خلافا من العدم ويبني عداوة في زمن الفتنه!
###
ولكن لا يلزم من ظهور الخطأ لنا ظهوره له، وليست القسمة ثنائية إما الاعترافبالخطأ، وإما العناد، فالحق قد يشتبه على العالم رغم وضوح الأدلة وظهورالخطأ ..
فيُفصح بالنصيحة ويُكاشف بالخطأ ويحلى الكلامبالاعتذار وحفظ المقامات ..
ما شاء الله ###
هل تدري يا أخي ### أن مكانة الشيخ محفوظة عندنا وهو ممن كنا نحبه
ولكنا نكره منه أمورا وقد زاد عفا الله عنه وهداه العيار في الاوانة الاخيرة كثيرا
فافقده ذلك جملة من احبابه والمستفيدين منه
وقربت منه واسعدت اخرين، لا ندري هل سيسعد بهم؟!
ونحن نرى أن النصح له بطريقتك (التي لم تفد معه) لا تنفع ولا هي من الانصاف
قد قلت سابقا اني من المتابعين للحراك الفكري المتمخض بالادواء
###
فهل تدري ماذا ننقم من الشيخ (مع صرف انظارنا عما نختلف معه فيه)؟
أنه لا يعامل من شابت رؤوسهم في العلم بمثل هذه المعاملة التي فيها (صدحا للحق) بتحلية الكلام وحفظ المقامات
وليت الشيخ يضع هذه النصيحة في باله عند تهيئته لزناده وحروفه مقالاته الساخنة التي يفتحها على اهل العلم، ممن قد يخالفهم ولا يرضيه ما يذهبون اليه
ويعلم أن العالم الذي هو اكبر منه علما، وسنا، ومقاما عند الناس، قد يشتبه عليه حق يراه الشيخ حاتم، فلم الهجوم والحط من المقامات وفتح الجبهات التي يعتذر منها ولا فائدة!
تعودنا من الشيخ وفقه الله وهداه الصدح بالحق فهذا منه
ولا يغضبه ما اجتهدنا فيه ورأيناه من تصرفه
والله المستعان ولا حول ولا قوة الا به
اللهم اجمع كلمة اوليائك وسدد رأيهم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:41]ـ
بالمناسبة: هو صدع وليس (صدح) كما كتبتَها مراراً،ولكن العجلة تُنسي وتُضل ..
وربما أخطأتَ في كتابتها؛لأنك لم تتحرك لسوالف الأقضية ولم تخطر سوالف الأقضية في بالك فطبيعي أن يضعف ضبطك لسوالف الأقضية؛فهذا معهود معلوم معروف مألوف ..
ما علينا ..
فاما احتمال الامرين اوابتلاعهما وعدم الاشارة اليهما
وهي ثلاثة أمور وجعلتها أنتَ أربعة (كأنما صورة النصيحة وصفتها وتنوع نهجها= أمر زائد على النصيحة .. ما علينا برضه) ولكنك مع الشريف رددتها اثنتين ### ..
ومن كان يرى أنه ناصح صادق يشتد للمصلحة ###؟!!
###
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 08:06]ـ
نأمل من الاخوة الكرام عدم الخروج عن الرد الموضوعي بالانتقاص اوالتهجم
ونأسف مستقبلا لحذف كل مشاركة خارجة عما ذكر دون انشغال بتحرير الفاظها
وفقنا الله واياكم لكل خير
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 08:45]ـ
أعتقد أن مشكلة الشيخ حاتم الشريف الحقيقية ليست مع العلماء كما نتصور .. بل مع السلفية وأصولها وإن تعصب له المتعصبون! وخاصة من ينسبون أنفسهم للسلفية!
هو يقول أن السلفية والوهابية غير معصومة لأنها اجتهاد بشري .. فلعل مسألة القول بخلق القرآن وانكار ذلك على من يقوله ويعتقده، وبيان مآلات وشناعة هذا المقولة من مآخذ الشيخ على السلفية والوهابية معا!!
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 12:58]ـ
السلام عليكم
الى الاخوة الكرام يجب مراعات حرمة اهل العلم وعدم التعدي عليهم
واما بخصوص مسالة "عدم خلق القران" فيها من عقيدة اهل السنة
ولكنها من المسائل المحدثة بعد بدعة المعتزلة "وعلى حدوثها ليست بدعة بل من باب فان تنزعتم في شيء .... فرد اهل العلم
المسالة الى الله ورسوله فوجدوا ان القران غير مخاوق"
ولم يطلب منا الله اعتقادها ولا امتحان الناس عليها في الاصال بل اصبحت من العقيدة في عصر ظهور المعتزلة
ففي دعوتنا للناس الجدد في الاسلام لا يحق لنا طلب منهم هذه العقيدة الا لمن اصابته لوتة الكلام
من دعى الناس لغير المسائل الواردة في لكتاب والسنة فقد حمل الناس ما لم يطلبه الله منهم
وهذه المسائل المحدثة في مقالات اهل السنة نبلغها فقط لمن اصبه مرض علم الكلام والا لا يجب ابلاغهم بها
اما قول الشيخ حتم شرف فيمكن فهمه في ضوء هذا الكلام
وهو مسالة كلام الله غير مخلوق محدثة ولا يجب حمل الناس عليها اذا كانوا في عافية من علم الكلام لانها مولدة بعد عصر الصحابة " ... وهي حق ...... "
والله اعلم
والسلام عليكم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 01:37]ـ
(رد أحد طلاب العلم، كما وصلني):
الاخ السلفي هداك الله اهذا ما عقبت به وتريد ان تفيد الناس به؟ صدح وصدع؟ لم لا تعقب على ما ذكرته مما يلزم الشيخ حاتم تجاه اهل العلم؟
نرجو من عقلاء طلاب العلم ترك المزايدة على احترام العلماء، فنحن لم نخرم ادباً مع الشيخ حاتم
وكوننا ننقد الفكرة فإن ذلك لا يسمَّى قلّة ادب، وقد مللنا من إعادة اننا لم ننتهك حرمة الشيخ حتى نجد من يزايد علينا في الأدب ?!
هذا الكلام الذي قاله الأخ الكريم (بدر الدين) أتمنى أن لاتكون حجه للشيخ حاتم للدفاع عن خطئه وتبريره بما قد يمشي عند الجهلة والعوام لكنه لا يروج عند طلاب العلم.
وعلى نفس القياس فلا داعي لدعوة الناس الى تصحيح وتضعيف الاحاديث لان الكلام على الاحاديث بالتضعيف والتصحيح ومصطلح الحديث ومنهج المتقدمين، كل هذا من العلوم المحدثه بعد عصر الصحابه!
فهل يقول بهذا عاقل؟!
ثم لم يقل احدٌ اننا ندخل على العوام ما لا يفقهوه من الامور الكلاميه.
ثم هل هذا من العدل والانصاف ان يتهجم الشيخ حاتم على الشيخ ناصر ويصفه بقله العقل، وهو يتكلم في مسألة (لنقل انها وجهات نظر) لا ان الشيخ حاتم هو المخطئ فيها.
ثم اين امتحن الشيخ الحنيني العوام حتى يقال مثل هذا الكلام.
الذي امتحن العوام هو من كتب في الفيس بوك!
وانا اسأل: اانتم طلاب علم وطلاب تقوى؟
لا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا (هو اقرب للتقوى)!
اتمنى ان يكون هذا اخر تعقيب لي والوقت اضيق من تبع ما هو واضح
والانترنت مشغل والله المستعان
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 02:33]ـ
لم لا تعقب على ما ذكرته مما يلزم الشيخ حاتم تجاه اهل العلم؟
لأنه ليس موضوعنا هنا، وإنما هو من سوالف الأقضية التي يفترض أنها لم تُحركك لتزويدها حبتين هنا، وقد قُتلت هذه السوالف بحثاً من قبل ..
وقد رددتُ على أوجه أخرى للخلل في كلامك ولكن ضيع الحذف معالمها ..
ثم هل هذا من العدل والانصاف ان يتهجم الشيخ حاتم على الشيخ ناصر ويصفه بقله العقل
وهذه من كيسك ولا أصل لها في كلام الشيخ حاتم (عبارة الشيخ: ما أعقل)،والتفاضل لا يلزم منه قلة المفضول بل قد يكون كثيراً لكن فَضَله ما هو أكثر منه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل ترى أن تغيير العبارات أو عدم تحري الدقة فيها بما يمكن أن يؤدي إلى التحريش بين المؤمنين = يليق بطالب علم؟
ـ[السليماني]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 03:19]ـ
مسألة القول بخلق القرآن خطيرة جداً
فيلزم من هذا القول الباطل تعطيل الشرع والقدر.
ما هي فتنة القول بخلق القرآن؟
المفتي: محمد بن صالح العثيمين ( http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=mufties&mufti_id=50) الإجابة:
في عهد الإمام أحمد رحمه الله وقبله ظهرت فتنة خلق القرآن، وكان يقوم بها المعتزلة، فيقولون: إن كلام الله عز وجل مخلوق من جملة المخلوقات وليس وصفاً من أوصاف الله عز وجل فهو غير قائم بالله بل هو مخلوق منفصل عن الله، فلا يفرقون بين السماء وبين كلام الله ولا بين الأرض وبين كلام الله، فالكل كما يقولون مخلوق، وكذلك الأنعام والمطر، فالكل منزل،
ولا شك أنه يلزم على قولهم لوازم باطلة، فيلزم أن يصح قول من يقول: كلام الناس هو كلام الله لأن كلام الناس مخلوق، ويلزم على ذلك إبطال التقسيم في قوله تعالى: {ألا له الخلق والأمر}، فإن الأمر إنما يكون عن طريق الكلام، ف
إذا صار الكلام مخلوقاً فالكل مخلوق وليس هناك خلق وأمر بل ليس هناك إلا خلق.
ويؤدي كذلك إلى إبطال دلالة القرآن الكريم،
وله لوازم كثيرة ذكرها أهل العلم في الكتب المطولة.
وقد امتُحِنَ الإمام أحمد رحمه الله وغيره من أهل العلم لأن المأمون وكان خليفة المسلمين تزعم قيادة هذا القول ودعا الناس إليه، وكما هو معلوم إذا التزم الحاكم شيئاً يصعب على الناس الخروج عنه، فلم يصبر على مخالفة هذا إلا أفذاذ قليلون من الرجال، وكان هو الذي صمد صموداً تاماً كاملاً رحمه الله ولهذا انصب عليه العذاب والحبس واشتهر بهذا رحمه الله وحمى الله به عقيدة أهل السنة من القول بخلق القرآن، فبقي الناس والحمد لله يقولون: "القرآن كلام الله منزل غير مخلوق".
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب القرآن الكريم.
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 05:59]ـ
الإخوة الكرام
نرى أن الموضوع قد استوفى حقه من النقاش
وقد تكرر خروج الإخوة إلى بنيات الطريق
فنستأذنكم في إغلاقه
ونشكر لكم جهودكم
وجزاكم الله خيرا(/)
الحلف بالمصحف .. والقول بخلق القرءان
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 08:41]ـ
العقل لأول وهلة يقضي بأن القرآن مخلوق؛ لأنه سيقول: إذا كان الله هو الخالق، و ليس له شريك
فما عداه مخلوق، كائنا ما كان
لكن إذا تدبر الإنسان منهج السلف في اعتبار صفات الله عز وجل والإيمان بها، ذهبت عنه هذه الفكرة البلهاء الحمقاء
ذلك أن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته: كـ: الوجه، واليد، والقدم، والعين، والعجب، والضحك ..
فهل وجه الله مخلوق؟ أو يد الله مخلوقة؟ من هنا أتوا
ولذا؛ فقسم المصريين بالمصحف شرك لا شك فيه؛ لأنه لا يقصد آيات الله
وإنما يقصد المصحف الذي بين الدفتين ورقا وحبرا، وهذا مخلوق طبعا، والدليل على فهم المصريين:
أن لهم قسما آخر نظيرا له هو: والختمة الشريفة
أما قسم من قال وآيات الله، فهو يحلف بصفة من صفات الله غير مخلوقة
وهذا أمر خطير الذي وقع فيه الشريف، فلا يجوز السكوت عنه
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 09:07]ـ
ولذا؛ فقسم المصريين بالمصحف شرك لا شك فيه؛ لأنه لا يقصد آيات الله
وإنما يقصد المصحف الذي بين الدفتين ورقا وحبرا، وهذا مخلوق طبعا، والدليل على فهم المصريين:
أن لهم قسما آخر نظيرا له هو: والختمة الشريفة
أما قسم من قال وآيات الله، فهو يحلف بصفة من صفات الله غير مخلوقةأخي الكريم، لا يمكنك بحال من الأحوال إلزام عاقل من عامة المصريين بأنه إذ يقسم بالمصحف فإنه يقسم بالحبر والورق المخلوق! لولا أن كان المكتوب في هذا الكتاب هو كلام الله، ما كان للقسم بالمصحف من معنى! فالقسم إنما هو بكلام الله نفسه لا بالحبر ولا بالورق، والله أعلم.
ثم إن الاستدلال على قصر معنى القسم بالمصحف على الوجه الشركي، بمجرد وجود قسم آخر كقولهم (والختمة الشريفة) أو (وكتاب الله) أو نحوها = لا وجه له، إذ لا دليل على أن بعض هذه الألفاظ قد ظهر على لسان هؤلاء العوام على سبيل المغايرة والمفارقة لمعنى اللفظ الآخر، بمعنى أن يأتي العامي فيختار عندما يريد القسم بكلام الله (الذي هو من صفته) أن يقول (وكتاب الله) أما عندما يريد أن يقسم بالحبر والورق الذي في المصحف فيقول (والمصحف الشريف)! هذا لا يصح! بل الأقرب أن يقال إن تلك الألفاظ الأخرى تشير إلى أن مراد الواحد من هؤلاء عند القسم = كلام الله المكتوب داخل المصحف، لا الحبر والورق المخلوق!
وفي جميع الأحوال فالعبرة بمراد كل متكلم من كلامه، فإن كان القائل (والمصحف) يريد الحبر والورق لا الكلام نفسه - وهذا بعيد غاية البعد - فقد وقع في القسم بغير الله وهو من الشرك الأصغر، وإلا فلا إشكال وقسمه صحيح، والله أعلم.
سئل ابن عثيمين رحمه الله عن حكم الحلف بالمصحف،فأجاب قائلاً:
هذا السؤال ينبغي أن نبسط الجواب فيه وذلك أن القسم بالشيء يدل على تعظيم ذلك المقسم به تعظيماً خاصاً لدى المقسم، ولهذا لا يجوز لأحد أن يحلف إلا بالله - تعالى - بأحد أسمائه، أو بصفة من صفاته مثل أن يقول: والله لأفعلن، ورب الكعبة لأفعلن، وعزة الله لأفعلن، وما أشبه ذلك من صفات الله- تعالى-. والمصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله - تعالى -من صفاته وهو - أعني كلام الله - صفة ذاتية فعلية؛ لأنه بالنظر إلى أصله وأن الله لم يزل ولا يزال موصوفاً به لأن الكلام كمال فهو من هذه الناحية من صفات الله الذاتية إذ لم يزل ولا يزال متكلماً فعالاً لما يريده، وبالنظر إلى آحاده يكون من الصفات الفعلية لأنه يتكلم متى شاء قال الله - تعالى -: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} ( http://java******:openquran%2835,82,8 2%29) فقرن القول بالإرادة وهو دليل على أن كلام الله يتعلق بإرادته ومشيئته - سبحانه وتعالى - والنصوص في هذا متضافرة كثيرة وأن كلام الله تحدث آحاده حسب ما تقتضيه حكمته، وبهذا نعرف بطلان قول من يقول: إن كلام الله أزلي، ولا يمكن أن يكون تابعاً لمشيئته، وأنه هو المعنى القائم بنفسه، وليس هو الشيء المسموع الذي يسمعه من يكلمه الله - عز وجل - فإن هذا قول باطل حقيقته أن قائله جعل كلام الله المسموع مخلوقاً.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كتاباً يعرف باسم " التسعينية بين فيه بطلان هذا القول من تسعين وجهاً.
فإذا كان المصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله - تعالى - من صفاته فإنه يجوز الحلف بالمصحف بأن يقول الإنسان: والمصحف ويقصد ما فيه من كلام الله - عز وجل - وقد نص على ذلك فقهاء الحنابلة - رحمهم الله - ومع هذا فإن الأولى للإنسان أن يحلف بما لا يشوش على السامعين بأن يحلف باسم الله - عز وجل - فيقول: والله، ورب الكعبة، أو والذي نفسي بيده وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا تستنكرها العامة ولا يحصل لديهم فيها تشويش، فإن تحديث الناس بما يعرفون وتطمئن إليه قلوبهم خير وأولى .. "
من فتاوى ابن عثيمين المجلد الثاني/ (972)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 09:14]ـ
العقل لأول وهلة يقضي بأن القرآن مخلوق؛ لأنه سيقول: إذا كان الله هو الخالق، و ليس له شريك
فما عداه مخلوق، كائنا ما كان
هذا ما يقتضيه عقلك ربما والله يغفر لعقلك ويعفو عنه!
أما الواقع عند عامة العقلاء جعلني الله وإياكم منهم
فمقتضى عقولهم موافق للشرع وهو أن القران كلام الله غير مخلوق
ولولا فتنة المعتزلة لما خطر بعقل أحد أن يكون القران مخلوقا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 09:32]ـ
وفي الحقيقة، وإضافة لما تفضل به أخونا الفاضل أبو القاسم، فإنني أستغرب إدخالك لمسألة الحلف بالمصحف في هذا السياق!! تقول بناء على ما قدمته من الكلام في أن القرءان ليس بمخلوق = (لذا فقسم المصريين بالمصحف شرك)!! ما وجه الربط بين المسألتين أصلا يرحمك الله؟؟؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 10:03]ـ
وفي الحقيقة، وإضافة لما تفضل به أخونا الفاضل أبو القاسم، فإنني أستغرب إدخالك لمسألة الحلف بالمصحف في هذا السياق!! تقول بناء على ما قدمته من الكلام في أن القرءان ليس بمخلوق = (لذا فقسم المصريين بالمصحف شرك)!! ما وجه الربط بين المسألتين أصلا يرحمك الله؟؟؟
الرابط بين بارك الله فيك
وهو أن من قصد آيات الله فقسمه صحيح
ومن قصد المصحف الورقي، فهو مخلوق، الحلف به شرك
وبالنسبة لما تفضلت به، فأقترح أن تنزل إلى الشارع
وتأخذ عينة عشوائية من عامة المصريين، ثم سلها: ماذ تقصد بقولك: والمصحف؟
وننتظر تعليقات إخوتنا المصريين؛ فأهل مكة أدرى بشعابها
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 10:05]ـ
هذا ما يقتضيه عقلك ربما والله يغفر لعقلك ويعفو عنه!
أما الواقع عند عامة العقلاء جعلني الله وإياكم منهم
فمقتضى عقولهم موافق للشرع وهو أن القران كلام الله غير مخلوق
ولولا فتنة المعتزلة لما خطر بعقل أحد أن يكون القران مخلوقا
لست أدري سر حنقك وغضبك، مع قررت في النهاية أن هذا خطأ
فأنا كمن يقول: لما كنت شيعيا، كنت ألعن معاوية، وفهمي كذا وكذا وكذا
فهل يعني هذا أنه لايوجد أحد يلعن معاوية، أو يقول بخلق القرآن
بل يقول به دكاترة في العقيدة فتأن
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 10:14]ـ
وبالنسبة لما تفضلت به، فأقترح أن تنزل إلى الشارع
وتأخذ عينة عشوائية من عامة المصريين، ثم سلها: ماذ تقصد بقولك: والمصحف؟
وننتظر تعليقات إخوتنا المصريين؛ فأهل مكة أدرى بشعابهاآخذ عينة عشوائية، فأسألها ماذا تقصدون بحلفكم بالمصحف: الكلام الذي بين دفتيه أم الحبر والورق الذي فيه، فيقولون بل نريد الحبر والورق؟ ما هذا الكلام يا أخي؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 11:34]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة: يزيد الموسوي ..
العقل لأول وهلة يقضي بأن القرآن مخلوق؛ لأنه سيقول: إذا كان الله هو الخالق، و ليس له شريك
هذا التصور قد لا يأتي إلا عند سؤال الناس،
وبخصوص معرفة فهم عامة المسلمين لأمر عقدي معين عن طريق السؤال ..
فطريقة السؤال يترتب عليها الجواب الصحيح،
فلو سألت عامي هل القرآن مخلوق؟
أغلب الظن سيقول نعم هو مخلوق!! لأنه سيرد على تفكيره ما ذكرته: (إذا كان الله هو الخالق، فالقرآن مخلوق)!!
ولو سألته هل القرآن خالق؟
سيقول: ليس بخالق، لأنه سيرد على تفكيره أن الله عز وجل هو وحده الخالق.
ولو سألته هل القرآن كلام الله، سيقول نعم كلام الله عز وجل.
لكن لو سألته هل القرآن: خالق أو مخلوق او كلام الله؟
سيقول لك الإجابة الصحيحة: القرآن كلام الله عز وجل.
فطريقة السؤال لمعرفة فهم عامة المسلمين لأمر عقدي هامة جدًا حتى لا يجاوب الجواب الخاطىء!!
ولذا؛ فقسم المصريين بالمصحف شرك لا شك فيه؛ لأنه لا يقصد آيات الله
أهل مصر ولله الحمد عندما يقسمون بـ: (المصحف الشريف - كتاب الله المجيد - القرآن الكريم) يقسمون بكلام الله عز وجل، وقد قمت بالسؤال، وجاء الجواب قطعي: إنه يقصد كلام الله عز وجل.
فحكمك على هذا الفعل بأنه شرك!! وتأكيدك بقولك: (لا شك)!
يحتم عليك البراءة من هذا القول وفقك الله تعالى لكل خير ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 12:35]ـ
تنبيه: هذه الصفحة لم ينشئها الأخ (يزيد الموسوي) كموضوع مستقل، وإنما هي جملة من المشاركات قد رأينا عزلها من هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=62114
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 02:24]ـ
أخي يزيد ,لم تصب في تشخيص موقفي
لست حنقا عليك ولكني أنكرت الكلام
-فإذا عرفت أن القرآن كلام الله وعرفت أن الكلام من صفاته لم يسغ أن تقول إنه لأول وهلة .. إلخ
لأن مقتضى القول بخلق صفةٍ لله من مستشنعات العقول السليمة
-والجاهل العامي يعرف الفرق بين المخلوقات كالإنسان والحيوان وبين القرآن الذي هو كلام الله وشرعه
والله الموفق لدرك الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 10:12]ـ
أشكر أخي المشرف الأستاذ أبالفداء على حسن صنيعه، وقد كنت أنوي فعل ذلك، فسبقني إليه بارك الله فيه
وأدعو الإخوة إلى المشاركة في الموضوع، وهو
ماذا يقصد إخواننا إذا حلفوا بالمصحف:
1 - آلورق الذي بين الدفتين وهذا مخلوق،
2 - أم كلام الله تبارك وتعالى، وهذا صفة من صفاته عز وجل، غير مخلوق،
ويترتب عليه:
أن الأول شرك، والثاني قسم شرعي لا بأس به
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 07:46]ـ
هذا التصور قد لا يأتي إلا عند سؤال الناس،
وبخصوص معرفة فهم عامة المسلمين لأمر عقدي معين عن طريق السؤال ..
فطريقة السؤال يترتب عليها الجواب الصحيح،
فلو سألت عامي هل القرآن مخلوق؟
أغلب الظن سيقول نعم هو مخلوق!! لأنه سيرد على تفكيره ما ذكرته: (إذا كان الله هو الخالق، فالقرآن مخلوق)!!
ولو سألته هل القرآن خالق؟
سيقول: ليس بخالق، لأنه سيرد على تفكيره أن الله عز وجل هو وحده الخالق.
ولو سألته هل القرآن كلام الله، سيقول نعم كلام الله عز وجل.
لكن لو سألته هل القرآن: خالق أو مخلوق او كلام الله؟
سيقول لك الإجابة الصحيحة: القرآن كلام الله عز وجل.
فطريقة السؤال لمعرفة فهم عامة المسلمين لأمر عقدي هامة جدًا حتى لا يجاوب الجواب الخاطىء!!
أوافقك على ما قلته
وأيضا لو سألتهم: هل كلام الله مخلوق؟ بدل "هل القرآن مخلوق"؟ لأجابوا بـ: لا، هو غير مخلوق
وأظن السبب هو أن العامي عندما يسمع: "القرآن" يفكر بالمصحف (أي الكتاب) ولا يأتي في باله الألفاظ دون الكتاب المُسطرة فيه هذه الألفاظ
وأنا أتحدث عن نفسي عندما كنت عامية جاهلة قبل أن اتعلم هذه المسائل
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 09:22]ـ
هذا التصور قد لا يأتي إلا عند سؤال الناس،
وبخصوص معرفة فهم عامة المسلمين لأمر عقدي معين عن طريق السؤال ..
فطريقة السؤال يترتب عليها الجواب الصحيح،
فلو سألت عامي هل القرآن مخلوق؟
أغلب الظن سيقول نعم هو مخلوق!! لأنه سيرد على تفكيره ما ذكرته: (إذا كان الله هو الخالق، فالقرآن مخلوق)!!
ولو سألته هل القرآن خالق؟
سيقول: ليس بخالق، لأنه سيرد على تفكيره أن الله عز وجل هو وحده الخالق.
ولو سألته هل القرآن كلام الله، سيقول نعم كلام الله عز وجل.
لكن لو سألته هل القرآن: خالق أو مخلوق او كلام الله؟
سيقول لك الإجابة الصحيحة: القرآن كلام الله عز وجل.
فطريقة السؤال لمعرفة فهم عامة المسلمين لأمر عقدي هامة جدًا حتى لا يجاوب الجواب الخاطىء!!
أهل مصر ولله الحمد عندما يقسمون بـ: (المصحف الشريف - كتاب الله المجيد - القرآن الكريم) يقسمون بكلام الله عز وجل، وقد قمت بالسؤال، وجاء الجواب قطعي: إنه يقصد كلام الله عز وجل.
فحكمك على هذا الفعل بأنه شرك!! وتأكيدك بقولك: (لا شك)!
يحتم عليك البراءة من هذا القول وفقك الله تعالى لكل خير ..
أحسنت بارك الله فيك،
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 09:02]ـ
القسم بالقرآن ثبت إقراره عن الصحابة رضي الله عنهم، و قد صح ذلك عن ابن مسعود و غيره من السلف رواه عنه ابن أبي حاتم في العلل و البيهقي في الكبرى و أظن رواه ابن حزم في المحلى، و لا شك في حوازه إن كان يراد بالقرآن كلام الله أي صفة من صفاته، و صفاته من لوازم ذاته لا هي غيره و لا هي نفسه و لكن لا نرجع بشيء من ذلك إلا إلى الله تعالى، فالوجه صفته و اليد صفته و الضحك صفته و الكلام صفته حقيقة كل ذلك على ما يليق بالخالق العظيم جل في علاه(/)
اهل الفترة عند ابن عثيمين رحمه الله
ـ[العازمي]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 11:54]ـ
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: عن مصير أهل الفترة؟
فأجاب بقوله: الصحيح أن أهل الفترة قسمان:
القسم الأول: من قامت عليه الحجة وعرف الحق، لكنه اتبع ما وجد عليه آباءه، وهذا لا عذر له فيكون من أهل النار.
القسم الثاني: من لم تقم عليه الحجة فإن أمره لله – عز وجل -. ولا نعلم عن مصيره وهذا ما لم ينص الشرع عليه. أما من ثبت أنه في النار بمقتضى دليل صحيح فهو في النار.(/)
الشيطان الأكبر يؤز جنوده لتنفيذ خططه وهم في المنتديات ينفذون " موثق بالصورة"
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تكلف بحفظ دينه فقال:"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " (الحجر: 9) والصلاة والسلام رسوله الأمين وعلى أله وصحبه أجمعين, وبعد ...
لقد مرت الأمة الإسلامية بفتن عظيمة على مر العصور,, فمن فتنة الردة التي وقف لها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأخمدها ,, إلى فتنة خلق القرآن التي تصدى لها إمام أهل السنة فرد على أهلها وأفحمهم, ثم مضى أهل الإيمان على الأثر يردون على أهل البدع ويلجمون أهل الأهواء وكان من أشهرهم شيخ الإسلام الذي حينما أطالع كتبه أجد كثيرا منها في الرد على أهل الشبهات حتى أصبحت كتبه مرجعا لكل من بعده من الأئمة والعلماء, وفي العصر الحديث سدد الله الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فكانت كتبه كالدواء لمريض الشبهة, أصل فيها وقعد ودلل وبرهن حتى أفحم من ناوأه ورد عليه شبهته فكشف الله به الشبهات, ووحد به الصفوف, وبدأت دعوته في الانتشار حتى بلغت أطراف المعمورة من الشرق إلى الغرب ...
وبعد هذه الجهود التي قدمها أئمة الإسلام, والتي تتجدد في كل عصر إلى أن رأيناها اليوم صحوة عالمية, واستقامة على منهاج النبوة, في زمن تسلط الكفر وأهله, وحتى في عقر ديار الكفار انتشرت هذه الصحوة لتعيد الناس إلى مشكاة النبوة, فحجتها كتاب الله وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ولما رأى أهل الكفر والانحلال, هذه الثمرات اليانعة, والجهود الجبارة, والإقبال الذي أقلقهم وأرقهم, جندوا الجنود, وقدموا الدولارات, ووزعوا الهبات والأعطيات, ليتلقفها ضعاف النفوس, وطلاب الدنيا بالدين, فأدخلوهم في المحافل الماسونية, وجندوهم في القنوات الفضائية, والصحف اليومية, والمنتديات والمجلات الإلكترونية ليحققوا بذلك مطلبهم, ولينتصروا لمذهبهم, وليوقفوا زحف جحافل التوحيد القادمة, والتي وضعت أقدامها في كل قطعة من الأرض ...
ولجهلهم بطبيعة هذا الدين ,, ولجهل جنودهم بوعد الله ,, وتجاهلهم لما ورد في كتاب الله حيث قال سبحانه:"يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (التوبة: 32) وضعوا خطة طويلة الأمد ,, بدؤوها بأرض الكنانة ,, فجندوا فيها الأفغاني ,, واستغلوا فيها محمد عبده ,, واستفادوا من المميعين الذين ركبوهم ليغيروا معالم الإسلام باسم الإسلام ,, فحققوا مكاسب كبيرة ,, واستطاعوا أن يستغلوا ضعف العلماء ,, وجهل العامة بأمر دينهم ,, فغيروا في الأحكام ,, وبدلوا في المنهج ,, وشككوا في المعتقد ...
وهاهم اليوم يتجهون نحو بلاد التوحيد ,, لينقلوا تجارب نجاحهم الذي ظنوه قد تحقق ,, فجندوا من أطاعهم من زوار السفارات ,, واستغلوا من بدل وانسلخ ,, وتواطؤوا مع أهل الرفض والتصوف ,, فرأينا تقارير راند كيف تسعى لدعم المعتدلين ,, فلما لم يفلحوا ووجدوا أن النصوص الشرعية والتي يرجع إليها الناس إن اختلفوا تحول دون تحقيق المكاسب ,, أعادوا التخطيط وفكروا مليا ثم قدروا ,, فاتفقوا على تحوير الإسلام ,, وتغيير معالمه ,, ليصبح إسلاما ديموقراطيا ,, أو إسلاما ليبراليا ,, وهم في الحقيقة يريدونه إسلاما أمريكانيا أو غربيا ..
فبدؤوا بتسخير الأدوات (من ليبراليين ورافضة وصوفية ومميعين) لتحقيق الأهداف المراده والتي أهمها أن تبدل الشريعة ,, وتهدم الملة ,, وتغير الأحكام ,, فما كان حراما يصير حلالا ,, وما كان واجب يصبح مباحا ,, وماكان مهما يصبح ثانويا .. إلخ إلخ ..
فوضعوا خطوات التنفيذ وفق ما يخدم هدفهم وكان منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - التشكيك في مصادر التلقي بأسلوب لطيف وإثارة الشبهات لدى العامة والجهلة وتصوير السنة كنقيض للقرآن ,, فيأتون بالحديث ثم يجعلونه نقيض آية من كتاب الله ,, ليقولوا للناس إن السنة تناقض القرآن فلماذا ,, وليقولوا لهم أيضا من يضمن أن السنة وصلت إلينا صحيحة فقد يكون هناك من دس فيها ما ليس منها ,, حتى وصل بهم الحال إلى التشكيك في أصح الكتب بعد القرآن فشككوا في البخاري ومسلم ,, وبعد أن كان مبتدعة القرون الماضية من المعتزلة والجهمية والقدرية يرون أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقائد جائنا اليوم من هو أشد بدعة منهم ليقولوا أن حديث الآحاد لا يحتج به حتى في الأحكام ولم يسبقهم إلى إبطال العمل بحديث الآحاد إلا بعض المعتزلة والرافضة والفرق بين المبتدعة القدامى والمحدثين أن القدامى إنما أسقطوا حجية أخبار الآحاد في العقائد لأنها تنقض بدعتهم وأما مبتدعة اليوم فيسعون لإسقاط حجية أخبار الآحاد في الأحكام حتى يستطيعوا أن يبدلوا الأحكام الشرعية لتتوافق مع الحضارة الغربية ..
2 - إثارة الخلاف بين العلماء والسعي لضرب فتاواهم بعضها ببعض وتسليط الإعلام على هذه الفتاوى وإن كانت في الأمور الفرعية والأقوال المذهبية والتي أ ُلِّف من أجلها رفع الملام عن الأئمة الأعلام ليستغلوا جهل الناس بدينهم فإذا كان طالب العلم لا ينصح بالبدء في الطلب بالخلاف حتى لا يشوش عليه مع معرفته بمبررات هذا الخلاف فكيف بالعامة الذين لم يقرؤوا كتاب فقه على قول واحد فضلا عن قراءة كتب الفقه المتقدمة, وهدفهم من كل ذلك هو التشويش وإسقاط العلماء والدخول من هذا الباب إلى باب أخطر وأضر وهو باب التشكيك فيما يستند عليه العلماء كما في النقطة السابقة ..
3 - الاستفادة من التحولات الفكرية ,, والتغيرات المنهجية ,, التي وقع فيها بعض الرموز ,, فبينما كان بالأمس عدوا لليبرالية أصبح اليوم صديقا لها ,, ومحاولة تمرير شبهاتهم عن طريق هؤلاء ,, والاستشهاد بأقوالهم ,, وتبرير تحولاتهم ,, وإظهارهم في وسائل الإعلام التي يمتلكونها ..
4 - البحث عن متكسبين بالدين ,, ومتشوفين إلى المناصب ,, ومتعالمين وإن ظنوا بأنفسهم خيرا ,, وإغراؤهم بالمناصب ,, وبنشر مقالاتهم وآرائهم ,, وبإظهارهم وتلميعهم ,, من أجل أن يتوصلوا بهم إلى أهدافهم ,, وحتى يحققوا بهم مكاسبهم ,, فيظهرونهم كعلماء كانوا مغمورين ,, وباحثين متفرغين ,, ووطنيين مخلصين ..
وهذه الخطوات الشيطانية والتي يظنون أنها ستحقق أهدافهم كلفوا بها جنودا متفرغين ,, ودربوهم على التدرج في الطرح ,, والتظاهر بالصلاح ,, والدعوة إلى الوسطية زعموا ,, مستغلين جهل رواد المنتديات الإلكترونية , وإحجام طلبة العلم عن المشاركة فيها ,, يستثيرون العامة والكتاب بعبارات شاذة ,, وأطروحات خبيثة ,, مما جعل البعض من هؤلاء الكتاب والعامة _ ممن تنقصه الحجة تارة والانضباط تارة _ يثورون عليهم بألوان السباب وأشكال الشتائم المتنوعة .. ليقولوا بعد ذلك هؤلاء هم أهل الصحوة وما علموا أن المجتمع كله صحوة حتى من لا يظهر عليه سيما التدين ولكنه ابن الإسلام والإسلام يجري في عروقه ..
وفي وجهة نظري أننا بحاجة إلى خطوات عملية لكشف هؤلاء الذين يثيرون الفتنة ,, ويهدمون العقيدة ,, ويفسدون في الأرض بعد إصلاحها وإن ادعوا الإصلاح ,, ويؤخرون التنمية وإن تظاهروا بدعمها ,, ويدعون إلى الرجعية وإن أعلنوا التنوير ولعلي ألخص بعض هذه الخطوات فيما يلي:
1 - نحن بحاجة إلى تبني الرد العلمي الرصين من قبل العلماء والمراكز البحثية على الشبهات المحدثة وإن كانت قديمة الأفكار ولكنها جديدة الوسائل والأساليب.
2 - إن من أعظم المصائب مجاملة من تحول فكريا وعدم بيان أخطاءه المنهجية والتي أثرها لا يتوقف على صاحبها فحبنا للشخص لا يعني سكوتنا عن أخطائه ومخالفاته ..
3 - دعم الفتاوى الجماعية وتشجيعها والتي ستجعل كثيرا ممن يشذ في آرائه يراجع حساباته والتي لها أثر كبير أيضا على الناس فكم يطمئن الناس حينما يسمعون فتوى اتفق عليها مجموعة كبيرة من العلماء ,, كما أن هذا سيخفف من تضارب الفتوى واستغلال الأعداء لذلك ..
4 - بحث المسائل الحديثة في مجال الفتوى التي تعبر الآفاق عبر القنوات ودراستها دراسة تأصيلية والبحث عن حلول للمشكلات الناتجة عن فتاوى القنوات الفضائية ونشر تلك الدراسات عبر تلك القنوات ..
5 - إعادة نشر تراث العلماء والتي تعلم من يقرأها فنون الرد وطرقه وترد على كثير من التساؤلات المحدثة من أمثال ابن تيمية رحمه الله وربط طلاب العلم بها بعيدا عن ربطهم بالمختصرات والملخصات ..
6 - إقامة مشاريع تأهيلية للدعاة والمحتسبين والمفكرين ونشرها في أرجاء الوطن العربي والإسلامي مثل المعهد العالي لإعداد الأئمة و الخطباء بجامعة طيبة والمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى ... حتى يتعلموا فنون الدعوة وأساليب الحسبة وطرق الرد على أهل الأهواء ودعاة البدع بالحجة والبيان .. ويمكن للمكاتب التعاونية أن تقوم بهذه المشاريع وأن تتبناها ..
8 - استغلال التقنية ودراسة إمكانية الاستفادة منها حيث أننا أمام جيل تقني قد يصعب التواصل معه في المستقبل إن لم نفكر جيدا في وسائل مجدية للتخفيف شر هذه التقنيات واستثمارها في الجوانب الإيجابية ,,
وختاما أضع لكم الصورة التي بها خطوات تنفيذ الخطة الشيطانية للهجوم على الثوابت والتشكيك في مصادر التلقي ,,
اللهم رد كيد الكائدين في نحورهم ,, واحفظ علينا أمننا وإيماننا وعقيدتنا ,, اللهم عليك بأعداء دينك ,, اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ,, ونعوذ بك من شرورهم ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://staff.maosongsoft.com/uploads/6327/153/3/126535243554.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اليقظ]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 03:56]ـ
صيدٌ طري، وموضوعٌ ممتاز، ولكن العنوان لو يعدل لكان -في نظري- أنفع وأقنع، وكذلك الصورة تكبر
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 01:39]ـ
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ...
أحسنت في الكشف عن لثام الـ ...........
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 09:46]ـ
صيدٌ طري، وموضوعٌ ممتاز، ولكن العنوان لو يعدل لكان -في نظري- أنفع وأقنع، وكذلك الصورة تكبر
بارك الله فيك ولو اقترحت عنوانا فإن رأيته أفضل مما وضعت عدلته
وفقك الله ويهمني رأي أمثالك ونقدهم فهو بناء وزيادة عطاء
ـ[محمدمحفر]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 10:39]ـ
موضوع في غاية الأهمية كتب بفكر صحيح ونظرات صائبة وفهم واسع ونقد بنّاء ونصح بإخلاص وتوجيه مستقيم
سلمت أناملك وبيض الله وجهك في الدنيا والآخرة
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 12:35]ـ
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ...
أحسنت في الكشف عن لثام الـ ...........
بارك الله فيك أخي الفاضل
ـ[البتيري]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 09:38]ـ
قال تعالى:
"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 05:24]ـ
موضوع في غاية الأهمية كتب بفكر صحيح ونظرات صائبة وفهم واسع ونقد بنّاء ونصح بإخلاص وتوجيه مستقيم
سلمت أناملك وبيض الله وجهك في الدنيا والآخرة
بارك الله فيك أخي الفاضل ورفع قدرك
شاكر حضورك الكريم(/)
الإتباع
ـ[سلام بن سلام]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 07:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبة وسلم آجمعين
1 - قال تعالى: {فإما يأتينكم مني هداً فمن اتبع هداي فلا يظل ولا يشقى} سورة طه
قال (ص) ما من الانبياء من نبي الا وقد اعطي من الايات ما مثله أمن عليه البشر، وإنما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فأرجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة (حديث صحيح)
2 - قال تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} سورة الاسراء
قال ابن القيم: كل من تمكن من معرفة ما امر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة والله سبحانه وتعالى لا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة عليه (مدارج السالكين 1/ 217)
3 - قال تعالى {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} سورة آل عمران
قال ابن الكثير: هذه الاية حاكمه على من ادعى محبة الله وهو ليس على الطريقة المحمدية فهو كاذب في دعواه في نفس الامر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع اقواله وافعاله (تفسير القران الكريم 1/ 366)
4 - قال تعالى: {الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب} سورة الزمر
قال شيخ الاسلام: المحمودون الذين اثنى الله عليهم هم المتبعون في ذلك استماعا وتدبرا وايمانا وعملا (الاستقامه 1/ 277)
5 - قال تعالى {كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون} سورة البقرة
قال السعدي: ان العلم الصحيح سبب للتقوى، لانهم اذا بان لهم الحق اتبعوه واذا بان لهم الباطل اجتنبوه، ومن علم الحق فتركه والباطل فاتبعه كان اعظم لجرمه واشد لاثمه (خلاصة تفسير القران ص 171)
6 - قال تعالى: {وما كان الله ليعذب قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} سورة التوبة
(إن عامه من ظل في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق فإنما هو لتفريط في إتباع الرسول، وترك النظر والاستدلال الموصل لمعرفته) درء تعارض العقل والنقل 1/ 541
7 - قال تعالى {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون} سورة البقرة
قال القرطبي: فسمي الدين صبغة استعارة ومجازا، حيث تظهر اعمال المتدين كما يظهر اثر الصبغ في الثوب. (أحكام القرآن 2/ 144)
8 - قال تعالى {كنتم خير امة اخرجت للناس تآمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}
قال ابن رجب: فالواجب على من بلغة امر الرسول وعرفة ان يبينه للامه وينصح لهم ويأمرهم باتبع امرهم وان خالف هذا رأي عظيم من الامه فان امر رسول الله احق ان يعظم ويقتدى به من رأي اي معظم قد خالف امره في بعض الاشياء خطئا (ايقاظ همم اولي الابصار ص 63 في الهامش)
إن حقيقة الاتباع بأن تكون مخرجات اعمال المسلم مطابقة لاعمال الرسول (ص) وفقنا الله وإياكمل لاتباعه والعمل بما جاء به
ـ[المسدد]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 01:27]ـ
تصحيح:
قال تعالى: {فإما يأتينكم مني هداً فمن اتبع هداي فلا يظل ولا يشقى} سورة طهالصحيح "يضل".
"هدا" والصحيح هدى
وكذا هنا:
إن عامه من ظل في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق فإنما هو لتفريط في إتباع الرسول بالضاد وليست بالظاء
فسبحان الله الذي لا يسهو(/)
المشروع الليبرالي الاستراتيجي للنهوض ببلاد الحرمين!!!!!!
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 10:03]ـ
ملامح المشروع الليبرالي الاستراتيجي للنهوض ببلاد الحرمين!!!!!!!
حيث تعاني المملكة العربية السعودية – ككل الدول العربية والإسلامية- من التخلف الفكري والحضاري، فإن الغيورين من أبناء التيار التنويري الليبرالي قد تبنوا مشروعا نهضويا لرفع آصار الجهل والاستبداد والتخلف عن الشعب السعودي ليكون مشروعهم منارة يهتدي بها من أراد العروج إلى سماء الرقي والحضارة والمساواة والتسامح من أبناء الشعوب العربية.
فإلى فقرات من المشروع:
- رفع أي قيد ديني أو شرعي عن كل ما يتعلق بأنظمة الدولة كسن القوانين والتشريعات أو تنظيم الأمور الإدارية في مختلف نواحي والرجوع في كل ذلك إلى المصلحة الوطنية والقومية دون الالتفات إلى اعتبارات شرعية.
- إلغاء الوصاية الدينية على مؤسسات الدولة وعدم السماح بإصدار فتاوى تتعلق بأي مظهر من مظاهر الحياة العامة وقصر الإفتاء على الأمور المتعلقة بالحياة الشخصية للمستفتي.
- عدم تجريم الزنا إذا كان برضى الطرفين لأن في ذلك انتهاكا للحقوق الشخصية.
- رفع جميع أشكال التمييز والعنصرية ضد المرأة السعودية، وذلك بإعطائها كافة حقوقها المدنية والاجتماعية، بداية من حقها في قيادة السيارة – دون قيد أو شرط- إلى دخولها جميع أنواع الوظائف على اختلاف درجاتها ومسمياتها، وعدم احتكار أي نوع من الوظائف دونها وإن كان القضاء أو الوزارة أو حتى رئاسة الدولة.
- تسوية المرأة بالرجل في الميراث والدية والشهادة وسائر الأمور.
- إلغاء ما يسمى بتعليم البنات وإنشاء وزارة واحدة للتعليم، وجعل المدارس والجامعات مشتركة بين البنين والبنات والمعلمين والمعلمات.
- اختزال المواد الشرعية التي تدرس بالمدارس من فقه وتوحيد وحديث إلى مادة واحدة هي كتاب الدين الإسلامي، والاستعاضة بهذه الحصص بمواد التربية الموسيقية والفنية والتمثيلية لاكتشاف المواهب وتفجير الطاقات الإبداعية بين الطلاب والطالبات.
- إلغاء جامعة الإمام والجامعة الإسلامية والمعاهد الشرعية لأنها تدرس مواد عقيمة لا تفيد شيئا في النهوض بالمصالح الراهنة لهذا الوطن، بل تفرخ الإرهاب والفكر الإقصائي الرجعي المتطرف.
- إنشاء معاهد عليا للتمثيل ومعاهد للموسيقى ومعاهد للفنون المسرحية ومعاهد للفنون التشكيلية، ومعاهد لتعليم الباليه، وأخرى لتعليم الرقص الشرقي.
- فتح الملاهي الليلة والمراقص للترفيه على المواطنين من عناء ومتاعب الحياة اليومية كما هو موجود في جميع أصقاع الأرض إلا المملكة.
- فتح دور السنيما والمسرح في جميع أرجاء المملكة لتثقيف الشعب السعودي وتهذيب ذوقه وإحساسه ومشاعره.
- الترخيص لمحلات بيع الخمور والمواد الروحية لتلبية حاجات المواطنين الذين يتعاطونها بدلا من الذهاب إلى دول مجاورة لشراء هذه الأشياء مع أنها من أبسط الحقوق المواطن.
- إصدار طبعات منقحة من القرآن الكريم وكتب السنة خالية من جميع الآيات والأحاديث التي تدعو إلى كراهية الكفار أو القسوة معهم أو الدعوة إلى جهادهم وقتالهم.
- تغيير كل كلمة جاءت في التراث- قرآنا أو سنة أو غيرهما- من مادة كفر وما تصرف عنها، وجعل كلمة أخرى مناسبة، مثل (الآخر) ونحوها،بديلا لها.
- حذف كل كلمة جاءت في التراث – قرآنا أو سنة أو غيرهما- فيها إساءة للمرأة مثل وصفها بأنها عورة أو فتنة أو ناقصة عقل ودين ...... إلخ.
- السماح لجميع المواطنين بالتعبير عن آرائهم في كافة القضايا والموضوعات كتابيا أو شفاهيا وإن كان بانتقاد الله أو رسوله أو القرآن والسنة لأن الدولة اللبرالية المدنية معنية بالمحافظة على حقوق المواطنين في التعبير عن آرائهم.
- السماح بالحرية الدينية في اعتناق أي دين أو مذهب (عدا المذهب الوهابي لأنه إرهابي ويدعو إلى عدم الاعتراف بحق الآخرين)، وكفل الحرية الشخصية في الإلحاد.
- بناء معابد وكنائس في جميع أرجاء المملكة بما في ذلك مكة والمدينة لنعطي للعالم صورة حية عن تسامح الشعب السعودي وأن المملكة مهد السلام ومبوأ الديمقراطية والتعدد والانفتاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
- فتح قنوات تلفزيونية للجنس جنبا إلى جنب مع القنوات الدينية كنوع من التعددية والنضوج الإعلامي على غرار ما يحدث في دولة الحرية العظمى (أمريكا).
- تغيير شعار العلم السعودي بإبعاد رمز السيف وكلمة الشهادة منه لأن ذلك يدل على العنصرية والتعصب والتعطش لسفك الدماء، وليكن مكان ذلك كلمة (الإنسان أولا) وصورة (تمثال الحرية) المشهور لأن الحرية أغلى ما يملكه الإنسان.
- فتح حمامات السباحة المشتركة للرجال والنساء، والسماح للمواطنين – رجالا ونساء- بالاصطياف على شواطئ البحر وارتداء (البكيني) على أن تقوم الشرطة بمراقبة أي تجاوز أو مضايقة تقع هناك!
- السماح للمرأة بالنزول إلى الشارع بأي نوع من الثياب كان لأن أي تدخل في ذلك هو تدخل في الحرية الشخصية وهو مناف للمادة الأولى من الدستور، لكن يستثنى من ذلك منع المرأة من ارتداء العباءة السوداء والبرقع لأن في ارتدائهما إهانة لكرامة المرأة وإظهارها كأنها شيء معيب ينبغي ستره وإخفاؤه.
- إقامة الندوات والمؤتمرات لنبذ مظاهر الرجعية والتخلف كإعفاء اللحى وتقصير الثوب، وتشجيع مظاهر الرقي والتمدن من لبس البنطال و" والبدلة" وكشف الرأس ومحاكاة النجوم والمشاهير في قص الشعر ونحو ذلك من مظاهر الحضارة.
- إعفاء كاهل الدولة من الميزانيات الضخمة التي تتحملها – دون أي عائد مادي ملموس- بسبب النفقات الباهظة على خدمة الحرمين الشريفين وتنظيم موسم الحج، والاستفادة بهذا الميزانيات في مشاريع تخدم مصالح المواطنين، ومحاولة البدء لتحويل الحرمين وغيرهما إلى معالم أثرية سياحية تستقطب الزوار من جميع الجنسيات والأديان مع فرض رسوم دخول إلى هذه الأماكن على الزائرين الأجانب لتصبح بذلك مصدرا من مصادر الدخل القومي.
- حرية المواطن وكرامته هي المصدر والمرجع الأول لدستور البلاد، ويجب على أي حاكم كان أن يكون الحفاظ على الحرية الشخصية للمواطن وكفالة الحقوق المدنية له هو الهدف الأول والأخير لسياسته، وتسقط شرعية أي نظام يخل بهذا المبدأ.
- طباعة ونشر الكتب والأبحاث التي تدعو إلى الليبرالية وتوضح مبادئها وأهدافها وتشيد بروادها وزعمائها، وإكظاظ المكتبات بروائع فولتير وروسو ومل وجون لوك وفرويد وغيرهم من العظماء والمبدعين وقادة الفكر.
- إلغاء العقوبات البربرية الوحشية من قصاص وجلد وغير ذلك والاستعاضة عنها بعقوبات أكثر رحمة كما في قوانين البلاد المتحضرة
- إلغاء منظمة وأد الحريات المسماة "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ومحاكمة أعضاء هذه الجهاز على ما اقترفوه من انتهاك للحرية الشخصية المقدسة.
- يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن يوم ولا تزيد عن ثلاثة أيام كل متطفل يتدخل في حرية المواطنين تحت دعوى النصح أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- عدم السماح لعمال وموظفي الحكومة بتعطيل العمل في المصالح والدوائر الحكومية من أجل صلاة الجماعة لأن هذا يؤثر على كمية الإنتاج مما ينعكس سلبا على الدخل القومي ويترك الخيار لأصحاب الأعمال الحرة حفاظا على الحرية الشخصية المقدسة.
- رفع القيود المتزمتة عن أصحاب المحلات التجارية ومحلات الأزياء التي تمنعهم من وضع صور كبيرة للنساء على واجهات محلاتهم أو في الطرق العامة مما هو معمول به في جميع أنحاء العالم، ومنعته المملكة وحدها من أجل أفكار رجعية بدائية عن المرأة.
*********************
هذا قليل من كثير مما تحدث به النخب العلمانية والليبرالية نفسها وتحلم به وتطلع إليه وتود لو تغمض عينيها وتفتحها فإذا هو حقيقة ماثلة لكنها لمّا تجرؤ على البوح به والكشف عنه كله إلى الآن، لكنها تلمح وترمز وتلقي بالواحدة من تلك الأماني في قصيدة أو في رواية أو في زاوية بصحيفة أو في نقاش بمنتدى للحوار على الشبكة العنكبوتية.
وإن كنت في شك فأنت لا تعرف الليبراليين بعد ....
اللهم إنا نبرأ إليك ونعوذ بك مما يظهرون ومما يبطنون ومما يؤملون ومما يدبرون، أنت حسبنا ونعم الوكيل!(/)
بيان فضل التوحيد والجماعة
ـ[انور الازهرى]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 12:55]ـ
مقدمة
فى بيان فضل التوحيد
وتحقيق وسائل الهداية
بسم الله الرحن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين، قائد الغر المحجلين، محمد وآله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين من الأئمة المهديين، والدعاة المصلحين المجددين لهذا الدين، الذين لم يزالوا ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين أفضل ما جزى العلماء الراسخين، النائبين عن الأنبياء والمرسلين.
أما بعد
فإن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك الى ربه، وهو العله الغائية التى لأجلها خلق الله السموات والأرض فقال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " الذاريات56 وتتابعت الرسالات للتبشير والنذارة، لتقديم هذه الحقيقة الواحدة للمخلوقين، وجذب أنظارهم ونفوسهم للعمل المرضى المقبول من الله قال تعالى " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين " النحل36 لذلك فإنه أول المطالب العالية، التى يميل الى تحصيلها علما وعملا أهل الايمان، وهو علم أصول الدين، وهو الفقه الأكبر، لهذا سمى الإمام ابو حنيفة رحمه الله ما جمعه من أوراق فى أصول الدين " الفقه الأكبر "، والتوحيد فرض عين على كل مكلف، وعلى العبد أن يعتقده ويعمل به قبل الصلاة والزكاة، والصوم والحج.
لأن هذه الشرائع لا تصح ولا تقبل إلا به، لهذا لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن قال له " إنك تاتى قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله " وفى رواية " أن يوحدوا الله " وفى رواية " أن يعبدو الله " فإذا هم عرفوا الله فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات ............ " رواه البخارى ومسلم من حديث ابن عباس فأهل الكتاب كانوا يزعمون أنهم يعرفون الله، لكن لما كانت هذه المعرفة فاسدةبما دخل عليها من الشرك من تأليههم عيسى بن مريم عليه السلام، وإتخاذ الأحبار والرهبان أربابا " يشرعون لهم من دون الله، فيتبعون قولهم " فقد وصفهم صلى الله عليه وسلم بالجهل فى حقيقة العبودية والتوحيد، فيستلزم الأمر دعوتهم الى التوحيد، ومن لم يوحد الله توحيدا كاملا فى الربوبية وفى اسمائه وصفاته وفى ألوهيته كان كمن لا يعرفه.
وقد دل حديث النبى صلى الله عليه وسلم أن التوحيد هو أول واجب على المكلف، وأول ما يبدأ به من المقاصد الدينية فى جانب الاعتقاد والعمل والدعوة.
والتوحيد الذى دعت الية الرسل صلوات الله عليهم نوعان،توحيد فى المعرفة والاعتقاد وهو توحيد الربوبية والاسماء والصفات وتوحيد فى القصد والطب:وهو توحيد الالوهية او العبودية وكما ن الاول هو التوحيد الاعتقدى، فان الثانى هو التوحيد العلمى
وغالبية الامم الجاهلية، كانت مقرة بتوحيد الربوبية، وهو اعترفهم بأن الله هوالخالق والمالك المدبر لامر الكون
كما قال الله تعالى
"قل من يرزقكم من السماء والارض أمن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ومن يدبر الامر فسيقولون الله، فقل افلا تتقون " يونس 31
ومع هذا لم ينفعهم هذا العلم ولم يدخلو فى زمرة الموحدين،حتى يستوفوا حد التوحيد كاملا،فيضيفون الى توحي الربوبية، توحيد الالوهية وكما لاينفع الاقرار فى توحي الربوبية بجزء
دون جزء كذلك لا ينفع فى توحيد الالوهية العمل بجزء دون جزء
واعلم رحمك الله رحمة واسعة، وشملنا واياك بالعفو والمغفرة ان اول ما يؤمن به العبد الشهادتين، ومن فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقيب بلوغة، بل يؤمر بالطهارة والصلاة اذا بلغ او ميز، والاقرار بالشهادتين واجب باتفاق المسلمين مع العلم بمعناها نفيا واثباتا.
والعلم بالله وصفاتة وما يجب له من العبودية والطاعة،والحب والنضرة فطرى ضرورى،مركوز فى نفس البشرية.
قال تعالى
" واذ أخذ ربك من بنى أدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على
(يُتْبَعُ)
(/)
انفسهم ألست بربكم قالو بلى شهدنا أن تقولو يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو تقولو انما اشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك تفصل الايات ولعلهم يرجعون " الاعراف173 - 174
روى احمد فى مسندة عن انس بن مالك عن النبى صلى الله علية وسلم " يقال لرجل من اهل النار يوم لقيامة: أرايت لو كان لك ما على الارض من شىء أكنت مفتديا به؟ قال: فيقول: نعم قال: فيقول: قد اردت منك أهون من ذلك،أخذت عليك فى ظهر ادم ان لا تشرك بى شيئا فابيت إلا أن تشرك بى " اخرجه احمد والبخارى ومسلم.
قال الحافظ بن كثير: " قد فطر الله جل ثناؤه " الخلق كلهم على معرفته وتوحيده، والعلم بانه لا إله غيره، كما أخذ عليهم بذلك الميثاق وجعله فى غرائزهم وفطرهم " تفسير القرآن العظيم 3/ 41
قال شيخ الإسلام بن تيمية: " فالعلم الإلهى فطرى ضرورى وهو أشد رسوخاً فى النفس من مبدأ العلم الرياضى _ كقولنا الواحد نصف الإثنين _ ومبدأ العلم الطبيعى _ كقولنا أن الجسم لا يكون فى مكانين " الفتاوى 2/ 15 بتصرف
وقد يقول قائل ولكن الناس لا تذكر هذا الميثاق، نقول نعم لكن دلالته فى فطرة البشر، وفى عقولهم كما أشار بن تيمية.
وفى عقل كل حى لم تتلوث فطرته، أن العالم مخلوق مصنوع، ولابد أن يكون له خالق، والتدبير والتنظيم فى هذا العالم يدل على عظمته وحكمته، وصفاته العليا.
فهو مستحق للتعظيم، ومستحق للطاعة، وهو المرجو لتفريج الكربات، ومغفرة السيئات، وقضاء الحاجات.
تأمل فى سطور الكائنات فإنها
من الملأ الأعلى اليك رسائل
فهذا الكتاب الكونى العظيم يتجلى فيه النظام بوضوح، فتظهر القدرة الألهية لعين الباحث عن الحقيقة، كأنها شمس فى رابعة النهار وانظر فى حيوان مجهرى لا يرى بالعين المجردة، فلو امعنت النظر فيه لرأيته يضم من التفاصيل الدقيقة والأجهزة البديعة ما يثبت يقيناً أنه لا يمكن أن يفوض أمره الى الأسباب الجامدة البسيطة الطبيعية، إلا إذا توهمت أن فى كل ذرة شعور الحكماء وحكمة الأطباء، ودهاء الساسة والحكام، وأنها تتحاور فيما بينها دون وساطة! وما هذه إلا خرافة يخجل منها الخرافيون فلا يمكن أن تكون تللك الماكينة الحية الصغيرة اذاً إلا معجزة قدرة إلهية.
قال صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه " يقول بن تيمية " فكانت الفطرة الموجبة للإسلام سابقة للتربية التى يحتجون بها _ وهذا يقتضى أن نفس العقل الذى به يعرفون التوحيد حجة فى بطلان الشرك " لا يحتاج إلى رسول.
ثم يقول " ثم إن الله بكمال رحمته وإحسانه _ لا يعذب احداً إلا بعد إرسال رسول إليهم، وإن كانوا فاعلين لما يستحقون به الذم والعقاب. درء تعارض العقل والنقل 8/ 490
فالحديث عن التوحيد، هو حديث الفطرة والنفس، الذى تشتاق اليه القلوب وتطمئن بذكره، وبرؤيته عز وجل فى الأخرة تقر العيون، وأعظم جنة يدخلها الإنسان فى دنياه هى جنة التوحيد والعبودية لرب وإله واحد، لا تتوزع النفس معه يمنة ويسرى.
لهذا فإن لا إله إلا الله أحسن الحسنات، والقلب إذ كان فيه غير الله فسد، فساداً لا يرجى صلاحه، ولا عجب فإن السماوات والأرض تفسد، إذا كان فيها معبوداً سواه _تقدس _ وتنزه _
" لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " الأنبياء 22
واعظم نعيم الأخرة، وأجله، وأعلاه، على الإطلاق، هو النظر الى وجه الرب عز وجل، وسماع خطابه، كما فى صحيح مسلم
عن صهيب رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى منادى: يا أهل الجنة إن لك عند الله موعداً، يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو ألم يبيض وجوهنا، ويثقل موازيينا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فينظرون إليه فما اعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه " رواه مسلم 442 واحمد 4/ 332
اما الكفر فيجمع عليهم نوعى العذاب،عذاب النار،وعذاب الحجاب عنة سبحانة وتعالى
ولهذا قال عزوجل فى حق الكفار "كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون،ثم انهم لصالوا الجحيم " المطففين 15/ 16
اما اهل الايمان وطائفة التوحيد فنعيمهم هو هذا النعيم الاعظم
قال تعالى "ان الابرار لفى نعيم على الارائك ينظرون" المطففين22
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما اختارة ابن القيم فى تفسير الاية ,انة النظر الى وجة الله عزوجل
وكان العارفون يقولون: ان فى الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة "
والتوحيد هو اول الطريق الى الجنة وخرة ,والقران هو كتاب التوحيد منة يدرك الهدى،وتؤخذ المعارف.
ثم تأتى السنة بعد ذلك باعتبار لها المصدر الثانى للتشريع
فالعلم قال الله قال الرسول قال الصحابة ليس بالتموية
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين راى فقية
وقد الزمنا الله باتباع ما انزل قال تعالى "اتبعو ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونة ولياء قليلا ما تذكرون"
وعن زيد ابن ارقم رضى الله عنة أن الرسول صلى الله علية وسلم خطب فحمد الله،واثنى علية ثم قال: اما بعد الا ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان يأتينى ربى ,فأجيب ,وانا تارك فيكم ثقلين اولهما كتاب الله فية الهدى والنور ,فخذوا بكتاب الله، وتمسكوا بة، فحث على كتاب الله ورغب فية،ثم قال: وأهل بيتى"رواة مسلم
وفى حديث العرباض بن سارية "فعليكم بسنتى , وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ,تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور , فان كل محدثة بدعة ,وكل بدعة ضلالة "رواة ابو داود الترمذى
وطريقنا فى الفهم ,هى طريقة السلف الصالح من اهل السنة والجماعة , فعن ابن مسعود رضى الله عنة ,حبر الكوفة , وحبر القادسية ,واقرب الاصحاب لى الله زلفى قال: من كان مستنآ فليستن بمن قدمات, فان الحى ,لاتؤمن علية الفتنة ,أولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة وابرها قلوبا وأعمقها
علمآ, وأقلها تكلفآ , اختارهم الله لصحبة نبية صلى الله علية وسلم لاقامة دينة وفاعرفو لهم فضلهم ,واتبعوهم على اثرهم ,وتمسكوا بما استطعتم من اخلاقهم ,وسيرهم ,فانهم كانو على الهدى المستقيم "
ولا تتحقق الهداية الا بالعودة الى الينابيع الصافية ,والى المعين الذى استقى منة الجيل الاول ,جيل الصحابة وتلاميذهم من التابعين ,هذا الجيل الذى تربى وتتلمذ على محمد صلى الله علية وسلم وهو معلم الثقلين ,وحلقة الوصول بين عالمين , عالم الغيب وعالم الشهادة
يقول الاستاذ الشهيد سيد قطب عن النبع الذى استقى منة الجيل الاول
"كان النبع الذى استقى منة ذلك الجيل ,هو نبع القران وحدة فما كان حديث رسول الله صلى الله علية وسلم وهدية الا أثرآ من اثار ذلك النبع – فعندما سئلت عئشة رضى الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله علية وسلم قالت "كان خلقة القران " اخرجة النسائى
كان القران وحدة اذن هو النبع الذى يستقون منة ,ويتكيفون بة ويتخرجون علية "
ويقول "كان هناك قصد من رسول الله صلى الله علية وسلم – أن يقصر النبع الذى يستقى منة ذلك الجيل .. فى فترة التكوين الاولى .. على كتاب الله وحدة لتخلص نفوسهم لة وحدة ,ويستقيم عودهم على منهجة وحدة "
ويقول "كان رسول لله صلى الله علية وسلم –يريد صنع جيل خالص القلب – خالص العقل – خالص التطور – خالص لشعور
خلص التكوين من اى مؤثر اخر ,غير لمنهج لالهى , لذى يتضمنة لقرن لكريم
ثم يقول عن منهج لحركة لاسلامية فى الحاضر
" فلابد اذن – فى منهج لحركة لاسلامية – أن تتجرد فى الحضانة ولتكوين من كل المؤثرت الجاهلية لتى نعيش فيها ,ونستمد منها ولابد أن نرجع بتداء الى النبع الخالص ,الذى استمد منة اولئك الرجال , النبع المضمون انة لم يختلط ,ولم تشبة شائبة – نرجع الية , نستمد منة تصورنا لحقيقة لوجود كلة , ولحقيقة الوجود الانسانى ,ولكافة الارتباطات بين هذين الوجودين , وبين الوجود الكامل الحق ,وجود الله سبحانة , ومن ثم نستمد تصورنا للحياة
وقيمنا واخلاقنا ومناهجنا للحكم والسياسة ,والاقتصاد ,وكل مقومات الحياة "
ولرجوع لى هذا لمنهج ليس نافلة ولا تطوعا , ولا موضع ختيار ونما هى لهدية , او فلا هداية.
وقد قال ابو جعفر الطحاوى ,فى بيان لسنة ولجمعة
" وتتبع السنة والجماعة ,ونجتنب الشذوذ و الخلاف والفرقة والسنة طريقة الرسول صلى الله علية وسلم ,والجماعة جماعة المسلمين وهم الصحابة والتابعون لهم باحسان الى يوم الدين فاتباعهم هدى وخلافهم ضلال
قال الله تعالى لنبية صلى الله علية وسلم ليخبرنا: " قل ان كنتم تحبون لله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " العمران31
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين لة الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولة ما تولى ونصلة جهنم وساءت مصيرا " النساء 115
وقال صلى لله علية وسلم " ان اهل الكتابين افترقوا فى دينهم على سنتين وسبعين ملة , وان هذة الامة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة "يعى الاهواء" كلها فى النار الا واحدة , وهى الجماعة وفى رواية قالوا: من هى يا رسول الله. قال " ما أنا علية واصحابى "
فبين صلى الله علية وسلم أن عامة المختلفين على خطر عظيم , عدا اهل السنة والجماعة فانهم على الصراط المستقيم
واخرج احمد الترميذى أنة صلى الله علية وسلم قال: " عليكم بالجماعة واياكم والفرقة "
ومعنى الجماعة هو اتباع الحق ومجانبة الاهواء والبدع , وليست الجماعة هى الاكثر عددآ , بل هى موافقة الحق , وان خالفة اهل لارض , وقد سئل عبدالله بن المبارك عن الجماعة التى يقتضى بهم قال: ابوبكر وعمر فلم يزل يحسب حتى انتهى
الى محمد بن ثابت ,والحسن بن وقد فقيل هولاء ماتو: , فمن الاحياء؟ فقال ابو حمزة السكرى"الشاطبى الاعتصام /266
وقد حدث اسحق بن راهوية بحديث: ان الله لم يكن ليجمع مة محمد على ضلالة ,فاذارآيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الاعظم " فقل رجل يا ابا يعقوب من السواد الاعظم فقال: محمد ابن اسلم واصحابة ومن تبعهم ثم قال رحمة الله: لو سلت الجهال عن السواد الاعظم لقالو: جماعة الناس , ولا يعلمون ان الجماعة عالم متسك باثر النبى صلى لله علية وسلم وطريقتة فمن كان معة وتبعة فهو الجماعة. الاعتصام 2/ 267
وقال حبر الكوفة، والإخاذ الذى لو ترك به أهل الأرض لأصدرهم عبد الله بن مسعود:"عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة " قال عمرو بن ميمون:" ثم سمعته يوماً من الأيام وهو يقول:"سيلى عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فصلوا الصلاة لميقاتها فهى الفريضة، وصلوا معهم فإنها لكم نافلة، قال: قلت: يا أصحاب محمد ما أدرى ما تحدثونا؟ قال وما ذاك؟ قلت:" تأمرنى بالجماعة وتحضنى عليها، ثم تقول: صلى الصلاة وحدك وهى الفريضة. وصلى مع الجماعة وهى نافلة؟ قال يا عمرو بن ميمون، قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية. تدرى ما الجماعة؟ قلت: لا، قال: إن جمهور الجماعة الذين فارقو الجماعة، الجماعة ما وافق الحق ,وان كنت وحدك"
وفى رواية اخرى " فضرب على فخذى وقال ويحك! إن جمهور الناس فارقوا الجماعة، وإن الجماعة ما وافق طاعة الله عز وجل " اغاثة اللهفان 1/ 76
يقول العلامة عبدالمجيد الشاذلى فى بيان معنى الجماعة
الجماعة وصفان
1_ الوصف الاول: " ما أنا عليه واصحابى " وهو طرف النجاة، وهذا الطرف يعض عليه بالنواجذ، ولا يزيغ عنه إلا هالك وهو الصراط المستقيم من انحرف عنه فالى البدعة والكفر.
2_ الوصف الثانى: هو التجمع على الاسلام والانتساب للشريعة وإن ألموا ببدعة أو وقعوا فى جور "
فالجماعة لها معنيين أو جانبين
الجانب العلمى الاعتقادى العلمى
أى الاعتقاد والعمل بما كان عليه الرسول واصحابه من
التحري والتحليل.
الجانب السياسى
وهو الاجتماع على الامام المنتسب لرفع راية الاسلام
المطبق للشريعة ولو كان فيه بدعة أو الم بشئ من الجور
فمن سبل الهداية تحقيق الجماعة وذلك باعتقاد الحق والعمل به والتجمع تحت الراية المرفوعة لاقامة الدين , وبهذا تتحقق الهداية وبالجملة فإن الهداية تتحقق بتجريد التوحيد , وتحقيق الإتباع والعودة الى الينابيع الصافية , وإقامة الجماعة وإن شئت التفصيل قلت:
توحيد ننجو به من الشرك , وعقيدة أهل السنة ننجوا بها من البدع والضلالات , وهوية قرآنية وراية إسلامية تجمعنا , وصبغة إسلامية فى الاعتقاد والعمل , وشريعة إلهية تعمر جوانب الحياة الانسانية.
وهذا هو الطريق ...... وفى غير شك وفى غير ريب هذا
هو الطريق الى الجنة ..... فلا تشغل نفسك ايها السالك
الى طريق الهداية ... ببنيات الطريق ... وامش ولا تلتفت
حتى يفتح الله عليك ... وأعلم ان كل ما فى الارض أرزاق مقسومة وآجال محتومة. فلا تلتفت الى غير الغاية لتى خلقت من اجلها الحياة .. بلا رهبانية أو دروشة تغلق منافذ الفهم. فإن أجل الاعمال إقامة التوحيد .. ومقارعة أئمة الضلال .. والذين يأخذون بمقود حمار الدجال الى داخل بلادنا .. حتى ادخلونا فى جحر الضب .. اولئك الذين حذر منهم محمد صلى الله عليه وسلم فى البدايات. وهو ما يزال بعد فى منابت الزيتون والشيح .. وحيث اشرقت رمال الجزيرة بسماع القرآن لاول مرة .. فقال "وإنما أخاف على أمتى الأئمة المضلين " .. وتامل حياة الأنبياء والدعاة الربانيين فلم يقف احدهم متفرجا على الجاهلية وهى تسحق الأخضر واليابس .. وتقود قافلة البشرية الى الجحيم .. لا .. لم يحدث ذلك .. لانه خيانة للرسالة .. وحاشاهم من ذلك .. وهم السادة والقادة الذين علموا الدنيا كيف تكون الحياة فى ظل الايمان ولا اجد اجمل من نداء الحق , ولا اشد وقعا فى النفس منه وهو يقول " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون " الانفال 20/ 21
كتبه: انور الزعيرى(/)
في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف؟؟
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 04:33]ـ
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف. فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذاك؟ قال: إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور).
هل لابد من ظهور القيان والمعازف وشرب الخمور معا ليحدث الخسف والمسخ والقذف أم إذا ظهر أحد هذه الأمور يحدث الخسف والمسخ والقذف؟
ـ[العبد العاصى]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 12:49]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الحديث صححه الشيخ العلامة الألبانى (رحمه الله) بمجموع طرقه , فى كتابه (تحريم آلات الطرب) , و فيه بحوث و تعليقات قيمة هامة.
وفى بعض روايات الحديث: إذا اتخضتم القينات و رضى الرجال بالرجال و رضى النساء بالنساء
وفى رواية: إذا اتخذتم القينات و شربتم الخمر
وفى رواية: إذا اتخذتم القينات و انتشر الربا
أما عن سؤالك , فهو و إن كان سؤال هام , إلا أنه لا فائدة له عظيمة فى هذا الزمان الذى نحن فيه
فقد انتشر ولا حول ولا قوة إلا بالله القينات و الربا و الخمر و اكتفاء الرجال بالرجال و النساء بالنساء , و إنا لله و إنا إله راجعون.
فلا قيمة لمعرفة متى الخسف و المسخ إن كان بسبب احدها أم كلها.
و الذى أعلمه , أن هذا الحديث و هذه العقوبة , إنما هى لكل لانتشار كل معصية على حدى , لبسببين:
الأول: أن روايات الحديث المختلفة , فيها ذكر انتشار كل معصية على حدى , إلا فى رواية أو انثنين جمعتهم
الثانى: أن هذا هو المفهوم الذى يتبادر إلى الذهن عند السماع , وقد يدخل فيه دلالة الاقتران.
وربما كان هناك سبب ثالث: ألا وهو أن مجرد انتشار أحدها , فهو دافع لاجتماعها , لذا فهذه العقوبة عن انتشار أحدها أولى لأنه الطريق إلى انتشار جميعها , و انتشار جميعها فيه هلاك للأمة كلها.
و الله أعلم
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 03:20]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما عن سؤالك , فهو و إن كان سؤال هام , إلا أنه لا فائدة له عظيمة فى هذا الزمان الذى نحن فيه
فقد انتشر ولا حول ولا قوة إلا بالله القينات و الربا و الخمر و اكتفاء الرجال بالرجال و النساء بالنساء , و إنا لله و إنا إله راجعون.
فلا قيمة لمعرفة متى الخسف و المسخ إن كان بسبب احدها أم كلها.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صدقت، انتشرت هذه الأمور والله المستعان.(/)
برنامج "ستار صغار" ... و مخطط الإنهيار
ـ[إبن سليم]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 05:37]ـ
لا أدري صراحة ما الدي حدث في أدهان العرب و قلوبهم .. لا أدري يا عباد الله ما سبب هدا الصمت الرهيب عن الجريمة النكراء في حق أطفال المسلمين .. إن كان أطفال العراق و فلسطين و أفغانستان يقتلون بالرصاص بغير دنب .. فإن ما بقي من أطفالنا يقتلون و يسلخون ببرنامج " ستار صغار " و على يد المسلمين هده المرة أو من يحسبون على المسلمين ... كم في العرب من شنقيط إلى البحرين من علماء و دعاة و مثقفين و طلبة و حافظين لكتاب الله و عارفين بأمور الدنيا و الدين و لكن كم أحد منهم يرى الحق حقا و يتبعه و يدعو إليه و يرى الباطل باطلا و يجتنبه و ينهى عنه ... الجميع اليوم يتفرجون على الجريمة الرهيبة النكراء .. دمار الصغار .. "ستار صغار" لكن لم نسمع أصواتا تعارض .. أصواتا تنادي بوقف البث و الإنتاج .. لقد تحولت أحلام أطفالنا من طبيب و مهندس و طيار و معلم و أستاد و ظابط إلى راقصة و مطرب و فكاهي و مهرج و هلم جرا ... و نحن نشاهد بل و فينا من يبارك ... لست من معتنقي نظرية المآمرة و لكن يبدو لي هدا العمل غاية في المنهجية .. فإدا أردنا هدم أي بناء فعلينا بالأسس و كدلك فعل منتجي هدا البرنامج و من يقفون ورائهم ... إدا سلبت براءة الأطفال و بنيت أحلامهم و أمانيهم على الرقص و دروب المعاصي و الآثام فأي مستقبل لهده الأمة يستبان.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 08:51]ـ
الله المستعان
لمثل هذا يموت القلب من كمد ... إن كان في القلب اسلام وإيمان(/)
ابن عقيل الظاهري:" محمد عبده ماسونيًا بتضليل الأفغاني!! "
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 05:38]ـ
من الجواهر الفريدة و الدرر العتيدة للشيخ أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري السلفي - أعزه الله تعالى -
بسم الله الرحمن الرحيم
براءة للذمة أيها الدكتور الفاضل (الدكتور البيومي)، وقد ذكرتَ (روح العصر)، ومن غير أن نخرج عن (مذهب السلف)، وقد ذكرتَ الشيخ محمد عبده، وتفسيره المدوَّن في المنار، وتفسيره جزء عم مطبوعين، وفي فمي أكثر من غصة من آثار محمد عبده، وتاريخ حياته مع جمال الدين الأفغاني، وبراءة للذمة أرجو أن تقرأ الكتابين، وأن تقرأ كتاب الأستاذ الدكتور المحقِّق فهد بن عبدالرحمن الرومي، ثم أترك الأمر لله ثم لضميرك في حكم من أسقط النص القرآني ودلالته، وأنكر حقيقته آيات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وتأوَّلها بما لا تدل عليه لغة العرب، وبما ينفيه صريح دلالة اللغة من النص القرآني، وجعل كتب أهل الكتاب المبدلة معيارًا للتصديق بما في القرآن، وكان تلاعبه بكلام الله كتلاعب المستهزئ، وأباح الربا، وأجاز جمع الصلوات الخمس دفعة واحدة إذا لم يتيسر له حالة الخشوع. نماذج حية وإليك هذه النماذج من كتاب الدكتور الرومي وقد أحال كل نص إلى مصدره، وتأكدت من ذلك بالمراجعة ..
قال في 2/ 735: ((وهذا تلميذه الأستاذ محمد رشيد رضا يرى الإمداد في قوله تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ) [سورة الأنفال/9] إمدادًا روحانيًا لا ماديًا، وقال نقلًا عن محمد عبده: ((وما أدري أين يضع بعض العلماء عقولهم عندما يغترون ببعض الظواهر وببعض الروايات الغريبة التي يردُّها العقل ولا يثبتها، فإذا كان تأييد الله للمؤمنين بالتأييدات الروحانية التي تضاعف القوة المعنوية، وتسهيله لهم الأسباب الحسية كإنزال المطر وما كان له من الفوائد: لم يكن كافيًا لنصره إياهم على المشركين بقتل سبعين وأسر سبعين حتى كان ألف ــ وقيل آلاف ــ من الملائكة يقاتلونهم معهم؛ فيفلقون منهم الهام، ويقطعون من أيديهم كل بنان؛ فأي مزية لأهل بدر فضلوا بها على سائر المؤمنين ممن غزوا بعدهم وأذلوا المشركين وقتلوا منهم الألوف؟)). ما معنى الإمداد فهل هذا حفظكم الله إلا محاكمة لرب العالمين، وتكذيب له .. وهو يشير لنصوص القرآن ويعقب بقوله: (وقيل)، وما القائل إلا ربنا سبحانه .. ثم في أي لغة كانت الملائكة الكرام إمدادًا روحانيًا، وما معنى الإمداد الروحاني الذي لم يرد به النص القرآني؟! .. ثم يتعلل بأن هذه الآيات (المعجزات) مِن روايات غريبة والقرآن بنصه صريح بدون روايات غريبة مع أن الأخبار المفسِّرة صحيحة لا غريبة؟! .. وهذه قاصمة أخرى ..
قال الدكتور الرومي 2/ 813 - 814: ((قال الله سبحانه وتعالى مثبتًا المعجزات لعيسى عليه السلام أظهرها سبحانه على يديه: (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ)، (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). [سورة آل عمران/48 ـ 49]، وقال سبحانه مثبتًا وقوع هذه المعجزة منه عليه السلام: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ). [
(يُتْبَعُ)
(/)
سورة المائدة/110]. لا قيمة فثبت بنص القرآن الكريم وقوع هذه المعجزة لعيسى عليه السلام وحصولها منه [إقدارًا له مِن الله سبحانه]، ويرى الشيخ محمد عبده وتلميذه السيد رشيد في تفسير آية آل عمران أن هذا يدل على إمكان وقوعها لعيسى عليه السلام، ولا يدل على وقوعها من غير رجوع إلى آية المائدة، وهما أيضًا لا يستندان في نفيهما الوقوع إلى نص من الكتاب أو السنة، وإنما إلى عدم تناقل النصارى لهذا (!!) وبخاصة في الأناجيل القانونية عندهم، أما الأناجيل غير القانونية التي ورد فيها الإخبار بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم، وكون عيسى عليه السلام يخلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله فينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله، ونحو ذلك فلا قيمة لهذه الأناجيل!! .. وإنما المستند إلى تلك التي لم يرد فيها شيء من ذلك ..
ولندع الشيخ عبده يوضح لنا ذلك حيث يقول في تفسير آية آل عمران: ((وغاية ما يفهم أن الله تعالى جعل فيه هذا السر، ولكن لم يقل إنه خلق بالفعل، ولم يرد عن المعصوم أن شيئًا من ذلك وقع))، ثم يقول: ((فإن قصارى ما تدل عليه العبارة أنه خص بذلك وأمر بأن يحتج به في مثل ذلك)). بكل وقاحة.
قال أبو عبدالرحمن: جحد والله حسيبه النص القرآني الصريح عن الخلق بإذن الله، واستبعد إقدار الخالق الجبار القدير سبحانه وتعالى، وقال بكل وقاحة عن القرآن الكريم: (لم يقل إنه خلق بالفعل)، والله قال أبلغ من ذلك؛ فجمع بين الظرفية وفعل الحال والمستقبل المتجدِّد، وجعل ذلك آية من ربه؛ فهل تكون الآية لما لم يقع؟! .. هل علموا بالسر حتى يكون آية؟ .. ثم من أي لغة أو حسٍّ أو معقول يكون الخلق سرًا كامنًا، ويسمى خلقًا ولم يقع، ويكون آية؟! .. إن هذه سِيرة يهودية في تحريف الكلم عن مواضعه، وقد اعترف محمد عبده بأنه كان ماسونيًا بتضليل الأفغاني؛ فاتقوا الله في دينكم، ولا تجرُّكم العاطفة الإقليمية إلى تقديس من بدَّل كلام الله؛ فإن ذلك لا يغني عنكم من الله شيئًا؛ وإنما يزيدكم بُعْدًا عن رحمته، وإني والله لا أبالي بأحد من رموز العلم في بلادي إذا خالف حقًا صريحًا، وبعد هذا فهل تعقل من لغة العرب أي معنى من تفسير محمد عبده .. ثم خذه العجيبة 2/ 811 عن بقرة بني إسرائيل: لكن الشيخ رشيد رضا حمل القصة تبعًا لأستاذه الإمام محمد عبده على أنها نوع من التشريع الذي كان موجودًا في زمن بني إسرائيل؛ لأجل الوصول إلى معرفة القاتل المجهول في هذه الحادثة وأمثالها، لا على أنها وردت في حادث معيَّن فيه معجزة لموسى [عليه السلام]، ودليلهم في هذا ما ورد في التوراة حيث قال الأستاذ الإمام: ((وعلى أن هذا الحكم منصوص في التوراة، وهو أنه إذا قُتل قتيل لم يعرف قاتله فالواجب أن تذبح بقرة غير ذلول في واد دائم السيلان، ويغسل جميعُ شيوخ المدينة القريبة من المقتل أيديهم على العجلة التي كسر عنقها في الوادي، ثم يقولون: إن أيدينا لم تسفك هذا الدم .. اغفر لشعبك إسرائيل، ويتمون دعوات يبرأ بها من يدخل في هذا العمل من دم القتيل، ومن لم يفعل يتبين أنه القاتل، ويراد بذلك حقن الدماء؛ فيحتمل أن يكون هذا الحكم هو من بقايا تلك القصة، أو كانت هي السبب فيه، وما هذه بالقصة الوحيدة التي صححها القرآن، ولا هذا الحكم بالحكم الأول الذي حرفوه وأضاعوه وأظهره الله تعالى)). إسقاط للنص قال أبو عبدالرحمن: انظر يا أخي كيف أسقط (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [سورة البقرة/73]،
وهل ما ذكره محمد عبده في الكتب المحرفة إلا إسقاطًا منهم للنص عن المعجزة، والقرآن مصدق لما بين يديه قبل تحريف أهل الكتاب كتبهم؛ فقد قال الله في سياق المعجزة عن البقرة المذكورة مباشرة: (أفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة البقرة/75] .. ثم انظر ثانية كيف جحد قدرة ربه، وحجر بقلمه على المهيمن القوي سبحانه أن يتصرف في كونه الذي خلقه كما يشاء، وأن يكون من ذلك منحه سبحانه قدرة محدَّدة تكون بينات لرسله، وحجةً على الكافرين باسم العقل؛ فهذا العقل المخلوق الذي يتدرب من المهد إلى اللحد يملك التقنين لقدرة خالقه عند
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد عبده .. ثم انظروا هذا الكذب على الله، إذْ جعل محمد عبده القرآن شاهدًا للتشريع اليهودي في كتبهم المبدَّلة، وليس في القرآن شيء من ذلك؛ وإنما الذي فيه بعد ذَبْح البقرة، وضَرْبِ الميت ببعضها، وأنه يَتِمُّ إحياؤه بنص قوله تعالى: (كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى)؟! .. كلام باطل ومحمد عبده في كتابه (رسالة التوحيد)، وفي كثير من بحوثه لا يصحِّح الإسلام إلا بالنظر العقلي أولًا ببراهين الأنفس والآفاق، وفي هذا الكلام باطل، وفيه حق .. أما الباطل فهو أن من نوَّر الله بصيرته فآمن من العوام فقد حقَّق مراد ربه؛ فهل يُتصوَّر من الشرع أن يبطل إيمانه ويقول له: انظر أوَّلًا وهو بحسه البسيط يرى الشمس تطلع من المشرق ولا أحد يقدر على إخراجها من المغرب؟! .. وأما الحق فهو أن العقل البشري مطالب بالإيمان إجمالًا بما نصبه الله له من براهينه، وبالحالة التي جعل العقل فيها شرطًا للتكليف، ومن جملة النظر قبل مجيء الإسلام أن يبحث عن الدين الصحيح؛ لأن الله لم يُخْلِ الأزمان منذ آدم عليه السلام من دين صحيح، ولا من آثار للرسل والكفار الهالكين بعذاب الله، وكل ذلك بسبيل مقيم؛ فمن لم يهتد إلى دين صحيح كفاه إيمانه بكمال الله المطلق على وجه الإجمال حتى يأتيه تفصيل الشرع، ولهذا قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة البقرة/62]، ومن العمل الصالح ما يدركه بعقله كالاعتداء على النفس بغير حق، وأما ما لا يُعرف إلا بالشرع كأحكام الصلاة فليس مكلفًا به إلا بعد تفصيل الشرع. عصمة الشرع وإذا كان النظر واجبًا أول الأمر عند محمد عبده فلن نعرف ربنا إلا بصفات الكمال والتقديس عن كل نقص، ومن لوازم ذلك الإيمان بصدق الرسالة وعصمة الشرع صدقًا ورحمة وعدلًا؛ لأنه تنزيل القدوس ذي الكمال المطلق جل جلاله؛ فإذا جاء تفصيل الشرع فموقف العقل من تفصيله من ثلاثة أوجه: اثنان منهما واجبان والثالث كفر؛ فالواجب الأول الاجتهاد في توثيق الشرع ثبوتًا، والثاني الاجتهاد في تصحيح دلالته .. والثالث الذي هو كفر معارضة الشرع وتكذيبه ووصفه بالنقص كالظلم والجهل .. والمعجزات من تفصيلات الشرع القاطعة؛ فمن أنكرها لا يُحاوَر إلا ببراهين الإيمان بالله، وبراهين عصمة الشرع .. كما يلزمه الارتداد عن إيمانه؛ لأن إيمان العقل عن ضرورات منتجة مرتبة ترتيبًا رياضيًا كالحساب تسلمك نتيجة خانة الآحاد إلى نتيجة خانة العشرات، وتسلمك خانة العشرات إلى خانة المئات .. إلخ، وكل خانة خاضعة للتجرِبة بعد الأصابع، ولو كانت النتيجة اللازمة من التجرِبة بلايين الأعداد .. ثم بأيِّ تأويل يقبل لغة وعقلًا وحسًَّا يجوز رَدُّ قول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة البقرة/260] .. وقد وقع هذا فعلًا لأن الخبر ليس افتراضًا، ولكنه تحقيق لطلب إبراهيم عليه السلام واطمئنان قلبه .. وَمَنْحُ عيسى القدرةَ على إحياء الموتى من جنس القدرة التي أراها الله إبراهيم عليه السلام؛، وإلى لقاء آخر مع آخرين إن شاء الله، والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري(/)
ما الوسطية؟؟
ـ[أمة القادر]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 07:57]ـ
بسم الله و الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على نبينا و معلمنا محمد و آله و بعد:
قال ربنا جلّ و عزّ: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)
ما مفهوم الوسطية؟؟
نرجو ممن عنده علم أن يحرر و جزاكم الله خير.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 08:45]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..
-كما ترى توجه الخطاب في الآية للقوم الذين نزل الوحي بين ظهرانيهم
فالوسطية لزوم الكتاب والسنة ,ولما كان كل يدعي وصلا بهما نصب الله خير القرون وأتباعهم باحسان
منارا كاشفا في بيان حقيقة اتباع الكتاب والسنة
-قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (أهل السنة والجماعة في الإسلام كأهل الإسلام في الملل فهم وسط في باب صفات الله عزّ وجل بين أهل الجحد والتعطيل، وبين أهل التشبيه والتمثيل؛ يصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل، إثباتاً لصفات الكمال، وتنزيهاً له عن أن يكون له فيها أنداد وأمثال، إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} رد على الممثلة: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} رد على المعطلة.
وقال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} ....
وهم وسط في باب أفعال الله عز وجل بين المعتزلة المكذبين بالقدر والجبرية النافين لحكمة الله ورحمته وعدله والمعارضين بالقدر أمر الله ونهيه وثوابه وعقابه
وفي باب الوعد والوعيد بين الوعيدية الذين يقولون بتخليدعصاة المسلمين في النار وبين المرجئة ..
وهم وسط في أصحاب رسول الله بين الغالي في بعضهم الذي يقول بإلهية أو نبوة أو عصمة والجافي فيهم ... )
وقس على كلام الإمام كل مباحث الإسلام وأصوله
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 12:12]ـ
تفضل هذا الكتاب فهو مفيد في بابه ورائع للغاية
الوسطية في ضوء القرآن الكريم ( http://www.saaid.net/book/open.php?cat=5&book=1153)
ـ[أمة القادر]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 04:37]ـ
بسم الله و الحمد لله
جزاكم الله خيرا
و قد اطلعت على الرد و بعض ما في الكتاب من معاني الوسطية فكأن التفسيرات اجتمعت على معان متوافقة: الخيار ـ العدل ـ الأجود
وروى الطبري بإسناده عن النبي، في قوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (البقرة: من الآية143) قال: , عدولا
و قال: وأمّا الوسط فإنه في كلام العرب: الخيار، يُقال منه: فلان وسط الحسب في قومه، أي متوسط الحسب، إذا أرادوا بذلك الرّفع في حسبه.
قال ابن كثير وقوله - تعالى -: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (البقرة: من الآية143). الوسط هنا: الخيار والأجود، كما يُقال في قريش: أوسط العرب نسبًا ودارًا، أي: خيرها.
وقال ابن الجوزي في تفسيره لهذه الآية: سبب نزولها أن اليهود قالوا: قبلتنا قبلة الأنبياء، ونحن عدل بين الناس، فنزلت هذه الآية.
والوسط: العدل، قاله ابن عباس وأبو سعيد ومجاهد وقتادة.
وقال ابن قتيبة: الوسط: العدل والخيار، ومنه قوله - تعالى -: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ) (القلم: من الآية28). أي: أعدلهم وخيرهم.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (البقرة: من الآية143) أي: عدلا خيارًا.
وما عدا الوسط فأطراف داخلة تحت الخطر، فجعل الله هذه الأمة وسطًا في كل أمور الدّين، وسطًا في الأنبياء بين من غلا فيهم كالنصارى، وبين من جفاهم كاليهود، بأن آمنوا بهم كل على الوجه اللائق بذلك.
و غيرها من التفاسير جاءت لتواطئ نفس المعاني.
و قد جاء في كتاب الشيخ ناصر العمر حسب ما فهمناه أن الكلمة لها معنى مرجعي و هو العدل و الخيار و الأفضل و أنها قد ترد للدلالة على ما بين شيئين فاضلين أو ما بين خير و شر أو ردئ و جيد و هي معاني اضافية .. و قرر هذا المعنى ـ معنى البينية ـ حينما أضافها الى الخيرية لتحقيق المعنى الصحيح للوسطية. فالعدل وسط بين طرفي الظلم و الشجاعة وسط بين الجبن و التهور و نقيس على ذلك كل ما هو بين طرفي الغلو و الجحود.
(يُتْبَعُ)
(/)
و مما يدل على لزوم اضافة البينية و أن الخيرية لا تكفي لتحقيق الوسطية أننا مثلا اذا جئنا لاخراج الماشية فنظرنا للفقير يدفعنا الى اخراج أجود انواعها و أغلاها قال صاحب الوسطية في ضوء القرءان:
[ولكن الخيريَّة الكاملة أن ننظر إلى مصلحة الفقير ومصلحة الغني - صاحب المال - جميعًا، دون ترجيح لإحدى المصلحتين على الأخرى، وهذه هي الوسطيَّة، وذلك باستخراج ما بين أفضلها وأضعفها - وهي الوسط - وذلك مثل قوله - تعالى -: (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) (المائدة: من الآية89).
وهنا اتَّضح لنا التَّلازم بين الخيريَّة والبينيَّة في تحقيق معنى الوسطيَّة. ٍ]
في حين قال فريد عبد القادر:
ومن جملة ما سبق بيانه نستطيع أن نستخلص تعريفًا خاصًّا محدّدًا للوسطيَّة، فنقول: بأن الوسطيَّة هي: مؤهل الأمة الإسلامية من: العدالة، والخيريّة للقيام بالشهادة على العالمين، وإقامة الحجَّة عليهم. ثم قال:
أما ما شاع عند الناس وانتشر من الوقوف عند أصل دلالتها اللغوية، أي التوسّط بين طرفين، مهما كان موضع هذا الوسط - الذي تمَّ اختياره - من صراط الله المستقيم، التزامًا وانحرافًا، فليس بمفهوم صحيح وفق ما تبينه الآيات والأحاديث (من كتاب: الوسطيَّة في الإسلام - مخطوط - ص (29).)
ويؤكّد هذا المعنى في موضع آخر، فيقول:
ولا يلزم لكل ما يعتبر وسطًا في الاصطلاح أن يكون له طرفان، فالعدل وسط ولا يقابله إلا الظّلم، والصّدق وسط ولا يقابله إلا الكذب
و مما سبق ذكره و ما لم يذكر، تتبادر الى ذهني تساؤلات:
1 ـ ألا يكفي العدل و الخيرية في تعريف الوسطية حتى نضيف إليها البينية، فالعدل في حد ذاته يحقق تلك البينية ثم أن العدل أفضل اذا قلنا أن المصلحة التي قد تخفى علينا أو تظهر أحيانا تقتضي عدم البينية؟؟
فالمصلحة الاخروية قد تقتضي الغاء هذه البينية الحسية او المعنوية، و الجود بالنفس في ذات الله احد أمثلة ذلك؟
2 ـ ثم أهم ما في المسألة أن ما يُعد بينية هو عبارة عن مسلمات الأصل الأخذ بها كثوابت و ليس منهج لا بد من توافره أو لنقُل لا بد من السير عليه، فنحن لا نحيد عن أمر رباني سواء رأينا فيه بينية في تحقيق المصالح أو لا، و نحن في النهاية لسنا مكلفين بقياس مدى البينية إنما نخضع للأدلة، في حين الخيرية أو العدل تعد غايات جُعلت لها هذه الأمة و هي مكلفة بتحقيقها تبعا لأوامر الرب سبحانه.
3 ـو هل تعد الوسطية منهج للرسالة أو أنه صفة تتصف بها هذه الأمة؟
و الفرق يقودنا الى ما يلي:
* اذا كانت صفة فهذا يعني مدى تطبيقها لأوامر الشرع و تحقيقها له حتى تنال الصفة المطلوبة منها من الشهادة على الأمم و تبليغها للرسالة
* اذا كانت منهج و اضفنا لمعناها البينية، فهذا ربما مدخل الى معنى الإعتدال الذي يُقصد به توسط الطرفين ـ و لنقل الاطراف ـ و هذا قد يُعد مزلق لاخضاع احكام الشريعة لقانون البينية و الاعتدال .. و النتيجة معروفة.
4 ـ ثم لنسلم بلزوم البينية و توسط الأطراف باعتبار الجحود و الغلو الذي نخالف فيه بقية النحل .. ففي ملة الاسلام مع وجود فرق مختلفة و مذاهب، ما ماهية الطرفين و الوسط؟؟ و كل حزب بما لديهم فرحون
هذه بعض من التساؤلات .. نرجو أن نجد عند من له علم جواب
و جزاكم الله خير
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 05:01]ـ
ماقاله المفسرون في معنى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" لا يختلف عن معنى مفهوم الوسطية الصحيح الذي يقوله الربانيون
فالعدل كلمة تشمل كل ما قاله ابن تيمية
والله أرسل الرسل بالعدل والعلم" لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ( http://www.maxforums.net/showthread.php?t=69670)"
والتوسط بين النقيضين الخاطئين من سمات العدل
لكن ليس كل ما كان وسطا بين طرفين فهو عدل بالضرورة
إذ قد يكون طرفا لغلط ثالث
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 11:43]ـ
بارك الله تعالى فيكم ..
مفهوم الوسطية إن كان يقصد به التوسط بين أهل الغلو وأهل التساهل فهو بمعناه حق ..
لكن مفهوم الوسطية الآن يختلف من طائفة لأخرى!
والذي يتمسك به الآن وينادي عليه أكثرهم من أهل الضلال!
فمن الناس من يرى الوسطية هي البعد عن التكفير والتضليل، حتى ولو كان يدعوا من دون الله عز وجل أحدًا!
ومنهم من يراها أنها التوسط بين الأشاعرة والسلفية!، ومنهم من يراها: التوسط بين أهل السنة والشيعة!!
وبالأصح عندهم هي: تحكيم العقل على كل شىء يخص الإسلام ليخرج في صورة الوسطية! بغض النظر عن الرجوع إلى الكتاب والسنة!، فإن كانت الوسطية عند الناس كلمة حق، فكثير من أهل الضلال يريد بها الباطل، لكي تكون منهج عقلاني يحكم به على الأفعال والأقوال بعيدًا عن التحاكم للكتاب والسنة! فيسقطون بهذا المفهوم كثير من أحكام الإسلام بحجة أن نشر مثل هذه الأحكام والعمل بها ليست من الوسطية! وهي من الغلو والتشدد!
فلذلك هذا اللفظ فيه من المفاسد ما فيه، وأكثر الذي ينادي به الآن هم أهل الضلال! فيرفع شعار الكتاب والسنة في مقابل من يرفع شعار الوسطية المزيفة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمدمحفر]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 10:22]ـ
من الكتب أيضا في هذا الموضوع وهي كتب قيّمة 1 - الوسطية لعلي محمدمحمد الصلاّبي
2 - وسطية اهل السنة بين الفرق لعبدالله باكريم
والوسطية الحقة هي العمل بما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بمفهوم الصحابة وتابعيهم وعلماء الإسلام كأصحاب المذاهب الأربعة وأصحاب الكتب الستة في الحديث وشيخ والإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والطحاوي والدارمي وابن بطة وابن خزيمة واللالكائي والصابوني المتقدم وغيرهم ممن عرف بوقوفه على الكتاب والسنة ومحاربة البدعة
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 06:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا أختي أشارك معك، فإن كان خيرا فمن الله وإلا فمني ومن الشيطان
ألا يكفي العدل و الخيرية في تعريف الوسطية حتى نضيف إليها البينية، فالعدل في حد ذاته يحقق تلك البينية ثم أن العدل أفضل اذا قلنا أن المصلحة التي قد تخفى علينا أو تظهر أحيانا تقتضي عدم البينية؟؟
بالنسبة للمثال لماذا لا نفكر مثلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تتمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموه فاثبتوا " فالجود بالنفس هو وسطية بمعنى خيرية + بينية بين الحماقة وهي تمني لقاء العدو على ما فيه من العنت، وبين الجبن وهو عدم الثبات؟
الشرع كله وسط سواء بمعنى البينية أو الخيرية ولكننا قد ندرك البينية أو لا، فلا يبقى لنا إلا اتباع الدليل سواء أدركنا الطرفين الذي يعد بينهما وسطا أو لا
أو فلنبق على الأصل وهو العمل بالدليل، تماما كما أننا لابد أن نطيع الله عز وجل سواء أدركنا الحكمة أو لم ندركها.
هل يشفي هذا بعض الغليل فننتقل للسؤال التالي؟(/)
جهود العلامة الشنقيطي في المنطق الأرسطي - للشيخ الفاضل المحقق مختار الطيباوي.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 02:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جهود العلامة الشنقيطي في المنطق الأرسطي
بين نظرية الاكتفاء و ضرورة الارتقاء
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي ّ بعده، وبعد ...
فقد تتبَّعت بعض التعليقات التي تفضل بها الإخوة على انتقادات أخينا الشيخ بدر الدين للمنطق الصوري الأرسطي المشائي [رابط نقد الشيخ بدر الدين للمنطق من هنا ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=18575)..( أبو الأزهر)]، فرأيت أن أثير انتباههم و اهتمامهم إلى بعض العتبات العلمية الفاصلة، التي يحتاجونها في دراستهم لعلم المنطق، حصرا للقضية حتى لا يضيع جهدهم وجهد الأخ بدر الدين سدى [1] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn1) .
وحيث إنه يوجد توجه ــ عند بعض السلفيين ــ لدراسة علم المنطق، إما لشعورهم بحاجة إلى هذا العلم لملأ فراغ معرفي، اعتقادا منهم بصدق قضاياه، وأنه يمكن أن يخدم العلوم الشرعية.
و إما لغرض التسلح بسلاحه لفل حجة من يستعينون به في جدالهم مع السلفيين، في مسائل العقائد و أصول الفقه.
أوـ ربما ــ من باب التّرف العلمي و العقلي، فإن العقليات الملفَّقة قد تخيف البعض و تستهوي البعض الآخر!
ولعل أهم شخصية علمية سلفية كتبت في هذا الموضوع "المنطق الصوري" هو العلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله.
وهذا يحتم علينا ـ كونه سلفيا ـ معاينة عمله هذا معاينة تحليلية علمية، لنر كيف يمكن لنا الاستفادة من هذا العمل الكبير؟
وهل يمكننا إتمامه، و الذهاب به إلى أبعد مما وصل إليه مع الشيخ الشنقيطي؟.
وهذا أمر يمكن أن نتعرف عليه من خلال التّعرف إلى دافع و غرض الشيخ، و قد أشار إليه في بداية بحثه.
قال رحمه الله: ((ولما كان من المتوقع أن يواجه الدعاة إلى الحق دعاة إلى الباطل مضللون يجادلون لشبه فلسفية، ومقدمات سوفسطائية، وكانوا لشدة تمرنهم على تلك الحجج الباطلة كثيراً ما يظهرون الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق، ويفحمون كثيراً من طلبة العلم الذين لم يكن معهم سلاح من العلم يدفع باطلهم بالحق، وكان من الواجب على المسلمين أن يتعلموا من العلم ما يتسنى لهم به إبطال الباطل وإحقاق الحق على الطرق المتعارفة عند عامة الناس [2] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn2) ، حمل ذلك الجامعة على إنشاء كلية الدعوة وأصول الدين.
ومهمتها تخريج دعاة قادرين على تبليغ الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وعلى إفحام وإلزام الدعاة المضللين ببيان ما يصحح أدلتهم ويظهر بطلان حجج خصومهم)). [مذكرة المنطق للشنقيطي]
فهدف الشنقيطي إذًا هو مواجهة من يعاند الحق باستعمال المنطق، فهل يتحقق ذلك بتعلم المنطق لأنه لغة المعاندين العلمية و سلاحهم الجدلي فحسب؟
وهل يستلزم هذا الكلام أن المنطق علم صحيح برمته، أم يلزم منه ـ أيضا ـ تعلم نقد هذا المنطق؟
وما الأفضل لأهل السنة في مواجهتهم المخالفين أن تكون المواجهة بالمنطق الذي يؤيد عقائدهم، و يتماشى معها بانسجام، بحيث أن هذا المنطق نتج عنه إنكار الصفات عند مؤسسيه و ناقليه و شراحه؟!
فهل يملك في طياته خصائص إبطال نتائجه في المعرفة ــ خاصة في العلم الإلهي ــ و يناقض نفسه، فتتأيد به عقائد أهل السنة؟
وهل يعاند المضللون به أهل الحق لسوء استعمالهم له أم أن مقدماته تقود إلى معاندة الشريعة؟
وهل هو المنطق الوحيد، أم يوجد أنواع أخرى أنفع لأهل السنة، و أقرب إلى منهجهم العلمي و المعرفي، مثل: المنطق الاسمي، و المنطق التجريبي، منطق الاستقراء؟
وما الفائدة الأخرى لهذه الأنواع المعارضة لمنطق خصومنا في العقيدة و المعرفة، بمعنى: أليست هذه المنطقيات المباينة و المعارضة للمنطق الصوري هي الثقافة السائدة في العصر الحديث، و بالتالي تمكننا من بسط معرفتنا الشرعية على هذا العصر بدل من سجن أنفسنا ــ تقليدا للمتكلمين ــ في منطق ما قبل التاريخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
و بالجواب على هذه الأسئلة ـ وهو متضمن فيها ـ نستخلص أن عمل الشيخ الشنقيطي في المنطق ليس عملا نهائيا، و الوقوف عنده جامدين عليه له مخاطر شديدة على السلفيين، أبيّن بعضا منها بعد قليل.
قال العلامة الشنقيطي: ((ولا شك أن المنطق لو لم يترجم إلى العربية و لم يتعلمه المسلمون لكان دينهم وعقيدتهم في غنى عنه كما استغنى عنه سلفهم الصالح، ولكنه لما ترجم وتعلم وصارت أقيسته هي الطريق الوحيدة لنفي بعض صفات الله الثابتة في الوحيين، كان ينبغي لعلماء المسلمين أن يتعلموه وينظروا فيه ليردوا حجج المبطلين بجنس ما استدلوا به على نفيهم لبعض الصفات، لأن إفحامهم بنفس أدلتهم أدعى لانقطاعهم وإلزامهم الحق.))
قلت: هذا الكلام الجيد و المتين و إن استلزم ــ في المقام الثاني ــ ضرورة الاستجابة لهذه الحاجة، و تعلم المنطق لحفظ الحق من الشبهات العقلية، و الدعوة إليه بالتجاوب مع الواقع من خلال الاطلاع على لغة المخالف العلمية و مصطلحاته الخاصة.
فإنه في المقام الأول يقرر حقيقة بالغة الأهمية وفاصلة في مصدر المعرفة وطرقها، وهي أن الدين الإسلامي دين كامل مستغن بنفسه عن المنطق الصوري.
و هذا يستلزم أن هذا الاستغناء ليس لأن المعرفة البشرية معرفة منفصلة عن بعضها البعض، أو غير متجانسة الموضوعات، لأن ما يقرره الإسلام يبحث فيه الفلاسفة بقانون المنطق الصوري.
وهذا يستلزم ضرورة أن مصادر التلقي: الكتاب و السنة تحمل منهجا معارضا مناقضا للمنطق الصوري، أو في أقل الأحوال مستقلا عن غيره.
هذا هو البحث الواجب على علماء الإسلام: استخراج هذا المنهج و استنباطه، ثم صياغته في شكل علم بديل للمنطق، هو منهج البحث الإسلامي، وطرق الاستدلال القرآنية، وهذا ما سنعرفه عندما نتكلم عن أصالة التفكير الإسلامي.
وعليه، فإن نقد الشيخ بدر الدين للمنطق الصوري لن يكون نقدا هداما فقط، بل يحمل كذلك البناء و الإنشاء، بالإشارة إلى طرق الاستدلال و الاستنتاج القرآني الخالصة، وطرق الاستدلال و الاستنتاج في أنواع المنطق الأخرى، التي توافق منهجنا، ولا تعارضه.
إن كلام العلامة الشنقيطي يلزم علينا أن نفرق فرقا جوهريا بين تكميل عمله وبين ترديد أقواله، و الوقوف حيث وقف دون فهم للتبعات.
ذلك أن الترديد في العلم هو نظم الكلمات دون تصور معانيها، و بالتالي نأخذ ما نسمعه أو نقرأه من دون معرفة مدلوله بالضبط، وهذه هي اللفظية في العلم التي نحاول ما استطعنا اجتنابها.
ثم إن استكمال عمل الشنقيطي يقودنا إلى التفريق بين مهمتين علميتين:
1ـ مهمة الباحث الذي يسعى إلى اكتشاف المجهول بالنسبة له " علم المنطق" بطريقة منهجية موضوعية يقصد من خلالها إثراء المعرفة الشرعية بإضافة ما يفيدها أو دفع ما يناقضها، و تبريرها، و الجدال عنها.
ـ و مهمة الناقل و الشارح المحصورة في ترديد كلام السابق، و شرح معانيه؛ لاختلاف الوظيفتين.
ولا شك أن الإخوة لا يختلفون معي في أن عمل العلامة الشنقيطي عمل ناقل و شارح، بغض النظر عن شرحه إن كان مطابقا لتطلعات طلبة العلم المتفاوتة أم لا؟
فهل يمكننا أن نتعلم المنطق الصوري دون أن يؤثر علينا سلبا؟
وهل نملك الخلفية العلمية الشرعية الكافية، و الكفاءة الثقافية اللازمة للشعور بهذا التأثير و التنبه له؟
هذا ما سنعرفه في هذا المقال بإيجاز
الخروج من التعتيم العلمي و الضبابية المنهجية:
يلاحظ من يتتبع العلوم المنطقية و الفلسفية، وله عناية بالتّعرف على المذاهب الفكرية المعاصرة أو الحديثة، أنه يوجد فرق معرفي شاسع بين الجامعات الإسلامية و جامعات العلوم الإنسانية ـ في هذا المجال ـ.
فالجامعات الإسلامية تدرِّس المنطق الصوري كما وقف عنده المتأخرون من شراحه، كأنما كُتب عليهم الجمود على تلك الفترة؟!
بينما الجامعات التي تدرِّس العلوم الإنسانية تدرِّس المنطق الصوري عبر جميع مراحله، من تاريخ نشوئه الأرسطي إلى مرحلته الإسلامية، ثم مرحلة القرون الوسطى، ثم صورته في العصر الحديث.
و تدرِّس إلى جانبه أنواع أخرى من المنطق طلقت المنطق الصوري وزيّفت بنيته الفكرية نهائيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل: المنطق الرواقي و الاسمي و الاستقرائي و الرياضي، و مختلف التفاعلات بينها، إضافة إلى تدريس علم مناهج البحث، و الابستيمولوجيا بنوعيها العامة و التكوينية& shy;[3] (http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn3) .
و النتيجة أن المتخرج من هذه الجامعة يعيش معرفيا في هذا العصر، قد تحكّم في ثقافته، يدعو إلى مذهبه الحداثي العلماني أو الماركسي الإلحادي.
بينما المتخرج من الجامعة الإسلامية قد توقف عقله عند منطق الأخضري، فعندما ينزل الساحة العلمية يمكن له أن يناقش أشعريا أو رافضيا لاشتراكهم في هذا المنطق، ولكن لا يمكنه مناقشة الآخر للفارق المعرفي المنطقي بينهما.
حتى في مجال الاصطلاح هو مغيّب، لأن المصطلحات تطورت، فيعيش معزولا عن مواجهة العلماني الحداثي و الماركسي، وحملات الإنسية في العالم الإسلامي، يراد له أن يبقى في حوار دائم ومغلق مع الأشعري، أما الحداثي فليس له أن يواجهه!
ويمكنك تحسّس هذا الأمر بزيارة المكتبات التي تبيع الكتب الفلسفية و المنطقية و كتب الفكر المعاصر، و التّعرف على بعض روادها، وفتح باب النقاش معهم فستعرف فكرهم، ومجال نشاطهم، و حقيقة قوتهم في مختلف زوايا المجتمع، وكيف ينظرون إلى أهل الدين.
إن التعتيم العلمي على علماء الشريعة المقصود منه تغييبهم عن التجاوب مع الواقع الذي يتعامل بثقافة أخرى، ولغة أخرى" مصطلحات أخرى"، و فكر آخر.
وعليه، فإنكم عندما لا تغلقوا على أنفسكم في منطق الشنقيطي و الأخضري فتغرقوا في فكر و عقلية إسلامية ـ في هذا المجال ـ توقفت عن النظر و التفكير في القرون الغابرة، و تقطعوا الصلة المعرفية بينكم و بين هذا العصر الحديث المصطبغ بمذاهب فكرية تحارب جوهر الإسلام، من خلال الخروج إلى آفاق أوسع لتعرفوا تاريخ المنطق، و كيفية دخوله العالم الإسلامي، ومراحله عند المسلمين و غيرهم،وموقف المسلمين منه،بأن تطالعوا مثلا (مناهج البحث) لسامي النشار، الفصل الخاص بنقد المسلمين للمنطق الصوري.
وكذلك كتاب الدكتور محمود اليعقوبي (ابن تيمية و المنطق الأرسطي).
ورغم أنهما أشعريان [4] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn4) فقد دفعتهم الحاجة الملحة إلى تكذيب دعوى المستشرقين بأن المسلمين لم يقدموا للبشرية في مجال البحث العلمي أي جديد، و أنهم ليسوا إلا مرددين لعمل اليونان، وذلك بالانبهار بنقد ابن تيمية للمنطق، و تثمينه، و إعطائه قيمته العلمية الحقيقية، و أنه أهم و أقوى عمل إسلامي يدل على أصالة التفكير الإسلامي، لأن الدفاع عن هذه الأصالة يشترك فيها كل أهل السنة.
وبذلك تسعون لبسط المنهج العلمي السلفي الأعلى (في نظرية المعرفة) على ثقافة العصر، وكذلك الانسجام بين مصدر التلقي وطرق التلقي، فمعارفنا سمعية بالدرجة الأولى ـ و إن دل على بعضها العقل ـ و دور العقل تأكيدها لا التشكيك فيها، و ليست عقلية يؤكدها السمع.
إن أصالة التفكير الإسلامي تعني عدم التسول الفكري على الأمم، خاصة الوثنية منها، فالمنطق الصوري بكل أشكاله الملخَّصة و المختزلة يتعارض مع المنهج المعرفي الإسلامي.
و الأصالة الفكرية تعني الامتناع عن التقليد الذي يؤدي إلى زوال الشخصية، و الاندماج في ثقافة الغير: مباشرة أو من خلال الوسائط.
إن خلو المناهج التعليمية لعلم المنطق من منهج علمي رصين يقوم على قواعد شرعية ثابتة، تشكل بديلا لطرقه و مبادئه، هو أعظم ما سبب الانتحاء الفكري و العقائدي لبعض المسلمين، ممن كانوا أبرع منا في هذا المجال.
فبعض المسلمين تحت وطأة و تأثير عوامل دعوية وعلمية معيّنة توجه فكره نحو المنطق الصوري فذاب فيه أو كاد، أو نحو ناحية واحدة من حاجياته العلمية، و أغفل معها بقية الحاجات الأخرى.
وهذا الانتحاء الفكري للبعض بالتوجه نحو الفكر الفلسفي و التّسول عليه، قد يكون بسبب عدم تعرفه على بديل مقابل عند المسلمين بسبب غياب الفحص و التمحيص، والعزلة الفكرية عن أحوال هذا العالم، وهذا العصر.
فلم يوجدوا بديلا علميا قويا يجبر النقص في مواجهة المخالف، ويزيل عنهم الغربة العلمية إلا هذا الانتحاء نحو الفكر المنطقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن انضباط المسلمين في فهم القرآن و السنة ـ خاصة في مجال العلم الإلهي ـ و تفسيره بالدلالات الأصلية، و السياق الأول عند السلف، إنما اقتضاه إيمانهم بأن هذا القرآن هو وحي من الله، لا يحتاج إلى غير العلوم النبوية، فلا مجال لمعرفة الله، و ما يتعلق بهذه المعرفة من مصادر تلقيها، و طرق تلقيها و فهمها، غير علم النبوة.
و أن المسلمين باستنباطهم علم الحديث، و بنائه بناء كاملا أكدوا أن لا يقين حقيقي في العلم الإلهي، في مواده وصورته إلا في الخبر النبوي الصحيح.
ومن هنا أنكر فقهاء الحديث، و الفقهاء المتيقظون تطبيق آليات علم المنطق على النص الشرعي، سواء في أصول الدين، أو في أصول الأحكام و الأحكام.
إننا لا يجب أن نساير الخطأ الشائع عن إمكانية تخليص المنطق من أصوله الميتافيزيقية، و الخطأ الشائع بأنه قد ينفعنا في فهم الشريعة، أو الدفاع عنها دفاعا متكاملا من دون عثرة لا يكون لها صدى على إيماننا و تمسّكنا بشريعتنا.
إني إذ أقول هذا فأقصد تنبيه وعيكم بالمنهج العلمي السلفي، و أنه يستلزم أن يكون لدينا نموذجا فكريا معرفيا واحدا، كما كان عند السلف الصالح.
ألم يواجه الصحابة في الفتوحات الفرس و الهنود و الرومان الفلاسفة، و أدخلوا إليهم الإيمان الإسلامي، و كذلك منهج المعرفة الإسلامي.
إننا عندما نعتقد صلاحية المنطق الصوري لعلومنا الشرعية لفهمها، أو الدفاع عنها، دون أن يستتبع ذلك وعيا و طلبا لطرق نقضه، يستلزم ذلك استخفافا فكريا بمنهجنا العلمي المعرفي، و تلفيقا في هذا المنهج، لأن التلفيق هو ضم فكر إلى آخر وربطه به لعدم إدراك التنافر بينهما.
أصالة التفكير الإسلامي في مجال البحث و الاستدلال:
ولإدراك العمل السلفي العميق في المعرفة، خصوصا في المنطق، وأن السلفيين ليسوا ظاهرية وحرفية كما يزعم البعض، بل هم من يمثِّل أصالة التفكير الإسلامي ـ على الرغم أن الفلاسفة أدركوا هذا، في حين أن كثيرا من السلفيين لم يدركوه! ـ فهذه نبذة عن أصالة التفكير الإسلامي، و أسباب رفض المنطق الصوري إن كان تعرّفا عليه من غير نقد له.
يقول الدكتور محمود اليعقوبي [5] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn5) في (ابن تيمية و المنطق الأرسطي: ص:260):
((إننا نوافق الدكتور إبراهيم مدكور عندما يقول:" إن المنطق العربي في ترتيبه وفي مسائله نسخة مطابقة للأصل من منطق أرسطو" [أرقانون أرسطو ص:268] كما نوافق الأستاذ فان دن برغ عندما يرى في تقديمه لكتاب إبراهيم مدكور أن أنصار أرسطو من المسلمين:" قد جعلهم تعلقهم بأرسطو يعتبرون آراءه المنهج لوحيد الذي يمكن للفكر أن ينتهجه و يهملون كل ما خالف ذلك"، إن كان الأول يريد المنطق الذي كتبه المشاؤون العرب، و إن كان الثاني لا يجعل من جميع النظار المسلمين أنصارا لهذا المنطق، و إلا فإن البحث الذي قمنا به يثبت غير ما يذهبان إليه.
فإذا كان لا يمكننا أن ننكر أن جميع من كتب من المسلمين باللغة العربية في المنطق لم يخرجوا عن الحدود التي رسمها أرسطو، و أن المتأخرين منهم قد اكتفوا بتجريد منطق المشائين من الميتافيزياء التي تبطنه، فإنه لا جدال في أن هؤلاء لا يمثلون جميع أصناف الطالبين المسلمين، ولا جميع الذين تحدثوا في المنطق، بل كان إلى جانب هؤلاء المعجبين بالفلسفة اليونانية عامة، و المنطق المشائي خاصة، طائفة من النظار الإسلاميين لم يقبلوا هذه الفلسفة، لأن أصولها مخالفة لأصول العقيدة الإسلامية، ولم يستسيغوا هذا المنطق، لأنه من جهة أداة لهذه الفلسفة، ولأنه من جهة أخرى مبني على بعض أصول هذه الفلسفة، فكأنه جزء منها، هذه الطائفة هم طائفة الفقهاء الذين يؤهلهم عملهم و علمهم لاستنباط الأحكام الشرعية غير المنصوص عليها، فهم بمقتضى وظيفتهم مدعوون للنظر و التفكير و ملزمون بتحري الإصابة فيهما، مما جعلهم منذ فجر الإسلام يسلكون طريقهم إلى مطالبهم بما كانوا يجدونه في أنفسهم من قدرة فطرية على الجمع بين المتماثلين و التفريق بين المختلفين في الحكم، وقد كان هذا المبدأ الفطري كافيا لإجراء الاستنباطات الفقهية، لكن عندما انتشر المنطق المشائي بين المسلمين لسبب أو لآخر منذ بداية القرن الثاني الهجري، و أخذ بعضهم يستعملون اصطلاحاته و بنيات أحكامه، وصور استدلالاته الصناعية، وجد
(يُتْبَعُ)
(/)
الفقهاء أن هذه البنيات مؤسسة على خصائص اللغة اليونانية، و أن هذه الاستدلالات مستمدة من أصول الميتافيزياء اليونانية، ووجدوا أن استعمال القياس الحملي القائم على الوجود الذهني و الذي يعده أصحابه سبيلا وحيدا إلى العلم، لا يصلح لأن تعالج به نصوص الشريعة الإسلامية التي تتحدث عن أشياء عينية، و التي تستدل على الشيء بملازمه، ولم يكن هذا التعارض مدعاة للنفور من المنطق المشائي فحسب، بل كان موجبا للتنفير منه عندما راح أنصاره يدعون له الكلية و الانفراد بتحصيل العلوم، ولا سيما عندما اتخذوه وسيلة للطعن في المعارف النقلية، وجعلوا المعارف العقلية معيارا للعلم عامة، و قد كانت بداية ظهور هذا التعارض بداية لظهور النفور و التنفير من الفلسفة اليونانية، ومما كان مدخلا إليها وهو منطقها، وهذا ابتداء من القرن الثاني الهجري، على لسان الأئمة المجتهدين ثم على لسان الفقهاء الذين اقتفوا آثارهم حتى العصور المتأخرة.
إذ ـ بعد نشر كتاب"صون المنطق و الكلام " للسيوطي، ونشر كتابي ابن تيمية" نقض المنطق"و"الرد على المنطقيين" و نشر كتاب " مناهج البحث عند مفكري الإسلام" للدكتور علي سامي النشار ـ لم يعد بإمكان أحد أن يوافق الدكتور إبراهيم مدكور عندما يقول:" لم يعش هؤلاء الفقهاء في عزلة مما حولهم بل قد تأثروا بالفلسفة اليونانية ولاسيما "الأرغانون" الذي وجدوا فيه طرقا صالحة لأبحاثهم الفقهية ":70] إن كان يريد جميع الفقهاء من دون استثناء.
إذ لا حجة له ولمن يرى رأيه في موقف الإمام ابن حزم الأندلسي الذي كان من السابقين إلى نعت المنطق ومدحه إلى حد التوكيد بأن:" من جهله خفي عليه بناء كلام الله عز وجل مع كلام نبيه صلى الله عليه وسلم وجاز عليه من الشغب جوازا لا يفرق بينه و بين الحق ولم يعلم دينه إلا تقليدا و التقليد مذموم" [6] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn6)[ التقريب لحد المنطق ص:3] باستثناء السلف الصالح الذين متعهم الله بذكاء الذهن و سعة الفهم ومكنهم من فوائد علم المنطق".
و إذا كان الإمام ابن حزم لم يعدم من يعزز رأيه من كبار الفقهاء و أئمة الإسلام من أمثال الإمام الغزالي الذي يجعل هو الآخر من المنطق مقدمة لكل علم ["المستصفى" {10/ 1}] بما في ذلك علم أصول الفقه، فإن ذلك لا يسوغ للدكتور إبراهيم مدكور أن يقول:"إن علماء الكلام و الفقهاء الذين جاؤوا من بعده [الغزالي] قد اقتصروا على اقتفاء أثره ومواصلة عمله" لأن تاريخ كل من علم الكلام و علم الفقه مرصع بمواقف النقد التي عبر بها بعض المتكلمين و بعض الفقهاء عما لا يقبلونه من مسائل فلسفة اليونان و منطقهم المخالفة لأصول عقيدة الإسلام و شريعته.
فلقد تبين لنا في غضون هذا البحث أن كثيرا من الفقهاء ما فتئوا يعيبون الفلسفة اليونانية و ينفرون الناس منها منذ أن عرفوا مخالفتها للشريعة الإسلامية، وهذا من عهد الإمامين مالك و الشافعي إلى العصور المتأخرة، كما أنهم نفروا من المنطق الذي نشأ في أحضان هذه الفلسفة ونفروا الناس منه على أساس أنه مدخل إليها، وليس نقد ابن تيمية للمنطق المشائي سوى صورة من صور مناهضة هذا المنطق التي بدأت قبل ابن تيمية و لم تتوقف بعده.
إلا أن نقد ابن تيمية ليس مثل الانتقادات التي سبقته ولا التي تلته، لأنه جاء نقدا مذهبيا، له أصوله و تصوراته، فكان شاملا مفصلا، بينما كانت الانتقادات الأخرى جزئية أو مقتضبة، و لأنه لم يكن نقدا سلبيا فقط، بل كان نقدا إيجابيا أيضا.
فهو يرى أنه ليس صحيحا أن التصورات غير البديهية لا تنال إلا بالتعريف، لأن التعريف يعتمد على معرفة الصفات الموجودة في الشيء المراد تعريفه، وهي لا تعرف إلا بالحواس الظاهرة أو الباطنة، فلا تكون بالتالي مفتقرة إلى الصياغة اللفظية التي يستمد منها التعريف كيانه، ويرى انه ليس صحيحا أيضا أن يكون الغرض من التعريف هو تصور ماهيات الأشياء، لأن الأشياء لا تعرف بما تتشارك فيه بل بما يختص به كل واحد منها و بما ينفرد به دون سائرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا يرى أن الغرض من التعريف إنما هو تمييز الأشياء بعضها من بعض لأن العبرة في ذلك تكون بما عليه الأشياء في الوجود الخارجي كما يحصل في التجربة الحسية و ليس بما هي عليه في الوجود الذهني المتمثل في حصول المعنى الكلي الذي تزول منه خصائص الأشياء، ومادام هذا التمييز يمكن أن يحصل بصفة واحدة خاصة بالشيء أيا كانت، فإنه لم يعد ضروريا اشتراط وقوع التعريف بالجنس القريب و الفصل النوعي كما يزعم المشاؤون.
كما يرى انه ليس صحيحا أن التصديقات لا تكون إلا بالقياس الشمولي المعتمد على القضية الكلية، لان القضية الكلية لا تحصل في الذهن إلا بواسطة الاستقراء الذي يؤول في حقيقة أمره إلى قياس التمثيل الذي يحكم فيه على الشيء بحكم مثله، فتكون القضايا الجزئية كما تحصل في التجربة الحسية أصلا للمعارف الجزئية التي نظرا لتماثلها يمكن جمعها في صيغة واحدة هي القضية الكلية فتكون القضية الكلية نهاية للاستنتاج و ليست بداية له.
و ليس صحيحا أيضا أن القياس الشمولي هو السبيل الوحيد إلى تحصيل اليقين لأن اليقين سببه مادة القياس، وبما أن النفس أسرع إلى التصديق بالقضايا الجزئية العينية منها إلى التصديق بالقضايا الكلية، فقد باتت القضايا الجزئية كما تحصل في التجربة الحسية أصلا لكل يقين و مصدرا لكل معرفة، وعندئذ لا يعود قياس التمثيل دون قياس الشمول مرتبة و قدرة على إفادة العلم عند اتحاد المادة بينهما.
ووجدنا أن ابن تيمية يلاحظ أن القياس الشمولي لا يصلح للعلم بالموجودات الجزئية الفيزيائية أو الميتافيزيائية كواجب الوجود، لان مبناه على المعاني الكلية التي لا وجود لها إلا في الذهن، والوجود في الأعيان أصح من الوجود في الأذهان و أفضل منه.
و يرى أن جميع أنواع الاستدلالات من قياس و استقراء و تمثيل إن هي إلا صور مختلفة لاستعمال مبدأ أساسي في كل استدلال هو مبدأ اللزوم الملاحظ بين طرفين احدهما اللازم و الآخر الملزوم، فيكون إدراك التلازم بين الشيئين أو الواقعتين كافيا لإحداث العلم بأحدهما عند العلم بالآخر، وللإيحاء بأن احدهما علة في الآخر، و يكون الاستدلال قائما على العلم بالعلة الذي هو علم فطري.
فلا يكون من الضروري إيراد الدليل في صورة القياس الشمولي بل يمكن الاستدلال بالعلة على المعلول، و بالمعلول على العلة استدلالا مباشرا بدون استعمال القضية الكلية و علاقة التداخل، مادامت علاقة التلازم مغنية عن كل ذلك.
وهذا ما جعل ابن تيمية يجد في إثبات ما أنكره المشاؤون دائما وهو أن تكون سلامة الفطرة مغنية عن تعلم صناعة المنطق، إذ مبادئ العقل لا يكتسبها الإنسان بموافقة المشائين، لأنها أساس كل اكتساب وكل حركة يقوم بها العقل، وهي في نفس الوقت أساس المنطق الصناعي، فسلامة الفطرة هي التي تجنب المستدل الوقوع في الخطأ و إن كان غير عارف بقواعد صناعة المنطق، وفساد هذه الفطرة هو الذي يوقع المستدل في الخطأ، و إن كان عارفا بقواعد المنطق، إذن فالعبرة في سلامة الاستدلال إنما هي بسلامة الفطرة لا غير، و هذا أمر يؤكده السلوك العفوي لدى جميع الناس حتى العارفين بالمنطق منهم، فهم لا يستعملون تقنيات القياس في التفكير، بل في تحليل هذا التفكير بعد وقوعه مما يتبين معه أن فائدة المنطق الصناعي فائدة نظرية لا غير.
و قد تبين لنا أيضا أن شيخ الإسلام قد ألح على وجود قدرة فطرية لدى الإنسان بما هو إنسان، يستطيع بها الجمع بين المتفقين و التفريق بين المختلفين و بالتالي إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه بحسب ما يجد ذلك في تجربته الحسية الظاهرة أو الباطنة، وليس في كل استدلال إلا الجمع بين المتفقين و التفريق بين المختلفين فيكون الإنسان مزودا بمنطق فطري ليس المنطق الصناعي سوى صورة نظرية له ينحل إليها التفكير ولا يتولد منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجدنا ابن تيمية يدافع دفاعا واعيا عن المنطق الطبيعي الذي يعمل بمقتضى أصوله العقل السليم، والذي لم يعمل المشاؤون ومن قبلهم المعلم الأول إلا على تعقيده و إلباسه لباسا غير طبيعي من المصطلحات و الصور التقنية، متى عمل المستدل على الالتزام بها اضطرب تفكيره و تعثر تعبيره فيكون المنطق الصناعي أداة لتقييد الفكر، لأن الغرض منه هو النظر في مفرداته لمعرفة الصلات الموجودة بينها، ولمعرفة أسباب لزوم بعضها من بعض أو عدم لزومه، في حين أن المنطق الطبيعي أداة لإحداث التفكير و إجرائه، بل لانبثاقه بصورة عفوية.
فلم يعد المنطق الصناعي في نظر شيخ الإسلام سوى تشويه للمنطق الطبيعي، و إخراج لقوانين الفكر الطبيعية من مجراها السهل إلى مساقها الوعر.
وعندئذ استقر رأي ابن تيمية على أن ما ظنه المشاؤون انه الصورة الوحيدة التي يمكن أن يتصور بها الفكر البشري ليس هو في الحقيقة سوى صورة ضيقة من صور المنطق الطبيعي الكثيرة العدد و الواسعة المجال، فهي تختلف باختلاف المطلوب و باختلاف حاجة المستدل إلى ما يصل به إليه، فقد يكون الدليل على المطلوب قضية واحدة، أو قضيتين أو ثلاثا أو أكثر من ذلك، فأوضاع المستدل هي التي تحدد نوعية الدليل و عناصره و لا تكون الشروط التي وضعها المشاؤون للقياس إلا شروطا أملتها عليهم طبيعة التصورات الميتافيزيائية التي تولدت لديهم من اعتقاداتهم نوع المشاكل التي تولدت من هذه التصورات.
ومن هذه العلاقة الثابتة بين المنطق و الميتافيزياء التي تبيناها من مختلف المنعطفات في تاريخ المنطق و التي ربط شيخ الإسلام بمقتضاها نقده للمنطق المشائي بالميتافيزياء المشائية، وجدنا أن دفاعه عن المنطق الطبيعي إنما اقتضاه منه هو الآخر دفاعه عن تصوراته الميتافيزيائية و الاعتقادية.
و إلى جانب كل هذا و جدنا شيخ الإسلام في نقده للمنطق المشائي قد اعتمد أصولا اعتمدها فيما بعد فلاسفة انضووا تحت لواء مذهب شامل تسمى بالمذهب التجريبي EMPIRISME الذي يجعل من التجربة الحسية مصدرا لكل ما في ذهن الإنسان من صور ومعان، فهو يرد التعريف إلى معرفة الصفات الحسية كما يرد الاستدلال إلى اللزوم الذي يكون بين شيء و آخر، وظاهرة و أخرى، مما يوحي بان يكون أحدهما علة للآخر، وهو في كل ذلك يجعل المعرفة الضرورية أصلا للمعرفة النظرية، ويرى أن المعرفة الحسية أسرع إلى القبول من المعرفة النظرية، وهو في كل هذا يعمد إلى أصل يشكك به في آراء الخصم بما لا يمكن الشك فيه وهو بداهة التجربة الحسية المتوفرة لدى جميع الناس بمقتضى فطرتهم.
ومهما كانت النزعة التجريبية الحسية شائعة بين النظار الإسلاميين عامة، فإن ابن تيمية يبقى هو الوحيد الذي اعتمدها مذهبا معرفيا و فلسفيا في نقده للمنطق المشائي وهو الوحيد الذي جعل من التجربة الحسية مظهرا لفطرية الدين الإسلامي و معيارا لرد جميع الآراء التي لا تقبلها الفطرة السليمة.
وفي الأخير وجدنا ابن تيمية منفردا في طبيعة عمله و في جلالة هذا العمل، لأنه تفرد بالجمع بين المعرفة بالشريعة الإسلامية و منطقها و بالفلسفة المشائية و منطقها، وبالروح النقدية ولم يبد لنا أن هذه الخصال الثلاث قد اجتمعت لأحد ممن سبقه أو تبعه من الذين عابوا المنطق المشائي، فبعضهم حرمه و بعضهم أوجبه دون أن ينتبه فريق منهم إلى أن المنطق الصناعي لا يمكن تحريمه لأنه يتبطن منطقا طبيعيا فطر الله الناس عليه، ودون أن ينتبه الفريق الآخر إلى أن ما أوجبوه هو تحصيل لحاصل، لأن الله غرز أصول هذا المنطق في فطرة الإنسان، ولذلك بقي نقد ابن تيمية للمنطق المشائي مفتقرا إلى عالم بالشريعة عارف بأساليب التفكير الفطري و صوره الصناعية، متشبع بالروح النقدية حتى يستطيع مواصلة عمل قام به الفقهاء و علماء الكلام الذين جدوا في حماية عقيدة عرفوا بساطتها فنفوا عنها التعقيد و أدركوا صحتها فابعدوا عنها عناصر الفساد، وشعروا بالخطر يتهدد أصالتها، و بالسموم تدب في أوصالها مما كانت تتجرعه من مناهل المعرفة التي كان الصراع من أجل البقاء يوجب عليها ورودها، والتي فتحتها سماحتها على آفاقها جميعا، فهبوا يذودون عنها بسلاح يفل كل سلاح ولا يفله سلاح، هو سلاح الفطرة التي لا يستطيع الإنسان ولو حاول الانسلاخ عنها، بذلك نقدوا الفلسفة المشائية وردوا منطقها و بذلك نقد ابن تيمية
(يُتْبَعُ)
(/)
منطق المشائين نقدا لم يبلغ أحد من الفقهاء أو من علماء الكلام شأوه فيه، لأنه نقد مذهبي قصد به صاحبه على حماية أساليب التفكير الإسلامية و بيان أهميتها و مكانتها بين أساليب التفكير الأخرى فيكون بذلك قد دافع عن الفطرة بمنطق الفطرة".
هذه كانت شهادة اليعقوبي وهو أستاذ في الفلسفة، وهناك شهادة علي سامي النشار، وغيرهما.
و المقصود من هذا أن مناهج الجامعات الإسلامية فيما يخص المنطق الصوري متخلفة كثيرا عن مناهج جامعات العلوم الإنسانية، و لذلك نرى مثل هذه البحوث من أساتذتها، بينما لم نر من علماء الشريعة فيما يخص المنطق إلا جمودا على منطق تخلصت منه البشرية، وصار عندها نوعا من الفكر البدائي، لولا تحررها منه لبقيت متخلفة في مجال العلوم التقنية وغيرها.
نعم لا تزال هناك قلاع للمنطق الصوري في العالم الإسلامي، لكن عند من؟ عند الرافضة،لأن منهجهم العقلي العقائدي بعد صدر المتألهين الشيرازي، ومنذ فترة نصير الدين الطوسي يعتمد كلية على ابن سينا، فهم بحاجة إلى استدامة المنطق المشائي الذي يتماشى مع عقيدتهم و باطنيتهم.
كما لا يزال المنطق الصوري عند بعض الأشاعرة لنفس العلة و السبب.
أمثلة على فساد مواد المنطق:
قال الشنقيطي: ((وجئنا بتلك الأصول المنطقية خالصة من شوائب الشبه الفلسفية فيها النفع الذي لا يخالطه ضرر البتة لأنها من الذي خلصه علماء الإِسلام من شوائب الفلسفة ......
ومن المعلوم أن فن المنطق منذ ترجم من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية في أيام المأمون كانت جميع المؤلفات توجد فيها عبارات واصطلاحات منطقية لا يفهمها إلا من له إلمام به، ولا يفهم الرد على المنطقيين في ما جاؤوا به من الباطل إلا من له إلمام بفن المنطق.
وقد يعين على رد الشبه التي جاء بها المتكلمون في أقيسة منطقية فزعموا أن العقل يمنع بسببها كثيرا من صفات اللّه الثابتة في الكتاب والسنة، لأن أكبر سبب لإِفحام المبطل أن تكون الحجة عليه من جنس ما يحتج به وأن تكون مركبة من مقدمات على الهيأة التي يعترف الخصم المبطل بصحة إنتاجها.)).
قلت: هذا صحيح إلى حد ما، ويستغله في هذا القدر من أحكمه و أحكم نقده، و إلا وقع له ما وقع للمتكلمين أخذوا به للرد على الفلاسفة فانتهى بهم الأمر إلى القول ببعض قولهم، وقد كانوا نظارا بارعين، ومع ذلك لم يسلموا منه، لأن الإقرار بصحة مقدمة ـ لمن كان يعي ما يقول ـ تستلزم طردها، فإن لم يكن له منهج علمي يوازي المنطق في مستوى الإدراك العقلي تأثر به لا محالة، إلاّ أن يكون مقلدا لا يعلم مدلولات الأشياء على حقيقتها، فيجمع بين المتناقضات.
فلو أخذنا مثلا مسألة المجربات و المتواترات فإن المناطقة يرون أنها لا تصلح للاحتجاج بها على الغير لأنها غير يقينية، ولا تفيد العلم إلا عند أصحابها!
فهي ـ عندهم ـ مختصة بمن حصلت له، لا تصلح أن يحتج بها على الغير، وهذا غير صحيح، لأن الحسيات يحصل فيها الاختصاص و الاشتراك، ذلك أن الاشتراك قد يكون في عين المعلوم المدرك، وقد يكون في نوعه، فالناس تشترك في رؤية الشمس و القمر، وهذا اشتراك في عين المعلوم المدرك.
وتشترك في معرفة الجوع و العطش و اللذة و الألم، وهذا اشتراك في نوعه. فالمعنى الذي ذاقه هذا الشخص ليس هو المعيّن الذي ذاقه الآخر، إذ كل إنسان يذوق ما أحس به، و لكن الناس يشتركون في معرفة جنس ذلك.
كما يشترك أهل مدينة في سماع الرعد أو رؤية البرق، ولكن هذا الرعد و البرق في هذه المدينة أو هذا الشهر هو غير الرعد و البرق في المدينة الأخرى أو الشهر الآخر، فلاشتراك يكون من جهة في عين المدرك، ومن جهة أخرى في نوعه.
فكثير من المحسوسات المعروفة بالرؤية تكون في بلد، ولا تكون في بلد آخر فتكون لمن رآها مرئية مشهورة، و يعلمها من لا يراها بالخبر، و ذلك الخبر قد يكون المشتركون فيه أكثر من المشتركين في الرؤية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعدم العلم ليس علما بالعدم، و عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود، فإذا لم يعلم المناطقة بذلك لم يكن هذا علما منهم بعدمها أو عدم علم غيرهم بها، فلا يوجد دليل عقلي ينفي هذه المتواترات، غاية ما عندهم أنه لا يوجد في صناعة المنطق ما يدل على وجود المتواترات،لأن أرسطو لم يكن عنده علم بالوحي و بأخبار الأنبياء المنقولة بالكيفية التي نقلت بها عند المسلمين، ولكن الذين اتبعوه من المسلمين قلدوه من غير بصيرة.
فتبيّن أن القضايا الحسية والمتواترة والمجربة قد تكون مشتركة، وقد تكون مختصة، فلا معنى للفرق بأن هذه يحتج بها على المنازع دون هذه.
يقول ابن تيمية: ((ثم هذا الفرق مع ظهور بطلانه هو من أصول الإلحاد والكفر فان المنقول عن الأنبياء بالتواتر من المعجزات وغيرها يقول أحد هؤلاء ـ بناء على هذا الفرق ـ:هذا لم يتواتر عندي فلا يقوم به الحجة على، فيقال له: اسمع كما سمع غيرك، وحينئذ يحصل لك العلم.
وإنما هذا كقول من يقول: رؤية الهلال أو غيره لا تحصل إلا بالحس، وأنا لم أره فيقال له: أنظر إليه كما نظر غيرك فتراه إذا كنت لم تصدق المخبرين.
وكمن يقول العلم بالنبوة لا يحصل إلا بعد النظر، وأنا لا أنظر، أو لا أعلم وجوب النظر حتى أنظر.
ومن جواب هؤلاء: ((أن حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم، فليس من شرط حجة الله تعالى علم المدعوين بها))
ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن وتدبره مانعا من قيام حجة الله تعالى عليهم، وكذلك إعراضهم عن استماع المنقول عن الأنبياء، وقراءة الآثار المأثورة عنهم لا يمنع الحجة إذ المكنة حاصلة.
فلذلك قال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}
وقال تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}
وقال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)}
وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}
وقال: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}
ومن هذا الباب إنكار كثير من أهل البدع والكلام والفلسفة لما يعلمه أهل الحديث والسنة من الآثار النبوية والسلفية المعلومة عندهم، بل المتواترة عندهم عن النبي ص - والصحابة والتابعين لهم بإحسان.
فان هؤلاء يقولون: هذه غير معلومة لنا كما يقول من يقول من الكفار: إن معجزات الأنبياء غير معلومة لهم، وهذا لكونهم لم يطبلوا السبب الموجب للعلم بذلك، وإلا فلو سمعوا ما سمع أولئك وقرأوا الكتب المصنفة التي قرأها أولئك تحصل لهم من العلم ما حصل لأولئك.
وعدم العلم ليس علما بالعدم، وعدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود، فهم إذا لم يعلموا ذلك لم يكن هذا علما منهم بعدم ذلك، ولا بعدم علم غيرهم به، بل هم كما قال الله تعالى: {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله)).
ومن خلال هذا التحليل عرفنا أن المتواترات حجة على الإنسان إذا كان متمكنا من العلم بها، فالعبرة في حجة الله هو إمكان معرفتها، فمتى كان في متناول الإنسان الاطلاع عليها، و أعرض عنها وتولى فقد حق عليه العذاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم: ((وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ لَا يُؤْمِنُ بِي: إلَّا دَخَلَ النَّارَ) [7] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn7).
قال سعيد بن جبير: تصديق ذلك في كتاب الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ}
فالشرط إمكان العلم،فإن القرآن قد ركب فيه الله تعالى الدلالة البرهانية الكافية لإقناع البشر بحسب تنوع مداركهم، الشرط هو تمكين السماع منها.
وعليه، فعندما نتكلم عن المتواترات الشرعية النبوية، فوصفها بالمتواترات هو وصف لسندها: قال الله،قال رسول الله.
أما هي في حد ذاتها فتحمل البراهين المقنعة للبشر، فهنا لبس معرفي وقع فيه المناطقة المسلمون في هذه القضية عندما اعتبروا القرآن و السنة أدلة سمعية لا تفيد اليقين، لأنهم لم يفرقوا بين مصدرها الذي هو السمع، و بين دلالاتها و أنها عقلية.
وهذا مثل أن أنقل لك برهانا صحيحا فتوافق على صحته بعد النظر فيه، فإخباري إياك به هو دليل نقلي سمعي خبري، وكونك اقتنعت بدلالته و يقينيته هو برهان عقلي.
فعندما أقول لك لإثبات الحشر بدليل عقلي برهاني قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، فنقل هذا الدليل إليك، وتوصيل هذه الآيات إلى سمعك هو دليل سمعي نقلي، لكن الآيات تحمل جوابا عقليا، وهو أنكم لم تخلقوا هذا الخلق (مقدمة يقينية صادقة) تستلزم ضرورة أن له خالقا (مقدمة ثانية يقينية صادقة) و النتيجة: فالذي خلقه أول مرة قادر على إعادته مرة أخرى، وهذا برهان عقلي يقيني.
وعليه، نؤكد لكم مرة أخرى أن الإشكال في الدليل العقلي اليقيني ليس في صورته و نظمه ولكن في مواده، و الأدلة القرآنية و إن كانت صورتها أو طريقة تلقيها سمعية خبرية فإن موادها يقينية بحسب إدراك المخاطب بها.
و لذلك تنوع خطاب القرآن في أدلته بحسب المخاطبين، وما يحدث لهم العلم اليقيني.
و المناطقة يجعلون النبوة من باب الخطابة، وتارة يجعلون الخطابة أحد أنواع كلامها فيتناقضون، وسبب ذلك أن القرآن أمر عظيم باهر لم يعرفوا قدره، ولا دروا ما فيه من العلم والحكمة، وظنوا أنه مثل كلام كفار اليهود و النصارى.
المقصود بهذا التحليل ــ للتفريق بين مادة الدليل و صورته، وبين يقينية النتيجة بالنسبة للنظم و إن كانت كاذبة في موادها، و يقينية القرآن و صدق نتائجه لصدق مواده، و إن كان أصله السمع، ــ هو أن تفهم أن اختلاف أشكال الدليل هو أمر نسبي إضافي يعرض للقضية:
فالفروق و الفواصل التي جعلها المناطقة لأنواع الأقيسة هي فروق وفواصل شكلية، لا تتعلق بمادة القياس، فكون القضية برهانية معناه عندهم أنها معلومة للمستدل بها، لا يعني أنها معلومة لغيره من الناس
وكونها جدلية معناه كونها مسلمة، وكونها خطابية معناه كونها مشهورة أو مقبولة أو مظنونة.
وكما يقول ابن تيمية: وجميع هذه الفروق و الفواصل هي نسب وإضافات عارضة للقضية، ليس فيها ما هو صفة ملازمة لها، فضلا عن أن تكون ذاتية لها على أصلهم.
فهذه صفات نسبية باعتبار شعور الإنسان بها.
ومعلوم أن القضية قد تكون حقا، والإنسان لا يشعر بها، فضلا عن أن يظنها أو يعلمها ـ كبعض البديهيات عند هذا مشكوك فيها عند الآخر ـ
وكذلك قد تكون خطابية أو جدلية وهى حق في نفسها، بل قد تكون برهانية أيضا كما قد سلموا ذلك.
وإذا كان كذلك فالرسل صلوات الله عليهم أخبروا بالقضايا التي هي حق في نفسها، لا تكون كذبا باطلا قط، وبيّنوا من الطرق العلمية التي يعرف بها صدق تلك القضايا ما هو مشترك ينتفع به جنس بني آدم، وهذا هو العلم النافع للناس.
وأما هؤلاء المتفلسفة فلم يسلكوا هذا المسلك، بل سلكوا في القضايا الأمر النسبي فجعلوا البرهانيات ما علمه المستدل، وغير ذلك لم يجعلوه برهانيات وإن علمه مستدل آخر!. ـ كما مثلنا بقضية المتواترات، وبعلم المحدثين, والجدليات ما سلمه المنازع، وإن لم يسلمه غيره.
وعلى هذا فتكون من البرهانيات عند إنسان وطائفة ما ليس من البرهانيات عند إنسان وطائفة أخرى!
وعليه، فلا يمكن أن تحد القضايا العلمية بحد جامع مانع، بل تختلف باختلاف أحوال من علمها، ومن لم يعلمها، حتى أن أهل الصناعات عند أهل كل صناعة من القضايا التي يعلمونها ما لا يعلمها غيرهم.
ومن هنا يظهر استغناء جميع العلوم بنفسها عن علم المنطق الذي لا يكفي نفسه بنفسه.
وحينئذ فيمتنع أن يكون علم المنطق طريقة مميزة للحق من الباطل، والصدق من الكذب، باعتبار ما هو الأمر عليه في نفسه.
ويمتنع أن تكون منفعته مشتركة بين الآدميين ـ وفي هذا رد قوي على دعوى الشيخ الشنقيطي احتياج الشريعة إليه في تبريرها أو الجدال عنها ـ.
بخلاف طريقة الأنبياء فإنهم أخبروا بالقضايا الصادقة التي تفرق بين الحق والباطل، والصدق والكذب، فكل ما ناقض الصدق فهو كذب، وكل ما ناقض الحق فهو باطل.
يتبع -إن شاء الله- ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 02:34]ـ
فلهذا جعل الله ما أنزله من الكتاب حاكما بين الناس فيما اختلفوا فيه، وأنزل أيضا الميزان، وهو ما يوزن به، ويعرف به الحق من الباطل، ولكل حق ميزان يوزن به.
بخلاف ما فعله الفلاسفة المنطقيون، فانه لا يمكن أن يكون هاديا للحق، ولا مفرقا بين الحق والباطل، ولا هو ميزان يعرف بها الحق من الباطل.
وعليه، فما عيّنوه من مواد العلم لم يكن مستوعبا لجميع ما عند البشر، لأن البشر علموا إما بالحس أو العقل أو الخبر الصادق من المعارف و العلوم الكثيرة من غير طريقهم ـ وهذا دليل تجريبي حسي، و عقلي استقرائي، ومتواتر يشهده كل الخلق ـ
فتبيّن أنهم كاذبون فيما زعموه من أن طريقتهم محيطة بطرق العلم الحاصل للبشر، و إن لم يعيّنوا مواد العلم، و هذا هو المعروف عن المنطق، فقد بطل أهم جزء في المنطق الصوري.
ومما علمه البشر من غير المنطق ما تلقوه عن الأنبياء صلوات الله عليهم فأراد المناطقة إجراء ذلك على قانونهم الفاسد، فجعلوا علوم الأنبياء تحصل بواسطة القياس المنطقي، فقالوا: النبي له قوة أقوى من قوة غيره في العلم والعمل، وربما سموها " قوة قدسية" كما فعل ابن سينا.
و المقصود بالقوة القدسية قوة حدسية أي علم حدسي بديهي متى تصور طرفي القضية ينتهي إلى النتيجة من غير حاجة إلى الحد الأوسط الذي يعجز غير الأنبياء عن إدراكه بغير تعلم.
لأن قوى الأنفس في الإدراك غير محدودة، فجعلوا ما تخبر به الأنبياء من أنباء الغيب إنما هو بواسطة القياس المنطقي، وهذا في غاية الفساد.
فان القياس المنطقي إنما يعرف به أمور كلية كما تقدم، وهم يسلمون ذلك، والرسل أخبروا بأمور معينة شخصية جزئية ماضية وحاضرة ومستقبلة كما في القرآن من قصة نوح والخطاب والأحوال التي جرت بينه وبين قومه.
وكذلك هود وصالح وشعيب وسائر الرسل.
وكذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من المستقبلات، فعلم بذلك أن ما علمه الرسول لم يكن بواسطة القياس المنطقي.
على كل حال، فإن الفلاسفة عندما أعجزهم علم النبوة قالوا: إن غاية ما عند النبي قياس من جنس القياس الفلسفي، أو خيال من جنس الخيال الصوفي!
ولهذا كانت النبوة عندهم مكتسبة، وصار كثير منهم يطلب أن يؤتى مثل ما أوتي رسل الله، وأن يؤتى صحفا منشرة، كما طلبه السهروردي المقتول وابن سبعين وغيرهما. ـ وقد ذكر مؤرخو الفلسفة أن أتباع أرسطو انقسموا بعد وفاته إلى قسمين: قسم يئس من فلسفته، وعجز عن تبرير صدور الكثرة عن الواحد فانتحى إلى الفلسفة الطبيعية يشتغل على العناصر و النباتات.
وقسم آخر تشبع بالغنوصية فبدأ يشتغل بالسحر و الشعوذة لتحصيل المعارف الغيبية، وهو ما حصل شيئاً، إنما حصل تلاعب الشياطين به. ـ
وسبب ذلك أن هذه النبوة التي أثبتوها أمرها من جنس منامات الناس.
ولهذا كان عمدتهم في إثبات النبوة هو المنامات، كما هو ثابت في كتبهم في كتب ابن سينا و الغزالي و السهروردي وغيرهم، ليس لهم دليل على النبوة إلا المنامات!. انتهى باختصار وتصرف.
وعليه، فإن إثبات العلم الشرعي بقواعد المنطق الصوري و لغة الفلسفة صعب جدا إن لم يكن مستحيلا، ومن هنا يتبين خطأ الشنقيطي عندما زعم قدرة المنطق على الارتداد على نفسه، ونقض نفسه بنفسه لخدمة النص الشرعي.
بل يحتاج المثبت ليقينية المتواترات خصوصا، و يقينية الدلالة البرهانية للنص الشرعي إلى إحاطة شاملة لمجموع المشروع الفكري الفلسفي، و امتلاك نظرية في المعرفة دقيقة ومفصلة قرآنية المصدر، بحيث تفند تقريرات المنطق في نشوء المعرفة و طرق توصيلها.
إن إشكالية المنطق ليس في نظم أقيسته أو شكلها فهي منتجة يقينا لما وضع فيها، ولكن الإشكال في مواده، ومواد المنطق لم يبحثها الفلاسفة في علم المنطق، لأنه علم تنظيم الفكر لا البحث في مادته.
فالمنطق عند واضعه الأول هو دراسة قوانين الفكر المجرد من كل مضمون بحيث يعالج القياس من حيث هو قياس، ولذلك يسمى بالمنطق الصوري.
فالمنطق الصوري هو علم مطابقة الفكر لذاته لا علم استنباط المعرفة، فهو منتج بمقتضى الصورة بقطع النظر عن المضمون " المواد".
فمواد المنطق بحثوها في علم الوجود "الميتافيزيقا العامة"، و لهذا استحال تخليص المنطق من الميتافيزيقا، وتبيّن مرة أخرى خطأ الشيخ الشنقيطي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومواد المنطق فاسدة، بل تقود للزندقة، ومن هنا لم يكن ممكنا استعماله للاستدلال على صحة الشريعة، لأن صحة الاستدلال المنطقي، وهو التنقل بين المقدمات لا يستلزم صدق نتائجه، لأن مواده فاسدة.
فالنتيجة في القياس المنطقي يقينية، ولكنها ليست صادقة، لأن المقصود باليقين هنا يقينية التلازم بين المقدمات و النتيجة، لا كون النتيجة يقينا في الحق أي صادقة، فإنها حتى تكون يقينية في الحق أي اليقين المطلق يلزم أن تكون موادها يقينية، ومواد المنطق هي نظريات لم تثبت صحتها،ووهم وخيال، و مصادرة على المطلوب كما في اختراعهم قسما ثالثا من الموجودات ـ زيادة على الجوهر و العرض ـ هو المعقول!.
فعندما يزعم المناطقة أن نتائج المنطق يقينية فإنهم لا يكذبون، ولكن عن أي يقين يتحدثون، يقين التلازم من الطرفين ـ التلازم المكافئ ـ أي أن ما وضعوه في المقدمات يقود يقينا إلى تلك النتيجة أم اليقين المطلق يقين مواد المعرفة؟!
فيجب التفريق بين يقينية النظم و يقينية المواد، بمعنى آخر: التفريق بين يقينية النتيجة بالنسبة لنظم الدليل، ويقينية النتيجة بالنسبة لمواد الدليل.
وللتمثيل أقول: لو كان المطلوب اللون الأحمر فقمت بمزج الأسود و الأبيض فالنتيجة اللون الرمادي، وهذه نتيجة يقينية لاشك فيها، وكونها يقينية لا يعني أنها طابقت المطلوب، لأنها غير صادقة بالنسبة للمطلوب الذي هو اللون الأحمر، فالنتيجة صحيحة بالنسبة لمواد المقدمات، ليست صحيحة بالنسبة للمطلوب.
ولما كانت مواد المنطق ميتافيزيقية غير مطابقة للواقع الموجود، ولا للحقائق الشرعية كانت نتائجها خاطئة كاذبة.
المقصود: التفريق بين الصدق الصوري و الصدق المادي (الواقعي).
وعليه، عندما يقول بعض العلماء: إن القياس المنطقي قياس صحيح مضمون النتيجة فاعتبار النظم لا باعتبار المواد.
فالصحة المنطقية أي صحة الاستدلال لا تستلزم صدق النتيجة.
وعندما يقول ابن تيمية ومن قبله النظار و من بعده أصحاب المنطق الاسمي و التجريبي والاستقرائي: إن القياس المنطقي لا يفيد معرفة صحيحة فباعتبار مواده وتكرارية بعض نظمه.
فالمحذور في القياس المنطقي شيئان:
1 ـ مواده الفاسدة.
2 ـ حصره طرق العلم في القياس المنطقي.
وبدون دخول في تفاصيل هذه القضية ـ فسيبحثها لكم الشيخ بدر الدين في موضعها ـ نعلم أن إنكار حجية الآحاد، و أنه لا يفيد العلم ولو احتفت به القرائن مصدرها علم المنطق.
وعندما يقول المتكلمون: أنه يفيد العلم إذا احتف بالقرائن لا يقصدون العلم النظري بل العلم العملي أي يفيد العلم بوجوب العمل به، و أن الأدلة الشرعية قد دلت على وجوب العمل بالظنيات، و ليس هذا مقصود أهل السنة بقولهم يفيد العلم إذا احتفت به القرائن.
وعندما قال الفقهاء: " من تمنطق تزندق" لم تكن كلمة صادرة عن فراغ، بل لها كل مدلولاتها، ولكن بعض الناس يأتي المنطق في فترة وجيزة، و لا يستوعب جميع نظرياته، فلا يؤثر فيه، أو لا يشعر بتأثيره فيه، ولكن مواد المنطق تقود إلى الزندقة و السفسطة في المعرفة،لأنها تجعل الحقيقة و الوجود و الأولوية و التعريف و المعرفة لما يجول في الأذهان، وليس لما يكون في الأعيان.
ولقد كان الشيخ الشنقيطي مخطئا مقلدا لمن استشهد بهم كالأخضري عندما زعموا أن المسلمين خلصوا المنطق من مباحثه الفلسفية ذلك أن مبدأ المنطق الفلسفي يقتضي استحالة فصله عن الميتافيزيقا، لأن مبدأ الشيء هو علته على أساس أن العلة أصل المعلول، ووجوده لا يبدأ إلا بوجودها.
ثم إن بنيوية المنطق المتكون من نظرية كلية هي القياس، والمؤلفة من أجزاء مترابطة ترابطا وظيفيا، بحيث يستمد كل جزء من قواعده وظيفته من علاقته بسائر الأجزاء الأخرى، فنظرية التصور و الحد تخدم نظرية القضية و الحكم المعمولة لتخدم نظرية البرهان أو القياس، المعمول لتبرير علم الوجود "الميتافيزيقا".
بمعنى أن امتداد المنطق الميتافيزيائي لا يمكن التخلص منه، فمنبعه تأملات ميتافيزيائية، ونهايته ميتافيزيائية بدون حل.
ومن المعلوم أن إمكان التصور هو صلاحيته الميتافيزيائية للوجود، فالموجودات المنطقية إنما ينظر إليها من حيث هي ممكنات، سيان وجودها بالفعل و عدمها، بل يمكن أن تكون موجودات ذهنية، أو تعبيرا عن مجرد نفي"العدم".
(يُتْبَعُ)
(/)
و المنطقي يحتاج في عملية التصور إلى التجريد، و التجريد هو عزل الذهن لصفة أو لعدة صفات لا تنفصل عن موصوفاتها في الواقع، وتوجيه الانتباه إليها دون غيرها من الصفات التي تتصف بها الأشياء، مثل تصور الكرة بقطع النظر عن مادتها ولونها و مقدارها.
فعلوم الطبيعة ـ مثلا ـ تجرد موضوعاتها من جميع الصفات الفردية، و الرياضيات تجرد موضوعاتها من جميع الصفات عدا صفة الكم.
و ما بعد الطبيعة أو علم الوجود المعمول المنطق كله لخدمته يجرد موضوعاته من جميع الصفات بما فيها صفة الكم ما عدا صفة الوجود الكيفي.
فالمنطق لا يهتم إلا بصفة الوجود بقطع النظر عن الصور الجزئية التي يتجلى فيها الشيء، ولذلك يسمى علم الوجود بالميتافيزياء العامة.
وحتى الصدق في المنطق هو قول أن ما هو موجود موجود، و أن ما ليس موجودا ليس موجودا، فهذه خاصية الحكم، لأن التصور ليس صادقا ولا كاذبا، ولكن المقصود بأحقية الوجود ماهية الشيء الذهنية، لا حقيقته في الوقوع، لذلك ينصّب التعريف المنطقي عليه، وهذه سفسطة لأن الوجود في الأعيان و ليس في الأذهان.
فالتعريف في نظر المناطقة هو طلب الماهية، إنه هدف علم التصور، والتصور و التعريف فكرتان متماثلتان،،إنهما ماهية الشيء في الذهن و ليس في الخارج، ومعلوم أن تعريف المتصور في الذهن ليست تعريفا للموجود في خارج الذهن، الفرق بينهما الوجود الثبوتي الحقيقي.
ولذلك لا يمكننا أن نعتبر التحديد المنطقي تعريفا للشيء الحقيقي، بل هو صورة ذهنية له، لا وجود لها في عالم الحقيقة، و لا تعبر عن الحقيقي الواقعي، ولذلك لا يمكننا أن نستمد منها معرفة مطابقة للشيء المراد التعرف عليه.
فإذا زعم المناطقة أن التعريف هو القول المبيّن لطبيعة الشيء أو لمعنى الحد، و التعريف هو التصور، ووظيفته إحلال تصور واضح محل تصور غامض، فمقصودهم إحلال تصور الكلي محل تصور الفردي، ولذلك كان الفرد عندهم غير قابل للتعريف، بل لا يقبل إلا الرسم الذي يكون بالجنس و الفصل، والرسم يلجأ إلى العناصر الحسية، و التعريف إلى الخصائص المعقولة، ومعلوم أن الخصائص الحسية معقولة، و المعقولة من الحس أخذت بالاستقراء، وهذا وجه تفريقهم الباطل بين حكم العقل وحكم الوهم.
فهم هنا ـ في تفريقهم بين الكلي و الفردي ـ فرضوا مانعا عقليا ليس برهانا يقنيا وضعوا له قانونا مصادرة على المطلوب ثم طالبونا بالتسليم له تقليدا لهم.
ومن هنا يتبيّن أن التعريف الحقيقي و العلمي الصحيح هو معرفة جملة خصائص الفرد، و أن التفريق بين الذاتي و العرضي في التعريف مجرد خيال ووهم، لأن الإنسان المعين فلان ابن فلان لا يمكن تعريفه بغير صفاته العرضية، وتجريده منها هوتعريف لإنسان آخر لا وجود له إلا في أذهانهم.
إن التعريف المنطقي الصوري يقوم أساسا على مبدأ الهوية " الهو هو " وهو مبدأ تكراري، فكل معنى مكافئ لذاته بسيطا كان أو مركبا أي الوحدة في الذات بإزاء التعدد في الإشارة إلى هذه الذات وبإزاء تعدد أحوالها.
وكما يقول هيجل:الفكر في المنطق الصوري متقيد بمبدأ الهوية، و بالتالي محكوم عليه بأن لا يحرز أي تقدم حقيقي، و في هذا الصدد يكون تكرارا واسعا لأنه يجب كسر دائرة الهوهو، و على الفكر أن يتجاوز نفسه ليصبح خصبا.
فكيف يكون الشيء واحدا و متعددا في آن واحد؟! نعم الماهية العامة موجودة لكن في الذهن المتصور المتجرد لا في الواقع، في الواقع لا يوجد إلا واحد.
إن الوجود عند عقلاء البشر هو استمرار الكون في الأعيان، وهو يقابل الماهية التي هي كون في الأذهان، كما يقابل العدم الذي هو انتفاء.
ووجود الإنسان في الخارج هو عين كونه حيوانا ناطقا، وليس معنى ذلك أن الوجود عرض يحل بماهيته، فالماهية يمكن تصورها مع الذهول عن الوجود، لكنه لا يمكن تصور الوجود مع الذهول عن الماهية.
ومن هنا يقول المحققون بأصالة الوجود، بخلاف المناطقة الذي يقولون بالماهية، أي سبق الماهية للوجود.
إن المنطق والميتافيزيقا شيء واحد كما يقول ذلك الرواقيون، فهو لا يدرس الإدراكات الحسية كما تفعل الهندسة في تمثلات مجردة مستمدة من الحواس، وإنما هو يبحث في تجريدات خالصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما لم يجدوا في الوجود الحسي شيئا لا يكون متصفا بمجموع صفات حتى البسيطة منها لها شكل ولون أو رائحة أو غير ذلك اخترعوا لنا البسيط الحقيقي وهو ما ليس له أجزاء مختلفة لا بالكيف ولا بالكم، و لما طالبناهم بمثال عليه قالوا لنا: هو الله؟
فهل رأوا الله تعالى أو أخبرهم في كتبه و على لسان أنبيائه بأنه بسيط لا يتصف بأية صفة ثبوتية؟!
ولما كان حد التشابه في المنطق هو الاتحاد في الكيف [8] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn8) ، والصفات تستلزم عندهم الجسمية المخالفة للبساطة الحقيقة زعموا أنها تقتضي التشبيه فنفوها.
وقد حاول بعض المناطقة النصارى حل هذا الإشكال فقال:
حد المتشابه هو حد يعبر عن أمر مشترك حقيقة إلا أن معناه لا يتحدد إلا في أنواعه، وهو ليس بالنسبة إليها إلا كالأمر الجامع، أي أنه معنى متوسط بين الحد المتواطئ و الحد المشكك.
والنتيجة لا يمكن تخليص المنطق الصوري من أصوله الميتافيزيقية و أساسه الكليات الخمسة.
وحتى التأويل عند المناطقة لا يخدم غرضا معرفيا أسمى، وليس منهجا ثابتا، فهو يدور مع الغرض منه، ولذلك قالوا: هو ترك المعنى الظاهر من اللفظ إلى معنى آخر يحتمله على سبيل الترجيح للتوصل إلى أمر مرغوب فيه أو مرغوب عنه، فهو متحرك حسب رغبة المتأول، ولذلك أكثر من يحتج بالمنطق و ينتفع به الشيعة الباطنية.
و الحقيقة تقال لقد أخطا الشيخ الشنقيطي ـ رحمه الله ـ عندما اعتبر أن قياسات المنطقة صحيحة ولكن الإشكال في المواد لان الإشكال ليس في صحة نظم قياساته، و أنها يمكن أن تكون صحيحة، ولكن في كونها هل تنتج معرفة ملموسة بمعنى هل يتقدم الفكر بها؟
وقد لاحظ النظار و الفلاسفة و المفكرون أن النتيجة الكلية في القياس المنطقي عديمة الفائدة، و تكرارية، لأنها مجرد جمع، ولا يحصل بها تحول حقيقي في المعرفة، فإذا كانت النتيجة مطابقة للكبرى فما الفائدة في التكرار، وإذا كانت جزءا فقط من الكبرى فما الفائدة من التضييق، فالتفكير لا يتقدم لا في هذه الحالة ولا في الحالة الأخرى، بل التجربة وحدها هي التي تتيح التقدم للعقل.
فالمنطق في أحسن أحواله يعين على الكلام لأن أصحابه لا يستطيعون وضع قياس صحيح يؤدي إلى نتيجة صادقة إن لم يحصلوا مادته من قبل، أي إن لم يعرفوا قبل ذلك صدق ما يستنتجون في قياسهم.
فمن المجمع عليه أن القياس يكون فاسدا إن كان في النتيجة أكثر مما في المقدمتين، وهذا معناه في الحقيقة إنه لم يثبت بواسطة القياس أي شيء لم يكن معروفا أو مفروضا فيه أنه معروف من قبل، إن إدراج قضية عامة لا يضيف شيئا للدليل، فهو دور فاسد.
شروط تعلم المنطق الأرسطي:
على من يريد تعلم المنطق الصوري أن يحدد مجال تطبيقه، وما هي حدود الاستفادة منه، فنظرية الحكم و القضية لا يأتي منها شيء، و كذلك نظرية البرهان لأنه لا يمكن الاستفادة من الكليات إلا في الرياضيات، و الكليات الشرعية قائمة بنفسها لأنها مبنية على السمع، وتسبقها مقدمات مضمرة.
أما الحدود فليس فيها إلا التطويل و التعقيد، و تفصيل ما أجمله الاسم في التعريف خير من التحديد المنطقي.
وفي الأخير لا أريد هنا أن أناقش الشنقيطي في ما اعتقد صحته من قضايا المنطق فهذا أمر متروك للأخ بدر الدين، ولكن أريد أن أشير إلى مسألتين اثنتين:
الأولى: أن ملخص الشنقيطي للمنطق تلخيص ناقص، دفعته خلفيته الشرعية وتوجسه من قضاياه الفلسفية إلى إهدار السياق العلمي لبناء علم المنطق مرحليا، فدخل مباشرة في فصوله الوسطى.
فأقام ملخصه على منهج الانتقاء الموضوعي و الاقتباس الموضعي، وهذا لا يساعد في تعليم المبتدئ إلا أن يقوم بذلك شيخ متمكن من المنطق، متمرس في تعليمه.
ثانيا: الطريقة التي عرض بها المنطق لا تعلم المنطق، ولكن تعلم مصطلحات مفصولة عن تكوينها المعرفي، فكتابه يحتاج إلى كتاب آخر يسبقه، يعرف طلبة العلم بالمنطق اللفظي، و يتدرج معهم،فالحد أنواع، و التصور أنواع ومراتب، و التصديقات أنواع ومراتب، وماهية التصور علم بحد ذاتها،و غير ذلك كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يتعرض الشيخ ـ رحمه الله ـ للنظرية العامة للحد و التصور من حيث تعريف التصور و الحد و طبيعتهما، و تصنيف التصورات و الحدود، و نظرية الفحوى و المحمولات و المقولات، ومفهوم التصور و ماصدقه، والفرق بين التعريف و التصنيف، و إشكالات تسوير المحمول، و القضايا التحليلية و القضايا التركيبية ونظرية الاستنباط العامة، و أنواع الاستنتاج و الاستقراء وطرقهما، وكثير من المسائل.
ولو أجد متسعا من الوقت فسأنزل هذا العمل أي كيف تفهم المنطق بسهولة و يسر، و تتصوره كما هو عند أصحابه بدون نقد، و أترك النقد لأخينا الشيخ بدر الدين لإتمام الفائدة، وحصول المطلب السلفي من دراسة المنطق [9] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn9).
وعليه، فإن دور الشيخ بدر الدين شرح مقاصد أهله أولا ثم نقضها،وهذا يستلزم مناقشته بدون جرأة عليه، وعدم الاعتراض عليه بالتقليد.
فمن أراد أن يكون سلفيا في مصدر التلقي و طرق التلقي فلينتبه إلى مقالاته و تعليقاته، و يحاول الاستفادة منها، لأن ما يقوم به الأخ بدر الدين ليس ترفا عقليا لإظهار القدرات و المكنات، ولا ترديدا لشيء قاله ابن تيمية فقهه الإخوة،و أدركوا مجانبته للصواب.
فالأخ بدر الدين من أقدر من أعرف على نقد المنطق و الفلسفة دون الانحراف عن عقيدة السلف، أو التناقض في المنهج العلمي.
وقد سبق له تدريس المقدمة المنطقية لكتاب الغزالي (المستصفى)، و (شرح الأصفهانية)،وهو الآن يدرس (معيار العلم في فن المنطق)، فمتى استشكل على الإخوة موضوع من موضوعات المنطق فله أن يستفسر و يطالب بالتوضيح و الإثبات، لكن ليس بنقل قول الشنقيطي أو الأخضري أو الغزالي أو الرازي و الخونجي أو ابن عرفة لأنهم ليسوا إلا مرددين لمنطق أرسطو بواسطة ابن سينا القرمطي معرفة ومذهبا.
ومن أراد أن يكون سلفيا متناقضا، عبثيا في المعرفة، يأخذ في أصول الدين بمنهج،وفي أصول الأحكام و الجدال بمنهج آخر مناقض و معارض له، من جهة يقبل المنطق و يقر بصحته، ومن جهة أخرى يقول بعقيدة لا يقبلها المنطق في أي صورة، فليدرس منطق الشنقيطي و الأخضري بدون نقد.
فإن لم يصلح علم المنطق في الإلهيات و استغني عنه في أصول الفقه بمناهج علمية صحيحة خاصة بهذا العلم ففي أي علم يحتاجه المسلم؟!
و لو كان المنطق الصوري ينفع في معرفة الحق في أي حقل من حقول المعرفة لعرف الحق من اشتغل به، فما بال المجوسي و اليهودي و المسيحي و الملحد كلهم يتشدق بهذا المنطق، وكلهم كفار و ضلال؟!
والمحصلة:
هل يجوز تعلم المنطق الصوري؟
الجواب نعم.
هل نكتفي بتعلمه فقط؟
الجواب: لا،يجب تعلم نقده بطرق القرآن، وتعلم بقية أنواع المنطق.
وفي الأخير أقول: ما قام به الشيخ الشنقيطي ـ رحمه الله ـ عمل كبير، كان نافعا لكثير من السلفيين بحكم الظروف و الحاجة التي كانت قائمة آنذاك، فقد سد ثغرة كبيرة، ولكن بسدادة مؤقتة،حان الوقت لتغييرها.
والمسلم مطالب بالتحسن و التجاوب مع التحديات، و العلم لن يقف عند شخص معين، ولذلك فإننا نقدر مجهوده و نثمنه، ولكن لا نقف عنده، كما لا نخلط بين القضايا.
كما إني من خلال هذا المقال أردت تنبيه الأفاضل الذين يقومون بتدريس المنطق الأرسطي أن عملهم هذا يدل على وعي كبير بالتحديات العلمية، و لكن يلزمهم تطعيمه بنقد فصوله الباطلة، و توسيع معارفهم في هذا المجال، فقد عاينت في مذكرة الشيخ الشنقيطي أنه كلما تفطن إلى تعارض المنطق مع أصول الفقه كان ينبه ويبيّن الجواب الصحيح، كما فعل في مسألة الأمر، و تعارض الكبرى الموجبة مع الصغرى السالبة وغيرها.
وفي الأخير أقول: لم أكتب هذا المقال نقدا للمنطق، ولكن لوضعه في الصورة الشاملة لنعرف ما نحتاجه منه، وما لا نحتاجه، و لنضعه في مكانه الصحيح، فحاولت أن أصور لكم ـ بإيجاز ـ نظرية المنطق من الخارج، و يبقى نقده من الداخل دور الشيخ بدر الدين إن شاء الله تعالى.
و لأبين لكم ـ بحكم خبرتي ـ منزلة الشيخ بدر الدين في هذا العلم لأنه كما يقال: من لا يعرف الصقر يشويه.
والحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين، و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أرزيو في 04 شعبان 1431هـ
مختار الأخضر طيباوي
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref1) ــ الذي فهمته من الإخوة أنهم يريدون تعلم المنطق على الأقل معرفة مصطلحاته ثم بعد ذلك الاطلاع على كيفية نقده، أي التصور ثم النقض، وهذا هو المنهج العلمي الصحيح، لأني لا أظن أن بعضكم يمكنه التجاوب مع النقض دون أن يسبق ذلك تصور شامل للمنطق الصوري،ولذلك سنحاول تلبية هذا الطلب بالتعاون مع الشيخ بدر الدين.
أما هذا المقال فهو لوضعكم في الصورة حتى تفهموا القصد من النقض و دوافعه، ولن أقف عند أخطر مسائل المنطق و أولاها بالنقض بل سأشير إلى بعض المسائل من باب التمثيل و تقريب الفهم.
[2] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref2) ـ يقصد ـ رحمه الله ـ الإحاطة بثقافة الناس، ومخاطبتهم وفق اصطلاحهم ولغتهم العلمية تسهيلا عليهم في فهم الحق، ومن ثم قبوله و الانقياد له.
[3] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref3) ـ إبستيمولوجيا: هي علم النظر النقدي في مبادئ العلوم وفروضها و نتائجها، للوقوف على أحوالها المنطقية، وعلى قيمتها المعرفية.
إبستيمولوجيا تكوينية: هي الدراسة العلمية لنمو المعارف و لقوانين هذا النمو حسب الطريقة التي ضبطها (جان بياجي: عالم نفساني سويسري [1896 ـ1980] اهتم بمجال التربية و التعليم ومجال نظرية المعرفة العامة من أهم كتبه "اللغة و الفكر"،"الحكم والاستدلال"،"سيكولوجيا الذكاء"،"المدخل إلى نظرية المعرفة التكوينية") بحيث تشمل تكوين المعارف و تحليل الأفكار العلمية تحليلا نقديا تاريخيا.
[4] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref4) ـ الأول يصرح بذلك في مقدمة كتابه (نشأة الفكر الإسلامي) ورغم جهوده الكبيرة في هذا المجال إلا أن سطوة الاعتقاد و التمذهب سيطرت عليه خلال فصول كتابه فلم يستطع الثبات على الموضوعية التي عندما يأتي الحديث عن الأشعرية تضطرب وتتلاشى، كما فعل مع الدكتور محمود القاسم الذي أشاد بهجوم ابن رشد على الأشاعرة، فمع أنه بدا بمدحه و الإشادة بجهوده في إحياء التراث الفلسفي "الإسلامي" إلا انه لم يتحمل نقده للأشاعرة.
ونحن و إن كنا نفضل ـ على العموم ـ اعتقاد الأشاعرة على اعتقاد ابن رشد إلا أن ذلك لا يمنعنا من الإقرار أنه نسف شبهات الأشاعرة في نفي العلو بأدلة الشريعة و الفلسفة.
على كل حال كتبه جيدة ـ في مجالها ـ و إن شابها التناقض في بعض المواضع، إلى جانب سقطات فكرية و علمية ليس هذا موضع ذكرها.
أما الثاني فيظهر من كتبه ميله للأشاعرة.
[5] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref5) هذا الرجل من فضلاء الفلاسفة في الجزائر أو ممن أحاط بالفسلفة، و يدرسها في الجامعة، و إن كان ليس من الضروري أن كل من درس الفلسفة يكون فيلسوفا، و له أبحاث جيدة تخدم الفكر الإسلامي الصحيح كأصول الفقه، و المطلع على مؤلفاته يجده ربما أميل إلى الأشاعرة، ويقرر كثيرا من مباحثهم في العقيدة، فلا يلزم من ذلك إذا وجدناه يمدح ابن تيمية و يبيّن لنا صورا مشرقة و فضائل عملاقة لهذا الرجل أن يكون سلفيا متعصبا لابن تيمية، أقول هذا لأن الفكر الطائفي و الأدلة المتجهلة المنتشرة بكثافة عند بعض المسلمين تجعل المدح دليل الإتباع و التعصب!
[6] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref6) ـ وقد أخطا من زعم أن براعة ابن حزم في المناظرة و الجدال إنما استمدها من علم المنطق،فإن براعة ابن حزم في المناظرة و الجدال في البيئة التي كان يعيش فيها إنما استمدها من قوته في الحديث النبوي، و تحصيله لعلم أصول الفقه مقارنة مع من كان يواجهه من الفقهاء المذهبيين المعتمدين في جل فقههم على علم الخلاف الفقهي.
[7] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref7) ـ رواه ابن منده في (التوحيد) (44/ 1) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام ابن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة فذكره مرفوعا.
ثم رواه من طريق أبي يونس عن أبي هريرة به.
قلت: و هذان إسنادان صحيحان، الأول على شرط الشيخين، و الآخر على شرط مسلم.
و قد أخرجه في (صحيحه) (1/ 93) نحوه.الألباني في (الصحيحة:1/ 241).
[8] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref8) ـ الاتحاد في الجنس (مجانسة) كاتحاد الإنسان و الأسد في الحيوانية، وفي النوع (مماثلة) كاتحاد زيد وعمرو في الإنسانية، وفي الخاصة (مشاكلة) كاتحاد الرجل و الحصان في الفحولة، وفي الكيف (مشابهة) كاتحاد الثلج و الحليب في البياض، وفي الكم (مساواة) كاتحاد رطل من الريش ورطل من الرصاص في الوزن،وفي الأطراف (مطابقة) كاتحاد المثلثين في مقادير الأضلاع و الزوايا، وفي الإضافة (مناسبة) كاتحاد الشبل و الخروف في البنوة كل لأبيه، وفي الوضع (موازاة) كاتحاد شخصين في مقدار البعد عن ثالث.
[9] ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref9) ـ تجدون الجزء الأول منه الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى بعنوان (التمهيد إلى المنطق).
ملاحظة: الشكر الجزيل للأخ الفاضل أبي عبد الله سمير الجزائري؛ تلميذ الشيخ مختار؛ فهو الذي بادر بإرسال المادة لي, ثم استأذن لي الشيخ مختاراً في نشرها؛ فأذن زاده الله برَّاً, وجوداً!(/)
فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله - من يعيش بين المسلمين ويسمع القرآن وعلم ببعث
ـ[عبد الكريم الفرنسية]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 08:27]ـ
فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله - من يعيش بين المسلمين ويسمع القرآن وعلم ببعثة الرسول فإنه لايعذر بالحهل
سؤال وجه للشيخ يوم 12 - 8 - 1431هـ الساعة السابعة صباحاً في شرحه لكتاب التوضيح المبين لتوحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية:
فضيلة الشيخ اثابكم الله حصل عندي اشكال في مسألة العذر بالجهل وماهو القول الصحيح في هذه المسألة. وهل يصح أن يقال لرجل يطوف ويذبح بالقبور أنه معذور بالجهل؟
الجواب:
الصحيح في هذه المسألة أن الجاهل الذي مثله لا يجهل هذه المسألة كأن كان يعيش بين المسلمين ويسمع القرآن وعلم ببعثة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه لا يعذر، قال الله تعالى في كتابه العظيم: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19] فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15] وقد بعث رسول , فالذي يعيش بين المسلمين ويسمع القرآن و وبلغته الرسالة ويسمع القرآن يتلى وفيه النهي عن الشرك ثم يطوف حول القبور ويذبح لهم وينذر لهم = غير معذور، هذا غير معذور لأن هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة والقرآن ينذر و يعيد والرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك، ويعيش بين المسلمين، كونه لا يقبل الحق أو كونه صم أذنيه عن سماع الحق أو كونه لا يقبل (كلمة غير مفهومة). إنما يعذر من لم تبلغه الدعوة: يعيش في المجاهيل، ما سمع بالإسلام، ولا سمع بالقرآن ولا سمع بالرسول، أو تكون مسألة دقيقة خفية بمثل .......................... ................ (أكملوا الإستماع من المقطع الصوتي وعذراً)
من هنا التحميل mp3 (http://sites.google.com/site/tahmilatt/home/rajhi-othr-jahl-1431.mp3?attredirects=0)
من هنا التحميل ( http://sites.google.com/site/tahmilatt/home/rajhi-othr-jahl-1431.rm?attredirects=0)
.............................. ..............
وقد قمت بسؤال سماحة الشيخ عبدالعزيز الراجحي سؤالين اليوم الصباح 14 - 8 - 1431هـ بعد الدرس الاول بعد أن قام من الكرسي:
الاول: ياشيخ هل تقوم الحجة بوسائل الاعلام الحديثة مثل الراديو والتلفاز والانترنت؟
الشيخ: نعم تقوم الحجة بهذه الوسائل.
الثاني: هل أئمة الدعوة يشترطون فهم الحجة؟
الشيخ لا مايشترطون فهم الحجة ثم تلى قوله تعالى (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ)
فاسم المشرك ثبت قبل الرسالة؛ فإنه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهة أخرى ويجعل له أندادا قبل الرسول ويثبت أن هذه الأسماء مقدم عليها وكذلك اسم الجهل والجاهلية يقال: جاهلية وجاهلا قبل مجيء الرسول وأما التعذيب فلا
http://rapidshare.com/files/409629501/______________________________ ______________________________ ___________________.mp3 (http://rapidshare.com/files/409629501/______________________________ ______________________________ ___________________.mp3)
ـ[أبو معاوية العباسي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 10:49]ـ
جزى الله الشيخ الراجحي ومشايخ الدعوة على بيانهم و نصرتهم لدعوة التوحيد
وجزاكم الله خيرا أخي عبد الكريم على النقل المفيد
و رحم الله من قال خير الأمور الوسط وحب التناهي غلط
فلا إفراط ولا تفريط
ـ[عبد الكريم الفرنسية]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 05:01]ـ
جزى الله الشيخ الراجحي ومشايخ الدعوة على بيانهم و نصرتهم لدعوة التوحيد
وجزاكم الله خيرا أخي عبد الكريم على النقل المفيد
و رحم الله من قال خير الأمور الوسط وحب التناهي غلط
فلا إفراط ولا تفريط
شكرا لك وجزاك الله خيرا
ـ[عبد الكريم الفرنسية]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 03:45]ـ
الذي يحكم على المشرك بأنه مسلم لأنه معذور بجهله فقد افترى على الله - للشيخ عبد الله الجربوع حفظه الله
هذا مقطع صوتي للشيخ عبد الله الجربوع حفظه الله رئيس قسم العقيدة - بالجامعة الإسلامية سابقا
حمل المقطع الصوتي [من هنا ( http://sites.google.com/site/alamralawwal/tahmilat/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A8 %D9%88%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D8%A3%D9%84%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%B1 %D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87 %D9%84.mp3?attredirects=0&d=1)]
المقطع نحو 11 دقيقة، وفيه ذكر لأقوال بعض العلماء(/)
الشخصيات المحورية في الديانة المسيحية
ـ[د. محمد الرمادي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 09:13]ـ
بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد؛ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا مثيل له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأصلي واسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن استن بسنته وسار على طريقته إلى يوم الدين، والحمد لله على نعمة العقل والإدراك ثم الحمد لله على نعمة الهداية والتوفيق فالحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام. أخي الكريم أختي العفيفة تصفحت الموقع فلم أجد بحثاً عن مؤسس المسيحية وقد نشرته في موقع آخر، ولأني اعتمد على الموقع هذا كمرجع/ تجديد/ تحسين افكاري رأيت أن أضع ما توصلت إليه بين أيديكم للفائدة؛ وارجو أن اكون أحسنت التصرف.
مسيحية بولس
التصفية والتربية:
إن الأساس الذي بنيت عليه هذه الدراسة "التصفية": هو دعوتنا أن نعود للحق، وأن نخلِّص معتقدات البشرية مما تسرب لها من أخطاء وما قادها لإنحراف، ليحلَّ الوفاق محل الخلاف، والوئام محل الصراع. ونحن نعتقد أن العقيدة الصحيحة معروفة لكثيرين من قادة "الأديان"، ولكن الاحتراف وحب الدنيا وزينتها يُزَيِّنان الباطل ويدفعان لتأييد الإنحراف (1).
ولهذه التصفية شقان:
الشق الأول: متعلق بما يطلق عليه "الأديان" كاليهودية والمسيحية وغيرهما، والإنحراف الذي تم في العقيدة والعبادة عند معتنقي هذه الديانات!!.
أما الشق الثاني: فمتعلق بعقول المسلمين وقلوبهم وما علق في عقيدتهم من أنواع الشرك والتقرب إلى الله بما لم يشرعه، وجحد الصفات الإلهية وتأويلها، والسلوكيات الخاطئة التي تمارس مع مخالفتها للهدي النبوي (2).
وهذه "التصفية" وحدها لا تكفي، بل يجب أن يضاف إليها واجب آخر، ألا وهو "التربية"، فيجب تربية الجيل الناشئ ـ خاصة الجيل الثاني والثالث من أبناء الجالية في الغرب - على هذا الإسلام المصفى من أي شائبة - سواء في العقيدة الإسلامية أو الفقه الإسلامي ـ تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره، دون أي تأثر بالتربية الغربية.
وعليه فليكن مسمانا لهذه السلسلة "التصفية والتربية".
وإني لأرجو بواسطة هذه السلسلة أن أكون من المشاركين ـ مع ضعفي وقلة علمي ـ في القيام بهذين الواجبين: أعني "التصفية والتربية". فإذا كنا نعمل على استئناف الحياة الإسلامية في زمن الصحوة الإسلامية، فلابد اليوم من القيام بهذين الواجبين معاً.
بذرة هذه الدراسة جاءت إثناء محاضرات "مادة التاريخ" بالأكاديمية (3) الإسلامية في فيينا، إلقاء أستاذ المادة المحاضر: الأستاذ أنس الشقفة (4)، لإعداد معلمي الدين الإسلامي، وقد قمت ـ وافتخر إني كنت من طلبة هذه الأكاديمية ـ إثناء سنوات دراستي ما بين العام 1999 - 2002 ميلادية - ببحث من شقين تحت إشرافه، الأول بعنوان "النبي موسى عليه السلام، والشق الثاني مدينة القدس الشريف"، وإثناء بحثي لجمع المادة العلمية لهذا البحث تجمعت نقاط عدة كانت تحتاج لإجابة مقبولة، وكان إثناء المحاضرات يتفضل مشكوراً بالإجابة عليها لسعة إطلاعه وفهمه الصحيح لأحداث التاريخ وتراجم الرجال الذين لعبوا دوراً مهماً، وربطه الواعي بين أجزاء التاريخ ومقولات الرجال وسيرتهم.
وكان من هؤلاء الرجال " شاءول"ورسم لنا ـ نحن طلبة الأكاديمية ـ صورة موجزة عنه مشفعة بالأدلة من الكتاب المقدس. وإني لأعترف أن أستاذي ومعلمي البروفيسور أنس الشقفة ـ إثناء إلقاءه المحاضرات بالأكاديمية الإسلامية في فيينا - قد غرز في عقلي ووجداني، أُسس البحث العلمي النزية الخالي من أغراض التشهير أو التقليل من قيمة أحد، أو مهاجمة الأخرين وإن أختلفنا معا في العقيدة أو الرأي، كما ويجب إعتماد النصوص الصحيحة والمراجع الدقيقة، وأقوال العلماء. وفي المسائل المختلف عليها أو فيها نرجح غلبة الظن على ماتوصلنا إليه حسب قدرتنا دون جزم في المسألة طالما أختلف فيها من سبقنا، ونترك الباب مفتوحاً لمزيد من البحث والتدقيق للوصول إلى الحقيقة وإن أعيانا البحث وتنكبنا وعورة الطريق، وقصدنا من البحث الوصول إلى طمأنينة القلب وإقناع العقل وهدوء النفس لما توصلنا إليه من نتائج، ونترك البحث مفتوحاً لمن خالفنا فيما توصلنا إليه في بعض المسائل دون تعصب لرأينا ليظهر لنا ـ ونرحب بهذا بل نحث الباحث
(يُتْبَعُ)
(/)
المخالف لنا عليه ـ صحة ما عنده وخطأ ما توصلنا إليه، ولكن يبقى لدينا أن رأينا صحيحاً وصواباً مادام لم تقم حجة تتحضه. وهي محاولة لفتح باب الحوار بصورة آخرى غير الحالية.
وأظن أن هذه المحاولة (5) لفتح حوار هادئ بين عقلاء القوم ومثقفيهم ستأتي بثمرة طيبة الريح حلوة المذاق تروي العطشان، عطش الروح وبحثها عن الحقيقة الخالدة، وتشبع الجوعان، جوعة الجسد لما فيه راحة وإنسجام مع الكون، وتقنع عقل الإنسان، شجرة هذه الثمرة: جذورها ثابتة في أرض الخصب والنماء وفروعها تعانق السحاب: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} [سورة إبراهيم: آية24].
الشخصية المحورية:
طبيعة البحث تلزمنا التعرض بشكل كامل عن الشخصيات المحورية والتي وضعت خطوط أساسية لمسيحية اليوم، من هذه الشخصيات الهامة "شاءول"، وبعض الكُتَّاب (6) ترى أن:"أحوال حياة شاءول المبكرة في شبة ظلام، ... ففي الوقت المبكر من حياته ظل عدواً لدوداً للمسيح وتلاميذه، ... ثم انقلب مؤمناً به مع الإخلاص، ... فبدأ يكاتف الحواريين في التبشير بالمسيحية، حتى عد أكبر قائد للمسيحية". لذلك قمت بهذه الدراسة لأهمية دور شاءول/بولس، فهو المؤسس الحقيقي للديانة المسيحية، لذا رأينا أن نبدأ هذا البحث بترجمةٍ عنه، ثم نكمل بقية نقاط البحث في مسيحية اليوم.
مدخل للموضوع:
بعدما رُفعَ المسيح (7) عليه الصلاة والسلام، واشتد الإيذاء والتنكيل بأتباعه وحوارييه بوجه خاص؛ حيث قُتل يعقوب بن زبدي أخو يوحنا الصياد فكان أول من قتل من الحواريين، وسجن بطرس، وعذب سائر الأتباع، وحدثت فتنة عظيمة لتلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام حتى كادت النصرانية (8) أن تفنى. في ظل هذه الأجواء المضطربة أعلن شاءول الطرسوسي اليهودي الفريسي، صاحب الثقافات الواسعة بالمدارس الفلسفية والحضارات في عصره، وتلميذ أشهر علماء اليهود في زمانه جمالائيل، أعلن شاءول الذي كان يُذيق أتباع المسيح سوءَ العذاب، إيمانه بالمسيح بعد زعمه رؤيته عند عودته من دمشق، مؤنباً له على اضطهاده لأتباعه، آمراً له بنشر تعاليمه بين الأمم، فاستخف الطرب النصارى، في الوقت الذي لم يصدقه بعضهم، إلا أن برنابا (9) الحواري دافع عنه وقدمه إلى الحواريين فقبلوه، وبما يمتلكه من حدة ذكاء وقوة حيلة ووفرة نشاط استطاع أن يأخذ مكاناً مرموقاً بين الحواريين وتسمى بـ "بولس" (10).
فمن هو شاءول؟
شاءول هو يهودي روماني من الفريسيين، أحد طبقات اليهود العليا، لم ير عيسى عليه السلام، ولا سمعه يبشر الناس جاء ولعب دوراً قبل أن توشك نصرانية عيسى عليه السلام أن تدخل عالم النسيان، لما لحقها من إضطهاد وأذى، وشاءول ذاته كان أحد العناصر الناشطة في ملاحقة أتباع عيسى عليه السلام وتعذيبهم وزجهم في السجون، بل وموافقته على قتلهم بتأييد من رؤساء الكهنة اليهود.
أول ما نذكره عن شاءول هو مقتطفات مما كتبه هو عن نفسه أو كتبها عنه تلميذه الطبيب الحبيب "لوقا"، ننسق بها تعريفا به، قال بولس:"أنا يهودي فريِسي ابن فريسى على رجاء قيامة الأموات" (أعمال الرسل 23:6.)
فشاءول ـ الذي سمى فيما بعد بولس - هو في الحقيقة مؤسس المسيحية، ونص عبارة Wells :" أن يسوع الناصري هو نواة المسيحية أكثر منه مؤسساً" (11).
فمسيحية اليوم، مسيحية الكنائس، الذي انشئها ووضع أسسها ومدِّون قوانينها هو شاءول الذي سُمِّيَ فيما بعد بولس.
يقول عنه Berry :" إنه هو في الحقيقة مؤسس المسيحية"، ويقول عنه Wells :" إن كثيراً من الثقات العصريين يعدونه المؤسس الحقيقي للمسيحية" (12).
وستكون ترجمتنا لبولس مأخوذة من رسائله المعتمدة لدى الكنائس. فالكلام عن مؤسس هذه الديانه:"بولس الرسول"، الرجل الذي له ابتكارات في المسيحية، وله نقاط ابتدعها مثل:
1.) أن المسيحية ليست ديناً لبني إسرائيل فقط، بل هي دين عالمي (13)،
2.) أوجد صورة جديدة اقترحها للسيد المسيح عيسى عليه السلام (14) والذي رسم للمسيح هذه الصورة هو بولس الذي سنتكلم عنه فيما بعد، وهي صورة قلبت الفكر الذي ينسب للمسيح، فالأب بولس إلياس في كتابه " يسوع المسيح " ص 17 - 18 وهو رائد مسيحي وقس متبحر يصدقُ القول عندما يقول:" إن المسيح الذي نتكلم عنه الآن هو "مسيح بولس". وفيما يلي عبارة الأب بولس إلياس:" لقد ترك لنا بولس الرسول عن المسيح رسما واضح القسمات وإن اختلف ظاهرا عن رسم مسيح الأناجيل، فمسيح بولس هو مسيح الإيمان أكثر منه مسيح التاريخ. ولا عجب فبولس الفيلسوف واللاهوتي لم ير المسيح في الجسد ولا رافقه كباقي الرسل، فمسيحه هو ابن الله (روما 8:3 و 23 - غلاطية 4:4) له طبيعتان إلهية وإنسانية، تجسَّدواتخذ صورة عبد (فيلبى 2:7) وتحدَّر من ذرية إبراهيم حسب الجسد (غلاطية 3: 15) ومات مصلوبا وقُبِر وقام من بين الأموات (كورنثوس الأولى 1: 24، 27, وفليبى 15) (15).
نعم ذلك هو مسيح بولس وليس عيسى ابن مريم عليه السلام. (16)
3.) مسألة التثليث، ويتبع ذلك ألوهية المسيح، وألوهية الروح القدس، وكوْن عيسى ابن الله ونزوله ليضحي بنفسة تكفيراً عن خطيئة البشر،
4.) قيامة عيسى من الأموات وصعوده ليجلس على يمين أبيه كما كان من قبل ليحكم ويدين البشر،
وإدخاله على "ديانته! " تعليمات أخرى تزيل الهُوَّة بين ديانات بني إسرائيل وأفكار الأمم المختلفة الذي فُتِحَ لهم باب المسيحية، وبخاصة الوثنيون الأوربيون واليونانيون، واقتبس الكثير من طقوسهم (17)، وأتباع ديانة "متراس" وغيرهم.
ولم يقف دوره عند هذا الحد، فلم يكتف بأن يضع مبادئ المسيحية وشعائرها، بل قام بدور كبير في التشريع، فشرَّع قوانين للمسيحيين يتبعونها في حياتهم العامة، نجمل بعض النقاط منها:
1.) أوصى بما نراه اليوم في الكنائس من: التسابيح، والأغاني الروحية، والمزامير، والتراتيل (18)،
2.) عدم وجوب الختان (19)،
3.) يجيز الزواج للأساقفة (20)،
4.) يقرر بوضوح أن الرجل أفضل من المرأة، وأنها خلقت من أجله (21).
فهو كان أحياناً ينسب آراءه إلى عيسى!! وكان أحياناً يعترف بأنه يشرِّع من عنده هو وبرأيه (22).
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. محمد الرمادي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 09:17]ـ
شاءول/بولس مؤسس المسيحية
1. العائلة:
وُلدَ مولودٌ من أبوين يهوديين أصلهما من الجليل. فاثبت ذلك فَقَالَ عن نفسه: «39أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ» (أع 21:39)، من قبيلة بنيامين «1أَنَا أَيْضًا إِسْرَائِيلِيٌّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ» (رو 11:1)، (غل 3:5)
2. المدينة التي وُلد فيها:
فهو وُلد في طرسوس (23) في آسيا الصغرى (تركيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7 ) القديمة) ويقول: «3أَنَا ... وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ.» (أع 22:3). وطرسوس في كيليكية. مدينة معروفة، فقال: «39أَنَا رَجُلٌ ... طَرْسُوسِيٌّ، مِنْ أَهْلِ مَدِينَةٍ غَيْرِ دَنِيَّةٍ مِنْ كِيلِيكِيَّةَ». (أع 21:39).
3. زمن المولد:
مسقط رأسه لا خلاف عليهفهوالقَائل: «3 ... وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ» (أع 22:3)، أما زمن مولده، ففيه خلاف:
3. 1. وتحقيق ذلك كالتالي:
أنه في مقتل استفانوس كان بعد شابًّا، كما ورد في الإصحاح السابع من سفر أعمال الرسل: «59فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي». «60ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَارَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ». ثم يكمل في نفس السفر، الإصحاح الثامن بقوله: «1وَكَانَ شَاوُلُ رَاضِيًا بِقَتْلِهِ.» (أع 8:1) أي كان ذلك في سنة 33 - 34 بعد الميلاد أو 35 - 36، أي كان شابًّا (حوالي 30 سنة).
ثم في سنة 62 - 63 يسمّي نفسه شيخًا: «9إِذْ أَنَا إِنْسَانٌ هكَذَا نَظِيرُ بُولُسَ الشَّيْخِ» (فلم: 9).
فمعنى ذلك أنه وُلد في أولى سنوات الزمن المسيحيّ.
3. 2. ولهذا أختلف في سنة مولده، على رأيين:
3. 2. 1. الأول منهما: قيل إنه وُلدَ في العام الرابع الميلادي: أي ولد في مدينة طرسوس ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B7%D8%B1%D 8%B3%D9%88%D8%B3&action=edit) بتركيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7 ) القديمة في عام 4م. فيكون مولده في الـ 4 ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=4&action=edit) م، ومماته في العام الـ 64 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/64) م.
3. 2. 2. أما القول الثاني فنحو السنة العاشرة للميلاد، فيكون مولده في العام الـ 10م، ومماته (24) في العام الـ 67م.
4. أب وأم المولود:
هذا الرجل كان يهودي الأب والأم. فكان والداه عبرانيّين: «5عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ.» (فل 3: 5) أي من اليهود الذين يتكلّمون الأراميّة، ومن الفريسيّين فوصف نفسه قائلاً: «6أَنَا فَرِّيسِيٌّ ابْنُ فَرِّيسِيٍّ.» (أع 23:6)، وذكر أيضا: «5مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ.» (فل 3:5).
4. 1. وهو يصف هؤلاء الفريسيين بقوله: «5ويَعْرِفونَ، منْ زَمَنٍ بَعيدٍ - لو شاءُوا أَنْ يَشْهَدوا - أَنّي قد عِشْتُ على أَضْيَقِ مَذْهَبٍ في دِينِنا ... فَرِّيسيًّا» (أعمال الرسل 26: 5)
4. 2. كان والده مواطنًا طرسوسيًّا: فيصف نفسه بقوله: «39أَنَا رَجُلٌ ... طَرْسُوسِيٌّ» (أع 21:39) ومواطنًا رومانيًّا، وفق الرواية التي وردت في سفر أعمال الرسل: «25فَلَمَّا مَدُّوهُ لِلسِّيَاطِ، قَالَ بُولُسُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ الْوَاقِفِ: «أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟» «26فَإِذْ سَمِعَ قَائِدُ الْمِئَةِ ذَهَبَ إِلَى الأَمِيرِ، وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً: «انْظُرْ مَاذَا أَنْتَ مُزْمِعٌ أَنْ تَفْعَلَ! لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ رُومَانِيٌّ». «27فَجَاءَ الأَمِيرُ وَقَالَ لَهُ: «قُلْ لِي: أَنْتَ رُومَانِيٌّ؟» فَقَالَ: «نَعَمْ». «28فَأَجَابَ الأَمِيرُ: «أَمَّا أَنَا فَبِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ اقْتَنَيْتُ هذِهِ الرَّعَوِيَّةَ». فَقَالَ بُولُسُ: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ وُلِدْتُ فِيهَا». (أع 22:25 - 28).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا يعني أن والده كان رجلاً ميسورًا، بل نحسبه هو كذلك لما ورد من قوله: «8بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ» (فل 3:8).
5. اسمه:
تسمّى باسم شاءول، أي سأله والداه وطلباه. في اليونانيّة: ساولوس. وتسمّى في الوقت نفسه باسم رومانيّ: بولس: «9وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا». (أع 13:9)
فيكون اسمه قبل الهداية وقبل أن يعتنق المسيحية: شاءول. وبعد أن درس على يد معلمه جملائيل دُعي فيما بعد بولس.
6. ختانه:
وكما جاء في الإنجيل: سفر اَلاَّوِيِّينَ، الإصحاح الأول: «1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «2كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَرًا، تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. «3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ» (لا 12:3)، فعلى شريعة موسى يختن الولد الذكر، لذلك خُتن شاءول في اليوم الثامن بعد ولادته «5مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ.» (فل 3:5).
7. ديانته:
وعلى الرغم من أنه روماني ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B1%D9%88%D 9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A&action=edit) الجنسية ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D 8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9&action=edit) فإنه كان يهودي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A ) الديانة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%A7 %D9%86%D8%A9). يخبر عن نفسه بالقول في رسالته إلى أهل غلاطية، الإصحاح الأول: «13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ ... «14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي».
7. 1.اليهود عند بولس كما يخبر عنهم:
يصف اليهود بقوله: فقالَ أَغْريبا لبولُس: «1مَأْذونٌ لكَ أَنْ تُدافِعَ عن نَفْسِكحينَئذٍ بَسَطَ بولسُ يَدَهُ، وأَخَذَ يَحْتَجّ «2إِنِّي أَحْسَبُ نَفْسي سَعيدًا، أَيُّها المَلِكُ أَغريبا، لأَنّي أَحْتَجُّ اليومَ أَمامَكَ عن كلِّ ما يَشْكوني بِهِ اليَهود؛ «3ولاسِيَّما وأَنْتَ خَبيرٌ بجميعِ ما لِلْيَهودِ من عاداتٍ ومُماحَكات». (أعمال الرسل 26)
ويصف نفسه في صغره فيقول: «4إِنَّ ما كانَتْ عليهِ سيرَتي مُنْذُ نُعومةِ أَظْفاري، في أُمَّتي وفي أُورَشَليمَ، لَمَعْروفٌ عندَ جَميعِ اليهود. «5ويَعْرِفونَ، منْ زَمَنٍ بَعيدٍ - لو شاءُوا أَنْ يَشْهَدوا - أَنّي قد عِشْتُ على أَضْيَقِ مَذْهَبٍ في دِينِنا ... فَرِّيسيًّا» (أعمال الرسل 26).
8.تعليمه:
ومنذ حداثته تعلّم اليونانيّة، لغة التعامل اليوميّ في طرسوس. وقد درس اللغة العبرية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9 _%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%B 1%D9%8A%D8%A9) في شبابه. وتعلّم أن يقرأ بها.
9.دراسته:
درس الفلسفة على يد أشهر معلميها في زمانه.
10.معلمه:
درس الفلسفة والفقة على العالم الشهير جملائيل (25) في اورشليم.
11.تربيته:
وتربّى على ممارسة شريعة موسى عليه السلام وفرائض الآباء ممارسة دقيقة. وحسب العادة اليهوديّة، وبسبب تربيته الفرّيسيّة، فليس من الأكيد أنّه ذهب إلى المدارس اليونانيّة العديدة في بلدته، أفسس التي كانت مركزًا هلينيًّا هامًّا. ولكن نقدر أن نفترض أنه ذهب إلى مثل هذه المدارس بسبب معرفته الواسعة للغة اليونانيّة وأفكارها ولأساليب الجدال.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو يورد بعض اسماء كتّاب اليونان مثل أراتوس: «28كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضًا لأَنَّنَا أَيْضًا ذُرِّيَّتُهُ» (أع 17:28)، ومثل ميناندريس: «33لاَ تَضِلُّوا: «فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ» (1كور 15:33)، ومثل أبيماناديس: «12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِمًا كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ» (تي 1:12) ولكن هذه الأقوال لا تبرهن على أنّ بولس قرأ مؤلّفات هؤلاء الكتّاب.
نجهل متى أرسِل بولس إلى أورشليم ليتعرّف إلى الكتاب المقدّس والتقليد وأساليب الرابينيّين بطريقة عميقة. ولكنه على كل الأحوال في تلك المدينة كان تلميذَ جملائيل: «3أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ ... وَلكِنْ رَبَيْتُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ جَمَلاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ.» (أع 22:3)، وفي طبعة البشارة ورد النص كما يلي: «تربيته على يد الحاخام اليهودي غماليئل»، فيقول في سفر أعمال الرسل: « ... باللُّغةِ العِبْريَّةِ ... ». «3إِنّي رجُلٌ يَهودِيٌّ، وُلِدْتُ في طَرْسوسَ بكيليكِيةَ، بَيْدَ أَنّي رَبيتُ في هذِهِ المَدينَةِ، وتأَدَّبْتُ بدِقَّةٍ لدى قدَمَيْ غَمالِئيلَ على ناموسِ آبائِنا؛ وكُنتُ غَيورًا للهِ كما أَنتمُ اليومَ جَميعُكُم» وبقيادته دخل في الأساليب التأويليّة لدى الرابينيّين وصار عضوًا في شيعة الفريسيّين: «5مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ» (فل 3:5)، فاهتمّ بممارسة الشريعة وتقليد الآباء ممارسة دقيقة: «14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي» (غل 1:14)؛ «3أَنَا ... رَبَيْتُ ... مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ» (أع 22:3).
إذاً فهو تلقى علومه في القدس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3 ) متتلمذاً على يد الحاخام ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D 8%AD%D8%A7%D8%AE%D8%A7%D9%85&action=edit) الشهير جملائيل ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AC%D9%85%D 8%A7%D9%84%D9%8A%D9%84&action=edit) والذي يظهر من سرد الخبر إنه مكث مدة طويلة عند معلمه كي يتربى على ممارسة شريعة موسى ويمارس فرائض الأباء تلك الممارسة الدقيقة، وبتعلمه الفقه والفلسفة يكون قد حصل على قدر كاف من هذه العلوم، وبتمكنه من اللغة اليونانية والعبرية، يكون قادرا على قراءة وفهم المعتقدات والأفكار والآراء والمفاهيم السائِدة في تلك الحقبة التاريخية.
12.ثقافته:
تثقّف الولد في اللغة العبرانيّة كان يتكلّمها بولس بطلاقة: «40وَقَفَ بُولُسُ عَلَى الدَّرَجِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّعْبِ، فَصَارَ سُكُوتٌ عَظِيمٌ. فَنَادَى بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ» (أع 21:40).
فهو كان شاباً نشأ في مجتمع بني إسرائيل عندما كان عيسى المسيح عليه السلام رسول الله إلى اليهود. وقد تعلم ناموس موسى عليه السلام عبدالله ورسوله، وأصبح مرتبطاً بحركة الأصوليين في أيامه، وفي ذلك الوقت كان يعرف باسم شاءول! ?.
12. 1.لغاته و ثقافته:
كانت اليونانية هي لغة الثقافة في أنحاء الإمبراطورية الرومانية الشرقية هذا إلى جانب لغة البلاد الأصلية، ويجمع الباحثون النصارى أن بولس كان يجيد اليونانية المنتشرة بين أهل بلدة طرسوس إلى جانب معرفته بلغة قومه العبرية (لغة الناموس) فلقد كان يدرس التوراة باللغة العبرية في حين يذهب بعض الباحثين أنه في كتاباته ورسائله قد اقتبس من التوراة السبعينية والمكتوبة باللغة اليونانية وإن كان هذا غير أكيد فلعل هذا راجعا إلى اختلاف ترجمة بعض أقواله حسب المذاهب المسيحية المختلفة. وقد سهل له ذلك اطلاعه على كتب الفلسفة اليونانية القديمة والتي كانت لها أكبر الأثر في حياته المستقبلية وأفكاره كما سنرى (26).
13. حرفته:
(يُتْبَعُ)
(/)
وحسب التقليد اليهوديّ، تعلّم بولس مهنة هي صنع الخيام: «1وَبَعْدَ هذَا مَضَى بُولُسُ مِنْ أَثِينَا وَجَاءَ إِلَى كُورِنْثُوسَ، «2فَوَجَدَ يَهُودِيًّا اسْمُهُ أَكِيلاَ، بُنْطِيَّ الْجِنْسِ، كَانَ قَدْ جَاءَ حَدِيثًا مِنْ إِيطَالِيَة، وَبِرِيسْكِلاَّ امْرَأَتَهُ، لأَنَّ كُلُودِيُوسَ كَانَ قَدْ أَمَرَ أَنْ يَمْضِيَ جَمِيعُ الْيَهُودِ مِنْ رُومِيَةَ، فَجَاءَ إِلَيْهِمَا. 3وَلِكَوْنِهِ مِنْ صِنَاعَتِهِمَا أَقَامَ عِنْدَهُمَا وَكَانَ يَعْمَلُ، لأَنَّهُمَا كَانَا فِي صِنَاعَتِهِمَا خِيَامِيَّيْنِ» (أع 18:1 – 3). كان يقوم بجمع القماش أو بحياكته. وقد عُرفت كيليكية بالكيليكيات أي هذا القماش المنسوج من شعر الماعز. ومن هذا القماش كانوا يصنعون الخيام ومعاطف السفر.
14. مهنته:
انتقل إلى أورشليم ليدرس اللاهوت اليهودي، وصار معلماً لأصول الدين، وتفرغ لهذه المهنة في طرسوس (24 - 34م).
15. صفاته:
فشاءول يمتاز بأنه صاحب دراية في السياسة والابتكار (27). وبدراسة رسائل شاءول/بولس العديدة بالإضافة الى سفر أعمال الرسل يتبين لنا أنه قد تميز بثلاث مزايا عمن عاصره من الحواريين أو من جاءوا بعده من القديسين وعلماء النصارى:
كان نشيطا دائم الحركة لا يكل من كثرة الأسفار،
ذكي، فطن، بارع الحيلة، ذو فكر، متصرف يدبر الأمور بذكاء،
قوي التأثير على نفوس الناس وعلى أهوائهم، قادر على قلب دفة الحوار إلى ما يريد. وبذلك استطاع أن يكون محور الدعاة المسيحيين، واستطاع أيضا أن يفرض كل ما ارتآه على مريديه فيعتنقوه دينا ويتخذون قوله حجة دامغة.
وبهذه الصفات أيضا استطاع أن يحمل صديقه برنابا على أن يصدقه فيما رواه له عن رؤيته للمسيح، ومن ثم فقد احتل المرتبة الأولى بين تلاميذ المسيح الذين عاصروه وأخذوا تعاليمهم منه.
فبهذه الصفات القوية استطاع أن يحملهم على نسيان ماضيه الدموي مع اخوانهم النصارى (28) وأن يندمغوا في شخصه حتى يصير هو كل شيء فلا يستطيع أحد رد مقولته في الجماهير حتى صارت كلماته وأفكاره هي عماد المعتقدات ومراسي الفكر وبداية ونهاية المطاف (29).
الزواج عند بولس الرسول
16. الزواج:
تتلمذ على يد المعلم اليهودي غملائيل الكاهن الفريسي اليهودي .. وتروي بعض المصادر أن بولس:" أحب ابنة معلمه غملائيل وأراد الزواج منها ولكن غملائيل رفض أن يزوجه ابنته .. فلم يتزوج بولس بعد ذلك وحث تابعيه على عدم الزواج .. حتى ذبح بالسيف في روما. وفي هذا يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثه: " إن من يزوج ابنته يأت عملا طيبا، ولكن من لا يزوجها يأت ما هو خير … وإنه من الخير للرجل أن يظل أعزب، إلا إن خاف الوقوع في الخطيئة … وإنني لأنصح للأيامى من الرجال والنساء أن يقتدوا بي فيظلوا على ما هم عليه، فإن لم يقو أحدهم على العفة فلا مندوحة له حينئذ عن الزواج؛ فلأن يتزوج خير من أن يكون وقوداً لنار جهنم ". (الرسالة الأولى لبولس الرسول إلى أهل قورنثة، إصحاح 7، آية 38)
ويعلق ترتوليان على هذه الفقرة الأخيرة من رسالة بولس الرسول فيقول: " إن الأفضل من حالتين لا يلزم أن يكون خيرا في ذاته. فلأن يفقد الإنسان عينا واحدة أفضل من أن يفقد كلتا عينيه، ولكن فقد عين واحدة ليس من الخير في شيء، فكذلك الزواج: فهو لمن لم يقو على العفة أفضل من أن يحرق بنار جهنم؛ ولكن الخير أن يتقي الإنسان الأمرين معاً، فلا يتزوج ولا يعرض نفسه لعذاب النار. (30)
16. 1. زواج بولس:
يورد صاحب قصة الحضارة من أقوال بولس فقرة توحي ولكنها لا تثبت أنه قد تزوج:" ألَعَلَّنا {يقصد هو نفسه وبرنابا} ليس لنا سلطان، نجول بأخت زوجة كباقي الرسل وإخوة الرب وصفا؟ "، ولكنه في فقرة آخرى يسمى نفسه عزباً وكان يشبه يسوع في تجرده من الشهوات الجسمية.!! " ولقد روع حين سمع بالشذوذ الجنسي بين الإناث والذكور. وسأل أهل كورنثه قائلا:" أولستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم ... فمجدوا الله في أجسادكم "، وعنده أن بقاء البنات عذارى خير من الزواج، ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا لأن التزوج أصلح من التحرق "، وعليه يرى أن بولس يجيز الحب الجنسي، ولكن لا يشجعه مطلقاً" (31)
هذا هو شاءول، الذي موطنه طَرْسُوسَ من مقاطعة كِيلِيكِيَّةَ الرومانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد هذا التجوال مع شخصية شاءول منذ مولده إلى شبابه، نصل إلى أنه أصبح:
17. رسول يسوع المسيح:
ثم يصف نفسه في رِسَالَتة إِلَى تِيطُسَ، الأصحَاحُ الأَوَّلُ: «1بُولُسُ، عَبْدُاللهِ، وَرَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ».
أردنا من هذا الوصف الدقيق - لهذا اليهودي الطرسوسي الروماني الفريسي شاءول/بولس ـ منذ ولادته حتى شبابه رسم صورة واضحه عنه ليتسنى لنا بعد ذلك توضيح الدور المحوري والتغيير الجذري الذي قام به في إلباس السيد المسيح ثوبا جديدا، غير الثوب الذي بشر خالقه به أمه العذراء البتول في قوله سبحانه وتعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين}، {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِين}، {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون}، {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيل}، {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين}، {وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُون}، {إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيم} [سورة آل عمران: الآيات 45 51] ثم بإيجاد مسيحية جديدة، ما أنزل الله بها من سلطان.
سنحاول ـ بعون الله تعالى وتوفيقه ـ إثبات ذلك في الفقرات القادمات، وبالدليل والبرهان، ولا نبغي إلا رضوان الله تعالى، ولا نخشى في الله لومة لائم. ونريد من هذا البحث - إذا أعاننا الله سبحانه وتعالى على إتمامه ـ التصفية والتربية، التصفية الخالصة مما يشوب العقيدة، والتربية الصحيحة على منهاج النبوة، خاصة والجيل الثاني والثالث من أبناء الجالية يحتاج حقاً، فضلا عن المسيحيين أنفسهم لمثل هذه الأبحاث لتظهر الحقيقة الكاملة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد} [سورة ق: آية 37]
.....
ـ[د. محمد الرمادي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 09:18]ـ
ملخص هذا الجزء من بحث "مؤسس المسيحية:
ولد بولس لأبوين يهوديين في مدينة طرسوس في آسيا الصغرى (تركيا القديمة) تقريبا في العام الرابع للميلاد، ونشأ فيها من أصل عبراني خالص فيجمع أغلب المؤرخين النصارى أنه لم يكن هناك أصل أممي في أجداده أبدا، وتعلم حرفة صنع الخيام لسهولتها وقلة رأسمالها أنذاك، ويقول مؤرخي النصارى أيضا أن أبوه قد وهبه لدراسة الناموس منذ صغره، وعندما شب أرسله إلى أورشليم (القدس)، فأكمل تعليمه عند رجل يدعى جمالائيل أحد أشهر معلمي الناموس في أورشليم.
فيقول سفر أعمال الرسل عن لسان بولس: «أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ وَلَكِنْ رَبَيْتُ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ مُؤَدَّباً عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ. وَكُنْتُ غَيُوراً لِلَّهِ كَمَا أَنْتُمْ جَمِيعُكُمُ الْيَوْمَ.» (اعمال 22/ 3)، ويقول أيضا عن صناعته: « ... وَلِكَوْنِهِ مِنْ صِنَاعَتِهِمَا أَقَامَ عِنْدَهُمَا وَكَانَ يَعْمَلُ لأَنَّهُمَا كَانَا فِي صِنَاعَتِهِمَا خِيَامِيَّيْنِ.» (اعمال 18/ 3)، وكان اسمه فيما مضى (شاؤول)، ومعناه: (طالب) كما نفهم من سفر الأعمال، ثم أسمى نفسه بعد تنصره (بولس)، ومعناه (الصغير) وربما كان ذلك تواضعا. فيقول سفر اعمال الرسل عن هذا: «7كَانَ مَعَ الْوَالِي سَرْجِيُوسَ بُولُسَ وَهُوَ رَجُلٌ فَهِيمٌ. فَهَذَا دَعَا بَرْنَابَا وَشَاوُلَ وَالْتَمَسَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنْ يَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ. «8فَقَاوَمَهُمَا عَلِيمٌ السَّاحِرُ لأَنْ هَكَذَا يُتَرْجَمُ اسْمُهُ طَالِباً أَنْ يُفْسِدَ الْوَالِيَ عَنِ الإِيمَانِ. «9وَأَمَّا شَاوُلُ الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضاً فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ» (اعمال 13/ 7 - 9). وتذكر كذلك أغلب المصادر أنه كان ذو غيرة على دينه أكثر من كل أقرانه اليهود كما قال عن نفسه في سفر أعمال الرسل. فهو كان يهودياً معادياً للنصرانية. (32)
البحث القادم:
الفصل الثاني: "محاربته لأتباع السيد المسيح عيسى وسطوه على كنائس
إعداد محمد الرمادي
فيينا على ضفاف الدانوب الأزرق
Dr. ElramadyMuhammad
المختصرات
) أع: أعمالالرسل
غل: رسالةبولس الرسول إلى أهلغلاطية
مراجع الفصل الأول:
1. يراجع: د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية، ص297، ط 10، 1998م.
2. يراجع: الشيخ محمد ناصرالدين الألباني، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ في الأمة، صفحة ترقيم "د"، المجلد الثاني، ط 5، 1412هـ - 1992م.
3. أنشئت الأكاديمية الإسلامية، Islamische religionspädagogische Akademie, Neustiftgasse 117, A–1070 Wien فرع الأزهر في ولاية فيينا، العاصمة في جمهورية النمسا الإتحادية بموافقة الأزهر الشريف من جمهورية مصر العربية في سنة 1998 الميلادي.
4. أنس بن حسن الشقفة: الرئيس الحالي للهيئة الإسلامية الدينية بجمهورية النمسا الإتحادية.
5. كاتب هذه السطور يقوم الأن بترجمة هذا البحث للسان القوم الذين نعيش بين أظهرهم، اللغة الألمانية، وإن كنت أظن أن هذا العمل يحتاج لمجموعة عمل أكثر من قيام فرد به.
6. محمد تقي العثماني، عضو مجلس القضاء الشرعي الأعلى لباكستان، ص 125، 22 ربيع الأول 1392هـ، طبعة رابطة العالم الإسلامي.
7. "المسيح" سنخصص فصلا كاملا عن المسيح عليه السلام وفق ماورد عند بولس الرسول، وكما ورد في الأناجيل المعتبرة عند نصارى اليوم، والأناجيل الآخرى وآراء العلماء في هذه المسألة، مع مقارنة كل هذا بما ورد في كتاب الإسلام "القرآن الكريم "، والسنة الصحيحة لنبي الإسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم.
8. سيلاحظ القارئ الكريم أننا نستخدم تارة لفظة "المسيحية" وتارة آخرى لفظة "النصرانية"، والأولى إذا تحدثنا عن مسيحية بولس أما الآخرى فنقصد نصرانية عيسى.
9. "برنابا" هو أحد محاور هذه الدراسة، ولنا معه فصل خاص به.
10. الموسوعة الميسرة للأديان.
11 Outline of History vol 3 p. 679. . وأيضا د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص93، ط10، 1998م.
12.695 Outline of History vol 3 p. د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص111، ط10، 1998م.
13. رومية 1:5، و 14 - 16، و 2:25 - 29، و كورنثوس الأولى 13، و غلاطية 3:26 - 29، و أفسس 2: 12، ومابعدها، و 33: 8، و كولوسي 3: 11. يراجع كذلك: د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص116، ط10، 1998م. وسنبحث هذه الجزئية بشئ من التفصيل في موضعهاإثناء البحث، إن شاء الله تعالى.
14. المسيح عند بولس هو (1.) ابن الله: روما 8: 3 و 23، و غلاطية 4: 4، (2.) له طبيعتان إلهية وبشرية (إنسانية) تجسَّد واتخذ صورة عبد: فيلبي 2: 7، (3.) وتحدَّر من ذرية إبراهيم حسب الجسد: غلاطية 3: 15، (4.) ومات مصلوباً وقُبِر وقام من بين الأموات: كونثوس الأولى 1: 24 وفيلبي 15. هذا هو مسيح بولس، وليس عيسى عليه السلام ابن مريم. كذلك يراجع: الأب بولس الياس، يسوع المسيح ص 17 - 18، وأيضاً د. احمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص106 - 107، ط10، 1998م.
15. الأب بولس الياس: يسوع المسيح ص 17 - 18
16. يراجع د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص111 - 117، ط 10، 1998م.
17. يراجع كذلك: د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص95، ط10، 1998م.
18. أفسس 5: 19. ويراجع كذلك: د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص127، ط10، 1998م.
(يُتْبَعُ)
(/)
19. كورنثوس الأولى 7: 12 - 19. رومية 3: 1،ويراجع كذلك: د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص128، ط10، 1998م).
20. تيموثاوس الأولى: الاصحاح الثالث. ويراجع كذلك: د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص128، ط10، 1998م).
21. كورنثوس الأولى 11: 3 - 11، افسس5: 22 - 24، كونثوس الأولى 14: 34 - 35. يراجع كذلك: د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص128، ط10، 1998م.
22. كونثوس الأولى، الإصحاح السابع، الفقرات 10، 12، 25. يراجع كذلك: د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص129، ط10، 1998م.
23. وهي مدينة أسّسها الفينيقيون على كدنوس بالقرب من البحر. وارتبطوا معها بعلاقات تجاريّة منذ القرن التاسع ق. م. وانطبعت بالطابع الهليني في أيام السلوقيين فصارت مركزا جامعيا. في أيام انطونيوس صارت مدينة رومانية وعاصمة مقاطعة كيليكية الرومانية. وأقام فيها بولس بعض الوقت بعد اهتدائه: « ... وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ. 31وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ، وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ.» (أع 9:31)؛ «25ثُمَّ خَرَجَ بَرْنَابَا إِلَى طَرْسُوسَ لِيَطْلُبَ شَاوُلَ. وَلَمَّا وَجَدَهُ جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.» (أع11:25).
24. سنفسر هذه الجزئية "موت بولس" في فصل قادم إن شاء الله تعالى.
25. تعمدنا ترك بعض الأسماء كما جاءت من مصادرها.
26. طارق الشافعي: من هو بولس؟.
27. د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية ص 93، ط10، 1998.
28. هذا ما سنوضحه في هذه السلسلة تحت عنوان: محاربة "شاءول" لأتباع السيد المسيح عيسى، وسطوه على الكنائس، بأقواله وأقوال تلميذه لوقا
29. طارق الشافعي: من هو بولس؟.
30. د. علي وافي، بحث شبكة المعلومات، العزوبة في اليهودية والمسيحية والإسلام
31. وِل وَايريل ديورانت، قصة الحضارة، الحضارة الرومانية {قيصر والمسيح}، عصر الإيمان، الجزء الثالث من المجلد الثالث (ترقيم: 11)، الكتاب الخامس: شباب المسيحية من 4 ق. م إلى 325م، الفصل الثاني: بولس، عنوان: 3: العالم الديني، ص 266، ترجمة الأستاذ محمد بدران، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، 1408هـ ~ 1988م.
32. طارق الشافعي: الفصل الأول من هو بولس؟
ــــ
ـ[د. محمد الرمادي]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 07:03]ـ
(1.) الشخصيات المحورية وأمهات المسائل في الديانة المسيحية:
بقدر الرقي العقلي والتقدم العلمي وتعدد وسائل المعرفة، وبقدر ما عند الباحث من حب للحقيقة وعمق في الفهم وقوة في الاستنباط؛ تنكشف له نواحي العقيدة الصحيحة، فيسهل عليه توكيدها وإظهارها في ثوبها القشيب كما تظهر له فساد ما سواها وضعف ماعداها؛ بالأدلة والبراهين.
المسيحية الحالية:
الفارق موجود بين دين رسول الله عيسى ابن مريم عليه السلام وبين مسيحية اليوم. وهناك فارق بين عقيدة السيد المسيح رسول الله وعقيدة المسيحية أتباع المسيح ابن الإله. وهناك فارق بين دين أتباع عيسى الرسول في زمنهم الأول ومعايشتهم له في حياته وبين الأتباع مِنْ بعده. ويوجد فارق بين إنجيل السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام المنزل من السماء وبين الإنجيل (الأناجيل) المخطوطة بأيد بشر والمتداولة الآن في الكنائس والمعتمدة عندها. وهناك فارق بين العبادة التي شرعها الله لنبيه عيسى وأتباعه في عصره وبين العبادة الحالية .... الفروق تكاد لا تنتهي بين دين بعقيدته وعباداته أوحى به رب العباد إلى اليهود بواسطة أمين السماء جبريل عليه السلام إلى السيد المسيح صلى الله عليه وسلم؛ أمين الرسالة لقومه (اليهود)؛ وبين دين مستحدث على أيدي رجال، والرجال هنا شخصيات محورية لعبت الدورَ الأساسي في تبديل وتعديل وتغيير دين أنزله الله سبحانه وتعالي إلى دينٍ من وضع البشر، و "ابتكار" العديد من المسائل، وهذا ما دعاني للبحث عن الشخصيات المحورية وأيضا أمهات المسائل الجوهرية التي شكلت هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الدين الجديد: " مسيحية الكنائس الحالية ".
لعبَ الرجال بما يملكون من قدرات وكفاءات وما يحملون من أفكار وعقائد وما تأثروا من مفاهيم وعادات وما ترسخ في وجدانهم من مراسيم وطقوس وما تعايشوا مع أعياد ومناسبات وطقوس، واستيراد عقائد من ديانات آخرى؛ سبقت أو عاصرتهم لتتطعم بها الدين الصحيح فيخرج دين جديد؛ هؤلاء الرجال؛ الشخصيات المحورية؛ لعبت دوراً أساسياً ومحورياً في تشكيل الديانة المسيحية الحالية، ومن دواعي الأسف والأسى أن تكون الديانة المسيحية الحالية صناعة بشرية ومنتوجاً آدمياً بمتياز ويقول عنها البعض أنها دين سماوي فخرجت عن اطار الدين الذي أرسل من أجله عيسى عليه السلام لقومه واختلطت بها الأفكار والديانات التي كانت سائدة في ذاك الزمان، ثم جاء من استثمر المخزون الوجداني عند البشر فالبسها ثوباً جديداً، وحدث صراع حاد بين طائفة الموحدين وبين فئة أصحاب الأهواء، وارادت المشيئة العلية أن تكسب الجولة حتى كتابة هذه السطور الفئة الثانية.
ومن اشهر الشخصيات المحورية في الديانة المسيحية شاءول؛ بولس الطرسوسي؛ وكاتب هذه السطور ينشر على هذا الموقع الكريم بعض الكتابات عن مؤسس المسيحية الأول ولم ننتهي بعد؛ وهناك من المؤسسين عدد كافي ... ، لذا فهذه السلسلة لن تقتصر على بولس الرسول فحسب، إذ في النية أن نكمل الصورة في إطارها الطبيعي فنتحدث عن بقية الشخصيات المحورية التي حورت الرسالة وأحدثت المسيحية الحالية بعص مسائلها الهامة. فنُخرج ترجمةً عنهم كبحوث وافية ـ على قدر الطاقة والإستطاعة ـ من كتبهم المعتمدة وأقوالهم، ولا نظلم أحداً، ونتحدث عن أمهات المسائل.
وقصدنا ـ كما بين لنا أصحاب العلم والفكر والقلم من قبل؛ أستاذتنا ـ أن نثبت العقيدة الصحيحة في قلوب وعقول أهلها وأن نسد كل ثغرة يمكن أن ينفد إليها شيطان الإنس أو الجن ليضل بنا الطريق، واعتمدُ بعد الله سبحانه وتعالى وكتابه وسنة خاتم أنبياءه صلوات الله وسلامه عليه وآله، على أقوال وأفعال صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين كما افَحِصُ في فهمِ السادة العلماء أهل هذا التخصص من الأقدمين أو أساتذتي الحاليين.
ونتسأل: كيف تصل مثل هذه الأبحاث والرسائل ـ قديمها وحديثها ـ إلى الكافة والعامة فتقرأها، كما ويتطلع عليها مثقفو القوم فتفهمها ويغلب على ظني أن تسأل العامة أهل التخصص في دينهم عن مدى صحة ما يقول علماء المسلمين السابقين واللاحقين، ثم يستمر الحال كما هو عليه؛ بيَّد أن شعاع نور آية كريمة يضئ لنا المكان: " إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، فاتوقف عن الإسترسال في الخيال وأعود إلى كتاب معلمي ودفتر أستاذي لأتابع الإطلاع والتعلم.
وقصدنا من البداية أن يظل النبع الصافي للدين أي الوحي؛ صافياً نقياً ونحافظ عليه من ترسب الشوائب ودخول فيه ما هو غريب عنه.
ونحن لا نريد تجريحاً لأحد أو تسفيهاً له فقد أمرنا:" وقولوا للناس حسناً "؛ بقدر ما نريد إعمال العقل والفكر في المسائل المطروحة، والمنزلق الخطر على العقيدة والأحكام العملية في الحياة اليومية للعابد أن يشرع من عنده ما يروق له فيستحدث ديناً جديداً تتقبله العامة ويستفيد منه الخاصة فيخرج إلى غضب الله جل في علاه، ودعوات الحفاظ على الوحي قوبلت بالترحاب احياناً والغضب احياناً كثيراً.
وبهذا نفتح حواراً هادئاً عاقلاً فما نريد إلا الإصلاح ومن الله الهداية والتوفيق.
يتبع بإذنه سحانه وتعالى
كتبه
د. محمد بن عبد رب النبي بن إبراهيم آل الرمادي(/)
العبقرية و الجنون .... الشيخ ابن عقيل الظاهري
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 09:35]ـ
* كتاب (تقدُّم العلم) لم أره مترجماً، ولكن قرأت عن بعض مواده أكثر من ترجمة في الدراسات الفلسفية، وصرَّح فيه بأن مادته مما حوته ذاكرته، ولم يكن على خُلُق كريم؛ فكان رئيس غرفة التعذيب في البلاط الملكي، وكان مرتشياً، وكان مرافعاً فذاً في سبيل إعدام صديقه (الأيرأوف أيسكيس) لقاء مبلغ من المال! .. وهو بخلاف إمام الفلسفة الحديثة رينيه ديكارت (1596 - 1650م)؛ فكان إماماً في التأمل والنظر، مجدداً في الفلسفة، عاملاً جاداً لا يُقَصِّر في أداء فروض دينه المسيحي، ولكنه مع هذا غير نظيف العرض، يغامر ويجاهر، وهذا نوع من الجنون .. وإن أولو العلم هؤلاء غير سويين، وكنت في حيويَّة الشباب معجباً بمذهبه في أَوَّلية الضرورات الفطرية (الأفكار الخالصة)؛ لما فيها من نصر لبرهان وجود الله بصفات الكمال، ولما فيها من الموافقة للإمام ابن حزم رحمه الله تعالى، ثم تبيَّن لي بعد التمكُّن في العلم والنظر أن برهانه صحيح، ودعوى الأفكار الفطرية الخالصة القبلية دعوى غير صحيحة عند ابن حزم وديكارت معاً، لأن الله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئاً، ولأن ضروراتنا الفكرية تتدرَّج في الحافظة من قوى العقل بمقدار ما نَعي من هُوِيات الأشياء وعلاقاتها وفروقها؛ وإنما الفطرة الأولية ملكات العقل تصوراً وتمييزاً وحكماً وحفظاً واستذكاراً .. ومثل ديكارت عبقري الأدباء والكتاب فولتير (1694 - 1778م) كان لا يبدأ الكتابة إلا عندما يضع أمامه مجموعة من أقلام الرصاص لا تقل عن اثني عشر قلماً، وبعد أن ينتهي من الكتابة يُكِّسرها ويلفها في الورقة التي كان يكتب عليها ويضعها تحت وسادته عندما ينام، وإمام الرومانسية، وفتيل الثورة الفرنسية جان جاك روسو (1712 - 1778م) كان يخشى البرق والرعد؛ لأنه يظن أن كل شيئ في الوجود منافس له، وكان لا يأكل إلا الطعام الذي يجهزه بنفسه - وقريب من ذلك الموسيقار محمد عبدالوهاب -، وكانت ليلاه التي جن بها بادلته الحب ووجهت أدبه (دواورين)؛ فإذا به يتزوج خادمة أمية تُدْعى تيريز لوفاسور، وإذا به يُدخل أولاده الخمسة بملجإ اللقطاء .. ومحرر الأمريكيين جورج واشنطن (1732 - 1779م) الجنرال السياسي القدير كان يرتبك أمام الغرباء لشدة خجله، ولخجله الشديد كان شديد الكبرياء، وأحد الدهاة السياسيين (تاليران) صديق نابليون ووزير خارجيته كان قسيساً داهية حليماً سريع البديهة ذا أخلاق فاضلة في أمور كثيرة، ومع هذا كان مرتشياً، وتزوج على الرغم من أنه قسيس، وذلك مُحَرَّم عندهم، وكان زواجه من عاهرة وهو يعلم، وقد دبَّر المؤامرات ضد صديقه نابليون وكان كأبي براقش يتكيف مع الأوضاع، وأعظم عبقرية عسكرية نابليون بونابارت (1769 - 1821م) لم يكن يشرع في رسم أي خطة حربية إلا وهو يمتص أقراص السوس، وكان خطه رديئاً يظنه الناس خرائط حربية، وأحد مؤسسي الاشتراكية العلمية روبرت أوين (1771 - 1858م) تحول من قائد للعمال له صداه واحترامه إلى أسقف لطائفة صغيرة، وعلَّل برتراند رسل ذلك بأن طموحه أكبر من حجمه وأكثر من عمره، وشاعر الإنجليز بايرون (1778 - 1824م) كان شعره ظاهرة جنونية مردُّها إلى عقد ورثها عن سير الأدباء، ويطول بي عرض هذه العقد، والشاعر شيللي (1792 - 1822م) كانت حياته كلها نوماً وقراءة، كان يأكل وينسى أنه أكل، ويغلبه النعاس في النهار فينام في أي مكان كالطفل .. ذكر صديقه تريلوني أنه ترك شيللي في الساعة العاشرة صباحاً وكان واقفاً بجوار مدفأة غرفة مكتبه يقرأ، ثم عاد إليه في الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه فوجده على حالته ذا شحوب وإعياء، وبلزاك هو نورادي (1799 - 1850م) الكاتب القاص الفرنسي المشهور لم يكن أقرباؤه وأصدقاؤه يعرفون له مقراً ثابتاً، وكان يسكن بيتاً ثم يستبدل به آخر بعد أيام أو ساعات، وكان ضعيف الذاكرة لا يعرف اسم اليوم أو الشهر أو العام الذي هو فيه، وَوِرْث جورج صاند في مذكراتها نصَّت على أنه متغطرس لا يترك الحديث عن نفسه، وكان يسير في الشوارع، ويسجل أرقام البيوت، ثم يجمع الأرقام، فإذا كان المجموع مضاعفات الرقم 3 سار في طريقه ضاحكاً مستبشراً (وفيه شبه بابن الرومي)، ووالد بلزاك مكث طريح الفراش عشرين عاماً دون داع،
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قام واستأنف حياته اليومية دون داع، وفيلسوف ألمانيا الشهير شوبنهاور (1788 - 1860م) كان يحادث نفسه في الطريق بصوت جهوري، وكثيراً ما كان يسجن نفسه في غرفته عدة أشهر، ووقفت والدته على باب غرفته يومين فلم يأذن لها بالدخول .. والروائي والقاص الشهير الكسندر دوماس (1804 - 1870م) كان زير نساء على الرغم من بدانته ودمامته، وبلغ أولاده خمس مئة، وكان كثيراً ما كان ينسى مواعيد طعامه؛ لانهماكه في الكتابة .. ويكتب رواياته على ورق أزرق بأقلام خاصة، ويكتب قصائده على ورق أصفر بأقلام خاصة، ويكتب مقالاته الصحفية على الورق الوردي، وكان يكتب على ركبته ولم يستعمل المنضدة قط (والكتب على الركب عادة ورثها العربي عن أسلافه قبل استعمال المناضد والكراسي، وطالما كتبتُ على ركبتي) .. والفيزيائي الأمريكي مخترع آلات الكهرباء وغيرها أديسون (1847 - 1931م) أخفق في دراسته، وقرَّر أساتذته بأنه أبله ضعيف العقل، وتكهن الأطباء بجنونه نظراً لشكل رأسه الغريب، وبعد نبوغه كان ينسى اسمه وينسى أنه أكل .. والمصور الهولندي القدير فان جوخ (1853 - 1890م): قالوا: إن هلوسته من نوع الرقة المفرطة والغضب الشديد .. والكاتب الروسي الروائي الشهير تولستوي أخفق في دراسته، وعجز مدرسوه الخصوصيون عن إدخال أي علم في جمجمته الكثيفة، ثم نبغ بعد ثلاثين سنة (لعله كالنابغة الذبياني)، وكان مترفهاً في أول حياته، وفي آخر حياته ارتدى ثياب الفلاحين الخشنة، وصنع أحذيته بيده .. والقاص الإنجليزي الشهير تشارلس ديكنز (1803 - 1880م) كان يغادر منزله وسط الظلام، ويتيه في شوارع لندن كالمجنون قاطعاً 15 ميلاً أو 20 ميلاً دون مأرب، وربما دخل بيوت أصدقائه من نوافذها مرتدياً ملابس البحارة، والكاتب الروائي الروسي الشهير (دوستو يفسكي) (1821 - 1881م) كان أخرق التصرف في ماله .. هرب من روسيا أربعة أعوام لكثرة دائنيه، وكان يفكر دائماً في قطع صلته بمعارفه، وقد قطع إحدى أذني صديقه بول غونان في نوبة من نوباته .. وقد مات فان جوخ منتحراً، والفيلسوف الإنجليزي هربرت سبنسر (1820 - 1903م) كان يقضي معظم وقته في الأماني والأخيلة (أحلام اليقظة)، وكان يحادث نفسه في الطريق بصوت جهوري .. وأحد المخترعين في مسائل الطب العالم باستير (1821 - 1895م) لم يحضر ليلة زفافه؛ لأنه منكب في أنابيب الاختبار في مختبره .. والفيلسوف الألماني نيتشه (1844 - 1900م) كان منطوياً على نفسه مات مجنوناً، واستمر جنونه ما يقرب من اثنتي عشرة سنة .. وواضع النظرية النسبية الخاصة آينشتاين (1879 - 1955م) كان مُنَظَّم التفكير إلا أنه فوضوي في بيته وشؤون حياته .. كان يصفِّر ويغني بأعلى صوته في الحمام *أصبح ذلك عادة خواجية*، والشاعر الروائي الأيرلندي أوسكار وايلد (1854 - 1900م) كان ذا شذوذ جنسي، وكان غريب الأطوار، ومثله بتراندرسل .. وزعيم إيطاليا موسوليني (1883 - 1905م) كان ساحراً مجنوناً يحب الإطراء، وزعيم الألمان هتلر (1879 - 1945م) حلَّل العقاد عبقريته وجنونه في كتاب خاص، والروائي الفرنسي الكاتب المسرحي هنري دي مونترلان مات منتحراً لا لشيئ إلا أن الرواية تُقرُّ الانتحار .. والكاتب الروائي إميل زولا يزعم أنه إذا اختلى بنفسه ليلاً رأى أضواء غريبة تبرق وتنطق حوله، وسمع أصواتاً هامسة تُدِّوي في أذنيه، وكانت تلازمه هواية إحصاء مصابيح الغاز على جوانب الطرق والأبواب المعلقة خلف العربة، وكان إذا دخل بيتاً وقدم رجله اليمنى ناسياً خرج مسرعاً وعاد ليقدم اليسرى تشاؤماً من اليمنى، وكان إذا أراد قفل بابه يفتحه ويقفله عدداً من المرات قبل أن يتركه مقفولاً .. والشاعر جيراردي نرفال صرف ميراثه وعاش فقيراً معدماً .. قضى حياته في بوهيمية، وبعد عودته إلى باريس من مصر ولبنان بدأت ظاهرات الجنون في تصرفاته وفي النهاية شنق نفسه .. والأديبة الناقدة الكاتبة البريطانية فرجينا وولف في 28 من شهر أذار سنة 1941م خرجت من بيتها وأغرقت نفسها في نهر بلندن .. قيل: إنها جنت .. وقيل: إنها نتيجة رؤيا مزعجة .. والروائي العالمي همنغواي أنفق حياة بوهيمية، وأطلق على نفسه رصاصة قتلته سنة 1961م .. والشاعر هولدرلن استخفَّ غوته بشعره وسخر منه؛ فصُدِم وجن جنوناً عظيماً وانتحر وهو مجنون، وتحت وطأة الجنون كتب أعظم أعماله الخالدة .. والرسام الشهير
(يُتْبَعُ)
(/)
وبلاك وُضع بمستشفى الأمراض العقلية، فاعتقد أنه يعيش مع شخصيات تاريخية فُقدت في عهد سحيق!! .. والشاعر الروسي مايا كوفسكي انتحر في موسكو سنة 1920م، والأديب الياباني القاص ياسواري كابانا انتحر؛ لأنه لم ينجز أعماله الأدبية؛ فهو صاحب أكبر إنتاج غير متكامل .. والمفكر الفرنسي مونترلان انتحر متأثراً بنصائح نيتشه .. هذه نماذج لعباقرة مجانين، أو مجانين عباقرة من الغربيين من استقراء غيري، ومن استقرائي أيضاً، وقد تركت آخرين من أمثال جورج صاند ودارون وشومان وبدلير ولوكريسي وأوجست كونت .. بل قيل: (إن المصابين بالانفصام من الكتّاب والرسامين الثلثان)، والكلام ههنا عن العبقرية والجنون معاً تطوير لوريقات نشرتها قديماً في أحد كتبي، وقد يُفترض أن في هذا السرد الذي أسلفته مبالغة، ولكنني لا أملك البرهان على ذلك؛ وإنما أجزم بأن بعض هذه الظواهر ليس من الجنون وإنما هو غفلة وسهو، والقاعدة أن من أكبَّ على علمٍ تخصُّصٍ أو أكثر يكون ذا سذاجة فطرية وغفلة في الأمور الأخرى .. ولظواهر الجنون تلك شاع عند المعاصرين: (فلان مصاب بداء العباقرة)، ولكن العبقري المسلم العابد قلَّما يصاب بالجنون، وأولئك لِقِلَّةِ إيمانهم وعبادتهم الصحيحة صاحبتهم الشياطين عبقريةً وجنوناً معاً، ودفع الجنونُ بعضهم إلى الانتحار .. وتركت عباقرة لم يكونوا مجانين، وإنما أُدخلوا مستشفيات الأمراض العقلية ظلماً وعدواناً .. من أولئك أيزرا باوند روَّج اليهود أنه مجنون لعدائه لهم، والدكتور علي عبدالسلام المصري أرسل كتاباً لرئيس الحكومة مصطفى النحاس وآخر للنقراشي وزير المعارف يطالب الدولة بأن تستفيد منه؛ فتصرف عليه لينال دراسة عالية، وتحمس؛ فأدخلوه مستشفى المجاذيب عشر سنوات، وقد نشر بالمصور مذكراته عالم المجانين، وفي مذكراته نوَّه بزملاء له في مستشفى المجانين كانوا شعراء ورسامين وأدباء وفلاسفة .. وذكر جون جنتر في كتابه (داخل أمريكا اللاتينية) - نقلت عنه بالواسطة - أن حكومة إحدى دول أمريكا الجنوبية انتهزت فرصة إحدى المعارك الانتخابية البرلمانية فاعتقلت زعيم المعارضة هناك بحجة أنه مجنون، وبقي في المستشفى بضعة أيام إلا أن حصانته البرلمانية، وجهود أهله وأنصاره أحبطت المؤامرة، وقد عرفته المنابر خطيباً مفوَّهاً .. والدكتور محمود علي النفراوي أحد العرب المخترعين من مصر نشرت مجلة الاثنين مأساة اتهامه بالجنون، وإليكم هذا النموذج من عباقرة مَن هم دون الجنون في المشرق العربي مثل حجي بن موسى الشافعي (توفي سنة 782هـ) كان آية في كثرة الاطلاع وصحة النقل، وكان غوَّاصاً نقالاً عارفاً بحل المشكلات صحيح الفهم سريع الإدراك .. قال ابن حجر رحمه الله: كان ساذَجاً من أحوال الدنيا، لا يعرف صحة عشرة من عشرين، ولا يحسن براية قلم، ولا تكوير عمامة .. وعبدالواحد بن علي بن برهان أبو القاسم النحوي (توفي سنة 456هـ) وكان شرس الأخلاق جداً، لم يلبس سراويل قط، ولا غطَّى رأسه قط كما قال ابن كثير .. وأبو العباس ابن البناء أحمد بن محمد الأزدي العدوي له تأليفات حسان، ثم استحوذ عليه الشيطان ووسوس له أنه من أصحاب المكاشفة إلى ما يقرب من الوحي .. وأحمد بن عبدالله بن هاشم الفقيه الشافعي أبو العباس الملثَّم ادعى أنه رأى الله في المنام، وأنه أسري به إلى السماوات السبع، وصرح بأنه المهدي المنتظر، وادّعى النبوة، ثم لطَّف الوضع قليلاً فقال: أنا رسولُ رسولِ الله .. وأحمد ابن إبراهيم الحنبلي نجم الدين المقدسي انحرف مزاجه فكان يقف في الطرقات وينشد أشياء مفيدة، ويتكلم بجد وهزل، وربما ثاب إليه عقله فعاد إلى طبيعته .. ونجم الدين أبو بكر بن محمد بن خلكان كان يهذي ويصرخ بأنه خليفة الزمان، وأنه ستكون له دولة، وأنه يوحى إليه .. وأبو عبدالله محمد بن عبدالله الجزيري الظاهري ارتكب حماقات من جنون الفكر والخيال حتى قتل، وخَيَّل للعامة أنه يتصور في صورة قط أو كلب .. قال ابن حجر: (وكانت العامة ترجم الكلاب والسنانير بسبب ذلك)، وعبدالكريم بن علي الشهرزوري زين الدين القوصي كانت تتطور أحواله في اليوم والليلة: تارة يباشر المكوس، وتارة ينقطع في بعض الأرباض في زِيِّ الفقراء!. قال أبو عبدالرحمن: أئمة الذوق الصوفي من عباقرة المجانين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض والتلمساني وأحمد البدوي، وكذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
أصحاب الفخر المسرف فيهم ظاهرة اعتداد بالكمال الذاتي لأنفسهم؛ فكان مأثورُهم جنوناً وإن كانوا سَوِيِّين لا سيما غلو عمرو بن كلثوم وأبي الطيب وابن هاني .. وكذلك الذين راضوا سلوكهم بقسوة لم يفرضها عليهم دين ربهم؛ وإنما هي وسوسات الفكر وجنون الخيال كالمعري .. وإذا كنا نجد تقارباً بين الجنون والعبقرية في سلوك بعض الأفراد فإننا نجد هذا التقارب في المدلول اللغوي .. قال اللغويون كابن منظور وابن سيده، وابن الأثير: (عبقر موضع بالبادية كثير الجن يُنسب إليه كل ما يثير العجب في حذقه أو جودته أو قوته)، وإذا كانت ظاهرات الجنون تصرُّفات شاذَّة في المجتمع، فإن العبقرية حالة شذوذ أيضاً؛ فهذا هو لنجورت من علماء النفس يرى أن للذكاء مقياساً لا يصل إليه سوى ستة أشخاص من مليون شخص، وهذا من مبالغات علم النفس، وهو علم حديث فيه ظنون وفيه تضليل متعمَّد ولا سيما عند فرويد اليهودي .. ويرى فرانسيس جولتون: أن العبقرية قدرة إبداعية ذات مستوى عال بشكل غير مألوف كما هو ممارس في المنجزات اليومية المعتادة؛ ولندرة الحالتين كانت العبقرية كما يرى سيزار لومبروزو (1836 - 1909م) صراعاً فيما بين الذات والبيئة. قال أبو عبدالرحمن: وكذلك انفصام الشخصية .. كل موضوع يتطرقون إليه يتشعب إلى غير نهاية أمام عقولهم الخصيبة .. قال أفلاطون عن الشاعر: (لا يمكن أن يبتكر قبل أن يلهم فيفقد عقله)؛ ولهذا كان لامرتين لا يفرق بين العبقرية والمرض العقلي، وقال لانج ايكياوم: تزدهر العبقرية بما يلي: 1 - زيادة المرض؛ لحدة الانفعال، وقلة المقاومة، وضبط النفس؛ فيكون مرهف الحساسية لأبسط المثيرات. 2 - الشعور بالتعاسة والقصور ومحاولة التعويض؛ فتزداد دوافعه بما لا يتوفر للأصحاء. 3 - بعض أنواع الاضطراب يصحبها نشاط قوي في التخيُّل، وكان لنجفيلد يقول: (لا تقل فلان كثير الانفعالات لأنه فنان، ولكن قل: فلان فنان لأنه كثير الانفعالات). قال أبو عبدالرحمن: حدة الانفعال ليست ظاهرة جنون دائماً، ولكنها في الأغلب غضب مهذَّب للانتصار للحقيقة إذا أُهينتْ بغير علم .. والشعور بالتعاسة الذي يجرُّ إلى محاولة التعويض لا يكون أبداً عند عبقري مخلص لفنَّه بصدق مع النفس واستعلاء على سلوك سُبُل المغالطة .. ولا يعتور حياة عبقري مسلم يريد بعلمه الدينونة لله لا الرياء .. والنشاط القوي في التخيل في الأكثر ظاهرة صحية لدى الفنان إذا كان مرهف الحس مُتَّخماً بالمعارف والتجارِب شديد التأمُّل بكثرة .. وقال مالرو في كتابه أصوات السكون: (لقد كان الجنون في العصور السابقة حالة انحطاط، وكان التعبير الذي يصدر عنه تعبيراً عن عالم غير متناسق، ولكنه أصبح اليوم نوعاً من الرؤية وتحريراً للعالم) .. وهكذا أدب السورياليه جنون بحت، وليست كل النظرة القديمة كما قال مالرو، فهذا أرسطو من القدماء يقول: (إن أغلب أعاظم الرجال يغلب عليهم المزاج السوداوي) .. وقد أكد عدد من علماء النفس أن حال المرض النفسية تعمل على تحرير العبقرية، إلا أن الجنون المطبق يُعطِّل العبقرية فيتلاشى الفكر المنظَّم، وإن كان ذلك الجنون من أعراض العبقرية، ومن هذا الصنف الآنسة صفية رفعت خريجة كلية الآداب نالت إجازتها الجامعية بتفوق، وكانت طريحة الفراش بمستشفى الأمراض العقلية فتعطَّلت موهبتها، وقد نشرت مجلة الجيل الجديد مأساتها .. وهذه التحليلات النفسية للعبقرية والجنون إن صح منها شيئ فهي عن أناس لم يحييوا حياة طيِّبة مباركة بإيمان يشرح الصدر وُيُفَتِّق العقل .. وعكس هؤلاء يصبح عندهم العبقرية والجنون متلازمين كسقراط مثلاً كان يعاني كثيراً من أعراض المرض العقلي في الوقت الذي كان فيه من أئمة الفلاسفة، وقد يكون جنون العبقرية تصرفات شاذة كما أُثر عن أرسطو أنه ظل يوماً كاملاً وهو واقف يفكر، وكبشار بن برد كان سريع الغضب سيئ الخلق متظاهراً بالمنكرات إذا أراد أن ينشد بصق وصفق بيديه وتنحنح .. وهناك عباقرة ليسوا مجانين ولا سيما من العرب والمسلمين يفوقون عدد العباقرة المجانين أضعافاً مضاعفة، وأكثر العباقرة المجانين كانوا عباقرة قبل أن يكونوا مجانين، واختفاء الموهبة لمرض عقلي أكثر من ظهور الموهبة حالة المرض، وأعمال العباقرة حالة جنونهم حُظيت بعطف شديد؛ فخلِّدت لغرابتها .. وقد كتب في هذا الموضوع: لانج ايكياوم الذي ألف مشكلة
(يُتْبَعُ)
(/)
العبقرية، وفرانسيس جولتون الذي ألف العبقرية الموروثة، والدكتور مصطفى سويف الذي ألف العبقرية والفن، ويوسف ميخائيل أسعد الذي ألف العبقرية والجنون، وكثير من النماذج أخذته من كتاب هذا الأخير ومن أعداد من مجلة المصور والاثنين والجيل الجديد والأسبوع العربي وكتب التراجم العربية .. وهناك علماء عقلاء ولكن إنتاجهم جنون فكري كأسفار المغني للقاضي عبدالجبار بن أحمد المعتزلي؛ فذلك جنون فكري لتغييبهم الشرع وَفْق دلالته المشروعة، وَلِوَهْمِهم في تحرير أو تصور الواقعة التي يريدون علاجها، وعدم استخدام العقل حسب تسلسله الرياضي .. والجنون بحمد الله نادر في عباد الله المسلمين وعلمائهم الربانيين؛ وإنما يحدث في عامتهم لأسباب منها الحرص على مباهج الدنيا والشعور بالهضم، ومنها التورط في الديون المتعذِّر سدادها إلا بمدد من الله سبحانه، ومنها ضعف الإيمان وقلة العبادة والانهماك في المعاصي، ومنها الوحدة المنهيُّ عنها، ومنها إلغاء الأدعية الشرعية الموظَّفة والمطلقة، والمحافظة على الأدعية مَأْمَن، وهي إذن الله بعد إيجابه دعاء بالسلامة وسداد الأحوال .. والاستعاذة من الجنون والجذام وسيِّئ الأسقام مما حثَّ عليه الشرع المطهَّر .. وتعتريهم لظاهرة الكبر والتخريف والمرض وضعف البنية هِجِّيرى واختلاط؛ فهكذا الرد إلى أرذل العمر، والمريض زاكي العقل عجَّل الله تطهيره بالمرض .. ومن العيب الفاضح أن نترنح بأبناء العرب والمسلمين السَّوِيين وراثةً وديناً بالأعاصير في أمور نظرية نملك أصولها؛ فيكونون متتلمذين لمجانين العباقرة وعباقرة المجانين .. وليس معنى هذا إسدال الستار على الجديد من عطاء العالم قديماً وحديثاً؛ وإنما نقرأ بزكاء (بالزاي) المؤمن، وعبقرية الفكر المنظَّم رياضياً، والتصوُّر المطابق للوقائع؛ فإن صحة التصور ضمانة لصحة الحكم بإذن الله .. وبالحس المرهف المتربي فكراً وثقافة في حضانة التصورات التي وعاها من دينه المعصوم، والله المستعان.
وكتبه لكم
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
- عفا الله عنه -
الهوامش
(1) مجموع الفتاوى 12 - 23.
(2) مجموع الفتاوى 5 - 199.
(3) مجموع الفتاوى 5 - 118 - 119.
(4) مجموع الفتاوى 12/ 17.
(5) قال أبو عبدالرحمن: انظر اتهام أهل الضلال لأهل السنّة والجماعة في مجموع الفتاوى 5 - 110 - 111.
(6) قال أبو عبدالرحمن: عوضتُ عن ذلك بمتابعة الفكر الفلسفي العالمي من ترجمات كثيرة، ومن سياقٍ للفكر البشري بلغتي العربية، وهذه ضرورة لغيري ممن يُجيد لغة ثانية أو أكثر؛ لأنه مضطر للترجمة فيما لا يعرفه من اللغات، ومحال أن يحيط الفرد بلغات العالم.
الجزيرة: الاربعاء 16 شعبان 1431 العدد 13817
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 11:14]ـ
جزاك الله خيراً .. مقال عبقري ..
ولكني أحسب أن الجريدة قد قصت منه جزءاً إذ حواشي المقال لم نفهم وجه إيرادها لأنها غير مربوطة به!!!
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 04:15]ـ
أو غيرَ ذلك يا صاحبي!
لعلِّي - أو لعلَّنِي - وهِمْتُ في النقْل،
فعفوًا،،
شكرا على مرورك الطيب،
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 04:33]ـ
تعالى، ثم تبيَّن لي بعد التمكُّن في العلم والنظر أن برهانه صحيح،
صوابه "غير صحيح"
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 04:53]ـ
صوابه "غير صحيح"
بل كما هو في الأصل:" ثم تبيَّن لي بعد التمكُّن في العلم والنظر أن برهانه صحيح " و راجعته في دارة أهل الظاهر فوجدته كما نقلتُه و لله الحمد و المنة، ومعناه: أن البرهان وهو الدليل اليقيني الذي أقامه المذكور هو صحيح في حد ذاته وأما دعوى الأفكار الفطرية فدعوى باطلة لا تصح، وهذا موجود كثيرا: فقد يصح البرهان و تكذب النتيجة أو الحكم و قد يصح جزء من البرهان و يبطل جزء آخر و هو في المقدمتين إحداهما صحيحة و الأخرى كاذبة فيكون الحكم كاذبا مثاله:
-1 - لو صح حديث في سنية القبض لقلنا به،
-2 - ولم يصح فيه حديث
إذًا: لا يسن القبض في الصلاة،
فالمقدمة الأولى صحيحة لكن الثانية كاذبة إذْ قد صحت أخاديث في استحباب القبض و الأمر به فكان النتيجة من تلكم المقدمتين باطلة لا تصح،
و بالله التوفيق،،(/)
صاحبي يسأل في العقيدة: لماذ الله لم يقل محمد بن عبدالله وانما اكتفى بمحمد?
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 08:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كنا امس انا وصاحبي نقرأ اصول الثلاثه وقد سألني سؤال قوي ولم اعرف جواب بصراحه علما انه من السعوديه ومن عائله مسلمه الا انه سؤاله حيرني وقد اتاني شبهات مثله تماما واريد منكم جوابا لي وله حيث سأرسله الجواب عبر بريد
يقول
انا مؤمن بالله وشعرت ولله الحمد بوجود الله وانه خالق رازق كل شي واقرأ القران وانه لابد من ارسال الرسل الى الارض ليعبدوا الله ويصدقو رسلهم ثم سكت وقال ان القران كلام الله والقران مكتوب (وما محمد الا رسول الله) (يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا) ويقول ان هذه الايه (اني رسول الله اليكم جميعا) يعني عامه وليست خاصه لان الرسل قبل محمد كانو لقومهم خاصه فهذا معناه ان محمد اخر رسل لانه عامه ثم سكت وقال لاادري هل محمد في القران هو محمد بن عبدالله الذي في المدينه في القبر ولماذ الله لم يقل محمد بن عبدالله وانما اكتفى بمحمد لكن يوجد اسم في القران عيسى بن مريم ولكنني اؤمن بمحمد بانه رسول وقد بعثه الله للعبادة الناس لله ولكني الان يا ابوعبدالله اؤمن بالله واؤمن بمحمد الذي مذكور في القران فقط انه رسول من رب العالمين لكن هل محمد هو ابن عبدالله بن عبدالمطلب وهل هو الذي في القبر لاادري (طبعا هو يقول لاادري) والقصص كثير يقولون انه ابن عبدالله بن عبدالمطلب وهو الذي في القبر اسفل القبه في المدينه المنورة ويقول انني زرت المدينه ومريت على القبر محمد رسول الله وعمر وابوبكر الا انني احس انه ليس هو محمد بن عبدالله واحس ان ابوبكر وعمر هم الذين في القبر كباقي الاموات لا اشك بهم
!!!
اخواني انا ساكت
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 11:44]ـ
للرفع اخواني انتظركم
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 12:07]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب أخي الحبيب يكون من وجهين
أولا: الصحابة الذين نقلوا إلينا القرآن شهدوا نزول الوحي على محمد بن عبد الله نفسه فصدقوه وآمنوا به ونقلوا لنا سنته وهو القائل بأبي هو وأمي أنا النبي لا كذب ... أنا بن عبد المطلب.
ثانيا: لو كان الأمر محتمل أن يكون محمد الذي ذكر في القرآن ليس محمد بن عبد الله لأعترض المشركون ولما سكتوا عن هذا لما سمعوا القرآن لكن كما قال الله "فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ".
كل هذه الأمور وغيرها تجعلنا نقطع بأن محمد بن عبد الله هو نبي الإسلام الذي بشر به الإنجيل والتوراة قبل القرآن والحمد الله رب العالمين.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 12:07]ـ
1 - تواترت الأنباء أن هناك رجل اسمه محمد بن عبد الله قرأ القرآن على العرب وقال لهم إني رسول الله إليكم، فآمن به من آمن وكفر به من كفر فسلط الله من آمن على من كفر، فكان رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب سيفا مسلطا على أعناق الكفار فقطعهم ودانت العرب بالإسلام
فصاحبك يؤمن بالقرآن وأنه من عند الله فلم لم يبين الله لنا أن هذا الرجل غير المذكور في القرآن؟
2 - من نقل إلينا القرآن من الصحابة - وصاحبك يؤمن به - هم من نقلوا إلينا أن نبي الله محمدا صلى الله عليه وسلم المدفون بالمدينة - هو نفسه من ذكره الله في القرآن وقال عنه:" لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " وقال عنه:" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " وغير ذلك من آيات الذكر
فإن صدق صاحبك أولئك الناقلون للقرآن في نقلهم للقرآن لابد أن يصدقهم في نقلهم أن هذا النبي هو عين من ذكر في القرآن فكلا الخبرين متواتر، بل نقل الناقلون أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو النبي الأمي الذي أنزل الله عليه القرآن نقلا تواتر عن أهل الملل والعرب قاطبة بل والعجم أيضا! إنما اختلفوا في تصديقه وعدم تصديقه.
3 - صاحبك لو قيل له توجد مدينة اسمها نيويورك في أمريكا هذا خبر متواتر بالمناسبة، فإذا رأها في التلفاز أو زارها، فبطريقة التجويز العقلي الذي يتحدث بها يمكن أن يقول أيضا: ربما هذه غير تلك التي ذكروها لنا في كتب الجغرافيا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - السنة التي نقلت إلينا توضح أن هناك علاقة بين هذا النبي صلى الله عليه وسلم وبين المذكور في القرآن حيث أن سنته تطبيقا عمليا للقرآن فكيف لا يكون هذا ذاك؟ وحادثة موته ودفنه نقلها لنا من نقل القرآن ولا يختلف أحد لا ممن ينتسب للإسلام سواء أهل سنة أو بدعة ولا من لا ينتسب للإسلام أن النبي مدفون بالمدينة، وكل ما استشكله البعض من الصوفية هل هو حي في قبره أم لا؟
5 - الله تعالى نادى النبي صلى الله عليه وسلم بصفته فقال يا أيها النبي ويا أيها الرسول، وعبد الله، تشريفا له، ولما ذكر اسمه أضافه للصفة تشريفا أيضا، ولا يحتاج لنسبه فيهم لأنه كان معروف النسب، ولا يوجد في القرآن من نسب غير نبي الله عيسى والسبب معروف وهو أن النصارى نسبوه لله تعالى فقالوا ابن الله -تعالى الله عن ذلك - فنسبه الله لأمه وكرر ذلك لأنه بلا أب، خلقه الله بلا أب - فنسبه معجزة فذكر النسب هنا لبيان الإعجاز وللفت النظر لذلك، وحكم الله أوسع مما ذكرتُ لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون
6 - قل لصاحبك لا يستقيم إيمانه إلا لو شهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم الذي دفنه الصحابة في المدينة والذي عاش بينهم قبل ذلك يدعو إلى الله تعالى، والذي بنى مسجده المعروف بالمدينة، هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن من أنكر هذا كفر ومن استشكله فقد فقد عقله لأن هذا خبر متواتر لا يختلف عليه أحد آمن به المؤمنون ولم ينكر رسالته إلا الكافرون.
فقل لصاحبك استعذ بالله وانته عن الاسترسال مع وساوس الشيطان.
7 - إذا كانت أسانيد القرآن كلها عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة، فكيف يقول رجل أن القرآن حق وأنه مؤمن بالنبي محمد المذكور في القرآن ولا يؤمن أن محمدا هو من اتصلت الأسانيد إليه بهذا القرآن، واتصلت إليه أسانيد السنة الصحيحة؟
والآن نعكس السؤال: من هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم المذكور في القرآن إذا لم يكن هو من أجمع عليه الأولون والأخرون؟
إن كان عند صاحبك خبر فليأتنا به نفنده وإن لم يكن فليس له إلا أن يختار بين أن يؤمن بالنبي الأمي محمد بن عبد الله المدفون بالمدينة أو يجحده فيقول ليس هو هو.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 12:37]ـ
اخي الكريم كما قلت سابقا انا
ان المذكور في القران يؤمن به كله وحتى الايه (الرسول الامي)
التفكير هو ما الادله على ان الذي في القبر في المدينه هو محمدرسول الله
فصاحبي اعرفه كلامه سبعين بالمئه يقول انه يؤمن بان محمد رسول الله ورسول الاسلام وكل شي بس سؤاله اين هو دفن؟ وماالدليل؟ والعجب ان يقول انه سيتوقف عن الصلاة حتى يأتي بدليل قوي يرتاح به قلبه ويموت على الاسلام وهوغير شاك
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 12:47]ـ
اخي الكريم كما قلت سابقا انا
ان المذكور في القران يؤمن به كله وحتى الايه (الرسول الامي)
التفكير هو ما الادله على ان الذي في القبر في المدينه هو محمدرسول الله
فصاحبي اعرفه كلامه سبعين بالمئه يقول انه يؤمن بان محمد رسول الله ورسول الاسلام وكل شي بس سؤاله اين هو دفن؟ وماالدليل؟ والعجب ان يقول انه سيتوقف عن الصلاة حتى يأتي بدليل قوي يرتاح به قلبه ويموت على الاسلام وهوغير شاك
أخي مفهوم قصدك لكن أنت أسئله لماذا يصدق مثلا بوجود قارة أستراليا رغم أنه لم يراها الجواب حتما سيكون لأنه نقل بالتواتر أنها موجودة وهذا دليل عقلي.
أيضا يقال نقل بالتواتر أن محمد الذي ذكر في القرآن هو نفسه محمد بن عبد الله ومثلما ذكرت الأخت هو لماذا يصدق بالقرآن و من أداره أنه هو نفسه الذي أنزله الله أو هو من عند الله؟ الجواب أنه نقل عن الصحابة بالتواتر أنه كذلك ونفس الشىء بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم نقل عن الصحابة بالتواتر أنه هو محمد نبي الإسلام ونقل بالسند الصحيح أنه دفن في المدينة.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 12:58]ـ
اخي الكريم
قارة افريقيا نصدقها ام لا لايضر
فالمهم الكبير هو مسألة الانبياء ان لم تصدقهم تكفر
واذا صدقتهم فأنك بمنزلة مؤمن
وهل قصدك انه دفن بالمدينه بالقرون (اي بتسلسل) وهل معنى التواتر هو التسلسل؟
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 01:10]ـ
اخي الكريم
قارة افريقيا نصدقها ام لا لايضر
فالمهم الكبير هو مسألة الانبياء ان لم تصدقهم تكفر
واذا صدقتهم فأنك بمنزلة مؤمن
وهل قصدك انه دفن بالمدينه بالقرون (اي بتسلسل) وهل معنى التواتر هو التسلسل؟
صحيح من جهة الإعتقاد لا يضر لكن هذا دليل عقلي يستخدمه العلماء في إثبات مثل هذه الأمور لأنه على قول صاحبك ماهو الدليل على أن القرآن الذي بين أيدينا هو من عند الله؟
الجواب أنه نقل الكافة عن الكافة أن القرآن الذي موجود في المصاحف هو من عند الله ومن يشك في ذلك فهو كافر.
ما يثبت به أن القرآن الذي بين أيدينا هو من عند الله هو نفسه ما يثبت به أن محمد بن عبد الله هو نبي الإسلام.
التواتر هو أن ينقل عدد كثير عن مثله بحيث يستحيل تواطئهم على الكذب وان يكون منتهى خبرهم الحس والمشاهدة والسماع يعني أن يقول سمعت ورأيت لا بمجرد الظن.
فالقرآن منقول بالتواتر يعني قرنا عن قرن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 01:41]ـ
-لو قال محمد بن عبدالله يبقى ما استشكله صاحبك ماثلا
-محمد صلى الله عليه وسلم ليس ثم اشتباه في تعيين شخصه مع أحد آخر
حتى عند الكفار سواء فيما مضى أو المعاصرين من المشككين في كل شيء مثل المستشرقين
وذلك لتواتر الأخبار المستفيضة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 01:55]ـ
///لو قال محمد بن عبدالله يبقى ما استشكله صاحبك ماثلا فليس تعيين اسم أبيه هو الفيصل
ولو أسلم رجل ومات ولم يعرف اسم أبيه لم يضره ذلك, فالمقصود الإيمان بنبوة رجل اسمه محمد
وتصديق ما جاء به من كتاب وسنة والعمل بهما
///محمد صلى الله عليه وسلم ليس ثم اشتباه في تعيين شخصه مع أحد آخر
حتى عند الكفار سواء فيما مضى أو المعاصرين من المشككين في كل شيء مثل المستشرقين
وذلك لتواتر الأخبار المستفيضة جدا, جيلا بعد جيل أن هناك شخصا اسمه محمد وهذا القرآن نزل عليه وهذه سنته ولم يشركه في زمانه أحد اسمه محمد في الدعوى أنه نبي فليس ثم إلا محمد النبي وليس ثم إلا قرآن واحد تحدى الله به الناس أن يأتوا بسورة من مثله وليس ثم إلا سنة النبي الصحيحة ,وقد هدى الله الأمة فميزت صحيح الحديث من المكذوب والضعيف
ولهذا من ينكر وجود نبي اسمه محمد كان أشد سوفسطائية وغباء ممن ينكر وجود الشمس
///وأما نسبة عيسى لأمه فلأن ولادته معجزة من غير أب والنصارى يزعمونه ولدا لله-تعالى الله-واليهود يجعلونه ولد زنى -حاشاه وحاشا أمه الصديقة-, فاقتضى المقام نسبته لأمه
وهذا الجواب من قبيل توضيح الواضحات فلا يفترض فيه التطويل
والله المستعان
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 03:28]ـ
لا أعلم هل صاحبك مسلمٌ فعلاً .. أم هو حديث عهد بإسلام؟!!
ما هذه السفسطة المصحوبة بالهرطقة!!
لازم الإسلام التصديق .. ولازم التصديق الإتباع والتسليم .. ولازم الإتباع التطبيق
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه يدفن في المكان الذي مات فيه.
ونقل هذا الصادق عن الصادق بأسانيد كالشمس، والذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ... ".
فمثل هذه التشكيكات الرعناء = تشكيك في الناقل = تشكيك فيما هو أكبر من ذلك.
فنصيحتي لك أنت يا صاحب الموضوع: إن لم تقدر على انتشال صاحبك؛ وإلا فما يستحق شخصاً هذه أفكاره مصاحبة!!
ـ[عبد الملك الأردني]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 03:35]ـ
لا أعلم هل صاحبك مسلمٌ فعلاً .. أم هو حديث عهد بإسلام؟!!
ما هذه السفسطة المصحوبة بالهرطقة!!
أقول والله أحسنت أخي السكران التميمي فلا أشك ولو للحظة أن أخوانا هذا حديث عهد لكن بالإستقامة على الدين
وقبل ذلك كان مسلماً لكن كعامة المسلمين
وطبعا الشيطان لن يدعه حتى يتكلم بهذا الكلام حتى يصبح هذا إعتقاده
أما بالنسبة لذكر النبي بإسم أبيه فلم يذكر أحد من الأنبياء في القرآن بإسمه وأسم أبيه إلا عيسى عليه السلام وذلك لبيان المعجزة و أنه ولد من غير أب
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 04:04]ـ
السلام عليكم
جزى الله خيراً كثيراً كل من أجاب الأخ السائل بتواضع مما أنعم الله تعالى وتفضل عليه (وعليها) بالعلم. وتقبل الله تعالى منكم عملكم هذا في هذا الشهر المبارك (شعبان)، ورضي عنكم وأرضاكم.
جزى الله خيراً كل من تواضع لله عز وجل ورحم جهل غيره، متأسياً بخير الخلق رسولنا وإمامنا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، متذكراً أنه لولا فضل الله تعالى عليه ورحمته لكان أجهل الخَلق.
كم نغتر بأنفسنا وبعلمنا وننسى أنّنا كنا نجهل يوماً .. وما زلنا، فنتعالى على الخلق، ونضيق ذرعاً بأسئلتهم "الغبية" .. لأننا تجاوزنا تلك المرحلة، ونسينا.
بل قد نكون فتنة لهم، حين ندفعهم لكبت شكوكهم، بدل السؤال، وإلا نالهم منا التبكيت والاستهزاء
فيذهبون إلى "أهل الجهل" و"أهل الشبهات" فيكونوا أرأف عليهم منا، فيفتنونهم، وقد فتنّاهم نحن من قبل.
شتان بين المعلومات وبين العلم، أما أهل العلم فترى منهم حالاً يدلك على علمهم، آتنا المولى عز وجل مما آتهم، آمين.
الأخ (تميمي أبو عبد الله)،
هدى الله تعالى أخيك في الله إلى الحق، وألهمه سبيل الرشاد، وأعانه على وساوس الشيطان.
أظن أن أخيك يحتاج أن يقرأ الأسس المنهجية العلمية التي وصلنا من خلالها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. ليطمئن قلبه بأنّ الذي في القبر -عليه صلوات الله تعالى وسلامه- هو ذاته المذكور في القرآن الكريم. وليعرف قدر السنة الصحيحة، وبأن أغلب تفاصيل ديننا هي منها، والحمد لله رب العالمين.
فليت أحد الإخوة الكرام أو الأخوات الكريمات ينصحونك ببحث أو كتاب بسيط ليقرأه، وعندئذ إن شاء الله تعالى سيدرك معنى التواتر ومعانٍ أخرى، فيطمئن قلبه.
هذا .. وكلمات ربنا المجيد حكيمة عظيمة، فهو عز وجل وعلا عندما يذكر اسم أبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام من دون آباء جميع الأنبياء والرسل ففي ذكر اسمه حكمة بالغة، وكذلك عندما يذكر أي اسم آخر (كاسم أم المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام)، وإذن فلا يوجد حقيقةً حكمة تعنينا معرفتها وتفيدنا من ذكر اسم أبي نبينا محمد عليه أطيب الصلاة والسلام في القرآن الكريم، بل الحكمة كلها في ذكر اسم (محمد) عليه الصلاة والسلام، صاحب لواء الحمد.
كذلك، إن كان أخيك في الله هذا يتابع أي مواقع لادينية أو فيها شبهات، فانصحه أن يهجرها وفوراً، فهي يقيناً (طالما أنه ليس من طلبة العلم الراسخين) ستفتنه عن دينه، وفي أقل الأحوال يظلم قلبه، وتجتاحه الظنون والشكوك، ويفتح الباب على مصراعيه للشياطين اللعينة، فيتثاقل عن أداء العبادات، ويصبح متشككاً في كل شيء! وقد يصل للكفر، والعياذ بالله العظيم.
عافانا وإياه المولى عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 04:13]ـ
الرجاء ترك أسلوب التلميح بمفهوم: (إياك أعني واسمعي يا جارة) ..
من نحن _ أياً كان هذا _ حتى نتعالى ونغتر ونتكبر على الناس ونتبجح عليهم؟!
أي سؤال هو الذي يطرح فيقابل بالتروي والتأني والأخذ باللطف؟!
أي مسلمٌ عرف الإسلام يسأل مثل هذا سؤال؟! لم يسأله الكفار وأهل البدع حتى يسأله مسلم!!
متى ما كان السؤال في مكانه، ووجد السائل حائراً في أمرٍ لا يُجهل مثاله = وجد من الجميع كل ما يشفيه ويسر خاطره.
فالرجاء مرة أخرى البعد عن هذه الأساليب التلميحية في مقابل عدم الوقوف على حقيقة هذا السؤال المبتدع الذي لم يسأله كافرٌ فضلاً عن مبتدعٌ هالك.
والطامة الكبرى يقول: لن أصلي حتى أعرف هل هو محمد بن عبد الله .. أم محمد خان!!!
ما هذا الخزي والعار؟!!
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 04:34]ـ
صحيح، ذكرني الأخ (السكران التميمي) بما قاله صديقك عن الصلاة.
(لا تغضب أيها الأخ الكريم، فالرسالة لك ولغيرك كثير.)
الأخ (أبو عبد الله)،
أخبره بأنه طالما يظن أنه منطقي وعقلاني ولهذا يتساءل، فليس من العقلانية في شيء أن يترك أمر الصلاة الذي ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، لأجل تساؤل ورد عليه.
قل له، تساءل واسأل أهل العلم وابحث، لا بأس، لكن لا تعلّق دينك وعباداتك لحين ورود جواب.
وهذا أبو ملتنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما سأل ربه عز وجل أن يريه كيف يحيي الموتى، هو فقط أراد لقلبه الطمأنينة، حتى لا يترك مجالاً لأي تساؤلات أو ظنون، ولكنه لم يُعلِّق إيمانه وإسلامه وامتثاله لرب العالمين بما طلبه، بمعنى لم يقل لن أفعل كذا أو كذا حتى تجيبني لما طلبت.
إذن السؤال مشروع، ومن المهم أن يبحث الإنسان لجواب له عند أهل العلم، وأن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا يتمارى، وأن يغلق أي باب للشبهات .. إنما ذلك التعليق (لن أصلي حتى أعرف الجواب) خطير جداً فحذِّر صديقك منه، واطلب منه أن يستغفر الله تعالى عليه.
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
(سورة البقرة: 260)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 04:45]ـ
هو فقط أراد لقلبه الطمأنينة، حتى لا يترك مجالاً لأي تساؤلات أو ظنون
بارك الله فيك .. ليس هذا هو معنى طلبه الطمانينة
بل المقصود ان يتحول يقينه من تصديق الخبر
إلى المعاينة فيزداد يقينه يقينا
ولايرد على مثل إمام الحنفاء إبراهيم ظنون
تنبيه=من يعلق صلاته وعبادته على الإجابة على سؤال فليس بمسلم
فهذا هو الشك الكفري أو كفر الشك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 05:09]ـ
سبحان الله!! والله لا ندري من نجابه هنا: المشكك برسوله .. أم المتهمة لنا بدون نظرٍ ووقوف.
لم أغضب أخيتي بل على الرحب والسعة .. لكن أكتفي أختي الفاضلة بأن أعرض عليك عرضا لو تدبرتيه أنت وعرفه هذا المشكك = لما طُرحت هذه المشاركة برمتها؛ فأقول:
انظري إلى أقرب عجوز _ رجلاً كان أم أنثى _ أمي لا يقرأ ولا يكتب ولم يتلقن أي تعليم .. سوى تعليم الفطرة والتصديق والنظر الحق وصحيح الاتباع؛ ومن ثم اسأليه _ أو اسأليها _ من محمد المذكور في القرآن، ومن محمد المدفون في المدينة تحت القبة؟!!
فقط هذا ما أريده .. وانظري ماذا سيكون الجواب.
فهل كوننا لم نولد متعلمين كما اعترضتي علينا يجعلنا نششك في أمرٍ لا يحسن أصلاً الشك فيه لوضوحه؛ كالقائل للشمس: أظنها القمر!!
أعتذر عن الدخول لهذه المشاركة من أصلها.
ـ[بحراوي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 05:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
صاحبي يسأل في العقيدة: لماذ الله لم يقل محمد بن عبدالله وانما اكتفى بمحمد ... ?
صاحبك هذا أقرب إلى الكفر والإرتداد منه إلى الإيمان والتصديق، هذا إن كان أصلا يدين بدين الإسلام، إذ أنه ما من مرتد
عن دين الإسلام إلا وبدأ معه الشيطان بالشك بالقضايا الإيمانية، لينتهي معه إلى الكفر والإلحاد، فيبول عليه الشيطان ثم
يتركه في كفره ويذهب إلى غيره.
ومع هذا فإننا سنقول لك كيف ترد على هذا السفيه برد عقلاني، فتكون بذلك قد سددت لكمة قوية إلى فمه.
قل له:
أولا:
عندما نزلت آية "محمد رسول الله"، ونقلها محمد إلى صحابته، لم يسجل التاريخ أن واحدا منهم تسائل:
"أي محمد هذا الذي تعنيه الآية، هل هو محمد ابن عبدالله الذي أمامنا الآن، أم أنه رجل آخر أسمه محمد ... ؟ "
وعلى الرغم من أن الإسلام تعرض ـــولا يزال ـــ إلى حرب شرسة من قبل اليهود والنصارى وأعوانهم من الطواغيت
والرافضة، إلا أن أحدا منه لم يخرج حتى الآن نصا واحدا من أي كتاب تاريخي فيه أن واحدا من الصحابة طرح هذا التساؤل
على نفسه أو على من حوله من الصحابة، وهم أحرص من على الأرض على تشكيك المسلمين بدينهم وبنبيهم.
ثانيا:
محمد لم يمت سرا، بل مات وحوله كل أزواجه ومعهن المئات من الصحابة، وخارج بيته كان هناك الآلاف منهم، ودفنوه
في ذات مكانه الآن تحت القبة الخضراء في المدينة، ولم ينقطع المسلمون عن زيارة قبره منذ أول يوم لدفنه حتى الآن
وإلى قيام الساعة.
فإن أصر صاحبك السفيه على أن محمد المذكور في القرآن ليس هو محمد الذي عرفه الصحابة والمدفون الآن تحت القبة
الخضراء، فقل له: آتني أنت بدليل قاطع يثبت دعواك، وإن لم تستطع ذلك، فقد لزمك أن تعترف بأن ما تدعيه ليس سوى
بول الشيطان في رأسك ..
وهنا، ستجده يوليك دبره فلا تراه بعدها أبدا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 05:52]ـ
بارك الله فيك .. ليس هذا هو معنى طلبه الطمانينة
بل المقصود ان يتحول يقينه من تصديق الخبر
إلى المعاينة فيزداد يقينه يقينا
ولايرد على مثل إمام الحنفاء إبراهيم ظنون
تنبيه=من يعلق صلاته وعبادته على الإجابة على سؤال فليس بمسلم
فهذا هو الشك الكفري أو كفر الشك
نعم صدقت أخي الكريم.
لم أقصد بالظنون ما يرد من خواطر تشكك بالله تعالى وقدرته عز وجل، قطعاً لا.
إنما لاحظ أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام طلب أن يرى كيف يحيي ربه الموتى، وهو ليس عنده ظن أو شك بأنّ ربه عز وجل يُحيي الموتى، وهو الذي قال من قبل (رب الذي يحيي ويميت)، ولكن هو التطلع والتوق الإنساني "للعلم العياني" الذي يجيب على كل سؤال يرد على الخاطر ويقطع أي ظن (بخصوص الكيفية) بالحق اليقيني العياني.
فالمقصد بالظنون هنا ليس الظنون المتعلقة بالإيمان والكفر ولكن الظنون -والتساؤلات- المتعلقة بكيفية حصول الأشياء، والتي لا تقدح من قريب أو بعيد بإيمان ويقين أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بقدرة الله تعالى.
فالمسألة لم تكن تتعلق بقدرة الله تعالى على إحياء الموتى، ولو كان هكذا الأمر لأحيا الله تعالى له ميتاً، ولكن المسألة عند خليل الرحمن كانت تتعلق بكيفية إحياء الموتى، ولهذا كان الجواب يتعلق بعناصر متفرقة (طير، جبل) وبطريقة محددة.
وهذا (الكيفية) ما "أرّق" أبينا إبراهيم عليه أطيب الصلاة والسلام، متقد العقل، والتواق للعلم اليقيني (كيف لا وهو أبو المِلة)، وطلب من ربه الكريم له جواباً عينياً، يجيب فيه على تساؤلاته وظنونه (بأن ربما يحصل الإحياء كذا أو كذا .. )، فيطمئن قلبه بالجواب اليقيني العياني.
وفي الحقيقة إبراهيم عليه الصلاة والسلام خَبِر اليقين العياني فيما أطلعه رب العالمين من ملكوت السماوات والأرض، وفي آية النار، وفي آيات الكون، فتلك كلها عند صاحب القلب السليم يقين عياني (لا خبري)، فالمسألة -والله أعلم- ليست مجرد زيادة يقين عياني للإيمان بالله تعالى وقدرته عز وجل، وقطعاً ما رآه من آية الطير يزيده يقيناً كما تفضلتَ.
أرجو أن يكون مقصد كلامي توضح. وجزاكم الله خيراً أخي الفاضل.
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 06:25]ـ
..
كذلك، وانظر أخي الفاضل كيف في الآية الكريمة التي سبقت آية إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى:
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(سورة البقرة: 259)
وهذا سؤاله هنا لا يتعلق بالكيفية لو لاحظت، ولكن يتعلق بالقدرة، وفيه شك بقدرة الله تعالى.
لذا أماته الله تعالى ليكون هو بذاته آية لنفسه وللناس، ثم تكرّم الله تعالى عليه فأراه آية من عنده، فتحصّل بهذا على اليقين العياني بقدرة الله تعالى، وهي كانت مدار الشك عنده، بمعنى كان عنده إشكالية إيمانية.
ثم بعد هذه الآية الكريمة مباشرة جاءت الآية المجيدة التي يرينا مولانا فيها الفارق بين من يسأل سؤال التواق للعلم والفهم عن ربه عز وجل وحكمته، وسؤال المتشكك بقدرته الله تبارك وتعالى، فالأول (عليه الصلاة والسلام) ترد عليه التساؤلات والظنون العلمية المتعلقة بالكيفية، ولكن بإيمان ويقين بقدرة ربه عز وجل والثاني ترد عليه التساؤلات والظنون التي تشكك بقدرة الله عز وجل، وشتان.
لذا، وعودة للموضوع ..
لا أرى مانعاً من أن يسأل أي إنسان سؤالاً -مهما بدا جوابه بديهيا لنا- يريد له جواباً يطمئن له قلبه، ولكن الخطير هو إن ربطه بشك برب العالمين وبهذا الدين العظيم، أو علّق عليه إيمانه أو إسلامه أو عباداته (وكما قال الأخ أبو القاسم فهذا شك كفري! يعني الأمر خطير).
فليسأل سؤال المؤمن الباحث، والله الهادي إلى سواء السبيل.
أدعُ لأخيك في الله كثيراً، وإن شعرتَ أنه لا يستجيب ولا يقبل أن يقرأ ويتعلّم، وتؤثر شبهاته في نفسك، فابتعد عنه أخي الكريم، أو لا تقبل أن تخوض معه في هذه المسائل، وادعُ له بالهداية.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 07:27]ـ
نصيحة:
إنغلاق العقل بهذه الصورة وبث أفكار شيطانية لم ترد حتى في عقول الكفار!
حتى أن أحد الكفار قام بتأليف كتاب: (العظماء مائة أعظمهم محمد) صلى الله عليه وسلم.
وذكر في قصة النبي صلى الله عليه وسلم "نشأته وتاريخه ومكانه ووفاته " الذي هو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم.
هذه الأفكار الشيطانية أغلب الظن والله تعالى أعلم هي من مس شيطاني!
فعليك وفقك الله تعالى للحق أن تخبره ليحضر شيخ يقرأ عليه آيات الله عز وجل.
أو إن كنت نعرف أحد أقاربه ممن تثق فيه فلتخبره بالأمر، ليتصرف فالأمر خطير
وأن يكثر من سماع آيات الله البينات بصوت الشيخ: ناصر القطامي.
نسأل الله العظيم أن يشفيه مما هو فيه وأن يشفي مرضى المسلمين، اللهم آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 01:16]ـ
اخواني اسف تخير لعدم وجود انترنت لدي
اعرضوا ادله كثيره عقليه لانه سوف استدعيه ويراه
ادله على ان محمد الذي في القران هو محمد بن عبدالله
وادله الذي في القبر ايضا
لانه يقول انا اؤمن بشخص اسمه محمد الذي هو في القران اسمه وهو رسول في الاسلام ولا لي علاقه بمحمد بن عبدالله
اغيثونا الله المستعان
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 08:58]ـ
1 - تواترت الأنباء أن هناك رجل اسمه محمد بن عبد الله قرأ القرآن على العرب وقال لهم إني رسول الله إليكم، فآمن به من آمن وكفر به من كفر فسلط الله من آمن على من كفر، فكان رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب سيفا مسلطا على أعناق الكفار فقطعهم ودانت العرب بالإسلام
فصاحبك يؤمن بالقرآن وأنه من عند الله فلم لم يبين الله لنا أن هذا الرجل غير المذكور في القرآن؟
2 - من نقل إلينا القرآن من الصحابة - وصاحبك يؤمن به - هم من نقلوا إلينا أن نبي الله محمدا صلى الله عليه وسلم المدفون بالمدينة - هو نفسه من ذكره الله في القرآن وقال عنه:" لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " وقال عنه:" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " وغير ذلك من آيات الذكر
فإن صدق صاحبك أولئك الناقلون للقرآن في نقلهم للقرآن لابد أن يصدقهم في نقلهم أن هذا النبي هو عين من ذكر في القرآن فكلا الخبرين متواتر، بل نقل الناقلون أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو النبي الأمي الذي أنزل الله عليه القرآن نقلا تواتر عن أهل الملل والعرب قاطبة بل والعجم أيضا! إنما اختلفوا في تصديقه وعدم تصديقه.
3 - صاحبك لو قيل له توجد مدينة اسمها نيويورك في أمريكا هذا خبر متواتر بالمناسبة، فإذا رأها في التلفاز أو زارها، فبطريقة التجويز العقلي الذي يتحدث بها يمكن أن يقول أيضا: ربما هذه غير تلك التي ذكروها لنا في كتب الجغرافيا؟!
4 - السنة التي نقلت إلينا توضح أن هناك علاقة بين هذا النبي صلى الله عليه وسلم وبين المذكور في القرآن حيث أن سنته تطبيقا عمليا للقرآن فكيف لا يكون هذا ذاك؟ وحادثة موته ودفنه نقلها لنا من نقل القرآن ولا يختلف أحد لا ممن ينتسب للإسلام سواء أهل سنة أو بدعة ولا من لا ينتسب للإسلام أن النبي مدفون بالمدينة، وكل ما استشكله البعض من الصوفية هل هو حي في قبره أم لا؟
5 - الله تعالى نادى النبي صلى الله عليه وسلم بصفته فقال يا أيها النبي ويا أيها الرسول، وعبد الله، تشريفا له، ولما ذكر اسمه أضافه للصفة تشريفا أيضا، ولا يحتاج لنسبه فيهم لأنه كان معروف النسب، ولا يوجد في القرآن من نسب غير نبي الله عيسى والسبب معروف وهو أن النصارى نسبوه لله تعالى فقالوا ابن الله -تعالى الله عن ذلك - فنسبه الله لأمه وكرر ذلك لأنه بلا أب، خلقه الله بلا أب - فنسبه معجزة فذكر النسب هنا لبيان الإعجاز وللفت النظر لذلك، وحكم الله أوسع مما ذكرتُ لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون
6 - قل لصاحبك لا يستقيم إيمانه إلا لو شهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم الذي دفنه الصحابة في المدينة والذي عاش بينهم قبل ذلك يدعو إلى الله تعالى، والذي بنى مسجده المعروف بالمدينة، هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن من أنكر هذا كفر ومن استشكله فقد فقد عقله لأن هذا خبر متواتر لا يختلف عليه أحد آمن به المؤمنون ولم ينكر رسالته إلا الكافرون.
فقل لصاحبك استعذ بالله وانته عن الاسترسال مع وساوس الشيطان.
7 - إذا كانت أسانيد القرآن كلها عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة، فكيف يقول رجل أن القرآن حق وأنه مؤمن بالنبي محمد المذكور في القرآن ولا يؤمن أن محمدا هو من اتصلت الأسانيد إليه بهذا القرآن، واتصلت إليه أسانيد السنة الصحيحة؟
والآن نعكس السؤال: من هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم المذكور في القرآن إذا لم يكن هو من أجمع عليه الأولون والأخرون؟
إن كان عند صاحبك خبر فليأتنا به نفنده وإن لم يكن فليس له إلا أن يختار بين أن يؤمن بالنبي الأمي محمد بن عبد الله المدفون بالمدينة أو يجحده فيقول ليس هو هو.
ما شاء الله، فهذا هو طريق الإقناع و الهداية لمثل هذا الرجل - هدانا الله و إياه للحق و ثبتنا على الدين - ..(/)
التسامح العقابي مع المبتدع وضرورة الإتقان المعرفي
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 09:28]ـ
التسامح العقابي مع المبتدع وضرورة الإتقان المعرفي
سلطان العميري
13 رجب 1431هـ
تعد مسألة التعامل مع المخالف من القضايا الشائكة على مر التاريخ، فالخلاف فيها ضارب في أعماق تاريخ الفكر الإسلامي، ومن يتتبع مراحل ذلك التاريخ يجد تباينات واسعة بين أتباع المذاهب في تحديد القول الصحيح فيها، وتحرير الضوابط الموافقة لمقتضيات الدلالات الشرعية المتقنة.
وها هو اليوم .. واقعنا المعاصر يشهد التباينات نفسها، ويعود فيه التاريخ من جديد، ليجعل هذه المسألة محل بحث ومثار جدل طويل.
وبلا شك يلحظ المراقب في خطابنا السائد ميلا إلى الجانب التشددي في الموقف من المخالف في مجالات عديدة، ومن مظاهر ذلك التشدد: الانطلاق من سوء الظن بالمخالف، وشيوع القدح في ديانته, والاتهام بسوء الطوية، وإغفال ماله من حقوق وتغليب الجانب النافي لها.
وهذه المظاهر تحتاج إلى إصلاح ومراجعة ومحاكمة إلى دلالات النصوص الشرعية وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم.
وقد أراد عدد من المهتمين بهذه القضية التخلص من الصورة الخاطئة في التعامل مع المخالفين، وكان من أظهر القضايا التي أرادوا مزاولة التصحيح فيها: قضية العقاب الدنيوي للمبتدع، وحسنا قصدوا، ولكنهم حين أرادوا ممارسة هذه العملية التصحيحية لم تكن ممارستهم خالية مما يقدح في انضباطها أو ما يعرقل مسيرتها، وإنما وقعت في ممارسات استدلالية ووصفية وتحليلية خاطئة أدت بها إلى نتائج مخالفة أو غير متسقة مع المستندات الشرعية الصحيحة، فغدت طريقة التصحيح محتاجة إلى تصحيح، وعملية النقد تتطلب النقد.
وتبرز أعمق تلك الممارسات الخاطئة في الأمور التالية:
الأمر الأول: شيوع التوصيف المخالف للواقع، فقد عمد كثير من المتبنين للتسامح العقابي إلى بناء توصيفات شرعية وتاريخية خاطئة مخالفة للواقع، وأخذ يستند إليها في تقرير ما يريد أن ينتهي إليه، وهي غير صحيحة في نفسها، وبالتالي وقع في بناءات خاطئة.
والأمر الثاني: اختفاء المناطات الشرعية المؤثرة في الحكم، ومزاحمة المناطات الأخرى التي ليس لها تأثير في بناء أي حكم شرعي، فمن البدهيات الاستدلالية في المسائل الشرعية أن الواجب على الناظر في دلالات النصوص الشرعية التحرر من كل غرض نفسي أو واقعي أو مصلحي، ويتجرد لتحرير المناط الذي اعتبرته الشريعة في بناء الحكم الشرعي، ولكن الملاحظ في قضية التسامح العقابي عدم تحرير تلك المناطات المؤثرة، واختلاطها بمناطات أخرى لا تأثير لها، مما أوقع البحث فيها في صور عديدة تنافي الانضباط المعرفي والاستدلالي
وهذا البحث يريد أن يسلط الأضواء على هذين الخطأين المنهجيين ويبين آثارهما على طريقة البحث والتداول في قضية التسامح العقابي مع المخالف، ويدرس مدى ربط التسامح مع المبتدعة مثلا بعدم إجراء العقاب الدنيوي معهم.
... *** ...
أما الأمر الأول، وهو: التوصيف الخاطئ، فتتخلى أمثلته في القضايا التالية:
القضية الأولى: القول بأن المنافقين كانوا يعلنون كفرهم بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من غير إنزال عقوبة دنيوية بهم، ليتم التوصل بعد ذلك إلى أن ثمة تسامحا عقابيا كان مع المنافقين.
وقد استند هذا القول على نوعين من الأدلة:
النوع الأول: أن الله تعالى كثيرا ما يذكر عن المنافقين أقوالهم ومناقضتهم لما كان عليه المؤمنون وأنهم يتحدثون في مجالسهم بذلك، ووجه إلى المؤمنين التوجيه مباشرة ولم يذكر أي إجراء عقابي، وإنما كان يأمر بالإعراض وعدم الإلتفات إليهم ونحو ذلك، وهذا يدل على أن المنافقين كانوا يعلنون أقوالهم وإلا كيف توجه الخطاب إلى المؤمنين مباشرة.
والنوع الثاني: انسحاب المنافقين بثلث الجيش يوم أحد، وهذا من أظهر الأدلة على إعلان المنافقين لكفرهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن حين نرجع إلى واقع المنافقين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم لنتأكد من هذا التوصيف (إعلان الكفر) لا نجد ما يدل عليه، بل هو مخالف للواقع الذي كانوا يعيشونه، والشواهد على هذا عديدة، ومنها: وصف النفاق نفسه، فإن النفاق في الأصل يعني الخفاء والاستتار، فلوا كان المنافقون يعلنون كفرهم بين المسلمين فكيف يصح وصفهم بالنفاق إذن؟! ولهذا لما بين القرآن ما كانوا عليه من الكفر وسوء الطوية في سورة التوبة سمي هذا التبيان فضيحة، وسميت سورة التوبة بالفاضحة، والفضيحة تعني كشف المساوئ وإظهارها، فلو كان المنافقون يظهرون كفرهم فأي فضيحة حصلت إذن؟!
ومن يطالع القرآن يجده يحكي عن المنافقين الخوف والاستتار وعدم إظهار ما يكتمونه في صدروهم، ومن ذلك: قوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيم} [التوبة:101] , فهذه الآية دالة على أن المنافقين يخفون كفرهم بحيث لا يعلمهم الرسول ومن معه، ومن ذلك: قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُم * وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُم} [محمد:29 - 30]، فهذه الآية تدل على أن كفرهم غير ظاهر وإنما يمكن أن يعرف بالقرائن.
ومن ذلك قوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُون} [التوبة:64] , فهذه الآية غخبار من الله تعالى عن خذر المنافقين من إظهار القرآن لحقيقة ما هم عليه، فلو كانوا يظهرون الكفر علنا فبما مبرر هذا الحذر؟!
ومما يدل على ذلك: أنه نقل عن عمر بن الخطاب أنه لا يصلي على ميت حتى يصلي عليه حذيفة خشية أن يكون الميت منافقا، فلو كان المنافقون يعلنون كفرهم جهارا لما خفي على عمر، وهو الرجل القريب من النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كانوا يظهروا كفرهم لما كان العلم بأسماء بعضهم سرا خاصا بحذيفة رضي الله عنه.
وإذا طالعنا حال المنافقين وجدنا أنهم يتحملون مشاقا كبيرة، فقد كانوا يخرجون إلى الغزوات ويحضرون الصلوات وهي ثقيلة عليهم جدا كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كانوا يظهرون كفرهم فلماذا ها التحمل كله؟!
والذي تدل عليه الأدلة الشرعية والتاريخية أن المنافقين حصل منهم إظهار لفكرهم، ولو لم يظهروا قولهم الكفري لما كانوا منافقين، ولكن هذا الإظهار لا يصل إلى درجة الإعلان به في وسط المجتمع، وإنما كان إظهارا خاصا في مجالسهم الخاصة وفي حوادث متفرقة، وكان يشهد هذه المجالس بعض المسلمين ممن لم يعلم بحالهم، ثم يخبر بعضهم النبي صلى الله عليه وسلم بما يقولوا، وهذا لا يسوغ لنا أن نقول إن ثمة إعلانا للكفر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
وأما ما حكاه القرآن من أقوال المنافقين، فإنه لا يصح الاعتماد عليه في القول بأنهم يمارسون إعلانا للكفر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإن غاية ما فيه إثبات حدوث تلك الكفريات من المنافقين، وليس فيها ما يدل على شيوع هذا القول وإعلانه، ومن عادة القرآن الغالبة استعمال الأسلوب العام في التوجيهات حتى ولو كانت متعلقة بأسباب جزئية، فترى القرآن يخاطب عموم المؤمنين في الأمر والنهي النازل بسبب خاص، وهذا لا يدل على أن ما نزل بسببه الأمر أمرا شائعا في المجتمع المدني، فكلك الحال في حكاية قول المنافقين، فاستعمال الأسلوب العام لا يعني أن هذا الفعل شائع في ذلك المجتمع.
وأما انسحابهم من غزوة أحد، فإن الذي يحاول أن يتعرف حقيقة ما وقع من المنافقين يدرك بأن ما وقع منهم لم يكن كفرا ونفاقا، فإنهم أثاروا شبهة ضعيفة، وهي أنهم لا يتوقعون وقوع القتال بين المسلمين والكفار، ولهذا رجعوا إلى المدينة، وافتتن عدد من المسلمين بشبهتهم فرجعوا معهم، وهذا في حد ذاته ليس إعلانا للكفر، حتى يصح الاعتماد عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
القضية الثانية: موقف ابن عمر من القدرية، فإنه أنكر قولهم ولم يطالب بمنعهم أو ملاحقتهم، فموقفه هذا دال على أنه يرى أن المخالف لا يعاقب على مخالفته، وهذا يدل على التسامح العقابي كما يقول بعضهم.
وإذا رجعنا لنتحقق من موقف ابن عمر وغيره من الصحابة من طائفة القدرية في زمنهم، فإنا نجد الأمر مختلفا عن هذا التوصيف، ولا بد لنا ابتداءً أن نبين المراد بالقدرية في زمن الصحابة، فإن المقصود بهم من ينكر علم الله السابق للأشياء، فالله حين أمر ونهى لم يكن يعلم من يطيعه ومن يعصيه حتى وقعت الأفعال من المكلفين.
وحين ظهر هؤلاء، وكان عددهم قليلا، أخذ الناس يسألون من بقي من الصحابة كابن عمر وابن عباس وعمران بن حصين وواثلة وغيرهم، وسألوا أيضا كبار علماء التابعين الذي تتلمذوا على الصحابة.
وظاهر فتوى ابن عمر أنه يرى كفر القدرية الأولى؛ لأنه بين أن الله لا يقبل منهم علمهم حتى يؤمنوا بالقدر، واستدل بحديث جبريل الطويل، ليثبت أن القدرية أنكروا أصلا من أصول الإيمان الستة، وكان ابن عباس يرى قتل القدرية الأولى، فعن أبي الزبير أنه:" كان مع طاوس يطوف بالبيت، فمر معبد الجهني، فقال قائل لطاوس: هذا معبد الجهني، فعدل إليه، فقال: أنت المفتري على الله؟ القائل: ما لا يعلم؟ قال: إنه يكذب علي، قال أبو الزبير: فعدل مع طاوس حتى دخلنا على ابن عباس، فقال طاوس: يا أبا عباس الذين يقولون في القدر؟ قال: «أروني بعضهم، قلنا: صانع ماذا؟ قال: إذا أضع يدي في رأسه فأدق عنقه» (الشريعة، الاجري رقم 458).
وهذا هو القول المنقول عن كبار علماء التابعين، كمحمد بن سيرين وإياس بن معاوية وزيد ابن أسلم ومحمد القرظي وإبراهيم النخعي ووكيع بن الجراح والقاسم بن محمد ابن أبي بكر وسالم ابن عبدالله ابن عمر، (انظر في أقوالهم: الشريعة، الاجري 2/ 917 و 918 و 922و923).
فكل هؤلاء تواردوا على الإفتاء بقتل القدرية الأولى، وهم أعلم بفقه الصحابة وأقرب إلى منهجيتهم في الاستدلال، أولى بفهم أقوالهم.
وكون ابن عمر لم يفت بقتل القدرية الأولى لا يعني أنه لا يرى إلحاق العقوبة بهم، خاصة إذا علمنا أنه يرى كفرهم.
القضية الثالثة: موقف علي من الخوارج، فإنه لما ناظرهم هو وابن عباس قال لهم: "لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا، لن نمنعكم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا "، هذا يدل على أن عليا يرى أن المبتدعة لا يتخذ فيهم إجراءً عقابيا كما يقول بعض الباحثين.
وقبل أن نبين حقيقة موقف علي رضي الله عنه لا بد أن ننبه على أن النصوص الشرعية دلت على مشروعية قتال الخوارج وقتلهم، وقد جاء ذلك في نصوص كثيرة، منها: قوله صلى الله عليه وسلم:" يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة» (أخرجه البخاري رقم 3611).
ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم:" «إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد» (البخاري رقم 7432).
فهذه النصوص كلها تدل على مشروعية اتخاذ الإجراءات العقابية ضد الخوارج، ولهذا استند عدد من علماء المذاهب إليها في تقرير مشروعية قتل الخوارج ولو لم يبدؤوا بالقتال، وهي دلالة قوية على خطأ إطلاق القول بالتسامح العقابي بدون قيد.
وأما عدم تطبيق علي رضي الله عنه لهذه العقوبة في بداية الأمر فليس فيها دليل على أنه يرى عدم مشروعية العقوبة الدنيوية للمخالف، فإنه حرق من غلا فيه من الشيعة ولم يتسامح معهم، فموقفه من الخوارج في ابتداء الأمر يحمل على أن عليا لم يكن يقصد إلى تشتيت جهوده في محاربة الخارجين عن حكمه والمنازعين له في إمامته، وعلى ان الخوارج كان عددهم كبير جدا فلا مصلحة من قتلهم في تلك المرحلة، فلما اعتدى الخوارج وانتشر شرهم بادرهم بالقتال والقتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
القضية الرابعة: القول بأن واصل بن عطاء كان له مجلس في مسجد الكوفة يدرس فيه مذهبه المخالف لما كان عليه الصحابة والتابعون، وهذا يدل على مدى التسامح العقابي الذي كان يزاوله الصحابة والتابعون كما يقول بعض الباحثين.
ونحن حين نرجع إلى المراجع التاريخية لنتحقق من هذا الأمر نجدها مختلفة في حكاية ما كان عليه واصل مع الحسن البصري، ولكن كل الحكايات ليس فيها ما يدل على أن واصلا كان له مجلس مستقر في المسجد يشرح فيه قوله، وإنما غاية ما فيها أنه لما انعزل عن مجلس الحسن البصري جلس إلى سارية من سواري المسجد واجتمع إليه عدد من أصحابه وأخذ يتحدث إليهم بفكرته، ولم يرد أنه أنشأ مجلسا ظاهرا في المسجد أو في غيره يشرح فيه قوله, بل الظاهر في التاريخ أن قوله كان غير مشهور ولا معلن به.
القضية الخامسة: موقف عمر بن عبدالعزيز من غيلان، فإنه – كما قرر بعض الباحثين – ناظر غيلان الدمشقي ولم يتخذ ضده إجراءً عقابيا، فلما مات عمر قتله هشام بن عبدالملك، وبلا شك أن عمر أفضل من هشام، وهذا دليل على أن الإجراءات العقابية كان منشاؤها السياسية لا الدين.
ولكن هذا التوصيف غير دقيق، فإن الناظر في الكتب المسندة يجد أن عمر لم يتسامح مع غيلان، فإنه حين بلغه عن غيلان القول بالبدعة دعاه وحبسه أياما ثم ناظره وبين له خطأه واستتابه، فأظهر غيلان التوبة والرجوع عن مقالته فخلى سبيله، وهذا يدل على أنه لو لم يعلن توبته لاتخذ منه موقفا آخر.
ثم لما مات عمر رجع غيلان إلى مقالته وقتله هشام ابن عبدالملك بعدما ناظره الأوزاعي وأفتى بقتله، فقتل، وأيد عدد كبير من كبار العلماء هذا الفعل.
وقد حاول عدد من الباحثين التشكيك في نزاهة هذا القتل وربطه بالأغراض السياسية، وقد بينت في التفسير السياسي الخلل المنهجي في هذا الربط الخاطئ.
... *** ...
وأما الأمر الثاني، وهو: اختفاء المناطات المؤثرة في بحث التسامح العقابي، فتتجلى هذه الإشكالية في القضايا التالية:
القضية الأولى: الخلط بين الحكم الشرعي وبين تطبيقه:
من العلوم أن النظر في نصوص الكتاب والسنة يتطلب أن يفرق الناظر فيها بين أمرين هامين:
أما الأمر الأول: فهو حقيقة الحكم الشرعي في نفسه وكيفية بنائه،
وأما الأمر الثاني: فهو تنزيل الحكم الشرعي على المعين وتطبيقه في الواقع.
وهذان أمران مفترقان في الحقيقة وفي المناطات المؤثرة وفي الشروط، فالواجب على الباحثين في الشريعة أولا بناء الحكم الشرعي في نفسه وتحرير الدلالات الصحيحة فيه وتبيان المناطات المعتبرة، وأما تنزيل الحكم على المعينين وتطبيقاته المختلفة فهذا شأن آخر له شروط واعتبارات أخرى، ويجب أن يراعى فيه ظروف زمانية ومكانية وحالية لا تراعى في بناء الحكم الشرعي نفسه.
وهذا التفريق تدل عليه تطبيقات كثيرة في عهد الصحابة وغيرهم، فمما لا شك فيه أن الشريعة ثبت فيها حد السرقة ثبوتا قطعيا، ومع هذا لم يطبق عمر هذا الحكم على بعض المعينين لظروف خاصة راعاها عمر، فعدم تطبيق عمر لا لأن الحكم ليس ثبتا عنده، إنما لأنه يفرق بين الحكم الشرعي ومناطاته وبين تطبيقاته العملية، وكذلك لم يقم عثمان حد الزانى على المرأة الجاهلة في زمنه, لا لأن عثمان لا يرى حد الزانى وإنما لأنه راعى أحوالا خاصة قامت في المعين.
وعلى هذا فانتفاء العقاب عن المعين ليس دليلا على انتفاء وجود العقوبة الشرعية نفسها، ولما لم يدرك بعض المتبنين للتسامح العقابي هذه الحقيقة أخذ يستدل على انتفاء مشروعية العقوبة بانتفاء تطبيقها، فجعل يقول: إن المنافقين لا يشرع في حقهم إجراء عقابي في الدينا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ في حقهم ذلك الإجراء العقابي.
وهذا التصور مبني على مقدمة خاطئة في الاستدلال كما سبق تبيانه، وفضلا عن ذلك فإن ثمة دلالات شرعية عديدة دالة على ثبوت العقوبة الدينوية شرعا في حق المنافقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير} [التوبة:73]، فالأمر بالجهاد والإغلاظ أمر بعقوبة دنيوية بلا شك، وقد اختلف المفسرون من الصحابة وغيرهم في معنى الأمر بالجهاد هنا، فمنهم من ذهب إلى أن المراد به الجهاد باليد واللسان، وهو تفسير ابن مسعود وغيره من السلف، واختاره ابن جرير وغيره، ومنهم من قال: إن المراد بالجهاد هنا الجهاد باللسان فقط، كما قال ابن عباس، وعموم اللفظ يقوي القول الأول، وأما الأمر بالإغلاظ فهو أمر بعدم الرفق بهم والشدة عليهم، وهذا أمر يشمل أحكاما عملية عقابية عديدة.
ومما يدل على ذلك: قوله تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} [الأحزاب:61]، وهذه الآية واضح فيها التهديد العقابي بالقتل والتشريد، وقد أخذ عدد من العلماء مشروعية قتل المنافقين إذا أظهر نفاقه من هذه الآية.
ومما يدل على ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على عمر ابن الخطاب تعليق القتل بالمنافق حين قال عن حاطب:" دعني أضرب عنق هذا المنافق"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال عملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على عمر استحلال ضرب عنق المنافق، فهو لم يقل: وما يدريك إن المنافق يقتل، وإنما بين أن حاطبا ليس منافقا.
ومما يدل على ذلك: هدم النبي صلى الله عليه وسلم لمسجد الضرار، وهذا الهرم من الأصول الكبرى التي يبنى عليها التعزير بالمال، وقد استدل به كثير من العلماء على هذه القضية، وليس خافيا أن التعزير بالمال إجراء عقابي دنيوي.
هذه كلها دلالات شرعية على مشروعية العقاب الدينيوي في حق المنافق.
ومن صور الخلط بين الحكم الشرعي وبين تطبيقه: القدح في الحكم الشرعي بناءً على التطبيقات السيئة له، وبناءً على استغلال أصحاب النفوس الضعيفة له، فإن بعض الباحثين في التسامح العقابي لما رأى أن الإجراء العقابي للمخالف طبق تطبيقات سيئة في التاريخ الإسلامي واستغله بعض الحكام أخذ يقدح في الحكم الشرعي نفسه، وهذا كله غير صحيح ولا مبرر فيه للقدح في الحكم الشرعي، لأنه لا علاقة للحكم الشرعي بالتطبيقات الخاطئة، ولو طردنا هذه الطريقة لأبطلنا عددا كبيرا من الشرائع الإسلامية، نتيجة التطبيقات الخاطئة من بعض المسلمين لها.
ثم إن عبث المستغلين للأحكام الشرعية يمكن أن يقع حتى في العقوبات الأخرى التي هي دون القتل كالعقوبات المالية والجسدية الأخرى، فهل ننكر حتى هذه الأحكام لأنه تم استغلالها من بعض ضعفاء النفوس؟!
القضية الثانية: اختفاء المناط المؤثر في قتل المبتدع:
من القضايا الهامة التي تساعد على ضبط وإتقان البحث في مسألة التسامح العقابي تحرير المناط المؤثر في إجراء العقوبة الدنيوية في حق المبتدع، فقد شاع في التاريخ الإسلامي أن عددا من غلاة المبتدعة قتلوا، كمعبد الجهني وغيلان الدمشقي والجهم ابن صفوان والجعد بن درهم وغيرهم، وقتل هؤلاء تتعلق به بحوث عديدة، ومن تلك البحوث: السبب الحقيقي الذي كان وراء قتلهم، فقد ذهب عدد من المعاصرين إلى ذلك السبب كانا سياسيا بالدرجة الأولى، وأن العلماء الذي أفتوا بقتلهم انخرطوا مع هذا الغرض المادي البحت، وهذا خطأ تاريخي ظاهر، وقد بينت الدلائل على خطائه في كتاب " التفسير السياسي للقضايا العقدية في الفكر العربي المعاصر " وتوصلت إلى أن السبب وراء ذلك كان سببا دينيا بالدرجة الأولى.
وقد استشكل بعض الباحثين هذه النتيجة وأخذ يقول: إذا السبب وراء قتل أولئك المبتدعة كان دينيا فإنه يلزم منه الحكم بجواز قتل الأشاعرة، لأنهم قالوا بأغلظ مما قال مبعد الجهني وغيلان الدمشقي، بل هم أكثر ابتداعا منهما.
وإذا أردنا أن نحلل هذا الاستشكال ونفكك مقدماته نجد أنه مبني على مقدمتين خاطئتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المقدمة الأولى: فهي أن بدع الأشاعرة أغلظ من بدع القدرية، وهذا غير صحيح؛ فإن قول معبد الجهني أعظم جرما ومخالفة للنصوص الشرعية والأدلة العقلية من جميع أقوال الأشاعرة، فإن قوله راجع إلى إنكار العلم الإلهي السابق، وهذا قول شنيع لم يقل به الأشاعرة ولا حتى المعتزلة.
ومنشأ الغلط في ذلك الاستشكال راجع إلى عدم التفريق بين اطلاقات لفظ القدرية في التاريخ الإسلامي، فإن هذا اللفظ يطلق على ثلاث طوائف كما بينته في التفسير السياسي:
الإطلاق الأول: يطلق على نفاة العلم الإلهي، ويسمى هؤلاء بالقدرية الأولى، وهم من يقول إن الله لا يعلم بأفعال العباد حتى تقع منهم وأما قبل وقوعها فهو سبحانه لا يعلم من يطيعه ولا من يعصيه، وقد أنكر عليهم من بقي من الصحابة وأفتوا بقتلهم وكذلك فعل كبار علماء التابعين، وهذه الطائفة انقرضت في زمن مبكر من التاريخ الإسلامي، والإطلاق الثاني: يطلق على الذين يقولون إن الله لا يخلق الشر فقط، وهذا القول شاع في المحدثين حتى قال الإمام أحمد:" ثلث رواة البصرة من القدرية " ويريد بهم هذا النصف، والإطلاق الثالث: يطلق على المعتزلة، الذين أثبتوا العلم الإلهي، ولكنهم نفوا خلق الله تعالى لكل أفعال العباد.
وهذا الإطلاق هو الذي يقابل بينه وبين قول الأشاعرة غالبا, فإن قال العلماء عن قول الأشاعرة أغلظ من قول القدرية وأقبح، فالمراد بالقدرية هنا المعتزلة لا القدرية الأولى، ولا شك في صحة هذا الحكم، لأن قول المعتزلة يؤدي إلى تعظيم الأمر والنهي والتكليف أكثر من قول الأشاعرة.
وإذا ظهرت لنا هذه التفصيلات الهامة فسندرك أن ذلك الاستشكال لا مبرر له، وإنما هو ناتج عن عدم إدراك لهذه الأمور الهامة.
وأما المقدمة الثانية: وهي: أن المناط في قتل القدرية كان الابتداع في الدين، وهذه المقدمة وقعت فيها تجاذبات عديدة، وتباينات مختلفة في توصيف المناط الحقيقي فيها، فمن الباحثين من يقول أن المناط هو الابتداع في الدين، ومنهم من يقول أنه الوقوع في البدعة المكفرة، ومنهم من يقول أنه الدعوة إلى البدعة.
وكل هذه الأقوال غير دقيقة في تحديد المناط الحقيقي لقتل المبتدع، وقبل أن نذكر المناط الصحيح المؤثر لا بد أن ننبه على أن هذه القضية تعد من المسائل الاجتهادية التي هي محل للاختلاف السائغ الذي يقتضي الإغلاظ أو التثريب، وليست من معاقد الإجماع التي يضلل فيها المخالف، وهذا لا يعني عدم الحرص على تحرير الدلالة الشرعية فيها وعدم بيان الخطأ الواقع فيها من الأقوال المخالفة.
وثمة أمر هام لا بد من التنبيه عليه أيضا، وهو أن الإجراء العقابي بالقتل وغيره مبني على إباحة التعزير بالقتل، وهذا الأصل مختلف فيه بين أتباع المذاهب الفقهية، والذي ذهب إليه أكثر الفقهاء جواز التعزير بالقتل كما سيأتي ذكر بعض أدلته.
وبناءً على هذا الأصل ذهب عدد من فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز الإجراء العقابي على المبتدع الداعية إلى بدعته بالقتل، وهو الذي كان عليه أكثر علماء السلف المتقدمين من أهل الحديث وغيرهم كما حكاه ابن تيمية.
وإذا أردنا أن نحلل القول بجواز الإجراء العقابي على المبتدع بالقتل ونحوه ونفتت منظومته الاستدلالية ونجزئ مكوناته المعرفية نجد أن المناط المؤثر في بنائه مناط مركب من أمرين:
الأول: حصول الضرر الديني بسبب البدعة.
والثاني: انحصار دفع الضرر في القتل فقط، ولا بد من توفر هذين الأمرين حتى يصح قيام المناط المؤثر، فإذا لم يحصل الضرر الديني بالبدعة فلا يجوز المصير إلى القتل، والمراد بالضرر هنا قدر زائد على مجرد المخالفة للشرع، وإلا جاز قتل كل من وقع في المعصية وكل من وقع في بدعة ولو لم تكن غالية، وكذلك إذا أمكن إزالة الضرر بغير القتل فإنه لا يجوز المصير إليه، وكذلك إذا لم يزل الضرر بالقتل فإنه لا يجوز المصير إليه.
وتحديد تحقق هذا المناط المركب في الواقع مما يحصل فيه الاجتهاد، ويقع الاختلاف في تحديد الظروف التي يتحقق فيها، ومن الظروف التي لا يتحقق فيها – في تصوري- أن تكون البدعة شائعة ومنتشرة ويتبناها عدد كثير، ففي هذه الحالة لا يحقق القتل اندفاع المفسدة، وكذلك إذا كان انتشار السنة التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم ضعيفا، فالقتل لا تندفع به المفسدة والحالة هذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن لنا أن ندرك هذه المناط المركب من تقريرات كثير من الفقهاء، وفي هذا يقول ابن عابدين من الحنفية:" والمبتدع لو له دلالة ودعوة للناس إلى بدعته ويتوهم منه أن ينشر البدعة وإن لم يحكم بكفره جاز للسلطان قتله سياسة وزجرا لأن فساده أعلى وأعم حيث يؤثر في الدين" (ابن عابدين 4/ 243).
ويقول ابن فرحون من المالكية:" وأما الداعية إلى البدعة المفرق لجماعة المسلمين فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل" (تبصرة الحكام 2/ 297)
وهذا المناط المركب ظاهر في تقريرات ابن تيمية، وهو يعد من أوضح العلماء الذين حرروا وجه التركيب فيه، وفي هذا يقول ": ومن لم يندفع فساده في الأرض إلا بالقتل قتل، مثل المفرق لجماعة المسلمين والداعي إلى البدع في الدين" (الفتاوى 28/ 108).
يقول أيضا:" وأما قتل الداعية إلى البدع فقد يقتل لكف ضرره عن الناس، كما يقتل المحارب، وإن لم يكن في نفس الأمر كافرا، فليس كل من أمر بقتله يكون قتله لردته، وعلى هذا قتل غيلان القدري وغيره قد يكون على هذا الوجه" (الفتاوى 23/ 351).
ومن أجمع تقريرات ابن تيمية في هذه القضية قوله:" فأما قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج؛ كالحرورية والرافضة ونحوهم: فهذا فيه قولان للفقهاء، هما روايتان عن الإمام أحمد. والصحيح أنه يجوز قتل الواحد منهم؛ كالداعية إلى مذهبه ونحو ذلك ممن فيه فساد فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أينما لقيتموهم فاقتلوهم} وقال: {لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد} وقال عمر لصبيغ بن عسل: لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك. ولأن علي بن أبي طالب طلب أن يقتل عبد الله بن سبأ أول الرافضة حتى هرب منه. ولأن هؤلاء من أعظم المفسدين في الأرض. فإذا لم يندفع فسادهم إلا بالقتل قتلوا ولا يجب قتل كل واحد منهم إذا لم يظهر هذا القول أو كان في قتله مفسدة راجحة. ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل ذلك الخارجي ابتداء لئلا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " ولم يكن إذ ذاك فيه فساد عام؛ ولهذا ترك علي قتلهم أول ما ظهروا لأنهم كانوا خلقا كثيرا وكانوا داخلين في الطاعة والجماعة ظاهرا لم يحاربوا أهل الجماعة ولم يكن يتبين له أنهم هم " (الفتاوى 28/ 499).
وهذه التقريرات من ابن تيمية تدل على أنه لا يعتمد على قصة عمر مع صبيغ فقط، ولا على موقف علي من السبئية فقط، وإنما ينطلق من أصل كلي في الشريعة وهو أن الشرع جاء فيه إباحة دم المسلم لأجل أمور تتعلق بالشؤون الدنيوية، فما يتعلق بالدين يكون من باب أولى، كما سيأتي بيانه.
والملاحظ أن عددا من المعاصرين لم يهتم بتحرير وتعيين الأدلة الشرعية التي استُنبِط منها ذلك المناط المركب، ولأجل هذا أخذ بعضهم يقول: إن دليل هذا القول ضعيف؛ لأنه مبني على الاستدلال بفعل الحجاج أو هشام ابن عبدالملك أو مبني على كون أكثر السلف قال به.
وإذا مارسنا مزيدا من التحليل لتقريرات المحققين من العلماء الذين تبنون هذا الموقف نستطيع الكشف عن الأدلة الشرعية التي كانت وراء بناء هذا القول، وتتحصل هذه الدلالة في قياس الأولى.
وصورة هذا القياس: أن الشريعة أباحت دم المسلم المعصوم بأمور عديدة ترجع إلى الفساد في الأموال والمصالح الدنيوية، والمبتدع الذي يتبنى بدعة غالية ويدعوا إليها يؤدي إلى إحداث ضرر كبير في دين الناس، والدين أعظم من المصالح الدنيوية، فإباحة القتل فيه من باب أولى.
والأصل المقيس عليه في هذا القياس أصل كلي قطعي، كما جاء قي قتل الزاني المحصن وقتل المفارق للجماعة الشاق لعصى الطاعة وقتل الصائل وقتل المحارب وقتل الخوارج وقتل الساحر وقتل من أتى ذات المحارم وقتل تارك الصلاة وغيرهم
والعلة في أباحة الدم في هذه الأمور تحقق الفساد في دين الناس ودنياهم، وهذه العلة متحققة بصورة أكبر في صاحب البدعة الغالية الذي يسعى إلى الدعوة لبدعته، فإباحة دمه بناءً على ما سبق تكون من باب الأولى.
وهذا الأصل القطعي كان معتمد عدد من العلماء في الافتاء بالقتل في أمور لم ترد في النص الشرعي، ومن تلك الأمور: الإفتاء بفتل فاعل اللواط، ومن الأمور: الإفتاء بقتل الجاسوس، من تلك الأمور: الإفتاء بقتل شارب الخمر في المرة الخامسة، فهذه القضايا أفتى فيها عدد من العلماء بالقتل، قياسا على ذلك الأصل الكلي.
http://www.dorar.net/art/522
ـ[السليماني]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 06:11]ـ
موقف عمر رضي الله عنه من صبيغ
وموقف السلف من الجعد بن درهم وقتله بسيف الشرع على الزندقة
وقتل الجهم بن صفوان وماذكرت من قتل الجهني القدري
وقتل كثير من المرتدين من الرافضة وغيرهم من الزنادقة بيد ولي الأمر والقضاة الشرعيين
يدل على منهج اهل الحق في عقوبة المبتدعين
وعدم التسامح معهم وعقابهم وهذا حسب المصلحة الشرعية وقوة اهل السنة ...(/)
ليبرالُ بنُ عَلمَان الحِمَاري العَلمَانِي؟؟
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 05:33]ـ
مرَّ ذات يوم حيوان ناطق على أتانٍ تعمل، فأُوقِفَت الأتان عن عملها تحت لهيب الشمس وفي وهج الحرارة الملتهبة،
وقال الحيوان الناطق للعامل هلا حدثتِنِي عن عملِكِ العجيب، وأبنتِ لي وصفك الكريم، ومن أي الفصائل أنتِ، فلقد أعجبني جسمك النحيل وأثر جَهْدُكِ وكدحك في نفسي،
فأجابته قائلةً الاسم أتانٌ زوجُ الحمارِ أبي صابر، والكنية أم جحش،
القوتُ أعلافٌ تستخرج من الأرض من خشاش ونحوه، وإذا ما زيد في الزاد زيد في البذل،
وأما العملُ فنقل الأمتعة والأثقال والأحمال بلا تعب ولا ملل ولا كلل،
الأسفارُ والصحائفُ والكتب العظام كائنة فوق الظهر لكن لا أدرِ و لا أعقل ما بها من الهدى والرشد والعلم لبُهْمِ العقل،
أُضْرَبُ أحيانا لألتزم الطريق وأجدّ في العمل، أملك أربعَ قوائم وعينين تبصرين وأنفا ولسانا وأذنين طويلتين، ورأسا كبيرا،
وأما الصوت فغاية في القبح والبشاعة وأشد وصف له أنه منكر فظيع، أصيح لرؤية شيطان،
المظهر أبيض ناصع والمخبر نجس، أَغْدِرُ بمن خلفي أحيانا فاركله،
أبول فيستبول لبولي الحمير ولذا ضُرب بي المثل في البلادة فيقال: بال حمار فاستبال أحمره، يركبني الشريف فلا يعلوا شرفي.
فأجابه الناطق كفى وصفا ونعتا المقصود قد حصل والجهل بكِ قد زال
فقال الناطق: كأنك بوصفك هذا أنا فلعلي أُفصحُ لكِ من أنا فالاسم علمان، والكنية أبو وجهين، واللقب المتشرد،
قُوتِي المتشابه من القول وترك المحكم، وإذا أقبلت الدنيا بمتعتها وزخرفها زاد الابتعاد عن الآخرة،
العملُ تحتَ إمرة إبليس، وطبيعة العمل باثٌ للشرك والنفاق في الملأ بأسلوب الكذب والبهتان، داس للخبث في الجماعة كالسوسة تنهش في الضرس،
أعظم المهام هي ليُّ أعناق نصوص الكتاب والسنة، ومحاولة ضرب بعضها ببعض،
أحملُ وأرفعُ كل داع إلى فتنة وهوى وشيطان وراكن إلى دنيا، أملكُ عقلا لكن عجبي أني لا أعقل ما يعقل، أُضرب بسياط العدو لاتحرك في ميدان السنة والجماعة، صوتي له رجع يدركه العالم وصاحب كل عقل وحق،
لي بوق لا يملكه كل أحد، الكلام منتن عفن منكر خبيث شعاره الهراء، أَصيْحُ لرؤية كل متمسك بدينه الحق، نجس المخبر، أُبغضُ البقاع الطاهرة، متستر بالإسلام لأحمي لحمي وعظمي، أغدر كل مسلم وداع إلى الحق وناشر له، أُباعد عني كل مسلم نزيه في كل الميداين،
بَليدٌ فلا ارعوي لنصح ناصح ولا أأتمر بقول آمر، أتكلم فيُؤيدُني غيري ويهذي بهذيي من هو مثلي،
أتعامل مع الأفذاذ فلا أرتقي في سلم الأمجاد.
عندها قالت الأتان التشابه في الظاهر حاصل والصوت والعمل واحد فلم لا يحصل التزاوج والتوافق، فتعاقدا فتزاوجا فعاشا حياتهما فاصبح شعار حياة الحيوانين الناطق والعامل عش حياتك وابعد ديانتك ومضت السنون فانجبا حمارا في صورة إنسان اسمياه ليبرال بن علمان الحماري العلماني.
فسبحان من شبه ذو الكفر والنفاق بالحمر حاملة الأسفار والفارة من الأسد الهَزار!!!
......(/)
عالمان شيعيان يسفّهان كلا من السيستاني وخامنئي وأضرابهما بسبب فتاوى التلقيح الصناعي!
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 06:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله على نعمة الإسلام الحق, والسنة الصدق, والصلاة والسلام على أشرف الخلق؛ خليل ربِّ الخلق محمدٍ وآله وصحبه, ومن اتبع منهجهم الطاهر؛ البريء من كل نجاسة حسية ومعنوية, وبعدُ؛
فلقد تكلمنا - مستشنعين مستقبحين - عن إحدى صور وأشكال الزندقة المنبثقة عن أصول الضلال ورؤوسهم الكبرى التي تقتاد أتباعها مستخفة بعقولهم إلى طريق جنهم, ولا تهديم سبيلاً إلا سبيل الغواية والرذيلة, وسبيل استحلال الفروج المحرمة, والتلاعب بالنسل البشري المحترم المصان, والله المستعان!
ونعني بهذا تلك الفتاوى المتشبعة المتلطخة بالأهواء السادرة؛ المتجردة عن الشرائع المطهرة؛ التي فاهت بها الأفواه الشوهاء, وخطتها الأقلام العوجاء التي ملؤها أنجس الأحبار؛ المستقاة من زيغ الكهان والأحبار .. هاتيك الفتاوى التي يقررها دهاقنة التشيع الإمامي من أمثال الولي الفقيه-زعموا-: (خامنئي) , والطاغوت المعبود من دون الله: (السيستاني) , وآيتهم العظمى المرجع (محمد الحسيني الشاهرودي) , وغيرهم من نوّاب الإمام المعصوم –افتروا-, والتي قرَّروا فيها جواز تلقيح المرأة المتزوجة من نطفة رجل أجنبي, ومن ثم ينسب مولودها وابن بطنها إلى الرجل الأجنبي لا إلى زوجها المعتوه المعاق عقلياً, وجسدياً!!
أمر يَقُفُّ شعرَ الرأس, ويذوِّب القلبَ المؤمنَ كمداً وألماً, ويكاد ينفرد بالقول به مجموعة من رؤوس الشيعة الاثني عشرية ممن ينتسبون إلى الإسلام زوراً؛ متحدين في الجهة المقابلة مع أخس خلق الله وأنذلهم: اليهود, والذين يعدُّون -على الحقيقة- أئمة الاثني عشرية, وأساتذتهم, وأسيادهم في كثير من الأصول والفروع, وفي هذه المسألة تحديداً؛ فلبئس المعلِّم والتلميذ!!
ومع انتكاس الفطرة الذي عمًّ وطمًّ الشيعة الاثني عشرية علماءً وعوامَّاً -إلا من رحم الله, وقليل ما هم- إلا أننا وجدنا منهم من ينكر القول بجواز تلقيح المتزوجة من رجل أجنبي أشدَّ الإنكار, ويسفِّه عقل من يقول به, وهو بالتسفيه جدير جدير!!
وسأدع القارئ شيعياً كان أو سنيَّا أن يتأمل ما قاله كل من العالمين الشيعيين الاثني عشريين محسن آل عصفور, وياسر الحبيب في إنكار هذه الفجيعة!
1 - فتوى الشيخ الاثني عشري محسن آل عصفور:
((-السؤال: هل يجوز تلقيح زوجة الرجل الذي لا ينجب بنطفة رجل أجنبي عن طريق وضع النطفة في رحمها؟ وهل يلحق شرعاً المتولد منها بصاحب النطفة؟
-الجواب: بسمه تعالى
الذي انعقد عليه اجماع الفقهاء واتفقت عليه كلمتهم هو: ان كل حمل لم تنعقد نطفته عن نكاح شرعي (الدائم , المنقطع , ملك اليمين , تحليل الأمة) فهو سفاح إلا ما نص عليه الدليل بإستثنائه كنكاح الشبهه بمصاديقه المختلفة وما ألحق به من أمر الرجل الذي واقع زوجته فساحقت جارية فأهريق مني زوجها في فرج تلك الجارية فحملت بسببه.
وللوقوف على حقيقة الأمر يمكن مراجعة كتب الإستدلال الفقهي في مبحث حصر الأنكحة الشرعية ومراجعة مسائل كتاب النسب من توابع كتاب النكاح في جميع كتب الفقه وملاحظة الشروط المذكورة فيه لتصحيح النسب واثبات الشرعي منه دون غيره وكذا ما فسر به الحديث النبوي المستفيض المتواتر (الولد للفراش وللعاهر الحجر) خصوصاً ما ذكره ابن الدريس في السرائر.
ولا انحصار للابن غير الشرعي بالزنا فيكون كل ما لم تنعقد نطفته بتوسطه يكون ابنا شرعياً حتى يصار الى التصريح المذكور, وأول من صرح بمقولة تلك الشبهة وبسببه شبهت على من جاء من بعده هو السيد الخوئي قدس سره في آخر حياته الأمر الذي أوقع الكثير ممن جاء من بعده في شراكها ممن اعتمد عليها في التصريح بفتاوى غريبة شادة ذات صلة بالموضوع لا يسعنا المقام لذكرها.
وإلا فإن تلك المقولة لم يقل بها أحد من فقهاء الشيعة الإمامية على امتداد أربعة عشر قرناً ولم تنسب الى أحد منهم قط.
حكم إلحاق المولود عن طريق التلقيح الصناعي:
(يُتْبَعُ)
(/)
مسألة 1: لو حملت إمرأةٌ بواسطة التلقيح الصناعي أو الأنابيب فإن كان المني المستخصب في الأنبوب أو المدخل إلى رحمها من زوجها لحق بها وبه،وكان إبناً شرعيّاً لهما وكانا أبوين شرعيين له. وإن كان من مني غير زوجها (إذا كانت عامدةً لم يبعد أن تستحق الرجم حدّ المحصنة التي زنت) لم يلحق به ولا بها ولم يكونا أبوين شرعيين له.
مسألة 2: لو كانت المرأة المستزرع في رحمها تلك النطفة الحرام إمرأةً بكرا (إذا كانت عامدةً جلدت مائة جلدة حدّ الزانية.) لم يلحق الطفل المتخلق لا بها ولا بصاحب تلك النطفة أيضاً.
حكم إلحاق المولود عن طريق الإستنساخ
مسألة 3: للاستنساخ صورتان:
الصورة الأولى: استنساخ جيني، ويتم باستخلاص بويضات من المرأة ثمّ تخصب خارج الرحم في قنينة ونحوها فتخصب البويضة الواحدة بأكثر من حيوان منوي واحد على خلاف العادة،وعند تعدد الإخصاب بأكثر من حيوان منوي واحد يحدث عمليّة إنقسام في خليّة البويضة المخصبة إلى جزئين كخطوة أولى ثمّ يتم فصل الخليتين تماماً وتغليف كلّ خليّة بغشاء صناعي بديل يسمح للجنين بالنمو،وحيث أن البويضة لقحت بأكثر من حيوان منوي تواصل إنقسامها بالنحو المذكور لتسفر عن نشوء مجموعة من الأجنّة المتطابقة في جيناتها الوراثيّة قد تصل إلى ثمانية. فإذا كان إخصاب البويضة تمّ بحيوانات منويّة من زوج المرأة صاحبة البويضة،ووضعت هذه الأجنّة في رحم صاحبة البويضة التي تم إخصابها بتلك الحيوانات المنويّة ونشأت في رحمها دفعة واحدة منتجة بذلك توائم أو على دفعات إذا أمكن تخزيها وحفظها لسنوات مقبلة لم يكن في ذلك بأس ولا محذور شرعي فيه لأنّه في حقيقته صورة متطورة من عملية أطفال الأنابيب.
أمّا إذا كان التلقيح قد تم بحيوانات منويّة من غير الزوج الشرعي ولبويضة من إمرأة ليست بزوجة شرعيّة لصاحب تلك الحيوانات فالحكم فيها ما مرّ في في التلقيح الصناعي.
الصورة الثانية: استنساخ خليّة ويتم عن طريق أخذ عينة من خليّة جسديّة من شخص ما رجلاً كان أو إمرأة ثمّ تدمج هذه الخليّة مع بويضة مجردة من مادتها،بحيث تحل تلك الخليّة داخلها بمعالجة كهربائيّة دقيقة ثمّ تزرع هذه التوليفة الجديدة في رحم أي إمرأة حيث تنمو فيه لينتج عنها جنين مطابق لصاحب تلك الخليّة في جميع الصفات الوراثيّة. فإذا كانت تلك الخليّة المأخوذة هي من زوج صاحبة البويضة قد تمّ دمجها في داخل بويضة إمرأة هي زوجة شرعيّة لصاحب الخليّة كان ذلك جائزاً شرعاً وسائغاً لعلاج حالات العقم في الرجال، أمّا إذا كانت الخليّة مأخوذة من جسم غير الزوج الشرعي،وكانت البويضة مأخوذة من رحم غير زوجة شرعيّة بأي شكل من الأشكال المحتملة فكلها طرق لا تجوز شرعاً والحكم فيها مامرّ في التلقيح الصناعي حذو النعل بالنعل. وما يتوهم من إتحاد الشخص الناتج على فرض إمكانيّة تحقق الحمل عن هذا الطريق مع الشخص المنتزع منه الخليّة في كل شيء في الشكل والروح والفكر وغيرها بحيث يكون نسخة طبق الأصل له فمحض هراء وجهل وسذاجة أوضحنا بطلانها في بعض كتبنا.
مسألة 4: يحرم إستخدام تقنيّات الهندسة الوراثيّة في كافة أنواع العمليّات الجراحيّة وغير الجراحيّة كعمليّة الاستنساخ ونحوها إذا كان الغرض منها إلغاء نظام النسب الشرعي والعبث بمنظومة الروابط العائليّة وتغيير التركيبة الطبيعيّة لعلاقة الإنسان ببني نوعه،ولذا يجب التقيّد فيها بجملة هذه الضوابط:
1 ـ وجوب رعاية حرمة الإنسان وضمان قداسته وتمييزه عن بقيّة الكائنات الأخرى المسخرة لخدمته.
2 ـ وجوب المحافظة على مقومات النسب الشرعي ورعاية الأحكام الخاصّة به في المتولدين من خلالها.
3 ـ وجوب التقيّد بالمفاهيم القيميّة السامية وأصول النوع الإنساني ضمن حدود الروابط الأسريّة وطبيعة دور الذكورة والأنوثة كل حسب موقعه في الحياة.
وقد وردت في ذلك نصوص متظافرة كثيرة نسرد لك بعضاً من نصوصها لإلفات أولئك الذين لم يوفقوا للعثور عليها والإلتفات إليها لعدم تجشمهم عناء البحث عنها و تتبع وتصفح كتب الأخبار الأمر الذي جعلهم يغربون في الفتوى منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ((لن يعمل إبن آدم عملاً أعظم عند اللّه عزّ وجلّ من رجل قتل نبيّاً أو إماماً أو هدم الكعبة التي جعلها اللّه لعباده أو أفرغ ماءه في إمرأة حراماً)) (وسائل الشيعة ج 14ص 239 ـ 240)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((وأشدّ الناس عذاباً يوم القيامة من أقرّ نطفةً في رحم محرّم عليه)) (دعائم الإسلام ج 2 ص 454)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من ذنب أعظم عند اللّه تبارك وتعالى بعد الشرك من نطفة حرام وضعها إمرؤ في رحم لا تحلّ له)) (الجعفريّات ص 99)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من ذنب أعظم عند اللّه من نطفة يضعها الرجل في رحم لا يحل له)) (مستدرك الوسائل ج 12 ص 336)
وعن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام قال: ((وأشد الناس عذاباً يوم القيامة من أقرّ نطفةً في رحم محرّم عليه)) (دعائم الإسلام ج 2 ص 454)
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((إنّ أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجلاً أقرّ نطفةً في رحم يحرم عليه)) (فروع الكافي ج 2 ص 70)).
المصدر ###
6 - فتوى الشيخ الاثني عشري ياسر الحبيب:
((-السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
خلال تصفحي لكتاب الفتاوى للسيد على الخامنئي صعقت حينما قرأت له هذه الفتوى:
((أجوبة الاستفتائات للسيد علي الخامنئي – الجزء الثاني (المعاملات) ص 71 ــ س 194: هل يجوز تلقيح زوجة الرجل الذي لا يُنجب بنطفة رجل أجنبي عن طريق وضع النطفة في الرحم؟
-الجواب: لا مانع شرعاً من تلقيح المرأة بنطفة رجل أجنبي في نفسه، ولكن يجب الاجتناب عن المقدمات المحرمة من قبيل النظر واللمس الحرام وغيرهما، وعلى أي حال فإذا تولد طفل عن هذه الطريقة، فلا يلحق بالزوج، بل يلحق بصاحب النطفة وبالمرأة صاحبة الرحم والبويضة، ولكن ينبغي في هذه الموارد مراعاة الاحتياط في مسائل الإرث ونشر الحرمة!!!))
لم أتقبلها أبداً ولكن قلت في نفسي لا يأخذ الدين بالرأي أو بالعقل ولو كان الدين بالعقل لمسحت باطن القدم عن ظاهره كما قال الإمام علي (ع) والسؤال ما هو رأي سماحتكم بهذه الفتوى؟ وهل هذا العمل جائز فعلاً؟ وهل هناك من المراجع العظام من يوافق السيد الخامنئي في هذه الفتوى؟ علماً بأني حينما بحث في المواقع حول هذه الفتوى رأيت تهريجاً واسعاً من قبل الوهابية حول هذه الفتوى!!
كما أني وجدت أيضا من خلال بحثي حول هذه المسألة مسألة أخرى عقائدية وهي قول السيد خامنئي في كتابه مكانة المرأة في الإسلام:
((وفي مجال التكامل والنمو والترقي المعنوي للمرأة، إن المرأة لا تختلف عن الرجل في هذا المجال، يعني المرأة تستطيع أن تصل إلى أعلى درجات الكمال المعنوي كذلك الرجل يستطيع أن يصل إلى هذه الدرجات الرفيعة من النمو والتكامل المعنوي، فالمرأة تستطيع أن تصل إلى مستوى السيدة الزهراء (ع) والرجل أيضاً يستطيع أن يرقى درجات الكمال حتى يصل إلى مستوى الإمام علي (ع).))
المصدر: مكانة المرأة في الإسلام، السيد الخامنئي ص17.
أنتظر جوابكم ولكم مني خالص التحية ونسألكم الدعاء
أبو مهدي.
ـ الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أجاب الشيخ بأن لا قيمة لفتاوى فاقد الاجتهاد والعدالة. والمنقول شاهد على حمقه وسفاهته، فهل لأحد أن يصل إلى مستوى مولانا أمير المؤمنين ومولاتنا سيدة نساء العالمين صلوات الله عليهما وآلهما؟! وهل للمرأة أن تتعرّض لمني الأجنبي ناهيك عن تلقيحها به؟!
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 10 ذي الحجة 1430))
المصدر###
( http://alqatrah.net/question/index.php?id=1241)
قال أبو الأزهر -عفا الله عنه-: لست دارياً -والله- أأعلق على الكلام أم أتركه لأن التعليق سيفسده؟؟! فوضوحه لا يحتاج لإيضاح, ولله الحمد ..
وهذه المواضيع تعد درّراً قيمة نلتقطها من ركاب سفينة (الهلاك) -أعاذنا الله- ..
مواضيع ذات صلة:
1 - سيدهم الأكبر السيستاني يفتي بما يُطيِّرُ العقل من الرأس .. حُلُّوا معي هذه المعضلة!! ( http://www.al-haq.net/vb/showthread.php?t=14928)
2- ممكن أن يكون الشيعي ابن حرام بفضل فتاوى سيده السيستاني .. حقائق مرة يعتصر لها القلب! ( http://www.al-haq.net/vb/showthread.php?t=15148)
3- فتوى تطير العقل من الرأس .. حلوا معي هذه المعظله!! ( http://www.al-haq.net/vb/showthread.php?t=15630) للمدعو نديم.
والله الهادي, والمعين ..(/)
كيفية عمل خطة بحث لمرحلة الماجستير في قسم العقيدة
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 02:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماهي الطريقة الصحيحة في القراءة أو في جمع المادة أو عنصرة الموضوع أو جمع المراجع أو ..... لإعداد خطة بحث ممتازة، هل هناك خطوات تسهّل من إعداد الخطة بحيث تظهر بشكل جيد وشامل في وقت وجيز،أرجو من أصحاب التجربة التوجيه والإرشاد، بارك الله فيكم ونفع بكم، وجزاكم الله خير الجزاء وأجزل لكم في الدارين العطاء.
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[05 - Aug-2010, مساء 05:44]ـ
للتذكير.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 10:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماهي الطريقة الصحيحة في القراءة أو في جمع المادة أو عنصرة الموضوع أو جمع المراجع أو ..... لإعداد خطة بحث ممتازة، هل هناك خطوات تسهّل من إعداد الخطة بحيث تظهر بشكل جيد وشامل في وقت وجيز،أرجو من أصحاب التجربة التوجيه والإرشاد، بارك الله فيكم ونفع بكم، وجزاكم الله خير الجزاء وأجزل لكم في الدارين العطاء.
يختلف الامر بين كون الباحثة قد سجلت موضوعا وتم قبوله وبين كونها تبحث عن مو ضوع اوانها عثرت على فكرة مو ضوع و تريد اعداد خطة للبحث على ضوئها
وفي كل الحالات فالخطة تعتبر في حقيقتها مجموعة اسئلة تطرح ليتم البحث حولها والاجابة عنها
بحيث يشكل مجموعها عرضا تفصيليا لفكرة ما
وبذلك فلابدمن وضوح فكرة البحث الرئيسية في ذهن الباحثة
وعرض اسئلة مفصلة تنير معالمها وهي ما نعبر عنه بالابواب و الفصول التي تشكل خطة البحث
فالمطلوب هو
المزيد والمزيد من القراءة حول فكرة البحث في عدد كبير من المصادر
حتى تتكون الفة وتفاهم بينها و بين الباحثة مما يسهل عليها
كتابة خطةعميقة وناضجة
ومن الر ائع الا ستعانة باراء اهل الا ختصاص للاستنارة بخبرتهم دون الاكتفاء بها او ا لاعتماد عليها
انما لتكون منارات تضيء طريق البحث الممتع ((التعب المحبب))
وفقك الله يا اختي و يسر عليك مسار البحث
ابحثي وانت تحاولين الاستمتاع بالبحث واشعري انه هواية محببة فتبدعين باذن الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 06:22]ـ
-احصلي على رسائل جيدة في العقيدة أوصت اللجنة المناقشة بطبعها وتأملي في عمل الباحث ومقدمته
-لاتقتصري في جمع المادة على العناوين المباشرة القريبة من عنوان موضوعك بل وسعي نطاق المادة المجموعة لتشمل كل ما يمكن أن يعين في استقصاء البحث
-بعد جمع المادة افرزي المباحث وثيقة الصلة بموضوعك ثم الأدنى فالأدنى
وهكذا .. حتى الوصول لبنية البحث وترتيب موضوعاته وتغذية كل منها بما يلزم وفق الفرز الدقيق
والله أسأل أن يوفقك ويذلل لك الصعب
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[21 - Aug-2010, صباحاً 03:19]ـ
شكر الله لكما، استفدت مما كتبتما كثيرا.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[21 - Aug-2010, صباحاً 07:12]ـ
- خطة بحث الماجستير كأي بحث غير أنها أوسع في تشقيق المباحث، واحذري من تشقيق يلزمك بشيء بإمكانك أن تضيفيه تحت مبحث أوسع منه،
مثلا بإمكانك تكتفين (مبحث: أشراط الساعة) دون تفصيل لهذه الأشراط لأنك مستقبلا قد تضطرين لإضافة أحد الأشراط أو حذفها وهكذا، فالحرية لك وقت الجمع والكتابة.
- راجعي خطط بحث معتمدة كما ذكر أبو القاسم والأفضل قريبة من موضوعك، وقد يفيدك خطط بعض الكتب المطبوعة وإن لم تكن رسائل علمية.
- عادة ماتضمن الخطة مقدمة تبين أهمية الموضوع وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، ثم تكتب الخطة، ثم منهجك فيها وهنا يتنبه تحديد المنهج الذي تسلكينه (استقرائي، تحليلي ... ) ثم تقولين وفق مايلي: وتكتبين (إجراءات البحث أو عملك فيه وهي: مسائل العزو للآيات والأحاديث ونحو ذلك) فمن الخطأ الاكتفاء بها منهجا.
ثم تختمين بأبرز المراجع في البحث ويكتفى ببعضها في كل علم، في التفسير كذا في العقيدة كذا.
- أخيرا بعض الأقسام تشترط نموذج للمباحث العقدية بحيث تكتب العناوين وصفحاتها فقط وعادة إذا كان هذا في منهج أحد الأعلام.
وفقك الله ويسر أمورك ورزقك العلم النافع.
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 01:36]ـ
شكر الله لك ونفع بك.
ـ[محبة العقيده]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 11:14]ـ
ليت من عنده المزيد يخبرنا بذلك ...(/)
حقا يا عمرو، " وتلك الأيام "!!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 04:21]ـ
ـ
(1)
الحمدُ لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه ومن أثره اقتفى، أما بعدُ
فقد شاهدتُ تسجيلا للقاء على قناة " أزهري " في حلقة أولى من برنامج " وتلك الأيام " الذي يقدمه الإعلامي " محمود سعد "، استضاف فيها " عمرو خالد "، أو كما بدأ يناديه " محمود " بـ " الدكتور عمرو خالد ".
قال الله تعالى: " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " [1].
فقد بين الله جل وعلا في هذه الآية أن سنته في عباده أن يبتليهم، ليتبين بالبلاء الصادق من الكاذب، والمتيقن من المرتاب، والمؤمن من المنافق.
قال السعدي: {وليعلم الله الذين آمنوا} هذا أيضا من الحكم أنه يبتلي الله عباده بالهزيمة والابتلاء، ليتبين المؤمن من المنافق؛ لأنه لو استمر النصر للمؤمنين في جميع الوقائع لدخل في الإسلام من لا يريده، فإذا حصل في بعض الوقائع بعض أنواع الابتلاء، تبين المؤمن حقيقة الذي يرغب في الإسلام، في الضراء والسراء، واليسر والعسر، ممن ليس كذلك. ا. هـ[2]
وقال ابن كثير: قال ابن عباس: في مثل هذا لنَرَى، أي: من يَصبر على مناجزة الأعداء. ا. هـ[3]
نزلت هذه الآية في شأن يوم أحد الذي أصاب فيه المسلمون ما أصابهم، وأن من حكمة الله في ذاك التمحيصَ. ونحن في هذا اليوم الذي ضعُف فيه المسلمون وذلوا، وتكالب عليهم أعداؤهم؛ لبُعد المسلمين عن دينهم، فكان هذا البلاء العميم من الله على هذه الأمة، الذي يُمحص به، وتظهر فيه بُطون قد تختبئ منا دونه.
ومن الاتجاهات التي ظهرت ونحن في واقعنا وبلائنا، أن يخرج دعاة إلى تضييع البراء من المشركين، وإلى المذهب الإنساني الذي لا يهتم لشأن تمايز الأفراد بدينهم إلا في أضيق الحدود. وبينما أحدهم مُسرف في دعوته إلى اللين المطلق مع (الآخر)، والانفتاح عليهم، لا يتورع عن الافتراء على إخوانه، أعني بهم دعاة السنة، ورميهم بالافتراء، يتلوه مثله أو فوقه أو دونه، بصورة تنفر عنهم كل أحد.
هذا " عمرو خالد " الذي تكلم في هذا اللقاء بما يسوؤُه في صحيفته يومَ يلقى ربه، وهي خاطرة خطرت لي وأنا أتأمل اسم البرنامج، المأخوذ من آية من كتاب الله.
لماذا سعى " د. عمرو خالد " للحصول على الدكتوراة؟! [4]
عمرو: لأني عشتُ برّه، فأتيح لي أن الآخر يسمع لي، فيقى عندي الحمد لله من فضل ربنا قدر على التعامل مع الشاب الذي عنده 15 سنة والبنت التي عندها 20 سنة، وقدرة على التعامل مع ذلك الشخص الغربي، الللي فاكر صرتنا مشوهة. وفاكر صورتنا إن إحنا دين الإرهاب ودين القتل ..
محمود: (يقاطعه) حسب ما بتوصل له الصورة، من الدعاية من الإعلام.
عمرو: (يتابع) فعندي فرصة سهلة لأن الإعلام والآخر بيسمعني، طب ليه ما أستفيدش من الفرصة دي، تبقى مؤيدة ..
محمود: (يقاطعه) يسمعكم إزاي يا دكتور، إزاي الإعلام الغربي حيسمعك؟!
عمرو: لأنه محطوط في كل الجرائد والميديا الغربية إن في عشرين ثلاين شخص، لما تكون تسأل عن حاجة بتخص المسلمين أو الشباب العربي بتروح لهم
محمود: أنا شفت حاجة زي كده.
عمرو: فبقيت بفضل الله عبر السنين واحدة ورا واحدة، من الناس دول، مش أهم واحد، بس واحد منهم، العشرين أو الثلاثين معرفش الرقم بالظبط، إن أي صحافة أو ميديا غربية عايزة تعرف حاجة عن الشباب العربي أو المسلم أو رأي المسلمين أو رأي الإسلام بترجع لهؤلاء. من أنا عشان أتكلم برأي الإسلام قبل أن أكون مسلحا بعلم صحيح وشهادة، فعشان كده بقولك هي مسألة هي فتحت أبواب.
هذا هو السبب الذي ذكره عمرو خالد، هو أنه صار يُشار إليه بالبنان في بلاد الغرب بأنه متحدث ممثل لللإسلام والمسلمين، فأراد أن يحصل على شهادة ليتكلم، فاتجه إلى جامعة أوروبية [5]، وعمل دراسة في موضوع خطير!
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل كيف ينظر الغرب إلى الممثل للعرب أو المسلمين أو المتحدث باسم الدين الإسلامي، وحاول أن تستنبط معاييره التي يبني عليها؛ لترتاب جدا في الغرض من اختيار عمرو لمثل هذا، واستحضر وأنت تتأمل هذا تلك الجائزة العالمية التي حصل عليها قبل سنوات، في أمريكا، وما صاحب هذا من تنازلات قدمها أثناء الرحلة [6]!
إنهم اختاروا داعية يتكلم باللغة العامية، ببساطة، وأحيانا سطحية [7]، ليس عالما من علماء المسلمين، ولا شخصية دينية لها ثقلها، وليست معه شهادة من جامعة دينية مثلا، ولا مؤهلَ أبدأ، فأختير ليتكلم إلى الغرب باسم الإسلام!
تجاوز هذا، وتفرج على ردة الفعل من " عمرو " لهذا الذي وضعوه فيه، حيث تطلب هذا أن يتأهل، فلم يفزع إلى كتب العقيدة والفقه وغيرها، ويثني الركب عند طلبة العلم والعلماء، إنما قصد السبيل الأرخص، وهو أخذ شهادة في دين الإسلام من غير دار الإسلام، وهي شهادة " دكتوراة " تضيف تلك الدال إلى الاسم، تلك الدال التي تستعمل لتأهيل أي " دوكـ " [8] يحملها ليتكلم في دين الله كما يحلو له.
الفتوى: لا أفتي، ولن أفتي!
محمود: كنتَ تفضل اختيار لفظ (الأستاذ عمرو خالد)
عمرو: آده ده صحيح.
محمود: ما كنت تحب يُقال عليك شيخ مع أنك تمارس كل مهام الشيخ بكل صفاتها
عمرو: لأ، أنا لا أفتي!
محمود: هل الدكتوراة تنقذك من هذا اللقب (يقصد لقب شيخ).
عمرو: لا مش مسألة إنقاذ يعني أنا مش حروح أدرس خمس سنين، عشان أنقَذ من لقب شيخ! لأن أنا سهل أوي أقول لك: لو سمحتم أنا داعية ممكن تقول بيحاول يصلح مصلح على خفيف كده، لكن أنا مش شيخ. ومش بفتي. وخلي بالك شيخ تودي للفتوى ..
محمود: (مقاطعا) يعني أنت مبتفتيش خالص.
عمرو: وأنا حريص أنه أنا أبعد عن هذا اللقب مش عيبا فيه.
محمود: هل الفتوى حتكون مرحلة قادمة في حياتك؟
عمرو: (يجيب مسرعا) لا لا لا مستحيل!
محمود: لا خالص؟ خالص؟
عمرو: خالص. تؤ تؤ تؤ. خالص.
محمود: أنت حتظل داعية
عمرو: (مبادرا) داعية بيحاول الإصلاح، للشباب
محمود: بترقيق القلوب
عمرو: وبتوجيههم لمشروعات خيرية ونهضوية
محمود: هو ده حيكون عمرو خالد، لن يتجاوز الأمر ده اللي هو بدأ بيه
عمرو: لا لن يتجاوز الأمر ده .... .
قلت: لا مرحبا بكذب!
فإنه لا يفتُر يُفتي في كل حين، وكم من فتوى أفتى بها للشباب الذين يسألونه، أم يعتبر تلك الأجوبة، والآراء التي يقدمها من تلقاء نفسه في حلقاته وبرامج التي بدأت – فيما أعلم- قبل إحدى عشرة سنة، يعتبرها ليست فتوى؟! [9
وكيف يرضي لنفسه أن يكون إحدى الشخصيات المعدودة التي ستتكلم إلى الغرب باسم الإسلام، واختاروه ليسألوه حين يريدون معرفة شيء عن الإسلام، أليس هذا تصدر فتوى؟!
وفد نصارى نجران في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
عمرو: طب والإسلام بقى نبيه بيقول إيه؟ لما تيجي في الآخر وتقول تعالَ أحكي لكم بقى وتدخل بقى في الشريعة الإسلامية، ونظرة الإسلام للتعامل مع الآخر، إزاي النبي صلى الله عليه وسلم استقبل وفد نصارى نجران في المسجد النبوي، طب ما كان يحط لهم خيم بره ... طب لما جم يصلوا وجم الصحابة يطردوهم، قال لهم لا دعوهم ... وإزاي أنه لجأ لفكرة الحوار، نقعد نتناقش، وبعدين قالوا له ابعت لنا حد معانا يفهمنا بس يكون أمين، فقال لهم سأرسل لكم أمين الأمة، قم يا أبو عبيدة بن الجراح. راح ... الخ
لا مرحبا بكذب أفحش!
فإن نصارى نجران دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وقرأ عليهم من القرآن، ثم كلمهم في شأن عيسى عليه السلام: " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " [10]، فلما أصبحوا وقد أبوا عن قبول ما عرض عليهم من قوله في عيسي، وأبوا عن الإسلام دعاهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة: " فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ " [11]! فامتنعوا، وأبوا أن يباهلوا، فصالحهم روس الله صلى الله عليه وسلم على أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يدفعوا الجزية. وأرسل أبو عبيدة أمينا ليقبض مال الصلح.
أما صلاتهم في المسجد، فقال ابن رجب في الفتح: هذا منقطع ضعيف، لا يحتاج بمثله. ولو صح فإنه يحمل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تألفهم بذلك في ذلك الوقت استجلابا لقلوبهم، وخشية لنفورهم عن الإسلام، ولما زالت الحاجة إلى مثل ذلك لم يجز الإقرار على مثله
ولهذا شرط عليهم عمر - رضي الله عنه - عند عقد الذمة إخفاء دينهم، ومن جملة إلا يرفعوا أصواتهم في الصلاة، ولا القراءة في صلاتهم فيما يحضره المسلمون. ا. هـ[12]
فالخبر لا يصح، وهو محمول – إن صح – على كون ذلك للمصلحة، وليس يكون عادة. جاء في فتاى الشبكة الإسلامية [13]:
السؤال
هل يجوز للكفار الصلاة مع المسلمين في المسجد؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 4041 خلاف العلماء في دخول الكافر إلى المسجد، وأما الإذن له بالصلاة فيه فجائز إذا رجيت من ذلك مصلحة كترغيبهم في الدخول في الإسلام وتعريفهم بالعبادة، كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في أحكام أهل الذمة: وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنزل وفد نصارى نجران في مسجده، وحانت صلاتهم فصلوا فيه، وذلك عام الوفود بعد نزول قوله تعالى: إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. فلم تتناول الآية حرم المدينة ولا مسجدها. والله أعلم.
فاستقبال الكفار في المسجد ليس محل اتفاق بين المسلمين، وليس لهم أن يصلوا صلاتهم التي فيها الكفر برب العالمين بمساجد الله، وقد ذكرت السير أن اسم أحد الوفد (عبد المسيح)!
والنبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى الإسلام، لم يجلس معهم جلسة انفتاحية حضارية ... الخ، بل استضافهم يدعوهم أن يسلموا، وحدثهم في شأن المسيح عليه السلام بكلام واضح قوي. فلما امتنعوا دعاهم إلى المباهلة، ونهايتها أن تكون لعنة الله على الكاذب!
فهل هذا المنهج النبوي هو الذي يرضاه " عمرو خالد " [14]، أم أن فضيلة الدكتور البحاثة ينتقي من السنة ما يشتهي ويخدم مذهب الذي أشرنا إليه في مقدمة المقال؟! بل قل: إنه انتقى من واقعة واحدة ما يحلو له، ودلس بإخفاء ما ينقض ما يدعو إليه. فـ (من يستدل بقصة وفد نصارى نجران، الذين بدأهم النبي صلى الله عليه وسلم بدعوتهم إلى دين التوحيد، وإقامة الحجة عليهم، وإبطال كفرهم، ثم دعا إلى مباهلتهم بأنْ لعنة الله على الكاذبين، ليهلكهم دعاؤُه، ثم انتهى إلى دخولهم في حُكم الجزية، من يستدل بهذه القصة على ما يُسمى (حوار الأديان) أعني المشروع السياسي المعروف، فهو أضل من حمار أهله، نسأل الله العافية، من مضلاّت الفتن، وزيغ القلوب، وأن يثبَّتنا على التوحيد حتى نلقاه.) [15].
[1] آل عمران 140.
[2] تفسير السعدي.
[3] تفسير ابن كثير.
[4] في انتظار ظهور ترجمة هذه الرسالة من الإنكليزية إلى العربية للاطلاع عليها. وفكره فيها يمكن تبينه من كلامه في هذا اللقاء، وكذا من محاضرتين في كندا، أسأل الله أن يعين على كتابة مقال عن محتواهما، لما سمعتُ بهما من مصائب خطيرة، لا تخرج من آحاد المسلمين.
[5] يعني قعد بين يدي المستشرقين وغيرهم يتعلم منهم!
[6] كأن تضع امرأة يدها على كتفه في الاحتفال، وهو ضاحك! والسفاهات التي حصلت حينها كثيرة جدا.
[7] هو الغالب! وابحث عن محاضرة في العقيدة له، أو في فقه تأصيلي للعبادة، أو تزكية للنفس على منهج السلف في التزكية. فضلا عن الأخطاء العلمية التي لا تُحصى.
[8] دلع " دكتور ". وللأخ (خليل الفائدة) وفقه الله مقالة جميلة، تسحق القراءة: ما ألذ ثناء الناس ( http://%20ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215938) .
[9] ومنها فتاواه في المعازف والفن والغناء والحجاب الغير شرعي الذي شرعه هو، وغيره من الطوام المعروفة.
من هو [الآخر]؟! هي البديل العصري لكلمة الكافر، فإن الناس مؤمنون وكفار، وليس في كتاب الله أو السنة أو كلام الصحابة أو لغة أئمة الدين والعلم هذا المصطلح [الآخر]. والمقصود به إخفاء حقيقة ذاك [الآخر] وتهيئة النفوس بهذا الاسم لقبول التنازلات المختلفة.
[10] آل عمران 59.
[11] آل عمران 61.
[12] فتح الباري لابن رجب 2/ 439.
[13] فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (ج 10 / ص 2571) - رقم الفتوى 72906 حكم الإذن للكافر بالصلاة في المسجد -تاريخ الفتوى: 28 صفر 1427
[14] وعدم رضاه هو الهوى، قال تعالى: " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون "، وقال: " فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم "، وغيرها من الآيات التي تجعل ترك اتباع الشريعة – هدي النبي صلى الله عليه وسلم – هو الأهواء، فالوحي في مقابل الهوى دوما في كتاب الله.
[15] ما بين القوسين مقتبس من فتوى للشيخ حامد العلي حفظه الله سُئل فيها عن صلاة وفد نصارى نجران في المسجد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 07:50]ـ
أحسنت، مقال جيد و حق بلا ريب فعمرو هذا فتّان و ليس بداعية و من ورائه حاجة و هدف يعرفها كل من يحب الله و رسوله صلى الله عليه و سلم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 10:25]ـ
أنا لا افتي ولكن اقص قصص السيرة النبوية واخلط صحيحها بضعيفها واستنبط الاحكام واحرم واحلل ولكن لا افتي
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 10:33]ـ
نأمل منكم بارك الله فيكم عدم فتح مواضيع جديدة في هذا الرجل، ويمكنكم مواصلة طرح ما تريدون ههنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11666&page=2&highlight=%DA%E3%D1%E6+%CE%C7% E1%CF
وجزاكم الله خيرا(/)
"ملء الفراغ" .. في الدفاع عن الصحيحين .. تغطية مجملة لمؤتمر الانتصار للصحيحين بقلم أسا
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 12:34]ـ
جريدة الغد الأردنية / نشر: 30/ 7/2010
أسامة شحادة
أقامت كلية الشريعة في الجامعة الأردنية بمشاركة جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث الأسبوع الماضي مؤتمر "الانتصار للصحيحين"، وقد كان للدكتور محمد خازر المجالي جهد مشكور ومقدر في إنجاح هذا المؤتمر من خلال موقعه كعميد لكلية الشريعة.
قدم في المؤتمر 45 بحثاً من باحثين أردنيين وعرب، وكانت هناك مشاركة نسائية بارزة في المؤتمر على صعيد الحضور والمشاركة في أوراق العمل.
ورغم أهمية موضوع المؤتمر، إذ يتعلق بالأصل الثاني من أصول الشريعة الإسلامية، السنة النبوية، إلا أن التغطية الإعلامية المحلية كانت معدومة قبل وأثناء وبعد المؤتمر! وهذا خلل كبير من وسائل الإعلام ومن الجهة المنظمة، ولوحظ غياب قيادات الجامعة الأردنية عن فعاليات المؤتمر رغم أنه برعاية الجامعة وفي رحابها.
هذه المؤتمرات العلمية الشرعية تعد اليوم من الأهمية بمكان بسبب ضرورة تصدي الجهات المتخصصة والرسمية للكثير من التحديات الداخلية والخارجية التي تثار حول الإسلام والشريعة والقرآن الكريم والسنة النبوية. وإذا لم تتصدّ هذه الجهات لهذه التحديات، فإنها ستفقد مصداقيتها وتأثيرها وتترك المجال مفتوحا للكثير من الأدعياء لملء الفراغ إما بالجهل والتفريط أو بالغلو والتنطع.
الكثير من الأبحاث التي قدمت في المؤتمر عالجت العديد من الإشكالات المثارة من قبل جهات وتيارات متعددة همها هدم مكانة الصحيحين والسنة النبوية في نفوس المسلمين، واتسمت المعالجات بالموضوعية والدقة العلمية.
لكن هذه المعالجات ستبقى حبيسة جلسات المؤتمر إن لم يتح لها الوصول للجمهور عبر وسائل الإعلام، وللأسف أن وسائل الإعلام عادة ما تفسح المجال فقط للطاعنين في الصحيحين على مبدأ الصحافة في أن الخبر هو "عض رجل كلب"!
من الإشكالات التي فندت في أبحاث المؤتمر إشكالية أن مؤلفي الصحيحين تعرضا لضغط سياسي تحكم في الصورة النهائية للصحيحين، وهذه الشبهة قد تروج عند بعض البسطاء، لكن الباحثين الجادين في علوم السنة النبوية يعلمون أن المحدثين كانت عندهم حساسية زائدة في الأخذ عن الرواة الذين لهم علاقة بالسلطات السياسية فكانت ترد رواية العديد من الرواة فقط لأنه ممن يدخل على السلطان.
ومن منهج أهل الحديث رفض تدخل السلطة في شؤون الدين من دون وجه حق، مع التزامهم بالوحدة الإسلامية للأمة ورفض زعزعة تجمعها، كما في موقف الإمام أحمد بن حنبل الصلب في وجه تغول المعتزلة -دعاة التنوير- بقوة السلطان لفرض آرائهم على المسلمين. ومن الأمثلة، أيضاً، على عدم خضوع أئمة الحديث لرغبات السلطان قصة الإمام البخاري مع الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى حين طلب من الإمام البخاري أن يحضر للقصر مع كتابه الصحيح وكتابه التاريخ ليقرأه عليه، فقال الإمام البخاري: أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضر في مسجدي أو في داري وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار"، هكذا كان موقف المحدثين، فكيف يسوغ لمفترى أن يزعم خضوع أئمة الحديث لرغبات السلاطين؟
ومن القضايا المهمة التي طرحت في المؤتمر قضية سبق المحدثين العالم وخصوصا المستشرقين في مناهج نقد النصوص والابتكار في توضيح الفروق واختلاف النسخ من خلال الرموز واستخدام عدة ألوان في الكتابة، قبل ظهور التقنيات الطباعية الحديثة، وقد لخص د. شوقي ضيف هذه الحقيقة بكون أسلافنا من المحدثين كانوا في قمة الدقة والإبداع في التعامل مع النصوص والكتب والمخطوطات في كتابه البحث الأدبي فقال "وإخراج اليونيني لصحيح البخاري على هذا النحو، يدل بوضوح على أن أسلافنا لم يبقوا لنا ولا للمستشرقين شيئا يمكن أن يضاف بوضوح في عالم تحقيق النصوص، ونراه ينص على مكان النسخة لا على اسم صاحبها فقط، وإذا كان قد نقص منها أجزاء مثل أصل أبي القاسم الدمشقي، الذي نقص الجزأين الثالث عشر، والثالث والثلاثين، نص على ذلك، ونراه ينص على أن جميع الأصول كانت مسموعة، وهي أعلى المراتب في تحمل الكتاب". ومن فوائد المؤتمر كشف الثغرات الهائلة في مناهج الحداثيين اليوم في نقد السنة النبوية عموما ونقد الصحيحين خصوصا، فمن الحيل التي يستند لها الحداثيون في الطعن بالصحيحين هي تجاوز تميز الصحيحين بمعايير علمية ودقيقة عالية جداً واعتبارها مثل سائر كتب الحديث والتاريخ التي تحوي الغث والسمين بسبب غياب معايير الصحيحين.
ورغم أن الحداثيين يدّعون الموضوعية والعلمية، إلا أنهم في موقفهم هذا ضربوا بعرض الحائط كل هذه المعايير العلمية التي تميزت بها أمة الإسلام عن سائر الأمم مما حفظ لها نصوص دينها بعكس سائر الأمم والفلسفات التي لا تتمكن من إثبات أساسيات معتقدها بنص موثق يمكن الركون إليه.
الرابط: من هنا ( http://www.alghad.com/?news=521905)(/)
الاستعاذة بكلمات الله التامات لا تنفي كلمات الله الشرعية لابن عقيل
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 05:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الأستاذ الفاضل ( ............ ) -حفظه الله- ردًا عليَّ بعنوان: "إطلاق القول بأن كلمات الله كناية خطأ"، وكانت مقدمته الكريمة تشعُّ بألقٍ فكري كريم، وتواضعٍ جمٍّ (1) .. وكان ردُّه على مقالتي: "الاستعاذة بالله والاستعاذة بكلماته" (2)، وموجز ردِّه -حفظه الله- ملخصٌ في العناصر التالية:
العنصر الأول: أن إطلاق كلمات الله كناية عن مشيئته وقدرته يقتضي قصر الكلمات على الكلمات الكونية، ومعلوم أن لله كلماتٍ شرعية.
والعنصر الثاني: أن جعل كلمات الله كناية يلزم منه أنه مجاز، والعلماء مختلفون جدًا في الكناية، أهي حقيقةٌ، أم مجاز، أم بين بين.
والعنصر الثالث: أن جعل كلمات الله كناية يوهم بنفي حقيقة الكلام عن الله .. في حين أن أهل السنة والجماعة يردُّون على المبتدعين؛ فيثبتون صفة الكلام لله حقيقة.
والعنصر الرابع: اقترح أن يكون تعبيري هكذا: "كلمات الله تتضمن مشيئته وقدرته وتدبيره".
والعنصر الخامس: أن الحكم بالخطأ بالنسبة لمن يعتقد مذهب أهل السنة والجماعة؛ فإن صدر ذلك عن بدعيٍّ فذلك لازم مذهبه.
...
** قال أبوعبدالرحمن: من الأمانة العلمية، والعشق الطموح لبيان مراد الله عن علمٍ، أحب أن الخِّص عناصر مقالتي كما لخَّصتُ عناصر مقالة الأستاذ الفاضل، وفي خلال التلخيص أذكر المقارنة بما ذكره؛ ليضيع اللَّبسُ الذي يحصل عن حسن قصد مني أو منه:
العنصر الأول: ذكرتُ النصوص المفرِّقة بين الاستعاذة بالله جلَّ جلاله وبين الاستعاذة بكلماته التامات .. وتدبير الله الشرعي يُنفَّذُ تصوُّرًا وقولاً وعملاً، ولا يستعاذ به، فلا تقول: أعوذ بالقرآن .. ولا تقول: أعوذ بحديث رسول الله الفلاني .. لا أعرف في هذا خلافًا، ومن ثم يتضح أن دخول كلمات الله الشرعية في كلماته الكونية يعني تنوع الكلمات، ولا يقتضي أن حكمهما واحدٌ في الاستعاذة .. ثم إنني لم أقصر الكلمات على الكلمات الكونية، وإنما فسرتُ حديثًا معينًا بأن المراد به الكلمات الكونية.
والعنصر الثاني: حكمتُ بأن كلمة الله ههنا كناية عن مشيئته وقدرته وعلمه وحكمته وتدبيره -جلَّ جلاله-، فلا يقتضي هذا قصر كلمات الله على الكلمات الكونية واستبعاد الكلمات الشرعية، وإنما يعني التفريق في الحكم بينهما.
والعنصر الثالث: رددتُ على علماء فضلاء -وإنما أناقش العالم بعد التتلمذ له في علمه- عندما توهَّموا أن الاستعاذة بكلمات الله استعاذة بمفعوله لا بفعله، ومفعوله مخلوق، وفعله صفته الكريمة بمفهوم الخلق والتدبير والقدرة ... إلخ.
والعنصر الرابع: صار المآل أن الاستعاذة بصفة الله في ذاته وفعله من القدرة والإرادة وليس استعاذة من مخلوقه؛ ولهذا تكون الاستعاذة بفعل الله في إجراء كلماته احتماءً به -جلَّ جلاله- عن الشرور الظاهرة في المخلوقات كالحيوانات السامة.
والعنصر الخامس: أن الأمر عاد إلى الاستعاذة بالله ربًا في فعله المحقق للربوبية، واستعاذة بكماله الذي يصدر عنه كما فعله.
والعنصر السادس: لا غضاضة في جعل كلمات الله كناية؛ فالكناية لغة عربية، والقرآن الكريم نزل بلغة العرب.
والعنصر السابع: المحقَّق أن الكناية مجاز؛ فأنت إذا قلت: "ليس للفأر في بيتنا مقيل" فأنت لا تريد نفي هذا المعنى لذاته، وإنما تريد إثبات الفقر؛ حيث لايجد الفأر ضالته.
والعنصر الثامن: الذي أدين الله به أن كل من أنكر مجاز العرب في القرآن وفي كلام العرب غير متخصص وإن كان عالمًا جليلاً في فنه، وإنما المرجع للأئمة الفحول من علماء اللغة والبلاغة، والمرجع إلى الاستقراء المستوعب الذكي للغة الشرع ولغة العرب؛ وحينئذٍ تجد أن المفردة التي لها عشراتٍ، بل مئاتٍ من المعاني تشتمل على معنى واحد يدلُّ عليه الكلام مطابقة، وهذا هو الكلام الحقيقي .. وأما دلالته على عشرات المعاني ومئاتها فتولَّدت بالمجاز من باب التشبيه، والحذف، وتخصيص العام، وتعميم الجزئي، وحمل الاسم على الصفة، وحمل الصفة على الاسم، وحمل ما يعقل على ما لا يعقل، والعكس ... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعنصر التاسع: حمل الكلام على مجازٍ في كلام الله لا يعني الكذب، أو أنه أخبر بشيءٍ غير صحيح سبحانه وتقدَّس، وإنما يعني أنه أخبر عن الحقيقة أو أمر بها بأسلوب مجازي تارةً وبأسلوب حقيقي تارة حسب لغة العرب التي مجازها أكثر من حقيقتها.
والعنصر العاشر: لا نفي في كلامي لإثبات حقيقة أن الله -سبحانه وتعالى- يتكلم، وأما كلامه سبحانه فهو ما صدر عن تكليمه .. وإنما نفيت هذا النفي؛ لأن كلماته الشرعية صادرة عن قوله حقيقة -جلَّ جلاله-، وكلماته الكونية تصدر عن قوله سبحانه: كن فيكون .. وتصدر عن فعله مباشرة، وتصدر عن تدبيره لجنده من عبيده وخلقه؛ فالكناية ليست نفيًا لحقيقة كلام الله؛ والاستعاذة بكلمات الله الكونية لا تقتضي الاستعاذة بكلماته الشرعية، ولا ينفي أن له كلمات شرعية .. وجعلتُ كلماته الكونية كناية عن بعض صفاته وبعض أفعاله الاختيارية كالمشيئة الصادرة عن كلماته حقيقةً، والصادر عنها مفعوله ومخلوقه الذي لا يستعاذ به.
والعنصر الحادي عشر: كون الكناية بين بين "ليست حقيقة خالصة، ولامجازًا خالصًا" قسمة لا يتصورها العقل ولاالواقع؛ بل الكناية مجاز، والمجاز حقيقة وجودية قُحَّة كما أسلفتُ.
والعنصر الثاني عشر: ما ذهبتُ إليه هو النتيجة الحتمية لما قرره علماء السلف من أن المخلوقات لا يُستعاذ بها؛ فالاستعاذة إذن صادرة عن صفاته المقدسة وعن فعله الاختياري من المشيئة والخلق، وليس عن مفعوله المخلوق.
والعنصر الثالث عشر: مسألة خلق القرآن لم يتعرض لها بحثي، ولكن لما تطرَّق هو لذلك فإنني أذكر ما أعتقده، وهو الجزم بثنائية خالق ومخلوق، وليس هناك تصور لقسمٍ ثالث غير خالق ولا مخلوق؛ فمسألة خلق القرآن أو عدم خلقه يترتب عليها ثنائية خالق أو مخلوق؛ لأنه لا يوجد طرف ثالث نتصوره غير ذينك، وهذه كارثةٌ في تاريخ فكرنا الإسلامي؛ فالمحقق أن القرآن ينزل، وأن كلامه -جل جلاله- مفعول صادر عن فعله بالتكليم، وقد وصفه ربنا بأنه محدث، (أي الكلام لاالتكليم)، والله يُنزِّل مخلوقات من ملائكة كرام وأنعام .. وليس عندنا نص قطعي من الله على أن القرآن مخلوق أوغير مخلوق، وإنما ذلك استنتاجات علماء .. والمحقق أن صفة الله التكلم والتكليم، وفعله أنه يتكلم إذا شاء .. والكلام إذا استعمل بمعنى المصدر فهو صفة كالتكليم، وإذا كان اسمًا لما صدر من كلام فلا يكون صفة؛ ولهذا فالكلام الاسم كالقرآن لا يوصف به ربنا؛ فلا يقال إن القرآن من صفاته .. والأسلم للمسلم أن يتوقف في هذه المسائل، وفي هذا التوقف ينفي ما أوجبه توقفه مما يدَّعيه مدَّعٍ من أن القرآن خالق أومخلوق؛ لأنه لا نص توقيفيًا بذلك، والتوقف هو الأسلم؛ ولهذا يعظم الابتهاج للموقف الكريم للإمام أحمد -رحمه الله رحمة الأبرار- في رفض الدعوة الاعتزالية بأن القرآن مخلوق، وبعد هذا النفي نمسك عن إثبات معنى مغاير؛ لأن ذلك حكم بلاتوقيف .. وما أحسن ما كتبه في ذلك الإمامان الشوكاني والمقبلي في تفسير الآية الثانية من سورة الأنبياء.
والعنصر الرابع عشر: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بكلمات الله التامات» ليس استعاذة بكلام الله الصادر عن تكليمه، وإنما ذلك صادر عن حقيقتين معًا هما تكليمه سبحانه وصفاته ذاتها وأفعاله من معاني ربوبيته.
والعنصر الخامس عشر: أوافق جدًا على اقتراح الأستاذ الفاضل، بأن كلمات الله تتضمن مشيئته وقدرته وتدبيره .. فهذا أمر لم أنفه ألبته، وإنما أثبتُّ الفرق بين حكم الاستعاذتين الكونية والشرعية .. هذا معتقدي الذي أدين لله به حسب ما ظهر لي يقينًا لا رجحانًا؛ فإن أصبتُ فمن الله وإن أخطأت فمن الشيطان، وشكرًا لأخي الكريم نصحه ومداخلته، والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري
ــــــــــــــــــــ
الحواشي:
(1) انظر "المجلة العربية"، عدد ربيع الآخر عام 1423هـ، ص8.
(2) انظر "المجلة العربية"، العدد 300.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــ
انظر المجلة العربية العدد332 السنة29 رمضان1425هـ نوفمبر2004م(/)
تأليف قلوب الناس على المنكرات بداية الطريق لغزو المجتمعات وهلاكها - 2
ـ[حمد وديع]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 05:32]ـ
تأليف قلوب الناس على المنكرات بداية الطريق لغزو المجتمعات وهلاكها - 2
في الحلقة الماضية اشرت الى ان الغرب استطاع التغلب على ما تمتاز به امتنا من النخوة والغيرة والاخلاق والدين السليم وذلك باستغلالهم لضعفنا السياسي والبدء تدريجيا ببث سمومهم عبر مجتمعاتنا بشكل بطيء جدا، وبايدينا ونحن نجهل المقصد الاساسي منها لبثها.
فالترويج مثلا لشرب الخمور والمسكرات والمشروبات المثيرة للشهوة في غير وقتها (السن المبكر للانسان وقبل سن العشرين) تم ويتم عن طريق:
1 - بث المشروبات المحرمة والمشبوهة والمشكوك في مكوناتها تحت اسم "اسلامية" كالبيرة الاسلامية كما يزعمون.
2 - صناعة الاشربة كالكازوز والعصائر وتسميتها باسماء قريبة او تشبه اسماء الخمور.
3 - تعبئة العصائر والمشروبات الغازية بعبوات تشبه عبوات الخمور بل كأنها هي.
4 - نشر ذلك والترويج لها في وسائل الاعلام القريبة من قلب المشاهد المسلم والناطقة بلغتنا، والترويج لها يتم عن طريق نشر ان فيها الطاقة او القوة او يصير لك جوانح لتطير كما يزعمون. بما يزين ذلك للشاب.
5 - صناعة مشروبات الطاقة بكافة انواعها واسمائها وتزيين عبواتها بما يثير الرغبة للمراهق او المواطن بشرائها وتذوقها. علما بان ما يمسى مشروبات الطاقة ظهرت الصيحات في الغرب لمنعها لاثرها السلبي والبطيء على شاربها لجهالة المواد التي توضع فيها والتي تعتبر حقا للشركة صاحبة الامتياز لا تجبر على نشر المكونات لها ويزين هذا باسماء مقنعة مثل:" سر المهنة"، "حق مسجل" وغيرها
6 - كل ما يصنعه الغرب ويجربه ويظهر له الاضرار الكامنة فيه يروجه وينشره في مجتمعاتنا التي اصبحث نائمة وتتلقى ما يسقط عليها من القمامة على انه تطور او انفتاح.
7 - بدء الترويج للشذوذ الجنسي:
أ - صناعة البنطال الساحل (الذي يظهر ما فوق الاليتين للرجل بل يظهر جزءا منهما لمن يرتديه) وفي ذلك تمهيد وتعويد للمجتمع والفرد والطفل وولي امره على بيان العورات وكسر حاجز الحياء والعيب والحرام لدى الطفل والذي يرتدي مثل ذلك.
ب - بث لقطات تلمح او تظهر او توميء للشذوذ الجنسي او ما يدعو له او يمهد له او يثير الرغبة اليه لدى المشاهد والمستمع في التلفاز عبر المسلسلات والافلام والتي تبث عبر القنوات التي تعتبر نفسها وكذا المواطن يعتبرها ملاذ الاسرة او لكل الاسرة؟! فمشاهدة هذا بالنسبة للطفل او المراهق او الصبي يزرع في قلبة من الداخل شعورا لا اراديا فيه يمهد لتقبل ذلك او على الاقل يقتل النفس اللوامة في القلب للطفل في مهدها وبالتالي لن يصدر رد فعل انكار من الطفل لما يحصل امامه او معه او يسمع به، بل ذلك بثير الفضول لديه للمعرفة اكثر والتجربة.
ت - كل هذا يمهد للقضاء على انكار المنكر لدى الفرد وبالتالي تنعدم الثقة بشكل تدريجي حتى ترى الديوث والديوثة تعتبر شيئا عاديا او من متطلبات العصر وبالتالي يصبح الفساد هو الاساس.
والذي يزيد الطين بلة كما يقال ان العلماء نائمون وغارقون بخلافاتهم الفقهية ومناظراتهم الفقهية والقواعد الفقهية التي يتعسفون باستعمالها بوضعها بغير موقعها مثل " الاصل في الاشياء الاباحة " - والمصائب تنهال على ابنائنا بالذات وليس علينا نحن الكبار والا لتنبه المجتمع لذلك - فاذا أثرت موضوع " مشروبات الطاقة" وقد منعها صانعها في الغرب - مكان صنعها - ورماها علينا ونحن تلقيناها بفم ملآن إذ ثبت ضررها وبخاصة على المراهقين والشباب اضافة الى انها تعتبر تمهيدا وبداية الطريق للتمهيد لشرب الخمور تحت اسماء تهيئ الشارب لتقبلها ليصبح لديه شيئا مألوفا وبالتالي شربه الخمور، فان شاع شربها صار الامر مألوفا وبالتالي تجرأ المجتمع على المحرمات، فعندما ناقشت احدهم يوما عن تلك المشروبات والتي تطلق في شاربها طاقات ليس خيرا إطلاقها فيجب منعها ولو على المنبر يوم الجمعة، وعندما ناقشته عن المشروبات الغازية التي تعبأ في عبوات مزخرفة ومزينة بزخرفة الخمور وعبواتها وتحت أسماء غريبة تمهد لتقبل اسم الخمور، سكت برهة من الزمن ثم قال بأعلى صوته: الأصل في الأشياء الاباحة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت له يا سيدي، نعم الأصل في الأشياء الإباحة لحين ثبوت ما يدل على الضرر فيها فتصبح محرمة والأصل فيها التحريم ما لم يدل دليل على إباحتها. فأجاب: لم يثبت ضررها، فالمفتي فلان أفتى بخلوها من الكحول لفحص مخبري اعتمد عليه!!؟؟ فأجبته يا سيدي هل نجعل شبابنا حقل تجارب لما يتبين لنا ضررها على شبابنا نفتي حينها وبعد فوات الأوان ودمار المجتمع وعماده وهم الشباب نحرمها؟! هل هكذا قال لنا الإسلام، أم إن الإسلام أمر بالأخذ والاستفادة من تجارب الآخرين لئلا نقع فيما وقعوا فيه من مصائب؟ أم نبقى منتظرين حتى تقع المصيبة فينا ونقول اههههه له له له لو ولو لو ويا ليتنا؟!!!!!!!!
قال لي: كيف ذلك؟ قلت: الغرب الفاسق عندما تبين له ما في ذلك من أضرار بدأ بمحاربتها ولأنهم يكنون لنا الحسد والحقد دفعوها لنا " ود الذين كفروا من أهل الكتاب لو يردونكم عن دينكم إن استطاعوا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم انه الحق". ألا يكفي هذا كدليل على تحريمها؟ والله لو فيها خير لما صنعت او سمح لها بالصنع في بلادنا. فمجتمعنا فيه من المصائب الكبيرة والتي تجعلنا غير متفرغين لاستقبال مصائب أخرى ففينا ما يكفينا.
8 - الترويج لتقبل الاختلاط بين الجنسين في مجتمعاتنا والتي غفلت عن أن الاختلاط هو المصيبة الأساسية لدمار المجتمعات وأصبح الغرب ينادي بالقضاء عليه في مراحل التعليم الثانوية بل والأساسية. أما نحن فبدأنا نتلقى هذا الاختلاط بين أطفالنا بطريقة تربي وتنشئ الأجيال عليه ونحن لا ندري بدعوى التقدم وإعادة الحقوق.
9 - وقد نجح الغرب في نشر التعليم المختلط في دول كثيرة بدأت تتهاوى أخلاقيا وتمهد حاليا لنشر الاختلاط بين أطفالنا من حيث لا يرفضه الأب والام وذلك بشكل تدريجي وذلك بين أطفالنا وذلك عن طريق الترويج والتلميع والبدء فيه في المراحل الابتدائية بدعوى أنهم صغار وغير مميزين يتم قبوله من قبلنا من باب انه يقوي شخصية الطفل في كبره ويزيد من المنافسة في النجاح!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟
فالاعتياد على رؤية الاختلاط بين الأطفال في صغرهم يؤدي لقتل دواعي إنكار المنكر بالنسبة للآباء والمجتمع ويكسر حاجز الحياء لدى الطفل ويقتله في مهده، وحينذاك سيتلقى المجتمع ويلات سكوته عن هذا المنكر لأنه اعتاد على رؤيتها.
والله المستعان ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
نسأل الله العظيم أن يقينا وأطفالنا ومجتمعنا مكرهم هذا "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
والى لقاء اخر ...
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[بحراوي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 07:50]ـ
يا أخي الفاضل ...
أود أن أسألك سؤال ...
عندما ترى خمرا في ثلاجة بيت شخص صاحب أسرة مكونة من أولاد وفتيات، فهل تقول بأن زجاجة الخمر طارت لوحدها ثم استقرت
داخل ثلاجته ... ؟
أم تقول بأن جني أحضرها ووضعها في ثلاجته ... ؟
أم تقول بأن صاحب البيت تعرض لتهديد قوي لكي يحتفظ بالخمر في ثلاجة بيته ... ؟
هل يقبل عقلك بواحد من هذه التفسيرات ... ؟
كلا بالطبع لأنك إنسان عاقل تزن الأمور بعين العقل ...
فلا يبقى سوى أن تقول بل وتجزم أيضا، بأن صاحب البيت نفسه هو الذي أتى بزجاجة الخمر طائعا مختارا وبمحض إرادته ووضعها
في ثلاجته على مرآى من زوجته وأولاده.
إن ما أود أن أقوله أخي الكريم، هو أنك قبل أن تسأل عن وجود هذه المنكرات في مجتمعاتنا، سل أولا نفسك هذا السؤال: كيف ولماذا
سمح حاكم البلاد بإدخال كل هذه الشرور إلى مجتمعات المسلمين ... ؟
فالحاكم أخي الكريم هو من أدخل كل هذه المنكرات والشرور في المجتمع الإسلامي عامدا متعمدا، وما الشباب الذي يتعاطون هذه
السموم إلا ضحاياه يريد استنفاذ قواهم وطاقاتهم وتعريضهم للأمراض القاتلة.
هذه هي الحقيقة أخي الكريم، فلا نضحك على أنفسنا بالتكلم بغيرها.
ـ[جذيل]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 08:14]ـ
هذه هي الحقيقة أخي الكريم، فلا نضحك على أنفسنا بالتكلم بغيرها.
بهذا الكلام انت تغلق اخي الكريم الابواب
نحن نريد حلاً ..
فماهو الحل في نظرك؟
ـ[بحراوي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 08:41]ـ
أنا لم أغلق الباب أخي جذيل، أنا تكلمت عمن تعمد إدخال هذه السموم القاتلة إلى مجتمعات
المسلمين ومن وفر لها الحماية اللازمة، وهو الحاكم ولي الخمر والزنا، وهذه حقيقة أكدها
القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) وإنهاك
شباب المسلمين بهذه السموم يضعف من تمسكهم بدينهم، وهو قتال ضد المسلمين أعظم وأشد من
مقاتلتهم بالسلاح الناري.
أما ما هو حل هذه المشكلة، فهو أولا يكمن بالوازع الديني، ثم بتنظيم حملة توعية للمسلمين بأنهم
مستهدفون من وراء نشر هذه السموم في مجتمعهم.
ـ[جذيل]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 10:59]ـ
أما ما هو حل هذه المشكلة، فهو أولا يكمن بالوازع الديني، ثم بتنظيم حملة توعية للمسلمين بأنهم مستهدفون من وراء نشر هذه السموم في مجتمعهم.
طيب وهل الاخ حمد وديع فعل غير هذا .. ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بحراوي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 05:08]ـ
يا أخي هذه المسألة لها عدة وجوه، فالأخ حمد اكتفى بتناولها من ناحية التنبيه إلى مخاطرها، في حين أن هناك زاوية
هامة أخرى لها يجب على المسلمين أن يعلموا بها، وهي أنها مخطط يهودي كبير يستهدف تدمير شباب الأمة ونشر
الأمراض بينهم، والحاكم أحد منفذي هذه الجريمة.(/)
الرد على السقاف .. و أربع تبريحات لابن عقيل الظاهري
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 05:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تباريح
لا تَظْلموا الموتى:
على سبيل المثال فخر الدين محمد بن عمر الرازي وشيخ الإسلام ابن تيمية كانا على طرفي نقيض في مسائل من المعتقد، وكان المتأخر حادَّ العبارة أحياناً في نقده، ولكنه ذو وزن دقيق للرجال: يتكلم بملء فيه عن مواهبهم وعلمهم، ويعرف صدق تديُّنهم لربهم، ولا ينبز أحداً منهم بتكفير أو تفسيق؛ لسعة مجال العذر .. ولكنه مثلهم يبيِّن ـ بعلمه ومعتقده ـ ما كان من الأفعال والأقوال والمعتقدات إيماناً أو كفراً أو فسقاً أو بدعة؛ امتثالاً لما أخذه الله على العلماء من وجوب البيان .. وهؤلاء كلهم صف واحد في مواجهة عدوِّ الأمة، ولم يُفرض عليهم حق الفيتو بعد، وهم ذوو كلمة واحدة إذا كانت الأمة أمام خطر .. واليوم تبدَّلت الحال بأمرين:
أولهما: أن العرب والمسلمين لا يُحسدون على ما هم فيه من فرقة وشتات.
وثانيهما: أننا إن شاركنا هؤلاء العلماء في شيئ من الفكر فهم متفوقون علينا في العلم والعبادة .. علمهم الكثير في صدورهم، وليس عندهم من لهو العصر الحديث ومشاغله ما يحول بينهم وبين قراءة مخطوطات مُدْمَجة غير مفهرسة ـ؛ إذْ لا يعرفون المطابع ـ؛ فهم في زهرة العمر يقرؤون المخطوطات على المشايخ، ويحفظون، وينسخون، ويتملكون , ويُعلِّقون، ويختصرون، ويشرحون، ويُحشُّون، ويهمِّشون .. وإذا تفرَّغ أحدهم لتحقيق مسألة كان إماماً عالماً في مئات المسائل؛ فهذه هي الْمَلكة العلمية؛ ولهذا يسهل عليهم الرجوع إلى بغيتهم .. وَ بُعْداً عن أناقة العصر الحديث في المنهجية فلا أظن معاصراً ينهض لشرح البخاري بمثل ما فعل الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري؛ ولهذا قيل: لا هجرة بعد الفتح!! .. وكان آية في الرجوع إلى مئات المخطوطات باستفادة كاملة.
ونحن لا نشاركهم في العبادة؛ فهم يُحيون الليل بالعبادة والتهجد، وحفظ القرآن، وتلاوته في أيام معدودة .. لم تشغلهم المرتبة التاسعة أو العاشرة، ولا المحطات الفضائية للبرتقالة و ياليل الصب متى غده؟.
وإذا تفرغ أحدنا لمسألة فليس عنده إلا بضع مسائل، فهو يستأنف علمه استئنافاً، ويأخذه مُذَلَّلاً مِمَّن قبله؛ فتطاوُلُ مُثَقَّفِ العصر، وشبُّ نارِ الفتنة بين أهل القبلة من أسمج الأمور وأخطرها؛ فهذا معاصر لا شغل له إلا ثَلْب الألباني رحمه الله، وهولا يبلغ مقام تخصصه .. وآخر يُكفِّر ابن تيمية، ومجلة تنشر سلسلة مقالات عن مدافع ابن تيمية، ورابع لا يرى الحق إلا ما جاء في كتب ابن تيمية، ويحمل الشنآن على بقية أهل القبلة!!.
قال أبو عبد الرحمن: ابن تيمية رحمه الله معترف نصّْاً في المجلد الخامس أنه لا يُكفِّر أحداً من أهل القبلة، ولازم مذهبه: أنه لا تلازم بين الكفر والتكفير، والفسق والتفسيق، والبدعة والتبديع؛ لسعة أوجه العذر كما أسلفت.
هذه تبريحة طفحت بها شجوني أمام ما يُستأنف من تناول بعض التطاول على الأعلام كالأستاذ حسن بن علي السقاف والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ عفا الله عنه ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
تباريح
الورع قبل التَّمعْلُم!!:
راسلني الأستاذ حسن بن علي السقاف كثيراً، وأهدى إليَّ جملةً من كتبه، ولم أعطه اهتماماً؛ لما رأيت في جملة كل كتاب من كتبه من أمور يقشعرُّ منها البدن .. وزارني في الفندق بعَّمان بالأردن، وأهداني بعض مؤلفاته، ووجهت له من النصيحة ما يلزمني أمام الله؛ ولكن سوء الحظِّ تمادى به إلى تكفير ورثة علم النبي × وعلم الصحابة والتابعين رحمهم الله صراحة في إحدى المحطات .. وتكفيره لابن تيمية تكفير للسلف نسأل الله العافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن تيمية رحمه الله بشر يخطئ ويصيب، وليس مقبولاً قوله بخلق آدم على صورة الله، ولا إنكاره المجاز، ولا تفرُّغه للجانب الفكري على حساب الحصيلة العلمية في مسائل فقهية مصدره فيها المصنف لعبد الرزاق، والمصنف لابن أبي شيبة، وسنن البيهقي، والتمهيد لابن عبد البر، والمحلى لابن حزم .. ثم يعود لبضعة مصادر من كتب الحنابلة، ثم يَتَبَحْبَحُ في المسألة بفكره .. ولكنه والله البحر العباب في مسائل العقيدة، وذو الذكاء اللامع، والفكر الجبار .. ولا يُقبل التعصب له من أناس لا يفهمون قوله في عُضَلِ الفكر كالدور والتسلسل، والحكم بعد التصور دائماً .. ولشيخ الإسلام محبة في القلب لصدقه وعبادته وجهاده وزهده وخلوصه للعلم .. وخالف ابنَ تيمية كثيرٌ من أهل عصره من أهل القبلة، وشَنَّعوا عليه .. ولكن لم يقدح أحد منهم في دينه وعدالته؛ لأن سيرته مشهورة بينهم لا يستطيعون تزييفها حتى جاء حسن بن علي السقاف في ذنب الدنيا؛ فقال: إن ابن تيمية كذاب!! .. وهذا هو نص عبارته.
قال: «ومن الكذب المبين على الإمام الرازي ما نقله ابن تيمية: أن الإمام الرازي أنشد هذه الأبيات:
نهاية إقدام العقول عقال
وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وذكرت أنني لم أجد هذا الكلام فيما بين يدي من كتب الرازي المطبوعة والمخطوطة .. وقد أخذه مجسِّمةُ
العصر من كتب ابن تيمية .. إن هذه الأبيات من نظم ابن تيمية وكأنه يصف بها نفسه» (1).
قال أبو عبد الرحمن: واحَرَباه بغير حقٍّ!! .. وههنا أمور:
أولها: أنه جعل جَهْلَهُ وقصوره في البحث ذريعة للتطاول على إمام مثل ابن تيمية.
وثانيها: أن كتب الرازي ليست هي المخطوطة والمطبوعة، بل منها كثير مفقود.
وثالثها: أن الشعر والرسائل قد لا يُضَمِّنُها صاحبها كتبه.
ورابعها: أن ياقوتاً الحموي نسب القصيدة للرازي [543 ـ 606هـ]، وياقوت الحموي [574 ـ 626هـ] معاصر للرازي، ووفاته قبل مولد ابن تيمية [661ـ 728هـ] بخمسة وثلاثين عاماً؛ فكيف يكون ابن تيمية هو الذي نظمها، ثم كذب ونحلها الرازي؟! .. إن هذا هو البهتان المبين، والتطاول على الأئمة .. ورواها موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن خليفة ابن أبي أصيبعة [ـ 668هـ] وقد توفي قبل مولد ابن تيمية بسبع سنين (2) .. ورواها ابن السبكي وهو على مذهب الرازي، والرازي من أحب العلماء إليه (3).
وخامسها: أن الأبيات لا تشين الرازي، بل هي من حسناته .. تأسف على صرف عمره في علم الكلام وغيره أولى منه، ثم نثر حِكَماً لا مغمز فيها والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ عفا الله عنه ـ
______________________________
(1) صحيح شرح العقيدة الواسطية ص70ـ71.
(2) انظر عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص468، وقال: «أنشدني بديع الدين البندهي: مما سمعه من الشيخ فخر الدين بن خطيب الرازي لنفسه» .. ثم ذكر القصيدة.
(3) انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 96 ـ ولم يدع كما ادعى هذا السقاف ـ: أن مصدرها ابن تيمية وحده؛ فيردها!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
تباريح
رجوع الرازي عن علم الكلام بيقين:
لما فرغ حسن بن علي السقاف من تكذيب شيخ الإسلام ابن تيمية بغير حق، شَرَعَ في تكذيب الحافظ الذهبي عندما نقل قول الذهبي عن الرازي: «وقد اعترف في آخر عمره حيث يقول: لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية: فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً .. ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن .. إلخ».
وعلَّق السقاف: بأن الذهبيَّ عمَّى الكلام، فلم يذكر عمَّاذا اعترف الرازي في آخر عمره؟ .. وأن الرازي لم يقل هذا الكلام، فهو من الكذب البحت ـ يعني أن الذهبي كذب عليه ـ .. وحجته أن ابن السبكي لم يورد الجملة السابقة في وصية الرازي (1).
قال أبو عبد الرحمن: ههنا أمور:
أولها: أن الصواب: «بماذا اعترف»، وأما «عمَّاذا اعترف» فلحن مبتدئ يتطاول على العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيها: أن الذهبي أورد وصية الرازي لما حضرته الوفاة لتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الإصبهاني .. أوردها كاملة، ورواها بالسند؛ فقال: «سمعت وصيته كلها من الكمال عمر بن إلياس بن يونس المراغي: أخبرنا التقي يوسف بن أبي بكر النَّسائي بمصر: أخبرنا الكمال محمود بن عمر الرازي قال: سمعت الإمام فخر الدين يوصي تلميذه إبراهيم بن أبي بكر .. فذكرها» (2).
وثالثها: أن الذهبي لم يعزو النص السابق إلى وصية الرازي ـ وإن كان معناها وبعض عباراتها في الوصية ـ، بل ذكر أنه قالها في آخر عمره؛ فالسقاف كَذَبَ على الذهبي، وقوَّله ما لم يقل.
ورابعها: ليس في كلام الذهبي تَعْمِيَةٌ، بل الاعتراف موجود في الكلام الذي سيسوقه
______________________________ ________
(1) صحيح شرح العقيدة الواسطية ص 68ـ69.
(2) تاريخ الإسلام للذهبي أحداث 601ـ610هـ ص 220ـ222، وذكرها كاملة ابن أبي أصيبعة ـ وهو قبل الذهبي ـ في عيون الأنباء ص 466 ـ 468.
عن ذم الطرق الكلامية التي أسرف فيها، وأن أقرب الطرق طرق القرآن؛ ولهذا قال الذهبي: «وقد توفي على طريقة حميدة» (3).
وخامسها: أن كلام الرازي جميل، ومفخرة من مفاخره .. يفخر بها محبُّوه ولا يتألَّمون منها؛ لأنها اعتراف بالحق.
وسادسها: أن معنى هذا الكلام ثابت فيما لا ينكره السقاف من وصية الرازي، وثابت من شعره «نهاية إقدام العقول عقال»، وهو من شعر الرازي الصحيح.
وسابعها: أن رجوعه ثابت عنه أيضاً بما قاله الإمام أبو عمرو بن الصلاح: حدثني القطب الطُّوغاني مرتين: أنه سمع الفخر الرازي يقول: ليتني لم أشتغل بالكلام .. وبكى» (4).
وثامنها: هل هذا السقاف أعلم من الذهبي بالتراجم، ومصادر الإفادة عنهم .. أم أننا عالة على أمثاله؟! .. فإن قال بالأولى فقد مَكَّن من نفسه نعوذ بالله من الغرور.
وتاسعها: لا حجة للسقاف في عدم ذكر الذهبي رحمه الله لهذه القصة؛ بدعوى أن ابن السبكي لم يذكرها .. لا حجة له في ذلك؛ لأن الذهبي لم يعزو الجملة إلى الوصية، ولأن ابن السبكي لم يرو الوصية كاملة، بل اعترف بالحذف منها (5)، ولأن الذهبي شيخ ابن السبكي وأمكن منه في العلم بالرجال .. ومع هذا فلم يختلفا حتى نبحث: أيهما أصح!!.
وعاشرها: أن الإمام الذهبي ـ حسب تكوينه العلمي ـ قد يخطئ، وقد يقصر فكره عن فهم بعض العقليات .. ولكنه لا يكذب لحفظه وإمامته وعدالته، وإجماع العلماء على ذلك .. وهو إجماع عدم علم في حكم العلم بالعدم؛ لأن الحكم في محل محصور.
والحادي عشر: أن السقاف تطاول على الإمام الذهبي وكذَّبه بلا برهان أتى به، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ عفا الله عنه ـ
______________________________
(3) سير أعلام النبلاء 21/ 501.
(4) تاريخ الإسلام /الجزء السابق ص 219.
(5) انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 92؛ إذْ أورد بعض الوصية ثم قال: «ثم إن سرد وصيته في ذلك إلى أن قال».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
تباريح:
إحالة المحال من دين الله:
مما يقشعرُّ منه الجلد قول حسن بن علي السقاف في حق ربنا سبحانه وتعالى: «إن الله تعالى لا داخل العالم، ولا خارجه» .. وقد بنى هذا المحال العقلي، وهذا الجحد لنصوص القرآن الكريم على دعاوى ادعاها على السلف فقوَّلهم ما لم يقولوا، وادعاها على الشرع، وادعاها على العقل، وملخصها:
1ـ أن القول بسوى ما ذكره تشبيه لله بالجسم.
2ـ أن حذيفة رضي الله عنه ـ كما في صحيح مسلم ـ إذا مرَّ بآية فيها تنزيه الله سبَّح.
3ـ أن القول بسوى ما ذكره يقتضي نسبة المكان إلى الله وهذا مخالف للآية الكريمة من سورة الحديد .. ثم جاء الحديث يبين: أنه ليس فوقه شيئ وليس دونه شيئ.
4ـ سوَّغ المحال في القول «لا داخل العالم ولا خارجه»؛ بأنه غير محال؛ لأن ما ادُّعي أنه محال مبني على قياس الله بالعالم.
5ـ ليس في الشرع داخل عالم، ولا خارجه.
6ـ وَسْوَسَ بهذا المحال بوجود متناقضات معقولة مثل: أتصوره بلا كيف، ونفي الذكورة عن الله سبحانه (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عبد الرحمن: ـ ونسأل الله السلامة والعافية ـ ههنا وقفات:
الوقفة الأولى: أن الجمع بين المتناقضين محال في فطرة العقول التي خلقها الله، ومحال في معارف العقل المكتسبة .. على هذا إجماع المفكرين؛ ولهذا تندَّروا بحفنة قالت بهذا ثم خرجت عنه بالادعاء كأبي حامد الغزالي الإمام الفحل رحمه الله تعالى .. ذلك أن الخارج والداخل نقيضان مرفوع عنهما الثالث الذي يسمونه الثالث المرفوع، والوسط المرفوع.
والوقفة الثانية: أن السلف لم يبتدعوا خارج العالم وداخله، ولكن لما ابتدعه غيرهم دفعوه بدفع أحد معنييه، وهو النصوص الكثيرة بعلو الله وإحاطته؛ وإذ هو عالٍ على خلقه محيط بهم
__________________________
(1) انظر صحيح شرح العقيدة الطحاوية ص324ـ342.
فهو ليس فيهم بل خارجهم.
والوقفة الثالثة: ما ركزه الله في فطرة العقل من المحال فنفيه من دين الله وشرعه؛ لأن الله جعل العقل شرط التكليف، ولأن الله استحث ذوي الألباب، ولأن الإيمان بالدين إجمالاً حصل بالعقل والحس بالبراهين في الآيات المكية، ثم حصل الإيمان بالشرع تفصيلاً بعد ذلك بالآيات المدنية.
والوقفة الرابعة: الجسم والمكان لم يرد نص شرعي بإثباتهما أو نفيهما؛ لهذا لا يتكلم بهما السلف؛ لأن ما يتعلق بالله جل جلاله على التوقيف .. فلما استعملهما أهل الكلام قال السلف: نبحث فيما تريدون من المكان والجسم؛ فإن أردتم تشبيهاً بمكان وجسم فنحن نبرأ إلى الله من ذلك .. وإن أردتم نفي ما أثبته الله من العلو والإحاطة فنحن نبرأ إلى الله أيضاً من ذلك .. بل نثبت باللفظ والمعنى ما دل عليه الشرع، ولا نثبت من اللفظ (وإن احتمل معنى صحيحاً وغيره) إلا ما أثبته الشرع.
والوقفة الخامسة: ما علاقة تنزيه الله بدعوى المحال: أن الله ليس داخل العالم، ولا خارجه .. بل من نفى هذا المحال فقد نزَّه الله حقَّاً.
والوقفة السادسة: لا يقدر مخلوق مهما تفلسف أن يُفَرِّق بين «المعدوم» وبين «من هو لا داخل العالم ولا خارجه» تعالى الله عن ذلك؛ لأن الثالث مرفوع.
والوقفة السابعة: ليس في نفي هذا المحال قياسٌ لله سبحانه بالعالم، بل هذا المحال مما فطر الله العقل على معرفته؛ لأن الشرع تنزيل الله، والعالم خلق الله، والله أعلم بنفسه؛ فَخَلَقَ الله العقلَ بفطرته في إحالة المحال ليعلم به الحقائق التي هي من خلق الله وعلمه، أو علمه فقط، وهي علمه بنفسه سبحانه وتعالى.
والوقفة الثامنة: كذب على أهل السلف بدعوى «لا أتصوره بكيف، ولا أتصوره».
قال أبو عبد الرحمن: قاتل الله الكذب وأهله، والله ما قال السلف ذلك، وإنما قالوا: لانتصور كيفيته سبحانه، بل نؤمن بوصفه لنفسه سبحانه .. وفرقٌ عظيم بين «لانتصوره بكيف» وبين «لا نتصور كيفيته» .. وحسبنا الله.
والوقفة التاسعة: لم يدع السلف معنى محالاً ثالثاً غير ذكر ولا أنثى .. وإنما نفوا إطلاق اسم لم يرد به شرع مع إيمانهم بأن كل ضمير عن الله سبحانه في نصوص الشرع، وكل وصف له فهو بصيغة المذكر .. ولكنهم نُهوا أن يُطلقوا على الله ما لم يصف به نفسه.
والوقفة العاشرة: أن الشرع المطهر أوجب علينا ردَّ المتشابه إلى المحكم .. وعلو الله وإحاطته من المحكم، ومعنى الحديث: «فليس دونك شيئ» من المتشابه؛ ولهذا بلغت الأقوال فيه سبعة عشر مذهباً، فوجب رده إلى المعنى الذي يوافق المحكم؛ لأن الشَّغَب على الشرع محرم، وقد نهى الله عن ضرب الكتاب بعضه ببعض، والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ عفا الله عنه ـ
ـ[ذو الوزارتين]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 07:30]ـ
أطال الله عمر الشيخ ونفع الأمة به، والشكر موصول لك أخي الطّيب على هذا النقل الطيب.
أذكر أني لقيت الشيخ قبل 3 سنوات، فصدّق الخُبر الخَبَر، ولم أر منه إلا علما وديانة وظَرَفا قد لا يتأتى اجتماعها لكثير من الناس.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 08:31]ـ
شكرا على المرور الطيب و المداعبة ..
(:
و إني لأغبطك على لقياك سماحة الإمام أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري - أعزه الله تعالى - و أسأل الله أن يكرمني بما أكرمك به، و إذا التقيتَه مرةً أخرى فبلغْهُ سلام محبٍّ اسمه: الطيب بن محمد بن الطيب بن يحيى العامري الجزائري،،،
ـ[ذو الوزارتين]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 06:26]ـ
شكرا على المرور الطيب و المداعبة ..
(:
و إني لأغبطك على لقياك سماحة الإمام أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري - أعزه الله تعالى - و أسأل الله أن يكرمني بما أكرمك به، و إذا التقيتَه مرةً أخرى فبلغْهُ سلام محبٍّ اسمه: الطيب بن محمد بن الطيب بن يحيى العامري الجزائري،،،
ذاك إذا يسّر الله زيارة نجد، سقى الله أيامها الخوالي!
عمر الله حياتك بالخير أيها العامريّ ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 07:40]ـ
مضامين المقالات شيء عادي ..
لكن الذي ليس عاديا فيها هو أن ابن تيمية يرجع إلى مصنفي عبدالرزاق وابن أبي شيبة ومحلى ابن حزم وتمهيد ابن عبدالبر، وبضعة كتب حنبلية، ثم يتبجح ويعمل فكره!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 08:42]ـ
لكن الذي ليس عاديا فيها هو أن ابن تيمية يرجع إلى مصنفي عبدالرزاق وابن أبي شيبة ومحلى ابن حزم وتمهيد ابن عبدالبر، وبضعة كتب حنبلية، ثم يتبجح ويعمل فكره!
أيها الشيخ الفاضل لم يقل " يتبجح" , وإنما قال: يتبحبح أي: اتسع.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 11:45]ـ
1 ـ جزاك الله خيرا على تصويبك نقلة البصر ..
2 ـ العبارة في أن الشيخ يقرأ في تلك الكتب الأربعة أو الخمسة وبعض كتب الحنابلة ثم (يتبحبح!) في فكره، استخفاف بارد بشيخ الإسلام، لا يشفع بعدها ذكر أنه إمام فحل إلخ ..
بل إن سيدنا شيخ الإسلام من أوسع الناس اطلاعا، نص أنه قرأ أكثر من مائتي تفسير فقط!، فأي كلام هذا الذي جادت به قريحة الظاهري عن شيخ الإسلام، من أي مصدر حصّله؟
إن كان مسبوقا فليحل، وإن كان وفق استقراء تام أو ناقص فليرشدنا لدلائله، وإلا فمحاولة الشهرة على حساب الشيخ ..
3 ـ ذكر الشيخ أن المتعصبين لشيخ الإسلام لا يفهمون قوله في عضل المسائل كالتسلسل،و لا أعرف ما مراده بالمتعصبين، ثم من أين علم أنهم لا يفهمون كلام الشيخ في التسلسل وغير التسلسل؟
وأين فهم الشيخ لتلك المسائل عموما فوق فهمه لكلام الشيخ خصوصا فيها؟
4 ـ انتصابه لتغليط الشيخ في موطن الرد على سخيف جاهل كالسقاف، أن الشيح (ليس مقبولا منه) إثباته خلق آدم على صورة الله، أو إنكار المجاز، هو غير مقبول، فوق ما فيه من استخفاف بمقام الشيخ، وتغليطه بجرة قلم، وإلا فأين البحوث المحررة الممتلئة علما التي فيها تغليط شيخ الإسلام في المذكورات وغيرها بالحجة العلمية المقبولة؟، بدلا من مجرد الكلام الدعائي ..
5 ـ كلامه عن تفرغ الشيخ للجانب الفكري على حساب الحصيلة العلمية في المسائل الفقهية التي مصدره فيها تلك الكتب الخمسة، هو كلام يغرب أن يقوله هو بالذات!
والشيخ بحر في الفقه بلغ فيه الاجتهاد المطلق بشهادة أعلام عصره، وتراثه فيه مجلدات طوال، فلا أدري عن أي شيء يقول!
والله المستعان
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 01:51]ـ
السلام عليكم و رحمة الله،،،
لم أطلع إلا اليوم على ما تفضل به البسيوني من نقد صادر عن محبة مفرطة لأبي العباس ابن تيمية النميري رحمه الله تعالى،
و من منا يبغض أبا العباس؟
و قد عرفتَ أنه لا يبغضه إلا رافضي أو أشعري بليد أو صوفي درويش ..
لكن لا يعني محبتنا له أن نكره غيره، و لا يعني رفضي العمل بالظن الغالب كرهي لشيخ الإسلام، كما لا يعني عمل ابن القيم بالأقيسة كرهه لأهل الظاهر، و قد قال عنهم:" و ما ذنبهم إلا أنهم رفضوا العمل بالآراء الباطلة المخالفة للسنن " -أو كما قال رحمه الله،
فينبغي علينا معاشر أهل السنة أن نتأدب و نتربى على تقديس الحق و احترام أهل الحق و طرح التعصب لغير المعصوم و اتساع الصدور لأحبابنا من أهل السنة و أن نتعاون فيما اتفقنا فيه بالحق و نبين الخطأ بالحق و الرفق،،،
و الرفق زين كله، و اللؤم شين كله،
و لا ينخدع امرؤ بالألقاب - لا إعظاما لأصحابها و لا ازدراءً بهم لأجلها، فإن المنطلق واحد: تعلم الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة و العمل بهذا العلم.
ينبغي أن نصرف الهمم في ضبط ألفاظ الكتاب و السنة و تقييدها بالصواب، و شرحها و الاعتناء بتفهمها و الاستنباط منها حسب الأصول الثابتة عند كل طالب بالبرهان الذي تطمئن له نفسه و يرتاح له ضميره المستقيم على الحق و الفطرة السليمة و العقل.
و ينبغي أن نصرف الهمم لتوحيد أحبابنا و أصحابنا في شتى بقاع الأرض على محبة الوحيين و العمل بهما، و هو الطريق الذي كان عليه سلفنا الصالح و به نصرهم الله و فتح عليهم البلدان شرقا و غربا ..
و ينبغي أن نطَّرح كل خلاف منشؤه تقديس الرجال و الأشياخ، فإنه عائق عن استمرار العجلة في السير، و لولا التعصب المقيت و التقليد الأعمى لكنَّا - نحن المسلمين - في قمة الحضارة العالمية المعاصرة كما كان أجدادنا في قمَّتها أيام امتلكوا زمام الأمر في أوروبا و آسيا ..
أعتقد أن تقديس الرجال هو الذي جرَّ علينا ويلات المذلة و محن الخسارة، و أنتم تعلمون أن الخذلان الأول كان من تقديس آل البيت و تقديس الأولياء الصالحين ... فكان الضياع ..
سنين و سنين ..
و لم نفقه لب المسألة،
و الله المستعان.
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 04:11]ـ
و لا ينخدع امرؤ بالألقاب - لا إعظاما لأصحابها و لا ازدراءً بهم لأجلها، فإن المنطلق واحد: تعلم الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة و العمل بهذا العلم.
ينبغي أن نصرف الهمم في ضبط ألفاظ الكتاب و السنة و تقييدها بالصواب، و شرحها و الاعتناء بتفهمها و الاستنباط منها حسب الأصول الثابتة عند كل طالب بالبرهان الذي تطمئن له نفسه و يرتاح له ضميره المستقيم على الحق و الفطرة السليمة و العقل.
و ينبغي أن نصرف الهمم لتوحيد أحبابنا و أصحابنا في شتى بقاع الأرض على محبة الوحيين و العمل بهما، و هو الطريق الذي كان عليه سلفنا الصالح و به نصرهم الله و فتح عليهم البلدان شرقا و غربا بارك الله فيك ما أجمل ما قلته!
فابن تيمية و ابن عقيل كلاهما إمام لا يُنكر علمهما وفضلهما!
و كلٌ يأخذ من قوله و يُرد بالدليل والبرهان من نصوص الكتاب والسنة و ليس بالتقليد والعصبية!
وابن عقيل الظاهري حفظه الله شوكة في حلوق الظاهرية المفوضة في هذا العصر و التي تبنت نُصرت عقيدة ابن حزم و قد جلس معهم جلسات لكن لله الأمر من قبل ومن بعد بل وفي نظري لولا ابن عقيل حفظه الله لنفرت الناس أشد النفور من الظاهرية بسبين الأول عقيدتهم حتى إنك تجد متصوفه في صفوفهم!!! والثاني أسلوبهم في الدعوة و تعصبهم حتى إني و الله قرأت لأحد الظاهرية في هذا الزمان و علمائها من يقول ليتني كنت شعرة في ابن حزم فانظروا إلى التعصب و لاحول ولا قوة إلا بالله!
فحفظ الله ابن عقيل الظاهري و جعله شجا في حلوق المبتدعة من الظاهرية وغيرهم!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 04:38]ـ
لكن لا يعني محبتنا له أن نكره غيره، و لا يعني رفضي العمل بالظن الغالب كرهي لشيخ الإسلام، كما لا يعني عمل ابن القيم بالأقيسة كرهه لأهل الظاهر، و قد قال عنهم:" و ما ذنبهم إلا أنهم رفضوا العمل بالآراء الباطلة المخالفة للسنن " -أو كما قال رحمه الله،
فينبغي علينا معاشر أهل السنة أن نتأدب و نتربى على تقديس الحق و احترام أهل الحق و طرح التعصب لغير المعصوم و اتساع الصدور لأحبابنا من أهل السنة و أن نتعاون فيما اتفقنا فيه بالحق و نبين الخطأ بالحق و الرفق،،،أين بدا لك من كلام أحد في هذه الصفحة أن محبة شيخ الإسلام يلزم منها الإزراء بغيره أو الحط عليه أو كرهه (بهذا الإطلاق)؟ يا أخي الفاضل هذا مجلس طلبة علم، فلا يحسن بك توجيه أمثال تلك الإطلاقات إلى إخوانك في هذا المقام .. فليكن الكلام في صلب الموضوع بارك الله فيك!
الشيخ عمرو وفقه الله تعقب من كلام الشيخ ابن عقيل مواضع بدا منها ظاهرا أنه لا ينزل شيخ الإسلام رحمه الله منزلته، فليس من الغلو في شيخ الإسلام أن نبين هذا الخلل في كلام الشيخ، وأنا لست أظنك تزعم أن الشيخ ابن عقيل وفقه الله قد بلغ في العلم والاجتهاد منزلة شيخ الإسلام رحمه الله، وحتى على افتراض استوائهما في المنزلة فلا يصح هذا الأسلوب من الشيخ ابن عقيل!
وأرجو ألا يكون تقريري هذا نفسه في مفاوتة المنزلة بين الشيخين دليلا عندك على تعصبي لشيخ الإسلام، أو على كرهي لمن سواه أو على كرهي للظاهرية أو نحو ذلك مما رأيتك تطلقه في غير محل إطلاق!!
أما قولك:
و لا ينخدع امرؤ بالألقاب - لا إعظاما لأصحابها و لا ازدراءً بهم لأجلها، فإن المنطلق واحد: تعلم الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة و العمل بهذا العلم.فلا أدري حقيقة ما وجه ذكره ههنا! أي ألقاب تقصد؟ أفهم من هذا أنك ترى من يرد على الشيخ ابن عقيل = متعصبا لشيخ الإسلام مغترا بذاك اللقب؟ يا أخي تأمل ما تقول يرحمك الله!
ينبغي أن نصرف الهمم في ضبط ألفاظ الكتاب و السنة و تقييدها بالصواب، و شرحها و الاعتناء بتفهمها و الاستنباط منها حسب الأصول الثابتة عند كل طالب بالبرهان الذي تطمئن له نفسه و يرتاح له ضميره المستقيم على الحق و الفطرة السليمة و العقل.وهذا عين صنيع شيخ الإسلام رحمه الله وهو غاية جهاده وعلمه وعمله، فما وجه هذا الإيراد؟
و ينبغي أن نصرف الهمم لتوحيد أحبابنا و أصحابنا في شتى بقاع الأرض على محبة الوحيين و العمل بهما، و هو الطريق الذي كان عليه سلفنا الصالح و به نصرهم الله و فتح عليهم البلدان شرقا و غربا .. وهذا كسابقه .. ولا نختلف فيه كما أرجو ألا يحتاج إلى بيان!
و ينبغي أن نطَّرح كل خلاف منشؤه تقديس الرجال و الأشياخ، فإنه عائق عن استمرار العجلة في السير، و لولا التعصب المقيت و التقليد الأعمى لكنَّا - نحن المسلمين - في قمة الحضارة العالمية المعاصرة كما كان أجدادنا في قمَّتها أيام امتلكوا زمام الأمر في أوروبا و آسيا .. كلام صحيح لا غبار عليه، ولكن ما وجه تنزيله على ما نحن فيه؟ ما قاله الشيخ ان عقيل خطأ واضح في حق شيخ الإسلام رحمه الله، ولا يقال هذا الذي تفضلتَ بذكره لمن رام بيان ذلك والتنبيه عليه!
وأنا أسأل أخي أبا أيوب، عندما يقول:
بارك الله فيك ما أجمل ما قلته!
فابن تيمية و ابن عقيل كلاهما إمام لا يُنكر علمهما وفضلهما! بالله عليكم أليس وضع ابن تيمية وابن عقيل على قدم المساواة على هذا النحو من علائم الغلو المفرط في الأشخاص، الذي هو عين ما جئتم تحذروننا منه؟ هل حقا ترون الشيخ ابن عقيل - على سعة علمه وعظيم اطلاعه وفقه الله - يقف على قدم المساواة بشيخ الإسلام في ذلك؟؟
سبحان الله!
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 05:00]ـ
بالله عليكم أليس وضع ابن تيمية وابن عقيل على قدم المساواة على هذا النحو من علائم الغلو المفرط في الأشخاص، الذي هو عين ما جئتم تحذروننا منه؟ هل حقا ترون الشيخ ابن عقيل - على سعة علمه وعظيم اطلاعه وفقه الله - يقف على قدم المساواة بشيخ الإسلام في ذلك؟؟
سبحان الله!
يا أخي الفاضل
مع أني ظاهري و أفتخر - بعد بحث و نظر و اعمال للفكر وتحري للحق والصواب - إلا أن الظاهرية منهج و ليست مذهب فهم لا يُقلدون أحدا! و لا يُعظمون أشخاصا و لايعتقدون العصمة في أحد و لا يقبلون قول قائل إلا ببرهان ونص من القرآن والسنة فدعنا يا أخي الكريم من مسألة هل ابن عقيل أعلم أم ابن تيمية فقطعا هي ليست من مسائل الإعتقاد و لن نُسأل عنها إذا وضعنا في قبورنا!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 05:33]ـ
قولك هذا:
و لا يُعظمون أشخاصا و لايعتقدون العصمة في أحد و لا يقبلون قول قائل إلا ببرهان ونص من القرآن والسنة كل المسلمين يدينون الله به ويرونه في مذاهبهم، فما أسهله!
الظاهرية مذهب يا أخي الفاضل كغيره من المذاهب الفقهية، وهذا ما عليه سائر الناس إلا بعض المعاصرين من الظاهرية! فإن المذهب طريقة في النظر والاستدلال، والغلو في المذهب هو التعصب لكلام إمام تلك الطريقة، وهذا لا يخلو أي مذهب من مذاهب النظر من وقوعه في بعض أتباعه!! ولو شئتَ أن آتيك بملء هذه الصفحة دلائل على غلو أكثر الظاهرية المعاصرين في ابن حزم رحمه الله وتقليدهم له (محض التقليد) لفعلت، ولكن ليس ههنا مقام الكلام في هذا، فأرجو ألا يتحول الموضوع إلى الكلام في الظاهرية - ولا غيرها من المذاهب - لا دعاية لها ولا طعنا فيها، والله المستعان!
فدعنا يا أخي الكريم من مسألة هل ابن عقيل أعلم أم ابن تيمية فقطعا هي ليست من مسائل الإعتقاد و لن نُسأل عنها إذا وضعنا في قبورنا! وإذن فعلى كلامك هذا = دعنا من كل خطإ يقع في كلام شيخنا الذي نحبه، طالما أنه ليس مما سنسأل عنه في قبورنا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 09:47]ـ
جزاك الله خيرا شيخ أبا الفداء، وزادك لله فطنة وتبصرة ..
ولله الحمد، فإنني من أكثر الناس بغضا لغمط الناس ومقامهم، ولو يهودا ونصاري و روافضَ.
و يكفي أن الإخوة عندهم أن شيخ الإسلام و الظاهري إمامان، بهذا الإطلاق!
والإنصاف عزيز، جدا!
ـ[عبد الله م]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 10:21]ـ
شكرا يا أبا عقيل
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 10:44]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 05:01]ـ
شكرا للأحباب المشاركين في الموضوع: أبا أيوب و أبا الفداء و البسيوني و المتعلم - علَّمنا الله و فقَّهنا -
أما عن استشكال أبي الفداء - وفَّقه الله - عن بعض إيراداتي فإنها ليست تابعة لأصل الموضوع و لكني كنتُ أقصد بها البسيوني خصوصًا، و ما أحببتُ أن أصرح باسمه في تلك الإيرادات حتى يطيب وقعها،
و لكن لمَّا استفسرتَ يا أبا الفدء فها أنذا قد صرَّحتُ لك بوجه ذلك.
و أما قضية أن شيخ الإسلام أعلم من ابن عقيل فلكل أن يحكم بحسب محبته و لستُ لأناقش هذه النقطة لأني لا ألقي لها بالاً و لا أعتبر بها أصلاً، و هي عين البلوى التي ابتلي بها أهل السنة: أعني أن التفضيل مدعاة إلى التعصب و من ثم التقليد و التحزب، و كل هذا أكرهه أشد الكراهية، و حسب الطالب أن يستفيد من أدب الأيمة و من علمهم و ينشر منهجهم في اقتفاء السنن و تعظيمها و يعتذر عن خطإٍ وقعوا فيه و يدعو لهم بالرحمة و الفردوس الأعلى و يعزو ما استفاد منهم إليهم و لا يتطاول عليهم - إذ هم آباؤه و الأب مطاع محترم - و أما التحيز لبعض دون بعض فمضرة أي مضرة ...
و قد ناقش أبو الفداء - وفقه الله - نقطة و هي: ما الظاهرية أمنهج أم مذهب؟ فقد ذكر أنها مذهب و ذكر قبله أبو أيوب أنها منهج، و كل هذا ليس له علاقة بأصل الموضوع فما كان له أن يطرح فإن شاء الأحباب أن نفتح موضوعا في (ما هي الظاهرية؟) فتحْناه و تجتذبْنا أطراف الحديث ليستفيد كلٌّ مما عند الآخر ...
و الله الموفق للصواب،،،
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 05:43]ـ
و أما قضية أن شيخ الإسلام أعلم من ابن عقيل فلكل أن يحكم بحسب محبتهلو جُعل مناط الحكم في مثل هذا = المحبة، لانقلبت موازين الحكم على العلماء يا أخي الحبيب ولضاعت الأمة.
وأرجو ألا يكون الأمر عندك كذلك! غاية ما نريد تقرير أنه من العدل والإنصاف الاعتراف بفضل شيخ الإسلام في العلم على الشيخ أبي عبد الرحمن على الأقل في هذه المسائل التي يعترض عليه فيها، وليس هذا سبيلنا في الحكم على خطإ القول نفسه كما لا يخفى عليك، وإنما الكلام ههنا في حفظ مكانة الخلق وفي تحقيق الإنصاف، وفي ألا يجاوز المرء قدره في الكلام، فتأمل! وأرجو ألا يلزم من هذا - عندك - تنقصي من علم الشيخ ابن عقيل أو الحط من منزلته، وإنما قد قال الله تعالى ((نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ))
و لستُ لأناقش هذه النقطة لأني لا ألقي لها بالاً و لا أعتبر بها أصلاً، و هي عين البلوى التي ابتلي بها أهل السنة بل إنني أرى أن البلوى التي ابتلي بها أهل السنة هي أن يرفع بعض الناس مشايخهم - على علو كعب هؤلاء في العلم - إلى مصاف من شهدت لهم الأمة كلها بالإمامة، ينتصرون لهم بسبغ الإمامة عليهم حتى مع كونهم قد رأوا في آخر كلامهم مخالفات سافرة لمنهج أهل السنة في الاعتقاد! إلا إن كنتم لا ترون في شيء مما تكلم به الشيخ مخالفة أصلا، فهذا شأن آخر!!
ما وجه رفع أحد الأفاضل لهذا الموضوع الآن يا شيخ صياد، يقول:
أطال الله عمر الشيخ ونفع الأمة به، والشكر موصول لك أخي الطّيب على هذا النقل الطيب.
أذكر أني لقيت الشيخ قبل 3 سنوات، فصدّق الخُبر الخَبَر، ولم أر منه إلا علما وديانة وظَرَفا قد لا يتأتى اجتماعها لكثير من الناس. ما وجه كتب هذا الكلام الآن ورفع هذا الموضوع في هذا الوقت، لو لم تكن هي تلك الخصلة نفسها التي تنكرونها في هذا المقام على إخوانكم؟؟ ألا يسعكم معاشر الظاهرية أن تقولوا: أخطأ الشيخ عفا الله عنه، وتوافقونا في النكير عليه فيما خالف فيه منهج أهل السنة صريح المخالفة في كلامه الأخير، وفي تنقصه الواضح ههنا من إمام جبل بمنزلة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بدلا من الثناء المجرد على هذا النحو؟؟ كل هذا لأنه من كبار مشايخ الظاهرية في هذا الزمان؟؟
قاتل الله الغلو في الناس!
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 06:35]ـ
أنتم يا أبا الفداء - وفقكم الله - تعرفون أن أهل الظاهر لا يأخذون إلا باليقين، فكل مسألة علمية عقدية أو فقهية يجب أن تكون قطعية الثبوت و الدلالة حتى نأخذ بها، فإن ثبت إجماع الصحابة على أنهم قالوا: إن القرآن غير مخلوق أو غير خالق لقلنا به، و لكن الآن أقول: القرآن كلام الله أي تكلم به الله فسمعه منه جبريل عليه السلام، و من قال إنه مخلوق فهو كافر و من قال إنه خالق فهو ملحد - تأصيلا - و أقف عمَّا وقف عنده القوم فإنهم عن علم وقفوا و ببصر نافذ كفوا و ليسعني ما وسعهم و من لم يسعه ما وسعهم فلا وسع الله عليه - كما أثر عن بعض السلف -.
هذا وجهة نظر في المسألة، و كان ينبغي ألا أذكرها أصلا، أن أصل المقالة التي وضعتُها أنا إنما هي تباريح و رد على السقاف، و كذا لا ينبغي أن ندخل في مفهوم الظاهرية أمذهب هي أم منهج؟
و كما قلتَ يا أبا الفداء حقيقة، إن هلاك الناس إما في التعصب لأهل الفضل و الإمامة و إما في رفع الوضعاء و الصغار إلى مصاف الجلة الكبار ... و الله المستعان.
عافانا الله جميعا من هذه البلايا، و رزقنا الحلم و الأناة و عفا عنا جميعا، آمين يا رب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 08:37]ـ
و لكن الآن أقول: القرآن كلام الله أي تكلم به الله فسمعه منه جبريل عليه السلام، و من قال إنه مخلوق فهو كافر و من قال إنه خالق فهو ملحد.
الحمد لله أن هذا مذهبك.
ولكن أنت تعلم أنه ليس هذا ما يقوله الشيخ عفا الله عنه، لا تصريحا ولا تلميحا، وأرجو ألا تهون من حجم أخطائه الفادحة في هاتين المقالتين المشار إليهما، وصفحة الردود المخصصة لهذين المقالين في المجلس أنت تعرف طريقها، فليس ههنا محل الكلام فيها.
عافانا الله جميعا من هذه البلايا، و رزقنا الحلم و الأناة و عفا عنا جميعا، آمين يا رب!
آمين.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 09:05]ـ
1 ـ ما حكم من قال إن القرآن غير مخلوق؟
2 ـ ما جواب من يسأل هل علم الله مخلوق أم غير مخلوق؟
أ ـ مخلوق
ب ـ غير مخلوق
ج ـ التوقف
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 09:52]ـ
شكرا للأحباب المشاركين في الموضوع: أبا أيوب و أبا الفداء و البسيوني و المتعلم - علَّمنا الله و فقَّهنا -
أما عن استشكال أبي الفداء - وفَّقه الله - عن بعض إيراداتي فإنها ليست تابعة لأصل الموضوع و لكني كنتُ أقصد بها البسيوني خصوصًا، و ما أحببتُ أن أصرح باسمه في تلك الإيرادات حتى يطيب وقعها،
و لكن لمَّا استفسرتَ يا أبا الفدء فها أنذا قد صرَّحتُ لك بوجه ذلك.
و أما قضية أن شيخ الإسلام أعلم من ابن عقيل فلكل أن يحكم بحسب محبته و لستُ لأناقش هذه النقطة لأني لا ألقي لها بالاً و لا أعتبر بها أصلاً، و هي عين البلوى التي ابتلي بها أهل السنة: أعني أن التفضيل مدعاة إلى التعصب و من ثم التقليد و التحزب، و كل هذا أكرهه أشد الكراهية، و حسب الطالب أن يستفيد من أدب الأيمة و من علمهم و ينشر منهجهم في اقتفاء السنن و تعظيمها و يعتذر عن خطإٍ وقعوا فيه و يدعو لهم بالرحمة و الفردوس الأعلى و يعزو ما استفاد منهم إليهم و لا يتطاول عليهم - إذ هم آباؤه و الأب مطاع محترم - و أما التحيز لبعض دون بعض فمضرة أي مضرة ...
و قد ناقش أبو الفداء - وفقه الله - نقطة و هي: ما الظاهرية أمنهج أم مذهب؟ فقد ذكر أنها مذهب و ذكر قبله أبو أيوب أنها منهج، و كل هذا ليس له علاقة بأصل الموضوع فما كان له أن يطرح فإن شاء الأحباب أن نفتح موضوعا في (ما هي الظاهرية؟) فتحْناه و تجتذبْنا أطراف الحديث ليستفيد كلٌّ مما عند الآخر ...
و الله الموفق للصواب،،،
بارك الله فيك أيها الطيب الصياد!!!
لا عطر بعد عروس!
وفيت و كفيت جزاك الله خيرا.
فقضيت فلان أعلم وفلان أقل علما لا تزيد القلوب إلا شحناء فالعبرة بموافقة الكتاب والسنة ونبذ الآراء والظنون و لزاما علينا ترك الأمور التي هي ليست من مسائل الدين إذا كانت تُثير شحناء وعدوات!
فلو أردنا مجاراتكم لقلنا و ما حكم من قال بفناء النار؟!!
فأعيد و أكرر جنبونا الجدال في الأمور التي هي ليست من مسائل الدين و لو لم يكن فيها إلا مضيعة الوقت لكان جديرا بنا تركها!
فالإمامان ابن تيمية و ابن عقيل غير معصومين و بذلا جهودا عظيمة في الذب عن الدين والرد على المبتدعين لا يُنكرها أحد
أما أنا فلو سألني سائل هل ابن عقيل أعلم أم ابن تيمية؟ لقلت ابن عقيل!
و لو قال آخر بل ابن تيمية لم أُنكر عليه أو أحقد!!! فالأمر هين فالمسألة ليست من مسائل الدين قطعا وبالله التوفيق!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 10:46]ـ
ولو سألك سائل بأي شيء حكمت أن ابن عقيل أعلم من ابن تيمية؟
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 10:53]ـ
بارك الله فيك أيها الطيب الصياد!!!
لا عطر بعد عروس!
وفيت و كفيت جزاك الله خيرا.
فقضيت فلان أعلم وفلان أقل علما لا تزيد القلوب إلا شحناء فالعبرة بموافقة الكتاب والسنة ونبذ الآراء والظنون و لزاما علينا ترك الأمور التي هي ليست من مسائل الدين إذا كانت تُثير شحناء وعدوات!
فلو أردنا مجاراتكم لقلنا و ما حكم من قال بفناء النار؟!!
فأعيد و أكرر جنبونا الجدال في الأمور التي هي ليست من مسائل الدين و لو لم يكن فيها إلا مضيعة الوقت لكان جديرا بنا تركها!
فالإمامان ابن تيمية و ابن عقيل غير معصومين و بذلا جهودا عظيمة في الذب عن الدين والرد على المبتدعين لا يُنكرها أحد
أما أنا فلو سألني سائل هل ابن عقيل أعلم أم ابن تيمية؟ لقلت ابن عقيل!
و لو قال آخر بل ابن تيمية لم أُنكر عليه أو أحقد!!! فالأمر هين فالمسألة ليست من مسائل الدين قطعا وبالله التوفيق!
هذه حيدة عن الجواب!!
بل لو سألك سائل؛ من أتيت بلفظة (الإمام ابن عقيل)؟؟؟ ما تقول له؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 11:05]ـ
صارت الدنيا وحشةً، أنت نتكلم في هذا!
وعلى سبيل التقرير:
باب المفاضلات الجملية من أدق أبواب الحكم على الأشخاص، لأنه يشترط فيه:
1 ـ الإنصاف والتجرد
2 ـ العلم بحال المفاضل بينهما، علما تفصيليا
3 ـ علم المفاضِل في نفسه
فلما يأتينا إخوة واحد منهم يرى أن معيار المفاضلة (الحب)، وآخر يقول أما أنا فأقول!
ويرون حرمة الحكم بالظن، وتقفي ما ليس لنا به علم
فليضحك الأيتام، وليدخل قلوب الثكالى الفرح!
الأخ الذي يفضل ابن عقيل على ابن تيمية، لا يخلو حاله من تقليد أو اجتهاد:
فإن كان الأول فليحلنا على من قلده في هذا ـ يارب لا يكون ابن عقيل نفسه
وإن كان الثاني: فهل توفر لديه الشروط الثلاثة؟
وبقلب السؤال: نعم، فالمقلد يقلد كل علماء المسلمين فيما أعلم، بل لو سئل علماء الرفضة و الصوفية لقالوا ابن تيمية أعلم.
وإن تحصل الاجتهاد في المسألة، فقد قرأتُ لابن تيمية فوق الأربعين مجلدا، شوية الكتب التي ألفها الشيخ ابن عقيل وفقه الله لا تعدو كونها أبيحاثا يذكر الشيخ مثلها وفوقها تحت عنوان فصل أو قاعدة!
فياجماعة الخير: ارحموا الناس قليلا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 07:01]ـ
أما بالنسبة لما تفضل به البسيوني فيمن قال: إن القرآن غير مخلوق، فأقول: إن هذه عبارة لم يطلقها الصحابة رضي الله عنهم جميعا، فيسعني ما وسعهم، و من سأل عن علم الله أمخلوق هو أم غير مخلوق؟ فجوابي أن هذا سؤال لم يسأله الصحابة رضي الله عنهم جميعا فيسعني ما وسعهم، و الحمد لله أولا و آخرا.
فمن قال: إن علم الله مخلوق فقد كفر بالله العظيم، و من قال إن القرآن مخلوق فقد كفر بالله العظيم، و من قال: إن العلم خالق فإن كان يعني بالخالق غير الله فقد أشرك و إن كان يعني به الله فقد سمى الله بما لم يسم به نفسه فقد ألحد، و هكذا في القرآن.
أما عن سؤال: كيف حكمتَ بأن ابن عقيل أعلم من ابن تيمية فلا أدري ما فائدة الجواب عنه منه؟ و لكن الجواب: أن ذلك يُعْلَمُ من علم الشيخين، فقد يرى ثالث أن ابن باز أعلم من ابن تيمية أو ان الألباني أعلم من ابن حجر أو أن الدارقطني أعلم من الترمذي أو أن أحمد بن حنبل أعلم من مالك بن أنس أو أن سعيد بن المسيب أعلم بعض الصحابة أو أن رجلا في القرن التاسع عشر للهجري يأتي يكون أعلم من ابن عبد البر القرطبي، و هكذا و ليس هنا فائدة بالنسبة إلينا إلا تحرك النفوس لنوع من العصبيات الإقليمية أو القبلية، فالمهم أن الزمان ليس عاملا من عوامل المفاضلة إلا بالنص المعصوم، و الخير في الأمة الإسلامية إلى يوم القيامة علما و عملا و خلقا و أدبا و لله الحمد و المنة وحده.
أما عن كيف جيء بلفظة إمام لابن عقيل الظاهري فإن من انطبقت عليه معاني الإمامة فهو لها و هي له حقا لا مزية من عند أحد و إنما الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم، و أنا في هذا المقام أسأل الله أن يحفظ علماءنا و مشايختا في جميع أقطار الكرة الأرضية و أسأله تعالى أن يبسط علينا من فضله و يرزقنا العلم النافع و الأدب الجمَّ و العمل الصالح إنه ولي ذلك و القادر عليه.
أما شروط المفاضلة فقد أتعب نفسه بهذا الكد، و المفاضلة إما شرعية ثابتة بالنص و إما لا، فإن كانت ثابتة بالنص فقولي هو لفظ النص لا أعدوه بإذن الله تعالى، و إن كانت غير ذلك كما في مسألتكم هذه ففيها وجهان:
الأول: المفاضلة في نظر الناس فذلك يتغير حسب تأسيس النظر على ماذا؟ و العدل جماع القضية و سبب القول بالحق.
و الآخر: المفاضلة بالنسبة لما عند الله فذلك علم الغيب الذي استأثر به خالقنا دون خلقه، و تعلمون أن بعض التابعين قد بلغوا في العلم و جمع الحديث و السنة ما لم يبلغه جماعة من الصحابة، و مع ذلك ففضل آخر الصحابة لن يبلغه أعلم واحد ممن بعدهم قطعًا.
بوركت يا أبا أيوب العتيبي، و شكر الله لكم جميعا، و جمعنا ربنا على الحق، آمين آمين آمين.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 07:09]ـ
1 ـ سألت عن حكم القائل، لا كون القول قاله الصحابة أم لا، ومقتضى كلامك أن القائل بهذا ـ يعني إن القرآن غير مخلوق ـ مبتدع، فهلم التوضيح!
2 ـ القائل إن علم الله يُتَوقَّف فيه، فلا يقال مخلوق ولا غير مخلوق، ما حكمه عندك؟
3 ـ كلامك عن المفاضلة بين شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن عقيل، صحافي، من دون تحرير، تعبت في قراءته ..
بارك الله فيك
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 07:23]ـ
مع أن كلامك فيه شدة ظاهرة على نفسك أوَّلاً و عليَّ آخِرًا:
أما شدتك على نفسك ففي إزرائك بسكوت الصحابة و هروبك منه مع أنك تعظم السلف و تجعل ابن تيمية سيدك، أفلا يكفيك أن الصحابة سكتوا عن هذه المقولة و عن ذاك السؤال؟ أفلا تسكت عنه كما سكتوا عنه، و أنت تعلم يقينًا أن من تكلموا به لم يبلغوا درجة آخر الصحابة، فلماذا تولج نفسك في مضايق تحرر منها سادتنا من الصحابة النبلاء؟
أعظك يا صديقي بهذا فقط و ليس عندي فلسفة أقنعك بها، و لكني مرتاح البال إذ أسكت عما سكت عنه أولياء الله من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم.
فأما أنا فيكفيني هذا .... و لله الحمد كله.
أما من توقف عن الجواب فيما ذكرتَهُ فحكمه عندي هو ما حكم به الصحابة فيه، فذكِّرْني بشيء مما أثر عنهم فقد نسيتُ ...
الطيب صياد، الجزائر، الألوكة ... (ابتسامة)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 07:36]ـ
لماذا لا تتشجعون بالتصريح بتبديع أحمد بن حنبل، أو على الأقل أن فعله لم يكن صوابا مائة بالمائة؟
والله إن الشيخ أبا زهرة ـ مع كونه أشعريا ـ كان أشجع منكم، عندما صرح بذلك في كتابه عن المذاهب والفرق الإسلامية!
أغلب ما في كلامك ـ وكلام الشيخ قبلك ـ يرجع إلى خلل في فهم معنى التوقف ..
التوقف معناه عدم القطع بالحكم على الشيء ..
والشيء أمر وجودي، فلا يحكم على المعدوم ..
1 ـ فهل هذه المسألة كانت في عصر الصحابة ليتحصل لهم فيها حكم أو توقف؟
بمعنى آخر:
هل قام المقتضي الذي يسمى الترك مع وجوده (سنة تركية)؟
2 ـ من أين فعلت ـ وفعل الشيخ ـ حصر الرجوع إلى السلف في الصحابة فحسب؟ أبن التابعون وتابعوهم؟
لكن للأسف، حفظ لثلاث أو أربع جمل على شاكلة (يسعنا ما وسعهم)، و (من سلف القول بكذا)، و (قف حيث وقف القوم)، و هو كلام حق يراد به باطل ..
على سبيل المثال لمحبي الشيخ ابن عقيل، كتابه (لن تلحد) ورده على فلاسفة الملاحدة، من قال به من الصحابة؟ يعني من سلفه في الرد على سارتر؟ هل تحفظ أثرا عن ابن عباس في الكلام على تجريبية فرانسيس بيكون؟ وهل أسند عبد الرزاق عن أحد من الصحابة موقفه العام من كوجيتو ديكارت؟
ألا يسعك ما وسعهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 07:45]ـ
هداك الله، ما كنت أظن أنك سوف تتنزل إلى هذا المستوى فتفكر أني أبدع أحمد بن حنبل، و اعلم أنك تعجلت في تفكيرك حتى أسأت الظن بي، و ليست مهمتي - إن كنتُ ظاهريًّا - أن أبدع أئمة السنة و لا عوام أهل السنة، و التبديع حكم رباني ليس لي و لا لك .. هذا من جهة،
و من جهة أخرى فإني أذكرك بالمقولة الذهبية الماثورة عن مالك بن أنس إمام دار الهجرة حين سئل عن كيف استوى الرحمن؟ فقال: استواؤه معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه بدعة و الإيمان به واجب، فأنا أقول: القرآن كلام الله و من سأل عن هل هو مخلوق أم لا فسؤال بدعة و كيفية كلام الله به مجهولة و الإيمان بها واجب، هذه عقيدتي، فأنت ترى من جواب مالك بن أنس أن سؤالا مثل هذا بدعة محظورة، و أنا أتركك - لأصلي المغرب - حتى تحكم من خلال هذه المقولة ..
و بعدين ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 07:49]ـ
على سبيل المثال لمحبي الشيخ ابن عقيل، كتابه (لن تلحد) ورده على فلاسفة الملاحدة، من قال به من الصحابة؟ يعني من سلفه في الرد على سارتر؟ هل تحفظ أثرا عن ابن عباس في الكلام على تجريبية فرانسيس بيكون؟ وهل أسند عبد الرزاق عن أحد من الصحابة موقفه العام من كوجيتو ديكارت؟
ألا يسعك ما وسعهم؟
هذه مفحمة!
والله المستعان.
أن يحمل التعصُّب للظاهرية المرء على الانحراف في العقيدة والتشبع بمذهب الجهمية = فهذه مصيبة! وبئس التمذهب -أوالمنهجية- الموصلان للزيغ في العقيدة.
أن يكون المرء متجرِّدًا بزعمه، طالبًا للدليل والنص، لا للقياس والتقليد (في الفقه) كما يدَّعي، ثم يتعصَّب لابن حزمٍ أولابن عقيل الظاهري أوغيرهم في العقيدة المنحرفة عندهم = فهذه مصيبة أخرى أطمّ مما قبلها.
تعصُّب بعض من يحارب التعصَّب أشد وأنكى!
التقليد في المعتقد الفاسد دون محاولة طلب الدليل أوإعطاء الفرصة للنظر فيما يعتقده المرء ليلقى الله به أقبح من التقليد الأعمى في الفقه عند أرباب التقليد والعصبية.
أتمنى من الظاهرية بذل جهد في تصحيح عقيدتهم أكبر من جهدهم الذي يدَّعون بذله لطلب الصحيح في الفقه والعمليات.
و من جهة أخرى فإني أذكرك بالمقولة الذهبية الماثورة عن مالك بن أنس إمام دار الهجرة حين سئل عن كيف استوى الرحمن؟ فقال: استواؤه معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه بدعة و الإيمان به واجب، فأنا أقول: القرآن كلام الله و من سأل عن هل هو مخلوق أم لا فسؤال بدعة و كيفية كلام الله به مجهولة و الإيمان بها واجب، هذه عقيدتي، فأنت ترى من جواب مالك بن أنس أن سؤالا مثل هذا بدعة محظورة، و أنا أتركك - لأصلي المغرب - حتى تحكم من خلال هذه المقولة ..
و بعدين ...
/// الاستدلال بكلام مالك في مثل هذا السياق والمقام دليل على اضطراب في المعتقد وعدم إحكام لما كان عليه السلف.
/// ما سأل أحدٌ عن الكيفية، وقد تقدم نقاش بيني وبين بعض الظاهرية (المتسترين) الذين أخذوا بمذهب التفويض وهو من فروع مذاهب التعطيل، ومثل هذه النصوص التي ما فهموها تصلح لهم دليلا على هذا المذهب السكاتي الانتقائي!
/// أشرت بهذه الكليمات الموضحة للانحراف عن المنهج الحق عند من يزعم سلوك طريقه، ولا رغبة لي في دخول نقاش، ففي الموضوع الآخر شغل لي عن مثل هذا الشغل!
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=67712
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 08:19]ـ
يعني إيه التبديع حكم رباني؟
الجهم بن صفوان مبتدع ولا لا؟!!
الحقيقة أنتم تطلقون عبارات جديدة جدا في العلم ..
فقط أنت مستشنعها ـ وحق لها الشُنعة ـ،
الآن الإقدام على القول بأنه مخلوق أو غير مخلوق، شيء لم يفعله الصحابة = بدعة = القائل به مبتدع.
بمنتهى السهولة كما ترى!
والجهة منفكة بين الأسماء والأحكام عند الله، يعني المبتدع قد يكون معذورا أو غير معذور، بل قد يكون مأجورا
هذه قضية أخرى ..
فالمطلوب فقط: هل القائلون بأن القرآن كلام الله غير مخلوق = مبتدعة؟
أما دعاؤك لي بالهداية، فهو الشيء الوحيد المنضبط في مداخلتك
آمين
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 08:20]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كانت تلك مفحمة فإني أقول: ائتني بقول عن صحابي واحد في مسألة خلق القرآن، آتِكَ بنقولاتٍ عن الصحابة في ديكارت و بيكون و فرويد و داروين و جون جاك روسو و غيرهم،
لكن ليس المشكل هنا، و إنما في خلط البسيوني بين إلزامي له في حكم الصحابة عن تلك المقولة و بين إلزامه إياي في حكم الصحابة في الأشخاص المذكورين أعلاه، فالصحابة لا يعرفون هؤلاء فكيف يحكمون عليه، أما تلك المقولة فلم يمنع مانع من وجودها في عصرهم فإذ لم يؤثر لا وجودها و لا كلامهم فيها فنحن - اهل السنة - نسكت لا جهلا بمعناها و إنما لأنها بدعة صفة إنكارها كما أنكر مالك على السال فقال له:إن السؤال عنه بدعة، فإنكاري عمن سألني: هل القرآن مخلوق؟ أن أقول له: هذا بدعة ...
و من رماني بالجهمية فهو تقليد لابن تيمية لأنه لا يعرف الجهمية على حقيقتها أو لا يعرف عقيدتنا على حقيقتها و كذا لا يعرف معنى التفويض، و أنا على يقين من أن ابن تيمية أخطأ في عدِّهِ ابن حزم في الجهمية، و كرامة ابن تيمية في قلبي كبيرة لا ينافي ذلك هذا إلا عند التقليديين و لستُ منهم بحمد الله، و من تمعن ف قراءة كلام ابن حزم في الفصل عرف أنه لم يكن إلا ناصرا للعقيدة السلفية القرآنية الحديثية، و أنه وقاف على نصوص الوحيين في جنب الله، و أنه أثبت معاني الأسماء الحسنى و أنكر لفظ الصفة فحسب،
و أرجو من كل من يعتقد أن ابن حزم جهمي أن يوافيني ببحث يفصل فيه القول و يبرهن على ما يذهب إليه دون تقليد لابن تيمية و لا لابن عبد الهادي و لا للألباني،
و دعوة الظاهرية شاملة لكل علوم الشريعة و أنا أعبر عن هذه الدعوة بمقولة صغيرة: " الحكم باليقين " أي و ترك الظنون و إن كانت غالبة،
فمن اصغر حكم فقهي إلى أعظم حكم عقدي لا يثبت عندي إلا باليقين، لأن الظن لا يغني من الحق شيئا ..
و أعطي فرصة لنفسي حتى أقرأ ما لعل الشيخ عدنان يتفضل به حول معتقد ابن حزم أو غيره من الظاهرية، فأينما بص نور اليقين فأنا معه بإذن الله.
بوركتم جميعا على تنشيط الحوار، و أجزل الله لكم المثوبة.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 08:21]ـ
مغالطة أخرى ...
لم أطالبك بأقوال الصحابة في الأشخاص ..
وإنما في مناهجهم (تجريبية بيكون ـ تشكيكية سارتر ـ كوجيتيو ديكارت)
اتفضل!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 08:23]ـ
بارك الله فيك.
ما يدلي به الإخوة الكرام في هذا الموضوع يغني عن تدخلي في الحوار ههنا.
أما التهمة بالتقليد لابن تيمية فهي مجرد كلام؛ لأني لم أردد كلامه بل قرأت كلام ابن حزم المضطرب في كتابه الفِصَل قبل قراءة كلام ابن تيمية عنه.
وقد قلت في التعقيب السابق: لست بفارغ للنقاش في هذا الموضوع، لأني مشغول بكلام ابن عقيل في الموضوع الآخر، والذي سترى أشياء لها علاقة بما ههنا، والذي أراه أيضًا نقاشًا في بدهيات أمور العقيدة! وللأسف الشديد ..
أسفًا والله أشد ما يكون الأسف!
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 08:30]ـ
من فضلك يا شيخ عدنان، أنا قلت للإخوة الفضلاء بأن هذا ليس مكانا للنقاش حول هذه المسألة فكأنك لم تطلع على كلامي، ثم الفراغ للنقاش في العقيدة شيء طيب، طيَّب الله مسعاك.
و بالنسبة للبسيوني فأقول: طيب، ائتني بقول واحد عن صحابي واحد في مسألة خلق القرآن فسآتيكم بأكثر من قول عن الصحابة في مناهج بيكون و سارتر و غيرهما.
فإن لم تأتني فلن آتيك ..
هذا شرطي:بمنتهى السهولة كما ترى.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 09:04]ـ
و من رماني بالجهمية فهو تقليد لابن تيمية لأنه لا يعرف الجهمية على حقيقتها أو لا يعرف عقيدتنا على حقيقتها و كذا لا يعرف معنى التفويض، و أنا على يقين من أن ابن تيمية أخطأ في عدِّهِ ابن حزم في الجهمية، و كرامة ابن تيمية في قلبي كبيرة لا ينافي ذلك هذا إلا عند التقليديين و لستُ منهم بحمد الله، و من تمعن ف قراءة كلام ابن حزم في الفصل عرف أنه لم يكن إلا ناصرا للعقيدة السلفية القرآنية الحديثية، و أنه وقاف على نصوص الوحيين في جنب الله، و أنه أثبت معاني الأسماء الحسنى و أنكر لفظ الصفة فحسب، بل أنت من أشد الناس تقليدا يا أخي الكريم، عفا الله عنا وعنك .. بلغ بك تقليدك أن قررتَ في كلامك في هذه الصفحة ما ينقض تقريرات شيخك الظاهري بوضوح، فإنه كما تعلم يستنكر ما قررتَه وكررته آنفا من أن القائل بخلق القرءان كافر!! وهذا ليس بالخلاف الهين عند من يدري مقدار وخطورة تلك المسائل!!! ومع ذلك ما زلت تصر على رفع الرجل إلى درجة الإمامة وتأبى حتى الشهادة عليه بأنه أخطأ!! كلامك في نفي الإجماع عن قرن الصحابة يا أخي الكريم ليس إلا انتصارا للشيخ هداه الله، وهذا واضح جدا، وإلا فما ثمرة هذا النفي عندك أصلا - وما زلت تنافح عنه - إن كنت توافق إجماع التابعين وسائر أهل السنة من بعدهم على أن القائل بخلق القرءان كافر؟؟؟ الشيخ يقول إنه لا يجوز النكير على من يقول القرءان مخلوق ولا على من يقول بخلافه، فهل هذا قولك؟؟
عجبا والله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 09:20]ـ
يا شيخ أبا الفداء أنا أتكلم عن معتقدي، و أما معتقد ابن عقيل الظاهري فمعروف و لعلك اطلعتَ عليه و لم أذكر في كلامي أني أقلد ابن عقيل و لا أني أصف مذهبه و لا أني أقرره ..
و ما أدري هذا الموقف الحاد من إخوانكم الظاهرية، فعهدي أن من خرج عن موضوع النقاش أنه يوجه ليوقف نقاشه مراعاة لانتظام المسألة، فأنا نقلت كلاما لابن عقيل في رده على السقاف و دفاعه عن شيخ الإسلام ابن تيمية إذ بالأمر يدور على معتقدي و تجهمي و تبديع الإمام أحمد و شيء من هذه الأمزاج ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 09:58]ـ
وابن تيمية رحمه الله بشر يخطئ ويصيب، وليس مقبولاً قوله بخلق آدم على صورة الله، ولا إنكاره المجاز، ولا تفرُّغه للجانب الفكري على حساب الحصيلة العلمية في مسائل فقهية مصدره فيها المصنف لعبد الرزاق، والمصنف لابن أبي شيبة، وسنن البيهقي، والتمهيد لابن عبد البر، والمحلى لابن حزم .. ثم يعود لبضعة مصادر من كتب الحنابلة، ثم يَتَبَحْبَحُ في المسألة بفكره .. ولكنه والله البحر العباب في مسائل العقيدة، وذو الذكاء اللامع، والفكر الجبار .. ولا يُقبل التعصب له من أناس لا يفهمون قوله في عُضَلِ الفكر كالدور والتسلسل
ليس في مخالفتك له كبير فائدة، ولا قيمة لكلامك في هذا الباب، إذ قد علم كل أناس مشربهم، وأنت قد أمضيت نحو خمسين سنة من عمرك ـ كما ذكرتَ عن نفسك ـ فيما لا ينفع، أو لا كبير فائدة فيه، كالشعر الشعبي وأسماء المناطق وغير ذلك، ولا يدري من تعني بأنهم لا يفهمون قوله، لكن بان أنك قصدك بعض من قضى مثل خمسينك وأكثر في درس علم العقيدة وتفهمه، وقراءة مطولاته، وهو أولى بفهمه ممن عني بغيره، مع ما وهبهم الله من البصر والبصيرة والاستقامة والصلاح من الصبا.
أما كلامك على مصادر ابن تيمية فأحسب أن الصبيان يعلمون أن هذا الكلام من جنس الهذيان، ومصادر ابن تيمية في الفقه لعلها أكثر مما رأته عينك منها، وكتبه شاهده بذلك.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 10:26]ـ
ليس في مخالفتك له كبير فائدة، ولا قيمة لكلامك في هذا الباب، إذ قد علم كل أناس مشربهم، وأنت قد أمضيت نحو خمسين سنة من عمرك ـ كما ذكرتَ عن نفسك ـ فيما لا ينفع، أو لا كبير فائدة فيه، كالشعر الشعبي وأسماء المناطق وغير ذلك، ولا يدري من تعني بأنهم لا يفهمون قوله، لكن بان أنك قصدك بعض من قضى مثل خمسينك وأكثر في درس علم العقيدة وتفهمه، وقراءة مطولاته، وهو أولى بفهمه ممن عني بغيره، مع ما وهبهم الله من البصر والبصيرة والاستقامة والصلاح من الصبا.
أما كلامك على مصادر ابن تيمية فأحسب أن الصبيان يعلمون أن هذا الكلام من جنس الهذيان، ومصادر ابن تيمية في الفقه لعلها أكثر مما رأته عينك منها، وكتبه شاهده بذلك.
لو تكلم ظاهري بمثل هذا الكلام لحُذِف كلامه، لما فيه من نباوة شديدة ..
كنتَ غنيًّا عنها يا عبد الرحمن.
و أنا أتحداك أن تسأل بعض من تغتر بهم - و هم عندي أهل الصلاح و الهدى - فتسألهم مسألة في دقيق المسائل التي تكلم عنها ابن تيمية فيفصلها لك هذا الذي تغتر به تفصيلا تيميًّا أعني بقوة و بعلم غزيرين مدعمين بالبرهان و تفسير الألفاظ المنطقية و الفلسفية التي كانت مساغا سهلا عند ابن تيمية يستعملها بسهولة و طراوة، لكن أشياخك يا عبد الرحمن لا يفهمون كثيرا منها و لا يفصلونها تفصيلا،
أما ابن عقيل الظاهري فاطلع إليه الآن و اسأله عن تلك المسائل المعقدة فإنه سيجيبك بما لا تفهمه أنت و لا أشياخك، لتعلم قدر ابن تيمية في صدر ابن عقيل الظاهري و لتعلم أن الأشعار الشعبية تهذب شوي من السلوك و الطباع و فيه بعض الفوائد المعاملاتية،
و فيها تراث الجداد ..
و فيها ذكرى البلاد ..
و إنها لمنقبة يغبط عليها ابن عقيل أن يكون موسوعيا متبحرا في الشعر الشعبي و الجغرافيا و أسماء المناطق و تواريخ التنقلات الشعبية و أنساب العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، و يعرف ديوان المبتدإ و الخبر و المنشأ و المستقر و الصحيح و الضعيف من أنواع الخبر، و غير ذلك مما فتح الله عليه و قدَّر، فنسأل الله لك يا عبد الرحمن العلم النافع و الخلق الطيب و أن يهديك الله إلى الحق فتعمل به و يريك الباطل فتتركه و تهجره و تحذر منه ...
و الدعاء لي و لسائر أحبابي.
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 02:08]ـ
أيها الإخوة مالي أراكم سريعين على العراك!!!
فأخي الطيب الصياد يلين معكم في الكلام و تأبون إلا المصادمة!!!!
فلا تُلقون التهم هكذا جزافا بارك الله فيكم!!
بل أنت من أشد الناس تقليدا يا أخي الكريم، عفا الله عنا وعنك
الجهم بن صفوان مبتدع ولا لا؟!!
الحقيقة أنتم تطلقون عبارات جديدة جدا في العلم
لماذا لا تتشجعون بالتصريح بتبديع أحمد بن حنبل، أو على الأقل أن فعله لم يكن صوابا مائة بالمائة؟
والله إن الشيخ أبا زهرة ـ مع كونه أشعريا ـ كان أشجع منكم، عندما صرح بذلك في كتابه عن المذاهب والفرق الإسلامية!
فأحسب أن الصبيان يعلمون أن هذا الكلام من جنس الهذيان،
أن يحمل التعصُّب للظاهرية المرء على الانحراف في العقيدة والتشبع بمذهب الجهمية = فهذه مصيبة! وبئس التمذهب -أوالمنهجية- الموصلان للزيغ في العقيدة
فليضحك الأيتام، وليدخل قلوب الثكالى الفرح!
و إذا نظرتم في المشاركات تجدون غير هذا!
أهكذا يكون حوار من هذبه العلم!!!
فكيف تريد من محاورك أن يُحاور و أنت تتهمه!!!
إن دل هذا فإنما يدل على الإفلاس من الحجة!!!
ثم أليس هذا تشتيت للموضوع!!! وعدم احترام لكاتبه!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 02:16]ـ
أخي بصراحة، الناس زهدت فيكم
و ليس عندي طاقة لمزيد من الكتابة والرد
لا تحرير، ولا علم، ولا فهم
كلام كثير، وتطويل وتكرار، واجترار، وتضييع أعمار!
على الفاضي ..
والله كنت أدافع عن الظاهرية
الآن و وفق ما أقرأه هنا، وفي منتداكم، بدأت أفكر فعلا هل الظاهرية من أهل السنة أم لا؟ ..
روحوا اتعلموا يا أخي ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 07:56]ـ
و أنا أتحداك أن تسأل بعض من تغتر بهم - و هم عندي أهل الصلاح و الهدى - فتسألهم مسألة في دقيق المسائل التي تكلم عنها ابن تيمية فيفصلها لك هذا الذي تغتر به تفصيلا تيميًّا أعني بقوة و بعلم غزيرين مدعمين بالبرهان و تفسير الألفاظ المنطقية و الفلسفية التي كانت مساغا سهلا عند ابن تيمية يستعملها بسهولة و طراوة، لكن أشياخك يا عبد الرحمن لا يفهمون كثيرا منها و لا يفصلونها تفصيلا،
أما ابن عقيل الظاهري فاطلع إليه الآن و اسأله عن تلك المسائل المعقدة فإنه سيجيبك بما لا تفهمه أنت و لا أشياخك، لتعلم قدر ابن تيمية في صدر ابن عقيل الظاهري
/// ما شاء الله!!
/// أخي الكريم .. ما الداعي لتعميم كلامك الجائر على (من تعتبرهم أهل صلاح! وتقوى!)؟! وأنهم لا يفهمون عضل كلام ابن تيمية كما يردِّد ابن عقيل! والذي ظهر بجلاء أنه هو الذي لا يفهم! ولا من يتعصب له كما في الموضوع الآخر!
/// لابن عقيل الحق في ادعاء ما يدَّعي لآنه يدافع عن نفسه الآن ضد من يكشف انحرافه العقدي، والله محاسبه على كلامه، لكن ما خطبك أنت؟ وما خطبك؟!
/// هل أحطت بالعلوم التي تكلم عنها ابن تيمية وفهمتها وأتقنتها (وتدَّعي ذلك بهذه الفخامة الآن)، وكأنَّك في منزلة هؤلاء الذين تطعن فيهم كطعن ابن عقيل فضلا أن تكون في منزلة ابن تيمية؟!
/// دعواك عريضة .. وبطريقة بسيطة: تزعم أن (هؤلاء الذين يغتر بهم ممن ينصر ما ذهب إليه ابن تيمية) لا يفهمون ولا يقدرون على إفهام تفصيل ما ذهب إليه ابن تيمية من عضل المسائل!! فهل وعيتها أنت! لتكون حكمًا بينهم وبين ابن عقيل في تخبطاته؟! أوتردِّد مزاعم الشيخ ابن عقيل دون دليل؟!
/// فما أدراك (يقينًا لا ظنا وتقليدًا) أنهم لا يفهمون كثيرا منها ولا يفصلونها تفصيلا .. !
/// أسألك وأتحدَّاك تحدِّي من يعرف لا من يقلِّد: ماذا قرأت في العقيدة وما درست فيها حتى تخرج لنا بهذه الدعوى الكبيرة التي فيها طعن واضح في أهل العلم (والصلاح والتقوى!!)!
/// وبطريقة بسيطة أخرى: فالشيخ عبدالرحمن السديس يتكلم عن أشخاص ومشايخ صرفوا نحو خمسين عاما في مسح وسبر وقراءة وتدريس كل ما يمكن أن تتناوله اليد من كتب العقيدة والخلاف فيها، وليس كتب ابن تيمية وحده فقط!
وعن شيخ صرف وقته في غيرها وجدوى تلك العلوم (الشعر الشعبي .. الخ!) وفائدتها العلمية فيما نحن فيه ههنا من الكلام عن عضل مسائل المعتقد.
/// أي الفريقين أقرب وأهدى للصواب عند المقلِّد؟!
/// أتحداك أن تكون قرأت ما قرأه طلاب الشيخ البرَّاك فضلا عما قراْه البرَّاك = ليسمح لك بالحكم الجائر هذا!
/// وقد ظهر لنا بتهوين ابن عقيل من علم شيخ الإسلام في هذا الموضوع وغيره أنه لا يعرف علمه فضلا أن يحاول تصويبه أوتخطأته، ومن لا يدري معذور! وبهذه الحجة خطؤه ظاهر مشهور! فكيف بمن يقلِّده عصبيَّةً ويردِّد كلامه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؟!
/// هدانا الله جميعا لسلامة المعتقد، وسلامة الصدر تجاه علماء الإسلام، وأن يعافينا وإياكم من الزيغ والتعصب للباطل.
/// والسلام عليكم!
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 08:15]ـ
الحمد لله رب العالمين اما بعد
لم يكن موقف الاشراف في هذا الموضوع جائرا كما يدعى بعض الاعضاء
والاشراف لا يسمح باطلاق التهم جزافا على العلن هكذا
وقد كان الاشراف والحمد لله متابعا لهذا الموضوع وغيره في موضوع ابن عقيل الظاهري والبراك
وقد تم الامر ها هنا (ليكون الناس على بينه) على النحو التالى:
اولا / سكت الاشراف عن الخروج في الموضوع / لانه تزامن رفعه من بعض الاخوة الظاهريين في وقت الموضوع الذي فيه رد البراك على الظاهري
ورفعه في هذا الوقت لا يخفى على المتابع ما المقصود به
لكن التغاضي قد يوقع الانسان احيانا في موقف الظالم!!
ثانيا / تمادى صاحب الموضوع الاخ الفاضل طيب الصياد وغيره في تهربه من الاجابات عن باطل كلام الظاهري في ابن تيميه وغيره
فحصل التطويل في الخروج عن الموضوع
وهنا اوجب هذا احد امرين في (منتدانا)
اما بيان هذا الباطل و الرد عليه
واما عدم السماح بنشره عندنا
فنحن في منتدى لا يوافق ما عليه ابن عقيل الظاهري وغيره من الشيوخ على باطلهم
فكان الامر على احد الاحتمالين
ان يحذف موضوع الصياد وفيه كلام الظاهري على ابن تيميه واتباعه كله
او يناقش ويرد ما فيه من الباطل الجلى
ولما رضى صاحب الموضوع بالنقاش ابتداء
وساير فيه الاخوة ابقى الاشراف على الموضوع
فوقع فيه ما رايتم
اما ان يطالب الآن بحذف المشاركات السابقه لعجز او غيره فهذا لا يقبل!؟
فللاعضاء الاعتراض بحذف مشاركاتهم التي تعبوا فيها
اوالباطل الذي يرونه ينشر ها هنا ويسكت عنه
لذا اتخذت الادارة ما تراه مناسبا انصافا لكل طرف وانصافا قبل ذلك للعلم واهله
وقد تم اغلاق الموضوع بعد كل هذا
وفقنا الله واياكم لما فيه الخير والسداد في الدارين
والسلام عليكم(/)
إثبات الذات لله تعالى
ـ[زياني]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 10:48]ـ
بسم الله وبعد:
فقد ظهرت أفراخ من الزنادقة الجهمية التي تنفي إطلاق الذات على الله جل في علاه، فهالني جدا هذا الأمر، مما جعلني أكتب بحثا في إثبات الذات لربنا جل في علاه، وأنّ ذاته هي نفسُه بإجماع الخلق أجمعين مسلمين كانوا أو مشركين، إلا بعض الجهمية المرتدين، المنكرين الذاتَ لرب العالمين، وليعلم هؤلاء المنكرون، أنهم على منكر جسيم وكفر عظيم، إن لم يتوبوا لرب العالمين، فقد خرج الخلال وغيره عن إمام السنة شريك بن عبد الله قال:" كفر بالله عز وجل الكلام في ذات الله"، أي بإبطال أو تأويل، وقد قسمت هذا البحث إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: ذكر بعض كلام السلف على إطلاق لفظة الذات:
الفصل الثاني: ذكر بعض شبه الجهمية:
الفصل الثالث: ذكر بعض أدلة أهل السنة على ذلك:
الفصل الأول: ذكر كلام السلف على إطلاق لفظة الذات وإجماعهم على ذلك: لقد أجمع الخلق أجمعون، والسلف والآخرون، على إطلاق لفظة الذات على الرب جل في علاه، كما أجمعوا على أن صفات الله تعالى منها الذاتية ومنها الفعلية، ونظرا للكثرة المتكاثرة عن إثبات السلف لذات الله تعالى أكتفي ببعض النقول فقط، لعل مُقلدة غلاة الجهمية يتَّقون، وبربهم يؤمنون، وله يرجعون، وعن غيهم ينكفون:
فروى حرملة بن يحيى قال: سمعت عبدالله بن وهب يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: "من وصف شيئا من ذات الله تعالى مثل قوله وقالت اليهود يد الله مغلولة ... "،
وعن أبي حنيفة رحمه الله قال:" لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه"،
وذكر الخلال في السنة 6/ 18 عن محمد بن سليمان أنه قال لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: ما تقول في القرآن؟ قال: عن أي شئ تسأل؟ قلت: كلامه. قال: كلام الله وليس بمخلوق ولا تجزع أن تقول ليس مخلوق فإن كلام الله من الله عز وجل من الله ومن ذات الله، وتكلم الله به وليس من الله شئ مخلوق"،
وقال الأصمعي سمعت شعبة يقول: كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي وكان يقول عليكم بالأثر وإياكم والكلام في ذات الله"،
وقال الطحاوي في عقيدته:" ـ باب ـ حرمة الخوض في ذات الله والجدال في دين الله وقرآنه"،
وقال اللالكائي:" سياق ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن التفكير في ذات الله عز وجل"،
وقال الخطيب:" والأصل أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات"، وهذه قاعدة مجمع عليها عند السلف.
وقال ابن حزم في الفصل 2/ 108:" قد صح أن ذات الله تعالى ليست غيره وأن وجهه ليس غيره وأن نفسه ليست غيره وإن هذه الأسماء لا يعبر بها إلا عنه تعالى لا عن شيء غيره تعالى البتة"،
وقال المقدسي في أقاويل الثقات:" فإن الصفات كالذات فكما أن ذات الله ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس ذوات المخلوقين فكذلك صفاته ثابتة .. "،
وقال ابن منده:" ومعنى السلام أن ذات الله عز وجل خلصت بانفراد الوحدانية من كل شيء"،
وسيأتي أثناء هذا البحث من أطلق هذا اللفظ من أهل الحديث، وبماذا استدل، وكتب السلف مليئة جدا بإثبات الذات، لله رب السماوات، ومن أقوالهم في ذلك: استوى على العرش بذاته، وأنه ينزل ويصعد ويجئ بذاته، لا ند له، ولا شبيه به، واستمر هذا الإطلاق منذ بين الناس منذ زمن آدم وجميع الأنبياء، إلى خاتم النبيئين، وزينة المرسلين، إلى زمن القرون المفضلين، إلى أن نبتت نابتة من الجهميين المارقين، الضالين المتزندقين، فأحدثوا نفي لفظة الذات، سعيا منهم لما يترتب عليها من الصفات، لِما علموا أن الكلام في الصفات، فرع عن الكلام في الذات، كما قرر ذلك كل السلف، وخالفهم الجهمية من الخلف، فقال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ص496:" وكان ـ عباد الفوطي الجهمي ـ ينكر قول من قال إن لله عز وجل وجها، وينكر القول وجه الله ونفس الله، ويُنكر القول ذات الله، وينكر أن يكون الله ذا عين، وأن يكون له يدان هما يداه، وكان يقول إن الله غير لا كالأغيار، وكان إذا قيل له تقول: إن الله عالم قادر حى سميع بصير عزيز عظيم جليل في حقيقة القياس أنكر ذلك ولم يقله"، وذكر أبو الحسن أنه كان يُخَطِّئُ جميع المسلمين فقال عنه:" كان إذا قيل له: تقول أن البارئ عالم بنفسه أو يعلم؟ أنكر القول بنفسه أو بعلم وقال: قولكم
(يُتْبَعُ)
(/)
عالم صواب، وقولكم بنفسه خطأ وقولكم بعلم خطأ، وكذلك القول بذاته خطأ"، وقال ابن خزيمة في التوحيد 1/ 15:" .. ضد قول الجهمية المعطلة الذين لا يؤمنون بكتاب الله ويحرفون الكلم عن مواضعه تشبها باليهود ينكرون أن لله علماء يزعمون أنهم يقول أن الله هو العالم وينكرون أن لله علمًا مضافًا إليه من صفات الذات ... "، ثم قال:" .. فكفرت الجهمية وأنكرت أن يكون لخالقنا علمًا مضافًا إليه من صفات الذات، تعالى الله عما يقول الطاعنون في علم الله علوًا كبيرًا"، ومع كفرهم فقد خالفوا الإجماع,
فقال أبو يعلى في إبطاله في معرض ردّه على من أنكر الخنصر لله تعالى 1/ 337:" وقد أجمعنا ومثبتوا الصفات عَلَى أَنَّهُ تجلى بذاته للجبل، وكلم مُوسَى بنفسه، كذلك ها هنا يجب أن يحمل الخنصر عَلَى أنها صفة لذاته"،
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (2/ 33) و (2/ 398):" وقال الشيخ أبو نصر السجزي في كتاب الإبانة له:" وأئمتنا كسفيان الثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل واسحاق بن ابراهيم الحنظلي متفقون على ان الله سبحانه بذاته فوق العرش وأن علمه بكل مكان ... فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه براء"، وإننا برءاء إلى الله ممن أنكر ذاته، ثم قال شيخ الإسلام:" وقال الإمام أبو عمر الطلمنكي في كتاب الوصول الى معرفة الاصول:" وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى: {وهو معكم أينما كنتم} ونحو ذلك من القرآن، أن ذلك علمه، وأن الله فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء"، وقال ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الجهمية:" ذكر قول أبي عمر والطلمنكي: قال في كتابه في الأصول:" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته"، قال ابن القيم ص 83:" فصل في بيان ما اجتمعت عليه الأمة من السنن: .. وأن الله عز و جل كلم موسى عليه الصلاة و السلام بذاته"، فمن ذا يترك إجماع السلف الصالحين، ويلتفت إلى غلاة الجهمية أعداء الدين، في إنكارهم لذات رب العالمين، إلا كل خاسر مفتون، متهم في دينه غير مأمون، نعوذ بالله من إنكار ذاته، أو تأويل صفاته.
الفصل الثاني: ذكر بعض شبه الجهمية: منها دعواهم أن لفظة ذات، هي تأنيث ذو بمعنى صاحب، والله متعال عن التأنيث، وهذا الكلام ولو فُرض صدقه، فإنما يريد به أتباع الجهمية الباطل، لأنه وإن كان حقا، فقد وضعه الشرع للدلالة على النفس وعين الشئ، فقال الراغب بعد أن ذكر أن أصلها ذو:" وقد استعاروا لفظ الذات لعين الشيء واستعملوها مفردة ومضافة وأدخلوا عليها الألف واللام وأجروها مجزى النفس والخاصة وليس ذلك من كلام العرب"، وتحامل بعض الْمُؤَوِّلة على أهل السنة وجهَّلهم بسبب إطلاقهم لفظة الذات على النفس وعين الشئ، لأنها لا تأتي إلا بمعنى ذو أي صاحب، والجهل به أولى، لقوله تعالى: {إنه عليم بذات الصدور}، أي بنفس وعين الصدور، وكذلك هي سائر الأحاديث كما سيأتي، لذلك قال النووي متعقبا إنكار المؤولة على أهل السنة:" وهذا الإنكار منكر فقد قال الواحدي في قوله تعالى: {فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم} قال ثعلب: أي الحالة التي بينكم، فالتأنيث عنده للحالة، وقال الزجاج معنى ذات حقيقة"، ذكره في الفتح، لذلك كان الصواب أن لفظة الذات اسم مستقل قديم مع الله تعالى، عَرَّفه الرب إلى عباده، فقال الجرجاني في التعريفات:" الاسم الأعظم الاسم الجامع لجميع الأسماء. وقيل: هو الله، لأنه اسم الذات الموصوفة بجميع الصفات .. "، ومما يؤكذ أن الذات اسم مستقل، ما ذكره النحويون من تقسيم الإسم إلى اسم معنى واسم ذات، وأن التمييز يفسر الإبهام في إسم الذات الذي قبله، وأنه لا يُخبَرُ بالزَّمان عَن الذَّات، وغير ذلك، وحتى لا يغتر بعض إخواننا من أهل السنة بتلك الدعاوي الباطلة، فقد عززت مذهب السلف بالأدلة التالية:
الفصل الثالث: ذكر أدلة أهل السنة على ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الأول: قال إمام المحدثين، وحجة المسلمين البخاريُّ في صحيحه:"باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله، وقال خبيب: وذلك في ذات الإله، فذكر الذات باسمه تعالى"، ثم خرج (6967) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة السرية الذين غدر بهم المشركون، قال:" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة منهم خبيب الأنصاري فأخبرني عبيد الله بن عياض أن ابنة الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه، [وفي لفظ له:" فلما خرجوا به ـ خبيب ـ من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين فقال والله لولا أن تحسبوا أن بي جزع لزدت ثم قال: اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم أنشأ يقول:
فلست أبالي حين أقتل مسلما * على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله، وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم"، ثم بوّب البخاري بعد ذكر الذات بذكر النفس، ليؤكد أنها هي، لذلك قال ابن حجر في الفتح:" وَلِهَذِهِ النُّكْتَة عَقَّبَ الْمُصَنِّف بِتَرْجَمَةِ النَّفْس"، وكذلك خرجه البيهقي في الصفات وبوَّب عليه:" باب ما ذكر في الذات"، فهذا إمامنا البخاري قد احتج بهذا الحديث على إطلاق الذات على اسم ونفس الله تعالى جل في علاه، وهو قول جميع المسلمين إلا الجهمية المرتدين، ومقلدوهم من المتعصبين، الذين زعموا أن الذات هي الحقّ، وأين هم وأمثالهم من أئمتنا ومحدثينا، وأين علمُ المؤوّلين من علم إمام المحدِّثين البخاري والبيهقي رحمة الله عليهم أجمعين، ولئن ردوا حديثه بدعوى أنه آحاد، فإنا سنأتيهم بكثير من الأدلة على إثبات الذات، لعلهم يتقون، وبذات الله يُقِرُّون.
الدليل الثاني: وبوّب عليه البيهقي أيضا في الصفات:" باب ما ذكر في الذات"، ثم خرجه هو والبخاري في الصحيح 3179 ومسلم 2371 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل، قوله {إني سقيم}، وقوله {بل فعله كبيرهم هذا} ... "، وقد زعمت الجهمية والمعطلة المؤوِّلة أن الذات هنا هي الحق، وهو باطل قطعا، إذ ليس يمكن أن يضاف إلى الله تعالى شئ ثم لا يكون مُتصفا به، وإن صح لهم هذا في موضع معين ـ ولن يصح ـ فلن يصح لهم لهم تأويلهم هذا في شتى المواضع، فقد تواترت الأحاديث بإثبات الذات لله تعالى، وهو والله قول جميع المسلمين، والسلف الصالحين، لم ينكر ذات الله تعالى أحد منهم إلا من انتكس وارتد، ولجميع الأحاديث قد ردّ:
الدليل الثالث: قال أحمد في مسنده 3/ 86 ثنا يعقوب ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب وكانت عند أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد الخدري قال اشتكى عليا الناس قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله انه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله"، قال الحاكم (3/ 144: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، و"أو" هذه للتنويع، وزينب لها صحبة، وقد توبعت، ووردت المتابعة بلفظ صريح، فقد خرجها أحمد في فضائل الصحابة قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن عبد الرحمن وهو أبو طوالة الأنصاري عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة عن زينب وابن أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري قال: شكى علي، يعني: ابن أبي طالب، الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام فينا خطيبا فسمعته يقول: «أيها الناس، لا تشكوا عليا، فوالله لهو أخيشن في ذات الله، وفي سبيل الله»، فجمع بينهما، وقد رواه زياد بن عبد الله عن ابن إسحاق بلفظ:" يأيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخيشن في ذات الله عز وجل"، وليس فيه أو، ولا اللفظ الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الرابع: قال أبو نعيم في الحلية 2/ 249 حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا أبو الربيع الحسين بن الهيثم المهري ثنا هشام بن خالد ثنا أبو خليد عتبة بن حماد ولم يكن بدمشق أحفظ لكتاب الله تعالى منه عن سعيد يعني ابن بشير عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال:" أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز وجل"، رجاله من أهل الصدق، وكذلك سعيد بن بشير، وقتادة مدلس وقد خولف في تعيين الصحابي، فقال أبو نعيم: كذا رواه قتادة وتفرد به عنه سعيد بن بشير، وخالف سويد بن حجير قتادة فقال عن العلاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص:
قال أبو نعيم: حدثناه محمد بن طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي قال حدثني أبي قال ثنا احمد بن حفص قال ثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن سويد بن حجير عن العلاء بن زياد أنه قال سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص أي المجاهدين أفضل؟ قال: من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل، قال: أنت قلته يا عبد الله بن عمرو أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بل رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله"، قال أبو نعيم: لم نكتبه من حديث الحجاج إلا من رواية ابراهيم بن طهمان عنه ولا روى عنه إلا حفص بن عبدالله النيسابوري"، وقال ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة 2/ 600 أو 141 حدثنا محمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن سويد بن حجير عن العلاء بن زياد قال: سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: أي المؤمنين أفضل إسلاما؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»، قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: «من جاهد نفسه في ذات الله»، قال: فأي المهاجرين أفضل؟ قال: «من جاهد لنفسه وهواه في ذات الله»، قال: أنت قلته يا عبد الله بن عمرو أو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال: «بل رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله»، وهذا حديث صحيح كما في السلسلة الصحيحة للألبانى (3/ 483، رقم 483)
دليل خامس: رواه الزهري وعقيل رضي الله عنه، فقال أبو نعيم في الدلائل (ص 105): ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام حدثني أبي ثنا محمد بن إبراهيم بن يسار عن أبي إسحاق السبيعي عن الشعبي وعبد الملك بن عمير عن عبد الله بن عمرو عن عقيل بن أبي طالب، وعن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن الزهري قال: «لما اشتد المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس بن عبد المطلب: يا عم إن الله عز وجل ناصر دينه بقوم يهون عليهم رغم قريش عزا في ذات الله تعالى، فامض بي إلى عكاظ، فأرني منازل أحياء العرب حتى أدعوهم إلى الله عز وجل، وإن يمنعوني ويؤووني حتى أبلغ عن الله عز وجل ما أرسلني به .. "، رجاله صدوقون إلا أحمد وشيخه فمجهولان قاله البيهقي.
دليل سادس: قال ابن حجر في المطالب 394/ 4) وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَلَف ثنا أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمُغِيرَةُ الشَّامِي عَنِ الْعَرْزَمِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب عَنْ أَبِيه عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وفيه:" ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ في الله تعالى - أَوْ قَالَ: فِي ذات الله عز وجل - (شَكَّ أَبُو مُحَمَّدٍ) ... "، والعزرمي ضعيف.
دليل سابع: خرجه عبد الرزاق 11/ 132 عن معمر عن إسماعيل بن أمية قال رجل أوصني يا رسول الله قال:" ... أدب أهلك وأنفق عليهم من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أخفهم في ذات الله "، وهو مرسل.
دليل ثامن: قال الطبراني في الكبير 23/ 184 حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران الأصبهاني ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي ثنا علي بن أحمد السدوسي عن أبيه قال: بلغ عائشة أن ناسا ينالون من أبي بكر .. فقالت:" .. ثم استشرى ـ أبو بكرـ في دينه فما برحت شكيمته في ذات الله". قال الهيثمي: رواه الطبراني وأحمد السدوسي لم يدرك عائشة ولم أعرفه ولا ابنه"، وورد لفظ الذات مرفوعا عن عائشة كما في:
(يُتْبَعُ)
(/)
دليل تاسع: خرجه القضاعى (1/ 321 عن علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن أبي نعيم ثنا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ولي شيئا من أمر المسلمين فأراد الله به خيرا جعل معه وزيرا صالحا فإن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وما من رجل من المسلمين أعظم أجرا من وزير صالح مع إمام يطيعه ويأمره بذات الله تعالى"، تابعه سعيد بن منصور وإبراهيم بن مهدي
قال الأنماطي وأحمد بن محمد بن الأعرابي نا إبراهيم بن الهيثم البلدي نا إبراهيم بن مهدي نا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أحد من الناس أعظم أجرا من وزير صالح مع إمام يطيعه يأمره بذات الله تعالى"، خرجه الخطيب في ترجمة الأنماطي الصدوق 4/ 16، وفيه فرج مختلف في توثيقه وفيه ضعف عن يحيى، وللفظ الذات شواهد كثيرة.
دليل عاشر: قال إبراهيم بن سعد: وبلغني أن عبد الرحمن بن عوف يومئذ، وبه إحدى وعشرون جراحة وهتم، وجرح في رجله، فعرج من ذلك الجرح وقد أقبلت، فيما بلغني، صفية بنت عبد المطلب، لتنظر إليه، وكان أخاها لأمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوام: القها، فأرجعها لا ترى ما بأخيها"، فلقيها الزبير بن العوام، فقال لها: يا أمه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي، فقالت: ولم؟ وقد بلغني أن قد مثل بأخي، وذلك في ذات الله"،
الدليل الحادي عشر: قال أبو الشيخ في العظمة1/ 214: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب حدثني عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق ثنا علي بن عاصم ثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فكروا في كل شيء، ولا تفكروا في ذات الله تعالى، فإن ما بين كرسيه إلى السماء السابعة سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك تبارك وتعالى»، وكذلك رواه أبو بكر يحيى بن أبي طالب قال: ثنا علي بن عاصم عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:" تفكروا في كل شيء، ولا تفكروا في ذات الله؛ فإن بين كرسيه إلى السماء السابعة سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك"، تابعهما محمد بن إسحاق الصاغاني أنا عاصم بن علي نا أبي عن عطاء مثله. قال ابن حجر في فتح الباري 383/ 13: سنده جيد"، وحسنه بشواهده الألباني في الصحيحة 4/ 395، وفيه علي بن عاصم مختلف فيه كثيرا، وهو صدوق يخطئ، وعليه فلا بد من تمييز ما أخطأ فيه، فروى عبيد بن يعيش قال: رجعنا مع وكيع عشية جمعة وكان معنا ابن حنبل وخلف، وذكروا علي بن عاصم، فقال وكيع: علي بن عاصم ما زلنا نعرفه بالخير، قال خلف: إنه يغلط في أحاديث، فقال: دعوا الغلط وخذوا الصحاح فإنا ما زلنا نعرفه بالخير"، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال وكيع: خذوا من حديثه ما صح ودعوا ما غلط أو ما أخطأ فيه"، قال عبد الله: كان أبي يحتج بهذا ويقول كان يغلط ويخطىء وكان فيه لجاج ولم يكن متهما بالكذب"، فنظرنا في هذا الحديث فلم يكن فيه شيئا منكرا، وللفظ الذات شواهد كثيرة، وقد توبع عليه علي بن عاصم، فرواه نهشل عن الضحاك عن ابن عباس مثله فصح الحديث، ورواه خالد بن عبد الله عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في الله، فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه ألف نور وهو فوق ذلك»، خرجه عنه محمد بن أبي شيبة في العرش ر16، وفي الباب عن أبي ذر وعبد الله بن سلام وأبي هريرة وعبد الله بن عمر مرفوعا، وللفظ الذات متابعات أخرى من حديث ابن عباس نفسِه:
دليل ثاني عشر: قال أبو نعيم في تاريخه من ترجمة أحمد بن عبد الله: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن فادويه ثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن عاصم ثنا أبو علي الرحبي عن عكرمة عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون ماله ظلما فهو شهيد، ومن قتل دون أهله ظلما فهو شهيد، ومن قتل دون جاره ظلما فهو شهيد، ومن قتل في ذات الله ظلما فهو شهيد»، أحمد بن عبد الله وثقه أبو الشيخ، إلا أن الرحبي ضعيف وليس بالمتروك وقد توبع:
(يُتْبَعُ)
(/)
دليل ثالث عشر: قال الطبراني في الكبير: (12/ 175 ر12803 حدثنا يحيى بن عبد الله بن عبدويه حدثني أبي ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن يونس عن الحسن عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن في جهنم لواد يستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربع مئة مرة أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لحامل كتاب الله وللمصدق في غير ذات الله ... "، وقال الهيثمى (10/ 222): فيه يحيى بن عبد الله بن عبدويه عن أبيه، ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح "، ويحيى بن عبد الله أراه هو الصفار البغدادي، وهو نفسُه الذي أثنى عليه أحمد، وقال عنه ابن عدي: لا بأس به، واتهمه يحيى، وأما عبد الله بن عبدوية فذكره الخطيب بلا درجة، فهو مجهول، وللذات شواهد أخرى:
دليل رابع عشر: رواه حبيب بن أبي ثابت قال: أنشد حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم أبياتا فقال: وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم ... يقول بذات الله فيهم ويعدل: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا"
الدليل الخامس عشر: قال الطبراني في الكبير 19/ 148 حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سفيان بن بشر الكوفي ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تسبوا عليا فإنه كان ممسوسا في ذات الله عز وجل"، قال: حدثنا هارون بن سليمان أبو ذر المصري ثنا سفيان بن بشر مثله، وقال ابن عبد البر في ترجمة علي: حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا سفيان بن بشر حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن زياد عن إسحاق بن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي مخشوشن في ذات الله "، قال الهيثمى (9/ 130): فيه سفيان بن بشر أو بشير متأخر ليس هو الذى روى عن أبى عبد الرحمن الحبلى ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا وفى بعضهم ضعف، يقصد يزيد وجهالة حال إسحاق، وأما سفيان فقد قال ابن عبد الهادي في التنقيح 3/ 305:" ما عرفنا أنَّ أحدًا طعن فيه، والزِّيادة من الثِّقة مقبولة"، وصحح له ابن الجوزي، ويزيد بن أبي زياد الغالب أنه المدني وهو ثقة لأن شيخه إسحاق من أهل المدينة، وإن كان هو الكوفي ففيه لينٌ يسير، ولِلفظ الذات شواهد أخرى:
دليل سادس عشر: قال أبو نعيم في الحلية 1/ 72 ثنا أبو ذر محمد بن الحسين بن يوسف الوراق ثنا بن الحسين بن حفص ثنا علي بن حفص العبسي ثنا نصير بن حمزة عن أبيه عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من زهد في الدنيا علمه الله تعالى بلا تعلم وهداه بلا هداية وجعله بصيرا وكشف عنه العمى وكان بذات الله عليما وعرفان الله في صدره عظيما"، أبو ذر ونصير وأبوه لم أعرفهم، ولهذا الحديث شواهد قال بها عليّ ولها حكم هذا المرفوع:
دليل سابع عشر: قال الآجري في الشريعة: وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي حدثنا محمد بن رزق الله الكلوذاني حدثنا يحيى بن إسحاق السالحيني حدثنا سلمة بن الأسود أخبرني أبو عبد الرحمن قال: دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه وقد سجي بثوبه فقال: ما أحدٌ أحبَّ إليَّ أن ألقى الله عز وجل بصحيفته من هذا المسجى بينكم ثم قال: رحمك الله ابن الخطاب إن كنت بذات الله لعليما، وإن كان الله في صدرك لعظيما"، هذا حديث رجاله ثقات إلا سلمة فلم أعرفه وله حكم الرفع، وقد أخذ علي لفظ ذات الله من النبي صلى الله عليه وسلم كما مضى:
دليل ثامن عشر: قال عبد الله في فضائل الصحابة كتب إلينا عبد الله بن غنام الكوفي يذكر أن إسحاق بن وهب الواسطي حدثهم ثنا بشر بن عبيد أبو علي الدارسي نا أبو مسعود الجبلي عن مالك بن مغول عن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب: تعلموا العلم صغارا تنتفعوا به كبارا، تعلموا العلم لغير الله ليصير لذات الله"، بشر بن عبيد ضعفه ابن عدي والذهبي وصحح له الحاكم ووثقه ابن حبان، والجبُّلي ذكره ابن ماكولا والسمعاني ذكرا فهو مجهول، وللفظ الذات عن علي شاهد آخر:
(يُتْبَعُ)
(/)
دليل تاسع عشر: قال ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس حدثنا الحسن بن حماد الكوفي الضبي ثنا إبراهيم بن عيينة الكوفي سمعت أبا الصباح يذكر عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «من مقت نفسه في ذات الله؛ آمنه الله من مقته».
دليل عشرون: قال الدينوري في المجالسة 6/ 156 حدثنا محمد بن موسى بن حماد نا محمد بن الحارث نا المدائني عن علي بن عبد الله القرشي عن أبيه قال:" مر عمر بن الخطاب يوما بقوم يتمنون، فلما رأوه سكتوا، فقال لهم: فيما كنتم؟ قالوا: كنا نتمنى، قال: فتمنوا وأنا أتمنى معكم، قالوا: فتمن أنت يا أمير المؤمنين، قال: أتمنى رجالا ملء هذا البيت مثل أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، إن سالما كان شديدا في ذات الله, لو لم يخف الله ما أطاعه .. "،
الدليل الحادي والعشرون: قال حميد بن زنجوية في الأموال ثنا أبو مسهر نا صدقة بن خالد ثني زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله يرويه عن عائذ الله أبي إدريس أن عمر بن الخطاب قال لحذيفة: أنشدك الله وما يحق لي عليك من الولاية، أنا ممن أسر إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين؟ قال: لا، فرفع عمر يديه ثم كبر، ثم قال: أنشدك بالله وما يحق لي عليك من الولاية كيف ما رأيت مني؟ قال: يا أمير المؤمنين إن جمعت فئ الله وقسمته في ذات الله فأنت أنت، وإلا فلا، فقال عمر: «اللهم إنك تعلم أني لا آكل إلا وجبتي ... "، وهذا حديث صحيح رجاله ثقات.
دليل ثاني وعشرون: قال سعيد بن منصور أنا أبو عوانة عن حسن بن عمران عن رجل عن عبد الرحمن بن أبزى أن هانئ بن قبيصة أسلمت امرأته قبله، فخشي أن يفرق بينهما، فلقي أبا سفيان بن حرب فكلمه أن يكلم له عمر، فقال أبو سفيان: «هني ذهب الزمان الذي عهدتنا عليه، والله لو بلغني أن لي ابنا بالعراق درج على أهله طرفا ما يمنعني أن أدعيه إلا فرقا من عمر، وما يكلم في ذات الله»
الدليل الثالث والعشرون: قال الدارمي في سننه 293 أخبرنا أحمد بن أسد ثنا عبثر عن برد بن سنان عن سليمان بن موسى الدمشقي عن أبي الدرداء قال: لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا وكفى بك إثما ان لا تزال مخاصما وكفى بك إثما ان لا تزال مماريا وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذات الله"، وقال أحمد في الزهد حدثنا جرير عن برد عن سليمان بن موسى قال: قال أبو الدرداء بلفظ:" .. وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا إلا حديثا في ذات الله عز وجل"، وقال أبو داود: نا محمد بن عبيد نا حماد عن برد نحوه، وهو حديث صحيح رجاله ثقات، وسليمان وأبو الدرداء كلاهما شامي، وبين وفاتيهما أقل من سبعين سنة، فجائز ممكن اللقاء بينهما فصح الحديث وله متابعة أخرى:
الدليل الرابع والعشرون: قال أبو داود في الزهد: نا هارون بن عباد نا حجاج عن حريز بن عثمان عن سلمان بن سمير عن أبي الدرداء قال:" كفى بك ظالما لا تزال مخاصما، وكفى بك آثما لا تزال مماريا، وكفى بك كاذبا لا تزال في غير ذات الله محدثا"، وهذا حديث صحيح، هارون بن عباد ثقة ضمنيا لأن شيوخ أبي داود كلهم ثقات، وسلمان ثقة، فقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات"، ووثقه العجلي وابن حبان،
الدليل الخامس والعشرون: قال الطبري في تفسيره للآية التالية: وحدثني علي بن الحسن حدثنا مسلم الجَرْمي حدثنا مخلد بن الحسين عن أيوب السختياني عن أبي قلابة في قول الله: (أتأمرون الناس بالبر ... ) قال: قال أبو الدرداء: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا"، تابعه مخلد بن يزيد عن أيوب، وخرجه عبد الرزاق 11/ 255 عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الدرداء قال لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة ولن تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله .. "، وكل رجاله ثقات، وأبو قلابة قدم عاصر أبا الدرداء وقدم الشام التي يقيم بها أبو الدرداء، ولا يبعد سماعه منه، فيكون الحديث صحيحا والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل السادس والعشرون: قال البخاري في الأدب 553 حدثنا على بن حجر حدثنا إسماعيل حدثني أبو رواحة يزيد بن أيهم عن الهيثم بن مالك الطائي سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر قال: إن للشيطان مصالى وفخوخا وان مصالى الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله والفخر بعطاء الله والكبرياء على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله"، تابعه أبو اليمان وابن المبارك ومحمد بن كليب نا إسماعيل بن عياش به، وقد حسنه الألباني، وحدث به النعمان رضي الله عنه بحضرة جميع المسلمين لم ينكر عليه لفظة "الذات لله جل في علاه" أحد حتى أنكر ذلك الجهمية وأعوانهم والله المستعان.
دليل سابع وعشرون: قال أبو بعلى في إبطال التأويلات 1/ 336:" وجواب آخر جيد وهو ما رواه إبراهيم بن الجنيد الختلي فِي كتاب العظمة بإسناده عن أنس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إن الله جل اسمه إذا أراد أن ينزل نزل بذاته"، قال الذهبي في العلو 90: حديث الفاروق من طريق يحيى بن زكريا السيء بمرو حدثنا العلاء بن عمرو حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن بشر عن أنس فذكره، قال الذهبي: هذا إسناد ساقط وبشر لا ندري من هو، وقد قال ابن منده: روى نعيم بن حماد عن جرير بهذا لكن لفظه:" إذا أراد أن ينزل على عرشه نزل بذاته"، قال الذهبي: ولعل هذا موضوع"، وذكر بعضهم أن ابن منده ونعيم بن حماد قد خرجاه، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في المجموع 5/ 394: وروي حديث مرفوع من طريق نعيم بن حماد عن جرير عن ليث عن بشر عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا أراد الله أن ينزل عن عرشه نزل بذاته"، قال ابن تيمية: ضعف أبو القاسم إسماعيل التيمي وغيره من الحفاظ هذا اللفظ مرفوعا، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات، وقال أبو القاسم التيمي:" ينزل معناه صحيح أنا أقر به لكن لم يثبت مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم"، قال: وقد يكون المعنى صحيحا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور؛ كما لو قيل: إن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض وهو بنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته استوى على العرش؛ ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها هو بنفسه وهو نفسه فعلها، فالمعنى صحيح؛ وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن ومرفوعا، قال ابن تيمية: فهذا تلخيص ما ذكره عبد الرحمن بن منده مع أنه استوعب طرق هذا الحديث وذكر ألفاظه .. "،
قلت: دعوى أن هذا الحديث موضوع غير صحيحة، وإنما هي ظن من الذهبي، وابن الجوزي لا يؤخذ عنه الحكم بالوضع لحكمه على كثير من الأحاديث المقاربة بل والصحيحة بالوضع، وليس في رواة هذا الحديث متهم، حتى يقال عن حديثه موضوع، فنعيم بن حماد فيه كلام وهو صدوق، وجرير مثله، وليث صدوق اختلط، وبشر مختلف في تعيينه، وقد خرج له الترمذي، وقال ابن حجر في التعليق 2/ 29:" وَاخْتلفُوا فِي بشر فبعضهم قَالَ بشر وَبَعْضهمْ قَالَ بشير وَبَعْضهمْ شكّ وَبَعْضهمْ نسبه بشير بن نهيك"، وقال المزي: قيل هو بشر بن دينار، وكذلك ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: بشر بن دينار يروى عن أنس روى عنه ليث بن أبي سليم ومحمد بن عثمان"، فذكر له راويان، وكذلك روى عنه الزهري فيما خرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 330 من طريق يونس عن الزهري حدثني بشر عن أنس بن مالك قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة وكان فصه حبشيا"، والصواب أنه بشر بن نهيك البصري، وقد أدرك وعايش أنسا رضي الله عنه وقد كانا جميعا بالبصرة،
فخرج الترمذي 3126 وغيره من طريق ليث بن أبي سليم عن بشر عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} قال: عن قول لا إله إلا الله"، وهو بشير بن هيك نفسه، دليل ذلك ما قاله الطبري في تفسير الآية تلك: حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد ثنا شريك عن ليث عن بشير بن نهيك عن أنس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:" (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) قال:"عن لا إله إلا الله"، قال: حدثنا ابن حميد ثنا جرير عن ليث عن بشير عن أنس نحوه، وقال القرطبي: روى الترمذي الحكيم قال: حدثنا الجارود بن معاذ حدثنا الفضل بن موسى عن شريك عن ليث عن بشير بن نهيك عن أنس به، وكذلك ذكره ابن كثير من غير وجه عن بشير وهو ابن هيك، فإذ ذلك كذلك فالحديث قريب من الحسن، ولا معنى للحكم عليه بالوضع والحمد لله، خاصة وأن معناه صحيحا والإجماع منعقد على معناه كما قال ابن تيمية.
دليل ثامن وعشرون: ذكره بعضهم أن الحكيم الترمذي (4/ 3) أورده عن سهل بن سعد:" إن لله فى الأرض أوانى ألا وهى القلوب فأحبها إلى الله أرقها وأصفاها وأصلبها أرقها للإخوان وأصفاها من الذنوب وأصلبها فى ذات الله".
أثر تاسع وعشرون: عن عبيد الله بن عبد الله قال:" وعمر عمر في جده واجتهاده في ذات الله ونظره للمسلمين".
الأثر الثلاثون: رواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: أول من سل سيفه في ذات الله الزبير بن العوام".
الأثر الواحد والثلاثون: وعن ابن أبي مليكة قال: لي عمر بن عبد العزيز: إن في قلبك من ابن الزبير قال قلت: ما رأيت مناجيا مثله ولا مصليا مثله و لا أخشن في ذات الله مثله و لا أسخى نفسا منه"، والله الهادي إلى الصواب.
كتبه أبو عيسى الزياني الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 02:01]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب أبا عيسى وبارك الله تعالى فيك.
ـ[محبة العقيده]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 08:20]ـ
جزيت خيرا اخى الكريم(/)
محاضرة: " العربيّة المجاهدة " - للشيخ محمد سعيد رسلان
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 01:35]ـ
المحاضرة: العربيّة المجاهدة
للشيخ: محمّد سعيد رسلان حقظه الله
المحاضرة فيديو
للتحميل ( http://www.rslan.org/wmv//853_01.wmv)- للمشاهد ( http://www.rslan.org/wmv//853_01.wmv) ة
المحاضرة صوتي
للتحميل ( http://www.rslan.org/mp3//853_01.mp3)- للإستماع ( http://www.rslan.org/mp3//853_01.mp3)
حول: أهميّة اللغة العربيّة و فضلها و المؤامرة التي تحاك ضدّها(/)
تخريج قول الشافعي: "لما حجب هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه".
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 01:47]ـ
/// من أدلَّة أهل السُّنَّة والجماعة على رؤية الله تعالى يوم القيامة ما استدل به الإمام الشافعي رحمه الله من قول الله عز وجل: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن ربِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لمَحْجُوبُونَ) [المطففين: 15] = فقال رحمه الله: "لما أن حجب هؤلاء في السخط، كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في حال الرضا".
/// وقد أخرج هذا الأثر عنه البيهقي في معرفة السنن والآثار (1/ 192 ط قلعجي) والاعتقاد (ص/131) وابن بطَّة في الإبانة (3/ 59 - 60) وأبونعيم في الحلية (9/ 117) واللَّالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 468، 506) وابن عساكر في تاريخه (24/ 458)، (51/ 313 - 314) من طرقٍ عن الإمام الشافعي بألفاظ متقاربة، هذه منها.
/// وهو مرويٌّ بنحوه عن الإمام مالك بن أنسٍ أيضًا، أخرجه أبونعيم في الحلية (6/ 326) واللَّالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 468) والدارقطني في الرُّؤية (ص/162).
/// وهو مرويٌّ بنحوه عن الإمام أحمد بن حنبل أيضًا، أخرجه الآجري في الشريعة (2/ 986) وفي التصديق بالنظر (ص/32).
/// وقال بهذا المعنى: الإمام عثمان بن سعيد الدَّارمي في ردِّه على الجهميَّة (ص/102)، والإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 429 - 431)، والإمام ابن حبَّان البستي في صحيحه (الإحسان 16/ 477)، والإمام أبوالحسن الأشعري في الإبانة (ص/26، 46) ونقله عنه ابن عساكر في تبيين كذب المفتري (ص/160).(/)
((ميراث المرأة ليس نصف ميراث الرجل!!)) بقلم أسامة شحادة -حفظه الله-
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 03:35]ـ
نعم من الأخطاء الشائعة أن ميراث المرأة نصف ميراث الرجل، وسبب هذا الخطأ الجهل وضعف الثقافة الشرعية من جهة، ومن جهة أخرى كثرة الإشاعات والاتهامات الباطلة تجاه الأحكام الشرعية التي يروجها كثير من اليساريين والعلمانيين رجالاً ونساء.
وقضية الميراث تعد من القضايا النموذجية التي تكشف بوضوح تدليس اليساريين والعلمانيين وتلاعبهم تجاه أحكام الإسلام، كما أنها تؤكد حاجة البشرية وليس المسلمين فحسب للأحكام الربانية التي تقيم العدل وتمنع الظلم وتسعد الناس وتطمئنهم.
قضية الميراث تتجاذبها ثلاثة أطراف هي: الأحكام الشرعية المختصة بالمواريث، والعادات والتقاليد الظالمة التي تقتفي أثر الجاهلية الأولى، والهجوم العلماني على أحكام المواريث.
فالعلمانيون واليساريون يهاجمون أحكام الشريعة ويتهمونها بالظلم والتخلف، رغم أن الظلم الواقع على المرأة في قضايا الميراث هو بسبب عدم تطبيق الشريعة في المواريث وسيادة الأعراف الجاهلية مثل التي تحرم المرأة من حقها بحجة منع الغرباء ويقصد بهم الأنسباء من مشاركة الأبناء في الميراث، وهذا مبنى على عرف جاهلي لا يعترف بحق الملكية للمرأة أصلاً، وهذه الأعراف لا تزول في ظل الهيمنة العلمانية وخصوصاً اليسارية في مجالات الثقافة والإعلام!!
وللأسف فإن هذه الأعراف الجاهلية لا تزال تسيطر على كثير من الناس، بل وحتى ممّن هداهم الله لعمارة المساجد بالصلاة وقراءة القرآن، إذ لا يزال يصعب على بعض النفوس إعطاء النساء حقوقهن الشرعية في الميراث، وذلك من حب الدنيا وتلبيس الشيطان عليهم.
نعود لبيان حقيقة نصيب المرأة في الميراث بحسب الأحكام الشرعية، في البداية ننبه على أن الشريعة حددت المستحقين للتركة بـ 12 شخصا من الفروض - وهم أول من يستحق الإرث، ويحجبون من سواهم من العصبات عند وجودهم، وهم غالبا من النساء- كالتالي: 4 رجال هم: الزوج، الأب، الأخ لأم، والجد. و 8 من النساء هن: البنت، بنت الابن، الأخت الشقيقة، الأخت لأب، الأخت لأم، الزوجة، الأم، الجدة.
وكون أصناف النساء ضعف أصناف الرجال من رحمة الله عز وجل بالنساء، حين نص على حقهن ليحفظه لهن، ولم يترك ذلك لرغبات الرجال أو عدلهم وظلمهم.
أما نصيب المرأة في الميراث فهو بحسب وضعها في الأسرة، ومن أجمل من كتَب في هذا الموضوع الدكتور صلاح سلطان في كتابه "امتياز المرأة على الرجل في الميراث والنفقة"، حيث قسم حالات المرأة إلى أربعة أقسام هي:
1 - حالات ترث المرأة فيها نصف الرجل، وهي 4 حالات:
* الأخت مع وجود أخيها "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" (النساء،11).
* الأم مع وجود الأب وليس للولد المتوفى أو البنت المتوفاة، زوج أو زوجة أو أبناء "فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث" (النساء،11).
* وجود الأخت الشقيقة أو لأب مع الأخ الشقيق أو لأب "وإن كانوا إخوة رجالا ونساءً فللذكر مثل حظ الأنثيين" (النساء 176).
* ترث الزوجة نصف مايرث زوجها إذا توفي أحدهما "ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين" (النساء،12).
2 - حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل، وهي 8 حالات:
* الأم مع الأب مع وجود ولد أو ابنتين فأكثر أو بنت أحياناً.
* الإخوة لأم مع الأخوات لأم دائماً "وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث" (النساء 12).
* الحالة المعروفة بالمسألة المشتركة، وهي وفاة إمرأة عن زوج وأم وإخوة وأخوات لأم وأخ شقيق، فترث الأخوات لأم مثل إخوتهم الأخ لأم والأخ الشقيق.
* وارث وحيد رجل أو مرأة يأخذ التركة كلها.
* تتساوى تركة الأخت الشقيقة مع الأخ الشقيق عند وفاة امرأة عن زوج وأخ أو أخت شقيقة مثلاً.
* تتساوى في حالات تركة الأخت لأم مع الأخ الشقيق، مثل وفاة زوجة عن زوج وأم وأخت لأم وأخ شقيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
* تتساوى النساء والرجال فيمن لا يحجبون نهائياً من التركة وهم، الزوج والزوجة، الابن والبنت، الأب والأم.
* مذهب أهل الرحم في ميراث ذوي الأرحام – عند عدم وجود أحد من الفروض أو العصبة بالنسب - هو تساوي الرجل والمرأة فيه.
3 - حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل:
لا بد من معرفة أن الشريعة جعلت الحالات المحددة من التركة للمرأة أكثر من حالات الرجل، فقد فرضت الشريعة للمرأة 17 نصيبا، بينما فرضت للرجل 6 فروض فحسب، كما يلى:
* الثلثان هو أكبر نصيب نص عليه القرآن الكريم وهو من نصيب النساء فقط ولا حظَّ للرجال به!!
* نصف التركة يناله من الرجال الزوج عند عدم وجود فرع وارث فقط وهو نادر، لكن النساء يرثن النصف في أربع حالات هي: البنت الواحدة، بنت الابن الواحدة، الأخت الشقيقة الواحدة، الأخت لأب الواحدة.
* ثلث التركة تناله الأم عند عدم وجود فرع وارث أو عدم وجود أخوين فأكثر، أو الأخوات لأم اثنتان فأكثر إذا لم يوجد أصل ولا فرع وارث، وكذلك الإخوة لأم.
* سدس التركة يأخذه 5 أصناف من النساء و 3 من الرجال.
* الربع يناله الزوج والزوجة.
*الثمن هو نصيب للزوجة فقط.
وهذا عند تنزيله على حالات تقسيم التركة يجعل كثيرا من الحالات تأخذ فيها المرأة نصيبا أكبر من الرجل، ومثال ذلك لو توفي رجل عن زوجة وأم وأختين لأم وأخوين شقيقين وترك 48 ألف دينار، فيكون نصيب الزوجة 12 ألفا، ونصيب الأم 8 ألاف، ونصيب الأختين 16 ألفا، ونصيب الأخوين 12 ألفا. أي الأخت 8 آلاف والأخ 6 آلاف. ويصعب إيراد العديد من الأمثلة الأخرى في هذا المقال.
4 - حالات ترث فيها المرأة ولا يرث فيها نظيرها من الرجال:
* خاصة الجدة حيث ترث في كثير من الأحيان، بعكس الجد.
* هناك عدة حالات في تقسيم التركة لا يحصل الرجل على نصيب، لكن لو كان امرأة لورث!
وبعد هذه الاستقراء يتضح أن المرأة تحصل في أكثر من 30 حالة – بحسب دراسة د. صلاح سلطان- على نصيب مماثل أو يزيد عن الرجل، لكن الدعاية الباطلة تركز فقط على 4 حالات ترث فيها المرأة نصف نصيب الرجل.
وهذا النصيب للرجل في هذه الحالات لكون الشريعة أوجبت عليه نفقة المرأة أماً وزوجةً وبنتاً، بخلاف ما يرحب به العلمانيون واليساريون اليوم من رفض الإنفاق على المرأة وإجبارها على التكفل بنفقاتها.
فظلم المرأة في الميراث لا يقضي عليه سوى التزام أحكام الشريعة بعامة وأحكام المواريث بخاصة، والبعد عن عوائد الجاهلية بإعطاء النساء نصيبهن من الميراث كاملاً دون نقص أو غش أو خداع، فعن زيد بن ثابت: "من عمل الجاهلية أن يرث الرجال دون النساء".
ويجب على العلماء والقضاة ووسائل الإعلام حث المواطنين وتوعيتهم بحقوق الله عز وجل التي أعطاها للمرأة، وأن نصيبها ليس نصف نصيب الرجل، ولكن قد تساويه بل قد تزيد عن نصيبه.
ملاحظة: أوردت المقال في مجلس العقيدة والقضايا الفكرية المعاصرة لتعلقه بالرد على العلمانيين والليبراللين والحداثين وأضرابهم الذين يعزفون على نغمة ظلم المرأة النشاز.
المصدر:
1 - مدونة أسامة شحادة ( http://osamash.maktoobblog.com/1616981/%d9%85%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3 %d8%a9-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%86%d8%b5%d9%81-%d9%85%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ac%d9%84/).
2- جريدة الغد الأردنية ( http://www.alghad.com/?news=519106).
ـ[ابن سعدهم الحنبلى]ــــــــ[01 - Aug-2010, صباحاً 01:23]ـ
جزاك الله اخى خيرا على هذه الأفادة الجميلة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Aug-2010, صباحاً 09:53]ـ
جزاك الله خيرا على نقلك الفوائد .. وإن كانت فكرة الكاتب من التكلف , لأن القاعدة الربانية "للذكر مثل حظ الأنثيين" نص يخالف عنوانه المقبوح-عفا الله عنه-وقد سيقت مساق الأصل=القاعدة المستمرة
والمقصود بها حين تتساوى قرابة الأنثى والذكر بالنسبة للمتوفى ,وهذا هو اللائق بمعنى"القاعدة"
فلم يفهم أحد حتى العوام أن الذكر- أيا كان -حين يجتمع مع أنثى- أيا كانت درجتها بالنسبة للهالك -فإنه يأخذ ضعف نصيبها
إذن: حين يأتي بحالات تأخذ فيها أنثى كذكر أو فوقه لم يصح مع هذا عنوانه إلا أن يقول:
ليس كلما اجتمع ذكر وأنثى كان الذكر مثليها
فلسنا مضطرين للذب عن حمى الإسلام بإغراب الكلام
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 08:43]ـ
جزاك الله خيرا على نقلك الفوائد .. وإن كانت فكرة الكاتب من التكلف , لأن القاعدة الربانية "للذكر مثل حظ الأنثيين" نص يخالف عنوانه المقبوح-عفا الله عنه-وقد سيقت مساق الأصل=القاعدة المستمرة
والمقصود بها حين تتساوى قرابة الأنثى والذكر بالنسبة للمتوفى ,وهذا هو اللائق بمعنى"القاعدة"
فلم يفهم أحد حتى العوام أن الذكر- أيا كان -حين يجتمع مع أنثى- أيا كانت درجتها بالنسبة للهالك -فإنه يأخذ ضعف نصيبها
إذن: حين يأتي بحالات تأخذ فيها أنثى كذكر أو فوقه لم يصح مع هذا عنوانه إلا أن يقول:
ليس كلما اجتمع ذكر وأنثى كان الذكر مثليها
فلسنا مضطرين للذب عن حمى الإسلام بإغراب الكلام
أخي الفاضل أبا القاسم لا أرى وجها لاستقباحك العنوان؛ لأن العنوان-كما لا يخفى عليكم-ينفي ثبوت الحكم الخاص وهو نصف ميراث الرجل في عموم الأحوال, ونفي الأخص مطلقاً لا يلزم منه نفيه في أحوال؛ فنفي انحصار ميراث المرأة بأن لها نصف ما للرجل لا ينافي أن يكون ميراثها نصف ما للرجل في حالات, وعليه فلا مصادمة .. والإغراب في الصحف والمجلات حسن جذاب خصوصا إن لم يحوِ منكراً صريحاً ..
شكراً لك على المرور والتعليق .. ودمت في ود ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 08:54]ـ
الذي أراه يا حبيب أن ما نفاه هو الأصل
ولايقال إنه حالة خاصة مستثناة
ألا ترى أنه كلما اجتمع ذكور وإناث وكانت درجتهم بالنسبة للمورث واحدة
كان نصيب الرجل ضعف الأنثى؟
فرده بهذه الحجة التي أدلى بها يعد من الردود الضعيفة عند التحقيق
والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 06:44]ـ
/// أوافق أخي الفاضل أبا القاسم وفقه الله في التحفظ على العنوان - وقد استغربته للغاية في الحقيقة - وعلى فكرة الرد كذلك.
قاعدة المفاضلة بين ميراث الذكر والأنثى المنصوص عليها في الآية الكريمة هي المعمول بها عند التساوي بين الذكر والأنثى ((في أولادكم))، وإطلاق العنوان بهذا اللفظ يصادم تلك القاعدة. فالآية أطلقت القول في الذكر والأنثى (بما مفهومه أنه ما يكون عند ذاك التساوي)، فلما جاءت عبارة العنوان بإطلاق القول في الذكر والأنثى كذلك، كان ظاهرها معارضة إطلاق الآية وإن لم يقصده الكاتب!! فكان حريا به أن يقول (ميراث المرأة ليس نصف ميراث الرجل بإطلاق) أو (في جميع الأحوال) مثلا، حتى يدفع هذا التصور.
/// وحتى مع هذا فإنه لا يجيب عن الشبهة .. فهم إنما يعترضون على القاعدة المعمول بها في الآية! يقولون إنه من الظلم أن يعطي الإسلام للأنثى نصف ما يعطيه للذكر مع كونهما على درجة واحدة من القرابة للميت!
فإن علمتَ هذا - بارك الله فيك - تبين لك أن الأخ الكاتب - وفقه الله - لم يُجب عن الشبهة بهذا الكلام.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 12:57]ـ
الذي أراه يا حبيب أن ما نفاه هو الأصل
ولايقال إنه حالة خاصة مستثناة
أخي العزيز الذي تراه أنه نفى الأصل في ميراث المرأة!!
أي الأصل في ميراث المرأة عندك أن تكون بنتا لمتوفى أو أكثر مع أخ أو أكثر وحينئذٍ يكون للذكر مثل حظ الأنثين!!
فهل الأصل أن كل امرأة ترث تكون بنتاً بهذه الصورة؟!!!
قال تعالى: ((يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)) [النساء: 11]
ألا ترى أنه كلما اجتمع ذكور وإناث وكانت درجتهم بالنسبة للمورث واحدة
كان نصيب الرجل ضعف الأنثى؟
لا أرى أخي العزيز .. وحبذا نقلت لنا تنصيص العلماء على هذه القاعدة التي ذكرتها!!
فرده بهذه الحجة التي أدلى بها يعد من الردود الضعيفة عند التحقيق
والله أعلم
سيتبن لنا بإذن الله من ردُّهُ القوي المحقق ومن رده ضعيف لين بعد الإجابة العلمية المحددة ..
والله الموفق ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 04:39]ـ
حياك الله أيها الفاضل، تأملت مشاركتك الأخيرة ولعل قولك إن الآية فيها قيد ((في أولادكم)) والعنوان ليس فيه هذا القيد، قد يتوجه معه دفاعك عن العنوان، ولكن ما زلت أرى الإطلاق فيه موهما - للوهلة الأولى على الأقل - بمخالفة الآية، والإيهام في العنوان لاجتذاب القراء قد لا يكون محمودا أحيانا.
أما بخصوص مادة المقال فالمؤلف فعلا لم يرد على الشبهة بما تفضل به، لأن الشبهة مثارة بالأساس على الحالة التي تذكرها الآية تحديدا، لا على الأحوال الأخرى .. يعني من المتوقع أن يقال للكاتب: من البداهة أنه باختلاف الأحوال وصلات الأقارب بالميت تختلف أسهم الورثة، بما فيهم المرأة، وقد يحدث أن تكون أوفرهم سهما في بعض الحالات، كما قد يحدث ألا يرث أحد سواها، ولكن السؤال يظل قائما: لماذا جعل الإسلام للمرأة نصف حظ الرجل عند كونهما أخوين لا شريك لهما في التركة؟ هذا التفريق بينهما في الميراث عند استواء الصلة ما وجهه؟ أليس العدل في أن يسوي بينهما؟
هذا هو محل الشبهة المثارة بالأساس لو تأملته، وجوابه في الحقيقة إنما يكون بالضرب في أسس الفلسفة التي عليها جعلوا هذا عدلا وهذا ظلما، وجعلوا هذا حقا وهذا واجبا، ثم راحوا يحكمون على شرائع الإسلام بناء على تلك الفلسفة الأخلاقية التي اخترعوها في مزابل كفرهم وإلحادهم!! ولهذا أقول إن الكاتب مع كونه أبدع في بيان أن هذه الحالة ليست هي الحالة الوحيدة في مواريث النساء حتى يتكلم أصحاب الشبهة بما يوهم بذلك (إن وقع هذا منهم)، إلا أنه لم يُجب عن أصل الاعتراض في الحقيقة، فتأمل هذا الأمر بارك الله فيك.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 06:00]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
حياك الله أيها الفاضل، تأملت مشاركتك الأخيرة ولعل قولك إن الآية فيها قيد ((في أولادكم)) والعنوان ليس فيه هذا القيد، قد يتوجه معه دفاعك عن العنوان، ولكن ما زلت أرى الإطلاق فيه موهما - للوهلة الأولى على الأقل - بمخالفة الآية، والإيهام في العنوان لاجتذاب القراء قد لا يكون محمودا أحيانا.
وحياك الله أخي الكريم .. نعم أوافقك أن العنوان يحمل وجهين من المعنى, ولكن الأمر -كما ذكرت- يكون للوهلة الأولى, وعند الاطلاع على مضمون المقال يتبين لك حقيقته ومقصده, وإيهامه ليس بشديد ولم أشعر به إطلاقاً, ولكن قد يشعر به آخر؛ فيولد لديه رغبة عارمة للاطلاع على محتواه وبعدها يتحصل المقصود .. قد تخالفني ولكن الأمر هيِّن لا يصل إلى حد وصف المقال بالضعيف وإلى مخالفة المحققين -كما تفضل به الأخ أبو القاسم- نفع الله به-!
وميراث المرأة نصف حظ الذكر مذكور في أربع صور أتى بها صاحب المقال؛ فهي حالات خاصة وقليلة مقارنة بميراث المرأة بعموم؛ فتأمَّل!
أما بخصوص مادة المقال فالمؤلف فعلا لم يرد على الشبهة بما تفضل به، لأن الشبهة مثارة بالأساس على الحالة التي تذكرها الآية تحديدا، لا على الأحوال الأخرى .. يعني من المتوقع أن يقال للكاتب: من البداهة أنه باختلاف الأحوال وصلات الأقارب بالميت تختلف أسهم الورثة، بما فيهم المرأة، وقد يحدث أن تكون أوفرهم سهما في بعض الحالات، كما قد يحدث ألا يرث أحد سواها، ولكن السؤال يظل قائما: لماذا جعل الإسلام للمرأة نصف حظ الرجل عند كونهما أخوين لا شريك لهما في التركة؟ هذا التفريق بينهما في الميراث عند استواء الصلة ما وجهه؟ أليس العدل في أن يسوي بينهما؟
هذا هو محل الشبهة المثارة بالأساس لو تأملته، وجوابه في الحقيقة إنما يكون بالضرب في أسس الفلسفة التي عليها جعلوا هذا عدلا وهذا ظلما، وجعلوا هذا حقا وهذا واجبا، ثم راحوا يحكمون على شرائع الإسلام بناء على تلك الفلسفة الأخلاقية التي اخترعوها في مزابل كفرهم وإلحادهم!! ولهذا أقول إن الكاتب مع كونه أبدع في بيان أن هذه الحالة ليست هي الحالة الوحيدة في مواريث النساء حتى يتكلم أصحاب الشبهة بما يوهم بذلك (إن وقع هذا منهم)، إلا أنه لم يُجب عن أصل الاعتراض في الحقيقة، فتأمل هذا الأمر بارك الله فيك.
أخي الفاضل أبا الفداء -سلمك الله وحفظك- ..
الشبهة التي ذكرتها معتبرة وكبيرة في عقول الصغار من العلمانيين وأذنابهم, ولكن ألا ترى أن الرد على هذه الشبهة يحتمل أكثر من وجه ولون .. فمنه الوجه المعروف في تعليل التفاضل بينهما لكون تبعات الرجل المالية أكثر وأكبر من تبعات المرأة, ولكني أجد في هذا المقال لونا جديداً من ألوان الردِّ على هذه الشبهة, وذلك بطريقة الاستقراء لأحوال إرث المرأة وبيان أن القول الذي عَمِل على إشهاره أعداء الله من أن ميراث المرأة نصف ميراث الرجل مطلقاً ليس بصواب, والصواب أنها ترث في صور محددة نصف ميراث الرجل, وترث أكثر من النصف في صور أعم؛ فلو جاز إطلاق أحد أغلب أحوال المرأة في الميراث لما صح إطلاق ميراثها بأن لها نصف ما للرجل؛ لأنه ليس الأغلب صوراً, وإن كان قد يكون الأغلب واقعاً وتعلقاً ..
والذي فهمته من صاحب المقال أنه يريد انتزاع ذاك التأصيل الفاسد الذي زرعه أعداء الشريعة المطهرة من أن ميراث المرأة نصف ميراث الرجل مطلقاً .. ومن هنا جاء النفي في العنوان: ((ميراث المرأة ليس نصف ميراث الرجل!!)) أي مطلقاً؛ ابتناءاً على المعهود ذهنا عند القوم ..
وكما لا يخفاكم -أدام الله فضلكم وهداكم- أن المقالات الصحفية تتميز بالاختصار تناسباً مع شروط الصحيفة خصوصاً إن كانت من جنس الصحف التي تطبع يومياً كالغدِّ الأردنية التي نشر فيها المقال, ولذا الرد على كل الشبه المثارة حول المسألة متعذر, وإيراد لون جديد من ألوان الرد شيء رائع وجميل وإن تم إهمال اللون المشهور المتداول ..
وأما (الأصل = القاعدة المستمرة) التي جاء بها الأخ الفاضل أبو القاسم فليست بصحيحة على إطلاقها, وأراد نقض خصوص المقال بها, والخاص لا يصلح به نقض الخاص -كما هو الحال هنا-, وأبرز مثال نضربه على نقض هذه القاعدة المطلقة هو أن نقول: إن ميراث الإخوة لأم ذكوراً وإناثاً يكون بالتساوي رغم أن العلاقة والدرجة في القرابة التي تجمعم بالمورث واحدة ومتساوية؛ فتدبر!
لذا قال العلامة بان عثيمين -رحمه الله- في تسهيل الفرائض: (( ... هذا أيضاً قياس قاعدة الفرائض؛ فإن كل ذكر وأنثى من جنس إذا كانا في درجة واحدة كان للذكر مثل حظ الأنثيين، أو على السواء.)) أي بالتساوي.
والله الموفق ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 06:27]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا .. وبارك فيكما
وهذا آخر توضيح مني للمقصود رغم قيام أبي الفداء المبجل بذلك أتم قيام
-قال تعالى"يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" ثم شرع في تفصيل حالات جزئية فقال "فإن كانت واحدة .. "وهذا يدل أنها سيقت مساق القاعدة المستمرة حين استواء الورثة ,وهو ما يخالف عنوان الشيخ
-كما أشار فضيلة الاخ أبي الفداء فإن العلمانيين والمستشرقين والمنافقين إنما يعترضون على حالة كهذه
رجل هلك عن ذكر وبنت وخلّف ثلاثة آلاف دينار ,فيقولون:مابال البنت تأخذ ألفا والابن ألفين؟!
ولم يدع أحد منهم فيما علمت أن الذكر حيثما اجتمع مع انثى ولو قربت من المورث فإنه ينيف عليها في النصيب
-وعليه فمن أبلغ ما يرد بهم عليه أن يقال:
هذا الذي خلف ولدين ذكرا وأنثى,,سنفرض أنهما مقبلان على الزواج
وحتى تكون المقارنة مستوية فنفرض أن الذكر منهما سيمهر زوجته ألفي دينار وأن أخته سيصدقها زوجها ألفين أيضا
فبهذا يبقى مع الذكر =صفر , ويغدو مال أخته ثلاثة آلاف
والرسالة من هذا المثال: أن الرجل مطالب بالنفقة وجوبا وعليه أعباء لا أن الله بخس المرأة حقها هضما لكرامتها وإنساميتها
إذ المساواة من كل وجه جور محقق
-طريفة: ذكر الشيخ العالم المجاهد مصطفى السباعي نحو هذا الكلام لطلابه في جامعة دمشق بعد إثارة بعضهم هذه القضية فلما فرغ, شعر بعض الطلاب الذكور أن النساء فضلن عليهم بهذا وأنهم بخسوا حقهم فطالبوا بالمساواة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 06:53]ـ
وكما لا يخفاكم -أدام الله فضلكم وهداكم- أن المقالات الصحفية تتميز بالاختصار تناسباً مع شروط الصحيفة خصوصاً إن كانت من جنس الصحف التي تطبع يومياً كالغدِّ الأردنية التي نشر فيها المقال, ولذا الرد على كل الشبه المثارة حول المسألة متعذر, وإيراد لون جديد من ألوان الرد شيء رائع وجميل وإن تم إهمال اللون المشهور المتداول .. حياك الله أيها الفاضل. لم أنف كونه مقالا طيبا وقد أعجبني ما فيه من فوائد حين قرأته (بصرف النظر عن العنوان)، بارك الله في كاتبه ونفع به. ولكنه - كفكرة - لا يكون ردا إلا على من عمم منهم وقال إن الشرع يجعل للمرأة نصف حظ الرجل مطلقا .. ومع أن هذا قول لا أعرفه ولم أسمعه من أحدهم في الحقيقة، إلا أن الجواب عنه لا يكون إلا بمثل هذا المقال.
أما شبهة الحالة الخاصة التي تنص عليها الآية فليس هذا المقال جوابا عنها كما أحسبك تتفق معي، بارك الله فيك.
وعلي أي حال فهو - كما تفضلتَ - إضافة طيبة لترسانة الردود، جزى الله كاتبه وناقله خيرا (ابتسامة)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 08:22]ـ
الأخوين الفاضلين أبا القاسم, وأبا الفداء -نفع الله بكما- ..
حصلت الفائدة بالنقاش الجميل الذي حصل حول الموضوع, وخرجنا متفقين منتفعين مؤتلفين بحمد لله ..
فتقبلا تحيتي المعطرة .. (تقاسما التحيَّة سوياً كما تتقاسم المرأة -أحيانا- الميراث مع الرجل بالتساوي .. ولا تعرجا على لازم التشبيه فليس بالمقصود إطلاقاً) .. (ابتسامة)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 09:08]ـ
وفقك الله تعالى لكل خير ..
هذا العنوان فيه مشاققة لله ورسوله
" أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله , للذكر مثل حظ الأنثيين , وشهادة امرأتين برجل , أفنحن في العمل هكذا , إن عملت امرأة حسنة؟ كتبت لها نصف حسنة. فأنزل الله هذه الآية: {ولا تتمنوا} , فإنه عدل مني , وأنا صنعته "
قال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
هذا مفهوم النبي صلى الله عليه وسلم ومفهوم الصحابة ومفهوم العلماء،، ومفهوم الأمة كلها.
والعناوين الرنانة لجذب القراء تخضع للحكم عليها من خلال الكتاب والسنة، ومثل هذه العناوين كثيرة:
اجعل الشيطان يوقظك لصلاة الفجر!!
طريقه جديده لفتح اي موقع إباحي في العالم والطريقة هي: وضع آية كريمة في البروكسي: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "
جواز سفر الرسول!!
تعلم السحر على الطريقة الإسلامية!!
الخمر والربا حلال!!
كل هذه عناوين باطلة تخضع للحكم من الكتاب والسنة، وليس كونها رنانة لجذب القراء يخرجها عن الحكم عليها بالكتاب والسنة!(/)
معنى الايمان بالله
ـ[انور الازهرى]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 03:51]ـ
معنى الايمان بالله
إن الإيمان هو القضية التي تدور حولها الحياة الإنسانية لكل مؤمن وهو نقطة ارتكاز لا يتحول عنها المؤمن إلى غيرها لأنه ما ثم غيرها فى تاريخا ا لمؤمن ومستقبله وكل ما حول هذه القضية من أمور هو متعلق بها وقائم عليها فمن اجل هذه القضية تكونت الدنيا ومن اجله تزول ومن اجل هذه القضية خلق الإنسان وبها وفى سبيلها يحيا ويموت
قال تعالى:
" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
وقال تعالى:
"قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين "
فما هو الإيمان بالتحديد وكيف يكون الايمان حق الايمان ان اصدق تحديدلذلك هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عندما سئل عن الايمان فقال عليه السلام ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ,رواه مسلم فأول ما يطلب من العبد الإيمان به هو الايمان بالله وكل مابعد هذا الايمان هو فرع له وبناء عليه ولعل قائل يقول وما الجديد فى هذا فكل مسلم يؤمن بالله ويصدق به والحق اقول ان الا يمان بالله ليس مسالة هلامية بل له حدود تحده واركان توضحه واعمال تلزم عنه وليس هو كما يظن البعض تميمة سماوية تلقى بك في جنة الآخرة أو لفظ غامض هومت به فى وجوه الملائكة ففتحت لك الابواب وليس هو كلمة والسلام فما هى اركان هذاالايمان وحدوده وضوابطه لكن قبل الشروع فى هذا المقصد فلعل من مزيد البيان لهذا الامر هو ان نتعرض ابتداء لعقيدة المشركين الذين نزل القران لاصلاح عقائدهم فى ام القرى وما حولها من بلاد العرب يوضح القران كما توضح السيرة النبوية ان مشركى مكة الذين نزل القران لدعوتهم الى الايمان كانو يؤمنون بوجود الله بل يؤمنون بانه الرزاق الذى له مقاليد السماوات والارض ويدبر امر العالم ويصرفه ويحي ويميت.
قال تعالى
"قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحى من الميت ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون "
فمن الواضح جدا ان هولاالقوم يؤمنون بوجود الله بل يعترفون بانه المالك والخالق المدبر لامر الكون فهم يعترفون بربوبية الله فالله هوالرب اى المالك الخالق المدبر لامر مخلوقاته كما هو واضح من معنى كلمة الرب فى اللغة العربية , فهم من هذه الناحية اى الربوبية مؤمنون بربوبية الله لهذا كان ابن عباس رضى الله عنه يفسر قوله تعالى " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " يقول (إذا سألتهم من خلق السموات والارض قالو الله وهم يعبدون معه غيره) والحق أنهم لم يكونوا يؤمنون فقط بربوبية الله ولكن ايضا يؤمنون بالوهية الله كما يدل عليه قوله تعالى حاكيا قول المشركين "اجعل الإلهة ألها واحد إن هذا لشى عجاب " فهم كانوا يعترفون بالهية الله ويقدمون له سبحانه وتعالى العبادة لكن افة القوم انهم كانو ا يشركون معه غيره فى مجال العبادة فكانو يقدمون العبادة لاصنامهم ظنا منهم انها تقربهم الى الله زلفى فكانوا يدعون هذه الإلهة المصنوعة وينسكون لها ويتقربون إليها بالذبائح والنذور واشكال التعظيم المختلفة وبالاضافة الى هذا اللون من الشرك فان القوم كان لديهم نوع اخر من الشرك وهو شرك التشريع فكانو يحرمون ويحللون لانفسهم الوانامن المطاعم والمشارب وكانو يبحرون البحائر ويسيبون السوائب ويختلقون لانفسهم الوانا من التشريعات ما انزل الله بها من سلطان اضف الى ذلك انهم كانو يتبعون مايشرعه لهم السدنة ومشيخة القبائل ويعقدون الولاء والنصرة على هذه المعتقدات والاوضاع فيجتمع لنا من شرك هؤلا المشركين ثلاثة انواع من الشرك فى الالوهية
الاول
شرك الدعاء والنذر والذبح للا صنام ويسمى شرك النسك
الثاني
شرك التشريع والطاعة والتحليل والتحريم ويسمى شرك الحاكمية
الثالث
شرك المحبة والمتابعة والنصرة ويسمى شرك الولاء
فإذا تبين ذلك وتبينت لك حقيقة الشرك فعرف ان التوحيد هو افراد الله فيما اشرك فيه هولا القوم واليك هذه الأسطر التالية لتمام التبيان
الإيمان بربوبية الله
الإيمان بالربوبية معناه اعتقاد العبد بتفرد الله سبحانه وتعالى بالخلق والرزق والتدبير والاحياء والاماته والضر والنفع بحيث يكون الاعتقاد بان احد اخر له شى من التصرف فى امر الكون من جلب نفع اودفع ضر خرقافى الاعتقاد بالربوبية المطلقة لله فمن اعتقد فى الملائكة والانبياء والاولياء انهم يضرون او ينفعون او يتصرفون فى امر الكون فقد وقع فى الشرك الاكبر بهذا ومن الإيمان بربوبية الله الايمان بالملك والسيادة له سبحانه على الكون فهوسبحانه الملك صاحب السيادة والسيطرة "تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شى قدير" الملك الثالث الاعتقاد بان صاحب الامر والنهى والتشريع هو الله فلا يحق لاحد ان ينا زعه فى امره وتشريعه وكل عمل من هذا النوع يمارسه البشر هو خروج من الايمان
الإيمان بإلوهية الله
والإلوهية مشتقة من كلمة الاله وشعار التوحيد هوكلمة لا اله الا الله اى ان الله هو صاحب الالوهية المتفرد بها ومعنى كلمة الاله اى المعبود فيكون المعنى انه لامعبود بحق الاالله وكلمة العبادة التى افردنا الله بها ليست كلمة غامضه بل معناها العبادة لله بافراده بالنسك مثل الدعاء والنذر والذبح والصلاة والصوم وهذه هى العبادة المعروفة بين الناس ولكن كلمة العبادة لاتقتصر على هذه الاشياء المباركة بل تتعداها الى معنيين اخرين
الثاني العبادة لله بقبو ل تشريعه وحده ورد ما سواه
قال تعالى:
"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا الا ليعبدوا الها واحد ا"
الثالث:الولاء لله بلا شريك ويتضمن نصرة دين الله وشريعته والإنحياز لجماعة المسلمين
قال تعالى"قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين"
**************
وهذا هو المعنى الإجمالى للإيمان بالله المتضمن لعبادته وحده وطاعته والولاء له وهو معنى لا اله الا الله التى لها خلقت الخليقة ولها تموت , إنتهى…… ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلام بن سلام]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 11:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يرجى التكرم بتوثيق النقولات حسب المصادر
ولكم جزيل الشكر
والسلام(/)
منهج السلف مع من تلبس من العلماء ببدعة
ـ[أبورينال السلفى]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 10:45]ـ
تمييز علماء أهل السنة بالانصاف مع من خالفهم فى بعض مسائل العقيدة أو الفروع.
و من أكثر من أوضح ذلك الأمام الذهبى رحمه الله فى كثير من تعليقاته فى سفره الرائع السير
مثل ما قال فى ترجمة قتادة: وكان يرى القدر، نسال الله العفو. ومع ذلك فما توقف أحدفى صدقه، وعدالته، وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بهاتعظيم البارى وتنزيهه،
وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولايسال عما يفعل.ثم الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعُلِمَ تحريه للحق،واتع علمه،وظهرذكاؤه،وعرف صلاحه وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولانضلله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدى بهفى بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك. أه
فما أشد حاجتنا إلى تعلم هذا
ـ[السليماني]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 06:05]ـ
ثم الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه،
وعُلِمَ تحريه للحق
،واتسع علمه،
وظهرذكاؤه،
وعرف صلاحه وورعه واتباعه(/)
الإتباع 2
ـ[سلام بن سلام]ــــــــ[01 - Aug-2010, صباحاً 11:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله .. والصلاه والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة وسلم
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولو عنه وانتم تسمعون) سورة الأنفال
فإن من آمن بالله ورسوله إيمانا تاما وعلم مراد الرسول قطعا تيقن ثبوت ما أخبر به، وعلم أن ما عارض ذلك من الحجج فهي حجج داحضة (درء تعارض العطل والنقل 1/ 21)
قال تعالى: (كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبرو آباته وليتذكر اولو الالباب) سورة ص
قال شارح الطحاوية: لا يثبت من لم يسلم لنصوص الوحيين وينقاد اليهما ولا يعترض عليها ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه. (شرح الطحاوية لابن أبي العز ص 219)
قال الحسن البصري: ابن آدم؟ لا تغتر بقول من يقول المرء مع من احب انه من احب قوما اتبع آثارهم، ولن تلتحق بالابرار حتى تتبع اثارهم وتقتدي بسنتهم وتصبح وتمسي وانت على منهاجهم حريصا على ان تكون مثلهم فتسلك سبيلهم وتأخذ طريقهم (كتاب استنشاق نسيم الانس لابن رجم ص 120)
قال تعالى (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه فلا تتبعو السبل فتفرق عن سبيله) سورة الأنعام
قال الطحاوي: فـ على العبد أن يجعل ما بعث الله به رسوله وانزل به كتبه هو الحق الذي يجب اتباعه، فيصدق بأنه حق وصدق وما سواه من كلام سائر الناس يعرضه عليه فان وافقه فهو حق وان خالفه فهو باطل (شرح الطحاوية ص 218)
قال تعالى: (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوه) سورة الحشر
قال ابن القيم: كل عمل بلا اقداء فإنه لا يزيد عامله من الله الا بعدا، فإن الله تعالى إنما يعبد بأمره لا بالآراء والأهواء (مدارج السالكين 1/ 84)
قال تعالى: (ليبلوكم أيكم احسن عملا) سورة الملك
عن أبي بن كعب رضي الله عنه (وإن اقتصادا في سبيل وسنه خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنه فانظرو ان يكون عملكم ان كان اجتهادا او اقتصادا ان يكون ذلك على منهاج الانبياء وسنتهم صلوات الله عليهم (الحجة في بيان المحجة 1/ 111)
قال ابن بطة: فالزموا رحمكم الله الطريق الأقصد والسبيل الارشد والمنهاج الاعظم من معالم دينكم وشرائع توحيدكم التي اجتمع عليها المختلفون واعتدل عليها المعترفون (ولا تتبعو السب تفرق بكم عن سبيله) // الإبانه 1/ 421
إن حقيقة الاتباع بأن تكون مخرجات اعمال المسلم مطابقة لاعمال الرسول (ص)
وفقنا الله وإياكم لاتباعه والعمل بما جاء به
ـ[المسدد]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 01:40]ـ
وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوه
فانتهوا
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله(/)
لم يثبت أن لحواء أم البشر قبراً في جدة لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
ـ[مكاوي]ــــــــ[01 - Aug-2010, صباحاً 11:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((لم يثبت أن لحواء أم البشر قبراً في جدة)) وهذا نصه:
الحمد لله الذي خلق الناس من ذكر وأنثى، وأشهد أن لا إله إلا الله له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن نبينا محمداً خير الورى وقد بلَغ في السؤدد الذُّرى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وكل من بهديه اهتدى.
وبعد، فقد اطلعت على ما نشرته صحيفة عكاظ بتاريخ 10/ 3/1431هـ حول قيام بعض الناس بالسعي إلى تطوير مقبرة في جدة يدَّعى أنها لحواء أم البشر وأنه رُصد مبلغ كبير لتكاليف تطويرها ونزع ملكيات حولها لتوسيعها، وأحب أن أنبِّه حول هذا الموضوع إلى ما يلي:
1ـ أن دفن حواء أم البشر في جدة وفي هذه المقبرة المنسوبة إليها لا يصح؛ لأنه لا دليل من الشرع على ذلك، والأصل عدم ذلك حتى يثبت، ويدل على عدم صحته ما يلي:
أـ أن مجرد اشتهار نسبة المقبرة إلى حواء لا اعتبار له ولا يفيد دفنها فيها؛ فإن من القبور ما اشتهرت نسبته ومع ذلك لا صحة لهذه النسبة، كالقبر الذي نُسب إلى الحسين رضي الله عنه في القاهرة.
ب ـ أن الناس في أول الخليقة كانت أجسامهم كبيرة وأعمارهم طويلة، قال الله عز وجل عن نوح عليه الصلاة والسلام: (ولقد ارسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) ولما خلق الله آدم خلقه وطوله ستون ذراعاً، ويدخل أهل الجنة الجنة على قدر خلق أبيهم؛ ففي صحيح البخاري (3326) ومسلم (7163) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر ـ وهم نفر من الملائكة جلوس ـ فاستمع ما يحيونك به؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك، قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، قال: فزادوه ورحمة الله، قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن))، وروى البخاري (3327) ومسلم (7149) أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه في وصف دخول أهل الجنة الجنة، وفي آخره: ((وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء))، ففي هذين الحديثين ثبوت طول آدم وأنه ستون ذراعاً، وأما العرض فجاء في مسند الإمام أحمد (10913) بإسناد ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كان طول آدم ستين ذراعاً في سبع أذرع عرضا))، وفي الحديثين أيضاً الإخبار عن أمر غيبي وقع في الماضي وهو خَلْق آدم وطوله ستون ذراعاً، والإخبار عن أمر غيبي يقع في المستقبل، وهو دخول أهل الجنة الجنة على خلق آدم طولهم ستون ذراعاً.
ومن المعلوم أن طول حواء مثل طول آدم أو قريب منه للتماثل والتقارب بين الرجال والنساء في مختلف الأزمان، وأن طول قبرها يكون ستين ذراعاً، وأن القبور في هذه المقبرة المنسوبة إلى حواء وغيرها من المقابر متماثلة، وهي في حدود أربعة أذرع، وحواء أول امرأة وُجدت في الأرض، فمن أين لأحد أن قبرها في أرض جدة؟! وما ذاك إلا من الأساطير والرجم بالغيب!.
2ـ أن تطوير هذه المقبرة والعناية بها وصرف مبالغ كبيرة لهذا التطوير وتمييزها على غيرها من المقابر في جدة يلفت الأنظار إليها وإلى القبر الموهوم فيها، ويكون ذلك سبباً في تعظيمها وافتتان الناس بها مع أنه لا حقيقة لذلك، وما دام أن الأموات يُذهب بهم إلى المقابر بواسطة السيارات فالذي يناسب إيجاد مقابر في أماكن خالية لا يُحتاج معها إلى نزع ملكيات كالذي أُريد لهذه المقبرة من تطويرها وإظهارها بمظهر يكون سبباً لافتتان الناس بها، ولو ثبت أن قبر حواء في جدة وفي هذه المقبرة وأن طوله ستون ذراعاً لم تجز العناية بهذه المقبرة عناية خاصة تتميز بها عن المقابر في جدة.
وقد ذكر العلماء المحاذير التي تترتب على العناية ببعض القبور عناية خاصة يترتب عليها تعظيم أصحابها والغلو فيهم وسؤالهم قضاء الحاجات وكشف الكربات، ومن ذلك قول الرازي في تفسيره عند قول الله عز وجل في سورة يونس: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) قال: ((ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر؛ على اعتقاد أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون شفعاء لهم عند الله))، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (27/ 79): ((وكان العكوف على القبور والتمسح بها وتقبيلها والدعاء عندها وفيها ونحو ذلك هو أصل الشرك وعبادة الأوثان))، وذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية (14/ 170) في حوادث سنة ثمان ومائتين وفاة السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ وقبرها في مصر ـ والغلو فيها وقال: ((وأصل عبادة الأصنام من المغالاة في القبور وأصحابها، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور وطمسها، والمغالاة في البشر حرام)).
وبناء على ما تقدم، فالواجب منع هذا التطوير لهذه المقبرة وعدم التمكين من ذلك لتحصل السلامة من الآثار السيئة المترتبة عليه.
وأسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمن عليهم بالفقه في الدين والثبات على الحق، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[01 - Aug-2010, صباحاً 11:41]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 08:01]ـ
جزاكم الله وبارك الله فيكم
ـ[البتيري]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 09:51]ـ
جزاك الله خيرا
هل العمل على تطوير المقبرة ناتج عن قرار رسمي؟
ـ[طلال الإمام]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 01:46]ـ
بارك الله فيك والاصل ان للمقابر حرمة لا يتعدى عليها ولا البيع حوليها(/)
غزوة الخندق .. مفاتيح نصر غفلنا عنها
ـ[إبن سليم]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 05:51]ـ
بعد أن أجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النظير و هم قسم من يهود المدينة وساروا إلى خيبر أخذو على تغليب قريش و غطفان على حرب الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، كما يفعل اليوم أبنائهم بتحريض الغرب على الإسلام و أهله فهم لا يدخرون جهدا في التحريض على عفة المرأة المسلمة و حيائها و نقابها و سترها و لا على فلسطين و رجالها و لا على كل من رفع راية الإسلام عربيا كان أو أعجميا، فخرج لذلك رئيسهم حيي ابن أخطب إلى قريش بمكة وعاهدهم على حرب النبي صلى الله عليه و سلم وقال لهم: إنه قد بقي من قومه سبعمائة نفر في المدينة وهم بنو قريظة وبينهم وبين محمد صلى الله عليه و سلم عهدا وميثاقا وأنه يحملهم على نقض العهد ليكونوا معهم، فسار معه أبو سفيان وغيره من رؤساء قريش في قبائل العرب حتى اجتمع على قتال النبي قدر عشرة آلاف مقاتل من قريش كنانة والأقرع بن حابس في قومه، وعباس بن مرداس في بني سليم، و غطفان.
وهكذا إنطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب و ذلك في السنة الخامسة للهجرة من شهر شوال لما علم الرسول صلى الله عليه و سلم بالأمر، استشار أصحابه وقادته في الحرب وأشار الصحابة بالبقاء في المدينة، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق في مشارف المدينة، فاستحسن الرسول صلى الله عليه و سلم والصحابة رأيه، وعملوا به. كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين. واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت خمس عشر يوماً.
بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق فتفاجؤا به وقاموا إزاء المدينة شهر و لم يجد المشركون سبيلا للدخول، وبقوا ينتظرون أياما وليالي يقابلون المسلمين من غير تحرك، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بني قريظة، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية بين بني قريظة والمسلمين، ولما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل، فوجده صحيحا. وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله، لأنهم كانوا على يقين بأن عين الله ترعاهم. ثم إن الله عز وجل وله الحمد صنع أمرا من عنده خذل به العدو.فمن ذلك أن رجلا من غطفان يقال له نعيم بن مسعود جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال قد أسلمت، فمر بي بما شئت. فقال " إنما أنت رجل واحد. فأخذل عنا ما استطعت. فإن الحرب خدعة ". فذهب إلى بني قريظة وكان عشيرا لهم فدخل عليهم وهم لا يعلمون بإسلامه. فقال إنكم قد حاربتم محمدا. وإن قريشا إن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا انشمروا قالوا: فما العمل؟ قال لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. فقالوا: قد أشرت بالرأي. ثم مضى إلى قريش فقال هل تعلمون ودي لكم ونصحي؟ قالوا: نعم. قال إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم وإنهم قد أرسلوا إلى محمد أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يمالئونه عليكم فإن سألوكم فلا تعطوهم. ثم ذهب إلى غطفان. فقال لهم مثل ذلك.
فلما كانت ليلة السبت من شوال بعثوا إلى يهود إنا لسنا معكم بأرض مقام وقد هلك الكراع والخف. فاغدوا بنا إلى محمد حتى نناجزه فأرسلوا إليهم إن اليوم يوم السبت وقد علمتم ما أصاب من قبلنا حين أحدثوا فيه. ومع هذا فلا نقاتل معكم حتى تبعثوا لنا رهائن. فلما جاءهم رسلهم قالوا: قد صدقكم والله نعيم. فبعثوا إليهم إنا والله لا نبعث إليكم أحدا. فقالت قريظة قد صدقكم والله نعيم. فتخاذل الفريقان و لما طال مقام قريش تفككت روابط جيش المشركين، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم، وجرفت مؤنهم، وأطفأت نيرانهم، فرجعوا إلى مكة ورجعت غطفان إلى بواديها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين أشرق الصبح، لم يجد المسلمون أحدا منهم فازدادوا إيمانا، وازداد توكلهم على الله فسبحان الله ما أعظم فقه رسول الله صلى الله عليه و سلم و توكله على الله و مدى معرفته بأمور الدنيا و كياسته فلم يهمل أبدا مبادرة نعيم بن مسعود عليه سحائب الرحمة و الغفران بل فرح به و تفاعل معه و إستثمر مكمن القوة فيه بحكمة حيث أن الرجل عرف بالدهاء و هو على حد علم الأحزاب حليف و ما يضنون فيه السوء فأوقع بينهم ما أوقع حيث تفرقت ريحهم و دب فيهم الخذلان و الهوان و أثبطت عزيمتهم و رجعوا خائبين ... و سبحان الله العلي القدير، العليم الحكيم الذي إختار نعيم بن مسعود ليقذف في قلبه الإيمان و ليكرمه بنصرة رسوله صلى الله عليه و سلم و الصحابة الكرام إذ للرجل علم و معرفة بأركان هذا التحالف و مكامن القوة فيه و الضعف فسدد بعون الله رميته و وفق أيما توفيق ... و اليوم يعيد التاريخ نفسه فيتحزب علينا اليهود و النصارى و الفرس و من يحسبون على المسلمين فبدماء أطفال العراق و نسائها و أشرافها يرتجي الفرس القوة النووية و بعفة نساء المسلمين و حيائهن و شرف رجالهن يأمل الهمل من المتمسلمين في الشهرة و الوجاهة و بإخوان القردة و الخنازير يذبح الغرب العرب و المسلمين ... و لكن كل هؤلاء متفرقون في أصلهم و متكالبون على بعضهم متادعون و ما أعظم قول الله فيهم " تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى " الحشر 14 ... و اليوم يوجد من نعيم بن مسعود رضي الله عنه و أرضاه رجالا بين ظهرانينا من حيث المعرفة و الإدراك العميق للعلاقة بين اليهود و النصارى المبنية على المصلحة و الإبتزاز فالعلماء الأجلاء و الدعاة المخلصين و المفكرين النافذين و المختصين من فنيين و خبراء و العوام العاملين لوجه الله موجودون و مطلعون و مجتهدون و إن لم يكونوا كثرا، و ما كانت الكثرة أبدا معيارا لإنتصارنا، و محركا لآمالنا، و لكن في إعتقادي هناك حاجة إلى روح معنوية أعلى تعزز إيماننا بمواهبنا و قدرتنا على الإنجاز إلى جانب الصياغة الذكية و الجديدة في إستثمارنا لطاقاتنا و قدراتنا.
إنه من الغريب أنه دائما تراودني فكرة مفادها أن هذا التحالف الصهيوني الغربي ينتهي إذا نجحنا على الأقل في إرجاع الغرب لنصرانيته و ذلك بإصدار الكتب و ما شابه بما أن الغرب يحب القراءة و الإطلاع لأن أصل العداء بين اليهود و النصارى أساسه الدين، فاليهود يرون أن عيسى بن مريم عليه السلام "إبن زنى" و هم أيضا من صلبوه و هذا ما جلب عليهم لعنة من النصارى ضلت تلازمهم إلى أن دخل الغرب في اللادينية بثورته على الكنيسة و خدمت اليهود ظروفا مواتية ليعلوا في الأرض و ليتم الله أمرا كان مفعولا.
إن نعيم بن مسعود لما حقق ذلك الإنجاز الضخم العظيم لم يكن قديم عهد بالإسلام و لم يكن من خريجي الزيتونة أو الأزهر أو السربون و إنما كان رجلا عرف كيف يوضف موهبته و معرفته (إختصاصه) و بإخلاصه لوجه الله جاء التوفيق و النصر المبين.
إن الله عز و جل قال في محكم تنزيله عن اليهود مخاطبا النبي صلى الله عليه و سلم " و لتجدنهم أحرص الناس على حياة " هكذا دون أن يعرفها أي "حياة و كفى". و ما نحتاجه اليوم هو قول الشاعر " إنهض و سر في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحياة". الحياة التي إرتضاها الله لعباده المؤمنين، حياة إستخلاف الله في أرضه أو بالأحرى هي حياة خير أمة أخرجت للناس المتجسدة في النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف لا مكان للسلبية و الهوان و الذلة فيها أبدا.
ـ[حميد اموكاى]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 09:00]ـ
من حميد السلام اعليكم ورحمة الله اننا نشكركم جزيل الشكر على هاد التنبيه على غزوات الخندق
انتم تعلمون ان كل من اراد ان يتكلم عل الغزوات يقول له انت ارهابى وانك تشجع الناس على الارهاب واصبحة كلمات الجهاد لتدكر ابدا الا فى بعض المواضع قليلة جدا حتى اننا نسمع كتير من العلماء يتكلمون فى كتير من الامور ولم نسمع بالكلم على الجهاد والكلم كتير يحتاج الى وقت
اسمحولى كتيرا اخوكم حميد
ـ[إبن سليم]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 09:50]ـ
أخي الحديث عن الغزوات فيه عبر كثيرة و ليس فقط الجهاد بعينه و ما أردت الإشارة إليه في هذا الموضوع هو تحسين طريقة تفكيرنا و تعاملنا ... و الثقة بالنفس التي يجب أن نربيها في أبنائنا ... و كذلك عدم إحتقار مبادرات تأتي ممن هم أقل منا علما أو خبرة .. و هذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه و سلم. و جازاك الله خيرا.(/)
يأجوج و مأجوج: رؤية جديدة لمكان تواجدهم
ـ[محمد عبدالله الشعلان]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 07:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني أخواني الانضمام هذا الصرح العلمي الرائد
ويسعدني أن أضع بين أيديكم رؤية جديدة عن يأجوج ومأجوج
أتطرق فيها إلى مكان عيشهم ومكان الردم مدعماً بالأدلة من الكتاب والسنة ,,, موضحاً ذلك بالصور الطبيعية للردم حسب ما توصلت إليه ,,, والله أعلى وأعلم
.............................. .............................. .............................. .......
.............................. .............................. .............................. .......
يأجوج ومأجوج
يعيش يأجوج ومأجوج في كهوف أسفل الأرض في أماكن موغرة في العمق ولا يستطيعون الخروج منها إلا حين يفيض الماء في أماكنهم فيرفعهم إلى الأعلى إلى سطح الأرض ,,, فيبقون ما شاء الله لهم أن يبقوا وحين يبدأ الماء يغور في داخل الأرض يعودون معه إلى ديارهم في الأسفل ,,, وهكذا دواليك حتى بعث الله ذا القرنين فبنى عليهم الردم وحين فاض الماء في ديارهم ورفعهم إلى الأعلى لم يجدوا أماهم سدا كما فعل القوم الذين عندهم حين بنوا سدين قبل ذلك وإنما وجدوا ردما عليهم فلم يستطيعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً ,,,,
والدليل على هذا القول///////
1: أن الله سبحانه وتعالى حين ذكر مكانهم سما أرضهم ((بين السدين)) والسدود توضع لتحجز الماء وهذين السدين هما السدان اللذان بناهما القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا سابقا فقد بنوا سدين قبل أن يأتي ذو القرنين فبنوا السد الأول فظهره يأجوج ومأجوج وربما أحدهما وبعد أن عاد يأجوج ومأجوج إلى مكانهم بعد الإفساد في الأرض وحين بدأ الماء بالنزول إلى الأسفل ,, قام القوم ببناء السد الثاني متفادين فيه العيب الذي في السد الأول ألا وهو الارتفاع فبنوا السد الثاني وكان عاليا جدا لكي لا يظهر عليه يأجوج ومأجوج وحين فاض الماء في ديار يأجوج ومأجوج وجدوا السد الثاني أمامهم عاليا فنقبوه وخرجوا على الناس ...
2: الدليل الثاني: أن القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا طلبوا من ذي القرنين أن يبني لهم سدا ,,,, ولم يطلبوا منه أن يبني دونهم حصن أو سور أو قلعة وإنما سدا ,, وهنا نسأل أنفسنا لماذا طلبوا سدا بالتحديد هل لأنهم لا يكادون يفقهون قولا؟؟؟ وأرادوا أن يقولوا له سور فقالوا سد؟؟؟!!!! نقول: لا .... فالله سبحانه وتعالى قد سما أرضهم بين السدين قبل ذلك في بداية القصة ,, إذاً هم طلبوا سد بالتحديد ... لماذا؟؟ لأنهم يرون بأم أعينهم أن يأجوج ومأجوج يخرجون من ديارهم باستخدام الماء سيلاً جارفاً ويعيثون في الأرض فساداً ,, ثم حين يغور الماء في الأرض يعودون معه إلى ديارهم في أسفل الأرض ..
3: الدليل الثالث على هذا الكلام وأن يأجوج ومأجوج يخرجون باستخدام الماء: قوله تعالى بعد أن ذكر ذو القرنين الردم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا * وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا)) فوصف الله سبحانه وتعالى خروج يأجوج ومأجوج بعد أن يجعل الردم دكاء وصف خروجهم بأنهم يموجون في بعض وهذا فيه إشارة وتنبيه إذا لم يكن هذا هو المقصود فعلاً وهو أنهم يخرجون باستخدام الماء سيلا جارفا فالموج يكون في الماء وهذا الدليل الثالث على أن يأجوج ومأجوج يخرجون مع الماء إن لم يكونوا يعيشون فيه أصلاً والله أعلى وأعلم ....
4: الدليل الرابع: حديث تميم الداري رضي الله عنه حينما قابل الدجال فقد سأله الدجال عدة أسئلة كان أغلبها عن الماء في منطقة غور الأردن ,, ونذكر من كلامه التالي (( ...... أخبروني عن نخل بيسان (1). قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هليثمر؟ قلنا له: نعم. قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرةالطبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر (2). قالوا: عن أيشأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم. هي كثيرة الماء، وأهلها
(يُتْبَعُ)
(/)
يزرعون من مائها ..... )) إلى آخر الحديث ,, وهذه الأسئلة والعلامات ليست علامات خروج الدجال ,, بل إنها علامات خروج يأجوج ومأجوج الذين يرجو الدجال أن يكونوا من جنوده أو على الأقل يسهلوا عليه مهمته ولو عن غير قصد ,,والدليل على ذلك \\\\\\
أولاً: أن خروج الدجال ويأجوج ومأجوج متقارب جدا فما يكاد عيسى عليه السلام يقتل الدجال حتى يخرج يأجوج ومأجوج وقد يكون للدجال شأن في عملية إخراجهم .. والله أعلم
ثانياً: أن الدجال سأل عن ذهاب ماء بحيرة طبرية وهذا معلوم لدينا بالأحاديث الواردة عن محمد عليه الصلاة والسلام أن ذلك يكون حين يخرج يأجوج ومأجوج وليس قبل خروج الدجال وإنما بعد ذلك فيشربون ماءها ومعلوم بالأحاديث أن يأجوج ومأجوج يخرجون بعد الدجال ,,, إذا فالدجال ينتظر هذه العلامات ليخرج يأجوج ومأجوج لعلهم يساندونه في مبتغاه ...
ثالثاً: أن هذه العلامات التي سأل عنها الدجال تدل على أن يأجوج ومأجوج يستخدمون الماء في العيش والتنقل من وإلى سطح الأرض ,,
رابعأ: أن هذه الأماكن سوف يغور ماءها حين يفتح الردم ويدخل الماء إلى ديار يأجوج ومأجوج فيرفعهم معه إلى الأعلى إلى سطح الأرض فيعيثون في الأرض فساداً .. والله اعلم
5: ومن الأدلة أيضا على أن يأجوج ومأجوج يعيشون في ماء داخل الأرض: أن الله يرسل عليهم دودة النغف بعد خروجهم فتقضي عليهم ,, وهذا النوع من الدود يصيب أيضاً الحيوانات البرمائية هذا والله أعلم .......
6: ومن الأدلة على ما ذكر أيضاً التساؤل التالي: أين يأجوج ومأجوج حينما بدأ ذو القرنين ببناء الردم عليهم؟؟!! ولمذا تركوه يبني الردم عليهم وهم أولوا قوة وألوا بأس شديد؟؟ والردم لم يأخذ إنجازه يوما وليلة بل المسألة استمرت إلى أطول من ذلك فقد جمعوا الحديد أولا ثم القطر ثم أوقدوا النار عليه وبدأوا ببناء الردم وكم أخذوا في فترة البناء الله أعلم ,,, والذي حدث أن يأجوج ومأجوج وقت بناء الردم كانوا في داخل الأرض ولم يأتي وقت فيضان الماء في ديارهم ليخرجوا على الناس وحين بدأ الماء يرفعهم وجدوا الردم أمامهم ((فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا)) والله أعلم ........
7: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه يقول: (لا إله إلا الله، ويلللعربمنشر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وعقد سفيان تسعين أو مائة، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث). الراوي: زينب بنت جحش المحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 7059 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
يقول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ((ويل للعرب)) وقد ذكر العرب دون غيرهم وفي هذا إشارة وبشارة ,, الإشارة هي أن يأجوج ومأجوج أول خروجهم سيكون في أرض العرب ثم يملؤون الأرض ,, والبشارة أن العرب سيكونون هم سكان تلك المناطق التي يوجد فيها الردم في ذلك الوقت والتي أتوقع والله أعلم أنها في حوض البحر الميت أو أغوار الأردن .....
تل دير علا
مدينة دير علا حسب ويكيبيديا ((مدينة دير علا و هي مدينة أردنية فيالأغوار الوسطى تمر من خلالها قناة الملك
عبد الله. تعتبر مركزا للواء ديرعلا ضمن محافظة البلقاء، و تقع على خط طول 35 و 37 شرقا، و خط عرض 32 و
12 شمالا، و هي مركز لواء دير علا، و تتبع إداريا إلى بلدية دير علا في غور الأردن، وتبعد عن نهر الأردن حوالي
5كم غربا، و تنخفض عن مستوى سطح البحر حوالي 224م.
يقع تل دير علا في منطقة وادي الأردن، و التي تتميز بارتفاع درجاتحرارتها صيفا، و يتميز الموقع بقربه من نهر
الأردن و خصوبة تربة فيه وموقعه الاستراتيجي بين الأردن و فلسطين و وقوعه على خط التجاري القديم)) ويوجد
عدة تلال متقاربة في منطقة غور الأردن مشابهة لتل دير علا وكلها تلالمن صنع الإنسان ,,
وهذه التلال والله أعلم هي مكان صهر الحديد والنحاسلصناعة الردم
فموقع دير علا مثلاً اعتمد سكانه على الزراعة و تربيةالحيوانات،
و لكن في حوالي 1100 - 1000ق. م قاموا علىصهر الحديد، و صناعة الأدوات
الحديدية,,,وتذكرالويكيبيديا أيضاً
)) أن التل في هذه الفترة كان عبارة عن قرية صغيرة، استقرفيها الناس وبنو بيوتهم فيها،
(يُتْبَعُ)
(/)
و كانت البيوت في هذه الفترة مبنية من اللبنو الذي تظهر عليه أثار حرق على جدران المباني و السقوف، مما قد
يشير إلىتعرض الموقع
لحريق كبير ((,,, وهذا والله أعلم من آثار النار
الهائلة التي أوقدها ذو القرنين لصهر الحديدوالنحاس لبناء الردم ,,,
ومن أهم المكتشفات في دير علا النقش الجصي ,, ((حيثاكتشف النقش عام 1967م في دير علا على يدفرانكين، و نشر على يدي هوفتايزرو فان در كوي في عام 1976م، و عثر على النقش على جدار أحد الأبنية، والنصعبارة عن نص ديني مكتوب بالحبر الأسود و الأحمر، و يؤرخ النقش إلى العصر الحديديبناءا على المبنىالذي عثر فيه على النقش فأرخ إلى الفترة ما بين (850 - 750 ق. م)، و قد كتب النص على الجص الكلسيباستخدام الحبر الأسود و الأحمر (لبنسكي 1997: 1 - 6).
و يذكر النص اسم بلعام بن باعور و الذي يريد ذكره فيالعهد القديم (لبنسكي 1997: 12)، و هو يشبه الخطوطالعمونية المتأخرةإلى حد بعيد (القنانوة 1998).)) مابين الأقواس من ويكيبيديا
وهذه بعض الصور الجوية لتل دير علا مأخوذة من مدونة تل دير علا للمحامي رأفت خليلالبهادلة
من الأردن
http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/1/photo/080110070807zn4wuk209yokp.jpg
مقبرة الكرك
((الكرك مدينة أردنية ( http://majles.alukah.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF %D9%86) عريقة تضرب جذورها في اعماق التاريخ، تقع ضمن لواء قصبة الكرك ( http://majles.alukah.net/wiki/%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1_%D9%8 2%D8%B5%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9% 84%D9%83%D8%B1%D9%83) في محافظة الكرك ( http://majles.alukah.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%83 _(%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8% B8%D8%A9)) جنوب العاصمة عمّان ( http://majles.alukah.net/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86_(%D9% 85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9)) وت بعد عنها حوالي 120 كم. يبلغ عدد سكانها 200,000 نسمة. تشرف جبالها الشاهقة على البحر الميت ( http://majles.alukah.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1 _%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A A) ومنطقة الأغوار الجنوبية ( http://majles.alukah.net/wiki/%D8%BA%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86) والض فة الغربية ( http://majles.alukah.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%81%D8%A9 _%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A 8%D9%8A%D8%A9) في فلسطين)) حسب موقع ويكيبيديا
ويقع على بعد 26 كيلومتراً غرب الكرك مكاناً أثري يدعى "باب الذراع" سكنته موجات متلاحقة من الشعوب وجدت فيه الماء والأرض الخصبة والممر السهل للأراضي الفلسطينية. ويعود تاريخ هذا الموقع للفترة ما بين 2850 - 2250 قبل الميلاد. ووجد في الموقع مقبرة قدمت نموذجاً غريباً لدفن الموتى إذ أن الهياكل العظمية وجدت في قبور والجماجم في قبور أخرى وتعتبر أكبر مقبرة العالم وتضم رفات مئات الآلاف من البشر , وقد وجدوا أيضاً كرات من الكبريت الخالص تقريباً مدفونة داخل أحد المنحدرات الصخرية الغريبة الشكل على أطراف البحر الميت ,,, ونحن نعلم أنه في تلك الحقبة من التاريخ لا يمكن أن يجتمع هذا العدد الهائل من البشر في مكان واحد ,, وربما لم يكن أعداد البشر على سطح الأرض كلها يصل إلى هذه الأعداد الهائلة وإن وصل إليها أو تعداها فإنهم يكونون منتشرين في الأرض ولا يجتمعون في مكان واحد بمئات الآلاف فكيف بأن يموتوا في وقت واحد ويدفنوا في مقبرة واحدة عظيمة ,, وهذه الصفة وهي صفة الكثرة ليست موجودة إلا في قوم معينين وهم يأجوج ومأجوج فهذه الرفات والعظام البشرية يبدو أنها لجزء بسيط من يأجوج ومأجوج الذين كانوا يخرجون في ذلك الزمان قبل أن يبني عليهم ذو القرنين الردم وإذا كان هذا هو عدد الموتى منهم في ذلك الوقت فما هو عددهم حينها؟؟!!! وما هو عددهم الآن؟؟!!!!!! نسأل الله السلامة .................
البحر الميت
إن كلمة مأجوج مأخوذة من الماء الشديد الملوحة ولا يوجد أشد ملوحة من البحر الميت على وجه الأرض
واستنادا إلى علم الآثار فإن قاع البحر الميت مسطحاً بكامله ولكن صوراً التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في إحدى رحلات الفضاء قد أثبتت غير هذا!!!!
فقد انطلق في عام 1994م المكوك الفضائي الأمريكي انديفر للبحث عن النباتات الغنية بالمعادن
(يُتْبَعُ)
(/)
واستعمال المياه العذبة فالتقطوا صورا غريبة لمعلمين غريبين داخل البحر الميت .....
وقد قام عالم متخصص بالإنجيل وهو مايك ساندرز بالقيام برحلة غوص باستخدام غواصة متطورة في أعماق البحر الميت لرؤية هذه المعالم بالذات ومحاولة معرفة ماهيتها في سبيل بحثه عن مدينة سدوم وعامورة من مدن قوم لوط عليه السلام وقام بتصوير هذه الرحلة تلفزيونياً تحت عنوان استكشاف موقع عذاب قوم لوط بغواصة وهو موجود بهذا الاسم في الشبكة المعلوماتية .. ولكن الذي حدث هو رفض السلطات الأردنية لعملية الغوص في آخر لحظة وكذلك قيام السلطات الإسرائيلية بعملية تفجير قوية داخل البحر الميت بقوة 4,2 درجات على مقياس ريختر بعد إعطائها الإذن لعملية الغوص وقبل بدء عملية الغوص بعدة أيام فقط وذلك ربما لإخفاء أمور لا تريدها أن تظهر للعيان ,, ولكن رغم هذه العقبات فقد تمت الرحلة بخمس عمليات غطس للمواقع المذكورة فلم يجد في الموقع الأول شيئاً ولكن كانت المفاجأة في الموقع الثاني والذي ظهر في صور المكوك الفضائي على شكل هرم ,, فقد تواجد في ذلك المكان مجموعة من التلال الغريبة والتي يتلون رؤوس معظمها باللون الأحمر (والذي أعتقد والله أعلم أنه النحاس الذي أفرغه ذو القرنين على الردم) مما زاد من غرابتها وتأكيد أنها من صنع الإنسان وليس من تكونات طبيعية,, وقد أنهى ساندرز بحثه بهذه الكلمات ((لم أجد موقع مدينتي سدوم وعامورة ولكني أعتقد جازماً أن ما وجدته يعتبر اكتشاف عظيم ولكنني لا أعلم ما هو)) وهذه صورة لأحد هذه التلال والتي أعتقد والله أعلم أنها جزء من ردم يأجوج ومأجوج والله أعلم , حيث أن الله سبحانه وتعالى يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون)) والحدب هو الأكمة والمرتفع من الأرض
وهذه بعض صور الردم ويلاحظ اللون الأحمر في أعلاها والذي أتوقع والله أعلم أنه النحاس الذي أفرغه ذو القرنين على ردم يأجوج ومأجوج
http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/1/photo/080110080846nhs7gqfyc3i0q.png
ونلاحظ في هذه الصورة الفتحة الواضحة التي في أعلى التل الأحمر
http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/1/photo/080110080846tr17f46cchlyi54c.p ng
تل آخر
http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/1/photo/0801100808476mip9lpenwe.png
وهذه صورة أخرى وتوضح وجود بناء داخل أكوام الملح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 01:52]ـ
/// ينظر هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52807&highlight=%ED%C3%CC%E6%CC+%E6% E3%C3%CC%E6%CC
ـ[محمد عبدالله الشعلان]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 04:03]ـ
/// ينظر هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52807&highlight=%ed%c3%cc%e6%cc+%e6% e3%c3%cc%e6%cc
يشرفني ردك على مشاركتي,,, وقد قرأت المناقشات التي دارت في الرابط الذي كتبته ,, وقد استفدت كثيراً منها فجزاك الله خيراً ,,وأدعوك لقراءة بحثي كاملاً فأنا لم أجدعلاقة تربط تلك المناقشات بالبحث الذي كتبته فأنا يا أخي لا تهمني هل صورت الأقمار الصناعية الردم أم لم تصوره ,,, ولا يهمني أن أثبت وجود يأجوج ومأجوج عن طريق العلم ,,,رغم اعتمادي على العلم في البحث ,, فإن كنت ترى أن استخدام العلم الحديث في البحوث العلمية أو حتى الغيبية محرم فأرجو أن تذكر الدليل على ذلك فأنا لم أقتنع بردودك في الرابط أعلاه ,, فليس كل ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى وأخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم هو من الغيبيات المحرم دراستها بالعلم ,, فالله ذكر لنا في الكتاب الأنهار وذكر الأشجار والبحار والشمس والنجوم والقمروالبعوض والنحل إلى غير ذلك مما ذكر سبحانه ,,فهل هذه من الغيبيات أيضاً التي لايجب علينا دراستها عن طريق العلم ,, فالله سبحانه وتعالى قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)
ومع ذلك أمرنا بمعرفة كيف بدأ الخلق فهذا لا يتنافا مع هذا فقال عز وجل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
أعود فأقول أنا لا يهمني أن أثبت ذلك بالعلم الحديث أو ألوي أعناق الأدلة لتوافق العلم ,, فكلام الله مقدم على العلم ,, ونحن نؤمن بما ذكر لنا سبحانه وتعالى من دون تكلف معرفة حقيقته ,, ولكن هذا لا يمنع من وجد علماً نافعاً يوافق المنقول أن يذكره ,, فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجده التقطها ,,, شاكر لك أخي سعة صدرك
ـ[المنتصر طموس]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 01:25]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52807&highlight=%ED%C3%CC%E6%CC+%E3% C3%CC%E6%CC
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبدالله الشعلان]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 07:07]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52807&highlight=%ed%c3%cc%e6%cc+%e3% c3%cc%e6%cc
أخي طموس لقد قرأت ما كتبت في ذلك الرابط ,,
وأعتقد أن رد أخي عدنان فيه كفاية إن شاء الله ,, وأنا أتفق مع أخي عدنان في رفض تفسيرك ليأجوج ومأجوج ,, ولن أخوض في نقاش معك في هذا التفسير ,,, احتراما لما ذكره أخي عدنان حينما قال:
((/// وأرجو منك (إداريا) عدم التمادي في ذكر مثل هذه الأمور المصادمة للنصوص ولمذهب أهل السنة، في هذا الموضوع أوغيره؛ حيث إنَّك تكتب في منتدى ليس منبرًا لترويج مثل هذه الانحرافات.))(/)
نحب لدولتنا السعودية دوام عزها ونبغض التغريبيين الساعين بمكرهم لإضعافها للشيخ العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 01:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((نحب لدولتنا السعودية دوام عزها ونبغض التغريبيين الساعين بمكرهم لإضعافها)) وهذا نصه:
الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله وخليله ومصطفاه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد، فإن نسبة الدولة السعودية إلى مؤسسها في منتصف القرن الثاني عشر الهجري الإمام محمد بن سعود رحمه الله، وكان ذلك بتأييد وتسديد ومؤازرة من الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقد نشأت هذه الدولة واستمرت على الالتزام بالكتاب والسنة والسير على ما كان عليه سلف الأمة، وقد مرت بعهود ثلاثة: ولاتها في العهد الأول الإمام محمد بن سعود ثم الإمام عبد العزيز بن محمد ثم الإمام سعود بن عبد العزيز ثم الإمام عبد الله ابن سعود، وولاتها في العهد الثاني الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود ثم الإمام فيصل بن تركي ثم الإمام عبد الله بن فيصل، وولاتها في العهد الثالث الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، ثم أبناؤه الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبد الله خادم الحرمين، رحم الله الجميع وحفظ خادم الحرمين ووفقه لما فيه رضاه، وقد حصل لهذه الدولة العظيمة العز والتمكين في الأرض مدة ثلاثة قرون تقريبا لقيامها بتحكيم شرع الله ونصرة دينه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قال الله عز وجل: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ، وقال:چ چ چ چ چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک کگ گ گ گ چ، وقال:چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ژ ژڑ ڑ ک ک ک ک گ گ چ، وقال صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما: ((احفظ الله يحفظك)) وهو حديث صحيح رواه الترمذي (2516) وغيره، وقال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح)).
وكل ناصح لهذه البلاد حكومة وشعبا يحب بقاء هذه الدولة ودوام عزها ومحافظتها على أسباب عزها وبقائها، وأن تبقى هذه المكاسب العظيمة التي ورَّثها الملك عبد العزيز رحمه الله، وهي لم تحصل له رحمه الله إلا بجهد جهيد وعناء شديد، وفي نفس الوقت يبغض الناصحون لهذه البلاد حكومة وشعبا كلَّ من يسعى إلى إضعاف هذه الدولة والإساءة إليها بقول أو فعل، وفي مقدمتهم أعداؤها الحقيقيون وهم المستغربون والتغريبيون قتلة الأخلاق والفضائل الذين يريدون أن تميل هذه البلاد ميلا عظيما، والذين يتحقق بالأخذ بما يصبون إليه الضعف والهوان والأضرار العظيمة، كما قال الله عز وجل:چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ، وقال في شكر النعم وكفرها:چ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چ، وقال:چ ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ، وقال:چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ، وقال:چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ?چ، وقال:چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ، وقال:چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ چ، وقال:چڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? چ، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه كما في صحيحي البخاري (3093) ومسلم (4582): ((لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به؛ فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ))، وقال تعالى:چ ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ? ?? ? ? ? چ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)) رواه البخاري (7280)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((وجُعل الذل والصغار على من خالف أمري)) رواه أحمد (5667) بإسناد حسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قلت في كلمة سابقة نشرت بتاريخ 18/ 2/1430هـ بعنوان: ((دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات هم الذين وراء بدء انفلات بعض النساء أخيرا في بلاد الحرمين)): ((ولم يغز المسلمين أعداؤهم بمثل غزوهم ببعض أبنائهم الذين تربوا على أيديهم وأفكارهم، فقاموا بالنيابة عنهم بالدعوة في بلادهم إلى وأد الفضائل ونشر الرذائل، وهؤلاء الغزاة من أبناء هذه البلاد يسعون إلى ميلها العظيم، وقد قال الله عز وجل:چ پ پ پ پ ? ? ? ? چ، وفي حديث حذيفة رضي الله عنه الذي كان يسأل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشر، أخبر صلى الله عليه وسلم عن وجود دعاة إلى الشر بقوله: ((دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها)) ووصفهم بأنهم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا رواه البخاري (3605) ومسلم (4784)، ويسعون إلى الإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها، وقد قال الله عز وجل: چ ? ? ? ? ? ?چفي آيتين من سورة الأعراف، قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية الأولى: ((ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض وما أضره بعد الإصلاح! فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد، فنهى عن ذلك))، ويسعون ـ إن لم يؤخذ على أيديهم ـ إلى خرق السفينة وإغراقها بمن فيها من الحكام والمحكومين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا؟ فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً)) رواه البخاري (2493)، وقال الله عز وجل:چ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?چ، ويسعون إلى تقويض البنيان الشامخ لهذه الدولة العظيمة التي أسسها الملك عبد العزيز رحمه الله التي عشنا وعاش آباؤنا وأجدادنا في ولايتها في أمن وأمان وتقيد بأحكام الشرع وأخذ بالفضائل وبعد عن الرذائل.
ومن وسائلهم السيئة للوصول إلى مآربهم الخبيثة الإرجاف بديمقراطية الغرب والنعيق بها وبحقوق الإنسان، وهذا من عمل الشيطان، قال الله عز وجل: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون)، وقال: أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد* ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام)، وقال: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط)، وقال: (يا ايها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين * بل الله مولاكم وهو خير الناصرين)، والعدل في شريعة الإسلام وليس في الديمقراطية المزعومة ونعيقها بحقوق الإنسان، وقد كتبت في ذلك رسالة بعنوان ((العدل في شريعة الإسلام وليس في الديمقراطية المزعومة))، وهي ضمن ((مجموعة كتبي ورسائلي)) (6/ 329 - 375) نشر دار التوحيد بالرياض، ذكرت فيها جملة من الأدلة على شمول الإسلام كل ما يتعلق بحقوق الإنسان، وذكرت أن الديمقراطية المزعومة بُنيت على الحرية المطلقة في الرأي ولو كانت إلحاداً أو انحلالاً، وعلى المساواة المطلقة بين الرجال والنساء، وعلى تحرر المرأة فيها من أسباب الفضيلة وانغماسها في الرذيلة، وذكرت فيها جملة من كلمات عقلاء الغربيين وعاقلاتهم في التألم من انفلات نسائهم، ودعوة بعض الكتاب إلى البدء من حيث انتهى الغربيون، وأنه ليس للنساء ولاية على الرجال ولا المشاركة في توليتهم، وختمتها ببيان أن ((السعادة في نور الوحي والشقاء والظلام فيما سواه)).
ومن أمثلة الظلم والعدوان الذي اتصفت به الديمقراطية المزعومة أنه لما تطاول حثالة من أسفه سفهاء الغرب على جناب من أرسله الله رحمة للعالمين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ وهو أعظم إنسان وأفضل إنسان ـ كان حظهم من ديمقراطية الغرب السلامة من العقوبة على هذا الإجرام المتناهي في الإجرام، ولا يضر السحاب في السماء نبح الكلاب في الأرض، ومن أمثلته أنه لما تسلط بعض أحفاد قتلة الأنبياء قريباً على التقتيل والتدمير في قطاع غزة حيث قُتل أكثر من ألف وثلاثمائة إنسان وجُرح أكثر من خمسة آلاف إنسان، كان حظهم من الديمقراطية المزعومة السلامة من العقاب، بل إن ديمقراطيتهم لم تُجمع على
(يُتْبَعُ)
(/)
اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار، وقد قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في كلمته في مؤتمر القمة الاقتصادي المعقود في الكويت قريباً: ((لقد نسي القتلة ومن يناصرهم أن التوراة قالت: إن العين بالعين، ولم تقل التوراة: إن العين بمدينة كاملة من العيون)) يشير بذلك إلى قول الله عز وجل: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ... ) الآية، وليس من الحكمة إطلاق صواريخ من غزة لا تضر اليهود شيئاً فيترتب على ذلك حصول التدمير والتقتيل لسكان قطاع غزة.
وكل تنازل من المسلمين عن شيء من دينهم فإنه يسخط ربهم ويُعجب أعداءهم، لكنه لا يكفيهم منهم، ولا يرضيهم إلا شيء واحد أخبر الله عنه في قوله: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل غن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير).
وقلت فيها أيضا: ((ومن كانوا من دعاة التغريب ومتبعي الأهواء والشهوات قريبين من ولاة الأمر في إدارة أو استشارة أو وزارة أو غير ذلك فهم في الحقيقة بطانة سيئة وجلساء سوء، وخطرهم على الراعي والرعية أشد من خطر المجذوم على الصحيح، والفرار منهم أولى من فرار الصحيح من المجذوم؛ للبون الشاسع بين خطرهم وخطر المجذوم، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما استُخلف خليفة إلا كان له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصم الله)) رواه البخاري (6611)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة)) رواه البخاري (5534) ومسلم (6692)، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((وفِرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد)) رواه البخاري (5707)، وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (5/ 336) عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: ((من صحبني منكم فليصحبني بخمس خصال: يدلني من العدل إلى ما لا أهتدي إليه، ويكون لي على الخير عوناً، ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ولا يغتاب عندي أحداً، ويؤدي الأمانة التي حملها مني ومن الناس، فإذا كان كذلك فحيهلا به، وإلا فهو في حرج من صحبتي والدخول علي))، وأما حالهم في الآخرة، فقد قال الله عز وجل في أمثالهم: چ ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ?چ.
وقلت فيها أيضا: ((قد أظهرت الأفاعي أخيراً رؤوسها في هذه البلاد، ووُجد من دعاة التغريب ومتبعي الأهواء والشهوات مَن يدعو بقوله وفعله إلى وأد الفضيلة ونشر الرذيلة بتحوُّل النساء من الحجاب والقرار في البيوت إلى السفور والاختلاط بالرجال، معرضين عما جاء به الكتاب والسّنّة من الأدلة الدالة على المحافظة على الفضائل والتحذير من الوقوع في الرذائل، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبراً، فقالت: إذن تنكشف أقدامهن! قال: فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه)) رواه أهل السنن وغيرهم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقال الترمذي (1731): ((هذا حديث حسن صحيح))، فإذا كان النساء أُمرن بتغطية أرجلهن، فإن تغطية الوجوه أولى؛ لأنها محل الزينة والجمال، ومن ذلك تعليل فرض الحجاب على أمهات المؤمنين بكونه أطهر لقلوبهم وقلوبهن؛ فإنه إذا عُلِّل احتجابهن بذلك مع أنهن محل الطهر والعفاف الذي لا شك فيه، فإن سَتر من سواهن وجوههن عن الرجال الأجانب أولى وأولى؛ لما يُخشى عليهن من الفتن والشرور التي لا تحمد عقباها في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى البخاري (870) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلّم قام النساء حين يقضي تسليمه، ويمكث هو في مُقامه يسيراً قبل أن يقوم، قال: نرى ـ والله أعلم ـ أنَّ ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال)) ورواه النسائي (1333) ولفظه: ((أنَّ النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ إذا سلّمن من الصلاة قمن، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال))، وقد جاء في القرآن الكريم أنَّ ترك الاختلاط بين الرجال والنساء كان في الأمم السابقة، قال الله عز وجل عن نبيه موسى عليه الصلاة والسلام: (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة ن الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير * فسقى لهما)، ففي هذه القصة أنَّ هاتين المرأتين احتاجتا إلى سقي غنمهما وانتظرتا حتى ينتهي الرجال من سقي أغنامهم، واعتذرتا لموسى عليه الصلاة والسلام بأنَّ أباهما شيخ كبير لا يتمكن من الحضور لسقي الغنم مع الرجال، فسقى لهما موسى عليه الصلاة والسلام.
وأضر فتنة على الرجال حذَّر منها الرسول صلى الله عليه وسلم فتنة النساء، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) رواه البخاري (5096) ومسلم (6945) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وأخبر أن أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) رواه مسلم (6948) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وكما كانت فتنة النساء أوّل فتنة لبني إسرائيل في جاهليتهم القديمة، فهي في جاهليتهم الجديدة أعظم وأشد؛ إذ انفلتت النساء في هذا الزمان في الغرب، فابتعدن عن كل فضيلة، ووقعن في أنواع الرذائل من التهتك والعري دون أن يكون لهن صادٌّ ولا رادٌّ، وقلّدتهم في ذلك الدول الإسلامية، ولم يبق على جادة السلامة والاستقامة في ذلك إلاّ المملكة العربية السعودية، ومع ذلك يتردد بين الفينة والفينة من بعض الناس في الداخل والخارج التساؤل عن انفرادها بذلك دون غيرها، وفيهم من يلهث وراء ذوبانها كما ذاب غيرها، فتطفح الصحف بنشر صور النساء سافرات ومختلطات بالرجال وبالإشادة بانفلاتهن والدعوة إليه، ولا يوقف هذا الزحف على الفضائل والأخلاق في هذه البلاد من دعاة التغريب ومتبعي الأهواء والشهوات بإذن الله إلا وقفة حازمة وعزمة صادقة ممن ليس فوق يده إلا يد الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، تبقى فيها النساء في هذه البلاد على ما كانت عليه في عهد والده وإخوانه الذين ولوا الأمر من قبله رحم الله الجميع؛ فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن كما قال ذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه (البداية والنهاية لابن كثير 2/ 301))).
وقلت في ختام تلك الكلمة: ((وهذه الكلمة الناصحة ستبقى بعد ذهاب قائلها ومن قيلت فيهم ومن قيلت لهم، وأسأل الله عز وجل أن يتجاوز عن قائلها ويعفو عنه، وأن يهدي من قيلت فيهم إلى الصواب ويخرجهم من الظلمات إلى النور، وأن يوفق من قيلت لهم إلى قبول نصح الناصحين والحذر من كيد الكائدين ومكر الماكرين، والمستقبل كشاف كما قيل، فإن كشف عن قبول لهذا النصح فذلك ما أرجوه وأؤمله ولله الفضل والمنّة على توفيقه لولاة الأمر، وإن كشف عن غير ذلك ـ وأرجو ألا يكون ـ فقد أديت ما عليَّ وبذلت نصحي، وأذكر الجميع بقول الله عز وجل: (واتقوا يوما ترجعون فيه غلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)، وهي آخر ما نزل من القرآن على أشهر الأقوال)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقلت في كلمة أخرى نشرت بتاريخ 26/ 1/1431هـ بعنوان: ((في القول بإباحة الاختلاط المذموم في بلاد الحرمين غش للراعي والرعية)): ((والله عز وجل يبتلي بالخير والشر؛ كما قال الله تعالى: (كا نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وغلينا ترجعون)، وأي مسئول يكون قادراً على دفع الشر قبل وقوعه أو رفعه بعد وقوعه لو أصيب بمرض عضال لم يجد له شفاء وقيل له: إنه يزول عنك بدفعك هذا الشر أو رفعه لبادر إلى إزالة المنكر الذي يقدر عليه ليحصل على الشفاء، ومن المعلوم أن ما يُخشى في القبر وما بعده أعظم مما يُخشى منه في الحياة الدنيا، ألا فليتق الله خادم الحرمين في الرعية بمنع انفلات النساء وسفورهن واختلاطهن بالرجال، لاسيما في جامعته التي هلك بسبب وجود السفور والاختلاط فيها من هلك، وليتق الله من ينتسب إلى العلم فلا يصدر منه قول يعود عليه وعلى غيره بالأضرار العاجلة والآجلة، قال سهل بن عبد الله التستري كما في فتح الباري (13/ 290): ((ما أحدث أحد في العلم شيئا إلا سئل عنه يوم القيامة، فإن وافق السنة سلم وإلا فلا))، وليتق الله الأمراء والوزراء ومحافظو المدن في منع الاختلاط المشين، كلٌ على حسب ما أعطاه الله من ولاية، وليتق الله وزير التربية والتعليم في منع اختلاط البنين والبنات في الصفوف الأولية الابتدائية الذي بُدئ بإحداثه في بعض مدارس البنات هذا العام، وليتق الله وزير الثقافة والإعلام فيما يُبث ويُذاع ويُنشر في وسائل الإعلام، وليتق الله الصحفيون فلا تكتب أقلامهم شيئا تحصل بسببه المضرة لهم ولغيرهم، وليتق الله ولاة أمور النساء في محافظتهم على تقيُّدهن بالأحكام الشرعية، ولتتق الله النساء في محافظتهن على الفضيلة والبعد عن أسباب الرذيلة، ألا فليتق الله هؤلاء جميعاً قبل أن يفجأ كل واحد منهم الموت: هادم اللذات ومفرق الجماعات، وما أحسن ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمن قال له: اتق الله يا أمير المؤمنين قال: ((لا خير فيكم إن لم تقولوها لنا، ولا خير فينا إن لم نقبلها منكم))، الحِكم الجديرة بالإذاعة لابن رجب الحنبلي (ص 43)، ومما قاله ابن القيم رحمه الله في الطرق الحكمية (ص 281): ((ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية ـ قبل الدين ـ لكانوا أشد شيء منعاً لذلك)).
ولا يسوغ أن يُفكر بالتحاق بلاد الحرمين في البلاد الأخرى التي انفلتت فيها النساء واختلطن بالرجال في الدراسة والعمل وغير ذلك لأن هذه البلاد هي البقية الباقية الملتزمة بشريعة الإسلام المطبقة لأحكامها، والأصل أن يكون غيرها تابعاً لها في الخير لا أن تكون تابعة لغيرها في الشر، وفيها ما ليس في غيرها من البلاد الأخرى، ففيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين التي يتوجهون إليها في صلواتهم، وفيها يؤدون شعائر حجهم وعمرتهم، وفيها الحرمان الشريفان مكة والمدينة اللذان يتشرف ولي الأمر في هذه البلاد بلقب خادم الحرمين الشريفين، وفيها المسجدان المعظمان المسجد الحرام والمسجد النبوي، وفيها ووري جسد خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها الطواف بالبيت العتيق الذي لا يوجد طواف مشروع في الأرض سواه، وفيها السعي بين الصفا والمروة، وفيها المشاعر المقدسة عرفة ومزدلفة ومنى، وفيها نزل جبريل بالوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها شعّ نور الهدى وانطلق الهداة المصلحون إلى سائر البلاد لإخراج أهلها بإذن ربهم من الظلمات إلى النور، فلا يليق ببلاد هذا عظيم شأنها ــ وقد ظلت النساء فيها محافظة على الحشمة والحجاب والبعد عن مخالطة الرجال ــ أن تتحول من الحسن إلى السيئ فيقع فيها سفور النساء واختلاطهن بالرجال في المجالات المختلفة كالدراسة والعمل وغير ذلك، وإنه لعار على أهل هذه البلاد حكومةً وشعباً أن يؤول الانفلات الذي بدأ للنساء قريباً إلى أن تكون النساء في الحرمين وغيرهما من هذه البلاد مشابهة للنساء في البلاد الأخرى التي سبقت إلى الانفلات في خروج النساء من بيوتهن متبرجات قد بدت منهن الرؤوس والسواعد والأعضاد والسيقان وبعض الأفخاذ، وهو الذي وقع في بلاد الشام حيث بدأ الانفلات فيها بكشف الوجوه
(يُتْبَعُ)
(/)
وانتهى إلى ما هو مشاهد ومعاين في تلك البلاد كما ذكر ذلك الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في ذكرياته (5/ 291ــ309))).
وقد جل الخطب وعظمت المصيبة وتفاقم الأمر واتسعت الهوة؛ وذلك بتوسع النساء في السنوات الأخيرة في انفلاتهن وسفورهن واختلاطهن بالرجال، فاشتركن في عضوية بعض الغرف التجارية، ودخلن للعمل في وزارة الخارجية وغيرها، واشتركن في الحوارات والمنتديات ومختلف اللقاءات، واشتركن مع الرجال في بعض اللجان والمجالس، وبلغ من مكر التغريبيين الماكرين بهذه البلاد أن تحضر النساء مجالس بعض ولاة الأمر، وأن تُلتقط الصور لهن بجوارهم مقدَّمات على الرجال في ذلك كما حصل من أصحاب الغرفة التجارية في جدة.
وبعض هذه الأعمال التي تحصل بمكر هؤلاء الماكرين الغالب أنها تُفعل بدون إذن من ولاة الأمور، وللذين يقومون بها شبه بالذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم يعذَّب في النار لأنه كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فُطن له قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غُفل عنه ذهب به رواه مسلم (2102)،وكذلك هؤلاء إن عوتبوا اعتذروا بأي عذر، وإن تُركوا مضوا في باطلهم.
ومن الأمور المنكرة وضع النساء في أعمال قيادية يكون فيها بعض الرجال تحت ولايتهن وإشرافهن كتعيين امرأة في منصب نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، ومن آخرها ما نشرته صحيفة عكاظ بتاريخ 25/ 7/1431هـ في تعيين وزير الصحة امرأة في منصب المشرف العام على العلاقات الدولية في ديوان الوزارة، وأيضا ما نشرته صحيفة الوطن بتاريخ 29/ 7/1431هـ في تعيين نائب وزير التربية والتعليم نائبة الوزير لشؤون البنات للقيام بأعماله في شؤون البنين والبنات بمناسبة سفره وتمتع نائب الوزير لشؤون البنين بإجازته، وإن صح الخبر الذي أشرت إليه قريبا في كلمة ((خطر التوسع في الابتعاث على بلاد الحرمين)) وهو تعيين امرأة ملحقا في إحدى سفارات المملكة في إحدى دول الغرب من مهماتها الإشراف على المبتعثين، أقول: إن صح هذا الخبر، فهي إحدى الكبَر، وهي من غيرها أمَرّ؛ لما في ذلك من زيادة مصائب المبتعثين؛ وذلك بنفي الفلاح عنهم الذي دلَّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قوم يلي أمرهم امرأة)) رواه الإمامان أحمد (20508) ـ واللفظ له ـ والبخاري (4425) عن أبي بكرة رضي الله عنه، وفي تعيين هذه المرأة في إحدى الدول الغربية إعطاء الدليل الحسي للغرب على نجاح المستغربين في هذه البلاد في تحقيق ما أراده منهم الغربيون، وهو تغريب المرأة السعودية في بلاد الحرمين، وكذا اتجاه وزارة التربية والتعليم في العام المنصرم إلى ترجيح كفة النساء على كفة الرجال، وذلك بالإذن لعدد كبير من المدارس الأهلية بقبول الطلاب في السنوات الأولية الابتدائية يتولى تدريسهم فيها نساء، من آثاره السيئة نشأة الأطفال إلى سن التاسعة أو العاشرة على التأنث لا يخاطبون في تعلمهم إلا النساء، وأيضا ما يترتب عليه من استياء الخريجين الذين لا يجدون وظائف وهم أولى من النساء بهذه الوظائف، والأصل أن الذكور يدرِّسهم الرجال، والإناث يدرِّسهن النساء.
وكل من حصل منه سعي في انفلات النساء أو مكَّنهن من الانفلات في هذه السنوات القليلة الماضية إنما يسيء إلى خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله؛ وذلك بإحداث هذه المنكرات في عهده، ومن الخير وحسن الحظ لخادم الحرمين ـ وفقه الله لكل خير ـ أن يسلم عهده من هذه المنكرات كما سلم عهد أبيه وإخوانه الذين ولوا الأمر من قبله، وألا يكون عهده بفعل هؤلاء الماكرين منعطفا في تاريخ هذه الدولة وتحولا فيها من الحسن إلى السيئ فتلحقه تبعاته في الحياة وبعد الممات، ولو ظهر الملك عبد العزيز رحمه الله ورأى هذا الانفلات الذي حصل للنساء لكان أول من يستحي منه أبناؤه وعلى رأسهم خادم الحرمين حفظه الله ووفقه لكل خير، والله أحق أن يستحيا منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟! قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) رواه مسلم (196)، وقد قلت في كتاب قطف الجنى الداني في شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني (ص 175) المطبوع ضمن مجموع كتبي ورسائلي (4/ 7ـ 189)، قلت: من النصح للولاة الدعاء لهم وعدم الدعاء عليهم، وهي طريقة أهل السنة والجماعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في السياسة الشرعية (ص 129): ((ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان))، وقال الشيخ أبو محمد الحسن البربهاري في كتابه شرح السنة (ص 116): ((وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله، يقول الفضيل بن عياض: لو كانت لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان))، ثم أسند إلى الفضيل قوله: ((لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان، قيل له: يا أبا علي! فسِّر لنا هذا، قال: إذا جعلتها في نفسي لم تَعْدُني، وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد، فأُمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن ظلموا وإن جاروا؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين))، وقال الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة: ((ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة)) العقيدة مع شرحها لابن أبي العز (ص 540)، وقال الشيخ أبو إسماعيل الصابوني في كتابه عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص 93): ((ويرون ـ يعني أصحاب الحديث ـ الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية)).
والله يعلم أني بذلت النصح لولاة الأمر في أمر انفلات النساء الذي طرأ على هذه البلاد مؤخرا سرّاً وعلانية، وبذلته لغيرهم علانية، ومما نشر لي في ذلك هذه الرسائل: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟!))، و ((دفاع عن الصحابي أبي بكرة رضي الله عنه ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال))،و ((العدل في شريعة الإسلام وليس في الديمقراطية المزعومة))، و ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها))، و ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها))، وكتبت عدة كلمات نُشرت متفرقة ونُشر عشر منها مجتمعة بعنوان: ((عشر كلمات في تحذير رجال بلاد الحرمين من الإفلات ونسائها من الانفلات)).
ومن النصح للولاة وغيرهم سرّاً وعلانية ما يكون فيه مرارة، لكنها بالنسبة إلى الناصح مرارة قول الحق المأمور به في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه، وفيها: ((وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مرّاً، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم)) رواه أحمد في مسنده (21415) بإسناد حسن، وأما بالنسبة للمنصوح فالمرارة فيه شبيهة بمرارة الدواء الذي يكون في استعماله الشفاء بإذن الله، وفي صحيحي البخاري (7200) ومسلم (4768) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم))، وفي لقاء خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله هيئة كبار العلماء بعد صدور أمره بتعيينهم في أول ربيع الأول سنة (1430هـ) طلب منهم أن يقولوا الحق وألا يخافوا في الله لومة لائم.
ومع توالي النصح للولاة وغيرهم، فحركة تغريب المرأة في بلاد الحرمين بمكر الماكرين بها سائرة على قدم وساق؛ لأنه كما قيل: مَن أمن العقوبة أساء الأدب، وهؤلاء الماكرون بالرعاة والرعية الذين يسعون للإفساد في الأرض بعد إصلاحها ظالمون لأهل هذه البلاد حكومة وشعبا، وظلم الناس في دينهم وأخلاقهم وفضائلهم أشد من ظلمهم في أموالهم، ودعوة المظلوم مستجابة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ((واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) رواه البخاري (1496) ومسلم (121).
وإني داع وطالب من كل غيور على هذه البلاد أن يدعو للولاة ويدعو على أعدائهم، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لهداك واجعل عملهم في رضاك، اللهم وانصر بهم دينك وأَعْلِ بهم كلمتك، واحفظ بهم هذه البلاد من كل سوء في دينها وأخلاقها وسائر أحوالها، اللهم امنحهم السداد وأعنهم على كل ما فيه صلاحهم وصلاح العباد والبلاد، اللهم وفقهم للأخذ بنصح كل ناصح يدعوهم إلى الجنة والحذر من مكر كل ماكر يدعوهم إلى النار، اللهم من مكر بهذه البلاد حكومة وشعبا فامكر به، ومن كادها فردَّ كيده في نحره وأشغله بنفسه عن الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، اللهم ومن كان منهم قريبا من ولاة الأمور ولم يَرْعَوِ عن ظلمه ولم يمنحهم نصحه وحجب عنهم نصح الناصحين اللهم فاحجب عنه عافيتك وأشغله بنفسه عن الإضرار بالراعي والرعية، اللهم اكف هذه البلاد حكومة وشعبا شر هؤلاء الماكرين جميعا بما شئت وجاز من استمر منهم على مكره بما يستحق، اللهم اكف هذه البلاد حكومة وشعبا شر هؤلاء الماكرين جميعا بما شئت وجاز من استمر منهم على مكره بما يستحق، اللهم اكف هذه البلاد حكومة وشعبا شر هؤلاء الماكرين جميعا بما شئت وجاز من استمر منهم على مكره بما يستحق، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 04:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((نحب لدولتنا السعودية دوام عزها ونبغض التغريبيين الساعين بمكرهم لإضعافها))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi.pdf)
...
وفي المقال إشارة إلى رسالة الشيخ: ((قطف الجنى الداني شرح مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/QtfAlJna.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/QtfAlJna.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Why_not_lead_the_womens_car.do c)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Why_not_lead_the_womens_car.pd f)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((الدفاع عن الصحابي أبي بكرة رضي الله عنه ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/Abi_Bkrah.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/Abi_Bkrah.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((العدل في شريعة الإسلام وليس في الديمقراطية المزعومة))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aladl_fe_aleslam.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aladl_fe_aleslam.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Hesbah.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Hesbah.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/woman_face.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/woman_face.pdf)
...
وإشارة إلى كتاب الشيخ: ((عشر كلمات في تحذير رجال بلاد الحرمين من الإفلات ونسائها من الانفلات))
ولتحميل الكتاب بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/ten_words/Ten_words.doc)
ولتحميل الكتاب بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/ten_words/Ten_words.pdf)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ: ((دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات هم الذين وراء بدء انفلات بعض النساء أخيراً في بلاد الحرمين))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Mtbawa_alshahwat.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Mtbawa_alshahwat.pdf)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ: ((في القول بإباحة الاختلاط المذموم في بلاد الحرمين غش للراعي والرعية))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/fe_alqaol/fe_alqaol.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/fe_alqaol/fe_alqaol.pdf)
...
وهذا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi8-1.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi8-2.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi8-3.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi8-4.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi8-5.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi8-6.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi8-7.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/saudi/Saudi8-8.jpg
...(/)
الإمام مالك وموقفه من الرافضة
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 09:43]ـ
الإمام مالك وموقفه من الرافضة
تأليف: محمد كاوا أبو عبد البر
مقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ (آل عمران: 102
) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ نْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ` يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) الأحزاب: 70 - 71
اللهم إنا نعوذ بك من الزلل و العجب بما نظن أننا نحسنه، هذا بحث متواضع قمت به أقدمه لجميع إخواني عسى أن يستفيدوا منه. فما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطإ فمني ومن الشيطان.
وهذا الكتيب يعرض مجموعة من أقوال إمام دار الهجرة رضي الله عنه في هذه الطائفة الخبيثة التي ابتلي بها المسلمون وهم الروافض أعداء الدين الزنادقة،الذين يستترون وراء زندقتهم بحب آل البيت، وهم منهم براء، فقد حذر منهم الامام علي رضي الله عنه أكثر من مرة:
1 - قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يظهر في أمتي في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام" هكذا رواه عبد الله ابن أحمد في مسند أبيه. الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: ص582
2 - قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "يجيء قوم قبل قيام الساعة يسمون الرافضة براء من الإسلام" الصارم المسلول: ص582
3 - عن علي قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: "يا علي أنت وشيعتك في الجنة وإن قوما لهم نبز يقال لهم الرافضة إن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون" قال علي: "ينتحلون حبنا أهل البيت وليسوا كذلك وآية ذلك أنه يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما". الصارم المسلول: ص582
4 - قال علي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلك على عمل إذا عملته كنت من أهل الجنة؟ وإنك من أهل الجنة إنه سيكون بعدنا قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون" الصارم المسلول: ص582 - 583
وبما أن الإمام مالك كان قريبا من مرحلة بداية الروافض وهو تلميذ الإمام جعفر الصادق، فهو كان أعلم بهم وبزندقتهم ولا يشك أحد في تكفيره لهذه الطائفة المنحرفة. بل أهل السنة و الجماعة هم أتباع أهل البيت رضي الله عنهم.
وصلى الله وسلم و بارك على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.
أقوال الإمام مالك رحمه الله تعالى
1 - قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: سَمِعْت مَالِكًا يَقُولُ:" مَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أُدِّبَ، وَمَنْ سَبَّ عَائِشَةَ قُتِلَ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فَمَنْ سَبَّ عَائِشَةَ فَقَدْ خَالَفَ الْقُرْآنَ، وَمَنْ خَالَفَ الْقُرْآنَ قُتِلَ" [1].
2 - قال ابن القاسم: سمعت مالكا يقول:" لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يسب فيها السلف" [2].
3 - قال معن بن عيسى سمعت مالك بن أنس يقول:" من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فليس له في الفيء حق، يقول الله عز و جل: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا} الآية، هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين هاجروا معه ثم قال {والذين تبوؤا الدار والإيمان} الآية، هؤلاء الأنصار ثم قال: {والذين جاؤوا من بعدهم} قال مالك: فاستثنى الله عز و جل فقال {يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} الآية، فالفىء لهؤلاء الثلاثة. فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فليس هو من هؤلاء الثلاثة
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا حق له في الفيء " [3].
4 - قال مصعب الزبيري وابن نافع: دخل هارون الرشيد المسجد فركع ثم أتى قبر النبى (صلى الله عليه وسلم) فسلم عليه ثم أتى مجلس مالك فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم قال لمالك: هل لمن سب أصحاب رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) في الفيء حق؟ قال:" لا،ولا كرامة ولا مسرة". قال من أين قلت ذلك؟ قال:" قال الله عز وجل (ليغيظ بهم الكفار)،فمن عابهم فهو كافر ولا حق لكافر في الفىء" [4].
5 - قال أشهب بن عبد العزيز:سئل مالك عن الرافضة فقال:" لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون" [5].
6 - قال عبد الله العنبري: قال مالك بن أنس:" من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له حق في فيء المسلمين ثم تلا قول الله عز وجل: ما أفاء الله على رسوله حتى أتى على قوله: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. الحشر: 7 - 10 الآية فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له في الفيء حق" [6].
7 - قال أبو عروة الزبيري: كنا عند مالك فذكروا رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية: محمد رسول الله والذين معه. حتى بلغ: يعجب الزراع ليغيض بهم الكفار. الفتح: 29 فقال مالك:" من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية" [7].
8 - قال احمد بن حنبل: قال مالك:"الذي يشتم أصحاب النبي ليس لهم سهم أو قال نصيب في الإسلام" [8].
9 - عن عقبة بن مسلم الحضرمي قال: قال مالك بن أنس:" دخلت على أبي جعفر الخليفة فقال من افضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فهجم علي أمر لم اعلم رأيه قال قلت أبو بكر وعمر قال اصبت وذلك رأي أمير المؤمنين" [9].
10 - عن مطرف بن عبد الله عن مالك بن أنس قال:" قال أمير المؤمنين هارون لي يا مالك صف لي مكان أبي بكر وعمر من النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت له: يا أمير المؤمنين قربهما منه في خبائه كقرب قبريهما من قبره" قال شفيتني يا مالك شفيتني يا مالك" [10].
11 - قال محمد بن خالد بن عثمة:سمعت مالك بن أنس يقول:" صالحو السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمون السورة من القرآن" [11].
12 - قال الشافعي: كان مالك بن أنس يقول:" لست أرى لأحد يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفيء سهماً" [12].
13 - قال أشهب بن عبد العزيز: كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه يا أبا عبد الله فأشرف له مالك ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه. فقال له الطالبي: إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله إذا قدمت عليه فسألني قلت: مالك قال لي. فقال له: قل: قال من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:" أبو بكر قال العلوي: ثم من؟ قال مالك ثم عمر، قال العلوي ثم من؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً عثمان. قال العلوي: والله لا أجالسك أبداً. قال له مالك: فالخيارلك" [13].
14 - سأل الرشيد مالكا في رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له أن فقهاء العراق أفتوه بجلده فغضب مالك وقال:" يا أمير المؤمنين ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها؟ من شتم الأنبياء قتل، ومن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلد" [14].
15 - قال أبو مصعب عن مالك:" فيمن سب من انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم يضرب ضربا وجيعا ويشهر ويحبس طويلا حتى تظهر توبته لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم" [15].
16 - قال وكيع: سمعت مالك بن أنس يقول: "واعجباً يسأل جعفر وأبو جعفر عن أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما". [16]
17 - قال عبد الله بن نافع: سمعت مالك بن أنس يقول:" لو أن العبد ارتكب الكبائر بعد أن لا يشرك بالله شيئا ثم نجا من هذه الأهواء والبدع والتناول لأصحاب رسول الله أرجو أن يكون في أعلا درجة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وذلك أن كل كبيرة فيما بين العبد وبين الله عز و جل فهو منه على رجاء وكل هوى ليس منه على رجاء إنما يهوي بصاحبه في نار جهنم من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر" [17].
-18 قال مالك رضي الله عنه:" إنما هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء كان له أصحاب سوء ولو كان رجلا صالحا كان أصحابه صالحين" [18].
وفي الأخير نسألكم دعوة خالصة بالغيب.
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت سبحانك، أستغفرك و أتوب إليك.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
كتبه أبو عبد البر في السبت 25 أبريل 2009 - المغرب.
[1]- (احكام القرآن لابن العربي3/ 366) و (تفسير القرطبي12/ 205)
[2]- (احكام القرآن لابن العربي1/ 611) و (تفسير القرطبي 5/ 350)
[3]- (سنن البيهقي الكبرى6/ 372) و (تاريخ دمشق لابن عساكر44/ 391 (
[4]- (الاعتصام للشاطبي2/ 96)
[5]- (منهاج السنة النبوية 1/ 26)
[6]- (الحلية6/ 327) و (النهي عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم والعقاب-ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي (1/ 20 - رقم32))
[7]- (الحلية 6/ 327) و (النهي عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم والعقاب-ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي (1/ 20 - رقم33)) و (السنة للخلال2/ 478 - رقم760)
[8]- (السنة للخلال3/ 493 - رقم779)
[9]- (تاريخ دمشق لابن عساكر32/ 309)
[10]- (تاريخ دمشق لابن عساكر30/ 397)
[11]- (تاريخ دمشق لابن عساكر44/ 383)
[12]- (الحلية6/ 324)
[13]- (ترتيب المدارك2/ 44 - 45)
[14]- (الشفا بتعريف حقوق المصطفى2/ 223)
[15]- (الشفا بتعريف حقوق المصطفى2/ 311)
[16]- (الحلية 6/ 327)
[17]- (ذم الكلام و اهله للهروي 4/ 119 - 120 - رقم879)
[18]- (الصارم المسلول ص580)(/)
منقول ... مشايخ الصوفية يجتمعون مع مسئول أمريكي لدعم مشروعات التصوف
ـ[أبو عبد الله بن عمرو]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 07:57]ـ
مشايخ الصوفية يجتمعون مع مسئول أمريكي لدعم مشروعات التصوف
كتب صبحي عبد السلام (المصريون): | 03 - 08 - 2010 00:42
في الوقت الذي كان يبرم فيه الشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية اتفاقًا مع الحكومة- ممثلة في مؤسسة "الأهرام"- لمواجهة المد السلفي والفكر الإخواني، عقد سكرتير السفارة الأمريكية بالقاهرة- ممثلا عن الإدارة الأمريكية- اجتماعًا مع مجموعة من مشايخ الصوفية، في لقاء استمر لمدة ساعتين، تناول بشكل خاص نشر الصوفية بين المسلمين بالولايات المتحدة.
واتفق 16 من مشايخ الطرق الصوفية، على رأسهم الشيخ علاء أبو العزائم، خلال الاجتماع الذي عقد بمقر الطريقة العزمية بمنطقة السيدة زينب- بحضور ممثل لجهاز مباحث أمن الدولة- مع ممثل السفارة الأمريكية على أن تستضيف الإدارة الأمريكية مشايخ الصوفية على نفقتها الخاصة، لتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة، والقيام بزيارات إلى الولايات المتحدة لنشر الصوفية بين المسلمين الأمريكيين.
وتم الاتفاق على اختيار أبو العزائم كمنسق بين مشايخ الصوفية في مصر والإدارة الأمريكية، وقال الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي إن ممثل الإدارة الأمريكية طالب باستمرار اللقاءات والتنسيق بين الجانبين، معتبرًا أن نموذج الإسلام الصوفي يمثل الإسلام المقبول والمرحب به في الولايات المتحدة لكونه إسلاما وسطيا ومعتدلا.
من جانبه، أكد أبو العزائم على متانة العلاقة بين مشايخ الصوفية والأمريكيين، مشيرًا إلى أنه جرى خلال اللقاء التطرق إلى وعود الرئيس باراك أوباما التي قطعها على نفسه في خطابه الذي توجه به إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة في يونيو 2009، وعدم تنفيذ أي منها حتى الآن.
ورد ممثل السفارة الأمريكية بالتأكيد على أن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل في تنفيذ ما جاء في الخطاب الذي استهدف فتح صفحة جديدة من العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي، ووعد مشايخ الصوفية بأن يرسل لهم بيانا بما قامت به إدارة الرئيس أوباما من خطوات تجاه المسلمين.
وتحظى الصوفية باهتمام كبير من الدوائر الرسمية داخل الإدارة الأمريكية، وقد استحوذ النقاش بشأنها والعمل على نشرها في أوساط المسلمين الأمريكيين على مساحة كبيرة من الحوارات والمؤتمرات التي عقدت خلال السنوات الأخيرة، في إطار خطة تهدف من خلالها واشنطن إلى محاصرة ما يسمى بـ "الإسلام السياسي".
يذكر أن السفير الأمريكي السابق فرانسيس ريتشاردوني يعد من أكثر الدبلوماسيين الأمريكيين حرصًا على حضور الاحتفالات الخاصة بالصوفيين، وكان دائم حضور الموالد الكبرى مثل مولد السيدة زينب والسيد البدوي، وكان معتادًا أن يجالس المشايخ في حلقات الذكر التي يعقدونها.
ـ[أبو ذر العاملي]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 06:46]ـ
من حارب الله قصمه .... سيرتد كيدهم في نحورهم إن شاء الله تعالى ... إن الله جامع الكافرين والمنافقين في جهنم جميعا(/)
الاتباع 3
ـ[سلام بن سلام]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 09:09]ـ
بسم الله الرحمن الر حيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
"عن أبي مسعود رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالجماعه وإياكم والتلون في دين الله " حديث حسن.
"قال اسحاق ابن رهويه: لو سئلت الجهال عن السواد الأعظم لقالوا: جماعة الناس، ولا يعلمون أن الجماعه عالم متمسك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته فمن كان معه وتبعه فهو الجماعه" كتاب الاعتصام 2/ 267
قال تعالى: (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) سورة البقره 187
(إن عامه من ضل في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق فإنما هو لتفريط في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وترك النظر والاستدلال الموصل إلى معرفته) درء تعارض العقل والنقل 1/ 54
قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) سورة المائده 3
(قال ابن عباس رضي الله عنه: أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الايمان فلا يحتاجون إلى زياده أبدا فقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدا وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا) كتاب جامع البيان6/ 79
قال تعالى: (وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) سورة النور 54
(قال أبو عثمان الهروي رحمه الله: من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمه ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعه) مجموع الفتاوى11/ 210
قال تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوه فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) سورة الجاثيه 23
(قال الشاطبي رحمه الله: ومخالفة ما تهوى الأنفس شاقه وكفى شاهدا على ذالك حال المشركين وغيرهم ممن أصر على ما هو عليه حتى رضوا بإهلاك النفوس والأموال ولم يرضوا بمخالفة الهوى) كتاب الموافقات 2/ 153
قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) سورة الملك 2
قال الفضيل ابن عياض: أخلصه وأصوبه، إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل والخالص إذا كان لله عز وجل والصواب إذا كان على السنة) كتاب حليه الأولياء 8/ 95
قال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) سورة الأحقاف 13
قال ابن القيم: فالاستقامه كلمه جامعه آخذه بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد والاستقامه تتعلق في الأقوال والأفعال والأحوال والنيات) مدارج السالكين 2/ 105
قال تعالى: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) سورة الزمل 18
قال الشاطبي رحمه الله: إن تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعا ضلال، وإن الحجه القاطعه والحكم الأعلى هو الشرع لا غيره) كتاب الاعتصام 2/ 247
إن حقيقةالاتباع بأن تكون مخرجات اعمال المسلم مطابقة لاعمال الرسول صلى الله عليه وسلم
وفقنا الله وإياكم لاتباعه والعمل بما جاء به.(/)
دعبدالعزيز آل عبداللطيف الدعوة الإصلاحية ... القَبُول والبُهتان
ـ[ابن غنّام]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 09:24]ـ
الدعوة الإصلاحية ... القَبُول والبُهتان
الشيخ/ د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
ما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إلا امتدادٌ لمذهب أهل السُّنة والجماعة، بل هي امتداد لِمَا كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبُه الكرام، رضي الله عنهم؛ فمن أصول هذه الدعوة الإصلاحية: الدعوة إلى عبادة الله - تعالى - وحدَه لا شريك له، ولزوم الرسول - صلى الله عليه وسلم - واتِّبَاعُه في أقواله وأفعاله وتقريراته؛ فالذين يدعون إلى الله - تعالى - مخلصين له الدين يتحقق لهم النفع والدوام؛ إذ كل عمل لا يُبتَغَى به وجه الله يزول ويضمحِل. قال - تعالى -: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلاَّ وَجْهَهُ}. [القصص: 88].
كما أن الذين يتَّبعون الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحصل لهم تمام الاهتداء والتوفيق، كما قال - عز وجل -: {وَإن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}. [النور: 45]
إن هذا التوحيد الخالص الذي حققته هذه الدعوة السلفية عبر مؤلَّفاتها ورسائلها ومواقفها، أورث جزيرة العرب أمناً وطمأنينة، واهتداءً وبصيرة في الدنيا والآخرة؛ فالناظر إلى حال الجزيرة - ونَجْدٍ على سبيل الخصوص - قبل الدعوة لا تقع عينه إلاَّ على انحرافات دينية، وفقر حضاري، وتدهور أمني، ونزاعات سياسية، ونقص في المعايش والأرزاق؛ فلما ظهرت هذه الدعوة المباركة أعقبَ ذلك صلاحُ الدين، واستقامة الأحوال، واستقرار الأوطان، ورَغَد العيش، وازدهارٌ حضاري. قال - تعالى -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام: 28].
أفيقال بعد ذلك: إن هذه «الوهابية خطر على الإسلام والعالم» [1]، وإنها تهدِّد الأمن والسلام ... سبحانك هذا بهتان عظيم!
إن هذه الدعوة المباركة قد مضى على ظهورها قرابةُ ثلاثة قرون، وقد عمَّ خيرها وظهر أثرها في بلاد العرب والعجم، ولا يزيدها تصرُّم الأيام والليالي إلا قَبُولاً وانتشاراً.
ومهما تكالب خصوم المذهب السلفي، واشتد كيدهم، وعَظُمت شوكتهم، إلا أن الظهورَ والغلبةَ لمذهب السلف في القديم والحديث؛ فإن مذهب السلف الصالح في غاية الإحكام والسداد، والثبات والاطِّراد؛ فسرعان ما تَقْبَلُه الفطرة، وتدركه العقول السليمة، فتحظى ببرد اليقين ورسوخ الإيمان، وأما المذاهب البدعية فإنما يتجرعها أصحابها على مضض وكُلْفة؛ إذ لا تكاد تسيغه ولا تقبله إلا بعَنَت.
وإذا نظرنا إلى مواقف خصوم هذه الدعوة الإصلاحية فإنك لا تكاد تحصي المؤلَّفات، والمقالات، والندوات، والمؤتمرات المعادية لهذه الدعوة، إضافة إلى كثرة الحروب والمعارك التي قامت من أجل استئصال هذه الدعوة. لكنَّ هذا المكر أضحى أثراً بعد عين؛ فالعاقبة للمتقين، والله - تعالى - لا يُصلِح عمل المفسدين.
وأظن أن هذه الدعوة قد كُذِب عليها أكثر مما كَذَب الرافضة على جعفر الصادق، رحمه الله؛ فإذا كانت الدعوة الإصلاحية في مهدها قد تمالأ عليها في العارض بِنَجْدٍ أكثرُ من عشرين عالماً وطالبَ علم [2]؛ فما بالك بعد أن تجاوزت نجداً إلى سائر جزيرة العرب وبلاد العرب والعجم؟
وما أروع الوقائع والأمثلة التي حررها العلاَّمة عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في رسالته «المقامات»، تلك التي تكشف أنواعاً من الكرامات والحفظ والنصرة لهذه الدعوة؛ رغم الحروب الشرسة والجيوش الجرارة التي تتقصد سحقها؛ ومثال ذلك أن دهام بن دواس (أمير الرياض آنذاك) حارب الدعوة أكثر من ثلاثين عاماً، وأعانه أهل نجران والأحساء، ثم آخر أمره يخرج طريداً وحيداً «ولم يبقَ لآل دواس بعد ذلك عين تَطْرُف؛ فاعتبروا يا أُولِي الأبصار» [3].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو أن البغي والفجور في الخصومة من قِبَل أولئك الأعداء كان سبباً في ظهور هذه الدعوة وانتصارها؛ فإن الله - عز وجل - أحكم الحاكمين، وقد يقيم الدولة الكافرة إن كانت عادلة [4]؛ فكيف لا يقيم الدولة المسلمة العادلة؟ قال - تعالى -: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55].
قال ابن تيمية: «إن الإنسان إذا اتَّبع العدل نُصِر على خصمه، وإذا خرج عنه طمع فيه خصمه» [5].
ولو عَقَل الخصوم في مواقفهم لسلكوا سبيل العدل والعلم؛ فأين التثبُّت في النقل؟ وأين الأدلَّة على تلك الدعاوى والأقاويل؟ فإن كنت ناقلاً فالصحة، أو مدَّعياً فالدليل.
وتراث علماء الدعوة الإصلاحية مطبوع، متداوَل، وتقريرات علماء الدعوة واضحة ميسَّرة تُوائم عقيدة التوحيد في وضوحها وسَيْرها؛ فليت أولئك القوم يطالعون هذا التراث مباشرة؛ فلا تُحاكَم هذه الدعوة وَفْقَ مقررات سابقة، أو دعاوى كاذبة!
وأيِّ إفك أشد وأشنع أن يُتَّهَم الشيخ محمد بن عبد الوهاب - على سبيل المثال - بادِّعاء النبوة، وانتقاص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ثم يُفتَرَى على هذه الدعوة خلال هذه الأيام، بأنها لا تَقِلُّ سوءاً عن الكيان الصهيوني! فهذه الكذبات الصلعاء تعكس جهلاً كثيفاً لدى الشانئين، كما تؤكد إفلاسَهم وتهافُتَهم.
وإذا كنا نعجب من بغيٍ وافتراءٍ على هذه الدعوة من قِبَل عرب متسنِّنَة، فأعجب من ذلك أن ترى العدل والإنصاف من عالِمٍ ليس عربياً، بل هو أعجمي فارسي، بل ليس سنيَّاً، وإنما نشأ في إيران، وأحكم المذهب الشيعي حتى شهد له أبرز علماء الشيعة بالاجتهاد؛ إنه «آية الله العظمى» البرقعي؛ حيث يقول عن حكومة الخميني: «ليعلم القارئ أن هذه الدولة جعلتْ الناس أعداءً لنا؛ فإنَّ كلَّ من جرى على لسان كلمةٌ لبيان العقائد الموافقة للقرآن، فإن نظام الخميني يتهمه بأنه «وهابي»، مع أنه لا يوجد في الدنيا مذهب اسمه «الوهابية»، وإنما هم لغرض استعداء الناس وتنفيرهم. نعم! من حيث العقيدة هم يسيرون على عقائد العالم محمد بن عبد الوهاب، ولكنه لم يأتِ بمذهب جديد، وإنما هي آراء ابن تيمية وابن القيم، وهذان أيضاً لم يفعلا شيئاً سوى محاربة الخرافات والبدع، ودعوة الناس إلى الرجوع إلى القرآن» [6].
وأخيراً: فإنّ عَجْزَ بعض المتسنِّنَة عن مدافعة هذا الكيد، وجَزَعَ بعضهم من تلك الأحداث والمتغيرات العالمية الهائلة، هو الذي أوقع أولئك الخصوم في هذا العداء السافر والمكر الكبَّار، فنعوذ بالله من جَلَد الفاجر وعجز الثقة.
فأين هؤلاء العَجَزة الجبناء من ملا عمران بن رضوان - رحمه الله - وهو الذي ما إن تبيَّن له صحةُ دعوة الشيخ الإمام، حتى بادر داعياً إليها، فَلَقَّبوه بالوهابي، فأنشد قائلاً:
إن كان تابعُ أحمدَ متوهِّباً ... فأنا المُقِرُّ بأننَّي وهَّابي
أنفي الشريكَ عن الإله فليس لي ... ربٌّ سوى المتفرِّد الوهَّابِ
__________________
[1] عنوان ندوة بالقاهرة عُقِدَت خلال شهر جمادى الأولى 1431هـ.
[2] انظر: بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب: 1/ 108.
[3] المقامات: ص12.
[4] انظر: الاستقامة لابن تيمية: 2/ 247، ونقض التأسيس: 2/ 344، 348.
8/ 409.? [5] الدرء:
[6] سوانح الأيام (أيام من حياتي) للبرقعي: ص 308 = باختصار
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[05 - Aug-2010, مساء 09:39]ـ
جزاك الله خيرا(/)
سؤال للمشايخ حول علماء ومشايخ الاشاعرة
ـ[ابو البراء الفلسطيني]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولاً اعرفكم على نفسي فانا اخوكم بالله من الاراضي الفلسطينية المحتلة من من مدينة الناصرة في الجليل شمال فلسطين المحتلة وانا طالب علم مبتدئ لا املك الا القليل من العلم يساعدني على تحصين نفسي ومن حولي من اقارب واصدقاء من الوقوع بالشبهات والمحرمات ..
اخواني الكرام عندي استفسار ارجو الاجابة ممن يعلم من الاخوة او اذا امكن راي مشايخ
عندنا بالاراضي الفلسطينية ينقسم خطباء المساجد وائمتها بين سلفية واشاعرة والسلفيى ليس شرط ان يكونو من المنهج السلفي واقصد بسلفية اي يوافقون اهل السلف بتقديم النقل على العقل وبما يخص الصفات والاسماء واللخ ..
ولكن الاحظ بان الاشاعرة لا يختلفون عن اهل السنة السلفية بكثير من الامور وبالاخص ما يتعلق بالفقه والتاريخ والسيرة واللغة والحديث وعلومه والخ .. ولكن الاختلاف هو بتعطيلهم الصفات تأويلاً او بتفويضها ..
السؤال هو هل يجوز الاستماع لدروسهم العلمية وخطبهم فيما خلا الصفات والاسماء كدروس عن الصحابة الخ .. ؟ وهل يجوز استفتائهم والاستماع لفتاواهم الفقهية وبالاخص بما انهم والسلفية في فلسطين ينطلقون من نفس المذهب الفقهي وهو مذهب الامام الشافعي السائد في فلسطين؟؟؟
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير ..
ـ[ابو البراء الفلسطيني]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 01:02]ـ
ما في احد له علم في ذلك؟؟؟
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 01:40]ـ
أنقل لك كلاما للشيخ محمد رحمه الله:
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عند شرحه للكلام التالي في كتاب "حلية طالب العلم" لبكر أبو زيد رحمه الله:
(عن مالك -رحمه الله تعالى- قال: "لا يؤخذ العلم عن أربعة:
سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس،
وصاحب بدعة يدعو إلى هواه،
ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنتُ لا أتهمه في الحديث،
وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به".
فيا أيها الطالب إذا كنت في السعة والاختيار، فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، ...
وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال، صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر، إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.) انتهى كلام الشيخ بكر أبو زيد.
فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين شارحاً الكلام:
(وظاهر كلام الشيخ -وفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته. فمثلاً إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً، لكنه جيد في اللغة العربية: البلاغة والنحو والصرف. فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذ العلم الذي هو جيد فيه أم نهجره؟ ظاهر كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه لأن ذلك يوجب مفسدتين:
المفسدة الأولى: اغتراره بنفسه، فيحسب أنه على حق.
المفسدة الثانية: اغترار الناس به، حيث يتوارد عليه الناس وطلبة العلم ويتلقون منه، والعامي لا يفرق بين علم النحو وعلم العقيدة.
لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل البدع والأهواء مطلقاً، حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة والصرف إلا فيهم، فسيجعل الله له خيراً منه، لأنا كوننا نأتي لهؤلاء ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم.
وقال رحمه الله: حذر المؤلف من أهل البدع هذا التحذير البليغ وهم جديرون بذلك ولا سيما إذا المبتدع سليط اللسان فصيح البيان لإن شره يكون أكبر.
ثم قال رحمه الله: وقد مر علينا في الدرس الماضي أنه وإن كان المبتدع عنده علوم لا توجد عند أهل السنة و لا تعلق بالعقيدة كمسائل النحو والبلاغة وماأشبهها فلا تأخذ منه لأنه يتولد من ذلك مفسدتان
الأولى: اغتراره بنفسه والثاني اغترار الناس به لأن الناس لا يعلمون، لذلك يجب الحذر.) اهـ
المصدر: الشريط الخامس من شرح كتاب "حلية طالب العلم" انتهى النقل.
أقول: هذا كلام إمام محقق .. ومن ذكر من العلماء أنه يجوز دراسة علم اللغة مثلا على المبتدع إذا لم يكن في البلد أهل سنة متعذر الآن , لأنك تجد على النت شروحا في مختلف العلوم لأئمة السنة فضلا عن أفراد علمائهم.
وأنت يا أبا البراء خبيرٌ بما يقع في قلب طالب العلم تجاه شيخه من المحبة والود والميل. وأخشى إن جلس أحدنا عند المبتدع أن يقع في قلبه من محبته وتعظيمه ما لايُرضى.
خلاصة القول يا حبيبنا:
(فِر من المجذوم فِرارك من الأسد)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 02:08]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحيى الله أهلنا في الناصرة التي ينسب إليها المسيح عيسى عليه السلام
الصواب التفصيل
فإن كان المرء ممن يميز أصول الأشاعرة ويعرف منهجهم في مسائل العقيدة فلا مانع الأخذ عليهم والاستفادة منهم فيما سوى ذلك, وإن كان غير ذلك فعليه أن يستبريء لدينه حتى يصلب عوده في العلم ويلزم مشايخ صح اعتقادهم على طريقة السلف
وعلى كل حال لو وجد كفاية من متقني الشيوخ الربانيين مع صحة الاعتقاد فيستغني بهم عن غيرهم
إلا أن يكون هنالك سبب وجيه يقتضي أن يطلب عن غيرهم أيضا كطلب علو الإسناد في طلب إجازة القرآن ونحو ذلك
وأخيرا أنصحك بالاطلاع على رسالة الشيخ سفر الحوالي "منهج الأشاعرة في العقيدة"
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية العساكري]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 03:00]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتقد أن الأشاعرة يختلفون عن بقية الفرق , فالخلاف بيننا و بين طائفة المفوضة منهم مثلا خلاف صغير جدا و هو في فهم الآثار الواردة عن السلف في العقيدة
و لكن التراث اللغوي و الفقهي و الحديثي فنحن فيه سواء
لذا فخذ عنهم العلوم كلها و دع عنهم العقيدة!
فنحن كسلفيين نأخذ العلم عن ابن حجر و النووي و القرطبي ابن العربي و هناك كلام كثير على أنهم أشاعرة!!
ـ[ابو البراء الفلسطيني]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 03:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابو عبد العزيز
بارك الله فيك اخي الكريم على الافادة ورحم الله الشيخ العالم ابن عثيمين ورأيه على العين والراس.
ابو القاسم
بارك الله فيك اخي ابو القاسم وبالنسبة لمؤلفات الشيخ سفر الحوالي حول الاشاعرة اطلعت على بعضها ويبدو ان الشيخ حفظه الله وشفاه متخصص بالاشاعرة:)
أبو رقية العساكري
حياك الله اخي الفاضل وكلامك اوافقك فيه مليون بالمية وبالذات عندنا بفلسطين لا يوجد احتقانات سلفية اشعرية بل حتى ان السواد الاعظم من العوام لم يسمعوا بكلمة اشعري او وهابي وهناك مشايخ وطلبة علم من الجانبين بينهم صداقات وعلاقات طيبة ..
وعندنا بفلسطين المنهجين متقاربين بتسعين بالمئة من الاصول والفروع ولكن تبقى الاختلافات بالصفات والاسماء وبعض الامور الاخرى مع العلم بان اغلبية المشايخ الاشاعرة بفلسطين هم مفوضة لا يخوضون بالصفات والاسماء واما المؤولة فهم قلة واما الصوفية فهي باتت بكاءاً على الاطلال ولله الحمد:)
انا شخصياً لا اعرف اذا كان ثمة اشكال في الجلوس والاستماع لاخ اشعري في درس له في امر نحن متوافقون عليه كسيرة احد الصحابة او استعراض لغزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم والخ ...
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 03:22]ـ
لا لا احذر اخي ان تأخذ من أشعري اي علم فهم مبتدعة اتباع النووي وابن حجر والعز بن عبد السلام ولا تنسى ان صلاح الدين الايوبي كان اشعريا قحا ولكن ابقى على جهلك لا سيما وانت في ارض الجهاد والرباط وتحت الاحتلال الصهيوني!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! 11
أيها الاخوة استيقظوا رحمكم الله تعالى أفمثل اخينا هذا من فلسطين المحتلة وينصح بمثل نصائحكم تلك!!!
ـ[العميري]ــــــــ[22 - Aug-2010, مساء 11:41]ـ
لا لا احذر اخي ان تأخذ من أشعري اي علم فهم مبتدعة اتباع النووي وابن حجر والعز بن عبد السلام ولا تنسى ان صلاح الدين الايوبي كان اشعريا قحا ولكن ابقى على جهلك لا سيما وانت في ارض الجهاد والرباط وتحت الاحتلال الصهيوني!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! 11
أيها الاخوة استيقظوا رحمكم الله تعالى أفمثل اخينا هذا من فلسطين المحتلة وينصح بمثل نصائحكم تلك!!!
ما هو علاقة كلامك بالموضوع؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - Aug-2010, مساء 01:39]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتقد أن الأشاعرة يختلفون عن بقية الفرق , فالخلاف بيننا و بين طائفة المفوضة منهم مثلا خلاف صغير جدا و هو في فهم الآثار الواردة عن السلف في العقيدة
و لكن التراث اللغوي و الفقهي و الحديثي فنحن فيه سواء
لذا فخذ عنهم العلوم كلها و دع عنهم العقيدة!
فنحن كسلفيين نأخذ العلم عن ابن حجر و النووي و القرطبي ابن العربي و هناك كلام كثير على أنهم أشاعرة!!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بل الخلاف بيننا وبينهم في العقيدة أكثر من ذلك
في الأسماء والصفات وفي القدر (يقولون بالكسب والجبر .. أنه في ظاهره مختار لكن في حقيقته مجبور) وفي الإيمان (يخرجون العمل من الإيمان)
فهم في الصفات معطلة وفي القدر جبرية وفي الإيمان مرجئة وربما في أشياء أخرى لا أعملها
ولكنهم يتكلمون أكثر شيء في الصفات لهذا لا تسمع كثيرًا عن خلافنا معهم في مسألة القدر والإيمان
وهم لا يتكلمون في هذه المسائل في المساجد أمام عامة الناس ... هي فقط تُدرس للطلاب وتُناقش في منتدياتهم بين طلاب العلم وليس في المنتديات التي يكثر فيها العوام.
والمصيبة الأخرى هو أن غالبية أشاعرة اليوم متصوفة ... وصوفية اليوم غالبيتهم غلاة يدعون للبدعة (كالمولد والاجتماع للذكر بصوت واحد ... إلخ) ودعاء الأموات (الانبياء والصالحين عند قبورهم)
ومُجرد عدم سماعكم لهم يدعون لذلك لا يعني أنهم لا يعتقدونه فهم لا يتكلمون في هذه المسائل في كل مجالسهم وفي كل خطبهم خاصة إذا كان غالب الحضور من عوام الناس
وقد رأيت أشاعرة فلسطينيين في منتديات الأشاعرة يدافعون عن مثل هذه المعتقدات ويطعنون في عقيدة السلفيين وعلمائهم ويبغضونهم
والأشاعرة ليسوا كلهم سواء، فهناك من لا يجادل في هذه المعتقدات ولا يعادي السلفيين
فهو يرى أنه خلاف لا يلزم منه العداوة والبغضاء ..
وهناك من يعتبر السلفيين أخطر عدو للإسلام والمسلمين!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[23 - Aug-2010, مساء 02:10]ـ
والأشاعرة ليسوا كلهم سواء، فهناك من لا يجادل في هذه المعتقدات ولا يعادي السلفيين
فهو يرى أنه خلاف لا يلزم منه العداوة والبغضاء ..
وهناك من يعتبر السلفيين أخطر عدو للإسلام والمسلمين!!
أحسنتِ أحسنتِ أحسن الله إليكِ، ولكن لعلكِ توافقيني بأنّ كلا الفريقين على ضلالٍ وغِواية، ويستحسن تجنبهم والإعراض عن مجالسهم بقدر الإمكان؟ ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - Aug-2010, مساء 02:19]ـ
أحسنتِ أحسنتِ أحسن الله إليكِ، ولكن لعلكِ توافقيني بأنّ كلا الفريقين على ضلالٍ وغِواية، ويستحسن تجنبهم والإعراض عن مجالسهم بقدر الإمكان؟ ..
لا شك في ذلك أختي الكريمة
فالحكم بالضلال متعلق بالاعتقاد وليس بطريقة تعامل الشخص مع من يُخالفه
ولكن تعاملنا مع الذي يعادي أهل السنة ويدعو إلى بدعته ليس مثل تعاملنا مع الذي لا يعادي أهل السنة ولا يدعو إلى بدعته
وإن كنا نُنكر على الاثنين اعتقادهم وننصحهم وندعوهم للحق.
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[23 - Aug-2010, مساء 02:47]ـ
ولكن تعاملنا مع الذي يعادي أهل السنة ويدعو إلى بدعته ليس مثل تعاملنا مع الذي لا يعادي أهل السنة ولا يدعو إلى بدعته وإن كنا نُنكر على الاثنين اعتقادهم وننصحهم وندعوهم للحق.
شكر الله لك وبارك فيك .. وخيراً جزيتِ ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 06:12]ـ
-أحسنتِ أختي زوجة وأم، الأمر كما فصّلت: الخلاف بيننا وبينهم أكبر من ذلك، بل وثمّة أمورٌ أُخر إضافةً لما ذكرت ..
-عليك أخي المكرم بقراءة كتاب الشيخ سفر (منهج الأشاعرة)؛ لينجلي لك عِظم الفرق ويظهر ..
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 05:35]ـ
لا لا احذر اخي ان تأخذ من أشعري اي علم فهم مبتدعة اتباع النووي وابن حجر والعز بن عبد السلام ولا تنسى ان صلاح الدين الايوبي كان اشعريا قحا ولكن ابقى على جهلك لا سيما وانت في ارض الجهاد والرباط وتحت الاحتلال الصهيوني!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! 11
أيها الاخوة استيقظوا رحمكم الله تعالى أفمثل اخينا هذا من فلسطين المحتلة وينصح بمثل نصائحكم تلك!!!
غضب القبوري فقبورية اليوم من الاشاعرة يعتقدون ان مصر والشام محروسة من الاولياء من صهيون وغيرهم وحاشا ان يكونوا اشاعرة اليوم كالنووي وابن حجروغيرة فشتان فانتم خرجتوا كثيرا عنهم وياحبذا انكم تعتقدون كاعتقادهم ولكنكم خرجتوا وغلوتم وعبدتم غير ماعبدوا من قبور واولياء
ام اشعرية صلاح الدين فهذا كلام الشيخ سفر الحوالي في ان صلاح الدين ليس اشعري
ولكن نقول: هل كان صلاح الدين أشعرياً كما يقال؟
وأقول: لا نفترض في كل قائد أو مجدد أن يكون كاملاً أو معصوماً، المعصوم من عصمه الله، وهذا خاص بالرسل الكرام، بعض العلماء كالمقريزي وبعض المؤرخين المتأخرين قالوا: إنه كان أشعرياً، وأظهر العقيدة الأشعرية، وفي الحقيقة لا صحة لهذا الكلام على الإطلاق؛ لأن بعضهم يسمي الأشاعرة أهل السنة، فيقول: أظهر العقيدة الأشعرية، ويقصدون أنه أظهر عقيدة أهل السنة.
وصلاح الدين رحمه الله ونور الدين منعوا كتب المنطق والفلسفة، وفي أيام دولة صلاح الدين وأبنائه كانت كتب الفلسفة محرمة وممنوعة، وكانت تحرق إن وجدت، ولذلك كان اتجاههم إلى السنة، لكن قد تخفى بعض المسائل حتى على علماء عصرهم، فلا ندعي لهم الكمال والعصمة على أية حال، وهم ما كانوا دعاة إلى البدعة، بل كانوا يحبون السنة وينصرونها؛ وأنا وأنت قد نجتهد في أن ننصر السنة وندعو إليها، ثم نخطئ فنقع في بعض البدع وبعض المعاصي، ولا عصمة لأحدٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمؤكد والثابت أن صلاح الدين وأخاه العادل وغيرهما من ملوك الأيوبيين كانوا ضد البدع؛ حتى إن الكوثري المعروف بتعصبه الشديد على أهل السنة وميله إلى الأشعرية والماتريدية يسب صلاح الدين وذويه ويذمهم لأنهم -حسب زعمه- كانوا يمكنون للحشوية ولأهل الحديث ويتركون أهل العقيدة الصحيحة؛ ويعني بهم أهل مذهبه؛ الأشاعرة والماتريدية.
ـ[أبو المعالي الجزائري]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 09:42]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد تأملت من قبل نفسي على المشايخ من المجلس أن يُسهموا في الموضوع بما حباهم الله تعالى من علم وتحرير، فما بدا لنا منهم أحد، فحينئذ اجترأت على دق الحروف على لوحة المفاتيح.
ليُعلم أول الأمر أن الخلاف مع الأشعرية ليس خلافا يسيرا أو قريبا وهذا يُدرك من جهة معرفتنا أن الخلاف معهم في مسائل شتى من مسائل الاعتقاد، وإن كانوا لا يتحدون مع أصحاب البدع الأخرى في نفس المقام إلا أنه من المعلوم أن فرق الضلال متفاوتة من جهة الغور فيه، إلا أنه لايُمكن بحال من الأحوال القول بأن الخلاف معهم يسير، نعم ليسوا كالجهمية والصالحية والمعتزلة والكلابية و أضراب هؤلاء إلا أنهم على خلاف السلف من حيث الأصول التي ينطلقون منها في تعاملهم مع نصوص الأسماء والصفات، فإذا كانوا يثبتون سبعا ويُؤولون ما بقي فهم مُخالفون في الأكثر، وهذا على سبيل التنزل، إذ لو خالفوا في صفة واحدة لكان ذلك دالا على الخلاف في الأصول، وفي طيات أصولهم مذهب تجهيل السلف وهو مذهبٌ قسيم لمذهب التخييل ومذهب التأويل، وفرقٌ بين من اتضحت إمامته في الدين وبانت عنايته بالعلم ثم هو على مذهب هؤلاء، فلا شك أن هذا يُستفاد منه فيما علا كعبه فيه من العلم ويُجانب ما خالف فيه طريق أهل الحق من السلف وأتباعهم، وطريقة التعامل هذه التي ذكرت لك هي ما يدل عليه صنيع الأئمة من أهل الحديث في مُصنفاتهم وكذا من كتب في باقي أبواب العلم وصنوفه، ينتقون من كلام هؤلاء ما كان نافعا في بابه ويعتذرن لهم فيما أخطؤوا فيه، والكلام هنا مُنصب على من كان سالكا مسلك خدمة الإسلام ينبعث في تقريراته من الكتاب والسنة إلا أنه خالف في فهم السلف لشبهة قامت عليه ولم تنجلي، وليس هذا الكلام على من كانت أصوله هي أصول أهل البدع ومن خلالها يُحرر ويُقرر، فمثل هذا لا يكون إلا مُبتدعا خالصا، وفرق آخر بين من سار في مُجمل أصوله على أصول أهل البدع وبين من وافقهم في بعض ما هم عليه كمثل الحافظ بن حجر فإنه لم يكن أشعريا خالصا وإنما عنده نوع تمشعر، كما أنه لاينبغي بالمرة الجلوس إلى صاحب بدعة كمثل الأشاعرة وأضرابهم، فإن أئمة السلف لا يختلفون في كونها بدعة حادثة لم يعرفها أشراف أمة الإسلام من لدن زمن الوحي مرورا بأئمة الدين كأمثال السعيدين والحسن البصري وابن سيرين ثم الزهري فالحمادين والسفيانين و الأوزاعي ومالك وابن المبارك والشافعي فأحمد فابن معين وعلي بن المديني وأصحاب الكتب الستة في خلق، كلهم لم بعرفوا لهذا مسلكا فضلا عن أن يتشدقوا بالخوض في التأويل ومخالفة النص وكتبهم حافلة بالنهي عن ذلك، فمن جلس إلى صاحب بدعة قد تقررعند أهل السنة والجماعة بدعيتها فقد أعان على هدم الإسلام كما روي هذا عن غير واحد من السلف، والأشاعرة في هذا الزمن قد لاح لهم الحق أبلجا وقامت عليهم من أهل العلم والتحقيق صائحة البرهان , فماذا بالله عليكم قد ترك لهم شيخ الإسلام ابن تيمة و من نحى منحاه، ولكن القوم كابروا النقل والعقل، فليس من النصيحة في شيء أن يقال للأخ الفلسطيني أن يجلس إليهم و ينتقي وما جرى مجرى هذا الكلام، وهو في غنية تامة تامة تامة عنهم ولله الحمد , يستطيع الأخذ من العلم من عند أهل السنة وهم متوافرون ولو عبر الشبكة التي نكتب عليها وكمثل هذا الموقع ونحوه، وهو عنده نوع إدراك وتمييز نافعين وإلا لما سأل كمثل هذا السؤال كما يبدو ولله الحمد، والفرضية التي يطرحها بالبعض أنه إذا لم يكن ثمة من عنده علم من العلوم من أهل السنة ووجد عند الأشعري فيؤخذ منه هذا العلم ... الخ، هذه الفرضية غير قائمة بالمرة وهي ضرب من التصور المعدوم وبالتالي ما هي إلا أغلوطة، السلفيون متوافرون وفيهم من قد أغرق في أنواع العلوم إلى حد لا تجده عند المُخالفين من أهل البدع أشعرية كانوا أو غيرهم، على العموم الكلام في هذا لو ذهبنا نستقصيه ونتتبع مراميه يطول جدا، وإنما الغرض هنا النصيحة وبالجملة ما ذكرته لك هو المعتمد عند أهل العلم وهي طريقتهم ونصيحتهم قد اختصرتها في هذه الوجازة، وللمشايخ من أهل المجلس أن ينفعوك بأكثر من هذا , والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 04:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
غضب القبوري!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فقبورية اليوم من الاشاعرة يعتقدون ان مصر والشام محروسة من الاولياء من صهيون وغيرهم وحاشا ان يكونوا اشاعرة اليوم كالنووي وابن حجروغيرة فشتان فانتم خرجتوا كثيرا عنهم وياحبذا انكم تعتقدون كاعتقادهم ولكنكم خرجتوا وغلوتم وعبدتم غير ماعبدوا من قبور واولياء
ام اشعرية صلاح الدين فهذا كلام الشيخ سفر الحوالي في ان صلاح الدين ليس اشعري
ولكن نقول: هل كان صلاح الدين أشعرياً كما يقال؟
وأقول: لا نفترض في كل قائد أو مجدد أن يكون كاملاً أو معصوماً، المعصوم من عصمه الله، وهذا خاص بالرسل الكرام، بعض العلماء كالمقريزي وبعض المؤرخين المتأخرين قالوا: إنه كان أشعرياً، وأظهر العقيدة الأشعرية، وفي الحقيقة لا صحة لهذا الكلام على الإطلاق؛ لأن بعضهم يسمي الأشاعرة أهل السنة، فيقول: أظهر العقيدة الأشعرية، ويقصدون أنه أظهر عقيدة أهل السنة.
وصلاح الدين رحمه الله ونور الدين منعوا كتب المنطق والفلسفة، وفي أيام دولة صلاح الدين وأبنائه كانت كتب الفلسفة محرمة وممنوعة، وكانت تحرق إن وجدت، ولذلك كان اتجاههم إلى السنة، لكن قد تخفى بعض المسائل حتى على علماء عصرهم، فلا ندعي لهم الكمال والعصمة على أية حال، وهم ما كانوا دعاة إلى البدعة، بل كانوا يحبون السنة وينصرونها؛ وأنا وأنت قد نجتهد في أن ننصر السنة وندعو إليها، ثم نخطئ فنقع في بعض البدع وبعض المعاصي، ولا عصمة لأحدٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمؤكد والثابت أن صلاح الدين وأخاه العادل وغيرهما من ملوك الأيوبيين كانوا ضد البدع؛ حتى إن الكوثري المعروف بتعصبه الشديد على أهل السنة وميله إلى الأشعرية والماتريدية يسب صلاح الدين وذويه ويذمهم لأنهم -حسب زعمه- كانوا يمكنون للحشوية ولأهل الحديث ويتركون أهل العقيدة الصحيحة؛ ويعني بهم أهل مذهبه؛ الأشاعرة والماتريدية.
أيها (العمهُ طبَ طاوياً) او ما ادري ما اسمك:
ان كان لديك رأي وعلم فأثبته بانصاف وأدب
أما الجهالة والافتراء فاحتفظ به لنفسك
فالمجلس الموقر في غنى عن ذلك.
واتق الله فيما تخط وتكتب.(/)
الرافضي كمال الحيدري وتلبيساته على عوام أهل السنة؟
ـ[عالي السند]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 10:59]ـ
كل من تابع برامج الرافضي كمال الحيدري على قناة الكوثر رأى خبث هذا الرجل وتلبيسه
وتدليسه وكذبه، فهو يأتي بكتب أهل السنة من حديث ومصنفات فيبتر ويستشهد موهماً من يتابع خطأ أهل السنة، وهو يتودد لمن يتابعه بابتسامته الصفراء ويقول بكل خبث ودهاءويردد (أنا لا أطلب منك أن تكون شيعياً لكن أنظر إلى الحقيقة التي يخفيها عنك علماء السنة .... الخ) وقد يضطرب من لا علم عنده ببعض كلامه خصوصاً عندما يرونه يعرض أمامهم نصوص من كتب أهل السنة، ويضرب الأقوال ببعضها، ملبساً وموهماً أنه ينطق بالحق وهو كذاب أشر، رأيت بنفسي تلبيسه وتقطيعه للنصوص، خصوصاً في نقده لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد تكلم في حق أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بكلام بذئ، ومن باب النصح أحببت ذكر بعض ردود طلاب العلم رجاء أن تنشر دفعاً لكذب وإضلال هذا الرافضي عدو أهل البيت.
http://www.alrad.net/hiwar/hydary/ (http://www.alrad.net/hiwar/hydary/) ردود الشيخ نور الدين الجزائري
وأرفق رد الشيخ مختار الطيباوي جزاهما الله خيراً
وهذا الرافضي يحتاج لمن يتتبعه ويفضحه أكثر فأكثر لخبثه.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 11:19]ـ
الحمد لله ..
أخي العزيز عالي السند -أعلى الله قدرك- ..
بوركت على هذا الجهد الطيب في التصدي لهذا الرأس الزائغ الضال المضل, ولكني أرى أن ثمة أمور لا بد من التنبه والتنبيه لها:
1 - إظهار حكم مجالسة أهل البدع وقراءة كتبهم, ويقاس عليه الآن حكم متابعة قنواتهم ومواقعهم خصوصاً ممن يسهل تأثرهم بهذه الشبه كالعوام وصغار الطلبة وما أشبههم؛ فمن الغلط معالجة العرض ونسيان أصل المرض.
2 - التصدي لمثل هذا الرأس المضل ينبغي أن يكون على مستوى أعلى من المستوى الذي يبث الشبه من خلاله؛ أي أن يتم الرد عليه من قبل العلماء وطلبة العلم النبهاء في أشهر الفضائيات السنية, ولا يُقتصر على قنوات الإنترنت؛ فليس الكل يتابعه؛ بخلاف القنوات الفضائية فهي أشد انتشاراً, وأسهل تناولاً, وأنكى ضرباً.
3 - من الحسن أن تكون الردود ذات جهد جماعي, وأن يختار من الشبه المُورَدة أكثرها تلبيساً وتلاعباً ليكشف عن الحقائق المخزية التي ينطوي عليها القوم, وأن تستوفى الشبهة من كامل وجوهها الظاهرة والخفية بحيث يقال عن الرد: لا مزيد عليه.
والله الموفق للخيرات والبركات!
ـ[عالي السند]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 11:43]ـ
أبا الأزهر السلفي بورك فيك وسدد قلمك لما يحب ويرضى
تعقيبك جيد تشكر عليه، لكن أصبح الإعلام يدخل في كل بيت، ودعوتي أن يتنبه عموم أهل السنة من خطر متابعة قنوات الرافضة فهي خطر، لكذبهم وتلبيسهم وتدليسهم، إلا لطلاب العلم، فلا بد من رد الباطل ودحر أهل الضلالة، و من باب الدفاع عن السنة وأهلها فالواجب الرد في كل موقع متاااح انترنت، بالتوك، قنوات، مجلات، وغير ذلك.
ـ[عالي السند]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 01:49]ـ
يرفع لأهمية الموضوع وخطورته
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:59]ـ
عليه من الله ما يستحق. فكرة أن الرافضي مُدلس وَ لا يصدق يجب أن تنتشر بين عامة أهل السنة , لكن في الواقع مثل هذه البرامج لا تؤثر كثيراً وإن أحدثت زويبعات عند العامة لا تكاد تُذكر وتفند فوراً من قبل أهل الإختصاص.هذه الأيام الخوف كله من إستمالة عامة أهل السنة الفقراء للتشيع مقابل الرغيف كما هو حاصل حسب كلام الشيخ عدنان العرعور في سوريا أسأل الله أن يرد كيد الرافضة في نحورهم و أن يجعل تدبيرهم في تدميرهم.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 11:05]ـ
تمام والله، هذا من أخطر ما أشاهد، ليس لاأننا على خطأ، حاشا، بل لأن هذا الرافضي يُشعر المتابع أن كل ما يأخذه ويظهر على الكاميرا حقيقي، كفانا الله شرهم، وقد نُصحت مرة بمتابعة هذا البرنامج على أساس أنه يوضح لي المنهج الصحيح!!!!
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 09:07]ـ
التوعية في بلاد الحرمين الحمد لله قويّة للنشأ
ولكن المصيبة على بلدان أخرى يعتبرون فيها الداعي لدين الرفض مسلم!
ولا حول ولا وقوة إلا بالله(/)
الشيخ ابن عثيمين: متى يكون العمل شرطاً لصحَّة الإيمان، ومتى يكون شرطاً لكماله.
ـ[ابو عبد الاله]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للأربعين - حديث 34:
((أن الإيمان عمل ونية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه المراتب من الإيمان، والتغيير باليد عمل، وباللسان عمل، وبالقلب نية، وهو كذلك، فالإيمان يشمل جميع الأعمال، وليس خاصاً بالعقيدة فقط، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمَانُ بِضعٌ وَسَبعُونَ شُعبَة، أو قال: وَستونَ شُعبَة، أَعلاهَا: قَولُ لاَ إِلهَ إِلا الله، وَأَدناهَا إِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَريقِ" [1] [237] فقول: لا إله إلا الله قول لسان، وإماطة الأذى عن الطريق فعل الجوارح والحياء وهذا عمل قلب مِنَ الإيمَانِ ولا حاجة أن نقول ما يدور الآن بين الشباب وطلبة العلم: هل الأعمال من كمال الإيمان أو من صحة الإيمان؟
فهذا السؤال لا داعي له، أي إنسان يسألك ويقول: هل الأعمال شرط لكمال الإيمان أو شرط لصحة الإيمان؟
نقول له: الصحابة رضي الله عنهم أشرف منك وأعلم منك وأحرص منك على الخير، ولم يسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السؤال، إذاً يسعك ما يسعهم.
إذا دلّ الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطاً لصحة الإيمان، وإذا دلّ دليل على أنه لا يخرج صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع، أما أن تحاول الأخذ والرد والنزاع، ثم مَنْ خالفك قلت: هذا مرجىء. ومن وافقك رضيت عنه، وإن زاد قلت، هذا من الخوارج، وهذا غير صحيح.
فلذلك مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يدعوا البحث في هذا الموضوع، وأن نقول: ما جعله الله تعالى ورسوله شرطاً لصحة الإيمان وبقائه فهو شرط، وما لا فلا ونحسم الموضوع [2] [238]
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 01:11]ـ
/// بارك الله فيك.
/// الشيخ رحمه الله يتكلَّم عن أنواع الأعمال المرتبطة بالإيمان (شُعَبه)، وأنَّ منها ما يكون شرطًا لصحَّة الإيمان، ومنها ما يكون شرطًا لكماله.
/// ولا يتكلَّم عن (جنس العمل) مطلقًا.
/// وكلامه السَّابق بُنِي وابتدئ أساسًا، ثم خُتِم بما يدلُّ على ذلك.
/// حيث بَنَى كلامه رحمه الله عن أمثال هذه الأنواع من أعمال الإيمان، فقال:
... فالإيمان يشمل جميع الأعمال، وليس خاصاً بالعقيدة فقط، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمَانُ بِضعٌوَسَبعُونَ شُعبَة، أو قال: وَستونَ شُعبَة، أَعلاهَا: قَولُ لاَ إِلهَ إِلا الله، وَأَدناهَا إِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَريقِ" فقول: لا إله إلا الله قول لسان، وإماطة الأذى عن الطريق فعل الجوارح والحياء وهذا عمل قلب مِنَ الإيمَانِ ..
/// وخُتِم كلامه أيضًا بهذا المعنى؛ حيث قال:
... إذا دلّ الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطاً لصحة الإيمان، وإذادلّ دليل على أنه لا يخرج صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع.
فلذلك مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يدعوا البحث في هذا الموضوع، وأن نقول: ما جعله الله تعالى ورسوله شرطاً لصحة الإيمان وبقائه فهو شرط، وما لا فلا ..
/// وهذا بيِّنٌ والحمدلله.
/// وكلامه موافقٌ لكلام الأئمَّة، وقد قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في كتاب الصلاة (ص/103): « ... يبقى أنْ يقال: فهل ينفعه ما معه من الإيمان في عدم الخلود في النَّار؟ فيُقال: ينفعه إنْ لم يكن المتروك شرطًا في صحَّة الباقي واعتباره، وإنْ كان المتروك شرطًا في اعتبار الباقي لم ينفعه؛ ولهذا لا ينفع الإيمان بالله ووحدانيته، وأنَّه لا إله إلَّا هو مَنْ أنكر رسالة محمَّدٍ r، ولا تنفع الصَّلاة =لمن صلَّاها عمدًا بغير وضوء.
فشعب الإيمان قد يتعلَّق بعضها ببعضٍ؛ تعلُّق المشروط بشَرْطِه، وقد لا يكون كذلك ... ».
/// وهذه المسألة قد أُشبِعت بحثًا، ولا داعي لإثارة الجدل حولها مجدّدًا، ويسعنا ما أوصى به الشَّيخ رحمه الله في آخر المنقول من كلامه، حيث قال:
فلذلك مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يدعوا البحث في هذا الموضوع.(/)
الضوابط الشرعية .. رؤية ليبرالية
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 02:07]ـ
كنت شخصيا ممن يرى أن أهل الفضل والعلم_ ممن شرفهم الله بالعكوف على البحث والتقصي في معرفة مراد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم _ قد يكونون وقعوا في شيء من المبالغة في قاعدة سد الذرائع حتى رأوا سيئا ما ليس بالضرورة يؤول إلى محذور شرعي. وكنت أقول في نفسي: رحم الله علمائنا وعفا عنهم, إن حدبهم على هداية الأمة وصلتها بخالقها العظيم وهدي نبيها الكريم أدى بهم إلى التوجس من مآلات وهمية هي أبعد ما تكون عن مجتمعنا النقي الذي قد تضلع بكافة أطيافه بالعقيدة السليمة والرغبة في تمثل هدي الرسول صلى الله عليه وسلم مظهرا ومخبرا وإن تفاوت الناس بعد ذلك في هذا التمثل قلة واستكثارا, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والآن وبعد مرور عقد تقريبا على هذه الطفرة الجينية في الخريطة الوراثية لإعلامنا بكافة أجنحته, إلى أين وصلنا؟
تتبع معي أخي الكريم مسيرة طرحنا الإعلامي المحلي عبر العقد الماضي واضرب كفا بكف حينما يتملكك العجب. كانت أكثر المقالات الزئبقية تساق متدثرة بلافتات "حسب الضوابط الشرعية"!
كانت البداية الوجلة تبرز قرنها عل هيئة دعوة إلى قبول الآراء الفقهية الأخرى ما دامت حسب الضوابط الشرعية. نعم, فما المانع أن تترك للمرأة الحرية في كشف وجهها ما دام رأيا فقهيا معتبرا يقرها على ذلك؟
وما المانع أن يساهم الشعب في الشركات المساهمة المشتبهة ما دمنا لا نعدم من يفتينا بذلك؟
وما المانع أن نحاور الأديان الأخرى بغية تبيين الحق وإقامة الحجة؟
وما المانع أن يتعلم افراد الشعب اللعبة الديموقراطية وصناديق الاقتراع ويختارون من يمثلهم في مؤسسات المجتمع المدني؟
اليوم لم نعد نسمع عبارة "حسب الضوابط الشرعية" فقد وسدت التراب إلى جانب العبارة الشهيرة " نشجب ونستنكر الانتهاكات الصارخة للعدو الصهيوني" , فأحسن الله عزاء الجميع في العبارتين.
نعود إلى طرحنا الإعلامي لنرى عن ماذا تمخضت هذه الدعوات المتنسكة بالضوابط الشرعية؟
حرب شعواء ضد الجهة الوحيدة المخولة لوضع هذه الضوابط الشرعية, إسقاط لرموز أرباب المعرفة بالعلم الشرعي والدعاة إلى الاحتكام لشرع الله المطهر.
من منا ينسى تلك الليلة الليلاء التي تقاسم فيها القوم على أن يبيتوا أحد أعلام المعرفة بالضوابط الشرعية التي يتشدقون بها ثم بعد أن جاءوا على قميصه بدم كذب وتم لهم ما أرادوا , خرجوا بكل صفاقة ليقولوا "ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون"!!
لا يحتاج الأمر إلى كبير عناء ليعرف مدى كذب دعوى الضوابط الشرعية, بل ليس الأمر أبعد من شخص قدم لك لحم خنزير وقال لك "تفضل, مذبوح بالضوابط الشرعية".
وإن أردت الدليل على ما أقول فعليك برصد الجناح المرئي لإعلامنا وكيف انه قد استحال في كثير من برامجه إلى عروض للأزياء ومتاجرة بهذه المشاهد , فقط لنرفع اسهمنا عند "الآخر" ويشهد لنا بالوسطية والاعتدال كما يراها هو.
رجل وامرأة قد لبسا وتزينا و"تمكيجا" ثم "انتصا" ليتحادثان ويتمازحان طوال ساعات الصباح وكأنهما في "صباحية مباركة" ... !!
تدشين أول فيلم سينمائي احتشد فيه كل شيء .. إلا الضوابط الشرعية طبعا!!
دعوات لصرف قضايا اعتراض على بعض الكتابات والسلوكيات عن مسارها الشرعي إلى مسار خرج من عباءة ثقافة"الفيتو" الغارقة في الظلامية والجاهلية.
مهرجانات غنائية أدركتها حمى الطفرة الجينية لتطعم المهرجان الغنائي السنوي بأصوات ناعمة غابت صورها هذا العام , ولو حلفت ما حنثت أنها ستظهر في العام القادم .. وليس الذي يليه.
احتفالات صيفية على شرف "نجوم ونجمات" الفن الكوميدي في ليلة جنوبية رقصت طوال ساعات الليل على جثمان الضوابط الشرعية.
دعوات لحوار الأديان لم تكن إلا دعوة لإخاء الأديان , تبشر بها أجنحة إعلامنا المختطفة بعبارات لا تحتمل تأويلا " نريد الناس أن يتمسكوا بالأديان الإبراهيمية الثلاثة ففيها الخير للإنسانية جمعاء ... قرآن .. توراة .. إنجيل .. "
وإن شئت لقلت: إنها دعوة لا تهدف إلا إلى إحراز تقدم سياسي اتخذت من هذه الدعوة وسيلة لا غاية.
بل حتى التجربة الخداج لإشراك الشعب في اتخاذ القرار فيمن يمثله وئدت في مهدها والأسباب قيدت ضد مجهول لكن هناك أخبار تؤكد أن الشعب لايزال على قدر من الجهل والسطحية, فلم يكن قادرا على استيعاب التجربة الانتخابية ويؤيد ذلك نتائج الانتخابات!!
ولكنه قطعا سيكون أكثر نضجا بعد أن يروض إعلاميا وثقافيا و"ابتعاثيا!! " , وحينئذ ستطرح التجربة مرة أخرى لأن النتيجة ستكون مرضية كما يريدها المخرج!!
أيها الضوابطيون ومن مكّن لهم , قولوا لنا بربكم من قال من أهل العلم بهذه الصور التي تزعمون أنها لا تخرج من عباءة الشريعة؟
ثم هنا سؤال آخر يلح بشدة , لو استوردنا لكم أراء فقهية من الخارج , هل ستستوعب هذه الآراء تطلعاتكم و رؤاكم المستقبلة؟ أجزم أنكم ستقولون بأفواهكم ما ليس في قلوبكم.
وهل أجدت أراء علماء الشام ومصر فيما يتعلق بحجاب المراة وعملها وما يتعلق بالفن والتمثيل والحرية الدينية والعقدية, هل أجدت شيئا أمام المد الشرس الذي مارسه أسلاف هؤلاء "الضوابطيين"؟
ما عليك إلا أن تنظر بأم عينك إلى واقع تلك المجتمعات التي باتت تردد:
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
والله لا على ضوابطكم وثوابتكم أبقيتم , ولا بالديموقراطية رضيتم!! (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين).
اللهم إني أبرأ إليك من هذه الانتهاكات التي ترتكب باسم الضوابط الشرعية. اللهم إني أعتذر من عجز الثقات وأبرأ إليك من جلد الفاجر.(/)
المونديال و إشهارات المسخ الثقافي
ـ[إبن سليم]ــــــــ[05 - Aug-2010, مساء 01:02]ـ
تواتر في فترة المونديال بث إشهار من إنتاج الفيفا على قنوات الجزيرة الرياضية، يتمثل في تصوير مشهد من حفلة زواج عربي حيث يقف العريس في بهو مع أفراد من عائلته و عائلة عروسه المتبرجة طبعا (الذين أراد لهم المخرج أن يكونوا من جنسيات عربية مختلفة ... سوداني ... مغربي ... شامي ... و إنتبهوا جيدا لهذا الإختيار) التي تنزل بخطوات متأنية من مدرج يقابلهم مباشرة ... ينتظرها الجميع في بهجة و سرور
و سط الموسيقى و الأهازيج و في مقدمتهم العريس الذي يتطلع إلى رؤية خليلته بما أحل الله ... و فجأة يحدث خطب ما و يتسمر عريسنا مندهشا و يخيم الصمت و الوجوم على ملامح الجميع ... فيا لها من مفاجأة إذ أن العروس المصون ترسم علم البرازيل على خدها الأيسر!!! (و هنا تذاكى المخرج و لم يشأ و ضع علم أمريكا أو بريطانيا يعني علم دولة إستعمارية متكالبة على عولمة الشعوب و فرض ثقافتها ... فيجب تمرير السيناريوهات الهوليودية بذكاء و سلاسة) يواصل عريسنا دهشته و إشمئزازه من إستخفاف زوجته به فهل يعقل أن تهتم إمرأة ليلة زفافها بشيء غير أناقتها و زوجها ... !!!
بعد لحظات من هذا المشهد يدير المخرج الكاميرا من زاوية أخرى فإذا بالجميع يضعون أعلاما للدول المشاركة في المونديال على خدودهم التي لم تكن ظاهرة في الأول كل حسب إختياره بما فيهم عريسنا البطل و بينما الجميع في حيرة من أمرهم و وجوم تظهر إمرأة كبيرة نوعا ما في السن تقف وراء الجميع، مرتدية حجابا إسلاميا على الأرجح هي أم العريس، و تبدأ في شق هذا الصمت و الدهشة بالتصفيق بوتيرة متصاعدة حتى بثت الحماس و دبت الحركة من جديد في الحضور الكرام و إنقشعت سحابة الصيف و رجع الجمع للأهازيج و الأفراح ... !!! و إنتبهوا هنا إلى هذه الإختيارات لهذا المخرج الهوليودي فالمرأة الكبيرة في السن و المتحجبة هي رمز للرصانة و العقل الرشيد و التقوى و تصرفها هذا هو مباركة و تطبيع مع هذا السلوك الدخيل بل هو إصدار فتوى لجميع الجماهير العربية، على حد أمل المخرج طبعا، بقبول هذه الجملة من المعاني الخطيرة الموجزة في هذا الإشهار.
إن دهشة العريس و إستنكاره من تصرف عروسه ... يعكس في الواقع خصوصية مجتمعنا و تمسكه بتقاليده العربية الإسلامية و رفضه لكل ما يخدش الحياء و الفضيلة و هو ما يغيض الغرب و أذنابهم و يعتبروه عقدا و تخلفا و رجعية فالزواج من أساسه بالنسبة إليهم ليس بذاك الأمر الضروري فالملايين منهم يعيشون و ينجبون خارج إطار الزواج ...... أما إزدواجية الزوج و الحضور بإنكارهم سلوك العروس في حين هم يفعلونه إنما هي رسالة مبطنة من المخرج ليظهر أننا نكن الود لثقافتهم و نمارسها في نواح متعددة من حياتنا فلماذا هذه الذبذبة و الإنفصام في الوعي لنفبل إذا الأمر برمته و بدون تردد أو عقد (كما يحلو لهم تسميتها) ... أخيرا تصفيق أم العروس الوقورة الراشدة هو تلك المباركة و الفتوى بالتطبيع و الرضوخ التام، التي ينتظرها الغرب و يعمل على إستصدارها بشتى الوسائل التي نتخيلها أو لا نتخيلها من رموز الأمة و عقلائها ... علماء و دعاة و مفكرين و حكماء.
من الممكن أن يرى البعض أن هذا التحليل نوع من الهوس بنظرية المآمرة ... و لكن ضعوا أنفسكم مكان المسؤول عن التسويق الإعلامي لكأس العالم في الفيفا ... لديه شعوب و ثقافات مختلفة مسؤول عن مخاطبتها في سياق الترويج لبطولة كأس العالم أليس سيخاطبها ثقافيا و قد اعتاد الغرب في بحثه للظواهر الثقافية و الاجتماعية أن ينطلق من مسلّمة مركزيته الكونية، فما يصح في تاريخه ومجتمعاته يصح قانونا للبشرية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها. أو ليس الغرب يعمل ليلا نهارا على محاربة الإسلام و روحه، المتجسدة في الخلق العظيم الذي وصف الله به نبيه محمد صلى الله عليه و سلم، بشتى الوسائل فكيف يفوت على نفسه مثل هذه الفرصة الجماهرية الإستثنائية و هي نهائيات كأس العالم ليمرر تفسخهه الأخلاقي و معاداته للفضيلة و الستر و العفاف التي هي الوعاء الذي يستقر فيه الإسلام و ينتشر.
لكن السؤال المهم هنا ... هل نملك نحن و خاصة شبابنا تلك الحصانة الفكرية التي لا تتبلور إلا بالثقافة و المطالعة و المعرفة و التي تخول للفرد أن يحلل المادة الإعلامية، الموجهة إليه، على حقيقتها بما تحمله من رسائل مبطنة و مفخخة حتى يعرف كيف يتعاطى معها؟؟
و السؤال الأهم هو هل إنتاج الفيفا لمثل هذا الإشهار الهادف و الخطير هو بمعزل عن الحملة الغربية المحمومة على الحجاب و النقاب و حياء و ستر المرأة المسلمة أم هو تكريس للتحامل على الإسلام و أهله؟؟
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[05 - Aug-2010, مساء 02:03]ـ
صدقت، شاهدت المشهد، لم أحلله مثل تحليلك لكن فيه ما يقال مثلما تفضلت.
وتكرار مثل هذا، وما يشابهه يغرس في النفوس دون إنذار مسبق تقبل العديد من الأمور الدخيلة، خصوصا لما يضعون امراة كبيرة السن، متحجبة، ملتحي .... وكأنهم يقولون: لا بأس، الأمر عااادي.
بارك الله فيكم(/)
التوحيد وشبهة الوحدوية >>>أ. د. ناصر العمر
ـ[ابن غنّام]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 12:14]ـ
أ. د. ناصر العمر http://almoslim.net/files/images/tawheed_1.jpg
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد فقد خلق الله الخلق، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل لعبادته وتوحيده {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، قال ابن عباس وغيره من المفسرين: أي يوحدون، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25]، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، فالغاية من خلق الخليقة التوحيد، والهدف من بعثة الرسل الدعوة إلى التوحيد، ومع ذلك نرى من منتسبي الدعوة من يدعي أن التركيز على التوحيد والبداءة به قد يكون عائقا أمام وحدة الأمة، وتأليف الشعوب الإسلامية، واجتماع كلمة الدعاة، فيتحاشى مناقشة أمور العقيدة خوفاً من الفرقة -كما يتوهم- ويجمع الناس على عمومات لا تثبت عند الملمات، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، وقد أساء فهماً فأساء فعلاً.
ولو أبصر هؤلاء لأدركوا أنهم بهذه الدعوى ينقضون دعوة جميع الرسل الذين بعثوا في قوم لهم شمل مجتمع، فلما دعوهم للتوحيد إذا هم فريقان، كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} [النمل: 45].
إن من سمات أهل السنة والجماعة أنهم يدعون إلى اجتماع الكلمة ووحدة الصف ونبذ الفرقة والخلاف، والله- جل وعلا- يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: من الآية103]، وقال: {أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: من الآية13].
وقال صلى الله عليه وسلم: "من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية" (1).
فجمع الكلمة وتأليف القلوب مطلب شرعي وهدف سام، ولكنه غير مراد لذاته بل لمعاني، ومما يلحظ في هذا الجانب أن هناك من يذكر أن الاجتماع مراد لذاته، بغض النظر عما ينتج منه، وهذا خطأ في الفهم وقصور في التصور؛ لأن الهدف هو الاجتماع على كلمة الحق، لنصرة الحق، والتعاون على البر والتقوى، وذلك لأن الاجتماع والاتفاق إن لم يكن على التقوى والطاعة فسيكون على الإثم والعدوان، ولذلك أمر الله بالتعاون على البر والتقوى، فقال: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: من الآية2].
وقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} [آل عمران: من الآية103]، فجعل الاعتصام على حبل الله (وهو التوحيد).
والذين جعلوا الاجتماع هو الغاية والهدف، تساهلوا في أمر التوحيد، ولم يجعلوه من الأصول التي يجتمعون عليها، بل تجد بعضهم يمنع أتباعه من إثارة قضايا العقيدة، بحجة أن هذا الأمر سيكون عائقاً أمام وحدة كلمة المسلمين، وتوحيد الصفوف، بل لا يخجل بعضهم أن يقول: إن طرح مسائل العقيدة تؤدي إلى الفرقة والخلاف، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا أدري على ماذا يجمعون الناس ولأي شيء يوحدون صفوفهم إذا كانت القضية التي من أجلها خلق الله الخليقة محل خلاف بينهم!
هذا مع أنه ثبت فشل مثل هذه التجمعات التي تضم خليطاً من العقائد، فعند المحن والشدائد يتحول الأصدقاء إلى أعداء، والأحباب إلى خصماء، وصدق الله العظيم {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67]، وإن كان هذا واقعاً في الآخرة فإنه يقع أحياناً في الدنيا كما رأينا وشاهدنا، ولذلك لابد أن تبنى الدعوات والتجمعات على أصول وثوابت منبثقة من عقيدة التوحيد، ملتزمة بمنهج أهل السنة والجماعة، بعيدة عن البدع المحدثة والتنازلات في دين الله المخزية، وتمييع قضايا العقيدة، بحجة جمع الكلمة ووحدة الصف والمصلحة العامة، مما لا يثبت عند التحقيق والتأصيل.
ولذلك فلابد عند التوحيد أن يكون (التوحيد أولاً) وإلا فلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عرضت لبعضهم شبهة تتعلق بهذه القضية حاصلها أن هارون عليه السلام اعتذر لموسى لما عبد قومه العجل بأنه خشي أن يقول فرق هارون بين بني إسرائيل، فكأنهم ظنوا أن هارون تركهم وشأنهم في عبادة العجل لأنه خشي إن دعاهم أن يتفرقوا!
وهذا فهم لم يسبق مدعيه أحد من أهل العلم، وقد غفل عن سياق الآيات وتشبث بحرف على طريقة المستدلين بويل للمصلين!
ومن نظر أدنى النظر في سياق القصة وتفكر لابد أن يقر بأمرين مهمين:
1 - الأول: بذل هارون عليه السلام وسعه مع القوم ليصدهم عن عبادة العجل فدعاهم لتوحيد الله –الذي يريد هؤلاء أن يكف الناس عن الدعوة إليه- وأنكر عبادتهم العجل كما قال تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي} [طه:90].
2 - والثاني: أن هارون عليه السلام لم يتمكن من التمادي في الإنكار باليد، ولم ير من الحكمة مفارقة القوم لسببين ذكرهما في مقام واحد وهو مقام تعنيف موسى عليه السلام له –وحسبك بتعنيف موسى دليلاً على أن مفارقة المشركين واجبة ناهيك عن دعوتهم-:
• الأول: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه:94].
• والثاني في سورة الأعراف في نفس الموقف: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف:150].
فهارون عليه السلام بلغ به الإنكار معهم مبلغاً خشي أن يقتل بعده، فالقوم قد عصوه، وخالفوا أمره وهو قد بذل غاية جهده ولم يبق إلاّ أن يقتل.
فإن فارقهم في تلك الحال واتبع موسى بعدد قليل فلن يأمن بقاء أولئك، فيتفرقون على شركهم فيتأصل فيهم ويستشري في نسلهم، فكان من حكمته أن بقي مقيماً معلنا الإنكار حتى يرجع موسى عليه السلام ليعين على معالجة الأمر ورد القوم إلى ربوع التوحيد، وهو لم يزل باذلا جهده في نصحهم، داعياً إلى التوحيد غير مقر بالشرك أو راض عنه.
ومن هنا تعلم سقوط الشبهة التي ذكرها من ادعى بأن وحدة الصف الإسلامي أهم من قضية التوحيد، وأن هارون سكت خشية التفريق بين القوم مع عبادتهم العجل! فهارون ما سكت إلاّ لما خشي القتل بنص آية الأعراف، ولم يفارق لأن فراقه لن تترتب عليه مصلحة بخلاف بقائه، وليس شأن الخلاف في المستضعف الذي يخشى القتل لو أنكر الباطل، ولكن الخلاف في شأن الذي يقرر طوعاً واختياراً أن للمشرك وعابد العجل والملحد من الحق ما للمسلم من حقوق المواطنة وأن جميعهم تسعهم الوحدة الوطنية، وأن الدعوة للتوحيد لا داعي لها، فقائل هذا لم يحتج بصنع هارون عليه السلام وإنما هو محتج بالسامري الذي لم ير غضاضة فيما أنكره النبيان الكريمان!
________________
(1) أخرجه البخاري (7054). ومسلم رقم (1849)(/)
الشيخ عبد المحسن العباد: الرد على المبتدعة ليس من الجدال المنهي عنه! بل هو واجب
ـ[محمد بن العربي]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 12:53]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً))
قال العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله:
إن الرد على المبتدعة ليس من الجدال المنهي عنه، بل هو من الواجب الذي لا بد منه، فالباطل إذا ظهر لا بد أن يبين بطلانه؛ حتى يندحر، وحتى يظهر الحق لأهل الحق، بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ [الأنبياء:18].
شريط رقم 546 من شرحه لسنن أبي داود
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 01:08]ـ
جزاك ربي خيراً, ونفعنا الله بعلوم الإمام الثبت الجليل النبيل عبد المحسن العباد لؤلؤة المدينة ومحدثها وعالمها الكبير ..
ولولا ما يسخر الله تعالى من جنوده من العلماء وطلبة العلم النبهاء الذين يفنون الباطل ويدحرونه لعمَّ الباطل والضلال وطم .. ولكن -لله الحمد والمنة- الأمر كما قال تعالى: ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)) [البقرة: 251]
وكما قال أيضاً: ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)) [الحج: 40، 41]
جعلنا الله من أنصاره بمنِّه وكرمه!(/)
حُقَّ لكل مسلم أن يشكر الشيخ (أحمد مصطفى فضلية)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 02:40]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
الشيخ الفاضل (أبوعبد الرحمن أحمد مصطفى عبد العزيز فضلية) شيخ معهد محلة دياي الأزهري بدسوق: له سنوات وهو يعكف على تراث العملاق الأزهري الدكتور (محمد عبدالله دراز) ويتابع العمل في قراءته وترتيبه، وقد هيأ الله له فرصة دخول مكتبة الشيخ العامرة (المغلقة منذ وفاته) وأذن له أبناؤه الأفاضل السفير (فتحي دراز)، والأستاذ الدكتور (سعيد دراز) بالبحث والتنقيب في الأضابير والأوراق، ووقف الشيخ منها على جمعِ كثير من المقالات والبحوث والرسائل التي لم يُسبق نشرها، الى درجة أنه وجد في مكتبة الشيخ كلمات مضيئة وخواطر ايمانية مشرقة كتبها الدكتور دراز وهو طالب بالقسم الثانوي وهو لم يتعدّ بعدُ العشرين ربيعا! ونشرها في كتاب (حصاد قلم)
نبذة مختصرة عن الدكتور دراز
يقول عنه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي (ذلكم هو شيخنا الأستاذ الدكتور محمد عبدالله دراز، الذي كان في عصره – بحق – العالم العلامة، والحبر البحر الفهامة، الى أخر تلك الأوصاف. فهذه الأوصاف كلها تطابق حياته وواقعه العلمي والعملي تمام المطابقة، وان كانت تنطبق على غيره بصورة جزئية.
كان الشيخ محمد درازمن العلماء الموسوعيين، الذين جمعوا بين علوم الشريعة، وثقافة العصر، وأجاد الفرنسية اجادته لعلوم العربية، فهو ابن الأزهر، وابن السوربون. ولكن دراسته في السوربون لم تخرجه عن أزهريته العريقة، حتى انه من القليلين الذين بقوا على زيهم الأزهري- الجبة والعمامة – بعد عودتهم من بعثتهم الى الخارج) ..... (وقد عرض عليه رجالُ الثورة بواسطة مندوبين منهم: منصب مشيخة الأزهر، وحسبوا أن الرجل سيسارع بالقبول والتلبية، ولكنهم فوجئوا به يشترط شروطًا لقبول المنصب، ومنها: أن تطلق يده في اصلاح الأزهر، فخرجوا من عنده ولم يعودوا اليه، انهم لايريدون من يشترط عليهم شرطا، بل من يقبل بلا قيد ولاشرط، ويقدم اليهم الحمد والشكر. ولم يكن هذا شأن الشيخالذي يرى في المنصب تكليفًا لاتشريفًا وفرصة للاصلاح والبناء، لاللظهور والأضواء) نقلا عن تقدمته لكتاب (زاد المسلم للدين والحياة) مجموع مقالات وحلقات صوتية مفرغة للدكتور دراز باعداد الشيخ أحمد مصطفى فضلية.
ويقول عنه شيخنا الدكتور (محمد اسماعيل المقدم): (هو العملاق الأزهري الدكتور محمد عبد الله دراز، هو من خيرة من أنجبه الأزهر في هذا العصر الحديث، وحدثنا أستاذنا (مصطفى حلمي) أن الدكتور دراز هو أول من كتب – من العلماء – عن الاعجاز الأخلاقي في القرآن، في رسالته للدكتوراة المسماة ب (دستور الأخلاق في القرآن الكريم) وهذه الرسالة (مجلد 800صفحة) كان يريد لها المستشرقون أن تكون حربا على الاسلام، لكن أبى الله الاأن يجعلها فتحًا على الاسلام وأهله، ويقول أن الدكتور دراز مبدع في كل ماكتب، وينصح طالب العلم بأن اذا وجد أي كتاب له أن يقرؤه والا فهو الخسران! ووعد بوقفة معه في سلسلة (أحبوا هذا الرجل).
ورأيت مجلدًا ضخمًا اسمه قريب من (دراسات وبحوث عن العلامة محمد عبد الله دراز – بقلم تلامذته ومعاصريه – تقديم الدكتور على جمعة
والعجيب أني رأيت عوام يشهدون بهذه الشهادة للدكتور دراز بعد متابعتهم لتسجيلاته التي تُذاع في اذاعة القرآن الكريم مقدمة للتلاوة! رغم أن هذه التسجيلات على أرقى مستوى أدبي وعلمي!
فجزى الله الشيخ مصطفى خير الجزاء على نشره لهذا التراث العظيم الذي سينهل منه طلبة العلم والمسلمون في كل مكان.
والحمد لله رب العالمين
خالد المرسي(/)
«التعليق على حاشية ابن قاسم في شرح كتاب التوحيد»، للشيخ عبد الرحمن الحجي
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 03:06]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«التَّعليقُ عَلَى حَاشِيَةِ العلَّامةِ ابْنِ قَاسِمٍ فِي شَرحِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ للإِمامِ مُحمَّد بنِ عَبدِ الوهاب،
للشَّيخِ عبد الرَّحمن الحِجِّيِّ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
[الدّرسُ الأوّل]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya01.mp3
[ الدَّرسُ الثَّاني]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya02.mp3
[ الدَّرسُ الثَّالِث]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya03.mp3
[ الدَّرسُ الرَّابِع]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya04.mp3
[ الدَّرسُ الخَامِسُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya05.mp3
[ الدَّرسُ السَّادِسُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya06.mp3
[ الدَّرسُ السَّابعُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya07.mp3
[ الدَّرسُ الثَّامِنُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya08.mp3
[ الدَّرسُ التَّاسِعُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya09.mp3
[ الدَّرسُ العَاشِرُ]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya10.mp3
[ الدَّرسُ الحَادِي عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya11.mp3
[ الدَّرسُ الثَّانِي عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya12.mp3
[ الدَّرسُ الثالث عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya13.mp3
[ الدَّرسُ الرابع عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya14.mp3
[ الدَّرسُ الخامس عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya15.mp3
[ الدَّرسُ السادس عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya16.mp3
[ الدَّرسُ السابع عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya17.mp3
[ الدَّرسُ الثامن عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya18.mp3
[ الدَّرسُ التاسع عشر]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya19.mp3
[ الدَّرسُ العشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya20.mp3
[ الدَّرسُ الحادي والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya21.mp3
[ الدَّرسُ الثاني والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya22.mp3
[ الدَّرسُ الثالث والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya23.mp3
[ الدَّرسُ الرابع والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya24.mp3
[ الدَّرسُ الخامس والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya25.mp3
[ الدَّرسُ السادس والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya26.mp3
[ الدَّرسُ السابع والعشرون]:
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya27.mp3
[ الدَّرسُ الثامن والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya28.mp3
[ الدَّرسُ التاسع والعشرون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya29.mp3
[ الدَّرسُ الثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya30.mp3
[ الدَّرسُ الحادي والثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya31.mp3
[ الدَّرسُ الثاني والثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya32.mp3
[ الدَّرسُ الثالث والثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya33.mp3
[ الدَّرسُ الرابع والثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya34.mp3
[ الدَّرسُ الخامس والثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya35.mp3
[ الدَّرسُ السادس والثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya36.mp3
[ الدَّرسُ السابع والثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya37.mp3
[ الدَّرسُ الثامن والثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya38.mp3
[ الدَّرسُ التاسع والثلاثون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya39.mp3
[ الدَّرسُ الأربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya40.mp3
[ الدَّرسُ الواحد والاربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya41.mp3
[ الدَّرسُ الثاني والاربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya42.mp3
[ الدَّرسُ الثالث والاربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya43.mp3
[ الدَّرسُ الرابع والاربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya44.mp3
[ الدَّرسُ الخامس والاربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya45.mp3
[ الدَّرسُ السادس والاربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya46.mp3
[ الدَّرسُ السابع والاربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya47.mp3
[ الدَّرسُ الثامن والاربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya48.mp3
[ الدَّرسُ التاسع والاربعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya49.mp3
[ الدَّرسُ الخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya50.mp3
[ الدَّرسُ الواحد والخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya51.mp3
[ الدَّرسُ الثاني والخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya52.mp3
[ الدَّرسُ الثالث والخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya53.mp3
[ الدَّرسُ الرابع والخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya54.mp3
[ الدَّرسُ الخامس والخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya55.mp3
[ الدَّرسُ السادس والخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya56.mp3
[ الدَّرسُ السابع والخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya57.mp3
[ الدَّرسُ الثامن والخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya58.mp3
[ الدَّرسُ التاسع والخمسون]:
http://www.archive.org/download/Ta3l...d/hashya59.mp3 (http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya59.mp3)
[ الدَّرسُ الستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3l...d/hashya60.mp3 (http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya60.mp3)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 04:46]ـ
[الدَّرسُ الواحد والستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya61.mp3
[ الدَّرسُ الثاني والستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya62.mp3
[ الدَّرسُ الثالث والستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya63.mp3
[ الدَّرسُ الرابع والستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya64.mp3
[ الدَّرسُ الخامس والستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya65.mp3
[ الدَّرسُ السادس والستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya66.mp3
[ الدَّرسُ السابع والستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya67.mp3
[ الدَّرسُ الثامن والستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya68.mp3
[ الدَّرسُ التاسع والستون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya69.mp3
[ الدَّرسُ السبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya70.mp3
[ الدَّرسُ الواحد والسبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya71.mp3
[ الدَّرسُ الثاني والسبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya72.mp3
[ الدَّرسُ الثالث والسبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya73.mp3
[ الدَّرسُ الرابع والسبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya74.mp3
[ الدَّرسُ الخامس والسبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya75.mp3
[ الدَّرسُ السادس والسبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya76.mp3
[ الدَّرسُ السابع والسبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya77.mp3
[ الدَّرسُ الثامن والسبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya78.mp3
[ الدَّرسُ التاسع والسبعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya79.mp3
[ الدَّرسُ الدرس الثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya80.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 05:02]ـ
[الدَّرسُ الواحد الثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya81.mp3
[ الدَّرسُ الثاني والثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya82.mp3
[ الدَّرسُ الثالث والثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya83.mp3
[ الدَّرسُ الرابع والثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya84.mp3
[ الدَّرسُ الخامس والثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya85.mp3
[ الدَّرسُ السادس والثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya86.mp3
[ الدَّرسُ السابع والثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya87.mp3
[ الدَّرسُ الثامن والثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya88.mp3
[ الدَّرسُ التاسع والثمانون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya89.mp3
[ الدَّرسُ التسعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya90.mp3
[ الدَّرسُ الواحد والتسعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya91.mp3
[ الدَّرسُ الثاني والتسعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya92.mp3
[ الدَّرسُ الثالث والتسعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya93.mp3
[ الدَّرسُ الرابع والتسعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya94.mp3
[ الدَّرسُ الخامس والتسعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya95.mp3
[ الدَّرسُ السادس والتسعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya96.mp3
[ الدَّرسُ السابع والتسعون]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya97.mp3
[ الدَّرسُ الاخير من حاشية كتاب التوحيد]:
http://www.archive.org/download/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed/hashya98.mp3
انتهى الشَّرح.
والحمدُ للَّه ربِّ العالمينَ.
صفحة الشّرح على الأرشيف:
http://www.archive.org/details/Ta3liq3alaHashyahIbnQaaseemKit aabTawheed
أَخُوْكُم الْمُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 05:37]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Aug-2010, مساء 12:16]ـ
وأَحْسَنَ إِلَيْكُم، وجزاكُم خيرًا، ونَفَعَ بكُم.
ـ[جذيل]ــــــــ[23 - Aug-2010, صباحاً 02:32]ـ
هل من سيرة للشيخ الحجي لو تكرمت
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 07:38]ـ
نص السؤال
اسال عن الشيخ الحجي من شيوخه في العلم ومن اين تخرج
نص الجواب
تخرج في المعاهد العلمية الشرعية التابعة لجامعة الامام محمد بن سعود في المتوسط والثانوي والكلية والماجستير والدكتوراه من كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام ومن أبرز شيوخه الشيخ ابن باز رحمه الله حضر دروسه بضع سنين والشيخ ابن فوزان وغيرهم
للشيخ: عبد الرحمن بن صالح الحجي
http://www.alamralawal.com/#detailOfFatwa::14
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 07:39]ـ
موقع الشَّيخِ الحِجيِّ:
http://www.alamralawal.com/#principal::(/)
المرأة المسلمة الملتزمة ودورهافي معركة التغريب
ـ[أنس المتعجب]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 06:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
اخوتي في الله,
أكتب هذه الكلمات لخطورة هذا الموضوع في بلادنا (أقصد الدول الاسلامية عدا السعودية) وعدم تنبه بعض أصحاب العلم الشرعي, او جهلهم او مسايرة بعضهم للمجتمع الذين يعيشون فيه, أو ليبدو في صورة مقبولة لدى غير المسلمين ولأن كل هذه الدول تقوم على القوانين الغربية, وتتبع ما تفرضه المؤسسات الدولية, فان التقاء مصالح حكومات هذه الدول مع جهل او تساهل العلماء في تلك البلاد ومع جهل الناس, اصبحت قضايا قرار المرأة في البيت وعدم الاختلاط مسألة مستهجنة لدى معظم الناس, وحتى بين من يعتبرون ممن يلتزم بالدين, تجدهم يلتزمون ويقتنعون بمعظم أمور الدين الا ما يتعلق منها بالمرأة فان عندهم في هذا المجال ثغرات قد تكون كبيرة احيانا.
شيوخي الأفاضل, انا من الأردن, وواقع المرأة وبالذات المحجبة مزري في البلد,
فبدل ان يكون الحجاب رمزا للعفة والحياء اصبح مجرد زي تقليدي, وحتى كثير ممن يلبسونه كعبادة لا يعرفون معناه الحقيقي ولا يعرفون انه يجب ان يقترن بالحياء والبعد عن الاختلاط, بل انهن قد يشعرن بأمان أكثر ويخضن مع الرجال اكثر فبنظرهن ارتداؤهن للحجاب وحده كفاية ويسهل من اختلاطهن بالرجال , طبعا حتى هذا الحجاب ليس بالحجاب الكامل فمعظم أصحاب العلم الشرعي هنا يفتون بجواز كشف الوجه, لذا فمن تلبس جلبابا فضفاضا تعتبر قمة من حيث حجابها, وعدد المنقبات قليل. ومع ذلك فكثير ممن يرتدين الحجاب لا يعدو كونه غطاء للرأس بينما تلبس البنطال , والبلوزة الضيقة والتنورة الضيقة, وحتى من تلبس الجلباب الفضفاض قد تضع مساحيق التجميل على وجهها.
حتى الغيرة عند الرجال تغير مفهومها, ولأضرب لك مثلا فقد ينزعج رجل اذا كان دخول النساء في الأعراس من امام الرجال اذا عمل حفلا أو دعا لوليمة كانت النساء في مكان والرجال في مكان, ولكن نفس هذا الشخص لا ينزعج اذا عملت ابنته او زوجته في شركة خاصة او دائرة حكومية بين الرجال, ولا ينزعج اذا عملت عملا خاصا بالرجال بالأصل , بل ان كثيرا من الآباء يبحث لابنته عن عمل في تلك المجالات, وقد يتخذ واسطات في سبيل ذلك.
بدل ان يصبح قرار المراة هو الأصل, أصبح خروجها هو الأصل وأصبح الناس ينظرون الا من لا يرضى خروج نسائه بلا داعي على انه رجل منغلق ومتحجر
أمر آخر يثير القلق لدى من يغار على نساء المسلمين ولكن للأسف يبدو ان هؤلاء قلة, هو انتشار ظاهرة قيادة المرأة للسيارات في بلدنا, وفي بعض اوقات النهار قد يفوق عددهن في الشوارع في بعض الأماكن عدد السائقين من الرجال. ترى طالبة الجامعة تسوق السيارة, الموظفة تسوق السيارة, وحتى (للأسف الشديد) ربات البيوت يقدن السيارات بحجة ارسال وجلب الأطفال الى المدارس أو الذهاب للتسوق, حتى ربة المنزل التي يتوقع المرء أنها تقر في بيتها يجدها ذاهبة رائحة بسيارتها يوميا في ساعات الأزمة المرورية. بل هناك بعض المنقبات (مع قلتهن) يقدن السيارات.الأدهى ان بعض الرجال اصبح هو من يسره ان تقود المرأة السيارة, بل وقد يدفعها هي لذلك لتحمل عنه بعض مسؤولياته.
وللأسف يكاد لا يوجد من اهل العلم في بلدنا من ينتبه لهذه الأمور, بل ان بعضهم مشى مع التيار.
مصيبة مجتمعاتنا أنها أصبحت تعيش حياة مشابهة للغرب, وأصبح التدين مقتصرا على بعض الأشكال, فقضية عودة كثير من الفتيات للحجاب تاخذ شقين , الأول حسن وهو مظهر الحجاب, والثاني سيء وهو ان الحجاب شكل بينما ما زالت تلك المرأة تتصرف كما كانت قبل الحجاب, فاذا كانت تعمل عملا فيه اختلاط فانها لاتتركه وقد تعمل عملا مختصا بالرجال وتنافسهم فيه, وقد تسافر بلا محرم للدراسة او العمل, وتقول انا اعتز بحجابي , فاذا قلت لها لا يحل لك أن تسافري بل محرم لم يعجبها ذلك مع أنها قد تكون من المدافعات عن الحجاب.
مارأيكم دام فضلكم بهذا الموضوع ,وما السبيل لمعالجة هذه المشكلة؟
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[07 - Aug-2010, صباحاً 07:19]ـ
السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
أتفق مع الأخ من حيث وجوب أن تقف المرأة بوجه معركة التغريب من خلال التزامها بما أمرها بها الشرع الحنيف من وجوب القرار في بيتها والابتعاد عن مخالطة الرجال وما إلى ذلك مما يرجع للمرأة دورها الرئيسي باعتبارها زوجة وأم بالدرجة الأولى ..
سكن لزوجها، حافظة بالغيب وراعية لشؤون بيتها ومربية لأولادها.
وأتفق معه بشأن ما ذكره من أوضاع مزرية رأيتها (وسمعت عنها من أهلها وتحارونا فيها) في المجتمع الأردني وفي مجتمعات أخرى في جميع بلاد الشام وفي الخليج العربي، وفي "المجتمعات الاسلامية" في القارة الإفريقية، بل وحتى في بلاد الحرمين فبكل أسف حالة الفساد موجودة وإن اتخذت مظاهر مختلفة، فمثلاً -من حيث اللباس- نرى المنتقبة التي تجمّل عينيها بشكل مثير وملفت للنظر، وترتدي العباءة الضيقة والمزينة وما إلى ذلك مما هو متاح لها من التلاعب بحجابها، ولكن الأمر ظاهرياً يعتبر "أفضل" من غيره ولو أنه حقيقةً كله فساد وكله ابتعاد عن ما شرع الله تعالى، إنما ما أريد قوله بأنّه في العموم تمر أمتنا في جميع الأمصار بمرحلة حرجة، عافانا المولى عز وجل.
هذا ومع اتفاقي مع الأخ بمجمل ما ذكره، إنما من واقع رؤيتي للمجتمع المذكور (الأردني) فعندي بعض النقاط أود ذكرها إحقاقاً لما أراه حقاً، وحتى لا يُفهَم التعميم من كلامه:
- كشف الوجه فيه خلاف معتبر لا يحق لنا بحال أن نسيء وننتقص ممن يفعلنه، إن التزمن بالضوابط الشرعية للحجاب.
- أعرف من الأردن نساء كثيرات محجبات (مع الكشف للوجه) يلبسن لباساً شرعياً فضفاضاً ولا يضعن أية مساحيق تجميل على وجوههن، ولا شيء مطلقاً.
- أعرف من الأردن نساء اخترن -بعد الالتزام بدين الله تعالى- ترك وظائفهن التي كانت تدرّ عليهن شهرياً مئات الدولارات، بل وما قد يجاوز أحياناً الألف دولار شهرياً، وهذا لأن أجواء العمل تتناقض مع تدينهن، ففضّلن اجتناب الفتنة لوجه الله تعالى، ولأنّ قلوبهن بدأت تنفر من تلك الأجواء غير السوية، وبدأن جهاداً لأنفسهن للتحلي بأخلاق الإسلام، وما زلن مستمرات في جهادهن، وهنّ في هذا يتفوّقن على كثيرات ممن نشأن تنشئة دينية (تلقينية) فأخذن الدين مسلّماً به دون التعرف إلى قيمته الحقيقية، فنرى أنهن ورغم التزامهن الظاهري الممتاز (حجاب ساتر للوجه وللعينين ربما) لا يأخذن جهاد أنفسهن بجدية، بل هناك من هن في غفلة أصلاً عن جهاد النفس، فنرى آفات اللسان والقلب تنخر فيهن نخراً، وربما لم يخالطن الرجال مطلقاً في حياتهن ولكن لا تتوانى إحداهن بعد الزواج من الصراخ بوجه زوجها بلا أدنى حياء.
-أعرف نساء من الأردن -منتقبات وغير منتقبات- يقدن السيارات لقضاء حوائجهن الضرورية، وهنّ من المستقرات في بيوتهن، لا يخرجن إلا لحاجة، ولسن ممن يفضّلن أصلاً الخروج.
وهنا فإني أرى بأنّه أستر وأعفّ للمرأة عندما تخرج من منزلها لقضاء حاجة لوحدها بأن تخرج من باب بيتها إلى سيارتها، فتصل المكان الذي تريد، تقضي حاجتها ثم ترجع معززة مُكرّمة، دون أن تضطر للمشي والوقوف في الشارع بانتظار سيارة "تكسي" فتكون عرضة لنظرات المارة (المشاة وركاب السيارات)، فضلاً عن الجلوس في سيارة مع رجل أجنبي غريب عنها!!
أما الحل لما ذكر الأخ من أحوال جاهلية، فلا أجد غير السعي الدؤوب بالدعوة إلى الله تعالى
دعوة المسلمين رجالاً ونساء .. من جديد
ومن البداية، والله تعالى المستعان.
ـ[أنس المتعجب]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 09:52]ـ
السلام عليكم
أتفق مع الأخ من حيث وجوب أن تقف المرأة بوجه معركة التغريب من خلال التزامها بما أمرها بها الشرع الحنيف من وجوب القرار في بيتها والابتعاد عن مخالطة الرجال وما إلى ذلك مما يرجع للمرأة دورها الرئيسي باعتبارها زوجة وأم بالدرجة الأولى ..
سكن لزوجها، حافظة بالغيب وراعية لشؤون بيتها ومربية لأولادها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأتفق معه بشأن ما ذكره من أوضاع مزرية رأيتها (وسمعت عنها من أهلها وتحارونا فيها) في المجتمع الأردني وفي مجتمعات أخرى في جميع بلاد الشام وفي الخليج العربي، وفي "المجتمعات الاسلامية" في القارة الإفريقية، بل وحتى في بلاد الحرمين فبكل أسف حالة الفساد موجودة وإن اتخذت مظاهر مختلفة، فمثلاً -من حيث اللباس- نرى المنتقبة التي تجمّل عينيها بشكل مثير وملفت للنظر، وترتدي العباءة الضيقة والمزينة وما إلى ذلك مما هو متاح لها من التلاعب بحجابها، ولكن الأمر ظاهرياً يعتبر "أفضل" من غيره ولو أنه حقيقةً كله فساد وكله ابتعاد عن ما شرع الله تعالى، إنما ما أريد قوله بأنّه في العموم تمر أمتنا في جميع الأمصار بمرحلة حرجة، عافانا المولى عز وجل.
هذا ومع اتفاقي مع الأخ بمجمل ما ذكره، إنما من واقع رؤيتي للمجتمع المذكور (الأردني) فعندي بعض النقاط أود ذكرها إحقاقاً لما أراه حقاً، وحتى لا يُفهَم التعميم من كلامه:
- كشف الوجه فيه خلاف معتبر لا يحق لنا بحال أن نسيء وننتقص ممن يفعلنه، إن التزمن بالضوابط الشرعية للحجاب.
- أعرف من الأردن نساء كثيرات محجبات (مع الكشف للوجه) يلبسن لباساً شرعياً فضفاضاً ولا يضعن أية مساحيق تجميل على وجوههن، ولا شيء مطلقاً.
- أعرف من الأردن نساء اخترن -بعد الالتزام بدين الله تعالى- ترك وظائفهن التي كانت تدرّ عليهن شهرياً مئات الدولارات، بل وما قد يجاوز أحياناً الألف دولار شهرياً، وهذا لأن أجواء العمل تتناقض مع تدينهن، ففضّلن اجتناب الفتنة لوجه الله تعالى، ولأنّ قلوبهن بدأت تنفر من تلك الأجواء غير السوية، وبدأن جهاداً لأنفسهن للتحلي بأخلاق الإسلام، وما زلن مستمرات في جهادهن، وهنّ في هذا يتفوّقن على كثيرات ممن نشأن تنشئة دينية (تلقينية) فأخذن الدين مسلّماً به دون التعرف إلى قيمته الحقيقية، فنرى أنهن ورغم التزامهن الظاهري الممتاز (حجاب ساتر للوجه وللعينين ربما) لا يأخذن جهاد أنفسهن بجدية، بل هناك من هن في غفلة أصلاً عن جهاد النفس، فنرى آفات اللسان والقلب تنخر فيهن نخراً، وربما لم يخالطن الرجال مطلقاً في حياتهن ولكن لا تتوانى إحداهن بعد الزواج من الصراخ بوجه زوجها بلا أدنى حياء.
-أعرف نساء من الأردن -منتقبات وغير منتقبات- يقدن السيارات لقضاء حوائجهن الضرورية، وهنّ من المستقرات في بيوتهن، لا يخرجن إلا لحاجة، ولسن ممن يفضّلن أصلاً الخروج.
وهنا فإني أرى بأنّه أستر وأعفّ للمرأة عندما تخرج من منزلها لقضاء حاجة لوحدها بأن تخرج من باب بيتها إلى سيارتها، فتصل المكان الذي تريد، تقضي حاجتها ثم ترجع معززة مُكرّمة، دون أن تضطر للمشي والوقوف في الشارع بانتظار سيارة "تكسي" فتكون عرضة لنظرات المارة (المشاة وركاب السيارات)، فضلاً عن الجلوس في سيارة مع رجل أجنبي غريب عنها!!
أما الحل لما ذكر الأخ من أحوال جاهلية، فلا أجد غير السعي الدؤوب بالدعوة إلى الله تعالى
دعوة المسلمين رجالاً ونساء .. من جديد
ومن البداية، والله تعالى المستعان.
أختي الكريمة,
يبدو أنك لست من الأردن وترين الأمور عن بعد.
أنا كنت أتحدث عن أغلبية المحجبات في بلدنا (ولننسى موضوع الخلاف الفقهي حول تغطية الوجه فكما قلت المنقبات قليلات وكان حديثي بشكل أساسي عن الملتزمات اللواتي يلبسن الجلباب الفضفاض) ,
كثير ممن يلبسن الجلباب الفضفاض لا يتورعن عن العمل في أي مهنة مختلطة, وحتى بعض المهن التي ستحتك فيها مع الرجال أكثر من احتكاكها مع النساء, وكثير منهن من أسر دخلها جيد وليست بحاجة للعمل من أجل أن تنفق على نفسها او أبنائها.
اما من تركن وظائفهن لأن اجواء العمل تتناقض مع تدينهن فهن قلة.
بالنسبة لقيادة المرأة للسيارة, فحجة بعض النساء بانها تفضل ذلك على أن تركب مع رجل اجنبي فهي حجة ضعيفة, لماذا؟
1.لأن بعضهن يتحججن بايصال الأطفال للمدرسة, مع ان أطفالهن في مدارس لدبها حافلات لنقل الطلاب, كما انه لماذا لا يقوم الأب بتوصيل أبنائه للمدرسة؟
2.لأن بعض الأمور أخذت تقوم بها المرأة بدل الرجل كأخذ ابنها للمستشفى, واحضار ضروريات المنزل فأخذت تتحجج بذلك لقيادة السيارة
3.ينسى الكثير أن قيادة السيارة تحتاج لتدريب سواقة أولا ثم اختبار السواقة ويتضمن احتكاكا بالرجال.
4.قيادة السيارة لا تعني ان المرأة ستكون بعيدة عن أعين الرجال, بل بالعكس سيلتفت لها الرجال اكثر سواء كانوا مشاة في الطريق أو سائقين وخاصة عند الاشارات الضوئية وفي محطات الوقود.
5. اذا حدث حادث للسيارة فانها ستضطر للنزول والانتظار مع الرجال حتى وصول الشرطة, ورأيت بأم عيني أكثر من مرة فتاة محجبة واقفة في الشارع مع السائق الآخر بانتظار الشرطة, ومن ثم ستتوجه للمركز الأمني.
6. اذا تعطلت السيارة فقد تضطر لطلب المساعدة من الرجال, وحتى لو لم تطلب قد يدعي بعض ضعاف النفوس انهم يريدون مساعدتها فيتحرشون بها.
7. هناك طرق مختلفة لتلبية حوائج المرأة دون ان تقوم بمزاحمة السائقين في الشوارع, فهناك الزوج والمحارم الذين يلبون طلباتها, وهناك الجارات والصديقات اللواتي تستطيع الخروج معهن لكي لا تقع في خلوة مع اجنبي.
8.أنها بعملها ولو حتى كانت قيادتها للسيارة لمسافة قصيرة (وهذا مستحيل لأنها ستبدأ بمشوار قصير لقضاء بعض الحاجيات ثم تزداد مشاويرها شيئا فشيئا, وتستسهل الخروج لتوفر السيارة عندها) فانها تعتبر جزءا من وضع قائم تزاحم فيه النساء الرجال, وتكوون قدوة لغيرها فيقولون انظروا لفلانة الملتزمة التي تقود السيارة, وبالتالي يتم تعزيز الاختلاط أكثر وأكثر
أما من اعتادت القرار في البيت فلا تحتاج للسيارة فعليا(/)
نصيحة: إياك أن تتكلَّم في أحد الصحابة، فإنَّ خصمك غدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد الوقفي]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 10:50]ـ
__________________
«إياك أن تتكلم في أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن خصمك غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم».
الامام الشافعي
ـ[درار]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 09:33]ـ
فائدة عظيمة
جزاك الله خير الجزاء(/)
هل آن الأوان لإعادت بناء بيت الله الحرام (قضية للنقاش)
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[07 - Aug-2010, صباحاً 10:42]ـ
ذكر ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء عند ذكر بناء إبراهيم عليه السلام البيت العتيق ما نصه: ((ثم بعد ذلك بنتها قريش , فقصرت بها عن قواعد إبراهيم من جهة الشمال مما يلي الشام على ما هي عليه اليوم. وفي الصحيحين من حديث مالك , عن ابن شهاب, عن سالم, أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخبر عن ابن عمر, عن عائشة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألم تر أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم)؟ فقلت: يا رسول الله, ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال: (لولا حدثان قومك بالكفر لفعلته). وفي رواية: (لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية, أو قال بكفر, لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله, ولجعلت بابها بالأرض, ولأدخلت فيها الحجر)
وقد بناها ابن الزبير – رحمه الله- في أيامه على ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب ما أخبرته به خالته عائشة, أم المؤمنين عنه, فلما قتله الحجاج سنة ثلاث وسبعين كتب إلى عبد الملك بن مروان الخليفة إذ ذاك, فاعتقدوا أن ابن الزبير إنما صنع ذلك من تلقاء نفسه فأمر بردها إلى ما كانت عليه, فنقضوا الحائط الشامي وأخرجوا منها الحجر , ثم سدوا الحائط وردموا الأحجار في جوف الكعبة, فارتفع بابها الشرقي وسدوا الغربي بالكلية , كما هو مشاهد إلى اليوم 0 ثم لما بلغهم أن ابن الزبير إنما فعل هذا لما أخبرته عائشة أم المؤمنين ندموا على ما فعلوا وتأسفوا أن لو كانوا تركوه وما تولى من ذلك. ثم لما كان في زمن المهدي ابن المنصور استشار الإمام مالك بن أنس في ردها على الصفة التي بناها ابن الزبير, فقال له: إني أخشي أن يتخذها الملوك لعبة , يعني كلما جاء ملك بناها على الصفة التي يريد, فاستقر الأمر على ما هي عليه اليوم.)) انتهى كلام ابن كثير رحمه الله
وليس المطلوب هنا هو إيراد اكبر قدر من النصوص وتكرار ما ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره أو غيره من العلماء رحمهم الله مادام أن الأصل في ما ذكر ثابت فإذا علم هذا
يتبين لنا ما يلي:
أولا: الأصل أن الكعبة المشرفة يجب أن تكون على قواعد إبراهيم عليه السلام.
ثانيا: عند زوال المانع من بناءها على ما ذكر فعلى المسلمين أن لا يتأخروا عن ذلك.
ثالثا: فعل ابن الزبير يثبت أن المانع قد زال في زمنه وما بعد.
رابعا: فعل الحجاج مبني على سوء الظن بابن الزبير ولو علم بان ابن الزبير إنما أعاد بناءها على ما أخبرته به خالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما أعادها إلى البناء السابق ولذا ثبت ندمه على ما فعل.
خامسا: فتوى الإمام مالك رحمه الله اجتهادية إذا كان لها مسوق في ذلك الزمان فلا مسوق لها اليوم خاصة وقد انتشر الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
سادسا: التوسعة في الحرم المكي شملت في هذا الزمان أمورا قد تصل إلى إبطال بعض المناسك كالسعي في الأدوار العلوية كما أفتى به بعض العلماء ومع ذلك ما حدثت أي فتنة في ذلك لا من العامة ولا الخاصة فيه دليل على أن المحذور من إعادت بناءها قد انتفى كيف ونحن نرى من المسلمين فئام يطوفون داخل الحجر فيقعوا في محظور آخر.
سابعا: استتباب الأمن لولاة الأمر في المملكة واتفاق كلمة الراعي والرعية بعلمائهم وعامتهم أفضل من أي وقت مضى لا يترك أي عذر أمامهم في التأخر عن هذا الواجب العظيم الذي فرطت فيه قريش لأول الأمر لعدم توفر النفقة الحلال ونحن اليوم نستطيع بناءها ولو ذهبا وأساء بعد ذلك بنو أمية عن جهل فلم يتركوها على بناء ابن الزبير ولئن كان ابن الزبير رحمه الله له أعداء من المسلمين في ذلك الوقت ولم يستتب له الأمر إلا في مناطق محدودة فان كلمة المسلمين اليوم اقرب إلى الاجتماع على البناء الصحيح الذي أسسه إبراهيم عليه السلام وتلك مكرمة عظيمة لا ينالها إلا من وفقه الله إلى ذلك.
فهل آن الأوان لإعادت بناء الكعبة أو على الأقل لإدخال الحجر مع بقاء الكعبة على ما هي عليه؟؟
ـ[ابو عبد الاله]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 10:32]ـ
هذا الامر يرجع فيه لاهل الحل والعقد لانهم ادرى بالمصالح والمفاسد
والله اعلم
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 10:59]ـ
طالما تردد هذا السؤال فى ذهنى ...... ولعل حديث النبى صلى الله عليه وسلم-وهو من الوحى-جاء ليكون حجة ودليل ساطع لمن يتسنى له هذا الامر ولو بعد قرون.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 12:14]ـ
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه(/)
الادلة القاطعة على امامة ابي بكر الصديق والرد على شبهات الشيعة لفخر الرازي
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 01:31]ـ
الفصل الرابع: في إقامة الدلالة على أن الإمام الحق بعد رسول الله صلى اله عليه وسلم أبو بكر رضي الله تعالى عنه.
و المعتمدة في المسألة: أن الأمة مجمعة على أن الإمام الحق بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم إما أبو بكر و إما علي و إما العباس- رضي الله عنهم- و إذا بطل القول بأن الإمام هو علي أو العباس- رضي الله عنهما- وجب القطع بأن الإمام هو أبو بكر رضي الله عنه.
واعلم أن هذا الدليل مبني على مقدمات:
المقدمة الأولى: إن الأمة مجمعة على أن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد هؤلاء الثلاثة.
واعلم أن الأنصار طلبوا الخلافة لأنفسهم في أول الأمر وقالوا: منا أمير و منكم أمير. فلما ناظرهم «أبو بكر» في ذلك تركوا قولهم، فصار ذلك القول باطلا بإجماع الأمة. وكل من نظر في كتب السير، علم و تيقن اتفاق الأمة على أن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس إلاّ أحد هؤلاء الثلاثة.
المقدمة الثانية:
إن «عليا» رضي الله عنه ما كان بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في العجز إلى حيث لا يمكنه طلب حق نفسه،
وما كان «أبو بكر» رضي الله عنه في القوة و التسلط بحيث يمكنه غصب الحق من «علي» رضي الله عنه.
و الدليل عليه: أن «عليا» رضي الله عنه كان في غاية الشجاعة و الشهامة. و كانت «فاطمة» رضي الله عنها مع علو منصبها زوجة له. و كان " الحسن" و "الحسين"- رضي الله عنهما- ابنيه و كان "العباس" مع علو منصبه معه.
فإنه يروى في الأخبار: أن "العباس" قال ل"علي": أمدد يدك أبايعك، حتى يقول الناس: عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله، و لا يختلف عليك اثنان. و "الزبير" كان مع غاية شجاعته مع "علي" فإنه يروى أنه سل سيفه، وقال: لا أرضى بخلافة "أبي بكر" و أما "أبو سفيان" فإنه قال: أرضيتم يا بني "عبد مناف" أن تلي عليكم "تيم" و الله لأملأن الوادي عليكم خيلا ورجلا.
و أما جملة الأنصار فإنهم كانوا أعداء "أبي بكر" و ذلك لأنهم طلبوا الإمامة لأنفسهم، فدفعهم أبو بكر عنها بقوله عليه السلام "الأئمة من قريش".
فلو كان ""علي" رضي الله عنه منصوصا عليه نصا ظاهرا، لعرفوه. و لو عرفوه لقالوا لأبي بكر: نحن أردنا أن نأخذ الخلافة لأنفسنا، فلما منعتنا عنها، فنحن نمنعك أيضا عن الظلم، و نسلمها إلى مستحقها. فإن من المعلوم: أن الخصم القوي إذا وجد مثل هذا الطعن، لا يتركه.
فثبت بم ذكرنا: أن الإمامة لو كانت حقا لعلي بالنص، لكان في غاية القدرة على أخذها و منع الظالم المنازع فيها. و أما أبو بكر فمعلوم أنه ما كان معه عسكر و لا شوكة و لا مال. و عند الروافض أنه كان ضعيفا جبانا. ومتى كان الأمر كذلك، استحال في مثل "علي" مع كثرة أسباب أمره و القوة و الشوكة في حقه، أن يصير عاجزا في يد شيخ ضعيف، ليس له مال و لا عسكر، و لا قوة بدن و لا قوة قلب، ثم يبلغ ذلك العجز إلى حيث لم يخرج عن داره و لم يظهر المحاربة و المنازعة بوجه من الوجوه. و هذا مما لا يقبله العقل البتة.
واعلم: أن أحوال الإثنى عشرية في هذا الباب عجيب. و ذلك لأنهم إذا وصفوا عليا بالشجاعة و الشوكة، بالغوا في ذلك الوصف بحيث يخرجونه عن المعقول. و إذا تكلموا في هذه المسألة، وصفوا عليا بالعجز، و يبالغون فيه مبالغة يخرجونه عن المعقول.
المقدمة الثالثة: أن نقول: لما ثبت بالإجماع: أن الإمام أحد هؤلاء الثلاثة
فنقول: وجدنا عليا وعباسا تركا المنازعة مع أبي بكر. و ذلك الترك إما للعجز أو للقدرة، لا جائز أن يكون للعجز، لما قررناه في المقدمة الثانية.
فثبت أنهما تركا المنازعة مع القدرة على المنازعة. فإن كانت الإمامة حقا لواحد منهما، كان ترك هذه المنازعة معصية كبيرة. و ذلك يوجب انعزالهما. و إذا ثبت انعزالهما، ثبت القول بإمامة أبي بكر رضي الله عنه. و إن لم تكن الإمامة حقا لهما، وجب أن تكون حقا لأبي بكر، لئلا يخرج الحق عن جميع أقوال الأمة. فثبت أنه لابد على كل حال من الاعتراف بإمامة أبي بكر رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم: أنه لا كلام لمخالف على هذا الدليل إلاّ كلامهم المشهور من أن عليا إنما ترك المحاربة لأجل الفتنة و الخوف. ونحن أبطلنا هذا الكلام. فيبقى هذا الدليل سالما عن المعارضة.
فلنذكر: بعض ما نتمسك به في إثبات إمامة "أبي بكر"- رضي الله عنه- ثم نرجع إلى الجواب عن شبهاتهم. فنقول: لنا في المسألة وجوه أخر من الدلائل سوى ما ذكرناه:
الحجة الأولى: التمسك بقوله تعالى: ? وعد الله الّذين آمنوا منكم و عملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم? (النور: الآية 55) فقوله: ? الّذين آمنوا منكم و عملوا الصّالحات? (النور: الآية 55) صيغة جمع. أقلها ثلاثة. فقد وعد الثلاثة فما فوقها من أصحاب محمد عليه السلام أن يستخلفهم في الأرض، و يمكنهم من دينهم، الذي ارتضى لهم. و كل ما وعد الله به، فقد فعله. و لم يوجد إلاّ خلافة الخلفاء الأربعة، فوجب القطع بأنها هي التي وعد الله به في هذه الآية و أثنى عليها و عظمها. و هذا يوجب القطع بصحة خلافة هؤلاء الأربعة.
الحجة الثانية: التمسك بقوله تعالى: ?قل للمخلّفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا و إن تتولّوا كما تولّيتم من قبل يعذّبكم عذابا أليما? (الفتح: الآية 16)
وجه الاستدلال بالآية: إن الداعي لهؤلاء الأعراب، إما محمد عليه السلام، و إما أحد الخلفاء الثلاثة- أعني أبا بكر و عمر وعثمان- و إما أن يكون الداعي هو علي رضي الله عنه، و إما أن يكون الداعي من كان بعد "علي".
لا جائز أن يقال: الداعي هو محمد عليه السلام، لقوله تعالى: ? سيقول المخلّفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتّبعكم يريدون أن يبدّلوا كلام الله قل لّن تتّبعونا كذلكم قال الله من قبل? (الفتح: الآية 15)
و لا جائز أن يكون المراد هو "علي" لأنه تعالى قال في صفة هذه الدعوة: "تقاتلونهم أو يسلمون" و لم يتفق لعلي بعد النبي عليه السلام قتال بسبب طلب الإسلام، بل كانت محارباته بسبب طلب الإمامة. و لا جائز أن يكون المراد من كان بعد "علي" لأنهم عندنا كانوا على الخطأ، و عند الخصم كانوا على الكفر. و على التقديرين فلا يلق بهم قوله تعالى: ?فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا و إن تتولّوا كما تولّيتم من قبل يعذّبكم عذابا أليما? (الفتح: الآية16).
و لما بطلت هذه الأقسام لم يبق إلاّ أن يكون المراد به: أحد الخلفاء الثلاثة: أعني أبا بكر و عمر و عثمان و على هذا التقدير تكون الآية دالة على صحة خلافة أحد هؤلاء الثلاثة. ومتى صحت خلافة أحدهم، صحت خلافة الكل ضرورة أنه لا قائل بالفرق.
الحجة الثالثة: لو كانت خلافة أبي بكر باطلة، لما كان ممدوحا معظما عند الله تعالى. و قد كان كذلك، فوجب القطع بصحة خلافته.
أما الملازمة فظاهرة. و الخصم موافق عليه.
و إنما قلنا بأنه ممدوح من عند الله لوجوه:
أحدها: قوله تعالى: ? لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشّجرة? (الفتح: الآية 18). و هو ممن كان بايع تحت الشجرة، فوجب أن يكون ممن رضي الله عنه.
و ثانيها: قوله تعالى: ? و السّابقون الأوّلون من المهاجرين و الأنصار و الّذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه? (التوبة: الآية 100). و لا شك أنه كان من السابقين الأولين. فإنا و إن اختلفنا في أنه هل كان إيمانه قبل إيمان الكل؟ إلاّ أن لفظ "السابقين" يفيد كل من كان له سبق في الدين. و لولا أن المراد ذلك، و إلاّ لما دخل فيه الأنصار.
و إذا ثبت أنه من السابقين، وجب أن يدخل تحت قوله: ? رضي الله عنهم و رضوا عنه? (التوبة: الآية 100).
و ثالثها: قوله تعالى: ?و سيجنّبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكّى، و ما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلاّ ابتغاء وجه ربّه الأعلى، و لسوف يرضى? (الليل: 17 - 21).
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول: إنه تعالى وصف الشخص المراد من هذه الآية بأنه أتقى. و إذا كان أتقى كان أكرم. لقوله تعالى: ? إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم? (الحجرات: الآية 13) و الأكرم عند الله لا بد و أن يكون أفضل، فثبت أن المراد من هذه الآية شخص هو أفضل الخلق. و أجمعت الأمة على أن أفضل الخلق بعد الرسول عليه السلام إما أبو بكر و إما علي فإذن هذه الآية مختصة إمّا بأبي بكر و إما بعلي. لا جائز أن تكون نازلة في حق "علي" لأن الشخص المراد من هذه الآية. موصوف بوصف معين. و هو أنه ليس لأحد عنده من نعمة تجزى. و "علي" ما كان كذلك. لأن عليا إنما نشأ في تربية محمد عليه السلام و طعامه عنده و شرابه. و ذلك نعمة تجزى.
و أما أبو بكر فإنه ما كان للنبي عليه السلام في حقه نعمة تجزى، بل كان له في حقه نعمة الإرشاد إلى الدين، إلاّ أن هذه النعمة لا تجزى بدليل: أنه تعالى حكى عن الأنبياء عليهم السلام أنهم كانوا يقولون لأممهم: ? و ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلاّ على ربّ العالمين? (الشعراء: الآية 109) و لم يقل تعالى: و ما لأحد عنده من نعمة، بل قال: " وما لأحد عنده من نعمة تجزى" فبهذا القيد خرج علي رضي الله عنه عن أن يكون مرادا بهذه الآية. فبقي أن يكون المراد بهذه الآية هو أبو بكر.
إذا ثبت هذا، فنقول: دلت الآية أيضا على أنه أفضل الخلق. فإنه تعالى لما وصفه بأنه أتقى، و الأتقى أفضل، وجب أن يكون هو أفضل الخلق. و دلت الآية أيضا على أنه تعالى راض عنه في الحال و الاستقبال، لأنه قال: " ولسوف يرضى" و كلمة "سوف" مختصة بالاستقبال. هذا يدفع سؤال من قال: لعله تعالى كان راضيا عنه في تلك الحالة، لما كان مرضيا، ثم زال الرضاء عنه وقت اشتغاله بالخلافة لأنه تعالى بين بقوله: " و لسوف يرضى" بقاء ذلك الرضوان في المستقبل
فثبت بمجموع ما ذكرنا أنه لو كانت خلافته باطلة، لما كان مرضيا عند الله في الحال و الاستقبال، و ثبت أنه مرضي عند الله في الحال و الاستقبال، فوجب القطع بصحة خلافته.
الحجة الرابعة: قال بعضهم: رأينا الصحابة كانوا يقولون له: خليفة رسول الله. و علي بن أبي طالب كان يخاطبه بهذا الخطاب و الخصم يساعد عليه، إلاّ أنه يحمله على التقية. ثم رأينا أن الله تعالى وصف الصحابة بالصدق. فقال: ? للفقراء المهاجرين الّذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم? (الحشر: الآية 8) إلى قوله تعالى: ? أولئك هم الصّادقون? (الحشر: الآية 8) و لما ثبت أنهم خاطبوه بخليفة رسول الله و أخبر الله عن كونهم صادقين، لزم الحكم بأنه كان خليفة رسول الله حقا. و هذا الوجه قريب.
الحجة الخامسة: لو كانت الخلافة حقا لعلي، لكان إما أن يقال: الأمة أعانوه على طلب هذا الحق أو ما أعانوه.
فإن كان الأول وجب عليه أن يطلبه، لأنه إذا لم يطلبه مع القدرة على الطلب، كان ذلك التقصير لا محالة عليه.
و إن قلنا: إنهم ما أعانوه بل خذلوه، لزم أن يقال: إن هذه الأمة كانت شر الأمم، لكنه تعالى وصف هذه الأمة بأنها خير الأمم. قال لتعالى: ? كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر? (آل عمران: الآية 110): فوصفهم بكونهم آمرين بكل معروف، ناهين عن كل منكر. فلو أنهم خذلوا عليا و ما أعانوه على طلب حقه، لكانوا شر أمة أخرجت للناس، و لما كانوا آمرين بالمعروف، و لا ناهين عن المنكر. وكل ذلك باطل.
الحجة السادسة: التمسك بقوله عليه السلام: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر» و قوله: «اقتدوا» صيغة الأمر. وهي إما للوجوب أو للندب. و على التقديرين فإنه يدل على جواز الاقتداء بهما في الأحكام. و لو كانا على الخطأ و الضلال، لما جاز ذلك.
و الشيعة طعنوا فيه من وجوه:
أحدها: إنه خبر واحد، فلا يكون حجة.
و ثانيها: إن هذا لو صح، لكان نصا في ثبوت إمامته، فكان يجب عليه يوم السقيفة أن لا يوقف امامته على البيعة.
و ثالثها: لعله عليه السلام قال: اقتدوا باللذين من بعدي: أبا بكر و عمر. فأمر أبا بكر و عمر بالاقتداء باللذين يبقيان بعده. وهو كتاب الله عزّ وجلّ و عترته. كما ذكره في خبر آخر.
و الجواب عن الأول: إن أمر هؤلاء الشيعة عجيب. فإنهم إذا وجدوا خبرا يقوي مذهبهم، كخبر المولى و خبر المنزلة، زعموا: أنه متواتر و إذا وجدوا خبرا يقوي قولنا، زعموا: أنه خبر واحد. و ليس بصحيح. و هذا يجري مجرى التحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يقال: الأخبار الواردة في حق «علي» أقوى. لأن بني أمية مع قوة سلطنتهم، بالغوا في إخفاء مناقب «علي» - رضي الله عنه- و لولا قوتها و إلاّ لما بقيت مع هذا المبطل القوي.
لأنا نقول: هذا معارض بما روي: أن الروافض كانوا في جميع الأعصار مبالغين في إلقاء الشبهات في فضائل أبي بكر، و لولا قوتها، و إلاّ لما بقيت، بل الترجيح من هذا الجانب. لأن الإنسان حريص على ما منع منه. فملوك بني أمية لما كان اجتهادهم في إخفاء مناقب «علي» أكثر، كانت الدواعي أشد توفرا على نقلها.
أما الروافض: فإنهم يلقون الشبهات و الشكوك في فضائل أبي بكر و ذلك يوجب وهنها و ضعفها و لما بقيت مع هذا المانع القوي، علمنا: أنها في غاية الصحة.
قوله: «لو صح هذا الخبر، لكان نصا في إمامته».
قلنا: لا نسلم لاحتمال أن يكون هذا دليلا على وجوب الاقتداء بهما في الفتوى، أو في الرأي و المشورة. و إذا كان هذا محتملا، لم يكن ذلك نصا في ثبوت الإمامة. بلى. إنه يدل على أن إمامته الحاصلة بالبيعة حقه لأنها لو كانت باطلة، لما أمرنا الرسول عليه السلام بإتباع المبطل.
قوله: لعل الرواية «اقتدوا باللذين من بعدي أبا بكر و عمر»
قلنا: فتح الباب في أمثال هذه التجاوزات و التحريفات، يفضي إلى سقوط الوثوق بالقرآن، و بجميع الأخبار. فإن الاستدلال بالدلائل اللفظية، لا يتم إلاّ مع الإعراب. فإذا وجهنا الطعن إلى الإعرابات، سقط التمسك بالكل.
الحجة السابعة: روي أنه عليه السلام قال: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تصير ملكا عضوضا» وصف القائمين بهذا الأمر في مدة ثلاثين سنة بعده، بالوصف الدال على التعظيم و المدح. ووصف من جاء بعد ذلك بالوصف الدال على أنهم أرباب الدنيا، لا أرباب الدين. و ذلك نص على صحة خلافة الخلفاء الأربعة.
لا يقال: هذا الخبر واحد- لأنا نقول: عندنا الإمامة من فروع الدين فلا يمتنع إثباتها بخبر واحد. ثم إذا أنصفنا لم نجد هذا الخبر أقل مرتبة من خبر المولى و خبر المنزلة.
الحجة الثامنة: إن أبا بكر أفضل الخلق. و الأفضل هو الإمام. إنما قلنا: إنه هو الأفضل لوجوه:
أحدها: التمسك بقوله تعالى: ? و سيجنّبها الأتقى? (الليل: الآية 17? و قد مر تقريره.
و ثانيها: الخبر المشهور. و هو قوله عليه السلام: «و الله ما طلعت الشمس، و لا غربت على أحد بعد النبيين أفضل من أبي بكر».
و ثالثها: قوله عليه السلام لأبي بكر و عمر: «هذان سيدا كهول الجنة، ما خلا النبيين و المرسلين» و إذا ثبت أنه أفضل، وجب أن يكون هو الإمام، للوجه الذي تمسك به الخصم. و أيضا فالخصم موافق في هذه المقدمة.
الحجة التاسعة: إنه عليه السلام استخلفه على الصلاة أيام مرض موته، و ما عزله عن ذلك. فوجب أن يبقى بعد موته خليفة له في الصلاة. و إذا ثبتت خلافته في الصلاة، ثبتت خلافته في سائر الأمور ضرورة أنه لا قائل بالفرق. و هذا الوجه الذي تمسك به أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في إثبات إمامة الصديق. حيث قال: «لا نقيلك و لا نستقيلك. قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا. أفلا نقدمك في أمور دنيانا».
فإن قالوا: لم يثبت أنه عليه السلام استخلفه في أمر الصلاة مدة مرضه. قلنا: هذه القضية لا يمكن التوصل إليها إلاّ بالروايات و الكتب الصحيحة. و الأخبار ناطقة بذلك. مثل صحيح البخاري وغيره. فكيف يمكن مدافعته بمجرد التشهي.
الحجة العاشرة: إن طريق حصول الإمامة إمّا النص أو الاختيار. و بطل القول بالنص –على ما ستأتي دلائله- فبقي القول بالاختيار. و كل من قال: طريق الإمامة هو الاختيار، قال: الإمام هو أبو بكر، فوجب القطع بصحة إمامته. ضرورة أنه لا قائل بالفرق.
و إذا عرفت هذه الحجج، فلنرجع إلى الجواب عن الشبهات:
أما الشبهة الأولى و هي قولهم: أجمعت الأمة على أن الإمام. إما «علي» أو أبو بكر أو العباس. وأبو بكر و العباس لا يصلحان للإمامة لأن الإمام يجب أن يكون واجب العصمة. و هما ما كانا واجبي العصمة فلم يصلحا للإمامة فتعين علي رضي الله عنه للإمامة.
فالجواب: هب أن الأمة أجمعت على أن الإمام أحد هؤلاء الثلاثة. فلم قلتم: إن الإجماع حجة.
قالوا: لأنا دللنا على أن الزمان لا يخلو عن وجود المعصوم، و إذا أجمعت الأمة اشتمل إجماعهم على قوله، و قوله حق. و المشتمل على الحق حق، فكان إجماع الأمة حقا من هذا الوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا: لا نسلم أن الزمان لا يخلو عن وجود معصوم. و قد بينا ضعف دليلكم فيه.
سلمنا ذلك، لكن لا يلزم من هذا أن الإجماع حجة، لاحتمال أن الإمام خاف القوم فوافقهم على باطلهم على سبيل التقية و الخوف. و إذا كان الأمر كذلك، لم يلزم من هذا القدر أن الإجماع حجة.
و أما الشبهة الثانية: و هي قولهم: لو كان أبو بكر إماما، لكانت إمامته إمّا أن تثبت بالنص أو بالبيعة.
قلنا: حصلت إمامته بالبيعة. و الشبهات التي ذكرتموها في إبطال البيعة، قد سبق الجواب عنها.
و أما الشبهة الثالثة: و هي ادعاء النص الجلي-
فجوابها: إنا لا نسلم أن الرواة كانوا في جميع الأعصار بالغين إلى حد الكثرة المعتبرة في التواتر.
قوله: «و لو كانوا في حد الآحاد في بعض الأعصار، لاشتهر الآن. و ليس الأمر كذلك»
قلنا: الجواب عنه من وجهين:
الأول: لا نسلم أنه يجب أن يشتهر ذلك.
و الدليل عليه: أن كثيرا من الأراجيف الكاذبة قد اشتهرت الآن في الشرق و الغرب، و لا نعلم أن زمان ذلك الوضع، أي زمان كان؟ و لا أن ذلك الواضع، من كان؟
و أيضا: فإن هذا النص الجلي لم يصل إلى المخالفين خبره، حتى أنا نحلف بالله و بالأيمان إلى لا مخارج عنها: أن خبر هذا النص، لم يؤثر في قلوبنا، و لم يفد ظن الصحة، فضلا عن القطع. فإذا جاز وقوع هذا النص مع عظم مرتبته، و لم يصل خبره إلينا، فلما لا يجوز أن يقال: إن رواة هذا الخبر كانوا في حد الآحاد، إلاّ أن هذا الخبر لم يصل إليكم؟
الثاني: هب أنه يجب أن يشتهر. لكنه مشهور عند أهل العلم أن واضع هذا المذهب – أعني ادعاء النص الجلي- هو " ابن الراوندي" و " أبو عيسى الوراق" و أمثالهما. من المشهورين بالكذب. ثم إن هؤلاء الروافض لشدة شغفهم بتقرير مذهبهم، قبلوا تلك الأحاديث رواها الأسلاف للأخلاف.
ثم الذي يدل على أنه كذب محض وجوه:
الأول: إن هذا النص الجلي الذي لا يحتمل التأويل، لو حصل. لكان إمّا أن يقال: إنه عليه السلام أوصله إلى أهل التواتر، أو ما أوصله إليهم. فإن كان قد أوصله إليهم لكان قد شاع و استفاض و وصل إلى جمهور الأمة، و لو كان كذلك لامتنع على الأعداء إخفاء مثل هذا النص. و لو كان كذلك لامتنع إطباق الخلق مع شدة محبتهم للرسول عليه السلام و مبالغتهم في تعظيم أوامره و نواهيه، على ظلم علي بن أبي طالب، و منعه من حقه. فإن طالب الإمامة هب أنه ينكر هذا النص إلاّ أن من لم يكن طالبا للإمامة لا ينكره، فما الذي يحمله على إنكار هذا النص الجلي، و على إلقاء النفس في العذاب الأليم من غير غرض، يرجع إليه في الدنيا و الآخرة؟
و أما إن قلنا: إنه عليه السلام ما أوصل هذا النص الجلي إلى أهل التواتر، فحينئذ لا يكون مثل هذا الخبر حجة قاطعة. و يسقط هذا الكلام بالكلية.
الثاني: إنه لم ينقل عن علي رضي الله عنه أنه ذكر هذا النص الجلي في شيء من خطبه ومناشداته، مع أنه ذكر خبر المولى و خبر المنزلة، و تمسك بجميع الوجوه. فلو كان هذا النص الجلي موجودا لكان أعظم من سائر الوجوه. و كيف يليق بالعاقل أن يترك التمسك بالحجة القاطعة، ويعول على الوجوه الخفية المحتملة؟
الثالث: إنه لو كان هذا النص الجلي موجودا، لعرفناه. ونحن لا نعرفه، فهو غير موجود.
بيان الملازمة: إنه لو جاز وجوده مع أنه لم يصل خبره إلينا، لجاز أن يقال: القرآن قد عورض و لم يصل خبره إلينا، و أنه عليه السلام نسخ صوم رمضان و التوجه إلى الكعبة، ولم يصل خبره إلينا. و هذا يفضي إلى تشويش الشريعة بالكلية. و لا شك في بطلانه.
لا يقال: الفرق بين الصورتين: أنه كان للقوم في إخفاء هذا النص غرض. و هو أن يكونوا هم الملوك و الأمراء، و ليس لهم في إخفاء ما ذكرتموه غرض.
لأنا نقول: إنه لا يلزم من عدم غرض معين، عدم سائر الأغراض. فعليكم أن تبنوا أنه لم يوجد في هذه الصورة شيء من الأغراض الأخر.
و أما الشبهة الرابعة: و هي قولهم: إنه وجد النص على إمامة شخص معين، و متى كان كذلك كان هذا الشخص هو "علي".
(يُتْبَعُ)
(/)
(فجوابه) فنقول: لا نسلم أنه وجد النص على إمامة شخص بعينه. و الوجوه التي ذكرتموها معارضة بوجه واحد. و هو أنه يحتمل أن يقال: إن الله تعالى علم أنه لو نص على شخص معين، لاستنكفوا عن طاعته، و لتمردوا. و كيف يبعد ذلك و الروافض يقولون: إنه تعالى لما نص على إمامة "علي" تمرد القوم و أبوا إطاعته و أظهروا منازعته ومخالفته؟
و إذا ثبت هذا فنقول: المقصود من نصب الإمام رعاية مصلحة الخلق. و لما علم الله تعالى أن التنصيص يفضي إلى الفتنة و إثارة المفسدة، كان الأصلح ترك التنصيص و تفويض الأمر إلى اختيارهم. و بهذا التقرير يسقط كل ما ذكرتموه.
و أما الشبهة الخامسة: و هي أن عليا رضي الله عنه أفضل. و الأفضل هو الإمام. (فجوابه) فنقول: إن أصحابنا عارضوا هذا بأن أبا بكر أفضل. و الأفضل هو الإمام. و بالجملة فستجيء مسألة التفضيل إن شاء الله تعالى.
سلمنا: أن عليا كان أفضل. فلم قلتم: إن الأفضل هو الإمام؟ و لم لا يجوز إمامة المفضول مع وجود الفاصل؟
بيانه: أن المفضول إذا كان موصوفا بالصفات المعتبرة في الإمامة، لكنه كان أقل درجة في تلك الفضائل من غيره. و نعلم أن الإمامة لو فوضت إلى ذلك الأفضل لحصل التشويش و الاضطراب، و لو فوضت إلى هذا المفضول، لاستقامت الأمور و انتظمت المصالح، فالعقل يقتضي تفويض الإمامة إلى ذلك المفضول. لأن المقصود من نصب الإمام رعاية المصالح. و إذا كانت رعاية المصالح لا تحصل إلاّ بتفويض الإمامة إلى هذا المفضول، لكان ذلك واجبا. و كيف لا نقول ذلك، و الروافض يقولون: إن أكثر الناس كانوا يبغضون عليا، لأنه قتل أقاربهم. و لهذا السبب أنكروا النص عليه. و منعوه عن حقه. و إذا كان كذلك، فهم قد اعترفوا بأن تفويض الإمامة إليه، منشأ الفتن. و حينئذ يظهر ما ذكرناه- و هذا هو الجواب بعينه عن الشبهة السادسة-.
و أما الشبهة السابعة: و هي التمسك بقوله تعالى: ? أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم? (النساء: الآية 59?.
(فجوابه) فنقول: لو كان المراد من أولي الأمر هو المعصوم، لكان ظاهرا، لأن الأمر بطاعته مشروط بالقدرة على الوصول إليه، لكنه غير ظاهر، فعلمنا أن قوله: ? أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم? (النساء: الآية 59?. ليس أمرا بطاعة المعصوم.
لا يقال: نضمر في الآية شيئا. و التقدير: أطيعوا إذا ظهر.
لأنا نقول: إذا فتحتم باب الإضمار، فليس إضماركم أول من أضرمنا. فإنا نقول: التقدير أطيعوه إذا أمركم بالطاعة.
و أما الشبهة الثامنة: و هي التمسك بقوله تعالى: ? و لا ينال عهدي الظّالمين? (البقرة: الآية 124?.
فجوابه لم لا يجوز أن يكون ذلك مقصورا على زمان حصول صفة الظلم؟ و الاعتماد في العموم على دليل الاستثناء، معارض بما أن هذا المفهوم يحتمل التقسيم. فيقال: الظالم لا ينال عهد الإمامة في حال كونه ظالما، أو في جميع الأحوال؟ و لولا أن ذلك المفهوم مشترك بين هذين القسمين، و إلاّ لم يصح تقسيمه إليهما.
و أما الشبهة التاسعة: و هي التمسك بقوله تعالى: ? و كونوا مع الصّادقين? (التوبة: الآية 119?.
(فجوابه) لا يمكن حمله على المعصومين، لأنهم ليسوا ظاهرين، فوجب حمله على مجموع الأمة، صونا للفظ عن التعطيل. فتصير هذه الآية دليلا على أن الإجماع حجة.
و أما الشبهة العاشرة: و هي التمسك بقوله تعالى: ? و أولا الأرحام بعضهم أولى ببعض? (الأنفال: الآية 75)
فجوابه: إن قوله ? بعضهم أولى ببعض? (الأنفال: الآية 75) لا يفيد العموم. و الاعتماد على دليل الاستثناء، معارض بما ذكرناه في صحة التقسيم.
و أما الشبهة الحادية عشرة: و هي التمسك بقوله تعالى: ? إنّما وليّكم الله و رسوله? (المائدة: الآية 55) فجوابه: "الولاية المذكورة في هذه الآية الخاصة، و الولاية بمعنى النصرة عامة".
قلنا: الولاية بمعنى النصرة إذا أضيفت إلى من سوى علي رضي الله عنه من الأمة، كانت مخصوصة لا محالة بعلي. لأن الإنسان يستحيل أن يكون ناصرا لنفسه. و أما إذا لم تكن مضافة إلى أقوام معينين، كانت عامة. فقوله: ? إنّما وليّكم الله و رسوله? (المائدة: الآية 55) و المؤمنون الموصوفون بالصفة المذكورة. و هذا خطاب مع كل الأمة، سوى المؤمنين الموصوفين بالصفة المذكورة، فلا جرم كانت الولاية بمعنى النصرة هذه، خاصة بالمؤمنين الموصوفين بالصفة المذكورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أما قوله: ? و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض? (التوبة: الآية 71) فنقول: ليست الولاية المذكورة فيه مضافة إلى أقوام معنيين، فلا جرم ما كانت خاصة بقوم معينين. فثبت بما ذكرنا أنه لا يمتنع أن تكون الولاية المذكورة في قوله: ? إنّما وليّكم الله ? (المائدة: الآية 55) هي المفسرة بمعنى المحبة و النصرة. و إذا بطلت هذه المقدمة، سقطت هذه الشبهة. ثم نقول: إن دل ما ذكرتكم على أن الولاية المذكورة في الآية، بمعنى التصرف. فمعنا ما يبطل ذلك. و هو من وجهين:
الأول: إنه يقتضي حصول الإمامة لعلي في زمان حياة محمد عليه السلام و إنه باطل.
و الثاني: إن قوله تعالى: ? و الّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة و يؤتون الزّكاة وهم راكعون? (المائدة: الآية 55) مشتمل على سبعة ألفاظ من صيغ الجموع: فحملها على الشخص الواحد خلاف الأصل.
و أما الشبهة الثانية عشرة: و هي التمسك بقوله عليه السلام: " من كنت مولاه فعلي مولاه" فجوابها من وجوه:
الأول: إنه خبر واحد.
قوله: " الأمة اتفقت على صحته، لأن منهم من تمسك به في تفضيل "علي" و منهم من تمسك به في إمامته"
قلنا: تدعي أن كل الأمة قبلوه قبول القطع أو قبول الظن؟ الأول: ممنوع. و هو نفس المطلوب. والثاني: مسلم: و هو لا ينفعكم في مطلوبكم. سلمنا: صحة الحديث، لكن لا نسلم أن لفظ المولى يحتمل الأولى.
و الاستدلال بقوله تعالى: ? النّار هي مولاكم? (الحديد: الآية 15) بمعنى هي أولى بكم، معارض بما أنه لا يجوز إقامة كل واحد من هذين اللفظين مقام الآخر فيقال: هذا أولى من ذلك، و لا يقال: هذا مولى من ذلك. و يقال: هذا مولى فلان، و لا يقال: هذا أولى فلان.
و سلمنا: أن لفظ المولى يحتمل الأولى. و لكن لا نسلم أنه يجب حمل لفظ المولى في هذا الحديث على الأولى.
قوله: " المولى مجمل، و الأولى يحتمل أن يكون بيانا له، فوجب حمله عليه"
قلنا: هذا دليل ظني فلا يقبل في القطعيات.
سلمنا: أنه محمول على الأولى، لكن لا نسلم أنه يجب أن يكون أولى بهم في كل شيء، بل يجوز أن يكون أولى بهم في بعض الأشياء. و هو وجوب محبته و تعظيمه و القطع على سلامة باطنه. فإنه روي أنه عليه السلام إنما قال هذا الكلام عند منازعة جرت بين "زيد" و "علي" فقال علي لزيد: أنت مولاي. فقال زيد: لست مولى لك، و إنما أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عليه السلام هذا الكلام، عند هذه الواقعة. فوجب صرف الأولوية إلى حكم هذه الواقعة. و هو إن من كنت أولى به في المحبة و التعظيم و القطع على سلامة الباطن، فعلي أولى به في هذه الأحكام. ثم نقول: حمل اللفظ على ما ذكرناه أولى من حمله على الإمامة، و إلاّ لزم كونه إماما حال حياة محمد عليه السلام نافذ الحكم متصرفا في الأمة. و لا شك في بطلان هذا الكلام.
و أما الوجه الثاني من الوجهين الذين تمسكوا بهما من هذا الخبر فجوابه: إنا نحمل لفظ "المولى" على الناصر. و المعنى: من كنت ناصرا له فعلي ناصر له. أو المعنى: من كنت سيدا له، فعلي سيد له. و لا شك أن هذا اللفظ يفيد التعظيم العظيم، لما أنه يفيد القطع بسلامة باطن "علي" عن الكفر و الفسق، و أنه لا يحبه إلاّ من أحبه الله و رسوله. و هذا يفيد أعظم المدائح و أجل المناصب.
و مما يدل قطعا على أنه ليس المراد من هذا الخبر، تقرير الإمامة: أن النبي عليه السلام ما كان يخاف أحدا في تبليغ أحكام الله تعالى. كما قال تعالى: ? يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من رّبك? (المائدة: الآية 67) إلى قوله تعالى: ? و الله يعصمك من النّاس? (المائدة: الآية 67) فلو كان غرضه تقرير كونه إماما لذكره بلفظ صريح معلوم يعرفه كل أحد و لما لم يذكر ذلك اللفظ الصريح، علمنا: أنه ليس الغرض من هذا الخبر: ذكر أمر الإمامة.
و أما الشبهة الثالثة عشرة: (التمسك بقوله عليه السلام:" أنت بمنزلة هارون من موسى".)
فجوابها: إن هذا الخبر من باب الآحاد- على ما مر تقريره فيما تقدم- سلمنا صحته. لكن لا نسلم أن هارون عليه السلام كان بحيث لو بقي، لكان خليفة موسى عليه السلام.
قوله: " لأنه استخلفه، فلو عزله، كان ذلك إهانة في حق هارون" قلنا: لا نسلم. فلم لا يجوز أن يقال: إن ذلك الاستخلاف كان إلى زمان معين، فانتهى ذلك الاستخلاف بانتهاء ذلك الزمان.
و بالجملة: فهم مطالبون بإقامة الدليل على لزوم النقصان عند الانتهاء هذا الاستخلاف، بل هذا بالعكس أولى. لأن من كان شريكا لإنسان في منصب، ثم يصير نائبا له و خليفة له، كان ذلك يوجب نقصان حاله. فإذا أزيلت تلك الخلافة، زال ذلك النقصان، و عاد ذلك الكمال. سلمنا: أن هارون كان بحيث لو عاش، لكان خلتيفة له بعد وفاته، لكن لم قلتم: إن قوله: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى" يتناول جميع المنازل. و دليل الاستثناء معارض بحسن الاستفهام و حسن التقسيم و حسن إدخال لفظي الكل و البعض عليه.
و أما الشبهة الرابعة عشرة: و هي أنه عليه السلام استخلفه في غزاة تبوك.
فنقول: لم لا يجوز أن يقال: ذلك الاستخلاف كان مقدرا بمدة ذلك السفر، فلا جرم انتهى ذلك الاستخلاف بانقضاء تلك المدة. و أيضا: فإنه معارض باستخلاف النبي عليه السلام أبا بكر حال مرضه في الصلاة. فإن أنكروا ذلك أنكرنا ذلك.
و أما الشبهة الخامسة عشرة: و هي التمسك بالمطاعن في أبي بكر و عمر و عثمان. فجوابها: إن ما ذكرناه من الدلائل على إمامة أبي بكر رضي الله عنه، دلائل يقينية. و ما ذكرتموه من المطاعن محتمل. و المحتمل لا يعارض اليقين. و الاستقصاء في تلك التفاصيل لا يليق بهذا المختصر. و بالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اسعدي]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 03:07]ـ
أحسنت
سؤال:
هل في قوله تعالى ((قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم .. ) الأية من سورة الفتح
أقول هل في ذلك إشارة لولاية الصديق لأنه هو من دعا لقتال الروم
وشكر الله لك
ابو محمد
ـ[الواحدي]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 03:11]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بوركت أخي بدر الدين!
لا يستحسن هذا النص إلا ألمعي لوذعي.
وكنتُ قرأته منذ زمن بعيد، فعلق بذاكرتي، واتخذته سلاحي الأول في محاورة أي رافضي؛ وهو سلاح فتّاك، "صحيح مجرّب".
بيد أنّه غاب عني المصدر، ولم أعد أذكر في أي كتب فخر الدين الرازي قرأتُه. وسأكون ممتًّا لك لو تذكره.
وأقوى ما في كلام الرازي: المقدمة الثانية، وما يليها من المقدمة الثالثة. والثانية: تمهيد للثالثة. وفي الثالثة أجوبة مفحمة، وبراهين ملزِمة، لا يمكن لأي رافضي النزاع فيها أو الرد عليها.
وكان رأيي، وما زال، أنّ كلام الرازي هذا هو من أقوى ما يمكن الاستناد إليه في محاججة الروافض حول خلافة أبي بكر (رضي الله عنه).
لذا ارتأيتُ إعادة نسخه وضبطه، عسى أن ينتفع به الإخوة من زوّار المجلس.
"المقدمة الثانية:
إنَّ عليًّا (رضي الله عنه) ما كان بعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) في العجز إلى حيث لا يمكنه طلب حق نفسه؛ وما كان أبو بكر (رضي الله عنه) في القوة والتسلّط بحيث يمكنه غصب الحق من عليّ (رضي الله عنه).
و الدليل عليه: أنَّ عليًّا (رضي الله عنه) كان في غاية الشجاعة والشهامة. وكانت فاطمة (رضي الله عنها)، مع علوّ منصبها، زوجةً له. وكان الحسن والحسين (رضي الله عنهما) ابنيه. وكان العبّاس، مع علوّ منصبه،عمّه (لا "معه"، والله أعلم).
فإنه يروى في الأخبار: أنّ العبّاس قال لعليّ: "امدُدْ يدَك أبايعْك، حتى يقول الناس: "عمُّ رسول الله بايَعَ ابنَ عمّ رسول الله"، و لا يختلف عليك اثنان."
والزبير كان مع غاية شجاعته مع علي؛ فإنه يروى أنه سَلّ سيفه وقال: "لا أرضى بخلافة أبي بكر".
وأمّا أبو سفيان، فإنه قال: "أَرَضيتم يا بَنِي عبدِ مناف أنْ تَلِي عليكم "تيم"؟ و الله لأملأنّ الوادي عليكم خيلا ورجلا! "
وأمّا جملة الأنصار، فإنهم كانوا أعداء أبي بكر؛ و ذلك لأنهم طلبوا الإمامة لأنفسهم، فدفعهم أبو بكر عنها بقوله عليه السلام: "الأئمة من قريش".
فلو كان عليّ (رضي الله عنه) منصوصًا عليه نصًّا ظاهرًا، لعرفوه. ولو عرفوه لقالوا لأبي بكر: "نحن أردنا أن نأخذ الخلافة لأنفسنا، فلمَّا منعتنا عنها، فنحن نمنعك أيضا عن الظلم، ونسلّمها إلى مستحقّها". فإن من المعلوم أنّ الخصم القويّ إذا وَجد مِثْلَ هذا الطعن، لا يتركه.
فثبت بما ذكرنا: أنّ الإمامة لو كانت حقًّا لعليّ بالنص، لكان في غاية القدرة على أخذها ومنع الظالم المنازِع فيها. وأمّا أبو بكر فمعلوم أنه ما كان معه عسكر ولا شوكة ولا مال. وعند الروافض أنه كان ضعيفًا جبانًا. ومتى كان الأمر كذلك، استحال في مثل عليّ - مع كثرة أسباب أمره والقوة والشوكة في حقه - أن يصير عاجزًا في يد شيخ ضعيف، ليس له مال ولا عسكر، ولا قوة بدن ولا قوة قلب؛ ثم يبلغ ذلك العجز إلى حيث لم يخرج عن داره، ولم يُظهِر المحاربة والمنازَعة بوجه من الوجوه. وهذا مما لا يقبله العقل البتّة.
واعلم: أن أحوال الاثني عشرية في هذا الباب عجيب! و ذلك لأنهم إذا وصفوا عليًّا بالشجاعة والشوكة، بالغوا في ذلك الوصف بحيث يخرجونه عن المعقول. وإذا تكلّموا في هذه المسألة، وصفوا عليّا بالعجز، و يبالغون فيه مبالغة يخرجونه عن المعقول!
المقدمة الثالثة:
أن نقول: لما ثبت بالإجماع: أن الإمام أحد هؤلاء الثلاثة، فنقول:
وجدنا عليّا وعبّاسا تركا المنازعة مع أبي بكر.
وذلك الترك إما للعجز أو للقدرة.
لا جائز أن يكون للعجز، لما قررناه في المقدمة الثانية.
فثبت أنهما تركا المنازعة مع القدرة على المنازعة.
فإن كانت الإمامة حقا لواحد منهما، كان ترك هذه المنازعة معصية كبيرة؛ و ذلك يوجب انعزالهما.
وإذا ثبت انعزالهما، ثبت القول بإمامة أبي بكر رضي الله عنه.
وإن لم تكن الإمامة حقّا لهما، وجب أن تكون حقًّا لأبي بكر؛ لئلا يخرج الحق عن جميع أقوال الأمة.
فثبت أنه لا بد على كل حال من الاعتراف بإمامة أبي بكر رضي الله عنه."
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 04:16]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم كتاب الرازي المنقول منه "الاربعين في اصول الدين "
وساكمل نقل باقي الحلقات ان شاء الله
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 12:54]ـ
السلام عليكم
الاخوة الكرام لم يعجب اتباع السقاف هذا النقل من كتاب الرازي الاربعين
لانهم يريدونها حرب على اهل السنة بالتفريق بينهم
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:53]ـ
السلام عليكم
الى الاخوة الكرام
يجب علينا ان نكثر من نقل كل ردود الفرق الاسلامية السنية على الشيعة حتى نعزلهم باذن الله
والسلام عليكم(/)
الدكتور/ محمد عبدالله دراز"وتراثه الاذاعي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 07:02]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
ألايحق لي أن أُفتَن بالدكتور محمد دراز وكتبه، الذي قال عنه شيخنا محمد اسماعيل المقدم (أنه يغزو قلبك بمجرد سماعك لصوته)!، وقد رأيت من العوام من لايستطيع حفظ اسم (دراز) ويبدله ب (دمراز) ومع ذلك أسرَته الأحاديث الاذاعية التي تُذيعها اذاعة القرآن الكريم مقدمة للتلاوة! رغم أن هذه الأحاديث على أرقى مستوى أدبي وعلمي! أليس هذا هو شأن علمائنا على مدار التاريخ الاسلامي (كان عامتهم علماء عامة) كما يقول الشيخ أحمد القاضي في مقال "امام المسجد".
رجاءً قراءة هذا الموضوع ذا الصلة
http://elmorsykhalid.blogspot.com/2010/08/blog-post_05.html
يقول الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد – أستاذ التفسير وعلوم القرءان بجامعتي الأزهر وأم القرى سابقا:
انني كنت دائب القراءة لكل مايقع في يدي من كتب أو مقالات دعاة الاسلام المعاصرين، وعلمائهم العاملين، وكنت شديد الاعجاب بكثير مما أقرأ، لكني لاحظت في نفسي أمرًا عجيبا كلما قرأت لواحد من اثنين هما: الشيخ حسن البنا، والشيخ محمد عبدالله دراز، رحمهما الله ورضي عنهما.
كانت كلماتهما كأنها موجات روحية نورانية تمتزج بقلبي وعقلي وتشدني اليها بخيوط غير مرئية، وتثير في نفسي نبضات روحية تسمو بها الى الملأ الأعلى، وتملأها ايمانا بجلال الله وكماله، ويقينا بعظمة شريعته ودينه، واعجاز كتابه الكريم.
ومن العجيب أن هذا التواصل الروحي كان يتدفق اشراقًا في نفسي كلما قرأت شيئا لأحدهما، ولو لم أعرف نسبته الى أيهما: وكان ذلك قبل أن أرى أحدهما أوأسمعه، وقد ظل هذا التوهج النفسي يصاحبني بعد أن رأيت وسمعت الشيخ حسن البنا، ورغم أني لم أسعد برؤية الشيخ محمد عبد الله دراز، رحمهما الله!!
وقد كنت كثير التعجب من هذه الظاهرة النفسية، ودائب البحث عن سرها، وقد استقر في نفسي أن الله تعالى قد منح الشيخين قوة روحية فائقة، وحباً واخباتاً لله عز وجل، لذلك كانت آثارهما على شاكلة باطنهما من توهج الروح، وذوب النفس، وعصارة القلب، مع اخلاص النيات، والتجرد لله عز وجل نحسبهم كذلك ولانزكي على الله أحدا، ولذلك كانت هذه الآثار تنفذ الى القلوب والأرواح في يسر وسهولة، ولعل هذا المعنى يكمن في قوله تعالى: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) لااسراء (85)
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – (الأرواح جنود مجندة ماتعارف منها ائتلف وماتناكر منها اختلف) متفق عليه.
وهذه المعاني الروحية العالية هي الجانب المشترك بين آثار الشيخين –رحمهما الله: رغم الفارق بين أسلوب الداعية الذي يخاطب عامة الناس بحقائق الاسلام، وأسلوبب العالم المتخصص الذي يؤدي نفس المهمة بطريقة أخرى، وكل ميسر لماخلق له، انتهى كلامه = حفظه الله -
أنقل لكم الان كلامًا للشيخ (أحمد مصطفى فضلية) يبين مدى أهمية التراث الاذاعي للشيخ دراز – رحمه الله -
عنوان: حث المستمعين لطبع الأحاديث الاذاعية:
يقول الدكتور عبد الوهاب خلاف في مقال – التطهير – نُشر بمجلة لواء الاسلام:
كان الدكتور محمد عبد الله دراز من أهل الايمان الحق ودعاته، الذي يطهر الله به القلوب والنفوس، نحسبه كذلك ولانزكي على الله أحدا، جمع بين سلامة العقيدة وقوة الايمان، والقلب الحي والعقل المؤمن، والعلم الواسع، وحب الواقعية والجد لايرى تناقضا بين العلم والدين والقديم والجديد هضم تراث أمته واستوعبه واقتبس من الثقافات القديمة والحديثة الاسلامية والغربية أفضل عناصرهما وأجملهما فمزج بينها مزجاً جميلاً وأصبح برزخاً بين بحرين لايبغيان، وكان شديد الحب لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – شديد الحب لبلاده وأمته، عميق الفهم للاسلام وطبيعة العصر زماناً ومكاناً، كل هذا مكنّه من توجيه خطاب الاصلاح للناس وعلى كل المستويات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل مصلح يريد أن تحيا الأمة حياة طيبة وأن تسود فيها النظم العادلة والمبادئ القويمة، يبدأ بتطهير أفراد الأمة وجماعتها من عوامل الفساد والانحلال وينقي البيئة من أسباب الوهن ومايفتك بها من الآفات ليكون بذر النظم الصالحة في أرض طيبة، وبناء الاصلاح على أساس سليم، والزارع الذي يبذر أجود البذور في أرض سبخة ملحة كثيرة الحشائش لايحصد زرعاًولايجني ثمراً، والباني الذي يقيم البناء على أرض رخوة لايستقيم بناؤه ولهذا كان التطهير أول ماعُني به الاسلام، وكان أول مابدأ به تطهير العقول والنفوس لأن تطهير هذين هو الأساس الذي يبنى عليه كل تطهير واذا لم تطهر اعقول والنفوس فكل تطهير يكون مجرد صورة سطحية وأغراض ظاهرة، واذا طهرت العقول والنفوس طهرت الأيادي والألسنة والجوارح وكان السلطان في كل عمل وقول للعقل الطاهر والنفس الطاهرة اللذين يخضعان لشريعة الله ووقيت الأمة من الدنس والفساد. انتهى الكلام
يقول الشيخ مصطفى: ولقد اهتمت أحاديث الدكتور محمد عبدالله دراز الاذاعية بتحقيق هذا التطهير المنشود الذي تسلم به الأمة من الزيغ والانحراف وتُصان به مجتمعات الاسلام من التردي والضياع، وليس أدل على ذلك من هذا الكم الهائل من التراسل الذي يحمل تقدير وثناء المستمعين، طالبين سرعة طبع هذه الأحاديث. وان دل هذا التراسل من قِبَل المستمعين فانما يدل على مبلغ تغلغل هذه الأحاديث في نفوس الناس، وأن كلام الرجل دخل القلوب قبل العقول وهذا دليل الاخلاص له تعالى.
والرسالة الأولى التي نقدمها دليلاً وبرهاناً على نجاح الدكتور دراز وأهمية طبع هذا التراث الذي يمثل خير زاد للمسلم في عالم اليوم. رسالة من العالم الأديب واكاتب البليغ الأستاذ الشيخ (توفيق محمد سبع) رحمه الله.
نص الرسالة:
أستاذنا الجليل فضيلة الدكتور الأستاذ محمد عبدالله دراز
تحية طيبة تنقل اليك مشاعر القلوب التي تحبك وتجلك وتؤثرك وتؤمن بقلمك، أرجو أولاً أن تتقبل تهنئتنا الطيبة الكريمة بشهر الصيام المبارك أعاده الله عليكم وعلى الأمة الاسلامية باليمن والاسعاد.
ونحب أن ننقل اليكم أملاً طالما خفقت به القلوب، وهو أن تتكرموا بمناسبة رمضان – بتتابع نشر الأحاديث الدينية الكريمة، التي تطلعون بها على هذه الأمة الحائرة، فتتيحون لها أمناً هادئاً، وسلامة مطمئناً، وتشيعون في هذا المجتمع جوا صالحاً من الروحية المشرقة تنمو فيه الفضائل، وتزدهر القيم، وتتركز دعائم الأخلاق ..
سيدي: لاأريد أن أسترسل في الثناء على أسلوبكم الرفيع، في معالجة الموضوعات الدينية، وانما أترك ذلك لله، وحسبكم أن أحاديثكم بالمذياع، وبالصحف هي المشرق الهادي لقلوبنا، والغذاء الروحي لمشاعرنا وعواطفنا والمادة الأدبية لفننا، وحسبكم أن صفوة العلماء والمفكرين ينتظرون كلامكم بفارغ الصبر ونازع الشوق، ويعتدون بهذا الضرب الناصع من التفكير، وذاك السمت العبقري من التعبير، وتلك الجلالة الرائعة في العرض والتصوير .. ان أفقكم الفسيح، وثقافتكم الجامعة، ومقدرتكم الفذة على الكتابة، تجعلنا نطمئن الى أن مصر مازالت بخير، ومازالت تحتفظ بالصفوة الممتازة من رجال العلم والأدب وفلاسفة الأخلاق والاجتماع .. فطب نفساً يا سيدي واطمئن خاطرًا، وحاول أن تفيض علينا من اشراق روحك، وصفاء نفسك ونصاعة قلمك، فان أدبك وعلمك مدرسة لنا، ونمط من الأدب الرشيد نعتز به على مر الأيام.
حفظك الله ذخرا للعلم والفضل. ومعذرةً معذرة فان من حق أبنائك عليك أن يلاحقوك بالطلب كلما حاولت الهرب.
والسلام
تلميذ معجب بعلمكم
توفيق محمد سبع – مدرس بمعهد طنطا
في 4/ 4/1957م
هذه الرسالة تبرز بجلاء عمق الصلة الروحية بين الدكتور دراز والناس .. وهذا الثثناء العطر والتقدير العميق ثمرة حلوة لاخلاص هذا الداعية الفذ الذي يعد بحق بقية السلف ومربي الخلف وأستاذ الجيل بحق.
والناسُ أَكيسَ من أن يَمدَحوا رَجُلاً مالم يَرَو عنده آثار احسان
وأقدم للقارئ نموذجًا ثانيًا من التراسل التقديري يفيض حبًا واعجابًا وتقديرًا وهو من الأخ المسلم الأستاذ محمد عمارة في (16/ 12/1376 ه – 14/ 7/1957م).
الى بقية السلف ومربي الخلف وأستاذ الجيل بحق
أستاذنا الجليل الشيخ محمد عبدالله دراز – زانه الله وصانه وبلغه في الدارين آماله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
(يُتْبَعُ)
(/)
فلقد استمعنا واستمع الملايين الى حديث العصر" الخاص. بموضوع الايمان وغيره من الأحاديث الجامعة المانعة الوافية الشافية في أحاديث الصيام – نشرنا أحاديث الصيام في كتاب الصوم تربية وجهاد، نشر دار القلم – مما يفيض الله به عليكم من علاج نافع لشتى أمراض النفوس وماأعضلها ومشاكل العصر وماأعقدها. فلم نملك الا أن نلجأ الى الله ضارعين اليه أن يطيل في حياتكم ويزيد في فيضكم وفضلكم وأن يعمم النفع بكم من صحة وعافية وسعادة ورضوان.
سيدي الأستاذ: ان أرواحنا لتطير شوقا ولهفة الى الانتفاع بهذا الفيض الالهي من البحوث العالية الغالية والى طبعها ونشرها ليعم النفع بها ولتقف حصنًا حصينًا وسدًا منيعًا في وجه تلك المذاهب الهدامة ومن خدعوا بها وأخذوا ينفثون سمومها في شتى الميادين بشتى الأساليب.
ولقد كانت مجلة الاذاعة تقوم قديمًا بنشر خلاصات وافية لمثل هذه الأحاديث النافعة. ولكنها .. هدى الله القائمين عليها. قد جرفها التيار فرغبت عن أحاديثكم راضية بالقشور عن اللباب وساهمت بأوفر نصيب في نشر السموم والمهلكات ولم تلتفت الى رغبات الكثيرين في أن تنشر ولو موجزًا لحديث واحد منتقى من أحاديث الصيام أو دروس العصر في كل أسبوع ..
واني يامولاي وقد أعيتني الحيل في الحصول على هذه الدرر أتقدم الى فضيلتكم راجيًا وشاكرًا. أن تتفضلوا مشكورين علينا بأقباس مما منحكم الله من أنوار، ودلالتنا على ماطبع منها والمكاتب التي يُباع فيها ولكم من الله من ذاك خير الجزاء.
والرسالة الثالثة التي أقدمها دليلاً وبرهانًا على مدى تأثر الشعب المصري بأحاديث الدكتور دراز رسالة كتبها الأستاذ"عبد الحميد حسين" المحامي عن لفيف من أهالي الاسكندرية في 21 جمادى الأولى 1377 هجرية. هذا نصها:
سيدي الدكتور/محمد عبد الله دراز
تحية واحترامًا. ألا وايم الحق فقد غذيت قلوبنا وشنّفت مسامعنا وأبهجت شعورنا وثقفت نفوسنا وقويت ايماننا بتلكم الأحاديث الدينية المتتابعة التي تلقونها سيادتكم عن طريق الاذاعة بين حين وآخر، ألا وان الشعب المصري بل والشعوب العربية وأرواحهم لوثابة الى مايُستفاد من تلكم التفاسير الغذاء العقلي والروحي والآداب العالية والعلوم الراقية التي تنفعهم دنيا وآخرة.
ولكن مما يؤلم الكثير منا أنه قد يصادفه عوائق كثيرة شخصية فتفوته بعض هذه الأحاديث ذات الدرر والنفائس الدينية فيندم حيث لاينفعه الندم.
فاذا ماتقدمنا باقتراح هين لدى سيادتكم وأملنا في همتكم ألاتهملوه ظهريًا وذلك بالعمل على طبع هذه الدروس والأحاديث في كتاب ينفع الكبير والصغير والحاضر والغائب فيزداد الشعب ثقافة على ثقافته ويعلم من لم يكن يعلم بأمور دينه وآدابه العالية، وذاك النشر قد يكون عن طريق الادارة العامة للشئون الثقافية بوزارة الارشاد القومي تحت عنوان (مختارات الاذاعة)، ومانشر كتاب (يسألون .. ) بقلم فضيلة الأستاذ الكبير محمود شلتوت عنا ببعيد، أو عن طريق النشر الشخصي ولدينا والحمد لله كثير من المكتبات مستعدة للنشر على نفقتها (كدار الهلال، ومكاتب الحلبي وشركاه، ودار أخبار اليوم، وادارة جريدة الشعب) ... الخ وفوق ذلك فهي تدفع للمؤلف مايعوضه عن تعبه وسهره وبحثه بمافيه الكفاية بل يزيد. وختامًا نطلب من الله تعالى القدير أن يزيدكم علمًا ويجازيكم على بحوثكم الدينية الطيبة ويثيبكم على ماقدمت أيديكم مما ينفع المسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واستجابة لرغبات كثير من محبي الدكتور دراز وتحقيقًا لآمال دعاة الاسلام أن يكون تراث لاشيخ الاذاعي بين أيديهم لينتفعوا به. يسعدنا أن نقدمه اليوم – لعله يقصد أغلبه أو كثير منه - في كتاب جامع أسميناه (زاد المسلم لدين والحياة) وسيدرك قارئنا العزيز أن محمد عبدالله دراز، كان من الذين يعطون الكلمة روح الحياة، ويكتبون لها الخلود بما ترسخ من قيم وتدعو الى فضائل ومُثل، وسيجد القارئ الواعي تغيرًا في نفسه ونضجًا في فكره وقوة في ايمانه ويقينه.
وقد كان هذا الزاد المبارك يجذب الشبيبة المؤمنة في الخمسينات الى معينه السلسال من الأدب والتوجيه للتي هي أقوم، وقد آن أن نلتفت اليوم الى هديها المنير. ......... (مقتطف من مقدمة الشيخ مصطفى لكتاب زاد المسلم ..
والحمد لله رب العالمين
خالد المرسي(/)
ما الفرق بين العقيدة والفكر
ـ[محمد العسقلاني]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 07:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين العقيدة والفكر
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 09:15]ـ
/// أستبعد أن يشتبه أو يختلط عليك الفرق بين المصطلحين (كاشتباه مصطلح العقيدة ومصطلح المنهج)، ولا يظهر لي وجه هذا الطرح حقيقة، ومع ذلك سأستعين بالله تعالى وأحرر جوابا، ثم ننظر تعقيبك، وننتظر فوائد الإخوة الأفاضل وفقهم الله. وسأبدأ هذه المرة بالمعنى الاصطلاحي قبل اللغوي لمصلحة التحرير.
/// العقيدة في الاصطلاح هي ذاك العلم الشريف المعني بدراسة أركان الإيمان (إجمالا وتفصيلا) والتوحيد وأصوله ونواقضه وتنقية معتقد المسلمين من شوائب وبدع وانحرافات الفرق الضالة، ولذا فكل مسألة من مسائل هذا العلم يصطلح عليها بأنها من مسائل العقيدة أو الاعتقاد. أما الفكر فمصطلح حادث يراد به بعض الآراء التنظيرية والتآليف الحرة في بعض القضايا الاجتماعية والتربوية والسياسية والاقتصادية وغيرها، التي يشتغل بها بعض الناس ممن يسمون بالمفكرين. ومنهم من يتناول تلك القضايا و"يفكر" في العلاقة بينها وبين "الدين"، ثم يسمي آراءه (بالفكر الإسلامي). وقليل من هؤلاء (المفكرين) من تكون له دراسة علمية مؤصلة في شيء من فنون العلم الدنيوي التي يروم التنظير تحتها، فضلا عن أن يكون له حظ من طلب العلم الشرعي يجيز له النظر والتأصيل في دين الله جل وعلا.
/// أما على المعنى اللغوي، فلا شك في أن كل إنسان - في أي اختصاص علمي كان، شرعي أو دنيوي - يفكر ويعمل فكره، فهو بهذا المعنى: مفكر! فعالم العقيدة مفكر، إذ يعمل فكره في كيفية تحرير وتحقيق مسائل العقيدة بما يوافق الدليل، وفي كيفية دفع الشبهات عنها وكل رديء من الفلسفة والتأويل، ولذا فله اشتغال ولابد بعلوم الكلام والفلسفة وله نظر كذلك فيما ينتجه (المفكرون) من أهل النحل والطوائف المخالفة. والفقيه مفكر، إذ يفكر ويعمل عقله في استنباط الأحكام من الكتاب والسنة، وفي القياس والتقريب بين الأشباه والنظائر، وعالم اللغة مفكر والمحدث مفكر وكل عالم في فن من فنون الشرع مفكر إذ العقل أداة الفهم والتحصيل، الذي هو طريق العالم المحقق إلى التفريع والتأصيل.
/// لهذا كره بعض أهل التحقيق من العلماء استعمال هذا الاصطلاح - وأنا أوافقهم في هذا - في وصف أهل العلم الشرعي والمشتغلين به، إذ يساويهم بالمتسربلين بهذا المصطلح من الجهال الذين تقدم وصفهم في جزئية آنفة، الذين يفسدون علوم الدين والدنيا جميعا تحت دثار (الفكر الإسلامي) وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا! ومن وجه آخر فإنه لا يصح - في عرف العلماء من مختلف فنون العلم - أن يجعل التفكير المجرد = اختصاصا في ذاته!! بمعنى أن يقال إن فلانا تخصصه أن يفكر!! فإن كل إنسان عاقل مفكر ولابد، وإنما العبرة في أهليته للتفكير فيما اشتغل به من القضايا أيا كانت.
/// مادة الفكر (بمعنى النظريات والآراء) تعرض على الكتاب والسنة، وعلى قواعد وأصول فنون العلم التي تتعلق بها، فإن كانت حقا قبلناه وإن كانت باطلا رددناه .. ومن المنسوبين إلى الفكر الإسلامي من كانت لهم أياد بيضاء في كثير من المجالات العلمية لا ينكرها إلا جاهل أو مكابر.
/// العقيدة (بمعنى الحقيقة التي يعقد عليها الإنسان قلبه) يدور الحكم عليها بين الحق والباطل. إما أن يكون ما يعتقده الإنسان حقا موافقا للواقع بالدليل، وإما أن يكون خلاف ذلك. وأما الفكر (الذي هو بمعنى إعمال آلة العقل في النظر) فمداره الأحكام الخمسة التكليفية، فقد يكون واجبا أو مستحبا أو مباحا أو مكروها أو محرما، بحسب ما تعمل فيه تلك الأداة. فإعمال أداة العقل لفهم خطاب رب العالمين واجب وفرض عين على كل عاقل، وهو مناط تكليفه بالأساس، وهو يستلزم تحصيل حد أدنى من العلم الشرعي، هو العلم الواجب على أعيان المسلمين، وما لا يسع المسلم جهله. والتعلم تحصيل وفهم، والفهم إعمال للعقل، فمن هذا الوجه هو واجب على الأعيان. ومنه ما يكون واجبا على الكفاية كما يتطلبه التوسع في دقائق العلوم وأغوارها، ومنه ما يكون مستحبا كعبادة التفكر في خلق الله تعالى، ومنه ما يكون مباحا كالتفكر في قضاء حوائج الدنيا (ويدخل فيه إعمال العقل في سائر العلوم الدنيوية المباحة) ومنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يكون مكروها (إذا كان بخلاف الأولى في حق فاعله أو يشغل به وقته فيما غيره أولى منه وهو قادر عليه متهيء له) ومنه ما يكون محرما كالشذوذ عن سبيل المؤمنين في إعمال العقل وابتداع ما لم ينزل الله به سلطانا في دين الله من اعتقاد أو عمل، أو إعماله في التنظير لعمل دنيوي محرم.
وهذا كله على المعنى اللغوي لكلمة (عقيدة) ولكلمة (فكر) كما حررته في أول هذه الجزئية، والله أعلى وأعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 10:50]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا الفداء
ولي تعقيب على كلامك
وهو أنك في احدى جزيئات كلامك تقول أن الفقيه مفكر واللغوي مفكرووو.! وفي الحقيقة هذا تضييق منك! لأن أي انسان مُفكر الا المجانين! والانسان تميز عن الحيوان بالعقل المُفكر!
هذا تعقيبي ولي تعقيب آخر سأكتبه - بشرط أن تسمح لي أولا -
وأقول الان بخصوص العقيدة والفكر
اذا كنا نتفق على أن كل انسان مفكر! فعلينا أن نتفق أن هذا الانسان سيُفكر في كلمايعتقد ويرى (فلماذا نجعل تناقضا أو نوهم الناس بتناقض بين العقيدة والفكر)! والا فهذا الانسان ليس كالورقة - التي لاحياة فيها - التي نكتب فيها أي كلام فتتقبله الورقة ويثبت فيها! دون تفكير منها! الانسان ليس كالورقة
أُفصل أكثر ماأريد قوله
يقول الدكتور أحمد القاضي
وقد تنوعت طريقة القرآن في تقرير العقيدة فمنها:
استثارة العقل للتفكر والتدبر: كقوله: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (يونس:101)، وقوله: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) (سبأ:46) (منقول من هذا الرابط http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=g803lm9l
وانظروا لهذا الكلام لابن القيم من كتاب الفوائد
معرفة الله
معرفة الله سبحانه نوعان:
«الأول:» معرفة إقرار وهي التي اشترك فيها الناس البر والفاجر والمطيع والعاصي.
«والثاني:» معرفة توجب الحياء منه والمحبة له وتعلق القلب به والشوق إلى لقائه وخشيته والإنابة إليه والأنس به والفرار من الخلق إليه. وهذه هي المعرفة الخاصة الجارية على لسان القوم وتفاوتهم فيها لا يحصيه إلا الذي عرفهم بنفسه وكشف لقلوبهم من معرفته ما أخفاه عن سواهم وكل أشار إلى هذه المعرفة بحسب مقام وما كشف له منها. وقد قال أعرف الخلق به: «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»، وأخبر أنه سبحانه يفتح عليه يوم القيامة من محامده بما لا يحسنه الآن.
ولهذه المعرفة بابان واسعان:
«الباب الأول:» التفكر والتأمل في آيات القرآن كلها، والفهم الخاص عن الله ورسوله.
«والباب الثاني:» التفكر في آياته المشهودة وتأمل حكمته فيها وقدرته ولطفه وإحسانه وعدله وقيامة بالقسط على خلقه. وجماع ذلك: الفقه في معاني أسمائه الحسنى وجلالها وكمالها وتفرده بذلك وتعلقها بالخلق والأمر، فيكون فقيها في أوامره ونواهي، فقيها في قضائه وقدره، فقيها في أسمائه وصفاته، فقيها في الحكم الديني الشرعي والحكم الكوني القدري، و «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم».
انتهى كلامه
أليست يا اخوة هذه المعرفة التي يتكلم عنها ابن القيم من عماد وصميم موضوع العقيدة الاسلامية! أرأيتم كيف جعل لها بابان واسعان وهما التفكر!
----------
ويقول الامام النووي في شرح على كتاب الايمان من صحيح مسلم ص 124
أن الصواب والحق في مسألة (زيادة الايمان ونقصانه) هو أن نفس التصديق يزيد بكثرة النظر وتظاهر الأدلة ولهذا يكون ايمان الصديقين أقوى من ايمان غيرهم بحيث لاتعتريهم الشبه، ولايتزلزل ايمانهم بعارض، بل لاتزال قلوبهم منشرحة نيرة وان اختلفت عليهم الأحوال. وأما غيرهم من المؤلفة ومن قاربهم ونحوهم فليسوا كذلك فهذا ممالايمكن انكاره.
انتهى النقل
أرأيتم يا اخوة أن التفاوت في الايمان يكون بكثرة النظر! (أي التفكر) وان كان الجميع يشترك في أصل الايمان بهذه العقائد!
وطبعا تفهمون من كلامي أني لاأقصد الفكر بالمعنى المنحرف الذي بينه أخونا أبو الفداء! طبعا تفهمون أن ليس هذا مايقصده هؤلاء الأئمة بالفكر
(يُتْبَعُ)
(/)
فلماذا نجعلهم قسيمان! أو متناقضان! العقيدة والفكر! علينا يااخوة أن ننظر نظرة واسعة للأمور والمسائل ونعرف مايدخل ومايخرج والصواب من الخطأ في نظرة شمولية واضحة لالبس فيها!
هذا ماعندي
والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Aug-2010, صباحاً 07:24]ـ
وهو أنك في احدى جزيئات كلامك تقول أن الفقيه مفكر واللغوي مفكرووو.! وفي الحقيقة هذا تضييق منك! لأن أي انسان مُفكر الا المجانين! والانسان تميز عن الحيوان بالعقل المُفكر! عجبا! كيف يكون هذا تضييقا يا أخي الكريم؟؟
بل لعمر الله إن من يخالف في هذا المعنى هو من يضيق على الناس عقولهم، بدعوى أن (الفكر) هذا صنعة مستقلة تحتاج إلى تأهيل خاص، حتى يتمكن الإنسان من الإبداع و .. (الفكر)، يفصل بذلك بين معنى (العالم) ومعنى (المفكر)، على خلاف ما كان ولا يزال هو الأصل البدهي الصحيح في بني آدم = أنه لا يصح أن نقبل من أي إنسان فكرا أو إبداعا ما لم يكن على وفق أصول أهل الصنعة التي يندرج تحتها هذا الفكر! أي في إطار ما درس من علوم ومعارف لا فيما سوى ذلك، وأن الإنسان - لهذا المعنى - لا يحمد على إنتاجه الفكري ما لم يكن مؤهلا له علميا، وعلى دراية كافية بما يخوض فيه من نظريات وأصول، فلا يأتي بهراء يمجه العقلاء العالمون المتأهلون للنظر وهو يزعم أنه (فكر) و (تجديد) و (إبداع)!!
هذه قضية "إبستمولوجية" محضة يا أخ خالد، وهي كذلك قضية أصولية دقيقة، وخلاصتها: هل من المعقول أن يخرج علينا من يروم تحويل عملية الفكر نفسها (التي هي أداة البشر الفطرية للتأصيل والتصنيف والإبداع في كل الصنائع والفنون بطبيعة خلقتهم) إلى صنعة مستقلة، يتأهل بها صاحبها للخوض في أي مجال من مجالات المعرفة البشرية نقضا وتأسياسا وهدما وتأصيلا كما لا يصح أن يصدر إلا من عالم مجتهد في كل مجال من تلك المجالات بحسبه، لمجرد كونه موصوفا بأنه خبير متمرس في (الفكر)؟ هذا هو السؤال!
وهل صرنا إلى ما آل إليه حالنا في هذا الزمان من فوضى محضة في التصنيف والجدال والأخذ والرد إلا بسبب تحول الصحافيين وأضرابهم إلى (مفكرين)، يستحلون الخوض في كل شيء وأي شيء دون أهلية، بدعوى أن لكل منهم رؤيته الجديدة الشاملة التي يغفل عنها - بزعمه - العلماء المختصون في تلك المجالات؟ وهل اجترأ على أكابر أهل العلم في زماننا الأقزام من أمثال هؤلاء حتى قالوا الشيخ فلان لا يفقه الواقع والشيخ فلان معوق فكريا وليست له أهلية فكرية (بمعنى أنه لا دراية له بكلام المفكرين) إلا من هذا الباب الذي لا زمام له ولا خطام؟
الفكر (بمعنى النظر العقلي والاستنباط الفلسفي) حتى يكون ذا ثمرة محمودة فإنه يشترط له - من جملة شروط - الإلمام بما ثبت بالدليل الصحيح في تلك القضية التي يتناولها، ولا يسع من يخوض فيها الجهل به، أيا ما كان حقل المعرفة - أو حقولها - التي تختص بدراسة تلك القضية. هذا ما قررته أنا وعقبتَ أنت عليه بأنني أضيق، فما أعجب هذا!!
لهذا السبب تراني فرقت في جوابي بين المعنى الاصطلاحي والمعنى اللغوي لكلمة مفكر، لأنني أدري جيدا أن هناك من يروجون الآن للمعنى الاصطلاحي تحت دعوى التنوير والتجديد في بناء المعارف البشرية، إلخ.
وتأمل معي - رحمك الله - تعليقك بأن الإنسان ليس ورقة وأنه مفكر - ولابد - في كل ما يعتقد وفي كذا وفي كذا! أقول نعم هو فاعل ذلك لا محالة، وإلا كان حجرا أصما لا إنسانا عاقلا مكلفا! ولكن ما حكم هذا العمل (الفكر) منه في كل حالة، وهل يحمد عليه أو لا يحمد؟ وما شروط التأهل للتفكير والنظر في مختلف مراتب المعارف البشرية؟؟ هذا ما قررته في المشاركة الآنفة بوضوح واختصار .. فلا أدري - حقيقة - لماذا كتبتَ أنت هذا الكلام!!
كل ما جئتني به بعد ذلك من كلام حول دور التفكر في زيادة الإيمان ومن ثمّ أهميته في ترسيخ عقيدة المسلم وما إلى ذلك = لا ينازع فيه عاقل أصلا، وقد اشتملت مشاركتي الآنفة على تحرير أظنه كان ضابطا لمحل الفكر والتفكير - على المعنى اللغوي - من مختلف صنائع البشر في تحصيل المعارف وتلقي العقائد! فلا أنا بنازع عقل الإنسان (الذي هو أداة الفكر بالمعنى اللغوي ومناط تكليفه) عن عملية السماع والتلقي عنده، ولا أنا بمن يسوي أو يداخل بين المعنى الاطلاحي لكل من (العقيدة) و (الفكر).
تقول:
أليست يا اخوة هذه المعرفة التي يتكلم عنها ابن القيم من عماد وصميم موضوع العقيدة الاسلامية! أرأيتم كيف جعل لها بابان واسعان وهما التفكر! نعم تلقي العقيدة وتحقيق الانتفاع بها يتطلب قدرا من إعمال العقل عند كل مكلف ولا شك، فهل يعني هذا المداخلة بين مصطلح العقيدة ومصطلح الفكر؟؟؟؟ كلام ابن القيم لا يخرج عما قررناه ولله الحمد من معنى التفكر اللغوي، ولم يكن مصطلح (الفكر) على المعنى الذي حررته في مشاركتي السالفة قد ظهر على زمانه أصلا! فما هو هذا (الفكر) الذي تتكلم أنت عنه؟ أهو المعنى اللغوي الذي هو إعمال العقل، بما لا ينفك عنه إنسان عاقل، أم أنه المعنى الاصطلاحي المحدث في زماننا (الذي يفرق بين العالم والمفكر فيجعل لهذا الأخير صنعة غير صنعة الأول)؟؟ إن كانت الأولى فقد بينا بفضل الله أنها فطرة وسجية بشرية، وهي مناط التكليف أصلا، وإن كانت الثانية فلا أدري ما وجه هذا التعقيب الذي كتبته على كلامي!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Aug-2010, صباحاً 07:51]ـ
الفكر (بمعنى النظر العقلي والاستنباط الفلسفي) حتى يكون ذا ثمرة محمودة فإنه يشترط له - من جملة شروط - الإلمام بما ثبت بالدليل الصحيح في تلك القضية التي يتناولها، ولا يسع من يخوض فيها الجهل به، أيا ما كان حقل المعرفة - أو حقولها - التي تختص بدراسة تلك القضية. هذا ما قررته أنا وعقبتَ أنت عليه بأنني أضيق، فما أعجب هذا!!
!!
أنا أسف أخي ولكني أعتب عليك أن تفهم من كلامي (وأنا طال علم) أني قصد ت أن كل انسان له أن يتكلم في الشرع مادام أنه انسان ومُفكر! فأنا طبعا لاأقصد ذلك أبدا ولذلك أنا جعلت الفرق بين الانسان والحيوان هو أن الانسان عاقل مفكر! فهل عنيت بذلك أن الانسان ولو كافر يتكلم في الشرع!
على العموم أنا أسف لهذا سوء الفهم الذي حدث
وأنا عندي كلام في هذه الجزيئة، لكن نظرا لما يمكن أن يحدث من سوء فهم أو ايغار للصدور فأفضل عدم الكلام فيه هنا! ابقاءًعلى مابيننا من حب ومودة! اذ لايجوز أبدا أن يكون الحوار العلميالديني سببا في التفرق وايغار الصدور والمشاحنات!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Aug-2010, صباحاً 08:02]ـ
نعم تلقي العقيدة وتحقيق الانتفاع بها يتطلب قدرا من إعمال العقل عند كل مكلف ولا شك، فهل يعني هذا المداخلة بين مصطلح العقيدة ومصطلح الفكر؟؟؟؟ كلام ابن القيم لا يخرج عما قررناه ولله الحمد من معنى التفكر اللغوي، ولم يكن مصطلح (الفكر) على المعنى الذي حررته في مشاركتي السالفة قد ظهر على زمانه أصلا! فما هو هذا (الفكر) الذي تتكلم أنت عنه؟ أهو المعنى اللغوي الذي هو إعمال العقل، بما لا ينفك عنه إنسان عاقل، أم أنه المعنى الاصطلاحي المحدث في زماننا (الذي يفرق بين العالم والمفكر فيجعل لهذا الأخير صنعة غير صنعة الأول)؟؟ إن كانت الأولى فقد بينا بفضل الله أنها فطرة وسجية بشرية، وهي مناط التكليف أصلا، وإن كانت الثانية فلا أدري ما وجه هذا التعقيب الذي كتبته على كلامي!!
ياأخي الفاضل هي ليست الثانية! وأنا نبهت على ذلك وشكرتك على كلامك في فضح هذا المعنى الحادث للفكر! فكلامي واضح جدا!
والحمد لله على اتفاقك معي في نقلي! وأنا نقلته لرؤيتي أنه مُكمل لكلامك لالأنه مصحح له!
وللكن لي تعقيب على قولك
فهل يعني هذا المداخلة بين مصطلح العقيدة ومصطلح الفكر؟؟؟؟ طبعا الفكر بالمعنى المنحرف الذب بينتَه، فلا. وجزاك الله الله خيرا على فضحك لأهل الباطل.
أما الفكر الذي عناه الأئمة الذي نقلت عنهم! فهو متلازم ومتداخل ومتتم ومُصقل ومُجلي للعقيدة في القلب والعقل!
فلامجال لأحد يقول بالفصل بين العقيدة والفكرأصلا أو بالسؤال عن الفرق بينهما! بمعنى الفكر الذي قصده الائمة! اللهم الا اذا فصل فصلاً في الذهن فقط لتعريف كل منهما تعريفُا أكاديميا! كفصلنا للتوحيد الى ثلاثة أقسام رغم أن كل الثلاثة متداخلة ومتلازمة في الخطاب التكليفي، ولكنا فصلنا للتقريب التعلم والتدارس فقط.
ثم بعد ذلك نحن متفقون أخي الفاضل
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[21 - Aug-2010, صباحاً 04:49]ـ
أن الفكر لا يوجد خارج الذهن و هو الذي كان يسمى علوم عقلية و يقول السلف أنه لا فائدة فيه و هو عمدة الخلف من المتكلمين بخلاف العقيدة(/)
الاتباع 4
ـ[سلام بن سلام]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ((ثم جعلناك على شريعة من الأمر فأتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون)) سورة الجاثية 18
(قال عليه الصلاة والسلام: وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلى دخله) حسنه الألباني
قال عليه الصلاة والسلام:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه البخاري
(وفي هذا العمل ... تناقض الاعتقاد الواجب، وتنازع الرسول فيما جاء به، ويحدث في الطبع إنحلالا من ربقة الاتباع، وفوات سلوك الصراط المستقيم) كتاب اقتضاء الصراط المستقيم صفحه 289
قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم)) سورة محمد 33
(قال ابن رجب رحمه الله: كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شيء) جامع العلوم والحكم 1/ 167
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا" رواه مسلم
(ولا يكون الرضا إلا حيث يكون التسليم المطلق والإنقياد الكامل ظاهرا وباطنا بما جاء به الرسول من ربه) كتاب الضوء المنير 2/ 353
قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) سورة الحشر 7
قال شيخ الاسلام رحمه الله: الحذر الحذر من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول، أو ترده لأجل هواك، او انتصارا لمذهبك أو لشيخك، أو لأجل إشتغالك بالشهوات أو بالدنيا، فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله) دقائق التفسير 6/ 312
"قال ابن بطه رحمه الله: فألزموا رحمكم الله الطريق الأقصد، والسبيل الأرشد،والمنهاج الأعظم من معالم دينكم،وشرائع توحيدكم التي اجتمع عليها المختلفون، وأعتدل عليها المعترفون ((ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) " كتاب الإبانه 1/ 421
قال تعالى: ((فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين)) سورة القصص 50
(فالهوى هو ميل النفس إلى الشيء، أو ميل الطبع إلى ما يلائمه، ولما كان الضرر منه غالبا لم يذكره الله في كتابه إلا ذمه) روض المحبين صفحه 469
قال تعالى: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغه ونحن له عابدون) سورة البقره 138
(قال القرطبي رحمه الله: فسمي الدين صبغة استعارة ومجازا، حيث تظهر أعمال المتدين كما يظهر أثر الصبغ في الثوب) أحكام القرآن 2/ 144
قال تعالى: (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) سورة النور 51
جعلنا الله وإياكم من المتبعين للسنن كيفما دارت والمتباعدين عن الأهواء حيثما مالت إنه خير مسؤول وأعظم مأمول
إن حقيقةالاتباع بأن تكون مخرجات اعمال المسلم مطابقة لاعمال الرسول صلى الله عليه وسلم
وفقنا الله وإياكم لاتباعه والعمل بما جاء به.(/)
كيف تصبح صوفيا أصليا
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 11:24]ـ
كيف تصبح صوفيا أصليا
كثر ت هذه الأيام الأصوات بقولهم أنه يوجد تصوف سني وتصوف بدعي أو تصوف معتدل وتصوف غال، وحقيقة أن قائل هذا الكلام لا يعرف حقيقة التصوف حق المعرفة حيث أن أصبح للتصوف على أقل الأحوال المتأخر طقوس وقواعد وضوابط ليصبح المرء صوفيا أصليا كما سوف ترى في هذا الموضوع، وكي تصبح صوفيا أصلا عليك لابد أن تمر بهذه المراحل:
أولا: إتباع شيخ صوفي ومبايعته على السمع والطاعة، ومن يدعي التصوف وليس له شيخ يعتبر لقيا عندهم كما قال محمد أمين الكردي: ((وأجمع العارفون على أن من لم يصح له نسب إلى القوم فهو لقيط في الطريق)) [المواهب السرمدية ص 3]
قال عبد المجيد الشرنوبي في شرح تائية السلوك: ((ثم قال المصنف رضي الله عنه:
ويدعى لقيطا أين حل مُعطلا ** وإن كان ذا علم كزوج عقيمة
دعيا مع السادات في كل موطن ** كذا نقلوه جل أهل الحقيقة
يعني أن من لم يكن له شيخ فإنه يدعى أي يسمى عند القوم لقيطا أين حل أن نزل واللقيط في الأصل الولد الملقوط أي المأخوذ من الأرض من غير أن يعلم له أب والمراد مقطوع النسب وقوله معطلا أي من التحلية بالاندراج في سلك القوم وإن كان ذا علم لأنه حينئذ يكون هو وعلمه كزوج امرأة عقيمة لأن علمه لا ينتج له شيئا كالمرأة العقيمة التي لا تلد لزوجها. ولذا قال الغزالي: (إذا وجدتم الرجل قد طبق الأرض علماً ولم يكن له شيخ يوصله إلى سلسلة القوم فهو عقيم لم يكن يلقى الحكمة).أ هـ.
وحينئذ يدعى دعياً مع السادات أي غير منسوب لهم في كل مواطن فهو كابن الزنا عند القوم كذا نقلوه جل بضم الجيم أي معظم اهل الحقيقة وهم السادة الصوفية)) [ص 143].
ثانيا: بعد المبايعة يقوم الشيخ الصوفية بتلقين الصوفي الجديد بأوراد من تأليف الشيخ نفسه أو تأليف مؤسسة الطريقة ويلزمونه بها كي يكون من أفراد الطريقة كما قال عبدالله الصديق الغماري بعدما ذكر " ورد الطريقة الصديقية ": ((يقرأ هذا الورد بعد صلاة الصبح ومثله بعد صلاة المغرب فبالتزام الشخص لهذا الورد يصير من أهل الطريقة منسوبا إليها ومحسوبا عليها ولا يصح تركه إلا لعذر كمرض مانع)) [الدرر النقية في أذكار وآداب الطريقة الصديقية ص 5].
ثالثا: الخدمة والذل والانكسار لشيخ الطريقة كما يقول ابن عطاء الله السكندري في كتابه التوفيق في آداب الطريق: ((أي إذا تخلقت بما تقدم من الآداب ووصلت بافتقارك وانكسارك إلى الشيخ وتمسكت بأثر تلك الأعتاب فراقب أحواله واجتهد في حصول مراضيه وانكسر واخضع له في كل حين فانه الترياق والشفا وان قلوب المشايخ ترياق الطريق ومن سعد بذلك تم له المطلوب وتخلص من كل تعويق واجتهد أيها الأخ في مشاهدة هذا المعنى فعسى يرى عليك من استحسانه لحالك أثرا)) [ص 20 – 21]، ويقول أيضا: ((أي وانهض في خدمة الشيخ بالجد فعساك تحوز رضاه فتسود مع من ساد واحذر أن تضجر ففي الضجر الفساد ولازم أعتاب بابه في الصباح والمساء لتحوز من الوداد)) [ص 23]
رابعا: عدم الاعتراض على الشيخ مهما فعل هذا الشيخ الصوفي، قال الغزالي: ((ومهما أشار عليه المعلم بطريق في التعلم فليقلده، وليدع رأيه، فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه)) [إحياء علوم الدين 1 - 50]، وقال: ((فمُعتَصم المريد بعد تقديم الشروط المذكورة شيخه، فليتمسك به تمسك الأعمي على شاطئ النهر بالقائد، بحيث يفوض أمره إليه بالكلية، ولا يخالفه في ورده ولا صَدَره، ولا يبغي في متابعته شيئا ولا يذر، وليعلم أن نفعه في خطأ شيخه لو أخطأ أكثر من نفعه في صواب نفسه لو أصاب)) [المصدر السابق 3 - 76].
وقال علي وفا: ((المريد الصادق مع شيخه كالميت مع مغسله، لا كلام، ولا حركة، ولا يقدر أن ينطق بين يديه من هيبته، ولا يدخل، ولا يخرج، ولا يخالط أحداً، ولا يشتغل بعلم ولا قرآن ولا ذكر إلا بإذنه)) [الأنوار القدسية 1 - 187]
ويقول محمد أمين الكردي: ((ومنها أن لا يعترض عليه فيما فعله، ولو كان ظاهره حراماً، ولا يقول: لم فعل كذا؟ لأن من قال لشيخه " لم؟ لا يفلح أبداً، فقد تصدر من الشيخ صورة مذمومة في الظاهر وهي محمودة في الباطن)) [تنوير القلوب ص528].
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسا: يواظب على الذكر الصوفي الذي لقنه له شيخه حتى تكشف له الأنوار ويصل إلى مقامات الولاية الصوفية قال علي المرصفي: ((إذا ذكر المريد ربه بشدة وعزم طويت له مقامات الطريق بسرعة من غير بطء، فربما قطع في ساعة ما لا يقطعه غيره في شهر)) [الأنوار القدسية ص 52/ 1]
سادسا: الاعتقاد بالتوسل والاستغاثة والتوجه بالدعاء للأنبياء والأولياء في حال الشدائد وانقطاع الأسباب كما يأمرهم بذلك المشايخ قال النبهاني في ترجمة جاكير الكردي: ((واستأذن رجل واسطي الشيخ جاكير في ركوب بحر الهند بتجارة فقال: إذا وقعت في شدة فناد باسمي ... الخ)) [جامع كرامات الأولياء ص 3/ 2]، وقال الشعراني في ترجمة محمد الحنفي: ((وقال سيدي محمد رضي الله عنه في مرض موته من كانت له حاجة فليأت إلى قبري ويطلب حاجته أقضها له فإن ما بيني وبينكم غير ذراع من تراب، وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب، فليس برجل)) اهـ[الطبقات الكبرى ص 416]
سابعا: الاعتقاد أن الأولياء يعلمون الغيب وأنه مطلعون علي الصوفي وهو في عقر بيته بل يأخذ عليه العهد على ذلك كما قال الشعراني: ((أخذ علينا العهود أن نلزم الأدب مع أصحاب النوبة، وإن لم نجتمع بهم، ولم نعرفهم، فإنهم يشهدون أفعالنا في قعر بيوتنا، ولهم المؤاخذة بها، والتأدب عليها، حتى الخواطر الردية، لا سيما إن كنا ندعي أننا من الفقراء الصادقين، فإن قوسهم موتورة على مل من ادعى ذلك)) [البحر المورود ص 67 العهد السادس والعشرون].
ثامنا: الاعتقاد أن الأولياء يتصرفون في الكون أقوالهم أكثر من أن تحصى فعلى سبيل المثال قال الشعراني في ترجمة محمد بن أحمد الفرغلي: ((كان رضي الله عنه من الرجال المتمكنين أصحاب التصريف)) [الطبقات الكبرى ص 426]، وقال أيضا: ((وكان رضي الله عنه يقول: أنا من المتصرفين في قبورهم فمن كانت له حاجة فليأت إلى قبالة وجهي، ويذكرها لي أقضيها له)) اهـ[الطبقات الكبرى ص 428]
تاسعا: الاختلال في مفهوم الولاية؛ فمن قتل بالزندقة مثل الحلاج الذي أدعى الألوهية والذي كان يتخذ فرعون وإبليس أستاذة له يصبح وليا لا يشق له غبار، وكذلك من يدعي أن الخالق عين المخلوق مثل ابن عربي والجيلي وعلي وفا وغيرهم على رأس الأولياء، بل الاعتقاد بولاية من لا يصلى ويبول في المسجد كالبدوي، وكذلك المجنون الذي يمشي عريانا كإبراهيم العريان، بل من يفعل الفاحشة بالحمارة في الطرقات كعلي وحيش، وعلى النقيض الأخر يصبح من يتبع السنة ويدعو للعودة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن تبعهم بإحسان وهابيا وتكفيريا ومبتدعا!!!
عاشرا: النضال في الدفاع وتطبيق الاحتفالات البدعية التي لم تأت من كتاب ولا سنة مثل الاحتفال بالمولد النبوية وموالد الأولياء والإسراء والمعراج وغيرها من الاحتفالات التي أحدثها المتصوفة.
الحادي عشر: الترقي في المقامات الصوفية من مريد إلى نقيب إلى وتد إلى قطب إلى غوث ... الخ وفي هذه المرحلة يتم دخول الخلاوي وربما التحول من صوفي عادي إلى صوفي ساحر كما ان بعض أولياء الصوفية مثل ابن عربي والشاذلي واليافعي وغيرهم كثير.
وأخيرا: بعدما يترقى عن كل المراتب ويصل إلى الحقيقة الصوفية يدعي الألوهية فلذلك قال ابن عربي شيخ الصوفية الأكبر: ((ولهذا جاز للواصل إليه على الحقيقة أن يقول: " أنا الحق "، وأن يقول: " سبحاني ...... الخ)) [ص 38]، ولهذا قال من قال: أنا الله، وقال: سبحاني سبحاني!!
هذه الأمور التي ذكرتها قد لا يتبناها كل صوفي، ولكن بعد أن يتولى بعضها على حسب مقامه في الطريق فإذا تولاها كلها فقد جمع وأوعى التصوف كله، وهناك أمور كثيرة تركتها للاختصار، والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
=============
أبو عثمان
التصوف ( http://almjhol.com/showthread.php?t=1686) العالم المجهول
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 12:05]ـ
بارك الله فيك أخانا أبا عثمان ............................ ووقانا وإياك شر كل عقيدة باطلة ورزقنا التمسك بصحيح دينه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 04:32]ـ
بارك الله فيكم أيها الموفّق .. ونفع بجهودكم.(/)
أعياد المشركين
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 02:44]ـ
ما هي أعياد المشركين و ما حكمها؟
مع بعض أكبر الأعياد في العالم و في الجزائر خاصة؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 06:52]ـ
العيد من العادة و تطلق على الأيام كما تطلق على الأماكن
يسن فيها صلة الرحم و اللعب و الأكل و الشرب و كل المباحات الدنيوية و البيع و الشراء و زيارة الأموات
و سنة العيد من من آكد السنن المستحبة في الإسلام
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 09:26]ـ
الأعياد التقليدية إما شركية و إما سنة سيأة
تبدأ الأعياد عند المشركين بالصلاة البدعية من القيام للجمادات أو الأشخاص مع بعض الأذكار من الشعر و الموسيقا مضاهاتا لشرع الله
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[09 - Aug-2010, صباحاً 05:44]ـ
يستفاد من كتاب: الأعياد المحدثة وموقف الإسلام منها، لعبد الله المهنا.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 04:27]ـ
قال العلامة مبارك الميلي
معنى الزردة و الغرض منها
و أما الزردة فهي في عرفنا: طعام يتّخذ على ذبائح من بهيمة الأنعام عند مزارات من يعتقد بصلاحهم و لها وقتان
أحدهما: في فصل الخريف عند الإستعداد للحرث و الآخر في فصل الربيع عند رجاء الغلة.
و الغرض منها التقرب من ذلك الصالح كي يغيثهم بالأمطار تسيلا للحرث أو حفظا للغلة و هو عندهم كوزير عند الملك يرشونه بالزردة ليقضي حاجتهم عند الله ما أجهلهم بمقام الألوقية.
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 05:07]ـ
{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} الفرقان72
هذا نص صريح في أن المشاركة فيها، أو التهنئة بها حرام
وكل من فسر الزور بغير ذلك، فقد جانبه الصواب
وقد أحسن الشيخ الحويني إذ أفتى بحرمة أكل طعامهم، وبيضهم وفسيخهم ورنجتهم
وشم نسيمهم
ويقاس عليها أعياد الشيعة والصوفية
فلايجوز أكل بقدونسهم ولاخبزهم في عاشوراهم، فهي سحت
ولاذبائحهم في موالدهم؛ فإنه يقع عليها قوله تعالى
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ} المائدة3
وقوله تعالى
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ} البقرة173
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 07:05]ـ
باحث لغوي
(وقد أحسن الشيخ الحويني إذ أفتى بحرمة أكل طعامهم، وبيضهم وفسيخهم ورنجتهموشم نسيمهم) ,ويقاس عليها أعياد الشيعة والصوفيةفلايجوز أكل بقدونسهم ولاخبزهم في عاشوراهم، فهي سحتولاذبائحهم في موالدهم؛ فإنه يقع عليها قوله تعالى
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ} المائدة3
وقوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ} البقرة173 [/
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أن الآية (وماأهل لغير الله به) يدخل به غير الذبائح, لعل الشيخ الحويني أراد بيان النكير عليهم والا قد ذكر ابن كثير رحمه الله أن الآية تخص الذبائح ليس الا. قال في تفسير ألآية أعلاه:
وكذلك حَرَّم عليهم ما أهِلَّ به لغيرالله، وهو ما ذبح على غير اسمه تعالى من الأنصاب والأنداد والأزلام، ونحو ذلك مما كانت الجاهلية ينحرون له. وذكر القرطبي عن ابن عطية أنه نقل عن الحسن البصري: أنه سئل عن امرأة عملت عرسًا للعبها فنحرت فيه جزورًا فقال: لا تؤكل لأنها ذبحت لصنم؛ وأورد القرطبي عن عائشة أنها سئلت عما يذبحه العجم في أعيادهم فيهدون منه للمسلمين، فقالت: ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوه، وكلوا من أشجارهم.
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 08:53]ـ
معلوم أن الشيعة يوزعون الخبز والبقدونس - وربما اقاموا الولائم والعزائم - في يوم عاشوراء
فهل أنت تجيز أكله؟
وإذا حضرت مولد صوفية مخرفين، فهل تأكل من طعامهم؟
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 10:14]ـ
أَفْضَل مَن تَكَلَّم عَلَى أَعْيَادِ المشركينَ:
زِيْنَةُ الْعُلَمَاءِ، وَغُرَّةُ الْفُقَهَاءِ، وَآَسِي الْمَعْقُوْلات وَالْمَنْقُوْلات شَيْخُ الإسْلام أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَدُ بنُ عَبْد الْحَلِيم بن تَيْمِيَّة - رحمه الْلَّه، وَبَرَّد ضَرِيْحَه - وَذَلِك فِي كِتَابِه الْفَرْدِ الْفَذِّ:
((اقْتِضَاءُ الْصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْم لِمُخَالَفَةِ أَصْحَابِ الْجحيْم))
فَلْيُرَاجَع!
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 05:10]ـ
باحث لغوي معلوم أن الشيعة يوزعون الخبز والبقدونس - وربما اقاموا الولائم والعزائم - في يوم عاشوراء
فهل أنت تجيز أكله؟
وإذا حضرت مولد صوفية مخرفين، فهل تأكل من طعامه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم ليست المسألة أن أجيز أكله أم لا انما المسألة هونقل كلام أهل العلم وبيان أن المراد بقوله تعالى (وما أهل لغير الله به) أنه يخص الذبائح التي قد ذبحت لغير الله أما باقي الأشياء كالبهائم التي لم تذبح بعد أو الرز أو الخبز أو غيرها مما لاتعلق له بالذبح فأنه لايدخل بالآية واليك كلام الشيخ العثيمين رحمه الله في بيان الآية:
تفسير قوله تعالى: (وما أهل لغير الله به)
قال تعالى: وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ [المائدة:3]: أي: ما ذُكِر عليه اسم غير الله، مثل: أن يقول عند الذبح: باسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أو باسم المسيح، أو باسم الرئيس، أو باسم الملِك، أو باسم الملَك، أو ما أشبه ذلك، فإنه يكون حراماً لا يحل، كل ما ذُكِر عليه اسم غير الله فهو حرام سواءً ذَكَرَ معه اسم الله أم لم يذكر، لو قال: باسم الله واسم الرسول، ثم ذبح صار حراماً، لأنه اختلط حرام بحلال، ولا يمكن ترك الحرام إلا باجتناب الحلال فصار حراماً. أه
لذلك أخي الكريم أهل العلم يشددون بعدم أكل المأكولات التي ذكرت من باب النكير عليهم وليس من باب تحريمها والله أعلم وجزاك الله خيرا.(/)
«الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام»، لشيخِنا العلَّامة عبد الرّحمن البَرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 04:34]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام»،
لشيخِنا العلَّامة عبد الرَّحمن البَرَّاك
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله سبحانه ــ وهو الخالق لكل شيء ــ له الحكم في عبيده شرعا وقدرا، وله الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين، فكل ما في هذا الكون فهو موجَب حكمه القدري، الواقع بقدرته ومشيئته وحكمته، وكلُّ ما بعث به رسله، وأنزل به كتبه، فهو موجَب حكمه الديني الشرعي، ولا شريك له سبحانه في حكمه، كما قال تعالى: (ولا يشرك في حكمه أحدا)، (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه)، (له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون)، (إن الحكم إلا لله عليه توكلت).
ودينه ــ الذي هو الإسلام ــ هو دين الرسل كلهم، من آدم ونوح إلى محمد خاتم النبيين، صلى الله عليه وعليهم وسلم أجمعين. وهذا الدين هو الهدى الذي وعد الله به آدم وذريته في قوله تعالى: (قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) الآيات.
وأعظم شريعة جاء بها رسول هي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، المخصوصة بالكمال والشمول والخلود، إلى قيام الساعة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم رسول إلى جميع الناس، ولا نبي بعده، فلا بد أن تبقى شريعته محفوظة إلى قيام الساعة، فلا يستثنى من هذا العموم أحد ولا زمان ولا مكان، فالإيمان به صلى الله عليه وسلم واتباع شريعته واجب على جميع البشرية، منذ بعثه الله حتى تقوم الساعة.
ومن أعظم واجبات شريعته صلى الله عليه وسلم الخالدةِ الجهادُ في سبيل الله، أي جهادُ الكفار بنوعيه، جهاد الحجة والبيان، كما قال تعالى: (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا) أي بالقرآن.
وجهاد الكفار بالقتال؛ جهاد الدفع وجهاد الطلب، فجهاد الدفع هو المذكور في قوله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)، وقوله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) على أحد الأقوال في تفسير الآيات.
وجهاد الطلب دل عليه:
أولا: قوله تعالى: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم)، والمراد بالأشهر الحرم المذكورة هي أشهر السياحة المذكورة في أول السورة في قوله تعالى: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر)، لا الأشهر المذكورة في قوله تعالى: (منها أربعة حرم).
ثانيا: قوله تعالى: (قاتلوا الذي لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).
ثالثا: قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين).
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله)) متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث بريدة رضي الله عنه عند مسلم ــ أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية ــ إلى قوله: ((فإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال؛ ادعهم إلى الإسلام، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكُفَّ عنهم، فإن هم أبوا فاسألهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهو وكُفَّ عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وللجهاد أحكام مفصلة في الكتاب والسنة، وله أبواب مطولة من أبواب الفقه، قسم العبادات، تحت عنوان كتاب الجهاد، ولم يكن للمسلمين هيبة حتى شرع الجهاد، فانطلقت الجيوش والسرايا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، بقيادته وقيادة أمرائه، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم في عهد الخلفاء الراشدين، وفيما بعد، كلما كان للمسلمين قوة وتهيأت لهم الأسباب وتوفرت الشروط، فالجهاد شريعة ماضية مع أمير من أمراء المسلمين، برًّا كان أو فاجرًا، هذا ما عليه أهل السنة والجماعة، ولم يزل الجهاد مصدر عزة المسلمين وهيبتهم، وتعطيلُه مصدرَ ذلهم، وطمع الكفار بهم، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله))، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول صلى الله عليه وسلم: قال: ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم))، وهذا ما يشهد به الواقع في الماضي والحاضر.
وعلم مما تقدم أن للجهاد غاية عامة، وهي إعلاء كلمة الله، وذلك يتحقق بكفِّ المعتدين عن العدوان، وبدخول من شاء الله في الإسلام، أو الخضوع لدولة الإسلام بالتزام الجزية، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأنواع الجهاد كلها إجمالا في قوله تعالى: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير).
وإذا جنح العدو للسلم ــ وهو المصالحة لوقف القتال وقفا مؤقتا أو مطلقا لا مؤبدا، وكان ذلك هو المصلحة للإسلام والمسلمين ــ جاز، كما قال تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين)، والمطلق ما لم ينص فيه على توقيت ولا تأبيد، كما في موادعة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود حول المدينة.
ومما يدل من الواقع على عظم شأن الجهاد أنه أعظم ما يخافه الكفار من المسلمين، ولم يزالوا يطعنون به على شريعة الله، ويطعنون به على المسلمين في ماضيهم وحاضرهم، ولاسيما في هذا العصر الذي كانت فيه القوة المادية في أيدي الكفار، والمسلمون متفرقون، والأكثرون مفرطون في دينهم، مما أوجب أن يوجد في المسلمين من يصانع الكفار في شأن شريعة الجهاد، ويزعم جهلا أو استرضاءً لليهود والنصارى وغيرهم، الذين لن يرضوا كل الرضا إلا باتباع ملتهم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وقال تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) وقال تعالى: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) أقول: يزعم هؤلاء المصانعون أن الجهاد في الإسلام إنما شرع دفاعا، وكتبوا في ذلك، وأجلبوا بأنواع الشبه، بتأييد باطلهم، حتى آل الأمر بالكفار إلى أن يطالبوا المسلمين برفع أبواب الجهاد والولاء والبراء من مناهج تعليمهم، أو بتهذيبها على الأقل، ظانِّين أن ذلك يبطل هذه الشريعة، وهيهات! فإن الله قد ضَمِن حفظ كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم موردا لطالبي الهدى علما وعملا، وقد حفظ الله أحكام شريعته وشرائع دينه بحفظ هذين النورين الكتاب والسنة، وذلك بما يُقيِّضه من الحَمَلة لهما، في كل جيل حتى يأتي أمر الله، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)).
ورفع راية الجهاد مطلب لكل مسلم يريد عزة الإسلام، فهو يدعو به ويتمناه، مستحضرا قوله صلى الله عليه وسلم: ((من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق))، قد كان في خطب أئمة الدعوة هذا الدعاء (اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والزيغ والفساد، وانشر رحمتك على العباد، يا من له الدنيا والآخرة، وإليه المعاد).
ومن أحكام الجهاد في سبيل الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. إعداد ما يستطاع من القوة، كما قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) وهذا الإعداد واجب لأمر الله به، وللأمر بالجهاد؛ فإن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وفي هذه الآية تنبيه على بعض المقصود من هذا الإعداد، وهو إرهاب الكفار، وهم أعداء الله وأعداء المؤمنين العداوة الدينية من جميعهم، والعداوة العدوانية المختصة بالمحاربين منهم، فإن إرهابهم جميعا ــ أي إخافتهم ــ مطلب شرعي، حتى لا يفكر المعاهد ــ من ذمي وغيره ــ بنكث العهد.
2. أسر المقاتِلة من الكفار، فإنه لا يجوز الأسر إلا بعد الإثخان فيهم، قال تعالى: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإمَّا منًّا بعد وإما فداءً حتى تضع الحرب أوزارها)، وقال تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم). وهذه الآيات نزلت في شأن أسرى بدر، ومعنى هذا أنه إذا جاز الأسر بعد الإثخان فقد نص العلماء على أن الإمام مخير في الأسرى بين أربعة أمور تخييرَ مصلحة؛ وهي: القتل، أو الاسترقاق، أو المفاداة، أو المنُّ، وهو إطلاقهم مجانا.
3. الغنائم والسبي، فإذا غَلب المسلمون الكفار في قتالهم، فقد أحل الله لهم أن يغنموا أموالهم وديارهم التي فتحوها عَنوة، ويقسموها على حكم الله بقوله عز وجل: (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) الآية، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة خلفائه الراشدين، وكذلك أحل الله لأوليائه المسلمين سبي نساء أعداء الله الكافرين المحاربين وذريتهم، بحيث يكونون ملكا للمسلمين، ورقيقا في أيدي المسلمين، كما مضت بذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين، والتابعين لهم بإحسان، وكم كان هذا السبي والاسترقاق سببا لسعادة من وقع فيه لدخوله في الإسلام! مع عود الحرية لكثير منهم، بسبب ما شرع الله من التحرير، ومن أجلِّ من يستشهد به في هذا صفية بنت حيي بن أخطب اليهودي رضي الله عنها، حيث صارت بالسبي مسلمة، بل إحدى أمهات المؤمنين، وكذلك أم المؤمنين جويرية بنت الحارث من بني المصطلق رضي الله عنها.
وهذا الرقيق له أحكام في جميع أبواب الفقه، ومنها العتق فإنه مخصوص بكتاب مستقل.
وهذا الحكم من أحكام الجهاد ــ وهو الرق ــ هو الذي فرض قانون الأمم المتحدة على المسلمين إلغاءه، حتى خضع لهم كل من يحترم هذا القانون.
هذا؛ ودول الكفر والطغيان المتحكمة في قانون الأمم المتحدة تستعبد الشعوب المستضعفة باسم الإصلاح، حتى كانوا يسمون احتلال بلاد المسلمين استعمارا، ولا يزال هذا المعنى باقيا في كل بلد يقع فيها الاحتلال، وأنقل هنا ما قلته سلفا في الرد على خالص جلبي في موقفه من الجهاد والرقيق، ونصه: "وما ذكر في السؤال من أقوال المذكور يتضمن نقصا في عقله، وانحرافا في فكره، وطعنا في شريعة الجهاد في الإسلام، ويظهر نقص عقله بجحده السنن الكونية الربانية من الصراع بين الناس نتيجة الاختلاف، (ولا يزالون مختلفين) وتعاقب الرغد والجوع في الأزمان والبلدان، (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة)، ومن العجب أنه يعيب الحروب التي جرت في الماضي، ويدرج فيها حرب الغنائم والرقيق، وهذا هو طعنه في جهاد المسلمين، والغنائم والرق حكمان من أحكام الجهاد القطعية، (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول) الآية، (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا)، ونصوص الكتاب والسنة في أحكام الرقيق لا تحصى، فالطعن في حكم الرق في الإسلام جهل أو جحد لهذه النصوص، وطعن في تلك الأحكام، ومن مغالطاته في هذا السياق نسبة الحروب إلى مناطق المتخلفين، وفي هذا تعظيم لمن هم عنده من المتقدمين.
هذا؛ ومن المعروف عند الخاصة والعامة أن دول هذا التقدم، وعلى رأسها الولايات المتحدة هي المشعلة لتلك الحروب، (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين)، ومَن صناع القنابل وأسلحة الدمار الشامل؟ مَن وراء هذه الحروب هنا وهناك، في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وأرتريا وغيرها إلا تلك الدول المتجبرة المتسلطة؟ وهل ضرب هيروشيما التي لا ينساها التاريخ من فعل دول المتخلفين؟ أم مظهر من مظاهر تقدم تلك الدول؟ وهل من النضج والتقدم ملكهم السلاح النووي وتحريمه على غيرهم؟ اهـ.
وأحب هنا أن أسجل السبب الباعث على كتابة هذه السطور عن الجهاد، وهو أن أحد الإخوان في الله، وهو دكتور زارني يعتب عليَّ ورود اسمي في بيان أسطول الحرية الذي وقع عليه سبعون، فاعتذرت بأني لم آذن بإدراج اسمي، لأنه لم يكن من عادتي في الغالب التوقيع في البيانات الجماعية، وإنما أكتب ما أكتب مستقلا، ولكني لم أعترض عليه، ولعل إدراج اسمي كان بناءً على الثقة وحسن الظن.
وكان أهم ما اعترض به الأخ على البيان قولهم: "والواجب على أمة الإسلام إقامة الجهاد في سبيل الله تعالى، واستهداف عمق الكيان اليهودي، لطردهم من أرض المسلمين"اهـ. ويؤيد اعتراضه بأن من شروط الجهاد إذن الإمام، ومن المعلوم أن هذا لا يرد على أصحاب البيان؛ لأنه لا يلزم ــ إذا ذُكر وجوب الواجبات من الصلاة والزكاة والصيام والحج، وكذلك الجهاد ــ ذكرُ كل ما يُشترط، فمحل ذلك كتب أبواب تفصيل أحكامها، ومن المعلوم أن نصوص هذه الواجبات جاءت في القرآن مجملة في أكثر المواضع، وجاء من تفصيل أحكامها قدر يسير، وأما التفصيل التام فقد كفلته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نسأله تعالى أن يفتح علينا بفهم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يمن علينا بتحكيمهما والعمل بهما، والثبات على ذلك حتى نلقى ربنا، كما أسأله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين، ويذل أعداء الله الكافرين. إنه سبحانه سميع الدعاء، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.
حرر في 24شعبان 1431هـ.
أملاه عبد الرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.(/)
الرواية عن الرافضة
ـ[أبورينال السلفى]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 07:59]ـ
قال الإمام الذهبى -رحمه الله - فى الميزان (1/ 53) فى ترجمة ابراهيم بن الحكم بن ظهير الكوفى:
قلت: وقد اختلف الناس فى الاحتجاج برواية الرافضة على ثلاثة أقوال:
أحدها:المنع مطلقآ.
الثانى: الترخص مطلقآ؛ إلا فيمن يكذب ويضع.
الثالث - التفصيل، فتقبل رواية الرافضى الصدوق العارف بما يحدث، وترد رواية الرافضى الداعية ولو كان صدوقا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Aug-2010, صباحاً 02:10]ـ
لا وجود لرافضي لا يكذب
فالخلاف المحكي لا واقع له
إلا أن يكون الكلام عن المبتدع
وكثير من الخلافات المنقولة إنما هي صور عقلية
فإذا فتشت عن القائل بها لا تجد أثرا لها
والله الموفق
ـ[أبورينال السلفى]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:55]ـ
حنانيك ياشيخنا.فما التسرع فى الردعلى كلام الأئمة بغير محاولة فهم مقاصدهم واتهام أفهامنا نحن بالجهل من الصواب،فنسال الله السلامة.
وهن أمر أخر أرجو أن يشاركنى أخوانى البحث فيه.وهو مقاصد اصطلاحات الأئمة وخاصة إذا صرح أحد الأئمة بمقصده،أو صرح إمم آخر بذلك. ونضرب مثالآ على ذلك بقصد الأئمة بالرفض.يقول الإمام الذهبى -رحمه الله - بعد ذكر تقسيم البدعة إلى صغرى وكبرى - فقال (الميزان 1/ 29،30ترجمة أبان بن تغلب)
ثم بدعة كبرى،كالرفض الكامل والغلو فيه،والحط على أبى بكر وعمر -رضى الله عنهما-والدعاء إلى ذلك،فهذا النوع لايحتج بهم ولا كرامة.
وأيضا فما أستحضر الآن من هذا الضرب رجلآ صادقآولا مامونآ،بل الكذب شعارهم،والتقية والنفاق دثارهم،فكيف يقبل نقل من هذا حاله؟ حاشا وكلا!
فالشيعى الغالى فى زمان السلف وعرفهم هو من تكلم فى عثمان والزبير وطلحة ومعاوية،وطائفة ممن حارب عليآ-رضى الله عنه -وتعرض لسبهم.
والغالى فى زماننا وعرفنا هو الذى يكفر هؤلاء السادة،ويتبرأ من الشيخين أيضا، فهذا ضل مفتر. اه
فهذا ما فهمته انا -هدانا الله واياك -.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 04:28]ـ
أخي الفاضل أبا رينال وفقه الله تعالى وسدده
هناك فرق معروف بين الرافضي والشيعي
أما الرافضي فلا ولا كرامة وهو ما قلتُه
وأما الشيعي ففيه الخلاف وهو من سميته المتبتدع
ويدخل في المبتدع سائر البدع التي لا تحمل صاحبها على الكفر أو الكذب(/)
رضيت بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً>>>أ. د.ناصر العمر
ـ[ابن غنّام]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 02:25]ـ
رضيت بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً (ص)
أ. د. ناصر العمر |- نقلا عن موقع المسلم
إن الرضا بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً من متطلبات صحة الإيمان، فلابد ليصح إيمان العبد من التسليم بأن محمَّدَ بنَ عبدِ الله بنِ عبد المطلب بن هاشم القرشيَّ صلى الله عليه وسلم، مبعوث من الله تعالى برسالة إلى الثقلين، والقناعة بذلك، والاكتفاء به، والسكون إليه وحمده، دون تسخط لذلك أو تحسر عليه أو حزن.
فهذا هو مدلول الرضا، ومدلول الرسالة، والمطلوب الرضا بمحمد رسولاً.
قال ابن رجب: "الرِّضا بمحمدٍ رسولاً يقتضي الرِّضا بجميع ما جاء به من عند الله، وقبولِ ذلك بالتَّسليم والانشراحِ، كما قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء: 65] " [جامع العلوم والحكم].
وقال ابن القيم: "وكيف يصح الرضا بمحمد رسولا ممن لم يحكمه على ظاهره وباطنه، ويتلق أصول دينه وفروعه من مشكاته وحده، وكيف يرضى به رسولا من يترك ما جاء به لقول غيره، ولا يترك قول غيره لقوله ولا يحكمه ويحتج بقوله إلا إذا وافق تقليده ومذهبه، فإذا خالفه لم يلتفت إلى قوله، والمقصود أن من حقه سبحانه على كل أحد من عبيده أن يرضى به ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا" [شفاء العليل لابن القيم].
ومن هنا نعلم أهمية تعظيم السنة النبوية التي استهان بها كثير من المسلمين اليوم إما بالتماس التأويلات للتخلص منها، أو بتركها، وربما التزهيد فيها، أو بتقديم آراء العقول والمصالح المتوهمة عليها، وربما تعدى الأمر إلى وصف المتمسكين بها بالتشدد والتنطع، ونبزهم بغير ذلك من الألقاب.
ونحن نعيش عصراً من ألزم ما ينبغي أن ندعو إليه وأن نشيعه فيه ونؤكد عليه كل فينة قضية تعظيم السنة وقبل ذلك الكتاب، وذلك للجرأة عليهما في هذا العصر، والجرأة عليهما جرأة على الدين، وأنتم ترون كتاب الصحافة وغيرهم من أنصاف المثقفين في وسائل الإعلام المختلفة يتناولون السنة بما يدل على ضعف في التعظيم، وإلاّ لو عظموا القائل واستحضروها خارجة من فمه عليه الصلاة والسلام، لاحتاطوا قبل معارضة ظواهرها، ولو عظموا مقوله، لما اجترؤوا عليها بالسخرية والاستهزاء، والإلغاء بالتأويلات السخيفة الباردة، التي حاصلها وصف قائلها عليه الصلاة والسلام –وهو أفصح العرب- بالعي وعدم البيان وسوء التعبير.
وتأمل تجرؤ الأقلام على الأحاديث الصحاح، كحديث المرأة فتنة ونحوه، وأحاديث المحرم للمرأة، وأحاديث الحجاب، وأحاديث الولاء والبراء، وأحاديث الجهاد، وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك تأمله يندى جبينك ويعتصر الألم قلبك، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .. فقد تجاوز الأمر الترك والتزهيد إلى الطعن المبطن بل والصريح أحياناً. قال الذهبي: "عن أبي قلابة، قال: إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا، وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال.
قلت: (أي الذهبي) وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد، وهات العقل فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل، وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، فإن جبنت منه، فاهرب، وإلا فاصرعه وابرك على صدره واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه" (1).
وقد أوصى صلى الله عليه وسلم بسنته وأمر بالأخذ بها، فقال في حديث العرباض بن سارية الصحيح المشهور: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة" (2). رواه أبو داود.
والله عز وجل يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36].
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
(يُتْبَعُ)
(/)
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 63].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2].
قال ابن القيم تعليقًا على هذه الآية: "فحذر المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجهر بعضهم لبعض.
وليس هذا برِدّة، بل معصية تحبط العمل، وصاحبها لا يشعر بها فما الظن بمن قدَّم على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه وطريقه قول غيره وهديه وطريقه؟!
أليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر؟ " (3).
ويذكر أن أبا حنيفة رحمه الله، قال لابن أبي ذئب الإمام المشهور: أتأخذ بهذا يا أبا الحارث؟ يريد حديث: "من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين؛ إن أحب أخذ العقل، وإن أحب فله قود". قال: فضرب صدري، وصاح علي صياحاً كثيراً ونال مني وقال: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: تأخذ به؟! .. نعم، آخذ به، وذلك الفرض علي وعلى من سمعه، إن الله اختار محمداً من الناس فهداهم به وعلى يديه، واختار لهم ما اختار له وعلى لسانه، فعلى الخلق أن يتبعوه طائعين أو داخرين، لا مخرج لمسلم من ذلك.
قال: وما سكت حتى تمنيتُ أن يسكت.
وقال الحميدي: روى الشافعي يوماً حديثاً فقلت: أتأخذ به؟
فقال: رأيتني خرجت من كنيسة أو عليَّ زُنَّار [وهو من لباس النصارى والمجوس يحزمون به وسطهم] حتى إذا سمعت عن رسول الله حديثاً لا أقول به؟!
وسُئل الشافعي عن مسألة فقال: رُوي فيها كذا وكذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال السائل: يا أبا عبد الله، تقول به؟
فارتعد الشافعي وانتفض وقال: يا هذا، أي أرضٍ تقلُّني، وأيُّ سماءٍ تظلُّني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا فلم أقل به؟ نعم، على السمع والبصر.
قال أحمد بن حنبل: من رد حديث النبي صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة.
قال البربهاري في عقيدته التي كتبها في السنة: إذا سمعت الرجل يطعن في الآثار أو يريد الآثار، فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع.
وقال أبو القاسم الأصبهاني المعروف بقوام السنة: قال أهل السنة من السلف: إذا طعن الرجل على الآثار، ينبغي أن يتهم على الإسلام.
والمقصود لا يتحقق الرضا بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، مع ازدراء سنته والاستخفاف بها، لا يكون الرضا بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً إلاّ مع تعظيم السنة ومعرفة قدرها كما مر في كلمة ابن القيم وكلمة ابن رجب.
وأنتم يا من أنعم الله عليكم بتعظيم السنة احمدوا الله على ما وفقكم له، فقد كان السلف رضوان الله من لدن الصحابة يحمدون الله على التوفيق إلى ما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في حديث بعث معاذ إلى اليمن، وفي بعض ألفاظه قال: " قَالَ: فَإِنْ جَاءَك أَمْرٌ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ وَلَمْ يَقْضِ فِيهِ نَبِيُّهُ وَلَمْ يَقْضِ فِيهِ الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: أَؤُمُّ الْحَقَّ جَهْدِي، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي بِمَا يَرْضَى بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم" (4).
________________
(1) سير أعلام النبلاء 4/ 472.
(2) رواه أبو داود (4607).
(3) الوابل الصيب ص24.
(4) ينظر مصنف ابن أبي شيبة 7/ 239 (23443).
نشر بتاريخ 09 - 08 - 2010(/)
على ماذا أنتهى الشيخ رشيد رضا
ـ[أكليل]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 04:58]ـ
أسئلة اطمح ان تجيبوني عليها
ماموقع الإمام الشوكاني في السلفية؟
وعلى ماذا أنتهى الشيخ رشيد رضا؟
وهلا تعطوني أسم كتاب يفيدني في هذا الشأن
"السلفية في العصر الحديث "
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 08:35]ـ
الحمد لله رب العالمين أنهم ماتو موحدين [وهم تركوا ما تركوا من العلم النافع والسيرة العطرة تقبل الله تعالى منا ومنهم ومن سائر المسلمين فماذا تركنا نحن؟ ولا يوجد هناك وجه للمقارنة بين أحوالهم وحالنا والله تعالى المستعان] ونسأل الله تعالى أن يكونوا قد وصلوا إلى رضوان الله تعالى قبل موتهم وحطوا رحالهم في الفردوس الأعلى. آمين.
اللهم ارحم علماء المسلمين وعامتهم واغفر لعلمائنا زلاتهم.آمين.
وأحسن ما يتعلق بهذا قوله تعالى حاكياً حال أهل الإيمان مع بعضهم:
{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} الحشر10
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 01:09]ـ
اللهم ارحم علمائنا و تقبلهم و تجاوز عنهم
ـ[أكليل]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 11:43]ـ
الحمدلله انه أنتهى الى العقيدةالصحيحة وأخذ يطبع كتب ابن تيمية وابن القيم في مطبعة المنار
راجع/ العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب –محمد حامد الناصر-41 - و منهج المدرسة العقلية في التفسير ج1/ 170 فهد الرومي
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 09:42]ـ
أخي الكريم/ " أكليل" - سددك الله-:
أنصحك فيما يتعلق بالشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله تعالى-أن تنظر مقدمة كتاب {تعقبات الشيخ العلامة سليمان بن سحمان على بعض تعليقات الشيخ رشيد رضا على كتب أئمة الدعوة} ( http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k46.rar) للشيخ الفاضل سليمان الخراشي-حفظه الله وبارك في علمه-؛ فإنها مفيدة في بيان المراحل والأطوار التي مر بها الشيخ رشيد رضا -رحمه الله وغفر له- .. والله الموفق.
ـ[أكليل]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 12:03]ـ
أرسلنا البحث وتوكلنا على الله والتعليق من الدكتور سوف يعطي الموضع عمقاً بارك الله فيك
.. "ليتني لم أستعجل "" ...
جزاك اله خير وغفر الله لك
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 02:04]ـ
الامام الشوكاني رحمه الله كان من ائمة اهل السنة والجماعة اي على عقيدة السلف الصالح وقد صرح بذلك رحمه الله في كتابه التحف في مذاهب السلف فهذا الكتيب ذكر فيه رحمه الله هدايته ونعمة العقيدة الصحيحة.(/)
الصوفية على الطريقة الساويرسية
ـ[مجدى داود]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 04:48]ـ
الصوفية على الطريقة الساويرسية
مجدي داود
المصدر/ شبكة الألوكة http://alukah.net/Culture/0/24416/ (http://alukah.net/Culture/0/24416/)
الصُّوفية إحْدى الفِرق المتطرِّفة، التي حذَّر منها علماؤُنا الأفاضل، والتي تُخالِفنا في بعض أصول الاعتقاد، والتي تتَّصف كثيرٌ من أفعالها بأنَّها أفعالٌ شِرْكية، ولكن هذه الفِئة من البشر انتشرتِ انتشارًا مخيفًا في الفترات السابقة، ولا يزال لها وجودٌ قويٌّ حتى الآن، والصوفية تتميَّز بتعدُّد الطرق: فهناك الطريقة الرِّفاعية، وهناك العَزمية، وهناك الكثيرُ مما لا نعرف.
في مِصرَ هناك الكثيرُ من الصوفيِّين، وهؤلاء الصوفيُّون تربطهم جميعًا علاقاتٌ مُريبة بالدول الخارجية، وببعض الجِهات الظاهِرِ عداؤُها للإسلام، وهناك علاقة قويَّة ووثيقة بيْن الصوفيِّين وبيْن السِّفارة الأمريكية في القاهرة، حتى إنَّ السفير الأمريكي السابق كان يحضُر مولد السيد البدوي، ومولد السيدة زينب - رضي الله عنها!
وتَلْقى هذه الطرق الصوفية اهتمامًا كبيرًا، وتأييدًا من الإدارة الأمريكيَّة، وتصف الإدارة الأمريكية الطُّرقَ الصوفية بالإسلام المعتدل؛ وذلك لأسباب كثيرة، أهمُّها أنَّ هذه الطرق الصوفية حصرتِ الإسلام في الأفعال الشِّرْكية والموالد، ولأنَّها قامتْ بحذف الجِهاد من قاموس مصطلحاتها.
منذ بضعة أيَّام قرَّر رئيس إحدى الطُّرق الصوفية، وهي الطريقة العزمية اختيارَ "نجيب ساويرس" شخصية العام الهجري الجديد، وسيتمُّ تكريمه مِن هذه الطريقة الصوفية.
عندما قرأتُ هذا الخبر في البداية تعجبتُ، لكن ما لبِث العجب أن تبدَّد، لماذا التعجُّب؟ هل عهِدْنا على القوم اهتمامَهم بقضايا المسلمين؟! هل عهدنا عن القوْم دِفاعَهم المستميت عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟! هل عهِدْنا عن القوم حُرقةً في الدِّفاع عن الإسلام، ورد الشُّبهات، وصدِّ الهجمات؟!
كلا، لم يحدُثْ شيء مِن هذا، القوم لا نعرِف لهم جهدًا - ولو ضئيلاً - في الدِّفاع عن الإسلام، ولا عن رسولِ الإسلام، وإنَّ هذه الموالد التي يهتمُّون بها أفضلُ عندهم من رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولعلَّ اختيارَهم لهذه الشخصية بالذات دليلٌ على عدم اهتمامهم بأيٍّ من قضايا المسلمين، ولعلِّي أقول: إنِّي أحمد الله تعالى على هذا الاختيار؛ وذلك لأنَّ هذا الاختيار فضَحَ الصوفيِّين، وبيَّن للناس حقيقتَهم الخفيَّة، التي يُريدون إخفاءَها عن الناس بشتَّى الطرق.
وإذا كنَّا نتحدَّث عن "نجيب ساويرس"، فيجب أن نذكُرَ ترجمةً مختصرة لـ"نجيب ساويرس"؛ حتى يعرفَه الناس، وحتى يعرفوا حقيقتَه، فـ"نجيب ساويرس" هو المالِك السابق لشركة موبينيل، وهو صاحِب قناتي أون تي في، وأو تي في، هذه القنوات التي أطلَقها لمواجهةِ الصحوة الإسلامية وقد قالها الرجلُ صراحةً: إنَّه أطلق هذه القنواتِ لمواجهة المدِّ الدِّيني، وهذه القنوات تعرِض هجومًا شديدًا على الإسلام والمسلمين، وعلماءِ المسلمين وأئمتهم، وتعرِض مقاطعَ شِبهَ إباحية على شاشاتها، هذا الرجل هو الذي يُطالِب بتغيير المادة الثانية من الدستور التي هي في والتي تنصُّ على أنَّ الإسلام دِينُ الدولة، واللُّغة العربية لُغتها الرسميَّة، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
"نجيب ساويرس"مِن أكبر ممولي نشاطِ التنصير في مصر، هو الذي يهاجم الحِجابَ، وقال ذات مرة: إنَّه عندما يرَى المحجَّبات في الشارع يشعر أنَّه يسيرُ في طهران، "نجيب ساويرس"يَدَّعي العلمانية والليبرالية على الطريقة الكنسية، فهو يرفَع هذه الشعارات ضدَّ الإسلام، لكن عندما يرتبط الأمرُ بالكنيسة، فحينئذٍ يقول: سمعًا وطاعة ..... إلخ.
لكن السؤال الآن: ما هي الأُسس والضَّوابِط التي علَى أساسها يتمُّ اختيارُ شخصية العام، التي يتمُّ تكريمها عند الصوفيِّين؟!
ومن الطبيعي، وعندَ ذوي العقول والألْباب، أن تكون أهمُّ الضوابط في هذه الشخصية أنَّها قدَّمتْ إنجازًا ملموسًا، خدَم الناس في أحدِ المجالات، أو أنَّه صاحِب فِكْر مميَّز نفَع الناس، أو أنَّه صاحِب أبحاث ومؤلَّفات ... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسؤال الثاني: ما هي الصِّفات والمزايا التي يتمتَّع بها "نجيب ساويرس"، ولا توجد في أحدٍ غيره؟!
ليخبرْنا الصوفيُّون، وليردُّوا علينا.
في الحقيقة أنَّ "نجيب ساويرس"لا يمتازُ بأيِّ ميزة على الإطلاق، تجعل الصوفيِّين يختارونه ليُكرِّموه، اللهمَّ إلا حِقْده وكُرْهه للإسلام والمسلمين، وهجومه الشديد على الإسلام، وعلى أهل السُّنة والجماعة، وعلى المنهج السلفي، أو ما يُسمِّيه هو وأمثاله بالوهابيِّين، فهذه الميزة الكُبرى في "نجيب ساويرس".
فأين حُبُّ الله ورسوله عند الصوفيِّين؟! وأين الدِّفاع عن الإسلام ومنهجه العظيم؟!
ألاَ يدَّعون هذا، ويُنادون به ليلَ نهارَ، ألاَ يُقيمون الموالِد للأولياء، ومنهم بعض آل البيت -رضوان ربي عليهم؟!
أيُعقَل يا هؤلاء أن تُقيموا الموالِد إحياءً لذِكرى وفاة أو ميلاد بعضِ آل البيت أو الأولياء، ثم تُكرِّمون رجلاً يهاجمهم ويَسبُّهم ليلَ نهارَ؟! أهذا تكريمكم لأوليائكم؟! أهذا حبُّكم لهم؟! أبهذا أَمَرُوكم؟!
هل عندَكم عقلٌ تُفكِّرون به؟! تحتفلون بذِكرى وفاة أو ميلاد بعض الناس، ثم تُكرِّمون مَن يسبُّهم؟!
أليس الذي يسبُّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد سبَّ آل البيت ومَن تبعهم جميعًا؟! أليس الذي يتهم منهاجَ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالتخلُّف والرجعية، قدِ اتَّهم المسلمين جميعًا بذلك، ومنهم أولياؤكم؟!
أوَ ليس الحِجاب الذي يشمئزُّ منه "ساويرس"مأمورًا به في كتاب الله؟! ألاَ تغارون على نِسائكم وبناتكم؟! أتريدون أن يَسِرْنَ في الشارع عرايَا - كما يريد"ساويرس"؟!
هل تحبُّون أن يتنصرَ شبابُكم ونساؤكم؟! "ساويرس" يا هؤلاء، نصرانيٌّ يرفع لواءَ الليبرالية، لكنَّه يتبع شنودة الذي رفَض تنفيذَ حُكم القضاء الإداري بحُجَّة مخالفته لتعاليم الإنجيل المحرَّف، أو بالأَحْرى لنقُلْ: مخالفته لتفسير شنودة لتعاليم الإنجيل المحرَّف، "ساويرس"يُنفِق على التنصير أموالاً طائلة وأنتم تُكرِّمونه، يا للعجب!!
حقًّا إنها صوفيَّة جديدة، لكنَّها هذه المرَّة صوفيَّة على الطريقة الساويرسية!
فشكرًا لكم أيُّها الصوفيُّون، فقد أكدتم لنا أنَّكم لا تغارون على هذا الدِّين، ولخِدمته لستم بعاملين، ولأعدائه مؤيِّدون، وشكرًا لكم أنَّكم برهنتم وأكدتم أنَّكم عن مِنهاج الإسلام العظيم منحرِفون، شكرًا لكم، فقد فضحتُم أنفسَكم للناس كافَّة.
والحمد لله ربِّ العالمين.(/)
-دعوة المتنطعين لتوحيد الأهلة (!): لماذا لا ينادون بتوحيد العقيدة وبتحكيم (كتاب الله)؟
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 05:16]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
///-دعوةُ المتَنطعينَ لتَوحِيدِ الأهِلَّة (!): لماذَا لاَ ينادونَ بتَوحيدِ العَقيدةِ وبتَحْكيمِِ (كتاب الله)؟
-لصاحب الفضيلة العلامة الشيخ الدكتور-
{صالح بن فوزان الفوزان}
- حفظه الله وسدده -
/// قال كما في {تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام} عند شرحه للأحاديث الدالة على ثبوت هلال رمضان؛ قال:
" .. أما ما ينادي به اليوم بعض الجهال والمتعالمين المتنطعين من العمل بالحساب الفلكي فهذا إحادث شيء في دين الله لم يشرعه الله عز وجل، الله جل وعلا شرع لنا الصيام بأحد أمرين إما رؤية الهلال وإما إكمال شعبان ولا يصير هناك شيء ثالث، وكان الحساب والتنجيم ومعرفة منازل القمر موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان أقوى مما هو الآن، ولم يعتمد النبي صلى الله عليه وسلم على الحساب لأنه عرضة للخطأ، فالحساب عمل بشري عرضة لخطأ، والحساب يغلط لأنه بشر، وأيضا الحساب أمر خفي لا يعلمه كثير من الناس، والدين يسر ولله الحمد. فالشارع علَّق الصيام بأمور واضحة يعرفها العامي والمتعلم وكل يعرفها ولا تحتاج إلى كلفة، رؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً هذا يعرفه كل أحد، خلاف الحساب لا يعرفه كل أحد، وأيضاً هو عرضة للغلط والخطأ والتسرع بالأمور، الذين يظهرون على الناس كل سنة بالتشكيك في رؤية الهلال والمخالف قول الفلكين وأن الهلال لا يمكن أن يرى هذه الليلة أو كذا، كل هذا من الجهل ومن القول على الله بلا علم، والواجب أن يُردَعَ هؤلاء وأن يُمنع من هذا التلاعب.
فهذا أمر يجب العناية به وعدم فتح المجال لكل متلاعب أن يشكك الناس في أمور عباداتهم، أمور العبادات ولله الحمد معلقة بأمور واضحة، الصلوات مواقيتها واضحة، صلاة الصبح بطلوع الفجر شيء واضح، صلاة الظهر بزوال الشمس وظهور الظل من جهة المشرق هذا شيء واضح يعرفه كل أحد، صلاة العصر إذا تساوى الظل والشاخص أي إذا تساوى ظل الشيء مع الشيء نفسه عندئذ يدخل وقت العصر، صلاة المغرب بعد غروب الشمس، صلاة العشاء بعد مغيب الشفق الأحمر، كل هذه أمور واضحة، كذلك الصيام، الصيام برؤية الهلال، الهلال أمر واضح، أو بإكمال شعبان ثلاثين يوماًُ غذا لم ير الهلال، هذا يسر من الله سبحانه وتعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج}.
يعقدون المؤتمرات والندوات الآن ليوحدون الأهلة ويقولون هذا سبب تشتت المسلمين واختلاف المسلمين، سبحان الله، المسلمون يصومون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا وما حصل إشكال إلا وقت أن جاء هؤلاء الأغراب، ثم إنه ما الذي يوحد المسلمين، هو رؤية الهلال؟ الذي يوحد المسلمين الحكم بكتاب الله، وأين الحكم بكتاب الله عند كثير من هؤلاء؟ ما عندهم حكم بكتاب الله لماذا لم ينادوا بتحكيم كتاب الله حتى يتوحد المسلمين، لم يجدوا إلاَّ الهلال فقط هو الذي يركزون عليه، هذا من الجهل ومن التنطع الذي ما أنزل الله به من سلطان. لا يتحد المسلمون إلاَّ يتصحيح العقيدة، لماذا لا ينادون بتصحيح العقيدة حتى تتم الوحدة بين المسلمين؟ المسلمون لا يتحدون من غير عقيدة صحيحة، عقيدة التوحيد، لا يتحدون إلاَّ بذلك، أما إذا كان كل واحد له نِحلة، كل واحد له طريقة، كل واحد له عقيدة، فلا يمكن أن يتحد المسلمون، لا بد أن يتعادوا ويتقاطعوا وتنشب بينهم حروب، فلماذا لا ينادي هؤلاء بتصحيح العقيدة حتى يتحد المسلمون؟ لماذا لا ينادون يتحكيم كتاب الله ونبذ القوانين الطاغوتية حتى يتحد المسلمون؟ أما مسألة الصيام حتى لو صاموا جميعا لا يحصل الاتحاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيضا لمذا الصلاة في العالم تختلف باختلاف الأقاليم والمناطق والصيام لا يختلف، هل يصلون جميعا الآن في دقيقة واحدة في وقت واحد على جميع وجه الأرض، عندنا ليل وعند الآخرين نهار لا يمكن ان يصلوا في وقت واحد؛ لأنَّ المطالع تختلف والأرض تختلف ويحصل التفاوت في التوقيت بيننا وبين الىخرين، لا يمكن أن نصلي في وقت واحد، لماذا لا يقولون يجب على الناس ان يصلوا في وقت واحد، الظهر والعصر حتى يتحد المسلمون، تصح الصلاة عل هذه الطريقة؟ يصلون العصر وهم عندهم ليل أو فجر وعندهم نهار أو العشاء وعندهم نهار، لا يجوز هذا، إذا كان هذا في الصلاة فكذا في الصوم، هذا أمر ضروري مسألة اختلاف التوقيت في الصلوات وفي الأعياد وفي الصيام، هذا أمر ضروري، الله خلق الكون هكذا، يكون عند هؤلاء الليل وعند هؤلاء نهار، عند هؤلاء العصر وعند هؤلاء صلاة الظهر، والحمد لله، الله لم يكلف المسلمين حرجاً، كل بحسب موقعه وحسب توقيته الزمني ما كلف الله المسلمين بهذا المر، فهلاء الذين يحاولون توحيد الرؤية والصيام والإفطار، والقول بأنه لا ينضبط إلاَّ بالعمل بالحساب، كل هذا هراء، جهل في جهل، تكلف ما أنزل الله به من سلطان".اهـ
/// - ثم نبَّه الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله-بعد ذلك على مسألة مهمة جداً وهي رؤية الهلال في بلد، فهل يلزم الناس كلَّهم الصومُ لرؤية ذلك البلد؟ فأجاب بقوله:
" بقيت مسألة مهمة جداً يعني إذا رُؤي الهلال في بلد، فهل يلزم الناس كلَّهم الصومُ لرؤية ذلك البلد؟ الجواب أنه إذا كان البلد لا تختلف فيه المطالع فيلزم الجميعَ الصومُ، أما إذا كان تختلف المطالع من إقليم إلى إقليم آخر لِما بينهم من المسافات فلا يلزم هذا الإقليم الصوم حتى يروا الهلال بأنفسهم، كل قوم لهم رؤيتهم، لقوله صلى الله عليه وسلم ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)) [أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081)].
فإذا كانت المطالع تختلف وهناك فرق بين الأقاليم أ بين القارات، فإن لكل قوم رؤيتهم، ولا يلزم أهل الإقليم أن يصوموا برؤية الإقليم البعيد عنهم لاختلاف المطلع، هذا قول لأهل العلم، وهذا الراجح عند المحققين؛ لأنَّ المطالع تختلف باتفاق أهل النظر والمحسوس أيضا. والقول الثاني: أنه يلزم المسلمين في جميع الأقطار أن يصوموا، والمسألة فيها خلاف بين العلماء فهي محل النظر والترجيح، هذا يرجع إلى أهل العلم في هذا البلد، فإذا رأوا توحيد الصيام ولم يعتبروا اختلاف المطالع فلهم اجتهادهم، وإذا رأوا العمل باختلاف المطالع فهذا هو الصحيح وهو الراجح، وابن عباس رضي الله عنهما في المدينة لم يعمل برؤية أهل الشام، أهل الشام راوه يوم الجمعة وصاموا، أهل المدينة لم يروه إلا يوم السبت، بدؤوا من يوم السبت ومعلوم أنه صار بينهم تفاوت يوم، فقال ابن عباس لكنا لا نفطر حتى نرى الهلال، ولم يعمل برؤية أهل الشام، هذا دليل على الأخذ باختلاف المطالع، وهذا هو الراجح.
ولا يتعارض هذا مع ما ذكرنا من عدم العمل بالحساب، هذا عمل بالهلال بالرؤية، أما الذي أنكرناه هو على الذين يقولون بالعمل بالحساب " الفلك " حتى إن بعض غلاتهم-والعياذ بالله-يقولون: إنه إذا تعارضت الرؤية مع الحساب الفلكي لا يُعمل بالرؤية، يعني يهدر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلامنا على هذا على من يقولون يجب العمل بالرؤية وتوحيد الصيام في أقطار الأرض بناء على الحساب الفلكي، الذي يقول: يجب توحيد الصيام بين المسلمين على الحساب الفلكي، أما الذي يقول يجب توحيد الصيام بين الأقطار الإسلامية بناء على الرؤية في بعضها، فهذا موضع الاختلاف على القولين اللذين ذكرتهما، فلا يلتبس هذا بهذا". اهـ
- وبالله التوفيق.
.
ـ[السليماني]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 03:28]ـ
بارك الله فيكم
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 03:30]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم عبد الحق وجزاك كل خير ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19602 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19602)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16343 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16343)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 10:43]ـ
الأخ الكريم/ "السليماني": وفيكم بارك الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ الكريم/ "فريد المرادي": وفيكم بارك الله .. وجزاك ربي خير الجزاء وأوفاه على الفوائد ..
===
http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif قال الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري-سدده الله-كما في شرحه على "كتاب الصيام" من (بلوغ المرام):
http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif... فإن قال قائل: إذا قلنا باعتبار المطالع وإثبات رؤية لكل بلد، فإن هذا يلزم عليه تفرق الأمة في صيامها وأعيادها، فنقول حينئذٍ: بأن ذلك غير لازم، لأن الاختلاف في اليوم الذي يصام أولاً، لايلزم منه التفرق والاختلاف، والأمر هين لا يمتنع أن يصام في هذا البلد في يوم السبت وفي البلد الآخر في يوم الأحد بحسب اجتهادهم، ولا يكون هذا من التضاد والتفرق،لأن كل بلد له صومه، كما أننا نصوم نحن ابتداء الصوم عندنا في فجرنا الساعة الخامسة، والبلد الآخر يصوم بعدنا بساعتين، ولا يكون ذلك دليلاً على التفرق، ويدل على هذا أن الجميع قد صام شهر رمضان، ولكن هؤلاء بحسب رؤيتهم وهؤلاء بحسب رؤيتهم، ولا مفارقة بين الأمرين ولا اختلاف بينهما، ويدل على هذا أنّ الصحابة رضوان الله عليهم قد صاموا في بلدانهم كل أهل بلد يصوم بحسب رؤيته، ومع ذلك لم يُعد تفرقاً ولا اختلافاً فحينئذٍ الأمر في ذلك سهلٌ ميسورٌ، إذا صام كل بلدٍ برؤية أصحابه أو برؤية البلدان الأخرى فالأمر في ذلك سهل، الأهم في هذا أن يكون أهل البلد الواحد على طريقة واحدة فلا يختلفون.
ولذلك إذا صام الناس في بلد؛مايقول لي إنسان: أنا أترك ما يعتمده هذا البلد في الرؤية وأصوم بالبلد الآخر، هذا مايجوز. الواجب أن يكون الإنسان على وِفق أهل بلده، وكوْن أهل البلد قد اعتمدوا على الحساب، نقول: قد أخطئوا بذلك ولا يجوزلهم الاعتماد على ذلك،لكن! أفراد الناس يجب عليهم أن يسيروا على وِفق طريقة أولئك الذي أمروا بالصيام في ذلك البلد، ولا يجوز أن يفرَّق الناس، طائفة تصوم وطائفة تفطر في بلد واحد في محل واحد؛لأن الصيام شعيرةٌ إسلامية فلابد من إظهار هذه الشعيرة في البلد الواحد على طريقة واحدة، وأما اختلاف البلدان في العيد وفي الإفطار فهذا الأمر فيه سهل وليس بتلك المثابة وبالتالي لايعد تفرقاً ولا اختلافاً كما حصل مِثله في عهد النبوة، ولم يكن ذلك مسوّغاً لأحد بأن يقول إن الأمة قد افترقت واختلفت، وأهم شيء توحيد الأمة على ذات الشعيرة، وكذا بقية الشعائر، فتوحّد الأمة في عقيدتها بأن لا يعبد إلا الله، وتوحّد الأمة في عقيدتها تجاه نبيها http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif بأن يطاع، ويصدق ما جاء به، ولا نخترع عبادات لم يأت بها النبي http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif وكذلك توحّد الأمة في صلاتها، فالجميع يعتقدون الصلاة ويوأدونها، وتوحد الأمة في الزكاة وفي الصوم باعتقاد وجوب صوم رمضان، وفي عبادة الحج، هذا هو توحيد الأمة، وأما تفرد كل بلد بصوم على وفق رؤيتهم هم هذا لا يُعد تفرقاً ولا اختلافاً http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif. اهـ(/)
وقعت المباهلة أمس بين الشيخ البراك والرافضي ال محسن
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 02:04]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. اما بعد:
أولا: بارك الله لنا ولكم في رمضان وأعاننا الله على صيامه وقيامه ..
ثانيا: انقل لكم هذا الخبر ..
علمت "إيجاز" أن المباهلة قد تمت بين الشيخ د"محمد البراك" عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، والمرجع الشيعي "علي آل محسن"، في الدمام.
وصرّح فضيلة الشيخ د"محمد البراك" لـ"إيجاز" بأنه نصح "آل محسن" قبل المباهلة بالرجوع إلى الحق ومعتقد أهل السنة والجماعة، والعدول عن المباهلة؛ لئلا يعرّض نفسه لغضب الله وعذابه جل وعلا، فزعم "آل محسن" أنه لا يريد المباهلة بل الحوار، فرد عليه الشيخ د"البراك" بأن الحوار معه غير ممكن؛ لتمسكه بالباطل وعدم قبوله أدلة الكتاب والسنة، إضافة إلى عجزه عن إيراد أية أدلة تؤيد مذهبه.
ثم وقعت المباهلة حيث ذكر الشيخ د"البراك" أنه يؤمن بمعتقد أهل السنة والجماعة، وأن أفضل رجل بالأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم هو أبوبكر الصديق وبعده عمر بن الخطاب، وأن عليا يعترف بفضلهما، وأنهما أفضل منه.
وتابع الشيخ البراك أنه يؤمن بمعتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، كما يعتقد أن مذهب الاثنا عشرية باطل بما يتضمنه من معتقدات فاسدة في العصمة والإمامة، وأن إمامهم الثاني عشر الذي يزعمون انتظاره لا حقيقة له. وبعدها وقعت المباهلة.
وكان الشيخ د"البراك" طلب المباهلة من "علي آل محسن"، بعد خمس مناظرات دارت بينهما دون أن يتمكن الأخير من إيراد دليل صحيح من كتب الشيعة يثبت أنهم أخذوا شيئا من دينهم من آل البيت، وهو التحدي الذي عجز عنه المرجع الشيعي ومارس المراوغة والهروب عن الموضوع في المناظرات كلها، حيث كان يرد الحق حتى لو كان من كتبه نفسها. أ هـ.
وبعد البحث وجدت هذه المباهلة مسجلة في اليوتيوب تحت عنوان: (مباهلة الشيخ البراك وآل محسن).
### الرابط فاسد ###
نسأل الله لنا ولكم القبول والسداد.
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 02:25]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
و زاد الله الشيخ مهابة ورفعة في الدنيا و الاخرة.
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 02:34]ـ
أولا: بارك الله لنا ولكم في رمضان وأعاننا الله على صيامه وقيامه ..
اللهم آمين
وفيما يخص المباهلة وجدتُ رابطاً لها هنا:
http://www.mediafire.com/?d971iubygc3tjoy
وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ملاحظة خارج الموضوع:
خناك خطأ في التاريخ الهجري في المجلس!
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 03:47]ـ
الحَمدلله وصلى الله وسلم على رسوله، وعلى آلِهِ وَصحبه، أما بعد:
تم اليوم بفضل الله وقوته يوم الثلاثاء 29 شعبان 1431
قبل أذان صلاة المغرب المباهلة الكبرى المنتظرة بين
[الشيخ الدكتور مٌحمد بن سُليمَان البَرّاك -وفّقه الله وسدده-
-عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى في مكة المكرمة-]
و
[الرافضي الزنديق علي آل محسن -عجل الله بهلاكه-]
وكان الرافضي قد تراجع وتردد كثيراً قبل المباهلة.
قال فضيلة الشيخ محمد البرّاك في صيغة المباهلة:
[الحمدلله رب العاملين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وحصبه أجمعين،
أنا محمد بن سليمان البراك أنتمي لمذهب أهل السنة والجماعة، والمذهب العقدي الذي أدعو إليه وأدين الله به هو مذهب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم علي وفاطمة والحسن والحسين - رضي الله عنهم - وهو مذهب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عن أصحاب نبيه أجمعين،
- وأعتقد أن أفضل رجل في الأمة هو أبو بكر الصديق ثم بعده عمر،
- وأعتقد أن علياً - رضي الله تعالى عنه - يعتقد أن أبابكر وعمر أفضل منه، وأنهما أفضل رجلين في الامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
- وأعتقد أن مذهب أهل السنة في أسماء الله وصفاته والذي يدعو إليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ويدعو إليه الأئمة -الأئمة الأربعة وأهل الحديث-، وهو مذهب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومذهب آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الحق وما عداه فهو الباطل.
- وأعتقد أن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية والذي يدعو إليه علي آل محسن أنه مذهب باطل، وما خالفوا فيه أهل الإسلام لم يأخذوه عن آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هو مفترى مكذوب على آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -،
- وأعتقد أن مذهب الشيعة في الإمامة والعصمة أنها افتراءات وأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان، وأنها ضلال مبين،
- وأعتقد أن الإمام الثاني عشر الذي ينتظره الشيعة أنه خرافة لا أصل له ولا وجود له ولم يولد ولن يخرج أبداً،
- وأعتقد أنه لا معصوم إلا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكل من ادعى العصمة غيره أو نسب العصمة لغير النبي فهو كاذب مُبطِل.
اللهم إن كان ما أقول حقاًّ فأيدني وانصرني وأظهر الحق على لساني واهد بي، وإن كان ما أقول باطلاً فعلي لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله مني صرفاً ولا عدلاً، وأسأله إن كنتُ كاذباً فيما أعتقد وفيما قلتُ أن يرسل علي عذاباً من عنده وهو حسبنا ونعم الوكيل،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.]
نسأل الله -جل وعلا- أن يهدي بهذه المباهلة أمة من الناس إلى الإسلام الحق، مذهب أهل السنة والجماعة، وأن يجعلها في موازين حسنات الشيخ.
المباهلة الكبرى بالصوت والصورة من صحراء الشرقية قرب مدينة الدّمام ببلاد الحرمين الشريفين - المملكة العربية السعودية -. ( http://www.safeshare.tv/v/pbWNpFBr-8o)
http://www.safeshare.tv/v/pbWNpFBr-8o
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 04:58]ـ
وهذا رابط آمن من اليوتيوب، وهو في المرفقات
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:18]ـ
الله أكبر
بارك الله في الشيخ البطل
وهل الرافضي باهل أيضا
ان كان كذلك فسيسحقه الله قريبا باذن الله وسترون.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 08:46]ـ
وهل الرافضي باهل أيضا
ان كان كذلك فسيسحقه الله قريبا باذن الله وسترون.
بصرف النظر هل باهل ام لا ولو باهل بكل ذرة في بدنه هو ومن خلفه فلن يغير هذا في موقفي من الرافضه مثقال حبة من خردل
لكن .....
وفي الضد مما قال الاخ ابراهيم النخعي غفر الله له .. فلو أصاب الشيخ - حفظه الله وابقاه - شيء بعد هذا المباهلة - وقد رأينا نص ما قاله - فهذا يعني ان مذهب اهل السنة والجماعه باطل؟ بدليل ان الله عز وجل قصم من باهل على صدقه وصوابيته .. هكذا سيصور ابليس المسألة لمن في قلبه شيء
ولهذا احبتي ليس معتقدنا محل نظر سواء باهل شيخ من أعظم علماء الأمة في عصرنا أم لم يباهل، فالشيخ وفي هذه اللحظه بالذات إنما يباهل عن نفسه (((هو تحديدا))) وعن صدقه وعن مدى مايعتقده حيال ماقال وقد يكون في قابل الايام ماهو مفتاح لإبليس على قلب أحدنا وربما يحدث ماسببه ليس لخلل في الشيخ ولا في صدقه ولا في جدية معتقده ولا لباطل في المعتقد في العموم إنما يقع كما وقع لجنود طالوت من الابتلاء وكما حدث لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد وحنين، فليحذر كل لنفسه والله الموفق على كل حال
* فقط للتنبيه أحببت الوقوف هنا
وعظم الله اجر شيخنا وأجزل له المثوبة وسد خلته وصرف النار عن وجهه وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 10:06]ـ
بصرف النظر هل باهل ام لا ولو باهل بكل ذرة في بدنه هو ومن خلفه فلن يغير هذا في موقفي من الرافضه مثقال حبة من خردل
لكن .....
وفي الضد مما قال الاخ ابراهيم النخعي غفر الله له .. فلو أصاب الشيخ - حفظه الله وابقاه - شيء بعد هذا المباهلة - وقد رأينا نص ما قاله - فهذا يعني ان مذهب اهل السنة والجماعه باطل؟ بدليل ان الله عز وجل قصم من باهل على صدقه وصوابيته .. هكذا سيصور ابليس المسألة لمن في قلبه شيء
ولهذا احبتي ليس معتقدنا محل نظر سواء باهل شيخ من أعظم علماء الأمة في عصرنا أم لم يباهل، فالشيخ وفي هذه اللحظه بالذات إنما يباهل عن نفسه (((هو تحديدا))) وعن صدقه وعن مدى مايعتقده حيال ماقال وقد يكون في قابل الايام ماهو مفتاح لإبليس على قلب أحدنا وربما يحدث ماسببه ليس لخلل في الشيخ ولا في صدقه ولا في جدية معتقده ولا لباطل في المعتقد في العموم إنما يقع كما وقع لجنود طالوت من الابتلاء وكما حدث لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد وحنين، فليحذر كل لنفسه والله الموفق على كل حال
* فقط للتنبيه أحببت الوقوف هنا
وعظم الله اجر شيخنا وأجزل له المثوبة وسد خلته وصرف النار عن وجهه وصلى الله وسلم على نبينا محمد
يا أخي الكريم عمر:
نحن معك في أن معتقد أهل السنة والجماعة هو الحق يقينا حقا وصدقا , بلا حاجة للمباهلة ولا أي اثبات آخر ولكن المباهلة مشروعة
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في فوائد قصة نصارى نجران: «ومنها أن السُّنَّة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا بل أصروا على العناد أن يدعوهم إلى المباهلة، وقد أمر الله ـ سبحانه ـ بذلك رسوله، ولم يقل: إن ذلك ليس لأمتك من بعدك،)
و عاقبة المباهلة هي هلاك الكاذب غالبا في مدة سنة من تاريخ المباهلة .. قال ابن حجر: «ومما عُرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلاً لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة، وقد وقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين» (فتح الباري، 8/ 95)
وقد دلت السنة على ذلك؛ فقد أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: «ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون مالاً ولا أهلاً» (مسند الإمام أحمد، 1/ 248، وصححح إسناده أحمد شاكر في تعليقه على المسند، 3/ 51)
وقال صدِّيق حسن خان القنوجي: «أردت المباهلة في ذلك الباب ـ يعني باب صفات الله تعالى ـ مع بعضهم فلم يقم المخالف غير شهرين حتى مات» (عون الباري لحل أدلة صحيح البخاري، 5/ 334.
ومما وقع أيضاً في هذا العصر: أن المتنبئ غلام أحمد القادياني الذي ظهر في شبه القارة الهندية في القرن المنصرم باهل أحد العلماء الذين ناقشوه وناظروه وأظهروا كذبه وبطلان دعوته، وهو الشيخ الجليل ثناء الله الأمرتسري، فأهلك الله ـ عز وجل ـ المتنبئ الكذاب بعد سنة من مباهلته، وبقي الشيخ ثناء الله بعده قريباً من أربعين سنة، يهدم بنيان القاديانية ويجتث جذورها» (القاديانية دراسات وتحليل للأستاذ إحسان إلهي ظهير، ص 154 ـ 159.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 10:20]ـ
أكرمك الله بطاعته اخي الفاضل
يغنيني عن ابن القيم وغيره - مع حفظ المقامات - يغنيني عنهم فعله صلى الله عليه وسلم مع اهل نجران ولست في شغل من المباهلة كعمل اسلامي وارد لا مشاحة فيه
انما اتحسب لما قد يكون فيه مدخل لأبليس علي اولا ثم على اخوتي
دم بخير ايها الفاضل
ـ[فهد الهتار]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 11:41]ـ
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ... اللهم آمين
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 06:37]ـ
انا اخوكم ابو قتادة وادمن بغرفة شيخنا محمد البراك غرفة منهاج السنة السرداب بالبالتوك التي يشرف عليها الشيخ ابو عمر محمد البراك حفظه الله وقد تابعت المباهلة مباشرة وقد باهل الرافضي واسال الله ان يعجل بهلاكه والمباهلة موجودة على النت بالصوت والصورة.
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 09:45]ـ
أسأل الله أن يعجل في هلاك هذا المجرم الرافضي
ـ[أبومليكة]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 10:35]ـ
أسأل الله أن يعجل بهلاك هذا الرافضى النجس كما أهلك قبله حسن شحاتة الرافضى النجس
http://www.mediafire.com/?ffs1lhdvvmc (http://www.mediafire.com/?ffs1lhdvvmc)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 11:00]ـ
ليس في الرابط مباهلة بين الكافر حسن شحاتة وآخر
وما الهلاك الذي أصابه يا أخي؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 06:19]ـ
ليس في الرابط مباهلة بين الكافر حسن شحاتة وآخر
وما الهلاك الذي أصابه يا أخي؟
كان هناك مباهلة شهيرة بين الرافضي حسن شحاتة والأخ أبي مشاري حول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ..
الهلاك الذي ربما يقصده الأخ أن حسن شحاتة قبل حين أصيب بشلل تام في رجله اليسرى باعترافه وهو موجود على اليوتيوب، ثم شلل بقية جسمه التام قبل أسبوعين كما تداولته الصحافة المصرية ..(/)
النية فى طلب العلم
ـ[أبورينال السلفى]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 02:11]ـ
قال الإمام الذهبى -رحمه الله - (سير 7/ 17):
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 02:15]ـ
ماذا قال الذهبي ياشيخنا .. أو أن الصفحة 17 في الطبعة التي عندك كلها بياض .. (ابتسامة)
ـ[أبورينال السلفى]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:14]ـ
أرجو المعذرة أخوانى.
قال الذهبى:
نعم، يطلبه أولآ،والحامل له، حب العلم،وحب إزالة الجهل عنه، وحُب الوظائف، ونحو ذلك. ولم يكن عَلِم وجوب الإخلاص فيه،ولا صدق النية، فإذا عَلِم،حاسب نفسه،وخاف من وبال قصده،فتجيبه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم،وعلا مة ذلك أنه يُقصر من الدعاوى وحب المناظرة، ومن قصد التكاثر بعلمه،ويزرى على نفسه، فإن تكاثر بعلمه، أو قال أنا أعلم من فلان،فبُعدآ له.(/)
لماذا ندعو إلى اتباع السلف الصالح / للشيخ محمد عيد العباسي
ـ[القرتشائي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 02:24]ـ
لماذا ندعو إلى اتباع السلف الصالح؟
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد. فإن الذي يدعوني إلى كتابة هذا البحث هو أن مسألة الإقرار بفضل السلف ووجوب اتباع هديهم ومنهجهم وفهمهم للكتاب والّسُنْة هو الفارق الأكبر والفيصل الأظهر بين أهل السنة وبين أصحاب البدع والأهواء، فلذلك لزم كل داعية سلفي أن يفهم هذا الموضوع فهماً صحيحاً مدعوماً بالأدلة حتى ينجو من الضلال والانحراف، ويتمكن من هداية غيره إلى الصراط القويم. ومن الله أرجو العون والتوفيق.
من هم السلف:
السلف من كل أمة هم القوم المتقدمون السابقون، ويقابلهم الخلف الذين يجيئون بعدهم ويخلفونهم، وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بقبور أهل المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: ((السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر)) [1]. وقال الله - تعالى -: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].
وقد ورد تحديد السلف بأنهم أهل القرون الثلاثة الأولى عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وذلك في قوله: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعد ذلك ناس يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن)) [2].
- والقرن في لغة العرب تطلق على أهل كل زمان، وقيل: أربعون سنة، وقيل ثمانون، وقيل مئة، وقيل هو مطلق من الزمان، كذا قال ابن الأثير في "النهاية". والراجح أن المراد به هنا مئة سنة، فقد استعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث آخر بهذا المعنى، وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن بسر المازني - رضي الله عنه -: ((لتبلغن قرناً)) فعاش مئة سنة [3]، ومات سنة ثمان وثمانين وهو ابن مئة سنة، كما قال العسقلاني في الإصابة، وهو آخر من مات بالشام من الصحابة.
وعن ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قال: ((أرأيتم ليلتكم هذه، على رأس مئة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو على ظهر الأرض أحد)). قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مئة سنة، وإنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يبقى اليوم ممن هو على ظهر الأرض)) يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن [4].
وبناء على ما سبق، فيمكننا أن نحدد المقصود بأهل القرون الثلاثة الفاضلة، أنهم الذين عاشوا بين عامي البعثة النبوية، وتمام عام ثلاث مئة للهجرة، وتشمل هذه المدة نحو خمسة أجيال من المسلمين، وهي مجموع الطبقات الاثنتي عشرة التي وضعها الحافظ ابن حجر في كتابه "التقريب" لمن ترجم لهم من أصحاب الكتب الستة، وتضم طبقات الصحابة، والتابعين، وأتابع التابعين، وتبع الأتباع، وتبع تبع الأتباع، وهؤلاء هم الذين يشملهم اسم السلف. وإنما أثنى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووصفها بأنها خير القرون لأن غالب أهل تلك المدة كان يغلب عليهم صلاح المعتقد والسلوك، فكانوا على منهج النبوة والرشاد بخلاف من جاء بعدهم، الذين غلب عليهم الابتداع وسوء المعتقد والعمل، وكان الطالحون الفاسدون فيهم أكثر من الصالحين.
نعم كان في عهد السلف سيئون وأشرار ومبتدعون، ولكنهم كانوا قليلين، والغالب على الناس الصلاح والاستقامة بخلاف قرون الخلف التالية، وعلى كل حال فنحن إنما ندعوا إلى اتباع السلف الصالح وليس أي واحد من السلف، وهؤلاء هم الذين عناهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديثه عن الجماعة كما ورد في كثير من الأحاديث كقوله - صلى الله عليه وسلم -:
((عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة)) [5] وقوله: ((يد الله مع الجماعة)) [6].
سبب تفضيل السلف ومنهجهم:
وبعد تقرير ما سبق أعود إلى صلب الموضوع وهو بيان الأسباب التي تدعونا إلى اتباع السلف والدعوة إلى ذلك وأقول: - إن الذي يدعونا إلى ذلك بكل إصرار وحزم ويقين أمور كثيرة أهمها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً:- أن هذه القرون قد حظيت بثناء الله - تبارك وتعالى - وتزكية رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتجد ذلك في كثير من الآيات والأحاديث، ولو ذهبت إلى استقصائها لطال المقام جداً، فأكتفي بذكر ثلاثة مواضع من كل من المرجعين.
فأما القرآن الكريم، فقد قال الله - تعالى - فيه: أ- {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]. ب- وقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ... } [الفتح: 29].
ج- وقال سبحانه: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ} الحشر 8 – 10.
وأما الأحاديث النبوية فأكتفي بثلاثة منها:
أ- الحديث الذي سبق قريباً، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم)) [7].
ب- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) [8].
ج- وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه إلى السماء، وكان كثيراً ما يرفع رأسه فقال: ((النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) [9].
- وهذه التزكية ثمينة جداً لمن يقدر الأمور حق قدرها، فحسبها أن تكون من الخالق العظيم والمدبر الحكيم العليم الخبير – سبحانه - ومن رسوله الخاتم وخير أنبيائه عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم، فلا جرم أن اتفق أهل السنة والجماعة على أن السلف خير أجيال البشرية جميعها على الإطلاق حاشا الأنبياء - عليهم السلام.
- ولم يكن هذا محاباة من الله - تعالى - ورسوله للسلف، كلا ثم كلا بل كان ذلك لما علم الله عنهم من الأهلية والاستحقاق، فكما أن الله - تعالى - قد اختار أنبياءه من صفوة بني آدم كما قال: {الله أعلم حيث يجعل رسالته} [الأنعام: 124]، فكذلك حين اختار أصحاب أنبيائه فقد اختارهم من خير الناس، وخاصة أصحاب آخرهم وخاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - فهم خير الأصحاب والأتباع كما قال فقيه الصحابة عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ونحوه قول الصحابي الجليل عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -[10]: "من كان منكم متأسياً فليتأس بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها حالاً، قوماً اختارهم الله - تعالى - لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم" جامع بيان العلم لابن عبد البر (2/ 947) ط: دار ابن الجوزي وروي نحوه عن الحسن البصري (ح) في (2/ 946).
(يُتْبَعُ)
(/)
- ثم إن الواقع التاريخي ليشهد يصدق هذا الثناء وهذه التزكية، فلم يعرف التاريخ مثل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتابعيهم ومن اتبعهم بإحسان في إيمانهم وتقواهم، وحسن خلقهم، وصدق تعاملهم، وإحسانهم للخلق، ورحمتهم بهم، ومعرفتهم بالحق، ووقوفهم عند حدود الله، وعدلهم وإنصافهم، وعفتهم ونزاهتهم، ويكفي أن أعداءهم شهدوا لهم بذلك، وقد قيل: والفضل ما شهدت به الأعداء.
ثانياً:- أن الله - تعالى - أمرنا باتباعهم والاهتداء بهديهم، وتوعد من يخالف سبيلهم بالعذاب الأليم:
فليس اتباعهم والدعوة إلى الاقتداء بهم نزعة خاصة أو رأياً اجتهادياً قاله بعض الناس تعصباً لهم، بل هو أمر إلهي صريح، ونص نبوي صحيح، نطق به الكتاب العزيز، وثبت في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الشريف، فقد قال – سبحانه -: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]. وهل كان المؤمنون عند نزول هذه الآية الكريمة إلا إياهم؟
- وقال جل شأنه: {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 136، 137]، وهل كان هذا الخطاب يوم نزول هذه الآية إلا لهم؟
- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موعظته البليغة التي وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وقال عنها من رواها كأنها موعظة مودع لأصحابه: ((فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) [11].
- وقال الرؤوف الرحيم - صلى الله عليه وسلم - بأمته موصياً إياها: ((اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن مسعود)) [12].
- ويتضح بصورة قاطعة لا مرية فيها أن الله - تعالى - يأمرنا في هذه النصوص الصحيحة الصريحة باتباع سبيل السلف ومنهجهم وهديهم وفهمهم للدين وتطبيقهم له، بل ويهدد من يخرج عن سبيلهم بأشد عذاب، وأشقى مصير.
- فتأمل معي الآية الأولى، وانظر كيف قرن الخروج عن سبيل المؤمنين بمشاقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخروج عليه، ولم يكتف بتهديد من يشاقق الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل أضاف إليه تهديد من خرج عن سبيل المؤمنين، وسل نفسك - أخي القارئ -: من كان المؤمنون عند نزول الآية غير أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فهم المعنيون بذلك أولاً، ثم من سار على دربهم واقتدى بهم من بعدهم ثانياً.
- وهذا نفسه تجده في الآية الثانية إذ أمر الله - تعالى - المؤمنين أن يؤمنوا بالله وبما أنزل على أنبيائه جميعاً إيماناً مجملاً، وبما أنزل على عبده محمد - صلى الله عليه وسلم - إيماناً كاملا ثم حكم على الناس بالهداية والرشاد إذا آمنوا إيماناً مماثلاً ومطابقاً لإيمان الصحابة - رضي الله عنهم - وحكم على من يخرج عن إيمانهم، فيؤمن إيماناً مخالفاً لإيمانهم، ويعتقد ما لم يعتقدوه، أو خلاف ما اعتقدوه، حكم عليه بالضلال والخسران، وبأنه سيكون أمره إلى شقاق وخيبة وخسار. فهو هنا حينما قال: {بمثل ما آمنتم به} إنما يخاطب الصحابة دون غيرهم، الذين كانوا وحدهم المؤمنين في الأرض حينما نزلت هذه الآية الكريمة.
- ثم انتقل معي - أخي القارئ - إلى الحديثين الشريفين السابقين فماذا ترى؟ لقد وعظ النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه في الحديث الأول تلك الموعظة البليغة التي وصفها من حضرها بأنها وصية مودع، ومحضهم بتلك الوصية الثمينة - وكل أحد منا حين يوصي خاصته وأحباءه وصية الوداع فإنما يقدم لهم خلاصة ما تعلمه في الحياة وأثمن ما لديه من معرفة وخبرة وتجربة - فماذا كانت تلك الوصية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أخبرهم أن الأمة بعده ستختلف اختلافاً كثيراً، وستتمزق شيعاً وأحزاباً، وستضل ضلالاً بعيداً، فدلهم على طريق النجاة، وهداهم إلى سبيل الخلاص، فما كان ذاك الطريق؟ إنه كان في أمرين لا ثالث لهما: أولهما التمسك بسنته - صلى الله عليه وسلم - ولا شك أن السنة هنا هي الشريعة والمنهج، فهي تتضمن مجموع الكتاب والسنة، وثانيهما التمسك بسنة صفوة أصحابه وخلص أتباعه وهم خلفاؤه الراشدون المهديون - رضي الله عنهم.
- وهنا يرد سؤال مهم: ترى لماذا لم يكتف النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمرهم باتباع سنته وطريقته وحدها؟ أليست كافية لهدايتهم حتى ألحقها بأمره إياهم باتباع سنة خلفائه الراشدين؟
- إن الجواب على هذا السؤال جدير بالتوقف عنده، وتأمله والتفكير فيه لكل من أراد السلامة والنجاة لنفسه وأحبته في الدنيا والآخرة.
- لقد علم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يبدو - مما أوحي إليه أن هذه الشيع والأحزاب الضالة التي ستتفرق إليها أمته، كل منها سيدعي اتباع الكتاب والسنة، ولن تستطيع واحدة منها أن تتجرأ على التصريح بالخروج على الكتاب والسنة، لأنها إن فعلت ذلك سقطت ورفضت من الجميع، فاتخذت هذه الفرق حيلاً خبيثة ماكرة، وذلك بادعاء الإيمان بالكتاب والسنة واتباعهما لتغرر بذلك جماهير المسلمين، ثم تفرغهما من مضمونهما وتلتف على مقاصدهما، وتتخلص من دلالاتهما عن طريق أنواع من التأويل الغريب، ولي لعنق النصوص عجيب، فيه كثير من التكلف والتمحل، ولن يعدموا من وساوس الشياطين ما يمدهم بأنواع من التفسيرات المتعسفة، هذا فضلاً عن محاولة رد ما يمكن رده من الأحاديث المناقضة لأهوائهم بشتى الطرق كادعاء ضعفها أو نسخها أو غير ذلك. فكان من تدبير الله عز وجل المحكم لإبطال مكرهم هذا أن أوحى إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يأمرهم إضافة إلى اتباع سنته المتمثلة في كتاب الله وسنة رسوله باتباع سنة أفضل أصحابه وأوثقهم، وهم خلفاؤه الراشدون والصفوة من أصحابه الآخرين مثل ابن مسعود وعمار وأُبَي ونحوهم، لذلك رباهم على عينه، ووثق بفهمهم وسداد منهجهم، وعلم عن طريق الوحي الإلهي إخلاصهم الدين لله والاستقامة على أمره، وبذلك أبطل خطتهم الخبيثة، وقطع عليهم سبيلهم المنحرف وأقام عليهم الحجة، فقد حفظ الله - تعالى - الصحابة جميعاً عن هذه المسالك الجائرة، وعلم - سبحانه - أن أحداً منهم لن يكون في واحدة منها، ولن يغتر بحيلهم ودعاواهم، وقد اتضح لكل المسلمين أن كل الفرق الضالة مخالفة لمنهج الصحابة الكرام، وهذا وحده كاف لبيان زيفها وضلالها لمن كان مخلصاً في معرفة الحق، وجاداً للوصول إليه.
ثالثاً:- لأن الأدلة من النقل والعقل والواقع التاريخي، والسنة الكونية للأمور تثبت أن منهج السلف الصالح هو المنهج الصحيح، وأن فهمهم للكتاب والسنة هو الفهم السديد:
وأن إدراكهم لروح الإسلام ومقاصده وتوجيهاته هو الإدراك الرشيد، وليست هذه دعوى مبنية على العاطفة والحماسة، بل هي حقيقة ناطقة تقررها براهين ساطعات، وبينات راسخات رسوخ الجبال الشاهقات الراسيات، فمن ذلك:
1 - أن سادة السلف وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا عرباً أقحاحاً، رضعوا لغة العرب التي هي لغة القرآن، ولغة نبي الإسلام، رضعوها مع حليب أمهاتهم، وأتقنوا أساليبها ومراميها، وفقهوا بلاغتها ولهجاتها، ولم يحتاجوا لتعلمها عن طريق الكتب والمعلمين بعد الكبر، فلا يستطيع أحد أن ينكر ويكابر في أنهم يمتازون عن أجيال الخلف في هذه الناحية، ويتفوقون عليهم تفوقاً ظاهراً.
2 - أنهم تلقوا القرآن غضاً طرياً، وهو ينزل على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - وعاينوا الأحداث التي مرت بهم وكانت سبباً لنزول كثير من آياته وسوره، فأدركوا مناسبات الآيات، وسياقها ووجهتها، وتفاعلوا معها، وفهموها حق فهمها، وهذا أيضاً جانب آخر مما امتازوا به على من جاء بعدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أنهم سمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة دون واسطة فغالب ما نقلوه عنه أخذوه من فيه، وسمعوه فعاينوا لهجته وإشارته، وأدركوا منحاه ووجهته، وعرفوا مناسبة وروده ومقصده، بينما يحتاج من جاء بعدهم إلى دراسة واسعة وعميقة لعدة علوم. مثل علم مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل، وعلم غريب الحديث، وعلم مشكل الحديث، وعلم الرجال والتراجم .. هذا فقط لمعرفة الحديث الثابت الذي قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - مما لم يثبت، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي فهم متنه ومعناه وما يستنبط منه وما يستفاد، وهي رحلة شاقة لا يطيقها إلا الأفذاذ من الرجال، فلا أحد يستطيع أن ينكر تفوق السلف وخاصة الصحابة في ذلك على كل من عداهم تفوقاً بارزاً جلياً.
4 - أن السلف الصالح تلقوا الإسلام وتعاليمه صافية نقية، لم يخلطوها بثقافات وافدة من أديان وثنية أو كتابية محرفة، أو فلسفات وضعية، أو علوم كلامية، بل كانوا على الفطرة السليمة، فعقولهم نظيفة، خالية من الشوائب والخلافات، صحيح أنهم كانوا قبل الإسلام على عقائد المشركين، لكن الشرك الذي كان في الجزيرة كان شركاً يسيراً سطحياً ساذجاً، لم يستند إلى نظريات معقدة، أو فلسفات مدروسة، فلم تكن له كتب ولا ثقافات، ولا مدارس فكرية وتعقيدات، بل كان مجرد ظنون وأوهام، ما إن بزغت عليها شمس الإسلام حتى أذابتها وأزالتها، ولئن عاند أهلها ودافعوا عنها مدة إلا أنه كان عناد المقلدين المتشبثين بما كان عليه الآباء والأجداد فحسب.
بينما كان الخلف في عامتهم قد أفسد فطرتهم وأضل عقولهم ما درسوه من علم المنطق والفلسفة والكلام، فاختلطت هذه الثقافات، والأفكار، بتعاليم الإسلام وثقافته، وحاولوا الجمع بين الثقافتين، ولكن كان هذا على حساب نقاء تعاليم الإسلام وتوجيهاته، فقدت نفوسهم رواءه، وشوه صنيعهم جماله، وأما السلف فكانوا بمنأى عن كل ذلك، ولهذا تميز فهمهم للدين بالأصالة والصفاء والسلامة من التبديل والتحريف.
5 - أنهم عرفوا حقيقة الجاهلية التي جاء الإسلام للقضاء عليها، لأن بعضهم عاشها بنفسه، والآخرون كانوا حديثي عهد بها، نقلها إليهم أهلوهم وأقاربهم، فلما جاء الإسلام ميزوا بينه وبين الجاهلية، وأدركوا البون الشاسع بينهما، بينما فقد المتأخرون من أجيال الخلف معنى الجاهلية الحقيقي، فاختلط عليهم الأمر، فسوغوا أموراً في الإسلام هي من الجاهلية، والإسلام منها براء، وخذ مثلاً على ذلك، أمراً مشاهداً وملموساً في كثير من بلاد الإسلام وهو تعظيم الأولياء والصالحين، وقصد قبورهم وبناء أضرحتهم، والطواف حولها، والتبرك بها، والتوسل إلى الله بها، بل والنذر لها والذبح لها والاستغاثة بها، ذلك كله يظنه كثير من المسلمين في العالم الإسلامي اليوم مع الأسف جائزاً ومشروعاً، بل يعتقدون أنه من القربات التي يحبها الله ويرضاها، ويقرب من يتعاطاها، مع أن نصوص القرآن والسنة مستفيضة في إنكار ذلك ونقضه، لكنهم يظنون أن الإنكار كان منصبا على عبادة الأصنام فقط، وأما إذا توجه التقديس والعبادة لغير الأصنام كالأنبياء أو الأولياء فليس في ذلك بأس، وليس محل إنكار، ولو أمعنت النظر في سبب ذلك لوجدته في عدم معرفة حقيقة الجاهلية التي حاربها الإسلام.
- كثير من مسلمي اليوم يظنون أن التوحيد الذي هو لب الإسلام وأسه هو الإيمان بوجود الله الخالق البارئ الرازق المحيي المميت الضار النافع المدبر للأمور جميعاً - وهو ما يسمى بتوحيد الربوبية - ليس غير، مع أن هذا النوع من التوحيد وإن كان لازماً وحقاً إلا أنه لا يدخل صاحبه في الإسلام، ولا ينجي صاحبه من عذاب النار، ولا يدخله الجنان، وقد كان يقر بهذا النوع أئمة الكفر ورؤوس الشرك مثل أبي جهل وأبي لهب وعقبة بن أبي معيط والعاص بن وائل، والأخنس بن شريق والوليد بن المغيرة، والقرآن الكريم يقص ذلك علينا بأوضح بيان كقوله سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [العنكبوت: 61 - 63]. وقال جل شأنه: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [يونس: 31].
نعم كان الجاهليون يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر للأمور كلها، ومع ذلك يتوجهون بالتعظيم والتقديس والعبادة معه إلى الأوثان والأصنام، لا لأنهم يعتقدون أنها تنفع وتضر أو أن بيدها الأمر، كلا بل يعتقدون أنها واسطة تقربهم إلى الله - تعالى - وتشفع لهم عنده. وقد ذكر ذلك القرآن الكريم أيضاً فقال سبحانه فيه: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3]، وقال جل شأنه: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [يونس: 18].
وهذا نفسه ما يغفله كثير من مسلمي اليوم، وهم يظنون العبادة محصورة في الصلاة والصوم والزكاة والحج، ولا يفهمون أن النذر عبادة والذبح عبادة، والحلف عبادة، والتوكل عبادة، والرغبة والرهبة والحب والطاعة والانقياد والتذلل والتقديس، وأهم من ذلك كله الدعاء والاستغاثة أنها كلها من صميم العبادة، مع أن النصوص في ذلك متضافرة وكثيرة جداً وأنها يشملها ما اصطلح عليه العلماء بتوحيد الألوهية، بالإضافة إلى توحيد الأسماء والصفات، بل إن بعض المتعالمين من كتاب زماننا يدعي أن أنواع التوحيد هذه هي بدع وهابية، وليست من الإسلام في شيء، فتأمل، وابك معي على غربة الإسلام الذي وصل المسلمون فيه إلى أن جعلوا الشرك إسلاماً والإسلام شركاً، فانطبق عليهم قوله – سبحانه -: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} [يوسف: 106]، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
- أما السلف فقد كانت عقيدة التوحيد بأنواعها من ربوبية وألوهية وتشريع وأسماء وصفات واضحة لا لبس فيها ولا غموض. وما ذلك إلا لأنهم عرفوا الجاهلية فاجتنبوها، وجهل الخلف الجاهلية فوقعوا فيها، ولذلك كان فاروق هذه الأمة الخليفة الراشد الثاني عمر - رضي الله عنه - محدثاً وملهماً حينما تخوف من ذلك فقال: "إني أخشى أن ينشأ في الإسلام قوم لا يعرفون الجاهلية، من لا يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام" أو كمال قال.
6 - أن طبيعة الأشياء، وسنة الله في الدعوات في الحياة، لتؤكد أن أي دعوة أو فكرة تظهر في الحياة، سواء كانت إلهية أو وضعية بشرية، فإنها تكون على حقيقتها وأصلها عند ظهورها وأول نشوئها في عهد الداعي الأول إليها، وأنها ما إن يمر عليها حين من الدهر إلا وتبدأ يد التغيير والتبديل تعمل فيها، وكلما أوغلت في الزمن ازداد هذا التغيير والتبديل، تماماً كنبع الماء إذا نظرت إليه أول تفجره من الأرض فستراه رقراقاً صافياً، نظيفاً رائقاً، ولكنك إذا انتقلت إليه بعد عدة أميال فسيهولك ما تراه عليه من الكدر والنتن، والأوساخ والأوشاب.
- وهذا الذي جرى على دعوات الأنبياء تماماً، فنحن نعلم علم اليقين أن إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - ما دعوا إلا إلى التوحيد، ثم ها هي دعوتهما بعد حين تنقلب على يد أتباعهما من العرب وغيرهم إلى شرك أكبر وعبادة أصنام، وهذا موسى وهارون وعيسى وأنبياء بني إسرائيل كلهم ما دعوا إلا إلى التوحيد، ثم هاهي دعواتهم تنقلب بعد مدة على أيدي أتباعهم إلى شرك ودعوى أن لله ولداً، وأن الإله ثالث ثلاثة، وأنه ينام ويندم ويعرض له ما يعرض للبشر. فما سبب ذلك؟ إنه لا شك تدخل البشر في دين الله، وإضافتهم إليه ما يرونه من آراء، وحذف ما لا يروقهم من أحكام، وتعديل ما يرونه من شرائع، وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقد وقع هذا نفسه لديننا الإسلامي الحنيف الذي جاء به محمد بن عبد الله - صلوات الله وسلامه عليه - وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بنفسه فقال: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر و ذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟!)) [13].
- وروى الصحابي الجليل وأمين سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - فقال: "كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله. إنا كنا في جاهليته وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم)). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم وفيه دخن)). قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر)). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم: دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها)). قلت: يا رسول الله. صفهم لنا: قال: ((هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)). قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)) " [14].
- فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم عما سيقع ووقع كما أخبر، وهذا من دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - فقد بين أن الإسلام سيتغير بفعل الناس، الذين يضيفون إليه تفسيراتهم، وثقافاتهم، وأهواءهم، ويغيرون فيه ويبدلون، ويزيدون وينقصون، حتى يصبح المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، كما ثبت في بعض الأحاديث، وحتى إذا ترك الناس البدعة قالوا: تركت السنة كما في أثر ابن مسعود - رضي الله عنه.
- أما السلف الأول فيكون الدين لديهم حديث عهد بالنزول، يكون صافياً نقياً، تحرسه يد النبوة، وتحفظه سلامة الفطرة وصحة المنهج، ويستمر زمن الخلافة الراشدة على ذلك، ثم يبدأ التغيير فيه، ولكن الغلبة تكون في عهد السلف للفهم الأصيل، وكلما قرب هذا العهد من نهايته كلما قوي تيار البدعة والأهواء، حتى إذا بدأ عهد الخلف كانت الغلبة لتيار البدعة والأهواء، ويبقى الصراع بين المذهبين حتى يأذن الله - سبحانه - بعودة الخلافة الراشدة من جديد، فتعود الحياة ثانية لمنهج السلف الرشيد، ويتقهقر تيار البدعة والأهواء إلى بعيد بعيد {وكذلك يضرب الله الحق والباطل} ليمتحن الله العباد، ويمحص الحق، ويبطل الفساد، ولله في خلقه شؤون، لا يعلمها إلا من يقول للشيء كن فيكون.
7 - وأما الواقع التاريخي فواضح جلي للعيان، فمن يجهل ما كان عليه سلفنا الصالح - رضي الله عنهم - من الفهم الصحيح المعتدل الراشد للإسلام، ومن يجهل ما كانوا عليه من السيرة الحميدة، والسلوك الرشيد، والتعامل الأمين، والصدق والعفة والإخلاص، وحسن الخلق، والعدل، والرحمة والإحسان مع جميع الناس مسلمهم وكافرهم؟ بل وانتقل ذلك إلى الحيوان الأعجم، والجماد الأصم، فكانوا واقعاً عملياً لا كلاماً نظرياً، رحمة للعالمين، ولم يعرف التاريخ أرحم ولا أعدل ولا أتقى ولا أزكى ولا أطهر ولا أعبد ولا أخشى ولا أخشع، ولا أكثر مراقبة لله واستقامة على أمره منهم على مر الأزمان.
نعم لا أقول: إنهم معصومون، بل هم بشر يخطئون ويصيبون، ولكنهم أفضل البشر وخير البشر أجمعين.
رابعاً:- وأخيراً فإننا ندعو إلى اتباع هدي السلف الصالح، ومنهجهم وطريقتهم وفهمهم للدين لأن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق الوحدة الإسلامية عملياً، والحفاظ عليها، هذه الوحدة التي هي من أعز أهداف المخلصين، والتي ينشدها المصلحون، والتي هي من أهم أسباب النصر والتمكين، والتي يتوق إليها جمهور المسلمين، ويرفع شعارها الزعماء والقادة، يخطبون بها ود الناخبين، ويستميلون تأييدهم في المناسبات، ويستثيرون حماستهم ومحبتهم في الانتخابات.
إن كل المسلمين المعدودين من أهل القبلة يدعون الإيمان بالكتاب والسنة والالتزام بهما والاهتداء بهديهما ومع ذلك تجد بينهم الخلاف والشقاق على أشدهما فلماذا؟
- إن ثمة أسباباً كثيرة، ولكن أهمها وأكبرها الاختلاف في فهم الكتاب والسنة، فكل فرقة تتبنى فهماً للكتاب والسنة مغايراً لفهم الفرق الأخرى، وكل منها يدعي الفهم الصحيح، ولا يتنازل عنه. فما هو المخرج وما هو الحل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- إن لكل منها أعلامه وآراءه، ومذهبه وأحكامه، فإذا جعلنا فهم أحدها هو الأصل المتبع، فسيرفض ذلك الآخرون، ويحتجون عليه، ويقولون: لماذا كان ذلك الفهم هو المتبع، وليس فهمنا؟ إن هذا تمييز بلا مبرر، ولن يقبل أبداً. وأما إذا قلنا للجميع: ليدع كل منا فهمه ورأيه وطريقته، ولنرجع جميعا إلى فهم من نقر جميعا بفضلهم، ونثق بعلمهم واستقامتهم ودينهم، وذلكم هو فهم خير الأمة وأفضلها، وأنقاها وأعلمها، وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الأبرار، وآل بيته الأطهار، الذين مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض، وثبتوا على العهد، ولم يغيروا ولم يبدلوا، إننا إذا فعلنا ذلك فلن يجد أحد منا غضاضة، ولن يثير ذلك في أي منا حساسية، فهذا هو الحل الأمثل، والمخرج الأفضل، لأن حب الصحابة الكرام، وآل البيت الأعلام مما يجمع عليه المسلمون جميعاً، وهو القاسم المشترك الأعظم بينهم، وبالإضافة إلى ذلك فهو المنهج الأقوم والسبيل الأسلم المؤيد بالحجة، والمدعوم بالبينة، والمستند إلى الوحي المعصوم كما سبق بيانه قريباً.
وبهذا يتحقق الحلم الكبير لأمة الإسلام، هذا الحلم الذي سيكون مفتاحًا للفتح المبين، والنصر العظيم على الحاقدين والشانئين، وهو سبيل العزة والتمكين للإسلام والمسلمين في العالمين بعون الله وتأييده، {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم}.
- فيا أبناء الإسلام، ويا من هو حريص على ما فيه خير الإسلام والمسلمين وعزتهم، ويا من يغار على مصالحهم وسعادتهم، هذا هو الطريق، فلنجتمع عليه، ولنسع إليه، بكل قوة وصدق وإخلاص، فكفانا خلافاً ونزاعاً، وعداوة وشقاقاً، ولنضع أيدينا بعضها في بعض، ولنجتمع على كلمة سواء، ولندع كل أسباب الفرقة، ولنأخذ بأسباب الوحدة، فإننا إذا فعلنا ذلك فلنستبشر بنصر الله وتأييده، وعونه وتسديده.
فعسى أن يلقى هذا آذاناً مصغية من المخلصين، وسعياً وجداً من الصادقين، وما توفيقنا إلا بالله، والحمد لله رب العالمين.
كتبه / محمد عيد العباسي
ـــــــــــــ
[1] رواه الترمذي (3/ 369/ الجنائز 59) 1053 عن ابن عباس، وقال: "حديث حسن غريب" وضعفه الألباني.
[2] رواه البخاري (3/ 151 الشهادات 9، و4/ 189/ فضائل الصحابة 10، و7/ 173/ الرقاق 7، و7/ 233/ الإيمان 27) عن عمران بن حصين، وكذلك (7/ 174/ الرقاق 7، و7/ 224/ الإيمان والنذور 10) عن عبدالله بن مسعود، ورواه أحمد (1/ 378و 417 ... ) ورواه مسلم (ص1962 - 1965 فضائل الصحابة 52) عن ابن مسعود وعمران بن حصين وأبي هريرة.
[3] رواه أحمد (4/ 189) و (29/ 235/689/ 3) طبعة مؤسسة الرسالة، وحسنه الشيخ شعيب. والبخاري في (التاريخ الصغير).
[4] رواه أحمد (2/ 88و 121) والبخاري (4/ 1/ 149/ مواقيت 40) وأبو داود (ملاحم 108/ 4348) ومسلم والترمذي (فتن 64/ 2252).
[5] رواه الترمذي (الفتن 7/ رقم 2165) عن ابن عمر من أبيه، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني.
[6] رواه الترمذي (الفتن 7/ 2166) وقال: حديث حسن غريب، وصححه الألباني كذلك.
[7] بعضهم يرويه: ((خير القرون قرني .. )) ولم يرد في شيء من الروايات بهذا اللفظ.
[8] رواه البخاري (فضائل الصحابة 6/ 4/ صـ195) ومسلم (فضائل الصحابة 53/ صـ1967 - 1968) عن أبي سعيد وأبي هريرة، ورواه أبو داود (سنة 10/ 4658) والترمذي (مناقب 58/ 3861) وأحمد (3/ 11).
[9] رواه مسلم (فضائل الصحابة 51/ صـ 1961).
[10] عزاه محقق جامع بيان العلم إلى الحلية 1/ 305 - 306 لأبي نعيم قال ابن مسعود رضي الله عنه: (رواه أبو نعيم في الحلية (1) ص ثلاثمائة وخمس - ثلاثمائة وست)
[11] رواه أبو داود (السنة 5/ 5/13/ رقم 4607) واللفظ له، والترمذي (العلم 16/ رقم 2676) وابن ماجه (المقدمة 6/ 42و 43و 44) والحاكم (العلم 1/ 175/ 329) كلهم عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - وصححه، ووافقه الذهبي والألباني، وقال الترمذي: حسن صحيح.
[12] رواه الترمذي (المناقب 37/ 3805) عن ابن مسعود، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب)، ورواه أحمد (5/ 382و 385).) وابن ماجه (المقدمة 11/ 97) عن حذيفة، وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة 1233 وصحيح الجامع - 1143و 1144).
[13] رواه الشيخان وأحمد وغيرهم عن أبي سعيد الخدري، ورواه أحمد والحاكم عن أبي هريرة.
[14] رواه البخاري (الفتن 11/ 8/93 والمناقب 4/ 178) ومسلم (ص 1475/ 1847).
========================
المصدر:
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=6853(/)
واجب العلماء والدعاة في نصرة الدعوة السلفية والذود عنها/ للشيخ محمد عيد العباسي
ـ[القرتشائي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 02:27]ـ
واجب العلماء والدعاة في نصرة الدعوة السلفية والذود عنها
اقتضت سنة الله في خلقه، وحكمته في عباده وجود الحق والباطل، وتدافعهما المستمر إلى قيام الساعة، ليتحقق الابتلاء والامتحان، وتظهر حقيقة كل إنسان، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيّ عن بينة، وفي ذلك يقول ربنا - تبارك وتعالى -: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ} [الرعد: 17]، ويقول: {إنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الكهف: 7]، وقد قال لبني إسرائيل لما شكَوْا ما أصابهم من ظلم فرعون وبطشه: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129]، ومثل ذلك في الكتاب والسنة كثير.
وهذا التدافع والصراع بين الحق والباطل سِجَال؛ فتارة ينتصر الحق ويعلو، وتارة يظهر الباطل ويسود، ولكن الله - تعالى - قضى بأن العاقبة والخاتمة، والنتيجة والمآل للحق بلا شك ولا ريب، كما قال ـ - سبحانه وتعالى - ـ في الآية السابقة: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} وكما قرر في أكثر من آية أنّ العاقبة للمتقين {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128] و {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49] و {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].
ولئن أجاب اللهُ رأسَ الكفر والشر إبليس ـ عليه لعنة الله ـ إلى طلبه أن يُنْظِرَه إلى يوم يُبعثون، وأَذِنَ للناس أن يكون لهم شيء من الأمر في الدنيا، فيختاروا اتّباعه وطاعته، أو اتّباع الرحمن وعبادته، وترك الباطل يصول ويجول في هذه الدار؛ فإن الأمر كله والحكم جميعه في الآخرة لله - تعالى - وحده، وليس لغيره منه أي نصيب؛ فهناك تظهر الحقائق، وتُبلى السرائر، ويحق الحق، ويبطل الباطل، ويُكرَم أهل الإيمان، ويحل بالكفرة والفجرة الهوان والخسران.
وفي زماننا الحاضر يشهد العالم علو الباطل وانتفاخه، وعِظَم قوته ـ فيما نحسب ـ وانتفاشه، وظلمه وعدوانه وخاصة على المسلمين؛ إذ يدبر لهم المكائد والمؤامرات، ويحاول بشتى الطرائق والأساليب من جديد لاحتلال بلادهم، ونهب ثرواتهم، وإهدار طاقاتهم، واستعباد جماهيرهم، وليس هذا فقط، بل إنه يحاول ـ عن طريق ما يدعونه بالعولمة ونشر الديموقراطية والإصلاح ـ سلخَهم عن دينهم، والقضاء على عقيدتهم، وتغيير مناهج تعليمهم وتفكيرهم، وإحلال قيمه وثقافته وشريعته وعاداته عليهم، وهذا كما أخبرنا ربنا - جل وعلا - تماماً قبل نحو خمسة عشر قرناً؛ حيث قال: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217]، وكما قال: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]، وهذا واحد من أمور كثيرة جداً من إعجاز القرآن؛ إذ أخبرنا عما سيكون، وقد وقع كما أخبر.
وقد تم للأعداء ـ مع الأسف ـ كثير مما أرادوا حين تمكنوا من القضاء على دولة الخلافة في القرن الماضي، واحتلّوا أكثر بلاد الإسلام، ونشروا أفكارهم وعاداتهم وطريقة عيشهم، واستجاب كثير من أبناء المسلمين لهم، ونشأت أجيال من المسلمين تؤمن بالدعوات القومية والاشتراكية والماركسية والرأسمالية والعلمانية، بل والوجودية والإباحية والإلحاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الله - تعالى - شاء أن يرحم المسلمين وينقذهم من هذا الخطر الماحق لكيانهم ودينهم، فمهَّد لإيقاظ المسلمين وإعادتهم إلى السيادة العالمية، وإعادة مجدهم إليهم، وهو الغالب على أمرهم وأمر الخلق جميعاً، وهو الذي يدير في الحقيقة المعركة بحكمته وعلمه، فيسّر الأسباب التي أدّت إلى سقوط الشيوعية ممثلة بالاتحاد السوفييتي أكبر قوة وإمبراطورية تدعو إلى الإلحاد في التاريخ، ثم أعقب ذلك إسقاط الدعوات القومية والاشتراكية والثورية، التي منيت بالفشل الذريع والإخفاق الكامل، والتي كانت تحارب الإسلام ودعاته في أكثر بلاد الإسلام.
وأما الذين كانوا يروّجون للمعسكر الغربي الرأسمالي وللعلمانية، ويخدعون الناس بشعارات الحرية والديموقراطية فقد فضحهم الواقع البائس؛ لما تفعله دول هذا المعسكر في بلاد الإسلام، ولما يعانيه الناس كل يوم ولما يشاهدونه من الظلم والقهر والاستهتار بأرواح الناس، والاعتداء على مقدساتهم وكرامتهم، ومن سياسة الكيل بمكيالين بل بمكاييل متعددة، دون أن يرقبوا في المسلمين إلاً ولا ذمة، حتى ضجت من أفاعيلهم جماعات حقوق الإنسان نفسها التي كانوا يتاجرون بها ويفاخرون بأنهم أنشؤوها، وقد أزال هذا الواقع المرير الغشاوة عن عيون المخدوعين بالدعوات البراقة، التي كان يزينها أصحاب هذه الدعوات وأتباعهم، وكشف العمى عن قلوب المضلَّلين.
وقد أفسحت هذه الوقائع والمستجدات والتطورات لدعاة الإسلام المجال لإحداث اليقظة الإسلامية، وفرح المؤمنون بنصر الله وفرجه، فرأينا الناس تملأ المساجد، واللحى تُعفى، والحجاب بين النساء ينتشر، والكتب والأشرطة والمطويات الإسلامية تَذيع وتتداولها الأيدي، ويتحدث بها الناس.
ولكن هذه الفرحة والبهجة مع الأسف الشديد لم تطل؛ فقد كدّر صفوَها، وأفسد جمالها، وكاد يخيّب الآمال فيها تسلل دعوات باسم الإسلام، تحاول أن تركب الموجة، وتستغل الفرصة، وتقود السفينة لصالح دعوات منحرفة، وأفكار مضللة، لبعض الفرق الإسلامية التي خرجت عن منهج الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة؛ فهذه تدعو لإسلام شيعي، وتلك تدعو لإسلام صوفي، وثالثة تدعو لإسلام معتزلي، ورابعة تدعو لإسلام تكفيري خارجي، بل ظهر ما يمكن تسميته بعلمنة الإسلام، والإسلام الأمريكي، والإسلام الحداثي، وهكذا.
وأصبحنا ـ مع شديد الأسف والألم ـ نعيش في فوضى فكرية وعلمية بالغة، وأخذ أرباع المتعلمين وأنصافهم يفتون في الحلال والحرام، وتجرأ (الرويبضة) على الفتوى في الأمور الكبرى، والنوازل العظمى، التي لو عرضت على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - لتريثوا فيها، ولجمعوا المهاجرين والأنصار للتشاور فيها قبل أن يقولوا فيها شيئاً.
وقد شارك كثير من أجهزة الإعلام من صحف ومجلات وإذاعات وقنوات فضائية مسموعة ومرئية في هذه الفوضى والبلبلة والعبث، فأخذت تلمّع التافهين، وتسوِّق للجاهلين، بعضها لأغراض خبيثة، وبعضها لأغراض تجارية ودعائية، وبعضها عن جهل وسذاجة، والله أعلم بالسرائر.
وتجاه هذا الواقع المؤلم، والخطر المحدق، يبرز دور العلماء والدعاة المخلصين في إنقاذ الصحوة الإسلامية المباركة من هذه الفوضى والأخطار، وإيصالها إلى بر الأمن والسلام، وقيادتها بحكمة وعلم وصدق وإخلاص، كي تحوز رضا الله الكريم الرحمان، وتنجو من مكائد الإنس والجان، وتقيم الحجة على المخالفين، وتثبت المؤمنين من الحاقدين والمعاندين والمنافقين.
وقد يقول قائل: وماذا عسى العلماء والدعاة أن يفعلوا وليس بأيديهم سلطة ولا قوة؟ وأقول: إنهم يستطيعون فعل الكثير، وبأيديهم قوة كبرى لا يمتلكها غيرهم حتى ولا ذو السلطان، تلك هي قوة الكلمة والحجة والعلم والبيان، وهل انتصر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا القرآن؟ وهو كلام، ولكنه أشرف كلام وأعظم كلام، وبأيدي العلماء هذا القرآن وكذلك السنة، وشروح العلماء لهما وبيانهم لأسرارهما وكنوزهما؛ فإذا فقهوهما، وحملوهما ونشروهما، ودعوا إليهما كما أمر الله - تعالى -، فكانوا أسرع الناس إلى العمل بهما والتخلق بأخلاقهما والتأدب بآدابهما، والالتزام بأحكامهما، فإنني واثق أن معظم الناس سيستجيبون لهم، ويسارعون إلى التمسك بأحكام الدين، وتعود إليهم ثقتهم بينهم، ومنهج سلفهم الصالح، وإذا فعلوا ذلك فليستبشروا بالنصر والتأييد، والتوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
والتسديد، والغلبة والتمكين بعون الله العزيز القدير.
نصائح ووصايا هامة:
وأقدِّم في هذه العجالة بعض الوصايا والنصائح لنفسي ولإخواني من أهل العلم والدعوة، قياماً بواجب النصح والتذكير، و {الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55]، وعملاً بقوله - تعالى -: {وَالْعَصْرِ * إنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3].
1 ـ فأول ما يجب فعله في هذا الزمن وهذه الأحوال، أن يجتمع العلماء والدعاة، ويتلاقوا، ويتشاوروا، ليكونوا صورة واضحة متكاملة صادقة للواقع الاجتماعي والثقافي والديني والاقتصادي والسياسي الذي يمر بالمسلمين اليوم، ويتدارسوا أسبابه، بكل موضوعية وتجرّد وإخلاص، ثم يتباحثوا بوضع خطة مقترحة متدرجة للعلاج والإنقاذ، مسترشدين بكتاب الله وسنة رسوله، وهدي السلف وتجارب المسلمين وغيرهم، وإذا اختلفوا في بعض المسائل، فليأخذوا بما يراه أكثرهم؛ فإن أكثر الخاصة وأهل العلم هم أقرب إلى الصواب عادة من القلة، ولا يدَعوا للشيطان سبيلاً للتنازع والخصام، فما يختلف فيه أهل العلم فلا بد أن يكون مما يسوغ فيه الاجتهاد، ولا يمكن أن يكون فيه نص قاطع، طبعاً هذا لدى أهل السنة والجماعة ممن تتوافر فيهم صفة العلم والإخلاص والتقوى، وظني بأهل العلم والدعوة أن يكونوا كذلك.
وليذكروا ما وصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - صاحبيه الكريمين معاذاً وأبا موسى الأشعري - رضي الله عنهما - حينما أرسلهما إلى اليمن، للدعوة والتعليم، فقال لهما: «يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا ولا تختلفا» (1).
وفي العمل بهذه الوصية النبوية الحكيمة العلاج الناجع والدواء الشافي لهذا الداء الوبيل، ولهذا الاختلاف والشقاق والنزاع والخصام الذي استشرى وعمّ وطمّ ـ مع الأسف ـ بين بعض أهل العلم؛ إذ كثيراً ما ترى كراهة وجفاء بعضهم لبعض بسبب خلاف على رأي أو فهم، وقد يكون في مسألة صغيرة، من الخلاف المعتبر الذي كان يحصل مثله بل أكبر منه بين أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ومع ذلك فما كان يؤثر على محبة بعضهم لبعض ولا أخوّتهم ولا احترامهم.
2 ـ على العلماء والدعاة الحذر من أي تصرف فردي يقوم به أحدهم في المسائل الكبرى مما يؤثر سلباً على سير الدعوة، ويؤثر على الجميع، وليذكروا حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي ضرب مثلاً رائعاً لوضع الجماعة بالراكبين في السفينة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا في سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذي في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فتأذوا به، فقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نؤذِ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً» (2).
فهذا الحديث العظيم يبين خطر التصرفات الفردية الخرقاء على المجتمع، فيجب أن يلحظ العلماء والدعاة والجماعات الإسلامية خطر التصرف الفردي غير المسؤول؛ فإن مصير الجميع واحد، وما يفعله الواحد سيؤثر على الجميع، فليتق الجميع الله ـ - عز وجل - ـ في دينهم وأمتهم وإخوانهم، وليتذكروا تحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من الإعجاب بالرأي والشذوذ عن الجماعة ووصفه ذلك بأنه من المهلكات.
3 ـ التشمير عن ساعد الجد، والعمل النشيط الدؤوب لتنفيذ خطة العلاج المقترحة، وجعل ذلك محور اهتمامهم، وتخصيص جلّ وقتهم وطاقتهم لإنجاحها، والاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام في التضحية والبذل والعطاء، وليذكروا خطاب الله - تعالى - لنبيه الكريم يحيى - عليه السلام -: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} [مريم: 12]، وقوله لبني إسرائيل: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ} [البقرة: 63].
وما لم يتوافر العزم والجد والبذل والنشاط فلن ينجح أي عمل؛ فكيف بهذا المشروع العظيم الذي هو أشرف مشروع، وأكثره أجراً؛ وهو نصرة دين الله وإنهاض الأمة المسلمة؟ فما كان ليتحقق أبداً ـ بحسب سنة الله في الحياة ـ على أيدي أناس كسالى بطّالين، همهم دنياهم وعاجلتهم، ولا يعطون دينهم إلا فُتات جودهم وفضلات أوقاتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ أن ينشروا الدعوة إلى الوسطية والاعتدال، ويحذروا من الغلو، والتطرف؛ فالإسلام دين الوسطية كما قال ربنا ـ- تبارك وتعالى -ـ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. وأهل السنة والجماعة هم الفرقة الوسط كذلك بين الفرق الإسلامية، والغلو هو السبب الأكبر في خروج جميع الفرق عن الفرقة الأم أهل السنة والجماعة. والغلوّ له طرفان متضادان في كل أمر؛ فالخوارج مثلاً في مسألة الإيمان غَلَوْا وتشددوا في نصوص الوعيد، فحكموا بالكفر على كل من ارتكب كبيرة، وفي مقابلهم المرجئة الذي تساهلوا في الإيمان وفي نصوص الوعد، فحكموا بالإيمان على كل من قال: لا إله إلا الله، ولو فعل ما فعل، وعدّوا الرجل الفاسق المقترف للكبائر والتارك للواجبات مؤمناً كامل الإيمان، وإيمانه مثل إيمان أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وقل مثل ذلك في باقي الفِرَق؛ فكلها من الغلاة، والفرقة الوسط هي أهل السنة والجماعة وحدها.
وليذكِّروا الناس جميعاً بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حذّّر أشد التحذير من الغلو، فقال: « ... إياكم والغلو في الدين؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين» (1).
5 ـ أن يسعوا لإعادة الثقة بالإسلام وعظمته، وصلاحيته لكل زمان ومكان في نفوس أبناء الإسلام، وليعرفوا فضله العظيم وقدره الكبير، وليعتزوا بالانتساب إليه، ويشكروا الله - تعالى - على النعمة العظمى التي حباهم بها حين يسَّر لهم وقدر أن يكونوا من أبناء هذا الدين. وتحصل هذه الثقة بمقارنة عقائد الإسلام وسهولتها وموافقتها للفطرة والعقل والعلم مع العقائد الأخرى، وكذلك تشريعاته وسبقها تشريعات الأمم الأخرى لتحقيق مصالح العباد بشكل متكامل متوازن دون التسبب في مفاسد واضطرابات واختلاطات وآثار مؤذية.
ويفيد في هذا السبيل بيان نواحي الإعجاز في القرآن، وخاصة الإعجاز العلمي في نصوص الكتاب والسنة، وبيان أن ذلك ليس له تفسير إلا بأنهما من عند الله - تعالى - العظيم الخبير، وهو مصداق لقوله - تعالى -: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53]. ولكن الحذر من الغلو في ذلك بادعاء الإعجاز في بعض النصوص بتكلف وتمحُّل ودون دلالة ظاهرة قوية، فتعود بأثر عكسي على الإسلام.
كما يفيد في تقوية إيمان الناس بربهم - سبحانه - وبعظيم قدرته، وبديع صنعه، وبالغ حكمته: الاهتمام بتوحيد الربوبية، وتوحيد الصفات؛ لكن دون إهمال لتوحيد الألوهية، وضرب الأمثلة الكثيرة من أسرار حياة مخلوقاته المختلفة، والتدليل بها على كمالاته - سبحانه -. وكذلك مما يفيد كثيراً في تحبيب الناس ببارئهم - جل وعلا - وإشعارهم بفضله وإحسانه، بيانُ أصناف نعمه الكثيرة الجليلة على عباده التي لا تُعدّ ولا تحصى، وبيان صفاته العُلا، وشرح أسمائه الحسنى، وخاصة رحمته الواسعة ورأفته بعباده، وستره المذنبين، وعفوه عن المخطئين، ورزقه العاصين، وإجابته دعاء الداعين، وفرحه بتوبة التائبين؛ فهذا جدير كله بأن يرسخ إيمان المؤمنين، ويعيد ما فقد أو ضعف من ثقتهم بربهم وبدينهم، وشريعتهم، ويدفعهم لاستشعار حبه وعظمته، وفضله وإجلاله، ويقوي مراقبته، ويدفع لطاعته والتزام أحكامه.
6 ـ وعلى العلماء والدعاة أن يعملوا على تجديد الخطاب الديني الذي كانوا يوجهونه للناس، ويراعوا ما جدَّ في حياتهم وواقعهم من التيارات الفكرية والعلاقات والأخلاق والعادات في العالم اليوم، وهذا ما وصّى به سلفنا الصالح؛ فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول: «ما أنت بمحدِّثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة» (2)، وبهذا يقول الخليفة الراشد علي - رضي الله عنه -: «حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذَّبَ الله ورسوله؟» (3)، وفي رواية: «ودَعُوا ما ينكرون». فقد صار العالم ـ اليوم ـ كما يقال شبه قرية صغيرة، واتصل بعضه ببعض، واختلطت الثقافات والعادات والأفكار، وحدث انفجار هائل في المعلومات، فكُشفت الأسرار، واشتد الصراع الفكري، وألقيت الشبهات، وكثرت المناظرات، وأحدث هذا كله هزة عنيفة وفوضى في الأفكار. فعلينا مجابهة هذه المستجدات كلها بنشر العلم الصحيح والوعي الرشيد في الأمة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وتزويدها بالحجج الدافعة، والبراهين الساطعة والحِكَم البالغة، التي تحمي عقيدتها من الشكوك والشبهات. وغالب من ضل وتأثر بالفرق المنحرفة إنما كان ذلك لنقص العلم وفراغ القلب، كما قال الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلباً خالياً فتمكنا
ثم لم يعد الحصول على المعلومات هو المشكلة؛ فقد بُذِلت للجميع بأيسر سبيل، ولكن المشكلة هي تعليم الناس المنهج العلمي لمعرفة الحقائق، وتعريفهم بطرائق الاستدلال التي بواسطتها يستطيعون تمييز الحق من الباطل، وكشف الزيف والمغالطات والخلل في الكلام؛ فما أكثر ما يستدل الشانئون للإسلام وأهله بما ليس له وزن في ميزان الحقيقة؛ فقد يستدلون بآية كريمة؛ وتكون لدى التأمل والدراسة لا تدل على المعنى الذي يريدون، وقد يستدلون بحديث نبوي، وعند البحث والفحص، يتبين أنه مكذوب أو ضعيف أو ليس له أصل، وربما يستدلون برؤيا منام، أو بعادة متبعة، أو رأي شاذ اشتهر وليس له مستند، وقد يدَّعون الإجماع، ويكون هذا الادعاء باطلاً، وقد يستعملون القياس، وما أكثر ما يكون القياس فاسداً ... ؛ فالدليل الصحيح في الأمور الشرعية إنما هو كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ليس غير، على أن يُفهَما على ضوء فهم السلف الصالح دون غيرهم.
كما أن على العلماء والدعاة أن يعلِّموا الناس أصول الدين وطريقة التفكير السديد، ولا يهتموا بالتلقين والتقليد، وعليهم أن يُرفقوا المعلومات بأدلتها، عملاً بقوله - تعالى -: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
وعليهم أيضاً أن يوجهوا الناس إذا أشكل عليهم أمر، أو لم يجدوا لشبهة جواباً أن يسألوا أهل العلم عملاً بقوله - سبحانه -: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7]، وعليهم كذلك أن يحذروا مَنْ ليس أهلاً للمناقشة والمناظرة ألا يشارك فيها حتى لا يستغل الخصوم ضعفه وإخفاقه في نشر باطلهم؛ فالمناظرات فهم وعلم لا يصلح له إلا القليل، وعلى المناظر أن يهتم بالأمور المهمة، وأن يكون يقظاً فلا يُستدرَج للخوض في الجزئيات قبل الاتفاق على الكليات، ولا يدع الخصم يفرّ من الهزيمة باستطراد أو حيدة أو أساليب ماكرة، بل عليه إعادته للموضوع كلما حاول الابتعاد عنه، كما أن عليه في البدء تحديد نقطة الخلاف حتى تكون واضحة للجميع، وهكذا.
7 ـ وعلى العلماء والدعاة أن ينفتحوا للناس وخاصة الشباب، ويشجعوهم على البوح بما في أنفسهم، والإفضاء بكل ما لديهم، ويتلطفوا معهم، ولا يثوروا ولا يتأففوا مهما سمعوا منهم من آراء شاذة، وأفكار باطلة، بل عليهم أن يعالجوا الأمر بالحكمة والحسنى، وأن يذكروا ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سعة الصدر والأسلوب الحسن في مثل هذه المواقف؛ فكلنا يذكر موقفه - صلى الله عليه وسلم - مع الأعرابي الذي بال في المسجد النبوي، وموقفه من الشاب الذي جاءه وقال له: يا رسول الله! ائذن لي في الزنا ... ، فموقفه مع معاوية بن الحكم السلمي الذي تكلم في الصلاة، وغيرهم كثير، فلنا فيه - صلى الله عليه وسلم - قدوة حسنة، وهدي رشيد.
ولعل الكثير ممن انحرفوا إلى جماعات التكفير والتفجير، وأجرموا وأفسدوا في الأرض هم في نفوسهم مخلصون متحمسون لدينهم، ولكنهم فقدوا المرشد الرفيق، والهادي الأمين، فتلقفهم أحد عناصر الضلال، وخدعهم بأساليب ماكرة، وزين لهم القبيح، وأثار فيهم العواطف الجياشة تجاه ما يجري للمسلمين في كل مكان من الحرب والتسلط والمؤامرات وكيد الأعداء، وصور لهم أن طريق الخلاص إنما هو بالجهاد، وأن الخروج على الحكام هو جهاد يوصل إلى الجنان، واستغل سذاجتهم وبساطتهم وعدم تمكنهم من العلم الشرعي الصحيح، ومن تقدير الواقع الراهن والمصالح والمفاسد، فساقهم إلى هذه الجرائم والمنكرات.
8 ـ وعلى العلماء والدعاة أن يلتزموا بما أمر الله ـ - عز وجل - ـ به من العدل والإنصاف مع المخالف، كما قال الله - عز وجل - في وصيته للمؤمنين: {وَإذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} [الأنعام: 152]، وقوله: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]، فعليهم أن يقروا بما لدى الفرق الضالة من الصواب، ويبينوا ما لديهم من الخطأ، ولا يظلموهم أو يفتروا عليهم، أو ينسبوا إليهم ما ليس بصحيح، كما أن عليهم التثبت في الأخبار وعدم التعجل في الأحكام، وسيكسبهم هذا ثقة الناس، فيرجعون إليهم ويسترشدون بآرائهم، وبمثل هذا كان للعلماء الربانيين المنزلة الرفيعة لدى الأمة، ولأقوالهم الوزن والثقة والاتِّباع، وهذه الصفة مما اختص به أهل السنة وحدهم دون غيرهم من أهل الأهواء والبدع. قال الإمام وكيع بن الجراح - رحمه الله -: (أهل السنة يذكرون ما لهم وما عليهم، وأما أهل الأهواء فلا يذكرون إلا ما لهم)، ولشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كلام طويل جميل نحو ذلك.
9 ـ وأخيراً على العلماء والدعاة أن يكونوا قدوة حسنة للناس في سلوكهم وفي عبادتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم، فيرى الناس فيهم هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - والسلف الصالح، من التقوى والتواضع واللطف والرفق والإحسان، والعدل والإنصاف، ويسمعوا منهم الرأي السديد، والتوجيه الرشيد، الممتلئ بالمحبة والإشفاق والرحمة، فينصحون ولا يفضحون، ويشهدون بالحق، ويحكمون بالعدل، وينقدون النقد البنّاء، ويحذِّرون تحذير الوامق (1) المشفق لا الشامت الشانئ، ولا العدو الكاشح، ويكونون أرحم الناس بالخلْق وأعرفهم بالحق؛ وعند ذلك سيكونون قادة الأمة الحقيقيين الذين يُسْمَع كلامهم، ويحترمهم الجميع حتى الحكام، فيقدّرونهم ويشاورونهم ويأخذون بنصائحهم.
هذا؛ والبحث واسع وذو شجون، ولكن فيما ذُكر غُنية عما لم يُذكر، وفي الإشارة ما يغني عن العبارة، وصلى الله وسلم على محمد وآله.
كتبه /محمد عيد العباسي
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=6931
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 03:55]ـ
أحسن الله إليك وبارك الله فيك(/)
01 الرد على سؤال الرافضي اية الله كمال الحيدري لاهل السنة والجماعة
ـ[نورالدين المالكي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 04:30]ـ
الرد على سؤال الرافضي كمال الحيدري لأهل السنة والجماعة
التاريخ: 27.09.2009
الوقت: 9:30 بتوقيت مكة
الموضوع: الأطروحة المهدوية
الحلقة: الأولى
القناة: الكوثر
الضيف: آية الله السيد كمال الحيدري
الدقيقة 19 قال كمال الحيدري:
المحور الثاني: قد يأتي هذا التساؤل أن جملة من السائلين و المتداخلين، يسألون إن كان الإمام موجود، إذا لماذا لا يظهر؟ لماذا لا يعرف نفسه؟ إذا كان الإمام حي و موجود لماذا لا يخرج؟
على نظرياتهم - يقصد أهل السنة والجماعة - انه سيولد، لماذا الله عز وجل الآن لا يخلقه؟ لماذا لا يولد الآن؟ وهذا السؤال لا يجيبون عليه لهذا نسألهم، إن كان سيولد في أخر الزمان لماذا الله عز وجل لا يخلقه؟
الرد من أوجه:
أولا: قبل أن يلزمنا بالسؤال، الأمر الذي يجب أن يعرفه كمال الحيدري أن عقيدة أهل السنة والجماعة تختلف عن عقيدة الإثني عشرية في ما يتعلق بالمهدي فلا يمكن أن نقيس المهدي عندنا بالمهدي عندهم.
ثانيا: أن سؤال آهل السنة و الجماعة (إذا كان مهدي الإمامية حي وموجود لماذا لا يخرج؟) عندما ادعى الإثني عشرية أن إتباع مهديهم واجب على كل المسلمين، وانه من مات لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، وإمام هذا الزمان هو مهديهم، وأن مهديهم حجة على الناس، لهذا فوجب علينا أن نعرف هذا الشخص الذي إتباعه واجب وهو حجة علينا، بينما أهل السنة والجماعة لا يدعون أن مهديهم حجة ولا أنه واجب الإتباع الآن لهذا فسؤال كمال الحيدري غير ملزم لأهل السنة والجماعة.
ثالثا: كيف يدعي الإثني عشرية أنه حجة على الناس، وقد اتفق العقلاء أن الحجة تكون ظاهرة لا مخفية، والحجة تكون قطعية لا ظنية، والحجج تبنى على حقائق لا على أوهام.
رابعا: أن الإثني عشرية يكفرون من لا يعتقد بمهديهم لهذا كفروا كل من خالفهم بما فيهم أهل السنة والجماعة، لهذا وجب أن نعرف من هذا الرجل الذي إتباعه من دين والذي يكون في إتباعه عصمة من الظلال.
خامسا: أن الإثني عشرية يعتقدون أن مهديهم موجود، بينما أهل السنة والجماعة لا يعتقدون أن مهديهم موجود في هذا الوقت، لهذا فسؤال كمال الحيدري غير ملزم، لأنه يسأل عن شيء نحن أصلا لا نعتقد به، وجاز لنا أن ننزل لهذا المستوى المتدني من التفكير، وهذا الطرح التهريجي، ونسأل كمال الحيدري أن يذكر لنا لما لم يخرج كل من (الخرساني والسفياني واليماني) الذين يعتقد الإثني عشرية أنهم من علامات المهدي.
لهذا فسؤال كمال الحيدري ليس في محله ذلك أننا لا نعتقد لا بوجود ولا بحجية مهدي أهل السنة والجماعة في وقتنا الحالى.
=====================
كل الردود على كمال الحيدري تحت رابط واحد:
http://www.alrad.net/hiwar/hydary/
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 04:32]ـ
أحسن الله إليك وبارك الله فيك(/)
02 الرد على كمال الحيدري في قوله أن غياب مهديهم كغياب الشمس
ـ[نورالدين المالكي]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 12:29]ـ
الرد على كمال الحيدري في قوله أن غياب مهديهم كغياب الشمس
التاريخ: 27.09.2009
الوقت: 9:30 بتوقيت مكة
الموضوع: الأطروحة المهدوية
الحلقة: الأولى
القناة: الكوثر
الضيف: آية الله السيد كمال الحيدري
الدقيقة 31 قال كمال الحيدري:
كثير من الإشكالات التي بدأت تورد على مسالة حياة الإمام و هو انه حي، هو انه ماذا يفعل و ما هي أهمية وجوده؟ وماذا ينفع الناس منه؟ و هنا نجد الروايات عن الرسول الأعظم أنه شبه وجوده بالشمس إذا غيبها السحاب كيف انه يمكن الانتفاع بها أيضا الانتفاع بالمهدي حاصل.
الرد من أوجه:
أولا: الحديث الذي استدل به لا تصح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، الحديث نقله الكليني في كتابه الكافي الجزء1 صفحة336 باب في الغيبة و ضعفه المجلسي في كتابه مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 4، ص: 34 و هنا حديث أخر رواه أيضا الكليني في كتابه الكافي الجزء1 صفحة338 باب في الغيبة، و قد ضعفه أيضا المجلسي في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 4، ص: 46
ثانيا: بعد أن تبين أن الحديث لا يصح نقلا، لا يمكن الاستدلال به عقلا أيضا ذلك أن غياب المهدي كان لألف سنة، ولا يمكن أن نتخيل حياة على الأرض مع غياب الشمس لألف سنة، فالنباتات تحتاج إلى الشمس، لإنتاج الأوكسجين، و بدون أوكسجين لا يستطيع الإنسان العيش.
لهذا فتشبيه كمال الحيدري غيبة المهدي كغياب الشمس خلف السحاب تشبيه لا يصح لا نقلا و لا عقلا.
=====================
كل الردود على كمال الحيدري تحت رابط واحد:
http://www.alrad.net/hiwar/hydary(/)
دوي الليالي الرمضانية - لأبي عمر إبراهيم السكران -وفقه الله-
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 06:37]ـ
إبراهيم السكران - صحيفة المسك ( http://www.almisq.net/articles-action-show-id-590.htm)- نشر بتاريخ 08 - 08 - 2010
الحمدلله وبعد،،
من الذكريات التي تنتاب خاطري بشكل عشوائي صورة تتراءى لي كثيراً من أحد مساءات رمضان .. فمن المشاهد في ليالي رمضان، وخصوصاً في هذا العِقد الأخير، أن المساجد صارت تتفاوت كثيراً في توقيت صلوات التراويح والتهجد بحسب ما يرتاح له أهل كل حي ويتوافقون عليه .. ولذلك فكثيراً ما تكون في منزلك قد انتهيت من الصلاة بينما تسمع بعض المساجد المجاورة لا زالوا في جوف صلاتهم .. وهذا ما وقع لي ذات ليلةٍ تكاد ذكراها تتهدج في نفسي ..
كنت في غرفتي الخاصة أعِدّ بعض الأوراق، وأمامي طبق أتت به الوالدة مما تبقى من معجنات الإفطار ودسته فوق مكتبي بلطف حتى أتناوله دون مفاوضات، يارزقني الله وإخواني القراء بر والدينا أحياءً وأمواتاً، وفي ثنايا انهماكي في هذه المهام .. تسرب من خلال النافذة صوت مسجد الشيخ القارئ خالد الشارخ، وهو مسجد تتلبد عليه وفود الشباب والفتيان من الأحياء المجاورة في شرق الرياض .. توقفت عن العمل .. وفتحت النافذة وكانت ليلة عليلة .. وكادت أذني أن تنخلع تجاه مصدر الصوت .. أظنها كانت آيات من سورة المائدة إن لم أكن واهماً .. والله إنني أكاد ألمس السكينة تتطامن فوق كل ذرةٍ حولي .. شعرت أن الهواء ليس كالهواء .. وأن السماء ليست السماء .. هناك شئٌ ما أفلست قواميس الدنيا أن تمدني بعبارة أصف بها ذلك الإحساس ..
رباه .. أي شئ يفعله القرآن يا إلهي في النفوس البشرية ..
ومما يعبُر في بحر هذه الذكرى أنني أتذكر وأنا صغير أن أحد قريباتي المسنّات كانت إذا عادت من صلاة التراويح اتجهت إلى التلفاز تشاهد نقل صلاة التراويح من المسجد الحرام .. ولا أحصي كم شهدت دمعاتها تتلامع في محاجرها حين تتسمر أمام تلك الصفوف المهيبة المطرقة حول كعبة الله المشرفة والقرآن تتجاوب به منارات الحرم وسواريه ..
هذه الأيام التي لا يفصلنا فيها عن رمضان إلا مسيرة ثلاثة أيام، يكثر فيها تبادل التهاني والدعوات، بلغنا الله وإياك رمضان، وفقنا الله وإياك لصيام رمضان وقيامه، أحببت أن أبارك لك قدوم الشهر الكريم، الخ .. حين رأيت بعض هذه التهاني دار في بالي أن أنظر كيف عرض الله لنا (رمضان)؟
في أي إطار وضع الله (شهر رمضان)؟ أو بمعنى آخر: ما هي (هوية رمضان) بحسب الصورة التي يقدمها الله لنا؟
حين أخذت أتأمل الآيات القرآنية التي تعرضت لرمضان في القرآن، وجدته جاء في صيغتين، صيغة الشهر الكامل (رمضان)، وجاء في صيغة جزئية أي بعض أيامه فقط، وهي (ليلة القدر).
في الصيغة التي جاء فيها بذكر الشهر الكامل (رمضان) قال الله عنه (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة، 185] فعرّفه الله لنا بأنه الظرف الزماني للقرآن.
وفي الصيغة التي أشير فيها لرمضان بصورة جزئية، وهي أحد لياليه، جاءت في موضعين، مرةً باسم (ليلة القدر) ومرةً باسم (الليلة المباركة)، فأما باسم ليلة القدر فيقول تعالى في مطلع سورة القدر (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر، 1]، وأما باسم الليلة المباركة فيقول تعالى في مطلع سورة الدخان (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) [الدخان، 3].
وفي كلا الموضعين ذكر الله هذه الليلة عبر علاقتها بالقرآن!
يا لربنا العجب .. في المواضع التي ذكر الله فيها رمضان، بصيغة الشهر الكامل وبصيغة الليالي الجزئية، تم تقديمه في إطار علاقته بالقرآن .. أي إشارة لخصوصية القرآن في رمضان أكثر من ذلك .. استعرض كل شهور السنة الفاضلة .. شهور الحج .. الأشهر الحرم .. لن تجد كثافة في الإشارة للقرآن كما تجده في علاقة القرآن برمضان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بل ثمة أمر قد يكون أشد لفتاً للانتباه من ذلك، أنه ليس فقط إنزال القرآن اختار الله له رمضان، بل حتى (مراجعة القرآن) مع النبي -صلى الله عليه وسلم- اختار الله لها رمضان! فكان جبرائيل عليه السلام –وهو أعظم الملائكة لأنه اختص بنقل كلام الله- يعقد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مجالس مسائية في كل ليلة من رمضان لمراجعة القرآن، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس أنه قال (كان جبريل يلقى النبي في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن) [البخاري، 4997]
لماذا اختار الله تحديداً هذا الشهر –أيضاً- لمراجعة القرآن؟ أليس في هذا إلماحاً إلى أن الساعات الرمضانية هي أشرف الأزمان وأليقها بالقرآن؟ هل هناك لفت للانتباه لخصوصية القرآن في رمضان أكثر من هذه الإشارات في اختيار توقيت نزول القرآن، واختيار توقيت مراجعته؟
والحقيقة أن هذه المدارسة إذا أخذ يتخيلها الإنسان تستحوذ عليه المهابة .. من يتصور؟ مجلس ليلي رمضاني لمراجعة القرآن، طرفاه أعظم إنسان (محمد بن عبدالله) وأعظم ملَك (جبرائيل) وموضوع الدرس أعظم الكلام (كلام ملك الملوك) .. يا ألله .. أي هيبة تقبض على النفوس بمجرد تخيل ذلك ..
ولذلك فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- نفسه يتأثر كثيراً بهذه المدارسة القرآنية الرمضانية مع جبرائيل، وكان الصحابة يرون أثرها أمامهم على شخصية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حتى كان يقول ابن عباس كما في البخاري (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) [البخاري، 3220].
انظر كيف كان جود رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يزداد بمدارسته القرآن مع جبريل، إذا كان هذا رسول الله الذي نزل عليه القرآن ومع ذلك ينتفع بمدارسته، فكيف بالله عليكم ستكون حاجتنا نحن أصحاب القلوب التي أمرضتها الشهوات والشبهات .. ؟! أي حرمان أوقع فيه بعض المتثيقفة أنفسَهم حين أوهموا أنفسهم أنهم يعرفون القرآن وقرؤوه ولا حاجة لهم إلى إستمرار تلاوته وتدبره ومدارسته، فكل ما في القرآن سبق أن اطلعوا عليه!
أشهر فعالية اجتماعية في شهر رمضان هي طبعاً (صلاة التراويح) .. هل سألت نفسك يوماً ماهي الحكمة من صلاة التروايح؟ دعني أكون شفافاً معك فالحقيقة أنه لم يسبق لي أصلاً أن تساءلت هذا السؤال، ولكن كنت مرةً أطالع فتاوى محقق العلوم ابوالعباس ابن تيمية فرأيته يقول رحمه الله (بل من أجلِّ مقصود التراويح قراءة القرآن فيها، ليسمع المسلمون كلام الله) [الفتاوى 23/ 122]
سبحان من فتح على ذلك العقل الحراني في فهم أسرار الشريعة ..
وإذا تأمل المرء النسبة بين رمضان الذي هو وقت الصوم ووقت نزول القرآن، أدرك شيئاً من النسبة بين يوم الاثنين واستحباب صيام النفل فيه، وهو ما أشار له النبي –صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم (سئل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم الاثنين قال "ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، أو أنزل علي فيه"). [مسلم، 2804]
فلاحظ بالله عليك هذا الخيط الرفيع بين كون شهر رمضان الذي يجب صومه هو شهر نزول القرآن، ويوم الاثنين الذي يستحب صومه هو يوم نزول القرآن.
هل من المعقول أن تكون هذه التوقيتات الزمنية لا تحمل دلالات شرعية ورسائل تضمينية؟
بل ومن الموافقات التاريخية العجيبة أن أشهر جهاد للسلف في القرآن كان فتنة الإمام الاحمد المعروفة في مسألة القرآن، وهذه الحادثة العقدية القرآنية وقعت في رمضان كما ذكر المؤرخون! قال الذهبي (وفي رمضان كانت محنة الإمام أحمد في القرآن، وضرب بالسياط حتى زال عقله) [النبلاء، 10/ 292].
فسبحان من أنزل القرآن في رمضان، وابتلى أئمة السلف بالجهاد للقرآن في رمضان! وهذا مجرد توافق تاريخي لكن فيه شئ لطيف مما تستطرفه النفوس ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا حاول المرء أن يتأمل في سر العلاقة بين رمضان والقرآن، أو أزمان الصيام والقرآن، فإنه يمكن أن تكون العلاقة أن الصيام يهذب النفس البشرية فتتهيأ لاستقبال القرآن، ففي أيام الصيام تكون النفس هادئة ساكنة بسبب ترك فضول الطعام .. وهذا يعني أن من أعظم ما يعين على تدبر القرآن وفهمه التقلل من الفضول .. مثل فضول الطعام، وفضول الخلطة مع الناس، وفضول النظر، وفضول السماع، وفضول تصفح الانترنت .. فكلما زالت حواجز الفضول تهاوت الحجب بين القلب والقرآن ..
وبعض الناس يتساءل ويقول: ماذا أتدبر بالضبط في القرآن؟ والحقيقة أن القرآن فيه حقائق وإشارات كثيرة تحتاج إلى التدبر، ثمة مفاتيح كثيرة لفهم القرآن ..
أعظم وجوه ومفاتيح الانتفاع بالقرآن تدبر ما عرضه القرآن من (حقائق العلم بالله) فما في القرآن من تصورات عن الملأ الأعلى هي من أعظم ما يزكي النفوس، وكثيراً من المنتسبين للفكر المعاصر يظن الأهم في القرآن هو التشريعات العملية، وأما باب العلم الإلهي فهو قضية ثانوية، ولا يعرف أن هذا هو المقصود الأجل والأعظم، ولذلك قال الإمام ابن تيمية (فإن الخطاب العلمي في القرآن أشرف من الخطاب العملي قدراً وصفة) [درء التعارض، 5/ 358].
وأنا شخصياً إذا التقيت بشخصية غربية متميزة في الفكر أو القانون أو غيرها من العلوم أجاهد نفسي مجاهدة على احترام تميزه، لأنني كلما رأيتهم في غاية الجهل بالله سبحانه وتعالى، امتلأت نفسي إزراءً بهم، ما فائدة أن تعرف تفاصيل جزء معين من العلوم وأنت جاهل بأعظم مطلوب للإنسان .. إنه لا يختلف عن سائق مركبة يتقن تفاصيل بعض الطرق الفرعية ويجهل الطرق الرئيسية في المدينة .. فهل مثل هذا يصل؟! أي تخلف وانحطاط معرفي يعيشه هؤلاء الجهلة بالعلم الإلهي .. ويؤلمني القول بأن كثيراً من المنتسبين للفكر العربي المعاصر يجهلون دقائق العلم بالله التي عرضها القرآن .. وأما من تأمل رسالة الإمام أحمد في الرد على الزنادقة، ورسالة الدارمي في النقض على المريسي، فستسحوذ عليه الدهشة من عمق علمهم بالقرآن ومافيه من أسرار المعرفة الإلهية، وشدة استحضار الآيات وربط ما بينها ..
ومن وجوه الانتفاع بالقرآن –أيضاً- تدبر أخبار الأنبياء التي ساقها القرآن وكررها في مواضع متعددة، وبدهي أن هذه الأخبار عن الأنبياء ليست قصصاً للتسلية، بل هي (نماذج) يريد القرآن أن يوصل من خلالها رسائل تضمينية، فيتدبر قارئ القرآن ماذا أراد الله بهذه الأخبار؟ مثل التفطن لعبودية الأنبياء وطريقتهم في التعامل مع الله كما قال الإمام ابن تيمية (والقرآن قد أخبر بأدعية الأنبياء، وتوباتهم، واستغفارهم) [الرد على البكري].
وتلاحظ أن الله يثنّي ويعيد قصص القرآن في مواطن متفرقة، وليس هذا تكراراً محضاً، بل في كل موضع يريد الله تعالى أن يوصل رسالةً ما، وأحياناً أخرى يكون في كل موضع إشارة لجزء من الأحداث لايذكره الموضع الآخر، كما قال الإمام ابن تيمية مثلاً (وقد ذكر الله قصة قوم لوط في مواضع من القران في سورة هود والحجر والعنكبوت، وفي كل موضع يذكر نوعاً مما جرى) [الرد على المنطقيين].
والمهم هاهنا أن تدبر أخبار الأنبياء، وأخبار الطغاة، وأخبار الصالحين، في القرآن، ومحاولة تفهم وتحليل الرسالة الضمنية فيها؛ من أعظم مفاتيح الانتفاع بالقرآن.
ومن أعظم وجوه الانتفاع بالقرآن –أيضاً- أن يضع الإنسان أمامه على طاولة التدبر كل الخطابات الفكرية المعاصرة عن النهضة والحضارة والتقدم والرقي والاصلاح والاستنارة الخ .. ويضع كل القضايا التي يرون أنها هي معيار التقدم والرقي .. ثم يتدبر قارئ القرآن أعمال الإيمان التي عرضها القرآن كمعيار للتقدم والرقي .. تأمل فقط بالله عليك كيف ذكر الله الانقياد والتوكل واليقين والاخلاص والاستغفار والتسبيح والصبر والصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الخ في عشرات المواضع .. بل بعض هذه الأعمال بعينها ذكرت في سبعين موضعاً .. ثم قارن حضور هذه القضايا في الخطابات الفكرية لتجده حضوراً شاحباً خجولاً .. أي إفلاس فكري أن تكون الأعمال التي يحبها الله ويثنيّ بها ويجعلها مقياس الرقي والتقدم والتنوير هي في ذيل القائمة لدى الخطابات الفكرية المعاصرة المخالفة لأهل السنة .. يا خيبة الأعمار ..
(يُتْبَعُ)
(/)
حين يتدبر قارئ القرآن كيف وصف الله القرآن بأنه هدى وبينات ونور فإنه يستنتج من ذلك مباشرة بأن مراد الله من عباده في القرآن ليس لغزاً .. هل يمكن أن يكون الله تعالى يعظم ويمنح الأولوية لتلك القضايا التي ترددها الخطابات الفكرية ثم يكرر في القرآن غير ذلك؟! هل القرآن يضلل الناس عن مراد الله؟! شرّف الله القرآن عن ذلك، ولذلك كان الامام ابن تيمية يقول (وما قصد به هدى عاماً كالقرآن، الذي أنزله الله بياناً للناس، يذكر فيه من الادلة ما ينتفع به الناس عامة). [الفتاوى، 9/ 211]
وهذا لا يعني أن الأئمة الربانيين لا يختصهم الله بمزيد فهم للقرآن، وتتكشف لهم دلالات وأسرار لا تنكشف لغيرهم من الناس، فالقلب المعمور بالتقوى يبصر ما لا يبصره من أغطشت عينه النزوات، نسأل الله أن يسبل علينا ستر عفوه، وقد أشار الإمام ابن تيمية لذلك في مواضع كثيرة من كتبه، كقوله (ومن المعلوم أنه في تفاصيل آيات القرآن من العلم والإيمان ما يتفاضل الناس فيه تفاضلاً لا ينضبط لنا، والقرآن الذي يقرأه الناس بالليل والنهار يتفاضلون في فهمه تفاضلاً عظيماً، وقد رفع الله بعض الناس على بعض درجات) [درء التعارض].
ومن أعظم مفاتيح الانتفاع بالقرآن –أيضاً- أن يستحضر متدبر القرآن أن جمهور قرارات القرآن وأحكامه على الأعيان والأشياء إنما هي (أمثال)، ومعنى كونها أمثال أي (يعتبر بها ما كان من جنسها) بمعنى أن القرآن يقدم في الأصل نماذج لا خصوصيات أعيان، وقد أشار القرآن لذلك كثيراً كقوله تعالى في سورة الحشر (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وقوله في سورة الروم (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ).
فماذا يريد الله في مطاوي هذه الأمثلة القرآنية؟ هذا أفق واسع للتدبر ..
لا شك أن تنبيهات القرآن على مركزية (تدبر القرآن) في صحة المنهج والطريق أنها دافع عظيم للتدبر .. لكن ثمة أمراً آخر على الوجه المقابل لهذه القضية .. معنى منذ أن يتأمله الإنسان يرتفع لديه منسوب القلق قطعاً .. وهو أن من أعرض عن تدبر القرآن فإن الله قدر عليه أصلاً ذلك الانصراف لأن الله تعالى سبق في علمه أن هذا الإنسان لا خير فيه، ولو كان في هذا المعرض خير لوفقه الله للتدبر والانتفاع بالقرآن، وقد شرح القرآن هذا المعنى في قوله تعالى (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) [الأنفال، 23].
كلما رأى الإنسان نفسه معرضاً عن تدبر القرآن، أومعرضاًَ عن بعض معاني القرآن، ثم تذكر قوله تعالى (ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) يجف ريقه من الهلع لا محالة ..
على أية حال .. رمضان على الأبواب .. وهذا موسم القرآن ولكل شئ موسم .. (والقرآن مورد يرده الخلق كلهم، وكل ينال منه على مقدار ما قسم الله له) [درء التعارض].
ابوعمر
شعبان 1431هـ(/)
إبطال الرواية المفتراة عن عمر الفاروق رضي الله عنه وأنه رفس فاطمة رضي الله عنها
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 08:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك رواية مفتراة على أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب, ننشرها هنا في هذا الموقع المتميز الواسع الانتشار كي تعمم على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لتكون مرجعا لهم يضعونها في وجوه الكذابين الأفاقين الذي يكيدون بالصحابة الأجلاء رضوان الله عنهم أجمعين, ونحن هنا ندحض بنكذب كل من يفتري على صحابي جليل مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وأزواجه وعلى من اهتدى بهديه واستنّ بسنته الى يوم الدين وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
سائل يسأل فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم هذا السؤال فيقول
ياشيخنا الفاضل
هذ الموضوع اشغلنا كثيرا ونريد فيه فتوى حتى نساهم في نشرها وتعميمها
وجزاكم الله خيرالجزاء
اعنوان الموضوع
عاجل/ حديث مخيف قرأته في عدة كتب من صحاحنا
_________________
وهذا الموضوع انقله لكم كما هو
_________________
اخواني واخواتي الكرام ... بإختصار شديد ارجوكم ارجعوا الى هذه المصادر والتي تعتبر من الصحاح وأقوى كتبنا نحن أهل السنة والجماعة
بصراحة قرأت حديث مخيف وهو متكرر في جميع هذه الكتب وهو ينص ويثبت بأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رفس بنت الرسول السيدة فاطمة رضي الله عنها في بطنها حتى اسقطت جنينها، وايضا قام بحرق دارها
ارجوكم لا احد يأتي ويشتمني ويقول اني رافضي - الله يشهد بأني من أهل السنة والجماعة - وقد قام احد الشيعة بإعطائي هذه المصادر وهي موجودة في كتبنا، وقد قمت بالتحقق منها بنفسي شخصيا لأتأكد ان كان صادقاً أو كاذباً!! وشريت هذه الكتب من مكتباتنا الإسلامية - وقد انصدمت بشكل مروع حيث رأيت بأن كتبنا الصحيحة تثبت ذلك، واريد أن أعرض هذه المصادر عليكم حتى تتأكدوا بأنفسكم
ارجوا أن ترجعوا وتتأكدوا منها بأنفسكم
بصراحة انا قررت أن اتعمق أكثر وأكثر في هذا الموضوع لأني تأكدت بأن المسألة فيها أن، ويجب أن نتأكد منها بأنفسنا وليس من الغير
تفضلوا هذه هي المصادر
-----------------------------------------
إبن حجر - لسان الميزان - الجزء: (1) - رقم الصفحة: 268
============================== =
الذهبي - ميزان الإعتدال - الجزء: (1) - رقم الصفحة: 139
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- أحمد بن محمد بن السري بن يحيى المعروف ب: إبن أبي دارم: قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي فيما قال: ...... ثم كان في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب. حضرته ورجل يقرأ عليه: إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن
============================== =
الذهبي - سير أعلام النبلاء - الجزء: (15) - رقم الصفحة: 578
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- ....... قال الحاكم: وقال محمد بن حماد الحافظ، كان مستقيم الامر عامة دهره، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت محسنا
============================== =
الشهرستاني - الملل والنحل - الجزء: (1) - رقم الصفحة: 57
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- إن عمر ضرب بطن فاطمة (ع) يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها. وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين (ع).
============================== =
اليعقوبي - تاريخ اليعقوبي - الجزء: (2) - رقم الصفحة: 126
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والانصار قد إجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار، وخرج علي ومعه السيف، فلقيه عمر، فصارعه عمر فصرعه، وكسر سيفه، ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت: والله لتخرجن أو لاكشفن شعري ولا عجن إلى الله! فخرجوا وخرج من كان في الدار وأقام القوم
(يُتْبَعُ)
(/)
- ثم قام عمر، فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من إبن الخطاب وإبن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، فمضوا به إلى أبي بكر
============================== =
الشيخ محمد فاضل المسعودي - الأسرار الفاطمية - رقم الصفحة: 123
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- وقال: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة، حتى ألقت المحسن من بطنها. وعن لسان الميزان: إن عمر رفس فاطمة (ع) حتى أسقطت بمحسن
============================== =
صلاح الدين الصفدي - الوافي بالوفيات - الجزء: (1) - رقم الصفحة: 57
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- إستدرك على كتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان، وقد ترجم فيه النظام المعتزلي إبراهيم بن سيار البصري (160ـ 231هـ). وقال: قالت المعتزلة إنما لقب ذلك النظام لحسن كلامه نظما ونثرا، وكان إبن أخت أبي هذيل العلاف شيخ المعتزلة، وكان شديد الذكاء، ونقل آراءه، فقال: أن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن في بطنها
============================== =
الصفدي - الوافي للوفيات - الجزء: (6) - رقم الصفحة: 15
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- وقال إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم لبيعة حتى ألقت المحسن من بطنها
============================== =
الطبري - الرياض النظرة - الجزء: (1) - رقم الصفحة: (241) - نشر دار الكتب العلمية - بيروت
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- فجاء عمر في عصابة، منهم اسيد بن خصير، وسلمة بن سلامة بن وقش، وهما من بني عبد الأشهل، فصاحت فاطمة (ع) وناشدتهم الله، فأخذوا سيفي علي، والزبير، فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما، ثم أخرجهما عمر يسوقهما
============================== =
إبن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة - الجزء: (6) - رقم الصفحة: 49
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- ........ ورأت فاطمة ما صنع عمر. فصرخت وولولت، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن، فخرجت إلى باب حجرتها، ونادت، يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله
============================== =
علي الخليلي - أبو بكر بن أبي قحافة - رقم الصفحة: 317
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- كما نقل صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في الوافي بالوفيات ضمن حرف الألف كلمات وعقائد إبراهيم بن سيار بن هاني البصري المعروف بالنظام المعتزلي إلى أن قال النظام: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، وهكذا تجد مما أخرجه البلاذري والطبري وإبن خزاية وإبن عبد ربه والجوهري والمسعودي والنظام وإبن أبي الحديد وإبن قتيبة وإبن شحنة والحافظ إبراهيم وغيرهم تثبت ان عليا وبني هاشم وأخص الصحابة انما بايعوا بعد التهديد وبعد اجبارهم قسرا، وأن أبا بكر وعمر بالغا بالظلم والقسر لأخذ البيعة
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
قائل ذلك وناقله إما أنه رافضي، وإما أنه جاهل! والأول أقرب؛ لأن طريقة الاختصار بحرف العين (ع) عند الترضّي (أو الصلاة) على آل البيت هي طريقة الرافضة!
ودليل جهله أنه ينقل مِن كُتب ليست هي كُتب رواية، بل هي كُتُب نقْد للأسانيد وبيان حال بعض الرواة، خاصة الضعفاء وسياق مروياتهم.
وقوله: (وهو ينص ويثبت بأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رفس بنت الرسول السيدة فاطمة رضي الله عنها في بطنها حتى أسقطت جنينها، وأيضا قام بحرق دارها) كذب وافتراء.
وقوله في تهويل: (وقد انصدمت بشكل مروع حيث رأيت بأن كتبنا الصحيحة تثبت ذلك)!
مَن قال أيها الجاهل بأن تلك الكُتب هي كُتبنا الصحيحة؟
ومَن صحح تلك الروايات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا قيل عند أهل العِلْم: الكُتب الصحيحة، فيُقصد بها الصّحاح دون كُتُب السُّنن والمسانيد وغيرها مِن كُتُب السنة، وأخصّها وأصحّها: صحيح البخاري وصحيح مسلم؛ لأنهما شَرَطا إخراج الأحاديث الصحيحة، وقد وَفوا بذلك الشَّرْط.
فالقول بأنه (ينص ويثبت) غير صحيح، بل هو مكذوب، وبيان بما يلي:
أولا: كِتاب (ميزان الاعتدال) و (لسان الميزان) كلاهما لبيان أحوال الرواة.
فالأول عنوانه: (ميزان الاعتدال في نقد الرجال).
قال الذهبي في مقدمة كتابه هذا: وقد احتوى كتابي هذا على ذِكْر الكذابين الوضاعين المتعمدين قاتلهم الله، وعلى الكاذبين في أنهم سمعوا ولم يكونوا سمعوا، ثم على الْمُتَّهَمِين بِالوَضْع أو بالتزوير، ثم على الكذّابين في لهجتهم لا في الحديث النبوي، ثم على المتروكين الهلكى الذين كَثُر خَطؤهم وتُرِك حَديثهم ولم يُعْتَمَد على روايتهم، ثم على الحفاظ الذين في دينهم رِقَّة، وفي عدالتهم وَهن، ثم على الْمُحَدِّثين الضعفاء مِن قِبل حِفظم، فَلهم غَلط وأوهام، ولم يترك حديثهم، بل يُقْبَل ما رَووه في الشواهد والاعتبار بهم لا في الاصول والحلال والحرام، ثم على الْمُحَدِّثِين الصادقين أو الشيوخ المستورين الذين فيهم لين ولم يبلغوا رتبة الأثْبَات المتقنين. اهـ.
والكتاب الثاني (لسان الميزان) هو اختصار وزيادة يسيرة للكتاب السابق (ميزان الاعتدال)، قال فيه ابن حجر: وقد كنت أردت نَسْخه على وَجهه فَطَال عليّ، فَرَأيت أن أحذف منه أسماء مَن أخرج له الأئمة الستة في كتبهم أو بعضهم، فلما ظهر لي ذلك استخرت الله تعالى وكَتبت منه ما ليس في تهذيب الكمال. اهـ.
ثانيا: نَقْد تلك المرويات:
أ – رواية (أحمد بن محمد بن السري) أورده الذهبي في " الميزان " وقال عنه: الكوفي الرافضي الكذّاب.
قال الذهبي: وقال محمد بن أحمد بن حماد الكوفى الحافظ - بعد أن أرَّخ موته -: كان مستقيم الامر عامّة دهره، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يُقرأ عليه المثالب، حَضَرْته ورَجل يقرأ عليه: إن عُمر رَفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن. اهـ.
فهذه الرواية عن طريق ذلك الرافضي الكذاب. فكيف يُقال (ثبت) أو (أنها في كُتبنا الصحيحة)؟ سبحانك هذا بُهتان عظيم.
وما نُقِل عن " سير أعلام النبلاء " للذهبي، هو نفسه ما سَبَق نَقْله عن " ميزان الاعتدال" للذهبي نفسه، إلاّ أن الذهبي زاد في " سير أعلام النبلاء " قوله عن ذلك الرافضي: قُلْتُ: شَيْخٌ ضَالٌّ مُعَثَّر.
فالناقل عن تلك الكُتب غير أمين في النقل، مما يُبيِّن أنه جاهل مُركّب أو رافضي زنديق!
ب – ما نُقِل عن الشهرستاني في " الملل والنحل " خيانة للأمانة، فإن الشهرستاني قال: " النظّامية " أصحاب إبراهيم بن يسار بن هانئ النَّظَّام، وقد طالع كثيرا من كتب الفلاسفة، وخلط كلامهم بِكلام المعتزلة، وانفرد عن أصحابه بمسائل ... ثم ساق الشهرستاني ما انفرد به النظّام مِن مسائل، وذَكَر منها: الحادية عشرة: مَيْله إلى الرَّفْض ووقيعته في كبار الصحابة.
وذَكَر الشهرستاني عن النظّام وقعيته في عمر رضي الله عنه، ثم قال الشهرستاني: وزاد في الفِرْية فقال: إن عمر ضَرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألْقَت الجنين مِن بطنها، وكان يصيح: احرقوا دارها بِمَن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. اهـ.
فأنت ترى أن الشهرستاني ساق ذلك على سبيل بيان عَوار النظام المعتزلي المائل إلى الرافضة!
وترى بِكُلّ وضوح أن الشهرستاني عبّر عن ذلك بأنه (فِرْيَة).
وأما اليعقوبي، فهو مشكوك في سُنّيته أصلا!
وما نقله غير مُعتمد، فهو يزعم في تاريخه أن عليّا رضي الله عنه هو الوصي!
ولَمّا ذَكَر خلافة الخلفاء الثلاثة كان يذكرها بالأيام حيث قال: (أيام أبي بكر)، (أيام عمر)، (أيام عثمان) هكذا ّ! ولَمّا ذَكَر خلافة عليّ رضي الله عنه قال: (خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب).
وهو يَروي ما يرويه مِن غير ذِكر أسانيد. فكيف يُقال (ثَبَت)؟ ولا ثبوت إلاَّ بأسانيد صحيحة.
وكُتب التواريخ عموما ليست عُمدة في المرويات، خاصة ما يُعوّل عليها ويُعتمد عليها ما لم تصحّ الروايات فيها؛ لأن عامة ما يُروى فيها أخبار لا يشترط فيها أصحابها صِحّتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن الرواية المذكورة باطلة لأسباب، منها:
1 – أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كان مُستشارا لِعمر في خلافته رضي الله عنه، فقد كان عليّ يَحْضُر مَجَالِس عُمر، بل ويستشيره عمر ويُشير عليه. وكان مما أشار به عليّ رضي الله عنه حدّ الْخَمْر.
2 – أن عمر رضي الله عنه خَطَب أم كلثوم ابنة عليّ، فزوّجه عليّ رضي الله عنه، فلو كان بينهما عداوة هل كان عليّ رضي الله عنه يُزوّجه ابنته؟!
3 – أن عليّا رضي الله عنه سمّى أحد أولاده: عمر وسَمّى الآخر عثمان!
جـ - ما نُقِل عن: محمد فاضل المسعودي – صاحب كتاب " الأسرار الفاطمية " لا عِبرة به؛ لأنه رافضي!
فهل أصبحت كُتب الرافضة تعتبر مِن (كتبنا الصحيحة)؟!
فهو كذّاب ينقل عن كذّاب! ينقل عما سبق بيانه بشأن النقل عن " ميزان الاعتدال ".
د – النقل عن (صلاح الدين الصفدي – صاحب كتاب الوافي بالوفيات) إنما نُقِل عنه ترجمة النّظام المعتزلي، وسبق بيان حاله وبيان الرواية. وأن الشهرستاني اعتبرها فِرية!
بل إن الصفدي نَقَل ما ذَكَره الشهرستاني عن النّظام، وفي " الوافي بالوفيات " في ذِكر النظّام: ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة رضي الله عنهم، وقال: نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الإمام علي وعينه وعرفت الصحابة ذلك ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما، وقال: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم لبيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، ووقع في جميع الصحابة فيما حكموا فيه بالاجتهاد، فقال: لا يخلو إما إن جهلوا فلا يحل لهم أو أنهم أرادوا أن يكونوا أرباب مذاهب فهو نفاق، وعنده الجاهل بأحكام الدين كافر والمنافق فاسق أو كافر وكلاهما يوجب الخلود في النار. اهـ.
فهذا نَقْل على سبيل الذمّ، وليس على سبيل المدح، فضلا عن أن يكون على سبيل الإثبات، بل لِبيان عوار النَّظَّام، وخُطورة أقواله ومعتقداته.
فهل هذا في (كتبنا الصحيحة)؟!
هـ - ما نُقل عن: محب الدين الطبري – في كتاب " الرياض النضِرة " ليس صحيحا، فإنه لم يَذكر كَسْر سيف عليّ رضي الله عنه، بل النص في الكتاب المذكور هكذا: (قال ابن شهاب وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير فدخلا بيت فاطمة معهما السلاح فجاءهما عمر بن الخطاب في عصابة من المسلمين منهم أسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن وقش وهما من بني عبد الأشهل. ويُقال: منهم ثابت بن قيس بن شماس من بني الخزرج، فأخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كَسَره. ويُقال: إنه كان فيهم عبد الرحمن بن عوف ومحمد بن مسلمة وإن محمد بن مسلمة هو الذي كسر سيف الزبير. والله أعلم. خَرّجه موسى بن عقبة. وهذا محمول على تقدير صحته على تسكين نار الفتنة وإغماد سيفها لا على قصد إهانة الزبير).
ثم إن هذه الرواية مِن مراسيل الزهري، وقد قال ابن معين ويحيى بن سعيد القطان: ليس بشيء، وكذا قال الشافعي. يعني ما يتعلّق بِمراسيل الزهري.
والمرسَل أصلاً مِن أقسام الحديث الضعيف، فكيف إذا كانت من المراسيل التي قال فيها العلماء: ليست بشيء؟!
و – النقل عن ابن أبي الحديد – صاحِب " شرح نهج البلاغة " ضلال! لأنه معتزلي يميل إلى الرفض، شأنه كَشَأن النظّام! بل إن الرافضة يستدلّون كثيرا بِما في كتابه " نهج البلاغة "!
ز - علي الخليلي – لا أعرفه، ولكني أشك أنه رافضي؛ لأنه لا يصِف كبار الصحابة بالقسوة والظُّلْم إلاّ الرافضة!
وكل ما ذَكَر مَدَاره على رافضي كذّاب! أو على معتزليّ يميل إلى الرفض!
ومَن دَخَل في غير فَنِّه أتَى بالعجائب!
فالشخص الذي نقل ذلك الكلام وقال عن نفسه إنه سُنِّي، فإن كان صَادِقا أنه سُنّي، فقد أتى بِطوامّ، وذلك دالّ على جَهْل، وأنه تكلّم فيما لا يُحسِن، وجادل الرافضة فلبّسوا عليه، وتَبِعَهم في غيِّهم وضلالهم في الطعن في خيار المؤمنين، قبل أن يسأل ويتثبّت.
والله تعالى أعلم.
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
ـ[نبيل حسن احمد]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 12:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الله يجزيك خير ياشيخنا على الرد الجميل الرد المتقن وهناك شئ اريد ان اقوله ان الله سبحانه وتعالى عصم الرسول صلى الله عليه وسلم من الناس فهل كان الله بعزته وجلاله لو كان هذا الكلام عن سيدنا عمر رضي الله عنه صحيحا ان يدفن بجانب رسول الله هل قدرة الله في حماية الرسول في حياته فقط اخواننا كثرت الفتن ولكن افتوا عقولكم وقلوبكم وهل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم غير صحيح عندما قال اللهم اعز الاسلام باحد العمرين(/)
الاتباع 5
ـ[سلام بن سلام]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 01:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ((إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)) سورة الانعام 153
(قال عليه الصلاة والسلام: إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلاله) صححه الألباني
قال تعالى: ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا)) سورة الاسراء 9
(قال شيخ الاسلام: فمن تدبر القرآن، وتدبر ما قبل الآيه وما بعدها وعرف مقصود القرآن تبين له المراد، وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج) مجموع الفتاوى 15/ 94
قال تعالى: ((كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون)) البقره 187
قال عبدالرحمن السعدي رحمه الله: " إن العلم الصحيح سبب للتقوى، لأنهم إذا بان لهم الحق اتبعوه، وإذا بان لهم الباطل أجتنبوه، ومن علم الحق فتركه والباطل فاتبعه كان أعظم لجرمه وأشد لأثمه " خلاصة تفسير القرآن صفحه 171
قال تعالى: ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله)) سورة الشورى 21
(فمن ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله أو أوجبه لقوله أو فعله من غير أن يشرعه الله فقد شرع من الدين مالم يأذن به الله ومن اتبعه في ذلك فقد اتخذه شريكا لله) اقتضاء الصراط المستقيم صفحه 268
قال تعالى: ((فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تتطغوا إنه بما تعملون بصير)) سورة هود 112
(ما أخرج آدم من الجنه إلا بتقديم الراي على النص، وما لعن أبليس وغضب عليه إلا بتقديم الراي على النص، ولا هلكت أمة من الأمم إلا بتقديم آرائها على الوحي، ولا تفرقت الأمه فرقا وكانت شيعا إلا بتقديم آرائها على النصوص) الصواعق المرسله صفحه 123
قال تعالى: ((أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا اهواءهم)) سورة محمد 14
قال الحسن البصري: إنما هلك من كان قبلكم حين تشعبت بهم السبل، وحادوا عن الطريق فتركوا الآثار،وقالوا في الدين برأيهم فظلوا وأظلوا) الاعتصام 2/ 334
قال تعالى: ((يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا)) سورة الاحزاب 66
قال أبو بكر الاسماعيلي: فتمسكوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا عنه،وأعلموا أن الله تعالى أوجب محبته ومغفرته لمتبعي رسوله وكتابه، وجعلهم الفرقة الناجية والجماعة المتبعة) اعتقاد أئمة الحديث صفحه 40
سئل الجوزاني: كيف طريق اتباع السنة؟ قال: بمجانبت البدعه، واتباع ما اجتمع عليه الصدر الأول من علماء الاسلام وأهله، والتباعد عن مجالس الكلام وأهله، ولزوم طريق الاقتداء والاتباع بذلك أمر الله نبيه بقوله: ((ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة ابراهيم حنيفا)) الاستقامه 1/ 110
قال تعالى: ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوه واتقوا الله إن الله شديد العقاب)) سورة الحشر 7
قال شيخ الاسلام: ولا يجب على أحد من المسلمين إلتزام مذهب شخص معين غير الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يوجبه ويخبر به، بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم) الفتاوى 20/ 209
(قال الجوزاني: أصح الطرق وأعمرها وأبعدها عن الشبه اتباع الكتاب والسنه قولا وفعلا وعقدا ونيه لأنه الله يقول: وإن تطيعوه تهتدوا) الاستقامه 1/ 110
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالعبد يوم القيامه فيقول الله له ألم أجعل لك سمعا وبصرا، ومالا وولدا، وسخرت لك الأنعام والحرث وتركتك ترأس وتريع، فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذ؟ قال: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني) حديث حسن رواه الترمذي 2428
إن حقيقةالاتباع بأن تكون مخرجات اعمال المسلم مطابقة لاعمال الرسول صلى الله عليه وسلم
وفقنا الله وإياكم لاتباعه والعمل بما جاء به.(/)
إلى الطاعنين في علماء الأمة
ـ[محمد الميلي]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 06:32]ـ
أحق ما أستفتح ُبه الكلام؛الحمدُ لمولانا الكريم، على قديم إحسانه وتواتر نعمائه. وأسأله المزيد من فضله، والشكرَ على ما تفضَّل به من نعمه، إنه ذو فضل عظيم. والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على محمد عبده ورسوله، وأمينه على وحيه وعباده و على آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلما اغْتصَّت كثير من المُنْتَديات بأصناف المُنْدِيات، و علق بكثير منها ما يَلوثُ وجهها، و أعظمها: "الوقيعة الظالمة في علماء الأمة" العاملين بعلمهم، الناصحين لله ولرسوله و لأئمتهم وعموم أهل الإسلام، ومِن جَرَّاي ذلك؛ أردت أن أقدم في خِضّمِّ ذلك نصيحة وتذكيرا لهؤلاء الذين يَرْتَعون في "ضِِيافة الفُسَّاق" ومجالس الثَّلب والطَّعن والفِتْنَة، صدَّاً عن سبيل الله، وتشْويها لوجه الحق.
نصيحة ليست من كيسي ولا من نظْمي؛ بل من إمام ناصح عارف، له كلام متين في السلوك على طريقة السنة، بل وصفه شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-بأنه:"جُنَيْد وقته".وانظر ترجمته في:" الدرر الكامنة" للحافظ ابن حجر، و"شذرات الذهب" لابن العماد، و" الرد الوافر" لابن ناصر الدين" وطالع رده على ابن عربي الحاتمي في كتابه:"باشورة النصوص في هتك أستار الفصوص" فإنك تندهش و يطول تعجبك.
وتكون تنبيها للغافلين عن هذه الجناية العظيمة، وانتصارا لعلماء الأمة، فإن نُصرتهم نُصرة لدين الله، فَهُم طَلَبَتُه وحَمَلَته، والله-سبحانه-يقول: {* إِنْ تَنْصُرُواْ اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ *} [محمد:07].
وهذه "النصيحة" مُتَضّمِّنة "لفَصْلين" مُسْتَلَّين من رسالة الشيخ العلامة العارف أحمد بن إبراهيم الواسطي المعروف ب"ابن شيخ الحزَّامين"-رحمه الله تعالى-لاصحابه من تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى- سمَّاها:" التذكرة والاعتبار والانتصار للأبرار"، كتبها-رحمه الله تعالى-وصيَّة لأتباع الشيخ بالثبات على نصرة السنة والذَّب عن الشيخ ونُصرته.
قال الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد-رحمه الله تعالى-:"ففيها-يعني الرسالة-من جلاء أصداء القلوب ما الله به عليم" ووصف "الفصلين" المذكورين ب:"اللَّفتات النَّفيسة" (*).
ومما حركني أكثر لنشر هذين الفصلين النفيسين أني لما قرأتهما وجدتهما يتنزلان على ما في عصرنا حذو القُذَة بالقُذَّة، فكأن الإمام-رحمه الله- يتكلم على أهل هذا الزمان ممن ألبس بعضهم الفضيحةَ ثوبَ النََّصيحةِ، وأظهر الإنصاف ليستر الاعتساف، ففضحهم وهتك سترهم فلله درّه.
وفي الأخير-وليس الآخر-أسأل الله العظيم ذي الجلال والإكرام أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وذُخرا لي يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، وأن ينفع به من وفقه بفضله، وأن يجعله زجرا لهؤلاء الأغمار الأغرار، ونصرة لعلمائنا الأبرار، وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار.
فَصْلٌ
"وِ إذا عِرِفْتم قدْر دين الله تعالى الذي أِنْزله على رسوله - صلى الله عليه وسلّم-،وعرفتم قدْر حقائق الدين التي يُعَبَّرُ عنها بالنفوذ إلى الله تعالى، والحظوة بقربه، ثم عرفتم اجتماع الأمرين في شخص معيَّن، ثم عرفتم انحراف الأمة عن الصراط المستقيم، وقيام الرجل المعيَّن الجامع للظاهر والباطن في وجوه المنحرفين، ينصر الله تعالى ودينه، ويُقَوِّمُ مُعوجهم، يَلُمُّ شَعَثهم، ويصلح فاسدهم، ثم سمعتم بعد ذلك طَعْن طاعنٍ عليه من أصحابه أو من غيرهم، فإنه لا يخفى عليكم مُحِقٌّ هو أو مبطل؟ إن شاء الله.
وبرهان ذلك: أن المُحِقَّ يطلب الهدى والحق يَعرِض عند من أنكر عليه ذلك الفعل الذي أنكره، إما بصيغة السؤال أو الاستفهام بالتلطف عن ذلك النقص الذي رآه فيه، أو بلغه عنه، فإن وجد هناك اجتهادا، أو رأيا أو حجة، قنع بذلك، وأمسك، ولم يُفْشِ ذلك إلى غيره، إلا مع إقامة ما بَيَّنَهُ من الاجتهاد، أو الرأي، أو الحجة، ليَسُد الخَلَل بذلك.
فمثل هذا يكون طالب هدى، مُحِبّا، ناصحاً، يطلب الحق، ويروم تقويم أستاذه عن انحرافه بتعريفه وتفويضه، كما يروم أستاذه تقويمه، كما قال بعض الخلفاء الراشدين- ولا يحضرني اسمه -:"إذا اعْوَجَجْتُ فَقَوِّمونِي" (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا حقٌّ واجبٌ بين الأستاذ والطالب، فإن الأستاذ يطلب إقامة الحق على نفسه ليقوم به، ويَتَّهم نفسه أحياناً، ويتعرّف أحواله من غيره، مما عنده من النَّصَفَةِ وطلب الحق، والحذر من الباطل، كما يطلب المريد ذلك من شيخه من التقويم، وإصلاح الفاسد من الأعمال الأقوال.
ومن براهين المُحِقِّ: أن يكون عَدْلا في مدحه، عَدْلا في ذمِّه، لا يحمله الهوى –عند وجود المُراد – على الإفراط في المدح، ولا يحمله الهوى- عند تعَذُّرِ المقصود- على نسيان الفضائل والمناقب، وتعديد المساوئ والمثالب.
فالمُحِقُّ في حَالَتيْ غضبه ورضاه ثابتٌ على مدحِ من مدحه وأثنى عليه؛ ثابتٌ على ذم من ثَلَبَه وحَطَّ عليه.
و أما من عَمِلَ كُرَّاسَةً في عَدِّ مثالب هذا الرجل القائم بهذه الصفات الكاملة بين أصناف هذا العالم المنحرف، في هذا الزمان المظلم، ثم ذكر مع ذلك شيئا من فضائله، ويعلم أنه ليس المقصودُ ذكرُ الفضائل، بل المقصودُ تلك المثالب، ثم أخذ الكُرَّاسَةَ يقرؤها على أصحابه واحدًا واحداً في خَلْوَةٍ، يوقف بذلك هَمَّهُم عن شيخهم، ويريهم قدحاً فيه، فإني أستخيرُ اللهَ تعالى وأجتهدُ رأييَ في مثلِ هذا الرجلِ، وأقولُ انتصاراً لِمن يَنصًُرُ دينَ اللهِ، بينَ أعداءِ اللهِ في رأسِ السَّبعِمائة، فإن نصرةَ مثل هذا الرجلِ واجبة على كلَّ مؤمنٍ، كما قال ورقةُ بن نوفل:" لَئِِن أدْركَني يَومُكَ لأنصُرَنَّك نصراً مُؤََزَّراً " (2). ثم أسألُ الله تعالى العِصْمةَ فيما أقولُ عن تَعَدِّي الحدود والإخلادِ إلى الهوى. أقول: مثل هذا- ولا أُعَيِّن الشّخصَ المذكورَ بعيْنه – لا يخلو من أمور:
أحدها: أن يكون ذا سِنٍّ تغيَّر رأيهُ لسِنِّه؛ لا بمعنى أنه اضطرب بل بمعنى أن السِنَّ إذا كبِرَ يجتهِدُ صاحبه للحَقِّ، ثم يضعُه في غير مواضِعِه، مثلاً يجتهد أن إنكارَ المُنْكَر واجبٌ، و هذا مُنكرٌ، وصاحبه قد راج على الناس، فيجب عليَّ تعريفُ النَّاسِ ما راج عليهم، وتَغيبُ عليه المفاسد في ذلك.
فمنها: تخذيلُ الطَّلبةِ، و هم مضطرونَ إلى محبةِ شيخهم، ليأخذوا عنه، فمتى تغيَّرت قلوبهم عليه ورَأَوْا فيه نقْصاً حرموا فوائدهُ الظاهرةَ والبطانة؛ وخِيفَ عليهم المقتُ من الله أوَّلاً، ثم من الشيخ ثانياً.
المَفسَدةُ الثانية: إذا شعر أهل البدعِ الذين نحن وشيخنا قائمون الليلَ والنهارَ بالجهادِ والتَّوَجُّه في وجوههم لنصرة الحق؛ أن في أصحابنا من ثَلَبَ رئيسَ القَوم بمثل هذا، فإنهم يتطرَّقون بذلك إلى الاشْتِفاء من أهل الحقِّ ويجعلونه حجَّةً لهُم.
المفسدة الثالثة: تعديدُ المثالبِ في مقابلةِ ما يستغرقها و يزيدُ عليها بأضعاف كثيرة من المناقب، فإن ذلك ظلم وجهل.
و الأمر الثاني من الأمر الموجب لذلك: تغيُّر حاله وقلبه، وفسادُ سُلوكه بحسدٍ كان كامناً فيه، وكان يكتمه بُرهةً من الزمان، فظهَرَ ذلك الكَمِينُ في قالبٍ؛ صورتُهُ حَقٌّ ومعناه باطلٌ.
فَصْلٌ
و في الجُملة - أيَّدَكُم الله – إذا رأيتم طاعناً على صاحبكم فافتقدوه في عقله أولاً، ثم في فهْمِه، ثم في صِدقه، فإذا وَجَدتُم الاضطراب في عَقله، دَلَّكُم على جهْلِهِ بصاحِبكم، وما يقول فيه وعنه، ومِثلُه قِلَّة الفهم، ومثله عدم الصدق، أو قصوره، لأن نُقصان الفهمِ يُؤَدِّي إلى نُقصانِ الصِّدق بحسب ما غاب عقله عنه، ومثله العُلوُّ في السِّن فإنه يشيخُ فيهِ الرَّأْيُ والعقلُ كما تشيخُ فيه القُوى الظَّاهرة الحِسِّية، فاتَّهموا مثلَ هذا الشخص واحذروه، وأعرضوا عنه إعراضَ مُدَاراَة بلا جدلٍ ولا خُصومةٍ.
وصفةُ الامتحان بصحَّة إدراك الشخص وعقله وفهمه: أن تسأله عن مسألة سلوكية، أو علمية، فإذا أجاب عنها فأوردوا على الجواب إشكالا متوجها بتوجيه صحيح، فإن رأيتم الرجل يروح يمينا وشمالا، ويخرج عن ذلك المعنى إلى معان خارجة، وحكايات ليست في المعنى حتى ينسى رب المسألة سؤاله، حيث تَوَّهَهُ عنه بكلام لا فائدة فيه، فمثل هذا لا تعتمدوا على طعنه، ولا على مدحه، فإنه ناقص الفطرة، كثير الخيال، لا يثبت على تحرِّي المدارك العلمية، ولا تُنْكروا مثل إنكارِ هذا، فإنه اشتهر قيام ذي الخويصرة التميمي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وقوله له: " اعْدِلْ- فَإِنَّكَ لَمْ تعْدِل- إنَّ هَذِه قِسْمَةٌ لَمْ يُرَدْ بِها وَجْهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الله تعالى " (3) أو نحو ذلك.
فوقوع هذا وأمثاله من بعض معجزات الرسول- صلى الله عليه وسلم – فإنه قال:"لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ من كان قبلكم حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ " (4)، وإن كان في اليهود والنصارى، لكن لما كانوا منحرفين عن نهج الصواب، فكذلك يكون في هذه الأمّة من يحْذو حَذْو كل منحرف وجد في العالم، متقدِّما كان أة متأخرا، حَذْو القُذَّة بالقُذَّة، حتى لو دخلوا جُحْر ضَبٍّ لدخلوه.
يا سبحان الله العظيم! أين عقول هؤلاء؟ أعميت أبصارهم وبصائرهم؟ أفلا يرون ما الناس فيع من العمى والحيرة في الزمان المظلم المُدْلَهِمّ، الذي قدملكت فيه الكفار معظم الدنيا؟ وقد بقيت هذه الخُطَّة الضَّيَّقة، يشُمُّ المؤمنون فيها رائحة الإسلام؟ و في هذه الخُطَّة الضَّيَِقة من الظلمات من علماء السوء والدعاة إلى الباطل وإقامته، ودحض الحق وأهله ما لا يُحصر في كتاب، ثم إن الله تعالى قد رحم هذه الأمة بإقامة رجل قوي الهمة، ضعيف التركيب، قد فرَّق نفسه وهمه في مصالح العالم، وإصلاح فسادهم، والقيام بمهماتهم وحوائجهم، ضمن ما هو قائم بصد البدع والضلالات، وتحصيل مواد العلم النبوي الذي يصلح به فساد العالم، ويردهم إلى الدين الأول العتيق جهد إمكانه! وإلا فأين حقيقة الدين العتيق؟
فهو مع هذا كله قائم بجملة ذلك وحده، وهو منفرد بين أهل زمانه، قليل ناصره، كثير خاذله، وحاسده، والشامت فيه!!.
فمثل هذا الرجل في هذا الزمان، وقيامه بهذا الأمر العظيم الخطير فيه، أيقال له: لم يرد على الأحمدية؟ لم لا تعدل في القسمة؟ لم تَدخل على الأمراء؟ لم تقرب زيدا وعمرا؟
أفلا يَسْتَحْيِي العبد من الله؟ يذكر مثل هذه الجزئيات في مقابلة هذا العِبْء الثقيل؟ و لو حُوقِقَ الرجل على هذه الجزئيات وُجد عنده نصوص صحيحة، ومقاصد صحيحة ونِيَّات صحيحة!! تغيب عن ضعفاء العقول، بل عن الكُمَّل منهم، حتَّى يسمعوها.
أمارده على الطائفة الفلانية أيها المُفْرِط التَّائه، الذي لا يدري ما يقول، أفيقوم دين محمد بن عبد الله الذي أُنزل من السماء، إلا بالطعن على هؤلاء؟ وكيف يظهر الحق إذا لم يُخذل الباطل؟ لا يقول مثل هذا إلا تائه، أو مُسِّن أو حاسد.
وكذا القسمة للرجل، في ذلك اجتهاد صحيح، ونظر إلى مصالح تترتب على إعطاء قوم دون قوم، كما خَصَّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – الطُّلقاء بمئة من الإبل، وحَرَمَ الأنصار! حتى قال منهم أحداثهم شيئا في ذلك، لا ذووا أحلامهم، وفيها قام ذو الُخوَيْصِرة فقال ما قال!
و أما دخوله على الأمراء فلو لم يكن، كيف شم الأمراء رائحة الدين العتيق الخالص؟ ولو فَتَّش المُفَتِّش، لوجد هذه الكيفية التي عندهم من رائحة الدين، ومعرفة المنافقين، إنما اقتبسوها من صاحبكم.
و أما تقريب زيد وعمرو، فلمصلحة باطنة، لو فُتَّش عنها مع الإنصاف وجد هنالك ما يرى أن ذلكمن المصلحة، ونفرض أنك مصيب في ذلك، إذ لا نعتقد العصمة إلا في الأنبياء، والخطأ جار على غيرهم، أَيُذكرُ مثل هذا الخطأ في مقابلة ما تقدم من الأمر العظام الجسام؟
لا يذكر مثل هذا في كراسة ويُعددها، ثم يدور بها على واحد واحد، كأنه يقول شيئا، إلا رجل نسأل الله العافية في عقله، وخاتمة الخير على عمله، وأن يرده عن انحرافه إلى نهج الصواب، بحيث لا يبقى مَعْشَرُه يَعيبه بعلمه، وتصنيفه من أولي العقول والأحلام.
ونستغفر الله العظيم، من الخطأ والزلل، في القول والعمل، والحمد له وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم." اه.
فرحمه الله رحمة واسعة و أسكنه الفردوس الأعلى.
الهوامش
(*) في مقدمته لكتاب:" الجامع لسيرة شيخ الإسلا ابن تيمية".
(1) جاء نحوه عن أبي بكر-رضي الله عنه.
(2) رواه البخاري.
(3) متفق عليه.
(4) متفق عليه.
ـ[محمد أبو أنصار]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 02:53]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد؛ فأشكر الأخ محمد الميلي على هذا المقال الذي كشف فيه زيع وبعد من سولت له نفسه التعرض للعلماء. ولله در من قال إن لحوم العلماء مسمومة فاحذروها.
وإليكم إخواني المشاركين في هذا المنتدى المبارك هذا الطلب:
هل لي ببعض المراجع التي تفيدني في بحث أنا بصدد إعداده، موضوعه بلاغي وله تعلق بشخصية علمية فذة في بلادنا الجزائر، فلقد اعتبره بعضهم سيوطي الجزائر لكثرة ما صنف-قرابة 300 مصنف-.إنه العلامة القطب أطفيش-رحمه الله-. وهذا الموضوع هو رسالة دكتوراه في إحدى جامعات القطر الجزائري، وعنوانه: "جهود القطب أطفيش البلاغية".فالله الله النصح والتوجيه والمساعدة. وشكرا للجميع وبارك الله فيكم.(/)
إحصائيات!
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 10:26]ـ
أكدت دراسات يهودية عديدة من المقرر عرضها علي مؤتمر يناقش أوضاع اليهود في العالم بالقدس المحتلة، انخفاض أعداد اليهود في العالم، وأرجعت ذلك إلى ميل نسبة كبير من الشباب اليهودي. للزواج من غير اليهود، وانخفاض معدل المواليد في التجمعات اليهودية في العالم.
وقالت إحدى الدراسات المقدمة للمؤتمر إن إجمالي عدد اليهود في العالم انخفض من 21 مليونا عام 1970، إلي 11 مليون و800 ألف نسمة في عام 2007. ولفتت إلى أن عدد اليهود في أوروبا انخفض منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي بمعدل 10 أضعاف، مشيرة إلى أن عددهم انخفض من 11 مليون و331 ألف نسمة عام 1970، إلى مليون و155 ألف عام 2007.
وعلي الصعيد ذاته حذرت دراسة أخرى من أن عدد اليهود في العالم سيواصل الانخفاض، مشيرة إلي أن الكثيرين من الشباب اليهود باتوا يفضلون الزواج من غير اليهود و انخفاض نسبة المواليد في التجمعات اليهودية، ولفتت إلى أن الجاليات اليهودية في أمريكا تعتبر مثالا واضح على ذلك.
ومن جهته قال مدير عام "مركز تخطيط سياسات الشعب اليهودي" نحمان شاي إن نحو 50 يهودي في الولايات المتحدة يتحولون عن اليهودية يوميا. وشدد شاي في مقابلة أجراها معه التلفزيون الإسرائيلي علي أن:"الوجود اليهودي في الولايات المتحدة يتعرض لخطر كبير بسبب حالات التحول الواسعة من الديانة اليهودية إلى الديانات الأخرى". واعتبر أن أكبر خطر يواجه اليهود في الولايات المتحدة هو الزيجات المختلطة (بين اليهود وأصحاب الديانات الأخرى) وذوبان اليهود في المجتمع الأمريكي.
تعليق: لكن هذا التراجع العددي قابله زيادة فاحشة في ثروة اليهود المالية بحيث صاروا يسطرون على أهم مقدرات وثروات البشرية، وزاد نفوذهم عدة أضعاف عما كان عليه في السبعينات بحيث صاروا حكاماً مطلقين للعالم اليوم. وبالمقابل ما يزال هناك من يظن أن الحل لضعف الأمة هو زيادة النسل. وقد قارب المسلمون اليوم من ثلث البشرية، مع أن غالب الفقراء والمشردين واللاجئين هم من المسلمين (إحصائية الأمم المتحدة) وهم مستضعفون في عامة بلاد العالم. فسر القوة هو في القيادة لا العدد. والتاريخ الإسلامي شاهد ... تأمل بدر وحروب الردة ومروان بن الحكم وعبد الرحمن الداخل وغيرهم ...
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 10:27]ـ
وحسب معطيات تقرير المعهد التي نشرتها صحيفة "معاريف"، ثاني أوسع الصحف الإسرائيلية، فإن عدد اليهود الذين يعيشون في العالم وإسرائيل يبلغ حاليا 13.1 مليون يهودي، منهم 5.4 ملايين في إسرائيل، و7.7 ملايين في باقي أنحاء العالم. بينما كان عددهم إجمالا في إسرائيل والعالم عام 1970 يبلغ 15.4 مليون نسمة، مما يعني انخفاض عددهم بمقدار 2.3 مليون نسمة في الـ37 عاما الماضية أو بنسبة 15%.
وبحسب الدراسة التي ترصد أوضاع اليهود الدينية بالولايات المتحدة على مدار العشرين عاماً الأخيرة فإن "عدد الأشخاص الذين يعرفون أنفسهم كيهود، بصرف النظر عن ممارستهم للطقوس اليهودية من عدمها، قد تراجع من 5.5 ملايين يهودي عام 1990 إلى 4.5 ملايين عام 2008.
في الوقت ذاته، حدث تغير مفاجئ – على حد قول و. تايمز – حيث "ارتفعت نسبة اليهود الذين يعلنون أنفسهم أنهم غير متدينين أو أنهم يهود ثقافة لا يهود دين من 20% عام 1990 إلى أكثر من 35% حاليًّا، كما تراجع عدد اليهود الذين يعلنون تدينهم وانتمائهم لطائفة بعينها من 4.3 ملايين إلى 3.3 ملايين شخص". بينما 6% فقط من كل الأمريكيين يعرفون أنفسهم بأنهم علمانيون، أي يكفرون بالله ولا يتبعون أي دين.
يتبع إن شاء الله
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[14 - Aug-2010, صباحاً 12:18]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يجب على المسلمين أن يفهموا أن القوة العددية لأية أمة أو أي بلد لا يضمن الاحترام والهيمنة في العالم المتقدم علمياً لهذا اليوم. فمن المعارف العلمية والمسائل التي تجلب الاحترام، السلطة والثروة. ووفقا لتقرير صدر مؤخرا من "مركز بيو للأبحاث" الأميركي، ( http://pewresearch.org/pubs/1370/mapping-size-distribution-worlds-muslim-population) هناك 1 مليار و570 مليون مسلم يعيشون في العالم اليوم، وبذلك كل شخص رابع على هذه الأرض هو مسلم. هل هذا التقرير سببا وجيها للابتهاج؟ لا أرى ذلك. بل على العكس من ذلك، مضمون التقرير يوفر فرصة للمسلمين للقيام بتقييم ذاتي: لماذا يشكلون 25% (1.5 بليون) في هذا العالم ومع ذلك هم متخلفون علمياً وتكنولوجياً، ومهمشون سياسياً، وفقراء اقتصادياً. لماذا حصتهم من "الناتج المحلي الإجمالي العالمي" (60 تريلون دولار) هو 3 تريلون دولار فقط؟ أي أقل من "إجمالي الناتج المحلي لفرنسا" (70 مليون نسمة)، ونادراً ما يقرب من نصف "الناتج المحلي الإجمالي لليابان" (120 مليون نسمة)، وخمس "إجمالي الناتج المحلي الأمريكي" (300 مليون نسمة). ومن المهم أن نعلم أن النصارى يمثلون أقل من 35% من سكان العالم ولكنهم يسيطرون (مع اليهود) على ما يقرب من 70% من الثروة في العالم.
أيضاً بالنسبة لـ"دليل التنمية البشرية" أيضا، ترتيب البلدان الإسلامية، باستثناء بعض الدول العربية المنتجة للنفط، هو منخفض جداً. في المجال العلمي سجل الدول الإسلامية في المجال العلمي بائس، وبالكاد تنتج سنوياً 500 شهادة دكتوراه بالعلوم. هذا الرقم هو ثلاثة آلاف في بريطانيا وحدها. من أصل أكثر من خمسمئة من "جوائز نوبل" في العلوم التي منحت ما بين 1901 إلى 2008، حصل اليهود، الذين هم 0.2% من سكان العالم، على حوالي 140 جائزة (25%) مقابل واحدة فقط لمسلم (والآخر اعتبر كافراً بباكستان)، أي حصل المسلمون على 0.2% فقط من مجموع الجوائز. وهذا في الواقع تعليق حزين على المسلمين بقدر ما يتعلق بالإنجازات العلمية. تقرير آخر مثبط للهمم قد ظهر مؤخرا من جامعة شانغهاي ( Shanghai Jiao Tong) التي أدرجت أعلى 400 من الجامعات العالمية في مستوى التعليم والبحث. ولم تجد أيا من جامعات "العالم الإسلامي" مكاناً في القائمة.
هذا الوضع مؤلمٌ حقاً، لا سيما بالمقارنة مع فترة الحضارة الإسلامية المشرقة في العصور الوسطى (من القرن السابع الميلادي إلى السادس عشر). وقد سجل مؤرخ العلوم الشهير جيليسبي ( Charles C. Gillespie) أسماء حوالي 130 من العلماء والتكنولوجيين الذي كان لهم التأثير الأكبر خلال العصور الوسطى. ومن هذا العدد فإن 120 هم من علماء المسلمين و 4 فقط ينتمون إلى أوروبا. أليس هذا سبباً كافياً للمسلمين ليعرفوا ماضيهم بشكل جدي، وتقويم الحاضر بصراحة، وتحديد المستقبل بعقلانية؟
يمكن إضافة معلومة أخرى -غير سعيدة- حول ما يسمى القوة العددية للمسلمين في السنوات القادمة. مع معدل المواليد الحالي، سوف يتضاعف عدد المسلمين خلال الخمسين سنة القادمة، أي سيتجاوزون الـ3 بلايين. وهذا معناه أن عدد المسلمين سيتجاوز عدد النصارى الذين يشكلون اليوم حوالي 2.3 مليار لكنهم لن يتضاعف عددهم إلا بعد 500 سنة. مرة أخرى هذا الوضع لن يكون جيداً للمسلمين لأنه مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة في "العالم الإسلامي" والتخلف الذي يعانون منه اليوم، فإن النمو السكاني سيسبب تفاقم المشاكل الاقتصادية بدلاً من حلها. ومضاعفة السكان خلال السنوات الخمسين القادمة سوف يزيد الفجوة الاقتصادية بين المسلمين والنصارى. من سوف يهيمن على العالم في هذا القرن؟ المسلمون مع 5% من الثروة العالمية أم النصارى مع 70% من الثروة العالمية؟
يجب أن يفهم المسلمون أن القوة العددية اليوم لأية أمة أو أي بلد لا يضمن الاحترام والهيمنة في العالم المتقدم علمياً. إن المعرفة العلمية هي وحدها المهمة وهي التي تجلب الاحترام والسلطة والثروة. وهناك العديد من الأمثلة التي تثبت عدم جدوى وفرة السكان مع انخفاض القوتين الاقتصادية والعسكرية. فعلى سبيل المثال، المجتمع اليهودي الصغير في إسرائيل (قوي اقتصاديا وعسكريا وعلميا) يعتبر تهديدا دائماً لعدد سكان كبير جداً (متخلفين تكنولوجيّاً) من الدول العربية الذين تشعر بحق بالهزيمة والغُبون. مثال صارخ آخر هو تلك الحفنة من المسلمين الذين يعيشون في الغرب ولكن سعداء مع الرخاء الاقتصادي، بينما في كثير من بلاد المسلمين الكثيرة السكان، يعاني الناس من المشقة من مختلف الأنواع. فإن إجمالي الناتج المحلي من حوالي 20 مليون مسلم يعيشون في أوروبا هو أعلى من إنتاج السكان المسلمين بكامل شبه القارة الهندية، وهم حوالي 500 مليون. وقد أشار نسيم حسن إلى أن "تناقص رؤية المسلمين للمعرفة، هو السبب الأساسي لتراجع القوة الاقتصادية والنفوذ السياسي للحضارة الإسلامية. نحن فشلنا لعدة قرون في أن نصبح قادة للإنسانية. نحن قد أسلمنا رؤيتنا وإيماننا وعقولنا مقابل أشياء تافهة".
ومن المهم ملاحظة أنه خلال الحكم الإسلامي للأندلس (من القرن الثامن الميلادي إلى القرن الـ14)، هيمن المسلمون على أوروبا بأكملها، لأن الأندلس كانت مركز النشاط العلمي وإيراداتها كانت أعلى من إيراد أوروبا بأكملها. اليوم تغير الوضع رأساً على عقب. فدخل إسبانيا النصرانية أعلى من إيرادات 12 بلداً نفطياً مسلماً مجتمعة! ولم تكن الأندلس وحدها متقدمة في العالم الإسلامي أيام القرون الوسطى، بل كل المناطق والمدن الإسلامية مثل بغداد ودمشق والقاهرة وطرابلس وغيرها كانت تعج بالأنشطة العلمية. فالمجتمع الإسلامي في كل العالم كان يعتبر متطوراً علمياً وفكرياً وثقافياً واقتصادياً. بالمقابل يصف الجراح الفرنسي دونالد كامبل ( Donald Campbell) حالة أوربا بقوله: "عندما ازدهرت العلوم في العالم الإسلامي، كانت أوربا في العصور المظلمة، وشرور التظاهر بالعلم، والتعصب، والوحشية، وكان السحر والتمائم سائدين". ومن المهم أن نلاحظ أنه خلال ظهور الإسلام، فإن عدد المسلمين بالنسبة لسكان العالم كان بالكاد 10%.(/)
سفراء جهنم (حقيقة المرجعيات الشيعية المعاصرة)
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:29]ـ
سفراء جهنم ..
(الحقيقة وراء المرجعيات الشيعية المعاصرة)
من أصعب الأمور التي تعانى منها أمتنا الإسلامية , العربية بوجه خاص ,
أنها لم تكتف فقط بالتنكر لماضيها العريق وحضارتها المستفيضة , بل إنها فقدت خصلة من أهم الخصال التي تمتعت بها الأجيال السالفة في الإسلام وهى خصلة تقديس التاريخ والإهتمام به والحرص على اتباع تجارب السلف
ويتفق المؤرخون أن الإهتمام بالتاريخ وتدارسه وقراءته هو واحد من العناصر الرئيسية التي تقوم عليها الحضارات وتستمر بها ,
ولا يبدأ الإنهيار إلا في المرحلة التي تأتى فيها الأجيال المتقدمة فتتنكر للأجيال المتأخرة وتهمل تاريخها بكل متعلقاته , سواء تاريخها في العلوم والفنون والآداب أو تاريخ علاقاتها كدولة مع جيرانها ومختلف الدول القائمة معها ,
والعنصر الأخير ـ عنصر العلاقات الدولية ـ هو أخطر العوامل التاريخية التي يجب أن يهتم بها أى شعب يحترم نفسه ويريد أن يكون له موضع قدم في خريطة التقدم ..
لأن انهيار الحضارات غالبا يأتى على يد أعدائها المتمرسين في العداء , ويكون هذا العداء ذو طبيعة استمرارية لا تنتهى ولا تستيقظ الأمة المهزومة من كبوتها إلا بمعرفة الداء الذى تسبب في السقوط ومعرفة الطريق الذى سلكه أعداؤها في ضربها وبالتالى تتنبه له وتبدأ في الأخذ بأسباب النهوض التي تقوم على معرفة العدو ,
وقديما قالوا (اعرف عدوك) لأنه بغير تلك المعرفة سيستمر الداء إلى ما لا نهاية , تماما كالمرض الغامض الذى لا يعرف الأطباء سره أو كنهه وبالتالى تستحيل معالجته ,
وعلى مر التاريخ لم تنهر الحضارات انهيارا تاما لا قيام بعده إلا تلك الحضارات التي أهملت عامل التاريخ واستسلمت للتغيير في الثوابت الميدانية في الصراع , بينما الحضارات التي راعت هذا الجانب ظلت عبر القرون تمر بمراحل الضعف والقوة ولكنها لم تبلغ مرحلة الإنهيار النهائي إلا بتحقق هذا المعيار
ومنذ أن تأسست حضارة الإسلام في الجزيرة العربية وانطلقت بنور الوحى الإلهى تغمر أرجاء الأرض وهى تكتسب مع كل فتح جديد عدوا جديدا لا يتنازل عن عداوته أبد الدهر ,
ومن هنا نستطيع أن نقول أن الحضارة الإسلامية هى الحضارة الوحيدة التي حازت أكبر عدد من الأعداء الذين بلغوا قمة الخطورة كما وكيفا ,
فمن ناحية العدد
كان أعداؤها أكثر بمراحل عما سبق من حضارات كالروم والفرس والفينيقيين والفراعنة وغيرهم الذين كانت أعداؤهم تتمثل في عدو واحد غالبا أو اثنين على أقصي تقدير
ومن ناحية الكيف
كان العداء للحضارة الإسلامية يستمر إلى ما لا نهاية حتى أننا في عصرنا الحالى لا زلنا نواجه نفس أعداء الأمس البعيد قبل أربعة عشر قرنا , وكل ما يحدث من تغيير يقتصر على تغيير الوجوه وأساليب وأشكال الصراع ,
إلا أن نفس الأعداء ظلوا على نفس شاكلتهم , وهذه تعتبر إحدى آيات الإعجاز في القرآن الكريم
يقول تعالى ..
[وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ] {البقرة:120}
فسبحان الله !
إن المتأمل في عمر رسالة الإسلام الممتدة على مدى أربعة عشر قرنا , يجد أن الآية القرآنية تحققت بحذافيرها حيث استمر العداء المستفحل من اليهود والنصاري عبر القرون ولم يتوقف لحظة واحدة ,
فمنذ بدأ الفتح الإسلامى يدك حصون الفرس والروم وحتى اليوم ومنذ خروج فتنة عبد الله بن سبأ وحتى احتلال الولايات المتحدة للعراق ومصادرتها لثروات المسلمين اليوم ومرورا بالحملات الصليبية لم يكن هناك لحظة هدنة منهم تجاه المسلمين وتجاه الدعوة الإسلامية ,
ومن الغريب ,
أننا في الوقت الذى يخرج فيه من بيننا من يقوم بدور العمالة للغرب طوعا ويدعو لإهمال تاريخ العلاقات مع الغرب نجد أن الغرب نفسه وعبر كتابات كبار الساسة وقواد الدول يفصحون بمنتهى الصراحة عن نواياهم التي توارثوها جيلا بعد جيل عبر القرون وما غابت عن أذهانهم لحظة واحدة ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وكمثال بسيط فحسب فعندما دخلت القوات البريطانية القدس في القرن الماضي كان أول ما فعله القائد الإنجليزى أن ذهب لقبر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ووضع قدمه عليه قائلا في شماتة (ها قد عدنا يا صلاح الدين)
وفى حرب العراق الأخيرة وما سبقها من احتلال أفغانستان خرجت من فم بوش الإبن وحليفه رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو بريلسكونى عبارة اختصرت القضية عندما قال (نحن بصدد حرب صليبية جديدة)
من هنا يتضح لنا مدى الخطأ الفادح الذى يقع فيه المحللون السياسيون العرب عندما يعالجون الأحداث المعاصرة بغض النظر عن الأيديولوجية التي تحرك الدافع الغربي تجاه الإسلام والمسلمين ,
وهذا الخطأ هو الذى دفعهم لتصور إمكانية وقوع تحالف أو حتى مصالحة بين دول الإسلام والغرب في أى وقت من الأوقات حيث أن هذا من المستحيل تحقيقه عمليا , ولو كان هناك أدنى احتمال لهذا لحدث في واقعنا المعاصر الذى تعتبر فيه الدول العربية هى أهم مناطق مصالح الغرب على الإطلاق والأنظمة السياسية هى أطوع الأنظمة للغرب من حيث الإنتماء للسياسة الغربية وهم قائمون ليل نهار كحراس للمصالح الإقتصادية والسياسية للغرب ووفقا لما يتناسب مع الرغبات التي تمليها تلك السياسة ,
ولو أخذنا البترول كمثال فإن الغرب هو الذى يسيطر تماما على إنتاجه وبأسعار شديدة الإجحاف للدول العربية المنتجة وتتحكم الشركات الأمريكية في إنتاجه وأسعاره ولا تملك السلطات القائمة تعديلا أو محاولة تمرد ,
ومع هذا التعاون والتحالف الوثيق بين الولايات المتحدة ودول المنطقة كان من الطبيعى أن يكون المقابل خدمة الإسلام والمسلمين , وانقلاب العداء الموروث إلى صداقة وتحالف حقيقي
فهل حدث شيئ من هذا القبيل؟!
الواقع يؤكد العكس وهو أن الغرب يمتص القدرة العربية ليتمكن من محاربة الحضارة العربية والإسلامية في كل جبهة والترصد لأدنى محاولة تذكر جمهور الأمة بتاريخها سواء بالوسائل العسكرية أو وسائل التخابر والتآمر من الأبواب الخلفية أو من خلال قتل أى موهبة تبزغ في بلادنا من أى نوع , فضلا على التدخل السافر في الشئون الداخلية وأخطر أنواع التدخل هو المتمثل في التدخل في سياسة التعليم في المنطقة وإبعاد الدين الإسلامى تماما عن أى مناهج تعليمية تحمل ولو بعضا من الفكر الإسلامى أو تاريخه أو مقوماته ,
بالإضافة للنشاط المحموم في زرع العملاء في أماكن القيادات وإبعاد القيادات المتميزة والضغط لأجل تنحيتها عن مواقعها وإفراغ البلاد من الإعلام الجاد والتحكم في أجيال الشباب عن طريق نوادى الماسونية العالمية وتصدير ثقافة الإنحلال باعتبارها وجه الحضارة المتميز والأمثل! وتشجيع الحركات الشاذة المضادة للفكر الدينى الأصيل مثل تشجيع حركات عبادة الشيطان والأفكار المتمثلة في القياديانية والبريلوية ومنكرى السنة ومثقفي الإلحاد ,, الخ
وقد حاز أباطرة هذا المجال تكريم الغرب وجوائزه وحمايته واحتضانه وليست أمثلة سلمان رشدى وأحمد صبحى منصور ونسرين تسليمة ونصر أبو زيد ببعيدة عن الأذهان ,
مما يؤكد للمطلع المنصف أن العداء متجذر في أعماق الغرب ولن يزول حتى قيام الساعة ,
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:31]ـ
المؤامرة البريطانية ..
يروى المحلل السياسي الشهير محمد حسنين هيكل تجربة لأحد كبار الساسة السوفيات كان مقيما ببريطانيا فاستقبل أحد زملائه في لندن فقال له (تعال لأريك أكبر جريمة سرقة حضارية في التاريخ)
ثم أخذ زميله إلى المتحف البريطانى ليجد هذا السياسي نفسه أمام آثار هائلة العدد والتنوع مسروقة من سائر حضارات الأرض من حضارة الأزتيك في المكسيك وحتى حضارة الهند القديمة ومرورا بالحضارة العراقية والفرعونية وغيرها!
وتمثل هذه السرقة الحضارية واحدة من الجرائم البسيطة التي تتصاغر أمام الجرائم العظمى لبريطانيا في دول آسيا وإفريقيا ,
فإن ما فعله الإستعمار البريطانى بتلك الشعوب والدول يستعصي على التصور ولم يعد يمثل بالنسبة لتلك الدول تاريخا مضي فحسب , بل إن معظم الدول المستعمرة قديما ظلت تعانى نفس الظواهر التي أسسها الإحتلال البريطانى والذي لم يكتف بالتغيير الجغرافي والفصل التاريخى بين أجيال شعوب تلك المستعمرات ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بل كانت جرائمه في الميدان الفكرى أشنع وأبشع وتمكن من ابتكار سياسته الشهيرة (فرق تسد) والتى مكنته من السيطرة بأيسر السبل على الشعوب المحتلة من الهند وحتى المغرب ,
وتتركز الآثار السلبية المستديمة على شعوب المنطقة في عنصرين لا زالا قائمين لليوم ,
الأول: التأثير الجغرافي حيث عمدت بريطانيا إلى تفكيك الدول الكبري في المناطق المحتلة إلى شراذم وشظايا جغرافية جعلت على رأس كل منها حاكما ترعاه , وكان أثرها البالغ في العالم العربي حيث أن التقسيم الجغرافي في الخليج والشمال الإفريقي الحالى هو ذات التقسيم الذى اعتمدته السياسة البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ,
فتفكك العالم العربي لأول مرة إلى دويلات متناحرة ومتصارعة ,
حيث أن بريطانيا لم تكتف بالتقسيم بل حرصت على أن يكون التقسيم قلقا بصفة مستمرة والحدود محل نزاع دائم بين أولياء الأمر في تلك الدول الجديدة ,
فانفصلت لأول مرة الجزيرة العربية عن بعضها البعض وتعددت فيها الإمارات والممالك ودبت الخلافات بين العشائر الحاكمة على الحدود , وفى الشمال الإفريقي تم فصل مصر عن السودان ولم تخرج بريطانيا من مصر إلا بعد تحقيق هذا الفصل في نفس الوقت الذى كان ارتباط مصر بالسودان تاريخيا ضاربا بأعماقه في جذور التاريخ ,
وانفصل المغرب العربي إلى أربع دول وفى بؤر الحدود تشتعل الخلافات بين الجزائر والمغرب وليبيا والجزائر ,
وفى الشام تمت شرذمتها إلى ثلاث أو أربع دول تقع في منتصفها وليدة بريطانيا الأثيرة إسرائيل ,
وكما اتفق المحللون السياسيون أن بريطانيا عقب الحرب العالمية الثانية وعندما اضطرت إلى الإنسحاب بفعل عوامل التاريخ من المنطقة , لم تترك دولة من الدول المحتلة إلا ولها مع جارتها خلافات حدودية مستعصية حتى لا تترك المنطقة للولايات المتحدة كلقمة سائغة!
الثانى: منذ بدأت بريطانيا سياستها الإستعمارية وتمكنت من السيطرة على المنطقة الهائلة بين الهند وإفريقية , حتى ابتكرت سياسة (فرق تسد) والتى تعتبر اختراعا بريطانيا خالصا وجدت فيه الحل الذهبي للحيلولة دون اتحاد قوى الشعوب على قلب رجل واحد , لما يمثله هذا الإتحاد من قوة هائلة في مقاومة الإحتلال ,
ولذلك عمدت إلى دق الخلافات الأيديولوجية بالذات بين فئات الشعوب لأن هذه الإختلافات باعتبارها خلافات عقائدية وفكرية تفرز وتقسم الشعوب إلى طوائف متناحرة تتبادل العداء فيما بينها بأشد ما يكنه كل منهم للإحتلال , بل وتلجأ الطوائف في حربها مع بعضها البعض لنصرة الإحتلال نفسه مما يعضد وجوده ,
ولبيان خطورة الأمر نضرب له الأمثلة ,
فالسياسة البريطانية كانت تقوم على النظر إلى أحوال الشعوب التي تحتل دولها , وتتأمل في أحوالها ,
فإن وجدت الشعب عبارة عن أنسجة مختلفة وعرقيات أو ديانات متباينة , وتتعايش إلى جوار بعضها البعض تقوم السياسة البريطانية بزرع فتيل الفتنة بينها عن طريق استمالة بعض أنصار هذه الإتجاهات وتوجيههم إلى مرادها
مثال ذلك ما فعلته في العراق ـ وهو بلد متعدد الأعراق ـ بين الأكراد والعرب وغيرهم , وما فعلته في إيران باستغلال النزعة القومية الفارسية ـ الجاهزة أصلا لأى نصرة ـ وتغليبها على بقية القوميات في إيران مثل التركمان والعرب والبلوش
أما إذا كان النسيج الشعبي واحدا متحدا , فعندئذ تلجأ السياسة البريطانية إلى إيجاد الأفكار الشاذة على هذا المجتمع وبثها من خلاله وتشجيعها ودعمها ماديا ومعنويا والإحتفاء بها لتنشأ المعركة المتوقعة بين المحافظين وبين تلك التيارات الجديدة ,
مثلما فعلته في مصر من التقريب والإحتفاء بالتيارات الدينية الشاذة مثل رموز العصرانية الجدد الذين خرجوا من الأزهر ليهدموا بعض الثوابت الدينية المعروفة مما أثار معركة أيديولوجية هائلة لا زالت آثارها قائمة لليوم ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها أفكار الشيخ محمد عبده وتلميذه قاسم أمين وشيخه جمال الدين الأفغانى , وطه حسين وغيرهم ممن حازوا ألقابا مفخمة للغاية وعمد الإعلام الرسمى إلى تكريسها في أذهان الناس فنال طه حسين لقب عميد الأدب العربي بعد أن استقال احتجاجا على منع الأزهر لمسرحية إلحادية على مسرح كلية الآداب التي كان يتولى عمادتها , ولقبوا الشيخ محمد عبده بالأستاذ الإمام رغم خطورة أفكار المعتزلة التي أحياها في كتبه واتفاق علماء المسلمين على ضلال تلك الفرقة الكلامية المنحرفة ,
ونال جمال الدين الأفغانى ـ الإيرانى الأصل الشيعي المذهب ـ لقب مجدد الشرق رغم أنه شيعي جلد باعتراف تلميذه رشيد رضا صاحب المنار وأساتذته هم آيات الله العظمى في قم إيران الذين أسسوا لكل الإنحرافات الخطيرة في المعتقد الشيعي في ذلك الوقت , ويعتبره الشيعة اليوم من أوائل علمائهم المعاصرين
وأيضا تشجيعها للتيارات العلمانية ومثقفي أوربا الذين حملوا الشهادات الفرنسية والبريطانية فحرصت بريطانيا على أن يكونوا في مقدمة صفوف المثقفين ومنحتهم المناصب الوزارية ودعمت وجود الأحزاب الليبرالية التي تعادى الدين بطبيعتها وأضفت على رجالها ألقاب التعظيم والتفخيم فأصبح أحمد لطفي السيد أستاذ الجيل رغم علمانيته الصرفة , وبرز أيضا سعد زغلول بنفس المنهج العلمانى وكان مؤسس أول دستور وضعي يلغي أحكام الشريعة الإسلامية في مصر لأول مرة عام 1923 م , ويستبدل بها أحكام القانون الفرنسي
في نفس الوقت الذى ضيقت فيه على العلماء البارزين من الأزهر وهم قلب الشعب النابض والشوكة التي ظلت في حلوق البريطانيين دهرا , وانتشرت الكتابات التي تمجد الشخصيات المنحرفة في التاريخ مثل إخوان الصفا وبن سينا وأفكار المعتزلة وكتب الصوفية الفلسفية وغيرهم من الفرق الكلامية التي تصدى لها علماء المسلمين على مر العصور , فجاء هذا الجيل الجديد فأحيا أفكارهم من قبورها وأطلق عليهم ألقاب الفلاسفة والأساتذة حتى وصل الأمر ببعضهم لتمجيد القرامطة وزعيمهم طاهر القرمطى الشيعي الإسماعيلي الذى قتل الحجيج في الحرم وسرق الحجر الأسود , فأحيوا ذكراه باعتباره أحد ثوار التاريخ العظام!
في الوقت الذى ضيقوا فيه ذكر الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامى ككبار المحققين والمحدثين والفقهاء وشطبوا سيرتهم من وعى الأمة وأهملوا طباعة كتبهم التي تمثل الموروث الحضاري الحقيقي للإسلام الأصيل ودمغوها جميعا بالتخلف ,
ولا زالت آثار هذه المرحلة قائمة ليومنا هذا والسبب يعود إلى تلك الفترة السوداء من تاريخ مصر ولولا استيقاظ الوعى الإسلامى لدى علماء الأزهر وغيرهم من رجال الدعوة في مصر لما نشأت حركة طباعة للمراجع وأمهات الكتب الإسلامية كحركة مضادة للتغييب الذى قاده الإحتلال ,
وعقب الحرب العالمية الثانية وانحسار الإمبراطوريات القديمة كفرنسا وبريطانيا وبزوغ نجم النظام العالمى الجديد بقطبيه الشيوعى في الإتحاد السوفياتى والرأسمالى في الولايات المتحدة,
حرصت الولايات المتحدة التي حلت محل بريطانيا في إفريقيا وآسيا على تعلم الدرس من بريطانيا العتيقة فاستمرت بنفس السياسة المنهجية القائمة على سياسة (فرق تسد) كما حرصت على اقتفاء أثر البريطانيين في تشجيع الفرق المنحرفة عن الإسلام ومحاربة أى صحوة سلفية تعيد للأذهان التاريخ الإسلامى بصفاء عقيدته ووضوح فقهه ,
ولم تختلف السياسة وإن اختلفت المسميات ,
فقديما كانت بريطانيا تسمى الصحوة الإسلامية والدعوة إليها تخلف وردة حضارية , واليوم تسميها الأدبيات الأمريكية تشجيع لثقافة الإرهاب!
وسارت الخطى الأمريكية على درب البريطانيين في مراقبتهم الشديدة لوسائل التعليم , فكما فعلت بريطانيا عندما أسندت لوزيرها (دانلوب) مسألة رعاية المناهج المقررة للطلبة وتغييب الإسلام الحقيقي ممثلا في القرآن والسنة وتغييب الإهتمام باللغة العربية , قامت المؤسسة الأمريكية بنفس الرقابة من التشديد والمطالبة المستمرة بتعديل المناهج الدينية وتخفيفها , بالذات في مصر والجزيرة واليمن ,
مع الدعم المستمر للطرق الصوفية والعلمانيين والإلحاديين , والمطالبة بحقوق مزعومة للأقليات واستخدام تلك الورقة السياسية دائما للضغط لتحقيق مطالب التخفيف من ثقافة الإرهاب التي يصفون بها المنهج الإسلامى الصحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا مع ملاحظة أن تلك المطالب لا تنال دولا أخرى في المنطقة مثل إيران , رغم خطابها الدينى المتشدد ظاهريا , ورغم أن سياسة إيران القمعية ـ لا سيما مع حكومة المحافظين برياسة نجاد ـ تمارس أعتى أنواع القهر ضد شعبها ,
وهذا لأن الخط الإيرانى الشيعي يمثل الشرخ الذى خدم ويخدم مصالح الغرب منذ عهد البريطانيين وحتى اليوم ,
وما حدث بعد إحتلال العراق من التعاون الهائل بين إيران والولايات المتحدة كان بمثابة صدمة للكثيرين ممن عاصروا ـ حتى عهد قريب ـ نداءات المظاهرات الحافلة في طهران ضد الشيطان الأكبر!
فإذا بالشيطان الأكبر لم يستطع أن يدخل بغداد إلا بمعاونة وتحالف إيران ـ كما اعترف على أبطحى الإصلاحى الإيرانى ـ فضلا على قيام ميلشيات بدر بتأمين خلفية الجيش الأمريكى من الحدود الجنوبية للعراق ,
ثم كان التعاون العلنى الصريح بعد سقوط بغداد عندما استولت الشيعة الموالون لإيران على مقاليد الحكم في العراق بدء من المناصب الرياسية وحتى مناصب قوات الشرطة التي قامت بها الميلشيات التابعة للحرس الثورى وبدر وجيش المهدي وغيرها ممن مارسوا أعمال القمع الهائلة ضد أهل السنة وضد المسئولين العراقيين السابقين برعاية القوات الأمريكية ,
وجاء السيستانى ـ زعيم مرجعية النجف ـ ليوثق التعاون مع بول بريمر ـ حسبما نشر هذا الأخير بمذكراته ـ عن طريق اعتبار سقوط بغداد فتحا عظيما وحرم المرجع الأعلى الجهاد بأى شكل من الأشكال ضد القوات الأمريكية ,
ودخل عبد المجيد الخوئي نجل أكبر مراجع الشيعة في هذا العصر أبو القاسم الخوئي إلى مدينة النجف في صحبة القوات الأمريكية بعد أن هرب لبريطانيا منذ وفاة والده ,
وبعد أن أدى جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر مهمته في استئصال الوجود السنى بالجنوب العراقي عن طريق ارتكاب المجازر البشعة بحق السنة , اصطفت طوابير أفراد جيش المهدي علانية تسلم أسلحتها للقوات الأمريكية بأوامر مباشرة من مقتدى الصدر الذى رفع في بداية الإحتلال راية المقاومة!
غير أن الدهشة كانت ستزول لو تأمل المتأملون في قصة التعاون الغربي الإيرانى منذ عهد الصفويين الذين قامت دولتهم بمعاونة القوات البرتغالية لتطعن الخلافة العثمانية من الخلف ,
وأيضا إذا تأمل المحللون قصة التعاون البريطانى مع المرجعيات الشيعية والتى تعتبر واحدة من أشد قصص العمالة الصريحة خيالا , ولولا التوثيق البريطانى لتاريخ الإحتلال واعتماد البريطانيين على تدوين كل صغيرة وكبيرة في تاريخهم المعاصر لما أمكن اكتشاف الدور البريطانى الهائل في قلب مفاهيم التشيع المعاصر والسير به إلى منعطفات أشد غلوا مما كانت عليه والنزول بالنظريات الشيعية من نطاق المكتوب إلى نطاق التطبيق على الأرض ,
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:33]ـ
العمامة والقبعة ,
عندما بسطت بريطانيا سيطرتها على الهند لم تتخذها مجرد مستعمرة تابعة لها , بل كانت الهند هى أهم المستعمرات على الإطلاق لدرجة أن الحكومة البريطانية أنشأت بها حكومة موازية باسم حكومة الهند ويترأسها نائب الملك ,
وتمتلك تلك الحكومة السيطرة على نطاق المستعمرات من حدود الهند وحتى الخليج , في شبه استقلال عن الحكومة المركزية التي تشرف فيها وزارة المستعمرات على بقية المناطق في دول العالم ,
وهذا يعود لأهمية الهند بالنسبة لبريطانيا من الناحية الإقتصادية والسياسية ,
ومن خلال حكومة الهند تم تدبير إدارة المستعمرات الجديدة سواء في المناطق التي انقسمت فيما بعد مثل باكستان وأفغانستان أو في المناطق التي كان البريطانيون يبسطون فيها النفوذ شيئا فشيئا مثل إيران والعراق في بداية القرن العشرين ,
وطبقت حكومة الهند النظرية البريطانية الأثيرة في إثارة الفتن بمبدأ فرق تسد وبدأته في الهند ذاتها حيث ساعدتها تعدد القوميات والأعراق على محاربة أوجه الخطورة التي تنبعث من قادة المقاومة ,
ولإدراك مدى النجاح الذى حققته تلك السياسة فيكفي أن نعرف أن زعيم الهند الروحى المهاتما غاندى اغتاله شاب هندى ولم تغتاله القوات البريطانية!
وكان من أول اهتمامات حكومة الهند هى ضرب معاقل الإسلام الأصولى نظرا لخطورته الطبيعية على الإحتلال باعتباره دين الجهاد , بالإضافة للأحقاد القديمة التقليدية تجاه كل ما هو إسلامى ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم تتكفل بريطانيا جهدا كبيرا في ضرب الإسلام الأصيل في تلك المنطقة بسبب وجود بذور مهيئة جاهزة للري والإنبات وتتمثل في احتواء الهند وباكستان على أكثر الفرق الصوفية والشيعية انحرافا!
وهؤلاء بطبيعتهم كانوا يعادون الإسلام السنى بعداوة تتفوق على عداوة الغرب نفسه للإسلام ,
وبالتالى لم تجد بريطانيا صعوبة في تأسيس جماعات كاملة من العملاء لتحقيق أغراضها في تفجير الفتن الطائفية وتجنيد العملاء ليحاربوا بدلا منها أى اتجاه إسلامى أصولى ,
بالذات بعد تفجر المظاهرات الحاشدة من المسلمين في الهند إبان سقوط الخلافة العثمانية ومطالبتهم بإعادتها مرة أخرى مما دعاء بريطانيا للإسراع بتشكيل الفرق ذات العقائد المنحرفة تحت رعايتها المباشرة ,
وكانت تلك الفرق متعددة للغاية فتنوعت بين ما بين فرق قائمة قديمة فاستغلتها بريطانيا بأن منحتها الدعم الكافي كالشيعة الرافضة والبهائية والبريلوية , وهناك فرق جديدة بذرتها بريطانية الأصل مثل القاديانية وغيرها ,
وكانت أهداف تلك الفرق تجتمع على هدفين رئيسيين وهو معاداة الإسلام السنى ومحاربته ,
والهدف الثانى التعاون الوثيق مع السلطة البريطانية لهيمنة النفوذ الأجنبي بلا منغصات ,
وقد استعانت الحكومة البريطانية بالقاديانية والبهائية فى مناطق الهند وباكستان , أما فى إيران وفى العراق عندما دخلتها عام 1914 م , فقد وجدت فى رحاب التشيع الصفوى متسعا لفرض لإرادتها عبر خطة متقنة كما سنرى
ونعطى مثالا بالقاديانية قبل العروج على خطة بريطانيا فى إيران والعراق
القاديانية كنموذج للفرق المستحدثة [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
تأسست القاديانية على يد موظف مغمور من قرية قاديان الهندية يدعى غلام أحمد القاديانى كان شخصية تافهة ويعمل إداريا لقاء أجر بسيط لا يتجاوز خمسة جنيهات شهريا ,
ووقع الإختيار عليه من المخابرات البريطانية ليكون زعيما لإحدى الفرق التى تستغل ضعف العقيدة لدى العوام وتستميلهم بالمغريات فأغدقت عليه بريطانيا أموالا طائلة انقلب معها حاله إلى امتلاك القصور الفارهة والأتباع ثم ادعى النبوة وأعلن أنه نبي من أنبياء الإسلام! وأنه الموكول به تجديد الدين ونسخ الشريعة .. الخ تلك الهرطقات ,
وسارت القاديانية فى نفس الخط البريطانى المفضل وهو الطعن فى القرآن والسنة والصحابة وهى العوامل المشتركة بين سائر الفرق القديمة والحديثة , وإن كانت أكثر ظهورا فى الفرق المستحدثة
فقام القاديانى بالدعوة لدينه الجديد ونشر العديد من الشبهات حول النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والصحابة عموما مستعينا بما زودته بريطانيا من مصادر المستشرقين
ثم أعلن عن الهدف الثانى والغرض الحقيقي لدعوته عندما أعلن تعطيل الجهاد وهو سمة مشتركة أيضا مع البهائية والشيعة , ودعا إلى احترام السلطة البريطانية بشكل مكشوف لا مواربة فيه وأعلن أن ملكة بريطانيا بمثابة ولى الأمر الشرعي للبلاد وقدم رسالة بهذا المعنى إلى الملكة عند زيارتها للهند ,
وبالطبع لم يسكت علماء الإسلام فتصدى لدعوته الشيخ ثناء الله تسري وأقام عليه الحجة بمناظرة علنية .. وتكررت المواجهات بينه وبين الغلام القاديانى حتى انتهت بالمباهلة العلنية أيضا , على موت الكاذب منهما
وبعد انتهاء المباهلة بفترة قليلة مات غلام القاديانى بميتة بشعة إثر مرض غامض ,
ولم تمت دعوته بهلاكه حيث رعت بريطانيا أتباعه وحرصت على طبع مؤلفاته ومؤلفات أنصاره وإشاعة الفتنة بين مختلف الأقطار , مما حدا بعلماء الإسلام إلى الإستمرار فى البيان والمعركة على تلك الفرقة الضالة وأشباهها , وكان منهم الشاعر الإسلامى الكبير محمد إقبال الذى خصص مقالاته لمدة طويلة لتفنيد مزاعم غلام القاديانى ,
ومن الغريب أن جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند التحرري المعروف رد على محمد إقبال مدافعا عن الدعوة القاديانية بعد أن اكتسبت من النفوذ البريطانى سلطة واسعة وصار لها أتباع بين الوزراء والمسئولين ولها أدوات إعلام لا يستهان بها
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المفارقات المضحكة أن غلام القاديانى كان يبتكر العقائد المضحكة السمجة والتى كانت تلقي ـ مع ذلك ـ رواجا بسبب الرعاية المكفولة لها مثل إدعائه تنزل الوحى عليه باللغة الإنجليزية , وافتخاره بماضي أبيه مرتضي القاديانى رغم أن أباه أحد الخونة المشاهير فى تاريخ الهند ولكن ابنه اعتبر خيانته خدمة للحكومة الشرعية وهى حكومة بريطانيا ,
ولم يقصر أتباعه بعد موته:
فقرروا أن الإسلام لا يقبل من المسلم بغير الإيمان بالغلام القاديانى والإيمان بأن قرية القاديان أفضل من سائر مناطق الأرض حتى الحرمين وأن الغلام القاديانى أفضل من جميع الأنبياء والرسل وأنه المعنى بآيات المتشابه فى القرآن
ولو تأملنا هذه العقائد بنظرة متفحصة لاكتشفنا أنها تتطابق تماما مع البهائية ومع الشيعة الإثناعشرية تطابقا تاما يفضح فى سهولة أن منبعها واحد ,
وإذا كانت تلك العقائد قديمة وتاريخية بالنسبة للشيعة الإثناعشرية , فهذا يوضح أن البريطانيين استغلوا تلك الأفكار بعد دراسة مستفيضة لتقديمها في قوالب جديدة تحت أسماء مختلفة
فالإثناعشرية يعتقدون بأفضلية الأئمة على سائر الأنبياء والرسل وأن آيات القرآن معظمها نزلت فى الأئمة وفى أعدائهم ويعتقدون أن كربلاء أشرف من كل بقاع الأرض كما يعتقدون كفر كل من لا يقبل الإمامة!
وعلى نفس المنوال سارت البهائية مع اختلاف أن صاحبها ادعى الألوهية وكان مؤسسها بهاء الله شيعي إثناعشري فى الأصل وأسس لعقيدته الجديدة ونشرها ووجد لها الأتباع مع نفس الدعم الإستعمارى البريطانى وكان شاه إيران رضا بهلوى يجتمع حوله عدد كبير من المستشارين البهائيين ولهم فى إيران ثقل وشأن ,
وهكذا سارت البهائية والقاديانية جنبا إلى جنب تحارب مكان البريطانيين في معركة الفتنة لشغل علماء المسلمين بتلك المعارك التي لا يستهان بها دفاعا عن العقيدة السليمة , وهو الأمر الذى يؤمن ظهر الإحتلال ويبسط نفوذه على البلاد دون أن يخشي صحوة جهادية تقض مضجعه ,
وهى السياسة الأثيرة التي اخترعتها بريطانيا وسارت على دربها الولايات المتحدة الأمريكية في العصر الحالى ,
أن تجد لنفسها عناصر وطنية من نفس البلد المحتل تقوم بالقتال عنها بالوكالة , وعندما قامت الولايات المتحدة بتطبيق نفس السياسة البريطانية لجأت إلى تلك الخطوة مرات عدة ,
وآخرها ما فعلته عندما دفعت لزعماء القبائل الأفغانية المعادية لطالبان مبلغ سبعين مليون دولار لتقوم بمهاجمة أوكار طالبان قبل دخول الجيش الأمريكى فعليا [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
وفعلتها بالطبع فى العراق عندما سكتت عن ميلشيات جيش المهدى بل ودعمتها وبقية الميلشيات الإيرانية مثل فيلق بدر وفيلق القدس والحرس الثورى والذين قاموا بمهمة شغل المقاومة العراقية عن القوات الأمريكية عن طريق مهاجمتهم للمناطق السنية مما حدا بالمقاومة للتصدى للميلشيات أولا قبل قوات الإحتلال [3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn3)
ولم تكتف بذلك ,
بل قامت باستئجار المرتزقة للعمل ضد المقاومة العراقية في محاولة للحد من خسائرها في أرواح جنودها وهو الأمر الذى لا تحتمله السياسة الأمريكية , وقد بلغ عدد المرتزقة الذين وفرتهم الشركات العالمية المتخصصة مثل (بلاك ووتر) قريبا من عشرين ألف مقاتل مسلحين بأحدث الأسلحة ,
فضلا على قيام السلطات الأمريكية بتشكيل ميلشيات معاونة من أبناء العراق أنفسهم الذين قبلوا الصفقة والمقابل المادى المغري ليعلموا كدليل موصل لمناطق تمركز المقاومة العراقية وهى المجموعات المعروفة باسم (الصحوات) وقد لقي هؤلاء الخونة جزاءهم الرادع من المقاومة التي انتبهت لخطورتهم ,
ورغم المسئولية الإفتراضية لقوات الإحتلال عن تأمين البلد المحتل فإن القوات الأمريكية بعد نجاحها في دفع الميلشيات لممارسة القتل الطائفي باسم نصرة المذهب الرافضي , رفضت التدخل نهائيا في الصراعات الدموية غير المتكافئة بين سكان وعوام السنة في بغداد والبصرة والجنوب العراقي وبين أسلحة الميلشيات وأعلنت أن هذا الصراع والإقتتال ليس من شأنها وإنما هو شأن داخلى!
وتدخلت فقط في الوقت الذى قامت فيه المقاومة العراقية لمحاولة حماية سكان المناطق السنية فقدمت القوات الأمريكية الدعم العسكري المباشر للميلشيات بالإضافة إلى مساعدة الشرطة الرسمية الخاضعة لحكومة الشيعة في تلك الأعمال حتى تجاوز عدد الضحايا مائة ألف سنى بخلاف أضعاف هذا الرقم من المهجرين [4] ( http://www.al3ez.net/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=301978#_ftn1)
وكان من ثمار هذا التعاون تحالف القوات الأمريكية والميلشيات في تدبير حادثة تفجير المراقد في سامراء , الخاصة بالإمامين العسكريين لتجد الميلشيات المبرر الذى يكرّس شعور العداء الشيعي للسنة باعتبار أنهم مسئولين عن الحادث ,
وفى قناة المستقلة أدلى أحد عناصر فيلق بدر السابقين باعترافات مذهلة لمحمد الهاشمى في برنامجه عن الإنتخابات والشأن الدخلى العراقي واعترف فيه بما فعلته ميلشيات بدر من تفجير المراقد بل وتفجير الحسينيات الشيعية نفسها لإيجاد المبرر لممارسة القمع والقتل تجاه أهل السنة مدعوما بالرأى العام الشيعي
الهوامش
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ القاديانية ـ إحسان إلهى ظهير ـ دار بن حزم
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ الولايات المتحدة والإغارة على العراق ـ محمد حسنين هيكل ـ دار الشروق
[3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref3) ـ اليصرة والأبعاد الإستراتيجية بين الإحتلال الأمريكى والإيرانى ـ كامل العبيدى ـ موقع وكالة حق للأنباء
[4] ( http://www.al3ez.net/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=301978#_ftnref1) غربان الخراب فى بلاد الرافدين ـ د. طه الدليمى ـ موقع القادسية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:34]ـ
وكانت المهمة الأولى لمراجع الهنود ـ العملاء السريين ـ هى حل الإشكال الذى وقف أمام الطموح البريطانى والمتمثل في تعدد القيادات الشيعية مما يجعل مهمة السيطرة المباشرة للبريطانيين غير ممكنة , واحتمال وجود قيادة شيعية تشذ عن الخط البريطانى كانت قائمة بقوة ,
فكان أن جاء الحل باختراع مفهوم جديد لأول مرة في التراث والتاريخ الشيعي وهو مصطلحى المرجع الأعلى والتقليد ,
والذي ابتكر فيه البريطانيون للشيعة مفهوم وجود منصب أعلى لرجال الدين يعتبر صاحبه زعيما ومسيطرا على العوام وعلى العلماء كذلك ,
ويتضمن أيضا مفهوما جديدا في الفقه الشيعي وهو مصطلح وجوب التقليد على العوام , والتقليد معناه الرجوع في الأمور الدينية إلى رجال الدين وهو أمر معروف في الإسلام لكنه لا يعنى أبدا الوجوب بل هو أمر خياري ومحدود ومرهون بالحاجة إلى علم العالم حال وجود مسألة معينة تستعصي على العامى ,
بالإضافة إلى أن العامى ليس مجبرا باتباع عالم محدد بل إن هذا منهى عنه نهيا تاما في الإسلام وهو على حد الشرك بالله نظرا لأن الوحيد الذى يلتزم المسلمون باتباعه هو النبي عليه الصلاة والسلام وحده ,
فضلا على أن علماء الأمة يبذلون علمهم للأمة بلا أجر , بل تتولى الدولة مسألة الإنفاق على العلم والعلماء أما العوام فلا ,
ومسألة وجود رجل الدين الذى يلتزم العوام باتباعه ويتحكم في كل أمور حياتهم مهما بلغ صغر شأنها ويدفعون له مقابل ذلك , هى مسألة لم تعرفها الشريعة الإسلامية مطلقا بل نهت عنها نهيا تاما واعتبرتها تجارة بالدين ,
يقول تعالى:
[وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ] {آل عمران:187}
ويقول تعالى عن اتخاذ العلماء كأولياء في الإتباع:
[اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ] {التوبة:31}
فالمسيحية واليهودية وحدهما هم من عرفا ثقافة الخضوع الكامل للرهبان وجعل قوم الراهب أو الحاخام تشريعا لا يستطيع العامى أن يرده وإلا كان معصية لله عز وجل وخروج عن الدين!
ففي التلمود ورد نص يبين علاقة الحاخام بعوام اليهود في هذا الإطار ويقول:
(التفت يا بنى إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك لشريعة موسي وإذا قال لك الحاخام أن يدك اليمنى هى يدك اليسري فصدقه ولا تجادله!)
فأتى البريطانيون بهذه الثقافة وغرسوها عبر رجالهم في الثقافة الشيعية وابتكر رجالهم لأول مرة ثقافة المرجعية ووجوب التقليد واعتبار العلماء نوابا عن الإمام المعصوم والرد عليهم كالرد على الله تعالى!
ولم تكن هذه الثقافة قبل عام 1920 م معروفة في الثقافة الشيعية أو لها تطبيق , باعتراف علماء الشيعة أنفسهم
يقول عالمهم الكبير محمد مهدى شمس الدين:
(مصطلح تقليد ومصطلح مرجعية. هذان المصطلحان وما يرادفهما ويناسبهما غير موجودين في أي نص شرعي، وإنما هما مستحدثان، وليس لهما أساس من حيث كونهما تعبيران يدلان على مؤسسة تقليد هي مؤسسة ومرجعية. هي مرجعية التقليد، يعني مؤسسة من حيث كونهما اثنين لمؤسسة، ليس لهما من الاخبار والآثار فضلاً عن الكتاب والكريم علماً ولا أثراً. كل ما هو موجود بالنسبة لمادة قلّد خبر ضعيف لا قيمة له من الناحية الاستنباطية إطلاقاً، وهو المرسل الشهير عن أبي الحسن، عن أبي محمد الحسن العسكري (رض)، ومتداول على السنة الناس: من كان من الفقهاء صائناً لدينة، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه. مادة قلّد موجود فقط بهذا النص، ولكن لا يعتمد عليه اطلاقاً. هذا تقليد، ومقلّد ومُقلّد لا اساس له. ومرجع لا اساس له) [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
ثم يضيف فى اعتراف بالغ الخطورة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(هذا المصطلح (مرجع اعلى) لا أساس له إطلاقاً بالشرع، ولا أساس له قبل الشرع الإسلامي في الفكر الإسلامي، أصلا لا يوجد في الفكر الإسلامي، ولا الشرع الإسلامي خارج نطاق المعصومين، خارج نطاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا المعصومين الأئمة عليهم السلام، لا يوجد مرجع أعلى على الإطلاق. وأقول للتاريخ إننا في عهد الشهيد السيد محمد باقر الصدر نحن مجموعة من الناس، وأنا واحد منهم رحم الله من توفاه، وحفظ الله من بقي حياً، نحن اخترعنا هذا المصطلح. في النجف اخترعنا مصطلح مرجع أعلى) [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
وهذا اعتراف صريح من أحد المعاصرين لاختراع مفهوم المرجعية العليا بأن مصطلح وجوب التقليد ومصطلح المرجعية العليا التى يجب على العامى أن يرهن حياته بها ويتبعها بلا أدنى اعتراض هى من مخترعات فترة الإحتلال الإنجليزى وأن هذه المفاهيم لا أصل لها من قريب أو بعيد فى الشريعة , وأن الحجة فقط تكمن فى وجوب اتباع النبي عليه الصلاة والسلام وأئمتهم المعصومين , ودور العلماء محصور فى بيان أقوال الأئمة فقط ,
وتحدث فقيه آخر وهو زين العابدين الإمارة عن أمر التقليد وبدعة المرجعية فقال:
(وكما نعلم ان التقليد عند الشيعة كان قد بدء مع بداية السنين الأولى للقرن العشرين الميلادي ونعلم أيضآ ان عمر الطائفة الشيعية لا يقل عن الألف سنة محسوبة من تاريخ وفاة السفير الرابع للأمام المهدي عليه السلام .. فعندها تكون أول رسالة عملية أصدرها مرجع شيعي أشارت الى وجوب التقليد هي رسالة (العروة الوثقى) من قبل الفقيه كاظم اليزدي والتي صدرت عام 1919ميلادي .. فيما لم تتضمن الرسالة العملية للعلامة الحلي والتي يتم تدريسها في الحوزات العلمية الشيعية بابآ خاصآ للتقليد، بل ولم يرد فيها أي ذكر للتقليد لا من قريب ولا من بعيد على الأطلاق .. وكان الشيعة على مدى 900عام من أتباع المدرسة الأخبارية،) [3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn3)
ومعنى هذا الكلام أن وجوب التقليد ومنصب المرجعية العليا لم يظهر فى تاريخ الطائفة الشيعية مطلقا إلا مع بداية دخول السلطات الإنجليزية للمجتمع الشيعي فى إيران والعراق , وأول من ابتدعها كان العالم الشيعي كاظم اليزدى وهو العالم المعروف بعمالته للإنجليز لدرجة تلقيبه بالملا بالإنجليزى ,
وكان كاظم اليزدى هو أول من أسس رسالة عملية للتقليد , والرسائل العملية هى الإصدارات الفقهية التى يصدرها مراجع الشيعة لعوامهم وتصبح بمثابة الدستور أو القرآن بالنسبة لهم
فى نفس الوقت الذى يحرم هؤلاء العلماء على العوام النظر إلى القرآن أو السنة بنية تدبرهما تحت زعم أن هذا الأمر لا يستقيم إلا للعلماء المتخصصين , وتمكنوا بذلك من سد الطريق أمام العوام المقلدين لاكتشاف تناقض الرسائل العملية مع أبسط مبادئ القرآن وآياته الصريحة
والمتأمل فى الرسائل العملية للفقهاء يكتشف بمجرد النظر أن تلك الرسائل لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد حيث أن الفقيه المرجع يصدر فتاواه الفقهية بالجواز والتحريم بمجرد ذكر ألفاظ الجواز والتحريم فقط , دون أن تحتوى الرسالة العملية على عرض للأدلة من القرآن أو السنة أو أقوال العلماء حتى من الطائفة الشيعية نفسها ,
مما يعنى أن المرجع عمليا وضع مكانه فى مكان الإله المشرع والذى لا يُسأل عما يفعل , وهذه الثقافة ضاربة بجذورها فى المجتمع الشيعي , ومن يطالع المواقع الرسمية لعلماء الشيعة يجد إجابات هؤلاء العلماء على الأسئلة الواردة إليهم تقتصر فقط على الجواب بنعم أو لا دون أى تعرض أو ذكر لمبرر الفتوى أو دليلها ,
كما أن الثقافة الشيعية مبنية تماما على تحريم سؤال العالم عن الدليل أو مراجعته فيما يقول ولو بحرف واحد ,
حيث يقول زين العابدين الإمارة فى نفس المصدر:
(الأن اصبح المقلدون (بكسر اللام) في زمن التقليد أي من عام 1919 ميلادي الى هذا اليوم يطيعون المقلد أو المرجع بشكل مطلق ولا يجرئ احد على ابداء اي ملاحظة أو تعليق على ما يصدر من المقلد (بفتح اللام) أو المرجع، و أذا اخطأ غضوا النظرعن ذلك الخطأ أو برروا له وذلك بالقول انه يفكر بطريقة لانستطيع ادراكها!!!!!)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو المبرر لسكوت عوام الشيعة عن الفتاوى الفادحة التى استعبدهم بها علماؤهم سواء فى مجالات المتعة أو الخمس الذى يعتبر أكبر عملية نصب فى التاريخ , لذلك لا يوجد شيعي واحد بادر برفع رأسه أمام السيستانى مثلا أو الخمينى أو الخوئي وهم يصدرون الفتاوى التى لا يقبلها حتى الحيوان فضلا على الإنسان فى جواز التمتع بالرضيعة أو اللواط أو المتعة حتى بالمتزوجة أو اتخاذ المتعة مهنة للمرأة تتكسب بها أو المتعة الجماعية وهى تعاقب الجمع من الرجال على المرأة فى نفس المكان والوقت!
فالمرجع معصوم فعليا عن الإعتراض والمبادرة بالرد عليه على حد الكفر والزندقة!
وكانت هذه الثقافة هى النتاج الطبيعى لبدعة المرجعية العظمى والتى يكفي عوام الشيعة لاكتشاف المأساة أن يدركوا أنها بدعة مستحدثة لم يسبق للشيعة أن طبقوها قبل بدايات القرن الماضي وليس لها ذكر من قريب أو بعيد فى تاريخ الشيعة
وعندما نضع هذا الكلام الخطير بجوار قوانين المرجعية التى أرساها علماء الشيعة فى القرن الماضي بإيعاز من الإنجليز , نستغرب من كمية المبالغة فى تقنين تلك الأوضاع واعتبار وجوب التقليد للمرجع الأعلى من صلب الدين والرد على المرجع كالرد على الله تعالى!
فالخمينى فى كتابه تحرير الوسيلة بين فى أول مواده الفقهية أنه لا يصح دين أى شيعي بغير تقليد المرجع الأعلم وأداء خمس أمواله إليه كل عام ,
وهذا معناه أن الشيعي الغير مقلد يعتبر فاسقا خارجا عن الدين ولا تقبل أعماله بأى حال من الأحوال من غير هذا الشرط
وجاء محمد رضا المظفر عالم الشيعة المعروف فى كتابه (عقائد الإمامية) والذى يعتبر من أمهات الكتب التى يتم تدريسها فى الحوزات العلمية لطلبة الشيعة فقال:
(عقيدتنا فى المجتهد الجامع للشرائط أنه نائب عن الإمام ولك الحق فى الفصل فى القضايا حال غيبته وهو الحاكم والرئيس المطلق والرد عليه كالرد على الإمام والرد على الإمام كالرد على الله وهو على حد الشرك بالله!) [4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn4)
أى أنهم جعلوا الأمر من جملة العقائد لا الأحكام وهذا يبين كيف أنهم أصبحوا رهبانا من دون الله يشرعون ما شاء لهم التشريع ويجعلون أقوالهم كأقوال رب العالمين فى نفس الوقت الذى تنعدم فيه الأصول لتلك الأقوال ولا يوجد عليها دليل أو شبه دليل من القرآن والسنة أو أقوال الأئمة الذين يزعمون اتباعهم ,
هذا فضلا على أن الشريعة الإسلامية اعتبرت رهن الشريعة بأى شخص شرك بالله تعالى , فجاء رضا المظفر ورفاقه فقلبوا مفهوم الشرك ليصبح الشرك بالله فى مفهومهم هو ذات ما يعرفه الإسلام من شرك الربوبية واتخاذ البشر آلهة!
ومنذ ذلك الحين ترسخ الإختراع البريطانى المسيحى فى المجتمع الشيعي ليصبح عوام الشيعة فاقدى الإرادة والعقول تماما أمام مراجعهم فضلا على أن المهمة أصبحت سهلة للبريطانيين لأنهم تحكموا تحكما تاما فى مسألة اختيار الشخص المرشح للمرجعية العليا وإدارته حسب أهواء ورغبات السلطات البريطانية ,
ليتحقق ما اقترحه الوزير البريطانى المفوض أن السيطرة على الشيعة تتم عن طريق رهنهم بعلمائهم والسيطرة على هؤلاء العلماء ومن ثم امتلاك زمام الأمور بيسر وسهولة ,
الهوامش
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ المرجعية والتقليد عند الشيعة، لمحمد مهدي شمس الدين
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ المصدر السابق
[3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref3) ـ المرجعية (الوجه الآخر) ـ زين العابدين الإمارة
[4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref4) ـ عقائد الإمامية ـ محمد رضا المظفر
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:35]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى اعترافات عباس الخوئي نجل زعيم حوزة النجف الأشهر فى هذا العصر , أشار الخوئي إلى أن منصب المرجعية لم يكن على عهد والده مرهونا برغبة الحوزة أو عوام الشيعة بل كان أمرا مرهونا بسلطات الإحتلال البريطانى ولم يكن مطلوبا فى المرجع أكثر من أن يكون عميلا للسلطات حتى لو كان يهوديا أو مسيحيا فإن هذا لا يمنعه من أن يتولى قيادة المرجعية ويرتدى العمامة السوداء ويطلق على نفس اسما إيرانيا أو عربيا [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
كما أشار الخوئي إلى مهازل الحوزات العلمية وكيف أن كبار علمائها من عملاء البريطانيين وعملاء السلطة والتجار فيما بعد , كانوا لا يحسنون قراءة آية واحدة من القرآن أو مجرد التحدث بعبارة عربية فصيحة خالية من الأخطاء النحوية ,
واستمر الوضع باقيا بعد رحيل الإنجليز ومرهونا بالعصابات التى تتحكم فى تعيين المرجعية للسيطرة على أموال الأخماس التى يجمعونها بالملايين من عوام الشيعة ,
وكان البريطانيون هم أيضا أصحاب براءة الإختراع فى أسلوب استخدام الضغط والتغييب الإعلامى لفرض ما يريدون على العوام وتصدير الفتاوى الشاذة التى تبيح كل المحرمات بما يضمن شعبية هؤلاء المراجع بين عوام الشيعة وتم نشر ثقافة مؤداها أن الشيعي ليس عليه أدنى مسئولية إن هو ارتكب المحرم طالما كانت معه فتوى العالم لأن العالم حينئذ هو المسئول ,
ولا شك أنها ثقافة لا تمت للإسلام بصلة حيث أن كل إمرئ بما كسب رهين ,
واستغلت بريطانيا تلك المرجعيات لتحقيق مكاسبها السياسية سواء فى السيطرة التامة على مقدرات البلاد وضمان استقرار السلطة البريطانية , أو فى توجيه الجماهير عن طريق العلماء لارتكاب الإغتيالات والمجازر بحق الطوائف التى يخشي منها البريطانيون ,
هذا فضلا على أنهم استغلوا العلماء لابتداع ظاهرة أكثر خطورة من ظاهرة التقليد وهى ظاهرة التطبير , وهى ظاهرة مسيحية صرفة تعتمد على اعتقاد المسيحيين أن المسيح ضحى بنفسه لتكفير أخطاء البشرية فيما يُعرف باسم عقيدة الفداء
ولهذا فالنصاري بسبب ذلك يقومون بضرب أنفسهم ندما وتعبيرا عن هذا الأمر
والتطبير هو الإحتفالات الدموية التى يضرب فيها العوام أنفسهم بالجنازير والسيوف والخناجر فى مشاهد مقززة بالغة البشاعة , واعتبار تلك الشعائر من أهم الشعائر الحسينية ومنكرها كافر , والممتنع عنها لا يثبت ولاءه لآل البيت ,
ولم يقصر علماء الشيعة العملاء فى الإستجابة لرغبات البريطانيين فجعلوا تلك المظاهر من صلب التدين وأكسبوها شرعية أقوال الأئمة مما حقق لهم مكسبا كانوا يتوقون إليه وهو تربية وتدريب عوام الشيعة على القتل والذبح بطريقة عملية ليصبحوا مدربين على تلك الأفعال عند الحاجة لمحاربة أهل السنة!
فافتخر بها الخمينى فى كتابه (كشف الأسرار) واعتبرها أحد أدوات الحفاظ على الدين الحق وهو الدين الشيعي , وسار على دربه كافة المراجع والدعاة سواء القدامى أو المعاصرين
هذا فضلا على مكسب سياسي آخر حققته السلطات البريطانية ,
حيث أن الحكومة البريطانية كانت تواجه مأزقا فى مجلس العموم يعارض احتلال تلك البلاد والبقاء فيها , فاتخذت الحكومة البريطانية تلك الأفعال الهمجية ذريعة لمبرر بقاء الإحتلال على اعتبار أن بريطانيا لها مسئولية إنسانية تجاه تلك الشعوب الهمجية وعليها واجب إخراجهم من ظلمات الجهل!
وبالطبع كانت فتاوى العلماء العملاء تصب فى مصلحة الإحتلال البريطانى على طول الخط للدرجة التى لفتت نظر المراقبين من داخل الحوزة وخارجها ,
فقد فضح المرجع الشيعي الأشهر فى النصف الأول من القرن العشرين حسين آل كاشف الغطاء وغيره أن فكرة عدم خطورة الإحتلال البريطانى على الإسلام كانت رائجة فى تلك الأيام إلى درجة اعتبار الإحتلال الغربي معول بناء يخدم الدين الشيعي ويجب مناصرته لكونه يعمل فى قوة على إفناء الإسلام السنى والذى هو أصل ما تحاربه الشيعة وتحارب أهله باعتبار أنهم نواصب أهل البيت [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهى نفس الثقافة التي حكمت مراجع التقليد اليوم بعد الإحتلال الأمريكى للعراق عندما أفتى السيستانى أن الإحتلال الأمريكى لا جهاد ضده وأنه ليس عدوا , ثم ختمها بالتعاون الوثيق بينه وبين سلطات الإحتلال ممثلة في بول بريمر الحاكم المدنى للعراق , والذي فتح الطريق أمام الشيعة لتولى حكم العراق بحكومة شيعية خالصة ,
ونفذت السلطات الأمريكية نصيحة محللها السياسي الكبير (توماس فريدمان) عندما نصحهم بضرورة تسليح الأقليات الشيعية وحماية الميلشيات وتدريبها وترك أهل السنة يقبضون على الهواء [3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn3)
مما يؤكد للمتأمل أن الولايات المتحدة ممثلة الإستعمار المعاصر تسير على نفس الخط البريطانى بامتياز , وكما وضع سفير البريطانيين المفوض قواعد التعامل البريطانى مع الشيعة جاء مفكرو الأمريكيين فساروا على نفس الخط ,
ومنذ تلك الفترة المبكرة من القرن الماضي ظهر بعض علماء الحوزة الأصليين وأعلنوا الإعتراض على إدارة تلك الأمور بهذا المنطق وظهر الإصلاحيون أمثال الأصفهانى والبرقعى والموسوى وحاولوا التصدى لهذا التيار فكانت النتيجة أن لقي معظمهم حتفه باغتيالات والبعض الآخر تم تدمير سمعتهم لدى العوام بمختلف الإتهامات الشائنة واعتبارهم كفار مبتدعة خارجين على أحكام الشرع!
وكانت الحوزات العلمية فى تلك الآونة تحتوى ثلاثة أصناف من العلماء ,
الصنف الأول: وهم العملاء البريطانيين الذين دربتهم بريطانيا ودفعتهم ليتقلدوا مناصب الدعوة والإرشاد باعتبارهم من رجال الدين الشيعة القادمين من الهند ,
والصنف الثانى: وهم علماء الشيعة الفرس الذين جاءت إليهم بريطاني فوجدت فيهم المادة الخام الجاهزة للرعاية حيث أنهم كانوا ينادون بنصرة القومية الفارسية ويتخذون من الإسلام والعروبة عدوا أبديا ,
فاتفقت الأهداف بين السلطات البريطانية وبين هؤلاء العلماء فتعاونوا مع السلطات بأكثر مما تعاونت معهم شبكة العملاء الأصليين لاتفاق الأغراض ,
والصنف الثالث: وهم الصنف النادر وهى فئة علماء الإصلاح وهؤلاء كانوا هدفا صريحا للإغتيال والتشريد لكونهم عارضوا المخطط البريطانى الشيعي ومصالحه ,
وكان علماء الإصلاح فى حالة ذهول من الثقافة التى يروجها عملاء البريطانين فى الخطب الحسينية التى تلفق وتزور التاريخ وتكرس للطائفية بشكل مطلق ,
فيقول آية الله مطهرى عن تلك الثقافة:
(إننا وللأسف الشديد حرّفنا حادثة عاشوراء الف مرة ومرة أثناء عرضنا لها ونقل وقائعها، حرّفناها لفظياً أي في الشكل والظاهر أثناء عرض أصل الحادثة، مقدمات الحادثة، متن الحادثة والحواشي المتعلقة بها.
كما تناول التحريف تفسير الحادثة وتحليلها. أي أن الحادثة مع الأسف قد تعرضت للتحريف اللفظي كما تعرضت للتحريف المعنوي) [4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn4)
ويتحدث عباس الرضوى عن تلك الفترة فيقول إن الأفكار الإلحادية انتشرت إنتشار النار فى الهشيم فى تلك الفترة على يد علماء الحوزة العلمية المستقدمين [5] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn5)
وتطبيقا لنصيحة رئيس الوزراء البريطانى بالمرستون ظهر الإتجاه فى الحوزات العلمية إلى الجهر بتحريف القرآن بين الطلبة , وهو الأمر الذى كان يعتقده علماء الشيعة لكنهم لا يصرحون فى العلن به , ويكتفون بانكاره على سبيل التقية ولا يقولون بتكفير القائل بالتحريف ويعتبرون هؤلاء القائلين من كبار علماء المذهب ,
وكان طلبة الحوزات يتعرفون هذا الإتجاه بعد أن يبلغوا مرحلة الإجتهاد , أى فى مرحلة متقدمة بعد أن يتورطوا فعلا فى هذا المنهج ويصبح مجرد البوح بخلافه طريقا للهلاك
إلا أنه فى ذلك العهد تم تدريس هذا الأمر والجهر به للطلبة داخل الحوزات فى أول فترات دراستهم العلمية ووجهوا الدراسة إلى كتب الحديث الأصلية المملوء بالإلحاد والتحريف ومنعوا تدريس القرآن أو تفسيره أو تدارس التاريخ والسيرة ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو الأمر القائم حتى يومنا هذا , فلا يوجد مرجع ـ مرجع وليس مجرد عالم ـ يحفظ القرآن الكريم أو حتى واحدة من سوره الطوال , وليس للشيعة مؤلفات أو إضافة فى مجال علوم القرآن الكريم إطلاقا إلا بعض التفاسير التى لا تتعدى عدد أصابع اليد وكلها مجمعة على القول بالتحريف وتورد نماذج للسور المحرفة التى يعتقدون بحذفها من القرآن
وهى الفضيحة التى أثارها علماء السنة فى مواجهة مراجع الشيعة المعاصرين , وهذا الجيل من العلماء هم النتاج الذى أخرجته الحوزات العلمية فى عهد تسلط البريطانيين حيث كان أكابر المراجع اليوم طلبة صغار فى تلك الأيام ,
ولما انفجرت الفضيحة وظهر العجز واضحا عن قراءة القرآن أو إتقان علومه ظهر على الكورانى وكيل المرجع الشيعي الوحيد الخراسانى على إحدى قنوات الشيعة الفضائية ليقول علنا:
(لا توجد قيمة لحفظ القرآن فما معنى حفظ القرآن إنك إن حفظت تصبح كشريط الكاسيت أو سي دى)!!
واستقبل عوام الرافضة هذا التبرير كعادتهم فى استقبال ما هو أنكى , ولست أدرى أين هم من قوله تعالى
[بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ] {العنكبوت:49}
ومن الجدير بالذكر أن المبادئ البريطانية التى أرستها فى الدين الشيعي وجعلت من عموم الشيعة عبارة عن أنعام مضللة تطيع ما يلقيه إليهم علماؤهم بلا تمييز أو تفكير , وتنهب أموالهم باسم خمس الإمام الواجب ,
ظلت تلك المبادئ قائمة حتى بعد خروج الإنجليز لوجود الطبقة الصفوية من علماء الشيعة ورجال الإقتصاد المعروفين باسم (البازار) وهم من ورثوا السلطة على مقدرات الحوزات العلمية بعد رحيل البريطانيين وكانوا يتحكمون فى نصب وخلع المراجع وفق ما تقتضيه مصالحهم فى السوق ,
للدرجة التى كان البازار يتحكم فى ترويج سلعه ورعايه مصالحه على فتاوى مراجع التقليد التى توجه العوام وفق المشيئة
وكانت سلطة البازار على رجال الدين قائمة قبل سلطة البريطانيين إلا أنها بعد مجيئهم اتخذت بعدا آخر فى القوة واستمرت حتى يومنا هذا ,
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ اعترافات عباس الخوئي ـ مسجلة بموقع القادسية
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ ثورة الإمام الخمينى ـ موقع فيصل نور
[3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref3) ـ صراع المصالح فى بلاد الرافدين ـ مصدر سابق
[4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref4) ـ الملحق الوثائقي ـ موقع فيصل نور
[5] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref5) ـ المصدر السابق
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:36]ـ
سفراء جهنم فى العصر الحديث
الجيل المعاصر الذى يتحكم فى الشيعة اليوم ومنذ ثورة الخمينى هو الجيل الأول الذى أخرجته مفرخة البريطانيين ولهذا لم يأت جيل من علماء الشيعة أشد فجورا من القائمين اليوم , بعكس النظرة السطحية التى تظن أن الغلو وفساد العقيدة إنما كان فى قدماء الشيعة لا معاصريهم ,
لكن هذه النظرة تسقط عندما نتدارس فكر هؤلاء المراجع ونقارنه بمن سلف
فعلماء الشيعة قديما ـ رغم فجور عقائدهم ـ إلا أنهم كانوا يتدثرون بالتقية بشكل مبالغ ولم تكن كتبهم منتشرة أو يسمحون بنشرها بل كانوا يتداولونها بشكل سري ,
ومن يعود إلى عصر بن تيمية رحمه الله فى رده على كتاب الرافضي بن مطهر الحلى (منهاج الكرامة) يجد أن بن تيمية فى كتابه
(منهاج السنة النبوية) لم يتطرق لذكر كتب الشيعة الأصولية والتى كان بها من الزندقة الشيئ الكثير بل إنه صرح فى رده على بن مطهر الحلى أن طائفة الشيعة ليست لها كتب أصول ترجع لها ,
بالرغم من أن كتب الشيعة الأصلية كالكافي والإستبصار والتهذيب ومن لايحضره الفقيه كانت متداولة بين الشيعة فى ذلك الوقت وتم تصنيفها قبل عصر بن تيمية بقرون ,
ورغم ذلك لم يقف عليها بن تيمية أو غيره من علماء السنة ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتاب بن مطهر الحلى قام بنشره لأنه لم يكن كتابا من الأصول التى يجب إخفاؤها بل هو كتاب لعرض أدلة الإمامة من وجهة النظر الشيعية ويحتوى على عشرات الشبهات التى ساقها الحلى لمعتقد الإمامة ولم يحتو الكتاب أى إشارة لموضوعات الغلو كتحريف القرآن وتأليه الأئمة وتكفير كافة الصحابة واتهام أمهات المؤمنين بالفاحشة
فالشاهد من هذا كله أن زنادقة الشيعة فى القديم كانوا حريصين على إخفاء تلك الهوية الملحدة واستمر ذلك الحرص حتى فى تلك العهود التى قامت فيها دول لهم مثل الدولة البويهية أو حتى دولة الصفويين التى أسست دولة الإثناعشرية وكانت تجاهر فقط بسب الصحابة وتتكتم على كتبها فلا تنشرها ,
وهى نفس السياسة التى اتبعها القاجاريون والأفشار بعد ذلك حتى جاء عصر الخمينى الذى يعتبر طليعة العلماء العملاء وأحد أرباب هذا الجيل الذى أخرجته المدرسة البريطانية فقام بنشر الغلو وكتب الشيعة وترجمتها للعربية بكل ما تحويه من زندقة وكفر وإلحاد ,
وقبل عصر الخمينى لم يكن علماء السنة يستطيعون الحصول على كتب ومراجع الشيعة إلا القلة النادرة من هؤلاء العلماء الذين استعانوا بمختلف الوسائل للوصول إلى تلك الكتب وكشف حقيقتها مثل الشيخ إحسان إلهى ظهير والذى بدأ كفاحه ضد الشيعة قبل عصر الخمينى واستمر بعده ,
وبعد مجيئ الخمينى أصبح فى متناول الباحثين الحصول على كتب الأصول وكتب المعاصرين بمنتهى البساطة وتأسست نظرية الخمينى على نشر المذهب وأصوله بما فيها المعتقدات الإلحادية والترويج لها ,
وساهم هو بنفسه بمقام بارز فى هذا المجال فاحتوت كتبه على طوام ومصائب سواء فى الغلو فى الإمامة أو تقديس الشرك واعتبار طلب الحاجات من الصخر والشجر والقبور من صميم التوحيد! [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
كما قام بحركة واسعة لطباعة الموسوعات الشيعية الكبري التي تم تأليفها في العهد الصفوى وأولها كتاب بحار الأنوار للمجلسي بمجلداته التي تعدت مائة مجلد ويعتبر هذا الكتاب أكفر كتاب على وجه الأرض ولم يجرؤ الشاه على طباعته كاملا أبدا , بل كان التصريح بطباعة 25 جزء منه فقط خوفا مما فيه ,
ثم أثبت الخمينى أنه خريج المدرسة البريطانية بامتياز عندما ابتكر نظرية ولاية الفقيه والتى أضاف فيها إلى الفقيه مقام العصمة واعتباره الحاكم بأمر الله وأن الدولة الشيعية يجب أن يكون قائدها الروحى قائدا واحدا يسمى المرشد , ومنح نفسه هذا المنصب ثم قرر أن ولاية الفقيه هى هدية الله لعباده المؤمنين ومنح نفسه سلطات لم يحظ بها أى ملك أو إمبراطور على وجه الأرض منذ عهد يوليوس قيصر الذي ابتكر فكر الأتوقراطية وهى مرحلة ما بعد الديكتاتورية ويصبح الحاكم بموجبها نائبا عن الإله وقوله لا يُرد
وهى الفكرة التي أوضحنا سابقا أنها جاءت بتحفيز بريطانى لمحاولة حصر القيادة في أقل عدد ممكن من الشخصيات لكى يتسنى للبريطانيين السيطرة بسهولة على جموع الشيعة عن طريق السيطرة على المراجع ,
لكن الخمينى حقق الحلم الذى لم يتمكن البريطانيون من تحقيقه وهو جعل القيادة لزاما بفقيه واحد يعتبر انتخابه من قبل اللجنة المختصة هو اختيار إلهى وله التحكم المطلق الذى يفوق سلطة الأنبياء والأئمة فعليا!
وقد دافع الخمينى عن نظريته باستماتة وقتل وشرد كل فقيه أو مرجع لم يوافقه على فكرته عندما أجمع علماء حوزتى قم والنجف المتقدمين في السن على الخمينى وهم من الجيل السابق عليه .. أجمعوا على رفض المبالغة في وضع الفقيه والإكتفاء بأمر المرجعية العليا ,
وبالفعل تحققت سياسة الخمينى وخلف الخمينى الخامنئي على مقعد ولاية الفقيه واستمرت سياسته على نفس النهج الديكتاتورى أو الفوق ديكتاتورى ,
ووصل الأمر بهم إلى اعتبار منكر ولاية الفقيه كافر مرتد رغم أن الشيعة السابقين على عهد الخمينى ومنذ ثلاثة عشر قرنا ما قالوا بولاية الفقيه أو اعتبروها من الدين ,
فصار الخمينى وأنصاره بمثابة الرهبان المشرعين تماما كما كانت الرغبة البريطانية المستقاه من شريعة اليهود والنصاري ,
ولأن تأسيسهم تم على يد الخبراء البريطانيين منذ أيام دراستهم في الحوزة , فقد تميز هذا الجيل بكمية مضاعفة من التبجح والقدرة على التصريح بالعقائد الكفرية وتبريرها والإصرار عليها ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو الأمر الذى لم يكن معهودا في الشيعة من قبل , حيث يمثل غطاء التقية بالنسبة لهم الرداء الأفضل على جميع المستويات لا سيما فيما يخص المعتقدات السرية للطائفة ,
غير أن الجيل المعاصر لم يستخدم التقية إلا في حالات المصلحة المؤكدة ولم يجد غضاضة في التصريح بالعقائد السرية الباطنية بل وأضافوا إليها مخترعات العقائد الجديدة ,
فأصبح الجيل الحالى متفوقا بمراحل على أجيال الشيعة القدماء والذين كانوا على أعلى درجة من الزندقة إلا أنهم ما استطاعوا أن يخرجوا على أتباعهم بعقائد جديدة ويعلنون أنها عقائد لا يوجد لها أصل لا في القرآن ولا في أحاديث الأئمة , ومع ذلك يشرعون لأتباعهم ضرورة اتباعها وإلا كان مصيرهم جهنم!
فكان القدماء يخترعون العقائد التي تخدم أغراضهم في محاربة أهل السنة ويكسبونها الشرعية عن طريق نسبتها كذبا وزورا إلى أئمة آل البيت , غير أن الجيل المعاصر ترك هذا الإتجاه وأعلن عن عقائده الجديدة كالمرجعية والتقليد وولاية الفقيه المطلقة وأظهروا أنها لم تكن على عهد قدماء الشيعة ومع ذلك أكسبوها شرعية القرآن والسنة بالقهر والإرغام!
ووصل التبجح بهم أن يصرحون على شاشات الفضائيات بتحريف القرآن بلا أى خشية بل ويسجلونها في كتاباتهم الرسمية , مثل على الكورانى الذى أجاب عن سؤال في إحدى برامجه حول هذا الأمر فقال أن القرآن الأصلي سيخرجه المهدي وهو مختلف عن هذا الذى بين أيدينا ,
وعلى الشاشات أيضا ظهرت خطب ومحاضرات دعاة الشيعة مليئة بالكفر والزندقة وتأليه البشر والدفاع عن تلك العقائد باستماتة والدعوة إليها ,
هذا فضلا على التحريض العلنى في استباحة أموال ودماء أهل السنة باعتبارهم العدو الأول للشيعة وتوعدهم لأهل السنة بأن المهدي الذى ينتظره الشيعة سيسفك دماء العرب تحديدا حتى لا يبقي منهم أحدا!
وتقبلت منهم العامة طوعا أو كرها تلك العقائد مما يشي بأن أجيال الشيعة كلما تقدم بهم الزمن , كلما ترسخت فيهم عقيدة الطاعة المطلقة والنظر بالتقديس الإلهى إلى أقوال المراجع وعدم الجرأة على مجرد نقدها فضلا على رفضها أو مخالفتها مهما كانت طافحة بالشذوذ والإنحراف
وهو ما أعطى المراجع ثقة زائدة في المبالغة القصوى في أقوالهم ,
على نحو ما أعلنه بعض فقهائهم المعاصرين من أن منكر ولاية الفقيه كافر مرتد دون أن يسأله شخص واحد وماذا عن أجيال الشيعة منذ ألف عام وحتى عصر الخمينى هل كانوا كفارا إذ لم يطبقوا أو يعرفوا ولاية الفقيه أم ما هو حكمهم بالضبط ,
والأهم من ذلك لم يسألوا عن المصدر الذى استقي منه الخمينى نظرية ولاية الفقيه ومن أين جاء بها باعتبارها إحدى العقائد الإسلامية وقد مضي على نزول القرآن وختم الرسالة أربعة عشر قرنا! والإمام المعصوم الذى يملك حق التشريع غائب منذ ألف ومائتى عام!
فهل كان الخمينى ملهما بالوحى أم ماذا كانت وسيلته بالضبط في ذلك التشريع؟!
وبانتهاء عهد السيطرة العسكرية الإنجليزية وتغير الإستعمار العالمى إلى وجوه أخرى وصنوف مختلفة من وسائل السيطرة أولها السيطرة الإقتصادية ,
مضي الجيل الأول من مراجع العمالة على نفس الدرب وإن عادت القيادة إليهم بعد عصر الخمينى وتشكلت فيما بينهم عصابات مختلفة تنافس عصابات شيكاغو العالمية وأصبح لكل مرجع من المراجع الكبري حاشية وبطانة متخصصة تدير أعماله وتعمل لصالحه وتمد جسور العلاقات بينه وبين الغرب حيث توضع الأموال الهائلة الناجمة عن الخمس في المصارف الغربية في أوربا والولايات المتحدة لاستثمارها ,
وأصبحت المرجعية أيضا تحت سيطرة تلك العصابات التي تفرقت إلى تيارات مختلفة تدب بينها الصراعات من حين لآخر فتنكشف الحقائق الجلية لأبعاد هذا الصراع وكمية الفساد الذى تحوزه المرجعية في إيران والعراق ,
ففي إيران يتخاصم تيار الشيرازى مع تيار الخامنئي ويكفر بعضهم بعضا نظرا للتنافس على حيازة المقلدين , وفى العراق هناك صراع تاريخى بين التيار الصدرى الذى مثله محمد الصدر ومحمد باقر الصدر ومن بعدهما مقتدى الصدر وبين التيار الذى يمثله الخوئي والحكيم , ويناصران فيه تيار السيستانى الذى وضعه محمد تقي الخوئي على كرسي المرجعية خلفا لأبيه في صفقة شهيرة كان شرطها أن تظل أموال الخوئي الهائلة في قبضة أبنائه ,
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن ما يجمعهم هو اتفاق الأسلوب والهدف والتخطيط والمرجعية القائمة على الرغبة المزدوجة ,
هدم الإسلام في قلوب المسلمين عن طريق استغلال التشيع كمعول هدم من الداخل ,
وفتح الباب لتحصيل الأموال بشتى السبل سواء عن طريق الخمس والزكاة أو عن طريق النذور وتبرعات الأضرحة ,
ولم تنتهى العمالة للغرب بانتهاء عصر الإحتلال العسكري بل استمرت العمالة قائمة بتنفيذ نفس الأهداف عن بعد وفى ظل الرعاية الإقتصادية للمصالح التابعة للمراجع , لا سيما في لندن والولايات المتحدة ,
وبعد موت الخوئي زعيم الحوزة النجفية السابق سيطر محمد تقي الخوئي على ثروته الهائلة وأسس بها مؤسسات الخوئي في لندن والولايات المتحدة وأشرف عليها وبعد موته ظهرت عمالته الواضحة للغرب بعد أن شارك كبار رؤساء الوزارات الأوربيين والمسئولين الأمريكيين في نعيه وتأبينه ووصفه بالصديق المخلص ,
وساهم في تأبينه أيضا كبار مسئولى الأمم المتحدة في ذلك الوقت وعلى رأسهم بطرس غالى , وهو الأمر الذى لفت النظر إليه شقيقه عباس الخوئي في اعترافاته حيث صرح بعمالة أخيه وبين أن الغرب كان يعامله كعميل ممتاز وأظهر برقيات العزاء الممهورة بتوقيع كبار المسئولين والمنشورة في كتاب خاص بمناسبة تأبين تقي الخوئي وتندر قائلا
(إن هذه الشخصيات العالمية لم يرسل أو يشارك أيا منها في تأبين موت والدى نفسه وهو زعيم الحوزة العلمية!)
وإذا تأملنا شخصية محمد تقي الخوئي وألقينا نظرة على دوره في تنصيب السيستانى كمرجع أعلى للشيعة بعد موت الخوئي الكبير وأيضا كيفية صعود الخامنئي لمنصب الولى الفقيه بعد الخمينى وهو غير حائز على إجازة الإجتهاد أصلا ,
ومن هذا الإيضاح سيتسنى لنا بسهولة معرفة الكيفية التي يتم نصب مراجع الشيعة بها ,
وللبحث بقية ...
الهوامش
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة كتابنا (الخمينى ـ كبيرهم الذى علمهم السحر)
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:37]ـ
السيستانى زعيم النجف ,
يعترف عباس الخوئي نجل المرجع الأعلى الخوئي أن أباه تم استغلاله من الإنجليز وعصابات تنصيب المراجع التي تملك في يدها مقدرات الطائفة الشيعية عن طريق تحكمها في اختيار المراجع ,
وأنهم جاءوا بالخوئي ليكون مرجعا شكليا يعملون باسمه ويصدرون الفتاوى الفاسدة التي ما أنزل الله بها من سلطان وينهبون ما طاب لهم من الأموال ,
وبالنظر إلى اعترافات عباس الخوئي نكتشف أن الزمرة الحاكمة ـ الإنجليز في أيام الإحتلال , والعصابات في العصر الحالى ـ هم من تحكموا في مسألة تنصيب المنصب المبتدع وهو المرجعية , وأن هذا المرجع لا يملك فعليا إلا أن يعمل معهم سواء بإرادته أو بغيرها
ولا يقتصر تحكمهم في مسألة النهب باسم المرجع فحسب , بل تتعداه إلى ما هو أخطر وهو أداء دور رئيسي ومنهجى في التحكم بالطائفة عن طريق الفتاوى التي لا يملك المرجع نفسه الاعتراض عليها أو الاعتراض على صدورها باسمه!
وتعمل هذه الفتاوى على خدمة أغراض هذا التشكيل العصابي عن طريق العمل على إشباع شهوات المجتمع الشيعي لكى يظل العامة معلقون بهذا المذهب واستخدامهم في نفس الوقت لتنفيذ الأجندة السياسية الغربية التي تكون جائزتها مزيدا من الأرصدة البنكية التي تضاف إلى تلك العصابات ,
ويضيف الباحث السياسي الشيعي د. أحمد الكاتب والذي درس لسنوات طوال في الحوزة العلمية وانشق عليها في حادثة شهيرة , يؤكد أن اختيار المرجع يتم بطريقة النفوذ والمال ولا يوجد أى أثر لمسألة العلم أو التفوق في علوم الشريعة فيمن يتم تنصيبه حتى لو كان فاقدا للأهلية العلمية أصلا! [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
وكان أكبر الأمثلة على ذلك ما حدث عند تنصيب خامنئي خليفة للخمينى حيث قام بهذا الدور منفردا أحمد الخمينى نجل روح الله الخمينى بالتعاون مع فريق عمل أبيه بزعامة رفسنجانى لوضع خامنئي فى مكان الولى الفقيه وهو أرفع منصب فى إيران دون أن يملك خامنئي أى حجية علمية حيث أنه لم يبلغ حتى مرتبة الإجتهاد التقليدية ولم يتم دراسته الحوزوية أصلا وكان هناك على الساحة ـ وقت تعيينه مرجعا أعلى ـ خمسة من كبار المراجع الذين يفوقون الخمينى نفسه ,
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هؤلاء المراجع لم يكونوا على خط الإهتمام للعصابة السياسية لنظام الخمينى بالتعاون مع الغرب , ولهذا عمل أحمد الخمينى على تعيين خامنئي باعتباره الخيار الأفضل لتولى المنصب والذى يُمكّنهم من السيطرة التامة عليه لكونه بلا شخصية ولا يملك من العلم أو الشعبية ما يدفعه للتمرد ,
ودور أحمد الخمينى يكشف عن سياسة عامة وهى سياسة نفوذ وسيطرة أبناء المراجع والتى أصبحت ظاهرة العصر الحديث فى المجتمع الشيعي حيث استغل هؤلاء الأبناء آباءهم فى أحيان كثيرة ومدوا سبل التواصل مع الغرب وعملوا لحسابهم فى سبيل تحقيق أعلى المكاسب ,
ولم يكن أحمد الخمينى إلا واحدا من هذا الجيل الذى ضم معه محمد تقي الخوئي وعبد المجيد الخوئي نجلا المرجع الأعلى الخوئي , ومحمد رضا السيستانى نجل المرجع الحالى السيستانى ,
وسياسة الأبناء هذى سياسة ميكافيلية في الأصل طبقها العديدون عبر العالم , وفى عالمنا المعاصر طبقها ملك عربي شهير عندما كان وليا لعهد أبيه أيام الإحتلال الفرنسي لبلاده , وعندما قامت السلطات الفرنسية بإسقاط هذا الملك وتنصيب غيره لجأ ولى العهد إلى فتح أبواب الإتصال مع الغرب عن طريق وسطاء من الوكالة اليهودية التي كانت نشاطاتها في المغرب العربي على أشدها لوجود جالية عربية كبيرة هناك ,
وقبلت الجالية اليهودية الصفقة السرية التي عقدها معها ولى العهد الطموح من خلف ظهر أبيه وأُعيد الملك إلى بلاده وإلى عرشه وتلقي التوصيات من السلطة الفرنسية بتصعيد نجله ولى العهد لمناصب تنفيذية أعلى ,
وأصبح ولى العهد هو الملك فعليا ثم استمر مخططه إلى أن قام باغتيال والده عن طريق استقدام طاقم جراحى من فرنسا لإجراء عملية بسيطة للغاية هى استئصال اللوز للملك , وتم إجراؤها في ظروف مشبوهة للغاية وفى حجرة لا يوجد بها أى نوع من التعقيم فضلا على أن الملك خرج من غرفة العمليات إلى غرفته وتم منع الزيارة عنه نهائيا إلا لولى العهد ,
وبعد يومين تم إعلان وفاة الملك وحلف اليمين للملك الجديد الذى صار فيما بعد هو الركن الركين للسياسة الغربية فيما يتعلق بالقضية اليهودية وإسرائيل [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
ولما كان أحمد الخمينى وأنصاره لا يرغبون في حلول أى مرجع من المراجع الكبري الأحياء بعد والده لما يستلزمه هذا من ضياع السيطرة الخمينية ,
مهد أحمد الخمينى الطريق أمام خامنئي عن طريق استخدام كل مؤسسات الدولة لتأييد ترشيحه وقام بسد الطريق أمام منافسيه أو المعترضين بكذبة كبيرة دبرها له رفسنجانى نفسه وهو القول بأن الخمينى أوصي قبيل موته بأن يكون الخامنئي خليفة له وهو ما لم يكن له أساس من الواقع!
وظلت مرجعية قم غير معترفة بخامنئي كمرجع ابتداء فضلا على أن يكون الولى الفقيه , وظل هذا الإنكار لليوم بين المراجع الأحياء ولم يسلموا له بالأعلمية أو احترام المنصب إلا أنهم سكتوا جميعا عنه بعد تمكنه الفعلى من منصبه وبعد استخدام الخامنئي للحرس الثورى والشرطة لتأديب المعترضين وأنصارهم ,
وقد تكرر الدور الذى قام به أحمد الخمينى مع خامنئي فى تجربة تنصيب المرجع الأعلى بالنجف الذى يخلف الخوئي حيث كان محمد تقي الخوئي يضع يده على المؤسسات المالية الضخمة التابعة لوالده ,
ومحمد تقي الخوئي هو الشخصية النافذة في النجف أيام والده الخوئي الكبير , وهو شخصية سلطوية بذيئة اللسان
يقول عنه العالم الشيعي عباس الزيدى [3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn3) :
( ولا يخفى لما لهذا الرجل من دور مهم في حوزةالنجف ومدى تأثيره في اتخاذ قرارات الحوزة فالخوئي كان في سنواته الأخيرة قد شاخولم يستطع اتخاذ قرار فترك الأمر لأولاده ليعبثوا في قيادة الشيعة والتصرّفبالأموال حسب أهوائهم.
وكان هذا الرجل قد اتخذ أماكن مشهورة للهو في داخل العراقوخارجه ومنها حسب معلوماتي مزرعة بين النجف وكربلاء اتخذها مع إخوانه وأصدقاءهلقضاء الليالي الحمراء. وكانت جميع الحوزة تهابه وتخاف من لسانه وسطوته وكانبإمكانه ان يسب ويلعن أي مجتهد فضلاً عن سائر الطلبة)
(يُتْبَعُ)
(/)
وطبقا لقوانين المرجعية ـ التى لا يتم تنفيذها أبدا ـ كان من المفترض أن تئول تلك الأموال الطائلة التي خلفها الخوئي الكبير إلى المرجع الذى يليه باعتبارها أموال الحقوق الشرعية وليست إرثا خاصا لأبناء المرجع المتوفي ,
لكن هذا الأمر لم يتم تطبيقه بالنسبة لأى مرجع والفضائح المتناثرة حول مصير تلك الأموال تملأ جنبات الحوزات في النجف وقم , وكان آخرها فضيحة اختلاف أبناء المرجع الروحانى حول أموال الإرث
وكان تقي الخوئي يبحث عن الوسيلة التي يحتفظ بها بتلك الأموال تحت يده كما كانت أيام والده , حيث كان يعمل وكيلا له ويتصرف في تلك الأموال بالإسثمار في شتى المجالات العقارية والمالية بلندن ,
وأسس في العاصمة البريطانية ما يسمى بمؤسسة الخوئي كستار لنشاطه الذى بسط نفوذه هناك ونصحته الحكومة البريطانية بأن يلجأ لحيلة قانونية تمكنه من الاحتفاظ بتلك الأرصدة بعيدة عن الرقابة ورهن يده وحده ,
وكانت الفكرة تتمثل في أن يتم إنشاء وكالة إقتصادية باسم (مؤسسة الخوئي) تتبع منظمة اليونسكو , على النحو الذى يكفل تدويل أموالها وجعل حق التصرف فيها مرهونا فقط بمجلس الإدارة الخاص بالمؤسسة ,
ونظرا لأنها أموال دولية فمن المستحيل استعادتها عندئذ!
وبالفعل تدخلت الحكومة البريطانية لصالح رجلها الأثير وتم انشاء المؤسسة وفروعها عبر العالم بعضوية مجموعة محمد تقي الخوئي وهم:
محمد الشهرستانى ـ سيد فاضل الميلانى ـ محمد بحر العلوم ـ محمد تقي الخوئي ـ محمد خلخالى ـ شخصية باكستانية
وقبيل وفاة الخوئي ظهر الكلام حول المرجع المتوقع بعده وكان هناك العديد من المرشحين سواء في النجف أو في قم من كبار المراجع المعتمدين مثل الحكيم أو الروحانى أو بشير النجفي أو غيرهم من مراجع التيار الصدرى
ولأن المال هو عصب الإنتخاب الحقيقي بغض النظر عن مدى المقام العلمى , فقد بحث تقي الخوئي عن مرجع يقوم بدعمه بنفوذ مؤسسات الخوئي في العالم بشرط أن يسمح له هذا المرجع ببقاء مكانه كما هو بالنسبة لمؤسسات الخوئي وأموالها ,
ولم يجد تقي الخوئي مرجعا واحدا ممن هم على الساحة يقبل بتلك الصفقة ,
فقرر أن يصنع بنفسه مرجعا بنفوذه وأمواله بحيث يطاوعه ويعمل باسمه , حتى لو كان هذا الشخص مجهول الهوية , ووجد ضالته في شخص اسمه علىّ السيستانى لم يسمع به أحد مطلقا قبل عام 1992 م , وهى عام وفاة الخوئي الكبير ,
وكان مجرد تلميذ للخوئي وليس له أدنى معرفة بالدين والشريعة واللغة ولم يكن له أدنى ذكر في أوساط الحوزة العلمية ولم يحز درجة الإجتهاد من الأصل , ولم تكن له رسالة عملية أو أى مؤلفات ذات وزن ,
باختصار كان شخصا مجهولا لم يكن يحلم بأن يتم تنصيبه مرجعا وهو الذى كانت أمانيه لا يتعدى سقفها نوال درجة المجتهد
غير أن تقي الخوئي طلب منه الموافقة فقط على الترشيح وسيتكفل عنه بكل شيئ ,
وبالفعل تمت الصفقة , وإذا بأموال الخوئي تخلق منه خلال أيام مرشحا هائلا للمرجعية ,
وفجأة ضج الوسط الحوزوى باسم السيستانى كخليفة للخوئي باعتباره وصي هذا الأخير! وأن السيد الخوئي أوصي بأن يخلفه السيستانى وهى نفس الخدعة التي لجأ إليها أحمد الخمينى في تنصيب خامنئي خلفا لأبيه ,
وانتشرت أيضا أسطورة عمامته السوداء على اعتبار أنه من السادة آل البيت , وهى الفضيحة العظمى التي تكشف مدى الإستهانة بعقول الناس حيث أن علىّ السيستانى غير معروف النسب حتى لأبيه! فهو لقيط متعة باعتراف أمه نفسها وقد نشر موقع الموسوعة الحرة (ويكبيديا) بطاقة تعريفية للسيستانى وردت فيها فقرة كاملة عن نسب السيستانى وكيف أن أمه كانت تتمتع كثيرا تقربا إلى الله! وأنها لم تستطع تحديد هوية الوليد فأفتى لها مرجع التقليد باستخدام القرعة فتم إلحاقه بأبيه المنتخب
وإلى اليوم لا يستطيع أنصار السيستانى أن يصلوا لاسمه بعد الجد الرابع , أى أن اسمه الرباعى فقط هو المتاح وما بعده مجهول تماما , ومع ذلك فهو معتمد عندهم على أنه من أحفاد موسي الكاظم هكذا بقدرة أموال الخوئي دون أدنى إثبات أو سلسلة أو شجرة نسب تثبت أصله!
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ المرجعية الشيعية ـ أحمد الكاتب ـ الموقع الشخصي
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ القصة بتفاصيلها ووثائقها المؤسفة فى كتاب (شخصيات وبصمات) ـ محمد حسنين هيكل ـ الدار المصرية
[3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref3) ـ السفير الخامس ـ عباس الزيدى المياحى
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:38]ـ
ومن الجدير بالذكر أن مسألة الإدعاء بالنسب ـ كما سبق الإشارة إليها ـ مسألة اشتهرت بشدة على يد عملاء الإنجليز الهنود النازحين من الهند لإيران والعراق
وهى في الواقع لم تكن فكرة إنجليزية إنما أخذها الإنجليز وطوروها وزادوا في تعميمها حيث تضاعف عدد المدعين للنسب الشريف عدة مرات لما لاحظه الإنجليز من قوة تأثير هذا النسب في الأوساط الشيعية ,
فالظاهرة في بلاد فارس قديمة المنشأ وقد تعرض لها المحققون وعلماء الأنساب وفضحوا أمرها نظرا لأن شجرة الأنساب وعلمها إحدى الخصائص التي تميزت بها أمة الإسلام العربية بالتحديد ,
ومنذ ظهور التشيع الفارسي وبلاد فارس تعج بالإدعاءات من اللقطاء بالنسب العلوى , وهو ما تم كشفه كما أشرنا عن طريق اتباع الأسانيد وسلاسل النسب الصحيحة التي كشفت هذا الأمر
من ذلك:
قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة:
(ولد محمد الباقر أربعة بنين وبنتين درجوا كلهم إلا أبا عبدالله جعفر بن محمد،إليه انتهى نسبه وعقبه، فكل من انتسب إلى الباقر من غير ولده الصادق، فهو كذابدعي)
و لقد ادعى أناس كثيرون إلى محمد الباقر في إيران، وافتعلوا له أولاداً وأعقاباً، هم فيها كاذبون دجالون،
إنَّ انتشار الدعوى لأنساب العلوية فيإيران منذ القدم، جعل ثقات النسابين يبينون طرائق النقباء التي كانوا يتصدون بهاللأدعياء في تلك الديار. فمن ذلك قيامهم بتعزير المدعين للأنساب، و كان هذاالتعزير يتخذ صوراً من النكال، من أشهرها طريقتان: الجلد والضربأو حلقالشعر وكوي المدعي بالنار على جبهته!!
و قد بوَّبَ ابن فندق البيهقي في (لبابالأنساب) باباً عنون له بقوله
(باب في ذكر من حلق النقباء رؤوسهم من نواحيغزنة، و خوارزم، و نيسابور، والغرض من هذا الفصل معرفة هؤلاء حتى لا ينسب إليهم أحد، و لا ينتمي إليهم مدعي) [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
ولا شك أن السيستانى من مشاهير الأدعياء وكذب نسبه لا يحتاج إلى دليل , فبينما الأنساب العلوية تجد عند كل عائلة منها سلسلة نسب مأخوذة بالسند المتصل عن أمهات كتب الأنساب من الجيل الحالى وحتى الحسين أو الحسن رضي الله عنهما ,
فإن السيستانى نفسه ومناصروه يعجزون عن معرفة اسم الجد الخامس له فحسب!
يقول عنه عباس الزيدى:
(منعائلة معروفة فجده السيد علي السيستاني أحد تلامذة السيد اسماعيل الصدر (قدس) واماسلسلة نسبه فهناك كلام فيها والله العالم. وهو احد طلبة الخوئي مكث سنوات في عقدالثمانينات في الخليج ولم يعرف الى الآن عن ماهية عمله خلال هذه المدة. ولم يكنمعروفاً او منافساً لطبقة تلامذة الخوئي الأولى كالشيخ الفياض والبروجرديوالغروي.
أوعز اليه محمد تقي الخوئي بالصلاة في مسجد الخضراء بعد عدم قدرةالخوئي على الاستمرار في الصلاة لمرضه وشيخوخته ولقد علمنا ان الامام الصدر ذهب الىالخوئي وسأله عن هذا الامر فنفى الخوئي مسؤوليته وعلمه بصلاته في هذالمسجد.)
أى أن محمد تقي الخوئي دبر للأمر قبيل وفاة والده بعد يأسه من بقية المراجع وبعد قبول السيستانى للصفقة التي لم يعلم الخوئي الكبير عنها مثقال ذرة ,
وفى شهادة عباس الخوئي شقيق تقي عن السيستانى قال:
(إن تقي نصب السيستانى منفردا بعد صفقة نفذها معه وقالوا عنه أنه تلميذ السيد الخوئي المقرب وأنه صهره)
ثم أضاف ساخرا:
(حتى أنى سألت أختى هل تزوجك السيد السيسستانى دون أن نعلم نحن عائلة الخوئي بذلك؟!)
ولم يكتف محمد تقي الخوئي بذلك ,
بل قام بعملية تزوير واسعة النطاق لتزكية ترشيح السيستانى عن طريق نشر شهادات تزكية للسيستانى تحمل أسماء كبار المراجع في ذلك الوقت
ومنهم كما يروى عباس الزيدى:
(أ ـ السيد علي البهشتي: وقد سألناه فتبرأ الىالله من هذا القول.
ب ـ مرتضى البروجردي: وقد سألناه فقال كيف يقول بأعلمية غيرهمن يقول بأعلمية نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
جـ ـ الشيخ محمد اسحق الفياض: وقد تبرأ من هذا القول وأولدليل على كذب محمد تقي الخوئي ان الفياض قد تصدى للمرجعية في الوقت الحالي.
د ـالسيد محمد حسين فضل الله ـ وقد كذّب هذا المدعى علانية وذكر في كتاب ـ المرجعيةوحركة الواقع صراحة: انني لا أرى أعلمية السيستاني ـ وهكذا باقي الأسماء فهي بينمكذّب للمدعى وبين من هو خارج العراق منذ ثلاثين أو عشرين سنه، وبعد ذلك أخذ في نشرالأكاذيب ضد السيد السبزواري إذ أذاع في مختلف البلدان الإسلامية أن السبزواري قدفقد عقله وهذا ما تراه واضحاً في فتوى السيستاني: اذ ان اغلب العراقيين قد قلّدواالسبزواري بعد وفاة الخوئي ولما توفي السبزواري أعلن السيستاني ان تقليد السبزواريباطل وعليهم الرجوع إما إلى الخوئي!!! أو الرجوع إليه) [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
ورغم أن انكشاف تلك التزكيات المزورة يعتبر فضيحة إلا أن القدرة الإعلامية لمؤسسات الخوئي ونفوذ محمد تقي الخوئي تكفلا بأن يصبح السيستانى بين عشية وضحاها هو وريث علم الخوئي الكبير الذى أزاح كل مناوئيه ,
ولم يخل الأمر من فضائح أخرى تمثلت في انعدام القدرات العلمية للسيستانى وهى المشكلة التي حلها محمد تقي الخوئي بأن منح السيستانى نفس الرسالة العملية الخاصة بالخوئي الكبير ونزع اسم والده منها ووضع بدلا منه اسم السيستانى!
والكارثة التي تدل على مدى استهانة تقي الخوئي بخصومه وبالجماهير أنه حتى لم يكلف نفسه تغيير عنوان الرسالة أو العبث في محتوياتها أو تبديل بعض فصولها! بل نشرها باسم السيستانى مطابقة للرسالة الأصلية للخوئي تماما ,
فالرسالة العملية للخوئي الكبير بعنوان (المسائل المنتخبة) وهو ذات العنوان الذى صدرت به رسالة السيستانى ومن يطلع محتوى الرسالتين يجد التطابق تاما حتى في عناوين الفصول والآراء , هذا بالرغم من أن المراجع الكبار لابد أن تختلف اجتهاداتهم بشأن المسائل الفرعية وتتنوع آرائهم ومن المستحيل تقريبا أن يتفق مرجعان على سائر الآراء الفقهية التي يراها كل منهما , لكن التطابق كان تاما بين رسالتى الخوئي والسيستانى! [3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn3)
وبعد أن تولى السيستانى المرجعية كان عليه أن يتصدى للجماهير ويقابلها ويجيب عن الإستفتاءات المباشرة في مجالس العلم الجماهيرية كما هى العادة مع أى مرجع
وهذا بالطبع سبب مشكلة ضخمة أخرى حيث أن السيستانى ليس باستطاعته التصدى لهذه الأمور , لهذا قام بحل المشكلة عن طريق تفادى الظهور العلنى بأى شكل من الأشكال أمام الجمهور والإكتفاء بأن يستقبل الفتاوى والأسئلة عبر الوسائط
ولم يحدث أن خرج السيستانى ـ منذ توليه المرجعية وحتى اليوم ـ إلى الجماهير في خطبة جمعة أو خطاب جماهيري علنى بل اكتفي بالمجالس الضيقة حتى أن جمهور مقلديه لا يعرفون صوته أصلا!
وقامت إحدى وكالات الأنباء العالمية برصد مبلغ ضخم لمن يأتيها بتسجيل صوتى للسيستانى!
حتى عُرف في الأوساط الشيعية أنه المرجعية الصامتة!
وفى هذا الشأن يقول عنه عباس الزيدى:
(لم يشهد احد بمستواه العلمي وكتابهالرافد في علم الأصول كان محطا للسخرية من قبل فضلاء الحوزة ولم يتصدّ لبحث الأصولنهائياً خلال مدة تصديه إلى حال كتابة هذه السطور.
كان يتحاشى اي مناقشة وقدحاول شهيدنا باقر الصدر أكثر من مرّة استدراجه للمناقشة فكان يفلت منها بشكل ملفت للنظر. وكانالشيخ الغروي قد حاول كذلك ولم ينجح، ودخل السيد المروّج في مناقشة معه فأهانه، وكان بعد القاء بحثه في الفقه صباحاً يقوم فينسحب ولا يقبل اي مناقشة من قبل الطلبةبل يترك الأمر لولديه محمد رضا ومحمد باقر) [4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn4)
وفى مجالسه الضيقة لا يسمح لأحد بأن يتوجه له بسؤال ,
كما يروى عباس الزيدى قائلا:
(يُتْبَعُ)
(/)
(يجلسالسيستاني يومياً لاستقبال الزوار حوالي ساعة قبل صلاة الظهر ولم يكن يسمح لأحدبسؤاله إلاّ قليلاً فعليك أن تسأل الذي على اليمين وهو محمد حسن الأنصاري والذي علىالشمال وهو هادي الأسدي، والسيستاني واضع يده على ركبته فعليك ان تقبّلها وتنصرف لاغير، وأعضاء مكتبه هم بالإضافة إلى الأنصاري والاسدي كل من محمد رضا السيستاني ولدهوالذي كان له دور في تسقيط شهيدنا وهو معروف بلسانه الوسخ حيث لا يمتلك ابسطالأخلاق العرفية فضلاً عن الإسلامية وكان يسب شهيدنا، أما من حيث سلطته فهو كمحمدتقي الخوئي في عنجهيته وهجومه على العلماء وبالأخص شهيدنا ومن قبله السبزواري حيثوقف بشدة ضد العالم الرباني الجليل ويقول إن تقليده باطل)
هذا هو أعظم مرجع للشيعة في العصر الحالى بلسان أحد علماء الشيعة وهو عباس الزيدى!
وتمت الصفقة على أكمل وجه وانفرد محمد تقي الخوئي بميراث أبيه الضخم , وترك للسيستانى غنيمة الأخماس الجديدة التي ستأتيه من منصب المرجعية ,
وبدروه قام السيستانى بإيكال أمر المرجعية إلى أولاده محمد رضا ومحمد باقر وصهره جواد الشهرستانى الزعماء الجدد لعصابة النجف والذين بلغت ثروتهم آفاق المليارات في العصر الحالى ويمتلك أولاد السيستانى وصهره وابنته عددا من القصور في قلب لندن تربو أثمانها على ملايين الجنيهات الإسترلينية وكلها من أموال الأخماس ,
وفى نفس الحى في لندن تقع فيلات الثلاثي السيستانى في مواجهة فيلا عبد المجيد الخوئي وبلغ ثمن الفيلا الواحدة حوالى مليونى جنيه إسترلينى تقريبا!
فضلا على أن السيستانى استغل تلك الأموال المتدفقة في إنشاء المئات من المشروعات التعميرية والمؤسسات الخيرية في وطنه الأصلي إيران رغم أنه مقيم في العراق وأموال الأخماس معظمها عراقية وتصب عنده أو من الخليج العربي إلا أن العراق لم يشهد مشروعا أو مؤسسة واحدة أنشأها السيستانى لأهل العراق من أموالهم!
وعندما قام مجلس الحكم الشيعي الذى تولى بعد الإحتلال بعرض الجنسية العراقية على السيستانى رفضها مستنكفا! وأصر على الإحتفاظ بجنسيته الفارسية!
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) حقيقة البيوت العلوية فى إيران ـ بحث منهجى لشبكة الدفاع عن السنة
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ السفير الخامسـ مصدر سابق
[3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref3) ـ الأرشيف السري ـ فيلم وثائقي لقناة صفا ـ المتحدث د. طه الدليمى
[4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref4) ـ السفير الخامس ـ مصدر سابق
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:39]ـ
وفضلا على ذلك فالسيستانى يعامل المجتمع الشيعي العراقي نفسه بأكثر قدر من الإحتقار والاستهتار ,
فمن نظم الحوزة العلمية أن هناك رواتب تقررها المرجعية للطلبة والتى يتولاها المراجع صرفا من أموال الأخماس ,
ورغم أن السيستانى مرجع النجف فإنه يقوم بإرسال رواتب لحوزة قم وبقدر من العناية يفوق اعتتنائه بحوزته في النجف وهى مصدر الأخماس الأصيل , هذا بخلاف التعامل المهين مع طلبة الحوزة العراقيين ,
يقول عباس الزيدى عن هذا الجانب:
(وكان الخدم الذين يعملون في مكتبه يعاملونالطلبة العراقيين بأحتقار.
وحدث أن قاموا بطرد العديد منهم والاعتداء عليهم اكثرمن مرّة وفي إحداها سلّموا احدهم إلى ضابط الأمن الذي كان يحرس السيستاني.
كانهذا المكتب يوزّع الرواتب على الجميع وهم في البيوت والمدارس باستثناء الطلبةالعراقيين حيث يقفون صفاً وفي الشارع بشكل مذل.
وحدث أن قطعوا رواتب العديد منالطلبة لأسباب منها: إذا علموا أن احد الطلبة قد اعتقله النظام فإنهم يبادرون الىقطع راتبه وإذا راجع احد بخصوص عائلة هذا الطالب فإنهم يطردونه) [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
أى أن السيستانى زعيم ومرجع الشيعة الأول كان يبيع طلبته للنظام ويقطع رواتبهم إذا قام نظام صدام حسين بالإشتباه في أحد هؤلاء الطلبة ,
وبدلا من أن تكون المعاونة للطالب المعتقل مضاعفة من مرجعه الأعلى فإنه كان يعانى من مرجعيته أكثر مما يعانى من النظام
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس سرا أن السيستانى الذى يصف الآن نظام صدام بأنه كان نظاما طاغوتيا ويحفز تشجيع ومناصرة الإحتلال , كان أيام صدام حسين نفسه أطوع للنظام من بنانه حتى أن صدام حسين أثناء اتخاذه سياسة ترحيل الإيرانيين إلى خارج العراق ترك السيستانى ولم يطرده خارجا في إشارة لمكانته وقربه من النظام
هذا فضلا على ما أفتى به أثناء وجود صدام قبيل سقوط بغداد بأسابيع هو وبقية مراجع العمالة من فتاوى مناصرة العراق ورئيسه الشرعي وحض الشعب على نصرته في مواجهة المحتل الأمريكى ,
(فى13/ 3/2003 وقُبيل الحرب على العراق بسبعة أيام فقط, أصدر الأربعة الكبار الذينهربوا من النجف الأشرف فاسحين المجال للقوات الإسرائيلية والأميركية أن تقتل أبناءالمدينة المقدسة وتهدم وتهين المدينة وأهلها وهم (السيستاني، وفياض، وبشير النجفي، ومحمد سعيد الحكيم) ومعهم الحوزة العلمية في النجف أصدروا بيانات وفتاوى تنددبالخطر القادم نحو العراق, وتندد بكل مواطن ومسلم سيساند الأميركان الذين يريدونالحرب على العراق , و بايعوا صدام حسين حتى الموت في حينها ــ وتحت يد الكاتب جميعفتاوي هؤلاء ــ ولقدنُشرت في الجريدة الرسمية وأذاعها التلفزيون العراقي التابعللنظام السابق , بل ضمّن السيستاني فتواه قولا للإمام جعفر الصادق (ع) وما معناهإن كل من يساعد الكافر والمحتل سوف يكتب الله على جبينه فلتيأس من رحمتي) [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
وهى الفتاوى التي حرص مكتب السيستانى على اخفاء أى أثر لها بعد دخول القوات الأمريكية فعليا للعراق! وخروج الفتاوى البديلة التي اعتبرت القوات الأمريكية عنوان خلاص الشيعة من صدام ,
ولا أحد يدرى كيف انقلب حال الفتوى من النقيض إلى النقيض في ظرف أسابيع! وأصبح صدام البطل المجاهد المتكلم بلسان جعفر الصادق ـ إلى طاغوت تجب محاربته رغم أن شخص المتكلم واحد في الحالتين!
رغم أن المتأمل في أحوال الشيعة بالعراق أيام نظام صدام حسين يكتشف الكذبة الكبيرة التي روج لها مراجع الشيعة بعد الإحتلال , فقد كان من مقررات القانون سنويا أن المراجع الكبار وأبناؤهم يحصلون من النظام الحاكم على مكافآت منتظمة فضلا على دفعة سيارات فاخرة من نوع المرسيدس تصرف لهم جنبا إلى جنب مع كبار قادة الجيش [3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn3)
هذا بخلاف التسهيلات المالية الهائلة الممنوحة لهؤلاء المراجع والإعفاءات الضريبية على أموالهم الطائلة
وإن كان هناك اضطهاد للشيعة فقد كان واقعا على العوام منهم فحسب مثلما كان واقعا على السنة أيضا من النظام البعثي العلمانى ,
أما المراجع فقد كانوا في رفاهية وانقياد أعمى لنظام البعث مثلما هم اليوم مع القوات الأمريكية!
بالإضافة إلى الذل والإمتهان الذى يتعامل به السيستانى ويدعوه إليه طبعه الفارسي من ممارسه عقدة النقص لديه على الشيعة العراقيين حيث اتضح من خلال كلام عباس الزيدى أن الطلبة الوافدين كانت الرواتب تصل إلى بيوتهم وهم معززون مكرمون بينما الطلبة العراقيون أصحاب البلد نفسه كان ـ ولا زال ـ يحرص مكتب السيستانى على صفهم في طوابير استجداء طويلة في انتظار الرواتب!
وفى سبيل محاربته للمرجعية العربية المتمثلة في التيار الصدرى استخدم السيستانى أموال الأخماس في رشوة أكبر عدد ممكن من أئمة وخطباء الجمعة ـ وهو منصب له أهميته في الشيعة منذ أتى الخمينى ـ لكى يستميلهم إلى مرجعية السيستانى ويستخدمهم في التشنيع على مرجعية الصدر , وكانت المبالغ تجاوز حد 300000 دينار عراقي!
ومن خلال تلك الممارسات كشف السيستانى في وضوح عن أصلة الفارسي وتعصبه العرقي اللامتناهى , ورغم هذا الوضوح فإن الدهشة تستبد بالمرء عندما يعرف أن مرجعية السيستانى في النجف لا تمولها أى جهة شيعية بل سائر أموال الأخماس آتية من العراق والخليج من الشيعة العرب الذين يمتهنهم السيستانى بأموالهم! بينما هم كالأنعام أو أضل سبيلا!
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ السفير الخامس ـ مصدر سابق
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ حقيقة مؤسسة الخوئي فى لندن ـ مقال لبهاء الأعرجى ـ شبكة المهدى الإليكترونية
[3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref3) ـ المصدر السابق
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:40]ـ
فتاوى السيستانى ودوره:
لم يختلف السيستانى في أداء دوره المنصب على محاربة السنة ونشر التهتك في المجتمع الشيعي ـ العربي بالذات ـ عن دور بقية مراجع الفرس , وهو الدور الذى تصاعد بشدة مع مجئ الخمينى , [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
ودار السيستانى في نفس الفلك الذى يدور فيه الغرض الفارسي والغرض الغربي , والذي يتمثل فيما يلي ..
أولا: صب الأحقاد الفارسية القومية في قوالب تجاه العنصر العربي الذى أسقط دولة فارس بعد ظهور الإسلام عن طريق تثبيت خطى التشيع الفارسي وترسيخ معتقداته في قلوب العامة التي تتمثل في هدم ثوابت الإسلام من القرآن والسنة وتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين وتضييع القيم والمثل العليا التي أرسي الإسلام دعائمها ,
ثانيا: العمالة الصريحة للغرب ولو بدون مقابل عن طريق تقصي جهة المصالح الغربية والتعاون معها تصريحا أو تلميحا وهو ما طبقه بعد دخول القوات الأمريكية وفضحته الوثائق والحقائق التي نشرها رواد الإحتلال مثل بول بريمر
ثالثا: العمل بأقصي طاقة في استغلال المرجعية ومكانتها الروحية لإتاحة الحد الأقصي من الشهوات للمجتمع الشيعي العربي تحديدا , عن طريق فتاوى المتعة , والدخول بها ـ بمعاونة إيران ـ إلى قلب العراق العربي الرافض لتلك الممارسات ونشرها بينهم وترغيبهم فيها لخلق حالة من الخلل الأخلاقي والإجتماعى الكاسح ,
ومحاولة فك الإرتباط العشائري بين شباب تلك العشائر وبين أولياء أمورهم
وقد نفذ هذه الأجندة بامتياز لا سيما بعد سقوط العراق وصعود سيطرة السيستانى على الحكومات الشيعية القائمة ,
فبدأ لتحقيق الغرض الأول في نشر وتدعيم مراكز عديدة للبحث والنشر هدفها طباعة ملايين النسخ من الكتب العقائدية سواء لمراجع الشيعة القدامى والمعاصرين أو لمثقفيهم السائرين على نهجهم ,
والتركيز على استخدام طلبة الحوزات العلمية في تدعيم موقف الدعوة والتبشير الشيعي في منطقة الخليج والمغرب العربي بدعم إيرانى وبتنسيق مع المخابرات الإيرانية التي تتولى بنفسها حماية السيستانى وتفعيل دوره ,
وهو أحد رواد الفتنة الكبار بلا أدنى شك ,
فعلى موقع مركز الأبحاث العقائدية التابع لمكتبه مباشرة يتم نشر سائر كتب التراث الشيعي الموبوءة التي يتدثر الشيعة في الإعلام بإنكار ما هو وارد فيها بينما هم يتبنونه كاملا ويزيدون عليه أيضا ,
مثل كتاب المفيد (أكبر علماء الطائفة) المعروف باسم (أوائل المقالات في المذاهب والمختارات) والذي يحتوى النصوص الصريحة الدالة على تكفير الصحابة قاطبة والإعتقاد بأن كفرهم من أصول اعتقاد الإمامية ,
فضلا على رأى المفيد نفسه (رأى وليس رواية منقولة) في أن القول بتحريف القرآن هو أحد أساسيات المعتقد الشيعي التي انفردت بها الإمامية عن سائر فرق المسلمين ,
بالإضافة إلى تصريح السيستانى على موقعه في جواب علنى أن من كان على دين الإمامية فهو على الحق وما عداه فهو باطل!
وهى الأمور التي كشفت صراحة عن منهج السيستانى الحقيقي وأبانت الستار عن تصريحات التقية والنفاق التي يقولها وينقلها عنه الإعلام الشيعي تجاه السنة بغرض التودد إليهم!
فضلا على أن مركز الأبحاث العقائدية أنشأ قسما كاملا لكتب المنضمين للتشيع من أمثال التيجانى السماوى وراسم النفيس وأحمد هلال ومحمود جابر وغيرهم عشرات من الذين باعوا دينهم بدنياهم وكتبوا تجربتهم في الإنتقال إلى مذهب الشيعة الإثناعشرية من السنة ,
وبالطبع احتوت تلك الكتابات على عنصرين دائمى التكرار في كل متشيع ,
وهما الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين وتلفيق الروايات التاريخية للقول بردة الصحابة ,
والطعن بأهل السنة واتهامهم بأنهم نواصب (أى أعداء) لأهل البيت ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء المتشيعون يدركون أكثر من غيرهم طبيعة المجتمع السنى الذى كانوا فيه ويعرفونه ويدركون مدى اعتزازهم بأهل البيت ويكفي أن أسماء أهل البيت أكثر انتشارا في بلادهم عن بلاد الشيعة التي تتسمى بأسماء قادة الفرس قبل الإسلام!
أما مع الإحتلال:
فقد أعلن بول بريمر في مذكراته التي نشرها بعنوان (عام قضيته في العراق) أن السيستانى صارحه في البداية أنه لن يتمكن من التعاون معه في العلن في ظروف بداية الإحتلال عام 2003 م وإن كان سيقوم بمهام المساعدة التي تكفل تحقيق الإستقرار والأهداف الأمريكية , وكانت البداية مع فتواه بتحريم الجهاد!
ثم تطور الأمر بعد رحيل بريمر وانكشاف أمر التعاون الوثيق بين الجبهتين وتقبلته جماهير الشيعة بفتوى السيستانى وآرائه عن القبول بمنطق الإحتلال وأنه تحت أى ظرف أفضل من النظام السابق
أما في مسألة نشر الخلل الإجتماعى في النسيج العراقي ,
فبدأ ضمن مخطط إيرانى طويل لتحويل المجتمع الشيعي العراقي إلى مستنقع للرذيلة كما هو الحال في قم ,
ولأن العشائر العربية في العراق تأنف تلقائيا من ممارسات المتعة بالشكل الذى يصوره قادة الشيعة الإيرانيون فكان لزاما على السيستانى وأعوانه ـ لا سيما بعد سقوط العراق ـ أن ينشروا مراسم المتعة وفق مقتضي المذهب!
وكانت البداية مع بغداد العاصمة حيث تم استعمال المتعة كوسيلة لجذب الشباب السنى إلى التشيع لا سيما بعد أن ساهمت فتوى السيستانى بجواز عقد المتعة مع فتيات السنة في تذليل تلك العقبات ,
وخلال سنوات الإحتلال أصبحت جامعات العراق مركزا موبوء بعشرات التجارب السفاحية بين الطلبة بناء على كتيبات الفتوى التي تنتشر في أيدى الطلبة وتحمل من التبشير بالأجر العظيم للمتعة ما لا يخطر على بال! [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
وشيئا فشيئا خرجت من مكتب السيستانى حوالى ثلثمائة فتوى كلها تعالج المتعة وتحتوى من المصائب الأخلاقية ما لا يخطر على بال إنسان لديه ذرة من العقل , فضلا على الدين
فكان منها تلك الفتوى الشهيرة التي عبرت عن مدى فعالية تلك السياسة الجديدة التي اتبعتها المرجعية بعد سقوط العراق حيث أرسل السائل إلى السيستانى سؤالا مؤداه أنه ضبط أخته في الفراش مع رجل غريب معمم!
وهم بقتله لكنه بادر بالفرار وهو يردد أنه متزوج من أخته بالمتعة , فقام الشاب بحبس أخته وأرسل يستفتى مرجعه الأعلى السيستانى هل يجوز له قتل ذلك الزانى بأخته لا سيما وأنه يعرف بيته؟
فجاء الجواب ـ كما هو على موقع السيستانى ـ بلهجة زجر شديدة للشاب الغيور من أنه ليس على السيد (الزانى) وزر لأنه ما ارتكب حراما وحتى لو فعل ليس له أن يقتله أو يؤذى أخته , بل ليس له ولاية على أخته حتى لو أتت بالحرام!
بل إن القرار في هذا الأمر للمرجع الذى يتبعه فهو صاحب الولاية!
ومن خلال هذه الفتوى نستطيع بسهولة أن نستخلص النتيجة التي أدت إليها سياسة السيستانى والمرجعية الإيرانية حيث نزعت أدنى شعور بالغيرة والمسئولية من أولياء الأمور وركزت في ضرب الطبيعة الفطرية للغيرة ,
لا سيما إذا لاحظنا أن الفتوى تأمر الشاب بأن يتوقف عن الإنكار ـ مجرد الإنكار ـ حتى لو أتت أخته بفعل الحرام أمام ناظريه فهذه الفتوى وأمثالها لا تبيح المتعة بل هدفها الرئيسي ضرب العلاقة الإجتماعية والأخلاقية في مقتل وتفسيخ العلاقة بين الأسرة الواحدة ودفعهم دفعا إلى التحرر الجنسي الفوضوى!
والسبب معروف ,
فهذه الفتاوى لا تحقق لهم فقط هدف ضرب المجتمع العربي الأصيل في العراق بل تحقق لهم السيطرة التامة على الشيعة العرب لأن المجتمع المنحل الشهوانى أسهل الشعوب انقيادا وقبولا للاستعباد ,
وهذه نظرية إنسانية لا جدال فيها ,
والمتأمل في حياة الجاهلية العربية قبل الإسلام يكتشف بسهولة أن الزنا وممارسة الدعارة كانت عنوانا للعبيد والإماء أما السادة من الرجال والنساء كانوا يترفعون عنها حتى لو أُبيحت لهم
وعندما أتت هند بن عتبة ضمن وفد نساء قريش تعلن إسلامها ومبايعتها للنبي عليه الصلاة والسلام , قال لهم النبي عليه السلام المطلوب منهن من الأوامر والنواهى ومنها ألا يزنين ,
فصاحت هند بن عتبة تلقائيا (أوتزنى الحرة؟!)
(يُتْبَعُ)
(/)
في لهجة استنكار لا مزيد عليها لمجرد تصور حدوث الزنى من امرأة حرة في المطلق
والشاهد أن المجتمع الشيعي العربي في العراق والخليج أنه ظل طيلة السنوات السابقة منذ انتشار حركة تشييع العشائر العربية وهو لا يقر بشرعية المتعة من الناحية الإجتماعية , بعيدا عن انتمائهم الدينى
فظلت المتعة محصورة في المدن وفى أحياء معينة أما في القري والعشائر فكان من المستحيل تقريبا أن يجرؤ شاب على إعلان رغبته في المتعة مع عشيرته , فكان الراغبون فيها يلجئون للسفر إلى المدن وإلى العاصمة ابتغاء هذا الأمر في سرية تامة ,
وهو الأمر الذى ظل حاكما على المجتمع العشائري الخليجى والعراقي وكان يؤرق دوما قيادات المرجعية الشيعية الفارسية بشكل طبيعى ويمثل لهم منبعا إضافيا للحقد حيث يذكرهم بالأصول الفارسية للديانة المزدكية القائمة على التحلل الجنسي في مواجهة رفعة الأخلاق العربية التي تأبي الإنحطاط مهما كانت المبررات ,
ولهذا جاءت سياسة السيستانى ـ بعد تحررهم من قبضة صدام ـ قائمة على فك هذا الإرتباط واستقطاب الشباب خارج تقاليدهم العشائرية التي يمثلها أولياء الأمور بطريقة تحريضية تنم عنها صيغ الفتاوى التي تبيح للشباب إجراء المتعة فيما بينهم بغير فض البكارة وهو ما يحل إشكال الفتاة الراغبة في المتعة والتى تخشي الفضيحة!
ثم أباحت لهم فتاوى السيستانى نكاح الدبر متعة طالما كانت الفتاة راغبة في ذلك وبعيدا عن موضع الفرج إن كانت عذراء!
ولنا أن نتخيل أثر هذه المباحات عندما يراها الشباب الشيعي تحمل اسم أكبر مرجع شيعي لهم ويشاهدون بأم أعينهم تبجيل وتقديس أولياء أمورهم للمرجع المذكور ,
فمن المستحيل ـ طبقا لأى مقياس ـ أن يترك هؤلاء الشباب الفرصة وهم شباب مختلط في سن الجموح!
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ الخمينى (كبيرهم الذى علمهم السحر) ـ محمد جاد الزغبي ـ طبعة اليكترونية لدار العز
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ المتعة ـ نظرة قرآنية جديدة ـ د. طه الدليمى
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:41]ـ
وتستمر سياسة السيستانى فتبيح فتاواه للعذارى الأبكار عقد المتعة بغير إذن الولى وتعتبر هذا الشرط على الأحوط وجوبا ويصح العقد في دينه إذا انعقد بلا معرفتهما! رغم مخالفته أحد شروط الصحة وفق فتواه!
كما أنه تدخل بإباحة الإجهاض في حال الخطأ ووقوع المعاشرة الكاملة والحمل الناتج عن ذلك , وهذه الفتوى بالذات نحتاج لقراءة نصها كاملا للوقوف على إحدى النقاط الهامة ,
وكان السؤال الموجه للسيستانى كالتالى:
إمرأة حملت من زواج منقطع وتخشي العار والفضيحة هل يجوز لها الإجهاض؟!
وكان جواب السيستانى:
يجوز لها إن كان قبل ولوج الروح منعا لما تواجهه من الحرج إثر انكشاف أمرها!
فتأملوا لغة الخطاب في الفتوى وكيف أنه يعتبر ضمنا أن هذا الأمر فضيحة يحب سترها ويبيح لها الإجهاض بلا مسوغ طبي شرعي مخافة الحرج من انكشاف وانفضاح الأمر كما لو كان الأمر في نظره زنا متحقق!
وإلا ما معنى عبارة انكشاف الأمر والمفروض أنه بصدد زواج شرعي؟!
وما هو داعى الحرج والفضيحة والمفروض أن الطفل نتاج زواج شرعي وليس وليدا من زنا!
ولا شك أن هذه الفتوى ساهمت في حل أى مشكلة تقف حجر عثرة بين الشباب لتنفيذ أغراضهم في مبعدة عن الأهل والأقارب ,
ثم تابع السيستانى فتاواه فأباح التمتع بالزانية بل وأباح التناوب على المرأة من عدة من الشباب في نفس الوقت إذا كانت المرأة آيسا من الحيض!
أى أنه يجوز عند السيستانى أن يتمتع مجموعة من الشباب بنظام الدور يدخل الأول ثم يخرج فيدخل الثانى بعده مباشرة وهكذا!
ثم أباح السيستانى عقد المتعة عبر الإنترنت والتمتع عبر وسائل الإتصال الحديثة وتفريغ الشهوات عن بعد!
ثم جاءت الطامة الكبري عندما أباح السيستانى للفتيات أن يمارسن المتعة كمهنة!
ففي سؤال ورد إليه حول هذا الأمر أباح أن تمتهن الفتاة الشيعية المتعة كمهنة لتتكسب منها بالأجر وتتخذها كعمل! [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولسنا بحاجة بعد مطالعة هذه الطوام أن نكتشف حقيقة غرض السيستانى (لقيط المتعة) من ضمان وقوع حاله على أكبر قدر ممكن من المجتمع وهو غرض السياسة الفارسية الحقيقي
وكانت آخر نوادره هى إسقاطه شرط التحرى عن حال الزوجة قبل عقد نكاح المتعة!
ومعنى هذا أن الرجل إذا رغب في عقد المتعة على امرأة لا يعرف إن كانت متزوجة فعلا أم لا , فليس شرطا في الصحة أن يتحرى ذلك بل ينعقد العقد صحيحا حتى لو كانت متزوجة فعلا!
وقد وافقه بقية المراجع على تلك الفتوى التي تستند إلى أربع روايات وردت في الكافي منسوبة كذبا وزورا إلى جعفر الصادق ومحمد الباقر رضي الله عنهما ,
وكان من نتائجها الطبيعية ما اكتشفه المجتمع العراقي من فضيحة مدوية هزت أركان المرجعية إلى اليوم , وهى فضيحة الوكيل الأول للسيستانى في قضاء البصرة والزبير بالعراق , والذي كان يتخذ من مدينة العمارة مقرا لممارسة وكالته عن السيستانى ,
ومضمون الفضيحة المدوية يتلخص في أن هذا الوكيل مناف الناجى كان يزنى بعدد من نساء المدينة المتزوجات ومنهن مدرسات في الحوزة النسائية! وليته اكتفي بذلك بل يقوم بتصوير العمليات الجنسية بالصوت والصورة بكاميرا متخصصة ونقلها على هاتفه المحمول الحديث ,
وعندما فقد هاتفه وكان مسجلا بذاكرته 64 فيلما ولقطات متنوعة له مع ضحاياه , انتشرت تلك المقاطع في مدينة العمارة وكانت اللقطات من الوضوح بحيث أن النساء الممارسات معه كانت وجوههن ظاهرة أمام المشاهد وانفجرت الفضيحة لأقصي مدى!
وقامت العشائر العربية في العمارة بقتل هؤلاء النسوة وتعليق أكفهن المقطوعة على بوابات منازلهن طبقا للعرف القبلي السائد على هذا الفعل , ثم توجهت مجموعة ضخمة من أهالى المدينة تحمل السلاح النارى بغرض قتل مناف الناجى
وقبيل تفجر الأحداث وفور معرفته بخبر تسرب الأفلام فر مناف الناجى إلى السيستانى في النجف , ولما لم يجده الأهلى قاموا بمظاهرات حاشدة ومنع زعماء العشائر نساؤهن من الذهاب للحوزات وحرقوا دار مناف الناجى ورددوا الهتافات بسقوط المرجعية واشتعلت الأرض نارا من حول السيستانى ,
وخرجت الأقلام الشيعية نفسها عبر الصحف ووسائل الإعلام تندد بفعل وكيل المرجعية وتطالب السيستانى بالقصاص منه شرعا وتطبيق حد الزنا عليه ,
وقام السيستانى بعدد من الإجراءات بغرض تدارك الأمر فكلف مكتبه باستخدام الأموال الطائلة لمنع انتشار الأفلام على شبكة الإنترنت ونجح فريقه في شراء ذمم العديدين من أصحاب المواقع التي أسقطت تلك الأفلام غير أن أهل الغيرة قاموا بنشرها على نطاق أوسع وبشكل يستحيل حصره ,
فقام محمد رضا السيستانى بإرسال أحد وكلاء أبيه إلى زعماء العمارة برسالة تهدئة من السيستانى وحاول إيقاظ حميتهم لنصرة المذهب واللعب على وتر أعداء آل البيت الذين سيشمتون بالمرجعية لو أصر زعماء العشائر على تفجيرها ,
ووعدهم بأن يقتص من مناف الناجى ,
وانتظر الأهالى تنفيذ الوعد ثم اكتشفوا أن محمد رضا السيستانى قام بحماية مناف الناجى وتهريبه خارج العراق ليدرك الأهالى أنهم وقعوا ضحية خدعة , فحاول السيستانى شراء الأهالى ومحاولة إقناعهم بقبول الدية!
فرفض معظمهم وخرجت المظاهرات متجددة تندد بالمذهب الشيعي كله هذه المرة ,
ومما زاد الأمور اشتعالا أن مكتب السيستانى أرسل للشرطة العراقية لإلقاء القبض على منفذى حريق بيت الناجى باعتباره أن هذا الأخير ـ رغم أخطائه ـ إلا أنه من أعمدة المذهب وله تاريخه في نصرته!!
وبالطبع أثار هذا الموقف جنون الأهالى إلى الحد الذى أعلنت معه عائلات بأكملها انتقالها للمذهب السنى وترك التشيع الذى يمثله السيستانى وأمثاله ويقوم على اللعب بأعراضهم وأموالهم [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
وتركز دفاع السيستانى ونظامه وأبواقه على أن مناف الناجى ليس معصوما من الخطأ وأنه لا ينبغي محاسبة المرجعية في فساد أحد وكلائها , وهذا صحيح ,
والخطأ متصور من أى شيخ سنى أيضا أن يفعل نفس الفعل , لكن العبرة ليس بهذا الفعل أو وقوعه , بل العبرة بموقف مرجعية ذلك الشيخ وهل ستحاكمه إلى نصوص الشريعة أم لا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن هذا الدفاع غير المجدى لم يقف أمام شرفاء القبائل الذين أعلنوا أن اعتراضهم لم يكن منصبا على فعل الناجى بحد ذاته بقدر ما هو منصب على المرجعية ,
وقامت الأقلام الشيعية أيضا بعرض نقدها شديد اللهجة متضمنا الإشارة إلى أن الإنكار والجريمة الحقيقية منصب على المرجعية في عدم قدرتها على اختيار رجالها ,
فكيف يكون هاتك الأعراض هو أكبر وكيل للخمس والزكاة في العراق , وإذا كان هذا الشخص غير مأمون على الأعراض فكيف يكون مأمونا على الملايين التي يجمعها باسم حقوق آل البيت!
خاصة لو علمنا أن الناجى عرض خمسين ألف دولار للحصول على ذاكرة الهاتف فقط , فلم ينجح في ذلك , ولا أحد يدرى ماذا كان يفعل الناجى بأموال المرجعية!
بالإضافة إلى أن الأمر ـ وفق ما كشفته التحقيقات ـ لم يخص الناجى وحده بل تتابعت الفضائح المستترة لتشمل عددا من أشهر وكلاء السيستانى بجرائم شرف مماثلة مثل الجريمة التي راح ضحيتها أحد هؤلاء الوكلاء
الأمر الأكثر إثارة ,
أن الجماهير لم تعترض على كون الناجى مجرما يتحمل جرمه منفردا , إلا أن السؤال الحقيقي يكمن في السبب الذى بسطت المرجعية لأجله حمايتها على الناجى ورفضت تسليمه للقضاء وعاونته على الهرب!
فالأمر لم يعد أمر جريمة ارتكبها أحد وكلاء المرجعية بل هو جريمة المرجعية التي تضامنت معه وكأنها تقر فعليا كل أفعاله بل زادت في تبجحها لدرجة الدفاع العلنى عنه ومطالبة الحكومة والشرطة بمحاسبة من قاموا بحرق داره!
وإذا استدعينا من الذاكرة مشهدا مماثلا في الكنيسة المصرية قبل عشرة أعوام عندما قامت إحدى الصحف المصرية بنشر لقطات لأحد القساوسة الكنسيين مع زوجات مسيحيات ,
لوجدنا رد فعل الكنيسة وقتها هو الحكم بشلح هذا الراهب أى طرده ومحاكمته ,
فكيف يكون موقف المرجعية الشيعية المسلمة هو موقف التستر والتواطؤ بل والإشادة بالرجل على اعتبار أنه نصير لمذهب آل البيت وله مواقف عديدة في القيام به!
وأبن دور المرجعية في تطبيق حدود الله لا سيما على أعضائها وهم من المفترض أنهم المثل العليا للعوام؟!
وهذا السؤال الحائر أجابت عنه التحقيقات الإذاعية والصحفية التي واكبت الحدث حيث أن مرجعية السيستانى كانت مجبرة على حماية رجلها إلى أبعد الحدود ,
لأن محمد رضا نجل السيستانى والمتحكم في شئون المرجعية كان مرافقا للناجى في بعض تلك الأفلام , وليس في الأمر سر بل إنه أمر مشهور في حوزة النجف منذ أيام محمد تقي الخوئي الذى كان يجاهر بسهراته الحمراء في النجف أيام والده , وطبقا لما رواه عنه عباس الزيدى كان تقي الخوئي لا يبالى بأحد
فرضا السيستانى كان شريكا للناجى وغيره من الوكلاء في هواية تصوير تلك الليالى ولو أنه لم يقم بحمايته لما تردد الناجى في فضح الأمر كله بمبدأ (علىّ وعلى أعدائي)
ليكتشف هؤلاء المغرر بهم بعضا من خفايا المرجعية القائمة على نهب الأموال وهتك الأعراض , ولا يفوق فضيحة أمر التحلل الجنسي إلا مسألة النصب باسم الخمس!
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ فتاوى السيستانى مجمعة على موقع فتاوى مراجع الشيعة (السراج)
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ لمزيد من التفاصيل ـ شبكة الدفاع عن السنة الإخبارية
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:42]ـ
الخمس .. أكبر عملية نصب في التاريخ
رأينا كيف أن علماء الشيعة وزنادقتهم القدامى كانوا إذا أرادوا أمرا .. اخترعوا له رواية ونسبوها للأئمة!
ورأينا أيضا أن المراجع المعاصرين كانوا أكثر تبجحا من سابقيهم , فلم يهتموا حتى بمجرد اختراع سند شرعي لما يخترعونه من عقائد ومواقف ,
بل إنهم أعلنوها باجتهادهم الشخصي أو اختراعهم الشخصي وألزموا بها عوام الشيعة وتلقفت العامة منهم هذا الأمر كما لو كانوا أنبياء مشرعين ,
فبينما كان نصابو الشيعة ومحترفيهم في القديم يتحللون من التبعية عن طريق إسناد القول لجعفر الصادق أو محمد الباقر أو غيره من أئمة آل البيت ,
(يُتْبَعُ)
(/)
صار جيل الشيعة منذ عهد البريطانيين يمتلك من الجرأة ما يكفي ليخترع ما يريد في الدين , ولا يكتفي باختراعه وشرعنته فقط , بل يتمادى للحد الأقصي في جعل اختراعه شريعة منزلة من السماء , بل وأحيانا يكون منكرها كافر!
على نحو ما فعل الخمينى في نظرية ولاية الفقيه المعدومة الدليل من أى مصدر من مصادر التشريع المحرفة عندهم , والتى ـ رغم انحرافها الهائل ـ لم تكفهم ـ فازدادوا طلبا لما أكبر ولم يكتفوا ـ كقدمائهم ـ أن يكونوا مبلغين عن المعصومين بل وضعوا أنفسهم فعليا مكان المعصومين ثم مكان الله عز وجل!
وإلا فكيف يمكن أن نبرر قول الخمينى أن ولاية الفقيه هى هدية الله تعالى للشيعة!
متى نزلت وكيف نزلت وعلى من نزلت وكيف أصبح منكرها كافرا والدين كمل منذ أربعة عشر قرنا؟!
وفى مسألة الخمس التي تطورت عبر القرون ,
تقبع أكبر عملية نصب في التاريخ , ورغم أنها مسألة قديمة في التاريخ الشيعي إلا أن هذا لا يعنى أن تحصيل الخمس اليوم له علاقة بالخمس على زمن النصابين الأوائل ,
فالقضية كانت تتطور عصرا بعد عصر , حتى بلغت قمتها في عهد عملاء البريطانيين , كما سنرى
والخمس عند الشيعة ـ لمن لا يعرفه ـ عبارة عن ضريبة تقع على العامى تبلغ خمس المغانم والمكاسب التى يحققها في العام , وهى مسألة مطلقة بمعنى أنها ليست كالزكاة مثلا لها ضابط وشروط إذا تخلف أحدها تسقط الزكاة عن المؤدى
بل هو أمر فرضي من أركان الدين لا يكون دين الشيعي تاما إلا به ولا يوجد له استثناء من أى نوع كما أنه لا يخضع لقواعد الإستبعاد التى في الزكاة فالزكاة مثلا تسقط عن الغارم صاحب الدين وتسقط إذا لم يتحقق النصاب المعلوم كما أنها تقع على أشياء محددة لا على مطلق كل مال منقول أو ثابت
فالزكاة مثلا لا تجوز في الخضر
أما الخمس فلا علاقة له بهذه الأمور حيث يتم أخذه من العوام في كل الأحوال وعلى كل ما يمثل شيئا من المال وفى جميع حالات المكاسب بل والبيع والشراء التقليدى يجب فيه الخمس على البائع وعلى المشترى في نفس الوقت
بل ويؤخذ حتى في ثمن الهدايا التي يتبادلها الناس , وقد أفتى أحد علماء الشيعة المعاصرين أن الهدية المهداة من شيعي لشيعي ـ حتى لو كانت مصحفا ـ فإنه يجب فيها الخمس!
والأنكى ..
فتوى علماء الشيعة أن الخمس يقوم بتطهير المال الحرام!
فإذا كان لدى الشيعي مالا فيه شبهة من حرام وأخرج عنه الخمس سقطت حرمته ـ حسب فتوى مجتهدى الشيعة المعاصرين ـ وهذا باب للفساد والإحتيال ليس له حد,
فالزكاة وهى الركن الأصيل للإسلام لا يتم قبولها أصلا من مال حرام , فكيف يمكن أن نتصور أن إخراج الزكاة يحجب حرمة المال الحرام والمتكسب بطرق غير مشروعة!
وإذا كانت الزكاة نفسها لا تفعل , فكيف يفعله الخمس ومن أى مصدر وأى دين تم اجتلاب هذا الرأى الذى يفتح الباب أمام أحد للنصب والإحتيال والمتاجرة والنهب ثم يكفيه أن يقاسم الفقيه فيما نهبه ليصفو له المال حلالا زلالا!
ولا يُستثنى من دفع الخمس إلا فئة واحدة فقط , وهى فئة العلماء المجتهدين الذين حازوا درجة الإجتهاد من إحدى الحوزات العلمية
فهؤلاء هم من يقبضون الخمس ولا يدفعونه (ونترك هذه المسألة لتأمل عقلاء الشيعة)
أما قصة الخمس ومبرره ودليله عندهم فهى كما تقول النصوص الشيعية أن الخمس هو حق الإمام المعصوم في زمانه , ولما كان الإمام المعصوم الحالى لا زال في سردابه الميمون لم يخرج بعد فإنه في الغيبة ينوب عنه في قبض أموال الخمس المراجع الذين يشرفون على تقليد العوام لهم
ويستدلون على الخمس بالآية الكريمة التالية
[وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {الأنفال:41}
هذه الآية الكريمة هى الآية الوحيدة التى ورد فيها ذكر الخمس , والمقصود به هنا هو خمس المغانم عند الجهاد فقط
نكرر:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الخمس يتم أخذه من مغانم الحروب التى يخوضها المسلمون ضد الكفار حصرا فإذا غنموا منهم شيئا يتم تخميسه وأخذ الخمس وأدائه للنبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته حصرا أيضا فلا يجوز لغيرهم أبدا
فلا يؤخذ الخمس إطلاقا من المسلمين ولا يجب عليهم بحال من الأحوال بل هو ضريبة تُنتقي من مغانم الحروب مع الكفار خصصها الله عز وجل لمحمد عليه الصلاة والسلام وآل بيته كتعويض لهم على تحريم الصدقة عليهم حيث نص الحديث الشريف
(إن الصدقة لا تحل لآل محمد)
وهذه الضوابط التى ذكرناها مذكورة في صلب الآية التى تتحدث عن مغانم الحرب كما يعضدها التطبيق العملى في السيرة النبوية وهذا الأمر محل إتفاق بين جميع المسلمين بمختلف فرقهم وطوائفهم ما خالفت في ذلك إلا طائفة الشيعة التى قررت الخمس على المكاسب وفرضته على المسلمين كما لو كانوا كفارا بنظرهم
لهذا قلنا أن علماء الشيعة بتطبيقهم هذه الفروض تتضح حقيقة نظرتهم لعوامهم المساكين
نخلص من هذا العرض إلى أن الخمس لا يحل أبدا إلا في مغانم الحروب مع الكفار , وبالتالى لا يحل في مغانم المسلمين التى يغنموها من الأرض والبحر مثلا كما لا يحل إذا تلاقت فئتان من المسلمين في حرب
كما لا يحل في المكاسب والأموال الخاصة من الأساس وليس لها أصل لا بالقرآن ولا السنة ولا أقوال المعصومين عندهم
الأهم من هذا وذاك أنه لا يحل لأحد غير النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته فقط , لأنهم المحصورون بعدم تحليل الصدقة عليهم
فماذا فعل الشيعة يا ترى؟!
قاموا بأخذ مسمى الخمس نفسه فقط وقننوا له من القوانين المبتكرة ما جعله موردا عظيما لممارسة النصب والإحتيال على الناس فقرروا أن الخمس هو سهم الإمام المعصوم وحده وإذا غاب المعصوم فينوب عنه في تحصيل الخمس نوابه
ولا نصيب لآل البيت الباقين
وكان أمر تحصيل الخمس في بداية حدوث الغيبة في القرن الثالث الهجرى يقوم على أساس تحصيل هذه الأموال وكنزها للمهدى لحين خروجه ,
وتحت هذا المبرر قام النواب الأربعة للإمام المهدى الغائب في فترة الغيبة الصغري بتحصيل هذه الأموال من مغفلي الشيعة وإيهامهم أنهم سيكنزونها للمهدى ,
وبالطبع لا عزاء للمغفلين!
وقد صرح مشاركو السفراء الأربعة في عملية النصب هذى أن الهدف منها ليس إلا استمرار تحصيل الأموال الهائلة باسم إمام معدوم الوجود وقال أحدهم كما في مصادر الشيعة نفسها
(ما دخلنا في هذا الأمر ـ يعنى الخمس ـ مع الحسين بن روح ـ وهو النوبختى أحد السفراء ـ إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه وأننا نتهارش عليه تهارش الكلاب على الجيف) [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
أما عندما جاء الخومينى فإنه طرح حمرة الحياء جانبا وأعلن نظرية ولاية الفقيه التى جعلت من المرجع الأعلى الشيعي عبارة عن إمام معصوم مكان الإمام الغائب وهم لا يصرحون بأن النائب إمام معصوم لكنهم يتعاملون عمليا بناء على هذا المبدأ حيث أصبحت كلمة أى مرجع شيعي كالقدر إذا نطق بها نفذت!
ومن ضمن لوازم ولاية الفقيه أن العوام يجب عليهم فرضا أن يقلدوا أحد مراجع التقليد من الفقهاء وهذا المرجع يكون بيده الإشراف على حياة العامى بكل تفاصيلها حيث يستفتى هذا المرجع في كل شاردة وواردة
وبالمقابل يؤدى الشيعي خمس مغانمه ومكاسبه إلى هذا الفقيه كل عام ,
فانقلب الخمس فجأة من حق لآل البيت إلى حق للإمام المعصوم وحده ثم استبعدوا آل البيت أصلا ــ وهم أصحاب الحق الأصيل ـ ليصبح الخمس من حق المرجع المُقلد ويعتبر كذلك من فروض الدين كالصلاة والصوم ولا يصح دين أى شيعي إلا بوجوب التقليد والخمس
أما ما يثير الدهشة حقا ,
فهو أن عملية النصب هذى أنها مكشوفة جدا أمام أعين المنتبهين إلا أن عوام الشيعة لا يلتفتون إلى ذلك , رغم أن بقواعد الخمس قاعدة لو تأملها حيوان أعجمى لأدرك أن هؤلاء المراجع عبارة عن مافيا منظمة
تلك القاعدة هى أن الشيعي العامى لا يجوز له أن يقلد إلا المراجع الأحياء فإن مات المرجع المقلد فعليه أن يقلد مرجعا حيا آخر ويحرم عليه أن يستقي دينه وفتاواه من فتاوى أى مرجع ميت
وهذه القاعدة الظريفة هى التى أتاحت لعلماء الشيعة أن يضمنوا استمرار تدفق أموال الخمس من سائر العوام نظرا لأن العوام لو اكتفوا بتقليد الأموات فلن يدفعوا هذه الضريبة
مع أن السؤال المنطقي هو ما مبرر تحريم تقليد الأموات طالما أنهم كانوا بحياتهم مراجع معتمدين وعلماء حازوا درجة الفتيا ويقلدهم الناس , وهل يموت العلم مع صاحبه يا ترى؟!
بالإضافة إلى أن فرض التقليد ذاته أمر يثير التعجب , لأن المسلم ليس لزاما عليه أصلا أن يلتزم بفقيه معين فيأخذ بأقواله منفردا فهذا ضد الدين على طول الخط لأن الحجة في البشر على البشر هو محمد عليه الصلاة والسلام وحده ومن بعده يؤخذ من كلامهم ويترك
ولهذا فإن المسلم عليه أن يستفتى من وجد من العلماء بلا تحديد ولا يشترط عليه لزوما أن يتبع فتواه بل له الحق في الأخذ بها أو تركها لفتوى غيره إن شاء إذا لم يتوفر له الإطمئنان القلبي
والأهم من هذا وذاك:
أن العلماء ليس من حقهم أصلا الحصول على المقابل في أداء العلم بالإفتاء للناس وعوامهم وإلا كانوا ممن يشترون بآيات الله ثمنا قليلا
ويستثنى من ذلك فقط الأجر الذي يتلقاه العالم على تعليمه العلم لطلبة العلم في حلقات الدروس , وحتى في هذا الباب , يظل العالم الذي يؤدى العلم بلا مقابل هو الأفضل عن هذا الذي يؤديه بأجر بالإضافة إلى أن أجر التعليم يؤخذ من الدولة لا من العوام
أما السؤال والفتيا فتلك فريضة على العالم أن يؤديها لمن طلبها بلا مقابل وإلا كان كاتما للعلم
يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام ما معناه:
(أيما رجل سؤل عن مسألة فكتمها يلجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)
الهوامش
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ خمس الشيعة ـ فيلم وثائقي ـ قناة وصال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:44]ـ
الأمر الآخر الهام:
أن الإسلام لا يعرف الوصاية من العلماء في دقائق الشئون على الناس ,
فالعلماء لا يملكون سلطانا على الناس يجبرهم على تقليدهم أو استفتائهم وإنما هو أمر بالخيار من شاء فعله عند الحاجة ومن شاء امتنع ومن شاء بحث بنفسه في الكتب فاستخرج ما يريد لو كان ممن له دراية
أما الشيعة فقد قلبوها رهبانية أشد من رهبانية النصاري واليهود الذين ما خطر ببالهم مثل هذا التفكير الشيطانى!
وقد كتب عدد من علماء الشيعة المعتدلين عددا من الكتب في هذا المجال أنكروا فيها تلك الضريبة المجحفة , مثل كتاب الدكتور موسي الموسوى أحد علماء الشيعة الذي صدر بعنوان (الشيعة والتصحيح) وتكلم عباس الموسوى أيضا فى كتابه (الخمس بين الضريبة والفرض) وغيرهم من أبناء الشيعة أنفسهم
ولم يكن كلامهم مرسلا ,
بل أسسوا إنكارهم على نصوص كتب الشيعة الأصلية ذاتها والتى تخلو خلوا تاما من أدنى دليل يثبت للمراجع حقا في الخمس أصلا فضلا على اعتباره فرضا عينيا من أهم الفروض!
وفجروا مفاجأة من العيار الثقيل حيث أثبتوا من كتبهم الأصلية خلوها من مسألة أداء الخمس للفقيه إلى جانب نقلهم اتفاق العلماء على تصحيح روايات إسقاط الخمس في الغيبة عن المعصوم نفسه ,
بمعنى أنه حتى لو كان الخمس للمعصوم فقد جعل شيعته في الغيبة الكبري في حل من هذا الفرض
وفى المناظرات التى تجرى بين السنة والشيعة طالب علماء السنة الشيعة بأن يأتوا لهم من كتبهم هم بدليل أو برواية واحدة وحيدة صحيحة أو ضعيفة أو حتى موضوعة تبيح لعلماء الشيعة قبض الخمس من العوام فعجزوا!
ولهذا السبب قلنا أن علماء الشيعة أصبحوا معصومين في نظر عوامهم عصمة فعلية وما ينطقونه يصبح دينا ولولا هذا ما بلغ التبجح بهؤلاء العلماء أن يجعلوا الخمس أحد أركان الدين وهو منعدم الأصل والدليل في دينهم المحرف أصلا
وكان من النتائج الطبيعية لهذا الخمس أن تكدست الأموال عند المراجع لأن عدد مراجع التقليد سواء بإيران أو العراق لا يتجاوز العشرين في مقابل عدد عوام الشيعة المفروض عليهم الأخماس يتعدى المائة مليون شيعي على الأقل منهم في إيران والخليج عدد من أباطرة المال والأعمال والبترول
ومهما بلغ الخيال بالقارئ لن يمكنه أن يتصور حجم الأموال التى يمتلكها هؤلاء المراجع والتى تتسلل أخبارها بين الحين والآخر عن طريق التسريب
والشاهد من هذا كله:
أن الناظر إلى تشريع الخمس فى العصر الحديث بعد اختراعات عملاء البريطانيين يكتشف أهوالا , أبسطها العقوبات الهائلة التى توعد بها العلماء منكر الخمس واعتباره من أولاد الزنا ومن مبغضي أهل البيت .. الخ!
رغم أن كتب الشيعة الأصلية ومحققيهم القدماء ـ حتى فى اختراعهم لقضية الخمس ـ لم تكن أبدا تأخذه بقضية الإلزام , بل بقضية الإختيار المحض
أى أن الخمس وفق أوثق كتب الشيعة ومصادرها لم يكن فرضا بل كان أمرا مستحبا فمن أين أتى المعاصرون بكل اعتبارات الفرضية التى أوصلتهم لاعتباره أحد أركان الدين اليوم؟!
وممن نص على إسقاط الخمس صراحة عن عامة الشيعة فى عصر الغيبة ,
العلامة الشيعي الأردبيلي الملقب بالفقيه المقدس! المتوفي عام 993 هـ , ومحمد باقر السبزوارى المتوفي عام 1090 هـ , ومحمد حسين النجفي المتوفي عام 1266 هـ , ومحمد على الطباطبائي المتوفي عام 1009 هـ , والشهيد الثانى المتوفي عام 966 هـ , ويحيي بن سعيد الحلى المتوفي عام 690 هـ
ثم المفاجأة مع شيخي الطائفة وأكبر علمائها على الإطلاق وهما الشيخ الطوسي المتوفي عام 460 هـ , والشيخ المفيد 413 هـ ,
وهؤلاء العلماء هم من عليهم مدار المذهب وأعلنوا صراحة فى كتبهم المعتمدة أن الخمس مسقط عن الشيعة أو قالوا بالخيار فيه ولم يشذ عن هذا الرأى أحد من علماء الشيعة منذ عصر الغيبة الكبري وحتى القرن الحادى عشر الهجرى! [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
ولا يوجد فى كتب التراث الشيعي قبل عصر الإحتلال الإنجليزى ومشروعه الذى شرحناه عالم واحد أفتى أو صرح بأن الخمس واجب وجوب الفرض فضلا على أن يكون ركنا من أركان الدين!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل القارئ يلاحظ أن من بين هؤلاء العلماء القدامى وحتى المعاصرين خلال فترة قريبة , مما يؤكد لنا مدى الأثر الذى جنته وجرته التجربة البريطانية فى غرس عملائها بين مراجع الشيعة وعلمائهم
والطامة الكبري ليست فى اعتبار الخمس فرضا فحسب بل فى استخدام الخمس منذ عصر ابتداع التقليد الإجباري وذهاب أموال الشيعة بالمليارات إلى العلماء وضياعها على شهوات أبنائهم ووارثيهم
وقد نشرت المجلات المتخصصة أن ثروة خامنئي السائلة فقط بلغت 31 مليار دولار حسبما نقله الدكتور أبو منتصر البلوشي عن تلك المجلات كمجلة فوربس الأمريكية وغيرها ,
وسبق أن نوهنا عن ضعف هذا الرقم والمعتمد حاليا لمؤسسات الخوئي حول العالم وتلاعب به أبناؤه واحدا بعد واحد ,
وخلفهم فى الخمس محمد رضا السيستانى وابنته وصهره جواد الشهرستانى وامتلأت العواصم الكبري فى أوربا بالأرصدة المتراكمة لتلك الأموال التى لا رقيب عليها ولا رادع ,
والناظر إلى طريقة تحصيل الخمس يكتشف دونما حاجة إلى أدلة على أنه بصدد عملية نصب واسعة النطاق!
ففي البداية يحكى الدكتور موسي الموسوى وهو أستاذ سابق ومجتهد شيعي معروف أن العلماء كانوا يتنافسون فيما بينهم لتحصيل الأموال عن طريق إغراء الناس بتقليدهم كونهم يخفضون الخمس المطلوب ,
وضرب الدكتور الموسوى مثلا لذلك برجال الأعمال الشيعة الذين كانوا يذهبون للعالم من هؤلاء فيصرحون له أن الخمس المستحق عليهم هو خمسة ملايين ويساومونه على أن المتاح حاليا هو مليون واحد فقط!
فيقبله العالم الشيعي ويعتبر المبلغ الباقي هبة منه إلى الشيعي مؤدى الخمس! [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
الأكثر إثارة للدهشة ,
أن للمراجع فى أنحاء العالم وكلاء يقومون باستقبال أموال الخمس من الشيعة فى شتى البلاد , وهذا الوكيل يقوم بتحصيل الخمس ويرفعها للمرجع بعد أن يخصم نصيبه بواقع ثلث المبلغ الذى تم تحصيله!
فمن أين أتى حق الوكيل فى صرف واقتطاع هذا المبلغ الهائل لنفسه نظير الوكالة ,؟!
والأخطر من ذلك أن الوكالة وأعمال التحصيل لا تخضع لأى نوع من أنواع الرقابة الإدارية أو الحسابات المكتوبة بل هى عملية مستقلة بين المراجع ووكلائهم ليس فيها أدنى ذرة من المحاسبة!
وقد نشرت وكالة الدفاع عن السنة بتاريخ 25/ 7 / 2010م فضيحة تفجرت فى الولايات المتحدة عن أحد الوكلاء لم يكتف بما يحصل عليه من الخمس فاختلس مبلغا هائلا من أموال التبرعات أيضا!
فالخلاصة:
أننا أمام عصابة منظمة ومافيا تتضاءل أمامها أنشطة المافيا العالمية , وتقوم على اللعب بملايين الشيعة حول العالم وهم يتخيلون ـ مع ثقتهم بمراجعهم ـ أنهم يؤدون حق الله , وأن هذا هو عين الإسلام الصحيح كما تعلموه ,
وليس التعجب هنا واردا بحق السيستانى وأمثاله على اعتبار أن صدور هذه الأفعال أمر طبيعى للغاية ممن هم على شاكلة هؤلاء الزنادقة ,
إنما العجب كل العجب في الأتباع من الشيعة العرب!
حيث أنهم يرون بأم أعينهم حقيقة مصطلح المرجعية وكيف أنه أداة لأكبر عملية نصب في التاريخ باسم الخمس والحقوق الشرعية , وعلماء الشيعة أنفسهم ـ فضلا على علماء السنة ـ اعترفوا في كتاباتهم العلنية أن هذا المصطلح وتلك الفكرة لم تكن مطروقة قبل مجئ الإنجليز في بدايات القرن الماضي ,
ومع ذلك يستمرون مبتهجين في دفع الأخماس التي تبلغ المليارات لتلك المرجعيات ,
ويرون بأم أعينهم
كيف أن السيستانى يتعامل بفارسيته مع الشيعة العرب وهو نفس الإجراء الذى تتعامل به إيران حتى مع الشيعة في منطقة الأحواز وهم من حملة الجنسية الإيرانية , ومع ذلك يعانون من التنكيل والإضطهاد ما لا يؤذن بحصر ولا يشفع لهم أنهم من الشيعة ,
والسيستانى الذى تعتمد موارده المالية على الأموال العربية حصرا يستخدم تلك الأموال في إذلال ناصية أتباعه من العراقيين وصرف الأموال على ملذات أبنائه وفى إنشاء المؤسسات لدولته ****ل عن الحكومة الإيرانية في نفس الوقت الذى لا يجد فيه العراقيون الماء النظيف للشرب!
ويرون بأم أعينهم
كيف أن مرجعية السيستانى تستخدم لصوص الشرف والمال كرجال للمذهب وقواد له في مواجهة العامة , وتصدر الفتاوى التي لا يقبلها الحيوان الأعجم فضلا على الإنسان ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع ذلك ينظرون إلى الفتاوى باحترام وتبجيل ويقبلونها على غير اعتراض ويبذلون ماء وجوههم للدفاع عنها أيضا!
فما هو تفسير تلك الظاهرة الغريبة؟!
لا شك أن تفسيرها نجده عند المفكر الجزائري مالك بن نبي صاحب نظرية (القابلية للاستعمار) , ونجدها أيضا عند المفكر الإسلامى العريق عبد الرحمن الكواكبي صاحب نظرية (طبائع الاستبداد) , ونجدها كذلك عند المفكر الكبير محمد حسنين هيكل في بيانه لنظرية (ثقافة الهزيمة أو الإنقياد)
ومؤداها أن هناك صنف من البشر هم أقرب للسائمة منهم إلى البشر وعندهم القابلية للاستعباد ولا يتصورون أنفسهم في موقع القيادة ولو كانت القيادة الذاتية للنفس!
وتنشأ هذه الحالة الخانعة لدى الشعوب التي خضعت لاستعمار غيرها لفترات طويلة دون بزوغ فكرة المقاومة , تلك الفكرة التي لو ظلت بذرتها في قلب أى شعب فسيملك انتزاع حريته مهما طال الزمن ,
مثلما حدث مع الشعب العربي أثناء الإحتلال الغربي فكانت الجزائر رهينة الإحتلال الفرنسي لمائة وستين عاما ولم تسكت على الضيم لحظة حتى نالت استقلالها ,
وكذلك مصر ظلت عبر العصور معروفة بأنها مقبرة الغزاة في القديم والحديث ,
غير أن هناك شعوب أخرى تترسخ فيها نظرية عدم القدرة على إدراة شئونها بأنفسها , وأنه من الطبيعى أن تكون تابعة خاضعة لمن هم أقوى وأكثر تحضرا ,
ويري المفكرون أن الأزمة الحقيقية لأى بلد لا يتمثل في مواجهة مخاطر الإحتلال ولو ظل هذا الشعب رهن الإحتلال عشرات القرون , بل تكمن الخطورة في تسرب القابلية للاستعمار إلى أعماق ووجدان الشعب ,
فهذه القابلية تجعله محتلا حتى في عدم وجود عدو أجنبي , حيث يسارع الشعب الذى نال حريته فعلا إلى التضحية بهذه الحرية لحاكمه والتنازل عنها طواعية ليصبح أمره بيد مجموعة محددة من الأشخاص أو بعائلة معينة تتلاعب بمصائرهم كيف شاءت ولا يملكون عليها ردا أو اعتراضا!
ولا شك أن الطبيعة الفارسية ـ رغم ميلها الثورى ـ تملك القابلية للاستعمار والإستعباد ولكن لمن تراه ممثلا للسلطة الدينية , ولهذا قامت الثورة على الشاه لأن مفجرى الثورة كانوا من رجال الدين وكافح الشعب الإيرانى بصدره العارى أمام قوات الجيش الشاهنشاهى ,
وهذا الشعب نفسه هو الذى قبل بحكم الخمينى
والذي قتل منهم في أربعة أعوام ما لم يقتله الشاه في ثلاثين عاما! [3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn3)
وورط بلاده في حرب ضروس أمام العراق ليس لها أدنى مبرر ورفض قبول الهدنة أو السلام أو الصلح الذى تقدم به العراق أربع مرات خلال سنوات الحرب رغم التفوق النيرانى الكاسح للجيش العراقي وبلوغ الضحايا الإيرانيين حدا مفجعا تجاوز ثلثمائة ألف قتيل! وأضعاف هذا الرقم من المعوقين والمصابين [4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn4)
والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى طبيعة الاستعباد في العقل الفارسي لمن يمثل التيار الدينى وهى الطبيعة التي تضرب بجذورها إلى عهد إيران قبل الإسلام حيث ظلت لأربعة آلاف عام مستعبدة للحكم البشري النائب عن الإله!
ولهذا كان الفرس يهرعون إلى التشيع الفارسي لأنهم وجدوا فيه أخيرا نفس الصورة التي تعودوا عليها من عصمة رجال الدين وأنهم نواب الإله على الأرض ,
وهى النظرة التي ما قام الإسلام إلا لهدمها , غير أن غالبية الفرس لم يكونوا على استعداد ـ بعد هذه القرون ـ لنفض ما اعتادوا عليه من النزوع للخضوع والتذلل والتضحية في سبيل رجال الدين!
ولا شك أن تلك النظرة تسربت للشيعة العرب , لا سيما المعاصرين بعد تجربة الخمينى , وفى الوقت الذى تظهر فيه في إيران تيارات علمانية تنتفض على سطوة رجال الدين , نجد الشيعة العرب في العراق والخليج تمرسوا في الطبع الفارسي والقابلية للاستعباد أكثر مما هو حال الفرس أنفسهم ,
ولهذا قال الدكتور طه الدليمى أن الفارسية ليست جنسا أو عرقا بل هى نظرية وسمات شعوبية , من قَبِلها فهو الفارسي ومن رفضها كان هو الخارج عن هذا الإطار ,
لهذا فلو تأملنا تاريخ الفرس في الإسلام ورغم أن الفتن كلها كانت من ناحيتهم إلا أنه بالمقابل استفادت الحضارة الإسلامية من المسلمين الفرس أعظم استفادة فكان منهم المحدثون والفقهاء والعلماء ورعاة الشريعة
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالمقابل جنح بعض العرب للطبع الفارسي بأكثر مما فعل الفرس وعادوا التيار العربي كجنس متفوق وتمرسوا على محاولة هدمه ,
لهذا فإن رجالا من أمثال رجال التيار الصدرى في العراق وهو تيار عربي قح هم في مقياس النظرية فرس بلا شك لأنهم ينطلقون من دافع فارسي محض رغم عروبتهم ,
وكذلك الأتباع من الشيعة العرب الذين تأصلت في نفوسهم العبودية للمراجع الفارسية والقبول بأن يتسيدوا عليهم رغم أن مواردهم ومرجعيتهم تعتمد على العرب أصلا!
إلا أنهم لا يستشعرون أنهم أصحاب فضل فيما يمنحوه من أموال وأعراض لهؤلاء المراجع , بل يرون الفضل كل الفضل لهؤلاء المراجع أن قبلوا منهم تلك الأموال وقبلوا منهم تلك الطاعة!
والسيستانى على الرغم من كل تلك الفضائح والزندقة التي يبتلى بها أتباعه إلا أن الشيعة العرب كانوا هم حائط الصد ضد أى محاولة للهجوم عليه أو بيان أمره , وكان آخرها ثورتهم العارمة على الشيخ د. محمد العريفي الذى وصف السيستانى بالشيخ الزنديق الفاجر , وهو أقل وصف يستحقه السيستانى من واقع فتاواه ,
فقامت قيامة الشيعة في الخليج واستعملوا نفوذهم لمنع العريفي من دخول الكويت!
في الوقت نفسه الذى يتعرض فيه خامنئي وهو الولى الفقيه بإيران لهجمة شرسة ومعارضة جبارة من شباب المثقفين الإيرانيين الذين كفروا بالثورة والتشيع وجنحوا للحرية في ظل عالم متغير وعصر مزدحم بأجواء البحث والتقصي
وليس هناك شك أن هناك من الشيعة العرب من يجد مصالحه مع التشيع الفارسي بكل فساده ,
بل إن وجوده مرتبط بزيادة هذا الفساد نظرا لما يسببه لهم من مقامات الرياسة والتقدم والإحترام والمصالح المالية الوافدة من مراكز التشيع في إيران لخدمة ما يُسمى بنشر أفكار مذهب آل البيت
لهذا فإن هذه الزمرة من الشيعة العرب يمتلكون المبرر المقبول للدفاع المستميت عن التشيع الفارسي ورجاله لأن بقاءهم في أماكنهم وبقاء مصالحهم مرتهن تماما بوجود التشيع الفارسي ونظريته وتطبيقه ,
ولهؤلاء الزمرة دور كبير للغاية في تأكيد تبعية مواطنيهم في الخليج العربي للمراجع في قم والنجف وتحصينهم ضد الإعلام المضاد الذى يشنه علماء السنة ويستجيب له الكثير من عوام الشيعة العرب مع الطرح العلمى المنمق والحديث الفائق الأدلة في ظل تهرب كبار العلماء الشيعة من مواجهة علماء السنة ,
لكن إن كان مبرر هؤلاء مقبولا فغير المقبول هو الإستكانة والضعف والتبعية التي يتميز بها عوام الشيعة العرب من غير المنتفضين على تلك الأفكار , وهم الرافضون لأى قبول بالحوار رغم أنهم يعانون الأمرين في ظل المذهب الشيعي سواء في الإتجاه الدينى أو الدنيوى!
وهؤلاء هم بحق من تنطبق عليهم ثقافة الهزيمة والجنوح إلى الإستعباد لأنهم نشأوا منذ بداياتهم الأولى على مواريثهم , وتعلموا الإسلام وفق النظرية الفارسية ولم يعرفوا لهم أبا أو جدا قال بخلافه ,
فاستجابتهم لتحريك العقول ـ بعد طول رقاد وإيقاف وتعطيل ـ هى أمر من الصعوبة بمكان!
بالإضافة إلى ذلك:
وقوعهم أسري لثقافة عصمة المراجع وكراماتهم! وهى نفس الثقافة التي تحكم أتباع الطرق الصوفية ولا يسمح العامى الصوفي لأى شخص أن يناقشه من الأصل في شيخه ولو ارتكب الفواحش العظام أمام عينيه ,
لأنه تعلم وتدرب على من مبدأ (من اعترض .. انطرد) ومبدأ (كن لشيخك كالميت بين يدى مغسله)!
والأمر الأخير ,
وقوعهم في شرك نفسي هائل وهو شرك ثقافة المواريث , فقد نشأ هؤلاء العوام وهم لا يعرفون من آبائهم وأمهاتهم إلا التعصب العنصري لهذا الإتجاه بكل تناقضاته ,
فلو أن عاميا منهم سلم عقله وحركه للنقاش في أمر ضلال هذا الإتجاه فإن هذا يعنى أن آباءه وأجداده كانوا على الضلال المبين وهى الفكرة التي يستحيل عمليا عليه قبولها بسهولة أو التفكير فيها مجرد تفكير!
خاصة وأن العرب لديهم ثقافة احترام ميراث الآباء والأجداد واعتباره حرما مقدسا , فتنتشر صبغة الإعتزاز بالميراث سواء كان ماديا أو معنويا ويصعب على العامى العربي ـ وفق الأعراف القبلية ـ التضحية في شيئ منه إلا بشق الأنفس!
والشيعة العوام ورثوا عن آبائهم أنهم أنصار آل البيت في مواجهة النواصب ـ وهم أهل السنة ـ وأن احتفاظهم وحفاظهم على هذا الإرث واجب مقدس لا يمكن التفريط فيه , فيصدق فيهم قوله تعالى
[وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ] {الزُّخرف:23}
كل هذه التراكمات الثقافية تمثل سدودا تحتاج المواجهة لانهاء وجود تلك الطائفة ,
ليس من منطلق الدفاع عن الدين فحسب في مواجهة الإنحراف , بل للوازم الأمن القومى كون هذه الفرقة قائمة كخنجر في جنب بلاد الإسلام طيلة العصور , ولم يتخلوا عن هذا الدور الدموى منذ تحالفهم مع التتار وحتى يومنا هذا مع وجود الخلايا الإرهابية في الجزيرة والخليج واليمن
فالقضية قضية دفاع عن دين ودنيا , والتعامل يجب أن يتم من خلال المهتمين بهذين الجانبين معا لا جانب العقيدة وحده
وهو ما سنعرض لبعضه في استراتيجية المواجهة , ونأخذ أوضاع العراق كمثال تطبيقي عليها
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ الخمس بين الضريبة والفرض ـ عباس الموسوى
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ الشيعة والتصحيح ـ د. موسي الموسوى
[3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref3) ـ الثورة البائسة ـ د. موسي الموسوى
[4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref4) ـ الحرب العراقية الإيرانية ـ المشير عبد الحليم أبو غزالة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:25]ـ
إستراتيجية المواجهة
فن الإستراتيجية كما يعرفه المتخصصون هو فن القيادة الشاملة ,
وهى الطريقة المثلي لإدارة الصراعات بأنواعها , لا سيما المواجهات الحربية ,
فمنذ انطلاق الحرب العالمية الثانية التي غيرت وجه التاريخ ,
تأسست فنون المواجهة ولم تصبح الحروب تعتمد على العسكرية وحدها وإنما اتخذت طابعا جماعيا بين شتى الإتجاهات لخدمة العنصر العسكري في القتال ,
فأصبحت إستراتجية الحروب تعنى إلى جانب التفوق العسكري , الإهتمام بالجانب الإقتصادى ومعالجته للمجهود الحربي والإهتمام بالجانب السياسي والعمل على استقراره ليكون استقرار الشعب داعما للمجهود العسكري لا معطلا له ,
والإهتمام بالظرف الدولى والعلاقات الخارجية والإهتمام بالجانب الإجتماعى والوعى العام والروح المعنوية .. إلى غير ذلك ,
ومن الأمور التي تفوق فيها الغرب علينا هى إجادته التامة لفنون الإستراتيجية المعاصرة ,
ولم يستطع العرب التفوق بإمتياز في تجاربهم المعاصرة إلا في تجربة واحدة رائدة حازت النجاح الكامل والحقيقي في فن التخطيط الإستراتيجى وهى تجربة حرب أكتوبر 1973 م ,
والتى انطلقت بتجهيز عسكري عال المستوى وبقوة تدريب فائقة القوة , وبروح معنوية كاسحة , وباتحاد عربي باهر , وبتخطيط سياسي جدير بالإحترام , عالج الأمور داخليا وخارجيا بحنكة وبراعة [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
لهذا استحقت هذه التجربة أن يعطيها الغرب أضعاف أضعاف ما أعطيناها نحن من الإهتمام , لأنهم أدركوا أن مثل هذه الصحوة لو استمرت لكانت إيذانا بإيقاظ الغول الإسلامى العربي الذى يهدد مصالحهم ,
وفى الوقت الذى تُعد فيه الكتابات والدراسات التي أجراها الخبراء حول حرب أكتوبر من العرب بالعشرات فقط , كانت ولا زالت دراسات الغرب تتعدى الآلاف , وتضخ المطابع الأمريكية والغربية عشرات منها كل عام حاملة أدق أنواع التخصصات لدراسة الحرب دراسة شاملة والبحث خلف أسباب تفوقها ,
ولأن السياسة الغربية تعطى القوس باريها ـ كما يقول المثل العربي ـ فهى تحسن استخدام مفكريها وتأخذ بتخطيطهم ورؤاهم وتطبق تعاليمهم بحرفية عالية
بعكسنا نحن , حيث نعطى القوس من يحطمها ,
ونستخدم لغة الأمن حيث يكون استخدام لغة السياسة لازما , ونستخدم لغة السياسة حيث لا يكون أمام القوة سبيلا!
حتى يبدو وكأن العرب اليوم اكتفوا بتأسيس الحكم والغرب اكتفي بالتنفيذ!
وبعد حرب أكتوبر وضع ريتشارد نيكسون كتابه (مذكراته) الذى صدر بعنوان (الفرصة السانحة) أو (نصر بلا حرب) وفيه أعطى نيكسون تجربته السياسية كرئيس للولايات المتحدة عاصر تجربة أكتوبر ووضع السبل التي يتمكن بها الغرب من حماية مصالحه إذا تكرر استخدام العرب لسلاح البترول للضغط السياسي ,
والكيفية التي ينبغي على الولايات المتحدة اتباعها وتتمثل في إيجاد حل إستراتيجى يضع القوات الأمريكية بالقرب من مواقع النفط لحمايتها وتأمينها وضمان سريانها بالقوة الجبرية إذا تعطلت لغة السياسة
وكان مدار الخطة يتوقع تطبيقها بين عشر وخمس عشر عاما ,
الهوامش
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ أكتوبر 1973 (السلاح والسياسة) ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:26]ـ
ولم تؤخذ مذكرات نيكسون من الأنظمة الحاكمة على أنها مذكرات للتسالى!
بل وضعوها موضع التنفيذ والإستفادة لأن المذكرات عندهم لا تعنى ـ كما هو الحال عندنا ـ تناول ذكريات الطفولة وذكريات اللعب بالدراجة أمام منازل القري! أو ترديد نغمات البطولة المدعاة!
بل تحمل مذكرات القادة هناك خلاصة التجربة لهذا القائد والتى يجب اعتصارها والخروج منها بنتائج يفيد بها من جاء بعده
وبالفعل لم تمض المدة التي حددها نيكسون لخطته حتى كانت القوات الأمريكية تمتلك عشرات القواعد العسكرية لقواتها في أرض الجزيرة العربية وقريبا منها ,
قواعد دائمة وجاء طلبها من العرب أنفسهم كما توقع نيكسون تماما ,
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن الخطة كانت تعتمد بصفة أساسية على تدخل أمريكى لخلق جو من التشاحن بين دول المنطقة يصل إلى استخدام السلاح فيما بينهم بحيث يصبح الجيران العرب لبعضهم البعض أشد عداء من تجربتهم مع الغرب , وهو ما حدث بالفعل عندما دخلت القوات العراقية للكويت وأحسنت الولايات المتحدة إدارة اللعبة في عهد جورج بوش الأب لتضع لنفسها موضع قدم في منطقة البترول وتدفع بقواتها ـ بغرض معلن وهو حماية الخليج ـ والهدف الحقيقي السيطرة التامة على منابع البترول,
ولم يسأل قادة الكويت أنفسهم وهم يرون فريقا من رجال الأمن الأمريكى ينتزعهم من فراشهم فجر يوم الثانى من أغسطس عام 1992 م , لتهريبهم إلى السعودية قبيل الغزو , لم يسألوا أنفسهم ما دامت المعلومات كانت متوافرة للولايات المتحدة إلى هذه الدرجة وما دامت أقمارهم الصناعية العسكرية التقطت التحركات العراقية قبل وقوعها الفعلى!
فلماذا لم تتخذ الولايات المتحدة التدابير السياسية لمنع ذلك؟!
لكن كيف يمنعوه وهم رعاته من الأصل , وكانت السفيرة الأمريكية في العراق إبريل جلاسبي هى من نقلت لصدام تأكيدات الإدارة الأمريكية أنها لا تنوى التدخل عسكريا بين الأشقاء العرب! بالإضافة إلى أنها نقلت لصدام حسين تفهم الولايات المتحدة التام لشكاوى العراق من الكويت بشأن تصدير النفط!
وهو ما اعتبره صدام حسين إشارة خضراء بالمضي قدما في خطة غزو الكويت لا سيما في ظل الدعم العسكري الأمريكى الذى قامت به الولايات المتحدة للعراق , وكان ـ للمفارقة ـ ممثل هذا الدعم هو نفسه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع في إدارة بوش الإبن الذى قاد حرب غزو العراق الأخيرة وكال الإتهامات بالإرهاب لنظام صدام حسين ـ حليفه السابق ـ!
وقد كان إنذار أمريكى واحد للعراق كفيل بإنهاء الأزمة كلها , وهو الإنذار الذى لم يصدر أبدا إلا بعد أن أصبح أمر الغزو أمرا واقعا ,
عندما دخلت القوات العراقية للكويت ونجح فريق المخابرات الأمريكى في تهريب عائلة الصباح إلى السعودية ثم انفردت الولايات المتحدة بالصراع كاملا بعد أن تمكنت من تنحية الإتحاد السوفياتى الذى كان قد انهار فعليا وليس عنده استعداد لأى مواجهة مع الولايات المتحدة وهو يطلب معونتها للنهوض من كبوته الإقتصادية ,
ثم تلاحقت الأحداث وتدخلت إدارة جورج بوش لمنع أى حل عربي داخلى للأزمة ,
وعندما حاول القادة العرب عقد مؤتمر قمة يقنع العراق بالإنسحاب الفورى تصدت الولايات المتحدة وعقدت مؤتمرا موسعا لمعالجة الأمر قبيل القمة لتفريغها من مضمونها , وقد كان ..
ثم استعان البيت الأبيض بمستشارين عراقيين مهاجرين للولايات المتحدة لمعرفة أبعاد شخصية صدام حسين وكيفية التأثير النفسي عليه لمنعه من اتخاذ خطوة الإنسحاب حتى لا تنتهى ذريعة القوات الأمريكية للتدخل ,
وبالفعل أفتى الخبراء بأن إنسحاب صدام لن يتحقق طالما تعامل معه جورج بوش بشيئ من الإستهتار والإستهانة وإملاء الشروط الأمريكية بأكبر قدر من الوعيد كى يحفز صدام على رفضها
ثم تتابعت الشروط الأمريكية ـ والتى كانت تدير الأزمة بديلا عن أصحابها! ـ وفرض على العراق شروطا من المستحيل قبولها لا تقتصر على الإنسحاب بل تشترط التسليم التام من الجيش العراقي لقوات التحالف!
ووقع صدام حسين في الفخ للمرة الثانية ورفض الإنسحاب تحت زعم مستشاريه أن المجتمع العربي سيثور إذا جاءت القوات الأمريكية للأرض العربية بغرض ضرب العراق , خاصة إذا تمكن صدام حسين من تحويل المعركة ضد إسرائيل ,
وهذا إن دل على شيئ فإنما دل على سذاجة مستشاري صدام حسين!
فالقوات الأمريكية دخلت إلى الجزيرة والخليج بفتوى رسمية بناء على صور أقمار صناعية قدمتها الولايات المتحدة للقادة العرب توضح أن صدام حسين ينتوى مهاجمة الحجاز! [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
ومشكلة إسرائيل تم حلها بحل أكثر بساطة عندما صدرت الأوامر الأمريكية لإسرائيل بعدم رد العدوان على العراق حال حدوثه أيا كانت الأسباب ,
وعندما بدأت عملية عاصفة الصحراء أطلق صدام حسين 42 صاروخا على إسرائيل ولم تتحرك إسرائيل حركة واحدة!
وهى التي في تاريخها وحاضرها تعودنا منها أن ترد على الرصاصة الواحدة بغارة جوية كاملة! [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
وتمت الخطة الأمريكية بنجاح تام بالخطوط العريضة الذى قدمه نيكسون , وبحسن التنفيذ على الأرض الذى قامت به إدارة جورج بوش الأب
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـحرب الخليج ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجة والنشر
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ لمراجعة التفاصيل كاملة ـ حرب الخليج ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:27]ـ
والمفارقة التي تبعث على الغيظ أن الخطة كانت ولا زالت موثقة في كتابات ووثائق الإدارة الأمريكية [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
ومع ذلك فقد لعبت السياسة العربية ورجالها دور قطع الشطرنج معدومة الإرادة وأصبحت القوات الأمريكية في الخليج من الضخامة بحيث تهكم بعض المحللين السياسيين أن القواعد العسكرية الأمريكية ليست موجودة في بلاد الخليج بل إن بلاد الخليج هى الموجودة في القواعد العسكرية الأمريكية ـ في إشارة ضمنية إلى مدى اتساع مساحة وحجم هذه القوات ـ
ووجود هذه القوات يضمن بشكل نهائي أن سلاح البترول الذى استخدمه العرب في عام 1973 م , أصبح سلاحا معطلا ,
وليست هذه هى التجربة الوحيدة التي يتبدى فيها مدى الإصرار الغربي على النجاح في مواجهة العرب عندما يغترون بما حققوه على المدى البسيط من تفوق ,
والخطأ لدى الغرب يعنى التجربة , والنصر يعنى الإستمرار في الحفاظ على ثمرته بكل السبل
بينما الخطأ عندنا يعنى التكرار إلى ما لا نهاية والإحباط والندم غير الفعال
أما النصر فيعنى الوقوف عنده وفقط , والتعامل بنفس غرور القوة الذى أودى بعشرات الأمم فيما سبق ,
وكمثال آخر على تلك الحقيقة المفزعة ,
ما حدث في نكسة العرب الكبري عام 1967 م ,
فالذى يقرأ تاريخ تلك الفترة يخطئ خطأ كبيرا عندما يتصور أن خطة إسرائيل لهذا النصر الذى حققته كانت نتاج عامها الذى تم التنفيذ فيه أو قبله بقليل ,
لأن الوقائع والوثائق المفرج عنها عن تلك الحقبة والتى خرجت للنور تباعا من تسعينات القرن الماضي وحتى أوائل القرن العشرين يدرك أن التخطيط لحرب 1967 م , إنما بدأ فور تلقي إسرائيل الهزيمة السياسية عام 1956 م ,
عندما تحالفت إسرائيل مع إنجلترا وفرنسا الإمبراطوريتان الغاربتان في تلك الفترة من خمسينيات القرن الماضي , ورتبوا للعدوان الثلاثي وعقدوا فيما بينهم تحالف الشر الثلاثي وقاموا ـ للغرابة ـ بتوقيعه وعقده على وثيقة سرية ـ اشتهرت فيما بعد ـ باسم (وثيقة سيفر) ,
وكانت الخطة أن تقوم إسرائيل بمهاجمة الحدود المصرية حتى غرب قناة السويس , وبطبيعة الحال سوف تشتبك معها القوات المصرية , وعندئذ تقوم إنجلترا وفرنسا بتحذير الطرفين (مصر وإسرائيل) بالإبتعاد لمسافة كافية عن المجرى الملاحى لقناة السويس وإلا تم تدخلهما العسكري لحماية حقوق إنجلترا وفرنسا في القناة ,
وكانت الخطيئة الكبري التي وقع فيها أنتونى إيدن رئيس الوزراء البريطانى في ذلك الوقت وحليفه جى موليه رئيس الوزراء الفرنسي أنهما لم يدركا درس التاريخ وعبرته ,
ولم يعرفا الظرف الدولى الذى فرض حقائق جديدة للقوة في العالم , حيث صعدت الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتى كقوتين أعظم في العالم وكبديل طبيعى للإمبراطوريات الغاربة التي أسقطها هتلر في الحرب العالمية الثانية ,
وبالتالى أخذهما غرور الإمبراطورية فلم يعتدا باستئذان الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتى في هذا التدخل العسكري ,
ولعب جمال عبد الناصر على هذا الوتر ,
قام جمال عبد الناصر بتكليف السياسي الضليع محمود فوزى هو وطاقم الخبراء المصريين بإدارة الأزمة في أروقة الأمم المتحدة حيث كان فوزى يشغل منصب وزير الخارجية ,
ولم يكن وزيرا عاديا بل هو أفضل وزراء الخارجية المصريين في العصر الحديث , ونظرا لوجود تعاطف تقليدى لدى القيادة السوفيتية فيما يخص مصر التي كانت على وشك عقد صفقات التسليح مع الإتحاد السوفياتى ,
وأما من ناحية الولايات المتحدة فقد كان على رأس النظام الجنرال أيزنهاور بطل الحرب العالمية الثانية والرجل الذى كان من المفترض أنه قادم لبناء القوة الإمبراطورية الأمريكية وتأكيد سيادتها على الإمبراطوريات القديمة ,
وكانت الظروف مثالية لجميع الأطراف , عدا أطراف العدوان الثلاثي
فالإتحاد السوفياتى رغب في تأكيد قوته وتشاركه الولايات المتحدة هذه الرغبة , وليس هناك أكبر ولا أقوى من المواجهة المتحدية لكى تبرز قوة الأطراف أمام بعضها البعض , وساحة الشرق الأوسط كانت يومئذ مجهزة تماما لتلك اللعبة ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ومصر كانت تغازل الإتحاد السوفياتى الطامح برغبة حارقة في موضع قدم له بالشرق الأوسط ويرغب بشدة في أن ينال نصيبه من التركة الإمبراطورية لإنجلترا وفرنسا ,
والولايات المتحدة ترغب في تأكيد تلك السيطرة والقضاء نهائيا على السيطرة الإنجليزية على مناطقها القديمة ,
فكان أن أعلن الإتحاد السوفياتى والولايات المتحدة ـ في واحدة من لحظات الإتفاق النادرة ـ أن الوقت قد حان لحصر إنجلترا وفرنسا في خانة التابع ,
فأعلنت الإدارتان أنهما غير راضيتين على تصرف إنجلترا وفرنسا العسكري بالشرق الأوسط , لا سيما وأن القانون الدولى كان في غير صف الإمبراطوريات القديمة حيث كان الإعتداء العسكري مباشر وغير مبرر وليس له أى وجه من المنطق ,
ثم صدر الإنذار السوفياتى الشهير باسم (إنذار بولجانين) وفحواه أنه على بريطانيا وفرنسا سحب قواتهما بعيدا عن الحدود المصرية فورا وإلا تعرضت لندن وباريس للصواريخ النووية السوفيتية!
وأهمل الإنذار بالطبع ذكر إسرائيل تهوينا لشأنها أو على حد قول وزير الخارجية السوفياتى أن إسرائيل لو تمردت لجعلنا منها ثقبا في الأرض!
وأتى الإنذار الرادع بمفعوله الفورى وفشلت حملة العدوان الثلاثي ونجح عبد الناصر نجاحا ساحقا في معركة السويس التي خلقت أساس التجربة الناصرية وصنعت أسطورتها , [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
وفور انسحاب القوات الإسرائيلية أدرك بن جوريون ـ رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها والأب الروحى للدولة ـ حقيقة الأخطاء التي وقع فيها التحالف ,
وكان مجمل الأخطاء فيما يلي:
الأول: اللعب بعيدا عن رغبة القوى العظمى أو إحداها على الأقل
الثانى: الإعتداء العسكري جاء مباشرا بدون تغطية شرعية ولو على سبيل التغطية المظهرية
الثالث: انكشاف أمر التخطيط لا سيما بعد توقيعه في وثيقة رسمية تحمل كل أدلة الإتهام والإدانة ,
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ نصر بلا حرب ـ ريتشارد نيكسون ـ الطبعة العربية الكاملة
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ ملفات السويس ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:29]ـ
ولم تضيع إسرائيل وقتا في البكاء على العسل المسكوب أو التغنى بأمجادها الماضية في حرب 48 ,
وإنما شرعت على الفور في التخطيط للمعركة القادمة التي تكفل لها التفوق على مصر ودحرها عسكريا أو على الأقل تحييدها بعيدا عن الصراع ,
وكان هذا الهدف عند بن جوريون ومن تلاه , يعتبر من الأهداف الإستراتيجية العليا للسياسة الإسرائيلية والتى تتكفل به الحكومات الإسرائيلية واحدة تلو الأخرى ألا وهو ضرورة إبعاد مصر عن معادلة الصراع بشتى الوسائل ,
وليست هذه الحقيقة مجرد إستنتاج بل هو تسجيل وثائقي لابن جوريون نفسه [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
فبدأت الخطة بعقد تحالف استراتيجى مع الولايات المتحدة ارتفع لمستوى غير مسبوق عندما قامت أجهزة المخابرات الأمريكية بتوقيع وثيقة تعاون كاملة مع الموساد للعمل ****ل للمصالح الأمريكية نظير المساندة ,
وانفتحت الإمكانيات الأمريكية بلا حدود أمام إسرائيل باعتبار أن مصر تحالفت مع الإتحاد السوفياتى ويلزم للولايات المتحدة أن تغطى احتياجات إسرائيل سياسيا وعسكريا للتصدى للمد الشيوعي والنفوذ السوفياتى في المنطقة ,
وعندما جاء ليندون جونسون للبيت الأبيض ازدادت خطى الخطة سخونة وتشكلت ملامحها فيما يعرف في أدبيات تلك المرحلة بعملية (إصطياد الديك الرومى) وكان المقصود بلا شك هو جمال عبد الناصر الذى زادت ثقته بنفسه إلى الحد الأقصي , وأصبح يمثل المرجعية للتجربة القومية , مما يقطع بضرورة ضربه لتموت تلك التجربة ,
وفتح ليندون جونسون أبواب المساعدات لإسرائيل بلا حدود , وبلغ في هذا الأمر آفاقا لم تتحقق لرئيس أمريكى قبله ولا بعده , ويؤكد هذا الأمر أن الوثائق الأمريكية رغم أن القانون يسمح بها جميعا بحد أقصي خمسين عاما إلا أن الوثائق السرية التي احتوت على كمية المساعدات والإشتراك الفعلى للولايات المتحدة في حرب يونيو دمغها النظام الأمريكى بعبارة السرية المؤبدة
(يُتْبَعُ)
(/)
بمعنى أنها غير متاحة للإطلاع العام تحت أى ظرف!
وهذا ما يؤكد الشواهد التي أفرزتها الحوادث في خطة النكسة ,
فبدأت الولايات المتحدة بزيادة مأزق الجيش المصري في اليمن عن طريق استقدام المرتزقة للقتال ضد القوات المصرية في اليمن واستنزافها , [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
ثم تدفقت المساعدات العسكرية إلى حد غير مسبوق من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وفى غياب تام عن المجالس التشريعية أى أنها تمت بتصرف فردى من ليندون جونسون , وكان أن تضاعف عدد الطائرات في سلاح الجو الإسرائيلي وزادت الآليات العسكرية الإسرائيلية في جميع الخطوط إلى أضعاف أكبر ,
وبعد أن بدأت العمليات صباح الخامس من يونيو , اقترب الأسطول السادس الأمريكى في البحر المتوسط من الشواطئ الإسرائيلية في مبادرة شديدة الخطورة وغير مسبوقة لحماية العمق الإسرائيلي من أى ضربة غير متوقعة للطيران المصري!
رغم أن التقارير المخابراتية كانت تؤكد إستحالة حدوث هذا!
ثم بدأت الإستفزازات الإسرائيلية المحسوبة لنظام عبد الناصر ,
أولا بأكذوبة الحشود الإسرائيلية على سوريا ثم بالدس إلى الصحافة العربية والعالمية بأن عبد الناصر يختبئ خلف قوات الطوارئ الدولية التي تم وضعها على الحدود المصرية الإسرائيلية بعد معركة السويس ,
واستجاب عبد الناصر للاستفزاز وطلب أن تنسحب القوات الدولية جزئيا , فجاء رد الأمم المتحدة أن سحب القوات لا يمكن أن يتم الإستجابة له جزئيا ولو أراد النظام المصري سحب القوات فسيتم سحبها جميعا!
وكان هذا بلا شك ضمن الخطة المرسومة ,
وبالفعل تم سحب قوات الطوارئ وبدا أمام العالم وكأن العدوان يبدأ من مصر!
ثم كثفت إسرائيل حملاتها الموجهة في الإعلام العربي بشأن خليج العقبة , وإسرائيل أصلا لا تحتاج خليج العقبة في شيئ ولا يمثل لها بعدا إقتصاديا من الأساس ,
لكنها أحسنت الطنطنة حوله حتى أصدر عبد الناصر أوامره بمنع السفن الإسرائيلية من المرور!
وهنا وقف ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائيل يندد بالقرار ويعلن قائلا
(إن مصر بدأت الحرب بالرصاصة الأولى وهى إغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية) [3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn3)
وتم تجهيز الساحة تماما لتكتمل اللعبة ,
فالآن أصبحت مصر معتدية أمام العالم على إسرائيل وتذرع ليفي أشكول بإجراءات الحكومة المصرية ليثبت أن إسرائيل تتعرض لحرب مصرية بالفعل وأن عليها القيام بواجبها في الدفاع عن نفسها كحق مشروع!
وبهذا تفادت إسرائيل خطأ الغطاء الشرعي للحرب وجهزت غطاء مضمونا للحرب القادمة باعتبارها حربا دفاعية!
وفى نفس الوقت كانت المساعدات الأمريكية قد استكملت بنودها لإسرائيل ,
وبهذا تفادت الخطأين الثانى والثالث فحصلت على دعم ورعاية وتغطية إحدى القوتين الأعظم , وفى نفس الوقت حصلت على المساعدات الكافية لشن الحرب على الدول العربية مجتمعة ,
أما عبد الناصر , فقد وقع في الأخطاء المتراكمة بناء على قياسه للأمور على حادثة حرب السويس حيث كان المسرح الدولى مختلفا تمام الإختلاف عما أصبحت عليه الحالة في أيام النكسة ,
فظن عبد الناصر أن القوى العظمى ـ الإتحاد السوفياتى على الأقل ـ سيقف ضد الرغبة الإسرائيلية ,
ولم يكن هذا منطقيا لأن الإتحاد السوفياتى لن يتدخل مباشرة في المنطقة وإلا جلب نفسه لمواجهة نووية مع الولايات المتحدة التي لن تترك إسرائيل تواجه القوة السوفياتية مباشرة ,
فقواعد الصراع الدولى كانت تنص على أن القوى العظمى عندما تواجه بعضها البعض في حرب بالوكالة يقوم بها أطراف دولية أخرى لا تتدخل إحداهما مباشرة طالما كانت الحرب بعيدة عن حدود كليهما ,
فالمسموح به فقط أن يساعد الإتحاد السوفياتى مصر كما تساعد الولايات المتحدة إسرائيل , لا أن يتدخل مباشرة ,
والخطأ الثانى:
أنه لم يتصور أن الحرب ستقع فعليا وأن الأمر لابد له من حل سياسي في النهاية على النحو الذى جرى به في حرب السويس
وكانت تلك التصورات من أحلام اليقظة بلا شك ,
فالمواجهة في حرب السويس كانت بين قوى عظمى آتية وبين قوى غاربة , بينما في معركة النكسة كانت المواجهة مدعومة من قوة عظمى نووية وفاعلة ,
والخطأ الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه عندما أفاق في أواخر مايو عام 1967 م , وحاول الإستعداد للحرب كانت كل الظروف أمامه في الإتجاه العكسي ,
فالجيش غرق نصفه في حرب اليمن والفرق المشاركة في تلك الحرب هى لب الجيش المصري وقوته ,
بالإضافة للقيادة العسكرية الخانعة تحت قيادة عبد الحكيم عامر الذى تم ترقيته من رتبة رائد إلى رتبة لواء دفعة واحدة ثم تم ترقيته مرات متعددة حتى وصل لرتبة المشير (الماريشال) وكل هذا ولم يضف عبد الحكيم عامر لمعارفه وعلومه العسكرية بندا واحدا عما كانت عليه ثقافته في رتبة الرائد!
مع أن هذه الرتبة (ماريشال) تنص القواعد العسكرية على أن حاملها يجب أن يكون قد خاض ثلاث معارك وانتصر فيها أو قدم نظرية جديدة غير مسبوقة في إستراتيجية القتال ,
هذا بخلاف التسليح المصري المتردى في ذلك الوقت والذي كان يقل بمراحل متعددة عن التسليح الإسرائيلي ,
والخطأ الرابع والقاتل:
أنه لم يتدارك نفسه سريعا ـ رغم الحقائق الواضحة ـ وسمح لملكاته الشخصية وغروره النفسي أن يتحكم فيه ويستجيب للضغط الإعلامى للحفاظ على صورته كزعيم للأمة العربية لا يهاب أحدا!
فبادر لطلب رفع قوات الطوارئ الدولية وهى الخطوة التي لو جاءت من جانب إسرائيل لكفلت لمصر الإفلات من الفخ
ثم أغلق خليج العقبة وحشد ما تبقي من قوات الجيش المصري في سيناء ,
وهى الخطوة القاتلة التي دمرت الجيش المصري تماما لأن الجيش كان بلا أدنى غطاء جوى ولا توجد منصات صواريخ تحمى سيناء أو حتى تحمى العمق المصري نفسه ,
فكانت النتيجة أن وجدت تلك القوات ـ ومعظمها مشاة ـ في مواجهة الطيران الإسرائيلي يحصدهم حصدا بلا رادع!
ثم تكفلت إسرائيل بالعمق فهاجمت القاهرة وبنى سويف والأقصر ونجع حمادى بلا أى خوف لانعدام وجود الحائط الدفاعى الذى تم إنشاؤه فيما بعد عام 69 م , ونجح في منع غارات إسرائيل في العمق ,
ورغم أن درس النكسة كان قاسيا بما يكفي ليعيد عبد الناصر توازنه ويعيد الحساب من جديد , وهو الحساب الذى نجح في التخطيط البارع للخطة (جرانيت ـ 1) والتى أصبحت الأرضية للخطة (جرانيت ـ 2) التي تم تنفيذ حرب أكتوبر بها
ورغم أن حرب الإستنزاف التي قامت بها القوات المصرية وكبدت إسرائيل الخسائر الفادحة لتختم حرب أكتوبر خسائر إسرائيل بأقسي درس تلقته في تاريخها المعاصر ,
إلا أن هذا يوضح لنا نمط التفكير الغربي الذى سارت عليه إسرائيل وكيف أنها بدأت في التخطيط بمجرد النهوض من كبوتها في حرب السويس وخططت ونفذت ببراعة ,
ورغم أن مصر نفذت نفس التخطيط في الرد بحرب أكتوبر , ورغم أن العرب نفذوا لأول مرة في تاريخهم المعاصر خطة إستراتيجية متكاملة ,
إلا أن نَفَس التخطيط كان قصيرا ولم يستمر ,
وسرعان ما بدأت السياسة الغربية في استنزاف ثمرات النصر العربي بعد أن تمكن دعاة القومية من تكريس النداء القومى لدى كل شعب بأرضه , وضاعت أحلام القوميين في مهب الريح!
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ سياحة فى الوثائق الإسرائيلية ـ مجلة وجهات نظر ـ محمد حسنين هيكل
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ سنوات الغليان ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر
[3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref3) ـ الإنفجار 1967 م ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:30]ـ
المواجهة مع التشيع
مما لا شك فيه أن عجز العرب عن فهم إستراتيجية المواجهة في سائر قضاياهم هو ما يؤدى بالعرب والمسلمين إلى الوضع المزرى الذى تقع فيه المنطقة والعالم الإسلامى بأسره ,
والعرب خبراء في تعطيل أسلحتهم الفعالة ,
من بداية تعطيلهم لسلاح الإسلام كرابط يجمع مليار ونصف مليار مسلم يمثلون مائة وعشرين دولة , ووصولا إلى تعطيلهم لسلاح البترول بالوجود الأمريكى والتحالف معه!
فبدلا من أن تصبح قضية القدس مثلا , هى قضية مائة وعشرين دولة إسلامية , فتح العرب الأبواب أمام الأفكار القومية والعلمانية ليصبح الصراع صراعا عربيا إسرائيليا , بعد أن كان صراعا إسلاميا إسرائيليا!
ثم ازدادت نعرة القوميات ليصبح الصراع صراعا فلسطينيا إسرائيليا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انقلب الآن إلى معركة أشبه بمعارك مشجعى كرة القدم بين مختلف الفصائل الفلسطينية التائهة [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
والمشكلة الحقيقية أنهم دائما يقعون في مواجهة خصوم يجيدون فن المواجهة الإستراتيجية ويعرفون تحديدا ماذا يريدون , وكيف يصلون إليه!
ففي قضية القدس وقعوا في مواجهة الغرب بكل إمكانياته الإمبراطورية عبر مائة عام منذ خطة نابليون ووعد بلفور ,
وفى قضية التشيع وقعوا في مواجهة الفرس وهى أمة من الدهاة بلا شك ,
وإن كان العرب والمسلمون نجحوا في مواجهة المستشرقين على أحد جبهات الحرب فإن النجاح لم يكن بنفس المقياس في بقية المواجهات ,
ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى غياب الإستراتيجية وفن التنسيق بين مختلف القوى الإسلامية لمواجهة أى خطر ,
فمواجهة المستشرقين نجحت لأنها كانت مواجهة فردية , علماء في مواجهة علماء , وقد انتصر علماء المسلمين بجدارة في تلك الحرب لكونها كانت معركة رجل واحد , أى أنها ليست حرب جبهات متعددة ومتنوعة , ولم يكن العلماء بحاجة إلى معاونة أحد لا سيما وأن الدفاع عن الإسلام كعقيدة راسخة هو الهدف الوحيد لعلماء الإسلام الذين لا يطلبون جزاء عليه ,
إلا أن مواجهة التشيع الفارسي كانت ـ ولا زالت ـ على عدة جبهات وليست جبهة واحدة ,
والجريمة العظمى التي لم ينتبه العالم الإسلامى المعاصر والعرب على وجه الخصوص , أن المواجهة مع التشيع ليست أبدا مواجهة ضد فرقة دينية لها معتقدات خاطئة أو منحرفة كما يظن الغافلون ,
وليست مواجهة عظة ومواعظ ودروس ودفاع عن الدين في مواجهة إنحراف زمرة تأكل أموال الناس بالباطل ,
ولو كان خطر التشيع الفارسي يقتصر فقط على ما فيه من ضلالات لما كلف المفكرون المعاصرون عناء الرد عليه وإعلان الحرب في مواجهته ,
لسبب بسيط أن الإنحرافات الدينية والعقائدية لا تمثل ـ مهما كانت خطورتها ـ إلا جانبا واحدا في ركون بعض الناس للإضلال , وهذا الأمر ما أيسر مواجهته من العلماء والدعاة وعلاجه الحاسم هو الدعوة الصحيحة إلى الله تعالى بالقواعد التي أرساها الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ,
وهذه الإنحرافات هى طبيعة من طبائع عصور الإسلام منذ انتهاء عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم , ولا تمثل أمام المجتمع الإسلامى في مجموعه عائقا يهدد أمنه أو رسالته ,
ومهما تعددت الفرق والملل والنحل في الإسلام فسيبقي هناك الإسلام الحق قائما على ألسنة رجاله إلى يوم الدين كما بشر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح
(لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم إلى يوم القيامة)
فالشاهد هنا أن الذين يعالجون قضية التشيع على أنها إنحراف فكرى وعقدى لفرقة من فرق المسلمين يقعون في خطأ فادح للغاية من عدة نواح ومنها:
الأولى: أن الإنحراف العقدى لدى الشيعة الإثناعشرية ـ بالرغم من فداحته ـ إلا أنه يوجد في الفرق المنتسبة للإسلام من يتجاوز هذا الإنحراف بمفاوز شتى مثل فرق الإسماعيلية الملاحدة الباطنية ولا زالت الشيعة الإسماعيلية قائمة لليوم وها أتباعها في الشام واليمن ,
ومعتقداتهم تتجاوز كل الحدود المتصورة حيث يمثل إنحرافهم قلبا لمفهوم الدين من الأصل ,
كما توجد هناك ديانات أخرى ظهرت تتستر بالإسلام مثل القاديانية والبهائية والقرآنية وكلها تنحرف عن الدين في وضوح كامل وتضرب أساس المعتقد ,
ومع ذلك فلا يمثل هؤلاء معيار الخطورة الذى يمثله الدين الإثناعشري ولا يقترب ـ مجرد إقتراب ـ من درجة خطورته
لأن عقيدة الإثناعشرية تمثل لهم المحرك الرئيسي فيما يتخذونه من تدابير وبالتالى فهم يحولون النصوص المحفزة على استئصال الجنس العربي إلى واقع يسعون لتثبيته وتحقيقه فضلا على أنهم يمتلكون القوة اللازمة لذلك , بينما ضلال بقية الفرق ظل محصورا في فساد المعتقد وحسب ولم يتعداه إلى التطبيق العملى
الثانية: أن التشيع ليس إنحرافا عقديا خاصا بأهله ويعتقده أهله بمعزل عن الناس كما هو الحال في الإنحرافات المعتادة للصوفية والعصرانية وبقية فرق الشيعة ,
بل هو عداء كامل وحرب شاملة موجهة تشتمل على أدوات الحرب كلها ويعتبر نشاط التشيع بالدولة التي تقف خلفه تهديدا صريحا لأمن المجتمع الإسلامى وأمن مقدساته بشكل صريح ,
لأن الشيعة الإثناعشرية في دولتها الحديثة ـ التي أسسها الخمينى ـ اتخذت محاربة الإسلام منهجا لحرب شاملة لم تقتصر على الدعوة التخريبية في المعتقد بل تعدته إلى استخدام القوة المسلحة ورصد إمكانيات دولة كاملة بكل ثروتها القومية المتمثلة في البترول للعمل على نشر المعتقد الإثناعشري والدفاع عنه وتصديره بكل السبل ,
معنى هذا أن الأمر لم يعد أمر دين ودعوة , بل أمر دماء مستباحة وحرمات منتهكة مبنية على فكر أيديولوجى يؤمن أتباعه إيمانا تاما بأن الجهاد معناه هو إقتلاع الجنس العربي من أصله [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ لمزيد من التفاصيل راجع (البعد الدينى في الصراع العربي الإسرائيلي) ـ محمد جاد الزغبي
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ لمراجعة النصوص الشيعية المحرضة على قتال العرب ـ راجع (يالثارات الحسين) ـ محمد جاد الزغبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:31]ـ
وكانت النتائج التى ظهرت على السطح تتمثل فيما يلي:
أولا:
قيام الحرب العراقية الإيرانية التى أشعلها الخمينى ضد نظام البعث بالعراق رغم كون هذا النظام هو الذى أسبغ عليه الحماية لأربعة عشر عاما عندما كان الخمينى نفسه منفيا من الشاه , فكان رد الجميل يتمثل فى أن الخمينى أعلن أن العراق يجب أن ينضم لإيران أو أن تقوم فيه ـ على الأقل ـ دولة شيعية موالية للنظام الفارسي فى إيران ,
ولأجل تحقيق هذا الهدف أقام الخمينى حرب العراق وحشد الحشود على الحدود مع العراق الذى بادر بصد الهجوم عن طريق حرب دفاعية قصد منها صدام حسين توجيه ضربة إجهاض للقوات العسكرية تجبر الخمينى على قبول طلب الصلح ,
ورفض الخمينى رفضا باتا واشتعلت الحرب الضروس , ورغم أن العراق كبد إيران خسائر فادحة فى الأموال والأرواح إلا أن التفوق العراقي والضحايا الإيرانيين لم يردعا الخمينى الذى رفض طلب الصلح المتكرر من العراق أربع مرات خلال سنوات الحرب منذ عام 1980 م وحتى 1988 م! [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
وعندما طلب صدام حسين الهدنة بينه وبين إيران ـ رغم التفوق العراقي الكاسح فى ميدان القتال ـ فى عام 1982 م بسبب اجتياح إسرائيل للبنان , وكان العراق يطلب الهدنة ليتمكن من معاونة لبنان ,
فرفض الخمينى أيضا رفضا باتا حتى مع إلحاح أتباعه أنفسهم وقال لهم قولته الشهيرة
(لا تلهكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة) [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
معنى هذا أن حرب الخمينى على العراق وهو جاره المسلم كانت هى حرب الخمينى الحقيقية بغض النظر عن كل الشعارات الجوفاء التي لم نجد لها مثقال ذرة على الواقع ضد إسرائيل والولايات المتحدة!
بل كان الهدف الإستراتيجى الذى سعي له الخمينى وأعلنه كهدف دائم لنظام الملالى في إيران هو أن يضم العراق ثم يستكمل الوجبة بدول الخليج!
ثانيا:
أنشأ الخمينى المنظمة الإرهابية المسماة بحزب الله والتى خرجت من قلب حركة أمل الشيعية التي كان من أنصارها حسن نصر الله نفسه , وهى الحركة التي شاركت الإسرائيليين هجومهم على المخيمات الفلسطينية في لبنان وأذاقت اللاجئين هناك ويلات السلاح بشتى أنواعه وبلغ الضحايا من العرب عددا فلكيا في ظل هتافات مقاتلى حركة أمل التي نقلتها وكالات الأنباء في حينها وكانت تنادى بالنصر على الفلسطينيين الوهابيين وضرورة طردهم من لبنان! وزاد الأمر وضوحا عندما استقبلت الشيعة في لبنان دبابات جيش الإحتلال الإسرائيلي بالزهور وباقات الورود [3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn3)
وعندما انتهى دور أمل خرج حزب الله تحت القيادة العليا للخمينى ثم الخامنئي مستمرا على نفس الخط الإستراتيجى وهو المتاجرة بمسمى المقاومة ونصرة القضية الفلسطينية وفى نفس الوقت تحقيق الأهداف الإيرانية الكاملة فى المنطقة , وليس بعيدا عن الأذهان ما فضحه صبحى الطفيلي نائب الأمين العام للحزب وأحد مؤسسيه عن سياسة الحزب وكيف أنه يعمل اليوم حارسا للحدود الإسرائيلية فى منطقة جنوب لبنان لمنع أى هجمات من الفدائيين الفلسطينيين هناك!
بالإضافة للحرب الصاروخية التى أطلقت من صواريخ الإعلام أكثر مما أطلقت من صواريخ الحرب وكانت النتيجة أن دمرت إسرائيل الجنوب اللبنانى فى المناطق السنية التى كان يضرب منها حزب الله صواريخه ,
وعندما جاءت التعويضات قام الحزب بصرفها على الشيعة وحدهم ..
إلى غير ذلك من الإعترافات المخزية التى أدلى بها الطفيلي , وصادق بها على ما جاء في مذكرات إرئيل شارون جزار إسرائيل الشهير ورئيس حكومتها الأسبق الذى صرح في مذكراته أن إسرائيل ليست لديها مشكلة من أى نوع مع الشيعة بل على العكس هناك أوجه عدة للتعاون معهم ,
وجدير بالذكر أن إرئيل شارون كان هو نفسه وزير الدفاع الإسرائيلي الذى أمر وأشرف على اجتياح لبنان والتحالف مع حركة أمل لطرد وسحق المخيمات الفلسطينية
ثالثا:
قام الخمينى بتشكيل وحدات إرهابية تابعة للحرس الثورى قامت بحرب إرهابية ضد الأهداف التى يقصدها الشيعة فى الخليج والجزيرة عقب فشل الحرب على العراق ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت النتيجة أن قام تشكيل إرهابي شيعي بتفجير فى مكة المكرمة وقت الحج , وأحبط الأمن السعودى تفجيرا آخر كان هدفه الحرم ذاته فى نهاية الثمانينات!
بخلاف التفجيرات ومحاولات الإنقلاب على أنظمة الحكم فى البحرين والكويت وقطر والإمارات ,
بالإضافة إلى المخطط الإقتصادى الذى بدأ منذ عهد الخمينى فى تلك الدول , وهو محاولة السيطرة على أقاليم وأحياء بكاملها بمقابل مادى هائل لخلق حالة من التغيير الجغرافي للتوزيع السكانى لصالح المد الشيعي ,
ومن يتأمل اليوم إلى أى مدى وصل النفوذ السياسي الشيعي مع النفوذ الإقتصادى فى الكويت والإمارات يدرك أن الأمر لم يكن أبدا عفو الخاطر!
رابعا:
قام النظام الإيرانى الحالى بإزاحة خط المعتدلين بزعامة محمد خاتمى الرئيس الإيرانى السابق واستولى بالقوة الجبرية أحمدى نجاد وبدعم كامل من المرشد الأعلى خامنئي على السلطة ,
ليستولى المحافظون على السلطة وتعود خطة الخمينى الأولى للظهور وهى السيطرة على العراق ثم العبور منه للخليج ,
وتم الجزء الأول من الخطة بإمتياز عندما أصبحت إيران شريكا رئيسيا للولايات المتحدة فى حربها ضد أفغانستان والعراق , للدرجة التى دفعت محمد على أبطحى القيادى السابق فى النظام الإيرانى للتصريح بأن دور إيران فى الحرب الأمريكية على البلدين كان دورا محوريا لولاه لما تم للولايات المتحدة سيطرة حقيقية فيهما ,
وعقب المساعدات الفنية والعسكرية التى قام بها الحرس الثورى ومنظمة بدر للجيش الأمريكى الداخل من جنوب العراق , أصبحت الشراكة فعلية بين الشيعة والولايات المتحدة فى حكم العراق , وانتشر رجال المخابرات الإيرانية يشرفون ـ بموافقة أمريكية ـ على خطة تغيير التركيبة السكانية لشعب العراق وزرع الشيعة فى أماكن السنة الذين يتم تهجيرهم بالقوة المسلحة بعد ارتكاب سائر أدوات الإرهاب بحقهم , [4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn4)
وسيطرت الحكومة الشيعية على مقاليد الأمور فى العراق كما اقتضي الجزء الأول من الخطة التى سلكها الخمينى بالحرب على العراق ولم ينجح فيها ,
فحقق نظام نجاد هذا الهدف الإستراتيجى بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة وتكريس النفوذ الشيعي فى العراق وسيطرته على الحكومة والقضاء والمجالس التشريعية ,
وفى شأن الجزء الثانى من الخطة فإن إيران تمضي قدما فى تحديث تسليحها عن طريق اتباع لعبة القط والفأر مع الغرب , وهى اللعبة التى تمنحها الغطاء السياسي أمام العرب باعتبار أن هذا السلاح موجه لإسرائيل وهى الدعاية التى فقدت تماسكها من كثرة اهترائها بعد ظهور حقيقة التعاون اللصيق مع الغرب ومع الحكومة الإسرائيلية فى مجال التسليح ذاته [5] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn5)
والذي يظن ـ مجرد ظن ـ أن السلاح الإيرانى ـ التقليدى والنووى ـ يمكن أن يتوجه إلى إسرائيل أو إلى الولايات المتحدة فهو واهم وغارق في بحر من العسل ,
فإيران منذ قيام إسرائيل وهى تحتفظ بعلاقات إستراتيجية مع إسرائيل على أعلى مستوى , واستمرت العلاقات بنفس النمط في أيام الخمينى وكان السلاح الإسرائيلي هو الذخيرة التي اعتمدت عليها إيران في مواجهة العراق ,
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ الحرب العراقية الإيرانية ـ المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ الثورة البائسة ـ د. موسي الموسوى
[3] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref3) ـ أمل والمخيمات الفلسطينية ـ د, عبد الله الغريب
[4] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref4) ـ صراع المصالح فى وادى الرافدين ـ أحمد فهمى ـ دار البيان
[5] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref5) ـ ـ فضيحة إيران كونترا ـ والتعاون الإسرائيلي الإيرانى في مجال السلاح ـ حرب الخليج ـ مصدر سابق
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:32]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا بالإضافة لصورة الواقع التي تكشف لأى عاقل حقيقة التوجه الإيرانى الذى لم يتوجه لإسرائيل بطلقة رصاص واحدة في الوقت الذى وجه سلاح ـ العسكري والإرهابي ـ تجاه أطراف عربية في العراق والخليج والجزيرة ,
بالإضافة إلى أننا يجب أن نستدعى فيه للذاكرة أن العراق عندما أنشأ مفاعلا نوويا واحدا كان في بدايته , لم يسمح الغرب للعراق في أوانها للعراق أن يدخل المفاعل طور الإنتاج التقليدى أصلا ,
أى أن المفاعل العراق لم يكن قد أخرج إنتاجه السلمى وبطبيعة الحال أمامه سنوات طوال ليتمكن من تصنيع قنبلة نووية على فرض استطاعته أن يقوم بذلك
ومع هذا قامت الهراوة الإسرائيلية بهجمة قاذفة أطاحت بمشروع المفاعل العراقي (أوزيراك) ونسفته من منبته ,
في نفس الوقت الذى يكتفي الغرب الآن وتكتفي إسرائيل بالتصريحات والمعارك الكلامية تجاه مشروع نووى كامل يحتوى على عشرات المفاعلات الإيرانية التي تنتشر في أنحاء إيران , ودخلت المفاعلات مرحلة الإنتاج الفعلى بل وأوشكت على إنتاج القنابل النووية عندما أعلنت إيران بصريح العبارة أنها تخصب اليورانيوم بالمخالفة للقواعد الدولية التي يستغلها الغرب دائما لضرب أى تجربة نووية ,
والسؤال هنا:
لو أن ما نراه على الساحة كان صراعا حقيقيا بين الغرب وإيران , فكيف صبرت الولايات المتحدة وكيف صبرت إسرائيل مطمئنة إلى المشروع الإيرانى الذى دخل مرحلة عملاقة وأوشك أن ينتج السلاح النووى فعليا؟!
بينما ضربت إسرائيل مفاعل أوزيراك وامتدت يد الموساد إلى اغتيال الدكتور يحيي المشد في باريس وهو العالم المصري الذى كان مشرفا على المشروع , في الوقت الذى كان المشروع بأكمله عبارة عن مفاعل نووى واحد قيد الإنشاء!!
ولماذا لم تقم الولايات المتحدة ـ لا سيما في عهد بوش الإبن ـ بتنفيذ الضربة العسكرية لإيران والإدارة الأمريكية برياسة بوش الإبن كانت ولا زالت أكثر الإدارات تعسفا في استخدام القوة المفرطة والمحاورة بالسلاح؟!
ومما هو جدير بالذكر ,
أن العلاقات الأمريكية الإيرانية يجب أن نتفهمها في إطار تحالف المصالح بين الطرفين , فليس معنى قيام الولايات المتحدة مستقبلا بضرب إيران أو اتخاذ تدابير عنيفة نحوها أن هذا التعاون لم يكن موجودا ,
بل هو موجود وبقوة الأمر الواقع ويمكن فهمه في إطار علاقات المصالح بين الدول التي لا تقوم على العاطفة بل تقوم فقط على المصالح , وبالتالى فهى معرضة للتباين بحسب تغير الظروف ,
فإيران تحظى برعاية الولايات المتحدة طالما أنها لم تشذ عن الخط المرسوم أو تتعدى مطامعها حدود المصلحة الأمريكية فإذا تعدت ذلك فلابد للعلاقة أن تتوتر وتتغير بتغير الظرف المصلحى ,
أى أن العلاقة بينهما ببساطة هى علاقة تحالف اللصوص على المال المنهوب
وتلك واحدة من ثوابت السياسة الدولية عبر عنها أحد مسئولى بريطانيا في النصف الأول من القرن العشرين عندما سؤل عن ثوابت العلاقات الدولية في السياسة البريطانية , فأجاب
(إن بريطانيا ليس لها أصدقاء دائمين أو أعداء دائمين بل لها مصالح دائمة)
فهذه العبارة اختصرت مجمل التعامل والقانون المعتمد في السياسة الدولية ,
ولهذا فإن ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأشهر وقائدها في الحرب العالمية الثانية , عندما ألح على روزفلت الرئيس الأمريكى وحاول بشتى السبل إقناعه بالدخول إلى الحرب فعليا إلى جانب الحلفاء بدلا من اكتفائه بالتمويل والدعم اللوجستى ,
فرفض روزفلت لأن قناعة الشعب الأمريكى وقتها أن الولايات المتحدة ـ رغم تعاطفها ومصالحها مع الحلفاء ـ إلا أنها لا ترى إقحام جيشها وبذل الضحايا في حرب بعيدة عنهم بمساحة المحيط الأطلنطى ,
فما كان من تشرشل إلا أن أصدر أوامره لجهاز المخابرات البريطانى العريق ( MI6) بالتصرف ,
وتصرف الجهاز ببراعة كعادته عندما سرب معلومات مغلوطة إلى المخابرات اليابانية بأن الأسطول الأمريكى في (بيرل هاربر) ينوى ضرب الأسطول اليابانى في المحيط الهادى , وكانت اليابان تحارب في صف المحور بذلك الوقت ,
ووقع اليابانيون في الفخ , وصدرت الأوامر إلى سلاح الجو اليابانى بقصف وإبادة الأسطول الأمريكى في بيرل هاربر في ضربة استباقية تفاديا للهجوم المتوقع!
(يُتْبَعُ)
(/)
واندحر الأسطول الأمريكى في بيرل هاربر وكانت الخسائر فادحة لأن موجات الطيران اليابانى أحالت المحيط جحيما حول الأسطول الذى لم تتوقع قواته أى بادرة هجوم من أى نوع لبعد الولايات المتحدة عن ميدان القتال فعليا!
وهنا لم يجد روزفلت بدا من إعلان الحرب على ألمانيا واليابان والدخول فعليا في الحرب بعد أن أصبح المبرر اللازم لذلك أمام الشعب الأمريكى واقعا , [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
نخلص من هذا إلى أن بريطانيا لم تلتفت للخسارة الأمريكية في الأرواح والمعدات والتى أصابت حليفتها القائمة على معاونتها وهى الولايات المتحدة واختارت بريطانيا أن توقع الولايات المتحدة في هذا الفخ عندما استدعت المصالح البريطانية ذلك!
وهذه النظرة المعقدة هى التي يجب أن تحكمنا عندما نعالج قضية الشيعة مع الغرب حيث أنه تحالف مصالح دائم وقائم منذ قيام الدولة الصفوية على يد الشاه إسماعيل الصفوى بمعاونة مملكتى المجر والبرتغال بغرض ضرب الخلافة العثمانية من الخلف ـ وهى المصلحة الغربية ـ وتدمير الخلافة السنية ـ وهى المصلحة الشيعية ـ
فالعلاقات الإيرانية الغربية ستظل محكومة بالمصالح قابلة للتطوير حتى لو توترت العلاقات إلى المواجهة العسكرية فلن تلبث ـ تحت ضغط المصالح ـ أن تعود للوتيرة القديمة وهى العداء للإسلام السنى واستنزاف الثروات العربية ومنع قيام أى صحوة إسلامية وهى الأهداف الإستراتيجية المتفق عليها بين الغرب وإيران
وقد عبر أحد كبار علماء الشيعة في القرن الماضي عن هذه الحقيقة عندما قال في كتاب علنى إن الشيعة لا يجب أن ينظروا لقوات الإحتلال الغربي للدول الإسلامية السنية بنظرة عداء لأنهم حلفاء حيث أنهم يقومون بتحقيق الهدف الأسمى للشيعة وهو إضعاف الدول الإسلامية السنية أعداء آل البيت! [2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn2)
فالسلاح النووى الإيرانى إذا خرج للوجود فلن يكون له توجه حقيقي إلا السعودية التي تمثل العدو اللدود للنظام الإيرانى الحالى بالوراثة من نظام الخمينى ,
وهذا الأمر مقروء على ألسنة كبار الساسة لحكومة المحافظين برياسة نجاد باعتبار مكة والمدينة قبلتين يجب تغييرهما بالنجف وكربلاء , على اعتبار أن مكة والمدينة رهن الإحتلال الوهابي ويلزم تطهيرهما من هذا الإحتلال!
وهذه الدعوة لتحرير مكة والمدينة تعتبر من أدبيات الخطاب الشيعي المعاصر ,
الهوامش:
[1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref1) ـ مذكرات تشرشل ـ مطبوعات الدار القومية ـ مصر
[2] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftnref2) ـ الخمينى (كبيرهم الذى علمهم السحر) ـ محمد جادالزغبي ـ طبعة إليكترونية لدار العز
ـ[محمد جاد الزغبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:32]ـ
أما الهدف الإيرانى في الخليج ..
فهو على وشك التحقيق الفعلى بصفقة أمريكية إيرانية تضمن فيها إيران مصالح الولايات المتحدة في دول الخليج الصغري في مقابل إطلاق يد إيران في المنطقة , وهى الخطة التي حذر منها مؤخرا المفكر السياسي الكبير د. عبد الله النفيسي وطرح بدائل المواجهة المتمثلة في ضرورة تجميع دول الخليج الصغري قطر والإمارات والكويت والبحرين في إتحاد واحد يضم معهما المملكة السعودية يضمن رقعة أرض تسمح بتسليح جيش للدفاع إذا كانت هذه الدول تنوى الإستمرار والبقاء ,
وتوقع النفيسي أن تنتهى فعليا تلك الدول قبل حلول عام 2025 م إذا استمرت في سياسة الشظايا الجغرافية منعدمة القوة الغير قادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة أى تهديد محتمل بات وشيكا ,
نخلص من هذا إلى أن المواجهة مع التشيع لم تعد مواجهة دينية أو مواجهة فكرية أو مواجهة أيديولوجية , بل هى مواجهة إستراتيجية كاسحة تحركها القومية الفارسية مقدمة لحرب شاملة تنفذها دولة المذهب الشيعي إيران لتحقيق أهداف إستراتيجية أرساها الخمينى بثورته في سبعينيات القرن الماضي وجعل لها برنامجا متوارثا عبر رجاله ,
وقد اعترض الإصلاحيون الإيرانيون الذين مثلهم خاتمى هذا الطريق بقليل من الإعتراض عندما ارتضوا بفرض السيطرة المذهبية دون السيطرة الكاملة والعمل المسلح والتدخل في الشئون الداخلية ,
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن خامنئي ممثل شرعية الخمينى نفض هذا التيار سريعا عندما لاحت الفرصة الذهبية باحتلال العراق ولم يعد أمام الطموحات الإيرانية أى مانع فعلى ,
فأزاح التيار الإصلاحى ورجاله ليأتى برجال المرحلة وفى مقدمتهم أحمدى نجاد الذى كان هو نفسه أحد رجال الحرس الثورى القديم وساعده خامنئي بكل سطوة مكتب الإرشاد وقوة نظرية ولاية الفقيه التي بسطت نفوذها على الدولة الإيرانية منذ ثمانينات القرن الماضي ,
وعندما اكتشفت التيارات الإيرانية المختلفة حقيقة الإتجاه والبرنامج الذى ينفذه نجاد ويتعارض مع مطالب الإصلاح الداخلى التي تنادى بها تيارات السنة من الأكراد والبلوش والتركمان والعلمانيين والمثقفين ,
وقفت هذه الجموع في محاولة لفرض كلمتها عن طريق الإنتخابات , فأبرز خامنئي سلاح القهر في تلك المرحلة الحساسة ونجح أحمدى نجاد لفترة ولاية ثانية رغما عن أنف النتائج الأصلية التي كانت ترجح كفة الإصلاحيين ,
وهو الأمر الذى أظهر المعارضة العنيفة والمظاهرات التي اكتسحت شتى أنحاء إيران منددة بالقمع الهائل الذى مارسته السلطة , ولم يكن من السلطة إلا أن زادت من قبضتها الحديدية بالحرس الثورى ,
وعندما استشعرت ضعف بعض عناصر الحرس الثورى في تأدية مهمة حفظ النظام من معارضيه ـ نظرا لأن رجال الحرس الثورى إيرانيون يواجهون أهاليهم من الإيرانيين ـ أرسل خامنئي يستدعى قوات خاصة من حزب الله والتى مده بها حسن نصر الله لتكون تحت إمرته في مواجهة المظاهرات العنيفة التي واجهت النظام ,
وأدى الحرس الثورى المستورد مهمته بكفاءة ونجح في قمع المظاهرات بالرصاص الحى , فضلا على صدور أحكام الإعدام السريعة على منظمى المظاهرات السلمية وتنفيذها بسرعة محمومة وببطش إرهابي ضاغط حتى يتفرغ النظام لمهمته الحساسة التي دخلت مراحلها الأخيرة في العراق والخليج ,
وداعى عنف النظام الإيرانى أن الوقت أزف بالفعل ولم يكن بإمكان خامنئي أن يدع الفرصة تضيع نتيجة مواجهات لا طائل منها في مواجهة الإصلاحيين أو مطالب الإصلاح الداخلى أيا كانت ,
ومن الجدير بالذكر أن الخطاب الإعلامى للنظام الإيرانى ولمرجعية الإرشاد بقيادة خامنئي يحمل دلالات بالغة الخطورة تدل على أن الخطة الشيعية المرتقبة دخلت طور التنفيذ بعد السيطرة الإيرانية على العراق ,
فانتشرت الإعلانات الدعائية التي تشير إلى أن خامنئي هو المرجع المرشح لحضور عصر ظهور المهدي المنتظر ,
واللوحات الفنية التي يتم توزيعها ونشرها على نطاق واسع تحمل صورة خامنئي وفى مواجهته المهدي المنتظر وهو يسلمه راية تحمل عبارة (يالثارات الحسين!)
ومن يراجع أدبيات المهدي المنتظر للشيعة الإثناعشرية يمكنه بسهولة من فهم العقلية الشيعية المعاصرة والأهداف التي ترمى لتحقيقها ,
فالمهدى المنتظر عند الشيعة الإثناعشرية وفق أصولهم المعتمدة ووفق ما يبشر به العلماء المعاصرون للشيعة سيخرج لكى يقود حملة موسعة ضد العرب في الحجاز ويقتل ذرارى قتلة الحسين بفعل آبائهم (على اعتبار أن من قتل الحسين رضي الله عنه هم أهل السنة بينما التاريخ الشيعي نفسه يعترف بأن قتلة الحسين هم شيعته من أهل الكوفة)
بالإضافة إلى أنه سيهدم المسجدين الحرام والنبوى ويكثر القتل في العرب المسلمين تحديدا وقد صرح أحد كبار مراجعهم المعاصرين في كتابه (عصر الظهور) أن القتل ـ وفق الروايات ـ سيكون مختصا بالعرب المسلمين وحدهم! [1] ( http://www.al3ez.net/vb/newreply.php?do=postreply&t=40885#_ftn1)
وفى الكتب الأصولية للشيعة الإثناعشرية يروون الروايات المنسوبة كذبا لأهل البيت والتى تخدم الأدبيات الفارسية في الإنتقام من الجنس العربي بأكمله لكونه المتسبب في إسقاط الإمبراطورية الفارسية ,
فينقلون عن أحد أئمة آل البيت قوله لأحد أصحابه (اتق العرب .. فإن لهم خبر سوء مع القائم أما إنه ولن يتبعه منهم أحد)
وهذا إن دل فإنما يدل على أن العرب ـ كجنس ـ هم الهدف الإستراتيجى المحدد للدولة الإثناعشرية الفارسية , والتى تقوم إيران اليوم بتهيئة المجال لتنفيذ حلمها القديم والإطاحة بالجنس العربي حتى من الشيعة العرب أنفسهم ,
(يُتْبَعُ)
(/)