ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 08:01]ـ
هذا الشرح موجود بخط الإمام محمد بن إسماعيل الأمير، المعروف، الذي لا يُنكر، في خزانة الجامع الكبير في صنعاء
إذن حصحص الحق
فشكر الله لك
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 09:43]ـ
طيب لماذا اعداء الدعوة لم ينقلوا لنا شيئا من كلام الصنعاني في هذا الشرح
مع عظيم حنقهم وشدتهم عليه وعلى دعوته
مع ان احد الاخوة اطلع على ديون منسوب الى حفيد الصنعاني ذكر فيه انه وجد القصيدة فيه
والمعنى ان القصيدة ليست للصنعاني بل لحفيده
والله اعلم
وعلى كل حال
لو ثبت ان الصنعاني رحمه الله تكلم في الدعوة فإن المثلب عليه وليس له
لوجوه
الاول: انه لم يتثبت من النقل , وعادة اهل العلم التثبت في كلامهم في الفرق والجماعات والاحوال والاشخاص , وكونه لم يراسل الشيخ محمد مع معاصرته له يدل على خطأه هو لا الشيخ ..
الثاني: انه سبق ان ذكرنا ان الصنعاني اشد تكفيرا من الشيخ محمد , كما هو موجود في تطهير الاعتقاد , فعلام ينتقد الصنعاني - لو ثبت الامر - وهو بهذا الحال.
الثالث: ان الصنعاني لم يزل يعزو الى تطهير الاعتقاد كما فعل في سبل السلام حينما جاء الكلام على النذور , مع ان في التطهير استشهاده بقصيدته التي اثنى بها على الشيخ محمد ..
الرابع: اين تلامذة الصنعاني عن هذا الكلام .. !
ـ[ابن وقيت]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 01:45]ـ
قد يُنقل عن الرجل ما يتبرأ منه في كتاباته، وخطبه، ومشافهاته؛ فأيهما الأولى بطالب الحق؟؟
هل الاعتبار بما يُنقل، ويُقال؟ أم
بحال الرجل ومقاله؟؟
لا شك أن طالب الحق عليه الاعتماد على حال الرجل وأقواله، أما الاعتماد على كلام الآخرين؛ فضلا عن المخالفين له؛ فليس من الإنصاف في شيء ...
ولذا فإن من وقف على أحوال وأقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب يعلم اضطرارًا أن أعداء دعوة الشيخ قد حاولوا تشويه دعوته، ولعل أخطاء أتباعه زادت الطين بلة - كما يقولون -
والله أعلم،،،
ـ[القضاعي]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 02:04]ـ
الصنعاني رحمه الله شرطه في تكفير المشركين اشد من شرط أئمة الدعوة
لهذا رد عليه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن في مصباح الظلام
فحينما قال عثمان بن منصور:
(وجعل بلاد المسلمين كفاراً أصليين).
يعني الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. قال الشيخ عبداللطيف:
فهذا كذب وبهت، ما صدر وما قيل، ولا أعرفه عن أحد من المسلمين فضلاً عن أهل العلم والدين؛ .... وما رأيت ذلك لأحد سوى محمد بن إسماعيل في رسالته تجريد التوحيد المسمى: ((بتطهير الاعتقاد)) 1، وعلَّل هذا القول: بأنهم لم يعرفوا ما دلَّت عليه كلمة الإخلاص، فلم يدخلوا بها في الإسلام مع عدم العلم بمدلولها، وشيخنا (يعني الشيخ محمد بن الوهاب) لا يوافقه على ذلك ..
فأيهما اشد قولا .. !!
إن ثبتت نسبة التراجع للصنعاني وثبت شرحه على القصيدة الأخيرة , فيكون قصده بأن مشركي هذا الزمان هم كفار أصليون , على مذهبه في الشرح على القصيدة.
أعني أن الصنعاني يقول: أن الذبح والنذر لغير الله كفر عملي , فإن اعتقد الناذر أو الذابح في المذبوح أو المنذور له أنه ينفع ويضر فيكون شركه أكبر!
فبهذا يكون قوله ((أنهم كفار أصليون)) لأنهم أشركوا في الربوبية.
أليس كذلك؟!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 10:59]ـ
فرغت لتوِّي من مطالعة تطهير الاعتقاد
فأذهلني التطابق التام بينه والقصيدة الأولى، والتنافر التام بينه وبين القصيدة الثانية! ولو نزعت غلافه لقال الناظر فيه: هو من تصنيف الشيخ محمد بن عبدالوهاب أو تلاميذه!
وعنوان الكتاب (تطهير الاعتقاد) يغني عن البيان!
حتى لقد سوَّغ فيه جهاد القبوريين، بأن جماعة من أهل العلم قالت به! مع علمه بأن هذا الجهاد قائم في نجد!
والتكفير المنسوب إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب موجود في الكتاب والقصيدة الأولى بأوضح عبارة وأشدِّها، حتى قال الشيخ عبداللطيف إن فيه ما لا يوافق عليه شيخنا!
بل احتج في الكتاب بتحريق السبئية، بينما احتج به في القصيدة الثانية على العكس!
وفي الكتاب دقائق غير قليلة من وجوه الموافقة والتطابق.
فالذي يتراجع عن القصيدة الأولى لا بد أن يتراجع عن تطهير الاعتقاد، لأنه مصنَّف بعدها ومشار فيه إليها!
بل لا بد أن يتراجع عن مذهبه في التوحيد كله، لأنه صرح في القصيدة الأولى - أي من قبل أن يصنف الكتاب - بالتطابق بين فكره وفكر الدعوة النجدية من قبل أن يسمع بها، لأنه يقول فيها (وكنت أرى هذي الطريقة لي وحدي).
وهذا التطابق مع الاستقلال بين فكر الرجلين هو شهادة عظيمة للدعوة النجدية.
والإشكال أن القائلين بصحة القصيدة الثانية لا يستطيعون الادعاء بأن الصنعاني كان مخدوعاً عندما صنف هذا الكتاب، لأن موضوع الكتاب هو أبجديات التوحيد كما يعتقده المصنف، وليس تطبيقه في نجد!
ولو أدار القصيدة الثانية على مسألة الشدة في التطبيق لقيل: ربما! مع أن هذا غير ممكن من جهة الواقع، لأن الذي ينتقد التطبيق فقط لا يقول (رجعتُ)، ولا يقول هذه القصيدة التي يعلم أنها ستكون سلاحاً بيد الطرف الآخر، بل يراسل النجديين بالنصيحة والدعوة إلى الرفق، بل ليستفسر منهم عن حقيقة الشدة المنسوبة إليهم. وليس يخفى على أصغر تلاميذ الصنعاني أن كلام الخصم غير مسلَّم.
والذين يقولون بالتراجع من خصوم الدعوة لم يستطيعوا تفسير التطابق الأول والتناقض الثاني، بل يرمون كلمة التراجع ويخرجون!
فالإشكال قائم، ولا بد من التفسير المتكامل
ولا بدَّ من الدليل القاطع ولا سيما مع ما يقال عن وجود القصيدة بخط الشيخ
والمطلوب نشر صورتها على لأقل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 04:26]ـ
إن ثبتت نسبة التراجع للصنعاني وثبت شرحه على القصيدة الأخيرة , فيكون قصده بأن مشركي هذا الزمان هم كفار أصليون , على مذهبه في الشرح على القصيدة.
أعني أن الصنعاني يقول: أن الذبح والنذر لغير الله كفر عملي , فإن اعتقد الناذر أو الذابح في المذبوح أو المنذور له أنه ينفع ويضر فيكون شركه أكبر!
فبهذا يكون قوله ((أنهم كفار أصليون)) لأنهم أشركوا في الربوبية.
أليس كذلك؟!
كفار اصليون يعني انهم لم يمروا بالاسلام اصلا .. !
كما في قوله السابق المنقول: فلم يدخلوا بها في الإسلام.
على رواية (كل مولود ... او يشركانه). مسلم
لانهم ولدوا وهم لم يعرفوا الشهادة ومدلولاتها ..
لا لانهم كانوا مسلمين ثم ذبحوا لغير الله ثم اشركوا شركا اكبر
لا .. بل الكفر فيهم اصلي ..(/)
المحدّث الرافضي الماهر في المعقول والمنقول (المازندراني) يعتقد تواتر التحريف الصريح!
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وكفى, وصلاة ربي وسلامه على نبيه الذي اصطفى؛ محمدٍ وآله ومن اتبعه واقتفى, وبعد؛
تعلمُ –هُديتَ- أنه لا ينفكُّ الناس المخلصون عن البحث في الملل والنحل قاصدين معرفةَ الحق من الباطل, وتخليصَ الهدى من شوائب الضلال؛ حتى تنجليَ البراهين والحجج على صلاح سبيلٍ, وفساد آخرٍ؛ فيتَّبعُ قاصدون الحقَّ؛ الحقَّ, ويهلك الهالكون عن بينة من الأمر.
ومن ساحات العراك العلمي الفكري؛ (الاعتقادي أو الفقهي أو السلوكي أو غيره)؛ أقول: من ساحات هذا العراك؛ ساحة العراك (السني) (الشيعي الإمامي) , وهي من أقوى الساحات عراكا, وأشدها حِراكا.
ولا ريب عند عاقل (موافق أو مخالف) أن البحث في القرآن الكريم وحفظِه وسلامتِه من جهة, والقول بتحريفه من جهة أخرى؛ لهو من أهم المسائل التي يدندن حولها المدندنون؛ لتعلقها المباشرِ بأجلِّ كتاب وأهمِّه وأعظمِه على وجه الإطلاق؛ ألا وهو كتاب الله تعالى, وكلامه الذي تكلم به, وأوحاه إلى أشرف رسله وخلقه؛ محمدٍ –صلى الله عليه وسلم-.
ونحن قاصدون – بعون الله- في هذه الكُلَيْمات الخفيفات بيان استقرار عقيدة التحريف لكتاب الله تعالى عند علماء وأعمدة الشيعة الإمامية الاثني عشرية .. وليس مقصودنا في هذا إثارةَ المخالف, أو استعداءَه, أو غيرَ ذلك من المقاصد التي (قدْ) يؤمُّها البعض؛ لا .. فليس هذا المقصود إطلاقا, وإنما نُحاوِل تَطلَّبَ الحق من خلال تجلية الحقائق العلمية, وتوضيحها لكل من يقرأُ ويتدبرُ ويتأمَّلُ ويطلبُ الحق؛ فإن وُفِّقنا لذلك, وأصبنا في ادعاءنا؛ فنحمد لله –تعالى-, وما على العاقل المنصف, والمحرر المدقق, والمتأمِّل الغوَّاص إلا أن يشكر صديقه وقبيله على إسداءه الفائدة له, وتجلية الصراط السوي لمن يتبعه, وإن أخطأنا؛ فما على أعرج في ذاك من حرج؛ فـ ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطَّائين التوَّابون)) -كما قال النبي المعصوم-صلى الله عليه وسلم-, وحينئذٍ لا ننتظر من قراءنا الأعزاء إلا تصويب الخطأ, وبذل النصح, وبيان الحق.
ومن الأمور التي يجدر التنبيه عليها قبل الشروع في المقصود هو أننا سنتكلم في المسألة المطروحة حسبَ مباني الطائفة الإمامية الاثني عشرية؛ بل إني إخالُك تحسب أن المتكلم من أفراد هذه الطائفة, وأهمية هذا عائدة إلى أنَّ الخطاب متوجه بالمقصد الأوَّل إلى أبناء هذه الطائفة لا إلى غيرهم.
الشروع في المقصود:
أخرج حجة إسلامهم الكليني في كتابه الجليل الكافي (ج 2 ص 27634) فقال:
((28 - عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ (ع) إِلَى مُحَمَّدٍ (ص) سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ)) انتهى.
قال عالمهم المحقق المحدِّث؛ العارف المقدّس؛ الماهر في المعقول والمنقول؛ الجامع للفروع والأصول؛ المولى محمد صالح المازندراني في (شرحه على أصول الكافي) (11/ 87):
((قوله: (إن القرآن الذي جاء به جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) سبعة عشر ألف آية)
قيل: في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفات رسول الله (صلى الله عليه وآله) لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله وكتب على تنزيله الناسخ والمنسوخ منه والمحكم والمتشابه والوعد والوعيد وكان ثمانية عشر ألف آية. انتهى.
وقال صاحب إكمال الإكمال شارح مسلم نقلا عن الطبرسي: أن آي القرآن ستة آلاف وخمسمائة منها خمسة آلاف في التوحيد وبقيتها في الأحكام والقصص والمواعظ.
أقول (أي المازندراني):
كان الزائد على ذلك مما في الحديث سقط بالتحريف, وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها)).
قلت (أبو الأزهر):
هذا كلام فصيح مليح في إثبات قول عالمهم الإمام المحقق المحدِّث المازندراني بتواتر أخبار التحريف من إسقاط وتغيير للآيات!
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمَّل حجته التي أوصلته إلى القول بالتحريف؛ فليس التقليد ومتابعة الآباء من أوصله إلى هذا القول؛ بل الذي أوصله إليه تأمُّله في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها, والذي أوجب له القول بتواتر التحريف معنىً, والتواتر كما هو معلوم أمر يقيني لا ظني, ولا يجوز ردهُ عند من ثبت لديه؛ لأن الرادَّ لليقينيات مشكوك في عقله؛ فكيف إذا كان الحاكم بتواتر أخبار التحريف من الذين مهروا في المنقول والمعقول, وممن سبروا غور كتب الحديث, وشرحوا أصولها؟!
فتدبَّرْ!
وما على كلِّ من يشكُّ في قوله اليقيني إلا أن يَعمل بنصيحته فيتأمَّل كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها؛ حتى يصل إلى القول بتواتر التحريف معنى!
وقال إمامهم المازندراني في موضع آخر في كلام طويل له بعد خبر يدل على وجود مصحف مع الأئمة مغاير لما بأيدي الناس (شرح أصول الكافي) (11/ 82):
((وفي هذا الخبر دلالة على وجود مصحف غير هذا المشهور بين الناس وعلى وجود التحريف والتغيير والحذف فيما أنزله الله تعالى من القرآن على محمد -صلى الله عليه وآله- ... )).
قلت (أبو الأزهر):
وهذا من أوضح الكلام العربي الفصيح في تقرير التحريف الصريح حيث أن التحريف والتغيير والحذف كان فيما أنزل الله تعالى من القرآن على محمد –صلى الله عليه وسلم-, ولا يمكن تأويل هذا الكلام بأيِّ تأويل ولو بعيد ومتعسف فالتحريف وقعَ:
1 - في نفس القرآن وليس في غيره مما قد يلتبس به.
2 - فيما أنزل الله على محمد –صلى الله عليه وسلم- من القرآن وليس في الأحاديث القدسية أو غيرها.
3 - أن التحريف بعموم له أشكال متعددة من تغيير وحذف وتحريف بالمعنى الأخصِّ.
4 - أن المصحف الذي بين أيدينا مغاير لما أنزل الله على محمد –صلى الله عليه وسلم- ومغاير لما عند الأئمة.
وقد نسب المازندرانيَّ للقول بالتحريف أحدُ أعمدة المذهب الشيعي الإمامي؛ بل قل: صرَّح شيخ الإسلام والمسلمين, ومروج علوم الأنبياء والمرسلين، الثقة الجليل، والعالم النبيل، المتبحر الخبير، والمحدث الناقد البصير، ناشر الآثار، وجامع شمل الأخبار -على حد قول عباس القمِّي- صاحب الكتاب الأمِّ (مستدرك الوسائل) محمد حسين النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب - المخطوط) ص25 فقال:
((المقدمة الثالثة في ذكر أقوال علمائنا -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- في تغيير القرآن وعدمه:
فاعلم أن لهم في ذلك أقوالاً؛ مشهورها اثنان:
الأول: وقوع التغيير والنقصان فيه, وهو مذهب الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي شيخ الكليني في تفسيره؛ صرَّح بذلك في أوله وملأ كتابه من أخباره مع التزامه في أوله بأن لا يذكر فيه إلا مشايخه وثقاته, ومذهب تلميذه ثقة الإسلام الكليني –رحمه الله- على ما نسبه إليه جماعة لنقله الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا المعنى في كتاب الحجة خصوصاً في باب النكت والنتف من التنزيل, وفي الروضة من غير تعرض لردها أو تأويلها, واستظهر المحقق السيد محسن الكاظمي في شرح الكافية مذهبه من الباب الذي عقدهُ وسماه باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام فإن الظاهر من طريقته أنه إنما يعقد الباب لما يرتضيه.
قلتُ: وهو كما ذكر؛ فإن مذاهب القدماء تعلم غالبا من عناوين أبوابهم ... ))
إلى أن قال ص31:
((وهو مذهب جمهور المحدثين الذين عثرنا على كلماتهم والمولى محمد صالح في مواضع من شرح الكافي, والمجلسيَّيْن .. )).
والمجلسيَّان هما: الأب محمد تقي المجلسي , والابن محمد باقر المجلسي صاحب مرآة العقول وبحار الأنوار وغيرهما.
فلا عطر بعد عروسٍ!!
فهذا إمام علامة محدث كبير من أئمة الشيعة الإماميَّة يقرر تواتر تحريف القرآن ويعتقدهُ بأفصح العبارات, وأبين الجُمل المُحكمات يضاف إلى قائمة طويلة من علماء هذه الطائفة يسَّر الله إتمام الكشف عنهم بما لا مزيد عليه, والله الموفق لا معبود سواهُ.
ملاحظات:
1 - لا يجوز نقض أو معارضة ما قرَّرناه بنقل أقوال بعض علماء الطائفة الاثني عشرية القائلين بسلامة القرآن من التحريف؛ لأن إلزامنا مبني على تقرير عالم كبير من علمائهم لتواتر القول بالتحريف الصريح عن المعصومين, وهو أمر لا يُعارض بأقوال العلماء غير المعصومين؛ حتى لو كانوا في العِدة مئاتٍ.
2 - ولا يجوز -من باب أولى- نقض أو معارضة ما قرَّرناه بتبرئة علماءِ الاثني عشرية من القول بالتحريف من قبل (بعض العلماء أو المنتسبين إلى العلم من أهل السنة)؛ لأن المقرَّر هنا قد كان على مباني الطائفة الإمامية وهو الذي يُعتبر حجة عليهم, وأقوال غيرهم ليست حجةً على أهل السنة فضلا أن تكون حجة عليهم؛ هذا نقضا, وأما معارضةً فنقول: إن كان القلَّةُ قد برَّؤوا الطائفة الإمامية من القول بالتحريف؛ فإن الكثرة الكاثرة من علماء أهل السنة والجماعة الخلَّص؛ فضلا عن المنتسبين إلى السنة بعموم مثل الأشاعرة والمعتزلة وغيرهما؛ أقول: إن هؤلاء أشبه بالمجمعين على رمي الطائفة الإمامية بالقول بالتحريف عن قوس واحدة؛ حتى صارت نسبة القول بالتحريف للإمامية –عندهم- من خصائص هذه الطائفة التي تمتاز بها عن غيرها.
3 - إننا قد سلكنا –فيما نحسب- طريق العلم والأدب في هذه المقالة؛ فمن كان رادّاً عليها؛ فلا أقلَّ من أن يعاملنا بالمثْل؛ (علماً وأدباً).
4 - حرصنا غايةَ الحرص على التوضيح والتبيين والتجلية للمسائل؛ فمن كان الأمر عنده واضحاً بيِّنا جلياً؛ فهذا من فضل الله, ومن استبْهمَ شيئاً؛ فليستوضحْ, ونحن نبذل قُصارى جهدنا للإيضاح, وربي المستعان!
والله الهادي لأقوم سبيل, والحمد لله رب العالمين.(/)
ماهو دليل الحوادث ودليل التركيب ودليل الاعراض
ـ[محمد القرني]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 11:20]ـ
السلام عليكم
اثناء قراءتي لبعض شروح العقيدة الطحاويه اجد إشكالا كبيرا في فهم مسالة (حلول الحوادث) فارجو ممن يستطيع ان يشرح لنا شرحا وافيا لدليل الحوادث ودليل الاعراض ودليل التركيب حيث انها مصطلحات تفيد طالب العلم لفهم بعض المسائل المشكله في العقيدة لاسيما في الرد على المخالفين
0
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 01:19]ـ
الشيخ سفر الحوالي شرح هذا الكلام بالتفصيل عند موضع الكلام في الطحاوية
راجعه في موقعه
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 10:14]ـ
السلام عليكم ..
الذي اظنه يا أخي انه يصعب فهم هذه المصطلحات إلا بالجلوس مع عالم يوضحها لك .. وما ذكره اخونا خالد لا شك أنه جيد.
وهناك - الى جانب كلام الشيخ سفر - كتاب الشيخ عبدالقادر صوفي (الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات). فعليك به .. فقد أوضح هذه الأمور تمام اللإيضاح ..
ـ[مركز التأصيل للدراسات]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 11:57]ـ
في مجلة التأصيل للدراسات الفكرية المعاصرة العدد الأول الصادر في ربيع الأول 1431 دراسة جيدة وهي:
بحث: الخلل المنهجي في دليل الحدوث عند المتكلمين، كتبه أ. سلطان العميري أحد الباحثين بمركز التأصيل ومحاضر بجامعة أم القرى
يمكن الرجوع إليه والاستفادة منه، والمجلة موجودة في المكتبات
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 01:46]ـ
السلام عليكم ..
الذي اظنه يا أخي انه يصعب فهم هذه المصطلحات إلا بالجلوس مع عالم يوضحها لك .. وما ذكره اخونا خالد لا شك أنه جيد.
وهناك - الى جانب كلام الشيخ سفر - كتاب الشيخ عبدالقادر صوفي (الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات). فعليك به .. فقد أوضح هذه الأمور تمام اللإيضاح ..
أحسنت .. الكتاب الذي نصحت به هو اجابة للاخ الكريم
لكن الجلوس مع العالم ليس ضروريا للفهم ... على طالب العلم أن يبحث طالما أن المادة العلمية متوفرة. ويجلس مع المادة تقليبا حتى يفهم. وإن استشكل عليه شئ بعد ذلك يسأل.
وانا مثل السائل أحب أن أطلع على هذه المسائل يوما ما .. لعله يكون قريبا إن شاء الله.
نقض شبهة التركيب و التبعيض من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/03/blog-post_9620.html)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 04:32]ـ
في مجلة التأصيل للدراسات الفكرية المعاصرة العدد الأول الصادر في ربيع الأول 1431 دراسة جيدة وهي:
بحث: الخلل المنهجي في دليل الحدوث عند المتكلمين، كتبه أ. سلطان العميري أحد الباحثين بمركز التأصيل ومحاضر بجامعة أم القرى
يمكن الرجوع إليه والاستفادة منه، والمجلة موجودة في المكتبات
أين تُباع في مصر
وأين فهارس الأعداد التي صدرت؟
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 12:17]ـ
السلام عليكم
من افضل الكتب التي تبين ادلة الفلاسفة و المتكلمين في اثبات وجود الله جل جلاله:
كتاب (ابن تيمية السلفي ونقده لمسالك المتكلمين و الفلاسفة في الآلهيات).
تاليف الشيخ الدكتور العلامة محمد خليل هراس.
بعبارة موجزة واضحة بسيطة مع نقد اقوالهم وبيان اخطائهم وما نتج عن هذه الادلة من اراء في العقيدة.
اللهم ارزقنا العلم الذي ينفعنا.
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 06:54]ـ
أخي الكريم هذه الأدلة المذكورة تسمى الادلة العقلية لاتباث وجود الله
وهي ادلة واهية يفضي النظر فيها الى تاويل ايات الصفات
لان كل دليل منها مبني على نقيض اثبات صفات الله
فمثلا قولنا الله يعلم ما يحدث الان وتكلم مع موسى عند الجبل يناقض دليل قيام الحوادث
وعلم الله و كل صفات الله تناقض دليل الأعراض
واتصاف الله بالصفات كلها يتنافى ودليل التركيب
والمهم ان تعرف انها ادلة عن الله محدثة وليس لحدوثها تركناها
بل لاستلزامها نفي صفات الله
وهي ايضا ادلة واهية على سبيل المثال دليل حدوث الأجسام عند الاشاعرة التركيب
لأنه حدوث بعد تفرق ولكن اجزاء المركب لا دليل معهم على حدوثها
لهذا التزموا نظرية الجوهر الفرد و إلا لا يستقيم لهم دليل التركيب
اما عن دليل حلول الحدوث والاعراض فحدث ولا حرج
والله اعلم
حيث انها مصطلحات تفيد طالب العلم لفهم بعض المسائل المشكله في العقيدة لاسيما في الرد على المخالفين
صحيح قد تفيد والله اعلم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 07:44]ـ
السلام عليكم
اثناء قراءتي لبعض شروح العقيدة الطحاويه اجد إشكالا كبيرا في فهم مسالة (حلول الحوادث) فارجو ممن يستطيع ان يشرح لنا شرحا وافيا لدليل الحوادث ودليل الاعراض ودليل التركيب حيث انها مصطلحات تفيد طالب العلم لفهم بعض المسائل المشكله في العقيدة لاسيما في الرد على المخالفين
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أستسمحك في إحالتك على كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة للشيخ عبد الرحمن محمود حفظه الله
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=2954(/)
هل أجد من تحدث أو جمع عقيدة الحارث المحاسبي؟
ـ[أبو أسامة الوهبي]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 10:23]ـ
السلام عليكم
حياكم الله ... هل أجد من تحدث أو جمع عقيدة الحارث المحاسبي؟؟
جزاكم الله خير الجزاء ...
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 06:29]ـ
هذه فائدة علقتها من كتاب سؤالات البرذعي لأبي زرعة و غيره:
قال البرذعي:
شهدت أبا زرعة سئل عن، الحارث المحاسبي، وكتبه؟ فقلت للسائل: إياك، وهذه الكتب، هذه كتب بدع، وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغني عن هذه الكتب. قيل له: في هذه الكتب عبرة، قال: "من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأوزاعي، والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات، والوساوس، وهذه الأشياء، هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم فأتونا مرة بالحارث المحاسبي، ومرة بعبد الرحيم الذبيلي ومرة بحاتم الأصم، ومرة بشقيق البلخي، ثم قال: "ما أسرع الناس إلى البدع".
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 12:30]ـ
السلام عليكم:
اظن ان فيه رسالة علمية في جامعة ام القرى تكلمة عن عقيدة الحارث المحاسبي قد نوقشة العام الماضي 1430ه في قسم العقيدة؟
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 03:11]ـ
الحمد لله تعالى ...
و هل كلام أبي زرعة رحمه الله وحي منزل حتى نذكره دون ذكر المخالفات الشرعية الحقيقية للزاهد الحارث المحاسبي-رحمه الله-، هذا هو التقليد الذي ذمه السلف، فالسلف ذموا التقليد و من التقليد المذموم تقليدهم دون دليل صحيح و رأي صريح ..
و إليك كلام الذهبي على سبيل المقابلة لا على سبيل الحجة .. فالحجة في كتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم:
قال الذهبي في السير (110/ 12): المحاسبي الزاهد العارف، شيخ الصوفية، أبو عبد الله، الحارث بن أسد البغدادي المحاسبي، صاحب التصانيف الزهدية.
يروي عن يزيد بن هارون يسيرا.
روى عنه: ابن مسروق، وأحمد القاسم، والجنيد، وأحمد بن الحسن الصوفي، وإسماعيل بن إسحاق السراج، وأبو علي بن خيران الفقيه، إن صح.
قال الخطيب: له كتب كثيرة في الزهد، وأصول الديانة، والرد على المعتزلة والرافضة." إهـ. طبعة الرسالة ناشرون.
و نقد العلماء و السلف الصالح يكون بعرض كلامهم على كتاب الله تعالى، لا على كلام بشر مثلهم و من هم في طبقتهم أو تحت طبقتهم أو من هم في القرون المتأخرة و الأعجب من ذلك، نقد السلف الصالح بأبحاث الإجازة أو الماجستير أو الدكتوراه و الاستدلال فيها بكلام المتأخرين أيضا ..
الحجة في كلام الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و الإجماع الحقيقي لمجتهدي الأمة الإسلامية ...
و الله الموفق.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 11:52]ـ
بل هو محترق مارق .. هذى في التصوف والأحوال الشيطانية حتى احترق!! وهذى في العقائد والعلوم حتى مرق!!
ولا تطلب هذا في ترجمته؛ فلن تجد هذا .. بل أنظره في ثنايا كلام الأئمة، وفي بطون كتبه الهالكة.
ولا أتكلم عن إسلامه فهو معدود فيهم؛ إنما كلامي عن شطحاته.
وقد وقفت على كلامٍ شديد بسندٍ صحيحٍ عن الإمام أحمد يذمه فيه، ويحذر منه أشد التحذير؛ ويقذع عليه من حال طريقته ومذهبه، وهو كلام عارفٍ به عالم بحاله .. ويعلم الله تعالى جهدت أن أتذكر أين وقفت على هذا الكلام في حقه من قبل الإمام أحمد فلم أستطع تحديد الكتاب؛ وأظنه كتاب سؤالات له رحمه الله تعالى .. سهل الله الوقوف عليه مرة أخرى آمين، أو لعل أحد الأحبة قد وقف عليه فيسعفنا.
ـ[جذيل]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 12:09]ـ
من كتاب الاستقامة لابن تيمية 1/ 205:
قال الخلال: فأخبرنا أبو بكر المروذي، قال: جاءني كتاب من الثغر في أمر رجل تكلَّم بكلام، وعرضته على أبي عبدالله فيه: لما خلق الله الحروف سجدت إلا الألف، فغضب أبو عبدالله غضباً شديداً حتى قال: هذا كلام الزنادقة، وَيْلَهُ هذا جهمي.
وكان في الكتاب الذي كتب به أن هذا الرجل قال: لو أن غلاماً من غلمان حارث -يعني المحاسبي- لخبَّر أهل طرطوس.
فقال أبو عبدالله: أشد ما ها هنا قوله: لو أن غلاماً من غلمان حارث لخبَّر أهل طرطوس، ما البلية إلا حارث، حذِّروا عنه أشد التحذير"
وفي احياء علوم الدين 1/ 89:
وقال أحمد بن حنبل لا يفلح صاحب الكلام أبدا ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل وبالغ في ذمه حتى هجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتابا في الرد على المبتدعة وقال له ويحك ألست تحكي بدعتهم أولا ثم ترد عليهم ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر في تلك الشبهات فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث .....
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 12:53]ـ
الحمد لله ..
كي يكون كلامكم في الحارث المحاسبي-رحمه الله- كلاما يعتد به و لا يصنف في سقط المتاع الذي لا يؤبه له، يجب عليكم ذكر مخالفات الحارث المحاسبي للقرآن و السنة و الإجماع اليقيني، لا أن تذكروا أن فلان و فلان قال فيه كذا .. فهذا من التقليد الذي ذمه السلف الصالح و منهم الإمام أحمد-رحمه الله- ...
أما إذا قرأت كلام الحارث المحاسبي-رحمه الله- بالخلفية التي تكونت في العقل اللاواعي بأن كلام هؤلاء العلماء الذين قال أخونا التميمي أنهم جرحوه فسأقرأه بشكل سلبي، و لن تسمح لي تشويشات التقليد و تقديس الأقوال البشرية بأن أقرأ ما هو حق في كلام المحاسبي و لا غير المحاسبي ..
يجب أن يكون الانتقاد لكلام العلماء و خصوصا الأئمة المتقدمين على ضوء مخالفاتهم للكتاب و السنة المشرفة ...
و الله الموفق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 01:32]ـ
من كتاب الاستقامة لابن تيمية 1/ 205:
وكان في الكتاب الذي كتب به أن هذا الرجل قال: لو أن غلاماً من غلمان حارث -يعني المحاسبي- لخبَّر أهل طرطوس.
فقال أبو عبدالله: أشد ما ها هنا قوله: لو أن غلاماً من غلمان حارث لخبَّر أهل طرطوس، ما البلية إلا حارث، حذِّروا عنه أشد التحذير"
من يتفضل فيشرح لنا هذا الكلام فأنا لم أفهم المقصود والله المستعان.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 03:21]ـ
الأخ الفاضل (ياسين) وفقه الله ..
- حقيقة لا أدري ما هو الدافع الشديد وراء هذه المدافعة المستميتة عن هذا الرجل؟!
- لم نتكلم من رؤوسنا وبطوننا في حقه بأمر ليس منقولٌ عنه مروي؛ وإلا وقفنا أمام الله يقتص منا له لتعدينا عليه بزور القول والكلام .. بل هو نقل الثقة عن الثقة، وقراءة كلامه نفسه في كتبه المطبوعة المتداولة .. فليس الأمر كما قلت غفر الله لك: (بعقلية اللاواعي)!! فهذه ليست عندنا بإذن الله.
- ليس كلام الإمام أبو زرعة ولا كلام الإمام أحمد رحمهما الله وحيٌ منزل؛ لكنه يستحيل منهما الكذب رحمهما الله تعالى .. وكلامهما كلام عارفٍ بالرجل دارٍ به .. فكلامك هذا رحمك الله بحقهم فيه تلميحٌ إلى أنهم كذبوا عليه، أو أنهم تكلموا فيه بغلبة الظن التي لم تتيقن!! وهذا بعيد عنهما كل البعد.
- كوني أنقل كلام إمامٍ ثقةٍ ثبتٍ يستحيل منه بإذن الله الكذب؛ فهذا لا يعد تقليداً ولا هو داخلٌ فيه، بل هو تأييد بقولٍ معتبرٍ موثقٍ متصلٍ بالسند الصحيح الثابت .. ولعل التقليد الذي تنسبه إنما هو في محاولة التبرير التي تحاول انت التبرير بها غفر الله لك!!
- ووقوفاً عند طلبك؛ على أنه مجرد تحصيل حاصل بالنسبة لي ولمن عرف حقيقة الرجل؛ ولكن إن كان هذا سيقنعنك فلا بأس بذكر أمثلةٍ على ذلك:
1) مخالفته في أسماء الله وصفاته.
2) دخوله في الكلام المذموم المنهي عنه الذي أفسد عليه معتقده.
3) غلوه الشديد في تقليل المطعم ومجاهدة النفس بترك مباحتها .. والذي أدى به إلى مخالفة الشرع في هذا الباب.
4) قال الإمام أحمد لصاحب له لما سمع كلام الحارث المحاسبي فيما أسنده الإمام ابن الجوزي: (لا أرى لك أن تجالسهم).
5) وقال الإمام أبو زرعة فيما نقله عنه البردعي لما سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فيما أسنده ابن الجوزي رحمه الله: (إياك وهذه الكتب؛ هذه الكتب كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب .. قيل له: في هذه الكتب عبرة. قال: من لم يكن له في كتاب الله عز وجل عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمة صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟! هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم؛ يأتوننا مرة بالحارث، ومرة بعبد الرحيم الدبيلي، ومرة بحاتم الأصم، ومرة بشقيق. ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع).
6) قال السلمي رحمه الله: (وتكلم الحارث المحاسبي في شيء من الكلام والصفات فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى إلى أن مات).
7) ونقل الإمام الخلال بسنده الصحيح عن الإمام أحمد أنه قال: (حذروا من الحارث أشد التحذير؛ ألحارث أصل البلية _ يعني في حوادث كلام جهم _، ذاك _ أي الحارث _ جالسه فلان وفلان وأخرجهم إلى رأي جهم، ما زال مأوى أصحاب الكلام، حارث بمنزلة الأسد المرابط أنظر أي يوم يثب على الناس).
8) ونقل علي بن خالد رحمه الله تعالى عن الإمام أحمد؛ قال: (قلت لأحمد: إن هذا الشيخ _ لشيخ حضر؛ معناه _ هو جاري وقد نهيته عن رجل ويحب ان يسمع قولك فيه _ يعني حارثاً المحاسبي _. قال: قلت له: لا تكلمه ولا تجالسه. فلم أكلمه حتى الساعة؛ وهذا الشيخ يكلمه؛ فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد أحمر لونه وانتفخت أوداجه وعيناه، وما رأيته هكذا قط، وجعل يقول: فعل الله به وفعل؛ يعرف ذلك الأمر خبره وعرفه. فقال له الشيخ: يا أبا عبد الله يروي الحديث؛ ساكنٌ خاشع. فغضب احمد وجعل يقول: لا يغرك خشوعه ولينه، لا تغتروا بتنكيس رأسه فإنه رجل سوء لا يعرفه إلا من قد خبره، لا تكلمه ولا كرامة له، كل من حدث بأحاديث رسول الله وكان مبتدعاً يجلس إليه!! لا ولا كرامة ولا نعمة عين).
9) تمثل الشياطين عنده بصور البهائم والدواب ومخاطبتها له .. نقله الثقة البلقيني عن أبي حمزة رحم الله الجميع.
10) ابلاغه بسماع أصوات تخرج من بعض القبور لايسمعها إلا هو دون غيره ممن حضر عند القبر نفسه!! كما نقله عنه أحمد بن القاسم الفرائضي بالسند المتصل الصحيح.
11) شطحاته الكلامية في تقرير التصوف البغيض الذي يظن أنه ينتحله؛ مما يبطل معه مباحات الشرع وحلاله .. وهذا كثير في كلامه لا يحتاج إلا النظر القليل في أدنى كتاب له .. ومنها قوله أن الله نهى عباده عن جمع المال وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جمع المال وأنه خلاف الشرع، قال الإمام ابن الجوزي: (واما كلام المحاسبي فخطأ يدل على الجهل بالعلم، وهذا _ أي كلامه _ محال، إنما النهي عن سوء القصد بالجمع، أو عن جمعه من غير حله).
12) ترويجه للأحاديث الباطلة المكذوبة ونشره لها على أنها دين يعبد الله به.
13) إكثاره من التقريرات العقلية في الأمور الغيبية وأمور الخالق سبحانه وتعالى؛ والتي تنتهي بالهذيان والشطح الشنيع.
14) قوله في صفة الكلام لله تعالى أنها حروف وصوت؛ ولا يعرف كلامه إلا كذلك .. وهو بهذا مشابهٌ لقول الكلابية، بل هو موافقٌ لهم في كثيرٍ من الأمور.
15) مخالفته لكثير من أقوال الفقهاء وجمهور المسلمين في مسائل الدين، وتفرده بأقوال لا يتابع عليها.
16) قوله أن الإيمان مخلوق، وهو بهذا وافق متكلمة الفرق وعلى رأسهم الكلابية .. وإن قلنا أنه منهم لم نكذب عليه؛ فابن كلاب إمامه.
17) قوله أن الله ليس هو في العالم ولا خارج منه .. وكتاب شيخ الإسلام (درء التعارض) مليء بالرد عليه وتبيين خلله وفساد معتقده.
وأخيراً فلا يعدم قوله من حق .. ولكن يجب الحذر منه والأخذ عنه بحذر شديد شديد؛ على أن في كلام غيره غنية عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 01:52]ـ
أعتب عليك-أستاذنا الفاضل السكران التميمي-أن تكون مشاركتك بعد مشاركتي, وتراني أطلب فكّ عقدتي ثمّ لا تفكها, وأنتَ أنتَ!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 10:42]ـ
14) قوله في صفة الكلام لله تعالى أنها حروف وصوت؛ ولا يعرف كلامه إلا كذلك .. وهو بهذا مشابهٌ لقول الكلابية، بل هو موافقٌ لهم في كثيرٍ من الأمور.
عفوًا أخي الكريم
الكلابية لا يثبتون أن الله عز وجل تكلم بحروف وصوت
هم يقولون بالكلام النفسي الأزلي وينكرون الحرف والصوت
أما أهل السنة والجماعة فيثبتون أن الله عز وجل تكلم بحرف وصوت.
فعلك أخطأت في التعبير
مع العلم بأن الحارث المحاسبي رحمه الله أثبت أن كلام الله عز وجل حرف وصوت قبل وفاته.
17) قوله أن الله ليس هو في العالم ولا خارج منه .. وكتاب شيخ الإسلام (درء التعارض) مليء بالرد عليه وتبيين خلله وفساد معتقده.
أرجو منك اثبات ذلك من كلامه
لأنه أثبت في كتبه أن الله عز وجل في السماء، فوق العرش بنفسه.
وأتمنى أن تُثبت بعض الأمور الأخرى التي ذكرتها عنه ولم تذكر دليلا عليها
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 12:38]ـ
وأتمنى أن تُثبت بعض الأمور الأخرى التي ذكرتها عنه ولم تذكر دليلا عليها
لم نعهد بالكذب إن شاء الله؛ وليس هو من طباعنا بإذن الله .. وقد كانت غايتي توقيف الأخ على بعض شطحاته بما هو منقولٌ عنه؛ ولم يكن غرضي التقصي والتفصيل.
وما دمتِ متفاعلة إلى هذه الدرجة بارك الله فيكِ = فالتشمري في البحث عن مواطن نقلي قبل أن تظني!! فلم ننقل من رؤوسنا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 07:14]ـ
من يتفضل فيشرح لنا هذا الكلام فأنا لم أفهم المقصود والله المستعان.
الكلام له سابقٌ وله لاحق .. وحتى يتضح لك أكثر عليك بقراءته من أوله إلى آخره.
وبالنسبة لهذا:
لو أن غلاماً من غلمان حارث لخبَّر أهل طرطوس
عندي أن هناك تصحيف في قوله: (لخبر) وأن صوابها (لسحر) وهي الأولى والأنسب للسياق .. ولعل الله يقيض إطلاعاً على مخطوطة للكتاب أو أكثر وينظر حال الكلمة.
وتخصيصه بطرطوس لأن الثغر المعني في السؤال كان من جهاتها هناك.
ملاحظة: لم أتركك يا أبا وائل إلا لشغلي الذي لم أعد قادراً معه حتى الجلوس مع الأولاد .. فالعذر منك ومن جميع الأحبة.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 11:31]ـ
لم نعهد بالكذب إن شاء الله؛ وليس هو من طباعنا بإذن الله .. وقد كانت غايتي توقيف الأخ على بعض شطحاته بما هو منقولٌ عنه؛ ولم يكن غرضي التقصي والتفصيل.
وما دمتِ متفاعلة إلى هذه الدرجة بارك الله فيكِ = فالتشمري في البحث عن مواطن نقلي قبل أن تظني!! فلم ننقل من رؤوسنا.
أخي الكريم
أنا لم أقصد اتهامك بالكذب
وأنا لا أعرفك ولكن الأصل أن أُحسن الظن بإخواني المسلمين
ولكن طلبت الدليل على بعض ما ذُكر في ردك لأن أحدها لم يكن اعتقاده رحمه الله .. اقصد اعتقاد بأن الله عز وجل لا دالخل العالم ولا خارجه
فأردت التثبت من البقية
والذي جاء في نفسي أنك نقلت ذلك الكلام عن شخص آخر دون التثبت من كلها وليس أنك كنت تكذب
غفر الله لي ولكم
ويصعب علي أن أبحث في بطون كتبه لأنه سيأخذ الكثير من وقتي وأنا مشغولة بأمور أخرى
فإذا كانت متوفرة لديك فأتمنى أن تشارك بها أو إذا كان هناك كتاب يتحدث عن عقيدته مستدلا بكلامه هو رحمه الله فهذا يكون أفضل
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 09:02]ـ
17) قوله أن الله ليس هو في العالم ولا خارج منه .. وكتاب شيخ الإسلام (درء التعارض) مليء بالرد عليه وتبيين خلله وفساد معتقده.
إذا كان هذا في كتاب درء التعارض فيسهل على من اطلع على الكتاب التثبت.
لكن المحاسبي تابع لابن كلاب فيما اعلم وابن كلاب يثبت العلو بل ويرد على نفاته كما نقل عنه شيخ الاسلام وهذا النقل قرأته. ولم أعلم بكلابي نفى العلو بل هو قول اهل الاعتزال والجهمية والفلاسفة.
وبالنسبة لصفة الكلام فالاعتقاد بالحرف والصوت هو عقيدة أهل السنة وأما ابن كلاب هو من ابتدع القول بالكلام النفسي. فلا أدري هل اتبع المحاسبي ابن كلاب في هذه أم بقى على اعتقاد السلف. ولكن طالما أنه دخل في الكلام وحذر منه فالظن أنه يقول بالكلام النفسي والله اعلم بحاله.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 11:03]ـ
وبالنسبة لصفة الكلام فالاعتقاد بالحرف والصوت هو عقيدة أهل السنة وأما ابن كلاب هو من ابتدع القول بالكلام النفسي. فلا أدري هل اتبع المحاسبي ابن كلاب في هذه أم بقى على اعتقاد السلف. ولكن طالما أنه دخل في الكلام وحذر منه فالظن أنه يقول بالكلام النفسي والله اعلم بحاله.
يظهر من كلام بعض العلماء السابقين أنه كان ينكر الحرف والصوت في بداية الأمر، ولكنه أثبته فيما بعد، فقد قال الكلاباذي الصوفي في كتابه "التعرف لمذهب التصوف" عند حديثه عن اعتقاد الصوفية في كلام الله عز وجل:
وأجمع الجمهور منهم على أن كلام الله تعالى ليس بحروف ولا صوت ولا هجاء بل الحروف والصوت والهجاء دلالات على الكلام وأنها لذوي الآلات والجوارح التي هي اللهوات والشفاه والألسنة والله تعالى ليس بذي جارحة ولا محتاج إلى آلة فليس كلامه بحروف ولا صوت
وقال بعض كبرائهم في الكلام له من تكلم بالحروف فهو معلول ومن كان كلامه باعتقاب فهو مضطر
وقالت طائفة منهم كلام الله حروف وصوت وزعموا أنه لا يعرف كلامه إلا كذلك مع إقرارهم أنه صفة الله تعالى في ذاته غير مخلوق وهذا قول حارث المحاسبي ومن المتأخرين ابن سالم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 11:47]ـ
من مجموع الفتاوى (12/ 95)
وَهَذَا الْأَصْلُ هُوَ مِمَّا أَنْكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَد عَلَى ابْنِ كُلَّابٍ وَأَصْحَابِهِ حَتَّى عَلَى الْحَارِثِ الْمُحَاسِبِيَّ مَعَ جَلَالَةِ قَدْرِ الْحَارِثِ وَأَمَرَ أَحْمَد بِهَجْرِهِ وَهَجْرِ الْكُلَّابِيَة وَقَالَ: احْذَرُوا مِنْ حَارِثٍ الْآفَةُ كُلُّهَا مِنْ حَارِثٍ فَمَاتَ الْحَارِثُ وَمَا صَلَّى عَلَيْهِ إلَّا نَفَرٌ قَلِيلٌ بِسَبَبِ تَحْذِيرِ الْإِمَامِ أَحْمَد عَنْهُ مَعَ أَنَّ فِيهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالدِّينِ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ مَنْ وَافَقَ ابْنَ كُلَّابٍ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ وَقَدْ قِيلَ إنَّ الْحَارِثَ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ وَأَقَرَّ بِأَنَّ اللَّهَ يَتَكَلَّمُ بِصَوْتِ كَمَا حَكَى عَنْهُ ذَلِكَ صَاحِبُ " التَّعَرُّفُ لِمَذْهَبِ التَّصَوُّفِ " أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ الكلاباذي.
والملاحظ أن شيخ الإسلام استخدم صيغة التمريض في هذا الإثبات المحكي الأخير.
ولو كان ثابتًا عنده لكان جزم في هذا الموضع تحديدًا، لأنه معرض الذم والحكاية في هجره .. وهذا الموطن أولى من غيره.
وفي مواطن أخرى ذكر أنه حكى قولان عن أهل السنة .. والمعتمد ما عليه الأئمة وأحمد.
فبالتالي صيغة التمريض هنا ليست اعتباطًا.
والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 01:18]ـ
/// السَّلام عليكم .. بارك الله فيكم جميعا
/// بالنسبة لعقيدة «الحارث المحاسبي» فقد أوضحها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بجلاء في مواضع كثيرةٍ من كتبه، وهي منثورة مبذولة.
/// ولعلِّي أكتفي بما يفيد الغرض، ممَّا تقدَّم النقاش فيه في التعقيبات السَّابقة للإخوة الكرام.
/// قال رحمه الله في درء التعارض في معرض كلامه عن الحارث: « .. كان على قول ابن كلاب الذي وافق المعتزلة على صِحَّة طريق الحركات وصِحَّة طريق التَّركيب، ولم يوافقهم على نفي الصِّفات مطلقًا.
بل كان هو وأصحابه يثبتون أنَّ الله فوق الخلق عالٍ على العالم، موصوف بالصِّفات، ويقرِّرُون ذلك بالعقل.
وإن كان مضمون مذهبه نفي ما يقوم بذات الله تعالى من الأفعال وغيرها ممَّا يتعلَّق بمشيئته واختياره، وعلى ذلك بَنَى كلامه في مسألة القرآن.
وقد ذكر ذلك أيضَّا أبو بكر الخلَّال في كتاب السُّنة، وقد ذكر ذلك ابن خزيمة وغيره ممَّن يعرف حقيقة هذه الأمور، وكذلك السَّرِي السَّقطي كان يحذِّر الجُنَيد بن محمد من شَقَاشق الحارث.
ثمَّ ذكر غير واحدٍ أنَّ الحارث رجع عن ذلك، كما ذكره معمر بن زياد في أخبار شيوخ أهل المعرفة والتَّصوُّف.
وذكر أبو بكر الكلاباذي في كتاب التعرُّف لمذاهب التصوُّف عن الحارث المحاسبي أنَّه كان يقول: إنَّ الله يتكلَّم بصوتٍ، وهذا يناقض قول ابن كُلَّابٍ .. ».
/// وقال رحمه الله في منهاج السُّنَّة: «وقالت طائفةٌ: إنَّه يُرَى لا في جهةٍ لا أمام الرائي، ولا خلفه، ولا عن يمينه، ولا عن يساره، ولا فوقه، ولا تحته. وهذا هو المشهور عند متأخِّري الأشعرية؛ فإن هذا مبني على اختلافهم في كون البارئ تعالى فوق العرش.
فالأشعري وقدماء أصحابه كانوا يقولون: إنَّه بذاته فوق العرش، وهو مع ذلك ليس بجسمٍ.
وعبدالله بن سعيد بن كُلَّاب والحارث المحاسبي وأبو العباس القلانسي = كانوا يقولون بذلك، بل كانوا أكمل إثباتًا من الأشعري، فالعلو عندهم من الصِّفات العقليَّة، وهو عند الأشعري من الصِّفات السَّمعية، ونقل ذلك الأشعري عن أهل السُّنة والحديث -كما فهمه عنهم-.
وكان أبو محمد بن كُلَّاب هو الأستاذ الذي اقتدى به الأشعري في طريقه، هو وأئمة أصحابه، كالحارث المحاسبي، وأبي العباس القلانسي، وأبي سليمان الدمشقي، وأبي حاتم البستي، وخلقٌ كثير = يقولون: إنَّ اتصافَه بأنَّه مباينٌ للعالم عالٍ عليه هو من الصِّفات المعلومة بالعقل، كالعلم والقدرة.
وأمَّا الإستواء على العرش فهو من الصِّفات الخبريَّة، وهذا قول كثير من أصحاب الأئمَّة الأربعة، وأكثر أهل الحديث، وهو آخر قولَي القاضي أبي يعلى، وقول أبي الحسن بن الزَّاغوني، وهو قول كثير من أهل الكلام، من الكرَّامية وغيرهم.
وأمَّا الأشعري فالمشهور عنه أنَّ كليهما صفةٌ خبريَّةٌ، وهو قول كثيرٍ من أتباع الأئمة الأربعة، وهو أول قولى القاضي أبي يعلى، وقول التميميين وغيرهم من أصحابه.
وكثير من متأخري أصحاب الأشعري أنكروا أنَّ يكون الله فوق العرش أو في السماء، وهؤلاء الذين ينفون الصفات الخبرية كأبي المعالي وأتباعه فإن الأشعري وأئمة أصحابه يثبتون الصفات الخبرية.
وهؤلاء ينفونها فنفوا هذه الصفة لأنها على قول الأشعري من الصفات الخبرية، ولمَّا لم تكن هذه الصِّفة عند هؤلاء عقليَّة قالوا: إنَّه يُرَى لا في جهةٍ ... ».
/// وقال في منهاج السنَّة أيضًا: «وقد عُلِم بالعقل والشرع أنَّه بائِنٌ عن خلقه، كما قد بَسَط في غير هذا الموضع، وهما ممَّا احتج به سلف الأمة وأئمَّتها على الجهميَّة، كما احتجَّ به الإمام أحمد في ردِّه على الجهمية وعبدالعزيز الكناني، وعبدالله بن سعيد بن كُلَّاب، والحارث المحاسبي وغيرهم.
وبيَّنُوا أنَّه سبحانه كان موجودًا قبل أن يخلق السَّماوات والأرض، فلما خلقهما فإمَّا أن يكون قد دَخَل فيهما أو دَخَلَت فيه؛ وكلاهما ممتنعٌ! فتعيَّن أنَّه بائنٌ عنهما.
وقرَّرُوا ذلك: بأنَّه يجب أن يكون مباينًا لخلقه أو مداخلًا له ... ».
/// وفي الموضوع الآخر:
/// وقد قال رحمه الله في بيان التلبيس: (فهذه كتب ابن كلاب إمام طائفته، ثم الحارث المحاسبي ونحوه، ثم أبي الحسن الأشعري، وأئمة أصحابه، مثل عبد الله بن مجاهد، وأبي الحسن الطبري، وأبي العباس القلانسي، وغيره -كما سيأتي إن شاء الله حكاية قوله وقول غيره -، والقاضي أبي بكر بن الباقلاني، وأبي علي بن شاذان وغيرهم =كلّهم يقولون بإثبات العُلُو لله على العرش واستوائه عليه، دون ما سواه .. ).
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 01:30]ـ
/// تنبيه .. إن ثبَت رجوع الحارث عن قول ابن كلَّابٍ في قوله (إنَّ كلام الله بصوتٍ) فهذا لا يعني رجوعه عن كل مذهبه في المسألة (ومن ذلك: أنَّه معنى واحد، وأنَّه تكلَّم به في الأزل، ولا يتكلَّم به في وقتٍ دون وقت)، بلْهَ رجوعه في أبواب الاعتقاد كلها مما انتق عليه من كلامه واتباعه لابن كلاب فيها.
فما الكلام في صفة الكلام إلَّا مسألةٌ فرعيَّةٌ عن أصل يخالف فيه الكلَّابيَّة (وأتباعهم) أهلَ السُّنَّة، كنفي صفات الفعل عنه تعالى .. ونحوه.
/// ثم إننَّا لسنا في محكمةٍ نقاضي فيها الرَّجل، إذ أفضى إلى ما قدَّم، والله عفوٌّ كريمٌ واسع الجود والمغفرة=ولكن يهمُّنا التَّحذير من بِدَعِه التي قد تنقل عنه ويُشاد بها عند الأشعريَّة وأهل التصوُّف وغيرهم ..
ويهمُّنا بيان سبب موقف أحمد وأبي زرعة ومن جاء بعدهما منه رحمهم الله جميعًا ..
/// وكذا يُقال مثل هذا في قضية توبة أبي حامد الغزالي وفخر الدين الرازي وغيرهما من بدع الكلام وما يحكى عنهم من ذلك عند وفاتهم .. كما هو مشهور .. ليست القضيَّة محاسبة أولئك؛ بل التَّحذير (نصيحة للمسلمين) من زللهم.
/// والله المستعان._
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 01:39]ـ
/// أمَّا ما سأل عنه الأخ أبوائل الجزائري ممَّا نقله الخلَّال:
وكان في الكتاب الذي كتب به أن هذا الرجل قال: لو أن غلاماً من غلمان حارث -يعني المحاسبي- لخبَّر أهل طرطوس. فقال أبو عبدالله: أشد ما ها هنا قوله: لو أن غلاماً من غلمان حارث لخبَّر أهل طرطوس، ما البلية إلا حارث، حذِّروا عنه أشد التحذير"
= فجوابه: أنَّ أحمد خَشِي أن يُردَّ على كلام الجمهي القائل بأنَّ الحروف مخلوقةٌ بقوله «لما خلق الله الحروف سجدت إلا الألف» للتوصُّل بها إلى القول بخلق ألفاظ القرآن وحروفه =بقول الحارث المحاسبي أوأحد أتباعه وغلمانه؛ فيكون ردًّا لبدعةٍ ببدعةٍ تضارعها في مخالفة الكتاب والآثار.
/// وكلام أحمد هذا في بدعة الحارث في كلام الله تعالى إنَّما قاله لمَّا ثبَت عنده قولُه بقول ابن كلَّاب أنَّ الحروف مخلوقة، وأنَّ القرآن من الله المعاني دون الألفاظ ..
/// ثمَّ إن ثبَتت توبة الحارث المحاسبي (وقد تقدَّم حوارٌ فيها) فهذه:
- متأخرةٌ عن قِصَّة أحمد ومعرفته به قبل توبته.
- أولم تبلغه توبته.
- أو أنَّ توبته كانت من فرعٍ بدعيٍّ واحدٍ من مسألة الكلام.
/// والله تعالى أعلم.
_
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 06:17]ـ
/// تنبيه .. إن ثبَت رجوع الحارث عن قول ابن كلَّابٍ في قوله (إنَّ كلام الله بصوتٍ) فهذا لا يعني رجوعه عن كل مذهبه في المسألة (ومن ذلك: أنَّه معنى واحد، وأنَّه تكلَّم به في الأزل، ولا يتكلَّم به في وقتٍ دون وقت)، بلْهَ رجوعه في أبواب الاعتقاد كلها مما انتق عليه من كلامه واتباعه لابن كلاب فيها.
فما الكلام في صفة الكلام إلَّا مسألةٌ فرعيَّةٌ عن أصل يخالف فيه الكلَّابيَّة (وأتباعهم) أهلَ السُّنَّة، كنفي صفات الفعل عنه تعالى .. ونحوه. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم شيخ عدنان
أتوقع أن الحارث ليس مجتهدا -ليس بالضرورة مدحا- مثل ابن كلاب. فهو إما أن يقول بقول ابن كلاب أو يرجع الى قول السلف. لكن أن يحدث قولا آخر يكون وسطا بين هذين الطرفين يبدو لي بعيدا. وللعلم لست مطلعا على حوادث تلك الفترة لاعرف حال المتكلمين هل يكثر فيهم التفرد بالاراء بحيث لكل متكلم رأي يتفرد به عن غيره أم لا.
هل ترى أن هذا القول الثالث إن صح عنه يستحق منه أن يحدثه؟ بعبارة أخرى لماذا يحدث هذا القول؟ ماذا سيقدم له؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 12:44]ـ
/// تنبيه .. إن ثبَت رجوع الحارث عن قول ابن كلَّابٍ في قوله (إنَّ كلام الله بصوتٍ) فهذا لا يعني رجوعه عن كل مذهبه في المسألة (ومن ذلك: أنَّه معنى واحد، وأنَّه تكلَّم به في الأزل، ولا يتكلَّم به في وقتٍ دون وقت)، بلْهَ رجوعه في أبواب الاعتقاد كلها مما انتق عليه من كلامه واتباعه لابن كلاب فيها.
وما يمنع أن يكون رجع عن اعتقاد الكلام النفسي، واثبت صفة الكلام مثل ما أثبتها السلف الصالح
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا لم يكن لدينا دليل على رجوعه أو عدم رجوعه، أفلا يكون الأفضل أن نُحسن الظن ونعتقد أنه رجع كليا إلى مذهب السلف في مسألة الكلام؟ وليس فقط مسألة الحرف والصوت
لأنه يستبعد أن يعتقد شخص أن الله تكلم بحرف وصوت وفي نفس الوقت يعتقد بالكلام النفسي وأن كلامه غير مرتبط بالمشيئة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 01:34]ـ
أتوقع أن الحارث ليس مجتهدا -ليس بالضرورة مدحا- مثل ابن كلاب. فهو إما أن يقول بقول ابن كلاب أو يرجع الى قول السلف. لكن أن يحدث قولا آخر يكون وسطا بين هذين الطرفين يبدو لي بعيدا. وللعلم لست مطلعا على حوادث تلك الفترة لاعرف حال المتكلمين هل يكثر فيهم التفرد بالاراء بحيث لكل متكلم رأي يتفرد به عن غيره أم لا.
/// بارك الله فيكم ..
/// ليست القضيَّة إحداث قول ثالث، ولا حبَّ التفرُّد عن إمامه، بقدر ما تكون اكتشافا منه للحق (ولو بعضه)، فاعتقده ورجع عمَّا تبيَّن له بطلانه من قول إمامه.
/// والقسمة ليست ثنائيَّة ضرورة؛ إمَّا أن يترك الحق -كله- من عند شيخه، أويأخذ الباطل -كلَّه- من عنده .. بل قد يكون من باب (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا)، وهو هنا علم واعتقاد، لا عمل بالمعنى الاصطلاحي.
هل ترى أن هذا القول الثالث إن صح عنه يستحق منه أن يحدثه؟ بعبارة أخرى لماذا يحدث هذا القول؟ ماذا سيقدم له؟
/// كما تقدَّم .. فليست القضيَّة -في رأيي- أن يقدَّم له القول المنفرد عن شيخه شيئًا جديدًا، لكن طلب حقًّا فأصابه بعضه، كما حصل لأبي الحسن الأشعري رحمهما الله حين تبرَّأ من مذهب الاعتزال، وأخذ بقول ابن كلاَّب، مع إشادته بمذهب أحمد ورفعه من شأنه، ولكنَّه لم يثبت رجوعه عمَّا يختلف فيه مذهب ابن كلاَّب عن مذهب أحمد وأهل الحديث.
/// وأنت ترى خروج بعض أتباع المذاهب الفقهيَّة عن أقوال أئمَّتهم أحيانًا، ولا يكون ذلك خروجًا منهم عن المذهب بالكليَّة، ولا اعتداد ذلك مذهبًا منفردًا محدثًا.
/// وهذا إحسان منَّا للظَّنِّ بالرجل .. بما نعرفه عنه من تزهد وعبادة وصلاح حال وخير ..
والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 01:38]ـ
وما يمنع أن يكون رجع عن اعتقاد الكلام النفسي، واثبت صفة الكلام مثل ما أثبتها السلف الصالح
فإذا لم يكن لدينا دليل على رجوعه أو عدم رجوعه، أفلا يكون الأفضل أن نُحسن الظن ونعتقد أنه رجع كليا إلى مذهب السلف في مسألة الكلام؟
/// بارك الله فيكِ .. ليس هناك مانعٌ من كونه رجع من ذلك كلِّه، وهذا أحبُّ إلينا من ضدِّه؛ إنما هو احتمال فحسب، ويبقى الاحتمال الآخر الذي ذكرتُه قائمًا، ولا مرجِّح لأحدهما على الآخر، غير أنَّا لم نجد من قال بأنَّه رجع عن كلِّ شيءٍ، والأصل بقاء ما كان على ما كان ..
/// وإن كنتُ قد قلتُ قبل ذلك (وأردِّده كثيرًا) إنَّه لا ينبغي أن نهتمَّ كثيرًا بمسألة ثبوت رجوع فلان من الأعلام من عدمه؛ إذ المهم عقيدته المنقولة عنه قبل رجوعه، والتي ينبغي التحذير منها، وهو أمر متَّفق بين الإخوة.
وليس فقط مسألة الحرف والصوت
لأنه يستبعد أن يعتقد شخص أن الله تكلم بحرف وصوت وفي نفس الوقت يعتقد بالكلام النفسي وأن كلامه غير مرتبط بالمشيئة
/// لِمَ الاستبعاد؟! والكرَّامية -مثلاً- يوافقون أهل السُّنَّة على أنَّ أفراد كلامه تعالى قائمٌ بذاته، بحرفٍ وصوتٍ، في وقت دون وقت، ولكن تكلَّم بها قبل أن لم يكن متكلِّمًا مطلقًا.
/// والسَّالميَّة يقولون بأنَّه بحروفٍ وأصواتٍ، لكنها مجتمعة في الأزل!
/// وكذا قول ابن الزَّاغوني (الحنبلي) المخالف لمذهب إمامه أحمد في هذا الباب (الاقتران).
/// وقد نجد أقوالاً أخرى يوجد فيها من الحق والباطل أنواع.
/// ثم إنَّ أكبر مسألة في الصِّفات تفرِّق بيننا وبين الكلاَّبيَّة وأتباعهم من المحاسبي والأشعري وغيرهما هي مسألة صفات الأفعال، والتي أدَّت إلى نفي قيام كثيرٍ من صفات الفعل الاختياريَّة، ومنها أفراد الكلام في وقتٍ دون وقت.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 02:57]ـ
/// لِمَ الاستبعاد؟! والكرَّامية -مثلاً- يوافقون أهل السُّنَّة على أنَّ أفراد كلامه تعالى قائمٌ بذاته، بحرفٍ وصوتٍ، في وقت دون وقت، ولكن تكلَّم بها قبل أن لم يكن متكلِّمًا مطلقًا.
/// والسَّالميَّة يقولون بأنَّه بحروفٍ وأصواتٍ، لكنها مجتمعة في الأزل!
/// وكذا قول ابن الزَّاغوني الحنبلي المخالف لمذهب إمامه أحمد في هذا الباب (الاقتران).
/// وقد نجد أقوالاً أخرى يوجد فيها من الحق والباطل أنواع.
/// ثم إنَّ أكبر مسألة في الصِّفات تفرِّق بيننا وبين الكلاَّبيَّة وأتباعهم من المحاسبي والأشعري وغيرهما هي مسألة صفات الأفعال، والتي أدَّت إلى نفي قيام كثيرٍ من صفات الفعل الاختياريَّة، ومنها أفراد الكلام في وقتٍ دون وقت.
[/ indent]
جزاك الله خيرا على الفائدة
لم أعرف أن هناك من يقول بهذا الاعتقاد
نسأل الله أن يثبتنا على عقيدة السلف الصالح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله القرشي]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 04:22]ـ
جزاك الله خيرًا شيخ عدنان، موفَّق إن شاء الله
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 08:27]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة
لم أعرف أن هناك من يقول بهذا الاعتقاد
نسأل الله أن يثبتنا على عقيدة السلف الصالح
نفس الشئ!!!
ولو أنني لم اتصور بعد حقيقة هذه الاقوال لكن يكفيني -الان- أن هناك تشكيلة من الاراء!!!
جزاه الله خيرا .. رغم ان رده غير لم يظهر لخلل فني. لكن رده عليكم اتوقع نفس الرد على تساؤلي.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 11:22]ـ
بارك الله فيكم أبا نسيبة .. كنت قد تعقبت على سؤالك بتعقيب مُحِي لخلل فني لم أفهمه إلى الآن
تم إصلاح المشاركة السابقة وإعادة التعقيب الذي مُحِي ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:24]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة
لم أعرف أن هناك من يقول بهذا الاعتقاد
نسأل الله أن يثبتنا على عقيدة السلف الصالح
///آمين .. وإيَّاك
/// وأود هنا نقل كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في منهاج السنة النبوية (2/ 358 - 363) في ذكر مذاهب الناس في كلام الله تعالى حيث قال: « ... مسألة كلام الله تعالى والناس فيها مضطربون وقد بلغوا فيها إلى تسعة أقوالٍ.
وعامَّة الكتب المصنَّفة في الكلام وأصول الدِّين لم يذكر أصحابها إلَّا بعض هذه الأقوال؛ إذ لم يعرفوا غير ما ذكروه، فمنهم من يذكر قولين، ومنهم من يذكر ثلاثة، ومنهم من يذكر أربعة، ومنهم من يذكر خمسة، وأكثرهم لا يعرفون قول السلف.
أحدها: قول من يقول: إنَّ كلام الله ما يفيض على النُّفوس من المعاني التي تفيض؛ إمَّا من العقل الفعَّال عند بعضهم، وإمَّا من غيره، وهذا قول الصَّابئة والمتفلسفة الموافقين لهم، كابن سينا وأمثاله، ومن دخل مع هؤلاء، من متصوِّفة الفلاسفة ومتكلِّميهم، كأصحاب وحدة الوجود، وفي كلام صاحب الكتب المضنون بها على غير أهلها، بل المضنون الكبير والمضنون الصغير، ورسالة مشكاة الأنوار وأمثاله =ما قد يشار به إلى هذا، وهو في غير ذلك من كتبه يقول ضدَّ هذا؛ لكن كلامه يوافق هؤلاء تارةً، وتارةً يخالفه، وآخر أمره استقرَّ على مخالفتهم، ومطالعة الأحاديث النبويَّة.
وثانيها: قول من يقول: إنَّه مخلوق خَلَقَه الله منفصلًا عنه، وهذا قول هذا الإمامي وأمثاله من الرافضة المتأخِّرين، والزَّيديَّة، والمعتزلة، والجهميَّة.
وثالثها: قول من يقول: إنَّه معنىً واحد، قديم، قائم بذات الله، هو الأمر والنَّهي والخبر والاستخبار، إنْ عُبِّر عنه بالعربيَّة كان قرآنًا، وإنْ عُبِّر عنه بالعِبريَّة كان توراةً، وهذا قول ابن كُلَّاب، ومن وافقه كالأشعري وغيره.
ورابعها: قول من يقول: إنَّه حروف وأصواتٌ، أزليَّة مجتمعة في الأزل، وهذا قول طائفةٍ من أهل الكلام وأهل الحديث، ذكره الأشعري في المقالات عن طائفةٍ، وهو الذي يذكر عن السَّالمية ونحوهم.
وهؤلاء قال طائفة منهم: إنَّ تلك الأصوات القديمة هي الصَّوت المسموع من القارئ، أو هي بعض الصَّوت المسموع من القارئ، وأمَّا جمهورهم مع جمهور العقلاء فأنكروا ذلك، قالوا: هذا مخالفٌ لضرورة العقل.
وخامسها: قول من يقول إنَّه حروفٌ وأصواتٌ، لكن تكلَّم به بعد أن لم يكن متكلِّمًا، وكلامه حادثٌ في ذاته، كما أنَّ فعلَه حادثٌ في ذاته، بعد أن لم يكن متكلِّمًا ولا فاعلًا، وهذا قول الكرَّاميَّة وغيرهم، وهو قول هشام بن الحكم وأمثاله من الشِّيعة.
وهؤلاء منهم من يقول هو حادثٌ وليس بمحدث، ومنهم من يقول: بل هو محدثٌ أيضًا.
وقد ذَكَر القولين الأشعري عنهم في المقالات، وذكر الخلاف بين أبي معاذ التّومني، وبين زهير الأثري، والكرَّامية يقولون: حادثٌ لا محدثٌ.
وسادسها: قول من يقول إنَّه لم يزل متكلِّمًا، إذا شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، بكلامٍ يقوم به، وهو يتكلَّم به بصوتٍ يسمع، وأنَّ نوع الكلام أزليٌّ قديمٌ، وإن لم يجعل نفس الصَّوت المعيَّن قديمًا، وهذا هو المأثور عن أئمة الحديث والسُّنَّة.
وسابعها: قول من يقول: كلامه يرجع إلى ما يحدث من علمه وإرادته، القائم بذاته، ثُمَّ من هؤلاء من يقول: لم يزل ذاك حادثًا في ذاته، كما يقوله أبو البركات صاحب المعتبر وغيره، ومنهم من لا يقول بذلك، وأبو عبدالله الرازي يقول بهذا القول في مثل المطالب العالية.
وثامنها: قول من يقول: كلامه يتضمَّن معنى قائمًا بذاته، وهو ماخلقه في غيره، ثُمَّ من هؤلاء من يقول في ذلك المعنى بقول ابن كلَّاب، وهذا قول أبي منصور الماتريدي، ومنهم من يقول بقول المتفلسفة، وهذا قول طائفة من الملاحدة الباطنية من شيعهم ومتصوِّفهم.
وتاسعها: قول من يقول: كلام الله مشتركٌ بين المعنى القديم القائم بالذَّات وبين ما يخلقه في غيره من الأصوات، وهذا قول أبي المعالي ومن اتَّبعه من متأخِّري الأشعريَّة.
وبالجملة: أهل السنة والجماعة، أهل الحديث، ومن انتسب إلى السُّنَّة والجماعة من أهل التَّفسير والحديث والفقه والتَّصوُّف -كالأئمة الأربعة وأئمَّة أتباعهم -، والطَّوائف المنتسبين إلى الجماعة كالكلَّابية والكراميَّة والأشعريَّة والسَّالميَّة =يقولون: إنَّ كلام الله غير مخلوقٍ، والقرآن كلام الله غير مخلوقٍ، وهذا هو المتواتر المستفيض عن السَّلف والأئمَّة من أهل البيت وغيرهم .. ».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:53]ـ
وقالت طائفة منهم كلام الله حروف وصوت وزعموا أنه لا يعرف كلامه إلا كذلك مع إقرارهم أنه صفة الله تعالى في ذاته غير مخلوق وهذا قول حارث المحاسبي ومن المتأخرين ابن سالم
/// ابن سالم هذا هو من ينتسب إليهم السَّالميَّة، وهو: محمد بن أحمد بن سالم ت 297 هـ.
/// والذي ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله قولهم في رابع الأقوال.
ورابعها: قول من يقول: إنَّه حروف وأصواتٌ، أزليَّة مجتمعة في الأزل، وهذا قول طائفةٍ من أهل الكلام وأهل الحديث، ذكره الأشعري في المقالات عن طائفةٍ، وهو الذي يذكر عن السَّالمية ونحوهم ...
/// وقد ذكرهم الشيخ رحمه الله في مواضع متفرقة من كتبه، ومن ذلك قوله في خفاء مذهبهم على كثيرٍ من أهل السُّنَّة في المنهاج (2/ 499): « .. وكذلك السَّالميَّة أتباع الشيخ أبي الحسن ابن سالم هم في غالب أصولهم على قول أهل السُّنَّة والجماعة، لكن لمَّا وقع في بعض أقوالهم من الخفاء زاد في الرَّدِّ عليهم من صنَّف في الرَّدِّ عليهم حتى ردَّ عليهم قطعةً ممَّا قالوه من الحق .. ».
/// ثم بَدَت لي «قرينة» في النَّقل الفائت تشير إلى احتمال اتِّحاد قول المحاسبي وابن سالم المتقدِّم حكاية قول طائفته، وذلك من جهة قرنهما في القول بما في نقل الأخت السابق:
وقالت طائفة منهم كلام الله حروف وصوت وزعموا أنه لا يعرف كلامه إلا كذلك مع إقرارهم أنه صفة الله تعالى في ذاته غير مخلوق وهذا قول حارث المحاسبي ومن المتأخرين ابن سالم
/// ويبقى الأمر مجرَّد احتمالٍ، لكنَّه قويٌّ عندي!
والله تعالى أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 10:09]ـ
لكن طلب حقًّا فأصابه بعضه، كما حصل لأبي الحسن الأشعري رحمهما الله حين تبرَّأ من مذهب الاعتزال، وأخذ بقول ابن كلاَّب، مع إشادته بمذهب أحمد ورفعه من شأنه، ولكنَّه لم يثبت رجوعه عمَّا يختلف فيه مذهب ابن كلاَّب عن مذهب أحمد وأهل الحديث.
/// ثمَّ رأيت كلامًا لصيقًا بمبحثنا هذا لشيخ الإسلام، في مجموع الفتاوى (17/ 55 - 56)، حيث قال رحمه الله: « .. فإنَّ هؤلاء وأمثالهم من أصحاب مالك والشافعي، كأبي الوليد الباجي وأبي المعالي الجويني، وطائفة من أصحاب أبي حنيفة =يوافقون ابن كلاب على قوله (إنَّ الله لا يتكلَّم بمشيئته وقدرته)، وعلى قوله إنَّ القرآن لازمٌ لذات الله، بل يظنُّون أنَّ هذا قول السَّلف! قول أحمد بن حنبل ومالك والشافعي وسائر السَّلف، الذين يقولون القرآن غير مخلوق.
حتى إنَّ مَن سَلَك مسلك السَّالمية من هؤلاء كالقاضي وابن عقيل وابن الزَّاغوني يصرِّحون بأنَّ مذهب أحمد: أنَّ القرآن قديمٌ! وأنه حروفٌ وأصواتٌ.
وأحمد بن حنبل وغيره من الأئمَّة الأربعة لم يقولوا هذا قطُّ، ولا ناظروا عليه، ولكنَّهم وغيرهم من اتباع الأئمة الأربعة لم يعرفوا أقوالهم في بعض المسائل.
ولكن الذين ظنُّوا أنَّ قول ابن كلَّاب وأتباعه هو مذهب السَّلف ... الخ».(/)
عصر دبلجة الواقع .... ابراهيم السكران
ـ[محمد بن مفلح]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 02:02]ـ
عصر دبلجة الواقع
بقلم: إبراهيم السكران
الحمدلله وبعد،،
تستحق هذه المرحلة التي نعيش فيها أن تسمى حقبة (دبلجة الواقع) .. فكتابات الطوائف الفكرية المعاصرة اليوم هي أشبه باستديو فكري يحترف التصوير المضلّل أكثر من كونه خطاب نزيه يختلف معك في التقييم لكنه أمين في نقل الواقع كما هو .. ولذلك فالصور التي ترسمها الطوائف الفكرية عن الواقع الإسلامي كلها –تقريباً- صورٌ قد تمت معالجتها بالفوتوشوب الفكري .. وتدهشني للغاية قدرات الخداع التصويري الذي تمتهنه هذه الطوائف الفكرية في مقالاتها الصحفية وحواراتها الفضائية.
دعونا نقف سوياً على نماذج طريفة من هذه الفبركات التي أنتجتها استديوهات الفكر العربي والمحلي المعاصر:
-تحدثنا الطوائف الفكرية كثيراً عن أن الفتوى المحلية عندنا لديها مغالاة في (سد الذرائع) وأن مشايخنا يسدون كل ذريعة، وأنهم لايعرفون قاعدة فتح الذرائع، وبعضهم يقول: كل ذريعة تتصل بالمرأة فإن الفتوى المحلية تبادر لسدها وتحريمها، فهل هذا التصوير صحيح؟
عدت لواقع الفتوى المحلية فوجدت الذرائع التي فتحها مشايخنا أضعاف أضعاف الذرائع التي سدوها، فكل ذريعة لم تتحقق فيها شروط سد الذريعة فتحوها، خذ فقط بعض الأمثلة:
السفر لبلاد الكفار لعلم أو تجارة فيه ذريعة إلى التأثر بالكفار والنظر المحرم وغير ذلك، ومع ذلك لم يحرمه مشايخنا لأنه عارضته مصلحة راجحة. إدخال الانترنت إلى المنزل فيه ذريعة إلى دخول المواقع الفاسدة، ومع ذلك لم يحرمه مشايخنا للمصلحة الراجحة. ركوب الطالبات في حافلة يقودها رجل فيه ذريعة لفتنته بهن، ومع ذلك لم يحرمه مشايخنا للمصلحة الراجحة، وهكذا أيضاً: اتصال النساء بالبرامج الفضائية والإذاعية للسؤال والاستشارة بأصواتهن علناً فيه ذريعة إلى الفتنة، اتصال العوائل بمطاعم التوصيل السريع وتوصيف البيت لهم وإيصال الطلبات فيه ذريعة للفتنة، ويوجد في كثير من المشاغل النسائية غرف لتبديل الملابس وفيها ذرائع كبيرة لأن يستغلها بعض ضعاف النفوس ولكن مشايخنا لم يجزموا بالتحريم لأنه لم يتبين لهم إلى الآن كثرة إفضائها إلى المفسدة.
ومن الأمثلة العامة أيضاً: السهر في الولائم فيه ذريعة قوية للنوم عن فريضة صلاة الفجر، تأجير الناس الاستراحات وفيها ذريعة لأن يستخدمها بعض المستأجرين في اجتماعات غير مقبولة شرعاً، شراء السيارة للمراهق وفيها ذريعة لأن يستعملها في أغراض مضرة، الخ الخ.
وكل هذه الذرائع السابقة لم يحرمها أهل العلم عندنا، وهكذا لو تتبعت احتمالات الذرائع في تصرفات الناس فإنك لن تنتهي، ومع ذلك فإن فقهاءنا الشرعيين لم يحرموا إلا نزراً يسيراً من الذرائع التي تحققت فيها شروط سد الذريعة، وأما هذه الذرائع التي لاتخلو منها تصرفات الناس وأحوالهم الاجتماعية فإنهم لم يسدوها إما لندرة إفضائها إلى المفسدة، أو لأنه عارضتها مصلحة شرعية راجحة، أو ترتب عليها مشقة على الناس تفوق مايتخوف فيها من الفساد، كما قال ابوالعباس ابن تيمية وهو من أشهر الفقهاء الذين احتفو بقاعدة سد الذرائع (الذريعة إلى الفساد يجب سدها؛ إذا لم يعارضها مصلحة راجحة) [الفتاوى 15/ 419]
وأنت إذا تأملت فتاوى أهل العلم عندنا وجدتهم في غاية التوازن في قاعدة سد الذرائع، وصدق الحرص على تحقيق مصالح الناس الدينية والدنيوية، فإذا ترجح وقوع المفسدة ولم يعارضها مصلحة راجحة منعو، وإذا كان الإفضاء إلى المفسدة نادراً، أو كان كثيراً لكن عارضته مصلحة راجحة لم يسدو الذريعة بل فتحوها، فكيف يقال: أنهم يسدون كل ذريعة، أو أن لديهم مغالاة في سد الذريعة، أو أنهم لايعرفون قاعدة فتح الذرائع؟ أظن من يقول ذلك لديه تساهل في سد الذريعة ولذلك يتبرم بمنهج المتوازنين.
حسناً .. لنواصل أمثلة أخرى من فبركات الطوائف الفكرية:
(يُتْبَعُ)
(/)
-تحدثنا الطوائف الفكرية بكثرة عن أن أهل السنة والمتبعين لمنهج السلف أشغلوا الناس بمسائل جزئية وصارت حياة الناس كلها نقاش في فتاوى فقهية وتدقيقات عقدية، وهذا بالتالي أبعدنا عن النهضة والحضارة، لما سمعت الطوائف الفكرية تكرر هذا الكلام قلت في نفسي: الله يهدي الدعاة محتمل أنهم أشغلوا الناس فعلاً؟ وصرت مهتماً برصد نمط الحديث في مجالس الناس، فما رأيت هذا الذي يقولونه، ولا رأيت مسائل عقدية ولا فقهية أشغلت مجالس الناس.
بل رأيت مجالس الناس مشغولة بأخبار القرارات الحكومية، وأسعار العقار، والتشكي من سوء الخدمات البلدية والصحية، وإشاعات الصندوق العقاري، والتحليلات الرياضية، ومزاين الابل، وشاعر المليون، والمسلسلات التركية، والأحداث المحلية مثل أمطار جدة والرياض، والأحداث السياسية كالحوثيين وقراصنة الصومال والانتخابات الأمريكية، وألعاب البلايستيشن وأخواتها، بالإضافة إلى غرائب وعجائب من القصص تبدأ بقولهم (يقولون .. ) الخ الخ
فلا أدري أين هذه المسائل العقدية والفقهية التي أشغلت الناس؟!
ولما رأيت حمية الطوائف الفكرية لوقت الأمة وحرقتهم على الزمن قلت في نفسي ربما أن هؤلاء المنتسبين للفكر والثقافة مشغولون بمعالي الأمور فعلاً، فلما ذهبت لمواقعهم التي يكتبون فيها على الشبكة رأيت أحاديثهم: توصيات متبادلة بأفلام سينمائية، ومشاهداتهم السياحية، ومقاطع يوتيوب طريفة، وتتبع تفصيلي لأحداث سياسية خارجية لاناقة لهم فيها ولاجمل ..
افترض أن العلماء والدعاة أشغلوا الناس بالمسائل الشرعية فوالله إن ذلك خير من إشتغالكم بأخبار الأفلام السينمائية وتحليلاتكم السياسية التي لاثمرة لها! لست أدري أين تلك الغيرة الاستثنائية على الوقت التي تصيبكم حين الحديث عن العلماء والدعاة؟!
-وتحدثنا الطوائف الفكرية أيضاً أن الخطاب الشرعي لأهل السنة هو المسؤول عن تخلف العلوم المدنية، فلما ذهبت للخطاب الشرعي وجدت العلماء يقولون إن العلوم المدنية التي تحتاجها الأمة (فرض كفاية) إن قام بها من يكفي وإلا أثم الجميع، ووجدت في تراجم الفقهاء من جمع إلى تخصصه الفقهي دراسة الطب، أو دراسة الهيئة والفلك، ونحو ذلك، بل لما نظرت في دعاتنا المعاصرين وجدت الكثير منهم جمع لتخصصه الدعوي تخصصاً مدنياً فالشيخ الداعية محمد المنجد متخرج من جامعة البترول، والشيخ د. خالد الجبير طبيب (استشاري أمراض القلب)، والشيخ الداعية عبدالمحسن الأحمد طبيب (وحدة التنفس الحرجة) وغيرهم، بل إن أكثر المناشط الطلابية الإسلامية فعالية وحراكاً توجد في كليات العلوم الطبيعية في جامعة الملك سعود وجامعة البترول، الخ
بل إن المفكر الفرانكفوني المتطرف محمد أركون اضطر للاعتراف بإقبال الإسلاميين على كليات العلوم الطبيعية حيث يقول عن الإسلاميين: (نلاحظ مثلاً أن دارسي العلوم الفيزيائية والرياضية والطبية وغيرها ينخرطون في صفوف هذه التيارات –أي الإسلامية- أكثر بكثير من المختصين بعلوم الإنسان والمجتمع، وقد عرفنا أثناء المعارك والاشتباكات التي جرت في جامعات تونس والجزائر والقاهرة الخ أن المتعصبين والمتزمتين ينتمون بشكل خاص إلى كليات العلوم، إنها ظاهرة تستحق التأمل والتفكير) [تاريخية الفكر العربي، أركون، 26].
كم أشعر بالأسى إلى أولئك الذين جعلوا مشروعهم هدم الخطاب الشرعي لأهل السنة بزعم أنه يتعارض مع العلوم المدنية، برغم أن الإسلاميين أسبق من غيرهم في هذا المضمار، ولكنهم يضعون المدنية الدنيوية في منزلتها التي أنزلها إياها القرآن، مجرد وسيلة لتحقيق المطالب الشرعية، ولايجعلونها هي معيار التقدم والحضارة، وإنما معيار التقدم والحضارة موافقة أولويات القرآن.
قبل أن نستطرد لحديث آخر .. دعونا نكمل نماذج أخرى من مغالطات الطوائف الفكرية:
(يُتْبَعُ)
(/)
-تحدثنا الطوائف الفكرية كذلك عن أن أهل السنة والمتبعين لمنهج السلف لايقبلون بالخلاف في مسائل الاجتهاد، ولايرعون حق المخالف في المسائل الاجتهادية، وأن من لم يوافقهم على كل صغيرة وكبيرة فإنه سيتعرض لسلسلة مضايقات وتسلط، وأن فقه أهل السنة المعاصر يقوم على التنميط الكامل في كل المسائل ولايرحب بالتفكير والاجتهاد، ويستعملون في توصيف هذا الواقع مصطلحات مثل أدلجة وقولبة وتنميط الخ، وبعد أن يصورون هذا الواقع الإسلامي بهذا الشكل يبدؤون في نقل نصوص بعض أئمة السلف في تفهم الخلاف في المسائل الاجتهادية .. الحقيقة أن القارئ لهذه الطوائف الفكرية لايكاد يفكر بفحص هذه الدعوى، بسبب كثرة طرقهم لها بشكل مكثف ومستمر وبصيغ متنوعة ..
وقفت مرة مع نفسي وقلت لماذا لا أختبر صحة هذه الدعوى؟ لماذا نستسلم لهذا الطوائف الفكرية؟ لماذا تخلب ألبابنا جاذبية الأضواء السينمائية الفكرية التي يستعملونها في خطابهم فتغيب عقولنا عن تحليل صحة الدعاوى التي يطلقونها؟
وضعت هذه الصورة التي تنقلها الطوائف الفكرية جانباً، وعدت للخطاب الشرعي لأهل السنة أتأمل موقفه من الخلاف في المسائل الاجتهادية، فلما قلبت بحوث الفقهاء وطلبة العلم الشرعي وجدتهم لاتكاد توجد مسألة من مسائل الاجتهاد في الفقه الإسلامي المقارن إلا وقد اختلفوا فيها، وتناقشوا وتباحثوا ورجح كل واحد منهم مارآه بنفوس ملؤها الحب والأخوة، خذ مثلاً بعض أمثلة هذه المسائل:
التسمية عند الوضوء، بداية احتساب مدة المسح على الخفين، نجاسة الدم، الطهارة للطواف، الطهارة لمس المصحف، ومن طهرت قبل خروج أحد فرضي الجمع هل تصليهما جميعاً أم الأخير منهما؟، نهاية وقت العشاء بمنتصف الليل أم بدخول الفجر، المفاضلة بين الأذان والإمامة، وسجود السهو قبل السلام أو بعده، مسألة قصر المسافر إذا أقام إقامة مؤقتة، زكاة الحلي .. الخ هذه نماذج لمسائل تراثية، أما مسائل النوازل المعاصرة التي اختلف فيها فقهاء أهل السنة والمتبعون لمنهج السلف بكل رحابة صدر فهي -أيضاً- كثيرة ومنها:
بدل الخلو، هل الشيك قبض؟، بيع الاسم التجاري، الموت الدماغي، تعذر الحصول على تصريح للحج هل يستقر الوجوب في ذمته فيحج عنه من تركته؟، استعمال المنظفات المعطرة للمحرم، لبس الكمامات للمحرم، تعذر المبيت بمنى ليالي التشريق، حكم استثمار أموال الزكاة من قبل المؤسسات الخيرية، زكاة مكافأة نهاية الخدمة، زكاة الحقوق المعنوية، ومن مفطرات الصيام التي اختلف فيها الفقهاء المعصرون: التبرع بالدم، بخاخ الربو، أقراص الأدوية أسفل اللسان، منظار المعدة، قطرة الأنف وقطرة العين، تخدير المريض باستنشاق الغاز، الحقن المغذية والعلاجية، السفر بالطائرة بعد غروب الشمس بحيث تظهر له مرة أخرى فهل يمسك الصائم أم لا؟ الخ
ومامضى هي مجرد نماذج لآلاف المسائل الشرعية التي يختلف فيها طلبة العلم الشرعي عندنا أخذاً ورداً ونقاشاً واستدلالاً واعتراضاً، ومع ذلك لاينكر فيها على المخالف، بل بقيت بينهم أخلاق الأخوة والعلم، فكيف يفتري هؤلاء على أهل السنة ومتبعي منهج السلف أنهم لايقبلون الخلاف في المسائل الاجتهادية؟!
بل لقد حضرت في الرياض –عمرها الله بطاعته- عدة ندوات فقهية أقامها الناشطون الفقهيون حول البطاقات الإئتمانية و مسائل زكاة الصناديق الاستثمارية ونحوها من مسائل المعاملات المالية، وفي كل هذه الندوات –بلا استثناء- كان الفقهاء الشباب يختلفون ويتناقشون مع كل احترام وتفهم وتآخي، ولايخرجون من ندوة إلا لموعد ندوة أخرى.
بل وفي شهر محرم من هذا العام عقدت في الرياض ندوة حول مسائل الأسهم وألقى فيها فضيلة الشيخ الفقيه ابوسعد عبدالعزيز الدغيثر ورقة بعنوان (التعويض في سوق الأسهم) وفي مراسلة بيني وبينه قال لي بالحرف الواحد: (والعجيب أن الحضور وصلوا إلى آراء وقناعات تساوي عددهم، فلم يكد يتفق اثنان في مسألة).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرجوك أن تلاحظ أن هذه السعة في الاختلاف في الاجتهاديات بين طلبة العلم كلها إلى الآن في مسائل الفقه، أما لو انتقلنا لتصحيح الأحاديث وتضعيفها فسنشهد مظهراً آخر للتسامح في الاجتهاديات، فقد اختلف المشتغلون بالحديث من المعاصرين في تصحيح وتضعيف مئين من الأحاديث، ومع ذلك بقي هذا الاختلاف في دائرة التسامح والحب دام أنه لم يصل لتصحيح شديد الضعف، أو العدوان على أحاديث الصحيحين.
أغلقت بحوث طلبة العلم، وأوقفت ذاكرتي عن استحضار واقع الندوات الفقهية، وأدرت برامج الفتاوى التي يتصدر لها بعض طلبة العلم المعروفين بحسن الفتيا، فشهدت مظهراً آخر للاختلاف في المسائل الاجتهادية، بل لاتكاد تجد مسألة اجتهادية يفتي فيها شيخ معين إلا ووجدت شيخاً آخر يفتي بخلافه.
بل من الطريف أنني رأيت الناس كثيري التبرم باختلاف شيوخنا في الفتيا في المسائل الاجتهادية، ويسرُّ إليك كثير من الناس بأنه يقع في الحيرة بسبب اختلاف المشايخ في الفتيا في المسائل الاجتهادية، ومع كثرة اختلاف شيوخنا وطلبة العلم عندنا في الفتيا في المسائل الاجتهادية لم نرهم أقامو حرباً على بعضهم، ولاشنعوا على بعضهم في مثل هذه المسائل .. ومع ذلك تأتي هذه الطوائف الفكرية وتقول أنتم مؤدلجون تريدون الناس يوافقونكم في كل صغيرة وكبيرة، ولاتسمحون بالخلاف في المسائل الاجتهادية! يالله العجب ما أكذب هذه الطوائف الفكرية!
أنا شخصياً لا أجد أي تفسير لما تقوله هذه الطوائف الفكرية عن الخطاب الشرعي لأهل السنة إلا أنه "كذب" محض وشهوة افتراء تعيث بنفوسهم ونقمة على الاسلاميين وطلبة العلم والمتبعين لمنهج السلف تدفعهم لتشويههم بهذا الشكل.
هل هذا يعني أنه ليس هناك أخطاء ولاهفوات في موضوع التسامح في المسائل الاجتهادية؟ لا، طبعاً، فهناك مواقف غير دقيقة ومن أشهرها حادثة كتاب الشيخ دبيان في القبضة، وهي التي يدندن حولها هؤلاء دوماً ويحولونها من حالة شاذة إلى قاعدة مطردة! وأي قارئ موضوعي سيعرف حتماً أن حادثة الشيخ دبيان هي الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، فكيف يدع هؤلاء آلاف المسائل التي اتسعت صدور شيوخنا الكبار وشيوخنا الشباب لها، ويتعنتون دوماً في التعلق بحادثة الشيخ دبيان؟! مثل هؤلاء كمثل رجل رأى مهندساً بنى ألف منزل ووقعت منه هفوة في منزل واحد، فقال إن هذا المهندس يهدم المنازل! هل هذا إلا من الجور والظلم الفادح؟! بل والله هذا عين الكذب الفج ..
في ذهني الآن نماذج كثيرة لكذبات الطوائف الفكرية في تصوير الواقع الإسلامي بعامة، وواقع الخطاب الشرعي لأهل السنة بخاصة، لكنه لايمكنني مواصلة المزيد فقد أطلت، وإنما يهمني هاهنا هدف واحد فقط، وأعتقد أنني لو حققت هذا الهدف فلايسرني أن لي به حمر النعم، هذا الهدف بكل اختصار هو تنشيط جهاز الفحص لدى القارئ الذي وقع ضحية الطوائف الفكرية المناوئة لأهل السنة، وأن لايستسلم للمعطيات التي يقدمونها، فإذا سمعهم يتحدثون عن الواقع الإسلامي تحت لافتات (نقد الصحوة، نقد السلفية، الخ) فليتوقف عن الاسترسال، وليضع دعاواهم تحت الفحص، وصدقني أنه سيكتشف نماذج طريفة جداً من هوليوديات الطوائف الفكرية ..
والله أعلم
ابوعمر
جمادى الثانية 1431هـ
ـ[مقدام الاحساء]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 03:33]ـ
كلام جميل
جزاك الله خير الجزاء(/)
سؤال في مقال (لا تستحوا من أصولكم)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 02:13]ـ
أود الاستفسار عن حقيقة ماتحته خط هنا
لا تستحوا من أصولكم
منصور النقيدان
يقال إن عالم الاقتصاد الأسكتلندي آدم سميث كان يلجأ إلى إخفاء لكنته في الفترة التي قضاها في جامعة أكسفورد في إنجلترا. عانى سميث من بعض التمييز بين طاقم التدريس في الكلية التي درس فيها، وبعد سبع سنوات عاد أدراجه إلى مسقط رأسه في جامعة غلاسكو، وقد وصف صاحب "ثروة الأمم" زملاءه في أكسفورد بأنهم كانوا كسالى ولا شأن لهم بالتدريس. تنقل سميث بعدها معظم حياته بين وظائف متعددة، كان منها وظيفة حكومية تتعارض مع فلسفته في تحرير التجارة.
لم يكن سميث هو الوحيد من الأسكتلنديين الذين عمدوا إلى إخفاء لكنتهم، حين طمحوا إلى شق طريقهم بين نخبة المجتمع الإنجليزي، كما تذكر غيرترود هيملفارب في كتابها (الطريق إلى الحداثة). كان سميث كبير الأنف جاحظ العينين ممدود الشفتين، لهذا تحاشى طوال عمره أن يجلس لأخذ رسم له، وكان يصرح في رسائله بأنه جميل في شيء واحد فقط هو كتبه التي ألفها، والتي كان لها تأثير عظيم في عالم الاقتصاد، لهذا فإن الصور الموجودة له اليوم مأخوذة من المخيلة.
إذا كانت الحضارة الإسلامية نتاج نخبة العقول من أعراق وقوميات وإثنيات متعددة، فإنه ليس غريباً أن تكون الدولة السعودية الثالثة قد نهضت بفضل نخبة من العقول العربية التي كان الملك عبدالعزيز يفخر بها
عاش الأسكتلنديون قروناً وعلاقتهم مع إنجلترا بين شد وجذب، بين التبعية والتمرد والثورات. تتمتع أسكتلندا بحكم ذاتي، وهي لاتزال حتى اليوم تفخر بثوارها العظام، وتكرِّمهم وتقيم لهم النصب والصلوات، ومنهم ثائر قام عام 1938 بمحاولة فاشلة لاغتيال ملك بريطانيا.
ويواجه كثير من النابهين القادمين من أوساط اجتماعية مهمشة، أو من مناطق أقل حظوة الوضع نفسه، حينما يطمحون إلى الاندماج في الفئات الاجتماعية النافذة، وينتج عن هذا الطموح محاكاتهم للكنة تميزهم وتسمح لهم بالتسلل إلى الدوائر المغلقة على فئات محددة، أو ادعاؤهم الانتساب إلى قبيلة معينة، أو إخفاء الجهات التي قدموا منها. كانت هذه الميول أكثر لفتاً للانتباه في تسعينيات القرن الماضي، حيث برزت أسماء على الساحة الإسلامية - قادمة من وسط اجتماعي مهمش -من إيجاد مكان لها بين صفوة العلماء والدعاة، والخطباء المشاهير. كان ذلك كسراً لاحتكار دام عقوداً، ولكنه كان يحتاج إلى متطلبات الوجاهة والاعتراف.
ففي الفترة التي اشتدت فيها الصراعات بين السلفية الألبانية والإسلام الحركي، كانت السلفية الألبانية مظلة تجمع أشتاتاً من فئات وشرائح اجتماعية متعددة، وكانت تبدو أحياناً تعبيراً عن احتجاج على الأثرة أكثر منها حماسة دينية نابعة من قناعات حقيقية، ولكنها كانت عند البعض مزيجاً من مشاعر مزدوجة، كان البعض منهم يعمد إلى تغيير لكنته أو إخفاء مسقط رأسه أو حتى إسقاط اسم قبيلته والاكتفاء باسم أحد أجداده مسبوقاً ب (ال) التعريف، وهذا ليس قاصراً على المتدينين، بل نجده حتى بين الليبراليين، فقد ينتهي اجتماع بشتائم متبادلة واشتباك بالأيدي لمجرد توهم الإساءة عند سؤال أحدهم عن قبيلته أو منطقته التي نشأ فيها.
كان شاعر المسلمين الأكبر في الهند محمد إقبال يتغنى في قصائده بأنه أعجمي الدَّنِّ لكن خمرتَه صنعُ الحجاز، وأنه هندي النغمِ واللحنِ ولكن صوتَه من عدنانِ. ومع أن بعضاً من العلماء والأدباء والشعراء من مسلمي المشرق أو مسلمي المغرب وأفريقيا الذين يزخر بهم تاريخ الحضارة الإسلامية، كانوا يؤكدون صلة نسبهم بعرب الجزيرة، إلا أن الغالبية العظمى منهم وهم الذين كان لهم التأثير الأعظم في تشييد علوم الإسلام وتشكيل حضارته لم يكونوا يخجلون من أصولهم أو يستحيون من جذورهم غير العربية. توضح دواوين الأدب والتراجم كيف بقي الفرس الذين اعتنقوا الإسلام فخورين بأصولهم. صحيح أنهم اضطروا فترة هيمنة الأمويين إلى إخفاء مشاعرهم المتعالية من العرب والتي رصدها الجاحظ في كتبه ورسائله، والتي بدأت بالظهور مع العباسيين منذ تولى المعتصم الخلافة، وبلغت ذروتها في القرن الرابع الهجري، وبعد انحسار نفوذ العرب عادت الروح الفارسية الوثابة إلى الظهور، وطغت على شعرائها وأدبائها العظام.
(يُتْبَعُ)
(/)
اليوم نلحظ انحسار نكهة التسامح والانفتاح التي ميزت بعض المناطق والحواضر في الجزيرة العربية، في السعودية وغيرها، وهي نابعة من ضمور الاعتداد بالتنوع العرقي والإثني والثقافي الذي كان له تجلياته في العادات والتقاليد العريقة التي تمتد لقرون مشكلة مزيجاً ساحراً في الأزياء واللباس والموقف من المرأة ونمط التدين، وفي بعض المناطق الداخلية أقنعت كثير من العوائل - التي قدمت مهاجرة من خارج الجزيرة العربية - أنفسَها بخرافة لاحقيقة لها، وهي أن سبب ضياع أنسابها نابع من أن أول مستوطن من أجدادها كان مطلوباً بجرم: سرقة، أو قتل، أو خيانة، فاضطر للفرار مخفياً أصله ونسبه.
في فبراير 2003 نشر جمال خاشقجي مقالة في جريدة المدينة انتقد فيها دعوة بكر أبوزيد - وهو عضو هيئة كبار العلماء - إلى تجنب الزواج من مسلمة لا تنتمي إلى قبيلة عربية، وفي 13 أغسطس 2009 نشر أشرف فقيه وهو أستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مقالة فريدة في مدونته حول مايعنيه ان تكون غير عربي، كانت المقالة حواراً ذاتياً طرح هو أسئلته وأجاب عنها، شرح فيه بالتفصيل كيف ينظر حضر الحجاز في مكة والمدينة إلى أنفسهم وإلى غيرهم من أبناء القبائل، وهذا النوع من الكتابة نادر للغاية، لأنه يحتاج إلى ثقة كبيرة بالذات وصدق مع النفس وشجاعة أدبية.
يشير أشرف فقيه في ختام حواره الذاتي إلى فشل النظرية الاجتماعية الإسلامية، التي لم تتمكن من اقتحام هذا المجال بروح متعالية عن الانتماءات والحساسيات الضيقة. قد تكون الدراسة الفريدة التي قامت بها ثريا التركي، وبكر باقادر عن (جدة أم الرخا والشدة)، أهم دراسة منشورة حتى اليوم، وقد استغرقت أربع سنوات من العمل الدؤوب، وهي تكشف بجلاء عن التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في مدينة جدة منذ أربعة عقود، وربما تحوي بعض صفحاتها بعضاً من الإجابة عن بعض ما أثاره هذا المقال.
وإذا كانت الحضارة الإسلامية نتاج نخبة العقول من أعراق وقوميات وإثنيات متعددة، فإنه ليس غريباً أن تكون الدولة السعودية الثالثة قد نهضت بفضل نخبة من العقول العربية التي كان الملك عبدالعزيز يفخر بها.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 03:27]ـ
بارك الله فيكم ..
بعض الحقائق عن كاتب المقال:
المزيد .. عن دين النقيدان الجديد .. !! (الإنسانية)
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/50.htm
ومسألة (الكفاءة في النسب) تكلم عنها العلماء قبل ولادة الشيخ بكر رحمه الله
ولا أدري عن رأيه شيئًا
وهنا الرأي الموافق للأدلة الشرعية
http://www.islamqa.com/ar/ref/65510
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 07:34]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل(/)
رسالة إلى الأستاذ إبراهيم السكران حول مقاله: دبلجة الواقع ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 06:20]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فقد كان من سوالف الأقضية أني تابعتُ بعض ما يكتبه الأستاذ إبراهيم السكران مما يقذفني به نقلة مقالاته في المنتديات، وأسراب الحمام الزاجل المرفرف في سماء البريد الإلكتروني، ومما حثني على قرائتها أيضاً غير ذلك الإلحاح الإعلامي باسم الرجل = إلحاح الإعلامي عبد العزيز قاسم ولهجه بذكر اسم الرجل في برنامجه البيان التالي.
وكان من سوالف الأقضية أيضاً أنني كنتُ أرضى بعض أفكاره وأرد أخرى،ولربما أسررتُ بنقد ما أرده لتلك الحمامة الزاجلة التي أرسلت لي المقالة، وربما كتمتُ غير مستكتم، ولم أنشط يوماً لجعل هذا النقد عاماً؛لعلة أحياناً،ولغير علة إلا الكسل أحياناً أخرى.
ثم قذفت علي المدافع آنفة الذكر صبيحة هذا اليوم بمقالة الأستاذ الأخيرة والتي سماها: ((عصر دبلجة الواقع)).
وكالعادة عرفتُ منها وأنكرتُ، وكادت تلقى مصير أخواتها من مقالة الأستاذ وغيرها مما تطوف به العين كل يوم فتعرف منه وتنكر ثم تُعدي عنه إلى غيره فالعمر قصير والحوادث جمة.
لكني إذ انتهيتُ من قراءة تلك المقالة بالذات= أحسستُ بضيق شديد يُطبق على نفسي، وطلبتُ علة هذا الضيق فوجدتُ أني كما أكره الباطل وأحب للرجل أن يرتد عنه = فإني أكره كرهاً شديداً أن يرتد الرجلُ عن الباطل إلى الباطل، وأكره أكثر من أولئك أن يرتد الرجل عن الباطل إلى الحق ثم هو ينتصر للحق بالباطل، فإن الباطل المتدثر بدثار الحق المستتر بين ثنياته هو أخفى ولربما أكثر خطراً من الباطل المحض الذي يأتيك بوجهك الذي تعرفه كفاحاً من غير تقية ولا دُلسة.
وطلبتُ زوال هذا الضيق عن نفسي فوجدته لا يزول إلا بتنقية الحق الذي انتصر له الأستاذ من أسلحة الباطل التي شهرها والإبقاء على أسلحة الحق وحدها لينتصر حق بحق ولتبق ساحة الحق طاهرة الذيل عن أن يحوجها مقام النصرة والبيان لأن تطلبه بباطل الحكم وساقط البرهان.
وقصداً إلى المطلوب أقول: لستُ أخالف الأستاذ في أن بعض نقاد الواقع السلفي يمارسون فبركة الصور ودبلجة الواقع فهذا حق لا يماري فيه ذو نهية وبصيرة،لكن الأستاذ وهو يبين هذا الحق دفاعاً عن أهل الحق امتطى مطايا الباطل التالي ذكرها:
أولاً: الإجمال المعيب بل والقبيح جداً في توصيف ونقد نقاد الواقع السلفي، وأخشى أن تلك بقية من حال الأستاذ قبل، فلئن كان أهل باطل يعرفه الأستاذ من قبل ينقدون أهل الديانة والشريعة نقداً مجملاً مستطيلين بعيوب فريق وأخطاء فريق وزلات فريق على أمة بأسرها فيعممون ويجملون = فقد حشر الأستاذ نقاد الواقع السلفي في سلة واحدة وظن أنه بذلك غير ملوم ولا معاب،بينما العيب في ذلك يركبه من ساسه لراسه كما يقول الناس عندنا، وفي رواية أخرى يتناقلها الناس يقولون: ((صوابع إيديك مش زي بعضها))،وعقلاء الناس ربما قالوا: لا يستويان مثلاً من أراد الحق واجتهد في طلبه ومقصوده الإصلاح وإن أخطأه، ومن غرضه نقد الواقع السلفي؛لأنه هو النموذج الغالب المسيطر فلئن قُضي عليه اهترئت ورقة التوت وتفرق من الصف ما يُدني زمان هزيمته، وهذا الحشد والإجمال للمخالفين للحق يستخفه كثير من المدافعين عن الحق؛ لأنه يسهل مهمتهم ولا يحوجهم إلى تنويع المخاطبة بحسب درجة المخطيء وقصده وحجته وسالف أصله وسالم منهجه،كما أنه لا يحوجهم لتلك المجاهدة العنيفة التي تقتضيها إقامة العدل والقيام بالقسط بين الناس.
وطلب السهولة ومركب الخفة في تقرير الحق ونقض الباطل كثيراً ما يوقع القائم بالحق في مزالق لا ترضي الحق جل وعلا وليس أهون تلك المزالق= الغضب على من لا يغضب عليه الله ورسوله، وعقوبة من ربما عفى الله عنه،وتأثيم من لعل الله يأجره،وليس أهون تلك المزالق إلقاء التهم وتوزيع التصنيفات وتشريح النوايا على نحو لئن صلح مع جنس من مخالفي الحق=فليس يصلح يقيناً مع كل مخالف للحق، ولكن باب الفصل بين أجناس المخالفين للحق وما يستحقه كل منهم من الأحكام وأنواع المخاطبات باب عسر لا يلج منه فيحسنه إلا الفقهاء بدين الله القائمين بالعدل الشاهدين به،ولعل نصيحتنا تسوق الأستاذ لشيء من طلب هذا الباب = فيعفيه الفقه به من ذلك المزلق الخطير الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
وقع فيه في مقاله والذي ظهر فيه وفي مقالات سابقة ظهوراً لا يحوج كشفه إلى بيان، ومع ذلك فلا بأس من بيان مختصر:
عبر الأستاذ بتعبير الطوائف الفكرية عن ناقدي الواقع السلفي المتوسلين لنقده بدبلجة الواقع وساق صوراً معلومة لهذه الدبلجة وأصاب ولاشك ان هناك مبالغة في تصوير الواقع بهذه الصورة، ولكن خطأ الأستاذ: يتمثل في أنه لم يتنبه إلى أن الذين فعلوا ذلك ليسوا أمة واحدة، بل منهم من فعله على سبيل القصد والعمد للكذب والفبركات عل حد تعبير الأستاذ،ومنهم من رأى صورة الواقع هكذا كما هي في بعض هذه الأمثلة (وإلا فبعضها لا أعلم من أهل العلم والفضل والاجتهاد من يتهم الواقع السلفي بها)،أقول: هناك من يرى تلك هي صورة الواقع السلفي خاصة فيما يتعلق بمسألتي سد الذرائع والاجتهاد والخلاف وليس هو في رؤيته تلك أبداً بالوصف الذي وصفه الأستاذ فقال أنه: (("كذب محض وشهوة افتراء تعيث بنفوسهم ونقمة على الاسلاميين وطلبة العلم والمتبعين لمنهج السلف تدفعهم لتشويههم بهذا الشكل.)).
فإن قال الأستاذ: إنما عنيتُ بهذا الوصف صنفاً معيناً من نقاد الواقع السلفي = قلنا فهذا إذاً هو الإجمال المعيب الذي سيمتطيه من يحب أن يصفع بكلماتك وجه بعض المصلحين من أهل العلم السلفيين الذين يرون أن هناك أخطاء ليست نادرة في تلك الأبواب، وسواء علينا صوابهم وخطأهم في ظنهم فليسوا هم أبداً بمن يعاقب على اجتهاده فتكون عقوبته الشرعية هي تلك الألفاظ التي فاحت من فمك وليسوا أبداً ممن يسوغ للمرء أن يشيع في الناس مقالة تحتمل منه أنه أرادهم بهذا الخطاب احتمالاً له من الوجاهة ما يرجع بالعيب على من صاغ المقالة ولم يحترز ولم يبين طبقات الناس ممن يخالفهم وطبقات أحكامهم ..
بقيت الأخرى والسوأة: أن يكون الأستاذ يرى أن كل من ذهب في مثال ولو واحد من أمثلته فرأى الواقع كما هو كذلك ولم ير أن ذلك دوبلاجاً بل أداه اجتهاده ونظره إلى أن هذا هو الواقع = أن يكون الأستاذ يرى أن كل من ذهب لهذا ولو اجتهاداً أنه كذاب يصدر عن محض وشهوة افتراء تعيث بنفوسهم ونقمة على الاسلاميين وطلبة العلم والمتبعين لمنهج السلف تدفعهم لتشويههم بهذا الشكل أو كما قال لا فض فوه.
فإن كان يرى ذلك = فأخشى أن الأستاذ قد قادته الحمية في رجوعه لحظيرة الحق حتى ما انتبه أن بعض أفراد حظيرة الحق قد يقع منهم من البغي والعدوان وعدم مراعاة العدل مع مخالفيهم ما يتنزه منه وعنه الحق،ويوجب على الداخلين في الحظيرة أن يتنزهوا منه ليتم لهم صلاح أعمالهم؛ فإنه لا تقبل صلاة رجل أحدث حتى يتوضأ، ولربما قاد الأستاذ عدم تنبهه هذا فخلط لحماً بعظم وظن أن ذلك البغي والعدوان مادام داخل الحظيرة فإنه يعطيه صك غفران يَجُبُ عنه ما يعلق بسيفه في معركة الانتصار للحق.
ونعم. المنتصر للحق مجاهد ولكن المجاهد قد يكون باغياً ظالماً، وقد يلج أبواباً تبلغ به أن يتبرأ حملة الحق بالحق من فعله، ولا أحسب الأستاذ إن كان قد أراد الثانية إلا قد بغى وظلم ظلماً أحب له أن يرجع عنه حباً سيعدل حبي لرجوعه عن باطله القديم ..
ثانياً: وهي جهة الباطل الأخرى التي دخلت على المقال وإن كانت درجة بطلانها أخف من سابقتها = أعني سلوك الأستاذ مسلك المغالطة في تقرير وجه حجته وموضع ذلك: أن منازعيه من أهل العلم والفضل الذين يرون أن بعض تلك الأمثلة موجودة في الواقع لا يقولون أن الواقع السلفي خلو بمرة من مراعاة وجه الصواب فيها، ولو قالوا هذا = لساغ لك حينها أن تورد أمثلة فتح عدم اعتبار أهل العلم لسد باب الذرائع أحياناً أو مراعاتهم لفقه الخلاف أحياناً،وإنما محل النزاع بينك وبينهم: أن ما تراه أنت نادراً كمثال الدبيان يرونه هم غير نادر بل كثير، ولاشك أن وجه الحجة في هذا النزاع لا يكون بذكر أمثلة على فتح الذرائع أو مراعاة فقه الخلاف وإنما يكون بمناقشة حججهم على هذه الكثرة ومناقشة الأمثلة التي يذكرونها او تشبه أن تكون مقصودهم، بل ومناقشة مطالبتهم بآثار مراعاة فقه الخلاف في فتاوى أهل العلم مادمت تزعم أنها موجودة، فهم ربما سألوك عن آثار مراعاة فقه الخلاف في مسألة صلاة الجماعةوالتي لم يكن ينبغي أن يقودنا شذوذ الرجل الذي انتصب للكلام فيها عن أن نبين رتبتها في الخلاف والفرق بين موارد الحكم الشرعي فيها وموارد السياسة الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه هي نفسها مغالطتك في مقالك عن الإقليمية فذهبت تعدد العلاقة بين العلماء المحليين والعلماء من أماكن أُخر،وفاتك في خضم المغالطة أن تدخل في محل النزاع فتذكر مستوى هذه العلاقة حين حدث خلاف الرأي (كما حدث مع الألباني وخروجه من المملكة مثلاً).
أما مستواها في وفاق الرأي فلم ينازعك فيه أحد أصلاً لتجعله حجة على موطن النزاع.
فليس النزاع في أنهم يراعون فقه الخلاف في مسائل هي من مسائل الاجتهاد وأكثرها من المستجدات وإنما النزاع في دعوى مخالفيك أن من أهل العلم من لا يراعي فقه الخلاف في أبواب هي من الخلاف السائغ لولا أن بعض أهل العلم نشأ على قول فيها فيريد أن يصادر قول غيره وأن ذلك ليس بقليل ..
وليس النزاع في عدم فقه العلماء بضوابط سد الذرائع وليست هذه هي دعوى جنس مخالفيك بل أهل الفضل والاجتهاد من مخالفيك يقرون لأهل العلم بالفضل ومعرفة ضوابط الباب جملة ولكن دعواهم هو أن هناك توسعاً في تطبيق القاعدة في أبواب، وخطأ في تطبيق الضوابط واعتبارها في أبواب، ومثل ذلك لا يناقش بأن هناك توسعاً في عدم تطبيقها في أبواب أخرى بل تلك منك مغالطة وإنما وجه الحجة هو مناقشة تلك الأبواب المدعى فيها التوسع في التطبيق نفسها ورد دعوى أنها توسع في التطبيق ..
وأرجو أن يكون واضحاً أنني بهذا لا أنتصر لقول من يعيب العلماء بعدم مراعاة الذرائع أو من يتهمهم بالإقليمية،أو عدم مراعاة فقه الخلاف، فلم أشتغل بذلك أصلاً، وإن اشتغلت= فلا أرى صواب رأي أولئك المجتهدين المصلحين تماماً بل ولي مقالات في نقد بعض مسالكهم، وإنما غرضي بيان موضع المغالطة في حجتك، ولو صدرت تلك المغالطة مع حسن مخاطبة وعدل مع مخالفيك = لهان أثرها، أما أن تكون تلك المغالطة في الحجة مع إجمال يخلط المجتهدين بأهل الريب والفتن = فذلك هو ما يخالف تمام الصدق،ويخدش حجة إحقاق الحق، ويُضيع مقام رحمة الخلق ..
فجماع مقالك أخي الأستاذ إبراهيم: هو أنه انتصار للحق ورد لمسلك غير حسن أصبت في تصوره لكنك في انتصارك وقعت في نوعين من المغالطة (ولنجعلها غلطاً لا مغالطة):
الأول: مغالطة التعميم في الحكم على من يرى الواقع كذلك في بعض الأمثلة فعممتَ وأجملت فيمن يرى ذلك وحكمت الحكم الذي ذكرتَ، والحال لا يخرج عن خطأ في التعميم بهذا الظلم لعلك لم تقصده ولعلك تحفظ مقام المخالف لاجتهاد وقصد للحق.
أولعلك ترى جميع مخالفيك يستحقون ذلك الحكم وأحسن الظن بك وأبرئك أن تكون تقصد الثانية، وتهمة الإجمال المعيب والتعميم والغلط الخطابي أسهل من تهمة الظلم والبغي والعدوان على المجتهدين القاصدين للحق وإن أخطأوه.
النوع الثاني من الغلط الذي وقعت فيه: مغالطة في الحجة والاستدلال بأن تجاهلت المطلوب ورحتَ تحتج على مالايخالفك فيه منازعك الذي لم يدع أصلاً أن السلفيين لم يصيبوا في جنس تلك الأمثلة وإنما دعواه في جهة أخرى هي وقوع الخلل فيها بصورة ظاهرة وليست نادرة مما يستوجب العلاج،وليس ادعاؤك لكثرة الصواب بأولى من ادعائه لكثرة الخطأ حتى تصلح كثرة الصواب التي ادعيتها حجة على كثرة الخطأ التي يدعيها، وإنما طريق الحجة هو نقد كثرة الخطأ الذي يدعيها لا الاحتجاج عليه بكثرة الصواب التي لا ينكرها بعض مخالفيك ..
هذا ما أردتُ بيانه إحقاقاً للحق وحباً له ورحمة بالخلق وإعذاراً لهم ..
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 09:03]ـ
الأستاذ الفاضل: بوركت وجزاك الله خيراً.
لعلك إن كنت متابعاً لما يكتبه الأستاذ إبراهيم تجد له كلاماً في ذات الطريق الذي تسلكه بانتقادك، فلقد وضح غيرما مرة أن المخالفين درجات وأن من الظلم أن نجعلهم في سلة واحدة!
وهو وإن كان يصرح بمحاذرة التعميم مرة، ويغضي عنها أخرى - كما في المقال المنقود - إلا أنه متوجه بسهامه إلى قوم هم أبعد ما يكونون عن العلم والتحرير، بل هم ينطلقون من منطلقات مدنية، ويتكلمون في الذرائع والاجتهاد وغيرها من مسائل الشرع بجهل وتحامل، ويكاد قصده إياهم يكون واضحاً عند من يعرف بساط حاله في كتاباته ومواجهاته ومشواره الفكري.
ولا أوافقك في المبالغة من التحرز عن تعميم سبقه تخصيص أو تلاه، يؤدي غرض صاحب الكلام من كلامه، وليس شرطاً أن ينص على التخصيص في كل قطعة ومناسبة، إذا كان مراده قد اتضح!
فكيف والسكران يكاد قارئه أن يذكر أسماء خصومه في مقاله؟!
هذا ما يتعلق بجزئية التعميم، وإن كنت موافقك في الجزئية الأخرى من نقدك، إلا أن مما يهون الأمر: أنه لا يقصد أهل العلم ممن تحصل عنده نقد للواقع الشرعي، بل قصده للنقد المتحامل عند خصومه التنويريين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 09:12]ـ
بارك الله فيك ..
أوافقك تماماً على أن الوسوسة في اشتراط تخصيص ما يوهم التعميم في كل مقام ومقال = مرفوضة ..
ولكني أرى هذا المقام من أحوج هاتيك المقامات للبيان والتفصيل، خاصة وقد سبقت سوالف من بعض الناس لا نرضاها جميعاً = كان يُجمع فيها الرجل مع أعداء الدعوة والليبراليين لمجرد نقده لبعض جهات أو أعيان الواقع السلفي ..
ومما يوكد الحاجة للبيان هنا:أن الكلام عن فقه الخلاف والذرائع والخلل المظنون في الواقع السلفي فيهما إنما صدر أكثره مقالاً وأعرضه بياناً من فئة المجتهدين أكثر من صدوره من الفئات المدنية التي لا تحسن بيان تلك الأبواب أصلاً وإن بينوه فهم تكأة على المجتهدين المذكورين ..
ولا يستويان رغم ذلك ..
جزاك الله خيراً على مشاركتك المفيدة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 12:22]ـ
بارك الله فيكم أخي الشيخ عبدالوهاب .. فقد كفيت ووفيت ..
وإن كنتُ أكاد أجزم أن أباعمر يضم بعض الدعاة " المتلونين " للمقصودين بمقاله ..
ومَن جعلهم في مقام " المجتهدين "! فهو إما جاهلٌ بحالهم، أو مُحسنٌ الظن بهم، أو هو ممن عناهم الشاعر بقوله:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم
والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيتُ في قوم يُزين بعضهم
بعضًا ليستر معور عن معور
ومن رجع لرسالة أخي د / عبدالعزيز البداح: " حركة التغريب في السعودية .. المرأة أنموذجًا " وجد بعض أسمائهم تحت مبحث " الشرعيين الذين مهّدوا الدرب للمفسدين! " وقد أجاد نقدهم ولم يُجامل ..
وفق الله الشيخ إبراهيم السكران، وجزاه خيرًا عن مقالاته الثمينة، التي تجىء عن خبرة بحال القوم ..
والله الهادي ..
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 12:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتقادات تليق بفكر متقد بحثا عن حضارة الحق وسبل النجاة اليها المشكل في تعني هذا الانتقاد الذي لايليق به الا ان يوصف بإفلاس الذريعه والتحامل بلا مناسبه
الا تناسب الفريه في هذا المقتص من موضوعك:
فقد كان من سوالف الأقضية أني تابعتُ بعض ما يكتبه الأستاذ إبراهيم السكران مما يقذفني به نقلة مقالاته في المنتديات، وأسراب الحمام الزاجل المرفرف في سماء البريد الإلكتروني، ومما حثني على قرائتها أيضاً غير ذلك الإلحاح الإعلامي باسم الرجل = إلحاح الإعلامي عبد العزيز قاسم ولهجه بذكر اسم الرجل في برنامجه البيان التالي.
وكان من سوالف الأقضية أيضاً أنني كنتُ أرضى بعض أفكاره وأرد أخرى،ولربما أسررتُ بنقد ما أرده لتلك الحمامة الزاجلة التي أرسلت لي المقالة، وربما كتمتُ غير مستكتم، ولم أنشط يوماً لجعل هذا النقد عاماً؛لعلة أحياناً،ولغير علة إلا الكسل أحياناً أخرى.
ثم قذفت علي المدافع آنفة الذكر صبيحة هذا اليوم بمقالة الأستاذ الأخيرة والتي سماها: ((عصر دبلجة الواقع)).
وكالعادة عرفتُ منها وأنكرتُ، وكادت تلقى مصير أخواتها من مقالة الأستاذ وغيرها مما تطوف به العين كل يوم فتعرف منه وتنكر ثم تُعدي عنه إلى غيره فالعمر قصير والحوادث جمة.
مع الحسد فأنت اخي ابو فهر السلفي اوهمت قارئك بأنك تجد من مقالات الشيخ ابراهيم السكران اخطاء لاتغتفر وهو الذي أتي في تبيانه بمالم يأت به علماء أفذاذ وطوع خطابه للفهم العام وسرد البراهين والأدله من النصوص التشريعيه في دين الاسلام ثم نجد انك تنتقد انه لم يعمم في مالا يستوجب التعميم وانه يخطيء في الإستدلال في ماوفقه الله اليه ووافقه العقل والمنطق من كل من يقرأ له وهو يبتغي الحق
وأخيرا من المنطق المعقول والمقبول انه لايمكن للشيخ ابراهيم ان يوسع نطاق انتشار مقالاته وبحوثه اذا كان نتاج مايكتبه عدد يعجز عن ملاحقته أنبغ الباحثين والمفكرين وفي وقت كوقت بداية انتشار اسمه ورقيه في سماء المعارف المعاصره عن الفكر الاسلامي ولعلمك اني نقلت له العشرات من المقالات والبحوث في العديد من المنتديات وانا لاأعرف عنه الا اسمه وصورته وفكره وانا شخص واحد
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 12:32]ـ
حسد مرة واحدة .. استر يا رب ..
ما علينا ..
===
وإن كنتُ أكاد أجزم أن أباعمر يضم بعض الدعاة " المتلونين " للمقصودين بمقاله ..
لعلك أخي عبد الوهاب قدرأيت مثالاً عملياً على ما أقصده أنا وأجعله محلاً للانتقاد في مقالة أخينا أبي عمر إبراهيم السكران؛ إذ يضعه بعضهم في غير موضعه لمكان الإجمال والتعميم،وأعني بالمثال تلك المشاركة الاستبطانية التي دبجها يراع الشيخ سليمان الخراشي فما زاد فيها على أن أكد أن ما في الحظيرة مما يوجب التطهر منه= يحوج إلى عمل وكد حتى يخلص الصف السلفي من أوضار البغي،ومن نفثات حلولية الحق التي لاترى إلا أنها والحق والصواب قد تجسدا في مسلاخ واحد تجسداً تحسد صاحبه على تصور فكرته والتعايش معها جمهرة مجمع خلقيدونية ..
ـ[العرب]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 12:58]ـ
كاد المريب أن يقول خذوني!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 01:15]ـ
،وأعني بالمثال تلك المشاركة الاستبطانية التي دبجها يراع الشيخ سليمان الخراشي فما زاد فيها على أن أكد أن ما في الحظيرة مما يوجب التطهر منه= يحوج إلى عمل وكد حتى يخلص الصف السلفي من أوضار البغي،ومن نفثات حلولية الحق التي لاترى إلا أنها والحق والصواب قد تجسدا في مسلاخ واحد تجسداً تحسد صاحبه على تصور فكرته والتعايش معها جمهرة مجمع خلقيدونية ..
هذا مؤسف اخينا ابو فهر فأنت استدركت مالا يمكن استدراكه الا لمن حمل بين جنبيه ماقد يصدق فيه ماستنكرته ولم تعلق عليه
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 01:35]ـ
وإن كنتُ أكاد أجزم أن أباعمر يضم بعض الدعاة " المتلونين " للمقصودين بمقاله ..
ومَن جعلهم في مقام " المجتهدين "! فهو إما جاهلٌ بحالهم، أو مُحسنٌ الظن بهم، أو هو ممن عناهم الشاعر بقوله:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم
والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيتُ في قوم يُزين بعضهم
بعضًا ليستر معور عن معور
ومن رجع لرسالة أخي د / عبدالعزيز البداح: " حركة التغريب في السعودية .. المرأة أنموذجًا " وجد بعض أسمائهم تحت مبحث " الشرعيين الذين مهّدوا الدرب للمفسدين! " وقد أجاد نقدهم ولم يُجامل ..
وفق الله الشيخ إبراهيم السكران، وجزاه خيرًا عن مقالاته الثمينة، التي تجىء عن خبرة بحال القوم ..
والله الهادي ..
ويؤكد ما ذهبت إليه شيخ سليمان مقالات أخرى للشيخ إبراهيم السكران كان وضوحها في تناول بعض المتلونين يغني عن التصريح باسمائهم.
جزى الله الشيخ إبراهيم خير الجزاء، وثبتنا وإياكم على الصراط المستقيم .. آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 03:12]ـ
والشيخ ابراهيم انتقد بعض السلفيين أيضا في مقاله هذا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56786&highlight=%C7%E1%D5%D1%C7%DA+% C7%E1%DD%DF%D1%ED
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 03:52]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، و سلم:
- موضوع النقد الذاتي، موضوع قديم متجدد، و في الحقيقة قد نصحت و فعلت و أفعلت قديماً و حديثاً بيني و بين نفسي و بيني و بين الإخوة كتابةً و مشافهةً، و ما أظنُّ الأمر يخرج عن: موضع التلقي، و للأقدار نصيب، و لطالب العلم أن ينظر و يتأمل.
و رحم الله، الأستاذ علال الفاسي - صاحب المقاصد، الكتاب الشهير -، قال في كتابه (النقد الذاتي):
إنَّ لكل قضية صورة كاملة، و إن المفكر بمثابة الرسام الذي يجليها أمام نفسه أولاً، ثم أمام الجمهور ثانياً، و إذا لم ينجح الرسام في تمثل الصورة التي يريد تسجيلها تمثلاً كاملاً، بما فيها من نور و ما يكتنفها من ظلال، فإنه لن يستطيع أن يبرز للناس إلا رسما ناقصاً أو أسطورياً لا يمتُّ للذات التي يريد إبرازها بصلة، و هكذا شأن المفكر فإنه إن لم يستحضر كل أجزاء الموضوع الذي يتناوله بالنظر، و لم يحط بكل جوانبه فإنه لا يتسنى له أن يعرضه للناس مبتوراً أو مشوهاً، أو لا يعرض إلا جهة منه لا يدري هو موقعها من بقية الجهات.
و على اللبيب الفهم، و التطبيق على ما أراد أخونا.
- ما وقع به السكران - حفظه الله - هو ردة ُ فعلٍ و لا ريب، و ردود الفعل غالباً غير متوازنة، و قد كتبت كلاماً قديماً في هذا، قديماً جداً، و لكن .. "إنْ كان للحَجر إحساس .. لقالتْ: ارحم نفسك"!
- أكررها هنا و هناك: نقد السلفية ليس مقصوداً لذاته، و لا يصح ُّ اهتبال الموضوع للنقد المحض، بل للتصحيح و الرفد و التجديد و إعادة التوازن و العمل على النضوج و الخروج من الأزمة، و رحمنا الله و إياكم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 04:33]ـ
الفاضل إبراهيم السكران وفقه الله قد ذاق طعم الباطل بنوعيه وبجهتيه اليمين واليسار , وهو الآن يتلمظ الحق والحق أحق أن يُتبع وهو الوسط الصح لا الوسط الغلط فانتبه يا إبراهيم لتنعم بمثل قوله تعالى {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا}.
ولكن أسال الله أن يكفيك أبا عمر بما شاء من لن يستطيع الاستلذاذ بطعم الحق بعد أن تلمظه!
فتذكر حينئذ يا رعاك الله قوله تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ}
واسمع واطع لقوله سبحانه {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
وفقك الله أبا عمر وألهمك الرشد والسداد.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 07:09]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، و سلم:
- موضوع النقد الذاتي، موضوع قديم متجدد، و في الحقيقة قد نصحت و فعلت و أفعلت قديماً و حديثاً بيني و بين نفسي و بيني و بين الإخوة كتابةً و مشافهةً، و ما أظنُّ الأمر يخرج عن: موضع التلقي، و للأقدار نصيب، و لطالب العلم أن ينظر و يتأمل.
و رحم الله، الأستاذ علال الفاسي - صاحب المقاصد، الكتاب الشهير -، قال في كتابه (النقد الذاتي):
إنَّ لكل قضية صورة كاملة، و إن المفكر بمثابة الرسام الذي يجليها أمام نفسه أولاً، ثم أمام الجمهور ثانياً، و إذا لم ينجح الرسام في تمثل الصورة التي يريد تسجيلها تمثلاً كاملاً، بما فيها من نور و ما يكتنفها من ظلال، فإنه لن يستطيع أن يبرز للناس إلا رسما ناقصاً أو أسطورياً لا يمتُّ للذات التي يريد إبرازها بصلة، و هكذا شأن المفكر فإنه إن لم يستحضر كل أجزاء الموضوع الذي يتناوله بالنظر، و لم يحط بكل جوانبه فإنه لا يتسنى له أن يعرضه للناس مبتوراً أو مشوهاً، أو لا يعرض إلا جهة منه لا يدري هو موقعها من بقية الجهات.
و على اللبيب الفهم، و التطبيق على ما أراد أخونا.
- ما وقع به السكران - حفظه الله - هو ردة ُ فعلٍ و لا ريب، و ردود الفعل غالباً غير متوازنة، و قد كتبت كلاماً قديماً في هذا، قديماً جداً، و لكن .. "إنْ كان للحَجر إحساس .. لقالتْ: ارحم نفسك"!
- أكررها هنا و هناك: نقد السلفية ليس مقصوداً لذاته، و لا يصح ُّ اهتبال الموضوع للنقد المحض، بل للتصحيح و الرفد و التجديد و إعادة التوازن و العمل على النضوج و الخروج من الأزمة، و رحمنا الله و إياكم.
كلهم يقولون ننقد لأننا نريد التصحيح، نكاد نصدقهم ثم عند تأمل نقدهم نجده بين اثنين:
1 - نقد فُتن بالمدنية، فلا يخرج عن دائرة أن الفتاوى السلفية تعرقل حركة الحضارة وتبطئ بالتنموية!!!
2 - نقد مهزوم مأزوم، قد أثرت في صاحبه سياط أصحاب المناهج المنحرفة، فآثر السلامة ولم يجد طريقا لذلك خيرا من التخندق مع الجلادين، ليمسك بسوط بغيٍ يجلد به من بقي على سلفية أبي بكر وعمر!!
الاثنان حقيقان بوصف ردة الفعل، والاثنان حقيقان بتهمة أللا توازن .. والاثنان يصدق فيهما قول الباري جل وعز ((كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 10:43]ـ
الفاضل أبا فهر زاده الله توفيقا وتسديدا!
واضح جدا أن المقال من العام الذي أريد به الخصوص، وأن أحدا لو وضع مفردة " اللبراليون" بدلا من جملة الكاتب" الطوائف الفكرية" لكان مصيباً، وربما لم يدر بخلد كتاب المقال - وقت كتابته- ما أومأت إليه من النقد السلفي البناء من بني المنهج السلفي أنفسهم.
لذا؛ حبذا لو كانت رسالتك تعقيبا يسيرا مكملا لمقال الشيخ السكران في نفس الرابط الذي نشر عليه المقال في المجلس هنا.
دمت موفقا!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 11:31]ـ
بارك الله فيك ..
أما إرادة الأستاذ إبراهيم = فقد ذكرت فيها الاحتمالين ..
وأما ما يوهمه الكلام بدلالة معتبرة على الإيهام الموجب للبيان = فهذا الإيهام والإجمال المعيب ثابت بدلالة أن مشتغلين بالعلوم الشرعية كالذين ترى أسماءهم هنا قد بدأوا يجزمون ويقطعون ويفهمون وإلى مقالات أخرى يشيرون إن المسألة مش ليبراليين وبس ..
وعموماً فقد نشر نقدي في موارد مقال الأستاذ وحلت نسخة منه على بريده الكريم فتقبلها بقبول حسن، والحمد الله الذي لا يحرم الأجر عباده المجتهدين ما صدقوا وأصلحوا وكانوا من المؤمنين ..
وجزاك الله خيراً ..
ـ[الباز]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 03:43]ـ
أخي أبا فهر سدد الله بنانكَ على ما رقمت ..
ولا أظن أنك إلا ناصحٌ، ولكن مجمل نتاج (السكران) منذ ورقة (مآلات الخطاب المدني) إلى مقالة (دبلجة الواقع) يتجه على أناسٍ معروفين إذا أبهمهم في موضع دون موضع، فإنك إذا استقرأت مجمل نتاجه وجدت أنه قد يخصص بشيء من الأوصاف التي تكاد تنطق باسم المقصود بكلامه، وفي مواضع يجعل كلامه عاماً لكنه في سياق نقد ذلك المقصود أيضاً.
وأما في (المناطقية) فليته كتب المقال بشكل أفضل ..
لكن أقول للإخوة المعقبين على أبي فهر ..
اجعلوه ينقد السكران أيها الإخوة!
فإنما النقد -بهذا الأسلوب الذي انتهجه أبو فهر- سينفع أبو عمر ولن يضره!
اليوم .. قلَّ أن نجد كاتباً ينقده نقداً بناءً من إخوته ورفاق دربه، إنما النقد الذي يتلقاه أبو عمر اليوم موجّهٌ -كما تقصيتُ باجتهاد وقصورٍ- من الطوائف الفكرية الأخرى المناهضة للسلفية، بل والتي ترى أن مهمتها تفكيك السلفية!
فاجعلوه يسمع نقداً أخوياً يبيّن له بعض ما يخفى على أي بشر ..
والرجل اليوم لا يكاد يَسمعُ إلا ثناءً وتبجيلاً من أهل الحق، أقول هذا واجبٌ عليهم، ولكن لابد أن ننصح للرجل إذا رأينا ما يستوجب ذلك ..
وأسأل الله -كما نصر به السنة- أن يثبته على الدين
فوربي لقد دكَّ بقلمه عروش أهل الباطل، وأناسٍ غصت حلوقهم بما يكتب .. أقول ذلك من واقع تجربة وخبرة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 04:46]ـ
جزاك الله خيراً ..
ولقد تلقى الرجل مقالي بقبول حسن جداً،ولولا الحياء مما في رسالته لي من الثناء = لنشرته، ولم أكن لأشير إلى رسالته لي إلا لدلالته على حسن خلق الرجل وسماحة نفسه ..
وهذا سيشجعني على نصيحته كلما بدا لي فهو رجل عاقل، ووالله إني أحبه ..
وقد قلتُ قبل ذلك:
أن من صدق في النصح ومحض المحبة للمنصوح وعرف له فضله = كان أهدى لإصابة الحق ممن انصرف للنصح غير الخالص والمحبة غير الفصيحة وإهدار الفضل أو تغبيش الإقرار به؛ فإن ذاك الأخير يقف على الخطأ فيغره فيؤزه فيريد أن يصول به فيعجل فيكون أسرع خطأ وأبعد عن الإصابة ..
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 05:20]ـ
أقلوا على المفضال أبي فهر لومكم وعتابكم
فهذا الموضوع "قليل الفائدة" ليس فيه نَفَسُ موضوعات أبي فهر الناضحة بالفوائد(/)
الحج لفضيلة الشيخ فتحي أمين عثمان
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 08:00]ـ
جاء في كتاب (قضية التوسل والوسيلة) لفضيلة الشيخ فتحي أمين عثمان ص 110 – 117 هذا المقال الرائع في بيان ركن الإسلام الخامس ومؤتمر المسلمين العظيم ورمز التوحيد الباهر والذي هو بعنوان (الحج) فلتتفضّلوه مشكورين:
الحج
يقول الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله في مجلة الهدي النبوي (1):
الحج: هو القصد المستقيم على علم وهدى بنية صادقة وقلب مخلص إلى أداء المناسك عند البيت المحرم، وتعظيم شعائر الله وحرماته في أشهر معلومة هي: شوال، وذو القعدة، وأيام من ذي الحجة من الطواف بالبيت. والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة ورمي الجمار في منى في أيام معدودات.
والعمرة مأخوذة من التعمير، وهي تعمير البيت بتعظيم شعائر الله، وإقامة المناسك مثل الحج إنها لاوقت لها معين، بل تصح في أي يوم من السنة وهي في رمضان أفضل، وليس فيها وقوف بعرفة ولا رمي جمار بمنى.
هذا على حين نجد الشيخ أبا الوفا درويش يقول:
(هل لك إلى أن تزكى، وأهديك إلى ربك فتخشى)
من ذا الذي ينكر أن الحج من خير ما يتزكى به الإنسان، ويتطهر من أرجاسه، ويتخلى من أدناسه؟
من اقرب إلى الله منك وقد تطهرت من ذنوبك، وتزكيت من آثامك، وطفت ببيت ربك ترجو رحمته، ووقفت بالمشاعر العظام تبتهل إليه، وتذكره فيطمئن قلبك بذكره، وتدعوه مخلصا له الدين حنيفا، وقد هجرت إليه أهلك وولدك ووطنك، وأنفقت مالك في طاعته، وأنضيت بدنك وتحملت وعثاء السفر في سبيله. عبادة تجمع بين إنفاق المال على حبه، وإنضاء البدن مع فرط الحرص على راحته، وفراق الأهل والوطن لا جرم أنها من خير القرب، ومن أحب وسائل الزلفى غلى الله تعالى.
قل لهؤلاء الأغنياء الذين ينفقون أموالهم في الموالد، ويقيمون المضارب والسرادقات، ويشدون الرحل لغير بيوت الله التي أذن أن تشد إليها الرحال: أنضيتم أبدانكم، وأتعبتم رواحلكم، وأنفقتم أموالكم في غير طائل وأنتم تحسبون أنكم تحسنون صنعا.
ليس شد الرحال لغير المساجد الثلاثة عبادة يثيبكم الله عليها ولا قربة تزلفكم عنده، ولكنه إثم ومعصية لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: (لا تشدوا الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى).
ومن يعص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقد عصى الله ومن عصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا.
فاتخذ أيها المؤمن الموفق حج البيت وسيلة إلى مرضاة الله، واتخذ العمرة زلفى إليه، يجب دعوتك ويرض عنك، ودع الطواغيت فأنها لا تزيدك من الله إلاّ بعدا.
والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وهو عبادة تجمع عبادات (2)، وقربة تضم قربات، وهو سلسلة محكمة الحلقات، تربط شريعة خاتم النبيين –صلى الله عليه وسلم- بشريعة أبيه إبراهيم –عليه السلام- ولوحة تمثل في اذهان الآخرين ذكريات الأولين.
لما رفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل-عليهما السلام-، أمره الله تعالى أن يؤذن في الناس بالحج ليأتوه رجالا، وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات، على ما رزقهم من بهيمة الأنعام. فصدع إبراهيم –عليه السلام- بما أمر، واستجاب الناس لدعوته؛ ثم انتقل إبراهيم –عليه السلام- إلى الرفيق الأعلى ولحق به إسماعيل –عليه السلام- وطال الأمد، وبعد عهد الناس بالعلم والدين الصحيح، فأحدثوا في الدين أمورا شوهت جماله، وابتدعوا بدعا ذهبت بروعته، وفشت في الأمة العربية جاهلية غفول، وغفلة جاهلة ألقت على وجه الحق نقابا كثيفا حجب إشراقه، وغطى ضياءه.
وجاء الإسلام لينقذ البشرية من ضلالها، وينتشل الأمة العربية من أوحالها، فاقر فريضة الحج، بعد أن نفى عنها بدع الجاهلية ومحدثاتها وأوجبها نقية خالية من الشوائب، خالصة من اللوثات.
وأمر الله محمدا صلى الله عليه وسلم بما أمر به إبراهيم –عليه السلام- من قبل، وأوجب على أمته حج البيت من إستطاع إليه سبيلا.
الحج فرار إلى الله واعتصام به، وانصراف غلى حين عن حظوظ الدنيا وفتن الشيطان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم تر إلى الرجل إذا طارده الأعداء، وضاقت في وجهه السبل. كيف يفر إلى مليكه، يطوف بقصره، ليصرف عنه السوء، ويجيره من أذى العدو؟
كذلك المؤمن إذا حزبته الامور، أو عصفت به الشرور، أو اهتوشته شياطين الفتنة، فر إلى بيت الله حيث يجد في هذا الحمى الأمين راحة لنفسه، وعزاء لقلبه، وأنسا بربه، وقوة تعينه على عدوه.
تبدأ أعمال الحج بالإحرام، وهو نية الحج مع ذكر الله تعالى، فيقول الحاج: اللهم إني أردت الحج ونويته لوجهك الكريم فيسره لي، وتقبله مني، ويسبق ذلك تجرد من الثياب المحيطة، وغسل يطهر به ظاهر الجسد، وتوبة تطهر بها الروح، وارتداء لازار ورداء محيطين غير مخيطين.
وهذا التجرد رمز للتخلي عن الدنيا، وشهواتها ولذاتها، وفتونها، والتأهب للآخرة، والتخفف للسير في طريقها كما أنه يذكره بالموت والغسل والكفن، فيدفع الإنسان إلى الزهد في العاجلة، والعمل للآخرة التي هي الحياة الحق، لا نهاية لها ولا انقضاء.
والتلبية هي الأنشودة القدسية التي تسموا بالنفس إلى عالم القدس، وتعرج بها إلى الملأ الأعلى، حين يهتف الإنسان من كلّ قلبه (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) هذه التلبية تدل على أن العبد لبى دعوة مولاه حين دعاه لزيارة بيته الكريم، ومنحه زاد السفر، والقدرة عليه، كما تذل على أنه أخلص له في سره وعلنه، ولم يجعل له في طوايا قلبه شريكا من مال ولا ولد، ولا أهل ولا وطن، ولا من سادة ولا كبراء، ولا من شياطين الأرض ولا ملائكة السماء، كما تفيد أنه يعتقد أن النعمة التي أسبغت عليه ليست إلاّ منه وحده لا شريك له، وأنه المحمود عليها دون سواه، وعلى أن العبد من أجل ذلك يترك وراءه ماله وولده ووطنه وزراعته، أو تجارته أو صناعته، ويجيء ملبيا دعوة ربه، ملتمسا ما عنده من الخير والرضوان.
والحجيج – وهم يطوفون بالبيت العتيق – يمثلون أمة حزبها أمر من الأمور، ففزعت إلى ملكها تطوف بقصره، وتسأله أن يدفع عنها المكروه، من حلول عدو، أو نزول مجاعة، أو طغيان فيضان، أو يحقق لها المنى، وييسر المطالب، إذ ليس لها من تلوذ ببابه أو تعوذ برحابه سواه.
وإني أتمثلك أيها الصديق العزيز، وأنت ترد في حماستك وغيرتك، على هؤلاء الذين يعترضون على المسلمين الذين يقبلون الحجر الأسود، أو يستلمونه ويقولون، هذه وثنية، إذ كنت تعزو مقالتهم إلى الغباء وضيق الفكر، وتقول: إن الحجر الأسود رمز، وضع في بيت الله العتيق يمثل يمين الله في الأرض يصافح بها عباده.
إن الناس لا يتسنى لهم أن يصافحوا ربهم جل ذكره وتعالى عن ذلك علوّا كبيرا، والأنبياء –عليهم السلام- الذين إذا بايعهم العبد فكأنما بايع الله لم يجعل لهم الخلد في الأرض، فوضع الحجر الأسود ليكون رمزيا إلى الأبد خالدا للناس.
من شاء أن يعاهد الله منهم على الإيمان والتقوى فليضع يده عليه إن استطاع، وليقبله إن تسنى له ذلك وليشر إليه بيده أو بعصاه إن عجز عن لمسه وتقبيله. فأين الوثنية من هذا المعنى القدسي السامي الذي لا يدركه إلاّ أولو الألباب.
والصفا والمروة من شعائر الله، والسعي بينهما يذكّر بضراعة أم إسماعيل إلى الله تعالى حين أعوزها الماء، ودعت الله دعوة مضطرة، ففجر لها الماء من صميم الصخر. فحين يسعى الحجيج بين الصفا والمروة، يستعيدون هذه الذكريات، ويظهرون ضراعتهم وذلهم وحاجتهم إلى الله فيتولاهم بلطفه ورحمته، ويبدلهم من لدنه رحمة.
والوقوف بعرفات يمثل للأذهان الموقف العظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين، ويجتمع الأولون والآخرون في صعيد واحد، ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي، فإذا ذكر الحجاج هذا اليوم وأهواله، ومثلوا لبصائرهم كرباته وشدائده حرصوا على أن يقدموا لأنفسهم من الخير والصالحات ما يكون سببا لنجاتهم من تلك الأهوال، وإنقاذهم من هذه الكربات.
وعرفات مؤتمر إسلامي عام يجتمع فيه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، فيتباحثون ويتشاورون فيما يرقي أممهم
دينيا وخلقيا واقتصاديا وسياسيا. حتى إذا عاد كل فريق إلى بلده، حاول أن يدخل فيه الإصلاح ما قبسه من غيره، فيرقى العالم الإسلامي في جميع مناحي الحياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن واأسفاه .. إن هذه الحكمة العالية تكاد تكون معطلة، فكثير من الأقطار الإسلامية لا تعرف العربية، وسكان البلاد التي تنطق العربية لا يحسنون لغات هذه الأقاليم، فلا يتسنى التفاهم بين الفريقين.
فلو أن تلك الأقطار حرصت على أن تتعلم اللسان العربي الذي هو لسان القرآن والسنة، اللسان الذي نزلت به الشريعة على خاتم النبيين، لتسنى لهم التفاهم والتخاطب وتبادل الآراء. ولجنى المسلمون من ذلك أطيب الثمرات وأشهاها.
ورمي الجمار: رمز لدحر الشيطان وحزبه، والإعراض عن إغرائه ووسوسته، إذ ليس من أصالة الرأي أن تتحذ الشيطان عدوّا ترجمه وتدحره، ثمّ تعود فتتخذه صديقا، تستجيب لوسوسته وإغرائه.
ولو أن الحاج استحضر هذا المعنى وهو يرمي الجمار، ثم احتفظ بعد ذلك بقوة إرادته وصدق إيمانه، ما كان للشيطان عليه بعد ذلك من سلطان.
ويضيف الشيخ خليل هراس أن بعض أدعياء الثقافة والعلوم العصرية لا يفقهون الحكمة من هذه الفريضة، تراهم يثيرون الشكوك حول كثير من الأعمال التي جعلها الله مناسك للحج، كاستلام الحجر الأسود وتقبيله، ورمي الجمار ونحو ذلك ويتساءلون عن الحكمة فيها، وإذا حاول أحد إقناعهم بما تعكسه هذه الأعمال المختلفة مع ما يلابسها من الأدعية الضارعة والأذكار الخاشعة على النفس من انطباعات وأحاسيس تزيد معنى الإسلام فيها صقلا وجلاء وتشعرها بمعاني العبودية الكاملة الخائفة الراجية، لم يجد الكلام مساغا لدى هذه القلوب الشاردة الغافلة، ولكننا مع ذلك سنحاول جهد الطاقة ان نقرب غليهم هذه المعاني، وإن كنا لا نرى ذلك واجبا، فإن واجب المسلم أن يذعن ويمتثل كل ما أمر به علم الحكمة من ذلك أم لم يعلمها فإن الإعتراض على الأمر إبليسية قديمة أعاذنا الله منها، فالحاج يخرج من بلده بعد أن يكون قد رد الحقوق والودائع إلى أهلها، وتحلل من كل مظلمة ظلمها، تاركا وطنا يحبه ومسكنا يرضاه وأهلا وأولادا يخاف عليهم وتجارة يخشى كسادها، متحملا مشقة السفر وأمل الفراق ووحشة الإغتراب، كل ذلك في سبيل الاستجابة لنداء ربه حيث دعاه لزيارة بيته الذي اختصه لنفسه وجعله أول بيت وضع لعبادته في أرضه.
وما هو إلاّ أن يبلغ الميقات حتى يتأهب للقدوم على مولاه، فيتجرّد من ثياب زينته ويتلفف بثياب العبودية المحضة إزارا ورداء، بعد أن يكون قد إغتسل وتطيب. ثم يهل بعد الصلاة بنسكه من حج أو عمرة، قارنا ذلك بالتلبية: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك – هذه الكلمات التي تفيض بمعاني التوحيد والإخلاص، وتعلن إقبال العبد على ربه وإسراعه في طاعته، وتخص وحده سبحانه بأن له الحمد كله والنعمة والملك وتنفي عنه الشريك في ذلك كله.
ثم بعد ذلك يلتزم في تصرفانه كلها ما التزمه العبد بحضرة سيده، فلا يصدر منه عدوان أصلا، بل كل شأنه سلم وأمان فلا يقتل حيوانا حتى ولو كان من هوام الجسم ولا ينفر صيدا ولا ينتف شعرا ولا يغطي رأسا، متجنبا الرفث والفسوق والمراء والجدال إلى غير ذلك مما يحل بإحرامه حتى يقدم مكة بلد الله الحرام فيبادر غلى أداء مناسك عمرته.
.............................. ...............
(1) – مجلة الهدي النبوي – عدد 12 سنة 1374 ه – مقال (هدي الرسول الأكرم في الحج والعمرة إلى بيت الله المعظم)
(2) – كتاب الإسلام والإيمان والإحسان: تأليف أبي الوفاء درويش
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 10:13]ـ
يرفع .. خصوصا والمسلمون على أبواب هذه الشعيرة العظيمة من شعائر الإسلام(/)
من الدكتور دراز الى طالب العلم (اعتز بشخصيتك وبآرائك وفكرك)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 03:23]ـ
يقول العلامة الدكتور محمد عبدالله دراز
تحت عنوان
ليس في القرآن كلمة مقحمة ولاحرف زائد زيادة معنوية:
........... وخذ لنفسك في طلب أسراره البيانية (أي القرآن الكريم) على ضوء هذا المصباح. فان عُمّي عليك وجه الحكمة في كلمة أو حرف فاياك أن تعجل كما يعجل هؤلاء الظانون، ولكن قل قولا سديدا هو أدنى الى الأمانة والانصاف. قل l الله أعلم بأسرار كلامه ولاعلم لنا الا بتعليمه). ثم اياك أن تركن الى راحة اليأس فتقعد عن استجلاء تلك الأسرار قائلا: أين أنا من فلان وفلان؟ .. كلا، فرُبّ صغير مفضول قد فطن الى ما لم يفطن له الكبير الفاضل. ألاترى الى قصة ابن عمر في الأحجية المشهورة؟ فجدَّ في الطب وقل: رب زدني علما، فعسى الله أن يفتح لك بابا من الفهم تكشف به شيئا مما عُمي على غيرك. والله ولي الذين آمنوا يخرجهم الظلمات الى النور. انتهى النقل من كتاب (النبأ العظيم) ص165
وطبعا كلامخ متوجه لطلبة العلم أزكياء القلوب وأذكياء العقول وعلاة الهمم، الموفَقين، لالقصار الهمة المضيعين لوقتهم في المفضول والمباحات بدلا من المذاكرة
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 04:55]ـ
أحسنت يا خالد المريسي (ابتسامة)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 05:54]ـ
النبأ العظيم .. كتاب قيم يدور حول مقاصد سورة البقرة ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 06:07]ـ
هذه المشاركة أفضل
يقول العلامة الدكتور محمد عبدالله دراز
يقول في افتتاح كلامه على حرف (الكاف) في قوله تعلى (ليس كمثله شئ) زأنه ليس بحرف زائد، وأثبت لهذه الكاف مزايا بيانية ولمحات عقدية ماكانت لتُفاد الا من ورود الكاف (وقد أتى بما لم بأت به من تقدمه، كعادته مبدع في كل ماكتب)
يقول تحت عنوان
ليس في القرآن كلمة مقحمة ولاحرف زائد زيادة معنوية:
........... وخذ لنفسك في طلب أسراره البيانية (أي القرآن الكريم) على ضوء هذا المصباح. فان عُمّي عليك وجه الحكمة في كلمة أو حرف فاياك أن تعجل كما يعجل هؤلاء الظانون، ولكن قل قولا سديدا هو أدنى الى الأمانة والانصاف. قل l الله أعلم بأسرار كلامه ولاعلم لنا الا بتعليمه). ثم اياك أن تركن الى راحة اليأس فتقعد عن استجلاء تلك الأسرار قائلا: أين أنا من فلان وفلان؟ .. كلا، فرُبّ صغير مفضول قد فطن الى ما لم يفطن له الكبير الفاضل. ألاترى الى قصة ابن عمر في الأحجية المشهورة؟ فجدَّ في الطب وقل: رب زدني علما، فعسى الله أن يفتح لك بابا من الفهم تكشف به شيئا مما عُمي على غيرك. والله ولي الذين آمنوا يخرجهم الظلمات الى النور. انتهى النقل من كتاب (النبأ العظيم) ص165
وطبعا كلامخ متوجه لطلبة العلم أزكياء القلوب وأذكياء العقول وعلاة الهمم، الموفَقين، لالقصار الهمة المضيعين لوقتهم في المفضول والمباحات بدلا من المذاكرة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 06:08]ـ
أحسنت يا خالد المريسي (ابتسامة)
جزاك الله خيرا
لولا ابتسامتك لظننت أنه حدث لك مثل الذي حدث لأخينا الساري!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 06:10]ـ
النبأ العظيم .. كتاب قيم يدور حول مقاصد سورة البقرة ...
هذا مثل فقط من الأمثلة التي يدلل بها على المقصود الأصلي للكتاب، وهو اثبات أن مصدر القرآن الكريم الاهي لاغير
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 06:37]ـ
أرجو أن تقبل مزاحي أيها الفاضل، ونعم الانتقاء، واختيار المرء قطعة من عقله، والنظير لا يقع إلا على نظيره، بارك الله فيكم، ونفع بكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 06:00]ـ
أرجو أن تقبل مزاحي أيها الفاضل، ونعم الانتقاء، واختيار المرء قطعة من عقله، والنظير لا يقع إلا على نظيره، بارك الله فيكم، ونفع بكم
مزاحك على قلبي مثل العسل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 06:25]ـ
ونعم الانتقاء، واختيار المرء قطعة من عقله، والنظير لا يقع إلا على نظيره، بارك الله فيكم، ونفع بكم
أرجو أن أكون كذلك
والفضل يرجع بعد الله - تبارك وتعالى - لشيخنا محمد اسماعيل
فلولاه ما عرفت هؤلاء الائمة ولا انتبهت وقرأت لهم(/)
هل الغلام الذى قتله الخضر - عليه السلام - ,, مات كافرا؟؟؟
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 08:53]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فى إخوانى ,,
كان لى بسؤال حول - الايات الكريمات - فى سوره الكهف ,,
هل الغلام الذى قتله الخصر ,, مات كافراً؟؟
يعنى هل سوف يدخل الغلام النار؟؟
و الاقوال فى تلك المسأله هى::
1 - قول أن - الغلام - يعنى الصبى الغير مميز ,, و بالتالى هو يموت على أهل الفطره أى مسلم و لا يدخل النار , و إنما لو كان كبر لدخل النار.
2 - القول بالنقيض: وهو أن الغلام تحمل معنى شاب أو صبى - مميز - بالنسبه لشريعه الخضر , أو غيره أو حتى أنه بالغ الشباب , و بهذا يكون قد كفر و طغى فسادا فى الارض - حتى روى فى بعض الاخبار - انه كان قاطعاً للطريق ,, فقتله الخضر , و مات الغلام كافراً.
فللمدارسه و الاهميه ,, فمن يذهب إلى أحد القولين , فليخبرنا بأدلته إن شاء الله ,,
القول الاول: بأنه مات مسلماً , هو قول بعض الشيوخ مثل الشيخ - ياسر برهامى - و قد قرأته فى كتابه - منه الرحمن -
القول الثانى: هو قول للعلامه بن القيم - فى كتابه أحكام أهل الذمه - طبعه دار الحديث القاهره - صفحه 400 - 402 ,,
.............................
أرجوا الترجيح بالادله - فضلا لا أمراً -,, فقد طلبت مرجحين كثر ,, ووضعت عليهم اشكالات ,, فأجابوا عن البعض و أولوا البعض الاخر , بما لا يصلح كتأويل ,,
بارك الله فيكم ,
أخوكم فى الله ,,
أبو عبد الله الجندى الأثرى ,,
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 10:22]ـ
حتى وإن كان الغلام صبيا صغيرا وأراد الله أن يدخله النار لكان ذلك على مقتضى حكمة الله ـ سبحانه وتعالى ـ لأنه قد ورد عدة أخبار يقوي بعضها بعضا أن أهل الفترة سوف يقام لهم امتحان في عرصات القيامة يدخلون على أساسه النار او الجنة والله اعلم بكل نفس حين يقبضها إن كانت مستحقة للنار أو الجنة وهذا مما يتعبد الله سبحانه وتعالى به عقولنا لتعرف مدى قصورها وتذعن إلى خالقها وقد اشار إلى معنى قريب من ذلك ابن الجوزي رحمه الله في كتابه الماتع (صيد الخاطر) والله أعلم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 11:30]ـ
أظن أن الغلام هاهنا الصبي غير المميز للأسباب الآتية:
1: الاستخدام القرآني للفظة كقول زكريا ومريم عليهما السلام في أكثر من موضع.
2: أن الآية لم تذكر مقاومة من الغلام لمحاولة العبد الصالح قتله، مما يوحي بضعفه وبصغر سنه، فمحاولة انسان قتل آخر لن تقابل باستسلام ووداعة كما تبدو من السياق القرآني إذا كان الغلام يافعاً شاباً ساعياً في الارض بالفساد كقول أصحاب الرأي الثاني.
3: قول موسى للعبد الصالح " أقتلت نفساً زكية " ففي هذا الوصف للنفس دلالة أيضا واضحة على ما نرجح، ولا يقال أن موسى قال بعد ذلك " بغير نفس " لأن هذه يمكن أن تكون مبررا لقتل نفس زكية بحق القصاص، فهاهنا مانعان للقتل كونها نفس زكية، وأنها بغير نفس.
4: لو كان شاباً ظالماً باغيا، فكيف يصف موسى فعلة العبد الصالح بقتله بالنكران " لقد جئت شيئاً نكراً "، فهل قتل الباغي الظالم أمر منكر؟
5: قول العبد الصالح بعد ذلك " فخشينا أن يرهقهما " وهو واضح في أن ذلك لم يحدث ولكنه متوقع أو حادث في المستقبل وإلا لقال أنه يرهقهما أو أرهقهما.
6: الوقائع الثلاث التي أحدثها العبد الصالح تشترك أنها في ظاهرها شر وضرر وأذى لأصحابها بغير مبرر ولا سبب، إلا أن الله أظهر أن في العاقبة والمستقبل الخير الواضح المكنون، وهو ما يرجح ما نحونا اليه، وإلا خالف الحدث الثالث الحدثين السابقين له.
والله تعالى أعلم.
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 08:24]ـ
جزاكم الله خيرا , اخونا - مصطفى مدنى - و كذلك أخونا - شريف شلبى - ,, لكن دعنى اخى الحبيب أشكل عليك ببعض الاشكالات ,,
* قولك: أن لفظه الغلام فى القران تأتى بمعنى الصغير.*
الجواب:*
1 - ذكر القرطبى فى تفسيره - للأيه - ((غُلَامًا " اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْغُلَام هَلْ كَانَ بَالِغًا أَمْ لَا؟ فَقَالَ الْكَلْبِيّ: كَانَ بَالِغًا يَقْطَع الطَّرِيق بَيْن قَرْيَتَيْنِ .. )) *
*و لكن شيك عليا فى شئ ,, و هو*
أن القرطبى قال بعدها ((*وَقَالَ الْجُمْهُور: لَمْ يَكُنْ بَالِغًا)) ,,*
- و الجمهور فى التفسير حجه , *فالتفسير ليس كالفقه.*
2 - أما عن عدم مقوامته للقتل ,*
الجواب:*
فهى عله ضعيفه , لأن - الخضر - أوتى قوه و علم , و انت تعرف جسد و قوه موسى عليه السلام , لدرجه أن الوكزه قلت الرجل.*
3 - قول موسى , للخضر بأنها نفس زكيه ,*
هذا دليل قوى جدا , على ماتقول.*
4 - دليلك الرابع , دليل جيد , إلا أنه يشكل عليه ببعض الاشكالات لكن لن أذكرها لأنه سوف تكون ضعيفه *.*
5 - نعم بالفعل , فخشنا , معنا يقع كذلك , لكن شكل عليك ,*
أنه ورد فى بعض التفاسير , أن كلمه - فخشينا - هى من كلام الله سبحانه و تعالى *و ليس قول الخضر لموسى , و هو ليس بإشكال قوى.*
لذلك يا إخوه يظهر لنا حتى الان - أن القول الاول - هو أقوى من القوى الثانى .. *
و المناقشه مستمره إن شاء الله ... *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 03:10]ـ
في صحيح مسلم أن رسول الله (ص) قال عن الغلام الذي قتله الخضر " طُبع يوم طُبع كافرًا، ولو تُرك لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا ".
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى:" ... يعني: طبعه اللّه في أم الكتاب، أي: كتبه وأثبته كافرًا، أي أنه إن عاش كفر بالفعل ".
وهذا الحديث نص في المسألة، ولا أدري ما مستند من عدل عنه.
ونسأل الله أن يجعلنا من السعداء وألا يجعلنا من الأشقياء ونستغفره من كل ذنب وخطيئة.
ـ[جذيل]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 03:30]ـ
في صحيح مسلم أن رسول الله (ص) قال عن الغلام الذي قتله الخضر " طُبع يوم طُبع كافرًا، ولو تُرك لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا ".
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى:" ... يعني: طبعه اللّه في أم الكتاب، أي: كتبه وأثبته كافرًا، أي أنه إن عاش كفر بالفعل ".
وهذا الحديث نص في المسألة، ولا أدري ما مستند من عدل عنه.
ونسأل الله أن يجعلنا من السعداء وألا يجعلنا من الأشقياء ونستغفره من كل ذنب وخطيئة.
مع هذا فالحديث لم يذكر انه سوف يعذب
فقط ذكر كفره
ولعل الاخوة اختلف عليهم دخول التعذيب بالكفر
وهذا ليس بلازم
لأن الكفر يصدق على المجنون الذي لم يكلف
ومع ذلك لا يعذب يوم القيامة لمجرد عدم ايمانه بالله حتى تبلغه الرسالة
لقوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)
ونقول من ضمن من لا يعذب حتى يرسل له رسول يوم القيامة لكفره
مع عدم تكليفه = هذا الذي قتله الخضر ..
والله اعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 10:32]ـ
جزاك الله خيرا. أدعوك أخي جذيل إلى إعادة النظر فيما ذكرت، وخاصة قولك:"الكفر يصدق على المجنون الذي لم يكلف"، فإني أريد أن أعرف كيف يصدق الكفر على المجنون من فضلك، والدليل على ذلك، ومن قال بذلك من العلماء.
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 04:06]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته ...
بادئ ذي بدأ أوضح لكم أيها الإخوة أن هذه المسألة فرع عن أصل وهي (حكم من مات قبل التكليف من أولاد المسلمين)
وقولي (قبل التكليف) لأن الغلام لم يكن بالغا
وقولي (من أولاد المسلمين) لقوله تعالي (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين ... ) الأية
تفصيل المسألة:
لا خلاف بين أهل العلم أن من مات من أطفال المسلمين أنهم في الجنة لأنه مات علي الفطرة و رآهم النبي - صلي الله عليه و سلم -
في الجنة، و لم يرد ما يعكر علي ذلك إلا ما ورد عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: (طوبي لهذا لم يعمل شرا و لم يدر به) فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -: (أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا ..... ) الحديث - لما مات طفل من الأنصار- أخرجه أبوداود وطعن فيه أحمد وقال (ومن يشك أن أولاد المسلمين في الجنة) وصححه الألباني
وقد راه مسلم بلفظ (دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه قال أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم)
وإنما طعن أحمد -رحمه الله -في متن الحديث لأن ظاهره يفيد خلاف ماجاء عن النبي صلي الله عليه وسلم في غيرما حديث من أن أطفال المسلمين في الجنة واجماع العلماء علي ذلك، والحق أن لاتعارض؛فإن النبي - صلي الله عليه وسلم - أن أن يعلم عائشة أن لا تبادر بتنزيل الحكم علي الأعيان لأن ذلك فيه نوع تألي علي الله -تعالي- والله تعالي أعلم
قال النووي - رحمه الله -:أجمع من يعتد به من علماء المسلمين أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفا و توقف فيه بعض من لا يعتد به لحديث عائشة هذا، و أجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إل القطع من غير دليل قاطع، ويحتمل أنه - صلي الله عليه وسلم - قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة. أهـ
وبهذا يعلم أنه من أهل الجنة إن شاء الله ويعضد ذلك أن الله تعالي من عدله أنه لا يحاسب العباد بمقتضي علمه فيهم و لكن يحاسبهم بما خرج من أفعالهم (إن الله لايظلم الناس شيئا ... ) الاية
فكون النبي - صلي الله عليه وسلم - أخبر أنه طبع كافرا؛ أي: إذا بلغ، وقوله (فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا .. ) فهذا لم يحدث بدليل قوله (فخشينا) فهذا لعلمه سبحانه بما سيكون - سبحانه جل وعلا _ وليس فيه أنه كافر، و الله تعالي أعلم
و أخيرا: لو تأملت في الآيات لرأيت أن أصحاب الواقع السابقة لواقعة الغلام و اللا حقة الظاهر من حالهم الضعف، وهذا يتناسب مع كون هذا الذي قتله الخضر صبي غير بالغ والسياق هنا يمكن أن نستأنس به أنه كان صغيرا ولم يكن شابا بالغا و الله تعالي أعلم
أما بالنسبة للقول الذي قال بأنه بالغ استدل بقراة أبي وابن عباس -وهما من القراءات الشاذة - (و أما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين) و القراءة الشاذة علي فرض أنها حجة فالمعني هنا بما يؤول إليه حاله إذا بلغ كقوله (أتي أمر الله .. ) أي: سيأتي والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 05:28]ـ
السؤال الذي يأتي هنا:
ماهو العلم الذي تعلمه موسى عليه السلام من قتل الغلام .. ؟؟؟ هذا هو مقصود الآيات .. فلماذا الخوض في مسائل لاتقدم ولاتؤخر كافرا كان أم غير كافر،صبيا كان أم مميزا ... الخ.
لنتدارس ياأحبة مقاصد الحادثة ... !!!!!!!
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 02:49]ـ
أحسنتَ أخي (صالح الطريف)، سبحان الله! إن الله تعالى إنما قص علينا تلك القصص لكي نعقل الحِكَم التي فيها؛ قال الإمام الجِهْبِذ الناقدُ ابنُ كثير - رحمه الله -: "ويأتي عن المفسرين خلافٌ بسبب ذلك؛ كما يَذكُرون في مثل أسماء أصحاب الكهف ولون كلبهم وعِدّتهم، وعصا موسى من أيِّ شجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضُرِبَ به القتيلُ من البقرة، ونوع الشجرة التي كلَّم الله منها موسى إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم"؛ تفسير ابن كثير (1/ 10 قرطبة) ".
فالرجاء أيها الإخوان الأحبَّاء الانتباه إلى الغرض من سَوْقِ القصَّة في القرآن، واستِخراج الحِكَم والعِبَر.
نسأل الله أن يفتَح علينا بفهم كتابه، وتدبُّر معانيه.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 01:59]ـ
من هداية الآيات:
/// جواز الاشتراط في الصحبة و طلب العلم وغيرهما للمصلحة الراجحة.
/// بيان ضروب من خفي ألطاف الله تعالى، فعلى المؤمن أن يرضى بقضاء الله تعالى و إن كان ظاهره ضارا.
/// بيان حسن تدبير الله تعالى لأوليائه بما ظاهره عذاب و لكن في باطنه رحمة.
/// مراعاة صلاح الأباء في إصلاح حال الأبناء.
[كتاب أيسر التفاسير - لأبي بكر الجزائري]
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 02:58]ـ
انا أطلب من أخى الحبيب السلفى الاثرى بارك الله فيه ان ياتى بنص الامام بن القيم
فما نظن انه قصد ما فهمته واما كلام شيخ الاسلام ليس ظاهر فى انه يحكم عليه بالكفر شرعا بمعنى ان الله عز وجل يحاسبه على علمه فلو كان كذالك فقد هدمنا نصوص كثيرة منها قوله تعالى ولنبلونكم حتى نعلم اى علم نحاسبكم عليه
فلو اراد الله ان يحاسبهم بعلمه فلما ابتلاهم حتى يعملوا
وهناك توجيه ثالث حضرنى الان وهو انه مات على الفترة ثم لما يختبر فى الاخرة يكفر فيكون جمع بين الادلة ويكون اخبار النبى انه طبع كافر اى انه سيمتحن فى الاخرة فيكفر فيكون كفره فى الاخرة ومعلوم حديث الاختبار للاطفال فى الاخرة
ولكن يعكر عليه ما حضرنى الان انه بن مسلمين ومن مات من ابناء المسلمين حكم بسلامه بالاجماع
افيدونا
واين النصوص العامة التى تدل على فع القلم عن الصبى
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 10:55]ـ
لم لا نخصص هذا الحديث من النصوص العامة الدالة على الحساب يوم القيامة , أو كون الغلام من أهل الفترة.
لوقوع هذا الفعل من نبي! ولما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله؟
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 12:38]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى:" ... يعني: طبعه اللّه في أم الكتاب، أي: كتبه وأثبته كافرًا، أي أنه إن عاش كفر بالفعل ".
هذا يدل على أن شيخ الاسلام لم يرى الحكم عليه بالكفر بدليل أنه فسر كلامه بانه لو عاش اى انه لا يحكم عليه الان
بل كلامه ظاهر فى اننا نحكم عليه بالكفر اذا عاش اى بلغ
والتخصيص محتمل ولكن لما نقطع بكونه كافر الان كيف و نصوص الشريعة تأبى ان نحكم على غير محتلم بالكفر
وحديث طبع ... قد فسره شيخ الاسلام انه اذا عاش سيصير كافر ولو كان سيحكم عليه من الان للحديث لما قيد شيخ الاسلام الحكم عليه بالكفر بكبره تأمل تفسير شيخ الاسلام تجده موضح جدا وما عندنا حجة الا الحديث فلم لا يوجه التوجيه الصحيح كما ذكر شيخ الاسلام حتى يتفق مع النصوص الاخرى ولفظة طبع ليست نص ولا حتى ظاهرة فى الحكم عليه فلم يبقى الا ان المدلول مرجوح فى المعنى فكيف نترك النصوص لمعنى مرجوح اظهر شيخ الاسلام انه مرجوح
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 12:49]ـ
هذا يدل على أن شيخ الاسلام لم يرى الحكم عليه بالكفر بدليل أنه فسر كلامه بانه لو عاش اى انه لا يحكم عليه الان
(يُتْبَعُ)
(/)
بل كلامه ظاهر فى اننا نحكم عليه بالكفر اذا عاش اى بلغ
جزاك الله خيرا. اترك كلام أبي العباس، لفظ الحديث الذي سبقه يغني، وهو أصرح. ويتأيد بالحديث الآخر أنه (ص) قال" ... الله أعلم ما كانوا عاملين"، أو كما قال.
هذا هو الظاهر لي بل هو الأظهر من ألفاظ الحديث، وما وراء ذلك ففي علم الله عز وجل.
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[04 - Jul-2010, صباحاً 11:52]ـ
شيخ عبدالله الشهرى
هذا من عدلكم وانصافكم وايثاركم للحق بارك الله فيكم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 02:35]ـ
تفصيل حسن لم أقف على مثله لأبي العباس ابن تيمية رحمه الله - نقله ابن القيم في "الشفاء" - قال فيه:
" ... وهذا الغلام الذي قتله الخضر ليس في القرآن ما يبين أنه كان غير بالغ ولا مكلف بل قراءة ابن عباس تدل على أنه كان كافراً في الحال وتسميته غلاما لا يمنع أن يكون مكلفا قريب العهد بالصغر ويدل عليه أن موسى لم ينكر قتله لصغره بل لكونه زاكيا ولم يقتل نفسا، لكن يقال في الحديث الصحيح ما يدل على أنه كان غير بالغ من وجهين: أحدهما: أنه قال: فمر بصبي يلعب مع الصبيان الثاني: أنه قال: ولو أدرك لأرهق أبويه طغيانا وكفرا، وهذا دليل على كونه لم يدرك بعد فيقال الكلام على الآية على التقديرين فإن كان بالغا وقد كفر فقد قتل على كفره الواقع بعد البلوغ ولا إشكال وإن كان غير بالغ فلعل تلك الشريعة كان فيها التكليف قبل الاحتلام عند قوة عقل الصبي وكمال تمييزه. وإن لم يكن التكليف قبل البلوغ بالشرائع واقعا فلا يمتنع وقوعه بالتوحيد ومعرفة الله كما قاله طوائف من أهل الكلام والفقه من أصحاب أبي حنيفة وأحمد وغيرهم وعلى هذا فيمكن أن يكون مكلفا بالإيمان قبل البلوغ وإن لم يكن مكلفا بشرائعه وكفر الصبي المميز عند أكثر العلماء مؤاخذ به فإذا ارتد صار مرتدا لكن لا يقتل حتى يبلغ، فالغلام الذي قتله الخضر إما أن يكون كافرا بعد البلوغ فلا إشكال وإما أن يكون غير بالغ وهو مكلف في تلك الشريعة فلا إشكال أيضا وإما أن يكون مكلفا بالتوحيد والمعرفة غير مكلف بالشرائع فيجوز قتله في تلك الشريعة وإما أن لا يكون مكلفا فقتل لئلا يفتتن أبويه عن دينهما كما يقتل الصبي الكافر في ديننا إذا لم يندفع ضرره عن المسلمين إلا بالقتل، وأما قتل صبي لم يكفر بعد بين أبوين مؤمنين للعلم بأنه إذا بلغ كفر وفتن أبويه فقد يقال ليس في القرآن ولا في السنة ما يدل عليه، وأيضا فإن الله لم يأمر أن يعاقب أحد بما يعلم أنه يكون منه قبل أن يكون منه ولا هو سبحانه يعاقب العباد على ما يعلم أنهم سيفعلونه حتى يفعلونه وقائل هذا القول يقول أنه ليس في قصة الخضر شيء من الاطّلاع على الغيب الذي لا يعلمه عموم الناس وإنما فيها علمه بأسباب لم يكن علم بها موسى مثل علمه بأن السفينة لمساكين يعلمون ورائهم ملك ظالم وهذا أمر يعلمه غيره وكذلك كون الجدار كان لغلامين يتيمين وأن أباهما كان رجلا صالحا وأن تحته كنزا لهما مما يمكن أن يعلمه كثير من الناس وكذلك كفر الصبي مما يمكن أنه كان يعلمه كثير من الناس حتى أبواه لكن لحبهما له لا ينكران عليه أو لا يقبل منهما فإن كان الأمر على ذلك فليس في الآية حجة على قولهم أصلا وأن ذلك الغلام لم يكفر بعد ولكن سبق في العلم أنه إذا بلغ كفر فمن يقول هذا يقول أن قتله دفعا لشره كما قال نوح: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً} وعلى هذا فلم يكن قبل قيام الكفر به كافرا وقراءة ابن عباس (وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين) ظاهرة أنه كان حينئذ كافرا. فإن قيل فهذا الغلام كان أبواه مؤمنين فلو كان مولودا على فطرة الإسلام وهو بين أبوين مسلمين لكان مسلما تبعا لهما وبحكم الفطرة فكيف يقتل والحالة هذه قيل إن كان بالغا فلا إشكال وإن كان مميزا وقد كفر فيصح كفره وردته عند كثير من العلماء وأن لا يقتل حتى يبلغ عندهم فلعل في تلك الشريعة يجوز قتل المميز الكافر وإن كان صغيرا غير مميز فيكون قتله خاصا به لأن الله أطلع الخضر عل أنه لو بلغ لاختار غير دين الأبوين وعلى هذا يدل قول ابن عباس لنجدة وقد سأله عن قتل صبيان الكفار فقال: "لئن علمت فيهم ما علمه الخضر من الغلام فاقتلهم" فإن قيل إذا كان مولودا على الفطرة وأبواه مؤمنين فمن أين جاء الكفر قيل إنما قال النبي ذلك على الغالب وإلا فالكفر قد يأتيه من قبل غير أبويه فهذا الغلام إن كان كافرا في الحال فقد جاء الكفر من غير جهة أبويه وإن كان المراد أنه إذا بلغ سيكفر باختياره فلا إشكال".
للإحالة: شفاء العليل: جـ 2: ص 807 - 809. ط. العبيكان. إلا أني نسخت النص من الشبكة لطوله فقد لا يسلم مما يخالف المطبوع، رغم مراجعتي له.
تنبيه: لايوجد ما يميز كلام شيخ الإسلام عن تلميذه، إلا أن المنقول مبتدأ بقوله: قال شيخنا، ولم أجد ما يدل على مكان انتهاء النقل، فليراجع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 04:48]ـ
بارك اله فيكم جميعا وجعلكم دعامة لامتكم
والنقاش يتسع له الصدر
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 06:40]ـ
مساجلة علمية رائعة(/)
الرد على الألمعي الذي لم ينشر في جريدة الوطن لشيخنا بدر العتيبي
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 02:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ألمعي: خالفت الشرع والواقع وجئت بقولٍ ساقطٍ واقع!!!
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد قرأت ما كتبه إبراهيم بن طالع الألمعي في صحيفة الوطن في عددها الصادر يوم الخميس خاتمة شهر جمادى الأولى 1431هـ، وفيه تكلم الكاتب بما (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدًّا) (مريم:90).
فالكاتب لم يتكلم عن (قضية اجتهادية) ولا عن (قانونٍ وضعي) ولا عن أمرٍ خفي لم (تتظافر نصوص الشريعة في بيانه).
بل تكلم بمخالفة أصلٍ جاءت النصوص الشرعية المتظافرة بمنعه وتحريمه، وغرّه في ذلك (ضبابية الطرح) و (طلسمية التقرير) فصريح الحال والمقال (الدعوة إلى تعظيم القبور وصرف أنواعٍ من العبادة لها) و (إباحة عبادة غير الله مع الله) فليس الأمر بحاجة إلى سرد تلك القصة الخيالية، ولا إلى مناقضة الأصول بغريب المنقول، وقبل تفصيل النقد لطلسم كلامه أقول:
قال الله تعالى: (وأنّ المسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوْ مَعَ اللهَ أحَدَاً) (الجن: 18) فالدعاء حق خالص لله تعالى لا يجوز أن يصرف لغيره، وقد قال تعالى: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (الزمر: 3) فما يصنعه الزائرون للقبور من نداء الموتى من الأولياء والصالحين: شرك بالله تعالى، والذي قال بأنه شرك هو الله تعالى حيث قال: (ومن يدعو مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) (المؤمنون: 117).
فالله تعالى بصريح كلامه في كتابه المحكم المتين المبين ذكر بأن من (يدعو) مع الله (آخر) فقد اتخذه (إلهاً) ومن فعل ذلك فهو (كافر بالله تعالى) وعلى ذلك كان دين المشركين، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو في تعظيم الأضرحة والقبور التي ينادي الألمعي إلى تعظيمها والعكوف عندها، ويصف تلك المواقف بالسكون والطمأنية، فقد عدّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الذين يتعبدون عند القبور شرار الخلق فقال: (إنَّ من شرارِ الناسِ مَنْ تُدرِكُهُم السّاعةُ وهُمْ أحياءٌ، والذين يَتَخذِونَ القُبُورَ مَساجدَ) رواه الإمامُ أحمدُ بسندٍ جيدٍ من حَدِيثِ عبدِاللهِ بنِ مَسعودٍ رضي اللهُ عَنْهُ.
وبيّن أن الغلو في تعظيم القبور هو منشأ اتخاذ الكنائس وعبادة الأنبياء والأولياء من دون الله تعالى كما ثبت عن عائشة: أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) متفق على صحته.
بل ولعن صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك عند موته، فقال: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) متفق على صحته.
بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور وعدم تشييدها ورفعها كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي الهياج قال: قال لي عليّ: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته).
فكيف ينادي الألمعي من طرف جلي وخفي! بإعادة أمجاد دين عمرو بن لحي وأهل الجاهلية؟
وبعد هذه المقدمة القاضية بعدم اعتبار قوله، والالتفات له في إباحة ما حرم اللهُ ورسوله صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه المسلمون، أقول، لي مع كلام الألمعي وقفات:
الأولى: قال الألمعي واصفاً لحياة ذلك النكرة الأسطورية الجاهلية!: (رغم أنه نشأ في بيئةٍ تهاميّة تمتلئُ بطقوسها من مذاهب دينية وشعوذات وغيرها منأنواع الحياة المتكاملة).
فيقال: وأي تكامل في حياة وثنية كهذه الحياة؟ والله تعالى لما نظر إلى أهل الأرض وهم على مثل هذه الديانة مقتهم عربهم وعجمهم كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
أي تكامل في الوقوع في أعظم ذنبٍ عُصي الله تعالى به؟ وهو الشرك به سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد عجز الألمعي عن مقارعة الدليل بالدليل، واتجه إلى وصف تعظيم القبور بهذه الصورة النرجسية، فقال هذا، وصوّر الضريح بأنه ذلك المكان (الطاهر) الذي تعلوه (السكينة) ويزوره (عظماء الرجال بمختلف مستوياتهم التعليمية!) ويتوافد إليه (تلك النسوة الجميلات اللاتي يعانين من مشاكل) ثم ذكر (عجائب هذه الأجواء الروحانية الحانية) على حدِّ تعبيره!
وزعم أن تعظيم القبور في (سفح تهامة) دين عاش عليه أهل تلك الجهات 14 قرن!
فأي تزييف هذا التزييف في تزويق باطل عظيم، وشرٍّ وخيم؟
وما هذا إلا من تزيين الباطل، وزخرف القول، في تزيين الباطل، والعياذ بالله.
بل وبالضد من ذلك تشويه صورة الحق حيث قال في تصوير أهله: بأن حياتهم كانت على منهج (رتيب جاؤوا يحملونه خاليا من الروح الشَّعبية)!
وأنهم (يحملونَ ثقافةً جرداء مُسطَّحة الفكر لا تملك التوغُّلَ في الفكر ولا اتِّساع التَّمذْهب بسبب نوع البيئة التي جاؤوا منها)؟
وهذا من سنن أهل الضلال، ومن أساليب أهل المكر والخديعة في صرف الناس عن الحق، بتزيين الباطل، والثناء على أهله، وتشويه الحق، وذمِّ أهله!.
الوقفة الثانية: وقع الألمعي في زلة وخيمة نادى بها على نفسه بكبريات الموبقات! فأثنى صراحة على دين المشركين، وذم دين النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه بأقبح وصف، فمن صريح القرآن الكريم في ذم المشركين أنهم كانوا يعظمون معبوداتهم ليقربونهم إلى الله زلفى! كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) (الزمر: 3).
وهذا في سياق الذم وكشف حقيقة كذب أولئك وكفرهم.
ومع ذلك فقد ذكر الألمعي هذا في موطن الثناء والمدح والحزن على ذلك التاريخ الذي يزعم شرفه، والحنين إليه فقال: (فهو سليلُ قومٍ منذ أكثر من 14 قرنا ونصف القرن، كانوا يصرون على الوصول إلى الله عن طريق من يقرِّبُهم إليه زُلفى، وطقوسهم التعبيرية الاجتماعية هذه لم تكنْ سوى أسلوب لمحاولةالوصول إلى ما يجهلونه من طرائق السعادة والنجاة من المجهول).
وقال متهكماً بإنكار أهل الدين لتعظيم القبور ودعاء أهلها من دون الله: (ألمْ يُعِدُّه (مديِّنتُه) للقضاء على كل وسيلة مما يُقرِّبه إلى الله زلفى).
ثم وصف من ينكر هذه الدعوى بأبشع وصف فقال بعد ذلك: (مُدَيِّنتهم –أي أهل الدين الذين أنكروا هذا الأمر- الذين جاؤوا لم يكونوا طقوسيِّين، فهمْ يحملونَ ثقافةً جرداء مُسطَّحة الفكر لا تملكالتوغُّلَ في الفكر ولا اتِّساع التَّمذْهب بسبب نوع البيئة التي جاؤوا منها).
وقال في ذم الدين الذي يحارب هذا النوع من الشرك بأن أهل الحق –الذين سماهم متدينة- يرونه ديناً: (إصلاحياً سلفياً وحيداً للكون والحياة).
والذي قال هذا –يا ألمعي- ليسوا هم المتدينة، وإنما الذي قاله هو الله تعالى حيث يقول: (إنَّ الدِّينَ عندَ اللهِ الإسْلام) (آل عمران: 19)، وقال: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الإسْلامِ دِينَاً فَلَنْ يُقْبَل مِنْهُ) (آل عمران:85).
فهو دين واحد للكون والحياة لا يصلحان إلا به، ومن ابتغى صلاح الأرض والعباد والبلاد بغير هذا (الدين الوحيد) فلن يستطيع، ولن يقبل منه مهما حسنت نيته، والله تعالى يقول: (ولا تُفْسِدُوا في الأرْضِ بَعْدَ إصْلاحِهَا) وما تصلح الأرض إلا بشريعة آدم التي دعا إليها الأنبياء من ذريته وهي الإسلام، وإفراد الله بالعبادة.
وهذا كلّه يكشف (مدفون) صدر الألمعي، وأنه يتذرع بهذه الخطوة لمصادمة أصرح مرتقبة في آخر مقاله! برفض بها دين النبي صلى الله عليه وسلم، ويمنح الناس (الحرية) في كلّ شيء حتى لو بلغ بهم ذلك إلى أقبح الكفر وأفجر العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الثالثة: زعم الألمعي في (طلسم) كلامه أن رفض تعظيم القبور مخالف لما عليه الإمام أبو حنيفة ومالك والشافعي وأبو علي –هكذا قال وهو أبو محمد – ابن حزم، وهذا كذب على هؤلاء، بل هم ينكرون تعظيم القبور، ونقل كلام أئمة هذه المذاهب يطول ومن ذلك قال العلامة القرطبي في تفسير سورة الكهف: (فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهي عنه ممنوع لا يجوز) (تفسير القرطبي 10:379).
وقد أفتى جماعة من الشافعية بهدم ما في القرافة من أبنية على القبور، منهم الجمّيزي الشافعي [ت:649هـ]، والتَّزَمنْتَي جعفر بن يحيى [ت: 682هـ] و قال القاضي يوسف بن أحمد المعروف بابن كَجّ الشافعي [ت:405هـ]: (ولا يجوز أن تجصَّص القبور ولا أن يُبنى عليها قباب ولا غير قباب، والوصية بها باطلة).
قال أحمد بن عبدالله الأذرعي [ت:781هـ]: (أما بطلان الوصية ببناء القباب وغيرها من الأبنية وإنفاق الأموال الكثيرة فلا ريب في تحريمه .. ) (فتح المجيد::1/ 399).
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى في رسالته الماتعة " شرح الصدور في تحريم رفع القبور " (ص: 7): (اعلم أنه قد اتفق الناس سابقهم ولاحقهم، وأولهم وآخرهم من لدن الصحابة رضي الله عنهم إلى هذا الوقت أن رفع القبور والبناء عليها بدعة من البدع التي ثبت النهي عنها واشتد وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاعلها .. ولم يخالف في ذلك أحدٌ من المسلمين أجمعين .. ).
فما هذه المغالطة يا ألمعي؟
أفساد في الطوية، وحيف في القضية؟!
فلا نقل مصدق، ولا قول محقق؟ سبحان الله العظيم.
الوقفة الرابعة والأخيرة: توصل الألمعي بعد (طلسمته!) إلى أن كافة ما يصنع في المساجد والمعابد والكنائس والبيع والقبور وكافة أهل الديانات في دياناتهم ليست من الاعتقاد في شيء، وإنما هي عنده (عادات بشرية) اتخذوها لتهذيب النفس لما لم تحقق هذا بالعبادات الأخرى فقال بأن: (أهل المساجد والكنائس ومواقع الطقوس شرقا وغربا في هذاالعالم، ووجد أن كل تلك الطقوس ليست أمورا عقدية على الإطلاق، وإنما هي تعبير حسّيعن الأمل والصِّلة بالبعيد غير المنظور، وبحث عن الصفاء والنقاء والنجاة بأساليبلمْ تكفِ فيها عندهم وسائل العبادة المتفق عليها).
ثم منحهم الحرية في طرق تعبدهم فقال: (هذه الأمور ليست سوى مساحة من الحرِّيّة التي لا يمكن حجْرُها على الشعوب، وأن في كل شعب ومكان رموزا وعظماء يعطيهم التاريخ والفطرة حق التخليد بشكل أو بآخر).
وهذا كلام قبيح الصورة، بالغ الخطورة، فاسد التأصيل، منحرف التأويل، مصادم لصريح القرآن والسنة، وإجماع الأمة، ممزوج بين دين الفلاسفة والمرجئة، وتقرير فساده لا يخفى على عامة الناس بله العقلاء والفضلاء والعلماء منهم! بل المشركون يعترفون أنهم (يعبدونهم) فقالوا: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) ولكلّ أرباب ملة عقيدةٌ في معبوداتهم يصرفون إليهم بسببها أنواع العبادة، وما يقدمونه إليهم من (العكوف) و (الصدقة) و (الدعاء) و (القرابين) كلها عبادات ساقهم إلى التقرب بها إليهم عقائدهم الفاسدة.
والله تعالى لا يرضى منّا (الحرية) بل يريد منا (الاستسلام) ويريد منا (العبودية) فنحن (مسلمون) مستسلمون لله تعالى (عبيد له) تحت قهره وسلطانه، ونحن بذلك أصدق الأحرار لأننا عبيد لله الواحد القهار، ومتى خالفنا أمره (مرقنا) عن دينه، وعبدنا غيره، وأشركنا به ما ليس لنا به علم، وصرنا أذلة تحت أذلة، وهذه أقبح صور الذلة!
واعتقاد كفرِ كلّ دين سوى دين الإسلام أصل من الإسلام لا يصح إلا به، كما قال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256) وقوله: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) (الزخرف: 26 - 27) وقال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة: 4).
والله أعلم.
وكتب
بدر بن علي بن طامي العتيبي
عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف
الخميس 29جمادى الاولى 1431هـ(/)
الشيخ عائض القرني: شكرا يا (أبو حسين) وشكرا يا أمة أمريكا لأنكم ناصرتم امرأة سعودية
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 03:25]ـ
أعلم أن أميركا قتلت خارج أوطانها ملايين البشر عمدا وشبه عمد أو خطأ، ولكن في الداخل الأمر مختلف؛ فهي تسوس رعاياها بأنظمة كأنها مأخوذة من الإسلام تماما، بينما نحن أبناء الإسلام نتجاهل تطبيق كثير من هذه الأنظمة، وإليكم هذه القصة التي كتبها لي دكتور سعودي كان يدرس هناك، وقد عاش القصة، ثم جلست معه وسمعتها منه: «عائلة سعودية تتكون من رجل مبتعث إلى الولايات المتحدة الأميركية من قبل معهد الإدارة ليستكمل دراسته لمرحلة الماجستير، ومرافقة له وهي زوجته، وبنت تبلغ من العمر 8 سنوات، وابن يبلغ من العمر 6 سنوات.
سكنت العائلة في البداية في مدينة رتشموند بولاية فرجينيا. وكان الزوج يقوم بالاعتداء على زوجته من فترة إلى أخرى بالضرب والشتم، وكانت الزوجة تستغيث وتستنجد بالجيران من السعوديين، الذين بدورهم يقومون بالاتصال به والطلب منه بكف الأذى عن زوجته، بالإضافة إلى الاتصال بأقارب الزوجة في السعودية للوقوف معها وحل مشكلة الزوجين.
انتقلت العائلة إلى ولاية أوهايو، وكالمعتاد ما زال الرجل يمارس الثقافة نفسها، التي تتمثل في الضرب والشتم لزوجته، ولم يتم التدخل من قبل أفراد وأقارب الزوجة أو الزوج لحل المشكلة، مع العلم أن الزوجة طالبت إخوانها ووالدها بالتدخل لرفع الظلم عنها، ولكن لم تقابل إلا بالرفض والتوبيخ والتهديد من قبلهم. وبعد أن تقطعت السبل بتلك السيدة قررت وضع حد لما تتلقاه من ألم جسدي ونفسي مستمر لها ولأبنائها وذلك بالاتصال بقسم الشرطة، والإبلاغ عن زوجها.
خلال دقائق معدودة وصلت أكثر من خمس دوريات أميركية إلى منزل العائلة السعودية. تم التحقيق مع الزوجين بشكل منفرد، بالإضافة إلى الأبناء، كل على حدة.
ومن خلال التحقيق مع الأبناء تبين للشرطة الأميركية أن الوالد اعتاد ضرب والدتهم وكيل الشتائم. وبناء على التحقيق تم حجز الأب في قسم الشرطة، وتم نقل الزوجة هي وأولادها إلى فندق حتى يتم استكمال جوانب التحقيق.
تم وضع حماية كاملة للأسرة، بالإضافة إلى تكليف رجال الشرطة بإيصال الأبناء إلى المدرسة وإرجاعهم .. حماية السكن الذي تقطنه الأسرة .. صرف بطاقة تحتوي على مبلغ مادي حتى تتمكن العائلة من شراء بعض المستلزمات الضرورية من الأسواق الأميركية.
قامت الملحقية السعودية بتوفير محام ليترافع عن الطالب السعودي المسجون، الذي تم إخراجه من السجن بكفالة مادية حتى يتم الانتهاء من كامل التحقيق وانتهاء المحاكمة. قامت الشرطة خلال هذه الفترة بأخذ تعهد من الطالب بعدم دخول الحي بأكمله الذي تسكن فيه الزوجة والأولاد بالإضافة إلى أخذ تعهد بعدم الاقتراب أو التفكير في زيارة الأبناء سواء في المنزل أو المدرسة حتى يصدر القاضي حكمه في القضية.
طلبت الحكومة الأميركية من السيدة السعودية توكيل محام لكي يترافع عنها في الجلسات، وبعد سؤالها عن التكاليف تبين لها أن التكاليف قد تصل إلى 6000 دولار أميركي، وفي هذه اللحظة انهارت البنت في قسم الشرطة عند سماعها لهذا الخبر؛ إذ إنها لا تملك ذلك المبلغ، بالإضافة إلى خوفها من خسارتها لقضيتها ورجوعها إلى زوجها وعائلتها.
كان موجودا لحظة بكائها محاميان أميركيان فتبرعا للمرافعة عنها مجانا. وبعد الجلسات والمحاكمة، وبعد توافر الأدلة وشهادة الشهود على الزوج، حكمت المحكمة بأن الزوج مذنب، وأن الزوجة يحق لها الاحتفاظ بالأبناء في حالة الانفصال. طلبت الزوجة الطلاق من الزوج، وبالفعل تم حصول ذلك.
قامت الحكومة الأميركية بعد الانتهاء من المحاكمة، بتوفير سكن للسيدة السعودية ودفع الأجرة عنها وبعد مدة معينة تستطيع السيدة امتلاك البيت.
قامت الحكومة الأميركية بتوظيف السيدة السعودية في وظيفة تتناسب مع معتقدها ودينها وبراتب يصل إلى 3000 آلاف دولار في الشهر.
التكفل بتكاليف دراسة الأبناء في المدارس الأميركية .. تحمّل كامل نفقات دراسة المرأة في الجامعة .. القيام بإعطائها بطاقة تحتوي على مبلغ مادي شهري يمكنها من شراء المستلزمات الضرورية لها ولأولادها.
تغيير فيزتها من فيزة مرافق إلى فيزة لاجئ، مما قد يمنحها في المستقبل الجنسية الأميركية».
والآن، وبعد هذه القصة، فكم من امرأة تضرب وتُهان وتؤذى ولا تجد من ينجدها ولا من يقف معها؟ وأعرف عشرات القصص التي مرت علي مما يشيب لها الرأس وفيها أبشع أنواع الظلم والقهر والكبت تتجرعه المرأة صباح مساء؛ بل عشت قضية مظلَمَة وقعت على طفل عندنا فاتصلت بدكتور فاضل في هيئة حقوق الإنسان عندنا قبل سنة، وإلى الآن لا خبر ولا جواب ولا استفسار، فضلا أن نجد موقفا إيجابيا، وأخشى بعد قراءة هذه القصة أن تطالب كثير من النساء عندنا في العالم العربي بالسفر إلى أميركا، وأقترح في العالم العربي شرطة سرية مهمتها التدخل السريع لإنقاذ المرأة من الضرب والإهانة والظلم والأذى، وأن نفعل بالزوج الظالم المعتدي كما فعلت حكومة الولايات المتحدة الأميركية، وأقول: والله لقد فعلها عمر بن الخطاب فاروق الإسلام قبل أربعة عشر قرنا مع امرأة مظلومة؛ إذ ذهب بسيفه إلى بيت زوجها وأخذ المرأة وأنقذها وأدب الرجل تأديبا بالغا محكّما في ذلك نصوص الشريعة الخالدة. لقد طفت مع بعض زملائي إحدى وعشرين ولاية أميركية، فكلما رأينا الدقة والحسن في نظام السير والمرور وحماية البيئة والذوق العام وترتيب شؤون الحياة، تذكرنا النصوص التي قرأناها في الكتاب والسنة، حتى قال لنا بعض الدكاترة المسلمين هناك: «والله لكأنما أخذوها من ديننا نصا وفصا، بينما نحن نهمل هذه النصوص العظيمة». يقول الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون في «الفرصة السانحة»: «إن أميركا دولة قوية، لكن للأسف الأفكار العظيمة في الإسلام». صباح الخير يا مسلمون، ومساء الخير يا عرب. أشكر الحكومة الأميركية والشعب الأميركي وعلى رأسهم الرئيس «أبو حسين» باراك أوباما والأمة الأميركية كافة على هذا الموقف النبيل.
لله ماأخذ ولله ماأعطى وحسبنا الله ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 04:48]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها
أعظم الله أجركم وأحسن عزائكم
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 05:05]ـ
ان لله ما اخذ ولله ما اعطى وكل شيء عنده باجل مسمى
اللهم فلا تخذلنا ولاتكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا اقل من ذلك
يقول صاحب المقال:
تغيير فيزتها من فيزة مرافق إلى فيزة لاجئ، مما قد يمنحها في المستقبل الجنسية الأميركية».
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 05:25]ـ
اصبروا واحتسبوا .. غفر الله لميتكم.
ان لله ما اخذ ولله ما اعطى وكل شيء عنده باجل مسمى
اللهم فلا تخذلنا ولاتكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا اقل من ذلك
يقول صاحب المقال:
تغيير فيزتها من فيزة مرافق إلى فيزة لاجئ، مما قد يمنحها في المستقبل الجنسية الأميركية».
لا حول ولا قوة إلا بالله!!
أخشى أن يصدروا لها فتوى بجواز اقامتها في بلاد الكفر بلا محرم وبلا حاجة، وأنها مهاجرة في سبيل عصيان الزوج والخروج على الولي!!
لا تستبعدوا شيئا على المتلونين.
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 06:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن الثناء على امريكا مطلقا فيه اشكال، ولكن الذم مطلقا فيه الاشكال نفسه
لم أر أحدا علق على قضية التعامل مع الزوجات عندنا، ألا يضرب الأزواج زوجاتهم في كثير من الأحيان متجاوزين حدود الشرع في ذلك، سواء في أسباب الضرب أو كيفيته.
ألا ترون أن هذا أمر يستحق تعليقاتكم أيضاً اضافة إلى العزاء الذي تفضل به الأخوة
أقل الأحوال في ظني أن يقال كاتب المقال أخطأ في تعميمه المدح لمن لا يستحقونه، والزوج المذكور قصته أخطأ وفعله لا نرضاه، وكذا سكوت من يسكت على مثل هذا من الأهل والأقارب.
وختاماً أسأل الله أن يبارك فيكم وعظم الله أجرنا وأجركم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 07:30]ـ
بارك الله فيك أخي زيد، وهل القضية في هذا الموضوع هو تعامل الرجل مع أهله في بلاد الإسلام؟!!!
إن كانت تشغلك، فهي قضية قتلت -وما زالت- بحثا وحلا وتمحيصا على ضوء كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ألا ترى مصيبة الناس في أخ كان داعية له أثره، ثم بدأ ينماع مع مادة هذه الدنيا!!
ألا ترى أن مدح دولة صليبية بهذا التفصيل دليل على نفسية منهزمة؟!!
أحسن الله عزاءكم.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 07:52]ـ
الله المستعان .. الله يثبتنا واياكم على الحق حتى نلقاه .. لكن أيها الاخوة هل يجوز السكوت عن مثل هذا؟ أرى أنه لابد من بيان هذا للناس حتى لا ينخدعوا. إلا ان عموم الناس فيهم طيبة وميلان لمن يكون مظهره الخارجي يشير الى التدين بغض النظر عن مدى صحة كلامه.
والشيخ عائض عافانا الله واياه لكلامه وقع عند عامة الناس فماهي الطريقة الصحيحة لبيان الحق للناس؟؟
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 08:05]ـ
كيف الحال يا بوحسين!!!!!
قمة التعظيم لحال ومستقبل الظلام للاطفال المسلمين ان لله وان اليه راجعون الم يعتزل الدعوة
اظنها مجرد شد الانتباه.
ـ[أشجعي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 10:09]ـ
!!!!!!!!!!!!
لا يعرف الواحد ماذا يقول بعد هذا الثناء
وهل "امريكا" هذه تفرق بين زوجة او بنت او ابن, وهل يعلم الشيخ لو أن الفتاة اتصلت على الشرطة وقالت ان أباها يجبرها على الحجاب لكان مصيره نفسه أو يشبهه,
وهل يخفى عليه أن لا سلطة هناك للأب!!؟؟؟
لا شك أن الضرب ليس من الإسلام, وفي البلاد العربية والاسلامية لجان تحقيق في نفس المسائل ولها اجراءات مع المخالف.
لماذا لا تشكر هي أيضاً؟؟؟؟
لعن الله أمريكا ولا شكر ولا كرامة
وكان أحدنا لا يقرأ أو ينظر أو يسمع أو يعلم
الله المستعان.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 10:30]ـ
شاهدت برنامج عن اسرة فلسطينية تقيم في امريكا وكانت هذه الاسرة مكون من اب وام وثلاث بنات وابن مشوه خلقياً
مات الابن المشوه خلقياً وعندما ذهبت جنازته إلى المستشفى وشاهدوا حاله اشتبهوا بانه مات بسبب سوء معاملة
والديه العربيان ورفعت ضدهما قضية في المحكمة وقامت المحكمة بمصادرة البنات الثلاثة وايداعهن في دار للايتام
ظلت هذه القضية لمدة سنين وهي تدور في المحاكم الامريكية واخيراً اثبت الطب الجنائي ان الابن مشوه منذ والدته
وان والداه ليس لهم علاقة بحالته وبعدها عندما بحث الاب والام عن بناتهم وجدوهن قد تنصرن وبل واحداهن مدرسة
لاهوت ومبشرة .... صدقوني يا خوان اني بكيت من ذلك المشهد
ولكن هذا لم يكن في عهد ابو حسين بل في عهد ابو ريجن او ابو كارتر
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 11:42]ـ
هل ثبت هذا عن عائض القرني؟
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 12:03]ـ
شتان بين نظر هذا لأمريكا وبين نظر سيد قطب!
لا ينكر عاقل ما في أمريكا من محاسن على شعبها، لكن شتان بين من ينظر إليها نظرة منبهرٍ معجب، وبين ناظر تتجلجل العقيدة الإسلامية والأنفة العربية في صدره!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 12:57]ـ
من سذاجة القرني أنه قد انطلت عليه حدوتة نصرة أمريكا للمظلوم على الظالم، والحقيقة أن أمريكا تعمدت ذلك لتجرئ النساء السعوديات على الرجال، ولتكسر حاجز القوامة، والعجيب أنه -هداه الله- يتكلم عن نصرة أمريكا للمظلوم وينسى قضية حميدان التركي الذي يقبع في سجون أمريكا منذ سنوات بتهمة جائرة حكموا عليه بـ 22 سنة!!
يغتصب الرجل عندهم عشرات النساء ويحكم عليه بخمس سنوات أو تزيد قليلا وحميدان لأنه سعودي مسلم حُكم عليه في قضية تحرش ملفقة بعمر كامل يقضية في غيابت سجن الأمريكان!!
فأين عدل أمريكا عن حميدان؟؟
هل ثبت هذا عن عائض القرني؟
نعم ثبت وبكل أسف، فهو عبارة عن مقال نُشر في الشرق الأوسط.
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 04:27]ـ
عظم الله أجرنا وأجركم
تعودنا على أشد من ذلك
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 05:45]ـ
وينسى قضية حميدان التركي الذي يقبع في سجون أمريكا منذ سنوات بتهمة جائرة حكموا عليه بـ 22 سنة!!
.
الله المستعان
ولا يسعني إلا أن أقول:
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم فرِّج عن عبيدك حميدان التركي وعن جميع أسرى المسلمين
اللهم عليك بأمريكا، اللهم شتت شملها، وفرق جمعها، اللهم لا ترفع لها راية، واجعلها لمن خلفها آية، وانصر عبادك الموحدين في كل مكان، وثبت قلوبنا على دينك وطاعتك، ومحبة أوليائك وبغض أعدائك.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 06:47]ـ
سبحان الله!
ليس من رأى كمن سمع!
الشيخ عائض جزاه الله خير لا يفهم أسلوبه كل من قرأه!
الشيخ تطرق إلى قضية لن يفهمها إلا من اصطلى بنارها!
والله لقد رأيت بعيني لما كنت صغيرة كيف كانت جارتنا تتأذى من زوجها المدمن على الخمر، وكيف كان يفعل بها الأفاعيل .. ولم تجد من يعينها عليه و يكف اذاه عنها ...
الشيخ عائض لا يدعو إلى فساد، وإنما اشار إلى قضية لا يفهمها إلا من عايشها (ما يحس بالنار إلا واطيها)
ولقد رأيت من الأزواج المسلمين، المثقفين، الملتزمين، من يعامل زوجته معاملة دونية وكأنها عدو، ولا يعرف في تربية أولاده سوى الضرب المبرح الذي يؤد إلى العلاج الطبي ...
إنا لله وإنا إليه راجعون في مصيبتنا في ديننا فيمن يفهم الدين خطأ ..
ومن كان لديه اعتراض على داعية فالأولى أن يحاوره شخصيا!
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 06:52]ـ
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم فرِّج عن عبيدك حميدان التركي وعن جميع أسرى المسلمين
اللهم عليك بأمريكا، اللهم شتت شملها، وفرق جمعها، اللهم لا ترفع لها راية، واجعلها لمن خلفها آية، وانصر عبادك الموحدين في كل مكان، وثبت قلوبنا على دينك وطاعتك، ومحبة أوليائك وبغض أعدائك.
آمين ... آمين ... آمين
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 12:31]ـ
سبحان الله!
ليس من رأى كمن سمع!
الشيخ عائض جزاه الله خير لا يفهم أسلوبه كل من قرأه!
الشيخ تطرق إلى قضية لن يفهمها إلا من اصطلى بنارها!
والله لقد رأيت بعيني لما كنت صغيرة كيف كانت جارتنا تتأذى من زوجها المدمن على الخمر، وكيف كان يفعل بها الأفاعيل .. ولم تجد من يعينها عليه و يكف اذاه عنها ...
الشيخ عائض لا يدعو إلى فساد، وإنما اشار إلى قضية لا يفهمها إلا من عايشها (ما يحس بالنار إلا واطيها)
ولقد رأيت من الأزواج المسلمين، المثقفين، الملتزمين، من يعامل زوجته معاملة دونية وكأنها عدو، ولا يعرف في تربية أولاده سوى الضرب المبرح الذي يؤد إلى العلاج الطبي ...
إنا لله وإنا إليه راجعون في مصيبتنا في ديننا فيمن يفهم الدين خطأ ..
ومن كان لديه اعتراض على داعية فالأولى أن يحاوره شخصيا!
ما علاقة "النار وواطيها واصطلى" بالمسألة؟
لا أحد هنا يرضى بهذا الفعل المشين, وسواء عايش احدنا هذا الفعل ام لم يعايشه, لن يوافق أحدنا عليه.
القضية قضية تبعات,
تبعات فعل الشرطة الأمريكية حول المسلمين سواء اكانت "زوجة" أو بنت أو بن
وتبعات هذا الثناء.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 02:04]ـ
!!!!!!!!!!!!
لا شك أن الضرب ليس من الإسلام, وفي البلاد العربية والاسلامية لجان تحقيق في نفس المسائل ولها اجراءات مع المخالف.
ما هذا الإطلاق الغريب أخي الكريم فأين أنت من قول الحق سبحانه وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا
ـ[أشجعي]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 05:11]ـ
بارك الله بك أخي,
ولكن الضرب المقصود, هو "الضرب" المذكور في هذا الموضوع, وهو الإعتداء والأذية, وتجد هذا في سياق الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اليسير]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 01:50]ـ
هل ثبت هذا عن عائض القرني؟
الشيخ عائض القرني: نقول لباراك أوباما وش ها الساعة المباركة يابو حسين؟
http://www.aawsat.com/details.asp?section=17&article=522581&issueno=11151
ـ[ابن وقيت]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 04:47]ـ
الشيخ عائض القرني: نقول لباراك أوباما وش ها الساعة المباركة يابو حسين؟
http://www.aawsat.com/details.asp?section=17&article=522581&issueno=11151
لا فض فوك أيها الشيخ العالم المثقف، الدكتور عائض القرني ...
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 06:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بالتأكيد منعطف أدى الى هذا التحول في فكر وقناعة الشيخ عائض وغيره بعض الإخوه مشكورين أرجعوا السبب الى انهزام نفسي وهو أقرب الى الحقيقه فتصوير العدو الذي أدت سياساته الى القتل والتدمير والإغتصاب لأرواح وأملاك ومحارم المسلمين في العراق وافغانستان بشكل مباشر او الى ذاات النتيجه بأيدي مواليهم بشكل غير مباشر لايمكن ان يتغافل عنه شيوخ في مقام الشيخ عائض بل انه أشار اليه في مقاله ثم يثني على حادثه شاذه ولم تكتسب أهميتها الا لكون المتهم فيها رجل ينتسب الى الإسلام
هذا غريب وغير سوي حيث ان الإحصاءات تثبت ان المجتمع الأمريكي يعاني من امتهان المرأه بسبب جنسها في العمل والمنزل والشارع لعوامل كثيره منها خروجها بشكل يثير الغرائز وعوامل المسكرات والمخدرات التي تستخدم كالماء والدواء هناك ولايقارن مايحدث هناك في المحاكم من الإنتصار للمرأه مع حجم الجرائم التي تمزق الحياة الإجتماعيه كلها وليس جنس النساء وحدهم
كنت أتمنى ان أقرأ هنا رد يبرر للشيخ هذا الإنهزام ضد مجتمعه وفعالية الإجراءات المنبثقه من شريعته وحتى المتحامله على الرجل كأب وزوج ويكفينا زياره الى أي محكمه في مدن المملكه لنتثبت من حقيقة وضع المرأه ومدى قدرتها على الأخذ بحقوقها وصورة الزوج مقارنة بصورتها وبدون التدخل في تفاصيل القضايا
المجتمع منتصر دائما لحقوق المرأه وامرأه في مجتمعنا لها اخوان وأقارب او حتى تلجأ وحدها لجهة اختصاص ليست صيدا سهلا لأي رجل سواء زوج او مبتز او حتى اخ
عندما يقول الشيخ عائض في برنامج البيان التالي انا لن أتوقف لأني أجد في نفسي القدره على العطاء والدعوه والتصحيح فنقول له أين أثر ذلك في السنتين او الثلاث الماضيه عندما تلمس اخوانك مواقفك وتحليلك الذي ينصب في معضمه على تعميم الشواذ وتمجيد وتثبيت التبعيه والمقارنه السلبيه للغرب سواء امريكا او حتى أي مجتمع غير مجتمعك
للأسف عطاء الشيخ لم يعد يلزم احد لإبتعاده عن المنطق والمعروف حتى في نصحك وبيانك ياشيخ عائض يوجد بين شاسع بين الماضي والحاضر وكأن البركه نزعت وأصبحت تحاول تكرر بدون ان تراجع نفسك هل تقدم الجديد والمفيد
انا بكل تأكيد أكاد اجزم ان الشيخ يتلمس في نفسه انتزاع البركه في أثر دعوته ولاأظنه مغتر بأثر صيته المبني على الماضي فقط حين كان قدوتنا وصريخنا الى الحق ولكن هل سيتوقف لإلتقاط أنفاسه من الإطراء المشبوه ويراجع نفسه من التأثيرات التي قد يكون منها الإنتقام من أعلام المنهج السلفي وردود أفعالهم تجاه مخرجاته الدعويه غير الصائبه
أتمنى ذلك تقديرا للشيخ واحتراما لتاريخه(/)
شريط يحتاجه كل مسلم (مقاطع صوتية في تفسير لا اله الا الله) صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 04:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم عندنا ان لا اله الا الله هي كلمة التوحيد واصل الشريعة وكلمة الاخلاص ولا يدخل في الاسلام الا من قالها واعتقدها
ويحتاج الناس الى بيانها وشرحها
وهذه مقتطفات من كلام المشايخ في تفسيرها (15 دقيقة)
فلا تبخلوا بتحميل الشريط ونشره للعامة بشكل خاص فهو نافع لكل مسلم
للحفظ
http://www.4shared.com/audio/CyM-k2tE/HawlaAtTawhid.html (http://www.4shared.com/audio/CyM-k2tE/HawlaAtTawhid.html)
جزى الله القائمين على موقع المنهاج خيرا على اعداد الشريط
ابو اميمة محمد(/)
الرد على من اتهم الإمام الدارمي رحمه الله بالتجسيم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 11:47]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد ..
فقد دفع إلىّ أحد الأفاضل الأحبة برابط لمنتدى من المنتديات، فيه كلام كتبه عضو هناك يتهم فيه الإمام الدارمي رحمه الله بالتجسيم، ويدعي أن السلفيين (المعاصرين) يقلدونه!!
فرأيت أن أنشر الجواب عن كلامه ذاك هنا على العام - على طوله - لتعم به الفائدة، أسأل الله الأجر والمثوبة.
ولنشرع في المقصود بعون المعبود جل وعلا.
بدأت الصفحة بقول صاحب الموضوع:
لا شك أن كتاب نقض عثمان بن سعيد على المريسي العنيد لعثمان بن سعيد الدارمي هو أحد مصادر عقائد السلفيين المعاصرين، وعندما طبع محمد حامد الفقي هذا الكتاب صدره بمقولة ابن قيم الجوزية في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية: (كتابا الدارمي – النقض على بشر المريسي والرد على الجهمية- من أجل الكتب المصنفة في السنّة وأنفعها، وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه، وكان شيِخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية ويعظّمهما جداً، وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما) اجتماع الجيوش143
وقد نوقشت رسالة ماجستير بعنوان: عثمان بن سعيد الدارمي ودفاعه عن عقيدة السلف، لمحمد أبو رحيم في جامعة أم القرى عام 1403هـ.
وعليه فلا يماري واحد في أن الكتاب هو أحد مصادر عقيدة السلفيين المعاصرين، فماذا يقول السلفيون المعاصرون في هذا الكلام؟
قال عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على المريسي: (ولو قد شاء (أي الله جل جلاله) لاستقر على ظهر بعوضة، فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته، فكيف على عرش عظيم أكبر من السماوات والأرض، وكيف تنكر أيها النفاخ أنَّ عرشه يقله والعرش أكبر من السموات السبع والأرضين السبع، ولو كان العرش في السماوات والأرضين ما وسعته، ولكنه فوق السماء السابعة) ص85
هل هذا هو مذهب السلف الصالح؟ وجوابه تفصيصا لقوله ذاك فصا فصا للإتيان على ما فيه من الغي والهوى:
أولا: قوله (لا شك أن كتاب نقض التأسيس هو أحد مصادر عقائد السلفيين المعاصرة) قول لا يخفى ما فيه من إلزام للسلفيين بقبول كل ما فيه وكأنه نص منزل بالوحي من السماء، وهذا ليس بلازم عقلا من تعظيم الأئمة للكتاب .. هذه واحدة، الثانية ما فيه من ادعاء أن عقائد السلفيين (المعاصرة) تتميز عن عقائد الأولين منهم بكونها (معاصرة)، ومن ادعاء أن المعاصرين هؤلاء إنما يتلقون عقائدهم تقليدا لكتب بعض الأئمة، وهذه الأخيرة ثالثة الأثافي!
ثانيا: القول المنقول عن الإمام رحمه الله مبتور من سياقه .. ولا يخفى على ذي بصر يدري ما يقرأ أن الكلام جاء في مقام محاججة بشر المريسي، والمحاججة يجوز فيها من التنزل مع الخصم ومن ضرب المثال بالمستحيلات والممتنعات ما لا يجوز في غيرها كما يعلمه أي مبتدئ في طلب العلم!
المريسي يعترض على معنى الاستواء والجلوس على العرش بزعمه أن جلوسه سبحانه على العرش يلزم منه أن يكون العرش أكبر منه، فيحتويه ويزيد عليه كما يزيد المقعد على الجالس عليه ويحتويه، تعالى الله عن هذا علوا كبيرا ..
فيقول الإمام رحمه الله ردا عليه وتنكيلا بذلك السفيه:
وأعجب من ذلك كله قياسك الله بمقياس العرش ومقداره ووزنه من صغر أو كبر وزعمت كالصبيان العميان إن كان الله أكبر من العرش أو أصغر منه أو مثله فإن كان الله أصغر فقد صيرتم العرش أعظم منه وإن كان أكبر من العرش فقد ادعيتم فيه فضلا على العرش وإن كان مثله فإنه إذا ضم إلى العرش السموات والأرض كانت أكبر مع خرافات تكلم بها وترهات تلعب بها وضلالات تضل بها لو كان من يعمل عليه لله لقطع ثمرة لسانه والخيبة لقوم هذا فقيههم والمنظور إليه مع هذا التمييز كله وهذا البصر وكل هذه الجهالات والضلالات
فيقال لهذا البقباق النفاج إن الله أعظم من كل شيء وأكبر من كل خلق ولم يحتمله العرش عظما ولا قوة ولا حملة العرش احتملوه بقوتهم ولا استقلوا بعرشه بشدة أسرهم ولكنهم حملوه بقدرته ومشيئته وإرادته وتأييده لولا ذلك ما أطاقوا حمله
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بلغنا أنهم حين حملوا العرش وفوقه الجبار في عزته وبهائه ضعفوا عن حمله واستكانوا وجثوا على ركبهم حتى لقنوا لا حول ولا قوة إلا بالله فاستقلوا به بقدرة الله وإرادته لولا ذلك ما استقل به العرش ولا الحملة ولا السموات والأرض ولا من فيهن ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السموات السبع والأرضين السبع وكيف ينكر أيها النفاج أن عرشه يقله والعرش أكبر من السموات السبع والأرضين السبع ولو كان العرش في السموات والأرضين ما وسعته ولكنه فوق السماء السابعة فكيف تنكر هذا وأنت تزعم أن الله في الأرض وفي جميع أمكنتها والأرض دون العرش في العظمة والسعة فكيف تقله الأرض في دعواك ولا يقله العرش الذي أعظم منها وأوسع وأدخل هذا القياس الذي أدخلت علينا في عظم العرش وصغره وكبره على نفسك وعلى أصحابك في الأرض وصغرها حتى تستدل على جهلك وتفطن لما تورد عليك حصائد لسانك فإنك لا تحتج بشيء إلا وهو راجع عليك وآخذ بحلقكفالكلام كما هو واضح جاء في مقام إلزام وإفحام، فإن كان المريسي يؤمن بأن الله في كل مكان، فكيف يقول بأن الأرض تحتويه وبأنه حال فيها ولا يقبل أن يحتويه عرشه الذي وسع السماوات السبع وما فيها؟ فالآن هذا الكلام في مقام المحاججة، فهل يقول عاقل يعي الكلام ويجمع سباقه إلى لحاقه، ويفهم وجه إيراده، أن الإمام يثبت به معنى أن العرش يحتوي رب العالمين احتواء المقعد للمخلوق القاعد عليه أو أن الله معتمد عليه في الاستواء اعتماد المخلوقين؟؟
ما أخف تلك العقول!
ثم إن الله مستو فوق عرشه مع كونه سبحانه أكبر من العرش ولا يقاس على شيء من خلقه، فصغر العرش بالنسبة إليه سبحانه لا يمنع من هذا الاستواء الحقيقي، إذ لو شاء لاستوى فوق بعوضة وما منعه صغرها من ذلك لأنه أصلا لا يعتمد على شيء من خلقه ولا يحمله شيء كما يحمل المخلوق المخلوق أو كما يحمل المقعد رجلا جالسا عليه كما يتوهم ذلك السفيه المريسي وأشياعه، وإنما هو استواء على نحو يليق بعظمته وجلاله، لا يعلمه إلا الله، فكيف والعرش على نحو ما وُصف لنا؟
هذا مراد الإمام رحمه الله ببساطة .. فهل يعقل هؤلاء ما يقرؤون؟؟ إنما هو البغي والهوى قاتلهما الله!
وعلي أي حال نقول، لنفترض أن الإمام رحمه الله أخطأ في ضرب هذا المثل وكان يحسن به ألا يفعل، فهل يلزم من ردنا هذا المثل بعينه بطلان المعنى الذي ينتصر له في رده على المريسي، أو بطلان نسبته إلى السلف؟؟
تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 12:05]ـ
وفي مشاركة تالية في ذات الموضوع، يقول عضو آخر:
بسم الله الرحمن الرحيم
أودّ أن أذكر أولا كلام الإمام الذهبي عن كتاب النقض للدارمي ..
قال الإمام الذهبي في عبارة رقيقة منه عن ذاك الكتاب: (فيه بحوث عجيبة مع المريسي، يبالغ فيها في الإثبات، والسكوت عنها أشبه بمنهج السلف في القديم والحديث)؛ يُنظر: كتاب العلوّ للعلي الغفار، للذهبي، (195).
ونقل علي أبو زيد محقق الجزء الثالث عشر من سير أعلام النبلاء للذهبي في هامش السير (13/ 320) عن محمد حامد الفقي قوله بحق كتاب النقض للدارمي: (إنه أتى فيه ببعض ألفاظ دعاه إليها عنف الردّ، وشدة الحرص على إثبات صفات الله وأسمائه التي يبالغ بشر المريسي وشيعته في نفيها، وكان الأولى والأحسن ألا يأتي بها، وأن يقتصر على الثابت من الكتاب والسنة الصحيحة، كمثل الجسم والمكان والحيّز، فإني لا أوافقه عليها، ولا أستجيز إطلاقها، لأنها لم تأت في كتاب الله، ولا في سنة صحيحة)؛ ولو كان الشيخ محمد حامد الفقي أشعريا، لأقيمت الدنيا ولم تقعد، لأجل كلامه في سلفي محض! كالدارمي، غير أن الشيخ حامدا ليس أشعريا، بل هو إلى مدرسة ابن تيمية وابن القيم أقرب.
رجعتُ إلى كتاب النقض له بتنزيله بصيغة الـ: بي دي إف، من النت، وهو من تحقيق منصور بن عبد العزيز السماري، نشر: أضواء السلف، وعليها اعتمدتُ ها هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الدارمي في النقض، (57): (والله تعالى له حدّ لا يعلمه أحد غيره، ولا يجوز لأحد أن يتوهّم لحدّه غاية في نفسه، ولكن، نؤمن بالحدّ، ونكل علم ذلك إلى الله)، وروى عن ابن المبارك أن لله حدّا؛ وقال عثمان بن سعيد بعد أن ذكر قول الجارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله إنه في السماء، قال الدارمي: (وأنه لا يجوز في الرقبة المؤمنة إلا من يحدّ الله أنه في السماء).
ومسألة الحدّ مسألة كبيرة، جرت فيها فتنة لابن حبان، فأُخرج من سجستان، لأجل إنكاره له.
ولو لم يكن في الحدّ إلا أنه لم يرد به نصّ، لكفاه أن يكون مرفوضا، إذ الأمر يتعلق بصفات الله، ولا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولعلّه لأجل شيوع القول بالحدّ عند بعض أهل الحديث، تُرى مسألة الحدّ هينة، وبعيدة عن التجسيم، ومع ذلك، فعبارات أخرى للدارمي تُبت تجسيمه ..
قال الدارمي في (64) من النقض: (فالله الحي القيوم القابض الباسط، يتحرك إذا شاء، وينزل إذا شاء، ويفعل ما يشاء، بخلاف الأصنام الميتة التي لا تزول حتى تزال)؛ وقال في (52): (لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء، ويتحرك إذا شاء، ويهبط ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط، ويقوم ويجلس إذا شاء، لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك، كل حي متحرك لا محالة).
من أخبره ببعض ما ذكره هنا؟ أكتاب أم سنة؟!
إن الحركة أمارة ما بين الحي والميت من المخلوقات، وليس للأمر صلة بالخالق سبحانه، فمن ذا الذي جرّ صفات المخلوقات إلى الخالق سبحانه؟
ونسبة الحركة إلى الله تعالى تجسيم ظاهر، قال ابن عبد البر، في التمهيد، (7/ 137)، من الطبعة المغربية: (وليس مجيئه حركة ولا زوالا ولا انتقالا، لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا .. ).
وقال عثمان بن سعيد عن الله سبحانه وتعالى، (64): (غير أنه وَلِيَ خلق الأشياء بقوله وأمره وإرادته، وولي خلق آدم بيده مسيسا، وشرف بذلك ذِكره، لولا ذلك ما كانت له فضيلة في ذلك عن شيء من خلقه، إذ كلُّهم خلقهم بغير مسيس في دعواك)، يقصد في دعوى بشر المريسي.
أليس قوله: خلق آدم بيده مسيسا، دليلا على تجسيمه؟ أوليس مثل هذا الكلام بدعة يخرج بها قائلها عن أهل السنة والجماعة؛ أما كان يكفي الدارميَّ أن يفوّض علم المعنى في لفظة: (لِما خلقْتُ بيدي)، فلا يدخل من بوابة تفسيرها إلى التجسيم؟ وإلا، فهل في نصوص الكتاب والسنة شيء من هذا؟!
وفي الصفحة (290 - 291)، من النقض يقول الدارمي: (فقال: ألا ترى أنه من صعد الجبل لا يقال له: إنه أقرب إلى الله تعالى؟، فيقال لهذا المُعارِض المدّعي ما لا علم له: من أنبأك أن رأس الجبل ليس بأقرب إلى الله تعالى من أسفله، لأنه من آمن أن الله تعالى فوق عرشه، فوق سماواته، علم يقينا أن رأس الجبل أقرب إلى الله تعالى من أسفله، وأن السماء السابعة أقرب إلى عرش الله من السادسة، والسادسة أقرب إليه من الخامسة، ثم كذلك إلى الأرض، كذلك روى إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن ابن المبارك أنه قال: رأس المنارة أقرب إلى الله تعالى من أسفلها، وصدق ابن المبارك، لأن كل ما كان إلى السماء أقرب، كان إلى الله أقرب، وقرب الله إلى جميع خلقه أقصاهم وأدناهم واحد، لا يبعد عنه شيء من خلقه، وبعض الخلق أقرب إليه من بعض، على نحو ما فسّرنا من أمر السماوات والأرض، وكذلك قرب الملائكة من الله، فحملة العرش أقرب إليه من جميع الملائكة الذين في السماوات كلها، والعرش أقرب إليه من السماء السابعة، وقرب الله إلى جميع ذلك واحد؛ هذا معقول مفهوم إلا عند من لا يؤمن بأن فوق العرش إلها، وكذلك سميت الملائكة: المقربون، وقال: (إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته، ويسبحونه وله يسجدون)، فلو كان الله في الأرض كما ادّعت الجهمية، ما كان لقوله: (إن الذين عند ربك)، معنى).
انتهى نصّ كلام الدارمي.
إنه قال شيئين: الأول: قرب الله إلى جميع خلقه واحد، وقول الإمام الدارمي رحمه الله هنا حق لا ريب فيه، غير أن القرب هنا، ليس قرب مسافة.
الثاني: قوله: (من آمن أن الله تعالى فوق عرشه، فوق سماواته، علم يقينا أن رأس الجبل أقرب إلى الله تعالى من أسفله، وأن السماء السابعة أقرب إلى عرش الله من السادسة، والسادسة أقرب إليه من الخامسة، ثم كذلك إلى الأرض)، وهذا تجسيم واضح، لأن قرب تلك المخلوقات التي ذكرها إلى الله تعالى، هو قرب مسافة على حسب عبارته، وهو التجسيم بلا ريب؛ فمن أخبر الدارميَّ بهذا، أكتابٌ أم سنة؟
إنني أتأسّف أن يكون الدارمي ذاك أحد مراجع العقيدة عند ابن تيمية وابن القيم، والذي لا شكّ وجد طريقه إلى سلفية العصر المقلّدة لابن تيمية وابن القيم، رحمهما الله تعالى.
أما ما نسبه إلى ابن المبارك، فلا يتضح اتصال السند فيه، ويحتاج أمره إلى تحقيق.
أرجو ملاحظة أنني نقلتُ كلام الدارمي وكلام غيره في هذه المشاركة من مداخلة لي كنت كتبتها في أحد المواقع، فنسختها من هنالك، وكنت قد نقلتها فعلا من كتاب النقض للدرامي.
والسلام عليكم ورحمة الله.
سآتي على هذا الكلام بجواب مستفيض فيما يلي من المشاركات بعون الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 12:38]ـ
يقول الكاتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أودّ أن أذكر أولا كلام الإمام الذهبي عن كتاب النقض للدارمي ..
قال الإمام الذهبي في عبارة رقيقة منه عن ذاك الكتاب: (فيه بحوث عجيبة مع المريسي، يبالغ فيها في الإثبات، والسكوت عنها أشبه بمنهج السلف في القديم والحديث)؛ يُنظر: كتاب العلوّ للعلي الغفار، للذهبي، (195).
ونقل علي أبو زيد محقق الجزء الثالث عشر من سير أعلام النبلاء للذهبي في هامش السير (13/ 320) عن محمد حامد الفقي قوله بحق كتاب النقض للدارمي: (إنه أتى فيه ببعض ألفاظ دعاه إليها عنف الردّ، وشدة الحرص على إثبات صفات الله وأسمائه التي يبالغ بشر المريسي وشيعته في نفيها، وكان الأولى والأحسن ألا يأتي بها، وأن يقتصر على الثابت من الكتاب والسنة الصحيحة، كمثل الجسم والمكان والحيّز، فإني لا أوافقه عليها، ولا أستجيز إطلاقها، لأنها لم تأت في كتاب الله، ولا في سنة صحيحة)؛ ولو كان الشيخ محمد حامد الفقي أشعريا، لأقيمت الدنيا ولم تقعد، لأجل كلامه في سلفي محض! كالدارمي، غير أن الشيخ حامدا ليس أشعريا، بل هو إلى مدرسة ابن تيمية وابن القيم أقرب.
رجعتُ إلى كتاب النقض له بتنزيله بصيغة الـ: بي دي إف، من النت، وهو من تحقيق منصور بن عبد العزيز السماري، نشر: أضواء السلف، وعليها اعتمدتُ ها هنا.
قلت: لفظة الجسم والمكان والحيز لم ترد ولا يجوز وصف الله تعالى بها تعبدا، إذ لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم! أما في باب الإخبار عنه تعالى لبيان معاني صفاته جل وعلا في معرض الرد على النفاة من الجهمية والمتفلسفة وأضرابهم، فينظر في المعاني التي يريدها المتكلم من تلك الألفاظ، فإن كانت حقا فحق، وإن كانت باطلا فباطل! يعني عندما نقول الله في السماء، هذا من حيث المعنى اللغوي مكان أم ليس بمكان؟؟؟ هو مكان قطعا، ولا يماري في هذا المعنى إلا مريض في عقله أو معلول في لسانه جاهل بأبجديات اللغة!!! فإن مجرد المعرفة بأن الله ليس حالا في شيء من خلقه، فلا هو في الأرض ولا في سماواته السبع وإنما هو فوق ذلك كله، في جهة العلو، هذا معناه أنه خلا منه المكان المخلوق .. ولكنه لا يعني – عقلا – أنه لا مكان له!! إذ الشيء الذي لا مكان له = لا وجود له يعقله الإنسان!!! الشيء الذي ليس له مكان – من حيث المعنى اللغوي للمكان - فإنما هو عدم لا وجود له! وكذا يقال في معنى الجهة! وأما معنى التحيز فإن أراد به قائله إن الله محاط بشيء من خلقه من حوله فباطل قطعا، وإن أراد به أنه بائن عن الخلق منحاز عنهم لا يحل فيهم بذاته، فهذا معنى صحيح يفهمه العقلاء من معاني صفاته جل وعلا! ولا يلزم منه أن تكون ذات الله تعالى كذوات المخلوقين في حقيقتها وكيفها!!
وأنا أسأل من يتخوف من استعمال تلك الكلمات في مقام الرد على المستفصل أو المتفلسف .. لو جعلنا السؤال: "في أي مكان استوى ربنا؟ " بدلا من اللفظ الوارد: "أين الله؟ "، أيكون المعنى المسؤول عنه حينئذ باطلا؟؟؟ كلا! بل المعنى الواحد! فإن لفظة "أين" إنما هي سؤال عن المكان بلا خلاف بين العقلاء من أهل هذا اللسان وغيره من ألسنة البشر! ولكن من المتكلمة من ينتفض جسده من سماع سؤال النبي عليه السلام (أين الله)، يقول لا نسأل بأين عن الذي أيّن الأين! أأنت أعلم بالله من رسوله يا هذا، أتستنكر هذا السؤال عليه، صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟
فوالله لولا أن خرج علينا بعد قرن الصحابة والتابعين من الفلاسفة والمتكلمة وأذنابهم من يلوي لسانه بالنص المنزل وبكلام النبي عليه السلام تصنعا مخافة أن يقع به إثباته تلك المعاني في (التجسيم) و (التشبيه)، ما اضطررنا إلى بيان هذا المعنى الواضح الذي يغني وضوحه عن شرحه، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ما معنى "الحركة" هذه التي تنكرونها؟ نعم لم يرد وصف الله بها كما لم يرد وصفه بالمكان والجهة، ولكن هذه ليست صفات نثبتها له سبحانه! هذه معان كمعنى الوجود ونحوه، إنما يأتي إثباتها لازما لإثبات غيرها من المعاني، مفسرا لها، كما فسر السلف الاستواء بالعلو والاستقرار .. هذه لوازم معنوية لا يمكن إثبات المعنى – عقلا - بدونها، ولا نكارة في إثباتها إذ ليس لازمها قياس الرب على خلقه كما تتوهمون! فلا يلزم من نزول الله إلى السماء الدنيا خلو عرشه منه، إذ هذه صورة إنما نشأت من تصور كيفية ذلك النزول، وقياسها على كيفيات المخلوقين، وهذا باطل ننكره ولا نقول به، ولكن يلزم من إثبات معنى النزول وقبوله، إثبات معنى الحركة كتفسير له! إذ الصعود حركة والاستواء حركة، والنزول حركة، والإتيان حركة، وغير ذلك مما ثبت لله تعالى من صفات فيها انتقال من حال مكاني إلى حال آخر .. هذه معاني تلك الصفات كما تفهمها عقول البشر، ولم نسمع أحدا من الصحابة أو التابعين ينهانا عن أن نفهمها على هذا النحو (المستقيم لغة وفطرة وعقلا)، ويأمرنا بالتفويض في معناها مخافة الوقوع في التشبيه!!!
نحن ما سألنا عن حقيقة ذلك الاستواء أبدا وما يكون لنا ذلك، وإنما سألنا عن معناه، كسؤالنا عن معاني ما سواه مما خاطبنا الله به من الألفاظ في نصوص الوحي الشريف! وألزمنا أنفسنا بالوقوف على ما ورد عن السلف من تلك المعاني دون مجاوزته .. فمن جاءنا بعد ذلك بلفظة أخرى يشرح بها معاني الصفات أو يعترض بها أو نحو ذلك، كلفظة الجوهر أو العرض أو ما شابهها من ألفاظ المتكلمين، سألناه عما يقصد بها، وبحسب مراده كان خطابنا معه! فإن الذي يطالبنا بألا نسأل عن معنى صفة وصف الله بها نفسه – والعلم بأسماء الله وصفاته أول واجبات المكلفين!! - بدعوى أن معناها ليس لنا فهمه ولا السؤال عنه لأن لازم القول به هو كذا وكذا، فقد صنع بنا كصنيع النصارى حين ينهون الناس عن السؤال عن معنى ثالوثهم الباطل، الذي هو أساس دينهم، لأنهم يعلمون أنه معنى باطل في نفسه ولوازمه فلا تقبله الأذهان! إن معاني صفات رب العالمين لا يأباها العقل السوي، ولا يلزم منها عندنا ما يتعارض مع قوله تعالى ((ليس كمثله شيء)) .. ولكن لما غرق القوم في كلام الفلاسفة، وعجزوا عن الرد على إلحادهم، رجعوا إلينا بالنكير على كل من يفسر تلك المعاني عندنا كما فهمها سلفنا الأول ولا يجاوز ذلك ولا يفرط فيه، فقالوا لنا فوضوا في المعنى تسلموا!! ثم اجترأوا على الصحابة والتابعين ونسبوا إليهم ذلك المذهب وجعلوه هو طريقة أهل السنة والجماعة!! فالذي حصل في الحقيقة أن هؤلاء قد دخلت الشبهات عليهم فلوثت عقولهم، ولم يجدوا منها مخرجا إلا تقعيد ما لم يسبقهم إليه أحد من المسلمين بإطلاق قاعدة النفي مطلقا – أو بقيد مبتدع – أو التفويض في المعاني مطلقا أو التأويل مطلقا أو بقيود مبتدعة لم يسبقهم إليها أحد من السلف!! يقولون هذه الصفة لازمها التجسيم فهي على المجاز ووجهها كذا وكذا في اللغة، وأما هذه فلا، فنثبتها على حقيقتها ولا إشكال .. وينسى هؤلاء جميعا أو يتغافلون أن دعواهم تلك لا قائل بها من الصحابة قط، وأنها تحتاج إلى دليل واضح، إذ لا يتصور عاقل أن ينقطع الوحي عن أمتنا ولا يبين النبي عليه السلام ذلك الأصل الخطير بلفظ واضح صريح، ولا ينقل مثله – كأصل – أو ما يدل عليه من المرويات لا من روايات آحاد ولا بالتواتر الذي يشترطه إخواننا في أخبار العقائد حتى يقبلوها!! فلا يسعفهم في الاستدلال أن يأتوا بنصوص تأولها بعض الصحابة، فيزعم الزعيم منهم أن هذا تأويل للصفة – مع أن أكثر ذلك كان إخراجا للنص من باب الصفات أصلا – بل ويزيد رميا بالغيب أن يدعي أن سبب هذا التأويل عند هذا الصحابي إنما هو "الهروب من التجسيم والتشبيه" الذي يتوهمون لزومه من معاني أكثر ما ورد من الصفات! فهلا أثارة من دليل أو برهان مما يستدل بمثله في العقائد، ولا ترضون بأقل منه، يا من تتهموننا بالتقليد في الأصول والكليات الكبرى في العقيدة؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
تستنكرون معنى الحركة، فمن الذي قال إن مجرد معنى الحركة يلزم منه جعل ذات الله كذوات المخلوقين؟؟! إنه هو نفسه الذي قال إن السمع والبصر يلزم منهما جعله كخلقه له (حواس) كما لهم حواس، ومن ثم جعله على كيفيتهم، جسما كأجسامهم!! وهو نفسه الذي أتى على بقية الصفات فنفاها كلها لأمثال تلك اللوازم العفنة في رأسه، التي لم يسبقه إلى توهمها أحد من المسلمين!! فإن وافقتموه في بعض دعواه فبم خالفتموه في بعضها الآخر يا عقلاء الأشاعرة والماتريدية ومن لفّ لفهم؟؟ إنها شبهة واحدة، منهم من وقع فيها إلى أذنيه، ومنهم من وقع فيها إلى صدره، ومنهم من وقع فيها إلى ركبتيه، وجوابها عندنا جواب واحد ولله الحمد: جواب من سلمه الله من توهم تلك اللوازم أصلا!
فإن قيل إن النزول حركة والحركة تشبيه، قلنا مطلق معنى الحركة كمطلق معنى النزول، لا يلزم منه ما تتوهمون! فإننا نفهم معناها على لسان العرب الذي خوطب به الأولون، ونثبتها بمعناها ولا نتوقف دون ذلك! أما حقيقة تلك الذات التي تتحرك بما معناه في اللغة الاستواء أو النزول أو بغيره من الحركات – حركة تليق بتلك الذات ويصح معناها عند العقلاء دون لزوم التجسيم أو غيره – وكيفية تلك الذات، فهذا الله وحده أعلم به، لا يسعنا تصور ذلك ولا يجوز لنا طلبه! فمن ادعى أنه لا يمكن قبول معنى النزول أو غيره من معاني الحركة لعدم إمكان تجريده من لازم التجسيم والتشبيه، فهذا هو المطالب بإثبات سلفية هذا المعنى، لا من خالفه في ذلك!!!
ومن قال إن لفظ الحركة والمكان لم يردا في الكتاب والسنة فلا يجوز استعمالهما في الكلام عن الله تعالى، فلينكر كذلك على من يخبر عن الله بمجرد معنى "الوجود"، لأنه لم يوصف الله به كذلك في الكتاب ولا في السنة!!! فإن قال هناك فرق بين تلك المعاني ومعنى الوجود إذ الأخير لا يلزم منه تشبيه ولا تجسيم، قلنا له فبأي حجة تحكمت بعقلك هذا التحكم وزعمت في المعاني الأخرى ذلك اللزوم؟؟ ومن سلفك فيه ممن تزعم موافقتهم من الصحابة والتابعين؟؟
وما رأيك لو قال لك ملحد إن معنى الوجود نفسه يلزم منه المادية الحسية، بمعنى ألا يكون الشيء الموجود إلا كنحو ما نرى من الأشياء الموجودة، مركبا من أجزاء، موصوفا بما توصف به سائر الأشياء، إذ العقل لا يتصور في الموجودات إلا أن تكون هكذا؟؟ كيف تجيبه عن هذا؟؟
إن قلت لهذا الملحد إن هذا لا يلزم عقلا من مجرد إثبات معنى الوجود، إذ هذه معاني زائدة على ذلك المعنى، قلنا لك وكذلك لا يلزم عقلا من مجرد المعنى الذي نثبته للصفة أن يكون النزول والاستواء وغيره مما يمكن تجنيسه بمعاني الحركة، موافقا في الحقيقة والوصف الكيفي لتلك الأشياء المادية التي نراها من حولنا! فإن هذه صفات زائدة ومعاني إضافية لا نقول بها ولا نخوض فيها ولا يلزمنا التشبيه فيها بحال! ألا يعقل العقلاء أن يتحرك إلا ما موصوفا من الموجودات بكونه مبنيا من جزيئات وذرات (مثلا)؟ فكيف تعقلون انتقال الطاقة كالحرارة ونحوها؟ وكيف تعقلون انتقال حركة الملائكة ونحوهم؟ كل "حركة" تليق بالذات الموصوفة بها، ولا تعلق لتفصيل الكيفية بأصل المعنى، فلا يلزم جنس بعينه من أجناس الكيفيات التي يتحقق بها ذلك المعنى، من مجرد إثبات المعنى نفسه! ولهذا يقول علماؤنا إن الاشتراك في المعنى لا يلزم منه الاشتراك في الكيفية! فالكيفية وصف زائد على المعنى لا نخوض فيه ولا نطلبه!
فالحاصل أن لا برهان في العقل ولا في اللغة فضلا عن النقل على هذا التفريق المعنوي الذي أحدثتموه بين أجناس الصفات ومعانيها، والله المستعان!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 01:08]ـ
قال الدارمي في النقض، (57): (والله تعالى له حدّ لا يعلمه أحد غيره، ولا يجوز لأحد أن يتوهّم لحدّه غاية في نفسه، ولكن، نؤمن بالحدّ، ونكل علم ذلك إلى الله)، وروى عن ابن المبارك أن لله حدّا؛ وقال عثمان بن سعيد بعد أن ذكر قول الجارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله إنه في السماء، قال الدارمي: (وأنه لا يجوز في الرقبة المؤمنة إلا من يحدّ الله أنه في السماء).
ومسألة الحدّ مسألة كبيرة، جرت فيها فتنة لابن حبان، فأُخرج من سجستان، لأجل إنكاره له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو لم يكن في الحدّ إلا أنه لم يرد به نصّ، لكفاه أن يكون مرفوضا، إذ الأمر يتعلق بصفات الله، ولا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم.
قلت: نكرر ما تقدم تقريره، من أن مقصود الأئمة من إثبات معنى الحد ليس من باب وصف الله بما لم يرد، وإنما بيان معنى لازم من صفاته سبحانه من أنكره فقد أنكر ملزومه! ولهذا لم تذكر تلك الألفاظ ولم ينافح عنها الأئمة إلا في مقام الرد على هؤلاء! من لم يعتقد أن لله حدا يفصله عما سواه فقد خلطه بخلقه، ونقض الإيمان الواجب بأنه سبحانه في السماء، مستوى فوق عرشه من فوق خلقه بائن من ذلك الخلق غير مخالط له!! فالعاقل الذي يعي ويفهم معاني الكلام، يدرك سبب تمسك هؤلاء الأئمة بتلك المعاني ونكيرهم على من أنكرها بإطلاق! نحن لا نذهب نقول للعوام اعبدوا ربكم وتوسلوا إليه بقولكم: "يا من له الحدّ والمكان في جهة العلو"!! وإنما نقول للفلاسفة والمتكلمة ومن على شاكلتهم في مثل هذا المقام الذي نحن فيه الآن: دعوا عنكم المراء والتفلسف والتكلف، واقبلوا معاني صفات الله على حقيقتها كما قبلها سلفكم من قبلكم .. لا تبطلوا ما صح لغة وعقلا من معانيها، ولا تزعموا لتلك المعاني ما ليس من لوازمها: يسلم لكم دينكم كما سلم لهم من قبل، وكما سلم لهؤلاء العجائز! هذه هي المسألة، فيا ليتهم يتفكرون!
ولعلّه لأجل شيوع القول بالحدّ عند بعض أهل الحديث، تُرى مسألة الحدّ هينة، وبعيدة عن التجسيم، ومع ذلك، فعبارات أخرى للدارمي تُبت تجسيمه ..
قال الدارمي في (64) من النقض: (فالله الحي القيوم القابض الباسط، يتحرك إذا شاء، وينزل إذا شاء، ويفعل ما يشاء، بخلاف الأصنام الميتة التي لا تزول حتى تزال)؛ وقال في (52): (لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء، ويتحرك إذا شاء، ويهبط ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط، ويقوم ويجلس إذا شاء، لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك، كل حي متحرك لا محالة).
من أخبره ببعض ما ذكره هنا؟ أكتاب أم سنة؟!
إن الحركة أمارة ما بين الحي والميت من المخلوقات، وليس للأمر صلة بالخالق سبحانه، فمن ذا الذي جرّ صفات المخلوقات إلى الخالق سبحانه؟
قلت قوله: الحركة أمارة ما بين الحي والميت من المخلوقات قول باطل ظاهر البطلان! وإلا فما قوله في حركة الريح؟ أهي حركة لمخلوق حي؟ وما قوله في حركة المطر؟ أهي حركة لمخلوق حي؟ ثم إنه إن كان يقول إن الحي يتحرك بينما الذي لا يتحرك فإنه ميت = فقد وصف ربه بالموت من حيث لا يدري، ذلك المسكين!!! الإمام رحمه الله يقول إن الرب يتحرك إذا شاء، يهبط ويرتفع إذا شاء! فبالله كيف يفهم العقلاء معنى النزول إن لم يكن فيه معنى الهبوط والدنو؟؟ ينزل ربنا إلى السماء الدنيا، أي يدنو منها، على كيف لا نتصوره، بما يليق بذاته سبحانه! فما النزول والدنو – لغة - إن لم يكن هبوطا وحركة؟؟؟ ولماذا يصرون على إلصاق صفات المخلوقين بهذه المعاني وكأنه لا ينزل ولا يتحرك – عقلا – إلا ما كان مركبا من أجزاء، وما كان نزوله يلزم منه خلو مكانه الأول منه وحلوله في المكان الجديد وإحاطة المخلوقات به و .... إلخ؟؟؟!! سبحان من قسم على الناس أرزاقهم من العقل والفهم!!
ونسبة الحركة إلى الله تعالى تجسيم ظاهر، قال ابن عبد البر، في التمهيد، (7/ 137)، من الطبعة المغربية: (وليس مجيئه حركة ولا زوالا ولا انتقالا، لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا .. ).
قلت: فلينظر المنصفون والعقلاء من الذي يتلقف كلام الرجال يجعله حجة، وهو يرمي مخالفه بتقليد شيخ الإسلام والإمام الدارمي من قبله، رحمهما الله!!
لا شيء أهون علي الآن من أن أتأول هذا الكلام وأقول إن ابن عبد البر إنما يقصد بمعنى الحركة هنا ما بينه في العطف التالي عليه مباشرة، من قوله (زوالا وانتقالا)! فنحن لا نقول إن الله إن نزل وتحرك، زال عن العرش أو انتقل عنه! فإن كان هذا هو المراد فنحن نوافقه عليه، ونفهم من قوله (جسما) أو (جوهرا) ما يكون من الوصف اللائق بالمخلوقات .. فإن الله ليس كمثله شيء. فإن كان هذا مراده رحمه الله من تلك العبارة ودل عليه سياق كلامه، فخير والحمد لله رب العالمين، وإلا فلا إشكال عندنا في أن نردها عليه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عثمان بن سعيد عن الله سبحانه وتعالى، (64): (غير أنه وَلِيَ خلق الأشياء بقوله وأمره وإرادته، وولي خلق آدم بيده مسيسا، وشرف بذلك ذِكره، لولا ذلك ما كانت له فضيلة في ذلك عن شيء من خلقه، إذ كلُّهم خلقهم بغير مسيس في دعواك)، يقصد في دعوى بشر المريسي.
أليس قوله: خلق آدم بيده مسيسا، دليلا على تجسيمه؟ أوليس مثل هذا الكلام بدعة يخرج بها قائلها عن أهل السنة والجماعة؛ أما كان يكفي الدارميَّ أن يفوّض علم المعنى في لفظة: (لِما خلقْتُ بيدي)، فلا يدخل من بوابة تفسيرها إلى التجسيم؟ وإلا، فهل في نصوص الكتاب والسنة شيء من هذا؟!
قلت: الكلام هنا في مقام الرد على دعوى المريسي، وأنا أسأل كل عاقل يفهم معاني الكلام، ما الفرق بين أن يقول القائل: "صنعت هذا الشيء" ويقف، وبين أن يقول "صنعت هذا الشيء بيدي"؟؟؟ لا شك أن قوله خلقته بيدي يفيد أنه باشره حقيقة بيده الحقيقية التي نثبتها له على النحو اللائق بذاته جل وعلا! فإن كان ذلك كذلك فإن معنى المسيس باليد مفهوم تبعا لمعنى الخلق بتلك اليد! (وإن كان ليس بلازم منه، والذي أراه - والله أعلم - أنه معنى إضافي يحتاج إلى نص مخصوص للقول به، إذ لا يمتنع عقلا أن يخلق الله آدم بيده دون مسيس، ولكن على نحو خاص كرمه به، فلعل الإمام رحمه الله قد وقف على هذا النص فقال بمقتضاه، والله أعلم)
ولكن على أي حال فليس تشبيه تلك اليد بالجوارح المخلوقة بلازم من هذا المعنى أو ذاك!
وإلا فما قولكم في الحديث الذي صححه الإمام البخاري في قوله عليه السلام: "فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد قلت رب لبيك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أدري رب قالها ثلاثا قال فرأيته وضع كفه بين كتفي وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفت "
صحيح إن ما يراه النائم يختلف عما يراه اليقظان، ولكن المراد هنا إثبات معنى الصورة والكف والأنامل والمس بها! فلو كان لا يجوز وصف الله بتلك المعاني لأن لازمها جعله ذا جوارح وأبعاض كالمخلوقات، فكيف يحدثنا النبي عليه السلام هذا الحديث بتلك الألفاظ ولا ينبه في هذا النص ولا في غيره على أن الله لا يد له ولا كف ولا أنامل ولا شيء من هذا على الحقيقة؟؟؟ هل كتم البيان عند الحاجة (وما أشدها من حاجة!!)؟؟ وكيف لم يَرد إلينا – مع شدة الداعي إليه كما لا يخفى - عن القرون الأولى تفصيل الصحابة ومن تبعهم بنفي معاني تلك الصفات وحقيقتها الظاهرة عن الله جل وعلا حتى لا نقع فيما صار يتوهم هؤلاء المساكين من بعدهم وقوعنا فيه من مجرد إثبات حقيقتها؟؟؟
يقول الأخ: أما كان يكفي الدارمي أن يفوض علم المعنى؟ وأقول ما كان للدارمي ولا غير الدارمي أن يفوض علم المعنى لا في هذه الصفة ولا في غيرها، إذ ربنا يا معاشر المتكلمة لم يصف نفسه في خطابه إلينا بطلاسم نجهل معانيها! أي ثمرة تكون وأي فائدة تطلب في خطاب يأتينا بصفات لا نفهم نحن المكلفون لها أي معنى، أو يكون معناها الحق على خلاف ظاهرها ولابد، لا لشيء إلا لأن ظاهرها يوجب الانصراف عنه عقلا؟؟؟
بل يجب على المسلمين وجوبا أن يثبتوا تلك الصفات ويفهموا معانيها كما فهمها الأولون وأن يعملوا بمقتضياتها كما عملوا! فكيف والإمام ههنا في مقام الرد على من يعطل الصفات ويزعم أن هذا هو القول الحق في فهم تلك النصوص والتعامل معها؟؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 01:18]ـ
وفي الصفحة (290 - 291)، من النقض يقول الدارمي: (فقال: ألا ترى أنه من صعد الجبل لا يقال له: إنه أقرب إلى الله تعالى؟، فيقال لهذا المُعارِض المدّعي ما لا علم له: من أنبأك أن رأس الجبل ليس بأقرب إلى الله تعالى من أسفله، لأنه من آمن أن الله تعالى فوق عرشه، فوق سماواته، علم يقينا أن رأس الجبل أقرب إلى الله تعالى من أسفله، وأن السماء السابعة أقرب إلى عرش الله من السادسة، والسادسة أقرب إليه من الخامسة، ثم كذلك إلى الأرض، كذلك روى إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن ابن المبارك أنه قال: رأس المنارة أقرب إلى الله تعالى من أسفلها، وصدق ابن المبارك، لأن كل ما كان إلى السماء أقرب، كان إلى الله أقرب، وقرب الله إلى جميع خلقه أقصاهم وأدناهم واحد، لا يبعد عنه شيء من خلقه، وبعض الخلق أقرب إليه من بعض، على نحو ما فسّرنا من أمر السماوات والأرض، وكذلك قرب الملائكة
(يُتْبَعُ)
(/)
من الله، فحملة العرش أقرب إليه من جميع الملائكة الذين في السماوات كلها، والعرش أقرب إليه من السماء السابعة، وقرب الله إلى جميع ذلك واحد؛ هذا معقول مفهوم إلا عند من لا يؤمن بأن فوق العرش إلها، وكذلك سميت الملائكة: المقربون، وقال: (إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته، ويسبحونه وله يسجدون)، فلو كان الله في الأرض كما ادّعت الجهمية، ما كان لقوله: (إن الذين عند ربك)، معنى).
انتهى نصّ كلام الدارمي.
إنه قال شيئين: الأول: قرب الله إلى جميع خلقه واحد، وقول الإمام الدارمي رحمه الله هنا حق لا ريب فيه، غير أن القرب هنا، ليس قرب مسافة.
الثاني: قوله: (من آمن أن الله تعالى فوق عرشه، فوق سماواته، علم يقينا أن رأس الجبل أقرب إلى الله تعالى من أسفله، وأن السماء السابعة أقرب إلى عرش الله من السادسة، والسادسة أقرب إليه من الخامسة، ثم كذلك إلى الأرض)، وهذا تجسيم واضح، لأن قرب تلك المخلوقات التي ذكرها إلى الله تعالى، هو قرب مسافة على حسب عبارته، وهو التجسيم بلا ريب؛ فمن أخبر الدارميَّ بهذا، أكتابٌ أم سنة؟
قلت: ما رأيت مثل هذا عجبا! معنى العلو الذي يوصف به رب العزة يلزم منه – عقلا ولغة - أن كل ما كان في الأسفل، فهو عنه سبحانه أبعد مما كان في الأعلى!! أي عاقل يخالف في هذا المعنى؟؟ هذا ليس تجسيما ولا قياسا على حقائق الذوات المخلوقة وكيفياتها، وإنما هو من تحقيق معنى العلو نفسه عند العقلاء!!! وأنا أسألك يا مسكين: النبي عليه السلام لما عُرج به إلى السماء حتى وصل إلى سدرة المنتهى، هل كان يزداد بذلك اقترابا من رب العزة كما يفهم بجلاء من نصوص رحلة المعراج، حتى انتهى بالسجود له سبحانه عند العرش وتلقي التكليف بالصلاة منه في القصة المعروفة، أم هو في - عقلك الفاسد – لم يزل على مبعدة واحدة من العرش والرب من فوقه مهما صعد وهبط؟؟؟ سبحانك ربي!! هذا تشوه عقلي ورب الكعبة، وإنه لمما يؤسف له أن يقال إن هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة! أهل السنة والجماعة ما كانوا يفهمون الفرق بين العلو والدنو؟؟ أهل السنة والجماعة ما فهموا معنى العروج في السماء إلى الرب جل وعلا وما يلزم منه عقلا من المعاني الصحيحة؟؟؟ أهل السنة والجماعة قالوا فوق الجبل كأسفله في القرب من الرب الموصوف بأنه فوق العرش من فوق السماوات السبع كلها؟؟ أهل السنة والجماعة كانوا يقولون (قرب المسافة هو التجسيم ولا ريب)؟؟؟ ما هذا العبث؟؟؟ كفاكم إفسادا لعقائد الناس وعقولهم يا هؤلاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 04:49]ـ
بارك الله فيكم أيها الشيخ الكريم عن هذا الذب عن الإمام الجليل ..
وما أحسن قولكم:
(يقول الأخ: أما كان يكفي الدارمي أن يُفوض علم المعنى؟ وأقول: ما كان للدارمي ولا غير الدارمي أن يفوض علم المعنى لا في هذه الصفة ولا في غيرها، إذ ربنا يا معاشر المتكلمة لم يصف نفسه في خطابه إلينا بطلاسم نجهل معانيها! أي ثمرة تكون وأي فائدة تطلب في خطاب يأتينا بصفات لا نفهم نحن المكلفون لها أي معنى، أو يكون معناها الحق على خلاف ظاهرها ولابد، لا لشيء إلا لأن ظاهرها يوجب الانصراف عنه عقلا؟؟؟ بل يجب على المسلمين وجوبا أن يُثبتوا تلك الصفات ويفهموا معانيها كما فهمها الأولون، وأن يعملوا بمقتضياتها كما عملوا! فكيف والإمام ههنا في مقام الرد على من يعطل الصفات ويزعم أن هذا هو القول الحق في فهم تلك النصوص والتعامل معها؟؟؟) ..
ويُقال له - أيضًا -: (يلزمك أن تقول لأصحابك ممن أوّل صفات الله عز وجل، وحرفها إلى معانٍ مخترعة: "أما كان يكفيكم أن تُفوضوا معانيها! "، لا أن تُخيّرنا بين طريقتكم " تفويض المعنى " و طريقتهم " التأويل " كما هو مذهبكم المتناقض .. هداك الله) ..
ـ[الشبولي]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 06:05]ـ
جزاك الله الف خير وسدد الله أمرك وأماتني وأماتكم على العقيدة السلفية الصافية.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 06:23]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك يا شيخ أبا الفداء ..
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 08:18]ـ
قلت: ما رأيت مثل هذا عجبا! معنى العلو الذي يوصف به رب العزة يلزم منه – عقلا ولغة - أن كل ما كان في الأسفل، فهو عنه سبحانه أبعد مما كان في الأعلى!! أي عاقل يخالف في هذا المعنى؟؟ هذا ليس تجسيما ولا قياسا على حقائق الذوات المخلوقة وكيفياتها، وإنما هو من تحقيق معنى العلو نفسه عند العقلاء!!! وأنا أسألك يا مسكين: النبي عليه السلام لما عُرج به إلى السماء حتى وصل إلى سدرة المنتهى، هل كان يزداد بذلك اقترابا من رب العزة كما يفهم بجلاء من نصوص رحلة المعراج، حتى انتهى بالسجود له سبحانه عند العرش وتلقي التكليف بالصلاة منه في القصة المعروفة، أم هو في - عقلك الفاسد – لم يزل على مبعدة واحدة من العرش والرب من فوقه مهما صعد وهبط؟؟؟ سبحانك ربي!! هذا تشوه عقلي ورب الكعبة، وإنه لمما يؤسف له أن يقال إن هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة! أهل السنة والجماعة ما كانوا يفهمون الفرق بين العلو والدنو؟؟ أهل السنة والجماعة ما فهموا معنى العروج في السماء إلى الرب جل وعلا وما يلزم منه عقلا من المعاني الصحيحة؟؟؟ أهل السنة والجماعة قالوا فوق الجبل كأسفله في القرب من الرب الموصوف بأنه فوق العرش من فوق السماوات السبع كلها؟؟ أهل السنة والجماعة كانوا يقولون (قرب المسافة هو التجسيم ولا ريب)؟؟؟ ما هذا العبث؟؟؟ كفاكم إفسادا لعقائد الناس وعقولهم يا هؤلاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
على مذهبهم استواء الله على العرش وتحت العرش سواء!
فهل هناك فرق بين فوق العرش وتحته بلازم قولهم في البعد والقرب؟
هذا غير الاستواء على كل شئ!
ولو كان استيلاء فهو بعيد لغة في هذا السياق ويلزم منه أن العرش أخذ غلابا ولم يكن تحت سلطان الله قبل ذلك مما هو معروف.
جزاك الله خيرا .. متابعون لهذه الردود الطيبة وجاري استكمال المطالعة. كتب الله لكم الاجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 01:41]ـ
شكر الله مروركم وإضافتكم يا شيخ سليمان ..
الإخوة الكرام الشبولي، وأبا أويس، جازكما الله خيرا وجمعنا وإياكم في مستقر رحمته.
الأخ الفاضل أبا نسيبة، صدقت وجزاك الله خيرا.
-------------------------
هذا ومما يحلو لبعض الأشاعرة قذفه في وجوه إخواننا في المنتديات ما ينقلونه عن الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على كتاب الإمام الدارمي رحمه الله، حيث قال:
لا شك في حفظ الدارمي وإمامته في السنة، ولكن يبدو من كتابه (الرد على المريسي) أنه مغال في الإثبات، فقد ذكر فيه ما عزاه الكوثري إليه من القعود والحركة والثقل ونحوه!! وذلك مما لم يرد به حديث صحيح، وصفاته تعالى توقيفية فلا تثبت له صفة بطريق اللزوم مثلا كأن يقال: يلزم من ثبوت مجيئه تعالى ونزوله ثبوت الحركة، فإن هذا إن صح بالنسبة للمخلوق فالله ليس كمثله شيء فتأمل
قلت: رحم الله الشيخ الألباني وجزاه عن المسلمين خيرا. ولقد كان يحسن به رحمه الله ألا يطلق مثل هذا الكلام عن مثل الإمام الدارمي رحمه الله في حاشية صغيرة بمثل هذه العبارة دون بيان مفصل لصرف ما قد ينقدح في ذهن المخالف من قراءتها. فإن فيها فيما أرى – والله أعلم - خللا في التحرير والاصطلاح يحتاج إلى معالجة وبيان مفصل والله المستعان.
أولا إن تحرير معنى المغالاة في الإثبات يتوقف على تحرير معنى الإثبات نفسه. فإن قيل إن إثبات الصفة هو نسبتها إلى الله تعالى بدليل، فإن المثبت هذا إن أثبت ما لا يصح فيه دليل، وإنما قال به لشبهة دليل عنده (وأعني بذلك تصحيحه ما لا يصح من الأخبار التي ورد فيها ما أثبته)، فإنه لا يوصف بالغلو في الإثبات ولكن يوصف بالخطإ فيه! فإن آكد أصول أهل السنة في الإثبات إنما هو قبول ما جاء في الخبر الصحيح بلا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .. فإن رأينا رجلا يثبت صفات تقوم عنده على دليل ضعيف من نص لا يُحتج به، لم نقل له إنه غال في الإثبات، وإنما قلنا إنه مقصر - أو مجتهد مخطئ - في استيفاء شروط الإثبات من التحقق من صحة النص، ولذا فإثباته هذا مردود عليه!
فإن كان في كلام الدارمي من تعويل على نصوص لا يرى الألباني صحتها (رحمهما الله جميعا)، فإنه ليس له أن يصف الدارمي – لأجل ذلك – بالغلو في الإثبات، وإنما بالخطإ في الإثبات! والفرق بين "الغلو" و"الخطإ" ليس بالذي يخفى! وإلا فإن هذه المعاني التي ذكرها الألباني وقرر أنها لا يصح فيها نص، قد يصح فيها وفي معناها عند الدارمي نص بل نصوص (بغض النظر عن أيهما أسعد بالصواب في ذلك)! فلا يكون إثباته إياها – والحالة تلك – "غلوا في الإثبات"!
وعلى سبيل المثال فإن من ينظر في الكتاب يجد أن صفة (الثقل) هذه قد ساق فيها الدارمي نصا، ولم يأت بها من رأسه – ولا يُظن بمثله أن يطلق هذا الوصف من عند نفسه، إذ هو ليس من معنى الاستواء لغة ولا يلزم عقلا من الاستواء على العرش إلا في المخلوقين، والله ليس كمثله شيء! فإن جاءنا به نص وصح عندنا (ولا يعني كلامي هذا أني أصحح ما جاء به الدارمي من النص ولابد، فليتنبه لهذا)، طردنا عليه قاعدتنا، بأن نمره كما جاءنا، نثبته على النحو اللائق بذاته جل وعلا، ونقول لمن يسأل: الله أعلم كيف يكون ذلك الإثقال على حملة العرش: (فلا يكون من جذب الجاذبية لذاته جل وعلا - مثلا - ولا يلزم منه معنى الاعتماد على العرش كذلك، سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقين)! فيكون حينئذ كالاستواء .. الإيمان به – على معناه الصحيح - واجب والسؤال عنه – أي عن كيفه وحقيقته - بدعة.
فالقصد أنه لا يصح أن نقول إن الدارمي غالى في الإثبات لأنه أثبت تلك الصفة بناء على هذا النص الذي صح عنده!! وأنا ما أظن إلا أن الألباني رحمه الله لو وقف على نص صح عنده بتلك الصفة لما تردد في إثباتها كذلك، ولرأيتنا الآن ندفع عنه – هو أيضا – كلام من يرميه "بالغلو في الإثبات"، رحمه الله!
أما قوله رحمه الله:
وصفاته تعالى توقيفية فلا تثبت له صفة بطريق اللزوم مثلا كأن يقال: يلزم من ثبوت مجيئه تعالى ونزوله ثبوت الحركة، فإن هذا إن صح بالنسبة للمخلوق فالله ليس كمثله شيء
(يُتْبَعُ)
(/)
فلنا معه فيه وقفات. والكلام ههنا اصطلاحي دقيق يحتاج إلى روية في القراءة وطول تأمل في النظر، لأنه قد زلت فيه أقدام والله المستعان، ومنه التوفيق والسداد.
فإن هناك فرقا دقيقا بين "إثبات الصفة": التي هي معنى مستقل لا يقال مثله في حق الله تعالى إلا بالنص، وتفسير الصفات أو الكلام – عند المحاججة والجدال مع النفاة والمعطلة – بمعاني تلك الصفات الثابتة ومقتضياتها العقلية الصحيحة. فإن من معاني الاستواء التي ذكرها السلف: الاستقرار (وقد اختلف فيما إذا كان قد ثبت عنهم تفسير الاستواء بالجلوس). فهل يقال لا تثبتوا لله (صفة الاستقرار) – هكذا – لأنه "لا يلزم من ثبوت استوائه ثبوت الجلوس أو الاستقرار، لأن هذا لا يصح إلا في الملخوقين"؟؟ وافقت إذن من عطلوا معنى صفة الاستواء ومنعوا من القول بظاهره!
هذا ليس إثباتا لصفة بلا دليل، وإنما هو تفسير للصفة، وتحقيق لمعناها – لغة - بما يناسب من الألفاظ الصحيحة ولا يلزم منه ما يتوهمه المعطلة والمفوضة هداهم الله! وقد تقدم ضرب المثال بمعنى الوجود، فإنه ليس الوجود (صفة) نثبتها لله تعالى، حتى يقال إنه لا دليل لنا عليها في كتاب ولا سنة فلا يجوز لنا وصف الله بها! وإنما هو إخبار عن الله تعالى بمعاني تلك الصفات الثابتة له وبلوازمها العقلية الصحيحة! إذ الوجود من اللوازم المعنوية لمعنى الحياة والقيومية والصمدية والأولية والآخرية وغير ذلك مما ثبت لله من المعاني! الوجود معنى صحيح لازم لتلك المعاني، ومن نفاه وعطله فقد عطلها كلها بالتبعية! فيجب من إثباتها إثباته (معنويا)! لا أننا إن قلنا نثبت لله معنى الوجود أنه يصير بهذا صفة مستقلة نبحث عن لفظها في النصوص الثابتة الصحيحة، فضلا عن أن يقال إن الله تعبدنا بها كسائر أسمائه وصفاته التي قال فيها ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها))! فلا يصح اشتقاق اسم لله منها – على مذهب من يقولون بجواز اشتقاق الأسماء من الصفات – كمثل قولنا إن الله اسمه "الموجود"! فهذا إثبات، وذاك إثبات، ولكن لا يستويان اصطلاحا، ولا ينبني على الأول ما ينبني على الثاني من عمل! فإثبات الصفة شيء، وإثبات معناها أو تفسيرها بظاهر اللغة شيء آخر.
وهذا التفريق الاصطلاحي بين إثبات الصفة لله تعالى، وتصحيح المعاني اللازمة من معناها، الشارحة له، في باب الإخبار عنه جل وعلا، لا ينبغي أن يغيب عن أذهان طلبة العلم في هذا الباب، والله أعلى وأعلم.
فكما تقدم في مشاركة آنفة، إن قال القوم: هذا – أي معنى الوجود - نقبله لأنه لا يلزم منه التجسيم أما معنى الاستقرار والحركة والحد ونحوها فيلزم منها التجسيم فلا نقبله، رجع الأمر بيننا وبينهم إلى إبطال دعواهم لزوم التجسيم في ظواهر ألفاظ الصفات ومعانيها كما تفهمها عقول البشر بلسان التنزيل ..
فهل معنى الحركة فيه ما يحتاج إلى نص مخصوص لإثباته (كصفة)؟ كلا!
فإن النزول – لغة – حركة! فإن قلنا ليس بحركة، فما هو إذن في اللغة وكيف نعقل تلك الصفة؟؟ لست أسأل عن كيفيته أو عن صفته (التي لا تعرف إلا بخبر مخصوص، وليس ثم ذلك ولا تسعه عقولنا أصلا)، وإنما أسأل عن معناه، معنى النزول في اللغة! هو حركة من أعلى إلى أسفل (إلى السماء الدنيا) وليس يلزم منه مفارقة العرش ولا خلوه منه ولا الحلول وسط المخلوقين ولا شيء من هذا، مع كونه محققا لمعنى النزول!! ولا بديل عن هذا الفهم لظاهر المعنى إلا التأويل أو التفويض كما يذهب المتكلمة، وما حملهم عليه إلا ما تعلمون!
فلو دفعنا عن النزول معنى الحركة لدفعنا ظاهره المعنوي، وهذا عين ما يريده لنا المعطلة والمفوضة! وإلا فما حقيقة قول القائل منا: "نزولا حقيقيا كما يليق بذاته سبحانه وتعالى"؟؟؟ حقيقته أنه نزول على معنى النزول لغة، ولكن على كيف لا نعلمه ولا يقاس على المخلوقين، ولا يلزم ذلك القياس في الكيفية من ذلك المعنى الذي نفسره به! فإن نحن وافقناهم وجعلنا معنى الحركة داخلا في هذا القياس الممنوع شرعا وعقلا، فقد عطلنا معنى النزول نفسه وصرفناه عن ظاهره كما يريدون، ولزمنا حينئذ تأويله أو تفويضه كما يصنعون!
فقول الألباني رحمه الله: " (لا) .. يلزم من ثبوت مجيئه تعالى ونزوله ثبوت الحركة، فإن هذا إن صح بالنسبة للمخلوق فالله ليس كمثله شيء"
هذا يلزمه به – عند التأمل - قبول كلام المفوضة في منعهم حمل معنى النزول على ظاهره!!
والقول الجامع في ذلك كما في غيره أن نقول إنه لا يلزم أن يكون هذا الشيء المتحرك ذاتا مخلوقة مقيسة على ذوات المخلوقين، تماما كما لا يلزم أن يكون ذلك النازل إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير، ذاتا مخلوقة أو مقيسة على ذوات المخلوقين (صفة نزولها كصفة نزولهم)! فإذا ما دفعنا ذلك اللزوم الباطل عن الأذهان، لم يبق لنا من إشكال عقلي في تحقيق معنى النزول على أنه "حركة" (كما يفهمه سائر العقلاء في جميع لغات الأرض)! وليس هذا إثباتا لصفة بلا نص، ولا هو وصف بما لا يصح عقلا إلا بالنسبة للمخلوقين، وإنما هو ظاهر المعنى اللغوي!
وفي الأخير، وحتى يزداد المعنى وضوحا، لو قال الألباني (مثلا): لا يلزم من ثبوت استوائه تعالى على العرش ثبوت معنى الثقل، فإن هذا إن صح بالنسبة للمخلوق فالله ليس كمثله شيء"
لوافقته بلا تردد! ولقلت إنه يلزم الوقوف على نص صحيح للقول بمعنى الثقل (وهو حينئذ يكون إثباتا لصفة مستقلة) .. ولكن إطلاقه هذا الكلام – رحمه الله - في العلاقة بين معنى النزول ومعنى الحركة ليس بمقبول منه، وإنما مثله عندي كمثل من يقول: إنه لا يلزم من ثبوت الحياة والقيومية لله تعالى، ثبوت الوجود!!!
فمن تأمل هذا التفريق وفهمه حق الفهم، زال عنه – بإذن الله تعالى – كثير من شبهات القوم في تلك البابة، والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 08:39]ـ
[ right][color=green][font="] أولا إن تحرير معنى المغالاة في الإثبات يتوقف على تحرير معنى الإثبات نفسه. فإن قيل إن إثبات الصفة هو نسبتها إلى الله تعالى بدليل، فإن المثبت هذا إن أثبت ما لا يصح فيه دليل، وإنما قال به لشبهة دليل عنده (وأعني بذلك تصحيحه ما لا يصح من الأخبار التي ورد فيها ما أثبته)، فإنه لا يوصف بالغلو في الإثبات ولكن يوصف بالخطإ فيه!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أحسن الله إليك، أخي الحبيب، ونفع بك، وجزاك خير الجزاء.
كنت قرأتُ لشيخ الإسلام، في مواضع عدّة من مؤلفاته، ولعلّني قرأت هذا لغيره أيضًا، وصف بعض علماء السلف بأنه كان "شديد الإثبات" أو "قويّ الإثبات"، واستوقفتني هذه العبارة ...
وقد استعنت الآن بالشاملة، ربحًا للوقت، فوفِّقت إلى هذين النصَّين من "مجموع الفتاوى":
_ "أَمَّا الْحَنْبَلِيَّةُ فَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ قَوِيٌّ فِي الْإِثْبَاتِ جَادٌّ فِيهِ يَنْزِعُ لِمَسَائِلِ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ؛ وَسَلَكَ طَرِيقَهُ صَاحِبُهُ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى؛ لَكِنَّهُ أَلْيَنُ مِنْهُ وَأَبْعَدُ عَنْ الزِّيَادَةِ فِي الْإِثْبَاتِ."
_ "فَابْنُ عَقِيلٍ إنَّمَا وَقَعَ فِي كَلَامِهِ الْمَادَّةُ الْمُعْتَزِلِيَّةُ بِسَبَبِ شَيْخِهِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ التَّبَّانِ المعتزليين؛ وَلِهَذَا لَهُ فِي كِتَابِهِ " إثْبَاتِ التَّنْزِيهِ " وَفِي غَيْرِهِ كَلَامٌ يُضَاهِي كَلَامَ المريسي وَنَحْوِهِ لَكِنْ لَهُ فِي الْإِثْبَاتِ كَلَامٌ كَثِيرٌ حَسَنٌ وَعَلَيْهِ اسْتَقَرَّ أَمْرُهُ فِي كِتَابِ " الْإِرْشَادِ " مَعَ أَنَّهُ قَدْ يَزِيدُ فِي الْإِثْبَاتِ لَكِنْ مَعَ هَذَا فَمَذْهَبُهُ فِي الصِّفَاتِ قَرِيبٌ مِنْ مَذْهَبِ قُدَمَاءِ الْأَشْعَرِيَّةِ والْكُلَّابِيَة فِي أَنَّهُ يُقِرُّ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَالْخَبَرُ الْمُتَوَاتِرُ وَيَتَأَوَّلُ غَيْرَهُ."
أرجو أن تتعرّض لهذه المسألة بمزيد بيان، وتفيدنا بما فتح الله عليك ...
جزاك الله خيرًا.
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 08:48]ـ
...
وكنتُ قرأت في كتاب "الفنون" لابن عقيل ردًّا له على من يثبتون لازم الصفة، وأظنّه –إن لم تخنّي الذاكرة- ردًّا على من يفسِّر الاستواء بالاستقرار. وفيه يحتج بقوله تعالى: "ونفختُ فيه من روحي" ولوازم إثبات ذلك ..
أظنك مررت بهذه الشبهة. وإن تيسّر لي الوقت، سأنقل لك كلام ابن عقيل.
ورجائي أن تبيّن وجه الحق في هذه المسألة، لأنها من شبهات الأشعرية المعاصرة ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 08:52]ـ
...
حبّذا، شيخنا الفاضل، لو تتفضل بالإرشاد إلى أفضل طبعات كتاب الدرامي، ليتسنّى لمتابعي الرد مراجعة النصوص في مواضعها وإثراء الموضوع.
وحبّذا لو تشير إلى سر امتعاض الأشعرية المعاصرة من الدارمي تحديدًا ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 08:56]ـ
...
منذ فترة بعيدة، لمّا قرأت كتاب الدارمي أوّل مرة، استنجتُ أنّه واضع أصول منظومة سجال المخالفين في مسائل الصفات، وأنّ شيخ الإسلام إنّما أوضحها وتوسّع فيها.
فهل رأيك من رأيي؟
بارك الله فيك.
* عتاب: ألم تلحظ أنّ الأخضر اللامع يتعب النظر؟ (ابتسامة)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 10:16]ـ
حياك الله أيها الحبيب المفضال الواحدي .. لا حرمنا الله من قلمك المبارك ومن فوائدك النفيسة، فإني لفي شوق إليها، نفعنا الله بك.
لا إشكال فيما يظهر لي - والله أعلم - في وصف من أثبت ما لا يثبت بنص صحيح بأنه كانت عنده "زيادة في الإثبات"، ولكن هذه الزيادة (أو القوة فيها أو الشدة) ينبغي ألا نسويها بمعنى الغلو في الإثبات بهذا الإطلاق .. فهذا – أي الحكم بتلك الزيادة - حكم اجتهادي ضابطه عند أهل السنة والحديث إنما هو النظر في النص الذي به أثبت المثبت ما زاد بإثباته .. فإن لم يكن صالحا للحجاج رددناه عليه، وقلنا زاد بذلك في الإثبات ولم يوفق .. أما كلام الألباني رحمه الله فلازمه أن من أثبت للصفة معناها الظاهر لغة فهذا (غلو) في الإثبات، وهذا وإن كان موافقا لمصطح بعضهم إلا أن فيه نظرا، إذ القول بمعنى الصفة الظاهر وإثباته ليس من الغلو
(يُتْبَعُ)
(/)
في الإثبات إلا على مصطلح من جعلوا الزيادة في الإثبات تشبيها، وقالوا – كما نقل قولهم شيخ الإسلام:
" "وَلِهَذَا يَقُولُ بَعْضُ الْحَنْبَلِيَّةِ أَنَا أُثْبِتُ مُتَوَسِّطًا بَيْنَ تَعْطِيلِ ابْنِ عَقِيلٍ وَتَشْبِيهِ ابْنِ حَامِدٍ"
فهؤلاء لم يقولوا بما قال به بعض السلف من معاني الصفات خوفا من أن يكون ذلك من التشبيه (الذي هو مقصودهم بزيادة الإثبات)، وهذه ليست بسبيل أهل السنة .. ولا شك أن من غلاة الإثبات - على هذا المعنى - من جنح بهم القول إلى إنزال كيفيات المخلوقين على معاني تلك الصفات (كالخوض في هيئاتها بما لم ينزل به الله من سلطان)، فكانوا بذلك مشبهة ومجسمة على التحقيق! والحاصل أن كلام الألباني رحمه الله يدخل الدارمي في هؤلاء عند التأمل!!
وأقول لو كان إثبات معنى الاستقرار لصفة الاستواء داخلا في تلك الزيادة أو ذاك "الغلو في الإثبات" كما هو مفهوم كلام الألباني، فشيخ الإسلام نفسه يلحق به ذلك الوصف إذن، وسائر من فسر الاستواء بالعلو الحقيقي والاستقرار الحقيقي من الأئمة والسلف، وهذا لا أظن الألباني يزعمه! العلو الحقيقي والاستقرار ليس صفة الصفة أو كيفيتها أو هيئتها وإنما هو معناها اللغوي! والفرق بين هذين المفهومين هو عين محل النزاع بيننا وبين من يخالفوننا في الحقيقة! فنحن لا نتهيب من إثبات المعنى اللغوي على ظاهره، وليس هذا - عندنا - كمن زاد في تفصيل هيئة ذلك المعنى وكيفيته بمعان لا تكون إلا للمخلوق!! نعم هناك اشتراك في المعنى بين الخالق والمخلوق في ظواهر تلك الصفات ولابد .. الله يسمع والمخلوق يسمع، الله له يد والمخلوق له يد .. ولكن ما زاد على تلك المعاني من تفصيل فيها بلا بينة، فإننا نعده زيادة في الإثبات (وهي مردودة)، وما زاد من المعاني في ذلك مما لا يكون - عقلا - إلا في المخلوقين (كقولهم إنه مركب من أبعاض وأجزاء ونحو ذلك)، فإننا نعده من الغلو في الإثبات (التشبيه والتجسيم المحض)! أما ما كان لازما بضرورة العقل لتحقيق معنى الصفة، كالقول بأن الله تعالى لا يمكن أن يُنفى عنه معنى الجهة لأن لازم ذلك نفي معنى العلو نفسه (إذ العلو - لغةَ - جهة!)، أو إنه لا يمكن أن ننفي عنه معنى "الحد" لأن لازمه نفي العلو والاستواء بل والقول بحلوله في خلقه واختلاطه بهم، ولا يمكن أن ننفي عنه معنى "الحركة" لأن لازمه أنه لا ينزل في ثلث الليل الأخير كما وصفه نبيه (إذ النزول - لغةَ - حركة) .. الخ، فهذه المعاني ليست بصفات نثبتها له بلا دليل، ولا هي من جنس المعاني التي لو قلنا بها لشبهناه بخلقه، وإنما هي معان مفسرة وشارحة للمعنى الظاهر لصفاته الذي نقول به كما قال سلفنا، ولا نطلقها إلا في مقام المحاججة مع من يلحدون فيها عن طريق السلف!
ولعله من الحسن أن يقال إن المعنى المشترك بين الخالق والمخلوق، الذي لم يرد فيه نص صحيح، إن كان مفهوما بموجب المعنى اللغوي من صفة ثابتة فإننا نقبله، وإن لم يكن كذلك فلا نثبته ولا ننفيه، إذ لو جاءنا به نص صحيح لأثبتناه وجوبا، مع نفي مشابهة المخلوقين وإعمال قاعدة ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) على كل حال .. وهذا هو القدر التوقيفي في الإثبات الذي لا يجوز الزيادة عليه عندنا.
فنحن لا نقول مثلا إن كلامه سبحانه وتعالى يلزم منه أن يكون له لسان .. هذا ليس بلازم عقلا إلا في المخلوقين، والله ليس كمثله شيء. ولكن هل معنى هذا أننا ننفي أن يكون له سبحانه لسان لأن لازم إثبات اللسان التشبيه بالمخلوقين؟؟؟ كلا! كلام المخلوقين يلزم له لسان مخلوق، أما في حق الخالق فلا يلزم من صفة الكلام إثبات صفة اللسان، إذ هو ليس كمثله شيء سبحانه (وهذا ما يصح فيه قول الألباني إننا لا نثبت لله الصفات باللزوم وإنما بالنص)، ولذا فإننا نتوقف، لا ننفي ولا نثبت، لأنه من حيث المعنى لا يمتنع أن يتصف الله بهذه الصفة لمجرد كونها مشتركة معنويا مع المخلوقين! وإلا لمنعنا عنه صفة السمع والبصر وغيرهما مما لا ينفيه إلا غلاة المتكلمة لذات العلة، بل لنفينا عنه سائر الصفات إلا قليلا لذات العلة!! فالاشتراك في المعنى لا يرفضه العقل السوي المستقيم، ولا يلزم منه - كقاعدة مطردة - الاشتراك في الكيف والحقيقة إلا عند من أصابتهم لوثة التجهم!
ومن المؤكد عندنا ولا نزاع فيه بين أهل السنة، أن شيخ الإسلام رحمه الله ما كان يتوقف في إثبات معنى الصفة كما جاء عن السلف رحمهم الله، بدعوى أن هذا المعنى أو ذاك – الذي هو صريح المعنى اللغوي الظاهر للصفة – يلزم منه مشابهة المخلوقين! ولا كان رحمه الله يتوقف في شرح وبيان معنى الصفة عند محاججة من يعطلونها، بما يتضح به المعنى من صحيح الألفاظ! فلا يصح أن نجعل ضابط الميل إلى التشبيه (الذي هو معنى الغلو في الإثبات كما لا يخفى) على حد ما وصفه الألباني رحمه الله في عبارته المذكورة، وإلا لزم من ذلك رمي الألباني نفسه وشيخ الإسلام وسائر أهل السنة بالتشبيه!!!
والشأن في الإمام الدارمي رحمه الله أنه أثبت صفات وقف فيها على نص صح عنده – بغض النظر عما إذا كنا نوافقه أو نخالفه في ذلك – فراح في مقام محاججة الجهمي الهالك المريسي يحقق معاني تلك الصفات ويتكلم على اقتضاء ذلك، على طريقة أهل السنة في المنافحة عما يثبتون من الصفات بمعانيها الظاهرة، دون مشابهة لكيفيات المخلوقين .. فأي غلو وأي تشبيه يرمى به من كانت هذه طريقته؟ إنما يرميه بذلك – كما يرموننا جميعا وسائر أهل السنة - من تشمئز جلودهم من مجرد سماع السؤال (أين الله؟) والله المستعان!!
(ولا يلزم من هذا بالمناسبة أننا نوافق الدارمي رحمه الله – ولا ابن تيمية ولا غيرهما من الأئمة - على سائر حججه التي ساقها في الكتاب، فإنه ليس بمعصوم، ولكن محل الكلام ههنا فيما اتهمه به القوم من الوقوع في التشبيه والتجسيم!)
هذا ما ألهمنيه ربي من فهم لما أوردته - بارك الله فيك - فما كان فيه من زلل فالله أسأل العفو والمغفرة، وما كان من صواب فمنه وحده، والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 06:38]ـ
بارك الله فيك، وجوزيت خيرًا على ما تفضلتَ به من توضيح.
ولعلّك لاحظت أنّ كلام الألباني إنّما هو نقل لعبارة الذهبي بالمعنى. وللذهبي حكم على مقاتل بن سليمان يشبه حكمه على الدارمي.
ثم ألا ترى أنّ تبرير استعمال ألفاظ غير واردة في حقه تعالى، بحجة إلزام المخالِف، يعتبر مزلقًا مزدوجا في تقرير العقائد؟
وبيان ذلك:
1_ أنّنا إذا أثبتنا لفظ "الحركة" –مثلاً- وأعطيناه معنى يخالف المدلول الذي أراده المخالف لإحراجنا، نكون وافقناه على اختيار اللفظ وسلّمنا له به، وإن أعطيناه معنى يليق بعقيدة الإثبات.
2_ أليس تقريرنا لألفاظ لم تَرِد بها النصوص، انطلاقًا من صفات أثبتتها، هو في حد ذاته ضربًا من التأويل الخفي؟
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 06:41]ـ
...
وكنتُ قرأت في كتاب "الفنون" لابن عقيل ردًّا له على من يثبتون لازم الصفة، وأظنّه –إن لم تخنّي الذاكرة- ردًّا على من يفسِّر الاستواء بالاستقرار. وفيه يحتج بقوله تعالى: "ونفختُ فيه من روحي" ولوازم إثبات ذلك ..
أظنك مررت بهذه الشبهة. وإن تيسّر لي الوقت، سأنقل لك كلام ابن عقيل.
وهذا نص كلام ابن عقيل (كتاب الفنون، ج1، رقم: 81، ص66):
"فإذا ثبت هذا، كيف يحسن بهذه الطائفة أن تتوسع في قوله تعالى: "ثم استوى على العرش" [بمعنى؟] "استقر" أو "جلس"، فقالت: "استواء استقرار"؟
وهذا يصرف من أخذ الاستواء في حقّه ما اعتقده من استواء الملِك على سريره، ونوح على سفينته، واستواء السفينة على الجوديّ، والراكب على مطيّته وسرجه. وهذا بعينه هو التشبيه الذي لا يليق بمذهب مَن تجعّد عن التصرف في الأسماء بالمعنى.
وحيث تجاسروا هذا التجاسر، كان ينبغي أن لا يتجعّدوا عن تصريفهم لقوله تعالى: "فإذا سوّيتُه ونفختُ فيه مِن رُوحي" أنْ يقولوا: "نفخ بفيه إلى ذات آدم المجوّفةِ صفتَه التي هي الروح." وكذلك: "نفخ في فرج مريم ... "، إذ لا يُعقَل من النفخ إلا ذلك. بدليل نفخ عيسى في الطائر، حيث قال: "وإذ تَخلُق من الطين كهيئة الطير"، فينفخ فيه فيكون طيرًا. ( ... ) "
ثم قال:
"وإنّني لأعجب من هؤلاء القوم المدّعين أنّهم أهل سنّة، لا يتعدَّون من اسم إلى غيره ممّا هو مثله في المعنى، ثم ينبسطون في وصف الله تعالى بما يوجب إضافة الحوادث إليه، ويتنصّلون من التشبيه! "
وكأنّي به يتساءل: إذا قلنا إنّ حقيقة الاستواء الاستقرار، فما هي حقيقة النفخ؟
أو: ما هي حدود إسناد "المعنى الظاهر" إلى صفة من الصفات؟
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 07:16]ـ
أما ما كان لازما بضرورة العقل لتحقيق معنى الصفة، كالقول بأن الله تعالى لا يمكن أن يُنفى عنه معنى الجهة لأن لازم ذلك نفي معنى العلو نفسه (إذ العلو - لغةَ - جهة!)
وماذا-حفظك الله، ونفع بك- لو أورد علينا المخالف هذا الاعتراض:
إنّ العلو في حقه تعالى هو بمعنى الإحاطة. فوجوده محيط بالكائنات، مباين لها. وما كان محيطا، لا جهة له على التعيين؛ لأنه في كل الجهات، عدا جهة الكائنات المخلوقة، وكل الجهات علوّ بالنسبة للمخلوقات. وهذا يتضح إذا استصحبنا كرّيّة الأرض وغيرها من الكواكب ...
فهذه المعاني ليست بصفات نثبتها له بلا دليل، ولا هي من جنس المعاني التي لو قلنا بها لشبهناه بخلقه، وإنما هي معان مفسرة وشارحة للمعنى الظاهر لصفاته الذي نقول به كما قال سلفنا، ولا نطلقها إلا في مقام المحاججة مع من يلحدون فيها عن طريق السلف!
وماذا لو اعترض معترض قائلاً:
الإطلاق إطلاق، سواء كان في مقام تقرير العقائد أو في مقام الحِجاج. فاللفظ إمّا جائز توقيفًا، أو غير جائز.
وبما أنّ هذه الألفاظ أُطلِقَت لتفسير وشرح المعنى الظاهر للصفات. أليس مطلقها عرضةً للخطأ؟ أليس تقريرها ضربًا من التأويل، وإن كان مآله مزيدًا من الإثبات لا التعطيل؟ فكما أنّ التأويل الأشعري مآله التعطيل، فإن هذا الضرب من الزيادة في الإثبات بألفاظ لم تطلقها النصوص مآله التشبيه ...
فالأشعري يقول: أنا لا أعطّل الصفة، وإنما أعطيها معناها اللائق،
والزائد في الإثبات يقول: أنا لا أشبّه، وإنما أعطيها معناها الظاهر!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 07:31]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أنّنا إذا أثبتنا لفظ "الحركة" –مثلاً- وأعطيناه معنى يخالف المدلول الذي أراده المخالف لإحراجنا، نكون وافقناه على اختيار اللفظ وسلّمنا له به، وإن أعطيناه معنى يليق بعقيدة الإثبات.
بارك الله فيكم.
العبرة بالمعنى لا باللفظ .. ونحن لا نثبت اللفظ مجردا من معناه، وإنما ننظر في المعنى الذي يريده منه المتكلم، فإن كان حقا قبلناه منه وإن كان باطلا رددناه عليه .. وهذه طريقة شيخ الإسلام في محاججة المتكلمين كما هو معلوم.
وفي الحقيقة فإن لفظ النزول أو الاستواء أو اليد أو الوجه، وكذا ما فُسرت به بعض الصفات من ألفاظ فيما ورد عن السلف كالاستقرار والعلو، كل هذا لا يلزم من إثبات معناه على الحقيقة، إثبات ما يزيد عليه من معان تتعلق بكيفية أو هيئة أو حقيقة الذات الموصوفة بتلك الصفات! فليس الكلام به عن الله تعالى - عند الحاجة - من القول عليه بغير علم، فضلا عن أن يكون مؤداه التشبيه والتجسيم!
فإن تكلمنا عن ربنا سبحانه في مقام الإخبار أو المجادلة بمعان صحيحة لغة من هذا الصنف، فلا يقال لنا إنكم أثبتّم لله ما لم يثبت بنص صحيح! فإن معاني الصفات - على وجهها الحقيقي - ملازمة لها لغة وعقلا لا تنفك عنها بحال، ولا يلزم منها مشابهة المخلوقين في حقيقة الصفة وكيفية تحققها في ذواتهم (إذ هذه معان إضافية لا نخوض فيها أصلا)! يعني على سبيل المثال، الله يصف نفسه في القرءان بأنه ليس كمثله شيء .. فما حكم من يقول - عند الإخبار عن الله في مقام محاججة المخالفين - إنه سبحانه " (شيء) لا كالأشياء"؟ هل نقول هذا اللفظ لم يرد، إذن فلا (نثبته)؟ ليس هذا وصفا وإنما هو إخبار بمعاني صحيحة لا يظهر المعتقد الحق إلا ببيانها وتحريرها في مثل هذا المقام. وإلا فلم يقل أحد من الخلق إن من صفات الله أنه "شيء"! وإنما هو معنى صحيح لغة وعقلا!
دعني أضرب لك مثالا: إن جادلك فيلسوف ملحد وقال لك: "كيف تقولون إنه ليس كمثله شيء - تجعلونه داخلا في معنى الشيء - ثم تقولون في مقام آخر إنه "خالق كل شيء"، فتخرجونه من معنى الشيء؟ أهو شيء أم ليس بشيء؟؟ "
كيف تجيبه؟
جوابه أن الله تعالى يدخل في معنى الشيء عندما يطلق ويراد به سائر الموجودات، ولكنه يخرج منه عندما يطلق اللفظ ويراد به سائر المخلوقات، فإنه لا يعقل لموجود أن يخلق نفسه، والجمع بين النصين يوصلنا إلى أن كل ما عداه سبحانه من الموجودات فإنه مخلوق ولابد!
فتأمل هذه العبارات التي أجبنا بها ذاك الفيلسوف وما فيها من ألفاظ أخبرنا بها عن الله جل وعلا لوجود الداعي إلى ذلك في مقام المحاججة:
وصفناه - على المعنى اللغوي للوصف لا الاصطلاحي - بأنه "شيء"، وبأنه "موجود من الموجودات" .. إذ دعتنا الحاجة إلى ذلك .. مع أننا لا نجيز بحال من الأحوال أن يتعبد الإنسان ربه بهذه الألفاظ كصفات (اصطلاحا)، كأن يدعوه بقوله - مثلا - يا موجودا لا كالموجودات أو يا شيئا لا كالأشياء! فلا هذا اللفظ ورد بنص صحيح كصفة له سبحانه، ولا ذاك، بل وفي محلِ جاز أن يطلق لفظ (شيء) في حق الله تعالى بينما في محل آخر لم يجز، لاختلاف المراد من اللفظ في كل من السياقين .. فالعبرة في الإخبار عن الله تعالى والمجادلة عن العقائد الصحيحة، إنما هي بصحة المعنى المثبت نفسه في النهاية لا بكون اللفظ ورد أم لم يرد! أما إثبات الصفات (على المعنى الاصطلاحي للصفة) فشأن آخر، وهو ما يقال فيه إنه يجب لزوم اللفظ الوارد ولا تجوز الزيادة عليه.
وفي جميع الأحوال فنحن لا نثبت الصفات ألفاظا مجردة من المعاني، وإنما يلزمنا لزوما أن نثبت معها معانيا الحقيقية وننافح عنها عند المحاججة للاعتقاد الصحيح.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 08:27]ـ
شكرالله للشيخ أبي الفداء على دفاعه المسدد ..
وبخصوص ما أثاره الشيخ الحبيب الواحدي فقد أجاد أبو الفداء أيضاً
وبكلمة لو جاز لي تلخيص رده الأخير أقول:
لو لم يمكن بيان المعاني اللغوية لصفات الله لكان عين التفويض
والله منزه عن تعريف نفسه لعباده بما لا سبيل لبيان معناه اللغوي
أملاه أبو القاسم
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 08:27]ـ
بارك الله فيك.
الذي قصدنه هو التالي:
في معرض مجادلة المخالف لنا في صفة النزول -مثلا-، يتأوّلها ويجزم أنها إذا فسِّرت بمعناها الظاهر، أدّى ذلك إلى القول بالحركة، والحركة تعني الحد والجسمية ... إلخ.
فإذا أجبناه: إذا كنت تعني بالحركة كلّ ما ذكرته من لوازم التشبيه والتجسيم، فليس هذا مرادنا ولا نثبتها بهذا المعنى. وإن أردتَ بها النزول كما دل عليه المعنى الموضوع لهذا اللفظ، دون الخوض في الكيفية، فنحن نثبتها.
إذا أجبناه على هذا النحو، نكون قد تبنّينا لفظًا فرضه هو علينا. فنحن وإن أعطيناه مغايرًا للمعنى الذي أراده، إلا أنّنا أقررنا به مع ما في ذلك من الاشتباه الدلالي الملازم له؛ بل مع كون الدلالة الأولى التي يرفضها المخالف هي السابقة إلى الذهن.
وبهذا نعطي الأحقية للمخالف مرّتين: باسترجاع مصطلح فرضه هو على السجال، وبإثبات لفظ ليس متقررا على أصولنا.
ومثال "الشيئية" يختلف عن غيره من الحالات؛ لأنّ لفظ "شيء" ورد في النصوص، أمّا الحركة فلا ..
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 09:38]ـ
إنّ العلو في حقه تعالى هو بمعنى الإحاطة. فوجوده محيط بالكائنات، مباين لها. وما كان محيطا، لا جهة له على التعيين؛ لأنه في كل الجهات، عدا جهة الكائنات المخلوقة، وكل الجهات علوّ بالنسبة للمخلوقات. وهذا يتضح إذا استصحبنا كرّيّة الأرض وغيرها من الكواكب. هنا يجاب هذا المتكلم بأنه يضيف إلى المعنى الظاهر الواضح معان أخرى ما أنزل الله بها من سلطان، ولا يجوز لنا القول بها إلا بنص .. من الذي قال إن العلو في حقه بمعنى الإحاطة؟؟ هذا ليس بلازم من المعنى اللغوي للعلو كما هو واضح!
فإن قال: أليس هذا لازم كونه في جهة العلو بالنسبة للمخلوق أينما كان ذلك المخلوق على ظهر الأرض، مع اعتبار كرويتها؟ قلنا ليس يلزم هذا المعنى - عقلا - في ذاته جل وعلا، لأنه ليس كمثله شيء، وذاته سبحانه لا كالذوات المخلوقة! ونحن إنما قلنا إنه يجب - عقلا - أن يحده حد يفصله عما دونه، لأن هذه ضرورية عقلية تأتي من تحقيق معنى العلو فوق العرش وفوق الخلق جميعا .. أما ما سوى ذلك من وصف لذاته فلا نخوض فيه! ولهذا قال بعض السلف إننا لا نثبت له إلا حدا واحدا وهو ما يفصله عن خلقه، أما ما سوى ذلك فلا علم لنا به ..
أما هذا الذي تقولون أنتم به من إحاطة ذاته بالخلق لكروية الأرض وغيرها فزيادة ما أنزل الله بها من سلطان!
ثم إن الإحاطة تعارض معنى العلو أصلا كما لا يخفى! إذ ما كان محيطا بالأرض فلا هو في أعلاها ولا في جانبها ولا في أسفلها وإنما هو في كل جهة من أي واقف عليها!! فكيف يكون في العلو حقيقة - دون غيره من الجهات - للواقف في أي مكان من الأرض مع النظر إلى كرويتها؟ هنا نقول: الله أعلى وأعلم! ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هو كذلك على الحقيقة، ولا يعلم كيف ذاته إلا هو سبحانه.
وماذا لو اعترض معترض قائلاً:
الإطلاق إطلاق، سواء كان في مقام تقرير العقائد أو في مقام الحِجاج. فاللفظ إمّا جائز توقيفًا، أو غير جائز.
وبما أنّ هذه الألفاظ أُطلِقَت لتفسير وشرح المعنى الظاهر للصفات. أليس مطلقها عرضةً للخطأ؟ أليس تقريرها ضربًا من التأويل، وإن كان مآله مزيدًا من الإثبات لا التعطيل؟ فكما أنّ التأويل الأشعري مآله التعطيل، فإن هذا الضرب من الزيادة في الإثبات بألفاظ لم تطلقها النصوص مآله التشبيه ...
فالأشعري يقول: أنا لا أعطّل الصفة، وإنما أعطيها معناها اللائق،
والزائد في الإثبات يقول: أنا لا أشبّه، وإنما أعطيها معناها الظاهر!
لو قال: اللفظ إما جائز توقيفا أو غير جائر، فإنني أسأله: فما قولك في لفظ الوجود؟ هل تجيز أن نقول إن الله موجود (بهذا اللفظ)؟ فإن قال لا، قلنا ألأنك ترفض اللفظ أم ترفض المعنى؟ فإن قال أرفض اللفظ، قلنا وهل يقوم اللفظ إلا بمعناه؟؟ إن وقفت على لفظ واحد ثابت يغني في هذا المقام لتحقيق المعنى المطلوب في الإخبار عن الله تعالى بهذا فهاته وحبذا، وحينئذ نقول لا ينبغي مجاوزة الألفاظ الثابتة إلى ما يرادف معناها مما سواها إن كان استعمالها يقوم بالمطلوب في الإخبار عن رب العزة جل وعلا .. ولكن ما قولك فيما إن أردنا مخاطبة رجل أعجمي لا يفقه العربية، وأردنا أن نشرح له صفات الله تعالى، أو أردنا أن ندعو ملحدا للدخول في الإسلام، فماذا نصنع وكيف يقال لنا قفوا على ألفاظ الصفات ولا تتكلموا بما لم يثبت؟؟ لا يعقل ولا يصح أن يقال إن الكلام عن الله تعالى لا يجوز إلا باللفظ الثابت توقيفا وفقط!! واللفظ إنما يعبر عن معنى مراد، فإن كان المعنى حقا فحق، وإلا فلا.
أما إن قال المخالف
وبما أنّ هذه الألفاظ أُطلِقَت لتفسير وشرح المعنى الظاهر للصفات. أليس مطلقها عرضةً للخطأ؟
فإننا نجيبه بأن كل بني آدم يقعون في الخطإ، فلا حجة لأحد على أحد في مجرد هذا المعنى! وإلا فهل يدعي هذا المخالف أن تفسيره الاستواء بالاستيلاء، لا يتطرق إليه الخطأ (عقلا)؟؟؟ بل هو إلحاد عن ظاهر المعنى بلا موجب إلا ما يتوهمونه من لزوم التجسيم والمشابهة من إثبات المعنى الظاهر، وهذا هو بيت الداء عندهم!! فإن قال إن هذا لازمه أن يكون أعدل الأقوال وأوسطها أن نفوض ولا نخوض أصلا في التفسير لا بظاهر ولا غيره، حتى نسلم من الخطإ، فقد عطل بذلك قدرة عقول البشر على فهم مراد الرب جل وعلا مما وصف به نفسه ووصفه به نبيه في خطابه إليهم، وهدم
(يُتْبَعُ)
(/)
أصلا من أصول الدين وهو يحسب أنه ينزه الرب عن القول عليه بغير علم، بل إنه – لو تأمل - يتهم الوحي بالعبث والكلام بما لا فائدة فيه، والله المستعان!! فالقول بالتفويض كالقول بالتأويل على خلاف الظاهر، كلاهما سواء في العدوان على الوحي وعلى عقول البشر!
فإن قال: أليس إثبات هذه المعاني ضربا من التأويل؟ قلنا له بلى، وكل التفسير – لغة – ضرب من التأويل! فهل نمتنع من تفسير خطاب الله في القرءان مخافة الوقوع في الخطإ في ذلك؟؟ لو أنصف هؤلاء وتجردوا من تقليد أئمتهم لتبين لهم أن أعدل وأسلم ضروب التأويل والتفسير إنما هي الحمل على ظاهر المعنى اللغوي، ما لم يرد ما يفيد امتناع ذلك الظاهر (بالنص)! أما قولهم إن المشابهة لازمة من إثبات معنى كذا دون معنى كذا مما صح من الصفات فما ضابطه عندهم ومن أين أتوا به؟؟ بأي ضابط قال من قال منهم إن ظاهر معنى السمع لا يلزم منه التشبيه، بينما ظاهر معنى الكلام يلزم منه التشبيه، ومن أين جاء بذاك الضابط؟؟ والذي قال إن كلا المعنيين يلزم منه التشبيه بم يجيب هذا الأخير عليه؟؟ تجدهم يفرعون في قواعد فلسفية ما أنزل الله بها من سلطان، ولا أثارة من دليل على شيء منها البتة، ثم يقولون هذه طريقة السلف في التنزيه!!! أي تنزيه قاتلهم الله؟؟ قد تقرر عندنا جميعا أنه سبحانه ليس كمثله شيء، وفي نفس الآية تقرر كذلك أنه هو السميع البصير، فمع كونه موصوفا بهذا فليس كمثله شيء .. فهذه قاعدة السلف في سائر ما صح عندهم من وصف لله تعالى، دون توهم المشابهة في هذا أو في ذاك!!
فصحيح هو تأويل، ولكن هذه حقيقة التفسير، الذي هو سبيل المخاطبين إلى فهم الخطاب على وجهه الصحيح .. وفهم صفات الله على معناها الحق واجب، كما هو الشأن في سائر نصوص الوحي، بل هو أول واجبات المكلفين في ديننا أصلا! فماذا يريدون؟؟
يقولون هذه الألفاظ التي معنا ضرب من التأويل، فكان ماذا؟؟ ما هي تلك الألفاظ وما معناها تحقيقا في اللسان الأول، لسان المخاطبين الأوائل الذين لم يرد إلينا ما يفيد هروبهم من فهم تلك المعاني على ظاهرها بدعوى لزوم المشابهة؟ فإننا نقول إن الصفات ألفاظ يلزمنها فهم معناها .. فهذا المعنى المثبت عندنا للصفة إن كان نفيه يلزم منه تعطيل الصفة نفسها أو حملها على خلاف المتبادر إلى الذهن دون بينة، فلا يجوز المنع من الكلام به وإطلاقه في حق الله تعالى عند الحاجة إلى ذلك!
وجوابا عن قوله:
فكما أنّ التأويل الأشعري مآله التعطيل، فإن هذا الضرب من الزيادة في الإثبات بألفاظ لم تطلقها النصوص مآله التشبيه ...
نقول حرر مرادك بالزيادة في الإثبات أولا! فإن كان مجرد نقل لفظ الصفة إلى معناه الظاهر في مقام إثباتها والرد على من يعطلها، هو على اصطلاحك من "زيادة الإثبات"، فما حقيقة الإثبات أصلا عندك؟ وكيف تقف على ذاك الوسط الذي تدعيه بين التعطيل والتشبيه، إن كنت لا تسمح لعقلك بفهم أي معنى ظاهر أو غير ظاهر للفظ بدعوى أن هذا تأويل وذاك تأويل؟؟؟ لا إثبات إذن وإنما تفويض وتعطيل! الإثبات إنما يعني الإيمان بنسبة هذا اللفظ بمعناه الحق إلى الرب جل وعلا، على الوجه اللائق بذاته. فما هو المعنى الحق عندك ومن أين جئت به؟ هذا هو بيت القصيد!
عندما يقول الأشعري أنا لا أعطل وإنما أعطي المعنى اللائق، فإننا نقول له بل تصرفه عن المعنى الظاهر المتبادر إلى الأذهان بلا دليل إلا ما تتوهمه أنت من لزوم مشابهة المخلوقين من القول بالمعنى الظاهر! وهذا اللزوم لم نسمع أحدا من الصحابة والتابعين يقول به البتة، مع أنه أصل أصول نحلتكم هذه كما لا يخفى، فمن أين جئتم به، وأنتم ترون القراءن يمنعه وينفيه نفيا صريحا عن سائر الصفات في قوله تعالى ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))؟؟!! إنما هو تحكم بالباطل هربا من لازم باطل!
أما قول القائل: أنا لا أشبه وإنما أعطيها معناها الظاهر، فلا يكون هذا زيادة في الإثبات – بما يفضي إلى التشبيه – إلا إن ادعى لزوم ما ليس بلازم عقلا ولا لغة من ظاهر المعنى، دون الوقوف على نص يثبته! كقول القائل – مثلا – إن استواء الرب على العرش يلزم منه إثبات معنى الثقل! الثقل ليس من معنى الاستواء ولا يلزم – عقلا – إلا في المخلوق .. ولكن هل يعني عدم لزومه في حق الله تعالى الجزم ببطلانه؟ كلا! إذ لو شاء الله تعالى أن يثقل العرش فوق رؤوس حملته لفعل، ولم يلزم من ذلك الإثقال معنى الاتكاء عليه أو الاعتماد عليه على نحو ما يكون من المخلوقين!! فنحن نتوقف هنا، لا نثبت إلا إن وقفنا على نص صحيح صالح للاحتجاج! أما الأشاعرة فيقولون بل نجزم بالامتناع العقلي لمثل هذا المعنى لأنه يلزم منه ما يلزم في المخلوقين، وهذا باطل واضح! إذ هم الذين وقعوا بقولهم هذا في قياس صفات الرب على صفات المخلوقين في الكيف والحقيقة، لذلك فهم – كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - لما شبهوا، وانقدح ذلك القياس الباطل في عقولهم، لم يجدوا إلا أن يعطلوا المعنى أو يصرفوه عن الظاهر إلى أي وجه آخر بلا موجب لذلك! فلما كانت عقولهم تتفاوت فيما تراه يلزم منه التشبيه وما لا تراه كذلك، جاءت طوائفهم على طبقات عدة، وفرق شتى من الجهمية المحضة إلى الكرامية والكلابية ونحوها! أما أهل السنة فقد تبرأوا إلى الله من ذلك اللازم أصلا، فلم يصرفوا المعاني إلى المجاز بلا صارف معتبر، ولم يمنعوا من تفسير صفات رب العالمين وفهمها بالمعنى المتبادر إلى الذهن العربي الصحيح، دون تكلف ما لم يقل به أحد من القرون الفاضلة في ذلك! فالحمد لله على نعمة الإسلام والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 10:51]ـ
جوزيت خيرًا على هذا التحرير المستوفي؛ لا حرمنا من فوائدك.
وبقي شيئان:
_ الأول: يضاف إلى حجاجك وردّك، وهو أنه ممّا يستأنس به لدفع شبهة التشبيه عن الإمام الدارمي: أنّه كان من ألدّ خصوم محمد بن كرام، المنسوب إلى التشبيه والتجسيم، وأنه تسبّب في نفيه من هراة. والحادثة ذكرها السبكي في طبقات الشافعية (!)
_ الثاني: وهو تكملة لما شرعتَ فيه من رد: ما هو تعليقك على كلام ابن عقيل؟
واعذرني إذا ما أخرجتك عن لب الموضوع، فإنّما أردت إثراءه بما قد يرِد عليه من اعتراضات.
والله من وراء القصد.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 07:41]ـ
جزاك الله خيرا أيها الحبيب الهمام أبا القاسم، أسأل الله أن يعجل بشفائك، وأن يمن عليك بالصحة والعافية.
----------
بارك الله فيك.
الذي قصدنه هو التالي:
في معرض مجادلة المخالف لنا في صفة النزول -مثلا-، يتأوّلها ويجزم أنها إذا فسِّرت بمعناها الظاهر، أدّى ذلك إلى القول بالحركة، والحركة تعني الحد والجسمية ... إلخ.
فإذا أجبناه: إذا كنت تعني بالحركة كلّ ما ذكرته من لوازم التشبيه والتجسيم، فليس هذا مرادنا ولا نثبتها بهذا المعنى. وإن أردتَ بها النزول كما دل عليه المعنى الموضوع لهذا اللفظ، دون الخوض في الكيفية، فنحن نثبتها.
إذا أجبناه على هذا النحو، نكون قد تبنّينا لفظًا فرضه هو علينا. فنحن وإن أعطيناه مغايرًا للمعنى الذي أراده، إلا أنّنا أقررنا به مع ما في ذلك من الاشتباه الدلالي الملازم له؛ بل مع كون الدلالة الأولى التي يرفضها المخالف هي السابقة إلى الذهن.
وبهذا نعطي الأحقية للمخالف مرّتين: باسترجاع مصطلح فرضه هو على السجال، وبإثبات لفظ ليس متقررا على أصولنا.
ومثال "الشيئية" يختلف عن غيره من الحالات؛ لأنّ لفظ "شيء" ورد في النصوص، أمّا الحركة فلا ..
والله أعلم.
بارك الله فيك، معنى النزول الحقيقي تعقله أذهان البشر بصرف النظر عن حقيقة ذلك الشيء النازل وكيفية نزوله اللائقة بذلك الشيء، وهذا ما نثبته في النزول وفي غير النزول من الصفات. ولا شك في أن بينه وبين معنى الحركة قدرا مشتركا في المعنى، (حيث معنى الحركة أعم من معنى النزول وهو مشتمل عليه لغة) وهذا القدر (الذي به يتحقق الترادف اللغوي) نثبته كذلك .. فإن أطلق كلمة حركة وهو يريد بها هذا المعنى المشترك فلا ننفيه، أما إن أراد به إثبات ما لا علم لنا به ولا يلزم إثباته عقلا، فوق معنى النزول، كالقول بانتقال تلك الذات بما يلزم منه خلو مكانها الأول منها مثلا، أو تحول بعض الذوات الأخرى بالنسبة إليها من كونها تحتها إلى كونها فوقها أو من حولها، أو نحو ذلك من المعاني التي لا تكون إلا في المخلوق، فهذه زيادة نبطلها ونردها، ونقول إنها لا تلزم من مجرد إطلاق معنى الحركة، كما لا تلزم - هي نفسها - من إطلاق معنى النزول! فليس هناك إقرار من جانبنا لما يزيد على المعنى الثابت شرعا، بل كل ما يزيد عليه فإننا نرفضه ولا نقول به!
فإن الشيء النازل - أيا ما كانت حقيقته - نفهم معنى نزوله دون الحاجة إلى النظر في كيفيتها المتعلقة بحقيقة ذلك الشيء، فإن قال المجادل ينزل "بلا حركة"، فهل هذا المعنى يصح عقلا؟؟ أي نزول يكون هذا؟ لا يعقل هذا المعنى، وليس هو بإثبات! فإن سكت وامتنع عن تلك الدعوى، سكتنا نحن ولم يلزمنا استعمال ألفاظ لم ترد في بيان وجه الحق، لأن معنى النزول عندنا واضح أصلا ومفهوم لا يحتاج إلى تفسير، نثبته دون إضافة أي معان أخرى إليه مما لم يرد به نص ولا يأتي عندنا إلا من القياس على الذوات المخلوقة!
ولو بحث المخالف في المعاجم عن معنى كلمة (نزل) فلن يجد أصلا لأنه لفظ لا يحتاج إلى شرح من وضوح معناه!!
فقولك هذا - وفقك الله:
إلا أنّنا أقررنا به مع ما في ذلك من الاشتباه الدلالي الملازم له؛ بل مع كون الدلالة الأولى التي يرفضها المخالف هي السابقة إلى الذهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
يلزمك من أجله رد حقيقة معنى النزول نفسه لو تأملت، لأنه - على هذا التخريج - فيه اشتباه دلالي كذلك، والدلالة الأولى التي يرفضها المخالف هي السابقة إلى ذهنه كذلك. فلو جعلنا ما يسبق إلى أذهان الفلاسفة تعليلا معتبرا لرد هذا المعنى، لجنحنا إلى التجهم! كيف نرد على من يقول: "ينزل بلا حركة"، وكيف نحقق فهمنا لمعنى النزول على ظاهره؟؟ هو الذي نفى وعطل معنى ليس له نفيه، بل وهو لازم من صريح اللغة! فلا يقال لنا إننا وافقناه على زيادة لفظ لم ينزل به سلطان!
ومثله من يقول: يستوي على العرش بلا علو!! ومن يقول هو في السماء بلا حد!! هذا تناقض معنوي واضح، لا موجب له عقلا إذ هو سبحانه ليس كمثله شيء أصلا، فمن قال بمثل هذه المتناقضات أجبناه بما تقدم!
/// أما مثال الشيئية فإنما كان المراد منه بيان مشروعية وصف الله تعالى - عند الإخبار عنه - بما ليس من أسمائه وصفاته، ولبيان أنه ليس هذا من إثبات الصفات: الذي يلزم له الوقوف بالنص على اللفظ، وقد قرنته بلفظ الوجود أو الموجودية لبيان مشروعية ذلك في الإخبار والمحاججة، فتلك الألفاظ لا تثبت لله كصفات خبرية، وإنما هي معان لغوية صحيحة - نصححها بضرورة العقل واللغة ومن مفهوم صفاته الثابتة جل وعلا - نستعملها عند الحاجة.
وأما ما تفضلت بنقله عن ابن عقيل ..
"فإذا ثبت هذا، كيف يحسن بهذه الطائفة أن تتوسع في قوله تعالى: "ثم استوى على العرش" [بمعنى؟] "استقر" أو "جلس"، فقالت: "استواء استقرار"؟
وهذا يصرف من أخذ الاستواء في حقّه ما اعتقده من استواء الملِك على سريره، ونوح على سفينته، واستواء السفينة على الجوديّ، والراكب على مطيّته وسرجه. وهذا بعينه هو التشبيه الذي لا يليق بمذهب مَن تجعّد عن التصرف في الأسماء بالمعنى.
وحيث تجاسروا هذا التجاسر، كان ينبغي أن لا يتجعّدوا عن تصريفهم لقوله تعالى: "فإذا سوّيتُه ونفختُ فيه مِن رُوحي" أنْ يقولوا: "نفخ بفيه إلى ذات آدم المجوّفةِ صفتَه التي هي الروح." وكذلك: "نفخ في فرج مريم ... "، إذ لا يُعقَل من النفخ إلا ذلك. بدليل نفخ عيسى في الطائر، حيث قال: "وإذ تَخلُق من الطين كهيئة الطير"، فينفخ فيه فيكون طيرًا. ( ... ) "
فأقول وبالله المستعان: قوله "استواء الملك على سريره، ونوح على سفينته، والسفينة على الجودي ... " يجب فيه الاستفصال، لا نقبله منه ولا نرده حتى ندري مراده! فإن كان يقصد معنى الاستواء المجرد في اللغة، فصحيح، إذ هو من المشترك اللفظي! فما معناه في اللغة؟ معناه علو واستقرار! فهل يتصور إثبات الصفة بغير هذا المعنى؟؟ أما ما زاد على ذلك من تفصيل معنوي في كيفية وحقيقة هذا الاستواء المتعلقة بحقيقة الذات المستوية، فلا نخوض فيه، ولا يلزم من إثبات معنى الاستواء في اللغة، إثبات ما يتعلق بالمخلوق من معان كالاعتماد على الشيء المستوَى عليه بفعل الجاذبية، أو انحصار الذات فيه حتى يقلها ويحملها .. الخ!
هذا هو الفرق العقلي الضروري بين أصل الإثبات - وليس الزيادة فيه - والتعطيل! فمن منع الكلام بمعنى الاستواء على العرش في اللغة مخافة الوقوع في هذا الذي يذكره ابن عقيل، فقد وقع مثل وقوعه في التعطيل!!
ونحن وهم ندندن ليل نهار بقوله تعالى ليس كمثله شيء، فهل يفهم العقلاء من هذه الآية إلا أن المعنى المشترك لا يلزم منه المشابهة؟؟
ليس هذا تجاسرا وإنما هو تحقيق للفهم المستقيم الذي لا ينفيه إلا معطل!!
هذا ولا يلزم من يفهم النزول على فهمه اللغوي المستقيم، على لسان المخاطبين الأوائل دون زيادة ما لا يلزم ولا يجوز الخوض فيه، أن يقبل من ابن عقيل هذا الإلزام الذي أورده علينا في تفسير قوله تعالى ((ونفخت فيه من روحي))!! فمعنى النفخ نعقله بصريح اللغة، ولا نحتاج إلى شرحه، تماما كما لا نحتاج إلى شرح معنى النزول! فإن قال قائل يلزمكم من إثباته على حقيقته إثبات الفم، قلنا ليس بلازم! أنت ترى الماكينة المسماة بالمنفاخ، أليس فعلها هذا موصوفا بأنه نفخ؟؟ بلى! فهل لتلك الماكينة فم تنفخ منه؟؟ كلا! ولله المثل الأعلى! ومع ذلك لا نختلف في أن معنى النفخ ينطبق على فعل تلك الماكينة! فالمعنى في حقه صحيح على ظاهره، ولكنه على النحو اللائق بذاته سبحانه وتعالى، كما لا يعلمه إلا هو! الروح شيء مخلوق نفخه الله في آدم، فدخل في رأسه وعطس، كما جاءت الروايات .. فما حقيقة
(يُتْبَعُ)
(/)
الروح، وما حقيقة هذا النفخ، وما حقيقة الذات الإلهية، الله أعلم!!
وكذلك فلا يلزم أن يكون المنفوخ نفسه من صفة النافخ كما يظهر من كلام ابن عقيل! بل إن هذا الأخير لا يلزم في المخلوقات أصلا!! هل ننفخ نحن البشر حين ننفخ - على المعنى الحقيقي - إلا ريحا أو بخارا كنا من قبل قد استنقشناه؟؟ فهل تلك الريح من صفات ذواتنا؟؟ كلا!
فهذا المعنى ليس بلازم أصلا حتى في المخلوقين، فلو أنصف الرجل - رحمه الله - وتجرد ما ألزمنا بمثل هذا الكلام!!
وليت العقلاء يتأملون قوله ((لا يعقل من النفخ إلا ذلك))! فأنا أسأله ومن تابعه على هذا: دعنا من حقيقة معنى النفخ في اللغة، فماذا تعقل أنت من معنى النفخ يا من عطلت صفات الله بدعوى مشابهة المخلوقين؟ إن كنت تقول بأنه مجاز فما قرينة المجازية عندك وما الصارف إليه؟؟ أن النفخ لا يكون إلا مع وجود فم ورئتين وريح تحمل الشيء المنفوخ؟؟؟ هذا اللزوم باطل وهو محض التشبيه ونحن منه براء ولله الحمد! فلا وجه للمجازية هنا، وفي المقابل فلو قلت لا أعقل لها معنى فقد عطلت! والحق وسط بين التشبيه والتعطيل!
ثم قال:
"وإنّني لأعجب من هؤلاء القوم المدّعين أنّهم أهل سنّة، لا يتعدَّون من اسم إلى غيره ممّا هو مثله في المعنى، ثم ينبسطون في وصف الله تعالى بما يوجب إضافة الحوادث إليه، ويتنصّلون من التشبيه! "
وكأنّي به يتساءل: إذا قلنا إنّ حقيقة الاستواء الاستقرار، فما هي حقيقة النفخ؟
أو: ما هي حدود إسناد "المعنى الظاهر" إلى صفة من الصفات
قلت وأما أنا فلا أعجب إلا من هؤلاء القوم المدعين أنهم أهل سنة، يثبتون سائر ما جاء به النص من المعاني على لسان العرب، ثم يقولون نتوقف في معاني ما وصف الله به نفسه، يقولون يلزم من الإثبات إضافة الحوادث والوقوع في التشبيه!!
وتعقيبا على قولك (إن قلنا إن حقيقة الاستواء الاستقرار) فنحن ما هكذا قلنا، وإنما قلنا هو معناه اللغوي، نرد بذلك على من قال هو الاستيلاء وغير ذلك مما ابتدعوا! .. أما النفخ فهو معروف، قال الإمام القرطبي في تفسيره عند قوله تعالى ((فإذا سويته ونفخت فيه من روحي)): النفخ إجراء الريح في الشيء .. هذا معناه اللغوي، وهو لا يحتاج إلى تفسير أصلا! فإذا كنا نعلم كيفية نفخ البشر للريح، فالله أعلم بكيفية نفخه سبحانه للروح، ولكن لا يلزم من الجهل بالكيفية أو الحقيقة إبطال المعنى الظاهر، والله أعلم.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:38]ـ
أسأل الله أن ينفع بكم
ورحم الله الشيخ رحمه واسعة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 09:45]ـ
ومن المضحكات المبكيات، ما وقفت عليه للتو في أحد المنتديات من قول أحدهم في التعقيب على كلام الإمام الدارمي رحمه الله في كون الله تعالى عاليا بذاته، ومن ثمّ كون أعلى الجبل أقرب إليه من أسفله، يقول المسكين:
هل يعني كلام هذا الدارمي المجسم انني إذا اردت أن أتقرب الى الله اركب الطائرة بل إن اردت ان تصبح ولياً من أوليا الله تعالى فاركب صاروخ والعياذ بالله!!!! تعالى ربي وتقدس عما يقول الظالمون. وأين تذهب بقوله تعالى {كلا لا تطعه واسجد واقترب} فالوهابية يقولون والعياذ بالله اصعد واقترب. أنت تتووهم أن الله في جهة فوق أما علمت أن جهة فوق بالنسبة لك هي جهة تحت بالنسبة للجانب الاخر؟؟؟؟
وقد رأيت هذا المعنى يتناقلونه في المنتديات للطعن على الإمام رحمه الله في تقليد لم أرَ مثله - والله - إلا عند النصارى وأضرابهم ممن يجترون الشبهات يأكلها كل منهم كمن يأكل الخراءة - أعزكم الله - لا يميز ما يلوك في فمه!!!
وجواب هذا "الدرويش" أن يقال له: من يا هذا الذي ساوى بين معنى القرب الحقيقي لذات الله تعالى، ومعنى التقرب إلى الله والتزلف إليه بالعبادة والعمل الصالح، فجعلهما معنى واحدا؟؟؟ ومن الذي قال إن إثبات أحد المعنيين يلزم منه نفي الآخر وتعطيله؟؟؟ أتحدى هؤلاء الدراويش أن يأتوا بعالم واحد ممن رموهم بالتجسيم من أئمة المسلمين، يقول إن التقرب إلى الله - الذي هو عمل المكلفين - يكون بصعود الجبال والرقي في السماء، لا بالعمل الصالح والعبادة!! لم يقل أحد قطّ إن معنى (اقترب) في الآية أي اقترب إلى ذاته بذاتك، فأين من "الوهابية" من قال (اصعد واقترب) يا كذاب؟؟
لا يلزمنا بحال من الأحوال من حَمْل معنى الاقتراب ههنا على وجهه اللغوي الصحيح الواضح (وهو هنا المجاز لا الحقيقة)، الذي هو التودد والتزلف تعبدا وتنسكا له سبحانه = أن ننفي عن الله تعالى معنى العلو الحقيقي بذاته جل وعلا، ومن ثمّ - وبضرورة العقل - معنى أن ما يعرج في السماء فإنه يقترب من ذاته ولابد!!! وإلا فما قول الدرويش في قوله تعالى ((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)) [المعارج: 4] هل المراد بالعروج إليه ههنا العبادة والتنسك ... يا درويش؟؟؟
كل ما يعلو في السماء فإنه ويقترب من ذاته جل وعلا حقيقة، وما يدنو إلى الأرض فإنه يبتعد عنها، وإن رغمت أنوف الدراويش!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتح البارى]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 09:51]ـ
شيخنا الكريم .. بقي رد هذه الشبهة:
أما علمت أن جهة فوق بالنسبة لك هي جهة تحت بالنسبة للجانب الاخر؟؟؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 10:15]ـ
حياك الله، هذه الشبهة قد تقدم الرد عليها في المشاركة رقم (22) .. ونكرر - بعون الله تعالى - أن هذا الإلزام منهم إنما هو من الخوض في الكيف الذي يمنعه أهل السنة ولا يقولون به! فإن كنا نقول إن ذات الله لا كالذوات المخلوقة، فإنه ليس لنا أن نمنع بعقولنا أن تكون تلك الذات في جهة العلو بالنسبة إلى كل واقف على الأرض في أي موضع منها (على كرويتها)! ولا يلزمنا من هذا أن نقول إنه محيط بها بذاته! المشكلة أن صاحب هذه الشبهة يتصور تصورا هندسيا مفاده أن كروية الأرض يلزم منها حتى يكون الله في جهة العلو من كل نقطة منها، أن تكون ذاته محيطة بقطر تلك الكرة من كل جهة!! وهذا التصور لا نسلم به إلا في الذوات المخلوقة التي لها حدود تحدها من سائر الجهات! أما ذات الله تعالى فنحن لا نعقل لها إلا الحد الذي يفصلها عن العرش وعن المخلوقات، أما ما سوى ذلك فالله به عليم .. ونحن نسأل هؤلاء المتفذلكة في الهندسة نفسها التي يتمسكون بها - في قياسهم العقلي التكييفي المذموم هذا: الدائرة إذا ما وصل طور قطرها إلى (اللانهاية) هل تصير خطا مستقيما لا متناهيا أم تبقى دائرة، وكيف نميز ونتصور هذه الحالة ونحن لا نعقل حقيقة اللانهاية العددية أو الهندسية بالأساس؟؟ هنا مربط الفرس وبيت العلة: الخوض فيما لا نعقل ولا يجوز لنا تصوره!
وهذه الشبهة جوابها عندنا هو جواب الذين تفذلكوا من الأشاعرة وقالوا كذلك لا يصح عقلا أن نقبل معنى النزول الحقيقي لله في الثلث الأخير من الليل، لأن هذا الليل في جانب من الأرض يكون نهارا في الجانب الآخر، والليل والنهار يتكوران على سطحها تتابعا!! فهذا هو الذي أوقع نفسه في الشبهة لما أراد أن يتصور كيفية النزول لرب العزة! ومثله الذي قال إن كونه سبحانه في جهة العلو والفوقية، يلزم منه مع كروية الأرض أن يكون محيطا بها، ومن ثم فعلوُّه في جانب من الأرض يصبح دنوا تحتها في الجانب الآخر (سبحانه وتعالى عما يصف هؤلاء ويتصورون)!!! هو الذي يحاول الآن تصور كيف تلك الذات وحقيقتها قياسا على المخلوقين، (يحشو) معنى الصفة الواضح بمعان لا تلزم إلا في المخلوقات، ثم يتهمنا بما هو غارق فيه، يقول أنتم شبهتم وكيفتم وجسمتم و"حشوتم" .. الخ! فالحمد لله الذي جعل الحجة على أهل الباطل في عين كلامهم ودعواهم نفسها!!
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:41]ـ
بالنسبة للاتجاهات .. ماذا سيقولون -هندسيا- في هذا الشكل
إلى أين يتجه المصلي في كل حالة؟
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/sketch/ddc199ba.png?t=1273770289
تحديث:
وصف الشكل: شكل مسطح للكرة الارضية. علي يمين الشكل الكعبة على الارض. وعلى شمال الشكل رجلان على الارض. أحدهما يقف على الارض ويبدو في الشكل أنه ينظر الى الاعلى و الاخر عكسه تماما يقف على الارض معطيا ظهره للاول ويبدو في الشكل انه ينظر الى اسفل الشكل. وكل من الرجلين يصلى. فهندسيا -بالخطوط المستقيمة - الاول يصلى الى اعلى الشكل لا الى يمين الشكل حيث الكعبة والاخر عكسه تماما يصلى نحو اسفل الشكل المسطح لا الى يمين الشكل حيث الكعبة. أما بالخطوط المنحنية او -الكروية- فاتجاه القبلة يأخذ سطح الارض بين المصلي والكعبة فيكون منحنيا اذا رسمته. هل توجد اتجاهات منحنية؟ هذا يحتاج الى تأمل أو هل نقل جرت العادة (على قول الاشاعرة) على أن الاتجاهات مستقيمة ولو شاء الله لجعلها كروية!
معذرة على التحديث المتاخر بعد مشاركة الشيخ ابا الفداء فقد طرأ عارض أخر التحديث.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:51]ـ
أضحك الله سنك يا أبا نسيبة ..
على هذا الفقه "الهندسي" البديع، لعله يلزم المصلين في جزيرة في المحيط الهادي - الواقفين على الطرف الآخر من القطر المار إليهم من الكعبة عبر مركز الأرض - أن يصلوا وهم نائمون على بطونهم حتى تكون وجوههم متوجهة إلى الكعبة التي هي حالئذ تحت أرجلهم على الوجه الآخر من الأرض! (ابتسامة)
المشكلة أن القوم يظنون أنهم أتوا بالحجج العقلية (الدامغة) والإلزامات المفحمة في مجادلة خصومهم، هداهم الله!
ـ[الواحدي]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 05:52]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
ونكرر - بعون الله تعالى - أن هذا الإلزام منهم إنما هو من الخوض في الكيف الذي يمنعه أهل السنة ولا يقولون به!
بارك الله فيك.
يضاف إلى ما تفضلت به أنّ مدارك البشر أدنى من أن تخوض في "كيف" الكون، فكيف لها أن تتجرأ على الخوض في "الكيف" إذا ما تعلّق الأمر بصفات الله أو ذاته؟
وكأني بالذين يلتفتون إلى "الكروية" ثم يربطونها بالإحاطة يعتقدون أنّ العالم هو الأرض!
ومن يمكنه أن يزعم أنّ العالَم كروي الشكل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 06:07]ـ
الأخ الفاضل "أبو أنيسة":
لعلّ نكتة المسألة تكمن في لفظ "الاتجاه".
ووقوف المصلي باتجاه القبلة لا علاقة له بـ "الفضاء الخارجي" (ابتسامة)، بل هو فعلا مرتبط بسطح الأرض. إذ لو افترضنا أنّ ذلك المصلّي واصل السير ملتزما بنفس الخط المحدد للقبلة، لوصل حتما إلى الكعبة.
وتوضيح المسألة يكون بتصوّر خطوط شبيهة بخطوط الطول تغطي المعمورة كلّها، وتلتقي جميعا في نقطة واحدة هي الكعبة.
والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 07:20]ـ
حياك الله أيها الحبيب الواحدي
في تصوري أن ما تفضل به الفاضل أبو نسيبة في مسألة الكعبة لم يرد به أكثر من التدليل على ضيق عقول المخالفين في تحكماتهم وإلزاماتهم المتعلقة بمعنى الجهة، وهذا ما ظهر لي من طريقة عرضه للفكرة، وإلا فليست القضيتان في بابة واحدة، ولا تستوي المسألتان ولا شك، فالمصلي عندما يقف في اتجاه القبلة فإنه يقف كما تفضلتَ على اعتبار الجهة التي إن واصل السير فيها على السطح المنبسط للأرض فسيصل إلى الكعبة، حتى وإن كانت وجهته حيث يصلي ليست في الواقع خطا مستقيما إلى الكعبة نفسها كما بين أخونا أبو نسيبة! وهذا من رحمة الله تعالى أن كلفنا بما نطيق، وإلا للزم الناس في بعض البلدان أن يصلوا ووجهتهم إلى أسفل لا إلى الأمام حتى يتوجهوا إلى الكعبة نفسها حيث هي في الحقيقة!!
أما مسألة علو الله تعالى، فالله جل وعلا عال فوق سماواته بذاته على الحقيقة، أيا كانت النقطة التي يقف العبد عليها من تلك الكرة، وكلما رفع رجل يديه إلى السماء للدعاء فإنه يحقق هذا المعنى حيثما كان، لا على سبيل المجاز ولا على سبيل الرحمة والتخفيف وإنما على الحقيقة، كما يجد سائر بني آدم في فطرتهم وجبلتهم، فنحن نقرر هذا المعنى ولا ندخل فيما ليس لنا الدخول فيه، ولله المثل الأعلى، والله أعلم.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 10:25]ـ
الأخ الفاضل "أبو أنيسة":
لعلّ نكتة المسألة تكمن في لفظ "الاتجاه".
ووقوف المصلي باتجاه القبلة لا علاقة له بـ "الفضاء الخارجي" (ابتسامة)، بل هو فعلا مرتبط بسطح الأرض. إذ لو افترضنا أنّ ذلك المصلّي واصل السير ملتزما بنفس الخط المحدد للقبلة، لوصل حتما إلى الكعبة.
وتوضيح المسألة يكون بتصوّر خطوط شبيهة بخطوط الطول تغطي المعمورة كلّها، وتلتقي جميعا في نقطة واحدة هي الكعبة.
والله أعلم.
نعم اخي الفاضل الفكرة هي كما علق الشيخ ابو الفداء جزاه الله خيرا
نحن متفقان (أكثر) ومختلفان معا في آن واحد! الحقيقة واحدة انما العرض مختلف.
ما طرحتموه من خطوط الطول والعرض هو عين ما ذكرته بل ورسمته كما في الشكل. ستجد خطا مقوس يسير مع سطح الارض الكروي من المصلي الى الكعبة. فلا خلاف في هذا مع كل العقلاء أبدا عدا عبد الله الحبشي! (ابتسامة)
فالمصلي باعتبار الخطوط المستقيمة ((وهي علة القبوريين!)) * لا يصلي الى الكعبة. فهو في واد والكعبة في واد آخر. ولو كانت الكعبة هي معبوده لما كان يصلي اليها بهذا الاعتبار!!
* علة القبوريين هي رسم خط ((مستقيم)) بين كل داعٍ يرفع يديه وخالقه (في اكثر من مكان على الارض) بالتصريح الفصيح! (فوقية الخط المستقيم).
يعني الذات تحيط بالكرة الارضية من كل جانب وعليه تكون الارض والكون تبعا داخل الذات وهذا واضح لا يحتاج الى شرح أكثر من ذلك. وبالتالي ينفون العلو.
فهل كان وجود الكعبة في واد (في طرف من الارض) و المصلين في أودية اخرى كل في اتجاه مانعا لاعتبار أنهم يصلون اليها حقيقة!
المقصد إذا كان هذا حال المصلين مع الكعبة المخلوقة فكيف بحال الداعين مع خالق المصلين والكعبة الذي ليس كمثله شئ؟ وهذا في ظني كقياس الاولى والله اعلم.
بالنسبة للفضاء الخارجي فلم يتبين لي ماذا تقصد تحديدا. وما الفضاء الخارجي؟ ولعل ما علقت به اعلاه يجيب عنه وإلا فتفضل بالبيان بارك الله فيك.
وليعلم أن لا احدا يعلم كيفية الله سبحانه وتعالى وطالما هذه هي الحقيقة فكل من ياتي بحجة عقلية سيرد عليه بحجة عقلية مضادة تدحضها.
سأل احد الاخوة ممن يريد محاورة الجهمية قائلا:
"اولا: سوف يحتج بكروية الارض ويقول عندما نكون مثلا في جنوب افريقيا فلا يعني رفع الايدي في الدعاء ان الله في السماء ... بل يعني ان الله في كل مكان هذه واحدة " ا. هـ
فرد عليه احد الاخوة الفضلاء قائلا:
"مال كروية الارض برفع يدى الى السماء اخى الحبيب انا اخص السماء عندما ارفع يدى فهل ارفع يدى لعدم .... ؟! (يعنى شئ مو موجود ارفع يدى اليه.)) مثال الكعبة اننا نتوجه اليها فى الصلاة فاذا لم تكن الكعبة متواجدة هل اصلى [إلى] لعدم .. ((اى لشئ غير موجود)) .. ؟ " ا. هـ
في الصلاة لم يتركنا الله تعالى نصلي الى السماء او الى أي مكان بل أمرنا الى شئ موجود معين حقيقي لامجازي نصلي "اليه" ولجواز إمكان وقوعه في أي مكان حدده بالنص وهو الكعبة.
والدعاء هو العبادة (كالحج عرفة!) فأين هو الشئ الموجود (المعين) الحقيقي الذي نتجه بكلنا "اليه" ولم يحتج الى نص في مد الايدي (له واليه)؟
هل هو احد الكواكب؟
ام احد النجوم؟
ام العرش؟
أم الفضاء!؟
أم الفراغ!؟
أم العدم!؟
أم السماء بمعنى المخلوق (وبالتالي الى كل ما فيها من الكواكب والنجوم وما فيها من جان وملائكة و غيرها)
أم السماء بمعنى العلو المطلق؟
هذا والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 06:04]ـ
احسن الله إليكم اخي ابو الفداء ,
وبارك الله في الاخوة الكرام.
يقول الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى، في كتابه (التعالم وأثره على الفكر والكتاب) تحت المبحث الرابع: في التوقي من الغلط على الائمة في أقوالهم ومذاهبهم.
ما نصه " ومن موجبات الغلط على الائمة , ما تغافل عنه كثير من الخلق لشدة ضراوتهم على السلف في (الإعتقاد)، ذلك ان الاستقراء دل على أن التقييد لتقرير الاعتقاد ليس كالتقييد للنقض على اهل الفرق كالأشاعرة وذي الاعتزال , وبيان هذا:
أن السلف إذا كتبوا الاعتقاد على سبيل التقرير والبيان: قصروا ذلك على موارد النصوص الثابتة , ومنها: عقيدة الطحاوي , وابي الخطاب الكلوذاني , وابن تيمية في " العقيدة الواسطية " وغيرها.
وأما إذا كتبوا للرد والنقض مثل كتاب: نقض الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد , فإن مقام النقض يفرض الإبطال لكلام الخَلْفي.
ولهذا فلا يهولنك ما يهرج به الخلف على السلف من انهم اطلقوا على الله كذا وكذا , كما هوش بذلك الكوثري في مقالاته على اهل السنة بعبارات نقلها عن الدارمي في نقضه , وقد قف شعري وحصل في النفس حَسيكَة على الامام الدرامي من خلال نقول الكوثري عنه نص العبارة وبرقم الصفحة. فلما رجعت الى مقالات المريسي وصاحبه: ابن الثلجي , وجدت الدارمي - رحمه الله تعالى - امام عبارات فجة , واطلاقات خَلْفِيَّةٍ لا تصدر من متماسك في دينه وعقله.
فالدارمي لم يبدأ بتلك العبارات وانما هو في مجال النقض لا في مجال التقرير. والله اعلم " انتهى.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 04:22]ـ
شكر الله لكم ذلك النقل القيم أخي الجهني، ورحم الله الشيخ بكر.
وهذا المسلك لأهل الأهواء معروف مشهور: النقل المبتور .. وهو من البغي في الخصومة، الذي هو من خصال النفاق، والله المستعان! ترى المبتدع ينتزع من كلام خصمه مقطعا قد يظهر لسامعه بادي الرأي ما يورث التهمة في حق القائل، مع أنه لو استمع إليه في كامل سياقه، وجمع بعضه إلى بعض في سباقه ولحاقه، لفهم مورد الكلام ولاتضح له المقصود على الوجه الذي يرام!
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 11:44]ـ
بارك الله فيكم وزادكم الله علما وحلما ...
للفائدة هذا الرد على أحد الجهمية كنت كتبته في موضوعي (صد عدوان الجهمي المشين):
الذب عن عرض الإمام الدارمي:
18 - قال الجهمي معلقا على قول الإمام الدارمي الآتي:
والآثار التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على أن الله عز وجل فوق السماوات على عرشه ,بائن من خلقه)) انتهى كلام الإمام الدارمي.
فقال هذا الجهمي معلقا:
فهذا الدرامي مجسم مشهور عنه التجسيم وفي أقواله ما يشين الإسلام، فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس الذين ءامنوا من بشاعة الذي فيه
.
أقول:
كان عليك أن ترد على كلام الدارمي بالحجة والبرهان لا الخروج عن الموضوع والتهجم على شخص الإمام الدارمي رحمه الله فلسنا هاهنا نتكلم عن عقيدة هذا أو ذاك بل عن الأدلة والنصوص الأثرية فلا تخلط بين الدليل وبين صاحبه!.
لكنك أثبت عجزك وهروبك عن الرد على الإمام الدرامي فلم تجد سبيلا إلا التهجم عليه مع أن كلامه لا يخالف أئمة أهل السنة في شيء
فقد قال الإمام المشهور ابن أبي زمنين رحمه الله (399ه) تعليقا على حديث النزول: هذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون الأرض, وهو أيضا بين في كتاب الله, وفي غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثم ذكر آيات دالة على علو الله تعالى)).
وقال ابن عبد البر رحمه الله ((هذا الحديث ثابت من جهة النقل ,صحيح الإسناد, لا يختلف أهل الحديث في صحته و فيه دليل على أن الله عز و جل في السماء على العرش من فوص سبع سماوات, وعلمه في كل مكان كما قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر, ثم ذكر الآيات الدالة على علو الله عز وجل (
(يُتْبَعُ)
(/)
أما فرية التجسيم والتشبيه فليست بجديدة من أتباع المريسي وجهم بن صفوان فقد تعودنا عليها منهم فكل من آمن بصفات الله عز وجل فهوعندكم تارة مشبه وتارة مجسم أما المكذبون المحرفون والمعطلون فهم عندكم منزهون. وما هم والله إلا جاهلون بعيدون عن نور الكتاب والسنة فهم لا يفهمون من النصوص إلا التشبيه والتجسيم كما بينت آنفا.
إن نفيكم لعلو الله تعالى على العرش أو نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة بدعوى التجسيم خطأ في اللفظ والمعنى ,وجناية على ألفاظ الوحي.
أما اللفظي: فتسميتكم علو الله على العرش أونزوله إلى السماء الدنيا تجسيما وتشبيها وتحيزا. وتواصيكم بهذا المكر الكبار إلى نفي ما دل عليه الوحي, والعقل والفطرة, فكذبتم على القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اللغة, ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود.
وأما خطأكم في المعنى: فنفيكم, وتعطيلكم لعلو الرحمن أو نزوله بواسطة هذه التسميات والألقاب ,فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر ,وكنتم في ذلك بمنزلة من سمع أن في العسل شفاء ولم يراه, فسأل عنه فقيل له: مائع رقيق أصفر يشبه العذرة تتقيأه الزنابير, ومن لم يعرف العسل ينفر عنه بهذا التعريف ,ومن عرفه وذاقه لم يزده هذا التعريف عنده إلا محبة له, ورغبة فيه, وما أحسن ما قال القائل:
تقول هذا جني النحل تمدحه ... وإن تشاء قل ذا قيئ الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما ... والحق قد يعتريه سوء التعبير.
ومن عادة أهل السنة أنهم يستفصلون في مثل هذه الألفاظ التي أحدثتموها فنقول لكم:
وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة
والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله.
وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار, ويتكلم, و يُكلِمْ, ويسمع, ويبصر, ويرضى ويغضب, فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها, فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما, ولا نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية, ولا نجحد صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه, لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما مشبها.
فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ... على عرشه إني إذا لمجسم
وإن كان تشبيها ثبوت صفاته ... فمن ذلك التشبيه لا أتكتم
وإن كان تنزيها جحود استوائه ... وأوصافه أو كونه يتكلم
فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا ... بتوفيقه والله أعلى وأعلم.
وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية, فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ الجمع الأعظم مشيرا له.
وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟ فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه.
وإن أردتم بالجسم ما يلحقه (من) و (إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده, وعلاج برسوله صلى الله عليه وسلم إليه, وإليه يصعد الكلم الطيب, وعنده المسيح رفع إليه.
وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه.
أما قولك ((فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس)) فهذا جهل كبير منك لأن كتاب الدارمي قد أثنى عليه الأئمة الكبار بل ونقلوا منه لكونه ثقة من إمام ثقة
فلو كان الأمر على طريقتك أيها الجهمي لما اعتمده الحافظ ابن حجر قط ولا الحافظ الذهبي ولاابن كثير وغيرهم من الحفاظ الجبال الذين اعتمدوه في عزو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو:
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (الاية 11 من سورة الواقعة):
وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان") اهـ ج7 ص517
و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ: عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ: كُلّهَا فِي الْقُرْآن (هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ
و قال في الفتح ج 20 ص 484:
وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله) اهـ
و قال السيوطي في الدر المنثور (تفسير الاية 29 من سورة البقرة):
(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال: بين السماء والأرض خمسمائة عام، وما بين كل سماءين خمسمائة عام، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام. والعرش على الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه.) اهـ
و قال في موضع آخر (تفسير الاية 8 من سورة التغابن):
(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال: سيد السموات السماء التي فيها العرش، وسيد الأرضين التي نحن عليها) اهـ
و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال:
(1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة {ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد
على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة}) اهـ ج1/ 338 - 339
و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب:
4158 - عن عمر قال: ان هذا القرآن كلام الله، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم.
(الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2/ 329
و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع
و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت -:
(سُئِلَ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ؟ (فَأَجَابَ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا.
ا هـ.
و بعد هذا: أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير: ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب طافح بالتجسيم كما ذكرت وتوهمت!.
وأمثلة على ذلك
الله له لسان عند الدرامي المجسم
نعم لله (تعالى الله) لسان عن الدرامي حيث يقول عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي ص316 ما نصه: (الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلا بلسان متكلم به).
قلت: ولا يوجد في هذا الكلام الذي نقلته عن الإمام الدارمي إضافة اللسان للرب تبارك وتعالى!!!.
لكنني أعذرك فأنت تنسخ من غيرك وليس لك سلف في قولك إلا شيخك الكوثري المعروف بتهجمه على أهل العلم بما فيهم الحافظ ابن حجر الذي تمسحت به.
ص/ 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:" قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلّمه ءاخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى".
أقول: ولا يوجد هاهنا إثبات اللسان لله تبارك وتعالى إنما إثبات اللغة التي تكلم بها الله عز وجل فاللسان يطلق على اللغة كذلك أفلم تقرأ قوله تعالى (((وإنه لتنزيل رب العالمين (192) نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربي مبين (195)))).
فالله عز وجل تكلم باللسان العربي أي باللغة العربية وليس ها هنا إثبات اللسان بالمفهوم الذي ترمي إليه.
وهذا الكلام الذي نقلته إنما هو منسوب لكعب الأحبار فليس الدارمي إلا ناقل لوكنت تفقه!!!
الله اذا أراد يستقر علي ظهر بعوضة تُقِلُه والعياذ بالله
قوله (1/ 458): " ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم ".
والجواب عليك من ثلاث أوجه:
الأول: أن هذا الكلام قد قاله الإمام الدارمي في مقام النقض والرد لا مقام التقرير فالفرق شاسع بينهما فهو يرد على المريسي الذي أنكر علو الله تعالى ,ومقام الرد غير مقام التقرير, وشيوخك الجهمية إلى يومنا هذا لم يجدوا في الكتب السلفية ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالتجأوا إلى نقل عبارات لبعض الأئمة السلفيين قد تكون أحيانا مطلقة لها تقييد في مقام الآخر فأخذوا بالمطلق وتركوا المقيد أو تكون أحيانا في مقام الرد على أهل البدع فجعلها شيوخك تقريرا وحجة للطعن في نهج السلف الصالح.
الثاني: الإمام الدارمي لم يجزم في كلامه بل إستعمل لفظ (لو قد شاء) وأنت توهم الناس بتشنيعك أنه يجزم.
الثالث: على فرض خطأ الدارمي فإنه رغم إمامته ومكانته لدى علماء الأمة إلا أنه يبقى بشر يصيب ويخطئ فلا داعي لكل هذا التهويل والتشويش وقارع الحجة بالحجة فإنك لم تفند شيئا ولم ترد على شيئ!!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 05:49]ـ
أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لفت انتباهي بحثكم هذا بارك الله فيكم.
وبعيدًا عن الخوض في دقائق المسائل، أحببت أن أذكِّر الذين يطعنون في الإمام الدارمي بغير علم، أنهم إنما يقعون في عرض عالمٍ كبير من مشاهير علماء المسلمين في القرن الثالث الهجري!!
قبل أشهر تطاول أحد أدعياء العلم وقليلي البضاعة في دمشق على شيخنا العلاّمة محمد كريّم راجح (مفتي الشافعية في الشام وشيخ القرّاء فيها) لأنه أثنى في تفسيره المبارك (قبسٌ من القرآن الكريم) على كُتب الدارمي!! وقال ذلك الدَّعيّ الجاهل الحاقد: "إن كتاب الدارمي من الكتب المرذولة المحتوية على الكفر الصريح". كذا قال، وبئس ما قال.
وللذين لا يعرفون من هو الدارمي أقول باختصار:
الإمام الدارمي الشافعي (197 ـ 280هـ): هو الحافظ الكبير عثمان بن سعيد الدارمي الشافعي صاحب المسند الكبير ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftn1))، وهو تلميذ البويطي صاحب الإمام الشافعي.
وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية وكتاب في الرد على بشر المريسي الحنفي تلميذ أبي يوسف، والدارمي هو الذي قام في هراة على محمد بن كِرام (المجسِّم) الذي تنسب إليه الكِرامية، حتى طردوه منها. وكتب الدارمي ليس فيها سوى سرد أقوال علماء المسلمين الأعلام والرد على المبتدعة الجهميّة والمعتزلة!! وأمّا مذهب الدارمي فقد روى الحافظ الذهبي فقال: ((قال محمد بن إبراهيم الصرام: سمعت عثمان بن سعيد يقول: لا نكيف هذه الصفات، ولا نكذّب بها، ولا نفسرها)). ([2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftn2))
وقال عنه السبكي الشافعي الأشعري الصوفي: إنه ((محدِّث هراة وأحد الأعلام الثقات ... وقال أبو الفضل يعقوب الهروي القراب: ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأى هو مثل نفسه)) ([3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftn3))
إذن الدارمي ليس مجسِّمًا، بل على العكس كان يجابه المجسِّمة ويفضح ضلالهم. ولا يكيّف الصفات ولا يفسِّرها ولا يكذب بها.
والذين يحقدون عليه إنما هم الجهميّة وأضرابهم!.
والأشاعرة المتقدمين لم يطعنوا فيه، بل أثنوا عليه وعلى كتبه وعلى موقفه من المجسّم محمد بن كرام. والسبكي صاحب الطبقات من الأشاعرة المتعصّبين ومع ذلك أثنى عليه ولم يطعن فيه.
وكان العلاّمة المحدِّث أحمد بن الصديق الغماري ـ أحد أعيان رجال التصوف في القرن الماضي ـ، يُثني كثيرًا على كتب الدارمي وينصح بها ويهاجم منتقديها.
إذن علماء الأشاعرة وعلماء الصوفية ـ المشاهير والمقدمين عندهم ـ لم يطعنوا في الإمام الدارمي، فمن هم الطاعنون اليوم وما مذهبهم؟؟
الذي نراه أن أصحاب هذه الدعوى إنما هم مقلِّدون للشيخ الكوثري، والكوثري كما هو معلوم ليس أشعريًا!! وإنما هو صاحب مزيج من الاعتقادات ففيه تجهّم واعتزال وقدرية و ... الخ
ثم هو حنفيٌّ شديد التعصب، وتعصّبه منقطع النظير، ولمّا كان الدارمي أحد أهمّ الأعلام الذين ردّوا على بشر المريسي الحنفي تلميذ أبي يوسف، فكان حتمًا على الكوثري أن يطعن فيه كما طعن في عشرات وعشرات الأئمة المتقدمين بسبب كلمة أو موقف اتخذوه من الإمام أبي حنيفة رحمه الله.
وإليكم ما قاله أحد أقرب الناس إلى الكوثري!
قال العلاّمة مصطفى صبري شيخ الإسلام للدولة العثمانية سابقًا، يصف صديقه "الشيخ الكوثري": (( .. والآن أجده قدريًّا صريحًا، وقد سمعته يقول إن مذهب المعتزلة القدريّة الذي انقرض رجاله، ما زال يعيش في هذه المسألة تحت اسم الماتريدية، وفي بعض البلاد باسم الشيعة الإمامية، فكنتُ أفهم منه أنه يُفضّل ما في الاعتزال من التفويض الخالص على اضطراب الماتريديين وأشباههم من الباحثين عن أمرٍ بين أمرين، فهو معتزلي أي قدريٌّ قائل باستقلال العباد في أفعالهم الاختيارية، في حين أني أشعريٌّ قائلٌ بالجبر المتوسط أي الجبر في أفعالهم بواسطة الجبر في إراداتهم. فكأنما لمّا خرجنا من تركيا الماتريدية ذهبتُ أنا مشرِّقًا وذهبَ فضيلته مغرّبًا)).انتهى ([4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftn4))
أقول: رحم الله الحافظ الذهبي القائل: ((فليُعْذَر من تأوَّل بعض الصفات. وأما السلف، فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفّوا، وفوّضوا علم ذلك إلى الله ورسوله، ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه، وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه، وبدَّعناه، لقل من يسلم من الأئمة معنا)). ([5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftn5))
[1] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftnref1) ـ وهو غير الدارمي صاحب السنن!
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftnref2) ـ (سير أعلام النبلاء) للذهبي 13/ 324
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftnref3) ـ (طبقات الشافعية الكبرى) للسبكي؛ 2/ 224
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftnref4) ـ (موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين) لمصطفى صبري؛ 3/ 392.
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=405505#_ftnref5) ـ (سير أعلام النبلاء) 14/ 376(/)
مصر مهبط الوحي! و رد العلامة أحمد شاكر على صاحب هذه المقولة
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 06:24]ـ
العلامة أحمد شاكر ينبذ العصبية التي تفشت في أهل مصر فيقول في نقده لكتاب الفاروق عمر لمحمد هيكل في مقال له نشرته مجلة الكتاب:
قال المؤلف {محمد هيكل}: " منف عاصمة مصر حين كان العالم كله يتطلع إلى مصر على أنها مهبط الوحي ومستقر الحضارة فيه"
قال العلامة أحمد شاكر منتقدا هذا الكلام:
وهذا غلو في العصبية، فما كان العلام إذ ذاك ينظر إلى مصر النظرة التي يراها بها المؤلف، وإنما هو يرى بنظرة أهل هذا العصر أو بعضهم.ثم لم يزعم أحد قط أن مصر كانت "مهبط الوحي"! و أين كان هذا الوحي؟ أهو وحي الفراعين والأوثان؟! لم يعرف التاريخ نبيا أوحي إليه في مصر إلا ما أخبرنا القرآن الكريم عن يوسف وعن موسى ـ عليهما السلام ـ وهما يرجعان بأصليهما إلى جزيرة العرب.اهـ.
نقلا من كتاب جمهرة مقالات العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر. لعبد الرحمن العقل. المجلد الأول ص 264.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 08:46]ـ
:) جزاك الله خيرا
عندهم أن الفراعنة كانوا موحدوين! الههم الشمس وهي واحد، اذا فهم موحدون
وهكذا يرى مصطفى الفقي، الذي يقولون عنه أنه أهم أستاذ نوّر عقول الجيل الحاضر
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 09:42]ـ
مثل هذه العصبية وما شاكلها إن صدرت من جاهل فغير عجب لأن الشيئ من معدنه لا يستغرب, ولكن العجب العجاب حقا حينما تخرج من فم فاضل شيخ علم أو داعية ممن لهم صلة بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهما يناديان بالنكير على العصبية العنصرية وأهلها ثم يتحدثون بعد ذلك باسم الاسلام ويتصدرون الدعوة والله المستعان.(/)
آفات النفوس والأحداث د. عبدالعزيز العبداللطيف
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 06:59]ـ
آفات النفوس والأحداث
د. عبدالعزيز العبداللطيف
9/ 6/1431 هـ
آفات النفوس ودسائسها لا حصر لها، وما يعتري النفوس البشرية من اعوجاج وتلوُّن واضطراب يتعذر استيعابه، وكما قال أحد الشيوخ لابن القيم: «آفات النفس مثل الحيات والعقارب التي في طريق المسافر؛ فإن أقبل على تفتيش الطريق عنها، والاشتغال بقتلها انقطع، ولم يمكنه السفر قط، وَلْتكن همتك المسير، والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فإذا عرض لك فيها ما يعوقك عن المسير فاقتله، ثم امضِ على سيرك» (1).
ولزوم السنة اعتقاداً وحالاً يهذِّب النفوس، ويحقق استقرارها، ويستلزم حياة طيبة، ويورث ثباتاً وطمأنينة، فلا ترى في هذه النفوس المطمئنة عِوَجاً، ولا تلحظ تناقضاً أو تحولاً، بل هي في منأى عن الإفراط والتفريط، وعافيةٍ من غوائل التقصير والغلو.
وسلفنا الصالح لَمَّا حذروا من الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى - فلأجل ما يقتضيه من تشريع دينٍ لم يأذن به الله - تعالى - وما تخلِّفه البدع من اندراس السنن، ووقوع العداوة والبغضاء، وحرمان التوبة، والتعرُّض للعقاب والوعيد.
كما أنهم على دراية بأهواء النفوس، وطبائعها وحظوظها، وما يكتنف هذه النفوسَ من آفات وعلل؛ إذ يكشف الابتداع عن نفوس معتلَّة، تقارف تنصُّلاً عن لزوم الصراط المستقيم، وتعاني اضطراباً وتناقضاً، واندفاعاً جامحاً ونشاطاً محموماً في سبيل الابتداع في الدين، ومضاهاة الشرع المنزَّل، إضافة إلى ما تكابده هذه النفوس من تناقض بين التنظير والتأصيل وبين التطبيق والتنفيذ.
فالتفلت من لزوم الشرع: هو من خبايا النفوس الملتوية وآفاتِ أرباب البدع، ويقترن بهذا الروغان عن السُّنة اجتهادٌ ظاهر، وجَلَدٌ متواصل في التشبث بالبدع وإذكائها.
وهذا ما جاء في الحديث الصحيح بشأن الخوارج: «تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ... » (2).
وأشار الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - إلى هذا «النشاط البدعي» بقوله: «اقتصاد في سُنة خير من اجتهاد في بدعة» (3).
فنفوس أهل الأهواء يعتريها الكسل والعزوف عن اتباع الشرع، لكنها سرعان ما تنشط وتندفع في مقارفة البدع، بكل شوق واستمتاع!
ولَمَّا قيل لسفيان بن عيينة: ما بال أهل الأهواء لهم محبة شديدة لأهوائهم؟ فقال: أَنسيتَ قوله - تعالى -: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 39] (4)؟
وكَشَف أبو الوفاء ابن عقيل هذه الدسيسة النفسانية بقوله: «لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام، عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاعٍ وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم؛ إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم. قال: وهم كفار عندي بهذه الأوضاع، مثل: تعظيم القبور ... » (5).
وأما الإمام الشاطبي فله معرفة متينة بآفات نفوس المبتدعة وحظوظها، وقد أفصح عن ذلك بتحقيقٍ وتحريرٍ، فكان مما قاله - رحمه الله -: «إن الدخول تحت تكاليف الشريعة صعب على النفس؛ لأنه أمر مخالف للهوى، وصادٌّ عن سبيل الشهوات؛ لأن الحق ثقيل، والنفس إنما تنشط بما يوافق هواها لا بما يخالفه، وكل بدعة فللهوى فيها مدخل؛ لأنها راجعة إلى نظر مخترعها لا إلى نظر الشارع. ومن الدليل على ذلك ما قاله الأوزاعي: «بلغني أن من ابتدع بدعةً خلاَّه الشيطان والعبادة، وألقى عليه الخشوع والبكاء، لكي يصطاد به»، وقال بعض الصحابة: «أشد الناس عبادةً مفتونٌ» ويحقق ما قاله الواقع، كما نُقل عن الخوارج وغيرهم؛ فالمبتدع يزيد في الاجتهاد لينال في الدنيا التعظيمَ والجاهَ والمالَ؛ وما ذاك إلا لخفَّةٍ يجدونها في ذلك الالتزام، ونشاطٍ يُداخلهم، يستسهلون به الصعب بسبب ما داخل النفس من الهوى» (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن آفات النفوس التي تصاحب الابتداع في دين الله - تعالى -: داء الكِبْر وحبُّ الظهور وازدراء الآخرين، وهذا ما قرره ابن تيمية لَمَّا أورد مفاسد البدعة، فقال: «مسارقة الطبع إلى الانحلال من رِبقة الاتباع، وفوات سلوك الصراط المستقيم؛ وذلك أن النفس فيها نوعٌ من الكبر؛ فتحب أن تخرج من العبودية والاتباع حسب الإمكان، كما قال أبو عثمان النيسابوري - رحمه الله -: «ما ترك أحد شيئاً من السُّنة إلا لِكِبْر في نفسه» (7).
وكذا الشاطبي أَلْمَح إلى هذا الوباء قائلاً: «لم يتبين للمبتدع أنه ما وضعه الشارع فيه من القوانين والحدود كافٍ؛ فرأى من نفسه أنه لا بد لِمَا أُطلِق الأمر فيه من قوانين منضبطة وأحوال مرتبطة، مع ما يداخل النفوس من حبِّ الظهور والذكر بالمناقب التي ينفرد بها، واستنباط الفوائد التي لا عهد بها؛ إذ الدخول في غُمار الخلق يميت الهوى؛ لعدم الظهور، أو عدم مظنته» (8).
وجزم العلاَّمة ابن الوزير أن داء الكبر والعُجْب لا يفارق عموم المبتدعة، فقال - رحمه الله -: «الغالب على أهل البدع شدة العُجْب بنفوسهم، والاستحسان لبدعتهم، وربما كان أجر ذلك عقوبة على ما اختاروه أول مرة من ذلك، كما حكى الله - تعالى - ذلك في قوله: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 39]. وهي من عجائب العقوبات الربانية، والمحذرات من المؤاخذات الخفية. وقد كثرت الآثار في أن إعجاب المرء بنفسه من المهلكات، ودليل العقوبة في ذلك أنك ترى أهل الضلال أشد عُجْباً وتيهاً وتهليكاً للناس واستحقاراً لهم. نسأل الله العفو والمعافاة من ذلك كله» (9).
ومهما يكن فإن تلك النفوس المشحونة بالكبر والتعالي، سرعان ما يتقشع ذلك عنها ويعقبه المهانة والصغار؛ إذ يعاقب الله - تعالى - هذا الصنف بنقيض قصدهم، فتتساقط دعواهم العريضة، وينكشف عوارهم وعجزهم، كما حرره ابن تيمية قائلاً: «هكذا شيوخ الدعاوى والشطح يدَّعي أحدهم الإلهية وما هو أعظم من النبوة، ويعزل الربَّ عن ربوبيته، والنبيَّ عن رسالته، ثم آخرتُه شحَّاذ يطلب ما يُقِيتُه، أو خائف يستعين بظالم على دفع مظلمته؛ فيفتقر إلى لقمة، ويخاف من كلمة؛ فأين هذا الفقر والذل من دعوى الربوبية المتضمِّنة للغنى والعز؟» (10).
وأما ما يعلق بنفوس المبتدعة من التناقض والاضطراب فهذا مما يصعب حصره، لا سيما الروافض الإمامية، والذين يتعسر إيراد اضطرابهم وتخبُّطهم ... وكما قال عنهم الدهلوي - رحمه الله -: «من استكشف عن عقائدهم الخبيثة، وما انطووا عليه، علم أن ليس لهم في الإسلام نصيب، وتحقق كفرهم لديه، ورأى منهم كلَّ أمر عجيب واطلع على كل أمر غريب، وتيقن أنهم قد أنكروا الحسي، وخالفوا البدهي الأولي، ولا يخطر ببالهم عتاب، ولا يمرُّ على أذهانهم عذاب أو عقاب؛ فإن جاءهم الباطل أحبوه ورضوه، وإذا جاءهم الحق كذبوه وردُّوه» (11). وسأكتفي بمثالين:
أحدهما: المرجئة: فإن الإرجاء دين الملوك - كما قال النضر بن شميل في حضرة الخليفة المأمون (12) - ويقال: فلان مرجئي يتبع السلطان (13)، ويرون طاعة الأمراء مطلقاً وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ظناً أن ذلك من باب ترك الفتنة (14)!
ثم هم يتناقضون؛ فالجهم بن صفوان من غلاة المرجئة ولكن خرج على بني أمية، والحارث بن سريج يرى الإرجاء، وقد خرج على نصر بن سيار (15)، وقد وصف الأميرُ عبد الله ابن طاهر (ت 230هـ) المرجئة فقال: «لا يرون للسلطان طاعة» (16).
وأما المثال الآخر: فأرباب التعبد المحدث (التصوف): فإنهم يتشدقون بالمثالية الجامحة والرهبانية الحادثة، بينما هم منغمسون في الشهوات والملذات، وسماعٍ ورقصٍ، وصحبة مردان ونسوان ... فهذه المثالية المُفْرِطة تخالف الشرع والعقل والفطرة؛ إذ تسعى إلى استئصال نوازع البشر، وقمع الغرائز، واجتثاث الشهوات، فأعقب ذلك إغراقاً في الملذات، وانتكاساً في حضيض الشهوات.
وقد أشار ابن الجوزي إلى ذلك بقوله: «إن قوماً منهم وقع لهم أن المراد رياضة النفوس لتخلُص من أكدارها المردية، فلما راضو مدة ورأوا تعذُّر الصفاء قالوا: مالنا نتعب أنفسنا في أمر لا يحصل لبشر، فتركوا العمل» (17).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحد أدعياء التصوف المعاصرين قدَّم أمثلة جليَّة على هذا التناقض المكشوف والاضطراب المعهود عنه وعن أسياده .. فبينا هو يلوِّح في الفضائيات متحدثاً عن الذوق الرفيع والتذوق اللطيف؛ إذ يدعو إلى العكوف في المزابل والنفايات طلباً لتهذيب النفوس، وتراه يصنِّف في السلوك، وتزكية النفوس، ورقَّة الشعور، ثم لا يغادر لَمْزَه وبغيَه على السلف الصالح (18).
والمقصود أن البدع لا تنفك عن أهواء النفوس وأدوائها ورعونتها؛ ولذا أطلق أهل السُّنة على المبتدعة «أهل الأهواء». وإذا كانت البدعة قد تفضي إلى الشرك، فإن الهوى قد يكون إلهاً يُعبَد من دون الله. قال الله - عز وجل -: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} [الجاثية: 32].
____________________
(1) مدارج السالكين: 2/ 314.
(2) إخرجه البخاري ومسلم.
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، (1/ 173)، ورواه الطبراني في الكبير.
(4) ينظر: العبودية لابن تيمية، ص 70.
(5) تلبيس إبليس لابن الجوزي، ص 455.
(6) الاعتصام (تحقيق: مشهور): 1/ 215 - 217= باختصار.
(7) اقتضاء الصراط المستقيم: 2/ 611 - 612.
(8) الاعتصام: 1/ 49 = بتصرف يسير.
(9) إيثار الحق على الخلق، ص 426 = باختصار.
(10) منهاج السُّنة النبوية وانظر: الرد على الشاذلي في حزبه لابن تيمية (ت: د. سمية حسين)، ص 55 - 56.
(11) مختصر التحفة الإثنى عشرية, ص 300.
(12) انظر: البداية لابن كثير: 10/ 276.
(13) انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر: 11/ 436.
(14) انظر: الآداب الشرعية لابن مفلح: 1/ 177، ومجموع الفتاوى لابن تيمية: 26/ 28.
(15) انظر: المنتظم لابن الجوزي: 7/ 169، 258.
(16) أخرجه الصابوني في عقيدة السلف (ت: الجديع)، ص 272.
(17) تلبيس إبليس, ص 415.
(18) انظر: ما سطره د. خلدون الحسني في كتابه المتين: «إلى أين أيها الحبيب الجفري؟». وكذا كتاب: «النصيحة مناقشة لفكر الحبيب الجفري» لحسن الحسني.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 07:55]ـ
جزاك الله خير يا ابا البراء ..
أما عن الشيخ عبدالعزيز فنقول: هكذا العلماء وإلا فلا
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 01:26]ـ
مقالة مفيدة
شكر الله للشيخ وأكثر من أمثاله
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 09:13]ـ
جزاك الله خيراً.(/)
بل كان عُمر سُنِّياً سَلَفِيّاً! (الرد على الشيعي علي المتروك) - الشيخ حاي الحاي.
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 04:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة بعنوان:بل كان عُمر سُنِّياً سَلَفِيّاً!
(الرد على الشيعي علي المتروك هداه الله)
لفضيلة الشيخ المحدث: حاي بن سالم الحاي حفظه الله.
مناسبة هذه المحاضرة:
أن الشيعي علي المتروك-أصلحه الله-أقام ندوة بعنوان (الوحدة الوطنية) و تم نشر تقرير عن هذه الندوة في جريدة الوطن الكويتية تحت عنوان: (احذروا الخلايا النائمة فمقتل عمر بن الخطاب كان مخططاً ضد الاسلام!)
على هذا الرابط
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=30251 (http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=30251)
و في فقرة (عمر و علي)
قال المتروك هداه الله: «والله لأقولن لكم شيئاً قد لا تصدقون!! فقد اكتشفت قضية غريبة عجيبة، وهي ان أكبر المتشيعين هو عمر بن الخطاب، حيث روى الخوارزمي عنه قوله «لو اتفقت الناس على حب علي ما خلق الله النار» انتهى كلامه.
فهذه المحاضرة ردا على هذه العبارة بالذات و نقدا لهذه الرواية التي ذكرها المتروك و بيان بطلانها متناً و اسناداً و نقلاً و عقلاً!
http://ia360704.us.archive.org/23/items/balkan3mrsoniyyansalafiyyan/balkan3mrsoniyyansalafiyyanvid eo.gif (http://ia360704.us.archive.org/23/items/balkan3mrsoniyyansalafiyyan/balkan3mrsoniyyansalafiyyanvid eo.gif)
مرئية
جودة عالية AVI
http://www.archive.org/download/balkan3mrsoniyyansalafiyyan/balkan3mrsoniyyansalafiyyanvid eoHQ.avi
جودة جيد أقل من عالية و بحجم أخف RMVB
http://www.archive.org/download/balkan3mrsoniyyansalafiyyan/balkan3mrsoniyyansalafiyyanvid eo.rmvb
صوتية
جودة عالية MP3 128
http://www.archive.org/download/balkan3mrsoniyyansalafiyyan/balkan3mrsoniyyansalafiyyanaud ioHQ.mp3
جودة جيدة أقل من عالية و بحجم أخف RM
http://www.archive.org/download/balkan3mrsoniyyansalafiyyan/balkan3mrsoniyyansalafiyyanaud io.rm
طريقة التحميل:
اضغط على الرابط يمين الفأرة ثم اختر
حفظ بإسم
أو
Save Link As
أو
Save Target As
وفقكم الله.
http://2.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/S7ERB-Ov6ZI/AAAAAAAAAJI/e1pz6kpLqCc/S1600-R/Untitled-1.png (http://2.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/S7ERB-Ov6ZI/AAAAAAAAAJI/e1pz6kpLqCc/S1600-R/Untitled-1.png)(/)
نقد مشايخ الإعلام
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 07:13]ـ
مشايخ الإعلام!!
الذين يعلنون الفتوى بالاختلاط ورضاع الكبير وحل السحر عن المسحور وحلّ الغناء وترك صلاة الجماعة
من الذين يتبعون ما تشابه منه ...... فيجب الحذر منهم!
قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ) (آل عمران:7)
ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (هُوَ الَّذِي أنزَلَ علَيْكَ الكتابَ منه آياتٌ محكماتٌ) - وقرأَتْ إلى – (ومَا يَذَّكَّرُ إلا أُولُو الألبابِ) (آل عمران: 7) فقال: «فإذا رَأَيْتُمُ الَّذِين يَتَّبِعُونَ ما تشابَهَ منه، فأُولئكَ الذين سمَّى اللَّهُ فاحذَرُوهم» رواه البخاري ومسلم وأبو داود.
ومعاذ الله أن يُنكر ما ثبت من اختلاف العلماء، ولكن عندما تَسْتَقِر الأمة على قولٍ -وهو الراجح– لا يجوز أن يُلبّس على الناس أمر دينهم ببث قولٍ آخر – حتى لو كان راجحا فكيف بالمرجوح؟ - فتختلف مذاهبهم، واختلاف المذاهب يقضي باختلاف القلوب، واختلاف القلوب يلزم منه اختلاف الصفوف، فيدخل بذلك الفساد على البلاد والعباد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلم ترك ما هو مشروع باتفاق وهو الأفضل، ورضي بالأدنى مراعاة لمصلحة الوفاق، ودفع تنافر الناس، فكيف بما هو محل اختلاف، وصريح السنة وجماهير العلماء على السائد عند العامة والخاصة؟
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لها: «ألم تَرَيْ أنَّ قومَكِ حين بَنَوْا الكَعبةَ، اقْتصروا عن قواعد إبراهيم، فقلت: يا رسول الله، ألا تَرُدَّها على قواعِدِ إبراهيم؟ فقال رسول الله: لولا حدْثانُ قومِكِ بالكُفرِ لفعلتُ».
فالأمة –وأخص ما أقصد هم المجتمع السعودي- توافق أمرهم على:
= نبذ السحرة، والاستعانة بالطب الشرعي المباح في علاج السحر.
= وعلى كفر الرافضة ومنابذتهم.
=وعلى كفر عباد القبور، ومنابذتهم.
=وعلى التحذير من تعظيم الآثار، وإحيائها.
= وعلى نبذ الغناء، واعتباره من المنكرات.
= وعلى الصلاة مع الجماعة.
=وعلى نبذ الاختلاط بين الرجال والنساء.
= وعلى إنكار قيادة المرأة للسيارة، وأنه لا يجوز.
=وعلى عدم اعتبار رضاع الكبير، وأنا ما روي في إباحة ذلك من الحكم الخاص أو الاجتهاد المرجوح.
فكيف يأتي متهورٌ بدعوى سعة الأفق، واعتبار الاختلاف، وتمام الاجتهاد، فينادي في الأمة بأن ما أنتم عليه خلاف الصحيح، وأنه لا يجوز كذا، ويجوز كذا؟
إن فتح هذا الباب؛ وخاصة من غير جهة الإفتاء الرسمية –كهؤلاء- سوف يفتح باب شرٍّ عظيمٍ يجب تداركه وإغلاقه، وإلا فسوف يأتينا غداً من يقول:
= ترك الصلاة ليست كفراً، ومن باب أولى من ترك بقية الشعائر مسلم فاسق! وهذا قول عند بعض من ينتسب إلى السنة.
= وتحكيم غير شرع الله، وتعطيل حكم الله لا يكفر صاحبه مطلقاً، وهو قول متداول!!
= وكل مجتهد من أرباب الملل والنحل مصيب!!!! وهذا قول محكي!
= وصلاة الجماعة ليست واجبة! وهذا قول مروي!
= وسفر المرأة بغير محرم جائز، وهذا قول منقول!
= وكشف وجه المرأة جائز، وهو قول محكي!
= وأن التعري في الأعراس جائز سوى ما بين السرة والركبة!!، وهو قول محدث منقول!
= وقيادتها للسيارة جائزة، وهذا قول مذاع!
= والاختلاط مباح! وهذا قول محدث!
= والزواج بغير ولي ولا شهود جائز! وهذا قول منقول!
= وإتيان المرأة في الدبر جائز! وهذا مذهب معروف أصحابه!!
= والغناء حلال! وهذا قول مشهور!
= والمتعة حلال! وهذا مذهب منقول قديماً!
= وشرب الدخان حلال! وهذا مذهب عند بعضهم!!
= وأن الخمر المحرم هو ما كان من العنب أم الهروين وبقية المخدرات فلا، وهو قول له أصلٌ كوفي مشهور!!
= وأن غسل الرجلين في الوضوء ليس بواجب، وهو قول منقول!
(يُتْبَعُ)
(/)
فبالله عليكم أي دينٍ سيبقى في بلادنا عندما تتوارد هذه الأقوال على العامة، فيأخذون بساقطة كلّ واحدٍ من أمثال هؤلاء؟
قال الإمام ابن القيم في "مدارج السالكين" (2/ 58): (من ترخص بقول أهل مكة في الصرف، وأهل العراق في الأشربة، وأهل المدينة في الأطعمة، وأصحاب الحيل في المعاملات، وقول ابن عباس في المتعة، وإباحة لحوم الحمر الأهلية، وقول من جوز نكاح البغايا المعروفات بالبغاء، وجوز أن يكون زوج قحبة، وقول من أباح آلات اللهو والمعازف: من اليراع والطنبور والعود والطبل والمزمار، وقول من أباح الغناء، وقول من جوز استعارة الجواري الحسان للوطء، وقول من جوز للصائم أكل البرد، وقال: ليس بطعام ولا شراب، وقول من جوّز الأكل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس للصائم، وقول من صحح الصلاة بمدهامتان بالفارسية، وركع كلحظة الطرف، ثم هوى من غير اعتدالٍ وفصلٍ بين السجدتين بارتفاع كحد السيف، ولم يصل على النبي، وخرج من الصلاة بحبقة، وقول من جوز وطء النساء في أعجازهن، ونكاح بنته المخلوقة من مائه الخارجة من صلبه حقيقة إذا كان ذلك الحمل من زني، وأمثال ذلك من رخص المذاهب وأقوال العلماء فهذا الذي تنقص بترخصه رغبته ويوهن طلبه ويلقيه في غثاثة الرخص) انتهى.
وقال الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/ 90): (ومن تتبع رخص المذاهب، وزلات المجتهدين، فقد رق دينه، كما قال الأوزاعي أو غيره: "من أخذ يقول المكيين في المتعة، والكوفيين في النبيذ، والمدنيين في الغناء، والشاميين في عصمة الخلفاء، فقد جمع الشر" وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيل عليها، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسع فيه، وشبه ذلك، فقد تعرض للانحلال، فنسأل الله العافية والتوفيق) انتهى كلام الذهبي.
فليت شعري ما يريد هؤلاء من ذلك (التمييع) للدين؟ والله ما هذا إلا ابتغاء الفتنة في دين الله، وابتغاء إحداث الفرقة والبلبلة بين أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
ونحن في زمن اشتدت فيها الغربة، وغلب فيه الجهل، وندر من يجرد اللسان والبنان نصرة لدين الله تعالى، وكنا كما قال الإمام عبدالله بن المبارك: (اعلم أي أخي! إنَّ الموت كرامة لكل مسلم لقي الله على السُّنَّة، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، فإلى الله نشكو وَحْشَتَنَا وذهابَ الإخوان، وقلة الأعوان، وظهور البدع، وإلى الله نشكو عظيم ما حَلَّ بهذه الأُمة من ذهاب العلماء وأهل السُّنَّة، وظهور البدع).
فمثل هذا الزمان يحمل عقلاء العلماء وطلاب العلم أن لا يتجهوا إلى البحث عن الرخص في زمنٍ يسعى أهله إلى طلبها، وإنما يحمد الاتجاه إلى الرخص عندما يغلب على الناس مبالغة الحرص على التمسك بالدين، وتحمل المشقة في القيام بشعائره، فيرشدون إلى الرخص تبياناً لسعة الدين، وسماحة الشريعة، أما والأمر كما هو اليوم من شدة الحملة على السنة النبوية، والتشكيك فيها، والانفلات الديني والأخلاقي، وجرأة الناس على المحرمات، فلا تكاد تسمع إلا منكراً، ولا ترى إلا منكراً، حتى صار صاحب الدين في وحشة وغربة لا يعلم قدرها إلا الله، فلا يجوز لعاقل بله عالم أن ينادي الناس إلى مزيد من التساهل، وتأييد ما هم عليه من انحلال، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله،،،
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
11 جمادى الآخرة 1431هـ(/)
صورة و سؤال.
ـ[طارق جابر]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 09:01]ـ
http://www.tarek-alsaadi.info/photos/pictures/Sheikh_Tarek-M-Alsaadi_1429H_1s.jpg
الموقع الذي نقلت منه الصورة كتب معلقا:
" صورة لحضرة الشيخ طارق بن محمد السعدي رضي الله عنه
وعن يمينه ابنه السيد جنيد، وعن يساره ابنه السيد سعد الدين حفظهما الله
ومعه بعض مريديه، ومنهم وافدون
يعود تاريخها إلى عام 1429 للهجرة "
سؤالي:
لماذا تم طمس صور الوافدين؟!!!(/)
العقيدة الطحاوية للإمامأبي جعفر الطحاوي (سؤال وجواب)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 05:34]ـ
العقيدة الطحاوية للإمام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله
فضيلة الدكتور: عبد العزيز بن عبد اللطيف
سؤال وجواب
الدرس الأول
مقدمة حول شرح العقيدة الطحاوية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
س: من أي الشروح يستفيد الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية؟
يستفيد الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية من خلال الاستفادة من شرح ابن أبي العز الحنفي -رحمة الله عليه.
س: من مؤلف العقيدة الطحاوية مع ذكر نبذه عنه؟
العقيدة الطحاوية للإمام أبي جعفر الطحاوي -رحمه الله- والمتوفى سنة 321 هجرية.
س: سماه أفضل الشروح للعقيدة الطحاوية؟ وعلي أي نهج صارفيه الشارح لهذا المتن؟
أفضل الشروح شرح ابن أبي العز الحنفي وصار فيه علي نهج أهل السنة والجماعة.
س: ماموقف علماء السنة من هذه العقيدة؟
من العقائد التي تلقاها علماء أهل السنة بالقبول وصار لها من الانتشار ولله الحمد والمنة، ولهذا حرص العلماء على شرحها والاعتناء بها.
س: ذكر الشارح ابن أبي العز -رحمه الله- في مقدمة الكتاب أموراً عن أهمية العقيدة فماهي؟
الأمر الأول:
1 - أن العقيدة أشرف العلوم على الإطلاق: إذ شرف العلم بشرف المعلوم لأن علم التوحيد موضوعه هو معرفة الله سبحانه وتعالى، والتعرف على الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، وما يلحق بذلك من التعرف على الأنبياء والرسل واليوم الآخر وهي أجل العلوم.
الأمر الثاني:
2 - أن الحاجة إلى العقيدة هي أعظم الحاجات: فالحاجة إلى معرفة الله فوق كل حاجة، وضرورة التعرف على الله
فوق كل ضرورة، وبيَّن ذلك وعَلَّله ووضحه لماذا؟ لأنه لا حياة للقلوب ولا سعادة ولا طمأنينة إلا بمعرفة الله سبحانه وتعالى.
الأمر الثالث:
3 - أن العقول البشرية لا تستقل بمعرفة تفاصيل أمور الدين: فالتعرف على الله -سبحانه وتعالى- ومعرفة أسمائه وصفاته، ومعرفة الغيب مما يتعلق بالجنة والنار واليوم الآخر كل ذلك لا تستقل العقول البشرية بمعرفته، فلا بد من رسول يبين ذلك.
س" مالمقصود بالمعرفة الإجمالية والتفصيلية وما حكم كل منها؟
1 - المعرفة الإجمالية: هي الإيمان بأركان الإيمان الست كما في حديث جبريل عليه السلام.
(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) الإيمان المجمل االعام دون تفاصيل.
حكم هذه المعرفة: فرض عين علي كل مسلم ومسلمة.
2 - المعرفة التفصيلية: معرفة تفاصيل أركان الإيمان الستة مثلا تفاصيل اليوم الآخر، أن ثمة صراط وثمة ميزان، وثمة حوض للنبي – صلي الله عليه وسلم
حكم هذه المعرفة التفصيلية" فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط الحرج والإثم عن الباقين.
س" متى يجب علي أشخاص معينين تعلم مالا يجب علي غيرهم؟
يجب على أشخاص بأعيانهم ما لا يجب على غيرهم منوط بأمرين:
1 - القدرة: أي من قدر على سماع العلم فيجب عليه على ما لم يسمع ذلك.
مثال ذلك: لو أن أحد العوام صلى الجمعة مع إمام، وتحدث الإمام
مثلاً عن الحوض، فهنا نقول على هذا العامي الذي سمع كلام النبي -عليه
الصلاة والسلام- من هذا الخطيب - أن يؤمن بهذا الكلام، ولا يجب على
غيره من العوام ممن لم تجب عليه هذه الجمعة"
2 - الحاجة: فقد يحتاج بعض الأشخاص -بعض الأعيان- إلى أن يتعرفوا شيئًا من التفاصيل لهذا الدين ما لا يجب على من لم يحتج إلى ذلك"
مثال ذلك: إذا كان عند العامي مال بلغ النصاب وحال عليه الحول عليه أن يعرف أحكام الزكاة –عليه. بعكس من ليس عنده مال بلغ النصاب
س" ما سبب ضلال الفرق والناس ووقوعهم في هذا الشقاء والنكد؟
1 - الإعراض عن كتاب الله و (2) عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الدليل" - قوله تعالى ? وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى? (طه:124)، الضنك هو الضيق.
1 - كلام ابن عباس -رضي الله عنهما- (تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل به أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة)
س"ما الفرق بين التحريف والتأويل:
1 - التحريف: كله مذموم، والله سبحانه وتعالى إنما ذكر التحريف عن أهل الكتاب قال تعالى:? يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِه ? (النساء: 46).
(يُتْبَعُ)
(/)
والتحريف: هو إمالة الكلام عن المعنى المتبادر منه أي المعني الظاهر والصحيح إلى معنى آخر.
2 - التأويل: ليس مذموما بإطلاقه: فالمقصود أنه له عدة إطلاقات.
*منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود.
*التأويل له أكثر من معنى.
1 - قد يطلق على التفسير وهذا ما كان يستعمله كثيرا الإمام ابن جرير الطبري -رحمه الله.
2 - وقد يراد بالتأويل حقائق الأمور.
3 - وقد يحتمل صرف الكلام عن احتمال راجح. إلي احتمال مرجوح.
س"" مالمقصود بعلم الكلام؟
هو علم يزعم أصحابه أنهم يريدون التوفيق والجمع بين الأدلة النقلية والعقلية، ولكن هؤلاء المتكلمون في الواقع تركوا نصوص الوحيين وأعرضوا عنها و قدموا عقولهم ولم يعطوا النصوص الشرعية حقها
س" ماأثر علم الكلام علي أصحابه؟
علم الكلام أورث أصحابه شكاً وحيرة واضطراباً وتردداً.
س" ماموقف السلف من الكلام؟ ولما لم يسمونه علماً؟
السلف ذموا الكلام ولم يسمونه علماً لأن العلم هو ما قام عليه الدليل، والكلام لو سميناه "علمًا" تجوزًا فهو في الواقع ليس قائمًا على الدليل، إنما هو فيه تخرص وفيه ظنون وفيه أقوال أقرب ما تكون للمجهولات إلى الفساد.
س" أذكر بعض عبارات السلف في ذم علم الكلام؟
1 - أبو يوسف -رحمه الله- صاحب أبي حنيفة يقول في عبارته: «من طلب العلم بالكلام تزندق» والمراد بالزندقة عند الفقهاء أي: النفاق
2 - الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله" (أن علماء الكلام زنادقة)
أي أنهم تلبسوا بشيء من النفاق.
3 - الإمام الشافعي -رحمه الله- وهي عبارة مشهورة:
«حكمي على أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال»
س" لماذا نهي السلف عن الكلام؟
الإمام مالك -رحمه الله" نهى السلف عن الكلام لأنه ليس فيه عمل. مجرد جدل عقلي<
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية *رحمه الله- في ختام الرسالة الحموية، لما تكلم وتحدث عن المتكلمين وانحرافهم، قال (أوتوا سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء» قال: أوتوا علومًا ولم يؤتوا فهومًا، أي نعم، أوتوا علماً ولم يؤتوا ذكاءً، ثم قال: «وأوتوا سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء»
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 05:36]ـ
س: ما أول واجب علي المكلف ومن أين أخذنا هذا؟
النبي -عليه الصلاة والسلام- لما أرسل معاذ بن جبل قال لمعاذ: (إنك تأتي قومًا من أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) ونجد أن الرسل عليهم السلام بدءوا بالتوحيد، ?وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ? (النحل:36)
قال تعالى:?لَقَدْأَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَالَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍعَظِيمٍ? (الأعراف:59.)
وقال هود عليه السلام لقومه:?اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ? (الأعراف:65)
وقال صالح عليه السلام لقومه:?اعْبُدُواْ اللَّهَمَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ? (الأعراف: 73).
وقال شعيب عليه السلاملقومه:?اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍغَيْرُهُ?) (الأعراف:85).
وقال تعالى:?وَمَا أَرْسَلْنَامِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدُونِ? (الأنبياء: 25)
س"ما عقيدتهم.؟ فبعض هؤلاء لايقول: أول واجب: التوحيد، ولكن يقول: أول واجب: النظر، وبعضهم يقول: أول واجب: القصد إلى النظر، وبعضهم يقول أول واجب: الشك.
التوضيح
أول واجب النظر: مقصودهم النظر في الكون الذي يؤدي إلى إثبات أن اللهتعالى هو الصانع وأن العالم حادث.
القصد إلى النظر: هو الطريق إلى هذاالنظر وهو أشبه بالوسيلة.
أول واجب الشك: أن الإنسان يبدأ من الشكوينتقل إلى اليقين بأن الله سبحانه هو الصانع والخالق وأن الكونحادث.
فالتوحيد كما هو أول واجب فهو آخر واجب فعند احتضار الإنسان يستحب له أن ينطق بالتوحيد لهذاقال النبي صلى الله عليه وسلم (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام (من كان آخركلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة).
س" هل علم الكلام مكروه لذاته؟ أم أنه مكروه لما يعتري صاحبه من قوادح في العقيدة؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذم السلف للكلام ليس لمجرد المصطلحات فحسب، إنما ذم السلف علم الكلام؛ لاشتماله على الباطل؛ لأنهم خالفوا الدليل، خالفوا النصوص الشرعية، خالفوا عقائد أهل السنة والجماعة، فعلم الكلام مذمومٌ لذاته فهم يقدمون العقل علي النقل.
س" ذكر ابن أبي العز قصة عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالي وغيره في تقرير توحيد الربوبية فما هي؟
قال الشارح -رحمهالله-:
(ويحكى عن أبي حنيفة -رضي الله عنه- أن قوماً من أهلالكلام أرادوا البحث معه في تقرير توحيد الربوبية. فقال لهم: أخبروني قبل أن نتلكمفي هذه المسألة عن سفينة في دجلة، تذهب فتمتلئ من الطعام والمتاع وغيره بنفسها، وتعود بنفسها، فترسي بنفسها، وتفرغ وترجع، كل ذلك من غير أن يدبّرها أحد؟ فقالوا: هذا محال لا يمكن أبدا. فقال لهم: إذا كان هذا محال في سفينة، فكيف في هذاالعالم كله علوه وسفلة)
هناك سبق قلم من الناسخ أو المؤلف والله أعلم، قالوا (ويحكى عن أبي حنيفة -رضي الله عنه- أن قوما من أهل الكلام والصحيح أن قوماً من الملاحدة وليسوا من أهل الكلام؛ لأن أهل الكلام مقرون بأن الله -تعالى- هو الخالق، لا يجحدون ذلك ولا ينكرونه، وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله في الدر والحافظ ابن كثير في بداية تفسيره-
س: قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى: (ولا شيء مثله) فما فالمقصود بها وما الدليل عليها؟
هي نفيالمثيل عن الله سبحانه وتعالى. والدليل على هذا:-قوله تعالى?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? (الشورى:11)
وجه الدلالة" نفي المثلية بين الخالق والمخلوق (2) قوله تعالى?هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) ? (مريم:65)
هذا استفهام يراد بهالنفي، فالله سبحانه لا سمي له سبحانه وتعالى، لا أحد يساميه سبحانه أويماثله
3 - قوله تعالى?وََلَمْ يَكُن لَّهُكُفُواً أَحَد? (الإخلاص:4)
وجه الدلالة: الآيات تقرر بأن الله تعالى لا مثيل لهسبحانه.
فالآية الكريمة تنفي تمثيل المخلوق بالخالق، وهذا الذي جاء به القرآنالكريم.
فعندنا الآن نوعين من التمثيل فماهما مع ذكر مثال لكل منهما؟
أولاً: تمثيل المخلوق بالخالق:
وهو ما اشتغل القرآن والسنة بنفيه لأنه أكثر وقوعاً مثال" الذي يذبح لغير الله. فالذبح لا يكون إلا لله وحده قال تعالي?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ? (الأنعام: 162)
و قال -عليه الصلاة والسلام-: (لعن الله من ذبح لغير الله) فكل من صرف نوعاً من العبادات التي تصرف لله لغيره مثل المخلوق بالخالق
ثانيا تمثيل الخالق بالمخلوق:
مثلا: ما قاله جملة من اليهود والنصارى لما زعموا أن للهسبحانه ولد تعالى الله عن ذلك.
انتهي الدرس الأول:
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 11:14]ـ
الدرس الثاني
أسئلة المراجعة:
س"1 ما الفرق بين التأويل والتحريف؟
ج1) الفرق بين التأويل والتحريف:
التحريف: كله مذموم، والله سبحانه وتعالى إنما ذكر التحريف عن أهل الكتاب قال تعالى: ? يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ? [النساء: 46].
التحريف: هو إمالة الكلام عن المعنى المتبادر منه إلى معنى آخر.
التأويل: ليس مذموما بإطلاقه:
1 - منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود.
2 - التأويل له أكثر من معنى: قد يطلق على التفسير وهذا ما كان يستعمله كثيرا الإمام الطبري -رحمه الله-، وقد يراد بالحقيقة، وقد يحتمل صرف الكلام احتمال راجح.
ج2) لم ذم السلف علم الكلام مع ذكر ثلاثة تعليلات:
1 - تركو نصوص الوحيين وأعرضوا عنها.
2 - قدموا عقولهم، لم يعطوا النصوص الشرعية حقها.
3 - لظنهم أن النصوص مجرد أخبار ليس فيها أدلة عقلية ولا براهين.
______________________________ ___
الدرس الجديد"
س: ما هي أقسام التوحيد؟
ينقسم التوحيد إلي ثلاثة أقسام هي:
1 – توحيد الربوبية.
و هو توحيد الله عز و جل بأفعاله أي أننا1_ نقر و2_ نوقن3_ و نجزم بأن لا خالق إلا الله و لا رازق إلا الله و لا مدبر إلا الله ولا محي ولا مميت إلا الله تعالى.
2 – توحيد الإلوهية.
(يُتْبَعُ)
(/)
و هو إفراد الله سبحانه و تعالى بالعبادة , أو كما يعبر بعض العلماء إفراد الله تعالى بأفعال العباد فلا نذبح إلا لله ولا نستغيث إلا بالله ... , فكل ما كان عبادة فإنه يجب صرفه لله تعالى , و نعرف أن ذلك عبادة من خلال الشرع فالعبادات موردها الشرع
مثال ذلك: الدعاء عبادة فلا تصرف إلا لله عز وجل.
الدليل: ? وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا ? [الجن: 18) سواءً كانت هذه العبادات قولية أو عبادة تتعلق بعمل
3 – توحيد الأسماء و الصفات: و خلاصة ذلك هو أن يوصف الله عز وجل بما وصف به نفسه في كتابه و على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم , من غير (1) تحريف و (2) لا تعطيل و (3) لا تكييف (3) و لا تمثيل.
س: مالموُجِب لذكر هذه التقسيمات؟ وكيف نرد علي من أنكرها؟
أولاً: الموجب لذلك هو التذكير ابتداءً.
ثانياً: أننا نجد في الوقت الراهن الأيام الأخيرة بالذات هناك من يطعن
في هذا التقسيم، ويشكك فيه ويقول: هذا التقسيم حادث، وهذا التقسيم
مبتدع، ويتطاولون يقولون: هذا التقسيم ما عرف إلا عن ابن تيمية ومن جاء بعده.
الرد علي من أنكرها.
أولاً: تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام قد ثبت باستقراء نصوص القرآن الكريم.
مثال ذلك: سورة الفاتحة لو تأملناها وجدنا أنها تحتوي على أقسام التوحيد الثلاثة
1 - ? الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ?. , توحيد ربوبية.
2 - ? الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? توحيد أسماء وصفات.
3 - ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? توحيد ألوهية.
وقوله تعالي: ? رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ? (مريم: 65)
وجه الدلالة:
(1) فقوله تعالى: ? رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ? توحيد الربوبية.
(2) قوله تعالي"? فَاعْبُدْهُ ? توحيد العبادة أو الإلوهية.
(3) وقوله تعالي ? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ? فهذا توحيد الأسماء والصفات.
ثانياً: نجد أن العلماء المتقدمين يقرون هذه الأقسام الثلاثة , ولم يحدثها شيخ الإسلام ابن تيمية كما يزعم بعض الخصوم , و إنما هذا معروف عند العلماء و منهم الإمام الطحاوي , و في هذه العقيدة سيتضح لنا أنه يقرر أنواع التوحيد الثلاثة.
فقد قال:
(1) (و لا شيء مثله) , توحيد الأسماء و الصفات.
(2) (و لا شيء يعجزه) هذا في تقرير الربوبية.
(3) (و لا إله غيره) هذا في تقرير الإلوهية.
ثم تأتي عباراته الأخرى عندما يقول في وصف الله تعالى (لا يفنى و لا يبيد و لا يكون إلا ما يريد).
وأيضا نجد جملة من العلماء يقرون هذه الأقسام منهم إبن بطة في كتابه الإبانة و ابن منده في كتابه التوحيد , فكل هؤلاء قرروا هذا الأمر.
وكذلك كان متقرراً عند العرب الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية ومما يدل علي ذلك تفسير ابن عباس لقوله تعالي (? وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ? و ابن عباس فسر هذه الآية فقال" تسألهم أي" مشركي العرب من خلق السماوات و الأرض فيقولون الله و هم يعبدون غيره.
س" إن إثبات القدر المشترك بين الخالق والمخلوق لا يستلزم تمثيلا فهناك
قدر مشترك بين الخالق والمخلوق، لكن عند الإضافة وعند التخصيص يكون لكل واحد منهما ما يخصه، أذكر كلام ابن أبي العز الحنفي حول هذه المسألة؟ مع ذكر أمثلة علي ماتقول؟
قال ابن أبو العز الحنفي: (فإن الله سمى نفسه بأسماء، وسمى بعض عباده بها، وكذلك سمى صفاته بأسماء، وسمى ببعضها صفات خلقه، وليس المسمى كالمسمي فسمى نفسه: حياً، عليماً، قديراً، رؤوفاً، رحيماً، عزيزاً، حكيماً، سميعاً، بصيراً، ملكاً، مؤمناً، جباراً، متكبراً. وقد سمى بعض عباده بهذه الأسماء.
قال تعالي:
?وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ ? (الذاريات: 28)
?فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ ? (الصافات: 101)
?بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? (التوبة: 128)
?فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ? (الإنسان: 2)
?قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ ? (يوسف: 51)
? وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ ? (الكهف: 79)
(? أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا ? (السجدة: 17)
وقال تعالى: ? كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ? [غافر: 35]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أنه لا يماثل الحيُ الحيَّ ولا العليمُ العليمَ ولا العزيزُ العزيز.
مثال ذلك"
1 - عندما نقول السمع هذا اسم عام كلي يشترك فيه الخالق والمخلوق , لكن عندما نقول سمع الله تعالى فهذا يختص بالله عز وجل , و إذا قلنا سمع فلان فهذا يختص بفلان فسمع الله جزماً لا يماثل سمع المخلوقات , فالله تعالى (ليس كمثله شيء
2 - كذلك عندما نقول الحياة فالحياة ضد الموت، فالحياة يوصف بها المخلوق، ويوصف بها الخالق -سبحانه وتعالى-
لكن عندما نقول: حياة الله فهذه حياة تليق به -عز وجل-، وعندما
نقول: حياة المخلوق، فهذه حياة تتعلق بهذا المخلوق، فحياة الله -عز وجل-
ليست مسبوقة بالعدم، وهو -سبحانه وتعالى- لا يلحقه الفناء فهو الأول
ليس قبله شيء، وهو الآخر ليس بعده شيء -سبحانه وتعالى-، أما سائر المخلوقات حياتهم مسبوقة بالعدم ويلحقها الفناء.
س: إن من أسماء الله تعالى ما يطلق على الخالق و المخلوق و من أسمائه ما يختص به فلا يطلق على أي مخلوق كائنا من كان وضح هذه العبارة؟
أي أن هناك أسماء تطلق على الخالق والمخلوق، مثل المؤمن، فالشخص يسمى مؤمنًا ومن أسماء الله المؤمن، وهذا الذي قلناه: القدر المشترك، لكن عندما تطلق على الله هذه تختص به -سبحانه وتعالى-
و هناك أسماء تختص بالله لا تطلق على المخلوق كائنًا من كان، مثل: (رب العالمين) فلا يسمي شخص بهذا الاسم وكذلك (الرحمن) فلا يتسمي بها مخلوق.
س: الأسماء التي فيها تعبيد هل يجوز انفرادها عند النداء؟
من مقتضي الأدب مع الله. ومقتضى تحقيق هذا التعبيد أن لا ينادى إلا بالاسم الذي عبد نفسه به لله عز وجل مثال ذلك: سمي نفسه بعبد السميع فلا يقال عند النداء عليه ياسميع.
س: يقول الطحاوي رحمه الله تعالي في وصف الله -سبحانه وتعالى-: (ولا شيء يعجزه) وبين لنا الشارح ذلك أذكر توضيح الشارح ابن أبي العز الحنفي لهذه الآية؟
قال ابن أبي العز الحنفي لكمال قدرته:
قال تعالى: ? أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? [البقرة: 259]
وقال تعالى: ? وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا ? [الكهف: 45]
وقال تعالى: ? وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ? (فاطر: 44)
وقال تعالى: ? وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ? [البقرة: 255].
قوله تعالي"? وَلاَ يَؤُودُهُ ? أي لا يكرثه ولا يثقله ولا يعجزه فهذا النفي
لثبوت كمال ضده، وكذلك كل نفي يأتي في صفات الله -تعالى- في الكتاب والسنة إنما هو لثبوت كمال ضده"
كقوله تعالى: ? وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ? [الكهف: 49]، لكمال عدله
وقوله تعالى: ? لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ ? [سبأ: 3]، لكمال علمه.
وقوله تعالى: ? وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ? [ق: 38]، لكمال قدرته.
وقوله تعالى: ? لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ? [البقرة: 255]، لكمال حياته وقيوميته.
وقوله تعالى: ? لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ ? [الأنعام: 103]، لكمال جلاله وعظمته وكبريائه
س"- قرر الشارح هذه القاعدة: و هي أن كل نفي في باب الصفات فإنه يتضمن إثباتا فما المقصود بها؟
المقصود أن النفي في القرآن هو نفي يتضمن إثباتًا وما يدل علي ذك عدة أمثلة توضح القاعدة.
(1) قوله تعالى: ? وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً? هذه الآية تنفي الظلم عن الله، و إذا نفينا الظلم أثبتنا في المقابل كمال عدله -عز وجل-.
(2) قوله تعالي" ? وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ? هذه الآية تنفي العجز وبهذا النفي للعجز فقد أثبتنا كمال قدرته عز وجل.
(3) قوله تعالى ? وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ?
إذا نفينا صفة النقص التي هي النسيان فهي نقص في
حق الله عز وجل أثبتنا في المقابل كمال العلم لله -سبحانه وتعالى-.
(4) قوله تعالي" ? لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ ?
أي لا تحيط به، فإذا نفت الآية الكريمة نفت الإحاطة ففي هذا إثبات الضد، ضد الإحاطة وهي كمال عظمته -سبحانه وتعالى
(5) حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- في شأن الدجال قال
-عليه الصلاة والسلام-: (إن ربكم ليس بأعور، وإن الدجال أعور عين
(يُتْبَعُ)
(/)
اليمنى، كأن عينه عنبة طافية) لما قال -عليه الصلاة والسلام-: (إن ربكم
ليس بأعور) فهنا ننفي العور عن الله -سبحانه وتعالى - أثبتنا له العينان، وهذا محل إجماع عند أهل
السنة، أن الله -سبحانه وتعالى- له عينان تليقان به -عز وجل-، وبهذا
يتضح لكم هذه القاعدة: (أن النفي يتضمن إثباتً).
س: النفي الصرف و هو الذي لا يتضمن إثباتا فالنفي المحض ليس كمالا و لا مدحا وضح ذلك؟
فمثل لما تقول المعدوم لا يرى , فهذا لا يعد مدحا للمعدوم , لأنه لا يتضمن إثباتا. فالنفي المحض ليس بشيء، وما ليس بشيء، ليس مدحًا ولا كمالاً.
س: في كتاب الله سبحانه وتعالي آيات جاءت في سياق الجزاء و المقابلة ولذلك تعد مدحاً وكمالاً في حق المولي عز وجل أذكر بعضا منها؟
(1) قوله تعالي" (? وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ ?
(2) قوله تعالي? إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ?14? اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ? [البقرة: 14، 15]
(3) قوله تعالي"? إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ?15? وَأَكِيدُ كَيْدًا ? [الطارق: 15، 16]
وجه الدلالة: أن الله عز وجل عندما وصف نفسه بهذه الصفات سواء صفة الاستهزاء أو المكر أو الكيد أو الخداع فنلاحظ أن هذه الصفات جاءت في مقام الجزاء والمقابلة ولذلك لا تعد نقصاً بل تعد مدحاً وكمالاً في حق الله عز وجل
س: طريقة القرآن والرسل عليهم السلام عمومًا في الإثبات والنفي الإثبات المفصل والنفي المجمل مثل لذلك؟ مع ذكر طريقة المعتزلة في النفي والإثبات؟ وبما مثل ابن أبي العز لها؟
(1) مثال ذلك: نجد قول الله تعالي في سورة الحشر.
? الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ? [الحشر: 23].
وجه الدلالة" أن الإثبات جاء في الآية مفصلاً.
(2) قال تعالي: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ?"
وجه الدلالة: أن النفي جاء مجملاً ماقال ليس كالشجر، ليس كالحجر، ليس كالإنسان، ليس كالجان، و هذه هي الطريقة الصحيحة وتليق بالله -سبحانه وتعالى.
أما أهل الكلام عكسوا هذه الطريقة فالنفي عندهم مفصل والإثبات
عندهم مجمل. والشارح ابن أبي العز ذكر مثالاً.
لو أن شخصًا دخل على أحد السلاطين أو أحد الرؤساء وقال له: أنت لست بزبال ولا حجام ولا كذا ولا كذا ولا جزار لأوجعه، لكن لو قال مثلاً لمن يستحق المدح والكمال قال يعني: أنت لست مثل رعيتك لكان مادحًا مدحًا ملائمًا.
س: قال الإمام الطحاوي -رحمه الله تعالى-: (ولا إله غيره، قال ابن أبي
العز -رحمه الله تعالى-: هذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل كلها
-كما تقدم ذكره- وإثبات التوحيد بهذه الكلمة باعتبار النفي والإثبات
المقتضي للحصر، فإن الإثبات المجرد قد يتطرق إليه الاحتمال). فما معني لا إله ألا الله؟
معني لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله تعالى , فلما نقول لا إله إلا الله هذه فيها حصر , فهو سبحانه و تعالى المستحق للعبادة و حده لا شريك له , و ما عاداه فألوهيته باطلة , فلاشك أن كلمة التوحيد لا إله إلا الله أبلغ من قولنا الله إله , لأنه يحتمل أن هناك ألهة أخرى
أسئلة الحلقة:
س: هل هذه الجملة صحيحة أم لا:
(كل نفي في باب الصفات يتضمن إثباتا)
مع التعليل والدليل؟
س"2 هل إثبات القدر المشترك في باب الصفات يستلزم تمثيلا؟
مع الدليل؟
انتهي الدرس الثاني
ـ[أمة القادر]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 01:21]ـ
جزاكم الله خير الجزاء اخية و اثابكم
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 01:48]ـ
وجزاكم مثله أخيتي في الله وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل وررقنا وأياكم الإخلاص وأمة محمد صلي الله عليه وسلم أحمعين
ـ[الطير الحنون]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 01:49]ـ
بارك الله فيك(/)
الاصلاح الاجتماعي للعلامة محمود شاكر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 08:03]ـ
أرجو من الاخوة نقل المقال من الرابط الى هنا لنقرأه جميعا لأنه لايظهر في متصفحي
http://www.khayma.com/islamiyat/mal-m/mal-m%20(43).htm
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 08:24]ـ
كتبه: محمود محمد شاكر
4 – جمادى ثاني 6– 1431هجري/ 18 - 5 - 2010م
الإصلاح الاجتماعي
مِن عادتي - إذا ما استبهمَ عليَّ نَفاذُ الرأي - أن أعدِل بأفكاري إلى اللَّيل، فهو أحصنُ لها وأجمعُ، فإذا كان الليلُ، وهدأتِ النائرةُ، وأَوَى الناسُ إلى مضاجِعهم، واستكنَّت عقاربُ الحياةِ في أحجارِها - تفلَّتُّ من مكاني إلى غُرفتي، أُسدِلُ ستائرها وأغلِّقُ أبوابَها ونوافذها، وأصنعُ لنفسي ليلاً مع اللَّيل، وسكونًا مع السكون، ثم أقعد متحفِّزًا متجمعًا خاشعًا أملأ عيني من ظلام أسود، ثم أدعُ أفكاري وعواطفي وأحلامي تتعارَف بينها ساعة من زمان، حتى إذا ماجتِ النفس موجَها بين المدِّ والجزر، ثم قرَّت وسكنتْ، وعاد تيَّارها المتدفِّق رهوًا ساجيًا كسعادة الطُّفولة، دلفت إلى مكتبي، أستعين الله على البلاء.
وأمسِ، حين أيقظني مِن غفوتي داعي (الرِّسالة) جمعتُ إليَّ ما عزمتُ على قراءته من الصُّحف والمجلاَّت والكتب - التي هي مادَّة هذا الباب - وطفقتُ أقرأ وأقرأ، ولا أكتم أنِّي كنتُ أقرأ في هذا اليوم - على خلاف عادتي في أكثرِ هذه الأيَّام - قراءةَ المتتبِّع اليَقِظ الناقد المتلقِّف؛ لأضعَ يدي على أغزر الأصول مادَّةً، وأعظمها خطرًا، وأشدِّها بِنية، وأدسمِها شحمًا، فإنَّ حقَّ القُرَّاء علينا أن نتخذ لهم صنيعًا ومائدةً تكون أشهى وأمرأ، وأقرب متناولاً، وأردَّ على شهواتهم فائدة.
فلمَّا فرغتُ من إعداد ما أعددتُ لهم، وأويت إلى ليلى المختلق المزيف، جعلتُ أستعيد في نفسي ما قرأتُ وأين وقفت منه، وما تنبهت له ممَّا تعودت أن أستشفَّه من وراء الألفاظ المعبِّرة، ومِن تحت السِّياق المهدِف إلى غرضه، ممَّا هو بأخلاق الكُتَّاب وعاداتهم، ونوازعهم وخفايا نفوسهم ألصقُ منه بأغراض الكاتب فيما كتبت.
فما كدتُ أقدح الظلام بعيني وأفكِّر في هذا الأمر وأستدرجه إلى نفسي، حتى رأيتُني أكاد أنفِرُ من مكاني لِمَا عراني من سوء الرأي وقسوة الظَّن، فإنَّ طول تغلغلي في معاني الكتَّاب والشُّعراء، أو في معاني أنفسِهم، يدلُّني على أنَّ أكثر مَن يكتب إنَّما يدفع بعضَ الكلام إلى قلمه ليُعبِّر عنه، غير محتفل بما يقول، فكذلك يخرج الكلام متخاذلاً مفكَّكًا، كأنَّه ناقهٌ من وباء مرض، ويخيل إليَّ أنَّ أكثر كتَّابنا إنَّما يتناولون المعاني والأغراض من عَيْبةٍ [1] ( http://www.alukah.net/Social/0/21862/#_ftn1#_ftn1) جامعة غير متخيَّرة، ولا منتقاة ولا مصنَّفة، وأنَّهم إنَّما يعرض لهم اشتهاءُ القول فيقولون للشهوة المستبدة، لا للرأي الحاكم، وأنَّهم إنَّما يكتبون ليبقوا كُتَّابًا في عقول الناس وعيونهم من طولِ ما تُعرض عليهم المقالاتُ متوجةً بالأسماء، مذيلة بها، وأنَّ الكلام عندهم هو أهونُ عليهم من ضغطة النائم المتلفِّف زِرَّ الكهرباء، فإذا هو نورٌ مستفيض.
لا بدَّ للعرب والعربية أن يبرأ هؤلاءِ من أمراضهم ثم يقولون، وأن يعتدُّوا بجمهرة القرَّاء اعتدادَ مَن لا غِنى له عنهم، ولا فقرَ بهم إليه، فبذلك أيضًا يصلح ما فسد من القرَّاء الذين يقرؤون الأسماءَ دون معاني هذه الأسماء، ويومئذ لا يشكو الكُتَّاب من بوار أسواقهم؛ لأنَّهم يَعرِضون للناس الحَسَن الذي يُنشِئ في القلوب الإحساسَ بالحُسن، والرغبة في اختيار الأحسن، ويتشوَّق الناس الجميل؛ لأنَّه جميلٌ يسمو بالرُّوح في سُبُحات المثل الأعلى من الجمال الرُّوحانيِّ، ثم لا يُجيزون إلاَّ الجميل، وكذلك يترافدُ الكاتب والقارئ، ويمدُّ أحدُهما الآخرَ بأسباب حياته وخلوده بين خوافقِ الأدب السامي الرفيع، هذا هو بعضُ الرأي أدعو إليه كتَّابَنا، والأدب على شفا جُرف هار إلى البوار والبِلى والفساد.
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن، وقد تحدَّثتِ النفس ببعض كلامها، أعودُ إلى "أدب الأسبوع"، ويُخيَّل إليَّ أنَّ "وزارة الشؤون الاجتماعيَّة" هذه التي استُحدثتْ بعدَ أن لم تكن، قد كان مِن فضْل اسمها أن أيقظ أكثرَ كتَّابنا إلى حقيقةٍ ملموسة كانوا يَغُضُّون دونَها أبصارَهم؛ لِمَا تلبس صاحبُها من لباس الخِزي والعار، وهي بقاؤنا بين الأمم أمَّةً لا قوامَ لها مِن نفسها وأصلها وتاريخها، وأنَّ مركزَ مصر الاجتماعيَّ والسياسيَّ، والشرقي أيضًا قد سَمَا في ظنِّ الناس، ولكنَّه في حقيقتِه أقلُّ مما يُحمل عليه من الزِّينة والتألُّق والزُّخرف المستجلَب بالإيحاء، وإرادة الاستغلال.
فقد كتب الدكتور هيكل في (السياسة الأسبوعية) عدد (152) كلمة في (نهضة الإصلاح في مصر) استقصى بها تاريخَها وقواعدَها وأغراضها من عهد الثورة الفرنسية إلى هذا الوقت، وكذلك كَتَب الدكتور (طه حسين) في (الثقافة) عدد (52) يقترح إنشاء (مدرسة المروءة)، وجاء (الزيات) في ختام فاتحة (الرسالة) لعامِها الثامن يشكو إلى الله: "إنَّ كبراءنا عطَّلوا في أنفسِهم حاسَّةَ الفنِّ، فَلَمْ يعودوا يدركون معنى الجميل، وإنَّ أدباءنا قتلوا في قلوبهم عاطفةَ الأدب، فليسوا اليومَ مِن كرمِها في كثيرٍ ولا قليل، وإنَّ زعماءَنا تفرَّقتْ بهم السُّبل بتفرُّق الغايات، فلِكُلِّ غاية دعوةٌ، ولكلِّ دعوة سبيل".
وكل هذه تلْتقي على أصل واحد، وهو أنَّ الحياة الاجتماعيَّة لا تزال تحبو في مدارجها، وأنَّ (لين العظام) يُخشى أن يطول علينا بقاؤه في صَدرِ الحياة، حتى نقعدَ دون شبابها، وأنَّ الإصلاح لا بدَّ أن يُتعجَّل حدوثُه؛ ولكن كيف يكون ذلك؟
وقد ساق الدكتور طه حديثَه عن المروءة ساخرًا من هذا الجيل الذي طُبِع على سفاسِف الأخلاق، وتحطَّمت عندَه مكارمُ الإنسانيَّة النبيلة، وامتاز عظماؤه وصغارُه باعتبار الأخلاق ضربًا من التجارة يلبِّسها الغشُّ والخِلابُ والمواربة، وتَلقِّي التاجر للبائع بالدهان، حتى يكونَ هو في باطنه أظلمَ شيء، وظاهره يتلألأ بمعاني الشَّرَف والأمانة، والنزاهة وإرادة الموافقة، وتغليبِ منفعة المشتري على منفعتِه، وغير ذلك مِن حِيَل التُّجَّار والسماسرة، فأراد أن يمزحَ، فيدعو إلى اقتراحِه إنشاءَ مدرسة للمروءة ليسخرَ مِن (تنازع الاختصاص) في وزارتنا، بل في أعمالِنا كلِّها.
وهذا كلُّه في مدرجه جيِّد لا يحاول أحدٌ أن ينازع عليه، أو يختلف فيه، ولكن التهكُّم في هذا الدَّهرِ المائج بصنوف العذاب والبلاء لا يكاد يُجدي شيئًا في الإصلاح، وهل يظنُّ الدكتور طه أنَّ كلَّ هؤلاء الذين أقامتْهم الأمَّةُ المسكينة على حياطة شؤونها، ومرافقِها وأسباب عيشها – لا يَستشعرون مِن ذلك ما نستشعر، ولا يجدون مِن معانيه مثلَ الذي نجد؟! أجل، ولكنَّهم كالذي يَصِفُ هو فيما سبقَ من الحديث، فمِن أين يأتي الشِّفاء إذا كان كلُّ الطبيب هو بعضَ المريض؟!
إنَّ أعمالَ الإصلاح الكبرى لن تأتيَ مِن وزارة الشؤون الاجتماعيَّة، ولا وزارة المعارف، ولا غيرهما إذا بَقِي الشعبُ ينظر إلى هذه كلِّها ليرى ما تعمل، والرأيُ لا يمكن أن يتجه في هذا الأمر إلى تسديدِ وزارة المعارف ووزارة الشؤون الاجتماعية، وتوقيفها على ما يجب عملُه باقتراحات ومذكرات وبيانات ... إلى آخِر هذه الجُموع.
إنَّ عمل الإصلاح الآنَ موقوفٌ على شيء واحد، على ظُهور الرَّجل الذي ينبعث من زِحام الشَّعب المسكين الفقير المظلوم، يحمل في رجولِته السراجَ الوهَّاجَ المشتعلَ من كلِّ نواحيه، الرجل المصبوب في أجلادِه من الثورة والعُنف والإحساس بآلام الأمَّة كلِّها، وآلام الأجيال الصارخة من وراءِ البنيان الحي المتحرِّك على هذه الأرض الذي يُسمَّى في اللُّغة (الإنسان)، وليس ظهورُ هذا الرجل بالأمرِ الهَيِّن، ولا إعداده بالذي يُترك حتى يكون، بل هنا موضعٌ للعمل وللإنشاء، وكِبرُ ذلك مُلقًى على الأُدباء والكتَّاب والشُّعراء، وعلى كلِّ إنسان يحترم إنسانيتَه؛ فالأدباءُ ومَن إليهم قد وقع عليهم التكليفُ أن يرموا بما يكتبون إلى إيقاظ كلِّ نائمة من عواطفِ الإنسان، وإلى إثارةِ كلِّ كامنة مِن نار الهداية المحارِبة التي لا تخمد، ولا يكونُ ذلك شيئًا إلاَّ بأن يُعِدَّ كلُّ أحد نفسَه كالجندي، عليه أبدًا أن تكون حماستُه هي رُوحَ الحرب فيه، فهو يمشي بها في كلِّ عمل، ولو في نقْلِ البريد من مكان إلى مكان.
إذًا؛ فأوَّل الإصلاح الاجتماعي هو إدماجُ عواطفِ الفرْد في مصالِح الجماعة على أَتمِّ صورة من صور الحماسة؛ أي: القوة التي تَنبعِث من الدَّمِ لتطهير الدم، وهذا بعضُ ما نتوافَى عليه مع الدكتور هيكل إذ يقول في مقاله الذي أشرْنا إليه آنفًا: "لم يفكِّر أحد في مشكلاتنا الاجتماعيَّة واضعًا نُصبَ عينيه غايةً قوميَّة يريد أن يحقِّقها؛ بل ترانا إذا فكَّرنا في الأمر كان الدَّافعُ لتفكيرنا فيه عواطف الشفقة أحيانًا، والبر بالإنسان أحيانًا أخرى، وهذه عواطفُ قد تُحمَد في الأفراد، لكنَّها لا قيمةَ لها في حياة الجماعة، ويومَ فَرَض الله الزكاة في الإسلام وقَرَن بها الصَّدقةَ لم يقم الشارع ذلك على أساس العاطفة الفرديَّة، بل أقامَه على أساس النِّظام الاجتماعي".
والكتابةُ هي زكاةُ العِلم، فيجب أن تقومَ على هذا الأصل الفرديِّ المتحمِّس المتدفِّق بتياره في أعصاب النِّظام الاجتماعي، فإذا اتَّخذها كتَّابُنا على هذا، وتكلَّموا بقلوبهم قبلَ ألسنتهم وأقلامِهم، كان ذلك قَمِينًا أن يبعثَ الرجل الذي سوف يُضيء للحياة الاجتماعيَّة سُدَف [2] ( http://www.alukah.net/Social/0/21862/#_ftn2#_ftn2) الجهل والضَّعة، والبغي والاستبداد.
ـــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Social/0/21862/#_ftnref1#_ftnref1) العَيْبَة: وعاء من أَدَم يكون فيه المتاع.
[2] ( http://www.alukah.net/Social/0/21862/#_ftnref2#_ftnref2) سُدَف: جمع سُدْفة، وهي الظُّلْمَة.
المصدر: الألوكة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 05:20]ـ
نثرٌ كأنه شعر!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 06:35]ـ
جزاكما الله خيرا
قال الشيخ محمد اسماعيل - مامعناه
أن الشيخ محمود شاكر كلامه فيه خصيصة متميزة وهي أنك تجد كلامه كله متصل ببعضه اتصال عجيب، كالجدار المتماسك الذي يُراد هدمه ويُدَق عليه فلاينهدم مجزئا كباقي الجدران، لكنه ينهدم ويسقط مرة واحدة لشدة تماسك أبعاضه وأجزاءه ببعضها
ووعد أنه سيخصص له حلقة من سلسلة دروس أحبوا هذا الرجل
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 12:23]ـ
رحمه الله، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء؛ فأبو فهر هو أبو فهر.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 01:26]ـ
نثرٌ كأنه شعر!
نعم والله!
نقرأ له ولا نمل.
رحم الله أبا فهر كان شيخا أديبا أريبا.
ـ[اليسير]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 06:44]ـ
رحم الله الشيخ العلامة
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 09:02]ـ
قلت في نفسي بعد أن أعدت قراءة المقال مرات: رحم الله أبا فهر يقول هذا عن زمن العقاد وطه حسين وغيرهم من فطاحلة الأدب والكتابة العربية (على ما فيهم من مخالفات عقدية ومنهجية)، ماذا لو رأى رحمة الله عليه ما يكتب اليوم في صحف ومجلات مصر؟؟
بل أفضع من هذا وأخزى وأنكى لو قدر له وقرأ ما يكتب في صحفنا ومجلاتنا نحن؟
ماذا لو قرأ أبو فهر مقالا لمنصور النقيدان؟
أو قرأ مقالا لليلى الأحدب؟
أو ابتلاه الله ومر بمقالة لحليمة مظفر أو ابن بخيت؟؟
ماذا لو قرأ أبو فهر مقالات الملق والمداهنة .. التي تبحر في أوحال التغريب وتنظر له وتحسنه .. وتجنح بحروفها بعيدا عن هموم الأمة ومشكلاتها وأزماتها؟!
ماذا لو قرأ مقالات كتابنا وكاتباتنا التي تزيد الأدواء، وتضاعف الهموم، وتُرْبِي المشاكل؟!
وماذا لو قرأ تلك المقالات الغثة التي تفتقد لأبسط مقومات المقال الناجح!
مقالات بناؤها ركيك!
وغاياتُها سَفِلَة!
وبيانها أصمٌ عَجِم!
إن افتقارنا لمن يكتب عن هموم الأمة ومشكلاتها بحرقة وألم ومعايشة لما تعانيه من أزمات عقدية وأخلاقية وحضارية يعد سببا رئيسا فيما نراه من تخلف وتأخر، وهتك لأستار المثالية.
وإن افتقارنا لمن يكتب منطلقا من ذات أصولنا وقيمنا الشرعية والأخلاقية عامل مهم جدا فيما نراه من تفلت وخروج عن مألوفنا وعن قيمنا التي يتبرأ منها من صدروا أنفسهم لينطقوا نيابة عنا في صحفنا ومجلاتنا وقنواتنا الإعلامية كافة.
وإن افتقارنا لمن يحسن تشخيص الداء ويتقن صياغة العبارة ويصدق في إرادة الخير للأمة أسهم ويسهم في عزوف القارئ عن التعاطي مع الصحف والمجلات المحلية .. رحمة بعقله، وحفاظا على ما بقي من ذائقته الأدبية.
إن هؤلاء المستكتبين من المخاريق مغاليق الفكر مؤجري الذمم وصمة عار في جبين أمة الخير والتقوى والمعروف.
فحمدا لله، ثم حمدا لله، ثم حمدا لله أن رحم الله أبا فهر الأديب السلفي ولم ير كتابات المخاريق في عصرنا هذا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 02:02]ـ
شكرا للأخ أبوأروى
وللأخ (اليسير) شوية صغيرين يعني!
وللأخت شذى الجنوب، وعند حق، لورءاهم لما نظر في مقالاتهم فضلا عن القراءة لهم الا لضرورة تدعو الى فضح أفكارهم أو للتأمل في عجيب صنع الله وعجيب أفعاله التي تنطوي على حكم جليلة(/)
الاستعلاء بالإيمان خروج من الدونية والسلبية
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 01:04]ـ
الاستعلاء بالإيمان خروج من الدونية والسلبية
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ... وبعد:
فالإيمان هو تكريم الله للمؤمنين وهو المنة العظمى من الله على عباده قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164].
وقال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17].
والمنة: من منّ عليه يمنّ منّاً - أحسن إليه وأنعم والاسم المنّة والجمع منن.
والفرق بين المنة والنعمة: أن المنة هي النعمة المقطوعة من جوانبها كأنها قطعة منها، ولهذا جاءت على مثال قطعة، وأصل الكلمة القطع ومنه قوله تعالى: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [فصلت: 8، الانشقاق: 25]، أي غير مقطوع، وسُمي الدهر منونا لأنه يقطع بين الإلف، وسمي الاعتداد بالنعمة مناً لأنه يقطع الشكر عليها.
ومن صفات الله تعالى: المَنّان. ومعناه: المُعطي ابتداءً، ولله المِنّة على عباده ولا مِنّة لأحد منهم عليه. (راجع: المخصص - الفروق اللغوية - تهذيب اللغة).
فالإيمان منة الله ونعمته المطلقة على المؤمنين:
قال ابن القيم في (اجتماع الجيوش الإسلامية):
"وهذه النعمة المطلقة هي التي يفرح بها في الحقيقة، والفرح بها مما يحبه الله ويرضاه ـ وهو لا يحب الفرحينِ ـ قال الله تعالى: {قُلْ بفَضْل اللَّهِ وبرَحْمَتِه فبِذَلكَ فَلْيَفْرحوا هوَ خَيْرٌ ممّا يجْمَعُون} [يونس: 58] ".أ. هـ ...
وهو أمر الله الجامع لكل من ادعى الإيمان ـ من أهل كل ملة ـ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 136] (قال الطبرى فى تفسيره [(9/ 313 وما بعدها) ـ الرساله]).
فإن قال قائل: وما وجه دعاء هؤلاء إلى الإيمان بالله ورسوله وكتبه، وقد سماهم"مؤمنين"؟
قيل: إنه جل ثناؤه لم يسمِّهم "مؤمنين"، وإنما وصفهم بأنهم "آمنوا"، وذلك وصف لهم بخصوصٍ من التصديق ... وذلك أنهم كانوا صنفين: أهل توراة مصدّقين بها وبمن جاء بها، وهم مكذبون بالإنجيل والقرآن وعيسى ومحمد صلوات الله عليهما، وصنف أهل إنجيل، وهم مصدّقون به وبالتوراة وسائر الكتب، مكذِّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم والفرقان، فقال جل ثناؤه لهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، يعني: بما هم به مؤمنون من الكتب والرسل: {آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}، محمد صلى الله عليه وسلم {وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى? رَسُولِهِ}، فإنكم قد علمتم أن محمدًا رسول الله، تجدون صفته في كتبكم، وبالكتاب الذي أنزل من قبلُ الذي تزعمون أنكم به مؤمنون، فإنكم لن تكونوا به مؤمنين وأنتم بمحمد مكذبون، لأن كتابكم يأمركم بالتصديق به وبما جاءكم به، فآمنوا بكتابكم في اتّباعكم محمدًا، وإلا فأنتم به كافرون ... فهذا وجه أمرهم بالإيمان بما أمرهم بالإيمان به، بعد أن وصفهم بما وصفهم بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [سورة النساء: 136] ".أ. هـ
وقال مجاهد: "أراد به المنافقين، يقول: يا أيها الذين آمنوا باللسان آمنوا بالقلب"، وقال أبو العالية وجماعة: هذا خطاب للمؤمنين يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} أي أقيمُوا واثبتُوا على الإيمان، كما يُقال للقائم: قُمْ حتى أرجع إليك، أي اثبت قائمًا ... وبذلك فهو خطاب للمسلمين كافة ... أثبتوا على الإيمان بذلك وداوموا عليه .... والمراد ازدادوا في الإيمان طمأنينة ويقيناً، أو: آمنوا بما ذكر مفصلاً بناءاً على أن إيمان بعضهم إجمالي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وحقيقة الإيمان هى التصديق الجازم بالله ورسوله وكتبه واليوم الآخر تصديقا ينجزم في القلب انجزاما يبعث على انفعال القلب بما صدق به انفعالا إيمانيا يترتب عليه انفعال الجوارح بذلك الإيمان على وفق ما يقتضيه ذلك الإيمان قولا وعملا بحسب ما يقرره الشرع الإيمانى ويرتضيه الله سبحانه ... وللإيمان أركان معلومة من الدين بالضرورة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ... لكن حقيقته هي ما ذكرت.
والإيمان ليس كلمة تقال باللسان؛ إنما هو اتباع للمنهج الذي جعله الله ترجمة عملية واقعية لهذا الإيمان، وجعل الإيمان مقدمة لتحقيقه في الحياة الواقعية وتكييف حياة المجتمع وفق مقتضياته.
وهذا الإيمان بحقيقته الشرعية إذا استقر فى القلب قاد صاحبه إلى العلو ... العلو الإيمانى ... والعلو الإيمانى:
علو فى الدنيا:
قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139].
{إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} أي إن كنتم مؤمنين فلا تهنوا ولا تحزنوا فإن الإيمان يوجب قوة القلب ومزيد الثقة بالله تعالى وعدم المبالاة بأعدائه، ويحتمل أن يكون المعنى: إن كنتم مؤمنين فأنتم الأعلون فإن الإيمان بالله تعالى يقتضي العلو لا محالة، ويحتمل أن يراد بالإيمان التصديق بوعد الله تعالى بالنصرة والظفر على أعداء الله تعالى، وعلى كل تقدير المقصود من الشرط هنا تحقيق المعلق به كما في قول الأجير: إن كنت عملت لك فأعطني أجري، أو من قبيل قولك لولدك: إن كنت ابني فلا تعصني (ذكره الألوسي في تفسيره مختصرا).
وقال صاحب البحر المحيط:
وفي قوله: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} دلالة على فضيلة هذه الأمة، إذ خاطبهم مثل ما خاطب موسى كليمه صلى الله عليه وسلم على نبينا وعليه، إذ قال له: لا تخف إنك أنت الأعلى. وتعلق قوله: إن كنتم مؤمنين بالنهي، فيكون ذلك هزاً للنفوس يوجب قوة القلب والثقة بصنع الله، وقلة المبالاة بالأعداء. أو بالجملة الخبرية: أي إنْ صدقتم بما وعدكم وبشركم به من الغلبة. ويكون شرطاً على بابه يحصل به الطعن على من ظهر نفاقه، أي: لا تكون الغلبة والعلو إلا للمؤمنين، فاستمسكوا بالإيمان ....
وقد قيل: عنى بقوله: {وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ} وأنتم الغالبون آخر الأمر، وإن غلبوكم في بعض الأوقات، وقهروكم في بعض الحروب ....
وعلو فى الآخرة:
يقتضى التكريم فيها قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] ... ومن لم يكرمه الله فهو مهان ... مهان ... قال تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18] ... نسأل الله أن يرزقنا العلو فى الدنيا والكرامة فى الاخرة .. !!
والمؤمن الذي استجمع حقيقة الإيمان في قلبه يشعر بذلك العلو .... فتجده يستعلي بإيمانه ... وحقيقة الاستعلاء بالإيمان تتجلى في تحقيق العبادة لله، والعبودية له، والتوجه إليه في حساسية وتقوى، وإلى وحدة منهج الله في الهيمنة على الكينونة البشرية كلها، في كل حال من أحوالها، وإلى الترابط بين جميع هذه الأحوال في ظل هذا المنهج الذي يبعث على كثير من النتائج الإيجابية، ومن أولها وأهمها حقيقة حضور الله - سبحانه - معه وسمعه وعلمه بكل ما كان وما دار بينه وبين غيره من الناس، وهي الحقيقة التي تحرص التربية القرآنية على استحضارها وتقريرها وتوكيدها وتعميقها في نفس المؤمن، وهي الحقيقة الأساسية الكبيرة التي أقام عليها الإسلام منهجه التربوي والتي لا يستقيم مؤمن على المنهج الإسلامي بكل تكاليفه إلا أن تستقر فيه هذه الحقيقة بكل قوتها وبكل حيويتها، وهذه من أعظم نتائج استعلاء المؤمن يالإيمان؛ فهو يستعلى بمعبوده ـ الله سبحانه وتعالى وحده ـ ويستعلى بمنهجه ـ شريعة الإسلام لا غير ـ وبالتالى فهو يشعر بالاطمئنان من كل ناحية؛ فحيث يكون غيره مذبذب مضطرب حيران، هو ـ المؤمن ـ مطمئن قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يؤدى إلى تصفية النفوس، وتخليصها من غبش التصور، وتحريرها من ربقة الشهوات، وثقلة المطامع، وظلام الأحقاد، وظلمة الخطيئة، وضعف الحرص والشح، والرغبات الدفينة.
وهذا يجر إلى الانتصار على النفس والشهوات والمطامع والأحقاد، والانتصار في تقرير القيم والأوضاع السليمة لحياة الجماعة المسلمة، من خلال قوة العبد الذى استعلى بإيمانه، وهذا بدوره يعمق فى نفوس الجماعة المسلمة أن ليس لها من أمر النصر شيء، إنما هو تدبير الله لتنفيذ قَدَره، من خلال استعلائها بإيمانها وجهادها، وأجرها على الله، وليس لها من ثمار النصر شيء من أشياء هذه الأرض، إنما لحساب الأهداف العليا التي يشاؤها الله للذين يؤمنون به ويستعلون على كل شيء بهذا الإيمان ... وكذلك الهزيمة فإنها حين تقع بناءً على جريان سنة الله، وفق ما يقع من الجماعة المسلمة من تقصير وتفريط، إنما تقع لتحقيق غايات يقدرها الله بحكمته وعلمه؛ لتمحيص النفوس وتمييز الصفوف، وتجلية الحقائق، وإقرار القيم، وإقامة الموازين، وجلاء السنن للمستبصرين ... ولا قيمة ولا وزن في وجدان المؤمن ـ الذى يعلم أن العلو في إيمانه ليس في ما حقق من نتائج ـ للانتصار العسكري أو السياسي أو الاقتصادي؛ ما لم يقم هذا كله على أساس المنهج الرباني، في الانتصار على النفس، والغلبة على الهوى، والفوز على الشهوة وتقرير الحق الذي أراده الله في حياة الناس؛ ليكون كل نصر نصراً لله ولمنهج الله، وليكون كل جهد في سبيل الله ومنهج الله، وإلا فهي جاهلية تنتصر على جاهلية، وباطل ينتصر على باطل، ولا خير فيها للحياة ولا للبشرية، إنما الخير أن ترتفع راية الحق لذات الحق، والحق واحد لا يتعدد، إنه منهج الله وحده، ولا حق في هذا الكون غيره، وانتصاره لا يتم حتى يتم أولاً في ميدان النفس البشرية، وفي نظام الحياة الواقعية، وحين تخلص النفس من حظ ذاتها في ذاتها، ومن مطامعها وشهواتها، ومن أدرانها وأحقادها، ومن قيودها وأصفادها، وحين تفر إلى الله متحررة من هذه الأثقال والأدران، وحين تنسلخ من قوتها ومن وسائلها ومن أسبابها، لتكل الأمر كله إلى الله، بعد الوفاء بواجبها من الجهد والحركة التي توافق الشرع، وحين تُحكِّم منهج الله في الأمر كله، وتَعُد هذا التحكيم هو غاية جهادها وانتصارها ـ لان هذا هو تفعيل الاستعلاء بالشرع ـ حين يتم هذا كله، يحتسب الانتصار في المعركة الحربية أو السياسية أو الاقتصادية انتصاراً لله، وإلا فهو انتصار للجاهلية على الجاهلية، الذي لا وزن له عند الله ولا قيمة ... بل مكانه تحت الأقدام ...
وهذا كله ليكون اليقين من أن النصر والهزيمة كليهما قدر من أقدار الله، لحكمة تتحقق من وراء النصر كما تتحقق من وراء الهزيمة سواء، وأن مَرَد الأمر في النهاية إلى الله على كلا الحالين وفي جميع الأحوال ... وهذه حقائق وأصول إيمانية قرآنية .... قال تعالى: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل عمران: 154].
وفال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21].
وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
وحتى لايظن من قل علمه وضعف إيمانه أن تقلب الكافرين فيما هم فيه من غلبة وغيرها من مظاهر الغرور هي من صنعهم ومن عند أنفسهم ... علمنا الله سبحانه فقال عز من قائل: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112]؛ فالنصر مِنّهٌ مباشرةٌ منه جل وعلا، ومتعلق بقدره وإرادته بلا واسطة ولا سبب ولا وسيلة، قال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا فالمؤمن المستعلي بإيمانه مستقر في وجدانه الإيماني أن الأمر كله إلى الله؛ كي لا يعلُق بتصور المسلم ما يشوب هذه القاعدة الأصيلة: قاعدة رد الأمر جملة وتفصيلا إلى مشيئة الله تعالى، وإرادته الفاعلة وقَدرِه المباشر، وتنحية الأسباب والوسائل عن أن تكون هي الفاعلة، وإنما هي أداة تحركها المشيئة الإلهية، وتحقق بها ما تريده .... "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" ...
ن المؤمن الذي استعلى بإيمانه يعلم أن العزة من عند الله ولا تُلتمس من غير طريق الإيمان، فلا ينهزم وجدانيا ولايشعر بالقلة والدونية أمام المال وأصحابه مهما رأى من كثرة الأموال وما لها من زينة .... قال تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: 79 - 80].
{إِلَّا الصَّابِرُونَ}: على الطاعات وعلى قمع أنفسهم عن الشهوات ... وهم المستعلون بإيمانهم ..
والمؤمن الذي علا بإيمانه على كل النقائص البشرية لا ينهزم أمام ما أوتي الكفار من سلطان وغلبه مهما كانت ومهما واجهوها ورفعت عصاها فى وجوههم:
قال تعالى: {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} [طه: 71 - 75] ... وهذه صورة إيمانية مضيئة منيرة لمن استعلوا بالإيمان ولم تصبهم تلك الدونية والانهزامية المقيتة التي أصابت كثير من المسلمين الآن أمام من اتُو السلطان وكانت لهم الغلبة من الكافرين؛ فهؤلاء يعرفون قدر قوة فرعون وبطشه وسطوته، لكنه الإيمان بأن الأعلى ـ فى كل المقامات ـ من أعلاه الله، والأسفل من سفله الله الكبير المتعال، ولذلك أغرق الله فرعون فى أسفل نقطة من الأرض فى قعر البحر ... وأمر الأرض أن تبتلع قارون فهو يتسفل فيها.
قال الطبري في تفسيره – [الرسالة - (19/ 631)]:
عن ابن عباس {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ}، قال: "قيل للأرض خذيهم، فأخذتهم إلى أعقابهم؛ ثم قيل لها: خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم؛ ثم قيل لها: خذيهم، فأخذتهم إلى أحقائهم؛ ثم قيل لها: خذيهم، فأخذتهم إلى أعناقهم؛ ثم قيل لها: خذيهم، فخسف بهم، فذلك قوله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ} ".أ. هـ.
والمؤمن الذي لا ينهزم نفسيا أمام ما يراه من أحوال الكافرين والمخالفين مما يصيب العوام والطغام بالفتنة، علمه ربه أنه الأعلى وأنه لا ينبغي له أن يذل لعدوه ويطلب منه السلم ابتداءً إلا أن يطلبه عدوه قال تعالى: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35].
قال الألوسي فى تفسيره:
" {وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ} والحال أنكم الأعلون الغالبون دون أعدائكم فإن مصيرهم مصير أسلافهم المكذبين فهو تصريح بعد الإشعار بالغلبة والنصر" ... حكى القرطبي أنهم لم يخرجوا بعد ذلك عسكراً إلا ظفروا في كل عسكر كان في عهده عليه الصلاة والسلام، وكذا في كل عسكر كان بعد، ولو لم يكن فيه إلا واحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ....
والحال أنكم أعلى منهم شأناً فإنكم على الحق وقتالكم لإعلاء كلمة الله تعالى وقتلاكم في الجنة وأنهم على الباطل وقتالهم لنصرة كلمة الشيطان وقتلاهم في النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك قال سبحانه: {فَلاَ تَهِنُواْ} أي إذا علمتم أن الله تعالى مبطل أعمالهم ومعاقبهم فهو خاذلهم في الدنيا والآخرة فلا تبالوا بهم ولا تظهروا ضعفاً ...
{وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} أي ولا تدعوا الكفار إلى الصلح خوراً وإظهاراً للعجز فإن ذلك إعطاء الدنية ... واستدل العلماء بهذا النهي على منع مهادنة الكفار إلا عند الضرورة، وعلى تحريم ترك الجهاد إلا عند العجز ... ونهاهم عن العجز، والفشل، ثم بين لهم أنهم الأعلون على عدوّهم بالنصر والظفر.
{والله مَعَكُمْ} أي ناصركم فإن كونهم الأغلبين وكونه عز وجل ناصرهم من أقوى موجبات الاجتناب عما يوهم الذل والضراعة ... أ. هـ
ولذلك فالمؤمنون لا يبحثون عن منهج ولا عن طريق؛ فهم ليسوا مذبذبين ولا متحيرين ولا متهوكين، بل هم على ثقة من ربهم ويعلمون بما علمهم أنه معهم، وعلى ثقة من منهجهم وشريعتهم، لا يبحثون عن بدائل أو تجارب، بل الطريق أمامهم واضح المعالم، بَيِّن الصُوى والمنارات، لا يلتبس عليهم منه شيء.
قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ... على وجه القصر والحصر، على الله وحده فليتوكل المؤمنون؛ فليس لهم - إن كانوا مؤمنين - إلا هذا السند المتين؛ فهم مستقرون لا يترددون يعلمون من أين وإلى أين وكيف يكون الطريق وعلى من يكون الاعتماد ...
يجرى الناس أمامهم وراء الاشتراكية ويتهافتون عليها وهم بيقينهم يعلمون أن الحق فيما شرعه الله لا غير ... حتى يرون نقض الاشتراكية وما وراءها من عقيدة الشيوعية في عقر دارها في بلاد السوفييت بعدما دامت ـ بغير اسقرار ـ أقل مما يدوم بقاء دار مبني من اللبن ـ[دامت الشيوعية في بلاد السوقييت أقل من ثمانين عاما]ـ ... ثم يرون الناس تلهث وراء الرأسمالية وهم يقولون: "هي ... هي ... ، ولا منهج ولا سبيل للاستقرار غيرها" .... ثم سرعان ما يكفر بها أهلوها بعدما خربت الرأسمالية دورهم وضيعت عليهم الأموال التي هي قوام حياتهم بل هي أغلى شيء عندهم ... وهذا ما رآه العالم ويعاني منه أكثره من كارثة الانهيار الاقتصادي الرأسمالي الذي أصاب العالم في مقتل ولعله لا يعافى من هذه الإصابة ولا يقوم منها إلا على قبره .... قبر الرأسمالية ... والذي سيكون بجوار قبر الإشتراكية ...
وسبحان من علمنا وأرشدنا الى ما يحدث وما سيحدث فقال جل فى علاه: {فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ} [غافر: 4] ... وقال تعالى ذكره: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196 - 197].
والحمد لله في الأولى والآخرة وسبحان من قال: {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [الأنعام: 126] ... وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55] ... وقال تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [البقرة: 118] ... وقال عز من قائل: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة: 219] ... وقال سبحانه: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118].
وحقيقة الأمر وماهيته يبينها قول الله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف: 58].
فالمؤمن على ثقة وبينة من ربه وبمنهجه وشرعه لأنه استعلى بإيمانه فأورثه إيمانه هذه الثقة والطمأنينة، فشرد الناس وضلوا وأوردوا أنفسهم موارد الهلاك وكان المؤمن آمن مطمئن بربه فى ظل إيمانه ...
قال تعالى: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ... } [الأنعام: 57].
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر معى إلى هذا الحوار الذي يبين مدى ثقة المؤمنين بما هدوا إليه واطمأنوا به، قال تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 75] ... نعم نحن لا نؤمن أنه مرسل فحسب بل نؤمن أيضا بما جاء به ... وهذا بالرغم من أنهم مستضعفون، لكنه الاستعلاء الإيماني، والثقة الإيمانية، والثبات الذي يمن الله به على من يشاء ... نسأل الله أن يرزقنا ذلك ...
وهذا أبو بكر رضى الله عنه يضرب لنا مثلا لمن استعلى بإيمانه فى مواجهة جحافل الشرك وهو مستضعف:
أخرج البخارى عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: "لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيْ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ الْحَبَشَةِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الْغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ فَقَالَ: "أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: "أَخْرَجَنِي قَوْمِي فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ فَأَعْبُدَ رَبِّي"، قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: "إِنَّ مِثْلَكَ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ؛ فَإِنَّكَ تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، وَأَنَا لَكَ جَارٌ، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلَادِكَ"، فَارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةِ فَرَجَعَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَطَافَ فِي أَشْرَافِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَقَالَ لَهُمْ: "إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلَا يُخْرَجُ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ؟! "، فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدَّغِنَةِ وَآمَنُوا أَبَا بَكْرٍ وَقَالُوا لِابْنِ الدَّغِنَةِ: "مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ، وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ؛ فَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا"، قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لِأَبِي بَكْرٍ فَطَفِقَ أَبُو بَكْرٍ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِالصَّلَاةِ وَلَا الْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَبَرَزَ فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ يَعْجَبُونَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا لَهُ: إِ"نَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ وَإِنَّهُ جَاوَزَ ذَلِكَ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَأَعْلَنَ الصَّلَاةَ وَالْقِرَاءَةَ، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا فَأْتِهِ فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ ذَلِكَ فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ فَإِنَّا كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لِأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلَانَ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: "قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّ إِلَيَّ ذِمَّتِي؛ فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "إِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ" [البخارى برقم: 2134].
إن المؤمن الذي استعلى بإيمانه لا يصيبه صغارٌ أبدا حتى يطلب من عدوه ومبغضه، ومن لايرضى عنه حتى يتبع ملته، يطلب منه أن يرضى عنه ويقول له بلسان الحال قبل المقال ما الذي يرضيك؟!، أغير قرآني؟!، أغير عقيدتي؟!، أغير خطابي الديني حتى يوائم ذوقك ورغباتك؟! ... هذا لا يكون أبدا إلا من متهوك مخذول تسفل بجهله ونفاقه ولم يستعلي بإيمانه .. !!!
إن المستعلي بإيمانه، المتوكل على ربه وحده دون ما سواه، المطمئن بذكر ربه وبشريعته ... لا يطلب ولا يتدنى بطلب السلم ممن لايرقُب فيه إلاً ولا ذمه ... ومن طُلب منه لا يرضى الا بإفنائه ـ افناء المسلم ـ وهو مع ذلك مُصر على الذلة والمهانة التى نهى الله عنها {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} [محمد: 35].
إن المؤمن الذي استعلى بإيمانه وملأ الإيمان قلبه لا يرضى إلا بإعلاء كلمة الله إعمال شرعه ولو على نفسه وأهله ... ولا يرضى بمناهج شرقية أو غربية وهي قد أضلت وأهلكت أهلها الذين ابتدعوها وزمروا لها وطبلوا.
إن المؤمن الذي استعلى بإيمانه لا يطلب على صدق الله، وأنه الحق، وقوله حق، ووعده حق، وشرعه الحق، لا يطلب على ذلك دليل لأنه على بينة من ربه؛ فهو يؤمن بأن الربا ممحق لكل وجود اقتصادي وإن لم يرى تلك الكارثة الاقتصادية العالمية التي شهدت بكل معطيات الشهادة "أن الربا ممحق"؛ لأنه يؤمن بقول الله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة: 276].
إن المؤمن الذي خرج من الدونية والخزي والتسفل بإيمانه واستعلى به لا يرى في علو الكافرين إلا جريان سنة الله الكونية التي لا تتبدل ولا تتحول ... وإن اليوم للكفار غلبة .... وغدا بإذن الله للحق البقاء حتى يرث الله الأرض ومن عليها ... {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62].
نسأل الله الثبات على الحق والعزيمة على الرشد، وأن نحيا مؤمنين، وأن نموت على الحق مطمئنين ...
وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
وكتبه
د/ السيد العربي ابن كمال(/)
متى لايكون لسؤال جواب؟
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 12:16]ـ
يوجد من الأسئلة ماهو يحتاج للإجابة ونوع أخر لانستطيع الإجابة عليه فمتى لايكون لسؤال جواب؟
دعوني أوفي العلم في البحث حقه وأشرب من كأس التعلم صافيا
ومن قال أني سيد وأبن سيد فقلمي وهذا الورق عمي وخاليا
صلاح بركان
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 02:27]ـ
من الحالات التي لا يكون للسؤال فيها جواب أخي الكريم
أن يكون وضع السؤال خاطيء بالأصل مثل أن يحتوي على مستحيل عقلي مثلاً
مثال: هل يستطيع الله أن يخلق إله مثله؟
فإن أنت أجبت بنعم فإن هذا باطل لأن الثاني مخلوق فكيف يكون كخالقه وإن أجبت بلا قيل لك كيف يعجز عن ذلك وهو على كل شيء قدير
وحل المسألة أن السؤال باطل من أصله لأنه يريد إثبات و جود إله مخلوق وهذا غير موجود ولا متصور
ومثله سؤال هل يستطيع الله أن يخلق صخرة لا يستطيع حملها؟ فكل الإجابات خاطئة و السؤال نفسه باطل
وهناك درجة أقل من الأسئلة التي لا يجاب عنها وهي تلك الأسئلة التي تشتمل على لفظ مجمل يشتمل على حقٍ وباطل فالرد عليها باإثبات أو النفي يسبب إثبات شيءٍ من الباطل أو إنكار شيءٍ من الحق
مثال: هل اللفظ بالقرآن مخلوق أم غير مخلوق؟ فهذا سؤال لايرد عليه بشيء قبل توضيح المقصود باللفظ
هذا ما خطر الآن على البال وجزاكم الله خيراً على هذه الرياضة العقلية
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 03:01]ـ
أخي " واحد مسلم " كلامك صواب تكلمت كلاما صحيحا والحمد لله وزادك الله علما وإذا قلت لك أيهما أسبق الدحاجة أم اليضة؟ وهل التسامح يحتضن اللاتسامح؟ كيف تجيب؟
أخي في القضية الأولى نجد أنفسنا امام المفارقة التالية إن البيضة هي الكائن الحي الأول في الزمان، لأنها مصدر وجود الدجاجة، ولكن هذه البيضة هي نفسها تستمد وجودها من الدجاجة.وأمام هذا الوضع نقع في أمر غريب وهو موضوع فلسفي يبحث عنحل.
القضية الثالثة حيرة، هل الشيئ يحتضن نقيضه؟ هل التسامح باسمالمسلمحة، يقبل مايسعى إلى نفيه أي إلى نفي التسامح -مع العلم بأنه لامعنى للتسامح إن تقيد بشروط الرفض والتعصب؟
غدا أخي أقدم لك كيف لايكون لسؤال جواب؟ إنشاء الله
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 03:44]ـ
من الاسئلة ما هو جوابها السكوت كان تكون مسائل دقيقة توجه من بعض العوام فيسكت العالم عن الاجابة رفقا به او يعدل عن الجواب الى جواب غيره يناسب حاله ومن ذلك قوله تعالى (يسئلونك عن الاهلة) فكان الجواب مختلفا،او قد تكون الاسئلة الموجه الى العالم في الفتن المحيرة بعد وقوعها - قبل وقوعها يبين العالم مواردها ومقدماتها محذرا من اثارها - ما يحتاج معه الى دفع السفهاء والجهلة عن الخوض فيها فلا يمكنه اقناعهم فيسكت والله اعلم.
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 12:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعلى وربكاته بارك الله في الاخوين المرشدي العراقي جزاه الله خيرا ولا أنسى الملقب "الواحد مسلم" زادهما الله علما
يتبادر في الذهن سؤال؟ الا وهو: ماهي أنواع الأسئلة؟
انواع الاسئلة: الاسئلة التي يطرحها الإنسان في مختلف مواقف الحياة متنوعة، فهناك أسئلة مبتذلة " بسيطة "وهناك اسئلة علمية وهناك اسئلة تتجاوز الطرح العامي مثل السؤال ما هي الروح؟
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} الإسراء85
فهذا من بين الأسئلة التي ليس له جاوب لأن الذي يعلم حقيقتها الله فقط ......
النوع الأول
الأسئلة المبتذلة: هي أسئلة بسيطة لاتثير فينا قلقا ولا دهشة مثلا السؤال: ما إسمك؟ فو سؤال سهل ميتذل عند كل الناس
النوع الثاني
أسئلة المكتسبات: وتتحكم فيها المعطيات العلمية التي اكتسبناها مثل: كيف نجد مساحة القرص وتكون الإجابة عن هذا السؤال عندما تكتسب قانون مساحةالقرصعندما تتعلمه وتحفظه
الوع الثالث
أسئلة تتجاوز المطيات العلمية: ترتبط بالقضايا الدينية والإجتماعية والفلسفية "إشكالية فلسفية " مثل: ماهي الروح؟ هل الإنسان حر؟ وهذا النوع من الأسئلة يطرح إشكالية فلسفية " السؤال المعبر عن الإشكالية ليس له حل نهائي بل يعبر عنوجهة نظر معينة "
لايكون لسؤال جواب،عندما يتحول السؤال إلى مشكلة أو بأحرى إلى إشكالية، أي عندما كون الإجابة معلقة أو تحتمل صدق وكذب الحالتين المتناقضتين معا.وهذا يعني أن الجواب إذا وجد، فإنه يكون مثار استغراب، لأن الجمع بين المتناقضين مثلا، قضية مرفوعة في قواعد المنطق.
ولكي يزول بعض الغموض يجب فهم الفرق بين المشكلة والإشكالية لأن الفرق بينهما كبير وشاسع من همه الأمر فل يحطنا علما بأنه يريد الفرق بينهما لكي أكتب له مقالة في ذلك وزدنا الله علما والله أني أحبكم في الله لأننا إخوة وتجمعنا عبارة واحدة ألا وهي لاإله إلا الله محمد رسول الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 02:40]ـ
أسئلة تتجاوز المطيات العلمية: ترتبط بالقضايا الدينية والإجتماعية والفلسفية "إشكالية فلسفية " مثل: ماهي الروح؟ هل الإنسان حر؟ وهذا النوع من الأسئلة يطرح إشكالية فلسفية " السؤال المعبر عن الإشكالية ليس له حل نهائي بل يعبر عنوجهة نظر معينة "
في الاسلام ليس لها الا جوب واحد
أما عند الفلاسفة الملحدين فهي وجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 02:42]ـ
لكي أكتب له مقالة في ذلك وزدنا الله علما والله أني أحبكم في الله لأننا إخوة وتجمعنا عبارة واحدة ألا وهي لاإله إلا الله محمد رسول الله
وأين مقالتك التي وعدتنا بها في المشاركة الثانية
أم هي وعود فوق الوعود حتى تزدحم عليك ولاتنجز شيئا!؟
ـ[المسدد]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 06:42]ـ
وإذا قلت لك أيهما أسبق الدحاجة أم اليضة
أيهما أسبق, قابيل وهابيل, أم آدم وحواء؟
--------------
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 07:12]ـ
الأجوبةالسلفية النقية على أسئلة أخينا (صلاح بن بركان الجزائري) الفلسفية:
كما أن الانكار على المخالف أو من يستحق الانكار، يكون بالكلام فأحيانا يكون بالسكوت
وقد يسكت العالم عن اجابة سؤال انكارا لهذا السؤال ولكونه لايستحق جوابا
واليكم الدليل من قصة ابراهيم عليه السلام
يترك سيدنا إبراهيم السيدة هاجر وابنها الرضيع في الصحراء " بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ " (الآية 37 سورة ابراهيم) مثولاً لأمر الله تعالى دون أن يعرف الأسباب، فهذا اختبار ثاني في التوكل لإبراهيم، وهاجر تقول له " لمن تتركنا يا إبراهيم؟ " فلا يرد، فتقول " آلله أمرك بهذا؟ " فيشير برأسه أن نعم، فقالت " إذن لن يُضيعنا ".
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وربكاته قلت أنا أن هناك أسئلة تتجاوز المطيات العلمية: ترتبط بالقضايا الدينية والإجتماعية والفلسفية "إشكالية فلسفية " مثل: ماهي الروح؟ هل الإنسان حر؟ وهذا النوع من الأسئلة يطرح إشكالية فلسفية " السؤال المعبر عن الإشكالية ليس له حل نهائي بل يعبر عن وجهة نظر معينة كلامك فيه خطأ قلت: في الاسلام ليس لها الا جوب واحد
أما عند الفلاسفة الملحدين فهي وجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ
قلت: في الاسلام ليس لها الا جواب واحد وأنا أقول: لك ماهو هذا الجواب الواحد أعطين إياه
أما الفلاسفة الملحدين ليس وجهات نظر بل منهم من يقول ان الإنسان في هذه الحياة مقيد منهم الفرقة الجهمية بقيادة " جهم بن صفوان " ومنهم أنت لاتعلم ماهي الإشكالية لتقول في الاسلام ليس لها الا جوب واحد
أما عند الفلاسفة الملحدين فهي وجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ. أنت مخطئ ياأخي الجليل ....
###
أخي المسدد السلام عليكم ورحمة الله تعالى وربكاته: قلت أيهما أسبق, قابيل وهابيل, أم آدم وحواء؟ هذه الأسئلة لهاحل راجع سور البقرة والمائدة والأعراف وفي بعض الكتب لكي تجد الإجابةنحن نتكلم عن الأسئلة التي ليس لها حل يعجز العقل عن إيجادها
من قال لك أن إبراهيم أشار لهاجر برأسه هل وجدت هذا في القرأن؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[قتيبة بن مسلم]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 11:09]ـ
الله أعلم(/)
الأستاذ / إبراهيم السكران: إني أحبك في الله.
ـ[طارق جابر]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 01:56]ـ
أول مقال قرأته لهذا الرجل كان عنوانه:
إعادة قراءة الوالاء و البراء.
ومن تلك اللحظة قذف الله في قلبي حب هذا الرجل ...
و جبت صفحات الشبكة العنكبوتية بحثا عن مقالاته .. فإذا الحب يزداد ..
والبحث يتواصل ..
ولما وقفت على شيء من ماضيه قلت في نفسي: لعل الله أراد بهذا الرجل خيرا.
حقيقة لا أملك إلا الدعاء له بالتوفيق والسداد.
رجائي ممن يعرف شيئا عن سيرة هذا الرجل فليتحفنا بها.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 07:09]ـ
جزاك الله خيرا(/)
آية تلخص الفِكر الحضاري الإسلامي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 09:24]ـ
هذا مقال قديم كنت كتبته ورأيت أن أشارك به مغالبة للمرض فنسخته كما هو عسى أن يكون فيه شيء من الفائدة, والله المستعان
------
"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" قال عليه الصلاة والسلام "أعطيتُ جوامع الكلم" (1) فإذا كان الكلام النبوي بهذه المثابة من اكتناز المعاني الجليلة في المباني القليلة فكلام الله تعالى أجدر أن يكون حقيقاً بهذا الوصف (2) إذ الفرق بين كلامه وكلام المخلوق كالفرق بين ذاته سبحانه وذات المخلوق وقد تدبّرت في آية الحديد هذه فإذا هي تجمع في طواياها مختصراً شريفاً لحقيقة الفِكر الإسلامي في بعده الحضاري والثقافي والعملي وتقدمه في أبهى حلّة فكانت جديرة أن تخص بمقال لا على سبيل الإحاطة بل على سبيل الإجمال إذ القرآن بحر لا ساحلَ له , لا تنقضي عجائبه ولا يَخلَق عن كثرة الترديد وأيما سورة في القرآن كالقصر المنيف إذا نظرت إليه جملةً أَسَركْ وإذا رحت تجول في آحاد غرفِه أخذت لبّك بين جلال المنظر وجماله فذلك قوله "كتاب أحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير". ولله المثل الأعلى.
- أول ملحظ أن الله تعالى يؤكد باللام الموطئة للقسم الداخلة على "قد" التحقيقية قضية أن هذا الدين مبني على براهين سماها هنا " بِالْبَيِّنَاتِ " فهو دين قوته مودعةٌ فيه، تبقى جذوته حية وإن مرض المنتسبون إليه في حين فمن معين الكتاب والسنة تفجّر أنهار الحقائق التي تجرف قدّامها كل شبهة للإيضاع فيه بحيث لا يملك المنصف إزاءها إلا إعلان استسلامه"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" , ولولا أن قوته ذاتية لكان ما يكال له من مؤامرات جهنمية كفيلا أن يكون المسلمون الآن كالديناصورات في عداد المنقرِضات, ولكان ما يناله من تشويه منظم وحصار منهجي ومحاولات دؤوبة لتجفيف منابعه أو تبخير آثاره من عروق عامة المسلمين سببا كافيا جدا لاجتثاثه من الوجود في الحساب العقلي لطبائع الأشياء.
- وهو فوق هذا دين ينسجم في تعليماته مع حركة الكون فالله تعالى أقام صرح السماوات والأرض على العدل كما أقام منهجه الرباني على القسط" وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ " قال الحافظ ابن كثير: ("والميزان " وهو العدل قاله مجاهد وقتادة وغيرهما وهو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة كما قال تعالى " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " وقال تعالى " فطرة الله التي فطر الناس عليها ").اهـ
وهذا التناغم مكرور في مواضع كقوله سبحانه "والسماء رفعها ووضع الميزان" , وتدبر كيف عطف الميزان على الكتاب وإن كان العدل من مقتضى العمل بالكتاب إمعاناً في بيان أهم ركيزة في ديمومة الحضارات , كأن الناس إن لم تقم بالقسط رجّحت كفّة عدوها الذي ينازعها فطاشت من كفة الميزان الأخرى إذا كان هذا العدو مقيما للقسط في رعاياه كما أن في إفراده بالذكر تضميناً لقيام آيات الله المنظورة على الميزان أيضا سواء بسواء كالآيات المسطورة"وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" وفي الجمع بين الكتاب والميزان ملمح آخر مهم فما جاء به الرسول من ربه يدور رحاه بين الأخبار الصادقة ويدل عليها لفظ "الكتاب" وبين الأوامر الشرعية العادلة ويدل عليها "الميزان" وهو نظير قوله تعالى "وتمّت كلمة ربك صدقًا وعدلاً" أي صدقا في الأخبار عدلا في الأحكام
(يُتْبَعُ)
(/)
- وهو لذلك يدعو للجهاد للحفاظ على منهج العدل الرباني " فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ " فإن الله تعالى حين أورث الأمة المحمدية الكتاب اقتضت حكمته أن يجعل المنهاج مسوّراً بسياج يحفظ كيانه ويرسّخ أركانه لا أنه مجرد نظريات باردة لا روحَ فيها ولا حراك بل المنهج ذاته فواح بما يجذب أصحاب الفطر السليمة إليه ولو من غير دعوة كانجذاب النحل إلى الزهر وأما أصحاب الفطر المنكوسة فلابد من علاجهم بالبأس الشديد حتى يكون العدل هو سيد الموقف وتتحطم حينئذ كل الطواغيت الحائلة والعوائق الماثلة دون بلوغ الرسالة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمّية رضي الله عنه مستنبطا قاعدة جليلة من الآية:" قوام هذا الدين كتاب يهدي وسيف ينصر وكفى بربك هادياً ونصيراً"
- وحين يسمو المنهج الرباني بالعبد نحو المثل العليا فهو لا يهمل في أثناء ذلك الجانب المادي ولا يغلو في جانب الروح على حسابه ولا يهبط به لدركات الغلو في الذات على حساب تقديس الله عز وجل كما لا يطغى في اعتبار الآخرة على حساب الدنيا بحيث يلغيها كما فعلت الكنيسة في "العصور الوسطى"بل يجعل الأولى مزرعة للآخرة دون افتعال معركة بين المعسكرين" وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ "
- وهو دين يحيي في شعور أتباعه الموازنة بين عالم الشهادة وعالم الغيب باتساق تام فلا تنافر ولا تناكر " وَلِيَعْلَمَ ... بِالْغَيْبِ " وحينئذ تتحقق الرقابة الذاتية وتستقيم الأخلاق جملة خلافاً للـ"حضارة" الغربية الحديثة التي ارتكست في حمأة عفنة, يترفع عنها عالم الحيوان حيث أفرزت ثورتها على الدين سُفولا بلغ من الغواية أن يقول:الغاية تسوّغ الوسيلة .. وعلى ذات الميكافيلية مايزال الغرب إلى يومك هذا.
- ثم إن النصر في مرتكزات الحضارة قائم على سنن ربانية لا محاباة فيها حتى لأشرف نسب فترى الله يدعو للحرث في الأرض واتخاذ السبب " مَنْ يَنْصُرُهُ " وفي التنويه بذكر الحديد إشارة إلى الأخذ بأسباب القوة المادية , وعلى استخراجه من الأرض وتصنيعه تقوم لبنات العمارة الحسّية
- وهذا الدين قبل ذلك قائم على أوتاد العلم " وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ " فليس هو كأماني أهل الكتاب ولا كأساطير الإغريق , بل لقد كان الوضع الطبعي بالنظر إلى تعلق النتائج بالآثار أن ما حدث من ثورة صناعية وفورة تقنية عند الغرب الكافر هو من نصيب أهل الإسلام أصالة ولكن الحاصل أن البذرة التي حرثها المسلمون تعهدها الغرب الكافر بالسقاية على حين سبات هؤلاء المسلمين , وتقدم أن الله لا يحابي في سنته أحداً كائنا ما كان.
- وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر التناسق مع الترتيب الموضوعي لما تضمنته الآية حيث لبث في مكة ينشر دعوته بالبينات ويعلّم التوحيد وأصول الشرائع ثم حين ترسّخ هذا يسّر الله للأمة مُهاجَرًا وأذن لهم بالجهاد بالسنان (الحديد) بعدما وطّد الحقائق بالجهاد باللسان (البينات-الكتاب)
- وقوله " أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا " يعني أن ثمّ وحياً مهيمنًا على سلوك الأمة التي تريد أن تحيى سويّة دون تخبط لأن القوانين الأرضية (مهما كانت العبقرية التي تفتقت عنها أصحابها) تحمل معها تواريخ انتهائها أقر بذلك واضعوها أم لا مع كونها مفسدة لأديم الأرض ولابد , أما القوانين العلوية فهي الميزان الذي لا يقربه التطفيف (فبغير هذا الميزان الإلهي الثابت في منهج اللّه وشريعته، لا يهتدي الناس إلى العدل، وإن اهتدوا إليه لم يثبت في أيديهم ميزانه، وهي تضطرب في مهب الجهالات والأهواء!) (3) .. وبقدر ما تكون الحيدة عن المنهج الرباني عند أدعيائه بقدر ما يعجلون بزوالهم ,فقارن إن شئت بين دعوى فوكوياما في نهاية التاريخ (والتي اضطر أخيراً أن يعترف ببطلانها كما في كتابه "مستقبلنا بعد الرحلة البشرية" بعدما أسقطت الوقائع على الأرض ماء وجهه هو وأمثاله من المستكبرين.) وبين قول الله تعالى "أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال"؟! فلم يكن فرنسيس فوكوياما أول كافر به بالتبجح بمثل هذه الدعوى كما ترى, بل هو مسبوق بكل طواغيت الكُفر (الذي يسمونه الفِكر) عبر الزمان عند كل منعطف يعلو فيه هؤلاء في الأرض ومن آخرهم مثلا الفيلسوف المعروف "هيجل", متمثلا نموذج الدولة البروسية بعد الثورة الفرنسية ومن هنا تدرك السر في عمق جذور الحضارة الإسلامية الضاربة في أعماق التاريخ رغم ما
(يُتْبَعُ)
(/)
تعرضت له من هزات عنيفة على مر العصور, فقوله " أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا " يدلك على أن جوهر هذه الحضارة الإسلامية يرجع تاريخه إلى آدم عليه السلام فالأنبياء إخوة لعلّات, أمهاتهم شتى وأبوهم واحد كما قال عليه الصلاة والسلام (4) وقد حكى الله ملخّص هذا النسب العريق لوحدة الرسالات فقال: "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم"
- ويجدر بالذكر أن هذه الآية نفسها تمثل وجهًا من وجوه ما يسمى حديثا بـ"الإعجاز العلمي" فكذلك هي حضارة الإسلام ومنها تعلم الغرب البحث العلمي القائم على التجربة والحساب والملاحظة والنظر وإعمال الفكر وصولا ً لثمار عمليّة كما في حضارة الأندلس مثلاً فترتيب السورة في العد هو (57) وهذا يمثل الوزن الذري للحديد كما في الجدول الدوري للعناصر في الطبيعة وهو مما قد يرجح أن ترتيب السور توقيفي كما أن قوله "وأنزلنا الحديد" هو على ظاهره مما ثبت يقينا في القرن الماضي من أن الحديد لم يُخلق في الأرض ابتداء بل زُرع فيها زرعاً عبر ارتطام نيازك هائلة قبل آلاف آلاف السنين كما أن ترتيب الآية التي فيها ذكر الحديد مع حساب البسملة - وهي آية مستقلة - هو نفس العدد الذري لهذا العنصر (4)
- وأما ختام الآية" إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " فهو ومضة في ذهن السالك على الدرب- فردًا كان أو أمة تلمع بالذكرى وهي تقول: إنك وإن اتخذت الأسباب وعملت بمقتضاها فإنما يتحقق النصر لأجل استمداد القوة من الله تعالى واستنزال العزة منه, فكأنما هذه الفاصلة القرآنية كابحٌ للجماعة من أن تغتر إذا هي ارتقت الذروة وإن من أعظم أسباب سقوط الدول: منازعة الله عز وجل في ردائه وإزاره غير أن سننه سبحانه في الكون تتفاعل ولا تتعارض ومهما بلغ من جبروت دولة عاتية فإن الله لا يقصمها وإن كانت مهترئة في مَقاتلها من الداخل حتى تقف الأمة الإسلامية على قدميها وقوفا يكفي لتكسعها أو تلهزها .. وحينها تسقط "يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه من طريق العلاء بن عبدالرحمان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
(2) جاء في بعض الروايات "بعثت بجوامع الكلم" قال الهروي: يعني به القرآن
(3) من كلام الأديب والمفكر الحاذق الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى (في ظلال القرآن-سورة الحديد
(4) أخرجه الإمام أحمد وأصله عند الشيخين من طريق الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
(5) العدد الذري لأي عنصر هو عدد البروتونات أو الإلكترونات في الذرة المستقرة واجتماع هذا وهذا مما يستأنس به لا غير
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 11:42]ـ
جزاك الله خيرا
كيف صحتك الان؟(/)
جنة اللبراليين وجنة الدجال
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 11:22]ـ
جنة اللبراليين وجنة الدجال
جاء في أحاديثِ أشراط الساعة: أنَّ الله تعالى يختبر عبادَه في آخر الزمان بفِتنة عظيمة، هي الدجَّال الذي يَدَّعي الأُلوهية، ويكون معه مثلُ الجنة والنار، ومِن ذلك ما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألاَ أُخبِرُكم عن الدجَّال حديثًا ما حَدَّثه نبيٌّ قومَه، إنه أعور، وإنه يَجيء معه مِثلُ الجنة والنار، فالتي يقول: إنَّها الجنة، هي النار، وإني أَنذرتُكم به، كما أنذر به نوحٌ قومَه)).
وعلى هذا فالذي يدخل جَنَّةَ الدجال الوهمية، فإنَّه يدخل نار الآخرة، ومَن لم تخدعه نارُه التي معه، فإنَّه ينجو من نارِ الآخرة ويدخل الجنة.
أذْكَرني هذا الأمرُ بحال الليبراليِّين في هذا الزمان، فإنهم يَدْعُون إلى جنة وهميَّة يخدعون بها الناسَ، ثم يكون مصير مَن دخل جَنَّتهم أن يُحرم من جنة الآخرة، ويُعذَّب في نار جهنم، وبئس المصير.
فإنَّ الليبراليين يرفعون شِعارًا برَّاقًا مغريًا كشِعار الدجال يفتتن به فئامٌ مِن الناس وفئام، إنَّه شعار الحريَّة، حرية الإنسان وتقديسها، وجعْلها غايةَ الغايات، ومحورَ الحياة والتشريعات والأهداف.
فعندهم أنَّ الحريَّةَ في جميع مظاهرها هي أثمنُ ما يملك الإنسان، وهي أجَلُّ ما ينبغي له أن يحافظَ عليه، وتقدير اللائق من غير اللائق، والجائز مِن غير الجائز مِن هذه الحريَّة مَردُّه إلى عقل الإنسان، وما يُملي عليه ضميرُه هو.
إنهم يقولون للإنسان: أنت إلهُ نفسك، فعقلُك وضميرُك هو مِقياس الحقِّ والباطل في هذه الأرْض، فما رآه عقلُك وضميرك خيرًا فهو خير، وما لا فلا، وأنت أيُّها الإنسان العظيم الممجَّد لا ينبغي لك أن تخضعَ في وزن تصرُّفاتك وتقييمها لأيِّ سلطة كائنة مَن كانتْ، مجتمعيةً أو دِينية؛ فإنَّ هذا يؤدِّي إلى إلْغاء إرادتك، والحَجْر على عقلك وتفكيرك، والإنسان رشيدٌ عاقِل مفكر، فينبغي له أن يختارَ بنفسه ما ينبغي فعْلُه، وما ينبغي ترْكُه، المهم ألاَّ تؤدِّي حريتَك فيما تختار إلى المساس بحريَّة الآخرين، فإنَّه حيث تبتدأ حرية الآخرين فحينئذٍ تنتهي حريتك.
ويستمع الناس - وخصوصًا الشباب - إلى هذه الأقاويل، ويرَوْن أنَّ مِن حقهم أن يكونوا أحرارًا في تصرُّفاتهم، وما يأتون وما يذرون، وأنَّه متى ما قِيل للرجل: لا تشربْ المسْكِر فإنَّه حرام، كان هذا تدخلاً في خصوصيته، وتطفلاً عليه، واستعبادًا لكرامته!
ومتى ما قيل للمرأة: لا تتبرَّجي، كان هذا حجرًا على إرادتها، ووَأْدًا لحريتها! ومتى ما أُمِر أصحاب المحلاَّت بإغلاق متاجرِهم وقتَ الصلاة، كان هذا استرقاقًا لهم، ونكاية بآدميتهم!
ويومًا فيومًا تنتشر الدعاية لجَنَّة الليبراليين هذه، ويتمنَّى من كان خارجَها أن يدخل فيها، ومَن كان فيها ألاَّ يخرج منها، فأنت حرٌّ حرٌّ، لا يحاسبك أحدٌ إلا إذا أسأتَ للآخرين، أما إذا أسأتَ إلى نفسك، أو إلى ربِّك، فهذا شأنك الخاص، ليس لأحد أن يتطفَّل عليك فيه!!
فيَنطلق الشابُّ - مثلاً - يُواقِع فاحشةَ الزنا، ويُدْمن شُرْب الخمر، وهو يرى أنَّه إنسان صالِح، فإنه وإن زنَى وشرِب الخمر، لكنَّه لم يغتصبْ، بل كانتْ شريكتُه غيرَ ممانعة، بل راغبة في ذلك، وأنهما كانَا يقضيان وقتًا جميلاً! فقط استمتع بحياته، وأعْطى جسدَه من اللذَّات ما يحتاجه.
وتفعل الشابَّة نفس الشيء، فتنزع حِجابَها الذي ترى فيه أَسْرًا لحريتها، وسجنًا لأنوثتها، وتلبس أنيقَ الملابس، وتتجمَّل في أبهى زِينة، وتخرج تنتظر مَن يغازلها، ويُثني على جمالها وأناقتها، تخرُج كاسيةً عارية ترتاد النوادي والمسارح والشواطئ، وتعيش حياةَ الحفلات والسهرات، وتقول: إنَّ قلبها أبيض، وضميرها طاهر!!
ويأكل الرجلُ الرِّبا أضعافًا مضاعَفة، ويرى أنَّه على خيرٍ؛ لأنَّه لم يسرقْ ولم يقتلْ، ولم يتاجرْ في المخدرات، لم تؤدِّ حريتُه إلى إيذاء الآخرين، فلِمَ يؤنِّب نفسه، وينكد حياته؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أراد الليبراليون أن يجعلوا مِن الدنيا جَنَّةً يتمتَّعون فيها بالشهوات والملذات قبلَ جَنَّة الآخرة الحقيقية، يقولون: لماذا أعطانا الله الحياة؟ ألِنَحرِمَ أنفسنا من اللذات والشهوات، ونحيط حياتنا بسياجٍ حديدي من المحرَّمات والمحظورات؟! ألِنَبْقى دائمًا نفكر في الموت، وفي عذاب النار، وحيات جهنم، فتملتئ قلوبُنا رهبةً، وتسيل أعيننا بالدموع؟!
أَإِذا نظرت إلى وجه مليحة كان حرامًا؟! أَإِذا شربت كأسًا من الخمر، أو سيجارةً من البانجو كان حرامًا؟! أإِذا قضيتُ سهرة في مرقص كان حرامًا؟! أإذا عالجتِ المرأة شعرَها، وزَيَّنت وجهها بأبْهى زِينة - عند خروجها من بيتها - ولَبِستْ قصيرًا أو ضيقًا يبرز محاسنَ جسدها، ويزيد في جمالها كان حرامًا؟! أإِذا ذهب الإنسانُ إلى السينما حيث الفنُّ والإبداع؛ ليرى فيلمًا، كان حرامًا لمجرَّد أنَّ في بعض مشاهده تبادلاً للقُبُلات، أو ظهورَ بعض النساء عاريات؟!
أفي الذَّهابِ للمسرح لسماع حفْلة موسيقية إثمٌ وخطيئة؟!
أكلُّ اللذَّات والمسرَّات حرام؟!
فكيف نعيش الحياة إذًا؟!
ويعيش الشبابُ والشابات، والكبار والصغار، حياةَ الحرية التي دعا إليها الليبراليُّون، الحياة الجميلة اللذيذة، حياة الغِناء والموسيقا والأفلام، والسهرات والحفلات، والأماني والأحلام، طارحِين عنهم التفكيرَ في الآخرة وهمومِها، قد أراحوا أنفسَهم من الانشغال بمسألة الحلال والحرام.
وفي خضمِّ هذه الحياة المفعمة باللذَّات والشهوات تحتَ سِتار الحريَّة، تحلو الدنيا في أعين الناس، حتى لكأنَّها الجنة، وكأنَّها لا نهايةَ لها لجمالها وبهجتها، وكأنَّ الإنسان فيها مُخلَّد لن يموت.
لكن بينما الإنسانُ كذلك يعيش هذه الجَنَّة التي صنَعها الليبراليون والعلمانيُّون إذا به يهجم عليه الموت بغتةً، بلا سابق إِذْن، ولا قديم إنذار، وربما وقع هذا - بل كثيرًا ما يقع - لشباب في زهرة أعمارهم، وفَوْرة شبابهم، فإذا الإنسانُ قد خرج من الدنيا وحيدًا فريدًا، وإذا به يدخُلُ القبر المظلِم وحدَه، لا يدخل معه جُموعُ الليبراليين التي تكتب في الصُّحف، وتظهر في القنوات تأمُر بالمنكر وتنهى عن المعروف.
ثم إنَّه قد انكشَف له الغطاءُ، فإذا الأمر خلاف ما كان يزعُمه الدجَّالون الليبراليُّون جملةً وتفصيلاً، وإذا الحياة الدنيا ما هي إلا جسْر موصل للآخرة، وليستْ متبوأً للنهل مِن الشهوات واللذات، بل لا يُؤخذ من تلك الشهوات إلا ما أباحه الشَّرْع للاستعانة به على الوصولِ للدار الآخرة.
انكشف الغطاءُ، فإذا الإنسان ليس حرًّا كما ادَّعى الليبراليون، بل هو عبدٌ لخالقه كان عليه أن يُطيعَه فيما أمَر، ويُصدِّقه فيما أخْبر، وها هو ذا موقوفٌ بيْن يدي ربِّه ليس بينه وبينه ترجمان؛ ليسأله عن شَرْعه الذي أنزله: لِمَ لمْ يتبعه؟ وعن أوامره التي أمر بها: لِمَ لمْ يعمل بها؟ وعن نواهيه التي نَهَى عنه: لِمَ اقترفها، وبأيِّ برهان واقعها؟
انكشف الغِطاء، فإذا الزِّنا والتبرُّج، والرقص والمجون، وما شابهها من الشهوات، آثامٌ يُحاسَب العبد عليها، وليست حريةً شخصية - كما قال الليبراليون.
انكشَف الغطاء، فإذا ما كان يُسمِّيه الليبراليون تزمُّتًا وتشددًا، ورجعيةً وقشورًا، بان أنَّه من دِين الله الذي شرَعه، ويحاسب عليه، وإذا ما كان يُسمِّيه الليبراليون تنويرًا وحداثةً، بانَ أنه إضلالٌ وسخافة، وآثام تُسخِط الربَّ، وتقطع الطريق إليه.
انكشف الغطاء، فإذا اللهُ قد أعطانا هذه الحياةَ لنعبدَه، ونحياها على منهجه وشِرْعته، لا لنعبد أهواءَنا، ونعيش على منهجِ الليبراليِّين.
انكشف الغطاء، فإذا هناك جَنَّة أبديَّة، ونعيم سَرْمديّ، به كلُّ اللذات والشهوات التي ترَكها المؤمنون في الدنيا؛ طاعةً لربهم حتى لا تقطعهم عن لذَّات الآخرة ومُتعها.
انكشف الغطاء، فإذا هناك نارٌ وجحيم، وسلاسل وأغلال - تلك التي كان يَسْخَر بها الليبراليون، ويَرْونها فَبْرَكةً من الإسلاميين؛ ليسيطروا على عقول الناس - أُعِدَّت لمن كان يعيش في جَنَّة الليبراليين ناسيًا لربه، غافلاً عن الدار الآخرة، متبعًا لهواه وشهواته تحتَ شِعار الحريَّة الشخصية!
انكشف الغطاء، فظَهَر للعالَمين أنَّ الليبراليين كانوا تجَّارَ شعارات، يُسمُّون الأمور بغير مسمياتها؛ لتنقلبَ حقائقها في أعين البلهاء، فهُم الذين سمَّوا الانحلال حداثةً، والإلحادَ تمدُّنًا وتنويرًا، والشرعَ المنزل رجعيةً وظلامًا.
انكشف الغطاء، فظَهَر للخَلْق أجمعين أنَّ جنة العلمانيين والليبراليين ما هي إلا خدعةٌ خدعوا بها الناسَ، كما سيخدع بها الدجَّالُ أتباعَه.
-----
من مقالاتي بالألوكة(/)
تتيم بالجلاد، وحقد على الضحية!
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 08:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتيم بالجلاد، وحقد على الضحية!
بقلم / عبد الوهاب آل غظيف - الرياض
في هذا العصر الفاسد تشاطر المبطلون أدوارهم في سبيل تكريس السقوط الأخلاقي والديني الذي جاء كأحد مكونات حضارة الغرب، وأرادوا تجذيره في العالم أجمع، ذلك السقوط المهين الذي دسوه تحت سُتر من الدعايات الكاذبة، ليمرروه على ضحايا الدعايات ومصدقي الأكاذيب، ممن خفت عقولهم، وكان غاية طاقتها أن تبحر في حدود ما يرسمه صاحب القوة والنفوذ، سواء في جانب الفكر أو في غيره من الجوانب.
وما فتئ دهاقنة الإلحاد والفساد يخرجون للناس بأمل ٍ جديد، وشعار براق، كلما آنسوا منهم فتوراً و لمسوا منهم ضعفاً في التعاطي، وما فتئ الأغبياء من الرعاع ينساقون خلف كل شعار جديد ودعوة مستحدثة، وقد جذبتهم الجدة، وسلبهم التنظير، وأقفرت عقولهم من كل معيار حكيم، يظهر لهم من بواطن الأمور ما يردعهم عن الانسياق خلف الدعاوى!
ولكم أن تصدقوا أن تلك الحضارة التي لا يحفظ بنو آدم مشاهداً من القتل الجماعي و الإبادة المريعة لمدن بأكملها، ولا يحفظون تفسخاً ودعارة و شذوذاً في تاريخهم كله، كمثل ذلك الذي أتت به في الناس اليوم، لكم أن تصدقوا أن من هؤلاء الناس من لا زال يعتقد جازماً أنها تحمل في طياتها من معاني النبل الإنساني والكرامة البشرية ما لم يعرفه البشر طوال تأريخهم، ليست هذه الأكواز المجخية من بني الأصفر فحسب – لنجد في العنصرية ملجأ يفسر لنا حالة الانتكاس تلك – بل كثير منهم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا!
والأعجب: أن تظل هذه الحالة الغريبة من الإعجاب بالحضارة الغربية، نامية يتبجح بها أهل الوجوه الصفيقة، في ظل حروب شعواء لا هوادة فيها، يشنها الغرب علينا، مادية كانت أم معنوية.
وقد أضحت بضعة من بلاد الإسلام مسرحاً لجيوش الصليب، وجحافل الشرك والإلحاد من كل بقاع العالم، يمارسون فيها أنواعاً من العمليات الرامية لتتبع بقايا روح الكرامة والحرية لشعوب تلك البلاد، أو حتى أضرباً من الأخطاء التقنية الذاهبة بأرواح عجائزهم وأطفالهم وحرائرهم!
وأصبح من هوايات الغرب: أن يعمد إلى مضايقة المسلمين في دينهم، إما تهجماً على خصوصياتهم الدينية في بلادهم، وتدخلاً فيها بالتضييق عليهم كي يتنازلوا عنها، وإما استهزاء وسخرية برسول الإسلام على صفحات جرائده، وإما سناً للقوانين المضيقة على أتباعه القائمة على التمييز والعنصرية إلى غير ذلك من صور العداوة والمناوءة.
وفوق ذلك: لا زال من بيننا من يعلق الأمل على الغرب وحضارته فأتعس وأبئس!
لم يكن للجرائم المروعة والفضائح الإنسانية التي ربت تحت جناحه أي أثر يذكر في تعكير العلاقة الودية بين هؤلاء المستغربين وبين قبلتهم المقدسة، في حين تكفي زلة صغيرة لا ترى بالعين المجردة أن تجعل اللعنات تخرج منسكبة من أقلامهم إذا صدرت هذه الزلة من أبناء جلدتهم "المسلمون "!
دماء أريقت ولا تزال، وسجون انتهكت فيها محارم الإنسان وكرامته، و امبريالية عمياء، طاغوتية سوداء، لا زال ينمو معها حب الغرب، في حين التربص والتفنن في اختلاق الأكاذيب على فقهاء الإسلام، ورميهم بكل النقائص التي حواها قاموس الإنسان، وكأنهم المسؤولون عما تعانيه البشرية اليوم من سقوط أخلاقي، وضلال ديني!
وفي المعادلة الجائرة: لأن يرفع رجل الهيئة صوته على رجل في الشارع فإن ذلك كاف ليكون رجال الهيئة - بل رجال الصحوة - مهدرين لكرامة الإنسان، أما أبو غريب وقوانتناموا فإنهما لا يكفيان لنصم الغرب بهذه التهمة!
ـ[أبو السمح]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخ عبدالوهاب
وهؤلاء القوم بهت لايتورعون عن الكذب والزور لتشويه الحقائق فهم أعداء ملتنا وإن زعموا
من أجل ذلك بالإفرنج قد شغفوا بهم تزيوا وفي زي التقى زهدوا
نسأل الله ان يريحنا من شرورهم وأن يلطف بنا
ـ[أسامة]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 12:57]ـ
بارك الله فيك على هذه الكلمات الطيبة، نفع الله بك.
الموضوع له صلة قوية بالولاء والبراء، فحبذا لو تطيل النفس فيه، وتجليته بأسلوبك الرصين وعبارتك الرائقة.
أثابك الله وأحسن إليك.
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 06:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخ عبدالوهاب
وهؤلاء القوم بهت لايتورعون عن الكذب والزور لتشويه الحقائق فهم أعداء ملتنا وإن زعموا
من أجل ذلك بالإفرنج قد شغفوا بهم تزيوا وفي زي التقى زهدوا
نسأل الله ان يريحنا من شرورهم وأن يلطف بنا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وفيك بارك الله، وشَكَر لك.
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 05:09]ـ
بارك الله فيك على هذه الكلمات الطيبة، نفع الله بك.
الموضوع له صلة قوية بالولاء والبراء، فحبذا لو تطيل النفس فيه، وتجليته بأسلوبك الرصين وعبارتك الرائقة.
أثابك الله وأحسن إليك.
وفيك بارك الله أخي أسامة،
شكر الله لك مرورك، وإلماحتك الموفقة: فإن الولاء والبراء في هذا الزمن جدار قصير عند كثير من الزائغين، دونك أرباب التنوير - بإطفاء النور - ومن يتسمون بالإصلاحيين، وهم يزعمون أنهم يقفون ذات الموقف من التغريب، ويناوئون المستغربين: قد جعلوا البراء حكرا على المحاربين، وتكلفوا في سبيل ذلك الشبه و لي أعناق الأدلة!
فهو موضوع هام يجدر الالتفات إليه بكثافة وتأصيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 06:53]ـ
بارك الله فيك، أيها الأخ الفاضل.
و بقول آخر، و تسبيب أكثر موضوعيّة، و لموافقة الأحداث، و ما حدث لإخوةٍ لنا في "أسطول الحريّة"، فالمسألة ُ تتعلَّقُ بالحُرية، و عندها ففهمنا السياسي للحرية، الذي ينبني على فهمنا الإيماني لها، لا نجد - على الأقلِّ في الأذهان، و في عالم الأفكار و التقنين و التشريع - حينها ما يقلب القيم و يوظّف الاستبداد و التعسف لصالح القويّ.
فمن حققَّ الحرية في نفسه، و فهم معانيها على حقيقتها، و قال: ليسَ أفسد للفطرة من الذلِّ الذي يُنشؤه الطغيان المديد، وجب أن يكون أول من يرفض التتيم بالجلاد، و الحقد على الضحية.
و هي ثلاث و رباع و خماس .. إلى ما لا نهاية من:
- الطغيان.
- و الاستبداد.
- و تشوه الفطرة و الفكرة، في معنى الحرية.
- و قبول الظلم، داخل النفس، و إن بلفظٍ غير لفظها، و من ذاق عرف.
- و تكريه الثورة و الثورات إلى الناس في قبولها و الإحساس بمعانيها.
- و تشويه الحقائق (و قد ذكّرني هذا في إحدى الحكومات العربيّة، التي قررت على طلابها في مناهجها أنَّ إحدى الحركات الإسلامية هي العدو الأول و حامية إسرائيل!!، و الدولة هي قلب العروبة النابض، و الممانعة ضد الظلم و الاستبداد!!) و الله المستعان.
و قد أصبح الإسلام، مع الأسف، حمامةً بيضاء و شجرة زيتون، و غضضنا الطرف عن: "بُعثتُ بين يدي الساعة بالسيف"، ألا ما أبعد شجرة الزيتون عن حد السيف، في التمثيل الرمزي لهما؟؟
و رحم الله أحمد شوقي، عندما قال:
و للحرية ِ الحمراء بابُ -- بكلِّ يدِ مضرجةِ يدقُّ.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 08:35]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على النبي الأكرم، و على آله و صحبه، أجمعين:
و يوظّف الاستبداد و التعسف لصالح القويّ.و عند مراجعة الكاتب لنفسه في هذه اللفظة قدح في ذهنه معنى من المعاني، ألا و هو أنَّ: الاستبداد لا علاقة له بدين أو فلسفة أو غيره من مرتكزات الوجود، إنما هي حالة تتمثل بالقوة، و مدى قدرة ممتلكها التحكم بها، أو التلويح بها على الأقل.
و لذلك قد تجد:
- ليبرالي مستبد.
- علماني مستبد.
- إسلامي مستبد.
و لكنه معيب إلى درجة الدخول إلى عالم التناقض عند تمثله في قوم أو مجموعة تقيم نفسها على معنى الحرية، بالأخص لو كانت الحرية المطلقة، أي أنَّها تصبح مستنكره و مستكرهه عند من يقعد لنفسه في عالم أفكار على قانون الفلسفة المطلقة للحرية، و الجارة يجب أن تفهم، و إلا فنفهمها بإجبار.
و قد يستنكر البعض قولي: مسلم مستبد، أو إسلامي مستبد.
و في الحقيقة: أنا آسف من وجود هذا، و المستقري للتاريخ القديم و المعاصر لأمة الإسلام يجد ما يؤكد على هذا، فأمويون مستبدون، و عباسيون مستبدون، و عثمانيون مستبدون، .. و حركات تستبد بحركات آخرى داخل الصف الإسلامي، و لا حول و لا قوةَ إلا بالله.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 07:05]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، أجمعين:
و من أجل "أسطول الحرية" مرةً أخرى، و ندباً للوهن الذي نعيشه.
أقول كما قال مريد البرغوثي:
لا بأس أن نموت في فراشنا
على مخدة نظيفة
و بين أصدقائنا
لا بأس أن نموت مرة
و نعقد اليدين فوق الصدر
ليس فيهما سوى الشحوب
لا خدوش فيهما و لا قيود
لا راية
و لا عريضة احتجاج
لا بأس أن نموت ميتة بلا غبار
و ليس في قمصاننا
ثقوب
و ليس في ضلوعنا أدلة
لا بأس أن نموت و المخدة البيضاء
لا الرصيف تحت خدنا
و كفنا في كف من نحب
يحيطنا يأس الطبيب و الممرضات
و ما لنا سوى رشاقة الوداع
غير عابئين بالأيام
تاركين هذا الكون في أحواله
لعل غيرنا
يغيرونها.
و لا حول و لا قوة إلا بالله، و رحم الله أموات المسلمين.
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 04:42]ـ
أخي عراق الحموي:
شرفتني بهطولك، باركك الرحمن.
ـ[الساري]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 11:41]ـ
أستاذي عبد الوهاب:
حماك ربي , وبارك الله عقلك وزاده توقدا وعلما يوم استحضر ثم كتب هذا القول الثاقب.
بما أن القوة الاقتصادية والعسكرية اليوم لأمريكا الداعرة وحزبها الصليبي. فإن العالم خاضع لرغباتها (جبرا)
يحكم بما تريد ويقول ما تحب
والطابور الخامس الطفيلي (شغّال)
وإلا فإني على قناعة بأ لا أحد يقرّر أو يقول أو يكتب ما أشرت أنت إليه من شنائع عن قناعة راسخة إلا الرهبة أو الرغبة فهو الخوف على الكرسي , أو هوى المال (الأمريكي) أوالمكانة أو الشهرة ...
العالم اليوم يشاهد (مسرحية) تأليه النظرية الأمريكية , يمثلها ذوي ((((المصالح))) فقط , وإلا فلا قناعة.
وحتما ستنتهي فصولها , وأظن هذا قريبا حسب كثير من المؤشرات , ولا عجب فقد ارتفعت أمريكا وحَقٌّ على الله وضعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 09:18]ـ
أستاذي عبد الوهاب:
حماك ربي , وبارك الله عقلك وزاده توقدا وعلما يوم استحضر ثم كتب هذا القول الثاقب.
بما أن القوة الاقتصادية والعسكرية اليوم لأمريكا الداعرة وحزبها الصليبي. فإن العالم خاضع لرغباتها (جبرا)
يحكم بما تريد ويقول ما تحب
والطابور الخامس الطفيلي (شغّال)
وإلا فإني على قناعة بأ لا أحد يقرّر أو يقول أو يكتب ما أشرت أنت إليه من شنائع عن قناعة راسخة إلا الرهبة أو الرغبة فهو الخوف على الكرسي , أو هوى المال (الأمريكي) أوالمكانة أو الشهرة ...
العالم اليوم يشاهد (مسرحية) تأليه النظرية الأمريكية , يمثلها ذوي ((((المصالح))) فقط , وإلا فلا قناعة.
وحتما ستنتهي فصولها , وأظن هذا قريبا حسب كثير من المؤشرات , ولا عجب فقد ارتفعت أمريكا وحَقٌّ على الله وضعها.
وفيك بارك الله، وجزاك خيراً، وشَكَر مرورك.(/)
تأنيث الصبيان
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 11:49]ـ
تأنيث الصبيان
الحمدلله وبعد،،
مدارس آيلة للسقوط في أنحاء الممكلة .. تفاقم مزري لظاهرة المدرس الخصوصي .. تدهور فلكي في أخلاقيات الطلاب .. مخرجات تعليمية لاتتعلم حب القراءة والبحث ومهارات التحليل العلمي .. ازدياد حالات العدوان على المعلمين .. تنامي حالات الهروب من المدرسة .. وضع صحي بائس لمطاعم المدارس .. نقص فادح في المرافق التربوية كتجهيزات المختبرات والمكتبات والصالات الرياضية التي تجعل المدرسة شعلة من النشاط .. ومع ذلك كله .. مع كل هذه الاخفاقات الهائلة لوزارة التربية والتعليم في أسس التعليم ذاتها .. إلا أنها أهملت ذلك كله وذهبت توقد المعارك المجتمعية عبر (إدخال النساء في مدارس البنين)!
صارت وزارة التربية والتعليم كطبيب شعبي رأى يداً كسيرة فبدلاً من أن يعالجها جعلها كسراً مضاعفاً! ياللسخرية .. وزارة المدارس المستأجرة تبدأ حلولها بإدخال النساء في مدارس البنين!
كنت أسمع بعض المهتمين يقولون "الوزارة نايمة" .. وصرت أقول الآن ياليتها كانت نائمة .. ولكن العين التي تنفع الناس نائمة .. وعين الاختلاط مستيقظة مرابِطة!
قدِّم لوزارة التربية والتعليم أي مشروع خدمي ينفع المدارس أو العملية التعليمية وستجد مشروعك راقداً بين أكوام المشروعات المماثلة في أدراج مسؤوليها .. وقدم بالمقابل أي مشروع يدفع باتجاه نهش شئ من جسد الفضيلة وستجدك غداً مدعوا لاجتماع وقور مع معالي الوزير!
وزارة أهملت أزمات تمس أسس العملية التعليمية ذاتها .. هل تريدنا أن نصدق أنها انطلقت في قضية لاتمثل أزمة من "دراساااات علمية" حرصاً على التعليم؟! هل وصل المجتمع إلى هذا المستوى من السذاجة ليصدق فكرة الانطلاق من دراسات حرصاً على التعليم؟ حين ترى مقاولاً يهمل أعمدة المبنى ويحرص على وضع صوتيات الموسيقى داخل الغرف .. فهل تريدنا أن نصدق أنه حريص فعلاً على راحة الساكنين وسلامتهم؟!
منذ عدة عقود مضت أخذت تتزايد أعداد المعلمات في الصفوف الدنيا في بريطانيا، حتى أصبحت الصورة النمطية أن الصفوف الدنيا تناسب المعلمات، وكان هذا التوجه متوازياً تاريخياً مع أوج ضغوط الحركات النسوية، وخصوصاً بعد الستينات وهي النقطة التاريخية التي يرى المؤرخون الغربيون أنها المفصل الزمني الحاسم في أكثر التغيرات الاجتماعية الغربية وخصوصاً مايتعلق بوضع المرأة من لباس وعمل وعلاقات الاقتران.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت عدة أبحاث تدرس (آثار غياب المعلم الرجل على شخصية الطالب في الصفوف الدنيا في بريطانيا) وكانت المسألة محل جدل، لكن كثيراً من هذه الأبحاث أظهرت خطر هذه الظاهرة، وحاجة الطالب الذكر إلى المعلم الرجل، وكانت هذه الأبحاث تدور حول بناء الثقة لدى الطالب، وحتى تستطيع البيئة التعليمية أن تقدم قدوة ( Role model) تتناسب مع شخصية الطالب الذكر، وأشارت الدراسات إلى مفهوم ثقافة الرجل ( Lad culture) وعلاقة مثل هذه الأجواء النسوية بها.
المهم في القضية أن المؤسسة الرسمية المعنية في بريطانيا وهي وكالة التطوير والتدريب للمدارس ( TDA) استندت إلى هذه الأبحاث واتخذت قراراً بزيادة أعداد المدرسين الرجال لاستنقاذ التكوين التربوي للصبيان في الصفوف الدنيا (نقلت الوكالة خلاصة هذه الدراسات في موقعها الرسمي على الشبكة ( www.tda.gov.uk (http://www.tda.gov.uk)) فيمكن مراجعتها من هناك).
وفي أواسط العام الماضي 2009 أطلقت الوكالة ذاتها ( TDA) حملة فعاليات في المدارس البريطانية لتشجيع وإقناع المدرسين الذكور للتعليم في الصفوف الدنيا، وفي شهر يوليو تحديداً من العام 2009 تصور الكاتبة "آسثانا" هذه الحملة التي تقودها وكالة ( TDA) الرسمية بقولها: (الدفع الأضخم لزيادة أعداد المعلمين الذكور في الصفوف الأولية تم إطلاقه هذا الأسبوع في محاولة للتغلب على الشح الحاد في المعلمين الذكور الذي يقول الخبراء أنه يؤثر على الصبيان. المئات من الرجال سيحضرون الفعاليات في المدارس حيث يتواجد المدراء والوكلاء والمدرسون لإقناعهم بالعمل في هذه المهنة) [ Guardian,12Jul2009]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن شدة عناية وكالة التطوير والتدريب البريطانية ( TDA) بهذه القضية صارت تهاجم من قبل الناشطين في الحركات النسوية والمعارضين لهذه التوجهات، حتى أن الرئيس التنفيذي للوكالة المشار إليها وهو "جراهام هولي" أظهر انزعاجه من ذلك وقال (كلما تحدثت عن حاجتنا لزيادة أعداد المدرسين الذكور في الصفوف الأولية تقول الاتحادات عني أنني أصبحت ضد المرأة!) [ Guardian,12Jul2009]
وتنقل الكاتبة المهتمة بشؤون التعليم "ليبست" عن البعض قولهم (إن نقص المعلمين الذكور في الصفوف الأولية يعني أنه لن يكون لديهم تواصل منتظم بالرجال حتى سن الحادية عشرة!) [ Guardian,23Mar2009]
وهذا بدهي أصلاً لايحتاج لكبير دراسات، فإن المدرس الذكر يملك خبرات يحتاجها الطالب الذكر لاتملكها المعلمة المرأة ولاتستطيع إيصالها، والاستهتار بخبرات الرجال وتربية الأجيال عليها يعكس سطحية خطيرة.
وبعيداً عن إدراك كثير من الغربيين –وإن كان إدراكاً متأخراً- لخطورة فصل الفتيان عن الرجال، فإن فقهاءنا رحمهم الله حين كتبوا عن التعليم وآدابه نبهوا على كثير من المسائل ذات الصلة، وتكلموا عن أهمية تربية الفتى بين الرجال ليكتسب من شخصياتهم، بل ونبهوا على أهمية فصل الفتيان عن الفتيات في التعليم حتى وهم صغار مراعاة لذلك، فهذا الإمام المشهور سحنون (ت256هـ) كتب رسالة تربوية عن أحكام التعليم وقال فيها (وأكره للمعلم أن يعلم الجواري ويخلطهن مع الغلمان، لأن ذلك فساد لهم) [آداب المعلمين، الإمام سحنون، ت. أحمد الأهواني، دار المعارف، ص263]
وهذا العلامة القابسي (ت403هـ) فقيه القيروان كتب رسالة تربوية –أيضاً- حول التعليم ونبّه على هذه القضية فقال في طريقة تعليم الصبيان: (ومن صلاحهم، ومن حسن النظر لهم؛ أن لايخلط بين الذكران ولإناث) [الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلِّمين، لأبي الحسن القابسي، ت أحمد خالد، الشركة التونسية للتوزيع، ص131]
والحقيقة أنني حين أتذكر مصيبة كثير من المعلمين العاطلين الذين لم يجدوا وظيفة، ثم أقارنها بهذا القرار التعيس الذي سيزيد حرمانهم فإنني أتحسر على أن تخطط أمورنا المدنية بهذا الشكل .. آلاف من الشباب الآن -وهم أرباب الأسر- المتخرجين بشهادات معلمين لايجدون وظائف .. ثم يأتينا هذا القرار!
هذا التوجه لوزارة التربية والتعليم لايصب في مصلحة تخفيف البطالة بل يصب الكيروسين على نيران البطالة .. بدلاً من أن يفتح للشاب وظيفة جديدة راح يغلق وظائف موجودة!
بدلاً من أن يوظف رب الأسرة ذهب يوظف زوجته ويحرم زوجها من وظيفته!
ومن شبهاتهم التي يتذرعون بها قولهم (إن هذا فيه توظيف للمرأة)، والحقيقة أن توظيف المراة يكون بخلق فرص وظيفية مناسبة لها، وليس باجتياح وظائف الشباب المسكين الذي يعاني هو الآخر من البطالة! هذا كمن رأى رجلاً فقيراً فراح يتصدق عليه بالأخذ من رصيد مفلس أسوأ منه حالاً!
ومن شبهاتهم التي يتذرعون بها قولهم (نريد رقة في تعليم الصبيان) وكأننا نعاني من ازدياد الرجولة في صبياننا؟! وكأن الجيل الجديد يتفجر فروسية وفتوة! بالله عليك خذ جولة في المجلات الشعرية المصورة، وكثيراً من ضيوف الفضائيات، واشمئز بقدر ماتستطيع من ظاهرة التأنث في الحديث، والتمايل والأصوات الناعسة، والصور المستلقية على أحد جانبيها، بل وخصلات الشعر التي صار يلقيها بعض الرجال على أحد عينيه!
نحن في عصر استنوق فيه الجمل وهؤلاء يقولون نريد رقة نسائية في تعليم أبنائنا .. نحن لانريد رقة، فقد أصيب أبناؤنا بأمراضها .. بل نريد ثقافة رجولية يفهم فيها الفتى معنى المسؤولية والصمود والغيرة والحمية بمعناها اللائق به ..
بدلاً من أن يكون الفتى في ذروة سنوات التربية يرى اللحية والشماغ والثوب ويردد قال الأستاذ وحكى لنا الأستاذ، ويقف أمام أستاذه رجلاً لرجل .. يأتيك طفلك غداً لايرى إلا تنورة وأسورة وقلائد وقروط وروجاً وقصات شعر نسوية ويردد قالت الأبلة وحكت لنا الأبلة، ويقف أمام أبلته بكيان مختلف عن كيانها، لايدري وهو يشعر بغربته بينهن أين مساره؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن شبهاتهم التي يتذرعون بها قولهم (حتى نحمي طلاب الصفوف الدنيا من التحرش من طلاب الصفوف العليا)! والحقيقة أنني حين أسمع مثل هذا الاحتجاج لا أستطيع كظم استيائي من حجم التمثيل البارد .. فهؤلاء الذين يسعون ليل نهار لاقرار الاختلاط في التعليم والعمل هل يمكن أن يكونوا مهجوسين أصلاً بقضية التحرش؟! لكن دعنا نفترض أن هذه حجة يعتقد بعض المحايدين صحتها –لنفترض ذلك جدلاً- فالحل هو فصل المرحلتين عن بعضهما، مع بقاء الرجال في تدريس المراحل الدنيا، هل يمكن لعاقل يحترم عقله أن يصدق أن تأنيث معلمي الصفوف الدنيا مقصوده حماية الطلاب من تحرش الصفوف العليا، ماصلة الحل بالمشكلة بالله عليكم؟! هذا كمن رأى طفلين يتشاجران في غرفة فوضع أحدهما في بيت الجيران! هذا نموذج للحل الذي لاصلة له بالمشكلة!
ثم افترض أن أحد الطلاب رسب في بعض سنواته الأولى لأي ظرف مرّ به، ثم صار في الصف الرابع وقد صار كبيراً، فهل سيقى بين المعلمات؟ أم سيكون له وضع خاص؟ هذه مشكلة القرارات التي تبحث عن استعراض أمام الأمريكان أكثر من مراعاة مصلحة البلد.
ما أعظم جريرة الوزارة في هذا القرار الغاشم .. أما الإعلاميين الذين شاركو معكم في هذا القرار البشع فوالله لن يفلتو من ضمير الأمة .. وستبقى سبة وعاراً في جبينكم الى يوم الدين ..
قناة استبشرنا بإسلاميتها فإذا بها تبرم العقود الخلفية المتعفنة لترويج القرارات الفاشلة .. وتسعى لتطبيع الموقف الاجتماعي من شخصيات تصف أحاديث رسول الله بالوحشية .. وتروج لبعض المعتوهين الذين يسبون صراحة مفهوم (القتال) في القرآن ويرونه تخلفاً وبدائية، مفهوم (القتال) القطعي في القرآن يسب جهاراً نهاراً في أرض الحرمين فهل بعد هذا زندقة؟ بل ويسمونه في الحلقة مفكر اسلامي!
أي تدليس أكثر من ذلك؟
كنا نظنها دليلاً الى الحق فإذا بها دليلٌ إلى الشبهات ..
على أية حال .. سيسهم في إنجاح المشروع فريقان من الناس: فريق (الترويج الليبرالي) وهو الذي ينشط فيه الاعلاميون الليبراليون ..
والفريق الثاني هو فريق (التخذيل الإسلامي) وهم مجموعة من المنتسبين للعلوم الشرعية دأبوا في كل منكر أو ذريعة للمنكر أن يخرجو على الناس ويرددو مقطوعتهم المستهلكة: لماذا تضخمون الأمور، القضية أبسط من ذلك، يجب أن نعالج الأمور بالحوار والهدوء، ولاداعي للصراخ، ويجب أن نعتني بحاجات الناس الفعلية .. الخ وكأن النبي – صلى الله عليه وسلم - إذا خطب لم يكن يغضب حتى كأنه منذر جيش كما في صحيح مسلم (كان رسول الله إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم) [صحيح مسلم2042] فأين هذا من برود فريق التخذيل الإسلامي؟!
وأما قولهم (يجب أن نعتني بحاجات الناس) فهل الفضيلة وسد ذرائع انتهاكها والتفطن لمخططات الليبراليين ليست من احتياجات المسلمين الماسة!
وأما قولهم (لاداعي لتضخيم الأمور) فالحقيقة أن من تأمل ثناء الصحافة الأمريكية على الإدارة الحالية لوزارة التربية والتعليم، ومن تأمل عدداً من القرارات التي غدر بها الفقهاء فلما أجازوها إذا بها مطية لغيرها؛ علم أن هذا الشك والارتياب هو مقتضى العقل والفطنة، وأن ضده ماهو إلا دس للرأس في الرمال ..
والله ليسألنكم الله عن فتيان أنثتمو تربيتهم .. والله ليسألن الله كل من بارك هذه الخطوة وهو يعلم أنها خطوة لغيرها، خصوصاً وهو يعلم أن الله تعالى قال في أربعة مواضع من كتابه في البقرة مرتين وفي الأنعام والنور (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) ..
والله ليسألنكم الله عن شاب تخرج بشهادة معلم ينتظر الفرج فإذا بكم تغدرون به ذات صباح وزدتم حرمانه وحرمان أسرته لأنكم أردتم أن تقول الصحافة الأمريكية عنكم إنكم أناس راقون متقدمون!
والله أعلم،،
ابوعمر
جمادى الثانية 1431هـ(/)
«أسألك بما مننت على موسى وبما فضلت محمَّدًا وبما نجيت إبراهيم .. » توسل بدعي (البراك)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 12:28]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئِلَ صَاحِبُ الفَضِيلَةِ العلَّامةُ عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ البَرَّاك ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ:
أسألك بما مننت على موسى وبما فضلت محمَّدًا وبما نجيت إبراهيم وبما كشفت عن أيوب، هل هذا توسل شرعي؟
فأجاب:
الحمد لله، هذا توسل بدعي فهو يشبه التوسل بجاه الأنبياء وحقوقهم، فإن جاه النبيّ وحق النبيّ وسيله له، فالتوسل الوارد في السؤال توسل بما ليس بينه وبين المتوسَّل له مناسبة، فنجاة إبراهيم والمنُّ على موسى وتفضيل محمَّد صلى الله عليهم وسلم لا يكون سببًا لإجابة دعاء من دعا متوسلا بذلك، والتنويع بين من ذكر من الرُّسل من حيث فضلُ الله عليهم لا معنى له، فقد نجى الله إِبْرَاهِيْمَ ومُوْسَى ومُحمَّدًا عليهم الصلاة والسَّلام ومنَّ عليهم وفضلهم، فلا وجه لتخصيص كل واحد بمعنى من هذه المعاني.
رقم الفتوى: 37149
المصدر: موقع شيخِنا الرَّسمي.
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=37149&catid=&Itemid=35
ـ[المحبرة]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 02:33]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 03:38]ـ
حفظ الله الشيخ البراك، وأطال عمره في النفع والخير.
تنبيه: بعض الناس يخلط بين الثناء على الله بهذه الأفعال، ودعائه بحق أو بجاه تلك الأفعال.
الأول أن أقول: أسألك يا من مننت على موسى، وفضلت محمدًا ونجيت إبراهيم ......
والثاني: أسألك بما مننت على موسى وبما فضلت محمَّدًا وبما نجيت إبراهيم وبما كشفت عن أيوب.
فالأول ثناء على الله بهذه الأفضال، والثاني توسل إلى الله بما ليس بينه وبين المتوسل مناسبة، كما تقدم في كلام الشيخ حفظه الله.
لكن ظهر لي معنى قد يكون مقبولا:
أن يكون الداعي أراد أن يقول:
أسألك بمنك الذي مننت به على موسى، وفضلك الذي تفضلت به على محمد، ... الخ.
فيكون ذلك توسلا مشروعًا والله أعلم.
والله أعلم(/)
ما هو ضابط إخراج العالم أو الداعية من السلفية؟؟
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 02:51]ـ
ما هو ضابط إخراج العالم أو الداعية من السلفية؟؟ أرجو توضيح ذلك مع ذكر الأدلة والاستئناس بكلام أهل العلم، بارك الله فيكم ..
ـ[الاثر]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 04:54]ـ
متى يخرج المرء من دائرة أهل السنة و الجماعة؟؟؟
قبل أن نشرع في الجواب نتعرف على الْبِدْعَةُ أو المخالفة الَّتِي يُعَدُّ بِهَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ
فالْبِدْعَةُ أو المخالفة الَّتِي يُعَدُّ بِهَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ هي البدعة التي يخالف بها صاحبها الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (96/ 24):
(نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع)
فمن خالف في أمر اشتهر الخلاف فيه بين أهل السنة وأهل البدع، قال الشيخ عبدالعزيز الريس "وتبدع الطائفة أو الرجل إذا خالفت أهل السنة في أمر اشتهر به أهل البدع كمثل أن يرى الخروج على السلطان هذا أمر اشتهر به أهل البدع اشتهر عداء أهل السنة لأهل البدع في هذه المسالة وقد ذكر هذا الضابط وهو الاشتهار شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى -رحمه الله - مثل أن يقول الرجل إن كلام الله مخلوق هذا يبدع لأنه اشتهر خلاف أهل السنة لأهل البدع فيها فمن قال كلام الله مخلوق فهو مبتدع إن كان جاهلاً وإلا كفر بإجماع أهل السنة" وقال: " والبدع التي اشتهر الخلاف فيها بين أهل السنة وأهل البدعة فلا ينظر في التبديع بها إلى العلم فقد نقل اللالكائي في عقيدة الرازيين أبي حاتم وأبي زرعة التي نقله عنهم ابن أبي حاتم والتي أخذوها عمن أدركوا من علماء السنة وأنها مذهب أهل السنة في باب الاعتقاد:" ومن وقف في القرآن جاهلاً علم وبدع ولم يكفر "
فقد نقلوا تبديع السلف مع الجهل ويدل على هذا ظاهر صنيع السلف ومن ذلك أن سفيان الثوري دخل البصرة سأل عن الربيع بن صبيح فقالوا: عالم سنة. قال: من جلساؤه؟ قالوا: القدرية. قال: هو قدري.
وأشاد بهذه الكلمة ابن بطة في الإبانة الكبرى، وتأملوا أن سفيان الثوري لم ينتظر في تبديعه أن يقيم الحجة عليه". مقدمات في الاعتقاد للريس
وكذلك يخرج الرجل من أهل السنة والجماعة بأمرين:
1. أن يخالف أصلا من أصول السنة فيبدع بذلك
2. أن يخالف في جزئيات كثيرة تنزل منزلة ذلك الكلي
قال الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله- في شرحه على العقيدة الطحاوية (ش\35): حيث قال "الشذوذ مرتبتان:
المرتبة الأولى: أن ينفرد ويشذ في أصل من الأصول؛ يعني في الصفات، في الإيمان، في القدر، فهذا بانفراده في الأصل يخرج من الاسم العام المطلق لأهل السنة والجماعة.
المرتبة الثانية: أن يوافق في الأصول؛ لكن يخالف في فرع لأصل أو في فرد من أفراد ذلك الأصل.
مثلا يؤمن بإثبات الصفات وإثبات استواء الرب - جل جلاله - على عرشه وبعلو الرب - جل جلاله - وبصفات الرحمن سبحانه وتعالى؛ لكن يقول: بعض الصفات أنا لا أثبتها، لا أثبت صفة الساق لله - عز وجل -، أو لا أثبت صفة الصورة لله - عز وجل -، أو أثبت أن لله أعينا، أو أثبت لله - عز وجل - كذا وكذا مما خالف به ما عليه الجماعة.
فهذا لا يكون تاركا لأهل السنة والجماعة؛ بل يكون غلط في ذلك وأخطأ ولا يتبع على ما زل فيه بل يعرف أنه أخطأ، والغالب أن هؤلاء متأولون في الإتباع.
وهذا كثير في المنتسبين للسنة والجماعة كالحافظ ابن خزيمة فيما ذكر في حديث الصورة، وكبعض الحنابلة حينما ذكروا أن العرش يخلو من الرحمن - جل جلاله - حين النزول، وكمن أثبت صفة الأضراس لله , وأثبت صفة العضد أو نحو ذلك مما لم يقرره أئمة الإسلام.
فإذا من شذ في ذلك في هذه المرتبة، يقال: غلط وخالف الصواب؛ ولكن لم يخالف أهل السنة والجماعة في أصولهم؛ بل في بعض أفراد أصل وهو متأول فيه.
وهذا هو الذي عليه أئمة الإسلام فيما عاملوا به من خالف في أصل من الأصول في هذه المسائل، وكتب ابن تيمية بالذات طافحة بتقرير هذا في من خالف في أصل أو خالف في مسألة فرعية ليست بأصل" ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فالخلاصة: يجب أن نفرق بين من وقع في بدعة أو خطأ من علماء السلف -أهل السنة والجماعة- الذين ينطلقون في استدلالهم من الحديث والأثر وبين من وقع في بدعة من أهل الأهواء والبدع الذين ينطلقون من أصول وقواعد مبتدعة أو منهج غير منهج أهل السنة و الجماعة.
قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام: " المسألة الخامسة: وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقاً بخلافها للفرقة الناجية في معنىً كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزئيات إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعاً و إنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية لأن الكليات تقتضي عدداً من الجزئيات غير قليل و شأنها في الغالب أن لا يختص بمحل دون محل ولا باب دون باب " انتهى
مع التنبيه إلى أن كثرة الأخطاء في الجزئيات الفرعية في باب من الأبواب بدعوى الاجتهاد السائغ قد تؤول أو تدل عل وجود انحراف في أصل هذا الموضوع الذي تكرر الخطأ منه في فروعه.
قال الشاطبي –رحمه الله- في الاعتصام (2\ 200 - 201): " ويجرى مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة كما تصير القاعدة الكلية معارضة ايضا.
وأما الجزئي فبخلاف ذلك بل يعد وقوع ذلك من المبتدع له كالزلة والفلتة -وإن كانت زلة العالم مما يهدم الدين-".
وقال الشيخ الألباني رحمه الله ( .. المبتدع هو الذي من عادته الابتداع في الدين وليس الذي يَبتدع بدعة ولو كان هو فعلاً ليس عن اجتهاد وإنما عن هوى مع هذا لا يسمى مبتدعاً ... فيشترط إذن في المبتدع شرطان: (1) أن لا يكون مجتهداً وإنما يكون متبعاً للهوى. (2) يكون ذلك من عادته ومن ديدنه). سلسلة الهدى والنور رقم (785) الوجه الثاني.
متى تخرج الجماعة من دائرة أهل السنة و الجماعة؟؟؟
إذا تكتلت جماعة على منهج أو فكر وضعته لنفسها تتحزب وتتعصب له تعقد عليه الولاء و البراء فتفرق الأمة بذلك فهي جماعة خارجة عن أهل السنة والجماعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وليس لأحد أن ينصب للأمة شخص يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون) الفتاوى (20/ 164)
وقال ابن تيمية:
(ومما ينبغي أيضًا أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام على درجات، منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة، ومنهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة .. إلى أن قال: ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولًا يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ، والله يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك .. إلى أن قال: بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه وفرق بين جماعة المسلمين وكفر وفسق مخالفه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات واستحل قتل مخالفه دون موافقه؛ فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات .. ) المجلد الثالث صفحة 348.
وفي هذا بيان لخطورة التحزب الذي هو عقد الولاء والبراء على المناهج والآراء المحدثة وتفريق الأمة بذلك.
سئل الإمام الألباني رحمه الله متى تكون الفرقة فرقة ضالة؟
ج- لاتكون بمجرد الانحراف في جزئية كما سبق وإنما عندما تتكتل جماعة على منهج تضعه لها وتتحزب وتتعصب له .. ) من شريط رقم 734 سلسلة الهدى والنور الوجه a
وسئل الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ما هو رأيكم فيمن يجعل هذه الجماعات من أهل البدع والفرقة وأنهم يدخلون تحت حديث الافتراق؟
ج-هذا الذي يظهر لأنها فرقت كلمة المسلمين وخصوصاً من كان منهم صوفياً أو شيعياً أو يوالي ويعادي من أجل الحزب فهذه التفرقة لوحدة المسلمين تعتبر فرقة. من كتاب قمع المعاند للشيخ مقبل ص386
و إن كان عند إخواني تعقيب أو تصويب أو إضافة فلا يبخلوا علينا.
و صلى الله و سلم و بارك على محمد و آله وصحبه
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 05:18]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل، لقد أثريت الموضوع بارك الله فيك واصحلني وإياك.
أقول - وفقك الله - عندي عدة استفسارات فأرجو أن يتسع صدرك لها:
1 - هل يخرج الإمام السيوطي من أهل السنة لأنه معلوم أنه خالف أهل السنة في باب الصفات وهذا باب كلي؟؟
2 - نفس السؤال على ابن الجوزي ومعلوم أنه خالف في باب الصفات وله كتاب مشهور اسمه " دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه يرد فيه على الحافظ ابن عبدالبر "؟؟
3 - نفس السؤال على ابن حزم حيث أن ابن حزم رحمه الله وغفر الله له له كلام غريب جدا في القرآن، وخخالفاته في العقيدة شهيرة حتى أن أحد العلماء سمعته يقول ابن حزم جهمي في العقيدة؟؟ فهل يخرج ابن حزم بذلك من دائرة أهل السنة؟
4 - إذا كان العالم أو الداعية يدعو إلى منهج أهل السنة ويدافع عنه وينافح عنه ونشأ وترعرع عليه ولكنه خالف المنهج في مسألة مثل الخروج على الحاكم وهو مجتهد في ذلك وله أدلة ويرى أدلة المخالفين مرجوحة؟؟
5 - هل ثناء العالم على مبتدع - ليس على بدعته بل لجهوده الأخرى - يخرجه من أهل السنة؟؟
بصراحة الأسئلة كثيرة وأرجو أن يتسع صدك وصدر إخواني لذلك ويشهد الله أنني لم أرد المماراة والمجادلة ولكني أريد الحق وهذه الأسئلة تحيك في صدري فأرجو جوابا شافيا عليها وهناك غيرها قد أسردها فيما بعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاثر]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 07:28]ـ
1 - هل يخرج الإمام السيوطي من أهل السنة لأنه معلوم أنه خالف أهل السنة في باب الصفات وهذا باب كلي؟؟
2 - نفس السؤال على ابن الجوزي ومعلوم أنه خالف في باب الصفات وله كتاب مشهور اسمه " دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه يرد فيه على الحافظ ابن عبدالبر "؟؟
3 - نفس السؤال على ابن حزم حيث أن ابن حزم رحمه الله وغفر الله له له كلام غريب جدا في القرآن، وخخالفاته في العقيدة شهيرة حتى أن أحد العلماء سمعته يقول ابن حزم جهمي في العقيدة؟؟ فهل يخرج ابن حزم بذلك من دائرة أهل السنة؟
أظن قد أجبت عندما قلت:
يجب أن نفرق بين من وقع في بدعة أو خطأ من علماء السلف -أهل السنة والجماعة- الذين ينطلقون في استدلالهم من الحديث والأثر وبين من وقع في بدعة من أهل الأهواء والبدع الذين ينطلقون من أصول وقواعد مبتدعة أو منهج غير منهج أهل السنة و الجماعة.
وهذا التأصيل من الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله- فيه الكفاية
قال الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله- في شرحه على العقيدة الطحاوية (ش\35): حيث قال "الشذوذ مرتبتان:
المرتبة الأولى: أن ينفرد ويشذ في أصل من الأصول؛ يعني في الصفات، في الإيمان، في القدر، فهذا بانفراده في الأصل يخرج من الاسم العام المطلق لأهل السنة والجماعة.
المرتبة الثانية: أن يوافق في الأصول؛ لكن يخالف في فرع لأصل أو في فرد من أفراد ذلك الأصل.
مثلا يؤمن بإثبات الصفات وإثبات استواء الرب - جل جلاله - على عرشه وبعلو الرب - جل جلاله - وبصفات الرحمن سبحانه وتعالى؛ لكن يقول: بعض الصفات أنا لا أثبتها، لا أثبت صفة الساق لله - عز وجل -، أو لا أثبت صفة الصورة لله - عز وجل -، أو أثبت أن لله أعينا، أو أثبت لله - عز وجل - كذا وكذا مما خالف به ما عليه الجماعة.
فهذا لا يكون تاركا لأهل السنة والجماعة؛ بل يكون غلط في ذلك وأخطأ ولا يتبع على ما زل فيه بل يعرف أنه أخطأ، والغالب أن هؤلاء متأولون في الإتباع.
وهذا كثير في المنتسبين للسنة والجماعة كالحافظ ابن خزيمة فيما ذكر في حديث الصورة، وكبعض الحنابلة حينما ذكروا أن العرش يخلو من الرحمن - جل جلاله - حين النزول، وكمن أثبت صفة الأضراس لله , وأثبت صفة العضد أو نحو ذلك مما لم يقرره أئمة الإسلام.
فإذا من شذ في ذلك في هذه المرتبة، يقال: غلط وخالف الصواب؛ ولكن لم يخالف أهل السنة والجماعة في أصولهم؛ بل في بعض أفراد أصل وهو متأول فيه.
وهذا هو الذي عليه أئمة الإسلام فيما عاملوا به من خالف في أصل من الأصول في هذه المسائل، وكتب ابن تيمية بالذات طافحة بتقرير هذا في من خالف في أصل أو خالف في مسألة فرعية ليست بأصل" ..
4 - إذا كان العالم أو الداعية يدعو إلى منهج أهل السنة ويدافع عنه وينافح عنه ونشأ وترعرع عليه ولكنه خالف المنهج في مسألة مثل الخروج على الحاكم وهو مجتهد في ذلك وله أدلة ويرى أدلة المخالفين مرجوحة؟؟
أخي الكريم مثل هذه المسألة الخروج على الحاكم قد تواترت الأدلة فيها بعد خلاف مسبق أي مثل مسألة نكاح المتعة وربا الفضل وأجمع بعد ذلك السلف كما نقل الحافظ ابن حجر فلايجوز الخلاف فيها وصاحبها يخرج من السنة كما نقل السلف أنفسهم وقد نقلت لك فالْبِدْعَةُ أو المخالفة الَّتِي يُعَدُّ بِهَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ هي البدعة التي يخالف بها صاحبها الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (96/ 24):
(نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع)
فمن خالف في أمر اشتهر الخلاف فيه بين أهل السنة وأهل البدع، قال الشيخ عبدالعزيز الريس "وتبدع الطائفة أو الرجل إذا خالفت أهل السنة في أمر اشتهر به أهل البدع كمثل أن يرى الخروج على السلطان هذا أمر اشتهر به أهل البدع اشتهر عداء أهل السنة لأهل البدع في هذه المسالة وقد ذكر هذا الضابط وهو الاشتهار شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى -رحمه الله - مثل أن يقول الرجل إن كلام الله مخلوق هذا يبدع لأنه اشتهر خلاف أهل السنة لأهل البدع فيها فمن قال كلام الله مخلوق فهو مبتدع إن كان جاهلاً وإلا كفر بإجماع أهل السنة" ..
هل ثناء العالم على مبتدع - ليس على بدعته بل لجهوده الأخرى - يخرجه من أهل السنة؟؟
لايخرجه من أهل السنة كما قال ذلك الإمام الألباني رحمه الله في شريط رقم 784 الوجه 1بعنوان الرأي المعتدل في سيدقطب، وكذلك الشيخ عبدالله العبيلان حفظه الله في شريط فقه القرآن آخر الوجه2
والله أعلم
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 07:55]ـ
الإمام الألباني رحمه الله في شريط رقم 784 الوجه 1بعنوان الرأي المعتدل في سيدقطب، وكذلك الشيخ عبدالله العبيلان حفظه الله في شريط فقه القرآن آخر الوجه2
هل من رابط لهذين الشريطين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 08:36]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (96/ 24):
(نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع)
هل هذا القيد في كلام شيخ الاسلام -رحمه الله-قيدٌ حقيقي مقصود؟ أعني هل هنالك خلافٌ لكل هذه الواضحات مجتمعة أو لاحداها:1 - الكتاب المستبين 2 - السنة المستفيضة 3 - ما أجمع عليه سلف الأمة ثم يكون صاحبه معذورا بعد ذلك؟
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 08:49]ـ
هل هذا القيد في كلام شيخ الاسلام -رحمه الله-قيدٌ حقيقي مقصود؟ أعني هل هنالك خلافٌ لكل هذه الواضحات مجتمعة أو لاحداها:1 - الكتاب المستبين 2 - السنة المستفيضة 3 - ما أجمع عليه سلف الأمة ثم يكون صاحبه معذورا بعد ذلك؟
لنقل أنه سليم في الأصل يبني منهجه على أصول صحيحة لا لبس فيها بحسب مايعتقد اهل السنه والجماعة ثم خالف في جزئية ما وكان في هذه الجزئية متأولٌ بتأول يسوغه وجه من وجوه اللغة الصحيحة
ماذا ستفعل حيئنذ؟
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:07]ـ
هل من رابط لهذين الشريطين؟
في الشريط رقم 785 من هنا
http://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=shbovi&shid=1&boid=1&f=640
تنبيه: رأي معتدل في سيد قطب هو عنصر من عناصر الشريط الكامل
وإذا أردت رابط العنصر هذا فقط فاضغط هنا ( http://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=pdit&cntid=6906)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:14]ـ
في الشريط رقم 785 من هنا
http://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=shbovi&shid=1&boid=1&f=640
تنبيه: رأي معتدل في سيد قطب هو عنصر من عناصر الشريط الكامل
وإذا أردت رابط العنصر هذا فقط فاضغط هنا ( http://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=pdit&cntid=6906)
بارك الله فيك اخي الفاضل وشكر الله لك
والشريط الآخر هل اطمع به؟
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 05:26]ـ
ليس عندي ولم أبحث عنه، حاول تبحث عنه أخي وشوف
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 09:11]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل، لقد أثريت الموضوع بارك الله فيك واصحلني وإياك.
أقول - وفقك الله - عندي عدة استفسارات فأرجو أن يتسع صدرك لها:
1 - هل يخرج الإمام السيوطي من أهل السنة لأنه معلوم أنه خالف أهل السنة في باب الصفات وهذا باب كلي؟؟
2 - نفس السؤال على ابن الجوزي ومعلوم أنه خالف في باب الصفات وله كتاب مشهور اسمه " دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه يرد فيه على الحافظ ابن عبدالبر "؟؟
3 - نفس السؤال على ابن حزم حيث أن ابن حزم رحمه الله وغفر الله له له كلام غريب جدا في القرآن، وخخالفاته في العقيدة شهيرة حتى أن أحد العلماء سمعته يقول ابن حزم جهمي في العقيدة؟؟ فهل يخرج ابن حزم بذلك من دائرة أهل السنة؟
4 - إذا كان العالم أو الداعية يدعو إلى منهج أهل السنة ويدافع عنه وينافح عنه ونشأ وترعرع عليه ولكنه خالف المنهج في مسألة مثل الخروج على الحاكم وهو مجتهد في ذلك وله أدلة ويرى أدلة المخالفين مرجوحة؟؟
5 - هل ثناء العالم على مبتدع - ليس على بدعته بل لجهوده الأخرى - يخرجه من أهل السنة؟؟
بصراحة الأسئلة كثيرة وأرجو أن يتسع صدك وصدر إخواني لذلك ويشهد الله أنني لم أرد المماراة والمجادلة ولكني أريد الحق وهذه الأسئلة تحيك في صدري فأرجو جوابا شافيا عليها وهناك غيرها قد أسردها فيما بعد ..
لو العلماء كابن حجر والنووى نقلوا كلام الاشاعرة في الصفات ظانين انه مذهب أهل السنة ونقلوه في شروحهم بهذا الظن لايُبَدعون، أما من يجادل عن الاشاعرة مثلا ويناظر فهذا هو المبتدع
اجابة السؤال رقم 5
أقول بعض البغاة يرون ذلك لدرجة أن بعضهم يقول مؤخرا
أن فلان مبتدع لأنه رضي عمن نقل عمن والى سيد قطب:) مثلا
أما مذهب السلف الصالح هو هو عين منهج الموازنة الذي ينكره هؤلاء
وقال شيخنا محمد اسماعيل المقدم أن هؤلاء يتكلمون على المعاصرين ويذموهم لانتهاجهم منهج الموازنة، ولايستطيعون التعرض للمتقدمين كالامام الذهبي مثلا، فهم يوهمون الناس أن منهج الموازنة من ابتداع المعاصرين
وأئمة أهل السنة كابن كثير يصفون الزمخشري بالعلامة (وهو اعتزالي جلد)! وكذلك أئمة أهل السنة في كل العصور
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 05:05]ـ
ليس عندي ولم أبحث عنه، حاول تبحث عنه أخي وشوف
بارك الله لك فيما عندك ونفع بك اخي
أقول بعض البغاة يرون ذلك لدرجة أن بعضهم يقول مؤخرا
أن فلان مبتدع لأنه رضي عمن نقل عمن والى سيد قطب:) مثلا
مادمت تنقل عن سيد فسيأتي اليوم الذي يخرجونك فيه من الملة وليس فقط التبديع .. والله المستعان
رحم الله سيد وعفى عنا وعنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاثر]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 06:56]ـ
شريط فقه القرآن وسؤالك في آخر الوجه2
http://www.obailan.net/styles/shomookh/images/download.gif (http://www.obailan.net/voices.php?action=savevoice&id=225)
http://www.obailan.net/voices.php?action=listvoices&id=1
هل هذا القيد في كلام شيخ الاسلام -رحمه الله-قيدٌ حقيقي مقصود؟ أعني هل هنالك خلافٌ لكل هذه الواضحات مجتمعة أو لاحداها:1 - الكتاب المستبين 2 - السنة المستفيضة 3 - ما أجمع عليه سلف الأمة ثم يكون صاحبه معذورا بعد ذلك؟
أنظر هذا الرابط http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=15742
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 07:22]ـ
شريط فقه القرآن وسؤالك في آخر الوجه2
http://www.obailan.net/styles/shomookh/images/download.gif (http://www.obailan.net/voices.php?action=savevoice&id=225)
http://www.obailan.net/voices.php?action=listvoices&id=1
أنظر هذا الرابط http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=15742
شكر الله لك اخي الفاضل
بالنسبه لملف فقه القرآن يظهر ان تحميله على الموقع فيه خلل لأنه يحمل المادة لكن لا يتعرف عليها الجهاز مع ان البرامج الصوتيه عندي تكاد تكون شاملة لعموم الامتدادات الم تكن كذلك بالفعل .. لكن ومع هذا فقد حاولت تشغيله في محله - اي على الريل بلير الموجود في الموقع - لكنه للأسف لم يعمل ايضا
انتظرك اخي ان كان لديك بديل
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 07:35]ـ
اخى صاحب الموضوع يسأل عن الضابط لاخراج العالم من السلفيه
ومن خلال اطلاعاتى على عشرات الكتب والكتيبات فضلا عن المقالات ومواقع الانترنت
اجزم ان الضابط الوحيد لاخراج عالم او طالب علم من اهل السنة هو ان يخالف ابن تيمية
فالقوم جعلوا كلام ابن تيمية المرجعيه التى يعرضون عليها اى قول وان كان لاحد جبال العلم من الائمة الهداه
فان وافق ابن تيمية فهو سلفى سنى وان خالفه فهو مبتدع
وانظر الى اقوالهم
اخرجه شيخ الاسلام من اهل السنة وآخر يقول عنه لايخرج بهذا القول وآخر فيه قولان الخ
وان كان الآخر ابن حجر او النووى او المناوى او السيوطى او ابن الجوزى او القرطبى او ابو حيان او الرازى او البقاعى
او البيهقى او ابن حزم وغيرهم كثير جدا من ائمة التفسير والحديث والفقه واللغة
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 07:50]ـ
وأذكر أيضا من كلام الشيخ العثيمين -رحمه الله- في حديث جانبي مع الطلاب أثناء تعليقه على (حلية طالب العلم) أنه قال كلاما معناه أنه متى اجتمعت طائفة على أصل غير الأصول المقررة عند السلف يوالون عليه ويعادون عليه فإن هذا يكون نوع من التحزب والخروج عن الجماعة.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 10:51]ـ
أخي الكريم الأثر أنت تقول أن السيوطي ابن حزم من أهل السنة مع أنني قلت لك أنهم خالفوا في أصل كلي وهو الصفات فأنت قلت لي: أنهم انطلقوا من قواعد أهل السنة // وأنا أقول لك لو فعلوا ذلك ما ضلوا أصلا في هذا الباب فيكون الخيار الثاني هو الصحيح - على قولك - أنهم انطلقوا من قواعد أهل البدع فخالفوا أهل السنة لأنهم لو انطلقوا بقواعد أهل السنة ما خالفوا في كل الباب ولكن سيكون خلافهم في جزئيات مثلما حدث من ابن حجر والنووي فهم لم يخالفوا في باب الصفات كله ولكنهم خالفوا في بعض الصفات لأنهم انطلقوا من قواعد أهل السنة ولكنهم اجتهدوا فخالفوا في التطبيق على بعض الصفات أما بالنسبة للسيوطي وابن حزم والباقلاني فالأمر فيهم مختلف؟؟
وبِناء على ما سبق يكون جوابك فيه نوع من التناقض؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 02:02]ـ
قال الشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر في كتاب (أهل السنة والجماعة أصحاب المنهج الأصيل والصراط المستقيم) في المبحث الخامس (خصائص منهج أهل السنة والجماعة ومميزاته)
سادسا: (أي الخصيصة السادسة) الاتفاق على الحق والدعوة الى الوحدة
يقول بعد كلام
ولايُخرجون (أي أهل السنة) من اطار السنة والجماعة العصاة المذنبيت، ولايخرجون من أخطأ في جزئية من جزئيات المنهج، مادام ملتزما بالمنهج على وجه العموم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والناس اليوم طرفان ووسط، فالطرف الأول الذي يريد أن يلغي كل فارق بين الفرق الاسلامية وأهل السنة، والطرف الثاني الذي يخرج من اطار أهل السنة كل من عُرف بزلة في المنهج العلمي أو العملي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 02:08]ـ
منهج بن تيمية (وصاحبه مصطفى حلمى) فى تجميع الاسلاميين
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد
يقول الشيخ مصطفى حلمى فى كتاب منهج علماء الحديث والسنة فى أصول الدين ص 209
وكان (أى بن تيمية) يحاول أيضا التقريب بين وجهات النظر مادامت الأصول المتفق عليها واحدة. اذ بالرغم من الخصومات العنيفة الحادثة بين الفرق والمذاهب فى عصر شيخ الاسلام. فانه حاول التقريب بين الاتجاهات المتقاربة اذا وجد مواضيع الالتقاء كثيرة. فأظهر الاتفاق فى الأصول وأغضى عن الخلافات فى دقائق المسائل التى تخفى على الكثير فان الكلام فى مسألة الكلام حير عقول أكثر الأنام ودوافعه فى ذلك أن الله تعالى أمرنا بالجماعة والائتلاف ونهانا عن الفرقة والاختلاف فقال لنا فى القرءان
وقال
وقال
وكان يبرز أمام مخالفية الأصول الكبار المتفق عليها فيذكرهم بأن ربنا واحد وكتابنا واحد ونبينا –صلى الله عليه وسلم 0 واحد وأصول الدين لاتحتمل التفرق والاختلاف (بن تيمية شرح العقيدة الأصفهانية ص63
منهج مصطفى حلمى (صاحب بن تيمية)
يقول ص 240
عنوان
مسائل الاجماع فى العقيدة والعبادات
وفى ضوء هذه التفسيرات التاريخية والعبرة مما حدث.فان الحكمة تقتضى التخفيف من غلواء التفرق. مع تلمس مسائل الاجماع بين المسلمين لأن الأحوال المعاصرة تجعل من الاستمرار فى بث الفرقة لونا من ألوان التدمير العقائدى والحضارى للمسلمين كافة .............. الى أن يقول
ومن ناحية أخرى نود فى ختام هذا البحث اضافة أكثر العوامل أهمية وابرازه والالتفاف حوله. ونعنى به عناصر الوحدة التى تجمع بين المسلمين قاطبة لأن تحليل عناصرها يثبت أنها تفوق أسباب الخلاف والفرقة (يقصد أن مساحة المختلف فيه بين الاسلاميين لاتساوى شيئا اذا قيست بمساحة المتفق عليه بينهم)
أضف الى ذلك أن المشكلات الكلامية المثارة فى الماضى نشأت عن أسباب وعوامل نبعت من البيئة الثقافية حينذاك وقد قُتلت بحثا وتحليلا ومناقشة وظهر فيها الحق بين المذاهب والفرق. وربما كانت محتملة عندما كانت الحضارة الاسلامية سائدة. أما وقد آل الحال الى مانحن عليه. فلم يعد من المحتمل اثارة هذه المشكلات من جديد (1) وقد سبقنا علماء الحديث والسنة الى توجيهنا الى هذا الأصل الجامع. منهم بن حزم بكتابه (مراتب الاجماع فى العبادات والمعاملات والاعتقادات) وعنوانه يشير الى مضمونه. يعنينا ما سجله فى باب الاعتقادات قال
(ثم نقل شيئا من كلامه) وواصل قائلا
وكذلك العبادات هناك اجماع فى أمور رئيسية لخصها بن تيمية كما يلى. وذلك مثل (ثم نقل شيئا من كلامه)
وقال
لذلك ينبغى أن تخف أصوات الخلافات ويجتمع المسلمون على مادة الاسلام العظمى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاسترشاد باجتهادات علماء الحديث والسنة لاسيما وقد جدت تحديات فى هذا العصر تقتضى منهم الوقوف جبهة واحدة انتهى كلامه
ولعل بعض المفتونين قد يفهم شدة بن تيمية فى نقد المذاهب والطوائف المخالفة للسنة فهما على هواه فأنقل لهؤلاء المقتونين كلاما للامام مصطفى حلمى من نفس المصدر الأول ص 203 وهو يتكلم عن مكارم أخلاق بن تيمية ويفسر السبب فى نقده الحاد أحيانا فيقول
عنوان
خلقه (أى بن تيمية)
اتصف الشيخ بمكارم الأخلاق. أما عن حدة الطبع التى تُوصف بها كتاباته وشدته فى نقد المذاهب والطوائف المخالفة للسنة فهى كرد فعل لشدة خصومة مخالفيه. وكان هو على يقين بأنه على الحق بالأدلة الشرعية العقلية.
فالواقع أن الرجوع الى مراحل حياة الشيخ. والاطلاع على التهم التى كيلت اليه ظلما ومانسب اليه زورا وبهتانا (1) *. كل هذا دفع بالشيخ الى الثورة على المظالم التى أحدقت به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويزيد الأمر ايضاحا ما يحدثنا به عن نفسه فيقول (فان الناس يعلمون أنى من أطول الناس روحا وصبرا على مر الكلام. وأعظم الناس عدلا فى المخاطبة لأقل الناس (2). فبم اذن يُفسر ثورته وغضبه؟
هنا يجيب قائلا (فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتى هى أحسن. بل عنف أبو بكر الصديق رضى الله عنه عروة ابن مسعود بحضرة النبى صلى الله عليه وسلم لما قال – انى لأرى أوباشا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك وأجابه بحدة بالغة الشدة (أنحن نفر عنه وندعه)؟! (3)
وفيما عدا هذا فقد كان الشيخ متسامحا مطبقا لأخلاقيات الاسلام فى العفو ..... وذكر الامام مصطفى حلمى شيئا من مواقف بن تيمية فى عفوه عن خصومه بعد أن عرض عليه السلاطين الانتقام منهم له وأدعوا كل أخ مسلم أن يجتهد فى تجميع شمل الاسلاميين
ونسأل الله أن يصلح ذات بين الاسلاميين العالمين لدين الله وأن يتعاونوا لاعزاز دين الله
والحمدلله رب العالمين
خالد المرسى
--------------------------------------------------
(1) كثيرا ما يكرر الامام هذا الكلام فى كتبه ولايقصد منه المعنى الباطل الذى يقصده البعض ولكن يقصد به المعنى الحق كما أيضا يكرر مقصده هذا فى كتبه كالكتاب المنقول منه هذا الكلام وككلامه فى مقدمة الطبعة الثالثة من كتاب قواعد المنهج السلفى فى الفكر الاسلامى يقول (واذا لاحظ القارئ أن هذه الفرق قد انقضت بانقضاء المراحل التاريخية التى ظهرت فيها. فان ملاحظته صحيحة ولكن فاته أن بعض عقائدها ظلت متوارثة فى عقول البعض. ومن هنا تأتى الفائدة الثانية أى التحذير من الانزلاق الى بعض أو كل بدع الفرق المنحرفة عن الجادة انتهى كلامه يعنى الامام يقصد التوازن فى تقدير خطورة المسائل والمشكلات العقدية المُثارة فى الساحة واعطاء لكل منها الوقت والجهد اللازم لدحضها وتفنيدها بذكاء وحكمة وعقل كبير بدون (حَوَل فكرى)
(1) * هامش. يقول بن تيمية (وكان قد بلغنى أنه زور على كتاب) .. ويقول (أنا أعلم أن أقواما ما يكذبون على) ص207 من كتاب العقود الدرية لابن عبد الهادى انتهى الهامش (تخيلوا يا اخوة مالذى يمكن أن يفعله بن تيمية ازاء هذه التهم الفظيعةوعدم الاعتبار لأقل حقوقه كمسلم والتقول عليه بالبدع التى أوقف حياته على دحضها؟!!!!!!!!!
(2) محنة الشيخ ص44
(3) نفس المصدر والصفحة 19.20 ابن كثير ص 54 ج14
ـ[المسدد]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 02:23]ـ
الأخ عمر سليمان, نزل برنامج pure codec الصيني فهو يفتح كل الإمتدادات وهو مجاني
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 02:48]ـ
الأخ عمر سليمان, نزل برنامج pure codec الصيني فهو يفتح كل الإمتدادات وهو مجاني
شكر الله لك اخي الفاضل ولكن الموقع يرفق ملفاته على rm وقد حملت بعض الملفات من الموقع وهي تعمل بشكل جيد لكن هذا الملف بالذات الذي لا يعمل مع ان الجهاز عندي يشير الى ان الملف على امتداد rm
بوركت اخي
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 04:58]ـ
منهج بن تيمية (وصاحبه مصطفى حلمى) فى تجميع الاسلاميين
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد
[ quote]
يقول الشيخ مصطفى حلمى فى كتاب منهج علماء الحديث والسنة فى أصول الدين ص 209
وكان (أى بن تيمية) يحاول أيضا التقريب بين وجهات النظر مادامت الأصول المتفق عليها واحدة. اذ بالرغم من الخصومات العنيفة الحادثة بين الفرق والمذاهب فى عصر شيخ الاسلام. فانه حاول التقريب بين الاتجاهات المتقاربة اذا وجد مواضيع الالتقاء كثيرة. فأظهر الاتفاق فى الأصول وأغضى عن الخلافات فى دقائق المسائل التى تخفى على الكثير فان الكلام فى مسألة الكلام حير عقول أكثر الأنام ودوافعه فى ذلك أن الله تعالى أمرنا بالجماعة والائتلاف ونهانا عن الفرقة والاختلاف فقال لنا فى القرءان
إن قصد الشيخ الخلاف في مسائل الاجتهاد التي يدور فيها العالم بين الأجر والأجرين فنعم، وأما إن قصد الخلاف في الأصول فلا يوافق -أعني الشيخ حلمي- وشيخ الإسلام لم يقل ولا صدر عنه أننا نجتمع مع المخالف في الأصوال -المبتدع- بل قد سل قلمه في الرد عليهم وبيان ضلالهم وتحذير العامة منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل ابن تيمية علماء أجلاء -من عصر الصحابة ومن تلاهم- قرروا المفارقة والهجر للمخالف المبتدع والتحذير منه،
ولا ينافي ذلك أن ينصف آحادهم حال الترجمة له.
وقبل العلماء فرق بيننا وبين المخالف نبيُّ الأمة وهاديها محمدٌ (ص)، عندما أخبرنا أن افتراق هذه الأمة سيكون على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وبين لنا وصف هذه الفرقة وأنها (الجماعة) الطائفة التي تتلزم ما كان عليه النبي (ص) وأصحابه رضوان الله عليهم.
وفي حديث عنه عليه الصلاة والسلام أعلن البراءة ممن يخالف سنته وطريقته وهديه.
((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))
فأي قيمة لكلام كائن من كان متى عارض الوحي؟؟
وقال
وكان يبرز أمام مخالفية الأصول الكبار المتفق عليها فيذكرهم بأن ربنا واحد وكتابنا واحد ونبينا –صلى الله عليه وسلم 0 واحد وأصول الدين لاتحتمل التفرق والاختلاف (بن تيمية شرح العقيدة الأصفهانية ص63
منهج مصطفى حلمى (صاحب بن تيمية)
يقول ص 240
عنوان
مسائل الاجماع فى العقيدة والعبادات
وفى ضوء هذه التفسيرات التاريخية والعبرة مما حدث.فان الحكمة تقتضى التخفيف من غلواء التفرق. مع تلمس مسائل الاجماع بين المسلمين لأن الأحوال المعاصرة تجعل من الاستمرار فى بث الفرقة لونا من ألوان التدمير العقائدى والحضارى للمسلمين كافة .............. الى أن
يقول
ومن ناحية أخرى نود فى ختام هذا البحث اضافة أكثر العوامل أهمية وابرازه والالتفاف حوله. ونعنى به عناصر الوحدة التى تجمع بين المسلمين قاطبة لأن تحليل عناصرها يثبت أنها تفوق أسباب الخلاف والفرقة (يقصد أن مساحة المختلف فيه بين الاسلاميين لاتساوى شيئا اذا قيست بمساحة المتفق عليه بينهم)
أضف الى ذلك أن المشكلات الكلامية المثارة فى الماضى نشأت عن أسباب وعوامل نبعت من البيئة الثقافية حينذاك وقد قُتلت بحثا وتحليلا ومناقشة وظهر فيها الحق بين المذاهب والفرق. وربما كانت محتملة عندما كانت الحضارة الاسلامية سائدة. أما وقد آل الحال الى مانحن عليه. فلم يعد من المحتمل اثارة هذه المشكلات من جديد (1) وقد سبقنا علماء الحديث والسنة الى توجيهنا الى هذا الأصل الجامع. منهم بن حزم بكتابه (مراتب الاجماع فى العبادات والمعاملات والاعتقادات) وعنوانه يشير الى مضمونه. يعنينا ما سجله فى باب الاعتقادات قال
(ثم نقل شيئا من كلامه) وواصل قائلا
وكذلك العبادات هناك اجماع فى أمور رئيسية لخصها بن تيمية كما يلى. وذلك مثل (ثم نقل شيئا من كلامه)
وقال
لذلك ينبغى أن تخف أصوات الخلافات ويجتمع المسلمون على مادة الاسلام العظمى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاسترشاد باجتهادات علماء الحديث والسنة لاسيما وقد جدت تحديات فى هذا العصر تقتضى منهم الوقوف جبهة واحدة انتهى كلامه
ولعل بعض المفتونين قد يفهم شدة بن تيمية فى نقد المذاهب والطوائف المخالفة للسنة فهما على هواه فأنقل لهؤلاء المقتونين كلاما للامام مصطفى حلمى من نفس المصدر الأول ص 203 وهو يتكلم عن مكارم أخلاق بن تيمية ويفسر السبب فى نقده الحاد أحيانا فيقول
عنوان
هذا الكلام لا يسمن ولا يغني من جوع .. يغلب عليه الإنشاء والعاطفة ويجنح بعيدا عن العلمية!
كيف نبحث عن مسائل الاجتماع مع المخالف ونتفق عليها؟؟
وما مقياس مواطن الاتفاق بجانب الخلاف؟؟
ثم هل يصح أن نقول لفرقة تنكر صفات الله وتعطل أفعال تعالوا نبحث عما توافقونا عليه ونوافقكم عليه ونتعاون ونتفق عليه وندع مسائل الخلاف جانبا؟؟
وكيف نتفق معهم على مادة الإسلام (الكتاب والسنة) وهم يخالفونها في مسائل أصلية؟؟!!
هذا لا نعرفه إلا عند أصحاب قاعدة الإعذار والتعاون
((نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه))
أليس الإيمان بالله أصل من أصول الدين؟؟
وأليس الإيمان بأسمائه وصفاته بلا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ركن في الإيمان بالله؟؟
ألم يقرر العلماء أن آيات الصفات من القطعي الثبوت والدلالة؟؟؟
الشيخ حلمي يقول: نتفق على الأصول ثم يناقض نفسه ويتكلم على مسائل الكلام على أنها من الفروع، ومسائل الكلام أول ما تتناوله أسماء الله وصفاته، وأسماء الله وصفاته أحد أقسام التوحيد الثلاثة!!!
[ quote]
خلقه (أى بن تيمية)
اتصف الشيخ بمكارم الأخلاق. أما عن حدة الطبع التى تُوصف بها كتاباته وشدته فى نقد المذاهب والطوائف المخالفة للسنة فهى كرد فعل لشدة خصومة مخالفيه%
ـ[الاثر]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:06]ـ
أخي الكريم عمر سليمان لعلي وهمت فالسؤال الذي يتعلق بالثناء موجود في الوجه2 من شريط بعنوان المصالح والمفاسد للشيخ عبدالله العبيلان
على هذا الربط http://www.islamup.com/download.php?id=92637 (http://www.islamup.com/download.php?id=92637)
أو http://www.islamup.com/download.php?id=92637 (http://www.islamup.com/download.php?id=92637)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:18]ـ
اخى صاحب الموضوع يسأل عن الضابط لاخراج العالم من السلفيه
ومن خلال اطلاعاتى على عشرات الكتب والكتيبات فضلا عن المقالات ومواقع الانترنت
اجزم ان الضابط الوحيد لاخراج عالم او طالب علم من اهل السنة هو ان يخالف ابن تيمية
فالقوم جعلوا كلام ابن تيمية المرجعيه التى يعرضون عليها اى قول وان كان لاحد جبال العلم من الائمة الهداه
فان وافق ابن تيمية فهو سلفى سنى وان خالفه فهو مبتدع
أخي الكريم دعني أخاالفك في قولك هذا.
وإن كنت تراه حقا فأقول لك اذكر لنا نماذج من كلام هؤلاء الذي يحتجون بكلام ابن تيمية كأنه وحي منزل؟؟
أخي الفاضل لو صدر هذا الفعل من رجل أو اثنين أو ثلاثة فلا يلزمنا هذا ولا نوافق عليه ولا يؤخذ شيخ الإسلام ابن تيمية بجريرة أُناس لم يفهوا كلامه وخالفوه في منهجه الذي قرره وهو قوله " ولا ينبغي لأحد أن ينصب للأمة شخصا يوالي ويعادي عليه " أو كلاما قريبا من هذا، فمن جعل ابن تيمية شخصا يُوالى ويُعادى على كلامه فقد أخطأ وخالف ابن تيمية نفسه.
تقبل تحيات أخيك المحب لك.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:23]ـ
أخي العزيز الأثر أطلب منك - تفضلا - ذكر بعض النماذج أو التطبيقات لكلامك المذكور في مشاركتك رقم (2) وجزاك الله خيرا ..
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:29]ـ
أطلب من الأخوين الكريمين الحبيبين خالد المرسى وشذى الجنوب أن يُرجئا الكلام في المسألة التي ناقشوها في مشاركتهم الأخيرة لئلا تضيع الفائدة من الموضوع الأساسي قيد البحث لأن نقاشكما بهذه الطريقة أظن والله أعلم سيؤدي إلى غلق الموضوع وتضييع الفائدة على أخيكم.
وفقكم الله ونفع بكم وبعلمكم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:52]ـ
منهج بن تيمية (وصاحبه مصطفى حلمى) فى تجميع الاسلاميين
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد
إن قصد الشيخ الخلاف في مسائل الاجتهاد التي يدور فيها العالم بين الأجر والأجرين فنعم، وأما إن قصد الخلاف في الأصول فلا يوافق -أعني الشيخ حلمي- وشيخ الإسلام لم يقل ولا صدر عنه أننا نجتمع مع المخالف في الأصوال -المبتدع- بل قد سل قلمه في الرد عليهم وبيان ضلالهم وتحذير العامة منهم.
وقبل ابن تيمية علماء أجلاء -من عصر الصحابة ومن تلاهم- قرروا المفارقة والهجر للمخالف المبتدع والتحذير منه،
ولا ينافي ذلك أن ينصف آحادهم حال الترجمة له.
وقبل العلماء فرق بيننا وبين المخالف نبيُّ الأمة وهاديها محمدٌ (ص)، عندما أخبرنا أن افتراق هذه الأمة سيكون على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وبين لنا وصف هذه الفرقة وأنها (الجماعة) الطائفة التي تتلزم ما كان عليه النبي (ص) وأصحابه رضوان الله عليهم.
وفي حديث عنه عليه الصلاة والسلام أعلن البراءة ممن يخالف سنته وطريقته وهديه.
((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))
فأي قيمة لكلام كائن من كان متى عارض الوحي؟؟
هذا الكلام لا يسمن ولا يغني من جوع .. يغلب عليه الإنشاء والعاطفة ويجنح بعيدا عن العلمية!
كيف نبحث عن مسائل الاجتماع مع المخالف ونتفق عليها؟؟
وما مقياس مواطن الاتفاق بجانب الخلاف؟؟
ثم هل يصح أن نقول لفرقة تنكر صفات الله وتعطل أفعال تعالوا نبحث عما توافقونا عليه ونوافقكم عليه ونتعاون ونتفق عليه وندع مسائل الخلاف جانبا؟؟
وكيف نتفق معهم على مادة الإسلام (الكتاب والسنة) وهم يخالفونها في مسائل أصلية؟؟!!
هذا لا نعرفه إلا عند أصحاب قاعدة الإعذار والتعاون
((نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه))
أليس الإيمان بالله أصل من أصول الدين؟؟
وأليس الإيمان بأسمائه وصفاته بلا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ركن في الإيمان بالله؟؟
ألم يقرر العلماء أن آيات الصفات من القطعي الثبوت والدلالة؟؟؟
الشيخ حلمي يقول: نتفق على الأصول ثم يناقض نفسه ويتكلم على مسائل الكلام على أنها من الفروع، ومسائل الكلام أول ما تتناوله أسماء الله وصفاته، وأسماء الله وصفاته أحد أقسام التوحيد الثلاثة!!!
[ quote]
خلقه (أى بن تيمية)
اتصف الشيخ بمكارم الأخلاق. أما عن حدة الطبع التى تُوصف بها كتاباته وشدته فى نقد المذاهب والطوائف المخالفة للسنة فهى كرد فعل لشدة خصومة مخالفيه%
كرر الشيخ في هذه الكلمة القصير أكثر من مرة لضرورة اتفاقنا على الأصول! فمن أين قرأتي له في هذه الكلمة نقيض ذلك؟!
وان لم يكن كلام العلامة مصطفي حلمى كلاما علميا، فمن الذي يكون كلامه علميا اذا؟!
[ QUOTE] الشيخ حلمي يقول: نتفق على الأصول ثم يناقض نفسه ويتكلم على مسائل الكلام على أنها من الفروع، ومسائل الكلام أول ما تتناوله أسماء الله وصفاته، وأسماء الله وصفاته أحد أقسام التوحيد الثلاثة!!!
أين هذه المناقضة في المقال؟
============================== ==========================
يقول الشيخ عمر الأشقر في الكتاب المشار اليه سابقا
في الخاتمة تحت عنوان
الجماعات الاسلامية ليست فرقا اعتقادية
يقول بعد كلام كثير
(ودعوة أخرى كل مسلم منصف وهو أن تتحدوا على كلمة سواء، فان لم تقدروا على ذلك فلاأقل من أن تتقاربوا، وتتفاهموا وتزيلوا سوء الظن، ولايمنعكم ذلك من التحاور والتناصح في ظلال الأخوة الاسلامية، فان من الظلم أن يزعم كل فريق من أتباع المنهج الواحد أنه على الحق وأن الآخرين على ضلال مع اتفاق الجميع على الأصول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 09:02]ـ
أخي الكريم عمر سليمان لعلي وهمت فالسؤال الذي يتعلق بالثناء موجود في الوجه2 من شريط بعنوان المصالح والمفاسد للشيخ عبدالله العبيلان
على هذا الربط http://www.islamup.com/download.php?id=92637 (http://www.islamup.com/download.php?id=92637)
أو http://www.islamup.com/download.php?id=92637 (http://www.islamup.com/download.php?id=92637)
اخي بارك الله لك جهدك ونفعك به
وقد والله اخجلتني بمتابعتك فلك من اخيك وافر شكره
أما الرابطين الأخيرين فهذا ما أجد بعد اتباعهما
==============================
Forbidden
You don't have permission to access /download.php on this server.
Additionally, a 404 Not Found error was encountered while trying to use an Error******** to handle the request.
Apache mod_fcgid/2.3.5 mod_auth_passthrough/2.1 mod_bwlimited/1.4 FrontPage/5.0.2.2635 Server at www.islamup.com Port 80<H1>====================
</H1>
دم طيبا ايها الطيب
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 10:08]ـ
أطلب من الأخوين الكريمين الحبيبين خالد المرسى وشذى الجنوب أن يُرجئا الكلام في المسألة التي ناقشوها في مشاركتهم الأخيرة لئلا تضيع الفائدة من الموضوع الأساسي قيد البحث لأن نقاشكما بهذه الطريقة أظن والله أعلم سيؤدي إلى غلق الموضوع وتضييع الفائدة على أخيكم.
وفقكم الله ونفع بكم وبعلمكم.
اعتذر يا فاضل إن كان في ردي تشتيت أو شيء من هذا القبيل، وما كنت لأشتت وأبغض ذلك غير أني وجدت ما يستحق التعقيب. فإن شئتَ طلبتُ من المشرف حذف مشاركتي.
أكرر اعتذاري .. أختكم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 01:18]ـ
فائدة بخصوص مخالفة ابن حزم وأمثاله رحمهم الله لمذهب السلف:
يقول الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله: " فرق بين من يجتهد ليعمل بالكتاب والسنة ويخطئ كثيرًا كابن حزم , وبين الذي يعرض عن الكتاب والسنة ... لذلك نحن من الذين يلتمسون الأعذار لمثل ابن حزم والنووي وابن حجر والبيهقي ... فلا يلحقون بالمؤولة محرفة النصوص المعرضين عن الكتاب والسنة ". انتهى مختصرًا من شرحه للعقيدة الواسطية.
ـ[القضاعي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 01:48]ـ
ما هو ضابط إخراج العالم أو الداعية من السلفية؟؟ أرجو توضيح ذلك مع ذكر الأدلة والاستئناس بكلام أهل العلم، بارك الله فيكم ..
يقول الشاطبي رحمه الله: «المسألة الخامسة: وذلك أَنَّ هذه الفِرَق إِنما تصير فِرَقاً بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلِّيٍّ في الدين, وقاعدةٍ من قواعد الشريعة, لا في جزئيٍّ من الجزئيات؛ إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعاً, وإنما ينشأ التفرُّق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية؛ لأن الكليات تضم [عدداً] من الجزئيات غير قليل, وشأنها في الغالب أن لا تختصَّ بمحلٍّ دون محل, ولا ببابٍ دون باب.
واعتبِرْ ذلك بمسألة التحسين العقلي؛ فإن المخالفة فيها أَنشأَت بين المخالفين خلافاً في فروع لا تنحصر, ما بين فروع عقائد وفروع أعمال.
ويجري مجرى القاعدة الكلية: كثرةُ الجزئيَّات؛ فإِنَّ المبتدع إذا كثَّر من إنشاء الفروع المخترعة؛ عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة؛ كما تصير القاعدة الكلية معارضة -أيضاً- وأما الجزئي؛ فبخلاف ذلك, بل يُعَدُّ وقوع ذلك من المبتدع له كالزلَّة والفلتة, وإن كانت زلة العالم مما يهدم الدين, حيث قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «ثلاث يهدمْنَ الدين: زلة عالم, وجدال منافق بالقرآن, وأئمة مضلون». ولكن إذا قرب موقع الزلة لم يحصل بسببها تفرُّقٌ في الغالب, ولا هدم الدين؛ بخلاف الكليّات».اهـ «الاعتصام» (2/ 178).
ـ[عبد الله الأعصر]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 09:45]ـ
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في شريط [السبيل إلى النصر والتمكين]:
"وعلى كل حال أنا أرى أن من ارتكب بدعة واضحة مثل القول بخلق القرآن، دعاء غير الله، الذبح لغير الله، هذا يبدع التبديع الغليظ إذا لم نكفره، ولا نستطيع تكفيره حتى نقيم عليه الحجة، أما التبديع فلا يجوز أن يتردد في الحكم عليه بأنه مبتدع، البدع الواضحة مثل القول بخلق القرآن.
يعني نرى الآن أناسا يقولون القرآن مخلوق، ألا نبدعهم؟!
قالوا: القرآن مصنوع، ألا نبدعهم؟!
الجواب: نبدعهم، ولا يجوز الاختلاف على هذه النوعيات.
أو يقولون: المولد مشروع، المولد مشروع، ويحضرون الموالد، ألا نبدعهم؟!
الجواب هو أننا نبدعهم ونضللهم.
فإذا دعا غير الله وكان ممن قامت عليه الحجة نكفره، وإذا كان إلى الآن جاهلا لا بد أن نبين له الحق، فإن رجع وإلا كفرناه، لكن التبديع لا نتردد في تبديعه.
إذا سب الصحابة أو سب صحابيا واحدا نقول: مبتدع شيعي أو رافضي.
ما نتردد في هذا [ ... ].
تبقى هناك بِدع خفية تخفى على كثير من العلماء، حتى على بعض العلماء، فهذه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن كثيرا من السلف والخلف وقعوا في بدع، يعني يعتذر لهم بأنهم قد أتوا إما من نص لم يفهموه من القرآن والسنة، أو من أثر ضعيف ظنوه صحيحا، أو وقوع في قياس قاسوا [ظنوه قياسا صحيحا].
فهؤلاء الذين وقعوا في هذا النوع من البدع الخفية لا نبدعهم، بل نبين لهم الحق، فإذا أصروا عليه يبدعون.
أنا عندي هذا التفصيل [لهذا الأمر]، ونسأل الله أن يفقهنا وإياكم في دينه، وأن يرزقنا النصح لله وكتابه ونبيه والمؤمنين عامة وخاصة". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاثر]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 11:50]ـ
أخي الكريم الأثر أنت تقول أن السيوطي ابن حزم من أهل السنة مع أنني قلت لك أنهم خالفوا في أصل كلي وهو الصفات فأنت قلت لي: أنهم انطلقوا من قواعد أهل السنة // وأنا أقول لك لو فعلوا ذلك ما ضلوا أصلا في هذا الباب فيكون الخيار الثاني هو الصحيح - على قولك - أنهم انطلقوا من قواعد أهل البدع فخالفوا أهل السنة لأنهم لو انطلقوا بقواعد أهل السنة ما خالفوا في كل الباب ولكن سيكون خلافهم في جزئيات مثلما حدث من ابن حجر والنووي فهم لم يخالفوا في باب الصفات كله ولكنهم خالفوا في بعض الصفات لأنهم انطلقوا من قواعد أهل السنة ولكنهم اجتهدوا فخالفوا في التطبيق على بعض الصفات أما بالنسبة للسيوطي وابن حزم والباقلاني فالأمر فيهم مختلف؟؟
وبِناء على ما سبق يكون جوابك فيه نوع من التناقض؟
أخي الكريم لقد ذكرت لك قواعد تتعلق بالمسألة أما تنزيلها فهذا للعلماء الكبار فلست أهلاً لذلك وحسب الواحد منا أن ينقل حكمهم في الأعيان وقد حذر العلماء من الخوض في الأعيان ممن لم يجمع آلة الاجتهاد، ثم أنه من المقرر عندهم أنه ليس كل من وقع في بدعة سواء في الأصول أم في الفروع فهو مبتدع؟ فلابد من توفر الشروط وانتفاء الموانع، نعم من وقع في بدعة وهو ينطلق من أصول وقواعد مبتدعة ينسب إلى بدعته مرجئ، قدري، ... لكن تبديعه لابد من توفر الشروط وانتفاء الموانع، وهذا مرده للعلماء الكبار والله أعلم.
فهذا ابن حزم مع مخالفته في الأصول لكن الشيخ ا؟ لألباني رحمه الله لايراه مبتدع كما في سؤلات أبي العينين نعم ينسب إلى بدعته لكن نقول مبتدع لابد من توفر الشروط وانتفاء الموانع وكما ذكرنا أخونا القضاعي عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله: " فرق بين من يجتهد ليعمل بالكتاب والسنة ويخطئ كثيرًا كابن حزم , وبين الذي يعرض عن الكتاب والسنة ... لذلك نحن من الذين يلتمسون الأعذار لمثل ابن حزم والنووي وابن حجر والبيهقي ... فلا يلحقون بالمؤولة محرفة النصوص المعرضين عن الكتاب والسنة ". انتهى مختصرًا من شرحه للعقيدة الواسطية.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 02:49]ـ
اعتذر يا فاضل إن كان في ردي تشتيت أو شيء من هذا القبيل، وما كنت لأشتت وأبغض ذلك غير أني وجدت ما يستحق التعقيب. فإن شئتَ طلبتُ من المشرف حذف مشاركتي.
أكرر اعتذاري .. أختكم.
عذرا أختنا لم أكن أقصد ومافي داعي لحذف المشاركات فهي ثرية وفقكم الله لمرضاته.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 02:57]ـ
أخي الكريم الأثر أنا لم اطلب منك شخصيا التطبيق بل أطلب منك نقله عن أهل العلم كما نقلت تقريراتهم لأن تنزيل الحكم على الواقع يزيد من فهم المسألة وتصورها على وجهها الصحيح ..
وهناك سؤال أخر طرأ على خاطري:
هل العالم الذي اجتهد فقال بكفر الحاكم الذي لا يحكم بغير ما أنزل الله وكفره كفر عين مع أنه لا يرى جواز الخروج عليه ولا يرى جواز الخروج على الحاكم الفاسق، يعني الرجل يتفق معنا في أصول أهل السنة في مسألة الخروج ولكنه أخطأ في التطبيق ووصل باجتهاده أن هذه المسألة انطبقت على الحاكم الفلاني أو الرئيس العلاني؟؟؟
ـ[عبد الله الأعصر]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 06:11]ـ
لعل هذا الرابط يفيدك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42326
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 06:21]ـ
أشكرك أخي العزيز عبدالله قمت بحفظ الموضوع والرابط الإضافي الذي تفضلت بوضعه مشكورا.وسأطلع عليه وأخبرك
ـ[الاثر]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 08:23]ـ
هل العالم الذي اجتهد فقال بكفر الحاكم الذي لا يحكم بغير ما أنزل الله وكفره كفر عين مع أنه لا يرى جواز الخروج عليه ولا يرى جواز الخروج على الحاكم الفاسق، يعني الرجل يتفق معنا في أصول أهل السنة في مسألة الخروج ولكنه أخطأ في التطبيق ووصل باجتهاده أن هذه المسألة انطبقت على الحاكم الفلاني أو الرئيس العلاني؟؟؟
أخي محمود إذا كان عالماً بلغ درجة الاجتهاد فهذا لايخرج من السنة بارك الله فيك
ـ[فتح البارى]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:29]ـ
ما أسهل التنظير!، المشلكة في التطبيق.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 10:36]ـ
وهناك سؤال أخر طرأ على خاطري:
هل العالم الذي اجتهد فقال بكفر الحاكم الذي لا يحكم بغير ما أنزل الله وكفره كفر عين مع أنه لا يرى جواز الخروج عليه ولا يرى جواز الخروج على الحاكم الفاسق، يعني الرجل يتفق معنا في أصول أهل السنة في مسألة الخروج ولكنه أخطأ في التطبيق ووصل باجتهاده أن هذه المسألة انطبقت على الحاكم الفلاني أو الرئيس العلاني؟؟؟
هذا النوع من الخلافة هو خلاف في العقيدة أي في تفاصيل العقيدة وهو خلاف سائغ (انظر فقه الخلاف لشيخنا ياسر برهامي) يعني تحقيق مناط الحكم هو الذي يسوغ فيه الخلاف، أما بعض (أقصد نسبة ما ولاأعرف قدرها بالنسبة لغيرها من أحكام التكفير) أحكام التكفير المقررة في الشرع فهذه لايجوز فيها الخلاف أبدا (والمخالف فيها يُنظر لنوع المسألة وللأثر والمترتب على ضلاله فيها ويُنظر لشخص المخالف هل هو ممن يجادل عليها دائما أم أنه ممن قصر فهمه للمسألة وظن أنه قول أهل السنة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاثر]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 07:09]ـ
ما أسهل التنظير!، المشلكة في التطبيق.
صدقت أخي الفاضل ما أسهل التنظير!، المشلكة في التطبيق.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 05:49]ـ
وجدتُ هذا الجواب للشيخ أبي الحسن السليماني، وقد نقلته بتصرف يسير.
معلوم أن الرجل إذا أعلن انتماءه إلى السنة والجماعة وأعلن ولاءه لأهلها وعلمائها ابتداءً من الصحابة رضي الله عنهم والأئمة أئمة الأمصار وفقهاء الملة الذين هم حملة هذا اللواء فإذا أعلن الرجل انتماءه لمنهج أهل السنة والجماعة وحبه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأهل العلم –في الجملة- الذين يدافعون عن هذه الدعوة
وأظهر إذعانه لمعتقد هذه الطائفة فإن هذا الرجل يكون سنياً ولا يخرج من دائرة السنة والجماعة إلا إذا أتى بأصل كبير من أصول أهل البدع الكبار التي فارقوا بها أهل السنة والجماعة، وعُدُّوا بسببها من أهل الأهواء وأهل البدع الكبار كالجهمية والروافض والنواصب والخوارج والمرجئة والقدرية ونحو ذلك من الطوائف،
فإذا أتى بأصل من هذه الأصول فإن هذا الرجل يُحكم على فعله بأن هذا الفعل فعل أهل البدع الذي يُخْرج الرجلَ من أهل السنة والجماعة
وأما الرجل فإنه لا يُحكم عليه إلا بعد استيفاء الشروط أي شروط إخراجه من أهل السنة وانتفاء الموانع؛ فإن أهل السنة يُفرقون بين الفعل والفاعل والقولية والقائل فيحكمون على الفعل بأنه بدعة كبيرة ولا يحكمون على فاعله بأنه مبتدع خارج من أهل السنة والجماعة إلا بعد استيفاء شروط التبديع وانتفاء موانع التبديع في حق هذا المعين،
وأهل السنة يفرقون بين العموم والمعين وبين الفرد والنوع وهذا أمر يجب أن يكون واضحاً عند طلبة العلم وكما نتكلم في مسألة الكفر نتكلم في مسألة التبديع والتفسيق، فكما أننا نقول: المسلم الذي أعلن انتماءه للإسلام وبراءته من كل دين يخالف دين الإسلام فإذا وقع بعد ذلك في مكفر وهو لا يدري أنه مكفر أو تأول أنه ليس بمكفر أو نحو ذلك وفعل ما فعل لا عن محادة لله ورسوله أو مشاقة ومعاندة وإنما فعل ما فعل عن تقرب ويظن أن هذه قربة فإن هذا الرجل لا نخرجه من دائرة الإسلام إلا بعد استيفاء الشروط أعني شروط التكفير وانتفاء موانعه،
فكذا يُقال فيمن وقع في بدعة كبرى لا عن محادة ومشاقة إنما وقع بقصد التقرب أو ظن أن هذا يرضي الله عز وجل فإننا لا نخرج من كان كذلك من دائرة السنة والجماعة إلا بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، هذه الأحكام في التكفير والتفسيق والتأثيم والتبديع، هذا لابد في الحكم على المعين من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع،
وعلى ذلك فلابد أن يُفرق بين المسائل التي تخرج الرجل من دائرة السنة والجماعة وبين المسائل التي لا تخرج الرجل من دائرة السنة والجماعة،
فصاحب الفضيلة ابن عثيمين –رحمة الله عليه - يقول إذا خالف الرجل أصول الإسلام أو خالف أصول السنة التي تكلم عنها شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية فإنه يخرج من دائرة السنة والجماعة ويخرج من دائرة الإسلام إذا خالف من أصول الإسلام،
وشيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ما يخرج الرجل من دائرة السنة بأن يقول من أقوال أهل البدع الكبار الذين مرقوا بها من أهل السنة وفارقوهم وعُدُّوا من أهل الأهواء بسبب هذا القول كالجهمية والروافض والخواج،
وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية موجود في عدة مواضع من مجموع الفتاوى وغيره وبهذا نعلم أن المسائل التي تخرج المرء من دائرة السنة والجماعة تكون بهذا الوصف أي من أصول أهل البدع الكبار لا البدع الصغيرة،
أما المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف والمخالف فيها مأجور ومغفور له خطؤه، ولا يلحق بالإصرار عليها تفسيق ولا تأثيم فهذه لا تخرج المرء من دائرة السنة والجماعة، ومن الأمثلة للمسائل الاجتهادية تقدير المصالح والمفاسد فقد يفعل الرجل منكراً ليدفع منكراً أكبر منه وغيره من أهل العلم يرى أن فعله لهذا المنكر لا يدفع المنكر الأكبر بل ربما زاده، فلا يجوز له أن يفعل ذلك،
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا اختلاف وهو من المسائل الاجتهادية؛ لأن المخالف ما اقتحم حرمة هذا الفعل واستباحه محادة أو معاندة أو اتباعاً لشهوته ولكن تأول أن هذا يدفع مفسدة كبرى فسواء أصاب في هذا التقدير أو أخطأ فيه فهذا ليس من المسائل التي تخرج المرء من دائرة السنة والجماعة. وكذلك أيضاً مسائل الاختلاف في التجريح والتعديل للأفراد والجماعات والطوائف فهذه المسألة من المسائل التي تنازع فيها السلف؛ اشتهر عندهم الخلاف في كثير من الناس حتى في الحكم على الرجل بأنه من أهل السنة أو ليس من أهل السنة، فقد حصل اختلاف كثير في ذلك، وأمثلة ذلك كثير أيضاً.
نعم هنالك رؤوس اتفقت كلمة أهل السنة على أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة فلا يجوز لأحد أن يخالف إجماع أهل السنة والجماعة، أما كثير من أهل البدع فقد حصل فيهم خلاف بين أهل العلم وحصل فيهم أخد ورد ففلان من الأئمة يرى أن فلاناً من أهل البدع والثاني يدافع عنه إلى غير ذلك ولم يكن هذا مسوغاً للاختلاف والتنازع بين أهل العلم أو التراشق بالتهم؛ لأن هذا من المسائل الاجتهادية،
وكذلك أيضاً المسائل التي يسوغ فيها الخلاف كالخلاف الفقهي الذي هو في مسائل النزاع لا الإجماع المتيقن المعلوم إنما هو من المسائل التي هي فيها بحث ونزاع بين العلماء، بل بعض مسائل العقيدة التي اختلف فيها السلف ولم يهجر بعضهم بعضاً بسببها هذه أيضاً لا يجوز أن يقال إنها موجبة للخلاف والفرقة؛ فإذا وقع الخلاف في المسائل النزاعية بين أهل العلم سواء كانت علمية أو عملية هذه أيضاً يسع فيها الخلاف ولا حاجة إلى التبديع والتفسيق والتأثيم فضلاً عن التكفير بسبب هذه المسائل
ومعلوم أن أكثر الخلاف بين السلفيين هو بسبب هذه المسائل التي لا يجوز عقد الولاء والبراء عليها، فإن الولاء والبراء من أجل المسائل الاجتهادية من عمل أهل البدع والأهواء.
فبان لنا بعد هذا العرض السريع أن المسائل التي تخرج من دائرة السنة والجماعة هي مسائل الأصول الكبار وأما ما دون ذلك من المسائل الاجتهادية التي يسع فيها الخلاف فلا، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن من أصول أهل البدع التي خالفوا بها الكتاب المستبين والسنة المستفيضة والإجماع المتيقن أنهم يجعلون العفو سيئة أي الذين يجعلون مسائل العفو ومسائل الاجتهاد من مسائل العقوبات ومن مسائل الولاء والبراء هذا مذهب أهل البدع ليس مذهب أهل السنة والجماعة، فاحذر يا طالب الحق، وإلا فلن يبقى أحد من أهل العلم ولا غيرهم إلا هُجر وتُرك بسبب هذا المذهب العاطل الباطل.
أما عن كتاب صنف في هذه المسائل فما أعرف كتاباً حوى هذه المسائل جميعها وإنما هذا كلام مبثوث من كلام أهل العلم في كتب السنة، وبفضل الله سبحانه وتعالى فقد جمعت مادة مباركة في هذا الباب أرجو أن تكون جامعة لما تفرق في هذا الأمر وذلك ضمن كتابي الجديد الذي أنا بصدده الآن وهو: (الحُجة في بيان المحَجة وتقويم المناهج المعوجَّة) فأسأل الله سبحانه وتعالى أن تأخذ هذه المسائل حظها الأوفر من الدراسة والنظر والبحث من أجل أن يستفيد من ذلك طالب العلم ومن أجل أن أسهم في علاج مشكلة الغلو التي أثخنت في صفوف هذه الدعوة المباركة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 01:39]ـ
وجدتُ هذا الجواب للشيخ أبي الحسن السليماني، وقد نقلته بتصرف يسير.
معلوم أن الرجل إذا أعلن انتماءه إلى السنة والجماعة وأعلن ولاءه لأهلها وعلمائها ابتداءً من الصحابة رضي الله عنهم والأئمة أئمة الأمصار وفقهاء الملة الذين هم حملة هذا اللواء فإذا أعلن الرجل انتماءه لمنهج أهل السنة والجماعة وحبه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأهل العلم –في الجملة- الذين يدافعون عن هذه الدعوة
وأظهر إذعانه لمعتقد هذه الطائفة فإن هذا الرجل يكون سنياً ولا يخرج من دائرة السنة والجماعة إلا إذا أتى بأصل كبير من أصول أهل البدع الكبار التي فارقوا بها أهل السنة والجماعة، وعُدُّوا بسببها من أهل الأهواء وأهل البدع الكبار كالجهمية والروافض والنواصب والخوارج والمرجئة والقدرية ونحو ذلك من الطوائف،
وأضيف أنه لو أتي أيضا بفرعيات وجزيئات كثيرة مبتدعة، ترقى بمجموعها الى درجة الخلاف في الأصل الكبير، فيُبدع أيضا
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 02:15]ـ
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في شريط [السبيل إلى النصر والتمكين]:
"وعلى كل حال أنا أرى أن من ارتكب بدعة واضحة مثل القول بخلق القرآن، دعاء غير الله، الذبح لغير الله، هذا يبدع التبديع الغليظ إذا لم نكفره، ولا نستطيع تكفيره حتى نقيم عليه الحجة، أما التبديع فلا يجوز أن يتردد في الحكم عليه بأنه مبتدع، البدع الواضحة مثل القول بخلق القرآن.
يعني نرى الآن أناسا يقولون القرآن مخلوق، ألا نبدعهم؟!
قالوا: القرآن مصنوع، ألا نبدعهم؟!
الجواب: نبدعهم، ولا يجوز الاختلاف على هذه النوعيات.
أو يقولون: المولد مشروع، المولد مشروع، ويحضرون الموالد، ألا نبدعهم؟!
الجواب هو أننا نبدعهم ونضللهم.
فإذا دعا غير الله وكان ممن قامت عليه الحجة نكفره، وإذا كان إلى الآن جاهلا لا بد أن نبين له الحق، فإن رجع وإلا كفرناه، لكن التبديع لا نتردد في تبديعه.
إذا سب الصحابة أو سب صحابيا واحدا نقول: مبتدع شيعي أو رافضي.
ما نتردد في هذا [ ... ].
تبقى هناك بِدع خفية تخفى على كثير من العلماء، حتى على بعض العلماء، فهذه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن كثيرا من السلف والخلف وقعوا في بدع، يعني يعتذر لهم بأنهم قد أتوا إما من نص لم يفهموه من القرآن والسنة، أو من أثر ضعيف ظنوه صحيحا، أو وقوع في قياس قاسوا [ظنوه قياسا صحيحا].
فهؤلاء الذين وقعوا في هذا النوع من البدع الخفية لا نبدعهم، بل نبين لهم الحق، فإذا أصروا عليه يبدعون.
أنا عندي هذا التفصيل [لهذا الأمر]، ونسأل الله أن يفقهنا وإياكم في دينه، وأن يرزقنا النصح لله وكتابه ونبيه والمؤمنين عامة وخاصة". اهـ
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاثر]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 09:38]ـ
فقه حديث الافتراق
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: ((افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)). [رواه أبو داود (4596) عن أبي هريرة، وصححه شيخنا الألباني في صحيح أبي داود (3842)].
وصح عنه تعيين هذه الطائفة تعييناً لا يدع مجالاً للبس، بقوله r لما سئل عنها: ((هي ما أنا عليه وأصحابي)) [أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (724) عن أنس بن مالك، وصححه لغيره شيخنا الألباني في الصحيحة (204)].
وقال العلامة الألباني: (فقد تبين بوضوح أن الحديث ثابت لا شك فيه , و لذلك تتابعالعلماء خلفا عن سلف على الاحتجاج به حتى قال الحاكم في أول كتابه " المستدرك ": " إنه حديث كبير في الأصول " و لا أعلم أحدا قد طعن فيه , إلا بعض من لا يعتد بتفردهو شذوذه ,أمثال الكوثري)
التخريج:
أخرجه الترمذي وأخرجه أبو داود في السنن وابن ماجة في السنن وأخرجه بن حبان في الصحيح (6247) ,وأخرجه البيهقي في السنن (20690) ,والحاكم في المستدرك وأخرجه الدارمي في السنن (2518) ,وأخرجه الإمام احمد في المسند.
وقال السخاوى في المقاصد الحسنة (حديث: تفرق الأمة، أبوداود والترمذي، وقال: حسن صحيح. وابن ماجه عن أبي هريرة رفعه: افترقت اليهود علىإحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول اللَّه؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي، وهو عند ابن حبان والحاكم في صحيحهما بنحوه، وقال الحاكم: إنه حديث كبير في الأصول، وقد روي عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وعوف بن مالك. قلت: وعن أنس، وجابر، وأبيإمامة، وابن عمر، وابن مسعود، وعلي، وعمرو بن عوف، وعويمر أبي الدر داء، ومعاوية، ووائلة، كما بينتها في كتابي في الفرق، وأودع الزيلعي في سورة الأنعام من تخريجه منذلك جملة).
وهي الطائفة المنصورة في الدنيا، والناجية يوم القيامة التي أخبر عنها رسول الله في هذا الحديث وفي غيره، وهي ما كان عليه رسول الله r وأصحابه الكرام، ومن تبعهم بإحسان في التوحيد والمنهج، وفي العبادة والشريعة والأخلاق، وفي طرق التغيير، والحكم والسياسة، قال تعالى:) والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ([التوبة: (100)]، فهذا نص صريح في إيجاب إتباعهم وأنهم الطائفة المنصورة المرضي عنها، وقال تعالى:) ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً (، إذا كانت الآية السابقة زكت المتبعين للصحابة وأنهم الناجين يوم القيامة فإن هذه الآية بينت ضلال كل من خالف سبيلهم؛ لأنهم هم المؤمنون ساعة نزول الآية بلا شك وبهذا يتحقق معنى حديث الافتراق، يؤكد ذلك قوله تعالى: ((فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق .. )) ومعناها: فإن آمنوا من بعدكم يا أصحاب محمد r بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا وخالفوا سبيلكم فإنما هم في شقاق أي سيضلون في اختلاف وتفرق، إذاً لا غرة من تضعيفه إذ المقصود المعنى والقرآن يشهد بصحة المعنى.
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:
((فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) رواه أحمد وأبو داود والترمذي أنظر صحيح سنن أبي داود: للألباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا الحديث فوائد عظيمة منها: أن داء الأمة ومرضها هو الاختلاف " فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا" وأن علاجها ودواءها في التمسك بالسنة والآثار " فعليكم بسنتي وسنةالخلفاء الراشدين المهديين " وأن سبب الداء أو الاختلاف هو الإحداث في الدين والبدع حيث قال " وإياكم ومحدثات الأمور .. " وفي هذا رد على من يزعم أن الرجوع إلى الدين الصحيح والعقيدة السلفية يؤدي إلى تفرقة للمسلمين وأن ترك المسلمين مع بدعهم ومناهجهم المختلفة هو سبيل الوحدة الإسلامية، والصحيح أن التمسك بالسنة والآثار هو السبيل الوحيد لوحدة الأمة وذهاب الاختلاف بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأمل.
معنى كلمة الملة التي وصف النبي r افتراق تلك الفرق:
قال العلامة ابن منظور: "الملة: الشريعة والدين، .. ثم ذكر أنها تطلق على معظم الدين وجملة ما يأتي به الرسل"
وقال العلامة المباركفوري رحمه الله: (وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة) سمي عليه الصلاة والسلام طريقة كل واحد منهم ملة اتساعا وهي في الأصل ما شرع الله لعباده على ألسنة أنبيائه ليتوصلوا به إلى القرب من حضرته تعالى ويستعمل في جملة الشرائع دون آحادها ولا تكاد توجد مضافة إلى الله تعالى ولا إلى آحاد أمة النبي بل يقال ملة محمد صلى الله عليه وسلم أو ملتهم كذا ثم إنها اتسعت فاستعملت في الملل الباطلة لأنهم لما عظم تفرقهم وتدينت كل فرقة منهم بخلاف ما تدين به غيرها كانت طريقة كل منهم كالملة الحقيقية في التدين فسميت باسمها مجازا
وقيل الملة كل فعل وقول اجتمع عليه جماعة وهو قد يكون حقا وقد يكون باطلا والمعنى أنهم يفترقون فرقا تتدين كل واحدة منها بخلاف ما تتدين به الأخرى)
فالملة إذا تستعمل في جملة الشرائع دون آحادها (الكليات)، ولا تكون ملة إلاّ إذا اجتمع عليه جماعة وسعوا نحو أهدافهم.
ولا يقع التفرق بين أصحاب الملة الواحدة إلاّ إذا وقع الاختلاف بينهم في أصول ملتهم وقواعد دينهم أما الاختلاف في فرع أو فروع قليلة فلا يؤدي إلى مثل ذلك التفرق.
قال العلامة المباركفوري رحمه الله: (قال العلقمي قال شيخنا ألف الامام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي في شرح هذا الحديث كتابا قال فيه قد علم أصحاب المقالات أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه من أبواب الحلال والحرام وإنما قصد بالذم من خالف أهل الحق في أصول التوحيد وفي تقدير الخير والشر وفي شروط النبوة والرسالة وفي موالاة الصحابة وما جرى مجرى هذه الأبواب لأن المختلفين فيها قد كفر بعضهم بعضا بخلاف النوع الأول فإنهم اختلفوا فيه من غير تكفير ولا تفسيق للمخالف فيه فيرجع تأويل الحديث في افتراق الأمة إلى هذا النوع من الاختلاف
وقد حدث في آخر أيام الصحابة خلاف القدرية من معبد الجهني وأتباعه ثم حدث الخلاف بعد ذلك شيئا فشيئا إلى أن تكاملت الفرق الضالة اثنتين وسبعين فرقة والثالثة والسبعون هم أهل السنة والجماعة وهي الفرقة الناجية انتهى باختصار يسير)
وقال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام (2/ 200): " إن هذه الفرق إنما تصير فرقاً بخلافها للفرقة الناجيةفي معنىً كلي فيالدين وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزئيات إذ الجزئي والفرع الشاذ لاينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعاً و إنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة فيالأمور الكليةلأن الكليات تقتضي عدداً من الجزئيات غير قليل و شأنها في الغالبأن لا يختص بمحل دون محل ولا باب دون باب " انتهى
وقد وصفت الفرقة الناجية في أحاديث الافتراق بصفات منها:
إحداها: أنهم الجماعة.
الثانية: أنهم من كان على مثل ما كان عليه النبي r وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، وهذه الصفة تبين المراد من الصفة قبلها وتدل على أن أهل الحق هم الجماعة. والله أعلم.
وأهل الحق سموا بأهل السنة لأنهم تمسكوا بسنة رسول الله r وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين "ما أنا عليه وأصحابي" ويؤكده الحديث الآخر: " فعليكم بسنتي وسنةالخلفاء الراشدين المهديين "
(يُتْبَعُ)
(/)
وسموا بالجماعة لحديث " هم الجماعة"، والجماعة مأخوذة من الاجتماع وضدها الفرقة، وسموا بالجماعة لأنهم اجتمعوا على الحق وهو ما كان عليه النبي r وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، واتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين.
ومن هنا نشأ مصطلح أهل السنة والجماعة.
فهم تميزوا عن سائر الفرق بالتمسك بالسنة والآثار، فمن كان منهجه في التلقي والاستدلال السنة والأثر فهو من أهل السنة،ومن تلقى من غيرها كمن جعل مصدر التلقي والاستدلال عنده العقل أو الفلسفة أو الكشف أو الذوق فقد أخطأ وإن وافق في النتيجة.
وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن "من خاض في علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص" فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب بل التلقي والاستمداد منها راجع شرح أصول اعتقاد أهل السنة للألكائي تحقيق أحمدبن حمدان، فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة. أنظر كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة للحوالي
فالرجل لا يكون مبتدعاً ضالاً إلاَّ إذا انطلق من أصول وقواعد مبتدعة أو منهجغير منهج أهل السنة و الجماعة.
فائدة/
ذهب بعضهم إلى أن أول من تكلم بمصطلح أهل السنة والجماعة ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فيما أخرجه اللالكائي بسنده عنه في قوله تعالى: (يوم تَبْيضّ وجوه وتسْوَدّ وجوه) قال: فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة وأولو العلم، وأما الذين اسْوَدّت وجوههم:فأهل البدع والضلالة ا هـ ,إلا أن سنده لا يُحتج به.
ولذا فأول من استعمل هذا المصطلح ـ فيما أعلم ـ هو محمد بن سيرين،فيما أخرجه مسلم في مقدمة صححيه بسنده إلى ابن سيرين انه قال: " كانوا لا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم، فيُنْظر إلى أهل السنة فُيؤخذ حديثهم،ويُنْظر إلى أهل البدعة فيُردّ حديثهم ".
ثم تتابع الناس على استعمال هذا المصطلح:
ـ فقد قال أيوب السختياني (68 ـ131هـ) فيما أخرجه اللالكائي:"إني أُخْبَر بموت الرجل من أهل السنة، وكأنّي أفقد بعض أعضائي " وقال أيضاً: "إن من سعادة الحَدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة ".
ـ وقال الثوري (ت161هـ):"استوصوا بأهل السنة خيراً؛فإنهم غرباء " وقال:"ما أقلّ أهل السنة والجماعة ".
ـ وقال الفضيل بن عياض (ت187هـ):" ... ويقول أهل السنة "الإيمان المعرفة والقول والعمل "
ـ وقال الإمام أحمد (164ــ 241 هـ):" ... هذه مذاهب أهل العلم، وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بعروتها، المعروفين بها، المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يومنا هذا ........ الخ ا هـ.ملخصا من "وسطية أهل السنة" (ص 41ـ) مع زيادة مني. المصدر: معالم في الاعتدال لأبي الحسن
ـ[عبد الله الأعصر]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 12:34]ـ
وقعت على هذه الفتوى فنقلتها إليكم، وإن كان في كلام الشيخ ربيع -حفظه الله- الكفاية لمن تدبره ..
... هل إذا جُرح داعية فهل نترك السماع لمحاضراته؟ ...
أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني -حفظه الله-
هذا الجواب عليه أن ننظر من الجارح؟ هل الذي جرجه من أهل العلم؟ ـ نعم ـ وفي أي شيء جرحه؟ فإن خطأه في مسألة ـ نعم ـ مع إبقاء منزلته وكان هذا الداعي من أهل السنة ومن أهل العلم ولم يتجاوز الراد عليه الخطأَ إليه ـ إلى لذاته ـ فأسقطه؛ فتجنبْ هذا الخطأ، وإستفد منه كما يفعل علماؤنا ولا زلنا نحن نفعل بكتب الحافظ ابن حجر والنووي فقد نطقوا بالبدعة فيما يتعلق بتقرير الصفات ولكن التبديع هذا لم يحصل من علمائنا إليهم لأنهم عندهم من الكتب ومن العلم الواسع ما نحتاج إليه، فالتبديع يعني الهجر؛ ولذك لم يبدع العلماء الحافظ ابن حجر والنووي مع أنهم أخطئوا في باب عظيم وهو الصفات، والحافظ ابن حجر أهون من النووي الذي لا يكاد يثبت صفة، أما ابن حجر فتراه تارة يثبت، تارة يضطرب.
وأعظم الأسباب في ذلك أن عصرهم ـ يعني من الذين أخذوا عنهم العلم ـ عصر أشاعرة، مثل ما أنت أنعم الله عليك الآن بعصر السنة في المملكة العربية السعودية، فقد رضعت التوحيد في الصفات وفي الألوهية رضاعة وأنت تكبر ففي الإبتدائي والمتوسط والثانوي وأنت تدرس كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب والحمد لله، فأنت موحد في الربوبية وفي الألوهية والصفات، اشكر الله على فضله.
أولئك القوم كابن حجر والعراقي والمتأخرين هؤلاء والنووي وجدوا مشيخة أشاعرة تلقوا عنهم العلم، أقنعوهم به، وهذا هو الذي كان المذهب السائد في ذلك العصر ـ نعم ـ فأخذوا هذا المذهب الأشعري ـ نعم ـ لكن لما رآى العلماء العلم الغزير الذي في كتبهم من جهة الفقه والنقول عن الأئمة إلى آخره أخذوا عنهم ولم يبدعوهم كما فعل الحدادية التي أمرت بحرق كتب البخاري ومسلم وصار الناس يجعلون أن هذا هو مذهب أتباع السلف، كلا، بل إنه لم أحفظ من علماء السلف في هذا العصر أو العلماء الذين أخذوا عن السلف وإتبعوهم يفتي بحرق كتاب الفتح وكتاب النووي، إلا شرذمة من الحدادية الذين أمروا بذلك وإتصفوا وصاروا معروفين بهذا، أما نحن فلا نقول والله ذلك، بل نقول نخطئهم فيما قالوا ونستفيذ مما بقي.
فإذن أنظر إلى العالم وكيف تكلم عن هذا الداعي هل تكلم عليه بالتبديع، اتبعه، بدعه تبعا له، إذا كان مسموع الكلمة مرجوعا إليه وهو من أهل العلم فَبَدَّعه، فأنت ليس لك إلا أن تتبع هذا العالم لقول الله تعالى: ? فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ?النحل43، وقال: ? أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ?النساء59، ومن ولاة الأمر العلماء فلهم طاعة في الرجال تبعا لطاعتهم في العلم كما قرره ابن القيم في تحرير قول الله تعالى: ? أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ?النساء59، وبيَّن أنهم السلاطين والعلماء، العلماء لهم طاعة في العلم، ومن العلم معرفة مراتب الرجال. والسلطان له طاعة في سياسة الدولة، فله ذلك.
الفتوى في المرفقات:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاثر]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 08:53]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله الأعصر ونفع الله بك(/)
اسماء مشايخ يستشهد بهم الرافضة للتدليس والتلبيس، وهم ليسوا من علماء أهل السنة!!
ـ[التبريزي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 03:43]ـ
المكيدةُ التي يتبعها الرافضةُ بالأمس، ويجيدها روافض اليوم في التدليسِ والتلبيسِ على أهلِ السنة هي أنهم يستشهدون بعلماء رافضة أو علماء من غير أهل السنة كغلاة المتصوفة وبعض المعتزلة، ثم يوهمون بأنهم من علماء أهل السنة لتشابه الأسماء، أو لأن بعض العلماء منصفٌ في بعض أقواله فيخرجونه من التشيع ويرمونه بالتسنن لئلا يؤثر كلامه على عامة الشيعة ..
مشائخهم بالأمس كانوا يظهرون التقية ويتظاهرون بأنهم من أهل السنة للتجسس ومحاولة التشويش والدس بين اهل السنة، ومنهم شيخهم البهائي المتوفى سنة 1031 هـ وهو محمد بن الحسين بن عبد الصمد، قال عن نفسه: "كنت في الشام مظهراً أني على مذهب الشافعي .. "، قال الألوسي في "مختصر التحفة الإثنى عشرية": (ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماءِ المعتبرين عند أهلِ السنةِ فمن وجدوهُ موافقاً لأحدٍ منهم في الاسمِ واللقبِ أسندوا روايةَ حديثِ ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهلِ السنةِ يعتقدُ أنهُ إمامٌ من أئمتهم فيعتبرُ بقولهِ ويعتدُ بروايتهِ ".
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~
أولا: تشابه أسماء بين علماء السنة والرافضة
1– محمد بن جرير الطبري:
محمد بن جرير الطبري ثلاثة رجال: أحدهم سني والآخران رافضيان.
أما السني فهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام صاحب التفسير المشهور " جامع البيان عن تأويل آي القرآن "، وقد أثنى على تفسيره كثير من العلماء منهم الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " حيث قال: " لم يصنف أحد مثله "، وقال أبو حامد الإسفراييني: " لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا "، وله كتاب"تهذيب الآثار"، وكتاب "تاريخ الرسل والملوك"، وكتاب "اختلاف الفقهاء" ..
أما الرافضيان فهما:
- محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير وصفه الطوسي في الفهرست بالكبير
وهو صاحب كتاب "المسترشد في الإمامة".
- محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير وهو صاحب كتاب "دلائل الإمامة" ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~
2 - السُّدِّي:
- السُّدِّي الكبير السني، وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي وقال محمد بن أبان الجُعفي، عن السُّدِّي: أدركت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم: أبو سعيد الخدري وأبو هريرة وابن عمر كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الحال الذي فارق عليه محمداً صلى الله عليه وسلم، إلا عبد الله بن عمر".
- السُّدِّي الصغير الرافضي، وهو محمد بن مروان السُّدِّي الصغير، وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي وهو من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة، وهو رافضي غال.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~
3 – ابنُ قتيبة:
- ابن قتيبة السني، وهو أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وهو من علماء السنة المكثرين في التصنيف حيث له كتبٌ جامعة في سائر الفنون.
- ابن قتيبة الرافضي، قال عنه الألوسي في "مختصر التحفة الاثنى عشرية ": " وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة، وقد صنف كتابا سماه بـ " المعارف "، فصنف ذلك الرافضي كتابا، وسماه بالمعارف أيضا قصداً للإضلال.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~
4 – ابنُ بَطة وابنُ بُطة:
- ابن بَطة السني، وهو بفتح الباء، قال عنه الذهبي في السير: "الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، شَيْخُ العِرَاقِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ابْنُ بَطَّةَ، مُصَنِّفُ كِتَابِ " الإِبَانةِ الكُبْرَى " فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ.
-ابن بُطة الرافضي، أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي، رافضيٌ له منزلة عند القوم ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~
ثانيا: مشايخ شيعة ليسوا من أهل السنة
5 - ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسين بن أبي الحديد المدائني الشيعي المعتزلي المعروف بابن أبي الحديد، وهو صاحب الشرح الشهير لنهج البلاغة، وهو شيعيٌ معترفٌ به عند قدماء الرافضة، لكن رافضة اليوم الذين يمثلون أحقد فترة تمر على تاريخ الروافض يتبرأون منه، ويزعمون أنه سنيٌ، ويستدلون على سنيته بأنه معتزلي!!، وهذا كذب وتدليس وما علم الروافض أن القائل بخلق القرآن هم الرافضة والمعتزلة، وهذا دليل يؤكد على شيعيته إضافة إلى محتوى شرحه الذي يؤكد ذلك ..
إبن أبي الحديد من كتب الرافضة:
قال صاحب روضات الجنات في ترجمة ابن أبي الحديد:
الشيخ الكامل الأديب المؤرخ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسين ... ابن أبي الحديد المدائني الحكيم الأصولي المعتزلي المعروف بابن أبي الحديد: صاحب (شرح نهج البلاغة) المشهور، هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين، مواليا لأهل بيت العصمة والطهارة، وإن كان في زي أهل السنة والجماعة، منصفا غاية الإنصاف في المحاكمة بين الفريقين ... ) روضات الجنات 5/ 19 (طبعة الدار الإسلامية في بيروت سنة 1411هـ)
وقال القمي في كتابه الكنى والألقاب 1/ 185:
((ولد في المدائن وكان الغالب على أهل المدائن التشيع و التطرف والمغالاة فسار في دربهم وتقيل مذهبهم و نظم العقائد المعروفة بالعلويات السبع على طريقتهم وفيها غالي و تشيع وذهب الإسراف في كثير من الأبيات كل مذهب) .. القمي في كتابه الكنى والألقاب 1/ 185
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~
6 - القندوزي الحنفي الرافضي:
سليمان بن إبراهيم الحسيني القندوزي البلخي، وهو من اتباع ابن عربي الوجودي الذي كان كان له صلة بالروافض، وهو القائل في مهدي الرافضة الذي لم يولد أصلا: "إن أسعد الناس بالمهدي المنتظر هم اهل الكوفة" وذكر فيه اعتقاداً مشابه للرافضة الاثناعشرية، وللقندوزي تلميذ ابن عربي كتبٌ يفوح منها الرفض وغلو المتصوفة، منها "ينابيع المودة لذوي القربى"، و "مشرق الأكوان، وكتابه "ينابيع المودة لذوي القربى" لا يؤلفه إلا شيعي رافضي إثني عشري وإن لم يصرّح علماء الشيعة بذلك لكن آغا بزرك طهراني عدّ كتابه هذا من مصنفات الشيعة في كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة 25/ 290) فهو يقر بالوصاية السبئية اليهودية، ولعل من مظاهر كونه من الشيعة الإثني عشرية ما ذكره في كتابه ينابيع المودة 1/ 239 عن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: (كان على عليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت، وقال له: لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة، فإن لم تكن نبياً فإنك وصي نبي ووارثه، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء)، وذكر في كتابه عن جابر قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه و آله: "أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين، و إن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي و أخرهم القائم المهدي ". (ينابيع المودة 3/ 104)، وذكر أيضا عن جابر بن عبد الله قوله: قال رسول الله صلَّى الله عليه و آله: "يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ـ ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ـ ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم القائم، اسمه اسمي و كنيته كنيتي، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان " (ينابيع المودة: 2/ 593، طبعة المطبعة الحيدرية، النجف / العراق)، فكيف يدعي الرافضة أن هذا القندوزي حنفيٌ سنيٌ؟ بل من الشواهد على أنه رافضيٌ أن من يطبع كتبه هي المطبعة الحيدرية بالنجف ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~
7 - إبراهيم بن محمد الحمويني الشافعي الرافضي:
(يُتْبَعُ)
(/)
إضفاء كلمة الحنفي أو الشافعي على شيخ رافضي هو كما قلنا من باب التدليس والتلبيس، وهنا ينطبق على الحمويني الرافضي صاحب كتاب "فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والحسنين"، ويسمية الرافضة بشيخ الإسلام، فهل يصدق أحدٌ أن يقول الرافضة عن سني أنه شيخ الإسلام ويترحمون عليه؟
الحمويني كان شيعيا ولم يكن سنيا ثم تشيع، لكنه كان يظهر التقية لتحقيق مكره وخبثه، ومن مشايخه ابن المطهر الحلي ونصير الدين الطوسي أعدى عدوين لأهل السنة، ومما يدل على أنه رافضي والشافعي منه بريء قوله في كتابه فرائد السمطين:
(وانتجب له أمير المؤمنين عليا أخا وعونا وردءا وخليلا ورفيقا ووزيرا، وصيره على أمر الدين والدنيا له مؤازرا. . . وأنزل في شأنه: {إنما وليكم الله ورسوله. . .} تعظيماً لشأنه. . . وصلى الله على محمد عبده ونبيه. . . وعلى إمام الأولياء وأولاده الأئمة الأصفياء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. . . والحمد لله الذي ختم النبوة والرسالة بمحمد المصطفى. . . وبدأ الولاية من أخيه وفرع صنو أبيه المنزل من موسى فضيلته النبوية منزلة هارون، وصيه الرضى المرتضى علي (عليه السلام) باب مدينة العلم المخزون. . . وآزره بالأئمة المعصومين من ذريته أهل الهداية والتقوى. . . ثم ختم الولاية بنجله الصالح المهتدي الحجة القائم بالحق. . . "
في كتابه فرائد السمطين، ينقل عنه الرافضة كما هو في موقع آية الله الطهراني بالنص:
(روى شيخ الإسلام إبراهيم بن محمّد الحمويني في "فرائد السمطين" عن السيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخّار بن مَعْدبن فخّار الموسويّ رحمه الله قال: أنبأنا والدي السيّد شمس الدين فخّار الموسويّ رحمه الله إجازة بروايته عن شاذان بن جبرئيل القمّيّ، عن جعفربن محمّد الدوريستيّ، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّيّ، عن محمّدبن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن حمّادبن عيسي، عن عمر بن أُذَينة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سُلَيم بن قَيْس الهلإلي أنّه قال: رأيتُ علياً عليه السلام في مسجد رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم في خلافة عثمان، وجماعة يتحدّثون ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم من الفضل، مثل قوله: الائمّة من قريش. وقوله: الناس تبع لقريش، وقريش أئمّة العرب، وقوله: لاتسبّوا قريشاً، وقوله: إنّ للقرشيّ قوّة رجلين من غيرهم. وقوله: من أبغض قريشاً أبغضه الله، وقوله: من أراد هوان قريش، أهانه الله).
وفي الموقع نفسه:
(وروى شيخ الإسلام الحمويني في "فرائد السمطين" ج 1 ص 97 الباب 18 عن قدوة الحكماء الراسخين: نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي بسندين: الاول عن الإمام برهان الدين محمد بن محمد الحمداني القزويني والآخر عن خاله: الإمام نورالدين علي بن محمد الشعبي وكل منهما روي بسلسلة سنده المتصل عن عبادبن عبدالله عن سلمان الفارسي عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أ نه قال: أعْلم أمتي منْ بعْدي علي بْن أبي طالب)، فهل يقول بهذا عالمٌ سنيٌ؟ أو ليس السنيُّ عندهم ناصبيا خارجا من الملة؟ فكيف صار الحمويني سنيا وشيخا للإسلام معترفٌ به عند الرافضة؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~
8 - الكنجي الشافعي الرافضي:
محمد بن يوسف بن محمد النوفلي القريشي الكنجي الرافضي، كان شيعيا يظهر أنه سنيٌ، لكن كتبه فضحته وبينت شيعيته، وله كتاب "كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب"، وله كتاب لا يقول به سنيٌ عاميٌ، فكيف بعالم ينسبونه إلى الشافعي؟ هذا الكتاب هو: "البيان في أخبار صاحب الزمان"، وكان مداهنا ومصانعا للمغول ضد أهل السنة، قال عنه الحافظ ابن كثير:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فكان اجتماعهم على عين جالوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان فاقتتلوا قتالا عظيما فكانت النصرة ولله الحمد للاسلام وأهله فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة وقتل أمير المغول كتبغانوين وجماعة من بيته)، ثم يقول: (وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله وقتلوا جماعة مثله من المنافقين فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)، فكيف يدعي الرافضة أن هذا الخبيث شافعيٌ من أهل السنة؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~
9 - المؤرخ المسعودي:
علي بن الحسين بن علي الهذلي البغدادي أبو الحسن المسعودي، كان شيعيا مثله مثل ابن أبي الحديد، لكن لأنه منصفٌ في بعض مرواياته في كتاب مروج الذهب، فقد تبرأ منه بعض الروافض وعدوه سنيا لأنه يخالف طريقة الروافض الجدد ..
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة": (والحكاية التي ذكرها -أي الرافضي- عن المسعودي منقطعة الإسناد وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى فكيف يوثق بحكاية منقطعة الإسناد في كتاب قد عرف بكثرة الكذب)، ودلائل التشيع في كتابه مروج الذهب كثيرة، ولذا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان: (وكتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزلياً) ..
10 - سبط ابن الجوزي الحنفي الرافضي:
هو سبط (ابن بنت) أبي الفرج بن الجوزي العالم الحنبلي الكبير، وسبطه هو أبو المظفر يوسف بن عبدالله، ينعته الشيعة بالعالم الكبير والمجتهد الذي لا يشق له غبار، فمتى كانت الرافضة تمدح عالما من علماء أهل السنة؟ كان حنفيا ثم ترفض، خصص سبط بن الجوزي في الباب الثاني عشر من كتابه "تذكرة الخواص للأئمة الإثنى عشر" كلاما لا يعتقد بها إلا الرافضة الإثنى عشرية ولا يوافقهم بقية طوائف الشيعة، ووضع فصلا لذكر مهدي الشيعة الإمامية عنونه بقول: "فصل في ذكر الحجة المهدي عليه السلام"، ومعلوم أن كلامه يخالف اجماع المسلمين حتى الشيعة منهم و لا توجد فرقة واحدة تقول بولد للحسن العسكري غير الجعفرية الإمامية الإثنى عشرية، ومن الأدلة على رفضه قوله: "محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم وهو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالي وهو آخر الأئمة وقال: ويقال له ذو الإسمين محمد وأبو القاسم قالوا: أمه أم ولد يقال لها صقيل". (تذكرة الخواص صفحة 204 ط. طهران)، وكان يسب ويبغض الصحابة خصوصا عمر بن الخطاب، والكلام عنه يطول، فكيف يدعي الرافضة أنه سنيٌ ومن أجل العلماء وكل سني عندهم ناصبي ملعون؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~
ثالثا: مشايخ من أهل السنة مدسوسٌ عليهم
11 - الحسكاني السني:
هو الشيخ الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشى العامري النيسابوري، نسب إليه الروافض كتاب "شواهد التنزيل"، وهذا الكتاب المنسوب إليه زورا وبهتانا معتمد عند الشيعة، مكذوبٌ غير مقبول عند أهل السنة، فلو كان الحسكاني من أهل السنة وهذا كتابه لأخرجوه إلى حظيرة الروافض ولا كرامة له، لأن محتواه محتوى رافضي صِرف، محتوى مطبوخ على طريقة سوق تزوير المخطوطات المشهور في طهران!! ومع ذلك فالحسكاني بريء من هذا الكتاب، ولا ينفع نسبته إلى الحسكاني مالم يكن للكتاب أصل عند أهل السنة ويقفوا عليه بأنفسهم، وتوجد له دلائل حقيقية لتوثيقه، وهذا من المحال لأن طويلب علم صغير من أهل السنة يرفض محتوى الكتاب المنسوب للحسكاني متنا وسندا، فهناك أسانيد ومتون كثيرة وعجيبة لا يرويها من طرائق أهل السنة، ومن قرأ سيرة الرجل يجد أنه رمي بالتشيع بسبب حشو الكتاب بما يناقض منهج أهل السنة، بل يناقض العقل ويربأ حافظ أن يكون بهذه العقلية ويجعل القرآن كله نزل في علي رضي الله عنه وفي بضعة من الصحابة الذين لم يرتدوا على القول الإمامي!!
ويقول محقق كتاب تفسير فرات الكوفي في المقدمة:
(وهذا الكتاب لم يكن بمتناول أحد من العلماء والاعلام فيما نعرف إلى زمن العلامة المجلسي رحمه الله سوى الحاكم أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحافظ صاحب الكتاب النفيس شواهد التنزيل حيث كان عنده هذا الكتاب بالكامل وهو يكثر النقل عنه في كتابه وأيضا ينقل بسنده إلى فرات إضافة إلى النقل المباشر وقد كان لدى الحاكم الحسكاني أصولا وكتبا أخرى هي غير موجودة اليوم مثل التفسير العتيق وتفسير العياشي بكامله مسندا). ص13الطبعة الاولى 1410 ه. - 1990 م طهران.
وعلى هذا يكون كتاب الحسكاني شواهد التنزيل مقتبس من أحد أشهر كتبهم في التفسير، وهو تفسير فرات الكوفي المجهول الذي لايوجد ترجمة له عند الرافضة الإثناعشرية حسبما ذكر محقق تفسير فرات ...
وخلاصة الكتاب، انه مردود غير مقبول جملة وتفصيلا، ولا يجوز نسبته إلى الحسكاني لأن محتواه رافضي صِرف، ويؤكد المحققون أنه مُختلق عليه، لأن كتبه الأخرى يناقض محتواها محتوى كتاب "شواهد التنزيل".
للموضوع صلة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 03:59]ـ
موضوع في غاية الجمال والقوة، استفدت منه كثيرا، ولم أتركه حتى انتهيت منه.
تابع أخي الكريم فموضوعك شيق جدا وقيم بارك الله فيك.
ـ[فتح البارى]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 04:09]ـ
أكمل بارك الله فيك
ـ[التبريزي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 09:17]ـ
الأخوان الكريمان:
محمد الشرقاوي،
و فتح الباري .... بارك الله فيكما وأشكر لكما متابعتكما ...
الرافضة اليوم منتشرون في المنتديات ينسخون ويلصقون مواضيع معدة لهم سلفا، موضوعها: "إن مذهبا يبرهن على صدقه من أقوال الخصم أحق أن يُتبع"، ويتبعون في نشر ضلالاتهم وعقائدهم الفاسدة طريقتين:
* أقوال بعض المشايخ المنسوبين إلى أهل السنة كذبا وزورا، والذي يؤيدون ففي كتاباتهم عقائد الإثني عشرية،
* وأقوال صحيحة تؤيد علي بن أبي طالب وشيعته الأولين، وهم في هذا خبثاء، فشيعة علي الأولين لا علاقة لهم بروافض ابن سبأ وعثمان بن سعيد العمري مخترع الغيبة، والعلقمي والصفويين القدماء والصفويين الجدد .. ثم إن الشيعة تجاوزت طوائفهم 74 فرقة، منها طائفة الإثني عشرية الإمامية، كل فرقة تدعي أنها شيعة علي بن أبي طالب، بأسهم بينهم شديد، وحتى الفرقة الواحدة صارت تنقسم إلى عدة فرق، والإمامية اليوم منقسمون إلى طوائف متعددة، ويجتمعون في طائفتين رئيستين:
- الطائفة المؤمنة بولاية الفقيه التي طبقها الخميني ثم الخامنئي ..
- والطائفة التي تنكر ولاية الفقيه وتعتبرها متمردة على صاحب الزمان وهي تكفر الطائفة الأولى جهرة وعلى رؤوس الأشهاد ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~
بالنسبة للحسكاني:
بعض أهل السنة رموا الحسكاني بالتشيع بناءا على ما نُسب إليه بعد أن كان عالما حنفيا حافظا له دراية وعلم بالحديث، ورموه بالتشيع لتصحيحه بعض الأحاديث المكذوبة مع درايته بعلم الحديث ومعرفة صحيحه من ضعيفه، وممن اعتبره متشيعا الإمام الذهبي، لكن هناك من أنكر رميه بالتشيع إذْ أن الرافضة نسبوا له أقوالا لا يقول بها إلا الرافضة، وتصحيح بعض الأحاديث كانت مدسوسة عليه ...
نريد من أهل الإختصاص هنا أن يفصلوا في هذه القضية .... هل كان الحسكاني بريئا من التشيع ومن الكتاب المنسوب إليه؟ أم أنه تشيع وحشا كتابه بما لم يكن يعتقده من قبل؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:53]ـ
12 - الخوارزمي الحنفي المعتزلي الشيعي:
الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي الحنفي، أخطب خوارزم معتزلي وشيخه الزمخشري، متشيعٌ مثله مثل ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي، له كتاب "مناقب الخوارزمي"، أو "مناقب الإمام أمير المؤمنين"، والكتاب يُطبع في إيران والنجف، وله طبعة الكترونية في موقع شبكة الشيعة العالمية، يقول الخوارزمي في كتابه:
"لم يكن يوم الغدير أول يوم نوه فيه النبي الأكرم بمقام علي وفضله ومنقبته، ولا آخره بل كانت النبوة والإمامة منذ فجر الدعوة الإلهية صنوين. فقد أصرح النبي بإمامة وصيه ووزارة وزيره يوم جهر بدعوته بين قومه وأسرته في السنة الثالثة من بعثته، يوم أمره سبحانه بإنذار الأقربين من عشيرته"،
ولا غرو إذا قالت الشيعة: "الموفق الخوارزمي الحنفي رغم أنه سني إلا أن له قدره عند الشيعة لأنه أظهر الحق وأنصف علي بن أبي طالب عليه السلام من النواصب"، وفي مواقع الشيعة يتداولون بعض المواضيع، منها:
(البعض قد يقول إنه لغو الشيعة في أئمتهم لكنه ليس ذلك، تعالوا نقرأ هذه الروايات من كتب اهل السنة وعلمائهم الكبار، فقد روى شيخ الإسلام الخوارزمي -وهو من كبار علماء السنة- بإسناده عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: "يا أبا الحسن كلم الشمس فانها تكلمك قال علي عليه السلام: السلام عليك ايها العبد المطيع لربه، فقالت الشمس: عليك السلام يا أمير المؤمنين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، يا علي أنت وشيعتك في الجنة، يا علي أول من تنشق الأرض عنه محمد ثم أنت، وأول من يحيى محمد، ثم أنت، وأول من يكسى محمد ثم أنت، فانكب علي ساجدا وعيناه تذرفان بالدموع، فانكب عليه النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا أخي وحبيبي، ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات") ... ثم يقول واضع المقال:
"ولكي لايكون هناك مجال للشك أو أن يقول البعض أنه حديث ضعيف فقد جمعت لكم بعض مصادر كتب السنة ومن كبار علمائهم الذين يروون هذا الحديث ويمكنكم الإطلاع عليها لكي لايكون عندكم ذرة شك واحدة وهاهي المصادر
المناقب الفصل التاسع ص 63
الحمويني من كبار علماء السنه رواه في فرائد السمطين ج1 ص 184
الخوارزمي من كبار علماء السنة رواه في مقتل الحسين ج1 ص49 " ..
ارأيتم؟
الواضع رافضي، والمستشهد به رافضي، والمصادر روافض ينسبونها إلى علماء السنة!! والخوارزمي رغم شطحاته، إلا أن هناك كثيرا من رواياته تمجد في أبي بكر وعمر وعثمان، ولا أدري لماذا الرافضة يترحمون على الخوارزمي ويجلونه ويستشهدون به، بينما لا يقبلون منه بعض رواياته، ففي كتاب المناقب نفسه يروي قائلا:
(أخبرنا الشيخ الصالح العالم الأوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي، وساق السند إلى علي بن أبي طالب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة، واعتق بلالا من ماله رحم الله عمر يقول الحق وان كان مرا، تركه الحق وماله من صديق، رحم الله عثمان تستحيه الملائكة، رحم الله عليا، اللهم ادر الحق معه حيثما دار"، المناقب ص 104
قال الذهبي عن الخوارزمي في المنتقى: "وقد حشا تأليفه بالموضوعات"، "ولقد ساق أخطب خوارزم من طريق هذا الدجال ابن شاذان أحاديث كثيرة باطلة سمجة ركيكة في مناقب السيد علي رضي الله عنه ... ".(/)
رافضي يحاور نصراني و يهودي
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 03:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقابل يهودي ونصراني وشيعي على غير موعد في إحدى النوادي الماسونية، وبعد تجاذبهم أطراف الحديث اتفقوا على التكاتف والتعاون للقضاء على عدوهم المشترك (أهل السنة) عند ذلك انتهز الشيعي الفرصة لدعوتهما إلى التشيّع، فالتفت إلى النصراني وبدأ يشككه في دينه وينتقد عقيدته
قائلاً:
الشيعي: أنتم تزعمون أن المسيح صُلِب ليُخلص الناس من خطيئة آدم لما أكل من الشجرة, والله يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
النصراني: وأنتم فعلتم أشد من ذلك, فها أنتم تضربون أنفسكم وأطفالكم بالسكاكين والسلاسل حتى يسيل الدم، في صورة مقززة منفرة, تلومون أنفسكم وتعاقبونها لأن أجدادكم خذلوا الحسين ولم ينصروه, فما الفرق بيننا؟.
الشيعي: لكنكم غلوتم في المسيح وقلتم هو ابن الله وثالث ثلاثة.
النصراني: وكذلك فعلتم مع الحسين، فغلوتم فيه وفي ألائمة حتى زعمتم أنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً, وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون, وأنهم يعلمون متى يموتون, وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم!!.
الشيعي: على كل حال، أنا أدعوك إلى عدم عبادة المسيح وألا تسموا أولادكم عبد المسيح فان المسيح عبد من عباد الله.
النصراني: وأنتم ألستم تدّعون أن علي قال: أنا وجه الله أنا جنب الله أنا الأول أنا الآخر, وتسمون أولادكم عبد الحسن وعبد الحسين مع أنهم أيضاً عباد لله؟
الشيعي: ولكنكم ترجون من المسيح مالا ترجون من الله، فتدعونه وتستغيثون به من دون الله, وتعظمون قبور القديسين والرهبان.
النصراني: وأنتم تدعون غير الله فتقولون يا علي!! ... يا حسين!! ولا أدري متى تدعون ربكم؟! وتطوفون حول قبور أئمتكم وتستغيثون بهم من دون الله وتنذرون لهم بإلقاء الأموال الطائلة عند قبورهم, بل إنكم تزعمون أن من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم, وتقولون أن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء!!.
الشيعي: أنتم أطريتم المسيح وغلوتم فيه حتى عبدتموه.
النصراني: وأنتم أطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم حتى فضلتموهم على الأنبياء وقلتم بأن لهم مقاماً عظيماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو وأنهم يعلمون كل شيء في السموات وفى الأرض وأن علومهم كعلوم القرآن, فيكون المسيح عندنا كالأئمة عندكم.
الشيعي: لكن الأمر وصل بكم أن قلتم: إن مجرّد حب المسيح والإيمان به كاف للنجاة والخلاص.
النصراني: وأنتم قلتم إن مجرد محبة أهل البيت كفارة وخلاص لا تضر المُحب لهم معها سيئة مادام محباً لآل البيت, وتقولون: إن حب آل البيت يحط الذنوب عن العباد كما تحط الشجرة ورقها, وأن حب علي حسنة لا تضر معها سيئة!!.
الشيعي: (مغضباً) كتابكم أيها النصارى محرف ومتضمن للزيادة والنقصان والتحريف.
النصراني: وأنتم معشر الشيعة زعمتم أن قرآنكم محرف زاد فيه الصحابة ونقصوا منه, ولا توجد نسخة كاملة صحيحة إلا التي يحتفظ بها إمامكم المهدي ذو الخمس سنوات في السرداب, فالناس – في نظركم – ضائعون بدون كتاب منذ أكثر من 1400سنة!!
الشيعي: المهم، هل ستصبح مسلماً موالياً وتتشيّع؟
النصراني: أنا لا أعتقد أن هذا هو الإسلام الذي دخل فيه الصغير والكبير والعالم والمتعلم من أبناء جلدتي!! ... لأني لا أرى جديدا عندكم, فعندكم من التناقضات أكثر مما عندنا, فهل هناك فِرَقٌ أخرى سواكم؟.
الشيعي: نعم هناك فرقة ضالة مضلة خرجت من الإسلام وهم النواصب (أهل السنة) وأنا أحذرك منهم.
النصراني: وماذا يدعون ويعتقدون؟
الشيعي: يدّعون أن القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله وأنه محفوظ بحفظه إلى قيام الساعة، ويصفون الله بكل ما وصف به نفسه، وأنه ليس كمثله شيء، ويعتقدون أن الرسول نجح في دعوته ولذلك أصحابه على دينه، فلم يحرفوا ولم يبدلوا ولم يرتدوا، وأنه لم يمت حتى أتم الدين – فلا يحتاج إلى زيادة – وأن العصمة لا تكون إلا للأنبياء، ولا يدعون ولا يستغيثون بأحد غير الله لا أنبياء ولا أولياء ولا أئمة ويقولون أن علم الله مطلق ويحرمون الطواف بالقبور أياً كان أصحابها و ...
النصراني: أحسنت!! فهذا هو الدين الصحيح الذي كنت أبحث عنه، فهو الدين الذي أجبر الناس على الدخول فيه أفواجاً لسماحته وموافقته لفطرهم!!
>>>>--» >>--» >>--» >>--» >>--» >>--» --»
وبعد أن فقد الشيعي الأمل في تشيع النصراني, التفت إلى اليهودي, ودار بينهما الحوار التالي:
الشيعي: أنتم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون.
اليهودي: وأنتم تقولون: لا دين لمن لا تقية له فتسعة أعشار دينكم في الكذب!
الشيعي: لكنكم قلتم إن الله فقير ونحن أغنياء, ووصفتم الله بالجهل وبالتعب.
اليهودي: وأنتم تنسبون البداء إلى الله, فتدعون أنه يقضي أمراً ثم يبدو له فيغيره، فما الفرق بيننا؟!
الشيعي: أنتم تبغضون جبريل وتقولون هو عدونا من الملائكة.
اليهودي: وأنتم كذلك تقول إن جبريل خائن وأنه أخطأ فنزل على محمد بالوحي وكان عليه أن يتنزل على علي ولهذا تقولون: (خان الأمين وصدها عن حيدره) وتقولون أيضاً (تاه الأمين) و (خان الأمين).
الشيعي: أنتم تتهمون مريم وتقولون عليها بهتاناً عظيماً.
اليهودي: وأنتم تقدحون في عرض نبيكم وتنسبون الفاحشة لعائشة وتقولون إنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة.
الشيعي: أنتم تحتقرون الناس بقولكم: إن السرقة من غير اليهودي لا تعد سرقة, وأن الزنا بغير اليهود لا عقاب عليه, وإن باقي الشعوب كالأنعام مسخرة لكم.
اليهودي: وأنتم تقولون إن الناصبي (أي السني) حلال الدم وكل شيء يملكه حلال, وتقولون إن الناس كلهم أولاد زنا أو أولاد بغايا ما خلا شيعتكم.
الشيعي: المهم ... هل ستدخل في ديننا؟
اليهودي: ههههه ... دينكم هذا من صنعنا معاشر اليهود, فهل نسيت أن عبدالله بن سبأ منا وقد تظاهر بالإسلام ليكيد بكم, فهو أول من قال بإمامة علي وأنه وصيّ النبي وأظهر الطعن في أبي بكر وعمر حتى أصبحتم تتقربون إلى الله بلعنهم وسبهم، فكيف تريدني أن أدين بدينٍ أعلم فساده وبطلانه؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:25]ـ
موضوع أكثر من رائع، وهذا هو الحال فعلا وأتمنى من جميع الإخوة الذي لهم حوارات مع الرافضة أن ينسجوا على منوال هذه المناظرة الشيقة.
تقبل تحيات أخيك المحب.
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 11:56]ـ
موضوع أكثر من رائع، وهذا هو الحال فعلا وأتمنى من جميع الإخوة الذي لهم حوارات مع الرافضة أن ينسجوا على منوال هذه المناظرة الشيقة.
تقبل تحيات أخيك المحب.
حفظك الله اخوي
ـ[فاطمة الزهراء]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 09:10]ـ
هل هذه رواية مستلة من مصدر أم من عندياتك أخي؟
وهل يصح ان يقال عنها خاطرة؟ أم نكتة؟ أم ......
ألا ترى انك أو مَن نقلت عنه يفتح باباً لكل من شاء التسطير حسب هواه!
شكراً لك
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 09:14]ـ
هل هذه رواية مستلة من مصدر أم من عندياتك أخي؟
وهل يصح ان يقال عنها خاطرة؟ أم نكتة؟ أم ......
ألا ترى انك أو مَن نقلت عنه يفتح باباً لكل من شاء التسطير حسب هواه!
شكراً لك
انها قصة خيالية ولكن رواياتها صحيحة ومشتقة من تعاليم الدين الشيعي
وان لديك شيء يخالف ما قد قيل فاذكريه لنا
لنتناقش بالدليل وبالسند!
ـ[فاطمة الزهراء]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 05:42]ـ
انها قصة خيالية ولكن رواياتها صحيحة ومشتقة من تعاليم الدين الشيعي
وان لديك شيء يخالف ما قد قيل فاذكريه لنا
لنتناقش بالدليل وبالسند!
السلام عليكم ورحمة الله
هل بالإمكان عرض هذه الروايات التي ذكرتها من مظانها في (الدين الشيعي)!
حتى ينطبق الكلام الإنشائي مع الدليل المنهجي
وكي لا نتيه في (الخيالات)
فأنتِ تتكلم عن عقائد، وشتان بين القصص الخيالية وبينها
أن أعوزك الدليل فأنا مستعدة لتوفيره لك ...
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل بالإمكان عرض هذه الروايات التي ذكرتها من مظانها في (الدين الشيعي)!
حتى ينطبق الكلام الإنشائي مع الدليل المنهجي
وكي لا نتيه في (الخيالات)
فأنتِ تتكلم عن عقائد، وشتان بين القصص الخيالية وبينها
أن أعوزك الدليل فأنا مستعدة لتوفيره لك ...
تمام جدا
انت من طلبت ذلك (ابتسامة)
النصراني: وأنتم فعلتم أشد من ذلك, فها أنتم تضربون أنفسكم وأطفالكم بالسكاكين والسلاسل حتى يسيل الدم، في صورة مقززة منفرة, تلومون أنفسكم وتعاقبونها لأن أجدادكم خذلوا الحسين ولم ينصروه, فما الفرق بيننا؟.
لقد افتى اكثر فقهاء العصر بان التطبير هو بدعة
ولكن هنالك من لازال يجيزه كامثال ياسر الحبيب الذي يصفه ب:
سلوك الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ( http://www.google.com.ly/url?sa=t&source=web&cd=4&ved=0CBgQtwIwAw&url=http%3A%2F%2Fwww.*******.c om%2Fwatch%3Fv%3DqKTJFA8ETlU&ei=AuYJTOGXIZGCOOHN7eIP&usg=AFQjCNG5jR9FHE-GDzRirCUNNpmXUdGMwQ&sig2=ZofJqA2ZtfsVEPjJKcu-NQ)
اما اللطم وغيره فحدث ولا حرج
أما لو راجعنا في من لا يحضره الفقيه ((من ألفاظ النبي صلى الله عليه وآله لم يسبق إلها ((النياحة من عمل الجاهلية)) ورواه محمد بن باقر المجلسي بلفظ ((النياحة عمل الجاهيلة)) من لا يحضره الفقيه 4\ 271 - .272
وذكر في «نهج البلاغة» .. «أن علياً عليه السلام قال: من ضرب يده عند مصيبة على فخذه فقد حبط عمله»
وقد قال الحسين لأخته زينب في كربلاء كما نقله صاحب «منتهى الآمال» بالفارسية وترجمته بالعربية (3):
«يا أختي، أحلفك بالله عليك أن تحافظي على هذا الحلف، إذا قتلت فلا تشقي عليّ الجيب، ولا تخمشي وجهك بأظفارك، ولا تنادي بالويل والثبور على شهادتي».
النصراني: وكذلك فعلتم مع الحسين، فغلوتم فيه وفي ألائمة حتى زعمتم أنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً, وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون, وأنهم يعلمون متى يموتون, وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم!!.
هذا امر واضح وجلي
وآخر الفتاوى للمهاجر التي قال فيها "قول يا علي كأنك تقول يا الله"
والامر المشهور
نادى عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب
كل هم وغم سينجلي بولايتك ياعلي يا علي ياعلي
ولا ننسى النداء
يا علي
يا زهراء
يا مهدي
يا حسين
يا عباس
وتسمية الابناء
عبد الحسين
وعبدالمهدي
وعبدالزهراء!!
يتبع ....
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:09]ـ
النصراني: وأنتم ألستم تدّعون أن علي قال: أنا وجه الله أنا جنب الله أنا الأول أنا الآخر, وتسمون أولادكم عبد الحسن وعبد الحسين مع أنهم أيضاً عباد لله؟
النصراني: وأنتم تدعون غير الله فتقولون يا علي!! ... يا حسين!! ولا أدري متى تدعون ربكم؟! وتطوفون حول قبور أئمتكم وتستغيثون بهم من دون الله وتنذرون لهم بإلقاء الأموال الطائلة عند قبورهم, بل إنكم تزعمون أن من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم, وتقولون أن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء!!.
النصراني: وأنتم أطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم حتى فضلتموهم على الأنبياء وقلتم بأن لهم مقاماً عظيماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو وأنهم يعلمون كل شيء في السموات وفى الأرض وأن علومهم كعلوم القرآن, فيكون المسيح عندنا كالأئمة عندكم.
النصراني: وأنتم قلتم إن مجرد محبة أهل البيت كفارة وخلاص لا تضر المُحب لهم معها سيئة مادام محباً لآل البيت, وتقولون: إن حب آل البيت يحط الذنوب عن العباد كما تحط الشجرة ورقها, وأن حب علي حسنة لا تضر معها سيئة!!.
لا تعليق
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:12]ـ
النصراني: وأنتم معشر الشيعة زعمتم أن قرآنكم محرف زاد فيه الصحابة ونقصوا منه, ولا توجد نسخة كاملة صحيحة إلا التي يحتفظ بها إمامكم المهدي ذو الخمس سنوات في السرداب, فالناس – في نظركم – ضائعون بدون كتاب منذ أكثر من 1400سنة!!
هذا الامر من أساسيات الدين
الا وهو الاعتقاد بتحريف القرآن
" إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان " اوائل المقالات: ص 91.
قال الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية 2/ 357، 358:
((إن تسليم تواترها {القراءات السبع} عن الوحي الآلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها (يقصد صحة وتصديق الروايات التي تذكر بأن القرآن محرف).
يتبع
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:13]ـ
الشيعي: يدّعون أن القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله وأنه محفوظ بحفظه إلى قيام الساعة، ويصفون الله بكل ما وصف به نفسه، وأنه ليس كمثله شيء، ويعتقدون أن الرسول نجح في دعوته ولذلك أصحابه على دينه، فلم يحرفوا ولم يبدلوا ولم يرتدوا، وأنه لم يمت حتى أتم الدين – فلا يحتاج إلى زيادة – وأن العصمة لا تكون إلا للأنبياء، ولا يدعون ولا يستغيثون بأحد غير الله لا أنبياء ولا أولياء ولا أئمة ويقولون أن علم الله مطلق ويحرمون الطواف بالقبور أياً كان أصحابها و ...
هذا هو ديننا ولله الحمد
هذا ما نعتقده ونقرّه
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:18]ـ
اليهودي: وأنتم تقولون: لا دين لمن لا تقية له فتسعة أعشار دينكم في الكذب!
"لا دين لمن لا تقية له"
كتاب أصول الكافي للكليني 2/ 217، والوسائل للعاملي 11/ 460
اليهودي: وأنتم تنسبون البداء إلى الله, فتدعون أنه يقضي أمراً ثم يبدو له فيغيره، فما الفرق بيننا؟!
البداء وما أدراء ما البداء
افتراء على خالق الاكوان خالق الانس والجان
البداء في اصطلاح الشيعة: وهو عقيدة شيعية اثنا عشرية تفيد أن الله يظهر له أمور لم يكن يعلمها أو ينشأ له رأي جديد كان خافيا عنه وهذه العقيدة يلزم منها إثبات الجهل على الله تعالى ـ تعالى الله عن ذلك ـ كما يلزم منها حدوث علم الله تعالى وهذان الأمران لا يجوزان البتة على الله تعالى
ويوجد باب كامل للبداء في الكافي
ومنه
وجاء في رواية زرارة عن أبى عبد الله (ع) انه قال: ما عبد الله بشيء مثل البداء، وفي رواية هشام بن سالم، ما عظم الله بمثل البداء.
يتبع ...
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:23]ـ
اليهودي: وأنتم كذلك تقول إن جبريل خائن وأنه أخطأ فنزل على محمد بالوحي وكان عليه أن يتنزل على علي ولهذا تقولون: (خان الأمين وصدها عن حيدره) وتقولون أيضاً (تاه الأمين) و (خان الأمين).
خان الأمين وصدها عن حيدرة
من هو الأمين هنا؟؟؟ وما هي الامانة التي خانها؟؟؟
وان كان أمين كيف يخون؟؟؟
اليهودي: وأنتم تقدحون في عرض نبيكم وتنسبون الفاحشة لعائشة وتقولون إنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة.
قال ابن رجب البرسي: "إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة "
والكثير الكثير .......... من الاحاديث
يتبع
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:30]ـ
اليهودي: وأنتم تقولون إن الناصبي (أي السني) حلال الدم وكل شيء يملكه حلال, وتقولون إن الناس كلهم أولاد زنا أو أولاد بغايا ما خلا شيعتكم.
روى الكليني: (إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا) الروضة 8/ 135.
وقال الصدوق: (عن داود بن فرقد قال: قلتُ: لأبى عبد الله ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكن اتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل. قلتُ: فما ترى في ماله؟ قال: تُوه ما قدرت عليه). {علل الشرائع ص601 ط نجف/ الحر العاملي في وسائل الشيعة18/ 463/ والجزائري في الانوارالنعمانية2/ 308}
اليهودي: ههههه ... دينكم هذا من صنعنا معاشر اليهود, فهل نسيت أن عبدالله بن سبأ منا وقد تظاهر بالإسلام ليكيد بكم, فهو أول من قال بإمامة علي وأنه وصيّ النبي وأظهر الطعن في أبي بكر وعمر حتى أصبحتم تتقربون إلى الله بلعنهم وسبهم، فكيف تريدني أن أدين بدينٍ أعلم فساده وبطلانه؟!.
عبدالله بن سبأ وما أدراك ما ابن لسوداء
اشعل نار الفتنة بين المسلمين
خلق دينا جديدا
وقد اثبت وجوده العديد من علماء الشيعة
روى الكشي ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D 9%83%D8%B4%D9%8A&action=edit&redlink=1) ( ت 340هـ) في "الرجال" أقوالاً عن الباقر والصادق وزين العابدين تلعن فيها عبد الله بن سبأ. ولا يجوز ولا يتصور أن تخرج اللعنات من المعصوم على مجهول. ويروي الكشي كذلك بسنده إلى أبي جعفر (أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة وزعم أن أمير المؤمنين هو الله الله عن ذلك علواً كبيرا فبلغ ذلك أمير المؤمنين فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال: نعم أنت هو وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي فقال له أمير المؤمنين: ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار والصواب أنه نفاه بالمدائن)
والحمدلله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 06:42]ـ
يرفع .......
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:11]ـ
الى الاخت التي طلبت ادلة على ان ما ذكر في المشاركة الأولى هو من عقائد الرافضة
أقول لها، هذا لايحتاج الى دليل
لو درست معهم، وعملت معهم وعاشرتهم وتحاورت معهم لما طلبت ِ دليلا على ذلك
ينطبق عليهم قول الله تعالى: "قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم أكبر"
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:16]ـ
الى الاخت التي طلبت ادلة على ان ما ذكر في المشاركة الأولى هو من عقائد الرافضة
أقول لها، هذا لايحتاج الى دليل
لو درست معهم، وعملت معهم وعاشرتهم وتحاورت معهم لما طلبت ِ دليلا على ذلك
ينطبق عليهم قول الله تعالى: "قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم أكبر"
حياك الله اخي
انها فعلا شيعية
واحيانا يجب ان نتواضع ونحاورهم لاننا لا نناقش عقولهم طبعا ... بل عقول المعممين
فلو يحاوروننا بعقلهم لانتهت القضية بحمدالله
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 10:21]ـ
ننتظر
فاطمة الزهراء ( http://majles.alukah.net/member.php?u=36374)
ـ[بكرامير]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 10:47]ـ
السلام عليكم ارجو اعطاء معنى كلمت الرافضي انا في اعتقادي الرافضي هو الرافض الى النبي محمد (ص) والقرأن الكريم بينما الطائفة الشيعية غير ذلك انهم فقط محبين الى الي بيت رسول الله (ص) وكذلك لم تكون هناك في زمن الخلفاء الراشدين وانما صار الخلاف بعد ذلك على الحكم فقط هذا كل ما في الامر
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 10:53]ـ
السلام عليكم ارجو اعطاء معنى كلمت الرافضي انا في اعتقادي الرافضي هو الرافض الى النبي محمد (ص) والقرأن الكريم بينما الطائفة الشيعية غير ذلك انهم فقط محبين الى الي بيت رسول الله (ص) وكذلك لم تكون هناك في زمن الخلفاء الراشدين وانما صار الخلاف بعد ذلك على الحكم فقط هذا كل ما في الامر
اخي الكريم الرفض مع الاسف داء هذا الزمان هو وليد لتلاقح الاديان اليهودية والنصرانية تحت بيت المجوسية المأفونة!
كلنا نحب آل البيت فلا يوجد مسلم سنّي يكره آل البيت
قال ابن تيمية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AA%D9%8 A%D9%85%D9%8A%D8%A9) في أصل تسمية الرافضة: «من زمن خروج زيد - يقصد زيد بن علي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%8 6_%D8%B9%D9%84%D9%8A) - افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية، فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، رفضه قوم فقال لهم: رفضتموني. فسُمّوا رافضة لرفضهم إياه، وسُمّي من لم يرفضه من الشيعة زيدياً لانتسابهم إليه».
والرافضة طائفة من طوائف الشيعة كالزيدية والاسماعيلية وغيرها
والرافضة هم أقبحها لانهم طعنو في كل شيء
كتاب الله ... رسول الله وازواجه وآل بيته .. صحابته
من تبقّى؟؟(/)
كشف شبهة أن الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-لاينكر التوسل البدعي" للشيخ آل الشيخ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 09:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[كشف شبهة أن الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-لاينكر التوسل البدعي]
للعلامة صالح آل الشيح-حفظه الله تعالى-
قال العلامة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ- حفظه الله تعالى- كما في (هذه مفاهيمنا) ردا على "علوي المالكي" في قوله "الشيخ الأمام محمد بن عبد الوهاب لا ينكر التوسل": ( .. والشيخ -رحمه الله- جاهد في إرجاع الناس إلى دينهم الذي جاء به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وجاهد
في إقناعهم بأن ما يفعله بعض الناس في زمانه ويدّعونه إسلاماً هو عين ما عليه المشركون الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان كثير من المنتسبين إلى الدين في زمانه عبَّاداً للقبور: يدعون أصحاب القبور استقلالاً من دون الله، ويدعونهم مع الله طلباً للشفاعة منهم والقربى إلى الله زلفى، ويرجونهم دفع المضرات، ورفع المهلكات، وتفريج الكربات كما قال الله عن أشباههم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}] الزمر: 3 [. ثم هم يقدمون لأولئك المقبورين أصناف القرابين والعبادات التي لا تكون إلا لله جل وعلا: كالذبح، والنذر، وهم يخضعون لأولئك المقبورين الميتين أعظم من خضعانهم في مساجد الله.
كانوا يستغيثون بالأموات، ويخافونهم خوف السر، ويحبونهم أشد من محبة الله، ويتقربون إليهم أكثر من تزلفهم إلى ربهم، بل نسوا ربهم وذكره، وفشت فيهم مذاهب الإلحاد والزندقة، كمذهب وحدة الوجود،
وتعظيم الأولياء على الأنبياء، كما قال مقدمهم:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
هذا جزء في واقع أسود رآه الشيخ في هذه الديار، فجاهد متوكلاً على ربه مقتفيا سنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى في سيرته الجهادية، فنصره الله وأعزه، ومكن له الدين.
وذلك الواقع الذي وصفنا موجود في أكثر البلدان الإسلامية، والواجب تبصيرهم بالمكفرات الواقعة الكثيرة ثم جهادهم بأنواع الجهاد باليد واللسان والقلب، ولكن اثاقل الناس إلى الأرض، إلا قليلاً.
هذا الذي ذكر من أصناف الشرك الأكبر كانت محاربته وتغيره، وهداية الناس إلى الإسلام همَّ الشيخ الأول، ثم إن الشيخ - رحمه الله - داع حكيمٌ متروٍ، فإذا كان المخاطب واقعاً في أصناف الشرك فمن غير الحكمة أن ينهاه عن البدع ووسائل الشرك وهو لم يعلم بعدُ أن الشرك موجود بين الناس، بل الواجب أن يبين الشرك ثم إذا استقرت حقيقة الإسلام في قلب العبد وترك وجاهد الشرك الأكبر، فهو سينكر وسائل الشرك؛ لأن العاقل البصير إذا كره شيئاً كره وسائله ودواعيه.
إن السلامة من سلمى وجارتها أن لا تحل على حال بواديها
فهذا الشاعر القديم عرف هذه الحقيقة، وإليها يهتدي العقلاء، وقد دلت الشريعة إليها وحضت عليها
قاعدة "سد الذرائع").اهـ
وهذا الكلام حريٌّ بنا معشر السلفيين أن نستخلص منه بعض الفوائد!
فهل من مشمر؟!
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 10:04]ـ
من بين الفوائد المستفادة من النص المنقول:
- الحكمة في الدعوة إلى الله ومراعات الألوليات فيها.
---
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 10:06]ـ
وهذه فائدة لا بأس من نقلها للأخ الكريم: " أبا عبد الرحمن المرساوي الجزائري" مدير عام لوقع منتديات نور الإسلام السلفية:
-نستخلص من مقال الشيخ صالح آل الشيخ أن محاربة الشرك و النصح للمسلمين وبيان لهم التوحيد وعبادة الله وحده يعتبر جهادا.
---
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 10:08]ـ
ومن الفوائد المستنبطة من كلام الشيخ-حفظه الله تعالى-:
أن الدعوة إلى توحيد العبادة ينبغي أن ينتهج فيها منهج النبي صلى الله عليه وسلم مقتفيا سنته صلى الله عليه وسلم حتى في سيرته الجهادية، لكي تنصر دعوة التوحيد وتُعَزَّ، ويُمَكَّنْ لهذا الدِّين. بخلاف من يدعي ذلك وهو يغلو في التكفير و التفجير، ومن هؤلاء من يضع القنابل والمفجرات في القباب، وهذا ليس من منهج الأنبياء و الرسل ..
نعم (!) من كانت عنده صبر وجلد وحطم وثن ما يعبد من دون الله من قباب وغيرها دون أذية لأحد لا ينكر عليه فعله بالذات وهو مأجور إن شاء الله تعالى، وإن سجن أو ضرب أو قتل كما ذكر ذلك بمعناه شيخنا العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله- و ينبغي مراعاة قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد في ذلك، أما وأن يُفجِّر قبَّة وقد يؤذي عباد الله دون أن يدعوهم لهذا التوحيد فهذا من الإفساد لا الجهاد. والله أعلم.
---
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 02:10]ـ
ومن الفوائد المستنبطة من كلام الشيخ-حفظه الله تعالى-:
ـ الاعتبار بالواقع الذي وصفه الشيخ والموجود في أكثر البلدان الإسلامية، والاستفادة من منهجية الدعوة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ..
ـ ومنها: القيام بواجب تبصير الناس وعباد القبور بالمكفرات الواقعة الكثيرة ..
ـ ومنها: الحض وعدم التثاقل عن جهاد أهل الإشراك وعباد القبور بأنواع الجهاد باليد واللسان والقلب، كل حسب قدرته ..
---(/)
خطر التزلف على المجتمع وجنايته على المفاهيم (الحسبة أنموذجاً)
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 10:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطر التزلف على المجتمع وجنايته على المفاهيم (الحسبة أنموذجاً)
بقلم: عبد الوهاب بن عبد الله آل غظيف - الرياض
استهجان التزلف، وازدراء المتزلفين، في فطرة الناس؛ لا يعدو أن يكون ثمرة من ثمار إدراك العقل البشري لأصول الأخلاق السيئة، الإدراك الذي جعل الطباع السليمة تنفر منها، نظراً لما تنطوي عليه من تشويه للتصورات، وحرف للسلوكيات.
والتزلف مركب وضيع، لا يكاد يركبه من يحترم نفسه، بل لا يدفع المرء لركوبه إلا علة تصيبه، فينقلب معها وقد آمن بأنه ناقص!
والتزلف داء وبيل، على المتزلف ومن يتزلف إليه وعلى المجتمع الحاضن للمتزلفين، فإن المتزلف يضطر لمقارفة ما يخرم دينه ومروءته، من اصطناع الوجوه، والكذب، والوشاية، وغير ذلك من الدنايا، والمتزلف إليه: لا يزال مغشوشاً ومكذوباً عليه ما طوقه المتزلفون، ولا يزال بوجودهم محجوباً عن أهل الصدق والرأي والنصح وما فيه النجاة من كل داهمة.
وجناية المتزلف على المجتمع تجمع ذلك كله، وتزيد عليه ما يفرزه كذب المتزلفين من صناعة وعي منحرف، أو تغييب حقيقة، أو ظلم بريء، أو تبرئة ظالم، إذ تقوم صناعة التزلف في الغالب: على إحقاق الباطل، وإبطال الحق.
ذلك ما أقدمه بين يدي ومضة خطرت ببالي وأنا أقف على ما افتعله بعض المتزلفين، من استعداء سياسي وتحريض على المحتسبين، وعلى واحد من الشيوخ الذين بعث الله بهم هذه الفريضة المهمة، المنجاة من غرق السفينة، وصمام الأمان للمجتمع الإسلامي.
في خطوتهم الأولى: راح المتزلفون من أصحاب المناصب الشرعية يشذون عن الشرع بآراء لا دليل عليها، يظنون أنها تجري مع هوى ولي الأمر، وتبعاً لعلاقة التنافر التي تربط التزلف بالصدق: هاجموا الصادقين من إخوانهم العلماء والدعاة وحرضوا عليهم، وسلكوا في سبيل هذا الهجوم تصوير ما هم عليه من صدق وحسبة وديانة، بصورة المناكفة لولي الأمر و التشغيب عليه، غير آبهين بما يعود به صنيعهم هذا على الموقف الشرعي وعلى المجتمع والدولة من أخطار، وغير ملتفتين إلا إلى مصالحهم الذاتية، ومواقفهم الأنانية.
ولنتأمل جنايتهم على مفهوم الحسبة بصنيعهم هذا:
فإنها في الإسلام كالشمس في كبد السماء، وقد رتب الشرع لها أحكامها الحافظة لمصالح الناس في دينهم ودنياهم، فكانت سلطة لولي الأمر بها يردع من لم يجد له واعظاً من نفسه، ولم يكن له من ماء وجهه ما يجعل في سلطة المجتمع له زاجراً، وكانت سلطة للمجتمع، بها يتواصى أهله على الحق وعلى الصبر، بما لا يدفع لفوضى ولا منكر أكبر وبما لا يدخل فيما هو من اختصاص ولي الأمر، وقد أُصل هذا المفهوم الإسلامي في آيات وأحاديث وآثار كثيرة، بما يجعله من بدهيات الإسلام وأساسياته، ويجعل أي محاولة لتغييبه أو حرفه عن حقيقته محض عبث و تلاعب.
والحسبة بضربها الثاني الذي هو حق مشروع للناس، من أبعد ما تكون عن المتزلفين، غير أنهم يجدون فيها بغيتهم إذ يظهرونها لولي الأمر وكأنها قفز على صلاحيته، طارقين جادة تحريف المفهوم إذ يقصرونها على ما هو من ولاية ولي الأمر فقط، ومن ثم: يكون المحتسب بقلمه ولسانه، عرضة لوشايتهم و استعدائهم.
وهم بهذا الصنيع يقفون بالمجتمع على شفا جرف هار:
فإنهم يؤدون بولي الأمر إلى مجابهة المحتسبين وعداوتهم، حينما يقتنع بقولهم، ويخرمون بذلك نظام الدولة الإسلامية المستوعب لاحتساب أفراد المجتمع بما لا يلزم منه خروج ولا تشغيب، ولا يعود بضرر على جماعة المسلمين، وتصير الحسبة في الواقع العملي جريمة يعاقب عليها القانون، بينا هي في الأصول الشرعية من الوضوح والتأكد بما أسلفنا، فيصير المحتسب والحال هذه مأطوراً على مخالفة نظامية مختلقة، مضطراً إلى تشغيب مفتعل ما كان أغنى المسلمين عنه!
وبين ركام التزلف: تغيب حقيقة الاحتساب الشرعي الذي هو من حق كل مسلم، بما يتوافق مع وحدة الجماعة، وما يندرج تحت طاعة ولي الأمر.
خاتمة:
إن أهل العلم والدعوة والاحتساب في هذه البلاد، وعلى رأسهم الشيخ يوسف الأحمد وفقه الله، لا يزايد أحد من الناس كائن من كان على وطنيتهم وصدقهم وإخلاصهم – نحسبهم والله حسيبهم – وتحريهم لما فيه الخير والصلاح لهذا الوطن، وموقفهم الحازم الرافض لممارسات التكفير والتفجير التي تلحق الضرر والشر بهذا الوطن وأهله، وما احتسابهم في وجه الليبراليين والمجترئين على حرمات الله عز وجل إلا ثمرة من ثمار موقفهم الصادق المطرد، فإن هذا الانسلاخ عن الدين الذي يزرعه أعداؤه في تربة المجتمع لا مبرر له ولا بديل إلا إضفاء هالة من الإعجاب بالغرب الكافر ونظمه في الاجتماع والفكر والسياسة، والنظر إليه بعين القدوة في شتى المجالات، وما يتبع ذلك من ضياع الهوية، وثورة على أنظمة الأمة الشرعية والسياسية والاجتماعية، وما يزرعه هذا التغريب في وعي الناس من تقبل للتغيير إذا جاء على ظهر بوارج الغرب ودباباته، وهي ذات النتيجة التي يريد الإرهابيون إلحاقها بالوطن وأهله ونظامه.
17/ 6 / 1431(/)
بيان بشأن المجزرة الصهيونية على قافلة الحريّة" للعلامة حامد العلي
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 10:30]ـ
بيان بشأن المجزرة الصهيونية على قافلة الحريّة
الحمد لله الذي أمر بموالاة المؤمنين، والبراءة من أعداء الدين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد: فقد رأى العالم أجمع المجزرة التي اقترفها العدو الصهيوني في قافلة الحرية التي انطلقت من تركيا لفك الحصار عن أهل غزة، وكانت تحمل نشطاء مدنيين من مختلف بلدان العالم، حرّكهم شعورهم بالمسؤولية تجاه المأساة الإنسانية الكارثية في غزة المحاصرة.
حيث هاجم مئات الجنود الصهاينة المدعومين جوّا، سفن الأسطول، مستخدمين الرصاص، والغازات، مما أوقع عددا من القتلى.
وهذه الجريمة الصهيونية النكراء ماهي إلاّ حلقة من حلقات سلسلة العداء للإسلام الذي يقوده التحالف الصهيوغربي بزعامة أمريكا، وأحد فصول المؤامرة التي جمعت هذه التحالف الشيطاني مع أنظمة عربية خائنة، وتستهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية، تمهيدا لتصفية قضية الأمة في فلسطين لصالح الصهاينة المتعدين.
ورغم بشاعة هذه الجريمة الصهيونية غير أنها تترجم حالة اليأس التي يعيشها هذا الكيان المسخ، وتعبر عن تخبّطه، وشعوره بالعجز التام أمام إعصار المقاومة الفلسطينية، وفقدانه القدرة على كبح جماحها
كما أنها تؤكّد نجاح المهمة التي إنطلقت من أجلها قافلة الحرية، وتعلن وصول رسالتها إلى العالم، والتي تتضمن ما يلي:
أولاً: لفت النظر إلى وحشية الكيان الصهيوني، وأنه كيان عنصري، أسوء بكثير من نظام الفصل العنصري الذي كان في جنوب أفريقيا، وأنه يعيش خارج نطاق القيم البشرية، ولايستحق البقاء،
وتعرية إدعاءاته المزيفة بأنه شعب ديمقراطي متحضر مهدد من شعوب متخلفة.
ثانياً: تحميل النظام العربي الرسمي مسؤولية الحصار المجرم الذي يتولى كبره النظام المصري، إذْ لولا حصاره لغزة، وإصراره على مواصلة هذه الجريمة النكراء، لما احتاج أهل غزة إلى قوافل بحرية تأتي تحت تهديد الصهاينة.
ثالثاً: فضح ما يسمى بمؤسسات المجتمع الدولي، وعلى رأسها مجلس الأمن، والأمم المتحدة، التي هي رهينة بيد التحالف الصهيوغربي، إذ تقف صامتة تجاه الحصار الجائر، وجرائم الصهاينة، ولاتتحرّك إلاّ ضد المقاومة الشريفة في أنحاء العالم.
رابعاً: تذكير العالم بمعانة أهل غزة، وبضرورة التحرك السريع لرفع الحصار عنهم.
خامساً: توجيه المؤسسات الحقوقية العالمية إلى تبني مأساة شعب غزة المحاصر.
سادساً: رفض سياسة الصهاينة الهادفة إلى فرض الأمر الواقع في حصار غزة، وإفشال جعل الحصار (حالة عادية)، وليس فيه أي إدانة للكيان الصهيونية.
هذا .. وإنَّ الواجب اليوم نهوض المسلمين في مصر خاصة، وجميع أهل الإسلام عامة، واستدعائهم لغيرهم من غير المسلمين، من محبّي الحق، والعدل، والحرية، لإستنكار هذه الجريمة الصهيونية في حق قافلة الحرية،
وللتحرّك ضدّ الحصار على غزة، والعمل على إفشاله، وتصعيد الحرب ضدّه، وتوجيه المسلمين كلَّهم ليسخِّروا طاقتهم للحيلولة دون تنفيذه، كلُّ بقدرته، وعلى قدر جهده.
وتقع على العلماء المسلمين المسؤولية العظمى، فالفرض الشرعي يحتم عليهم، تجميع الأمة على راية الجهاد ضد التحالف الصهيوغربي، وتوجيهها نحو عدوها الصهيوني التاريخي، ووضعها أمام هذا التحدّي الأكبر، واستنهاض كلّ طاقاتها لمواجهته، ودعم كلّ فصائل الجهاد الإسلامي، وجهود المقاومة في البلاد المحتلّة، وعلى رأسها المقاومة في فلسطين، ومواجهة كلّ جهود التطبيع مع العدوّ الصهيوني، الرسميّة، وغير الرسميّة،
وتعرية المخطط الصهيوغربي بإشغال الأمّة الإسلامية بحرب نفسها، وذلك بمحاربة مجاهديها، تحت المصطلح الزائف المصنوع في دوائر الإستخبارات الصهيونية (الحرب على الإرهاب)!
والأولوية في هذا التحرّك لجعل الكيان الصهيوني يدفع ثمن جريمته التي اقترفها اليوم في حقّ قافلة الحرية، لكي لايذهب هدفها سدى.
هذا وإننا متفائلون بأنَّ ما فعله الصهاينة سيرتدّ عليهم، وستحقّق قافلة الحرية مكاسب أكبر بكثير مما لو وصلت إلى غزة.
وأنَّ الصهاينة قد أبتلعوا الطعم، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
والله المستعان على ما يصفون، وهو حسبنا عليه توكلنا، وعليه فليتوكل المتوكلون.
حامد بن عبدالله العلي
الكويت الإثنين 17 جمادى الآخرة 1431هـ، 31مايو 2010م(/)
غزة إذ تبوح بأسرار مؤلمة!
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 11:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
غزة إذ تبوح بأسرار مؤلمة!
بقلم: عبد الوهاب بن عبد الله آل غظيف - الرياض
رغم تعدد الجروح في جسد الأمة تبقى فلسطين الجرح الأكيد، ورغم تناثر أشلاء المسلمين في أصقاع المعمورة تظل أشلاؤهم في فلسطين تحكي بتناثرها ما لا تحكيه أي أشلاء في أي صقع وبقع!
إنها تحكي ضياع المسجد الأقصى، والقبلة الأولى، وتحكي مؤامرات وخيانات، وتحكي خذلاناً و تنصلا، وتحكي قصة زعامات الجبن والخور، تماماً كما تحكي قصة أطفال الحجارة، و كراسي الشيوخ المقعدين إذ تقود الهمم والمشاعر والأمم والكتائب!
أشلاء تحكي الكثير من الحكايات ... إنها أشلاء فلسطين، المتقطعة في مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المنسكبة دماؤها في ذات التربة التي نما فيها شجر الزيتون، ذلك الشجر المبارك.
ورغم كثرة الجروح وإيلامها، تظل فلسطين مقياس الألم، الذي يقيس آلام الأمة، في شتى مصائبها: آلامها في دينها، وفي زعاماتها السياسية والشرعية، آلامها في قادة فكرها، آلامها من الخونة المندسين تحت ثوبها، آلامها في شعوبها وغفلتهم!
ومع طول تأريخ القضية الفلسطينية، وتسارد أحداثها: يظل واقعها المعاصر متمثلاً في مأساة غزة، جرح لا كالجروح، وبيت قصيد، ينفرد بحكايات لا تحكيها بقية الأبيات، تماماً كما انفردت فلسطين بحكايات لا تحكيها بقية جروح الأمة.
انفردت غزة بأن حكت للأمة بكل صراحة يكللها الألم: أن من زعمائها الرابضين على سدة الأنظمة السياسية فيها من يشارك العدو في حربه، وأن فيهم من يحكم الحصار على شعبها الأعزل، وأن فيهم من تجرد من كل بقايا دينه وعروبته وإنسانيته ليتحالف مع اليهود ضد غزة، وأن فيهم من هو يهودي أكثر من اليهود!
انفردت غزة بأن جعلت المنافقين يبنون جدارهم بكل صراحة، بعد أن كانوا يخجلون أمام شعوبهم – لا من الله – أن يقارفوا عملاً صفيقا قبيحا كهذا!
انفردت غزة .. إذ كشفت للأمة حجم إفلاسها لما عولت على علماء السلطان الذين صافح أحدهم زعيم اليهود وقد علته ابتسامة الخسة والخيانة ..
انفردت غزة .. بأن أخجلت كل مسلم رغماً عن أنفه، لأن شعوره نحو الطفل الجائع إذ يميته جوعه لم يكن شعوراً إنسانياً بما فيه الكفاية، فضلاً عن كونه شعور مسلم نحو طفل مسلم!
انفردت غزة .. إذ تبكي عجوزها، وتنوح فتاتها، ويقتل شيخها، وتهدم بيوتها، وتخرب مساجدها، وتصب عليها النار صباً، ويحجز عنها الماء، ويسعى في منعها عن الهواء .. فلا يمنع ذلك كله من مهزلة معارك كرة القدم بين شعبين من أكبر شعوب العرب والمسلمين!
تماماً كما انفردت بأن كانت عينة التجربة الناجحة والثمرة اليانعة للأعمال التربوية التي ينطلق فيها الدعاة من القاعدة الشعبية قبل استعجالهم السياسي، وكما انفردت بأن أظهرت ثمرة التربية الإسلامية، كيف تصنع من شعب أعزل محصور قد فقد مقومات الحياة أسطورة صمود .. وتحدي .. وعزة!
واليوم .. تواصل غزة نسج المأساة، لتقف بالمسلمين على حد الدم الذي سكبه من لا تربطهم بغزة لغة ولا ديانة، عسى أن يكون في هذا الدم ما يحركهم كما ينبغي ليقفوا أمام الحقيقة المريعة، والجريمة المهولة، وينفضوا عن أنفسهم غبار الذلة و الغفلة، ويكسروا قيد العدو العلماني ليواجهوا عداوة اليهود بحرية ..
17/ 6 / 1431
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 12:03]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الوايلي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 12:38]ـ
يا اخوان هل يعتبر
الجهاد في هذه الحالة جهاد فرض عين .. ؟
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 04:45]ـ
جزاك الله خيرا
وإياك، شكرا لمرورك
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 08:32]ـ
هل تقصد جهاد النفس ياأخي أم جهاد العدو ... ؟؟؟
إن كنت تقصد جهاد العدو فانظر أولا بارك الله فيك إلى مساجد المسلمين في صلاة الفجر، وإن كنت تقصد جهاد النفس فالأحوال فلسطين أسوأ من السيئ .. جينزات وكباريهات وكازينوهات وفساد مستشري ... ليس وقته الآن ياأخي ... !!!!!
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 08:32]ـ
احسن الله عزاءنا وعزائكم.
ولكننا غثاء كغثاء السيل. وذالك ببعدنا عن ربنا سبحانه وتعالى و عن اقامت شرعه و دينه!!!!!!!!!!!!
ولن يعيد بلاد المسلمين المغصوبة منهم الا بما أخذت به؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اللهم اعز الاسلام و المسلمين و اذل الشرك و المشركين. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآم ين.
بارك الله فيك(/)
المسائل الفقهية التي ذكرت في كتاب شرح العقيدة الطحاوية
ـ[امل الروح]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 12:44]ـ
ارجوا منكم مساعدتي
اريد معرفة ماهي المسائل الفقهية التي ذكرت في كتاب شرح العقيدة الطحاوية للامام القاضي بن ابي العز الدمشقي؟
ـ[محمد القرني]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 12:55]ـ
اخي المبارك الف الشيخ الدكتور عبد العزيز ال عبد اللطيف مؤلفا في ذلك تجده في موقع الشيخ حفظه الله
ـ[امل الروح]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 01:04]ـ
جزاك الله خير
انا اريد فقط عنوان للمسائل الفقهيه الموجوده في الكتاب
وشكرا(/)
الإنصاف عند شيخ الإسلام ابن تيمية (الحارث المحاسبي أنموذجاً)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 12:51]ـ
///موقف شيخ الإسلام من أبي عبد الله الحارث المحاسبي حقيق بالتأمل والرصد وذلك لأن أبا العباس قد احتل مرتبة الإمامة في الدين لاسيما فيما يتعلق بعلوم الإلهيات والعقائد مع ما حباه الله تعالى من أدوات البحث والمناظرة والجدل والإستحضار المبهر للنصوص الشرعية مع دقة في التحرير وسعة في الإطلاع على المنقول والمعقول وإلى غير ذلك .. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ...
فالمطالع للمعايير النقدية عند أبي العباس يدرك أن تعامله مع الخصوم والطوائف والأفراد المخالفين لأهل السنة =يمثل ذروة الإنصاف والعدل، وليس الخبر كالمعاينة فهي بنا ندلف لكلام أبي العباس رضي الله عنه في الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى ولنرصد حقيقة العلاقة بينهما ... أهي علاقة إقصائية كما فعل بعض إخواننا بدافع يحمدون عليه ولهم عليه سلف ... أم أن دائرة الإعذار ما زالت تحيط بأبي عبد الله وإن لم يكن في قطرها؟؟؟
الذي أراه أن قراءة شيخ الإسلام للحارث المحاسبي هي القراءة المستخلصة من جملة قراءات السلف الكرام رضي الله عنهم ...
فتأمل أقوله التالية ولك أن تخرج بالنتيجة من عنديات نفسك ...
(قال الإمام أبو عبد الله الحارث بن إسماعيل بن أسد المحاسبي في كتابه المسمى (فهم القران) ..... ) راجع الحموية الكبرى ...
وقد كان شيخ الإسلام في ثنيا نقله عن الحارث لا يسميه باسمه بل يكنيه فيقول: (قال أبو عبد الله) ولا مرية أن في هذا دلالة واضحة على مكانة الإمام الحارث عند شيخ الإسلام ولا شك أيضا أن نقله عنه في رسالته الحموية له دلالة لا نستطيع تمريرها هكذا وكأن نقل شيخ الإسلام جاء اعتباطا دون مراعاة من هم أهل لنقل العلم عنهم ممن هم ليسوا بأهل-فتأمل-
وتأمل جعله أحد أئمة الدين كما قال في الصفدية: (والمنصوص عن أئمة الدين أن العقل غريزة كما ذكر ذلك أحمد بن حنبل والحاث المحاسبي وغيرهما)
هذا ما تسنى لي على جناح السرعة أن أرقمه ... والله من وراء القصد
رحم الله الإمام أبا عبد الله وغفر ذنبه وعفا عنه ...
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 01:43]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 04:09]ـ
بارك الله فيكم .. و ستجد ان شاء الله المزيد عن هذا الامام ان أردت الانصاف
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 07:40]ـ
وكذلك مع المخالفات المعروفة للامام ابن الجوزي في مسألة الصفات الا ان شيخ الاسلام ابن تيمية احتج به كثيرا في كتاب التفسير
رغم نقد ابن تيمية لبعض مسائله في كثير من المواضيع وخصوصا في كتابه نقض المنطق
وبدرجة اقل فعل مع الغزالي رحمه الله
جزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 04:48]ـ
لا أعتقد أن في قول: (إمام) أو (الإمام) إنصافٌ وتعديلٌ لهذا الرجل!!
أو أن في نقل بعض كلامه الذي وافق به أهل الحق تعديلٌ آخر وإنصاف يرفعه عن مكانته الأصلية له التي بينها أئمة الدين!! وقد قلنا من قبل: لا يعدم الحق من قوله؛ لكن شره أكثر منه.
قد قيلت هذه من قبل شيخ الإسلام لمن هم أردى منه عقيدةً ومنهجاً؛ وكتبه رحمه الله تعالى مليئة بإطلاق هذا الوصف على الرازي والباقلاني وأشكالهما ونحوهما .. ولا يخفى على الجميع معتقد هؤلاء ولا غيرهم ممن وصفهم شيخ الإسلام أو غيره بـ (الإمام)!!
وقد نقل الشيخ رحمه الله أقاويل أئمة الكلام وأرباب الفرق كما نقل كلامه!! فليس في نقله لكلامه أي تميز (فجيزه جيز غيره ممن نقل كلامهم الشيخ رحمه الله من أئمة أرباب الفرق والمتكلمين). فتأمل
وهذا هو منهج الشيخ رحمه الله لمن عرفه وتتبعه .. فالانصاف مطلوبٌ في إنزال طلب الإنصاف!!
ولا أعتقد أن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى على مكانته وقدره وفضله وهو من هو = يأتي ربعُ الإمامين الكبيرين الجليلين أحمد بن محمد بن حنبل؛ وأبو زرعة، وتلاميذهما الأصفياء من المروزي وأشكاله!!
فعندي وعند المنصفين أيضاً = كلام هؤلاء كلام خبيرٍ مطلعٍ واقف .. فهذا هو الإنصاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الْحُسَيْن بْن عبد الله الخِرَقيّ: سَأَلت المَرُّوذيّ عن ما أنكَر أبو عبد الله على المُحَاسبيّ فقال: قلت لأبي عبد الله: قد خرج المُحاسبيّ إلى الكوفة فكتب الحديث، وقال: أَنَا أتوب مِن جميع ما أنكر عليّ أبو عبد الله. فقال: ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشّيء ويجحد، إنّما التَّوبة لمن اعترف. فأمّا من شُهِد عليه وجَحَد فليس له توبة.
ثُمَّ قال: احذروا عن حارث ما الآفة إلا حارث. فقلت: إنّ أَبَا بَكْر بْن حَمَّاد قال لي: إنّ الحارث مرَّ به ومعه أبو حفص الخصّاف. قال: فقلت له: يا أَبَا عبد الله، تقول إنّ كلام اللَّه بصوت؟ فقال لأبي حفص: أجِبْه. فقال أبو حفص: مَتَى قلت بصوتٍ احتجتَ أن تقول بكذا وكذا. فقلت للحارث: إيش تقول أنت؟ قال: قد أجابك أبو حفص. فقال: أبو عبد الله أحمد بْن حنبل: أَنَا من اليوم أُحذّر عن حارث.
وقال الخلال: أَخْبَرَنَا المروزي: أن أبا عبد اللَّه، ذكر حارثا المحاسبي، فقال: حارث أصل البلية، يعني: حوادث كلام جهم، ما الآفة إلا حارث، عامة من صحبه انهتك إلا ابن العلاف، فإنه مات مستورا، حذروا عَنْ حارث أشد التحذير، قلت: إن قوما يختلفون إليه؟ قَالَ: نتقدم إليهم، لعلهم لا يعرفون بدعته، فإن قبلوا، وإلا هجروا: ليس للحارث توبة، يشهد عليه ويجحد، إنما التوبة لمن اعترف.
وقال الأثرم: كنت عند خلف البزاز يوم جمعة، فلما قمنا من المجلس صرت إلى قرن الصراة، فأردت أن أغتسل للجمعة، فغرقت، فلم أجد شيئا أتقرب به إلى اللَّه جل ثناؤه أكثر عندي من أن قلت: اللهم إن تحيني لأتوبن من صحبة حارث، يعني: المحاسبي.
وقال الأثرم: كان حارث المحاسبي فِي عرس لقوم، فجاء يطلع عَلَى النساء من فوق الدرابزين، ثم ذهب يخرجه، يعني: رأسه، فلم يستطع، فقيل له: لم فعلت هذا؟ قَالَ: أردت أن أعتبر بالحور العين.
ونقل عَلِيّ بْن أبي خالد قَالَ: قلت لأحمد: إن هذا الشيخ، لشيخ حضر معنا، هو جاري، وقد نهيته عَنْ رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حرث القصير، يعني: حارثا المحاسبي، وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلت لي. فرأيت أَحْمَد قد أحمر لونه، وانتفخت أوداجه وعيناه، وما رأيته هكذا قط، ثم جعل ينفض، ويقول: ذاك؟ فعل اللَّه به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خيره وعرفه، أويه، أويه، أويه، ذاك لا يعرفه إلا من خبره، وعرفه، ذاك جالسه المغازلي، ويعقوب، وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه، فقال الشيخ: يا أبا عَبْد اللَّه، يروي الحديث، ساكن خاشع، من قصته، ومن قصته. فغضب أَبُو عَبْدِ الله وجعل يقول: لا يغرك خشوعه ولينه، ويقول: لا يغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سوء، ذاك لا يعرفه، إلا من قد خبره، لا تكلمه، ولا كرامة له، كل من حدث بأحاديث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعا، تجلس إليه؟! لا، ولا كرامة، ولا نعمى عين، وجعل يقول: ذاك، ذاك.
فهل إمام أهل السنة والجماعة لم ينصف؟!!! حاشاه ثم حاشاه ثم حاشاه
وانظر هنا لتقف على شطحاته ومذهبه واعتقاده:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=58479
ـ[جذيل]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 04:54]ـ
ابن تيمية يقبل الحق من كل من جاء به
ولا يعني تصحيح منهج المنقول عنه
وفقك الله
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 09:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: حياك الله أبا عاصم والله أسأل أن يجعلني وإياك ممن يرومون الحق فإليه يردون ولا يصدرون إلا عنه
ثانياً: أبرأ إلى الله تعالى من مناهج القبوريين سدنة الأوثان ممن هم كسائمة الأنعام بل أضل سبيلامن أهل الخرافة المتصوفيين
ثالثا: سأنبهك أخي على أمر لعلك لم تتفطن له؟؟
وصف أحد بالإمامة ليس تعديلا أو تجريحا ما لم تحتف به القرائن الدالة على إرادة إمامة الخير أو الضلال؟؟ فوصف أحد بالإمامة: قد يراد به إمامة الخير والعلم وقد يراد إمامة الضلال والزيغ،وكل ورد في الوحيين:
قال تعالى اسمه (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين) والحديث ثابت، وهذا معروف مقرر، وعليه فوصف المرء بالإمام يتأتى في الخير والشر وإذا كان في الخير وتقرر هذا فلا مرية أن ذاك الموصوف ليس ممن خطأئه أكثر من صوابه وإلا فكيف يتأتى وصفه بالإمامة وخطأئه أكثر من صوابه؟؟؟ هذا أمر أريد من السكران التميمي أن يتفطن له؟؟ وهو أيضا مما يدركه العقلاء فضلا عن غيرهم بل في أمورنا الدنيوية نستعمله، هب أني قلت لك: إن زيدا من الناس إمام في مكانيكا السيارات، بربك أينقدح في ذهنك أن صوابه في إصلاح السيارات أكثر أم خطأه أكثر؟؟؟ مع استبعاد كون أحد من البشر معصوم إلا من عصمه الله تعالى ...
إذن سأخرج بنتيجة مهمة ...
أولا: الإمام من صوابه أكثر من خطأه
والأمر الثاني: سبق وصف شيخ الإسلام في المقال أعلاه لأبي عبد الله الحارث بأنه إمام في الدين كما في نص الصفدية ..
وعند جمعنا لهذين الأمرين وجعلهما في مقدمتين
وهما:
المقدمة الأولى: الإمام في الدين من صوابه أكثر من خطأه (لا أظن أن هناك من يخالف في هذه المقدمة حتى السكران)
المقدمة الثانية: الحارث المحاسبي إمام في الدين (كما في وصف شيخ الإسلام ولا أظن أن السكران يخالف)
إذن فالنتيجة تكون: الحارث المحاسبي صوابه أكثر من خطأه
هذه النتيجة التي تبنى على المقدمتين السابقتين ...
ولذا عند قول أخونا التميمي (شره أكثر من خيره) لا يتأتى مع وصف شيخ الإسلام له بالإمامة ... مع العلم أن لك يا أخي السكران أن ترى الإمام المحاسبي كما يحلو لك لكن أن تلوي نصوص شيخ الإسلام في الحارث وتحاول فهمها بنوع تمحل محاولا إدارة تلك النصوص القاطعة بالتعديل في حق الحارث بالفلك الذي تريده= فهو مما أربى بك أن تفعله؟؟؟
فرأيك في الحارث شيء ونصوص شيخ الإسلام في حق الحارث عفا الله عنه شيء آخر
وأخيرا يشتم القارئ من كلام الأخ السكران التميمي أن نَفَس شيخ الإسلام في التعديل رخو فيما يتصل بجانب من تلبس ببدعة اعتقادية ولا أظن أخونا يرى ذلك ولكن لعل التميمي أراد الخروج من عنق الزجاج فكسرها-ابتسامة-؟؟؟
والله من وراء القصد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 12:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: حياك الله أبا عاصم والله أسأل أن يجعلني وإياك ممن يرومون الحق فإليه يردون ولا يصدرون إلا عنه
ثانياً: أبرأ إلى الله تعالى من مناهج القبوريين سدنة الأوثان ممن هم كسائمة الأنعام بل أضل سبيلامن أهل الخرافة المتصوفيين
ثالثا: سأنبهك أخي على أمر لعلك لم تتفطن له؟؟
وصف أحد بالإمامة ليس تعديلا أو تجريحا ما لم تحتف به القرائن الدالة على إرادة إمامة الخير أو الضلال؟؟ فوصف أحد بالإمامة: قد يراد به إمامة الخير والعلم وقد يراد إمامة الضلال والزيغ،وكل ورد في الوحيين:
قال تعالى اسمه (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين) والحديث ثابت، وهذا معروف مقرر، وعليه فوصف المرء بالإمام يتأتى في الخير والشر وإذا كان في الخير وتقرر هذا فلا مرية أن ذاك الموصوف ليس ممن خطأئه أكثر من صوابه وإلا فكيف يتأتى وصفه بالإمامة وخطأئه أكثر من صوابه؟؟؟ هذا أمر أريد من السكران التميمي أن يتفطن له؟؟ وهو أيضا مما يدركه العقلاء فضلا عن غيرهم بل في أمورنا الدنيوية نستعمله، هب أني قلت لك: إن زيدا من الناس إمام في مكانيكا السيارات، بربك أينقدح في ذهنك أن صوابه في إصلاح السيارات أكثر أم خطأه أكثر؟؟؟ مع استبعاد كون أحد من البشر معصوم إلا من عصمه الله تعالى ...
إذن سأخرج بنتيجة مهمة ...
أولا: الإمام من صوابه أكثر من خطأه
والأمر الثاني: سبق وصف شيخ الإسلام في المقال أعلاه لأبي عبد الله الحارث بأنه إمام في الدين كما في نص الصفدية ..
وعند جمعنا لهذين الأمرين وجعلهما في مقدمتين
وهما:
المقدمة الأولى: الإمام في الدين من صوابه أكثر من خطأه (لا أظن أن هناك من يخالف في هذه المقدمة حتى السكران)
المقدمة الثانية: الحارث المحاسبي إمام في الدين (كما في وصف شيخ الإسلام ولا أظن أن السكران يخالف)
إذن فالنتيجة تكون: الحارث المحاسبي صوابه أكثر من خطأه
هذه النتيجة التي تبنى على المقدمتين السابقتين ...
ولذا عند قول أخونا التميمي (شره أكثر من خيره) لا يتأتى مع وصف شيخ الإسلام له بالإمامة ... مع العلم أن لك يا أخي السكران أن ترى الإمام المحاسبي كما يحلو لك لكن أن تلوي نصوص شيخ الإسلام في الحارث وتحاول فهمها بنوع تمحل محاولا إدارة تلك النصوص القاطعة بالتعديل في حق الحارث بالفلك الذي تريده= فهو مما أربى بك أن تفعله؟؟؟
فرأيك في الحارث شيء ونصوص شيخ الإسلام في حق الحارث عفا الله عنه شيء آخر
وأخيرا يشتم القارئ من كلام الأخ السكران التميمي أن نَفَس شيخ الإسلام في التعديل رخو فيما يتصل بجانب من تلبس ببدعة اعتقادية ولا أظن أخونا يرى ذلك ولكن لعل التميمي أراد الخروج من عنق الزجاج فكسرها-ابتسامة-؟؟؟
والله من وراء القصد ..
هنا أمران لا ثالث لهما في هذا الكلام:
1) ليٌ لكلامي ومحاولة فهمه بخلاف غايته.
2) ليٌ لمنهج شيخ الإسلام وكلامه وتنزيله على هوى استنباط العقل.
والنتيجة = أعتذر عن المواصلة في هذا الموضوع .. فالكلام فيه واضح قد بين؛ لا يحتمل تأويل كلام ولا تحريف غايات!!
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 12:52]ـ
///جزاك الله خيرا وبارك فيك وزقني الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)
وأنا أحفظ لك سنك، فأنت قد سبقتني للخير والطاعة ولا أظن فيك إلا خيرا
وعدم مواصلتك للحوار أفقدني شيئا من الخير الذي معك لكن لن أعدم من غيرك بعضا من شيء من الخير الذي معك
وفقك الباري
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 02:47]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ينزل بعض الناس كلام السلف على غير مواطنه ... فيفضي الأمر الى الخلط بين درجات الناس و عدم انزالهم منازلهم ... فما كل من تكلموا فيه على درجة واحدة ... فما كلامهم على استواءه في الشدة في داوود و مالك و ابي حنيفة و الحسن البصري و ابي ثور على نفس الدرحة من كلامهم في أحمد بن علي الهجيمي و عبد الواحد بن زيد و حاتم الأصم و ابن كلاب و القلانسي والمحاسبي و الكرابيسي و ما كلامهم في هؤلاء على نفس درجة كلامهم في المأمون او المريسي او الجاحظ او حتى حفص الفرد .. و ما كلامهم في هذه الطبقة ككلامهم في الجعد و جهم و الحلاج و غيرهم ... ثم مراعاة حال الجماعة و ائتلافها و نقاء ثوبها في قرونها الثلاث بنص نبيها يمنع ان يجعل الكلام في هؤلاء بمنزلة الكلام في الباقلاني وابن حزم و البيهقي و ابن فورك و ابن عقيل و ابو الحسين البصري و السلمي وغيرهم ... و لا الكلام في هؤلاء يكون لذلك كالكلام في الرازي و الآمدي و الجويني و غيرهم .. و كلو كوم ... و ابن سينا و ابن رشد و ابن عربي و الحموي و الأبهري و ابن طفيل و غيرهم كوم تاني ... *و لا هؤلاء كالسهروردي و الرازي الفيلسوف و ابن الراوندي و امثالهم ... فالمساواة بين هذه الطبقات لا ستواء كلام احد من الأئمة فيهم دون ملاحظة الغرض و الشخص و الزمان .. يوقع في ظلم و بلبلة .. هذا دون الكلام عن تحقيق التهم التي كيلت لبعضهم و التي عند التحقيق تنعدم ... و على هذا تنزل الكلام المشهور للامام الذهبي في المحاسبي و الى هذا المعنى اشار حين قال في ميزان الاعتدال معقبا مباشرة على كلام ابي زرعة في المحاسبي:
" وأين مثل الحارث؟ فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأين مثل القوت! كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبُّه.
كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!!
كيف لو رأى الغنية للشيخ عبدالقادر! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!
بلى لما كان لسان الحارث لسان القوم في ذلك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميس، وابن حانه كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان. نسأل الله العفو والمسامحة آمين."
و على ملاحظة هذه الفروق التي لا نبصرها في أيامنا هذه: جمهور المشهورين من العلماء بعد انصرام عصور الرواية و ان تخلل ذلك فترات تعصب و فتن الا انه سرعان ما يعودون لتقرير مثل هذه الفروق .. يقول شيخ الاسلام:
وَالصَّوَابُ: لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَيْرَ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثَ فِيهِمْ وَأَنَّ أَفْضَلَ الطُّرُقِ وَالسُّبُلِ إلَى اللَّهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَيُعْلَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ بِحَسَبِ اجْتِهَادِهِمْ وَوُسْعِهِمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وَقَالَ: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا}. وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ - الْمُتَّقِينَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ - قَدْ لَا يَحْصُلُ لَهُمْ مِنْ كَمَالِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ مَا حَصَلَ لِلصَّحَابَةِ فَيَتَّقِي اللَّهَ مَا اسْتَطَاعَ وَيُطِيعُهُ بِحَسَبِ اجْتِهَادِهِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَصْدُرَ مِنْهُ خَطَأٌ إمَّا فِي عُلُومِهِ وَأَقْوَالِهِ وَإِمَّا فِي أَعْمَالِهِ وَأَحْوَالِهِ وَيُثَابُونَ عَلَى طَاعَتِهِمْ وَيَغْفِرُ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} - إلَى قَوْلِهِ - {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَدْ فَعَلْت. فَمَنْ جَعَلَ طَرِيقَ أَحَدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالْفُقَهَاءِ أَوْ طَرِيقَ أَحَدٍ مِنْ الْعُبَّادِ وَالنُّسَّاكِ أَفْضَلَ مِنْ طَرِيقِ الصَّحَابَةِ فَهُوَ مُخْطِئٌ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ وَمَنْ جَعَلَ كُلَّ مُجْتَهِدٍ فِي طَاعَةٍ أَخْطَأَ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ مَذْمُومًا مَعِيبًا مَمْقُوتًا فَهُوَ مُخْطِئٌ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ. ثُمَّ النَّاسُ فِي الْحُبِّ وَالْبُغْضِ وَالْمُوَالَاةِ وَالْمُعَادَاةِ هُمْ أَيْضًا مُجْتَهِدُونَ يُصِيبُونَ تَارَةً وَيُخْطِئُونَ تَارَةً وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ إذَا عَلِمَ مِنْ الرَّجُلِ مَا يُحِبُّهُ أَحَبَّ الرَّجُلَ مُطْلَقًا وَأَعْرَضَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ وَإِذَا عَلِمَ مِنْهُ مَا يُبْغِضُهُ أَبْغَضَهُ مُطْلَقًا وَأَعْرَضَ عَنْ حَسَنَاتِهِ مُحَاطٌ (؟ وَحَالُ مَنْ يَقُولُ بالتحافظ (؟ وَهَذَا مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْمُرْجِئَةِ. وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَقُولُونَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ وَهُوَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْتَحِقُّ وَعْدَ اللَّهِ وَفَضْلُهُ الثَّوَابُ عَلَى حَسَنَاتِهِ وَيَسْتَحِقُّ الْعِقَابَ عَلَى سَيِّئَاتِهِ وَإِنَّ الشَّخْصَ الْوَاحِدَ يَجْتَمِعُ فِيهِ مَا يُثَابُ عَلَيْهِ وَمَا يُعَاقَبُ عَلَيْهِ وَمَا يُحْمَدُ عَلَيْهِ وَمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ وَمَا يُحَبُّ مِنْهُ وَمَا يُبْغَضُ مِنْهُ فَهَذَا هَذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 04:01]ـ
لا أدري ءآلقوم مختلفون في متكلم صوفي؟
وهل تتبع أحد جميع أقوال شيخ الإسلام في المحاسبي لنرى من هو المحاسبي في نظر شيخ الإسلام؟
علمًا بأن شيخ الإسلام لم يصفه بكلمة الإمام في أكثر المواضع كما قد يلتبس على قاريء الموضوع الغير مطلع على كلام شيخ الإسلام، بل الأمر على عكس ذلك، وإن كان شيخ الإسلام ليراه هو والقلانسي خير من كثير من أتباع ابن كلاب.
والمحاسبي ليس دليلاً على إنصاف شيخ الإسلام، فإنصافه اعترف به مخالفيه قبل موافقيه.
وأما الحارث المحاسبي؛ فلم يفرده شيخ الإسلام بكلام.
ولكن ورد ذكره في مواطن عديدة، ولا تخلو من ذم في الغالب .. كما في الاستقامة وغير ذلك من المواضع.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 07:21]ـ
(العطاب الحميري) .. قدرك في القلب .. فلا تهتم .. ومحبتك ثابتة في الله لم تتغير .. أما سبب عتبي فلعل نبرة (خطي) أعلاه تدل على سبب ذلك؛ ولعلك معذور .. وتقبل مني العذور.
وعليك بهذا فهو الغاية:
لا أدري ءآلقوم مختلفون في متكلم صوفي؟
وهل تتبع أحد جميع أقوال شيخ الإسلام في المحاسبي لنرى من هو المحاسبي في نظر شيخ الإسلام؟
علمًا بأن شيخ الإسلام لم يصفه بكلمة الإمام في أكثر المواضع كما قد يلتبس على قاريء الموضوع الغير مطلع على كلام شيخ الإسلام، بل الأمر على عكس ذلك، وإن كان شيخ الإسلام ليراه هو والقلانسي خير من كثير من أتباع ابن كلاب.
والمحاسبي ليس دليلاً على إنصاف شيخ الإسلام، فإنصافه اعترف به مخالفيه قبل موافقيه.
وأما الحارث المحاسبي؛ فلم يفرده شيخ الإسلام بكلام.
ولكن ورد ذكره في مواطن عديدة، ولا تخلو من ذم في الغالب .. كما في الاستقامة وغير ذلك من المواضع.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 08:32]ـ
بارك الله في الإخوة كلهم ..
لا أعرف أحدًا قال إنَّ الإمام معناه: الرجل الذي خطؤه أكثر من صوابه!
بل الإمامةمطلقًا تقتضي أن الرجل كان (مؤتمًا به متبوعًا)، سواء كان متبعًا لسلف الأمة أومخالفًا لهم كحال الحارث المحاسبي.
ولا يعني بالضرورة أن ذلك يدل على كثرة صوابه ورجحانه على خطئه؟! وهذا لا تقتضيه اللغة ولا سياق كلام العلماء كابن تيمية.
ومن هذا الباب ما تقدمت الإشارة إليه عن أئمة الضلال من السنة، وأقرب منه الإشارة إليه من كتاب الله: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار)، (فقاتلوا أئمة الكفر .. ).
ويتضح الفرق بينهما في قوله: (واجعلنا للمتقين إمامَا).
وكما أن أئمة الكفر سُمُّوا بذلك لأنهم هم الرؤوس المتبوعون، فكذلك أئمة الدين، ثم هؤلاء يتفاوتون، فمنهم من كان مستقيمًا في العقيدة.
ومنهم من كان منحرفًا زائغًا في الاعتقاد كالإمام أبي الحسن الأشعري والحارث .. الخ.
وإنصاف الرجل لا يكمُل بذكرسابقته في العلم والفضل دون بيان زيغه وضلاله (دون بغي ولا ظلم) .. فأي إنصاف هذا الذي يخفي الخطأ الذي قد يُغرَّر العامة بكتبه وعقيدته؟!
ثم بيان زيغ وضلال من ضلَّ كابن كلاب أوالأشعري أوالحارث لا يوجب هدر علمه وبيان الواقع من كونه متبوعاً مؤتمًا به ..
وأما ذكر الحارث في سياق الاحتجاج بأقوال المتبوعين فهو كذكر القول ثم بيان من قال به، من الأشاعرة أوالمعتزلة، أو من الأفراد، كالحارث وأحمد والأشعري .. وغيرهم من الأئمة.
والحارث كان من أتباع ابن كلاب، كما ذكر ذلك ابن تيمية نفسه في غير موضع.
أو في سياق الاحتجاج على التابعين بأقوال بعض متبوعيهم .. فيكون كلام ابن تيمية في الرد على الأشعريَّة الصفاتيَّة فيستدل عليهم بكلام أئمتهم المبجَّلين عندهم كالحارث وغيره؛ ليكون أقوى في الاحتجاج عليهم، فكأنَّه حجة منهم عليهم.
/// وقد قال رحمه الله في بيان التلبيس: (فهذه كتب ابن كلاب إمام طائفته ثم الحارث المحاسبي ونحوه ثم أبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه مثل عبد الله بن مجاهد وأبي الحسن الطبري وأبي العباس القلانسي وغيره كما سيأتي إن شاء الله حكاية قوله وقول غيره والقاضي أبي بكر بن الباقلاني وأبي علي بن شاذان وغيرهم كلهم يقولون بإثبات العلو لله على العرش واستوائه عليه دون ما سواه .. ).
/// والاعتماد على ذكر ابن تيمية رحمه الله للحارث بلفظ الإمامة لا يدل إلَّا على ما تقدم تبيينه، لا على تزكيته مطلقًا .. وإلَّا أخرج لنا اجتزاء كلامه فهمًا مغلوطًا لموقفه منه ومن غيره.
وأما القول بأن "قراءة شيخ الإسلام للحارث المحاسبي هي القراءة المستخلصة من جملة قراءات السلف الكرام رضي الله عنهم"= فهذا صحيحٌ لو فسِّر بقراءة كلام السَّلف كأحمد وغيره والذي يبيِّن ضلال الرجل وأمر أحمد وغيره بهجره، وهو كما تقدَّم لا يعني هدره بقدر ما يفيد التحذير من ضلاله.
وليس ذلك لنفي الإمامة عنه (وهي نسبية كما تقدم).
ولا لأنه جاهلٌ لا قدر له؛ بل خوفًا على دين العامة من ضلاله، وخوفًا من ظلمه أو هضمه، والاحتياج إلى الاحتجاج بكلامه على أتباعه ..
لذا كلام ابن تيمية في قراءة موقف السلف ظاهر بجلاء في كلامه الكثير عن الحارث المحاسبي ..
وصاحب الموضوع معذور على مثل هذا الاستنتاج المجانب للصواب لأنَّ الموضوع جاء على جناح السرعة كما ذكر!
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 11:09]ـ
بارك الله في الإخوة كلهم ..
لا أعرف أحدًا قال إنَّ الإمام معناه: الرجل الذي خطؤه أكثر من صوابه!
بل الإمامةمطلقًا تقتضي أن الرجل كان (مؤتمًا به متبوعًا)، سواء كان متبعًا لسلف الأمة أومخالفًا لهم كحال الحارث المحاسبي.
ولا يعني بالضرورة أن ذلك يدل على كثرة صوابه ورجحانه على خطئه؟! وهذا لا تقتضيه اللغة ولا سياق كلام العلماء كابن تيمية.
ومن هذا الباب ما تقدمت الإشارة إليه عن أئمة الضلال من السنة، وأقرب منه الإشارة إليه من كتاب الله: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار)، (فقاتلوا أئمة الكفر .. ).
ويتضح الفرق بينهما في قوله: (واجعلنا للمتقين إمامَا).
وكما أن أئمة الكفر سُمُّوا بذلك لأنهم هم الرؤوس المتبوعون، فكذلك أئمة الدين، ثم هؤلاء يتفاوتون، فمنهم من كان مستقيمًا في العقيدة.
ومنهم من كان منحرفًا زائغًا في الاعتقاد كالإمام أبي الحسن الأشعري والحارث .. الخ.
وإنصاف الرجل لا يكمُل بذكرسابقته في العلم والفضل دون بيان زيغه وضلاله (دون بغي ولا ظلم) .. فأي إنصاف هذا الذي يخفي الخطأ الذي قد يُغرَّر العامة بكتبه وعقيدته؟!
ثم بيان زيغ وضلال من ضلَّ كابن كلاب أوالأشعري أوالحارث لا يوجب هدر علمه وبيان الواقع من كونه متبوعاً مؤتمًا به ..
وأما ذكر الحارث في سياق الاحتجاج بأقوال المتبوعين فهو كذكر القول ثم بيان من قال به، من الأشاعرة أوالمعتزلة، أو من الأفراد، كالحارث وأحمد والأشعري .. وغيرهم من الأئمة.
والحارث كان من أتباع ابن كلاب، كما ذكر ذلك ابن تيمية نفسه في غير موضع.
أو في سياق الاحتجاج على التابعين بأقوال بعض متبوعيهم .. فيكون كلام ابن تيمية في الرد على الأشعريَّة الصفاتيَّة فيستدل عليهم بكلام أئمتهم المبجَّلين عندهم كالحارث وغيره؛ ليكون أقوى في الاحتجاج عليهم، فكأنَّه حجة منهم عليهم.
/// وقد قال رحمه الله في بيان التلبيس: (فهذه كتب ابن كلاب إمام طائفته ثم الحارث المحاسبي ونحوه ثم أبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه مثل عبد الله بن مجاهد وأبي الحسن الطبري وأبي العباس القلانسي وغيره كما سيأتي إن شاء الله حكاية قوله وقول غيره والقاضي أبي بكر بن الباقلاني وأبي علي بن شاذان وغيرهم كلهم يقولون بإثبات العلو لله على العرش واستوائه عليه دون ما سواه .. ).
/// والاعتماد على ذكر ابن تيمية رحمه الله للحارث بلفظ الإمامة لا يدل إلَّا على ما تقدم تبيينه، لا على تزكيته مطلقًا .. وإلَّا أخرج لنا اجتزاء كلامه فهمًا مغلوطًا لموقفه منه ومن غيره.
وأما القول بأن "قراءة شيخ الإسلام للحارث المحاسبي هي القراءة المستخلصة من جملة قراءات السلف الكرام رضي الله عنهم"= فهذا صحيحٌ لو فسِّر بقراءة كلام السَّلف كأحمد وغيره والذي يبيِّن ضلال الرجل وأمر أحمد وغيره بهجره، وهو كما تقدَّم لا يعني هدره بقدر ما يفيد التحذير من ضلاله.
وليس ذلك لنفي الإمامة عنه (وهي نسبية كما تقدم).
ولا لأنه جاهلٌ لا قدر له؛ بل خوفًا على دين العامة من ضلاله، وخوفًا من ظلمه أو هضمه، والاحتياج إلى الاحتجاج بكلامه على أتباعه ..
لذا كلام ابن تيمية في قراءة موقف السلف ظاهر بجلاء في كلامه الكثير عن الحارث المحاسبي ..
وصاحب الموضوع معذور على مثل هذا الاستنتاج المجانب للصواب لأنَّ الموضوع جاء على جناح السرعة كما ذكر.
والله أعلم.
انار الله دربكم شيخ عدنان ونفعنا بعلمكم .. آمين.
واستميحك عذرا باضافة فائدة أخرى استفدتها من شرح الشيخ يوسف الغفيص على الحموية:
فاستشهاد ابن تيمية -رحمه الله- بكلام الأشاعرة والكلابية المتقدمين في الحموية. زيادة على أنه يحاج المتأخر بما قرره المتقدم من المتكلمة هو أيضا يرد على من عارض ما يقرره هو -أعني شيخ الإسلام- في باب العقائد وخاصة في الأسماء والصفات بأن تقريراته هي عقيدة للحنابلة دونا عن غيرهم من الأئمة، فأورد رحمه الله نصوصا من كلام أصحاب المذاهب الثلاثة ثم أورد نصوصا من كلام أئمة المتكلمة المتقدمين ليثبت لهم أمرين:
1 - أنكم تابعين لمتبوعين قد وافقونا في بعض المسائل التي تخالفونا فيها أنتم فنحن لسنا بدعا من القول، بل أنتم البدع.
2 - أن اتهامكم لنا بالتحنبل في العقيدة غير صحيح فما نقرره في باب الأسماء والصفات وسائر مسائل العقيدة هو معتقد السلف الصالح .. ووافقهم في بعض مفرداته بعض أئمتكم أمثال المحاسبي والجويني والباقلاني .. الخ.
وعلى هذا يكون ما توهمه الإخوة من كلام شيخ الإسلام وأنه تزكية للمحاسبي خطأ، والصحيح أن غرضه محاجة الخصم وبيان أنه على خلاف ما كان عليه متبوعيه.
ولا ينافي ذلك العدل بالاعتراف بما لدى المخالف من الحق، بل إن السلف كثيرا ما يحاجون المخالف فيما غلط فيه بالذي أصاب فيه.
ولا يجدون غضاضة من ذكر ما وافقوا عليه السلف وتصويبه؛ لأجل محاجتهم به على ما خالفوا فيه.
كما حاج ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الأشاعرة السبعية باقرارهم بالسبع الصفات على جحدهم للصفات الأخرى.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 12:44]ـ
///بارك الله في الإخوان الكرام ...
عدنان وشذى الجنوب ...
تقبلوا شكري
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 08:48]ـ
/// الأخت الكريمة .. شذى الجنوب .. بارك الله فيك على الإفادة.
/// ولإتمام الفائدة.
(قال الإمام أبو عبد الله الحارث بن إسماعيل بن أسد المحاسبي في كتابه المسمى (فهم القران) ..... ) راجع الحموية الكبرى ...
وقد كان شيخ الإسلام في ثنيا نقله عن الحارث لا يسميه باسمه بل يكنيه فيقول: (قال أبو عبد الله) ولا مرية أن في هذا دلالة واضحة على مكانة الإمام الحارث عند شيخ الإسلام ...
/// أمَّا أنَّ له مكانة .. فنعم، وكذا له مكانة عالية عند من يحاجون بكلامه، ثم إنَّ مقام الدَّعوة يقتضي أن يُدعَى الناس أو يدعى معظموهم بطيب الكلام والموعظة الحسنة ...
/// وقد قال النبي (ص): (إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى) .. ولم يقل: (كلب الروم) .. ولكل مقامٍ مقال.
/// فهو عظيمهم شئنا أم أبينا.
/// وللفائدة في تكنية أهل الباطل .. (ولا يلزم بين الأشخاص التَّماثل):
أخرج البخاري في صحيحه، في كتاب الأدب: باب كُنية المشرك: بسنده عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ركب على حمارٍ عليه قطيفةٌ فَدَكيةٌ وأسامة وراءه، يعود سعد بن عبادة فى بني حارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، فسارا حتى مرَّا بمجلسٍ فيه عبدالله بن أُبي ابن سلول، وذلك قبل أن يسلَّم عبد الله بن أُبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المسلمين عبد الله بن رواحة، فلمَّا غشيت المجلس عَجَاجة الدَّابة خمَّر ابن أُبيٍّ أنفه بردائه، وقال لا تغبِّروا علينا! فسلَّم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عليهم، ثُمَّ وقف، فنَزَل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أُبَي ابن سلول: أيُّها المرء لا أحسن ممَّا تقول إن كان حقًّا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، فمن جاءك فاقصص عليه. قال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله، فاغشنا في مجالسنا، فإنَّا نحبُّ ذلك، فاستبَّ المسلمون والمشركون واليهود، حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يخفضهم حتى سكتوا، ثم ركب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم دابَّته، فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أي سعد .. ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ -يريد عبد الله بن أُبَيٍّ- قال: كذا وكذا .. » الحديث.
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 02:22]ـ
السلام عليكم
إلى الآخ الحميري من المشهور في القواعد الفقهية أن لكل مجتهد نصيب وانت اجتهدت واستنبطت من كلام شيخ الاسلام على أنه منصف فإذا كان قصدك انصاف شيخ الاسلام فنحن نوافقك وإن كان قصدك كما ذكرت أن كلام شيخ الاسلام فيه دلالة على أن الحارث المحاسبي له مكانة عند شيخ الاسلام فلا وألف لا. ونحن ننزه شيخ الاسلام من ذلك وهو الخبير بحال القوم
وأما اجتهادك الاخر الذي ناؤت الصواب به وهو قولك الذي أراه أن قراءة شيخ الإسلام للحارث المحاسبي هي القراءة المستخلصة من جملة قراءات السلف الكرام رضي الله عنهم فتيقنت بعد كلامك هذا انك لم تقرأ كثير من كتب السلف التي تكلمت عن هذا الجانب الذي اختصرته في سطور ومن هذه الكتب كتب السنة والشريعة للاجري والإبانة لإبن بطة وكثير من كتب شيخ الاسلام
فأرجوا ان تعيد النظر بما تكتب لإن هذه المواضيع من المواضيع الحساسه التي انزلق بها اقوام
ونقل الاخ التميمي وقع على الجرح بارك الله فيه
ارجوا ان تكون نصيحة لي وللكاتب الكريم(/)
نعم التزمت الصمت بعد الحجب الفاضح لموقع لجينيات ولكن: مجزرة الحرية كسرت حواجز الصمت
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 01:31]ـ
الثلاثاء 01, يونيو 2010
أبو لُجين إبراهيم ( http://majles.alukah.net/index.cfm?do=cms.author&authorid=11)
لقد عزمت - أمام أحداث الإجرام والعنجهية الصهيونية - على أن أكسر حاجز الصمت الاضطراري الذي فرضته على نفسي عقب الحجب الفاضح لموقع لجينيات، والذي لم أتخذه خوفا ولا مداهنة ولا لأي حسابات أخرى سوى استجابة لرغبة شريكي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز والذي سيكون له توضيح لاحق بهذا الخصوص بعد رفع الحجب بإذن الله، مع الإشارة إلى أنني أبلغته بالاحتفاظ بكامل حقي في كشف تفاصيل هذا الملف وغيره عند ظهور دواعيه.
إن القلب يتصرم والعين تدمع والمشاعر تتفجر والعالم يشاهد أحفاد الخنازير يمارسون قرصنة الحقد والغدر أمام سفن السلام وأعلام الحرية التي شقت لجاج الظلم وكسرت حواجز الجبن والمذلة وأبحرت لتشعل شمعة أمل في دياجي الحصار والجوع والمرض .. فلتنكسر الأقلام التي لاتكتب ولتقف القلوب التي لاتغضب ولتخرس الألسنة التي لاتنطق.
تسعة عشر ضحية بأي ذنب قتلت .. ؟!
أين المسلمون .. ؟!
أين العرب .. ؟!
متى نفيق من الوهن ونقف في وجه هذا الطغيان؟!
متى يشفى جرح غزة الذي يضاف له كل يوم جرح جديد؟!
مجزرة الحرية اليوم جرح آخر ينزف ولكن لا صمت بعده أبداً ..
مشاهد الإجرام الصهيوني بُثت على مرأى ومسمع من العالم ..
تسعة عشر ضحية أثبت اليهود بقتلهم لجميع دول العالم والحكومات العربية على وجه الخصوص بأنهم أعداء ليس للذين آمنوا فحسب بل، وحتى للإنسانية وللسلام، رصاصات غدرهم لم تكترث للقوانين الدولية ولم تعبأ بحقوق الإنسان، بل ولم تراعِ حتى العلاقات مع الدول التي تقيم معها اتفاقيات سلام تم عجن بنودها فوق سطح سفن أسطول الحرية بالدم.
تسعة عشر ضحية وستون جريحاً خضبت دمائهم سفن أسطول الحرية، ألم يأن بعد للدول التي سارعت حكوماتها لإقامة سلام مزعوم، أو قل مجرد استسلام مدعوم! أن تقطع علاقاتها وأن تكسر الحصار الصهيوني الظالم الذي دام لسنوات على إخوة لنا في الدين والعرض والأرض والدم، ألم نفهم ونعي الرسالة التي تتكرر عند كل مجزرة يهودية، مؤكدة لنا بأن الاعتداء والاستيلاء والقتل والقرصنة دليل قاطع على أن الصهاينة لا يعترفون إلا بلغة القوة، فمتى يصحو الحكام النائمون؟!
لقد بلغ الهوان بالحكام العرب أن ينظم الأتراك الشرفاء والأوروبيون قافلة إغاثة لإخواننا في غزة، ونحن نشاهد ونتفرج ونقلب القنوات حالنا في هذا حال الأموات لا حياة ولا حراك لنا بل صمت مطبق مخزي لم أجد له أي كلمة ترادفه في أي قاموس سوى العار .. والعار وحده فحسب!
نعم هو العار الذي يكبلنا فلا نستطيع حتى رفع صوتنا لنقول للصهاينة كفى، من للأطفال والنساء والشيوخ والشباب في غزة المحاصرين، وهم بين فكي كماشة الصمت العربي والعدوان الصهيوني المستمر، ليس لهم من خيار نقدمه لهم سوى الموت من الجوع في صمت، أو الموت بالرصاص الصهيوني.
مليون ونصف مسلم محاصر أحرقهم الترقب على شاطئ غزة في انتظار سفن أسطول الحرية في انتفاضتها الرابعة، حيث بثت فيهم أمل الحياة مجدداً، وأن هناك ضمائر إنسانية في العالم تشعر وتتألم لمحنتهم، سبعمائة وخمسين ناشطاً من جميع الجنسيات أغلبهم لا يدين بالإسلام، رهنوا مصائرهم للموت، وامتدت عزائمهم قبل أيديهم لكسر الحصار الظالم عن القطاع المحاصر، وفضح عار الصمت العربي المخزي وأكذوبة القوانين الدولية التى تعترف لليهود بهولوكست مزعوم، وتتعامى عن هولوكست يومي للحصار العدواني الذي لا تُقره أي اتفاقيات عالمية.
تسعة عشر ضحية وستون جريحاً فوق سفن أسطول الحرية لا يحق للأمم المتحدة بعد هذا الإجرام الصهيوني، ولا لمجلس الأمن ولا للجامعة العربية ولا لمنظمة المؤتمر الإسلامي وكل غيور وحرّ في هذا العالم، أن يضعوا أصابعهم في آذانهم لكي لا يسمعوا صرخات الجرحى ولا أن يستغشوا ثيابهم لكي لا يروا الضحايا، ولا يحق لهم بعدها أن يصروا على السكوت عن هذا الظلم والعدوان ولا بتمرير المذبحة بفيتو أمريكي يقوى به جانب الاستكبار .. !
أين الحكام العرب بعد هذه المجزرة من حصار غزة!؟ أينهم من شعب أعزل ينتظر أن يفيقوا من سباتهم؟!، هل يتوجب علينا أن نفقد مزيداً من الشهداء في ظل عدم كسر هذا الحصار ووقف العدوان الصهيوني الهمجي!
إلى متى سنسمح لأبناء القردة والخنازير بهذه المجازر!!
وإلى متى سيستمر العرب في تمثيل دور القواعد من النساء، وتكرار الشجب والإدانة والاستنكار وهم يتوارون خجلاً من ضعفهم أمام بني صهيون!
إلى متى؟!
أبو لُجين إبراهيم
الاثنين ـ 17 جماد الآخرة 1431 هـ(/)
(التَّخَلف): للأستاذ محمود شاكر
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 05:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(التَّخَلف)
للأستاذ الأديب العلامة / {محمود شاكر} - رحمه الله تعالى-
/// أما بعد:
بينما كنت أتصفح ركاما من الكتب - الصغيرة والكبيرة - في مكتبة تجارية شبه مهجورة بإحدى ولايات البلاد الجزائرية، إذ بي أقع على عنوان لكتاب شدَّ انتباهي وناظري! .. متعلّقه " ظاهرة واضحة في دول العالم الثالث التي يعيش معظم المسلمين فيها " إنه {التخلف} للأديب العلامة / محمود شاكر - رحمه الله تعالى - طبعة " المكتب الإسلامي " طبعة أولى سنة: 1409هـ-1988م .. فاشتريته " بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ" ..
وبعد تصفح الكتاب، أحببت أن أنزله على حلقات في هذا المنتدى - الطيّب - عسى الله أن ينفعني وإياكم به ..
وكتبه/ عبد الحق آل أحمد
-عفا الله عنه-
19/جمادى الثانية/1431هـ
02/جوان/2010م
الجزائر
===
يتبع إن شاء الله تعالى ..
===
/// ملاحظة: الذي غلب على الظن أن صاحب الكتاب هو الأديب العلامة محمود شاكر المصري -رحمه الله-فإن لم يكن هو صاحب الكتاب يرجى البيان ممن له علم، قبل البدأ في نقل الكتاب، ولتغيير العنوان بما يناسبه، وعلى العموم الكتاب أعجبتني الكثير من فقراته، والله أعلم.
ـ[متأمل]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 08:14]ـ
ليس محمود شاكر المصري بل محمود شاكر السوري صاحب التاريخ
ـ[جذيل]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 08:26]ـ
الله يهدي اصحاب المطابع وبعض المحقيقين
كثيرا ما يتسغلون الاسماء
اذكر انهم استغلوا اسم محمود شاكر في تحقيق تفسير الطبري
حتى اشتراه احد طلبة العلم لظنه انه تحقيق ابناء شاكر
فلما فتح الكتاب بعد دفع الدراهم وجده محمود شاكر السوري صاحب التاريخ
ومثله في تحقيق تهذيب اثار الطبري على ظهر الكتاب احمد شاكر وفي الداخل محمود شاكر
افلا يتقون الله
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 08:50]ـ
أخي الكريم ممكن تنزل الحلقة الأولى كما تفضلت وسيظهر من أسلوب الكاتب هل هو الأستاذ شاكر أم غيره.
ـ[شيرين عابدين]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 09:25]ـ
الله يهدي اصحاب المطابع وبعض المحقيقين
كثيرا ما يتسغلون الاسماء
اذكر انهم استغلوا اسم محمود شاكر في تحقيق تفسير الطبري
حتى اشتراه احد طلبة العلم لظنه انه تحقيق ابناء شاكر
فلما فتح الكتاب بعد دفع الدراهم وجده محمود شاكر السوري صاحب التاريخ
" أما التخلف فربما كان لمحمود شاكر المؤرخ السوري
أما صاحب الطبري فأستاذنا "
هذا نص ماذكره لي أستاذي الفاضل الكبير محمد جمال صقر، أحد تلامذة أبي فهر النجباء!
تابع موضوع:
محاضرات صوتية للأستاذ الدكتور محمد جمال صقر ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=51585)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 09:35]ـ
" أما التخلف فربما كان لمحمود شاكر المؤرخ السوري
أما صاحب الطبري فأستاذنا "
هذا نص ماذكره لي أستاذي الفاضل الكبير محمد جمال صقر، أحد تلامذة أبي فهر النجباء!
تابع موضوع:
محاضرات صوتية للأستاذ الدكتور محمد جمال صقر ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=51585)
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 12:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{المقدمة}
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله أفضل المرسلين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين وعلى آله ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين، وبعد:
فإنه على الرغم من انتشار وسائل الإعلام على نطاق واسعٍ في العالم كله، وإمكانية تبادل المعلومات ونقلها بالوسائل المكتوبة والمقروءة والمسموعة والمرئية في لحظاتٍ قليلة إلى دول الأرض كافةً فإنه لا يزال هناك تباين واضح بين الأجزاء المختلفة من الأرض من الناحية العلمية، والفكرية، والثقافية، وطرق استخدام هذه الوسائل.
وإنه على الرغم من توفّر وسائل المواصلات السريعة، والسهلة، والمريحة حيث يمكن الانتقال بين أي جزءٍ وآخر من الأرض في أي وقتٍ من ليلٍ أو نهارٍ في ساعات محدودةٍ فإنه لا يزال هناك اختلاف في مستوى الحياة الاجتماعية وفي مستوى استخدام هذه الوسائل الحديثة في الانتقال وفي الإفادة منها.
ففقي الوقت الذي تستخدم فيه المواصلات الحديثة في أجزاء معينةٍ من سطح الأرض لا تزال بقاع تتخذ وسائل النقل البدائية وفي أقدم اشكالها.
وإنه على الرغم من تيسير المكالمات السلكية واللاسلكية بين جهات العالم كله، وإمكانية تأمين الاتصال مع أي مكانٍ وفي أي وقتٍ مباشرةً ودون عناءٍ فإنه لا يزال هناك صعوبة في الاتصال في بعض الجهات بين منطقتين متجاورتين، وربما كان السير بينهما لتأمين بعض الحاجات أكثر سهولةً من محاولة المكالمة الهاتفية.
إن الاختلاف بين أجزاء العالم تأخذ أشكالاً متعددةً منها العقيدة، منها الجانب المعاشي، ومنها الجانب السياسي، والجانب الاجتماعي، وإذا كان ما يهمنا في هذا البحث هو الناحية الاجتماعية أو ما نريد أن نبحثه وهو التخلّف إلا أنه لا بدّ من أن نلقي ضوءاً في هذه المقدمة على النواحي الأخرى لتكون مساعدةً لنا في تصوّرنا الصحيح ومنطلقاتنا العامة.
===
/// يتبع ـ إن شاء الله تعالى ـ الحلقة القادمة: {العقيدة} ..
===
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 03:21]ـ
"
أما صاحب الطبري فأستاذنا "
هذا نص ماذكره لي أستاذي الفاضل الكبير محمد جمال صقر، أحد تلامذة أبي فهر النجباء!
اصلح الله قلبك
اعرف تحقيق احمد ومحمود شاكر
وليس هو الذي اعنيه
بل اعني تحقيق آخر لتفسير الطبري
مكتوب على ظاهر الغلاف
تحقيق محمود شاكر
فإذا فتحت الغلاف من الداخل وجدت
تحقيق محمود شاكر الحرستاني
فهل اتضح الامر ... ؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 10:48]ـ
أرجو تغيير العنوان، فإن بين الأسلوبين بونا شاسعا جدا.
ـ[شيرين عابدين]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 12:20]ـ
اصلح الله قلبك
اعرف تحقيق احمد ومحمود شاكر
وليس هو الذي اعنيه
بل اعني تحقيق آخر لتفسير الطبري
مكتوب على ظاهر الغلاف
تحقيق محمود شاكر
فإذا فتحت الغلاف من الداخل وجدت
تحقيق محمود شاكر الحرستاني
فهل اتضح الامر ... ؟
اتضح، وجزاك الله خيرا!
وإذا كان الأمر كما ذكرت من السرقة فهداهم الله!
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 03:01]ـ
لقد أخبرنى الشيخ العلامة أبو فهر محمود محمد شاكر -عليه سحائب الرحمة والرضوان - بنفسه: أن هناك ثلاثة أو أربعة - الشك منى - يبيعون باسمه محمود شاكر ولذلك حينما زرته أول مرة عام 1993 وسألته أكثر من عشر مرات: هل أنت محمود شاكر؟ فكان لا يزيد على أن يقول:أنا محمود محمد شاكر ولم أفطن لما يريد بذكر اسمه الثلاثى حتي أخبرنى بما سبق ولذلك أقول إن كتب الشيخ يكون مكتوبا عليها كنيته:"أبو فهر" واسمه ثلاثيا: محمود محمد شاكر وما لم يكن كذلك لا تصح نسبته إليه إلا أن يخبر ثقة بصحة نسبته إليه.أضف إلى هذا أن كتب الشيخ المؤلفة قليلة وهى: 1 - المتنبى + مقدمته: رسالة فى الطريق إلى ثقافتنا 2 - أباطيل وأسمار 3 - نمط صعب ونمط مخيف 4 - القوس العذراء 5 - رسالة أخرى لا أذكر اسمها الآن عن الحكم بالشريعة الإسلامية فيماأذكر. =وأما كتابه عن معنى:" أنزل القرآن على سبعة أحرف " والذى ذكره فى تحقيق تفسير الطبرى فقد كنت سألته - رحمه الله - عنه فأخبرنى أنه موجود لكنه لم يطبع بعد وأنا إلى الآن لاأعلم أنه طبع وأما غير ذلك فتحقيقات أو مقدمات لكتب طبع بعضها مفردة مثل 1 - مداخل إعجاز القرآن الكريم 2 - محاضرته فى جامعة الإمام محمد بن سعود والتى طبعت فيما بعد باسم "قضية الشعر الجاهلى فى كتاب ابن سلام" 3 - جمهرة مقالات الأستاذمحمود محمد شاكر والتى جمعها الدكتور عادل سليمان جمال 4 - ديوان شعره " اعصفى يا رياح وقصائد أخرى" الذى جمعه ابنه الدكتور فهر محمود محمد شاكر وشرحه د. عادل سليمان جمال .. فهذا جهد المقل ومن كان عنده المزيد فلا يبخل علينا به(/)
التكسب بدماء الشهداء!
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 06:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ..
جراح الأمة الإسلامية ودماء شهدائها صارت اليوم سبيلا للتكسب وطريقا للفت الأنظار وفرصة لكسب الأصوات والتوجهات,,دون أن تجد دليلا واضحا لنصرة حقيقية ,, أو صدق في علاج الجراح الدامية ..
لقد أصبحت دماء الشهداء الطاهرة التي ينتثر عبيرها في بلاد المسلمين من مشرقها إلى مغربها سلعة يتلاعب بها الساسة وتتكسب بها الأحزاب والفرق,, حيث لا تجد أحدا منهم يقدم مشروعا عمليا صادقا لحقن تلك الدماء,, أو مداوات تلك الجروح ,, بل يحاول الجميع الاستفادة منها كل في مجاله,, فالسياسي يكسب بها المواقف ويجعلها أوراقا سياسية يلعب بها مع أعدائه وأصدقائه ليس حزنا عليها ولا حرصا على حقنها وإنما رغبة في كسب المواقف وتثبيت الكراسي,,وأما الأحزاب فكل يحاول أن يستفيد منها لزيادة مناصريه وتقوية مواقفه وكسب جماهير جدد من المغفلين السذج الذين تغرهم الشعارات,, وتطربهم الهطرقات ..
تجد في كثير من الأحيان من يتباكى على دماء شهداء المسلمين ويده أول يد بطشت بها,, بل ربما ساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة لسفكها,, وتحزن عندما ترى هذه الدماء التي بكى لها كل إنسان فضلا عن مسلم,, تباع رخيصة في سبيل تحقيق مكاسب سياسية أو حزبية مقيته ..
كم يؤلمنا تلك المناظر التي تفطر القلوب لدماء المسلمين,,وكم نشعر بالأسى والحزن حينما لا نستطيع أن نقدم لهم إلا مانملكه لهم من الدعاء ,, ولكن والله إن الألم يزيد حينما نرى الثعالب التي تشارك في سفك تلك الدماء تتظاهر بالحزن وتخادع المساكين وتغرقنا بدموع التماسيح,, إنها والله المأساة بحق أن تباع دماء المسلمين رخيصة من أجل دنيا فانية ..
لقد رأينا كيف قامت تيارات تعارض تعاليم الشرع وتبغض هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحارب سنته وهديه وتفضل هدي الغرب عليه تحاول أن تتظاهر بالنصرة,, لعلمها أن الناس يحترقون لما يرون ,, ولا أكون مبالغا أن أقول إن ماتقوم به أمثال هذه التيارات الفاسدة ليس حبا للمسلمين في غزة وإنما لذر الرماد في العيون ومحاولة التسلق على أكتاف الشهداء للوصول إلى أهدافها الفاسدة ..
إننا نسمع من يتحدث من هذه التيارات الفاسدة التي لم يعلم لها دفاعا عن الدين ولا نصرة له ولا دعوة إليه ,, نسمعه يتحدث وكأنه صلاح الدين الأيوبي فيلوم من ينكر المنكرات هنا أو هناك ويتهمه بالانشغال بالتوافه عن العظائم,, وما علم هذا الجاهل أن سبب هزيمتنا هي ذنوبنا وهي هذه المنكرات التي ينادي بها هؤلاء ..
ألا يعلم هؤلاء أن النصر لا يأتي إلا بالطاعة ,, وأن الذنب الذي تحدثه الأمة يؤخر نصرها وعزتها وتقدما وتنميتها,, إن العقول التي لا تعي إلا المادي الحسوس لا يمكنها أن تتصور أثر الذنوب في هزيمة الأمة,, إن من لا يعرف سنن الله لا يمكنه أن يربط بين الهزيمة وأسبابها إلا ربط مادي يراه بعقله الصغير الذي لا يتجاوز سقف بيته ومكتبه وسيارته,, ولا يرى به إلا ماحوله ..
ألا يعلم هؤلاء كيف كانت تحرص جيوش الإسلام على تطبيق السنة بحثا عن النصر حتى قال قائلهم لأصبع محمد بن واسع خير عندي من ألف فارس,, وكيف حرصوا على السنن لفتح حصن صعب عليهم حتى طبقوا كل السنن فلم يبق إلا السواك فلما طبقوه فتح لهم ..
ثم لا أدري أي تناقض تعيشه عقول هؤلاء المتكسبين , إذ كيف يفرقون بين دماء المسلمين ,أوليس دم المسلم في العراق مثل دمه في فلسطين ,, أوليس دم المسلم في أفغانستان وباكستان والصومال والسودان والفلبين والصين والشيشان مثل دماء إخواننا في فلسطين أم أنها رخيصة لا ترقى لاهتماماتكم,,أم أن الذي سفكها أحبابكم في الغرب ..
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك ويذل فيه أعداء دينك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[بنت الأكرمين]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 04:10]ـ
جزاكم الله خيرا.
يجب علينا ألا نكون مغفلين, وأن تتيقظ الأمة لمكر المتاجرين والمتسلقين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.(/)
نقل عزيز عن الشاطبي في البدعة
ـ[أبوعبدالله العاصمي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:20]ـ
قال الإمام الشاطبي في الإفادات و الإنشادات ص 39: " إنّ قول النبي (ص) {كل بدعة ضلالة} محمول عند العلماء على عمومه لا يستثنى منه شيء ألبتة و ليس فيها ما هو حسن أصلا .. "
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:43]ـ
فائدة طيبة جدا سأسجلها عندي لأهميتها.
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 05:21]ـ
لكن عباد القبور مثلا سيقولون نعم كل بدعة ضلالة. لكن هيهات أن هذه بدعة!!!
يعني مثلهم مثل من قال نعم استوى لكن معنى استوى استولى!
أو شيئا قريبا من هذا
وجزاك الله خيرا ويسر لك سبل العلم النافع وفتح لك باب العمل الصالح وفقهك في الدين(/)
القدرية الاولى (هل هم كفار)؟؟؟
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:37]ـ
السلام عليكم ورحمة لله
لقد شد انتباهي كلام للعلامة ابن رجب رحمه الله بعد ان ذكر في شرح الحديث الثاني في كتابه الماتع (جامع العلوم و الحكم) وذلك عندما تكلم عن القدرية الاولى وذكر ان في تكفيرهم نزاع مشهور بين العلماء و ذلك في ص 103 من طبعة الرسالة؟
ولم يذكر او يشر للموطن الذي ذكر فيه الخلاف!!
وسؤالى للأخوة هل قراء احد منكم لعلماء السلف اشارة لهذا الخلاف؟ نرجوا اثبات المصادر من باب الفائدة؟؟(/)
لماذا سموا باليهود و النصارى
ـ[أبوعبدالله العاصمي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 09:07]ـ
ذكر الرامهرمزي في أمثال الحديث ص 59 - 60: "و إنما سميت اليهود يهود من قولهم: هدنا إليك. و سميت النصارى لأنهم نسبوا إلى قرية يقال لها نصورية ".
هل هذا صحيح؟
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 02:54]ـ
ذكر الرامهرمزي في أمثال الحديث ص 59 - 60: "و إنما سميت اليهود يهود من قولهم: هدنا إليك. و سميت النصارى لأنهم نسبوا إلى قرية يقال لها نصورية ".
هل هذا صحيح؟
وكذلكم يهود، فتسميتهم قومية أيضاً.
فالصحيح هو أن تسمية يهود عائدة نسبتها في الأصل ليهودا بن يعقوب!، فقد جاءت هذه التسمية زمن مملكة بني اسرائيل وملكهم وقتها النبي داود عليه السلام وهو حفيد يهودا بن يعقوب.
أما النصارى: فصح أن التسمية عائدة لمدينة الناصرة!
حتى أننا نجد هذه النسبة في كتابهم المقدس!، ((لعلي أن آتي بمثل ذلك نصا من كتابهم).
والله أعلم.(/)
تأنيث الصبيان ... بقلم: إبراهيم السكران
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 10:40]ـ
تأنيث الصبيان
بقلم: إبراهيم السكران
الحمدلله وبعد،،
مدارس آيلة للسقوط في أنحاء الممكلة .. تفاقم مزري لظاهرة المدرس الخصوصي .. تدهور فلكي في أخلاقيات الطلاب .. مخرجات تعليمية لاتتعلم حب القراءة والبحث ومهارات التحليل العلمي .. ازدياد حالات العدوان على المعلمين .. تنامي حالات الهروب من المدرسة .. وضع صحي بائس لمطاعم المدارس .. نقص فادح في المرافق التربوية كتجهيزات المختبرات والمكتبات والصالات الرياضية التي تجعل المدرسة شعلة من النشاط .. ومع ذلك كله .. مع كل هذه الاخفاقات الهائلة لوزارة التربية والتعليم في أسس التعليم ذاتها .. إلا أنها أهملت ذلك كله وذهبت توقد المعارك المجتمعية عبر (إدخال النساء في مدارس البنين)!
صارت وزارة التربية والتعليم كطبيب شعبي رأى يداً كسيرة فبدلاً من أن يعالجها جعلها كسراً مضاعفاً! ياللسخرية .. وزارة المدارس المستأجرة تبدأ حلولها بإدخال النساء في مدارس البنين!
كنت أسمع بعض المهتمين يقولون "الوزارة نايمة" .. وصرت أقول الآن ياليتها كانت نائمة .. ولكن العين التي تنفع الناس نائمة .. وعين الاختلاط مستيقظة مرابِطة!
قدِّم لوزارة التربية والتعليم أي مشروع خدمي ينفع المدارس أو العملية التعليمية وستجد مشروعك راقداً بين أكوام المشروعات المماثلة في أدراج مسؤوليها .. وقدم بالمقابل أي مشروع يدفع باتجاه نهش شئ من جسد الفضيلة وستجدك غداً مدعوا لاجتماع وقور مع معالي الوزير!
وزارة أهملت أزمات تمس أسس العملية التعليمية ذاتها .. هل تريدنا أن نصدق أنها انطلقت في قضية لاتمثل أزمة من "دراساااات علمية" حرصاً على التعليم؟! هل وصل المجتمع إلى هذا المستوى من السذاجة ليصدق فكرة الانطلاق من دراسات حرصاً على التعليم؟ حين ترى مقاولاً يهمل أعمدة المبنى ويحرص على وضع صوتيات الموسيقى داخل الغرف .. فهل تريدنا أن نصدق أنه حريص فعلاً على راحة الساكنين وسلامتهم؟!
منذ عدة عقود مضت أخذت تتزايد أعداد المعلمات في الصفوف الدنيا في بريطانيا، حتى أصبحت الصورة النمطية أن الصفوف الدنيا تناسب المعلمات، وكان هذا التوجه متوازياً تاريخياً مع أوج ضغوط الحركات النسوية، وخصوصاً بعد الستينات وهي النقطة التاريخية التي يرى المؤرخون الغربيون أنها المفصل الزمني الحاسم في أكثر التغيرات الاجتماعية الغربية وخصوصاً مايتعلق بوضع المرأة من لباس وعمل وعلاقات الاقتران.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت عدة أبحاث تدرس (آثار غياب المعلم الرجل على شخصية الطالب في الصفوف الدنيا في بريطانيا) وكانت المسألة محل جدل، لكن كثيراً من هذه الأبحاث أظهرت خطر هذه الظاهرة، وحاجة الطالب الذكر إلى المعلم الرجل، وكانت هذه الأبحاث تدور حول بناء الثقة لدى الطالب، وحتى تستطيع البيئة التعليمية أن تقدم قدوة ( Role model) تتناسب مع شخصية الطالب الذكر، وأشارت الدراسات إلى مفهوم ثقافة الرجل ( Lad culture) وعلاقة مثل هذه الأجواء النسوية بها.
المهم في القضية أن المؤسسة الرسمية المعنية في بريطانيا وهي وكالة التطوير والتدريب للمدارس ( TDA) استندت إلى هذه الأبحاث واتخذت قراراً بزيادة أعداد المدرسين الرجال لاستنقاذ التكوين التربوي للصبيان في الصفوف الدنيا (نقلت الوكالة خلاصة هذه الدراسات في موقعها الرسمي على الشبكة ( www.tda.gov.uk (http://www.tda.gov.uk/)) فيمكن مراجعتها من هناك).
وفي أواسط العام الماضي 2009 أطلقت الوكالة ذاتها ( TDA) حملة فعاليات في المدارس البريطانية لتشجيع وإقناع المدرسين الذكور للتعليم في الصفوف الدنيا، وفي شهر يوليو تحديداً من العام 2009 تصور الكاتبة "آسثانا" هذه الحملة التي تقودها وكالة ( TDA) الرسمية بقولها: (الدفع الأضخم لزيادة أعداد المعلمين الذكور في الصفوف الأولية تم إطلاقه هذا الأسبوع في محاولة للتغلب على الشح الحاد في المعلمين الذكور الذي يقول الخبراء أنه يؤثر على الصبيان. المئات من الرجال سيحضرون الفعاليات في المدارس حيث يتواجد المدراء والوكلاء والمدرسون لإقناعهم بالعمل في هذه المهنة) [ Guardian,12Jul2009]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن شدة عناية وكالة التطوير والتدريب البريطانية ( TDA) بهذه القضية صارت تهاجم من قبل الناشطين في الحركات النسوية والمعارضين لهذه التوجهات، حتى أن الرئيس التنفيذي للوكالة المشار إليها وهو "جراهام هولي" أظهر انزعاجه من ذلك وقال (كلما تحدثت عن حاجتنا لزيادة أعداد المدرسين الذكور في الصفوف الأولية تقول الاتحادات عني أنني أصبحت ضد المرأة!) [ Guardian,12Jul2009]
وتنقل الكاتبة المهتمة بشؤون التعليم "ليبست" عن البعض قولهم (إن نقص المعلمين الذكور في الصفوف الأولية يعني أنه لن يكون لديهم تواصل منتظم بالرجال حتى سن الحادية عشرة!) [ Guardian,23Mar2009]
وهذا بدهي أصلاً لايحتاج لكبير دراسات، فإن المدرس الذكر يملك خبرات يحتاجها الطالب الذكر لاتملكها المعلمة المرأة ولاتستطيع إيصالها، والاستهتار بخبرات الرجال وتربية الأجيال عليها يعكس سطحية خطيرة.
وبعيداً عن إدراك كثير من الغربيين –وإن كان إدراكاً متأخراً- لخطورة فصل الفتيان عن الرجال، فإن فقهاءنا رحمهم الله حين كتبوا عن التعليم وآدابه نبهوا على كثير من المسائل ذات الصلة، وتكلموا عن أهمية تربية الفتى بين الرجال ليكتسب من شخصياتهم، بل ونبهوا على أهمية فصل الفتيان عن الفتيات في التعليم حتى وهم صغار مراعاة لذلك، فهذا الإمام المشهور سحنون (ت256هـ) كتب رسالة تربوية عن أحكام التعليم وقال فيها (وأكره للمعلم أن يعلم الجواري ويخلطهن مع الغلمان، لأن ذلك فساد لهم) [آداب المعلمين، الإمام سحنون، ت. أحمد الأهواني، دار المعارف، ص263]
وهذا العلامة القابسي (ت403هـ) فقيه القيروان كتب رسالة تربوية –أيضاً- حول التعليم ونبّه على هذه القضية فقال في طريقة تعليم الصبيان: (ومن صلاحهم، ومن حسن النظر لهم؛ أن لايخلط بين الذكران ولإناث) [الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلِّمين، لأبي الحسن القابسي، ت أحمد خالد، الشركة التونسية للتوزيع، ص131]
والحقيقة أنني حين أتذكر مصيبة كثير من المعلمين العاطلين الذين لم يجدوا وظيفة، ثم أقارنها بهذا القرار التعيس الذي سيزيد حرمانهم فإنني أتحسر على أن تخطط أمورنا المدنية بهذا الشكل .. آلاف من الشباب الآن -وهم أرباب الأسر- المتخرجين بشهادات معلمين لايجدون وظائف .. ثم يأتينا هذا القرار!
هذا التوجه لوزارة التربية والتعليم لايصب في مصلحة تخفيف البطالة بل يصب الكيروسين على نيران البطالة .. بدلاً من أن يفتح للشاب وظيفة جديدة راح يغلق وظائف موجودة!
بدلاً من أن يوظف رب الأسرة ذهب يوظف زوجته ويحرم زوجها من وظيفته!
ومن شبهاتهم التي يتذرعون بها قولهم (إن هذا فيه توظيف للمرأة)، والحقيقة أن توظيف المراة يكون بخلق فرص وظيفية مناسبة لها، وليس باجتياح وظائف الشباب المسكين الذي يعاني هو الآخر من البطالة! هذا كمن رأى رجلاً فقيراً فراح يتصدق عليه بالأخذ من رصيد مفلس أسوأ منه حالاً!
ومن شبهاتهم التي يتذرعون بها قولهم (نريد رقة في تعليم الصبيان) وكأننا نعاني من ازدياد الرجولة في صبياننا؟! وكأن الجيل الجديد يتفجر فروسية وفتوة! بالله عليك خذ جولة في المجلات الشعرية المصورة، وكثيراً من ضيوف الفضائيات، واشمئز بقدر ماتستطيع من ظاهرة التأنث في الحديث، والتمايل والأصوات الناعسة، والصور المستلقية على أحد جانبيها، بل وخصلات الشعر التي صار يلقيها بعض الرجال على أحد عينيه!
نحن في عصر استنوق فيه الجمل وهؤلاء يقولون نريد رقة نسائية في تعليم أبنائنا .. نحن لانريد رقة، فقد أصيب أبناؤنا بأمراضها .. بل نريد ثقافة رجولية يفهم فيها الفتى معنى المسؤولية والصمود والغيرة والحمية بمعناها اللائق به ..
بدلاً من أن يكون الفتى في ذروة سنوات التربية يرى اللحية والشماغ والثوب ويردد قال الأستاذ وحكى لنا الأستاذ، ويقف أمام أستاذه رجلاً لرجل .. يأتيك طفلك غداً لايرى إلا تنورة وأسورة وقلائد وقروط وروجاً وقصات شعر نسوية ويردد قالت الأبلة وحكت لنا الأبلة، ويقف أمام أبلته بكيان مختلف عن كيانها، لايدري وهو يشعر بغربته بينهن أين مساره؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن شبهاتهم التي يتذرعون بها قولهم (حتى نحمي طلاب الصفوف الدنيا من التحرش من طلاب الصفوف العليا)! والحقيقة أنني حين أسمع مثل هذا الاحتجاج لا أستطيع كظم استيائي من حجم التمثيل البارد .. فهؤلاء الذين يسعون ليل نهار لاقرار الاختلاط في التعليم والعمل هل يمكن أن يكونوا مهجوسين أصلاً بقضية التحرش؟! لكن دعنا نفترض أن هذه حجة يعتقد بعض المحايدين صحتها –لنفترض ذلك جدلاً- فالحل هو فصل المرحلتين عن بعضهما، مع بقاء الرجال في تدريس المراحل الدنيا، هل يمكن لعاقل يحترم عقله أن يصدق أن تأنيث معلمي الصفوف الدنيا مقصوده حماية الطلاب من تحرش الصفوف العليا، ماصلة الحل بالمشكلة بالله عليكم؟! هذا كمن رأى طفلين يتشاجران في غرفة فوضع أحدهما في بيت الجيران! هذا نموذج للحل الذي لاصلة له بالمشكلة!
ثم افترض أن أحد الطلاب رسب في بعض سنواته الأولى لأي ظرف مرّ به، ثم صار في الصف الرابع وقد صار كبيراً، فهل سيقى بين المعلمات؟ أم سيكون له وضع خاص؟ هذه مشكلة القرارات التي تبحث عن استعراض أمام الأمريكان أكثر من مراعاة مصلحة البلد.
ما أعظم جريرة الوزارة في هذا القرار الغاشم .. أما الإعلاميين الذين شاركو معكم في هذا القرار البشع فوالله لن يفلتو من ضمير الأمة .. وستبقى سبة وعاراً في جبينكم الى يوم الدين .. قناة استبشرنا بإسلاميتها فإذا بها تبرم العقود الخلفية المتعفنة لترويج القرارات الفاشلة .. وتسعى لتطبيع الموقف الاجتماعي من شخصيات تصف أحاديث رسول الله بالوحشية .. وتروج لبعض المعتوهين الذين يسبون صراحة مفهوم (القتال) في القرآن ويرونه تخلفاً وبدائية، مفهوم (القتال) القطعي في القرآن يسب جهاراً نهاراً في أرض الحرمين فهل بعد هذا زندقة؟ بل ويسمونه في الحلقة مفكر اسلامي! أي تدليس أكثر من ذلك؟ كنا نظنها دليلاً الى الحق فإذا بها دليلٌ إلى الشبهات ..
على أية حال .. سيسهم في إنجاح المشروع فريقان من الناس: فريق (الترويج الليبرالي) وهو الذي ينشط فيه الاعلاميون الليبراليون .. والفريق الثاني هو فريق (التخذيل الإسلامي) وهم مجموعة من المنتسبين للعلوم الشرعية دأبوا في كل منكر أو ذريعة للمنكر أن يخرجو على الناس ويرددو مقطوعتهم المستهلكة: لماذا تضخمون الأمور، القضية أبسط من ذلك، يجب أن نعالج الأمور بالحوار والهدوء، ولاداعي للصراخ، ويجب أن نعتني بحاجات الناس الفعلية .. الخ وكأن النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا خطب لم يكن يغضب حتى كأنه منذر جيش كما في صحيح مسلم (كان رسول الله إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم) [صحيح مسلم2042] فأين هذا من برود فريق التخذيل الإسلامي؟!
وأما قولهم (يجب أن نعتني بحاجات الناس) فهل الفضيلة وسد ذرائع انتهاكها والتفطن لمخططات الليبراليين ليست من احتياجات المسلمين الماسة!
وأما قولهم (لاداعي لتضخيم الأمور) فالحقيقة أن من تأمل ثناء الصحافة الأمريكية على الإدارة الحالية لوزارة التربية والتعليم، ومن تأمل عدداً من القرارات التي غدر بها الفقهاء فلما أجازوها إذا بها مطية لغيرها؛ علم أن هذا الشك والارتياب هو مقتضى العقل والفطنة، وأن ضده ماهو إلا دس للرأس في الرمال ..
والله ليسألنكم الله عن فتيان أنثتمو تربيتهم .. والله ليسألن الله كل من بارك هذه الخطوة وهو يعلم أنها خطوة لغيرها، خصوصاً وهو يعلم أن الله تعالى قال في أربعة مواضع من كتابه في البقرة مرتين وفي الأنعام والنور (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) .. والله ليسألنكم الله عن شاب تخرج بشهادة معلم ينتظر الفرج فإذا بكم تغدرون به ذات صباح وزدتم حرمانه وحرمان أسرته لأنكم أردتم أن تقول الصحافة الأمريكية عنكم إنكم أناس راقون متقدمون!
والله أعلم،،
ابوعمر
جمادى الثانية 1431هـ
http://www.harfnews.org/articles.php?action=show&id=239
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 10:19]ـ
جزاك الله خيرا .. ضرب الليبراليين العلمانيين أراه ليس صعبا .. الحل هو في غزو دارهم = الاعلام.
ماذا لو تم عمل جمعية أو مؤسسة لمحاربة العلمانية وتقوم برصد هؤلاء هذا الطابور الخامس وتوعية الناس بفكرهم الخطير و القيام بحوارات معهم على الهواء و تدريب طلبة العلم على مناظرتهم الخ.
يمكن الانتفاع بتجربة مؤسسة جسور للتعريف بالاسلام من ناحية التنظيم و الفكرة.
والله اعلم
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 11:17]ـ
يا اخي الكريم جزاك الله وجزى الاستاذ السكران خيرا وأسال الله له الاعانة والتوفيق والتسديد ولسائر من تولى جهاد العلمانيين والليبراليين الضالين المضلين الذين باعوا دينهم لأعداء الله ورسوله. وأحسب أن بيت القصيدفي هذا المقال الطيب هو [ quote هذه مشكلة القرارات التي تبحث عن استعراض أمام الأمريكان أكثر من مراعاة مصلحة البلد.
[/ quote]
وهذا هو اسناد وتوسيد الأمر لغير أهله فالله المستعان.
ولن يقنع هؤلاء العملاء الانبطاحيون بكل حجّة (شرقية كانت أو غربية) دون تنفيذ المخطط الموكل إليهم تنفيذه، وهي مشكلتنا معهم ومشكلة العالم الاسلامي كله ولا حول ولا قوة الا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 11:42]ـ
اصبت أخي الجزائري: لن يقتنعوا .... - غالبا -
والحل ما قاله ابو نسيبة.(/)
العلامة الخضير: الصلاة رأس المال، وايصال الشبهات ونشرها ليست منهجا صحيحا.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 02:34]ـ
يشكك البعض في منهجية العلماء وتعاطيهم مع المشكلات الحادثة، ويتهمهم آخرون بعدم الأهلية!
ولا شك في جهل هذا المتهم بالظروف المحيطة بهم، وجهله بما يراه هؤلاء العلماء ولا يراه غيرهم؛ من أمور تصاحب الفتنة وقد تؤدي لمآلات لا تحمد عقباها فيما لو عولجت بحماس وحمية غير منضبطة من قبل من لا أهلية له.
فصمت العالم في وقت ما قد يكون خيرا من خوضه. والفتنة إذا بدت وأطلت برأسها لا يعرفها إلا من نور الله بصيرته من الراسخين.
الشيخ عبدالكريم الخضير العلامة المحدث أدلى بكلمات نورانية في هذا الشأن رد بها على المشككين في العلماء، ووضح موقفهم من بعض الأدعياء على العلم والفتيا، وأجلى موقف هيأة كبار العلماء من الفتن والمنكرات المتزايدة، وأنهم متواصلون مع ولاة الأمر في سبيل انكارها.
وبين الموقف الصحيح مما يقوم به البعض من نشر للشبهات على العامة بدعوى الحوار واتاحة الفرصة لسماع الرأي والرأي الآخر.
(وإن كان الآخر زنديقا مبتدعا!)
وأن هؤلاء المخالفين من أرباب الشبهات والشهوات لا يُطلبون ابتداء ولا يؤتى بهم في ليبثوا ما لديهم من أفكار مسمومة على الملأ. بل الواجب أن تحجب شبهاتهم عن المسلمين.
وأترككم مع لقاء الشيخ وتصريحه نفعنا الله به وبعلمه .. آمين
في لقاء أجري مع الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير في مدينة حائل مطلع هذا الأسبوع تحدث فضيلته عن كلام أحمد قاسم في تهوينه من صلاة الجماعة ببحث أسماه (قوافل الطاعة في عدم وجوب صلاة الجماعة)
وذكر الشيخ عبدالكريم في معرض حديثه عن كلام أحمد قاسم:
يتطاول أنصاف المتعلمين، ويتكلم الجاهل في الرواة وهو لايعلم في الرجال، فالصلاة هي رأس المال، ثم يأتي من يهون من الجماعة، نسأل الله السلامة ونعوذ بالله من الخذلان.
وقال الشيخ عبدالكريم بأن بعض العلماء يرى أن صلاة الجماعة في المسجد شرط لصحة الصلاة، ولانقول بها، وكذلك لانقول أنها سنة ولكن نقول أن القول المحقق هو الوجوب.
وفي حديثه عن هيأة كبار العلماء في المملكة قال:
أبشركم بأن جهود هيئة كبار العلماء مبذولة مع ولاة الأمر في صد المنكرات، والحبل موصول والمرجو المزيد.
وفي سؤال ورد لفضيلته عن المناظرات في القنوات الفضائية قال:
ليست من المنهج الصحيح السليم الذي يتبناه سلف هذه الأمة أن توصل الشبه وتنشر بين عوام المسلمين.
ليست هذه من المنهجية الصحيحة ولكن مكره أخاك لابطل فإذا نادى المبتدعه للمناظرات وتصدوا لها وأوصلوها لعامة المسلمين، أليس من المصلحة الرد عليها؟ هي لاتطلب ابتداءاً، وبقدر الإمكان تحجب هذه الشبه عن عموم المسلمين حتى لاتعلق في ذهنه، ونسمع من العوام شبه ما كنا نسمعها من طلاب العلم.
ولكن إذا طلب المبتدع مناظرة فيتصدى له أهل السنة، وليس أي أحد، بل أهل العلم حاضري البديهة، فتحتاج إلى تمكن علمي وسرعة في البديهة.
العلامة الخضير:أبشركم بأن جهود هيئة كبار العلماء مبذولة مع ولاة الأمر في صد المنكرات ( http://www.harfnews.org/news.php?action=show&id=1121)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 09:20]ـ
يا أيتها الأخت الفاضلة
عنندنا اجماع علماء المسلمين وواقعهم الذي سجلهم لهم التاريخ
أن أهل البدعة اذا قويت شوكتهم وأذاعوا عقيدتهم تصدوا لهم أهل السنة فجادلوهم بالحسنى أو أفحموهم وقطعوهم (بالعقل والاقناع لابغيره)!
وعدم الرد وتجاهلهم يكون في حال اذا لم يكن لهم شوكة أو صيت في الناس كما فعل لاشافعي في اول ظهور أهل الكلام فهو تجاهلهم لأنهم كانوا شوية لاقدر لهم عند السلطان أو عند الناس! فهنا نتجاهلهم ولاننشر كلامهم كما يقول العلامة الخضير
أما في واقعنا المعاصر فالله المستعان والقاصي والداني والعامي والعالم يعرف الوضع!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 11:17]ـ
يا أيتها الأخت الفاضلة
عنندنا اجماع علماء المسلمين وواقعهم الذي سجلهم لهم التاريخ
أن أهل البدعة اذا قويت شوكتهم وأذاعوا عقيدتهم تصدوا لهم أهل السنة فجادلوهم بالحسنى أو أفحموهم وقطعوهم (بالعقل والاقناع لابغيره)!
وعدم الرد وتجاهلهم يكون في حال اذا لم يكن لهم شوكة أو صيت في الناس كما فعل لاشافعي في اول ظهور أهل الكلام فهو تجاهلهم لأنهم كانوا شوية لاقدر لهم عند السلطان أو عند الناس! فهنا نتجاهلهم ولاننشر كلامهم كما يقول العلامة الخضير
أما في واقعنا المعاصر فالله المستعان والقاصي والداني والعامي والعالم يعرف الوضع!
الأخ الفاضل،،
أرجو منك فضلا لا أمرا اعادة قراءة كلام الشيخ.
وفقك الله.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 11:24]ـ
الشيخ حفظه الله يقول
ولا يؤتى بهم في ليبثوا ما لديهم من أفكار مسمومة على الملأ. بل الواجب أن تحجب شبهاتهم عن المسلمين.
ومالواجب على أهل العلم اذا لم يُمنع هؤلاء الضلال عن الدعوة لضلالهم! وفُتحت لهم كل الأبواب وبأرقى الامكانيات المادية والاعلامية!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الوايلي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 12:59]ـ
اسئل الله ينفع بهم
ولكن لا نرى فائدة اثر من إنكارهم واعلم ان العلماء والدعاة وفقهم الله
بذلوا الكثير والكثير لينكرو على كثير من المنكرات في المملكة التي هي مهبط الوحي ولكن ... !!
اقرب دليل معرض الكتاب حراسات ودوريات وأمن يمنع دخول الهيئة ماذا يعني هذا العمل .. ؟
والكتب التي يدار فيها من سب الله تعالى الله علوا كبيرا ويسب الصحابة والرسول عليه الصلاة والسلام
والنتيجه لم تتغير والوضع كما هو عليه تنكر على ذلك تسجن والويل لك تسكت تسلم وهذا خلاف للشريعة
بارك الله فيك اختي الكريمة على هذا الطرح المميز(/)
حقيقة الرافضة
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 04:18]ـ
تم بحمد الله الانتهاء من إعداد: حقيقة الرافضة (للتحميل)
حقيقة الرافضة في بيان حقيقة الشيعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين منزل النعم والفضائل ناصر الدين بأهل السنة الكرام الأفاضل
أحفاد الصحابة الكرام الأوائل رضي الله عنهم ورضوا عنه فعل يبقى بعد هذا مقال لقائل
وصلى الله وسلم على النبي المختار خير البرية وصحبه الأخيار وآله وأزواجه أمهات المؤمنين
وسلم تسليماً كثيرا
وبعد
فإن المرء حينما ينظر في حال المسلمين اليوم يرى عجباً لكنه يحار في طلب الحقيقة من مظلتها -التي يظنها - وغير مظانها فيجهد ويجتهد في بلوغ السبيل
بعيدا بعيدا عن نار الجحيم طلباً للصراط المستقيم لكن
إذا لم يكن عون من الله للفتى .......... فأول ما يقضي عليه اجتهاده
فهذه الجموع المسلمة والفرق القائمة حينما خطت لنفسها خطا وانتهجت منهجاً تسير عليه كل كما أراد أو إن شئت فقل كما أُريد له
يسيرون بجد واجتهاد ونشاط وحركية وإخلاص في سبيل ظنوه خطئاً سبيلاً لإقامة الدين وما دروا
ويمتشقون ألوية حدادا ............. كأنهم عن الإسلام نابوا
فقامت فرق تناصرالشريعة بالتقارب مع الشيعة أو على الأقل تؤيدهم بعلم وبغير علم وإن كنت تدري فتلك مصيبة وما دروا عن واقع هؤلاء الرافضة المجوس
الذين تحترق قلوبهم وتخفي نيران خبثها في صدورها و
(قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)
ومن أجل هذا أقدم هذا العمل من باب (وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) تبصيراً للأمة من خطر هذه النار التي أطفئها الفاتحون ببلاد
فارس (إيران) وأبدلوا أهلها نوراً وفرقاناً فأبوا وتنكروا وأنكروا فجائوا يشعلون نارهم ثانية بمخطط رافضي خبيث جائنا بما لا نعرفه نحن ولا آباؤنا وكان حقاً
على كل من عاين هذه النار وهي تقترب منا أن يعلن النذير ويعلي بارق الإنذار عالياً
فكان منا هذا العمل نصرة لله ولدينه ولرسوله ولصحابة نبيه ولأمهات المؤمنين ونسأل الله له القبول دعوة وأجراً وعلماً وعملاً.
إلى أبناء المسلمين هذه هي عقائد الشعة وتلك هي حقيقة الرافضة وهذه مخططاتهم من أفعالهم وكتبهم وأقوالهم وأقوال علمائهم ومراجعهم
ليل من الجهل لا ليل من العطب ............. أضحى التساؤل: ما للفرس والعرب؟!!
دعوى تهز رؤوساً لا رؤوس لها ............. حتى تقول لشدة جهلها: عجبي!
عمي يخط ظلام الليل غفلتهم ............. وتكتفي بالعمى عن ساطع الشهب
تبدي نكارة نور الحق إن عثرت ...................... به تقول بحلكة ليلها: احتنبي
دعوى التقارب يا بغداد فاحتكمي ................. من شاتم الصحب أم من عابد القبب
حتى يعود نصير الدين معذرة .......... وتحتذي ضفة النهرين بالكتب
وأرجو ألا تنسوا أخاكم من صالح دعائكم
حقيقة الرافضة
الواجهة الأولى: واجهة فلاشية تظهر تدريجياً تجد على اليمين بالأسفل دخول للدخول للمحتوى الرئيسي
http://www7.0zz0.com/2010/04/21/21/990574647.jpg
عندما تضغط على دخول تنتقل للواجهة الرئيسية والتي تحوي الأقسام الرئيسية
http://www4.0zz0.com/2010/04/21/21/193059637.jpg
وبها ستة أقسام:
1 - ملف الشيعة
2 - ملف السنة
3 - مهتدون
4 - يقولون
5 - تعريف
6 - خاتمة
أولاً: ملف الشيعة
http://www4.0zz0.com/2010/04/21/21/833021886.jpg
ويحتوي على ستة أقسام:
1 - صوت
2 - مصور
3 - وثائق
4 - ملفات خطيرة
5 - الشيعة وفلسطين
6 - حرب الله
أولاً: قسم الصوت
ويحتوي على سلاسل من محاضرات الشيخ ممدوح الحربي والشيخ عبد الله السلفي يدرج فيها مقاطع من أقوال الرافضة ويعلق عليها
http://www13.0zz0.com/2010/05/03/09/803656449.jpg
ثانياً: المصور
ويحتوي مجموعة من المقاطع المصورة والتي تبين حقيقة هؤلاء وحقيقة معتقداتهم
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/10/375995769.jpg
ثالثاً: وثائق
ويحتوي مجموعة من الوثائق من كتبهم ومصادرهم أو مشاهد مصورة
(هذا القسم مرتبط بكتاب علماء الشيعة يقولون)
http://www12.0zz0.com/2010/05/03/09/297974456.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/10/196387127.jpg
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/10/601302374.jpg
رابعاً: ملفات خطيرة
ويحتوي على ملفات خطيرة من القتل والتحريض والتصريحات والتي تكشف القناع عن هؤلاء
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/10/221328774.jpg
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/10/375995769.jpg
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/10/400129797.jpg
خامساً: الشيعة وفلسطين
ويحتوي على ملفات تبين حقيقة موقف الشيعة من فلسطين وأهلها
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/10/222324655.jpg
سادساً: حرب الله
ويكشف حقيقة حزب الله اللبناني وجرائمه في قتل السنة وحقيقة انتسابه لإيران
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/10/656794441.jpg
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/10/839592280.jpg
ثانياً: ملف السنة
ويحتوي على قسمين
1 - فضل الصحابة
ويحتوي على مواد في بيان فضائل الصحابة الكرام رضي الله عنهم
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/11/191651708.jpg
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/11/590158798.jpg
2- خطر الشيعة
ويحتوي على مواد في بيان خطر وحقيقة الشيعة من كلام علماء السنة
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/11/208736322.jpg
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/11/662575557.jpg
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/11/968336845.jpg
http://www4.0zz0.com/2010/05/03/11/195806082.jpg
ثالثاً: مهتدون
ويحتوي صوتيات بصوت مهتدين لمنهج أهل السنة والجماعة
http://www14.0zz0.com/2010/05/03/11/860749557.jpg
http://www8.0zz0.com/2010/05/03/11/443948934.jpg
رابعاً: يقولون
ويحتوي على كتاب علماء الشيعة يقولون من موقع البرهان www.alburhan.com (http://www.alburhan.com)
http://www8.0zz0.com/2010/05/03/11/583018747.jpg
خامساً: تعريف
وهو شرح مختصر لهذا القرص
سادساً: خاتمة
فيه رسالة لأهل السنة والجماعة
وأنشد إخواني أن يسارعوا بتحذير المسلمين من خطر الشيعة لأنهم يعملون على نشر المخطط الصفوي الخبيث في
بلاد المسلمين وبخاصة بلاد الخليج والحرمين
روابط التحميل
(سبعة أجزاء تنتج ملف Iso )
rapidshare
http://rapidshare.com/files/384783977/cd.part1.rar.html
http://rapidshare.com/files/384453739/cd.part2.rar.html
http://rapidshare.com/files/384801625/cd.part3.rar.html
http://rapidshare.com/files/384815639/cd.part4.rar.html
http://rapidshare.com/files/384830495/cd.part5.rar.html
http://rapidshare.com/files/384875970/cd.part6.rar.html
http://rapidshare.com/files/384193090/cd.part7.rar.html
megaupload
http://www.megaupload.com/?d=56ZLUAI4
http://www.megaupload.com/?d=7S4O7RH0
http://www.megaupload.com/?d=M8NDCHN5
http://www.megaupload.com/?d=XZLS00NZ
http://www.megaupload.com/?d=6PZRFYYH
http://www.megaupload.com/?d=M4BL3C3W
http://www.megaupload.com/?d=91RHS0EH
hotfile
http://hotfile.com/dl/41804239/7f9d9d0/cd.part1.rar.html
http://hotfile.com/dl/41661305/12b6a82/cd.part2.rar.html
http://hotfile.com/dl/41811247/068f9a3/cd.part3.rar.html
http://hotfile.com/dl/41818077/993ab25/cd.part4.rar.html
http://hotfile.com/dl/41826001/2b74e67/cd.part5.rar.html
http://hotfile.com/dl/41848895/80daeb8/cd.part6.rar.html
http://hotfile.com/dl/41556079/e0e2f5a/cd.part7.rar.html
2shared
http://www.2shared.com/file/A_Ini5gs/cdpart1.html
http://www.2shared.com/file/XCuOcNTW/cdpart2.html
http://www.2shared.com/file/5iemyHgw/cdpart3.html
http://www.2shared.com/file/IKBbm3dZ/cdpart4.html
http://www.2shared.com/file/R2MG9PBF/cdpart5.html
...
http://www.2shared.com/file/BRJz-7P_/cdpart7.html
بعد فك الضغط تجد ملف [ cd.iso ] بإمكانك حرقه على قرص أو عمل فك ضغط له اتشغيله بدون حرق
متطلبات التشغيل: يعتمد بدرجة أساسية على realplayer , winamp أو K-LiteCodecPack
ملحوظة: من أراد نقل الموضوع فقد أعددت نسخة جاهزة في المرفقات فقط نسخ لصق يكون الموضوع كاملاً بالصور إن شاء الله
وإن كان بإمكان أحد الإخوة أن يرفعها مرة أخرى فليفعل مشكوراً مأجوراً
وأرجو ألا تنسوا أخاكم من صالح دعائكم
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 11:16]ـ
جزاك الله خيرا
أرجوا أن يكون جهدا مباركا
ـ[فاطمة الزهراء]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 09:06]ـ
أخي الكريم:
سؤال لكَ ولكل الاخوة هنا
إذا كنتم تودون عرض عقائد الرافضة (الشيعة) لتوضيحها للمؤمنين
فلِم تمنعون نشر كتبهم؟
فهل يحق لعرض عقائدهم أقتصاص كيفما يتفق ممن يخالفهم ويُمنع الباقي
ألا ترى ان الأصح نشر اضاليلهم كاملة عبر ما يكتبون؟
لا عبر ما يكتب الآخر المخالف
::
رأيت هنا وفي غير مكان ان نشر ولو كتيب لهم (تتسارع الأكف لحذفه)
ولا أعرف ما السبب وخاصة وأنهم يحملون افكاراً ورؤى لا تقف امام الفكر والجدل .. !
شكراً لك
ملحظ: قد تتعرض أسطري هذه للحذف كذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 11:08]ـ
أخي الكريم:
سؤال لكَ ولكل الاخوة هنا
إذا كنتم تودون عرض عقائد الرافضة (الشيعة) لتوضيحها للمؤمنين
فلِم تمنعون نشر كتبهم؟
فهل يحق لعرض عقائدهم أقتصاص كيفما يتفق ممن يخالفهم ويُمنع الباقي
ألا ترى ان الأصح نشر اضاليلهم كاملة عبر ما يكتبون؟
لا عبر ما يكتب الآخر المخالف
::
رأيت هنا وفي غير مكان ان نشر ولو كتيب لهم (تتسارع الأكف لحذفه)
ولا أعرف ما السبب وخاصة وأنهم يحملون افكاراً ورؤى لا تقف امام الفكر والجدل .. !
شكراً لك
ملحظ: قد تتعرض أسطري هذه للحذف كذلك
طالما أن السؤال له ولجميع الإخوة .. فأنا منهم.
فاسمحوا لي بوضع تعقيب على هذا الكلام.
/// عقائد الرافضة شىء، وعقائد الشيعة شىء آخر. فوضع كلمة (الشيعة) بين قوسين قد توحي أنهما شىء واحد.
وهذا خطأ محض.
لأن كلمة الشيعة هذه عند الاطلاق يقصد بها الشيعة الأوائل أو الشيعة المخلصون.
وهؤلاء الشيعة هم الصحابة في وقت الفتنة حين حديث الاختلاف والفرقة بسبب مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
وهؤلاء الشيعة إنما هم أئمة أهل السنة والجماعة، علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أمير المؤمنين والخليفة الرابع للمسلمين، وابنه من بعده الحسن بن علي -رضي الله عنهما- أمير المؤمنين وهو الخليفة الخامس بعد أبيه، ومعاوية -رضي الله عنه- أمير المؤمنين وخالهم وهو الخليفة من بعد الحسن.
فهؤلاء جميعا كبار علماء أهل السنة والجماعة.
لأن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنها- جمع الناس تحت إمام واحد، وانتهى مسمى الشيعة من هذا الوقت.
لأن اصطلاح التشيع إنما لوجود فريقين، وأما غير ذلك فلا.
فلا يوجد شىء اسمه (شيعة) بعد هذا.
والذين تسموا بـ (الشيعة) كالرافضة ومن نحا نحوهم، فلا ينتسبون لشيعة علي ولا لشيعة معاوية، وإلا للزمهم أن يكونوا متابعين لإمام من الأئمة .. وبالتالي وجودهم تحت إمام واحد، ولا يتسموا بالشيعة أصلا، لأن هذا التسمي لا وجود له بعد هذه الحقبة.
/// عقائد الشيعة (الشيعة المخلصون) هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته -رضوان الله عليهم-.
/// عقائد الرافضة:
والرافضة هم من رفضوا زيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فانقسموا فيه إلى فرقتين، احدهما تسمى الزيدية والأخرى تسمى الرافضة.
فأتباعه انتسبوا إليه، وأما الذين رفضوه فلحق بهم الوصف لفعلهم.
/// وهي عقيدة كفرية.
/// وأما منع نشر كتبهم، فلأن هذا المجلس العلمي هو أحد مجالس أهل السنة والجماعة، فلا يسمح بالكفر والشرك في هذا المكان الطيب.
ولكن يسمح بالردود عليهم.
/// قد يظن بعض الرافضة الغير مطلعين أن أهل السنة والجماعة لا يعرفون شيئًا عن معتقداتهم، ويُكذب ظنهم ما يجدونه في كتب أهل السنة والجماعة من الرد عليهم.
ومن فمك وكتبكم ندينكم، ولكن هذا في نطاق المتخصصين، ولا ينشر مثل هذا الكفر والشرك بين عامة الناس، فنشره لعلة، وإلا فلا.
/// دين الرافضة هو التقية كما لا يخفى عليكم، والتقية هي الكذب، فعندكم تشعة أعشار دينكم الكذب.
فنأخذ منه ما يدينكم، ونطرح عليكم كذبكم ولا حاجة لنا به.
/// نحن لا ننشر الضلال كما توهمتم، وإنما ننشر الدليل على الضلال من كتبكم، ليس إقرارًا بما فيه، ولا رضا عنه.
كما يمسك الشرطي المجرم وبيده سلاح الجريمة، ليس حبا في السلاح الذي في يده، بل هو أداة جريمة، وهكذا نتعامل مع المجرمين.
/// وأما المخالف لكم، فعرفوا بالعدالة والتقوى والصدق، فهو في نشر كتبكم مستأمن أكثر منكم، ورد المخالف ليس للاطاحة بالقائل، ولكن لبيان الضلال لمن يغتر به من عامة الناس.
إذ العالم عندكم سواء كان مرجعا أو معمم فهو كافر عينا، ويستثني العلماء عوامكم لجهلهم فلا يكفرونهم، وإلا فالعالم الذي يعرف هذا الكفر والشرك ويقره، فقد أقام الحجة على نفسه.
/// النفس البشرية في العموم تحب أن تتطلع إلى ما هو جديد.
والرافضة دائما ما يتشدقون ويستترون تحت شىء يحبه جميع أهل القبلة؛ ألا وهو (محبة وموالاة أهل البيت)
وهذا الادعاء الكاذب ربما يشوشر على من لا علم له من العوام، فيصدق كذبكم هذا.
لذا فحذف هذه الأشياء الكاذبة من تغيير المنكر.
وأخيرًا .. سؤال لك تجيب عنه كما أجبنا عن أسئلتك:
هل تؤمن بما هو في كتبكم، وأخص بالذكر الكتب المرجعية الكبرى كبحار الأنوار؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 11:31]ـ
أبو علاء الصنهاجي
وأنت جزاك لله خيرا
ليس هذا يا أخي الكريم جهدي أناوما لي فيه إلا اللصق
وإنما هو من مشاركة الفاضل أبو الوليد المقتدي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=10673176)
هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=210357
في ملتقى أهل الحديث فجزاه الله خيرا
فاطمة الزهراء قد كفاني الرد على سؤالك أخي الفاضل أسامة
الكريم أسامة جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاطمة الزهراء]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 06:14]ـ
وأما منع نشر كتبهم، فلأن هذا المجلس العلمي هو أحد مجالس أهل السنة والجماعة، فلا يسمح بالكفر والشرك في هذا المكان الطيب.
ولكن يسمح بالردود عليهم.
السلام عليكم ورحمة الله
كي يستوي الأمر ههنا
أم تردَ على فكرٍ لا تعرف عنه الا مقتطفات مستلة كيفما أتفق بحسب ايدلوجية قاطفها دون ان تنظر للمنقول كله ... كقولِ القائل (لا إله) ويستثني التركيب المجاور ... أو كالمقتطع الجزء من اللوحة أو الصورة
فأمّا يكون الرد علمياً وذلك بطرح المردود عليه كاملاً ثم تشريحه،أو تجاوزه والسكوت عنه
قد تراني أخي الكريم لحوحة بعض الشيء رغم ترددي في القول لا لشيء الا لمقالات لكرام أبصرتها في هذا المكان الكريم تقول كلاماً عجيباً حول محاورة القوم وان لهم أساليب سحرية في الاقناع أو ما شابه وان كتبهم أشبه السحر
ولعل خبرتك أثبت في هذا المجال وتعلم ما يقال
/// قد يظن بعض الرافضة الغير مطلعين أن أهل السنة والجماعة لا يعرفون شيئًا عن معتقداتهم، ويُكذب ظنهم ما يجدونه في كتب أهل السنة والجماعة من الرد عليهم.
ومن فمك وكتبكم ندينكم، ولكن هذا في نطاق المتخصصين، ولا ينشر مثل هذا الكفر والشرك بين عامة الناس، فنشره لعلة، وإلا فلا.
ألا ترى ان في قولك المتقدم (تقية)!
أن كان هو الفكر الحضيض فلِم الخشية منه؟
ألا ترى ان هكذا أمر فيه تقليل من فكر القارىء واستخفاف بادراكه وان هناك وصاية على عقله (ممن يعلم)!
وكيف تحاكم (الكتب المخالفة) وأنت لا تتلقف منها غير ما يعرضه الخصم
أليس العلم يدعي الموضوعية؟
وهل كتاب بحار الأنوار الذي ذكرته وهو الخطيئة الكبرى ومقتل القوم ... هلّا عرضت له ونشرته (كاملاً) كي نتبين ضلالاته
في غير مكان وأظنه في ملتقى أهل الحديث قبل اشهر أحد الكرام عرض نشر كتاب (أعيان الشيعة) فرفضوا الأمر جميلاً وتفصيلا
قالوا ان فيه تدليس ونسب للعلماء والشعراء وزجهم في (الدين الرافضي) ... ألم يكن من العلم فضحهم واطلاع الناس على افكهم؟
عقائد الشيعة (الشيعة المخلصون) هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته -رضوان الله عليهم-.
ولكنك ايها الكريم وغيرك يطلقون عليهم (الشيعة) فهل هذا التفريق منك تقسيم مبتكر أم ماذا؟
وهل يتبادر الى الذهن ان المعاصرين كلهم رافضة أو فيهم الشيعة المخلصون؟
فالرافضة (كما تسميهم) ينسبون فكرهك لكتب ترجع للقرن الثالث الهجري ويتدارسونها .... وهي متفقة في الاغلب مع فكرهم
فهل يصح لفكر مقيت الديمومة طوال هذه السنين دون تغير؟
اذا ما علمنا ان الوهابية (كفكر اسلامي) حديث العهد بالمقارنة معهم تأريخياً
الذي يهمني هنا ...
أن نحاكم (النصوص) مهما بلغت من شأو دون ان نكون مرتكنين للعاطفة أو للاقتصاص حسب الاهواء
وان نحترم (القارىء) ولا نفرض وصايتنا عليه بشعارات تزري بعقله
فالقرآن نزل على أعراب ... فهل نخشى بعدما وصلنا اليه من علم من كتب (!!)
لستُ في منبر الأخذ والرد أو ترجيح اليد العليا عن غير السفلى بل هدفي واحد لا غير ...
دعونا من التقاطات الملتقطين ولنحاكم النصوص كما هي .. أكانت رافضية أو شيعية أو سلفية أو ما شئت ... ولا بأس بالتنور بهكذا التقاطات ... لكن ان لا تعدم القراءة ونكون (رافضين) للآخر
سؤال أخي الكريم / هل تعرف شيعياً أو كما سميته (رافضياً)؟
أن لم تعرف رجو ان تسأل من يعرفهم أو يكون قريبا منهم سؤالاً بسيطاً
هل هناك مكتبة شيعية تتكون من مائة كتاب فأكثر تخلو من كتب الصحاح وكتب ابن تيمية؟؟؟
وان عرفت بعدها .... فليكن السؤال التالي: لِم َ يحرصون على نشر كتب غيرهم كحرصهم على نشر كتبهم؟
والآخر يمنع نشر سطر؟
في أمان الله
وأعتذر أخي ان سببت لك ازعاجاً غير مقصود
ـ[أسامة]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 11:29]ـ
قبل الرد على هذا الكلام .. لابد وأن تضعوا في عين الاعتبار أن المشكلة بينكم وبين أهل السنة لها أبعاد كبيرة، وليست فقط في وضع كتبكم أو حذفها.
ونأتي في سرد بعض هذه الأشياء على عجالة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عبادتكم للأوثان. [ويقصد بالوثن هو القبر المعبود، والتي تسمونها "المشاهد"، فتذهبوا لها وتقدمون لها أفعال العبادة التي يجب أن تكون لله وحده، كالدعاء لها، والتوسل لها، والاستغاثة بها، والسجود لها، والنذر لها]
وهذا شرك بالله.
2 - عبادتكم لبعض أهل البيت من دون الله. [وهذا الشرك على محورين، أحدهما الشرك في الربوبية، والآخر شرك في الألوهية]
كاعتقادكم في الأئمة الاثنى عشر وبالأخص علي والحسين -رضي الله عنهما- فرفعتم إياهم من منزلة المخلوق إلى منزلة الخالق، ووصفتم إياهم بالقدرة على تصريف الأمور وقضاء الحوائج وغير ذلك من الأشياء التي هي من أفعال الرب -عز وجل- وحده.
وبناء على ما سبق، فاتخذتموهم آله من دون الله، تدعونهم وتسألونهم سؤال الحاجة.
3 - كفركم بكتاب الله [وهذا الكفر صريح لظنكم أن كتاب الله قد أصابه التحريف، وهذا كفر صريح - و كذلك - قولكم على أم المؤمنين ما برأها الله -سبحانه وتعالى- منه في كتابه - وكذلك - إدعائكم أن هناك سورة كاملة قد أخفاها الصحابة]
كي يستوي الأمر ههنا
أم تردَ على فكرٍ لا تعرف عنه الا مقتطفات مستلة كيفما أتفق بحسب ايدلوجية قاطفها دون ان تنظر للمنقول كله ... كقولِ القائل (لا إله) ويستثني التركيب المجاور ... أو كالمقتطع الجزء من اللوحة أو الصورة
فأمّا يكون الرد علمياً وذلك بطرح المردود عليه كاملاً ثم تشريحه،أو تجاوزه والسكوت عنه
قد تراني أخي الكريم لحوحة بعض الشيء رغم ترددي في القول لا لشيء الا لمقالات لكرام أبصرتها في هذا المكان الكريم تقول كلاماً عجيباً حول محاورة القوم وان لهم أساليب سحرية في الاقناع أو ما شابه وان كتبهم أشبه السحر
ولعل خبرتك أثبت في هذا المجال وتعلم ما يقال
هذا ما يظنه الروافض، وهي محاولة ساذجة لاقناع الناس بنشر الكفر والشرك.
وهو مع كل أسف منتشر ويمكن لأي حد الاطلاع عليه، ولكن منهج هذا المجلس الطيب منذ إنشائه وحتى الآن هو تعليم الناس أمور دينهم الإسلام والإيمان، لا الكفر والشرك.
فالكتب المصنفة في الردود عليكم كافية.
وإن كنت لأرى أن هذا مجرد إسقاط الساقط، وإتلاف الهالك.
فهو لا يحتاج إلى من يسقطه، ولكن المشكلة فيكم، لأنكم لا تقرؤون كتبكم، وإن قرأتموها .. فقد كفيتمونا الحاجة للرد عليها.
وكثير ممن آمن بالله ورجع عن هذا الكفر، لم يرجع لأنه قرأ كتب أهل السنة والجماعة وحسب، وإنما لأنه قرأ كتبكم وعلم ما فيها.
فهذه دعوة لك ولغيرك من الرافضة بأن تقرأوا كتبكم. وأما نحن فلسنا بحاجة لها.
ولكن لعلمك الشخصي، مكتبة الاسكندرية رفعت كمية مهولة منها، وهي مبثوثة عبر الشبكة وموجودة على مواقع كثيرة، وبدء في جمعها بعض المواقع الرافضية منذ حوالي ثمانية أهشر ولازال العمل جاريا، فيمكنك الوصول إليها من خلال البحث.
وهي موجودة في المكتبات الإيرانية وأسعارها في متداول الجميع.
ألا ترى ان في قولك المتقدم (تقية)!
أن كان هو الفكر الحضيض فلِم الخشية منه؟
ألا ترى ان هكذا أمر فيه تقليل من فكر القارىء واستخفاف بادراكه وان هناك وصاية على عقله (ممن يعلم)!
وكيف تحاكم (الكتب المخالفة) وأنت لا تتلقف منها غير ما يعرضه الخصم
أليس العلم يدعي الموضوعية؟
وهل كتاب بحار الأنوار الذي ذكرته وهو الخطيئة الكبرى ومقتل القوم ... هلّا عرضت له ونشرته (كاملاً) كي نتبين ضلالاته
في غير مكان وأظنه في ملتقى أهل الحديث قبل اشهر أحد الكرام عرض نشر كتاب (أعيان الشيعة) فرفضوا الأمر جميلاً وتفصيلا
قالوا ان فيه تدليس ونسب للعلماء والشعراء وزجهم في (الدين الرافضي) ... ألم يكن من العلم فضحهم واطلاع الناس على افكهم؟
التقية ليست ديني ودين آبائي وأجدادي. (ابتسامة)
فلا داعي لاستخدام هذه الطريقة مع أحد من أهل السنة، تضحكون الناس عليكم بهذا الأسلوب.
وهل الفكر الحضيض يستحق تعب التصوير والنشر؟ من يقول بهذا؟
ولأي سبب؟ لأقول أنهم كفار مشركون بالله؟ سبحان الله.
كمن يريد إثبات أن الشمس تشرق وأن القمر ينير.
وسائل المالتي ميديا "الوسائط المتعددة" جعلت الناس ترى هذا بأعينها وتسمع بأذنيها، ثم آت لإثبات ما هو معلوم؟ ّ
هذا الاستخفاف بحق، هو ذاك الاستخفاف الذي تظنوه بأهل السنة والجماعة، الذين قد صنفوا المصنفات في الرد على جميع الأديان وبخاصة المنتسبين للإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه دعوة لقراءة كتب أهل السنة في الردود، لمعرفة ما يخفى عليكم، ويمكنك الوصول إليها بسهولة من خلال هذا المجلس، أو ملتقى أهل الحديث، أو المكتبة الوقفية أو مشكاة أو صيد الخاطر .. أو غيرهم.
فهذا أمر يعلمه أهل الأرض .. هل خفى عليكم!
ولكنك ايها الكريم وغيرك يطلقون عليهم (الشيعة) فهل هذا التفريق منك تقسيم مبتكر أم ماذا؟
وهل يتبادر الى الذهن ان المعاصرين كلهم رافضة أو فيهم الشيعة المخلصون؟
فالرافضة (كما تسميهم) ينسبون فكرهك لكتب ترجع للقرن الثالث الهجري ويتدارسونها .... وهي متفقة في الاغلب مع فكرهم
فهل يصح لفكر مقيت الديمومة طوال هذه السنين دون تغير؟
اذا ما علمنا ان الوهابية (كفكر اسلامي) حديث العهد بالمقارنة معهم تأريخياً
الذي يهمني هنا ...
أن نحاكم (النصوص) مهما بلغت من شأو دون ان نكون مرتكنين للعاطفة أو للاقتصاص حسب الاهواء
وان نحترم (القارىء) ولا نفرض وصايتنا عليه بشعارات تزري بعقله
فالقرآن نزل على أعراب ... فهل نخشى بعدما وصلنا اليه من علم من كتب (!!)
لستُ في منبر الأخذ والرد أو ترجيح اليد العليا عن غير السفلى بل هدفي واحد لا غير ...
دعونا من التقاطات الملتقطين ولنحاكم النصوص كما هي .. أكانت رافضية أو شيعية أو سلفية أو ما شئت ... ولا بأس بالتنور بهكذا التقاطات ... لكن ان لا تعدم القراءة ونكون (رافضين) للآخر
سؤال أخي الكريم / هل تعرف شيعياً أو كما سميته (رافضياً)؟
أن لم تعرف رجو ان تسأل من يعرفهم أو يكون قريبا منهم سؤالاً بسيطاً
هل هناك مكتبة شيعية تتكون من مائة كتاب فأكثر تخلو من كتب الصحاح وكتب ابن تيمية؟؟؟
وان عرفت بعدها .... فليكن السؤال التالي: لِم َ يحرصون على نشر كتب غيرهم كحرصهم على نشر كتبهم؟
والآخر يمنع نشر سطر؟
في أمان الله
وأعتذر أخي ان سببت لك ازعاجاً غير مقصود
بمناسبة هذا الذي قلتموه في التقسيم
يجب عليك الرد على هذا السؤال:
إن كان الحسن بن علي -رضي الله عنه- قد جمع الناس تحت راية إمام واحد، فمن أنتم؟
إن قلت "إننا أتباعه" للزمكم أن تكونوا منصاعين له وأن تكونوا تحت راية من جمعكم تحت رايته.
فإن لم يحدث ... فمن أنتم؟
كلمة الشيعة، كلمة استخدمها كثير من الناس، ويحاولون بها التقرب إلى الناس لأن كلمة شيعة يرجون لها معنى "محبة آل البيت وولائهم".
والشيعة الوائل شىء ... وأنتم شىء آخر تماما.
فالشيعة الأوائل لم ينادوا بشىء اسمه الإمامة أصلا.
وأما الذين نادوا بالإمامة .. فانظر في حالهم.
طائفة قالت هي في الابن الأكبر لكل إمام، فهي في علي ثم الحسن ثم أبناء الحسن من بعده.
طائفة أخرى قالت، لا، بل هي في علي ثم الحسن ثم الحسين!! ثم أبناء الحسين من بعده.
طائفة قالت، لا، بل هي في على ثم الحسن ثم الحسين ثم محمد بن الحنفية!! ثم أبناء محمد بن بعده.
وأنتم ممن نادوا بإمامة أبناء الحسين من بعده .. فلما قتلتم زيد وهو حفيد الحسين الذين تلطمون وجوهكم ليل نهار على خذلانكم له .. فلما قتلتم حفيده؟ لأنه لم ينال من وزيرا رسول الله؟
وحين مات إسماعيل قبل أبيه .. لما لم تسيروا مع الإسماعيلية كما تسيرون في الابن الأكبر ثم أبناءه؟
وهل إذا تاه طفل عندكم يصبح هو المهدي؟
من أنتم؟
شيعة؟ فالشيعة قد جمعهم الله الحسن بن علي تحت إمام واحد .. فأنتم لستم شيعة أصلا.
وأما انتسابكم للكلمة .. لا يعني اتصافكم بالتشيع للحسن ... بل أنتم خارجون عن حكمه.
فجميع الشيعة المخلصون قد صار حالهم كما قال (الإمام) الحسن بن علي.
وهو ليس إمامكم ... فمن؟
ودع عنكم الجمع بين الإيمان والكفر.
وهذه الدعوة التركية والشنشنة على أهل السنة والجماعة ووصفهم بالوهابيين .. فهذا الكلام لأمثالكم من الغير مطلعين ... فمن كانت شيمته تصديق الكذب قديمًا .. فلا يتعجب من تصديق الحديث من الكذب.
وأما وجود رافضة عندي ... فنعم.
يوجد لدي روافض عبر الماسينجر، ويعرفوني جيدًا.
ووجود كتبنا عندكم ... دعوة غير مسلم بها وإن كان يوجد قلة منها عندكم، إن كنت إيرانية.
وإن كانت اللهجة والحروف الفارسية غير موجودة في كتابتك، فعلى أغلب الظن أنك لست إيرانية.
وهذه هي الطامة الكبرى، أن يكون بين العرب من لا يعرف كتبه ويدعو الناس إليها.
كيف تدعو لما لا تعرفه أصلا؟ وغن عرفته وأقررت به ... فأنت كافر عينا.
معلومة أخيرة:
كنا نتدارس في بعض كتبكم في (المسجد) مع شيخنا، في أحد قلعة من قلاع أهل السنة والجماعة وعبر المايكرفون في المسجد.
ونتناول الروايات التي عندكم.
ومعلومة أخرى، أجمع كتب أهل الرفض وأهل الهواء والنحل .. ليس حبا في الكفر ولا في الشرك، ولكن لتوثيق المعلومات من كتبكم.
ومن فمك وكتبك أدينك.
وإن عدتم عدنا.(/)
بدعة سقافية انتقلت عدواها إلى بعض السلفيين
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 05:47]ـ
كل واحد منا يعلم حقيقة حسن السقاف ولست الآن في مقام مناقشته في شيء من ضلالاته ولكني رأيت له بدعة تدل على سوء خلقه وضحالة تفكيره وأنه إلى الصبيانية أقرب منه إلى الرجولة وثمت فرق بينهما كبير فمع اختلافنا مع كثير من الأشاعرة المتقدمين إلا أنك تحس في كلامهم رجولة ولا ترى في مناقشاتهم (الولدنه).
ومن بدع السقاف الصبيانية أنه في رده على الإمام الألباني كان إذا ذكر الشيخ جرده من أي لفظ يدل على مدح أو ثناء حتى لقب (الشيخ) ثم صغر اسمه إلى درجة متدنية عن درجة خط الكتاب فكنت وأنا أبصر هذه البدعة السقافية أقول بأنها حركة لا تنقص الإمام الألباني ولو صغر الحرف إلى أصغر رقم في عالم الخطوط فلا قدر الألباني ينزل ولا علمه ينزل بهذه الفعلة بل كل قارئ منصف - حتى ولو كان مخالفاً- يرى أنها حركة صبيانية تدل على سخافة عقل صاحبها ومرض نفسي يعيشه كاتبها.
وَقُلْتُ بدعة ساقفية لأني لم أرها من قبل في عالم العلماء وإن كنت سمعت أن بعض الجهلاء سبق السقاف إليها كمحمود سعيد فهو والسقاف من مشكاة واحدة ولكن انتشرت واشتهرت عن السقاف لذلك نسبتها إليه نسبة اشتهار لا اختراع ولعله يكون مخترعها.
والذي يهمني أني بدأت أرى هذه البدعة تسري على أقلام السلفيين فقلت في نفسي سلفي يكون إمامه خلفي تالله إنها لإحدى العجائب لماذا صار بعض كتاب السلفيين يصغرون اسم المخالف! وقد رأيت هذا في كثير من الردود في بعض المنتديات السلفية! بل رأيت عظيماً في السلفية! لا يذكر مخالفه بلفظة (الشيخ) وإنما يرمز فيقول: (ش) وهكذا ...... !!!! فهل صغر المردود عليه بهذا أما صغر الراد؟! وخصوصاً إذا كان مثل هذا الترميز المقصود منه أن يغوص القارئ في بحر من التأويلات والتفسيرات لهذا الترميز!!!
فأرى على السلفيين وهم من انتسب إلى السلف عليهم أن يمتثلوا هذه النسبة علماً وخلقاً قولاً وعملاً {وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 77].
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 02:27]ـ
إن شاء الله تكون نيتك حسنة وإن كانت ليس هكذا النصيحة وأرى أن عبارتك فأرى على السلفيين وهم من انتسب إلى السلف عليهم أن يمتثلوا هذه النسبة علماً وخلقاً قولاً وعمل وكأنك لست منهم.
هلا كانت النصيحة بشكل آخر أخي.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 06:23]ـ
نصيحة طيبة وإن كان هناك من لا يذكر أي لقب ويدعوه باسمه المباشر أو يقول الداعية على اعتبار أن الداعية قد يدعو إلى حق أو باطل.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 04:21]ـ
أخي الكريم نصيحة لله دعك من قيل وقال ودعك من خلافات الكبار فإن الضائعين فيها دائماً هم الصغار ..
وأنا على كل أحترم كل العلماء بلا استثناء ولكنني أتنبه من زلاتهم فهذا مهم لطالب العلم فكلام الأقران يطوى ولا يروى ..
فوالله ما قطع أواصر رحم العلم بين السلفيين إلا دخول صغار طلبة العلم بين خلافات العلماء الشخصية.
والله المستعان(/)
بيان 70من نخبة العلماء ورجال الدين يدعو الى العزه ...
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 11:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان بشأن مذبحة أسطول الحرية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
فنسأل الله تعالى أن يتقبل إخواننا المسلمين في الشهداء؛ الذين قتلهم العدو اليهودي على أسطول الحرية البحري في مذبحة تاريخية، وجريمة غدر وبغي وخيانة، فلم تأت هذه السفن إلا بالأسلوب السلمي، وحمل الغذاء والدواء، وكسر الحصار اليهودي الظالم ضد المسلمين في غزة، وقد كان هذا الموقف معتضداً بغلق معبر رفح وقتل العشرات تحت أنفاق رفح بالغاز والمتفجرات.
ونرى أن الحل الوحيد في إنقاذ الأمة من هذا الذل والهوان هو الرجوع إلى الله تعالى، وتحقيق الإيمان به، وتطبيق شريعته في جميع مناحي الحياة، قال الله تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” (محمد7). وقال تعالى:”وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (الحج41)
والواجب على أمة الإسلام إقامة الجهاد في سبيل الله تعالى، واستهداف عمق الكيان اليهودي، لطردهم من أرض المسلمين، ورفع الحصار عن غزة وسائر فلسطين، أما أساليب الحوار والمفاوضات فلا يزيد اليهود إلا طمعاً وبغياً، قال الله تعالى:” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ .. ” الحج.
مع بذل الأسباب التي أمر الله تعالى بها كالدعاء والإعداد، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر قد أكثر وألح بالدعاء حتى أشفق عليه الصحابة فأنزل الله تعالى:” إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ” (الأنفال9) ومما يشرع أيضاً من الدعاء “قنوت النازلة” في الصلوات الخمس المفروضة.
وقال الله تعالى في وجوب الإعداد:” وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ .. ” (الأنفال60).
إضافة إلى بذل أسباب الدفع الأخرى؛ كالضغوط السياسية، والملاحقة القضائية، والحقوقية؛ للإفراج عن بقية سجناء الأسطول، والسجناء الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال القابعين منذ سنين في معتقلات اليهود. نسأل الله تعالى أن يحفظ فلسطين بالأمن والإيمان وسائر بلاد المسلمين، والحمد لله رب العالمين.
الموقعون:
1. فضيلة الشيخ العلامة: عبدالرحمن بن ناصر البراك
2. فضيلة الشيخ أ. د. عبدالله بن حمود التويجري أستاذ السنة وعلومها بالسعودية.
3. فضيلة الشيخ أ. د. علي بن سعيد الغامدي أستاذ الفقه بالمسجد النبوي والجامعة الإسلامية.
4. فضيلة الشيخ د. عيسى بن جاسم المطوع إمام وخطيب جامع الفاروق بالبحرين.
5. فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف أستاذ العقيدة بجامعة الإمام.
6. فضيلة الشيخ د. عبدالمحسن بن زبن المطيري مساعد أمين رابطة علماء المسلمين/ الكويت.
7. فضيلة الشيخ د. وجدي عبدالحميد غنيم داعية إسلامي.
8. فضيلة الشيخ د. يوسف بن عبدالله الأحمد. أستاذ الشريعة بجامعة الإمام.
9. فضيلة الشيخ د. محمد بن إبراهيم السعيدي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
10. فضيلة الشيخ د. محمد يسري إبراهيم نائب رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة بمصر (كلية الدراسات الإسلامية والعربية).
11. فضيلة الشيخ: حمد بن إبراهيم الحيدري عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام.
12. فضيلة الشيخ: سليمان بن حمد العودة عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
13. فضيلة الشيخ: عبدالآخر بن حماد الغنيمي داعية إسلامي وإمام وخطيب بألمانيا.
14. فضيلة الشيخ د. كامل صبحي الصلاح أستاذ الفقه وأصوله بالأردن.
(يُتْبَعُ)
(/)
15. فضيلة الشيخ د. عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي الأستاذ المشارك بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام.
16. فضيلة الشيخ د. محمد بن سليمان البراك. عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
17. فضيلة الشيخ د. خالد بن محمد الماجد عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.
18. فضيلة الشيخ: ياسر برهامي داعية إسلامي بمصر ومشرف على موقع صوت السلف
19. فضيلة الشيخ د. إبراهيم بن عبدالله الحماد أستاذ مشارك بجامعة الإمام.
20. فضيلة الشيخ د. ناصر بن يحيى الحنيني المشرف العام على مركز الفكر المعاصر.
21. فضيلة الشيخ: أديب بن عبدالعزيز الدبيخي القاضي بالمحكمة العامة بتبوك.
22. فضيلة الشيخ: عبدالوهاب بن محمد الحميقاني عضو جمعية علماء اليمن.
23. فضيلة الشيخ: عصام بن محمد إسحاق العباسي رئيس جمعية التربية الإسلامية بالبحرين.
24. فضيلة الشيخ: محمد بن موسى العامري عضو جمعية علماء اليمن.
25. فضيلة الشيخ: أحمد بن سليمان أهيف أستاذ الشريعة بمركز الدعوة العلمية بصنعاء.
26. فضيلة الشيخ: بدر بن نادر المشاري داعية إسلامي.
27. فضيلة الشيخ: بدر بن إبراهيم الراجحي القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة.
28. فضيلة الشيخ: مسفر بن عبدالله البواردي داعية إسلامي.
29. فضيلة الشيخ د. محمد بن عبد الله الهبدان المشرف العام على شبكة نور الإسلام.
30. فضيلة الشيخ: ذياب بن سعد الغامدي باحث شرعي.
31. فضيلة الشيخ: منذر النابلسي المشرف العام على موقع لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة-فلسطين.
32. فضيلة الشيخ: مبتسم الأحمد المشرف العام على موقع مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية.
33. فضيلة الشيخ: سليمان بن أحمد الدويش داعية وكاتب إسلامي.
34. فضيلة الشيخ د. سعيد بن عيضة الزهراني عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام.
35. فضيلة الشيخ: عماد الدين بكري أبو حراز إمام وخطيب مجمع الغفران بأم درمان.
36. فضيلة الشيخ د. مهران بن ماهر عثمان إمام وخطيب جامع خالد بن الوليد بالخرطوم.
37. فضيلة الشيخ: سليمان بن عثمان أبو نارو مسؤول جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة بالسودان.
38. فضيلة الشيخ: هشام بن صالح الذكير القاضي بالمحكمة العامة بجازان.
39. فضيلة الشيخ: عبدالله بن عبدالعزيز المطيردي القاضي بالمحكمة العامة بالقريات.
40. فضيلة الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان مشرف تربوي.
41. فضيلة الشيخ د. عبدالله بن محمد الحاشدي أستاذ جامعي (اليمن).
42. فضيلة الشيخ: حمد بن إبراهيم الحريقي المشرف العام على موقع حياة الإسلام
43. فضيلة الشيخ: أحمد بن عبدالله آل شيبان مستشار تربوي.
44. فضيلة الشيخ: عبدالرحمن بن عبدالمحسن اليحيى القاضي بالمحكمة العامة في بلقرن.
45. فضيلة الشيخ د. فواز بن عقيل الجهني أستاذ الحديث والتفسير بجامعة تبوك.
46. فضيلة الشيخ: سلطان بن عبدالله العمري المشرف العام على موقع ياله من دين.
47. فضيلة الشيخ: إبراهيم بن عبدالرحمن التركي المشرف العام على موقع المختصر.
48. فضيلة الشيخ د. محمد بن عبدالعزيز اللاحم مشرف تربوي بإدارة تعليم القصيم.
49. فضيلة الشيخ: عبدالرحمن بن محمد الناجم عضو الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب.
50. فضيلة الشيخ: حمد بن عبدالله الجمعة داعية إسلامي.
51. فضيلة الشيخ: إبراهيم بن عبدالعزيز البشر القاضي بمحكمة الرياض.
52. فضيلة الشيخ: جمال بن إبراهيم الناجم إمام وخطيب جامع لؤلؤة الشمال.
53. فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن بن محمد الفارس عضو الجمعية الفقهية السعودية.
54. فضيلة الشيخ: محمد بن سليمان الحماد كاتب عدل.
55. فضيلة الشيخ د. سليمان بن صالح الجربوع المستشار في قضايا الأسرة.
56. فضيلة الشيخ: بلال إبراهيم الفارس كاتب وداعية إسلامي.
57. فضيلة الشيخ: حسين محمد سلامة عضو دعوة في وزارة الشؤون الإسلامية.
58. فضيلة الشيخ: حسن بن عبدالله القعود داعية إسلامي.
59. فضيلة الشيخ: صالح بن ناصر الصبيحي أستاذ الفقة بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية.
60. فضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن حمود التويجري إمام وخطيب جامع الجهيمي بالمدينة.
61. فضيلة الشيخ: عبد العزيز السليمان أستاذ الشريعة في معهد الحرم النبوي.
62. فضيلة الشيخ: عبداللطيف بن حمود التويجري قسم الدعوة بالجامعة الاسلامية.
63. فضيلة الشيخ: علاء الدين بن أحمد مشهور المحاضر بقسم أصول الفقة بالجامعة الإسلامية.
64. فضيلة الشيخ: يحيى بن حسين القحطاني تربوي وباحث شرعي.
65. فضيلة الشيخ: صابر محمد عبدالحكم القارئ المعروف وإمام وخطيب جامع باحمدان بالرياض.
66. فضيلة الشيخ: عبدالله بن عبدالعزيز المبرد داعية وتربوي.
67. فضيلة الشيخ: إبراهيم توفيق عبدالرحمن البخاري عضو الجمعية الفقهية السعودية.
68. فضيلة الشيخ: فهد بن سعد أبا حسين عضو دعوة بوزارة الشؤون الإسلامية.
69. فضيلة الشيخ: سعد بن سعيد السفري داعية إسلامي.
70. فضيلة الشيخ: علي بن صالح الجبالي داعية إسلامي.(/)
من كتاب العزه للشيخ الدكتور محمد الهبدان حفظه الله
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 12:17]ـ
العزة مصادرها ـ أسبابها ـ مواقف وأحداث
المقدمة
الحمد لله الذي لا ينال عز عظمته سانح تمثيل، ولا يدرك قعر عزته سابح تخييل، متنزه عن الشبيه والمثيل، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، والصلاة والسلام على القائل: " بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري "
وعلى أصحابه الأفاضل الذين قالوا: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) وعلى من سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى حين تعرض الأعمال.
أما بعد
فما أحوج الأمة اليوم إلى من يعيد لها تاريخها المجيد، وعزها السليب، ذاك المجد الذي استمر قروناً طويلة، وأزمنة مديدة، ولكن يا حسرة على العباد انحرفت الأمة عن الجادة، وضلت طريقها فراحت تتخبط في دياجر الظلام، وظنت أن كرامتها في تقليد عدوها، والسير على منواله فأصابها من الذل والهوان ما لم يمر عليها منذ أن قامت للإسلام قائمة.
وما هذا الجهد المتواضع إلا تذكيراً للأمة بأسباب العزة، وكيف ترتفع الأمة من غبرائها لتستقر في عليائها، وتصلى إلى مقام السيادة والريادة، والله اسأل أن ينفع بهذا الكتاب كاتبه وقارئه وان يجعلنا من أنصار دينه والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه
د. محمد بن عبدالله الهبدان
المشرف العام على مؤسسة نور الإسلام
1422 هـ
تعريف العزة:
العزة مصدر قولهم: عزَّ يعزُّ وعِزا.
واصل هذه المادة: (ع، ز، ز) ([3])
وهي تدور حول معاني، الغلبة والقهر، والشدة والقوة ونفاسة الشيء وعلو قدره.
قال ابن منظور: العز خلاف الذل .. والعز في الأصل القوة والشدة والغلبة، يقال: عزَّ يعزُّ بالفتح إذا اشتدَّ، ورجلٌ عزيزٌ: منيعٌ لا يغلب ولا يقهر. وعزَّ يعزُّ – بالكسر – عزا وعزةَّ وعزازةً وهو عزيزٌ قلَّ حتى لا يوجد – ورجلٌ عزيزٌ من قوم أعزةٍ ... واعزَّ الرجل: جعله عزيزا، وملكٌ أعزُّ: عزيز ... وتعزز الرجل: صار عزيزاً، وتعزز: تشرف ([4])
تعريف العزة اصطلاحاً:
عرفت العزة بعدة تعريفات منها:
1 - قال الراغب: العزة حالة مانعة للإنسان من أن يغلب ([5])
2 - وقال الكفوي: العزة: الغلبة الآتية على كلية الباطن والظاهر (وهذا في جناب الله تعالى) ([6]).
3 - وقال الغزالي: من رزقه الله القناعة حتى استغنى بها عن خلقه، وأمده بالقوة، والتأييد حتى استولى بها على صفات نفسه فقد اعزه الله في الدنيا وسيعزه في الآخرة بالتقريب إليه ([7]).
4 - ويمكن أن تعرف العزة بأنها: ارتباط بالله تعالى وارتفاع بالنفس عن مواضع المهانة، والتحرر من رق الأهواء ومن ذل الطمع، وعدم السير إلا وفق ما شرع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن خلال ما سبق يتبين لنا أن العزة لا بد أن يجتمع فيها الأمور التالية:
1 - القوة حتى لا يغلب – القوة الإيمانية والجسدية والعلمية -.
2 - القناعة حتى يستغني بها عن الناس.
3 - أن يمده الله بنصره وقوته.
4 - أن يسير على وفق ما أراده الله تعالى.
قال الشاعر:
إسلامنا بالأمس أنشأ امة
كانت تعيش مذلة وصغار
فغدت بفضل الله أعظم امة
كانت لكل الحائرين منار
وإذا اتخذنا ديننا منهاجنا
فيه نربي صفوة أبرار
يشرون دنياهم بأكرم ميتة
حتى ينالوا جنة الخلد والانهارا
وإذا تعود الدار أكرم عودة
ونعود نرفع في الديار الغارا
معاني العزة في كلام العرب:
قال الخطابي: العز في كلام العرب على ثلاثة أوجه:
الأول: معنى الغلبة والقهر، ومنه قولهم: من عزَّ بزَّ أي غلب وسلب، ومنه قوله سبحانه: (وعزني في الخطاب) [ص: 23]، أي: غلبني.
والثاني: معنى الشدة والقوة كقول الهذلي يصف العقاب
حتى انتهيت إلى فراش عزيزة
سوداء روثة انفها كالمخصف
جعلها عزيزة لأنها من أقوى جوارح الطير.
والثالث: أن يكون بمعنى نفاسة القدر يقال منه: عزّ الشيء يعزُّ – بكسر العين – من يعزُّ فيتأول معنى العزيز على هذا أنه لا يعادله شيء، وانه لا مثل له ولا نظير والله اعلم.
معاني العزة في القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
العزة في القرآن الكريم على ثلاثة أوجه كما قال بعض المفسرين احدهما: العظمة: ومنه قوله تعالى (وقالوا بعزة فرعون إنا نحن الغالبون) [الشعراء:44] وقوله تعالى: قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين) [ص: 82].
والثاني: المتعة: ومنه قوله تعالى: (أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا) [النساء:139].
والثالث: الحمية: ومنه قوله تعالى: (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم) [البقرة:206] وقوله تعالى: (بل الذين كفروا في عزة وشقاق) [ص: 2]
أقسام العزة:
يمكن أن تقسم العزة إلى قسمين:
أ ـ عزة شرعية ب ـ عزة غير شرعية
فالأول: العزة الشرعية: وهي التي ترتبط بالله تعالى ورسوله r ، فيعتز المرء بدينه ويرتفع بنفسه عن مواضع المهانة، فهو لا يريق ماء وجهه، ولا يبذل عرضه فيما يدنسه، فيبقى موفور الكرامة، مرتاح الضمير، مرفوع الرأس، شامخ العرين، سالما من ألم الهوان، متحررا من رق الأهواء، ومن ذل الطمع، لا يسير إلا وفق ما يمليه عليه إيمانه، والحق الذي يحمله ويدعو إليه ([8])
الثاني: العزة غير شرعية: كاعتزاز الكفار بكفرهم وهو في الحقيقية ذل أو الاعتزاز بالنسب على جهة الفخر والخيلاء أو الاعتزاز بالوطن والمال ونحوها كل هذه مذمومة وسنعرف من خلال المبحث التالي تفصيل ذلك.
` صور من العزة غير الشرعية:
1 ـ الاعتزاز بالكفار من يهود ونصارى ومنافقين وعلمانيين وحداثيين وغيرهم
قال تعالى:] بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما. الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا [[النساء:138 - 139]
إن الله - جل جلاله - يسأل في استنكار: لم يتخذون الكافرين أولياء وهم يزعمون الإيمان؟ لم يضعون أنفسهم هذا الموضع، ويتخذون لأنفسهم هذا الموقف؟ أهم يطلبون العزة والقوة عند الكافرين؟ لقد استأثر الله – عز وجل – بالعزة؛ فلا يجدها إلا من يتولاه؛ ويطلبها عنده؛ ويرتكن إلى حماه .. فهي تطلب عنده وإلا فلا عزة ولا قوة عند الآخرين! وما يستعز المؤمن بغير الله وهو مؤمن. وما يطلب العزة والنصرة والقوة عند أعداء الله وهو يؤمن بالله. وما أحوج ناسا ممن يدعون الإسلام؛ ويتسمون بأسماء المسلمين، وهم يستعينون بأعدى أعداء الله في الأرض، أن يتدبروا هذا القرآن .. إن كانت بهم رغبة في أن يكونوا مسلمين .. وإلا فإن الله غني عن العالمين! ([9])
2 ـ الاعتزاز بالآباء والأجداد:
ومن صور الاعتزاز المذموم الاعتزاز بالآباء والأجداد الذين ماتوا على الكفر؛واعتبار أن بينهم وبين الجيل المسلم نسبا وقرابة! كما يعتز ناس بالفراعنة والأشوريين والفينيقيين والبابليين وعرب الجاهلية اعتزازا جاهليا، وحمية جاهلية .. روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي ريحانة: أن النبي r قال:" من انتسب إلى تسعة آباء كفار، يريد بهم عزا وفخرا، فهو عاشرهم في النار " ([10]).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمِ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجُعَلِ ([11]) الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ ([12]) الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ " رواه الترمذي ([13])
ذلك أن آصرة التجمع في الإسلام هي العقيدة. وأن الأمة في الإسلام هي المؤمنون بالله منذ فجر التاريخ. في كل أرض، وفي كل جيل. وليست الأمة مجموعة الأجيال من القدم، ولا المتجمعين في حيز من الأرض في جيل من الأجيال.
3 ـ الاعتزاز بالقبيلة والرهط
قال تعالى:] قالوا: يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول، وإنا لنراك فينا ضعيفا، ولولا رهطك لرجمناك، وما أنت علينا بعزيز [إلى قوله] قال: يا قوم: ارهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا؟ إن ربي بما تعملون محيط [
] ارهطي أعز عليكم من الله؟ [
(يُتْبَعُ)
(/)
أجماعة من البشر مهما يكونوا من القوة والمنعة فهم ناس، وهم ضعاف، وهم عباد من عباد الله .. أهؤلاء أعز عليكم من الله؟ .. أهؤلاء أشد قوة ورهبة في نفوسكم من الله؟] واتخذتموه وراءكم ظهريا [وهي صورة حسية للترك والإعراض، تزيد في شناعة فعلتهم، وهم يتركون الله ويعرضون عنه، وهم من خلقه، وهو رازقهم وممتعهم بالخير الذي هم فيه. فهو البطر وجحود النعمة وقلة الحياء إلى جانب الكفر والتكذيب وسوء التقدير] إن ربي بما تعملون محيط [. ([14])
وعن أَبَي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ وَقَالَ النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ " ([15])
4 ـ الاعتزاز بالكثرة سواء كان بالمال أو العدد:
قال تعالى في قصة أصحاب الجنة] وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا [[الكهف:34] قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: (أي أكثر خدما وحشما وولدا، قال قتادة: تلك والله أمنية الفاجر، كثرة المال وعزة النفر) ([16]).
وقال تعالى في بيان قارون وما جرى منه] إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين [[القصص:76] المال الفائض عن الاستعمال والتداول - وبأن مفاتح هذه الكنوز تعيي المجموعة من أقوياء الرجال .. من أجل هذا بغى قارون على قومه. ولا يذكر فيم كان البغي، ليدعه مجهلا يشمل شتى الصور. فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم - كما يصنع طغاة المال في كثير من الأحيان - وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال. حق الفقراء في أموال الأغنياء، كي لا يكون دولة بين الأغنياء وحدهم ومن حولهم محاويج إلى شيء منه، فتفسد القلوب، وتفسد الحياة. وربما بغى عليهم بهذه وبغيرها من الأسباب.
وعلى أية حال فقد وجد من قومه من يحاول رده عن هذا البغي، ورجعه إلى النهج القويم، الذي يرضاه الله في التصرف بهذا الثراء؛ وهو نهج لا يحرم الأثرياء ثراءهم؛ ولا يحرمهم المتاع المعتدل بما وهبهم الله من مال؛ ولكنه يفرض عليهم القصد والاعتدال؛ وقبل ذلك يفرض عليهم مراقبة الله الذي أنعم عليهم، ومراعاة الآخرة وما فيها من حساب:
] إذ قال له قومه: لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين. وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض. إن الله لا يحب المفسدين [.
وفي هذا القول جماع ما في المنهج الإلهي القويم من قيم وخصائص تفرده بين سائر مناهج الحياة.
] لا تفرح [ .. فرح الزهو المنبعث من الاعتزاز بالمال، والاحتفال بالثراء، والتعلق بالكنوز، والابتهاج بالملك والاستحواذ .. لا تفرح فرح البطر الذي ينسي المنعم بالمال؛ وينسي نعمته، وما يجب لها من الحمد والشكران. لا تفرح فرح الذي يستخفه المال، فيشغل به قلبه، ويطير له لبه، ويتطاول به على العباد ..
] إن الله لا يحب الفرحين [ .. فهم يردونه بذلك إلى الله، الذي لا يحب الفرحين المأخوذين بالمال، المتباهين، المتطاولين بسلطانه على الناس. ([17])
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تنكحوا النساء لأموالهن فعسى أموالهم أن تطغيهن وانكحوهن على الدين فلأمة سوداء خرقاء ذات دين أفضل " رواه البيهقي ([18])
5 ـ الاعتزاز بالجاه والمنصب:
قال تعالى:] فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون [[الشعراء:44] فاستغاثوا بعزة عبد ضعيف، عاجز من كل وجه، إلا أنه قد تجبر وحصل على صورة ملك وجنود، فغرتهم تلك الأبهة، ولم تنفذ بصائرهم إلى حقيقة الأمر. ([19]) قال بعض السلف الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله ([20])
6 ـ الاعتزاز عند النصح والإرشاد:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى:] وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد [[البقرة:206] يعني إذا نصحه الناصح،ووعظه بتقوى الله الذي أشهده على نفسه ليرتدع عن منكره وفساده الذي سعى به، يسرع إليه الغضب، ويعظم عليه الأمر ويأخذه الكبر والأنفة عن قبول النصح والإصغاء إليه، إذ عزة المنصب الذي حصل عليه ألبسته الكبر الذي يجعله ملازما للإثم، مستهترا بنصح الناصح، لأنه بإصراره على فعل الفساد مستهزئ بربه، لأن العزة التي حصل عليها قد لابسته مع الكفر .. ([21])
7 ـ الاعتزاز بجمال الثياب:
عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا " رواه ابن ماجه ([22]).
8 ـ الاعتزاز بالأصنام والأوثان:
قال تعالى:] واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا. كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا [[مريم:19 - 20] فهؤلاء الذين كفروا ربهم يتخذون من دونه آلهة يطلبون عندها العزة، والغلبة والنصرة، وكان فيهم من يعبد الملائكة ومن يعبد الجن ويستنصر بهم ويتقون بهم .. كلا فسيكفر الملائكة والجن بعبادتهم، وينكرونها عليهم، ويبرأون إلى الله منهم] ويكونون عليهم ضدا [بالتبرؤ منهم والشهادة عليهم. ([23])
مصادر العزة
للعزة مصادر شتى لكنها مثل السراب لا حقيقة لها، والعزة الحقيقة لها مصدر واحد وهو الله جل جلاله، والالتجاء إلى جنابه، فهو سبحانه يذل من يشاء، ويعز من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير يقول الله تعالى:] قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير [[آل عمران: 26] فالله سبحانه هو المعز الحقيقي لمن يشاء إعزازه من البشر، بما يقيض له من الأسباب الموجبة للعز، كالقوة وحماية الذمار، ونصرة الحق، وكثرة الأعوان، ونفاذ الكلمة، وغير ذلك من الصفات التي تجعل الحاصل عليها عزيزا.
ولا تلازم بين العز والملك، فقد يكون الملك ذليلا لعدم قوته ونفوذه، أو لعدم استقلاله بسياسته الخرقاء، فيكون منفذا لإرادة الغير.
وكم من إنسان لا ملك له ولا سلطان، ولكنه يعيش عزيزا، وله نفوذ وعزة أقوى من نفوذ وعزة السلطان، وذلك لتوفر وسائل العز وأسبابه التي قدرها الله له. ([24]) يروى أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حج في بعض الحجاج ومعه زوجته ابنة قرظة بن عبد عمرو بن نوفل، فإذا هو بجماعة حول رجل يسألونه، فبعضهم يقول: رميت قبل أن أحلق، وبعضهم يقول: حلقت قبل أن أرمي،ويسألونه عن أشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج .. فقال: من هذا؟ قالوا: هذا عبدالله بن عمر .. فالتفت إلى زوجته، فقال: هذا وأبيك الشرف، وهذا والله شرف الدنيا والآخرة. ([25])
قال القرطبي: (فمن كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر ويدخل دار العزة ولله العزة فليقصد بالعزة الله سبحانه والاعتزاز به فإنه من اعتز بالعبد أذله الله ومن اعتز بالله أعزه الله) ([26]) قال أبو بكر الشبلي: (من اعتز بذي العز فذو العز له عز) ([27]).
يقول الله تعالى:] من كان يريد العزة فلله العزّة جميعاً [[فاطر: 10] هذه الحقيقة كفيلة حين تستقر في القلوب أن تبدل المعايير كلها، وتبدل الوسائل والخطط أيضاً!
إن العزة كلها لله. وليس شيء منها عند أحد سواه. فمن كان يريد العزة فليطلبها من مصدرها الذي ليس لها مصدر غيره. ليطلبها عند الله، فهو واجدها هناك وليس بواجدها عند أحد، ولا في أي كنف، ولا بأي سبب] فلله العزّة جميعاً [ ..
إن الناس الذين كانت قريش تبتغي العزة عندهم بعقيدتها الوثنية المهلهلة؛ وتخشى اتباع الهدى – وهي تعترف أنه الهدى – خشية أن تصاب مكانتها بينهم بأذى. إن الناس هؤلاء، القبائل والعشائر وما إليها، إن هؤلاء ليسوا مصدراً للعزة، ولا يملكون أن يعطوها أو يمنعوها] فلله العزّة جميعاً [ .. وإذا كانت لهم قوة فمصدرها الأول هو الله. وإذا كانت لهم منعة فواهبها هو الله. وإذن فمن كان يريد العزة والمنعة فليذهب إلى المصدر الأول، لا إلى الآخذ المستمد من هذا المصدر. ليأخذ من الأصل الذي يملك وحده كل العزة، ولا يذهب يطلب قمامة الناس وفضلاتهم. وهم مثله طلاب محاويج ضعاف!
(يُتْبَعُ)
(/)
إنها حقيقة أساسية من حقائق العقيدة الإسلامية. وهي حقيقة كفيلة بتعديل القيم والموازين، وتعديل الحكم والتقدير، وتعديل النهج والسلوك، وتعديل الوسائل والأسباب! ويكفي أن تستقر هذه الحقيقة وحدها في أي قلب لتقف به أمام الدنيا كلها عزيزاً كريماً ثابتاً في وقفته غير مزعزع، عارفاً طريقه إلى العزة، طريقه الذي ليس هنالك سواه!
إنه لن يحني رأسه لمخلوق متجبر. ولا لعاصفة طاغية. ولا لحدث جلل. ولا لوضع ولا لحكم. ولا لدولة ولا لمصلحة، ولا لقوة من قوى الأرض جميعاً. وعلام؟ والعزة لله جميعاً. وليس لأحد منها شيء إلا برضاه؟ ([28]) كما قال تعالى:] أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا [[النساء: 139] فالعزة لله وحده، فهي تطلب عنده وإلا فلا عزة ولا قوة عند الآخرين.ولذا رد الله تعالى على المنافقين الذين أدعو أن العزة لهم فقال:] يقولون: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. ولكن المنافقين لا يعلمون [[المنافقون:8] وقد ذكر غير واحد من السلف أن هذا الآية نزلت في عبدالله بن أبي بن سلول: ([29])
وفصل ابن إسحاق هذا في حديثه عن غزوة بني المصطلق سنة ست على المريسيع .. ماء لهم .. فبينا رسول الله على ذلك الماء - بعد الغزوة - وردت واردة الناس، ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له: جهجاه بن مسعود يقود فرسه، فازدحم جهجاه وسنان بن وبر الجهني حليف بني عون ابن الخزرج على الماء، فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار. وصرخ جهجاه. يا معشر المهاجرين. فغضب عبدالله بن أبي بن سلول، وعنده رهط من قومه، فيهم زيد بن أرقم غلام حدث. فقال: أوقد فعلوها؟ قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا. والله ما أعدنا وجلابيب قريش إلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك! أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. ثم أقبل على من حضره من قومه فقال لهم: هذا ما فعلتم بأنفسكم: أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم. فسمع ذلك زيد بن أرقم. فمشى به إلى رسول الله وذلك عند فراغ رسول الله من عدوه، فأخبره الخبر، وعنده عمر بن الخطاب. فقال: مر به عباد بن بشر فليقتله. فقال رسول الله: فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟ لا ولكن أذن بالرحيل. وذلك في ساعة لم يكن رسول الله يرتحل فيها. فارتحل الناس، وقد مشى عبدالله بن أبي بن سلول إلى رسول الله حين بلغه أن زيد بن أرقم قد بلغه ما سمع منه - فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به. وكان في قومه شريفا عظيما. فقال من حضر رسول الله من الأنصار من أصحابه: يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل. حدبا على ابن أبي بن سلول ودفعا عنه.
قال ابن إسحاق فلما استقل رسول الله وسار لقيه أسيد بن حضير، فحياه بتحية النبوة وسلم عليه، ثم قال: يا نبي الله، والله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها. فقال له رسول الله: أو ما بلغك ما قال صاحبكم؟ قال: وأي صاحب يا رسول الله؟ قال عبدالله بن أبي قال: وما قال؟ قال: زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل؟ قال: فأنت يا رسول الله والله لتخرجنه منها إن شئت. هو والله الذليل وأنت العزيز. ثم قال: يا رسول الله ارفق به. فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه، فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا!
ثم مشى رسول الله بالناس يومهم ذلك حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس. ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض فوقعوا نياما، وإنما فعل ذلك رسول الله ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبدالله ابن أبي.
قال ابن إسحاق: ونزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين، في ابن أبي ومن كان على مثل أمره. فلما نزلت أخذ رسول الله بأذن زيد بن ارقم، ثم قال: هذا الذي أوفى لله بأذنه .. وبلغ عبدالله بن عبدالله بن أبي الذي كان من أمر أبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن إسحاق. فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن عبدالله أتى رسول الله فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل عبدالله بن أبي فيما بلغك عنه. فإن كنت لا بد فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني، وإني أخشى أن تأمر غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبدالله بن أبي يمشي في الناس، فأقتله، فأقتل مؤمنا بكافر، فأدخل النار. فقال رسول الله: بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا.
وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه. فقال رسول الله لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك من شأنهم: كيف ترى يا عمر؟ أما والله لو قتلته يوم قلت لي: اقتله لأرعدت له آنف لو أمرتها اليوم تقتله لقتلته .. قال: قال عمر: قد والله علمت لأمر رسول الله أعظم بركة من أمري ..
وذكر عكرمة وابن زيد وغيرهما أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة وقف عبدالله بن عبدالله بن أبي على باب المدينة، وستل سيفه، فجعل الناس يمرون عليه، فلما جاء أبوه عبدالله بن أبي قال له ابنه: وراءك! فقال: مالك؟ ويلك! فقال: والله لا تجوز من ها هنا حتى يأذن لك رسول الله فإنه العزيز وأنت الذليل! فلما جاء رسول الله وكان إنما يسير ساقة، فشكا إليه عبدالله بن أبي ابنه. فقال ابنه عبدالله: والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له. فأذن له رسول الله فقال: أما إذ أذن رسول الله فجز الآن ..
إنها صورة رائعة .. صورة الرجل المؤمن عبدالله بن عبدالله بن أبي. وهو يأخذ بسيفه مدخل المدينة على أبيه فلا يدعه يدخل. تصديقا لمقاله هو:] ليخرجن الأعز منها الأذل [. ليعلم أن رسول الله هو الأعز. وأنه هو الأذل. ويظل يقفه حتى يأتي رسول الله فيأذن له. فيدخلها بإذنه. ويتقرر بالتجربة الواقعة من هو الأعز ومن هو الأذل. في نفس الواقعة. وفي ذات الأوان.
ألا إنها لقمة سامقة تلك التي رفع الإيمان إليها أولئك الرجال. رفعهم إلى هذه القمة، وهم بعد بشر، بهم ضعف البشر، وفيهم عواطف البشر، وخوالج البشر. وهذا هو أجمل وأصدق ما في هذه العقيدة، حين يدركها الناس على حقيقتها، وحين يصبحون هم حقيقتها التي تدب على الأرض في صورة أناسي تأكل الطعام وتمشي في الأسواق. ([30])(/)
ملامح المنهج الوسطي المفترى!!!
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 06:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ...
يتمسح الكثير من المخلطين بالوسطية ويحاولون أن ينتسبوا إليها وهي منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام, وحينما نتأمل في دعواتهم وفي وسطيتهم التي يدعون إليها يتضح لنا بجلاء أنها وسطية المخلطين لاوسطية الإسلام التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم , إذ أنها ابتعدت عن المنهج الحق بشكل فج وواضح للغاية, ومن يتتبع هذه الوسطية المزورة يمكنه أن يقف على أهم ملامحها والتي سأقف معكم على بعضها في هذا المقال ..
إن الخطر في هذا المنهج الجديد يكمن في أنه منهج بلا قواعد ولا أصول فهو منهج هلامي مطاطي لا ضابط له ولازمام ولا خطام, ولعلنا نستعرض هنا أهم ملامحه التي يجتمع عليها أكثر رواده والتي منها:
أولا/ إباحة الاختيار الفقهي بعيدا عن النظر في الدليل وفي الراجح والمرجوح وفي قوة القول الفقهي من ضعفه وفي منهجية القائل ومدى ورعه وتقواه وهل عرف بالعلم أم لم يعرف به بصورة لا أعلم أحدا سبق أن دعى إليها ولا أدري حقيقة أين سيقف هؤلاء وأي دين يبقى عند من سيسلك هذا المنهج الخطير مع ضعف التدين الظاهر على رواده وحبهم الواضح للترف والشهوات , فهم يرون أن من حق أي شخص أن يعمل بأي قول يناسبه في الفقه دون حاجة إلى تحقيق هذا القول ودون النظر لموافقة هذا القول للكتاب والسنة والإجماع من عدمها, ولا شك أن هذا أمر خطير للغاية إذ أنه يجر إلى الزندقة كما قال علماء السلف رحمهم الله ..
ثانيا / تمييع قضايا العقيدة والتي على رأسها الولاء والبراء والسعي لإلغاء الحب في الله والبغض فيه مع كونها أوثق عرى الإيمان ويتضح هذا الملمح من سعيهم الحثيث لإلغاء الفوارق بين السني والبدعي والمسلم والكافر والحق والباطل بدعوى الإنسانية والأهداف المشتركة والتعاون على البر والتقوى ولا أدري أي بر وأي تقوى هي التي يريدون أن يتعاونوا مع أهل البدع ومع أهل الكفر عليها فتجدهم دائما يتحدثون عن الحب الفطري والأخوة الإنسانية ناسين أو متناسين قول الصحابي الكريم في غزوة بدر لأخوه في النسب حين أسر هذا أخي من دونك, رامين مبدأ الولاء والبراء خلف ظهورهم وماعلموا أنهم مهما فعلوا ومهما حاولوا أن يلبسوا على الناس لن يستطيعوا أن يصلوا إلى مايريدون فكتاب الله ينفي شبهتهم وينهي دعوتهم قال تعالى:"لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " (المجادلة: 22) فأي دعوة تبقى لهم بعد هذه الآية وأي نجاح يرجون بعد مصادمتهم لصريح القرآن والسنة, وبعد هذا يتحدثون عن ثقافة الكراهية ويصفون منهج السلف بها بكل بجاحة ووقاحة ..
ثالثا / تأثر فقههم بتغيراتهم الفكرية والمنهجية مما يوضح سبب تغير آرائهم الفقهية إذ قد يكون تغير الاختيار الفقهي مبررا إذا كان ناتج عن مبررشرعي من مبررات تغير الرأي الفقهي التي يعذر بها الفقيه إضافة إلى كون هذه التغيرات لم تكن في مسائل محدودة وإنما تناغمت تناغما كبيرا مع المنهج الجديد الذي سلكوه فلا تكاد تجد من آرائهم شيئا لم يتغير ومن هنا يتبين أن التغير منهجي لا فقهي وفكري لا علمي وهذا هو مكمن الخطر ولب الفساد لأن تغير الرأي الفقهي لا بد أن يربط بالشرع لا بالفكر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا / من أخطر هذه الملامح تمسحهم بباب المقاصد لتمرير ما يريدون من شبهات جاعلين الإمام الشاطبي قدوتهم مع البون الشاسع بين منهجهم ومنهج الشاطبي فهم في الواقع بعيدون كل البعد عن مقاصدية الشاطبي وإنما ركبوها لتمرير آرائهم عن طريقها وقد تكلم محقق الموافقات الشيخ مشهور حسن آل سلمان عن بعضهم في مقدمته بشكل يوضح خطورة مسلكهم إذ وصف منهج هؤلاء بأنه منهج خطير على المسلمين يتلخص بالتشريع بالمصلحة مجردة من أي قيد والأخطر أن ينسب ذلك النهج المبتدع والخطير إلى الإمام الشاطبي رحمه الله وأن يدعى أن هذا المنهج هو منهج المفكرين الأصوليين المعاصرين, وملخص منهجهم في ذلك أن المصلحة التي تقدم هي التي يراها العقل فما يراه العقل محققا للمصلحة ودارئا للمفسدة فهو مشروع وإن خالف نصا لأن النصوص كما يرونها ليست جامدة ولا مصوغة صيغة نهائية بل يمكن أن تفكك وتحلل وتفهم وفق المصلحة التي يراها العقل, وهذا من الخلط الكبيرعند القوم إذ لم يجعلوا لفهم القرون المفضلة مكانا في فهم النصوص ولا تفسيرها إضافة إلى نسبتهم صلاح الأمر وفساده إلى عقولهم فما تراه مصلحة فهو ما يفتون به دون النظر إلى النص بل حتى وإن خالف صريح النص, ومع تخبطهم الواضح في هذا الباب من أبواب العلم وجعله ممر يسلكونه ليصلوا منه إلى تبديل الأحكام وتغييرها وفق أهوائهم ووفق ما يتناسب في رؤيتهم مع العصر الذي نعيشه وهم بذلك يسعون إلى نسف أحكام شرعية ثبتت بصريح النصوص بحجة المصلحة التي رأتها تلك العقول الصغيرة, وفي وجهة نظري أن هذا الملمح من أخطر الملامح على الإطلاق لأنه باب واسع يمكن أن يبثوا عبره شبهات في العقيدة والفقه والتفسير والسنة لا يمكنهم بثها إلا عن طريقه.
خامسا / غلوهم في تقديس العقل حتى أصبح حكما على النقل من حيث الصحة والضعف والقبول والرد والاستحسان والاستقباح والفهم والتفسير وسخريتهم بالعلوم المعيارية والمنهجية الحديثية في قبول النصوص وفي التصحيح والتضعيف, حتى أنك لتسمع أحدهم وهو يستهجن بعض ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر أو غير مباشر سواء شعر أو لم يشعر, إضافة إلى كونهم يفتخرون بذلك ويرون أن منهج السلف يدعو إلى تعطيل العقل وعدم إعماله وما علموا أن منهج السلف هو المنهج الوحيد الذي أعطى العقل حقه فلم يقحمه في الغيبيات التي ثبتت بصحيح السنة لينكرها ولم يقحمه في مالا يطيق وفيما لا يمكنه التوصل إليه إلا عن طريق النقل.
سادسا / الهزيمة النفسية والإعجاب بوهج الحضارة والمدنية الغربية حتى لا تكاد تقرأ مقالا لأحدهم إلا وتجده يتغنى بعدل الغرب وتقدمه وتطوره بصورة توحي بالانهزامية التي تسكن نفوس كثير من أتباع هذا المنهج وحجتهم في ذلك الحكمة ضالة المؤمن ولكن حينما تنظر إلى تلك الحكمة التي يريدون إذا بها تناقض مبادئ إسلامية راسخة مما جعلهم يسعون لترويض تلك المبادئ لتتناسب مع حكمتهم التي يتغنون بها فبدلا من تأصيل تلك الأفكار المستوردة والاستفادة مما يوافق منهج الإسلام غربوا الإسلام ليتناسب مع تلك الفكار المستوردة مما يوضح ضعف بصيرتهم وقلة قدراتهم العقلية في تحوير الأفكار المفيدة والإفادة منها في شتى العلوم الإنسانية وهذا العجز الذي وقعوا فيه جعلهم ينادون بتطبيق تلك الأفكار كما هي عند أربابها دون مراعاة المتغيرات العقدية والفكرية والثقافية والاجتماعية, وهم بذلك ضحية من ضحايا الشعارات الخداعة التي يرفعها الغرب دون تتبع لحقائق تلك الشعارات وصدقها ومدى صلاحيتها وهل تطبق كما في دعايتها أم أنها مجرد شبكة صياد يسقط فيها أمثال هؤلاء المبهورين ..
سابعا / دعوى شرعية حرية التعبير والرأي التي جعلتهم يستضيفون في برامجهم وقنواتهم أبواق التغريب ورؤوس المبتدعة في تبرير بليد لهذه الاستضافة واستدلال باطل بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتح المجال للمنافقين ليعبروا عن آرائهم ولا أدري أين هؤلاء من قول الله تعالى:" وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ" (المائدة: 61) وقوله سبحانه:"يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً " (النساء: 108) إلى غيرها من الآيات التي تبين مسلك المنافقين في إخفاء ما تكنه صدورهم من الكفر وعدم النطق به والتصريح به وهم بهذا يحاولون إقرار كلمة الكفر بدون نكير إذ يرون أنه من حق كل أحد أن يعبر عن رأيه أيا كان هذا الرأي, وهم بهذا يقعون في تناقض لا يستطيعون أن يبرروه إذ أنهم لا يقرون أحدا مهما كان ليعبر عن رأيه في مجالات السياسة إلا في حدود وأما في جانب الشرع والعقيدة فلا مانع من التعبير حتى لو كان كفرا بواحا ظاهرا ..
ثامنا / استهجانهم للوعظ وأهله ووصفهم لمن يقوم به بالدروشة إضافة إلى تحقيرهم من شأن العبادات إذ لا تكاد تجد أحدهم يحث على طاعة أو يُحَّرص على فريضة أو يذكر بعبادة, حتى خلت مجالسهم من التذكير والوعظ وامتلأت بالنقد والسخرية والمماراة والمجادلة بعيدا عن الحرص على أعمال الجوارح والقلوب وبعيدا عن الحديث فيما ينفع من العلوم الشرعية والدنيوية حتى بدأت ترى كثير ممن سلك هذا المنهج تظهر عليه علامات الانتكاس والتساهل في أداء الفرائض والسنن والواجبات وحتى خبا وهج كثير ممن سلك هذا المسلك بعد أن كان شعلة نشاط ومصباح هدى والله المستعان ..
تاسعا / من أبرز ملامح هذا المنهج التوجه السياسي الذي يظهر جليا في نتاج رواده ومقالاتهم ولقاءاتهم إذ أنك تجدهم يحاولون تسخير الشريعة لخدمة توجهاتهم السياسية التي يخفونها ويظهرون بعضها, وما دعواتهم النهضوية والإصلاحية إلا نتاج لهذا التوجه فهم ينادون بالديموقراطية الغربية والانتخابات البرلمانية والمجالس الشعبية وكأنهم يسعون إلى تكوين حزب سياسي من خلال طرحهم المتكرر لمثل هذه الموضوعات, وهذا ما يبين لنا سر هجومهم على العلماء بصورة فجة لعلمهم أن أول من يقف أمام دعواتهم المناقضة للشريعة هم أهل العلم الذين يزنون الأمور بميزان الشريعة لا بميزان أهل الأهواء من دعاة الفتنة ورموز الضلالة, والعجيب في الأمر أنهم يشنعون على من يحافظ على ضرورة العرض والدين ويرون أنهم اشتغلوا بالمهم عن الأهم وإذا سألتهم عن الأهم أتتك الإجابة بأنه حفظ المال العام وتحقيق العدالة ومع أهمية هذين المطلبين إلا أن حفظ الدين والعرض مقدم عليهما بلا شك وهذا ما يعرفه عامة الناس فضلا عن من يتباهى بفقه المقاصد ويتغنى بالمصالح والأولويات, ممن أصبح المال عنده أغلى من روحه بل ومن دينه وعرضه والله المستعان ..
والحق أنهم يسعون إلى أن يكونوا وسطا بين الحق والباطل لا وسطا بين الباطل والباطل وهذا خطر ظاهر إذ أنهم يرومون تحريف الوسطية نفسها وتوفيقها مع رؤيتهم وقد رأينا أثر بعض مراكز الفكر في ذلك وتسخير بعض القنوات لخدمة هذا الهدف ومما يزيد من خطورة هذه الوسطية المفتراه زئبقية رموزها وعدم وجود أصول تحكمهم وتؤطرهم ويمكننا أن نناقشهم بها ونحاورهم فيها فهم يتمسحون بالسلف وينقلبون على أصولهم ويحاولون الاستشهاد بنصوص مجتزأة غامضة لبعض الأعلام ليتمكنوا من تفسيرها وفق أهوائهم وتوجهاتهم ..
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 02:50]ـ
يرفع لمزيد فائدة
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 11:32]ـ
100 قارئ ولا رد
عجيب أمر منتدانا هذا
شكرا لكل من قرأ
ـ[درداء]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 12:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ...
يتمسح الكثير من المخلطين بالوسطية ويحاولون أن ينتسبوا إليها وهي منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام, وحينما نتأمل في دعواتهم وفي وسطيتهم التي يدعون إليها يتضح لنا بجلاء أنها وسطية المخلطين لاوسطية الإسلام التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم , إذ أنها ابتعدت عن المنهج الحق بشكل فج وواضح للغاية, ومن يتتبع هذه الوسطية المزورة يمكنه أن يقف على أهم ملامحها والتي سأقف معكم على بعضها في هذا المقال ..
إن الخطر في هذا المنهج الجديد يكمن في أنه منهج بلا قواعد ولا أصول فهو منهج هلامي مطاطي لا ضابط له ولازمام ولا خطام, ولعلنا نستعرض هنا أهم ملامحه التي يجتمع عليها أكثر رواده والتي منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا/ إباحة الاختيار الفقهي بعيدا عن النظر في الدليل وفي الراجح والمرجوح وفي قوة القول الفقهي من ضعفه وفي منهجية القائل ومدى ورعه وتقواه وهل عرف بالعلم أم لم يعرف به بصورة لا أعلم أحدا سبق أن دعى إليها ولا أدري حقيقة أين سيقف هؤلاء وأي دين يبقى عند من سيسلك هذا المنهج الخطير مع ضعف التدين الظاهر على رواده وحبهم الواضح للترف والشهوات , فهم يرون أن من حق أي شخص أن يعمل بأي قول يناسبه في الفقه دون حاجة إلى تحقيق هذا القول ودون النظر لموافقة هذا القول للكتاب والسنة والإجماع من عدمها, ولا شك أن هذا أمر خطير للغاية إذ أنه يجر إلى الزندقة كما قال علماء السلف رحمهم الله ..
ثانيا / تمييع قضايا العقيدة والتي على رأسها الولاء والبراء والسعي لإلغاء الحب في الله والبغض فيه مع كونها أوثق عرى الإيمان ويتضح هذا الملمح من سعيهم الحثيث لإلغاء الفوارق بين السني والبدعي والمسلم والكافر والحق والباطل بدعوى الإنسانية والأهداف المشتركة والتعاون على البر والتقوى ولا أدري أي بر وأي تقوى هي التي يريدون أن يتعاونوا مع أهل البدع ومع أهل الكفر عليها فتجدهم دائما يتحدثون عن الحب الفطري والأخوة الإنسانية ناسين أو متناسين قول الصحابي الكريم في غزوة بدر لأخوه في النسب حين أسر هذا أخي من دونك, رامين مبدأ الولاء والبراء خلف ظهورهم وماعلموا أنهم مهما فعلوا ومهما حاولوا أن يلبسوا على الناس لن يستطيعوا أن يصلوا إلى مايريدون فكتاب الله ينفي شبهتهم وينهي دعوتهم قال تعالى:"لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " (المجادلة: 22) فأي دعوة تبقى لهم بعد هذه الآية وأي نجاح يرجون بعد مصادمتهم لصريح القرآن والسنة, وبعد هذا يتحدثون عن ثقافة الكراهية ويصفون منهج السلف بها بكل بجاحة ووقاحة ..
ثالثا / تأثر فقههم بتغيراتهم الفكرية والمنهجية مما يوضح سبب تغير آرائهم الفقهية إذ قد يكون تغير الاختيار الفقهي مبررا إذا كان ناتج عن مبررشرعي من مبررات تغير الرأي الفقهي التي يعذر بها الفقيه إضافة إلى كون هذه التغيرات لم تكن في مسائل محدودة وإنما تناغمت تناغما كبيرا مع المنهج الجديد الذي سلكوه فلا تكاد تجد من آرائهم شيئا لم يتغير ومن هنا يتبين أن التغير منهجي لا فقهي وفكري لا علمي وهذا هو مكمن الخطر ولب الفساد لأن تغير الرأي الفقهي لا بد أن يربط بالشرع لا بالفكر ..
رابعا / من أخطر هذه الملامح تمسحهم بباب المقاصد لتمرير ما يريدون من شبهات جاعلين الإمام الشاطبي قدوتهم مع البون الشاسع بين منهجهم ومنهج الشاطبي فهم في الواقع بعيدون كل البعد عن مقاصدية الشاطبي وإنما ركبوها لتمرير آرائهم عن طريقها وقد تكلم محقق الموافقات الشيخ مشهور حسن آل سلمان عن بعضهم في مقدمته بشكل يوضح خطورة مسلكهم إذ وصف منهج هؤلاء بأنه منهج خطير على المسلمين يتلخص بالتشريع بالمصلحة مجردة من أي قيد والأخطر أن ينسب ذلك النهج المبتدع والخطير إلى الإمام الشاطبي رحمه الله وأن يدعى أن هذا المنهج هو منهج المفكرين الأصوليين المعاصرين, وملخص منهجهم في ذلك أن المصلحة التي تقدم هي التي يراها العقل فما يراه العقل محققا للمصلحة ودارئا للمفسدة فهو مشروع وإن خالف نصا لأن النصوص كما يرونها ليست جامدة ولا مصوغة صيغة نهائية بل يمكن أن تفكك وتحلل وتفهم وفق المصلحة التي يراها العقل, وهذا من الخلط الكبيرعند القوم إذ لم يجعلوا لفهم القرون المفضلة مكانا في فهم النصوص ولا تفسيرها إضافة إلى نسبتهم صلاح الأمر وفساده إلى عقولهم فما تراه مصلحة فهو ما يفتون به دون النظر إلى النص بل حتى وإن خالف صريح النص, ومع تخبطهم الواضح في هذا الباب من أبواب العلم وجعله ممر يسلكونه ليصلوا منه إلى تبديل الأحكام وتغييرها وفق أهوائهم ووفق ما يتناسب في رؤيتهم مع العصر
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي نعيشه وهم بذلك يسعون إلى نسف أحكام شرعية ثبتت بصريح النصوص بحجة المصلحة التي رأتها تلك العقول الصغيرة, وفي وجهة نظري أن هذا الملمح من أخطر الملامح على الإطلاق لأنه باب واسع يمكن أن يبثوا عبره شبهات في العقيدة والفقه والتفسير والسنة لا يمكنهم بثها إلا عن طريقه.
خامسا / غلوهم في تقديس العقل حتى أصبح حكما على النقل من حيث الصحة والضعف والقبول والرد والاستحسان والاستقباح والفهم والتفسير وسخريتهم بالعلوم المعيارية والمنهجية الحديثية في قبول النصوص وفي التصحيح والتضعيف, حتى أنك لتسمع أحدهم وهو يستهجن بعض ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر أو غير مباشر سواء شعر أو لم يشعر, إضافة إلى كونهم يفتخرون بذلك ويرون أن منهج السلف يدعو إلى تعطيل العقل وعدم إعماله وما علموا أن منهج السلف هو المنهج الوحيد الذي أعطى العقل حقه فلم يقحمه في الغيبيات التي ثبتت بصحيح السنة لينكرها ولم يقحمه في مالا يطيق وفيما لا يمكنه التوصل إليه إلا عن طريق النقل.
سادسا / الهزيمة النفسية والإعجاب بوهج الحضارة والمدنية الغربية حتى لا تكاد تقرأ مقالا لأحدهم إلا وتجده يتغنى بعدل الغرب وتقدمه وتطوره بصورة توحي بالانهزامية التي تسكن نفوس كثير من أتباع هذا المنهج وحجتهم في ذلك الحكمة ضالة المؤمن ولكن حينما تنظر إلى تلك الحكمة التي يريدون إذا بها تناقض مبادئ إسلامية راسخة مما جعلهم يسعون لترويض تلك المبادئ لتتناسب مع حكمتهم التي يتغنون بها فبدلا من تأصيل تلك الأفكار المستوردة والاستفادة مما يوافق منهج الإسلام غربوا الإسلام ليتناسب مع تلك الفكار المستوردة مما يوضح ضعف بصيرتهم وقلة قدراتهم العقلية في تحوير الأفكار المفيدة والإفادة منها في شتى العلوم الإنسانية وهذا العجز الذي وقعوا فيه جعلهم ينادون بتطبيق تلك الأفكار كما هي عند أربابها دون مراعاة المتغيرات العقدية والفكرية والثقافية والاجتماعية, وهم بذلك ضحية من ضحايا الشعارات الخداعة التي يرفعها الغرب دون تتبع لحقائق تلك الشعارات وصدقها ومدى صلاحيتها وهل تطبق كما في دعايتها أم أنها مجرد شبكة صياد يسقط فيها أمثال هؤلاء المبهورين ..
سابعا / دعوى شرعية حرية التعبير والرأي التي جعلتهم يستضيفون في برامجهم وقنواتهم أبواق التغريب ورؤوس المبتدعة في تبرير بليد لهذه الاستضافة واستدلال باطل بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتح المجال للمنافقين ليعبروا عن آرائهم ولا أدري أين هؤلاء من قول الله تعالى:" وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ" (المائدة: 61) وقوله سبحانه:"يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً " (النساء: 108) إلى غيرها من الآيات التي تبين مسلك المنافقين في إخفاء ما تكنه صدورهم من الكفر وعدم النطق به والتصريح به وهم بهذا يحاولون إقرار كلمة الكفر بدون نكير إذ يرون أنه من حق كل أحد أن يعبر عن رأيه أيا كان هذا الرأي, وهم بهذا يقعون في تناقض لا يستطيعون أن يبرروه إذ أنهم لا يقرون أحدا مهما كان ليعبر عن رأيه في مجالات السياسة إلا في حدود وأما في جانب الشرع والعقيدة فلا مانع من التعبير حتى لو كان كفرا بواحا ظاهرا ..
ثامنا / استهجانهم للوعظ وأهله ووصفهم لمن يقوم به بالدروشة إضافة إلى تحقيرهم من شأن العبادات إذ لا تكاد تجد أحدهم يحث على طاعة أو يُحَّرص على فريضة أو يذكر بعبادة, حتى خلت مجالسهم من التذكير والوعظ وامتلأت بالنقد والسخرية والمماراة والمجادلة بعيدا عن الحرص على أعمال الجوارح والقلوب وبعيدا عن الحديث فيما ينفع من العلوم الشرعية والدنيوية حتى بدأت ترى كثير ممن سلك هذا المنهج تظهر عليه علامات الانتكاس والتساهل في أداء الفرائض والسنن والواجبات وحتى خبا وهج كثير ممن سلك هذا المسلك بعد أن كان شعلة نشاط ومصباح هدى والله المستعان ..
تاسعا / من أبرز ملامح هذا المنهج التوجه السياسي الذي يظهر جليا في نتاج رواده ومقالاتهم ولقاءاتهم إذ أنك تجدهم يحاولون تسخير الشريعة لخدمة توجهاتهم السياسية التي يخفونها ويظهرون بعضها, وما دعواتهم النهضوية والإصلاحية إلا نتاج لهذا التوجه فهم ينادون بالديموقراطية الغربية والانتخابات البرلمانية والمجالس الشعبية وكأنهم يسعون إلى تكوين حزب سياسي من خلال طرحهم المتكرر لمثل هذه الموضوعات, وهذا ما يبين لنا سر هجومهم على العلماء بصورة فجة لعلمهم أن أول من يقف أمام دعواتهم المناقضة للشريعة هم أهل العلم الذين يزنون الأمور بميزان الشريعة لا بميزان أهل الأهواء من دعاة الفتنة ورموز الضلالة, والعجيب في الأمر أنهم يشنعون على من يحافظ على ضرورة العرض والدين ويرون أنهم اشتغلوا بالمهم عن الأهم وإذا سألتهم عن الأهم أتتك الإجابة بأنه حفظ المال العام وتحقيق العدالة ومع أهمية هذين المطلبين إلا أن حفظ الدين والعرض مقدم عليهما بلا شك وهذا ما يعرفه عامة الناس فضلا عن من يتباهى بفقه المقاصد ويتغنى بالمصالح والأولويات, ممن أصبح المال عنده أغلى من روحه بل ومن دينه وعرضه والله المستعان ..
والحق أنهم يسعون إلى أن يكونوا وسطا بين الحق والباطل لا وسطا بين الباطل والباطل وهذا خطر ظاهر إذ أنهم يرومون تحريف الوسطية نفسها وتوفيقها مع رؤيتهم وقد رأينا أثر بعض مراكز الفكر في ذلك وتسخير بعض القنوات لخدمة هذا الهدف ومما يزيد من خطورة هذه الوسطية المفتراه زئبقية رموزها وعدم وجود أصول تحكمهم وتؤطرهم ويمكننا أن نناقشهم بها ونحاورهم فيها فهم يتمسحون بالسلف وينقلبون على أصولهم ويحاولون الاستشهاد بنصوص مجتزأة غامضة لبعض الأعلام ليتمكنوا من تفسيرها وفق أهوائهم وتوجهاتهم ..
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم مقال مفيد
بارك الله فيك
اخي ممكن تعطي مثال على امثال هؤلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصقر المكسور]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 12:11]ـ
ملامح المنهج الوسطي المفترى!!!
هل يعني أن هناك منهجا وسطيا غير مفترى؟
وأضم صوتي مع (درداء) ليتك تمثل لنا من واقع هذه الوسطية مانستطيع به فهم المقصود والمعني ..
بارك الله فيك
ـ[الاثر]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 05:26]ـ
بارك الله فيك مقال مفيد نفع الله بك
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 08:34]ـ
السلام عليكم مقال مفيد
بارك الله فيك
اخي ممكن تعطي مثال على امثال هؤلاء
أخي الفاضل حينما نضرب أمثلة تقتصر كثير من العقول عليها ونحن هنا نحاول أن نتحدث عن منهج لا عن شخص
بارك الله فيك وشكر لك
ـ[درداء]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 12:30]ـ
أخي الفاضل حينما نضرب أمثلة تقتصر كثير من العقول عليها ونحن هنا نحاول أن نتحدث عن منهج لا عن شخص
بارك الله فيك وشكر لك
اخي في الله انت تحدثت عن منهج
هل هذا المنهج موجود على ارض الواقع؟
عندما تتحدث عن منهج لا عن شخص ... لماذا ذكرت اسم شخص من المعاصرين في مقالك وهو الشيخ مشهور؟
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 01:04]ـ
جزاكم الله خيرا مقال رائع وهذا المنهج موجود على أرض الواقع ولا يخفى على أحد المنتسبين له.
قرأت مرة لأحدهم وهو يبين الوسطية وضرب مثلا قضية النقاب فقال أنا أعلم أن فيه خلاف في فرضيته من إستحبابه لكن أنا أختار الإستحباب لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا أختار أيسرهما!!!!! يعني أصبح إتباع الهوى أصل عند دعاة الوسطية والله المستعان(/)
حتى يكون جيلا متميزا؟؟؟؟؟
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 02:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على كل داعية و مهتم بتربية الجيل المسلم ان من اهم العقبات التى تواجههم في هذه الفترة هي المسائل الاخلاقية و السلوكية فقد تجد بعضا من الشباب مستقيم ثم بعد مدة -تقصر او تقل - تجدة وقد اخذ يتقهقر الى الوراء؟؟
واذا اخذت تناقش او تحاول ان تعرف سبب هذا التحول و اذا ورائه امور لا تخفى عليكم في ضل هذا الانفتاح سواء عن طريق الانترنت او عن طريق الجوالات وهو اخطر لتوفرها مع شريحة من الشباب ليست بالقليلة؟
واني ادعوا اخواني من الدعاة و طلبت العلم و المربين و من له ارتباط بهذا الجيل المسلم في ان نذكر اسباب هذا التحول؟؟؟؟
وطرق علاجه؟؟؟؟؟؟؟؟
حتى تعم الفائدة ويكون في ذلك توجيه لمن له مباشرة في تربية هذا الجيل؟
فكثيرا ما تطرح هذه المسائل و يكون في ايجاد الحلول لها شيئا من الضعف نوعا ما؟
و ارجوا من الاخوة ان يشاركوا في اثراء الموضوع ولو كان بفكرة او اسم كتاب بنتفع منه او شريط او نشرة؟
هذا و الله يحفظ شباب المسلمين من كل شبهة و شهوة.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 05:14]ـ
بارك الله فيك على هذا الطرح الطيب
/// /// /// /// ///
فقه تربية الأبناء وطائفة من نصائح الاطباء
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=805
/// /// /// ///
فن تربية الأولاد في الإسلام
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=67
/// /// /// ///
التربية في السنة النبوية
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1295
/// /// /// /// ///
أصول التربية الإسلامية
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2725
/// /// /// /// ///
سلسلة محو الأمية التربوية
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2132
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 08:19]ـ
السبب عدم الحركة ... لايوجد ياشيخي الجليل جهد للدين ...
بكل بساطة المجتهدون للدين هم في حفاظة الله ...
ألم تسمع قول الشافعي:
إني رأيت وقوف الماء يفسده
إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب ..
ـــــ
ألا ترى إلى الغيث يتحرك ويتجول فتتنزل الرحمات هنا وهناك ... هكذا نتجول نجتهد على الناس بحكم أننا خير أمة أخرجت للناس فتتنزل الهداية علينا وعلى الآخرين ... !!!!!!!!!!
قال الله تعالى:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " .. الهداية بالمجاهدة ... !!!!!!!!!
نجتهد ونذهب في رحلات دعوية ونتدرب ونتمرن على جهد الدين فنحصل على الهداية بإذن الله ...
وهكذا نثبت على الهداية كالجبال لايهزها الريح ... ولا الطوفان ... !!!!!!!
ــــــــ
أخي الراغب الأصفهاني / بارك الله فيك .. لقد أحببت أن أدلي بدلوي بعدما شاركت أهل الدعوة أكثر من عشر سنوات .. رأيت الثبات والاستقامة بفضل الله على الجميع بل العدد في تزايد حيث لانرى التراجع إلا بنسب قليلة جدا تكاد لاتذكر ... !!!!!!! 1
فالحل ياأخي هو بالجهد بالدين ...
وجزاك الله كل خير،،،،
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 07:36]ـ
الاخوة ابوحاتم و صالح بارك الله فيكما ونفع بمشاركاتكما الجيدة
و من الكتب الجيدة في هذا المجال
1 - تربية الشباب الدكتور محمد الدويش.
2 - الرائد دروس في التربية و الدعوة للفريح.
3 - وقفات تربيوية في ضوء القران للجليل , وكذالك كتاب من اخلاق السلف له.
4 - كتاب الاداب للشلهوب.
5 - سلسلة اين نحن من هولاء لعبدالملك القاسم.
6 - وقفات تربوية من السيرة النبوية احمد فريد.
7 - آفات على الطريق/ توجيهات نبوية على الطريق السيد نوح.
8 - سلسلة معالم على طريق الدعوة (دار الاندلس الخضراء).
9 - منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة احمد امحزون.
10 - الصحوة الاسلامية ضوابط وتوجيهات للعلامة ابن عثيمين.
نسأل الله التوفقيق لما يحب ويرضى وننتضر المشاركات من الاخوة الافاضل
فرب عمل قليل كبرته النية فلا تتقال ماتطرحه فقد يكون سبب في حل مشكلة من مشكلات الشباب المسلم في شرق الارض او في غربها؟
مع تحياتي لجميع الاخوة ..........
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر صاحب الموضوع وأسأل الله أن تعم الفائده للجميع
جزيتم خيرا على تلك الروابط
فالحل ياأخي هو بالجهد بالدين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
نفع الله بك
وبالنسبه لمحور الموضوع فأقول: حينما نتحدث عن الأجيال وبالأخص ((الجيل المسلم))
فأننا نحتاج إلى الهدف والهمه والصبر والعلم
المحور الأول الهدف
حينما يكون الهدف واضح للمربي يعرف ماذا يريد أن يزرع لكي يحصد
عندما يكون هدفنا أن نربي أبنائنا على كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
عندما يكون هدفنا إنشأ جيل صالح فأننا نحتاج لنقط المهمه والأهم وهي
المحور الثاني الهمه
الهمة: هي الباعث على الفعل
الهمة عمل قلبي والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه
" ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا "
والهمة متى ماوجدت فأن الخير باقي بإذن الله
فالهمة هي التي تنهض بالأمم وهي محيية أمل الغد
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... و تأتي على قدر الكرام المكارم
و تكبر في عين الصغير صغارها ... و تصغر في عين العظيم العظائم
همَّة المؤمن أبلغ من عمله
المحور الثالث الصبر
الصبر تحمل الأنسان أمراً ما سواء يريده أو لايريده
الصبر على تنشأة الجيل الصالح وإحتساب الثواب عند الله
وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:
إني رأيت وفي الأيام تجربة * للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقلَّ من جد في أمر يطلبه * فا ستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
وبالنسبه للمحور الأخير العلم
ولايحقق الهدف إلا بالعلم والمعرفه
العلم (التربوي)
العلم (الشرعي)
والجميع يعرف فضل العلم وفضل تعلمة
قال تعالى:
" هَلْ يستوي اْلَّذينَ يَعْلَمونَ وَالْذينَ لا يَعْلَمونْ "
بتالي سيسهل التعامل مع هذا الجيل (الأبناء)
جيل صالح مصلح ومؤثر جيل يحفظ القرآن الكريم وفقه العبادات
فعند تربية الأبناء وانشاء جيل صالح معمر فأننا قد أنشئنا الجيل الصالح
والكلام يطول في هذا ... ولكن هذا ماطاب لي قوله
بوركتم أخي الكريم
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 10:43]ـ
اشكر جميع الاخوة على المرور و المشاركة ولا تحقرا من المعروف شيء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الاثر]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 01:10]ـ
أخي الكريم الدعوة إلى الله جانب عظيم من جوانب هذا الدين والإخلال به أدى إلى ماتشتكي منه وهذا الباب كأي عبادة يحتاج إلى إخلاص لله واتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلابد للداعي أن يتعلم منهجية الدعوة إلى الله وفق المنهاج النبوي كما لابد له من إخلاص وجهد وتضحية وتفاني في سبيل مايدعو إليه من حق فإذا قام بذلك فأبشر بكل خير وكل خلل في هذا الأمر هو ناتج من الخلال في إحدى هذاين الأمرين والله والمستعان.
وأفضل من كتب في هذا فيما أرى والله أعلم الشيخ عدنان عرعور في كتابه منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر وحاز على جائزة فيه
وهذه خطة البحث:
قد تكلمت في هذا الموضوع سالكاً خطة تتكون من مقدمة وثلاثة أبواب، وخاتمة.
أما المقدمة: فقد ذكرت فيها اسم الموضوع الذي سأتكلم عنه، وأشرت إلى الأسباب التي جعلتني أكتب فيه، والخطة التي سأسلكها في الكتابة، والمنهج الذي سأتبعه في ذلك.
أما الباب الأول: فموضوعه نظرات في حاجات المسلمين و واقعهم الدعوي، فهو أشبه ما يكون بالتمهيد للموضوع المراد بهذا البحث، وقد تضمن هذا الباب فصلين:
أما الفصل الأول: فهو نظرة في واقع المسلمين واحتياجاتهم، وواقعهم الدعوي، وشمل هذا الفصل ثمانية مباحث:
المبحث الأول: حاجة البشرية إلى الدعوة.
المبحث الثاني: حاجتنا إلى التأصيل قبل التمثيل والعاطفة والارتجال.
المبحث الثالث: حاجتنا إلى الفقه، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: المقصود بالفقه.
المطلب الثاني: فقه الأولويات.
المطلب الثالث: فقه المقاصد.
المطلب الرابع: فقه المصالح والمفاسد.
المطلب الخامس: فقه الشعب والمقامات.
المبحث الرابع: حاجتنا إلى التربية.
المبحث الخامس: حاجتنا إلى الورع.
المبحث السادس: حاجتنا إلى الواقعية.
المبحث السابع: حاجتنا إلى مخاطبة الناس بما يعقلون، وبما يحتاجون.
المبحث الثامن: حاجتنا إلى التواضع.
أما الفصل الثاني: فهو في بيان الدعوة إلى الله تعالى، وضمنته ستة مباحث.
المبحث الأول: تعريف الدعوة إلى الله.
المبحث الثاني: أهميتها ومقامها في الإسلام.
المبحث الثالث: فضل الدعوة إلى الله تعالى.
المبحث الرابع: حكم الدعوة إلى الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الخامس: أهداف الدعوة إلى الله تعالى، وفيه ثلاثة مطالب.
المطلب الأول: تعريف العباد بخالقهم، وحقّه عليهم، وحقّهم عليه.
المطلب الثاني: نشر الخير والصلاح، وقطع دابر الشر والفساد.
المطلب الثالث: تعارف الشعوب وتوحيد الأمم ونشر السلام بينهم.
المبحث السادس: آثار الدعوة إلى الله تعالى.
أما الباب الثاني: فهو في بيان أركان الدعوة الثلاثة، وقد احتوى هذا الباب ثلاثة فصول:
أما الفصل الأول: ففيه مبحثان:
الأول: فقد تطرقت فيه إلى أهمية الداعية.
الثاني: ذكرت فيه أبرز الصفات المحمودة له.
وأما الفصل الثاني: فتكلمت فيه عن المدعوين وأحوالهم، ورتبت الحديث في هذا الفصل على سبعة مباحث:
المبحث الأول: أهمية مراعاة المدعوين وأحوالهم.
المبحث الثاني: مراعاة طباع المدعوين الشخصية.
المبحث الثالث: مراعاة أحوال المدعوين العلمية.
المبحث الرابع: مراعاة أحوال المدعوين الإيمانية، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: المقصود بأحوالهم الإيمانية.
المطلب الثاني: تقسيم الناس في الإيمان.
المطلب الثالث: المقصود من هذا التقسيم.
المطلب الرابع: تنوع خطاب القرآن بما يتناسب مع هذه الأصناف.
المطلب الخامس: مراعاة السنة لأحوال الناس الإيمانية.
المبحث الخامس: مراعاة أحوال المدعوين النفسية، وظروفهم الخاصة، وحاجاتهم الملحة.
المبحث السادس: مراعاة حاجات المدعوين.
المبحث السابع: مراعاة أحوال الناس العامة، وما اعتادوا عليه، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: المقصود بأحوال الناس العامة.
المطلب الثاني: تقسيم عادات الناس.
المطلب الثالث: أحكام هذه العادات.
المطلب الرابع: مراعاة السنة لعادات الناس من حيث التغيير.
أما الفصل الثالث: وفيه نتحدث عن منهجية الدعوة، وتناولته من خلال ثمانية مباحث:
المبحث الأول: قاعدة: الدعوة إلىالإيمان قبل الأعمال والأحكام، وتحته ثمانية مطالب.
المطلب الأول: معنى هذه القاعدة.
المطلب الثاني: الحكمة من هذه القاعدة وثمرتها
المطلب الثالث: مثل العبادة عند قوي الإيمان، وعند ضعيفه.
المطلب الرابع: أدلة الإيمان قبل الأعمال والأحكام، ودعوة الرسل.
المطلب الخامس: صور من تطبيق هذه القاعدة.
المطلب السادس: قاعدة الإيمان قبل الأعمال والأحكام لا تمنع تبليغ الحلال والحرام.
المطلب السابع: تطبيق هذه القاعدة على أهل العصر.
المطلب الثامن: سبل زيادة الإيمان.
المبحث الثاني: قاعدة: التعليم والبلاغ، لا الحكم والحساب، وتحته ستة مطالب:
المطلب الأول: المقصود من هذه القاعدة المنهجية، وأدلتها.
المطلب الثاني: عمل الأنبياء بهذه القاعدة.
المطلب الثالث: تطبيق هذه القاعدة على أهل هذا العصر.
المطلب الرابع: مفاسد الخروج عن هذه القاعدة.
المطلب الخامس: بيان مهمة الداعية الأساسية.
المطلب السادس: الحكمة من هذه القاعدة وخلاصتها.
المبحث الثالث: قاعدة: الدعوة إلى الأسس والتأصيل، قبل الفروع والتمثيل، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: المقصود من هذه القاعدة المنهجية الدعوية.
المطلب الثاني: أهمية هذه القاعدة وأدلتها.
المطلب الثالث: ثمار التأصيل.
المطلب الرابع: القاعدة وأهل هذا الزمان.
المطلب الخامس: الأمور التي يجب أن يراعيها الداعية عند بيان التأصيل، ومفاسد الخروج عنها.
المبحث الرابع: الموازنة - في الدعوة- بين الترهيب والترغيب، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: المقصود من هذه القاعدة.
المطلب الثاني: منهج القرآن الكريم من هذه القاعدة.
المطلب الثالث: منهج السنة الكريمة من هذه القاعدة.
المطلب الرابع: الحكمة من الموازنة بين الترغيب والترهيب.
المبحث الخامس: مخاطبة الناس بما هو من شأنهم، وبما يناسبهم و ينفعهم، وبما يقدرون عليه، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: المقصود من هذه القاعدة.
المطلب الثاني: مخاطبة الناس بما يناسب مستواهم العقلي، والثقافي، والعلمي.
المطلب الثالث: مخاطبة الناس بما ينفعهم، وبما يقدرون عليه، وبما هو واجب عليهم.
المطلب الرابع: التفصيل في معالجة أحوال المسلمين، والإجمال بما يفعله الكافرون.
المبحث السادس: جواز المداراة في الدعوة إلى الله تعالى، وحرمة المداهنة، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: المقصود من المداراة والمداهنة.
المطلب الثاني: موقف الدعاة في هذا الباب والوسطية.
المطلب الثالث: عواقب غياب هذه القاعدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث السابع: في التدرج، وفقه الأولويات، وفيه تسعة مطالب:
المطلب الأول: المقصود بالتدرج، وفقه الأولويات.
المطلب الثاني: التدرج في المأمورات واحدة واحدة وأدلة ذلك.
المطلب الثالث: التدرج في المأمور نفسه.
المطلب الرابع: التدرج في النهي عن المحرمات.
المطلب الخامس: التدرج في نفس المحرم.
المطلب السادس: التدرج سنّة لم تُنسخ.
المطلب السابع: التدرج لحالات خاصة.
المطلب الثامن: الوضع المكي لم ينسخ.
المطلب التاسع: حكمة التدرج.
المطلب العاشر: التدرج لا يبيح حراماً، ولا يسقط واجباً.
المبحث الثامن: الدعوة إلى الله ورسوله r، لا إلى الأحزاب ورجالها، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: المقصود بهذه القاعدة وأدلتها.
المطلب الثاني: الأخطاء الدعوية المخالفة لهذه القاعدة.
المطلب الثالث: خطورة هذه الأخطاء.
المطلب الرابع: خلاصة هذا المبحث.
المبحث التاسع: قواعد منهجية متنوعة، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: القاعدة الأولى: جواز ترك المستحب لتأليف الناس، ورغبة في قبولهم الدعوة إلى الله.
المطلب الثاني: القاعدة الثانية: عدم إثارة ماضي المدعوين، وعدم تذكيرهم بسوابقهم، وإلقاء اللوم عليهم.
المطلب الثالث: القاعدة الثالثة: عدم الإنكار على من عمل بفتوى عالم.
المطلب الرابع: القاعدة الرابعة: اغتنام المواسم، وتخير الأوقات، واستغلال الأحداث.
وأما الباب الثالث: وقد أفردته للأساليب والوسائل الدعوية، وأدرجت تحته ثلاثة فصول:
أما الفصل الأول: فهو في بيان الأساليب الدعوية، وجاء تحته عشرون مبحثاً:
المبحث الأول: أهمية الأسلوب، وأثره في الدعوة.
المبحث الثاني: قواعد في الأسلوب الدعوي، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: القاعدة الأولى: الأمر من الله ورسوله بإحسان الأسلوب.
المطلب الثاني: القاعدة الثانية: الرفق واللين والتيسير، لا القساوة والغلظة والتعسير.
المطلب الثالث: القاعدة الثالثة: الشفقة والنصح، ولا التوبيخ والفضح.
المطلب الرابع: القاعدة الرابعة: سهولة الأسلوب، وبساطة الطرح، وواقعية التمثيل.
المبحث الثالث: لفتات عن الأسلوب في القرآن الكريم.
المبحث الرابع: لفتات عن الأسلوب في السنة النبوية.
المبحث الخامس: أخطاء بعض الدعاة في الأسلوب.
المبحث السادس: في إثارة العاطفة، وتحريك العقل، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: أهمية ذلك.
المطلب الثاني: التوازن بين خطاب القلب والعقل في القرآن الكريم.
المطلب الثالث: التوازن بين العقل والعاطفة عند الرسل.
المطلب الرابع: السنة ومخاطبة العقل والقلب.
المبحث السابع: التذكير بأيام الله، وذكر المنافع والمضار في الخطاب الدعوي، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: المقصود والأهمية.
المطلب الثاني: ذكر ذلك في القرآن.
المطلب الثالث: سيرة الأنبياء في هذا.
المبحث الثامن: متنوع في صيغ الأسلوب، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: الخطاب بصيغة الجمع.
المطلب الثاني: الخطاب المطلق.
المطلب الثالث: في استخدام الداعية أسلوب الاستفهام والترجي.
المطلب الرابع: القرآن الكريم وأسلوب الاستفهام والترجي.
المطلب الخامس: السنة وأسلوب الاستفهام والترجي.
المبحث التاسع: قص القصص، وضرب الأمثال، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: المقصود والأهية.
المطلب الثاني: شروط القصة وأمثلة من الكتاب والسنة.
المطلب الثالث: شروط المثال ولآدابه،ونماذج من القرآن والسنة.
المطلب الرابع: الخلاصة والتوجيه.
المبحث العاشر: الدعابة تكون في الأسلوب.
المبحث الحادي عشر: من الأسلوب الحسن؛ استقبال الداعية بوجهه المدعوين، والحركة المعتدلة المعبرة، وتفاعله مع خطابه.
المبحث الثاني عشر: تنوع أسلوب الداعية، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: أنواع الأساليب الخطابية.
المطلب الثاني: أمثلة من تنوع الخطاب في الكتاب والسنة.
المبحث الثالث عشر: من الأسلوب الحسن؛ عدم الإطالة في الخطاب، وعدم التشقيق والتشدق والتفيهق في الكلام، وعدم تعمد السجع، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: الأهية والمعاني.
المطلب الثاني: موقف السنة من هذه الأمور.
وأما الفصل الثاني: فنتحدث فيه عن الوسائل الدعوية بعامة، وبخاصة المعاصرة: أنواعها .. وأحكامها، وتحته سبعة مباحث:
المبحث الأول: في الرابط بين الغايات، والطرق، والوسائل، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: المقصود من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
المطلب الثاني: الخلاف بين أهل العلم في حكم الطرق والوسائل.
المبحث الثاني: في الوسائل الدعوية، وتعريفها، وأنواعها، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: تعريف الوسيلة وأنواعها.
المطلب الثاني: حكم الوسائل وضوابطها.
المطلب الثالث: الأدلة على أن الأصل في الوسائل الإباحة.
المطلب الرابع: ضوابط استخدام الوسيلة الشرعية.
المطلب الخامس: أن حكم الوسائل حكم مقاصدها.
المبحث الثالث: حث الإسلام على استخدام الوسائل.
المبحث الرابع: الاستخدام العملي للوسائل عند الأنبياء.
المبحث الخامس: تتابع المسلمين على استخدام الوسائل.
المبحث السادس: الداعية والوسائل وتطورها، وقواعد استخدامها الفنية.
المبحث السابع: موافقة التربويين منهج الرسول r في استخدام الوسائل.
وأما لفصل الثالث: وجاء في ذكر أهم الوسائل الدعوية مفردة، وبخاصة العصرية منها، وتضمن ستة عشر مبحثاً:
المبحث الأول: الكلمة.
المبحث الثاني: القلم والكتابة.
المبحث الثالث: الكتيبات والنشرات (المطويات)، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: المقصود منها وأهميتها.
المطلب الثاني: فوائدها وسلبياتها.
المطلب الثالث: شروط الكتيبات والنشرات الناجحة.
المبحث الرابع: الإذاعات، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أهميتها.
المطلب الثاني: الوضع الواقعي للإذاعات وحكم المشاركة فيها.
المطلب الثالث: ميزات الموضوعات الناجحة.
المبحث الخامس: المحطات المرئية: (الرائي – الفضائيات)، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: الأهمية والمقصود.
المطلب الثاني: حكم المشاركة فيها.
المطلب الثالث: إيجابياتها و سلبياتها.
المبحث السادس: الصحف والمجلات، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أهميتها.
المطلب الثاني: حكم المشاركة فيها واقتنائها.
المطلب الثالث: فوائدها وسلبياتها.
المبحث السابع: الدروس والمحاضرات، والندوات، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: الأهمية والتعريف.
المطلب الثاني: مزايا الدروس وسلبياتها.
المطلب الثالث: مزايا المحاضرات وسلبياتها.
المبحث الثامن: المؤتمرات، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: الأهمية والتعريف.
المطلب الثاني: الإيجابيات.
المطلب الثالث: السلبيات.
المبحث التاسع: الدورات العلمية، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: التعريف والأهمية.
المطلب الثاني: ميزاتها.
المطلب الثالث: سلبياتها.
المبحث العاشر: الأشرطة السمعية والمرئية، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: الأهمية.
المطلب الثاني: الإيجابيات.
المطلب الثالث: السلبيات
المبحث الحادي عشر: اللوحات المعلقة، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: التعريف والأهمية.
المطلب الثاني: حكمها.
المطلب الثالث: ميزاتها وسلبياتها.
المطلب الرابع: توجيهات ونصائح حولها.
المبحث الثاني عشر: المجادلة والمحاورة والمناظرة، وفيه عشرة مطالب:
المطلب الأول: الأهمية والمقصود.
المطلب الثاني: المعاني والتعريف.
المطلب الثالث: مشروعية الجدال بعامة، وحرمة الذموم منه.
المطلب الرابع: الجدال في القرآن الكريم.
المطلب الخامس: تتابع الرسل على المجادلة.
المطلب السادس: الترتيب الدعوي لصور الجدال.
المطلب السابع: صور من الجدال في السنة.
المطلب الثامن: شروط الجدال المحمود وضوابطه.
المطلب التاسع: نصائح للمناظر.
المطلب العاشر: خلاصة المبحث.
المبحث الثالث عشر: المباهلة.
المبحث الرابع عشر: الشبكة العالمية (الشبكة العنكبوتية) (الإنترنت)، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: ضرورة استغلالها في الدعوة إلى الله.
المطلب الثاني: إيجابياتها.
المطلب الثالث: سلبياتها.
المطلب الرابع: نصائح وتوجيهات.
المبحث الخامس عشر: التمثيل. وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: المقصود والحكم.
المطلب الثاني: خلاصة الحكم (الترجيح).
المطلب الثالث: صور من التمثيل الهادف المباح.
المبحث السادس عشر: التصوير.
أما الخاتمة: فقد كتبت فيها أهم نتائج البحث، وأدرجت فيها بعض التوصيات والمقترحات التي تمخضت من كتابتي في هذا البحث.
هذا، وقد نهجت في بحث هذا الموضوع والكلام عنه منهجاً، هذه بعض خطواته:
أولا ًَ: جمعت المادة العلمية من المصادر والمراجع الأصلية المثبتة في هوامش هذا البحث، وفي فهرس المراجع.
ثانياً: اعتمدت في بحث هذا الموضوع على إرشادات النصوص الشرعية، وما يفهم منها من دلالات دون تعصب لرأي معين، أو تقليد بعيد عن الحق.
حاولت التقعيد والتأصيل ما استطعت لتسهيل إدراكه من القارئ، ولتسهيل العمل به على ساحة الواقع، إذ المقصود الأول هو العمل بالعلم لا مجرد العلم.
ثالثاً: ركزت على وضع أمثلة تطبيقية لكل ما تكلمت عنه من تأصيل، ليتضح مراد ما نتكلم فيه، وليدلل على واقعية التأصيل ومصداقيته.
رابعاً: كتبت الموضوع بأسلوب مفهوم، ولغة بسيطة خالية من التعقيد والغموض، ليسهل تعلم هذه المادة، وتعليمها، وتطبيقها.
خامساً: أشرت إلى مواضع الآيات من السور.
سادساً: خرجت الأحاديث والآثار تخريج صحة دون استفاضة.
سابعا ً: لم أعقد تراجم لمن ذكر من الأعلام لطبيعة هذا البحث.
ثامناً: اقتصرت على فهرسين لهذا البحث: فهرس الموضوعات، وفهرس للمراجع والمصادر.
تجد الكتاب على هذا الرابط في ركن الكتب والبحوث
http://www.islamwasat.com/index.php/book/showbook/1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 11:47]ـ
اشكرك اخي الاثر على هذه المشاركة القيمه
وندعو الله ان يبارك في جهود الشيخ العرعور ويحفظه بحفظه انه على ذلك قدير.(/)
قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 05:48]ـ
بسم الله
متى تطبع وتحمل هذه الرسالة بارك الله فيكم؟
قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات
تميم بن عبد العزيز القاضي
لقد قرأت شدني ثناء الشيخ آل عبد اللطيف بها هنا:
(قلب الأدلة على الطوائف المخالفة) للقاضي
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
قد لا يعاني البحث العلمي في هذا الوقت مِنْ تعذُّر الوصول إلى المعلومة أو تعسُّرها، بل المعلومة يمكن العثور عليها بأيسر طريق، وأكبر قَدْر؛ لا سيما مع التقنيات الحديثة: من الحاسب وشبكات المعلومات ومحرِّكات البحث ... ونحوها.
كما أن الباحث لا يَلقى عَنَتاً ولا شحّاً في تعدُّد القضايا، وتنوُّع النوازل، وتتابُع المستجدات التي يجدر بحثها ومعالجتها؛ إذ لا تزال هذه الإشكالات والوقائع ميداناً رحباً لمن عزم على بحثها، وجدَّ في تحريرها وتحقيقها.
لكنْ على الرغم من وفرة المعلومات وضخامتها، والسهولة المُفْرطة في مطالعتها، وأيضاً تكاثر المستجدات والحوادث؛ إلا أن الفاحص والناظر في جملة من البحوث العلمية - سواء كانت رسائل علمية أو بحوث مجلات محكَّمة أو مؤتمرات - ليجدُ الهشاشة والهزال فيها، والرتابة المُمِلَّة، والتكرار والاجترار، ولسان الحال يقول:
ما أرانا نقولُ إلا مُعاراً ... أو مُعاداً من قولنا مكرورا
إضافة إلى الإغراق في النواحي الشكلية والفنية، والاستطراد في المقدمات المعروفة، وأما القضايا العلمية المشْكِلة والمعْنيَّة بالبحث، فإن الباحث قد يختزلها أو يسوق كلاماً عائماً، أو يتنصَّل منها ... دعك من حال البحوث التي يتشبَّع أصحابها بما لم يُعطَوْا، أو الذين يحمدون بما لم يفعلوا.
ولمَّا سئل الخريشي (ت 1001 هـ) أن يؤلف كتاباً، فقال: (التأليف في زماننا هذا هو تسويد الورق، والتحلي بحلية السرق) (1).
ومهما كان الواقع قاتماً ومتردياً جرَّاء تلك البحوث، إلا أن ثمة بحوثاً على النقيض من ذلك؛ إذ تجد في هذه البحوث الجادة عمقاً علمياً، وتحريراً متيناً، وسَعة في الاطلاع، وابتكاراً في التصنيف، وجزالة في الأسلوب، ورسوخاً في التحقيق، ودراية فائقة في التخصص.
ومن خير النماذج وأروع الأمثلة على ذلك رسالة: «قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات» للشيخ تميم بن عبد العزيز القاضي (2).
ومع أن كثرة الصفحات، ووفرة المراجع ليست أهم المعايير - في نظري - لإضافة تزكية على البحث، وتحقيق إيجابيته؛ إلا أن الباحث سطَّر ما يزيد على ستمائة وألف صفحة، ورجع إلى أكثر من ثماني مئة مرجع، ولم تكن هذه الصفحات المئات حشواً ولا استطراداً، كما لم تكن مراجعه تكثُّراً وتعسفاً؛ فالباحث قد رجع إليها فعلاً، وتحرَّى المراجع الأصلية، والمصادر العميقة، وجانب ما كان هشّاً وما ليس مرجعاً معتبراً.
ويستوقفك في البحث ابتداءً حُسْن اختيار الموضوع وجدَّته وبكارته، ومفارقته للبحوث المكرورة الرتيبة.
وأحسب أن هذا البحث النفيس من واجبات الوقت، ويسدُّ حاجة ملحَّة في الآونة الأخيرة؛ إذ يسهم البحث في مدافعة انهزاميةٍ واضطرابٍ قد عرضا لبعض المتسنِّنة؛ فقَلْبُ الأدلة على أهل البدع يبعث تمام الثقة بالمنهج السلفي، والاعتزاز والاعتصام بطريقة أهل السُّنة والجماعة، بل هذا سبيل المرسلين وأتباعهم؛ فإبراهيم - عليه السلام - حين عارضه قومه، وخوَّفوه من أصنامهم، قال قالباً عليهم حجتهم وتخويفهم: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 18].
قال ابن القيم: «وهذا من أحسن قلب الحجة، وجَعْل حجة المبطل بعينها دالة على فساد قوله، وبطلان مذهبه» (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
فما يشغب به أهل البدع من أدلة يحتجون بها على أهل السُّنة، فإننا معشرَ أهل السُّنة نوقن أن كل دليل (نقلي أو عقلي) يتشبث به أهل الأهواء ضد أهل السُّنة، هو حُجَّة لنا ودليل على أهل الزيغ والبدعة، وهذا القَلْب من دلائل صِدْق المرسلين - عليهم السلام - وبراهين أهل السُّنة في صحة معتقدهم وسلامة منهجهم طوال القرون الماضية وما يُستَقبَل من أيام حتى يأتي أمر الله.
يقول ابن تيمية: « ... فهؤلاء كل ما احتجوا به من دليل صحيح؛ فإنه لا يدل على مطلوبهم، بل إنما يدل على مذهب السلف المتبعين للرسل؛ فتبيَّن أن الأدلة العقلية الصحيحة من جميع الطوائف إنما تدلُّ على تصديق الرسول، وتحقيق ما أخبر به، لا على خلاف قوله، وهي من آيات الله الدالة على تصديق الرسول التي قال الله فيها: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ} [فصلت: 35]، وهي من الميزان الذي أنزله الله، تعالى» (4).
لا عجب أن يعكف الباحث في هذه الرسالة سبع سنين؛ فهو قد اشتغل بمسائل عميقة ومباحث شائكة، هي من مَحَارات العقول، ودقائق المطالب، وخاصة أن الرسالة تجمع بين تخصصين مهمين وعميقين، وهما: أصول الفقه ومسائل الاعتقاد، وهذه مزية أخرى للرسالة؛ فإن من آفات التخصص الدقيق أن يفوِّت دراسة موضوعات مهمة تشتمل على أكثر من فن؛ إذ إن الموضوعات المشتركة والمشتملة على أكثر من تخصص قد تتقاذفها الأقسام بدعوى «عدم التخصص»، وخاصة أن هذا النوع من الموضوعات لا ينفك عن تبعات وأعباء على الباحث ... وصاحبنا قد أحكم موضوع قلب الأدلة من خلال مطالعة كتب أصول الفقه، ومدارسة أهل هذا الفن، وأعدَّ باباً مستقلاً عن قلب الأدلة، وحقيقة الاعتراض بالقلب وأقسامه، وحجية الاعتراض بالقلب وضوابطه.
عقد الباحث باباً بعنوان: «قلب الأدلة الإجمالية التي استدلَّت بها الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات»:
ففي الفصل الأول: قَلَب الباحثُ أدلة المخالفين في توحيد الربوبية، سواء التي استدل بها أهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، أو أدلة مسألة حلول الحوادث.
وفي الفصل الثاني: قَلَب الباحثُ أدلة المخالفين في مبحث أسماء الله الحسنى.
ثم في الفصل الثالث: ساق الباحث أدلة المخالفين من نفاة الصفات الإلهية وتعقَّبَها بالقلب عليهم، مثل: استدلالهم بالتنزيه، وتقديمهم العقل عند توهُّم تعارض العقل بالنقل، ومسألة دليل التركيب والتجسيم ...
ومثال ذلك أن المتكلمين استدلوا بحلول الحوادث ونفيها عن الله - تعالى - على إثبات أن الله هو الصانع، وهو في الحقيقة نفي للصانع؛ فإن الذي يصح أن تنفى عنه الصفات، أو يقال: إنه لا داخل العالم ولا خارجه؛ فمن كان كذلك فهو ممتنع الوجود؛ ولذا قال بعض السلف: المعطِّل يعبد عدماً (5).
وأما الباب الثالث: فعنوانه: «قلب الأدلة التفصيلية التي استدلَّت بها الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات»: استوعب الباحثُ فيه القلب والاعتراض على المخالفين في مسألة: أول واجب على المكلَّف، ودليل التمانع، ومقالة قِدَم العالم عند الفلاسفة، كما قلب الأدلة على نفاة صفات الله - تعالى - الذاتية والفعلية، وساق أمثلة تفصيلية في هذا الشأن، ومثال ذلك: دعوى المتكلمين بوجوب النظر، وعدم صحة إيمان العوام، احتجاجاً بعدم التقليد. يقول الباحث تميم: «وحين ننظر إلى حال ومقال المتكلمين وأهل النظر، فإننا نجد أنهم قد نالوا من التقليد المذموم أوفر الحظ وأجزل النصيب؛ فالذم بالتقليد ينقلب عليهم؛ ذلك أن القواعد النظرية التي أوجبوها لم تدل عليها حجة معتبرة ... وإنما تلقَّوها عن أسلافهم الفلاسفة والمعتزلة؛ فحين يأتي الكلام عن الاستدلال بنصوص الوحي المعصوم في أبواب الإلهيات تجد الردَّ والتزهيد وأنها تحتمل التأويل، لكن حينما يكون الكلام على القواعد الكلامية والفلسفية، فإنك ترى التمجيد تجاهها والتقديس وأنها قد صقلتها الأذهان على تطاول الأزمان!» (6).
أما الباب الرابع: فهو في قلب الألقاب التي أطلقها المبتدعة على أنفسهم، أو على أهل السُّنة:
ففي الفصل الأول من هذا الباب: قَلْبُ ألقاب الذم التي أطلقها المبتدعة على أهل السُّنة، وبيانُ أنهم هم الأحق بها، مثل تسميتهم أهل السُّنة بالمشبهة والمجسمة، ونَبْزِهم أهل السُّنة بالحشوية والنابتة والجهلة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الفصل الثاني: فهو قلب ألقاب المدح التي أطلقها المبتدعة على أنفسهم، مثل دعواهم أنهم أهل العدل والتوحيد، وأهل الحق والبرهان، وأهل السُّنة ...
ومن ذلك: إطلاق لقب المشبِّهة على أهل السُّنة، والحقيقة أن لقب التشبيه والتمثيل ينقلب على طوائف المعطلة؛ إذ إنهم شبَّهوا أولاً ثم دفعوا ذلك بالتعطيل ونفي الصفات، وكذا شبهوا الخالق - عز وجل - بالناقصات والمعدومات؛ «ولهذا قال بعض أهل العلم: إن كل معطِّل مشبِّه، ولا يستقيم له التعطيل إلا بعد التشبيه» (7).
«كما أن لقب المشبهة ينقلب على كثير من متأخري الأشاعرة والماتريدية ممن وقع في تشبيه المخلوق بالخالق، وذلك من جهة ما دخل عليهم من التصوف الغالي، والذي لم يُعهد مثله عن أسلافهم؛ حيث أضافوا إلى أوليائهم وأقطابهم كثيراً من خصائص الربوبية: كعلم الغيب أو التصرُّف في الكون، كما أضافوا إليهم بعض مقامات العبودية التي تفرَّد الله - سبحانه - باستحقاقها: كالاستغاثة بغير الله، والذبح لغير الله ... ونحو ذلك، فكانوا أحق بلقب المشبهة؛ إذ شبَّهوا المخلوق بالخالق في ألوهيته» (8).
وكذا دعوى الأشاعرة والماتريدية أنهم أهل السُّنة والجماعة؛ فقد قلَبَها الباحث عليهم من عدة وجوه؛ حيث لم يحققوا ضابط أهل السُّنة فيهم، بل تحقق نقيضه؛ فقد فرَّطوا في مصادر التلقي (الكتاب والسُّنة والإجماع)، فسلَّطوا على القرآن طاغوت التأويل، وطاغوت المجاز، وطاغوت تقديم العقل على النقل ... وأن نصوص الكتاب والسُّنة ظنية الدلالة .. وعدم الاحتجاج بأحاديث الأحاد، كما أن الأشاعرة خالفوا إجماعات السلف في غالب أبواب الاعتقاد؛ فخالفوا أهل السُّنة في قواعد الشريعة وأصول الدين؛ ثم ساق الباحث شهادة أئمة السُّنة بخروج الأشاعرة من أهل السُّنة، ومن ذلك ما أخرجه ابن عبد البر عن ابن خويز منداد (ت 390هـ): «أهل الأهواء عند مالك وأصحابنا هم أهل الكلام؛ فكل متكلِّم فهو من أهل الأهواء والبدع، أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تُقْبَل له شهادة في الإسلام أبداً ويُهجَر ويؤدَّب على بدعته ... » (9).
وبعد أن خاض الباحث غمار مسائل عويصة، وحرر مباحث معضلة، واستوعب وأحكم كتب السلف، وغاص في أعماق مراجع أهل البدع (الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والفلاسفة)، وأجاد فهمها وأحكم نقضها، عندئذٍ ختم بحثه بهذه الكلمات: «وبعدُ: فهذا ما اقتضاه الخاطر المكدود، على عُجَرِه وبُجَرهِ، وعَلاَّته وهنَّاته، وعجزه وضعفه، فما كان فيه من صواب، فمِنَ الكريم الوهاب، وما فيه من زلل ونقصان، فمِنَ النفس الأمارة والشيطان، وأسأل الله منه الصفح والغفران» (10).
وهكذا فالبحث الجاد والعلم النافع يورث تواضعاً وإخباتاً، وعلى هذا جرت مناقشة هذه «الموسوعة» بهدوء وخمول، وفي قاعة صغيرة، لم يحضرها إلا أربعة: الباحث ولجنة المناقشة.
________________
(1) السحب الوابلة لابن حميد: 2/ 884.
(2) رسالة تقدَّم بها الباحث إلى قسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود، ونال بها درجة الماجستير بتقدير ممتاز سنة 1430هـ. ولا تزال الرسالة حبيسة الأدراج و (الأقراص).
(3) إغاثة اللهفان: 2/ 254.
(4) مجموع الفتاوى: 6/ 292.
(5) قلب الأدلة: 1/ 405 - 406.
(6) قلب الأدلة: 2/ 934.
(7) الصواعق المرسلة: 1/ 244.
(8) قلب الأدلة = باختصار: 3/ 1311 - 1312.
(9) جامع بيان العلم: 2/ 195.
(10) قلب الأدلة: 3/ 1470.
المصدر: موقع الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
http://www.dorar.net/art/462
ـ[أبو المعالي الجزائري]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 09:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد شدني كما شدك ثناء الشيخ الفاضل عبد العزيز اللطيف على الكتاب والشيخ هم من هو وبالأخص في الاعتقاد، ولذا نرجو من الإخوة رفع الكتاب ومن نقل لنا تفصيلا أعمق عن محتواه نكون له من الشاكرين الداعين.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 04:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الكتاب موجود على الشبكة؟
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 10:33]ـ
للاسف لم نجده بعد .. ولا ندري سبب هذا التأخير في الرفع بينما كتب عن الطبخ و النفخ تنشر فيها
ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 10:46]ـ
جزاكم الله خيرا
الكتاب لم يطبع بعد , وقد ذكر الشيخ سليمان الخراشي أن الكتاب سيطبع قريبا.(/)
الشيخ الإمام العلامة الـ (ضال)
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 11:45]ـ
/// أصحاب البدع على أضرب، فمنهم:
1 - الجاهل مفضوح الحال.
2 - صاحب بدعة مؤصلة ونصيب من علوم الشرع.
وهذا الأخير الذي أتحدث عنه. ولا أتحدث عنه لأبين ضلاله، ولكن أتحدث عنه مخاطبا أولئك القوم الذين فتنوا به وبأمثاله.
فكثير من هؤلاء المبتدعة قد رد عليهم أهل العلم، وأظهروا عوارهم ودحضوا بدعتهم وفضحوا أمرهم كي لا يغتر بهم عامة الناس.
وعلى الرغم من ذلك، تجد من طلاب العلم من لازال مغترا بهم.
ومن صفات هؤلاء القوم، أن عندهم من الذكاء الشىء الكبير، وكذلك من المراوغة، ودس السم في العسل .. وهذه الصفات غالبا ما تكون صفات مشتركة، فتجدها في الزمخشري على سبيل المثال، وتجدها أيضًا في كثير من المبتدعة من أصحاب البدع المؤصلة.
وكذلك تجد عندهم نصيب جيد من العلوم.
وفي الغالب يضطر إليها هؤلاء المبتدعة اضطرارًا، لأنه هناك من يخالفهم ويرد عليهم، فبالتالي عندهم رغبة قوية في الاطلاع والمعرفة والبحث والتمحيص كي يكونوا قادرين على الرد على مخالفيهم.
وكلما ازداد اطلاع أحدهم ومعرفته وبحثه .. كلما ازدادت نسبة من يغتر به.
والنتيجة ... بدلا من أن يكون هناك جيل جديد من طلاب العلم الأقوياء من أصحاب العلم الصحيح والمؤصل نجد هناك من يرتمي في أحضان البدع لاغتراره وقلة فطنته وعدم سماع تحذير أهل العلم قديمًا وحديثا.
فيصبح مسخا، لا هو سلفي على الجادة، ولا هو في ضلال شيخه.
فهو يصيب فيما وافق السلف فيه، ولم يخلو من فكر ضال سببه شيخه الذي ربما قد مات ولازال فكره الضال في كتبه .. وهذا المسكين عاكف على كتبه. فسبحان الله .. !
بل ويحاول البعض أن يستخدم منهج الموازنة ليتسنى له أن يفتح الطريق أمام أقوال بعضهم، وإن كان الثمن هو النيل والتعريض بالسلف الكرام.
الموازنة يا قوم نقوم بها كي لا يظلم أحد، وليس لفتح باب من أبواب الفتنة والضلال.
والموازنة لا تكون في جميع الأمور والشئون والأحوال، فلكل مقام مقال.
فلا يلزم الذي ينكر المنكر الصريح أن يقوم بعمل موازنة.
فما من أحد إلا ويؤخذ منه ويرد عليه (إلا) أنبياء الله صلوات الله عليهم وسلامه.
والسلامة في الدين مطلوبة بالدرجة الأولى .. وهي غاية لنا ووسيلة نتقرب إلى الله بها، ودعوة نسأل الله أن يستجاب لها.
فإياكم والفتن، والاغترار بأمثال هؤلاء.
والله يعلم ما تصنعون.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 05:52]ـ
بارك الله فيك و جزيت خيرا
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 05:55]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 06:01]ـ
قد عرفنا من عُنيت , لكن من يسمع!
بارك الله فيك أيها الأسد الحبيب / أسامة.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 06:11]ـ
قد عرفنا من عُنيت , لكن من يسمع!
بارك الله فيك أيها الأسد الحبيب / أسامة.
أما أنا فسمعت ولكن مازال الكلام مفتوحا رغم جماله يمكن أن يسقطه كل دعيٍّ للحق من نفسه ومريديه لنفسه ومنهجه
بارك الله فيك اخي اسامه وكنت اتمنى لو فهمت من تعني فمثلا الصوفية والغلاة أيضا يستطيعون القول .. السلفيون أو من يتسمون بالسلفية في عصرنا الحاضر هم المبتدعون والحقيقة ليسوا كذلك ... وهكذا
فائدة ضرب الأمثلة من العصر الحاضر مفيدة جدا لبيان فصل المواقف فالزمخشري معلوم حاله لكن يبقى من ينتهج بعض منهجه لا يقول أنه تابع له بل وربما يبدعه
لك الله كم أحب النهار
محبك
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 06:38]ـ
بارك الله فيك يا أبا فراس حفظك الله ونفع بك ...
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 06:54]ـ
بارك الله فيكم أيها الفضلاء .. ونفع بكم.
ــــ
الأمثلة المعاصرة كثيرة.
لذا فالأمر في نظري أوسع من حصره.
لأن هذا الاغترار يختلف من واحد لآخر، فهذا مغتر بصوفي قبوري، وهذا مغتر بأشعري جلد، وهذا مغتر بمن تسمى بالمفكر الإسلامي، وآخر يأخذ دينه عن أديب من الأدباء .. بل هناك من يجمع بين هؤلاء جميعا.
والنتيجة واحدة ..
مسخ، لا هو سلفي .. ولا هو في ضلال شيخه.
والحسرة ..
أنه الضحية لجريمته.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 07:38]ـ
أحسن الله إليك أيها الشيخ الجليل الأصيل / أسامة ..
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 08:28]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// أصحاب البدع على أضرب، فمنهم:
1 - الجاهل مفضوح الحال.
2 - صاحب بدعة مؤصلة ونصيب من علوم الشرع.
وهذا الأخير الذي أتحدث عنه. ولا أتحدث عنه لأبين ضلاله، ولكن أتحدث عنه مخاطبا أولئك القوم الذين فتنوا به وبأمثاله.
فكثير من هؤلاء المبتدعة قد رد عليهم أهل العلم، وأظهروا عوارهم ودحضوا بدعتهم وفضحوا أمرهم كي لا يغتر بهم عامة الناس.
وعلى الرغم من ذلك، تجد من طلاب العلم من لازال مغترا بهم.
ومن صفات هؤلاء القوم، أن عندهم من الذكاء الشىء الكبير، وكذلك من المراوغة، ودس السم في العسل .. وهذه الصفات غالبا ما تكون صفات مشتركة، فتجدها في الزمخشري على سبيل المثال، وتجدها أيضًا في كثير من المبتدعة من أصحاب البدع المؤصلة.
وكذلك تجد عندهم نصيب جيد من العلوم.
وفي الغالب يضطر إليها هؤلاء المبتدعة اضطرارًا، لأنه هناك من يخالفهم ويرد عليهم، فبالتالي عندهم رغبة قوية في الاطلاع والمعرفة والبحث والتمحيص كي يكونوا قادرين على الرد على مخالفيهم.
وكلما ازداد اطلاع أحدهم ومعرفته وبحثه .. كلما ازدادت نسبة من يغتر به.
والنتيجة ... بدلا من أن يكون هناك جيل جديد من طلاب العلم الأقوياء من أصحاب العلم الصحيح والمؤصل نجد هناك من يرتمي في أحضان البدع لاغتراره وقلة فطنته وعدم سماع تحذير أهل العلم قديمًا وحديثا.
فيصبح مسخا، لا هو سلفي على الجادة، ولا هو في ضلال شيخه.
فهو يصيب فيما وافق السلف فيه، ولم يخلو من فكر ضال سببه شيخه الذي ربما قد مات ولازال فكره الضال في كتبه .. وهذا المسكين عاكف على كتبه. فسبحان الله .. !
بل ويحاول البعض أن يستخدم منهج الموازنة ليتسنى له أن يفتح الطريق أمام أقوال بعضهم، وإن كان الثمن هو النيل والتعريض بالسلف الكرام.
الموازنة يا قوم نقوم بها كي لا يظلم أحد، وليس لفتح باب من أبواب الفتنة والضلال.
والموازنة لا تكون في جميع الأمور والشئون والأحوال، فلكل مقام مقال.
فلا يلزم الذي ينكر المنكر الصريح أن يقوم بعمل موازنة.
فما من أحد إلا ويؤخذ منه ويرد عليه (إلا) أنبياء الله صلوات الله عليهم وسلامه.
والسلامة في الدين مطلوبة بالدرجة الأولى .. وهي غاية لنا ووسيلة نتقرب إلى الله بها، ودعوة نسأل الله أن يستجاب لها.
فإياكم والفتن، والاغترار بأمثال هؤلاء.
والله يعلم ما تصنعون.
هل هذه تدخل ضمن الوسائل المشروعة للتقرب إلى الله أم أنها محرمة كالطواف على القبور والتوسل بالصالحين ... ؟؟؟
الرجاء توضيح ذلك ...
هذه العبارة غامضة علينا نوعا ما ...
ياحبذا لو ابنتها لنا ياشيخنا الجليل ...
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 11:50]ـ
بارك الله فيكم، وأحسن إليكم.
هل هذه تدخل ضمن الوسائل المشروعة للتقرب إلى الله أم أنها محرمة كالطواف على القبور والتوسل بالصالحين ... ؟؟؟
الرجاء توضيح ذلك ...
هذه العبارة غامضة علينا نوعا ما ...
ياحبذا لو ابنتها لنا ياشيخنا الجليل ...
بارك الله فيك.
أظن أن الاشكال في:
والسلامة في الدين مطلوبة بالدرجة الأولى .. وهي غاية لنا ووسيلة نتقرب إلى الله بها، ودعوة نسأل الله أن يستجاب لها./// السلامة في الدين يندرج تحتها السلامة من جميع ما قد يشوب دين المرء من قوادح في دينه من البدع والمحدثات والضلالات والشبهات وغير ذلك.
/// وهي مطلوبة بالدرجة الأولى، نظرًا لأن لا شىء يعدل السلامة في الدين .. وهذا لا خلاف فيه.
/// وهي غاية لنا، ولذا شرعت لنا الهجرة للفرار بدينك، وعدم تمني لقاء العدو .. وغير ذلك.
/// وهو وسيلة نتقرب إلى الله بها، ومن المقرر عندنا أن نتقرب إلى الله -عز وجل- بالأعمال الصالحة، ولا شك أن الحفاظ على الدين وصيانته وسلامته من أفضل الأعمال الصالحة.
- فإن كانت صيانة اللسان عن الكذب والنميمة والغيبة والسباب ونحو ذلك من الأمور المهمة؛ وفي عدم صيانته مهالك وكبائر منهي عنها.
فما بالك بصيانة الدين وسلامته.
- وإن أصابت المؤمن آفة مثل العجب، لنعمة أنعمها الله -عز وجل- عليه، فهذه الآفة قد تهلكه ويعذب عليها.
فما بلك بصيانة الدين وسلامته.
بلغنا الله وإياكم حسن الخاتمة.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 12:24]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ووفقك الله لكل خير.
وإني لأحبك في الله؛ فإني من الحريصين على متابعة جميع مشاركاتك، نفع الله بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 12:54]ـ
بارك الله فيكم أيها الفضلاء .. ونفع بكم.
ــــ
الأمثلة المعاصرة كثيرة.
لذا فالأمر في نظري أوسع من حصره.
لأن هذا الاغترار يختلف من واحد لآخر، فهذا مغتر بصوفي قبوري، وهذا مغتر بأشعري جلد، وهذا مغتر بمن تسمى بالمفكر الإسلامي، وآخر يأخذ دينه عن أديب من الأدباء .. بل هناك من يجمع بين هؤلاء جميعا.
والنتيجة واحدة ..
مسخ، لا هو سلفي .. ولا هو في ضلال شيخه.
والحسرة ..
أنه الضحية لجريمته.
أخي الحبيب أسامة حفظه الله
مازلت تصر على الكلام المفتوح الذي لا يجعل البيع يد بيد
وعلى كل حال
لي معك وقفات
الأولى: لايسوغ جعل لقب المفكر قبيلا مناسبا لمناهج فكرية اذا لايخلو هذا الصنيع من حالين أما ظلم المفكر بعينه بإخراجه من دائرة الصواب " والصواب هنا هم السلف " وهذا حق منحه اياه الله عز وجل تغتصبه انت فتأمل، وإما تمييع الحدود الفاصلة بين اهل الحق واهل الباطل ببوهيمية المسميات حتى لايستنكرها العامي عندما يسمع أن ذاك الشخص مفكر اسلامي وبالتالي يحتاج الى عقود طويله حتى يعلم من هذا الشخص وعلى ماذا يبني منهجه ويستلهم افكاره ومن أي الزوايا ينظر لدين الله
فالمفكر قد يكون جهميا وقد يكون معتزليا وقد يكون سلفيا وقد يكون صوفيا وقد وقد وقد
واذا يجب ابقاؤه جزء من كتلة ينسب اليها ولا يصح ان يكون كتلة بذاته إلا أن يخرج بجديد كالجهم وغيره فيكون التحديد باسمه لا بصفة يسوغ الذهن حدوثها في غيره ممن ليسوا كهو واعني لفظ " مفكر "
الثانية:
ربما كان قريب مما سبق في الاولى الأديب لكني افردته اذ أنني اتحسس هنا دم يوسف، وما دمت تصر على تعويم الكلام لتعم الفكرة فانت وذاك ولكني أجاريك وأقول:
هب أني أمام رجلين
رجل " يدعي السلفية " ملأ الدنيا ضجيجا بصراخه المبحوح طوال الليل يقرر في أذهان الناس منهجه وكل ماهنالك ذاك الضجيج وحسب أما في النهار فليس من أهله
ورجل لم يقل هو ممن وكان كل عمله بهدوء تام يقرر حيثما كان موقفه تجاه مايحدث حوله رفظا أو إيجابا يفصل بالحق الذي يعتقده ولا يكترث كثيرا لمن يخالفه ويترفع عن محاور الجدالات العقيمة قاصدا الجرح بمبضعه يعامله
قلي بالله عليك أيهما يركن اليه القلب؟
ثم هب أني أمام رجلين
رجل " يدعي السلفية " سلم كل البشر والشجر والحجر منه الا من قال لااله الا الله محمد رسول الله، فقد اشتغل فيهم جرحا وجرحا اذا لاتعديل في قاموسه الا لمن صفق له وطبل وهلل وربما تهلهل ومع انه كان يستطيع البراءة من أعراض من أنتهك بالتعميم لكن اصر الى الانصراف الى الاعيان والشخوص ولو أن مايثلمهم لا يعدو ريبة استرابها ليلا فصدقها نهارا
ورجل أنصرف عن الخلق كلهم لا جرحا ولا تعديلا بل ليسوا في حساباته الا أقوام جرحوا لا اله الا الله محمد رسول الله جرحا ظاهرا لا يجادل فيه الا من لا خلاق له ومع انه كان يعرفهم باعيانهم وحجته فيهم قام فيها النص الصريح الصحيح أصر على الانصراف عن الاعيان الى الفاظ العموم
قلي بالله عليك أيهما يركن اليه القلب؟
ثم هب أني امام رجلين
رجل " يدعي السلفية " جعجيع لجوج متذمر أحمق مملق ماوجدت فيه الا سلاطة اللسان وقيل وقال وهو أجبن من أبي دلامة أن يفعل
ورجل قال ثم لم يقبل بأقل من تقديم روحه ثمنا لما قال
قلي بالله عليك أيهما يركن اليه القلب؟
ثم وختاما هب أني أمام رجلين
رجل " يدعي السلفية " أرى جهله المركب في اللغة التي هي آلة النظر بدين الله بشقيه الكتاب والسنة وأظن أن آخر عهد له بكتاب يتحدث عن علوم اللغة كان في الصف الخامس الابتدائي وهو مع هذا يدعي ماليس له وينسب نفسه أحد احفاد أحد الاخافش في اللغة وعيبه وعوره ظاهر لا يغمض عنه الا من يرتجي منه نوالا أو يخشى منه على عرضه
ورجل لغوي فحل هرم في فنه يعلم دقائق الكلم ودلالات المفردة لايعوزه السياق من فقر ولا تضجره الشاردة من فقه دلالي
قلي بالله عليك أيهما يركن اليه القلب؟
لاحظ أني أقول بكل هذا " يدعي " ولم اشهد له بذاك
ثم اعلم يا أخي المبارك حفظك الله أنه وإن التوت الأفكار وتعددت الألسن وتمايلت بمرونق الصياغات فالقلوب لايمكن أن تنساق الا لمن حدثها بمثلها وجعل اللسان خادمها لا العكس واعلم أن من خلق القلوب وبيده تصريفها يعلم صدق هذا فيصرف القلوب له ولم تسمع له كثير لجاج ويصرفها عن بعضهم وقد أثار النقع بلجاجه وتدبيجه بالايات والاحاديث التي لم تجاوز ترقوته
أخي إني أحبك فأحذر من أن تلقى الله بعرض مسلم أدخله الله في ذمته وقد خفرتها بحجة ليست كالشمس في رابعتها و" دعك من بنيات الطريق "
حفظك الله اخي
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 01:59]ـ
///ومن صفات هؤلاء القوم، أن عندهم من الذكاء الشىء الكبير، وكذلك من المراوغة، ودس السم في العسل .. وهذه الصفات غالبا ما تكون صفات مشتركة، فتجدها في الزمخشري على سبيل المثال، وتجدها أيضًا في كثير من المبتدعة من أصحاب البدع المؤصلة
هل التمثيل بالزمخشري على من هذه صفته من هذا الضرب -ممن كان قبله وممن جاء بعده ممن تلبّس ببدعة- يفهم منه شطبه واخراجه من دائرة العلماء والائمة الذين يقرأ لهم طالب العلم ويدرس علومهم ويستفيد من كتبهم ويقاطعه كل المقاطعة وتمامها حتى ينشأ سلفيا محضا, هل هذا هو المقصود؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 02:00]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على النبي الأكرم، و على آله و صحبه، أجمعين:
زجرت ُ نفسي كثيراً عن الخوض في هذه الجادّة، و وقوفي موقف "غيري جنى" .. خير لي من موقف "وأنا المعاقب فيكُم" كما قال ابن شرف القيرواني، و للحق أنَّ خواطر كُثر قد ألمّت بي عند قراءاتي هنا، و لعلّني أجعل هذه الخواطر في وقفات مسطّرة:
- المناقشات حول "الفكر الإسلامي" قد تقادم عليها الزمن، و أخذ منها مواقف علماءُ و مفكرون، و كما يقال قياساً على مقولة الفيلسوف الألماني جوزيف سايفرت: (الفكر برهاناً على صوابيّة الفكر)، و اللبس الحاصل من هكذا مناقشات إنما هو من أمرين:
(1) تحرير معنى: الفكر، و تحرير معنى: الإسلامي، المقيّد به.
(2) ما ينطوي تحت مقولة الفكر الإسلامي.
و لعلَّنا مجمعون - إن شاءَ الله -: على عدم صوابيّة التعميم، في اتخاذ موقف ٍ يُعطى بهِ قيمة هذا قيمة َ ذاك، بمجرد تشابه أسماء!
و لنضرب مثالاً هنا:
الأستاذ الدكتور: عبد الكريم بكار، مفكر إسلامي كما يُعبر عن نفسه، و جمال البنا مفكر إسلامي كما يُعبر عن نفسه، فهل قيمة الأول كقيمة الثاني في ميزان الصواب و الخطأ؟
و لنضرب مثلاً آخر، لتقريب مجالات الفكر:
الدكتور عبد الوهاب المسيري - عليه رحمة الله - مفكر إسلامي - كما يقول عن نفسه -، و محمد الحاج قاسم مفكر إسلامي كذلك، فهل مجال الأول في النظر كمجال الثاني؟
إذ الأول - لمن لا يعلم - مهتم في نقده، بالفلسفات المادية و تطبيقاتها المتنوعة من نازية و صهيونية، و ما يجول في نظر المفكرين عنها، و ما ينسحب منها من نقد للحضارة الغربيّة و الكفر العقلاني المحض، في حين أنَّ الثاني مهتم بقضايا النهضة و توضيح أصول المعرفة الإسلامية، و مجالاتها، و نقد الأفكار المختلفة في قضايا الإسلام و الواقع.
و لنقرب المسألة بإيضاح أكبر:
- يمكننا أن نقول أنَّ: الفكر الإسلامي يشبه بوجه ما أصول الفقه، و أنَّ الفكر امتداد لعلم أصول الفقه، في الفقه بمعناه اللغوي العام، و أن يكون مسألة إجرائيّة، لا "حكماَ شرعيّاً"، و إعطاء صورة ذهنيّة صافية عن الواقع، لتجليته و حصر أسبابه، و إسقاط التالف منها.
- و يمكننا - كذلك - أن نشبّه الفكر الإسلامي بعلم الأنثربولوجي (علم الإنسان)، فعلم الإنسان يبحث في مجالات ثقافيّة نفسية إجتماعيّة بيولوجية، تتعلَّق بظاهرة الإنسان، و لذلك لا تجد - مثالاً - فرقاً واضحاً بين Biological anthropology و Human biology ، هذا لِمن يحاول أن يشغّب علينا بمسألة التخصص أو عدم الفرق - على كلامنا - بين: أصول الفقه، و الفكر الإسلامي.
هذا ما أردتُ إيضاحه على عجالة، في مسألة الفكر، و أنَّ منه الصواب، و منه الخطأ، و هنا يجب أن أُلمح إلى مسألة: في كتاب الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي - حفظه الله و شفاه - و هو رسالة الدكتوراه عَنْوَنَهُ: ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي، و ما أفهمه أنَّ: الفكر الإسلامي، هو الحراك الثقافي التطوري عبر سلسلة متعاقبة من التاريخ، يصلح عليها بمناهجها و مدارسها و تياراتها مقولة: الصواب و الخطأ، حسب الميزان الذي يضعه الباحث لنفسه، و لا شك، أنَّ الإرجاء فكر إسلامي، أصبح ظاهرة ً، منهُ "المعفوّ عنه" كإرجاء الفقهاء و بعض المحدثين، و منها التالف المتروك المذموم.
- هنا تعليقة، كنت أرددها في نفسي، أظنني سأقبلها - إن ْ شاءَ الله -، و هي: أن التجهّم، و الإرجاء، ليستا مذهباً أو فرقةً، بالمعنى الإصطلاحي لكلمة: فرقة، أي: لا أجد هناك رجل منسوب إلى فرقة تسمى: الجهميّة، إنما الصواب أنَّ نقول: نزعة لفكرة جهميّة، أي موافقة لمقولات الجهم بن صفوان، و الإرجاء من نفس السبيل، و لتوكيد كلامي في الإرجاء أقول متسائلاً: أليس تاريخ الافتراق و الفكر غامضاً في توضيح مقولات هؤلاء، مما جعلنا نظن أن هناك فرقة تسمى: المرجئة؟!
أي، و بالإمثلة كذلك، أليس من وجود ..
- أشاعرة مرجئة.
- فقهاء من أهل السنة مرجئة.
- محدثين مرجئة ..
ما يجعلنا أن نقول أن الإرجاء عند هؤلاء نزعة إلى مقولة إرجائية، لا نزعة إلى انتساب إلى مذهب يسمى: المرجئة؟؟
- الفكرة الأخيرة - و ما لديّ من خواطر كثير، و لكن قد أتعبت عيناي، و لعلني أكمل في وقتٍ لاحق -: أليس الأخذ من مناهج عدّة، مما يلتبس فيها صواب و خطأ مقبول في نطاق ٍ معيّن؟، و أنَّ الفكرة المقتبسة من مقولة ما، قد انتزعت من سياقها الأصلي، و أصبحت تتمثل في سياق مقتسبها، بفكر يقبلها صاحبها المقتبِس، و أنَّ الضلال ليس ينسحب على منهج بأكمله، إنما على مقولاتٍ مرفوضة في عرف المنتقد.
و لعلني أضرب أمثلة:
- أخوكم الكاتب، قد تعلَّم التجويد تعلماً عمليّاً، على يد أستاذ في التجويد صوفيّ، و أخذ ما لديه من خير، و ترك ما لديه من خطأ، و مع ذلك .. يدعو له، و يرجوا له السلامة.
- أليس في الأشاعرة من هو من خيرة القوم، و أكثرهم صدقاً و عملاً و نصحاً، من أمثال: سعيد حوى، و عبد الرحمن حسن حبنكة، و البوطي، و .. غيرهم؟
و ها هو: ذهبي العصر الإمام عبد الرحمن المعلمي، يقول عن الأستاذ الكوثري - رحمهما الله -: الشيخ الأستاذ الكبير ... ثم يردُّ عليه بأروع ما رُدَّ به في هذا العصر، في التنكيل و التأنيب.
الصواب صواب في نفسه لا في قائله، و المقبول هو قبول الفكرة و المقولة، لا قبول الأشخاص، و الله ينزعنا إلى السلامة و إلى قبول الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 02:15]ـ
- أليس في الأشاعرة من هو من خيرة القوم، و أكثرهم صدقاً و عملاً و نصحاً، من أمثال: سعيد حوى، و عبد الرحمن حسن حبنكة، و البوطي، و .. غيرهم؟ كي لا يُفهم كلامي جزافاً سِراعاً، أقول: الخيريّة هنا تنصب ُّ على مجال دون مجال، و النصح مثله، فلا تصويب عام هنا ..
إنما - و بالأمثلة -:
- في كتب سعيد حوى: الخمينية شذوذ في المواقف و شذوذ في العقائد خير يستلزم خيراً نفس الكاتب.
- و في كتب البوطي: نقض المادية الجدليّة الديالكتيكية، خير يستلزم خيراً في نفس المؤلف.
- و في كتب عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني: أجنحكة المكر .. و غيرها، خير كبير يستلزم نصح و خيرية و صدق الرجل.
؟؟ كلمات تستدعي النظر و التصحيح.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 05:16]ـ
كان الله في عونك يا أخ أسامة
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 02:57]ـ
الأوزاعي
أحسن الله إليك أخي الحبيب، وأحبك الذي أحببتني له.
نفع الله بك.
ـــــــــــــــــــــــــــ
عمر بن سليمان
بارك الله فيك أخي الكريم.
فيما أظن أننا نتحدث عن أصحاب البدع المؤصلة، وإن تسموا بأي اسم، فالسبل كثيرة.
قال الله تعالى: {وَإِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ}
وفي المسند والسنة لابن أبي عاصم والمستدرك وغيرهم:
{خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطًّا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا، قَالَ: ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ السُّبُلُ، لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلاَّ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ: {وَإِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ}.}
وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: {ما بال أقوام} لم ينهض أحد لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- قائلا بنحو ما قلته.
لأن الكلام واضح لا لبس فيه. وينزل على كل فكر منحرف، وعلى كل مبتدع من ذوي الكتب المصنفة والأقوال المبثوثة.
وأكثرتَ الكلام –حفظك الله- حول من لم نتحدث عنهم ولم نفردهم بحديث.
وأمثلتك لا يندرج تحتها عالم واحد من علماء أهل السنة والجماعة، لا قديمًا ولا حديثا.
وإن اندرج تحتها بعض المنتسبين للعلم .. من طلابه وقلة في بعض الدعاة.
فالناس على اختلاف فيما بينهم من زيادة ونقصان .. في الإيمان، والعلم، والتقوى.
والنظر من خلال هذه الزاوية الضيقة قد يوحي بالحصر بين هذا وذاك.
وكأننا عدمنا العلماء من أصحاب العلم الصحيح والنهج القويم واللسان المستقيم .. وما تبقى لنا إلا هذا وذاك.
ربما يقول هذا القول من يقارن بين طالب علم ما، وبين مفكر ما، ويتحدث من صورة مرسومة في ذهنه حول أشخاص بأعينهم.
كأن يكون طالب العلم هذا والمفكر هذا فيهما بنحو ما ذكرته في أمثلة.
فانظر لحال هذا المسكين الذي يقارن بين هذا وذاك، ويفاضل بينهما؟!
أما كان عنده شىء يقوم بفعله أجود من القراءة لهؤلاء؟
فالمسكين بدلا من أن يقرأ كتب التفسير، وشروح السنة، وكتب الفقه والاعتقاد .. يفاضل بين من عليه ملاحظات ومن منهجه لم يسلم من اعتراض.
وإن صادفته شبهة ما .. هلع إلى ماكينة البحث لتسعفه بما يجهل.
فلم يتعلم من الذين قرأ لهم شيئا.
وهذا حسبه .. وبه مقاله .. وعليه اعتراضه.
وأما ركون القلب المضروب في الأمثلة هو ركون للهوى، وليس ركونا للحق.
فقبول الأقوال وطرحها ليس للهوى وركون القلب .. ولكن بموافقة الشرع أو مخالفته.
وهب أن أحد الأشخاص يدعي السلفية وآخر يرهص بفكره .. فالأول أفضل منه، وليس كما صورته.
فالأشياء التي تؤاخذه بها مطروحة عليه، ولكن دعوته مقبولة منه .. على عكس الآخر، دعوته مردودة عليه.
والظن بالأول أنه طالب علم يصلح من نفسه كلما ازداد علما، وأما الثاني فيتمادى في غيه كلما ازداد معرفة.
والأول تشبه بقوم صالحين، والآخر تشبه بالمعتزلة ومن نحا نحوهم.
فأي الفريقين؟
وأخيرا ..
لا تحسس دم يوسف، أتظن أن أكله الذئب؟ الدم دم كذب.
ما قمتُ بكتابة الموضوع لاسقاط الساقط، وجرح المجروح، وإهلاك التالف.
وإنما هي رسالة أخوية لبعض المغترين بأصحاب البدع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكم تمنيت أن أرى لك مشاركة هادفة تخدم الموضوع أو على الأقل ذات صلة به.
ـــــــــــــــــــــــــــ
أبو وائل الجزائري
أصبتَ، سلمك الله أخي الكريم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
عراق الحموي
هذا "الفكر الإسلامي" من جملة البلايا التي طلت برأسها مؤخرا على هذه الأمة، وأصبح كل من يريد النيل من هذا الدين يستتر تحت هذا الشعار ليملي إخراجات عقله.
السياسة والتنمية والثقافة، هذا هو الدين عندهم، وهذه هي دعوتهم.
أهذا هو الدين؟
إن قارنت بين "العالِم الإسلامي" و"المفكر الإسلامي" لأصبت بالذهول. شتان!
وإن قارنت كتب الأولين بكتب المفكرين، لأصابتك الحسرة على ما نحن فيه.
[هذا إن قارنت بين الكتب المقبولة من كتب هؤلاء القوم، ولا أقصد الكتب الفاسدة التي تعج بها المكتبات، ولا أكثر ما تنشره الصحف من مقالات.]
وعلى عادة فيّ .. إن قرأت كتابا أحاول أن أضع له ملخصا، فلك أن تتخيل أن بعض هذه الكتب والتي بنحو من 150 صفحة، قد تجد المادة العلمية التي يمكن الاستفادة منها لا تتجاوز الصفحة و الصفحتان بعد التلخيص.
بل يمكنك وضع ملخصك على فهرس الكتاب، وحسبك بهذا.
وأما كتب الأوائل فتحتاج إلى وضع حواشي عليها مما تقف عليه من الكتب الأخرى.
فأي فائدة؟!
وأي مقارنة؟!
هذا "الفكر الإسلامي" باب من أبواب الشر. دخل منه كل من لا يحسن العلم ليتكلم فيه.
ورفعهم من يغتر بالأسلوب الأدبي والعبارة المرونقة .. أتباع كل ناعق.
ومن التلبيس الفادح، أن يسموا أنفسهم بـ (الطبقة المثقفة)!
وأي دليل على ذلك؟ يقول لك انظر في كتبه، ما إن تتصفحها إلا تجده يقول قال فلان "المستشرق"، وقال فلان "الفيلسوف"، وقال فلان "مبدع الـ .. "
وأين قال الله، قال الرسول؟
بل يصل الغلو عند بعض أتابعهم، إلى الطعن فيمن يقول: قال الله، قال الرسول.
وأما الذي يقول: قال المستشرق، وقال الفيلسوف .. فهو جهبذ من جهابذة الفكر الإسلامي.
ما لكم كيف تحكمون؟
وما يقال فيهم إلا كما قيل في أسلافهم ممن:
(قد طاف على أبواب الآراء والمذاهب، يتكفف أربابها، فانثنى بأخس المواهب والمطالب.
عَدَل عن الأبواب العالية الكفيلة بنهاية المراد وغاية الإحسان، فابتلي بالوقوف على الأبواب السافلة المليئة بالخيبة والحرمان.
قد لبس حُلّة منسوجة من الجهل والتقليد والشبه والعناد، فإذا بذلت له النصيحة، ودعي إلى الحق، أخذته العزة بالإثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد.
فما أعظم المصيبة بهذا وأمثاله على الإيمان! وما أشد الجناية به على السنة والقرآن! وما أحب جهاده بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن! وما أثقل أجر ذلك الجهاد في الميزان) [مقدمة نونية ابن القيم]
أما تشبيهك الفكر الإسلامي بعلم أصول الفقه، والذي وصفته بأنه أكثر إيضاحًا!
خطأ من وجوه، وتلبيس مردود، لذا قلتَ (من يشغب علينا) .. ! وكفى بحطك والتسليم لمخالفك، فقد أسقطت قولك بنفسك.
ومن أنتم؟! "سؤال استكشافي".
وأظن أننا قد تحدثنا في هذا الموضوع من قبل عدة أشهر، ما ظننت أنك لازلت تحوم حول هذه الموضوع.
وأما وجود الخطأ والصواب في كلام القوم، فهذا مما لا شك فيه.
وهل تظن أننا نقول: (قال الإمام المعصوم؟) .. !
ودعني أسألك:
ما الفكر الإسلامي عندك؟ ومن هو المفكر الإسلامي؟
إن كنت تقصد معرفة الواقع والإلمام به كما صورته، فقد تركوا ما هو أولى بالمعرفة، معرفة الشرع.
فلا هم علماء ولا هم عوام.
بل شغلوا العلماء وطلاب العلم بما لا فائدة فيه.
وشغلوا عامة الناس عما هم به أولى.
أما قولك في المرجئة والجهمية وباقي أصحاب البدع .. فهو قول عجاب.
يا بني اركب معنا.
واعلم أن من يقول في واحد كالبوطي وأمثاله أنهم من خيرة القوم، أنه واحد من اثنين:
شخص عنده جهل مركب، أو شخص يقصد التلبيس.
فالأول ليس على خير ... والثاني امرء سوء.
ـــــــــــــــــــــــــــ
أبو نسيبة
سددك الله ووفقك ونفع بك أينما حللت.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 08:04]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على النبيِّ الأكرم، و على آله و صحبه، أجمعين:
إلى الأخ الفاضل: سأكمل ُ النقاش - إن ْ شاءَ الله - بشرطيْن:
الأوّل: أن تذهب عن نفسك طبع التهمة بالسوء و الجهل، و سوء النيّة.
الثاني: أن تذهب عن نفسك: (أنا، و أنتُم)، و الاستشراف الذي لا ينفع، و التصنيفات هذه التي بين "الظنِّ" و "الظنِّ" - فقد آثر بكر أبو زيد السلامة َبنتَ الذين -،
و ليت َ - و متى تنفع ليت؟ -: الحِلف بمن رفع السموات و الأرض نفعت؟ فمن حلف بالله فصدقوه، و لا إشكال، و لم تنفع الجاهات، و هي جاهة ٌ مقرَّبة مقرِّبة.
و لتعلم يا أخانا - إن ْ أردت الإخوّة مني -: أنَّ موضوعك التصنيفي رؤية أضيق من رؤية الأعرابي، الذي قال: اللهم ارحمني و ارحم محمداً، و لا ترحم معنا أحداً.
إنها تحجير الواسع!، فإنَّ القاعدة الأولى من قواعد التغيير - إنَّ لا يُّغير إلا .. - مقولة: إنِّي لم أتبعُك على أنَّك نَبِيّ.
إني - و الله الذي خلقني و خلقك - أدعوا لك بالهداية و الصواب و الخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 11:06]ـ
و لتعلم يا أخانا - إن ْ أردت الإخوّة مني -: أنَّ موضوعك التصنيفي رؤية أضيق من رؤية الأعرابي، الذي قال: اللهم ارحمني و ارحم محمداً، و لا ترحم معنا أحداً.
.
يرحمك الله، تحدث في الموضوع مباشرة، فلسنا بحاجة إلى اللغو.
واعلم أن الموضوع الذي وصفته بـ"الموضوع التصنيفي" والذي هو "أضيق من رؤية الأعرابي"، وقبيله ضمنت كلامك بذكر الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- .. فهذا لقول عجاب.
أليس هو هو الذي صنف كتاب "هجر المبتدع"؟!
يا أخي الفاضل ...
إن كان لديك شىء ترى فيه فائدة في تجلية الموضوع، أو زيادة عليه، أو تصحيح خلل فيه .. فلا تحرمنا منه.
فالحق لله، والغاية هي الصواب، والله حسبي وحسبك.
وإن كانت المشاركات القادمة بنحو من المشاركات السابقة، فلعلي أفسح الطريق لغيري لمناقشتك.
فهات ما عندك.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 11:28]ـ
وكم تمنيت أن أرى لك مشاركة هادفة تخدم الموضوع أو على الأقل ذات صلة به.
بارك الله فيك اخي ونفع بك
لا يشغلني الموضوع بأي واد ذهب إذ كانت المقارنة بينه وبين مايجول في صدري من خوف على من أحببت، حينها ليس شيء في الدينا أحب من نصحي لأخي عن حمى أخشى عليه من الوقوع فيه حتى إذا بثثته حقه كـ"مسلم " فلا أجد عملا أبرع فيه كالاستماع والاستمتاع
كل الود لك اخي
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 03:22]ـ
كي لا يُفهم كلامي جزافاً سِراعاً، أقول: الخيريّة هنا تنصب ُّ على مجال دون مجال، و النصح مثله، فلا تصويب عام هنا ..
إنما - و بالأمثلة -:
- في كتب سعيد حوى: الخمينية شذوذ في المواقف و شذوذ في العقائد خير يستلزم خيراً نفس الكاتب.
- و في كتب البوطي: نقض المادية الجدليّة الديالكتيكية، خير يستلزم خيراً في نفس المؤلف.
- و في كتب عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني: أجنحكة المكر .. و غيرها، خير كبير يستلزم نصح و خيرية و صدق الرجل.
؟؟ كلمات تستدعي النظر و التصحيح.
نعم وفي كلام إبليس - لعنه الله - نصيحة بقراءة آية الكرسي خير يستلزم خيرا فقد نصح وصدق وبر.
رحم الله أسلافنا الكرام فماهذا- والله -منهجم ولاتلك -والله- طريقتهم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 03:43]ـ
كلمة الفكر الإسلامي لست أرى فيها حرجا في أصلها على معنى أن هذا المثقف أو الأديب أو العالم
ينطلق في تحليله للأمور والدراسات والمنهج .. إلخ من منطلقات إسلامية حقا
وانتساب بعض أهل العور لهذا المصطلح كجمال البنا لا يعني أن الأمة تعدم من يوصف به وهو من اهل الرأي المسدد الحكيم في قضاياها الجليلة
والأمر فيه سعة فما بنا معاشر الاخوان لتطويل الجدل
وأتمنى أن تعلو نبرة التآخي وحسن الظن
والله الهادي
ـ[ابو معاذ الاثرى]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 02:22]ـ
بارك الله فى اخى اسامه وزاده علما وجعله من حراس الدين الذين يصدون عنه تأويل الغالين وتحريف المبطلين وبارك فى جميع الاخوه المشاركين (نرجوا تتمه للموضوع لكى تكتمل الفائده)
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 10:07]ـ
الأخ أسامة الكريم حفظك الله وجميع المداخلين،
لا أحب الإطالة ولا قطع حبل أفكارك، لكن أريد أن أختصر وأقول زبدة ما أراد البعض قوله في سطرين-وإن كنت لا أستطيع السطرين بدقة-:
الحكم على البشر لا يمكن أن يكون بالقلم تشطب الشخص كله ومنهجه وكتبه، ولو نهج السلف هذا المنهج لما كان ابن تيمية إمام عصره بل والعصور بعده فقد اطلع على كتب المخالفين ورجع إلى كتاب الله وإلى السنة فنقدها ونفع الله بكتبه كل طوائف المسلمين.
والمثال الرائع الذي يلخص كل هذا ما فعله ابن القيم بكتاب الهروي ولا يقول عاقل منصف في هذا الكتاب إلا أنه من الفتوح الربانية فقد نقح ما فيه وأخرجه إخراجا قل أن يكون له نظير.
رحم الله الشيخ المغامسي حين قال: من زاد علمه قل إنكاره.
والمعنى كما بين هو: أنه عند زيادة الاطلاع تفهم وتعي السبب وترى العذر لصاحب القول فيما قاله أو نهجه وإن خالفته فيه.
حفظكم الله جميعا.
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 10:44]ـ
بارك الله في جميع الإخوة.
ــــ
جزاك الله خيرًا يا أبا عمير ..
الكلام موجهة إلى طلاب العلم .. وليس موجهًا إلى الشيخ الفوزان.
فلا أدري كيف وصلك أو كيف فهمته .. ولكن جزاك الله خيرا.
ـ[ابن وقيت]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 01:35]ـ
وكل يدعي وصلا بليلى ((()))) وليلى لا تُقر لهم بذاك!
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 02:43]ـ
وكل يدعي وصلا بليلى ((()))) وليلى لا تُقر لهم بذاك!
هذه الرسالة موجهة لطلاب العلم الذين نحسبهم على خير من أهل السنة والجماعة.
ولا أظنها تصيب من أنت أدرى الناس بحاله.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 02:40]ـ
أحسنت، وبارك الله فيك يا شيخ أبا فراس أسامة وحفظك الله ونفع بك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 07:20]ـ
أقول للإخوة .. الأمثلة كثيرة .. فالقائمة كبيرة وتعج بالأسماء المعروفة.
والافتراق في هذه الأمة أكثر من غيرها من الأمم السابقة .. فإن سطرنا ما انتهينا.
ـــ
جزاك الله خيرا يا شيخ ضيدان .. بارك الله فيك وفي علمك وأدبك.
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 09:42]ـ
خلاف لفظي
وهذا سبب أكثر خلافاتنا
فهل من محرر لمحل النزاع
والله لو صرفت الجهود في التقريب بين السنة والشيعة، إلى التقريب بين أهل السنة لكان في ذلك مكسب أكبر بكثير من الأول (المتوهم)
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 11:30]ـ
خلاف لفظي
وهذا سبب أكثر خلافاتنا
فهل من محرر لمحل النزاع
والله لو صرفت الجهود في التقريب بين السنة والشيعة، إلى التقريب بين أهل السنة لكان في ذلك مكسب أكبر بكثير من الأول (المتوهم)
لم أفهم مشاركتك بشكل جيد، فهلا أوضحت لنا.
أي خلاف لفظي؟ وخلافاتنا مع من؟ وأي نزاع؟ وأي تقريب بين أهل السنة تعني؟
علما بأن الموضوع حول اغترار بعض طلاب العلم بأصحاب البدع من الفرق الأخرى.(/)
حقيقة التوحيد الذي ينفعك - الشيخ صالح الفوزان. حفظه الله/مرئي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 08:48]ـ
حقيقة التوحيد الذي ينفعك - الشيخ صالح الفوزان. حفظه الله
http://www.4shared.com/video/6GZYJLyu/____-__.html (http://www.4shared.com/video/6GZYJLyu/____-__.html)
اخوكم: ابواميمة محمد
ـ[مبتسم أبو طلحة]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:42]ـ
جزاكم الله خير(/)
هل من صفات اللَّه التوجع؟ وما يقصد الشيخ السِّعديّ في قوله متوجعًا؟ [إجابة البراك]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 04:14]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئِلَ صَاحِبُ الفَضِيلَةِ العلَّامةُ عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ البَرَّاك ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ:
هل من صفات الله التوجع؟ فإني قرأت في تفسير السعدي عند قوله تعالى: يا حسرة على العباد قال: يقول تعالى متوجعاً ...
فلا أدري ما يقصد الشيخ السعدي في قوله متوجعاً؟ أفيدونا مأجورين.
فأجاب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ليس التوجع من صفات الله، فالتوجع من الوجع وهو الألم، ومعلوم أن هذا لا يليق بالله ولا تجوز نسبته إلى الله.
والشيخ السعدي رحمه الله علامة إمام، فلا ريب أنه لا يقصد أن التوجع صفة لله، ولكن جرت هذه الكلمة في تعبيره عن معنى قوله تعالى: "يا حسرة على العباد" لأن هذا اللفظ يؤتى به في اللسان العربي للتوجع على من عظمت مصيبته وتضرره.
والقرآن نزل بلسان عربي مبين، ولا ريب أن المستهزئين بالرسل المكذبين لما جاؤوا به في أسوأ حال، فحقيق بمن يعنى بشأنهم أن يتحسر عليهم، والله تعالى لا يبالي بأعدائه، ولا يتحسر عليهم، ولا يتوجع لهم بل يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، ويدمر عليهم تدميراً بكفرهم وعصيانهم لرسله جزاء وفاقا. والله أعلم.
المصدر:
http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-125735.htm
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 04:18]ـ
وصلة مفيدة:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6841&highlight=%C7%E1%D3%DA%CF%ED(/)
كلمة ثالثة حول زندقة تركي الحمد للشيخ عبدالمحسن العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 06:35]ـ
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((كلمة ثالثة حول زندقة تركي الحمد)) ةهذا نصه:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فقد سبق أن كتبت كلمتين حول زندقة تركي الحمد، نُشرت أولاهما في 20/ 9/1429هـ بعنوان: ((الحق أن المستحق للمحاكمة هو تركي الحمد))، والثانية بعنوان: ((كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد)) نُشرت في 26/ 5/1430هـ على إثر حوار بينه وبين صحيفة الوطن، وقد ذكرت فيهما نماذج من كلماته القبيحة الواضحة في كفره وزندقته واستهزائه بالله وشرعه اشتمل عليها كتابه ((الكراديب))، وأعيد ذكرها هنا ليقف على منتهى قبحها وفظاعتها من لم يقف على الكلمتين السابقتين:
1): قوله (ص50): ((دع الله وشأنه)).
2): قوله (ص78): ((الانتحار نصر على الله، في الانتحار تفوت الفرصة على الله أن يختار لك مصيرك)).
3): قوله (ص120): ((إبداع الشيوعيين ليس مثله إبداع)).
4): قوله (ص137): ((فالله والشيطان واحد هنا وكلاهما وجهان لعملة واحدة)).
5): قوله (ص138): ((هناك جنة ونار معاً، الله وشيطان، نبي وفرعون، وكل في قدر يسبحون)).
6): قوله (ص187): ((فنحن لا ندري إلى أي عالم سنكون، وإلى أي حياة أو فناء سنؤول)).
7): قوله (ص274): ((وقد يكون ما يسير الدنيا هو القدر أو العبث أو الحتم أو الصيرورة لا ندري)).
ثم اطلعت على حوار أجرته معه صحيفة الجزيرة الصادرة في 28/ 4/1431هـ، وهذه تنبيهات على شيء مما جاء في هذا الحوار:
(1): أبدا في حواره ارتياحه في الوقت الحاضر لما وصفه بوجود مجالات التعدد وليس التوحد، وهو الذي يتمكن فيه أمثاله من الكلام الباطل في الدين، وقد كتبت كلمة في هذا الموضوع بعنوان: ((دعاة التغريب ومصطلحهم ((التعددية)) و ((الأحادية)) لانتقاء ما يوافق أهواءهم)) نشرت في 24/ 2/1431هـ.
(2): ذكر في حواره أن كتبه ممنوع بيعها في مكتبات المملكة ومعارضها، وأنه تكررت الوعود له بفسحها ثم يفاجأ بالمنع، وقال: ((ومؤخراً أتاني وعد جديد بنشر كتبي في كل المكتبات وليس معرض الكتاب فقط، وها أنا من المنتظرين!)).
أقول: وحُقَّ لكتب اشتملت على مثل هذه القبائح التي ذكرت نماذج منها أن تُمنع ومثلها حقيق بأن يُحرق، ومثلها لا يجوز الوعد بنشره فضلاً عن تنفيذ الوعد، وكان ينبغي بدلاً من أن يوعد بنشرها أن يُطلب منه التوبة من كل ما اشتملت عليه من زندقة وأن يكتبَ كتابة سليمة تستحق النشر.
(3): قال في حواره: ((فالآن نستطيع أن نناقشهم بكل حرية أما في الماضي فكانوا يقولون الشيء ولا تستطيع أن تتناقش فيه بتاتاً، حالياً تستطيع في الصفحات الأولى بالجرائد أن ترد على أي عضو بهيئة كبار العلماء التي هي أعلى سلطة دينية في المملكة، وتستطيع أن ترفع شكوى ضد هيئة الأمر بالمعروف، سابقاً لم تكن تستطيع أن تقوم بهذه الأشياء، فهذا بلا شك تغير واضح وملموس)).
أقول: والآن رفعت الأفاعي رؤوسها حتى زعم هذا الزنديق التمكن من التطاول على هيئة كبار العلماء والنيل منهم في الصفحات الأولى من الصحف، ورفع شكوى ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما كان ينبغي أن يتجرأ من يستهزئ بالله وشرعه على التبجح بمثل هذا العمل المشين وأن يتطاول من يدعو إلى النار على من يدعو إلى الجنة، بل كيف تطيق عيون النظر إلى وجه هذا المستهتر المستهزئ بالله المتمرد على شرعه المعجب بإبداع الشيوعيين؟! ومثله إذا لم يتب من زندقته فلا أقلَّ له من سكنى السجون على ظهر الأرض إذا لم يحصل له سكنى القبور في داخلها.
(4): قال في حواره: ((وكما نعلم أن القاعدة الفقهية الشهيرة تقول: (أن الأصل في الأشياء الإباحة)، ولو تأملت المحرمات في الدين الإسلامي لوجدتها بعدد أصابع اليد!)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: كيف صار لمن يستهزئ بالله ودينه أن يتكلم عن قاعدة فقهية وهي الأصل في الأشياء الإباحة، والمطابق لحاله كون الأصل الإباحية، ولم يذكر المحرمات في الدين الإسلامي التي زعم أنها بعدد أصابع اليد، بل الجمل السبع التي أشرت إليها من كتابه ((الكراديب)) هي من أعظم المحرمات الدالة على كفر قائلها وزندقته وإلحاده، والمحرمات في الدين الإسلامي كثيرة، وقد أورد الإمام الذهبي في كتابه ((الكبائر)) منها سبعين كبيرة.
(5): قال في حواره: ((وهناك علماء شرعيون من خارج السعودية أتوا بأدلة شرعية كثيرة تدل على أن المحرم هو الخلوة غير الشرعية وليس الاختلاط، لأن الاختلاط جزء من الحياة ونراه في كل جوانبها: في السوق والشارع وحتى في الحرم المكي!! فإذا لماذا نحرم ما أحل الله؟!)).
أقول: متى كان لأهل الزندقة والإلحاد أن يتكلموا في الحلال والحرام؟! ومثل هذا الزنديق لا يعجبه ولا يكفيه إلا أن تكون النساء في بلاد الحرمين مماثلة لما عليه النساء في الغرب من الانحلال.
(6): جاء في الحوار: ((ما رأي الدكتور الحمد في هجرة بعض المثقفين السعوديين إلى خارج المملكة والعيش في الخارج؟
قال: هم يبحثون في هذه الهجرة عن الحرية الاجتماعية والحرية الثقافية.
هل سنرى الدكتور تركي الحمد من ضمن هؤلاء المهاجرين؟
قال: لا أظن هذا؛ فبيئتي هنا وشرعيتي تقوم على وجودي في بلدي، فإذا خرجت من بلدي ستضعف علاقتي معها بشكل محسوس، فأنا باقي في وطني المملكة العربية السعودية)).
أقول: لم يُرد هذا الزنديق المستهزئ بالله ودينه أن يخرج من هذه البلاد مع المثقفين الذين يبحثون عن الحرية الاجتماعية والثقافية، وآثر البقاء في المملكة ليفسد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها وهو من ألد الأعداء لها حكومةً وشعباً وهو عدو في أثواب صديق، يوضح هذه العداوة ما قاله في كتابه ((العدامة)) (ص 23) على لسان من تخيّله وسماه منصوراً وهو يخاطب من سماه هشاماً: ((ما رأيك في الحكومة يا هشام؟!)) ثم قال منصور: ((لا داعي للإجابة، أنا أجيب عنك: إنها حكومة فاسدة لا همّ لها إلا مصلحتها ونهب خيرات الشعب الذي لا حقوق له، إن الشعب مجرد عبيد أو رعايا على أفضل الأحوال ليس إلا!!))، إلى أن قال في هذيانه (ص 24): ((وصمت منصور بضع لحظات، ثم قال: أنا أدعوك للانضمام إلى تنظيم يسعى إلى مقاومة الظلم وإقامة العدل والحرية!!))، إلى أن قال منصور لهشام (ص 25): ((لستَ أول شخص أحادثه في هذا الأمر ولن تكون الأخير!!))، وهكذا كلٌّ ينفق مما عنده وكل إناء ينضح بما فيه، وواجب الحكومة الحذر من الأعداء ولاسيما الأشد عداوة، كهذا وأمثاله الذين قال الله عن أسلافهم: (? ? ?)، وجهاد المنافقين ببيان فسادهم وإفسادهم والتحذير منهم من أفضل الجهاد في سبيل الله في هذا الزمان.
(7): جاء في الحوار أنه شارك في مهرجان الجنادرية وأنه قدّم ورقة عمل في أول ندواته تحدث فيها عن مفهوم الرأي الأوحد وفرض الوصاية، ومثله لا يليق أن يُدعى لهذا المهرجان ولا لغيره، ومن دعاه وهو غير عالم بزندقته فهو معذور، وأما من علم حاله فلا عذر له، بل المتعين الحذر منه كما يُحذر من الحيات والعقارب والذئاب، وكل من عنده إيمان يبرأ منه ومن زندقته، وقد قال عنه الشيخ الأديب أبو عبد الرحمن بن عقيل كما في ملحق المدينة بتاريخ 22/ 1/1431هـ: ((وأما تركي الحمد منذ أن قرأت كتابه (الكراديب) فأشهد الله على بغضه وبغض من شايعه، فوالله إن بطن الأرض خير لنا من ظاهرها إن عجزت الأمة عن صد من يسومها في عقيدتها ودينها)).
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد حكومةً وشعباً من كل سوء، وأن يقيها شر الأشرار وكيد الكفار؛ إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولتحميل المقال بصيغة doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/3turki/3Turki.doc?attredirects=0)
ولتحميل المقال بصيغة pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/3turki/3Turki.pdf?attredirects=0)(/)
هل كشر الليبراليون عن أنيابهم؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:37]ـ
هل كشر الليبراليون عن أنيابهم؟
بقلم د. صهنان بن بدر العتيبي
ظلت الليبرالية السعودية لسنوات طويلة وليس لها إلا “ناب” واحد أشبه ما يكون ب “ضرس العجوز” لا يدمي ولا يبرد قلوب الليبراليين السعوديين المتمردين على دينهم وثقافتهم يركضون خلف سراب الليبرالية البراغماتية والحرية الأمريكية الحمراء ولو تحققت سيطرة الكاوبوي لفعل بهم ما فعله بالعراقيين في “أبو غريب”!! ولكن شيئا فشيئا نمت الليبرالية كمثل نبات الصّبار وتفشت الهشاشة الفكرية بشكل غريب وظهرت الدونية الثقافية في أتعس صورها فجاءوا على صدر “ضب” واحد يبشرون بالتنوير الفرنسي خلف أسطورتهم المدعو شاكر نابلسي!! ولو تحقق لفرنسا شيء من السيطرة لفعلت بهم فرنسا النور ما فعلته بالقرية الجزائرية التي قصفتها بالمدافع فقتلت في ضحوية واحدة أربعين ألفاً من الموحدين برجالهم ونسائهم وأطفالهم وحيواناتهم وكل ما يتنفس فكان قصدا أن يموت أطفال الجزائر لتحيا فرنسا الحرية والعدل والمساواة!! فهل ننتظر ليأتي “نور” باريس المزعوم ويطفئ نور الله في ارض الحرمين؟ (فشر) ولن يحدث هذا وفينا عرق ينبض!!
اليوم ومن على منابر أعلامنا الرسمي والشبه رسمي ظهر من خلف براطم الليبرالية السعودية أنياب صفراء وبرتقالية وموف!! واستمرت مسيرة النهش في الخطاب الديني والثقافة الإسلامية بشتى الطرق والأساليب منها شيء ابتكروه ليتناسب مع روح العصر وتطور التكنولوجيا ومنها شيء ابتدعوه من بنات أفكارهم العرايا في “مرقص” النخاسة الفكرية ومنها شيء استوردوه من أساليب أعداء الدين على مر التاريخ من بني قريظة وكفار قريش إلى الموساد والسي أي أيه وصحف الدنمرك!! ولأنه يجمع الليبراليين السعوديين “جامع” ليلي بالسفارات والاستخبارات والصحوات وجحافل الصفويين في العراق فقد اجمعوا على حرب الإسلام مهما كان الاسم الذي يختارونه سواء الوهابية أو السلفية أو مشايخ الصحوة أو الخطاب الديني، سمها ما شئت فقد عقدوا العزم على الحرب والكرة الجهنمية تتدحرج وكل يوم يأتي بالغث والغثيث!! وكان لبروز “دعم” غريب من قبل مجموعة من الواهمين المرتبكين المرتعشين الذين يدّعون أنهم من فئة المتحررين والمتحررات وإنما تحرروا من عقال الدين والوطنية والأخلاق يمرحون في”صوالين” الحرية ومراكز (الحر والحرير) ودواوين العم سام!! لذا تواصل العض الليبرالي الخبيث ليصل إلى مستويات لم تكن تخطر على البال وسماء الصحف الرسمية ملبدة بالغيوم!!
الملاحظ أن الهجوم الليبرالي يركز على الطرف الثاني من العقد الفريد وأخذ شكل الغارات المتوالية على المؤسسات التي تمثل هذا الطرف مثل القضاء والإفتاء وهيئة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الأفكار العامةوالخطاب الخاص لهذا الطرف ومن ذلك عرض بعض التهويلات والمقالات المنكرة ورسوم الكاريكاتير المسيئة لبعض الأفكار المتعلقة بالشريعة والخطاب الديني كالسخرية من الدعاء والتعريض بالرقية الشرعية وبالإمكان الرجوع إلى بعض مقالات “داشر العطايف” في الجريدة الرسمية التي تصدر من عاصمة بلاد الحرمين لقراءة المزيد من الغثاء والعدوانية تجاه الدين على وجه العموم والسلفية على وجه الخصوص!!
وليس هذا الداشر هو الوحيد فكل صحيفة من صحف الوطن المظلوم فيها داشر وفاسق ورويبضة وهبلا .. !! الطرف الثاني ناله الكثير من الإسفاف ولكن هاهي السلسلة الجهنمية قد امتدت إلى أبعاد خطيرة فعندما صدر تصريح رسمي عن الوهابية وصفت فيه بأنها مجرد امتداد للسلف الصالح قامت قناة الصهاينة العربية مع سبق الإصرار والترصد بإعادة حلقة قديمة جدا!! من برنامج اضاءات يتعرض فيها المدعو علي الرباعي للوهابية والخطاب الوهابي مباشرة وبدون مونتاج ولا قص ولا لزق، يا للعجب والله طالت وشمخت يا عيال أكشنها!!
(يُتْبَعُ)
(/)
اليوم يبدو انه اشتد عود الليبرالية السعودية (قصمه الله) فبدأت بالتحول إلى الطرف الأول من العقد الفريد!! قبل أيام تجردت بنات المدعو منصور بن فاطمة النقيدان الذي ينطبق عليه المثل الباكستاني الشهير “سعودي مخ ما فيه"!! فكتب في الجريدة الرسمية “الرياض” هذه العبارات المسكوبة باحترافية عالية يبدو أنها لن تأتي من خريج المتوسطة المتورط في تفجير محلات الفيديو!! كتب في مقال له عن التنوير ما يلي “ .. وظهر في هذه المرحلة أهم شخصية في عصر التنوير وهو جان جاك روسو الذي أراد تحقيق تنوير قائم على طبيعة الإنسان السعيدة والبريئة والقضاء على مجتمع المراتب والطبقات وربط تحقيق الحرية والمساواة بسيادة الشعب والديمقراطية القائمة على عقد اجتماعي مؤسس على إرادة مواطنين أحرار متساوين ومتصالحين ليست إرادة أكثرية بل جماعية وجاءت الثورة الفرنسية ثمرة لجهود الفلاسفة والمفكرين .. ً إلى أخر الغثاء!! الله يصبرنا، هذا مدح للتنوير العلماني ورسم تصويري لنتيجة (شغل) الفلاسفة الفرنسيين الذي أثمر في الأخير بتفاعل عوامل أخرى عن قيام الثورة الفرنسية!! حسنا ما ذا فعلت الثورة الفرنسية بالنظام الملكي؟
لقد قضت الثورة الفرنسية على النظام الملكي في فرنسا قضاء مبرما وعلقت رجال الملك وحاشيته على أعواد المشانق ونصبت المقصلة الرهيبة للرقاب الملكية بكافة أنواعها!! عندما حانت ساعة النصر التنويري الفرنسي لم تفرق الثورة بين الملكيين واللا ملكيين!! حتى أولئك الذين ابدوا تعاطفا مع الأفكار التنويرية (تنوير مين يا بولمبه! الهدف كان السلطة ولا غير)!!
المرحلة الأولى للثورة الفرنسية امتدت من عام 1789 إلى 1792م ونتجت عن قيام الملكية الدستورية وهذه شنشنة نعرفها من أخزم!! ولكن بعد برهة من الزمن الصعب والغيبوبة الملكية الفرنسية خلف سراب “الأنوار و”الأحرار”!!
تم إلغاء نظام الحكم الملكي الفرنسي بالكلية وأنُهى بحد المقصلة النظام القديم واسُتبدل بنظام “تنوير” فرنسي لا يعتبر دورا للدين ويعظم العقل ويلغي دور المؤسسات الدينية ويطلق الحرية الفردية السافرة إلى أخر الغثاء الليبرالي النتن .. ياهوو!! ثم كانت المرحلة الثانية التي امتدت من 1792 إلى 1794م حيث ترسخ النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري وظهرت فرنسا الفتاة!!
وفي مقال أخر كتب هذا السعودي الأخرق يمتدح أيضا “التنوير الفرنسي” وقال “بدأت المعركة التنويرية الأولى ضدّ الفكر الكنسيّ الظلاميّ مع الرشديين اللاتين .. مثل إراسموس الذي ألّف كتابا بعنوان “مديح الحماقة” يسخر فيه من التديّن الزائف والأخرق، وترسّخت معركة التنوير مع عقلانية ديكارت التي فتحت الطريق واسعا أمام سبينوزا الذي دشّن حركة نقد النصوص المقدّسة بكتابه رسالة في السياسة واللاهوت، وجاءت الفلسفة الكانطية العظيمة مع الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت لتنصّب العقل حكما وحاكما وحيدا على نفسه وبالتالي بلوغ الإنسان مرحلة الرشد العقليّ الذي هو مضمون فكر التنوير بامتياز .. واستمرّت بعده لتتوّج –أخيرا- بمكسب فرض فصل الدين عن السياسة وتحوّل الدين (أيّ دين) إلى شأن روحيّ وأخلاقيّ فرديّ أو جماعيّ” .. إلى أخر الاراجوزه ولاحظ عبارة (أي دين) بين القوسين!!
أعزائي القراء كل هذه السفسطات التنويرية الخبيثة تظهر اليوم على صفحات صحفنا الرسمية بوضوح مؤلم في مقالاتهم ورسوماتهم وأخبارهم المنتقاة (ولا سبب لهم الضنك إلا الهيئة جعلها الله شوكة في حلوقهم)!! وكذلك نراها في قنواتهم وبرامجهم الحوارية السخيفة (خاصة تلك البرامج الموجهة لدعم أفكار تنويرية غبية حتى لو كانت بإشراف "مستشار شرعي")!! أنظر مثلا إلى الإطناب في مدح هؤلاء الفلاسفة والعقلانيين والمبالغة في مدح الحضارة الغربية عموما حتى إن فيلسوفهم الشهير قال ذات يوم “الحضارة الغربية هي الحضارة الوحيدة التي حررت الإنسان” (خلك في البلدية يا بليهان)!! وبعض كتاب الغفلة تلبس أسلوب جرير بن الخطفي في مدح انشتاين وفرويد وفاراداي وأديسون (هذا الذي أخترع اللمبة لا بارك الله فيه!!) وغيرهم من يهود وملاحدة، وأين في صحف بلاد الحرمين!! لقد اكتشفت أن المفكر السعودي (أبو لمبه) هو فعلا “هش” للغاية ولو قال له “مدير المكتب” أمدح الماركسية لكتب في كارل ماركس ما لم تسطره الخنساء في أخيها صخر بن الشريد!!
هل حركة التنوير الفرنسي تعيد صياغة نفسها بالغترة والعقال؟! في الثالثة كانت الطامة فقد كتب هذا (سعودي مخ ما فيه) يتحدث عن “مقاهي التنوير” حيث قال ولاحظ التسلسل “كانت المقاهي من الوسائط الكثيرة التي أسهمت في رفع الوعي للمجتمعات الغربية وخصوصاً في باريس .. ولكن المقاهي لم تكن إلا وسيلة واحدة من الوسائط التي أسهمت في تلك الحركة الكبرى من التنوير والوعي فقد تضافرت الصحف والنشرات والفنون والمسرح، والصوالين الأدبية التي كانت هي أيضاً مصدر إشعاع في أوروبا” (يقصد حتى جاءت الثورة الفرنسية المظفرة)!! ثم ختمها بـ “قنبله تنويريه” حيث كتب “في نهاية تسعينيات القرن الماضي كان مقهى كاليفورنيا الواقع في الرياض يشهد جلسات نقاش حول التنوير وأسباب التشدد الديني والطريقة التي يمكن أن تسهم في التخلص من الفهم الديني المسيطر وقتها (!!) لا يمكن لأحد أن ينكر التأثير الكبير الذي أحدثته تلك النقاشات على رواد ذلك المقهى من الأسماء التي أصبح معظمها اليوم معروفاً .. ” (انتهى كلام سعودي مخ ما فيه)؟! هزلت ورب الكعبة أجل “سمرمد” مقهى كاليفورنيا يمسكون دفة التغيير والإصلاح والتنوير ومن ثم الثورة التنورية التي لا تبقى لا تذر (والله وصرت “لمبة فيلبس” يا وطن)!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعود العريني]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 09:03]ـ
بيض الله وجهك أيها الماجدعلى النقل الرائع، وجزى الله الدكتور خير الجزاء فقد كفيّ ووفيّ، وما أحوجنا للتكاتف في وجه هذه الموجة الإلحادية القذرة التي تولى كبرها منافقي العصر من الليبراليين والتنويرين! زعموا.
أخوكم / سعود العريني
ـ[البتيري]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 11:49]ـ
لم لا يجرم ويحاكم من يتجرا على الدين في الصحف ... ؟
اذا كنا نحن في بلاد الحرمين لا نجرم من اهلنا من يسب ديننا؟
فلم نلوم الغرب الكافر في تجرؤه على ثوابت عقيدتنا؟
لم نلوم فرنسا في منع الحجاب وعندنا من يدعو جهارا نهارا بكل وقاحه الى نزعه بل ويؤيد فرنسا على فعلها.
لم غضبنا من الدنمارك عندما نالت من سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم، وعندنا من ابناء جلدتنا واسماؤهم كاسمائنا ويسكنون بجوارنا من ينال من عرضه عليه السلام وبشكل مباشر تماما ووصفه بالوحشية (كما فعل الامير) ولا نجد من يغضب لقوله اويرد عليه ..
ان هؤلاء لا يقدمون فكرا مخالفا علينا ان نكتفي بالرد عليه فحسب
انهم يا اخوتي يسبون دين الله تعالى ويتجرؤون على العقيدة وينالون من الثوابت.
اسال الله تعالى ان يكف شرهم
وان يعز الله تعالى دينه وان ينصر اولياءه(/)
تجفيف المنبع القاعدي!
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تجفيف المنبع القاعدي!
عبد الوهاب آل غظيف - الرياض
هذا التنظيم تجربة لا زالت تكرر كلما وجدت مسرحاً مضطرباً يناسب أبطالها الذين لا يجيدون سوى الاضطراب، تجربة تستحق الوقوف معها طويلاً عبر دراسات مكثفة، من نواحي شتى: شرعية، وفكرية، وسياسية، ونفسية .. نحتاج هذه الدراسة لأننا في أمس الحاجة أن تتجاوز الأمة مرحلة التأثير القاعدي، كما تجاوز الزمن شعارهم الذي يرفعونه مدعين نصرة الإسلام والمسلمين، ولا أخال الأمة قد حققت قدراً من الوعي يجعلها في مأمن من تجارب قاعدية جديدة تستنزفها، ولا سبيل لتحقيق هذا الوعي إلا بدراسات شرعية و فكرية موضوعية مستقلة عن الخطابية والتسييس، نابعة من القرآن الكريم والسنة المطهرة، مرتكزة على السيرة النبوية، فهذه ثلاثة أمور، أرى أنها خرمت الجهد المفترض لمعالجة الفكر القاعدي:
1 - الخطابية في معالجة هذا الموضوع، القائمة على عموميات في الثلب والشتيمة للقاعدة ومدح منطق السلام والأمن، وهذه لا تشكل خطورة على وصفة العلاج إلا في حالة الشعور بنشوة هذه الخطابية بحيث يرتكز عليها الجهد التوعوي فيكون ذلك على حساب العلاج الموضوعي.
2 - التسييس المتمثل في انطلاق الجهد التوعوي من رحم أنظمة سياسية معينة، فيكون هدفه الدفاع عن هذه الأنظمة كيفما اتفق وتبرير أخطائها.
3 - الغفلة عن البعد الشرعي، والانطلاق في معالجة هذا الفكر من منطلق لا ديني أو ديني منحرف، والثالث أخطرها على جهد العلاج.
لب المشكلة يكون في إهمال قادة الأمة الإسلامية – على صعيد السياسة والفكر – لمشروع الجهاد، فينتج عن هذا الإهمال:
1 - أن تستغل الحاجة الفطرية والضرورية للجهاد من قبل من لا تحكمهم رؤية إسلامية – إما جهات حزبية وإما استخبارية – فيجندون الشباب، ويدعمونهم ويخترقونهم، خاصة مع قلة الخبرة عند هؤلاء الشباب.
2 - أن يظل هذا المجال الخطير مسرحاً لاجتهادات المتحمسين وقليلي الخبرة في قضايا خطيرة ومصيرية.
ولا يمكن – في ظل الحروب الشعواء على العالم الإسلامي – تغييب مفهوم الجهاد أو صرف الناس عنه، ولكن يمكن أن يرشد العمل الجهادي من خلال قيام من يتسمون بالفكر الثاقب والرؤية المستنيرة والعلم الشرعي والمنهج المعتدل على المشاريع الجهادية، فيحولون دون تجييرها لمصالح غير مصلحة الإسلام، كما يحولون دون تحويلها إلى مشاريع جهاد ضد الأمة الإسلامية، وضروري في سبيل ذلك: القضاء على الجفوة المفتعلة بين الأنظمة السياسية الإسلامية وبين مشاريع الجهاد، ولا يعني ذلك أن تشارك الأنظمة في الجهاد، قدر ما هو مقصود ألا تستعدي المجاهدين ولا تتخذ العمل الجهادي عدواً، فهذا يخلق التصادم بين المسلمين المعتدى عليهم، وبين الأنظمة، ويكون هذا التصادم بيئة خصبة لفكر قاعدي.
على أنه في الجانب الآخر: فإن غياب أهل الرأي عن قيادة مشاريع الجهاد، يجعلها عرضة ليكون التصادم حاصلا من جانبها، كما يحصل من بعضهم حينما يعتدي على دول إسلامية ويعلن أنه يستهدفها، في حين أنه لم يتخلص من عدوه الجاثم على أرضه!
إن مشهد (تفجير النفس) الذي صار شعارا لأتباع هذا التنظيم وأسرفوا فيه، يلخص لنا رواية طويلة عن طاقات يضطرها الواقع المعقد نحو الانفجار، فأين مهندس يقوم على هذا الانفجار ليجعله في البنايات الخربة التي خلفها الاستعمار، ويحمي أمة الإسلام ومجتمعات المسلمين من نير مشتعل لا يجيد سوى الإحراق!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 10:11]ـ
مقال رائع .. أحسن الله إليك
ـ[الساري]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 01:58]ـ
صدقت , وليت قومي يسمعون!
مثلما عهدنا قلمك يا أستاذي , لمّاح يبصر منابع الأمور , وبارع يحسن التشخيص والوصفة!
شكرا لهذا القول الذي قطع قول كل خطيب
وقفة جانبية:
.... الذين لا يجيدون سوى الاضطراب ......
كما تجاوز الزمن شعارهم الذي يرفعونه مدعين نصرة الإسلام والمسلمين
الذي أعلمه أن هذه افئة من أبناء أمة الإسلام صادقة القصد ثائرة لدينها وأمتها , لا تدّعي نصرة الإسلام والمسلمين ادعاء وتخفي مقصد سوء
وإلا فما شأنها تطير لكل أرض يضام فيها مسلمون؟!
وما شأنها بتمزيق أشلائها في بلاد لا مطمع فيها ولا قربى: الشيشان , البوسنة , كوسوفا
إني أعرف منهم من أعرف , أعرفه صادقا محترقا لنصرة دينه وأبناء أمته المسلمة
أعرف عنهم حسن الخلق! وصدق الدين! وحب (الجهاد)
لذا: اعذرني أن أكذّب كل قائل بأن قولهم بنصرة الإسلام والمسلمين إنما هو ادعاء كاذب وشعار خادع
أظن المعتقِد خطؤهم يسعه أن يقول: اجتهدوا فأخطؤوا , والأصل فيهم حسن الظن , إلا أن نتيقن سوء مقصدهم.
أقول هذا عن الذين يحاربون العدو الكافر , من صليبيين في العراق وأفغانستان والشيشان ومن يهود في فلسطين , ومن شيوعيين في الشيشان ... الخ
ولا أقصد الذين يفجرون داخل البلدان الإسلامية غير المحتلة
فإن كان قصدك من يفجرون داخل بلاد إسلامية لم يحتلها الكفار , فإني أسمع وأقرأ في الإعلام عن استهدافهم الأبرياء , وهو عين الجريمة والنكارة , لكني أبشرك أنني لم يصبني من هذا الاستهداف شيء ولا أحدا ممن أعرف , ولم أطلع على شيء , إلا ما تقوله (وسائل الإعلام) والبيانات الرسمية.
وما دمت استخدمت مصطلح (القاعدي) فتنظيم القاعدة هو التنظيم الذي يرأسه ابن لادن , وإني أجهل إن كان تنظيم القاعدة المعروف , والذي مقره أفغانستان قد أصدر تبنّيا , أو حتى تأييدا للتفجيرات التي تحصل في بلدان مسلمة لم يحتلها الكفار.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك , الذي يقاتلون نصرة لدينك ولأمتهم ودفاعا عن أوطان المسلمين وحرماتهم وأخلاقهم وأعراضهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 04:50]ـ
أخي العاصمي:
وأحسن الله إليك، شكراً لمرورك.
الأخ الفاضل الساري:
اسمح لي أن أعترض على ما أعتبره إطراء من قبلك لي، وإن كنت أشكر حسن ظنك، وأسأل الله أن يجعلني خيراً مما تظن، ويغفر لي ما لا تعلم!
أما عبارتي: (كما تجاوز الزمن شعارهم الذي يرفعونه مدعين نصرة الإسلام والمسلمين) فلا أرى أنها تنطوي على رميهم بالكذب في دعواهم، فهذه لا أتبرأ منها فحسب، وإنما أقر أن مثلهم لن يسلك ما سلك إلا بغيرة ورسالية.
والمراد: أن دعواهم شيء، وواقع عملهم شيء آخر، فهم رزية على مشاريع الدعوة أكثر من كونهم مناصرين لها، بما يسلكونه من عمل جريء باطل في ديار الإسلام.
/// والذين يحاربون أعداء الله في البلاد المحتلة فلا أرضى إقحامهم في هذا الموضوع، لأن ولاءهم ومناصرتهم والدعاء لهم وحبهم في الله عندي قضية لا تحتمل الخلاف، ولا أقبل من شخص أن يتردد في دعم المجاهدين ومناصرتهم بله أن يطعن فيهم أو يحط عليهم، فهذا سوء من القول أستجير بالله منه!
/// وكأنك تعرض بحقيقة المصيبة في القاعديين وفكرهم، من خلال الإشارة إلى تضخيم إعلامي رسمي، فبغض النظر عن هذا التضخيم: إلا أنهم موجودون، والخروج المسلح لم يسلم منه أصحاب المشاريع الجهادية أنفسهم، فضلاً عن الدول الإسلامية، ولا أظنه منطقاً أن تتخذ عدم معرفتك بأحد ممن قتل في شوارع الرياض بل وفي شوارع مكة المكرمة - من أبناء المسلمين الذين قتلوا بدعوى الجهاد - أن تتخذ جهلك بهم ذريعة إلى إنكار مقتلهم!
شكراً لمرورك أيها الفاضل.
ـ[الساري]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 08:15]ـ
أستاذي عبد الوهاب:
قلتَ فأبلغت , وما تركت لمحتمل مدخل , وما قلتَه كلّه - بظني - حق عالج ما تلجلج في صدري من توجّس , فجزيت خيرا
ولا أظنه منطقاً أن تتخذ عدم معرفتك بأحد ممن قتل في شوارع الرياض بل وفي شوارع مكة المكرمة - من أبناء المسلمين الذين قتلوا بدعوى الجهاد - أن تتخذ جهلك بهم ذريعة إلى إنكار مقتلهم!
صدقت
وما كتبتُ ما كتبتُ إلا على طريقة (الحرّ تكفيه الإشارة)
ولأني عبّرت عن قناعة شخصية؛ فلا زلت من قديم لا أجد إثباتا لأسماء أشخاص ماتوا من المدنيين المسلمين الأبرياء باعتداء قد ((((استهدفهم))) من قبل من يسمون (تنظيم القاعدة) لا في مكة ولا في الرياض!
وبالمناسبة فما أنا إلا عود في حزمة الرافضين لهذه الأعمال بعمومها , والتي تجلب الضرر والقلاقل.(/)
القول البديع فى الرد على من قال بنكاح الطفله من الطفل الرضيع ,,!!
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 06:12]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ,,
الحمد لله رب العالمين , و الصلاه و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين ,,
أولاً:
ذكر بعض إخواننا - نحبهم فى الله- فى بعض المنتديات الغير علميه ,, و قال كلاماً أنقله لعكم إن شاء الله ,,
قال الاخ الفاضل:: ((كتير أوي بنسمع الناس الكبار يتكلموا على ولادهم الصغيرين (ده الواد للبت)
يقوم أبو البنت قايله (طبعا طبعا الواد للبت) وهو بيضحك كده وبيهزر
وميعرفش انه بكده عقد الزواج تم
نعم
يعني كده يبقوا العيال الصغيرة دي اتجوزوا بعض
اه فعلا
وكمان اللي بتحصل أكتر من كده اللي بيحصل في الافلام والمسلسلات
تلاقي واحد بيتجوز واحدة في الفيلم ويقولوا الالفاظ المسنونة وكده
وميعرفوش انهم بكده تزوجوا بالفعل
يعني لو المرأة دي مكنتش متزوجة فعلا يبقى العقد وقع صحيح
ويبقى لو جت تتزوج بعد الفيلم ده زواجها هايبقى باطل
يعني زنا
شفتوا الموقف أد ايه خطير
والدليل على كده حديث رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ، النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالرَّجْعَةُ "
وقال الترمذي بعد الحديث ده: " وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) وَغَيْرِهِمْ "
يعني الهزار اللي في الأفلام والمسلسلات بتاع الجواز ده وقع فعلا وأصبح حقيقة)) إنتهى كلامه - المهم - عفا الله عنا و عنه ,,
قلت: أكيد أنكم فهمت كلام الرجل , و أنه يريد أن يثبت أن النكاح تم , و أنهم أصبحوا أزواجاً لبعض حتى مع أنهم مازالوا فى المهد؟؟
أريد, أيضا من طلاب العلم , و من مشايخى الكرام هنا فى الملتقى المبارك , أن يقرأوا هذا البحث الذى كتبته , و الحمد لله فى الرد , عليه ..
و قد عرضت البحث هنا , لأرى مدى صحته , فإن كان صوابا , فأنقله إليه إن شاء الله ..
و يأتى ردى عليه من عدده وجوه ..
أولأً: إختلاف المحدثين فى ضعف الحديث .. :
الحديث له أكثر من طريق رواه ,, أبو داود (2196)، وابن ماجه (2037)، والترمذي (1184) والدارقطني (3678)
و الحديث:
من طريق عبد الرحمن بن حبيب بن أردك عن عطاء بن أبي رباح عن يوسف بن ماهك عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالرَّجْعَةُ))
1 - ضعف الحديث , الحافظ بن حجر العسقلانى في " التلخيص " (3/ 209) , و بين أن كل طرقها أضعف من بعض و تزيدها و هننا و كل الشواهد ضعيفه.
2 - ضعف الحديث , العلامه الشوكاني في " نيل الأوطار " (6/ 240)
3 - ضعف الحديث , العلامه الألباني في " الإرواء " (6/ 224) و قال ((السند ليس بحسن عندى)) لكنه حسنه بمجموع طرقه.
4 - ضعف الحديث , العلامه مصطفى العدوى , فى كتابه أحكام النساء 4/ 126
5 - ضعفه , الذهبى فى الميزان , و قال عند أحد رواته و هو - ابن أدرك - لين الحديث و استنكره.
6 - لم يروه النسائى , وضعفه , وقال عن - ابن أدرك - وهو أحد روا الحديث , ((منكر الحديث))
7 - ضعفه بن عبد البر , فقال: ((لا يستند هذا الحديث إلا من هذا الوجه .. )) الإستذكار (5/ 542)
8 - ضعفه الامام , يحيى ابن القطان , و ذكر ذلك الذهبى فى الميزان. و قال أن عبد الرحمن بن حبيب لا تصح روايته.
قلت- الجندى -: إذا الحديث ضعيف ,, صححه البعض و ضعفه البعض ...
و لا يجوز الأخذ بالحديث الضعيف فى الاحكام .. عند من ضعفه قلا يثبت الحكم عندهم ..
.............................. .................... .
ثانياً: و جود خلاف بين أهل العلم على العمل بالحديث ..
قلت -الجندى -: ذهب جمهور أهل العلم , إلى أن طلاق الهازل و زواج الهازل يقع .. مثل الجاد. وخالفهم المالكيه فقالوا: ((لا يصح نكاح الهازل لأن الفرج محرم فلا يصح إلا بجد)) .. فليس هناك إجماع فقد ثبت المخالف؟؟!!!
قال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (10/ 461):
(يُتْبَعُ)
(/)
يقع الطلاق من الجاد ومن الهازل , والفرق بينهما أن الجاد: قصد اللفظ والحكم , والهازل: قصد اللفظ دون الحكم.
قال ابن القيم - وهو أهم كلام فى المسأله -
((وسر المسألة: الفرق بين من قصد اللفظ وهو عالم به ولم يُرد حكمه، وبين من لم يقصد ولم يعلم معناه، فالمراتب التي اعتبرها الشارع أربعة:
إحداها: أن يقصد الحكم ولا يتلفظ به.
الثانية: أن لا يقصد اللفظ ولا حكمه.
الثالثة: أن يقصد اللفظ دون حكمه.
الرابعة: أن يقصد اللفظ والحكم.
فالأوليان: لغو، والآخرتان: معتبرتان، هذا الذي استفيد من مجموع نصوصه وأحكامه " انتهى.
" زاد المعاد " (5/ 204، 205).))
قلت- الجندى -: و تبعاً و جرا على قائده ابن القيم فى التقسيم الى اربعه ,, فإن القائل سواء كان الاب صاحب الولد أو الاخر , فهما يقعان تحت البند
الثانى: لايقصد اللفظ و لا حكمه ..
لذلك لا يقع الزواج ..
قلت - الجندى -: و لو سلمنا انه قصد اللفظ دون الحكم ,أى وقع تحت البند الثالث , فلا يقع الزواج لعدده أسباب و الحديث لا ينطبق البته على الواقعه:
1 - أن الطفل ليس ببالغ و لا مكلف و لا يعقل كلام بل هو مولود , و الأب ليس ولياً على الابن فى الزواج ,,
بل يجب أن يكون مكلفاً ..
من من الفقهاء قال: ((أن الاب ولى الابن فى الزواج))؟؟؟
إذا لماذا إشترط الفقهاء , أن يكون الزوج مكلفا بالغاً؟؟؟
ثم أشكل بعض العلماء , مثل أبو بكر بن العربى المالكى:
على أن النيه هنا معتبر بها شرعاً , إنما الاعمال بالنيات!! و العزم فى المسأله ..
.............................. ............
أما لزواج المسلسلات:
أولاً , بغض النظر عن حرمه المسلسلات , لكننا نتكلم عن الزواج
فهو باطل , لا يصح و لا ينعقد , لعدده أشياء:
1 - أنه , لا نكاح إلا بولى ,
قلت: و الذى فى المسلسل فى الحقيقه هو ليس بولى المرأه و لا بأبوها و لا أخوها على الحقيقه , إنما هو ممثل. فلا ينعقد النكاح بدون ولى ..
و كفى هذا الوجه للرد على من قال بوقوع زواج المسلسلات .. و أسف جداً على التقصير فى الدر و البحث , و هذا لضيق الوقت. بارك الله فيكم , أتمنى سماع رأى مشايخنا الكرام ,
كتبه أخوكم فى الله , العبد الفقير , المحتاج إلى عفو ربه
أبو سليمان مصطفى الجندى الأثرى(/)
عشاق المعارك الخاسرة!
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 08:17]ـ
إذا رأيت أحد الوُعول يجيء إلى صخرة كبيرة، فيَجْعَلُ ينطَحها؛ يبتغي أن يُزحزِحَها عن مكانها، فما هو إلا أنْ يَنكَسِر قَرْنُه ويَدمى ويمضي، ثم لا يَلبث بعد أن تجفَّ دِماءُ قرْنِه المنكَسِر أن يعود مرةً أخرى لينطح الصخرة بقرنه المكسور، فيؤذي نفسه، والصخرةُ في مكانها لا تتزحزح.
فقد تنْزَعج لغبائه، وتَرثي لحاله، ولكنك تعذره؛ فالوعل حيوان لا عقْلَ له، ولا ينتفع بالتجارب.
لكن كيف لك أن تَعذر أُناسًا حبَاهم الله بالعقل والتفكير، يَستميتون في القيام بدَوْر هذا الوعل، فلا ينتفعون بالتجارِب، ولا ينجَعُ فيهم النُّصْح، ولا تُفيدهم عِبَرُ الأيام والليالي، بل هم مصِرُّون على ما فيه عَطَبُهم، مُقِيمون على ما فيه ضررهم، لا يلتفتون لقولِ ناصح، ولا يَعبَؤون بتحذيرِ مُشفِق، مَفتونون بخوض المعارك الخاسرة، ولو راحوا ضحيتَها هم وأتباعهم.
أمثلة هذا النوع من الغباء منتشرةٌ في عقولٍ كثيرة في مجتمعاتنا، وتظهر في ممارساتِ طوائفَ وتياراتٍ فكريَّةٍ عديدة، لكنَّ أشَدَّها ضررًا، وأعظمَها خطرًا، وأَنْكَاها وَبالاً على مجتمعاتنا - غباءُ أولئك العلمانيِّين واللِّبراليِّين مِن بَنِي جلدتنا، الذين أُولِعوا بمناطحة ديننا وقيمنا وتراثنا؛ مِن أجْل تحقيق نهضتِنا والرقِيِّ بأمَّتنا - زَعَموا.
فمَا هو إلا أنْ أَدْمَوا أخلاقَنا وقِيَمنا، وأهلكوا أنفسهم وغيرَهم؛ بأن أضاعوا آخرتَهم وخسروا دينهم وإيمانهم، ولم يتحقَّقْ لهم ولا لأمتهم ما كانوا يزعمون، أو يبتغون مِن نهضة ومَدَنية، مُضَاهِيَة للغرب ونهضته ومَدَنيته وحضارته.
لقد زعم هؤلاء الفاتنون المفتونون أن سِرَّ تخلُّفِنا ورجعيَّتنا في تمسُّكِنا بدِيننا وأخلاقنا وتراثنا، فشَنُّوا على ثوابتنا حرْبًا ضَرُوسًا في غاية الضَّراوة، لا تهدأ ولا تبرد، في أماكنَ كثيرةٍ مِن العالم الإسلامي، لها الآن عشرات السنين، لا تخبو في مكان حتى تقوم في غيره.
ففي مصر قبل أكثرَ مِن مائة عام، بَدأَتْ تلك الحرْبُ، وأوقد نارَها علمانيُّو مصر، وتولَّتْ صحفُهم الهجوم على الثوابت الإسلامية، وصار الدِّين هو الجلبابَ البالِيَ الذي لو نزعَتْه مصرُ عن جسدها لصارت قطعةً من أوربا؛ تَمَدُّنًا وحضارةً، وحريةً ورخاءً، وعدالةً ومساواةً!
وقامت الحرب على الدِّين على قَدَم وساق، فكلٌّ يريد أن يمزِّق مِن ذلك الثَّوبِ ما يقدر عليه؛ كي تنهض مصر مِن رَقْدتها، وتبدأ مسيرة حضارتها، ووازاهم في حربهم تلك جيشٌ من المستشرقين والمبشِّرين، بل مِن المستعمِرين الإنجليز أنفُسِهم.
فهوجم التراث، وزُعزِعت الثوابت، وشُكِّك في السُّنَّة ورُواتِها، كما يَفعل ليبراليُّو اليومِ، بل شُكِّك في القرآن، واستُهزئ بكلام الله ورسوله، كما يُستهزأ به الآن.
وارتمى علمانيو الأمس في أحضان الماركسيَّة والاشتراكية، وغيرها مِن (موضات) ذلك الزمان، كما يَرتمي علمانيُّو اليومِ في أحضان (موضة) هذا العصر "اللبيرالية".
ونُودي يومَها بوجوب البراءة مِن كل ما هو إسلامي، وسمَّوْه القديم؛ لأنه رجعيَّةٌ وتخلُّف، وبوجوب الولاء لكل ما هو غرْبي، وسموه الجديد؛ لأنه تحضر وتقدُّم!!
وكان كثيرٌ من أولئك المحاربين للدِّين اللادِّين في خصومته لا يُجاهرون بغايتهم؛ لئلا يفتضحوا عند العامة إنْ هُم أبانوا عن حقيقة مقصدهم، بل يستَتِرون بالتَّنوير والحرية، وتجديد الدِّين ليواكب العصر، تمامًا كما يفعل لِيبراليُّو اليوم.
وعندما يَمَّمَ علمانيُّو مصر وَجههم شَطْرَ أوروبَّا والغرب؛ يَبتغون عندها الحضارة والرُّقِيَّ، كانوا قد عَزموا على أخذ كل ما جادت به حضارة الغرب في سبيل أن يَحصل لنا الرُّقي المنشود، حتى قال أحدُ دُعاة التَّغريب في جَرْأة وصَفَاقة:
"سبيل النهضة واضحة بيِّنة مستقيمة، ليس فيها عِوَج، ولا الْتِواء، وهي: أن نَسير سيرةَ الأوروبيين، ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادًا، ولنكون لهم شُركاءَ في الحضارة، خيرِها وشرِّها، حُلوِها ومُرِّها، وما يُحَبُّ منها وما يُكْرَه، وما يُحمد منها وما يعاب".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخذ العلمانيون على عاتقهم تَمهيدَ هذه السبيل بكل ما أُوتوا مِن قوة، حتى أُبعدت أحكام الشريعة الغرَّاء عن قاعات المحاكم ودُور القضاء، وتحاكَمَ الناس إلى القانون الفرنسي، وعُزِل الدِّين عن واقع السياسة، ونادَى المنادِي: "لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة".
كما عُزل عن واقع الحياة الاجتماعية حتى أصبحت الدولة مدَنيَّةً، واقعًا وحقيقةً، إلا أنَّ دستورَها يَنُصُّ على أنَّ الشريعة الإسلامية هي المصْدرُ الأول للدُّستور، وإلا في بقايا مِن قضايا الأحوال الشخصية لم تَلبث أن امتدت إليها الأيدي العلمانية الآثمة بعد ذلك؛ لِتَعْبَثَ بها (وتُعَلْمِنَها) بعد أن كانت هي المظهرَ الوحيد الباقي مِن التشريع الإسلامي.
وأثيرت قضايا تحرير المرأة والحجاب والسُّفور، وقد انتصر فيها العلمانيُّون على مُناوئِيهم، فتحقَّق جُلُّ الذي كانوا يُنادون به، وسفرت المرأةُ المصرية، واختلطت بالرجال في المدارس والجامعات وأماكنِ العمل - كما يريد ليبراليُّو السعودية الآنَ للمرأة السعودية.
ونزَعت حِجابَها وحياءها، وأصبحت - كما أرادوا - مُدرِّسةً في مَدرسةٍ كُلُّ مدرِّسيها وطلابِها ذُكور، وعاملةً في مؤسَّسة جُلُّ موظفيها ذكور، ومذيعةً ووزيرةً ونائبةً في البرلمان، ومندوبةَ مَبيعاتٍ، تتَردَّد على البيوت والشركات، تَعْرِض جمالَها قبْلَ بضاعتها؛ لعلَّ "الزبون" يُعجب بها فيشتري منها، وربَّما عاملةَ بِنْزين في محطَّةٍ للوقود، كما أصبحت راقصةً في مَلْهًى ليلي، وممثِّلةً في السينما أو في فرقةٍ استعراضية ... إلخ.
ولم يرْضَ علمانيُّو مصر بكل هذه الانتصارات، فهاهم يَسعَون الآن لمدَنِيَّة الدولة اسمًا وصورةً كما هي واقعًا وحالاً.
ولما كان بكل وادٍ بَنُو سعد، فقد وقع في الشام وبلاد المغرب العربي وبلاد الرافدين - ما وقع في مصر، وانتهى الحال إلى ما نراه الآن؛ هُمِّش الدِّين وماتت شعائرُه في ديار الإسلام، فالمقاهي تَعُجُّ بالزبائن في أوقات الصلاة، والمطاعم فَتَحت أبوابَها للزبائن في نهار رمضان، ومحلات بيع الخمور وبيوتات الخنا تحمل التراخيص الرسمية!
بل الأمر أكبر وأقبح من هذا؛ فقد تَسُبُّ الله ورسولَه، وتجاهِر بإلحادك في الصُّحُف والروايات والشعر (فلا يدوس لك أحد على طرف)، لكن قد تعطيك وَزارةُ الثقافة هناك جائزةَ الدولة التقديرية؛ على جُهودِك الفِكْرية المتميِّزة!
بل إنه في بعض الدُّول العربية أصبح تعدُّدُ الزوجاتِ وختانُ الإناث محرَّمَيْن بقوةِ القانون، وصار الزنا برِضَا الطَّرَفين مُباحًا بسُلْطة القانون، وغير ذلك مما يتفَطَّر له القلبُ، ويندى له الجبين!
صار كلُّ هذا وأعظمُ منه، فهل أصبحَتْ هذه الدولُ العربية دولاً متقدمةً، أو حتى طامعةً في التقدُّم، أو منتظرةً له؛ كدول جنوب شرق آسيا مثلاً؟!
ما حدث، ولن يحدث، ومع ذلك لا زال علمانيُّو تلك الدولِ يواصِلون حربَهم على ثَوابت الإسلام إلى هذه الساعة، فيُهلكون أنفسَهم وغيرَهم، ويَخسرون آخرتهم - هم ومَن أغْوَوهم - بلا فائدةٍ تُلمَس، ولا ثمرة تُقطَف.
وإن شئتَ مِثالاً آخرَ فدُونك تركيا، التي جاء عليها يومٌ حارَبَ فيه علمانيُّوها، لا الإسلامَ وأحكامَه وشرائعَه، بل أبسطَ مظاهرِه، حتى أُرغم الناس على نَزْع العمامة، وارتداء القُبَّعة الغربية، وإلى هذه الساعة الحجاب الإسلامي ممنوعٌ قانونًا في الجامعة التركية، التي مِن المفترض أنها تقع في أرض إسلامية، كانت يومًا ما عاصمةً للخلافة الإسلامية، تتعلَّق بها قلوبُ الملايين من المسلمين.
إن الكَمَاليِّين - الذين شَنُّوا حرْبَ إبادة على الهوية الإسلامية، أنْكَى مِن التي شنَّتْها أسبانيا النصرانيةُ ومَحاكمُ تفتيشِها على المسلمين بعد سقوط غرناطة - كانوا هم أيضًا قد رامُوا النهوض ببلادهم على السَّنَنِ الغربِيِّ جُملةً وتفصيلاً، حتى قال قائلُهم:
"إننا عزَمْنا على أن نأخذ كلَّ ما عند الغربيِّين، حتى الالتهاباتِ التي في رِئَاتهم، والنَّجاسات التي في أمعائهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخذَتْ تركيا - دولةُ الخلافة سابقًا - كلَّ الالتهابات والنَّجاسات الأوربِّيَّة التي آخرُها - فيما أعلم - افتتاحُ نوادٍ للعُرَاة، ومع ذلك فأين تَقِفُ تركيا اليومَ قياسًا بمكانها بالأمس، يومَ أن كانت حاضِرَةَ الخلافة التي تهتَزُّ عروشُ أوربا هيبةً لها، ويَخطبُ الغربُ بأَسْرِه وُدَّها؟!
والآن، وفي بِلاد الحرَمَين يبدأ الليبراليُّون والعلمانِيُّون السُّعوديون اليومَ معركةً مُعادةً خاسرةً، مَضى عليها أكثرُ مِن 100 سنَةٍ، ولم تأت بفائدة على الدول التي أُثيرت فيها أولَ مرة، فكيف تفيد بلادَ الحرمين مع خصوصيتها بهذا الدين وهذه الشريعةِ بما لا يَخفى على أحد، ولا يُمكن لأحد إغفالُه أو تجاهُلُه؟!
ألا يعتبر ليبراليو السعودية بما انتهت إليه حرْبُ أسلافِهم ومعاصريهم من العلمانيين في سائر البلاد العربية، فيُريحوا بلاد الحرمين مِن غائلة هذه الحرب التي تَستهدف مَحو الهوية الإسلامية في عقر دارها، ثم لن تُثْمر تمَدُّنًا ولا تطورًا ولا نهضةً بحال من الأحوال.
إن أمتنا لن يُصلِحَها النُّموذجُ الغربي؛ لأنه غيرُ ملائِمٍ لها؛ إذ هو نموذج إلحادي، أو مع التلَطُّف في العبارة: دُنْيوي؛ لا مكانَ ولا مُقامَ للدِّين فيه، وأمَّتُنا شعوبُها شعوبٌ متدينةٌ، اجتمعت كلمتُها، وصلح أمْرُها بالدِّين، بل ولا يُصلحها غيره.
فالعقيدة هي التي جعلَتْ مِن بَدْو الصحراء ملوكًا يملكون الأرض ويحكمونها، ويُخرجون الأمم مِن غياهب الجهل الفِكْري والعَقَدِي، وحَنَادِسِ الظُّلْم الطَّبَقي إلى نُور التوحيد والعدْل والمساواة.
ليس هذا فحَسْبُ، بل في الجانب المادي والتِّقْنِي والعلمي - الذي لا يجاوزه نظَرُ العلمانيين حين يتحدثون عن الحضارة - رأَيْنا المسلمين قد دخلوا ميدان العلوم، فأبدعوا وابتكروا، حتى صار هذا الميدان - في وقت ما - حكْرًا عليهم وحدهم، لا ينافسهم فيه أحد، وحتى أضْحَت لغتُهم هي لغةَ العلم التي ينبغي لكل مثقَّف وطالِبِ علْمٍ ومعرفة أن يُلِمَّ بها.
حتى قال "روجر بيكون" - أحدُ روَّاد المنهج التجريبِي الذي أخذَتْه أوربا عن المسلمين -: "مَن أراد أن يتعلَّم فليتعلَّم العربية؛ لأنها هي لغة العلم"، وحتى قال عنهم "راندال" في كتابه "تكوين العقل الحديث":
"وبنَوْا في القرن العاشر في إسبانيا حضارةً لم يكن العلم فيها مجرَّدَ براعةٍ فحسْب، بل كان علمًا طُبِّق على الفنون والصناعات الضرورية للحياة العَملية، وعلى الإجمال كان العربُ يمثِّلون في القرون الوسطى التفكيرَ العلميَّ والحياة الصناعية العلمية، اللَّذَين تُمثِّلهما في أذهاننا اليومَ ألمانيا الحديثة".
أخيرًا:
إن كان عُشَّاق المعارك الخاسرة قد غلَبَهم الشَّغَفُ بالنموذج الغربي، وملَك عليهم قلوبَهم وعقولَهم، فهَلاَّ أخذوا عن الغرب جِلْدَ بَنِيه في البحث، والنشاط والتشمير والانضباط في العمل، وتركوا له أخَسَّ ما عنده وأرذَلَه، وهو انحطاطُه الفكري والأخلاقي!
--
مقالة لأخيكم نشرتها الألوكة على هذا الرابط
http://www.alukah.net/Culture/0/22312/(/)
تراجع الدعاة في زمن الفتن والشبهات
ـ[مساعدالقريني]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 09:07]ـ
إن هذه البلادالمباركة قدمن الله عليها بعلماءاجلاءيتصفون باالعلم والورع نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولانزكي على الله أحدا وبدعاة يدعون إلى الله وينبهون من غفل ويذكرون من نسى إلاان مايحزفي النفوس ويبعث على الأسى الترجع والنكوص لبعض الدعاة في هذا الزمان الملئ باالفتن والشبهات والحقيقة ان هذا التراجع يعدامراخطيراوذلك لإن الدعاة يقتدون بهم الناس ويتأثرون بهم وهنا تكمن الخطوره فاعندمايميل الداعية عن الحق ويتحدث بمايخالف الصواب فإن العوام يأخذون بقوله ويعتقدون انه ماقال إلاحقاولكن السؤال ماهي الأسباب اللتي أدت إلى هذاالتراجع هل هوبسبب ضغط الواقع ام ان ذلك بسبب الإنتشارالفضائي الحقيقة اننا اصبحنا نرى ظهورهؤلاء الدعاة في الفضائيات بشكل عشوائي بالإضافة إلى حرصهم على التصويرفاأصبحنا نرى صورهم على مؤلفاتهم بإشكال مختلفه والكل يعلم الخلاف الواقع في مسألة التصويرالفتوغرافي والمتحرك حيث افتأ سماحة الشيخ عبدالعزيزابن باز وجمع من اهل العلم باالتحريم وحتى لانخرج عن الموضوع فإنه لابد ان لهذا التراجع اسباباعديده وفي إعتقادي ان من اهم الأسباب والله أعلم وقداكون اصبت في ذلك وقداكون مخطيئاان السبب هومسايرة الواقع تحت ضغط الإعلام فالإعلام اليوم لايرحم ولايجل داعيتا ولاعالما إلامن رحم الله فماأن يقول احدالعلماءاوالدعاة كلمة حق إلا ويأتيه الهجوم من كل حدب وصوب فيخشى بعض الدعاة من الهجوم الإعلامي والنقدالجارح من بعض الكتاب لأنهم يرون ان ذلك قديسقطهم من اعين الناس ولكن هل ذلك مبررللسكوت عن قول الحق وترك المنهج الصحيح نقول ذلك ليس بمبرر كيف يكون مبررا لتحليل ماحرم الله وترك المنهج الدعوي الصحيح الذي سارت عليه هذه الأمة فأحد الدعاة المتراجعين قال في إحدى محاظراته القديمة ان من اباح الغنا فقد قال على الله بغيرعلم وعندما سئل اخيرا عن الغنا قال ان فيه خلاف وقد حكا ابن حزم الخلاف في ذلك نعوذبالله من الخذلان إن ذلك لأمر محزن لكل مسلم يغار على دين الله إلا إننا ولله الحمد لايزال عندنا دعاة مخلصين نحسبهم كذلك والله حسيبهم ونحن لانعمم فاالدعاة المخلصين كثر بحمد الله ولكننا لانريد التراجع لنا ولا لإاحدمن دعاتنا بل نريدالثبات نسأل الله ان يثبتنا ويثبت علماءنا ودعاتنا على دينة وأن يغفرزلاتناويعفوعنا انه ولي ذلك والقادرعليه والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[مزن]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 08:33]ـ
جزاكم الله خيرا الله يقينا شر الفتن ...
ـ[مبتدئة]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 01:49]ـ
إحدى الأخوات لما أنكرت عليها تساهلها في أمر من المحرمات، قالت: إنه حل وسط!!
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
ـ[علي ابن عمر]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 02:37]ـ
جزاك الله خيرا(/)
التبرك بآثار الصالحين!
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 01:14]ـ
قال الإمام النووي في شرحه على مسلم:
وقوله صلى الله عليه و سلم: (يَلعقها أو يُلعقها) معناه والله أعلم لا يمسح يده حتى يلعقها، فإن لم يفعل فحتى يُلعقها غيره ممن لا يتقذر ذلك؛ كزوجة وجارية وولد وخادم يحبونه ويلتذون بذلك ولا يتقذرون، وكذا من كان في معناهم؛ كتلميذ يعتقد بركته ويود التبرك بلعقها، وكذا لو ألعقها شاة ونحوها.
فهل على هذا يجوز التبرك بآثار الصالحين؟
أفيدونا مأجورين، وكونوا على الحق أعوانًا!
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 01:55]ـ
على الخبير سقطت (لست أنا طبعا):)
ولكن أحيلك على فتوى العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - في ذلك وهي موجودة في موقعه كالتالي:
يقيس الذين يرون التبرك بالصالحين، يقيسون عملهم بما كان يفعله الصحابة -رضي الله عنهم- من التبرك بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم-، وشعره، وملابسه، وفضلات جسمه، فبينوا لنا المعتقد الصحيح في هذا؟ جزاكم الله خيراً.
هذا قياس باطل، النبي -صلى الله عليه وسلم- شرع الله لنا أن نقتدي به، ونتأسى به -صلى الله عليه وسلم-، وشرع الله -جل وعلا- التبرك بمس جسده من شعرٍ، وعرقٍ، ونحو ذلك؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لمّا حلق رأسه في حجة الوداع وزعها على الصحابة، فهذا يدل على أن هذا جائز بالنسبة إليه -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا ملابسه التي تعتلي جسده فيها بركة؛ لأن الله جعله مباركاً وجعل ما أصابه في جسده فيه البركة، أما غيره لا يقاس عليه، ولا يدعى من دون الله، ولكن مس العرق، أو مس الشعر لا بأس أن يجعل في طيب الإنسان، أو يلبسه على جسده يرجو أن الله يجعل فيه بركةً له، كما جعل ماء زمزم مباركاً،-سبحانه وتعالى- فهذا فضل من الله -جل وعلا-، وكما جعل الأطعمة، واللحوم .... بركة للمسلمين، فليس هذا بمستنكر، أما أن يتبرك بفلان، بالشيخ فلان، أو شعر فلان، أو عرق فلان، لا، لأنه لا يقاس بغيره -عليه الصلاة والسلام-، القياس لا بد أن يكون الفرع مساوي للأصل، وليس أحد مساوياً للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أفضل الخلق وسيد الخلق، وله خصائص، ولهذا لم يفعل الصحابة -رضي الله عنهم و أرضاهم- هذا التبرك مع الصديق، ولا مع عمر، ولا مع عثمان، ولا مع علي، ولا مع غيرهم من سادات الصحابة، ومن كبارهم لعلمهم أن هذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ولا بغيره -اللهم صلي وسلم عليه-، وهم القدوة والأسوة، وهم أعلم الناس بعد الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، و -رضي الله عنهم-.أ. هـ
وتجدها على الرابط التالي:
http://www.binbaz.org.sa/mat/9707(/)
«شرح كتاب التصديق بالنظر إلى اللَّه تعالى في الآخرة»، لشيخنا عبد العزيز الرّاجحيّ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 03:33]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«شَرْحُ كِتَابِ التَّصْدِيقِ بالنَّظَرِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الآخِرَةِ
للإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الآجُرِّيِّ
ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
لِصَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا العَلَّامَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ الرَّاجِحِيِّ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
يوم الجُمُعَةِ 21 جُمَادَى الآخِرَة 1431
[الدَّرْسُ الأَوَّلُ]:
http://www.archive.org/download/SharhAtTasdeeqBiNazarAllahiFiA lAkheerateeh/nazar01.mp3
[ الدَّرْسُ الثَّانِيُّ]:
http://www.archive.org/download/SharhAtTasdeeqBiNazarAllahiFiA lAkheerateeh/nazar02.mp3
[ الدَّرْسُ الثَّالِثُ]:
http://www.archive.org/download/SharhAtTasdeeqBiNazarAllahiFiA lAkheerateeh/nazar03.mp3
[ الدَّرْسُ الرَّابِعُ]:
http://www.archive.org/download/SharhAtTasdeeqBiNazarAllahiFiA lAkheerateeh/nazar04.mp3
[ الدَّرْسُ الخَامِسُ]:
http://www.archive.org/download/SharhAtTasdeeqBiNazarAllahiFiA lAkheerateeh/nazar05.mp3
تمّ الشّرح.
وفّقني اللَّه وإيّاكم والمُسلمين إلى ما يُحبّه ويرضاه، وجعلنا مباركين أينما كنا.
أَخُوْكُم الْمُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 08:45]ـ
صفحة الشّرح على الأرشيف:
http://www.archive.org/details/SharhAtTasdeeqBiNazarAllahiFiA lAkheerateeh&reCache=1
وفّقكُم اللَّهُ تعالى.
ـ[أبو فراس السلفي]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 10:36]ـ
جزاك الله خيرا وحفظ الله العلامة الراجحي وبارك الله فيه
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 04:18]ـ
جزاكُمَ اللَّهُ خيرًا، وبارك فيكُم.(/)
«حكم أخد الداعية للهدايا»، لشيخِنا العلَّامة عبد الرَّحمنِ البَرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 08:05]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئِلَ صَاحِبُ الفَضِيلَةِ العلَّامةُ عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ البَرَّاك ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ:
يلقي طالب العلم بعض الدروس والندوات في مساجد أو إذاعات ونحوها محتسبا الثواب من الله، ثم يفجأ بتقديم هدية له من الجهة المستضيفة؛ إما مادية أو عينية أو شهادة شكر، فهل يجوز له أخذها بدون شرط ولا إشراف نفس؟ وهل يؤثر ذلك في الإخلاص؟ أفتنا بارك الله لنا فيك.
فأجاب:
الحمد لله؛ الإخلاص لله في العمل شرط صلاح العمل، وأصله الذي يقوم عليه، وهو من أعمال القلوب، لا يطلع عليه إلا الله، ولكن العبد يعلم ذلك من نفسه، بحسب فقهه في أحوال القلوب، وقد يدخل عليه ما يكدر صفاء إخلاصه من عُجب ومحبة شهرة وهو لا يشعر، فيظن نفسه مخلصا ولا يكون كذلك، فإذا سَلم له إخلاصه وصحت نيته ثم حصلت له بسبب عمله منافع مادية أو معنوية لم تضره، كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه في الصحيح: قيل لرسول الله (ص): أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: «تلك عاجل بشرى المؤمن»، ولكن قد يكون لهذه المنافع أثر بعد ذلك، إلا أن يوطن العبد نفسه على عدم الالتفات إليها، ويحصل له مدد من ربه وعون، وكذلك هذه المنافع تختلف باختلاف من يقدمها، فقد تكون من جهة عامة كالمؤسسات الحكومية، أومن جهة خاصة كالشركات والأشخاص، فالخاصة تظهر فيها المنة دون العامة، فقبول الهدية من الجهة العامة لا ريب أنه أهون، كما قال النبي (ص) لعمر رضي الله عنه: «ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا، فلا تتبعه نفسك».
ولا سيما إذا كان الباذل يضع العطاء في موضعه، لأنه ينطلق من نظر شرعي، وبناء على ماسبق لا أرى لمن يسلك سبيل الدعوة إلى الله ـ على ما ذكر في السؤال ـ أن يقبل شيئا من هذه الهدايا، للمعاني التي سبقت الإشارة إليها، من منة أو تطلع إليها إذا اعتادها، يضاف إلى ذلك سوء الظن به، وأنه كغيره ممن يمد يده، بل يساء الظن بكل من يدعو إلى الله، وهو يأخذ هذه المكافآت على مايقدمه من محاضرات وكلمات ((قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)) [سورة الأنعام: 90]. والله أعلم.
المصدر:
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=37236&catid=&Itemid=35(/)
هذه قضيتنا .. (عن هجوم جيش اليهود على قافلة الحرية)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 11:13]ـ
هذه قضيتنا ..
(عن هجوم جيش اليهود على قافلة الحرية)
بسم الله الرحمن الرحيم
خرج العشرات من شجعان المسلمين، ومعهم كثير من محبي الحرية، وأعداء الظلم، في رحلة بحرية، منطلقة من تركيا، وغايتها أن توصل إلى الشعب الفلسطيني المجاهد على أرض غزة، من المؤن الغذائية والطبية، ما يرفع عنه – ولو إلى حين – شيئا من لذع الجوع، ومرارة الفاقة، وهوان العزلة.
وكان أن تصدت لهذه القافلة البحرية المسالمة، شراذم من عساكر العدو الصهيوني الأثيم، فاستطالوا عليهم كما تستطيل جماعة الذئاب على الفريسة المنعزلة عن أهلها، فتتناولها بأنيابها ومخالبها، وهي آمنة من الرقيب أو العدو الأمنَ كله، مطمئنة إلى مودة الصديق الذي لا يسأل في النائبات برهانا، الطمأنينةَ كلها!
فكان أن ارتفع من أهل القافلة أقوامٌ، فعدوا من القتلى .. وأقوام آخرون احتسبوا من الجرحى. نسأل الله تعالى أن يتقبل القتلى عنده من الشهداء، وأن يعجل بشفاء الجرحى، ويردهم إلى أهلهم، على أفضل ما يحبون.
ولم يكن في كل ما وقع جديدٌ في أمور الوقائع السياسية، ولا مبتدَع من أحوال هذا الصراع الأبدي بين الحق والباطل، ولا مستحدث في خصوص هذا الصراع بين المسلمين واليهود، مذ أشرقت على الناس شمس الإسلام.
أما في وقائع السياسة، فلأنها تاريخ مستمر من الصراع بين الإرادات المتفاوتة في ما يعضدها من قوة مادية. ثم إن الغلبة تكون دائما للإرادة التي تستطيع أن تنتقل من ضيق الكلمة، إلى فسحة العمل؛ ومن ضوضاء الشعارات البراقة، إلى سكون الفعل الهادف. وهذا الذي فعله اليهود في هذا الزمن الذي نتلظى بأواره .. وهذا الذي أغفلنا أن نطبقه – جهلا من بعضنا وتعمدا من الآخرين - وجرينا لاهثين وراء الكلام المجرد، وأحلام العدالة الدولية، وسراب القانون الإنساني المنصف.
والحق الذي لا مرية فيه، أن العدل لا تقوم أركانه، وأن الحقوق لا ترد إلى أصحابها، إلا بمجالدة ومدافعة، وأن ما سوى ذلك حِلم مصطنع:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له = بوادر تحمي صفوه أن يتكدرا
وأما في الصراع بين الحق والباطل، فلأن الباطل لا يمكن أن يرضى بعتبة يقف عندها ولا يتجاوزها، وإنما هو كالدود الذي ينخر الجثة الهامدة، لا يتوقف إلا عندما يحيلها عدما، أو كالعدم.
وإذا استكان الحق، وترك مناجزة الباطل، وأهمل أن يطلبه في مواطنه ليقارعه وينتصف منه، لم يلبث أن يجد نفسه في موقف المدافع، الذي يستطيل عليه الباطل، ويذيقه صنوف الهوان.
كان المدافعون – من أهل الإسلام ومن التحق بصفهم – لا يرضون باليهود دولةً ولا كيانا، ويناوئون هؤلاء الدخلاء عسكريا وسياسيا وإعلاميا، وعلى كل ميدان، يصح فيه رفع راية المجاهدة والمغالبة.
ثم فاوضوا – أو قل: فاوض بعضهم، وأنكر بعضهم، وسكت الأكثرون - فتحولت القضية في بعض مظاهرها إلى قضية إنسانية محضة: كسر الحصار عن غزة، ومعالجة المرضى، وإنقاذ الشيوخ والأطفال.
ثم ما رضي العدو حتى جعل المسلمين – وهم في قضيتهم الإنسانية الصغيرة هذه - لا يصلون أيضا إلى ما يودون من الانتصار. بل هو يراوحون مكانهم، يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى، مع أن المطلب – بقياس الدين والسياسة معا – صغير جدا، لا يصلح أن يكون هدفا مرحليا، فضلا عن غاية عظمى.
وأما في خصوص الصراع بين المسلمين واليهود، فلأن اليهود جبلوا على الجبن، طبعا فيهم مستحكما، لا يرفعه عنهم دولة قائمة، ولا سلاح ذري، ولا دعم معنوي تغدقه عليهم دول النصرانية المتجبرة. بهذا الجبن عُرفوا مذ كانوا، فحكاه عنهم القرآن في غير موضع، ومن أصدق من الله قيلا!
ومن طبع الجبان أن ينازل الضعفاء، ويتجبر عليهم، ليرضي نفسه المهزوزة، ويثبت قلبه المرتعش، بانتصار – ولو أن يكون وهميا.
...
لم يحدث جديد إذن ..
العدو الصهيوني يتجبر ..
وقادة العالم بين متعاطف يستخفي بتعاطفه، ومستنكر يستعلن بإنكاره ..
وحكام المسلمين يستنكرون في كلام هو بالصمت أشبه ..
وشعوب الأمة تتحرق من شدة الغيظ، وتتلوى من تباريح الشوق إلى ميادين العمل المثمر، ثم لا تجد من العمل الممكن غير الكلام، الذي يبدأ صراخا، ثم يتحول – بسبب من اليأس أو السلوّ أو منهما معا - إلى حشرجة خافتة.
لا جديد؟
بلى!
(يُتْبَعُ)
(/)
في الحادثة جديد، أو قل: شيء يريد كثير من الناس أن يكون جديدا ..
سئمت الشعوب المسلمة من توالي الجديدين بسلسلة رتيبة من وقائع الذل وأحداث الاستكانة، فتطلعت إلى جديد ينقذها من هذه الرتابة الخانقة. وكان ذلك الجديد أملا غامرا في قائد، يسوس الأمة إلى سابق مجدها. وكان ذلك القائد في – خيال الشعوب – هو حكام دولة تركيا.
وانطلقت الشعوب تمجد هؤلاء الحكام، وتهتف لهم، وتتمثل فيهم غصن النجاة الذي سيخرج الأمة من أوحال الهزيمة التي تردت فيها.
بل قارن بعض الناس بسرعة عجيبة، بين حكام تركيا اليوم، وبين دولة العثمانيين التي قادت الأمة قرونا متطاولة، وتقدمت جحافل الجهاد الإسلامي في قلب أوروبا الصليبية!
ولست بطبعي متشائما. وكيف يجد التشاؤم سبيله إلى قلب عرف وعد الله الذي لا يتخلف، وتدبر سنن الكون التي لا تتغير؟!
وأنا أيضا لست ممن يهوى مفارقة جماعة الناس، لا لشيء إلا لحب المخالفة، على قاعدة (خالف تعرف).
ولكنني لست ممن ينبهر بالكلام العاطفي، ولا أنا ممن يغتر بالشعارات الزائفة. وأعرف - من طول تقليب النظر في أحوال السياسة وأهلها – كيف أميز بين الكلام الذي هو كلام، والكلام الذي تأتي الأعمال على إثره سراعا.
وإذا تأملنا ما فعله قادة تركيا اليوم، وجدناهم أفضل من غيرهم في خصوص موقفهم هذا. ولكن ماذا وراء ذلك؟
لا ينبغي أن ننسى – وآفة شعوبنا ضعف الذاكرة إلى حد التبلد – أن هؤلاء القادة كانوا إلى أمد قريب جدا يصافحون قادة اليهود الغاصبين، ويضاحكونهم، ويتبادلون الزيارات الودية معهم.
ولا ينبغي أن ننسى أن العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ودولة العدو قائمة مستقرة، مع شيء من التوتر، والمشاحنة اللفظية، توجد نظائره بين كثير من الدول الحليفة، التي تجمع بينها مصالح سياسية واقتصادية كبرى.
ولا ينبغي أن ننسى حقيقة هذا الموقف التركي الذي ارتفع به قادة هذا البلد – في طرفة عين - إلى مصاف المنقذين والأبطال: دولة توجه قافلة إنسانية، فيتعرض لها جنود دولة أخرى في المياه الدولية، ويقتلون ويجرحون العشرات من رعاياها، ثم يكون ردها خطابا حماسيا، واستدعاء للسفير، وتهديدا بقطع العلاقات الدبلوماسية!
أهكذا كانت ردود الخلفاء العثمانيين، الذين يشبه قادة تركيا اليوم بهم؟
ثم لا ينبغي أن ننسى الأخطر، الذي قد يضيع في هذا البحر المتلاطم من الكلمات والخطابات والشعارات.
الأخطر أن قادة تركيا إنما يتحدثون عن القضية من جانبها الإنساني فقط. فقضية فلسطين محجّمة عندهم في خصوص مأساة غزة، وضرورة كسر الحصار الظالم المفروض على أهلها. وتحجيم القضية في هذا الجانب الإنساني المحض لا ينازع فيه كثيرون ممن لا يحملون هم القضية الفلسطينية أصلا، من أهل أوروبا وأمريكا، ومن دعاة حقوق الإنسان، ومحبي الحرية في كل مكان.
جميل أن يقال: (لن ننسى غزة!).
ولكن الأجمل أن يقال: (لن ننسى القدس!)، بل (لن ننسى حيفا ولا يافا!). وبعبارة أخرى أكثر وضوحا: (لسنا نقبل بوجود شيء اسمه دولة إسرائيل، فضلا عن أن نفاوض هذه الدولة اللقيطة، فضلا عن أن نستجديهم أو نطالبهم – والفرق عند التحقيق يسير - ليرفعوا الحصار الاقتصادي عن أهل غزة).
بل الأجمل من ذلك كله، فعل تغني شرارته الملتهبة عن كثير من القول.
...
نعم، إن من الحق أن يقال إن تركيا عاشت عقودا تحت حكم علماني هو من أعتى ما وجد في هذا العصر تعصبا للعلمانية وحضارة الغرب الكافر، ومروقا من الإسلام وقيم الشرق. ومن الحق أيضا أن الخروج من هذا السرداب المظلم لا يكون إلا بكثير من الجهد، ووابل من التضحيات الجسام. ومن الحق أخيرا أن قادة تركيا الجدد قد خطوا في طريق الخروج من هذا السرداب، بعض الخطوات الخجولة التي تفتح بابا للأمل، في مستقبل زاهر.
أما أن تقتنع الشعوب أن هذه المواقف المعلنة خير ما يتوقع، وأفضل ما يكون، فوهم عريض، وترد في مهاوي القناعة بالذل، واستمراء الهوان.
وأما أن يقارن هؤلاء القادة من أصحاب الخطابات والكلمات، بالخلفاء العثمانيين، الذي غرسوا أعلام الجهاد في قلب الصليبية الحاقدة، فتطفيف عجيب في الموازين، وقلب خطير للحقائق، وتسمية للأشياء بغير أسمائها، إلا أن يكون ذلك على طريقة العرب حين يسمون اللديغ سليما .. تفاؤلا.
...
ليس يهمني كثيرا أن أحلل الموقف التركي، ولا أن أتنبأ بما سيؤول إليه فيما يستقبل من أيام الناس. فهذه أمور سياسية آنية، قد تتمخض عن العظيم، وقد ينتج عنها الحقير، بل قد تمحى وتزول، فكأنها ما كانت قط!
ولكن الذي يحزنني كثيرا، بل يملأ كياني كله قلقا وألما، أنني أرى الأمة لا تزال – بعد أحقاب متطاولة – غير قادرة على معرفة حقيقة غاياتها، وطبيعة ما يطلب منها للوصول إلى تلك الغايات.
ويحزنني أنها لا تمتلك – إلا عند قلة قليلة من أفرادها – الميزان العقدي الصارم الذي يوزن به الأشخاص، وتميز به الجماعات، وتمحص به الأفكار، فتطرح العقائد الفاسدة، والتصورات الفكرية المنحرفة، بدلا من أن ترفع إلى درجات القيادة والريادة.
ويحزنني أنها – بعد أن لدغت مرارا من جحر النفاق السياسي – لا تزال مستعدة للانخداع مرة ومرات، بل كلما نعق ناعق، أو صدح صادح.
ويحزنني أنها لا تقرأ تاريخها، ولا تاريخ الآخرين، وأنها إذا قرأت سرعان ما تصيبها آفة النسيان، فتقتلع من القلوب والأذهان جذور الفهم، وتكسر أدوات التحليل المنطقي السليم.
ويحزنني أنني أسمع عن غزة، وعن حصار غزة .. ولا أسمع – إلا لماما – عن محاولات تهويد القدس، وتخريب الأقصى .. ولا أسمع قط عن وجوب تحرير فلسطين كلها، من النهر إلى البحر.
هذه قضيتنا، فلا تنسوها ..
البشير عصام
22/ 06/1431
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 12:03]ـ
شكر الله للشيخ الفاضل عصام البشير على ما خطت يمينهى ويعلم الله أني أسر لرؤية اسمك البهي
قد قرأت المقالة قراءة عجلى وأجدني مضطرا لتسطير مخالفته في بعض ما ذهب إليه فليأذن لي بالتعبير عما انقدح في خاطري بادي الراي
من ذلك ما في كلامكم عن هدف كسر الحصار عن غزة -وهي بعض الأرض المباركة- مشعرا من طرف خفي بالتقليل من أهمية هذا الهدف الجليل-وليس المقام هنا لبسط ما يندرج تحته من آثار-والدعوى
أن هذا الهدف غطى على مسألة تهويد القدس ونحو ذلك فإن كنت لم تعد تسمع ذلك لأيام يا شيخ عصام فذلك لا يعني أن اليهود ظفروا منا بحرفنا عن جملة أهدافنا الكبرى
-ليكن معلوما يا شيخ عصام أن هذا القطاع الصغير هو أكثر مناطق فلسطين تدينا ومنه انبعثت أول كتائب الجهاد وحفظة القران فيه يفوقون من سواهم بمافيها القدس وناهيك بالمحجبات
وأقل ما يلاحظ هنا أن نصرة هذا الجزء العزيز هو عين نصرة الأقصى ولا أقول يفضي إليه
-ولا يخفى عليك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif يطوف بالكعبة ويقول:
(ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك)
-وكذا ما قلته عن أردوغان.صحيح أن الناس قد تبالغ وتهيج عاطفتها من جراء الكبت المركوم على أنفسها لكن على أهل النظر ألا يغفلوا النظر بشمولية واعبة. ليس الأمر مختزلا بواقع العلاقة التركية مع هذه الدولة المسخ يصح بإغفال ما الذي يدخل في دائرة الوسع لمن جاء في منصب الرياسة بعد دهر من مسخ الدين قبله وسلخ الناس عنه سلخا والجيش على مرمى شبر يرقب أنفاسه والعالم المجنون يتوثب لحماية إخوان القردة من أي شعرة تمسها وما تجربة أربكان عنا ببعيد, وإذا قدرنا أن في وسعه ما مقياسه 20% ثم هو مقصر بمقدار 5% جدلا فهل هذا الفارق من التقصير عن تغليق دائرة الوسع يجعله أهلا للذم المطلق أو مساواته بغيره من أصحاب الصمت القبوري والانبطاح "اللاشعوري" وما حيز نظر الفقيه من جهة تنزيل فهم السياسة الشرعية على الواقع ,وماذا عن عالم يعيش حالة مهزومة أمام دويلة الخنازير لحد يبلغ بأمريكا ان تضحي بمصالحها من أجل الحفاظ على هذه الدويلة كما تقول غريس هلسل في كتابها"يد الله" ومن خلف أمريكا يسير المنهزمون وهم العالم كه قبل العولمة فكيف بحقبة ما بعد الشروع بالعولمة.,إلخ إزاء ما سبق وغيره مما لم أذكره فإن تصريحا صادقا يحمل في طياته شروطا حقيقية لا يوصف بأنه مجرد كلام في هذه الغمرات اللجية من الفتن والتكالب الدولي ,ولم لا ننظر إلى سنن الله تعالى في جذب المؤمنين نحو قضاياهم وأطرهم على الاستيقاظ من سباتهم بهزة عنيفة أي بمثل هذه الحماقات التي يرتكبها بنو يهود ونستبشر بها ونستقي العبر بنفسٍ تفاؤلي
في النفس كلام كثير والإشارة تغني عن تطويل العبارة
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 01:05]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، أجمعين:
أولاً: في هذه الفرصة أطلب العذر من أخي الشيخ عدنان البخاري - حفظه الله -، إن كان قد ظنَّ أنني جازفت و أخطأت بحقه، و أن يعلم أنه لم يكن في بالي إلا الخير، و النصح، و الإصلاح ما استعطت، و لعلَّ تحت الحروف معان لم أعبّر عنها مخافة ذهاب المحبة أو مجازعة اليقين و الحقيقة.
و لَزم هذا، لأنَّ الموضوع السابق له صلة رحم بهذا الموضوع.
ثانياً: أثاب الله ُ أخانا الشيخ عصام البشير - وفقه الله - على ما كتبت يداه ُ، و لأخينا الشيخ المهندس أبي القاسم - شفاه الله و ردَّه إلى ثغره سالماً - فقد أبان في التعليق على ثغرات في المقال، أراها صائبة.
- و الموضوع: هذه قضيتنا، فنعم!، مع بعض الإيضاحات حول القضيّة الأكبر، و هي صناعة الحضارة الإسلاميّة بعد التحرير و التغيير، أظنُّها: هذه قضيتنا، و هكذا أولى.
فتحريرُ غزةَ .. أول الطريق لتحرير ِ القدس، إذ ْ أنَّ الرجال الصامدين في غزة هم نواة من سيحرر القدس، و لا شك عندي في هذا، فلا يغفل البشير عن هذا التقرير.
(يُتْبَعُ)
(/)
و تحرير القدس ليس هو الهدف الأخير، إنما إعادة الخلافة لصناعة حضارة إسلامية شاهدة منتجة مسخِرة لآيات الآفاق و آيات الأنفس، مقيمة لحكم الله في الأرض الإقامة التامّة.
نعم، هذه قضيُتنا.
- و ما عدا ذلك، فمراحل، ليس هي المطلوب و الغاية، إنما هو الوسيلة، و عليه فتقرير المقال .. عن الغايات بعيد لا يزال.
- و ما عدا ذلك، فحديث مصالح - يا صاحب المصالح -، و مقاصد، و وسائل و قواعد، و سياسة شرعية.
ثالثا ً: تركيا قاعدة - في طريقها إلى القيام - تحت وطأة العلمانية ما يقرب من قرن، فهل التغيير سيحصل في سنوات معدودات؟؟ إن َّ من يجهل سنن الله في التغيير سيقول و يجازف: أنْ نعم! .. و لكنها مجازفة.
و كيف تكون مجازفة؟
- في التجارب إثبات للطالب، فقد نازع العلمانيةَ و الجيشَ حزبُ الرفاه - أولاً -، و حزبُ السعادة ثانياً، و كلاهما أخفق، فصولة الباطل قويّة، و لا شك، و في تغيير الباطل قذائف من الفهم و الإتقان و فهم طرق الصراع كيف تدار؟
بل لم يستطيع غير الحزبيين، إن جوبِهنا بفتنة الحزبية - إن كانت فتنة -، أمثال سعيد النورسي و محمد فتح الله كولن، أن يسقطوا العلمانية في أكبر عرشٍ لها في العالم الإسلامي.
إنَّ القضية كما يقول العلامة الشيخ الدكتور الفارس سفر بن عبد الرحمن الحوالي - حفظه الله و شفاه -: إنَّ الأصنام العصرية الكبرى تعرضت لنسف تماثيل "لينين" و "ستالين" و تماثيل "ماو" - ربُّ الكادحين -، و تماثيل "شاوسكو" بمباركة الغرب إلا صنماً واحداً يحرسه الإعلام الغربي أكثر مما يحرس تماثيل المسيح عليه السلام، ذلك هو صنام "أتاتورك"!
نعم، هيَ حقيقة، يجب الأخذ بها عند محاولة التغيير.
- و هم في طريق التغيير سائرون، فقد قالها رجب طيّب أردوغان - وفقه ُ الله - في محافل صامتة:
مساجدنا ثكناتنا
قبابنا خوذاتنا
مآذننا حرابنا
و المصلون جنودنا
هذا الجيش المقدس يحرس ديننا
و لمن يروم الأمر أكثر من شعارات، فلينظر على سبيل التخطيط و الفهم العميق، في كتابات وزير الخارجية التركية الدكتور أحمد داوود أغلوا - وفقه الله -، في مثل:
(1) The Civilizational Transformation ve The Muslim World .
و قد تُرجم إلى العربية، بعنوان: العالم الإسلامي في مهب التحولات الحضارية.
(2)
Alternative Paradigms: The Impact of Islamic ve Western Weltanschauungs on Political Theory
و قد ترجم إلى العربية بعنوان: الفلسفة و السياسة: نظرية التوحيد الإسلامية مقابل نظرية المعرفة الغربيّة.
و يا ليتنا قبل أن نخوض في السياسة:
أن نفهمها كما كتب عنها الوزير المشكور في: "العمق الاستراتيجي" - الذي سيخرُج إلى العربيّة قريباً -، و الله المستعان.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 03:15]ـ
(2)
Alternative Paradigms: The Impact of Islamic ve Western Weltanschauungs on Political Theory
و قد ترجم إلى العربية بعنوان: الفلسفة و السياسة: نظرية التوحيد الإسلامية مقابل نظرية المعرفة الغربيّة.
أعتذر عن الخطأ، فـ Alternative Paradigms تُترجم = النماذج البديلة.
و يحصلُ لدينا هنا:
(1) الفلسفة و السياسة كتاب آخر، مطبوع في مكتبة الشروق الدولية، ترجمة: د. إبراهيم البيومي.
(2) و هو هذا الكتاب - المُعَنْوَن فوق باللغة الإنكليزية -، أو "البحث الكبير" بعنوان: النماذج المعرفية الإسلامية و الغربية: تحليل مقارن، مجلة "إسلامية المعرفة": العدد: الثاني و العشرون.
وجب للأمانة العلمية.
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 04:53]ـ
السلام عليكم: كل الاحترام للشيخ كاتب المقال مع تحفظي على الاخوة المعلقين حول رجال غزة اعلمهم انهم ليس كما تصفون الصامديين المتدينيين وادعوكم تحري الوضع جيدا ولكم مني كل الاحترام واهداف تركيا اخي واضحة تريد وضع لها موطأقدم في قضية الامة
ـ[عصام البشير]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 11:12]ـ
بارك الله فيكم.
أحتاج إلى توضيح بعض ما انتقد على المقال من أخويّ الكريمين أبي القاسم وعراق الحموي.
وأظن النقد ينصب على وجهتين:
أولاهما عدم التقليل من شأن حصار غزة.
والثانية عدم الاستهانة بما فعله قادة تركيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما في الوجهة الأولى، فلا يخطر ببال مسلم أصلا أن يهوّن من شأن إنقاذ المسلمين المحاصرين في غزة. فإذا كان فك الحصار عن مسلم واحد مقصدا شرعيا عظيم القدر، فكيف بإنقاذ شعب كامل؟ وكيف إذا كان هذا الشعب يبتلى لأجل اختياره الإسلامي؟
هذا لا خلاف فيه ولا إشكال.
ولكن فكرة المقال تدور هنا على أمرين:
أولهما أن القضية ليست إنسانية محضة. بل هي قضية عقدية سياسية بالدرجة الأولى. وإلا فمن الناحية الإنسانية، كل الناس يطالبون بفك الحصار عن غزة، حتى روسيا والصين، بل حتى ساركوزي المعروف بصليبيته المبطنة!
وإذن فليس من الصواب أن تخرج الجماهير، لأجل القضية الإنسانية فقط، وتتجاهل - في الكثير من الأحيان - المطالب السياسية الكبرى.
وليس من الصواب أن ننزل سقف مطالبنا إلى مجرد فك الحصار الاقتصادي عن غزة، وفي وسعنا أن نطالب - ما دامت القضية مطالب فقط - بدفع أكبر ظلم عرفه العصر الحديث، أقيمت فيه دولة على أنقاض شعب كامل.
والثاني عدم إهمال النظرة الاستراتيجية البعيدة، في خضم التناول التكتيكي. لأن القادة السياسيين وأصحاب الرأي مطالبون بتربية الأجيال على القناعات الكبرى. والذي أراه الآن أن أجيالنا الصاعدة تتربى على فك الحصار عن غزة، أو المصالحة الوطنية!، أو إقامة دولة فلسطينية، دون القضايا الكبرى.
وإذا كنا نحن نفهم جيدا هذه الأهداف الاستراتيجية التي أشار إلى بعضها الأخ الحموي، فإننا - إن لم نوضحها للآخرين - لن ينشأ جيل آخر يحمل همها.
وقد كنا في صبانا لا نسمع كلمة (إسرائيل) وإنما هو الكيان الصهيوني، أو كيان العدو.
وصرنا الآن لا نسمع في وسائل الإعلام العربية إلا (إسرائيل)، ورئيسها وحكومتها، حتى صار بعض (الإسلاميين) لا يستنكف من مثل هذه المصطلحات، وما تحمله من مزالق.
وأما الوجهة الثانية فهي موقف تركيا. وقد ذكرت في المقال أن موقفها خير من موقف غيرها، وذكرت أن انتقال تركيا من حكم علماني نتن إلى حكم إسلامي، صعب ويحتاج إلى وقت وجهد. ولذلك لم أطعن في هؤلاء القادة الجدد، بل ذكرت أنهم على طريق يحمل شيئا من الأمل القادم.
ولكنني استنكرت أن يشبهوا بالخلفاء العثمانيين، وأن يجعل أردوغان كصلاح الدين.
على المسلمين أن يساندوا هؤلاء ما أصابوا الحق، ويتعاونوا معهم على الخير، ولكن لا ينبغي تزييف الحقائق.
فرق كبير بين النوايا الحسنة وبين الأفعال الواضحة.
ونحن وإن كنا لا نشكك في نوايا أردوغان وصحبه، ونعتقد أنهم يريدون سيرا تدريجيا لا يسبب قطيعة تؤدي إلى فتنة، إلا أننا لا ينبغي أن نجعل نوايا اليوم، وكلمات اليوم، موازية لأفعال الغد المرتقبة.
وقد لدغنا مرارا من هذا الجحر.
في أيام عبد الناصر وصحبه قبل أن يكشر عن أنيابه ..
وفي أيام الثورة الإيرانية، التي بدأت منذ أيامها الأولى بعيدة - في شعاراتها - عن الطائفية، قريبة من الهموم الكبرى للأمة، قبل أن تصير إلى ما نراه.
وفي أمثلة أخرى لا داعي لسردها.
مقصودي أن نتريث في الأحكام، وأن نتجنب المبالغات، وأن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، وأن لا نجر الجماهير وراءنا إلى تصور بطولات قد تكون وقد لا تكون.
والأمر قابل للاجتهاد في النظر.
وقد
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 02:30]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، أجمعين:
بارك الله فيك يا شيخنا الكريم.
نعم، متفقون - إن ْ شاء الله - حول َ: القضيّة الكبرى، و عدم التقليل من فكِّ الحصار، و عدم عدم التقليل من الدور التركي، و فهم الحالة بعمقٍ أكبر يجمع بين السياسة الشرعية و فهم الواقع، و محاولة التقريب بينهما، حتى لا يكون هناك فرق!
و لكن ْ، لعلِّي، أُبيّنُ تفاصيل مؤثرة بموضوعنا:
- نحن لا نستطيع الجزم، خاصة ً في حالة السياسة، و خاصة في قضيّة معقدة كقضيّة فلسطين، التي هي نِتاج واقع أشد تعقيداً، و هو واقع العالم الإسلامي، أنَّ هذا الفعل: إنسانيُّ محض، أو عقائديٌّ محض، بل - في ظنِّي و استقراء الحالة - أنَّ هناك نوايا تنبني على محض الإنسانيّة، و نوايا تنبثق من الأُخوة الإسلامية و الهمِّ الإسلامي.
- على ما سبق: حتى لو ظَهرت المواقف على أنَّها إنساني، فيجب أن نفرق بين ما ظهرت عليه، و ما هي عليه في نفسها، و لعلَّ قصة حديث "عبدالله بن جدعان" هي هيَ، فهل ظهرت بمظهر إنساني أم عقائدي؟؟
و ما هي في نفسها؟ أموقف النبيِّ - صلى الله عليه و سلم - موقف عقائدي أم إنسانيَّ؟ أم هو موقف عقائدي يتمظهرُ بمظهرٍ إنساني؟ .. كمان، أهناك تضادٌّ بينهما على مستوى الأفعال - لا الأفكار -؟
في الإجابة على هذا السؤال حلٌّ لهذا الإشكال - بإذن الله -.
- و مع َ هذا، فلا يجب الخلط ُ في لغة السياسة، و المواقف السياسية، بين التربية و الموقف الآني، التربية المتوخى آثارها في القادم، و هذا ملحظ دقيق!
- من الحيف - في ظنِّي - المماثلة بَيْن: الناصريّة و الثورة الإيرانيّة، و بَيْن الموقف التركي، و هذا واضح للعيان.
- و عليه: فأقوال اليوم تنبني على الأفكار المستبطنة التي تريد صنع المسقبل، و عليها نأخذُ الموقف.
و كما قلت، فالأمر قابل للاجتهاد في النظر، لكن بعد مقايسة و فهم عميق، و نحن نرجوا الخير للأمّة على يدِ أردوغان أو حماس، أو غيرهما، و لمن أراد أن يضع له قدم في تغيير الأمة و تحريرها، فلا مانع من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 02:58]ـ
- لزيادة فهم الواقع التركي، يمكن ُ الاطلاعُ على رسالة الدكتوراه، للدكتور الأخ: كمال السعيد حبيب، التي بعنوان: الدين و الدولة في تركيا، و كمال السعيد حبيب، معروف لمن يتتبع واقع الفكر الإسلامي المصري الحديث، فقد تحوّل - كما يُعبر ُ عن نفسه - من المواجهة إلى المراجعة.
و لعلَّ الخبرات من هؤلاء تستقى!
و له بحث آخر، في كتابٍ بعنوان: تركيا .. بين تحديات الداخل و رهانات الخارج، بعنوان: الإسلاميون .. من الهامش إلى المركز.
- و تقرأ فيها: كيف أنَّ المساجد قد امتلأت بالمصلين - في فترة وجيزةٍ جداً - بعد أن كنت تدخل إلى المسجد و لا تجد فيه إلا المؤذن؟ .. هذا ما نسميه التربية!
- و الحجاب من نفس السبيل، و مظاهر أخرى.
مع العلم يا أخانا، أنَّ الواقع التركي معقد إلى درجة ٍ عجيبة:
- فمن ضغط علماني.
- و ضغط عسكري.
- و مؤامرات تحاك في الظلام.
- و محاولات اغتيال.
- و نزوع صوفي إلى السلامة!
- و واقع عقائدي، يظهر ُ فيه 10 ملايين علويّ!!
نحتاج ُ إلى إعادة نظر، و نتأمّل خيراً في محاولة إسلامية في واقع ٍ كهذا، و ليُسامحنا الشيخ عصام على الخروج عن الموضوع، ما أردتُ إلا الفائدة.
ـ[الواحدي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 04:25]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
واهداف تركيا اخي واضحة تريد وضع لها موطأقدم في قضية الامة
أخي أبا بشار:
وهل تركيا مستثناة من الأمّة؟
ثم أين هي أقدام الدول التي تدّعي "الريادة" و"القيادة" و"السيادة" في المنطقة؟
أثقلها التكرش، فأضحت عاجزة عن المشي خارج قصورها ...
تشبثت بعروشها، فصار البعد عنها بخطوة يرعبها بهاجس التعرض لانقلاب ...
أركسها الإخلاد إلى الأرض، فانقطعت عن خبر السماء، وحُجب عنها البحر ...
إيران تناصر فلسطين لأغراض مذهبية ... سلّمنا!
ثم جاءت تركيا "السنّيّة"، فقيل: أهدافها سياسوية توسّعية!
صغّرنا أنفسنا، ثم رضينا بالصغار .. بل وأصبحنا نسمّيه "اعتدالا" لتبرير الخنوع والاستسلام!
وبين براغماتية التنازل دون مقابل، وبراغماتية المواجهة ورفع الغبن، علينا أن نختار. وعلى خياراتنا أن تكون موافقة لمقتضيات الشرع والمصلحة.
وإذا كانت بعض الأنظمة العربية لا تستنكر حصار غزة، فلأنّها تمارس الحصار نفسه على شعوبها، ولو بشكل ملطّف ... وبهذا المنطق، تراها تتعامل مع أهل غزة وكأنهم معارضة للسلطة الفلسطينية. وبما أنّ تلك الدول لا تعترف بالمعارضة في بلدانها، وتحاصرها على كافة الأصعدة، كان تعاملها مع أهل غزة بمنطق تعاملها مع معارضتها، فاعتبرتها خطرًا يجب ترويضه، أو تبعيضه، أو تقويضه ...
وأسطول الحرية كسر هذا الصمت القاتل، وفضح هذا التآمر المبيد، قبل أن يفضح غطرسة العدو وحلفائه. ولهذا أحرج الكثيرين وأخجلهم ...
أمّا ما ذكرته، أخي، عن أهل غزة، فأظنه سبق قلم. وما أظنك تعتقد أنّ إغاثة المظلوم، أيّا كان، متوقفة على التفتيش عن دينه، أو عدالته ..
لكم الله يا أهل غزة!
والله المستعان.
ـ[فتح البارى]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 05:19]ـ
إيران تناصر فلسطين لأغراض مذهبية ... سلّمنا!
كلامكم -شيخنا المبارك- يوحي أنها لسيت الحقيقة!
ـ[الواحدي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 05:24]ـ
كلامكم -شيخنا المبارك- يوحي أنها لسيت الحقيقة!
قد تكون مناصرتها لأسباب استراتيجية بحتة، والانتشار المذهبي أحد غنائمها ...
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 11:25]ـ
ما ذكره الشيخ عصام عن تركيا وقادتها، صحيح، بل إلى زمن قريب كانت الطائرات الصهيونية تتدرب في تركيا!!!
وما سمي بالموقف المشرف التركي، هو عندي من باب ذر الرماد في العيون، اليهود هجموا على القافلة، وقتلوا، وصادروا، ثم ماذا كان؟ هم ينددون، ويطالبون؟(/)
شرح وتعليق وجمع اقوال اهل العلم في حديث الرجل الذي عرس بأمرأة ابيه. ش/ خالد عبدالرحمن
ـ[ممدوح السنعوسي]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 11:32]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه ومن والاه
ذكر أقوال جماعة من أهل العلم في حديث الرجل الذي عرس بامرأة أبيه
1 - قول الإمام أحمد
مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله ج 1 ص 351 و352
في الرجل يتزوج ذات المحرم
1294 سألت أبي عن الرجل يتزوج بذات محرم منه وهو لا يعلم به ثم علم
قال إن كان عمدا يضرب عنقه ويؤخذ ماله وإن كان لا يعلم يفرق بينهما كأنه استحسن أن يكون لها ما أخذت ولا يرجع عليها بشيء
قلت لأبي حديث البراء أن رجلا أعرس بامرأة أبيه
قال ذاك على أنه علم تزوج وأعرس بامرأة أبيه هذا لا يكون إلا على العلم
1295 سألت أبي عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا تزوج امرأة أبيه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله وأخذ ماله
قال أبي نرى والله أعلم أن ذلك منه على الاستحلال فأمر بقتله بمنزلة وأخذ ما له
قال أبي وكذلك المرتد لا يرثه أهله لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يرث المسلم الكافر
مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح ج 3 ص 131
من تزوج امرأة أبيه
1497 قلت الذي تزوج امرأة أبيه أو أمته يستتاب
قال لا هذا على الاستحلال يقتل إذا عرس
2 - قول الإمام الطبري
تهذيب الآثار مسند ابن عباس للطبري ج 1 ص 572 – 574
فإن قال فإنك وجهت معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن وقع على بهيمة فاقتلوه إلى أنه قتل بالرجم إذ كان حرا محصنا والأخبار التي ذكرتها آنفا عن البراء بن عازب وغيره واردة عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر بضرب عنق الذي عرس بزوجة أبيه وذلك غير الرجم قيل إن الذي أمر عليه السلام بضرب عنقه لم يكن أمرا بضرب عنقه على إتيانه زوجة أبيه فقط دون معنى غيره وإنما كان لإتيانه إياها بعقد نكاح كان بينه وبينها وذلك مبين في الأخبار التي ذكرتها قبل وذلك قول الرسول الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الذي فعل ذلك للبراء إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى رجل تزوج امرأة أبيه لأضرب عنقه ولم يقل إنه أرسلني إلى رجل زنى بامرأة أبيه لأضرب عنقه وكان الذى عرس بزوجة أبيه متخطيا بفعله حرمتين وجامعا بين كبيرتين من معاصي الله
إحداهما عقد نكاح على من حرم الله عقد النكاح عليه بنص تنزيله بقوله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء سورة النساء 22
والثانية إتيانه فرجا محرما عليه إتيانه
وأعظم من ذلك تقدمه على ذلك بمشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإعلانه عقد النكاح على من حرم الله عليه عقده عليه بنص كتابه الذي لا شبهة في تحريمها عليه وهو حاضره
فكان فعله ذلك من أدل الدليل على تكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أتاه به عن الله تعالى ذكره وجحوده آية محكمة في تنزيله
فكان بذلك من فعله كذلك عن الإسلام إن كان قد كان للإسلام مظهرا مرتدا أو إن كان من الكفار الذين لهم عهد كان بذلك من فعله وإظهاره ما ليس له إظهاره في أرض الإسلام للعهد ناقضا وكان بذلك من فعله حكمه القتل وضرب العنق
فلذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله وضرب عنقه إن شاء الله لأن ذلك كان سنته في المرتد عن الإسلام والناقض عهده من أهل العهد وفى خبر البراء الذي ذكرناه قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بضرب عنق الذي تزوح امرأة أبيه الدليل الواضح والبيان البين عن خطأ قول من زعم أن رجلا من المسلمين لو تزوح أخته أو عمته أو غيرها من محارمه التي نص الله على تحريمها في كتابه وعقد عليها عقدة نكاح ثم وطئها وهو بتحريم الله ذلك عليه عالم أن للمنكوحة من محارمه مهر متاعها وأنه لا حد عليه ولا عليها عقوبة ولا تعزيز وأن النكاح الذي عقد عليها شبهة توجب درأ الحد عنهما ويلزم الرجل لها به مهر إذا وطئها
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك أن فاعل ذلك على علم منه بتحريم الله ذلك على خلقه إن كان من أهل الإسلام إن لم يكن مسلوكا به فى العقوبة سبيل أهل الردة بإعلانه استحلال ما لا لبس فيه على ناشىء نشأ فى أرض الإسلام أنه حرام فغير مقصر به عن عقوبة الزناة الذين جعل الله عقوبة البكر غير المحصن منهم الجلد والثيب المحصن منهم الرجم لأنه بفعله ذلك آت فرجا حرم الله عليه إتيانه على علم منه بتحريم الله ذلك عليه فى حال إتيانه إياه
3 - قول الإمام الطحاوي
مختصر اختلاف العلماء للطحاوي ج 4 ص 442
فإن قيل روى البراء بن عازب قال مر بي خالي أبو بردة ومعه الراية فقلت إلى أي تذهب فقال أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه أن أقتله وآخذ ماله فهذا يدل على أن ميراث المرتد فيء
قيل له إنما فعل ذلك لأن الرجل كان محاربا مع استحلاله لذلك حربيا فكان ماله مغنوما لأن الرايات إنما تعقد للمحاربة وقد روى معاوية بن قرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جد معاوية إلى رجل عرس بامرأة أبيه أن يضرب عنقه ويخمس ماله فهذا يدل على أن مال ذلك الرجل كان مغنوما بالمحاربة ولذلك أخذ منه الخمس
شرح معاني الآثار للطحاوي ج 3 ص 149
وفي الحديث أَيْضًا أَنَّهُ بَعَثَهُ إلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أبيه وَلَيْسَ فيه أَنَّهُ دخل بها فإذا كانت هذه الْعُقُوبَةُ وَهِيَ الْقَتْلُ مَقْصُودًا بها إلَى الْمُتَزَوِّجِ لِتَزَوُّجِهِ دَلَّ ذلك أنها عُقُوبَةٌ وَجَبَتْ بِنَفْسِ الْعَقْدِ لاَ بِالدُّخُولِ وَلاَ يَكُونُ ذلك إلَّا وَالْعَاقِدُ مُسْتَحِلٌّ لِذَلِكَ فَإِنْ قال قَائِلٌ فَهُوَ عِنْدَنَا على أَنَّهُ تَزَوَّجَ وَدَخَلَ بها قِيلَ له وهو عِنْدَ مُخَالِفِك على أَنَّهُ تَزَوَّجَ وَاسْتَحَلَّ فَإِنْ قال ليس لِلِاسْتِحْلاَلِ ذِكْرٌ في الحديث قِيلَ له وَلاَ لِلدُّخُولِ ذِكْرٌ في الحديث فان جَازَ ان تَحْمِلَ مَعْنَى الحديث على دُخُولٍ مَذْكُورٍ في الحديث جَازَ لِخَصْمِك أَنْ يَحْمِلَهُ على اسْتِحْلاَلٍ غَيْرِ مَذْكُورٍ في الحديث
4 - قول الإمام الجصاص
أحكام القرآن للجصاص ج 3 ص 40
فإن احتج محتج بحديث البراء بن عازب قال مر بي خالي أبو بردة ومعه الراية فقلت إلى أين تذهب فقال أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه أن أقتله وآخذ ماله وهذا يدل على أن مال المرتد فيء
قيل له إنما فعل ذلك لأن الرجل كان محاربا مع استحلاله لذلك حربيا فكان ماله مغنوما لأن الراية إنما تعد للمحاربة وقد روى معاوية بن قرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جد معاوية إلى رجل عرس بامرأة أبيه أن يضرب عنقه ويخمس ماله وهذا يدل على أن مال ذلك الرجل كان مغنوما بالمحاربة ولذلك أخذ منه الخمس
5 - قول الإمام الماوردي
الحاوي الكبير للماوردي ج 8 ص 146
والدليل على أن المرتد لا يورث ويكون ماله فيئا رواية أسامة بن زيد أن النبي قال: ' لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم '
فإن منعوا من إطلاق اسم الكفر على المرتد دللنا عليه بقوله تعالى: إن الذين آمنوا ثم كفروا وقوله: ' لا يحل مال امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث كفر بعد إيمان ' وروى معاوية بن قرة عن أبيه أن النبي بعث أباه جد معاوية إلى رجل عرس بامرأة أبيه فأمرني بضرب عنقه وخمس ماله فجعله النبي باستحلال ما نص الله تعالى على تحريمه مرتدا، وجعل ماله بتخميسه إياه فيئا
الحاوي الكبير للماوردي ج 11 ص 287
وقد روى البراء بن عازب قال: رأيت عمي ومعه راية، فقلت إلى أين تذهب، فقال: أرسلني رسول الله إلى رجل أعرس بامرأة أبيه أن أقتله وآتيه برأسه وأخمس ماله.
والعرسة اسم للوطء في نكاح فاحتمل تخميس ماله، لأنه استحل ذلك فصار مرتداً وصار ماله بالردة فيئاً واحتمل إن لم يستحله فقتله حدا وخمس ماله عقوبة
6 - قول الإمام الشوكاني
نيل الأوطار للشوكاني ج 7 ص 286
(وَالْحَدِيثُ) فيه دَلِيلٌ على أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْإِمَامِ أَنْ يَأْمُرَ بِقَتْلِ من خَالَفَ قَطْعِيًّا من قَطْعِيَّاتِ الشَّرِيعَةِ كَهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فإن اللَّهَ تَعَالَى يقول وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آبَاؤُكُمْ من النِّسَاءِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَكِنَّهُ لا بُدَّ من حَمْلِ الحديث على أَنَّ ذلك الرَّجُلَ الذي أَمَرَ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِ عَالِمٌ بِالتَّحْرِيمِ وَفَعَلَهُ مُسْتَحِلًّا وَذَلِكَ من مُوجِبَاتِ الْكُفْرِ وَالْمُرْتَدُّ يُقْتَلُ لِلْأَدِلَّةِ الْآتِيَةِ
7 - قول الشيخ العظيم آبادي
عون المعبود للعظيم آبادي ج 12 ص 95
(أعرس بامرأة أبيه) أي نكحها على قواعد الجاهلية وعد ذلك حلالا فصار مرتدا قاله في فتح الودود
8 - قول الإمام ابن تيمية
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه لابن تيمية ج 20 ص 91و92
وأيضا حديث ابى بردة بن نيار لما بعثه النبي إلى من تزوج امرأة أبيه فأمره أن يضرب عنقه ويخمس ماله فإن تخميس المال دل على أنه كان كافرا لا فاسقا وكفره بأنه لم يحرم ما حرم الله ورسوله
قلت: وفي فتح الباري لابن حجر ج 12 ص 118
وأشهر حديث في الباب حديث البراء لقيت خالي ومعه الراية فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه أخرجه أحمد وأصحاب السنن وفي سنده اختلاف كثير وله شاهد من طريق معاوية بن مرة عن أبيه أخرجه ابن ماجة والدارقطني وقد قال بظاهره أحمد وحمله الجمهور على من استحل ذلك بعد العلم بتحريمه بقرينة الأمر بأخذ ماله وقسمته
قلت – خالد -: وفي حاشية السندي على سنن النسائي ج 6 ص 110
نكح امرأة أبيه على قواعد أهل الجاهلية فإنهم كانوا يتزوجون بأزواج آبائهم ويعدون ذلك من باب الإرث ولذلك ذكر الله تعالى النهي من ذلك بخصوصه بقوله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم مبالغة في الزجر عن ذلك فالرجل سلك مسلكهم في عد ذلك حلالا فصار مرتدا فقتل لذلك وهذا تأويل الحديث عند من لا يقول بظاهره والله تعالى أعلم قوله وأخذ ماله ظاهره من قتل مرتدا فماله فيء والله تعالى أعلم
وفي تحفة الأحوذي للمباركفوري ج 4 ص 498
والحديث دليل على أنه يجوز للإمام أن يأمر بقتل من خالف قطعيا من قطعيان الشريعة كهذه المسألة فإن الله تعالى يقول (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) ولكنه لا بد من حمل الحديث على أن ذلك الرجل الذي أمر صلى الله عليه وسلم بقتله عالم بالتحريم وفعله مستحلا وذلك من موجبات الكفر والمرتد يقتل
قلت – خالد -: وقد سئل العلامة العباد في شرحه لسنن أبي داود
السؤال: هل هذا الفعل يعتبر كفراً مخرجاً من الملة إذ التخميس يدل على استحلال الشيء؟
الجواب: نعم، التخميس يدل على أن هذا القتل إنما هو لكفره؛ لأن كونه يخمس ماله كما يخمس الفيء، والفيء: هو ما يحصل من الكفار ولا يحصل من المسلمين.
السؤال: هل حكم عليه بالتكفير بالفعل فقط؟ الجواب: الظاهر أنه كفر بالفعل، ويمكن أن يكون الاستحلال موجوداً، كونه عقد على شيء معلوم ومعروف أنه لا يحل، وأن هذا شيء ليس من الأمور التي تخفى، وهي واضحة جلية فيكون ذلك يدل على استحلاله.
قلت – خالد -: في ذكر التخميس للمال الحجة على كفره فإن التخميس للمال لم يشرع لمعصية دون الكفر فذكره مع ضرب عنقه حجة على كفره وفي التعليل بنكاحه لامرأة أبيه الحجة على أن هذا الفعل هو علة القتل والتكفير وفي المسألة نزاع بين أهل العلم في صحة حديث البراء في قتل الرجل الذي عرس بامرأة أبيه ثم في توجيهه وما ذكرته هنا هو الراجح إن شاء الله تعالى وقد حقق العلامة الألباني في الإرواء صحة الحديث ج8 ص18
قلت – خالد -: وفيه من فقه الاعتقاد أن الكفر يقع بالفعل إذا كان الفعل صريحا في الكفر غير محتمل فمن ذلك ما في تعظيم قدر الصلاة لابن نصر ج 2 ص 930
قال إسحاق ومما أجمعوا على تكفيره وحكموا عليه كما حكموا على الجاحد فالمؤمن الذي آمن بالله تعالى ومما جاء من عنده ثم قتل نبيا أو أعان على قتله وإن كان مقرا ويقول قتل الأنبياء محرم فهو كافر وكذلك من شتم نبيا أورد عليه قوله من غير تقية ولا خوف
وفي روضة الطالبين للنووي ص 249
واعلم أن اشتراط التوبة بالقول في القذف مشكل وإلحاقه بالردة ضعيف فإن اشتراط كلمتي الشهادة مطرد في الردة القولية والفعلية كإلقاء المصحف في القاذورات
قلت – خالد -: وفي الذخيرة للقرافي ج 12 ص 13
الجناية الثانية الردة
(يُتْبَعُ)
(/)
نسأل الله تعالى العافية منها ومن غيرها والنظر في حقيقتها وحكمها النظر الأول: في حقيقتها وهي عبارة عن قطع الإسلام من مكلف وفي غير البالغ خلاف إما باللفظ أو بالفعل كإلقاء المصحف في القاذورات
ـ[الاثر]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 11:52]ـ
ويمكن أن يكون الاستحلال موجوداً
(فيمن تزوج امرأة أبيه)
عن معاوية بن قرة عن أبيه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جده معاوية إلى رجل عرس بامرأة أبيه أن يضرب عنقه ويخمس ماله) أخرجه أبوداود والترمذي والنسائي وبن ماجه والدارمي والطحاوي (شرح معاني الآثار) والبيهقي في السنن الكبرى
قال الطحاوي رحمه الله:
- 4521 - حدثنا فهد قال ثنا أبو نعيم قال سمعت سفيان يقول: في رجل تزوج محرم منه فدخل بها قال لا حد عليه وكان من الحجة على الذين إحتجوا عليهما بما ذكرنا أن في تلك الآثار أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل وليس فيها ذكر الرجم ولا ذكر إقامة الحد وقد أجمعوا جميعا أن فاعل ذلك لا يجب عليه قتل إنما يجب عليه في قول من يوجب عليه الحد عليه الرجم إن كان محصنا فلما لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرسول بالرجم وإنما أمره بالقتل ثبت بذلك أن ذلك القتل ليس بحد للزنا ولكنه لمعنى خلاف ذلك وهو أن ذلك المتزوج فعل ما فعل من ذلك على الاستحلال كما كانوا يفعلون في الجاهلية فصار بذلك مرتدا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل به ما يفعل بالمرتد وهكذا كان أبو حنيفة وسفيان رحمهما الله يقولان في هذا المتزوج إذا كان أتى في ذلك على الاستحلال أنه يقتل فإذا كان ليس في هذا الحديث ما ينفي ما يقول أبو حنيفة وسفيان لم يكن فيه حجة عليهما لأن مخالفهما ليس بالتأويل أولى منهما وفي ذلك الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لأبي بردة الراية ولم تكن الرايات تعقد إلا لمن أمر بالمحاربة والمبعوث على إقامة حد الزنا غير مأمور بالمحاربة وفي الحديث أيضا أنه بعثه إلى رجل تزوج امرأة أبيه وليس فيه أنه دخل بها فإذا كانت هذه العقوبة وهي القتل مقصودا بها إلى المتزوج لتزوجه دل ذلك أنها عقوبة وجبت بنفس العقد لا بالدخول ولا يكون ذلك إلا والعاقد مستحل لذلك فإن قال قائل فهو عندنا على أنه تزوج ودخل بها قيل له وهو عند مخالفك على أنه تزوج واستحل فإن قال ليس للاستحلال ذكر في الحديث قيل له ولا للدخول ذكر في الحديث فان جاز أن تحمل معنى الحديث على دخول مذكور في الحديث جاز لخصمك أن يحمله على استحلال غير مذكور في الحديث وقد روي في ذلك حرف زائد على ما في الآثار الأول) (شرح معاني الآثار)
وقال البيهقي رحمه الله:
(قال أصحابنا ضرب الرقبة وتخميس المال لا يكون إلا على المرتد فكأنه استحله مع علمه بتحريمه والله أعلم) السنن الكبرى للبيهقي (باب مال المرتد إذا مات أو قتل على الردة)
وقال المباركفوري رحمه الله:
(لا بد من حمل الحديث على أن ذلك الرجل الذي أمر صلى الله عليه و سلم بقتله عالم بالتحريم وفعله مستحلا وذلك من موجبات الكفر والمرتد يقتل) تحفة الأحوذي (4/ 498
فعقد الزواج عمل وقرينة ظاهرة تنْبِئُ عما وقر في القلب من الاستحلال(/)
تسليط الأنوار على ثمرات ومكاسب الحصار
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 10:28]ـ
تسليط الأنوار على ثمرات ومكاسب الحصار
أبو يونس العباسي
http://33er44ty55f.maktoobblog.com/
الحمد لله الذي جعل نصرة المسلم لأخيه المسلم فرض وواجب , ورتب عليه في الجنة أعلى المنازل والمراتب , وحث عليها الناس من أمي وكاتب , وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لاشريك له , رب المشارق والمغارب , والصلاة والسلام على سيدنا محمد , الذي أمر بالمكرمات ونهى عن المعائب , ورضي الله عن الآل والصحب , ذوو الخوارق والعجائب ... ثم أما بعد:
[المكسب الأول: نيل الأجر والثواب من الله جل وعلا]
يعلم كل مسلم أن الحصار المفروض علينا في غزة العزة إنما كان محاربة على الإسلام وتضييقا على أهله وإرغاما لهم حتى يتنازلوا عن مبادئهم وثوابتهم العادلة ...
وعليه:
فكل ما نقاسيه في غزة من الحصار محتسبين لأجره ننال ثوابه من الله ...
قال الله تعالى:
{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (التوبة)
أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
<< مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ.>>
وأخرج مسلم في صحيحه عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.>>
أخرج الترمذي في سننه عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ.>>
[المكسب الثاني: ارتباط المسلمين المعاصرين بأسلافهم من الصدر الأول]
إن الحصار الواقع على غزة ربطنا فكريا وشعوريا بأسلافنا من الصدر الأول الذي حوصروا في شعب بني طالب وحوصروا في غزوة الخندق وغيرها ...
وهذا الارتباط مهم جدا فمن المعلوم أن المسلمين المعاصرين لن ينجحوا في إحراز أي نصر أو تقدم أو تحضر إلا يوم يسيرون على نهج سلفهم الصالح ...
قال الله تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} (التوبة)
بل لقد جعل الله الإيمان الصحيح هو ما اقتدى فيه صاحبه بإيمان الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ ...
قال الله تعالى:
{فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)} (البقرة)
وقال ابن مسعود t:
من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتن، أولئك أصحاب رسُول الله e أبَرُّ الناس قلوباً، وأغزرُهم علماً، وأقلُّهم تكلفاً.
من الأدلة الدالة على وجوب الاقتداء بفهم السلف الصالح، قوله e:
(يُتْبَعُ)
(/)
"أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم .. عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".
وقوله e:
" اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر".
وقوله e:
" خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
قال الإمام مالك ـ رجمه الله ـ:
"لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها."
[المكسب الثالث: كشف الحصار عن حقيقة اليهود للعالم كله]
لقد استطاع اليهود وعبر الأزمنة السابقة أن يظهروا بصورة المظلوم المذبوح الذي سلبت حقوقه , ولكن الحصار وما سببه من أحداث جسام كشف عن صورتهم الحقيقية لا للمسلمين وحسب بل وللعالم بأسره ...
فهم الذين لا يلتزمون بالعهود ولا المواثيق وهم الذين ينكرون الحق وقد خبروه وتيقنوا منه ...
قال الله تعالى:
{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)} (البقرة)
واليهود أيضا لا يقيمون حرمة لمسلم صغر أو كبر , كان عربيا أو أعجميا ...
قال الله تعالى:
{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)} (التوبة)
واليهود قوم قد أشربت قلوبهم حب الحروب والإفساد في الأرض بكل ما تحمله كلمة [الإفساد] من معنى ...
قال الله تعالى:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)} (المائدة)
[المكسب الرابع: كشف الحصار عن حقيقة دول العالم الكافر وحكوماته]
إن من الأمور التي أيدتها النصوص أن الكفر ملة واحدة , وأنهم يتوحدون ضد المسلمين , فها هم النصارى والمشركون والذين يزعمون دفاعهم عن حقوق الإنسان بل والحيوان ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها دفاعا عن هذه الحقوق , نراهم يغضون الطرف عن حقوق الإنسان المسلم وفي أي مكان كان , فهم لا يتحدون إلا ضد الإسلام وأهله ...
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)} (المائدة)
وقال أيضا:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)} (الأنفال)
أخرج أحمد في مسنده عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ:
<< وَسَلَّمَ يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.>>
قال الشاعر:
تفرق شملهم إلا علينا ... فصرنا كالفريسة للكلاب
[المكسب السادس: ساهم الحصار في تأميم القضية الفلسطينية مجددا]
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد اجتهد اليهود والنصارى ومن والاهم على تقزيم القضية الفلسطينية من قضية إسلامية تهم كل مسلم إلى قضية عربية ثم إلى قضية فلسطينية ثم إلى قضية المهجرين فقط ثم يقوم العرب وبضغوط صهيوصليبية بإعطاء الفلسطينيين المهجرين جنسيات في البلدان التي يسكنوا فيها وبذلك تتلاشى وتندثر القضية الفلسطينية ...
ولكن الحصار قلب عليهم رأس المجن فصارت وبفضل الله ثم بالحصار قضية فلسطين قضية الأمة المسلمة بل قضية كل حر في هذا العالم الفسيح ...
قال الله تعالى:
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)} (الأنبياء)
إن تفاعل المسلم ونصرته لقضايا أمته واجب شرعي ديني ...
قال الله تعالى:
{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)} [الأنفال]
وأخرج مسلم في صحيحه عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى.>>
قال الشاعر:
وكل يوم نرى للدين نازلة ... يا أمة الحق لا سمع ولا بصر
[المكسب السابع: أحيا الحصار في قلوب الأمة روح الجهاد في سبيل الله تعالى]
إن العدو الكافر ما تجرأ علينا إلا يوم فرطنا بالجهاد ثقافة وممارسة , فالعالم وخاصة اليهود لا يحترمون إلا القوي , وحق بدون قوة حق ضائع , ولذلك أمرنا الله بامتلاك القوة والسعي في تحصيلها سواء أكانت قوة وعدة إيمانية أو عسكرية ...
ودليل وجوب إعداد العدة الإيمانية قوله تعالى:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)} [النور]
أما دليل وجوب إعداد العدة العسكرية فقوله تعالى:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)} [الأنفال]
ولقد جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أهم أسباب الذل والهزيمة الركون إلى الدنيا وترك الجهاد في سبيل الله تعالى ...
أخرج أبو داوود في سننه عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
<< إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ.>>
قال الشاعر:
أخي جاوز الظالمون المدى ... فحق الجهاد وحق الفدا
وليسوا بغير صليل السيوف ... يجيبون لنا صوتا أو صدى
فجرد حسامك من غمده ... فليس له بعد أن يغمدا
أخي أيها العربي الأبي ... أرى اليوم موعدنا لا الغدى
[المكسب الثامن: أسقط الحصار في قلوب المسلمين خيار السلام]
لقد عقدت حكومات الأنظمة العربية المرتدة اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال اليهودي , كاتفاقية كامب ديفيد , ووادي عربة , وأوسلو , ومبادرة السلام العربية , التي أقرتها الجامعة العبرية وغيرها , فما هو الموقف الشرعي من هذه الاتفاقيات؟ فنقول وبالله التوفيق:
هذه اتفاقيات باطلة محرمة , لأن مرجعيتها بشرية وضعية , فهي صورة من صور التحاكم إلى الطاغوت ...
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) " (النساء)
هي اتفاقيات باطلة ... لأن بندودها وشروطها مخالفة لشروط الكتاب والسنة ...
أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة أن الرسول قال:
" ما بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ اشْتَرَطَ مِائَةَ شَرْطٍ "
هي اتفاقيات باطلة ... لأنها اتفاقيات جرت الذل والهوان على المسلمين ...
والله يقول:
" فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) " (محمد)
هي اتفاقيات باطلة ... لأنها تقر ملكية اليهود لأرض فلسطين , وأرض فلسطين كلها أرض إسلامية من النهر إلى البحر , والتنازل عن ذرة تراب منها يصب في سلة الخيانة والتفريط والعمالة , ففلسطين أمانة من الأمانات التي يجب المحافظة عليها:
" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) " (الأحزاب).
ولقد ترسخ هذا الموقف المتقدم ذكره من السلام بعد أن وقع الحصار على غزة العزة.
[المكسب التاسع: أحيا الحصار في قلوب الأمة روح الوحدة والتجمع]
لقد أحيا الحصار في قلوب الأمة روح الوحدة والتجمع لمواجهة الأخطار التي تواجه الأمة والمسلمين في جميع بقاع الأرض ...
ولنعلم جميعا إن التفرق ضعف والتوحد قوة ...
قال الله تعالى:
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)} [الأنفال]
وإن التوحد على التوحيد واجب يثاب فاعله ويأثم ويذم تاركه ...
قال الله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} [آل عمران]
وقال أيضا:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)} [الصف]
وقال أيضا:
{وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)} [التوبة]
وقال أيضا:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)} [الأنفال]
قال الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا ... وإذا افترقن تكسرت آحادا
وليعلم الجميع أن العرب والمسلمين لن ينجحوا في التوحد أبدا إلا يوم يجتمعوا ويتوحدوا على التوحيد ومنهج الله الكريم المجيد ...
قال الله تعالى:
{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)} [الأنفال]
[المكسب العاشر: وطد الحصار علاقة المسلمين بالله جل جلاله]
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الإنسان كلما ألمت به الكربات ومشاق الحياة كلما هيأ ذلك له نفسية للإقبال على الله وطاعته والعمل بما يرضيه ,فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة لله ـ سبحانه وتعالى ـ
فها هو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في الغار يحاصره المشركون يتوجه إلى ربه ـ جل وعلا ـ ...
قال الله تعالى:
{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} (التوبة)
وها هو نبي الله موسى لما حاصره البحر من أمامه وفرعون من خلفه فإنه ما توجه إلا لربه ـ جل وعلا ـ ...
قال الله تعالى:
{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)} (الشعراء)
وها هم قوم يونس لما ضاقت عليهم الأمور ماذا فعلوا؟
إنهم لجأوا واعتصموا بالله تعالى فنجاهم وأكرمهم ...
قال الله جل جلاله:
{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)} (يونس)
[المكسب الحادي عشر: ميز الحصار بين الناس]
والناس يوم يحاصر إخوانهم على أقسام ثلاثة:
1ـ ناصر لإخوانه مؤيد لهم ومعين ومطبق للنصوص الشرعية الواردة في هذا الشأن ...
قال الله تعالى:
{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)} [الأنفال]
وأخرج مسلم في صحيحه عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى.>>
قال الشاعر
2ـ محايد لا يعنيه أحد في الدنيا إلا نفسه ولا يهتم إلا بمصالحه الشخصية , وهو في هذا متصف بصفة المنافقين ...
قال الله تعالى:
{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)} [آل عمران]
ولنعلم أن أوقات الضيق فقط هي التي تكشف عن معادن الرجال ...
قال الله تعالى:
{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)} (آل عمران)
3ـ داخل في حلف أعداء الدين ومعين لهم على حصار المسلمين.
[المكسب الثاني عشر: حفز الحصار المسلمين للبحث عن أسباب النصر والهزيمة]
ولعل من أبرز مكاسب الحصار أنه حفز المسلمين للبحث عن أسباب النصر وموجباته ومعرفة أسباب الهزيمة وموجباتها ويوم تنتبه الأمة على الداء فإنها ستنجح في مداواته ومن ثم سيحصل التشافي بإذن الله تعالى.
قال الله تعالى:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)} [النور]
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
أبو يونس العباسي
الثلاثاء
24جمادى الآخرة 1431هـ
الموافق لـ 8|6|2010م
غزة المحاصرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جابر الشمالي]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 02:35]ـ
أعانكم الله ورفع الحصار عنكم. . .
نسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته. . .(/)
[واجباتنا العظام في زمن المذلة والانهزام]
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 10:37]ـ
[واجباتنا العظام في زمن المذلة والانهزام]
أبو يونس العباسي
http://33er44ty55f.maktoobblog.com/
الحمد لله الذي جعل نصرة المسلم لأخيه المسلم فرض وواجب , ورتب عليه في الجنة أعلى المنازل والمراتب , وحث عليها الناس من أمي وكاتب , وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لاشريك له , رب المشارق والمغارب , والصلاة والسلام على سيدنا محمد , الذي أمر بالمكرمات ونهى عن المعائب , ورضي الله عن الآل والصحب , ذوو الخوارق والعجائب … ثم أما بعد:
[الواجب الأول: واجب التوحد على التوحيد]
إن من أهم الواجبات في زمن المذلة والانهزام أن نتوحد على التوحيد , فإن التفرق ضعف والتوحد قوة …
قال الله تعالى:
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)} [الأنفال]
وإن التوحد على التوحيد واجب يثاب فاعله ويأثم ويذم تاركه …
قال الله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} [آل عمران]
وقال أيضا:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)} [الصف]
وقال أيضا:
{وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)} [التوبة]
وقال أيضا:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)} [الأنفال]
قال الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا ... وإذا افترقن تكسرت آحادا
وليعلم الجميع أن العرب والمسلمين لن ينجحوا في التوحد أبدا إلا يوم يجتمعوا ويتوحدوا على التوحيد ومنهج الله الكريم المجيد …
قال الله تعالى:
{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)} [الأنفال]
[الواجب الثاني: البعد عن الإشاعات وعن كل ما يوهن المسلمين]
إن من أهم الواجبات في زمن المذلة والانهزام البعد عن الإشاعات , ويعلم كل عاقل ما للإشاعات من آثار سيئة في إضعاف نفوس المسلمين ومعنوياتهم …
قال الله تعالى:
{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)} [الأحزاب]
[الواجب الثالث: حسن الظن بالله تعالى]
إن من أهم الواجبات في زمن المذلة والانهزام حسن الظن بالله , نقول هذا في زمن يتحدث الكثيرون من أبناء جلدتنا عن الأمة الإسلامية أنها ومن غير الممكن أن ننتصر على التحالف الصهيوصليبي , وكثير من الناس سمعته يقول:
معقول نهزم اليهود معقول نهزم النصارى …. أين نحن منهم؟ أين نحن وأين هم؟
وإن الناس يوم تنشب المعارك مع أعداء الله على صنفين …
1ـ صنف واثق بالله ونصره وأن المستقبل لهذا الدين …
قال الله تعالى:
{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)} [الأحزاب]
2ـ والصنف الآخر صنف يشك في نصر الله ويسيء الظن به ويرى بينه وبين النصر حجرا محجورا …
قال الله تعالى:
{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)} [الأحزاب]
(يُتْبَعُ)
(/)
[الواجب الرابع: إعداد العدة سواء أكانت إيمانية أو عسكرية]
ولنعلم جميعا أن من أهم الواجبات في زمن المذلة والانهزام أعداد العدة بنوعيها , وإن العدو الكافر ما تجرأ علينا إلا يوم فرطنا بالجهاد ثقافة وممارسة , فالعالم وخاصة اليهود لا يحترمون إلا القوي , وحق بدون قوة حق ضائع , ولذلك أمرنا الله بامتلاك القوة والسعي في تحصيلها …
ودليل وجوب إعداد العدة الإيمانية قوله تعالى:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)} [النور]
أما دليل وجوب إعداد العدة العسكرية فقوله تعالى:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)} [الأنفال]
ولقد جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أهم أسباب الذل والهزيمة الركون إلى الدنيا وترك الجهاد في سبيل الله تعالى …
أخرج أبو داوود في سننه عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
<< إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ.>>
قال الشاعر:
أخي جاوز الظالمون المدى ... فحق الجهاد وحق الفدا
وليسوا بغير صليل السيوف ... يجيبون لنا صوتا أو صدى
فجرد حسامك من غمده ... فليس له بعد أن يغمدا
أخي أيها العربي الأبي ... أرى اليوم موعدنا لا الغدى
[الواجب السادس: التحلي بشعور بالأمل واجتناب اليأس والقنوط والانهزام النفسي]
ولنعلم جميعا أن من أهم الواجبات في زمن المذلة والانهزام: التحلي بشعور بالأمل واجتناب اليأس والقنوط والانهزام النفسي , وإننا نرى كثيرين من المسلمين تظهر عليهم ملامح اليأس والقنوط والانهزام النفسي وهذا أمر محرم في دين الله , لأن التحلي بالأمل واجب والعور بالانهزام النفسي حرام …
قال الله تعالى:
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} [الشرح]
قال ابن مسعود:
والله لو كان العسر في جحر ضب لدخل إليه اليسر.
وإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان متحليا بروح الأمل في أوقات البلاءات والصعوبات والضغوطات …
أخرج البخاري في صحيحه عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ:
<< شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ. >>
والعرب تقول:
اشتدي أزمة تنفرجي , وإن أشد أوقات الليل ظلاما هي اللحظة التي تسبق الفجر.
واليأس في الدين حرام والقنوط كذلك حرام …
قال الله تعالى:
{وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)} [يوسف]
وقال أيضا على لسان إبراهيم لما بشر بغلام عليم:
{قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)}
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن يستولي على المسلم روح العجز والهزيمة النفسية فإن ذلك حرام أيضا …
أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.>>
[الواجب السابع: الصبر على الدين والثبات عليه وعدم التراجع أو التنازل]
ومن الواجب معرفته أيضا أن من أهم الواجبات في زمن المذلة والانهزام الصبر على الدين والثبات عليه وعدم التنازل عنه مهما كانت الضغوطات…
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)} [آل عمران}
وإن من أهم أسباب النجاة من كيد الأعداء الصبر على أذاهم وعدم الاكتراث بأفعالهم فالقافلة تسير والكلاب تنبح ...
قال الله تعالى:
{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)} [آل عمران]
قال الشاعر:
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقال بدينار
والصبر على تكاليف الدين رغم الصعوبات والمشاق ديدن أتباع الرسل وأنصارهم في كل زمان ومكان …
قال الله تعالى:
{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)} [آل عمران]
[الواجب الثامن الاهتمام بالإعلام لما له من أهمية في إحراز النصر]
قال الله تعالى:
{وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)} [التوبة]
[الواجب التاسع: الاستعانة على النصر بفعل الطاعات واجتناب المنكرات]
إن من أهم الواجبات في ومن الانهزام الاستعانة على النصر بفعل الطاعات واجتناب المنكرات , ومن أهم الطاعات التي لابد من ممارستها عبادة وطاعة الدعاء …
قال الله تعالى معلقا على معركة بدر الكبرى:
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} [الأنفال]
ومن المعلوم أن من أهم أسباب الهزيمة الانحراف عن منهج الله ـ سبحانه وتعالى …
أخرج ابن ماجه في سننه من حديث ابن عمر أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
<< وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ.>>
وأخرج البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:
<< جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي.>>
إن الوقوف عند هذه الأسباب والعمل على معالجة الخلل الذي عم وطم في مجتمعاتنا هو السبيل الوحيد للتحرر من الذل والهوان …
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{… إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)} [الرعد]
[الواجب العاشر: العمل على إعادة دولة الإسلام التي تحكم بالشريعة]
إن من أهم الواجبات في ومن الانهزام العمل على إعادة دولة الإسلام التي تحكم بالشريعة لما للدولة من كبير الأثر في حفظ ورعاية حقوق وكرامة رعاياها , ولعل من أهم أسباب ذل المسلمين وهوانهم أنه لا توجد لهم دولة ذات مرجعية دينية تدافع عن حقوقهم وكرامتهم كمسلمين , والإمام كما جاء وصفه في الأحاديث بأنه وقاية وحماية وسندا لرعيته ومواطنيه …
أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
<< مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعْ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ.>>
ودعونا نستذكر بعض الأمثلة من سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي توضح هذا المعنى وتجليه وهي كالتالي:
1ـ لقد كان السبب الرئيس في غزو النبي الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبني قينقاع أنهم أرادوا امرأة مسلمة أن تكشف لهم عن وجهها فأبت حتى أرغموها على ذلك فثار مسلم لها فقتل من أرغمها فاجتمعت عليه يهود فقتلوه , فكان حكم الله فيهم أن يقتلوا لولا أن ابن سلول تشفع لهم وألح وأثقل على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى وافق على شفاعته.
2ـ قبيل صلح الحديبية لما بعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعثمان بن عفان ليفاوض المشركين حول رغبة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحبه الكرام في الاعتمار , وبعيد ذهابه وصل الخبر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن عثمان قد قتل , فماذا كان رده ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟
ألم يطلب من المسلمين مبايعته على الموت ثأرا وانتقاما لدم مسلم واحد؟!!
قال الله تعالى:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19)} [الفتح]
وأضرب بمثال من واقعنا المعاصر ألا وهو ما يتعلق بالأسرى , فالمسلمون لهم من الأسرى عند أعداءهم الآلاف فهل تسمع المؤسسة الرسمية في الدول التي تقطنها غالبية مسلمة تهتم بهم ….
قارن ذلك مع اهتمام اليهود بأسيرهم شاليط أو باهتمام المشركين بأسراهم لتعرف كم نحن بحاجة إلى دولة مسلمة تنشغل وتهتم لقضايانا الأممية الإسلامية العادلة…
إن من الجدير الذي لا بد من التنبيه إليه أن الكون يحتوي على مسلمين ومجتمعات إسلامية ولكن الدول وحكامها لا يمتون للإسلام بصلة فتوصيفهم الحقيقي بأنهم مناديب التحالف الصهيوصليبي أو خدام الأجندة الصهيوصليبية أو عملاء الصليب أو غير ذلك من الأوصاف.
وانظروا إلى وضع المسلمين يوم كانت لهم دولة ذات شوكة وأقرأ على مسامعكم وثيقه وهي عبارة عن رسالة بعثها الملك جورج الثاني ملك إنجلتراوالتي أرسلها مع ابنة أخيه الأميرة دوبانت ورئيس ديوانه على رأس بعثة مكونة منثماني عشرة فتاة من بنات الأمراء, وهذا نصها:
(من جورج الثاني ملك إنجلتراوالغال والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمةهشام الثالث الجليل المقام , وبعد التعظيم والتوقير…
فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذيتتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة فأردنا لأبنائنااقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم فيبلادنا التي يسودها الجهل من أربعة أركان …
ولقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانتعلى رأس بعثة من بنات أشراف الإنجليز تتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف لتكونمع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وحماية الحاشية الكريمة وحدب من اللواتي سيتوافرونعلى تعليمهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هدية متواضعة لمقامكم الجليل أرجوالتكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص.
من خادمكم المطيعجورج م. أ
وها هو ملك فرنسا تأسره ألمانيا فيبعث رسالة إلى خليفة المسلمين يستجديهفيخلصه من الأسر.
وها هي أمريكا تدفع الأتاوه أو الضريبة لوالي الجزائرمقابل المرور بسفنها من البحر …
وها هو آخر خليفة عثماني يصدر فرمانا "منع اليهودمن دخول فلسطين" 13ربيع أول 1301هـ ـ 22يناير 1883مجاء فيه:
<< بمنع أي يهوديروسي أو روماني أو بلغاري أن يطأ قدمه أرض فلسطين
وقولته المشهورة بعد عرض هرتسليقول فيها " ولان يبتر عضوا من جسدي اهون علي من أرى فلسطين قد بترت عن دولةالخلافة.>>
[الواجب الحادي عشر: ضرورة التفاعل مع قضايا الأمة وحرمة الحياد]
فالكثيرون من المسلمين لو راجعته فيما يتعلق بقضية نصرة قضايا الأمة أجابك بأنه لا يتدخل في مثل هذه الأمور لأنها لا تعنيه ولا تخصه لا من قريب ولا من بعيد …
وإن الحياد عن قضايا الأمة وهمومها صفة المنافقين وهذا ما بينه الله في كتابه الكريم …
قال الله تعالى:
{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)} [آل عمران]
إن تفاعل المسلم ونصرته لقضايا أمته واجب شرعي ديني …
قال الله تعالى:
{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)} [الأنفال]
وأخرج مسلم في صحيحه عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى.>>
قال الشاعر:
وكل يوم نرى للدين نازلة ... يا أمة الحق لا سمع ولا بصر
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
أبو يونس العباسي
غزة المحاصرة
الأحد
23 جمادى الآخرة 1431هـ
الموافق لـ 6|6 |2010م(/)
ابراهيم عوض وكشف الاستار العلمانية بل هتكها
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 11:13]ـ
عرضت مكتبة المهتدين كتاب هتك الاستار
وهو في الرد على كتاب فترة التكوين لخليل عبد الكريم
وقد انشغلت به اليوم في ثلاث ساعات حتى وصلت لصفحة 100 فانقطع بي الخيط وكتا اريد ان ازحزح مؤشر البي دي اف لكنه استعصى علي فتوقفت معترضا!
اقصد الكتاب يبدو انه ناقص الصفحات
وان شاء الله ان توفر لي وقت يمكنني التعليق عليه
لكن اشارتي في عجالة هو الاشارة الى نقص الصفحات
وايضا الى انه كتاب مهم مثل كتابه الاخر عن خليل عبد الكريم وغيره وهو كتاب اليسار الاسلامي
ان نوعية هذه الكتب هي من الاهمية بمكان
وآمل ان تقرأ من المنشغلين بموضوعات الكتاب
ففي القراءة تدريب على القراءة! -ابتسامة
والكتاب في الحقيقة رد على الاستشراق وتسخيف لاخر سهامهم الخشبية او الورقية
http://www.al-maktabeh.com/ar/open.php?cat=&book=80
http://www.al-maktabeh.com/ar/open.php?cat=&book=132
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 08:46]ـ
اولا الكتاب في غاية الاهمية
فالدكتور ابراهيم انتاجه في هذا المجال غزير ومفيد
لكن ما شد انتباهي في هذا الكتاب او لفت نظري هو ان الدكتور ابراهيم عوض ولأدلة سردها ارجع الكتاب الى شخص اخر او هيئة تبشيرية (جهة واحدة) تقوم بنسج هذه الكتابات واصدارها فالدكتور يشك في نسبة كتب خليل عبد الكريم اليه (انظر ص 47)
ومن الاسباب التي رأى انها تدعم هذه الفرضية هو ان هناك الفاظ استعملها الكاتب لايمكن ان يستعملها مسلم! لاتعرفها العقلية التي تربت في جو إسلامي حتى لو أصيح صاحبها كافرا بمحمد ودينه (انظرص48)
مثل قول خليل عبد الكريم عن الانبياء انهم: البطارقة-البطاركة
ومثل:-ملاك الرب-ابرشية (ابرشية مكة)!
واظن ان فرضية الدكتور فيها نظر
ذلك ان هناك مجموعة من العلمانيين تستخدم هذه اللغة (كلفظ"البطارقة") لربط النبوة بالكهانة،الكهنة، المبجلين في الاساطير .. إلخ
ومن هؤلاء سيد القمني وطيب تيزيني وخليل عبد الكريم وغيرهم
فهي الفاظ مقصودة وفيها من الغمز والهزء مافيها وفيها من الايحاء والتلميج الشيء الكثير! وقد اشار الدكتور "كثيرا" الى مافي كتاب فترة التكوين من السخرية بالنبي صلى الله عليه وسلم وزوجته خديجة رضي الله عنها
اما استعمال الالفاظ المذكورة فهي في الحقيقة طريقة العلمانيين الذين يضربون تحت الحزام-لو صح التعبير طبعا واظنه غير صحيح-ابتسامة
اطلق الدكتور ابراهيم عوض على صاحب كتاب فترة التكوين "المبشر" ولايخفى مافي ذلك من دلالة مرتبطة بماقاله في الكتاب"هتك الاستار"من ان الكتاب هو كتاب مؤسسة تبشيرية ولايمكن ان يكتبه انسان عاش وسط المسلمين وولد في مناخ اسلامي له لغته الخاصة
مع ان الشيخ في كتابه البسار الاسلامي وغيره اشار الى العلمانيين وتحريفاتهم
وعلى كل فالكتاب مهم للمكتبة الاسلامية واضافة علمية تهز عروش الجهل العلماني القائم على امية المستشرقين وغرور العلمانيين الفارغ(/)
الفتاوى المضللة والكتابات المطبلة
ـ[مساعدالقريني]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 10:29]ـ
إن الفتوى شأنها شأن عظيم وهي توقيع عن رب العالمين كماذكرذلك ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين وكانواسلف هذه الأمة يتدافعون ثلاث الفتوى والقضاءوالإمامة وممايلاحظ في الآونة الأخيرة ذلك التسابق المحموم على الفتوى ولسان حال احدهم يقول خذوها مني ولاتأخذو من غيري والغريب ان هؤلاء المتجرئين على الفتوى لايعرف عنهم علم شرعي يؤهلهم للتصدي للفتاوى الشرعية فماالذي يجعلهم يخوضون بحرا لايجدون السباحة فيه إنهم بفتاواهم المضللة التي تبيح ماحرم الله يفتحون بابامن الشرعلى اهل الاسلام والشئ الملاحظ ان هذه الفتاوى التي تميع الدين تجد لها مطبلين ممن في قلوبهم مرض وخصوصا من بعض الكتاب والصحفيين الذين اعماهم الهوى وتزيين الشيطان عن قبول الحق فأخذوايحتفون بهذه الفتاوى ويسمون من افتأبها بفضيلة الشيخ وعلامة الزمان والشئ المحزن ان هناك من العوام من يتأثربتلك الفتاوى وبمايكتب في الصحافة من الكتابات المؤيدة لتلك الفتاوى والسؤال ماهي الأسباب التي دعت هؤلاء الى إطلاق مثل هذه الفتاوى الذي يظهروالله أعلم ان الأسباب هي أولا: حب الظهور والشهرة وكما قيل حب الظهوريقصم الظهور نعم إن الشهره وماتحمله من إغراءآت قدتحمل النفوس الضعيفة على ارتكاب مايؤصل إليها حتى ولوكان ذلك على حساب الدين نسأل الله العافية ولاشك ان ذلك يدل على ضعف الإيمان وإغواء الشيطان وإلا هل يباع الدين بعرض من الدنياقليل فهؤلاء لم يكن بعضهم معروفا من قبل وبعدهذه الفتاوى اضحت اسماءهم تتناقل في الإعلام وفي المجالس ثانيا: إثبات مايسمى باالتسامح ولإعتدال فكمايعلم الجميع الحرب الإعلامية من الغرب وأذنابهم على الإسلام ووصف كل من يتمسك بالإسلام ويحافظ على الثوابت بالإرهاب ولذلك يريدون تمييع الدين لإثبات انهم يتصفون باالوسطية والإعتدال ولذلك لايتورعون عن قول مايخالف شرع الله وبمالم يقل به احدا من سلف هذه الأمة ثالثا: اتباع الهوى لاشك ان اتباع الهوى يصد الإنسان عن طريق الحق وقد قال الله تعالى: ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله الايه وفي الختام نسأل الله الهداية للجميع ولله المشتكى وحسبي الله وكفى(/)
النصح والتبيين لمن قال "ليس في الإسلام ما يمنع من قبول نظرية داروين".
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 03:34]ـ
الحمد لله الذي خلق كل شيء وقدره تقديرا، بث في الأرض من كل دابة، وخلق آدم بيده على صورته ونفخ فيه من روحه، ثم أسجد له الملائكة توقيرا ..
والصلاة على خير خلقه محمد النبي الأمي، خاتم النبيين والسلام عليه وعلى آله تسليما كثيرا ..
أما بعد، فإنه لا يكاد يخفى على أحد في هذا الزمان ما لنظرية داروين الموسومة (النشوء والارتقاء) من تأثير بالغ على أصول الفكر العلمي الطبيعي والفلسفي – بصورة عامة – في بلاد الغرب في زماننا، لا سيما في أوروبا، المتصدرة في بث أوحال الإلحاد في الأرض في كل مكان، والله المستعان.
ولا يبالغ في الحقيقة من يدعي أن علوما بأكملها – تخصصات علمية مستقلة – قد قامت على أساس تلك النظرية وحدها، لا سيما فيما بين حقلي علم الأحياء الطبيعي وعلوم البحث والتنقيب الحفري التاريخي (الأركيولوجيا) .. علوما تقوم أصولها – بكل ما فيها من مباحث - على تلك النظرية، قيام البناء على الأساس! ويكفي أن نشير ههنا على سبيل المثال إلى ما يسمى بعلم (الإحثاء) أو Paleontology وهو ذلك العلم المعني بدراسة ما يسمى بالتاريخ الطبيعي (وهو تاريخ ارتقاء الكائنات بعضها من بعض بناءً على نظرية داروين)! فهذا العلم ربيب لتلك النظرية، فبقاؤه – كله بكل ما فيه من مباحث – مرهون ببقائها، وزواله بزوالها.
والمطالع كذلك لفلسفات الغرب خلال القرنين الماضيين يلمس بجلاء ما لهذه النظرية من تأثير في كافة حقولها عندهم، ولا تكاد اليوم تقف على كتاب من كتاب الفلسفة الغربية المعاصرة – حتى فلسفة الأخلاق والأديان – إلا وترى فيه تقريرا – بالتضمين أو التصريح - لتلك النظرية وبناءً عليها!
فكانت سنة الله في هذه الأمة كما قررها سيد المرسلين بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وسلم .. إذ خرج علينا من يتبع سنن اليهود والنصارى في التعامل مع هذه النظرية الملعونة ( ... شبرا بشبر وذراعا بذراع)!
فمما يؤسف له أشد الأسف، أن نرى من عقلاء المسلمين من يضربه الوهن والهزيمة النفسية في مقتل، كما ضربت كثيرا من النصارى الغربيين من قبل، من علماء الطبيعيات والفلاسفة المتصدرين لمناقشة الملاحدة في دعاواهم المعاصرة، فإذا هم يتلمسون موطنا وسطا بين تلك النظرية وما جاءنا من خبر الخلق في نصوصنا، يرومون الجمع بين المتناقضين من حيث لا يشعرون!
يقول قائلهم – كما قالت النصارى من قبل: "ليس في نصوصنا ما يمنع من قبول أصل نظرية داروين وفكرة ارتقاء الكائنات من بعضها البعض بصفة عامة، فبوسعنا أن نقول إن ذلك كله إنما كان من تقدير الرب جل وعلا، مع استثناء خلق آدم عليه السلام لما جاء فيه من النص الصريح"!
ويقول القائل منهم (ينقل كلاما لا يعي حقيقته): "الارتقاء Evolution حقيقة علمية مجمع عليها في سائر دوائر العالم العلمية، فلا يمكننا إنكاره، وإنما نقول إن الله قد خلق به خلقه على ذلك النحو البديع الذي نراه، في عملية طويلة دامت عبر بلايين من السنين على سطح الأرض"! (يقلد في ذلك دعوى علماء النصارى المشتغلين بالرد على الملاحدة في أوروبا، حذو القذة بالقذة)
بل رأينا من ذهب إلى أبعد من هذا، وخالف صريح القرءان وقال بما معناه: "لا مانع من قبول نظريات التاريخ الطبيعي بأكملها، والقول بأن آدم عليه السلام كان سليلا للقردة العليا، اصطفاه الله وذريته من جنس بدائي بائد، ليرتقوا إلى تلك المنزلة التي نراها الآن لبني آدم في الأرض"!!
فيا لله كيف اهتز اليقين في تلك النفوس المسكينة، في قضايا غيبية لا سبيل إلى الوقوف على خبرها وحقيقة ما جرى فيها – أصلا - إلا بنص من الرب جل وعلا، فراحوا يتأولون النصوص خرقا للإجماع وهدما لفهم الأمة عبر قرونها المتطاولة لما بين يديها من نصوص الوحي، وراحوا يتلاعبون بها تلاعب النصارى وغيرهم من أهل التحريف والتبديل، وكأنما وضعهم هذا "الدراوين" في مأزق وضيق عليهم الخناق وأحرجهم، فلم يجدوا إلى خروج من سبيل إلا بالرضوخ له ولمن صار يدين بدينه الجديد ممن أحكموا سيطرتهم على دوائر البحث الأكاديمي في أوروبا وغيرها، يقولون كما قالت قريش للذي بعثه الله فيهم بالحق، "نعبد إلهك يوما وتعبد آلهتنا يوما"!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجهل إخواننا أن تلك الطائفة المهزومة من النصارى قد أصبح المثقفون في أوروبا يسمونهم بالخلقيين creationists وكأنما صار الخلق – بسبب طريقة هؤلاء المساكين المفتونين في المنافحة عن معنى الخلق - لا يزيد على كونه "نظرية" قابلة للأخذ والرد، يُطلب التدليل عليها كما يطلب على غيرها من فرضيات العلم الطبيعي أو الفلسفي!!! ووالله الذي لا إله إلا هو، ما رأت البشرية انحطاطا للعقل كما رأت على أيدي هاتين الطائفتين جميعا، المتنازعتين على وجود الرب جل وعلا، يقولون "لأهل الدين (نظرية) في نشأة الكائنات على الأرض (ألا وهي الخلق)، ولأهل العلم نظرية أخرى، ولكل من الفريقين أدلته"!!!
ولست في هذا المقال بالذي يروم هدم جهود إخوانه ممن انفردوا على ساحة الدعوة إلى الله تعالى في الغرب وفي بلادنا بالتصدي للملاحدة وأضرابهم، ولكنه نداء توجيه وتحذير، أوجهه إلى كافة المشتغلين بالرد على الملاحدة والمتكلمين في تأصيل موقف المسلم من قصة الخلق وتاريخ الكائنات على سطح هذه الأرض ومن نظرية داروين وما جاء به من البضاعة = أن اتقوا الله والزموا سبيل المؤمنين من قبلكم في هذا كما في غيره، ثم تعلموا – رعاكم الله - تلك النظرية الفاسدة على حقيقتها وافقههوا حق الفقه، فإن فعلتم فسيظهر لكم من قبل ما كان خافيا عليكم، وسيظهر لكم بطلان ووهاء كثير مما أعجبكم من طرائق للنصارى الغربيين في الرد على هؤلاء الدراونة! وسيتبين لكم أنه ليس بعد الهدى إلا الضلال، وأنه ليس بين الحق والباطل إلا باطل مخلوط بحق مدخول!
فاعلموا حفظكم الله وسددكم أن نظرية داروين في أصل الأنواع إنما تقوم – في أصلها الفلسفي – على مطلب إيجاد آلية عشوائية – أي لا تحتاج إلى قوة خارجية لتوجيهها وحكمها وضبطها – لنشوء تلك الكائنات على سطح الأرض، بدءا من أصل الخلية الواحدة!
(ولك أيها العاقل الكريم أن تتأمل في وصفي الآنف للآلية بأنها عشوائية، وجعل العشواء آلية، وتنعم النظر في هذا الوصف: ففيه أصل الفساد في نظرية داروين لو تأملته!)
فما كان إلا أن وضع داروين تلك الآلية فيما يسمى بالانتخاب الطبيعي Natural Selection بالإضافة إلى ما يسمى بالطفرة العشوائية Random Mutation . ولهذا لم يسم داروين كتابه الأول (أصل الكائنات بالارتقاء) وإنما (أصل الكائنات بالانتخاب الطبيعي)! وهذه الآلية هي إضافته التي حولت تلك النظرية من مجرد فكرة فلسفية قديمة إلى نظرية في علم الأحياء على نحو ما نرى .. فما حقيقة الانتخاب الطبيعي هذا وكيف تعمل تلك (الآلية)؟
تقوم فكرة الانتخاب الطبيعي ببساطة على افتراض أن التكيف مع الطبيعة شرط كان الأصل في سائر ما جاء إلى الأرض من كائنات هو العجز عن القيام به والتخلف عنه (على اعتبار أن تلك الكائنات ليست بمخلوقة ولا جاءت إلى الوجود بفعل فاعل مريد ذي قدرة وإرادة)، فكان مصيرها جميعا الهلاك والانقراض إلا ما كان منها سعيد الحظ بظهور جين جديد في خلاياه (بالطفرة العشوائية ونحوها) أفضي إلى ظهور عضو جديد أو وظيفة جديدة أو نظام بيولوجي جديد في ذلك النوع بعينه، أعانه على التكيف مع الطبيعة (كالمفتاح مع القفل على حد تشبيه دوكينز)، فلم يهلك ذلك الكائن، واستمر نوعه وبقي، وبهذا تكون الطبيعة قد "انتخبته" دون غيره من الكائنات ليبقى في الأرض، ولتنزل منه سلالة من كائنات أخرى، يهلك ما يهلك منها حتى تأتي الطفرة العشوائية السعيدة ليبقى منها ما يبقى، فكلها جاءت إلى الأرض بأمثال تلك الطفرات العشوائية التي وصلت بنا في النهاية – وبعد بلايين السنين – إلى هذا الحال الذي نراه على سطح الأرض!
هذه أيها الموحدون الكرام، وباختصار شديد، حقيقة ما يسمى بنظرية داروين في أصل الأنواع. يؤمن هؤلاء السفهاء بأن الحياة يمكن أن تنشأ على هذا النحو البديع الذي لا تكاد تدرك عظمته عقولنا، من خلال تراكم طويل لخطوات من الإضافات العشوائية الكثيرة التي لم تلتزم نسقا معينا ولا طريقا مخصوصا، حتى وصلت في النهاية إلى هذا الحال المحكم تام الإحكام الذي نراه الآن من حولنا في كل مكان! فأين عقولهم هؤلاء إذ يصفون العشواء التي لا حاكم لها، بأنها آلية محكومة تنضبط بقوانين الطبيعة عبر بلايين السنين، وكيف يغفلون عن ذاك التناقض العجيب؟؟ وأين عقولهم إذ يصفون الكائنات بالنشأة العشوائية، ويغفلون عن ضرورة
(يُتْبَعُ)
(/)
الإرادة والتقدير في صياغة تلك العلاقة البديعة – من الأصل – بين الطبيعة والمخلوقات، وبين المخلوقات وبعضها البعض، التي هي شرط لبقاء الكائن و"انتخابه" بالأساس، كتلك العلاقة بين المفتاح والقفل التي ضربوا بها المثل؟؟
هؤلاء أسفه أهل الأرض عقولا، ولا عجب في هذا! ولكن العجب كل العجب، والمصيبة كل المصيبة، فيمن افتتن بهم من عقلاء المسلمين وراح يقول إن الإسلام ليس فيه ما يمنع من قبول نظرية داروين بعمومها فيما عدا ما يتعلق بخلق آدم عليه السلام!! شيء مخجل والله، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
بأي عقل ودين يقبل المسلم الموحد التسليم بصحة هذه "الآلية" العشوائية العمياء، يدعي أن الله قد أجراها بإرادته وعلمه وتقديره؟؟ أي تقدير هذا وأي إرادة بقيت إذن يا أيها العاقل الفطن؟؟
إن كانت تلك الطفرات الجينية في زعمك يا مسكين ليست عشوائية وإنما قدرها الله تقديرا، كل منها في وقتها وحينها، فقد أبطلت معنى الانتخاب الطبيعي رأسا، وجئت بما يناقض (آلية) داروين التي ما فرح بها الملاحدة إلا لأنهم عدوها أول بديل مقبول لمعنى الخلق، يغني عن وجود الخالق!! فإن كان الله تعالى قد قدر تلك الطفرات التي يسميها الداروينيون بالعشوائية، فهو كذلك – ولابد – قد قدر أي الأنواع يبقى وأيها ينقرض، وهذا يهدم معنى الانتخاب الطبيعي رأسا ولا شك! ومع أننا لم نر مثل هذه الطفرة قط في تاريخ وجودنا على هذه الأرض (رأينا تكيفا للكائنات وتحورا لها جينيا، نعم، ولكن لم نر نشأة عضو جديد لوظيفة جديدة في كائن حي أبدا!!!) إلا أن من إخواننا من لا يرى مانعا من قبولها كطريقة يخلق الله بها الأنواع الجديدة على الأرض، من أنواع أخرى مشابهة!!
وأنا لا أقول إنه يمتنع عقلا أن يخلق الله بعض الكائنات الجديدة والأنواع الجديدة من خلال التغيير الجيني (وهذا نراه واقعا بالفعل)، بل ولا يمتنع عقلا ولا شرعا أن ينشئ الله جينات جديدة في نوع ما فتصير نوعا آخر (وإن كنا لم نر هذا من قبلأ)! لا يزال الله قادرا على ما يشاء، فعالا لما يريد وقتما يريد .. ولكن القصد أن الإخوة يتكلمون بمثل هذه الممكنات من منطلق (وما المانع؟)، في مقام النظر فيما جاء به داروين وتقرير ما جرت عليه قصة الخلق على الأرض! فلو أنهم قرأوا وفهموا أصول تلك النظرية حق الفهم لعرفوا ما المانع! ولو أنهم قرأوا قصة الخلق فيما جاء في كتاب الله تعالى وما صح في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاكتفوا بها، ولما أشغلوا بالهم بتلك المحاولات المتهافتة المخزية للجمع بين الحق والباطل، وتصور قصة الخلق من منظور (ارتقائي) أو (دارويني)! بل لفهموا وأدركوا ما في وصف الكائنات بأنها (ترتقي) من تنقص واضح وحط من قدرة الخالق جل وعلا، إذ خلق في الابتداء أنواعا لا ترقى ولا تصلح، ثم أصلح خلقه ذاك "بالترقية"، سبحانه وتعالى عما يصفون!!
فإن قالوا إننا نرى بجلاء ظاهرة التكيف في الكائنات، والتغير الجيني الذي يفضي إلى ذلك التكيف، فهذه حقيقة "الارتقاء"، قلنا لهم ليس التكيف ارتقاءً! وإن كان التكيف حقيقة نراها فليس الارتقاء بحقيقة!! التكيف Adaptation إنما هو انتقال من حالة سابقة لمخلوق بديع الصنع تام الإحكام والتقدير في بيئته التي كان يعيش فيها، إلى حالة جديدة يكون بها تام التوافق مع بيئة أخرى جديدة صار الآن يعيش فيها، كيفا بعد كيف، وتوافقا بعد توافق، واتزانا محكما من بعد اتزان! أما الارتقاء evolution فانتقال عشوائي من وضع منحط ناقص، إلى وضع تصادف أن صار يرقى للبقاء والتوافق مع البيئة، فكان الانتخاب والبقاء لما هكذا صفته!
وفي الحقيقة فإن خير ما يوصف به دعاة الداروينية أنهم يؤمنون بذلك الخالق الذي سماه إمامهم في العصر الحديث ريتشارد دوكينز "بصانع الساعات الأعمى" The Blind Watchmaker معارضة لمثال ويليام بالي الذي ضربه لدقة الخلق بعمل صانع الساعات. ذلك بأنهم في الحقيقة لم يبطلوا وجود الخالق جل وعلا ولا يستطيعون، وإنما غاية ما فعلوا أن جعلوه خالقا أعمى ناقص العلم مسلوب الإرادة، وضع نظاما للحياة من طبيعة وكائنات تعيش فيها، وضبط متغيرات الكون كلها بما يناسب الحياة على الأرض، ثم راح يتخبط خبط عشواء في إنشاء تلك الكائنات، لا يدري أيها سيبقى وأيها سيفنى ومتى ولماذا!! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فهذه حقيقة ملة
(يُتْبَعُ)
(/)
الداروينيين: صانع الساعات الأعمى!
وهم ينافحون بشدة ضد من يقول إن نظريتهم مفادها أن الحياة نشأت نشأة عشوائية، يقولون الانتخاب الطبيعي ليس عشوائيا، ومن قال بهذا القول فلم يفهم الانتخاب الطبيعي! إنما هو آلية ونظام مستمر، متقيد بقيود قوانين الطبيعة! فإن جئت تلزمهم باللازم الواضح لهذا التقرير منهم، وهو الضرورة العقلية لوجود قائم على ذلك النظام يضبطه ويقيده بذلك القيد من أوله إلى آخره، حتى وإن كان خالقا يعبث بالطبيعة ويضرب ضرب العشواء فيها على حقيقة اعتقادهم (تعالى الله عن ذلك كله علوا كبيرا)، قالوا كلا إنما هي صدفة بعد صدفة، وحدث عشوائي بعد حدث عشوائي، ومثل هذا لا يوصف بأن له منظما أو ضابطا يضبطه من الخارج!! فلا سبيل لمجادلة من يضاد عقله الذي في نفسه على هذا النحو، ويقلب ثوابت المنطق واللغة رأسا على عقب، يروم الاستدلال لإثبات المعاني الواضحة التي لا يماري فيها العقلاء، تلك المعاني التي لو اختلف في مثلها اثنان لم يبق لأداة العقل عند أي منهما كبير فائدة!
وأكرر، لا عجب من هؤلاء، فالسفاهة من أهل السفاهة لا تُستغرب! ولكن العجب العجاب ممن جاءنا من المسلمين يقول إنه لا يبعد أن يكون الله تعالى قد أنشأ الكائنات على الأرض على نحو ما تقول نظرية داروين!
ولعل قائلا منهم يقول: ما المانع من أن نقول كما قالت بعض النصارى موافقة لما عند علماء الأحياء (يعني الملاحدة) من نظريات، إن الله بدأ الخلق في بحيرة دافئة كانت فيها تلك الأحماض الأمينية والبروتينات التي تتكون منها الخلية، فضربها الله ببرق أو نحو ذلك فنشأت الخلية الأولى، ثم تركها بعد ذلك لترقى وتتعقد ببطء شديد، طفرة بعد طفرة على نحو ما قال الداروينيون، بلا "تدخل" منه في سيرها، حتى جاء وقت مجيء آدم، بعدما استوت الكائنات واستعدت لاستقباله، فخلقه في الجنة كما أخبرنا ثم أهبطه إلى الأرض ليجدها كما وجدها؟؟ هذا لا يتعارض مع قوله تعالى إنه خلق كل شيء وقدره تقديرا!
وأقول لهؤلاء: إن مثل هذا التصور باطل بطلانا لا أكاد أحصي أدلته من العقل والنقل، ولا أدري – والله – من أين أبدأ لبيان ذلك!! هذا كلام من لم يقرأ كتاب الله يوما قط! أي شيء يحملنا على قبول هذه الخرافة أصلا وبأي بينة؟؟ وهل وضعها واضعها إلا سعيا لتصور نشأة عشوائية للحياة دون خالق أصلا؟؟ وهل وقف هؤلاء المنهزمون الجهلاء يوما على آيات امتنان الرب جل وعلا على الناس بخلق الدواب والأنعام باختلاف ألوانها وأشكالها وما جعل الله في كل منها من نفع سخره لبني آدم تسخيرا؟ إن شطرا كبيرا من كتاب الله في هذا المعنى، فهل قرأه هؤلاء يوما ما؟ فمن أين له هذا المسكين القول بأن الله بدأ خلق الدواب من خلية واحدة في بحيرة؟ أأشهدهم الله حدث الخلق الأول وأوقفه عليه، أم يقولون على الله ما لا يعلمون؟؟ ستكتب شهادتهم ويسألون!
لا شيء عند المشتغلين بما يسمى بعلم أصل الحياة Abiogenesis ( وهو أيضا من شعب العلوم القائمة قياما تاما على نظرية داروين) يرقى لأن يسمى دليلا أصلا، وما هم إلا قوم سفهاء يرومون محاكاة حدث النشأة الأولى هذا في المعمل (يتوهمون لسفاهتهم أنهم لو وفقوا في هذا فسيكون ذلك دليلا – وتأمل - على أن الحياة نشأت في بحيرة بلا خالق وبلا أي قوة خارجية تضبط وتجهز لذلك الحدث الفريد مثل تجهيزهم لتلك التجربة في المعمل!!
فإن زعم أصحاب تلك التجارب أن الحياة نشأت على هذا النحو فهم ملاحدة على أي حال لا عقل لهم ولا يهتدون! أما هذا الموحد الذي يقول على الله بغير علم، يرجم بالغيب رجما، يقول أنشأ الله الدواب على الأرض بطريقة كذا وكذا كما قال داروين وغيره، يوافق ما زعمه هؤلاء السفهاء، فهذا حقه أن يعزر وينكل به تنكيلا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي أن يكون واضحا لدى المسلمين جميعا أن هذا الحدث الفريد، حدث الخلق الأول، لا يمكن – عقلا – أن يستدل على شيء من أحداثه بالنظر فيما نراه الآن من حولنا في السماء والأرض! إذ هذه الأحداث التي نراها في الكون إنما بدأت بعد الحدث الأول الذي خلقت به ولابد! وكذلك الدواب، ما نراه اليوم من أحداث تجري بين أنواعها، لا دخل له بما جرى في حدث خلقها الأول، ولا يستدل بهذا على ذاك! فمن القضايا الفلسفية التي يأخذها الدراونة مأخذ المسلمات، وكأنها غير قابلة للنقاش = قضية الاستمرارية الكونية Uniformitarianism وهي الآن معدودة من أركان علم الجيولوجيا التي لا خلاف في صحتها. وفي الحقيقة فإن علماء الجيولوجيا لو لم يفترضوا استمرارية العمليات والأحداث التي تجري الآن على الأرض كما هي في الماضي فإنهم لن يمكنهم الخروج بشيء ذي بال فيما يتعلق بتاريخ للأرض وطبقاتها الظاهرة! ونحن لا نمانع من قبول ذلك الاقتراض فيما لا يظهر لنا – بالدليل الحسي أو العقلي أو النقلي – ما يمنعه .. فنقول مثلا: بما أن الطبقة الفلانية على سطح الأرض تتكون اليوم حيث تتكون بمعدل كذا، فإن هذا يعني أن الطبقة المشابهة التي سماكتها كذا التي نجدها في موضع كذا، يكون عمرها – بالقياس – كذا وكذا .. هذا المنطق في القياس مقبول بالجملة لا نرفضه، وهو يفضي إلى استنتاج ظني بشأن تاريخ تلك الطبقة .. ولكن إن جاءنا دليل آخر أقوى من هذا، يفيد بأن هذه الطبقة كانت أقصر عمرا مما دل عليه ذلك القياس، قدمنا الدليل الأقوى، وخرقنا مبدأ الاستمرارية هذا ولم يلزمنا إطراده! فإن القائلين به – وهو محل إجماع عندهم – لا يمنعون من ظهور ما يخرقه في تاريخ الأرض من كوارث أو نحوها ..
فالآن عندما يأتينا قوم يريدون تطبيق هذا المبدأ نفسه على أصل خلق الأرض نفسها، يقولون إن استقراء ما يجري على طبقات الأرض من تغير وتحول تدريجي، يمكن أن يفيدنا بمعرفة عمرها الافتراضي وتاريخ نشأتها الأولى، فهل هذا الاستدلال نقبله منهم؟ لا نقبله! لماذا؟ لأن نشأة الأرض الأولى لم تكن حدثا متوسطا بين حدثين مماثلين في تاريخ الأرض، فيمكننا تحديده باستخدام تلك الطريقة الإطرادية في قياس ترتيب الأحداث في تاريخها قياسا على ما نراه الآن من ذلك، وإنما هو الحدث الأول الذي به خلقت الأرض نفسها بما فيها، يوم بسطها الله ودحاها وجعلها على نحو ما نرى! فمن الطبقات القديمة التي يرجع بها الجيولوجيون تاريخيا إلى بلايين السنين إعمالا لقاعدتهم هذه، ما لا يبعد أن يكون قد خلقه الله على هذا النحو يوم خلق الأرض وبسطها، في حدث واحد لا بالتراكم عبر بلايين السنين! فنحن لا ندري ولا يمكننا أن ندري كيف خلق الله الأرض في ذلك الحدث الأول، ولا يمكننا – بضرورة العقل – أن ندخله في تلك السلسلة القياسية الاستمرارية! وكذلك حدث الطوفان، طوفان نوح عليه السلام، هذا حدث لا شك أنه قلب الأرض رأسا على عقب في تاريخها الجيولوجي، فمجرد افتراض أنه لم يتغير شيء في سير النظام الكوني بعد حدث كهذا عما كان قبله = افتراض لا يقبله المسلمون! وهنا قضية فلسفية وأصولية دقيقة شديدة الأهمية، أرجو أن ينتبه إليها إخواننا من المشتغلين بفلسفة العلوم وبعلم الجيولوجيا .. لا سيما وقد رأينا منهم من يتحمس أشد الحماسة لنظرية الانفجار الكبير هذه يعدها مما يدلل على صحة الوحي!!
الفرق الجوهري بيننا وبين الملاحدة، أن الملاحدة لا يملكون إلا ما يرون الآن من القرائن من حولهم، أما نحن فلدينا من نصوص الوحي المعصوم الثابتة عندنا ما يفيدنا بما يجهل هؤلاء من خبر الماضي البعيد، ذلك الماضي الذي يحلمون بمعرفة أسراره وقد رموا خبر السماء فيه وراء ظهورهم، فصاروا لا يملكون إلا افتراض استمرارية ما يرونه الآن من أحداث في الكون وصولا إلى غور الماضي السحيق كطريق لمعرفة ما جرى فيه! فإن قالوا لنا إن نظرية الانفجار الكبير تقول إن الكون بدأ بانفجار، وقد دلنا على ذلك ما نراه من انتشار للسحب الكونية وما نراه الآن من توسع مطرد للكون وأجرامه ونحو ذلك، قلنا لهم لا يلزم – عقلا – أن يكون ذلك التوسع مستمرا من الماضي السحيق كما هو بداية من نقطة واحدة أو جرم واحد!! فإنه لا يبعد – عقلا – أن يكون الكون قد بدأ من جرمين كبيرين، انفجر أحدهما وبقي الآخر حيث لا نراه – مثلا! أو أن يكون قد
(يُتْبَعُ)
(/)
بدأ على نحو انكماشي انقباضي، ثم راح يتوسع إلى حد معين ثم رجع للانكماش وهكذا ونحن الآن في مرحلة من مراحل التوسع (وهذه نظرية يقول بها بعض الفلكيين الآن بالمناسبة!)! ولا يمتنع – وبنفس النسق العقلي – أن يكون الكون قد خلقه الله على نحو ما وصف لنا في القرءان والسنة، ثم حرك أجرامه في أفلاكها حتى جئنا نحن اليوم لنراه يتحرك ويتوسع على نحو ما نراه!! ولا يلزم أن يكون حدث الخلق الأول للكون انفجارا أصلا كما يدعون! وإنما هو كما وصفه الله، ووصفه رسوله، نقف عليه بلا زيادة ولا نقصان .. ولو كان ينفعنا العلم بالمزيد من خبر ذلك الغيب البعيد لأخبرنا به الملك الشهيد! الانفجار حدث تتناثر فيه الأجزاء المتفجرة بصورة لا يمكننا التنبؤ بها random، كما لا يخفى من مجرد معناه!! فكيف ينسب هذا المعنى إلى الخالق جل وعلا في بنائه الأرض والسماء وإنشائه إياهما إنشاءً؟؟ فإن قالوا نحن لا نقول إنه انفجار "عشوائي" كما يدعون وإنما نقول إن الله أحدثه وأجراه على نحو ما أراد، فلماذا يتمسكون بمعنى الانفجار Bang إذن ويحتجون على صحة القرءان به، مع أنه لم يقل بمثل هذا المعنى أحد ممن فسروا آيات الخلق في قرون أمتنا قط؟؟ الله وصف في القرءان تفجيره للماء من العيون، فلماذا لم يصف خلق الأرض والسماء "بالتفجير" كذلك؟؟؟ وهل فتق الرتق في اللغة تفجير؟؟؟ لماذا نعتصر أعناق كلام المفسرين لنخرج بما يوافق نظريات الملاحدة؟! ولماذا تقبلون معاشر المسلمين من هؤلاء سعيهم للتنظير والافتراض في كيفية نشأة السماوات والأرض أصلا؟؟ ألا يكفيكم ما جاءكم من خبر الخلق في النص؟؟
نحن المسلمون نرفع أخبار الخلق عندنا فوق ما يتبعون من الظنون، ولا يعنينا اتفقاهم على خلاف ما عندنا إن اتفقوا، ولا يرهبنا ذلك ولا نتهيبه! وكذا لا يحملنا ما قد يظهر في بعض نصوصنا من موافقة لشيء مما افترضوه في نظرياتهم على الاندفاع إلى قبوله منهم وجعله آية من آيات صدق النبوة دونما تمحيص وتحقيق لمراتب الاستدلال العلمي المتبع في القول بتلك النظريات! وأصلنا الأصيل وركننا الركين أنهم مهما قالوا ومهما استدلوا، فلا شيء من استدلالاتهم يمكن – عقلا – أن يرقى لرد أو إبطال ما لدينا، بالنظر إلى قوة أدلتنا في الدلالة على ما عندنا في مقابل أدلتهم .. ولا يحملنا – وهو المعنى المهم في هذا المقام – على مثل ما حمل عليه النصارى من تحريف لمعاني النصوص في الكتاب كما صنعوا بسفر التكوين إذ قلبوه بأكمله إلى ضرب من المجاز حتى لا يقال إنهم ردوا ما جاء به العلم الحديث وتمسكوا "بأساطير الأولين"!!!
ما أخبرنا الله به في نصوصنا هو الحق كما أخبر، ولا يملك أحد من الخلق من الدلائل ما يمَكِّنه من معارضة تلك الأخبار أو إبطالها بحال من الأحوال! ونحن نتحدى أعلم فلاسفة الأرض جميعا أن يأتينا بدليل واحد يرقى – عقلا – لمخالفة ما صح به النص عندنا من أخبار الخلق الأول، سواء خلق السماوات والأرض أو خلق الدواب والحياة على الأرض!!
فإن علمنا هذا وفرغنا منه، وقررنا أنه لا معارضة لما جاءنا به النص من معاني الخلق، بقي أن نسأل إخواننا: لماذا – إذن – تنهزم أنفسكم وتضعف بإزاء تلك النظريات وكأنها وحي منزل، ونراكم ترومون لي أعناق نصوصنا حتى توافقها، بل تستنطقونها بتلك النظريات أحيانا؟؟ وكيف يصل بكم ذلك النزع الذميم إلى حد قبول نظرية تقوم قياما تاما على نفي القدرة الخالقة والإرادة الخارجية عن سير الحياة على الأرض وعن نشأتها، لمجرد أن صارت من مسلمات بعض العلوم في زماننا؟؟ وإن قلنا باستمرارية ما يجري من تغير في الكائنات إلى عمق التاريخ على الأرض، فأين ما عليه قلتم بالقياس إن الكائنات الحية نشأت كلها – من حيتان وطيور ودواب وحشرات – من أصل واحد؟؟؟ أرأيتم ولو لمرة واحدة طائرا ينشأ بالتطور من زاحف (مثلا)؟؟ ليس يوجد أصلا فيما نرى الآن من أحداث بين الكائنات الحية ما يمكن أن نطرده استمرارا بإعمال هذه القاعدة القياسية، لنصل في النهاية إلى القول بقبول شجرة الارتقاء التي تبدأ عند الكائن أحادي الخلية!!! ولا يفيدهم التقارب بين صور الكائنات، ولا يخدمهم ترتيب الطبقات الجيولوجية التي وجدوا فيها ما وجدوا من الحفريات، لأن تلك القرائن الظنية – مهما كثرت وتراكمت – لا ترقى لمعارضة العقل الصريح الدال على ضرورة الخلق المحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
المتقن – لا هذا الارتقاء العشوائي المخزي الذي لا يحكمه حاكم – ولا لتكذيب ما جاء به النص عندنا من خبر الخلق!
فأكرر إن الأمر الذي ينبغي أن يفهمه عقلاء المسلمين أن تلك النظرية ما وضعت إلا لجعل العشواء (على سلسلة متتابعة عبر بلايين السنين) بديلا للخلق المحكم والتقدير المتين! فلو قلتم لهم الله هو الذي فعل هذا كله عبر تلك البلايين من السنين لأجابوكم – كما قال بعضهم تصريحا – بأن هذا من العبث لأن نظريتنا تقوم على الزعم بأنه لا يلزم أن يكون هناك خالق أصلا ليقوم على تلك العملية كما نصفها!! فإن لم ينتبه الموحدون إلى هذا المعنى، ولم يجعلوا ديدنهم إبطال تلك العملية أو الآلية من أصلها وإرجاع الأمر إلى نصوص الوحي في هذا وحدها دون غيرها، فقد قالوا على الله بغير علم، مقالة شديدة المذمة – والتناقض في ذات الوقت - كالتي قالها النصارى، حاصلها أن الله بدأ الحياة على الأرض ثم تركها وأخذ يشاهدها من الخارج لتجري بلا توجيه ولا إرادة حتى تصل إلى الحالة التي كان يريدها من قبل حتى يخلق فيها الإنسان ويجعلها كما نراها الآن!! فإن كان من شيء فإن هذا لازمه نفي العلم عن الله ونفي إرادة خلق آدم وابتلائه في الأرض، ونفي القضاء والقدر والحكم الرباني على سائر ما يجري على الأرض من أحداث، ونفي القيومية والكفر بأكثر صفات رب العزة جل وعلا التي ما استساغ النصارى مثل هذا القول الساقط إلا لجهلهم بها وتضييعهم لها في كتابهم!!
فكيف يغفل هذا المسكين عن لازم قوله إن الله بدأ الخلق الأول ثم "تركه" و"لم يتدخل فيه"؟؟ أهو وصف لله بالغفلة أم بالغياب أم بالانشغال عن الخلق وإهماله أم ماذا؟؟؟ ألا يعي من يقبل من الدارويينيين قصتهم هذه ما يلزمه من هذا القبول؟؟
إنه والله قول أشد ذما لله من قول أهل الكتاب إنه سبحانه "استراح" في اليوم السابع، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا!!
((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ)) [الحج: 65]
((إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)) [فاطر: 41]
((أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) [النحل: 79]
((وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ)) [الأنبياء: 16]
النصارى لغرقهم في الجهل والضلالة لم يجدوا مانعا من قلب نصوص كتابهم (كتاب الخلق) كلها إلى المجاز حتى لا يظهروا بمظهر مروجي الأساطير القديمة الذين لا يزالون – في القرن الواحد والعشرين! – يقولون بحرفية هذه الروايات، يعارضون بها ما جاء به "العلم الحديث"!!! وهذا الضرب من ضروب التحريف نعرفه، وقد عرفته سائر ملل الأرض من قبل، وما ضلت أغلب طوائف المبتدعة من أهل القبلة إلا بالوقوع في مثله: الانصراف إلى خلاف المعنى الظاهر من النص الذي كان عليه الأولون، وصولا إلى حد التأويل الباطني، بلا قرينة ولا بينة إلا الشبهة العقلية الواهية واتباع الهوى! يقولون لو حملنا هذا النص على ظاهره لعارضنا الدليل العقلي (وليس إلا معنى فاسدا جاءت به عقولهم بلا سلف ولا إمام) أو لعارضنا النظرية الفلانية التي أجمع عليها أهل الأحياء – بدعواهم – أو لوقعنا في التشبيه والتجسيم ... إلى آخر ما في تلك القلوب المتشابهة، والله المستعان!
فهل أنتم ذاهبون إلى أمثال تلك التحريفات والتبديلات؟؟
وأنا أعجب والله كيف يقبل المسلم الموحد من هؤلاء قصة مخزية سفيهة كقصة ارتقاء العين ونحوها (مثلا)، يقول إن الله أجرى هذا الارتقاء بعلمه وحكمته وتقديره؟؟ أما تستحون يا هؤلاء؟؟ ألا تتقون الله؟؟ أم تراكم لا تفهمون ما جاء به داروين؟؟ إن كنتم تجهلون فتلك مصيبة، وإن كنتم تعلمون فالمصيبة أعظم!!
فالحاصل يا عباد الله أنه لا يمكن للمسلم الموحد أن يقبل ببعض نظرية داروين دون بعضها، لأنها إنما تقوم قياما كاملا – في أصل آليتها التي جاء بها داروين - على تنحية العقل والإرادة والتدبير الخارجي (وما يلزم من معاني الخلق الواضحة الجلية شديدة الجلاء لسائر العقلاء) عن قصة نشأة الكائنات على سطح الأرض! فأي جزء منها هذا الذي يمكن للمسلم قبوله، وبأي برهان؟؟
ولماذا يا عباد الله يا عقلاء؟؟
أهو الضعف والوهن؟
أهو الجهل بحقيقة نظرية داروين وأصولها الفلسفية؟
أهو الجهل بما جاء في قصة الخلق من نصوص في دينكم؟
أهو الخوف من اتهامهم إياكم بمثل ما اتهم به السفهاءُ أتباعَ الأنبياء في كل زمان؟؟
أي شيء هذا إذن وكيف تفسرونه؟؟؟
أسأل الله العلي العظيم أن يلهم هؤلاء رشدهم وأن يفقههم في دينهم ثم في دين هؤلاء الذين افتتنوا بهم، وأن يعجل برجوع الإسلام عزيزا في صدور أتباعه كما كان في زمان العزة والتمكين، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 04:16]ـ
وفقك الله ونفع بك
لم أقرأ الموضوع سوى مطلعه حتى الآن
ولكن استوقفني أن تعمم فتجعل جميع من قال ذلك إنما أتي من قبل الوهن .. إلخ
وفي هذا جناية غير محمودة وأخشى أن يلقي الشيطان في أمنيتك بإيحاء خفي أنك حين ترد عليهم
فلأجل أنك أغير منهم جميعا على دين الله
وأعرف من اعيان النبلاء من قال بذلك غير واحد عبر إعمال نظره لا بما أصابه من وهن أو تأثر بالغرب
بل منهم من إذا شملته بحكمك فهو كرمي عنترة بالجبن او حاتم بالشح
والله الموفق للسداد
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 04:28]ـ
جزاك الله خيرا، لعل السبب في صياغة المقال بهذا الأسلوب، أنني كتبته بالأصل لأنشره في منتدى التوحيد، ثم رأيت أن أضعه ههنا للفائدة، وهو منتدى متخصص في الرد على الانحرافات الفكرية، وفيه ما فيه من صور المسخ العقلي والعلمي التي ينسبها بعض الأعضاء إلى الإسلام، كالقول بما جاء به صاحب كتاب (أبي آدم) هداه الله ..
وأنت تدري أن ذم القول ونسبته إلى الضلال والانحراف، لا يلزم منه رمي كل من وقع فيه بهذا الحكم تعيينا ..
وفي الأخير، أرجو منك أن تصبر على قرءاة المقال قبل الحكم عليه، حتى يظهر لك ما هي تلك الأفكار التي أصفها بهذا الوصف بالأساس ..
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 04:32]ـ
أبشر أخي الحبيب
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 06:27]ـ
الشيخ الكريم / أجدت وأفدت وأحسنت وأبرأت ..
بارك الله تعالى فيك وفي علمك.
كلمة: " نظرية " هو لم يشاهد شىء حتى يتفلسف ويكفر برب العالمين.
رب العالمين ما أشهدهم خلق السموت والأرض ولا خلق أنفسهم.
فمن هذا الذي يفتري على رب العالمين؟!
نسال الله العظيم ان يهدي كل كافر بالله العظيم يؤمن بهذه النظرية.
ويهدي كل ضال يؤمن ببعض ما جاء فيها.
فما هي إلا الكفر الصراح برب العالمين.
والعجيب أن الكافر الملحد دارون بعد أن أخزاه الشيطان وألقى في قلبه الكفر والإلحاد
قال كلمته المشهورة: الآن علمت أن ليس للكون إله ..
أنت لم تعلم شىء!! وأنت اجهل خلق الله.
كل ما في الأمر أن الله عز وجل طمس على قلبك وبصيرتك ومن أيدك في ذلك.
وكل دواب الأرض تنفر منك وممن أيدك في ذلك.
بل الكون كله يبغضك ولو نطق الكون من أوله لأخره لقال أنك أجهل خلق الله ولا تعلم شىء.
ثم يأتي من يترك كلام رب العالمين،، ويأخذ كلام الملحدين الكافرين!! ويزعم أنه من المتأولين.
ولا يوجد تأويل، فنصوص القرآن تبطل هذه النظرية.
سبحان الله وتبارك الله، وتعالى رب العالمين عما يقولون علوًا كبيرًا.
المصيبة أنهم لا يدرون أن لازم قولهم: أن آدم عليه السلام كان في الجنة وهو في صورة قرد!!
وأن رب العالمين كلف القرد والعياذ بالله عدم الأكل من الشجرة!!
تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا، وصلى اللهم وسلم على سيدنا آدم.
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 07:23]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل أبا الفداء
الفاضل أبا القاسم
وأعرف من اعيان النبلاء من قال بذلك غير واحد عبر إعمال نظره لا بما أصابه من وهن أو تأثر بالغرب
بل منهم من إذا شملته بحكمك فهو كرمي عنترة بالجبن او حاتم بالشح
أرجو أن تدلني على المصادر التي يفصل فيها هؤلاء النبلاء قولهم فنزلوا بناءً على النظر "موطنا وسطا بين تلك النظرية وما جاءنا من خبر الخلق في نصوصنا"، إذ إني مهتم بهذه المسألة، وإن ارتأيت المصلحة في إرسال هذه المصادر في رسالة خاصة فلا بأس.
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 12:32]ـ
خرافة نسبة نظرية التطور لأهل القبلة من قبل دارون! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=400617#post40 0617)(/)
كلمات فى أصول الاعتقاد
ـ[احمد الحارس]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 03:44]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا اشرف المرسلين وعلى اله واصحابه اجمعين.وبعد:
فهذه أحبتى فى الله كلمات يحتاج اليها كل مسلم يريد أن يتعلم عقيدته.
أولا: ما هو فضل دراسة العقيدة؟
الفضل الأول لدراسة العقيدةعقيدة أهل السنة والجماعة منهج السلف الصالح ان الذي يتعلم التوحيد والعقيدةيغفر له كل ذنوبه والدليل من القران قال الله عز وجل" إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَجَمِيعاً إلا أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ"
واسمع إلي الدليل من السنة ما رواه مسلم في صحيحه ان النبي صلي اللهعليه وسلم قال
" الإسلام يجُب ما قبله والهجرة تجُب ما قبلها ".
بل اسمع ما جاء في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت ان النبي صلي الله عليه وسلم
قال" مَنْ شَهِدَ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَ أَنَّ الْجَنَّةَحَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ من العْمَلُ "بل اسمع إلي هذا الحديث القدسي الذي يتكلم وينادي فيه الرب العلي علي عباده يقول:
" يا ابن ادم لو جئتني بقراب الأرض خطايا لا تشرك بي شيئا قابلتك بقرابها مغفرة ولاأبالي"الذي يصح توحيده وعقيدته له الأمن يعيش في أمان في الدنيا والآخرةمالدليل علي ذلك؟
الدليل علي ذلك اسمع إلي ربك وهويقول" الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُمبِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُالأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ " (82) سورة الأنعام.
قال العلماء " بظلم " فسرهاالنبي صلي الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود عند مسلم في صحيحه قال النبي صليالله عليه وسلم " بظلم " أي بشرك.
أي الذين امنوا ولم يلبسواإيمانهم بشرك لهم الأمن " الأمن " في ماذا؟ في الدنيا
من ماذا؟ من البلاءات لهم الأمن في الدنيا من الفتن لهم الأمن في الدنيا من البدع لهم الأمن في الدنيا من الضلال وفي الآخرة لهم الأمن من ماذا؟ لهم الأمن من هذا اليوم العصيب فالناس يوم القيامة سيكونون في رعب شديد في هذا اليوم العصيب هنا أناسا في أمان من هم؟ هم أهل التوحيد الصحيح والعقيدةالسليمة.
أيضا الذي يدرس التوحيد ويتعلم العقيدة الصحيحة: تقل الدنيا في عينه وتخرج الدنيا من قلبه إذا أردت ان تخرج الدنيا من قلبكفعليك بتعلم العقيدة الصحيحة لماذا؟
قال العلماء لان الذي يوحد الله توحيدا صحيحا سليما يعلم ان الله هو الرازق فلا ينشغل قلبه بالدنيا وتنخلع الدنيامن قلبه لان الله عز وجل هو الرزاق ذو القوة المتين.
رابعا: نحن ندرس العقيدة الصحيحة حتي تجتمع كلمة الأمةفكلمةالتوحيد قبل توحيد الكلمة كيف هذا أيها الأحباب الكرام سأضرب لكم مثال الاوس والخزرج كانت بينهم الحروب والمعارك جاء النبي صلي الله عليه وسلم إلي المدينةوبينهم الحروب والعدوات فما الذي جمع قلوبهم؟ الله
فإذا أردنا ان تتألف القلوب وتجتمع الكلمة كما اجتمعت كلمةالاوس والخزرج وتوحدت قلوبهم علينا بدراسة العقيدة الصحيحة.
خامسا: نحن ندرس العقيدةلنفوز بشفاعة النبي محمد صلي الله عليهوسلممالدليل علي ذلك؟ الدليل علي ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه انه" سال النبي صلي اللهعليه وسلم فقال يارسول الله من اسعد الناس بشفاعتك فيقول النبي صلي الله عليه وسلممن قال لا اله إلا الله خالصة من قلبه".
إذن هذه خمس نقاط في الإجابة علي سؤال لماذا ندرس العقيدة
ثانيا: كيف تصحح اعتقادك؟ تصحيح الاعتقاد تكون بأمرين هما:
1. تحقيق التوحيد
2. تخليص التوحيد.
وتحقيق التوحيد يكون بثلاثة أمور:
1. بالعلم.
2. والاعتقاد
3. والعمل.
ما معني العلم: العلم هو إدراك الشئ علي حقيقته التي هو عليها ادراكا جازما.
إذن الذي يدرك الأشياء علي غيرحقيقتها ليس عنده علم فالعلم هو إدراك الشئ علي حقيقته إدراكا صحيحا والاعتقادعرفناه والعمل هو عمل اللسان والقلب والجوارح.
هل يصح ان نقول تحقيق التوحيدبالعلم والعمل والاعتقاد لا يصح لان العلم أولا
(يُتْبَعُ)
(/)
انظروا إلي هذه الآية التي وضعهاالإمام البخاري في بداية كتابه باب العلم قبل القول والعمل قال الله عز وجل لنبيه:" فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْلِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ " محمد: 19
قال العلماء رحمهم الله ان الله عز وجل لم يقل قل لا اله إلا الله الآية فاعلم انه لا اله إلا الله ما قال له قل لا اله إلا الله قالالعلماء وفي هذا دليل علي ان العلم بالتوحيد مقدم علي كل شئ ثم قال له واستغفرلذنبك وللمؤمنين هذا هو العمل.
مثال: أين الله؟ في السماء." هذا علم " ثم الاعتقاد فأقول أنا اعتقد ان الله في السماء ما الدليل علي ذلك؟ الدليل علي ذلك ما رواه مسلم في صحيحه انالنبي صلي الله عليهوسلم قال سأل الجارية حديث معاوية بن الحكم السُلمي سأل الجارية فقال يا جارية أينالله قالت في السماء قال لها من أنا قالت أنت رسول الله قال اعتقها فإنها مؤمنة "
إذن نحن أخذنا من هذا الحديث " علم " بان الله في السماء ثم بعد ذلك اعتقد ان الله في السماء ثم بعد ذلك يأتي العمل.
القسم الثاني من تصحيح الاعتقاد تخليص التوحيد وتعني تنقية التوحيد منشوائب الشرك وتخليص التوحيد يكون بتخليصه من ثلاثة أشياء:
1. تخليص التوحيد من الشرك الأكبر والأصغر.
2. تخليص التوحيد من البدع.
3. تخليص التوحيد من الذنوب التي تقدح فيه.
إذن إذا أراد العبد ان يكون موحدا لله عز وجل فلابد ان يُخلص توحيده من الشرك وان يخلص توحيده من البدع وان يخلص توحيده من الذنوب.
هل الذنوب تقدح في التوحيد؟ نعم.
مالدليل علي ذلك؟ الدليل عليذلك ما ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم قال"لا يزني الزاني حينيزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن "
أي أن الزاني حين يزني يرتفع عنه الإيمان فيكون مؤمن ناقص الإيمان ناقص التوحيد بكلام النبي صلي الله عليه وسلم لان العبد حين يزني ويتجرا علي هذا الإثم الفظيع الشنيع يرتفع من قلبه الخوف من الله ومراقبة الله ينسي الله في هذا الوقت لأنه لو ذكر أن الله يراه مااقدم علي هذا الفعل " الزنا , السرقة " فكيف اسرق والله يراني كيف ازني والله يراني كيف اكذب والله يراني
فهو ينسي الله في هذا الوقت وهذايسميه العلماء نقصان الإيمان بل من أصول اعتقاد أهل السنةوالجماعة " أن الإيمان يزيد وينقص "يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فعندما تقيم الليل وتكثر من الذكر وتقرا القران وتصلي فهذه الطاعات تزيد من الإيمان ثم إذاوقع العبد في معصية نقص إيمانه.
هل معني ذلك أننا لا نُذنب لا ليس المقصود ذلك لأنك لن تستطيع أن تعصم نفسك ولكن معني ذلك أن العبد إذا وقع في معصية يسارع بالتوبة إليالله يسارع بالرجوع إلي الله عز وجل والإنابة إليه والتوبة.
ثالثا: ماذا تعرف عن هذه الكلمة (أهل السنة والجماعة)
أهل السنةوالجماعةكلمة تتكون من قسمين هما:
القسم الأول: أهل السنة:
قال العلماء رحمهم الله تطلق علي كل من اتبع سنة النبي صلي الله عليه وسلم وتمسك بها قولا وعملا واعتقادا وهم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ومن سارعلي نهجهم من التابعين ومن تبعهم بإحسان
القسم الثاني: الجماعة:
اختلف العلماء في تعريفها علي ثلاثة أقوال:
القول الأول: قالوا هم أتباع النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه.
القول الثاني: قالوا الجماعة هم السواد الأعظم من هذه الأمة.
القول الثالث: قالوا هم جماعة المسلمين في أي عصر كان.
والصحيح أن الجماعة هم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وكل من سار علي نهجهم وكل من اتبع طريقهم ممن جاء بعدهم إلي يوم القيامة وليس المقصود بالجماعة مااستحدث عندنا من هذه الجماعات وهذه الأسماء لأنه من العجيب الغريب أن بعض الجماعات وبعض الفرق يستدلون علي صحة تسميتهم جماعة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال الجماعةوأهل السنة اسمهم أهل السنة والجماعة ويقولون نحن جماعة نحن جماعة المسلمين وهذاباطل من كل وجه إنما كلمة جماعة المقصود منها أتباع النبي صلي الله عليه وسلم ومن سار علي نهجهم ممن جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم إلي قيام الساعة.
*شبهة والرد عليها:
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك شبهة كثير من الإخوة يسالون عنها وهي:أن بعض أهل البدع يقولون اسم " أهل السنة والجماعة "هذا اسم محدث فتقول له لماذا فيقول لك ما وردت حتي أن بعضهمقال في احد الكتب أن مصطلح أهل السنة والجماعة لم يكن إلا في القرن السابع الهجريوبعضهم يقول أهل السنة والجماعة المقصود بهم الاشاعرة والماتريدية انتبهوا لان بعضأهل البدع من الاشاعرة والماتريدية يطلقون علي أنفسهم مصطلح أهل السنة والجماعةلذلك نحن نقول أيها الأحباب الكرام أن مصطلح أهل السنة جاء في عصر الصحابة الكرامليس المقصود منه الاشاعرة وليس المقصود منه الماتريدية وإنما عُرف هذا المصطلح فيعصر الصحابة.
ما الدليل علي أن مصطلح أهل السنة والجماعة كان منذ عصر الصحابةوالتابعين؟
روي الإمام اللالكائي بسنده عن ابن عباس رضي اللهعنه وأرضاه في تفسير قوله تبارك وتعالي {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌوَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} ال عمران 106 "قال ابن عباس تبيض وجوه أهل السنة وتسودوجوه أهل البدعة وفي رواية قال فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة وأولو العلموأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلال "من القائل عبد الله بن عباسومن عبد الله بن عباس هو ابن عم النبي صلي الله عليه وسلم وحبر الأمة إذن مصطلح أهلالسنة عُرف في عصر الصحابة والدليل تفسير ابن عباس لقوله تعالي يَوْمَ تَبْيَضُّوُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ.
كذلك قال أيوب السُختيانيرحمه الله كما ذكر ذلك اللالكائي قال الإمام أيوب السختياني رحمه الله تعالي قال" إني اُخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني افقد بعض أعضائي"وقد مات أيوبالسختياني سنة 131 من الهجرة أي في القرن الثاني الهجري اي من القرون المفضلة.
وقال سفيان الثوري رحمه الله " استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهمغرباء " وقال أيضا
" ما اقل أهل السنة والجماعة ".
وقال الفضيل بن عياض " أهل الإرجاء يقولونالإيمان قولا بلا عمل وتقول الجهمية الإيمان المعرفة بلا قول ولاعمل ويقول أهلالسنة الإيمان المعرفة والقول والعمل "كل هؤلاء أيها الأحباب الكرام فيالقرن الأول والثاني الهجري.
وقال أبوعبيد الله القاسم بن سلام المتوفى في بداية القرن الثالث الهجري اي من القرونالمفضلة قال في مقدمة كتابه الإيمان " انك كنت تسألني عن الإيمان واختلاف الأمة في استكماله وزيادته ونقصانه وتذكر انك أحببت معرفة ماعليه أهل السنة "قال للسائل وتذكر انك أحببت معرفة ماعليه أهل السنة وسماهم أهل السنة.
قال الإمام احمد بن حنبل رحمه الله إمام أهل السنة والجماعةالمتوفي سنة 241 من هجرة النبي صلي الله عليه وسلم قال في مقدمة كتابه السنة قال " هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروتها المعروفين بهاالمقتدي بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم إلي يومنا هذا "
وهناك الكثير والكثير من أهل العلم الذين تكلموا عن مصطلح أهل السنة.
إذن الذي نخلص منه في هذه الفقرة أن مصطلح أهل السنة لا يكون كما يدعيأهل البدع انه خاص بالاشاعرة والماتريدية
لذلك أيها الأحباب الكرام أهل السنة والجماعة اسم علي كل من اتبع اثرالصحابة ومن تبعهم بإحسان وهم الفرقة الناجية وهم الطائفة المنصورة.
رابعا: ماذا تعرف عن منهج السلف الصالح وما المقصود من هذه الكلمة؟
المقصود من هذه الكلمة أحبتى:العودة الى منهج السلف الصالح في العلم والاعتقاد والفهم والسلوك.
ولماذا نقول بوجوب التمسك بعقيدة السلف الصالح؟
السلف الصالح هم اهل السنة والجماعة هم أصحاب النبي صليالله عليه وسلم وهم أهل القرون الثلاثة المفضلة ومن سار علي نهجهم إلي يوم القيامة.هذه عقيدة اهل السنة والجماعة منهج السلف الصالح.
بعض الناس مع الأسف الشديد يقول لماذا نقول بوجوب التمسك بمنهج السلف الصالح وهذه شبهة عظيمة بل بعض الناس يقولانتم كلما تتكلمون تقولون السلف الصالح فما هو فضل السلف الصالح ولماذا يجب عليناأن نتمسك بهم وبعقيدتهم نريد أدلة من القران والسنة علي وجوب التمسك بعقيدة السلفالصالح أليست هذه شبهة؟
أولا: الأدلة من القران:
قال الله عز وجل" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْلِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَبِاللّهِ "آلعمران110
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلماء رحمهم الله في تفسير هذا الآية قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه الأمة كنتم خير امة نزلت في أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ومن صنع مثل صنيعهم.
الآية الثانية: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار وَاَلَّذِينَاِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّلَهُمْ جَنَّات تَجْرِي تَحْتهَا الْأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَالْفَوْز الْعَظِيم) التوبة100
بل نتمسك بمنهج السلف لان الله شهد لهم بالإيمان قال تعالي
"لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَالشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْوَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ".
بل قال الله عز وجل " (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَىالْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ) الأنفال 12
فعرفهم الله عز وجل وشهد لهم بالإيمان وعرفهم بالمؤمنين بل زكاهم الله عز وجل بأنهم هم المفلحون وان لهم الجنة ما الدليل علي ذلك؟
الدليل علي ذلك قول الله تبارك وتعالي
" لَكِنِالرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْوَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللّهُلَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ "88 , 89التوبة.
والنبي صلي الله عليه وسلم امرنا أن نتبع منهج السلف الصالح نعم النبي يأمرنا بإتباعهم مالدليل علي ذلك؟ اسمع إلي هذا الحديث الذي رواه الإمام احمد في مسنده وابن ماجة وأبوداود وغيرهم بسند صححه الألباني رحمه الله قال النبي صلي الله عليه وسلم «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتينوسبعين فرقة، وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيلمن هي يارسول الله قال النبي صلي الله عليه وسلم هي ماكان علي مثل ما انا عليهاليوم واصحابي»
قال علماء الحديث قيد النبي صلي الله عليه وسلم الفرقةالناجية التي لن تدخل النار بثلاث مقيدات ماهي المقيدات:
أولا: قال ما كان علي مثل ما أنا عليه اليوم إتباع النبي بزمن النبيالذين يقولون لنا كل يوم الإسلام العصري الذين يريدون الإسلام العصري الذين يريدونالإسلام المتمدن نقول لهم هذا الإسلام المتحدث والمتمدن ليس إسلام النبي محمد صليالله عليه وسلم بل إن إسلام النبي محمد صلي الله عليه وسلم قال فيه رسول الله ماكان علي مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي
اخذ الدين وفهم الدين من النبيعلي مراد النبي وبإتباع صحابة النبي في زمن النبي.
إذن الفرقة الناجية التي لن تدخل النار من هذه الفرق هي ما كان علي مثل ما كان عليه النبي وقال النبي اليوم إذن فهمالدين ليس لأي حد فالدين لا يفهم بالأهواء بل فهم النبي والصحابه مُلزم فقد قال النبي صلي اله عليه وسلم اليوم.وهذا خاص بالدين وليس الدنيا.
أما في الدين فالأصل فيه التوقف حتي يأتي الدليل وهذا معني قول النبي صلي الله عليه وسلم ما كان علي مثل ما أنا عليه اليوم
وأصحابي هنا: قال العلماء وهذاأمر بإتباع الصحابة في طريقتهم والسير علي خطاهم رضوان الله عليهم أجمعين بل قال النبي صلي الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدينالمهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ "
الدليل الثاني: من السنة
ما رواه البخاري ومسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
خير الناس فاخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم بأنهم خير البشر وأنهم خير الناس لذلك نحن نسير علي خطي الصحابة نحن نسير علي خطي السلف الصالح لان النبي اخبرنا أنهم خير الناس فكيف نترك خير الناس ونذهب إلي سواهم هل هذا معقول هل هذا من العقل أن تترك إنسان قال لك الله فيه انهرضي عنه وانه من أهل الجنة وانه مؤمن ويقول لك النبي صلي الله عليه وسلم امشي خلفهويقول لك النبي صلي الله عليه وسلم هو خير الناس ثم تتركه وتذهب إلي أخر هل هذا من العقل أيها الأحباب الكرام بل اخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم أن الصحابة آمنةوحماية وصمام امان لهذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمة مالدليل علي ذلك الدليل علي ذلك ما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال" النجوم آمنة للسماءفإذا ذهبت النجوم أتي السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتي أصحابي مايوعدون وأصحابي أمنة لامتي فإذا ذهب أصحابي أتي أمتي ماتوعد".
الصحابة أيها الأحباب الكرام صمام أمان وحماية لهذه.
بل الصحابة سبب من أسباب النصرةللإسلام والمسلمين مالدليل علي ذلك؟
*الدليل علي ذلك ما رواه البخاري ومسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم يقول
يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْالنَّاسِ فَيَقُولُونَ افِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ ثُمَّ يَأْتِي عَلَىالنَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ افِيكُمْ مَنْصَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌفَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ افِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَنَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ.
وكلمة فئام من الناس تعني مجموعةمن الناس يريدون أن يغزو في سبيل الله عز وجل.
كذلك أيضا نحن في هذا الزمان لا نصرة ولا تمكين لهذه الأمة إلا بالرجوع إلي الصحابة إلا بالرجوع إلي فهم الصحابة.
لذلك إذا سالك أي إنسان لماذا تقولون بوجوب التمسك بمنهج السلف الصالح والصحابة عندك الإجابة من القران ومن السنة.
ثالثا: آثار السلف في فضلالتمسك بمنهج صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم:
قال مالك رحمه الله " لايصلح أخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ".
لذلك كل من حاد عن طريقة الصحابةوالسلف الصالح يُخشي عليه الوقوع في البدع يُخشي عليه الوقوع في الضلال يُخشي عليه أن لا يكن مما يتشرفون بشفاعة النبي صلي الله عليه وسلم لذلك أيها الأحباب الكرام نحن نقول أن عقيدتنا أن فهم الصحابة وإتباع منهج الصحابة في العلم والعمل والاعتقادواجب ملزم.
هذا وصلى الله على النبى محمد واله والحمد لله رب العالمين.(/)
قال أحمد: لا تدركه الأبصار بحد ولا ((غاية))؟
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 05:45]ـ
بسم الله
قال أحمد: لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية.
ما معنى غاية؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 09:33]ـ
/// كأنها بمعنى: "نهاية"، وهي مقاربة لمعنى نفي الإحاطة.
/// كما نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "عن سهل بن عبد الله التسترى يقول: ينظر إليه تعالى المؤمنون بأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية ..
وقول سهل: "ولا إدراك نهاية" يتضمَّن شيئين:
أحدهما: نفى الإدراك الذي نفاه الله عنه، يجمع بين ما أثبته الكتاب والسنة وما نفاه.
والثاني: أنَّه نفى إدراك النِّهاية، ولم ينف نفس النِّهاية .. ".
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 10:00]ـ
لما كان قولهم بحد قد يوهم أن الله سبحانه محدود بمعنى أنه محاط كسائر المخلوقات
قالوا: ولا غاية ,فأثبتوا مباينة الله تعالى لخلقه فبطل بذلك الحلول ونفوا الغاية
فبطل التشبيه, وكذا أهل السنة وسط ابدا في كل شيء
وهذا كالتوضيح لما تفضل به الشيخ عدنان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 11:35]ـ
/// بارك الله فيكم يا أبا القاسم ..
/// أحببت تصحيح أمرٍ .. وهو أنَّ كلام أحمد في هذا السياق ليس في إثبات الحد كما نُقل عن ابن المبارك، بل في نفيه، إذ يقول: (لا تدركه بحد)؛ فإذا كان كذلك فمعنى الحد والغاية في هذا السياق متقارب ..
/// أمَّا إثبات الحد في الاستواء المنقول عن ابن المبارك فيفيد المباينة، وهو في ذاك السياق غير معناه في هذا السياق.
والله أعلم ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 11:48]ـ
/// وتتميمًا للتعقيب السابق فقد قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: « ... قال أبوداود الطيالسي: كان سفيان وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة - لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون، يروون الحديث ولا يقولون: كيف؟ وإذا سئلوا قالوا بالأثر. وسيأتي في كلام الشيخ: وقد أعجز خلقه عن الإحاطة به.
فعلم أن مراده أن الله يتعالى عن أن يحيط أحد بحده، لأن المعنى أنه متميز عن خلقه منفصل عنهم مباين لهم.
سُئِل عبد الله بن المبارك: بِمَ نعرف ربنا؟ قال: بأنَّه على العرش، بائن ٌمن خلقه، قيل: بحدٍّ؟ قال: بحدٍّ، انتهى.
ومن المعلوم أنَّ الحدَّ يقال على ما ينفصل به الشيء ويتميز به عن غيره، والله تعالى غير حال في خلقه، ولا قائم بهم، بل هو القيوم القائم بنفسه، المقيم لما سواه.
فالحد بهذا المعنى لا يجوز أن يكون فيه منازعة في نفس الأمر أصلًا، فإنَّه ليس وراء نفيه إلَّا نفي وجود الرب ونفي حقيقته.
وأما الحدُّ بمعنى العلم والقول، وهو أن يحدَّه العباد، فهذا منتف بلا منازعة بين أهل السنة.
قال أبوالقاسم القشيري في رسالته: سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، سمعت أبا منصور بن عبدالله، سمعت أبا الحسن العنبري، سمعت سهل بن عبدالله التستري يقول، وقد سئل عن ذات الله فقال: ذات الله موصوفة بالعلم، غير مدركة بالإحاطة، ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا، وهي موجودة بحقائق الإيمان، من غير حدٍّ ولا إحاطة ولا حلول، وتراه العيون في العقبى، ظاهرا في ملكه وقدرته، وقد حجب الخلق عن معرفة كنه ذاته، ودلهم عليه بآياته، فالقلوب تعرفه، والعيون لا تدركه، ينظر إليه المؤمن بالأبصار، من غير إحاطة ولا إدراك نهاية».
/// وينظر في الباب: در التعارض (1/ 264)، ونقل كلام عثمان بن سعيد الدارمي فيه، وما ردَّ به على بشر المريسي الذي نفى الحد والغاية والنهاية! والفارق بين نفينا ونفيه، وإثباتنا وإثباته.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 02:06]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان وبارك فيكم ونفع بكم
الغاية و الحد من نفس الجنس.
الغاية أعم والحد أخص.
الحد المباينة بالخلق
الغاية النهاية
ونفي ادراك الابصار بحد ليس نفيا للحد وكذلك بالنسبة للغاية
هذا ملخص فهمي للموضوع ... والله اعلم
عندي سؤال آخر لو تجيبني عنه ستكون قد اديت خدمة لي يا شيخ عدنان. وجزاك الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 06:33]ـ
آمين .. وإياك
ولكن أين السؤال؟
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 08:40]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وتتميمًا للتعقيب السابق فقد قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: « ... قال أبوداود الطيالسي: كان سفيان وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة - لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون، يروون الحديث ولا يقولون: كيف؟ وإذا سئلوا قالوا بالأثر. وسيأتي في كلام الشيخ: وقد أعجز خلقه عن الإحاطة به.
فعلم أن مراده أن الله يتعالى عن أن يحيط أحد بحده، لأن المعنى أنه متميز عن خلقه منفصل عنهم مباين لهم.
سُئِل عبد الله بن المبارك: بِمَ نعرف ربنا؟ قال: بأنَّه على العرش، بائن ٌمن خلقه، قيل: بحدٍّ؟ قال: بحدٍّ، انتهى.
ومن المعلوم أنَّ الحدَّ يقال على ما ينفصل به الشيء ويتميز به عن غيره، والله تعالى غير حال في خلقه، ولا قائم بهم، بل هو القيوم القائم بنفسه، المقيم لما سواه.
فالحد بهذا المعنى لا يجوز أن يكون فيه منازعة في نفس الأمر أصلًا، فإنَّه ليس وراء نفيه إلَّا نفي وجود الرب ونفي حقيقته.
وأما الحدُّ بمعنى العلم والقول، وهو أن يحدَّه العباد، فهذا منتف بلا منازعة بين أهل السنة.
قال أبوالقاسم القشيري في رسالته: سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، سمعت أبا منصور بن عبدالله، سمعت أبا الحسن العنبري، سمعت سهل بن عبدالله التستري يقول، وقد سئل عن ذات الله فقال: ذات الله موصوفة بالعلم، غير مدركة بالإحاطة، ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا، وهي موجودة بحقائق الإيمان، من غير حدٍّ ولا إحاطة ولا حلول، وتراه العيون في العقبى، ظاهرا في ملكه وقدرته، وقد حجب الخلق عن معرفة كنه ذاته، ودلهم عليه بآياته، فالقلوب تعرفه، والعيون لا تدركه، ينظر إليه المؤمن بالأبصار، من غير إحاطة ولا إدراك نهاية».
/// وينظر في الباب: در التعارض (1/ 264)، ونقل كلام عثمان بن سعيد الدارمي فيه، وما ردَّ به على بشر المريسي الذي نفى الحد والغاية والنهاية! والفارق بين نفينا ونفيه، وإثباتنا وإثباته.
جزاك الله خيرًا على هذا الإيضاح المفيد.
وفي الباب سؤال:
ما هو الرد على من يستشكل التوفيق بين إثبات حقيقة النزول وتفسير الحد بأنه بمعنى المباينة؟
حفظك الله، وزادك من فضله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 09:07]ـ
بارك الله فيكم وإياكم ..
الجواب عن الإشكال: أن النزول لا يقتضي المخالطة، المضادة للمباينة .. إذا عرفنا عظمة الخالق تعالى ولم نشبِّه بخلقه في نزوله أوعلوه ومباينته
وسأعود لإثراء هذا الجانب إن شاء الله.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 10:10]ـ
بارك الله فيكم وإياكم ..
الجواب عن الإشكال: أن النزول لا يقتضي المخالطة، المضادة للمباينة .. إذا عرفنا عظمة الخالق تعالى ولم نشبِّه بخلقه في نزوله أوعلوه ومباينته
وسأعود لإثراء هذا الجانب إن شاء الله.
بوركت ونفع الله بك
انا انتظر هذه الجزئية بالذات اتمنى أن لا تدع فيه شاردة ولا واردة وفقك الله(/)
ملخَّصكتاب " اليسوعية والفاتيكان والنظام العالمي الجديد " للكاملي "مهم" ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 06:05]ـ
ملخَّص كتاب:
" اليسوعية والفاتيكان والنظام العالمي الجديد"
لفيصل بن علي الكاملي
http://al-fikr.com/container.php?fun=nview&id=66
" منقول"
منذ القرن السادس عشر الميلادي، وإلى يومِ النَّاس هذا، والمسلمون غافلونَ عن حقائق رهيبةٍ، تُشكِّل محورَ الارتكاز في الصراعِ العقدي المحتدمِ بينَ الأمةِ التي ينتمونَ إليها: أمةِ الإسلامِ، والأممِ الأخرى المناوئة لهم، وبخاصةٍ الأُمَّتانِ: اليهوديةُ والنَّصرانيةُ.
صحيحٌ أنَّ المسلمَ يُدركَ أَنَّ ثَمَّةَ مؤامراتٍ تُحاكَ ضد أُمَّتهِ؛ مثلما يرى آثارها المدمرةَ مِنْ حولهِ، غيرَ أَنَّهُ يجهلُ على الحقيقةِ: من هو العدو المستخفي المديرُ لها؟! وما هو الهدفُ من ورائِها؟!
يأتي هذا البحث-بما فيه من وثائق و براهينَ-؛ لِيجيبَ عن هذه التساؤلاتِ الشَّائكةِ: واضعاً وجهةَ الصِّراعِ في مسارٍ آخرَ؛ كاشفاً السِّتارَ عن حقيقةِ ذلك العدو المستخفي الَّذِي طالما صوَّب سهامه المسمومة في نحرِ الأمةِ الإسلاميةِ؛ بلْ في نحرِ البشريةِ كافَّة.
إِنَّه (اليسوعية الرُّومية الكاثوليكية) التي تُعدُّ أخطر جمعيةٍ سريةٍ تكيد للإسلامِ وأهلهِ.
وهي امتدادٌ للتنظيماتِ الباطنيةِ التي صاحبت الحملات الصليبية، وسعت إلى القضاء على مخالفيها ليس من المسلمين فحسب؛ بل حتى من البروتستانت وغيرهم، واستطاعت عن طريق الدرجات الماسونية العليا-التي هي من صنعها-أن تسيطرَ على أوروبا وأمريكا.
أمَّا الهدف من وراء هذه المؤامرة؛ فيتمثَّلُ في إرساءِ دعائمِ"الحكومة العالمية"؛ للسيطرة على العالم: دينياً من خلال الحركات الباطنية؛ كحركة " العصر الجديد"، والبهائية؛ وسياسياً واقتصادياً عن طريق"الأمم المتحدة" والمنظمات التابعة لها، وتكون عاصمتها"القدس" قاعدة "فرسان الهيكل" الأولى.
إن جذور الباطنية تاريخيا ضاربة في القدم ِ؛ حيث تعود إلى الأمم التي سكنت بلاد الرافدينِ ومصر والشام؛ من الأمة البابلية والكنعانية والمصرية.
وقد كانت عبادة الشمس واسعة الانتشار لديهم؛ بأسماء مختلفةٍ؛ كـ"تموز"،و"بعل"،و "حورس".
كما اقترنت تلك العبادة بعبادة الأم الكبرى والزوجة"عشتار"، أو "ملكة السماء"، وكان لهذه العبادة مظاهر وطقوس شتى من بناء"الزيجورات"، و"الاهرام"،و"الهياكل".
ولَمَّا كانت هذه الأمم تؤمن بتدبير الأجرام السماوية لشؤون الخلق؛ خصوصاً الشمس؛ فقد شاعَ وذاعَ بينهم التنجيم والسحر؛ إلى درجة أنَّهم استنبطوا منهما علماً خفياً؛ جعلوه خاصًّا بينهم.
هذا العلم الخاصُّ هو مصدر الباطنية والتنظيمات السرية، وهذه هي الوثنية التي كان لها أبلغ الأثر على عقائد اليهود والنصارى.
وقد ثبت أن الوثنية متأصِّلة في اليهودِ من خلال القرآن العظيم، وشواهد التَّأريخ؛ منذ اختلاطهم بالكعنانيين والآشوريين والبابليين والمجوس.
وقد تجسَّدت هذه العقيدة الوثنية في ما يُسمَّى عند القومِ بـ عقيدة "القبالا" أي "القبول" أو "التلقي" التي تبلورت عند كثيرٍ من الحاخامات في شكلٍ باطنيٍّ فلسفيٍّ معقدٍ ينطلق من الاعتقاد بأنَّ الإله عبارة عن تجليات نورانية عشرة تُسمَّي"سفيروت"، تُشكِّل البنية الداخلية للألوهية.
وهكذا فإنَّ عقيدة "القبالا" قائمة على عبادة الأجرام السماوية؛ ومن هنا كان لها علاقة وطيدة بالسحر والكهانة؛ فلا غرو بعدئذٍ أن يكونَ أصحاب هذه العقيدة هم أبرز سحرة وكهنة هذا العالم.
وتُعدُّ "الحركة الشبتانية" المعروفة باسم"يهود الدونمة" التي أسسها اليهودي "شبتاي زيفي" من أشهر الجماعات القبالية الباطنية، وقد كان لها دورٌ في إسقاط الخلافة الإسلامية العثمانية.
كيف تسلَّلت الوثنية إلى العقيدة النصرانية؟
بدأ ذلك بـ"شاول اليهودي" الذي عُرفَ بعد اعتناقه النصرانية باسم (بولس)؛ حيث أدخلَ "عبادة بعل" الذي يُمثِّل الشمس إلى العقيدة النصرانية بواسطة بعض الأساطير الوثنية الموغلة في الضلال والجاهلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مستهل القرن الرابع الميلادي، جاء"قسنطين الأول" الذي اعتنق النصرانية خداعاً وتمويهاً؛ ليستميل إليه النصارى في معركته مع منافسه"ماكسنتيوس" على الإمبراطورية ... جاء هذا الأَفَّاكُ الأثيم؛ ليزعم لاتباعه أنه رأى في منامه صورة صليبٍ مكتوب عليه بالرومية In Hoc Signo Vinces وتعني " بهذه العلامة تغلب".
فلما أصبح أمر الجنود بوضع صورة الصليب على التروس، وما هو في الحقيقة إلا رمز من الرموز الوثنية التي تُمثِّل الشمس.
كما اختار قسنطين يوم الأحد؛ ليكون عيداً للنصارى بدل السبت؛ وقد عُرفَ هذا اليوم باسم Dies Solis أي "يوم الشمس"، وانتقل إلى هذا المفهوم إلى الانجليزية Sun-day بنفس المعنى.
وفي عام 325م عُقِدَ "مجمع نيقية" تحت رعاية "قسنطين"، وفيه قُنِّنت عقائد النصرانية المحرَّفة، واختير من أسفار النصارى ما كان على نسق الوثنية الباطنية، وأمَّا بقية الأسفار فأُخفيت أو أُتلفت.
وكانت هذه البداية الأولى للكنيسة الرومية الكاثوليكية، وفي ظلِّ هذه الوثنية الصارخة، لقبت الكنيسة المسيح-عليه السَّلام- بـ"شمس العدل" Sun of Justice؛ كما جاء ذلك مثبتاً في "دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة".
نشأة اليسوعية:
هناك حقائق مثيرةً للغايةِ؛ عن (إغناطيوس لويولا)!، وعن تأسيسه لما يُسمَّى بـ (اليسوعية).
وُلِدَ هذا الرجل في قلعة (لويولا) بـ (جيبو زكوا) بإسبانيا، وأمضى حياته متنقلاً من الحياة العسكرية حيثُ الخنا والرذيلة والفجور إلى حياة القديسية حيثُ الاعتراف بالخطأ والبكاء على الطريقة الكاثوليكية، بعد قراءته لكتاب (حياة القديسين) الذي هيمن على نفسه، واستحوذ على أحاسيسه ومشاعره.
ولأنَّه لم يكن مخلصاً في حياته الجديدة؛ فإنه سَرعان ما عادَ وانتكسَ من جديدٍ في حمأة الرذيلةِ، ثُمَّ عاد مرَّةً أخرى إلى حياة القديسية بعد أن نَذَرَ نذراً مغلَّظاً ألا ينتكسَ من جديدٍ.
في هذه المرحلة أصدر كتيباً بعنوان (الرياضات الرُّوحية) الَّذِي يُعدُّ أنموذجاً صارخاً لحياة الذل والعبوديةِ للكنيسة الكاثوليكية، والولاء المطلق لها بغير قيودٍ ولا حدود.
في ظلِّ هذه المرحلة انتقل لويولا من فلسطين إلى إسبانيا، ثُمَّ إلى فرنسا؛ في تحركاتٍ مريبةٍ؛ منْ أجلِ تحقيق طموحه في إنشاء تنظيمٍ سريٍّ؛ فكانَ من جرَّاء ذلك إنشاء"جمعية يسوع "، وقد انخرطَ في تنظيمه عددٌ من العباقرة الكبار، منهم:"فرانسيس خافير"، و"الفونسو سالميرون"،و"دييجو لاينيز" ... إلخ، وقد بايعوه على أن يكونَ سيِّداً وأميراً لهم.
وكان الهدف الأساسي من وراء هذه البيعة المشؤومة القضاء على الإسلام؛ كما أكَّد ذلك "جيمس وايلي" في كتابه"تاريخ البروتستانتية".
بَيْدَ أنَّ هذا الهدفَ اتَّسع نطاقه؛ ليشملَ كُلَّ أعداء الكنيسة الكاثوليكية؛ خصوصاً البروتستانت.
واستطاع لويولا بحيلةٍ شيطانيةٍ أنْ يُقنع البابا بتنظيمه الجديد، و في السابع والعشرين من سبتمبر عام 1540م، و بعد مداولاتٍ أصدر البابا مرسومه القاضي باعتمادِ التنظيم الجديد تحت اسم "جمعية يسوع"، وأصبح الأتباع يُعرفونَ باسم "اليسوعيين".
واتَّخذَ لويولا لتنظيمه شعاراً يتألف من قرص الشمس تتوسطه الأحرف الثلاثة HIS وقد علاها صليب، وهذه الرموز تعني كما يرى بعض علماء النصارى؛ كـ"الإسكندر هِسلوب" أنَّ الكنيسة الكاثوليكية قامت على أساسٍ وثنيٍّ فرعونيٍّ.
شكَّلَ لويولا تنظيمه على أساسٍ هرميٍّ، قسَّمه إلى أربع طبقاتٍ:
1 - المبتدئون.
2 - العلماء.
3 - المساعدون.
4 - المعلنون.
وهذا التنظيم يُمثِّلُ القاعدة الأساسية للحكومةِ اليسوعية التي يهيمن عليها"البابا الأسود" الَّذِي تعلو سلطته على سلطة البابا المعلن، ويقومُ التَّنظيمُ على دساتير وقوانين وأنظمةٍ تجعل المنتمي إليه عبداً ذليلاً للبابا الأسود، يُضحِّي في سبيل إرضائِهِ-أخزاه الله- بكلِّ غالٍ ونفيسٍ في حياتهِ.
كما يتعلَّمُ فيه أنْ ينسلخَ عن جميع القيم الحميدة العالية؛ ليغدو-بعدئذٍ- عياذاً بالله- وحشاً سفَّاكاً للدِّماءِ، يُمارس أبشع الأساليب في سحقِ كُلِّ من لا يخضع لكنيسة روما الكاثوليكية (الأم المقدسة) التي يهيمن عليها بطبيعة الحال (البابا الأسود).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي عام 1556م بعد حياةٍ ملؤها الشَّرُّ والضلال، يُسدل السِّتارُ على آخر لحظةٍ من لحظاتِ حياة (لويولا)؛ ليموتَ شَرَّ ميتةٍ، بعد أن انتابته رعشةٌ، وأسوَّدَ وجهه؛ كما روى ذلك شاهد عيان: (اليسوعيُّ توريانس)؛ كما وثَّقَ ذلك "آندر ستاينمتس" في كتابه "تاريخ اليسوعيين".
تاريخ اليسوعية في أوروبا:
الآن نستعرض التاريخ السِّياسي لجمعية "يسوع" في أوروبا، وكيف مارست تعاليم مؤسِّسها (لويولا) بحذافيرها، وتمكَّنت من بسط نفوذ الكنيسة الكاثوليكية على أقطار أوروبا.
لقد أثار اليسوعيون بتنظيمهم السِّريِّ ضجةً كبرى في أوروبا، وأقحموا أنفسهم في حروبٍ طاحنةٍ أكلتِ الأخضرَ واليابسَ مع مناوئيهم من البروتستانت؛ باسم الدِّفاع عن تعاليم الكنيسة الأم: الكنيسة الكاثوليكية في رما.
ففي فرنسا قتل اليسوعيون الكاثوليك ما يُقارب (75000) من البروتستانت؛ حتى إنَّ رأس قائدهم (جاسبار) قُدِّمَ تذكاراً لـ"كاردينال إقليم لورين"-منصب كنسي دون البابا مباشرةً-.
وفي هولندا قام اليسوعيون بتحريض"فيليب الثاني" ملك إسبانيا الكاثوليكي ضد الطائفة البروتستانتية؛ فأُنشِئت محكمةٌ ضخمةٌ تُسمَّى بـ"مجمع الدَّم"، وفي غضون عِقْدينَ من الزَّمان، أُبيدَ بأمر الملك ما يُقارب (250000) من الرِّجال والنِّساء.
وفي إنجلترا حاول اليسوعيون بالتآمر مع الملك الإسباني (فيليب الثاني) في اجتثاث البروتستانت من إنجلترا؛ إذ أمر الملك بتعبئة الآلاف من الجنود الإسبانيين في أسطول"أرمادا" الشهير؛ بتمويلٍ من الكنيسة عام 1588م؛ لكنَّ الله جلَّ وعلا-بقدرته النَّافذة وحكمته البالغة-خيَّب آمالهم العريضةَ؛ فأرسل على هذا الأسطول ريحاً عاتيةً عصفت بهم؛ فأهلكت منهم (20000)، وأغرقت السُّفن في البحر.
وفي عام 1603م دبر اليسوعيون ما يُعرف تاريخياً بـ"مكيدة البارود" برعايةٍ من الملك"فيليب الثالث" ملك إسبانيا الذي كان عميلاُ لليسوعيين؛ كما كان سابقه، وتكمنُ هذه المكيدة في تفجير البرلمان الإنجليزي بستةٍ وثلاثينَ برميلاً من البارود خلال اجتماع النوَّاب فيه من البروتستانت، ولكنَّ المكيدة باءت بالفشل الذَّريعِ؛ حيث اُكتِشفَ الجناة: (جاري فوكس)،و (هنري جارنت)؛ فأعدم الاثنانِ.
وفي عام 1618م اندلعت حرباً شرسة في ألمانيا بين اليسوعيين والحركة البروتستانتية التي كانت مسيطرةً إِبَّانَ تلك الفترة؛ فكان من ورائِها قَتْلُ عشرة ملايين من البروتستانت؛ كما سجَّلَ ذلكم المؤرخ (ريد باث).
وفي إيرلندا، في عام 1641م، عزم اليسوعيون على إبادةِ البروتستانت القاطِنينَ فيها، وحُدِّدَ يومُ عيد القديس (لويولا) موعداً لبدء المجرزةِ التي دامتْ زُهاء ثمانية أعوامٍ، وخلال أربع سنوات من بداية المجزرة أُبيدَ ما يُقاربُ (150000) من البروتستانت (الهراطقة)؛ وهذا لقبٌ تُطلقه الكنيسة الكاثوليكية على كُلِّ مخالفٍ لها.
نشأة المأسونية:
يجب كشف النقاب عن حقيقةٍ طالما غابت أو غُيِّبتْ عن سجل التاريخ، ألا وهي أن أصل الماسونية ليس يهودياً؛ كما يعتقد الكثير من النَّاس، وإنما أصلها يعود إلى عائلة"ستيوارت" الكاثوليكية التي كانت تحكم إنجلترا؛ ومن ثَمَّ صلتهم باليسوعية.
قد يظن لإثبات هذه الحقيقة أن الأمر يفتقر كَمًّا من الأدلة والبراهين؛ ولكن قد يدهش المرء ويحار إذا وقف على مَّا سَجَّله الماسونيون أنفسهم في كتبهم المعتمدة؛ كما في"موسوعة الماسونية" لـ"ألبرت ماكي" (حجة الماسونية الشهير)، وفي كتاب"بساط العلم: أو تطابق الماسونية وعبادة بعل" لـ"إدموند رونين".
كما أن وبقليل من التمعن نجد أن عقيدة الماسونية، لا تختلف عن عقيدة الوثنيين البعليين، المتمثِّلةِ في (عبادة الشمس)؛ كما أَكَّد ذلك"إدموند رونين" في كتابهِ "بساط العلم: أو تطابق الماسونية وعبادة بعل".
ملوك أوروبا يطاردون اليسوعية:
ولَمَّا انكشفَ أمرُ اليسوعيين، طردهم ملوك أوروبا خوفاً على عروشهم، وكان أوَّلُ هؤلاء الملوك (جوزيف الأول): ملك البرتغال الذي تعرَّض لمحاولة اغتيالٍ منهم.
ومِمَّن نفاهم أيضاً: ملك فرنسا: (لويس الخامس عشر) الذي حكم على اليسوعيين من خلال برلمانه بأنَّهم فسقةٌ مُدَمِّرونَ لمبادئ الدين والاستقامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَّا ملك إسبانيا (تشارلز الثالث)؛ فطردهم عام 1767م بعد أنِ اطَّلع على كتابهم (تعاليم اليسوعيين السِّرِيَّة).
إتحاد الماسونية و اليسوعية:
اتَّحد الماسونيين واليسوعيينَ تحت تنظيمٍ واحدٍ؛ يُدعى بـ (إلوميناتي)، وهي تسمية تُشيرُ إلى تقديس نور الشمس؛ مثلما هو الشَّأن لدى الحركاتِ الباطنية.
اتَّحدَ تنظيم"المتنورين" بأسرة "روثتشايلد" اليهودية القبالية الثرية التي أصبحت مُمَوِّلاً رئيساً لليسوعيينَ ومشاريعهم؛ إلى درجة أنَّ الموسوعة اليهودية The Jewish Encyclopedia أطلقت على هذه الأسرة لقب:"حُرَّاس الثروة البابوية"، وحسبك به وصفاً.
والهدف من هذا الاتِّحاد هو: سحق جميع الأديان إلا دين الكنيسة الكاثوليكية الذي هو عبادة الشمس؛ باسم "لوسيفر" (مانح النور)، والقضاء على الممالك المستقلة بدءاً بالدول الغربية إلا مملكة الروم البابوية الكبرى التي تُسمَّى تمويهاً بـ"الحكومة العالمية"، وهو ما يُعرفُ الآن في الأوساط الإعلامية، ودوائر صناعة القرار السِّياسيِّ، بـ (النظام العالمي الجديد).
الثورة الفرنسية والحروب النابليونية:
ثم كانت ردة الفعل العنيفة لدى اليسوعيين؛ نتيجةً لطردهم من دول أوروبا، وكيف أنَّهم استطاعوا الانتقام من ملوك أوروبا، والثأر لأنفسهم؛ عن طريق (نابليون بونابرت) الذي كان ماسونياً إلى النُّخاع؛ كما أثبتَ ذلكَ المونسيور (جورج ديلون) في كتابهِ:"كشف اللِّثام عن ماسونية الشرق الأعظم".
وقد عُرِفت عملية الانتقام تلك بـ (الثورة الفرنسية)، وهي في حقيقتها (ثورة يسوعية) قادها اليسوعيُّ "وايسهاوبت"، وكان من نتائِجها ما يلي:
1 - قَتْلُ الملك "لويس السادس عشر" وزوجته الملكة "ماري أنطوانيت"؛ لأَنَّهما أعانا أمريكا البروتستانتية في ثورتها ضد إنجلترا وملكها"جورج الثالث".
2 - فَضْحُ التنظيم الدومينيكي القائم في فرنسا بعد تَعَدِّيه على خصوصيات تنظيم اليسوعيين في إدارة "المكتب المقدَّس لمحاكم التفتيش".
3 - حَبْسُ البابا"بيوس السادس" عام 1798م؛ لأَنَّه أمَرَ بسجن جنرال اليسوعيين "ريتشي" بعد إلغاء التنظيم.
4 - نَفْيُ الملك الإسباني "تشارلز الرابع" من "آل بوربون"؛ إذ كانت إسبانيا إحدى الممالك التي طردت اليسوعيين عام 1767م على يد الملك "تشارلز الثالث".
5 - طَرْدُ فرسان مالطة من جزيرتهم، ومصادرة أموالهم وعتادهم؛ لأنَّ سَيِّدهم الأعظم"فرامانيويل بنتودي فونسيكا" كان قد طرد اليسوعيين من جزيرة مالطا عام 1768م.
مؤتمر فيينا والتحالف المقدَّس:
قام التحالف المقدَّس الذي عُقِدَ بين روسيا وبروسيا والنمسا والبابا "بيوس السابع" ملك الدول البابوية في مؤتمر فيينا عام 1814م في النمسا، وبعد نهاية هذا المؤتمر السِّريِّ كانت أمم أوروبا قد اصطَّفت وراء الأمير "فون مِتِرنيخ": الإمبراطور الرُّومي،فارس مالطة؛ بهدف القضاء على الحريات في أوروبا وأمريكا؛ كما جاء ذلكَ مُوثَّقاً في كتاب "رحلات في شمال ألمانيا" لـ"هنري دوايت".
سيطر اليسوعيون على أمريكا من خلال المخططاتِ والتدابيرِ والأعمال الآتية:
1 - مخطط طويل المدى للحكومة العالمية.
2 - السِّرية في العمل والازدواجية؛ فلا بأس أن يكون اليسوعيُّ منافقاً ميكافيلياً محباً للآخرين في ظاهره؛ مبطناً لهم الحقد المتأجج في دواخل نفسهِ.
3 - إثارة حرب الطبقات في سبيل زعزعة الخصوم.
4 - التأثير على العلماء وذوي السلطة.
5 - جَذْبُ الكُتَّاب والمؤلفين.
6 - القضاء على البروتستانتية.
وجميع هذه المخططات والتدابير والأعمال موثَّقةٌ بتفاصيلها في كتاب:"المؤامرة اليسوعية: المخطط السري للتنظيم " لـ (جاكوبوبيون)؛ لمن رام الاستزادة والتفصيلاتِ.
أحداثٌ سبقت الحرب العالمية الأولى:
أهم الأحداث التي سبقت هذه الحرب، وهي على النَّحوِ الآتي:
1 - هزيمة النمسا (قلب التحالف المقدَّس) في عام 1866م على يد بروسيا البروتستانتية.
2 - انسحاب الجيوش الفرنسية عام 1849م من روما على إثر هزيمة "نابليون الثالث".
3 - إحياء تعاليم "مجمع ترنت" المشؤوم على يد البابا"بيوس التاسع".
4 - تشكيل "التحالف الثلاثي" بين فرنسا والنمسا-المجر وإيطاليا، المعادي للكنيسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - في عام 901م اُغْتيلَ الرئيس الأمريكي "ويليام مكينلي"؛ ليخلفه (ثيودور روزفلت" الذي كان يعتبرُ أول إمبراطور بابوي يُنفِّذْ سياسة "التحالف المقدَّس" في الولايات المتحدة.
الحربانِ العالميتان:
الانتصارات التي حصدتها روما واليسوعيون خلال الحربين العالميتينِ (حرب الثلاثين عاماً الثانية)، تتلخَّص فيما يلي:
1 - قَتْلُ"الإسكندر الأول" بالسُّمِّ؛ بسبب طردهِ لليسوعيين من روسيا.
2 - اختطاف فارس مالطة"الفيونيكولاس الثاني، وبهذا انتهت دولة "رومانوف".
3 - نَفْيُ القيصر اللُّوثريِّ الألماني "فلهلم الثاني" بعد أن فرض اليسوعيون عام 1914م الحرب العالمية على الإمبراطورية الألمانية البروتستانتية.
4 - قَتْلُ"إليزابيث": (إمبراطورة النمسا) في عام 1898م، بعد أن قام زوجها (فرانز جوزيف) بإلغاء الاتفاقية البابوية مع روما غير معترف بسلطة البابا.
5 - اغتصاب فلسطين من يد العثمانيين في عام 1917م؛ تمهيداً لإقامة الكيان الصهيوني القبالي البعلي بزعامة "وايزمان" و"بن جوريون".
6 - ما بين عام 1914 - 1945م قَتَلَ اليسوعيون ما يُقارب الـ (مليون) عن طريق عملائِهم من الطغاة الماسون.
7 - تأسيس التنظيم النَّازي الذي يُعرف باسم "التنظيم الأسود" أو ال"إس إس"، والذي كان يرأسه "هتلر" الماسوني الكاثوليكي.
حرب فيتنام والحرب الباردة:
اتسع مدى الحرب الصليبية ليشمل حتى فيتنام البوذية في حرب أُطلق عليها "حرب فيتنام" الذي قُتِلَ فيها ما يُقارب "مليوني مهرطق"؛ بسبب القنابل التي ألقتها القوات الجوية الإمريكية، والتي فاقت ما ألقته في الحرب العالمية الثانية.
بقي أن تعرف أخي القارئ: أن المحرِّك الرئيس لحرب فيتنام، كان هو"كاردينال سبلمان" الكاثوليكي الموالي لكنيسة روما، الَّذي كان رئيساً لأساقفة نيويورك، بالتَّواطؤ مع "هنري لوس": الناشر الشهير، وعضو تنظيم "الجمجمة والعظمين-وهو تنظيم سريٌّ أنشأه اليسوعيونَ عام 1832م بجامعة بيل بالولايات المتحدة.
التنظيم العالمي الجديد:
مشروع اليسوعية المصيري الذي من أجله أُسِّسَ تنظيم"الإلوميناتي" عام 1776م على يد "آدم وايسهاوبت"، مشروع يمثل بأوضحِ عبارةٍ "النظام العالمي الجديد"، وهو مشروعٌ يسوعيٌّ عالميٌّ يهدف إلى تغيير نظام العالم من حكوماتٍ قومية مستقلةٍ إلى حكومةٍ عالميةٍ باطنيةٍ بعليةٍ مُوحَّدةٍ، يحكمها (بابا الفتيكان) من الهيكل المزعوم في القدس.
وتتولى كِبْرَه الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، وزعيمها البابا"بندكت السادس عشر" الخاضع لسلطة اليسوعيين، وكنيستهم"جيزو" في روما.
أمَّا كبار المساهمين في بناء المشروعِ ففرسان البابوية وماسون الدرجات العليا وأرباب الأموال من آل"روثتشايلد " وآل"روكفلر" و آل"مورجان" وغيرهم.
وفي سبيل إرساء دعائم هذا النظام الطاغوتيِّ البشع، استغلت الكنيسة الكاثوليكية جميع المجالات المتاحةِ لديها أبشع استغلال؛ فاستحوذت على المجال الاقتصادي؛ إذ تمكَّنت من خلال الحربين العالميتينِ من جلب ثرواتٍ طائلةٍ؛ كما سيطرت سيطرةً محكمةً على أموال أوروبا وأمريكا عن طريقِ السيطرةِ على البنك المركزي أو ما يُعرفُ بـ (الاحتياطي الفدرالي) في نيويورك، وقد اعترف بهذه الحقيقة السيناتور الأمريكي الأسبق"توماس واطسون".
كما هيمنت الكنيسة على المجال الإعلامي؛ فلم يكنْ لأيِّ صحيفة مُؤثِّرةٍ عليها أنْ تُطبعَ إلا بعد أن تُعرضَ على الكاردينال الكاثوليكي "جيمس جبسون".
أمَّا المجال السياسي؛ فقد بلغ فيه نفوذ الكنيسة مبلغاً عظيماً يفوق الخيالَ؛ إذْ لا يمكنُ لأيِّ عضوٍ في الكونجرس أن يُسمحَ له بدخول واشنطن ما لم يوزنْ بميزانِ روما؛ فلا غرو بعدئذٍ أن يقول اليسوعيُّ بكلِّ زهوٍ وافتخارٍ؛ كما في كتاب"واشنطن في حِجر روما" لـ"جستن فلتن":
"إنَّ ممثل بابا الفاتيكان هو الحاكم الحقيقيُّ للولايات المتحدة الأمريكية".
ولك أن تعلم أخي القارئ أنَّ صُنَّاع القرار الأمريكي من السَّاسة والمفكرين منذ عام 1922م وإلى يومِ النَّاس هذا؛ كانوا منخرطين في سلك تنظيمات سريةٍ من صنعِ اليدِ اليسوعية المجرمةِ الآثمةِ؛ كما في جمعية"الجمجمة والعظمين" التي أُنشِئت عام 1832م بجامعة "بيل" في مدينة"نيوهيفن" بولاية"كونيتكيت"؛ وكما هو الشَّأنُ في"النادي البوهيمي" في مدينة"مونت رِيو" بولاية"كاليفورنيا" في عام 1872م.
ومن هنا: كان الحديث الدَّائرُ الَّذي لا ينقطع على ألسنة هؤلاءِ هو إقامة "الحكومة العالمية" أو "النظام العالمي الجديد"، أو"جمهورية العالم".
أخيرا؛ نوجز أهم النتائج التي خَلص إليها البحث، وهي باختصارٍ:
1 - عبادة الشمس واعتقاد تأثير الكواكب عقيدة مشتركة بين زعماء الروم وباطنيو اليهود.
2 - اليسوعية جمعية رومية كاثوليكية صليبية.
3 - أصل الماسونية روميٌّ صليبيٌّ وليس يهودياً كما هو الغالب لدى الناس.
4 - هدف اليسوعية المصيري: إقامة ما يُسمَّى بـ"النظام العالمي الجديد".
* هذا البحث اختزال مكثف للمعلومات التي جاءت في كتاب " اليسوعية والفاتيكان والنظام العالمي الجديد " لفيصل بن علي الكاملي: صادر عن مجلة البيان 1431هـ(/)
قصائد في الرد على بدعة المولد النبوي؟
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 06:46]ـ
بسم الله
هل توجد قصائد في ذم أو الرد على بدعة المولد النبوي؟
وجزاكم الله خيرا(/)
أريد تفسير آيات العلو من هذه الآيات
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 06:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاجل:
طلب منا بحث في تفسير آيات العلو عند أهل السنة وأهل البدع , ولقلة المصادر عندي بكتب أهل البدع أود أن تسعفوني بتفسيراتهم لهذه الآيات , والمراجع المطلوبة:
1 - < المعتزلة > تفسير " العلو " في الآيات المذكورة من كتاب الكشاف للزمخشري.
2 - < الأشاعرة > تفسير " العلو " في الآيات المذكورة من كتاب مفاتيح الغيب للرازي , والدر المنثور للسيوطي.
3 - < أهل السنة > تفسير " العلو " في الآيات المذكورة من كتاب تفسير الطبري , وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم.
والآيات هي ...
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (55) سورة آل عمران
{بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (158) سورة النساء
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (10) سورة فاطر
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} (36) سورة غافر
{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16) سورة الملك
{أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (17) سورة الملك
{وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (4) سورة الحديد
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (7) سورة المجادلة.
وشكرا(/)
{ليس كمثله شيء} ما هو التشبيه في صفات الله؟
ـ[داعية إلى التوحيد]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 10:47]ـ
من موقع: عقيدة السلف الصالح
www.as-salaf.com (http://www.as-salaf.com)
قال الله تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
ما هو التشبيه وما حكمه
تعريف التشبيه:
في اللغة: الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: المِثْلُ، والجمع أَشْباهٌ، وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ: مَاثَله. (1) فالتشبيه: التمثيل. (2)
وشَبَّه: إذا ساوَى بين شيءٍ وشيء. (3)
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ): «وأما التشبيه: فهو مصدر شبّه يشبّه تشبيها، يُقال: شبهت الشيء بالشيء أ مثلته به، وقسته عليه، إما بذاته أو بصفاته، أو بأفعاله.» (4)
الأدلة على تنزيه الله عن التشبيه والتمثيل:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
قال أبو جعفر النَّحّاس (ت. 338 هـ) عن الكاف في "كمثله": «الكاف زائدة للتوكيد.» (5)
قال أبو منصور معمر بن أحمد الأصبهاني (ت. 418 هـ): «فـ {ليس كمثله شيء} ينفي كل تشبيه وتمثيل، {وهو السميع البصير} ينفي كل تعطيل وتأول. فهذا مذهب أهل السنة والجماعة والأثر» (6)
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]
سميًّا: أي مثلا أو شبيها
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4]
أي ليس له كفء ولا مثل.
التشبيه في صفات الله
أولا: التشبيه في صفات الله عز وجل يكون بتشبيه صفات لله بصفات المخلوق: كأن يعتقد المسلم أو يقول: حياة الله مثل حياة المخلوقين، أو كلام الله مثل كلام البشر، أو وجه الله كوجه المخلوقين .. إلخ. فيكون نفي التشبيه والتمثيل (أي التنزيه) باعتقاد أن صفات الله عز وجل ليست كصفات المخلوقين، وأنها على صفة تليق بجلال الله وكماله لا نعلمها، وعلينا الإيمان والتسليم.
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى فى كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}» (7)
- قال خُشَيْش بن أصرم (ت. 253 هـ) في "الاستقامة": «وأنكر جهم أن يكون لله سمع وبصر، وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه، ووصف نفسه في كتابه، قال الله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، ثم أخبر عن خلقه، فقال عز وجل {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2]. فهذه صفة من صفات الله أخبرنا أنها في خلقه، غير أنَّا لا نقول: إن سمعه كسمع الآدميين، ولا بصره كأبصارهم ... ) ثم ذكر أدلة على أن الله يسمع ويرى، إضافة إلى صفات أخرى، ثم قال: (فقد وصف الله من نفسه أشياء جعلها في خلقه والذي يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وإنما أوجب الله على المؤمنين اتباع كتابه وسنة رسوله.» (8)
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
«وادعى المعارض أيضا أن المقري حدَّث عن حرملة بن عمران عن أبي موسى يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] فوضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه (9). وقد عرفنا هذا من رواية المقري وغيره كما روى المعارض، غير أنه ادعى أن بعض كتبة الحديث ثبتوا به بصرًا بعين كعين وسمعًا كسمع جارحًا مركبًا.
فيقال لهذا المعارض: أما دعواك عليهم أنهم ثبتوا له سمعا وبصرا، فقد صدقت. وأما دعواك عليهم أنه كعينٍ وكسمعٍ فإنه كذب ادعيت عليهم؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا كصفاته صفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما دعواك أنهم يقولون: "جارح مركب" فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة: جارح وعضو وما أشبهه، حشو وخرافات، وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين: وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنقول كما قال، ونعني بها كما عنى والتكييف عنا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع.» (10)
- قال أبو إسحاق إبراهيم بن شاقلا الحنبلي (ت. 369 هـ) لأبي سليمان الدمشقي – أحد أتباع ابن كُلاب- في مناظرة بينهما عندما قال له أبو سليمان: "أنتم المشبهة"، قال ابن شاقلا: (حاشا لله، المُشبِّه الذي يقول: وجهٌ كوجهِي، ويَدٌ كَيَدِي، فأما نحن فنقول: له وجهه، كما أثبت لنفسه وجهًا، وله يدٌ، كما أثبتَ لنفسه يَداً، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] ومن قال هذا فقد سَلِم.) (11)
- قال أبو عثمان الصابوني الشافعي (ت. 449 هـ): (ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيديه، كما نص سبحانه عليه في قوله –عز من قائل- {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]. ولا يحرفون الكلام عن مواضعه، بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين؛ تحريف المعتزلة والجهمية – أهلكهم الله-، ولا يكيفونهما بكيف، أو يشبهونهما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة –خذلهم الله-.) (12)
- قال ابن البنا الحنبلي (ت. 471 هـ): (وأما المشبهة والمجسمة فهم الذين يجعلون صفات الله -عز وجل- مثل صفات المخلوقين، وهم كفار.) (13)
- قال الحافظ الذهبي (ت. 748): (ليس يلزم من إثبات صفاته شيء من إثبات التشبيه والتجسيم، فإن التشبيه إنما يقال: يدٌ كيدنا ... وأما إذا قيل: يد لا تشبه الأيدي، كما أنّ ذاته لا تشبه الذوات، وسمعه لا يشبه الأسماع، وبصره لا يشبه الأبصار ولا فرق بين الجمع، فإن ذلك تنزيه.) (14)
- قال ابن الوزير (ت. 840 هـ): (وكذلك كل صفة يوصف بها الرب سبحانه ويوصف بها العبد، وان الرب يوصف بها على أتم الوصف مجردة عن جميع النقائص، والعبد يوصف بها محفوفة بالنقص، وبهذا فسر أهل السنة نفي التشبيه، ولم يفسروه بنفي الصفات وتعطيلها كما صنعت الباطنية الملاحدة.) (15)
ثانيا: التشبيه والتمثيل يكون في كيفيّة وحقيقة الصفة، أي كيف هي على الحقيقة، وليس في معنى الصفة. والخوض في الكيفية تشبيه، فالإنسان يصف الشيء على ما يشاهده، والله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
- قال عبد الرحمن بن مهدي (ت. 198 هـ) لِفَتى من ولد جعفر بن سليمان: «مكانك»
فقعد حتى تفرق الناس. ثم قال ابن مهدي: «تعرف ما في هذه الكورة من الأهواء والاختلاف، وكل ذلك يجري مني على بالٍ رَضِي إلا أمرُك وما بلغني، فإن الأمر لا يزال هَيِّنًا ما لم يصر إليكم، يعني السلطان، فإذا صار إليكم جلَّ وعَظُم.»
فقال (الغلام): "يا أبا سعيد وما ذاك؟ "
قال: «بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه.»
فقال الغلام: "نعم". فأخذ يتكلم في الصفة.
فقال: «رُويدك يا بُني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإذا عجزنا عن المخلوقات فنحن عن الخالق اعجز واعجز. أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن الشيباني قال: سمعت زرًا قال: قال عبد الله في قوله: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18]
قال: رأى جبريل له ستمائة جناح؟ قال: نعم. فعرف الحديث.
فقال عبد الرحمن: «صِف لي خلقًا من خلق الله له ستمائة جناح.» فبقي الغلام ينظر إليه.
فقال عبد الرحمن: «يا بُني فإني أُهوِّن عليك المسألة، واضع عنك خمس مائة وسبعة وتسعين (جناحًا)، صِف لي خلقا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين اللذين ركبهما الله حتى أعلم»
فقال (الغلام): "يا أبا سعيد، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز، فأشهدك إني قد رجعت عن ذلك واستغفر الله." (16)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحسين البغوي الشافعي (ت. 510 هـ) في صفات الله عز وجل: (وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب أو السنة كاليد والإصبع، والعين والمجيء، والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمُكيِّف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}) (17)
ثالثًا: الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، فكما لم يلزم التشبيه في إثبات الذات، لم يلزم التشبيه في إثبات الصفات.
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) بعد ذكر مجموعة من الآيات والأحاديث في صفات الله عز وجل: (فهذا وأمثاله مما صح نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مذهبنا فيه ومذهب السلف إثباته وإجراؤه على ظاهره، ونفي الكيفية والتشبيه عنه .... والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، وغثبات الله تعالى إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فإذا قلنا يد، وسمع، وبصر، ونحوها، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه ولم يقل: معنى اليد: القوة، ولا معنى السمع والبصر: العلم والإدراك. ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار، ونقول إنما وجب إثباتها لأن الشرع ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، كذلك قال علماء السلف في أخبار الصفات: أمروها كما جاءت ( http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar). فإن قيل: فكيف يصح الإيمان بما لا يحيط علمنا بحقيقته؟ أو كيف يتعاطى وصف شيء لا درك له في عقولنا؟
فالجواب أن إيماننا صحيح بحق ما كلفنا منها، وعلمنا مُحيط بالأمر الذي ألزمناه فيها وإن لم نعرف لما تحتها حقيقة كافية، كما قد أمرنا أن نؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، والجنة ونعيمها، والنار وأليم عذابها، ومعلوم أنا لا نحيط علمًا بكل شيء منها على التفصيل، وإنما كلفنا الإيمان بها جملة واحدة، ألا ترى أنا لا نعرف أسماء عدة من الأنبياء وكثير من الملائكة، ولا يمكننا أن نحصي عددهم، ولا نحيط بصفاتهم، ولا نعلم خواص معانيهم، ثم لم يكن ذلك قادحا في إيماننا بما أمرنا أن نؤمن به من أمرهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة: ”يقول الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.“ [صحيح البخاري ومسلم].) (18)
رابعا: الاشتراك في مطلق الاسم لا يقتضي التشبيه والتمثيل:
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
«إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه، كما يقال: إنه ملك كريم، عليم، حكيم، حليم، رحيم، لطيف، مؤمن، عزيز، جبار، متكبر. وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء، وإن كانت مخالفة لصفاتهم. فالأسماء فيها متفقة، والتشبيه والكيفية مفترقة، كما يقال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، يعني في الشبه والطعم والذوق والمنظر واللون. فإذا كان كذلك فالله أبعد من الشبه وأبعد. فإن كنا مشبهة عندك أن وحدنا الله إلهًا واحدًا بصفات أخذناها عنه وعن كتابه، فوصفناه بما وصف به نفسه في كتابه، فالله في دعواكم أول المشبهين بنفسه، ثم رسوله الذي أنبأنا ذلك عنه. فلا تظلموا أنفسكم ولا تكابروا العلم؛ إذ جهلتموه فإن التسمية في التشبيه بعيدة.» (19)
- قال ابن خزيمة الشافعي (ت. 311 هـ): (نحن نقول: إن الله سميع بصير كما أعلمنا خالقنا وبارؤنا، ونقول: من له سمع وبصر من بني آدم فهو سميع بصير، ولا نقول أن هذا تشبيه المخلوق بالخالق.) (20)
وقال: (ولو لزم - يا ذوى الحجا- أهل السنة والآثار إذا أثبتوا لمعبودهم يدين كما ثبتهما الله لنفسه، وثبتوا له نفسا -عز ربنا وجل-، وأنه سميع بصير، يسمع ويرى، ما ادعى هؤلاء الجهلة عليهم أنهم مشبهة، للزم كل من سمى الله ملكًا، أو عظيمًا ورؤوفًا، ورحيمًا، وجبارًا، ومتكبرًا، أنه قد شبه خالقه -عز وجل- بخلقه، حاش لله أن يكون من وصف الله جل وعلا، بما وصف الله به نفسه، في كتابه، أو على لسان نبيه المصطفى –صلى الله عليه وسلم- مشبها خالقه بخلقه.) (21)
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال محمد بن إسحاق ابن منده (ت. 395 هـ): ( ... وذلك أن الله تعالى امتدح نفسه بصفاته تعالى، ودعا عباده إلى مدحه بذلك، وصدق به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبيّن مُراد الله عز وجل فيما أظهر لعباده من ذكر نفسه وأسمائه وصفاته، وكان ذلك مفهوما عند العرب غير مُحتاج إلى تأويلها، فقال عز وجل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” قال الله تعالى: (إني حرّمت الظلم على نفسي) “، وقال صلى الله عليه وسلم بيانًا لقوله: ”إن الله كتب كتابا على نفسه فهو عنده: إن رحمتي تغلب غضبي“، فبيّن مُراد الله فيما أخبر عن نفسه، وبيَّن أن نفسه قديم غير فانٍ بفناء الخلق، وأن ذاته لا توصف إلا بما وصف، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم، لأن المجاوز وصفهما يوجب المماثلة، والتمثيل والتشبيه لا يكون إلا بالتحقيق، ولا يكون باتفاق الأسماء، وإنما وافق اسم النفس اسم نفس الإنسان الذي سماه الله نفسًا منفوسة، وكذلك سائر الأسماء التي سمى بها خلقه، إنما هي مستعارة لخلقه منحها عباده للمعرفة ...
وإنما ينفي التمثيل والتشبيه النية، والعلم بمباينة الصفات والمعاني، والفرق بين الخالق والمخلوق في جميع الأشياء فيما يؤدي إلى التمثيل والتشبيه عند أهل الجهل والزيغ، ووجوب الإيمان بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن أسامي الخلق وصفاتهم وافقتها في الإسم وباينتها في جميع المعاني، بحدوث خلقه وفنائهم، وأزلية الخالق وبقائه، وبما أظهر من صفاته ومنع استدراك كيفيتها، فقال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}» (22)
- قال أبو عمر الطلمنكي المالكي الأندلسي (ت. 429 هـ) في كتاب "الوصول إلى معرفة الأصول": (قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يسمى الله عز وجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق. فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه، وأثبتوها لخلقه، فإذا سُئلوا ما حملهم على هذا الزيغ؟ قالوا: الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه.
قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به، فنسألهم: أتقولون إن الله موجود؟ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبها للموجودين. وإن قالوا: موجود ولا يوجب وجوده الإشتباه بينه وبين الموجودات. قلنا: فكذلك هو حيٌ، عالمٌ، قادرٌ، مريدٌ، سميعٌ، بصيرٌ، متكلمٌ، يعني ولا يلزم إشتباهه بمن اتصف بهذه الصفات.) (23)
قال أبو نصر السجزي الحنفي (ت. 444 هـ): (والأصل الذي يجب أن يُعلم: أن اتفاق التسميات لا يوجب اتِّفاق المسمّين بها، فنحن إذا قلنا: إن الله موجود رؤوف واحد حيٌّ عليم سميع بصير متكلم، وقلنا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان موجودًا حيًّا عالمًا سميعًا بصيرًا متكلمًا، لم يكن ذلك تشبيها، ولا خالفنا به أحدًا من السلف والأئمة، بل الله موجود لم يزل، واحد حي قديم قيوم عالم سميع بصير متكلم فيما لم يزل، ولا يجوز أن يوصف بأضداد هذه الصفات.) (24)
خامسًا: كل مُعطل مُمثل، وكل مُمثل مُعطل: وذلك لأن المُعطِّل تصوّر التشبيه في ذهنه فنفى الصفة، والمُمثل عطَّل الصفة بتمثيله الخالق بالمخلوق، إذ ليست هي حقيقة الصفة كما أنه عطل النصوص.
أقوال السلف الصالح والأئمة من بعدهم في تنزيه الله عن التشبيه:
- قال عبد الرحمن بن القاسم (ت. 191 هـ) صاحب الإمام مالك: «لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن، ولا يشبه يديه بشيء، ولا وجهه بشيء، ولكن يقول: له يدان كما وصف نفسه في القرآن، وله وجه كما وصف نفسه، يقف عندما وصف به نفسه في الكتاب، فإنه تبارك وتعالى لا مثل له ولا شبيه، ولكن هو الله لا إله إلا هو كما وصف نفسه» (25)
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال نُعيم بن حماد (ت. 228 هـ): «حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق". قال نعيم: ليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء من الأشياء» (26)
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ): «وكما أنه ليس كمثله شيء فليس كيده يد.» (27)
وقال: «وكما ليس كمثله شيء ليس كسمعه سمع ولا كبصره بصر ولا لهما عند الخلق قياس ولا مثال ولا شبيه.» (28)
وقال: «فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها، حتى ظهرت هذه العصابة (الجهمية) فعارضت آثار رسول الله برد، وتشمروا لدفعها بجد فقالوا: "كيف نزوله هذا؟ " قلنا: لم نُكلف معرفة كيفية نزوله في ديننا ولا تعقله قلوبنا، وليس كمثله شيء من خلقه فنشبه منه فعلا أو صفة بفعالهم وصفتهم.» (29)
- قال ابن أبي زَمَنِين المالكي الأندلسي (ت. 399 هـ): (فهذه صفاتُ ربِّنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس في شيء منها تحديد، ولا تشبيه، ولا تقدير، فسبحان من {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. لم تره العيون فتحده كيف هو كَيْنُونِيته، لكن رأته القلوب في حقائق الإيمان به.) (30)
- قال يحيى بن عمار الحنبلي (ت. 422 هـ) في رسالته إلى السلطان محمود: (ولا نحتاج في هذا الباب إلى قولٍ أكثر من هذا أن نؤمن به، وننفي الكيفية عنه، ونتقي الشك فيه، ونوقن بأن ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نتفكر في ذلك ولا نسلط عليه الوهم، والخاطر، والوسواس، وتعلم حقًّا يقينا أن كل ما تصور في همك ووهمك من كيفية أو تشبيه، فإن الله سبحانه بخلافه وغيره.) (31)
وغيرهم كثير، اقتصرنا على ما ذكرناه اختصارًا.
حُكم التشبيه:
تشبيه صفات الله عز وجل كُفرٌ، فهو ردٌّ للنصوص كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وقوله سبحانه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] وغيرها من نصوص التنزيه.
- قال نعيم بن حماد (ت. 228 هـ): «من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، فليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه» (32)
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «من وصف الله فشبه صفاته بصفت أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم، لأنه وصف بصفاته، إنما هو استسلام لأمر الله ولما سن الرسول.» (33)
- يزيد بن هارون (ت. 206هـ): قال شاذ بن يحيى الواسطي: كنت قاعدًا عند يزيد بن هارون، فجاء رجل فقال: يا أبا خالد، ما تقول في الجهمية؟
قال: «يُستتابون، إن الجهمية غلت ففرغت في غلوها إلى أن نَفَت، وإنّ المشبهة غلت ففرغت في غلوها حتى مثلت. فالجهمية يستتابون، والمشبهة: كذى» رماهم بأمر عظيم. (34)
من علامات أهل البدع: تسميتهم لأهل السنة – أهل الأثر- بالمشبهة
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة -وما أولعوا به من الكذب- أنهم مشبهة، بل هم المعطلة، ولو جاز أن يُقال لهم: هم المشبهة، لاحتمل ذلك، وذلك أنهم يقولن: إن الرب -تبارك وتعالى- في كل مكان بكماله، في أسفل الأرضين وأعلى السموات على معنى واحد، وكذبوا في ذلك، ولزمهم الكفر.» (35)
- قال أبو زرعة الرازي (ت. 264 هـ): «المعطلة النافية الذين ينكرون صفات الله عز وجل التي وصف بها نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ويكذبون بالأخبار الصحاح التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات، ويتأولونها بآرائهم المنكوسة على موافقة ما اعتقدوا من الضلالة وينسبون رواتها إلى التشبيه، فمن نسب الواصفين ربهم تبارك وتعالى بما وصف به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه –صلى الله عليه وسلم-، من غير تمثيل ولا تشبيه، إلى التشبيه فهو مُعطل نافٍ، ويُستدل عليهم بنسبتهم إياهم إلى التشبيه أنهم معطلة نافية، كذلك كان أهل العلم يقولون منهم: عبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح.» (36)
وقال: «علامة الجمهية: تسميتهم أهل السنة مشبهة» (37)
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال أبو حاتم الرازي (ت. 277 هـ): «وعلامة الجهمية: أن يسموا أهل السنة مشبهة ونابتة» (38)
- قال أبو عثمان الصابوني (ت. 449 هـ): (وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشويّة، وجهلة، وظاهرية، ومشبهة. اعتقادًا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير، العاطلة، وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23]، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18].) (39)
للسؤال أو التعليق على هذا المقال ( http://www.as-salaf.org/vb/showthread.php?t=29)
مواضيع ذات صلة:
- مقدمة في عقيدة السلف الصالح في صفات الله عز وجل ( http://as-salaf.com/article.php?aid=8&lang=ar)
- عقيدة السلف في الصفات: معنى قولهم (أمروها كما جاءت) ( http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar)
- عقيدة السلف في الصفات: قولهم (بلا كيف) ( http://as-salaf.com/article.php?aid=75&lang=ar)
(1) لسان العرب لابن منظور، مادة: شبه.
(2) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري (ج6 ص2236)
(3) تهذيب اللغة للأزهري (ج6 ص92)
(4) الحجة في بيان المحجة لإسماعيل الأصبهاني (ج1 ص306)
(5) معاني القرآن للنحاس (ص297)
(6) الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني (ج1 ص231 - 244)، قال: "أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو منصور معمر بن أحمد قال: ... " وذكر الاعتقاد.
(7) رواه عنه تلميذه أبو عيسى الترمذي في سننه / سنن الترمذي (ج2 ص42)
(8) التنبيه والرد على أهل البدع والأهواء للملطي (ص89 - 90)
(9) سنن أبي داود حديث رقم (4730) كتاب السنة، باب في الجهمية، سنده صحيح.
(10) نقض الدارمي (ج2 ص688 - 689)
(11) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج3 ص239)، قال: "قرأت بخط الوالد السعيد (أبو يعلى) قال: نقلتُ من خط أبي بكر بن شاقلا قال: أخبرنا أبو إسحاق بن شاقلا – قراءة عليه- قال: ... فذكر المناظرة.
(12) عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني (ص37) تحقيق أبو اليمين المنصوري، و (ص161 - 162) بتحقيق ناصر الجديع
(13) المختار في أصول السنة لابن البنا (ص 81)
(14) الأربعين في صفات رب العالمين (ج1 ص104)
(15) إيثار الحق على الخلق لابن الوزير (ص128)
(16) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص530 و531) رواها من طريق ابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" عن أبيه أبي حاتم الرازي عن عبد الرحمن بن عمر رسته عن ابن مهدي. ورواه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (ج9 ص8) بسند آخر إلى عبد الرحمن بن عمر رسته. ونقله الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج9 ص196) و تاريخ الإسلام (ج13 ص284).
(17) شرح السنة للبغوي (ج15 ص257)
(18) الحجة في بيان المحجّة لإسماعيل الأصبهاني (ج1 ص288 - 289)
(19) نقض الدارمي (ج1 ص302 - 303)
(20) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة (ج1 ص61 فما بعده)
(21) كتاب التوحيد (ج1 ص64)
(22) كتاب التوحيد لابن منده (ج3 ص7 - 9)
(23) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص246)
(24) درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (ج2 ص89 - 90)
(25) أصول السنة لابن أبي زمنين (ص75) بسنده قال: حدثني إسحاق (بن إبراهيم الطليطلي)، عن محمد بن عمر بن لبابة، عن محمد بن أحمد العتبي، عن عيسى بن دينار، عن عبد الرحمن بن القاسم أنه قال: .... وذكره.
(26) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص527) قال: "ذكره عبد الرحمن (بن أبي حاتم) قال: وجدت في كتاب أبي: نعيم بن حماد قال: .... " وذكره.
(27) نقض الدارمي على بشر المريسي (ج1 ص299)
(28) نقض الدارمي (ج1 ص308)
(29) الرد على الجهمية للدارمي (ص79)
(30) أصول السنة لابن أبي زمنين (ص74)
(31) الحجة في بيان المحجة لإسماعيل الأصبهاني (ج2 ص107)
(32) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص532) من طريق ابن أبي حاتم الذي رواه في "الرد على الجهمية" عن عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي (وهو صدوق [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 163)]) عن نعيم بن حماد. سير أعلام النبلاء للذهبي (ج10 ص610) بسندٍ آخر؛ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج62 ص163) بسنده.
(33) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص532) بسند صحيح من طريق عبد الرحمن بن أبي حاتم الذي رواه في كتابه "الرد على الجهمية".
(34) شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج3 ص531 - 532)
(35) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج3 ص532) بسند صحيح من طريق عبد الرحمن بن أبي حاتم الذي رواه في كتابه "الرد على الجهمية".
(36) الحجة في بيان المحجة (ج1 ص187)، قال: قال أبو الشيخ: حكى إسماعيل بن زرارة قال: سمعت أبا زرعة الرازي قال: ... فذكره.
(37) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج1 ص180) بسند صحيح
(38) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج1 ص182) و (ج3 ص533)
(39) عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني (ص 299) تحقيق ناصر الجديع؛ ورواه عن الإمام الصابوني الإمام إسماعيل الاصبهاني من طريق ابن الإمام الصابوني أبو بكر (ج 1 ص203 - 204)(/)
سؤال فى عقيدة المعتزلة
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 12:46]ـ
فى عقيدة المعتزلة "يجب على الله عز و جل"
و فى عقيدتنا لا يجب شيئ على الله عز و جل
السؤال
المجاهد الذى يخرج من بيته ليموت فى سبيل الله عز و جل، الله عز و علا أوجب له الجنه،
أوجبها على من؟
أو أن الجنه لا تجب للشهداء، بمعنى أنهم يدخلونها بفضل الله عز وجل؟
برجاء التوضيح
و شكرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 11:30]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على إمامنا رسول الله ..
الأشاعرة هم الذين ينفون وجوب شيء على الله خلافا للمعتزلة الذين قالوا بوجوب بعض الأشياء التي تعد من مقتضى العدل -مثلاً -عندهم ,قال القاضي عبدالجبار:"وأما علوم العدل؛ فهو أن يعلم أن أفعال الله تعالى كلها حسنة، وأنه لا يفعل القبيح، ولا يخل بما هو واجب عليه، وأنه لا يكذب في خبره ولا يجور في حكمه"
وهذا فرع عن مسألة التحسين والتقبيح العقليين التي يقولون بها فما حكم "العقل" بحسنه عندهم أوجبوه على الله عز وجل
أما الأشاعرة فنفوا أن يكون شيء من الأمور واجبا عليه سبحانه بل يقولون إن القيام بمقتضى الحكمة غير واجب عليه
فجوزوا أن يفعل الله تعالى ما هو مفسدة صرفة منافية للحكمة
وكمافي كل شيء تظهر وسطية أهل السنة فإنهم منعوا أن يوجب العقل على الله شيئا بخلاف ما أوجبه الله على نفسه
كما في المثال الذي تفضلتم بذكره
ولكن ما مدلول كون الشيء واجبا على الله تعالى؟
لهم في ذلك أقوال منها ما يقتضي تركه منافيا للحكمة أو يكون ما يلتزمه الله وقدره على نفسه فلا يدعه مطلقا
وإذا عرفت أن من أسماء الله الحكيم عرفت أن قول المعتزلة أقرب للحق في هذا من الأشاعرة وأولى بتحقيق اسم التنزيه في حق الله سبحانه وإن كان كلا القولين مجانفا للصواب
والله الموفق
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 08:22]ـ
أى الكتب فصل الكلام فى هذا؟
أحسن الله إليك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 08:39]ـ
بالنسبة للأشاعرة فالكتب عنهم كثيرة ,كثير من كتب شيخ الإسلام في الرد عليهم وبعض كتب ابن القيم كالصواعق المرسلة
وثم كتابات معاصرة ككتابي العلامة سفر الحوالي وكلاهما على الشبكة
وكتاب الشيخ المبجل عبدالرحمن المحمود= موقف ابن تيمية من الاشاعرة
وغيرها كثير
واما المعتزلة فتفضل هذا الكتاب
http://alagidah.com/vb/showthread.php?t=2735
وبعدذلك يمكن التعمق اكثر بقراءة كتب القوم نفسها
ومن المراجع المهمة الكتب التي جمعت الحديث عن الفرق
وكتب المعاصرين في هذا جيدة ككتاب الجهني وغيره
وثم كتب مشهورة للسالفين كالفرق بين الفرق للبغدادي
وكتاب الملل والنحل للشهرستاني ولابن حزم
ولكن يراعى في قراءة هذه الكتب معرفة عقائد ومناهج المؤلفين
والله الموفق
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 09:07]ـ
وثم كتب مشهورة للسالفين كالفرق بين الفرق للبغدادي
وكتاب الملل والنحل للشهرستاني
ألا ترى أيها الشيخ ُ الفاضل أنَّ: الفَرق بين الفِرق، و المللُ و النحلُ للشهرستاني، من أضعف كتب مقولات العقائد في عزوها إلا أصحابها، خاصة ًما يتعلق ُ بقضايا "اللزوميات"؟
إنَّها قضيّة علميّة، قبل البحث في مناهج العقائديين، خاصة أنهما أشعريان، و بين الأشعرية و المعتزلة خصومة تاريخية خاصة ـ حتى إنِّي أعتقد ُ بأهميّة: إعادة كتابة كتب المنقولات، بالرجوع ِ إلى المصادر الأصليّة ما أمكن.
أسأل ُ الله الذي رفع السماء و خفض الأرض أن يشفيك شفاءً لا مرض بعده، عائداً بقوّة ٍ إلى إخوانك واقفاً على ثغرك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 09:15]ـ
ألا ترى أيها الشيخ ُ الفاضل إنَّ: الفَرق بين الفِرق، و المللُ و النحلُ للشهرستاني، من أضعف كتب مقولات العقائد في عزوها إلا أصحابها، خاصة ً بقضايا "اللزوميات"؟
إنَّها قضيّة علميّة، قبل البحث في مناهج العقائديين، خاصة أنهما أشعريان، و بين الأشعرية و المعتزلة خصومية تاريخية خاصة ـ حتى إنِّي أعتقد ُ بأهميّة: إعادة كتابة كتب المنقولات، بالرجوع ِ إلى المصادر الأصليّة ما أمكن.
أسأل ُ الله الذي رفع السماء و خفض الأرض أن يشفيك شفاءً لا مرض بعده، عائداً بقوّة ٍ إلى إخوانك واقفاً على ثغرك.
أحسن الله إليك يا حبيب لهذا قد قلت:
ولكن يراعى في قراءة هذه الكتب معرفة عقائد ومناهج المؤلفين
والله الموفق
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 09:22]ـ
لا يعنينى كثيرا مذهب مؤلف الكتاب
كتب الملل و الفرق قرأتها جميعا
حبذا لو كتاب مختص بعقيدة المعتزلة بغض النظر عن مذهب الكاتب
أنا أنظر لأدلته فقط لا لترجيحات أى شخص
و لم أجد على صفحة الكتاب المذكور إلا الشكاوى من صعوبة التحميل
شكرا
و فى انتظاركم(/)
حسب قواعد علم الكلام يجب تأويل صفة الحياة
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 02:55]ـ
بسم الله
ما الفرق بين صفة الحياة وكون الله سبحانه موجودا؟
ويلحق به هذا السؤال وهو السبب الاصل: لماذا يثبت الاشاعرة صفة الحياة ولا يؤلونها بالموجود؟
حسب اطلاعي المتواضع لطريقة استدلالهم من خلال بعض ما كتب عنهم لم اجدا سببا مقنعا لاثبات صفة الحياة إلا مجرد الوحي.
ما رأي طلبة العلم بارك الله في اوقاتهم واعمالهم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 07:19]ـ
ليس كل موجود يوصف بالحياة.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 01:28]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان وبارك الله في المشرف الذي حذف تعليق الاخ هداه الله.
حتى أصل الى ما أريد بفضل الله ثم بمساعدتك إن شاء الله أقول:
هل السماوات حية و كذلك الارض؟
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 12:56]ـ
أثبت الأشاعرة صفة الحياة؛ لأنّهم أثبتوا العلم والقدرة والإرادة.
فهم يقولون أنّ هذه الصفات لا يتصف بها إلا حي, ومن هنا ثبتت صفة الحياة. وكما يتضح ذلك بصورة أكبر من خلال تعريقهم لصفة الحياة.
ثم هنا مسألة:
الأشاعرة لا ينركون الإدلة السمعية مطلقاً كالمعتزلة؛ ولكنهم يستدلون بها وفق منهجية لديهم ليس هذا مكان بسطها.
ومما يجلّي هذا الأمر أنّهم يصرحون بأنّ بعض صفات المعاني التي يثبتونها - وهي: السمع والبصر والكلام - دليلها سمعي. كما في شرح الصاوي على الجوهرة صفحة 187.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 04:01]ـ
بسم الله
أثبت الأشاعرة صفة الحياة؛ لأنّهم أثبتوا العلم والقدرة والإرادة.
فهم يقولون أنّ هذه الصفات لا يتصف بها إلا حي, ومن هنا ثبتت صفة الحياة.
هل صفة الحياة عبارة عن هذا المجموع = علم + قدرة + ارادة؟ ... أم ماذا؟
فهم يقولون أنّ هذه الصفات لا يتصف بها إلا حي, ومن هنا ثبتت صفة الحياة.
- يستحيل عقلا وجود خالق بدون قدرة وإلا فلا وجود للخلق (مطلقا)
- يستحيل عقلا وجود خالق بدون علم لكي يخلق خلقا (منظما)
- يستحيل عقلا وجود خالق بدون ارادة لكي يخلق خلقا (منظما) ثم أيضا (مطلقا)
- (لا) يستحيل عقلا وجود (خالق) بدون حياة = ليس من الضروري أن يكون الخالق حيا.
قد يوجد الخالق - عقلا - و لا يوصف (لا بحياة) و (لا بموت).
فالحياة - عقلا - صفة مخلوق صرفاُ (100%).
بعبارة اخرى:
نستطيع اثبات الصفات الثلاثة التالية عقلا: القدرة و الارادة - ثم - العلم
ولا نستطيع اثبات الحياة كما أثبتنا الثلاثة السابقة إلا إذا كانت الثلاث صفات هي الحياة فذلك شئ آخر.
المقصد الحياة صفة ليست ضرورية عقلا واثباتها -عقلا- مكابرة.
الأشاعرة لا ينركون الإدلة السمعية مطلقاً كالمعتزلة؛ ولكنهم يستدلون بها وفق منهجية لديهم ليس هذا مكان بسطها.187.
هذا لا ينفي التشبيه وفق "الضرورات العقلية".
ومما يجلّي هذا الأمر أنّهم يصرحون بأنّ بعض صفات المعاني التي يثبتونها - وهي: السمع والبصر والكلام - دليلها سمعي. كما في شرح الصاوي على الجوهرة صفحة 187.
مجرد اثبات لفظي. السمع والبصر و الكلام ترجع في النهاية الى علم. وقد صرح بعض الاشاعرة بأن السمع والبصر ليسا الا علم!
واثباتها كان مخافة رد النصوص القطعية فوجب "تأويلها". وقد نص على هذه المنهجية أبو حامد الغزالي.
طالما أنك أشعري فهل تدلني على الكتاب برقم الصفحة (*) حيث اجد البرهان على اثبات صفة الحياة؟
(*) هي خدمة منك لانني لا أستطيع البحث في هذه الفترة بسبب ظروف مانعة.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 04:06]ـ
فهم يقولون أنّ هذه الصفات لا يتصف بها إلا حي,
هذا هو الذي أقول: 100%!!
يظهر أننا متفقان على أنها صفة مخلوق!
أعتقد أنني لن أجد شيئا في كتب الاشاعرة إن كان هذا هو برهانهم الوحيد.
عموما يبقى التوثيق الاقوال شيئا مهما.
فهم يقولون أنّ هذه الصفات لا يتصف بها إلا حي,
بعبارة اخرى قياس على المخلوقات لا غير!
وليس بالعقل = لا يوجد لها برهان عقلي كالصفات الثلاث السالفة الذكر.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 04:13]ـ
مجرد اثبات لفظي. السمع والبصر و الكلام ترجع في النهاية الى علم. وقد صرح بعض الاشاعرة بأن السمع والبصر ليسا الا علم!
واثباتها كان مخافة رد النصوص القطعية فوجب "تأويلها". وقد نص على هذه المنهجية أبو حامد الغزالي.
كدت أقول لماذا لا يؤلون الحياة بالوجود مثلما يؤل بعضهم معاني السمع والبصر بالعلم فتذكرت أن سبب ذلك هو التجدد (قيام الحوادث) بينما الحياة ليس في اثباتها تجدد!
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 01:36]ـ
أخي أبا نسيبة بما أنك وصفتني بأني أشعري دعني أجاريك.
وسأبدأ مما تحاول أن تصل إليه:
ليست صفة الحياة عند الأشاعرة مجموع الصفات الثلاث كما قلت في بداية حديثك؛ ولكن:
يلزم لزوماً عقلياً في المتصف بها أن يكون متصفاً بشيء زائد على صفة الوجود وهو ما ثبت بالدليل السمعي أنّه الحياة. وذلك ضرورة أنه: (ليس كل موجود يصح اتصافه بهذه الصفات)
ويمكن لي أن أستدل على ذلك بالسماء والأرض وهو نص كلامك.
وبهذا بطل إمكان وجود خالق لا يتصف بحياة ولا موت.
وحتى لا يقال: ليس للأشاعرة سوى هذا الدليل. فسأقول لك:
قد استدل السعد في شرح المقاصد [4/ 138 - 139] بالكتاب والسنة وإجماع أهل الأديان بإثبات صفة الحياة.
واستدل أيضاً بأنّ صفة الحياة صفة كمال وكل كمال لا يلزم منه مستحيل في حقه تعالى فهو ثابت لله عزوجل.
وهب أن صفة الحياة لا يمكن إثباتها إلا بالدليل السمعي, فكان ماذا؟!!!
هل ننعى على الأشاعرة الاستدلالات العقلية ثم نشنع عليهم عندما يستدلون بالأدلة النقلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 02:07]ـ
ثم أخبرني ما هي الضرورات العقلية التي تقتضي التشبيه بين الأشاعرة والمعتزلة؟
يبدو أن الأخ الفاضل أبانسيبة يغني خارج السرب!!!
ثم أخي الحبيب أنت المطالب بإثبات الدليل والإتيان بالمراجع كي تثبت أن الغزالي أو غيره من أئمة الأشاعرة أولوا صفة السمع أو البصر بالعلم.
وإليك هذا النص من كلام حجة الإسلام الغزالي ففيه عدة دروس لك:
قال رحمه الله في معرض كلامه عن صفتي السمع والبصر:
(فإن قيل: إنّما أريد به العلم؟
قلنا: إنّما تصرف ألفاظ الشرع عن موضوعاتها المفهومة السابقة إلى الأفهام إذا كان يستحيل تقريرها على الموضوع, ولا استحالة في كونه سميعاً بصيراً, بل يجب أن يكون كذلك, فلا معنى للتحكم بإنكار ما فهمه أهل الإجماع من القرآن.)
الاقتصاد في الاعتقاد طبعة دار المنهاج [ص 176].
فهاهوا حجة الإسلام يرد على من أول صفتي السمع والبصر بالعلم.
فأين ما نسبتَه له؟!
فحاول أخي الحبيب - وفقك الله - أن توثق نصوصك إن أردت أن ترقى إلى مستوى الحوار العلمي.
وفي هذا النص بيان شيء من المنهجية الأشعرية في التعامل مع نصوص الصفات.
و بهذا يتبين لنا أنّه ليس في الاستدلال على إثبات الحياة قياس للخالق على المخلوق.
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 02:23]ـ
أشكرك يا أبا المظفر .. بعد الانتهاء مما بين يدي لي عودة إن شاء الله لقراءة ردك النافع - مع بعض التحفظ!
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 06:07]ـ
أنا في الانتظار.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.(/)
ما رأي الشيخ فريد الانصاري في التوسل و الاستعانة بالاموات؟
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 05:56]ـ
بسم الله
أعلم أن الشيخ فريد الانصاري يدافع عن التصوف ولكن ما رأيه في التوسل و الاستعانة بالاموات؟
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 04:58]ـ
يرفع لعل احد الافاضل يجيب .. وللعلم استمعت الى شرحه لاية اياك نعبد واياك نستعين (لا ادري هل اكملته ام لا لوجود صارف) فوجدته ينكر تصرفات قبورية لكن في الحقيقة يمدح الصوفي الزروق وهو ممن يجيز الاستعانة بالاموات. لذلك مجرد شرح آية لا يكفي لمعرفة الجواب ولو كانت فيه اشارات طيبة.
ـ[مصطفى الحسناوي]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 06:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم
وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ أول مشاركة لي بالقول، أن الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله من العلماء المطلعين الملمين، وهو أيضا من الوسطيين الذي يحافظون على مسافة معينة من الخصوم والمخالفين، بقي كذلك الى أن دخل فيما سمي بهيكلة الحقل الديني، فكان أحد رموزه وأقطابه، فأشهر سيف الشدة على المخالفين بل أقرب المقربين، على الطريقة التي ابتدعها ربيع المدخلي، من غير تحر أو تثبت أو عذر، مع فارق أن ربيع المدخلي لا يأخذ بالوسطية لا بمعناها المذموم ولا المحمود.
ولقد شكل كتاب الدكتور الانصاري الموسوم بالأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب انعطافة مفاجئة في طريقة تعاطيه مع المخالفين.
أما بالنسبة لسؤالك أخي الكريم، فأنا لم أقف على رأي الدكتور في المسألة التي ذكرت في أي من كتبه التي قرأت أو محاضراته التي سمعت، لكنه في كتابه المشار إليه آنفا تطرق لنقطتين يمكن أن تساعدنا في استنتاج موقفه
لقد ظل الدكتور الأنصاري وفيا كغيره من الحركيين لوسطيته، (بمعنى إمساك العصى من الوسط إرضاء لجميع الأطراف) فخلال حديثه في الكتاب المذكور عن التصوف، فرق بين التصوف البدعي الفلسفي مشيرا الى ما فيه من جهل وزندقة وشطحات وبدع، لكنه بالمقابل دافع عن المصطلح واصفا إياه بالجامع لمراتب ومقامات ومنازل السلوك الى الله، معتبرا إياه كالاصطلاحات العلمية الحادثة في التاريخ الإسلامي، مدافعا عن التصوف بمعنى الزهد والعبادة والتقرب الى الله مستدلا بكلام لابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
ثم لما تحدث عن العقيدة، أنكر على السلفيين غلوهم في التحقيقات العقدية، منكرا عليهم مخاطبة العوام بما لا يفهمون واستدعاء معارك اندثرت وتصنيف الناس على موازينها، في حين أن المغاربة كما يقول الدكتور، على إيمان الجارية التي قالت أن الله في السماء، فهم على الفطرة السليمة والعقيدة الصافية، ولا حاجة لإدخالهم في هذا الجدل البيزنطي.
ثم لما تحدث عن العقيدة الأشعرية فرق بين الأصلية منها والمحدثة فوصف الأولى بالعقيدة السلفية السليمة، وهي التي وضعها أبو الحسن الأشعري، وانتصر فيها للإمام أحمد في محنته ضد المعتزلة، وهي عقيدة الإمام مالك أيضا، ونصح بأخذها من مصادرها " كالإبانة " وكتاب " شرح عقيدة مالك الصغير " التي أشاد بها ابن تيمية واستشهد بنصوصها، وكتاب " النور المبين في بيان عقائد الدين "، كما أثنى الكتور الأنصاري على كتاب " فتح المجيد " وكتاب " العقيدة الواسطية " و " شرح العقيدة الطحاوية " واصفا إياها بالكتب الصحيحة المليحة.
ثم تحدث عن العقيدة الأشعرية المحدثة ذات الطابع الكلامي والاتجاه التأويلي، مفضلا تسميتها بالجوينية نسبة لمؤسسها أبي المعالي الجويني، الذي اتهمه بالانحراف عن أصول الإمام الأشعري، متهما في الوقت نفسه الغزالي بترسيخ عقيدة التأويل متجاوزا بذلك شيخه إمام الحرمين.
من خلال متابعتي لكثير مما يكتبه الدكتور فريد الأنصاري أو يلقيه من محاضرات، ومن خلال ما عرف عنه من علم وفقه، ومن خلال تفريقه كما لا حظنا بين تصوف وتصوف، ودفاعه عن عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري كما سطرها في الإبانة، واصفا إياها بالعقيدة السلفية الأصيلة السليمة، وتبرئته من الجوينية المحدثة، وإنكاره ما قام به الجويني وبعده الغزالي، من تأويل وجدل كلامي، واستدلاله في كثير من كلامه بكلام ابن تيمية وابن القيم، أستطيع أن أقول أن الدكتور فريد الأنصاري من أبعد الناس تجويزا للاستعانة والتوسل بالموتى، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[موح السوسي]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 08:42]ـ
نحسبه رحمه الله سليم العقيدة ولا نزكي على الله أحدا, والشيخ كما ذكر الإخوان له منهج فريد في تقرير العقيدة يركز على القيمة الجمالية والروحانية, ويكره الجدل وإدخال علم الكلام في علم العقيدة, أما ما يخص موضوع التوسل والاستغاثة, فأحيلك على مقالات متتالية نشرها قبل خمس سنوات في مجلة البيان التي يصدرها المنتدى الإسلامي, وهي سلفية العقيدة, وستفيدك في هذا الموضوع, واعتمد فيما قرره هناك على كلام ابن تيمية ومن على شاكلته رحمهم الله. والرجل له أسلوب متميز وخاصة في باب العقيدة. رحم الله الشيخ وغفر له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 12:29]ـ
و هل كل من دافع عن صوفية يكون قبوريا؟ بل هل كل متصوف قبوري؟؟ ...
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 08:21]ـ
و هل كل من دافع عن صوفية يكون قبوريا؟ بل هل كل متصوف قبوري؟؟ ...
أظن أخي القاضل:
أن الطرح العشوائي لمسائل المخالفين، والردود المتسلسلة على الأفكار أخلطت الأوراق أمام طالب العلم.
فجعلته يربط الأمور
فإذا سمع: فلان زاهد، ألحقه بالتصوف
وإذا كان متصوفا أصبح قبروي
ومن ثم فهو: خرافي.
...................
وكل من أثنى عليه بعدها: يلحق به
.................
وإذا أنكر عليه أحدهم: قيل بأنه منهم
..................
أسأل الله أن يرزقنا علماء ربانيين يعلموننا صغار المسائل قبل كبيرها.
...............
ومعذرة لصاحب الموضوع، خرجت عن فكرته.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 08:45]ـ
و هل كل من دافع عن صوفية يكون قبوريا؟ بل هل كل متصوف قبوري؟؟ ...
يعتمد هذا على دلالة مصطلح (تصوف) عند المخاطِب ومدى توافقها مع دلالة المصطلح -نفسه- عند المخاطَب فما رأي الأستاذ ..
ـ[الشيشاني]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:23]ـ
قال الشيخ - رحمه الله تعالى - في كتاب "الأخطاء الستة للحركة الإسلامية في المغرب" ص 119، وهو يتحدث عن الحركة السلفية الأولى بالمغرب:
" كما أبلت البلاء الحسن في تصحيح العقائد والشرائع، من توحيد وعبادات. وكان لها الفضل الأكبر في محاربة المظاهر الشركية، من الذبح لغير الله، والاستغاثة بغير الله، والتوعية بخطورة ذلك كله. وكذا محاربة مظاهر الشعوذة والخرافة والدجل، التي خدعت الناس باسم "الولاية الصوفية" و"المشيخة الطرقية"، زمنا طويلا. والتصوف السني الأصيل منها براء! ".
ـ[الشيشاني]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 11:16]ـ
وقال رحمه الله تعالى في كتابه "الفطرية" ص 129 - 130 ط. دار السلام:
"الالتزام الثالث: مقاطعة آلهة العصر الأربعة: وأولها الشركيات والخرافيات ...
(ثم قال) فأما الشركيات والخرافيات فهي المعتقدات الباطلة، التي تخرم إخلاص الدين لله وتعكر صفاء التوحيد، والتي ما تزال تعم بها البلوى بين كثير من الناس اليوم، خاصتهم وعامتهم، فتخرم إخلاصهم وتشوه فطرتهم وتخرب دينهم، عقيدة وعملا.
والبراءة منها تكون بعدم اعتقاد تأثير أحد غير الله في الكون وسائر الخلائق، نفعا أو ضرا، ثم عدم التوجه إلى أحد سواه بالاستعانة والدعاء رغبا أو رهبا، وذلك هو الإخلاص الذي أمرنا الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – باعتقاده ومجاهدة النفس للتحقق بمقتضياته العملية والخلقية ...
(ثم قال بعد قليل) كما يتحقق ذلك بإفراده وحده سبحانه بالعبادة والاستعانة والتوجه إليه وحده بالطلب والرغب، لا إلى أحد من خلقه، مهما علت منزلته عند الله، سواء في ذلك الأنبياء والصديقون والملائكة المقربون، والأولياء الصالحون، وكذلك الأموات والأحياء، والإنس والجن، فكلهم جميعا عبيد لله، فقراء إليه تعالى، ولا أحد منهم يغني عن أحد من الله شيئا ... (ثم ساق الآيات الثلاث 55 - 57 من سورة الإسراء) ".
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 08:34]ـ
قال الشيخ - رحمه الله تعالى - في كتاب "الأخطاء الستة للحركة الإسلامية في المغرب" ص 119، وهو يتحدث عن الحركة السلفية الأولى بالمغرب:
" كما أبلت البلاء الحسن في تصحيح العقائد والشرائع، من توحيد وعبادات. وكان لها الفضل الأكبر في محاربة المظاهر الشركية، من الذبح لغير الله، والاستغاثة بغير الله، والتوعية بخطورة ذلك كله. وكذا محاربة مظاهر الشعوذة والخرافة والدجل، التي خدعت الناس باسم "الولاية الصوفية" و"المشيخة الطرقية"، زمنا طويلا. والتصوف السني الأصيل منها براء! ".
وقال رحمه الله تعالى في كتابه "الفطرية" ص 129 - 130 ط. دار السلام:
"الالتزام الثالث: مقاطعة آلهة العصر الأربعة: وأولها الشركيات والخرافيات ...
(ثم قال) فأما الشركيات والخرافيات فهي المعتقدات الباطلة، التي تخرم إخلاص الدين لله وتعكر صفاء التوحيد، والتي ما تزال تعم بها البلوى بين كثير من الناس اليوم، خاصتهم وعامتهم، فتخرم إخلاصهم وتشوه فطرتهم وتخرب دينهم، عقيدة وعملا.
والبراءة منها تكون بعدم اعتقاد تأثير أحد غير الله في الكون وسائر الخلائق، نفعا أو ضرا، ثم عدم التوجه إلى أحد سواه بالاستعانة والدعاء رغبا أو رهبا، وذلك هو الإخلاص الذي أمرنا الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – باعتقاده ومجاهدة النفس للتحقق بمقتضياته العملية والخلقية ...
(ثم قال بعد قليل) كما يتحقق ذلك بإفراده وحده سبحانه بالعبادة والاستعانة والتوجه إليه وحده بالطلب والرغب، لا إلى أحد من خلقه، مهما علت منزلته عند الله، سواء في ذلك الأنبياء والصديقون والملائكة المقربون، والأولياء الصالحون، وكذلك الأموات والأحياء، والإنس والجن، فكلهم جميعا عبيد لله، فقراء إليه تعالى، ولا أحد منهم يغني عن أحد من الله شيئا ... (ثم ساق الآيات الثلاث 55 - 57 من سورة الإسراء) ".
جزاك الله خيرا يا أخي الكريم شيشاني وبارك فيك
لقد اجبت عن سؤالي.
وأشكر جميع الاخوة. مع التذكير بأن السؤال كان عن شئ واحد اوشيئين: التوسل والاستعانة بالاموات. لا عن التصوف أو عقيدة الشيخ رحمه الله ككل. مع العلم أنني لا أعرفه قط إلا انني وجدت احد الذين يميلون للتصوف وليس بصوفي يستشهد به وباستشهاده بابن زروق زاعما أنه من مجددي أو مصححي مسيرة التصوف. وهذا الاخير يجيز الاستعانة بالاموات فماذا صحح؟
التصوف الفلسفي؟ هذا ما زاده الصوفية عن مشركي قريش!
بقى تصوف الواسطة. وهذا يتساوى فيه مشركي قوم نوح وقريش مع الصوفية القبورية*.
* التصوف اليوم = عبادة الاموات. اما الشاذ عن القاعدة اليوم فلا عبرة به. وبالمناسبة أين هم هؤلاء الشواذ. أقصد هل يوجد اليوم علم صوفي يحرم سؤال الاموات؟(/)
«أخطر دعوة معاصرة الدعوة إلى وحدة الأديان»، لشيخِنا العلَّامة عبد الرَّحمن البَرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 08:51]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن الدين عند الله الإسلام ولا يقبل دينا سواه، وقد بعث الله به رسله من أولهم إلى آخرهم، فدين الرسل واحد وهو الإسلام الذي حقيقته عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسله؛ فأتباع موسى وعيسى عليهما السلام على دينهما قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الإسلام قال تعالى: ? فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ? [آل عمران 52] وقال تعالى عن أهل الكتاب: ? وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ ? أي القرآن ? قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ? [القصص 53].
ولما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نسخ الله بشريعته شرائع من قبله من الأنبياء فلم يكن على الإسلام الدين الحق إلا مَن آمن به واتبعه فكل من لم يؤمن به ويتبع شريعته من اليهود والنصارى وغيرهم فهو كافر مستحق للخلود بالنار إذا مات على ذلك كما في الحديث الصحيح: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار» [أخرجه مسلم].
وأصل هذا أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الناس قال الله تعالى: ? قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ? [الأعراف 158] وقوله: ? وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ? [الأنبياء 107] وقوله: ? وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ? [سبأ 28] وقال صلى الله عليه وسلم: «وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة» [أخرجه البخاري]، وهذا الأصل من ضروريات الدين؛ فمن اعتقد أن أحداً يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر.
ومن المعلوم أن كفر اليهود والنصارى مضاعف؛ فاليهود كفروا بقتل الأنبياء وتكذيبهم وتحريف التوراة ثم كفروا بتكذيب المسيح عليه السلام وقتله بزعمهم ثم بتكذيب خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وكفر النصارى بقولهم إن الله هو المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وقولهم إن الله ثالث ثلاثة ثم كفروا بتكذيب خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا مستقر في عقيدة المسلمين من بعثت خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم لا يشكون في هذا ولا يختلفون فيه. فجميع المسلمين يدينون بمعنى قوله تعالى: ? وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? [آل عمران 85].
ولم تزل عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين أصلاً من أصول الدين أسوة بخليل الله إبراهيم عليه السلام، وخليل الله محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين، قال تعالى: ? قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ... ? [الممتحنة 4] وقال تعالى: ? ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? [النحل 123].
وقد حدث في هذا العصر دعوتان، إحداهما طريق إلى الأخرى:
1 - دعوة التعايش بين المسلمين والكفار أو السلام العالمي المزعوم الذي مضمونه من قبل المسلمين التنازل عن الجهاد لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الله بل التنازل عن بغض الكفار والبراءة منهم ومن دينهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الدعوة إلى التقريب بين الملل الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام وعقد الوحدة بينها والدعوة إلى احترامها لأنها عند أصحاب هذه الدعوة أديان سماوية وطرق موصلة إلى الله وموجبة للنجاة والفوز بالآخرة، بل فوق ذلك من يصحح جميع الأديان أديان المشركين وأهل الكتاب، وهذا يتفق مع مذهب أصحاب وحدة الوجود، ولكن الدعوة الرائجة التي تلتبس على كثير من الناس هي دعوة الوحدة بين الملل الثلاث والتعايش بينهم، ولهذه الدعوة مؤسسات وجمعيات من المسلمين واليهود والنصارى، ومن المقترحات لهذه الدعوة إصدار المصحف والتوراة والإنجيل في كتاب واحد، وبناء مجمع يضم المعابد الثلاثة.
وأصل هذه الدعوة من عصبة الأمم التي صارت بعد ذلك هيئة الأمم فإن التعايش والتسامح من أهم مرتكزات وأهداف ميثاق هيئة الأمم فالدعوة إلى الوحدة بين الملل الثلاث متفرعة عن هذا الميثاق.
وأما الحوار مع الكفار لبيان أن الإسلام هو الدين الحق الذي يجب اتباعه، وأنه سبب النجاة من عذاب الله والفوز بالجنة والنجاة من النار، وبيان بطلان الشرك بأنواعه ومنه التثليث الذي تقوم عليه عقيدة النصارى فالحوار معهم لهذه الغاية حق مشروع وهو من أنواع الجهاد ويبين ما تقوم عليه عقيدة الإسلام من التوحيد وإخلاص ا لدين لله وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ووجوب اتباعه فإن هذا هو أصل الدين ومداره، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قال تعالى: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ? [المائدة 64]، وقوله: ? يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? [المائدة 19].
ولا يجوز أن يقتصر في مجادلتهم على بيان ما في الإسلام من الأخلاق الكريمة والشرائع القويمة والفضائل والكمالات فإنه لو التزم بها فرد أو مجتمع من غير أن يقر بأصل الدين لم تنفعه إلا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق وقد أمر الله تعالى بمجادلة أهل الكتاب وغيرهم بالتي هي أحسن، قال تعالى: ? ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ? [النحل 125]، وقال تعالى: ? وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ? [العنكبوت 46].
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بدعوة اليهود والنصارى إلى التوحيد فقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ? [البقرة 21 - 22]، وقال تعالى: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ? [المائدة 64].
نسأل الله أن يبصرنا بالدين وأن يعزالإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين ويدمر أعداء الدين فإنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
حرر في 16/ 6 / 1431
عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ البَرَّاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 08:52]ـ
المصدر: موقع شيخنا الرَّسمي.
http://albrrak.net/index.php?option=content&task=view&id=19385
ـ[المحبرة]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 09:16]ـ
جزاكم الله خيرا
ولنا عودة لقراءة الموضوع لأهميته
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 09:44]ـ
وجزاكُم اللَّهُ خيرًا، وباركَ فيكُم، وأعانكُم.
للنشر:
ـ[تيم الله]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 10:13]ـ
وقد حدث في هذا العصر دعوتان، إحداهما طريق إلى الأخرى:
1 - دعوة التعايش بين المسلمين والكفار أو السلام العالمي المزعوم الذي مضمونه من قبل المسلمين التنازل عن الجهاد لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الله بل التنازل عن بغض الكفار والبراءة منهم ومن دينهم.
2 - الدعوة إلى التقريب بين الملل الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام وعقد الوحدة بينها والدعوة إلى احترامها لأنها عند أصحاب هذه الدعوة أديان سماوية وطرق موصلة إلى الله وموجبة للنجاة والفوز بالآخرة، بل فوق ذلك من يصحح جميع الأديان أديان المشركين وأهل الكتاب، وهذا يتفق مع مذهب أصحاب وحدة الوجود، ولكن الدعوة الرائجة التي تلتبس على كثير من الناس هي دعوة الوحدة بين الملل الثلاث والتعايش بينهم، ولهذه الدعوة مؤسسات وجمعيات من المسلمين واليهود والنصارى، ومن المقترحات لهذه الدعوة إصدار المصحف والتوراة والإنجيل في كتاب واحد، وبناء مجمع يضم المعابد الثلاثة.
الخطورة الحقيقية ليست في الدعوة الثانية (وإن كانت أخت الأولى) بشكلها الفج هذا، فهي مكشوفة، وغالبية المسلمين وإن كان تدينهم مجرد موروث شكلي لا يمت للإسلام بصلة فهم سيرفضونها بشكلها هذا المباشر (ليسوا مستعدين بعد)، ومنهم طبعاً من سيتبناها، بل هناك من يتبناها فعلاً وإن لم يوجد مصحف موحّد ومعبد موحّد بالشكل الظاهر.
ليس بالضرورة إصدار مصحف موحَّد، ولكن يكفي -حالياً على الأقل- مثلاً إصدار منهج دين جديد في كل دولة، مثل ما جاء في حلقة تغيير المناهج الدينية في مصر، في برنامج "سهرة مع خالد عبد الله"، حيث أوضح الضيوف بأن القائمين على مشروع تغيير المناهج قاموا بحذف نسبة كبيرة من منهاج الدين لجميع المراحل الدراسية وقاموا بالمقابل بزيادة نسبة المادة التي تتحدث عن الفراعنة (طمس الهوية الإسلامية وإحلال الهوية الوطنية بدلاً منها)، وكذلك تحدثوا عن كتاب واسمه (الأخلاق)، بمعرفة ومشاركة مفتي الديار المصرية علي جمعة، ويهدف إلى التركيز على الأخلاق باعتبارها سمة إنسانية مشتركة بين جميع الأديان يجب الحض عليها، وفي هذا الكتاب لا يتم ذكر أي عَلَم إسلامي أو نصراني أو يهودي عند ذكر القصص التي فيها عبر أخلاقية، ولكن يستعاض عن اسم العَلَم بلقب "رجل صالح"، فبدل أن يقال قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكذا وكذا يقال قام رجل صالح! فتأملوا .. !
رابط للحلقة:
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=162046
( بالمناسبة شاهدت من أشهر جلسة أسئلة تم عرضها في مؤتمر (كلمة سواء) في أمريكا، للتقريب بين المسلمين والنصارى، والذي شارك فيه المفتي علي جمعة والداعية عمرو خالد وثلة من الدعاة، فسأل أحد الحاضرين المفتي وقال له: "قمتم بتسمية المؤتمر "بكلمة سواء" كدعوة للتقريب بين المسلمين والنصارى، وهذا العنوان مغرّر -قال هذا بشكل غير مباشر- فلماذا لا تكمل بقية الآية"؟ فردّ المفتي -وقد فهم مرمى السائل-: "نعم سأكمل الآية ولماذا لا أكملها، وفعلاً أكملها (ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله .. ) ثم قال -مستنكراً- بعد أن انتهى "وهل ترى بيننا في القاعة من يُشرك بالله أو من يقول أنه مشرك ويعترف بالشرك"!!! طبعاً القاعة كانت مليئة بالنصارى سواء الذين كانوا يجلسون مع المفتي من القساوسة ورجال الدين النصراني أو من الحضور!)
(يُتْبَعُ)
(/)
حقيقةً .. الدعوة الأولى هي الخطيرة والسرطانية الخبيثة، حيث تهدف إلى خلق جيل جديد يلغي مفهوم الكفر والتكفير والولاء والبراء والجهاد، ويدعو إلى عالم واحد ورب واحد (مُختلَق) ونبذ الحكم على الناس باعتبار أن الله تعالى سيحكم بين الجميع في الآخرة. واعتبار كل مؤمن "بالله" وإن كان نصراني أو يهودي هو مؤمن ما لم يكن مستكبر ومحارب ومجرم (هذه الدعوة موجودة حالياً).
ودعوة التقريب بين الأديان هذه بهدف طمس معالم الإسلام في قلوب المسلمين، هي التي قد تمهد لأختها التي تدمج الإسلام صراحة مع باقي الأديان فيصبح لدينا كتاب موحّد ومعبد موحّد، وبكل الأحوال سيكون الخيار متاح لجميع الناس، من شاء أن يحافظ على إسلامه ومسجده سيتم هذا له ولكن على أن يكون الإسلام "إسلام جديد أعور"، ومن أحبّ أن يندمج في الدين الموحّد والمعبد الموحّد فمرحباً به كذلك.
الخطوات الحالية تقوم بتشويه مفاهيم الإسلام الحق، وحصرها في زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام وحرف معناها، وتنفير المسلمين -والعالم أجمع- منها تمهيداً لإلغائها تماماً، بالنتيجة سيكون لدينا إسلام جديد .. إسلام المسيح الدجال الذي سيُفتن فيه كل من زهد بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وقلّل من شأنها.
الكثير من الدعاة يتجهون بهذا الاتجاه وبقوة .. شعروا أو لم يشعروا، وهم من الدعاة على أبواب جهنم الذين سيلقون كل من أجابهم في النار، والله أعلم.
هناك تحركات سياسية بهذا الاتجاه، وكلنا يراها.
هناك تحركات قوية كذلك باتجاه ما يسمى "العصر الجديد" New Age وإنسان العصر الجديد (الكوني)، الذي يؤمن بالوعي الكوني، والتي تفسر الدين عموماً وتفسر الإسلام بشكل مغاير عن الإسلام الذي نعرف.
ومن رواد هذه الحركة في العالم العربي المدعوة (مريم نور) التي تعلمت على يد الهندي (أوشو)، وهي تزعم -بحسب فهمها- بأنها مسلمة، وحقيقةً هذه الدعوة خطيرة ومؤثرة، لأنها تقوم على معلومات حقيقية (تتعلق بالطاقة الكونية) ولكن يتم بلورتها بصورة غير صحيحة تفتن الناس في أنفسهم وفي دينهم. وما لم نفهم حقيقة هذه الدعوة فنميز بين ما هو صحيح وبين ما هو باطل، ليكون تحذيرنا دقيقاً وعلمياً فقد نفتن نحن المسلمين في دينهم، وندفعهم نحو هذا التوجه، الذين كثر دعاته من المسلمين.
ما أريد قوله .. هناك أكثر من جماعة، وأكثر من حركة وأكثر من توجه، وليسوا بالضرورة أن يكونوا جميعاً متآمرين، لا! ولكنهم يلتقون جميعاً بالمحصلة في بوتقة واحدة ويعملون لصالح دعوة واحدة، ودين واحد .. دين المسيح الدجال.
نحن بصدد دعوة خبيثة وخطيرة .. وفاتنة جداً! ما لم نعي بدقة وبهدوء ما يجري، ونمسك بعون الله تعالى بجميع الخيوط المتفرقة والمتشابكة، فقد نساهم من حيث لا نشعر في دفع الناس نحوها بدل تحذيرهم. والله المستعان.
ـ[المحبرة]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 03:40]ـ
نسأل الله أن يجزي الشيخ عبد الرحمن البراك خير الجزاء
وبارك الله في الناقل(/)
كاس العالم / من اكبر الفرص السانحة للتعريف بالاسلام ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 11:40]ـ
لا شك أن ايام كاس العالم لكرة القدم من اكبر المواسم الدعوية للتعريف بالاسلام ..
فلو قمنا بطباعة نشرة تعريفية مختصرة جداًّ على ظهر جداول فعاليات كاس العالم، ثم قمنا بتوزيعها على الجاليات غير المسلمة، أو في دولٍ غير مسلمة لكان لذلك ابلغ التأثير في التعريف بدين الله عزوجل
وهذا نموذج تمثيلي لرسالة مختصرة فيها تعريف مختصر بالإسلام وحث على التعرف عليه ثم دلالة على بعض المواقع الداعية إلى الإسلام باللغة الإنجليزية
*********
Excuse me!!
Would you stop for a moment?!
O...man...Haven't you thought-one day- about yourself ?
Who has made it?
Have you seen a design which hasn't a designer ?!
Have you seen a wonderful,delicate work without a worker ?!
It's you and the whole universe!..
Who has made them all ?!!
You know who ?.. It's "ALLAH",prise be to him.
Just think for a moment.
How are you going to be after death ?!
Can you believe that this exact system of the universe and all of these great creation will end in in nothing...just after death!
Have you thought, for a second, How to save your soul from Allah's punishment?!
Haven't you thought about what is the right religion?!
Read ... and think deeply before you answer..
It is religion of Islam.
It is the religion that Mohammad-peace upon him- the last prophet, had been sent by.
It is the religion that the right Bible- which is not distorted-has preached.
Just have a look at The Bible of (Bernaba).
Don't be emstional.
Be rational and judge..
Just look..listen...compare..and then judge and say your word.
We advise you visiting :
ـ[ناقل خير]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 04:39]ـ
بوركت ..
مشروع (اكتشف الإسلام في المونديال)
http://www.imanway.com/vb/showthread.php?45548-%E3%D4%D1%E6%DA-%C2%CE%D1-(-%C7%DF%CA%D4%DD-%C7%E1%C5%D3%E1%C7%E3-%DD%ED-%C7%E1%E3%E6%E4%CF%ED%C7%E1-)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 12:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين "
http://img10.imageshack.us/img10/1474/2010collagepsd.jpg
يسر المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ودعوة الجاليات بحي الروضة بالرياض أن يقدم لكم المشروع الدعوي الضخم
http://img243.imageshack.us/img243/7228/worldcup.jpg
مشروع توزيع الكتب الإسلامية على زوار كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وذلك بالتعاون مع السفارة السعودية هناك
فلم يكتفي المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بحي الروضة بالرياض بنشاطة الداخلي المميز بل أمتد ليشمل مناسبات عالمية وذلك خلال فعاليات كأس العالم 2010
http://img18.imageshack.us/img18/9646/discover20islampsd.jpg
حيث يقوم المكتب التعاوني بالروضة ممثل في فريق جوال الخير بالتعاون والتكامل والتنسيق مع سفارة المملكة العربية السعودية بجنوب أفريقيا بتوزيع الآتي:
1. الإصدار الإنجليزي الأول لغير المسلم حيث طبع أكثر من (50.000) سي دي وهو خاص لمستخدم الجوال حيث يحتوي على تطبيقات ومرئيات وصوتيات مميزة.
2. (20.000) سي دي يحتوى على ملفات صوتية ومرئية وكتب الكترونية، بعنوان (اكتشف الإسلام Explore Islam)
3. (55.000) نسخة من كتاب (الإسلام هو).
4. (55.000) نسخة من كتاب (الدين الصحيح).
5. (55.000) نسخة من كتاب (الدليل المختصر).
6. (55.000) مطوية بعنوان (مقدمة إلى الدين الإسلامي)
للأستفسار
الأتصال من السعودية /
0553141277
0558118112
ثابت / 012492727
فاكس / 012401157
الأتصال من خارج السعودية /
00966553141277
00966558118112
ثابت / 0096612492727
فاكس / 0096612401157
سيستمر أرسال الكتب الإسلامية بإذن الله طوال فعاليات كأس العالم فكلما تجمع مبلغ يتم طباعة الكتب وأرسالها الى جنوب أفريقيا فساعدونا بدعمكم
لدعم المشروع والتبرع عن طريق الصراف الآلي
(يُتْبَعُ)
(/)
(عند التحويل سيظهر أسم المكتب على شاشة الصراف)
حساب مصرف الراجحي
(204608010109084)
حساب بنك البلاد
(999300000690002)
وللتبرع من خارج السعودية هذا هو رقم الحساب الدولي في بنك الراجحي
SA 2680000204608010109084
منقول من (أنا المسلم)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 01:04]ـ
شاشات عملاقة بجوار ملاعب المونديال للتعريف بالإسلام والمملكة
الرياض: تستعد الندوة العالمية للشباب الإسلامي لإقامة معارض ثابتة بجوار الملاعب العشرة التي تم تحديدها لإقامة مباريات كأس العالم عليها في خطة متكاملة للمشاركة في بطولة كأس العالم التاسعة عشرة التي انطلقت أمس الجمعة في جنوب إفريقيا للتعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية، بمشاركة نحو 50 داعية من جنوب إفريقيا.
وبحسب جريدة "سبق" السعودية، تضم هذه المعارض مجسمات ولوحات ضخمة للحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى لتعريف الجماهير بالأماكن المقدسة للمسلمين وتتضمن المعارض كذلك التعريف بدور المملكة حكومة وشعباً في خدمة الإسلام والشباب المسلم، كما تتضمن مساحات للتعريف بالجوانب المشرقة للحضارة الإسلامية وإسهامها الفاعل في نهضة البشرية على جميع الأصعدة العلمية والعمرانية والاجتماعية وغيرها، وفي مجالات حقوق الإنسان وحقوق المرأة وتعزيز السلام العالمي ونحو ذلك.
إضافة إلى استئجار لافتات وشاشات عرض عملاقة في الشوارع والميادين وبجوار الملاعب التي تقام عليها البطولة للتعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية إلى جانب توزيع كتيبات دعوية للتعريف بالإسلام وموقفه من عدد من القضايا مثل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحوار مع الآخرين، وتوزيع أقراص ممغنطة و"بروشورات" تعريفية باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، إذ سيتم توفيرها في قاعات الاستقبال في معظم الفنادق وعلى الفرق والجماهير، إضافة إلى هدايا عينية رمزية مثل القمصان والقبعات والمظلات التي طبعت عليها عناوين مواقع الندوة في الإنترنت وهي مواقع دعوية باللغات الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية.
الأحد , 13 - 6 - 2010
شبكة محيط(/)
تجزئة السلفية!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 12:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تجزئة السلفية!
من مزعجات الوقت ومنغصاته زيادة على ما تعانيه الأمة من ضعف وهوان ترديد بعض الغافلين أو المستغفلين لشبهات دخلت علينا مؤخرا، وقد كنا قبل بمنأ عنها!
شبهات كثيرة تصب في صالح العدو سواء الكافر أوالمنافق، وتزيد الخرق!
ومن تلك الشبهات التي ابتلينا بها تعدد أسماء السلفية وأنماطها!
فمن سلفية جهادية إلى سلفية علمية وسلفية حركية وسلفية العقيدة وسلفية المنهج والسلفية القدييمة أو الجمودية والسلفية الحديثة .. الخ الخ الخ من تلك التسميات العجيبة التي لم نعتد على سماعها من قبل!!
ولا شك أن الذي روج لهذه السلفيات المتعددة وبثها هو العدو المخالف (سواء العدو الكافر أو العدو المنافق) لأغراض خبيثة منها:
1 - إلباس السلفية لباس التعددية وإخراجها عن المنهج الواحد ذي الأصول والقواعد الثابتة التي تغيرها محدثات العصر ولا مغرياته، والتعددية تعني تفتيت المسلمين وشرذمتهم وتحزيبهم وإضعافهم. وقد نهى الله المؤ والتعددية مبدأ ليبرالي غربي، وقد نهى الله المؤمنين عن مشابهة الكفار في هذا الأمر في قوله: ((وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)). وأبان –سبحانه- أن الفرقة والتنازع سبب للفشل والضعف، وهو ما يريده عدو السلفية .. يقول تعالى: ((وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))
2 - إدخال من يخالف المنهجالسلفي في أصل أو أكثر تحت مظلة السلفية بقرينة الاسم المفرغ منالحقيقة، أو من جزء منها!!
فيدخلون القاعدةالتكفيرية تحت مسمى السلفية الجهادية، ويدخلون الإخوان تحت مسمى السلفية الحركية، ويدخلون العصرانيين (وهم غالبا ممن كان قريبا من الجادة ثم تحول عنها) تحت مسمىالسلفية الحديثة أو سلفية المنهج وهلم جر!!
حتى يختلط الحابل بالنابل ولا يستطيع المسلم أن يتبين الحق في خضم هذاالتسميات المتلاطمة والمتضاربة!
3 - اضعاف السلفية الصحيحة بإدخالها تحت مسمى منفر كقولهم السلفية القديمة أو الجمودية أو العلمية، ويقابلونها بسلفية المنهج أو السلفية الحركية أو سلفية الجهاد إيهاما للعامة أن السلفية العلمية بعيدة عن هموم المسلمين وبعيدة عن قضاياهم، وأنها لا تهتم بفريضة الجهاد، وأنه لا دور لها سوى الانكباب على المتون العلمي، وهذا يسبب نفورا من السلفية الصحيحة وابعاد للعامة عنها وايغار الصدور على من يعنونه بها، أو يحملها.
ومن هنا يظهر لنا مسيس حاجة المسلمين لإيضاح حقيقة السلفية وتنقيتها عن كل ما ألصق به ومن ألحق بها وهي منه براء.
وإعادة الناس للمحجة البيضاء التي تركنا عليها نبي الهدى، وتجلية حال هذه الجماعات المتسلفة كذبا وزورا كي لا يخدع عامة الناس بهم
ولن يقوم بهذه التنقية والتجلية والكشف سوى طلاب العلم المؤصلين فهم أكثر الناس تكليفا ليهبوا لنجدة عامة المسلمين من أتون التخبط، ولينفوا عن هذا الدين غلوا الغالين، وانتحال المبطلين.
كما أنه يتعين على بعض لغافلين من الدعاة وطلاب العلم المندفعين خلف الأسماء المرديين لشبهات الآخر (المخالف) من حيث لا يعلمون، أن يعودوا للراسخين في العلم كي يستجلوا الأمر ولا يكون بوقا يبث شبهات من لا يريد بنا خيرا.
وصلى الله وسلم على نينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 01:06]ـ
جزاك الله خيرا
وفي هذا يقول وينكر شيخنا المقدم على من يقول سلفية الاسكندرية
يقول هل السلفية فيها قطرية يُقال سلفية الاسكندرية وسلفية الكويت مثلا!
ـ[علي ابن عمر]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 01:10]ـ
االمشاركة متناقض فمن حديث عن مؤامرة الغرب في تقسيم السلفية
الى محاولة فرز من صاحب المشاركة دون أن يبين لنا ماهي السلفية الصحيحة حسب رأيه؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 08:23]ـ
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك أنه ليس كل المنتسبين إلى السلفية على الجادة والصواب في سائر القضايا العلمية والعملية، ولا يوجد - خلا المعصوم صلى الله عليه وسلم - من هو على الصواب في كل شيء!!! ومن هؤلاء المنتسبين إلى السلفية في زماننا طوائف وجماعات شتى كما هو معلوم، يختلفون اختلافات منها ما هو خلاف اجتهادي فرعي ومنها ما هو منهجي أصلي يصل إلى درجة الخلاف في قضايا كلية في الاعتقاد كقضايا الإيمان والكفر!
فإن قيل إن هناك مدرسة منتسبة إلى السلفية اسمها مدرسة الإسكندرية (مثلا)، تختلف معها مدرسة أخرى منتسبة إلى السلفية كذلك اسمها مدرسة كذا (نسبة إلى مكان ينتشرون فيه أو إلى شيخ تلقوا عنه منهجهم)، فلا يُنكر على هذا القائل ويقال إنه يجزئ السلفية! وإنما هو يصنف المنتسبين إلى السلفية لا أنه يعدد وجوه السلفية نفسها .. فليتنبه لهذا الفرق الدقيق.
ولبيان هذا المعنى، نقول وبالله المستعان:
لا شك في أن من التلبيس على العوام أن يُنسب الجميع إلى السلفية بإضافة صفة زائدة (كقولهم الجهادية أو الحركية أو العلمية أو نحو ذلك) تعبر عن وجه اختلاف هذه الطائفة أو تلك عما سواها من الطوائف المنتسبة إلى السلفية .. إذ السلفية كمهنج لا يتجزأ والحق لا يتعدد ولا ريب .. وإنما الذي يتعدد هو أفكار ومناهج هؤلاء المنتسبين إليها من طوائف وجماعات شتى، قد تكون الواحدة منها ليست - في الحقيقة - إلا شيخا في مسجد أو زاوية ومعه تلامذته يقلدونه في كل شيء على أن هذه هي السلفية وهي الإسلام كما أنزله الله، ويقولون نحن سلفيون! وهؤلاء الموصوفون بالسلفية الكذا والسلفية الكذا في تصانيف بعض الكتاب قد يكون منهم طوائف خارجية محضة أو مرجئة محض الإرجاء أو غير ذلك!! ولكن جهل الجاهلين في إطلاق التصنيف لا يسقط أصل مشروعية التصنيف نفسه عند الحاجة إليه ..
(ومن هذه البابة العلمية نفسها ما دعانا إلى تصنيف المذاهب الفقهية في أهل السنة فنقول هذا حنبلي وهذا مالكي وهذا شافعي وكذا .. )
فإذا ما دعت الحاجة العلمية (من بحث ودراسة) أو الدعوية (لتنبيه صغار الطلبة وتحذيرهم من مخالفات بعض المشايخ المتبوعين) وأراد الباحث أو طالب العلم أن يدرس الفروق المنهجية والفكرية بين تلك الطوائف في سياق الطرح العلمي والمناقشة العلمية المتخصصة في العقيدة أو فقه السياسة الشرعية - مثلا - فله أن يميزهم بوصف جامع. ولا يلزم من ذلك "التصنيف" جعلهم فرقة مبتدعة ضالة هالكة ولابد كما يغلو أولئك الجراحون الذين أدخلوا بعض طوائف أهل السنة في الفرق المارقة والهالكة بما قد لا يستوجب ذلك، إذ كل مخالفة تقدر عند أهل العلم والإنصاف بقدرها، والأمر مقيد كما تقدم بحدود دعوى الحاجة العلمية للدراسة والنقد والتحليل، ومن ثمّ النصح والتوجيه لطلبة العلم. فإن أراد الدارس أن يثبت كونهم من عموم أهل السنة، وأن ما فيهم من موافقة للخوارج (خارجية) أو المرجئة (إرجاء) أو غيرهما من الفرق = لا يخرجهم من عموم أهل السنة (على غرار تفريق علماء السلف بين الجهمي ومن فيه تجهم، والمرجئ ومن عنده إرجاء وهكذا)، فلا نشاححه في الاصطلاح إن اتفقنا معه على ما تقدم بيانه من المعاني، وإلا فإن خشي من التلبيس واختلاط المفاهيم من قوله (سلفيون فيهم إرجاء) أو (سلفيون فيهم كذا وكذا)، فليكتف بنسبتهم إلى شيخهم صاحب المخالفة التي تابعوه عليها، وذلك في مقام النقد والتحليل، لا على سبيل جعل ذلك الشيخ ومن وافقوه - بالضرورة - فرقة من الفرق المبتدعة التي يجب تحذير المسلمين منها ومحاربتها محاربة أهل البدع والأهواء! فيقول مثلا (الشيخ فلان وتلامذته عندهم كذا) أو (مدرسة الشيخ فلان فيهم كذا وكذا)، وهذا أولى لا سيما وقد رأينا من تلك الطوائف المنتسبة إلى السلفية من عنده موافقة للخوارج في قضايا، وللمرجئة في قضايا أخرى في ذات الوقت! أو توجه تلك النسبة إلى المكان كقولهم مدرسة الإسكندرية أو مدرسة المنوفية أو نحو ذلك إن كانت الطائفة تتميز بانتشارها في بلدة بعينها وكان معهودا في أذهان طلبة العلم أعيان المشايخ المتوجه إليهم هذا التصنيف ..
هذا وقد يقع الخلاف - وهو واقع لا محالة - على بعض تلك الطوائف ذات المخالفة أهي من جملة أهل السنة - أصلا - أم أن مخالفتها تلحقها بالفرقة التي وافقتها رأسا وتخرجها من دائرة السلفية .. وهذا الخلاف قد يكون مما يسوغ أو مما لا يسوغ، والضابط في ذلك كله كما هو معلوم إنما هو الرجوع إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الأول .. نسأل الله أن يرزقنا عمق الفهم والإنصاف وسعة النظر.
فالقصد أن إطلاق الدعوى بأن أي تصنيف علمي أيا كان للطوائف المنتسبة إلى السلفية يفضي ولابد إلى تفريق وتمزيق أهل السنة، أو تحويل المنهج الحق إلى مناهج شتى بما يفضي إلى التلبيس على العوام = هذا إطلاق ليس بمستقيم (وهو ليس لازما من طرح الأخت صاحبة الموضوع، ولكن رأيت أن أبين هذا المعنى حتى لا يساء فهم المقال، والله الموفق للسداد).
أما قضية تحذير العوام من رجل بعينه من أهل السنة عنده - وأتباعه - مخالفة في كذا وفيه كذا وكذا، فمقام آخر له فقه مخصوص، يقدر فيه المصلحة والمفسدة بحسبها، والله أعلم.
----------
تنبيه: نرجو من الإخوة الكرام المشاركين في الموضوع فيما يستقبل من الأمر ألا يعينوا أحدا من المشايخ بعينه ولا طائفة من الطوائف بعينها حتى لا نضطر إلى إغلاق الموضوع .. وفقكم الله ورزقنا وإياكم حسن النظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 09:45]ـ
أحسنت أختنا الفاضلة أحسن الله إليك .. فالسلفية واحدة لا تتجزأ ولن تتجزأ بإذن الله ومن جزأها إنما أراد نقضها ولا أدلّ على ذلك من أنّ هذه التسميات العجيبة لم تظهر إلاّ في هذا العصر أواخر القرن العشرين وقد ابتدعتها الجماعات الخارجية لتضفي شيئا من الشرعية على أعمالها وهكذا رمت نبلاء أهل السنة بما يقابل بدعتها تنفيرا عنهم وعن منهجهم ... هذه هي القصة بكل بساطة ..
ـ[موح السوسي]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 11:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
أخي الكريم ... طالما أن منهج السلفية يقتضي الاتباع الكامل والاقتداء التام بعصر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والسلف الصالح, فهذا المنهج هو الضابط الواقي مما أدخل عليها من المفاهيم الأخرى.
أما أنك تطالب بجعل السلفية مصطلحا واحدا فهذا مستحيل وهذا يتحكم فيه أمران:
الأمر الأول: يرجع إلى أعداء السلفية أو بالأحرى غير السلفي الذي يقوم بوصف واقعي لما يراه, وقد يكون وصفه واقعيا أو كيديا, وهذا يعد لمزا واستهزاء لا بد منه, من باب السنن الكونية فقد قيل في الله ما قيل فيه واتهم النبي صلى الله عليه وسلم بما اتهم به, وهكذا في جميع الأعصار والأمصار, لا تزال الطائفة المنصورة تتلقى قدحا واتهامات من أعدائها.
الأمر الثاني: وهو المشكل في الحقيقة أن بين اخواننا السلفيين في الحقيقة بعض الخلاف المنهجي فكل يختار منهجا لسلفيته, وأقل ما يقال في ذلك أنها مدارس السلفية تتفق في الأصول وتختلف في بعض الآليات, والمنهج السلفي الحق الذي اتفق عليه الجميع وهو ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو المرجع في هذا الباب. وشكرا على إثارة هذا الموضوع.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 11:53]ـ
جزاك الله خيرا
وفي هذا يقول وينكر شيخنا المقدم على من يقول سلفية الاسكندرية
يقول هل السلفية فيها قطرية يُقال سلفية الاسكندرية وسلفية الكويت مثلا!
وهذا نوع آخر يمكننا تسميته بالسلفية المناطقية.
هنا يقولون سلفية الحجاز وسلفية نجد!
جزيت خيرا وبورك فيك.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 12:40]ـ
االمشاركة متناقض فمن حديث عن مؤامرة الغرب في تقسيم السلفية
الى محاولة فرز من صاحب المشاركة دون أن يبين لنا ماهي السلفية الصحيحة حسب رأيه؟
بارك الله فيك .. عد للكتب المصنفة في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وستجد الإجابة فيها.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 02:34]ـ
وهو المشكل في الحقيقة أن بين اخواننا السلفيين في الحقيقة بعض الخلاف المنهجي فكل يختار منهجا لسلفيته, وأقل ما يقال في ذلك أنها مدارس السلفية تتفق في الأصول وتختلف في بعض الآليات, والمنهج السلفي الحق الذي اتفق عليه الجميع وهو ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو المرجع في هذا الباب. وشكرا على إثارة هذا الموضوع. بارك الله فيك .. من لم يكن خلافه إلا فيما يسوغ فيه الخلاف بين المسلمين (من تلك الآليات التي تفضلت بذكرها) فهو على الجادة، ويسعه ما وسع الصحابة والسلف من قبل رضي الله عنهم، ويجب أن يرجو له مخالفه الأجر الواحد ..
أما من يقول (نحن سلفيون في المنهج، ولكننا كذا وكذا في الآليات والوسائل والحركة و ... ) فإذا ما نظرت وجدت مراده بتلك الوسائل والآليات قضايا لا يسوغ فيها الخلاف، فهذا جاهل بالسلفية أصلا! والحاصل أن السلف رحمهم الله ورضي عنهم كانوا يتفقون في أصول كثيرة قد لا تراها بعض الطوائف المعاصرة من جملة الثوابت أصلا (أي من المنهج السلفي نفسه) إما لجهلهم بما كان عليه السلف في ذلك، أو لتأولهم فيها بما لا يصح .. فتراهم يجعلونها من تلك الآليات التي يسوغون فيها الخلاف، وليست بذاك!!
وكثير من الناس لا يدري - حقيقة - ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في بعض القضايا، يتبعون الشيخ فلان والشيخ فلان على أن هذا هو المنهج السلفي وليس كذلك، والله المستعان.
-----------------
وأكرر الرجاء: لا داعي لسوق الأسماء وتعيين المشايخ والطوائف، حتى لا نضظر لحذف المشاركات وإغلاق الموضوع بارك الله فيكم .. نحن نتكلم في قضايا منهجية عامة، وأنتم طلبة علم، والحر تكفيه الإشارة، فلا داعي لضرب الأمثلة!
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 04:53]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلفية هي الجماعة المستقيمة على القرآن و السنن بفهم السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم و أتباعهم ......
و النقط الرئيسة في هذا المنهج المبارك هي (الاستقامة) أي: دوام السير على طريق الأولين و كلما ظهر حياد أو اضطراب - و لا شك أنه يقع - فـ (الاستقامة) تقتضي أن يعود فيصلح ما اعوجَّ من عوده، فإن بقي على اعوجاجه فقد ضعفت استقامته و تهيأت في قلبه دواعي الشذوذ - الذي هو: خلاف الحق لا غير - و من التزم الشذوذ مسلكا فسيهلك قريبًا - عياذا بالله تعالى من ذاك - و وصف السلفية تابع للاستقامة في النسبة - زيادة و نقصانا و ثباتا و زوالا -.
و أما الاختلاف فقسمان: إما على سبيل الشذوذ - الآنف ذكره - فهو مذموم منهيٌّ عنه مضادّ لمعنى السلفية - الذي مرَّ إيراده - لأن السلفية اتباع للمعصوم و هذا الخلاف تقليد لمفتون مخذول، فلا يجتمعان أصلا، فلهذا لا يصح تعدد السلفية - من هذا المنطلق - ألبتةَ، فينتج عن هذا: أن كل شاذ عن السلفية - و إن حسنت مسيرته الأولى - و كل راض بالاختلاف المذموم - و إن ادعيا المنهج السلفي - فليسوا كما ادعيا، لأنه ليس إلا سلفي و غيره فلمَّا وقع في الخلاف المذموم و رضي به فنوصح و روجع - بلطف و رفق و لين مع العلم و الحجة و البرهان الذي لا يدفعه منصف - فليس مستقيما على السلفية لأنه مناقض لها فكيف ينسب الشيء إلى نقيضه؟!
و أما الخلاف الذي وجد نوعه في عهد السلف الصالحين فهو وصف لازم لا انفكاك عنه، لأنه وقع تترى في زمن النبي - عليه السلام - و لا يجوز الإنكار لما عرفه النبي - صلى الله عليه و سلم - فلم ينكره، و هذا الخلاف هو تغير الآراء بين العلماء في ما يخفى حكمه أو لا يعرف دليله الخاص به و نحو ذلك مما زخرت به الكتب المصنفة في فتاوى الصحابة و التابعين - رضي الله عنهم أجمعين -.
فـ (تجزئة السلفية) مصطلح غير صحيح لأنه غير متصور بالنظرة الشرعية، بل هو خيال لا وجود له أصلاً.
ذلك أن السلفية التي ارتضاها ربنا تعالى إنما هي بالمعنى السابق - و الذي ذكره العلماء - مطلقًا، فالأوصاف الزائدة تعطي معاني جديدة لتركيب جديد هو: سلفية حركية، سلفية جهادية .. إلخ، فقد تغير الاسم و المعنى فبطل المعنى الذي رضيه الله لنا - و الذي هو الحق - فلا حق في تلك المعاني بتاتا، بل ليست إلا باطلا - محضًا أو مصبوغا بطلاء خادعٍ - لأن الله تعالى يقول:" فماذا بعد الحق إلا الضلال ": هذا نص قاضٍ بأنه ليس إلا حق او ضلال، فلما انتفى الحق في تلك المصطلحات فلا شك أنه باطل محرم و ضلال أكيد.
هذه - مني - محاولة طفيلية على موائد العلماء، و الله يعفو و يستر ...
و بارك الله فيكم جميعًا ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 09:11]ـ
بارك الله تعالى فيكم ..
النفور من ما يسمى السلفية واقع لا محالة، وهذا واضح من كثير من الناس!!
فالناس باتت تنفر من اسم السلفية!!
وكثير من الناس ممن يتصدر للدعوة أصبح شغله الشاغل هو رفع شعار ما يسمى بالسلفية في الدعوة وغيرها، بغض النظر عن منهج السلف الصالح أنفسهم!
من من علماء الإسلام رفع هذا الشعار وجلس يحلل الفرق المنتسبة له أو الطوائف الداخلة في هذا الشعار!! كما نفعل نحن!!
كم من الكتب التي ألفت في مسمى السلفية؟!! لكي نثبت أن السلفية هي المنهج السليم!!
ومن من العلماء قديما ألف كتاب واحد يحمل هذا الشعار!!!
شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه في عصره وما بعد عصره مع أنهم كانوا ينشرون مذهب السلف الصالح، ما ألف واحد فيهم كتاب يحمل اسم السلفية، أو حتى مقال واحد!!
تركنا كل شىء وشغلنا الشاغل هو رفع هذا الشعار!!
يجب أن يعلم المتصدر للدعوة أن المهم هو: اتباع الناس منهج السلف الصالح، لا اثبات أن السلفية هي الإسلام، فإن اتباع الناس منهج سلفنا الصالح حتى ولو رفعوا شعار المحمدية، او الصحبة، أو الخيرية، أو أي اسم آخر من الأسماء هو الأصل، والناس لو اتبعت منهج سلفنا الصالح لعلمت أن كل هذه الأسماء بما فيها السلفية أسماء مبتدعة في دين الله عز وجل، لا أرادها الله عز وجل ولا أردها رسوله صلى الله عليه وسلم، بل نصوص الكتاب والسنة قضت على هذه المسمات وحذرت المسلمين من التسمي بها أو رفع شعارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتجربة وضحت أن التخلي عن هذا الاسم كان سببًا في قبول الناس منهج سلفنا الصالح.
واستجاب اكثر الناس للدعوة ولله الحمد، نذكر فقط لضرب المثل بالخير .. ما فعله أشهر الدعاة في مصر ولله الحمد وفي غيرها من أقطار العالم الإسلامي!
في حين أن غيرهم من نفس القطر ممن يرفعون شعار السلفية حتى أنهم ينشرونها في الطرقات ليل نهار ما حصلوا معشار معشار ما فعلوه هؤلاء فى الدعوة!! واقبال الناس عليهم حتى من قبل أن يخرجوا فى الفضائيات!
ودائما ما نسمع هؤلاء الدعاة في مصر يقولون للناس انا لا سلفي ولا كذا ولا كذا بل انا مسلم، ويرددون أقوال الإمام ابن القيم: إن سألوك عن شيخك فقل شيخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن سألوك عن منهجك فقل القرآن والسنة، إلخ ....
فلذلك قبول دعوة هؤلاء الشيوخ في اوساط العالم الإسلامي وفي مصر خاصة لم يحصل عليه أحد من الدعاة والله تعالى أعلم، وأشباهه كذلك.
لأنهم يقولون لهم تعالوا إلى ما قال الله عز وجل قال الرسول صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة وسلفنا الصالح.
لا يرفعون شعار اسم مبتدع محدث عند اكثر الناس.
فأنتم عندكم اسم السلفية هو اسم شرعي كما تقولون.
لكن عند أكثر المسلمين هو اسم مبتدع،، الناس ما بتعرف إلا اسم الإسلام.
ولو خاطبت ودعوت الناس بشىء هو أصلا مبتدع عندهم لفقدوا الثقة فيك وفي ما تقوله لهم بعد ذلك
أين تذهب عندما يقول لك: أنت تقول اتبعوا قال الله عز وجل قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن أين أتيت بالتسمي بالسلفي هذا والسلفية هذه،، ورب العالمين يقول: هو سماكم المسلمين؟
فلذلك نجح هؤلاء الدعاة وأشباههم في القبول عند الناس وسقط أو كان اٌقل نجاحًا من رفع شعار السلفية وأخذ يجادل عن الشعار ليل نهار بغض النظر عن اتباع الناس منهج سلفنا الصالح ..
ولو نظرت لوجدت سبب نفور الناس من هذا المسمى هو عمليات القتل والتفجير التي تحدث في بلاد المسلمين وينتسب من يفعل ذلك إلى السلفية ويتسمى بها!
كذلك سماع الناس من هنا وهناك الغلو فى التجريح في الناس ممن ينتسبون للسلفية ويتسمون بها!
وغير ذلك من الأمور ...
وانظر لحال كل من تسمى بهذا الإسم ورفعه شعار له!!
كل طائفة تكره أختها وتطعن فيها وتصفها بأنها من اهل الضلال إلا من رحم الله تعالى ..
طائفة الجرح والتعديل ممن تتسمى بالسلفية هي عند غيرها من الطوائف التي تتسمى بالسلفية أيضًا من أخطر الفرق المسلمة وهم أهل ضلال وظلم وتأييد للحكام الظلمة!
وطائفة أخرى تتسمى بالسلفية هي عند أختها من الخوارج!
وطائفة اخرى هي عند أختها من المرجئة!
وطائفة أخرى هي عند الباقي من المتحزبة المبتدعة!
فلننظر الآن للناس!!
من من هذه الطوائف التى ترفع شعار السلفية كلها سيدخل فيها الناس؟!
الناس خائفة من هذا المسمى من أجل هذه التفريعات والإختلافات!
وهذا واقع أصلاً، ومهما حللنا أو حاولنا أن نبين للناس أن هذه الطائفة مخالفة لما نقول وليست سلفية
فنفس الطائفة تبين للناس أننا نحن طائفة أو فرقة ضالة وتحذر الناس أننا لسنا من السلفية!
وتفعل غيرها نفس الشىء مع طوائف أخرى وهكذا!!
فأين يذهب الناس؟!
بالتأكيد سيكرهون شىء اسمه السلفية!
أنا واحد مثلاً من الناس سأدخل إن شاء الله تعالى السلفية التكفيرية!
ولا السلفية الإرجائية! ولا الحزبية المبتدعة ولا أهل التجريح!
نحن ننظر بنظرة الناس لأن الذي يهمنا هو دعوة الناس لمنهج سلفنا الصالح!
فإن كانت نظرة الناس لاسم السلفية يحمل كل هذا الخوف والنفور!!
فلماذا التمسك الرهيب بهذا الإسم الذي ليس اسم شرعي وسبب كبير في نفور الناس من المنهج السليم،، كما أن التجربة بينت أن التخلي عن هذا الشعار وهذا المسمى كان فيه قبول من الناس على منهج سلفنا الصالح؟
فإن كنا نريد ان ندعوا الناس لمنهج سلفنا الصالح حقاً فليسعنا ما وسع من كان قبلنا من علماء المسلمين، بدون رفع مسميات ليست شرعية!
وكما أن اسم السلفية الآن لم يعد عند كثير من الناس له أصول ثابتة بل كل طائفة من هذه الطوائف تضع أصول لها وتقول للناس هذه السلفية فاتبعوها! ولا تتبعوا السبل!.
والنبي صلى الله عليه وسلم عندما بين لأصحابه الفرقة الناجية لم يقل صلى الله عليه وسلم .. كلها في النار إلا واحدة وهي السلفية.
ولكن قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما عليه انا وأصحابي.
ندعوا الناس بما قال به رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
عندما تأتي وتقول للناس هذا الحديث ونحن نقول كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ونقول كلها فى النار إلا ما كان عليه انا وأصحابي ..
فمن ذا الذي ينفر من هذا التوجيه النبوي الكريم!!
وإن نفر من هذا التوجيه النبوي فلا حيلة بيننا وبينه إلا أن ندعوا الله عز وجل له بالهداية.
أما أننا نلزم الناس ونمتحنهم بشعار ومسمى مبتدع في دين الله عز وجل فكما أسلفت لن يأتي بخير!!
وسنفقد صدقنا مع الناس!!
والتجربة أثبتت أن التخلي عن هذا الإسم كان سببًا في قبول الناس على منهج سلفنا الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 09:25]ـ
الفاضل صدى الذكريات،،
فضلا لا أمرا احذف أسماء الأشخاص سواء كان ذكرهم على سبيل المدح أو ذم حفاظا على بقاء الموضوع مفتوحا.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 09:31]ـ
بارك الله فيكم فعلت ذلك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 10:41]ـ
أخي الحبيب صدى الذكريات وفقك الله، أرجو أن تهون عليك وتخفف من روعك، إذ إخوانك الكاتبون في هذا الشريط لم يقل أحد منهم برفع شعار السلفية مجردا عن المضمون الذي هو اتباع السلف رضوان الله عليهم! وليس كلامنا في هذه الجادة من باب الدعوة إلى التسمي به فضلا عن التحزب عليه!!
بل إن الأخت كاتبة الموضوع وفقها الله لم ترد إلا تنقية صورة ما يسمى بالمنهج السلفي عن تلك الإضافات التي أدخلت فيه ما ليس منه عند العوام ..
أما ما ذكرته عن شيخ الإسلام، ففي زمانه رحمه الله لم يتنازع الناس لقب "السلفية" (المراد بها اتباع السلف) وإنما تنازعوا لقب (أهل السنة) و (أهل الحديث) - والعبرة في الاصطلاح بما وراءه وبالمراد منه - (وإن كان أن استعمال لفظ السلفية كان موجودا في زمانه ومن قبله رحمه الله) ولذا كتب شيخ الإسلام في بيان طريقة أهل السنة وأهل الحديث ما كتب ولم تخل كتاباته من استعمال لذلك (الشعار) أو (الوصف) وغيره من أوصاف وتصانيف الطوائف الكثيرة في زمانه عند دعوى الحاجة في الخطاب إلى ذلك ..
واليوم نحن نرى طوائف شتى تتنازع اسم السلفية بما فيهم الصوفية الحلولية والأشاعرة، وطوائف من الخوارج والمرجئة وغيرهم .. فإن خرج العلماء يبينون للناس حقيقة مسمى السلفية، لا كدعوة إلى حزب أو طائفة، وإنما كدعوة إلى منهج السلف الصالح، حتى لا يغتر العوام بمن نسبوا أنفسهم إليه وهو منهم ومن طريقتهم براء، فلا يقال لهؤلاء أنتم تدعون الناس إلى شعار "مبتدع"!
وقد تقدم الكلام في المجلس في حكم التسمي بالسلفية في موضوع طويل لعلي آتيك برابطه فيما بعد إن شاء الله، فلا داعي لإعادة الكلام في هذه المسألة هنا، بارك الله فيك.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 11:14]ـ
جزيت خيرا شيخنا أبا الفداء كأنما قرأت ما بنفسي!
وربما أن الفهم الخاطئ الذي تسرب لأخينا الكريم (صدى الذكريات) بسبب عدم وضوح مقصد ومغزى المقال!
فالتقصير مني وأعتذر عنه.
وإيضاحا اقول:
عندما تُنتقد بعض التصرفات (أفعال وأقوال) المخالفة لأصول السلف عند بعض المنتسبين للدعوة يخرج من يقول أن هذه سلفية وأنها تدخل ضمن السلفية الجهادية أو الحركية أو سلفية المنهج -وهذه لا أعرف مرادهم بها لكن قد قالها أحدهم-الخ الخ.
فيدخل أفعالا وأقوالا لا تقرها السلفية ويجعلها منها!!
الآن العالم كله يطلق على القاعدة التكفيرية (السلفية الجهادية)، وهناك من يطلق على الإخوان (السلفية الحركية) وهذا يضلل الأخيار ممن ليس لهم علم ولا دراية وبخاص الصغار، ويلصق بالسلفية ما ليس منها.
هذا المقصود بكل وضوح واختصار.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 12:12]ـ
شيخنا الكريم حفظك الله تعالى ..
أولاً أنا أعتذر إنني تسببت في تحول الموضوع لجدال حول شرعية التسمي بالسلفي أو اسم السلفية، مع أنني حاولت بقدر الإمكان أن أبتعد عن الجدال في هذا الأمر.
ثانيًا: بارك الله فيك ما هو بفتح باب للجدال في اسم أهل السنة، ولكن اسم أهل السنة والجماعة اسم شرعي فالجزء الثاني مشتق من وصف النبي صلى الله عليه وسلم للفرقة الناجية بالجماعة، والأول من قول عبد الله بن عباس رضي الله عنه " تبيض وجوه أهل السنة، أما أهل الحديث فمثله مثل السلفيين.
ثالثًا بخصوص المقال: أنا ما قصدت الإخوة هنا على وجه الخصوص أنا تكلمت عن حالنا نحن بوجه عام.
وأردت ان أبين بما ان هذا الاسم أتى لنا بالمشاكل وتشويه للمنهج السلفي وتسبب في تأخر الدعوة ونفور الناس من منهج السلف الصالح .. فالتخلي عنه مقابل الدعوة يكون افضل من التمسك به.
وبخصوص صميم الموضوع:
فالعالم كله يطلق على فكر معين .. سلفي جهادي، ويطلق على فكر معين آخر سلفي علمي، وسلفي جمودي، وسلفي تجريحي إلخ ...
فإن خرج العلماء وبينوا للناس أن هذه الأفكار بعيدة كل البعد عن السلفية.
فسيقول العالم أن هؤلاء علماء السلفية العلمية الجمودية.
ونفس الشىء علماء الفكر التكفيريوغيره من الأفكار في نظر الناس، يخرجون للعالم ويقولون عنا وعن علمائنا أنهم ليسوا من السلفية وهكذا ....
والناس لا تعلم الفرق بين واحد مثل إمام أهل السنة الشيخ عبد العزيز ابن باز .. وغيره من متعالمين الأفكار الأخرى المنتسبة للسلفية!
والخاسر في هذه الحالة هم للأسف الناس ..
فللأسف الشديد انتساب الفرق المخالفة للسلفية واعتراف العالم بهذا الإنتساب والإقرار لها بذلك واقع لا محالة، إن شاء الله تعالى.
وكل هذه المخالفات على حساب السلفية،، ويزيد في تشويه السلفية كمنهج عند المسلمين.
خلاصة القول:
أن نظرتنا نحن للسلفية.
مختلفة تمامًا لنظرة الناس والعالم للسلفية.
فنحن بالنسبة لنظرة العالم للسلفية عبارة عن جزء وطائفة من طوائف السلفية.
كما أن المخالف لنا عبارة عن طائفة أخرى للسلفية في نظرهم.
وكل الطوائف تقول للناس والعالم نحن على الحق.
والناس والعالم ليس عندها ما تميز به الصحيح من السقيم.
فيبقى الحال على ما هو عليه من تجزئة للسلفية إلا ان يشاء رب العالمين نشر منهج السلف الصالح على المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 02:41]ـ
الفتنة بين المنتسبين للمنهج السلفي ظهرت بعد عام 1990 بالتاريخ الإفرنجي , فما كان قبلُ هو السلفية الصحيحة وإمامها الشيخ ابن باز رحمه الله , فكل ما اُحدث بعدُ , ولم يوجد قبلُ , فليس من السلفية في شيء.
وهذا مصداق قول السلف: إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد. انتهى
فمن أراد الخير لنفسه ولزوم الحق , فعليه أن يلزم ما كان قبل الفتنة , مع اعتبار ما انكشف بها من باطل بعض الناس واجتنابه والتحذير منه ببصيرة.
ـ[دجانة]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع وجزى الله خيرا المشاركين في هذا الموضوع على محاولة تجلية الحقيقة .. واقول:
اولا / السلفية هي لزوم الكتاب والسنة الصحيحة بفهم سلف الامة، اما مسالة التسمي بالسلفية فهي كما قال اخونا ابو الفداء مسالة حسمت منذ زمن ويكفيك ان ترجع لكلام العلماء من امثال الشيخ الالباني او ترجع لكلام الشيخ المقدم في محاضرته بعنوان " سبيل المؤمنين ".
ولا حجة لك في فعل الشيخ " الفلاني " في مصر من دعواه بانني لست سلفيا ولا ... ولا ..... فاذا كنت رايت الناس يقبلون على المنهج بهذا الكلام فلقد رايت الاخوة الملتزمون الجدد في الالتزام ينفرون منه ويقولون " يعني ايه الكلام ده!!!! "، ولا اريد ان اطيل في هذه النقطة حتى لا ينقلب الموضوع لجدالا لا يثمر فائدة.
ثانيا / اعتقد على حسب علمي البسيط _ وسامحوني ان اسات التعبير _ ان السبب الرئيسي في هذه التجزئة التي هي ظاهرة موجودة لا محالة ومن اقدار الله تعالى، السبب الرئيسي في ذلك هم السلفيون انفسهم!!
لماذا؟
الجهاد والحركة والتنظيم والدعوة والعلم والعمل والتبليغ ............. الخ من هذه الاضافات كان الاولى بها جميعا اهل السنة والجماعة حقا .. الاولى بها الذين يزعمون انهم سلفيون ولكننا راينا او رايت حتى لا يساء فهمي " خصوصا في بلدنا " _ الا من رحم الله وهم قليل _ سلفيون ليس كما سمعنا عن السلف، بالطبع فهناك فرق شاسع بين كليهما ولكن لا يصل هذا الحد من الفرق الى نفي الرابط الذي يربطك بهم، فراينا سلفيين ينفون الجهاد وراينا سلفيين يتهمون التنظيم وراينا سلفيين يقرون .... وراينا سلفيين يهتمون بالعلم فقط وآخرون بالدعوة فقط .........
لو انه وجد من يتبنى موقفا واضحا في جميع المسائل لما وصلنا الى هذا الحد، قد يكون ذلك راجعا الى الظروف المحيطة ولكن ليس الى هذا الحد ليس الى درجة تمييع القضايا، كان السلف رحمهم الله يعتقدون الدين بالكلية جملة واحدة وليس جزءا جزءا.
لماذا لا يكون الاخ السلفي واعيا بصيرا بقضايا دينه سيقول البعض التقصير منه نعم ولكن الجزء الاكبر يقع على عاتق شيخه الذي ربما املى عليه في بداية التزامه ان هذه الجزئية فقط هي الدين وفقط.
ارجو ان يكون اخواني قد فهموا ما لم احسن فيه التعبير
ورحم الله رجلا اهدى اليّ عيوبي .. وجزاكم الله خيرا
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 07:43]ـ
الفتنة بين المنتسبين للمنهج السلفي ظهرت بعد عام 1990 بالتاريخ الإفرنجي , فما كان قبلُ هو السلفية الصحيحة وإمامها الشيخ ابن باز رحمه الله , فكل ما اُحدث بعدُ , ولم يوجد قبلُ , فليس من السلفية في شيء.
وهذا مصداق قول السلف: إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد. انتهى
فمن أراد الخير لنفسه ولزوم الحق , فعليه أن يلزم ما كان قبل الفتنة , مع اعتبار ما انكشف بها من باطل بعض الناس واجتنابه والتحذير منه ببصيرة.
لا، لم تظهر فتنة بين المنتسبين للمنهج السلفي الصحيح إلا بأن يستثيرها خارج عنهم مندس فيهم - كسبيل أهل النفاق - لا قبل التسعين و لا بعدها، و لم يحدث في السلفية شيء ألبتة لأنه لا يمكن أن يحدث في دين الله شيء زائد عنه و ليس منه إلا أن يكون صاحبه غير منتهج لنهج الشريعة الغراء، فكل محدث في الشريعة فليس إحداثه من الشريعة: و هذا ضرورة واضحة لا خفاء بها و لله الحمد،
(يُتْبَعُ)
(/)
يبقى أن تلك المحدثات المغطَّاة بشعار السلفية إنما هي معان جديدة ليست بالسلفية المطلقة كما سبق بيانه في الكلمة الأولى، و هذا معنى قوله (ص):" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ " فالمحدثات مردودات على أصحابها قاضية عليهم بأنهم عملوا عملا غير إسلامي فهو باطل لا ريب فيه و بالله التوفيق.
و ليست قيادة السلفية لأحد - بالمعنى الحركي أو السياسي المعاصر - بل فيهم مجددون و علماء و فقهاء و محدِّثون و لغويون و كلهم مجتهدون حسب تخصصاتهم و رتبهم في علومهم، و ليس للسلفيين قائد إلا الحاكم الذي يعيشون تحت ظله و في دولته و يعطونه بيعتهم الشرعية الصحيحة و يطيعونه في المعروف و يتعاملون بالحكمة كما يفتيهم و يرشدهم علماؤهم و هذا هو المنهج الإسلامي الرشيد الذي وضحه الله تعالى في قوله:" و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " و قوله تعالى:" فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " و قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا " و لله الحمد و الفضل وحده.
فقول: إن ما أحدث بعد الإمام الفلاني و لم يوجد قبل فليس من السلفية في شيء .. يمكن الاستغناء - فيه - عن قولك: بعد فلان - كائنا من كان -، ثم الإحداث بشتى صوره الغليظة و الخفيفة قد وجد قبل الإمام ابن باز - رحمه الله - و لم يكن حقا - عياذا بالله من ذا - إذا المحدث هو:" ما لم يكن في زمن النبي (ص) و لم يجمع عليه الأصحاب كلهم أجمعون " هذا هو المحدث الذي قال فيه الرسول (ص):" كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة " و بالله التوفيق.
أما التزام ما كان قبل الفتنة فنعم: إن عني بالفتنة ما حدث في زمن الصحابة رضي الله عنهم جميعا أي: قبل مقتل الخليفة أمير المؤمنين الفاروق الشهيد أبي حفص عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لأنه كما أخبره حذيفة بن اليمان عن نبي الله (ص) أنه هو باب الفتنة فإذا كسر لم يغلق أبداً، فمن أراد النجاة فليلزم ما كان قبل هذه الفتنة و هو المنهج الذي بينه أهل السنة و الجماعة عبر مر العصور في كافة البلدان الإسلامية من أقاصي الصين و الهند إلى حدود طنجة و بلاد المغرب و ما بينها من الأصقاع التي يوجد فيها علماء السنة السلفيون و الله الموفق.
و الأرض لا تقدس أحدا ألبتة - كما قال سلمان الفارسي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - - إنما يقدس الإنسانَ عملُهُ، و كل الشعارات و الدعاوى و الجماعات و المناهج الفكرية و التيارات الإصلاحية ينبغي أن توزن بالمنهج الذي مشى عليه السلف الصالحون رضوان الله عليهم أجمعين.
و الله الموفِّقُ للخير ..
ـ[أسد الجوف]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:44]ـ
من وجهة نظري السلفية هي ماكان عليه الصحابة والسلف الصالح
واما غيرها فيه تحزبان لاغير.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 12:22]ـ
اولا / السلفية هي لزوم الكتاب والسنة الصحيحة بفهم سلف الامة، اما مسالة التسمي بالسلفية فهي كما قال اخونا ابو الفداء مسالة حسمت منذ زمن ويكفيك ان ترجع لكلام العلماء من امثال الشيخ الالباني او ترجع لكلام الشيخ المقدم في محاضرته بعنوان " سبيل المؤمنين ".
ولا حجة لك في فعل الشيخ " الفلاني " في مصر من دعواه بانني لست سلفيا ولا ... ولا ..... فاذا كنت رايت الناس يقبلون على المنهج بهذا الكلام فلقد رايت الاخوة الملتزمون الجدد في الالتزام ينفرون منه ويقولون " يعني ايه الكلام ده!!!! "، ولا اريد ان اطيل في هذه النقطة حتى لا ينقلب الموضوع لجدالا لا يثمر فائدة.
بارك الله تعالى فيك ..
هذا الأمر محسوم نعم، قد بينه الله عز وجل في كتابه وبينه النبي صلى الله عليه وسلم في سنته.
والكلام الملون بالأحمر السبب الوحيد لعدم الرد عليه هو عدم تحول الموضوع لجدال حول شرعية التسمي السلفية،
أما بخصوص ما ذكرته عن الملتزم الجديد.
دعوتنا هي دعوة الناس للمنهج السلفي.
والملتزم الجديد قد التزم بالمنهج السلفي ولله الحمد، فيبقى دعوة باقي الناس للمنهج السلفي.
وما يهمنا هو النتائج.
فدعوة الشيخ الفلاني الذي هو أشهر دعاة مصر على الإطلاق قد لاقت ولله الحمد اقبال كبير حتى في أوساط الأزهر وغيره من الأفكار ..
في حين من رفعوا هذا الشعار ليل نهار دعوتهم لا تقارن بأمثال الشيخ.
وحتى اللآف من الملتزمين الجدد على أيدي هذا الشيخ وأمثاله لا يذكرون ما ذكرت ولا ينكرون على الشيخ هذا الكلام،، بل لا ينكر هذا الكلام من الشيخ من الملتزمين الجدد إلا من التزموا على أيدي غيره من الذين رفعوا هذا الشعار، وهم أقل ممن التزموا على أيدي الشيخ وأمثاله.
والمحصلة أن كثير من الناس ولله الحمد دخلت للفرقة الناجية بفضل رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 12:28]ـ
الفتنة بين المنتسبين للمنهج السلفي ظهرت بعد عام 1990 بالتاريخ الإفرنجي , فما كان قبلُ هو السلفية الصحيحة وإمامها الشيخ ابن باز رحمه الله , فكل ما اُحدث بعدُ , ولم يوجد قبلُ , فليس من السلفية في شيء.
وهذا مصداق قول السلف: إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد. انتهى
فمن أراد الخير لنفسه ولزوم الحق , فعليه أن يلزم ما كان قبل الفتنة , مع اعتبار ما انكشف بها من باطل بعض الناس واجتنابه والتحذير منه ببصيرة.
بارك الله تعالى فيك.
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 07:48]ـ
الإخوة الكرام
إتباع القرآن والسنة والتمثل بالقرون الصالحة اجمالاً طريق لا يختلف عليه أحد من جهة الإجمال أياً كان هذا الأسم الذي تختارة عنواناً لهذا الإتباع سواءً كان السلفية أو أهل السنة أو أهل الحديث أو ما سيجد في المستقبل من أسماء تعبيراً عن هذه الحقيقة
وإذا كان حديثنا اليوم عن السلفية فلا بد من التنبيه على عدم الخلط بين السلفية كمنهج وبين السلفيين كأناس يحاولون التمثل الصحيح لهذا الاسم
ولا شك ان الذين توجهوا إلى السلفيات الأخرى إذا صح التعبير فلأنهم وجدوا فيها ما لم يجدوه عند السلفيين الذين تركوهم وهذا يفتح باباً لتأمل هذه الظاهرة ومعرفة ما ينقصنا ويميز الآخرين ومن هنا يمكن الانتفاع بمخالفة المخالفين والتوصل إلى معرفة أفضل بالنفس وعيوبها
أما الحديث عن أن هؤلاء أهل أهواء وبدع فهذا حديث يحسنه كل أحد ولا طائل من وراءه وأسهل منه وأقل فائدة وأكثر ضرراً أن يقال كما قالت المشاركة الاولى:
ولا شك أن الذي روج لهذه السلفيات المتعددة وبثها هو العدو المخالف (سواء العدو الكافر أو العدو المنافق) لأغراض خبيثة
هذا التصور البسيط جداً والذي لا يرقى إلى تعقيد الواقع أكثر اضراراً بنا مما نظن فهو يغلق باب النقد الذاتي ويفتح أبواب كبيرة لتوهم مؤامرة أكبر بكثير من حقيقتها
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 05:25]ـ
الحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله الإخوة الفضلاء رواد هذا المجلس المبارك جميعا .. وأخي أبا الفداء أخصه هنا بالتحية ..
وأقول له: مثلك يا أيها الفاضل لا يعزب عنه أن مشكلتنا الأساسية في العموميات التي لا يختلف فيها اثنان من الناحية المصطلحية، فإن فتشت تحتها وجدت خلافا رائجة سوقه في مفهوم ذلك المصطلح.
فالسلفية من حيث هي الشعار: " نحن نريد إرجاع الأمة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح "، دعوة أو دعوى عامة لا يختلف فيها اثنان من المسلمين - أو على الأقل هكذا ينبغي أن يكون _،لكن كيف ذلك؟
ما لم يحلل الهدف ويحدد، لا يمكن أن تنجح أصلاً، إذ كيف يقاس أن الأمة رجعت فعلاً إلى الكتاب والسنة؟!
ومتى يكون لدينا شهادة على أنها رجعت للكتاب والسنة؟!
إذاً: هذا هدف غير محدد، وغير محلل، ولا يمكن قياسه، فلابد من تحديد الأهداف وتحليلها.
وقد قلت حفظك الله:
واليوم نحن نرى طوائف شتى تتنازع اسم السلفية بما فيهم الصوفية الحلولية والأشاعرة، وطوائف من الخوارج والمرجئة وغيرهم .. فإن خرج العلماء يبينون للناس حقيقة مسمى السلفية، لا كدعوة إلى حزب أو طائفة، وإنما كدعوة إلى منهج السلف الصالح، حتى لا يغتر العوام بمن نسبوا أنفسهم إليه وهو منهم ومن طريقتهم براء، فلا يقال لهؤلاء أنتم تدعون الناس إلى شعار "مبتدع"!
وهذا كذلك منك تعميم، وقد عهتك أيها الفاضل طويل النفس في التقرير، دقيق النظر في التحديد لموطن النزاع، فلعلها كلمات منك جاءت ردا على غير أهبة فلم تر ان تطيل التحبير .. وقد كنت اود منك أن تفعل.
فالمعضلة هنا أنه إن كان المقصود رفع الغرر عن العوام، فإن هؤلاء العلماء الذين أشرت - متعك الله بنعم الإيمان - إلى أنهم يبينون للناس حقيقة مسمى السلفية، هم في نظر العوام منقسمون كذلك ذات القسمة النكدة، فالتجريحيون سيحذرون من التكفيريين والعكس واقع، والحركيون يحذرون من المرجئة أو العكس، والعلميون يحذرون من أولئك، وأولئك يحذرون من هؤلاء ...
وهكذا .. أدوار تدع الحليم حيران، فكيف والمقصود: العامي الذي يبحث عن طريق النجاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان المفترض أن يناقش الموضوع باعتبار آخر أيضا، وهو: تجزئة الإسلام!!
فالسلفية هي المنهج الصواب لفهم الإسلام، وهذا كذلك لا يناقش فيه مسلم - في الأصل - كما لا يناقش مسلم في أن الإسلام هو الدين الحق.
نعم، يرى البعض أن التسمية مبتدعة وأن الأولى الحفاظ على مسمى الإسلام لا يستبدل، ويرى البعض أنه لا مشاحة في الإصطلاح وأن التسمية هنا جاءت للتمايز.
لكن هنا التمايز لم يعد حاصلا، بل غدا الاسم موهما في هذه المرحلة، ولكن رغم ذلك لا ضرورة للدعوة لرفع الاسم باعتبار كونه أصبح موهما، فإن اسم الإسلام عندها سيكون أكثر إيهاما.
فنخلص إلى أن العبرة بالحقائق، لا بالمسمى.
ولذا أعود لما قالت الأخت في المقال الذي هو أصل الموضوع حيث قالت:
ومن هنا يظهر لنا مسيس حاجة المسلمين لإيضاح حقيقة السلفية وتنقيتها عن كل ما ألصق به ومن ألحق بها وهي منه براء.
وإعادة الناس للمحجة البيضاء التي تركنا عليها نبي الهدى، وتجلية حال هذه الجماعات المتسلفة كذبا وزورا كي لا يخدع عامة الناس بهم
ولن يقوم بهذه التنقية والتجلية والكشف سوى طلاب العلم المؤصلين فهم أكثر الناس تكليفا ليهبوا لنجدة عامة المسلمين من أتون التخبط، ولينفوا عن هذا الدين غلوا الغالين، وانتحال المبطلين.
كما أنه يتعين على بعض لغافلين من الدعاة وطلاب العلم المندفعين خلف الأسماء المرديين لشبهات الآخر (المخالف) من حيث لا يعلمون، أن يعودوا للراسخين في العلم كي يستجلوا الأمر ولا يكون بوقا يبث شبهات من لا يريد بنا خيرا.
فأقول: باختصار، يظهر لنا مسيس حاجة المسلمين للعلم بدينهم والتقليل من التكلف والابتعاد عن الجب المردي: جب التصنيف والاختزال للمعاني البسيطة في الكلمات والجمل الكلية.
فاسم اللعبة اليوم هي: كلمة موهمة وافهم ما شئت فالكل مقر للكلمة، وبهذا جاؤونا: بالحرية والعدالة ونبذ العنف والتطرف والأمن والمساواة والإرهاب و و و ....
وليست هذه ببدع من الفتن فقبلها كانت اللعبة ذاتها لكن على مستوى أعمق، لكنها تميعت اليوم باعتبار أن التفاهة _ ماركة مسجلة اليوم _
فاللعب على الألفاظ الموهم كان ومازال شنشنة نعرفها من كل صاحب بدعة، ومن هناك جاؤونا: بالكلام في القدر ومسمى الإيمان والعدل والوعد والوعيد والتوحيد (طبعا عند المعتزلة) والكلام النفسي ولفظي بالقرآن مخلوق و و و ...
فما الحل؟
لو تأملت معي أيها الفاضل أبا الفداء - رزقني الله وإياك حسن الخاتمة والقارئين - لوصلت معي إلى أنه لا طريق لنا إلا طريق الذين ندندن وندعي بأننا على هديهم مقتفون وسائرون.
فكيف تعامل الأئمة في كل عصر مع هذه المعضلة، إن أقررت معي أنها ليست في شيء من محدثات هذا العصر؟
وجواب هذا جواب ذلك.
نسأل الله أن يبصرنا بالحق، وأن يهدينا إلى سواء السبيل.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 06:16]ـ
حياك الله أيها الفاضل، ونفع بك.
نعم ليست هذه في شيء من محدثات هذا العصر، بارك الله فيك ..
فقد كانت ولا تزال الأمة مبتلاة بالكلمات العامة التي يطلقها كل واحد من أهل القبلة والمنتسبين إلى الإسلام على نفسه وعلى طائفته، يقول "سبيلنا هذا هو السبيل فالزموه" .. فإن قلنا إن العوام اليوم مبتلون في زماننا بشعار (السلفية) الذي لا يجدون تحته إلا طوائف متناحرة يبدع بعضها بعضا، فقد كانوا من قبل في ابتلاء بطوائف تنتسب كلها إلى أهل السنة والحديث كذلك، وكلها يرمي بعضها بعضا كذلك، حتى ابتلي إمام كالبخاري رحمه الله وانتهى به الأمر - وانظر في أي قرن كان - إلى الطرد من بلاده على أنه مبتدع ضال، على أيدي أقوام نرى في زماننا أمثالهم!
فالشاهد أن ابتلاء العوام بالأسماء والشعارات العامة واقع لا محالة، وهو سنة كونية في الحقيقة لا يمكن رفعها عن الأمة .. ولا يكون علاج ما قد يقع على كثير من العوام من غرر بسبب تلك الفتنة = بإسقاط مشروعية الانتساب إلى السلفية وأهل السنة والأثر ونحو ذلك من الأسماء العامة المجملة التي تنسب رجلا أو طائفة من المسلمين إلى ما كان عليه السلف الأول لمصلحة معتبرة شرعا .. ولا يكون علاجها كذلك بترك التصنيف لتلك الطوائف والنحل عند دعوى الحاجة إليه! وإنما علاجها أن يُبَصَّر الناس بالكتاب والسنة وأن يُعَلّموا الحق بدليله .. وأن يحذرهم من يثقون في دينه ممن لا خلاق لهم، ومن أقوال
(يُتْبَعُ)
(/)
ينسبها أصحابها إلى منهج السلف وليست منه في شيء (بتعيين قائلها أو بإبهام عينه = هذا تقديره متوقف على المصلحة والمفسدة في كل حالة بحسبها، وهو محل اجتهاد).
ولن ينفك حال العامي - بوصفه عاميا - عن التقليد في كثير من أمور دينه - أصولا كانت أو فروعا - ما دام في حكم العامي، مهما سمع من هذا ومن ذاك .. فإن سمع شيخا يقول السلفية كذا وكذا وفلان هذا مبتدع فلا تسمعوه، ثم وجد هذا المرميَّ بالبدعة يقول السلفية كذا وكذا، وهذا الذي رماني إنما هو رأس من رؤوس البدعة فاهجروه، فمن يتبع ومن يسمع وممن يأخذ دينه؟؟
الأصل في حق العامي أن يقلد الأوثق والأعلم عنده، ممن ظاهرهم السنة والتمسك بها، وأن يجتهد ما وسعه في رفع عارض الجهل عن نفسه حتى يتمكن من التمييز بين الأقوال، ويرى بنفسه أي الطائفتين أسعد بالحق وبالدليل! وإلا فلو سلَّم ذاك العامي أذنه لكل طاعن ومبِّدع حيثما وجده، فإنه لن يسلم له أحد من أهل العلم المعتبرين يقبل منه بضاعته ويسترشد به في أمر دينه، كائنا من كان!
وقد كنا جميعا في بداية الطلب نقلد تقليدا محضا كثيرا من المشايخ المتسننين ولا نتصور أن تكون لهؤلاء مخالفات لمنهج السلف، ثم لما أنعم الله علينا بقدر من العلم والنظر، تبين لنا - بالدليل - مخالفة من خالف، وصرنا نقدرها بقدرها، وازدادت قدرتنا بفضل الله على تمييز ما عند تلك الطوائف من حق وباطل، وكيف أن كثيرا منهم قد لا نختلف في كونهم - على ما عندهم من مخالفات - أقرب الطوائف إلى ما كان عليه السلف (مع ضرورة التنبيه على مخالفاتهم بفقه وحكمة) .. وما ذاك إلا من زيادة البصيرة بالكتاب والسنة وهدي السلف الأول في العلم والعمل، فلا يستوي من رفع ربقة التقليد المحض من عنقه وصار له حظ من التمييز والنظر، بمن لا يزال بعد عاميا ليس أمامه إلا شيخ متسنن يحسن الظن به ويقلده!
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يرفع عارض الجهل عن المسلمين.
فقولك - بارك الله فيك:
نعم، يرى البعض أن التسمية مبتدعة وأن الأولى الحفاظ على مسمى الإسلام لا يستبدل، ويرى البعض أنه لا مشاحة في الإصطلاح وأن التسمية هنا جاءت للتمايز.
لكن هنا التمايز لم يعد حاصلا، بل غدا الاسم موهما في هذه المرحلة، ولكن رغم ذلك لا ضرورة للدعوة لرفع الاسم باعتبار كونه أصبح موهما، فإن اسم الإسلام عندها سيكون أكثر إيهاما.
فنخلص إلى أن العبرة بالحقائق، لا بالمسمى.
هذه هي خلاصة الأمر، ولا يوفق إلى تحقيقها إلا من أراد الله له خيرا ..
أسأل الله أن يجمعني وإياك في دار كرامته.
ـ[تيم الله]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 05:42]ـ
نعم، يرى البعض أن التسمية مبتدعة وأن الأولى الحفاظ على مسمى الإسلام لا يستبدل، ويرى البعض أنه لا مشاحة في الإصطلاح وأن التسمية هنا جاءت للتمايز.
لكن هنا التمايز لم يعد حاصلا، بل غدا الاسم موهما في هذه المرحلة، ولكن رغم ذلك لا ضرورة للدعوة لرفع الاسم باعتبار كونه أصبح موهما، فإن اسم الإسلام عندها سيكون أكثر إيهاما.
فنخلص إلى أن العبرة بالحقائق، لا بالمسمى.
السلام عليكم،
المقارنة أراها لا تستقيم، ولا تجوز!.
فالذي سمّانا المسلمين رب العالمين على لسان نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام الموحى إليه، بالتالي لا يمكن ولا يجوز استبدال التسمية تحت أي ظرف موهم، بل يجب الاستمساك بها، وعدم تقديم أي تسمية أخرى عليها .. بينما الذي سمّانا لاحقاً السلفية شخص لا يوحى إليه.
وكذلك الذي سمّى منهجنا الذي أمرنا باتباعه "منهاج النبوة" هو رسول الله عليه الصلاة والسلام الموحى إليه من رب العالمين، بينما الذي سمى المنهج الحالي الذي نحن عليه الآن "المنهج السلفي" هو رجل لا يوحى إليه.!
بل والله التسميات والمسميات والكلمات لها كل الأثر، لا سيما عندما تكون المفاضلة بين ما سماه رب العالمين ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وبين ما نسميه نحن ونستمسك به ونأبى الرجوع عنه إلى ما سماه رب العالمين.
وها قد رأيتم أنّه لم يعد هناك أي تمايز حقيقةً! فعلام الاستمساك إذن؟!
ما الفائدة التي ترجى إذن!
بل يجب إرجاع الحياة لكلمة واسم (مسلم) التي ماتت في القلوب وأصبحت حبر على ورق، ويجب إرجاع مفهوم ومسمى منهاج النبوة إلى الحياة، ما أجمله من اسم!!
والذي لا إله إلا هو يكاد عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ينزل ليحكم "بمنهاج النبوة"، يحكم بهذا الاسم لا باسم "منهج السلف"، فتأملوا يا قومي! وسارعوا للرجوع، فأنتم أولى الناس بالرجوع، أنتم ومن سواكم!!.
والله المستعان.
رأيت أنّ نصي يتعلق بما أورد أبو جهاد وأبو الفداء فتشجعت لطرح ما عندي.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 06:07]ـ
وكذلك الذي سمّى منهجنا الذي أمرنا باتباعه "منهاج النبوة" هو رسول الله عليه الصلاة والسلام الموحى إليه من رب العالمين، بينما الذي سمى المنهج الحالي الذي نحن عليه الآن "المنهج السلفي" هو رجل لا يوحى إليه.!
بل والله التسميات والمسميات والكلمات لها كل الأثر، لا سيما عندما تكون المفاضلة بين ما سماه رب العالمين ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وبين ما نسميه نحن ونستمسك به ونأبى الرجوع عنه إلى ما سماه رب العالمين.
وها قد رأيتم أنّه لم يعد هناك أي تمايز حقيقةً! فعلام الاستمساك إذن؟!
ما الفائدة التي ترجى إذن!
بل يجب إرجاع الحياة لكلمة واسم (مسلم) التي ماتت في القلوب وأصبحت حبر على ورق، ويجب إرجاع مفهوم ومسمى منهاج النبوة إلى الحياة، ما أجمله من اسم!!
والذي لا إله إلا هو يكاد عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ينزل ليحكم "بمنهاج النبوة"، يحكم بهذا الاسم لا باسم "منهج السلف"، فتأملوا يا قومي! وسارعوا للرجوع، فأنتم أولى الناس بالرجوع، أنتم ومن سواكم!!.
لو التزمت جميع الطوائف منهاج النبوة، لما دعت الحاجة إلى التمايز ...
وهذا أمر يكاد يكون بدهيا، ولا حاجة لتفسيره!!
ثم إنه لا مشاحة في الاصطلاح؛ منهاج النبوة هو قطعاً منهاج السلف ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دجانة]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 06:13]ـ
السلام عليكم،
وها قد رأيتم أنّه لم يعد هناك أي تمايز حقيقةً! فعلام الاستمساك إذن؟!
ما الفائدة التي ترجى إذن!
بل يجب إرجاع الحياة لكلمة واسم (مسلم) التي ماتت في القلوب وأصبحت حبر على ورق، ويجب إرجاع مفهوم ومسمى منهاج النبوة إلى الحياة، ما أجمله من اسم!!
والله لا ادري لما الخلط وفيم العجب؟؟؟!!!
والله إني لاعجب اشد العجب عندما يتحدث الاخوة عن الاسم وكأن الاسم هو الذي فرّق!!
الاستمساك اخي بارك الله فيك ... حتى لا تضيع معالم الدين في وسط كلمة مطاطية ينتسب اليها القاصي والداني , الصالح والطالح، السني والبدعي!!
اليس الشيعة يقولون نحن مسلمون فهل من الاسلام سب ابي بكر وعمر؟
اليس الصوفية يقولون نحن مسلمون، فهل من الاسلام الحلول والإتحاد؟
اليس المبتدعة يقولون نحن مسلمون، فهل كل هذه البدع من الاسلام؟
أخي اليس من هم من اهل السنة والجماعة يقولون نحن مسلمون ملتزمون سليون، وهم بمنأى عن منهاج النبوة؟
أترضى ان يميع الدين باسم الاسلام؟؟ أترضى أن تضيع الثوابت ونفقد هويتنا باسم الاسلام؟ اذا كان قد تميع باسم السلفية فاصبحنا نرى سلفيات وهوالمصطلح الذي يفترض ان يُحدث التمايز!! فما ظنك بغيره!!
أليس النبي (ص) الذي قال " ... وستفترق امتي "
أليس ابن عباس _ فيما اذكر _ هو القائل " نحن اهل السنة والجماعة "
اخوتاه!!
إن أردتم مناقشة شيئ فليكن لماذا وصلنا الى هذه الدرجة من البعد عن منهج الله ومنهج النبي (ص)؟؟ لماذا وصلنا الى هذا الحد من عدم الفهم والوعي؟؟ كيف الخلاص؟؟ وهذا فيما اعتقد هو الاهم بالنسبة لهذه المرحلة.
اسال الله تعالى ان يبارك في الجميع وان يرحمنا جميعا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
جزاكم الله خيرًا
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 06:14]ـ
بارك الله فيكم.
لا شك أنه ليس كل المنتسبين إلى السلفية على الجادة والصواب في سائر القضايا العلمية والعملية، ولا يوجد - خلا المعصوم صلى الله عليه وسلم - من هو على الصواب في كل شيء!!! ومن هؤلاء المنتسبين إلى السلفية في زماننا طوائف وجماعات شتى كما هو معلوم، يختلفون اختلافات منها ما هو خلاف اجتهادي فرعي ومنها ما هو منهجي أصلي يصل إلى درجة الخلاف في قضايا كلية في الاعتقاد كقضايا الإيمان والكفر!
فإن قيل إن هناك مدرسة منتسبة إلى السلفية اسمها مدرسة الإسكندرية (مثلا)، تختلف معها مدرسة أخرى منتسبة إلى السلفية كذلك اسمها مدرسة كذا (نسبة إلى مكان ينتشرون فيه أو إلى شيخ تلقوا عنه منهجهم)، فلا يُنكر على هذا القائل ويقال إنه يجزئ السلفية! وإنما هو يصنف المنتسبين إلى السلفية لا أنه يعدد وجوه السلفية نفسها .. فليتنبه لهذا الفرق الدقيق.
ولبيان هذا المعنى، نقول وبالله المستعان:
لا شك في أن من التلبيس على العوام أن يُنسب الجميع إلى السلفية بإضافة صفة زائدة (كقولهم الجهادية أو الحركية أو العلمية أو نحو ذلك) تعبر عن وجه اختلاف هذه الطائفة أو تلك عما سواها من الطوائف المنتسبة إلى السلفية .. إذ السلفية كمهنج لا يتجزأ والحق لا يتعدد ولا ريب .. وإنما الذي يتعدد هو أفكار ومناهج هؤلاء المنتسبين إليها من طوائف وجماعات شتى، قد تكون الواحدة منها ليست - في الحقيقة - إلا شيخا في مسجد أو زاوية ومعه تلامذته يقلدونه في كل شيء على أن هذه هي السلفية وهي الإسلام كما أنزله الله، ويقولون نحن سلفيون! وهؤلاء الموصوفون بالسلفية الكذا والسلفية الكذا في تصانيف بعض الكتاب قد يكون منهم طوائف خارجية محضة أو مرجئة محض الإرجاء أو غير ذلك!! ولكن جهل الجاهلين في إطلاق التصنيف لا يسقط أصل مشروعية التصنيف نفسه عند الحاجة إليه ..
(ومن هذه البابة العلمية نفسها ما دعانا إلى تصنيف المذاهب الفقهية في أهل السنة فنقول هذا حنبلي وهذا مالكي وهذا شافعي وكذا .. )
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا ما دعت الحاجة العلمية (من بحث ودراسة) أو الدعوية (لتنبيه صغار الطلبة وتحذيرهم من مخالفات بعض المشايخ المتبوعين) وأراد الباحث أو طالب العلم أن يدرس الفروق المنهجية والفكرية بين تلك الطوائف في سياق الطرح العلمي والمناقشة العلمية المتخصصة في العقيدة أو فقه السياسة الشرعية - مثلا - فله أن يميزهم بوصف جامع. ولا يلزم من ذلك "التصنيف" جعلهم فرقة مبتدعة ضالة هالكة ولابد كما يغلو أولئك الجراحون الذين أدخلوا بعض طوائف أهل السنة في الفرق المارقة والهالكة بما قد لا يستوجب ذلك، إذ كل مخالفة تقدر عند أهل العلم والإنصاف بقدرها، والأمر مقيد كما تقدم بحدود دعوى الحاجة العلمية للدراسة والنقد والتحليل، ومن ثمّ النصح والتوجيه لطلبة العلم. فإن أراد الدارس أن يثبت كونهم من عموم أهل السنة، وأن ما فيهم من موافقة للخوارج (خارجية) أو المرجئة (إرجاء) أو غيرهما من الفرق = لا يخرجهم من عموم أهل السنة (على غرار تفريق علماء السلف بين الجهمي ومن فيه تجهم، والمرجئ ومن عنده إرجاء وهكذا)، فلا نشاححه في الاصطلاح إن اتفقنا معه على ما تقدم بيانه من المعاني، وإلا فإن خشي من التلبيس واختلاط المفاهيم من قوله (سلفيون فيهم إرجاء) أو (سلفيون فيهم كذا وكذا)، فليكتف بنسبتهم إلى شيخهم صاحب المخالفة التي تابعوه عليها، وذلك في مقام النقد والتحليل، لا على سبيل جعل ذلك الشيخ ومن وافقوه - بالضرورة - فرقة من الفرق المبتدعة التي يجب تحذير المسلمين منها ومحاربتها محاربة أهل البدع والأهواء! فيقول مثلا (الشيخ فلان وتلامذته عندهم كذا) أو (مدرسة الشيخ فلان فيهم كذا وكذا)، وهذا أولى لا سيما وقد رأينا من تلك الطوائف المنتسبة إلى السلفية من عنده موافقة للخوارج في قضايا، وللمرجئة في قضايا أخرى في ذات الوقت! أو توجه تلك النسبة إلى المكان كقولهم مدرسة الإسكندرية أو مدرسة المنوفية أو نحو ذلك إن كانت الطائفة تتميز بانتشارها في بلدة بعينها وكان معهودا في أذهان طلبة العلم أعيان المشايخ المتوجه إليهم هذا التصنيف ..
هذا وقد يقع الخلاف - وهو واقع لا محالة - على بعض تلك الطوائف ذات المخالفة أهي من جملة أهل السنة - أصلا - أم أن مخالفتها تلحقها بالفرقة التي وافقتها رأسا وتخرجها من دائرة السلفية .. وهذا الخلاف قد يكون مما يسوغ أو مما لا يسوغ، والضابط في ذلك كله كما هو معلوم إنما هو الرجوع إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الأول .. نسأل الله أن يرزقنا عمق الفهم والإنصاف وسعة النظر.
فالقصد أن إطلاق الدعوى بأن أي تصنيف علمي أيا كان للطوائف المنتسبة إلى السلفية يفضي ولابد إلى تفريق وتمزيق أهل السنة، أو تحويل المنهج الحق إلى مناهج شتى بما يفضي إلى التلبيس على العوام = هذا إطلاق ليس بمستقيم (وهو ليس لازما من طرح الأخت صاحبة الموضوع، ولكن رأيت أن أبين هذا المعنى حتى لا يساء فهم المقال، والله الموفق للسداد).
أما قضية تحذير العوام من رجل بعينه من أهل السنة عنده - وأتباعه - مخالفة في كذا وفيه كذا وكذا، فمقام آخر له فقه مخصوص، يقدر فيه المصلحة والمفسدة بحسبها، والله أعلم.
----------
تنبيه: نرجو من الإخوة الكرام المشاركين في الموضوع فيما يستقبل من الأمر ألا يعينوا أحدا من المشايخ بعينه ولا طائفة من الطوائف بعينها حتى لا نضطر إلى إغلاق الموضوع .. وفقكم الله ورزقنا وإياكم حسن النظر.
أحسنت احسن الله إليك، ولا خلاف حول ما ذكرت. في ردك المضيء.
لا خلاف على أن التصنيف بحق مطلوب بقدر ما يدفع من المفاسد ويجلب من مصالح تبصير الأمة وبخاصة عامة الناس.
كما أن التصنيف المبالغ فيه آفة ابتلي بها البعض.
ولا شك أن هناك من تلبس ببدعة محضة كمن تلبس ببدعة الخروج وبدعة الإرجاء، وأنه يختلف عمن داخله شيء من ذلك مع بقائه ضمن حدود السلفية.
ولكن هناك من يطلق على فئات أو مناهج اسم السلفية لأغراض مشبوهة .. مثال ذلك:
التكفيريون يطلق عليهم الإعلام المغرض السلفية الجهادية ويطلقون على من يقابلهم من العلماء الكبار السلفية العلمية.
وهذا يؤثر سلبا على مفاهيم العامة.
كثير من عوام الناس يظنون شخصيات معروف عنها التكفير لعامة الحكام وحتى العلماء سلفيين جهاديين!!!
وهذه مصيبة بحد ذاتها وتضليل لهؤلاء.
مثال آخر:
ما يسمى بالعصرانيين وهم من تلبس بأمور تخالف السلفية كالدعوة للتجديد الفقهي أو ما يسمى إعادة فهم النصوص بما يتوافق ومتغيرات العصر. وإعادة النظر في موقفنا من المخالف ... الخ
هؤلاء يطلق عليهم البعض السلفية العصرية!!
وهلم جرا.
==========
وأرى في بعض المداخلات من الإخوة الأفاضل نظرة تشاؤمية لا داعي لها؛ فمنهج الحق باقٍ وإن قل أتباعه، وهو موجود بيننا نجده عند كبارنا ممن شابت لحاهم في الطلب. وعند الثقات من طلاب العلم. وأصول السلف موجودة مدونة في كتبهم نحتاج من طلاب العلم ـن يخرجوها للعامة ويبسطوا معانيها حتى يميزوا بين الحق والباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 06:44]ـ
والله لا ادري لما الخلط وفيم العجب؟؟؟!!!
والله إني لاعجب اشد العجب عندما يتحدث الاخوة عن الاسم وكأن الاسم هو الذي فرّق!!
الاستمساك اخي بارك الله فيك ... حتى لا تضيع معالم الدين في وسط كلمة مطاطية ينتسب اليها القاصي والداني , الصالح والطالح، السني والبدعي!!
اليس الشيعة يقولون نحن مسلمون فهل من الاسلام سب ابي بكر وعمر؟
اليس الصوفية يقولون نحن مسلمون، فهل من الاسلام الحلول والإتحاد؟
اليس المبتدعة يقولون نحن مسلمون، فهل كل هذه البدع من الاسلام؟
أخي اليس من هم من اهل السنة والجماعة يقولون نحن مسلمون ملتزمون سليون، وهم بمنأى عن منهاج النبوة؟
أترضى ان يميع الدين باسم الاسلام؟؟ أترضى أن تضيع الثوابت ونفقد هويتنا باسم الاسلام؟ اذا كان قد تميع باسم السلفية فاصبحنا نرى سلفيات وهوالمصطلح الذي يفترض ان يُحدث التمايز!! فما ظنك بغيره!!
أليس النبي (ص) الذي قال " ... وستفترق امتي "
أليس ابن عباس _ فيما اذكر _ هو القائل " نحن اهل السنة والجماعة "
اخوتاه!!
إن أردتم مناقشة شيئ فليكن لماذا وصلنا الى هذه الدرجة من البعد عن منهج الله ومنهج النبي (ص)؟؟ لماذا وصلنا الى هذا الحد من عدم الفهم والوعي؟؟ كيف الخلاص؟؟ وهذا فيما اعتقد هو الاهم بالنسبة لهذه المرحلة.
اسال الله تعالى ان يبارك في الجميع وان يرحمنا جميعا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
جزاكم الله خيرًا
الإعتذار موصول للأخت الفاضلة شذى الجنوب:
----------------
الاسم الذي اختاره رب العالمين لا هو موهم ولا هو مطاطي كما ذكر بعض الناس ونبرأ إلى الله تعالى من هذه الأقوال وندعوا قائلها إلى البراءة منها،، ولا أحد سبق هؤلاء أبدًا من العلماء في وصف اسم الإسلام بهذه الأوصاف السيئة: ((موهم - مطاطي)) لا حول ولا قوة إلا بالله.
رب العالمين يقول {هو سماكم المسلمين}، وهذا يقول اسم مطاطي!!
المسلم يلزم الأدب مع رب العالمين، وما اختاره رب العالمين.
والتسمي بالسلفي اسم محدث في دين الله مبتدع لا أرداه الله عز وجل ولا أرداه رسوله صلى الله عليه وسلم، ويفرح به إبليس لأنه نجح في ابعاد الناس عن ما يريده رب العالمين ونجح في ابعادهم عن أمر رسوله الكريم بتسمية المسلمين بالأسماء الشرعية في الدين.
وهنا أصل يجب التنبيه عليه من فعل الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم في عصرهم ...
لما ظهرت في عصر الصحابة البدع والاهواء حتى قتلوا الخلفاء الراشدين!!
لم يمتاز أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن معهم من المؤمنين بغير الأسماء الشرعية.
ومن يزعم ذلك فليأتي بدليل ولن يجد دليل واحد!
بل كانوا يصفون المخالف بأسماء ويميزونهم عن جماعة المسلمين لا العكس!!
أما نحن فنحن اعلم وأحرص على الخير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما ظهرت في عصرهم أهل البدع والأهواء حتى قال أبو الدرداء: والله لا أعلم فيهم شىء من أمر محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلون جميعًا.
بل نصف اختيار رب العالمين بأنه اختيار موهم!!!
وأنه اختيار مطاطى!!
خلاص التسمي بالسلفية انتهى ورفع شعار السلفية انتهي لأن أهل البدع والأهواء دخلوا في هذا المسمى ..
ماذا ستفعلون ستختارون اسم بعد اسم السلفية لتمتازوا به لأن التكفيرين والمرجئة والمبتدعة يسمون انفسهم سلفيين والناس تقر لهم ذلك!
وبعد اختراع الاسم الجديد سيدخل إن شاء الله تعالى جماعات مبتدعة في نفس الاسم.
ثم تخترعون اسم جديد!! وهكذا ...
وفي آخر المطاف لن يسعكم إلا ان تسلموا بقضاء رب العالمين وتسميته للمسلمين بالمسلمين.
وأمر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: تسموا باسم الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله ..
إلى من يوجه كلامه النبي صلى الله عليه وسلم!!
يوجه كلامه لنا نحن المسلمين.
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 07:26]ـ
يبدو أن الإخوة الكرام يصرون على تحويل الموضوع إلى النزاع في أصل مشروعية التسمي باسم إضافي إلى اسم الإسلام، كأهل السنة والسلفية ونحو ذلك .. وهذه المسألة قد سبق مناقشتها في المجلس من قبل في غير موضوع، ونُقلت فيها فتاوى أهل العلم الكبار، فتفضلوا بالنظر هنا (غير مأمورين):
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=58340&highlight=%C7%E1%D3%E1%DD%ED%C 9
وهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56052&highlight=%C7%E1%D3%E1%DD%ED%C 9
وهذا ما وقفت عليه الآن في عجالة، وفي المجلس المزيد لمن بحث .. فلا داعي لتكثير الموضوعات في هذه المسألة، بارك الله فيكم، وأرجو كذلك ألا ندخل في مناقشة مفهوم السلفية وفهم السلف نفسه، وليلتزم الإخوة الكرام بأصل الطرح حتى لا نضطر لإغلاق الموضوع، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 07:50]ـ
يبدو أن الإخوة الكرام يصرون على تحويل الموضوع إلى النزاع في أصل مشروعية التسمي باسم إضافي إلى اسم الإسلام، كأهل السنة والسلفية ونحو ذلك .. وهذه المسألة قد سبق مناقشتها في المجلس من قبل في غير موضوع، ونُقلت فيها فتاوى أهل العلم الكبار، فتفضلوا بالنظر هنا (غير مأمورين):
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=58340&highlight=%c7%e1%d3%e1%dd%ed%c 9
وهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56052&highlight=%c7%e1%d3%e1%dd%ed%c 9
وهذا ما وقفت عليه الآن في عجالة، وفي المجلس المزيد لمن بحث .. فلا داعي لتكثير الموضوعات في هذه المسألة، بارك الله فيكم، وأرجو كذلك ألا ندخل في مناقشة مفهوم السلفية وفهم السلف نفسه، وليلتزم الإخوة الكرام بأصل الطرح حتى لا نضطر لإغلاق الموضوع، والله الموفق.
العدل يا شيخ -بارك الله فيك- ألا تغلق، بل تحذف كل ما هو خارج النطاق. عقوبة من يخرج خارج إطار البحث والمناقشة أن يُحذف رده .. لا أن يغلق الموضوع.
وفقك الله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 07:59]ـ
عقوبة من يخرج خارج إطار البحث والمناقشة أن يُحذف رده
لا عقوبة - إن شاء الله - لا في الحذف ولا في الإغلاق إن وقع، بارك الله فيك.
وإنما هو اجتهاد من الإشراف بالنظر إلى مجموع ما في المجلس من أطروحات ذات صلة وما يضاف في الموضوع الواحد من فوائد، وما يفضي إليه سير الموضوع من مناقشات. ولهذا نرجو من الإخوة ألا يضطرونا لا إلى حذف ولا إلى إغلاق، وذلك بألا يكتبوا إلا بالتركيز في مادة البحث .. والله الموفق للصواب.
ـ[تيم الله]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 08:19]ـ
الأخ المشرف الفاضل (أبو الفداء)
لم يخرج كلامي هذه المرة عن سياق ما أوردتموه أنت والأخ الأثري! وتعلم أن الموضوع متشابك، ولولا هذا لما سبقتمونا للحديث فيما لا تريدون منا الخوض فيه ههنا! أم لأن كلامي مخالف لما تفضلتم به؟! في الحقيقة يا إخوتي لن تحل مشكلة تجزئة السلفية هذه ما لم نحل الموضوع من أصله.
على كلِّ لن أزيد، وقد كفاني الأخ (صدى الذكريات) بارك الله فيه مؤونة الرد، وما في القرآن الكريم وفي كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام (منهاج النبوة) كفاية، والحمد لله رب العالمين.
فأكملوا ما كنتم فيه، ولا تقلقوا من الإزعاج.
والسلام عليكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 08:31]ـ
جزاك الله خيرا ..
لا أدري أين سبقتك بالحديث فيما لا نريد الخوض فيه؟
على أي حال أرجو أن تحسن الظن بأخيك.
وفقك الله وسددك إلى كل خير.
ـ[تيم الله]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 08:48]ـ
لو التزمت جميع الطوائف منهاج النبوة، لما دعت الحاجة إلى التمايز ...
وهذا أمر يكاد يكون بدهيا، ولا حاجة لتفسيره!!
ثم إنه لا مشاحة في الاصطلاح؛ منهاج النبوة هو قطعاً منهاج السلف ...
فقط وجب التنويه -بعد إذنكم- بأن منهاج النبوة ليس هو قطعاً منهاج السلف!
فالسلف الصالح أصاب وأخطأ، ورد بعضه على بعض، فهل في منهاج النبوة أخطاء!!! قطعاً لا.
والأبواب تبقى مفتوحة للاجتهادات طالما هناك ثابت وهو منهاج النبوة الذي استقى سلفنا الصالح منه فأصابوا وأخطأوا، وعلينا كذلك أن نفعل ملتزمين بما التزموا من البينة والحق، حتى ينزل فينا عيسى بن مريم حكماً عدلاً يحكم بمنهاج النبوة الحق لا منهاج سلف ولا خلف .. بلا أخطاء بإذن الله تعالى، ويبين لنا ما اختلفنا فيه.
الأخ الكريم أبو الفداء
لا يوجد سوء ظن إن شاء الله تعالى، قصدتُ يا أخي إقرارك للأخ الأثري الذي اقتبستُ مداخلته وعقّبتُ عليها، واستعجلتُ فلم أقتبس معها تعقيبك وإقرارك. بارك الله فيك هذا ما قصدته، بأنّ مداخلة الأخ وتعقيبك هما ما أوجبا الرد من طرفي فيما رأيتم أنه خروج.
فأنت ترى أن الإخوة -وأنت بينهم- يقولون عبارات وقد يرى أمثالي وجوب الرد عليها في مكانها.
وألتمس العذر مجدداً، ولكن فعلاً الموضوع متشابك ولعله إن شاء الله تعالى يكون لنا نقاش في موضوع مخصص، والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 09:00]ـ
فقط وجب التنويه -بعد إذنكم- بأن منهاج النبوة ليس هو قطعاً منهاج السلف!
فالسلف الصالح أصاب وأخطأ، ورد بعضه على بعض، فهل في منهاج النبوة أخطاء!!! قطعاً لا.
يا أخي الكريم ينبغي التفريق بين (المنهج) أو المنهاج من جانب، والإصابة والخطأ في جزئيات وفرعيات ما يشرع فيه الاجتهاد بناءا على ذلك المنهاج الأصل من الجانب الآخر! نحن نتكلم عن منهج واحد جامع في العقيدة والدعوة والجهاد والفقه والأخلاق والمعاملات وفي كل شيء، ولا يماري مسلم في أن هذا المنهج الجامع الذي كان عليه السلف = هو منهاج النبوة! ولا يعني تقريرنا هذا المعنى أن الحق قد اجتمع كله في شخص واحد بعد المعصوم، فهذا لم يكن ولن يكون! أما المنهج فمعلوم وله أئمته في كل عصر، الذين يأخذون من مشكاة واحدة .. وإنما تدعي كل طائفة من المسلمين موافقة السلف في ذلك المنهج الشامل! والفرق الضالة إنما خالفت إذ خالفت بأهوائها في أصول هذا المنهج - الذي هو منهاج النبوة - بدءا من مصادر التلقي نفسها .. لا في فرعيات الاجتهاد التي يسوغ فيها الخلاف تحت ذلك المنهج (التي يدخل فيها بعض الأصول الكلية في النظر في أدلة الفقه، وهو ما أدى إلى ظهور المذاهب الفقهية تحت هذا المنهاج الواحد)، ولولا هذا ما جاء النص في تلك الفرق بالوعيد (كلها في النار إلا واحدة)! فالقصد أنه لا يلزم من القول بلزوم منهج السلف - بحال من الأحوال - تقليد آحاد السلف في اجتهاداتهم، فتأمل الفرق بارك الله فيك ..
وكنت أتجنب الخوض معك في هذا التفريق لأنه قد سبق الخوض في مسألة فهم السلف هذه من قبل في موضوع طويل (بل موضوعات) وليست هي موضوع هذه الصفحة، فدعنا من هذا، بارك الله فيك.(/)
هل فى القران مجاز؟
ـ[البراك]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 09:23]ـ
هناك من يثبت المجاز فى القران ارجوا من الجميع الرد على تلك الامثلة واثبات انها على الحقيقة وليس المجاز وسوف احصر ايات التى يستدل بها اهل المجاز فى القران للرد عليها اخوانى الكرام ارجوا تثبيت الموضوع لانه جد خطير
(فأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) (وهذه استعارة لأنَّ حقيقة الذوق إنَّما تكون في المطاعم والمشارب لا في الكسي والملابس .. ) ثُمَّ قالوا: (وإنَّما قال سبحانه وتعالى لباس الجوع والخوف ولم يقل طعم الجوع والخوف لأنَّ المراد ـ والله أعلم ـ وصف تلك الحال لهم والاشتمال عليهم كاشتمال الملابس على الجلود لأنَّ ما يظهر من سوء الأحوال وشحوب الألوان وضآلة الأجسام كاللباس الشامل لهم والظاهر عليهم)
قالوا فى اية (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) (سورة التكوير:18)، فكأن نسيم الصباح وضوؤه المنتشر نفساً يبعث الحياة في الكون من جديد، فالنفس بالنسبة للصبح استعارة)
ما الجواب على انها ليس من المجاز ولكن على الحقيقة؟
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (سورة الإسراء:24)، وإن لم يكن للذل جناح) ما الرد عليهم؟
سؤال فى الاية الاتية فقد استشكلت على وهو قوله تعالى (كيف نفسر الخيط الأبيض والخيط الأسود من قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)؟
مع ان الصحابى فهم الاية على حقيقتها وانه خيط حقيقى ولكن الرسول فسر الاية على انها مجاز وقال انك لعريض القفا فهذة اية يقول بها المجازيين على انهارد من الرسول ومن لم يؤتى فهم اللغه وان فهم الايه على الحقيقة قد رد عليه الرسول انه عريض القفا اى قليل الفهم لاساليب اللغة ونزلت الاية لتبين ان المقصود ليس خيط ابيض وخيط اسود حقيقى بل انه استعارة المقصود به سواد الليل وضوء النهار من الفجر
وما معنى المرض في قوله: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً)؟ هل المرض حقيقى لان الاصل فى المرض الحقيقى هو المرض العضوى والمعنى المجازى لها اطلاق المرض على الجبن والخوف والحسد ونفاق وشك وغيرها من الالفاظ إطلاق مجازي لا حقيقي،
وما المقصود بالمعية في قوله تعالى: (فأولئك مع المؤمنين)؟ فقد قالوا ينكر الشيخ ابن تيمية أن تكون المعية الواردة في هذه الآية وفي غيرها من الآيات محمولة على المعنى الحقيقي، وهو معنى المجاورة المكانية والمخالطة الحسيّة، بل يصرفها إلى المعنى المجازي لها. فهو يفسر المعية في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ)، وَقَوْلِهِ: (فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)، وَقَوْلِهِ: (اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، وَقَوْلِهِ: (وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ) بالمعنى المجازي.
يقول: "وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ} فَهُوَ سُبْحَانَهُ مَعَ الْمُسَافِرِ فِي سَفَرِهِ وَمَعَ أَهْلِهِ فِي وَطَنِهِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَنْ تَكُونَ ذَاتُهُ مُخْتَلِطَةً بِذَوَاتِهِمْ كَمَا قَالَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} أَيْ (مَعَهُ عَلَى الْإِيمَانِ) لَا أَنَّ ذَاتَهمْ فِي ذَاتِهِ بَلْ هُمْ مُصَاحِبُونَ لَهُ. وَقَوْلُهُ: {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} يَدُلُّ عَلَى مُوَافَقَتِهِمْ فِي الْإِيمَانِ وَمُوَالَاتِهِمْ فَاَللَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِعِبَادِهِ وَهُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا وَعِلْمُهُ بِهِمْ مِنْ لَوَازِمِ الْمَعِيَّةِ" [مجموع الفتاوى / 5: 231].
فهو لم يفسر المعية بالمجاورة الحقيقة والملاصقة، وهذا هو معناها الحقيقي، بل حملها على المجاز، ولا أخال عاقلاً يفسرها على معناها الحقيقي؛ لاستحالته
وقالوا فى (قول الله تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط)
ما معنى هذه الآية؟
هل من يبسط يده يكون آثما؟
وهل من يمد يده إلى عنقه آثم؟
وهو مجاز بيّن) ما الرد عليهم
قال تعالى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)
هل للقرآن يدان؟ وخلف؟ وشمال؟ وتحت؟ ......
وهو استعارة واضحة
يقول تعالى (يجعلون أصابعهم في آذانهم) والإصبع لا يقل طوله عن 3 سم في الطفل كما أن الأذن لا تتحمل إدخال شيء طويل كهذا
فهل وضعوا فعلا أصابعهم في آذانهم أم أطرافها فقط
(فبشّرهم بعذاب أليم)
والبشارة إنما يصح التعبير بها في مواطن الخير والكرامة، لا في مظاهر الشدة والعناء، وليس العذاب من مواطن الخير، حتى يبشر به العاصي، ولكنه تعالى أطلقه عليه تجوزا من باب إطلاق اسم الضدين على الآخر للنكاية والتشفي، أو السخرية والتهكم، وكلاهما يأتيان هنا لتأكيد وقوع العذاب دون شك.
الرد عليهم؟
(وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة) إذ المراد بذلك أجساد هؤلاء بقرينة العمل والنصب الذي تؤدي ضريبته الأجساد بتمامها، لا الوجوه وحدها، وإنما عبر عنها بالوجوه باعتبارها جزءا من الأجساد ودالا عليها؟
ما الرد عليهم؟
يتبع ان شاء الله عند مناقشة الايات بوضع ايات اخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 11:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
قضية المجاز في القرآن قضية قديمة والخلاف فيها خلاف لفظي فمن ينفي المجاز يسميه أسلوبا من أساليب العرب ولا مشاحة في الاصطلاح وأنصحك بقراءة كتاب (المجاز عند الإمام ابن تيمية وتلاميذه بين الإنكار والإقرار) للدكتور المطعني،وقراءة رسالة الإمام الشنقيطي ولقد سبق أن رفعتها في هذا المنتدى الكريم وستجدها هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55210)
والكتاب في المرفقات
ـ[البراك]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 04:19]ـ
انا لا اقصد فى التسمية فهؤلاء يسموه مجاز وهؤلاء يسموها اسلوب من اساليب اللغة العربية ولكن على الحقيقة ارجوا منا قشة الامثلة بموضوعية من اهل الاختصاص
اما بخصوص الكتاب فهو عندى واعرفة وقد قراتة فهو يقر بالمجاز ويرد على ابت تيمية وانه يقول بالمجاز فى ايات اخرى وان انكره فى مواضع اخرى وكذلك ابن القيم والشنقيطى ولكن الشنقيطى يقر بالحقيقة لايات القران فان لم اريد ذلك كله من حيث المناقشة الاكاديمية والاحالة على كتب ولكن اريد منا قشة الايات هنا من اهل الشرع فكثير من الانثلة التى وضعتها لم يناقشها اهل الحقيقة
ـ[البراك]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 01:47]ـ
حسبى الله ونعم الوكيل
لقد شاهد الموضوع 48 عضوا ولم يشارك احد فى الموضوع سوى واحد فقط مع انه من اهم مواضيع العقيدة فهل العذر من عدم مشاهدة الموضوع او الاهمال وعدم الاهتمام به ام العجز عن الرد
ارجوا منك الافادة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 08:05]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ينبغي أن تعذر إخوانك وأن يتسع صدرك
واعلم -يرحمني الله وإياك- أن هذا الموضوع طرح من قبل في أكثر من موضوع
فلعلك تفيد وتستفيد مما طرحه إخوانك هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13065
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24887
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12641
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56182
ـ[عمر ابو الحسن]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 09:28]ـ
يرجى الرجوع الى أقوال العلماء لمعرفة معنى قوله (ص): "إنك لعريض القفا" أو "إن وسادك لعريض".
و كما قال المشرف الكريم بأن الموضوع قد اُشبع طرحاً. ابحث عن مقالات أبي فهر السلفي "مسائل في المجاز" لتجد ما تريد من مناقشة الاخوة للقولين.
ـ[البراك]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 12:36]ـ
جزاكم الله خيرا
انا لايهمنى لفظ المجاز من حيث المصطلح فلقد قرات كثيرا هنا فى المنتدى عن المجاز وكلها نقاشات حول لفظ المصطلح
ولكن الذى يهمنى هو تطبيق القواعد بالحقيقة او المجاز على الايات التى ذكرتها فان كان فيها حقيقة فما حقيقتها وان كان فيها مجاز فما هى القرينة فى الايات التى صرفتها من الحقيقة الى المجاز والعلاقة بينهما
لان معظم الذين تكلموا فى المجاز او الحقيقة لم يحصروا الايات وناقشوها من الممكن من اهل المجاز فعل ذلك فى كتبهم اما اهل الحقيقة فلم يفعلوا ذلك سوى مناقشة المصطلح من عدمة والاصل التطبيق على الايات فهم لم يفعلوا ذلك الا فى ايات قلة مشهورة فهل يعد هذا استقراء ناقص لاهل الحقيقة كامثال الشنقيطى وابن تيمية وابن القيم وغيرهم فلم يحصروا الايات التى قالوا فيها بالحقيقة لان الاستقراء التام هو تتبع الموضوع من جميع جزيئاتة وجوانبة لاسقاط قانون الحقيقة على الايات وخلاف ذلك يعد نقصا
فهل اخوانى الذين يقولون بالحقيقة من تطبيق على الايات التى ذكرتها من عدمة او المجاز فى الايات ارجوا مناقشة الايات سواء على الحقيقة وبيان ما فيها من حقيقتها او القول بالمجاز فيها وبيان ذلك وما السبب للقول بالمجاز فيها ولايهمنى اللفظ سواء المجاز او اسلوب من لغة العرب وتسميتها حقيقة قدر ما يهمنى اسقاط ذلك التطبيق على الايات لان ذلك هو لب المسالة
ارجوا البيان انا فى انتظار اجابتكم ودمتم بخير
ـ[البراك]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 07:11]ـ
حى على الجواب يااهل القران؟
ـ[ابو حمزة الشاري]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 10:54]ـ
حى على الجواب يااهل القران؟
لبيك أخي
نعم إن القرآن الكريم نزل بلغة العرب (بلسان عربي مبين) (قرآنا عربيا)
واللغة العربية فيها المجاز وفيها البلاغة وفيها الكثير.
ولذلك فان القرآن الكريم نزل معجزا في بيانه وفي خطابه وفيه من علوم اللغة العربية جميعها. ولذلك ينبغي على من يتصدر لتفسير القرآن الكريم أن يكون عالما باللغة العربية قبل كل شي. ثم بالناسخ والمنسوخ والخاص والعام وعالما باسباب النزول وغير ذلك مما يتعلق بعلوم القرآن الكريم وأن يكون عالما بالسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يمكن باي حال من الأحوال أن يتعارض قول الرسول مع قول الله تعالى وخصوصا في العقائد.(/)
هل الخلاف في الصفات يوجب الخلاف في الذات؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 04:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
من المعلوم أن الصفة هي دليل على الذات؛ فهل الخلاف في صفات الله (عز وجل) يقتضي لزاماً الخلاف في ذاته؟
فهذا الذي يقول إن الله (عز وجل) ليس على عرشه، وهو في كل مكان، وليس له يد ولا رجل ولا عين ولا وجه، وما إلى ذلك مما ينفيه من الصفات، ألا يكون خلافنا معه هو في ذات الإله أيضاً؟
فنحن نعبد إلهاً في السماء مستو على عرشه، وهو يعبد إلهاً في كل مكان.
ونحن نعبد إلهاً له يدان ورجل وعين ووجه، وهو يعبد إلهاً لا يتصف بذلك.
ومثاله رجل يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسود اللون؛ وآخر يخالفه القول ويقول: بل هو أبيض اللون.
فالأول ينسب الرسالة إلى رجل أسود ليس هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهذا اقتضى المغايرة في ذات النبي (صلى الله عليه وسلم).
ما قولكم؟ وجزاكم الله خيراً(/)
علماء الإماميَّة مصابون بهوس تكفيري مجنون .. (عباس آل كاشف الغطاء نموذجا)!
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 10:40]ـ
الحمد لله ..
رسالة إلى دعاة التقريب (التخريب) فنقول: تتواتر النقول عن أئمة الرافضة الفحول في تكفير خير أمة أخرجت للناس بسبب إمامتهم المزعومة التي لا نجد لها في كتاب الله تعالى آيةً واحدةًَ محكمةً تدل عليها!!!
واليوم نطوِّف مع آيتهم العظمى وعلامتهم الكبير عباس آل كاشف الغطاء (ت 1323 هـ) , وقد أفصح الرجل عن هوسه التكفيري خير إفصاح؛ بل نقل اتفاق طائفته على ذلك, والله المستعان!!
فأين الذين يتشدقون بمعتمدات المذهب المقدَّس؟!
أولا: من هو عباس آل كاشف الغطاء؟!
هو آية الله العظمى عباس نجل الشيخ حسن صاحب كتاب (أنوار الفقاهة) ابن الشيخ الأكبر؛ الشيخ جعفر صاحب كتاب (كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء)، ولد في النجف الأشرف سنة (1253 هـ)
ثانياً: مكانته العلمية ورسالته في الإمامة.
يحتل عباس آل كاشف الغطاء مكانة علميَّة رفيعة فهو عندهم الأصولي الفقيه الوقاد الذهن, وأما رسالته في الإمامة وهي التي سننقل منها فقد جاء بعد تعدادها قولهم: ((لله در مصنفها؛ لا فض فوه، وصعق إلى الحضيض حاسدوه، قال فأوجز وكتب فأعجز، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)).
ثالثا: الشروع في المقصود.
قال آيتهم العظمى, وعلامتهم الكبير عباس آل كاشف الغطاء (ت 1323 هـ) مستهلاً كتابه المُسمَّى بـ (رسالة في الإمامة) بعد أن قرر أن الإمامة أصل الدين الرابع, وأنها تنصيب إلهي من الله تعالى؛ قال (ص1 - 2):
((وهذه المسألة من أعظم مسائل أصول الدين، وهي معركة الآراء بين العامة والخاصة، فكم زلت بها الأقدام، وحادت فيها عن الحق أقوام بلا تروي ولا بصيرة حتى هلكوا وأهلكوا، والعقل والنقل لا يعذران الغافل والمتغافل، ولا من أخذته حمية الآباء فاقتدى آثارهم وسلك سبيلهم، بل لو ادُّعِيَ عدم وجود جاهل قاصر في هذا العصر عن هذا الأمر لم يكن بعيداً؛ فمن خلع برود العناد، ونظر بعين الإنصاف، وجانب جادة الاعتساف هداه الله إلى سواء الطريق، فإن النبوة والإمامة من واد واحد؛ فمن أنكر أو حاد عن إحداهما أنكر الأخر وحاد عنه، وإن اعترف به لسانه أو عقد عليه قلبه، فإن ذلك لا يجدي في الخلاص من العذاب الدائم والخلود الأبدي في صقر وهو الكفر الباطني، وفي الأثر الصحيح [من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية] وفيه بالمعنى: لو إن عبدا صلى وصام، وجاء بالفرض والسنة مدة عمره ثم لم يعرف ولاية ولي الله فيواليه، ولا يتبرا من معاديه لا ينفعه ذلك كله، فإن النبي والإمام معا سفيرا حق منصوبان من جانب الله تعالى، والإقرار بأحدهما لا يكفي، وإنكار أحدهما كفر، نعم مشهور أصحابنا على عدم نجاسة منكر الإمامة، وهو لا ينفي الكفر، فإن ارتفاع حكم من أحكام الكفر لمصلحة لا يوجب ارتفاعه بعد إجماعهم على عد أصول الدين خمسة، واتفاقهم بأن المنكر لأحدها كافر)) انتهى المراد من كلامه.
أخيراً: التعليق الذي لا يُحتاج له!
الكلام من الوضوح بحيث لا نجد مجالاً لنعلِّق عليه, ولكننا رحمةً بالقوم المعوجين فهماً؛ نقوم بالتعليق الطفيف لإقامة ما نستطيع من اعوجاج فهمهم؛ القائم على الهوى المردي فنقول:
التكفير أمرٌ متقرر عند الإماميَّة لكل من خالفهم في عقيدتهم الهلاميَّة (الإمامة) , وهو تكفير من أعلى درجاته, وأقصى مراتبه, ولكنهم لمانع واحد فقط يبطلون بعض آثار التكفير على الأعيان من مثل الحكم بالنجاسة وما أشبه ذلك, وليس نشوء هذا المانع قائما من رحمة قلوبهم بمخالفيهم؛ كلا ثم كلا .. فإن مخالفيهم عندهم شرٌّ من اليهود والنصارى, ولكنهم يمتنعون مراعاة لمصالحهم الساميَّة وهو صريح من لفظ آيتهم العظمى عباس آل كاشف الغطاء إذ قال: ((فإن ارتفاع حكم من أحكام الكفر لمصلحة لا يوجب ارتفاعه بعد إجماعهم على عد أصول الدين خمسة، واتفاقهم بأن المنكر لأحدها كافر))!!
وبعد نقله الاتفاق على التكفير يتفق لنا أن نحث أصحاب العقول المغلقة على التفكير في هوس القوم بالتكفير, والله ولي التدبير ..
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 04:15]ـ
يرفع في وجه أدعياء التقريب؛ بل التخريب!!(/)