أرجو الرد على من يشكك في العهدة العمرية (أرجو ذكر المصادر التي وردت بها)
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 08:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الرد على من يشكك في العهدة العمرية
(أرجو ذكر المصادر التي وردت بها)
و بارك الله فيكم
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 09:56]ـ
أرجو منكم إخواني أن تجيبوني بسرعة من فضلكم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 10:32]ـ
بما انك طلبته بسرعة فقد ذكرها الامام بن حزم باسناده في كتابه المحلى
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 11:02]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشروط العمرية وردت من عدة طرق لا يخلو أي من أسانيدها من مقال (منها مسند الإمام أحمد والسنن الكبرى للبيهقي)، ومع هذا فهي عمدة في باب أحكام أهل الذمة، لم ينكرها ولم يطعن فيها ولم يخالف مضمونها أحد من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين ومن تبعهم من الأئمة المتبوعين، ولم يزل عليها عمل الخلفاء والملوك في بلاد المسلمين قرونا بلا نكير.
فحجية محتواها إنما تأتي من إجماع الصحابة والسلف الصالح على العمل بها، وليس من إسناد آحاد طرقها أو مجموع تلك الطرق .. فينبغي التنبه إلى خطإ من سارع إلى إسقاطها متذرعا بأن الإمام الألباني رحمه الله حكم بضعفها في الإرواء، ووافقه من وافقه على ذلك، فإن حجية تلك الوثيقة لا تقوم على إسنادها من هذا الطريق أو ذاك! وهذا خطأ شائع - بكل أسف - بين إخواننا المشتغلين بالرد على الشبهات، بل وفي بعض إخواننا المشتغلين بعلم الحديث!
والإشكال أن منهم من يندفع إلى موافقة من أبطلوها من المعاصرين، ضاربا عرض الحائط بسبيل المؤمنين من الصحابة والسلف الصالح في التعامل معها، بدعوى أن فيها ظلما وإجحافا، ولا يدري صاحب هذه الدعوى أنه بذلك يتهم قرونا من المسلمين على رأسها السلف الأول بأنهم ظلموا أهل الذمة بهذه الشروط دون أن يلتفت رجل واحد منهم لهذا الظلم أو ينكره على فاعله أو على القائل به! وهذا باطل ولا شك، فالمتأمل في تلك النصوص لا يجد فيها ظلما ولا هضما، شريطة أن يتجرد هذا المتأمل من معايير الفكر العلماني والقومي ونظرية المواطنة وحقوق المواطنة وثوابت حقوق الإنسان وما إلى ذلك من نظريات حادثة صارت تضع الحجب والأستار الغلاظ بين المسلمين في هذا الزمان وبين هدي سلفهم الأول، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فإن الذي يرى ضرورة المساواة التامة بين سكان البلد الواحد بغض النظر عن دينهم وعن عقيدتهم، وأن هذا حق مكفول وعدالة = سيعد بعض ما جاء في تلك الوثيقة ظلما لا محالة! ولا يسأل ذلك المسكين نفسه: من الذي له أن يمنح الحقوق للبشر باختلاف طوائفهم ومللهم، يرفع هذا فوق ذاك ويساوي هذا بذاك ويفرض عليهم التكاليف والواجبات، إن لم يكن رب الأرض والسماوات؟؟ ومن ذا الذي له أن يكون شريكا لله في منح الحقوق للعباد؟؟
الذي بين أيدينا ههنا إجماع، ولا سلف لمن ادعى بطلان تلك الوثيقة!
وإن أجمعت الأمة على شيء فإنه الحق بلا ريب ولا توقف، ولا عبرة بالخلاف الحادث إن وقع!
فإن كان من الناس من يستثقل قبول تلك الوثيقة ولا يجد - لهزيمة في نفسه - إلا أن يتعلق بتضعيف الألباني أو غيره من المعاصرين لها، فلينظر حاله من قول الله تعالى:
((قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) [التوبة: 29]
ولينظر كيف يجيب السائلين عن (الصَغار) المنصوص عليه في هذه الآية!!
أقول للإخوة الذين يستثقلون تلك الوثيقة ويستسيغون الطعن عليها: إن قوما يرفضون الحق من بعد ما تبين لهم، ومن بعد أن قامت عليهم الحجج الغلاظ، ومن بعد ما تبين لهم أن سلطانهم على البلاد التي كانوا يحكمونها قد سلب منهم، فيصرون على البقاء على ملة حاصلها الشتم والسب الواضح لرب العالمين حقدا وحسدا وعنادا وحرصا على ما بقي من سلطان لرؤوس كنائسهم، لحري بهم أن يكونوا في تلك المنزلة في بلاد الإسلام حتى يفيء منهم من يفيء ويتوب من يتوب، أو ينقلب منهم من يموت على ذاك الإصرار والإباء والاستكبار إلى عذاب النار وبئس القرار، والله المستعان!
هذا مع ضمان أن لا إيذاء لهم ولا عدوان عليهم ولا على أموالهم ولا أعراضهم (وهو مفهوم الذمة التي لهم) ولا تحريج على من يبر الواحد منهم من جار أو نحوه أو يتألف قلبه ..
فلا تعارض ولا ظلم ولا شيء من هذا، وإنما ضعف ووهن في قلوب إخواننا في هذا الزمان وهزيمة نفسية والله المستعان!
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة: "وكل رواية من روايات هذا الأثر لا تخلو من مقال في إسنادها، إلا أن الأئمة تلقوها بالقبول، وذكروها في كتبهم، واحتجوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء، وعملوا بموجبها" (أحكام أهل الذمة لابن القيم 3/ 1163 - 1164).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: "في شروط عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي شرطها على أهل الذمة لما قدم الشام، وشارطهم بمحضر المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، وعليه العمل عند أئمة المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر" لأن هذا صار إجماعاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لا يجتمعون على ضلالةٍ على ما نقلوه وفهموه من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم". اهـ
مجموع الفتاوى 28/ 651.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 02:40]ـ
روابط حول الموضوع:
http://www.3lsooot.com/book/view-3692.html
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=612167(/)
7 ملايين شيعي في غرب أفريقيا وتأسيس «مجمع أهل البيت» في غينيا
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 09:07]ـ
أفاد موقع «عصر إيران» الإلكتروني أن التشيع ينتشر في دول غرب أفريقيا، ونقل عن موقع «شيعة نيوز» أن عدد الشيعة في غرب أفريقيا يصل الآن إلى نحو 7 ملايين شخص. وكانت إيران قد سعت خلال السنوات الخمس الماضية إلى تعزيز وجودها الاستراتيجي والاقتصادي والاستثماري في أفريقيا وذلك وسط تنافس على النفوذ بين دول عربية وإيران وإسرائيل على القارة التي تتمتع بموارد مائية كبيرة، كما تتمتع بمصادر نفيسة مثل الألماس واليورانيوم. ونقل «عصر إيران» عن موقع «شيعة نيوز» الإلكتروني أن محمد دار الحكمة وهو من رجال الدين في غينيا قال إن التوجه نحو التشيع في تنامٍ مطرد في دول غرب أفريقيا.
وأضاف دار الحكمة لدى لقائه مع مسؤول ضريح الإمام الحسين في كربلاء بالعراق أن عدد الشيعة في غرب أفريقيا يبلغ الآن أكثر من 7 ملايين شخص. كما أوضح أنه تم تأسيس «مجمع شباب أهل البيت» في غينيا. من ناحيته أعلن زعيم الشيعة في جزر القمر محمود عبد الله إبراهيم أن التوجه نحو التشيع لدى أبناء هذا البلد آخذ في التنامي.
ونقل موقع «عصر إيران» عن زعيم الشيعة في جزر القمر الشيخ محمود عبد الله إبراهيم أن التوجه نحو التشيع لدى أبناء هذا البلد آخذ في التنامي.
وأفاد الموقع أن الشيخ محمود عبد الله إبراهيم التقى مسؤولي الحوزة العلمية في قم وأعطى شرحا عن وضع الشيعة في جزر القمر، وقال: «في عام 2006 عندما بدأنا التبليغ للتشيع لم يكن حتى شخص واحد ينتمي إلى التشيع لكن الآن هناك أكثر من 100 شخص أصحبوا شيعة».
يُذكر أن الشيخ محمود عبد الله إبراهيم تحول من المذهب السني إلى الشيعي عام 2004.
وخلال الأعوام القليلة الماضية بدأت إيران إحصاء عدديا لعدد الشيعة في غرب أفريقيا. ويقوم مجمع «أهل البيت» الذي يتبع المرشد الأعلى لإيران بالإشراف على عملية الإحصاء العددي للشيعة في العالم وفي القارة الأفريقية. وكانت المؤسسة قد أوضحت في تعداد سابق لعام 2008 أن عدد الشيعة في مالي مثلا - وهي دولة سنية بالأساس - أصبح 1% من السكان، موضحة أن عدد السنة في مالي يبلغ 12 مليون شخص، فيما الشيعة 120 ألفا.
وفي السنغال - وهي أحد أهم مراكز النفوذ الإيراني في غرب أفريقيا - يبلغ عدد السكان نحو 12 مليون نسمة، بينهم أكثر من نصف مليون شيعي (5%) من السكان وذلك وفقا لإحصاء المجمع العالمي لأهل البيت.
أما غينيا بيساو - وهي أيضا من دول غرب أفريقيا - فقد بلغ عدد المسلمين فيها 680 ألف نسمة، بينهم أقل من 6800 شيعي (أقل من 1%). كما عدد إحصاء أهل البيت أعداد الشيعة في زامبيا وليسوتو وسوازيلاند وسيشل والرأس الأخضر وأرمينيا ومالطا، موضحا أن نسبة الشيعة في كل بلد من هؤلاء باتت تتراوح بين 1 و2%. كذلك أجرت مؤسسة آل البيت تعدادا للشيعة في منطقة جنوب البحر الكاريبي، ووفقا للإحصاء فإن عدد السكان في ترينداد وتوباغو لسنة 2008 بلغ نحو مليون ونصف مليون نسمة/ عدد الشيعة وسطهم 64 ألف نسمة (6%). ومن المعروف أن حركة التشيع في القارة السمراء بدأت تأخذ زخما متزايدا خلال السنوات العشر الماضية.
وخلال العام الماضي قام وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي بزيارات كثيرة إلى أفريقيا وذلك من أجل تعزيز علاقات إيران داخل القارة. ومن البلاد التي تربطها إيران بعلاقات قوية السنغال، التي استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران عام 1990 خلال رئاسة على أكبر هاشمي رفسنجاني لإيران. ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقات بين البلدين، وزار الرئيس السنغالي عبد الله واد إيران عام 2002 وبدأت طهران توسيع استثماراتها خصوصا في البنية التحتية وصناعة السيارات (تم إنشاء مصنع لتركيب السيارات يعد من أهم وأكبر مصانع تركيب السيارات في غرب أفريقيا. كما زادت السنغال من صادراتها إلى إيران حيث قفزت ما بين 2005 و2006 إلى 240%). ومن النفوذ الاقتصادي توسع النفوذ الديني إذ بني الإيرانيون حوزة علمية في قلب العاصمة داكار، تسمي حوزة الرسول الأعظم.
وقد استغلت إيران فرصة قمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في داكار مارس (آذار) 2007 فقدمت دعما ماديا للسنغال، وكانت طهران تريد من الرئيس واد القيام بحملة لدي زعماء الدول الأعضاء بغية إقناعهم بإضافة بند إلى ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي يصبح بموجبه إلزاما على دول المنظمة توفير الحماية والدفاع عن أي بلد عضو يتعرض للاعتداء الخارجي. لكن الرئيس واد التف على المطلب الإيراني بتأجيل نقاشه إلى قمم لاحقة وذلك خوفا من فشل قمة داكار. ووفقا لمصادر عدة فإنه يوجد الكثير من الجمعيات الشيعية الناشطة في السنغال، ترعاها الجالية اللبنانية ذات النفوذ المالي والاقتصادي القوي، ويعمل بعض هذه الجمعيات في المجال الاجتماعي كمساعدة الأهالي وبناء المدارس والمستوصفات.
وكانت إسرائيل بعد اغتيال القائد الميداني لحزب الله عماد مغنية قد حذرت خصوصا من احتمال انتقام حزب الله للاغتيال مستهدفا الإسرائيليين في غربي أفريقيا. ونقلت «هآرتس» الإسرائيلية آنذاك عن تجار ألماس إسرائيليين في دول غربي أفريقيا أن «المشكلة الكبرى للإسرائيليين في هذه المنطقة هي أن هناك دولا يسيطر فيها لبنانيون متماثلون في الغالب مع حزب الله، على صناعة الألماس، وهناك دول صارت تعرف كدول حزب الله تعمل كذراع للنفوذ الإيراني في القارة.
واعتبرت أن اللبنانيين يعدون بالملايين في أفريقيا، وقسم منهم شيعة يساندون حزب الله بالمال الوفير وبالدعم اللوجيستي، مما يسهل أكثر نقل المذهب الشيعي وبناء الحوزات العلمية والمراكز الثقافية.
(منقول)
قلت افريقيا الان بين مطرقة التبيلغ الشيعي الرافضي و سندان التبشير النصراني الصليبي
فماذا نحن فاعلون خاصة و ان الرافضة غالب تركيزهم على المسلمين السنه دون الوثنيين
قد تكون الارقام مبالغ فيها و لكن الرافضه يسارعون الخطا لتشييع افريقيا و اظن ان الجميع قد اطلع على مواضيع الاخوه حول التشيع في نيجيريا و جزر القمر
ادعوا الله الا نرى اليوم الذي تظهر فيه دوله شيعيه في افريقيا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو وئام]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 09:19]ـ
السلام عليكم
لا تهولنكم الأرقام فالمستبصرون ــ كما يدعوهم الشيعة ــ لا يبلغون هذا العدد وإن الداخلين في مذهب الرفض من شيوخ ترفضوا لم تحولوا من عقيدة المتصوفة إلى ربيبتها الرفض وتضخيم الأرقام واضح
وفي الختام, من تشيع فبعدا له، فهؤلاء أمس كان المنصرون يدعوهم وتبعهم البهائيون واليوم الروافض وغدا الدجال فسحقا لمن كان تابعا لكل ناعق ومبدلا لدينه
والله أعلم
ـ[شفل]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 09:23]ـ
لعنهم الله انهميفسدون اينما حلوا و الله لو رايتم مافعلوا لعنهم الله في العراق لشابت رؤسكم كم قريب قتلوا لي كم مسجد كم مصحف احرقوا والله انهم كانوا يجمعون المصاحف الموجوده في المسجدثم يجعلونها تحت اقدامهم لكي يسرقو المساجد وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[الساري]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 11:30]ـ
بشّر بهذا من عرقلوا سبيل الدعوة هناك بشتى الذرائع , فأظنهم سيستبشرون بنتائج فعلهم!
كانت الجامعة الإسلامية قد تأسست خصيصا لأبناء العالم الإسلامي , لا يقبل فيها من السعوديين إلا 10 % , واليوم لا يقبل فيها إلا 10 % من غير السعوديين , أما باقي النسبة فقد فتحت لهم إيران جامعاتها.
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 08:00]ـ
الله المستعان
أغلب معتنقي الفكر الشيعي المنحرف هم من فقراء دول شمال إفريقيا ... فمثلا عندنا في الجزائر، تمَّ كشف خليّة من أفراد شيعة أتو مدعومين من إيران تقوم هذه الخلية بشراء " بعض" الذين جمعوا بين السُّفه و الفقر و اللاَّ مبالات بأحكام الشَّريعة، تمَّ شرائهم بمبلغ مالي مقابل تشيُّعهم .. ولكن سرعان ما يعودون إلى عقائدهم السابقة بعد انتهاء المال المذكور.(/)
جلال الدين الرومي
ـ[العميري]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 12:15]ـ
ما هي أقوال العلماء في جلال الدين الرومي؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 05:24]ـ
أخبار جلال الدين الرومي, تأليف: الشيخ أبو الفضل القونوي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27575 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27575)(/)
فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى
ـ[ابو معاذ الاثرى]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 02:24]ـ
فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقىكتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتزكية النفس من أخطر الأمراض القلبية والشهوات الإبليسية الشيطانية التي تمثل عائقًا من أكبر العوائق أمام إصلاح الفرد والمجتمع والطائفة والأمة؛ فالنظر إلى النفس بعين الكمال يُعمي القلب عن رؤية عيوبها وأمراضها التي يجب معالجتها، وهو منبع الكبر والعجب والحسد؛ لأن الناظر إلى نفسه بعين الكمال يشعر أنه يستحق مِن الناس مِن تقديرهم وتعظيمهم وثنائهم أكثر مما أخذه، فيترتب على ذلك احتقارهم وازدراؤهم؛ لكونهم لم يُعطوه حقه ولم يقدروه حق قدره! وإذا وجدهم يثنون على غيره ضاق بذلك وما استساغه؛ فوقع في تمني زوال النعمة عن أخيه ليتفرد هو -في وهمه وظنه- بالكمال؛ فهي أمراض متلازمة ربما تظهر في جملة واحدة كما ظهرت من إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ظهرت كل هذه الأمراض في قوله لربه -عز وجل- عن آدم -عليه السلام-: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) (الأعراف:12).
وظهرت من فرعون في قوله عن موسى -عليه السلام-: (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ) (الزخرف:52) "
العمل الإسلامي المعاصر لا يخلو من مرض تزكية النفس على مستوى الأفراد والجماعات وداخل الجماعة الواحدة، وهو مِن أعظم المعوقات التي تواجه الصحوة الإسلامية
".
وظهرت في قول صاحب الجنتين لصاحبه: (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا) (الكهف:34).
وظهرت في قول طائفة من الملإ من بني إسرائيل مع نبيهم حين أخبرهم ببعث الله لهم طالوت مَلِكًا: (أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ) (البقرة:247).
وهذا المرض لا يختص بالأفراد؛ بل هو كذلك يعمُّ الجماعات والطوائف والشعوب والأمم، وهل قامت الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها في سنوات معدودة نحو 60 مليونًا من البشر إلا بسبب الفكرة المجنونة بسيادة الجنس الآري التي حقيقتها تزكية النفس، ولكن لشعب أو أمة؟!
وهل قامت إسرائيل إلا من أجل تحقيق هذه الفكرة المستقرة في حس اليهود أنهم -دون غيرهم- الشعب المختار، مهما خالفت أعمالهم وصفاتهم، وأن باقي الشعوب هم عبيد العبيد لهم، وأنهم لا يصلح لهم إلا أن يكونوا كلابًا لهم، وليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويرمى للكلاب -كما حكاه كُتَّاب الأناجيل عن المسيح-، إلا من رضي بأن يكون كلبًا لديهم واعترف بذلك وقَبِل بما يرميه السادة له كما يرمي السادة للكلاب؛ فهذا الذي يُقبَل في الملكوت، وحاشى لله أن يكون المسيح -عليه السلام- قد قال ذلك كما يفترون عليه؟!
وهل كانت جيوش احتلال الأوربيين التي غزت شعوب الأرض وأذلتها واستعبدتها إلا لسيطرة الجنس الأبيض وعلوه، حتى صاروا إذا تكلموا عن حقوق الإنسان فهو "الأوروبي" و"الأمريكي" دون غيره، كما أن آلام الأسرى عند اليهود محصورة في "شاليط" المُنَعَّم دون مئات ألوف المعذبين في المشارق والمغارب؟!
وهذا المرض العضال لا يختص بأهل الدنيا؛ بل يقع فيه -أيضًا- من ينتسبون للدين، وإن كان أهل الدنيا يزكون أنفسهم بكثرة المال، أو الملك والجاه، أو كثرة الأولاد والأتباع، أو المسكن الفاره، أو المركب والشارة، أو الثياب والقطيفة والخميصة؛ فإن أهل الانتساب إلى الدين يزكون أنفسهم: بالعلم، والزهد، والدعوة، وقراءة القرآن، والجهاد، والنفقة في سبيل الله، وكثرة التلامذة والمريدين والأتباع.
والعمل الإسلامي المعاصر لا يخلو من هذا المرض؛ مرض تزكية النفس على مستوى الأفراد والجماعات وداخل الجماعة الواحدة، وهو مِن أعظم المعوقات التي تواجه الصحوة الإسلامية وتجعل من استمرار مرحلة "الإحراق" أفضل لها بكثير من مرحلة "الإشراق"، أعني أن استمرار مرحلة الاستضعاف والاضطهاد الذي تعاني منه خير لها من مرحلة التمكين الذي ربما أدى إلى الهلاك الذي خافه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه الذين رباهم بنفسه حين قال: (مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ؛ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ) (متفق عليه).
وتزكية النفس تكون على درجات متفاوتة: فأحيانًا تكون داخل النفس دون أن يظهر في الكلام ويرى الإنسان القشة التي تظهر في عين أخيه ولا يرى الجذع الذي في عينه، وأحيانًا يكون في الحال والسلوك فيقول المرء بلسان حاله: "أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ".
وأحيانًا تزداد حتى تظهر على اللسان؛ فيمدح المرء نفسه، ويعدد كمالاته ورجحان عقله وفكره وقيادته، وأحيانًا يزداد حتى يُسخِّر من تحته لمدحه، ويجنِّد من يذكر فضائله وينادي في الناس بتفرده، ويكون مقدار المدح والثناء له الذي يبذله منافقوه والقدح في غيره هو المؤهل الأساسي للتقديم والتقريب وتولية المسئوليات! فيوسد الأمر إلى غير أهله؛ فيخرب العمل وتضيع الأمانة، وكثيرًا ما يتستر مرض تزكية النفس وراء ستار مدح المنهج الذي ينتمي إليه الشخص أو مدح الجماعة والطائفة التي ينتسب إليها والدعوة التي يدعو بها، وهو يخفي عن نفسه حقيقة الداء ويغور دفن أعراضه في الأعماق؛ حتى لا يبحث عن العلاج ولا يأخذ الدواء، فيتمكن المرض ويزداد حتى يهلك! "
النظر إلى النفس بعين الكمال يُعمي القلب عن رؤية عيوبها وأمراضها التي يجب معالجتها، وهو منبع الكبر والعجب والحسد
"
ولقد علَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ورباهم على معالجة هذا الداء: بالنظر إلى الذنوب والخطايا، وداوم استحضار خطرها، والاعتراف بالظلم بالقلب قبل اللسان؛ اتباعًا لنبي الله يونس -عليه السلام- الذي قال: (لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء:87)، فعلَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر -رضي الله عنه- دعاءً يقوله في صلاته، فقال له: (قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (متفق عليه).
وتأمل دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو خير خلق الله: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (متفق عليه).
وتأمل في سيد الاستغفار: (أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، اغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ) (رواه البخاري).
فنظرة المؤمن إلى عيوبه وذنوبه تمنع عنه مرض العجب والكبر الذي يُهلكه، ولجوؤه إلى الله وافتقاره إليه وشعوره بعجزه وشهوده أنه لا يستطيع أن يقوم بأمر نفسه وصلاحها لو وكله الله إليها طرفة عين، فيقول: (يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ) (رواه الحاكم والبزار، وحسنه الألباني)؛ يمنع عنه تزكية النفس وعيب الآخرين والجرأة على تحمل مسئولية خاف من حملها مَن هم أفضل منه أضعافًا مضاعفة، وتفتح له باب التفتيش في أعماق النفس؛ ليستخرج الأمراض المدفونة ويعالجها، فإنه لابد وأن يصدق مع الله في قوله: "وَأَبُوءُ بِذَنْبِي"، وليس فقط يحرِّك لسانه به مع استمرار شهود كمال النفس، وحاجتنا إلى البحث عن عيوبنا أعظم أهمية من دعوة الآخرين لإصلاح عيوبهم، والاستفادة من هدايا العيوب، ولو كانت من كاشح -المضمر للعداوة- أنفع لنا من الرد والدفع واتهام المخالف في نيته وقصده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الجانب يمثل أحد الجوانب الكثيرة للاختلاف بين النظام الإسلامي والنظام الديمقراطي القائم على تزكية النفس، فنظامهم الديمقراطي ما هو إلا صورة فجة من هذا المرض، وعَرض من أعراضه في التنافس المحموم على السلطة ولزوم تزكية النفس بما ليس فيها من خلال إعلام خادع، وأحزاب مضللة للعامة والدهماء، ولزوم القدح في الآخرين والتنقيص منهم لينفرد المرشح بالإبهار اللازم للفوز بأصوات المخدوعين، والرسول -صلى الله عليه وسلم- جعل طلب الإمارة وتزكية النفس لمنصبها سببًا في منع استحقاق من فعل ذلك لهذا الأمر؛ فقال: (إِنَّا وَاللَّهِ لاَ نُوَلِّي عَلَى هَذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ وَلاَ أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ) (متفق عليه).
ومن عظيم الغبن للصحابة -رضي الله عنهم- لا سيما الخلفاء الراشدين أن يزعم الزاعمون أنهم تولوا بطريقة ديمقراطية، وما يلزم من هذا القول من أنهم زكوا أنفسهم، بل لم يحدث شيء من ذلك؛ وإنما قال أبو بكر -رضي الله عنه- للأنصار -رضي الله عنهم-: "وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر أو أبي عبيدة"، فقال له عمر -رضي الله عنه-: "بل نبايعك أنت؛ رضيك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لديننا، أفلا نرضاك لدنيانا؟! "، أو كما قالا -رضي الله عنهما-.
وكانت خلافة عمر -رضي الله عنه- باختيار أبي بكر -رضي الله عنه- له وعهده له بذلك، واجتمع الصحابة على الرضا بذلك.
وكان اختيار عثمان -رضي الله عنه- عن طريق اختيار عبد الرحمن بن عوف له بعد أن خلع نفسه من أن يكون مرشحًا للخلافة ففوض له الأمر علي وعثمان وباقي الستة قد سبقوا في تفويضهم.
وكانت بيعة علي -رضي الله عنه- كذلك بعد مقتل عثمان -رضي الله عنهما- ألزمه بها كبار الصحابة؛ ليجمع الشمل ويستدرك الأمر.
واسترجع عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- لما فتح الكتاب الذي أخذت البيعة عليه مغلقًا فإذا فيه اسم عمر بن عبد العزيز؛ فاسترجع على المصيبة التي حصلت له بتحمله المسئولية الهائلة. "
منع الاستبداد وظلم الملوك، واستعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، وتحقيق الرقابة والتقويم للسلطة التنفيذية، كلها حاصلة في النظام الإسلامي الراشد من خلال: الشورى، والنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة حدود الله وشرعه على القائد والمقود سواء بسواء
"
فالنظام السياسي الإسلامي في العهود الراشدة لم يعرف التنافس على السلطة القائم على تزكية النفس وترشيحها، وطلب الولاية المستلزم للقدح في الآخرين وبيان عيوبهم، وعقد التحالفات الحزبية على العصبيات الجاهلية والمصالح الدنيوية المحضة بعيدًا عن النصيحة للأمة بتولية الأصلح والخوف من المسئولية أمام الله -عز وجل- عن الرعية، بل العمل الإسلامي المبني على العلم والعمل لإقامة الدين وسياسة الدنيا بالدين هو الذي يفرز الكفاءات ويبزر القيادات التي يقدمها فضلها وجهدها في العمل من أجل الدين، ويزكيها غيرها على غير رغبة منها في ذلك، بل لا تقبل المسئولية إلا اضطرارًا رعاية لمصلحة الأمة، وهذه السلبية من سلبيات النظام السياسي الغربي القائم على الديمقراطية لو طبقت حقيقة فكيف إذا كانت اسمًا بلا حقيقة، ومفسدة بلا مصلحة؟!
فإن أهم مصلحة تحققها الديمقراطية: منع الاستبداد وظلم الملوك، واستعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، وتحقيق الرقابة والتقويم للسلطة التنفيذية، وهي حاصلة في النظام الإسلامي الراشد من خلال: الشورى، والنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة حدود الله وشرعه على القائد والمقود سواء بسواء، وكل هذه المصالح معدومة في الأنظمة المستبدة التي تتخذ من: الديمقراطية، والحرية، والمساواة -على ما في هذه الثلاثة من فساد ومناقضة للشرع- ستارًا لحقيقة ظلمها وفسادها وعدم قابليتها للإصلاح والرقابة من قِبَل الأمة، ولا حتى المراجعة وقبول النصح؛ ولذا كانت المشاركة في ديمقراطية "ديكورية" ولعبة سياسية مُعاونة في الحقيقة على تحسين أقبح الصور وتضليل العامة وإيهامهم بالسير على طريق الإصلاح، وهم يراوحون أماكنهم إن لم يكونوا يرجعون القهقرى؛ أمرًا غير مرضي عند أهل الحق.
ونسأل الله -تعالى- أن يغفر لنا خطايانا، وأن يدخلنا برحمته في عباده الصالحين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 12:45]ـ
نستغفر الله
نستغفر الله
اللهم رحمتك
بارك الله فيك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 01:17]ـ
جزاك الله خيرا(/)
رأي الأستاذ أحمد أمين في كرد علي، ومذكراته
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 06:14]ـ
قال الأستاذ أحمد أمين:" نشر الأستاذ محمد كرد علي جزأين من مذكراته ضمَّنها ترجمة حياته، وهي حياة طويلة حافلة؛ فقد عاش الأستاذ في أوساط مختلفة، ورحل رحلات كثيرة في الشرق والغرب، وانغمس في السياسة واكتوى بنارها، واشتغل بالصحافة مدة طويلة، والصحافة من أكبر المدارس في معرفة الحياة وألوانها، وصادق كثيراً من رجال الأدب، والسياسة والعلم، والمال والأعمال، وخبرهم وأطال عشرتهم، وعمَّر بحمد الله عمراً طويلاً، فقد ذكر في مذكراته أنه في عشر الثمانين، وتقلب في مناصب كبيرة حتى كان وزيراً أكثر من خمس سنوات، فالمذكرات مظنة الإفادة والإمْتَاع. وقد صاحبت الأستاذ كرد علي مدة طويلة ـ جالسته في مجمع فؤاد الأول في مصر، واستمعت إلى آرائه وبحوثه، وجالسته في لجنة التأليف والترجمة يوم كان يغشاها، وفي مجمع دمشق أيام كنت أزورها، وكونت فيه رأياً بعد طول الخبرة، هو أنه واسع الاطلاع على الكتب العربية عليم بمصادر الموضوعات المختلفة، وبخزائن الكتب، وهي شيمة أخذها عن أستاذه الشيخ طاهر الجزائري، فقد كان ـ رحمه الله ـ بحاثة في الكتب عليماً بخفاياها، حسن التقدير لغثها وسمينها، وقد أفاد الأستاذ كرد علي العالمّ العربي بما ألفه في هذه الناحية ككتابه:" خطط الشام"، وبما نشر من كتب من مثل رسائل البلغاء وأخبار أحمد بن طولون.
ولكنه إذا عدا هذا الطور فتعرض لبحث مبتكر، أو لنقد لما قرأ، أو تعقيب على قول لم يعجبني كثيراً، لا في آرائه ولا في أسلوبه، فآراؤه لا تصدر عن أفق واسع، ولا نظر شامل، ولا عمق كاف، وأسلوبه متعثر ليس فيه رونق أو صفاء، ونكاته ونوادره تستجلب الضحك عليها لا الضحك منها، وكنت لا أرتاح لكثير من تصرفاته، فهو إذا لقى أحداً من معارفه عانقه وبالغ في مدحه في وجهه حتى يخجله، وأثنى على تآليفه وكتبه، ولو لم يكن له تأليف ولا كتاب، والله أعلم، بما يقوله من ورائه.
وجاءت مذكراته هذه مصداقاً لما أقول، من قلة في الذوق، وسخافة في الحكم، وتقويم ما ليس له قيمة، وتحقير ما له قيمة.
وهؤلاء المصريون الذين كان يلقاهم فيعانقهم ويشيد بذكرهم قد انقلب عليهم انقلاباً عجيباً لسبب عجيبٍ أيضاً!.
أسوق لذلك مثلاً لطيفاً، فقد كتب في الجزء الثاني مقالاً عنوانه: " كتاب إلى حبيب " ـ كتبه إلى معالي محمد حلمي عيسى باشا، يصب فيه نقمته على أدباء مصر، ويسبهم ويقدح فيهم أفظع القدح، لماذا؟ لأنهم لم يقرظوا كتبه، ولم يشيدوا بذكره، أو نحو ذلك من توافه الأسباب، اسمعه يقول: " وماذا أقول في مجلاتكم وصحفكم و " أحمد حسن الزيات " صاحب مجلة الرسالة بعد أن كان يكتب لي أنه كان لَقًى فرفعته، تنكر لي بأخرة وأعمته التجارة وجمعُ الأرباح، ونسى أصحابه ومن عاوَنُوه على اكتساب الشهرة".
" وصديقي أحمد أمين كأثر المشتغلين في مصر وغير مصر " أشغل من ذات النحيين "، ما سمعت منه كلمة طيبة لا باللسان ولا بالقلم منذ عرفته، وأنا ـ شهد الله ـ ما تركت باباً من أبواب الدعاية له منذ ظهوره في التأليف، سأله في الجامعة أحد تلاميذه من الحلبيين عن رأيه فيّ، فقال: تسألني رأيي في بلديِّك؟ إنه أعرف المعاصرين بالمصادر".
" وهناك في مجمع فؤاد الأول من هم عجيبة الزملاء، هناك رئيسه أحمد لطفي السيد باشا الفيلسوف، وكثيراً ما نوهت به، وأردت إخواني في المجمع العلمي العربي من أول تأسيسه أن يختاروه عضواً مراسلاً فانتخبوه، وما تنازل أن يحييهم بكلمة شكر فيما أذكر، ولم يغلط خمسين سنة أن يقابل جميلي بمثله، كأنه يعتقد أن ما أقوم به نحوه هو واجبي، وأنه من عالم غير هذا العالم، وشتان بين ثقله وخفتي، وفرق بين جنسيتي وجنسيته، هو مصري، وأنا شامي"، ثُمَّ أبان سبب سخطه عليه، فذكر أن لطفي باشا دعاه وزملاءه إلى نادي محمد علي، فلحظ لطفي باشا أن بين الأعضاء الأجانب رجلاً له لقب وزير فدعاه إلى الجلوس في مقام التكرمة وترك كرد علي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقم على المازني وهيكل لمثل هذا السبب، فقال:" إن رصيفيَّ المازني وهيكل ما أضاعا قط كلمة في التعرض لعملي وعمل إخواني في الشام، انتخبهما مجمعنا عضوين مراسلين، فلم يتنزلا أن يكتبا له سطراً، وكيف يرتكبان هذا الإثم والمازني دأب حياته يكتب المقالات للصحف والمجلات، ودأب يستوفي المكافآت عليها، وهيكل أصبح بقلمه وحزبه ممن يدير دفة السياسة المصرية، وأي نفع يأتي من كرد علي وصحبه؟؟ ".
وأغرب من ذلك كله قسوته على الأستاذ محمود شلتوت، أتدري ما السبب؟
إنه سبب يستوجب الاستغراق في الضحك من غير شك، قال ـ حفظه الله ـ: " كان الشيخ محمود شلتوت لي صديقاً قديماً، عرفته في دار آل عبد الرازق الأكارم، ولما اضطهده الشيخ الظواهري في الأزهر كنت من أول الحانقين عليه، ولما نفس خناقه وأعيد إلى منصبه فرحت له فرحاً كثيراً، أتدري ماذا كان مقامي عند عضو جماعة كبار العلماء؟ كان منه أن أهداني كتاباً له وكتب على ظهره:" آية الإخلاص لصاحب العزة فلان "، هذا ما جناه الأستاذ شلتوت، وما استحق من أجله من الأستاذ كرد علي اللوم، والتعنيف والتأنيب، حتى ختم ذلك بقوله:" إن المباينات بين أرباب العمائم وأرباب الطرابيش قديمة لا تحتاج إلى بيان"، وهكذا، و هكذا من أمثال هذه الأحكام العجيبة للأسباب الغريبة.
ألا يدري الأستاذ أن الحكم على الأشخاص إذا كان ميزانه مدحاً لكتاب أو عدم مدح أو الإفراط في الألقاب أو التقصير فيها، أو نحو ذلك من توافه الأمور، كان حكماً سخيفاً لا يقام له وزن، وكان أشبه ما يكون بحكم الأطفال إذ يحبون شخصاً لأنه يضحك في وجوههم، أو يقدم لهم قطعة من الحلوى.
ويكرهون آخر لأنه عبس في وجوههم أو لم يقدم لهم حلوى، أما الرجال العظماء أمثال: الأستاذ قميزان الأحكام عندهم يجب ألا يكون الأحداث الشخصية الصغيرة، وإنما قيمتهم الحقيقية، وصفاتهم الذاتية، لو حكم على جمال الأفغاني ونابليون وبسمارك، بل لو حكم على الأنبياء والمرسلين بميزان الأستاذ هذا لكانت النتيجة غريبة عجيبة، فليس منهم إلا من عبس ولم يقرظ، وانتقد أحياناً في مرارة وعاقب أحياناً في شدة، ومع كل هذا لم تدخل هذه الأعمال كلها في الميزان الصحيح للحكم عليها، لأنها توافه لا يأبه بها إلا التافهون.
ومن أجل هذا النظر التافه لم ينل أحد من إعجاب الأستاذ محمد كرد علي في مصر ما نالته جمعية " البعكوكة " فقد كتب في محاسنتها صفحات ثناء وإعجاب لم ينلها أحد من الكبراء ولا العظماء ولا المؤسسات العلمية و الأدبية.
ثم في الكتب مصداق لقلة الذوق، فهو يصف المشتغلين بالعلم في مصر وغير مصر بأنهم أشغل من ذات النحيين، وأحيل الأستاذ الكبير على أي كتاب في الأمثال، أو على لسان العرب في مادة " نحى " ليعلم مضرب المثل، وليعلم أيضاً أنه لا يصح أن يستعمله في مثل هذا الموضع إلا من تجرد من كل ذوق.
ويشاء أدبه أيضاً بعد أن مدح لجنة التأليف وذكر فضلها عليه في أنها طبعت له ثلاثة كتب، وأعادت طبعها وعاملته معاملة حسنة ـ شاء أدبه بعد كل هذا أن يصفها في ثنايا المدح بأنها " عصابة "، ولكن لا بأس، فالذوق شيء ليس في الكتب.
ويحاول الأستاذ في مذكراته أن يظهر بمظهر الوطني الكبير والمصلح العظيم و الأخلاقي المثالي؛ و لكن لا يلبث أن يخونه قلمه فيكشف عن نفسه، ويذكر مثلاً أنه عمل وزيراً مع حقي بك العظم، والشيخ تاج الدين الحسني خمس سنين وسبعة أشهر في ظل الانتداب الفرنسي، ثم هو يطلق قلمه فيهما بالنقد اللاذع والتجريح، ويصفهما بضعف الشخصية، والمحسوبية والخضوع للسلطة الفرنسية خضوعاً تاماً مطلقاً وتفيذ أوامرها مهما كانت ضارة بالبلاد .. إلى آخر ما قاله فيهما، والرجل الأخلاقي المثالي لا يبيح لنفسه أن يشغل الوزارة أكثر من خمس سنين مع مثل هذين الرجلين لو صدق فيهما، إن الرجل الأبي الشجاع الأبي يرفض أن يعمل مع من يعقتد أنه يضر البلاد مهما ادعى أنه يريد الإصلاح، وأنكى من ذلك أنه يذكر أنه كان يشتغل معهما رغم أنفهما، ولم يكن يحميه في الوزارة ويضغط عليهما في إبقائه إلا السلطة الفرنسية، أيرى الأستاذ أن حب الفرنسيين لبقائه كان صادراً عن غفلة منهم، فيظنوا فيه أنه يشايعهم وهو في الحقيقة يناهضهم؟ أو أنهم يعلمون حق العلم حقائق الرجال ومن ينفعهم ومن يضرهم، وأنهم لولا ما يجدون فيه من خدمة كبيرة لهم ما
(يُتْبَعُ)
(/)
أبقوه لحظة، ولانتهزوا فرصة غضب رؤسائه عليه فأخرجوه من الوزارة مغتبطين مسرورين!
الحق أنه قد تم في عهد وزارته أكبر مصائب سورية وهو تقسيمها إلى دويلات أربع وتمزيقها إلى وحدات متعددة، لك دويلة علم، ولكل دويلة إدارة، وما تحرك الأستاذ ولا حدثته نفسه بالاستقالة رغم كل هذا، وإنما بقى مطمئناً راضياً عما يجري حتى نحى الفرنسيون الوزارة كلها.
وقد كان الأستاذ ـ كما ذكر في مذكراته ـ يُدْعى عند رئيس الوزارة الشيخ تاج الدين الحسني ليؤنس الذين يدعوهم الرئيس من سيدات الفرنسيين وسادتهم؛ كما كان يدعى لاستقبال المندوب السامي في بيروت عند حضوره من فرنسا، فيلبي الأستاذ هذه الدعوات راضياً مغتبطاً فخوراً، وهكذا، وهكذا مما تتكشف عنه المذكرات.
وآخر ما كنت آمله فيه أن يتحرى الصدق فيما يقول، ولكن خاب أملي في هذا أيضاً، فقد رأيته يذكر عني حادثتين أشهد الله أنهما كاذبتان؛ كما يذكر كثيراً من الأحداث عن أشخاص متعددين في مصر والشام يكذبونها وينكرونها.
وأسوأ ما في هذا أنه يشكك القراء في كل ما صدر عنه حتى في كتابه تاريخ خطط الشام، والحضارة الإسلامية، فمن يدري! لعله استباح لنفسه من خلق الأحداث ما استباحه في الرواية عن الأحياء، بهذا لم يكن أساء إلى نفسه فقط، ولكنه أساء إلى المؤرخين جميعاً، ولعل كثيراً ممن ورد ذكرهم في الكتاب واتهموا بالجهل أحياناً، والجاسوسية أحياناً، والرشوة وقلة الذمة أحياناً، لم يكن فيهم شيء من هذا، وإنما نشأت من سوء ظن الأستاذ أو اختراع خياله أو فساد في حكمه على الأشياء.
وعلى الجملة فهذه المذكرات لم تصدر إلا بخذلان من الله كبير، فالله يعفو ويغفر له ([1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
______________________________ ___________
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - فيض الخاطر، للأستاذ أحمد أمين، 128ـ 133، ج 8، ط1، مكتبة النهضة ـ مصر ـ 1953م.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 09:34]ـ
كلام غريب وإن كان أحمد امين في عيني ليس بالثقة الذي يقبل نقده في الرجال او في الكتب
وما كتاب (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) الذي قدّمه احمد امين بمقدمة تدل انه لم يقراءه عنا ببعيد
وهذا رابط عن احمد امين للشيخ سليمان الخراشي حفظه الله
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/131.htm
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 12:21]ـ
للدكتور جلال امين كتابا مهما اسمه التنوير الزائف وهو كتاب لو نظر اليه في العموم او في عمومه فهو كتاب جيد الا ان فيه مايتعارض ايضا مع بعض تعاليم الاسلام لكن الفكرة الاصلية في الكتاب تدافع عن العادات الاسلامية بل والاخلاق الاسلامية والحضارة الاسلامية امام التغريب والمتغربين
ويبدو انه تاثر بوالده من نواح ما في هذه القضية وليست كل نواحيها
وجلال امين يقارب المسيري في حياته الخاصة وبمقارنة بسيطة بين مذكراتهما سنجد تقارب فيما يخص ذلك
اعرف ان الرابط عن صاحب خطط الشام واقول ان محب الدين الخطيب كان له اخطاء في التعامل مع حزب الاتحاد والترقي قديما وقد عانى منهم كثيرا فيما بعد لكن الاخطاء موجودة كما هي بدرجات عن رشيد رضا رحمهم الله جميعا
وبدراسة الفترة-او بالأحرى: الفترات- التي وجد فيها امين وكرد ومحب الدين الخطيب ورشيد رضا وماكانت تموج به ازمانهم من افكار مسيطرة او مذاهب مشتعلة فاتنة -والتجاذب والتدافع والمصالح والمواقع! -سنعرف التاثيرات الاوسع على شخوصهم وشخصياتهم
وطبعا لامقارنة بين محب الدين ورشيد رضا باحمد امين والعقاد مثلا،واقصد بالمقارنة المقارنة بين مواقع الاسلاميين الخلص وغيرهم وان كان التجاذب يغير من المواقف احيانا بل ويغيرها الجهل بالاهداف-كجهل الخطيب ببعض او اغلب او كل-وهذه تحتاج دراسة محايدة- حزب الاتحاد والترقي او على الاقل اعمقها خسة وعداوة وتربصا بالامة- او اختلاط المعلومات (على الباحث او المؤرخ خصوصا لو كانت الوقائع ناضجة حية متحركة امام عينيه ولكن بصورة قرمزية او زئبقية ملبسة لم تتضح عناصرها المكونة ولا خلفيتها القابعة خلف ظلالها المخادعة او الحقيقية الناقصة الفاقدة لاجزائها المهمة او عناصرها الاخرى الضرورية!
او الوقوع فريسة تقييم متعجل او ملتبس او متورط ولايعني ذلك ايضا ان مثلا نهضم العقاد حقه في امور ولااحمد امين ولكن النقد العادل يلم بالجوانب كلها من الزمان والمكان والمؤثرات المختلفة والمصادر المؤثرة والبيئة والمناخ العام .. إلخ
الدكتور جلال امين له اراء طيبة ولكن يبدو ان خلفيته البيتية ومؤثرات والده الفكرية ومواقفه العقلية تدفعه -شعوريا او لاشعوريا-الى الغريب من المواقف التي قد لايتوقعها الباحث الراصد ومثل ذلك تلك المقالة في جريدة الشروق وهي باسم
لماذا لا نُنْجِب مثيلًا للشَيْخ محمد عبده؟ وهذا هو رابطها
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=224208
وانا لااشير بالمقال هنا الى الشيخ عبده لامن بعيد ولا من قريب وانما الى التقييم في المقال نفسه والسبب من سطره!
كذلك جعله الاسواني نموذجا (وقد قمت بالرد على الدكتور في التعليقات، التعليق رقم 10)
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=215988
ولايعني ذلك طبعا ان احمد امين غير صادق فيما ذكره عن كرد علي
وان كان يجب النظر الى ان كلام كرد في امين وكلام امين في كرد يجعلك تتريث في قبول اي من اقوالهما لان الكلام هو عن الشخصية والحكم عليها ووقائع تحتاج لثبوت وتاكيد!
وكتاب عبد الرحمن بدوي طافح بهذه الامور فكل من وقف معه وحياه ورقاه او مدحه وقربه فممدوح في الكتاب وان كان من شياطين الانس والجن وكل من اعرض عنه او اتخذ موقف ضده ولو في امر بسيط تجد بدوي يطلق المدافع الرشاشة من العيار الثقيل تجاهه حتى يحطمه تحطيما!
شخصنة القضايا تلون التاريخ في كثير من نواحيه ودواعي تفسيره خصوصا عند كل من بعد عن الاسلام او بعد عن منهجية علماء الامة الذين التزموا بمنهج التقويم العادل النابع من توجيهات الاسات القرآنية ومنها ان لايجرمنا شنآن قوم ان نعدل معهم
والفارس او صاحب الفراسة هو من لاتخدعه اقلام روادها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العميد]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 04:38]ـ
لامقارنة بين أحمد أمين وكرد علي
فالأول كاتب أكثر من عالم والأخير عالم أكثر منه كاتب ويدل لذلك نشأة كرد علي العلمية وشيخه الجزائري
بارك الله فيك
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 08:38]ـ
اكرمكم الله
والان وجدت على النت كتاب جلال امين
قصة حياته الجزء الثاني وهو رحيق العمر
تنزيل من هنا
http://www.mediafire.com/?4mmjl5zmq5i
والمصدر من هنا
http://spreadsheets.google.com/pub?key=tqa8fKbMlG1HND3LGiTKqy w&output=html
وكتاب علي كرد ايضا موضوع مباشرة بعد كتاب امين في الرابط السابق
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 08:58]ـ
هل تعني مذكرات كرد علي، فهي مهمة بالنسبة إليَّ فإن كانت هي، فأرجو منكم أن تشحذوا صارم الرفع، و ترفعوه على رابط آخر ولكم جزيل الشكر
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 10:55]ـ
لا اخي ابو الطيب وانما قصدت كتابه عن الشام
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:29]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل
و قد نقلت مقال أحمد أمين السابق إلى مو ضوع سابق كتبته منذ زمن في ملتقى أهل الحديث بعنوان
نظرات في تخبطات كرد علي في المذكرات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93398
وفقكم الله(/)
متى يحسن الرد على المخالف؟ للشيخ المحدث عبد العزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 09:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير ممن يطيل الجدل والمناظرة لا يفرق بين بيان إثبات الحجة، وبين الإقرار بها، فيجعل لازم إثبات الحجة أن يُقر المحجوج بها، وهذا ليس من العلم والنظر، ولا من مقاصد التشريع في شيءٍ، وذلك أن محل الإقرار في القلب، واللسان ناقل لما في القلب، والصدق في هذا شاقٌ جداً، حتى ربما ظهر الحق لجميع السامعين، ويبقى المحاجَج في سكرة نفي ثبوت الحُجج، والتهوين منها، والتعلق بالإقرار تعلق بباطن لا يمكن الوصول إلى حقيقته، فإلقاء الحجة مع بيانٍ ووضوحٍ يفهمها المجادَل والسامع لو أرادا الفهم، كافٍ في قيام التكليف عليه، لذا لما كان أعظم تكليف هو الإسلام يكفي في ثبوته الإسماع على وجه ولغة يفهمها المخاطب، قال تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)، فكفى السماع الواضح الصحيح، ولم يُنتظر الإقرار (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعُلواً) فمن باب أولى الاكتفاء بما دونه من التكليف.
قال الإمام أبو يوسف: إثبات الحجة على الجاهل سهل، ولكن إقراره بها صعب.
وليكتفي صاحب الحق بالقدر الكافي من البيان وتكراره، من غير استرسال مع لجاجة صاحب الباطل، فكل قول باطل يندثر ويتلاشى بانخفاض صوت صاحبه، وأما الحق فيعيش في النفوس ويبني بها صروحاً لا تندثر بموت أصحابها فضلاً عن أصواتهم (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
وينبغي لصاحب الحق أن يفصل بين ذاته والحق الذي يحمله، فلا ينتقم لحظ نفسه بالحق الذي معه عند الخطأ عليه، فبين حظ النفس وحظ الحق قدر مشترك دقيق لا يَعرف قدره إلا الندرة من الناس، وكم فوّت الكتاب من حظ الحق، بسبب استكمالهم حظ أنفسهم من حيث لا يشعرون، فيقابلون السوء بسوء مثله وزيادة، فيصدون عن الحق وكلما زاد حظ النفس أكل من حظ الحق، وربما كانت الغلبة لشبهة الباطل لأن الذي يقابلها شهوة في صورة حق، والشبهة أقوى من الشهوة.
والمناظر في الحق قاضٍ يقضي في حق الله، فلا يقضي وقلبه منصرفٌ إلى غير الحق، وفي الحديث "لا يقضي القاضي وهو غضبان" وهذا في تفويت حق البشر فكيف في تفويت حق الله.
ويُقابل هذا أن يحجم عن بيان الحق، خوفاً على حظ نفسه من أن يتنقصه جاهل أو يلومه في نفسه لائم، فهذا لم يهتم أن ينتقص الحق واهتم لتنقص نفسه، وأكثر أهل الحق عند الفتن من هذين النوعين، والمنصفون عند ذلك قليل جداً.
ومن خاف ملامة الناس إذا كتب وبيَّن، كتب إذا أوجس مدحاً أو حمداً، وهؤلاء من أسباب اضطراب العامة في الدين، وكثرة المنافقين.
والمجادِل وإن كان قوي الحجة حاضر البينة فإنَّه يخاصم إلى غير قاض، وإنما قاضيه عقل مقابله بالإقرار أو عدمه، ومرد ذلك إلى كمال العقل والإنصاف وتمام الديانة وهذه خصال نادرة التوافق في فرد.
وأصعب الأقوال رداً أشدها سقوطاً، لأن مردَّها إلى التسليم بها، فلم يخطر في بال عاقل وجودها فضلاً عن استحضار جوابٍ في الذهن سابقٍ لها.
ومن الأعباء الشاقة التصدي لرد جهالة لجوج جاهل مستحكمة الجهل، من جهتين:
- من جهة استحكام جهالته،
- ومن جهته هو،
فإن من لم يرفع نفسه عن قدر الجاهل رفع الجاهل قدره عليه.
فإن من المجادلين مجادل مع جهل وكبر، تتناسخ في ذهنه الجهالات، فكلما رددت واحدةً أورد مثليها، فتُريد أن ترد شبهة تخشى وقوعها في أذهان الناس، فيأتي بشبهات أُخرى ربما تقع في أذهان الناس موقعاً أكثر من سابقتها، لا تجد وقتاً لتتبعها لسقوطها عندك، وهي عند بعض الناس حق محكم، فتعين في ثبات الباطل بابتداء الرد عليه، فمن كمال الأدب مع العلم، الاعتداد بمآلات الأحوال ومعرفة الأعيان، ومن المعارف التي لا يُدركها بسطاء الناس عدم الرد على من كانت هذه حاله، لأن انشغال الناس بجهالة واحدة يبديها، ثم تتبدد في جو الحق السائد، خير من انشغالهم بجهالات كثيرة يولِّدها، وتَرقيع بعض الجهالات يوسعها، ونسج ثوب حق تام أفضل من ذلك.
ولذا يقول الأحنف بن قيس: قطيعة الجاهل، تعدل صلة العاقل.
والكلام ساقط المعنى يختلف في قدر سقوطه، منها ما يسهل رده وإعادته إلى الجادة ومنها ما يجد الناقد مشقة في رده لقوة سقوطه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من الأقوال الخاطئة التي يرميها الكتاب والمتحدثون كالمتاع يسقط من يد صاحبه، بعضه سهل تناوله، وبعضه لا يؤبه به ويسقط في بئر سحيقة تناوله متعذر، والمصلحة في تركه، وقد يوصف تاركه حينها بالعجز، وينبغي أن لا يضره ذلك في نفسه، ولا يضره عند العقلاء، ولا يمكن أن يستكمل العالم اسم العلم، حتى يسمع الكلمة العَوراء فيجعلها خلف أذنه.
وقد يجد الإنسان صعوبة في رد حجة الجاهل مستحكم الجهل، لأنه يحتاج نوعاً نازلاً من العلم يليق بنزول جهالته.
وكثرة المجادلة في المسألة ليست محمودة في حد ذاته، ما لم يُنظر إلى دلائل الاقتران بها حالاً وما تؤول إليه، ولا ينبغي للعالم أن ينساق وراء ما يريد الجاهل من المراجعة والمقاولة، وما عليه أكثر مما بينّه.
لأن الجاهل لا يعرف نفسه قدر معرفة العالم له ولقوله، لأن العالم كان جاهلاً من قبل، وأما الجاهل فلا يعرف العالم لأنه لم يكن مرة عالماً.
وقد يكون الحق بيِّناً، وصاحب الباطل معاند معروف العناد، فتجب محاججته وبيان الحق لا له بل لمن وراءه ومن يتابعه، فهذا أبو لهب حكم الله بعدم إيمانه، وقطع بدخوله النار، (تبت يدا أبي لهبٍ وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى ناراً ذات لهب)، ومع ذلك بقي النبي صلى الله عليه وسلم يحاججه وقومه دهراً، لأن المقصود قومه في صورته لكونه سيداً متبوعاً.
والعالم يُدرك من أنواع وأجناس وأعداد المخاطبين ما لا يدركه غيره، فربما خاطب فرداً وسماه وهو يُريد غيره، وربما خاطب فرداً وهو يُريد جماعة، وربما أحجم عن تسمية فردٍ يستحق الردع، استصلاحاً لغيره ممن يشركه في منكره من أهل العناد، أو ممن يمد له بسببٍ ونسبٍ إغلاقاً لمدخل الشيطان عليهم من الذب عنه والتماس التأويل الباطل له، لاختلاط الهوى بالحق، فتكون حينئذٍ فتنة جماعة بعد أن كانت فتنة فردٍ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل مع بعض المنافقين من الأوس والخزرج، وهذا من البصيرة المذكورة في قوله تعالى: (قل هذِهِ سَبِيلِي، أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:30]ـ
جزاك الله خيراً موضوع قيِّم جداً ..
وفق الله الشيخ الطريفي لمزيد من الخير والعلم والفضل ..(/)
ملاحظات على الموسوعة الميسرة للدكتور عبدالعزيز العبداللطيف
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 11:42]ـ
إن دراسة المذاهب والفرق سواءً كانت إسلامية أو غير إسلامية، قديماً أو حديثاً، من الأهمية والخطورة بمكان، خاصةً في هذا الزمان الذي تكاثرت فيه فرق الضلال، ونِحَل الابتداع فتعددت السبل، وكثرت المشتبهات، ولعل هذا يؤكد ضرورة الدراسة الجادة لهذه الفرق والنحل، ورضي الله عن عمر بن الخطاب الذي كان يقول:
"إنما تنقض عُرى الإسلام عروةً عروةً، إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية". وكان حذيفة بن اليمان يقول: "كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني".
ويأتي كتاب (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة) والذي أصدرته الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض (*)، يأتي هذا الكتاب كخطوة إيجابية في مجال البناء العلمي للشخصية الإسلامية الأصيلة، ولعله يسد ثغرة كبيرة في دراسة الواقع المعاصر، فشكر الله للقائمين على هذه الموسوعة، ونفع الله بجهودهم.
لقد تضمنت هذه الموسوعة (في طبعتها الأولى سنة 1409) دراسة ثمانية وخمسين مذهباً، وكانت مرتبة على حسب الحروف الهجائية، وكان المنهج الذي سارت عليه دراسة كل فرقة أو دين على النحو التالي:
1 - التعريف.
2 - التأسيس وأبرز الشخصيات.
3 - الأفكار والمعتقدات.
4 - الجذور الفكرية والعقائدية.
5 - الانتشار ومواقع النفوذ.
6 - مراجع للتوسع.
وقد لاقت هذه "الموسوعة" - فيما أعلم - رواجاً وانتشاراً في الأوساط الإسلامية، نظراً للحاجة الملحة لدراسة مثل هذه الموضوعات ولما تضمنته هذه الموسوعة من مادة علمية جيدة، تم عرضها بأسلوب ميسر وموجز.
ومن باب النصيحة، والاستجابة لطلب القائمين على هذه الموسوعة - كما ذكروا في مقدمة الموسوعة - أحب أن أبدي بعض الآراء والملاحظات راجياً من الله أن تنشرح لها صدور أصحاب هذه الموسوعة، وأن يرزق الجميع حسن القصد واتباع الحق.
أ - ملاحظات عامة:
1 - تضم الموسوعة كما زاخراً من الأديان والفرق الإسلامية وغير الإسلامية، والمذاهب الفكرية والحركات الإصلاحية .. وقد رتبت حسب حروف المعجم .. والذي يظهر لي أن هذا الترتيب غير كاف .. وأنه لابد من ترتيب آخر حسب حقيقة هذه المذاهب وأفكارها .. فمثلًا يجعل قسم خاص للأديان، وقسم آخر للفرق الإسلامية، وثالث للحركات الإصلاحية .. وهكذا.
2 - جاء في مقدمة الموسوعة (ص9) أن دراسة هذه المذاهب مبني على الموضوعية والإنصاف .. لكن الالتزام بالموضوعية لا ينافي النقد والمناقشة التي تنطلق من باب إيضاح الحق وتصحيح الأخطاء، ومن ثم فلابد من نقد هذه المذاهب ومناقشتها ولو على سبيل الإيجاز والاختصار، فأرى ضرورة إضافة نقطة هامة في منهج دراسة هذه المذاهب وهي بعنوان التقويم أو النقد لذلك المذهب (1).
3 - هناك بعض المصطلحات التي لابد من تحديدها وتعريفها لغة واصطلاحاً مثل كلمة الدين، والمذهب، والملة، والنحلة ..
4 - عرفت الموسوعة بالكثير من المذاهب والفرق .. ولكنها لم توضح ابتداء أصحاب المنهج الإسلامي الأصيل، وهم - بلا شك - أهل السنة والجماعة .. فكان من المناسب جداً بيان منهج أهل السنة، وذكر خصائصهم وصفاتهم، وتوضيح منهجهم في التلقي والعقيدة والسلوك وغيرها .. ولاشك أن في هذا تعريفاً بالمنهج الأصيل ودعوة إليه .. كما أن فيه تحديداً للمنطلق الصحيح في تقويم المذاهب الأخرى، وأما ما تضمنته الموسوعة من حركات إصلاحية سلفية كدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله، فهي بمثابة التجديد لمذهب أهل السنة.
ولعل أصحاب الموسوعة يتنبهون لهذا، خاصة إذا علمنا أن أول أهداف الندوة العالمية هو: خدمة الفكر الإسلامي الصحيح على أساس من التوحيد الخالص.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - جاء في مقدمة الموسوعة أنها توخت الحركات التي لها وجود واقعي ملموس في عالم اليوم .. لكن - وكما هو معلوم - أن الأفكار لا تموت، ولكل قوم وارث، فالمعتزلة مثلاً لم تذكر ضمن الموسوعة .. ومع ذلك فإن فكر المعتزلة لا يزال قائماً موجوداً (2)، وكذلك نجد الموسوعة لا تذكر الخوارج باستثناء الإباضية، مع أن فكر الخوارج الغالي لا يزال موجوداً، وما خبر جماعة شكري مصطفي في مصر عنا ببعيد (3)، بل إن فكر الجبرية (القائلين بأن الإنسان مجبور على فعله فلا اختيار له) وكذلك فكر القدرية النفاة (القائلين بأن الإنسان يخلق فعل نفسه) لا يزال موجوداً وظاهراً (4)، وأيضاً فمذهب المرجئة له رواج وانتشار، زاد من امتداده تهاون المسلمين، وضعف تمسكهم بشعائر دينهم، وانتشار التصوف، ووجود المؤسسات التعليمية التي تقرر مذهب الأشاعرة - وهم مرجئة في باب الإيمان - وغير ذلك من الأسباب.
والأعجب من هذا كله أن أصحاب الموسوعة لم يتحدثوا عن مذهب الأشاعرة والماتريدية!! ولا أظن عارفاً مهماً قلت معرفته وثقافته يجهل وجود وانتشار المذهب الأشعري والماتريدي، ومن ثم فلا يتصور أن مذاهب الأشاعرة والماتريدية "قد اندثرت، وعفى عليها الزمن، وتجاوزتها ذاكرة التاريخ" (5)، فهاهم الأشاعرة والماتريدية بكتبهم وعلمائهم ومفكريهم ومؤسساتهم التعليمية وغيرها قد ملأوا واقعاً كبيراً يراه كل صاحب عينين.
6 - عند ذكر "مراجع للتوسع" .. لاحظت على الموسوعة في دراستها لكثير من المذاهب والأديان، أنها لا تميز بين المراجع المقررة والمؤيدة لمذهب ما (6) وبين المراجع الناقدة لذلك المذهب، وبين المراجع التي تعرض ذلك المذهب دون نقد أو تأييد، فحبذا لو يراعى هذا الأمر .. كما يلاحظ عدم ذكر مراجع مهمة ومستوفية، مع أنها مطبوعة ومنتشرة .. وفي نفس الوقت تذكر بعض الجرائد والمجلات غير المتخصصة ضمن مراجع للتوسع.
7 - أقترح تعديلاً طفيفاً على عنوان الموسوعة وذلك بإضافة "الحركات" فيكون العنوان كالتالي: "الموسوعة الميسرة في الأديان والحركات والمذاهب المعاصرة".
والداعي لهذا الاقتراح وجود بعض الحركات الإصلاحية في الموسوعة كحركة الإخوان، والجماعة الإسلامية في الهند والباكستان وهي بلا شك ليست أدياناً جديدة، ولا مذاهب فكرية مستقلة. وأيضاً يمكن إضافة بعض الحركات الأخرى المستقلة كالجبهة الإسلامية القومية في السودان، وكحركة الاتجاه الإسلامي في تونس فلهذه الحركات المحلية ما يميزها عن غيرها مما يعطى مبرراً للتعريف بها. ومن الحركات أيضاً حركة الجهاد، وجماعة أنصار السنة وأهل الحديث.
وهناك بعض المنظمات الهامة كمنظمة التحرير الفلسطينية، وحركة أمل الشيعية، والجبهة الشعبية الإريترية، والجبهة الشعبية لتحرير السودان .. الخ.
بل يمكن أن يقال: ما المانع من التعريف ببعض الأحزاب المحلية المختلفة، كالحزب الجمهوري، والحزب الديمقراطي، وحزب الليكود، وحزب العمل، والحزب الشيوعي المصري والتونسي ... الخ.
فكرة الموسوعة - فيما يشر لي - لا تمنع من التعريف بما ذكرت، لاسيما مع الوجود الواقعي المؤثر لتلك الحركات أو الأحزاب والمنظمات، ومع الأهمية القصوى للتعريف بها وبأهدافها.
8 - هناك بعض التداخل والتشابه والترابط بين بعض المذاهب والاتجاهات كأن يكون هذا المذهب فرعاً عن آخر أو جزءاً منه، فعند ذلك لا داعى للفصل بينهما، وإليك بيان ذلك:
أ - الإسماعيلية، الحشاشون، الدروز، القرامطة، النصيرية: فكل هذه المذاهب تدخل تحت الباطنية فمن الأفضل وضعها في مكان واحد تحت عنوان الباطنية ثم التحدث عن كل واحدة حسب ما هو موجود في الموسوعة، ويدخل تحت الباطنية ويحتاج إلى كلام مستقل البهرة والآغاخانية ... الخ.
ب- الصوفية، التيجانية: فالتيجانية تدخل تحت مسمى الصوفية فمن الأفضل وضع الصوفية ثم الكلام عن الطرق الصوفية في مكان واحد كالقادرية والرفاعية والنقشبندية والتيجانية وغيرها.
ج- التغريب، العلمانية: لا فرق بينهما فالعلمانية أصل نشأتها في الغرب ومن يحاول نشرها في البلاد الإسلامية يسمى من دعاة التغريب أو العلمانية، فكل داعية للتغريب هو داعية للعلمانية، والعكس صحيح.
د- النصرانية، التنصير، المارونية: فكل ذلك يمكن أن يدخل تحت مسمى النصرانية، ثم يشار إلى مذاهب النصرانية كالمارونية والكاثوليك والبروتستانت .. الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتنصير هو الدعوة إلى النصرانية.
هـ - الماسونية، الروتاري، الليونز: فمن المعلوم أن الروتاري والليونز من مراكز الدعوة إلى الماسونية فلا داعي للفصل بينهما.
و - اليهودية، الصهيونية، يهود الدونمة.
ز - القومية العربية، البعث العربي الاشتراكي.
ب- ملاحظات جزئية:
1 - ص 16 / س 9 - 16 عند ذكر معتقد الإباضية في أسماء الله وصفاته يلاحظ على الموسوعة أنها عرضت توحيد الإباضية بعبارة توهم الموافقة والتأييد!! مع أن من المعلوم أن للإباضية تعطيلاً في باب الصفات (7).
2 - ص 17 / س 12 ذكرت الموسوعة معتقد الإباضية في حكم مرتكب الكبيرة في الدنيا، ولكنها لم تذكر معتقدهم في الحكم على العاصي في الآخرة .. وهم يعتقدون تخليده في النار (8) - موافقة لبقية الخوارج والوعيدية عموماً - كما أن الموسوعة ذكرت معتقد أهل السنة في هذه المسألة بشيء من القصور (انظر الموسوعة ص 17 / س 14، 15) فأهل الكبائر تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء عذبهم بعدله، وإن شاء غفر لهم برحمته، فليس جميع العصاة يدخلون في النار تطهيراً كما هو في الموسوعة.
3 - ص 18، عند ذكر الجذور العقائدية والإباضية قالت الموسوعة "الإباضيون يعتمدون على القرآن والسنة" فأقول: هل هم بالفعل يعتمدون على نصوص الوحيين .. وما معنى هذا "الاعتماد" .. فكلٌّ يدعي وصلاً بليلى .. ولا أدري لمَ لمْ تذكر الموسوعة مسند الإباضية (المقدس) أعني مسند الربيع بن حبيب، الذي يعتبرونه أصح كتاب بعد القرآن، كان الأجدر التعريف بهذا المسند "المنحول" وتقويمه.
4 - ص 73 / س 10: جاء في الموسوعة: "تصنف هذه الفرقة [البريلوية] من حيث الأصل ضمن جماعة السنة الملتزمين بالمذهب الحنفي!! ويبدو أن هذا التصنيف يحتاج إلى إعادة نظر .. فهل يقال عن البريلوية أنهم من جماعة السنة ولهم من الاعتقادات الباطلة ما قد يخرجهم عن الملة فضلاً عن السنة؟ (9).
5 - ص 26 / س 16: تقول الموسوعة عن التيجانيين: "من حيث الأصل هم مؤمنون بالله سبحانه وتعالى" فأقول: صدق الله حيث يقول: ((وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ)) [يوسف:106]
فكيف يقال عن التيجانيين أنهم مؤمنون بالله وبإطلاق مع اعتقادهم بوحدة الوجود .. ودعوى علم الغيب وتفضيل صلاة الفاتح على كتاب الله؟
6 - - ص 136 / س 15: تقول الموسوعة عن حزب التحرير:"لا تخرج دعوتهم عن أن تكون واحدة من الجماعات الإسلامية التي تحمل فكر أهل السنة والجماعة".
لا أدري ما هذا الفكر السلفي الذي يحمله هذا الحزب المتحرر مع شناعة أخطائهم وعظم انحرافهم (10)؟ نسأل الله عز وجل الهداية للجميع.
7 - ص 257 / س 11: تقول الموسوعة عن الزيدية بأنها:"تتصف بالاعتدال والقصد" فأقول: هل يمكن أن توصف الزيدية بالاعتدال والقصد .. وأصول الزيدية هي أصول المعتزلة الخمسة؟ فأين الاعتدال والقصد ممن يعطل الصفات الإلهية، وينفي القدر؟ ويحكم على العاصي من عصاة الموحدين بالتخليد في النار؟
8 - ص 257 / س 18،س 23: بالنسبة لدعوى أن زيد بن علي تتلمذ على واصل بن عطاء .. هناك من ينفي هذا التتلمذ وينكره (11)، وأيضاً ذكرت الموسوعة أن من تأليف زيد بن علي كتاب (المجموع) مع أن هناك قول قوي بعدم ثبوت نسبة (المجموع) إلى زيد (12).
9 - ص 259 / س 23: جاء في الموسوعة عن الزيدية بأنهم: "يميلون إلى الاعتزال .. والجبر والاختيار" فكيف يجتمعان؟ جبر واختيار! مع أن الزيدية يغلب عليها نفي القدر تأثراً بالمعتزلة، وفي نفس الصفحة / س 23 - 25 في هذه السطور خلط بين رأي زيد، وبين رأي الزيدية عموماً .. فإن زيداً يقول بأن العاصي لا يخلد في النار، بينما الزيدية تقول بتخليده كالوعيدية.
10 - ص 274: ذكرتم بعض تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأنصار دعوته .. وهناك من تلاميذ الشيخ وأنصار دعوته ممن لهم نتاج علمي ظاهر، وآثار علمية بارزة ومع ذلك لم يذكروا مثل الشيخ حمد بن معمر، وعبد الله أبي بطين، وسليمان بن سحمان، ونحوهم، ومن أنصار دعوته خارج الجزيرة: محمد بشير السهسواني، ومحمود الآلوسي، ومحمد رشيد رضا، وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - ص 278 عند الحديث عن انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. وأرى أن الموسوعة يمكن أن تعطي أكثر تفصيلاً عن آثار هذه الدعوة دون سطور مقتضبة .. ولعلها تعيد النظر في ذلك فتوضح آثار هذه الدعوة السلفية علماً وعملاً في واقع الأمة الإسلامية، وقد ذكرتم أن هذه الدعوة السلفية أثرت على المهدية والسنوسية والأفغاني (!) ومحمد عبده، فهل على ما ذكرتم دليل وبينة؟
12 - ص 299، جاء في الموسوعة عند تعريف الشيعة الاثنى عشرية "هم تلك الفرقة من المسلمين الذين تمسكوا بحق على في وراثة الخلافة".
هذا كلام مجمل وفيه غموض، وتشم منه رائحة المداراة، كان ينبغي أن تذكر أصول عقيدة هؤلاء التي من أنكر واحداً منها اعتبر كافراً، وكذلك رأيهم في مخالفيهم الرئيسيين: أهل السنة، ورأيهم كذلك في القرآن، والصحابة. وتعريف الشيعة الإخبارية والأصولية والفرق بينهما.
13 - ص 352 / السطر الأخير وما قبله: حيث تقول الموسوعة: "لقد عملت الطرق الصوفية على نشر الإسلام في كثير من الأماكن" ثم تقول الموسوعة: "لقد اعتمد الحكام على أقطاب الصوفية في التعبئة الروحية للجهاد ولصد غارات الكفار، ومن هؤلاء الأقطاب أحمد البدوي".
وأقول: إن التصوف أعظم معول هدم وتخدير ينخر في جسد الأمة الإسلامية .. بل ربما كانت سبيلاً للصد عن سبيل الله .. وأيضاً متى كانت الصوفية "تعبئة روحية للجهاد"؟ لقد كان منهم من يخذل من شأن الجهاد ويكتفي بجهاده الأكبر كما يزعمون (جهاد النفس)، ومن ثم فإن الاستعمار الأجنبي كان يشجع الطرق الصوفية ويبرزها (13)
ومن المحزن أن يذكر البدوي، فيوصف بأنه "قطب" محرك للجهاد، ولصد غارات الكفار .. إن أحمد البدوي داعية استغل التصوف ستاراً لإرجاع الحكم الرافضي الذي انقرض بزوال الدولة العبيدية في مصر على يد صلاح الدين الأيوبي، ولكن فشل في ذلك ولله الحمد، بل يذكر عن أنه كان لا يشهد الصلوات الخمس!! (14).
ولعل الموسوعة تعيد النظر في دراسة الصوفية .. فتذكر مراحل تطور التصوف من تشدد ورهبنة إلى رموز وغموض وابتداع ثم إلى كفر واتحاد وزندقة .. ومن الواجب ذكر أخطائهم وسوءاتهم وما أكثرها.
وفي ختام هذا المقال أحب أن أذكر بأن الموسوعة تحتاج إلى مزيد دراسة وتقويم. وكفي المرء نبلاً أن تعد معايبه، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الهوامش:
1 - أفردت الموسوعة بعض المآخذ والانتقادات على جماعة التبليغ (ص 119)، وحزب التحرير (ص 138) والحركة المهدية (ص 470)، فالمطلوب الاستمرار في النقد والتقويم مع البقية، فبالنقد الصادق المؤدب يتم تصحيح المسار، والاستفادة من الأخطاء.
2 - انظر مثلاً كتاب: (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير) للدكتور فهد الرومي، وكتاب (المعتزلة بين القديم والحديث) لمحمد العبدة وطارق عبد الحليم، وكتاب (العصريون معتزلة اليوم) ليوسف كمال.
3 - انظر كتاب (الحكم بغير ما أنزل الله وأهل الغلو) لمحمد سرور بن نايف زين العابدين.
4 - انظر كتاب (حرية الإنسان في الفكر الإسلامي)، د. فاروق الدسوقي.
5 - (الموسوعة الميسرة) / 9.
6 - بعض الفرق والمذاهب في الموسوعة فقره عن أهم كتبهم وهم الدروز (ص 226)، الطاوية (ص 0 36)، المورمون (ص 78 4)، النصرانية (ص 501)، الهندوسية (ص 532)، اليهودية (ص 569).
وهذه فقرة مفيدة جداً فيا حبذا لو استمر هذا المنهج مع بقية الفرق التي لها كتب معتمدة.
7 - انظر مثلاً نفيهم لرؤية الله في اليوم الآخر من أحد كتبهم: (أصدق المناهج في تمييز إباضية من الخوارج)، لسالم بن حمود الإباضي، ص 27.
8 - انظر الكتاب السابق: (أصدق المناهج)، ص 27، ? ص 34، 35.
9 - انظر معتقداتهم في (الموسوعة الميسرة)، ص 70 - 73.
10 - انظر بعض هذه المآخذ كما ذكرت في (الموسوعة الميسرة)، ص 138 - 140.
11 - 12 - انظر كتاب (الإمام زيد بن علي المفترى عليه) لشريف الخطيب.
13 - انظر كتاب (أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإسلامية والرد على الطوائف الضالة) للدكتور علي بن نفيع العلياني، وكناب: (رسالة الشرك ومظاهره)، لمبارك الميلي.
14 - انظر كناب (السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة)، د. أحمد صبحي منصور.
ـ[ابومالك المدني]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 03:20]ـ
ملاحظات فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف كتبت بعد خروج الطبعة الأولى وفي الطبعة الثانية تداركت الندوة مجموعة من هذه الملاحظات حتى أن الندوة شكرت الشيخ العبداللطيف في مقدمة الطبعة الثانية على ملاحظاته التي كان لها أثر في هذه الطبعة.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 07:12]ـ
صدر لي الخداع والتنصير عن دار الدعوة وان كنت وضعت عليه اسم اخر لاسباب ليس هنا محل الكلام حولها
ثم صدر الجزء الثاني بإسم جماعة شهود يهوه وهذه المرة عليه اسمي الاصلي والحقيقي والجزئين طبع دار الدعوة الاسكندرية-مصر وهي دار الاخوان المسلمين وان كنت لست منهم الا ان لي علاقة طيبة ببعضهم ومنهم اصحاب الدار
الجزئين دراسة ميدانية داخلية اي من داخل المنظمة ذاتها دراسة النفسية والمؤسسة العالمية والفكرة! ولكن الدراسة تمت في بلد غربي وليس بلد عربي .. من المعروف ان موادهم غير متوفرة في بلاد العرب!
من المعلوم ان شهود يهوه يرفضون الثالوث ولكن الموسوعة اخطأت فجعلت الثالوث عمدة عقيدتهم وأُس فكرتهم!
فمن يتحمل مسؤولية التزوير هنا
ومن المعلوم ان الخطأ في تصور معتقدات الخصم امر غاية في الخطورة خصوصا لو تعلق الامر باساسات معتقده
لااريد ان اطيل هنا
ولكن اريد ان اقول اني ارسلت اعتراض على هذه الفضيحة -في اكثر من موقع-واسميها فضيحة لان موسوعة بهذه الضخامة لمؤسسة كبيرة لم تبذل ادنى جهد في معرفة عقائد القوم مايجعلنا سخرية لهم يتندرون بنا في مجالسهم!
ارجو توصيل اعتراضي للمؤسسة واصحاب الموسوعة
اخوكم
طارق منينة(/)
قراءة في كتاب: حركة التغريب في السعودية (المرأة أنموذجًا)
ـ[أحمد ثروت]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 02:08]ـ
قراءة في كتاب
حركة التغريب في السعودية (المرأة أنموذجًا)
للدكتور عبدالعزيز بن أحمد البداح
عرض/ جلال الشايب
http://img163.imageshack.us/img163/7071/ghelaph.jpg
بعد أن قامت في بلادنا تيارات فاسدة؛ ومذاهب منحلة تقوي شوكة الباطل مُصرحين بسعيهم للقضاء على الإسلام ومظاهره، فجندوا لذلك الأتباع، وسخروا لتحقيق الأهداف التلاميذ، ولمن أخطر هذه التيارات حركة التغريب في السعودية، والتي تسعى جاهدة - وبكل كياناتها وأفرداها- إلى تغريب البلاد والنساء ومظاهر الحياة، وإخراجها من عباءة الإسلام إلى عباءة الغرب بما فيه من انحلال وانحطاط.
ولا شك أن لهذه الحركة أجندة سياسية غاية أهدافها تغريب المرأة السعودية، فهي الأم والبنت والأخت والزوجة، وفي إفسادها إفساد المجتمع، فوضعوا لذلك الأهداف، متمثلة في خلع الحجاب، والمناداة بالاختلاط بين الجنسين في المحافل العامة والخاصة، ورفع قوامة الرجل على المرأة، ثم عمل المرأة في المجالات كافة، ثم حددوا السبل، وكان من أهما دور الإعلام بوسائله المختلفة (القنوات الفضائية، المجلات التغريبية، ... ) في نشر التغريب والترويج لثقافته.
هذا ما يخرج به قارئ كتاب "التغريب في السعودية، المرأة أنموذجًا" والذي صدر مؤخرًا عن المركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة، ويمثل الكتاب بحثاً مطولاً ودقيقًا، ومرجعًا أساسيًا في هذا الشأن، لاستناده على مصادر ومراجع موثقة، بل ويُشكر لمؤلفه الجهد البارز في جمع الأدلة والبراهين، والاعتماد على المنهج العلمي في الوصف والتحليل، وتظهر متابعته لتاريخ تطور الحركة ونشأتها بكثيرٍ من الإمعان والتدقيق، فرصد رموز الحركة المتشبعين بثقافتها، المنبهرين بحضارتها، بعد أن تعرض لطرق دعوتهم المختلفة لها.
مما حدا بقسم الأديان والمذاهب في كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر أن تجيز هذا البحث كرسالة علمية نال بها كاتبها درجة العالمية (الدكتوراه) بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
ويطرح المؤلف في الكتاب - بِجُرْأةٍ في التناول- خطر التغريب، وآثاره الأخلاقية، والاجتماعية، والدينية، والثقافية على المرأة السعودية؛ ومن ثم على المجتمع ذاته، وذلك من خلال "مقدمة وتمهيد وخمسة فصول" اشتمل عليهم البحث، ثم قسمها إلى مباحث ومطالب وفروع في شكل تفصيلي رائع، لتشعب الموضوع وتفريعاته؛ فلقد اشتملت على التعليم، والإعلام، والقطاع الطبي، والسياحة، وغيرها من المجالات الأخرى.
لمحة عن واقع السعودية، وحركة التغريب فيها
جاء الفصل الأول تحت هذا العنوان، وقد شمل مبحثين:
المبحث الأول: احتوى على ثلاثة مطالب ناقش الأول الواقع السياسي للمملكة العربية السعودية، ولمن الجيد أن يذكر المراحل التاريخية الثلاثة التي مرت بها منذ قيامها وحتى وقتنا الحالي ليكون القارئ على دراية كاملة بهذا الواقع، ويستطيع أن يقف على البداية الحقيقية لحركة التغريب.
وفي المطلب الثاني: يتحدث الكتاب عن الواقع الديني للمملكة، حيث أن الدين الإسلامي –وهو الدين الرسمي لجميع سكانها- سيقف عائقًا مهمًا أمام تحقيق طموحات هذه الحركة وأهدافها، ثم يتناول في المطلب الثالث الواقع الاجتماعي للسعودية، وخاصة أنها تُعد من المجتمعات الاقتصادية الناشئة –حسب رأي الباحث- فالطفرة الاقتصادية الحقيقة بدأت في السبعينيات الميلادية، ولكن على الرغم من التطور السريع في التنمية الاقتصادية في البلاد إلا أن المجتمع لا يزال محافظًا على كثير من الثوابت الاجتماعية لما فرضته محددات معينة كمكانة البلاد الدينية، وسلامتها من الاحتلال الأجنبي، وغيرها من المحددات التي ذكرها الباحث في هذا المقام.
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الثاني: ويتناول فيه الكتاب تعريف ونشأة وتطور حركة التغريب في المملكة العربية السعودية، وجدير هنا أن يستوقفنا التفصيل الكامل، والتحقيق الظاهر، والتحليل العلمي لظروف النشأة وكذا تطور الحركة، ففصل التعريف في المطلب الأول، وأشار في الثاني إلى أنه لا توجد كتب أرَّخت لبداية حركة التغريب في السعودية أو تتبعت انطلاقتها، وأنه اعتمد على مجموعة من الوقائع التاريخية التي يمكن اعتبارها بداية الحركة، وأكد في الثالث أنها مرت بعدد من المراحل والأطوار منذ نشأتها لتصل في النهاية إلى التفشي الظاهر في المجتمع، ولقد استخدم طريقة ممنهجة رصينة في رصد تطور الحركة ليجعل الكتاب أحد أهم المراجع في المكتبة العربية والإسلامية.
أهداف الحركة، وأسبابها، وعوائقها
تحت هذا العنوان جاء الفصل الثاني الذي لا يختلف عن سابقه في غزارة المعلومات والبيانات والاستشهادات، كما أنه يغطي منطقة الأهداف والأسباب والعوائق بشكل مميز، ويحتوي هذا الفصل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: ويتحدث فيه عن الأهداف الحقيقية لحركة تغريب المرأة، وأنهم ليسوا كما يدعون حُماة المجتمعات، أصحاب المشاريع الحضارية التي تسعى إلى خدمة الأفراد والشعوب، إذ أنهم وبالنظر في أعمالهم وأهدافهم لم يقدموا سوى إفقار الشعوب، ومصادرة الحريات، ونهب الثروات، والعبث بتراث الأمة ومقدراتها.
وبعد القراءة المتأنية لهذه الحركة تجد أيها القارئ الكريم أن أولى أهدافهم هو السعي الدءوب لخلع الحجاب عن المرأة السعودية، ولقد فصل فيه الباحث مطلباً هاماً، فحركة تغريب المرأة تتخذ من المطالبة بنزع الحجاب سبيلاً إلى العري والانحلال، ولن يكفيهم أن تكون امرأة سافرة عن وجهها فحسب، بل لابد أن تكون مبدية لجميع مفاتنها، سالكين في ذلك مسلك الحركات التغريبية التي قامت في دول العالم الإسلامي.
ثم يناقش الكتاب في مطلب آخر تركيز كُتَّاب الحركة في مقالاتهم، ورواياتهم، وإطلاق توصياتهم في المؤتمرات والندوات خارج وداخل المملكة؛ على حرية الاختلاط بين الجنسين، ساعين لتحقيق هذا الهدف على أرض الواقع، حيث أنهم يرون أن الفصل بين المرأة والرجل موقف لا إنساني على الإطلاق، ويتابع الكتاب في سرد الأهداف فيبتغون رفع قوامة الرجل عن المرأة، قاصدين إبعاد المرأة عن رعاية الزوج والأب، فتسافر وتخرج وتعمل وتفعل ما تريد من غير رقابة ولا رعاية ولا توجيه.
قد تضطر المرأة للخروج للعمل، وهذا لا يمانع فيه الإسلام ما دام في إطار مجموعة من الضوابط الشرعية، والآداب الإسلامية التي تكفل لها حفظ كرامتها؛ وصيانة عرضها، إلا أن حركة التغريب تهدف ضمن غاياتها أن تُقحم المرأة في مجالات العمل كافة فتدخل في مجال السياسة، والإدارة، والفن، والرياضة، والحرف اليدوية، والسياحة، والصناعة، وغيرها من المجالات، وإننا لنرى ذلك مفصلاً في المطلب الرابع للفصل الثاني من كتاب التغريب في السعودية "المرأة أنموذجا".
المبحث الثاني: وفيه يسرد الباحث جملة من الأسباب التي ساعدت على قيام حركة التغريب بعد أن قسمها إلى داخلية وخارجية، فشهدت الداخلية ستة فروع لتشعبها وكثرتها؛ بدأ الأول: بالفهم المغلوط للتنمية والتحديث، ويظهر أثره من خلال طبيعة المجتمع وبداية نشأته متمثلة في الابتعاث إلى مصر بداية ثم إلى الدول الأجنبية، والثاني اكتشاف البترول والذي لم يتم اكتشافه إلا من خلال شركات أجنبية، وصار الاستعانة بشركات أجنبية في البناء والتشييد في شتى المجالات عرفًا في بقية المشروعات، وأخيراً استيراد مشاريع التنمية بكل مساوئها من الغرب.
ولم يخف على الباحث الدور الكبير للنخب المستغربة في عملية تغريب المرأة، بل أثبت أن الحركة لم تقم في الأصل إلا على أكتافها، فلقد تولت هذه النخب مسئولية الإعلام -على وجه الخصوص- بأنواعه من صحافة وإذاعة وتلفاز ورواية ومقالة وغيرها من صور الإعلام وفنونه، يضاف إلى ذلك نفوذها المالي والاجتماعي في المجتمع السعودي، وذلك خلال فرع آخر من فروع الأسباب الداخلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أدى الانفتاح الإعلامي إلى قيام هذه الحركة بشكل رئيس؛ فمع بداية التسعينيات الميلادية بدأ الانفتاح الفضائي يزداد شيئًا فشيئًا حتى بلغت مئات القنوات التي تدخل البيوت وتقتحم المنازل من غير إذن أهلها، في الوقت الذي أكد فيه الباحث في فرعه الثالث على أن القنوات لا تعبر عن ثقافة المجتمع المسلم ولا عن قيمه وأخلاقه؛ بل هي خنجر مسموم، وسلاح فتاك ضُربت به الأمة في دينها وقيمها وأخلاقها.
ولقد أبدع رموز التيار التغريبي وأدواته في استغلال "الحوادث الإرهابية" في تحقيق أهدافهم، وهو مما ذكره الباحث في الفرع الرابع مفصلًا، وأيضاً استغلالهم للمظالم الواقعة على المرأة، رافعين شعار الوطنية، مُظهرين التباكي على مكانة المرأة وحريتها، فهي تُمنع من ميراثها، وتُعاني من تسلط وليها، فضلًا عن معاناة المطلقات والأرامل والعنف الأسري والتحرش والابتزاز الجنسي.
ولما كان الإنصاف يقتضي الاعتراف بأن هذه المظالم واقعة لا محالة على بعض النسوة، وهو ممن خالفوا شريعة الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وكما يظهر جليًا في الفرع الخامس هنا أن حركة التغريب جعلت من هذه المظالم ذريعة ومدخلاً للمطالبة ببرامجه ومشاريعه ليس إلا.
ويصدق الكاتب حينما يشير إلى تراجع العمل الدعوي، وضعفه في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد إغلاق مؤسسة الحرمين التي كانت تُعد من أكبر المؤسسات الدعوية في السعودية؛ بما كان لها من نشاطات قوية، وجهد واضح داخل المملكة وخارجها، ومما ساعد على انتشار الدعوة التغريبية ونجاحها لحد كبير؛ فضلاً عن اضمحلال العمل الخيري بالمملكة كما وضحه الفرع السادس من هذا المبحث؛ عد تفشي الأعمال الإرهابية، وتوجس المحسنين منه، والتقليدية في الأساليب الدعوية، وحزبية المؤسسات الدعوية، وعدم نضج بعض القيادات الدعوية ... الخ.
ولم يقتصر الكاتب على الأسباب الداخلية السابقة فحسب بل ضمن المطلب الثاني أسباب حركة التغريب الخارجية، وفسر فيها أربعة فروع كسابقيها، ارتبط الأول: بـ"هيمنة القطب الواحد" فقيام حركة التغريب مرتبط بهيمنة أمريكا وسيطرتها على المنطقة؛ نظرًا للارتباط القوي والعلاقة الوثيقة بينهما، ودلائل هذه العلاقة أكثر من أن تحصر، ثم تجئ "الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية" كفرع آخر؛ ففي البداية وقفت الحكومة السعودية موقف الرافض من المؤتمرات التي عقدتها هيئة الأمم المتحدة حول قضايا المرأة والطفل برؤية غربية حتى توقيعها على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في العام 2000م مما كان له بالغ الأثر في قيام حركة التغريب.
وأكد الكاتب على استغلال "أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م" لمصالح الدولة المهيمنة، فأوردها كـ فرع آخر من فروع هذا المطلب، فهي سبب رئيسي للدفع بحركة التغريب في السعودية، سواء ذهبنا إلى أن تلك الأحداث صنيعة أمريكية أم لم لا؛ فإن لها تأثيرًا عظيماً على كثير من مجتمعاتنا الإسلامية بشكل أبرزه الكتاب بصورة ملمة شافية.
ولم يتوق الأمر عند الهيمنة الأمريكية بل تعداها إلى "الضغوط الدولية" فيؤكد البحث في فرعه الأخير في هذا المطلب الشائك إن السعودية تواجه بسبب نظامها الاجتماعي المتعلق بالمرأة ضغوطًا دولية شديدة، إذ تتضمن التقارير والبيانات التي تصدرها الدول والمنظمات الدولية بحق السعودية انتقادًا دائمًا لأوضاع المرأة في المملكة.
المبحث الثالث: ويحدثنا فيه الكاتب عن "العوائق التي تقف أمام حركة التغريب"، محتوياً على ستة مطالب:
بدأت تلك المطالب بـ"مكانة البلاد الدينية"؛ حيث وجود الحرمين الشريفين في الجزيرة العربية جعل لها خصوصية ومكانة تفرضها وجود هذه الأماكن المقدسة، مما أعاق حركة التغريب عن المضي في تنفيذ أهدافها وتحقيق مطامعها ..
وبما أن السعودية في الأصل قامت على حلف ديني سياسي - بحسب المؤلف-، مثَّل الأول: العلماء، والثاني: الأمراء، وكذا للعلماء عبر تاريخ البلاد أثر وتأثير في مسيرتها، بل في المشهد السعودي فإن النظام السياسي - باعتباره نظامًا دينيًا - يستمد شرعيته من المؤسسة الدينية، ولهذا كله فإن من أشد العقبات التي تواجه حركة التغريب في المجتمع "التحالف بين المؤسسة الدينية والقيادة السياسية".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكمل الكاتب بقية المعوقات لهذا التيار التغريبي فيذكر في مطلبه الثالث "رعاية الدولة ورموزها للنشاط الإسلامي" فالدولة تعمل على دعم وتمويل العمل الإسلامي في الداخل والخارج، فضلًا عن تدين المجتمع نفسه، فالمجتمع السعودي كباقي المجتمعات الإسلامية التي تشهد تدينًا وإقبالًا على الالتزام بالإسلام، ويعود هذا التدين والمحافظة في المجتمع إلى عدد من العوامل والأسباب، يبرزها الكاتب في عدد من النقاط التي جاءت ضمن المطلب الرابع في هذا المبحث، ومما لا ريب فيه أن "قوة التيار المتدين"-الذي جاء ضمن المطلب الخامس- بتغلغله في الحياة العامة والخاصة وعلى المستوى الشعبي والحكومي يساعد في التصدي لمثل هذه الحركات.
ويناقش المطلب السادس معيار الأقلية والأكثرية، فالتيار التغريبي ورموزه يعتبروا أقلية في المجتمع السعودي فليس لهم حضور جماهيري ولا بُعد اجتماعي، بينما يقابل ذلك أكثرية عظمى من التيار الديني.
أساليب حركة تغريب المرأة ووسائلها وسماتها
ويجمع الفصل الثالث الذي حمل هذا العنوان بين طياته ثلاثة مباحث هامة:
المبحث الأول: تخصص في إبراز "الأساليب التي تتبعها حركة التغريب"وذلك تحت اثني عشر مطلباً، فيبدأ بأسلوبهم في "مهاجمة المنهج السلفي"، ويكون بالتنقيص منه والذم، والسب، والشتم، والتنفير، والتشويه، ثم تصويب السهام إلى "مهاجمة المؤسسة القضائية" فتطعن في أحكامها بالتشكيك فيها؛ والقدح في ذمة قاضيها، وهو ما يتتبعه المطلب الثاني.
وما أن يشوهوا صورة المؤسسات القضائية، حتى يعمدوا إلى "تشويه المؤسسات الدينية"، ويكون غالبًا في قوالب عدة، كالمبالغة والتهويل والإجحاف وعدم الإنصاف؛ وهو ما رصده الكتاب في مطلبه الثالث، ومن ثم ناقش الكاتب في المطلب الرابع "اتهام النشاطات والمراكز الدعوية" حتى تستطيع أن تفرد لها الساحة لتعمل وحدها دون منافس، مستغلين في ذلك –المطلب الخامس-"رفع شعار الوطنية، ودعوى الإصلاح" مزايدين عليه وهي مزايدة في غير محلها لأن حب الإنسان لموطنه هو أمر فطري.
ونجد الكاتب في المطلب السادس يقف على أسلوب هام وفعال من أساليب الحركة وهي" توظيف أشخاص ودعمهم ماديًّا ومعنويًّا"، وذلك لتحقيق أغراض الحركة وأهدافها من خلالهم، كما استغلوا أيضاً بعض المنتسبين للعلم والدعوة، ويظهر هذا في المطلب السابع، حيث أن الكتاب ذكر أمثلة ونماذج عديدة من هؤلاء الذين قام التيار التغريبي باستغلالهم إما غفلة منهم أو رغبة في البروز الإعلامي، أو لمآرب أخرى.
وقد استعانوا باستعداء السلطة على من لم يقدروا عليهم بتخويف الدولة منهم سواء أكانوا مؤسسات دعوية وخيرية أو دعاة وعلماء، وتصويرهم بأنهم ضد الحكومة، ويعملون من أجل الإطاحة بالنظام، وهو ما ناقشه المطلب الثامن بشئ من التفصيل.
وكذا من الأساليب التي اتخذها التيار التغريبي لتحقيق أهدافه "إبراز المستغربات" والمتأثرات بالفكر الغربي في وسائل الإعلام المختلفة، ويظهر هنا كمطلب تاسع في هذه الدراسة القويمة، كما يعمدون في كتابتهم إلى "التقليل من شأن الزواج وتربية الأولاد" فلقد أظهر الكتاب في مطلبه العاشر أن من أهداف حركة التغريب في المجتمع إقحام المرأة في مجالات العمل كافة، ويتعارض هذا مع طبيعة المرأة ووظيفتها في الحياة؛ إذ من وظائفها الفطرية: الزواج وتربية الأولاد؛ لذا عمل التيار التغريبي على التقليل من شأن الزواج وتربية الأولاد باعتباره عائقا أمام عمل المرأة في المجالات كلها.
وبدا الاتصال بسفارات الدول الأجنبية أسلوباً أساسيًا لرواد هذه الحركة فجاء في المطلب الحادي العاشر أن على القارئ ألا يستغرب من هذا الأسلوب الذي انتهجه التيار التغريبي، فهو أسلوب قديم اتخذته الحركات النسائية؛ إذ كثيرًا ما يلجأ هؤلاء إلى أعداء البلاد المتربصين بها، فيعملوا على استغلال المواقف والأحداث لصالحهم، ثم يظهروا عكس ذلك، بل ويقيموا السبل لتخويف الدولة من التدخل الخارجي، ولكنهم يعملوا على ضرب البلاد في ظل المآسي، وتحت سقف الأحداث ووطأة الأزمات، وبهذا المطلب الثاني عشر أنهى الكاتب مبحثه الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الثاني: وفيه يحدد الكاتب "وسائل حركة التغريب" في سبعة مطالب، يبدأ الأول مباشرة من أساس مهم وهو التعليم وذلك في اتجاهات ثلاثة متوازية أولا: مدارس وكليات البنات الخاصة، ثم الابتعاث ثانيا، والمدارس الأجنبية ثالثا، فصلها الباحث تفصيلاً مركزاً بالأرقام والإحصاءات التي تُظهر الأهداف الخفية الحقيقية من وراء الحركة.
ثم يناقش المطلب الثاني: استغلال الإعلام، وكيف أن حركة التغريب اتخذت منه بمختلف وسائله ومجالاته وقنواته سبيلاً للوصول إلى الأهداف والغايات، ثم تناول المؤلف في مطلبه الثالث: السياحة والترفيه، وكيف نفذ التغريب من خلالهما إلى المجتمع؟ وما هما المرحلتين التي تم من خلالهما الولوج إلى المجتمع السعودي لتغريب المرأة فيه؟
ومن تلك الوسائل لحركة التغريب إقامة التجمعات النسائية في السعودية من جمعيات، ومراكز، وملتقيات، ولقد بين الكتاب في مطلب آخر كيف اخترقت الحركة واتخذت هذه الجمعيات وسائل لبث أفكارها، بمصارحتها للأهداف تارة، وبغيرها أحيانا أخرى، ولم يكتفوا بل أقاموا المراكز النسائية لتكمل الخطة، ولعبت الملتقيات النسائية في الفترة الأخيرة شكلًا بارزاً في هذا الشأن، وخاصة أنها غطت كثيرًا من المناطق والمحافظات في المملكة.
واعتبر الباحث أن تنظيم المؤتمرات من الوسائل التي اتخذتها حركة تغريب المرأة في السعودية لتحقيق أهدافها، وكذا اعتبر أن منتدى جدة الاقتصادي من أقوى تلك المؤتمرات، فهو يسعى إلى تمرير فكرة تحرير المرأة وبشكل سافر؛ إذ تدور غالب فعالياته وندواته، وما يجري فيها من أسئلة ومداخلات لتحقيق هذا الغرض تحديدًا.
وتحت عنوان "الأدب والرواية والمسرحية" جاء المطلب السادس ليؤرخ لاستخدام التيار التغريبي هذه الوسيلة فيقول إنه بدأ بكتابة سميرة خاشقجي لبعض رواياتها في بداية السبعينيات من القرن المنصرم، التي حملت مضامين تغريبية من التشجيع على العلاقة بين الجنسين قبل الزواج، والتبرم من قيود الأسرة .. إلخ، ثم تبعتها انتصار العقيل، وقماشة العليان، وغيرهم ممن حادو الطريق واتخذوا هذا مسكا، محققين بذلك جملة من الأهداف ذكرها البحث تفصيلًا جيدا. وينهي الكتاب هذا المبحث بمطلب يعد هو أكثر القطاعات التي تبدو فيها مظاهر التغريب وهو القطاع الطبي، وأرجع ذلك إلى دخول المشاريع الصحية على علاّتها، مع طبيعتها الذي تفرض على الرجل والمرأة أن يعملا معاً، وخاصة مع ضعف التيار المتدين فيها، وصعوبة الاطلاع على ما يجري داخله.
المبحث الثاني: ويتابع فيه الباحث ما يتعلق بهذه الحركة التغريبية من سمات وصفات، فيحددها في سبعة مطالب أساسية: فنجده يُرجح أنها حركة منظمة، تنطلق في عملها وفق آليات محددة وبرامج مجدولة، ويدل على ذلك شواهد عديدة كتوحيد الوقت، الموضوعات، وأسلوب الطرح ... الخ، ويظهر في مطلب آخر أن من أهم سمات الحركة توزيعها الجيد للمهام فيما بين رموزها وأدواتها حيث يقوم كل منهم بمهمته، ولا فرق في ذلك بين مؤيد ومعارض.
والمتتبع لحركة تغريب المرأة يرى أن من سماتها التدرج في خطواتها التي تتخذها نحو تغريب المرأة، هادفة إلى تحقيق أهدافها بعيدًا عن إثارة المجتمع ضد مشاريعها، وهو ما تتبعه الباحث في مطلب ثالث، كما يدخل اعتناء الحركة ودعمها وتوجيهها لرموزها وأدواتها ماديًا ومعنويًا، في سماتها؛ وهي التي مكنتها من تحقيق أهدافها وغاياتها، وأمامنا عشرات من الشواهد والأدلة التي تؤكد هذا التوجه الذي انتهجه التيار التغريبي.
والسمة الأساسية التي تعتبر مضادة للسابقة هي الإقصاء، فهم لا يرون إلا رأيهم وفكرهم، ولو نظر القارئ نظرة عابرة للأماكن التي يسيطر عليها التيار التغريبي فلن يجد إلا نظراؤهم ومن على شاكلتهم، فهي حركة تنطلق في تعاملها مع مخالفيها من مبدأ رفض المناقشة، وتسفيه الرأي الآخر.
والمتفحص في أمر رواد وأدوات هذه الحركة ليجد أن الجهل بالأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة سائد فيهم، فغالبهم درس في الغرب، أو حتى نشأ هناك وتلقى تعليمه الأول فيها، فتأثر بفكرهم، ولم يتلقى من العلوم الشرعية ما يكفيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يمر المجتمع السعودي كأي مجتمع عربي وإسلامي آخر، بمشاكل اجتماعية ومعضلات اقتصادية، كالفقر، والبطالة، والجريمة، وتضرر بهم كثيراً، وفي المطلب السابع يضع الباحث سؤالًا هاماً حول موقف حركة التغريب من هذه الظواهر المقلقة؟ ويجيب في كلمات "إن كثيرًا من رموز حركة التغريب وأدواتها ليس لهم حديث عن هذه الظواهر، ولا يتعرضون لها فهم مشغولون بمشكلات أكبر، وأخطار أعظم، كخلع الحجاب، والاختلاط، ومهاجمة الجهات الدينية"
آثار حركة التغريب
شهد الفصل الرابع للكتاب سجالاً طويلاً حول الآثار المترتبة على تحقيق أهداف حركة التغريب على واقع السعودية، وذلك من خلال مباحث أربعة، فرّعها إلى مطالب مختلفة:
المبحث الأول: يتناول الآثار السياسية للتيار التغريبي، موضحا ذلك في مطالب أربعة بدأها بالجرأة في مواجهة الدولة، ففي السنوات الأخيرة أُطلقت عدد من المصطلحات من خلال الصحف المحلية والقنوات الفضائية: مثل (الحرية، النقد، الإصلاح .. ) والمتتبع للواقع السعودي يلحظ أن هناك جرأة في مواجهة الدولة لم تكن معهودة من قبل، ويًعد اندفاع حركة التغريب بقوة لتحقيق برامجها وتنفيذ مشاريعها مع ما يصاحب ذلك من تلك الشعارات هي الدافع الأول لهذه الجرأة.
يساند التيار التغريبي الأقليات داخل المملكة، وذلك لأسباب وضحها الباحث جليا في المطلب الثاني؛ كالالتقاء في الأهداف، وتكوين ورقة ضغط على الكيان السياسي في الدولة، بل وامتدت أيديهم للمعارضة الخارجية بالمساعدة والعون، فيدعمون أولئك الأشخاص الذين يقيمون في الخارج، ويعارضون النظام القائم في السعودية، منطلقين من معلمين واضحين -كما ظهر في المطلب الثالث لهذا المبحث- هما الاشتراك في الهدف، والاشتراك في الوسائل.
وفي المطلب الرابع اعتبر الباحث أن تقويض الأصول التي قام عليها النظام من أخطر الآثار السياسية لحركة التغريب؛ لأن فيها محوًا لتاريخ البلاد، وقضاءً على هويته، وتمهيدًا لإزالته، ومن مظاهره دعوتهم إلى التخلي عن واجب الدعوة، وإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلغاء مرجعية الشريعة الإسلامية، والحرية المطلقة، وفصل الدين عن التعليم.
المبحث الثاني: وفيه يناقش الباحث الآثار الثقافية لتلك الحركة على ثلاثة مطالب: بدأها بتغيير المفاهيم والمصلحات، اكتفى بذكر بعضها في الكتاب كالإرهاب، والاختلاف، والتعددية، ثم ذكر في مطلب آخر محاولة إضعاف الثقافة الشرعية في البلاد، وصرح بالسبل التي اتبعتها الحركة، وكذا دوافعها، فذكر تقليص البرامج الدينية في وسائل الإعلام، والتربص بالمناهج التعليمية الدينية، وانتشار المدارس الأجنبية، فضلًا عن مهاجمة النشاطات الشرعية للتضييق عليها.
ويكمل الكاتب خلال مطلب ثالث تلك الآثار مبيناً إن حركة التغريب قائمة أصلاً على نقل النموذج الغربي بكل تفاصيله وتطبيقه على المجتمع المسلم، وقد أثمر عملها على ترسيخ النمط الغربي في بعض الأفكار والسلوكيات، وعملت على تحقيق من نافذتين هما الابتعاث، والأفلام الأجنبية.
المبحث الثالث: ويناقش الكاتب فيه الآثار الاجتماعية في خمسة مطالب:
جعل التفكك الأسري هو المطلب الأول لأهميته، ولأن الأسرة هي لبنة المجتمع الأولى فإن ضربها ضرب المجتمع وانهار، واستطاع الكاتب أن يربط بين أهداف حركة التغريب ووسائلها وبرامجها، وبين مظاهر التفكك الأسري وأسبابه، وكذلك التمرد على الأسرة وهو مطلب آخر في هذا الشأن، يظهر أثره من خلال هروب الفتيات من أهلهن لمآرب مختلفة.
ويتضح من المطلب الثالث أن من آثار حركة التغريب الاجتماعية ارتفاع معدلات الطلاق والعنوسة؛ حيث يقف عدم الالتزام الديني والأخلاقي، وعمل المرأة خلف وقوع الطلاق وارتفاع معدلاته، وأيضا من الآثار التي عملت عليها حركة التغريب طوال سنوات استقدام الخادمات والمربيات، وقيامهن بإدارة شئون المنزل نيابة عن الأم والزوجة، بسبب الاتكالية، وانتشار ثقافة المظاهر والمباهاة.
وفي المطلب الخامس ذكر الباحث انه وفي سنوات هذا البحث الأربعة برزت ظاهرة العنف في السعودية بشكل واضح، وشكّلت تهديدًا داخليًا خطيرًا، استهدف الأمن والاقتصاد، ولقد كان هذا من آثار حركة تغريب المرأة في المجتمع أنهم هيئوا الظروف لظهور العنف من بعض الفئات، وساعدوا علي ذلك بأفكارهم وكتاباتهم ورواياتهم وإعلامهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الرابع: ويشير فيه الباحث إلى آثار حركة التغريب الأخلاقية في ثلاثة مطالب: يهتم الأول بظاهرة "ابتزاز المرأة"، التي يقف خلفها أسباب كثيرة منها: ضعف الوازع الديني، والتفكك الأسري، والدور السلبي لوسائل الإعلام، وهذه الأسباب عامل مشترك في كثير من قضايا (ابتزاز المرأة)، كما يناقش ظاهرة (التحرش الجنسي) في المطلب الثاني؛ فيؤكد على أن من أسباب برزوها التبرج والسفور، والاختلاط بين الجنسين، وكلها من أهداف التيار التغريبي التي سعىت لنشرها في المجتمع.
وأخيرا في هذا الباب نجد إن حركة التغريب لا ترى غضاضة في جرائم الخلوة والدعارة بشكل خاص، والجريمة الخلقية بشكل عام؛ فهي تراها تندرج ضمن حدود الحرية الشخصية، وقد أورد الكاتب خلال بحثه عدة استشهادات من روايات رموز الحركة تدعوا لنشر ثقافة الجنس والشذوذ والزنا، إضافة إلى تبرير الخيانات الزوجية، مع التحريض على إقامة العلاقة بين الجنسين قبل الزواج.
الموقف من حركة التغريب، وسبل مواجهاتها
وقف الباحث في الفصل الخامس على الموقف من حركة التغريب، وكذا سبل مواجهاتها تحت مبحثين:
المبحث الأول: ومن خلاله أظهر الكتاب عددًا من المطالب للوقوف أمام هذه التيارات المخلة بنظام المجتمع، والمحركة للفتن، فنبدأ بموقف الأنظمة والتعليمات فنجد أن كل برامج وأهداف حركة التغريب تأتي مخالفة للأنظمة والتعليمات في الدولة فمثلاً تنادي بالاختلاط، والأنظمة تؤكد على منعه؛ بل وتعمل على محاسبة المخالف، وكذا موقفها مما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة، ومن الدعوة إلى الله، ومن ربط التعليم ومناهجه بالدين، وموقفها من تعليم الفتاة، ووضع الضوابط لشرعية لعمل المرأة.
ثم يأتي موقف الشخصيات السياسية من حركة التغريب في المطلب الثاني، فحري بنا أن نذكر موقف الملك عبد العزيز -رحمه الله تعالى- وانه كان صارمًا تجاه رفض التغريب وثقافته، وكذا الملك فهد-رحمه الله-، والأمير نايف الذي يملك رؤية واضحة نحو كثير من القضايا المتعلقة بالمرأة مرتبطة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا ننسى الأميرة الجوهرة الإبراهيم - حرم الملك فهد بن عبد العزيز - التي دائمًا ما تركز في كلماتها على مكانة المرأة في الإسلام، وتورد الشبه التي تدور حولها، وتفندها.
وفي المطلب الثالث ألقي الباحث الضوء على موقف الجهات الدينية المختلفة من حركة التغريب، بعد أن قسمها إلى مؤسسات حكومية، ومؤسسات خاصة، وكيف أنها وقفت – ولا تزال-حائلًا أمام تلك الحركة، كما أشار إلى موقف العلماء من حركة التغريب في مطلب آخر، والإشادة بالجهود المبذولة منهم تجاهها، والدور الكبير الذين لعبوه في مواجهة التغريب بشتى أشكاله، ولم يترك موقف الكُتّاب والمثقفين، فبعد أن كدر كلام المستغربين ورواياتهم، جاءت نماذج وطنية مضيئة - تستحق الإشادة وتبعث على الاعتزاز - سخرت أقلامها دفاعًا عن الإسلام وذودًا عن الوطن وثقافته، وذلك في المطلب قبل الأخير من المبحث الأول.
إذ انه ختم هذا المبحث بموقف المجتمع من حركة التغريب؛ وبين أن تحديده صعب، لأننا نتحدث عن ملايين من الناس مع اختلاف الظروف والتوجهات، لكن هناك عدد من الإشارات تعطي دلالة على موقف المجتمع، أورد الباحث بعضاً منها كاستنكار الخطوات التغريبية بكل مراحلها في أحوال، وبطء التفاعل معها في أحوال أخرى.
سبل مواجهة حركة التغريب
وخُتم الكتاب بأهم السبل التي بها يضع قواعد للوقوف أمام هذا التيار المنحرف أخلاقيا، واجتماعيا، وسياسيا، وثقافيا، وذلك من خلال عشرة مطالب نوجزها لك أيها القارئ في السطور التالية:
1 - الاستغلال الإيجابي لوسائل الإعلام.
2 - إنشاء مراكز الدراسات الأسرية والاجتماعية.
3 - تشجيع محاضن التربية والتوجيه النسائية.
4 - كشف التيار التغريبي ورموزه والتحذير منه.
5 - التعريف بحقوق المرأة في الإسلام.
6 - رفع المظالم الواقعة على المرأة.
7 - تفعيل دور الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
8 - وضع خطط عملية ومدروسة لمواجهة حركة التغريب.
9 - إنشاء مراكز تتولى الرصد والمتابعة.
10 - تفعيل وإحياء الدعوة إلى الله تعالى.
وفي العموم جاء الكتاب مليئًا بالمعلومات والبيانات، جامعاً تلك المعلومات بالطرق والمناهج العلمية، بين الوصفية والتاريخية والتحليلية، وهي مستقاة من المراجع التي نجدها في نهاية الكتاب من كتب وتقارير ومجلات ووثائق، فجاء البحث شاملاً، واضعًا لنفسه مكانة في المكتبة الإسلامية.
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 10:54]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 11:42]ـ
هل طرح الكتاب في المكتبات؟؟
ـ[أحمد ثروت]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 03:47]ـ
هل طرح الكتاب في المكتبات؟؟
نعم أختي الكريمة، وبيانات دار النشر على الغلاف المثبت بأول العرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مزن]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 11:35]ـ
أين نجده في مكتبات السعودية، أو هل نستطيع تحميله؟ ياااارب توفق لمن يرد علي في الدنيا والآ خرة ..
ـ[مرثد]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 05:28]ـ
هذا هو من رفع أخينا المساهم رفع الله قدره
من هنا ( http://ia700109.us.archive.org/0/items/TKReeB/TKReeB.pdf)(/)
الخطاب الإصلاحي والإشكاليات المتجذرة (قراءة موضوعية) للشيخ سلطان العميري
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 02:37]ـ
الخطاب الإصلاحي والإشكاليات المتجذرة (قراءة موضوعية)
سلطان بن عبد الرحمن العميري
إن الناظر في واقعنا المعرفي اليوم يدرك بأدنى نظر أنه يعاني من الضعف في جوانب كثيرة من مشروعه الإسلامي الكبير الذي يتمنى أن يسود العالم كله.
وذلك راجع إلى أن عصرنا الحاضر فرض إشكاليات معرفية وفكرية وعملية بلغت الغاية في الكثرة، والنهاية في الصعوبة والغموض والتعقيد.
وإذا ما بحثنا عن أفضل السبل في الخروج من ذلك الضعف والارتقاء بالمشروع الإسلامي البنّاء فسنجد أن من أفضلها: التوجه إلى تفتيت الإشكاليات وتفكيك مركباتها؛ حتى يسهل علينا نحن الإسلاميين إدراك عمقها والوصول إلى الرؤية الناضجة فيها.
ومن مقتضيات ذلك: إبراز التخصصات الفكرية والإصلاحية، والحرص على إفراد كل دائرة من دوائر الضعف بطائفة من المفكرين للتخصص فيها، ووسمها بعلم يخصها وفكر يضم مسائلها، ويتعمق في إشكالياتها، ويؤصل مبادئها ويحدد آلياتها، وهذا ما فعله علماء الإسلام منذ تشكلات الفكر الإسلامي؛ فإنه لما تعدّدت فيه المسائل وتنوّعت فيه القضايا، أفردوا لكل نوع منها علماً يخصه، فظهر لنا علم التفسير، وعلم الفقه، وعلم أصول الفقه وعلم العقيدة، ونحو ذلك.
وهذا كله يؤكد لنا مشروعية التخصصات العلمية والفكرية والعملية والدعوية، شريطة ألاّ نفتقد وضوح المرجعية الإسلامية، وألاّ نقع في التعصب والاحتقار المقيت، الذي يؤدي إلى المشاحّة بين التخصصات المشتركة والمصارعة بينها في تكوين المشروع الإسلامي الكبير.
ومن الظواهر الصحية التي غدت بارزة في الفكر الإسلامي: ظهور خطابات متخصصة في مجالات لم تكن مفردة باسم يخصها من قبل؛ فقد ظهرت في ساحتنا الخطابات المختصة بالنوازل الفقهية بجميع تنوعاتها، والخطابات المختصة بقضايا المقاصد، والخطابات المختصة بالقضايا الفكرية الحديثة.
ومن الدوائر التي ظهر التخصص فيها: الدائرة المتعلقة بشؤون النهضة والتنمية والحضارة، ومتعلقاتها السياسية والاجتماعية، ولا شك أن هذه الدائرة من أهم الدوائر التي تحتاج الأمة فيها إلى بناء وإصلاح وتأصيل شرعي وفكري، وتستوجب أن تنفر طائفة من المؤمنين للتخصص فيها والغوص في بحرها والتعمق في إشكالياتها.
وإن المسلم الحريص على التكامل في مشروعه الإسلامي الكبير سيسعد كثيراً حين يجد طائفة من المؤمنين – من المفكرين وطلبة العلم - اتجهوا في تغطية هذه الدائرة، وقصدوا إلى التخصص في إثارة موضوعاتها وتحمّل مشاقها وتبعاتها؛ لأنهم بذلك يرفعون الملامة عن عموم الأمة، ويسعون إلى تحقيق القدر الكفائي الواجب على كل الأمة، ويسعون في بناء جانب هام من جوانب المشروع الإسلامي الكبير.
والمتحتم علينا نحن طلبة العلم والمفكرين الذي تخصصوا في جوانب أخرى من المشروع الإسلامي أن نتعامل مع ذلك التخصص، ومع من تخصص فيه – وصفاً وتقييماً ونقاشاً ونقداً – على أنه تجربة تخصصية مشروعة، مثلها مثل أي تخصص آخر مشروع.
لا يصح لنا أن نتعامل معه على أنه تخصص غير مشروع، ولا أنه فكر دخيل على المشروع الإسلامي، ولا أنه يمثل ظاهرة من ظواهر التأثر بالفكر الغربي. كل ذلك لا يصحّ لنا أن نتعامل به؛ لأنا إن فعلنا ذلك سنتنكّر للتكامل في المشروع الإسلامي.
كما أن المتحتم على المتخصصين في دائرة النهضة والتنمية والحضارة أن يتعاملوا بنفس الطريقة، وأن يبادلوا الأطراف الأخرى العاملة في بناء المشروع الإسلامي الاحترام والتأييد، حتى نرتقي معاً ونحقق الأمل سوياً.
هذه تَقْدمة منهجية هامة في كيفية التعاطي مع ما يُسمّى بمشروع الإصلاح، بتمظهراته العديدة، إذا تمثلناها وجعلنا معانيها حالة ملموسة في واقعنا الفكري سترتقي خطاباتها، وتتجه نحو النضج والالتزام بالقيم المنهجية الصحيحة.
وبما أن خطاب الإصلاح يُعدّ تجرية تخصصية مشروعة، فمن الواجب علينا النصح له والسعي في تقييمه وإصلاح ما فيه من خلل؛ لأننا بذلك نتعاون في بناء مشروعنا الإسلامي الكبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأجل تحقيق هذا الغرض كانت هذه القراءة النقدية التي تقصد إلى إبراز أهم الإشكاليات المنهجية الواقعة في الخطاب المهتم بالنهضة والحضارة، وهذه الإشكاليات أدّت في -تصوّري- إلى ظهور بقع رمادية في صورته، وضبابية في بعض مستنداته، وتعثّر في بعض مسيرته، مع أن هذا الخطاب تتبناه عقول كبيرة، لا يشك أحد في مشربها الإسلامي، ولا في قصدها، ولا في حرصها ولا في ديانتها، وبالتالي فالكلام ليس متوجهاً إلى أشخاصهم، وإنما إلى نتاجهم.
وليس من أساليب المنهجية الصحيحة الناضجة أن نبتدئ في تقييم الأفكار بتقييم قائليها، بل الواجب ابتداء الانطلاق إلى الأفكار نفسها؛ إذ هي محل القبول والرد والصحة والفساد والمدح الذم.
وقبل الخوض في تلك الإشكاليات لا بد لنا من التنبيه على أن المقصود بوجود تلك الإشكاليات وجودها بشكل ظاهر في جملة الخطاب الإصلاحي لا في كل نتاج من نتاجاته.
الإشكالية الأولى: خفوت النفس الشرعي؛ فالمتابع لنتاج الخطاب المختص في النهضة والحضارة ومتعلقاتها يتبدّى أمام ناظريه ضعف النفس الشرعي فيه، وخفوت المنطلقات الشرعية التي تمثل البنية التحتية للمشروع، ومن المعلوم أن المشاريع الإسلامية العميقة التي يُراد منها إنقاذ المجتمعات من كل مخالفة شرعية، والتي تقصد إلى بناء رؤية شرعية ناضجة، وتروم إلى أن تتجذر في مجتمع إسلامي تسود فيه الحالة التي كان يعيشها الرعيل الأول، لابد أن تتشبع بالروح الإسلامية غاية التشبع، ويظهر ذلك جلياً في تقريراتها وتأصيلاتها.
ولا أقصد هنا بالنفس الشرعي أن تكون المقالات والبحوث محشوة بالآيات والأحاديث فحسب، فهذا الأمر مع أهميته ليس هو المقصود هنا، وإنما المقصود أن تتشرب بحوثنا وأفكارنا بالروح الشرعية التي تجعلها خاضعة لمنطقاتها ودلالاتها ومقتضياتها في كل تفاصيلها، وأن نسعى إلى استقراء نصوص الشريعة، ونحرر الدلالات والأصول والمبادئ التي اشتملت عليها، مما هو دال على مشروعية "الفكرة الحضارية في الإسلام"، ويحدد مكوناتها.
وقد تسبب هذا الخفوت في حدوث إفرازات معرفية وتعاملية وفكرية كانت محل انتقاد ومثار تساؤلات حول مدى تأثير المستندات الشرعية في بناء بعض أفكار هذا الخطاب، وتسبب أيضاً في وقوع مصادرات لبعض القضايا التاريخية، كقول بعضهم: إن الفكر الإسلامي تمّت صياغته في العصر العباسي، ثم لم يزل يقلد ما صيغ في ذلك العصر، ومن يطالع كتب ابن حزم أو ابن تيمية أو الشاطبي ونحوهم من المحققين يجد أن هذا التوصيف غير متطابق مع الواقع، فإنهم تجاوزوا نتاج القرن الثاني والثالث، ولم يتوقفوا على مجرد تقليده فقط، بل توجّهوا إلى نصوص الشرع مباشرة، وتعاملوا معها تعاملاً مباشراً.
وهذا الخفوت هو أحد أهم الأسباب – لا كلها- التي جعلت عدداً من المهتمين بالخطاب الشرعي يقول: إن الخطاب الإصلاحي ينطلق – أو هو متأثر – بمستندات غربية لا إسلامية، أو يقول: إن الخطاب الإصلاحي لديه تعالٍ على النصوص الشرعية وعدم تعظيم لها.
ونحن هنا لسنا في سياق إثبات هذه الانتقادات لدى الخطاب الإصلاحي أو نفيها، وإنما في سياق إبراز تجلّيات الخفوت الشرعي في الخطاب الإصلاحي.
الإشكالية الثانية: المبالغة والتهويل في الأفكار؛ فحين يطالع القارئ بعض نتاج الخطاب الإصلاحي يدرك بشكل ظاهر المبالغة في تصوير أفكاره وتعظيمها إلى درجة عالية، فيخيل بعضهم للقارئ بأنه لا نجاة له إلاّ بأفكاره، وأنه لا طريق للغد المنشود إلاّ بمنهجيته، ومن أجل سيطرة الروح الغالية عليه أخذ يتخذ مواقف ليست معتدلة من كل من ينازعه، وهذا ما دعا بعض النقاد إلى وصف الخطاب الإصلاحي بأنه يسعى إلى صناعة الأعداء، فمثلهم -عنده - كمثل قوم صنعوا سفينة، وطلبوا من الآخرين الركوب معهم، ووصفوا من رفض الركوب بكل ذميمة، ولم يقدّروا أعذارهم؛ فلم يقدروا من اعتذر لأن لديه سفينة أخرى، أو من اعتذر بأنه لا يثق بسفينتهم حتى الآن، أو أن لديه تحفظات عليها.
وهذا ما يفسر لنا موقف بعض المتبنّين للخطاب الإصلاحي من الخطاب السلفي؛ فإنك تلمس فيه التشنج والقصد إلى الذم، حتى إنه يصل إلى درجة الاستفزاز، فلا يكاد يكتب مقالاً أو بحثاً إلاّ وفيه التعرض للخطاب السلفي من قريب أو من بعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي تصوري أن عدداً من المتبنين للخطاب الإصلاحي ساعد بقدر كبير على صناعة الجو المشحون في واقعنا الفكري، حتى إنه ليُخيّل للقارئ أنه يعتقد أن الخطوة الأولى لمشروعه هي مواجهة الخطاب السلفي، مع جزمي بأن كثيراً منهم لا يعتقد ذلك، ولكن خطابهم هو التي تسبب في حدوث ذلك الاعتقاد.
وتُعدّ المبالغة بصورتها السابقة أحد الأسباب – لا كلها – التي جعلت بعض نقاد الخطاب الإصلاحي يقول: إنه يبعض الوحي، وأنه يغالي في بعض جوانبه إلى درجة جحد الأبواب الأخرى، وأنه يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، أو يقول: إنه يعاني من اختلال مقاييس الأولويات، ويخالف فيها النصوص الشرعية، التي دلت على أن العقيدة من أهم ما يجب أن يحافظ عليه المسلم، أو يقول: إنه يحقر من التخصصات الأخرى، ولا يلقي لها بالاً ويعدها من الفضول، أو يقول: إنه يعاني من الأحادية الإصلاحية، فلا يرى إصلاحاً إلاّ عن طريق السياسة فقط، أو يقول: إنه يقلب الموازين فيحوّل الوسائل إلى غايات والغايات إلى وسائل، كما حوّل الحرية إلى غاية بدل تحكيم شرع الله تعالى.
ولا أريد هنا أن أؤكد وجود هذه الانتقادات لدى الخطاب الإصلاحي أو أنفيها، وغاية ما أريده تلمّس بعض الأسباب التي أدّت إلى أن يتصور النقاد تلك الأقوال.
وتُعدّ تلك المبالغة أيضاً أحد الأسباب في ظهور لغة الهمز واللمز والاتهام المتبادل بين الطرفين – الخطاب الإصلاحي وبعض نقاده -، وهي كلها أعراض مرضية لا تبشر بمستقبل مشرق.
الإشكالية الثالث: الانطلاق من النقد؛ فالقارئ لنتاج الخطاب الإصلاحي يُخيّل إليه أن بعض أفراد الخطاب غلب عليه الجانب النقدي والاشتغال بركام الآخرين، والبدء باستثارة المخالفين ومواجهتهم، والتنقيب عن أخطاء الآخرين وتسليط الأضواء عليها، وهذا لا شك أنه مخالف لمنهجية البناء الصحيحة؛ فالمشاريع الإسلامية البنّاءة تحتاج أول ما تحتاج إلى بناء الأسس الشرعية والفكرية، وتثبيتها، وفي تصوّري أن هذا لم يحصل في الخطاب الإصلاحي، بل إنه تجاوز إلى النقد اللاذع للخطاب المتهم بالعقيدة أو بالفقه أو بغيرهما من مكونات المشروع الإسلامي الكبير في أحيان كثيرة، وهذا الحال أوقعهم في تناقض منهجي؛ وذلك أن الخطاب الإصلاحي – كما أعلن عن نفسه- يتبنى قضايا التعايش والنهضة، ولكننا نُفاجأ بأن التعايش يخبو أو يختفي في التعاطي مع مقالات ومواقف المختصين بالعلوم الشرعية.
الإشكالية الرابعة: المراوحة في خانة الاحتجاج، وهذه الإشكالية هي نتيجة ضرورية للإشكالية السابقة، فالمتابع لأطروحات الخطاب الإصلاحي يجد أنها طرقت أبواباً كبيرة، وطالبت بتغطية صحارى واسعة، ولكننا نُفاجأ بأنه لم يقدم لنا مشروعات متكاملة في تصوراتها وآلياتها وتطبيقاتها وتفصيلاتها، تتناسب مع حجم الأصوات المرتفعة التي أحدثها، ولا مع قدر الذم الذي وجّهه إلى المخالفين له.
فلم نشهد دراسات نهضوية وحضارية وسياسية تؤصل للمشروع الإسلامي الذي يدعون إليه، ولم نشهد ممارسات عملية في الواقع تتناسب مع حجم ما أحدثوه من ضجيج.
وهو يعيب كثيراً على الخطاب المختص بالأمور الفقهية والعقدية بأنه لم يقدم دراسات تغطي احتياجاتنا، وإذا نظرنا في واقع الخطاب الإصلاحي نجده يعاني مما نقد به الآخرين، فلو ألقينا نظرة على أهم القضايا المتعلقة بالحضارة والنهضة التي أعلن التخصص فيها، والتي نحتاج فيها إلى دراسات واسعة تسعى مع الدراسات السابقة في العالم الإسلامي إلى تغطية الحاجة الملحة في بناء مشروعنا الإسلامي، ومن تلك القضايا: مفهوم الحضارة في الإسلام ومبادئها، والأسس والأصول التي تقوم عليها الفكرة الحضارية في الإسلام، ومكونات الفكرة الحضارية في الإسلام وحدودها، وطبيعة الفكرة الحضارية ومدى ارتباطها بخصوصيات الأديان، والدراسات التاريخية للحضارة وتطوراتها في الإسلام وتشكلاتها عبر التاريخ، والمفاهيم الحضارية الأخرى ومدى تطابقها مع مبادئ الإسلام، وغيرها من قضايا الحضارة والنهضة التي لا يمكن أن نكوّن رؤية ناضجة لمشروعنا الحضاري والنهضوي إلاّ بتناولناها بالدارسة والتأصيل، إذا نظرنا في ذلك كله فلا نجد الخطاب الإصلاحي قدم فيها ما يكفي، ولا ما يقارب قدر الكفاية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك لو ألقينا نظرة على الإشكاليات المعرفية والشرعية والواقعية المتعلقة بالجانب السياسي فلا يختلف عن الحال في الجانب الحضاري.
ونحن هنا لا نريد أن نقول بأنهم لم يقدموا شيئاً أبداً؛ لأنا إذا قلنا ذلك وقعنا في الظلم الذي حرمه الله على عباده، ولكن المقصود أن ما قُدّم لا يقارب فضلاً عن أن يساوي الضجيج الاحتجاجي الذي صنعوه في ساحتنا الفكرية، ولا يرفع عنهم اللوم الذي يوجّهونه إلى غيرهم.
وإذا كان الحال كذلك فإنه يجب علينا أن نتفهم جوانب الخلل التي اشتركت كل الأطياف الإسلامية فيها، وألاّ يشغب بعضنا على بعض بأنه هو السالم من النقص دون غيره، ولا داعي للضجيج الاحتجاجي الذي نلمسه من بعض الخطاب الإصلاحي على الخطاب السلفي، وكأن الخطاب السلفي هو الذي تسبب في وقوع النقص، أو أنه هو الذي يعادي كل تطور وتقدم!! وهذا لا يعني أنا نبرّئ كل المتبنين للخطاب السلفي من الخطأ، ولكن وجود الخطأ من بعضهم لا يسوّغ التجني على كل الخطاب.
وهذا كله يحتم علينا أن يسعى كلٌّ من جهته في تغطية ما تخصص فيه على أكمل وجه وأبين طريق، حتى نحقق الروح الإسلامية التي يسعى الكل للوصول إليها.
الإشكالية الخامسة: التعالي على النقد؛ فالقارئ يلحظ بوضوح التعالي لدى بعض الخطاب الإصلاحي على ما وُجّه إليه من نقد وتساؤلات، فكم كُتب من مقال في نقد منظومته، وكم كُتب في بيان الأخطاء العملية في نظرياته، وكم كُتب في بيان الموقف من طريقة سيره، ومع هذا لم نشهد كتابات علمية رصينة تبين للناس حقيقة منطلقاتهم وتدفع ما وُجّه من نقود إليهم، إلاّ ما نجده من ردود متفرقة ومبعثرة، وفي تصوّري أن هذا الحال لا يخدم فكرهم، بل لا يزيده إلاّ التباساً.
ونحن نعلم أن المختصين بالخطاب الإصلاحي ليسوا سواءً؛ فهو يتسم بتنوعات كبيرة وتباينات واسعة، وهذا التنوّع يحتم على الصنف الناضج أن يحاول جمع كل من وجه إلى خطابهم من انتقادات وملاحظات، ويبين فيها موقفه بوضوح، سواء في الموقف من التاريخ الإسلامي، أو في الموقف من المخالفين، أو في بعض الآراء والأفكار نفسها.
هذه هي أبرز الإشكاليات المنهجية – في تصوري- التي يعاني منها خطاب الإصلاح، وهي حاضرة فيه بوضوح، وبقاؤها فيه لا يخدم المشروع الإصلاحي الذي نروم الوصول إليه، ولا يخدم المشروع الإسلامي بجملته؛ لأنها ستؤدي إلى إفرازات مضرة بفكرنا.
المصدر / الإسلام اليوم(/)
وأصحابه أجمعين
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 04:45]ـ
حينما نصلي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يعترض بعضهم على تعبير
وأصحابه أجمعين، لكن لو قيل وآله أجمعين، فهل يعترضون؟
لا أظن، مع أن هذا خطأ محض
فإن آل الرجل - بلغة العرب - من يجمعهم نسب وجد واحد، وعلى هذا فإن قولك:
وآله أجمعين خطأ، لأنه يدخل فيه كفار بني هاشم المتقدمون:
عبدالمطلب وأولاده الثلاثة: عبدالله - أبوطالب - أبولهب .. وهؤلاء من أهل النار قطعا
وكذلك المتأخرون، من أمثال: الملكة اليزابيث - والعهدة على الكوراني- وجورج بوش - والعهدة على موقع السيستاني - فماذا عن أصحابه؟
وهل قوله تعالى
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} الحديد10
كاف في التدليل على أن جميع الصحابة في الجنة؟
باعتبار أن: كل - كما يقول اللغويون - من ألفاظ العموم
وهذا العموم لا دليل على تخصيصه
ولم يرد نص بأن صحابيا بعينه ليس في الجنة، فيخرج به
علما بأن تعريف الصحابي مختلف فيه، وهو - في النهاية - اجتهاد بشر
لكن
ماذا قصد رسول الله بقوله:
أصحابي ... أصحابي؟
ـ[جذيل]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 05:42]ـ
اخي الكريم
من آل النبي عليه الصلاة والسلام من ثبت في كتاب الله تعالى انه كافر خالد في النار
بخلاف الصحابة فيما اعلم
والقلة لا تلغي الحكم من العموم
والشاذ لا حكم له
لكن ماذا ترى في قوله تعالى:
(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار)
هل من الممكن ان تستثني من هذا النص .. ؟
ـ[الساري]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:06]ـ
أحسنت , فالصلاة على الأصحاب مشروعة فيها نصوص صحاح صراح
أحدها ما روى البخاريعن عبد الله بن أبي أوفى قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: (اللهم صل على آل فلان) , فأتاه أبي بصدقته، فقال: (اللهم صل على آل أبي أوفى) "
وأما اعتراضك على عبارة (وآله أجمعين) والذي أوصلك إلى أبي لهب! فأظنك تقصد منها (أجمعين) وحدها , فهل ترى فرقا بين أن نقول (وعلى آله) أو نقول (وعلى آله أجمعين)؟ أنا لا أجد اختلافا في المعنى البتّة إلا زيادة التوكيد.
وعلمي أن أرفعهم العشرة ثم أهل العقبة ثم المهاجرة ... وهكذا
ولكل دليل , فالعشرة خصهم صلى الله عليه وسلم بالبشارة بالجنة في حديث واحد دون غيرهم
والمهاجرون الأولون يرد ذكرهم بالقرآن في المدح قبل الأنصار ... وهكذا.
وكلهم كرام الناس , اصطفاهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم , واختارهم لحمل دينه للناس باللسان وبالسيف , وحالهم كما قال عنهم شاهدُ عدل: " مجالستهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عبادة أحدنا عمره كله "
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه (أجمعين).
الصحابة في عقيدة أهل السنة درجات
قال تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا .... الآية}
وعليه قال صلى الله عليه وسلم لخالد عندما سب ابن عوف رضي الله عنهما: (لا تسبّوا أصحابي) أي ذوي الصحبة الخاصة.
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:13]ـ
وعليه قال صلى الله عليه وسلم لخالد عندما سب ابن عوف رضي الله عنهما: (لا تسبّوا أصحابي) أي ذوي الصحبة الخاصة.
جزيت خيرا
لكن مالدليل على تقسيم الصحبة الى خاصة وغير خاصة
وهل يعني هذا ان خالدا ليس من ذوي الصحبة الخاصة
وفقك الله
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:30]ـ
هل ثبت في السنة لفظة اجمعين سواء للصحابة ام لال البيت؟!.
ـ[الساري]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:56]ـ
أخي جذيل:
من الأدلة هذا الحديث ذاته , وباقي الحديث مؤكد إذ الحديث بتمامه:
(لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحديث من جهة خطاب للصحابة على العموم , ينهاهم عن مسابة الخاصّة منهم. ولو كان القصد النهي عن سب بعض الصحابة لبعض على إطلاق لكان الخطاب نحو: (لا يسب بعضكم بعضا).
ومن جهة أخرى فزيادة: فلو أن أحدكم أنفق ... ردّ لهذا الاحتمال , لأن المقصود خالد رضي الله عنه ومن بمكانته التي هي أدنى من مكانة خاصة الصحابة , قد أكد لهم صلى الله عليه وسلم أن ذوي الصحبة الخاصة لا يبلغ مقامهم سائر الصحابة مهما عملوا.
والصحبة الخاصة فتعرف بالنقل والعقل.
اما العقل فبنظر الشخص بحال نفسه , هل يفضّل ويقرّب أحدا من أصحابه على أحد , يخصه بمحبة أو ثقة مقام أو نحوها؟ الجواب: نعم , إذن فلا ينكر هذا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة الكرام. غير أن داعي التفضيل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصعا لا شائبة من دنيا فيه , بينما نحن قد أعتمت دنيانا نظراتنا.
أما النقل وهو المرجع فقد جاء في بعضهم مناقب تخصهم كأبي بكر مثلا.
اختاره صلى الله عليه وسلم صاحبا في هجرته
وبيّن صلى الله عليه وسلم من عظيم محبته لأبي بكر أنه لولا المانع الشرعي لجعله (خليلا) , فعن ابن عباس، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي)
وامر بإغلاق خوخات البيوت على المسجد إلا خوخة أبي بكر
وخصه بالصلاة نيابة عنه ولم يرض بغيره رغم محاولة عائشة الذكية رضي الله عنها تحويل الإمامة عن أبيها خوفا عليه.
ويغني في المسألة ما روى البخاري وغيره عن أبي الدرداء، رضي الله عنه، قال: " كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما صاحبكم فقد غامر فسلم وقال إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك فقال يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر فقالوا لا فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟) مرتين , فما أوذي بعدها".
إلى غير هذا من خصائص.
فهل يشك أحد أن لأبي بكر صحبة خاصة بعد هذا؟
ولهذا فأبو بكر أفضلهم وأخصهم مكانا , فإذا تجاوزته جئت إلى مكانة عمر الخاصة , وهكذا
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 06:03]ـ
هل ثبت في السنة لفظة اجمعين سواء للصحابة ام لال البيت؟!.
سؤال مهم، وأنا من جهتي جوابي: لا أدري
وهدفي من طرح هذا إثبات أن جميع الصحابة في الجنة؛ لآية الحديد وغيرها
فمن كان عنده اعتراض فليسجله مشكورا
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 06:12]ـ
فهل ترى فرقا بين أن نقول (وعلى آله) أو نقول (وعلى آله أجمعين)؟ أنا لا أجد اختلافا في المعنى البتّة إلا زيادة التوكيد
كيف لا فرق؟ آل الرجل قرابته ممن يجمعهم نسب وجد واحد، فإذا قلت أجمعين دخل فيه
الصالح والطالح من بني هاشم، فضلا عن المسلم والكافر
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 06:24]ـ
والقلة لا تلغي الحكم من العموم
والشاذ لا حكم له
ما مفهوم آل البيت عندك؟ وعلى ضوئه يكون الجواب
ـ[الساري]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 07:27]ـ
كيف لا فرق؟ آل الرجل قرابته ممن يجمعهم نسب وجد واحد، فإذا قلت أجمعين دخل فيه
الصالح والطالح من بني هاشم، فضلا عن المسلم والكافر
شرحك هذا يزيد الأمر غموضا
فأنت تقول إن (آل) عامة
فعبارة (وآله) تبقى على عمومها , فحسب شرحك سيدخل فيها كفارا كأبي لهب , فما الذي يخرج الكفار منها؟
وهدفي من طرح هذا إثبات أن جميع الصحابة في الجنة؛ لآية الحديد وغيرها
فمن كان عنده اعتراض فليسجله مشكورا
حتى لو خالفت الأئمة؟ فعلمي أنهم لا يشهدون لأحد بالجنة يدخلها ابتداءً إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم باسمه كأبي بكر وبلال.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 08:58]ـ
ومن باب الإستفادة أقول:
هل في هذه الآية:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/11/45/1.png
دليل على خروج الكفّار من وصف الآل أم لا؟؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 09:53]ـ
كيف لا فرق؟ آل الرجل قرابته ممن يجمعهم نسب وجد واحد، فإذا قلت أجمعين دخل فيه الصالح والطالح من بني هاشم، فضلا عن المسلم والكافر
قول الأخ الساري صحيح، فقد تقرر في علم أصول الفقه أن من صيغ العموم المعرف بالإضافة - جمعا كان أو مفردا - والدليل صحة الاستثناء. ونص بعضهم كصاحب عروس الأفراح على أن الإضافة أقوى في إرادة الاستغراق من اللام.
فمن قال مثلا (أعتقت عبيدي) عم العبيد جميعهم، باتفاق العلماء، ولا يحتاج إثبات هذا الحكم إلى أن يقول (أعتقت عبيدي أجمعين).
فزيادة (أجمعين) توكيد.
ومن صلى على (آله) فهو بمقتضى اللفظ مصل على جميعهم، ,وإنما يخرج من لا يستحق بقرينة خارجية.
ونفس الشيء فيمن صلى على (آله أجمعين)، يخرج الكفار بالقرينة الخارجية.
إلا أن المؤكد أقوى في إفادة العموم من غير المؤكد.
والأولى لزوم الألفاظ الثابتة في السنة أو كلام السلف الصالح رضوان الله عليهم، وتجنب المخترعات.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 10:16]ـ
قول الأخ الساري صحيح، فقد تقرر في علم أصول الفقه أن من صيغ العموم المعرف بالإضافة - جمعا كان أو مفردا - والدليل صحة الاستثناء. ونص بعضهم كصاحب عروس الأفراح على أن الإضافة أقوى في إرادة الاستغراق من اللام.
فمن قال مثلا (أعتقت عبيدي) عم العبيد جميعهم، باتفاق العلماء، ولا يحتاج إثبات هذا الحكم إلى أن يقول (أعتقت عبيدي أجمعين).
فزيادة (أجمعين) توكيد.
ومن صلى على (آله) فهو بمقتضى اللفظ مصل على جميعهم، ,وإنما يخرج من لا يستحق بقرينة خارجية.
ونفس الشيء فيمن صلى على (آله أجمعين)، يخرج الكفار بالقرينة الخارجية.
إلا أن المؤكد أقوى في إفادة العموم من غير المؤكد.
والأولى لزوم الألفاظ الثابتة في السنة أو كلام السلف الصالح رضوان الله عليهم، وتجنب المخترعات.
والله أعلم.
أحسن الله إليك شيخنا الكريم
يعني .. هل يصّح أن يقال بأنّ هذا من باب (العام الذي أريد به الخاص) أم لا؟؟؟
ـ[الساري]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 03:16]ـ
شيخنا عصام:
مثلي يخبط ويلبط ويحتاج مرشدا من ذوي الباع والصاع يقوّم عِوَجَه , كم سررت أن ألفيت كبيرا يصوّب كلامي هنا , وسواء صوّبتم أو خطّأتم فكلاهما أحتاج وألزم , إلا أن يعِن لي مسألة فأسأل.
أما ما نصحت به من لزوم نصوص السنة أو ما عليه تلك القرون المفضلة , فقد اطمأن له قلبي فأعمل به إن شاء الله تعالى. مع أني سأبحث لو بحْث المبتدئ , عن وجود لفظ (أجمعين) أو عدمه في الماثور المبارك.(/)
شرح السلم المرونق في المنطق لأبي بن محمد الزمزمي
ـ[ياسين الشنتوف]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 08:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إليكم تحفتي المتواضعة
شرح السلم المرونق في المنطق لأبي بن محمد الزمزمي
http://www.4shared.com/get/287124255/dc366e9b/____.html
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 08:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا، ونفع بك.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 01:54]ـ
جزاك الله خير أخي
لكن التصوير سيء جدا، مقارنة مع حجم الملف؟ لا يستحق العناء
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 05:50]ـ
نسخة صفحاتها مفردة -جودة متوسطة- الحجم 1.3 ميجا
شرح السلم المرونق - عبد الرحمن الأخضري - أبي بن محمد الزمزمي
ط فضالة - طنجة ط1 1996 م
http://www.archive.org/download/ssmfm/ssmfm.pdf
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 01:01]ـ
بورك فيك اخي اسامة تصوير رائع جدا والحجم بمنتهى التيسير
شكر الله لكما اخويَّ ... هناك شرح صوتي للكتاب للشيخ عمر الحازمي الحقيقة لم اسمعه لكن هو موجود من يريده فليذهب لموقع الشيخ او يطلبه وسأحضره بكل سرور
حفظكم الله اخوي جميعا
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 01:15]ـ
وفيك بارك الله أخي عمر.
نعم .. وشرح الشيخ الحازمي شرح ميسر متين. فجزاك الله خيرًا على هذه الإضافة.
وروابطه:
الشرح المختصر (5 دروس)
http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=804
الشرح المطول (13 درسا)
http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=301
شرح القويسني على السلم (10 دروس)
http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=1015
وشكر الله لأخينا ياسين على توفير هذه الطبعة
ـ[ياسين الشنتوف]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 02:31]ـ
بارك الله في جهدك أخي أسامة(/)
دروس مستفادة من حادثة بئر معونة
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 08:54]ـ
دروس مستفادة من حادثة بئر معونة
الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل
أيُّها الإخوة المؤمنون: تنطوي حادثة سرية بئر معونة، وما حصل للمسلمين فيها من عظيم الابتلاء على دروس مهمة، جديرٌ بالمسلم أن يتأملها، ويستفيدَ منها، ولا سيما في وقتٍ تعظم فيه المحن، وتشتد الأزمات.
فهذه الحادثة تبين بجلاء حقيقة المشركين، وشدة عداوتهم للمؤمنين، وغدرهم بهم حينما تسنح فرصة للغدر، كما تبرز حجمَ الابتلاء الذي ابتلي به هؤلاء النخبة من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد خرجوا يُعلمون الناس القرآن، فقُتلوا خيانةً وغدرًا.
وما كاد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - يكفكفون دموعهم على شهداء أحد حتى ابْتُلُوا بقتل سبعين آخرين في هذه الحادثة المؤلمة، وليس بين الحادثين إلا قريبًا من ثلاثة أشهر [21]؛ فابتلاء يعقبه ابتلاء، وامتحان في إثر امتحان للطائفة المُؤْمِنَة، وليس المسلمون في هذا العصر بأكرم على الله - تعالى - من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام - رضي الله عنهم - الذين ابتلوا أشدَّ الابتلاء، ومن أراد ثواب الآخرة صبر على ابتلاءاتِ الدنيا. والابتلاءُ سنة ماضية يجريها الرب - تبارك وتعالى - على الأنبياء وأتباعهم.
ومن أهمِّ الدُّروس التي يحتاجها المسلم في هذا الزمن من تلك الحادثة: ثباتُ هذه العصابة المؤمنة على دينهم حتى لقوا الله - تعالى - وكان أشدَّ شيء حرصوا عليه وهم يلقون الله - تعالى - أن يبلغوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ويبلغوا إخوانهم رضاهم عن الله - تعالى - بما أكرمهم به من الكرامة والشهادة، وبما أسبغ عليهم من الرضى عنهم حتى قالوا: "اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا" [22]، وفي رِوَاية قالوا: "ربنا أخبر إخواننا بما رضينا ورضيت عنا فأخبرهم عنهم" [23].
إنهم ما نالوا هذا الرِّضَا عن الله - تعالى - إلا لأنه - سبحانه - أرضاهم، وقد استحقوا هذا الرضا برحمة الله - تعالى - ثم بسبب ثباتهم على دينهم رغم المحنة والبلاء، حتى بذلوا نفوسهم رخيصة في سبيل ذلك، وما كان لهم من هم إلا أن يعلم إخوانهم مصيرهم، ورضا الله - تعالى - عنهم؛ حتى يثبتوا على دينهم مهما كانت الصوراف والتبعات؛ ذلك أن رضى الله - تعالى - يستحق كل تضحية.
وثمة ملاحظة لابد أن نفطن لها، وهي أن الخوف على الأنفس لا يُسوِّغ وقف الدعوة إلى الله - تعالى - فإذا ما عظُم مكرُ الكافرين، وافتراء المنافقين على عباد الله المؤمنين، وآذوهم بسبب دعوتهم إلى الله - تعالى - فإن ذلك ليس عذرًا صحيحًا لتعطيل الدعوة، حتى ولو كان في ذلك مظنة ذهاب النفوس، فقد رأينا النبي - صلى الله عليه وسلم - كان خائفًا في بداية الأمر من إرسال هذه السرية، وصرح بخوفه عليهم من الغدر؛ ولكنه غلَّب جانب مصلحة الدعوة، وتبليغِ الدين للناس على جانب الخوف على أصحابه، فكان ما كان من أمر الله - تعالى - وقدره.
فإذا كان الخوف على النفوس لا يسوِّغُ وقف الدعوة إلى الله - تعالى - وتعطيلها فما دونه من باب أولى؛ كالخوف على الجاه والمال وغيره.
ألاَّ فاتقوا الله ربكم، واثبتوا على دينكم، وادعوا إلى سبيل ربكم بالحكمة والموعظة الحسنة؛ حتى تلقوا الله - تعالى - فيرضى عنكم وترضوا عنه، وذلك الفوز العظيم.
وصلوا وسلموا على خير خلق الله؛ كما أمركم بذلك ربكم.
وها هنا مسائل عدة يحسن الحديث عنها:
المسألة الأولى: قال بعض العلماء: "إن الدعاء على الكفار منسوخ بقول الله – تعالى -: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128].
وقال الحافظ في "الفتح" (11/ 199): وحكى ابن بطال أن الدعاء للمشركين ناسخ للدعاء على المشركين، ودليله قوله - تعالى -: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}، قال ـ أي ابن بطال ـ والأكثر على أن لا نسخ، وأن الدعاء على المشركين جائز، وإنما النهي عن ذلك في حق من يرجى تألفهم ودخولهم في الإسلام. ويحتمل في التوفيق بينهما أن الجواز حيث يكون في الدعاء ما يقتضي زجرهم عن تماديهم على الكفر، والمنع حيث يقع الدعاء عليهم بالهلاك على كفرهم" ا هـ.
وأدلة من قال بالنسخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع، فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده: ((اللهم ربنا ولك الحمد، اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة ابن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، اللهم اشدد وطأتك على مُضَر، واجعلها سنين كسني يوسف))، يجهر بذلك، وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: ((اللهم الْعَن فلانًا وفلانًا لأحياء من العرب)) حتى أنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} الآية [آل عمران: 128] الآية، أخرجه البخاري في التفسير باب {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} (483)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب استحباب القنوت في جميع الصلوات إذا نزلت بالمسلمين نازلة (675)، وجاء في رواية مسلم: "ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} " وفي لفظ آخر لمسلم: قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "ثم رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك الدعاء بعد، فقلت: أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ترك الدعاء لهم، قال: فقيل: ما تراهم قد قدموا؟ ".
2. حديث أنس - رضي الله عنه - قال: "قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب ثم تركه"؛ أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الرجيع (4096)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب استحباب القنوت في جميع الصلاة (677) واللفظ لمسلم.
فهذان الحديثان وما في معناهما تنسخ ما كان جائزًا في أول الأمر من الدعاء على المشركين ولعنهم.
والقول بالنسخ مردود بما يلي:
1. حديث أنس - رضي الله عنه -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في جبهته حتى سال الدم على وجهه، فقال: ((كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟!)) فنزلت هذه الآية: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]، أخرجه البخاري تعليقًا في المغازي باب: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] قبل الحديث (4069)، ووصله مسلم في الجهاد باب غزوة أحد (1791)، وأحمد (3/ 99).
فإذا كانت الآية قد نزلت في شأن غزوة أحد خاصة، وكان سياقها في الحديث عن تلك الغزوة وما جرى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولصحابته - رضي الله عنهم - من عظيم الابتلاء؛ فإن دعاءه على المشركين وقع بعدها، فغزوة أحد كانت في السنة الثالثة، وحادثة بئر معونة التي كانت سببًا في دعائه على بعض قبائل العرب كانت في السنة الرابعة مما يدل على أنه لا نسخ، وانظر: "فتح الباري" (8/ 75).
وجُمْهُور المُفَسِّرِين والعُلَماء على القول بعدم النسخ هنا، وأن الدعاء على المشركين مشروع.
قال ابن عطية - رحمه الله تعالى - في "المحرر الوجيز" (3/ 327): "وما ذكر في هذه الآية من أن هذه الآية ناسخة لدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على المشركين كلام ضعيف كله، وليس هذا من مواضع الناسخ والمنسوخ".
وقال القرطبي - رحمه الله تعالى - في "تفسيره" (4/ 129): "زعم بعض الكوفيين أن هذه الآية ناسخة للقنوت الذي كان يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الركوع". وساق القرطبي حديث أبي هريرة في دعائه ثم نزول هذه الآية ثم قال: "وليس هذا موضع نسخ؛ وإنما نبه الله - تعالى - نبيه على أن الأمر ليس إليه، وأنه لا يعلم من الغيب شيئًا إلا ما أعلمه، وأن الأمر كله لله، يتوب على من يشاء، ويعجل العقوبة لمن يشاء، والتقدير: ليس لك من الأمر شيء ولله ما في السموات وما في الأرض دونك ودونهم، يغفر لمن يشاء، ويتوب على من يشاء، فلا نسخ والله أعلم"، وقد ذكر الطبري معنى الآية بما لا نسخ فيها (4/ 86).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله تعالى - في "الفتاوى" (21/ 156): "وليس لأحد أن يحتج على النسخ بما في الصحيحين عن ابن عمر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: ((اللهم العن فلانًا وفلانًا ... )) بعدما يقول: ((سمع الله لمن حمده: ربنا ولك الحمد))، فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]، فإن هذا إنما يدل على ترك اللعنة لهم؛ لكونه ليس له من الأمر شيء لجواز توبتهم، وهذا إذا كان نهيًا فلا فرق فيه بين الصلاة وخارج الصلاة، والكلام إنما هو في الدعاء الجائز خارج الصلاة؛ كالدعاء لمعينين مستضعفين، والدعاء على معينين من الكفار بالنصرة عليهم، لا باللعنة ونحو ذلك".
وقال ابن عاشور - رحمه الله تعالى - في "التحرير والتنوير" (4/ 81): "وروى الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا على أربعة من المشركين، وسَمَّى أناسًا، فنزلت هذه الآية؛ لنهيه عن ذلك، ثم أسلموا، وقيل: "إنه هم بالدعاء، أو استأذن الله أن يدعو عليهم بالاستئصال فنُهِيَ"، ويرد هذه الوجوه ما في صحيح مسلم (1792) عن ابن مسعود قال: "كأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكى نبيًّا من الأنبياء ضربه قوم وهو يمسح الدم عن وجهه ... " ا هـ.
وقال ابن عاشور - أيضًا - (4/ 82): "وأغرب جماعة فقالوا: نزل قوله – تعالى -: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] ناسخًا لما كان يدعو به النبي - صلى الله عليه وسلم - في قنوته على ذكوان وعصية ولحيان ... " ثم قال ابن عاشور بعد أن نقل كلام ابن عطية: "وكيف يصح أن تكون نزلت لنسخ ذلك وهي متوسطة بين علل النصر الواقع يوم بدر، وتفسير ما وقع في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك الدعاء على المشركين بعد نزول هذه الآية" أخذًا بكامل الأدب؛ لأنَّ الله لما أعلمه في هذا بما يدل على أن الله أعلم بما فيه نفع الإسلام ونقمة الكفر ترك الدعاء عليهم؛ إذ لعلهم يسلموا" ا هـ.
2. ما رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 155) برقم: (1100) من حديث عروة ابن الزبير أن عبدالرحمن بن عبدالقاري وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبدالله بن الأرقم على بيت المال: "أن عمر خرج ليلة في رمضان ... وفيه: "فكان الناس يقومون أوله، وكانوا يلعنون الكفرة في النصف: ((اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، وخالف بين كلمتهم، وألق في قلوبهم الرعب، وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق ... )) ورواه البيهقي (2/ 493) دون ذكر اللعن والدعاء على الكافرين. وصحح إسناد ابن خزيمة الألباني.
وعلى هذا كان عمل أهل المدينة؛ كما قال الأعرج عبدالرحمن بن هرمز - رحمه الله تعالى -: "ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان" أخرجه مالك في "الموطأ" برقم: (253)، وعنه عبدالرزاق في "مصنفه" برقم: (7734).
وقال ابن عبدالبر في "الاستذكار" (5/ 172): "والأعرج - وهو عبدالرحمن بن هرمز - أدرك جماعة من الصحابة، وكبار التابعين، وهذا هو العمل بالمدينة".
المسألة الثانية: أن الدعاء على الكفار ولعنهم مباح، وليس بواجب إن شاء فعله، وإن شاء تركه، والهدي النبوي في ذلك الدعاء للمسالمين منهم والدعاء على المحاربين منهم، كما نقل ذلك ابن عبدالبر - رحمه الله تعالى - في "الاستذكار" بعد أن ساق قول الأعرج (5/ 165) فقال: "ففيه إباحة لعن الكفرة، كانت لهم ذمة أم لم تكن، وليس ذلك بواجب؛ ولكنه مباح لمن فعله غضبًا لله في جحدهم الحق، وعداوتهم للدين وأهله، وأما قوله: "في رمضان" فمعناه: "أنهم كانوا يقنتون في الوتر في صلاة رمضان، ويلعنون الكفرة في القنوت؛ اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دعائه في القنوت على رعل وذكوان وبني لحيان، الذين قتلوا أصحاب بئر معونة".
وقال ابن عبدالبر - أيضًا - (5/ 172): "ومن فعل الصحابة وجلة التابعين بالمدينة في لعن الكفرة في القنوت أخذ العلماء لعن الكفرة في الخطبة الثانية من الخطبة والدعاء عليهم" ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله تعالى - (21/ 154): "وأما الدعاء على أهل الكتاب - كما يتخذه من يتخذه سنة راتبة في دعاء القنوت في النصف الأخير من شهر رمضان أو غيره - فهذا إنما هو منقول عن عمر بن الخطاب، أنه كان يدعو به لما كان يجاهد أهل الكتاب بالشام، وكان يدعو في المكتوبة، وهو موافق لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقنت أحيانًا يدعو للمؤمنين ويلعن الكافرين، ويذكر قبائل المشركين الذين يحاربونه؛ كمُضَر ورعْل وذكوان وعصية، وعمر لما قاتل أهل الكتاب قنت عليهم في المكتوبة؛ فالسنة أن يقنت عند النازلة، ويدعو فيها بما يناسب أولئك القوم المحاربين".
المسألة الثالثة: حكم الدعاء على مُعَيَّنٍ ولعنه:
ظاهر الأحاديث الجواز: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد دعا على قبائل سماها، وعلى أشخاص ذكرهم بأسمائهم. ومن قال بأن قوله – تعالى -: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}، ناسخ لدعائه - عليه الصلاة والسلام - عليهم بأسمائهم منع ذلك، وبعضهم جعل دعاءه عليه الصلاة والسلام خاصًّا به؛ لأنَّ الله - تعالى - قد علمه أنهم لا يؤمنون، وبعضهم عكس الأمر فجعل منع لعنهم خاصًّا به - عليه الصلاة والسلام - لأنَّه مجاب الدعوة.
قال ابن العربي - رحمه الله تعالى - في "أحكام القرآن" (4/ 312): "دعا نوح على الكافرين أجمعين، ودعا النبي - صلى الله عليه وسلم - على من تحزب على المؤمنين، وألب عليهم، وكان هذا أصلاً في الدعاء على الكفار في الجملة، فأما كافر معين لم تعلم خاتمته فلا يدعى عليه؛ لأن مآله عندنا مجهول، وربما كان عند الله معلوم الخاتمة للسعادة، وإنما خصَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الدعاء على عتبة وشيبة وأصحابه؛ لعلمه بمآلهم، وما كشف له من الغطاء عن حالهم. والله أعلم".
وقال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - (8/ 335): "والدعاء على جنس الظالمين الكفار مشروع مأمور به، وشرع القنوت والدعاء للمؤمنين والدعاء على الكافرين. أما الدعاء على مُعينين كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلعن فلانًا وفلانًا، فهذا قد روي أنه منسوخ بقوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}. وذلك لِأَنَّ الْمُعَيَّنَ لَا يَعْلَمُ إنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَهْلِكَ؛ بل قد يكون ممن يتوب الله عليه، بخلاف الجنس فإنه إذا دُعِيَ عليهم بما فيه عز الدين وذل عدوه وقمعهم كان هذا دعاء بما يحبه الله ويرضاه؛ فإن الله يحب الإيمان وأهل الإيمان، وعلو أهل الإيمان وذل الكفار؛ فهذا دعاء بما يحب الله. وأما الدعاء على المعين لا يعلم أن الله يرضاه فغير مأمور به، وقد كان يفعل ثم نهي عنه؛ لأن الله قد يتوب عليه أو يعذبه".
وقال ابن مفلح - رحمه الله تعالى - في "الآداب الشرعية" (1/ 269): "ويجوز لعن الكفار عامًا، وهل يجوز لعن كافر معين؟ على رِوايتين. ونقل عن ابن تيميَّة قوله: "ولعن تارك الصلاة على وجه العموم جائز، وأما لعنة المعين: فالأولى تركها، لأنه يمكن أن يتوب".
وقال عن ابن تيميَّة في موضع آخر: "في لعن المعين من الكفار من أهل القبلة وغيرهم ومن الفساق بالاعتقاد أو بالعمل: لأصحابنا فيه أقوال: أحدها: أنه لا يجوز بحال وهو قول أبي بكر عبدالعزيز. والثاني: يجوز في الكافر دون الفاسق. والثالث: يجوز مطلقًا".
ونقل ابن مفلح (1/ 270) عن ابن الجوزي قوله: "وقد لعن أحمد بن حنبل من يستحق اللعن، فقال في رواية مسدد: "قالت الواقفية الملعونة، والمعتزلة الملعونة، وقال عبدالله بن أحمد الحنبلي: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: على الجهمية لعنة الله، وكان الحسن يلعن الحجاج، وأحمد يقول: الحجاج رجل سوء. وقال ابن تيميَّة: "ليس في هذا عن أحمد لعنة معين لكن قول الحسن نعم" ا هـ.
وقال ابن مفلح (1/ 271): "وقال القاضي في "المعتمد": من حكمنا بكفرهم من المتأولين وغيرهم فجائز لعنتهم، نص عليه، وذكر أنه قال في اللفظية: على من جاء بهذا لعنة الله، عليه غضب الله، وذكر أنه قال عن قوم معينين: هتك الله الخبيث، وعن قوم: أخزاه الله، وقال في آخر: ملأ الله قبره نارًا، قال الشيخ تقي الدين: "لم أره نقل لعنة معينة إلا لعنة نوع، أو دعاء على معين بالعذاب، أو سبًّا له، لكن قال القاضي: "لم يفرق بين المطلق والمعين، وكذلك جدنا أبو البركات.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القاضي: فأمَّا فُسَّاق أهل الملة بالأفعال؛ كالزنا؛ والسرقة؛ وشرب الخمر؛ وقتل النفس؛ ونحو ذلك فهل يجوز لعنتهم أم لا؟ فقد توقف أحمد - رضي الله عنه - عن ذلك في رواية صالح. قلت لأبي: "الرجل يذكر عنده الحجاج أو غيره يلعنه؟ فقال: لا يعجبني، لو عم فقال: "ألا لعنة الله على الظالمين".
وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/ 272) "قال أبو بكر الخلال في "كتاب السنة": "الذي ذكره أبو عبدالله في التوقف في اللعنة فيه أحاديث كثيرة لا تخفى على أهل العلم، ويتبع قول الحسن وابن سيرين فهما الإمامان في زمانهما.
ويقول: لَعَنَ الله من قتل الحسين بن علي، لعن الله من قتل عثمان، لعن الله من قتل عليًّا، لعن الله من قتل معاوية بن أبي سفيان، ونقول: "لعنة الله على الظالمين إذا ذكر لنا رجل من أهل الفتن على ما تقلده أحمد".
قال القاضي: "فقد صرح الخلال باللَّعْنة، قال: "قال أبو بكر عبدالعزيز فيما وجدته في تعاليق أبي إسحاق: ليس لنا أن نلعن إلا من لعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن طريق الإخبار عنه" اهـ.
وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/ 272) قال الشيخ تقي الدين: "المنصوص عن أحمد الذي قرره الخلال اللعن المطلق العام لا المعين كما قلنا في نصوص الوعيد والوعد، وكما نقول في الشهادة بالجنة والنار، فإنا نشهد بأن المؤمنين في الجنة، وأن الكافرين في النار، ونشهد بالجنة والنار لمن شهد له الكتاب والسنة، ولا نشهد بذلك لمعين إلا من شهد له النص أو شهد له الاستفاضة على قول. فالشهادة في الخبر؛ كاللعن في الطلب، والخبر والطلب نوعا الكلام؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الطعانين واللعانين لا يكونون شهداء، ولا شفعاء يوم القيامة))؛ أخرجه مسلم (2598)، وأحمد (6/ 488)، وأبو داود (4908)، وابن حبان (5746)، فالشفاعة ضد اللعن كما أن الشهادة ضد اللعن، وكلام الخلال يقتضي أنه لا يلعن المعينين من الكفار فإنه ذكر قاتل عمر وكان كافرًا، ويقتضي أنه لا يلعن المعين من أهل الأهواء فإنه ذكر قاتل علي وكان خارجيًّا، ثم استدل القاضي للمنع بما جاء من ذم اللعن، وأن هؤلاء ترجى لهم المغفرة، لا تجوز لعنتهم؛ لأن اللعن يقتضي الطرد والإبعاد، بخلاف من حكم بكفره من المتأولين فإنهم مبعدون من الرحمة؛ كغيرهم من الكفار، واستدل على جواز ذلك وإطلاقه بالنصوص التي جاءت في اللعن وجميعها مطلقة؛ كالراشي والمرتشي؛ وآكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه". ا هـ.
وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/ 273): "قال الشيخ تقي الدين: "فصار للأصحاب في الفساق ثلاثة أقوال:
أحدها: المنع عمومًا وتعيينًا إلا برواية النص. والثاني: إجازتها. والثالث: التفريق وهو المنصوص.
وقد نقل عن أحمد لعنة أقوام معينين من دعاة أهل البدع؛ ولهذا فرق من فرق من الأصحاب بين لعنة الفاسق بالفعل، وبين دعاة أهل الضلال إما بناء على تكفيرهم، وإما بناء على أن ضررهم أشد".
ونقل ابن مفلح عن شيخ الإسلام قوله (1/ 274): "ومن جوز لعنة المبتدع المكفر معينًا فإنه يجوز لعنة الكافر المعين بطريق الأولى، ومن لم يجوز أن يلعن إلا من ثبت لعنه بالنص فإنه لا يجوز لعنة الكافر المعين. فمن لم يجوز إلا لعن المنصوص يرى أنه لا يجوز ذلك لا على وجه الانتصار، ولا على وجه الجهاد وإقامة الحدود؛ كالهجر؛ والتعزير؛ والتحذير".
وقال ابن مفلح (1/ 275): قال شيخ الإسلام: "وكذلك من لم يلعن المعين من أهل السنة أو من أهل القبلة أو مطلقًا، وأما من جوز لعنة الفاسق المعين على وجه البغض في الله - عزَّ وجلَّ- والبراءة منه، والتعزير فقد يجوز ذلك على وجه الانتصار أيضًا، ومن يرجح المنع من لعن المعين فقد يجيب عما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - بأحد أجوبة ثلاثة:
1. إما بأن ذلك منسوخ؛ كلعن من لعن في القنوت على ما قاله أبو هريرة.
2. وإما أن ذلك مما دخل في قوله: ((اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مسلم سببته ... )) لكن يقال هذا الحديث لا يدل على تحريم اللعنة، وإنما يدل على أنه يفعلها باجتهاده بالتعزير فجعل هذا الدعاء دافعًا عمن ليس لها بأهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. وإما أن يقال: اللعن من النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابت بالنص فقد يكون اطلع على عاقبة الملعون، وقد يقال: الأصل مشاركته في الفعل ولو كان لا يلعن إلا من علم أنه من أهل النار لما قال: ((إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فأيما مسلم سببته ... )) فهذا يقتضي أنه كان يخاف أن يكون لعنه بما يحتاج أن يستدرك بما يقابله من الحسنات؛ فإنه معصوم، والاستدراك بهذا الدعاء يدفع ما يخافه من إصابة دعائه لمن لا يستحقه وإن كان باجتهاد؛ إذ هو باجتهاده الشرعي معصوم لأجل التأسي به.
وقد يقال: نُصُوص الفعل تدل على الجواز للظالم؛ كما يقتضي ذلك القياس؛ فإنَّ اللعنة هي البعد عن رحمة الله، ومعلوم أنه يجوز أن يُدْعَى عليه من العذاب بما يكون مبعدًا عن رحمة الله - عزَّ وجلَّ - في بعض المواضع كما تقدم، فاللعنة أولى أن تجوز، والنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما نهى عن لعن من علم أنه يحب الله ورسوله، فمن علم أنه مؤمن في الباطن يحب الله ورسوله لا يلعن؛ لأن هذا مرحوم بخلاف من لا يكون كذل" ا هـ.
من أدلة جواز اللَّعْن:
1. حديث عائشة في لعن المعين: "استأذن رهط من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: "السام عليكم"، فقالت: "عليكم السام واللعنة .. "؛ أخرجه البخاري (6024)، ومسلم (2165)، وللبخاري (6030) قالت عائشة: "عليكم لعنة الله وغضب الله عليكم ... ".
قال ابن تيميَّة؛ كما في "الآداب الشرعية" (1/ 276): " والاستدلال بهذا الخبر في جواز لعن المعين وعدمه محتمل".
2. حديث ابن عمر: أن رجلًا كان اسمه عبدالله، وكان يلقب حمارًا جلده النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فقال رجل من القوم: "اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله))؛ أخرجه البخاري (6780). قال الشيخ ابن تيميَّة: "فهذا ظاهر الدلالة".
3. ولمسلم (1695) من حديث بُرَيْدَة أن خالد بن الوليد لما رمى المرجومة بحجر فنضح الدم على وجهه فسبها ..
قال في "النهاية": اللعن من الله - عزَّ وجلَّ -: الطرد والإبعاد، ومن الخلق السب والدعاء.
فظاهره جواز السب لولا التوبة" ا هـ من "الآداب الشرعية" (1/ 277).
ويحتمل أن منع اللعن للنبي - صلى الله عليه وسلم- لأنه مجاب الدعوة، وقد يتوب الله – تعالى - على الملعونين من المشركين فلذلك نُهِي عنه. انظر: "تفسير الرازي" (8/ 191).
قال أبو بكر ابن العربي في "أحكام القرآن" (1/ 74): "قال لي كثير من أشياخي: "إن الكافر المعين لا يجوز لعنه؛ لأن حاله عند الموافاة لا تعلم، وقد شرط الله - تعالى - في هذه الآية في إطلاق اللعنة الموافاة على الكفر".
وقد رُوِي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن أقوام بأعيانهم من الكفار، وفي صحيح مسلم (2007) عن عائشة - رضي الله عنها -: "دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلان فكلماه بشيء فأغضباه فلعنهما"، وإنما كان ذلك لعلمه بمآلهما والصحيح عندي جواز لعنه لظاهر حاله، كجواز قتاله وقتله".
وفي الصحيحين: ((لعن المؤمن كقتله))؛ رواه البخاري (6652)، ومسلم (176)، وكذلك إن كان ذميًّا يجوز إصغاره فكذلك لعنه.
فأما العاصي المعين فلا يجوز لعنه اتفاقًا لما رُوِيَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم –: "جيء بشارب خمر مرارًا ... "؛ رواه البخاري (6780) فجعل له حرمة الأخوة، وهذا يوجب الشفقة.
وأما لعن العاصي مطلقًا فيجوز إجماعًا لما روي في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لعن الله السارق يسرق البيضة))؛ رواه البخاري (6783)، ومسلم (1687)، وقد قال بعض علمائنا في تأويل هذه الآية: "إن معناه عليهم اللعنة يوم القيامة؛ كما قال – تعالى -: {ثُمَّ يَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [العنكبوت: 25]، والذي عندي صحة لعنه في الدنيا لمن وافى كافرًا بظاهر الحال، وما ذكر الله عن الكفرة من لعنتهم وكفرهم فيما بينهم حالة أخرى، وبيان لحكم آخر، وحالة واقعة تعضد جواز اللعن في الدنيا، وتكون هذه الآية لجواز اللعن في الدنيا، فيكون للآيتين معنيان، فإن قيل: فهل تحكمون بجواز لعنة الله لمن كان على ظاهر الكفر، وقد علم الله موافاته مؤمنًا؟ قلنا: كذلك نقول، ولكن لعنة الله له حكمه بجواز لعنه لعباده المؤمنين
(يُتْبَعُ)
(/)
أخذًا بظاهر حاله، والله أعلم بمآله" ا هـ من "أحكام القرآن" (1/ 76).
وقال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسيره بعد أن نقل كلام ابن العربي السابق (2/ 127): "قلت: أما لعن الكفار جملة من غير تعيين فلا خلاف في ذلك" ثم نقل القرطبي كلام الأعرج .. ثم قال القرطبي: "قال علماؤنا: وسواء كانت لهم ذمة أم لم تكن، وليس ذلك بواجب، ولكنه مباح فعله؛ لجحدهم الحق، وعداوتهم للدين وأهله، وكذلك كل من جاهر بالمعاصي؛ كشراب الخمر، وأكلة الربا، ومن تشبه بالنساء ... إلى غير ذلك مما ورد في الأحاديث لعنه".
وقال القرطبي (2/ 127): "ليس لعن الكافر بطريق الزجر له عن الكفر؛ بل هو جزاء على الكفر، وإظهار قبح كفره، كان الكافر ميتًا أو مجنونًا". وقال قوم من السلف: "إنه لا فائدة في لعن من جن أو مات منهم لا بطريق الجزاء ولا بطريق الزجر فإنه لا يتأثر به".
وتعقب القرطبي (1/ 127) ابن العربي في تقريره الاتفاق على عدم جواز لعن العاصي، وذكر حديث (شارب الخمر): ((لا تكونوا عونًا للشيطان)) فقال القرطبي: "وقد ذكره بعض العلماء خلافًا في لعن العاصي المعين، قال: وإنما قال - عليه السلام -: ((لا تكونوا عونًا للشيطان على أخيكم)) في حق نعيمان بعد إقامة الحد عليه، ومن أقيم عليه حد الله – تعالى - فلا ينبغي لعنه، ومن لم يقم عليه الحد فلعنته جائزة سواء سُمّي أو عين أم لا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يلعن إلا من تجب عليه اللعنة ما دام على تلك الحالة الموجبة للعن، فإذا تاب منها وأقلع وطهره الحد فلا لعنة تتوجه عليه، وبيّن هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب)) فدل هذا الحديث مع صحته على أن التثريب واللعن إنما يكون قبل أخذ الحد، وقبل التوبة. والله أعلم" ا هـ.
وقال ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسيره (1/ 299) عند تفسير الآية (161) من سورة البقرة: "لا خلاف في جواز لعن الكفار، وقد كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ومن بعده من الأئمة يلعنون الكفرة في القنوت وغيره. فأما الكافر المعين فقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا يلعن؛ لأنا لا ندري بما يختم الله له، واستدل بعضهم بالآية: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ} [البقرة: 161].
وقالت طائفة أخرى: بل يجوز لعن الكافر المعين، واختاره الفقيه أبو بكر ابن العربي المالكي ولكنه احتج بحديث فيه ضعف، واستدل غيره بقوله - عليه السَّلام - في قصة الذي كان يؤتى به سكران فيحد ... ((لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله)) (4/ 322) اهـ من ابن كثير.
وقال الألوسي - رحمه الله تعالى - في "روح المعاني" (9/ 324): "واعلم أنه لا خلاف في جواز لعن كافر معين تحقق موته على الكفر إن لم يتضمن إيذاء مسلم أو ذمي إذا قلنا باستوائه مع المسلم في حرمة الإيذاء، أما إن تضمن ذلك حرم".
وقال – أيضًا -: (9/ 324): "ثم إن لعن من يجوز لعنه لا أرى أنه عبادة إلا إذا تضمن مصلحة شرعية، وأما لعن كافر حي فالمشهور أنه حرام، ومقتضى كلام حجة الإسلام الغزالي أنه كفر؛ لما فيه من سؤال تثبيته على الكفر الذي هو سبب اللعنة، وسؤال ذلك كفر، ونص الزركشي على ارتضائه حيث قال عقبه: فتفطن لهذه المسألة فإنها غريبة، وحكمها متجه، وقد زل فيها جماعة، وقال العلامة ابن حجر في ذلك: ينبغي أن يقال: إن أراد بلعنه الدعاء عليه بتشديد الأمر أو أطلق لم يكفر، وإن أراد سؤال بقائه على الكفر والرضى ببقائه عليه كفر، ثم قال: فتدبر ذلك حق التدبر فإنه تفصيل متجه قضت به كلماتهم" ا هـ.
وروى مسلم في صحيحه في البر والصلة والآداب باب من لعنه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سبه أو دعا عليه وليس أهلاً لذلك كان له زكاة وأجرًا ورحمة ... (2600) عن عائشة قالت: "دخل على رسول الله رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما، فلما خرجا قلت: يا رسول الله: "من أصاب من الخير شيئًا ما أصابه هذان، قال: ((وما ذاك؟)) قالت: "قلت: لعنتهما وسببتهما"، قال: ((أوما علمت ما شارطت عليه ربي؟)) قلت: ((اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرًا))؛ وله شاهد عن أبي هريرة – أيضًا - عند مسلم (2601)، وعن جابر (2602).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النَّوَوِيّ - رحمه الله تَعَالى -: (16/ 228 - 229): "إنما يكون دُعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلاً للدعاء عليه، والسبِّ واللَّعْن ونحوه، وكان مُسْلمًا، وإلا فقد دعا - صلى الله عليه وسلم - على الكُفَّار والمُنَافِقِين ولم يكن ذلك لهم رحمة. فإن قيل: كيف يدعو على من ليس هو بأهل للدعاء عليه، أو يسبه، أو يلعنه ونحو ذلك؟، فالجواب ما أجاب به العلماء، ومختصره وجهان:
* أحدهما: أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله – تعالى - وفي باطن الأمر؛ ولكنه في الظَّاهر مستوجب له، فيظهر له - صلى الله عليه وسلم - استحقاقه لذلك بأمارة شَرْعِيَّة، ويكون في باطن الأمر ليس أهلاً لذلك، وهو - صلى الله عليه وسلم - مأمور بالحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر.
* الثاني: أنَّ مَا وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود؛ بل مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية؛ كقوله: ((تربت يمينك ... )) لا يقصد بشيء من ذلك حقيقة الدعاء، فخاف - صلى الله عليه وسلم - أن يصادف شيء من ذلك إجابة، فسأل ربه - سبحانه وتعالى - ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكَفَّارة وقربة وطهورًا وأَجْرًا، وإنما كان يقع هذا منه في النادر الشَّاذِّ من الأَزْمان .. ولم يكن فاحشًا ولا متفحِّشًا ولا لعَّانًا ولا منتقمًا لنفسه ... " ا هـ. وبنحو ذلك كان جواب القرطبي في "المُفْهِم" (6/ 584 - 585).
وقال الألوسي - أيضًا - (9/ 324): "وكلعن الكافر الحي المعين بالشخص في الحرمة لعن الفاسق كذلك، وقال السراج البلقيني بجواز لعن العاصي المعين، واحتج على ذلك بحديث الصحيحين: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان، لعنتها الملائكة حتى تصبح))، وهو ظاهر فيما يَدَّعِيه، وقول ولده الجلال البلقيني في بحثه معه: "يحتمل أن يكون لعن الملائكة لها ليس بالخُصُوص بل بالعُمُوم بأن يقولوا: "لعن الله من دعاها زوجها إلى فراشه فأبت فبات غضبان بعيد جدًّا". ومما يؤيد قول السراج خبر مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بحمار وسم في وجهه فقال: ((لعن الله من فعل هذا))، وهو أبعد عن الاحتمال الذي ذكره ولده. وقد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - لعن قبائل من العرب بأعيانهم، ... وذكر حديث لعن رعل وذكوان .. ، ثم قال: "وفيه نوع تأييد لذلك أيضًا"، لكن قيل: إنه يجوز أن يكون قد علم - عليه الصلاة والسلام - موتهم، أو موت أكثرهم على الكفر فلم يلعن - صلى الله عليه وسلم - إلا من علم موته عليه، ولا يخفى عليك الأحوط في هذا الباب، فقد صح: ((من لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه))، وأرى الدعاء للعاصي المعين بالصلاح أحب من لعنه على القول بجوازه، وأرى لعن من لعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالوصف أو بالشخص عبادة من حيث إن فيه اقتداءً برسول الله - عليه الصَّلاة والسلام - وكذا لعن من لعنه الله - تعالى - على الوجه الذي لعنه به)) ا هـ. وانظر: أيضًا (8/ 102 - 103)، تفسيرسورة الإسراء: قول الله – تعالى -: {وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآَنِ} [الإسراء: 60].
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [البقرة: 161].
قال الرازي: "في الآية دلالة على أن على المسلمين لعن من مات كافرًا، وأن زوال التكليف عنه بالموت لا يسقط عنا لعنه والبراءة منه؛ لأن قوله: {وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [البقرة: 161] قد اقتضى أمرنا بلعنه بعد موته، وهذا يدل على أن الكافر لو جُنّ لم يكن زوال التكليف عنه بالجنون مسقطًا للعنه والبراءة منه" اهـ من "تفسير الرازي" (4/ 151).
وقال الشيخ بكر أبو زيد في "المناهي اللفظية" (471): "فلا يلعن إلا من استحق اللعنة بنص من كتاب أو سنة وهي في الأمور الجامعة الآتية:
1. اللَّعْن بوصف عام مثل: لعنة عامة على الكافرين أو على الظالمين والكاذبين.
2. اللعن بوصف أخص منه مثل: لعن آكل الربا، ولعن الزناة، ولعن السراق والمرتشين، ونحو ذلك.
3. لعن الكافر المعين الذي مات على الكفر مثل: فرعون.
4. لعن كافر معين مات، ولم يظهر من شواهد الحال دخوله في الإسلام فيلعن. وإن توقى المسلم، وقال: لعنه الله إن مات كافرًا حسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. لعن كافر معين حي؛ لعموم دخوله في لعنة الله على الكافرين، ولجواز قتله، وقتاله، ووجوب إعلان البراءة منه.
6. لعن المسلم العاصي ـ معينًا ـ أو الفاسق بفسقه، والفاجر بفجوره، فهذا اختلف أهل العلم في لعنه على قولين، والأكثر بل حكي الاتفاق عليه، على عدم جواز لعنه؛ لإمكان التوبة وغيرها من موانع لحوق اللعنة والوعيد مثل ما يحصل من الاستغفار، والتوبة، وتكاثر الحسنات وأنواع المكفرات الأخرى للذنوب، وإن ربي لغفور رحيم".
وقال ابن عبدالبر (5/ 166): "قد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ... " إلى أن قال: "ولعن جماعة يطول ذكرهم قصدًا إلى لعنهم"، وليس لعنه هؤلاء، ولا من استحق اللعنة من باب من لعنه رسول الله، وشتمه عند غضب يغضبه، وهو يظنه أهلاً لذلك، ثم تبين له - إذا كان من البشر - غير ذلك، بل يكون لعنه له صلاة ورحمة؛ كما قال - عليه السَّلام -: ((إني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى؛ كما يرضى البشر، وأغضب؛ كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورًا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة))؛ أخرجه مسلم من حديث أنس في البر والصلة والآداب برقم: (2603).
وقال ابن عبدالبر في "التمهيد" (13/ 144 - 145): "وفي لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النباش دليل على أن كل من أتى المُحَرَّمَات، وارتكب الكبائر المحظورات في أذى المسلمين وظلمهم جائز لعنه والله أعلم".
وقال في "التمهيد" (17/ 405): "وقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله، واليهود وغيرهم، ومحال أن تكون لعنته لهؤلاء رحمة عليهم، فمن لعن من يستحق أن يلعن فمباح، ومن لعن من لا يستحق اللَّعْن فقد أثم، ومن ترك اللعن عند الغضب ولم يلعن مسلمًا ولم يسبه فذلك من عزم الأمور".
ـــ
قلتُ "أسامة": تم نقل الموضوع بتصرف للفائدة، وأصله هنا ..
http://www.alukah.net/Sharia/0/1509/(/)
بيان للدكتور العلامة ادريس الكتاني-حفظه الله- بشأن السحابة البركانية.
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 11:44]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
فهذه ثلاث مقالات باللغة العربية و الفرنسية و الانجليزية .. لشيخنا العلامة الدكتور مولاي ادريس بن محمد بن جعفر الكتاني-حفظه الله- بشأن الشحابة البركانية التي شلت حركة الخطوط الجوية الدولية.
تجدونه في المرفقات ..
ـ[جذيل]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 11:59]ـ
ليتك تنسخ البيان على الصفحة هنا
لان الترميز في جهازي مختلف
وفقك الله
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 01:32]ـ
سأحاول أخي الغالي
لأن البيان عندي بصيغة pdf
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 06:25]ـ
لم أفهم وجه الربط بين البركان والزيت وشواطي امريكاء وقرب نزول عيسى عليه السلام وحكمه للعالم بالشريعة المحمديه؟
ماهي الاشارة في كل هذا الى نزول عيسى؟
ربما غاب عني شيء
!!!
ـ[غليزاني]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
أنا طالب علم وضيف جديد على موقعكم فلا تنسوني من دعائكم بالتثبيت
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا و زدنا علما يا عليم
أسأل الله العليم الحليم العظيم أن يرزقنا نعمة النظر إلى وجهه الكريم
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 10:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
أنا طالب علم وضيف جديد على موقعكم فلا تنسوني من دعائكم بالتثبيت
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا و زدنا علما يا عليم
أسأل الله العليم الحليم العظيم أن يرزقنا نعمة النظر إلى وجهه الكريم
نفع الله بك.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفات العلى أن يهدينا وإياكم إلى سواء الصراط، وأن يثبتنا وإياكم على الحق، وأن يرزقنا وإياكم حسن الخاتمة ومرافقة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - في جنته ودار مقامته.(/)
الحافظ ابن حجر بين الإقرار بإمامته و تبرير أخطائه للشيخ مختار طيباوي
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 01:05]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحافظ ابن حجر بين الإقرار بإمامته و تبرير أخطائه
التعقيب على التعقيب (حوار علمي الاخوة الكرام)
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين، وبعد .....
فقد اطلعت على تعقيبات و استدراكات الإخوة الأفاضل على مقالي (براءة ابن تيمية من مطاعن ابن حجر في الدرر الكامنة)، وما استتبعها من نقاش ربما خرج عن الموضوع في بعض فصوله.
وفي ظني وقف بعضهم عند القشور، و غفل عن المعاني، فلم يفهم القصد من كتابة هذا المقال، ومن ثم تعلق بحجج ضعيفة نزع إليها وهمه، ثم رجم بالغيب.
و الذي أود قوله في هذا الشأن قبل الإجابة على تعليقات إخواني أن هذه المسألة كباقي المسائل العلمية من هذا النوع خاضعة للبحث، و كل يدلي بدلوه، و نستفيد من بعضنا البعض، لأن مواقفنا منها ليست من ثوابت الشريعة، و يمكن للواحد منا أن يرجع عن موقفه كلية أو جزئيا، ومن يملك الحقيقة فليدل غيره عليها.
فهل يمكن أن نختلف بدون تصادم أم أن التصادم حتمية وقدر كتب علينا فلا نعلق على المخالف لنا إلا وقد نلنا منه بعض الشيء؟!
وكلنا بدون استثناء يقدر على اللمز و الغمز إلا من منعه حلمه وعلمه، فلنقتصر على ذكر الدليل بدون توسع في التأويل فبه تقوم الحجة، وهي لا تحتاج إلى التهويل بذكر الكلمات الكبيرة التي لا هوية لها، يحتج بها المصيب و المخطئ، كقول الأخ أمجد الفلسطيني:
" صار بعض الناس لا يستطيع أن يدافع عن شيخ الإسلام ابن تيمية إلا بالطعن بأهل الفضل والعلم، فيطعن من أجل ذلك ويشتم الجويني والغزالي تارة والسبكي وغيره تارة أخرى
وحتى انتقص بعضهم من الذهبي وابن رجب
واليوم الحافظ ابن حجر، وكل هذا من التعصب الممقوت للشيخ رحمه الله". فقد جانبه الصواب جملة وتفصيلا، بل لم يحسن التمثيل بالأئمة المطعون فيهم بزعمه، وقد يفهم من كلامه أنه لا يناضل عن الأئمة الذين سماهم إقرارا بمحاسنهم و فضائلهم و إقامة لأعذارهم، ولكنه يناضل عن عقائدهم و مناهجهم التي انحرفوا بها عن السنة، لأنه لم يظهر في تعقبه على مقالي التفريق الواضح بين وجوب أو جواز نقد آراء العلماء، وبين إقامة الأعذار لهم، و حسن الظن بهم.
كما لم يظهر التفريق بين مراتب العلماء، و أنهم و إن انتموا إلى طائفة واحدة فليسوا في الحق ولا في الخطأ سواء، ولا أعذارهم من جنس واحد.
ولم يظهر التفريق و التمييزبين المذاهب العلمية وحقيقتها، بين ماهو من البدع الظاهرة و الغليظة، وما هو من البدع الخفية.
بين مخالفة أهل السنة مخالفة ظاهرة صريحة، و مخالفتهم فيما دون ذلك.
بين المجتهد اجتهادا سائغا أو له أسباب موضوعية والمجتهد في باطل معلوم البطلان.
و بين مجتهد في بدعته باجتهاده، و مجتهد فيها بالتقليد.
ومن أين له أن الغزالي و السبكي من أهل الفضل و العلم، في منزلة ابن حجر أو ابن رجب و الذهبي، و الأول مقالاته وكتبه موغلة في الضلال.
و الثاني منحرف عن السنة و أهلها، مدافع عن البدعة و أهلها، متحامل بالتعصب و التحريف على شيخ الإسلام ابن تيمية و الذهبي، وعلى سائر أهل السنة المحضة الذين انتقدوا من كان يحسن الظن بهم، و يتعصب لهم.
ولماذا التوقف عند الجويني و السبكي و الغزالي، و بمنطقه: يجري على هؤلاء ما يجري على محي الدين بن عربي، و الحلاج، و ابن سبعين، و ابن الرومي، و ابن الفارض، و السهروردي المقتول، و هشام الفوطي، و ابن رشد، و ابن باجة و حتى ابن سينا، والقائمة طويلة.
فإن فرقَ بينهم فما موجب التفريق، وما علته، وما حدوده؟!
و بأذن الله تعالى أجيب الأخ عن كل واحد ممن مثل بهم إجابة تبيّن أنه مزج في دفاعه عن هؤلاء بين الحق و الباطل.
وهذا يوهم الناس أنه يدافع عن عقائد باطلة، ويزين للناس ضلالات غليظة، بتزيين علماء ذمهم أهل السنة ذما قاطعا، لا يجوز بحال مدحهم للناس إلا بالقيود السابقة، صيانة للأمة من الضلالات التي انزلقوا خلفها، و التي لن تروج على أهل السنة مهما استروح بعضهم إلى التأويلات الباردة.
فإن لم يفرق الأخ بين ترجمة العلماء التي من باب العدل نذكر فيها محاسنهم و أخطاءهم، وبين نقدهم في آرائهم العلمية، فقد فاته الكثير في معرفة السنة منهجا وطريقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إدخاله ابن رجب و الذهبي في القائمة فهو تشويش على الحقيقة العلمية، و تلبيس في الكلام لأن هذين لم يطعن فيهما إلا مبتدع ظاهر البدعة، معروف التوجه،و أولهم السبكي فيما يخص الطعن في الذهبي، وقد ذمه العلماء على ذلك بمن فيهم الحافظ ابن حجر كما في (لسان الميزان) و سيأتي.
وعليه، فإن رفع لافتة "الطعن في الأئمة و التعصب لابن تيمية" فوق أي تعقيب على علماء الأشعرية أو غيرهم هو من باب التنفير من الموضوع أو الترحيل للنقاط السوداء في تاريخنا العلمي، ومعها نرحل الخلاف إلى الأجيال القادمة!
قد تكون أسباب الأخ أمجد الفلسطيني وجيهة، ولها اعتبارات صحيحة لو قصد حسن قصد بعضهم، أو صدق طلبه، ولكنه لم يفعل؟
فليس في ما ذكرته ـ ما اعتبره طعنا ـ في الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ نعم هناك عتاب، له أسباب موضوعية بينّتها في المقال إما بطريق النقض أو الإثبات، لم يقف عندها الأخ وخرج عن الموضوع كلية، كأنما الناس يكتبون ما لا معنى له، ويقولون ما لا قصد من ورائه!
و الموضوع الجوهري في هذه القضية هو هل تثبت تلك المطاعن في ابن تيمية أم لا؟
ومن استفاد منها؟
وهل يعذر ابن حجر في ذكرها دون الإشارة إلى بطلانها،و الحط على قائلها أم لا؟!
لا الطعن في ابن حجر، فجر البحث و النقاش إلى هذا الفرع لا يخدم قضية الأصل.
ولو كنت أقصد الطعن في ابن حجر لقلت:
1 ـ هذه المطاعن الباطلة عندما يحتج بها من يحسبهم الناس علماء، و يتشبث بها و يمضغها في الكتب و التلفزيون، فإن العامة وهم صنفان:
عامة محضة، و عامة في الدين،خاصة في غيره، كالسياسة و الأدب، و غيرها من علوم وفنون، من أصحاب الوجهات و النفوذ، يعتقدون موجبها، و أنها لو لم تكن حقا لما ذكرها ابن حجر و الكوثري وحسن السقاف و أشياعهما،فيصير اسم شيخ الإسلام ابن تيمية منبوذا، و يحاربه كل من صدق بهذه المطاعن.
ولولا مثل هذا الضعف في الترجمة لما وقع ما وقع لكثير من أئمة الإسلام من الرمي بالزندقة و النفاق و التكفير و الشرك و الضلال و التكذيب و غيرها.
وكم من رجل ضل بهذه المطاعن فبها استدرج إلى الرفض، فمع شيء قليل من استخراج اللوازم الباطلة من كلام ابن تيمية و تضخيمها، ثم الاستشهاد بكلام الحافظ و السبكي و الكوثري و البوطي تصبح الأكاذيب حقيقة يضل بها الناس، فإن أسهل شيء لاستدراج الناس للبدع الغليظة، وهذا أدركه الشيعة هو نسف ابن تيمية، ومن هو في منزلته.
2 ـ كون ابن حجر حكاها عن غيره فهذه حجة ضده، وليست له، خاصة إذا عرفنا عمن أخذها، فكان الأجدر به الطعن في قائلها لا حكايتها عنه، و إن لم يكن ابن حجر منشئا لها ـ في مكان ما ـ قد لا يعرفه أكثر من يسمع هذه المطاعن.
فهذا يشبه أن أحكي لشخص ما حكاية مكذوبة سنة 32 ثم أرجع عنها لشخص آخر سنة35 ثم ألتقي الشخص الأول سنة 37 ولا أرجع عنها!
3 ـ هذا الطعن لم يحكه رجل مغمور أو غير مشهور بالعلم أو غير مبتوع بل هو علم في الباب، و ابن تيمية من كبار أئمة السنة، الطعن فيه ليس كالطعن فيمن هو دونه،من جميع الجهات، فٍأسلوب (حكاية كل ما قيل) قد يغتفر في المغمورين ومن ليس لهم أتباع،أما في المشاهير فهو خطأ و تقصير.
4 ـ التأويل لابن حجر بأن ذلك منهجه و أسلوبه لا يشفع له لأن أعراض العلماء ومذاهبهم، و الحقائق العلمية لا تتوقف على المناهج و الأساليب، ولكن على مطابقتها الواقع، فلا يجوز لي أن اتهم غيري باطلا، أو أحكي عنهم مستشنع الكلام و أعتذر بأنه أسلوبي ومنهجي، هذا يصلح في الدراسات الفيلولوجية و المكتبية لا في تراجم العلماء.
5 ـ تشبث أعداء السنة بهذه المطاعن و استفادتهم منها دليل على أنه لم يوفق في أسلوبه ومنهجه، إذ الحق لا يستفاد منه في الباطل.
و ابن حجر حينما يحكي مثل هذه الأباطيل يعلم أنها أخبار، و الأخبار إما صادقة وإما كاذبة، وقد كذبها باللزوم جملة في تقريظه (الرد الوافر) وحكاية الكذب أو التحامل دون الإشارة إلى أنه كذب و تحامل، هل يجوز؟
وهل يبرره الأسلوب العلمي؟
ومع فرض انتفاء قصد الإيذاء هل نصفه بالتقصير أم بالكمال و الرقي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
6 ـ لو افترضنا أنه حين تدوينها في (الدرر الكامنة) ظن أنها صحيحة أو لها أصل صحيح أو غلبه كثرة الكذب على شيخ الإسلام و كثرة أعدائه، ولكن هذا لا يمنع من معرفة الحق بيقين أو حتى بظن غالب لأننا نقدر علم الحافظ وتجربته في الجرح و التعديل، وقدرته الفائقة على تمييز الصدق و الكذب.
لم ندافع عن ابن تيمية بالطعن في ابن حجر، و لكن بانتقاد منهجه في (الدرر الكامنة) لأنه لا يليق بمنزلته، وما عرف به من تحقيق و إنصاف، فإن اعتبر بعضهم النقد العلمي المدلل عليه طعنا فهذا اصطلاحهم الخاص بهم.
7 ـ ما نقله الحافظ من مطاعن في ابن تيمية، ولم يجب عنها، هي إما كذب محض و إما قول محرف بالزيادة و النقصان أخرج مخرج الذم و القدح، و هذا يستلزم لا محالة أن الأول نقص في الدين يستحل به الكذب، و الثاني نقص في العلم يمزج بين الصدق و الكذب.
كذلك أقول: و إن كان الاستغفار للجميع عملا طيبا صالحا،ولكن بعد إحقاق الحق ورده إلى نصابه، أما ترك التهم الباطلة و الزائفة معلقة ثم الاستغفار للجميع فنفهم منه أنهم في مستوى واحد من الذم أو العتاب، أو قد صحت تلك المطاعن أو بعضها، فهذا لا يجوز بحال، فقد يقصد بالاستغفار استغفال الناس و الظهور بمظهر الموضوعي و المحايد و المدافع عن القواعد العلمية لا أشخاص العلماء.
ومهما يكن فالنقد كان موجها لجزئية واحدة هي تلك المطاعن التي ذكرها الحافظ في (الدرر الكامنة) ولم يفندها كما فعل ـ مجملا ـ في تقريظه للرد الوافر فالاستدراك علي في غير هذه الجزئية أمر خارج الموضوع، لأن نقدي كان واضحا مقيدا لم أقل فيه: مطاعن ابن حجر، بل أضفت إليها قيدا هو قولي (في الدرر الكامنة).
وقد يقول بعضهم هي ليست من أقواله إنما حكاها و نقلها؟
فأقول: (الدرر الكامنة) ليس كتابا منحولا فننسبه لمجهول، ومتى لم ينسب الحافظ الأقوال إلى أهلها فيحمل جزءا من تبعاتها، ولا يشفع له أنه ذكر مصدره في كتاب آخرأو فصل آخر، لأن ما يوجد في (الدرر الكامنة) يناقض ما يوجد في مواضع أخرى، قد يعتبره بعضهم شاهد نفي، ويعتبره آخرون شاهد إثبات.
فليس كل الناس يعرف ترجمة ابن تيمية الصحيحة، و ليس كل الناس يعرف كل كتب الحافظ، و أنه أنصف الشيخ في مواطن أخرى، خاصة إذا عرفنا أنه ألف (الدرر الكامنة) سنة 830 هـ ثم رجع إليه مضيفاً ومكملاً إلى سنة 837هـ.
و قرظ (الرد الوافر) في التاسع من شهر ربيع الأول عام خمسة وثلاثين وثمان مئة.
فكان يمكنه التصحيح عند الرجوع و التكميل للدرر الكامنة.
و إذا قدر بعضهم أن هذا الجزء قد يكون من زيادات طلبته بعد موته، وهذا قد أشار إليه بعضهم دون تحديد هذه الزيادات، فهذا توجيه مهم يليق بعلم الحافظ ومنصبه وعنايته بمصنفاته، و سعيه الدائم للدقة.
وعليه، فإن نقدي جاء في سياق صيانة منزلة الحافظ ابن حجر من خلال تبرئة ابن تيمية من تلك المطاعن،فلا يعود هذا المصنف (الدرر الكامنة) مرجعا لكل من يريد الطعن في شيخ الإسلام، من الشيعة و المعتزلة و الأشاعرة و القبوريين.
ومعلوم أن المسائل الشنيعة المنسوبة إلى العلماء التي لم تثبت عنهم أو ثبت ما يخالفها، ليس لنا أن نحكيها عنهم إن لم يكن الغرض إبطالها و نفيها، لأن حكايتها على عهدة المجهول، أو الضعيف فيه قدح فيهم،وهي ضرب من الطعن فيهم، و الدليل على ذلك أن كثيرا من المبطلين يلهفون عليها،و يلبسون على الناس في مجالسهم ودروسهم بقولهم: قد طعن فيه ابن حجر، و ذكرها ابن حجر في (الدرر الكامنة)!
فإذا لم يجز لنا أن نحكي عليهم المسائل العلمية الشاذة الباطلة التي لا تليق بعلمهم ومنصبهم في الأمة فكيف بمستشنع الأقوال و الأكاذيب؟!
وفي خلال نقدي لم أطالب الحافظ بمدح شيخ الإسلام أو نفي هذه المطاعن بالظنون و التشهي، ولكن كان عليه أن يثبتها بدليل أو ينفيها بدليل، إلا أن بعض الإخوة غفلوا عن تلكم الإلزامات، ووقفوا حيث اشتهوا.
أرجو أن يجد إخواني الأفاضل في هذا التعقيب توضيحات مقنعة و إلا فهذا الجهد و بارك الله في الجميع من استفدنا منه، ومن لم نستفد منه.
قال أحد الإخوة:
((أسلوب ابن حجر هو ذاته في ما نعرفه في كافة كتبه .. ينقل آراء الموافق و المعارض على طريقة ناقلي المقالات ... ))
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ الحقائق العلمية لا تتوقف على أسلوب العلماء و مناهجهم في كتبهم، هذا فضلا عن أعراض العلماء حين ننقل مثالبهم دون أن نشير إلى أنها غير ثابتة عنهم، فإن حكاية المطاعن دون عزو إلى قائلها أو التحقيق فيها فيه هضم لحق من قيلت فيه.
وكونها طريقة ناقلي المقالات فهذا ليس بحجة ولا بعذر.
2 ـ الحافظ لم يلتزم بمنهجه كما يزعم الأخ في كل كتبه، فإنه في (لسان الميزان) (134/ 3) انتقد السبكي على الحط على الذهبي فقال:
((وقد بالغ التاج السبكي في الحط على الذهبي في ذكره السيف الآمدي والفخر الرازي في هذا الكتاب، وقال: هذا مجرد تعصب، وقد اعترف الفخر بأنه لا رواية له، وهو أحد أئمة المسلمين، فلا معنى لإدخاله في الضعفاء، وعدل عن تسميته إلى لقبه فذكره في حرف الفاء، فهذا تحامل مفرط، وهو يقول: انه يروى من الهوى في هذا الميزان ثم اعتذر عنه بأنه يعتقد أن هذا من النصيحة لكونه عنده من المبتدعة))
وكان قد انتقد قبل هذا الذهبي (423/ 1) بما انتقده السبكي فقال:
((والعجب من ترك المؤلف لذكره في كتابه هذا مع ذكره للسيف الآمدي)).
إذا عندما يريد الحافظ التعقيب يعقب، وعندما يريد المخالفة يخالف، لم يكن مربوطا أو مهددا عندما كتب (الدرر الكامنة)!
كما أنه قال في ترجمة نصر بن سلمان المنبجي من (الدرر الكامنة) أنه كان يحط على ابن تيمية من أجل حطه على ابن العربي، ولكنه كان لا يعرف ما يعاب به ابن العربي إلا لكونه منسوباً إلى الزهد)) فرد حط هذا الرجل ببيان جهله بما أخذ على ابن عربي،فقد ناقض منهجه في نفس الكتاب، وعن نفس الشخصية؟!
3 ـ ومما يدلك على أنه لم يلتزم بمعايير موحدة مقدمته للرد الوافر التي يحتج بها بعض الإخوة فإنه سلك فيها منهج الإنصاف، وهو منهج مغاير لمنهجه في (الدرر الكامنة) فيما يخص ترجمة ابن تيمية، وهذا واضح.
و إن لم يكن (الرد الوافر) كتابه، فإن التقريظ كلامه، وهناك أسباب أخرى سأذكرها عندما أتكلم عن أسباب هذا التقريظ ودوافعه، و أين ناقضه الحافظ ابن حجر، أو لم يعمل بموجبه، كل هذا في موضعه.
فما قد يعتبره الأخ إنصافا من الحافظ في مقدمة (الرد الوافر) قد يعتبره آخر تناقضا مع صنيعه في (الدررالكامنة)،أو تراجعا.
قال الأخ:
((متجنبا ان يدلي برأي في الغالب و تاركا للقارئ ان يستخلص أفكاره بنفسه .. ))
قلت: هذا هو المشكل لأننا عندما نأتي إلى منارة في العلم اختصم فيها الناس و انقسموا إلى موافق ومخالف، وننقل فيه من المطاعن ما لا يوجد في كتبه الكثيرة التي ننقل منها فتاويه و مذاهبه في كتبنا، ولم يذكره إمام معتبر كما فعل الحافظ مع ابن تيمية فإننا نوهم القارئ أنها ثابتة، خاصة و أن (الدرر الكامنة) كتاب تراجم لا كتاب مقالات، قد يقرأه من ليس له اطلاع على بقية الكتب.
وقد يقرأه من لا يفرق بين مناهج العلماء، وقد يقرأه مغرض كما فعل الكوثري و حسن السقاف في مقدمة (شرح العلو للعلي الغفار) وغيرهما.
و ترك القارئ يستخلص أفكاره من طرق التعليم في المواد البرهانية لا النقلية التي عليك أن تذكر له السند ثم تتركه يستخلص الأفكار، وعليه ليست من طرق كتابة التراجم.
كذلك مما يبطل هذا التعليل أن شخصية الحافظ العلمية أقوى من كثير ممن يطالع كتابه فسيتأثر به حتما، وقد حصل هذا بحيث أن عالما مثل الكوثري يستشهد بها فما بالك بطلبة العلم و العوام.
وقد يقال: إن الكوثري كان منحرفا عن ابن تيمية متحاملا عليه، يستشهد بما يعلم بطلانه فأقول: و لم أترك الفرصة لهؤلاء، و أنا من علماء الجرح و التعديل الذين خبروا هذا الأمر أكثر من غيرهم، و ممن لا يقبل الجرح المجمل في المشاهير فضلا عن الحكايات التي أعلم أنها مكذوبة مصنوعة؟!
وهناك التوجيه عن طريق التأثير الخفي أو غير المباشر الذي لا يمكن تجنبه إلا من خلال النظر في مرجعين مختلفين، الأمر المنتفي في هذا التعليل.
فهذه الطريقة هي طريقة الأخباريين بالمعنى المذموم لا طريقة أهل الحديث و الأخباريين الموثوقين، فمثلا ما يميز المحدثين عن فقهاء الحديث هو تحصيل العوالي و تمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنونهم بينما محدثو الفقهاء يعتنون بفقه الحديث و ألفاظه و معانيه.
ويعلم الأخ ما في كتب الإخباريين من الكذب و الباطل، فيجب التفريق بين عمل القصاص والأخباريين، و بين عمل المحدثين و أئمة الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووصفك الحافظ بأن طريقته طريقة ناقلي المقالات ليس دقيقا، ومهم يكن الناقل فإننا إن لم نتهمه فيجب أن ننظر عمن نقل، فالناقل إذا سلم من الطعن لا يقبل كلامه حتى يكون ما حكاه مقبولا غير منكر.
فالناس فيهم من يقدر على تمييز الصحيح من الضعيف وفيهم من لا يقدر.
و الحافظ ابن حجر من أصدق الناس و أثبتهم في صناعته، لكن الشأن في هذه القضية في المنقول عنه، كما أن الصدق و علو المنزلة في بعض العلوم لا يمنع التحامل الكثير أو القليل.
وهنا يفرض علينا السؤال التالي: لم عول الحافظ ـ رحمه الله ـ على مثل الأقشهري، و نقل عنه في كتبه كثيرا، وهو يعلم أن من ترجموا شيخ الإسلام أمثال ابن سيد الناس، و اليعمري، و الذهبي، و ابن كثير وغيرهم أوثق و أعلى منزلة منه؟
لم نقل أخبارا مرسلة من جنس الشائعات عن قصاص، ولم يبذل أي جهد لتحقيقها ولو مجملا، وقد كانت كتب شيخ الإسلام بين يديه ينقل منها في كتبه، لم يكلف نفسه الرجوع إليها؟!
ومعلوم أن النقل في مثل هذه الأمور لا يمثل إلا وجهة نظر الناقل لأنه يصوغه وفق تصوره، ووفق أهدافه منه، ولكن التحليل لهذا النقل هو ما يظهر الحقيقة و يكشفها، ويبين المقاصد الخفية.
وعندما تترجم شخصا ما فإذا ذكرت التعديل والتجريح وجب عليك الترجيح على أن يكون التجريح في مستوى التعديل توثيقا ومصدرا، فلا نقابل تعديل أئمة الإسلام بتجريح المقلدة أو المخلطين في العلم، والعكس صحيح.
وهناك أئمة كبار لا ينقلون في كتبهم أو لا ينسبون إلى الناس إلا ما يعتقدون صحته فيما بينهم وبين الله تعالى.
ومن هنا كان العتاب للحافظ صحيحا لأنه محدث عارف، عمدة في التراجم و الجرح و التعديل، وليس بإخباري تالف ينقل ما يجافي العقل.
وقد انتقد بعض أهل العلم و التاريخ الطبري على روايته في (تاريخه) ما وجده عند مختلف الأخباريين.
و أي عمل علمي ـ بخلاف الأدب وما في معناه ـ يرتكز على التحقق من صحة المعلومات، و خلوها من العوامل العرضية كالتعصب و التحامل و الأسباب غير العلمية، هذا هو الفرق بين العلم الناتج عن البحث و الدراسة، و العلم المتلقى بالحكاية عارية عن أسانيدها و أدلتها.
فإما نعتبر التراجم علما له أصوله و مقاصده، و إما نعتبره مادة للسمر و التسلية.
قال الأخ:
((و لا يخفى ما في هذا الأسلوب من الرقي العلمي .. ))
قلت: تسمية ذكر المطاعن دون إعمال قلم التحقيق فيها، خاصة و أنها تتعلق بمشاهير الإسلام بالأسلوب الراقي و الرقي العلمي استعمال للعبارات في غير مظانها ولا مواردها، فغاية ما يوصف به صنيع الحافظ في (الدرر الكامنة) ـ أنه تقصير فادح.
وقد وقع مثل هذا من بعض الأوجه في كتب التاريخ كتاريخ الطبري، فإنه ذكر فيه بعض مثالب الصحابة، و أبرأ عهدته بذكر الأسانيد، ولكن ذاك زمان وهذا زمان، ذاك زمان كانت الثقافة الحديثية منتشرة، و الكتب قليلة الانتشار، قد لا يطلع عليها إلا العلماء، و بمجرد النظر في السند يعرفون أن القصة موضوعة.
لكن تغيرت الأزمان فجاء كتاب و منسبون للعلم ممن ليس له دراية كافية بعلم الحديث،و بدأ ينقل منه مثالب الصحابة ظنا منه أن مجرد رواية الطبري لها إثبات لها.
وعليه فإن الأمة الآن تحتاج إلى الكتب المحققة و تقبل عليها لهذا الغرض.
فالرقي و الارتقاء بالعلم و المعرفة، لا يكون بالإجمال و لكن بالتفصيل، بحيث يكون كل عملنا التحقيقي اليوم أحسن مما قبله، وهذا يقتضي التحسين باستمرار، بإضافة المكنات الجديدة التي تزيد في وضوح الحقيقة،و تصفي هذه الكتب من النعرات المذهبية و العصبية، وتوسع أفق طالب العلم، وتزيده موضوعية و إنصافا و اهتماما بالموضوع أكثر من الشكل.
فلو أن الأخ أضاف إلى ملاحظته على المقال إبطال التهم الباطلة التي نسبت لابن تيمية لكان أفضل، و لكنه غفل عن أصل المشكل الذي هو ذكر مطاعن باطلة في ابن تيمية، و اقتصر دفاعه عن ابن حجر مع أني كنت منصفا مع الحافظ، وتعاملت مع صنيعه ومنهجه في (الدرر الكامنة) بمنهج علمي، ولو كان قصدي الطعن عليه كما زعم بعضهم فإن عندي ما أطعن به عليه في مسائل أخطر من هذه بكثير.
و لكن الأسلوب الذي انتهجته معه هو التفريق بين مقام الكلام عن أخطاء العلماء و نقدهم بنزاهة، مع ذكر الأدلة، و مقام إقامة الأعذار لهم، و الإقرار لهم بإمامتهم في صناعتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الظاهر أن بعض الإخوة لا يفرق بين هذا و ذاك، و جمع الكل في سلة واحدة كما جميع بين العلماء الذي لهم أخطاء كبيرة ومعروفة في العقائد و غيرها، و لهم مساع مشكورة، و جهاد في الدفاع عن الدين في بعض المجالات، كما لهم إسهامات في علوم أخرى، و بين آخرين أصولهم باطلة غاية ما يقوله المنصف عنهم أن أحوالهم كانت إيمانية و لكن أقوالهم بدعية، ومن شر البدع.
ولعلني أشارك إخواني قريبا بحوثا عن هؤلاء العلماء تناولت جميع مراحل حياتهم و جميع مصنفاتهم بالتفصيل.
إن المطاعن التي سطرت في الكتب دون عزو إلى قائلها أو دون التحقيق فيها قد تضر بالإيحاء، و إحقاق الحق يلزمنا تفنيدها.
كما ننبه الأخ الفاضل أن ناقلي المقالات عندما تتعلق بالمشاهير أو بالمقالات الكبرى يعلقون عليها كما تجده في (الفصل في الملل والنحل) و (الملل و النحل) و (مقالات الإسلاميين) و غيرها فكتب المقالات ليست جنسا واحدا.
كما يجب التفريق بين نقل المقالات تعريفا بقائلها و بالطوائف الإسلامية، و بين نقلها في سياق الطعن و إبراز الأخطاء، فشتان بين المنهجين.
ومعلوم أنه إذا تعلق الأمر بشخصية مفصلية محورية في التراث العلمي الإسلامي بما له من ردود على طوائف كثيرة مثل ابن تيمية، فإن همم الناس و دواعيهم تتوافر على نفي الأباطيل عنهم أو نسبتها لهم و استخراجها من كتبهم لو كانت صحيحة، بحسب موقع الشخص منهم حبا أو بغضا، موافقة و مخالفة.
و المقالات قبل أن تكون مقالات علمية هي نقل يخضع للتصديق و التكذيب، و عندما لا نعزوه لمصدره أو لا نبين حالته، فإما سببه السهو و الغفلة،أو النقل من الذاكرة و تعذر الرجوع إلى المصادر، و إما عدم ثقتنا بالمصدر، و إما اعتقاد صحة أصله، مع اعتباره من قبيل الأخطاء العلمية!
وعليه، فإن وصف منهج (جمع ما قيل في العلماء دون تمحيص) بالأسلوب الراقي مجازفة بالألفاظ، فالأولى أن نقول إن الأمانة العلمية و منهج التحقيق يقتضي منا عزو الأقوال إلى أصحابها مقرونة بالنص المنقول عنهم في أقل الأحوال.
و أما الرقي فهو النظر فيها بموضوعية و حيادية، ودون أحكام مسبقة، و مقابلتها مع غيرها، و التحقق منها من كتب ابن تيمية، هذا هو الرقي العلمي الإثبات أو النفي بدليل.
أما التعليق فهو يشبه من بعض الأوجه الغيبة التي ظاهرها المدح و باطنها القدح، لا أقول هذا طعنا في الحافظ، ولكن من باب التشبيه لتقريب الفهم كمن يجرح عنده شخص فيقول:اتركوا الرجل غفر الله له،فعندما يجب البيان لا يستحسن السكوت، أو الترحم لأن الباطل إذا أطلق ولم ننبه عليه علق بالأذهان، وقد يغتر به العلماء فضلا عن العوام.
وقد زعم ابن حجر في (فتح الباري) في مسألة بدء الخلق أن مذهب ابن تيمية فيها من مستشنع المسائل التي نسبت إليه، و ناقشه فيها بغير موضوعية علمية، حتى في ترجيح ألفاظ الحديث، فرجح بالمعاني الكلامية ولم يرجح بالألفاظ التي ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يستعملها في كلامه، ومن ثم اغتر به بعضهم حتى من المنسوبين للسنة فظن أن ابن تيمية يقول بقول الفلاسفة، وقد علم من هو دونه في العلم أن المسألة فيها ثلاث أقوال، و ليس قولين.
الأسلوب الراقي هو طلب أعذار الأئمة، و التأول لهم التأويل الحسن فيما صح عنهم، و تكذيب ما نسب لهم زورا، لا توهين التوثيق بالحكايات المكذوبة ولو من غير قصد.
و قد سأل البرهان الطرابلسي التقي الحصني وكان يحط على ابن تيمية عن شيوخه فلما سماهم له قال له: شيوخك عبيد ابن تيمية أو عبيد من أخذ عنه فكيف تحط أنت عليه؟! فما وسع الرجل إلا أخذ نعله و الانصراف.
إن التشويه و التحامل الذي تعرض له ابن تيمية لم يكن ليستغله بعض المغرضين لولا الكتب التاريخية التي كتبت بدون نقد وتحقيق.
وعليه، فتعقبي الحافظ ابن حجر على هذه المطاعن في (الدرر الكامنة) من باب قطع الطريق أمام الطعن الخفي في ابن تيمية، و استرواح المغرضين إلى ما لا يصح، لا الطعن في ابن حجر، و إن كان لازما بالضد بسبب التقصير، ولكن الرجل قد يقول قولا لا يقصد ضده، ولا يقع بخلده،ودورنا نحن قطع هذه الشبهة لا تركها مادة جاهزة للاستغلال.
و إن كان أحد ملاما على هذه المطاعن فمن رواها ولم يفندها، لا من تعقبه على هذا التضييع في حق ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما إني أعلم أنه توجد أسباب وجيهة وموضوعية و مصالح شرعية كبرى في الدفاع عن مكانة ابن حجر العلمية و صيانتها مما قد يخرمها من باب أنه حصن من حصون السنة في مجال الصناعة الحديثية،الحفاظ عليه من الحفاظ على مصادرنا الأصلية التي نتلقى منها شريعتنا، و التي أصبحت غرضا لهجمات شديدة وشرسة، روج لها بعض أهل الحق بغفلتهم و حسن ظنهم.
ولكن هذا ليس بعذر لهذر حق من هو أجل منه في هذا الباب، ولا بعذر لعدم البحث و استقصاء الحقائق.
قال الأخ:
((فنسبة المطاعن الى نفس ابن حجر و الافتئات عليه بأنه يقول بها ... -فيما يبدو لي -قصور واضح في فهم مقاصد الشيخ و الرقي الى مرتبته النقدية .. فلو عبر عنها بالمطاعن التي نقلها ابن حجر .. و أخرج الحافظ منها لكان حسنا))
قلت: 1 ـ لم أقل أبدا أنه يقول بها، و لكنه وظفها لغاية، بعض الناس يقول هذا منهجه أي خدمة القارئ ليقرأ كل ما قيل في الرجل بغض النظر عن صحته، ولو قبلنا منهم هذا التأويل لكان تنقيصا من قدر ابن حجر لأنه يعلم أن مثل هذه الحكايات توهن التوثيق، وليس كل الناس قد يقف على مصدرها الذي لم يسمه ابن حجر، حيث كان لازما عليه بحكم المقتضى تسميته، فإبهام اسمه يقف خلفه غرض ابن حجر شاء من يعتذر له أو أبى.
ولو نقلت هذه المطاعن من غير كتب الحافظ أو نسبت إليه ما لم تسطره يداه لكنت قد افتريت عليه، ولكن ما نقلته مدون في كتابه فتعقيب الأخ في غير محله.
وأذكر الأخ أن الله تعالى ذم من يروج عليه الكذب، وذم من يصدق بالكذب، فعندما تنقل ما قاله الناس في أحدهم من الأباطيل دون بيان فأنت تروج لها و تشاركهم فيها، فليس حجة لك أن تذكر كل ما قيل لك، و خير لك أن تذكرها مصدقا لها ولو كانت كاذبة من أن تذكرها لا مصدقا لها ولا مكذبا.
وما صنعه الحافظ في ترجمة ابن تيمية في (الدرر الكامنة) لا يوجد فيه مقاصد علمية تخدم الحقيقة لا ظاهرة و لا خفية،ليس فيه إلا إظهار سعة الإطلاع، وهذا أمر شخصي لا علمي.
وأية مقاصد في هذا الصنيع، عندما ننقل مطاعن لا نعتقد ثبوتها بما نصنعه في كتب أخرى، ولا نشير إلى أنها غير ثابتة،ولا نسمي مصدرها لأنه تالف،قد يفهم غيرك أن القصد غير صالح مثل مسايرة التيار الغالب، أومراعاة أمور تقوم في النفس، ومثل هذا يستشعر منه الناس نوعا من اللمز.
أما بخصوص العنوان فهذا فكرت فيه قبل إنزال المقال فقلت في نفسي: لو ذكر مصادره لعنونته (براءة ابن تيمية من مطاعن الدرر الكامنة) ولكنه لم يذكر القائل أو ذكره بعيدا بصفحات عن محل الخلاف، فيتحمل العهدة.
و قولنا: "قيل، و قال بعضهم، ومنهم من نسبه"، لا يبرر الخطأ في باب المطاعن، فهذا يصلح في باب المقالات العلمية لأنه لا يترتب عليه تضليل العلماء ورميهم بالنفاق و الزندقة، لا في باب التراجم و المطاعن في العلماء.
ومع ذلك في نفسي شيء من العنوان الذي اخترته فربما ما يقترحه الأخ أكثر عدلا و إنصافا و رعاية لمختلف المصالح.
قال أخ آخر:
((هذا خطأ مطلق! وغفلة عن عظيم منزلة شيخ الإسلام عند ابن حجر وأصحابه!))
قلت: على هذا الكلام استفهامات نطرحها على الأخوة بطريقة يفهمون منها قصدي فأقول:
1 ـ لاشك أن ما ذكره الحافظ ابن حجر عن ابن تيمية في تقريظه (الرد الوافر) يؤكد قولهم، فإنه مدحه ودافع عنه، ولكنه قال:
((وقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مرارا بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة ودمشق ولا يعلم عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصب عليه حينئذ من أهل الدولة.))
و قوله هذا يتناقض مع قوله في (الدرر الكامنة): ((ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصاً ومنعاً من تعظيم النبي صلّى الله عليه وسلّم وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري فإنه لما له عقد المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعذر فقال البكري لا معنى لهذا القول فإنه إن كان تنقيصاً يقتل وإن لم يكن تنقيصاً لا يعذر.))
(يُتْبَعُ)
(/)
بل نقل هو وغيره ما أفتى به القاضي المالكي ابن مخلوف حتى قال الشوكاني في (البدر الطالع): ((ولقد أحسن المترجم له رحمه الله بالتصميم على عدم الإجابة عند ذلك القاضي الجريء الجاهل الغبي، ولو وقعت منه الإجابة لم يبعد الحكم بإراقة دم هذا الإمام الذي سمح الزمان به وهو بمثله بخيل، ولا سيما هذا القاضي من المالكية الذي يقال له ابن مخلوف فإنه من شياطينهم المتجرئين على سفك دماء المسلمين بمجرد أكاذيب وكلمات ليس المراد بها ما يحملونها عليه وناهيك بقوله أن هذا الإمام قد استحق القتل وثبت لديه كفره ولا يساوى شعرة من شعراته بل لا يصلح لأن يكون شسعا لنعله.))
قلت: فهذا يناقض ما قاله في تقريظه من حيث النقل.
2 ـ أما من حيث العمل فقد قال في التقريظ: ((بل من أطلق على من سماه شيخ الإسلام الكفر وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك فإنه شيخ مشايخ الإسلام في عصره بلا ريب والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عنادا وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه.
وتلقيبه بشيخ الإسلام باق إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدا لما كان بالأمس ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره وتجنب الإنصاف فما أكثر غلط من تعاطى ذلك وأكثر غباره.))
ولكننا بالعودة إلى كتبه خاصة التي تناولت مسائل متنوعة كـ (فتح الباري) نجده لا يذكره إلا بنسبته مجردة "ابن تيمية" وربما ذكره مرة واحدة بـ "العلامة ابن تيمية" ويذكر البلقيني و الحافظ العراقي بشيخ الإسلام،بل يذكر إسماعيل الهروي باسم شيخ الإسلام رغم أنه ينسبه إلى الزيادة في الإثبات.
فإذا أطلق على هؤلاء هذا اللقب وهم أهل له فمن طريق أولى أن يطلقه على ابن تيمية، فما وجه هذا التجاذب و التضاد بين القول و العمل؟!
و إذا أقر الحافظ (في الرد الوافر) لابن تيمية أنه شيخ مشايخ الإسلام في عصره،وقد ذكره في كتبه عشرات المرات، ولم يسمه بهذا اللقب، فلابد أن هناك مانعا صرفه عن تلقيبه بشيخ الإسلام أقله مسايرة التيار، فلم الاستياء ممن ذكر هذه الحقيقة؟!
3ـ من المعلوم أن ابن ناصر الدمشقي كتب هذا الكتاب (الرد الوافر) للرد على العلاء البخاري الحنفي الذي كفر ابن تيمية و كفر من يلقبه بشيخ الإسلام.
ومعلوم كذلك أن ابن حجر كان مخاصما للعلاء البخاري، ناقما عليه، بحيث لم يترجمه كما قال السخاوي في (الضوء اللامع): ((وما رأيت شيخنا ولا المقريزي ولا غيرهما ممن وقفت عليه ذكروه مع جلالته))،لأنه: ((انحرافه عن الحديث وأهله بحيث كان ينهى عن النظر في كلام النووي ويقول هو ظاهر ويحض على كتب الغزالي))،ولهذا كان الداعي إلى مخالفته قويا ومؤثرا في كتابة التقريظ.
قال هذا الأخ:
((وجميع تلكم المغامز المسطورة في (الدرر الكامنة) ليست من كيس الشهاب ولا جعبته!
وإنما نقلها الحافظ برمتها من (فوائد الرحلة) للأقشهري.
وقد صرح الحافظ بذلك هناك في صدر تلك المغامز!
قلت: ذمني في مصر ومدحني في قصر، ما منعه من التصريح هنا كما صرح هناك؟!
قال هذا الأخ:
ومع ذلك يصرُّ البعض على أن يرمي بها الشهاب دون خشية أن يلفحه من شرارات الشهاب ما أصاب قبله ابن الأمين المصري؟!
والأقشهري هذا: رحالة متصوف كان يطوف البلدان وينزل الوديان! وقد جمع في (رحلته) كل غث وثمين يمكن أن يلتقطه كل سائح مغامر!
ومثله لا يعتمد عليه فيما يقول، فضلا عن كون كلامه مرسلا ليس بينه وبين مصاعد حقيقته اتصال!
وهذا الشيخ السائح: لست أعرفه بجرح ولا تعديل! وليس في ترجمته ما يدل على ذلك صراحة!
ومثله في عماية الحال، وانقطاع المقال: لا ينبغي أن يلتفتَ إليه، أو يعول ولو بفضول قلب عليه، بل يُضْرَبُ بينه وبين ناشدي الحقائق بحجاب، وتُغْلَق في وجوه الناعقين بكلامه الأبواب!
قلت: 1 ـ اعتبار حكاية الأكاذيب دون الإشارة إلى كونها أكاذيب، رميا هو الرمي على غير مرمى.
2 ـ من ينقل الغث و الثمين نقل عنه الحافظ كثيرا في كتبه، ومنها (الدرر الكامنة) حيث نقل قوله مسندا إليه: ((وقال الأقشهري في رحلته في حق ابن تيمية بارع في الفقه والأصلين والفرائض والحساب وفنون أخر وما من فن إلا له فيه يد طولى وقلمه ولسانه متقاربان)) فعند المدح سماه، وفي الذم أبهمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ ثم إن الحافظ ترجم الأقشهري في (الدرر الكامنة) ولم يذكر فيه شيئا، فدائما عندنا يقوم المقتضى لا يؤدي ما عليه، بل اعتمد عليه كثيرا، ونقل عنه تارة من كتابه وتارة بالإسناد.
4 ـ وبعض الإخوة لم يفهم لحد الآن أن العتاب يلحق الحافظ من جهتين من جهة عدم تسمية الناقل في موضعها، ومن جهة ثانية عدم مقابلة كلامه بما في مصنفات المترجم له كما أشار إلى ذلك في تقريظه (الرد الوافر) فإن سلم من واحدة غرق في الأخرى.
5 ـ المسألة بسيطة عقدتها التأويلات الباردة، أخطأ الحافظ في حكايته تلك المطاعن أولا.
ثانيا: إن لزم الحال كان عليه تسمية القائل في موضع الذم و القدح وترجمته بما يليق به.
ثالثا: ردها بما ثبت عنده وصرح به في تقريظه.
رابعا: علينا نحن تفنيدها واحدة بعد واحدة بمنهج علمي موضوعي، من خلال استخراج كلام ابن تيمية من كتبه فنقطع الطريق على كبار المغرضين وصغارهم.
6 ـ قد عول عليه الحافظ في عدة من كتبه كـ (الإصابة) و (الدرر الكامنة) وغيرها، ولم يذكره بقبيح قول، ولا ذمه بشيء.
7ـ يرد على كلام الأخ قول الحافظ في التقريظ:
((فالواجب على من يلتبس بالعلم، وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة أو من السند من يوثق به من أهل النقل فيفرد من ذلك ما ينكر فليحذر منه قصد النصح ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء الأنجاب))
فليته فعل حيث قام المقتضى، فتأمل كلام ابن تيمية من تصانيفه المشهورة، ولم ينقل حكايات تالفة دون أن يبين حال ناقلها و يسميه في موضعها، أو يردها كدأب غيره من العلماء الأنجاب.
رد قول آخر:
أما قول أحد الإخوة: إن الألوسي لم يقصد في النص المنقول عنه ابن حجر الحافظ العسقلاني و إنما قصد الهيثمي صاحب (الزواجر من الكبائر)، و أن مرجع هذا الخلط الاعتماد على الحاسب الآلي فلنا عليه مآخذ أصلية وفرعية منها:
1 ـ مقالي لا يعتمد في صياغته ولا في حجيته على كلام نعمان الألوسي إنما ذكر من باب التعضيد لا الاعتماد، و إلا فإنه قد حوى عشرات الأدلة القاطعة، و الوقوف عند هذه المسألة لرد المقال كله تقصير في معرفة أنواع الحجج، و تعمية عن الموضوع الأصلي، فكل متعقب يقف عند جزئية ينفيها، ويظن بذلك أنه نفى الموضوع برمته.
2 ـ ما ذكره النعمان الألوسي من كون ناقل هذه المطاعن لم يسم مصدره، وأن ما نسب لابن تيمية من مطاعن في الصحابة الكرام لا يصح ينطبق على كل ناقل لهذه المطاعن، فما الفرق حينئذ بين العسقلاني و الهيثمي إلا في الشكل.
ومن عنده نسخة من (الدرر الكامنة) فيها تسمية المصدر في النص الذي نسبت فيه المطاعن إلى ابن تيمية أو صح عنده طعنه في الصحابة الكرام فليفدنا به.
3 ـ قد علم صغار طلبة العلم فضلا عن كبارهم أن العلماء لا يزالون يهمون ويتوهمون في العلم فينسبون هذا لذاك، و يخطئون في الألقاب والأسماء و الكنى فشعبة عرف بالخطأ في أسماء الرجال، و النسائي تكلم عن أحمد بن صالح في الفلسفة غير أحمد بن صالح الذي قصده ابن معين، و الحاكم توهم في بعض مستدركاته وتوهم بعده الذهبي، و الأشبيلي توهم في أحكامه فتعقبه ابن القطان الذي تعقبه الذهبي، بل الحافظ نفسه وهم في مواضع عديدة.
فلا يوجد تقريبا من لم يهم في هذا الباب،فهل نقول عنهم أن مرجع هذا الوهم كان سببه الحاسب الطوبي؟!
نقل الألوسي نقد الهيثمي وقال: ((انتهى ما قاله، ونقله ((ابن حجر)) عليه الرحمة))
ثم قال: (((أقول): كان ينبغي من ((ابن حجر)) أن يعزو هذا الكلام إلى الكتاب الذي نقله منه ونسبه إلى ابن تيمية)).
فقوله: (انتهى ما قاله) يقصد الهيثمي حتما ثم استئناف الكلام بقوله: ((ونقله ابن حجر عليه الرحمة))، هذا السياق يقتضي المغايرة كما هو ظاهر، فإن الرسالة التي ذكرها الهيثمي و أنها أرسلت لابن تيمية وفيها ذكر المطاعن عليه ذكرها العسقلاني في (الدرر الكامنة) وهذا الفصل هو سبب اعتقادي أنه يقصد ابن حجر العسقلاني فأنه يستغرب من مثله أن يقول: ((انتهى ما قاله ونقله ابن حجر عليه الرحمة)) لان الأولى أن يقول انتهى كلام ابن حجر، أما الفصل بين القول و النقل فهو سبب الوهم إن كان وهما، فإن العسقلاني نقل نفس الكلام ومثل الهيثمي لم يعزو إلى المصدر، فلا فرق ـ في ظني ـ حينئذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما النقل الثاني فهو وهم مني لأنه سبقه بقوله الشيخ ابن حجر وهذا لقب يطلقه على الهيثمي لا على العسقلاني، هذا من ناحية تحقيق النسبة.
أما من ناحية الموضوع فالمعنى ينطبق على العسقلاني تماما فهو كذلك نقل مسألة طعن ابن تيمية في الصحابة الكرام ولا يصح من ذلك شيء إلا بطريق التوليد.
وعليه أقول:يجب اجتناب السطحية في النقد العلمي بالاكتفاء بنقد ما لا يؤثر في أصل الموضوع، و تناول الموضوع من كل جوانبه فإن الوقوف عند دليل واحد وهو من أدلة التعضيد، و التغافل عن بقية الأدلة خاصة أدلة الاعتماد، و الإحجام عنها ثم إسقاط الحكم الجزئي على المجموع، فهذا من السطحية في العلم التي لا تغني في مثل هذه المواضع.
فالوقوف عند هوامش الأدلة ولوازم البرهان قبل نقض البرهان نفسه، و دون تجاوز ذلك إلى الحقائق العلمية التي يدل عليها التعليل و الاستقراء و الاستنباط، هو سبب ضعف بعض هذه التعقيبات، و قصورها في فهم النسق العام.
وهذا يجعل نظرتنا لعمق الموضوع نظرة زائفة بمجرد تحليل مضمونها تفقد كل قوتها.
إننا حينما ندخل هذا الباب تراجم العلماء ترجمة علمية تميط مخلفات السنين والقرون من التعصب العلمي الحقيقي الذي تدل عليه الأدلة كما سقتها و بينتها لا التعصب كمصطلح في الخطاب الدعوي نغطي به الحقائق و نطمس البراهين الجلية أو نرحل به تجلية الحقائق حفاظا على أكاذيب أو أخطاء تلبست بها كتبنا لا يجب أن يقوم فكرنا على حزمة كبيرة وكم ضخم من المشاعر المبنية عند الفحص الدقيق على عقد النقص أو سوء الفهم.
فهذا المنهج الذي يسمي كل تحقيق علمي موضوعي ـ قد يمس بشخصية علمية بارزة ـ تعصبا يجد نفسه ناقصا قاصرا أمام الحقائق العلمية لما تقذف في وجهه و حينئذ لا ينفعه الإنكار ولا الإهمال أو الترحيل تحت غطاء " هذا تعصب، وهذا طعن و .... ".
إن الخطأ كخطأ ابن حجر في هذه القضية يجب تفسيره ورده، و ممكن تبريره عند من يحب الحافظ أكثر من غيره، لكن لا يجب أبدا طمسه أو تجاهله أو جعله صوابا وهو خطأ فادح واضح، ربما كلما تقدمنا في هذا النقد ازداد وضوحا و استخرجنا منه صورا أخرى لم تظهر لحد الآن في مجالات أخرى.
لقد تكلمت في هذه المسألة دون أن أقلل من قدر الحافظ في علمه ومنزلته بين العلماء، وربما وصفته بما لم يصفه من يظن أنه يدافع عنه، ولكن بعض الإخوة لا يقدر أن يفصل مشاعره عن موضوعيته و حياده في العلم.
إن كل كلام في هذه المسألة و غيرها لا يقوم أولا على إثبات أسانيد النقل و تحليل المعطيات العلمية بحيث نميز تمييزا واضحا بين ما ثبت وما لم يثبت، بين استقطاع الأدلة الجدلية من سياقها الجدلي على أنها أدلة إثبات هو عمل خطابي الغرض منه الدعاية و توجيه العقول، وهو التعصب في حد ذاته.
إن تحقيق الأقوال و فحصها لإثبات صدقها أو كذبها بواسطة معايير الحقيقة الحديثية و الأصولية و التاريخية لا يجعل من عمل الحافظ في (الدرر الكامنة) في هذه المسألة صوابا بل يؤكد أنه أخطأ في تعليقه تلك الخرافات.
وكون بعض الإخوة يعتبر ذلك من أسلوب الحافظ فهو في أحسن الأحوال تقدير يعبر عن لبس في تصور المسألة، لأنه يعبر عن رأيه في موضوع ما لا يرقى إلى مستوى التعليل العلمي لهذه الحقيقة المزعجة وهي أن الحافظ قد تحامل على ابن تيمية في هذا الموطن، وفي مواطن أخرى في مخالفته العقدية في (فتح الباري) ولكن هذه لا تضر فهي خلاف علمي مهما كان الحال.
ومن يتتبع تراجم الحافظ لأصحاب ابن تيمية ولمن كان يدافع عنه أو ينتصر لمقالاته في (الدرر الكامنة) و (أنباء الغمر) يجد أنه قلما نجى أحدهم من وصمه له بالتعصب لابن تيمية، ولم يكن هؤلاء متعصبة، بل فضلاء في العلم و العمل، نصروا الحق الذي اعتقدوه، و دافعوا عن ابن تيمية تماما كما يفعل العلماء، ومع ذلك يصفهم بالتعصب، وهناك عشرات الأمثلة.
لقد تأثر الحافظ بخلفيته العلمية أو بموقف بعض مشيخته أو بما أشاع خصوم ابن تيمية عنه فكان عمله هذا حكما مسبقا لا غير.
فمن لم يكن له نقد و تمييز من المسلمين قد يتأثر بما دونه الحافظ في (الدرر الكامنة) فالكتب التي تضر الناس هي الكتب التي فيها الكذب في الرواية، أو الضلال في الآراء، ولذلك كره تلقي العلم من القصاص،وهذه الترجمة التي في هذا الكتاب من جنس أخبار القصاص.
و إن كان الحافظ من أقدر الناس على التمييز بين المنقول الصحيح و المنقول الضعيف، و بين الآراء الواقعة ضمن الاستنباط و الاستقراء من كلام العلماء وبين الآراء التي هي محض افتراء و محاولة للإيذاء فإن من يقرأ له ليس بهذه المثابة إلا القليل ..
وعليه فإنه وقد أفاد بعض الإخوة في تعقيباتهم إلا أنهم لم يلتزموا صحة الاستدلال على جوهر الموضوع، ولا بينوا القوانين التي تقتضيها الترجمة، ولا حللوا الموضوع تحليلا يسمح لهم بالانتقال الصحيح من اللازم إلى الملزوم، لأنهم فعلوا العكس وهو الانتقال من لوازم الأقوال "التعصب، الطعن" إلى أصل ثبوتها.
و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
أرزيو/ الجزائر في 05/ 05/2010
مختار الخضر الطيباوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 09:07]ـ
جزاكما الله خيراً: الناقل والقائل ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 04:43]ـ
و الثاني منحرف عن السنة و أهلها، مدافع عن البدعة و أهلها، متحامل بالتعصب و التحريف على شيخ الإسلام ابن تيمية و الذهبي، وعلى سائر أهل السنة المحضة الذين انتقدوا من كان يحسن الظن بهم، و يتعصب لهم.
فان كان نفس شيخ الاسلام و الذهبي لم يقولا فيه ما قلت؟؟ نفس خصومه و لم يتعصبوا عليه و لا غمطوا حقه و لا حتى نعتوه بالعداوة للسنة و اهلها ... بل كلامهم بالعكس فيه .. ليس فقط أحسنوا الظن به بل أقروا بامامته و اثنوا على علمه و فهمه و ديانته ... أفان كانوا هم أنفسهم مع وجود عذر المعاصرة التي تقتضي المنافرة لم يقولوا بنصف ما قلت؟؟ أفبعد هذا نعادي و نوالي على شخص ابن تيمية و نصنف الناس على حسب عداوتهم له و موافقتهم له؟؟
ولماذا التوقف عند الجويني و السبكي و الغزالي، و بمنطقه: يجري على هؤلاء ما يجري على محي الدين بن عربي، و الحلاج، و ابن سبعين، و ابن الرومي، و ابن الفارض، و السهروردي المقتول، و هشام الفوطي، و ابن رشد، و ابن باجة و حتى ابن سينا، والقائمة طويلة.
فإن فرقَ بينهم فما موجب التفريق، وما علته، وما حدوده؟!
نفس ابن تيمية و الذهبي و ابن حجر و من شئت و القائمة طويلة فرقوا بينهم .. و نطالبك حفظك الله و نفعنا بعلومك بقائمة و لو صغيرة من العلماء ممن لم يفرقوا بينهم ... فان لم تجد قائمة ... - و لن تجد الا ان شئت التلبيس بالتسوية الجزئية بين الفريقين من باب ان المعاصي بريد الكفر- فأدعوك لتقرأ نهاية المطلب كمثال فقط .. و انظر هل ستجد مثلها للمذكورين .. ما عدا ابن رشد و الذي بسبب بعض جهوده المماثلة ما زالت له في قلوب المالكية بعض حرمة و تعظيم ....
وهذا يوهم الناس أنه يدافع عن عقائد باطلة، ويزين للناس ضلالات غليظة، بتزيين علماء ذمهم أهل السنة ذما قاطعا، لا يجوز بحال مدحهم للناس إلا بالقيود السابقة، صيانة للأمة من الضلالات التي انزلقوا خلفها، و التي لن تروج على أهل السنة مهما استروح بعضهم إلى التأويلات الباردة.
فإن لم يفرق الأخ بين ترجمة العلماء التي من باب العدل نذكر فيها محاسنهم و أخطاءهم، وبين نقدهم في آرائهم العلمية، فقد فاته الكثير في معرفة السنة منهجا وطريقة.
حبذا لو تذكرون لنا من من أهل السنة ذم الجويني و السبكي و الغزالي ذما قاطعا من ابن تيمية الى الشوكاني ... و الا فسيدخل عامتهم تحت معنى هذا الوصف من عدم التفريق بين طرائق النقد .... و الا فان ما عيب به المقال اصلا هو الخلط بين نقد الآراء و نقد الأشخاص ... فلو كان انتقد المطاعن في الدرر لما تكلم أحد .. و لكن التجاوز الى اللمز في نية ابن حجر و مراميه و مقاصده هذا هو الخلط فعلا .. و لعله بهذا يتبين مقصود ابن حجر من ايراد الأقوال دون الترجيح بينها ... ترفعا عن الشخصنة و التركيز فقط على ايصال المعلومات ... و لهذا قلت انه راق ....
وهل يعذر ابن حجر في ذكرها دون الإشارة إلى بطلانها،و الحط على قائلها أم لا؟!
و عليه أساس كل المقال .. هذا سببه و الله أعلم عدم استحضار الفرق بين مناهج المؤرخين و مناهج المحدثين .. و الخلط بينهما و الأصل فيه كلام الامام احمد المشهور ... تماما كمايخلط كثير من الناس بين لسان الميزان و الدرر و بين الميزان و السير ... و العجيب ان المتعصبين من الفريقين يقومون بنفس الخلط ... فبالأمس حط العلامة الكوثري على الخطيب في تاريخه لايراد المطاعن في ابي حنيفة دون تحقيق .. و ألزمه أن يشير الى بطلانها و ان يحط على من رووها .. و قفز للطعن في نيته و منهجه ثم شخصه. مع أن طرائق المؤرخين هنا واضحة و هم ليسوا في مقام الكلام عن أصل من أصول الدين حتى يتشددوا .. و من عاب على الاخباريين من اهل الحديث طرائقهم فانما عابوها عليهم حين يروون ما يمس أصل الدين الذي عليه الموالاة و المعاداة .. فلنا ان تتساءل ان كان ابو حنيفة او ابن تيمية قد أصبحا عن بعض الناس من أصل الدين الذي لا يقبل أن يمس؟؟؟ و أعجب منه ما في المقال من عدم اعذار الحافظ في الاشارة بصيغة التمريض ... فان كنا نعذر المحدث بها في الرواية عن نبينا صلى الله عليه و سلم ... فكيف لا نقبل الاعذار بها في ابن تيمية؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما انها روايات مكذوبة فهذه عندك .. فمن ادراك انها عنده كذلك؟؟ أم انه فرض الرأي على الاخر ... ؟؟ هذا ان سلمنا كما قلنا ان وظيفة المؤرخ هي دائما الرد على جميع الروايات المكذوبة ... وهو لا يلزم كما هو معروف
أما ان الرجل مشهور ... فقف فقط على تراجم المشهورين في جميع العصور و سترى فيها من حشد الروايات و الأقوال حتى في كتب الجرخ و التعديل المتشددة دع عنك كتب التواريخ الخفيفة الشرط ... و قد مثلت لك بأبي حنيفة و خذ ان شئت من في عصره من الامام مالك الى الشافعي فمن بعدهم ممن لا يساوي ابن تيمية عشرهم لا في العلم و لا في صدق اللسان و لا في كثرة الأتباع و لا في وفرة الأعداء ... ممن لهم قدر اكبر في السنة و أعراضهم اشد حرمة من أعراض من بعدهم ... واستفاد منه اهل الباطل اشد استفادة ... بل في سيرة الصحابة بل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما استفاد منه اهل الباطل و مع ذلك قد روي في أكثر المجالات تشددا في شروط الرواية ..
و مع ذلك كان التصنيف العلمي يراعي ايراد المعلومة مسندة ... و يحسن التفريق بين الرواية و الدراية .... و الموضوعية عند المخققين و هو من الأسلوب الراقي الذي قصدته ان تذكر ما للرجل و ما عليه .. و ما تحب ان تورده و ما تكره ان يعرف عنه ... و المؤرخون في هذا بين عال و متوسط و غال ... و ابن حجر في الطبقة العليا منه عند من عرفه ...
ما نقله الحافظ من مطاعن في ابن تيمية، ولم يجب عنها، هي إما كذب محض و إما قول محرف بالزيادة و النقصان أخرج مخرج الذم و القدح، و هذا يستلزم لا محالة أن الأول نقص في الدين يستحل به الكذب، و الثاني نقص في العلم يمزج بين الصدق و الكذب.
و من قال أنه يجب أن يجيب عنه؟؟؟ الا ان يكون ابن تيمية نبيا من الأنبياء يلزم ان يبرأه ابن حجر كما برأ القرآن موسى مما قالت بنو اسرائيل؟؟ ثم ان ابن حجر حكى ما قيل عنه ... قال: قيل عنه كذا و كذا ... لا أنه بصدد بيان حال الرجل فعلا و الا لبين كما حين اقتضى الأمر في التقريظ ... فان كان ما قاله عنه الناس كذبا كان نقصا فيمن قال فيه ذلك لا في ابن حجر ... و لا يلزم من ذلك ان يكون قصد ابن حجر تجويز الطعن فيه .. و مزج الصدق بالكذب ... بل يجوز ان يكون قصده بيان كيف ان الرجل اختلف القول فيه و حكى الناس عنه اشياء مختلفة ... و هذا نفس ما فعله مؤرخون من بعده كالحافظ الكتاني الذي صرح بذلك في أول ترجمته ..
1 ـ الحقائق العلمية لا تتوقف على أسلوب العلماء و مناهجهم في كتبهم، هذا فضلا عن أعراض العلماء حين ننقل مثالبهم دون أن نشير إلى أنها غير ثابتة عنهم، فإن حكاية المطاعن دون عزو إلى قائلها أو التحقيق فيها فيه هضم لحق من قيلت فيه.
وكونها طريقة ناقلي المقالات فهذا ليس بحجة ولا بعذر
هذا كسابقه .. ممكن الرجوع الى كتب التراجم السابقة و كتب ابن حجر لنرى مثالب في علماء لم يصل ابن تيمية الى نصف ما هم فيه .. و أصل ذلك أن لا عصمة لأحد في هذه الأمة الا نبيها صلى الله عليه و سلم ... لا أحد ... لا ابن تيمية و لا ابوحنيفة و مالك و لا أحمد ... فان كان الصحابة انفسهم قد رويت عنهم مثالب دون الاشارة الى تبوثها او عدم تبوثها .. بل الاحالة فقط الى المصدر .. فكيف بمن دونهم؟؟؟ و لان حق لجمهورالمحدثين العيب على الاخباريين في السكوت على هذا لكون الصحبة تمس أصل الدين لا لغير ذلك .. فعلى اي اساس يحق في غيرهم؟؟ مع ان غير الجمهور من بعض المحدثين كابن عبد البر و غيره لم يتابعهم على ذلك و خاضوا في الذي خاض فيه الاخباريون ... و مع ذلك من أوجب على المؤرخ ان يحقق في كل ما ينسب لعالم من العلماء؟؟
أما ان هذا ليس من منهج الحافظ .. فايراك لسان الميزان هو من باب الخلط الذي قلنا ممن يخلطون كتب الجرح و التعديل التي تستلزم الترجيح بكتب التراجم ... ثم ان كلامه في المثال المذكور انما هو في صلب مادة الكتاب ... و منهجيته .. ثم ان كون منهج ابن حجر على اسلوب معين لا يستلزم انه يسير عليه دائما ... فالمعروف عن ابن حجر قلة ترجيحاته .. و قد كنت سبرت قديما ترجيحاته الفقهية في ما يحكيه في الفتح فما تجاوزت العشر .. بل بدا لي ان نفس الترجيح عنده في كتب البلاغة أكثر منه في كتب الحديث و في كتب الحديث أكثر من كتب التواريخ ... و مراده في الغالب هو توضيح الصورة و ترك القارئ يأخذ انطباعاته بنفسه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدلك على أنه لم يلتزم بمعايير موحدة مقدمته للرد الوافر التي يحتج بها بعض الإخوة فإنه سلك فيها منهج الإنصاف، وهو منهج مغاير لمنهجه في (الدرر الكامنة) فيما يخص ترجمة ابن تيمية، وهذا واضح
طبعا هو اوضح من النهار ... اذ المقامان مختلفان ... و ذاك مقام مؤرخ يفترض فيه الحياد وهذا مقام تقويم و دفع يفترض فيه ابداء الرأي ... فالغلط هو فيمن يوجب ان يكون الأسلوب فيهما واحدا ... و نحن الان في معاناة لكي نتعلم جميعا هذه الثقافة ... ثقافة ايراد ما للناس و ما عليهم ما تحب و ما تكره .. او على شعار هذه الأيام الرأي و الرأي الآخر .. دون ان يستلزم ذلك شخصنة المواقف ... و العجيب ان نعيبه على ابن حجر وهو مما يستحق ان يعد من مزاياه
هذا هو المشكل لأننا عندما نأتي إلى منارة في العلم اختصم فيها الناس و انقسموا إلى موافق ومخالف
و هو المطلوب يا سيد ... أن ينقل اختصام الناس فيه و انقسامهم ... فكيف كنت تعرف اختلافهم فيه ان لم ينقله لك؟؟ أما انه نقل عن الأقشهري فقد نقل عمن قلت انه لم ينقل عنهم في الجهة المقابلة ... و ان كان الأقشهري مجهولا فهؤلاء معروفون ... و هذه في نظري أفضل ظريقة لتقرير منزلة شيخ الاسلام .. اذ تبين انه لم يعارضه و لم يتكلم فيه الا مجهولون ... و هذا أدعى للتصديق مما لو أتيت برأي واحد و عرضته ... فسيفترض فيك الاستبداد و انت مؤرخ يجب ان تلتزم الحياد ... وما قال أحد ان نقل الحقائق في الكتب العلمية على درجة واحدة .. و لاان التحقيق فيها يجب ان يكون على وتيرة واحدة من الوجوب ... فالأوقات ثمينة لا تستحق ان تهدر لا في ابن تيمية و لا في غير ابن تيمية .. و لا يعطى أحد أكثر من حقه ... و من عرف سياسة العلم عرف استحالة التحقق من كل شيء و الرد على كل شيء ... و هذا عرفه سلفنا فجعلوا لكل حقل شروطه من التشدد و التساهل فما الحديث كالسيرة و لا السيرة كالجرح و التعديل و لا هذا كالتأريخ و لا التأريخ كالأدب .. و لهذا و ضعوا قواعد في التخفف و ان من أسندك فقد أحالك .. الخ ... ادراكا منهم لقيمة الوقت .. و ان الحقائق بأهميتها .. فمهما بالغت في ابن تيمية او حتى في ابي حنيفة او في مالك ... فليس شخصه مما يستحق أن يشتغل بالدفع عنهم كما يستحقها من هم أوجب منهم من الصحابة .. و لا الصحابة كالأنبياء صلوات الله عليهم .. و هذا التدرج أدركه ابن حجر الذي هو نفسه مدرسة قائمة بنفسها في علم التاريخ .. فمن طالبه بعكس ما هو من هذا المنهج .. بان يتحقق من أي شيء و من كل شيء ... فقد أراد منه شيئا لم يرده منه حتى غلاة المستشرقين ... و الله أعلم
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 11:43]ـ
أخي الفاضل ابن الرومية ..
أسألك سؤالا ولم أقرأ بعد كل ما جاء في ردكم الكريم!
إلا أن قولكم عما نقله ابن حجر من كلام قيل في حق ابن تيمية بالأسلوب الراقي،- ولكونها هي المسألة التي أثير من أجلها وحولها الموضوع من أساسه-، فإن ذلكم جعلني أقف معكم أخي الكريم لأسألكم سؤالا قد نعلم بناءً عليه إذا ما كان أسلوبه بهذا الرقي الذي تدعيه!!، أم لنا أن نقول بخطئ ابن حجر في حق ابن تيمية رحمه الله تعالى مع حفظنا لمكانته، فإن قولكم: ((هو من الأسلوب الراقي الذي قصدته ان تذكر ما للرجل و ما عليه .. و ما تحب ان تورده و ما تكره ان يعرف عنه))!!
يجعلنا نورد لكم سؤالنا الذي يقول:
الشق الأول:
-هل تظن أولا بأن ابن حجر يعتقد صحة ما قيل في ابن تيمية أو بعضه؟ أم لا؟
الشق الثاني:
- هل تعتقد أنت بصحة شيء مما قيل في حق ابن تيمية أم لا؟
الشق الثالث:
- إذا ما قُلت بقبول خبر عن ابن تيمية -سواء ما قبلته أنت أو ابن حجر- فهل لقبول الأخبار عندكم شروطا تختلف عما نعلمه من علم الحديث.؟
الشق الرابع:
- هل هذا الاسلوب الراقي في نقل الأخبار دون تثبت ولا تحقق - ودونما إسناد ولا ما يدل على عدم صدق الخبر - موافق لأحكام الشريعة؟
فإن قلت: بلى!،قلنا: فما دليلك؟
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 12:47]ـ
يا اخوان بارك الله في الجميع لا شيخ الاسلام ابن تيمية ولا الحافظ ابن حجر ولا ممن جاء بعدهما ولا من قبلهما من الصحابة الكرام فمن بعدهم الى الآن ثم الى قيام الساعة معصوم عن الخطأ ومن اعتقد العصمة في غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ضال مضل فاذ الامر كذلك فأين الاشكال في خطأ ابن تيمية او ابن حجر؟ القضية هي اثبات كون الكلام المنسوب الى معين هو خطأ وثانيا تحقق نسبته اليه فعلا فأن ثبت الامران كان الشخص مخطئا بلا ريب مهما بلغت مرتبته ولا يضره ذلك فكل احد- قطعا- يصيب ويخطئ و يؤخذ من قوله ويترك الا المعصوم نبينا صلى الله عليه وسلم.
وكون ابن حجر او السبكي اوغيرهما كان فيه تعصب او تحامل على شيخ الاسلام حتى ينقل عنه ما لا يكون ثابتا عنه فهذا من طبيعة البشر عند الاختلاف والمعصوم من عصم الله عز وجل ولا يغض ذلك من مكانتهما العلمية والله يسامح الجميع ويغفر لهم والله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 03:00]ـ
إلا أن قولكم عما نقله ابن حجر من كلام قيل في حق ابن تيمية بالأسلوب الراقي
هذا نفسه فيه دلالة على ما قصدته .. فقولي أن نفس أسلوب ابن حجر في ايراد ما بوسعه من الآراء حول الرجل هو الموصوف بالراقي ... لا ما نقله ابن حجر من كلام ... أسلوبه في معالجة الوقائع بحياد بغض النظر عما يعتقده هو ..... هل يعتقد هذا الجانب ام ذاك ... ليجعل قارءه مشدودا الى ما قيل لا الى من قال ... و ان يقدم للقارئ نصا في الأدب التأريخي خاليا ما أمكن من مشاعره هو و اعتقاداته هو و تصوراته هو .. لينقل الوقائع كما هي بما أمكنه من التجرد .. ما يكسب نصه التاريخي مصداقية موضوعية قد يقر بها ختى أتباع نظريات نقد النصوص الأكثر تطرفا في المطالبة بموت المؤلف في النص التاريخي ... و هذا ما تلمسه من خطته في التأريخ ما ينم عن فهم واضح و ناضج عنده لمهمة المؤرخ ووظيفته و فصلها عن مهمة الفقيه او المحدث او اللغوي او العقائدي ... ففي نصوصه تجد تناولا تاريخيا شموليا لكافة عناصر الواقع التاريخي ز جميع فئات المجتمع ... مهما اختلفت أجناسهم او أصولهم او مذاهبهم او مناصبهم او دياناتهم او حرفهم او علومهم ... بعيدا عن ما يعتقده هو .. محاولا في كل ذلك رسم صورة أقرب ما تكون الى الواقع حتى وصل الى تدوين الأحداث اليومية و أحوال العامة فيما يعد صفعة لمن اتهموا المؤرخين المسلمين بانهم مؤرخو الخاصة و مؤرخو الملوك ... و لهذا تجد مكانة ابن حجر كمؤرخ ذا قيمة واقعية كبرى عند المهتمين بالنقد التاريخي سواء من المسلمين او من المستشرقين ... و ان تدخل او عقب فللتنبيه في الغالب على مناقضة واضحة لوقائع ظاهر دون ان يجزم جزما تاما .... و نفس ادراك هذه الفروق و ما هو أدق منها ... هوالذي يضع أسلوب ابن حجر كمؤرخ بعيدا عن اسلوب من يعتقد امتلاك الحقائق المطلقة من المؤرخين في أي شيء يتعرض له ... و لاعجب .. فالرجل تلميذ و شيخ لفحلين من فحول النقد التاريخي و فلسفة أصوله .. ابن خلدون و السخاوي ..
و لهذا حين لم أكن ملما بمقاصد ابن حجر و لا فقهت التمايز بين منهج اهل الحديث و منهج المؤرخين و ومعالم مدرسة ابن حجر في التمييز بينهما و بين شروطهما و بين أساليبهما كنت كثيرا ما أسأل نفس الأسئلة: هل يعتقد ابن حجر كذا؟؟ هل يناصر كذا؟؟؟ .. مع غفلتي طول الخط عن ان ابن حجر لا يقصد أصلا بيان ما يعتقده هو او ما يتصوره هو .. ما جعل قرائتي له بهذا التعصب اللاواعي مضيعة للوقت معيبة .. تماما كما اتفق الوجهاء على عيب قراءة الشيخ الكوثري لتأريخ الخطيب و عيب قراءة الشيخ السبكي لتأريخ الذهبي .. فتجدهم يسألون على طول الخط ... و لم طول في ترجمة فلان الحنبلي؟؟ و لم قصر في ترجمة فلان الأشعري؟؟ أو اين تحقق المحدث من اخبار في العالم فلان؟؟ أوليس ذلك دالا على تحيزه و بغضه لجماعتي و طائفتي؟؟؟ ألا يدل ذلك قطعا على نيته الدفينة وووو ... و انا المسكين ما دريت أن الرجل أصلا في عمله لا يقصد السير على ما يعتقده و لا على ما يتصوره بل ينحو الى عرض الوقائع كما هي ما امكنه التجرد منها .... لهذا كل ما أنصح نفسي به و غيري ... أن يطلع أولا على معالم مدرسة الشيخ في التاريخ ثم بعد ذلك يحكم على تطبيقاتها من أصولها .. و سأضع لكم ان شاء الله نصا للشيخ نفسه يجيب فيه على موضوعنا و كأنه مشارك معنا و متابع لكلامنا فيه:)
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 04:28]ـ
بارك الله فيكم على هذا التعقيب الذي حوى فوائد طيبة.
والحق معكم، وهذا لا يخفى على أي قاريء منصف.
فأتمنى أن لا يشغلكم أمر التعقبات عن هدفكم الأساسي، ونحن في انتظار باقي السلسلة.
بارك الله فيكم .. وسددكم.
و من قال أنه يجب أن يجيب عنه؟؟؟ الا ان يكون ابن تيمية نبيا من الأنبياء يلزم ان يبرأه ابن حجر كما برأ القرآن موسى مما قالت بنو اسرائيل؟؟
أخي الكريم .. حين قرأت كلماتك هذه، قلتُ في نفسي: ليته سكت.
وهل يجب الدفاع وتبرئة الأنبياء فقط؟ وإن لم يقم بهذا ابن حجر نفسه .. يُستنكر على غيره أن يقوم به؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 04:40]ـ
لا هذا و لا ذاك .. فكما لا يحق الاستنكار على من دافع عن شيخ الاسلام .. لا يحق أيضا ايجابه على من لم يفعل ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 11:09]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك أخي ابن الرومية ..
أنا لست من أنصار الزراية على ابن حجر بسبب فعلته في ترجمة الشيخ، لكني كذلك لست من أنصار رفع اسم الجناية عن فعلته ..
أخي الكريم:
من محكمات هذا الدين وجوب التبين والتثبت قبل نسبة الوقائع والأخبار،ووجوب العدل والقيام بالقسط والشهادة به بين الناس، وهذا المحكم لا يخدش فيه ادعاء منهج تاريخي ولا طريقة في التراجم، وهذا أمر لا ينبغي أن يُختلف فيه أصلاً ..
ويُخفف من وطأة هذا الوجوب السابق أن يحكي الناقل للواقعة والخبر، الواقعةَ والخبر عن حاكيها الأول فيُسند إليه ويحيل فتنتقل الجناية له، ويظل موقفه هو من وجوب التعليق والتعقيب وإيهام الموافقة أو اعتقاد المخالفة = من موارد الاجتهاد السائغ والنظر الواسع ..
أما ما فعله الحافظ فهو نقل لوقائع لا دليل على وقوعها وحكاية تهم لا حجة على ثبوتها ثم هو لم يسندها لحاكيها ولم يرفعها لمفتريها.،ثم هو لم يعلق عليها بما يجزيء عن الإسناد والإحالة ..
وعليه: فلم يترك الحافظ لأحد مجالاً في رفع اسم الجناية عن فعلته،ولا يسعه لا منهج تاريخي ولا طريقة في التراجم في رفع اسم هذه الجناية عنه.
و الله هو القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}
والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
والقائل: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}
والقائل: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ}
والقائل: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}
والقائل {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}
فهذا من محكمات الدين الذي أرسل الله به نبيه صلى الله عليه وسلم وجعل اتباعه واجباً على كل أحد لا يسعنا مخالفته ولا أن نضرب في عنقه بمنهج تاريخي أو طريقة في الترجمة، بل كل منهج وطريقة فإنما حقها أن تُعرض على هذا الوحي المحكم فإما وافقتها وإما ضُرب بها وجه صاحبها كائناً من كان ..
فضلاً عن أن الصواب: هو أن التراجم هي موضع العدل والوزن والقيام بالقسط وهذا هو الحق الذي لا ينبغي أن يحيد عنه -عندي-إلا من يجب أن يكسر قلمه دونها ..
وطريق النظر الذي أراه يسع المجتهد في فقه هذا الحال هو الاعتذار عن الحافظ بنفس ما يُعتذر به عن الذهبي وغيره ممن ربما وقعوا في الشيخ أو أظهروا وذكروا ما مضمونه قدح فيه؛كي لا تصل بهم الحال لأن يركبوا الحمار بالمقلوب لتقذفهم صبيان الأسواق بالنافق من مزابلها.
أما رفع اسم الجناية عن صنيع الحافظ هاهنا فهو تضييع للحق تحت وطأة تعظيم الخلق وهو أمر معيب جداً ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 11:26]ـ
والحق معكم، وهذا لا يخفى على أي قاريء منصف.
قولك أخي أسامة هذا تعميم لو حوققت فيه وطولبت بإثباته على مرّ الدهر ما استطعت
لا يصح أن تطلق هذه الدعوة وأنت لم تطلع على رأي جميع القراء
بل نصفهم
بل ربعهم
مع أن الظاهر لك من خلال تعقيبات القراء وغيرهم عكس ذلك
والأمر هين ...
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 02:06]ـ
والأمر هين ...
هو ذاك أيها الحبيب "فيما بيننا"، إلا أن هذا الكلام المنقول -كان ولازال- مستخدمًا للتشنيع على شيخ الإسلام.
وما قام بسطره طار به خصوم شيخ الإسلام، وما خصومه إلا أناس إتخذوا عقيدة السلف خصمًا لهم، لا شيخ الإسلام نفسه.
ولكن لا يملكون إلا التشنيع لضعف حججهم، فشنعوا عليه في حياته .. وحتى بعد مماته؟!
المطاعن المذكورة أوردها الحافظ بصيغة تمريض وغير مسندة، لذا تجد هناك من يعتذر عنه.
أليس الاعتذار يكون عن الخطأ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولئن أحسن .. {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ}، ولكن لا منهج علمي يعتذر له به، وإنما هذا الاعتذار حبا لابن حجر .. مع أشياء اجتهادية بالنظر والاستقراء، وغير مسلم بها.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:31]ـ
وطريق النظر الذي أراه يسع المجتهد في فقه هذا الحال هو الاعتذار عن الحافظ بنفس ما يُعتذر به عن الذهبي وغيره ممن ربما وقعوا في الشيخ أو أظهروا وذكروا ما مضمونه قدح فيه؛كي لا تصل بهم الحال لأن يركبوا الحمار بالمقلوب لتقذفهم صبيان الأسواق بالنافق من مزابلها.
أضحك الله سنك شيخنا .. بلا شك المؤلف ليس نحلة تموت بعد لسع الوقائع بلغته ... فلا شك ان الحافظ متأثر ببيئته و تحرزه من الشافعية الذين ما كانوا يتحملون منه مدحا في ابن تيمية .. و لكنها ليست بالصورة الكاريكاتورية التي ذكرتموها .. فما وقع ذلك مع ابن ناصر الدين على كثرة تقصد الشافعية له مع أنه كان يعادي بعداوته ويحب بحبه و يعلن ذلك أمام الملأ .. و انما كانوا يفعلون ذلك مع من أشاع أواظهر بعض أقواله لا على من مدحه او أعلى من شأنه .. فالقضاء في ذلك الوقت على الفساد المستشري كانت ما زالت فيه نوع استقلالية و رصانة في النظر الى المصالح و الأقوال أكثر من النظر في الأشخاص و التحزبات ... و في رأيي أن من أنصف يجد أن ابن حجر فعلا كان يتحرز من أن يظهر بمظهر المتشيع لابن تيمية و المنحاز له .. فنقل ما يقول به الخصوم من الجهة المقابلة ... و لكن في نفس الوقت من أنصف يرى أنه لم يقل به و لا تبنى تلك المطاعن و لا أقرها و لا جزم بمضمونها بل نقل كل ذلك بصيغة التمريض حتى لا يغتر به من يقرؤه بل و أسند الى قائلها ... (و لاأدري لم يصر الاخوة على أنه لم يسند مع أن بعض الاخوة قد بين اسناد ابن حجر تلك المطاعن الى صاحبها كما بينه الشيخ أبو المظفر السناري في تعليقه على الموضوع الأصلي للشيخ الطيباوي حفظه الله) .. و في الجهة المقابلة نقل ما يأتي على كل ذلك من أقوال اهل العلم المشهورين ... فنسبة المطاعن له على هذا و الكلام في نيته بسببها قصور عن فهم منهجه في التاريخ و فهم لواقعه معا ... فيما يبدولي طبعا .. فالرجل في كل ما يقول انما كان بصدد نقل ما قيل على أنه قيل و بيان كيف انه اختلف فيه ... لا أنه بصدد بيان ما صح فيه او لم يصح ... و هذا قد فعله المؤرخون كثيرا في من هو فوق ابن تيمية ... ينقلون ما قيل له و ما قيل فيه ... و هذا ما لا يقبله منه لاالمحبون لا بن تيمية و لا المبغضون له كما أشار الذهبي أنه ناله لمنهجه هذا أذى من الجانبين ... و ينصبون الخلاف فيه بين المؤرخ و المؤرخ له .. مع أن له فوائد تاريخية بعيدا عن تقييم مجرد للمترجم له من المترجم ...
"ومن خالطه وعرفه فقد ينسبني إلى التقصير فيه ومن نابذه وخالفه قد ينسبني إلى التغالي فيه وقد أوذيت من الفريقين من أصحابه وأضداده":)
و ان شاء الله أضع ان يسر الله كلاما لابن حجر في أصوله التأريخية توضح شيئا كثيرا من تصرفه ... أرجو الله ان اقع عليه قريبا حيث كنت قرأته
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 06:37]ـ
و ما يفيد أيضا في معرفة الرقي في أسلوب ابن حجر و ادراك انتقاءه الذكي في اخراج الترجمة على ما هو معروف في عصره و العصور التي بعدها من الضجة المثارة حول شيخ الاسلام .. و هو مما لن تتفظن له ان كنت تنظر لصوره الثلاثية الأبعاد بعين واحدة ... ايراده صورة بانورامية للجهة المقابلة لشيخ الاسلام في نص الأقشهري .. و كلها اما كلام مرسل قليل القيمة العلمية و ممثله اما مجهول و اما من لا قيمة له في الوسط العلمي ... ثم أورد بعدها مباشرة لقطات سريعة و حاسمة من المحايدين من أصحابه و أقرب الناس اليه ممن رآه و عاشره لا ممن يرسل الكلام على عواهنه .. و خاصة تعليق ابن سيد الناس الذي أتى فيه على جل ما ذكره الأقشهري .. و الذي زعم الشيخ الطيباوي ان ابن حجر لم يورد شهادته.ثم ختم بالضربة القاضية بايراد شهادات من خصومه و الذين ردوا عليه فتاواه كالسبكي و العلائي ... وكلها كلام من مثل:
شيخنا وسيدنا وإمامنا فيما بيننا وبين الله تعالى شيخ التحقيق السالك بمن اتبعه أحسن طريق ذي الفضائل المتكاثرة والحجج القاهرة التي أقرت الأمم كافة أن هممها عن حصرها قاصرة ومتعنا الله بعلومه الفاخرة ونفعنا به في الدنيا والآخرة وهو الشيخ الإمام العالم الرباني والحبر البحر القطب النوراني إمام الأئمة بركة الأمة عليه السلام ضي الله عنه ضي الله عنه علامة العلماء وارث الأنبياء آخر المجتهدين أوحد علماء الدين شيخ الإسلام حجة الأعلام قدوة الأنام برهان المتعلمين قامع المبتدعين سيف المناظرين بحر العلوم كنز المستفدين ترجمان القرآن أعجوبة الزمان فريد العصر والأوان تقي الدين إمام المسلمين حجة الله على العالمين اللاحق بالصالحين والمشبه بالماضين مفتي الفرق ناصر الحق علامة الهدى عمدة الحفاظ فارس المعاني والألفاظ ركن الشريعة ذو الفنون البديعة أبو العباس ابن تيمية
فلا أدري كيف بعد هذا الأسلوب الراقي في ترك الصور تتحدث بنفسها أن يتفق المتغالون في حب ابن تيمية مع المتغالبن في بغضه على أن ابن حجر أراد الطعن في شيخ الاسلام .. أتذكر كلاما جميلا لمصطفى العقاد رحمه الله حين سئل عن الدرجة الاحترافية الأعلى التي قد يصل اليها المخرج المبدع فأجاب بما معناه: ان يصل الى درجة ان يحيطك علما بكل ما امكنه من صور المشهد .. دون ان يتقصد اخبارك بكل شيء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 06:45]ـ
/// لم يشترط أحد من أهل العلم _فيما أعلم_ على أهل التاريخ أن ينقدوا ويعقبوا على جل ما ينقولونه في تواريخهم المصنفة
ومن اشترط عليهم ذلك لزمه تلبيس الجناية بأغلب المؤرخين وكبارهم من الطبري إلى عصرنا هذا
/// لو اشترط ذلك المؤرخ على نفسه لكان ذلك عائقا ومانعا له من وضع كتاب في التاريخ لصعوبة ذلك الأمر ولأنه سيضطر لترك كثير من الأخبار المحكية فيكون ذلك خروجا عما وضعت له كتب التواريخ
/// الحافظ قد نقل عن غيره ولا يشترط أن يسند للقائل الأول
إما لأنه لم يميزه أو لأنه محكي عن جماعة مبهمين: (قام عليه بعض العلماء) (شهد عليه علماء عصره .. ) ونحو هذا
وإما لغرض آخر قد يكون سببه شهرة حال ابن تيمية وما يحكى عنه في عصره
ومعلوم حال ابن تيمية في عصر الحافظ
وإذ كان ذلك واردا لم يصح التمسك بهذا المسلك لتعصيب الجناية بالحافظ
وبالجملة:
حرف المسألة في القانون الذي يسير عليه المؤرخ حالة تصنيف تاريخه
/// والذي أعلمه أن الحافظ الذهبي انتقد شيخ الإسلام عن علم ودراية واجتهاد وورع وتقوى وإنصاف
لا خوفا ... وقد يكون
من أجل الحالة السياسية والعلمية المشهورة في ذلك العصر
لكنه مجرد احتمال
يدفعه ما نعلمه من حال الذهبي علما وورعا وإنصافا
ومن سياق كلامه وعباراته
فإنه قال فيما أذكر بل أنا أخالفه في مسائل أصلية وفرعية
وأن خطئه مغفور في بحر صوابه وعلمه
/// وكذا الحفاظ ابن رجب إنما رد على شيخ الإسلام عن اجتهاد وعلم لا عن هوى وخوف
وإن كان يضيق عليه من الطرفين
إلا أن من علم منهج ابن رجب العلمي
علم أنه ما رد على شيخ الإسلام إلا انطلاقا من أصوله التي اعتقدها عن اجتهاد وعلم
فالقول بأنه مال إلى الأشاعرة وداهنهم وتحامل على شيخ الإسلام من أجلهم تهمة عظيمة وبهتان كبير وقول عري عن الصحة
/// كما ينبغي التنبيه على أمر
وهو اختلاف صورة شيخ الإسلام في ذلك الزمن عن صورته في زمننا
فهذه الاتهامات والشائعات المنسوبة له لم تكن واضحة البطلان في تلك العصور والأزمان كما هي في هذا الزمان والأوان
فلا يقاس ذلك الزمن على هذا الزمن
وأين المدافع عن شيخ الإسلام في ذلك الزمن؟
وإن وجد فأين هو من الحافظ ومن شيوخه؟
/// كما أني أحب أن أنبه على أمر آخر
وهو أن الحافظ لو رد على شيخ الإسلام وشنع عليه في بعض المسائل المنسوبة له كما فعل في مسألة الزيارة
فليس ذلك مسوغا للطعن فيه والحط من قدره
لأنه ما فعل ذلك إلا عن اجتهاد وعلم لا عن تعصب وهوى
وأرجو أن يفهم الكلام على وجه من غير زيادة فيه.
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 07:21]ـ
ومما يتعلق بأصل المسألة
وأرجو أن ينتبه له الشيخ الطيباوي:
/// ما قاله جمال الدين بن عبد الهادي الحنبلي في ترجمة ابن حجر من الرياض اليانعة قال: " كان محبا للشيخ تقي الدين بن تيمية معظما له جاريا في اصول الدين على قاعدة المحدثين
ولهذه العلة كثير من الشافعية ينتقص حقه ولا يبلغ به في التعظيم منزلته كفعلهم ذلك مع ابن ناصر الدين".
نقله السخاوي في الجواهر
فمع ما تقدم من تقريظه لكتاب ابن ناصر وهذا الذي نقله الجمال ابن المِبْرَد لم يصح العنوان والمقال أوالسلسة وبان بعده عن التحقيق الغلمي والعدل والإنصاف
كما لم يصح مع ذلك تلبيس الجناية بالحافظ لمجرد نقله تلك الاتهامات في تاريخه
والحالة هذه من ورود الاحتمالات الدافعة لذلك
وصريح المنقول عنه خارج تاريخه
والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 07:34]ـ
1 - الجمع بين عدم البيان وعدم إسناد المقالة لقائلها ظلم وحيف لم يقع فيه الطبري، ولو وقع فيه من وقع فهو ظلم وحيف بنص القرآن القاضي على كل أحد.
2 - الذهبي انتقد الشيخ بشعبتين،شعبة الرأي والنظر، وشعبة الرهبة التي جعلت من الشائع عنه في عصره أنه أشعري بظن، ولا يشيع هذا عنه ولا يرده إلا برهبة.
3 - ومثله ابن رجب ومن علامات شعبة الرهبة تغير حاله ورجوعه المباشر عن الإفتاء بفتاوى ابن تيمية لما أنكروا عليه فتياه بها وهذا التغير بعد الإنكار من علامات الرهبة ولاشك ولذلك عبر عنه الحافظ بلفظ: ((فأظهر .. )) الدال على المداراة والمواربة ..
4 - وحرف المسألة أن كل قانون يدعيه مؤلف أو يُدعى له فهو محجوج بمحكمات الوحي التي تعلو ولا يعلى عليها.
5 - إرهاب الأشاعرة وسطوتهم وحربهم على من يظهر منه موافقة الشيخ أو يُظن أنه محسوب عليه أمر واقع مستفيض تاريخياً لا ينكره إلا جاهل أو مكابر، ووقوع بعض أهل العلم فيه إن ثبت بأدلة وشواهد = لا يُنكر وهو من الضعف الذي يعتري البشر فهم غير معصومين لا في أقوالهم ولا في أعمالهم وإنما يستهول ذلك من كانت في قلبه نفثة عصبية تملك عليه قلبه ولسانه وتحول بينه وبين دقة النظر وتحريره.
وشواهد وقوع ذلك للذهبي ولابن رجب ولابن حجر لا تخفى إلا على من يعرف أحوالهم وأخبارهم وإنما ينتصب بمجرد الحجج الجدلية الخطابية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 08:24]ـ
أما رفع اسم الجناية عن صنيع الحافظ هاهنا فهو تضييع للحق تحت وطأة تعظيم الخلق وهو أمر معيب جداً ..
الجناية: هنا لفظ غليظ يصادم الواقع!
وقد بينَّا من قبل: أن الحافظ قد أبرأ عهدته عندما أحال تلك المغامز على غير مليء!؟
والطريف: أن بعض الأصحاب لا يزال يصر على أن تلك الطعون إنما انشقَّت عن البداء بها حلاقيم الشهاب بادي الرأي؟!
والحاصل: أن المحكم عندنا في تلك القضية هو ثبوت تعظيم شيخ الإسلام أبي العباس عند أبي الفضل، فما أوهم غير هذا التعظيم مما يقع هنا وهناك = فهو من قبيل المتشابه الذي يجب ردُّه إلى ذلك المحكم.
على أن طرفًا من تلك المغامز التي غامر البعض باتخاذها وليجة للنيل من أبي العباس = قد تناقلها البعض بالإسناد!
فلو جازفنا بكون أبي الفضل كان يرى صحتها؛ فلذلك أمسك عن كشف ما فيها من الدخل والزغل! فالرجل مجتهد لا تثريب عليه.
وإنما التثريب: هو على الذين يريدون تعصيب الجنايات برقبة الشهاب؛ انتصارًا لمن هم بصدد الذب عن أعراضهم!
وللحافظ ابن الذهبي: كلام ثقيل في حق شيخ الإسلام، ذكره في رسالته (الزغل) فزاغت لأجله أبصار المحبين والشانئين على السواء!
مع أن ذلك الكلام: غاية ما فيه لا يخلو من جريان حكم المتشابه عليه ورده إلى المحكم من تعظيم شيخ الإسلام عند ابن الذهبي الحافظ.
وإن كنت أراه كلاما فيه حظ كبير من النظر.
وهو في كل الأحوال: رأي إمام مجتهدٍ عن علم وإنصاف ومعرفة، وليس عن جهل وعصبية وغمطٍ للناس حقوقهم!
تمامًا: كرأي ابن معين في الشافعي، وأكثر المحدثين في أبي حنيفة، وقد تهور من رمى هؤلاء بالعصبية والحسد فيما صدعوا به من الحق عندهم!
[لطيفة] يبدو لي أن شيخ الإسلام أبا الفضل الحافظ مشى في ترجمة شيخ الإسلام النميري على طريق المحدثين في الإغراب والتفرد بالفوائد عن أقرانهم!
فلذلك تراه: أغرب بنقل عبارات في ترجمة (شيخ الإسلام) لا تجدها عند غيره أصلا! كنقله من (رحلة الأقشهري) التي هي أعز من بيض الأنوق!
ولا أعلم أحدًا من أهل الدنيا قد نقل من تلك الرحلة سواه!
فلعله خشي إفساد ما تفرد به عن غيره بتجريحه وتشريحه! واكتفى بأن جعل أعجاز الترجمة تردُّ على صدورها!
[لطيفة أخرى] قال أخونا أمجد:
ما قاله جمال الدين بن عبد الهادي الحنبلي في ترجمة ابن حجر من الرياض اليانعة قال: " كان محبا للشيخ تقي الدين بن تيمية معظما له جاريا في اصول الدين على قاعدة المحدثين
ولهذه العلة كثير من الشافعية ينتقص حقه ولا يبلغ به في التعظيم منزلته كفعلهم ذلك مع ابن ناصر الدين".
نقله السخاوي في الجواهر
وددنا لو عزا أخونا هذا الكلام إلى (الجواهر) بالجزء والصفحة؟!
وهذا النقل المفيد من (الرياض اليانعة) يقابله نقل فاحش في حق ابن حجر تجده في تر جمته من ذلك الكتاب نفسه!
وقد بحثت عن (الرياض) كثيرًا فلم أظفر به في فهارس المخطوطات التي بحوزتي!
لكني وقفت: على من نقل منه أكثر ترجمة الحافظ ابن حجر؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 08:44]ـ
بارك الله فيكم ..
من أشهر أخطاء النظر وأكثرها شيوعاً= إقامة ممانعة ومنافاة بين الجناية والاجتهاد وما أكثر ما يؤتى الناس من جهة هذا الخطأ ..
فلسنا ننكر أن الحافظ ومن قبله الذهبي قد فعلا ما فعلا عن شعبة من الاجتهاد والنظر، وإنما محل البحث في جهتين:
الأولى: أنه كان مع شعبة الاجتهاد شعبة رهبة حملتهم على الوقوع في الشيخ قولاً ونقلاً،وحمل هذا الوقوع على الرهبة وذر الرماد أحب عندي وأشبه بحسن الظن من حمله على الهوى،وحجة تلك الشعبة (إن هوى وإن رهبة) هي مخالفة المقول والمنقول للواقع بما هو من صور الكذب والظلم للشيخ، وجريان هذا الظلم من غير حجة ولا سبب علمي من رجلين لم نعتد منهما مثله؛بما يمنع أن يكون ذلك عن محض اجتهاد ..
الثانية: أن الظلم الواقع على الشيخ منهما (قولاً ونقلاً) هو نفسه جناية،هذا هو اسمها، أما الاعتذار والإعذار بالاجتهاد ونحوه فهذا يمنع وقوع إثم الجناية ولكن لا يرفع اسمها.
تنبيه: تستعمل (الواو) عند العرب في موضع (أو) ..
تنبيه (2): فليُضف لإغراب الحافظ عزوه في ترجمة الشيخ خبراً مكذوباً مفترى لتاريخ البرزالي وليس فيه، وإن كان لم ينفرد بهذا العزو ..
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:05]ـ
ما بال أناس يرمون إخوانهم الذين يذبون عن شيخ الإسلام بالغلو! ومنذ متى رد الاتهامات يندرج تحت الغلو؟ فإن كان، فما الانصاف؟
لا ننقاش ما خالف فيه الذهبي شيخ الإسلام، وليس من مباحث هذا الموضوع أصلا، فالعبرة بالدليل لا الأشخاص، وليس معنى المخالفة أن الحق معه، ولا يمتحن الناس على الأشخاص، وكل يؤخذ منه ويرد عليه.
وهذا الموضوع للرد على ابن حجر فيما أورده من مطاعن في ترجمة شيخ الإسلام.
وما أرى إلا تعليلات غير مسلم بها عند أهل الترجمة.
وأيضًا .. ليس الحافظ بحاطب ليل، فما الحجة والتعليل لايراد هذه الاتهامات التي عوارها لا يخفى عليه.
والشيخ الطيباوي، يهلك في التالف .. تالف عندي وعندكم، ولكنه صيد ثمين عند المغرضين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:08]ـ
1 - الجمع بين عدم البيان وعدم إسناد المقالة لقائلها ظلم وحيف لم يقع فيه الطبري، ولو وقع فيه من وقع فهو ظلم وحيف بنص القرآن القاضي على كل أحد.
إسناد المقالة إلى قائلها الأول تكلمنا عليه بما تقدم
- الذهبي انتقد الشيخ بشعبتين،شعبة الرأي والنظر، وشعبة الرهبة التي جعلت من الشائع عنه في عصره أنه أشعري بظن، ولا يشيع هذا عنه ولا يرده إلا برهبة.
قد قلت أن الاحتمال الأول هو الأظهر من أجل المنقول لنا من حال الذهبي
والثاني مجرد احتمال وارد يدفعه ما نعلمه من حال الذهبي
3 - ومثله ابن رجب ومن علامات شعبة الرهبة تغير حاله ورجوعه المباشر عن الإفتاء بفتاوى ابن تيمية لما أنكروا عليه فتياه بها وهذا التغير بعد الإنكار من علامات الرهبة ولاشك ولذلك عبر عنه الحافظ بلفظ: ((فأظهر .. )) الدال على المداراة والمواربة ..
حمل تراجعه وفتواه على تغير الاجتهاد أظهر من غيره
للمنقول لنا من حال ابن رجب
ولما ذكرتُ من حال أصوله
واتهام العلماء بهذه التهم وحمل كلامهم على هذه المحامل لمجرد هذه الاحتمالات المخالفة للأصل والمعارضة بما هو أقوى منها من الاحتمالات ليس من التحقيق العلمي ولا فائدة منه
4 - وحرف المسألة أن كل قانون يدعيه مؤلف أو يُدعى له فهو محجوج بمحكمات الوحي التي تعلو ولا يعلى عليها.
الخطأ وموطن الخلل هو تنزيل النصوص المحكمة في غير قوالبها وعلى غير مواقعها لقصور نظر وقلة فهم
وإنما يستهول ذلك من كانت في قلبه نفثة عصبية تملك عليه قلبه ولسانه وتحول بينه وبين دقة النظر وتحريره.
وشواهد وقوع ذلك للذهبي ولابن رجب ولابن حجر لا تخفى إلا على من يعرف أحوالهم وأخبارهم وإنما ينتصب بمجرد الحجج الجدلية الخطابية ..
الدفاع عن أهل العلم بحق وعدل ليس من التعصب ولا من الخطابة إلا عند من جعل لنفسه عالما واحدا يوالي ويعادي عليه ولا يرى غيره في الساحة
فذهب يطعن بكل من رد عليه وخالفه ويتهمه بالمداهنة هنا أو في مواضع سابقة
لكن لا غرابة
هذا شأن كل عظيم له أتباع ...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:11]ـ
/// كلام ابن عبد الهادي يحرر أظن أن أوله يصح دون آخره
ولم أنقله من كتاب السخاوي
نقلته عمن أثق به من الأعضاء
فليحرر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:16]ـ
إذا تركنا الخطابة والحيدة عن محل البحث تبقى هذه:
حمل تراجعه وفتواه على تغير الاجتهاد أظهر من غيره
وجواب هذا الأظهر من غيره المتوهم بلا شك يكون بتأمل سياق الخبر عند الحافظ ابن حجر:
((ونقم عليه إفتاؤه بمقالات ابن تيمية، ثم أظهر الرجوع عن ذلك فنافره التيميون فلم يكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، وكان قد ترك الإفتاء بأخرة)).
ويا عجباً من تغير الاجتهاد الذي يكون تيمياً ثم يهجر التيمية فيُنافر فيترك الجميع أي تغير اجتهاد هذا؟؟!!
بل الرهبة وضعف النفس أمام بغي الباغين أظهر لمن كان يفقه ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:37]ـ
((ونقم عليه إفتاؤه بمقالات ابن تيمية، ثم أظهر الرجوع عن ذلك فنافره التيميون فلم يكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، وكان قد ترك الإفتاء بأخرة)).
وماذا لو قيل: بأن تلك جناية أخرى من جنايات الحافظ في حق الناس؟
وماذا لو قيل بأن هذا الكلام: من قبيل الظلم المحض الذي يدفعه العارفون بمقام ابن رجب من الورع والدين؟
وهكذا يكون (تصنيف الناس بين الظن واليقين)!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:40]ـ
ولم أنقله من كتاب السخاوي
نقلته عمن أثق به من الأعضاء
فليحرر
كان الأولى أن تقول: نقلتُه عن (الجواهر) بواسطة فلان الثقة؟
وأغلب ظني: أنه غير موجود بالجواهر أصلا!
ولست أعرف السخاوي ناقلا عن ابن المبرد ولو مرة في بعض كتبه!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:44]ـ
/// أظهر الرجوع عن ذلك من أجل الاجتهاد
وقوله (نقم عليه) لا يلزم أن يكون بالتخويف قد يكون بالأدلة والمباحثة
فلما أعاد النظر أظهر الرجوع اجتهادا
فلما نافره التيميون
لم يكن معهم لنفرتهم منه ولأنه قد يكون ظهر له تعصبهم أو لأنهم هجروه أو أغلظوا عليه
ولم يكن مع مخالفيهم لأنه سلفي المعتقد يخالفهم في الاعتقاد
فهذا مع التمسك بالأصل وظهور غير هذا الاحتمال
مع ما أمرنا به من تحسين الظن بأهل العلم
خاصة إذا كانوا من أهل السنة
أولى من الانشغال بتثبيت التهمة عليه
ونحن لا نستهول أن يقعوا في مثل ذلك
ولكن لا نسلم وقوعه منهم هنا والحالة ما وصفنا
ــــــــــ
/// وأنا أعذر الشيخ الطيباوي فيما فعل فإن المخالفين في المنتديات وغيرها يحتجون بصنيع الحافظ
وقد قدمت أن هذا ليس مسوغا
ولو أن الطيباوي رد عليهم بغير هذا المسلك
فذكر ما ذكر الإخوة هنا من أن القضية قضية نقل
وأن موقف الحافظ من شيخ الإسلام واضح وصريح
كما يتضح من كلامه في التقريظ وما نقله ابن عبد الهادي
وأنه يسوؤكم
فلا حجة لكم في تمسككم بترجمة الدرر
لأسكتهم من غير أن يتمسكوا في ردهم عليه بطعنه بالحافظ والإزراء عليه
ثم لرأيتهم يطعنون في الحافظ كما طعنوا في السخاوي لما استسمن كتاب ابن ناصر
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:48]ـ
أن الظلم الواقع على الشيخ منهما (قولاً ونقلاً) هو نفسه جناية،هذا هو اسمها، أما الاعتذار والإعذار بالاجتهاد ونحوه فهذا يمنع وقوع إثم الجناية ولكن لا يرفع اسمها.
كلام جيد، لكن التوسع فيه بحق أئمة الإسلام ليس بجيد.
وإلا جاء من يرمي ابن معين بالجناية! لأجل كلامه في الشافعي!
وقام من ينادي بمثلها في حق من أسقط أبا حنيفة بما هو بريء منه عند الناقم!
وانتهض كل جانٍ بالجناية بوصفه قولَ كل مجتهد في مثله = بالجناية فيما يراه المعترض من قبيل الظلم!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:55]ـ
بارك الله فيك أبا المظفر ..
لا مانع عندي إن رأيتَ أن هذا من جنايات الحافظ ..
وليس لك إلا أن تثبت كونه جناية الحافظ أو أن تثبت هبة ابن رجب وكلاهما رجوع لبعض قولي ..
أما أن تجعل: ((أظهر الرجوع)) تعني: تغير الاجتهاد، أو تنفي دلالة السكوت بعد المنافرة على أثر الرهبة أو أن تجعل نقموا عليه تكون بالمباحثة ####
تنبيه: ليست رهبة الرجل من الباغين ومداراته لهم مما يخدش العلم والدين إنما يخدشه طريق هذه المداراة إن كان بإثم لا تكفي الرهبة والضرر للإعذار بها عنه ..
كلام جيد، لكن التوسع فيه بحق أئمة الإسلام ليس بجيد.
وإلا جاء من يرمي ابن معين بالجناية! لأجل كلامه في الشافعي!
وقام من ينادي بمثلها في حق من أسقط أبا حنيفة بما هو بريء منه عند الناقم!
وانتهض كل جانٍ بالجناية بوصفه قولَ كل مجتهد في مثله = بالجناية فيما يراه المعترض من قبيل الظلم!
كلامك صحيح غاية، وإنما اضطررنا لذكر هذا هاهنا لما وجدنا توسعاً غير مرضي في نفي وقوع الخطأ من الحافظ ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:58]ـ
وقوله (نقم عليه) لا يلزم أن يكون بالتخويف قد يكون بالأدلة والمباحثة
فلما أعاد النظر أظهر الرجوع اجتهادا
فلما نافره التيميون
لم يكن معهم لنفرتهم منه ولأنه قد يكون ظهر له تعصبهم أو لأنهم هجروه أو أغلظوا عليه
ولم يكن مع مخالفيهم لأنه سلفي المعتقد يخالفهم في الاعتقاد
فيه تكلف في التأول لا يخفى!
وأولى منه أن يقال: يلزم صحة الخبر أولا قبل الجريان فيه بالتأويل وغيره!
وهو خبر مرسل لا أعنة له ولا أزمة! ربما يكون الحافظ سمعه من متحامل على الشيخ زين الدين، فحكاه لغرابة صدوره من مثله!
ولو كان الحافظ هو أبا عُذره = فليس في يده برهان على تقويم ذلك الخبر الأعوج!
لا سيما:
مع ما أمرنا به من تحسين الظن بأهل العلم
خاصة إذا كانوا من أهل السنة
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 10:06]ـ
لا مانع عندي إن رأيتَ أن هذا من جنايات الحافظ ..
هذا ما أخشاه من الفسحة في الرمي بالجناية!
وليس لك إلا أن تثبت كونه جناية الحافظ أو أن تثبت هبة ابن رجب وكلاهما رجوع لبعض قولي ..
لست أرى هذا ولا ذاك!
وإنما: ألتمس وجوه الأعذار والمخارج لكلام الحافظ بدون تكلف!
فإن عجزتُ عن التأويل لصحة العبارة وصراحتها: ربما أجعله من قبيل الهفوات والزلات، وليس من جملة الإجرام والجنايات!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 10:29]ـ
فلنفسح للرجل ليدفع عن نفسه بنفسه ... :) و أنا فيما يظهر لي أنه واف في بيان أصوله و انه طبقها و انه لم يجن أي جناية في ترجمته لشيخ الاسلام و انه التزم بمعاييره في التأريخ و الترجمة و ان لا مجال لنعته بقلة الانصاف او العدل الواجب ... الا ان أريد ان يجعل كل شيء في مدحه ...
سأل سائل شيخ الاسلام ابن حجر:
ما يقال في مؤرخ يذكر تراجم الناس على ما يعلم منها من خير و شر قاصدا بذكر الشر التنفير ممن يكون ذلك صفته مما عساه ينقل عنه في ذلك من أمر ديني .. و بما زل فيه تبعا لهواه .. و لا سيما اذا كان هذا المؤرخ ناقلا عن أحد ممن تقدمه ... و ذلك مع استحضاره و خوفه مما ورد في اتباع الهوى و عدم ميله اليه .. فاعترض عليه معترض فقال له: هذه غيبة لا تحل ... ؟؟؟؟؟
........
يتبع:)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 10:34]ـ
الجمع بين عدم البيان وعدم إسناد المقالة لقائلها ظلم وحيف لم يقع فيه الطبري
وكذلك لم يقع فيه الحافظ بحق شيخ الإسلام!
لأنه كان ناقلا للكلام ولم يكن مُنْشيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإما أن يسلِّم صاحبنا بكون ابن حجر ناقلا ومسندًا لما أورده من المغامز.
ومن ثمة: يلزمه التراجع عن وصْفِ صنيع الحافظ بالجناية!
وإما أن يصرَّ على أن الحافظ غير مسند لما حكاه!
ومن ثمة: يلزمه الإجابة عما جئنا به من ثبوت كون الحافظ ناقلا وحسب!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 10:35]ـ
فيه تكلف في التأول لا يخفى!
لو دققت وتخلصت من السوابق لرأيته غير متكلف
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 10:44]ـ
اجاب ابن حجر:
الذي يتصدى لكتابة التاريخ قسمان:
قسم يقصد ضبط الوقائع, فهو غير متقيد بصنف منه , ولكن يلزمه التحري في النقل: فلا يجزم الا بما يتحققه , و لا يكتفي بالنقل الشائع و لا سيما ان ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم و الصلاح .. و ان كان في الواقعة أمر قادح في حق المستور , فينبغي أن لا يبالغ في افشائه و يكتفي بالاشارة .. لئلا يكون المذكور وقعت منه فلتة. فاذا ضبطت عليه لزمه عارها أبدا .. فيحتاج المؤرخ أن يكون عارفا بمقادير الناس و بأحوالهم و بمنازلهم , فلا يرفع الوضيع و لا يضع الرفيع ...
و القسم الثاني: من يقتصر على تراجم الناس ,فمنهم من يعمم , و منهم من يتقيد , و على كل منهما أن يسلك المسلك المذكور في حق من يترجمهم .. فالمشهور بالخير و الدين و العلم لا يتبع مساوئه فانه غير معصوم .. و المستور قد تقدم حكمه .. و المجاهر بالفسق و الفجور اذا خشي من ستر حاله ترتب مفسدة. كالاغترار بحاهه او ماله او نسبه. فيضم الى من ليس على طريقته., فهذا يجوز له بهذا القصد أن يبين حاله بالنسبة لرفيقه أو أخيه أو قريبه , كأخوين مثلا اشتهرا بالعلم , و أحدهما كان مشهورا بالعفة و الديانة و الآخر بعكسه. و ربما وجب عليه بيان حال هذا المجاهر اذا كان هناك من يغتر به.
و قد بسط شيخ الاسلام النووي القول في ذلك في آخر كتاب الأذكار و بين حال من يباح ذكره بما فيه ,و أحال عليه في زياداته على الروضة ,فمن أراد الوقوف عليه فقد أرشدته اليه.
و من جملته بيان حال المحدث , ثم الذي يتقيد بصنف من الناس تارة يكون محدثا , وتارة يكون غير محدث. فالمحدث أصل وضع فنه بيان الجرح و التعديل , فمن عابه بذكره لعيب المجاهر بالفسق , فهو جاهل او ملبس او مشارك للمجاهر في صفته. فيخشى ان يسري اليه الوصف ,ثم هذا المحدث يكون تارة بلغ رتبة الاجتهاد في الجرح و التعديل , وتارة يكون ناقلا عن غيره .. فالأول هو الذي تقدم تفصيل حاله , و الثاني يلزمه تحري الصدق في النقل , و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة. بل ينظر في الناقل له , فان كان ثقة , ليس بمتهم في المنقول عنه فليعتمده, و ان سماه فهو أبرأ لساحته , و ان شك فيه , فليقتصر على الاشارة. و لا يجزم بما يتردد فيه , بل يأتي بصيغة التمريض و ان كان الناقل له ممن ينسب الى المجازفة , او كان بينه و بين المنقول عنه حظ نفس فليجتنب النقل عنه .. فان اضطر الى ذلك.فليكشف أمره.
و قد خاض في ذلك من لم يشك في ورعه. كالامام احمد و البخاري , و هو القائل: ما اغتبت أحدا منذ علمت أن الغيبة حرام. و من المتأخرين الحافظ تقي الدين عبد الغني صاحب الكمال في معرفة الرجال, الذي هذبه المزي و لقد كان من الورع بمكان مشهور.
أما اعتراض من اعترض في ذلك زاعما أن ذلك غيبة, فان كان جاهلا فليعلم .. فان أصر فليؤدب بما يليق. ليرتدع عن الخوض فيما ليس له به علم. و ان كان منسوبا للعلم فاللوم عليه أشد. لأنه يصير معاندا , فليقابل بما يليق به من الزجر حتى يرجع عن الطعن في البريء , و الذب عن المفتري. و يثاب ولي الأمر أيده الله تعالى على ذلك. و بالله التوفيق. انتهى
و الشكر موصول لأبي المظفر فمن نسخته من الجواهر و الدرر التي رفعها نقلت اغلب الجواب ... :)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 11:05]ـ
ليس النزاع في كونه ناقلاً فهذا لا شك فيه فهو يحكي وقائع لم يشهدها ..
وإنما البحث في أن هذه الوقائع منها ما هو كذب ومنها ما هو اتهام جائر ولم يُبن هو كذبها ولم يُسندها لقائلها الحقيقي فيبرأ من عهدتها ولربما أسندها لموضع لا يوجد فيه ما نقله هو منه ..
فالحاصل: نسبة كذب وظلم للشيخ من غير بيان أنه كذب وظلم ومن غير إسناد وإنما سرده سرداً يزيد الثقة ويجزم به جزم من تحراه فلا يحتاج لإسناده ..
وهذا هو موضع الجناية ..
وبتأمل ما نقله ابن الرومية وفقه الله: ((ولكن يلزمه التحري في النقل: فلا يجزم الا بما يتحققه , و لا يكتفي بالنقل الشائع و لا سيما ان ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم و الصلاح .. و ان كان في الواقعة أمر قادح في حق المستور , فينبغي أن لا يبالغ في افشائه و يكتفي بالاشارة .. لئلا يكون المذكور وقعت منه فلتة. فاذا ضبطت عليه لزمه عارها أبدا .. ))
فقد اكتفى الحافظ بالنقل الشائع وسرده مسرد الجزم ولم يتحر وترتب عليه مفسدة الطعن في حق رجل من أهل العلم والصلاح؛ ونسبة ما تدل الشواهد على برائته منه ومن حدوثه ..
وهذا الفعل الذي وصفه الحافظ ووقع فيه هو جناية محرمة في الشرع ولا يسع المسلم منهجاً ولا اصطلاحاً ولا غيره أن يرتكبه ..
ومن أظهر المواضع على هذه الجناية = تعميته لاسم ابن بطوطة الكذاب وحكايته لما حكاه عن الشيخ في النزول من غير تبيين اسم ابن بطوطة وهذا من أعظم الجنايات هاهنا وأفحشها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 11:32]ـ
قال ابن حجر:
(ومحل كراهة ذلك أن يكثر من ذلك بحيث لا يؤمن مع الإكثار من الزلل وهو مخصوص بمن ينقل ذلك من غير تثبت ولكن يقلد من سمعه ولا يحتاط له قلت ويؤيد ذلك الحديث الصحيح {كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع} أخرجه مسلم) فتح البارى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 11:38]ـ
نقل جيد ..
وهل من تحرى واحتاط يغفل عن تاريخ دخول ابن بطوطة دمشق فلا يتبين نخعة هذا الكذاب ثم يزيد فيحكيها في ترجمة عالم صالح بما فيه هجنة عليه، مغفلاً اسم مدعيها الأصلي فيستر موضع العيب في الخبر ..
وهل تلك الفعلة إلا جناية صلعاء يُستغفر لصاحبها وينظر في الاعتذار عنه لا في تجميلها وتكحيلها بما يورث العمى ولا يجلي ..
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:10]ـ
من الأصول التي يجب وضعها في عين الاعتبار، أن الأصل هو التحري في نقل الأخبار، وهذا مأمور به أمرًا شرعيًا بموجب كتاب الله -عز وجل-، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
ثم نجد بين طلاب العلم من يُجوز النقل، حتى في التهم والافتراءات؟
على أي دليل شرعي تم هذا التجويز؟
قيل، هناك من لا يملك الآلة في تمييز الصالح من الطالح، فجوز لهم النقل إن أسندوا، فإن أسندوا فقد نقلوا العهدة .. ءآلحافظ منهم؟ أم أسند؟ فعلى ما الاعتذار!
الحافظ أخطأ .. سواء أكان هذا الخطأ مقصودًا أم لا .. فقد أخطأ.
أعاذنا الله وإياكم من المجادلة عن الباطل.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:36]ـ
عذرا ... و لكن هل وقف أحد على رحلة الأقشهري؟؟ أقصد انه من أين لنا أن المنقول في نازلة المنبر و حديث النزول هو من ابن بطوطة و ليس من نفس رحلة الأقشهري خاصة و ان السياق مختلف عن سياقها في رحلة ابن بطوطة ... *
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:59]ـ
السياق ليس مختلفاً وإنما الحافظ اجتزأ موضع الحجة فقط وزاد فكثر من سوادها فقال: ((فذكروا))!!،وكان النزول عند ابن بطوطة درجة فحكاها الحافظ فجعلها درجتين (!!).
ولا أعلم أحداً نخع هذه النخعة غير ابن بطوطة ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:00]ـ
قال الحافظ في ذكر مذهبه في التأريخ:
و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة. بل ينظر في الناقل له , فان كان ثقة , ليس بمتهم في المنقول عنه فليعتمده, و ان سماه فهو أبرأ لساحته , فقد سمى الحافظ من نقل عنه وأبرأ ساحته
وكان الحافظ ينعت الأقشهري بالمحدث المكثر الرحالة
يعني ليس عنده بكذاب
كما أن الأقشهري كان معاصرا لشيخ الإسلام فلا يحتاج إلى الإسناد للناقل الأول
وكونه معاصر لشيخ الإسلام أعذر لنقل الحافظ عنه
وقد قدمت أن هذه الأقوال المنسوبة لشيخ الإسلام كانت شائعة في ذلك العصر ولم يكن ظهور كذبها واضح ومعلوم كما هو في هذا الزمان
فلا يصح قياس درجة علم الحافظ بها على درجة علمنا بها من الظن والقطع والصدق والكذب
ثم يحاسب على أساس هذا القياس
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:08]ـ
وهل سمى الحافظ ابن بطوطة؟؟
وهل ابن بطوطة ثقة؟؟
أم كان كذب حكايته الظاهر في تاريخ دخوله لدمشق غير شائع ولا معروف وهو بين يدي الحافظ في الكتاب نفسه؟
وكيف صارت درجة ابن بطوطة درجتين عند ابن حجر؟
وكيف صار قول ابن بطوطة يُكثر فيقال في حكايته: ((ذكروا .. ))
ولو كان تبع الأقشهري في النقل عن ابن بطوطة فأين هو من التحري والاحتياط خاصة في مستشنعات التهم الملقاة على العلماء الصالحين؟؟
وإن كان تبعه= فلم يعد الأقشهري هو الناقل الأول الذي لا يحتاج معه لإسناد وتبقى الجناية على حالها وزيادة ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:13]ـ
نعم و لكن المفترض من سياق ابن حجر أن النقل برمته عن الأقشهري .. و السياق ليس مختلفا فيما ذكرتم فقط و انما أيضا في ان هذا يحكيه حكاية غائب و الآخر يحكيه حكاية حاضر و شاهد ... و ان يقفز ابن حجر باختلاق سياق و تأكيده ... دون حتى الاشارة الى ذلك ففيه انواع من التلاعب تقدح في ثقة الرجل و عدالته ... و لا يقتصر الأمر هنا فقط على تلبيس او خطأ غير مقصود ... فهي تهمة خطيرة تحتاج الى دليل صريح اما بالاطلاع على رحلة الأقشهري و عدم ورود النقل فيها و اما بدليل من نفس كتاب ابن حجر ان ذلك من كلامه لا من كلام الأقشهري ....
و أصل ابن حجر الذي طبقه هنا واضح قد فصله بقوله
فالأول هو الذي تقدم تفصيل حاله , و الثاني يلزمه تحري الصدق في النقل , و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة. بل ينظر في الناقل له , فان كان ثقة , ليس بمتهم في المنقول عنه فليعتمده, و ان سماه فهو أبرأ لساحته , و ان شك فيه , فليقتصر على الاشارة. و لا يجزم بما يتردد فيه , بل يأتي بصيغة التمريض و ان كان الناقل له ممن ينسب الى المجازفة , او كان بينه و بين المنقول عنه حظ نفس فليجتنب النقل عنه .. فان اضطر الى ذلك.فليكشف أمره
فقد سمى عمن نقل ... و أبرأ ساحته بذلك .. و لو افترضنا شكه في الأقشهري فقد بين هو نفسه انه يجب ان لا يجزم بما نقله .. وهذا ما فعله ابن حجر فلم يتعرض اصلا لاتباث النقل فضلا عن الجزم به .. و صنيعه من نقل التعديل من المشهورين سواء اصحابه ام خصومه يدل على انه ينفي عنه ذلك ... ثم جل ذلك فيما نقله نفس الأقشهري بصيغة التمريض ... فماذا يراد بعد هذا من الانصاف؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:20]ـ
لا تتجه هذه الأسئلة حتى يظهر لنا أن هذا النقل عن ابن بطوطة وليس من رحلة الأقشهري
ومما يؤيد أنه من رحلة الأقشهري الاختلاف المذكور
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:21]ـ
بارك الله فيك ..
أنا لا أمنع أن يكون الحافظ نقل عن الأقشهري سياقه بتمامه وأن الأقشهري هو الذي حكى نخعة ابن بطوطة بسياقه فنقله الحافظ بل لعل هذا هو الأقرب ..
ولكن هذا يبقي الجناية كما هي من حيث الاستخفاف بحكاية المستشنعات والقبائح في عالم صالح تقدح هذه المستشنعات فيه من غير احتياط ولا تثبت ولا تحر ..
وابن بطوطة معروف ورحلته بين يدي الحافظ واتهام ابن بطوطة بالكذب يعرفه الحافظ وكون ابن بطوطة هو مصدر حكاية النزول لا يخفى على الحافظ ومع ذلك (لا حس ولا خبر) ..
وهذه جناية يُستحى من إنكار تسميتها جناية ..
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخواي أمجد وابن الرومية
أقول: ولستُ من مكثري الكلام!
ولكن أطلب منكما أخواي الكريمان، -وخاصة بعدما تجنبتما الإجابة على الشق الرابع من سؤالي! -، أن تقيسا المسألة على نفسيكما قبل أن تقيساها على شيخ الإسلام ابن تيمية فأقول: هل يقبل أحدكما أن يقوم الأوزاعي أو أُسامة مستقبلا في نشر الكثيير الكثيير من الأكاذيب التي كذبها بعض المغرضين عليكما، كأن يطعن في عقيدتكما وبأنكما قُلتما كذا وفعلتما كذا وكذا وكذا!!
ثم آتي أنا ومن باب كتابة التاريخ برقي ليس كمثله رقي فأكتب ما قاله فلان وعلان من الناس عنكما دونما إحالة لمصدر الكلام أو حتى دونما تثبت!!، وخاصة إذا ما علمنا بأني فيما سأكتب سأتجنى عليكما بنشر تلكم الأكاذيب وقد أتسبب بحرمان الكثير من الناس من علمكما!!
عداك عما سأسببه من عناء لهؤلاء الذين يعلمون كذب تلكم الدعايات المنسوبة إليكما إذ سيجاهد هؤلاء بتبرئة جنابكما!!
وقد يأتي في النهاية من يقول: لا داعي لك هذا الدفاع والتعصب!!!!
فأقول أخواي وإني لصادق فيما أقول: لو أني جندت نفسي للدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية فقط، دونما فعل أي أمر آخر!، لكفى!
ولا أقول هذا تعصبا لشيخ الإسلام، أبداً!
ولكن لعلمي ويقيني بأن أكثرنا عالة على علم هذا الأسد رحمه الله رحمة واسعة!
فإن الدفاع بالحق عنه إنما هو دفاع عن ذلكم الإرث العظيم الذي خلفه لنا! فتأملوا.
والله الموفق.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:28]ـ
لم نستنكر الدفاع أخي الأوزاعي
بل هو يسعدنا
كما لم نستنكر نقد الحافظ
إنما استنكرنا أن يكون الطعن في أهل العلم والفضل والإزراء بهم جسرا للدفاع عن شيخ الإسلام.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:31]ـ
دونما إحالة لمصدر الكلام
أخي الكريم و من قال انه لم يحل للمصدر؟؟؟ هذا الذي ما زلنا نعجب منه جميعا ... لا انا و لا أمجد و لا أبو المظفر ... فياسيدي .. سيدي ابن حجر قد أحال على المصدر ... و من اسندك فقد أحالك ... ثم لم يكتف حتى عقب على ما ينسف كلام هذا المصدر بكلام الخصوم و الأصحاب على السواء ... و عن نفسي و اعجابا مني بأسلوب الحافظ الذكي و الراقي أقول كما قال أحدهم في تاريخ الخطيب الذي ظلم فيه ابو حنيفة بحسب أحدهم أيضا: ليته ذكرني في تاريخه و لو بين الكذابين:):):)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:37]ـ
صدقني يا مولانا كنت هتعيط ساعتها وتقول: والله أنا مش كذاب ده ظلم وافترا:)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:37]ـ
واتهام ابن بطوطة بالكذب يعرفه الحافظ
كونه يعرف أنه متهم لا يعني انه يتهمه بالكذب أو يعده كذابا
خاصة وأنه قال:"وكان البلفيقي يتهمه بالكذب فبرأه ابن مرزوق وقال إنه بقي إلى سنة سبعين ومات وهو متولي القضاء ببعض البلاد قال ابن مرزوق ولا أعلم أحدا جال البلاد كرحلته وكان مع ذلك جوادا محسنا."
وأيضا لا يستطيع أحد أن يجزم أن الحافظ كان يعد خبر ابن بطوطة من الخرافات والأكاذيب
وكما قلتُ سابقا:
وقد قدمت أن هذه الأقوال المنسوبة لشيخ الإسلام كانت شائعة في ذلك العصر ولم يكن ظهور كذبها واضح ومعلوم كما هو في هذا الزمان
فلا يصح قياس درجة علم الحافظ بها على درجة علمنا بها من الظن والقطع والصدق والكذب
ثم يحاسب على أساس هذا القياس
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:38]ـ
لم نستنكر الدفاع أخي الأوزاعي
بل هو يسعدنا
كما لم نستنكر نقد الحافظ
إنما استنكرنا أن يكون الطعن في أهل العلم والفضل والإزراء بهم جسرا للدفاع عن شيخ الإسلام.
جميل، نفع الله بك ... !
ونحن معكم في الإستنكار من أن يكون الطعن في أهل العلم والفضل سلما أو جسرا بحجة الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية .. !
ولكن ومع ذلك فإنا نُقر بخطئ ابن حجر ولسنا نعد ذلك طعنا فيه!، ولكن نقول أخطأ وما كان ينبغي له أن يصنع ذلكم مع شيخ الإسلام مع حفظنا لمكانته ... !
أما أن نبرر فعلته!، فهذه ما لا أجد لها تفسيرا مقنعا بصراحة!.
فكما أننا لا نقبل أن يجعل الأول سلما للطعن في أهل العلم، فكذلك لسنا نقبل تبرير الخطئ الذي وقع فيه ابن حجر وغيره خاصة إذا ما علمنا بأن صنيعهم كان وسيكون سلما للطعن في ابن تيمية.
فالخطأ خطأ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:43]ـ
صدقني يا مولانا كنت هتعيط ساعتها وتقول: والله أنا مش كذاب ده ظلم وافترا:)
أضحك الله سنك ... و الشيء بالشيء يذكر و ان كان خارج الموضوع ... ذكرتني بما رمى به النور الهيثمي ولي الدين بن خلدون من القول بالمقولة الشهيرة ان الحسين قتل بسيف جده .. و قعد يعيط و يشنع بها عليه .. و صدقه ابن حجر و جعل ابن خلدون من أشباه النواصب .. مع ان المقدمة بين يديه و الرجل شيخه فكان يمكنه الرجوع اليها و التحقق منها و انه انما حكاها عن ابن العربي و رد عليه ردا قويا ... فسبحان من لا يسهو ... :):)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 02:00]ـ
قد لا يكون سهواً بقدر ما يكون قلة تثبت وقلة احتياط كالذي وقع له مع خبر رجل يعرف تهمته بالكذب- ومجرد التهمة أدعى للتحري- ثم هو لا يتثبت في مستشنعة تنسب لعالم فاضل، أما كونه لا يعدها من الخرافات وهي خبر رجل كاذب يحكي مالم يره بدليل تاريخ دخوله لدمشق وتاريخ سجن الشيخ وكلاهما يعرفه الحافظ= فهذا زيادة في الجناية على عدم التثبت والتحري،وكل ذلك جناية لاشك فيها وليس إثبات كونها جناية بإزراء ولا نحوه وإنما الإزراء أن يُنافح عن قلة التثبت والتحري واستخفاف التحديث بكل ما يسمع المرء من غير تثبت وعدم تحري ما دلائل كذبه ظاهرة،والترجمة للرجال بمستغربات ما يوقع به فيهم من غير تحقيق، وهذا عند الحافظ معيب وفي دين الله حرام، يُستغفر لفاعله ويُعتذر عنه ولا يبرر له ..
بورك فيك أخي ابن الرومية على مباحثتك اللطيفة ..
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 03:17]ـ
بارك الله فيك ..
أنا لا أمنع أن يكون الحافظ نقل عن الأقشهري سياقه بتمامه وأن الأقشهري هو الذي حكى نخعة ابن بطوطة بسياقه فنقله الحافظ بل لعل هذا هو الأقرب ..
ولكن هذا يبقي الجناية كما هي من حيث الاستخفاف بحكاية المستشنعات والقبائح في عالم صالح تقدح هذه المستشنعات فيه من غير احتياط ولا تثبت ولا تحر ..
وابن بطوطة معروف ورحلته بين يدي الحافظ واتهام ابن بطوطة بالكذب يعرفه الحافظ وكون ابن بطوطة هو مصدر حكاية النزول لا يخفى على الحافظ ومع ذلك (لا حس ولا خبر) ..
وهذه جناية يُستحى من إنكار تسميتها جناية ..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جوزيتم خيرًا على هذا الحوار المفيد الممتع ...
أخي أبا فهر:
هل يُفهَم من كلامك أنّ الآقْشِهْري أخذ الخبر عن ابن بطَوطة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 09:53]ـ
إنت فين يا مولانا من زمان؟!!
وحشتني ..
هذذا هو المترجح عندي -نظرياً- حتى الآن ..
وحجة هذا النظر: أن هذه النخعة لم يذكرها سوى ابن بطوطة وقد ذكرها كشاهد عيان ..
ولما كانت هذه النخعة كذبة صلعاء، كان احتمال أن الأقشهري نقلها من ابن بطوطة مباشرة أو بواسطة أقرب من احتمال أن يكون قد شركه في الكذب ..
وفي المسألة احتمال طريف: وهو أن تكون هذه تشنيعة كانت تفترى على الشيخ ذكرها الأقشهري،وتلقفها ابن بطوطة من المشنعين فحكاها كرؤية عين فيكون مصدر ابن بطوطة والأقشهري هو تلك التشنيعة الشائعة ..
ولكن يطعن في هذا الاحتمال ويهدره-عندي- أن التشنيعات على الشيخ معروفة مزبورة في كتب المؤرخين ولو كانت هذه منها لوجب أن يذكرها ولو واحد فلما انفرد بذكرها الكذاب= ترجح أنه هو مصدرها ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 01:09]ـ
ولو كان تبع الأقشهري في النقل عن ابن بطوطة فأين هو من التحري والاحتياط خاصة في مستشنعات التهم الملقاة على العلماء الصالحين؟؟
وإن كان تبعه= فلم يعد الأقشهري هو الناقل الأول الذي لا يحتاج معه لإسناد وتبقى الجناية على حالها وزيادة ..
إذا كنتَ تعترف بكون الحافظ قد أحال بذكر مصدر تلك الشقشقات في حق شيخ الإسلام. ثم لا تزال تأخذه بها لقلة التحري والتثبت فيما ينقل!
يلزمك ولا بد: أن تصف الطبري- مثلا - بالجناية هو الآخر! لأنه ذكر في (تاريخه) أخبارا فيها منقصة للصحابة وغيرهم من أهل الخير.
ولم يفعل الطبري ما تأخذه أنت على الحافظ: (من التحري والاحتياط خاصة في مستشنعات التهم الملقاة على العلماء الصالحين؟؟).
فعلى أي شيء كان دفاعك سابقا عن ابن جرير؟!
وإذا كان قد بان لك بأخرة أن ابن جرير قد وقع في الجناية هو الآخر! لسكوته عن تلك الرزايا التي ينقلها في (تاريخه) في حق العلماء والصالحين= فقد اتسع الخرق على الراقع جدًا!
ولم يسلم لنا أحد من مؤرخي العصور المتقدمة في وصف أعماله بالجناية! يعني لكونه غضَّ طرفه عما ينقله بأسانيده في حق هذا وذاك من الكبار!
وإذا كان ذلك كذلك = كان الكوثري مصيبا فيما رمى الخطيب البغدادي بكل سوء، لسكوته عن تلك المصائب التي أوردها بأسانيده في ترجمة أبي حنيفة!
وتأمل معي كلام أبي بكر ابن ثابت الحافظ بعد أن ساق جملة من ثناء النقاد على أبي حنيفة في (تاريخه) قال: (وقد سقنا عن أيوب السختياني وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وأبي بكر بن عياش وغيرهم من الأئمة أخبارا كثيرة تتضمن تقريظ أبي حنيفة والمدح له والثناء عليه والمحفوظ عند نقله الحديث عن الأئمة المتقدمين وهؤلاء المذكورون منهم في أبي حنيفة خلاف ذلك وكلامهم فيه كثير لأمور شنيعة حفظت عليه متعلق بعضها بأصول الديانات وبعضها بالفروع نحن ذاكروها بمشيئة الله ومعتذرون إلى من وقف عليها وكره سماعها بأن أبا حنيفة عندنا مع جلالة قدره أسوة غيره من العلماء الذين دونا ذكرهم في هذا الكتاب وأوردنا أخبارهم وحكينا أقوال الناس فيهم على تباينها!).
فتبصَّر فيما علَّمناه باللون الأحمر في كلام الخطيب = وستعلم أنه هو نفسه اعتذار الحافظ عما أورده في ترجمة شيخ الإسلام من الأباطيل!
هذا مع التفاوت العظيم فيما تجده في ترجمة أبي حنفية من الدواهي، وما تجده في ترجمة شيخ الإسلام من المغامز؟
فالحاصل: أنه ما يكون من اعتذارك عن الطبري والخطيب فيما نقلاه بأسانيدهما من البواقع في تاريخ الأئمة وأخبارهم = هو نفسه اعتذارنا عما نقله الحافظ من (رحلة الآقشهري) في حق شيخ الإسلام. والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 01:16]ـ
لو دققت وتخلصت من السوابق لرأيته غير متكلف
صبرتُ ولم أُبدِ اكْتِئاباً ولا تَرَى ... أخا جَزَعٍ إلاَّ يصيرُ إلى الصَّبرِ
وإنِّي وإنْ أبديتُ صبراً لمُنطوٍ ... على حَرّ أحزانٍ أحرَّ من الجمرِ
وأملِكُ من عَيني الدُّموعَ وربَّما ... تبادرَ عاصٍ من سوابقها يجرِي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 01:40]ـ
قياس مع الفارق ولا بأس من وقوعه ممن ربما كان لا يمارس القياس فلا يُستغرب ألا يحسنه:)
فالحافظ رحمه الله لم يُسند،بل دلس تدليساً قبيحاً فعلى تسليم أنه حكى نخعة ابن بطوطة بسياق الأقشهري = فقد كان واجباً عليه أن يبين أن هذه النخعة من حكاوي ابن بطوطة وحكاويه بين يدي الحافظ، ولا يخفى على مثله سياق الحكاية عنده؛ليتبين الناظر موضعها عند ابن بطوطة وموضع الكذب فيها،والذي لا يبين إلا بمطالعة السياق عند ابن بطوطة ليبين تاريخ دخول الحاكي لدمشق، أما وقد سُتر السياق بنقل سياق الأقشهري، والأقشهري لم يُبن سياق ابن بطوطة الذي يبين به الكذب، والأقشهري لا يعرف بكذب يورث الريبة في الخبر = فقد سقط الخبر في بئر بعيدة تحول بين قارئه وبين إدراك موضع كذبه ..
أفيُقاس هذا بمن أبرز إسناد حكايته رجلاً رجلاً ليُعلم المفسد من المصلح؟
لا والله بل هو من مضحكات القياس التي جعلها أبو محمد الفارسي هزأة للساخر إلى أبد آبد ..
وقل مثل ذلك فيما نقله ابن حجر من ألفاظ المحضر الأشعري وعزاه لتاريخ البرزالي (وإن كنتُ في ريب من أن الحافظ يقصد بهذه الإحالة المحضر الأشعري وأميل إلى أن الحافظ ذكر الخبر بدون إحالة) وليس فيه حرف منه وإنما هو سياق ابن المعلم والنويري ولم يعزه لهما رغم أنهما تفردا بذكر ألفاظ المحضر وأعلمُ منهم ومَن كتبهم بيدي الحافظ كالذهبي= لم يذكروا تلك الألفاظ ومع ذلك فقد آثر ذكر ألفاظ المحضر عنهما-كما أظن- ولم يُشر أدنى إشارة للروايات الأخرى الأقرب والأوثق والخالية من تلك الألفاظ .. وتلك جناية أخرى ..
ورحم الله الحافظ إذ يقول ناصحاً نصيحة لم يوفق للعمل بها هاهنا:
((و لا يكتفي بالنقل الشائع و لا سيما ان ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم و الصلاح .. و ان كان في الواقعة أمر قادح في حق المستور , فينبغي أن لا يبالغ في افشائه و يكتفي بالاشارة .. لئلا يكون المذكور وقعت منه فلتة. فاذا ضبطت عليه لزمه عارها أبدا)).
((و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة)).
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 02:07]ـ
قياس مع الفارق ولا بأس من وقوعه ممن ربما كان لا يمارس القياس فلا يُستغرب ألا يحسنه:)
وحاشاهُ إني غالطٌ حينَ قستهُ ... وَذاكَ قِياسٌ تَرْكُهُ كانَ أقيَسَا!
والحقيقة: أنني ما قستُ، وما كان لي إلى القياس سبيل، وإنما ألزمت الغريم بسلوك جادة منطقه في تقويم جنايات الرجال!
فالحافظ رحمه الله لم يُسند،بل دلس تدليساً قبيحاً فعلى تسليم أنه حكى نخعة ابن بطوطة بسياق الأقشهري = فقد كان واجباً عليه أن يبين أن هذه النخعة من حكاوي ابن بطوطة وحكاويه بين يدي الحافظ، ولا يخفى على مثله سياق الحكاية عنده؛ليتبين الناظر موضعها عند ابن بطوطة وموضع الكذب فيها،والذي لا يبين إلا بمطالعة السياق عند ابن بطوطة ليبين تاريخ دخول الحاكي لدمشق، أما وقد سُتر السياق بنقل سياق الأقشهري، والأقشهري لم يُبن سياق ابن بطوطة الذي يبين به الكذب، والأقشهري لا يعرف بكذب يورث الريبة في الخبر = فقد سقط الخبر في بئر بعيدة تحول بين قارئه وبين إدراك موضع كذبه ..
أفيُقاس هذا بمن أبرز إسناد حكايته رجلاً رجلاً ليُعلم المفسد من المصلح؟
يَرِدُ عليك: أن الخطيب البغدادي- مثلا - قد أورد في ترجمة أبي حنيفة مثالب وأباطيل بأسانيد فيها من جرحهم الخطيب نفسه! بل ورمى بعضهم بالأفيكة!
ثم سكت الخطيب عن نقد تلك الأسانيد وبيان فُشارها!
ومن ثم: أخذه الكوثري بمثل ما أخذتَ أنت الحافظ به في هذا المقام!
مع كون الخطيب قد اعتذر عن تلك المثالب في مقدمة تاريخه قائلا: (ومعتذرون إلى من وقف عليها وكره سماعها بأن أبا حنيفة عندنا مع جلالة قدره أسوة غيره من العلماء الذين دونا ذكرهم في هذا الكتاب وأوردنا أخبارهم وحكينا أقوال الناس فيهم على تباينها)!
وأعود ثانية وأقول: ما تجده من الاعتذار عن الخطيب بالسكوت عن نقد تلك الأسانيد التي اتهم هو نفسه بعض رجالها = فهو اعتذارنا عن الحافظ هو الآخر ولا بد!
ولا يلزم من سكوت الخطيب والحافظ عن تلك الأباطيل: أن يكونا مقريْن بصحتها!
بل نلتمس لهما من وجوه الأعذار ما يحجب عنهما أبواب العار والشنار!
أما وصْفُ صنيعهما بالجناية: فتلك جناية الجناية!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 02:20]ـ
هو اسمه قياس يا مولانا إن شاالله تسميه عتريس:)
اما ما أوردته علي فليس بوارد والمسألة بحالها: فليذكر الحافظ ابن بطوطة وسياقه وليُبرزه للناظر ولا يستر موضع العيب،وتبقى بعد ذلك مسألة التعليق على ما أُبرز من الإسناد مسألة أخرى ..
فليست مشكلتنا إسناد لم ينقد بل إسناد لم يُذكر كله وستر موضع العيب فيه ..
فليست مشكلتنا مع الحافظ مجرد السكوت عن نقد الأسانيد بل مشكلتنا معه نقص التحري وضعف الاحتياط في حكاية المستشنعات مستورة الأسانيد معماة موضع العيب، ومخالفته لنصيحة نفسه الشريفة:
((و لا يكتفي بالنقل الشائع و لا سيما ان ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم و الصلاح .. و ان كان في الواقعة أمر قادح في حق المستور , فينبغي أن لا يبالغ في افشائه و يكتفي بالاشارة .. لئلا يكون المذكور وقعت منه فلتة. فاذا ضبطت عليه لزمه عارها أبدا)).
((و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة)).
تنبيه: صنيع طوائف من أهل الحديث مع أبي حنيفة هو عندي جناية من جوانب شتى وقد كتبتُ في هذا موضوعاً فلستُ أعتذر عن الخطيب مطلقاً كما تظن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 02:51]ـ
هو اسمه قياس يا مولانا إن شا الله تسميه عتريس:)
ليس سَوْقي لهذا (العتريس) على سبيل الاحتجاج في معارك الاستدلال، ولكنه من قبيل إلزام الخصم بمنطقه وحسب، كما أشرتُ سابقًا.
اما ما أوردته علي فليس بوارد والمسألة بحالها: فليذكر الحافظ ابن بطوطة وسياقه وليُبرزه للناظر ولا يستر موضع العيب،وتبقى بعد ذلك مسألة التعليق على ما أُبرز من الإسناد مسألة أخرى ..
وهل أنت تستطيع الجزم بكون الحافظ قد وقف على تلك الكذبة في (تحفة النظار) أصلا!
وهل أنت تستطيع الجزم بكون الحافظ كان يرى من ابن بطوطة كذابًا ذا قُرون؟!
وكلامك كله: قائم على أن الحافظ كان يعلم تلك الفرية من ابن بطوطة! فأخذتَه أنت بذلك! ولا نسلم لك بهذا على طريق أهل الجدل!
فكيف والحافظ: قد أحالنا على الكذاب أو ناقل الكذب!
فليست مشكلتنا إسناد لم ينقد بل إسناد لم يُذكر كله وستر موضع العيب فيه ..
بل نقله الحافظ كله!
ولا يزال كلامك مبناه على كون الحافظ كان يعلم بوجود فرية ابن بطوطة!
وهذا يلزمك إقامة البرهان عليه! ولستُ إخالك تجده إلا بعد ركوب المجرَّة!
فليست مشكلتنا مع الحافظ مجرد السكوت عن نقد الأسانيد بل مشكلتنا معه نقص التحري وضعف الاحتياط في حكاية المستشنعات مستورة الأسانيد معماة موضع العيب،
وهذا النقص والضعف: وقع فيه الطبري أيضًا في تلك المثالب التي ساق أسانيدها في حق جماعة من الصحابة! فلماذا سكتَّ عنه؟!
لكنك: مصر على أن الحافظ قد ستر الأسانيد! وهو لم يفعل ذلك إلا عندك وعند من لم يتأمل كلامه هناك!
أما التعمية عن كشف مواطن العيب في النقل: فقديما قالوا (من أسند إليك فقد أحالك).
فالأولى بك: أن تعقد محاكمة للآقشهري وسائر الجناة الذين نقل عنهم الحافظ ما نقل!
وحاكي الكفر ليس بالكافر أيها الناقد البصير.
فلستُ أعتذر عن الخطيب مطلقاً كما تظن ..
لعلك تجهر بمثلها في حق ابن جرير أيضًا! وإلا تنكبتَ سبيل الإنصاف!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 02:59]ـ
كما قلنا هذا عتريس مع الفارق فلا يستويان مثلاً من حكى الإسناد ومن ستره ..
وموضع الجناية عند الخطيب ليس هو مجرد حكايته الأباطيل ليستوي مع الطبري ولكن هذا باب آخر ..
ومن عمى موطن العيب = فلم يُسند ولم يُحل كما تقول بل غطى وستر ..
وقد أحالنا الحافظ على ناقل الكذب بسياقه الذي وارى فيه موضع تبين سوأة الكذب فكانت إحالة زادت الأمر ضغثاً على إبالة ..
ولم أقل إن الحافظ كان يرى ابن بطوطة كذاباً بل عبارتي أنه يعلم تهمته بالكذب مما يوجب التحري ..
يبقى ما سلكتَ به سبيل الجدل وهو افتراض عدم اطلاع الحافظ على رحلة ابن بطوطة الأشهر والأكثر ذيوعاً والأكثر تداولاً والأبقى زمناً من رحلة الأقشهري وعدم اطلاعه على أن هذا المذكور منها ..
ومثل ذلك أحق بقول القائل الفطن المنصف:
فيه تكلف في التأول لا يخفى!
ويمكنك أن تضع مكان التأول لفظ: الجدل فلربما استويا .. وهذان معيبان في حق طالب الحق جداً ..
ولستُ محتاجاً لركوب المجرة بل يكفي عقل منصف وخبرة بطرائق القوم ومواردهم ..
اما عن ناقل الكفر ومحاكمة الأقشهري فقد كفاني الحافظ مؤنة المحاكمة بنصيحته الرائعة للمؤرخ والتي لم يوفق للعمل بها وله بها نحاكم:
((و لا يكتفي بالنقل الشائع و لا سيما ان ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم و الصلاح .. و ان كان في الواقعة أمر قادح في حق المستور , فينبغي أن لا يبالغ في افشائه و يكتفي بالاشارة .. لئلا يكون المذكور وقعت منه فلتة. فاذا ضبطت عليه لزمه عارها أبدا)).
((و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة)).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 03:30]ـ
ثم وقفتُ على موضع آخر في كلام الحافظ لم أكن قد تنبهتُ له وهو أدلُ على خطأ الحافظ بشهادة نفسه ..
يقول رحمه الله في سياق كلامه عن ابن تيمية: ((فالواجب على من تلبس بالعلم، وكان له عقل = أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة، أو من ألسنة من يوثق به من أهل النقل، فيفرد من ذلك ما يُنكر،فيُحذر منه على قصد النصح .. ))
ولاشك عندي أن الحافظ في غير ما موضع من ترجمته للشيخ = لم يتحر ثقة الناقل تلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 03:39]ـ
كما قلنا هذا عتريس مع الفارق فلا يستويان مثلاً من حكى الإسناد ومن ستره ..
ومن عمى موطن العيب = فلم يُسند ولم يُحل كما تقول بل غطى وستر ..
خلاصة المقام يا صاحبي: أنك لا تزال مصرًا على كون الحافظ لم يسند الكذب! وإنما عمَّاه ثم غطاه!
وأخوك يخالفك في هذا! ويرى الحافظ ناقلا أمينًا لم يقم بتوليد الألفاظ، ولا جعل يتزيَّد على ألسنة الكذابين ما نقله عنهم؟
وأنت تأبى: إلا وصم الحافظ بالجناية!
وصاحبك: غاية أمره أن يصف صنيع الحافظ بالتقصير وخلاف الأولى!
وقد أقمتُ حجتي في هذا المقام بلا مزيد عليه.
وأكتفي بما قدمت على ما قدمتُ. وليس عندي في الإمكان أبدع مما كان!
ولم أقل إن الحافظ كان يرى ابن بطوطة كذاباً بل عبارتي أنه يعلم تهمته بالكذب مما يوجب التحري ..
وكذلك الطبري ربما تكلم في بعض الهلكى الذين ساق مؤتفكاتهم في (تاريخه) بحق جماعة من الصحابة!
ثم تراه لم يتحر ما ينقله عنهم!
فهو على شرطك في وسمه بميْسم الجناية! ولكل بطل نهاية!
يبقى ما سلكتَ به سبيل الجدل وهو افتراض عدم اطلاع الحافظ على رحلة ابن بطوطة الأشهر والأكثر ذيوعاً والأكثر تداولاً والأبقى زمناً من رحلة الأقشهري وعدم اطلاعه على أن هذا المذكور منها ..
لا تذهب بعيدًا بكلماتي يا أخي!
إنما كان كلامي: عن اطلاع الحافظ على تلك الفرية في (التحفة) ولم أتعرض لمطلق اطلاعه على التحفة رأسًا!
ولا يزال كلامك يدور في دائرة الاحتمال: فَلِمَ الجزم به؟!
ولستُ محتاجاً لركوب المجرة بل يكفي عقل منصف وخبرة بطرائق القوم ومواردهم ..
وهل عقل المنصف وخبرته: يمنعان من أن يكون الحافظ لم يطلع على تلك الفرية في (تحفة النظار)؟!
فأيُّ ميزان هذا الذي تزن به العقول والإنصاف يا أخي؟!
وقد آن الآوان، لإيقاف جواد أبي المظفر عن الجريان في وِهاد هذا الميدان!
والله من وراء القصد. وهو أعلم بمن زرع وحصد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 04:05]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وأحسن الله إليك على جميل مذاكرتك وحسن عبارتك وكريم علمك ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 04:25]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وأحسن الله إليك على جميل مذاكرتك وحسن عبارتك وكريم علمك ..
إِنَّ الذَّوائِبَ من فِهْرٍ وإِخْوَتِهِمْ ... قد بَيَّنُوا سُنَّةً للنَّاسِ تُتَّبعُ
يَرْضَى بِها كُلُّ مَنْ كانتْ سَريرَتُهُ ... تَقْوَى الإِلهِ، وبالأَمْر الذي شَرَعُوا
إِنْ كانَ في القَوْمِ سَبَّاقُونَ بَعْدَهُمُ ... فكُلُّ سَبْقٍ لأَدْنَى سَبْقِهِمْ تَبَعُ
خُذْ مِنْهُمُ ما أَتَوْا عَفْواً إِذا غَضِبُوا ... ولا يَكُنْ هَمُّكَ الأَمْرَ الذي مَنَعُوا
لا يَرْقَعُ النَّاسُ ما أَوْهَتْ أَكُفُّهُمُ ... عندَ الدِّفاعِ، ولا يُوهُونَ ما رَقَعُوا
لا يَجْهَلُونَ وإِنْ جاوَلْتَ جَهْلَهُمُ ... في فَضْلِ أَحْلامِهِمْ عن ذاكَ مُتَّسَعُ.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:09]ـ
الخلاصة من جانبنا أن كل ما اتهم به الحافظ هو فقط من باب الظنون ..... اذ لا دليل على ان
ما ذكر عن واقعة المنبر من كلام ابن بطوطة ..
و لادليل على تفرد ابن بطوطة بحكاية الواقعة ...
و لا حتى هناك دليل على نقل الأقشهري عن كتاب ابن بطوطة بل الأدلة على عكسه اذ أول لقاء لابن جزي بابن بطوطة كان اصلا في غرناطة سنة 752 ه ... و لا حتى هناك دليل على أخذ احدهما عن الآخر مشافهة .... و حتى لو افترضنا لقاءهما فابن بطوطة في مقتبل العمر اذ دخل دمشق و الأقشهري كان يودع قطار الحياة ... فالأولى ان يأخذ الأول عن الثاني لا العكس ...
و مع انتفاء كل هذه التخمينات و انعدام ادلتها يبقى الأصل ان الرجل صرح عمن ينقل عنه وأسند ... و ذكر من أسند اليه و الأصل في ذلك ان النقل كله عن الأقشهري الا أن يأتي المخالف ببينة من فوائد الرحلة .. ثم هو بعد ذلك لم يجزم بها و لا اعتمدها و لا أي شي .. و هو الذي يجري على أصوله التي بينها هو نفسه بقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأول هو الذي تقدم تفصيل حاله , و الثاني يلزمه تحري الصدق في النقل , و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة. بل ينظر في الناقل له , فان كان ثقة , ليس بمتهم في المنقول عنه فليعتمده, و ان سماه فهو أبرأ لساحته , و ان شك فيه , فليقتصر على الاشارة. و لا يجزم بما يتردد فيه , بل يأتي بصيغة التمريض و ان كان الناقل له ممن ينسب الى المجازفة , او كان بينه و بين المنقول عنه حظ نفس فليجتنب النقل عنه .. فان اضطر الى ذلك.فليكشف أمره
أما قوله ((فالواجب على من تلبس بالعلم، وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة، أو من ألسنة من يوثق به من أهل النقل، فيفرد من ذلك ما يُنكر،فيُحذر منه على قصد النصح .. )) فهو لمن أراد الوقوف على حقيقة ابن تيمية و من أراد تأمل مذهبه ... لا من أراد التأريخ و نقل الوقائع .. و هما مقامان مختلفان ... قد بين هو نفسه الفرق بينهما و ان الثاني يكفيه ان يسمي فهو أبرأ لساحته , و ان شك فيه , فليقتصر على الاشارة. و لا يجزم بما يتردد فيه , بل يأتي بصيغة التمريض ....
و أما قوله:
ولكن يلزمه التحري في النقل: فلا يجزم الا بما يتحققه , و لا يكتفي بالنقل الشائع و لا سيما ان ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم و الصلاح .. و ان كان في الواقعة أمر قادح في حق المستور , فينبغي أن لا يبالغ في افشائه و يكتفي بالاشارة .. لئلا يكون المذكور وقعت منه فلتة. فاذا ضبطت عليه لزمه عارها أبدا.
فقد بين في أوله أن ذلك في حق من يريد الجزم بالوقائع لكي يضبطها .. (.وهو ما الذي اقتضاه مقام التقريظ ان يجزم بموقفه فتبين) أما من ينقل دون ان يريد الجزم فقد بين له أقل السبيل فيما بعد و هو ما ذكرناه من قوله:
و ان سماه فهو أبرأ لساحته , و ان شك فيه , فليقتصر على الاشارة. و لا يجزم بما يتردد فيه , بل يأتي بصيغة التمريض ... و هذا الذي فعله في الترجمة في الدرر ..
و الذي يعين على الفرق بين المقامين ان في الأول هو ناقل حاك مؤرخ لا يلزم منه التدقيق و الضبط و لا أن يدلي برأيه و معتقده و لا أن يرجح كعامة المؤرخين من قبله كما في الدرر و الانباء و غيرها ... و الثاني هو مرجح مبين ضابط فيلزمه ذلك كما فعل في التقريظ ...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:27]ـ
بارك الله في الجميع
الخلاصة:
/// أن صنيع الحافظ في الدرر في ترجمة شيخ الإسلام لا يستوجب الإزراء عليه والطعن فيه وسلب الأمانة والتحقيق العلمي عنه
كما جاء في المقال الأصل
لما تقدم من أدلة تفرقت في خضم النقاش بين الأعضاء
وأقواها ما يرجع إلى حرف المسألة من معرفة قانون أهل التأريخ
/// لا يجوز الطعن بأهل العلم والفضل والانتقاص من قدرهم من أجل الدفاع عن شيخ الإسلام ....
/// موقف الحافظ من شيخ الإسلام من أفضل المواقف بالنسبة لمن تأخر من إخوانه العلماء ممن يخالف شيخ الإسلام في أقواله
/// لا مانع _عند أهل الإنصاف_ من نقد الحافظ وتبين أخطائه بعلم ولين وأدب من غير لمز وانتقاص وإزراء
/// لا مانع _عند أهل الإنصاف_ من الاستماتة في الدفاع عن شيخ الإسلام لكن من غير تعصب على حساب الحق وطعن بأهل العلم والفضل
/// بعد التسليم بأن صنيع الحافظ في هذه الترجمة لا يسوغ الطعن فيه والانتقاص من قدره
هل يلحقه بسبب هذا الصنيع جناية أم لا؟
فقد رأى القارىء الاختلاف في ذلك وأدلة كل
والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:29]ـ
الظن المراد هنا هو من العلم الذي يتمسك به ودلائله أقرب وأظهر من دلائل من يدفعه ..
وابن بطوطة ذكر ما حكى أنه شاهده رؤيا عين فالنخعة نخعته وهو أبو عذرها ..
أما فعل الحافظ فهو حرف بحرف ما وصفه بقوله:
((و لا يكتفي بالنقل الشائع و لا سيما ان ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم و الصلاح .. و ان كان في الواقعة أمر قادح في حق المستور , فينبغي أن لا يبالغ في افشائه و يكتفي بالاشارة .. لئلا يكون المذكور وقعت منه فلتة. فاذا ضبطت عليه لزمه عارها أبدا)).
((و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة)).
اما الإزراء والطعن على الحافظ فليس مراداً لنا فيما قدمناه وهذا قدر محكم ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:31]ـ
خلاصتان اتفقتا:)
بارك الله فيك أخي ابن الرومية
ودمت ذخرا للمجلس
نفع الله بك
مشاركاتك في المجلس مفيدة _نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا_ لولا ما ينقصها من تنسيق خطي فني:)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:39]ـ
هنا حرف النقاش
فمخالفوك لا يرون أن هذا الظن يتمسك به
لأن دلائله أبعد من دلائل ما يدفعه
ويرون أن الحافظ لم يخالف كلامه في قواعد التأريخ ويرون أنه موافق لكلامه حرفا بحرف إذ قال:
"و لا يعتمد على مجرد التشنيع من كل أحد, فان للناس أغراضا متفاوتة. بل ينظر في الناقل له , فان كان ثقة , ليس بمتهم في المنقول عنه فليعتمده, و ان سماه فهو أبرأ لساحته ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 07:26]ـ
لسنا نختلف أنهما ظنان وإلا ما اتنازعنا وإنما البحث في ترجيح ظن على ظن ..
والظن الذي معي أقرب ودلائله أظهر خاصة مع الظن الراجح أنه حذف ابن بطوطة من الإسناد مع معرفته بخبره ورحلته وذكره لهذا الموضع####حرره المشرف لخروجه عن الأدب وإفضائه إلى المشاحنات####
ويبقى موضع آخر للجناية كالذي فعله في المحضر الأشعري من قلة التثبت وحكاية ما هو أبعد عن الصحة وحذف ما هو أقرب.
وقد لا يكون خالف قواعده في التأريخ = لكن قواعده خالفت أدلة الشرع وحادت عن سبيل العدل وذكرت ما هو كذب ودلائل كذبه بين يديه (ظناً هو من جنس العلم لا ينكره إلا مكابر أو من ركب الحجة الجدلية إذ يزعم أن الحافظ يعرف موضع الحجة في الأقشهري ولا يعرفه عند ابن بطوطة!!) ..
و لا يكتفي بالنقل الشائع و لا سيما ان ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم و الصلاح
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 07:38]ـ
إنت فين يا مولانا من زمان؟!!
وحشتني ..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وأنت كذلك "لك وحشة"، يا مولانا.
جمعنا الله على طاعته ثم في جنّته.
وبعد،
هذا "تذييل"، يتعلّق بجزئية من الموضوع، ولا يتعرّض لمحور النقاش:
///////// مقولة "كنزولي هذا" فرية قديمة، سابقة لعصر ابن تيمية. ويبدو أنّها كانت تهمة جاهزة، تُلصَق بكل من يقول بإثبات الصفات على منهج السلف؛ لأنها من الإلزامات التي يتخيّلها المخالفون إذا أثيرت مسألة حقيقة الصفة.
فهذا السكوني ينسبها إلى مجهول في كتابه "لحن العوام فيما يتعلّق بعلم الكلام"، حيث يقول:
"حتّى ذُكِر عن بعض أغبيائهم أنه ينزل درجا من المنبر، ويقول للناس: "يَنْزِل ربُّنا كُلّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا كنزولي من منبري هذا"! وهذا جهلٌ عظيم بما يجب للربّ سبحانه و [ما] يستحيل عليه".
وهذا القاضي المقري (المتوفى سنة 759هـ)، في "نظم اللآلي"، ينسب نفس التهمة إلى ابن تيمية؛ وينقلها عنه حفيده في "رياض الأزهار" ...
والملاحظ أنَّ ناقلي هذا الخبر كلهم مغاربة، وفي هذا تأكيد على أنّ ثالوث "التمشعر، والتصوّف، والتعصُّب للمذهب المالكي" كان مستقرًّا في المغرب الإسلامي في القرن الثامن.
///////// ولك أن تُلْحق بهذا كلَّ مستشنَع مشتبشَع مما نُسِب إلى النُّظَّار مِن مثبتة الصفات، بما فيهم مَن لم يكن على منهج السلف وأدرِج اسمُه في قائمة المشبِّهة أو المجسِّمة ...
فالتهمة كانت جاهزة، ينتظر أصحابُها مَن يلبسوه إياها من مخالفيهم، لتشويه صورته وتنفير الناس من معتقده. ولعلّها نُسبِت إلى غير ابن تيمية، ممّن هم دونه مرتبة ولم يكونوا أهلا لأن تتعرّض لحالهم كتب التراجم، ولهذا لم تصلنا أخبارهم ...
ومن هذا القبيل أيضًا ما رواه الحصني وأسنده إلى والد أبي الحسن الدمشقي أنّه قال: "كنّا جلوسًا في صحن الجامع الأموي، في مجلس ابن تيمية. فذكّر ووعظ، وتعرّض لآيات الاستواء. ثم قال: "واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا". قال: فوثب الناس عليه وثبةً واحدة، وأنزلوه عن الكرسي، وبادروا إليه ضرباً باللكم والنعال."
///////// وهذا النص ونص ابن بطوطة يكادان يتطابقان في جزئية هامة، وهي: "السيناريو"! إذ في كلا الموقفين، يخطئ ابن تيمية في مجلس وعظه، فتثور الدهماء عليه، وتُشبعه ضربا!! وفي موضع من "الدرر" نقرأ: "وكان لتعصّبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة؛ حتّى أنّه سبّ الغزالي، فقام عليه قوم كادوا يقتلونه"!!
وهذه الجزئية وحدها، بغض النظر عن الإسناد وما إليه من قرائن التاريخ، كفيلة بنسف القصة من أساسها. إذ تجمع كتب التاريخ والطبقات على أنّ شيخ الإسلام كان من الشخصيات الاستثنائية في المجتمع الدمشق، وكان له أتباع وتلاميذ كُثر. فأين كان هؤلاء لمّا وقعت هذه الواقعة المختلَقة؟ هل أسلموه إلى خصومه في لمح البصر؟ أم انقلبوا عليه بمجرّد أن سمعوا مقاله فكانوا أعلم منه؟!
القصة إذن منقوضة متنًا، قبل أن تنسف سندًا ...
///////// لكن يبدو أنها انتشرت بعد ابن تيمية وذاعت، ولاقت رواجًا لكثرة ما تكرّرت. وقد يقول قائل: لكن لماذا لا نجد لها ظلاًّ في غير هذه المصادر؟ والجواب: أنّ خصوم ابن تيمية كانوا يعلمون أنّها مختلقة؛ فلعلّهم كانوا يمرّرونها مشافهةً، ولا يتجرّؤون على تقييدها كتابةً، أو إسنادها روايةً.
///////// أمّا عن رواية ابن بطّوطة، فالرجل كان رحّالةً مستكثرًا لذكر الغرائب. وقد أخطأ في كثير ممّا ادّعى أنه من مشاهداته، فكيف بأخباره!
والأرجح أنّه كان ضحيّة خدعة نصبها له بعض المالكية المتعصبين على شيخ الإسلام، فرووا له هذه الفرية ليتمّ ترويجها في بلاد المغرب. لكن هذا لا يبرّر ادّعاءه أنّه حضر الواقعة.
ومن الوارد أيضًا أنّ سرد الرحلة الْتبس على ابن جزي، وأنّ ابن بطوطة ربّما روى له هذه القصة استطرادًا، ناسبًا إياها إلى غيره، فقيّدها ابن جزي على أنها من كلامه. وهذا وارد. ومن اشتغل بالصحافة في زمن "الورقة والقلم" يعلم ذلك ...
... أمّا عن مصدر الكلام الذي نقله ابن حجر، فيحتاج إلى تمحيص. إذ نسبتها إلى الآقشهري تفترض أنه لم يكن مجاورا بالمدينة فترة وقوع الحادثة، وتفترض أيضًا حتمية التقائه بابن بطوطة. ولو اجتمع ابن بطوطة بالآقشهري، سواء في دمشق أو في المدينة، وهما رحّالتان، لذكر ذلك،؛ لكننا لا نجد لهذا أثرا في كتابه. ونسبتها إلى الآقشهري متوقفة على معرفة السنة التي فرغ فيها من كتابة رحلته.
وظنّي أنّ هذه المقولة المختلقة كانت شائعة ورائجة في عصر ابن حجر، فأوردها ضمن ما يرمى به ابن تيمة، لا على سبيل الإقرار ...
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 08:16]ـ
بارك الله فيكم مشايخي الكرام ابافهر و امجد و الواحدي و ابا المظفر و منكم نستفيد .. حتى من التنسيق الفني و الخط:)
ومن الوارد أيضًا أنّ سرد الرحلة الْتبس على ابن جزي، وأنّ ابن بطوطة ربّما روى له هذه القصة استطرادًا، ناسبًا إياها إلى غيره، فقيّدها ابن جزي على أنها من كلامه. وهذا وارد. ومن اشتغل بالصحافة في زمن "الورقة والقلم" يعلم ذلك ..
هذا سيدي ليس فقط واردا بل هو أيضا من المؤكدات التي توضح مرة أخرى لم كان تعامل ابن حجر مع جنس الشائعات بهذا الحذر و سرد الآراء دون ان يتهجم بالجزم او ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة .. فلو افترضنا ان الأقشهري انما نقل من ابن بطوطة و افترضنا ان الحافظ ايضا علم بامر هذا الاقتباس من طرف الأقشهري و لم تكن قضية شائعة رائجة آنذاك ... فابن حجرزيادة على توقفه أصلا في اتهام ابن بطوطة بالكذب و استحضاره لشهادة من عايش ابن بطوطة عن قرب حين توليه قضاء انفا المغرب او ما يعرف الآن بالدارالبيضاء ... فان تلخيص ابن جزي للتقييدات التي كانت بحوزة ابن بطوطة يؤكد الكثيرون من المستشرقين و المشرقيين انها ما كانت على الدرجة المرضية من الاتقان .. و انه خلط بين وقائع الرحلتين و تواريخها و انه ربما زاد من رحلات اناس آخرين عاصروا ابن بطوطة او جاءوا بعده كالعبدري .. و هو أمر طبيعي ان يصدر من تلخيص تقييد اشتغرق فيه صاحبه كل حياته .. بينما التلخيص لم يتجاوز مدة الشهرين او الثلاث أشهر و تحت الضغط الملح من الحاكم .. فكان من الطبيعي ان يكون الأمر على أبعد تقدير مما يدعو الحافظ الى الشك في هذا النقل اتباثا او نفيا (اذ هما قرينان .. فكما لا يحق للمؤرخ اتباث شيء لا دليل عليه .. لا يحق له نفي شيء لا دليل على نفيه) ... و آنذاك حسب أصول الحافظ فان أقل السبيل في التأريخ هو:
و ان شك فيه , فليقتصر على الاشارة. و لا يجزم بما يتردد فيه , بل يأتي بصيغة التمريض
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 08:50]ـ
بارك الله فيكم جميعاً وإنما هي مباحثة ومذاكرة وأما أصول الباب فهي محل اتفاق، وجزاكم الله خيراً على ما سقتموه من علم نافع وفقه سائغ،والحمد لله رب العالمين ..(/)
هل "الذات" صفة إلهية؟
ـ[أيوب التمسماني]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 04:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله
هل يحق لنا أن نقول بأن الله يتصف بصفة الذات؟ و ما هي الصفات الذاتية التي يتصف بها الله؟
(ابتسامة)
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
التمكين في الأرض: ما هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟
ـ[أيوب التمسماني]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 05:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ابتسامة)
شروط التمكين واضحة.
نقرأ في سورة الحج الآية 41:
(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)
و نقرأ في تفسير فخر الدين الرازي رحمه الله
{?لَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـ?هُمْ فِى ?لأَرْضِ} والمراد من هذا التمكن السلطنة ونفاذ القول على الخلق لأن المتبادر إلى الفهم من قوله: {مَّكَّنَّـ?هُمْ فِى ?لأَرْضِ} ليس إلا هذا، ولأنا لو حملناه على أصل القدرة لكان كل العباد كذلك وحينئذ يبطل ترتب الأمور الأربعة المذكورة عليه في معرض الجزاء، لأنه ليس كل من كان قادراً على الفعل أتى بهذه الأشياء. إذا ثبت هذا فنقول: المراد بذلك هم المهاجرون لأن قوله: {?لَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـ?هُمْ} صفة لمن تقدم وهو قوله: {?لَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـ?رِهِم} والأنصار ما أخرجوا من ديارهم فيصير معنى الآية أن الله تعالى وصف المهاجرين بأنه إن مكنهم من الأرض وأعطاهم السلطنة، فإنهم أتوا بالأمور الأربعة، وهي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن قد ثبت أن الله تعالى مكن الأئمة الأربعة من الأرض وأعطاهم السلطنة عليها فوجب كونهم آتين بهذه الأمور الأربعة. وإذا كانوا آمرين بكل معروف وناهين عن كل منكر وجب أن يكونوا على الحق، فمن هذا الوجه دلت هذه الآية على إمامة الأربعة. ولا يجوز حمل الآية على علي عليه السلام وحده لأن الآية دالة على الجمع، وفي قوله: {وَلِلَّهِ عَـ?قِبَةُ ?لأَمُورِ} دلالة على أن الذي تقدم ذكره من سلطنتهم وملكهم كائن لا محالة. ثم إن الأمور ترجع إلى الله تعالى بالعاقبة فإنه سبحانه هو الذي لا يزول ملكه أبداً وهو أيضاً يؤكد ما قلناه.
و يقول شيخ الإسلام البغوي في معالم التزيل:
{?لَّذِينَ إِن مَّكْنَّـ?هُمْ فِى ?لأَرْضِ أَقَامُواْ ?لصَّلَو?ةَ وَآتَوُاْ ?لزَّكَو?ةَ وَأَمَرُواْ بِ?لْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ?لْمُنكَرِ}، قال الزجاج: هذا من صفة ناصريه، ومعنى " مكناهم في الأرض ": نصرناهم على عدوهم حتى يتمكنوا في البلاد. قال قتادة: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقال الحسن: هم هذه الأمة {وَلِلَّهِ عَـ?قِبَةُ ?لأُمُورِ}، أي: آخر أمور الخلق ومصيرهم إليه، يعني: يبطل كل ملك سوى ملكه، فتصير الأمور إليه بلا منازع ولا مدَّع.
لاشك أن الصحابة كانوا مستوفين هذه الشروط يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة بل ان القائد العظيم إمام الأئمة و شيخ الشيوخ الصحابي الجليل أبي بكر الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قاتل من أجل حق مستحقي الزكاة, و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر, فكانت لهم دولة استطاعت أن تجمع شمل المسلمين و توحدهم و تنظمهم و توجهم لينشروا رسالة الاسلام و يكونوا هم القادة و هم الكبار و هم الحضارة و هم النور تركع أمامهم القياصرة و الجبابرة و الأكاسرة.
لكن السؤال الذي فكرت فيه هو ما معنى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟
إن عدم معرفة الدولة النبوية و الدولة الراشدة سيجعلنا غير قادرين على معرفة حيقيقة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, و أنا و أظن أنتم كذلك رأيتم كيف أن هذه المسألة العظيمة ربما انحصرت في مجال ضيق ربما في الأخلاق فقط أو في الاخلاق و بعض الشعائر التعبدية فقط أو ربما في الأخلاق فقط لكن في مجال محدد لا يتعداه. هل هذا هو الأمر بالمعروف و النهي المنكر في فجر الإسلام؟
أشك في ذلك.
أعتقد أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يشمل أيضا توعية الناس و نشر التعليم, محاربة الجهل, فهم نواميس الكون و الأخذ بأسباب القوة. يشمل اليد العليا خير من اليد السفلى. يشمل إتقان العمل, يشمل الاستفادة من الغير في أمور أنتم أعلم بأمور دنياكم (حفر الخنادق) و يشمل الاستقلال الحقيقي أي الاستقلال الثقافي الحضاري السياسي الاقتصادي و الاجتماعي:
روى ابن الحاج في المدخل "أن عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - دخل السوق في خلافته فلم ير فيه في الغالب إلا النبط, فاغتم لذلك. فلما اجتمع الناس أخبرهم بذلك, و عاتبهم في ترك السوق و الأعمال التجارية فقالوا: إن الله أغنانا عن السوق بما فتح به علينا. فقال رضي الله عنه: و الله لئن فعلتم ليحتاجن رجالكم إلى رجالهم و نساؤكم إلى نسائهم" (المدخل لابن الحاج 4/ 105)
و ظهرت الصناعات وبدأت تنتشر بين الصحابة رضوان الله عليهم في مجالات كان العجم و اليهود هم من احتكروها.
طيب, ما رأيكم؟ هل هناك سوء فهم لشرط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بشكل عام؟ أم أن القضية عادية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 09:15]ـ
بورك فيه فالتمكين بالمفهوم السياسي المعاصر هو الوصول إلى السلطة بطريقة مشروعية وهي الاستقلال كما حدث لجل الدول العربية والاسلامية التي استقلت عن المحتل بعد احتلال طويل
ويبدو لي والله اعلم أن الآية تفيد شروط وموجبات التمكين والاستقلال التام بحث تطالب السلطة الحاكمة بالقيام بأرعة شروط أساسية اولها الصلاة التي هي عمود الدين ورمز علاقة العبد بربه والامر الثاني الزكاة وهي رمز التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد والثالث والرابع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي صفات الخير [كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
]
فهل ترى أن دولنا العربية والاسلامية التزمت بشروط التمكين؟ أم لم يعد أمر الناس بالصلاة مطلوب ولا جمع الزكاة شرط أما الامر بالمعروف فتعطل وصار البعض يأمرون بالمنكر ولا حول ولا قوة إلا بالله(/)
تجاهل البيروني و ابن الهيثم
ـ[أيوب التمسماني]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:)
بالأمس كنت أتابع درس يشرح النظرية النسبية الخاصة و تكلم المحاضر الألماني أولا عن تاريخ "تصور الكون" لدى الإنسان و قال كلاما كنت أشك في صحته, إذ قال ما معناه أن التصور الطبيعي للعالم حتى القرن السابع عشر كان تصور تحكمه أو تهيمن عليه نظرة أرسطو أو ما يسمى أيضا بالتصور الأرسطوطاليسي للكون حتى جاء غاليليو بمنهجه التجريبي ليغير هذه النظرة بشكل كامل و بما أن المحاضر كان يتكلم هنا عن الجاذبية بشكل خاص كمقدمة للكلام عن النظرة الغاليلية ثم النيوتونية فالماكسويلية و أخيرا الآينشتاينية, قال ان ارسطو كان يعتقد ان الشيء يسقط نحو الاسفل بدون تغاير و و لا سرعة!
كلامه لا يصح من وجهين -و ربما هناك محاولة لطمس تاريخ المسلمين- فالمنهج العلمي أولا ليس من ابتكار غاليليو بل شُيِّدَ على يد إبن الهيثم رحمه الله, أما مفهوم الجاذبية فالبيروني حقيقة هدم الصنم الارسطاطوليسي في مسألة تعلق الأجرام و إبن الهيثم تكلم عن وجود تغيير في الحركة و السرعة نتيجة التجاذب.
هل سبق لك لاحظت هذا الأمر في تناول تاريخ تطور العلوم في المناهج الغربية؟(/)
نقد بعض الكلمات كقولهم (الاسلام هو الحل)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:14]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
قولهم (الاسلام هو الحل): فيها قصور شديد جدا، ذلك لأننا نتّبع الاسلام في كل الأحوال سواء كان فيه الحل الوقتي لمشاكلنا أو لم يكن فيه، وقد مرت على الأمة الاسلامية – وهي في أقوى حالات الاستمساك بالدين – فترات عصيبة وكلها ضيق وشدة، كما قال (قال بعض السلف: كانت بعض النخيل لا تثمر غير واحدة. وكل هذا وأمثاله مما يختبر الله به عباده، فمن صبر أثابه [الله] ومن قنط أحل [الله] به عقابه. ولهذا قال: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}) (1)، بل ولانترك اتّباعِنا للدين، وان كان هذا الاتباع سيتسبب في أن يظلمنا اهلُ الباطل ويبخسوا حقوقنا، ومن أجل ذلك، فان تصحيح هذه الكلمة هو (الاسلام هو الحق) (2)
ومن هذا القبيل أيضا، استدراك البعض على مقولة (الاسلام صالح لكل زمان ومكان) فيقول أنها مقولة خطأ، وتصحيحهاعنده أن نقول أن (الاسلام مصلح لكل زمان ومكان)! ولكن استدراكهم هذا هو الخطأ بعينه، وكلامهم غير صحيح بالمرّة، هذا، وان كانت مقولة (الاسلام صالح لكل زمان ومكان) هى فعلا فيها قصور، لأننا لانأخذ الاسلام لأنه صالح، ولكننا نقول (أن الزمان والمكان لايصلحان الابالاسلام) (3)
ومن هذا القبيل أيضا قول بعض الكُتّاب ووصفهم للمنهج الحق الخالي من البدع بأنه (الاسلام الصحيح) وهذا الوصف خطأ، لأن الاسلام واحد لاينقسم الى اسلام صحيح واسلام خطأ، ولكن تصحيح المقولة هو أن نقول (الفهم الصحيح للاسلام مقابل الفهم الخطأ للاسلام) (4) وان كنتُ رأيت بعض العلماء الكبار يستعمل مصطلح (الاسلام الصحيح).
والحمد لله رب العالمين.
كتبه/خالد المرسي
(1) تفسير ابن كثير (1/ 467
(2) قاله شيخنا ياسر برهامي
(3) قاله شيخنا محمد اسماعيل المقدم
(4) قاله شيخنا محمد اسماعيل المقدم
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:31]ـ
ذلك لأننا نتّبع الاسلام في كل الأحوال
الاسلام هو الحل
الخطاب لمن لا يتبعون الاسلام في كل الاحوال
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:49]ـ
الاسلام هو الحل
الخطاب لمن لا يتبعون الاسلام في كل الاحوال
المقصود أن أهل الاسلام وكل مخاطَب يجب عليه أن يعتقد ذلك وان كان واقعه غير ذلك (يُعاقَب عليه ان كان يستحق العقاب)
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 06:25]ـ
هذه الطريقة في نقد الكلمات يمكن اتباعها في نقد اي كلمةٍ تقال وما قيل حول هذه الكلمات يمكن تسميته شرحاً أو توضيحاً أو إكمالاً للمفهوم أما الاعتراض الموجب للنقض فلا
فمثلاً كلمة الاسلام هو الحل كلمة المراد بها صحيح ومعناها الذي يفهمه الناس صحيح لا ريب في ذلك و الإعتراض بأنها كلمة قاصرة ليس شيئاً موجباً لنقضها و الرد عليها وإنما هو التوضيح للمفهوم
فالمقصود بكلمة الاسلام هو الحل أن اتباع الاسلام هو الحل للخروج بالأمة من هذا الهوان ومعاودة استلام دورها في الحياة وهذا في مقابلة الذين يدعون أن علينا اتباع الشرق أو الغرب وليس معناها عند قائلها أن من يتبع الاسلام يضمن على الله الا تصيبه البلايا و المصائب وفترات الضعف ومع هذا فان توسيع مفهوم الحل يجعل الكلمة ايضاً صحيحة في هذا الموضع فإن الحل في الاسلام للمصائب التي لا يد للانسان فيها هو الصبر و الاستعانة بالله و عليه أن يبذل كل ما يسطيع لرفع البلاء و الضيق عن نفسه باتباع ما امره الله به واتباع كل ما لايخالف الاسلام من الوسائل التي تنهض بالأمة ومع ذلك يقال ان الله وعد من يتبع دينه بالخير في الدنيا و الآخرة قال تعالى
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ}
وقال تعالى
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}
وقال الله من قبل لاهل الكتاب
{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم}.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 07:16]ـ
أخي الكريم وفقك الله، أرى والله أعلم أن الانتقادات التي وجهت للمصطلحين المشار إليهما في المقال ليست قوية فما المانع أن يكون الإسلام هو الحل وفي نفس الوقت الإسلام هو الحق، وأرى أن رد الأخ واحد مسلم رد وجيه.
ثانيا: ما التعارض بين الإسلام مصلح لكل زمان ومكان وبين الزمان والمكان لن يصلحا إلا بالإسلام؟ لا أرى فيهما أي تعارض البتة ..
وأخيرا والله أعلم، هذا الكلمة أقصد الإسلام هو الحل قالها الأستاذ حسن البنا منذ ثمانية عقود تقريبا واشتهرت الكلمة دونما نكير من أهل العلم الكبار كأحمد شاكر ومحمود شاكر ومحمد حامد الفقي وعلماء المملكة والشام وأعتذر عن سرد جميع الأسماء لكثرتها ولو كانت الكلمة تحتاج التعقيب لرأينا ذلك.
وهذا يشبه عندي الذي يقول إن كلمة الإسلام هو الحل كلمة خاطئة ولكن الصواب " الحل هو الإسلام " وبصراحة لا أدري ما الفرق
كأننا والماء من حولنا ..... قوم جلوس حولهم ماء.
تقبل تحياتي وعظيم احترامي وتقديري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 07:35]ـ
الأخ واحد مسلم
والأخ محمود الشرقاوي
جزاكما الله خيرا
أنا معكما وأتفق معكما في الجملة لافي التفاصيل
1 - النقد لايساوي النقض! بل ان النقد قد يكون سبيلا لبيان محاسن المنقود
كل ما قصدته أن هذا الكلمات التي انتقدها شيخنا، محل النقد لاأنها باطلة ولكن لكونها (أقل من الحقيقة)
وقد رديت على تفاصيل كلامكا في التعليقات على الموضوع في مدونتي على هذا الرابط
http://elmorsykhalid.blogspot.com/2010/05/blog-post_13.html
فممكن تقرءوا الكلام وتناقشونه معي هنا أو هناك لنستفيد من بعض،
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 07:59]ـ
الأخ الكريم خالد
إذا كنا نتفق على أن الكلمة صحيحة على مراد أصحابها وأن كثيراً من المخاطبين يفهمون منها معنىً صحيحاً ونتفق أيضاً أنها قد تكون في بعض المواضع مثيرةً لبعض الأخطاء في الفهم لدى بعض الناس - بسبب جهلهم - = فنحن متفقون جملةً وتفصيلاً
فأين ترى خلافنا
وجزاك الله خيراً
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 01:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته أهدي سلامي لأهل غزة خاصة وأهل مصر أحبابي وكل مسلم والله أحبكم في الله أخي الفاضل قلت أنهم قولوا (الاسلام هو الحل): فيها قصور شديد جدا، ذلك لأننا نتّبع الاسلام في كل الأحوال سواء كان فيه الحل الوقتي لمشاكلنا أو لم يكن فيه
"الأسلام هو الحل"أتعلم لمن تقال هذه العبارة أم لا؟
إنها تقال لغير المسلمين أو المبتعدين عن الدين مسلمون لكنهم غرقوا في شهوات الدنيا وأتبعوا النفس
أعطيك مثالا: تخيل معي أنا إنسان مسلم مبتعد عن الدين "غافل" ورأيتني أنت أعيش كربا من كرب الدنيا رأيتني تائه لاأعرف الشمال من اليمين وقلت: لك أنني مهموم يأخي لقد سئمت الحياة؟
فماذا ستقول أنت لي؟ ستقول لي إرجع للإسلام لأن فيه حلول لمشكلتك وهذا ليس خطأ
أنه فيه صبر ودين قويم يتماشى معنا في كل العصور
أما (الاسلام هو الحق) فهو الحق بدون قولك أنت ولا قولنا نحن فهو حق رغم أنوف البشر كلهم قال تعلى:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} آل عمران 19 ومن رأى في غير الإسلام حل قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85
(الاسلام صالح لكل زمان ومكان) نعم الإسلام صالح لكل زمان ومكان أين الخطأ في هذا إن لم يكن صالح لكل زمان ومكان فلماذ نعيش نحن الأن ليس لها أي قصور
(الاسلام مصلح لكل زمان ومكان) نعم فهو مصلح إذا عم الظلم في المستقبل ومصلح للمكان إذا عم الفسق والإستبداد كلتا العبارتين ليس بهماأي خطأ لأننا نحن ننظر سطحيا ولهذا نقول بهما أخطاء لكن إذا تعمقنا سوف نصل إلى أنه العبارتين صحيحتان ك (أن الزمان والمكان لايصلحان إلابالاسلام) والسلام عليكم والله أعلم إن شاء الله
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 02:05]ـ
تكلفٌ مالنا إلا السكوت لهُ **** ونستعيذ بمولانا من النارِ
ـ[ابو جبل]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 11:10]ـ
العبارات المذكورة صحيحة وتعليق مشايخنا المقدم وبرهامي عليها صحيح ايضا وان كان ظاهرهما التعارض
** اما ان العبارات محل النقد صحيحة فلان الاسلام حل لجميع مشاكل المسلمين وما ذكره بعض الاخوة من احتمال وقوع البلاء كما حدث مع بعض السلف بل مع الانبياء والصحابة كل هذا لا ينفي ان الاسلام هو الحل لجميع مشاكلنا فما يصيب المرء من البلاء انما هو اختبار للعبد وامتحان
واما اننا يجب علينا ان نؤمن بالاسلام حتي مع شظف العيش وقلة الزاد فصحيح ايضا ولكن لا يصلح لهذا كل احد فالمسلمون فيهم العابد الزاهد وفيهم العامي الضعيف وخطاب الشارع الحكيم يخاطب الناس اجمعين علي اختلاف مشاربهم
فالمؤمن يتأثر بايات الاسماء والصفات وضعيف الايمان يتأثر بالتوسعة والانعام
فالاول اذا سمع قول الله عز وجل الله خالق كل شئ فاعبدوه استقام واهتدي
والثاني اذا سمع قول الله عز وجل استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا تاب واناب
وغالب خطاب جماعة الاخوان هو للنوع الثاني فلزم مخاطبتهم بما يناسبهم
** وكلام الشيخ ياسر والمقدم صحيح كذلك ليس لانهم ارادوا النوع الاول فقط وانما لسبب اخر هو عتبهم علي الاخوان انهم يعظمون من هذه الوسيلة علي حساب الوسائل الاخري من التربية والتهذيب حتي صار كل من يحمل قضية الاسلام هو الذي يضجر من الغلاء او يريد الحرية او نحوها من القضايا وقلما تجد من يحزن علي عدم تطبيق الشرع او علي تضييع الفرائض وهجر السنن بل منهم من يعتبر الانشغال بالعبادة والعلم ونحو ذلك مضيعة للاوقات واهدارا للطاقات ولو توجهت الي جمع الناس لكان انفع للدين فانقلبت المعايير وصارت الوسيلة غاية والواجب ان يكون المعني الثاني بقدر الحاجة لأناس بعينهم وصفتهم لا ان يكون منهجا عاما في الدعوة به يتم جمع الناس وتفعيلهم وسبحان الله ما نفر الناس منهم الا لان السمت الدنيوي اصبح ظاهرا عليهم والسمت الديني اصبح خافتا ضعيفا هذا في العوام الذين لا يدركون معني مخالفة شرعية او عقدية او نح ذلك فالناس بفطرتها تحب الدين وتسعي الي من يدلهم عليه ولهذا احسن الشيخ المقدم حين قال بل الاسلام هو المنهج
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 02:40]ـ
جزاكم الله خيرا
وخاصة الاخ ابوجبل
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 03:24]ـ
أنا مع كاتب الموضوع فجزاه الله خيراً ..
وأقول الأولى بنا أن نكون حذرين جداً عند إطلاق أي لفظ أو شعار مهما رأيناه هيناً في نفوسنا ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 03:35]ـ
أنا مع كاتب الموضوع فجزاه الله خيراً ..
وأقول الأولى بنا أن نكون حذرين جداً عند إطلاق أي لفظ أو شعار مهما رأيناه هيناً في نفوسنا ...
جزاك الله خيرا
وأنت بذلك تشجعني الى أن أوضح الأمر أكثر وأكثر بعد أن سُدت نفسي بسبب بعض النظرات التي تفتقر الى العمق الفكري اللائق بحقائق الاسلام وتقديرها حق قدرها
وأرجو أن يكون تصويبك اياي عن قناعة لاعن عاطفة لأن اسمك خالد وأنا اسمي خالد!
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[18 - Jun-2010, صباحاً 12:41]ـ
لست من الذين يتبعون العاطفة إن شاء الله! بل قد تتعجب إن قلت لك إنني لم ار اسمك عندما كتبت ما كتبت!
مع العلم بأنني كتبت مقالة قريبة من مقالتك في بعض المواقع وبينت أن المصطلحات والألفاظ أمرها خطير، وقد دخل أعداء الله تعالى من السابقين ومن اللاحقين من هذه الألفاظ وكم من بنيان هدموه بسببها!
وأرجو أن ييسر الله تعالى الكتابة حول هذا الموضوع بشكل معمق وإنني أهيب بكل مسلم أن يبحث فيه بشكل جدي!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 02:42]ـ
أين رابط مقالك؟
ـ[ابو جوهر]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 07:39]ـ
كنت أستمع الى أعتى العلمانيين يقولون ان مصطلح الاسلام هو الحل من أذكى المصطلحات التي رفعتها جماعة الاخوان المسلمين لاستقطاب الناس وليس المقصود من المصطلح استقطاب علماء الأمة فالمصطلح وضع لعوام الناس وللرد على العلمانيين الذين يقولون ان العلمانية هي الحل لكل مشاكل العرب فكان الرد الاسلام هو الحل لكل مشاكل المسلمين.
ملاحظة \من أسوأ أمورنا انتباهنا لمصطلحات ترفعها جماعات تهدف الى ارجاع الناس الى الدين بأسلوب الخصم وما يقرب من فهم الناس في حين نجد كثيرا من المتصديين للدعوة يجعل هدفه تدمير من يعمل للاسلام واسقاطه من أجل مصطلح أو كلمه قالها فرد ونترك الظلم السائر والمنتشر بين العباد ونعالج ذلك بقضية بسيطة يمكن أن نجد لها ألف تأويل وتأويل ولا يعذر بعضنا بعضا في ذلك.والحل في ذلك توسيع المدارك لا تقديس الرجال
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 01:12]ـ
جزاكم الله خيرا
سأوضح هذا الأمر أكثر وأكثر، لكني سأتأخر قليلا نظرا لكثرة المشاغل
ـ[ابو جبل]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 11:47]ـ
الأخ الكريم / أبو جوهر
المشكلة الكلمة ليس مصطلحا للعوام وإنما منهجا يعمل به عند الاخوان وهو وسيلتهم لتغيير الواقع
** وكلام الشيخ ياسر والمقدم صحيح كذلك ليس لانهم ارادوا النوع الاول فقط وانما لسبب اخر هو عتبهم علي الاخوان انهم يعظمون من هذه الوسيلة علي حساب الوسائل الاخري من التربية والتهذيب حتي صار كل من يحمل قضية الاسلام هو الذي يضجر من الغلاء او يريد الحرية او نحوها من القضايا وقلما تجد من يحزن علي عدم تطبيق الشرع او علي تضييع الفرائض وهجر السنن بل منهم من يعتبر الانشغال بالعبادة والعلم ونحو ذلك مضيعة للاوقات واهدارا للطاقات ولو توجهت الي جمع الناس لكان انفع للدين فانقلبت المعايير وصارت الوسيلة غاية والواجب ان يكون المعني الثاني بقدر الحاجة لأناس بعينهم وصفتهم لا ان يكون منهجا عاما في الدعوة به يتم جمع الناس وتفعيلهم وسبحان الله ما نفر الناس منهم الا لان السمت الدنيوي اصبح ظاهرا عليهم والسمت الديني اصبح خافتا ضعيفا هذا في العوام الذين لا يدركون معني مخالفة شرعية او عقدية او نح ذلك فالناس بفطرتها تحب الدين وتسعي الي من يدلهم عليه ولهذا احسن الشيخ المقدم حين قال بل الاسلام هو المنهج(/)
العقيدة والوهن
ـ[معاذ صوالحة]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 05:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العقيدة والوهن
بقلم الدكتور: احمد بن عبدالرحمن القاضي حفظه الله
الحمد لله وحده، والصلاة، والسلام على من نبي بعده. أما بعد:
تمر بأمتنا الإسلامية، وعلى وجه الخصوص، أرض فلسطين، فتن، ومحن، تدع الحليم حيراناً! لا يكاد يمر نهار حتى تجبهنا وسائل الإعلام بباقعة من غدرات يهود؛ مساجد تحرق، أشجار تقتلع، بيوت تهدم، بشر يطرد، وأعظم من ذلك كله أرواح تزهق في مواجهات غير متكافئة، بين أطفال وشبان لا يملكون إلا الحجارة في المقاليع، وجنود مدججين بالسلاح يحتمون بالمدرعات تقذف بحمم النار!
وأعجب من ذلك كله ذلك الصمت المطبق، أو الأنات الخافتة، تنبعث، على استحياء، من بين صفوف المتفرجين على جنبتي المسرح الدامي، وكأن الأمر لا يعنيهم، أو كأنما كممت أفواههم، وقيدت أيديهم، وأرجلهم، فلا يملكون حراكاً، ولا صياحاً! ما الأمر؟! ما السر ياقوم؟!
لم تزل هذه المنطقة، أرض فلسطين، منطقة ملتهبة على مر العصور. لم تزل محط أنظار أهل الأديان، ومحل أطماع طلاب الدنيا، على مر العصور. ومنذ أن أورثها الله الذين اصطفى من عباده، من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، باستلام الخليفة الراشد، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مفاتيح بيت المقدس، وهم يذودون عنها كل بعير أجرب، ويذبون عنها كل ذباب مزعج؛ من صنوف الكفرة، من اليهود، والنصارى، والمشركين، في مواقف مشهورة، ومواطن مذكورة. فرغم طول الاحتلال الذي جثم على بيت المقدس، وأكنافه، (نحو تسعين سنة) وسواحل الشام، وثغوره، (نحو مائتي سنة) إبان الحملات الصليبية المتلاحقة، لم تنقطع روح الجهاد، ولم يتوقف الكر، والفر، على الجبهات الساخنة. لكن آل الحال هذه الأيام إلى نوع من الغيبوبة أو الموات، وفقدان الكرامة، وهوان الذات، في صورة لم يسبق لها مثيل.
لقد فقد (العرب) الذين هم مادة الإسلام، وحاضنوه الأصليون، قواهم الإيمانية، بل حتى نخوتهم العروبية، حتى عبَّر عن هذا قائد شرطة (جنين) حين داهمها يهود، وأعملوا فيها الفتك، والقتل، بقوله: لو سمع صراخنا أبو جهل لأنجدنا، فأين الجوار يا عرب! وأين الدين يا مسلمون! وحين (توسوس) إسرائيل أن أسلحة ما سربت إلى الجوار، تملأ الدنيا وعيداً، وترعد، وتزبد، وتوتر المنطقة بأسرها. وتنبري أمريكا، راعية محادثات السلام، زعموا، لتملأ الدنيا تأكيداً بالتزامها بحماية أمن إسرائيل، دون حياءٍ دبلوماسي، ولا حياد نفاقي، لبقية الأطراف التي تحسن بها الظن.
لقد بتنا نرى أمماً أقل شأناً، وعدداً، من العرب، والمسلمين، تشعر بعزتها، وتفتخر بقوميتها، تجابه الغرب المتسلط، وتقف بشجاعة، وتحد، أمام ضغوطاته، ودهاته. فمتى كان الكوريون، أو الفرس، أو دويلات في أمريكا الجنوبية، أكثر اعتداداً بأنفسهم من العرب، وإلى أي عقيدة يركنون، كما يركن المسلمون؟
لا يجد المتأمل في هذه المعضلة جواباً لهذا اللغز، إلا فيما حدث به من لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم! فعَنْ ثَوْبَانَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ. وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ». فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ». رواه أبو داود، وصححه الألباني، وفي رواية عند أحمد: «حُبُّ الحياة، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»
إنه من السهل أن يلقي أحد باللائمة على الأنظمة، والحكومات، ولا ريب أنها تتحمل مسؤولية القرار، ولكن ليس من الإنصاف أن يغفل حال الشعوب. إن هذا التشخيص النبوي للعلة المريرة: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» ينطبق على الأفراد، والمجتمعات الإسلامية، أيضاً! ألم ينهمك كثير من الناس في ملاحقة الدنيا، والعكوف في البورصات؟ ألم يتبايعوا بالعينة، ويتبعوا أذناب البقر؟ ألم يعمروا الحانات والمراقص، ويهجروا المساجد، ودور العلم، ألم يفسحوا الأجواء لعدوهم أن يلقي في قعر بيوتهم الأفلام الماجنة، والأغاني الهابطة، ويقتلوا روح الفتوة والقوة في شبابهم؟ وبالجملة: ألم يركنوا إلى الدنيا، ويفروا من الموت؟ بلى، والله. وما ربك بظلام للعبيد.
إن المخرج من هذه الورطة، والدواء من هذه العلة، إنما هو بإذكاء فتيل الإيمان، وبعث جذوة العقيدة التي تحي العظام وهي رميم، وتعيد تشكيل النفوس الخداج، لتعود سوية على منهج النبوة. وليس هذا دفقاً عاطفياً، ولا انفعالات حماسية. كلا والله! إنه الحق الذي تكفل الله به: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7]، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 55].
إنه يتعين على الأمة بمجموعها، رعاةً، ورعيةً، أن تتماسك، وتراجع دينها، الذي هو حقيقة شخصيتها المميزة، وأن تكف عن الارتماء في أحضان الثقافات الطاردة لها، وأن تعتز بعزة الله، وتستقوي بقوة الله. قال تعالى: (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) [النساء: 139]، و (أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) [البقرة: 165(/)
حكم دعاء الله تعالى (مخلصاً) عند قبور الصالحين أوالتوسل بجاههم!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 07:09]ـ
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب:
لكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى، ويقصد القبر، يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره، يطلب فيه تفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، وإعطاء الرغبات؛ فأين هذا ممن يدعو الله مخلصا له الدين لا يدعو مع الله أحدا، ولكن يقول في دعائه: أسألك بنبيك أو بالمرسلين أو بعبادك الصالحين، أو يقصد قبر معروف أو غيره يدعو عنده، ولكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(1) مجموع فتاوى محمد بن عبد الوهاب ج2
سؤالى ياإخوتى الفضلاء من من العلماء السابقين والمعاصرين
ذكر هذا المعنى (أو يقصد قبر معروف)؟
تنبيه: الهدف من الموضوع هو معرفة من من العلماء الذي قال
بهذا القول مع الأدلة
ولانريد الخوض فى هل هذا جائز أم لا
يمكن أن يفرد لهذا موضوع مستقل غير بحثنا
أدام الله عزكم ولاتبخلوا علينا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 07:42]ـ
يستفاد من هذا تفريق الإمام بين مسائل الإستغاثة والتوسل وأنّهما شيئان متمايزان وليس كما يشيعه الخصوم حتى يخلصوا من هذه لتلك
كما يستفاد من هذا تفريق الشيخ بين الزيارة الشركية والزيارة البدعية وأنّه لا يحكم بالشرك على صاحب الزيارة البدعية وفي هذا ردّ على من شنّع على الشيخ بدعوى إطلاق تكفير مخالفيه وبيان أنّه لم يكفّر إلاّ من كفّره الله ورسوله .. والله أعلم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 07:56]ـ
شكرا لك أخى العاصمى
ولكن ليس هذا محور حديثنا
نريد معرفة اقوال العلماء ونصوصهم
واستعراض أدلتهم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 08:48]ـ
شكرا لك أخى العاصمى
ولكن ليس هذا محور حديثنا
نريد معرفة اقوال العلماء ونصوصهم
واستعراض أدلتهم
أحسن الله إليك أخي الكريم بل ما تقدّم كان إشارة إلى مظانّ الجواب وموارده وهذا لضيق الوقت فلك أن تراجع كتابي التوسّل والإستغاثة الكبرى لشخ الإسلام ابن تيمية أو إغاثة اللهفان لابن القيّم والصارم المنكي لابن عبد الهادي كما لك أن تراجع كتاب الدرّ النضيد للشوكاني وكتاب تطهير الإعتقاد للصنعاني وغيرها من الكتب المؤلّفة في هذا الباب ومن ذلك كتاب أوضح الإشارة للعلاّمة النجمي رحمه الله وفيها تقف على ما أردت .. هذا هو المقصود
وأريد الآن أن أستفصل منك شيئا لمحته بين كلماتك وأرجوا أن أكون مخطئا:
فهل أفهم بأنكّ تعتقد بأن في كلام الإمام ما يدلّ على تجويزه للزيارة البدعية؟
هل هذا هو قصدك من السؤال أم هو شيء آخر؟؟
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 09:21]ـ
الواضح من كلام الامام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- التفريق بين حالين الاول: حال من يدعو ويسأل غير الله تعالى رأسا و الثاني: حال من يدعو الله تعالى مخلصا في دعائه لكن يقترن بدعائه ما يكون غير مشروع ومثل لهذا الحال الثاني بمثالين الاول: من يدعو الله مخلصا له الدعاء متوسلا اليه بذوات الانبياء او الصالحين والثاني: من يدعو الله كذلك لكن يقصد بقعة معينة معتقدا اجابة الدعاء عندها كمن يقصد الدعاء عند قبور الاولياء والصالحين كمعروف الكرخي-رحمه الله- و غيره فالشيخ يخبر ان كليهما ينكر عليه فعله لكن شتان بينهما فالاول مشرك بالله تعالى شركا اكبر بدعائه غير الله تعالى فالانكار عليه اعظم والثاني ينكر عليه من حيث الوصف البدعي المقترن بدعائه لا من حيث دعاؤه فانه لم يدع الا الله مخلصا له الدين فالانكار عليه اخف والله اعلم.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 10:05]ـ
رأيت أن من الهام وضع النص كاملا كي تتضح الصورة
فهاكم:
السؤال:
العاشرة - قولهم في الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالشيوخ والعلماء المتّقين، وقوله: يجوز أن يُسْتَشْفَع إلى الله برجل صالح، وقيل:
يستحب، قال أحمد: إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه؛ وقال أحمد وغيره في قوله عليه السلام: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" الاستعاذة لا تكون بمخلوق، فما معنى هذا الكلام؟ وما العمل عليه منهما أم على قوله فما المعنى؟ وقولهم في الشرح: قال إبراهيم الحربي: الدعاء عند قبر معروف الترياق المجرَّب، فما معنى هذا الكلام؟ قال في الفروع: قال شيخنا: قصدُه الدعاءَ عنده رجاءَ الإجابة بدعةٌ لا قربة باتفاق الأئمة، فما معنى هذا الكلام؟
الجواب:
العاشرة - قولهم في الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالصالحين: وقول أحمد: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جداً، وليس الكلام مما نحن فيه، فكون بعضٍ يرخِّص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصُّه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء ينهي عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور إنه مكروه فلا ننكر على من فعله، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، لكن إنكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى، ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، وإعطاء الرغبات فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً، ولكن يقول في دعائه: أسألك بنبيك، أو بالمرسلين، أو بعبادك الصالحين، أو يقصد قبر معروف أو غيره يدعو عنده، لكن لا يدعو (إلا) الله مخلصاً له الدين، فأين هذا مما نحن فيه؟ أهـ
مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب (2/ 41) ط 1، دار القاسم
وهاهنا مسألتان:
-قال صاحب كتاب الثوابت والمتغيرات فى نقله لكلام الامام ان التوسل المختلف فيه هنا
(قوله أسالك بجاه نبيك أو جاه الصالحين)
السؤال:
تكرموا بوضع نصوص أهل العلم فى جواز ذلك؟
-مسألتنا الاولى (أو يقصد قبر معروف .. )
كذلك نصوص العلماء في جواز ذلك
إخوتى الفضلاء اسمحوا لى
أن أعيد التنبيه فى عدم الخروج من الموضوع
وهل هذا الامر جائز ام لا (التوسل بالجاه) وَ (قصد القبر للدعاء) فليس هنا محل بحثه رجاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 10:30]ـ
أخي حارث بديع أرجوا أن تجيب على سؤالي السابق ..
ـ[حارث البديع]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 12:10]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم بل ما تقدّم كان إشارة إلى مظانّ الجواب وموارده وهذا لضيق الوقت
لم أرى فى مشاركتك 1 مايدل على الايعاز لكتاب ما ولو بالاشارة
وأريد الآن أن أستفصل منك شيئا لمحته بين كلماتك وأرجوا أن أكون مخطئا:
فهل أفهم بأنكّ تعتقد بأن في كلام الإمام ما يدلّ على تجويزه للزيارة البدعية؟
هل هذا هو قصدك من السؤال أم هو شيء آخر؟؟
اخى ليس هذا محل بحثنا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 12:30]ـ
اخى ليس هذا محل بحثنا
لست أدري لم تصرّ على إطالة الطّريق ...
أمّا عن مشاركتي الأولى فقد كان فيها إشارة للأبواب التي قد تعثر فيها على ما كنت أتصور أنّك تبحث عنه وهذا هو مرادي بقول (إشارة) وفرق بينها وبين (التصريح)
لكّن الظاهر أنّك تحاول تقرير شيء لا تجرؤ على التصريح به وهذا ما دفعني لسؤالك فإن شئت أجبت وإن لم تشأ يصدق ظنّي وسأستمر معك بناء عليه فهو مهم وإن لم تبد لك أهميّته -على الأقل بالنسبة لي-
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 12:36]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد ..
فهنا وقفات مهمة جداً لابد من الوقوف عليها:
أولاً: ينبغي إعادة صياغة عنوان الموضوع ليكون أكثر ملائمةً وتقديراً للشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب المشرفي التميمي رحمه الله تعالى؛ فالعنوان هكذا فيه تنقصٌ لشخصه الكريم، فله اسمٌ يسمى به.
ثانياً: من قال أن هذا من كلام شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب؟!! وهل كونه وجد في مؤلفٍ منسوب له يعني أنه من كلامه؟!
هذا الكلام قاله الشيخ حسين بن غنام الأحسائي رحمه الله تعالى؛ وقد نقله عنه الشيخ العلامة سليمان بن سمحان رحمه الله تعالى في كتابه (البيان المبدي لشناعة القول المجدي)؛ وعلى فرض أنه من قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؛ فقد قال الشيخ ابن سحمان هناك كلاماً كالذهب يوضح فيه هذا الكلام؛ فقال:
(فصل: قال المعترض: ومن تلك الأمور التي ذكر عبد الله السندي في رسالته قوله في حال زائر قبور الصالحين: لكن لأي معنىً قام يمشي إلى القبر .. إلى آخر ما ذكره.
ثم قال: وإذا لم يكن له اعتقاد في الميت على الصفة التي ذكرنا فهو عاص آثم .. إلى آخر كلامه. نقلاً عن محمد بن إسماعيل الصنعاني.
هذا ما نقله المكي؛ قال: وهو صريح في أن الصنعاني المذكور من التابعين لابن تيمية في معتقدهم الفاسد؛ أن الولي الصالح لا يبقى له قدر ولا تشريف بعد موته .. إلى آخر ما ذكره.
وهذا المكي جاهل لا يعرف الرجال بالحق، بل من كان معتقده معتقد أهل السنة والجماعة فهو من أتباع ابن تيمية ونعما هي من خصلة سنيته.
وحينئذ فالجواب أن يقال:
قد تقدم قريباً نفى مساواة الميت بالحي فلا نطيل بإعادته فلم يبق إلاّ ما ذكره العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله تعالى؛ وهو: أن مشيك إلى القبر لتسمع الميت توسلك به وتعطف قلبه عليك وتتخذ عنده يداً بقصده وزيارته والدعاء عنده والتوسل به، إذ قد تقدم أنه قد انقطع عمله، فهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضراً فكيف بغيره.
وهذا المعترض ما وجد ما يرد به كلام الصنعاني إلا أنه من التابعين لابن تيمية، ولم يأت بدليل يرد ما ذكره إلا أن معتقد أهل السنة والجماعة المعتصمين بكتاب الله وسنة رسوله معتقد فاسد، وذاك لجهله بما كان عليه السلف الصالح والصدر الأول، فإنه لم ينقل عنهم أنهم كانوا يشدون الرحال لزيارة المشاهد ويقصدونهم لتفريج الكربات وإجابة الدعوات، هذا لم ينقله أحد عنهم ولم يفعله أحد منهم، وليس عند هذا المعترض إلا ما عند عبدة القبور والصالحين من الأكاذيب الموضوعة والحكايات المصنوعة والحكايات المصنوعة وتمويهات من كانت أفئدتهم بالشر مطبوعة.
قال المعترض: ومما يرد قوله: (فهو عاصٍ آثم) ما نقله عبد الله السندي عن الشيخ حسين بن غنام الإحسائي وهو من علمائهم المرضين عندهم إلى آخر ما نقله المعترض.
والجواب: أنّ هذا المعترض أسقط من كلام الشيخ ابن غنام ما يهدم أصله ويوافق الصنعاني رحمه الله، وذكر ما لا يغني عنه عند التحقيق وجعله مناقضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أذكر كلام الصنعاني رحمه الله وكلام ابن غنام على أصله؛ ليتبين لك تمويه هذا المعترض وعدم علمه ومعرفته بكلام العلماء والمتوافق المؤتلف والمتناقض المختلف:
قال الصنعاني رحمه الله: (ومن قال: إنه لم يقصد بدعاء الأموات والنحر لهم والنذر عليهم عبادتهم. فقل له: فلأي مقتضى صنعت هذا الصنيع؟ فإن دعاءك للميت عند نزول أمر ربّك لا يكون إلا لشيء في قلبك عبر عنه لسانك، فإن كنت تهذوا بذكر الأموات عند عروض الحاجات من دون اعتقاد منك لهم فأنت مصاب بعقلك، وهكذا إن كنت تنحر لله وتندر لله فلأي معنى جعلت ذلك للميت وحملته إلى قبره؟! فإنّ الفقراء على ظهر البسيطة في كل بقعة من بقاع الأرض وفعلك وأنت عاقل لا يكون إلا لمقصد قد قصدته أو أمر قد أردته وإلا فأنت مجنون قد رفع عنك القلم، ولا نوافقك على دعوى الجنون إلا بعد صدور أفعالك وأقوالك في غير هذا على نمط أفعال المجانين، فإن كنت تصدرها مصدر أفعال العقلاء فأنت تكذب على نفسك في دعواك الجنون في هذا الفعل بخصوصه فراراً عن أن يلزمك ما لزم عبّاد الأوثان الذين حكى الله عنهم في كتابه العزيز ما حكاه بقوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً} الآية). فتأمل كلامه رحمه الله؛ وأن هذا فعل عاقل مختار قاصد معتقد لذلك.
ثم قال بعد ذلك في حال الزائر: (وإذا لم يكن له اعتقاد في الميت على الصفة التي ذكرنا فهو عاص آثم).
وأما كلام ابن غنام رحمه الله فقال: (العاشرة: قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين، وقول أحمد يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلّم خاصة، مع قولهم أنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جداً، وليس الكلام فيما نحن فيه، فكون بعضهم يرخص بالتوسل بالصالحين، وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلّم؛ وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه = هذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه = فلا ننكر على من فعله، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، لكن أنكرنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ويقصد القبر يتضرع عند الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب منه تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإعطاء الرغبات، فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً؛ ولكن يقول في دعائه: أسألك بنبيك، أو بالمرسلين، أو بعبادك الصالحين، أو يقصد قبر معروف، أو غيره يدعو عنده، لكن لا يدعو إلا الله مخلصاً له الدين، فأين هذا مما نحن فيه). فانظر رحمك الله كيف أسقط من كلام ابن غنام مما يهدم أصله، وذكر منه ما ظن أنه مناقضة وهو عين الموافقة، فإن قوله رضي الله عنه: (لكن أنكرنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ويقصد القبر يتضرع عند الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإعطاء الرغبات) موافق لكلام الصنعاني رحمه الله في قوله: (فإن دعائك للميت عند نزول أمر ربك لا يكون إلا لشيء في قلبك عبر عنه لسانك)، فأين المناقضة بين هذين الكلامين؟!
وأما قول الصنعاني في حال الزائر (وإذا لم يكن له اعتقاد في الميت على الصفة التي ذكرنا فهو عاص آثم) وقول ابن غنام: (فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً ولكن يقول في دعائه أسألك بنبيك .. إلى آخره) فإن كلام الصنعاني رحمه الله في شد الرحال لزيارة المشاهد، وشد الرحال إليها بدعة محرمة، ومن فعل ذلك ولم يكن له اعتقاد في الميت فهو عاص آثم لقوله صلى الله عليه وسلّم: "لا تشد الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد" الحديث.
وأما شد الرحال إلى المشاهد فبأي دليل؟! ومن فعل ذلك كان عاصيّا آثما لارتكابه ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
وكلام ابن غنام في التوسل .. وقد اختلف العلماء في جوازه ومنعه، كما ذكروا إذا كانت المسألة اجتهادية، فهؤلاء إنكار في مسائل الاجتهاد، فأين المناقضة بين هذين الكلامين؟! هذا في التوسل وهذا في شدّ الرحال، وابن غنام رحمه الله من أشد الناس منعاً من شد الرحال إلى المشاهد وليس في كلامه هذا ما يشعر بجوازه لا لفظا ولا معنى، إنما كلامه في الفرق بين من يدعو الصالحين ويطلب منهم تفريج الكربات وإغاثة اللهفات، وبين من لا يدعو إلا الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً؛ لكن يقول في دعائه: أسألك بكذا وكذا، فإن فعل الأول عنده = كفر وخروج من الإسلام، والثاني فعله = مكروه عنده، ومن فعله باجتهاد فلا ينكر عليه.
ولكن هذا المعترض أراد بهذا التلبيس والتمويه على خفافيش البصائر؛ وأن كلام هؤلاء متناقض، فالله يجزيه الذي هو أهله). انتهى كلام الشيخ العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله.
فالرجاء التثبت وعدم التعجل رحمكم الله.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 01:00]ـ
[ quote= السكران التميمي;367101] الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد ..
فهنا وقفات مهمة جداً لابد من الوقوف عليها:
أولاً: ينبغي إعادة صياغة عنوان الموضوع ليكون أكثر ملائمةً وتقديراً للشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب المشرفي التميمي رحمه الله تعالى؛ فالعنوان هكذا فيه تنقصٌ لشخصه الكريم، فله اسمٌ يسمى به.
نادينا الشيخ بإسمه المعروف
ثانيا نحن نحترم العماء
وغريب لاادري اين التنقص عفا الله عنك
نحترمهم لكن دون تقديس وتفخيم ألقاب
ولى عودة على باقي ماتفضلت به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 01:25]ـ
ثم وقفت في أخرة على كامل النص الأصلي المذكور، ذكره الشيخ حسين بن غنام رحمه الله في تاريخه بتحقيق أخونا الشيخ الفاضل سليمان الخراشي، فتجد أصل السؤال في (1/ 497)، والإجابة في (1/ 503) .. فكان المجيب الشيخ رحمه الله والناقل الشيخ ابن غنام رحمه الله.
ويبقى ما نقله الشيخ ابن سحمان كلامٌ فصل في تقرير ما يمكن أن يسمى إشكال.
وبالنسبة لكلامك الأخير رعاك الله أخي (حارث) فلا نشك باحترامك للعلماء رحمك الله وإياهم؛ ولكن وضع العنوان أمام العامة بهذه الصيغة الاسمية للشيخ لا أعتقد أن فحواها يخفى عليكم .. ولا يحتاج الأمر إلى استغراب من قِبَلِكم عفا الله عنك.
وأرجو أن يكون رجوعك بالتعليق في الحق بارك الله فيك.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 01:31]ـ
ليس هناك فى الامر فحوى ولاباطن
ولاشئ غير ماكتبناه
نحب العلماء وندافع عنهم
وننافح وفى نفس الوقت ننزلهم منزلتهم
من غير تبجيل
بارك الله فيك
ننتظر منك المزيد من الإشراقات حول الموضوع
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 01:48]ـ
بارك الله فيك
ننتظر منك المزيد من الإشراقات حول الموضوع
وفيك بارك .. أبشر بما يسرك بإذن الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 02:03]ـ
لا بأس أخي الفاضل (حارث) .. ووفقك الله وسددك.
أخي الحبيب .. كلام الشيخ رحمه الله تعالى واضح العبارة بإذن الله تعالى؛ لكن فقط يحتاج تأنٍ في قراءته وفهمه فقط؛ وسأحاول أن أوضح لك المراد من الكلام قدر الإستطاعة بإذن الله:
أولاً؛ ضع في ذهنك أن المسألة متعلقة ابتداءً بموضوع الاستسقاء؛ والذي اختلف أهل العلم فيه بجواز التوسل بالصالحين؛ أو بالنبي صلى الله عليه وسلم، مع اتفاقهم جميعاً _ المذهب الحق طبعاً _ أنه لا يستغاث بمخلوقٍ لشخصه في جلب نفعٍ أو دفع ضر.
فهم في الاستسقاء يتوسلون بدعاء الصالحين الأحياء كما هو مقرر عندهم رحمهم الله تعالى بناءً على القول الحق في هذا.
فالنتيجة إذاً= أن هناك فرق بين التوسل بالصالحين على الوجه الشرعي المقرر، وبين الاستغاثة بمخلوق لشخصه في أمرٍ من الأمور .. وليس هذا الكلام هو الذي عناه الشيخ وقصده في كلامه؛ بمعنى: أن كلام الشيخ ليس منصباً على المتوسل بالصالحين على الوجه الشرعي وعلى المستغيث بمخلوق؛ فإن هذا الكلام ليس مما نحن فيه كما قال الشيخ؛ ففاعل التوسل بالصالحين في نحو طلب الاستسقاء قد اختلف أهل العلم فيه، وفاعله له وجهٌ مسبوق مشى عليه، فلا ننكر على من فعله، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد.
إذاً ما هو الكلام الذي أنتم تريدون الحديث عنه يا شيخ؛ والذي هو أهم مما مضى، والذي الانكار واقعٌ عليه الآن؟ فقال هو نفسه رحمه الله تعالى:
لكن إنكارنا على من دعا المخلوق أكثر مما يدعو الله تعالى .. وهل هناك أمثلة يا شيخ؟ قال: نعم؛ كان يقصد القبر ويتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيره، ويطلب منه أموراً لا يقدر عليها إلا الله.
فأين هذا الشخص ممن أخلص لله الدعاء والتوجه لا يدعو مع الله أحدا؛ لكنه قد يقول في بعض دعائه: أسألك بنبيك او بالمرسلين أو بعبادك الصالحين.
أو أن يذهب إلى قبر معروف الكرخي وغيره؛ ليس لقصد صاحب القبر والطلب منه، ولكن يدعو عنده لا يدعو إلا الله تعالى مخلصاً له الدين؛ فأين هذا على أنه مخطئ مما نحن فيه من الذي قبله والعياذ بالله.
فهنا هو لم يشد الرحال لهذه القبور قاصداً؛ وإلا لعرفنا أنه ما قصد إلا صاحب القبر وإن دعا الله؛ ظناً منه أن القبول بيد صاحب هذا القبر .. وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب من أشد الناس نهياً ومنعاً لشد الرحال وطلب قضاء الحاجات ودفع الكربات من صاحب القبر.
وليس في كلامه السابق ما يشعر بجوازه لا لفظا ولا معنى، إنما كلامه في الفرق بين من يدعو الصالحين ويطلب منهم تفريج الكربات وإغاثة اللهفات، وبين من لا يدعو إلا الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً؛ لكن يقول في دعائه: أسألك بكذا وكذا، فإنّ فِعْلَ الأول عنده = كفرٌ وخروج من الإسلام، وفعل الثاني = مكروهٌ عنده، ومن فعله باجتهادٍ فلا ينكر عليه؛ وينبه بالتي هي أحسن للصواب.
أرجو أن يكون الكلام قد وضح لك أخي الفاضل .. فهو مفهومٌ إن شاء الله لا يحتمل ورود إشكال عليه بإذن الله تعالى .. فإن كان ثمة فأخبر.
ـ[جذيل]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 02:29]ـ
ابن تيمية في الاقتضاء تكلم عن قصد قبر معروف الكرخي للدعاء ..
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 02:34]ـ
قال الذهبي في "السير":"وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده لان البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء، كما أن الدعاء في السحر مرجو، ودبر المكتوبات، وفي المساجد، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق، اللهم إني مضطر إلى العفو، فاعف عني.".إهـ كلام الذهبي رحمه الله.
هل هذا ما تريده أخي حارث؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 02:36]ـ
و أبو إسحاق إبراهيم الحربي-رحمه الله- من أصحاب الإمام أحمد بن حنبل-رحمه الله-.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 11:47]ـ
قال الذهبي في "السير":"وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده لان البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء، كما أن الدعاء في السحر مرجو، ودبر المكتوبات، وفي المساجد، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق، اللهم إني مضطر إلى العفو، فاعف عني.".إهـ كلام الذهبي رحمه الله.
هل هذا ما تريده أخي حارث؟؟
قال محقق السير: "هذا الكلام لا يسلم لقائله، إذ كيف يكون قبر أحد من الاموات الصالحين ترياقا ودواءا للاحياء، وليس ثمة نص من كتاب الله يدل على خصوصية الدعاء عند قبر ما من القبور، ولم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سنه لامته، ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا استحسنه أحد من أئمة المسلمين الذين يقتدى بقولهم، بل ثبت النهي عن قصد قبور الأنبياء والصالحين لاجل الصلاة والدعاء عندها، فعن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين الثقة الثبت، الفقيه أنه رأى رجلا يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها فيدعو، فدعاه، فقال: ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: " لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي، فإن صلاتكم وتسليمكم تبلغني حيثما كنتم " أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 375، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رقم (20)، ويقويه ما أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (6726) من طريق سهيل، عن الحسن بن علي قال: رأى قوما عند القبر، فنهاهم، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تتخذوا قبري عيدا ".
وأخرجه أبو داود (2042)، وأحمد 2/ 367 من طريق عبد الله بن نافع، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم "، وهذا سند حسن.
وأخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " 2/ 376 من طريق أبي معاوية عن الأعمش، عن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر في حجة حجها، فقرأ بنا في الفجر: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) و (لايلاف قريش)، فلما قضى حجه ورجع والناس يبتدرون، فقال: ما هذا؟ فقالوا: مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هكذا هلك أهل الكتاب، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا، من عرضت له منكم فيه الصلاة، فليصل، ومن لم تعرض له منكم فيه الصلاة، فلا يصل. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وجاء في " مناسك الحج للامام النووي 69/ 2، وهو من محفوظات الظاهرية ما نصه: كره مالك رحمه الله لاهل المدينة كلما دخل أحدهم وخرج الوقوف بالقبر، قال: وإنما ذلك للغرباء، قال: ولا بأس لمن قدم من سفر، أو خرج إلى سفر أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيصلي عليه ويدعو له ولابي بكر وعمر رضي الله عنهما.
قال الباجي: فرق مالك بين أهل المدينة والغرباء، لان الغرباء قصدوا ذلك، وأهل المدينة مقيمون بها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " فتأمل قول مالك: " يصلي عليه ويدعو له ولابي بكر وعمر " فإن هذه هي الزيارة الشرعية للقبور أن نسلم على أصحابها وندعو لهم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في صحيح مسلم (974) عن عائشة، و (975) عن بريدة." 9/ 344
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 12:48]ـ
بيض الله وجهك ووفقك يا أخي الحبيب (أبو حاتم بن عاشور) .. والله قد سبقتني إلى ما كنت نويت بيانه .. فلا حرمك الله الأجر.
وهذا الكلام المنسوب للإمام الحربي رحمه الله تعالى لا يثبت عنه رحمه الله؛ ولا تصح نسبته إليه. فليحرر
ـ[الساري]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 10:15]ـ
معذرة إلى أساتذتي هنا وأخص شيخي السكران التميمي أن أتحدث بين يديه حديث العامي أمام شيخ , لكنها عقيدتي لم أطق مع اعتمالها أن أكف القلم وقد خلق الإنسان عجولا.
قال الذهبي في "السير":"وعن إبراهيم الحربي قال: (((قبر معروف الترياق المجرب))) يريد إجابة دعاء المضطر عنده لان البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء، كما أن الدعاء في السحر مرجو، ودبر المكتوبات، وفي المساجد، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق، اللهم إني مضطر إلى العفو، فاعف عني.".إهـ كلام الذهبي رحمه الله.
أي ترياق هذا؟! لا أعلم الشرك ترياقا إلا لمفتون جهول.
هذا من وسائل الشرك الأكبر!
فاللهم إني أبرأ إليك من هذا المعتقد
كلام ساقط , علمت بطلانه وضلاله وأنا العامي الجهول , فكيف يجهله إمام كالحربي؟!
غفر الله للذهبي كيف ينقل دون تثبت.
وغفر له تعليقه السيء , الموافق للضلال.
لعل الذهبي نقله عن الخطيب البغدادي الذي رواه بسند فيه أحمد بن محمد بن الحسن بن مقسم وهو (كذاب) متهم.
وهل يروي هذا صادق صافي العقيدة؟!
وإني لأعجب من بعض عبارات الذهبي رحمه الله تعالى , كغلوه بالعابد معروف الكرخي , وذكر كرامات غير مستساغة له , على سبيل المدح , كزيّ الأرض له ليعبر النهر ...
قال في السِّيَر:
" وعن ابن شيرويه: قلت لمعروف: بلغني أنك تمشي على الماء.
ما وقع هذا، ولكن إذا هممت بالعبور، جمع لي طرفا النهر، فأتخطاه "
وله في الباب أقوال لا تستساغ
قال في العبر - حوادث سنة ثمان وخمسين وخمس مئة:
" والشيخ عدي بن مسافر بن إسماعيل الشامي ثم الهكاري الزاهد قطب المشايخ وبركة الوقت وصاحب الأحوال والكرامات ... "
فهل هي لوثة التصوف الشركي خطرت في قلب الذهبي أم هي دسائس أهل الباطل في مخطوطات الأئمة؟!
شكرا أخي ياسين فقد دللت على جرح خطير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة القادر]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 11:10]ـ
بسم الله و الحمد لله و صلى الله و سلم على نبينا محمد
جزاكم الله خير الجزاء مشايحنا الافاضل على التوضيح
و اذا سمحتم بتساؤل بسيط قد يكون ذو علاقة بالموضوع، و هو يخص الحديث المنصوص في بلوغ المرام كالآتي:
[وعنه -أي: عن أنس -: أن عمر رضي الله عنه كان إذا قُحطوا استسقى بـ العباس بن عبد المطلب وقال: (اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون).
رواه البخاري].
فربما استشكل على بعض الناس فهم هذا الحديث و هم يعلمون أن التوسل الجائز لا يتضمن هذا المذكور.
فلو تكرم أحد المشايخ بمزيد من البيان و شكر الله لكم.
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 01:41]ـ
بسم الله و الحمد لله و صلى الله و سلم على نبينا محمد
جزاكم الله خير الجزاء مشايحنا الافاضل على التوضيح
و اذا سمحتم بتساؤل بسيط قد يكون ذو علاقة بالموضوع، و هو يخص الحديث المنصوص في بلوغ المرام كالآتي:
[وعنه -أي: عن أنس -: أن عمر رضي الله عنه كان إذا قُحطوا استسقى بـ العباس بن عبد المطلب وقال: (اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون).
رواه البخاري].
فربما استشكل على بعض الناس فهم هذا الحديث و هم يعلمون أن التوسل الجائز لا يتضمن هذا المذكور.
فلو تكرم أحد المشايخ بمزيد من البيان و شكر الله لكم.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=46130
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 02:09]ـ
بارك الله فيكم جميعًا .. وأستأذنكم في المشاركة معكم، عسى أن تتنزل علينا رحمة من ربنا، فننال منها كما تنالون، لا حرمنا الله وإياكم الرحمة والخير.
لي وقفات مع السيد/ حارث البديع
عزيزي، شرطك الذي وضعته في أول الموضوع .. ألا وهو:
الهدف من الموضوع هو معرفة من من العلماء الذي قال
بهذا القول مع الأدلة
ولانريد الخوض فى هل هذا جائز أم لا- الموضوع وعنوانه، إنما هو لحكم من أحكام الشرع، وإن كان لجمع آراء المخالفين وحسب؟ فهذا فيه تمييع لمسألة هي من أهم المسائل التي يهيم فيها من ضل عن سبيل الله.
فكيف تجمع أقوال المخالف دون بيان جواز ذلك من عدمه .. فهذا تأخير البيان عن وقت الحاجة.
فعذرًا .. شرطك الذي شرطت .. شرط غير صحيح شرعًا، فاعذرنا على مخالفتك فيه .. نظريًا وعمليًا.
فضلاً منك .. اجمع بين مشاركات الإخوة الفضلاء في هذا الموضوع، ثم اتبع ذلك بالاطلاع على الرابط الذي وضعته آنفا، وإن وُجد ثم إشكالات أخرى .. فيمكنك وضعها بعبارة واضحة، وأبشر خيرا ..
بارك الله فيكم.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 10:12]ـ
اولا ياسيدي
غُير عنوان الموضوع وليس ماهو ماكتوب من اختيارى
ثانيا إنما اشترطت ذاك كى لايتشتت الإنتباه
فنبدأ بالنصوص وبعد إتمامها نمحصها هذا القصد
ولعلمى أن البعض سيهيم مباشرة بالتفنيد
قبل الإيراد (النصوص) فنبهت على ذاك
ومازلت.
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 02:14]ـ
اولا ياسيدي
غُير عنوان الموضوع وليس ماهو ماكتوب من اختيارى
ثانيا إنما اشترطت ذاك كى لايتشتت الإنتباه
فنبدأ بالنصوص وبعد إتمامها نمحصها هذا القصد
ولعلمى أن البعض سيهيم مباشرة بالتفنيد
قبل الإيراد (النصوص) فنبهت على ذاك
ومازلت.
أي نصوص؟ هذه النصوص التي تسأل عنها لا يستدل بها، ولكن يستدل لها.
وإن كنت تسأل عن نصوص الشرع .. فقد تم استيفاء أدلة المسألة وفقهها.
بارك الله فيك.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 02:55]ـ
أي نصوص؟ هذه النصوص التي تسأل عنها لا يستدل بها، ولكن يستدل لها.
وإن كنت تسأل عن نصوص الشرع .. فقد تم استيفاء أدلة المسألة وفقهها.
بارك الله فيك.
لو تمعنت فى بداية مشاركتى لماتفوهت بما قلت
لانى قلت فى البداية استعراض النصوص مع الادلة,
الموضوع لم يُحسم بعد على الاقل فى تقديرى
ناهيك أن هناك نزاع قديم فى المسألة
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:16]ـ
لو تمعنت فى بداية مشاركتى لماتفوهت بما قلت
لانى قلت فى البداية استعراض النصوص مع الادلة,
الموضوع لم يُحسم بعد على الاقل فى تقديرى
ناهيك أن هناك نزاع قديم فى المسألة
بل قلتَ:
ولانريد الخوض فى هل هذا جائز أم لا
يمكن أن يفرد لهذا موضوع مستقل غير بحثنا
أما عن الخلاف والأقوال .. فخلاصته معلومة، ما بين: 1 - مجيز 2 - غير مجيز
والعبرة بالدليل الشرعي.
وإن كان غير محسوم عندك كما تقول، فلا ينفك عن واحد أو أكثر من الآتي:
1 - خفاء أدلة الشرع الموجبة لمعرفة الحكم الشرعي.
2 - وجود دليل يعترض الحكم الشرعي.
3 - التباس مفهوم دليل أو أكثر.
فهلا حسمناها سويا بناء على الأدلة الشرعية؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:36]ـ
هل راجعت مشاركتى1؟
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:53]ـ
وهل راجعت مشاركتي رقم 29؟
عزيزي .. أرجو أن تنتبه أن العبرة ليست بالقائل، فكل يؤخذ منه ويطرح، ولكن العبرة بما قاله.
وقلنا الحاصل من كلا من القولين .. وبينا أن شرطك مخالف للشرع لتأخير البيان عن وقت الحاجة.
فهلا دخلت في الموضوع مباشرة؟ فضلا منك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:55]ـ
إذا أردت المناقشة فجاوب على سؤالى
ولاترده بسؤال
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 04:10]ـ
لا ضير، قرأت مشاركتك الأولى، وتم نقض شرطك الذي شرطت لمخالفته الشرع.
فعليه، سيتم مناقشة الموضوع نفسه، بمناقشة الأدلة الشرعية .. وكذلك بوضع أقوال قائل من قال لاستعراض دليله، وربما للاستئناس بقوله أو طريقة استنباطه.
وأفصحتَ أن الموضوع ليس بمحسوم عندك، فطالبناك بالدخول في الموضوع مباشرة.
وهذا فقط لاعادة الإجابة عن سؤالك، فإن كانت الإجابة قبل ذلك ليست من قبيل المقروء، ولكنها من قبيل المفهوم.
ولا أظنها أن هذا شىء يستعصي فهمه على من يُناقش في مسألة كهذه.
ـ[جذيل]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 04:45]ـ
الاخ حارث البديع
ماهو الاصل عندك في هذه المسألة مع الدليل ..
وفقك الله
ـ[حارث البديع]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 10:40]ـ
من مشاركتى الاولى
تنبيه: الهدف من الموضوع هو معرفة من من العلماء الذي قال
بهذا القول مع الأدلة
مالون بالأحمر هدفى
ـ[حارث البديع]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 10:43]ـ
الاخ حارث البديع
ماهو الاصل عندك في هذه المسألة مع الدليل ..
وفقك الله
إنما طرحت الموضوع للمعرفة والمناقشة
ـ[حارث البديع]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 10:57]ـ
قال الإمام الشوكانى فى شرحه تحفة الذاكرين
لكتاب الحصن الحصين:
وعند قبور الأنبياء عليهم السلام ولا يصح قبر نبي بعينه سوى قبر نبينا صلى الله عليه وسلم بالإجماع فقط وقبر إبراهيم عليه السلام داخل السور من غير تعيين وجرب استجابة الدعاء عند قبور الصالحين بشروط معروفة قوله وعند قبور الأنبياء ,
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
أقول هذا جعله المصنف رحمه الله داخلا فيما تقدم من التجريب الذي ذكره ووجه ذلك مزيد الشرف ونزول البركة وقد قدمنا أنها تسري بركة المكان على الداعي كما تسري بركة الصالحين الذاكرين الله سبحانه على من دخل فيهم ممن ليس هو منهم كما يفيده قوله صلى الله عليه وسلم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم قوله وجرب استجابة الدعاء عند قبور الصالحين أقول وجه هذا ما ذكرناه ههنا وفيما تقدم ولكن ذلك بشرط أن لا تنشأ عن ذلك مفسدة وهي أن يعتقد في ذلك الميت ما لا يجوز اعتقاده كما يقع لكثير من المعتقدين في القبور فإنهم قد يبلغون الغلو بأهلها إلى ما هو شرك بالله عز وجل فينادونهم مع الله ويطلبون منهم ما لا يطلب إلا من الله عز وجل وهذا معلوم من أحوال كثير من العاكفين على القبور خصوصا العامة.
ـ[جذيل]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 02:09]ـ
الاخ حارث البديع
ماهو الاصل في العبادات
الحظر او الاباحة .. ؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 01:13]ـ
الاخ حارث البديع
ماهو الاصل في العبادات
الحظر او الاباحة .. ؟
الحظر
ـ[حارث البديع]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 06:51]ـ
أفيدونا ياإخوان بارك الله فيكم
تعالوا نتناقش ونتسفيد منكم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 09:15]ـ
وأريد الآن أن أستفصل منك شيئا لمحته بين كلماتك وأرجوا أن أكون مخطئا:
فهل أفهم بأنكّ تعتقد بأن في كلام الإمام ما يدلّ على تجويزه للزيارة البدعية؟
هل هذا هو قصدك من السؤال أم هو شيء آخر؟؟
- عفوا لقد قلتُ سابقا ليس هذا محله
بل محله
-أنا لاأجوز ولاأحرم
أريد المناقشة مع إخوانى والفائدة من لدنهم
وأعتذر أخرى
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 10:03]ـ
لو وضعت أخي (حارث) ما تريد على شكل أسئلة أو نقاط متعددة وكنت محدداً في ذلك = فستجد كل خير بإذن الله .. فحتى الآن لم أقف على ما تريد حفظك الله.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 10:11]ـ
قد وضعتُ نقاطا فيما سبق يبدوا أنك لم تلحظها
تفضل اخي الفاضل
وهاهنا مسألتان:
-قال صاحب كتاب الثوابت والمتغيرات فى نقله لكلام الامام ان التوسل المختلف فيه هنا
(قوله أسالك بجاه نبيك أو جاه الصالحين)
السؤال:
تكرموا بوضع نصوص أهل العلم فى جواز ذلك (التوسل بجاه النبي والصالحين) مع الادلة؟
-مسألتنا الثانية (أو يقصد قبر معروف .. )
كذلك نصوص العلماء في جواز ذلك
كله بالأدلة؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - May-2010, صباحاً 12:51]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
باختصار شديد أخي (حارث): لم يقل بجواز هذا العمل أحدٌ معتبر به من أهل العلم، ولم يصح فيه دليل، وما ورد من أدلةٍ في نحو هذا العمل فإنها قد أولت على غير مرادها ومعناها من قِبَل عبّاد القبور والأضرحة.
- قال الشيخ العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى:
(وأما التوسل بجاه المخلوقين، كمن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك، فهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء على النهي عنه، وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى: أنه بدعة إجماعا. ولو كان الأنبياء والصالحون لهم جاه عند الله سبحانه وتعالى، فلا يقتضى ذلك جواز التوسل بذواتهم وجاههم.
لأن الذي لهم من الجاه والدرجات؛ أمر يعود نفعه إليهم، ولا ننتفع من ذلك إلا بإتباعنا لهم ومحبتنا لهم، والله المجازي لنا على ذلك.
واعلم أن التوسل بذات المخلوق, أو بجاهه = غير سؤاله ودعائه.
فالتوسل بذاته, أو بجاهه؛ أن يقول: اللهم اغفر لي, وارحمني, وأدخلني الجنة بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم, أو بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم, ونحو ذلك, فهذا بدعة ليس بشرك.
وسؤاله ودعاؤه؛ هو أن يقول: يا رسول الله أسألك الشفاعة, أو أنا في كرب شديد فرج عني, أو استجرت بك من فلان فأجرني, ونحو ذلك, فهذا كفر, وشرك أكبر ينقل صاحبه عن الملة, لأنه صرف حق الله لغيره, لأن الدعاء عبادة لا يصلح إلا لله, فمن دعاه فقد عبده, ومن عبد غير الله فقد أشرك, والأدلة على هذا أكثر من أن تحصر.
وكثير من الناس لا يميز ولا يفرق بين التوسل بالمخلوق أو بجاهه، وبين دعائه وسؤاله، فافهم ذلك وفقنا الله وإياك لسلوك أحسن المسالك).
- وقال الشيخ العلامة سليمان بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
(قال أحمد بن حجر الهيتمي: قال فلان، وقال فلان، يجوز التوسل بالصالحين، ونحو ذلك من العبارات الفاسدة.
فنقول: هذا وأمثاله، ليسوا بحجة تنفع عند الله، وتخلصكم من عذابه؛ بل الحجة ما في كتاب الله، وسنة رسول صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، وما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، وما أحسن ما قاله الإمام مالك رحمه الله: وكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، نترك ما نزل به جبرائيل، على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله؟!
إذا عرف ذلك: فالتوسل يطلق على شيئين:
فإن كان ابن حجر، وأمثاله: أرادوا سؤال الله بالرجل الصالح، فهذا ليس في الشريعة ما يدل على جوازه، ولو جاز لما ترك الصحابة السابقون الأولون، من المهاجرين، والأنصار، رضي الله عنهم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، كما كانوا يتوسلون بدعائه في حياته، إذا قحطوا، وثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه خرج بالعباس بن عبد المطلب عام الرمادة، بمحضر من السابقين الأولين، يستسقون، فقال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، فاسقنا، ثم قال: ارفع يديك يا عباس، فرفع يديه يسأل الله تعالى؛ ولم يسأله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بغيره؛ ولو كان هذا التوسل حقاً، كانوا إليه أسبق، وعليه أحرص.
فإن كانوا أرادوا بالتوسل: دعاء الميت، والاستشفاع به، فهذا هو شرك المشركين بعينه؛ والأدلة على بطلانه في القرآن كثيرة جداً، فمن ذلك قوله تعالى: (أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون، قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون) فالذي له ملك السماوات والأرض، هو الذي يأذن في الشفاعة، كما قال تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه).
وقال تعالى: (وكم من ملك في السموات لا تغنى شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) وهو لا يرضى إلا الإخلاص، في الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة؛ كما صرح به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة، وغيره؛ وأنكر تعالى على المشركين اتخاذ الشفعاء، فقال تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون). فبين تعالى في هذه الآية: أن هذا شرك المشركين، وأن الشفاعة ممتنعة في حقهم، لما سألوها من غير وجهها، وأن هذا شرك، نزه نفسه عنه، بقوله تعالى: (سبحانه وتعالى عما يشركون) فهل فوق
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا البيان بيان؟
وقال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) فكفرهم بطلبهم من غيره أن يقربوهم إليه.
وقد تقدم: بعض الأدلة على النهي عن دعوة غير الله، والتغليظ في ذلك؛ وأنه في غاية الضلال، وأنه شرك بالله، وكفر به، كما قال تعالى: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون).
فمن أراد النجاة فعليه التمسك بالوحيين، الذين هما حبل الله، وليدع عنه بنيات الطريق، كما قال تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون)، وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم: الصراط المستقيم، وخط خطوطاً عن يمينه، وعن شماله، وقال: " هذه هي السبل، وعلى كل سبيل شيطان يدعوا إليه " والحديث في الصحيح وغيره عن عبد الله بن مسعود؛ وكل من زاغ عن الهدى، وعارض أدلة الكتاب والسنة، بزخرف أهل الأهواء، فهو شيطان).
- وقال الشيخ العلامة عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
(ولفظ التوسل بالشخص، والتوجه به، والسؤال به، فيه إجمال واشتراك غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة؛ فيراد به التسبب به، لكونه داعيا وشافعا مثلا، أو لكون الداعي مجيبا له مطيعا لأمره مقتديا به. ويراد به الإقسام به والتوسل بذاته؛ فهذا الثاني هو الذي كرهه العلماء ونهوا عنه).
- وقال الشيخ سليمان بن سحمان أيضا رحمه الله:
(وقوله: (ثم إن الوهابية عدوا الاستشفاع إلى الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته كفراً، مع أن الإجماع منعقد على جوازه).
فأقول: إن كان أراد بالاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم كأن يقول القائل: اللهم إني أسألك بجاه محمد، أو بحقه، أو حرمته. فهذا القول بدعة محدثة محرمة، ولا يكفر الوهابية أحداً بهذا.
وإن أراد بالاستشفاع بالنبي بأن يدعوه، ويستغيث به، كأن يقول: يا رسول الله أغثني، أو أدركني، وأنا في حسبك، أو يسأله أو يطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله، ويتوكل عليه، ويلجأ إليه في جميع مهماته وطلباته، ويجعله واسطة في جلب منفعة، أو دفع مضرة، فإن كان أراد هذا فقد ذكر في "الإقناع" من كتب الحنابلة: أن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويتوكل عليهم: كفر إجماعاً.
وكذلك ذكر فيه شيخ الإسلام تقي الدين: أن من دعا علي بن أبي طالب فهو كافر، ومن شك في كفره فهو كافر.
والوهابية على مذهب أحمد رحمه الله.
وأما دعوى انعقاد الإجماع على جوازه، فدعوى مجردة، اللهم إلا إجماع عباد القبور، وأولئك ليسوا من أهل الإسلام، فضلاً عن أن يجمعوا على الأحكام).
- وقال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله:
(فالوسيلة التي أمر الله بابتغائها تعم الوسيلة في عبادته وفي مسألته، وقول عمر رضي الله عنه: إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا؛ معناه: نتوسل بدعائه وشفاعته وسؤاله، ونحن نتوسل إليك بدعاء عمه وشفاعته، ليس المراد نقسم عليك به، أو ما يجري هذا المجرى، مما يفعل بعد موته، وفي مغيبته، كما يقول بعض الناس: أسألك بجاه فلان عندك، ويقولون: إنا نتوسل إلى الله بأنبيائه وأوليائه، ويروون حديثاً موضوعاً: "إذا سألتم الله فسألوه بجاهي، فإن جاهي عند الله عريض"، فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه، كما ذكر عمر رضي الله عنه؛ لفعلوا ذلك بعد موته، ولم يعدلوا عنه إلى العباس، فعلم أن ذلك التوسل الذي ذكروه هو مما يفعل بالأحياء دون الأموات، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم، فإن الحي يطلب منه ذلك، والميت لا يطلب منه شيء لا دعاء ولا غيره.
وكذلك حديث الأعمى، فإنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه، فهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم شفع فيه، وأن قوله: إنا كنا نتوسل إليك بنبينا، فلفظ التوجه والتوسل في الحديث بمعنى واحد، ثم قال: يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي بحاجتي ليقضيها، اللهم شفعه في، فطلب من الله أن يشفع فيه نبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: يا محمد؛ هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب، كما يقول المصلي: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) والإنسان يفعل مثل هذا يخاطب من يتصوره في نفسه، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب.
فلفظ التوسل بالشخص فيه إجمال واشتراك، غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة: يراد به التسبب به لكونه داعياً وشافعاً مثلاً، أو لكون الداعي محباً له، مطيعاً لأمره مقتدياً به، فيكون التسبب إما بمحبة السائل له وإتباعه له، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته، ويراد به الأقسام به والتوسل بذاته، فلا يكون التوسل لا شيء منه، ولا شيء من السائل، بل ذاته، أو مجرد الأقسام به على الله، فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه.
ومن الأول حديث الثلاثة الذين آووا إلى الغار، وهو في الصحيحين وغيرهما، فإن الصخرة انطبقت عليهم، فقالوا: ليدع كل رجل منكم بأفضل عمله، وذكر الحديث، فهؤلاء دعوا الله سبحانه بصالح الأعمال، لأن الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى الله تعالى، ويتوجه به إليه ويسأله به، لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويزيدهم من فضله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم}، وهؤلاء دعوه بعبادته، وفعل ما أمر به من العمل الصالح، وهذا كما قال المؤمنون: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} إلى قولهِ: {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}).
- وقال الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله:
(وأما مسألة الله تعالى بحق أنبيائه وأوليائه أو بجاههم، بأن يقول السائل: اللهم إني أسألك بحق أنبيائك، أو نحو هذا: فليس الكلام فيه، ولم يقل الشيخ إنه شرك، ولا له ذكر في كلامه، وحكمه عند أهل العلم معروف، وقد نص على المنع منه جمهور أهل العلم، بل ذكر الشيخ في رده على ابن البكري أنه لا يعلم قائلاً بجوازه إلاَّ ابن عبد السلام في حق النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجز ذلك، بل علق القول به على ثبوت حديث الأعمى وصحته، وفيه من لا يحتج به عند أهل الحديث، وعلى تسليم صحته فليس الكلام فيه، وفي المثل: أريها السهى وتريني القمر.
وأما استدلاله بحديث أهل الغار على مسألته التي لبَّس بها: فهو من نوادر جهله التي يضحك منها العقلاء، أين التوسل بالأعمال الصالحة، من البر والعفة والأمانة، من التوسل بذوات المخلوقين؟
نزلوا بمكة في قبائل هاشم ... ونزلت بالبيداء أبعد منزل
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}. والوسيلة: ما شرعه ورضيه من الأعمال الصالحة، والأقوال، وأين في شرعه أن يسأل العبد ربه بعبد من عبيده، مخلوق من خلقه؟
ومن قاس هذا على ما صح من التوسل بالأعمال الصالحة، فقد أبعد المرمى، ولم يعرف مناط الأحكام.
والتوسل صار مشتركاً في عرف كثير، فبعض الناس يطلقه على: قصد الصالحين ودعائهم وعبادتهم مع الله، وهذا هو المراد بالتوسل في عرف عباد القبور وأنصارهم، وهو عند الله ورسوله وعند أولي العلم من خلقه: الشرك الأكبر والكفر البواح، والأسماء لا تغير الحقائق.
ويطلق أيضاً: على مسألة الله بجاه الصالحين والأنبياء، وحقهم على: الله.
ويطلق أيضاً: في عُرف السنَّة والقرآن وعُرف أهل العلم بالله ودينه، على: التوسل والتقرب إلى الله بما شرعه من الإيمان به وتوحيده وتصديق رسله، وفعل ما شرعه من الأعمال الصالحة التي يحبها الرب ويرضاها، كما توسل أهل الغار الثلاثة بالبر والعفة وأداء الأمانة.
فإذا أطلق التوسل في كتاب الله وسنَّة رسوله وكلام أهل العلم من خلقه فهذا هو المراد، لا ما اصطلح عليه المشركون الجاهلون بحدود ما أنزل الله على رسوله، فلبَّس هذا المعترض بكلمة مشتركة، ترويجاً لباطله.
وأما ما ورد في السنن من السؤال: "بحق السائلين وبحق ممشى الذاهب إلى المسجد" ونحو ذلك، فالله سبحانه وتعالى جعل على نفسه حقًّا تفضُّلاً منه وإحساناً إلى عبداه، فهو توسل إليه بوعده وإحسانه، وما جعله لعباده المؤمنين على نفسه، فليس من هذا الباب، أعني باب مسألة الله بخلقه، وقد منع ذلك فقهاء الحنفية، كما حدثني به محمد بن محمود الجزائري الحنفي رحمه الله تعالى بداره بالإسكندرية، وذكر أنهم قالوا: لا حلق لمخلوق على الخالق.
ويشهد لهذا ما يروى أن داود قال: "اللهم إني أسألك بحق آبائي عليك، فأوحى الله إليه: أي حق لآبائك علي؟ أو نحو هذا، والحق المشار إليه بالنفي هنا غير ما تقدم إثباته، فإن المثبت بمعنى الوعد الصادق، وما جعله الله للماشي إلى الصلاة، وللسائلين من الإجابة والإثابة، فضلاً منه وإحساناً، المنفي هنا هو الحق الثابت بالمعارضة والمقابلة على الإيمان والأعمال الصالحة، فالأول يعود ويرجع إلى التوسل بصفاته الفعلية والذاتية، والثاني يرجع إلى التوسل بذوات المخلوقين، فتأمله فإنه نفيس جداًّ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 01:17]ـ
بل قاله علماء كبار وأئمة كالإمام الشوكانى
قال فى حديث الأعمى بعد أن ساقه:
وأخرجه من حديثه أيضا ابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وزاد فيه فدعا بهذا الدعاء فقام وقد أبصر وقال الترمذي حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي وقال وأخرجه الطبراني بعد ذكر طرقه التي روى بها والحديث صحيح وصححه أيضا ابن خزيمة فقد صحح الحديث هؤلاء الأئمة
ثم قال رحمه الله:
وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع ما شاء كان وما يشأ لم يكن
فهذا عالم كبير مشهود له يجوّز هذا ويستدل بحديث صححه هو
وغيره من الأئمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
المرجع/ تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكانى
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 01:45]ـ
أخي الفاضل (حارث) ..
استشهادك لتجويز هذا الأمر بقول الإمام الشوكاني = نقصٌ كبير، وتهميشٌ لكلام أئمةٍ لا يحصون كثرةً، وحيفٌ في إنصاف النفس من الرجوع للمعين الأصلي حول هذه المسألة غفر الله لك.
ولا يخفى ما كانت اليمن تعج به تلك الفترة من تقديسٍ للقبور وأصحابها شمل الصغير والكبير، والعالم والجاهل.
ولو أوقفتك على كلامٍ للإمام الشوكاني في استحسانه فعل هذا الأمر لمسكت بيديك رأسك .. ولعلي لا أفعل هنا؛ فليس هذا مكانها.
ثم أريد منك رحمك الله أن تذكر لي ثلاثةً من أهل العلم المعتبرين المشهود لهم بسلامة السريرة ونقاء المشرب وصفاء المعدن أجازوا مثل هذا الفعل!! فقط أذكرهم لي.
ثم على فرض التسليم: كلام الشيخ الشوكاني ليس فيه تجويز مطلق رحمك الله؛ بل خصصه برسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجاوزه لغيره. فتأمل
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 06:36]ـ
أخي الفاضل (حارث) ..
استشهادك لتجويز هذا الأمر بقول الإمام الشوكاني = نقصٌ كبير، وتهميشٌ لكلام أئمةٍ لا يحصون كثرةً، وحيفٌ في إنصاف النفس من الرجوع للمعين الأصلي حول هذه المسألة غفر الله لك.
نقص فيمَ؟
ألم نأتى بالمعين الذى هو الدليل غفر الله لك
لم نهمش أحد إنما عرضنا اختلاف علماءكبار
ولاأعرف أنّ عرض الخلاف وبسط الأقوال تهميش لأحد!
والنقص الكبير يكون بالوقوف على قول واحد
وتهميش خلافه, كالشوكانى الذي لايشكك فى إمامته
أحد.
ولا يخفى ما كانت اليمن تعج به تلك الفترة من تقديسٍ للقبور وأصحابها شمل الصغير والكبير، والعالم والجاهل.
ولو أوقفتك على كلامٍ للإمام الشوكاني في استحسانه فعل هذا الأمر لمسكت بيديك رأسك .. ولعلي لا أفعل هنا؛ فليس هذا مكانها.
مايهمنّا كلام الشوكانى فى هذه المسألة
ثم أريد منك رحمك الله أن تذكر لي ثلاثةً من أهل العلم المعتبرين المشهود لهم بسلامة السريرة ونقاء المشرب وصفاء المعدن أجازوا مثل هذا الفعل!! فقط أذكرهم لى
ليست العبرة بالعدد
إنما بالدليل
وفى مسألتنا لم نقل كلاما انشائيا إنما بدليل صححه ائمة كما ذُكر
وليست الصحة و الكثرة علامة لتصحيح الأقوال او تخطئتها
ولايخفى على مثلك هذا
*و (سلامة السريرة) شي بين العبد وربه كما قال عمر رضي الله عنه مقولته المعروفة
ثم على فرض التسليم: كلام الشيخ الشوكاني ليس فيه تجويز مطلق رحمك الله؛ بل خصصه برسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجاوزه لغيره. فتأمل
لم أقل سوى ذلك رحمك الله فتنبه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 11:56]ـ
حقيقة أخي (حارث) أعتقد أنك في هذه المسألة تناقش في أمرٍ تعتقده أنت لم تكلف نفسك عناء الرجوع إلى أقوال أهل العلم الربانيين المعتبرة أقوالهم في هذا الباب رحمك الله!!
أخي الفاضل: قلت لي: (لم أقل سوى ذلك رحمك الله فتنبه).
فأقول: بل ما زلت متنبهاً إلى أنك غفر الله لم تضبط القول الفصل والصواب الصحيح في هذه المسألة؛ وأن من خالف فيها ليس خلافه بالمعتبر بارك الله فيك؛ لمخالفته أمراً قد عدّ من بعض أهل العلم مما أجمعت عليه الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما زلت رحمك الله تستشهد بالحديث كما استشهد به غيرك؛ وما برحت أنت وهم تؤولونه على غير مراده، وهذا هو النقص رحمك الله الذي عنيته = أن يكون اعتمادك على نقل عالمٍ واحد قد عاش حقبةً من أشد الحقب سعياً للقبور وأصحابها، وعصراً تفشى فيه التصوف الممقوت، وأن يكون هذا الاعتماد منك لهذا الشيخ أو ذاك لمجرد فهمه الخاطئ لمراد الحديث ومعناه!!
هذا هو النقص الذي عنيته وفقك الله، وهذا هو التهميش الذي قصدته.
فأين هو الخلاف الذي تدعيه غفر الله لك؟!!
قلت لك أحضر لي قول ثلاثة من العلماء المعتبرين سليمي الاعتقاد والمنهج والسريرة يوافقون الإمام الشوكاني على رأيه .. وأنا أنتظر حتى الآن.
لا نشك في إمامته رحمك الله .. ولكن لا نوافقه على خطأه وهفوته في هذا الباب أو غيره.
وليست المسألة مسألة تلميحٍ أو تصريح أو تعريض .. كلامنا أخي سيحاسبنا الله تعالى عليه، وسنقف جميعاً بين يديه، وما قلت ما قلت إلا عن معرفةٍ ودراية بأقوال الإمام وأحواله .. وقد قلت لك: ليس هذا مجال وضعها هنا أبدا.
وعلى فرض أننا لا نشك في صحة الدليل غفر الله لك .. لكن هل فسرته وفهمته على الوجه الصحيح؟! هنا الكلام غفر الله لك .. فلا أعتقد أنك اطلعت على كلام الأئمة في المشاركة الأخيرة أعلاه؛ وغيرهم، لأنك لو فعلت لعرفت المعنى الصحيح لهذا الحديث .. فارجع إلى كلامهم غفر الله لك.
وكون العبرة ليست بالعدد كما قلتَ وفقك الله = نعم؛ ولكن هل وفقت إلى الفهم السليم؟!! هنا الكلام غفر الله لك.
عليك أخي الفاضل أن تبحث بحق وصدق؛ واترك شطحات ألأقوال وهفواتها؛ فالعبرة أخي بالحق والفهم السليم، لا بغيره.
قد ذكرت لك في المشاركة الأخيرة أعلاه كلاماً فصلاً بإذن الله لمن أراد الوقوف على الحق؛ ويعلم الله قد تركت عشرات النقول والأقوال عن غيرهم من الأئمة والعلماء؛ كلهم متفقون على هذا الأمر في التحذير من هذا الأمر البدعي .. فما ذكر لمن وعاه حق الوعي خير وبركة .. ومن رام غير هذا فقد رشف من غير معين.
ـ[جذيل]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 12:28]ـ
الاخ الحارث
هل فعل ما تذكر النبي عليه الصلاة والسلام او صحابته .. ؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 09:22]ـ
حقيقة أخي (حارث) أعتقد أنك في هذه المسألة تناقش في أمرٍ تعتقده أنت لم تكلف نفسك عناء الرجوع إلى أقوال أهل العلم الربانيين المعتبرة أقوالهم في هذا الباب رحمك الله!!
غريبة عفاالله عنك
أن تعتقد دون أن تسأل وتتثبت
أخي الفاضل: قلت لي: (لم أقل سوى ذلك رحمك الله فتنبه).
فأقول: بل ما زلت متنبهاً إلى أنك غفر الله لم تضبط القول الفصل والصواب الصحيح في هذه المسألة؛ وأن من خالف فيها ليس خلافه بالمعتبر بارك الله فيك؛ لمخالفته أمراً قد عدّ من بعض أهل العلم مما أجمعت عليه الأمة.
لم نتكلم عن ذلك إنما سقنا الحديث فى التوسل بالنبي
فتنبه غفرالله لك
لقد قلتها بلسانك (عدّ من بعض أهل العلم من الإجماع)
تأمل فى بعض
أن يكون اعتمادك على نقل عالمٍ واحد قد عاش حقبةً من أشد الحقب سعياً للقبور وأصحابها، وعصراً تفشى فيه التصوف الممقوت، وأن يكون هذا الاعتماد منك لهذا الشيخ أو ذاك لمجرد فهمه الخاطئ لمراد الحديث ومعناه!!
لاادرى ماعلاقة حقبة الشوكانى بفتواه
هذا الشوكانى الذي تقول عاش فترة انتشر فيها
عبادة القبور تمعّن جيدا فى
كلامه الاخير عن التوسل بالنبي (ص)
وهو ذاته الإمام الذي حرم التقليد
ولايجيز لأحد أن يأخذ الفتوى دون دليل
أماعن الفهم الخاطئ فهذا قول لأهل العلم
وليس جميعهم وقد أشار ابن تيمية لهذا الخلاف فى مجموع الفتاوى
فليس الكل يااخي الفاضل (السكران)
متفقٌ على ماتفضلت
قلت لك أحضر لي قول ثلاثة من العلماء المعتبرين سليمي الاعتقاد والمنهج والسريرة يوافقون الإمام الشوكاني على رأيه .. وأنا أنتظر حتى الآن.
هل تعتبر الكثرة والقلة كمعيار
لتصحيح الأقوال وتخطئتها؟ ,
ثم أظن أنه لايخفى عليك قول الفاروق1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
: (لنا الظاهر ولله مافى السرائر)
لا نشك في إمامته رحمك الله .. ولكن لا نوافقه على خطأه وهفوته في هذا الباب أو غيره.
وليست المسألة مسألة تلميحٍ أو تصريح أو تعريض .. كلامنا أخي سيحاسبنا الله تعالى عليه، وسنقف جميعاً بين يديه، وما قلت ما قلت إلا عن معرفةٍ ودراية بأقوال الإمام وأحواله .. وقد قلت لك: ليس هذا مجال وضعها هنا أبدا.
جزاك الله خيرا ولايهمنا حاله
المهم كلامه هنا فى المسألة
وعلى فرض أننا لا نشك في صحة الدليل غفر الله لك .. لكن هل فسرته وفهمته على الوجه الصحيح؟! هنا الكلام غفر الله لك .. فلا أعتقد أنك اطلعت على كلام الأئمة في المشاركة الأخيرة أعلاه؛ وغيرهم، لأنك لو فعلت لعرفت المعنى الصحيح لهذا الحديث .. فارجع إلى كلامهم غفر الله لك.
غفر الله لك اطلعت وأعرف جيدا
لكن هل هذا التفسير الوحيد المطبق عليه
وفى مسألتنا هذه لانتكلم عن إنسان عادي إنه المجدد الشوكانى
لاتقديس لكن لنتذكر مكانته
وعجبت من قولك على فرض أنا لانشك
إن كنت ضعّفت الحديث
فقد سبقك أئمة صححوه
عليك أخي الفاضل أن تبحث بحق وصدق؛ واترك شطحات ألأقوال وهفواتها؛ فالعبرة أخي بالحق والفهم السليم، لا بغيره.
الله يعلم النيّات
قد ذكرت لك في المشاركة الأخيرة أعلاه كلاماً فصلاً بإذن الله لمن أراد الوقوف على الحق؛ ويعلم الله قد تركت عشرات النقول والأقوال عن غيرهم من الأئمة والعلماء؛ كلهم متفقون على هذا الأمر في التحذير من هذا الأمر البدعي .. فما ذكر لمن وعاه حق الوعي خير وبركة .. ومن رام غير هذا فقد رشف من غير معين.
جزاك الله خيرا مرة اخرى
ومن احتكر الحق معه رشف من غير معين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 10:11]ـ
أخي الفاضل (حارث) سلمه الله ..
قد وجدت تناقضات في كلامك ظاهرة واضحة لمن قرأ كلامك من أول هذه المشاركات .. وترد على الكلام الذي يطرح عليك للتوضيح والتبيين بأمور يظهر منها عدم معرفتك التامة بالمسألة وأقوال أهل العلم المعتبرين فيها.
وما اعتقدنا إلا لما رأينا وأبصرنا كلامك هنا في هذا الموضوع رحمك الله .. فلم نتجنى عليك غفر الله لك.
وقولي: (قد عدّ من بعض أهل العلم إجماع) لا أدري كيف فهمته هذا الفهم الذي عقبت به عليه!! وهل البعض الباقي الذي لم يحك الإجماع قليلٌ حتى تعترض هذا الاعتراض؟!
وأما مسألة الفهم الصحيح للحديث؛ فجمهور أهل العلم المعتبرين أهل الحق والسنة الصحيحة متفقون على التفسير الصحيح للحديث والذي يخالف ما قصده به من شذ وأجاز مثل هذا العمل؛ ولو كان برسول الله صلى اله عليه وسلم؛ فقد مات عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فالكل متفق بإذن الله؛ ولا عبرة بمن شذ وخالف، فهذا قد نهج غير الحق والصواب والهدي الصحيح؛ وإن كان إمام!!
ثم نعم؛ الكثرة والقلة معيار _ وإن كانت ليس في جميع الأحوال _؛ لكن هنا ثق أنها تدخل في باب: لا تجتمع أمتي على ضلالة، وهذا الأمر هو الذي حذر منه العلماء جميعاً؛ ألا وهو شطحات أهل العلم وهفواتهم وتتبعها وعبادة الله من خلالها!!
وإن كانت العبرة بالحق ولو كان مع القليل؛ لكن هنا في هذه المسألة لا أعتقد أن القليل قد وفق للحق. فتأمل
ولم ندخل في السرائر وليس لنا علاقة بها؛ لكن (المكتوب بينٌ من عنوانه) غفر الله لك، وكل إناء بما فيه ينضح.
فالمعذرة أخي الكريم؛ فأنا أقف عند هذا الحد في الخوض في هذا الموضوع؛ فأجدك تجادل في أمرٍ فعلاً أنت تعتقده قد صرفت أقوال جماهير أهل العلم الربانيين في هذه المسألة لمجرد أن إمام واحدٌ قد وافق هواك ومشربك!!
وما زلت أقول: أذكر ثلاثةً من أهل العلم الربانيين والمعتبرين قال بجواز التوسل بالنبي بعد موته أو بالصالحين وجاههم بعد موتهم أو وهم أحياء فيما لا يقدر عليه إلا الله!!
فإن كانت العبرة ليست بالكثرة كما تقول _ على أن هذا غير مسلم في جميع الأحوال _ فليست العبرة بالشذوذ بارك الله فيك أيضا.
نحن عندما نفسر حديثاً ما لا بد أن يكون التفسير موافق للمنهج السليم الصحيح الذي هدانا إليه عليه أفضل الصلاة والسلام، والذي اتبعه وطبقه الخلفاء الراشدين المهديين، وخير القرون.
أكتفي بهذا غفر الله لي ولك وللمسلمين آمين .. والعذر منك.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 10:23]ـ
إن كان عندك شئ أثبته
ولو افترضنا انى لااعلم فتعال
واستدل لا لتزج بنفر من اهل العلم أيدوك فى المسألة
وتضرب الصفح عن اخرين
يكفيك لو قلت أنى أرى أن ماذهبوا إليه خطا
ولكن مجتهدين
ولفظ الشذوذ الذي وصفته لايضر
مادام هناك دليل
وسآتيك بأقوال اهل علم اخرين
ليس لانك طلبت بل للتأكيد
ثم إن معيار الكثرة والقلة (للحق) هذا منهج يخصك أنت
ولااعرفه أبدا ولاادرى مادليله,
ولاتلزمنى بقول لجماهير اهل العلم
إلزام لايستقيم
فهو قول للجمهور وليس إجماع
فتفطن
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 10:34]ـ
دع عنك المكاثرة والمزايدة في الكلام .. فما تفطنت إلا لمحاولتك ترويج أمرٍ بدعي قد خالفت فيه قول جماهير أهل الحق قاطبةً قد نقل الإجماع عن بعضهم على عدم جوازه .. تتبعت فيه شواذ أقوال العلماء.
ولا أدري كيف توصلت إلى أني لا أعرف أقوال أهل العلم في المسألة .. وكان هذا القول حري بك؛ فقد طلبت منك ثلاثةً (معتبرين) قالوا بما تقول فلم تحضر ذلك!!
وليس معيار القلة والكثرة منهجٌ خاص بي غفر الله لك .. بل هو منهج العرب وأهل العلم والسبر والتتبع والنقاش السليم.
والعجب العجب؛ ثم العجب العجب أن تقول صراحةً _ وهذا شجاعة منك في تبيين معتقدك _ أن تقول لي: (ولا تلزمني بقول لجماهير أهل العلم .. إلزام لا يستقيم .. فهو قول للجمهور وليس إجماع).
فإن قول جمهور أهل العلم وقد حكي إجماعهم على مسألة عقدية مهمة لا يلزمك = فهذه شجاعة منك في توضيح عقيدتك!!
وما زلت تدندن على حديثٍ لم تعرف أنت ولا من تعرض له ممن وافقك استخراج الحق منه .. فقط أثبت لي وللأحبة الكرام؛ هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم ميتاً أم حياً لما أتاه الأعمى؟!! فقط أثبت لي هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما زلت أنتظر من قال بجواز ذلك من العلماء (المعتبرين) غير عباد القبور وأصحابها.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:01]ـ
لم أتوقعك بهذه الطريقة
الشاهد
وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
هَلْ يَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَمَّا التَّوَسُّلُ بِالْإِيمَانِ بِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَطَاعَتِهِ وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ وَبِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مِنْ أَفْعَالِهِ وَأَفْعَالِ الْعِبَادِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي حَقِّهِ. فَهُوَ مَشْرُوعٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَكَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَتَوَسَّلُونَ بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَتَوَسَّلُوا بَعْدَ مَوْتِهِ بِالْعَبَّاسِ عَمِّهِ كَمَا كَانُوا يَتَوَسَّلُونَ بِهِ. وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أَتَوَسَّلُ إلَيْك بِهِ. فَلِلْعُلَمَاءِ فِيهِ قَوْلَانِ: كَمَا لَهُمْ فِي الْحَلِفِ بِهِ قَوْلَانِ: وَجُمْهُورُ الْأَئِمَّةِ كَمَالِكِ؛ وَالشَّافِعِيِّ؛ وَأَبِي حَنِيفَةَ: عَلَى أَنَّهُ لَا يَسُوغُ الْحَلِفُ بِغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ وَلَا تَنْعَقِدُ الْيَمِينُ بِذَلِكَ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ وَهَذَا إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ، وَالرِّوَايَةُ الْأُخْرَى تَنْعَقِدُ الْيَمِينُ بِهِ خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسِكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ للمروذي صَاحِبِهِ: إنَّهُ يُتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ؛ وَلَكِنْ غَيْرُ أَحْمَدَ قَالَ: إنَّ هَذَا إقْسَامٌ عَلَى اللَّهِ بِهِ وَلَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِمَخْلُوقِ وَأَحْمَدُ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ قَدْ جَوَّزَ الْقَسَمَ بِهِ فَلِذَلِكَ جَوَّزَ التَّوَسُّلَ بِهِ. وَلَكِنَّ الرِّوَايَةَ الْأُخْرَى عَنْهُ: هِيَ قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ لَا يُقْسِمُ بِهِ؛
لَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِهِ كَسَائِرِ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ قَالَ إنَّهُ يُقْسَمُ بِهِ عَلَى اللَّهِ؛ كَمَا لَمْ يَقُولُوا إنَّهُ يُقْسَمُ بِهِمْ مُطْلَقًا؛ وَلِهَذَا أَفْتَى أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ: أَنَّهُ لَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِأَحَدِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ؛ لَكِنْ ذُكِرَ لَهُ أَنَّهُ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فِي الْإِقْسَامِ بِهِ فَقَالَ: إنْ صَحَّ الْحَدِيثُ كَانَ خَاصًّا بِهِ وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ لَا يَدُلُّ عَلَى الْإِقْسَامِ بِهِ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ} وَقَالَ: {مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ} وَالدُّعَاءُ عِبَادَةٌ وَالْعِبَادَةُ مَبْنَاهَا عَلَى التَّوْقِيفِ وَالِاتِّبَاعِ لَا عَلَى الْهَوَى وَالِابْتِدَاعِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) مجموع الفتاوى (1/ 140)
-يكفى ان ابن تيمية اشار ان مسألة التوسل بالنبي (ص) فيها خلاف بين اهل العلم
اى ان المسألة ببساطة دعوى الإجماع فيها مُتوهمة
-أنّ الامام احمد أخبر ونقل عنه ابن تيمية
أنه كان يتوسل بالنبي وهذا نقل من شيخ الاسلام ابن تيمية
للإمام ناصر السنّة على ثبوت فعل ذلك منه
-ثم ادعائك ان الكثرة والقلة معيار (للحق) لهو من أعجب العجب و ادعاء عريض
دع عنك المزايدة والمكاثرة على امور واضحة
ولن تستطيع بدليل واحد ان تثبت قاعدتك تلك
ثم لاافهم لم الاتهام
والتبديع؟
-سنأتي بأقوال اخرى
يتبع
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:07]ـ
ألم أقل لك دع عنك المزايدة في الكلام .. وأنك لم تحرر المسألة أصلا!!
بالله عليك أخي (حارث) في أيٍ هو الخلاف الذي حكاه شيخ الإسلام؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أريدك أنت تبين لي غفر الله لك في أيٍ حكى شيخ الإسلام الخلاف في كلامه .. هل هو بجواز التوسل به وبغيره أمواتا؛ أم بمسألة أخرى متفرعة؟!
ثم هل كل خلاف معتبر؟!
وهل رجعت إلى كلام شيخ الإسلام في مواضعه الأخرى والذي يبين فيه أن هذا خلافٌ شاذ؟!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:17]ـ
كلام الامام واضح
راجع النظر
يتكلم عن التوسل بالنبي
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:19]ـ
انتظر الدليل على قاعدتك والا لاتزايد غفرالله لك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:28]ـ
-يكفى ان ابن تيمية اشار ان مسألة التوسل بالنبي (ص) فيها خلاف بين اهل العلم
اى ان المسألة ببساطة دعوى الإجماع فيها مُتوهمة
الإشارة للخلاف لا يعني اعتبار هذا الخلاف .. ولا أعتقد أن هذا يجهله من عنده ذرة علم.
وقد قلت لك من قبل: هات هؤلاء العلماء الذين خالفوا!!
وقلت أخرى: وهل وقفت على كلام شيخ الإسلام الآخر في حكاية عدم اعتبار هذا الخلاف؟!
-أنّ الامام احمد أخبر ونقل عنه ابن تيمية
أنه كان يتوسل بالنبي وهذا نقل من شيخ الاسلام ابن تيمية
للإمام ناصر السنّة على ثبوت فعل ذلك منه
النقل لا يعني الثبوت .. وهذا لا يخفى أيضاً على من راح رائحة العلم.
وأثبت لي بالسند الصحيح أن الإمام أحمد إمام أهل السنة كان يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم .. ولن تستطيع ذلك؛ لمعرفتي أن الحق عنده ما وافق الجماعة. فتنبه
ولا يعني نقل شيخ الإسلام لما قد روي أنه يثبته له، أو يجعله معتبرا. فتنبه
ويعلم الله لمنهج الإمام ومعتقده وحرصه العقدي ليأبى أن يخالف الجماعة؟
وهذه الرواية الشاذة هي التي أشار إليها شيخ الإسلام في المنسك الذي لا يعرف طريق ثبوته!! ولم تأتِ في غيره!! أو تنقل عن غيره!!
-ثم ادعائك ان الكثرة والقلة معيار (للحق) لهو من أعجب العجب و ادعاء عريض
دع عنك المزايدة والمكاثرة على امور واضحة
ولن تستطيع بدليل واحد ان تثبت قاعدتك تلك
والله ما ادعيت هذه الدعوى على إطلاقها؛ وكلامي في المشاركتين السابقتين أمام الجميع؛ قد وضعت قيده بين شرطتين. فاتق الله في النقل.
فلم نزايد على أمور واضحة مسلمة .. ولا أعتقد فعل هذا سواك هنا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:32]ـ
على العموم .. قد بان لي منهج الأخ ومعتقده .. وعدم ضبطه للمسألة وولوجه فيها من غير عدة .. محاولاً تقرير وترويج أمرٍ يعتقده ويراه هو .. بل محاولاً رمي المناقش بما لم يقله؛ وكلامي أمام الجميع.
قد طالبته بأن يذكر لي ثلاثةً من العلماء المعتبرين من غير غلاة القبور وأصحابها .. فلم يحضر شيئاً .. بل أخذ يلف ويدور حول نقولٍ لم يحررها ولم يدر كيف يستخرج التعليل والتحرير منها.
فالحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:38]ـ
يسأل الشيخ محمد الجراح رحمه الله الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله عن التوسل بالصالحين.
أجاب الشيخ عبد الرحمن ما نصه:
(حضرة الأخ الفاضل محمد بن السليمان الجراح المحترم حفظه الله ورعاه. آمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، 10 رجب سنة 1370هـ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن صحتكم أرجو الله أن تكونوا بأتم الحالات، وصلني كتابك المكرم 26 الماضي، وسررت بصحتكم وصحة الوالد والإخوان والأصحاب، أحمد الله على ذلك وأسأله أن يتم على الجميع نعمه التوفيق لشكره وذكره وحسن عبادته، تسألون حفظكم الله عن ذكر الأصحاب رحمهم الله أنه يجوز التوسل بالصالحين والاستشفاع بهم إلى الله، ونقلهم عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال في منسكه أن يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، تسألون مراد الأصحاب بذلك.
مرادهم رحمهم الله، قول الداعي في دعائه: اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد أو بجاهه أو بجاه الصالحين، فهم رحمهم الله أجازواها ولم يستحبوها، والمسألة أصلها مختلف فيها
_ فكثير من أهل العلم من الحنابلة والشافعية وغيرهم يجوزون ذلك، ومنهم من يستحب، وكلام أصحابنا يتنزل على هذا القول المجيز للتوسل بهم، وبعضهم يستحب ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
من كتاب عالم الكويت وفقيهها وفرضيها الشيخ محمد بن سليمان الجراح سيرته ومراسلاته وآتاره العلمية. تأليف وليد الميس ص114 ـــــــــ
-وهذه اشارة اخرى
من عالم كبير فى أن المسألة مختلف فيها
ولو كانت من قبيل المسائل التى لاتقبل الخلاف
او لايجوز فيها الخلاف فماالذي أوقف الشيخ عن قول
ذلك وهو فى حالة بيان
إنما تأكيد بأن الخلاف هنا له وجهه
-أثبت الشيخ أن كثيرا من أهل العلم فعله
ناهيك عن أحمد بن حنبل
- الشيخ يرى المنع
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:40]ـ
على العموم .. قد بان لي منهج الأخ ومعتقده .. وعدم ضبطه للمسألة وولوجه فيها من غير عدة .. محاولاً تقرير وترويج أمرٍ يعتقده ويراه هو .. بل محاولاً رمي المناقش بما لم يقله؛ وكلامي أمام الجميع.
قد طالبته بأن يذكر لي ثلاثةً من العلماء المعتبرين من غير غلاة القبور وأصحابها .. فلم يحضر شيئاً .. بل أخذ يلف ويدور حول نقولٍ لم يحررها ولم يدر كيف يستخرج التعليل والتحرير منها.
فالحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
والله ماظننت أن مثل هذا يخرجُ منك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:43]ـ
فكثير من أهل العلم من الحنابلة والشافعية وغيرهم يجوزون ذلك، ومنهم من يستحب، وكلام أصحابنا يتنزل على هذا القول المجيز للتوسل بهم، وبعضهم يستحب ذلك.
فليحرر هذا الكلام .. فهو خلاف المعتمد المعتبر الذي عليه جماهير أهل العلم وحكي إجماعهم عليه.
وإن كان يقصد متأخريهم؛ فقد قلنا: هؤلاء المتأخرين قد غلو غلواً شديداً في القبور وأهلها والمشاهد والمزارات .. فلا يصح هذا النقل على إطلاقه. فليتنبه الجميع
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:46]ـ
اسمح لي أن أضع توقيعك هنا أخي (حارث) وأذكرك به:
(ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:48]ـ
الإشارة للخلاف لا يعني اعتبار هذا الخلاف .. ولا أعتقد أن هذا يجهله من عنده ذرة علم.
هات النص لابن تيمبة على فهمك هذا انه غير معتبر
النقل لا يعني الثبوت .. وهذا لا يخفى أيضاً على من راح رائحة العلم.
وأثبت لي بالسند الصحيح أن الإمام أحمد إمام أهل السنة كان يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم .. ولن تستطيع ذلك؛ لمعرفتي أن الحق عنده ما وافق الجماعة. فتنبه
ولا يعني نقل شيخ الإسلام لما قد روي أنه يثبته له، أو يجعله معتبرا. فتنبه
اذا على اى اساس رواه
ولم يتعقبه
والله ما ادعيت هذه الدعوى على إطلاقها؛ وكلامي في المشاركتين السابقتين أمام الجميع؛ قد وضعت قيده بين شرطتين. فاتق الله في النقل.
فلم نزايد على أمور واضحة مسلمة .. ولا أعتقد فعل هذا سواك هنا.
هذا كلامك
الم تقل ان هذه طريقة اهل العلم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:51]ـ
فليحرر هذا الكلام .. فهو خلاف المعتمد المعتبر الذي عليه جماهير أهل العلم وحكي إجماعهم عليه.
وإن كان يقصد متأخريهم؛ فقد قلنا: هؤلاء المتأخرين قد غلو غلواً شديداً في القبور وأهلها والمشاهد والمزارات .. فلا يصح هذا النقل على إطلاقه. فليتنبه الجميع
هل تستطيع ان تثبت ان ماقاله السعدي خطا؟
بطريقة علمية
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:52]ـ
اسمح لي أن أضع توقيعك هنا أخي (حارث) وأذكرك به:
جزاك الله خيرا كذلك لتذكر نفسك به
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:52]ـ
الم تقل ان هذه طريقة اهل العلم
بلى قلت .. وقلت أيضاً: بقيده.
أعتذر عن المواصلة في الموضوع .. فقد بانت لي الغاية .. وأوضحتُ فيه الغاية.
ولعل الأحبة إن شاءوا المواصلة فالخيرة لهم.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:57]ـ
انا لم احرر المسألة نعم
لكن انا قش واعترض بالدليل
وانت تتشبث بإجماع غير متحقق
وتارة تقول جماهير اهل العلم
ولم تأتى بنص ابن تيمية على انه خلاف شاذ
تطلق الكلم وتذهب
؟!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 12:26]ـ
بلى قلت .. وقلت أيضاً: بقيده.
أعتذر عن المواصلة في الموضوع .. فقد بانت لي الغاية .. وأوضحتُ فيه الغاية.
ولعل الأحبة إن شاءوا المواصلة فالخيرة لهم.
ثم نعم؛ الكثرة والقلة معيار _ وإن كانت ليس في جميع الأحوال _؛
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 12:31]ـ
قال الألوسي رحمه الله:
اللهم أجعلنا سعداء الدارين بحرمة سيد الثقلين صلى الله تعالى عليه وسلم
روح المعنى (1 - 82)
قال الشيخ القرضاوى http://www.islamonline.net/servlet/trick.gif
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في موضوع التوسل:
قضية التوسُّل بالرسول ـ صلّى الله عليه وسلم ـ والأنبياء، والملائكة والصالحين من عباد الله، ا من الأمور الخِلافية بين الأئمة، وأنه خِلاف في كيفية الدعاء، وليس من مسائل العَقيدة.
ومَن قرأ كتب المذاهب المَتبوعة من الحنفيّة والمالكية والشافعية بل حتى الحنابلة: وجدَ هذا واضحًا، فالكثيرون أجازوا التوسُّل بالرّسول وبالصالحين من عِباد الله. وهناك مَن كَرَّهَ التوسّل، وهناك مَن منعه.
ولكُلِّ فريق من هؤلاء أدلّته أو شُبُهاته ـ على الأقل ـ في تأييد ما ذهب إليه، وللمُخالفين رُدودُهم عليه، كما هو الشأن في المسائل الخِلافيّة.
وهناك دليل قوِيّ لمن قالوا بالتوسل، وهو حديث عثمان بن حُنيف، وقد صحَّحه الشيخ الألباني، وهو من منكِري التوسُّل، وإن كان قد وجَّهه وجهةً أخرى، هي في نظري أقوَى وأحرَى. وهو هذا الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حُنَيْف أن رجلاً ضَرير البصر أتَى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ادْعُ الله أن يُعافيَني. قال: إن شئتَ دعوتُ لك، وإن شئتَ أخَّرتَ ذاك، فهو خير، (وفي رواية: وإن شئتَ صبرتَ فهو خيرٌ لك)، فقال: ادْعُه. فأمَره أن يتوضَّأ، فيُحسِن وضوءه، فيصلِّي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك، وأتوجّه إليك بنبيِّك محمد نبي الرحمة، يا محمد إنِّي توجَّهت بكَ إلى ربِّي في حاجتي هذه، فتَقضِي لي، اللَّهم فشفِّعْه فِيّ "وشَفِّعني فيه". قال: ففعل الرجل، فبَرَأ)
ولأن موضوع التوسُّل فقهيٌّ لا عَقدي، تكلَّمت عنه جميع كتب المذاهب الفقهية، على اختلاف أحكامها فيه، ودخل الموسوعات الفقهية، باعتباره من المسائل الفرعيّة العملية، التي تدخل في إطار البحث الفقهي.
وهناك كثيرون من المستقِلّين عن المذاهب قالوا بإجازة التوسُّل، منهم الإمام الشوكاني ـ وهو سَلَفِيٌّ معروف ـ في كتابه (تحفة الذاكرين) شرح (الحِصن الحصين). وهناك غيره من القُدامَى والمُحدَثين. ومنهم مَن أجاز التوسُّل بالنبيِّ وحده، ولم يُجِز التوسُّل بغيره من الأنبياء والصالحين، كما هو رأي الإمام عزّ الدين ابن عبد السلام.
وأنا شخصيًّا أميل إلى ترجيح عدم التوسُّل بذات النبي وبالصّالحين. وأتبنَّى رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك، لعدة أمور:
الأول: أن أدِلّة المنع ـ أعني منعَ التوسل بذات النبي وذواتِ الصالحين ـ أرجحُ في الميزان العلمي. وخصوصًا أن باب الله تعالى مفتوح لكل خَلقه، وليس عليه حاجب ولا بَوّاب، مثل أبواب الملوك والأمراء. حتى العُصاة فتح الله ـ تعالى ـ لهم أبواب رحمتِه، ونسبَهم إلى ذاته، فقال تعالى: (قُلْ يَا عِبادِيَ الذِينَ أسْرَفُوا عَلَى أنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) (الزمر:53).
والثاني: أنّ إجازة التوسُّل قد تكون ذَريعةً إلى دُعاء غير الله تعالى، والاستغاثة به، وكثير من الناس يخلِط بين الأمرين، فسَدُّ الذّريعة بالنّظر إلى العوام أوْلَى.
والثالث: أن المنهج الذي أخذْتُه وسِرْت عليه في التعليم والدَّعوة والفتوى: أنَّنا إذا استطعنا أن نتعبَّد لله ـ تعالى ـ بالأمر المتَّفَق عليه فلا داعيَ لأنْ ندخل في الأمر المختلَف فيه.
وعلى هذا الأساس لا أُفَضِّل التعبُّد بصلاة التّسابيحِ؛ لأنَّ في الصلوات الأخرى المتَّفق عليها، والتي تواتَر عن رسول الله التعبُّد بها ـ مَا يُغني عنها.
ولكني لا أؤثِّم مَن أدّاه اجتهادُه إلى جواز التوسُّل، أو جواز التعبّد بصلاة التَّسابيح ونحوها. ولا أُنكر عليه إلا من باب الإرشاد إلى الأرجح والأفضل؛ إذْ لا إنكار في المسائل الخلافيّة، كما هو معلوم.
وشيخ الإسلام ابن تيمية وإن أنكَر التوسُّل بالذات، لم يشتَدّ في نَكيرِه إلى حدِّ التكفير أو التأثيم، كما يفعل بعض مَن يدَّعون الانتساب إلى مدرستِه. وقد قال في "فتاويه" بعد أن ذكر الخلاف في المسألة: (ولم يقل أحدٌ: إنَّ مَن قال بالقول الأول فقد كَفَر. ولا وجهَ لتكْفيره، فإن هذه مسألة خَفِيّة ليسَتْ أدلّتُها جَلِيّة ظاهرة، والكفر إنما يكون بإنكار ما عُلِمَ من الدين بالضرورة، أو بإنكار الأحكام المُتواتِرة والمُجمَع عليها ونحو ذلك .. بل المُكَفّر بمثل هذه الأمور يستحقّ من تغليظ العُقوبة والتعزيز ما يستحقُّ أمثاله من المُفتَرِين على الدين، لا سيما مع قول النبي: (أيُّما رجلٍ قال لأخيهِ: يا كافِر فقد باءَ بِها أحدُهما) (مجموع فتاوى شيخ الإسلام 1/ 106، والحديث متفق عليه عن ابن عمر.)
يرى الكثيرون: أن الحديث يدلُّ على جواز التوسُّل في الدعاء بِجاه النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو غيره من الصالحين؛ إذ فيه أن النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ علَّم الأعمى أن يتوسَّل به في دعائه، وقد فعل الأعمى فعاد بصيرًا.
أما الشيخ الألباني فقال:
وأمّا نحن نرى أن هذا الحديث لا حُجّة لهم فيه على التوسُّل المختلَف فيه، وهو التوسُّل بالذات، لأن توسُّل الأعمى إنّما كان بدعائه.
والأدلّة على ما نقول من الحديث نفسِه كثيرة، وقد فصَّلها في كتابه (التوسُّل وأنواعه وأحكامه) فليُرجع إليه.
والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 01:48]ـ
هنيئاً لك الاستشهاد بكلام القرضاوي!!
(يُتْبَعُ)
(/)
والطامة الكبرى قوله: (ولأن موضوع التوسُّل فقهيٌّ لا عَقدي)!!
ثم قوله: (فالكثيرون أجازوا التوسُّل بالرّسول وبالصالحين من عِباد الله) .. على إطلاقه هكذا ملبساً ومموهاً على الناس.
فانظر إلى هذه المحاولات لتمييع المسألة وجعلها مما يقبل الخلاف .. بل والله ما قرره أهل العلم الربانيين الذين هم أعلم بمئات المرات من القرضاوي ومن على شاكلته أنها من مسائل الاعتقاد المهمة التي تستوجب الحذر الشديد في التعامل معها.
يعلم الله كنت عزمت التوقف عن الرجوع لهذا الموضوع؛ لكني وجدت الأخ قد كشَّرَ عن معتقده الذي كان يستحي من إبرازه صراحة من أول مشاركةٍ له في هذا الموضوع.
تدليسٌ واضحٌ في محاولة الخلط بين التوسل المشروع والتوسل المحرم .. وبإذن الله هذا أمرٌ لا يخفى على من صفت عقيدته، وحسن نهجه، وعذب معينه.
النقول الحقةُ كثيرةٌ .. وهي قريبةٌ سهلةٌ لمن أراد الوقوف عليها؛ ولولا الشغل عن نقلها وتسطيرها لشحنت الموضوع بعشرات النقول عن هؤلاء الأئمة والعلماء الربانيين، والذي من خلاله تعرف الحق حقاً.
وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ انظر:
- زيارة القبور لشيخ الإسلام.
- الرد على الأخنائي له.
- ابن القيم في شفاء العليل.
- ابن أبي العز في شرح الطحاوية.
- الإمام الحكمي في معارج القبول. وكلامه رحمه الله يكتب بماء الذهب فلينظر لزاما.
- فتاوى ورسائل الشيخين عبد العزيز بن باز؛ ومحمد بن عثيمين، وغيرهما من أئمة الدعوة.
الحذر الحذر إخوتي من أن يلبسَ عليكم بين التوسل المشروع والتوسل البدعي المحرم .. فهذا ما يريده غلاة القبور والأضرحة في محاولة نشر هذا الأمر بين الناس؛ ومن ثم محاولة التدليس عليهم والتلبيس في الخلط بين الحق والباطل وإلباسهما لباساً واحدا.
الخلاف لا ينكر .. هذه حقيقة؛ لكن هل هو خلافٌ معتبر وعليه دليلٌ وفهم سليم أم لا؟!
ثم هل هو كلام أكثر أهل العلم كما يزعم هؤلاء ويلبسونه؛ أم هو قولٌ لبعضهم خالف الصواب الصحيح في هذا؟!
نقول أهل العلم الثقات الذين هم نبراسٌ لمن أتى بعدهم مبثوثة مشهورة في أن النهي عن التوسل البدعي الغير مشروع = محرمٌ لا يجوز، وأنه خلاف الهدي النبوي وهدي السلف الصالح .. فلا يغرنكم المطبلةُ والمروجين لأمرٍ لم يسبقهم عليه سلفٌ صالح.
الحذر الحذر من الخلط بين المشروع والبدعي المنهي عنه .. الحذر الحذر؛ فكل كلامنا ومناقشتنا مع الأخ هداه الله حول الثاني الذي أراه قد كشّر مستميتاً لترويجه ونشره وصبغه بطابع الحلِّ وكثرة الفاعلين له وأن الدليل معه دون غيره من أقوال!!
ـ[جذيل]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 06:40]ـ
ان كان الاستشهاد بحديث الاعمى ففله مشروط بدعاء النبي له
وقد قال: (ادع الله ان يعافيني) ..
فقال ان شئت دعوت لك .. فقال: فادعه ..
فهل دعا النبي لمن يتوسل بجاهه .. !
ومع هذا فهو حديث أحاد .. لمن قال بالمنع من الاستشهاد بالاحاد في العقائد .. !
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 05:25]ـ
ماقاله الاخ المُتهِم
أقول له لنا موعد أمام العرض عليه
-شكرالك فقد بيّنت لنا عجزك
وكُشف أمرك فالإتهام هذا ماأنت (فالح) فيه
أما النقد العلمى الموزون فأنى لك
ورحم الله ابن تيمية إذ قال:
(وإنى من أعظم الناس نهيا أن ينسب لمعين تبديع أو تفسيق ... )
ولكن هذه الدرر لايعلمها من لم يشم رائحة العلم
وكل إناء بما فيه ينضح
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 05:27]ـ
ومع هذا فهو حديث أحاد .. لمن قال بالمنع من الاستشهاد بالاحاد في العقائد .. ! [/ quote]
أما نحن فمنهجنا منهج جمهور أهل العلم
وهو الإستشهاد بالأحاد فى العقائد
وهو مانراه راجحا.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 05:42]ـ
وهذا العلامة الألوسي فى نص اخر له يثبت جواز التوسل بالنبي فيقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الآلوسي: أنا لا أرى بأساً في التوسل الى الله تعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى حياً وميتاً، ويراد بالجاه معنى يرجع الى صفة من صفاته تعالى مثل أن يراد به المحبة التامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته، فيكون معنى قول القائل: إلَهي أتوسل اليك بجاه نبيك صلى الله تعالى عليه وسلم أن تقضي لي حاجتي، الَهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي, ولا فرق بين هذا وقولك: الَهي أتوسل اليك برحمتك أن تفعل كذا، إذ معناه أيضاً الَهي اجعل رحمتك وسيلة في فعل كذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
من جلاء العينين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 06:11]ـ
وما زال يستشهد بنوعين قد حذرناه من الاستشهاد بأقوال أصحابهما:
- حذرناه من المتغالين برسول الله صلى الله عليه وسلم .. فما برح يستشهد بهم!
- حذرناه من المتغالين بالقبور وأصحابها .. فما برح يستشهد بهم!
- طلبنا منه ثلاثةً من العلماء الربانيين صحيحي الاعتقاد أصفياء المشرب والمنهج .. فما برح يستشهد بفلان وعلان من المتأخرين المتشبعين!
- طلبنا منه أن يبين لنا هل هذا الحديث كان ورسول الله حياً أم ميتاً؟ فحاد عن جوابنا حتى لا يصرف الدليل عن رأييه ومعتقده الذي يراه.
وأنا أتحداه أن يثبت نصاً قديماً غير هذا حصل فيه توسل برسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أحدٍ من الناس .. أو أنه كان ميتاً عليه الصلاة والسلام.
- طلبنا منه الرجوع لكلام أهل العلم الثقات الأصفياء الذين بينوا الأمر وفق المنهج السليم ووفق الهدي النبوي .. فما برح يحلق خارج السرب بنقولاتٍ ما تؤيد إلا مذهبه ومعتقده.
قال عنا:
ماقاله الاخ المُتهِم
أقول له لنا موعد أمام العرض عليه
-شكرالك فقد بيّنت لنا عجزك
وكُشف أمرك فالإتهام هذا ماأنت (فالح) فيه
أما النقد العلمى الموزون فأنى لك
ورحم الله ابن تيمية إذ قال:
(وإنى من أعظم الناس نهيا أن ينسب لمعين تبديع أو تفسيق ... )
ولكن هذه الدرر لايعلمها من لم يشم رائحة العلم
وكل إناء بما فيه ينضح
فنقول: جزاك الله خيرا؛ ولكن لتعلم قوله تعالى: {وما ربك بظلام للعبيد}.
وقال لغيرنا:
أما نحن فمنهجنا منهج جمهور أهل العلم
وأقول: وهلا أخذت بقول الجمهور؛ والذي حكى بعضهم الإجماع عليه؛ في عدم جواز التوسل برسول الله ميتاً؛ وجواز ذلك حياً بشروطه!!
سبحان الله أم هو التلون الموافق للهوى.
كلف نفسك التصحيح بارك الله فيك .. واطلب الحق من مصادره ومعينه الأصليين .. ودع عنك أقوالاً أهلها قد شربوا كدرا وخالطوا زمناً أغبرا؛ وإن كان إمام أو شيخٌ أو عالم؛ فالعبرة ليست بالرجال إنما بالحق الصحيح الواضح الخارج من الرجال.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 06:17]ـ
وجاء فى الموسوعة الفقهية الكويتية
ج14,ص154
كلاما نفيسا ونقلاً لعلماء كبار جوّزوا فيه التوسل بالنبي
كاالعز بن عبد السلام وغيرهمد - التَّوَسُّل بِالنَّبِيِّ بَعْدَ وَفَاتِهِ:
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَشْرُوعِيَّةِ التَّوَسُّل بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ وَفَاتِهِ كَقَوْل الْقَائِل:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك بِنَبِيِّك أَوْ بِجَاهِ نَبِيَّك أَوْ بِحَقِّ نَبِيَّك، عَلَى أَقْوَالٍ:
الْقَوْل الأَْوَّل:
11 - ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ (الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَمُتَأَخِّرُو الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَ
الْحَنَابِلَةِ) إِلَى جَوَازِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوَسُّل سَوَاءٌ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ
بَعْدَ وَفَاتِهِ (2).
ال الْقَسْطَلاَّنِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ مَالِكًا لَمَّا سَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْعَبَّاسِيُّ - ثَانِي خُلَفَاء
بَنِي الْعَبَّاسِ - يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَأَسْتَقْبِل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدْعُو أَمْ أَسْتَقْبِل
الْقِبْلَةَ وَأَدْعُو؟
فَقَال لَهُ مَالِكٌ: وَلِمَ تَصْرِفْ وَجْهَك عَنْهُ وَهُوَ وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى اللَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَزَّ وَجَل يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ بَل اسْتَقْبِلْهُ وَاسْتَشْفِعْ بِهِ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ.
وَقَدْ رَوَى هَذِهِ الْقِصَّةَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ فِهْرٍ فِي كِتَابِهِ " فَضَائِل مَالِكٍ " بِإِسْنَادٍ لاَ بَأْسَ بِهِ
وَأَخْرَجَهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الشِّفَاءِ مِنْ طَرِيقِهِ عَنْ شُيُوخٍ عِدَّةٍ مِنْ ثِقَاتِ مَشَايِخِهِ (1).
وَقَال النَّوَوِيُّ فِي بَيَانِ آدَابِ زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ يَرْجِعُ الزَّائِرُ إِلَى
مَوْقِفٍ قُبَالَةَ وَجْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَوَسَّل بِهِ وَيَسْتَشْفِعُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ، وَمِنْ
أَحْسَنِ مَا يَقُول (الزَّائِرُ) مَا حَكَاهُ الْمَاوَرْدِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَسَائِرُ أَصْحَابِنَا عَنِ
الْعُتْبِيِّ مُسْتَحْسِنِينَ لَهُ قَال: كُنْت جَالِسًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ
فَقَال: السَّلاَمُ عَلَيْك يَا رَسُول اللَّهِ. سَمِعْتُ اللَّهَ تَعَالَى يَقُول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوك فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُول لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (1)} وَقَدْ جِئْتُك
مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذَنْبِي مُسْتَشْفِعًا بِك إِلَى رَبِّي. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُول:
يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ بِالْقَاعِ أَعْظُمُهُ
وَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالأَْكَمُ
نَفْسِي الْفِدَاءُ لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ
فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرْمُ.
وَقَال الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ: يَنْبَغِي كَوْنُ هَذَا مَقْصُورًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأِ
َنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَنْ لاَ يُقْسَمَ عَلَى اللَّهِ بِغَيْرِهِ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ وَالْمَلاَئِكَةِ الأَْوْلِيَاءِ؛ لأَِنَّهُمْ
لَيْسُوا فِي دَرَجَتِهِ، وَأَنْ يَكُونَ مِمَّا خُصَّ بِهِ تَنْبِيهًا عَلَى عُلُوِّ رُتْبَتِهِ.
مَا تَقَدَّمَ أَقْوَال الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ.
وَأَمَّا الْحَنَابِلَةُ فَقَدْ قَال ابْنُ قُدَامَةَ فِي الْمُغْنِي بَعْدَ أَنْ نَقَل قِصَّةَ الْعُتْبِيِّ مَعَ الأَْعْرَابِيِّ:
وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ دَخَل الْمَسْجِدَ أَنْ يُقَدِّمَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى. . .
إِلَى أَنْ قَال: ثُمَّ تَأْتِيَ الْقَبْرَ فَتَقُول. . . وَقَدْتَيْتُك مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذُنُوبِي مُسْتَشْفِعًا بِك إِلَى رَبِّي
. . . ".
وَمِثْلُهُ فِي الشَّرْحِ الْكَبِيرِ
وَأَمَّا الْحَنَفِيَّةُ فَقَدْ صَرَّحَ مُتَأَخِّرُوهُمْ أَيْضًا بِجَوَازِ التَّوَسُّل بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَال
الْكَمَال بْنُ الْهُمَامِ فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ: ثُمَّ يَقُول فِي مَوْقِفِهِ: السَّلاَمُ عَلَيْك يَا رَسُول اللَّهِ. . .
وَيَسْأَل اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ مُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ بِحَضْرَةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
وَقَدِ اسْتَدَلُّوا لِمَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ بِمَا يَأْتِي
أ - قَوْله تَعَالَى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ.
ب - حَدِيثُ الأَْعْمَى الْمُتَقَدِّمِ وَفِيهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ
.
فَقَدْ تَوَجَّهَ الأَْعْمَى فِي دُعَائِهِ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَيْ بِذَاتِهِ.
ج - قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ: اغْفِرْ لأُِمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ
وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّك وَالأَْنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّك أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت الأسد: أخرجه الطبراني في الكبير
والأوسط كما في مجمع الزوائد للهيثمي (9/ 257 - ط القدسي)، وقال: فيه روح بن
صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح ..
(يُتْبَعُ)
(/)
__________
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 06:34]ـ
كاالعز بن عبد السلام وغيرهمد - التَّوَسُّل بِالنَّبِيِّ بَعْدَ وَفَاتِهِفي ذاك الوقت لم ينقل إلا عنه .. وقد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتبه ورد عليه وبين الحق في المسألة .. وكتبه بين يديك فارجع لها إلزاما.
- ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ (الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَمُتَأَخِّرُو الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَ
الْحَنَابِلَةِ) إِلَى جَوَازِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوَسُّل سَوَاءٌ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ
بَعْدَ وَفَاتِهِ (2).قلنا هذه دعوى عريضةٌ .. وكلام يحتاج إلى تحرير هو خلاف ما نقله الأئمة الأثبات الأصح والأدق من نقل موسوعة الكويت أو غيرها .. وهذه الكتب منتشرة لمن أراد الوقوف على قول الجمهور الأصلي الحقيقي.
وما هذا إلا مجرد تمييع للمسألة ومحاولة ترويج لها لا يقبل ولا يسلم لمن حاول ترويجه .. ويعلم الله وحده أن يجعل هذا القول _ وهو التوسل برسول الله ميتاً؛ أو حياً بلا شروط _ قول الجمهور هو الحيدة بعينها؛ والظلم بعينه، والاعتداء على ما قرره أهل العلم المعتبرين في كتبهم ونقل عن السلف الصالح رحم الله الجميع.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ مَالِكًا لَمَّا سَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْعَبَّاسِيُّ - ثَانِي خُلَفَاء
بَنِي الْعَبَّاسِ - يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَأَسْتَقْبِل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدْعُو أَمْ أَسْتَقْبِل
الْقِبْلَةَ وَأَدْعُو؟
بل والله لا تثبت عنه وليس لها سند صحيح .. وأنا كفيل بك أن تحضر سنداً لها ويكون صالحاً حتى .. وأنتظرك، ولا يهمني من حسن القول ترويجاً له .. فقط أحضر لي سند القصة وأنا كفيلٌ لك.
- وما نقله عن متأخري الفقهاء قد بين أهل العلم خطأهم فيه .. فلم يتركوا قولهم هذا سبهلالا، وكتبهم مليئة بالرد والتوضيح لمثل هذه الشطحات .. فليس هناك أحدٌ معصوم.
أ - قَوْله تَعَالَى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ.
ب - حَدِيثُ الأَْعْمَى الْمُتَقَدِّمِ وَفِيهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ
.
فَقَدْ تَوَجَّهَ الأَْعْمَى فِي دُعَائِهِ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَيْ بِذَاتِهِ.
ج - قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ: اغْفِرْ لأُِمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ
وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّك وَالأَْنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّك أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَسبحان الله!! بالله عليك وعلى من جعل مثل هذه النصوص أدلة لترويج التوسل برسول الله ميتاً .. أين وجدتم على قولكم فيها دليلا؟!
كيف تفهم تفسير الآية؟! وهل هذا هو تفسير السلف الصالح لها؟!
هل كان رسول الله ميتاً لما أن سئل الدعاء صلى الله عليه وسلم؟!
هل كان في شيء لا يقدر عليه إلا الله؟!
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 06:48]ـ
العز بن عبدالسلام قيدها في امرين:
اولا صحة الحديث
الثاني في النبي خاصة
ـ[تيم الله]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 09:13]ـ
وثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه خرج بالعباس بن عبد المطلب عام الرمادة، بمحضر من السابقين الأولين، يستسقون، فقال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، فاسقنا، ثم قال: ارفع يديك يا عباس، فرفع يديه يسأل الله تعالى.
السلام عليكم
يا إخوة ما من داع للحدة والتشنج، وليبين كلّ ما عنده بموضوعية، بدون شخصنات وتجريح واتهامات، لأنّ هذا الأسلوب الحاد من شأنه أن يثير مشاعر الذي تحاور، فيستغل الشيطان الذي يجري من الواحد منا مجرى الدم الفرصة، لينفث سموم العند والاستكبار في قلبه، فيتعطل الإدراك العقلاني السليم بسبب الإثارة العاطفية للنفس الأمارة بالسوء التي تدفع صاحبها للانتصار لها لا للحق، فأعينوا بعضكم البعض على أنفسكم والشيطان ولا تكونوا عوناً لأنفسكم وللشيطان على بعضكم البعض، بارك الله فيكم.
وعند الاختلاف إخوتي فالعودة تكون دوماً للأصل، دعكم من أقوال العلماء جميعاً رحمهم الله تعالى وغفر لهم:
(وإياكم ومحدثات الأمور، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ).
(فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة).
الأخ الكريم حارث البديع
(1)
ماذا يقصد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما اقتبسته أعلاه بقول "بنبينا" ومن ثمّ "بعمّ نبينا"؟
(2)
برأيك أخي لماذا لم يقم عمر رضي الله عنه وهو من هو في العلم والامتثال بالهدي النبوي بالتوسل إلى الله تعالى بالنبي عليه الصلاة والسلام؟
(3) هل عندك خبر بأنّ أبا بكر, عمر, عثمان أو عليّ رضوان الله عليهم توسلوا إلى الله تعالى برسوله عليه الصلاة والسلام بعد موته؟
بارك الله فيك، وفيكم جميعاً، وهدانا جميعاً إلى الصراط المستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 12:28]ـ
لا يوجد نص ثابت في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثبت فيها التوسل بـ "الذات" ولا بـ "الجاه" ولا في فعل أحد من الصحابة - رضوان الله عليهم.
وأما حديث الضرير ...
عند الترمذي:
عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني قال: "إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك". قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في".
وعند ابن ماجة:
عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني فقال: "إن شئت أخرت لك وهو خير، وإن شئت دعوت" فقال: ادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة، يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في".
والبيان:
قوله: (أتوجه إليك بنبيك محمد) ليس فيه دلالة قطعية للمجيزين كما قد يُتَوهم، بسبب حذف المضاف، وكما هو معلوم في لغة العرب كقوله تعالي (واسأل القرية التي كنا فبها) الآية؛ أي: أهل القرية.
والباء هاهنا (بـ نبيك):
فالباء هاهنا للتعدية وليست للقسم ولا السببية.
فالخلاف على تقدير المحذوف، فليعلم.
فالمخالف يقول:
أتوجه إليك بـ (ذات) نبيك - أتوجه إليك بـ (جاه) نبيك
ونقول:
أتوجه إليك بـ (دعاء) نبيك - أتوجه إليك بـ (شفاعة) نبيك
فأي الفريقين؟
يتضح هذا من دلالة الأحاديث الواردة في الباب.
فالترجيح لأحد التقديرين يحتاج إلى دليل يدل عليه.
فالمخالف:
ليس عنده دليل للتقدير بـ (جاه) ولا بـ (ذات) نبيك، بل وليس في القرآن ولا في السنة ولا في فعل الصحابة دليل على التوسل بالذات ولا بالجاه.
وأما أدلتنا:
/// قول عمر في حديث الاستسقاء: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك) والاستسقاء معلوم أنه يحتاج فيه إلى دعاء وتأمين، فعلم أنه الدعاء.
/// قول الضرير: (ادع الله لي أن يعافيني) فعلم أنه الدعاء.
/// قول الضرير: (ادعه) فعلم أنه الدعاء.
/// قول الضرير: (فشفعه في) فعلم أنها الشفاعة.
/// جاه النبي لا ينقطع بموته، ولكن عدل الصحابة عن التوسل برسول الله (ص) بالعباس ولم يتوسل أحدهم بالجاه أو بالذات. فعلم خطأ من قال أنه الجاه أو الذات.
/// عدول الصحابة عن التوسل برسول الله (ص) باليزيد بن الأسود ولم يتوسل أحدهم بالجاه أو بالذات. فعلم خطأ من قال أنه الجاه أو الذات.
/// قول الضرير: (اللهم فشفعه في) فلا يعقل أن الضرير كان يتوسل لرسول الله عند ربه ليقبل شفاعته، فمن يتوسل لمن؟ فعلم أنه كان دعاء النبي.
/// قول الضرير: (اللهم فشفعه في) إن قال المجيز أنه قصد الذات، لعطل الشفاعة لانقضاء الحاجة بالتوسل بذات النبي عند ربه، ولا يعقل أن يخيره رسول الله (ص) بين الدعاء والصبر ... وحين يُصِّر الضرير على الدعاء فلا يجيبه. فعلم أن دعاء النبي وشفاعة النبي ما قد نفعه.
/// قول الضرير: (إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى) وقوله: (يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي) وتبعه بقوله: (اللهم فشفعه في) فعلم أنه دعاء للتشفع، والتشفع تباعًا لدعاء النبي له، فالشفاعة: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره؛ وشفع إليه: في معنى طلب إليه؛ والشافع الطالب لغيره، يتشفع به إلى المطلوب. كما ذكره ابن الأثير عن المبرد وثعلب في لسان العرب.
/// قول الضرير: (إني توجهت بك) وفي الرواية الأخرى (يا محمد إني قد توجهت بك) فيظهر أن الكلام موجه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - على طريق الالتفات.
والتوجه يخصه بسبب (في حاجتي هذه لتقضى) والتوجه يخصه بمطلوبه (فشفعه في).
فيكون (توجهت بك) أي: (استشفعت بك).
/// قول الضرير (بِكَ) فهي باء الاستعانة ويُظهرها ويجليها قوله: (فشفعه في). أي: استعنت بدعاءك وشفاعتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// استخدام الضرير صيغة المجهول في قوله (إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى) ثم استخدم طريق الالتفات مرة أخرى في قوله: (اللهم فشفعه في) فوجود الالتفات في الخطاب ذاته مرتين إنما يدل على أن الضرير قد توجه إلى ربه بالدعاء ثم التفت للنبي طالبا الشفاعة منه ثم إلى ربه - عز وجل - في أن يتقبل تشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - له.
/// إجماع الصحابة إجماعًا سكوتيا على العدول بالتوسل بالنبي بعد وفاته بغيره، وإجماعهم أيضًا على الجواز بالتوسل بمن يُظن قبول دعوته، وكليهما لا يمكن أن يكون إلا لضرورة وعلة، وهي الدعاء.
إذ جاه النبي لا ينقطع بموته، على خلاف الدعاء.
/// الإجماع الإقراري على فعل عمر ومعاوية من الصحابة بالعدول، فلا يعقل أن يكون التوسل بذات النبي ثم يبتغى غيره، ويتوسل بمن هو أقل منه سيد ولد ابن آدم وأعظمهم جاهًا.
فإن كان التوسل بالدعاء، فأصبح لا محالة التوسل بمن هو دونه وأقربهم إلى استجابة الدعاء.
وهذا هو (الظاهر) و (ما قامت عليه الدلائل) من الأحاديث.
والحديث برمته لا يخلو من مقال مطول في صحته لاختلاف الحديث حول أبي جعفر، فذهب جماعة من أهل العلم أنه غير الخطمي كما صرح بهذا الترمذي ووافقه ابن حجر في التقريب.
ورجح أنه أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي التميمي، والقول فيه: أنه صدوق سيء الحفظ.
وقال جماعة أنه الخطمي.
والخطمي هو أبي جعفر عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب الأنصاري المدني ثم البصري وثقه ابن معين والنسائي، من رجال أصحاب السنن الأربعة، وليس من رجال الصحيحين.
والقائلون بهذا: الطبراني وابن خثيمة والحاكم، وإلى هذا القول ذهب شيخ الإسلام.
فاختلف في أنه الخطمي أو غير الخطمي، الترمذي من المخضرمين في هذه الصناعة وقد تابع بأنه غير الخطمي، وعلى هذا فهو عيسى بن ماهان، وقد سبق بأنه سيء الحفظ. وتفرد دون متابعات ولا شواهد.
وإن كان الخطمي فهو صحيح.
فمن ذهب أنه الخطمي فقد صحيح حديثه، وإن كان غير الخطمي فلا يرى صحة الحديث.
إلا أن فيه زيادات من طرق قد ضعفها أهل العلم القائلين بصحة الحديث على فرض أنه هو الخطمي.
وأما القائلين بضعف الحديث فيرون أن هذه الزيادات علل قادحة زيادة على ما تقدم بشأن أبي جعفر.
وجميع ما سبق من ردود على فرض صحة الحديث، وإن هو في ذاته لا يخلو من مقال.
وجزم الإمام الترمذي بأنه ليس بالخطمي مع ابهامه ليس اعتباطًا، وبه أقول.
هذا اقتباس من مشاركات سابقة لي، ناقشت فيها هذه المسألة مع أخوة فضلاء، وأرى أن مادتها العلمية كافية.
فإن وُجد أي إشكال آخر، أو شبهة لم يُتعرض لها أو تحتاج لمزيد بيان .. فلا تترد في وضعها.
والله الموفق.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 10:54]ـ
جزاك الله خيرا ياتيم الله شكرا للنصيحة
أما عن أسئلة الاخوة فهاهى مااستطعتُ عليه
والجواب هنا من جهتين عن معنى لفظ أتوسل بنبيك الوارد فى الحديث:
الأولى: أن الثابت في الحديث هو لفظ النوع الثاني، وهو لا يحتمل النوع الأول، فالتماس الأدلة على معنى لا يحتمله اللفظ ليس له فائدة.
والثانية: هي أن الذين يجيزون التوسل بذاته لا يحتاجون إلى تقدير مضاف؛ لأن لفظ ”نبيك“ يدل على الذات بنفسه صراحة، دون حاجة إلى تقدير، ولا داعي لدليل يقويه، بينما التقدير الأول فيه زيادة على النص، والنص لا يحتملها فهو تأويل مجرد فيسقط.
(3) زعموا أن قوله في الحديث ”اللهم فشفعه في“ يوجب حمله على النوع الأول؛ لأن الشفاعة لا تجيء إلا بمعنى
”طلب المرء من المسؤول حاجة لآخر“.
والجواب عن هذا الإشكال من ثلاث جهات:
أولاها: أن اللفظ صريح في النوع الثاني لا يحتمل المعنى الأول، فهذا الاستدلال ليس له فائدة.
ثانيتها: أن معاجم اللغة ذكرت استعمال الشفاعة بما يشمل السؤال به أيضاً، ففي المصباح المنير: ”الشفاعة هي الطلب بوسيلة أو ذمام“ والذمام: الحق، فقولك: ”أسألك بحق فلان“ يسمى شفاعة ـ بناء على تعريف الشفاعة في المصباح المنير ـ.
ثالثتها: لو سلمنا بأنه دعا له، فلا يصح هذا التأويل، الذي لا يحتمله اللفظ، بل يجب تفسير ذلك حينئذٍٍ بأنه دعا له، وعلمه التوسل بذاته ومكانته ـ زيادة على ما طلبه ـ كما علمه أن يتوضأ ويصلي ركعتين، زيادة على الدعاء ليكون توسلاً بالعمل الصالح مع سؤال الله بنبيه صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 03:07]ـ
أما عن أسئلة الاخوة فهاهى مااستطعتُ عليه
عزيزي .. فضلاً منك اقرأ المشاركة السابقة.
وإن وجدت أي اشكال، فأوضح عنه بكلام مفهوم.
فانظر:
أن الثابت في الحديث هو لفظ النوع الثاني، وهو لا يحتمل النوع الأول
نوع ماذا؟ وما هي الأنواع التي تتحدث عنها؟
أرجو الافصاح حتى تجد ما يثلج صدرك في الرد القادم -إن شاء الله-.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 01:43]ـ
اخي الفاضل قصدتُ بالنوع الثانى والأول تبيين المقصود فى حديث الضرير
حيثُ لى وجهة نظر أخرى غير ماتفضلتم وهذا تفصيل ماذكرتُ,
: النوع الأول: يكون بدعائه صلى الله عليه وسلم، أي بطلب الدعاء منه،
. والثاني: يكون بسؤال الله به، كقول الداعي: ”اللهم إني أسألك بنبيك محمد“
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 04:19]ـ
الأخ / حارث البديع
بارك الله فيك.
أستسمحك في الرد على المصدر الذي نقلتَ منه كلامك السابق، فالكلام فيه أكثر وضوحًا وإن لبسّ فيه الحقائق، إذ لم يصيبه البتر كالذي قمت به جراء نقلك السابق.
وإن كنت لألوم عليك لما نسبتَه لنفسك معبرًا بأن هذا الكلام وجهة نظر "لك"، وما هي بوجهتك، وإلا فالأمر لا يعدو إلا أن يكون تقليدًا مذمومًا لبعض من ادعى العلم، وقال في دين الله ما ليس له به علم، فلمس منك هوى في نفسك لعل إن اتبعته لا يكون عليك إثم.
ولكنك جادلت به، وصددت عنه، فلزمك أن تعلم الدليل ولا يسعك الاعراض عنه.
والله المستعان .. وعليه التكلان.
قال المخالف:
بعض أدلة التوسل:
فقد ثبت ذلك عن النبي % في حديث الضرير، (عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضريراً أتى النبي % فقال: ادع الله أن يعافيني، فقال: إن شئت أخرت ذلك وهو خير، وإن شئت دعوت، قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء فيقول: “اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي، اللهم شفعه في، وشفعني فيه” قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه) () وفي رواية قال عثمان: (فو الله ما تفرقنا، ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر قط) ().
فزعم الذين يحرمون التوسل أن هذا الحديث فيه التوسل بدعاء النبي %، لا بذاته ولا بجاهه
والرد على ذلك:
أثبت المخالف لفظة {وشفعني فيه} أي: شفعني في النبي –صلى الله عليه وسلم-، فإن كان الرجل له ذاتًا تبلغ درجة التشفع للنبي –صلى الله عليه وسلم-، كأن يكون للنبي حاجة ما ويشفع للنبي عند ربه، فإن كان .. لكان من باب أولى أن يتشفع لنفسه دون سؤال النبي –صلى الله عليه وسلم-.
وإن ادعى المخالف أن شفاعته غير شفاعة النبي، للزم المخالف إثبات ذلك، وأنَّا له.
فالعطف إنما يدل على أن معنى قوله: {وشفعني فيه} أي: في دعائه وسؤاله الله لي.
فمتى أثبت ذلك المخالف، فقد أتى على بنيانه من القواعد، وأثبت أن الشفاعة هنا هي الدعاء.
وسميت بالشفاعة في هذا الموضع .. لوجود الشافع والمشفع له، وإلا لكان محض دعاء فقط.
وبهذا علم أن التوسل هاهنا ليس بالذات كما يدعي المخالف.
وإن كان بالجاه .. كما ادعى المخالف ..
لما عدل الصحابة –رضوان الله عليهم- من التوسل بجاه النبي إلى التوسل بالعباس ويزيد بن الأسود.
وإلا للزم المخالف إثبات جاه أعظم للعباس ويزيد بن الأسود أعظم من جاه النبي، وهذا لا يقول به المخالف.
فإن كان الثابت عندنا معاشر أهل السنة وعندكم أيضًا أيها الصوفية أن جاه النبي أعظم من جاه غيره، وعدل الصحابة عن التوسل بالنبي بعد موته، علم اضطرارًا أن التوسل لم يكن بالجاه.
ثم قال المخالف:
واعتمدوا على وجوه من الاستدلال:
(1) زعموا أن التوسل نوعان: نوع يكون بدعائه %، وهو مشروع في حياته فقط، ونوع يكون بسؤال الله به، كقول الداعي: “اللهم إني أسألك بنبيك محمد” وهذا غير مشروع، بل هو بدعة ضلالة، وحديث الضرير دلت الأدلة ـ بزعمهم ـ على أنه من النوع الأول لا الثاني.
والجواب على ذلك: أن الموجود في الحديث ليس لفظ التوسل الذي ينقسم إلى نوعين، بل الموجود هو لفظ السؤال به، وهو من النوع الثاني نفسه، فلا ينقسم هذا الانقسام، ولا يحتمل أن يكون من النوع الأول أصلاً، فالتماس الأدلة على معنى لا يحتمله اللفظ شبيه بما لو أولنا قوله %: “صل ركعتين” بأنه دعا له.
والرد على ذلك:
أخطأ المخالف في قول أهل السنة والجماعة.
فقول أهل السنة والجماعة في التوسل:
1 - توسل مشروع (دلت عليه الأدلة من القرآن والسنة).
2 - توسل غير مشروع (لا دليل عليه).
أولاً: التوسل المشروع:
1 - التوسل بأسماء الله وصفاته.
2 - التوسل بالأعمال الصالحة "شريطة أن تكون هذه الأعمال أعمال قام بها الداعي، لا غيره".
3 - التوسل إلى الله بدعاء النبي، أو من يلتمس فيه الصلاح واستجابة الدعاء.
ثانيًا: التوسل الغير مشروع:
وهو أي توسل لم يقم عليه دليل من القرآن والسنة.
ملحوظة:
فيما يظهر أن المخالف يتوهم أن الذي نفع الضرير هو الدعاء الذي علمه النبي إياه، وأما دعاء النبي فتحصيل حاصل، وهذا ضرب من اللبس والظن الفاسد.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي ينكره أهل السنة والجماعة على الصوفية ومن نحا نحوهم، هو الابتداع. كأن يقول الصوفي بأن هذا الحديث يجوز التوسل إلى الله بذات النبي أو جاهه.
ومما قاله المخالف: (أن الموجود في الحديث ليس لفظ التوسل الذي ينقسم إلى نوعين، بل الموجود هو لفظ السؤال به، وهو من النوع الثاني نفسه، فلا ينقسم هذا الانقسام، ولا يحتمل أن يكون من النوع الأول أصلاً)
والرد على ذلك:
الوارد في لفظ الحديث {اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة}
ومعضلة المخالف في (بـ "نبيك") فيحاول أن يجعلها (بـ"ذات") نبيك أو (بـ"جاه") نبيك.
فعجبا له، ينكر التقدير الذي قامت به الأدلة، ويحاول إثبات ما لا يقوم به دليل واحد .. !
وللحديث سياق يمكن الرجوع إليه لبيان مراده:
1 - قول الضرير: {ادع الله أن يعافيني}
2 - تخيير النبي له في الدعاء، بقوله: {إن شئت أخرت ذلك وهو خير، وإن شئت دعوت}.
3 - اصرار الضرير على الدعاء، بقوله: {فادعه}
4 - دعاء الضرير .. الدعاء الذي علمه إياه النبي –صلى الله عليه وسلم-: {اللهم شفعه في، وشفعني فيه}
إن كان الدعاء بذات النبي لانقضت الحاجة، وما كان هناك وجه لقوله: {اللهم شفعه في}.
قال المخالف:
(2) وزعموا أن من أجاز هذا التوسل ومن منعه يتفقان على تقدير مضاف إما “بدعاء نبيك” كما يقوله المانعون وإما “بذات نبيك أو بجاه نبيك” كما يقوله المجيزون، وطلبه الدعاء من النبي % ووعد النبي % له به يدلان على أنه “بدعائه” أي على التقدير الأول، فيكون هذا التوسل الذي علمه إياه من النوع الأول الممنوع.
والجواب هنا من جهتين: الأولى: أن الثابت في الحديث هو لفظ النوع الثاني، وهو لا يحتمل النوع الأول، فالتماس الأدلة على معنى لا يحتمله اللفظ ليس له فائدة.
والثانية: هي أن الذين يجيزون التوسل بذاته لا يحتاجون إلى تقدير مضاف؛ لأن لفظ “نبيك” يدل على الذات بنفسه صراحة، دون حاجة إلى تقدير، ولا داعي لدليل يقويه، بينما التقدير الأول تأويل مجرد فيسقط.
ملحوظة:
وهنا الجزء المقتطع المبتور الذي نقله الأخ صاحب الموضوع.
والرد على ذلك:
لأن المقام فيه تضمين لقوله: {اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة}، فيظهر جليًا أن الباء هاهنا للتعدية.
وفيما قاله المخالف: (والثانية: هي أن الذين يجيزون التوسل بذاته لا يحتاجون إلى تقدير مضاف؛ لأن لفظ “نبيك” يدل على الذات بنفسه صراحة، دون حاجة إلى تقدير)
فأنكر وجود التقدير، ثم أثبته .. ؟! لعل هذه من أعور غرائبه.
فإن أراد إقحام (ذاته) كما قال في هذا الموضع، و (جاهه) كما قاله في غير ذلك الموضع، فقد أتى بالتقدير، ولا يسعه إلا أن يأتي بتقدير حتى يثبت ما يريد إثباته، ألا وهو "ذات" أو "جاه" النبي، وإلا لما كان هناك حاجة لهذه المباحثة أصلا.
وفي المشاركة السابقة بيان الحجة، وفي هذه المشاركة رد على بعض الادعاءات التي أتى بها المخالف .. وإن كان عوارها لا يحتاج إلى إشارة .. ولا يخفى على لبيب ولا بليد.
والله الموفق.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 08:25]ـ
كنت أعتقد أن اعتياد النقاش في المجالس العلمية، والمنتديات المفتوحة سيخلصنا من بعض العقد والأمراض النفسية
والظاهر:
أن بعض المواضيع، أو المسائل العلمية مازال يصعب حتى التلميح لها، فصار الواحد يهاب الكلام حتى لا ترتفع الأصوات من حوله.
..........................
الإخوة الكرام/ جزاكم الله خيرا، صاحب الموضوع، أظن أنه قرأ المسألة ورأى بعض النقولات أشكلت عليه، فأراد أن يستفسر كي يستفيد
يقول منذ البداية لا تبتعدوا
ويأبى بعض الإخوة إلا صراعا
ليست طريقة للمناقشة أن تمل على الآخر ما تعتقده، فإن لم يوافقك شتمت، أو ملأت المشاركة بالتعريض
والأخ/ حارث البديع تعب من قوله: من من العلماء قال؟
من أجل ذلك فسأعفيه هذه المرة من تكرارها، وأقولها نيابة عنه
من من العلماء قال هذا القول قبل الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟
وأرجو من الإخوة ألا لا يعتقدوا فينا سوءا، أو يقولوا لنا: من من الصحابة فعل؟
أو هل ثبتت عن السلف الصالح.
ـ[جذيل]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 10:58]ـ
ملحوظة:
فيما يظهر أن المخالف يتوهم أن الذي نفع الضرير هو الدعاء الذي علمه النبي إياه، وأما دعاء النبي فتحصيل حاصل، وهذا ضرب من اللبس والظن الفاسد.
كلام مهم .. كيف فات القائلين بجواز التوسل بالجاه .. !!
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 01:21]ـ
......
حياك الله يا أبا سعيد.
العبادة توقيفية على النص، وهذا محل إتفاق.
لذا قبل البحث عن الأقوال، لابد من البحث عن دليل مشروعية على هذا الأمر التعبدي.
فإن وُجد دليل مشروعية وجب إثبات أن هذا الأمر عبادة لله، وإلا فلا.
فالعبرة ليست بالأقوال، وإنما بالدليل.
وتمت مناقشة الأدلة (الأصول التي يبنى عليها الحكم) وأما الأقوال فإنما هي للاستئناس.
فإن كان الأمر ظاهر واضح جليّ لا يخفى على من درس العلم الشرعي، فكثرة البحث وراء الأقوال من باب الزيادة الغير ضرورية وكثرة الاستئناس.
وإلا فلا حاجة إلى ذلك لوضوح الأدلة.
وهناك مؤلفات حول هذه المسألة تحديدا يمكن الرجوع إليها وقراءة كلام المصنف والمحقق للاستزادة.
وفي المشاركات السابقة الكفاية والغنية. فلعلك لم تقرأ ما كتبه الإخوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 01:59]ـ
كنت أعتقد أن اعتياد النقاش في المجالس العلمية، والمنتديات المفتوحة سيخلصنا من بعض العقد والأمراض النفسية
أي عقد تقصد؟!
ثم ما هي الأمراض النفسية التي تريد التخلص منها؟!
والظاهر:
أن بعض المواضيع، أو المسائل العلمية مازال يصعب حتى التلميح لها، فصار الواحد يهاب الكلام حتى لا ترتفع الأصوات من حوله.
أنت في منبر حرٍ تحت راية السلف الصالح؛ وليست عادة أهله اللغط بأصواتٍ ناشزة، أو بجعجعات صارخة، كما ليسوا من الوحوش المرعبة التي يخاف الداخل عليهم على نفسه!
صاحب الموضوع، أظن أنه قرأ المسألة ورأى بعض النقولات أشكلت عليه، فأراد أن يستفسر كي يستفيد
يقول منذ البداية لا تبتعدوا
لم نبتعد، وكل ما سطر في هذا الموضوع لكي نفيده ونحل إشكاله بالحق .. فهل وجدت غير هذا؟! أم هي الطيور التي على أشكالها تقع!!
ويأبى بعض الإخوة إلا صراعا
ليست طريقة للمناقشة أن تمل على الآخر ما تعتقده، فإن لم يوافقك شتمت، أو ملأت المشاركة بالتعريض
أين حصل هذا؟!
أما تتقي الله فيما تتكتب؟
والله إنه الكذب الصفيق بعينه .. أين شتمنا ومتى عرضنا؟!
ثم يقول:
وأرجو من الإخوة ألا لا يعتقدوا فينا سوءا
سبحانه الله .. وكأنه قد عرف ذلك.
ما أجمل أن يقول المتكلم مباشرة وبلا لف ولا دوران ومراوغة: هذه عقيدتي، وهذا منهجي .. فمن يريد مناقشتي من خلالهما.
فإنه بهذا يريح ويستريح من أن تأتيه عقد أو أمراض نفسية.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 11:05]ـ
أكرر ما قلتُ من قبل في موضوعات مشابهة:
إذا رأيت الرجل يطرح السؤال أو الشبهة في ربع سطر (على الطريقة الباطنية) فاحذر منه!
لأنه سيكتب الصفحات الطوال في مجادلتك!
وهذا هو غرضه واستراتيجيته من الأصل!
بل ربما لم يسجِّل في المنتدى إلا لأجله!
وهو غرض مرذول!
وصاحبه يتلاعب بإخوانه وزملائه، فيتمسكن ثم يكشر عن أنيابه بالتدريج!
واللائق بصاحب كل عقيدة أن يقول بوضوح من البداية: هذه عقيدتي وهذه أدلتي فما جوابكم؟!
والأسلوب الناجع في إجابتهم هو إلزامهم قبل كل شيء ببيان الغرض من السؤال، فيقال له:
أأنت مستفهم أم مجادل؟
والإجابة - إن كان صادقاً وصريحاً - تحتاج منه كلمة واحدة فقط!
وأخونا العاصمي فعل ذلك بعد أن أجابه مرتين! فقال:
وأريد الآن أن أستفصل منك شيئا لمحته بين كلماتك وأرجوا أن أكون مخطئا:
فهل أفهم بأنكّ تعتقد بأن في كلام الإمام ما يدلّ على تجويزه للزيارة البدعية؟
هل هذا هو قصدك من السؤال أم هو شيء آخر؟؟
فتجاهل السؤال ثم قال بعد الإلحاح:
اخى ليس هذا محل بحثنا
وأنا أدعو القراء الكرام إلى النظر في جوابه هذا على ضوء مجادلته للشيخ السكران وفقه الله!
هل حقًّا لم يكن هذا غرضه وموضع بحثه؟!
وأما قول الأخ الكريم أبي سعيد البائني:
كنت أعتقد أن اعتياد النقاش في المجالس العلمية، والمنتديات المفتوحة سيخلصنا من بعض العقد والأمراض النفسية
فغير لائق بفضله!
وهو طبعاً لا يعتقد أن عنده عقد وأمراض نفسية!
ولا يقصد السائل لأنه يدافع عنه!
بل يقصد الإخوة المخالفين له!
فيا للعجب!
الذي يخادع في السؤال، ويتدسَّس في طرح الشبهات، بل يذب بقوله (ليس محل بحثنا)، ليس عنه عقد وأمراض نفسية! بل هي عند الذي يرد عليه بالدليل!
والأخ أبو سعيد من سنوات يطرح في هذا المنتدى قضايا فقهية ومذهبية لا يوافقه عليها جمهور المنتدى، ولكنه يطرحها بطريقة واضحة بلا مواربة ولا مخادعة (إلى حد كبير)، وأنا قد أثنيتُ عليه من هذه الناحية قبل عام ونصف تقريباً!
فما باله حفظه الله ينتصر للأساليب الباطنية المرذولة؟!
فلو كان أمر المنتدى بيدي لألزمت طارح الشبهة بالإفصاح عن غرضه أو حذف موضوعه!(/)
لدي بحث حول محمد رشيد رضا ومحمد عرفان الشهيد أريد مراجع؟
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 03:50]ـ
الحمدالله رب العالمين وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
لدي بحث عن أحمد عرفان الشهيد وأريد مراجع حوله عن ترجمته ودراسة حول أحوال بلده
ودعوته ونحوها
وكذلك الشيخ محمد رشيد رضا وتراجم له وعقيدته قبل وبعد
أريد مراجع لهذان الشيخان
والله أعلم
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 04:18]ـ
إليك هذه القائمة عن العلاَّمة محمد رشيد رضا، ونرجو منكم الدعاء، وإن جدَّ لك شيء في أمر رشيد فوافني به، ولك جزيل الشكر:
(1) الوهابيون والحجاز:
http://www.archive.org/download/awwhawwh/awwh.pdf
(2) شبهات النصارى وحجج الإسلام
http://www.almaknaz.com/books/0008/shbhaat.rar
(3) السنة والشيعة (أو الوهابية والرافضة)
http://dc106.4shared.com/download/57...93406-17e656a2 (http://dc106.4shared.com/download/57539550/cd6420d8/___-__.pdf?tsid=20090402-093406-17e656a2)
(4) الوحي المحمدي
http://www.islamstory.com/uploads/bo...Almohamady.rar (http://www.islamstory.com/uploads/books/AlwahyAlmohamady.rar)
(5) مجلة المنار
http://www.almeshkat.net/books/archi.../mnaar%20k.zip (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/mnaar%20k.zip)
)6( تفسير القرآن الحكيم المعروف بتفسير المنار (محمد عبده + محمد رشيد):
http://www.archive.org/details/tfseer_manar
بصيغة الشاملة، وبصيغة ( word ):
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/mnar_t.rar
(7) التربية والتعليم (مع ترجمة أوردية):
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...le=i000902.pdf (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i000902.pdf)
(8) حقوق النساء وحظهن من الإصلاح المحمدي العام أو نداء للجنس اللطيف:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/hkok2.zip
أو
http://www.4shared.com/file/11777512...___online.html (http://www.4shared.com/file/117775121/169baefa/___online.html)
((9 تاريخ الأستاذ الإمام:
ج1: http://www.4shared.com/file/117717806/90515f7f/__1.html
ج2: http://www.4shared.com/file/117720388/691255f8/__2.html
ج3: http://www.4shared.com/file/117722928/3463f02f/__3.html
الردود على النصارى من خلال مجلة المنار:
http://www.4shared.com/file/11777633...c9f/_____.html (http://www.4shared.com/file/117776338/676d5c9f/_____.html)
============================== ===========
من الكتب التي علق عليها:
مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية
الغلاف: http://ia360640.us.archive.org/1/ite...rkt3/mrmt0.pdf (http://ia360640.us.archive.org/1/items/mrkt3mrkt3/mrmt0.pdf)
ج1: http://ia360640.us.archive.org/1/ite...rkt3/mrmt1.pdf (http://ia360640.us.archive.org/1/items/mrkt3mrkt3/mrmt1.pdf)
ج2: http://ia360640.us.archive.org/1/ite...rkt3/mrmt2.pdf (http://ia360640.us.archive.org/1/items/mrkt3mrkt3/mrmt2.pdf)
ج3: http://ia360640.us.archive.org/1/ite...rkt3/mrmt3.pdf (http://ia360640.us.archive.org/1/items/mrkt3mrkt3/mrmt3.pdf)
ج4: http://ia360640.us.archive.org/1/ite...rkt3/mrmt4.pdf (http://ia360640.us.archive.org/1/items/mrkt3mrkt3/mrmt4.pdf)
ج5: http://ia360640.us.archive.org/1/ite...rkt3/mrmt5.pdf (http://ia360640.us.archive.org/1/items/mrkt3mrkt3/mrmt5.pdf)
أسرار البلاغة للإمام البلاغي عبد القاهرالجرجاني:
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=012296.pdf (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=012296.pdf)
عرش الرحمن وما ورد فيه من الأيات والأحاديث لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
http://www.pdfshere.com/up/index.php...ewfile&id=1347 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=1347)
----
كتب عنه:
رشيد رضا الإمام المجاهد (لابراهيم العدوي):
http://ia331417.us.archive.org/3/items/tra07/069.pdf
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ رشيد رضا و الخطاب الاسلامي المعتدل ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=012913.pdf) - سمير أبو حمدان
http://www.4shared.com/file/11775778...5a6/_____.html (http://www.4shared.com/file/117757784/485a55a6/_____.html)
منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة (رسالة دكتوراة):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...5&d=1119886283 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=12 035&d=1119886283)
أو:
http://ia360640.us.archive.org/3/ite...rra/msmrra.pdf (http://ia360640.us.archive.org/3/items/msmrramsmrra/msmrra.pdf)
وهذا كتاب أسرار البلاغة:
http://www.4shared.com/file/11777347...522b/____.html (http://www.4shared.com/file/117773476/d628522b/____.html)
حمل أيضاً مجموعة الرسائل والمسائل النجدية:
الجزء الأول ( http://www.4shared.com/file/115811043/c9e6c36c/____1.html)
الجزء الثاني ( http://www.4shared.com/file/116274704/1e4cb927/____2.html)
الجزء الثالث ( http://www.4shared.com/file/116273928/b285823d/____3.html)
الجزء الرابع ( http://www.4shared.com/file/115808113/f53b3b24/_____4.html)
الفهرس ( http://www.4shared.com/file/115808197/3a8f7535/__online.html)
للفائدة حمل:
* أثر الاتجاه العقلي السلبي في تفسير المنار
الباحث: ماجد صبحي بن عبد رب النبي الرنتيسي
إشراف الدكتور: عصام العبد زهد
عام: 1422هـ ـ 2001م
الجامعة الإسلامية ـ غزة
كلية أصول الدين ـ قسم التفسير وعلوم القرآن
http://www.pdfshere.com/up/files/503.rar
دونك رابطاً آخر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...6&d=1235855526 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=64 326&d=1235855526)
للفائدة حمل:
http://img228.imageshack.us/img228/7613/96869627.jpg (http://img73.imageshack.us/img73/7222/10744256.jpg) الرابط على (4 shred):
http://www.4shared.com/file/12030973...e8/______.html (http://www.4shared.com/file/120309739/2d9973e8/______.html)
الرابط علي: ( medifire
http://www.mediafire.com/?2rfnre1ibjz (http://www.mediafire.com/?2rfnre1ibjz)
( تعقبات ابن سحمان على تعليقان رشيد رضا - رحمهما الله -)
http://img688.imageshack.us/img688/362/053zk.jpg
http://kabah.info/uploaders/norh/tagbat.pdf (http://kabah.info/uploaders/norh/tagbat.pdf)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 05:37]ـ
أظن لا عطر بعد عروس
أبو الطيب ماودع لنا مانقول كثر الله من أمثاله
ولكن ربما تكون هذه المعلومة لديك .. وهي أنك اذا اردت ان تبحث في رجل من الرجال فليكن اول ماتبحث عنه أقوال خصومه فيه وكلما كان للرجل خصوم أشد كلما استطيع ان تتوصل لدقة أكثر في الرجل .. ثم أخضع هذه الاقوال للنص الشرعي وأقوال السابقين من أهل العلم خاصة منهم الأعلام من هذه الامة اذا كنت تنظر في الجانب الشرعي كحالتك الآن مع الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله
صدقني هذه الطريقة ستوفر عليك الجهد والوقت في حين أن الدقه في بحثك ستكون أشد مما لو تشتت بك الطرق بين الكتب والمجلدات والأقوال
لكن قبل هذا وذاك استحضر خشية المولى تبارك وتعالى في أعراض المسلمين وتخلص من محابك وشهواتك ورغباتك وميولك الشخصية سواء في السلب او الايجاب
والله الموفق
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 12:54]ـ
للشيخ ابو الحسن الندوي رحمه الله كتاب عن دعوة الشيخ محمد عرفان الشهيد رحمه الله
واظن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه (رجال من التاريخ) او غيره تحدث عنه
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 04:06]ـ
الحمد لله ..
رموز الاصلاح الحديث مأساة الماضي ومشكلة الحاضر والمستقبل. لمؤلفه الدكتور عبدالرحيم فارس احمد ابو علبة؛ تكلم فيه عن الثلاثة الشيخ والتلميذ وتلميذ التلميذ (الأفغاني, محمد عبده, رشيد رضا)
والله الموفق ..
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 06:13]ـ
ودونك هذه الشجرة الرضوية:
http://up77.com/uploads/up7712755774071.jpg(/)
قول العلامة الألباني بأنا لا نشهد لكافر معين بالنار ...
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 01:13]ـ
قال صاحب تفسير (الحاوي في تفسير القرآن):
((وعندما جئت درست في الجامعة الإسلامية وجدت في شرح كتاب الطحاوية ما يخالف ما كنت أراه، فسألت أستاذنا الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله، فقال: إن الكافر المعين الذي لم يدخل في الإسلام ويعلن إسلامه، نطبق عليه أحكام الكفر كلها في الدنيا، ولكنا لا نحكم عليه بجنة ولا نار في الآخرة وندع أمره إلى ربه، لأنا لسنا مكلفين بالحكم على الناس في الآخرة .. )).
وهنا إشكال! وهو:
أن المشهور من كلام العلامة الألباني في أشرطته ومجالسه بخلاف هذا! فهو يشهد على الكافر المعين بالنار، ويستدل بحديث:
(حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار).
ولا شك أن الذي نقله أخونا في تفسيره عن الشيخ هو الموافق لمعتقد أهل السنة في كتب الاعتقاد.
فما رأي الإخوة؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 06:36]ـ
ولا شك أن الذي نقله أخونا في تفسيره عن الشيخ هو الموافق لمعتقد أهل السنة في كتب الاعتقاد.
هل من إيضاح لهذه المسألة؟ فعمومها حسب فهمي يدخل فيه أمثال فرعون وأبي جهل وأضرابِهم!!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 11:44]ـ
هل من إيضاح لهذه المسألة؟ فعمومها حسب فهمي يدخل فيه أمثال فرعون وأبي جهل وأضرابِهم!!
بارك الله فيكم.
أخي الكريم عقيدة أهل السنة في هذا هو أنهم لا يشهدون لمعين بجنة ولا نار على وجه القطع إلا بنص، فإذا ورد النص بأن فلانا في النار كمن ذكرتَ، فهؤلاء نقطع بأنهم في النار،بل لا يجوز التوقف في ذلك لأنه تكذيب للنص.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 12:26]ـ
هل من إيضاح لهذه المسألة؟ فعمومها حسب فهمي يدخل فيه أمثال فرعون وأبي جهل وأضرابِهم!!
الحمد لله
القاعدة في مذهب أهل السنة والجماعة؛ أن الشهادة لمعيّن بالجنة والنار من أمور العقيدة التي تؤخذ بالتلقي من الكتاب والسنة، ولا مجال للعقل بالاجتهاد فيها.
فمن شهد له الشرع - الكتاب والسنة - بجنة أو نار؛ شهدنا له، ومع ذلك فنحن نرجو للمحسن الجنة، ونخاف على المسيء النار، والله أعلم بالخواتيم.
والشهادة بالجنة والنار تنقسم إلى قسمين:-
1. الشهادة العامة: المتعلقة بوصف، كأن تقول: من أشرك بالله تعالى شركاً أكبر فقد كفر وخرج من الدين وهو في النار.
وكذلك نقول: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. ومثل هذه النصوص وغيرها كثيرة في القرآن الكريم، والسنة النبوية.
وإذا سأل شخص: هل الذي يدعو غير الله ويستغيث به في الجنة أم في النار؟. فنقول هو كافر وفي النار إذا قامت عليه الحجة والدليل وأصرّ ومات على ذلك.
وإذا قيل: من حج فلم يرفث ولم يفسق؛ ومات بعد حجه - مثلاً فأين مصيره؟ قلنا هو في الجنة، أو من كان آخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله " فهو في الجنّة ونحو ذلك.
كلٌّ هذا للوصف لا للشخص المعيّن.
2. الشهادة الخاصة أو المعيّنة: لشخص بذاته واسمه أنه في الجنة أو في النار، فهذه لا تجوز إلا في حق من أخبر الله تعالى عنه، أو رسوله أنه في الجنّة أو في النار.
فمن شهد لهم الله أو رسوله بالجنة بأعيانهم فهم من أهلها قطعا كالعشرة المبشرين بالجنة، وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة، أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنه.
وممن شهد له الشّرع بالنار على التعيين فهو من أهلها كأبي لهب، وامرأته، وأبي طالب، وعمرو بن لحي، وغيرهم.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة بمنّه وكرمه وصلى الله على نبينا محمد.
http://www.islamqa.com/ar/ref/731
ـ[أم هانئ]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 12:33]ـ
قال صاحب تفسير (الحاوي في تفسير القرآن):
(يُتْبَعُ)
(/)
((وعندما جئت درست في الجامعة الإسلامية وجدت في شرح كتاب الطحاوية ما يخالف ما كنت أراه، فسألت أستاذنا الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله، فقال: إن الكافر المعين الذي لم يدخل في الإسلام ويعلن إسلامه، نطبق عليه أحكام الكفر كلها في الدنيا، ولكنا لا نحكم عليه بجنة ولا نار في الآخرة وندع أمره إلى ربه، لأنا لسنا مكلفين بالحكم على الناس في الآخرة .. )).
وهنا إشكال! وهو:
أن المشهور من كلام العلامة الألباني في أشرطته ومجالسه بخلاف هذا! فهو يشهد على الكافر المعين بالنار، ويستدل بحديث:
(حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار).
ولا شك أن الذي نقله أخونا في تفسيره عن الشيخ هو الموافق لمعتقد أهل السنة في كتب الاعتقاد.
فما رأي الإخوة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقال: إن الكافر المعين الذي لم يدخل في الإسلام ويعلن إسلامه، نطبق عليه أحكام الكفر كلها في الدنيا، ولكنا لا نحكم عليه بجنة ولا نار في الآخرة وندع أمره إلى ربه، لأنا لسنا مكلفين بالحكم على الناس في الآخرة
بل للشيخ الألباني -رحمه الله -كلام بنفس معنى النص الذي أوردتموه
-حفظكم الله- في أحد أشرطة: (الأدب المفرد) يؤكد فيه على ذلك
في سياق الحديث عن أهل الفترة عند تعرضه -رحمه الله- لشرح حديث:
(والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)
وذكر قوله تعالى: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" الإسراء / 15
فقال - رحمه الله - بعد بسط الحديث عن أمة البلاغ وأمة الإجابة:
إن المقصود بالرسول: بلوغ الرسالة وليس شخص الرسول.
وقال ما معناه: أن المقصود بقوله: (يسمع بي): أي بحقيقة خلقي ودعوتي
وصحيح شمائلي، فمن بلغه من كفّار اليوم معلومات مشوهة غير حقيقية
لم يتحقق في حقه شرط إقامة الحجة (أي: بلوغ الرسالة)
حيث هو لم يسمع به - أي الرسول عليه الصلاة والسلام - على الحقيقة؛ولذا الراجح
أنه يعامل - في الآخرة - معاملة أهل الفترة ولا نجزم لعينه بالنار.
هذا كان مفدى كلام الشيخ- رحمه الله تعالى- ولعلي أبحث فأهتدي
- بحول من الله وقوة- لموضع نص كلامه - رحمه الله -
في تلكم المسألة، فأسوقه إليكم - معزوًا موثقا، إلا أن هذا يستلزم
بعض الوقت والجهد، والله المستعان.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 01:01]ـ
بارك الله فيكِ يا أم هانئ،ولكن المسألة التي وضعتها أنا هي متعلقة بالكفار الذين بلغهم العلم،ومسألتك هي فيمن يقاسون على أهل الفترة،فشتان بين المسألتين،ومسألتي المشهور فيها عن العلامة الألباني أنه يصرح بأنه إذا مررت على قبر كافر يهودي نصراني أو غيره فبشره بالنار اعتمادا على الحديث سالف الذكر.
والله أعلم.
ـ[ناصر الدين بن عبد السلام]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 04:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من علمنا أنه مات على غير دين الإسلام وقد قامت عليه الحجة فكيف لا نشهد له بالنار، بل قطعا هو في النار خالدا مخلدا فيها.
قال تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (التوبة:113)
قال ابن جرير رحمه الله: يقول تعالى ذكره ما كان ينبغي للنبي محمد والذين إمنوا به أن يستغفروا يقول أن يدعوا بالمغفرة للمشركين ولو كان المشركون الذين يستغفرون لهم أولي قربى ذوي قرابة لهم
(من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) يقول من بعد ما ماتوا على شركهم بالله وعبادة الأوثان تبين لهم أنهم من أهل النار لأن الله قد قضى أن لا يغفر لمشرك فلا ينبغي لهم أن يسألوا ربهم أن يفعل ما قد علموا أنه لا يفعله. اهـ
فتأمل قوله تعالى: (من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم)، أليس هذا في معين.
والله أعلم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 06:18]ـ
يا أخي الكريم:
أنا أكلمك عن عقائد مسطرة لأهل السنة!! فهمها علماء الدعوة النجدية،ابن باز، العثيمين،الفوزان، الجبرين، المحمود وغيرهم الكثير بما ذكرتُ لك، فهلا قلت: هؤلاء كلهم أخطأوا وأصبت أنت!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أنتظر جوابك أو توجيهك، فعلماؤنا يفرقون بين تكفير المعين،وبين الشهادة لمعين بالنار، وتعليلهم للثاني أنه ربما تاب أو نطق بالحق أو رجع عن الردة، ونحن لم نعلم، فنكل أمره إلى الله تعالى ولا نقطع بأنه في النار، ولكننا نقول: إن كان مات على ما نعرف عنه فهو في النار.
والله أعلم.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 10:16]ـ
اوردت اختنا ام هاني هذا النص
فمن بلغه من كفّار اليوم معلومات مشوهة غير حقيقية
لم يتحقق في حقه شرط إقامة الحجة (أي: بلوغ الرسالة)
حيث هو لم يسمع به - أي الرسول عليه الصلاة والسلام - على الحقيقة؛ولذا الراجح
أنه يعامل - في الآخرة - معاملة أهل الفترة ولا نجزم لعينه بالنار.
وكنت في الماضي قد قرات كلاما دقيقا لطيفا حكيما لابن القيم واظن انه كان عمدة كثير ممن تكلم في هذه المسألة المهمة
اعرضه لكم هنا من كتابه القيم طريق الهجرتين
قال
وصح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل أوزار من اتبعه، لا ينقص من أوزارهم شيئاً))، وهذا يدل على أن كفر من اتبعهم إنما هو بمجرد اتباعهم وتقليدهم.
نعم لا بد فى هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال، وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه، ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه، والقسمان واقعان فى الوجود، فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله، وأما العاجز عن السؤال والعلم الذى لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضاً أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له، غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده، فهذا حكمه حكم أرباب الفترات، ومن لم تبلغه الدعوة. الثانى: معرض لا إرادة له، ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه. فالأول يقول: يا رب لو أعلم لك ديناً خيراً مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره، فهو غاية جهدى ونهاية معرفتى. والثانى: راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته، وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق: فالأَول كمن طلب الدين فى الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع فى طلبه عجزاً وجهلاً، والثانى كمن لم يطلبه، بل مات فى شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه، ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض.
فتأمل هذا الموضع، والله يقضى بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل، فهذا مقطوع به فى جملة الخلق. وأما كون زيد بعينه وعمرو بعينه قامت عليه الحجة أم لا، فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه، بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول.
هذا فى الجملة والتعيين موكول إلى علم الله [عز وجل] وحكمه هذا فى أحكام الثواب والعقاب. وأما فى أحكام الدنيا [فهى جارية مع ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار فى أحكام الدنيا] لهم حكم أوليائهم. وبهذا التفصيل يزول الإشكال فى المسألة. وهو مبنى على أربعة أُصول:
أحدها: أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه، كما قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذَّبِينَ حَتَّى نبعث رَسُولاً} * [الإسراء: 15]، وقال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} * [النساء: 165]، وقال تعالى: {كُلَّمَا أَلْقِى فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزْنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فكَذَّبْنَا وَقُلنَا مَا نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ} * [الملك: 8 - 9]، وقال تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ} * [الملك: 11]، وقال تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مّنْكُمْ يَقُصّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هََذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَىَ أَنْفُسِنَا وَغَرّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَىَ أَنْفُسِهِمْ أَنّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} * [الأنعام: 130]، وهذا كثير فى القرآن، يخبر أنه إنما يعذّب من جاءه الرسول وقامت
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه الحجة، وهو المذنب الذى يعترف بذنبه، وقال تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} * [الزخرف: 76]، والظالم من عرف ما جاءَ به الرسول أو تمكن من معرفته، وأما من لم [يكن عنده من الرسول خبراً أصلاً ولا يمكن من معرفته بوجه] وعجز عن ذلك فكيف يقال إنه ظالم؟
الأصل الثانى: أن العذاب يستحق بسببين، أحدهما: الإعراض عن الحجة وعدم [إرادة العلم] بها وبموجبها. الثانى: العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها. فالأول كفر إعراض والثانى كفر عناد. وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذى نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل.
الأصل الثالث: أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار فى زمان دون زمان وفى بقعة وناحية دون أُخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر، إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذى لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له. فهذا بمنزلة الأصم الذى لا يسمع شيئاً ولا يتمكن من الفهم، وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم فى حديث الأسود وأبى هريرة وغيرهما.
الأصل الرابع: أن أفعال الله سبحانه وتعالى تابعة لحكمته التى لا يخل بها [سبحانه]، وأنها مقصودة لغايتها المحمودة وعواقبها الحميدة. وهذا الأصل هو أساس الكلام فى هذه الطبقات [الذى عليه نبنى مع تلقى أحكامها من نصوص التكاب والسنة لا من أراء الرجال وعقولهم ولا يدرى عدد الكلام فى هذه الطبقات]، إلا من عرف ما فى كتب الناس ووقف على أقوال الطوائف فى هذا الباب والنهى إلى غاية مراتبهم ونهاية إقدامهم، والله الموفق للسداد الهادى إلى الرشاد.
وأما من لم يثبت حكمة ولا تعليلاً، ورد الأمر إلى محض المشيئة التى ترجح أحد المثلين على الآخر بلا مرجح، فقد أراح نفسه من هذا المقام الضنك واقتحام عقبات هذه المسائل العظيمة، وأدخلها كلها تحت قوله: {لا يَسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} * [الأنبياء: 23]، وهو الفعال لما يريد، وصدق الله وهو أصدق القائلين: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} * [الأنبياء: 23] لكمال حكمته وعلمه ووضعه الأشياءَ مواضعها، وأنه ليس فى أفعاله خلل ولا عبث ولا فساد يسأل عنه كما يسأل المخلوق، وهو الفعال لما يريد ولكن لا يريد أن يفعل إلا ما [هو] خير ومصلحة ورحمة وحكمة، فلا يفعل الشر ولا الفساد ولا الجور ولا خلاف مقتضى حكمته، لكمال أسمائه وصفاته، وهو الغنى الحميد العليم الحكيم.
وقال قبل ذلك
الطبقة الرابعة عشرة: قوم لا طاعة لهم ولا معصية، ولا كفر ولا إيمان.
وهؤلاء أصناف: منهم من لم تبلغه الدعوة بحال ولا سمع لها بخبر، ومنهم المجنون الذى لا يعقل شيئاً ولا يميز، ومنهم الأصم الذى لا يسمع شيئاً أبداً، ومنهم أطفال المشركين الذين ماتوا قبل أن يميزوا شيئاً.
فاختلفت الأُمة فى حكم هذه الطبقة اختلافاً كثيراً، والمسألة التى وسعوا فيها الكلام هى مسألة أطفال المشركين. وأما أطفال المسلمين فقال الإمام أحمد: لا يختلف فيهم أحد [يعنى] أنهم فى الجنة. ....
واضاف
الطبقة السابعة عشرة: طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبعاً لهم يقولون: إنا وجدنا آباءَنا على أُمة، ولنا أُسوة بهم. ومع هذا فهم متاركون لأهل الإسلام غير محاربين لهم، كنساءِ المحاربين وخدمهم وأتباعهم الذين لم ينصبوا أنفسهم لنا نصب له أُولئك أنفسهم من السعى فى إطفاءِ نور الله وهدم دينه وإخماد كلماته، بل هم بمنزلة الدواب.
وقد اتفقت الأُمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالاً مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاءِ بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة، وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث فى الإسلام.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:38]ـ
شكراً لكم على الإيضاح الشافي
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 01:28]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
مذهب السلف الجزم بالنار للمعين الكافر و الادلة صريحة واضحة في هذا الباب و يكفي قول نبينا صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح:
(يُتْبَعُ)
(/)
(حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار).
و ايضا حديث: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي يهودي أو نصراني من هذه الأمة ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا دخل النار).
قال ابن القيم في "زاد المعاد": (فيه دليل أن من مات مشركا فهو في النار).
وقوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}.
وإن كان مرتدا ومات على ردته؛ فهذا يشهد له بالنار أيضا.
كما صح عن أبي بكر في قتلى المرتدين، وأنه صالحهم على أن يشهدوا أن قتلاهم من المرتدين في النار، وهو إجماع الصحابة
شبهة ورد:
لعل قائلاً يقول: عندما نحكم على الكافر المعين بالنار، ألا يعتبر ذلك من باب التألي على الله بغير علم .. ثم أليس من المحتمل أن هذا الذي حكمنا عليه بالكفر والخلود في نار جهنم، أن يكون في علم الله مؤمناً يستحق الجنة، فنكون بذلك قد حكمنا على مؤمنٍ بالكفر، وشهدنا له بالنار وهو من أهل الجنة؟؟
أقول: أما كون ذلك يعتبر تألياً على الله، فلا. وذلك لوجهين: أولهما، أن الحكم على الكافر المعين بالنار هو امتثال لأمر الله ورسوله، فالله تعالى هو الذي أمرنا على لسان نبيه أن نبشر الكافر المعين بالنار، وهذا لا يكون من قبيل التألي؛ لأن التألي يكون عن جهل وبخلاف ما أمر الله به.
ثانياً، أن الله تعالى أعلمنا بالدليل القطعي، أن من يموت على الكفر له حكم واحد لا يتعدد ولا يتخلف وليس له مانع وهو الخلود في نار جهنم أبداً، ونحن إذ نحكم له بالنار نحكم عليه بحكم الله، وبما أمر وقطع على نفسه -سبحانه وتعالى-، وهذا لا يعتبر تألياً؛ لأن التألي حكم على قضية غيبية ـ بغير دليل ـ تحتمل العفو والعقاب بحكم واحد، وهنا قضية لا تحتمل إلا حكماً واحداً وهو العقاب.
أما كونه في علم الله قد يكون مؤمناً يستحق الجنة، فهذا أمر لا نؤاخذ عليه ما دام الحكم بني على قواعد شرعية صحيحة، والتي منها اعتبار الظاهر. فالخطأ في هذا الجانب ـ إن وقع ـ فهو من جهة مغفور لأنه ناتج عن اجتهاد صحيح، ومن جهة فإنه لا يمنع ذاك المعين أن يستفيد من إيمانه إن كان في علم الله مؤمناً يستحق الجنة؛ لأن الحكم أولاً وآخراً لله تعالى وحده.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 04:57]ـ
أخي حفيد الخطّابي:
تذكّر أننا سلفيون! وياء النسبة هذه نسبة للسلف في فهمهم،وتبعا لفهم العلماء في مثل هذه النصوص، بودي أن أقول بقولك! ولكن ما هي المسألة عاطفية، ففهم العلماء الذين شابت نواصيهم ولحاهم في النظر والطلب والدعوة والتأليف فهو ما ذكرتُ لك.
وهنا تنبيه سبق التنبيه عليه لكن ذكرى:
أن الحكم بالنار يكون للوصف ويكون للعين.
فالحكم بالوصف لا خلاف فيه البتة، فكل كافر في النار،والفساق في النار،والظلمة في النار، والمرتدون في النار، والنصارى في النار ....... وهكذا حكم عام نوعي كم يتخلف من أفراده؟! هذا علمه عند ربي.
وأما الحكم بالعين: فهذا هو الذي ذكرتُ أنه مذاهب علماء أهل السنة، ما أسهلها على الجاهل أن يضرب بإجماعات أمة! وما أسهله عليه أن يضرب بكلام العلماء وفهوم السلف عرض الحائط! لأنه هذا هو مبلغه من العلم.
والله الهادي.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 09:57]ـ
وهذه فتوى الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله
العنوان: الحكم على الكافر المعيَّن بالنار
المجيب: العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التاريخ 11/ 11/1424هـ
السؤال:
أنا كنت أعلم أن من مات كافراً يجوز لعنه والشهادة بأنه من أهل النار، وقد سمعت شريطاً للشيخ محمد صالح بن عثيمين -رحمه الله وأدخله فسيح جناته وأكرمه في عليين- بأننا لا نشهد لكافر معين بأنه من أهل النار؛ بل نقول: إن من مات على الكفر فإنه من أهل النار. هل أنا كنت على خطأ أم ماذا؟.
الجواب
الحمد لله.
قال الله -سبحانه وتعالى-: "وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً" [النساء:18]، وقال -سبحانه وتعالى-: "ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" [البقرة:217]، دلت هاتان الآيتان على أن كل من مات وهو كافر فقد أعد الله له عذاباً أليماً وأنه من الخالدين في النار.
وهذا حكم عام يجب الإيمان به على عمومه، فيجب اعتقاد أن كل من مات على الكفر فهو في النار حكماً عاماً.
وهذا لا يوجب الحكم على المعين والشهادة على المعين بأنه في النار، ولو صح هذا لما كان بين الحكم العام والخاص فرق.
ومَنْ دلت النصوص على أنه في النار بعينه وجبت الشهادة له بذلك، ويشبه هذه الشهادة بكل من مات مؤمناً بأنه في الجنة، ومع ذلك لا نشهد لمعين بالجنة إلا لمن شهد له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وإذا كنت سمعت من الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أنه يقرر ذلك فهو مرجع علمي، فعليك ألا تستمر على اعتقادك السابق؛ بل عليك أن تأخذ بما بينه العلماء من الفرق بين الحكم العام والخاص، فلا يلزم من ثبوت الحكم العام ثبوت الحكم الخاص، كما نقول: حكم السارق قطع يده، ويجوز لعن الله السارق لقوله – صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله السارق ... " الحديث رواه البخاري (6783) ومسلم (1687) عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، ومع ذلك لا يلزم من ذلك قطع يد السارق المعين؛ لأن ثبوت الحكم لمعين يتوقف على شروط وانتفاء موانع، فنقول: لعن الله السارق، ولعن الله شارب الخمر، ولعن الله آكل الربا، ولا يجوز لنا لعن المعين لكونه سارقاً أو شارباً أو آكل ربا، فتنبه بارك الله فيك. والله أعلم.
انتهى
--------------------------
قال شيخ الإسلام إبن تيمية في الفتاوى (12/ 498):
(وأما الحكم على المعين بأنه كافر، أو مشهود له بالنار، فهذا يقف على الدليل المعين، فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه، وانتفاء موانعه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 10:49]ـ
لماذا لانحكم على معين بالجنة او النار اللهم الا من عينه النص؟
اوردت من كلام ابن القيم مايشير الى سبب ذلك -وقد لونت جملته في هذا الشأن باللون الأزرق- فهو يذكر ان بعض الكفار في الظاهر قد يعجزوا عن الوصول الى الحق بعد بذل جهد وهؤلاء قد يموتون على الكفر لكنهم لايعاملون في الاخرة معاملة من حكم له بالنار وانما يعاملون معاملة اهل الفترة بامتحانهم كما وردت الرواية بذلك ومعلوم انه في الامتحان قد يصير مؤمنا فيدخل الجنة فلو حكمنا عليه بعد موته الان انه من اهل النار وهو ليس منها عند الله فنكون قد تألينا على الله بغير الحق ولذلك فان عقيدة علماء الامة وصحابة النبي وسلفنا هي عقيدة متوازنة وعقيدة رحمة وتواضع ومعرفة بقدر علم الانسان ومعرفة حدوده وفقره في العلم امام علم الله تعالى
لننظر في النص كما أوردته أعلاه من كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين وسنرى من كلام ابن القيم مايشبع رغبتنا ويقنع عقولنا ويشفي صدورنا ويعرفنا مكاننا وحدود معرفتنا وذلك في تفرقته بين -والنص له-
مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه، ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه، والقسمان واقعان فى الوجود، فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله، وأما العاجز عن السؤال والعلم الذى لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضاً أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له، غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده، فهذا حكمه حكم أرباب الفترات، ومن لم تبلغه الدعوة. الثانى: معرض لا إرادة له، ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه. فالأول يقول: يا رب لو أعلم لك ديناً خيراً مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره، فهو غاية جهدى ونهاية معرفتى. والثانى: راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته، وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق: فالأَول كمن طلب الدين فى الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع فى طلبه عجزاً وجهلاً، والثانى كمن لم يطلبه، بل مات فى شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه، ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض.
فتأمل هذا الموضع، والله يقضى بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل، فهذا مقطوع به فى جملة الخلق. وأما كون زيد بعينه وعمرو بعينه قامت عليه الحجة أم لا، فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه، بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول.
هذا فى الجملة والتعيين موكول إلى علم الله [عز وجل] وحكمه هذا فى أحكام الثواب والعقاب. وأما فى أحكام الدنيا [فهى جارية مع ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار فى أحكام الدنيا] لهم حكم أوليائهم. وبهذا التفصيل يزول الإشكال فى المسألة ..
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 04:40]ـ
لكم ان تاخذوا بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار
او ان تأخذوا بقول الشيخ العلاني
و السلام عليكم
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 05:11]ـ
الامر بالتبشير هو امر عام وحيثما مررت بقبر كافر فبشره ولايعني ذلك ان تجعل من التبشير حكما عينيا لكل احد من الكفار بانه سيدخل "حتما" النار فربما يكون احدهم اسلم سرا ولم يعلن اسلامه لسبب من الاسباب -التي ذكرها العلماء، أو انه خرج معهم مكرها وقتل فقد يكون له عذر في الخروج وهو الاكراه والله اعلم وامور من هذا القبيل ومنها ان تظن انه اصابة الكفار في مقتلة بطريق الخطأ كقذف خطأ وتظن ان كلهم كفار ولكن قد يكون منهم مؤمنون لانعلمهم نحن ولاحتى قومهم او قد يعلمهم قومهم ثم الله في كل الاحوال يعلمهم فهؤلاء لانحكم لهم بالنار وإن حكمنا حكما عاما بحسب الظاهر بانهم من الكفار ولايمنع وانت لاتعلم انهم كذلك ان تبشر جميعهم بالنار فانت تحكم على الظاهر وتبشر وليس لك غير التبشير والتبشير غير الجزم بالنار!
لم يمنع احد من العلماء مضمون الحديث لكن ليس من مضمونه الا التبشير وليس الحكم للمعين بالنار حتما ووجوبا والا قد يخرج من الحكم العام البعض كما ذكرنا من كلام ابن القيم وانا لاارى تعارض بين كلام العلماء ومنهم ابن القيم وكلام الرسول المتقدم
التعارض قد يكون في اذهاننا وفي عدم التوفيق بين الاحاديث
ونحن نرى العلماء يحاولون ايجاد توفيق مناسب وفهم الاحاديث التي قد يفهم منها البعض التعارض وليس فيها تعارض!
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 11:09]ـ
لكم ان تاخذوا بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار
او ان تأخذوا بقول الشيخ العلاني
و السلام عليكم
لا يخرجُ قولك هذا عن أحد اثنين:
إما أنك تعتقد التسوية بين القولين -ولا أظنك كذلك- وهو إلاّ يَكُنْ كفراً فقريب منه.
أو إنك هازئ بإخوتك وهو أمرٌ نربأ بك عنه.
وليس النقاش من أجل ظهور الحق بِداعٍ إلى هذا النوع من التعبيرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 04:58]ـ
لكم ان تاخذوا بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار
او ان تأخذوا بقول الشيخ العلاني
و السلام عليكم
غفر الله لك!
ما هكذا تورد الإبل يا حفيد الخطّابي!
وهل يستغني طالب علم على الجادة هل يستغني عن فهم السلف والعلماء للنصوص؟!!!
هذا الحديث وقع خلاف بين المحدثين في تصحيحه وتضعيفه بين مصحح ومضعف ـوالصواب والعلم عند الله تعالى أنه مرسل لا يصح، وقد ذكره مرسلا:
1 - أبو حاتم الرازي في العلل.
2 - الدارقطني في العلل.
وبهذا تعلم خطأ العلامة الألباني رحمه الله عندما أورده في الصحيحة.
وعلى فرض صحته: فهل تظن أن من ذكرت آنفا من أهل العلم لم يدروا عنه؟!!
بل أورده بعض طلبة العلم على العلامة العثيمين في شرح البلوغ فأجاب عنه.
والله الموفق.
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 03:48]ـ
لا يخرجُ قولك هذا عن أحد اثنين:
إما أنك تعتقد التسوية بين القولين -ولا أظنك كذلك- وهو إلاّ يَكُنْ كفراً فقريب منه.
أو إنك هازئ بإخوتك وهو أمرٌ نربأ بك عنه.
وليس النقاش من أجل ظهور الحق بِداعٍ إلى هذا النوع من التعبيرات.
غفر الله لك!
ما هكذا تورد الإبل يا حفيد الخطّابي!
وهل يستغني طالب علم على الجادة هل يستغني عن فهم السلف والعلماء للنصوص؟!!!
هذا الحديث وقع خلاف بين المحدثين في تصحيحه وتضعيفه بين مصحح ومضعف ـوالصواب والعلم عند الله تعالى أنه مرسل لا يصح، وقد ذكره مرسلا:
1 - أبو حاتم الرازي في العلل.
2 - الدارقطني في العلل.
وبهذا تعلم خطأ العلامة الألباني رحمه الله عندما أورده في الصحيحة.
وعلى فرض صحته: فهل تظن أن من ذكرت آنفا من أهل العلم لم يدروا عنه؟!!
بل أورده بعض طلبة العلم على العلامة العثيمين في شرح البلوغ فأجاب عنه.
والله الموفق.
السلام عليكم و رحمة الله
كلامكم صحيح اخواني و ارجوا منكم المعذرة و المسامحة و جزاكم الله خيرا على كريم نصحكم
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 12:24]ـ
بارك الله فيكم إخواني جميعا
وجعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع أحسنه
حقيقة هذه أول مرة أعلم بهذا الحكم الشرعي
إذ كان معلوما لديّ: أنّه لا يجوز لعنة الكافر المتعين حال حياته
أما بعد حياته الدنيوية إن مات على ما كان ظاهرا منه من الكفر فتجوز لعنته
إذ أنّ لنا في هذه الحياة الدنيا الظاهر والله تعالى يتولى السرائر
وعندما مرت جنازتان فأثنى الناس على إحداهما خيرا والأخرى سوءا والرسول عليه الصلاة والسلام حاضر فقال في المرتين وجبت وجبت وكان قصده عليه الصلاة والسلام الجنة والنار وقال" أنتم شهداء الله في الأرض" والحديث في صحيح مسلم / باب الجنائز
فمن مات على الكفر ظاهرا حكمنا بأنه من أهل النار إذ أننا غير مطالبين بسريرته
وما الذي يمنع من الدعاء بالمغفرة لمن مات كافرا رغم كون اللعنة هي الطرد من الرحمة
والله تعالى يقول" ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين" وذلك كونهم طردوا من رحمة الله تعالى
فاللعنة تجوز بالوصف وتجوز للعين التي ماتت وظاهرها الكفر
ـ[قسطنطين الاسلام]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 03:07]ـ
الأخ أبو أحمد المهاجر ألا ترى انك أيضا خطأت الشيخ الألباني في تصحيحه للحديث، فهل يقدح هذا في دينك وفي سلفيتك؟
بصراحة أحتار حينما أرى نقاشات من هذا النوع، يورد أحدهم الأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة والتابعين، وأقوال أئمة السلف. فيعترض عليه الآخر بقول العالم الفلاني والشيخ العلاني من المعاصرين. ويمتحن الناس في الأخذ عنهم، ويصنفه تبعا لموقفه من آرائهم، حتى إن كان لقوله سلف.
وبما أن البعض غفر الله لهم عقدوا الولاء على الأشخاص، وأصبح الدين ما قاله أشخاص معينون في بلاد معينة. فها أنا أسوق لك كلام الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ من شرحه على العقيدة الطحاوية
س/ هل يحكم على اليهودي المعين الذي ماتعلى اليهودية أنه من أهلالنار؟
ج/ نعم يحكم على المعين الذي مات على اليهودية أو على النصرانية بأنه من أهل النار، وهذا لأنه كافر أصلي والنبي لما زار الغلام اليهودي وقال له «قل لا إله إلا الله» أو «قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله»، فجعل الغلام ينظر إلى أبيه ولم يقلها فقال له والده اليهودي: أطع أبا القاسم. فقال الغلام وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله وأنمحمدارسول الله). فقال عليه الصلاة والسلام «الحمدلله الذي أنقضه الله بي من النار»، وقال عليه الصلاة والسلام «والله لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا أكبه الله في النار»، وقال أيضا كما في صحيح مسلم «حيث مامررت بقبر كافر فبشره بالنار» وقال أيضا جل وعلا ((وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ))، وهذا لا يدخل في قول أهل السنة والجماعة، ولا نشهد لمعين من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله هذا في حق المعين من أهل القبلة، أما من مات على كفره من اليهود والنصارى أو مات ونحن نعلم أنه يهودي أو نصراني فهذا كافر يشهد عليه بأنه من أهل النار. «حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار».
فهل من يأخذ بهذا القول يستهزئ بإخوانه، أو أنه من أصحاب الهوى، إذا لكان الشيخ أيضا من هذا الصنف، ولا حول ولاقوة إلا بالله.(/)
من الذي صاغ مصطلح ((أهل السنة والجماعة))؟
ـ[نعمان ألطاف خان]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 09:36]ـ
السلام عليكم،
أود أن أعرف من الذي صاغ مصطلح ((أهل السنة والجماعة)) .. وفي الرابط الأدنى يذكر أنه هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وذلك عند شرحه للآية ((يوم تبيض وجوه وتسود وجوه)) فهل هي معلومة صحيحة؟
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=2496&Option=FatwaId
ـ[خالد عبدالرحمن]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 11:36]ـ
سؤال هام. بارك الله فيك
ننتظر إجابة أهل العلم
ـ[مرثد]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 08:26]ـ
أضم صوتي
سؤال هام. بارك الله فيك
ننتظر إجابة أهل العلم
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 08:39]ـ
فعلا نحتاج لمجيب، لتحديد من الذي أطلق التسمية ...
بارك الله فيكم.
والذي نعلمه: تسميتهم بـ (أهل السنة)، فلاستمساكهم واتباعهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأما وصفهم بـ (أهل الجماعة)، فلأنهم اجتمعوا على الحق، ولم يتفرقوا في الدين، واجتمعوا أئمة الحق، ولم يخرجوا عليهم، واتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة من أصول الدين، هكذا يعرف علماء أهل السنة والجماعة انتمائهم الديني.
وقسمهم البغدادي إلى ثمانية أصناف / الفَرق بين الفِرق.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 08:46]ـ
لا أظن الأثر يصح عن ابن عباس رضي الله عنهما
وهو لقب صحيح مولد من نصوص السنة"عليكم بسنتي" و"عليكم بالجماعة"ونحوهما
أما أصل اللقب فيظهر أن نشأته متعلقة بظهور الفرق ,قال الإمام ابن سيرين كما رواه مسلم
في مقدمة صحيحه: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم
وينظر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثهم) وقد جاء مقابلة السنة بالبدعة في شعر حسان رضي الله عنه
وحين خرج مارقة الخوارج عن الجماعة, انضاف مصطلح الجماعة مزيدا في انمياز أهل الحق عن أهل الباطل
ثم سمي العام الذي اصطلح فيه الحسن مع معاوية رضي الله عنهما بعام الجماعة, فكل هذه الأسباب مما تضافر في نشأة هذا اللقب
والله أعلم
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 09:38]ـ
لا أظن الأثر يصح عن ابن عباس رضي الله عنهما
وهو لقب صحيح مولد من نصوص السنة"عليكم بسنتي" و"عليكم بالجماعة"ونحوهما
أما أصل اللقب فيظهر أن نشأته متعلقة بظهور الفرق ,قال الإمام ابن سيرين كما رواه مسلم
في مقدمة صحيحه: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم
وينظر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثهم) وقد جاء مقابلة السنة بالبدعة في شعر حسان رضي الله عنه
وحين خرج مارقة الخوارج عن الجماعة, انضاف مصطلح الجماعة مزيدا في انمياز أهل الحق عن أهل الباطل
ثم سمي العام الذي اصطلح فيه الحسن مع معاوية رضي الله عنهما بعام الجماعة, فكل هذه الأسباب مما تضافر في نشأة هذا اللقب
والله أعلم
كلام سليم
وهو لقب مشهور عند علماء أهل السنة والجماعة
وأضيف على قولك الوافي الكافي
بإن هذا المصطلح يتمسح به الآن أهل البدع للأسف
وهناك كتب لهذا المصطلح متى يكون الشخص داخل في عقيدتهم ومتى يخرج منها
وبعد أن كان هذا المصطلح دارج
كان كل هذه المسميات تؤدي إلى نفس الغرض
(أهل الحديث)
(الجماعة)
(أهل السنة)
(أهل الأثر)
وكان أهل السنة والجماعة جمع للمذاهب الأربعة الفقهية
والإجماع في العقيدة
ولا يخرج الدليل من كلاهما العقيدة والفقة والإجماع على النص أيضا ً
فيكون خلاصة
كل ما وافق الدليل بالإجماع عليه
وهو منهج أهل السنة والجماعة كان في العقيدة أو الفقه
(إن كنت على حق فصوّبوني وإن كنت مخطئ فقوّموني)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 12:11]ـ
أظن أن الاسم أستخلص من حديث ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء .. الحديث)) ومن حديث ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ... إلى أن قال في الفرقة الناجية هي الجماعة))
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 06:17]ـ
من هم أهل السنة والجماعة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا، ومن سيِّئات أعمالنا، من يهدِه الله، فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
أمَّا بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشر الأمور محدثَاتُها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار.
لقد سار سلفنا الصَّالح من الصحابة والتابعين، ومَن سلك سبيلَهم، وخَطا خُطاهم على نَهج نبيهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد أمرنا الله - عزَّ وجلَّ - أنْ نتَّبع سبيلَ المؤمنين، وحَذَّر من اتِّباع السُّبل، فقال: ?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ? [الأنعام: 153].
فلا زالت رايةُ أهل السنة والجماعة خَفَّاقة يتناولها قرنٌ بعد قرنٍ، ينفون عنها تحريفَ الغالين، وانتحالَ المبطلين، وتأويل الجاهلين، حتى كَثُرَ الغثاء، فغابت على كثير من الناس معالِمُ أهل السنة، مع كثرة المحرفين والمنتحلين والجاهلين، فكان لزامًا أنْ نَعْرِفَ مَن هم أهلُ السنة والجماعة؟ وقبل الجواب لا بُدَّ أن نعلم أنَّ الإيمانَ ليس بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، وكذلك دعوى الانتساب لأهل السنة والجماعة ليست بالتمني ولا بالتحلي؛ "فَكُلٌّ يَدَّعِي وَصْلاً بِلَيْلَى"، والحق لا يُعْرَف بالرِّجال، وإنَّما الرجال هم الذين يُعْرَفون بالحق، فاعْرِف الحقَّ تعرف أهله.
مصطلح أهل السنة والجماعة:
1 - باعتبار مُفردَيه (السنة - الجماعة):
تعريف السنة:
السنة لغة:
مشتقة من سَنَّ يَسِنُّ، ويسُنُّ سَنًّا، فهو مسنون.
1 - وسنَّ الأمر: بيَّنه؛ قال تعالى: ?سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ? [الأحزاب: 38].
قال ابن منظور: "أيْ: سنَّ الله ذلك بمعنى بيَّنه" [1].
فسُنَّة الله: أحكامه، وأمره، ونهيه، وسَنَّها الله للناس: بيَّنَها.
2 - والسنة: السيرة والطريقة.
حَسَنة كانت أم قبيحة، ومنه قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سَنَّ سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بِهَا، ومن سن سنة سيئة ... ))؛ الحديث.
قال ابن منظور: "وقد تكرَّر في الحديث ذكرُ السنة، وما تَصَرَّف منها، والأصلُ فيها الطريقة والسيرة" [2].
ومن ذلك: سنة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أي: سِيرَته العملية التي هي ترجمة صادقة لكتاب الله العزيز، وهي الحكمة في قوله - تعالى -: ?وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ? [الأحزاب: 34].
يقول ابن فارس: "وسُنَّة رسول الله - عليه السَّلام -: سِيرته" [3].
3 - العادة الثابتة:
كما قال تعالى: ?سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً? [الإسراء: 77]، فالسنة هنا تعني: العادة الثابتة التي حكم الله بها وقضاها [4].
ومن ذلك: السنن الربانية التي يُجريها الله على عباده، وهي سنن لا تتخلَّف ولا تتبدَّل، مثل: سنة الابتلاء والتمحيص للمؤمنين، وسُنَّة الاستبدال للناكثين على أعقابهم، وسنة الاستدراج للكافرين ... وهكذا.
السنة اصطلاحًا:
تَختلف دلالاتُ اللفظ الاصطلاحية باعتبار استخدامِ أصحاب كلِّ فن له:
1 - السنة في اللغة - كما بينَّا -: البيان، والسيرة، والطريقة، والعادة الثابتة.
2 - والسنة في الفقه: المستحب والمندوب، والنافلة مقابل الفريضة، فقول الفقهاء: السواك سنة بالإجماع؛ أي: مستحب.
3 - والسنة في أصول الفقه: دليلٌ من الأدلة الإجماليَّة.
يقول الأصوليون: الأدلة الإجمالية المتَّفق عليها: الكتاب، والسنة، والإجماع.
4 - والسنة في علم الحديث هي: ما أضيف إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خُلُقِيَّة أو خَلْقِيَّة، وقيل: الحديث أعمُّ من السنة، يقول الشاطبي: "يطلق لفظ السنة على ما جاء منقولاً عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على الخصوص، مما لم يُنَصَّ عليه في الكتاب العزيز".
5 - السنة في كتب السنن والمبتدعات: تأتي في مُقابل البدعة؛ قال ابن مسعود: "القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة" [5].
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - والسنَّة في كتب العقائد: تأتي بمعنى العقيدة، مثل: كتاب السنة للإمام أحمد، والسنة للبربهاري، والسنة للبغوي، والسنة للخلال.
قال ابن رجب: "وكثير من العلماء المتأخرين يَخصُّ السنة بما يتعلَّق بالاعتقاد؛ لأنَّها أصل الدين، والمخالف فيها على خطر عظيم" [6].
7 - وتأتي السنة بمعنًى أعمَّ من ذلك كله، ويراد بها الشريعة أو الدين؛ قال الحسن البصري وسفيان في تفسير قوله - تعالى -: ?ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? [الجاثية: 18]، قالا: "على السنة" [7].
يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "السنة هي الشَّريعة، وهي ما شَرَعَه الله ورسوله من الدِّين" [8].
تعريف الجماعة:
• تعريف الجماعة:
لغةً أخذت من عِدَّة معانٍ:
من الاجتماع: وهو ضِدُّ التفرق، وضد الفُرقة.
يقال: تَجَمَّع القومُ، إذا اجتمعوا من هنا وهنا، وجمع المتفرق: ضم بعضه إلى بعض، وجمع إليه القلوب: ألفها.
ومن الجمع: وهو اسم لجماعة الناس، والجمع مصدر قولك: جمعت الشيء.
فالجماعة في اللغة إذا أريد بها جماعة الناس، فهم القوم المجتمعون على أمرٍ ما.
ومن الإجماع: وهو الاتِّفاق والإحكام، يقال: أجمع الأمر؛ أي: أحكمه، ويقال: أجمع أهل العلم؛ أي: اتَّفقوا.
والجماعة: العدد الكثير من الناس، وطائفة من الناس يَجمعها غرض واحد.
ومُمكن جمعها في عبارة جامعة، وهي: "اجتماع القلوب، أو القلوب والأبدان على شيء يعتقد أصحابُه أنه حَقٌّ، فإن كان موافقًا لأمر الشارع، فهي الجماعة عند الإطلاق الشرعي".
تعريف الجماعة اصطلاحًا:
تطلق على عدة معانٍ ذكرها أهل العلم:
1 - تُطلق الجماعةُ على: الصَّحابة - رضوان الله عليهم - قال الشاطبي في معرض ذكره لأقوال الناس في مفهوم الجماعة: "الجماعة هي الصَّحابة على الخصوص، فإنَّهم الذين أقاموا عمادَ الدين، وأَرْسَوا أوتادَه، وهم الذين لا يَجتمعون على ضلالةٍ أصلاً"، فالنُّصوص الواردة في السنة عن الجماعة تنصرف إليهم أولاً؛ لسبقهم في الزمن والفضل.
2 - وتُطلق الجماعة على: أهل العلم وأئمة الهدى المقتدى بهم في الدِّين ومن سلك سبيلهم:
لَمَّا سُئِلَ ابنُ المبارك عن الجماعة، قال: أبو بكر وعمر، فقيل له: قد مات أبو بكر وعمر، قال: ففلان وفلان، قال: "أبو حمزة السكري جماعة"، وأبو حمزة هو محمد بن ميمون المروزي.
قال البخاري: "باب: ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا? [البقرة: 143]، وما أمر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بلزوم الجماعة، وهم أهل العلم".
قال ابن حجر: " فعُرِفَ أنَّ المرادَ بالوصف المذكور أهل العلم الشرعي" [9].
قال الطبري: "وقال قوم: المرادُ بهم أهل العلم؛ لأنَّ الله جَعَلهم حُجة على الخلق، والناس تبع لهم في أمر الدين" [10].
3 - وتطلق الجماعة على: الاجتماع على الحقِّ وعدم التفرُّق:
كما ورد في الحديث: ((والجماعة رحمة، والفُرقة عذاب)) [11].
ومثله قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عليكم بالجماعة وإيَّاكم والفرقة، فإنَّ الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبحة الجنة، فعليه بالجماعة)) [12].
وقال ابن مسعود: "إنَّ الذي تكرهون في الجماعة خَيْرٌ من الذي تُحبون في الفرقة" [13].
4 - وتطلق الجماعة على: مجموع المسلمين وسوادهم الأعظم، الذين على السنة إذا اجتمعوا على إمامٍ، أو أَمْرٍ من أمور الدِّين، أو أمر من المصالح الدُّنيوية المباحة.
كما ورد في حديثِ حذيفة المشهور، وفيه: " ... فما تأمُرني إنْ أدركني ذلك، قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)) "، قال الطبري: "والصَّواب أنَّ المراد من الخبر لزوم الجماعة، الذين في طاعة مَن اجتمعوا على تأميره، فمن نَكَثَ بيعتَه خرج عن الجماعة" [14].
وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من رأى من أميره ما يكره، فليصبرْ عليه، فإنَّه مَن فارق الجماعةَ شِبْرًا فمات إلاَّ مات ميتة جاهلية)) [15].
5 - وتطلق الجماعة على: أهلِ الحلِّ والعَقد، وهم العُلماء والأمراء والقَادة والوُلاة والقُضاة والأعيان، أو بعضهم إذا اجتمعوا على أمر من مَصالح المسلمين، كتولية إمامٍ وبيعته أو عزله؛ قال ابن بَطَّال: "والمراد بالجماعة: أهلُ الحل والعقد من كل عصر" [16].
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وتُطلق الجماعة على: الفريق من الناس اجتمعوا على شيء ما، وهي دون الجماعة الكُبرى مثل جماعة المسجد؛ ففي الحديث: ((مَن صلَّى العشاء في جماعة ... ))، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ ... ))؛ قال البخاري: "باب: اثنان فما فوقهما جماعة"، وذلك يعني في الصلاة.
وفي الحديث: ((كلوا جميعًا، ولا تفرَّقوا؛ فإنَّ البركةَ مع الجماعة)).
وَمَن حاول استقراءَ دلالاتِ اللفظِ في مَوارده المختلفة لا يَجده يَخرج عن هذه المعاني، ولكن قد يَجتمع أكثر من معنى في دلالة النصِّ الواحد.
7 - تعريفُ أهل السنة باعتباره عَلَمًا مركبًا:
أهلُ السنة والجماعة: هم أصحابُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والتابعون لهم بإحسان، وكل من التزم بمنهجهم [17]، واقتدى بهم واتَّبع سبيلَهم من المؤمنين المتمسكين بآثارهم إلى يوم القيامة.
وهم أهل الحديث، وأهل الأثر والسَّلف الصالح، والفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، الذين أخبر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عنهم: ((إنَّ بَنِي إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فِرقة، وتفترق أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة، كُلُّها في النار إلا واحدة))، فقيل له: ما الواحدة؟ قال: ((ما أنا عليه اليومَ وأصحابي)) [18].
وقد سُمُّوا: "أهل السنة"؛ لأنَّهم الآخذون بسنة رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - العالمون بها، العاملون بمقتضاها.
كما يقول الشافعي: "القول في السنة التي أنا عليها ورأيتُ عليها الذين رأيتهم، مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرارُ بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وأن الله على عرشه في سمائه، يقرب من خلقه كيف شاء، وينزل إلى السماء الدُّنيا كيف شاء ... " [19].
وسُمُّوا بالجماعة لأنَّهم اجتمعوا على الحق، وأخذوا به، واقْتَفَوا أَثَر جماعة المسلمين المستمسكين بالسنة من الصَّحابة والتابعين وأتباعهم، واجتمعوا على مَن وَلاَّه الله أمرَهم، ولم يشقُّوا عصا الطاعة، كما أمرهم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
ولقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في إحدى روايات الحديث السابق: ((هم الجماعة)).
فهم مَن اجتمعَ من أهلِ الإسلام "لم يتفرق عن السبيل إلى ملة أخرى"، على السنة والاتِّباع "لم يتفرق في السبيل لبدع وأهواء" بقلوبهم، أو بقلوبهم وأبدانهم ما أمكنهم ذلك.
تنبيه:
يستخدم ابنُ تيمية مُصطلح أهل السنة والجماعة بالمعنى الخاص؛ أي: أهل الاتِّباع لا الابتداع ممن سلم من الشُّبهات في الاعتقاد عند قوله: خلاف أهل السنة مع الأشاعرة كذا ... وهو المشهور بين أهل العلم.
كما يستخدم مُصطلح أهل السنة والجماعة بالمعنى العام؛ أي: أهل الملة والدين عند قوله: الخلاف بين أهل السنة والرافضة كذا ... فأهلُ السنة هنا مُصطلح عام لكل من كان على التوحيد، ويظهر ذلك بوضوح في كلامه في مِنْهَاج السنة لمن تدبَّره.
سلفية المصطلح:
يُعَدُّ مُصطلح أهلِ السنة والجماعة من المصطلحات السَّلفية، وليس من المصطلحاتِ الحادثة المبتدعة، التي ينتسب إليها بعضُ أصحاب الأهواء، أو يُطلقها أهلُ الباطل على أهل الحقِّ تنفيرًا من دعوتهم.
يقول ابنُ عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله - تعالى -: ?يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ? [آل عمران: 106]، "فأمَّا الذين ابيضت وجوههم، فأهل السنة والجماعة، وأمَّا الذين اسودت وجوههم، فأهل البدع والضلالة" [20].
قال سعيد بن جبير في قوله - تعالى -: ?وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى? [طه: 82]: "لزوم السنة والجماعة" [21].
قال سفيان الثوري: "إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة، وآخر بالمغرب، فابعث إليهما بالسلام وادْعُ لهما، ما أقلَّ أهلَ السنة والجماعة! " [22].
قال ابن تيمية: "ومذهب أهل السنة مذهب قديم معروف قبل أن يَخلُق الله - تعالى - أبا حنيفة ومالكًا والشافعي وأحمد، فإنَّه مذهب الصحابة الذين تلقَّوْه عن نبيهم - صلَّى الله عليه وسلَّم" [23].
فأهلُ السنة والجماعة غير مَحصورين في مكان أو زمان، ولكنَّهم يكثرون في مكان، ويَقِلُّون في آخر، وقد يكثرون في زمان، ويقلون في زمان، ولكنَّهم لا ينقطعون حتى يأتي أمر الله.
مصطلحات مرادفة لأهل السنة والجماعة:
أهل الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول اللالكائي: "كل من اعتقد مذهبًا، فإلى صاحب مقالته التي أحدثها ينتسب، وإلى رأيه يستند، إلاَّ أصحاب الحديث، فإنَّ صاحب مقالتهم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهم إليه ينتسبون، وإلى علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون، وعلى أعداء سنته بقُربِهم منه يصولون، فمن يُوازيهم في شرف الذِّكر، ويُباهيهم في ساحة الفخر وعُلُوِّ الاسم؟!
إذ اسمهم مأخوذٌ من معاني الكتاب والسنة، يشتمل عليهما؛ لتحققهم بهما، أو لاختصاصهم بأخذهما، فهم مُتردِّدون في انتسابِهم إلى الحديث بَيْنَ ما ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه؛ فقال تعالى ذكره: ?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ? [الزمر: 23]، فهو القرآن، فهم حَمَلَةُ القرآن وأهله وقُرَّاؤه وحفظته.
وبَيْنَ أن ينتموا إلى حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهم نقلته وحملته، فلا شَكَّ أنَّهم يستحِقُّون هذا الاسم؛ لوجود المعنَيَيْنِ فيهم.
والحمد لله الذي كمَّل لهذه الطائفة سهام الإسلام، وشَرَّفَهم بجوامع هذه الأقسام، ومَيَّزهم من جميع الأنام؛ حيثُ أعزهم الله بدينه، ورفعهم بكتابه، وأعلى ذكرَهم بسنته، وهداهم إلى طريقته وطريقة رسوله.
فهي الطائفةُ المنصورة، والفرقة الناجية، والعُصبة الهادية، والجماعة العادلة المتمسِّكة بالسنة، التي لا تريدُ برسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بديلاً، ولا عن قولِه تبديلاً، ولا عن سُنته تحويلاً، ولا يُثنيهم عنها تَقلُّب الأعصار والزَّمان، ولا يَلويهم عن سِمَتِها تغيُّر الحَدَثَيْنِ، ولا يصرفهم عن سِمَتِها ابتداعُ مَن كاد الإسلامَ ليصد عن سبيل الله، ويبغيها عوجًا، ويصرف عن طرقها جدلاً ولجاجًا، ظنًّا منه كاذبًا وتخمينًا باطلاً أنَّه يُطفئ نورَ الله، والله مُتِمُّ نورِه ولو كره الكافرون"؛ اهـ.
قال الجيلاني: " أهلُ السنة لا اسمَ لهم إلا اسم واحد، وهو: أصحاب الحديث".
قال البخاري في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تزالُ طائفة من أمتي))؛ "يعني: أصحاب الحديث".
ومصطلح أهلِ الحديث مُرادف لمصطلح أهل السنة؛ لذلك كتب العلماءُ بعضَ كتب العقيدة بهذا الاسم مثل:
• "اعتقاد أئمة الحديث"، لأبي بكر الإسماعيلي؛ أي: مُعتقد أهل السنة؛ يقول في أوله: "اعلموا - رحمنا الله وإياكم - أنَّ مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرارُ بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وقبول ما نطق به كتابُ الله - تعالى - وصَحَّت به الرِّوَاية عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم".
وقال في آخره: "هذا أصل الدِّين، والمذهب اعتقادُ أئمةِ أهل الحديث الذين لم تَشِنْهُم بِدْعة، ولم تلبسهم فتنة، ولم يَخِفُّوا إلى مكروه في دين، فتمسكوا مُعتصمين بحبلِ الله جميعًا، ولا تَفَرَّقوا عنه، واعلموا أنَّ اللهَ - تعالى - أوجب مَحبته ومَغفرته لمتبعي رسولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في كتابه، وجعلهم الفرقة الناجية والجماعة المتبعة، فقال - عزَّ وجلَّ - لمن ادَّعى أنه يُحب الله - عزَّ وجلَّ -: ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ? [آل عمران: 31] ".
• وكما سَمَّى أبو عثمان إسماعيل الصابوني رسالَتَه: "عقيدة السلف أصحاب الحديث".
• وكتاب "شعار أصحاب الحديث"، لمحمد بن أحمد بن إسحاق الحاكم، قال فيه: "باب ذكر الدليل على أنَّ الإيمان يزيد وينقص".
فليس المصطلحُ مقصورًا على الذين يَعتنون بالحديث دراية، بل كلِّ مَن استقام على السنة من أصحاب الحديث أو الفقه أو التفسير أو الجهاد أو غيرهم.
يقول ابن تيمية - رحمه الله -: "ونَحن لا نعني بأهلِ الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو رِوايته، بل نعني بهم: كلَّ مَن كان أحق بِحِفظه ومَعرفته وفهمه ظاهرًا وباطنًا، وكذلك أهل القرآن، وأدنى خصلة من هؤلاء: مَحبة القرآن والحديث والبَحث عنهما وعن مَعانيهما، والعمل بما علموه من موجبها" [24].
مصطلح السلف:
السلف لغة:
يقول ابن فارس: "سلف: السين واللام والفاء أصل يدُلُّ على تقدُّم وسَبْق، من ذلك السلف الذين مَضَوا، والقوم السلاف: المتقدمون".
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكرت في القرآن والسنة بهذا المعنى؛ ففي القرآن: ?فَلَهُ مَا سَلَفَ? [البقرة: 275]؛ أي: سبق وتقدم، وقال سبحانه: ?كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ? [الحاقة: 24]؛ أي: قدَّمْتم في الدنيا.
وفي السنة: قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لحكيم بن حزام: ((أسلمت على ما سَلَفَ من خير)) [25].
السَّلَفُ اصطلاحًا: هم الصَّحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم ممن تَمَسَّك بالسنة، ولم يُعرفْ ببدعة، فهو مصطلح يرادِف أهلَ السنة، ولا يَكفي في مُصطلح السلف البُعد الزَّمَنِي المشار إليه في معنى السلف لغةً، ولكن الاعتبار الأول هو مُوافقة سنة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلما كان الصَّحابة هم أعظم قرن تَمَسُّكًا بالسنة علمًا وعملاً، ثم التابعون، ثم تابعوهم؛ كما في الحديث: ((خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ... ))، كان للمعنى اللغوي اعتبار من هذا الوجه، فالصحابة خير سلف لنا.
الفرقة الناجية:
وهو مُصطلح مرادف لأهل السنة مبين لمآلها ومقصودها.
• فمقصود أهل السنة والجماعة: النَّجاة من عذاب الله ومُسبِّباته.
• ومآل أهل السنة والجماعة: هو النجاة يومَ القيامة من عذاب الله ووعيده.
يقول الجيلاني - رحمه الله -: "وأما الفرقة الناجية، فهي أهل السنة والجماعة" [26].
ويقول ابن تيمية في أول رسالة العقيدة الواسطية: "أمَّا بعد، فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة".
الطائفة المنصورة:
مصطلح الطائفة المنصورة هو مصطلح أخصُّ من أهل السنة أو مُرادف له.
فلو كانت النصرة بالسيف والسنان، كانت الطائفة المنصورة أخص، وفي الحديث: ((لا تزال طائفة من أُمَّتِي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خَذَلَهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك))، وفي رواية: ((يقاتلون على الحق))، وإن كان المقصودُ أنَّ الله ينصر مَن ينصرُه، وأنَّ الله وعد رُسُله والذين آمنوا بالنصر في الحياة الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد، ومعلوم أن كثيرًا من الرسل قتل أو مات وهو مُستضعف، وأهل السنة تَمُرُّ بهم السنون وهم في استضعاف تام، لكن اللهَ ناصرُهم، فهم طائفة منصورة، وهذا المعنى مُرادف لأهل السنة والجماعة.
الخارجون عن أهل السنة والجماعة:
لا يَخرج أحد عن أهل السنة والجماعة، بالمعنى الخاص "إلى فعل غير مُكفِّر"، أو بالمعنى العام "إلى فعل مُكفِّر" نقمةً عليهم، كما لا يَخرج من هذا الدين أحد سخطةً عليه؛ كما في حديث هرقل [27]، وإنَّما يَخرج لأحد سببين: "شبهة، شهوة".
1 - يخرج من مفهوم الجماعة لشبهة:
مثل المبتدعة وأصحاب الأهواء والمحدثات في الدين، كالقَدَرِيَّة، والجهمية، والمعتزلة، والرافضة، والصوفية، والخوارج، وهم كل مَن خرج عن إمامِ المسلمين الشَّرعي خروجًا يُؤدي إلى الشذوذ والشِّقاق والفُرقة وإثارة الفتنة، ويلحق بهم أصحابُ المذاهب الهدَّامة مثل العَلْمَانية والليبرالية والقومية والحَدَاثة.
2 - يخرج من مفهوم الجماعة لشهوة:
أهلُ الفسق والفجور المنظم، مثل: جماعة الليونز، والروتاري، وجماعات الشذوذ، وهم الذين لا يهتدون إلى السنة، ولا يكفُّون عن الغواية.
وليس لأحدٍ إخراج أحد من الناس عن أهل السنة، إلاَّ ببرهان كنور الشمس، كما لا يَجوز له إخراج أحد من الإسلام من باب أَوْلَى إلا بدليلٍ وبرهان.
فكم من مُتشدد في مسألة التحذير من التكفير - بحق وبغير حق - يُطلق العِنَان للسانِه في مسألة إخراج كلِّ مَن خالفه من أهل السنة والجماعة، أو من السلفيَّة، ورميه بالبدعة، بلا دليل ولا بُرهان، وقصر المصطلح عليه وعلى أتباعه! فلْيعلَم أنَّها شهادة ستكتب عليه، ويسأل عنها يوم القيامة، نسأل الله أنْ يَجعلنا من أهل السنة والجماعة اعتقادًا وقولاً وسلوكًا؛ إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.
ــــــــــــــــ
راجع مفصلاً في: "مفهوم أهل السنة والجماعة عند أهل السنة والجماعة"، للدكتور ناصر العقل، مقدمة كتاب "طريق الهداية: مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة"، للدكتور محمد يسري، و"أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى"، للشيخ محمد عبدالهادي المصري، و"مقدمة المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية على مذهب أهل السنة والجماعة"، للدكتور إبراهيم محمد البريكان، و"مقدمة مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية"، للشيخ عثمان جمعة ضميرية، و"مقدمة منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد"، للدكتور عثمان بن علي بن حسن، و"وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق"، جمال بادي.
[1] "لسان العرب"، (13/ 225)، مادة: سنن.
[2] "لسان العرب"، (13/ 225)، مادة: سنن.
[3] "مقاييس اللغة"، مادة: سنَّ.
[4] انظر: تفسير ابن كثير، (3/ 54).
[5] رواه اللالكائي في "أصول الاعتقاد"، (1/ 55)، وصححه الألباني.
[6] "جامع العلوم والحكم"، (2/ 120).
[7] انظر: "أصول الاعتقاد"، لللالكائي، (1/ 69).
[8] "مجموع الفتاوى"، لابن تيمية، (4/ 436).
[9] انظر: "فتح الباري"، (13/ 316).
[10] انظر: "فتح الباري"، (13/ 37).
[11] رواه أحمد في المسند، وقال الألباني: إسناده حسن ورجاله ثقات.
[12] رواه أحمد في المسند، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي".
[13] "الاعتصام"، للشاطبي، (2/ 261).
[14] "فتح الباري"، (13/ 37).
[15] متفق عليه.
[16] "فتح الباري"، (13/ 316".
[17] وقد ذكرتها تفصيلاً في مَقالة بعنوان: "منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال على مسائل العقيدة"، (موقع الألوكة).
[18] حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره.
[19] "العلو للعلي الغفار"، للذهبي، ص120.
[20] "شرح أصول الاعتقاد"، للالكائي، (1/ 54).
[21] "تفسير ابن كثير"، (3/ 162).
[22] "شرح أصول الاعتقاد"، للالكائي، (1/ 64).
[23] "منهاج السنة"، (2/ 601).
[24] "مجموع الفتاوى"، (4/ 91).
[25] متفق عليه.
[26] "الغنية"، ص85.
[27] في حديث هرقل: "فهل يرجع أحد منهم عن دينه سخطة له؟ "، السُّخْط والسَّخَط: الكراهية للشَّيء وعدم الرِّضا به.(/)
حلقات برنامج (على طريق التصحيح) للشيخ أبي الحسن المأربي على قناة (دليل) [تحديث مستمر]
ـ[ولد برق]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 12:36]ـ
http://www.sulaymani.net/banar/dalel.gif (http://mareb.org/bnnr.php?do=z&id=50)
إخواني الأعزاء
يسرنا في هذا المنتدى ان نقدم لكم حلقات برنامج
على طريق التصحيح
و الذي يقدمه خلوفة الأحمري و يستضيف فيه
فضيلة الشيخ أبو الحسن المأربي حفظه الله ونفع به
و قد سبق ان أعلنا عن البرنامج على هذا الرابط
برنامج (عن التفجيرات) للشيخ أبي الحسن المأربي على (قناة الدليل) كل جمعة و يعاد في ( http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=13090)
============================== ==================
الحلقة الأولى ( http://www.archive.org/download/1.tareek.tas7ee7/1.tareek.tas7ee7.maribee.avi)
http://www.sulaymani.net/mar/index.p...-57&Itemid=120 (http://www.sulaymani.net/mar/index.php?option=com_content&view=article&id=1164:2010-05-12-20-39-39&catid=43:2009-07-15-10-55-57&Itemid=120)
============================== ==================
و الموضوع متجدد إن شاء الله
والسلام عليكم
ـ[ولد برق]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:29]ـ
الحلقة الثانية
http://www.sulaymani.net/mar/images/don1.gif (http://www.sulaymani.net/video/tareg/tar2.avi)
و تليها ان شاء الله الحلقة الثالثة
ـ[ولد برق]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 05:53]ـ
إسم اللقاءالحلقة الثالثة
حجم الفلم145 m
الجودة متوسطه
تحميل اللقاء http://www.sulaymani.net/mar/images/don1.gif (http://www.sulaymani.net/video/tareg/tar3.avi)
ملخص اللقاء - لماذا يخجل البعض في الحديث عن الغلو مع مافي الغلو من خطورة
- مخاظر الغلو
- أسباب الغلو
- هل الجهاد محصور في قضية السيف أو أن الجهاد له وجوه عديده
- كلام ابن القيم في فضل جهاد العلم عن السيف
- اخطاء الحكام ووجود المنكرات
- طرق وسبل العلماء في علاج هذه المنكرات
- تصيف أخطاءالحكام
ـ[ولد برق]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 03:20]ـ
الحلقة الرابعة على موقع الشيخ
إسم اللقاءالحلقة الرابعة
حجم الفلم139 m
الجودة متوسطه
تحميل اللقاء
http://www.sulaymani.net/mar/images/don1.gif (http://www.sulaymani.net/video/tareg/tar4.avi)
ملخص اللقاء
ما المراد بأصول وضوابط التكفير
- التكفير حكم شرعي سمعي لابد أن يكون مستند إلى دليل شرعي
- حكم التكفير المعين راجع لعلماء الأمة وقضاة الإسلام
- الكلام في هذا الباب لا يكون إلا بعدل
- لابد من توفر شروط التكفير وامتناع موانعه
- من ثبت إسلامه بيقين فلا يكفر إلا بيقين -
- الكلام على موانع التكفير
- الكلام على الكفر بصريح القول لا بلازم القول
- لماذا ضوابط التكفير بعيده عن شبابنا
على موقع اخر
============================== ==================
الحلقة الرابعة ( http://www.archive.org/download/11hhdd/4.tareek.tas7ee7.maribee.avi)
ضوابط التكفير [1] ( http://www.archive.org/download/11hhdd/4.tareek.tas7ee7.maribee.avi)
============================== ==================
ـ[مأرب]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 12:55]ـ
شكر الله لك هذا النقل المميز.
ولمتابعة بقية الحلقات على موقع الشيخ أبي الحسن ( http://www.sulaymani.net/mar/index.php?option=com_content&view=article&id=1164:2010-05-12-20-39-39&catid=43:2009-07-15-10-55-57&Itemid=120)(/)
الرد على الكاتب محمد بن ناصر الأسمري للشيخ صالح بن فوزان الفوزان* حفظه الله*
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 01:01]ـ
الرد على محمد بن ناصر الأسمري
قرأت في صحيفة الوطن عدد الاثنين 9 جمادى الأولى 1430 هـ كلاما للكاتب: محمد ناصر الأسمري ينقله عمن سماها: أبكار كلاما تقول فيه حسب نقله: فلم تعبد الأصنام في شبه الجزيرة العربية بصفتها آلهة قائمة بذاتها وإنما هي لا تمثل إلا تماثيل الشفعاء لم تعبد إلا بصفتها شفعاء إلى الله ويقينا أن هذا في ضوء الحقيقة ليس شركا فإن الشيء الذي يتخذ شفيعا إلى شيء آخر لا يعدل هذا الشيء الآخر مساويا، ثم قال الكاتب مقرا هذا الكلام الذي نقله: لقد مرت الأديان في شبه جزيرة العرب بأطوار كلها في مسارات التوحيد، إلى أن قال: عسى الله أن ينور قلب وعقل الباحثين إلى اتباع الحق والبعد عن التزلف والتزييف فالتاريخ صناعة وصنعة لذوي الحجج والأفهام والقلوب النابضة لا القلوب الراجفة الواجفة. انتهى كلام الكاتب.
وأقول: سبحان الله كيف يصدر هذا الكلام من رجل نشأ في بلاد التوحيد وتعلم في مدارسها وقرأ كتاب الله وسنة رسوله فهو يقر الكاتبة ويستشهد بقولها أنه لم يحدث شرك في شبه الجزيرة العربية وأين هو مما ذكره الله في القرآن الكريم عن العرب من عبادتهم الأصنام عموما واللات والعزى ومناة خصوصا ولما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة غير الله من الأصنام وغيرها قالو: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} وقال تعالى عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} وأما قول صاحبة الكتاب الذي نقل منه الكاتب: لم تعبد الأصنام بصفتها آلهة مستقلة وإنما عبدت لكونها شفعاء والشفيع لا يساوي المشفوع عنده فنقول: عبادة الشفعاء تعتبر شركا أكبر لأن العبادة حق لله وحده وقد سمى الله ذلك شركا في قوله: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} فسمى فعلهم هذا شركا نزه نفسه عنه وسماه كفرا وكذبا في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} فأهل الإيمان الذين قال عنهم الكاتب: القلوب الراجفة الواجفة يخافون الله ويعتقدون ما في كتاب الله من تسمية هذا العمل شركا وكفرا، هذا ما أردت التنبيه عليه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
كتبه:
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 01:02]ـ
لا حول و لا قوة إلاَّ بالله.
{أولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون}(/)
النبوة .. والرسالة .. وتقسيم الذهبي
ـ[الواحدي]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 04:33]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جاء في سِيَر أعلام النبلاء (ج1، ص 129):
"وَوَرَقَةُ لَوْ أَدْرَكَ هَذَا (أي: تعذيب بلال، رضي الله عنه) لَعُدّمِنَ الصّحَابَةِ، وَإِنَّمَا مَاتَ الرّجُلُ فِي فَتْرَةِ الوَحْيِ، بَعْدَ النُّبُوّةِ، وَقَبْلَ الرّسَالَةِ، كَمَا فِي الصّحِيْحِ ".
وسؤالي: هل سُبِق الذهبي إلى هذا التمييز بين النبوّة والرسالة؟ ومتى تبدأ مرحلة الرسالة وفق هذا التقسيم؟ وهل هذا التقسيم مسلَّم للذهبي، رحمه الله؟ أم هو قابل للمنازعة؟
بارك الله فيكم.(/)
مناقشة شيخنا الحبيب / سالم الطويل مع أشعري. . رائعة
ـ[طاهر مراد الجزائري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 12:34]ـ
لحمد لله رب العالمين و الصلاو و السلام على نبينا و حبيبنا محمد و على آله و صحبه أجمعين. . وبعد
هذه مناقشة لشيخنا و حبيبنا / سالم الطويل حفظه الله. . مع أشعري في أمريكا شاهد أخي الكريم لتعلم كيف أن عقيدة أهل السنة و الجماعة هي عقيدة الفطرة الصافية الخالية من الفسططات و الفلسفات المعقدة.
الرابط من موقع الشيخ الكريم. .
http://www.saltaweel.com/lectures/10
منقول من منتدى المحجة ......
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:33]ـ
بارك الله فيك.
وقد سمعتها من قبل , وهي مفحمة مقحمة لهذا الأشعري -هداه الله -!
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:14]ـ
رائعة!
تم نشرها على اليوتوب بعنوان:
من روائع المناظرات في الصفات بين أهل السنة والصوفية
في 8 أجزاء
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 03:17]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 05:32]ـ
جميل جدا بارك الله فيكم ... وأجزل لكم الأجر والمثوبة(/)
قضية تلبس الجان ببدن الإنسان: حقائق لا تخفى!!!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 01:48]ـ
قضية تلبس الجان ببدن الإنسان
حقائق لا تخفى!
بقلم: خباب بن مروان الحمد
الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم أجمعين:
فلقد استمعت لعدد من البرامج وكلام بعض الشيوخ النافين لدخول الجان بالإنسي، وأنَّ تصديق ذلك محض خرافة وخبط من القول ما أنزل الله به من سلطان، وأنَّ من يصدِّق ذلك فإنَّما يصدق الخرافات والخزعبلات، وبعيداً عن تسمية الأشخاص بأعيانهم، ولضرورة تبيان خطأ هذا القول ولرواجه في هذا الزمن (وبالذات) عبر بعض المنتسبين للعلم والمشيخة، فإنَّ من الضرورة التنبيه على خطأ النافين لدخول الجان في بدن الإنسان بعد مشيئة الله وقدرته.
فالقول الذي يعتقده أهل السنة والجماعة ديانة لله تعالى، أنَّ الجني يتلبَّس الإنسي وينطق على لسانه ويتحدث فيه ويؤذيه
وقد أجمع على ذلك علماء أهل السنة والجماعة ولم يخالف في هذا إلا الفرق الضالة كالشيعة والمعتزلة، وقد نقل الإجماع على هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، وذكر عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة ونقل ذلك أيضا عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور، ولأجل ذلك يقول العلامة ابن حجر الهيثمي (توفي سنة 974هـ): "فدخوله (أي الجني) في بدن الإنسان هو مذهب أهل السنة والجماعة".
• الأدلة من القرآن:
1) من الأدلة على تلبس الجني بالإنسي المراد الدخول به ما في كتاب الله تعالى قوله تعالى (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس).
قال الإمام القرطبي في تفسيره عند هذه الآية: (في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنَّه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس.
وقد تحدثَّ العلامة السيد محمود أفندي الألوسي عن المس الشيطاني للإنسان مستشهداً بقوله تعالى: ?الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس? سورة البقرة: 275 () ثم قال: "واعتقاد السلف وأهل السنة أن ما دلت عليه أمور حقيقة واقعة، كما أخبر الشرع عنها، والتزام تأويلها كلها يستلزم خبطاً طويلاً لا يميل إليه إلا المعتزلة ومن حذا حذوهم، وبذلك ونحوه خرجوا عن قواعد الشرع القويم، فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.
ويقول سيد قطب "إن صورة الممسوس المصروع صورة معروفة معهودة عند الناس، والنص القرآني يستحضرها لتؤدي دورها الإيجابي في إفزاع حس الإنسان المرابي واستجاشة مشاعره"
2) ومن الادلة على ذلك من كتاب الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (سورة الأعراف – الآية 201)
قال ابن كثير: (إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان، فقيل: بمعنى واحد، وقيل: بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه) (تفسير القرآن العظيم – 2/ 267)
• الأدلة من السنة:
1) ومن الأدلة من السنة ما ورد عن عطاء بن رباح قال: قال لي ابن عباس - رضي الله عنه –: (ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك؟ فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها) (متفق عليه) قال الحافظ بن حجر في الفتح: (وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت: إني أخاف الخبيث أن يجردني، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها ثم قال: وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى) (فتح الباري – 10/ 115) وقد قال الحافظ ابن كثير عن الحديث الذي في مسند البزَّار: له
(يُتْبَعُ)
(/)
شاهد في صحيح البخاري ومسلم، كما في البداية والنهاية: 6/ 298.
2) عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال: (لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ابن أبي العاص؟) قلت: نعم! يا رسول الله! قال: (ما جاء بك؟) قلت: يا رسول الله! عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي قال: (ذاك الشيطان ادنه) فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال، فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: (أخرج عدو الله!) ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال: (الحق بعملك) (أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب (46) – برقم (3548)، وصححه الحاكم في المستدرك، وصححه البوصيري في " مصباح الزجاجة " – 4/ 36 – السنن)، وقال الألباني حديث صحيح، انظر: صحيح ابن ماجة 2858، وصححه الدكتور بشار عواد معروف.
3) عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم – أي طرف من الجنون - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" أخرج عدو الله أنا رسول الله " قال: فبرأ فأهدت له كبشين وشيئا من أقِط وسمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا يعلى خذ الأقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر) أخرجه أحمد والطبراني وذكره التبريزي في مشكاته وقال: صحيح لشواهده، وقد ذكره الإمام ابن كثير في (البداية والنهاية (6/ 146) ضمن أحاديث أخرى ثم قال بعدها: (فهذه طرق جيدة متعددة تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحر أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة)
4) عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب) (صحيح أبو داوود 1375) (صحيح الجامع 426) وهذا يدل على أن الجني يدخل في الإنسان حالة غفلته.
قال الحافظ في الفتح: (فيحتمل أن يراد الدخول حقيقة، وهو وإن كان يجري من الإنسان مجرى الدم، لكنه لا يمكن منه ما دام ذاكرا الله تعالى، والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر، فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة، ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه، لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه) (فتح الباري – 10/ 628
5) وجاء في حديث أسامة بن زيد قال: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته التي حجها، فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة [معها صبي لها] فسلمت عليه صلى الله عليه وسلم فوقف لها، فقالت: يا رسول هذا ابني فلان، والذي بعثك بالحق مازال في خنق واحد منذ ولدته إلى الساعة – أو كلمة تشبهها فاكتنع ـ أي: حضر ودنا ـ إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط يده فجعله بينه وبين الرحل، ثم تفل في فيه، ثم قال: اخرج عدو الله فإني رسول الله، ثم ناولها صلى الله عليه وسلم إياه فقال: خذيه فلن ترى معه شيئا يريبك بعد اليوم إن شاء الله تعالى قال أسامة رضي الله عنه: وقضينا حجتنا ثم انصرفنا، فلما نزلنا بالروحاء فإذا تلك المرأة أم الصبي، فجاءت ومعها شاة مصلية فقالت: يا رسول الله، أنا أم الصبي الذي أتيتك به، قالت: والذي بعثك بالحق ما رأيت منه شيئا يريبني إلى هذه الساعة. قال أسامة رضي الله عنه: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أسيم قال الزهري -: وهكذا كان [يدعوه] به لخمسة – ناولني ذراعها. قال: فامتلخت (أي: انتزعت الذراع وسللتها) الذراع فناولتها إياه صلى الله عليه وسلم فأكلها صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أسيم، ناولني الذراع: فامتلخت الذراع فناولتها إياه فأكلها صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا أسيم، ناولني الذراع. فقلت: يا رسول الله، إنك قد قلت: ناولني فناولتكها فأكلتها، ثم قلت: ناولني فناولتكها فأكلتها، ثم قلت: ناولني الذراع، وإنما للشاة ذراعان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو أهويت إليها ما زلت تجد فيها ذراعا ما قلت لك، ثم قال صلى الله عليه وسلم: يا أسيم، قم فاخرج فانظر هل ترى مكانا يواري رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرجت فمشيت حتى حسرت وما قطعت الناس و [ما] رأيت شيئا
(يُتْبَعُ)
(/)
أرى أنه يواري أحدا وقد ملأ الناس ما بين السدين، فأخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم: فهل رأيت شجرا أو رجما؟ قلت: بلى، قد رأيت نخلات صغارا إلى جانبهن رجم من حجارة. فقال صلى الله عليه وسلم: يا أسيم، اذهب إلى النخلات فقل لهن: يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحق بعضكن ببعض حتى تكن سترة لمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقل [ذلك للرجم] فأتيت النخلات فقلت لهن الذي أمرني به، فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر تعاقرهن بعروقهن وترابهن حتى لصق بعضهن ببعض، فكن كأنهن نخلة واحدة، وقلت ذلك للحجارة، فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا حتى علا بعضهن بعضا، فكن كأنهن جدار، فأتيته صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم: خذ الإداوة، فأخذتها، ثم انطلقنا نمشي، فلما دنونا منهن سبقته صلى الله عليه وسلم فوضعت الإداوة، ثم انصرفت إليه فانصرف صلى الله عليه وسلم حتى قضى حاجته، ثم أقبل عليه الصلاة والسلام وهو يحمل الإداوة، فأخذتها منه ثم رجعنا، فلما دخل صلى الله عليه وسلم الخباء قال لي: يا أسيم، انطلق إلى النخلات [فقل لهن]: يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترجع كل نخلة إلى مكانها، وقل ذلك للحجارة. فأتيت النخلات فقلت لهن [الذي] قال، فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تعاقرهن بترابهن حتى عادت كل نخلة إلى مكانها وقلت ذلك للحجارة، فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا حتى عاد كل حجر إلى مكانه، فأتيته صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك.
أخرجه البيهقي في الدلائل: (6/ 25 ـ 26) وأخرجه أبو نعيم في الدلائل كذلك برقم (298) وأخرجه البوصيري في زوائد العشرة، وحكم ابن حجر على هذا الحديث في المطالب العالية (4/ 197) فقال: إسناده حسن.
6) ما رواه البخاري ومسلم وأبو داود عن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال صلى الله عليه وسلم "على رسلكما، إنها صفية بنت حيي، فقالا: "سبحان الله يا رسول الله! فقال صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً، أو شيئا".
وقد استدل بهذا الحديث على قدرة الجن سلوك بدن الإنسان جماعة من علماء وأئمة أهل السنة والجماعة منهم: القرطبي في تفسيره، وابن تيمية في فتاويه، وابن حجر الهيثمي وردَّ به على المعتزلة منكري ذلك، والبقاعي في تفسيره، وابن حجر العسقلاني في بذل الماعون، والعلامة موفق الدين بن عبد اللطيف البغدادي، والقاسمي في تفسيره، وحكى النووي أن بعض علماء الشافعية استدلوا بالحديث على أن الله جعل للشيطان قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان مجاري دمه.
فهل كل هؤلاء العلماء يأخذون بالخرافات التي يدعيها غيرهم على من يقول بدخول الجان في بدان الإنسان؟
• دليل المشاهدة والحس:
دخول الجني بالإنسي الذي يريد ويتقصد الدخول فيه أمر واضح ومشاهد عيانا بياناً وأروي قصةَّ وقعت أمام عيني قبل عشرة سنوات حيث كنت في المسجد الحرام وكانت هنالك امرأة تطوف حول الكعبة وكان زوجها معها وقد كانت تقرأ القرآن وسورة الإخلاص كما تحدث بذلك زوجها أمام ملأ من الناس، فحينما كانت تقرأ القرآن صُرِعَت وألقي بها على الأرض فبدأت تتكشَّف، وذلك من شدة وقع الآيات التي كانت تقرأها وقوة هذه الآيات على ذلك الجني المتلبس بها، حتى جاء بعض الفضلاء من حفظة القرآن والرقاة وقاموا يقرؤون عليها، فبدأت تدفعهم دفعاً شديداً ولقد رأيت بأم عيني أكثر من سبعة رجال قد وضعوا عليها عدداً من سجاجيد المسجد الحرام الثقيلة وهي تدفعهم دفعاً شديداً وكل واحد منهم يضغط على جزء من جسدها من فوق السجاجيد ومعهم زوجها وهي تدفعهم بقوَّة، ثم بدأ الجني ينطق وقد سمعته بأذني وكان صوته صوت رجل يتحدث على لسانها، وكان يقول لمن يقرأ عليه لقد أحرقتني بالآيات القرآنية، فمضى القارئ للقرآن يقرأ عليها الآيات وذلك الجني يتكلم ويحاول أن يستغفل ذلك القارئ لكي يخف عليه ما يجده من ألم من قوة الآيات القرآنية التي يقرأ بها
(يُتْبَعُ)
(/)
عليها.
ومن الادلة التي تشهد بذلك في عصر الصحابة ما قاله محمد بن سيرين: (كنا عند أبي هريرة – رضي الله عنه – وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط فقال: بخ بخ، أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيا علي، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون، ما بي إلا الجوع) (فتح الباري – 13/ 303)
ووجه الدلالة واضح وهو أنَّ من مرَّ من الصحابة رضوان الله عليهم بأبي هريرة كان يظنه مجنونا فيضع رجله على رقبته؛ لأن من علاج الجن وإخراجهم الضرب حتى يخرج من بدن المصروع، ولهذا قال الذهبي معقبا على الأثر آنف الذكر: (كان يظنه من يراه مصروعا، فيجلس فوقه ليرقيه أو نحو ذلك) (سير أعلام النبلاء – 2/ 590 – 591)
لهذا نقل ابن تيمية عن الإمام أحمد قائلاً له ابن عبد الله: (قلت: لأبي إن أقواما يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني، يكذبون. هو ذا يتكلم على لسانه)، وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان. وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك). ا هـ.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين] الموجود في مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق. (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك. ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون أن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه. وهذا مبسوط في موضعه).
لقد قال ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد المجلد الرابع صفحة 66ـ 99 حث قال: "شاهدت شيخنا يقصد ابن تيمية يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول: قال لك الشيخ اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع"
فما حجَّة القائلين بهذا بعد هذا؟
فإن قالوا هذه خرافات، فإنا نقول إنَّ الخرافة وجود أمر لا يصدَّق شرعاً ولا حسَّاً ولا واقعاً، فكيف والذي نقوله هو بخلاف الخرافات بل هو ملاحظ ومشاهدا حسا وبيانا، ونلحظ ذلك دليلا أثراً من القرآن والسنَّة، ونظراً بمشاهدة ذلك حساً وواقعاً معاينا، بل القول بخلاف ذلك نقض للعقلانية ممَّن يدعي العقلانية!!
والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــ
• المقال منشور في موقع رسالة الإسلام على هذا الرابط:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=15&aid=16182
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 09:44]ـ
2) ومن الادلة على ذلك من كتاب الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (سورة الأعراف – الآية 201)
قال ابن كثير: (إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان، فقيل: بمعنى واحد، وقيل: بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه) (تفسير القرآن العظيم – 2/ 267)
هل كون القول بدخول الجني بدن الانسي هو الحق الذي يريد اثباته كاتب المقال، يجيز له أن يحشد أي أقوال مهما كانت ضعيفة أو معيبة لاثبات ما يريد، ويدعي أن القرآن يقصد ذلك؟؟
ليدعي بعض الناس بعد ذلك أن هذا القول علية ثلاث أدلة من القرآن وسبعة من السنة وخمسة عشر من الآثار فيمثل ذلك ارهاباً فكرياً للمخالف لأنه ليس بوسعه معاندة كل هذه الادلة وحكايات الاجماع.
أليس من المحرمات القطعية " وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " أم يكفي أن يقول أي قائل أي كلام - حتى ولو كان مجهولا كما في حالتنا - ليتلقف كلامه وإن كان ساقطاً.
لو كان معنى المس في الآية الصرع فبالله عليكم ما معنى تذكروا فإذا هم مبصرون؟؟؟؟!!!!!!
تذكروا ماذا إذا اصابهم الصرع؟؟؟؟ فإذا هم مبصرون لأي شيء؟؟؟
فالآية واضحة الدلالة:
" إن الذين اتقوا إذا عرض لهم عارض من أسباب الشيطان، ما كان ذلك العارض، تذكروا أمر الله وانتهوا إلى أمره - فإذا هم مبصرون هدى الله وبيانه وطاعته فيه، فمنتهون عما دعاهم إليه طائف الشيطان. " ابن جرير الطبري في التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 10:26]ـ
قال ابن حزم - رحمه الله وطيب ثراه - في كتابه الفصل:
" وأما الصرع فان الله عز وجل قال " كالذي يتخبطه الشيطان من المس " فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع إنما هو بالمماسة فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئا ومن زاد على هذا شيئا فقد قال ما لا علم له به وهذا حرام لا يحل قال عز وجل " ولا تقف ما ليس لك به علم " وهذه الأمور لا يمكن أن تعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه صلى الله عليه وسلم ولا خبر عنه عليه السلام بغير ما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق فصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه كما جاء في القرآن يثير به طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خلاف منهم فيحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده وهذا هو نص القرآن وما توجبه المشاهدة وما زاد على هذا فخرافات من توليد العزامين والكذابين وبالله تعالى نتأيد "
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 02:39]ـ
أوافقك يا أخ شريف على أن كثيرا من هذه الأدلة التي ساقها كاتب المقال ليست من تلك البابة عند التأمل. ولكن أسألك بالله - وقد سقتَ إلينا هذا النقل عن ابن حزم رحمه الله - ما قولك في حديث الصبي الذي تفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيه - وفي رواية ضرب على ظهره - وقال (اخرج عدو الله)؟؟؟ (والحديث صالح للحجاج عند أئمة الصنعة من المتقدمين والمتأخرين بلا منازع)
زد على هذا ما ثبت بالحس والمشاهدة من سالف القرون وإلى يومنا هذا، وعند سائر أهل الملل، هل كل هذا لم يكن إلا مسا من الخارج فقط؟ أنا أعجب والله، ما وجه إنكار من أنكر التلبس من المتأخرين والمعاصرين وقد توافر فيه ما توافر من الآثار المروية والمشاهدات الحسية ولم نسمع أحدا من السلف الأول أو الأئمة أنكره (مع قوة الداعي إلى نقل ذلك الإنكار إن وقع)؟؟؟ ما مشكلة القوم في معنى التلبس؟؟ الذي أعقله وأتصوره أن المتكلمين لما نفوا، نفوا معنى المس جملة واحدة لفساد في أصولهم العقلية ومصادر التلقي عندهم! أما أن يأتي من يفرق بين المس والتلبس يقول أثبت المس (أي من الخارج) وأنفي التلبس فما وجه هذا التفريق عنده ومن أين جاء به؟؟ أهو من اللغة؟ إن كانت اللغة مستنده في التفريق بين معنى المس والتلبس، فإن اللغة تقبل أن تطلق كلمة (مس) ويراد التلبس به أو الدخول به! ألم تسمع قول الله تعالى ((قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)) [آل عمران: 47] قالت ((يمسسني)) وأرادت ((يدخل بي: أي بما ينشأ عنه الولد))
وقال تعالى: ((لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [المائدة: 73] فهل "مس" العذاب الأليم المذكور هنا لن يكون إلا من الخارج فقط؟؟
الشاهد أن لفظة (مس) قد تطلق ويراد بها المس وما وراءه! فالذين قبلوا المس وأنكروا التلبس والدخول بالجسد لا حجة لهم في اللغة! كما أنهم لا حجة لهم في العقل، ولا النص ولا المشاهدة ولا الحس، وكل ذلك جميعا يبطل دعواهم، فماذا بقي لهم؟؟؟
معلوم أن طريقة أهل العلم الجمع بين النصوص - وغيرها من الأدلة كالمشاهدة والحس - ما لم تتعارض، والتلبس يصح أن يكون هو المعنى المراد من المس - لغة - ويصح أن يكون صورة من صوره، فلو أننا - معاشر أهل السنة - لم نقف إلا على حديث الصبي لحملنا معنى المس في قوله تعالى ((الذي يتخبطه الشيطان من المس)) على التلبس والدخول بالجسد، إذ معنى "التخبط من المس" يحتمله!!
فما وجه اعتراض النفاة على هذا المسلك؟؟
دع عنك الإجماع المروي فإني لم أقف عليه، ولكن إن كان غاية حجة النفاة ما في كلام ابن حزم رحمه الله، فإني لا أظن به إلا أنه لم يثبت لديه هذا الخبر، وإلا فلو ثبت عنده لكان أول المثبتين لدخول الجني في جسد المصروع!
/// ثم تأمل - رحمني الله وإياك - قوله في هذا النقل الذي نقلته عنه:
فصح أن الشيطانيمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه كما جاء في القرآن يثير به طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خلاف منهم فيحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده وهذا هو نص القرآن وما توجبه المشاهدة وما زاد على هذا فخرافات من توليد العزامين والكذابين وبالله تعالى نتأيدأقول إن كان الإمام يقبل الاحتجاج بما يخبر به المصروعون عن أنفسهم "بلا خلاف" وبما توجبه المشاهدة، كما يظهر في كلامه الذي علمتُ عليه باللون الأحمر، فمن باب أولى أن يقبل القول بالتلبس والدخول في جسد الجني فإن أقوال المصروعين به متواترة معلومة بلا خلاف، ومن الدلائل الحسية عليها ما يفوق الحصر!!
ولا أظنك يا أخ شريف توافق الإمام رحمه الله على كلامه عن "الأبخرة التي تتصاعد إلى الدماغ"، إذ هذه في الحقيقة لم ترد في نص من قرءان ولا سنة، ولم نقف على قائل بها من المصروعين ولا ظهرت لأحد بالمشاهدة، ولعلها أولى - عند التحقيق - بمعنى الخرافة من غيرها، والله المستعان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 09:33]ـ
سيدي العزيز: أنا لم أسق كلام ابن حزم مقراً لكل مافيه ولكن للرد على ادعاءات الاجماع.
أما الاستدلال بالحديث - وأرجوك أن تصبر علي - هل في موضوع مثل هذا يرتبط بخبر غيبي وعقيدة يمكن الاعتماد على حديث لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة سوى ابن ماجه، إن أغلب علماء المسلمين كانوا يشترطون التواتر لاثبات مثل هذه الامور، هل يمكن ان نسأل أنفسنا ما الذي أذهل الأئمة مثل البخاري ومسلم مثلا عن رواية مثل هذا الحديث؟
النبي عاش مع أصحابه بعد البعثة 23 عاماً في مكة والمدينة وغيرها هل في خلال هذه الفترة لم تتلبس الشياطين إلا بهذا الصبي؟
ولو كان غير ذلك فلماذا لم ينقل إلينا، فإن مثل هذه الأمور الغريبة تتوافر الدواعي على نقلها وحكايتها والتعجب منها.
ثم لا تقل لي الحس والمشاهدة - كما تكرر كثيراً في أصل البحث - فأنت وأنا وغيرنا نشاهد ونحس تغيراً في سلوك العليل وطبيعته، ولكننا نرى ظواهر فقط، وليس معناها بالتأكيد أن جنياً داخله هو الذي يفعل ذلك بل هو تفسير للبعض لهذه الظواهر، والأطباء يرون هذه الظواهر ويفسرونها تفسيرات أخرى، والنفس البشرية معقدة جداً وبها الكثير من الأسرار التي لا يعلمها الا الله " وما أوتيتم من العلم الا قليلاً "
ثم أين نحن من كلام الله الذي يؤكد مراراً على أن الشيطان ليس له على الانسان أي سلطان لا سيما المؤمنين، ألا ترى أن المفهوم من هذه الآيات يخالف القول بتلبس الجني ببدن الانسي والتصرف فيه بغير مشيئة الانسي واختياره وطبيعته؟؟
أرجو أن تستمر في النقاش بنفس طبيعتك الهادئة ولك جزيل الشكر.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 02:20]ـ
هل في موضوع مثل هذا يرتبط بخبر غيبي وعقيدة يمكن الاعتماد على حديث لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة سوى ابن ماجه، إن أغلب علماء المسلمين كانوا يشترطون التواتر لاثبات مثل هذه الامور، هل يمكن ان نسأل أنفسنا ما الذي أذهل الأئمة مثل البخاري ومسلم مثلا عن رواية مثل هذا الحديث؟
أخي شريف، دعواك أن أغلب علماء المسلمين كانوا يشترطون التواتر لقبول أخبار الغيب والعقائد دعوى عارية عن الصحة، وهي - عندي وعند القائمين على هذا المجلس - مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، وقد سبق النقاش فيها في هذا المجلس من قبل، فحبذا ألا نعاود فتح هذا الباب، بارك الله فيك.
النبي عاش مع أصحابه بعد البعثة 23 عاماً في مكة والمدينة وغيرها هل في خلال هذه الفترة لم تتلبس الشياطين إلا بهذا الصبي؟
لم يزعم أحد هذا الزعم - وإن كان لا يمتنع عقلا! - ومع ذلك نقول إن في ورود رواية واحدة صحيحة عما فعله النبي عليه السلام بصبي تلبسه جني، ما يكفي عند عقلاء الصحابة والتابعين لإثبات هذا المعنى بما يغني عن نقل العديد من الأخبار المرفوعة المشابهة! وكما سبق أن ناقشتك من قبل في مسألة اشتراط التواتر (ولعلك تذكر) = فقد أرى أنا ويرى غيري أن خبرا في أحكام الصلاة أو في شروط الطهارة - مثلا -، أولى بأن يحرص المسلمون على نقله بالتواتر من خبر كهذا!! إذ سواء كان هذا الإيذاء من وسوسة خارجية أو من تلبس ودخول بالجسد - مع ثبوت حقيقة الإيذاء نفسه - فالعمل المبني على المعنيين واحد على أي حال، وهو ما يعنينا ويعني سائر العقلاء في النهاية! ومع هذا فقد قبل المسلمون أخبار الآحاد في مثل هذا وفي مثل ذاك، ما دام النقل سالما من العلة التي يترجح معها بطلانه!
فأرجو ألا نعاود تكرار ما فرغنا منه من قبل من الكلام في قضية خبر الآحاد هذه!
وإن كنت متسائلا عن الداعي لنقل الخبر .. فالصحيح في هذا المقام أن يقال: لماذا لم يظهر من الأخبار ما يتواتر بتكذيب هذا المعنى الثابت في ذلك الخبر الواحد لو لم يكن سائغا مقبولا عند الصحابة والسلف، مع غرابة القول بأن الجني يدخل في جسم الإنسان؟؟؟ هذا لا يلزم منه إلا أن يكون الناس قد قبلوا هذا الخبر الواحد وما وافقه دون معارض، وإلا لاشتد الداعي إلى نقل ذلك الخبر المعارض إن وجد، وهو ما لم نره!! بل رأينا ما تواتر من أخبار مشابهة عن أئمة المسلمين عبر قرون الأمة ممن اشتغلوا بمعالجة تلك الحالات، حتى ظهرت تلك المعارضة التي تنافح أنت عنها لاحقا في القرون المتأخرة بلا سلف معتبر!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أين نحن من كلام الله الذي يؤكد مراراً على أن الشيطان ليس له على الانسان أي سلطان لا سيما المؤمنين، ألا ترى أن المفهوم من هذه الآيات يخالف القول بتلبس الجني ببدن الانسي والتصرف فيه بغير مشيئة الانسي واختياره وطبيعته؟؟
أخي أنت تشهد بأن من ظواهر النفس البشرية المعقدة ما يؤدي بالإنسان - مؤمنا كان أو كافرا - إلى إتيان أفعال لا تحكم له بها، والظهور على صورة من فقد السيطرة على نفسه وكأن هناك من يتحكم فيه في تلك الحالة ويسلبه إرادته! فإن ادعينا نحن أن لدينا من الأدلة ما يثبت أن من هذا - وليس جميعه بالضرورة - ما يرتبط بدخول الشيطان في جسد ذلك المبتلى، فلا يكن احتجاجك علينا بأنه "ليس له على الإنسان أي سلطان لا سيما المؤمنين"!!
قال تعالى:
((إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)) [الحجر: 42]
والسلطان المراد في هذه الآية كما هو واضح ليس الإيذاء أو المس أو التلبس أو نحوه، وإنما المراد إهلاكهم وإيرادهم النار يوم القيامة! وهو معنى احتناكه إياهم كما في قوله تعالى:
((قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً)) [الإسراء: 62]
فهذه النصوص لا تنفي أن يمس المؤمن أذى من فعل الشيطان في الدنيا بهذا الإطلاق الذي يبدو لي أنك تتصوره، وإنما تنفي أن يكون الشيطان سببا في هلاكه في الآخرة كما في عهده على نفسه في قوله ((لأقعدن لهم صراطك المستقيم)) وقوله ((رب بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)) [الحجر: 39]!
والله يحفظ المؤمنين في الدنيا من إيذاء الشيطان بالذكر والعمل الصالح، ولكنها أسباب - كسائر أسباب الوقاية - قد يرد الله تعالى ابتلاءا لذلك المؤمن أن تتخلف عن وقايته من إيذاء الشيطان فيتعرض لما يتعرض له المصروعون، نسأل الله العافية!
فالشاهد أن الآيات ليس في مفهومها ما يخالف معنى المس والتلبس والإيذاء! وكل هذا لا يعدو أن يكون من كيد الشيطان الذي وصفه الله بأنه ضعيف، ووجه ضعفه أنه لا يغنم به الشيطان من المؤمن ما يطمع فيه من إهلاكه في الآخرة! ولكنك تراه في المقابل يحتنك بهذه الأشياء وبغيرها الكفار والمشركين أشد ما يكون ذلك، حتى يميتهم عبيدا له من دون الله!!
فأنا ما زلت على طريقتي، أوافق أئمة أهل السنة في جمع سائر ما صح سنده من النصوص بعضه إلى بعض، للوصول إلى فهم صحيح لا أشذ به عما كان عليه الأولون في الباب، والله الموفق إلى الصواب.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 03:26]ـ
وإن كنت متسائلا عن الداعي لنقل الخبر .. فالصحيح في هذا المقام أن يقال: لماذا لم يظهر من الأخبار ما يتواتر بتكذيب هذا المعنى الثابت في ذلك الخبر الواحد لو لم يكن سائغا مقبولا عند الصحابة والسلف، مع غرابة القول بأن الجني يدخل في جسم الإنسان؟؟؟ هذا لا يلزم منه إلا أن يكون الناس قد قبلوا هذا الخبر الواحد وما وافقه دون معارض، وإلا لاشتد الداعي إلى نقل ذلك الخبر المعارض إن وجد، وهو ما لم نره!! بل رأينا ما تواتر من أخبار مشابهة عن أئمة المسلمين عبر قرون الأمة ممن اشتغلوا بمعالجة تلك الحالات، حتى ظهرت تلك المعارضة التي تنافح أنت عنها لاحقا في القرون المتأخرة بلا سلف معتبر!
منطق عجيب أن أسمعه منك فالبينة على المدعي وليس على المنكر.
أما بخصوص اتفاق السلف على ذلك وقبولهم له، فإن ذلك لا يلزمنا ما لم تكن فيه نصوص واضحة ثابتة بينة.
فبعض السلف والمفسرين مثلاً قالوا إن الأرض يحيط بها جبل قاف، وأنها مخلوقة فوق ظهر حوت إذا تحرك الحوت حدثت الزلازل، واعتقدوا ذلك، ولم ينقل الينا إنكار أحد من السلف - فيما أعلم - ذلك.
فهل لمن أنكر ذلك اليوم أن يحتج عليه محتج بأنه لم يرو انكار أحد من السلف ذلك؟
السلف قد يقولوا أقوالاً ويعتقدونها ويقبلونها بموجب فهم عصرهم وعلومهم وربما يجتمعوا على ذلك، فلا يكون ذلك مانعاً من القول بخلاف قولهم مما يستبعد في عصرنا ويصعب قبوله.
فهم معذورون فيما ذهبوا اليه بينما ليس لنا العذر نفسه في قبوله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 03:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
منطق عجيب أن أسمعه منك فالبينة على المدعي وليس على المنكر.
سبحان الله! أنا أستند إلى دليل واضح تناقلته قرون الأمة بلا مستنكر ولا مخالف، ثم يقال لي (منطق عجيب) وإن البينة علي لا على من يعارضني!
أما بخصوص اتفاق السلف على ذلك وقبولهم له، فإن ذلك لا يلزمنا ما لم تكن فيه نصوص واضحة ثابتة بينة
بل يلزمنا ما لم يثبت له معارض من كلامهم، وحينئذ يكون الترجيح بين المتعارضين بأدلة إضافية أو بقرائن صالحة للاستدلال، أما أن يتخلف ظهور ذلك المعارض إلى قرون لاحقة، ثم يثبت بطلان قولهم القديم الذي أطبقوا عليه بلا معارض = فهذا يعني إجماعهم على باطل وأرجو ألا تخالفني في أن هذا ممتنع!
فبعض السلف والمفسرين مثلاً قالوا إن الأرض يحيط بها جبل قاف، وأنها مخلوقة فوق ظهر حوت إذا تحرك الحوت حدثت الزلازل، واعتقدوا ذلك، ولم ينقل الينا إنكار أحد من السلف - فيما أعلم - ذلك.
لا يلزم أن يكون المنقول إنكارا، ولكن يكفي أن يكون قولا مخالفا، وحينئذ يتبين أنه لا إجماع ولا اتفاق!
ثم إن هناك فرقا واضحا بين ما يقوله التابعي أو المفسر اجتهادا بما لا يقال مثله عن الغيب بالرأي، أو هو يرويه عن بني إسرائيل استئناسا، وبين ما هو مرفوع بسند صحيح إلى النبي صلى الله عليه وسلم!! فلا تدخل بنا - رجاءا - فيما لا مدخل له في مادتنا هذه!
السلف قد يقولوا أقوالاً ويعتقدونها ويقبلونها بموجب فهم عصرهم وعلومهم وربما يجتمعوا على ذلك، فلا يكون ذلك مانعاً من القول بخلاف قولهم مما يستبعد في عصرنا ويصعب قبوله.
فهم معذورون فيما ذهبوا اليه بينما ليس لنا العذر نفسه في قبوله.
هذا قول يا أخ شريف لو قبلناه منك على هذا التحرير لما سلم لنا شيء من ديننا من احتمال أن يظهر له معارض في يوم من الأيام فيبطله، فيا ليتك تتروى وتتأمل طويلا في لوازم كلامك قبل أن تطلقه بمثل هذه الألفاظ، والله المستعان!
ثم إن مفهوم كلامك هذا أنه قد ظهر في عصرنا ما يلزم منه رد اتفاقهم على معنى تلبس الجن بجسد الإنسان = فدعك من كل ما تقدم وأثبت هذا المعنى الآن إن كنت تجد إلى إثباته من سبيل!!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 03:35]ـ
لدي رجعة لمناقشة كلام الأخ شريف شلبي
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 03:54]ـ
أخي الحبيب شريف شلبي يرعاه ربي
الهدوء في النقاش خير من الانفعال بإذن الله من كلا الطرفين مني أولا ثم منك.
ألا ترى أيها الفاضل أن ابن حزم نفسه يثبت دخول الجان في بدن الإنسان من خلال نص قوله هنا (وصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا، كما جاء في القرآن يثير به من طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ، كما يخبر به عن نفسه كل مصروع، بلا خلاف منهم، فيحدث الله عز وجل الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده، وهذا هو نص القرآن وما توجبه المشاهدة)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 04:03]ـ
الأخ الكريم أبو الفداء
قلت يرعاك الله (أوافقك يا أخ شريف على أن كثيرا من هذه الأدلة التي ساقها كاتب المقال ليست من تلك البابة عند التأمل).
والذي أقوله أيها المحب حفظك الله
أنَّ هذه الادلة ليس العبد الفقير خبابا هو الذي استدل بها
بل استدل بها علماء فطناء جهابذة أعمق مني ومنك تدبرا وتأملاً
حفظكم الباري.
والبحث هنا مختصر جدا وقد جاء على جواب سؤال سألنيه أحد الإخوة فأرسلته له.
وإلاَّ فهنالك أقوال عديدة تدلل على ما قلناه وتؤكد ما قلته من أقوال العلماء
وبشأن ابن حزم رحمه الله تعالى فإنَّ المعهود عن هذا الإمام الجليل يرحمه الله رحمة واسعة أنَّه كثيراً في بعض مسائل العقيدة قد يعتري قوله الخلل والخطأ، فدعونا منه وانظروا إلى إجماعات العلماء.
حفظكم الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 05:40]ـ
والذي أقوله أيها المحب حفظك الله
أنَّ هذه الادلة ليس العبد الفقير خبابا هو الذي استدل بها
بل استدل بها علماء فطناء جهابذة أعمق مني ومنك تدبرا وتأملاً
لا إشكال أخي الحبيب - وفقك الله، وأنا لم أنكر الإجماع المنقول وإنما قلت إنني لم أقف عليه، ولو تتبعت كلامي لوجدتني أنتصر له في الحقيقة بأصول العلم الكلية وإن لم أقف على من نص عليه من العلماء .. أما آحاد الأدلة التي سقتها - بارك الله فيك - والتي استدل بها أولو العلم والفضل من قبل - الذين أشهد بفضلهم وعلو كعبهم فوق رأسي وأمثالي، رحمهم الله جميعا - فلا يلزمني لفضلهم علي أن أوافقهم في كل فرد منها، حتى مع كوني على مذهبهم الذي ينتصرون له بتلك النصوص!
وظني بك أنك - إن شاء الله تعالى - لا تلزمني بمثل هذا، بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 07:45]ـ
بارك الله فيك أخي على الموضوع
وإن كانت ليست كل الادلة المذكورة صريحة في الاستدلال على المس , إلا أنه أمر مقطوع به من القرآن والسنة والاجماع , ولم يخالف في ذلك إلا أهل الزندقة من الفلاسفة و طائفة من المعتزلة
قال شيخ الإسلام في الجزء 24 من الفتاوى: " وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسول الله واتفاق سلف الأمة, وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق اهل السنة والجماعة "
وقال أيضا: " ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع- إلى أن قال- ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: إن الجني يدخل في بدن المصروع "
ونقل ذلك ابن القطان في الإقناع في مسائل الإجماع: " وأجمعوا على الإيمان بأن الشيطان تتخبط من بني آدم من سلطان الله عليه و كما شاء وكيف شاء "
ولو لم يكن هناك من دليل إلا الواقع المشاهد الملموس لكفى به على ثبوته , ولكننا بحمد الله قوم نقدم نصوص الوحيين على عقولنا الفارغة القاصرة , فنعوذ بالله من لوث العقلانيين ومن تبع منهجهم في الاستدلال والتلقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 10:30]ـ
قال ابن القيم -
الصّرْعُ صَرْعَانِ صَرْعٌ مِنْ الْأَرْوَاحِ الْخَبِيثَةِ الْأَرْضِيّةِ
وَصَرْعٌ مِنْ الْأَخْلَاطِ الرّدِيئَةِ. وَالثّانِي: هُوَ الّذِي يَتَكَلّمُ فِيهِ الْأَطِبّاءُ فِي سَبَبِهِ وَعِلَاجِهِ.
السؤال: من هم سلف ابن القيم في تقسيم الصرع الى نوعين؟؟ والاعتراف بأن هناك نوع من الصرع نتيجة (الاخلاط الرديئة) أي لا صلة له بالجن أو ما يسميه ابن القيم الارواح الخبيثة الأرضية.
أم أنه ليس له سلف في ذلك، وأنه خالف الاجماع - السابق له؟
ثم بالمناسبة ما معنى الأرواح - الخبيثة - الأرضية؟؟ وما الدليل على جواز استخدام هذه الألفاظ لفظاً لفظاً؟
إن شيخ الاسلام ابن القيم ونظراً لالمامه ببعض علوم الطب لم يستطع أن ينكر أن هناك أسبابا مادية للصرع، فوقف موقفاً وسطاً بين الادعاء بأن للصرع أسباباً مادية معقولة أو أنه سبباً لدخول الجن بدن الانسان.
قال:وَأَمّا صَرْعُ الْأَرْوَاحِ فَأَئِمّتُهُمْ وَعُقَلَاؤُهُمْ يَعْتَرِفُونَ بِهِ وَلَا يَدْفَعُونَهُ وَيَعْتَرِفُونَ بِأَنّ عِلَاجَهُ بِمُقَابَلَةِ الْأَرْوَاحِ الشّرِيفَةِ الْخَيّرَةِ الْعُلْوِيّةِ لِتِلْكَ الْأَرْوَاحِ الشّرّيرَةِ الْخَبِيثَةِ فَتَدَافُعُ آثَارِهَا وَتَعَارُضُ أَفْعَالِهَا وَتَبَطّلِهَا.
- ثم شنع كثيراً على من ينكر صرع الارواح من الاطباء.
إذن فلتفسروا لنا كيف يتمكن القساوسة وعباد الصليب والأوثان الذين لا يمكن وصف أرواحهم بالشريفة العلوية - من علاج بعض من به مثل هذه العلل حتى إن بعض المسلمين يذهبون للكنائس للعلاج.
قال: وَعِلَاجُ هَذَا النّوْعِ يَكُونُ بِأَمْرَيْنِ أَمْرٍ مِنْ جِهَةِ الْمَصْرُوعِ وَأَمْرٍ مِنْ جِهَةِ الْمُعَالِجِ فَاَلّذِي مِنْ جِهَةِ الْمَصْرُوعِ يَكُونُ بِقُوّةِ نَفْسِهِ وَصِدْقِ تَوَجّهِهِ إلَى فَاطِرِ هَذِهِ الْأَرْوَاحِ وَبَارِئِهَا وَالتّعَوّذِ الصّحِيحِ الّذِي قَدْ تَوَاطَأَ عَلَيْهِ الْقَلْبُ وَاللّسَانُ
وَالثّانِي: مِنْ جِهَةِ الْمُعَالِجِ بِأَنْ يَكُونَ فِيهِ هَذَانِ الْأَمْرَانِ أَيْضًا حَتّى إنّ مِنْ الْمُعَالِجِينَ مَنْ يَكْتَفِي بِقَوْلِهِ " اُخْرُجْ مِنْهُ ". أَوْ بِقَوْلِ " بِسْمِ اللّهِ " أَوْ بِقَوْلِ " لَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِاَللّهِ " وَالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَقُولُ اُخْرُجْ عَدُوّ اللّهِ أَنَا رَسُولُ اللّهِ.
وأشهد الله أني قد رأيت من المبتلين بهذه العلة من لا نعلمه إلا مؤمناً متوكلاً -ولا نزكي على الله أحداً - وأحياناً تأتيه النوبة وهو في صلاة الجماعة كما أشهده أيضاً أني رأيت من المعالجين بالقرآن من لا تبدو عليه أمارات التقوى بل وتظهر منه مخالفات شرعية ظاهرة مثل التدخين أووضع يده على المريضات.
ويا ليت كل قارئ لهذا الكلام يستدعي ما في ذاكرته من أناس ابتلوا بهذا المرض أو أناس يعالجون منه لينظر في حالهم ويراجعه مع ما ذكره ابن القيم - بتجرد لله.
ثم:
سبحان الله، كيف تقيموا عقيدة تقاتلوا عليها هذا القتال وليس عندكم نص صريح عن معصوم فيه سوى حديث ابن ماجة في الوقت الذي يتجاهل فيه حديث مسلم في المرأة التي كانت تصرع فخيرها النبي بين أمرين:
1: أن تصبر ولها الجنة.
2: أن يدعو لها.
ولم يذكر الثالث وهو أن يخرج منها الجني الذي تلبس بها بكلمة واحدة منه، ولا يقال كما قال شيخ الاسلام ابن القيم لعله من النوع الذي تسببه الأخلاط، فهذا التقسيم ليس عليه دليل ولم يختبر النبي المرأة ليتعرف على نوعية الصرع الذي أصابها، كما أن ابن القيم لم يذكر لنا كيف نفرق بين الصرع الذي نذهب بصاحبه لأطباء العصبية والنفسية، والآخر الذي نذهب به لمن نظن به الصلاح والتقوى.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:39]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ الفاضل شريف أصلح الله حالي وحالك، لعله لم يعد خافيا على أحد أنك تراوغ وتورد من الإيرادات ما لا تقوم لك به حجة ولا قريب منها، بل إن منه لما هو حجة عليك لو تأملته بتجرد، والله المستعان! طالبناك بدليل واضح يرقى لدفع ما سقناه إليك من الأدلة، فما كان منك إلا أن سقت إلينا كلاما لابن حزم رحمه الله يثبت فيه التلبس والإيذاء الذي تنفيه أنت، وكلاما لابن القيم يثبت فيه التلبس كذلك (وهو ممن نقلوا عليه الإجماع أصلأ)، وحديثا في صحيح مسلم تزعم أن ظاهره ينفي ما معنا لمجرد أنه عليه السلام قال للمرأة (إن شئت دعوت لك) ولم يقل لها (إن شئت أمرت الشيطان ليخرج) أو نحوا من هذا، وكأن الصرع لا يكون إلا تلبسا، أو وكأن علاج التلبس لا يكون إلا بالأمر الصريح للشيطان بالخروج (والرقيا ليست إلا صنفا من الدعاء أصلا)!
فهل هذا كل ما عندك يا أخ شريف؟؟
لا أحب المراء - يعلم الله - ولكن قد حملتني حملا على تعقب كلامك الذي لا يخفى ما فيه، فإلى الله المشتكى!
سأجيبك عما كتبته حتى يتبين لك ما وصفته بالمراوغة والحيدة والله المستعان.
تقول رحمني الله وإياك:
من هم سلف ابن القيم في تقسيم الصرع الى نوعين؟؟ والاعتراف بأن هناك نوع من الصرع نتيجة (الاخلاط الرديئة) أي لا صلة له بالجن أو ما يسميه ابن القيم الارواح الخبيثة الأرضية.وأقول هذا سؤال فاسد بالأساس لأننا عندما نبحث عن سلف في مسألة ما فإنما نبحث عنه في خبر غيبي أو في تكليف عملي أو في اجتهاد شرعي، وابن القيم في هذا الكلام لا يثبت هذا ولا ذاك ولا ذلكم، وإنما يثبت - إضافة إلى ما اتفقت عليه الأمة بشأن الصرْع الشيطاني - أن من الصرْع صنفا آخر لا يظهر أنه من الشيطان، وإنما من أحوال أو أخلاط خبيثة تعتري النفس .. فلا يقال لهذا "من سلفك؟ "!!!
أما قولك (والاعتراف بأن هناك نوع من الصرع نتيجة كذا ...... ) فلازمه - كما لا ينبغي أن يخفى على طالب علم - أن من سبقوا ابن القيم أنكروا ذلك، أو أنه هو نفسه كان ينكره من قبل ثم "اعترف" به .. فهل أطالبك الآن بإثبات هذا المعنى حملا على لوازم إطلاقك هذا؟ لم ينف أحد وجود هذا الصنف من قبل حتى يقال "اعترفوا" به الآن، وإنما أثبتوه لمّا عرفوه من أهل الطب، وأضافوه إلى ما تعلموه من قبل من الوحي، ولا تعارض ولله الحمد!
فبأي حجة وبأي عقل يقال إن كلام من أثبت أن من الصرع نوعا لا يكون من الشيطان وإنما من نفس الإنسان = يلزم منه نفي تلبس الشيطان بجسد الإنسان ودخوله فيه؟؟؟
وأما قولك:
وأنه خالف الاجماع - السابق له؟ فمبناه عندك لزوم التعارض بين إثبات الصنف الأول وإثبات الصنف الثاني، وقد بينا بطلان هذا التعارض!
وأما هذا:
ثم بالمناسبة ما معنى الأرواح - الخبيثة - الأرضية؟؟ وما الدليل على جواز استخدام هذه الألفاظ لفظاً لفظاً؟ فتشغيب وتشويش واضح، ولن أطيل بالجواب عنه!
وأما هذا:
إن شيخ الاسلام ابن القيم ونظراً لالمامه ببعض علوم الطب لم يستطع أن ينكر أن هناك أسبابا مادية للصرع، فوقف موقفاً وسطاً بين الادعاء بأن للصرع أسباباً مادية معقولة أو أنه سبباً لدخول الجن بدن الانسان.فكلام ممخرق بالدخن والله المستعان!
ما مقصودك بالأسباب المادية؟؟ وهل يلزم - عند العقلاء - من إثبات الأسباب المادية (على اعتبار أنك تقصد بها الأسباب المشاهدة) نفي الأسباب الغيبية من ورائها (أيا ما كانت)؟؟؟
يعني هل يمتنع عقلا - وهذا أقوله ضربا للمثل تنزلا معك، لا أني أثبت هذا المعنى أو أقول به - أن يقال: إن الشيطان عندما يصرع الإنسان - في أحد أصناف ذلك الصرع - فإنه يُحدث في مخه وجهازه العصبي اضطرابات تؤدي إلى تلك الأعراض والأحوال التي تظهر لنا منه؟؟ أو بمعنى آخر، هل يستطيع أي عالم من علماء الطب أن يدعي أن الصرع الذي لا يصاحبه دخول للشيطان فيما يظهر لنا، ليس من أسبابه الغيبية شيطان كذلك أصاب ذلك المصروع بشيء في عقله أو في أعصابه فظهر لنا من أعراضه ما ظهر؟؟
هذا التعارض الموهوم بين الأسباب المشاهدة المحسوسة والأسباب الغيبية إنما مرجعه إلى فكر الملاحدة نفاة الغيب يا أخ شريف فانتبه لهذا!!
والمتأمل لقولك (أسبابا مادية معقولة) في هذا السياق لا يسعه إلا أن يسألك: هل تزعم أن دخول الشيطان في الجسد = سبب غير معقول؟؟؟
وأما قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فلتفسروا لنا كيف يتمكن القساوسة وعباد الصليب والأوثان الذين لا يمكن وصف أرواحهم بالشريفة العلوية - من علاج بعض من به مثل هذه العلل حتى إن بعض المسلمين يذهبون للكنائس للعلاج.فحيدة أخرى واضحة! ومع أنه لا يلزمنا أن نجيبك عن هذا السؤال في مقام البحث في إثبات أو نفي دخول الشيطان في جسد المصروع، إلا أني أجيبك بعون الله .. وأحيلك على كتب الأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية، لا سيما كتابه الماتع (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان) .. فإن الأمة متفقة على أن الشيطان إذا ما ابتلى الله إنسانا برفع أسباب الحفظ عنه، فقد يخرج من جسده باختياره كما دخله باختياره! فالمصروع إن كان على الوصف الذي ذكره ابن القيم - أي من الصلاح والإخلاص - وكان الراقي كذلك، جعل الله له من الأسباب الغيبية - إن شاء سبحانه - ما يخرج به الجني راغما ذليلا! أما إن كان ذاك المصروع مشركا، وذهب إلى رأس من رؤوس الشرك في ملته ممن لهم تعامل مع تلك الحالات، فلن يكون خروج الشيطان - إن خرج - رغَما واضطرارا، وإنما رغبا واختيارا، لا لشيء إلا ليفتن من شهد تلك الواقعة من الناس ويوهمهم بصحة تلك التلاوات الشركية التي يستعملونها في إخراج الشياطين من المصروعين (وهذا كان ولا يزال حاصلا في أكثر ملل الأرض)! وقد افتتن بسبب ذلك كثير من جهال المسلمين - كما ذكرتَ أنت - في قصة مشهورة لقس نصراني مصري خبيث كان يقصده المصروعون لهذا الغرض! فهذه الحيل والألاعيب يا أخي الكريم يعرفها أئمتنا من قديم، وهي من جنس ظهور خوارق العادات على أيدي أولياء الشيطان!
وشياطين الجن تتفاوت في عقولها كما هو معلوم، فمنها الفطن الداهية ومنها الأحمق السفيه! ولا ريب أن مغنم الشيطان من فتنة وإضلال ثلة كبيرة من الناس في محضر تلك التلاوات، أحب إليه من الاستمرار في إيذاء رجل واحد وتخبطه وصرعه! فتأمل!
كما أنه لا يبعد في كثير من الأحيان أن يكون الكاهن المشتغل بهذا الأمر ساحرا له اتصال بمردة كبار يخرجون الجني من المصروع راغما مضطرا لاتفاق بينهم وبين الكاهن!
فالآن أسألك بالله، ما علاقة هذا كله بإثبات دخول الشيطان في الجسد من نفيه؟؟؟
كما أشهده أيضاً أني رأيت من المعالجين بالقرآن من لا تبدو عليه أمارات التقوى بل وتظهر منه مخالفات شرعية ظاهرة مثل التدخين أووضع يده على المريضات.نعم وأكثر من هذا يكون من بعض هؤلاء (المعالجين) الدجاجلة، فمنهم الساحر المرتد ومنهم الفاسق الماجن ومنهم ومنهم، والله المستعان! وأنا في الحقيقة لا أرى مشروعية أن ينقطع رجل للاشتغال بالرقيا ومعالجة المصروعين على نحو ما نرى في هذا الزمان، إذ لا سلف لهذه "الصنعة" أصلا في زمان الصحابة والتابعين، ولا أراها إلا بابا للفتنة بل والاستدراج إلى الكهانة والشرك ولا حول ولا قوة إلا بالله!! ولكن نظرا لأني أضبط أدلتي ولا أضرب المسائل بعضها ببعض كما هو دأبك هداك الله، فإنني أقول إنه لا يلزم من إنكاري على تلك الأفعال والتلاوات والوصفات التي أحدثها هؤلاء "الرقاة" في علاج المصروعين، أن أنكر ما ثبت عندي بالدليل المستقيم وأجمعت عليه الأمة من قديم!! فلا تخلط علينا الأوراق يا أخي الكريم، إذ ليس المقام ههنا مقام مناقشة مشروعية الاشتغال بالرقيا وعلاج الصرع الشيطاني، ولا مقام مناقشة كيفية التفرقة بين ما يكون من صرع الشيطان وما يكون من مرض النفس والهلوسة، فكلامك هذا أيضا لا يلزمني الجواب عنه في هذا المقام:
كما أن ابن القيم لم يذكر لنا كيف نفرق بين الصرع الذي نذهب بصاحبه لأطباء العصبية والنفسية، والآخر الذي نذهب به لمن نظن به الصلاح والتقوىومع هذا ففي الختام أقول تعقيبا على هذا الكلام (لا جوابا عنه ولكن إيقافا للناس على حقيقة ما تكتب):
إن رأيت مثل هذا يا أخانا فاذهب به إلى طبيب نفساني تظن به الصلاح والتقوى، فإن الخصلتين (خصلة الاشتغال بالطب النفسي وخصلة الاتصاف بالصلاح والتقوى والعلم بدين الله تعالى) يمكن عند العقلاء أن تجتمعا في رجل واحد، والله المستعان!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 11:33]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله -في مجموع الفتاوى المجلد17 -
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الفلاسفة كلامهم في الإلهيات والكليات العقلية كلام قاصر جدًا، وفيه تخليط كثير، وإنما يتكلمون جيدًا في الأمورالحسية الطبيعية وفي كلياتها، فكلامهم فيها في الغالب جيد.
وأما الغيب الذي تخبر به الأنبياء، والكليات العقلية التي تعم الموجودات كلها، وتقسيم الموجودات كلها قسمة صحيحة فلا يعرفونها البتة؛ فإن هذا لايكون إلا ممن أحاط بأنواع الموجودات، وهم لا يعرفون إلا الحسيات وبعض لوازمها، وهذا معرفة بقليل من الموجودات جدًا؛ فإن ما لا يشهده الآدميون من الموجودات أعظم قدرًا وصفةً مما يَشْهَدُونَهُ بكثير.
ولهذا كان هؤلاء الذين عرفوا ما عرفته الفلاسفة إذا سمعوا أخبارالأنبياء بالملائكة والعرش والكرسي والجنة والنار ـ وهم يظنون ألا موجود إلا ماعلموه هم والفلاسفة ـ يصيرون حائرين متأولين لكلام الأنبياء على ما عرفوه، وإن كان هذا لا دليل عليه، وليس لهم بهذا /النفي علم؛ فإن عدم العلم ليس علمًا بالعدم، لكن نفيهم هذا كنفي الطبيب للجن؛ لأنه ليس في صناعة الطب ما يدل على ثبوت الجن، وإلا فليس في علم الطب ما ينفي وجود الجن، وهكذا تجد من عرف نوعًا من العلم وامتاز به على العامة الذين لا يعرفونه، فيبقى بجهله نافيًا لما لم يعلمه، وبنو آدم ضلالهم فيما جحدوه ونفوه بغير علم أكثر من ضلالهم فيما أثبتوه وصدقوا به، قال تعالى: {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَالَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} ( http://java******:openquran(9,39,39)) [ يونس: 39]؛ وهذا لأن الغالب على الآدميين صحة الحس والعقل، فإذا أثبتوا شيئًا وصدقوا به كان حقًا.
ولهذا كان التواتر مقبولًا من جميع أجناس بني آدم؛ لأنهم يخبرون عما شاهدوه وسمعوه، وهذا أمر لا يشترك الخلق العظيم في الغلط فيه، ولا في تعمد الكذب فيه، فإذا علم أنهم لم يتواطؤوا عليه، ولم يأخذه بعضهم عن بعض، كما تؤخذ المذاهب والآراء التي يتلقاها المتأخر عن المتقدم، وقد علم أن هذا مما لا يغلط فيه عادة علم قطعا صدقهم، فإن المخبر إما أن يتعمد الكذب وإما أن يغلط، وكلاهما مأمون في المتواترات، بخلاف ما نفوه وكذبوا به، فإن غالبهم أو كثيرًا منهم ينفون ما لايعلمون، ويكذبون بما لم يحيطوا بعلمه.
فصار هؤلاء الذين ظنوا الموجودت ما عرفه هؤلاء المتفلسفة، إذاسمعوا ما أخبرت به الأنبياء من العرش والكرسي وقالوا: العرش هو/ الفلك التاسع، والكرسي هو الثامن، وقد تكلمنا على ذلك في [مسألة الإحاطة] وبينا جهل من قال هذا عقلًا، وشرعًا، وإذا سمعهم يذكرون الملائكة ظن أنهم العقول والنفوس التي يثبتها المتفلسفة، والقوى التي في الأجسام، وكذلك الجن والشياطين يظن أنها أعراض قائمة بالنفوس، حيث كان هذا مبلغه من العلم، وكذلك يظن ما ذكره ابن سينا وأمثاله من أن الغرائب في هذا العالم سببها قوة فلكية، أو طبيعية أو نفسانية، ويجعل معجزات الأنبياء من باب القوى النفسانية، وهي من جنس السحر، لكن الساحر قصده الشر، والنبي قصده الخير، وهذا كله من الجهل بالأمور الكلية المحيطة بالموجودات وأنواعها، ومن الجهل بما جاء به الرسول، فلا يعرفون من العلوم الكلية ولا العلوم الإلهية إلا مايعرفه الفلاسفة المتقدمون، وزيادات تلقوها عن بعض أهل الكلام، أو عن أهل الملة.
فلهذا صار كلام المتأخرين ـ كابن سينا وأمثاله ـ في الإلهيات والكليات أجود من كلام سلفه؛ ولهذا قربت فلسفة اليونان إلى أهل الإلحاد المبتدعة من أهل الملل، لما فيها من شوب الملة؛ ولهذا دخل فيها بنو عبيد الملاحدة، فأخذوا عن هؤلاء الفلاسفة الصابئة المشركين العقل والنفس، وعن المجوس النور والظلمة، وسموه: هم السابق والتالي، وكذلك الملاحدة المنتسبون إلى التصوف والتأله ـ كابن سبعين وأمثاله ـ سلكوا /مسلكًا جمعوا فيه ـ بزعمهم ـ بين الشرع والفلسفة، وهم ملاحدةليسوا من الثنتين والسبعين فرقة، وقد بسط الكلام على هؤلاء وهؤلاء في غير هذاالموضع.
وإنما ذُكِروا هنا؛ لأن أهل الكلام المحدث صاروا ـ لعدم علمهم بماعلمه السلف وأئمة السنة من الكتاب والسنة وآثار الصحابة، ولما وقعوا فيه من الكلاميات الباطلة ـ يُدْخِلُ بسببهم هؤلاء الفلاسفة في الإسلام أمورًا باطلة، ويحصل بهم من الضلال والغي ما لا يتسع هذا الموضع لذكره.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 08:37]ـ
سبحان الله
أدخلتمونا في انكار الغيبيات واتباع الفلاسفة؟؟!!!
هل هذا هو الانصاف؟
نحن نؤمن بالغيب، وبالملائكة وبالجن وبالشياطين، ونقول أنه ليس للشياطين على الانسان سوى الوسوسة والدعوة الى الباطل وتزيين الدنيا وهو الذي ذكره القرآن في محكم آياته.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 11:28]ـ
لم يدخلك أحد في شيء، وإنما أنت من أدخلت نفسك! ودونك التعقيب المفصل المستفيض على سائر ما أوردته علينا، فلستُ ولله الحمد ممن يرمي الكلام جزافا بلا دليل ولا حجة!
ويكفي أن يرى الإخوة القراء الكرام أنك لم تجد بعد طول المراوغة من متمسك إلا أن تقول:
ونقول أنه ليس للشياطين على الانسان سوى الوسوسة والدعوة الى الباطل وتزيين الدنيا وهو الذي ذكره القرآن في محكم آياته.تريد الإنصاف حقا؟
هذا هو الإنصاف: انتهى الحوار، هدانا الله وإياك، وعافانا وإياك من المراء والجدال بالباطل ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 11:42]ـ
اللهم آمين
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 01:24]ـ
بايرادي الجملة من كلام شيخ الاسلام لم اقصد ادخالك اخي شريف شلبي في الفلاسفة وموقفهم المذكور اعلاه
فانا والله لم انظر الا الى الموضوع وقد وجدت وانا اتصفج مجموع الفتاوى لسبب اخر تماما مايتناسب مع ماوضعه اخي الحبيب خباب فقلت هذه نافعة في الموضوع
ولما لم استطع اجتزاء المطلوب تحديدا في المسألة هنا وضعت الكلام كله حتى يفهم في سياقه
الان اقطع النص خالصا اي الجمل المفيدة السديدة في الموضوع بعيدا عن الفلاسفة وابن سينا والمتكلمين اياهم
فإن ما لا يشهده الآدميون من الموجودات أعظم قدرًا وصفةً مما يَشْهَدُونَهُ بكثير.
فإن عدم العلم ليس علمًا بالعدم، ... لأنه ليس في صناعة الطب ما يدل على ثبوت الجن، وإلا فليس في علم الطب ما ينفي وجود الجن،
وهكذا تجد من عرف نوعًا من العلم وامتاز به على العامة الذين لا يعرفونه، فيبقى بجهله نافيًا لما لم يعلمه، وبنو آدم ضلالهم فيما جحدوه ونفوه بغير علم أكثر من ضلالهم فيما أثبتوه وصدقوا به، قال تعالى: {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَالَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} ( http://java******:openquran(9,39,39)) [ يونس: 39]؛ وهذا لأن الغالب على الآدميين صحة الحس والعقل، فإذا أثبتوا شيئًا وصدقوا به كان حقًا.
اما الجملة الصافية والحجة البالغة والكلمة السابغة والقول الحصيف والدليل النظيف الذي اخذ بلبي وملئ على حسي وشعوري واحتل مركز الفكر من عقلي ولايستطيع ان يرده مادي او فيلسوف او متفلسف او خبير او احد ممن تكلم في المسألة فهو قول شيخ الاسلام مما اوردناه سابقا
ولهذا كان التواتر مقبولًا من جميع أجناس بني آدم؛ لأنهم يخبرون عما شاهدوه وسمعوه، وهذا أمر لا يشترك الخلق العظيم في الغلط فيه، ولا في تعمد الكذب فيه، فإذا علم أنهم لم يتواطؤوا عليه، ولم يأخذه بعضهم عن بعض، كما تؤخذ المذاهب والآراء التي يتلقاها المتأخر عن المتقدم، وقد علم أن هذا مما لا يغلط فيه عادة علم قطعا صدقهم، فإن المخبر إما أن يتعمد الكذب وإما أن يغلط، وكلاهما مأمون في المتواترات، بخلاف ما نفوه وكذبوا به، فإن غالبهم أو كثيرًا منهم ينفون ما لايعلمون، ويكذبون بما لم يحيطوا بعلمه.
وهذه الجملة هي حجة على علماء الاجتماع والنفس والمثيولوجيا والالسنيات واللسانيات والاركيولوجيا والتيولوجيا
ومنها يقول الغيب كلمته -التي هي اوسع من المادة الظاهرة! - للجميع ويؤكد حقائقه وسط المادة الساحرة لعقول الماديين وارواجهم ويقول الواقع كلمته المحجوبة في المراسيم العلمانية باكاديمياتها المفتخرة بالباطل الساحر
هنا يقول ابن تيمية لاتنظروا في ادلة الوحي على الاقل الان دعوه الان وتعالوا ننظر في الواقع المتناثر المشترك والمتعدد والذي لايُرد!
انظروا الى التجربة البشرية والخبرة الغير متواطئة على تلبيس او كذب فستجدون الناس كل الناس مؤمنون وكافرون يلاحظونه ويعاينونه ويشاهدونه ويختبرونه!
... ويقولون العقل ليس في الاسلام-وهو زعم اركون- ويزعمون اننا نعيش في خيال مدهش خلاب كما يزعم اركون وهاشم صالح ومن ورائهم من علماء المذاهب الحديثة بكل انواعها
وشيخ الاسلام هنا يصفعهم بقانون حسي مادي ملموس ومشترك ولاتواطئ فيه ولاحزبية فيه ولااممية فيه ولافرقية فيه ولاانفراد فيه من فرقة او ديانة وانما هو اصل في التجربةالبشرية كلها لامسته وعاشته وخبرته وشاهدته في كل افاق الارض واطرافها من قديم الزمان الى حديثه ويوجد ونشاهده في الغرب الحديث والشرق الاخر كما يصفونه
وهو دليل واحد على الغيب!
فلله الحمد والمنة على حجج علماء الاسلام الباهرة وتمتعهم بحس مادي اصيل -ابتسامة
وحس معنوي اصيل
وعلم لدني اصيل
وفراسة وكياسة
وفكر فطري عقلي فهم شريعة الرحمن ووجد ان العقل لايلغي الوحي ولاالوحي يلغي العقل ولايتعارضان ولا الحس والمشاهدة يلغيان الوحي بل يوكده الواقع في كل زمان ومكان
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 08:58]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
روى الامام أحمد وأبو داود والنسائي عَنْ أَبِي الْيَسَرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَدْمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ التَّرَدِّي وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْغَرَقِ وَالْحَرَقِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا - صححه الألباني.
قال في عون المعبود (أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَان)
: أَيْ إِبْلِيس أَوْ أَحَد أَعْوَانه. قِيلَ التَّخَبُّطُ الْإِفْسَادُ وَالْمُرَاد إِفْسَاد الْعَقْل وَالدِّين، وَتَخْصِيصه بِقَوْلِهِ
(عِنْد الْمَوْت): لِأَنَّ الْمَدَار عَلَى الْخَاتِمَة.
وَقَالَ الْقَاضِي: أَيْ مِنْ أَنْ يَمَسَّنِي الشَّيْطَان بِنَزَغَاتِهِ الَّتِي تَزِلُّ الْأَقْدَام وَتُصَارِعُ الْعُقُول وَالْأَوْهَام. وَأَصْل التَّخَبُّط أَنْ يَضْرِبَ الْبَعِير الشَّيْء بِخُفِّ يَده فَيَسْقُطُ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: اِسْتِعَاذَتُهُ مِنْ تَخَبُّطِ الشَّيْطَانِ عِنْد الْمَوْت هُوَ أَنْ يَسْتَوْلِيَ عَلَيْهِ الشَّيْطَان عِنْد مُفَارَقَته الدُّنْيَا فَيَضِلَّهُ وَيَحُولُ بَيْنه وَبَيْن التَّوْبَة أَوْ يُعَوِّقُهُ عَنْ إِصْلَاح شَأْنه وَالْخُرُوج مِنْ مَظْلِمَة تَكُونُ قَبْله أَوْ يُؤَيِّسُهُ مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى أَوْ يَكْرَهُ الْمَوْت وَيَتَأَسَّفُ عَلَى حَيَاة الدُّنْيَا فَلَا يَرْضَى بِمَا قَضَاهُ اللَّه مِنْ الْفَنَاء وَالنَّقْلَة إِلَى دَار الْآخِرَة فَيُخْتَمُ لَهُ بِسُوءٍ وَيَلْقَى اللَّه وَهُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِ. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَكُونُ فِي حَال أَشَدّ عَلَى اِبْن آدَم مِنْهُ فِي حَال الْمَوْت يَقُولُ لِأَعْوَانِهِ دُونَكُمْ هَذَا فَإِنَّهُ إِنْ فَاتَكُمْ الْيَوْم لَمْ تَلْحَقُوهُ بَعْد الْيَوْم. نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شَرّه وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي ذَلِكَ الْمَصْرَع وَأَنْ يَخْتِمَ لَنَا وَلِكَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ يَجْعَلَ خَيْر أَيَّامِنَا لِقَاءَهُ. اِنْتَهَى .....
اللهم آمين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 09:39]ـ
الذي ينكر قضية المس إنما ينكردلالة الحس
والحاصل أنه لا ينازع عاقل في أن الجان قد يتعرض للإنس بالضرر
الحقيقي ,فسواء سميته تلبسا أو مسا أو غير ذلك فلا يشكل على أصل الأمر
قال تعالى:"وما يضرون به من أحد إلا بإذن الله"
والسحر إنما يقوم على تعاون الساحر مع الجن على العدوان
إما بتفريق أو مرض أو غير ذلك
فهذا أصله مما لايتصور في مسلم إنكاره
فإذا تقرر هذا لم يعد في إنكار التلبس كبير فرق إذا العبرة بالآثار
ودل الواقع المنقول تواترا جيلا بعد جيل والمشاهد حسا على آثار مس الجني للإنسي
وما يتبع ذلك من خروجه عند الرقية المحكمة أو تحدثه على لسان الممسوس
ثم يقوم بعدها المريض كأنما نشط من عقال وكان جواب الطب له قبيل ذلك أن الحالة مجهولة لا تعرف
والتحاليل كلها سليمة فإذا ما قرأ عليه ثقة وخرج بإذن الله ارتد إليه بصره إن كان فقده ودبت الحركة في رجله
إن كانت شلت وهكذا
كل ذلك عايناه وهو في الجملة يقين ثابت بالنقل والعقل ويعرفه
أهل الشأن, وقد دلت السنة الصحيحة أن ضرر الجني بالإنسي قد يبلغ حد القتل
ولهذا أمرنا باجتناب بداءتهم بأذية كتبول في الجحور وغيره
فما يكون دون القتل من باب أولى, وآية الربا صريحة في أن الشيطان يتخبط الإنسي
إذ لا يتصور أن يشبه الله حال المرابي بمن تخبطه الشيطان من المس إلا أن يكون المشبه به ثابتاً حقا
أملاه أبو القاسم
ـ[فيصل الصابر]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 03:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى الأخوة الأحباب لدي بعض النقاط التي تقودني الى أن التلبس يكون في داخل جسم الإنسان، لأن الأحاديث التي أحفظها في هذا الموضوع قد اوردت ولكن ملاحظاتي لمن لا يرى بالتلبس
1 - لماذا هؤلاء عندما يقرأ عليهم القرآن كأنك تضربهم بسياط من نار فتراهم يصرخون ويلعنون ويشتمون في كثير من الأحيان ويبكون بحرقة على اختلاف طبائعهم واجناسهم
2 - لماذا من بعضهم عندما ينطق وقت الصرع ينطق بأقوال الكفر ثبتنا الله على الإسلام ثم نلقاه بعد ان يفيق تجده يعود رجلا متزنا محافظا على صلواته وأذكاره
3 - وأخيراً لماذا نجد من قصص الرقاة المشهود لهم بالإستقامة كوحيد عبدالسلام وغيرهم من الأفاضل أنه عندما تشتد القراءة على البعض ينطق بمكان السحر فهل الذي نطق وأخبر عن مكان السحر وعن ديانته ومن وضع العمل هو نفس الشخص
والأهم والأهم والأهم لماذا يكون القرآن الكريم على المصابين شفاهم الله ثقيلا ويتهربون منه حتى إذا صرعوا لا يشعرون بشيء رغم أنهم يصرخون ويبكون والأدهى من ذلك ينطقون بكلام النصارى واليهود حتى يفيقوا والغريب ان بعضهم لا يعرف من النصرانية واليهودية سوى اسمها
أتمنى أن تكون مشاركتي فيها شيء من الفائدة والله يحفظكم لما يحب ويرضى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 10:39]ـ
أشكر جميع المشاركين في هذا الموضوع
وأخص منهم أخويَّ العزيزين الكريمين
أبوالقاسم حفظه الله وشفاه
وابن الشاطئ الحقيقي حفظه الله ووفقه
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 02:09]ـ
بل هنالك تلبس للجان لبدن الإنسان
إعداد: خباب مروان الحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الفضلاء المنكرين لدخول الجان في بدن الإنسان
فإنني أدعو لكم وأنا في أرض الرباط (فلسطين) وأسأل الله تعالى لكم توفيقاً وسدادا وبراً ورشاداً وأن يحفظنا وإياكم من شياطين الإنس والجن.
جميل نقاشكم الهادئ، ولا يدل ذلك إلا على سعة خلقكم، وكريم معشركم.
فالنقاش الهادئ خير وسيلة للوصول إلى الحق
والذي أقوله أنَّ هذه الأدلة ليس العبد الفقير خبابا هو الذي استدل بها بل استدل بها علماء فطناء جهابذة أعمق منَّا جميعاً تدبرا وتأملاً حفظكم الباري.
بشأن حديث اخرج عدو الله، فالثابت أنَّه صحيح وقد ورد من عدة روايات وقد صححه الحاكم في المستدرك، وصححه البوصيري في " مصباح الزجاجة " – 4/ 36 – السنن)، وقال الألباني حديث صحيح، انظر: صحيح ابن ماجة 2858، وصححه الدكتور بشار عواد معروف
ومن طريق أسامة بن زيد قال ابن حجر في المطالب العالية - 4/ 197: إسناده حسن
وورد من رواية أخرجها أحمد والطبراني وذكره التبريزي في مشكاته وقال: صحيح لشواهده، وقد ذكره الإمام ابن كثير في (البداية والنهاية (6/ 146) ضمن أحاديث أخرى ثم قال بعدها: (فهذه طرق جيدة متعددة تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحر أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة)
فالحديث في الحقيقة صحيح ولروايته من عدة طرق يثبت أنه صحيح أو على الأقل جيد الإسناد وأنه محتج به.
وفي الحديث عبر كثيرة، نأخذ منها فقط قوله صلى الله عليه وسلم (بسم الله أنا عبد الله أخسأ عدو الله) ونفثه صلى الله عليه وسلم في فم الصبي. أليس في هذا إشارة واضحة إلى أن الصرع الذي كان يصيب الصبي هو المس الشيطاني الذي تعتبره أنت يا سعادة الدكتور خرافة وكهنوتية.
يقول الشيخ الألباني رحمه الله بعد إثباته لصحة حديث عثمان وفيه ان رجلا جاء للرسول فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما جاء بك»؟، قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي، قال: «ذاك الشيطان»، أدنه، فدنوت منه، فجلس على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: (اخرج عدو الله)، ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال: (الحق عملت).
يقول الالباني بعد ايراده وتصحيحه لهذا الحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 2918:وفي هذا الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ويدخل فيه ولو كان مؤمنا صالحا، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وقوله (اخرج عدو الله) كان حديثا مباشرا لكائن يفقه ويسمع ويخاطب، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يخاطب سرابا أو خيالا وحاشاه عليه صلاة ربي وسلامه أن يتوهم. وهذا الحديث والذي قبله يثبت صحة دخول الجن إلى جسد الإنس وحقيقة التلبس، وأن الخرافة هنا لا تتعدى حدود عقل منكر «هذه الحقيقة» وعلمه الذي استقى منه إنكاره
وأهل السنة والجماعة حينما قرروا دخول الجان ببدن الإنسان احتجوا بهذا الحديث.
وإنني أقول لكم أيها الفضلاء إنَّني نقلت إجماعات العلماء وهي من مصادر التشريع الإسلامي، فالمسألة إجماعية ولم يخالف فيها إلا الشيعة والمعتزلة من الفرق الضالة، بل لا يثبت فيما اعلم قولاً للقرون الثلاثة الأولى المفضلة إنكاراً لذلك، فالقول الذي يعتقده أهل السنة والجماعة ديانة لله تعالى، أنَّ الجني يتلبَّس الإنسي وينطق على لسانه ويتحدث فيه ويؤذيه
وقد أجمع على ذلك علماء أهل السنة والجماعة ولم يخالف في هذا إلا الفرق الضالة كالشيعة والمعتزلة، وقد نقل الإجماع على هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، وذكر عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة ونقل ذلك أيضا عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور، ولأجل ذلك يقول العلامة ابن حجر الهيثمي (توفي سنة 974هـ): "فدخوله (أي الجني) في بدن
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنسان هو مذهب أهل السنة والجماعة".
قال ابن القيم: الصَّرع صَرعَان: صَرْع مِن الأرْوَاح الْخَبِيثَة الأرْضِيَّة، وصَرْع مِن الأخْلاط الرَّدِيئة. والثَّاني هو الذي يَتَكَلَّم فِيه الأطِبَّاء في سَبَبِه وعِلاجِه، وأمَّا صَرْع الأرْوَاح فَأئمَّتُهم وعُقَلاؤهم يَعْتَرِفُون بِه ولا يَدْفَعُونه، ويَعْتَرِفُون بِأنَّ عِلاجَه بِمُقَابَلَة الأرْوَاح الشَّرِيفَة الْخَيِّرَة العُلْوِيَّة لِتِلْك الأرْوَاح. اهـ.
ثمَّ إنَّ ذلك ملاحظ بالحس والمشاهدة، والمنكر لذلك إنما ينكر دلالة الحس والحاصل أنه لا ينازع عاقل في أن الجان قد يتعرض للإنس بالضرر الحقيقي، وقد أحسن الشيخ أبو القاسم حينما كتب في المجلس العلمي لموقع الألوكة ما نصُّه (فسواء سميته تلبسا أو مسا أو غير ذلك فلا يشكل على أصل الأمر قال تعالى:"وما يضرون به من أحد إلا بإذن الله" والسحر إنما يقوم على تعاون الساحر مع الجن على العدوان إما بتفريق أو مرض أو غير ذلك فهذا أصله مما لايتصور في مسلم إنكاره فإذا تقرر هذا لم يعد في إنكار التلبس كبير فرق إذا العبرة بالآثار ودل الواقع المنقول تواترا جيلا بعد جيل والمشاهد حسا على آثار مس الجني للإنسي وما يتبع ذلك من خروجه عند الرقية المحكمة أو تحدثه على لسان الممسوس ثم يقوم بعدها المريض كأنما نشط من عقال وكان جواب الطب له قبيل ذلك أن الحالة مجهولة لا تعرف والتحاليل كلها سليمة فإذا ما قرأ عليه ثقة وخرج بإذن الله ارتد إليه بصره إن كان فقده ودبت الحركة في رجله إن كانت شلت وهكذا كل ذلك عايناه وهو في الجملة يقين ثابت بالنقل والعقل ويعرفه أهل الشأن, وقد دلت السنة الصحيحة أن ضرر الجني بالإنسي قد يبلغ حد القتل ولهذا أمرنا باجتناب بداءتهم بأذية كتبول في الجحور وغيره فما يكون دون القتل من باب أولى, وآية الربا صريحة في أن الشيطان يتخبط الإنسي إذ لا يتصور أن يشبه الله حال المرابي بمن تخبطه الشيطان من المس إلا أن يكون المشبه به ثابتاً حقا)
ثم إنني اقول لمن يرى ان العلماء القدماء قالوا بدخول الجان ببدن الإنسان وانهم لو كانوا موجودين واطلعوا على علم النفس او الطب النفسي لغيروا اراءهم
فهذا غير صحيح وذلك لأنه لا تتوقع ان العلماء السابقين كانوا يعيشون في فراغ طبي وصحي ولا يوجد لديهم خبراء في الطب وصحة الإنسان.
صحيح ان العلم الآن تطور ولكن كذلك كثير من علماء النفس وحتى العلماء الغربيين يثبتون دخول الجان في بدن الإنسان، وهذا لا نعتبره دليلا ولكن تأكيداً على ما نقوله في ذلك
يذكر رياض مصطفى أسماء وقصص عدد من المصروعين والملبوسين من الأوروبيين وغيرهم في كتاب أسماه "المسكونين بالشياطين", كما ينقل عبد الرزاق نوفل في كتابه "عالم الجن والملائكة" اعتراف عدد من أطباء الغرب ثبوت دخول الجن بدن الإنسان، وأن ألوفاً من الناس يعانون في الوقت الحاضر من هذا المرض, ومن جانبه ذكر محمد فريد وجدي أن ريتشارد هودس، وجيمس هيزلوب نشرا بحثاً علمياً جاء فيه: "إن عدداً عديداً من المجانين الذين يحبسون في البيمارستانات (مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية) ليسوا بمصابين بأمراض عقلية، بل مملوكون لأرواح قد استولت عليهم واستخدمتهم".
ويذكر أيضا فريد وجدى أن هناك الكثير من الأطباء الأوروبيين الذين تحدثوا عن مرض المس الشيطاني، ويسمونه المس الروحي أو الروحاني، وينسبونه إلى أرواح خبيثة استحوذت على الشخص المريض وعملت على إيذائه.
بل إن أئمة الطب قديماً كانوا يقرّون بمرض المس الشيطاني، ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله أن أئمة أطباء اليونان –وعلى رأسهم بقراط- يقرون بصرع الجن للإنسان، وأنه لا ينكر ذلك إلا جهلة الأطباء، ممن تزندقوا وغلب عليهم التفكير المادي الذي ينكر عالم الغيب ولا يؤمن إلا بالمحسوس المشاهد، وهؤلاء ليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الطب ما يدفع ذلك.
فالقول الصواب والموافق للقول الذي قال به اهل السنة والجماعة هو دخول الجان في بدن الإنسان وهنالك من المعاصرين من قال بذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول المفسر الألوسي "الذين يأكلون الربا لا يقومون يوم القيامة إلا قياماً كقيام المتخبط المصروع في الدنيا، من المس أي: الجنون، يقال مُسَّ الرجل فهو ممسوس إذا جُنَّ، وأصله اللمس باليد، وسُمي به لأن الشيطان قد يمس الرجل وأخلاطه مستعدة للفساد فتفسُد، ويحدث الجنون، والجنون الحاصل بالمس قد يقع أحياناً، وله عند أهله الحاذقين إمارات يعرفونه بها، وقد يدخل في بعض الأجساد على بعض الكيفيات ريح متعفن تعلقت به روح خبيثة بالتصرف، فتتكلم وتبطش وتسعى بآلات ذلك الشخص الذي قامت به من غير شعور للشخص بشيء من ذلك أصلاً"
ويقول العلامة محمد الطاهر بن عاشور:"والذي يتخبطه الشيطان هو المجنون الذي أصابه الصرع، فيضطرب به اضطرابات، ويسقط على الأرض إذا أراد القيام .. وإنما احتيج إلى زيادة قوله من المس ليظهر المراد من تخبط الشيطان، فلا يُظن أنه تخبط مجازي بمعنى الوسوسة
يقول الأستاذ سيد قطب "إن صورة الممسوس المصروع صورة معروفة معهودة عند الناس، والنص القرآني يستحضرها لتؤدي دورها الإيجابي في إفزاع حس الإنسان المرابي واستجاشة مشاعره".
ويقول الشيخ حسن البنا (ومن أدلة الحس والمشاهدة ما ذكره الإمام الأستاذ حسن البنا أنه لما زار مدينة السويس عرض عليه أحد الإخوان قصة امرأته التي ينتابها بين الحين والآخر مرض، تفقد فيه وعيها ويحولها إلى وحش كاسر، ثم قام الأستاذ البنا بقراءة القرآن الكريم عليها، وإذ به يسمع صوتاً ينبعث من جسم المرأة يستعطفه سائلاً إياه ألاَّ يحرقه، ثم أمره البنا أن يخرج من إصبع قدمها، فخرج كما أمره، وإذ بالمرأة تقوم كأنها حلت من عقال وكأن لم تكن أصيبت من قبل"
ويقول الشيخ محمد الحامد:: "ووقائع سلوك الجن في أجساد الإنس كثيرة مشاهده لا تكاد تحصى لكثرتها، فمنكر ذلك مصطدم بالواقع المشاهد، وإنه لينادى ببطلان قوله"
ويقول الشيخ حسن أيوب: "إن صرع الجن للإنسان أمر ممكن وأنه وقع فعلاً، وقد كانت العرب وغيرها من الأمم تؤمن بذلك وتحكي فيه الحكايات الكثيرة، ولا غرابة فيما حكي وفيما يحكى اليوم عن الجن وتشكلهم بالأشكال المختلفة، واتصالهم بالإنس بأنواع الاتصالات، وهذا أمر مقرر في الإسلام"
ويقال كذلك فيمن رد على الاستدلال بقوله تعالى (لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) إن الزعم بأن ما جاء في آية البقرة من قوله تعالى: ?إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس هو من التشبيه ولا يراد به الحقيقة، فهذا الزعم باطل، لأنه قياس مع الفارق، فالتشبيه في آية البقرة هو تشبيه آكل الربا بشيء معروف لديهم واقع عندهم، وهو الذي يتخبط من المس، أما الثاني فإنه تشبيه بأمر غير مشاهد عندهم غير معروف، بعكس الأول، ولكن عرف من التشبيه
وفي هذا الرابط احيل على كلام سماحة الشيخ ابن باز في الرد على فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره لدخول الجان في بدن الإنسان
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581 (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581)
وفقكم الله تعالى وبارك فيكم ونفع بكم
محبكم الداعي لكم بالخير
من فلسطين
خباب بن مروان الحمد
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[21 - Jun-2010, صباحاً 01:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابعت عن كثب هذا الموضوع
ولي عدة أسئلة أرجو الإجابة عليها
هل قضية تلبس الجن بالإنس قضية إيمانية مثبتها مؤمن ومنكرها خارج عن الملة؟
إذا كانت هذه القضية من القضايا الإيمانية ومنكرها خارج عن الملة فنحن نؤمن بها ونقر بها بلا نقاش وبلا دليل.
وإذا كانت هذه القضية خلافية يتساوى فيها المثبت والنافي فلماذا هذا الانفعال؟
وما الفائدة التي تعود علينا من خلف هذا الموضوع؟
وبارك الله فيكم
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[21 - Jun-2010, صباحاً 01:41]ـ
الذي ينكر مس الشيطان للانسان عن كبر وعدم رجوع الى الحق , أدعوا الله أن يبتليه بنفحة من المس لكي يحدث له عين اليقين.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Jun-2010, صباحاً 05:32]ـ
هل قضية تلبس الجن بالإنس قضية إيمانية مثبتها مؤمن ومنكرها خارج عن الملة؟
إذا كانت هذه القضية من القضايا الإيمانية ومنكرها خارج عن الملة فنحن نؤمن بها ونقر بها بلا نقاش وبلا دليل.
وإذا كانت هذه القضية خلافية يتساوى فيها المثبت والنافي فلماذا هذا الانفعال؟
/// وأما سؤالي أنا لك أخي فهو: هل أنت تشترط لنفسك ألا تؤمن إلا بما كان منكره خارجا من الملة؟؟؟
/// وأما سبب ما تسميه (بالانفعال) فهو - كما أرجو ألا يخفى عليك - أن القضية ليست خلافية!! ومن خالف فيها فقد شذ!
/// وأما قولك الفائدة التي تعود (علينا) من خلف "هذا الموضوع" فلا أدري أي موضوع تقصد؟ تقصد كتابة هذا المقال في هذه الصفحة، أم موضوع المس نفسه أم ماذا؟
/// أرجو ألا يكون من شرطك في دينك ألا تؤمن بخبر من أخبار الغيب حتى تعرف فائدة الإيمان به أولا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[21 - Jun-2010, صباحاً 07:43]ـ
بارك الله فيكم
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 06:56]ـ
الأخ إبراهيم
لا أوافقك على هذا الدعاء
بل اسال الله تعالى لهم التوفيق للهدى ودين الحق
فهذا أفضل يا أخي من أن نتمنَّى لهم ذلك لأن أغلبهم لديه شبهة أو تأويل
سامح الله الجميع
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 08:21]ـ
/// وأما سؤالي أنا لك أخي فهو: هل أنت تشترط لنفسك ألا تؤمن إلا بما كان منكره خارجا من الملة؟؟؟
/// وأما سبب ما تسميه (بالانفعال) فهو - كما أرجو ألا يخفى عليك - أن القضية ليست خلافية!! ومن خالف فيها فقد شذ!
/// وأما قولك الفائدة التي تعود (علينا) من خلف "هذا الموضوع" فلا أدري أي موضوع تقصد؟ تقصد كتابة هذا المقال في هذه الصفحة، أم موضوع المس نفسه أم ماذا؟
/// أرجو ألا يكون من شرطك في دينك ألا تؤمن بخبر من أخبار الغيب حتى تعرف فائدة الإيمان به أولا!!
بورك فيك يا أخي
لم أقصد ما ذهبت إليه
كل ما قصدته أن منكر مس الجن لم يخرج من الملة وإنما هو مسلم قد يكون صادق الإيمان نحسن الظن به ولا نتهمه،
ْ###
وفقني الله وإياك لما تحب وترضى
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 12:03]ـ
بل هنالك تلبس للجان لبدن الإنسان
إعداد: خباب مروان الحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة المنكرين لدخول الجان في بدن الإنسان
فإنني أدعو لكم وأنا في أرض الرباط (فلسطين) وأسأل الله تعالى لكم توفيقاً وسدادا وبراً ورشاداً وأن يحفظنا وإياكم من شياطين الإنس والجن.
جميل نقاشكم الهادئ، ولا يدل ذلك إلا على سعة خلقكم، وكريم معشركم.
فالنقاش الهادئ خير وسيلة للوصول إلى الحق
بشأن حديث اخرج عدو الله، فالثابت أنَّه صحيح وقد ورد من عدة روايات وقد صححه الحاكم في المستدرك، وصححه البوصيري في " مصباح الزجاجة " – 4/ 36 – السنن)، وقال الألباني حديث صحيح، انظر: صحيح ابن ماجة 2858، وصححه الدكتور بشار عواد معروف
ومن طريق أسامة بن زيد قال ابن حجر في المطالب العالية - 4/ 197: إسناده حسن
وورد من رواية أخرجها أحمد والطبراني وذكره التبريزي في مشكاته وقال: صحيح لشواهده، وقد ذكره الإمام ابن كثير في (البداية والنهاية (6/ 146) ضمن أحاديث أخرى ثم قال بعدها: (فهذه طرق جيدة متعددة تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحر أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة)
فالحديث في الحقيقة صحيح ولروايته من عدة طرق يثبت أنه صحيح أو على الأقل جيد الإسناد وأنه محتج به.
وفي الحديث عبر كثيرة، نأخذ منها فقط قوله صلى الله عليه وسلم (بسم الله أنا عبد الله أخسأ عدو الله) ونفثه صلى الله عليه وسلم في فم الصبي. أليس في هذا إشارة واضحة إلى أن الصرع الذي كان يصيب الصبي هو المس الشيطاني الذي تعتبره أنت يا سعادة الدكتور خرافة وكهنوتية.
يقول الشيخ الألباني رحمه الله بعد إثباته لصحة حديث عثمان وفيه ان رجلا جاء للرسول فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما جاء بك»؟، قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي، قال: «ذاك الشيطان»، أدنه، فدنوت منه، فجلس على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: (اخرج عدو الله)، ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال: (الحق عملت).
يقول الالباني بعد ايراده وتصحيحه لهذا الحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 2918:وفي هذا الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ويدخل فيه ولو كان مؤمنا صالحا، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وقوله (اخرج عدو الله) كان حديثا مباشرا لكائن يفقه ويسمع ويخاطب، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يخاطب سرابا أو خيالا وحاشاه عليه صلاة ربي وسلامه أن يتوهم. وهذا الحديث والذي قبله يثبت صحة دخول الجن إلى جسد الإنس وحقيقة التلبس، وأن الخرافة هنا لا تتعدى حدود عقل منكر «هذه الحقيقة» وعلمه الذي استقى منه إنكاره
وأهل السنة والجماعة حينما قرروا دخول الجان ببدن الإنسان احتجوا بهذا الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنني أقول لكم أيها الفضلاء إنَّني نقلت إجماعات العلماء وهي من مصادر التشريع الإسلامي، فالمسألة إجماعية ولم يخالف فيها إلا الشيعة والمعتزلة من الفرق الضالة، بل لا يثبت فيما اعلم قولاً للقرون الثلاثة الأولى المفضلة إنكاراً لذلك، فالقول الذي يعتقده أهل السنة والجماعة ديانة لله تعالى، أنَّ الجني يتلبَّس الإنسي وينطق على لسانه ويتحدث فيه ويؤذيه
وقد أجمع على ذلك علماء أهل السنة والجماعة ولم يخالف في هذا إلا الفرق الضالة كالشيعة والمعتزلة، وقد نقل الإجماع على هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، وذكر عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة ونقل ذلك أيضا عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور، ولأجل ذلك يقول العلامة ابن حجر الهيثمي (توفي سنة 974هـ): "فدخوله (أي الجني) في بدن الإنسان هو مذهب أهل السنة والجماعة".
قال ابن القيم: الصَّرع صَرعَان: صَرْع مِن الأرْوَاح الْخَبِيثَة الأرْضِيَّة، وصَرْع مِن الأخْلاط الرَّدِيئة. والثَّاني هو الذي يَتَكَلَّم فِيه الأطِبَّاء في سَبَبِه وعِلاجِه، وأمَّا صَرْع الأرْوَاح فَأئمَّتُهم وعُقَلاؤهم يَعْتَرِفُون بِه ولا يَدْفَعُونه، ويَعْتَرِفُون بِأنَّ عِلاجَه بِمُقَابَلَة الأرْوَاح الشَّرِيفَة الْخَيِّرَة العُلْوِيَّة لِتِلْك الأرْوَاح. اهـ.
ثمَّ إنَّ ذلك ملاحظ بالحس والمشاهدة، والمنكر لذلك إنما ينكر دلالة الحس والحاصل أنه لا ينازع عاقل في أن الجان قد يتعرض للإنس بالضرر الحقيقي، وقد أحسن الشيخ أبو القاسم حينما كتب في موقع الألوكة ما نصُّه (فسواء سميته تلبسا أو مسا أو غير ذلك فلا يشكل على أصل الأمر قال تعالى:"وما يضرون به من أحد إلا بإذن الله" والسحر إنما يقوم على تعاون الساحر مع الجن على العدوان إما بتفريق أو مرض أو غير ذلك فهذا أصله مما لايتصور في مسلم إنكاره فإذا تقرر هذا لم يعد في إنكار التلبس كبير فرق إذا العبرة بالآثار ودل الواقع المنقول تواترا جيلا بعد جيل والمشاهد حسا على آثار مس الجني للإنسي وما يتبع ذلك من خروجه عند الرقية المحكمة أو تحدثه على لسان الممسوس ثم يقوم بعدها المريض كأنما نشط من عقال وكان جواب الطب له قبيل ذلك أن الحالة مجهولة لا تعرف والتحاليل كلها سليمة فإذا ما قرأ عليه ثقة وخرج بإذن الله ارتد إليه بصره إن كان فقده ودبت الحركة في رجله إن كانت شلت وهكذا كل ذلك عايناه وهو في الجملة يقين ثابت بالنقل والعقل ويعرفه أهل الشأن, وقد دلت السنة الصحيحة أن ضرر الجني بالإنسي قد يبلغ حد القتل ولهذا أمرنا باجتناب بداءتهم بأذية كتبول في الجحور وغيره فما يكون دون القتل من باب أولى, وآية الربا صريحة في أن الشيطان يتخبط الإنسي إذ لا يتصور أن يشبه الله حال المرابي بمن تخبطه الشيطان من المس إلا أن يكون المشبه به ثابتاً حقا)
ثم إنني اقول لمن يقول ان العلماء القدماء قالوا بدخول الجان ببدن الإنسان وانهم (لو كانوا موجودين واطلعوا على علم النفس او الطب النفسي لغيروا اراءهم)
فهذا غير صحيح وذلك لأنه لا تتوقع ان العلماء السابقين كانوا يعيشون في فراغ طبي وصحي ولا يوجد لديهم خبراء في الطب وصحة الإنسان.
صحيح ان العلم الآن تطور ولكن كذلك كثير من علماء النفس وحتى العلماء الغربيين يثبتون دخول الجان في بدن الإنسان، وهذا لا نعتبره دليلا ولكن تأكيداً على ما نقوله في ذلك
يذكر رياض مصطفى أسماء وقصص عدد من المصروعين والملبوسين من الأوروبيين وغيرهم في كتاب أسماه "المسكونين بالشياطين", كما ينقل عبد الرزاق نوفل في كتابه "عالم الجن والملائكة" اعتراف عدد من أطباء الغرب ثبوت دخول الجن بدن الإنسان، وأن ألوفاً من الناس يعانون في الوقت الحاضر من هذا المرض, ومن جانبه ذكر محمد فريد وجدي أن ريتشارد هودس، وجيمس هيزلوب نشرا بحثاً علمياً جاء فيه: "إن عدداً عديداً من المجانين الذين يحبسون في البيمارستانات (مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية) ليسوا بمصابين بأمراض عقلية، بل مملوكون لأرواح قد استولت عليهم واستخدمتهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويذكر أيضا فريد وجدى أن هناك الكثير من الأطباء الأوروبيين الذين تحدثوا عن مرض المس الشيطاني، ويسمونه المس الروحي أو الروحاني، وينسبونه إلى أرواح خبيثة استحوذت على الشخص المريض وعملت على إيذائه.
بل إن أئمة الطب قديماً كانوا يقرّون بمرض المس الشيطاني، ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله أن أئمة أطباء اليونان –وعلى رأسهم بقراط- يقرون بصرع الجن للإنسان، وأنه لا ينكر ذلك إلا جهلة الأطباء، ممن تزندقوا وغلب عليهم التفكير المادي الذي ينكر عالم الغيب ولا يؤمن إلا بالمحسوس المشاهد، وهؤلاء ليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الطب ما يدفع ذلك.
فالقول الصواب والموافق للقول الذي قال به اهل السنة والجماعة هو دخول الجان في بدن الإنسان
يقول المفسر الألوسي "الذين يأكلون الربا لا يقومون يوم القيامة إلا قياماً كقيام المتخبط المصروع في الدنيا، ?من المس? أي: الجنون، يقال مُسَّ الرجل فهو ممسوس إذا جُنَّ، وأصله اللمس باليد، وسُمي به لأن الشيطان قد يمس الرجل وأخلاطه مستعدة للفساد فتفسُد، ويحدث الجنون، والجنون الحاصل بالمس قد يقع أحياناً، وله عند أهله الحاذقين إمارات يعرفونه بها، وقد يدخل في بعض الأجساد على بعض الكيفيات ريح متعفن تعلقت به روح خبيثة بالتصرف، فتتكلم وتبطش وتسعى بآلات ذلك الشخص الذي قامت به من غير شعور للشخص بشيء من ذلك أصلاً"
ويقول العلامة محمد الطاهر بن عاشور:"والذي يتخبطه الشيطان هو المجنون الذي أصابه الصرع، فيضطرب به اضطرابات، ويسقط على الأرض إذا أراد القيام .. وإنما احتيج إلى زيادة قوله من المس ليظهر المراد من تخبط الشيطان، فلا يُظن أنه تخبط مجازي بمعنى الوسوسة
يقول الأستاذ سيد قطب "إن صورة الممسوس المصروع صورة معروفة معهودة عند الناس، والنص القرآني يستحضرها لتؤدي دورها الإيجابي في إفزاع حس الإنسان المرابي واستجاشة مشاعره".
ويقول الشيخ حسن البنا (ومن أدلة الحس والمشاهدة ما ذكره الإمام الأستاذ حسن البنا أنه لما زار مدينة السويس عرض عليه أحد الإخوان قصة امرأته التي ينتابها بين الحين والآخر مرض، تفقد فيه وعيها ويحولها إلى وحش كاسر، ثم قام الأستاذ البنا بقراءة القرآن الكريم عليها، وإذ به يسمع صوتاً ينبعث من جسم المرأة يستعطفه سائلاً إياه ألاَّ يحرقه، ثم أمره البنا أن يخرج من إصبع قدمها، فخرج كما أمره، وإذ بالمرأة تقوم كأنها حلت من عقال وكأن لم تكن أصيبت من قبل"
ويقول الشيخ محمد الحامد:: "ووقائع سلوك الجن في أجساد الإنس كثيرة مشاهده لا تكاد تحصى لكثرتها، فمنكر ذلك مصطدم بالواقع المشاهد، وإنه لينادى ببطلان قوله"
ويقول الشيخ حسن أيوب: "إن صرع الجن للإنسان أمر ممكن وأنه وقع فعلاً، وقد كانت العرب وغيرها من الأمم تؤمن بذلك وتحكي فيه الحكايات الكثيرة، ولا غرابة فيما حكي وفيما يحكى اليوم عن الجن وتشكلهم بالأشكال المختلفة، واتصالهم بالإنس بأنواع الاتصالات، وهذا أمر مقرر في الإسلام"
ويقال كذلك فيمن رد على الاستدلال بقوله تعالى (لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) إن الزعم بأن ما جاء في آية البقرة من قوله تعالى: ?إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس هو من التشبيه ولا يراد به الحقيقة، فهذا الزعم باطل، لأنه قياس مع الفارق، فالتشبيه في آية البقرة هو تشبيه آكل الربا بشيء معروف لديهم واقع عندهم، وهو الذي يتخبط من المس، أما الثاني فإنه تشبيه بأمر غير مشاهد عندهم غير معروف، بعكس الأول، ولكن عرف من التشبيه
وفي هذا الرابط احيل على كلام سماحة الشيخ ابن باز في الرد على فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره لدخول الجان في بدن الإنسان
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581 (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581)
وفقكم الله تعالى وبارك فيكم ونفع بكم
محبكم الداعي لكم بالخير
من فلسطين
خباب بن مروان الحمد(/)
اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 08:40]ـ
ما روي من اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى:
قد رواه بسنده كلٌ من:
- المخلص في (العاشر من الفوائد المتقاة الغرائب) وقد جعلته (الأصل)؛ ومن طريقه اللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة رقم 314) ورمزت له بـ (ك).
- الطيوري في (المنتخب من الطيوريات رقم 463) ورمزت له بـ (ط).
· قال المخلص: (حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّاجْيَانِ، قثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ الْمَوْصِلِيُّ بِسُرَّ مَنْ رَأَى فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ).
· وقال الطيوري: (أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا أبو محمد قاسم بن جعفر بن السراج البصري بمصر، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن علي الناقد، حدثنا عبد السلام بن محمد بن عبد الله بن زيد، حدثني أبي).
- قال علي بن حرب: (سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ:).
- وقال محمد بن عبد الله: (جاء شعيب بن حرب إلى أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري فقال له:).
ثم هذا لفظ مجموعهم بحسب المنهج المقرر أعلاه:
([ط: يا أبا عبد الله] حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ مِنَ السُّنَّةِ يَنْفَعُنِي اللَّهُ تَعَالَى [ك: عز وجل] بِهِ [ط: أخبرني ما السنة التي من فارقها فارق الحق وإذا عمل بها كان من أهلها فبين لي من ذلك ما أعمل عليه وأتمسك به وأحتج به غدا]، فَإِذَا [ط: إذا] وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ [ك: تبارك وتعالى] [ط: ربي عز وجل] وَسَأَلَنِي عَنْهُ فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَخَذْتَ هَذَا؟ قُلْتُ [ط: فأقول]: يَا رَبِّ حَدَّثَنِي بِهِ [ك: بهذا الحديث] سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَأَخَذْتُهُ [ك: وأخذته] عَنْهُ؛ فَأَنْجُوَ أَنَا وَتُؤْخَذَ [ط: وتسأل] أَنْتَ.
فَقَالَ لِي سُفْيَانُ [ط: له]: يَا شُعَيْبُ [ط: بن حرب]؛ هَذَا تَوْكِيدٌ وَأَيُّ تَوْكِيدٍ، اكْتُبْ [ط: ما أقول لك واعمل له تكن من أهله؛ وهي السنة التي من فارقها فارق الحق وأهله]:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مُنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ، وَالإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ وَلا يَجُوزُ [ط: ينفع] الْقَوْلُ [ط: قولٌ] إِلا بِالْعَمَلِ، وَلا يَجُوزُ [ط: ينفع] الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ [ط: قولٌ وعملٌ] إِلا بِالنِّيَّةِ [ط: بنية]، وَلا يَجُوزُ [ط: ينفع] الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ وَالنِّيَّةُ [ط: قولٌ وعملٌ ونيةٌ] إِلا بِمُوَافَقَةِ [ط: ما وافق] السُّنَّةِ.
قَالَ شُعَيْبٌ: فَقُلْتُ [ك: له]: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَمَا مُوَافَقَةُ السُّنَّةِ [ط: التي من فارقها فارق الحق]؟ قَالَ: تَقْدِمَةُ [ط: تقدم] الشَّيْخَيْنِ أَبِي [ط: أبا] بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [ط: وتقدي بهما فيما أمرا به ونهيا عنه، وأن إمامتهما كانت صواباً غير خطأ، أجمع عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كافةً وأعطوهما البيعة، وقد عرفوا موضعهما من ذلك بالسمع والطاعة والرضا بهما، فقاما بدين الله عز وجل وعقدا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاهدا في الله عز وجل وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الجهاد، ومضيا وقد تم الدين وشيداه وأعزاه، وفتح الله بهما الفتوح.
قال شعيب بن حرب: ثم ماذا؟ فقال:] يَا شُعَيْبُ لا [ط: ولا] يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ [ط: ذلك] حَتَّى تُقَدِّمَ عُثْمَانَ فَعَلِيًّا [ك: وعلياً] [ط: على علي بن أبي طالب] عَلَى مَنْ بَعْدَهُمَا؛ [ط: وتقول: إن عليا عليه السلام رضي بعثمان واقتدى به، وإن عثمان رضي الله عنه قتل مظلوما، وإن عليا رضي الله عنه بريء من قتلته، وممن قتله، وإنه لم يرض بذلك ولا أمر به ولا أعان عليه ولا داهن فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت ثم ماذا؟ قال: يا شعيب؛ ثم لا ينفعك ذلك حتى تولى عليا عليه السلام وتقول وتعتقد أنه إمام مثل من مضى من الأئمة قبله الثلاثة الهادية، وترجع به، ولا تقول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خيرا، ولا تخوض فيهم مع الخائضين إلا بأحمد الذكر وأكمل الفضل.
قلت: ثم ماذا يا أبا عبد الله؟ قال:] يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ [ط: ثم] لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ حَتَّى لا تَشْهَدَ لأَحَدٍ [ط: على أحدٍ] [ط: من أهل القبلة] بِجَنَّةٍ وَلا نَارٍ إِلا الْعَشَرَةَ الَّذِينَ شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [ط: بالجنة، ومات صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وهم عنه راضون. قلت: سمهم لي، قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل]، وَكُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ [ط: وعاشرهم الرسول البشير النذير الذي به شرفوا وفضلوا].
يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ حَتَّى تَرَى الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ دُونَ خَلْعِهِمَا أَعْدَلَ [ط: أفضل] عِنْدَكَ مِنْ [ط: نزعهما و] غَسْلِ قَدَمَيْكَ.
[ط: قلت: يا أبا عبد الله؛ ثم ماذا؟ قال:] يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ [ط: ثم] لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ [ط: ذلك] حَتَّى يَكُونَ [ط: ترى] إِخْفَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلاةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنْ أَنْ تَجْهَرَ [ط: الجهر] بِهَا، [ط: وحتى تقول مجيبا للإمام إذا ختم سورة الحمد، فقال: {وَلا الضَّالِّينَ} أن تقول أنت: آمين. تسمعه.
قلت: ثم ماذا؟ قال:] يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ لا [ط: ولا] يَنْفَعُكَ الَّذِي كَتَبْتُ [ط: ذلك كله] حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، كُلٌّ [ط: وأن ذلك] مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [ك: عز وجل].
يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ؛ وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ مَا قَالَ اللَّهُ، وَلا مَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ، وَلا مَا قَالَ النَّبِيُّونَ، وَلا مَا قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَلا مَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ، وَلا مَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى [ك: عز وجل]: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}، وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}، وقَالَتِ الْمَلائِكَةُ: {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}، وَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: {إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ}، وَقَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ: {وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، وَقَالَ شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلامُ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}، وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ}، وَقَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ [ك: لعنه الله]: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي}.
(يُتْبَعُ)
(/)
[ط: قلت ثم ماذا؟ قال:] يَا شُعَيْبُ لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ حَتَّى تَرَى الصَّلاةَ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، وَالْحَجَّ وَالْجِهَادَ مَاضٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالصَّبْرَ تَحْتَ لِوَاءِ السُّلْطَانِ؛ جَائِرٌ [ك: جارَ] أَمْ عَدْلٌ، قَالَ شُعَيْبٌ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّلاةُ [ط: الصلوات] كُلَّهَا؟ قَالَ: لا؛ وَلَكِنْ [ط: إلا] صَلاةُ الْجُمُعَةِ [ط: التي تجمعك مع أصحابك وأهل دينك وقبلتك وملتك] وَالْعِيدَيْنِ؛ صَلِّ خَلْفَ مَنْ أَدْرَكْتَ، وَأَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ [ط: الصلوات] فَأَنْتَ مُخَيَّرٌ أَلا تُصَلِّيَ إِلا خَلْفَ مَنْ تَثِقُ بِهِ وَتَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
[ط: قلت: ثم ماذا؟ قال: تعلم أن القرآن كلام الله عز وجل الذي تكلم به وأنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وتبرأ ممن قال أنه مخلوق، وألحد في أسمائه، وحتى تقول وتعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وترد أمر الخلق إلى الله عز وجل، ولا تنزل أحداً جنة ولا ناراً إلا العشرة الذين تقدم ذكرهم، وأن رحمة الله وسعت كل شيء، والله بصير بالعباد، اللطيف بخلقه الرحيم بهم، الرءوف بهم.
وحسبك هذا فلا تعده، فهو الدين الذي مضى عليه الناس، وفيه النجاة لمن اعتقده ودان به ولا قوة إلا بالله].
يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى [ك: عز وجل] فَسَأَلَكَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقُلْ: [ك: يا رب] حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، ثُمَّ خَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ رَبِّي [ك: عز وجل] يَا شُعَيْبُ).
- قال الإمام الذهبي: (هذا ثابت عن سفيان؛ وشيخ المخلص ثقة رحمة الله عليهم).
· رجال سند المخلص:
-[شعيب بن محمد بن عبيد الله بن خالد الراجيان]: ثقة.
-[علي بن حرب بن محمد الطائي الموصلي]: ثقة.
-[شعيب بن حرب]: ثقة.
فهذا سندٌ صحيحٌ متصل.
· رجال سند الطيوري:
-[أحمد بن محمد العتيقي]: ثقة.
-[سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي]: كذاب رافضي. والغريب روايته لهذه العقيدة.
-[قاسم بن جعفر بن السراج]: لم أقف له على ترجمة.
-[يعقوب بن إسحاق بن علي الناقد]: لم أر فيه جرح ولا تعديل، وترجمته في تاريخ بغداد.
-[عبد السلام بن محمد بن عبد الله بن زيد]: لم أقف له على ترجمة.
-[محمد بن عبد الله بن زيد]: لم أقف له على ترجمة.
فهذا سند ضعيف جداً واه .. لكن ورد ما يعضده بسند صحيح؛ ما قبله.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 02:36]ـ
بارك الله فيك-أستاذنا الكريم- على هذه الدرة السلفية واسأل الله أن يحيينا وايكم وسائرالأحباب على اعتقاد أهل السنة والجماعة والأثر وأن يميتنا عليه كذلك وزادك الله من فضله, ولي نقطتان أبتغي التفضل منك بتوضيحهما مشكورا:
1 - قول سفيان-رحمه الله-:ياشعيب لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر .... قال شعيب: قلت لسفيان: يا أبا عبد الله الصلاة كلها؟ قال: لا ولكن الا صلاة الجمعة التي تجمعك مع أصحابك وأهل دينك قبلتك وملتك والعيدين صلّ خلف من أدركت ,وأما سائر ذلك فأنت مخير ألاّ تصلي الا خلف من تثق به وتعلم انه من أهل السنة و الجماعة.
الاشكال عندي هو أنه خصّ الصلاة خلف كل بر وفاجر بالجمعة والعيدين والذي أعلمه هو التعميم لكل الصلوات أعني حتى جماعات الصلوات الخمس المفروضة, كما في شرح الطحاوية عند شرحه هذه الفقرة, ثم تخييره-رحمه الله-في ترك الصلاة الا خلف من تثق به هل هو عام في كل الاحوال هكذا بلا تفصيل؟
2 - أرى ذكر التسليم على عليّ-رضي الله عنه- من سفيان-رحمه الله- في ماضع عدّة من هذا الاعتقاد فهل هذه سنة قديمة من فعل ائمة السنة كلهم أو بعضهم وعليه يكون فاعلها له سلف وأسوة من هؤلاء الائمة, أم أن الامر من فعل النساخ؟
أرجو التفضّل بتوضيح هذه المقاصد مشكورين وسلامي اليك أولا وآخرا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 08:01]ـ
بارك الله فيك يا أبا وائل وأثابك الله على حسن سريرتك بإذن الله .. وسأبين لك الأمر بحول الله بصورة مختصرةٍ جدا:
أما الإشكال الأول: فأمره واضح أخي الحبيب؛ وذلك أن في صلاة الجماعة غير الجمعة والعيدين؛ لا يلزم أن يكون الإمام الحاكم هو المتقدم لها الإمام فيها .. لكثرة مساجد الفرائض، أما بالنسبة للجمعة والعيدين فالغالب الأعم المعروف أنه لا يوجد إلا مسجد واحد ومصلى واحد؛ ثم هما لا ييكون إماماً فيهما إلا الحاكم إمام المسليمن أو نائبه الذي وكله باسمه .. وكوني اترك الصلاة خلف إمام المسلمين فيه الوقوع في المحذور المنهي عنه من شق عصى الجماعة والاختلاف على كلمتهم .. وهكذا.
أما الإشكال الثاني: فليس هذا اللفظ أو نحوه بسنة قديمة متبعة في حق الإمام علي رضي الله عنه ولا ما يحزنون .. ولم يرد عن احدٍ من السلف الصالح فضلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه بهذا الوصف، بل لم يكن يطلق إلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو على إخوانه من الأنبياء والرسل .. وكون البعض ممن والى يقوله لا يعني هذا أن يكون له سنة متبعة أبدا .. ولعل دخول هذا في كلام الإمام الشعبي من فعل النساخ أو الرواة كما ذكرت رحمك الله؛ فإن راوي الطريق الأول من الشيعة. فتأمل ذلك(/)
ما هي حقوق غير المسلم؟
ـ[جامعي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 09:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
كيف الحال
أريد بحث عن:-
/حق غير المسلم/
? مفهوم الحق?
?حق غير المسلم المواطن الذمي?
?حق غير المسلم إذا كان غير مواطن بل مستأمنا?(/)
مؤشر غالوب للتعايش 2009: دراسة عالمية للعلاقات بين الأديان
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 01:55]ـ
مؤشر غالوب للتعايش 2009: دراسة عالمية للعلاقات بين الأديان:
http://www.moslimonline.com/?page=artical&id=1526
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:16]ـ
الملف يحوي جداول وبيانات واستبيانات رأي متنوعة(/)
التحذير من الغلو في الدين/ ابن برجس رحمه الله/صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 03:01]ـ
التحذير من الغلو في الدين ابن برجس
http://www.4shared.com/audio/bFuRx-LH/_______.html (http://www.4shared.com/audio/bFuRx-LH/_______.html)
ابو اميمة محمد(/)
مسائل منهجية متنوعة/ ابن برجس رحمه الله/صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 03:02]ـ
مسائل منهجية متنوعة ابن برجس رحمه الله
بصيغة mp3
http://www.4shared.com/audio/Gl2YnUhF/____1.html (http://www.4shared.com/audio/Gl2YnUhF/____1.html)
ابو اميمة محمد(/)
مقال يطيح برئيس تحرير صحيفة سعودية ليلة زفافه .. !
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 03:02]ـ
سياسة "حرق الرموز" والإقصاء هل عجلت بنهاية رئاسته الثانية؟
جمال خاشقجي يستقيل من رئاسة تحرير الوطن ويتفرغ لأعماله الخاصة
?سبق- أبها: قدّم رئيس تحرير صحيفة الوطن جمال خاشقجي اليوم إستقالته من منصبه، فيما قبل رئيس مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل إستقالة خاشقجي وكلف سليمان العقيلي خلفاً له.
ولم تعرف بعد مسببات الإستقالة التي بررها خاشقجي في كتاب الإستقالة برغبته في التفرغ لأعماله الخاصة.
وفاجأت إستقالة خاشقجي الأوساط الصحفية، حيث إنه كان قد أكد في أكثر من مناسبة وأكثر من مقال إنه قادم للوطن من أجل البقاء.
وصاحبت الإشاعات خاشقجي منذ عودته للوطن للمرة الثانية، كان آخرها قبل عدة أشهر عندما انتشرت إشاعة بأنه أقيل على خلفية أخبار غير صحيحة حول الهيئة والعلماء.
ورغم نشر الصحيفة لخبر إستقالته، إلا أن عدداً من المراقبين الذين إتصلت بهم "سبق" أكدوا أن خاشقجي كان دائماً ما يؤكد في جميع لقاءاته وكتاباته أنه متمسك بموقعه ولن يستقيل أو يقال.
وكتب خاشقجي قبل أيام مقالاً حول تدشين موقع الوطن الإلكتروني الجديد، أكد فيه أن "الوطن" في عهده تسعى للسيطرة على الصحافة الإلكترونية.
سياسة "حرق الرموز" والإقصاء هل عجلت بنهاية رئاسته الثانية؟
جمال خاشقجي بين "الإقالة" و"الاستقالة" المفاجئة
سبق- الرياض: لم تكن "استقالة" أو "إقالة" رئيس تحرير صحيفة "الوطن" جمال خاشقجي مفاجأة، خاصة بعد الأزمات التي أدخل نفسه فيها, أو أقحم في الدخول إليها, ليصادم مرتكزات مجتمع, ويحاول أن "يسبح ضد التيار" الجارف, بمساندة عدد من الكتاب يعدون على أصابع اليدين, فتح لهم الباب على مصراعيه ليهاجموا من يريدون، ويمارسوا عن قصد وبمنهجية احترافية "سياسة إقصاء الغير", و"حرق الرموز" التي يجدون في طرحها قوة في نقض آرائهم.
فقد كانت كل الدلائل تشير إلى "إقالته" أو "استقالته" بعد سلسلة من المغامرات, واختلاق الأزمات مع أطراف متشابكة ومتعددة, مارس فيها ما أسماه البعض "سياسة التحريض" بدءاً من مقاله ضد الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري "عضو هيئة كبار العلماء السابق" , ومن قبل حملته على الشيخ إبراهيم الغيث الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف السابق, وركوبه موجة "إقالة" الشيخ أحمد الجردان مدير إدارة العلاقات العامة والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف, حتى هجومه على أي مفكر أو أكاديمي لا يتفق معه في الرأي من د. محمد السعيدي الذي حرض عليه علناً؛ لأنه كتب رأياً فيه تعليق على حادث "بيت الغامدي"، إلى الدكتور محمد النجيمي الذي شن عليه حملة واسعة من خلال مجموعة من كتاب "الوطن" ورفض أن ينشر مقالاً واحداً للدكتور النجيمي, من مقالاته الخمسة التي خص بها "سبق", بعد أن أوصد "خاشقجي" باب "الوطن" في وجهه, وقال له بصراحة في مكالمة هاتفية "لن أنشر ردوداً لا على حصة آل الشيخ أو غيرها", رغم أن "حصة آل الشيخ" تناولت الدكتور النجيمي في مقالين متتاليين, وغيرهم الكثير، ولكن من الواضح أن "خاشقجي" كان يتوقع ذلك بعد أن مني بعدم التوفيق في الكثير من الأخبار التي نشرها ولم تكن دقيقة وأوقعته في حرج شديد , ودفعته إلى تكذيب نفسه بنفسه منها ما نشر على لسان د. النجيمي حول رأيه في موضوع فتوى الدكتور البراك, ولم يكن النجيمي صرح لـ"الوطن" بحرف واحد, وتحريفهم لكلام الشيخ أحمد بن باز وتقويله ما لم يقله عن الاختلاط , وكذلك نشر كلام على لسان الدكتور هند بنت باز لم تقله , أما عن نشر الأخبار غير الصحيحة عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فحدث ولا حرج , وردود مدير إدارة العلاقات العامة والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة د. عبد المحسن القفاري على "الوطن" التي أجبرت في وضعها مرة في الصفحة الأولى ومرات في صفحات داخلية , والعديد منها تجاهلته خاصة من ردود فروع الهيئة في المناطق، كل ذلك جعل مصداقية "الوطن" المهنية على المحك , وجعل قراء "الوطن" هم الذين يردون على محرري وكتاب "الوطن".
(يُتْبَعُ)
(/)
وجمال خاشقجي الذي لم يستمر في رئاسته لتحرير "الوطن" عام 2004م سوى 52 يوماً , والذي أقيل على إثر نشره مقالات فيه مساس بالإمام ابن تيمية , عاد أيضاً ليمارس الدور نفسه, وينشر مقالات فيه مصادمة للثوابت بل لمرتكزات المجتمع السعودي , ولعل آخرها ما نشر يوم الخميس الماضي للكاتب إبراهيم طالع الألمعي , تحت عنوان "سلفي في مقام سِيْدِيْ عبدالرحمن" وما جاء في هذا المقال من تمجيد غير مسبوق للصوفية والقبوريين ووصفه للسلفية بأنها "ثقافةً جرداء مُسطَّحة الفكر لا تملك التوغُّلَ في الفكر ولا اتِّساع التَّمذْهب بسبب نوع البيئة التي جاءوا منها", ويمتدح زيارة قبر "سيدي عبدالرحمن بالجزائر" الوليّ الصالح، ومقامه الشهير، الذي يستأنس بزيارته أهلُها جميعاً وكلُّ زائريه , ومسجد "ضريح الوليِّ الصالح،" و"التبرك به" و"حياة التصوف والزهد"، و"مكان يستقبلُ مريديه"، "ولا بدَّ للمريدين من الشرب من الماء منه تبرُّكا", و"النساء الجميلات يعرضْنَ مشاكلهنّ الكثيرة متوسلات بـ (سِيْدي عبدالرحمن) ".
وقد أثار هذا المقال ردود فعل غاضبة في أوساط العلماء والمشايخ وطلبة العلم , وعلمت "سبق" أن اتصالات تمت على مستويات مختلفة تستنكر نشر هذا الكلام الذي يروج لشركيات من زيارة قبور وتبرك وتمايل , ويقدح في منهج المملكة وعلمائها ودعاتها.
وجمال خاشقجي من مواليد المدينة المنورة في عام 1377هـ، 1958م، بدأ مشواره العملي في مجال الصحافة والنشر عقب تخرجه من جامعة ولاية أنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1982م حيث عمل مديراً لمكتبات تهامة في جدة، فمساعداً لمدير مركز المعلومات في صحيفة ''عكاظ'' ومحرراً في صحيفة ''سعودي جازيت''، ثم مراسلاً متجولاً في ''الشرق الأوسط'' و''المجلة'' و''المسلمون''، وغطى آنذاك عدة أحداث أبرزها حرب الخليج الثانية والحرب الأفغانية والأزمة الجزائرية والسودان، كما عمل مديراً لتحرير صحيفة ''المدينة'' ثم رئيساً لتحريرها بالإنابة، وبعد ذلك عمل مسؤول تحرير صحيفة ''الحياة'' في السعودية ومراسلاً متجولاً قام بتغطية كثير من الأحداث المهمة في أفغانستان والجزائر والكويت وتركيا والهند والباكستان والسودان والشرق الأوسط.
وكان يشغل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة ''عرب نيوز''، ومن ثم رئيساً لتحرير صحيفة الوطن السعودية. وله عدا ذلك كتابات منتظمة في أكثر من مطبوعة محلية وخارجية باللغتين العربية والإنجليزية وتعليقات سياسية منتظمة مع عدد من الفضائيات.
صدر له كتاب ''علاقات حرجة - السعودية بعد 11 سبتمبر'' قبل عدة أشهر عن دار رياض الريس في بيروت. المستشار الإعلامي للأمير تركي الفيصل السفير السعودي في لندن سابقاً ويكتب لـ"الوطن" السعودية و"البيان" الإمارتية مقالاً أسبوعياً.
وبعد 3 أعوام من تنحيته عن منصب رئيس تحرير "الوطن"، عاد جمال خاشقجي لنفس الكرسي مشترطاً بقاءه في هذا المنصب قبل أن يقال منه، متوقعاً- كما قال في حديث له بعد التعيين- الحصول على الدعم الكافي وقال "أشعر أنني أفكر على موجات متقاربة منهما بحكم التقارب في العمر والتعليم، وأعتقد أننا سنكون فريقاً جيداً".
ولكن ما جاء على لسان رئيس مجلس إدارة "الوطن"- طبقاً لخاشقجي- "اكتبوا ما شئتم طالما أنكم قمتم بتوثيق معلوماتكم"،هو الذي عصف به للمرة الثانية؛ لأن الكثير مما نشره لم يكن موثقاً, وصار كلام "خاشقجي" الذي قاله عن المصداقية هو أول من فعل عكسه فقد قال "أهم شيء بالنسبة للصحافي هو ألا يكذب أبداً تحت أي ظرف", ولعل الردود من جهات وأشخاص متعددة عن معلومات مغلوطة تماماً أظهرت عكس ما قاله.
وكانت قصة "رصاصة على جدار الوطن" قصة دراماتيكية , حاول أن يرفع بها رصيده فجاء تقرير شرطة أبها الأمني المهني, ليكشف القصة الوهمية؛ فلا رصاصة في جدار, ولا جدار عليه آثار رصاصة هوجاء, فذهب مقال "خاشقجي" في الهواء مثل الرصاصة المزعومة.
مقال يطيح برئيس تحرير صحيفة سعودية ليلة زفافه
أقيل رئيس تحرير صحيفة"الوطن" السعودية جمال خاشقجي من منصبة بسبب مقال نشر في الصحيفة وصف "السلفية" بـ "الجرداء مُسطَّحة الفكر".
وذكرت مصادر إعلامية متعددة انه تمت إقالة خاشقجي من منصبه على خلفية مقال كتبه الكاتب إبراهيم طالع الألمعي في "الوطن" يوم الخميس بعنوان"سلفي في مقام سيدي عبد الرحمن" وصف فيه "السلفية" بـ"الجرداء مُسطَّحة الفكر، لا تملك التوغل في الفكر، ولا اتساع التَمذهب".
يشار إلى أن إقالة خاشقجي تمت في ليلة زواجه.
وعلق على ذلك رئيس تحرير إحدى الصحف السعودية بالقول " أنها اغتيال فرحه ".
وتوقعت المصادر أن يتم الاستفادة من "خبرات خاشقجي" في إحدى السفارات السعودية في الخارج.
ونفت صحيفة "الوطن" السبت إقالة رئيس تحريرها جمال خاشقجي من منصبه حيث قال المدير العام للصحيفة حاتم مؤمنة "إن الزميل خاشقجي لا يزال على رأس عمله في الصحيفة واسمه موجود على طبعتها التي ستصدر غدا وإنه يتمتع بإجازة عادية".
ونفى مؤمنة جملة وتفصيلا نبأ إقالة خاشقجي من الصحيفة، معتبرا ذلك مجرد شائعة لا أصل لها، وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يكون فيها التركيز على الصحيفة بهذا النوع من الشائعات.
وقال صحفيون سعوديون ان رئيس تحرير صحيفة الوطن جمال خاشقجي اقيل من منصبه بسبب مقال انتقد فيه هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأكد الكاتب بالصحيفة خالد الغنامي نبأ اقالة خاشقجي، مشيرا الى انه اغضب وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز عبر طرح تساؤلات عن سلطة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر "حسب التبرير الحكومي".
لكن صحفيين مطلعين قالوا ان السبب الحقيقي لاقالة خاشقجي هو ثناؤه على مواقف المرجع الديني آية الله السيد السيستاني في العراق.
الجدير يالذكر أن هذه المرة الثانية التي يقال فيها خاشقجي من وظيفته، اذ في عام 2003 تمت اقالته بسبب مقال انتقد فيه احد كبار العلماء.
ميدل ايست اونلاين
http://www.m-muslim.com/vb/showthread.php?t=665
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 10:51]ـ
قد تتعدد الأسباب ولكني ارجح سبب تكرار انكشاف القناع بغباء جمال خاشقجي نفسه وفي عدة برامج تلفزيونيه بالذات في دليل مع الشيخ عوض القرني فرج الله عنه وفي برنامج في الصميم في bbc
في حين أتت الطامه في برنامج واجه الصحافه مع الزعامه الجديده لهم داوود الشريان وفي لقاءهم مع السفير الأمريكي .. الخاشقجي فقد السيطره على نفسه في خضم الصراع الداخلي الذي اجتاحه بين الطموح على حساب سيادة السفير وبين دوره كإعلامي وخاصة بعد ان خرج السفير وكاد الشريان ان يكسر الكاسه ضيقا بالخاشقجي عندما اخذ يبرر للسياسه الأمريكيه كل ماتفعله وتقوله بدول الاسلام والمسلمين متجاوزاً حدود التقيه من المجتمع
هؤلاء منظمين ياأخوان ويحاربون بأقصى قوه وإتقان لعلمهم بمدى عمق وقوة جذور المنهج السلفي في المجتمع
وقد يكون الخاشقجي مخطط داخلي لأهداف للصهيونيه لايمكن التخلي عن خدماته ولكن لايعني اخراجه من العلنيه ان هناك تغييرات او محاسبه ابدا هناك تصعيد في التحرك الليبرالي او الصهيوني الى درجة تحري القرار السياسي لدعمهم والمسأله مسألة وقت فقط(/)
سلمان العودة ومحمد عابد الجابري .. إشكالية التبسيط المخل
ـ[أبو حماد]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 04:23]ـ
وافاني صديقنا النابغة الشيخ المتفنّن بندر بن عبدالله الشويقي – أسعد الله أيامه – برسالة كريمة، حملتْ جواباً من الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة – حرس الله مُهجته – عن سؤال ورد إليه بخصوص الدكتور محمد بن عابد الجابري، فأفاض الشيخ في الجواب بما رأيت أنه يحمل تبسيطاً مخلاً عن حال الجابري.
وللشيخ سلمان قدم صدق في الدعوة وآثار حميدة في الصحوة ومعرفة عزيزة في العلم، غير أن جوابه المُشار إليه آنفاً قعد به عن النهوض إلى حيث بلغ، فقد كان جواباً منقوصاً غير واف، كما أنه تضمّن في ثناياه – بحسب ما ظهر لي من سياق الجواب - قلة اطلاع ومعرفة من الشيخ بالجابري.
وإن آية نقصه أن أشار الشيخ إلى كتابين للجابري هما "تفسيره" بما حوى من "المدخل" وهو من أواخر ما كتبَ، والثاني "دراسته عن ابن خلدون" وهو من أوائل ما كتب – دع ذكره لسيرته الذاتيّة "حفريات في الذاكرة" فالسير الذاتية ضربٌ من الهذيان - وهذان الكتابان لا يؤخذ عنهما فكر الجابري ولا يؤسسان منهجه.
أما الأول منهما فهو كتاب حيكت خيوط فصولهِ بوعْي"عرفانيٍّ" "بيانيٍّ" من رجل يرى "العقلَ البرهانيَّ" متفرداً بأحقية التأصيل وبناء الاستدلال، فلا مكانة له إذاً في فكر الرجل وإلى مدرسته نحاكمه، أو هو كتاب "سواليف" بحسب تعبير صاحبنا العذب الدكتور محمد العبدالكريم – متعه الله بالعافية -، وأما الثاني فهو دراسة اجتماعيّة سياسيّة، وكتاب عادي لا يمثل ذروة الإنتاج العقلي والمعرفي والبحثي للجابري.
والشيخ سلمان – وفقه الله – طلب من الباحثين في حال الجابري أن يقرؤوه قراءة وافية شاملة، وأن هذا أقوم قيلاً وأكثر إنصافاً، وهذا – والذي علّم بالقلم – من العدل الذي قامت عليه السموات والأرضون، وهو الحكم القسط والقضاء الأسنى، غير أني لم ألمس هذا في الشيخ – أعلى الله مقامه – بل رأيته يحيل على كتبٍ لا تمثّل الجابري ولا فكره، ويختزلُ إخلاص الجابري ودينه وإيمانه في كتاب واحدٍ من مؤلفاته، بل في عبارات يسيرة منه! معرضاً عن الإشارة للبقيّة أو آتياً عليها بالذكر مع أن فيها ما ينقض ذلك ويهدمه! وهذا نقض صريح للمنهج الشمولي الذي يقرّرهُ.
فلم أر الشيخ يُحيل على ثلاثيته المعروفة في نقد العقل العربي "تكوين العقل العربي" و"بنيّة العقل العربي" و"العقل السياسي العربي" وهي التي تمثل ذروة ما كتبه الجابري، ومشروع عمره الذي أفنى فيه طاقة بحثه ونشاط ذهنه ومنتهى فكره، وأسقط من خلال نظريّته الخاصة بعصر التدوين تراثَ المسلمين وأزرى به وحكم عليه بالهشاشة داعياً إلى تجاوزه وانبعاث عصرٍ جديدٍ للتدوين وإسلام القياد للعقل البرهاني فهو الملاذ وإليه المنتهى، وتعظيمه المطلق للفلاسفة ولإنتاجهم العقلي، و "ثلاثيّته" هي التي جعلت عامة المنتقدين له ينفرون منه ويقرؤون في مؤلفاته اجتراراً مكرّراً لمناهج بحث المستشرقين في الإسلاميات وبالأخص منها موارد الشريعة وترديداً لمقولاتهم، وإن تنوّعت الأساليب واختلفت العبارات فمآلاتهم متفقة، ويجعلون من هذه "الثلاثية" ثورة باطلة على أصول المعرفة في الإسلام، وموارد استمداد الأحكام الشرعيّة، ومناهج البحث المعتبرة لدى المسلمين.
وفي تحقيقه وتعليقه على "تهافت التهافت" لابن رشد من تعظيم الفلاسفة والميل إليهم وتوقير مذهبهم وأنهم رواد البحث العلمي الحر النزيه والحط على منتقصيهم – وعلى رأسهم علماء الشريعة - ووصفهم بالمؤدلجين واتهامهم في شرف مقصدهم وحسن غرضهم والنيل منهم بطريقة سافرة منكرة شيء كثير تنفر عنه النفوس المطمئنة بالإيمان.
ولم أره يُحيل على كتاب "نكبة ابن رشد" وهو الكتاب الذي باح بمكنون فكره فأعاد مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين إلى الواجهة، وكرّر شبههم حول العلماء ومواقفهم دون أن يُغادر منها صغيرة أو كبيرة إلا أوردها، ومن قرأ هذا الكتاب علم كيف أن الجابري ارتوى فتضلّع من مناهج المستشرقين فلما كتب وألف تجشّأ ذلك كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العجائب أن الجابري في "نكبة ابن رشد" وتقديمه وشرحه على "تهافت التهافت" يتماهى في استحضار العامل السياسيّ في محن العلماء ونكباتِهم ومواقفهم من الأهواء والبدع والمحدثات ومنكرات الحكام وظلمهم وجورهم، وكأنَّ القسمة التحليليّة منحصرةٌ في العامل السياسيِّ فقط، ويرى كل تفسير عدا ذلك تفسيراً ناقصاً غير مستوف لحقيقة المشهد، فما الناس إلا أدواتٌ تُدار بإحكام من خلال حفنة من الساسة والحكّام، ولا رأي لأحد ولو كان من أعلم الناس وأكثرهم دهاءً وفطنة، ولا كأن أولئك العلماء كانوا من أغير الخلق على الشريعة وتحرّكهم أوامرها ويستجيبون لدواعيها، وبهم من الديانة والتعظيم لحرمات الله ما يمنعهم من الوقوف دون حِراك في وجه البدع المحدثة والأهواء الناشئة ولا يخافون في الله لومة لائم، وهذا التعميم الجائر للتفسيرات السياسية للمواقف والآراء واستدعائه بأثر رجعي هو من إنتاج المستشرقين وبضاعتِهم الفاسدة التي غصَّ بها الجابري.
وكم ينبعث في نفسي من الدهشة وأنا أراه يخالف طريقته بتعميم التحليل والمنهج وطرده في الماضي انطلاقاً من صحّة بعض صوره في الحاضر حين ينتقد كارل ماركس ومنهجه التعميمي المخترق لطبقات الزمان الماضي من خلال توليد فكرة حاضرة تصحُّ بعض صورها في نقد الرأسمالية قائلاً: "إذا كان تحليل ماركس للمجتمع الرأسمالي تحليلاً علميّاً صحيحاً فإن ذلك لا يلزم عنه ضرورة صحة تحليله للمراحل التاريخية السابقة للمجتمع الرأسمالي حتى في أوروبا نفسها"!
فاعجب غاية العجب لهذا الانتقاد الموضوعي من الجابري لماركس، وكيف عاد عليه الجابري بالإبطال في نظريّته الخاصة بأثر العوامل السياسيّة، والتي قام بنقلها معمّماً من بيئتها الحاضرة إلى المراحل التاريخية السابقة، بل وعدَّ غيرها من التحليلات قاصرة عن المطلوب وغير علميّة.
واقض له بغاية الاضطراب المنهجي وأنت تقرأ قوله: "نحن لا ننكر مجهودات كثير من المستشرقين الذين ساهموا في نشر وتحقيق عدد مهم جداً من كتب التراث العربي الإسلامي، والذين سلّطوا كثيراً من الأضواء على جوانبه، ولكن يجب أن نكون واعين في ذات الوقت بأن اهتمامهم بهذا التراث سواءً على مستوى التحقيق والنشر، أو على مستوى الدراسة والبحث لم يكن في أية حال من الأحوال ولا في أي وقت من الأوقات من أجلنا نحن العرب والمسلمين، بل كان دوماً من أجلهم هم .. يبقى بعد ذلك كله أن تاريخ الثقافة العربيّة بما في ذلك تاريخ الفلسفة في الإسلام لم يُكتب بعد، إن جميع ما كتب في هذا الموضوع هو إما تكرار لطريقة مفكرينا القدماء وإما استنساخ لطريقة المستشرقين، وبالتالي تبنٍّ لا واعٍ لأهدافِهم وإشكالياتِهم".
وإذا أردت أن تقف على حقيقة الاستنساخ لفكر المستشرقين وتبنّي أفكارهم وتشرّب مناهجهم – والتي يحذّر منها الجابري – فاقرأ كتابه "نكبة ابن رشد" وغيرها من مؤلفاته لترى كيف أنه كان ناقلاً ماهراً لتحليلاتهم وتابعاً منقاداً لأفكارهم.
فما أسرع ما تؤوب النفوس إلى ما نفرت منه وكرهته وصدت عنه!
وللجابري من التناقضات البيّنة والازدواجية الظاهرة في قضايا منهجيّة ما هو على طرف الثمام وحبل الذراع، وقد التقط منها جورج طرابيشي طرفاً صالحاً فأجاد وأوفى إلى الغاية وذلك في كتابه "إشكاليات العقل العربي" وللدكتور عبدالرزاق قسّوم في كتابه "مدارس الفكر العربي الإسلامي المعاصر" مقتنصات لطيفة منها.
ونصيحة الشيخ سلمان للباحثين بقراءة مراحل الرجل وتتبعها نصيحة عزيزة ثمينة تنمُّ عن إنصاف وعقل وحكمة، لكنّها تصحُّ فيما لو كان للرجل مراحل مرَّ بها أو أفكار تقلّب في أعطافها كما هو الحال في أبي الحسن الأشعري، وأبي حامد الغزالي من الغابرين، ورشيد رضا، وسيّد قطب، ومحمد عمارة من المعاصرين، غير أن الجابري بقي وفيّاً لمشروعه النقدي حتى مماته، فبه يفتخرُ ومعه عرفه الناس وإليه حاكموه، وتفسيره الذي كتبه وألّفه لا يصطدم بمنهجه المعرفيِّ أو يأتي عليه بالنقض، فهو منفكُّ الجهة – بحسب تعبيرات سادتنا من الأصوليين -.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجابريُّ إن كان يوماً من الدهر ماركسيّاً أو اشتراكيّاً فإن ذلك كان فتنة العصر وبليّة الزمان، وهو بريق ساحر وداء وبيل لحق كثيراً من الناس وأطاح بهم في شركه ومنهم بعض المنتسبين إلى العلم الشرعي، والماركسيّة إذّاك كانت توجهاً سياسيّاً وملاذاً اقتصاديّاً يتفقُ مع بداياتِ التحرّر والانعتاق من ربقة المحتل في العالم العربيِّ، فكثير من الدول العربية كانت ثوريّة الطابع، فانتحال الجابري لتلك الطريقة لم تكن انتحالاً عقديّاً (أيدلوجياً) بل كان بمثابة المُستراح السياسي الحزبيِّ بحسب مقتضيات العصر، لهذا انتقل أكثرهم عن الماركسيّة والاشتراكيّة إلى المناهج البديلة الأخرى وعادت أثراً بعد عينٍ، فلا يؤثر هذا في فكرة "التمرحل" التي يشير إليها الشيخ سلمان.
والشيخ يتراخى تارة فيختار القراءة الشمولية لفكر الشخص كما يفعل هنا مع الجابري، وينصح بتتبع مراحله وعدم الحكم عليه من مرحلة واحدة، أو اختزاله في فكرة محددة، ثم إنه تارة أخرى يترك هذه الطريقة ويتشدد غاية التشدّد فيختار الحكم على الشخص من مرحلة واحدة من مراحل حياته يختزل من خلالها نشاطه الفكري والحركي ويحكم حكماً عنيفاً بموجب ذلك.
فعلى أي جانبيك – يا حبيبنا أبا معاذ – تميلُ!
وثمة إشكال آخر في جواب الشيخ وهو تعويله على حُسن مقصد الجابري وصحّة نيّته، وهذا غير مؤثر في الحكم على تآليفه أو معارفه، فالنيّة والمقصد باب وما يتضمّنه التأليف والكتابة باب آخر، والذين ردّوا من أهل العلم على الجابري وكشفوا خطورة منهجه إنّما حملهم على ذلك الانتصار لشرع الله وحده، والغيرة على الإسلام، والذب عن طريقة العلماء الربانيين ومناهجهم الأصيلة، فإن كان "حُسن المقصد" و"سلامة النيّة" هما المناط للحكم على الأفراد وإن شطّت آراؤهم وتناءتْ مذاهبهم فإن لهؤلاء مقاصد أسمى وأعلى من مقصد الجابري، وهم أقرب للإسلام منه وأكثر غيرة وأصوب طريقة وأولى بالاعتبار، وإن كان المعوّل على العلم والمعرفة فقد كشف أولئك - بعلم وفهم ونظر ثاقب واطلاع تام واف على جميع مؤلفاته وكتبه - عن سوءة الجابري في كتاباته وقصده إلى الشريعة بالتنقّص والتبديل والتطوير والإلغاء، فلم يكن حكمهم عليه انطباعياً أو مرتجلاً.
فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون؟
وإحقاقاً للحقِّ فإن الجابري كان مشغولاً في بعض ما كتبه بقضيّة النهضة وباحثاً ناقداً في إشكاليات التراجع المدني في العالم العربيِّ، غير أنّه لم يأتِ بيوت أمّته من أبوابها ولا استعان بأدواتها المنهجيّة أو طبّق مقدماتها المعتبرة، بل راح يلتمس العافية والبرء في مناهج أعداء الملّة والدّين، فأراد أن يُطبَّ زكاماً عارضاً فأحدث جذاماً راسخاً.
ثمَّ إن هذا الهمَّ والباعثَ شاركه فيه عامّة المؤلفين الذين خاضوا لجّة هذا النوع من التأليف، وكتبوا فيه كما كتب الجابري وإن تعددت المقدمات والأدوات والأساليب والحِجاج وشطّت الدور وتناءت الأمصار وتباينت تبعاً لذلك المناهجُ والنتائجُ.
وللمنتسبين إلى العلم الشرعيِّ وحاملي مشاعل الهدى والنور من العلماء والدعاة والمفكّرين كتاباتٌ كثيرة في هذا المجال وبحثٌ ونظرٌ وتأليفٌ جمعوا فيه بين الوعي بمشكلات العصر الحاضر وبين قدْر الله حقَّ قدره والتوقير لجناب الشرع والتزام أوامره وتعظيم نواهيه والخضوع لمناهج أئمة العلم وموازينهم، وهم أولى من يُحال إليهم الأمر ويُناط بهم الفصل فيه وتُربط به قلوب الباحثين عن الحق، ومن لعمري ينسى: رشيد رضا، وأبا الأعلى المودودي، وأبا الحسن الندوي، ومالك بن نبي، وسيد قطب، وأخوه محمد، والشيخ محمد الغزالي، والدكاترة عبدالله النفيسي، وسفر الحوالي، وعماد الدين خليل، وعبدالكريم بكّار، ومحمد العوضي، وحاكم المطيري، وآخرين، وبعضهم أفضل من بعض وهم درجاتٌ ومنازلُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الإيعاز للجيل بالقراءة للجابري، وخلع بعض النعوت المضلّلة وإيهام الناس بسلامة منهجه واستقامة أمره لولا هنات يسيرة وهفوات معدودة، فهذا ما أربأ بالشيخ سلمان أن يفعله وهو المربّي القدير والمفكّر الحصيف، وأي تعظيم أو توقير لمباني الشريعة وكتبها سوف يبقى في نفوس الشباب وهم يقرؤون الجابري يشكك فيها وفي أئمتها الذين نقلوها وحفظوها؟ وماذا يبقى لنا من الدّين إن صارت موارده – وعلى رأسها كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - جفلى لكل باحث في المناهج وناقد للعقول يهدم ما يشاء منها ويشكّك في صحّتها بحجّة التمسك بمناهج البحث المعاصرة وقواعد النقد العلمي الحادثة؟
وبحثُ هذا له موضعه اللائق به.
وجملة القول أن هذه السبيل جادة مطروقة للكثير من الباحثين والمفكّرين فمنهم من آمن فيه بالحق ومنهم من صدَّ عنه.
فلم يكن الجابري إذاً وحيد عصره في هذا الميدان، ولا المجلّي فيه حتى يُشكر ويُمدح ويُلتمس له فيه العذرُ بحسن قصده وسلامة نيّته.
وأود أن أُشير هنا إلى أن ثمّة أموراً ثلاثة هي مجمعُ الدوافع لدى كثير ممن خاض في الكتابات النقديّة المعاصرة:
الأمر الأول: سؤال النهضة المشهور: لماذا تقدّموا وتقهقرنا؟
الأمر الثاني: الثنائية المشهورة "التراث" و"الحداثة" أو "الأصالة" و"المعاصرة" أو "الثبات" و"التطوّر"، ومدى قدرة التراث بارتداده إلى الماضي ومخزونه الهائل على استيعاب الكم المتتابع من التغيّرات العصريّة الطارئة الآخذة في الاتساع، وهل يُبنى على التراث؟ أم يطوّع ويطوّر؟ أم يُطوى؟
الأمر الثالث: نزعة المناهج البحثيّة المعاصرة والتفسيرات الماديّة التي طغت في القرون الأخيرة.
وانبثق عن هذه الأمور الثلاثة غالب المؤلفات النقديّة، والتي على رأسها مؤلفات الدكاترة: محمد بن عابد الجابري، وفهمي جدعان، وحسن حنفي، وفؤاد زكريّا، وحسن الترابي، ومحمد أركون، وآخرين.
وليت الشيخ سلمان أحال في مناقشة أفكار الجابري إلى طائفة هم من أعلم الناس به وبمنهجه، فقد أتوا على فكره وسبروا أغواره وتتبّعوه وحفروا فيه حتى صيّروه هباءً منثوراً، منهم الدكتور طه عبدالرحمن والدكتور عبدالرزاق قسّوم والنصراني الجلد جورج طرابيشي وغيرهم، كما أن الناس بحاجة ماسّة إلى معرفة الموقف الشرعي من فكر الجابري ولهذا سألوا عنه وأرادوا معرفة حاله، وليسوا بحاجة إلى معرفة سلامة نيّته وحُسن مقصده والثناء عليه بذلك، فإن سلامة النيّة وحُسن القصد حجّة لاجئ إليها الجميعُ، وما ذاك الذي يستل سيفهُ أو يتأبّط قنبلته فيعيث في ديار المسلمين فساداً وإفساداً باسم الجهاد والانتصار للدين إلا رجل يزعمُ أنه ذو مقصد حسنٍ، فما أغنى عنه مقصدهُ شيئاً ولا شفع له.
وغالب الانحرافات التي وقعت في أصول الشريعة ومبانيها العظام إنما حمل أصحابها عليها محاولة التكيّف مع المرحلة الراهنة وتطويع الشريعة أو تطويرُها لتتناسب مع التغيّرات الحاصلة، فانبعث الخوارج من مراقدهم لمّا أحسّوا أن أحكام الشريعة آخذة في الاضمحلال، ونشأت المرجئة مع اليأس من تغيير الواقع على إثر اندحار ابن الأشعث ومن معه من العلماء، وبمثله نشأ القول بالجبر، وخرجت المعتزلة حين همَّ بعضُهم بالتماس التقريب للشريعة من التفسير العقلي، وتشظّى الإسلام بمثل هذه المحاولات التقريبيّة والمسارات التصحيحيّة والمشاريع النقديّة كما يزعم أصحابُها، ولو بقيَ القول باعتبار مقاصد الناس والحكم من خلالها على مناهجهم ومدارسهم لما بقيت للشريعة أحكامها الثابتة النافذة، ولأضحى دين الله حمى مُباحاً لآراء الناس واجتهاداتهم، غير أن علماء الشريعة تفطّنوا لهذا من قديم، فكانوا يقفون سداً منيعاً للمناهج البديلة الناشئة غاضّي الطرف عن المقاصد والنوايا.
وما أرق حُكم الشيخ سلمان وألطفه وهو يقول: "القارئ للكتاب – أي التفسير - يحس بأن الجابري يتكلم عن قضية الألوهية وقضية النبوة بإيمان، إذًا هو رجل كان مخلصًا لأمته"
وكأن الإيمان المجرّد بالألوهيّة والنبوّة قنطرة العبور إلى الإخلاص والنجاة وصحّة المناهج! ومن الغريب أن تغدو هذه الجملة اليسيرة من مسائل الإيمان - التي هي من بدائه المعتقدات وكُبرى اليقينيات لدى العجائز في خدورهنَّ والأطفال في ملاعبهم والشيوخ في محاريبهم - من مفاخر المفكّرين الكبار ومن مآثرهم ومن العلامات على صدقهم وإخلاصهم ووفائهم لأمتهم!
وهذا الاستدلال من الشيخ يذكرني بقول الإمام ابن عطيّة في عبارة نُقلتْ عن عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما -: هذا من مُلح التفسير لا من متين العلم!
ومن عجيب ما علّق به الشيخ كذلك قوله عن تفسير الجابري: "وجدت أن هذا الكتاب مقلق، في بعض مواضع به، على الأقل أنه لم يوصل الرسالة بشكل جيد" وهذه التي سمّاها الشيخ "مواضع مقلقة" هي تلك المواضع التي تضمّنت أقوالاً غايةً في الشناعة كقوله في القرآن بأنه قد يكون ناقصاً – وهذا القولُ يعدُّ بإجماع المسلمين كفراً كما نقله غير واحدٍ من الأئمة - وقوله أن له رأياً في الفنَّ القصصي في القرآن قريباً من رأي محمد أحمد خلف الله، وهو الرأي الذي كفّره عليه – أي خلف الله – طوائف شتّى من علماء الإسلام في مختلف الأمصار والأقطار.
وقول حبيبنا الشيخ سلمان: "كان في تصاعد مستمرّ" ينبؤك عن حقيقة حال الجابري، فإذا كان الجابري في صعوده وارتفاعه ودنوّه من الإسلام قد أتى بهذه الطوام الكاشفة لحقيقة منهجه وانحراف فكره في القضايا الشرعيّة، فكيف بحاله قبل ذلك!
ختاماً: أرجو أن يتسع صدر الشيخ المُحب سلمان لهذه المناقشة، فما حملني عليها إلا المذاكرة العلميّة والمطارحة المعرفيّة، ولروحه العذبة منّي أرق التحايا، وإليه منّي السلامُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 05:34]ـ
جزاكم الله خيرا
وقد يكون الشيخ العودة حفظه الله لم يطلع على فكر الجابري كاملا ولاعلى مركزية فكرته في الوسط العلماني او صور نقدها عند القوم ولامن كتب عنه من الاسلاميين لو صح التعبير
لقد قمت بدراسة عن اخر ماكتب الجابري وفي الحقيقة لم يسبقني اليه احد لاني قمت بنقد الثلاثة اجزاء المضافة على كتابه مدخل الى القرآن
ولم اجد في دراسته عن القرآن الا تعميقا لفكرته عن الوحي وهي فكرة مادية علمانية واضحة في كتاباته وكتابات اركون وهاشم صالح ومحمود امين العالم وابو زيد وخليل عبد الكريم والقمني تيزيني وجعيط وغيرهم واغلب هؤلاء واضحين جدا
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=277929#post27 7929
لكننا لم نقرأ كلام الشيخ عودة حفظه الله في الجابري
ـ[فياض علي]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 12:23]ـ
رحل محمد عابد الجابري غير مأسوف عليه ... وأرجو أن تلحق به أفكاره.
توفي يوم الاثنين (03 - 5 - 2010 م) بمدينة الدار البيضاء بالمغرب.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 02:19]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، و سلم:
رحل محمد عابد الجابري غير مأسوف عليه ... وأرجو أن تلحق به أفكاره.
توفي يوم الاثنين (03 - 5 - 2010 م) بمدينة الدار البيضاء بالمغرب.
الأسف مسألة نسبيّة، في مكانٍ و زمان ٍ مختلفين، بل ْ و في عقول أُخر و أذهان ٍ ثانيات، بل و في نوايا و قلوب و أماني طيّبات، بل و في إرادة الجنّة - كما نريد لأنفسنا - لمن آمن بالله رباً و بالإسلام دينا ً و بمحمد ٍ صلى الله عليه و سلم نبيّا و رسولاً، و هي أمور جامعات فيها تتمعيرُ تصرافتنا و أحكمنا و نوايانا فيما يتعلق بما بعد، و ما بعد لا حكم فيه لنا، و الله ربنا.
و لي تعليق على الهامش، إلى أنْ يُيسر الله لي أنْ أكتب موقفاً سليماً صحيحاً من الجابري - رحمة الله عليه -، و فكره، أن إعطاء قيمة محمد آركون - قبحهُ الله - و متبوعه الأحمق هاشم صالح قيمة مماثلة ً لمحمد الجابري، إجحاف أيما إجحاف، و الله يرزقنا الإنصاف، و بالاختصار فموقف طه عبد الرحمن - له من الله العفو و الإحسان - موقف صحيح و سليم، و هو عين الإنصاف.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 03:10]ـ
و متبوعه الأحمق
تصويب، و تابعه الأحمق. و به تستقيم.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 07:17]ـ
الأخوة الكرام شكراً لكم جميعا على تفضلكم بالمشاركة والتعقيب، فجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 10:25]ـ
عوداً حميداً أبا حماد
أين أنت يا رجل، منذ مبطي لم نرك!!
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 08:41]ـ
عرض موفق , ونقاش هادئ ينم عن نفسية طيبة تحب إيصال الفكرة إلى من يختلف معها بشكل يجعلها أدعى للقبول والتأمل ومراجعة الذات, فجزى الله الكاتب خير الجزاء وأنزل على قلوب المؤمنين السكينة حين يحتدم نزال الأفكار في ميادين الدفاع عن حياض الشريعة المطهرة.
كما أدعو أخوتي الذين يضطلعون بالردود على من يختلفون معهم بمثل خلق أخينا الفاضل كاتب السطور أعلاه إن كانوا حريصين على إيصال ما معهم من الحق, فإنكم تلاحظون كثرة اللغط والسباب وكيل التهم والانهماك بالدعاء على المخالف بأشنع الدعوات.
أحدهم يكتب في الدفاع عن الكتاب والسنة وفهم السلف, فإذا كتب متعقبا من يرى أنه يختلف معه, إذا به يدعو عليه بالهلاك والخذلان!! بدلا من الدعاء له بالهداية.
وينسى هؤلاء أن أعظم الناس كفرا وجرما عند الله هو فرعون الذي قال "ما علمت لكم من إله غيري" , ومع ذلك أرسل الله تعالى إليه موسى وهارون " فقولا له قولا لينا".
والأسوأ أن تجد أحدهم يرد على المخالف القريب جغرافيا بلغة راقية مهذبة, وبلغة سوقية مبتذلة على المخالف البعيد, فيعيد بهذا دعوى الجاهلية جذعة حية.
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 05:51]ـ
كلام الشيخ سلمان العودة يراعي المكان الذي سُئل فيه بارك الله في علمه!
وجوزيت خيرا أبا حماد جهد مباركـ
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 03:46]ـ
للاسف وُجد من يريد ان يتورع حتى فيمن طعن في كتاب الله وفي السلف الصالح واول تاويلات باطنية لبعض الايات فيترحم عليه ويُطالبنا بالانصاف فانا لله وانا اليه راجعون محمد الجابري هلك واسال الله ان يعامله بعدله سبحانه.
اما سلمان العودة وان كان بعض الاخوة يريد ان يعتذر له وان لم يجد له مخرجا كمن يقول انه راعى المجلس الذي فيه الى متى نعتذر له بهذه الاعذار التى لم نجد لها محملا.
الذي اقوله: رحم الله سلمان العودة الذي كنا نعرفه منذ السنوات اما الجديد فنسال الله ان يعفو عنه ويغفر له ويرده الى الصواب فما اكثر ما يصدر منه من المخالفات والتمييع وغير ذلك والناظر في فتاويه ومنهجه الاخير يدرك ذلك جيدا وخصوصا موقعه اسلام اليوم فالى الله المشتكى.
غفر الله لك يا سلمان فوالله ما عهدناك هكذا من قبل ولا يغرنك الجماهير والقنوات.
اماالجابري فقد هلك واراح الله منه العباد والبلاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 04:04]ـ
عوداً حميداً أبا حماد
أين أنت يا رجل، منذ مبطي لم نرك!!
شكرا لك يا محب على نبلك ولطفك، وأنا موجود غير أني قللت الدخول إلى الشبكة، وإلا فإن ذكركم حاضر بالقلب ومكانكم الروح.
جزاك الله خيرا على سؤالك ووصالك.
واسلم لمحبك.
ـ[ابوسعيد الذرحاني]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 09:08]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته::::::::::::::::: وبعد
أخواني الكرام::: أسئل الله ان يرد الشيخ سلمان العوده
الى الحق انه على كل شي قدير.
انا من من تأثر بشيخ سلمان العوده وبدعوته.
وكنت والله الذي لااله الاهو من أشد المحبين لشيخ سلمان العوده.
وكنت أبغض كثير من مشائخ المدينه واتكلام فيهم وعلى رئسهم الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بسبب انهم يتكلمون في سلمان العوده.
لكن المتابع لشيخ سلمان في الفتره الاخيره يرى العجب العجاب.
فما ندري من الذي تغير هل الدعوه تغيرت ام سلمان العوده تغير أم ان الشيخ ربيع المدخلي كان يدرك بحقيقه الشيخ سلمان العوده.
يحبذا لو نجد لهذ اسوال جوب من من يعرف الشيخ سلمان العوده او من منهم قريب من الشيخ.
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 12:07]ـ
أحسن الله إليك - أبا حماد - فقد أجدت وأحسنت في ذكر أمر كان يجول في خاطري مذ سمعت كلاما للشيخ سلمان في برنامجه الذي يبث من قناة السوء والمنكر - mbc- حيث تحدث بجمل يسيرة عن منهج الجابري مشيدا بمنهجه في الفترة المتأخرة، وكنت أدعو الله أن أرى ردا يشفي الغليل ويدحض رد الشيخ سلمان، فكان أن رأيت ردك الجميل الذي كتب بلغة رصينة وبأسلوب محكم فجزاك الله خير الجزاء(/)
ابتغاء رحمة الرب وبركاته بمعرفة أسمائه تعالى وصفاته
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 04:36]ـ
ابتغاء رحمة الرب وبركاته
بمعرفة أسمائه تعالى وصفاته
نحمد الله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين وهو أحكم الحاكمين * هو الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم * خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق وما مسه من لغوب * خلق من كل شيء زوجين وهو الواحد القهار * يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار * هو الرحمن الذي علم القرآن * خلق الإنسان علمه البيان * وهو ربنا الأكرم الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم *
نسبح اسم ربنا الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى * هو فالق الحب والنوى * يحيي ويميت ويبقى وجهه ذو الجلال والإكرام * إنه هو يبدئ ويعيد * وهو الغفور الودود * فعال لما يريد * وهو حميد مجيد * يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن * وهو الغني الكريم ذو الرحمة * يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء * يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وهو الولي التواب الرحيم *
هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد * سبحانه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن الجبار المتكبر * وسبحانه الخالق البارئ المصور الرزّاق ذي القوة المتين * تبارك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره * لم يتخذ صاحبة ولا ولدا * ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل فنكبّر ربنا تكبيرا * خلق كل شيء فقدّره تقديرا * وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان كل شيء قديرا * يضل من يشاء ويهدي من يشاء وكان بعباده بصيرا *
هو الله عالم الغيب والشهادة لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير * له جنود السماوات والأرض وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم * هو الأول والآخر والظاهر والباطن * وكان الله على كل شيء حفيظا وشهيدا ومقيتا وحسيبا * وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * له الأسماء الحسنى وله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم *(/)
العالم في تغير الاسلام قادم. شاكر بن شيهون
ـ[الميزان]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:58]ـ
انا احب ان انشر دراستي في قسم المقالات امل من الله ان تنال اعجابكم
تتحدث الدراسه عن علم الاجتماع ونهاية الامم وعن التحليلات الغربيه عن الاسلام اليوم وفي الغد
و يعتبر العملاق القادم: لذا نتترككم للدراسه على ملف مضغوط:
[/ SIZE]
حمل هنا:
http://www.hdrmut.net/vb/imgcache/2/73660alsh3er.gif (http://www.7meel.net/dldJrD23512.rar.html)[(/)
معاشر الليبراليين لشيخنا بدر العتيبي حفظه الله
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 03:12]ـ
هذا مقال لشيخنا بدر بن علي بن طامي العتيبي
يبين فيه بعض ما يدعون إليه الليبراليين من الكفر الصريح
وفيه شحذ لهمم طلاب العلم للوقوف صفاً واحداً ضدهم(/)
خطبة جمعة رائعة عن طيور الجنة في تريم اليمنية للشيخ .. حمل الخطبة
ـ[المعنى]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 05:40]ـ
http://www.tariim.com/articles.aspx?id=62&selected_id=-209&page_size=5&links=False
طبعا حتى تكتمل الصورة فإن الحامل لهذه الخطبة ان مدينة تريم اختيرت عاصمة للثقافة الاسلامية ونحن منذ افتتاح هذا المشروع لم نرى من الثقافة الا الأناشيد (الأغاني الصوفية) والرقص والموسيقى وما شابه وجاء الحدث المكمل الذي ينتظره الجميل بحف انشادي لفرقة طيور الجنة المعروفة ولكن ايش الي صار ... عجب عجاب اسمع الخطبة فيها التفاصيل حتى الغيت الحفلة وتوقف المشروع المنتظر؟؟؟؟؟
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 10:58]ـ
جار الاستماع اخي الكريم .. الله يستر!!!
تريم معقل الصوفي القبوري علي الجفري وعمر بن عبد الحفيظ هداهما الله أو قصم ظهريهما
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 11:04]ـ
أخزى الله الصوفية. وأزال الله فرقة طيور إبليس.(/)
(منّة الاختراع) كيف يمُّن الله على عباده اختراعاتهم .. ابو عمر يخبركم
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 12:47]ـ
منّة الاختراع
الحمدلله وبعد،،
طوال آيات القرآن يجد المرء كثرة امتنان الله على الناس بتسخير الآيات العظيمة لهم كالشمس والقمر والليل والنهار والرياح والمطر والأنعام والطيور وغيرها ..
يستطيع المرء أن يفهم جيداً وجه الامتنان على الناس بهذه الآيات العظيمة التي خلقها الله لهم وجعلها من أساسيات المعيشة الكريمة على كوكب الأرض .. فهذه الآيات تدور حول الأغذية والبيئة والصحة ونحوها من أسس الوجود البشري ..
بل إن كثيراً من الناس حين يذكّرهم شخص بوجوب حمد الله وشكره على نعمه فإن أذهانهم تنصرف دوماً إلى نعمة الرزق والولد والمطر والأمن ونحوها ..
لكن هناك مستوى آخر من المنن ذكره القرآن .. منّةٌ قليل من الناس من يتفطن لها .. بل كثيرمن الناس قلب معناها الذي أشار له القرآن للأسف ..
هذه المنة ليست امتنان الله على الناس بمصنوعات الله المحضة؛ بل الامتنان على الناس بما هو من مخترعاتهم أنفسهم!
أن يذكّر الله العباد بآيات خلقها الله بصورة محضة كالمطر والشمس والقمر ونحوها فهذا أمر مدرَك لدى الكثيرين .. لكن أن يمتن الله على الناس بما أبدعوه بأنفسهم! ويجعل هذا من آيات عظمة الله ذاته فهذا معنى يغيب عن الكثيرين ..
هذا القصور في فهم وجه امتنان الله على الناس بما هو من ابداعاتهم واختراعاتهم من أسباب اهتزاز إيمان كثير من المنتسبين للثقافة لما رأو انفجار العلوم والمخترعات الإنسانية في هذا العصر .. وصار كل تطور علمي يشاهدونه يسحب المزيد من رصيد إيمانهم وثقتهم بدينهم .. لماذا؟ لأنهم لم يدركو سراً من أجمل أسرار القرآن .. إنه (امتنان الله على الناس بما هو من مخترعاتهم) ..
حسناً .. سنتناول أمثلة لهذا التنبيه القرآني ..
من أقدم الاختراعات التي اخترعها الإنسان هو (اختراع السفينة) وذلك فور احتياج البشرية إلى التنقل عبر المياه، ويذكر "جارلي" في كتابه (فلسفة بناء السفن) نقلاً عن علماء الحفريات (الأركيولوجيون) بأن أوائل صناعة السفن ظهر مع قدماء المصريين حوالي 3000 سنة قبل الميلاد وذكر شيئاً من تفاصيل طرائقهم في جمع الخشب والتنقل عبر وادي النيل (انظر: Frederick & Ward, p13) وأنا شخصياً مهزوز الثقة بهذه التعيينات التاريخية التي يذكرها الأركيولوجيون، لكن القدر الذي نجزم به أن السفينة اختراع بشري قديم ..
ومع ذلك .. أي مع أن السفن هي من بنات أفكار الإنسان ومخترعاته إلا أن الله امتن على عباده بهذه السفن فقال تعالى (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ).
واعتبر الله السفن من نعم الله فقال سبحانه (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ).
بل قرن الله (السفن) بوسيلة نقل أخرى هي من محض خلق الله وهي (الأنعام) فقال تعالى (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ).
فبالرغم من أن الأنعام من مخلوقات الله المحضة، والسفن من مخلوقات الله على يد الإنسان الذي اخترعها .. فإن كليهما جعله الله موضع امتنان، وجعلهما في نفس المرتبة وكأنهما مجرد مثالين لنوعين من الامتنان بحيث يعتبر الإنسان بهما ماكان من جنسهما ..
وكان القرآن يشير في أكثر من موضع إلى جمال حركة السفن وهي تمخر عباب البحار كقوله تعالى في (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ).
فإذا تأمل متدبر القرآن كيف يمتن الله على الإنسان بالسفن برغم أنها من مخترعات بني آدم أصلاً، علم أن مخترعات وعلوم الإنسان ليست منافسة لقدرة الله، أو مزاحمة لها، بل هي مظهر إضافي جديد من مظاهر قدرة الله تورث المؤمن مزيد تعظيم لله كيف أقدر بني آدم وأمكنهم من ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
حسناً .. دعنا نتأمل في نموذج قرآني آخر .. وليكن اختراع (القلم) .. فإن القلم من المخترعات المبكرة للإنسان .. ويذكر المؤرخون تطور أنواعه كالأقلام التي من ريش الطيور، وأقلام القصب، والقلم المزود بمخزن حبر، وقلم الرصاص ثم أنواع الأقلام المعاصرة، ويذكر العالم الألسني روجرز في كتابه المتميز (أنظمة الكتابة) بأن أقدم كتابة فعلية معروفة تعود إلى مدينة أوروك السومرية العتيقة ( Rogers, p.84).
على أية حال .. ومع أن القلم وأنظمة وأنماط الكتابة هي ابتكارات بشرية إلا أن الله سبحانه وتعالى يمتن على عباده بهذا الذي اخترعوه هم فيقول سبحانه (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) ..
بل يجعل سبحانه سورة كاملة باسم القلم يستفتحها سبحانه بالقسم بالقلم فيقول تعالى (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) ورجح كثير من المحققين أن القلم هنا هوجنس القلم ..
ويمكن لمتدبر القرآن أن يرى –أيضاً- نماذج أخرى مما يمتن الله فيها على عباده بما هو من مصنوعاتهم، فمن ذلك أيضاً (فن النحت) فإنه من مبتكرات الإنسان وأفكاره وإبداعاته الجمالية، ومع ذلك فإن الله سبحانه امتن على ثمود بأعمالهم الجمالية في المدائن في الحجر شمال الجزيرة العربية فخاطبهم تعالى بقوله (وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ).
ومن أعمال بني آدم ومنتجاتهم فن العمارة وتصنيع المساكن، ومع ذلك امتن الله على عباده بما هو من مصنوعاتهم فقال تعالى (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا).
ومن إبداعات الإنسان فن الغزل وصناعة النسيج، ومع ذلك يمتن الله على الإنسان بما هو من إبداعه فيقول تعالى (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ).
ومن ابتكارات بني آدم الصناعة العسكرية وأدوات الدفاع في الحروب؛ ومع ذلك يمتن الله على عباده بذلك ويسميها نعمة فيقول تعالى (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ).
والقرآن مملوء بالإشارات إلى امتنان الله وإظهار تفضله وإنعامه على العباد بما هو من مصنوعاتهم ومخترعاتهم وعلومهم، وبما بذلوا هم الجهد في علمه ومعرفته، ولن يعوز متدبر القرآن أن يجد نظائر أكثر من ذلك ..
ومن المدهش أن يلاحظ المرء كيف يؤكد الله الامتنان بكلا النوعين: بما عملته يد الله، وبما عملته أيدي المخلوقين .. فيمتن علينا فيما عملته أيدي الله فيقول (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ) .. ويمتن علينا تعالى بما عملته أيدينا فيقول (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) ..
فحتى ماتعمله أيدينا إنما هو محل امتنان بقدرة الله وعظمته ونعمته لأنه هو الذي زودنا بهذه الآلات والإمكانيات ..
العقل العلمي الصحيح يقوده التقدم المعرفي إلى زيادة تعظيم الله .. والعقل البليد ينصاع لعلمه بدلاً من أن ينصاع لرب علمه .. وحين يعبد الإنسان علمه الذي أنتجه بعقله، وحين يعبد الإنسان فنه الذي نحته بيده؛ فهو لايبتعد كثيراً عن قوله تعالى (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) ..
الإنسان الذي في قلبه مرض كلما رأى انفجار العلوم المعاصرة داخلَه الاستعلاء على دين ربه ومولاه، والقلب السليم كلما رأى هذه العلوم المعاصرة ودقة فنونها وصناعاتها ازداد تعظيما لربه كيف أقدر بني آدم ومكّنهم من هذا الابداع في العلوم الطبيعية والإنسانية والمفاهيم العقلية الدقيقة! كيف وضع الله في العقل البشري كل هذه الإمكانيات، في هذا الجرم الصغير (العقل) عوالم متكاملة منظمة فسبحان بديع السموات والأرض ..
العلوم المعاصرة بالنسبة للرجل العاقل تزيده إيماناً، فإذا ازداد إيماناً ازداد خضوعاً وانصياعاً للوحي .. والشخص السطحي إذا رأى العلوم المعاصرة ازداد ارتياباً في ربه ودينه وشرائع الوحي، فإذا داخلته الريب وتزعزع اليقين تعثر الانقياد وفاته شرف عبودية التسليم ..
ويمكن أن يلتمس المرء في القرآن هذه العلاقة بين قصور إدراك النعم من حولنا وبين التطاول على الشريعة .. كما قال تعالى (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ)
فلو أدرك هذا المجادل في دين الله النعم من حوله على وجهها لقاده ذلك للانقياد وترك المجادلة في الله وفي دين الله ..
كنت مرةً أقرأ مواضع من تفسير أضخم مرجعية فقهية سنية معاصرة وهو الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- فوجدته يقول: (الطائرات منة من الله عز وجل كمنته على عباده في جواري البحار، بل ربما نقول: إن السيارات أيضا من جواري البر) [تفسير سورة الرحمن، 24].
فلما قرأت ذلك أخذت أتعجب من صحة عقول أئمة أهل السنة وسلامة نظرهم، وكيف يصلون إلى المعاني الصحيحة بأيسر الطرق وأقرب الأسباب بلاتكلفات المفكرين ولاتقعرات المتفلسفة، وكيف تنسجم لديهم العلاقة بين الكوني والشرعي فيضعون لكل شئ موضعه ..
والمراد من ذلك كله أن ينظر المرء كيف أن هذا التقدم العلمي المادي أنه من أدلة الإيمان والتسليم والانقياد لله وتعظيمه جل وعلا وتعظيم شريعته؛ فصيره الجهلة طريقاً لضد ذلك!
والله أعلم
أبوعمر
جمادى الثانية 1431هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 02:32]ـ
والمراد من ذلك كله أن ينظر المرء كيف أن هذا التقدم العلمي المادي أنه من أدلة الإيمان والتسليم والانقياد لله وتعظيمه جل وعلا وتعظيم شريعته؛ فصيره الجهلة طريقاً لضد ذلك!
والله أعلم
أبوعمر
جمادى الثانية 1431هـ
الله أكبر
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 05:39]ـ
منّة الاختراع
كنت مرةً أقرأ مواضع من تفسير أضخم مرجعية فقهية سنية معاصرة وهو الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- فوجدته يقول: (الطائرات منة من الله عز وجل كمنته على عباده في جواري البحار، بل ربما نقول: إن السيارات أيضا من جواري البر) [تفسير سورة الرحمن، 24].
فلما قرأت ذلك أخذت أتعجب من صحة عقول أئمة أهل السنة وسلامة نظرهم، وكيف يصلون إلى المعاني الصحيحة بأيسر الطرق وأقرب الأسباب بلاتكلفات المفكرين ولاتقعرات المتفلسفة، وكيف تنسجم لديهم العلاقة بين الكوني والشرعي فيضعون لكل شئ موضعه ..
أبوعمر
جمادى الثانية 1431هـ
[/ SIZE]
الحمد لله(/)
محاضرة الشيخ الحوينى من دورتموند بألمانيا كاملة بجودات متعددة
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 08:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد إخوانكم أن يقدموا لكم
محاضرة الشيخ العلامة المحدث: أبى إسحاق الحوينى
بمدينة دورتموند بألمانيا
http://www.rabania.net/Arrahma/ward.gif
2 جمادى الثانية 1431 هـ
16/ 5 / 2010 م
فيديو بجودة ممتازة ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1751/abuishaq_dortmund_hi.avi)
============================== ==================
فيديو بجودة عالية ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1749/abuishaq_dortmund.avi)
============================== ==================
فيديو بجودة متوسطة wmv (http://www.archive.org/download/muslim2006_1750/abuishaq_dortmund.WMV)
============================== ==================
فيديو جودة اسطوانات wmv (http://www.archive.org/download/xboxgamer-329/abuishaq_dortmund.wmv)
============================== ==================
رابط فيديو جودة متوسطة rmvb (http://www.archive.org/download/xboxgamer-329/abuishaq_dortmund.rmvb)
============================== ==================
رابط فيديو 3 gp للموبايل ( http://www.archive.org/download/xboxgamer-329/abuishaq_dortmund.3gp)
============================== ==================
رابط صوت wma بجودة عالية ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1749/abuishaq_dortmund.avi.wma)
============================== ==================
رابط صوت mp3 بجودة عالية ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1749/abuishaq_dortmund.avi.mp3)
============================== ==================
رابط mp4 بجودة عالية ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1749/abuishaq_dortmund_512kb.mp4)
============================== ==================
رابط Ogg Video (http://www.archive.org/download/muslim2006_1749/abuishaq_dortmund.ogv)
http://www.rabania.net/Arrahma/ward.gif (http://www.forsanelhaq.com/)
نسأل الله تعالى ان يرد الشيخ سالماً معافاً
كما نسأله ان يبارك فى كل من ساهم فى هذا العمل
وجزاكم الله خيرا
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو الفداء المصرى]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 01:55]ـ
بارك الله فيك أخى أبا أميمة
و الله أسأل ان يحفظ الشيخ الحوينى و أن يرده سليما معافى
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 03:09]ـ
وفيك بارك اخي ابا الفداء
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 03:33]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 06:52]ـ
جزاك الله خير
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 07:00]ـ
جزاك الله خيرًا
وجزاك اخي يحيى
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 07:01]ـ
جزاك الله خير
وجزاك اخي ابراهيم
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 11:27]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 09:07]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاك اخي الفاضل(/)
حقيقة "قانون الجذب"
ـ[نبض السلف]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 09:49]ـ
حقيقة "قانون الجذب"
يروج في سوق دورات تنمية الذات (برنامج) جديد يزعم القائمون عليه بأنه يخدم الإنسان في تحقيق طموحاته وأمانية والتي عجز عن تحقيقها بسلوكة الاعتيادي الذي نشأ عليه.
ولا شك أن الدورات التدريبية والتي تقوم على تنيمة الفرد وتهذيب أفكاره وإرشاده إلى حسن التدبير لها دور بارز وقوي في تحقيق النجاح لكثير من الناس ولو كان ذلك النجاح نسبياً عند البعض. لكن ما ينبغي علينا أن نراعيه في تأييد أو نقد هذه الدورات المنتشرة اليوم في عالمنا لاسيما في منطقتنا الخليجية هو أن نميز بين تلك الدورات التي تدعو إلى تنظيم حياتنا اليومية وحسن استغلال الوقت وطرق حل الإشكالات التي تصادفنا في معترك الحياة وبين التي تدعو إلى تجاوز الإنسان الخطوط الحمراء غير المسموح تجاوزها شرعاً.
ومن تلك الدورات التي تطرح على عامة الناس وخاصتهم ما يسمي (بقانون الجذب the law of attraction) . وفي الحقيقة أننا لا نستطيع أن نحكم على هذه المعلومات والتي يقوم المدربون من خلال تلك الدورات بتلقينها المتدربين لديهم إلا من خلال البحث عن أصولها التاريخية - إن كانت ذات تاريخ - أو إثباتاتها العلمية أو ممارساتها العملية.
فقمت بالبحث عن ما وراء هذه العناوين البراقة – والتي تبرز عادة في صدر كل إعلان عن عقد دورة من تلك الدورات ذات الصلة بهذا القانون - وقمت بمقابلة بعض المدربين لـ (قانون الجذب ولم أكتف بذلك بل أرشدني بعض المختصين أن هناك فيلماً وثائيقاً أطلق عليه اسم (السر The Secret ) صدر يؤصل (قانون الجذب) ويشرح مفهومه وأبعاده من غير تحفظ، وفي الحقيقة أن هذا ما كنت أبحث عنه فحرصت كل الحرص على هذا الفيلم الوثائقي.
فوجدته يباع بثمن باهط بالمقارنة مع باقي الأفلام الوثائقية فقد كان سعره قرابة الـ (50 دولاراً) ومن حسن الحظ أن أحد الأخوة تبرع مشكوراً بأن يأتيني بنسخة مترجمة لديه فقبلت هذا العرض السخي دون تردد وسارعت لمشاهدته مُوثّقاً لكل عبارة تخرج من في (المحاضرين) فيه.
ولا أخفيكم سرا إن قلت لكم أن هذا الفيلم أشبه ما يكون بفيلم خيالي –فاشل!! - يروي قصصا في غاية السخف فأحدهم كان يتذمر من كثرة الفواتير التي تتزاحم على صندوق بريده مطالبة بسرعة السداد وما إن طبق هذا القانون حتى تبدلت تلك الفواتير بشيكات مالية!!، وآخر كان يحلم بمئات الألوف فما كان منه إلا أن طبق القانون فجاءه فجأة عرض من صحفية لطباعة كتيه بمقابل مئة الف دولار ... الخ وبقدر ما كان هذا الفيلم سخيفاً فقد كان خطيرا في نفس الوقت أتدرون لماذا؟ إن فكرة (قانون الجذب) لدي عرابه تقوم على أن أقدارنا من صنع أيدينا وأن تعاستنا أو سعادتنا في الحقيقة نحن الذين (جذبناها) لأنفسنا من هذا الكون كيف؟!! يقولون بزعمهم أن الأقدار تسبح في هذا الكون الفسيح منها ما هو سبب في سعادتنا ومنها ما هو سبب في أحزاننا!!. وأن الإنسان عبارة عن خلايا مترابطة وكل خلية تحتوى على طاقة وكل خلية تربطها مع الخلية الملازمة لها طاقة وأن الإنسان تنطلق منه طاقة عظيمة إذا ما تفاعلت هذه الملايين من الخلايا في لحظة واحدة عند إرادة الشخص شيئاً ما إرادة جازمة - كما سيأتي بيانه- كما لو تمني مثلاً وظيفة مرموقة في إحدي الشركات العالمية وانطلقت منه الطاقة اللازمة من بدنه في هذا الكون فستصادف ذلك القدر الذي يسبح في هذا الكون فتنتظم حياة مطلق الطاقة لتسلك مساراً يتناغم مع تحقيق هذا الهدف من غير بذل أي مجهود أوعمل منه (بتاتاً) في تحقيق هذا الهدف وأنا أعني ما أقول، وهذا ما يمليه سدنته الغربيون، إنما المجهود المطلوب من المتمني هو قبل إطلاق الطاقة أن يحث النفس على إطلاق أكبر طاقة ممكنة لتسريع وجذب القدر الأكبر من الحلم المنشود!!
فسلكوا عدة سبل في إطلاق هذه الطاقة ولكن غالبيتهم قالوا ينبغي على مطلق الطاقة تحقيق شروط معينة منها: أ- أن يعتقد في نفسه على وجه (اليقين) أن ما يتمناه حصل فعلاً فلا يقول أنا أريد تلك الوظيفة بل يقول (إنه يملك هذه الوظيفة) بمعني أن (يعيش جو حصوله على الوظيفة) كما يقال يعيش الدور بأنه موظف في تلك الوظيفة المرموقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب - أن يكتب بصيغة الحاضر عبارة تفيد بأنه موظف في الجهة المعينة واحد وعشرون مره كل يوم ولمدة أربعة عشر يوماً كأن يكتب (أنا موظف في الشركة الفلانية) ولا يكتب (أنا سأتوظف ... ) وليس بالضرورة أن تكون وظيفة فقد تطلق طاقة تطلب فيها من المال الشيء العظيم أو تطلب سيارة أو زوجة أو ... إلخ وما على الأقدار إلا أن تجيب ...... إلخ من هذه الشروط الغريبة وخلال هذه المدة أو بعدها ستنطلق تلك الطاقة في الكون ولا يدري متى ستأتي بذلك القدر فقد يكون بعد يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة (زعموا).
الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان وهو مراد الله في خلقه ولا يعلمه إلا هو عز وجل، ولذلك أرسل المرسلين تفهمنا الطرق المشروعة والتي تكون سببا في جلب الخير لنا ودفع الشر عنا، فشرّع لنا الدعاء وبذل الصدقة والتوبة والإنابة إليه بالإضافة الى بذل الأسباب في جلب الرزق ... الخ. ولا أظن أن هناك حاجة لسرد الآيات والأحاديث والتي تثبت بأن الأقدار والأرزاق يصرفها الله تعالى كيفما يشاء بخلاف ما يزعمه هذا القانون الباطل والذي فيه من الافتئات على سلطان الله عز وجل ما فيه وهناك ردود كثيرة لا أقول من كتاب المسلمين فحسب بل من الغربيين والأكاديميين منهم خاصة على هذه الخزعبلات
والقارئ الحصيف يلفت نظره أن لب هذه الفكرة لا يخرج عن دائرة التصوف المذموم في تاريخنا الإسلامي حيث اتخذوا من التوكل على الله عز وجل حجة في ترك العمل وبذل السبب في البحث عن مصادر الرزق، بل إن التصوف المذموم أفضل حالا من هذا القانون حيث أن أهل التصوف المذموم ينسبون القدر للرب بينما هؤلاء لا يعرفون من هو رب القدر!. ففكرة هذا القانون الساقط مشتقة من أفكار قديمة بالية ومن كتب هجرها الناس ومعتقدات قليل اليوم من يتلبس بها فهي خليط من سلوك بعض المتصوفة الشاذ بالإضافة إلى معنى الحلول والإتحاد حيث الكون هو مصدر القدر وبعض الديانات الهندية القديمة ... الخ فجمعت في وعاء واحد وأخرجت اخراجا جديدا بأسلوب عصري يتناسب مع لغة الحوار في القرن الحادي والعشرين.
لكن ما يثير الدهشة أن (النسخة العربية) لقانون الجذب حرفت وبدلت لتترجم انحراف و جشع كثير من المدربين له فهم بين فريقين فريق يؤمن به ولا يظهر مراد منظري هذا القانون لعامة الناس خوفا من اتهامهم له. وفريق عرف ببطلانه لكن ركب موجة القبول عليه طمعاً في المال فقاموا بتطبيق تلك الخطوات السابقة تماما، وأضافوا تخريجاً شرعياً لها ستارا لعيوبها وليقبلها عوام الناس. فقالوا: بعد تطبيق تلك الخطوات السابقة بنبغي أن تقوم أيها المتدرب بصلاة الاستخارة ومن ثم الاستشارة وعمل برنامج لتحقيق الهدف.
والذي يعرف أصول هذه الفكرة يعرف بأن هذا تدليس وتلبيس على عامة الناس وهم بمثابة الساحر الذي يعمد إلى عقد سحره بطلسماته وما أن ينتهي حتى يقوم بإسماع المسترقي سورة (قل هو الله أحد .... ) وآيه الكرسي ليثبت أن فعله شرعي، لأنه في اعتقاد هذا المدرب أن الطاقة التي ستجلب لك القدر بعد (14 يوماً) قد انطلقت فما تعمله بعدها فلا قيمته له أصلاً غير إرضاء المتدرب دينياً، والجميل في الغربيين أنهم صرحاء في طرح أفكارهم صرحاء في مناقشتها بينما المترجمون للأفكار الغربية من العرب نجد – وللأسف - أن الخداع والالتفاف أسلوبهم الأمثل في طرح أفكارهم.
ومن المضحكات أنهم يحتجون بآيات وأحاديث تثبت بزعمهم أنها تؤيد ما ذهبوا إليه ومن ذلك استشهادهم بأن الله يقول في الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي ... ). وإن كان فريقا من شراح الحديث ذهب إلى إن المقصود من الحديث هو احسان الظن بالله تعالى عند الموت لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يموتن أحد منكم إلا وهو حسن الظن بالله تعالى) ولكن لنسلم أن ذلك في الحياة عموما فنقول: إن منظري هذا القانون لا يقولون بحسن الظن بالله بل بحسب قوة الطاقة التي تنطلق من البدن في هذا الكون لجلب الحظ الحسن المتولدة من قوة الإعتقاد بوقوع المراد يقول أحد منظري هذا القانون (بأن ما تتمناه سيأتيك ولو سألت من الذي أرسله لي فصاحب اللاهوت سيقول الرب والفيزيائي سيقول الطاقة وكل سيصرف القدر لما يؤمن به ونحن نقول – أي منظري قانون الجذب - لا يهم هذا أم ذاك ولا تشغل بالك في ذلك والمهم أنه ما تتمناه أتاك ...... ) انتهي بتصرف. هذا أولا
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: من أين لكم أن استخدام الطاقة المزعومة مجلبة للقدر المرغوب به أو غير المرغوب به؟ ومن قال لكم أن مجرد حسن الظن بالله تعالى (في رزق معين) من غير سعي مجلبة له؟ يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى معلقا على من احتج على ترك العمل بحديث (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا) فما هذا إلا كلام صحيح مقبول الظاهر في القلوب فاعلم أن الشيطان لا يغوي الإنسان إلا بكلام مقبول الظاهر مردود الباطن ولولا حسن ظاهره لما انخدعت به القلوب ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كشف عن ذلك فقال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله).
ثالثا: من الذي قال أن مفهوم الحديث ينطبق مع هذا القانون المزعوم فمفهوم الخيرة الشرعي لا يرتبط مع المراد الشخصي فقد يمنع الله عز وجل ما يريده العبد من مال أو جاه أو غير ذلك كون حصوله عليه يشكل له فتنة مثلا في دينه أو شرا لم يحسب له حسابا، بينما هذا القانون (الجائر) لا يميز بين ما هو خيرة وبين ما هو شر للإنسان بل كل ما تتمناه سيأتيك وأنت تتحمل العواقب!!
وأخيرا أقول (إن بين يدي الدجال سنوات خداعات) فالحذر كل الحذر من هذه الدورات المشبوهة والتي تطعن في أصل الاعتقاد وبنبغي علينا أن نعلم أن الانفتاح على الآخر لا بد وأن يكون منضبطاً بضوابطنا الشرعية والتي أمرنا بها وأن ديننا خير منهج ودليل في تحقيق مصالحنا (ومن أحسن من الله دينا لقوم يؤمنون) وأن جلب الأرزاق أو صرف المكروه بيد الله ولا يمكن لشخص جلب ما يريد أو صرف ما يكره إلا بمراد الله، وقد وضح لنا الإسلام سبيل ذلك فشرع لنا الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعمل والتوكل على الله عز وجل.
ولا يفتأ أهل الضلالة في صدكم عن دينكم ما استطاعوا، فلديهم من الشبهات ومشكل الآثار مايثيرون وساوس الفكر وسيئ الأوهام مما تجعل الإنسان العامي في لبس من أمره بل وبعض طلبة العلم أيضا!! ولقد ضربت صفحا عنها لطول الرد عليها، ولكثرة النصوص فيها لكن يجمل الرد عليهم قوله تعالى (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ).
تركي العبدلي
مقالات إسلام ويب
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 10:16]ـ
الاخ نبض السلف جزاك الله كل خير وبارك فيك على نقل هذا الموضوع القيم
وقد كنت ابحث عن مثله خاصة بعد ان قرات كتاب احد الفضلاء وهو يروج لقانون الجذب ويستدل عليه بحديث "تفألوا بالخير تجدوه" وقد قال العلماء بان هذا الحديث لا اصل له وبالحديث القدسي: "انا عند حسن ظن عبدي بي" وشتان بين معنى هذين الحديثين الذي يروج له اصحاب قانون الجذب والذي اقتبسوه من الكفار وما سمعنا احد من علماء وائمة المسلمين يقترب منه.(/)
كل الشبهات المثارة ضد الإسلام في عصرنا مدحوضة في كتب أسلافنا، لكن قومي لا يقرءون!!
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 11:42]ـ
بإيجاز شديد أقول:
ما من شبهة أثيرت ضد الإسلام في عصرنا إلا ورد عليها أسلافنا من أهل العلم
سواء كان أصحاب الشبهات من العلمانيين أو النصارى أو اليهود أو المستشرقين أو الملاحدة
أرجو أن نذكر بعض الشبهات الحديثة التي رد عليها الأقدمون و قتلوها إفحاما
و جزاكم الله خيرا
ـ[فياض علي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 12:21]ـ
موضوع الرق، وتعدد الزوجات، وميراث المرأة، والطلاق،
وإقامة الحدود الشرعية (القصاص، قتل المرتد، حد الزنا والقذف وشرب الخمر، وحد السرقة)، وغير ذلك.
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 02:09]ـ
بارك الله فيك يا أخي الفاضل
أرجو أن تذكروا كلام العالم موثقا بالمصدر في إفحامه لشبهة ما
و جزاكم الله خيرا(/)
مالفرق بين حديث النفس الأمارة بالسوء وبين وسوسة الشيطان؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 06:50]ـ
أنا فهمت أن الفرق كالتالي
هو أن النفس الأمارة بالسوء تحدث الانسان بأن يطلب - الحاجات التي أودع الله حبها في النفوس، ولذلك فهي مختلطة بكينونة الانسان، وهذه الحاجات لاتُذم لذاتها بل تُحمد اذا نالها الانسان من طريقها الشرعي - تحدثه بأن يطلبها بطريق غير شرعي
والشيطان يوسوس للانسان في نيل المعاصي التي هي غير تلك الحاجات
ومن عنده علم فليفدنا
جزاكم الله خيرا
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 08:19]ـ
يقول الشيخ محمد متولى الشعراوى
{النفس تميل إلى نوع واحد من المعاصى
كشهوة النساء أو التدخين
أما الشيطان فيريدك عاصيا على أى وجه}
بمعنى آخر
وسوسة النفس لا تكون إلا بذنب أنت معتاد عليه أليف على نفسك، مثلا فإذا كنت غير مدخنا فإن نفسك لن تحدثك شرب المخدرات، لأنك تكره التدخين أصلا
أما الشيطان فينتهز ظهور أحد الأشخاص المزاجنجية فى إعلان أو فيلم ليشرح لك مزايا ذلك الإثم و يزينه لك بأي طريقة كانت، حتى و لو كانت إيهامك بأنك متعب نفسيا وتحتاج للعلاج، و لا علاج إلا هذا الإثم!
مداخل الشيطان كثيرة
و لكن مدخل النفس وحيد
هذا و العلم لله وحده
و شكرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 01:43]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[تيم الله]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 12:08]ـ
السلام عليكم،
النفس الأمارة بالسوء والشيطان الرجيم يعملان بتوافق وانسجام.
النفس عموماً لها حاجات مادية ومعنوية .. تشتهي، تحب وتكره وتستثقل.
فإن رأت ما تشتهيه -مثلا- انفعلت ..
فإن كان حلالاً فلا إشكال.
وإن كان حراماً أو فيه شبهة
دخل الشيطان على الخط سريعاً .. يزين تلك الشبهة أو ذاك الحرام، يقلل من أثر الحرام، يهوّن، يبرر .. ويدعو النفس لقضاء حاجتها منه.
النفس الأمارة بالسوء بطبيعتها مندفعة وراء ما تهوى (هوائية وشهوانية) .. فتستمع للشيطان، وتغتر بتزيينه ودعوته، فتثار أكثر وتندفع لقضاء تلك الشهوة، آمِرة الإنسان ككل بقضاء حاجته، تأمره -باندفاعها- بالسوء.
مشكلتنا مع النفس الأمارة بالسوء ينحصر في إصرارها على قضاء الحاجة، وفي استشرافها لكل ما يقضي حاجة لها سواء جسدية أو معنوية (كلاهما أرضي) تتعلق مثلاً بالانتصار لها. "تنق" كثيراً وتلح على ما تريد، وقد تصرخ، وقد تؤرق صاحبها بشكل مريع حقيقةً، وتدفعه نحو ارتكاب الكبائر ليسكتها!
هي لا تندفع فقط باتجاه ما تهوى وتشتهي، ولكنها كذلك تتثاقل عن ما لا تحب، وعن ما لا ينسجم مع جبلتها الأرضية، وأقصد احتياجات الروح (العلوية) تحديداً، مثلاً .. الاستيقاظ من النوم للتهجد، أو إخفاء عمل صالح عن جميع الخلق، أو السكوت عن رد إساءة، فهي تكره كل ما يلجم شهواتها وهواها، لا لشيء حقيقةً إلا لأنه يتعارض مع حاجة أرضية مقابلة جبلت عليها، مثل النوم في حالة التهجد، وحب الظهور -الذي يقصم الظهور- والانتصار في الحالات الأخرى.
طبعاً الصراع بين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة أمر آخر، ولكنه مما يدور في داخل الإنسان.
النفس اللوامة (ما يقولون عنه الضمير) عندها وعي بحاجات كينونتها ككل ينقص أختها المندفعة الشهوانية، النفس اللوامة هي العاقلة، المتزنة ومرهفة الحس -إن صح التعبير-، وهي تؤرق الشيطان، وتلجم أختها.
الحديث الدائر حقيقةً ثلاثي (قبيل وأثناء وبعد القيام بأي عمل) يكون بين النفس الأمارة بالسوء والشيطان والنفس اللوامة (لمن كانت نفسه اللوامة ما تزال على قيد الحياة)، والأمارة بالسوء فقط تلحّ وتدفع وتعلو نبرة الأمر أكثر كلما تعاظم صوت الشيطان وخفت صوت اللوامة، ولا تكفّ هذه الأمارة بالسوء حتى تنقضي حاجتها.
وتنضبط وتُلجم (الأمارة بالسوء) كلما علا صوت اللوامة وخفت صوت الشيطان! لكن ما لم يراعي الإنسان حاجات روحه فصوت الشيطان أعلى وأقوى بكثير من النفس اللوامة، فاللوامة تستمد حياتها ونشاطها وقوتها .. من الروح.
أما حديث النفس للنفس فهو من قبيل الانفعال بالمثيرات والمنبهات (من جانب الأمارة بالسوء)، وفي أبسط وجوهه تعبر من خلاله عن انفعالك بتلك المثيرات والمنبهات واستحسان نفسك واستشرافها لها. وحديث اللوامة يلوم ويذكر ويضبط. والشيطان يزين ويعد ويوهم ويغرّ .. ويشتغل على حاجات الجبلة البشرية.
فتكتب شيئاً في رد على أخ لك وتكون محتداً، وتذهب، فتقول نفسك معجبة (يا له من درر، سيُعجب القوم بما كتبت، سيبهت الأخ بما ألقمته، سيحرّم أن يناقشني مرة أخرى، ويتردد قبل أن يرد على أي كلمة أقولها .. نعم!!) متخيلة صورة ما سريعة، طبعاً إن كانت اللوامة حية فستنبهك لتقول (أستغفر الله ما هذا العجب وحب الظهور) هذا ما زال حديث نفس .. ثم يتدخل الشيطان ليبني على ذاك الحديث (الذي يعرفه جيدا لخبرته بهذا البشري) ليقول (لا، لا عجب ولا حب ظهور ولكن حب للحق، كن سيف الله المسلول على الباطل) -هذا هو التزيين-، وعندئذ تستشرف الأمارة بالسوء لتقول (نعم سأرد رداً مفحماً الآن يجعل الرجل التالي يندم على أنه سأل وفتح الموضوع، وهذا غضب لله مشروع!!!) ..
الحديث مختلط ..
النفس عامةً تطلب تحب وتكره .. تشتهي وتنفر وتحتاج ..
الشيطان يقوي الأمارة بالسوء .. والروح تقوي اللوامة.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيم الله]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 01:09]ـ
أمر آخر ..
حديث النفس للنفس ليس بالضرورة أن يكون مرتبطا بعمل ما (وكذلك وسوسة الشيطان)، ولكن قد يرتبط بخواطر وأحلام كذلك، يتدخل الشيطان لأخذها بالاتجاه الذي يقوي الأمارة بالسوء ويضعف اللوامة. لذا مهم أن نجاهد الخطرات السيئة ولا نترك لها الباب مفتوحاً، حتى وإن كانت مجرد خطرات لا يترتب عليها عمل حين نشوئها، فهي حقيقةً تمهيد بشكل أو بآخر لعمل قادم، أو هي تصرف عن عمل صالح، لذا فالاستغراق فيها (الخواطر والأحلام) بدون فائدة قد يعد عملاً (بحد ذاته) صارفاً عن عمل صالح أو لازم.
وبالنتيجة .. من يتتبع ما قيل عن الشيطان في القرآن الكريم، يعرف طبيعة عمل الشيطان وبالتالي يعرف مجال وسوسته.
وربما كون الشيطان يوسوس -ولم يقل رب العالمين عن كلامه بأنه يتحدث- يعني بأنّ تدخل الشيطان بالكلام يكون ضمن مستوى لا نعيه تماماً بعقولنا ولكن النفس الأمارة بالسوء تلتقطه بكل وضوح لأنه ينسجم مع مرادها، فتتقوى به فتتحدث باسمه وتردد ما زيّنه لها، وعندئذ يكون الحديث الظاهر (لنا) والثنائي هو بين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة (لذا يكون الحديث دوماً بصيغة المتحدِّث) إن كان هناك صراع.
موضوع جميل ومفيد جداً، ويدعونا لتدبر كتاب الله تعالى والأحاديث الصحيحة التي وردت بهذا الشأن. ويدعونا لنتدبر ونتفكر لنعرف كيف نتعامل مع النفس الأمارة بالسوء، فليس دائماً الحلو يكون بالقمع، لأنه قد تثور عليك بشكل معاكس وتكون ردة فعلها شرسة وتنقلب وتقلبك على عقبيك، لذا نصحنا رسول الله عليه الصلاة والسلام-على سبيل المثال- بأخذ هذا الدين برفق، وأن تعطي نفسك حقها، ولا ترهقها بالعبادات الدائمة التي لا تطيقها .. ودائماً ينصح أهل العلم والخبرة بأن لا يزيد الإنسان بالعبادة بشكل مفاجئ ومركّز امتثالاً لأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام، لأنّ هذا حقيقةً وبكل بساطة يتنافى مع جبلة النفس عموماً، وصحيح أنك ستبدأ مدفوعاً بحماس التغيير والتجديد (وهذا تحبه النفس)، ولكن خالفت جبلتك البشرية حين أثقلت عليها بما هو "علوي"، وعندئذ لن يمر وقت طويل حتى تثور عليك نفسك ثورة ما بعدها ثورة ليصبح وضعك أسوأ مما كان .. وكذلك مثلاً لو أحجمت عن الزواج، وقلت سأتفرغ للعلم، ورأيت قوة من نفسك، فإن بدا لك أن الأمر يمشي بسلاسة، لا تغتر، واحذر من زلة مفاجئة موجعة .. لذا، فلا بد من سياسة النفس في مواضع كثيرة، وحصر الأمارة بالسوء رويداً رويداً وليس بشكل مفاجئ، وهذا يحتاج صبر ومثابرة، والله المستعان ..
شكرا لك أخي الفاضل.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 02:17]ـ
النفس الأمارة بالسوء هي النفس التي بين جنبيك أو هي العقل الذي في القلب
و ليست من الوساوس و إنما الوساوس هي ما يسمعه المرء بأذنه أو بقلبه و عقله من شياطين الإنس و الجن من الكلام الباطل المخالف للحق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 02:38]ـ
لي عودة ان شاء الله(/)
** موقف عجيب للشيخ الأمين الشنقيطي **
ـ[عيون الأثر]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 10:33]ـ
بسم الله وحده ..
والحمد المطلق له وحده ..
أما بعد ,,
جاء في كتاب (صفات الله عزوجل) الدغيثر أنه قال:
(وقد حدثنا شيخنا عبدالله بن جبرين حفظه الله: أن الشيخ الشنقيطي رحمه الله قد أدخل على
أحد الملوك الجبابرة الظلمة فقال الملك:
ياشنقيطي .. أنا كافر بربك فادعو ربك أن يقتلني .. قال الشيخ رحمه الله:
فلم أرد عليه بشئ ولم أنتبه الا ورقبته قد دكت بالأرض فخر صريعا .. فجاءني وزارؤه وحاشيته
يطلبون مني ألا أدعو عليهم .. فقلت لهم:
اني لم أدع على هذا الملك وانما هو أمر الله عزوجل) (17)
قلت: ما أجمل الانسان أن يكون وليا لله تعالى .. يدافع الله عن أولياؤه اذا غضبوا له وأحسب
أن الشيخ منهم ولا أزكيه على الله .. وشرط الولاية كما قال الله تعالى (ألا ان اولياء الله لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون , الذين امنوا وكانوا يتقون)(/)
الحقيقة المرّة .. حينما يتوقف صمام الأمان عن العمل!!
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 03:39]ـ
هذا ردٌ على رسالة من صديق يكاد أن يقع في براثن الإحباط جرّاء المشاهد الحزينة التي قرأ فيها فسادا وتناقضا مستشرياً في مجتمعاتنا.
يقول فيها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب:
لا أعلم كيف ولا من أين أبدأ بثي وحزني لك , فالأمر قد بلغ عندي مبلغاَ أكاد أن أفقد معه اتزاني.
تحتشد في عقلي حزمٌ لا حصر لها من الأفكار والتناقضات والأطروحات وكأن الفضاء المكتظ بالسعار المسمى حوارا قد اجتمع كله داخل جمجمتي حتى شل تفكيري وأتى على ما بقي من صفاء في الذهن وبصيرة بالحال.
كيف لا يحدث لي هذا –بل وللناس جميعا- وواقعنا التعيس يرزح تحت المتناقضات بشكل يدع الحليم حيرانا. ألا ترى أن الثابت بات متحولا والمجمع عليه أضحى الخلاف فيه أمرا سائغا.
فبدل أن يكون الضعيف قويا في بلاد المسلمين حتى ينتصر له ,والقوي ضعيفا حتى ينتصر منه, زاد ضعف الضعيف حتى بدأ يعايش أجواء العبودية , وتعاظم بطر القوي حتى انهمك في سحق من حوله وزاد بطشه حتى أصبح من المستبدين في الأرض.
بل حتى في أمور الديانة , ما تربينا عليه من أحكام الدين والعقيدة وتلقيناه بالقبول من العلماء الربانيين, أصبح اليوم مثارا للجدل وعرضة للنقد والنقض, لا من علماء ربانيين مثلهم, ولكن من كتاب أعمدة يحظى اليوم الواحد منهم باحتفاء وحصانة لم يعد يتمتع العالم بعشرها.
لقد أصبحت أرى نفسي مغفلا ساذجا حينما أٌلزم نفسي بتطبيق النظام وإتيان البيوت من أبوابها في الوقت الذي يعيث فيه كثير من الناس الفساد, فيتقحمون الأبواب ويؤثرون شريعة الغاب فيكون لهم ما يريدون ... ولا رقيب ولا حسيب, فرأيت أنه لا بأس بهذا المنهج إن لم يكن لي سبيل إلا إياه, والغاية إذن تبرر الوسيلة.
أين هم علمائنا الذين نعول عليهم بعد الله في إحقاق الحق وإزالة المنكر أو التقليل منه. أهم حقا كانوا قد حرّموا أمورا لم ينزل الله بِتحريمها سلطانا, حتى إذا تبدت الأمور وانكشف المستور, سقطت هيبتهم بين الناس وسقطت يا للأسف هيبة الدين بسقوطهم فأصبح الناس يشكّون في حرمة ما هو حرام قطعا , أم أن الخرق قد اتسع فآثروا الانزواء والنجاة بالنفس من مجابهة المد الشرس الذي بات يتسلح بنفس سلاحهم الذي طالما أشهروه في وجه مخالفيهم , فكان الجزاء من جنس العمل!.
ما بالهم أصبحت أصواتهم تتناقص ومساحة ما يتحدثون عنه تتقلص حتى لم تعد تسمع لهم صوتا إن كان ما عندهم من آراء يتقاطع مع الأجندة العليا.
لم أعد أسمع من آرائهم وفتواهم إلا تلك التي أصبح العوام يحفظونها غيبا بل يستحضرون الأقوال المختلفة حولها.
هل نجح القوم في زرع الخوف في قلوبهم حينما أجهزوا على أحدهم ليكون مآله عبرة للباقين؟
إنها والله كارثة حينما يسكت الحق بسكوت أهله في وقت أشد ما يكون الناس حاجة للبيان.
هل فعلا سنرى يوما في بلدنا الحبيب الكنائس والصلبان تشيد بجانب بيوت الله كما هي حال بيوت محاربة الله ورسوله المتمثلة بصروح الربا؟.
هل سنرى المراقص والحانات في الرياض وجدة والدمام؟ دع عنك دور السينما!
أرجو منك أن تساعدني على ما أنا فيه من التخبط والذهول.
أخوك الحائر
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب
حقا إن ما يحدث في بلدي الحبيب لهو مما تدمع له العين وينفطر له القلب ألما وحسرة ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
ولكني على يقين من أمرين أساسيين:
: أولهما أن المنكرات عموما وهذه الجرائم خصوصا لا ترتكب إلا عند توفر ركنين مهمين
أما أحدهما فهو ذلك الذي أعمى الهوى سمعه وبصره وبات عبدا للريال والأسهم والبيت والسيارة والخميصة والخميلة والمنصب والجاه , فسعى لاهثا وراء سرابها البراق لا يهتم معه إلى أي سبيل يقوده ذلك السراب.
فحينما تسنح له الفرصة في ظل الفوضى العارمة فإنه يخر ساجدا في محراب الخيانة والرذيلة وينهمك في الفساد وإهلاك الحرث والنسل , بل ويعمل جاهدا على إبقاء
الأمور عل حالها إن كانت في صالحه, ويرفع عقيرته بما يسميه إصلاحا إن كان سيؤدي به ذلك إلى مراده وإن كان إصلاحه المزعوم هو فساد عريض.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو قلت له نريد برنامجا للحد من تكشف العورات في المستشفيات فلا يباشر المرأة حين ولادتها إلا امرأة قالوا لك: أنتم تريدون أن تعيشوا عالما افتراضيا. عليكم بالواقع و الواقع فقط, كيف يمكن أن تغيروا واقعا نعيشه منذ زمن بعيد.
فإذا صدقهم البسطاء من الناس, ثم أتى هؤلاء البسطاء أنفسهم ليسألوا أولئك القوم حين يعملون دون كلل أو ملل لاختلاط التعليم الأولي (الصفوف الدنيا) والنهائي (كاوست) قائلين لهم: أنتم تريدون أن تعيشوا عالما افتراضيا. عليكم بالواقع و الواقع فقط, كيف يمكن أن تغيروا واقعا نعيشه منذ زمن بعيد!!!
بزغت قرون المكابرة والجبروت والطغيان من رؤوس أدعياء الإصلاح أن: "كفو عن إعاقة التنمية أيها الرجعيون المتخلفون. ألا ترون أنا نقود البلد إلى التنمية والإصلاح وأنتم لا تحسنون إلا صناعة الكوابيس"
وأما الركن الآخر من أركان الفساد فهو ذلك الذي يسكت عن الأول , فهو كالمتواطئ شعر أو لم يشعر , رضي بهذا الوصف أو لم يرض. فما سكوته إلا جبن وخور وخوف على متاعه وجاهه ومنصبه.
فهو تارة يقول: وما يفيد نصحي وإنكاري عند هؤلاء الذين لا يستمعون ولا هم يذكرون, وتارة يقول إن الخرق قد اتسع على الراقع والأمر لا يستحق مني أن أعرض نفسي للمسائلة ولا مستقبلي للخطر.
ولا أعلم والله أيهما أشد جرما وأولى باللوم والعقاب , الأول أم الثاني , وهل المستقبل الذي يخشى العاقل ضيعته إلا ذاك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين). اللهم عاملنا بعفوك ولا تعاملنا بعدلك
عفا الله عنك, إن الله تعالى يقول: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم لك بما عصوا وكانوا يعتدون .. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) , وتقول أنت: الغاية تبرر الوسيلة!!!
الله تعالى يقول "لعن" ... الله أكبر ما أشدها من كلمة ..... بسبب "لا يتناهون عن منكر فعلوه" وتقول "الغاية تبرر الوسيلة" ...
ياحسرة على العباد ما يأتيهم من ذ كر من ربهم إلا كانوا عنه معرضين.
أخشى ما أخشاه ألا يحصل الواحد شيئا , لا نصيبه من الدنيا, ولا رحمة ربه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أما الأمر الثاني فهو أني على يقين أيضا أن الذي يحدث في مجتمعنا لم يكن ليحدث إلا لأننا مستحقون له بكل أطيافنا, حكاما ومحكومين علماء وعامة و .... (يعفو عن كثير).
(ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى)
وقد قيل لابن المبارك في الاستسقاء: إننا استبطئنا المطر. فقال لهم: أستبطئتم المطر؟ والله إني أستبطئ حجارة تنزل عليكم من السماء. فرحماك رحماك يارب
لا خلل في حياة المسلم أكبر من تنكبه النظرة الربانية للأمور من حوله. إن دين الله لا يتبدل ولا يتغير وسننه لا تتحول. ولكن الذي يتغير هو الأشياء والمسميات والمظاهر أما الحقائق فهي هي, والحق هو هو, والباطل هو هو منذ خلق الله السماوات والأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولكن لا يوفق إلى رؤية الأمور على حقيقتها ويتعامل معها بمنهج العدل والحق إلا الرجل الذي أذعن لسلطان الله رب العالمين في كل ما يأتي وما يذر, لأنه قد قال بقلبه قبل لسانه: " رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا"
ولأنه أدرك أن حقيقة الإسلام هي استسلامه لأمر الله ونهيه (فلما أسلما وتله للجبين , وناديناه أن يا إبرهيم, قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين) , واستحكامه لهدي الإسلام في كل حقير وجليل , بل ورضاه واطمئنانه لذلك لا مجرد الاستحكام (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
فواغوثاه ...... ما نقول عن أناس آمنوا بألسنتهم ثم لا أقول أنهم وجدوا في أنفسهم حرجا مما قضى الله ورسوله بل هم لم يحكموا شرع الله أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أن العارفين بحقيقة الهداية التي يتلوها (ولا أقول يطلبها ففرق بين الأمرين) كثير من الناس في الفاتحة أكثر من سبع عشرة مرة في اليوم والليلة ليدركون أنها تتمثل أولا في أن يرى المرء الحق حقا والباطل باطلا. لأنه إن لم يوفق لهذ ا فأنى له اتباع الحق واجتناب الباطل الذي ما هو إلا ثمرة لحقيقة الهداية.
وما تهافت أكثر الناس على كثير من المشتبهات والمحرمات وتفريطهم لصلاح أحوالهم إلا بسبب دورانهم في فلك الهوى وحظوظ النفس وعدم إقبالهم على تقوية إيمانهم واعتصامهم بخالقهم العظيم واقتدائهم بهدي نبيهم وإن كان ظاهر بعضهم الصلاح والاستقامة.
أخي , إن المسلك السديد والمنهج الرشيد في التعامل مع كل ما حولنا هو أن يستند الواحد منا إلى كتاب ربه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) فيعود عليه بالبصيرة والرشاد في الدنيا والفلاح في الآخرة.
فإن رأى الناس يتهافتون من حوله على حطام الدنيا تذكر قول الذين أوتوا العلم من قوم قارون (ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون)
وإن رأى تسابق الناس على المكاسب أيا كانت تذ كر قوله تعالى عمن من الله عليهم بالهداية و ابتلاهم بقلة الدنيا في أيديهم (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) وتالله إنه الفرح الذي لا يدانيه فرح يوم يصلح المرء فيكون كالغريب في زمان كثر فيه الخبث وقل فيه المعين على الخير.
ومن أعظم المزالق التي تزل فيها الأقدام وتنتكس الأحوال إلى الحور بعد الكور هو أن نحصر الحق في شخص أو أشخاص , حتى إذا زل هذا الشخص أو تقهقر , جاء الشيطان ليجلب بخيله ورجله قائلا:
"أهؤلاء حملة الدين الذين تزعم, يتساقطون الاحد تلو الآخر. لو أن ما كانوا عليه حقا ما باعوه بأدنى ثمن.
عليك بأولئك الأذكياء المجربين الذين يزنون الأمور بالعقل والحكمة والتجربة والاطلاع, فبهم ستنهض الأمة ويعلو شأنها".
فيكون نكوص هذا الشخص سببا في زهدك في المنهج السديد الذي ارتضاه الله لبني البشر.
إذن فدر مع الحق حيث دار ولا تتعلق بالأشخاص كائنا من كان, وتذكر قول ابن عباس:
"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء, أقول: قال رسول الله, وتقولون: قال أبو بكر و عمر"
فما بالك بمن دونهما!!
ولو تأملت معي فإن هذا الحوار الذي أسميته سعارا وقد أصبت في تسميته قد أصاب أقطابه بالحمى التي أذهلتهم عن استماع بعضهم بعضا وجعلتهم يشتغلون بالتصيد والتخوين والتجهيل والتصنيف والتبديع .. بل والتكفير أحيانا.
ما ذا كانت النتيجة؟
كان الضحية هو الإنسان النقي البسيط الذي يبحث عن الحقيقة التي تسعده في الدنيا وتنجيه في الآخرة دون الاشتغال بالمعارك الكلامية والنضال من أجل الأحزاب والانتصار للرفاق.
ولا تجد أحدا من الفريقين ينبس ببنت شفة حيال الفساد الأكبر , بل ينهمك كل من الفريقين في تدبيج خطابات المديح والثناء والتملق!
إن الناس بسبب هذا الصراع المختلق ينصرفون عن ما ينفعهم في الدارين, وينشغلون عن أساس الفساد في أحوال العباد والبلاد. ولا أرى مستفيدا من هذا الصراع إلى السياسي ذي الكم الواسع الذي قد أودع فيه صندوق العدة التي يسخرها لترميم وتقوية أركان منزله الذي قد علاه التصدع. أما هذه العدة فلا يخفى عليك ما هي حقيقتها و ما أنواعها, وما عليك إلا أن تنظر إلى حال المجتمع سابقا وفي هذه الأيام. فقد كان بالأمس إقصاء كما هو اليوم إقصاء. ولكن الإقصاء بالأمس كانت له لحية مسدلة, أما إقصاء اليوم فهو أملس الخدين ويلبس قبعة أمريكية (مزورة بعناية لتناسب صندوق العدة إياه).
ليس عندي أدنى شك أن القبعة الأمريكية الحقيقية تعلم بهذا التزوير وانتحال الشخصية, ولكنها تقول:
لا بأس بمثل هذا, ما دام أنه يقضي على ثوابتهم التي تتقاطع مع مصالحنا , وما دام أن ما يرتدونه ليس قبعتنا الحقيقية التي لو ارتدوها لكانت بدايتهم وكانت نهايتنا و نهاية مصالحنا عندهم.
هذا وقد يلبس الشيطان على كثير من الفضلاء أمثالك فيقول: ما فائدة الإنكار عند من لا يسمعون النصح بل لا يريدون سماعه ويشمئزون من رؤية من ظاهره الصلاح.
ولكن المنهج الحق الذي لا يتغير هو أن الإنكار بوسائله الثلاثة مطلوب حسب القدرة (بمعناها الإيجابي لا السلبي).
بل إن الدين كما قال صلى الله عليه وسلم هو النصيحة.
وما آيات الأعراف عنا ببعيدة والتي أدعو نفسي وإياك وكل مسلم أن يقرأها ويتدبر معناها ويطالع تفسيرها (الأعراف 162 - 165)
لقد أرخيت لقلمي العنان لأني أعلم أني حين أتحدث أليك فإني أتحدث إلى نفسي .... ووالله لا أقول هذ ا تملقا وإنما هي مما يختلج في النفس أظهرته مكتوبا اليوم.
والذي نفسي بيده إني أحوج منك إلى هذا الكلام ولكن أردت أن أكتبه فأقرأه على نفسي لأني لا أجد من يحدثني به. وليكن بعد ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
,يبدو أنك يا أخي تعيش حالة من الإحباط لما ترى من الغثائية حولك, التي طالت حتى العلماء ,لكن ثق بالله ولا تسمح لليأس أن يفسد عليك أمور معاشك ومعادك , وانهمك في عمل مثمر يسرك أن تجده غدا يوم تقف بين يدي مالك الملك, واصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين.
,الله يتولانا وإياك ويمسكنا بالكتاب ويجعلنا ممن يعمل به ويدعو به وإليه.(/)
قناة الرحمة الفضائية تتعرض لهجوم شرس من اللوب اليهودي
ـ[أبو عبد الله الفيومي]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 03:51]ـ
خبر عاجل: هجمة شرسة على قناة الرحمة وتغيير ترددها ...
http://i46.tinypic.com/27xmgeh.jpg
الرحمة باقية بإذن الله تعالى
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1241530763335&ssbinary=true
*****
http://www.alrahma.tv/pics.aspx?key=Adv&ID=25&Ext=.gif
*****
http://www.rabania.net/Arrahma/arrahma-forsanelhaq.jpg (http://www.forsanelhaq.com/./url.php?ref=http://www.forsanelhaq.com/forumdisplay.php?f=110)
*****
موقع القناةالمباركة على الانترنت
http://www.alrahma.tv/ (http://www.forsanelhaq.com/./url.php?ref=http://www.alrahma.tv/)
ولمسلمي أوروبا أو أي مكان في الأرض ...
فيمكنهم مشاهدة القناة على البث المباشر على موقع القناة على الرابط التالي
http://www.alrahma.tv/Pages/Online/ (http://www.forsanelhaq.com/./url.php?ref=http://www.alrahma.tv/Pages/Online/)
*****
هذا وقد تعرضت القناة لضغوطات خارجية اضطرت النايل سات الى ذلك
في انتظار بزوغ فجرها من جديد على النايل سات201 المصري حيث ان النايل سات 104 على القمر الفرنسي يوتل سات مما سمح للمنظمات اليهودية الفرنسية بالتدخل
وحذفها من على النايل سات 104
وسيقوم الشيخ محمد حسان المشرف على القناة بالقاء خطبة الجمعة القادمة باذن الله بعنوان الصراع بين الحق والباطل تعليقا على الحدث
اللهم أنصرنا ولا تنصر علينا يا قوي يا عزيز
*****
:)
?? طلب الشيخ محمد حسان اليوم (18/ 5) في برنامج الفتاوى من الشباب أن ينشروا ذلك الخبر في 48 ساعة ... ??
" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "
:)
===========================
منقول(/)
قصيدة أبي البقاء الرندي في مدح أم المؤمنين عائشة والرد على مبغضيها
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 12:56]ـ
قصيدة إبن بهيج الأندلسي في فخر و مدح أم المؤمنين عائشة والتي تحدث فيها علي لسان الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما فصورها وهي تحاج الرافضة قبحهم الله وتُفَاخرهم وتدفع في نحور أعدائها وأعداء المؤمنين بسلاح الحجة والبرهان يقول رحمه الله تعال ...
أم المؤمنين عائشة {رضي الله عنها}
ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي = هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي
إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِها = ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي
يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ = فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ = بِصِفات بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي
وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها = فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي = فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي
زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ = اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي
وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي = فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي
أنابِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ = وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ
وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي = وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي = وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي = بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي
واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي = إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي
إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ = ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي
واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ = وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ = مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي
أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ = فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني
مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُصُحْبَتِي = ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟
وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ = وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ
وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ = فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي
والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي = حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي
وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ = وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نَصَرَالنَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ = وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ
ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى = بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ
وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَا = زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ
وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا= وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ
وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ = في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ
قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ = وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ
سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى = هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ
واللهِ مااسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ = مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ
إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِها = فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ
وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ = بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ
طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ = وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ
بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ = لاتَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ
هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً=هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!
حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي=وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ
حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ = مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ
أَكْرِمْ بِأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَا = فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ
نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ = فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ
اللهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ = لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ = وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ
فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَة ٌ= وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ
جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي = واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ
وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ = مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!
مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي = إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي
وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضِي = فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ
إنِّي لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لِطَيِّبٍ = ونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ
إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَى = حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ
اللهُ حَبَّبَنِي لِقَلْبِ نَبِيِّهِ = وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي
واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي = ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِي
واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ = وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي
يامَنْ يلوذ بأَهل بَيْتِ مُحَمَّدٍ = يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ
صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ = عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ
إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ = إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ
خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ = مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ
صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ = فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 02:24]ـ
أكرمك الله اخي علي وأزيد مادحا لها-بتبديل لفظ (الاشعرية) بلفظ (الرافضية) من نونية القحطاني وما أقرب النونيتين في نصرة السنة وأهلها!
1 - هي للروافض درة عمرية===تركت رؤوسهم بلا آذان
2 - هي في قلوب الرافضية كلهم===صاب وفي الاجساد كالسعدان
3 - لكن لأهل الحق شهدا صافيا===أو تمر يثرب ذلك الصيحاني
4 - يا (رافضية) ياجميع من ادعى===بدعا وأهواء بلا برهان
5 - جاءتكم سنية مأمونة===من شاعر ذرب السان معاني
6 - تغلي قلوبكم علي بحرها===حنقا و غيظا أيما غليان
7 - موتوا بغيظكموو موتوا حسرة===وأسى علي وعضوا كل بنان
8 - يا (رافضية) هل شعرتم أنني===رمد العيون وحكة الاجفان
9 - أنا في كبود (الرافضية) قرحة===أربو فأقتل كل من أشناني
10 - أشعرتم يا (رافضية) أنني===طوفان بحر أيما طوفان
11 - أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم===أنا سمكم في السر والاعلان
12 - يا (رافضية) يا أسافلة الورى===يا عمي يا صم بلا آذان
13 - اني لأبغضكم وأبغض حزبكم===بغضا أقل قليله أضغاني
وليعذرني الاخوة الكرام على تصرفي وصنيعي ثم حبذا أخي علي لوذكرت مصدر نظم ابن بهيج.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 08:19]ـ
عثرت على صفحة في هذا المجلس فيها هذه القصيدة لكن بها زوائد فوائد:
1 - شرح يببين معاني ابياتها.
2 - تصحيح العلامة عبد الله كنون نسبتها الى أبي عمران موسى بن محمد بن عبد الله الاندلسي الواعظ معتمدا في ذلك على النسخ الخطية التي اعتمدها في اخراجها الى عالم المطبوعات.
3 - اثبات بعض الفروق بين ماهو مثبت هنا وبين نسخة كنون.
4 - احدى النسخ الخطية نسبت القصيدة للاديب الحصري ابي الحسن علي بن عبد الغني المتوفى سنة 488هجرية.
5 - بيان لسبب انشائها وانها كانت للافضل بن امير الجيوش بدر الجمالي احد قواد الفاطميين بمصر وهو مع تشيعه كان يميل الى السنة.
6 - ملف صوتي للقصيدة بقراءة طه بن عبد الرحمن الفهد لها.
7 - رابط لملف صوتي بقراءة الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم لها.
وهذارابط الصفحة المشار اليها على مجلس الالوكة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39815 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39815)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 04:04]ـ
لكن من أين لك أنها لأبي البقاء الرندي أخي علي؟(/)
ظاهرة الخروج من الصحوة إلى أين؟
ـ[جعفر محمد الباقر]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 06:43]ـ
ظاهرة الخروج من الصحوة إلى أين؟
لا نفتأ نتابع على شاشة التلفزة –كل حين- خروج رجل -متأنق في كلامه وملبسه- يطل علينا
ويعطينا من خبرات الحياة وأسرارها ما لا تطوله أيدينا
"كنت صحويا وغدوت الان من منتقديها ومحاربيها"!!
المشاهد البعيد المتدين الذي يحسب نفسه على هذه الصحوة يحتار من هذا الخروج المتواصل من الصحوة، ماذا يراد منه وله؟
لأنه لم يفهم هذه الصحوة –وهو البعيد- إلا العودة إلى الكتاب والسنة في الفهم والتطبيق
مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك مساحة كبيرة مما جرى على الألسنة من أحكام وفتاوى –وقتها- أنها قضايا اجتهادية
(لأنه طالب علم وإن كان بعيدا)
فهذا المشاهد البعيد المتدين الصحوي، لم يخطر بباله أبدا:
· أن الشيخ فلانا وفلانا من المعصومين
· وأن كلامهم لا ينطق عن الهوى، وأن مشايخ الصحوة يتحدثون دائما في مناطق النص القطعي، فالويل كل الويل لمن خالفهم، كيف وكثير من القضايا التي بحثت –وقتها- كانت من النوازل التي تحتاج إلى اجتهادات معاصرة تؤخذ من النصوص ومقاصد الشرع
· وأنه ستكون نهاية الدنيا وخراب العالم فيما لو خالف أحد مشايخ الصحوة أراءه فيما بعد
· وأن النتائج ستكون كارثية فيما لو ظهر خطأ في بعض الفتاوى والأحكام أيا كان مُصْدِرها
· وأن شيخ الإسلام ابن تيمية يمثل الإسلام وحده، ولكن هو رجل كان يقدم دليله في كل ما يعتقده ويقوله فأين أدلة مخالفيه!!
لم يخطر بباله كل هذا اطلاقا وهو البعيد
نعم كان يعتقد أن من يريد أن يتحدث عن الإسلام أو باسمه، ينبغي أن يدعم كلامه بالدليل النصي
وكلام أهل العلم وفي مقدمتهم أهل القرون الثلاثة
وأيضا يكون من أهل الديانة والمخافة من الله، فهذا العلم دين، يحتاج لعبادة وتبتل وانكسار
ولا يقاس بالطب والفيزياء والكمياء، فأولئك يمكن أن يبرع فيهم الكفرة والفساق أما الإسلام فلا وألف لا
نعم أيضا كان يعتقد –وقتها- أنه لا يمكن لصحفي أو مغني أو حتى راقصة أو فنانة تشكيلية بإمكانها أن تناطح أئمة العلم وتخالفهم باجتهادها!!
وتقول وقد علا التبرج وجهها: هم رجال وأنا –أي الراقصة أو الفنانة أو الصحفي- رجال
فهذا المشاهد المتدين يسأل –وهو البعيد- ماذا يجري؟
هل كان هؤلاء الخارجون لا يعون هذه البديهيات، أم أن هناك من يضخمهم ويكثرهم في أعيننا؟
حبذا لو تفهموه أيها الإخوة الكرام؟
ماذا يجري؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 12:40]ـ
هل كان هؤلاء الخارجون لا يعون هذه البديهيات، أم أن هناك من يضخمهم ويكثرهم في أعيننا؟
حبذا لو تفهموه أيها الإخوة الكرام؟
ماذا يجري؟
اعذرني = لم أفهم السؤال بالضبط؟
وهل يوجد اناس يخرجون من الصحوة؟ كيف وأين هذا؟
ـ[جعفر محمد الباقر]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 04:35]ـ
فهذا المشاهد البعيد المتدين الصحوي، لم يخطر بباله أبدا:
· أن الشيخ فلانا وفلانا من المعصومين
· وأن كلامهم لا ينطق عن الهوى، وأن مشايخ الصحوة يتحدثون دائما في مناطق النص القطعي، فالويل كل الويل لمن خالفهم، كيف وكثير من القضايا التي بحثت –وقتها- كانت من النوازل التي تحتاج إلى اجتهادات معاصرة تؤخذ من النصوص ومقاصد الشرع
· وأنه ستكون نهاية الدنيا وخراب العالم فيما لو خالف أحد مشايخ الصحوة أراءه فيما بعد
· وأن النتائج ستكون كارثية فيما لو ظهر خطأ في بعض الفتاوى والأحكام أيا كان مُصْدِرها
· وأن شيخ الإسلام ابن تيمية يمثل الإسلام وحده، ولكن هو رجل كان يقدم دليله في كل ما يعتقده ويقوله فأين أدلة مخالفيه!!
لم يخطر بباله كل هذا اطلاقا وهو البعيد
أخانا الحبيب أليست هذه من البديهيات عندك؟
وهل لأهل التأنق في ملبسهم وكلامهم ذريعة في هذا الهجوم العنيف على تلك الحقبة ورموزها بحجة أن فلانا تراجع أو أن الفتوة الفلانية لم تكن صحيحة أو أن الخيار الفلاني لم يكن صائبا؟
سؤال المشاهد المتدين البعيد: أوتقبل منهم هذه الذرائع أم أن هناك ما لا يعرفه هذا المشاهد؟
أما أين هذا الخروج فبإمكانك مراجعة الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية التابعة لبلد الصحويين وخصومهم أيضا
وأما كيف: فهذا ما يسأل عنه المشاهد المتدين البعيد؟
ماذا يجري؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 04:48]ـ
أنا أظن أن كلامك على الجمهور السلفي المتأثر بالثقافة السلفية من بعيد دون الانخراط في أوعية الجماعات السلفية
أما جمهور الاخوان مثلا وباقي الجماعات، فلاأظنهم يزعجهم تراجع المشايخ لأنه جمهور من الهواة غير المتعصبين، فهم عاطفيين وفقط
وكذلك جمهور السلفيين، يعني يقولون لك الدين يسر لاعسر وكله جميل وحلو، المهم ان كل المشايخ متحمسين للدفاع عن الدين
ـ[جعفر محمد الباقر]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 02:03]ـ
أخي خالد المرسى أشكر لكم تفاعلكم فبارك الله فيكم
لكن أخي الفاضل سؤالي أعمق من ذلك
أنا لا أتحدث هنا عن جمهور السلفيين ولا عن غيرهم ولا عن قبولهم أو عدمه، ولا عن تراجع المشايخ إطلاقا، فأين هذا في كلامي!!
أنا أتحدث عن صحفيين وكتاب ومفكرين خرجوا على شاشات التلفزة على أنهم صحويون تائبون
ولمَّ سمعنا أسباب وذرائع توبتهم من الصحوة التي خرجوا منها، وجدناها تافهة فضلا عن أن تكون مقبولة ومقنعة (تصور أن أحدهم يريد أن يناطح ابن تيمية ويكتب عن:
«الحكمة المصلوبة: مدخل إلى موقف ابن تيمية من الفلسفة»)
فالسؤال من جديد: ماذا يجري هناك؟، هل المجتمع يتغير، أم أن هناك من يريد تضخيم هذه الظاهرة؟
ماذا يجري؟
أما ذاك المشاهد المتدين البعيد المحسوب على الصحوة وعلى تلك الفترة، فهذا ثابت كالجبال ولا تزحزه الرياح العواتي
نسأل الله لنا وله الثبات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 02:52]ـ
لأظن هذه الظاهرة موجودة في مصر
لأن الكتاب عندنا عالمانيون متبجحون صم بكم عمي لايعقلون
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 04:02]ـ
أنا أتحدث عن صحفيين وكتاب ومفكرين خرجوا على شاشات التلفزة على أنهم صحويون تائبون
ولمَّ سمعنا أسباب وذرائع توبتهم من الصحوة التي خرجوا منها، وجدناها تافهة فضلا عن أن تكون مقبولة ومقنعة (تصور أن أحدهم يريد أن يناطح ابن تيمية ويكتب عن:
«الحكمة المصلوبة: مدخل إلى موقف ابن تيمية من الفلسفة»)
قد ينفعك هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6875(/)
الردّ على دعوى الإنتساب إلى الائمة في الفروع مع مخالفتهم في الأصول
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 07:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمّا بعد:
هذه فائدة جليلة في الردّ على دعوى الإنتساب إلى الائمة في الفروع مع مخالفتهم في الأصول أنقلها لكم عن مقدمة التحقيق لكتاب (عقيدة الشافعي) للبرزنجي الحسيني طبعة مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ص 70 - 73 تحقيق وتعليق الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس ولست أدري إن كنت مصيبا في نشرها ذلك أنّي قرأت على طرّة الكتاب: (جميع الحقوق محفوظة للناشر، فلا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه أو تسجيله بأية وسيلة، أو تصويره أو ترجمته دون موافقة خطية مسبقة من الناشر .. ) فإن أخطأت فأرجوا المعذرة
(انتسب للأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رضي الله عنهم طوائف وأناس، منهم من وافقهم في الاعتقاد مع متابعتهم في الفروع، ومنهم من تابعهم في الفروع دون الاعتقاد، والرزية كلّ الرزيّة أن كل من تلبس بشيء من العقائد المخافة لما عليه الأئمة فقد ينسب إليهم تلك العقائد الفاسدة وهم برآء منها، فقد نسب طوائف من أتباه أبي حنيفة من المعتزلة إليه بعض من عقائدها وكذا الإمام مالك والشافعي وأحمد رضي الله عنهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فما من إمام إلاّ وقد انتسب إليه أقوام وهو منهم بريء، فقد انتسب إلى مالك أناس ومالك بريء منهم، وانتسب إلى الشافعي أناس وهو بريء منهم) (1).
وقال كذلك: (وكذلك أهل المذاهب الأربعة وغيرها ولاسيما من قد تلبس ببعض المقالات الأصولية وخلط هذا بهذا، فالحنبلي والشافعي والمالكي يخلط بمذهب مالك والشافعي وأحمد شيئا من أصول الأشعرية والسالمية وغير ذلك.
ويضيفه إلى مذهب مالك والشافعي وأحمد، وكذلك الحنفي يخلط بمذهب أبي حنيفة شيئا من أصول المعتزلة والكرامية والكلاّبية ويضيفه إلى مذهب أبي حنيفة) (2).
وقال ابن أبي العز: (ولا يلتفت إلى من أنكر ذلك -يعني علو الله تعالى على خلقه واستوائه على عرشه- ممن ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة، وقد انتسب إليه طوائف المعتزلة وغيرهم مخالفون له في كثير من اعتقاده، وقد ينتسب إلى مالك والشافعي وأحمد رضي الله عنهم من يخالفهم في بعض اعتقاداتهم، وقصة يوسف في استتابة بشر المريسي لمّا أنكر أن يكون الله عز وجل فوق العرش مشهورة) (3).
وقال أبو مظفر الإسفرايني الشافعي: (وقد نبغ من أحداث أهل الرأي من تلبّس بشيء من مقالات القدرية والروافض مقلدا فيها، وإذا خاف سيوف أهل السنة نسب ماهو فيه من عقائده الخبيثة إلى أبي حنيفة تسترا به، فلا يغرنك ما ادعو من نسبتها إليه فإن أبا حنيفة بريء منهم ومما نسبوه إليه) (4).
وقال الشهرستاني: (ومن العجائب أن غسان كان يحكي عن أبي حنيفة رحمه الله مثل مذهبه في الإيمان وبعده من المرجئة ولعله كذب كذلك عليه) (5).
وبعد هذا العرض نصل إلى نتيجة واقعية وهي أن كثيرا من الفرق المخالفة لعقائد الأئمة الأربعة ينسب عقائدهم الباطلة إلى الأئمة الأربعة تلبسا بهم خوفا من سيوف أهل السنة إما جهلا بعقيدة الأئمة الأربعة وإمّا هوى.
وفي حق أمثال هؤلاء ممن يقلد الأئمة في الفروع ويخافهم في الإعتقاد وفي الرد عليهم: ألف أحد علماء الشافعية الكبار كتابا سماه: (الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاما لذوي البدع والفضول). ألا وهو الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الكريم الكرجي، ذكر في كتابه هذا كلام الشافعي ومالك والثوري وأحمد ابن حنبل والبخاري وسفيان بن عيينة وعبد
الله بن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد وإسحاق بن راهوية، ذكر كلامهم في أصول السنة وما يعرف به اعتقادهم، وذكر في تراجمهم ما فيه تنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الإسلام ...
إلى أن قال: (ووجه ثالث لابد من أن نبين فيه فنقول: (إن في النقل عن هؤلاء الأئمة إلزاما للحجة على كل من ينتحل مذهب إمام يخالفه في العقيدة، فإن أحدهما لا محالة يضلل صاحبه أو يبدعه أو يكفره، فانتحال مذهبه مع مخالفته له في العقيدة مستنكر -والله- شرعا وطبعا، فمن قال: أنا شافعي الشرع أشعري الإعتقاد قلنا له: هذا من الأضداد، بل من الإرتداد،إذ لم يكن الشافعي أشعري الإعتقاد، ومن قال أنا حنبلي الفروع معتزلي الاصول قلنا: قد ضللت إذا عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والإجتهاد .... ) (5).
وقال: (وقد افتتن، أيضا خلق من المالكية بمذاهب الاشعرية وهذه والله سبّة وعار وفلتة تعود بالوبال والنكال وسوء الدار على منتحلي مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والوصفية وتكفيرهم اللفظية) (6).
.............................. .............................. .........
(1) - مجموع الفتاوى (3/ 185) والعقود الدرية 157
(2) - منهاج السنة (5/ 261)
(3) - شرح العقيدة الطحاوية ص 102 ط دار البيان
(4) - التبصير في الدين ص 114
(5) - الملل والنحل (1/ 141)
(6) - هذا الكتاب مفقود وقد لخصه شيخ الإسلام في درء تعارض النقل والعقل وكذلك في مجموع الفتاوي (4/ 175)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:21]ـ
.............................. ............
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:29]ـ
جزاك الله خيرا أخي الودود " العاصمي " على الإفادة ..
أما فيما يخص عملك، فبعض أهل العلم لا يرى حرج في نقل أو نشر أو تصوير أو طبع كتاب إذا كان للإنتفاع الشخصي أو التوزيع الخيري، وما شابه ذلك .. والله أعلم.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:42]ـ
نشكرك على هذه الفائدة القيمة أخي الكريم.
جعله الله في ميزان حسناتك يوم العرض عليه.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 08:40]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم(/)
حمل محاضرة الشيخ عبدالعزيز الطريفي "الليبرالية الفكر والمعتقد "
ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 10:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجدون المحاضرة على هذا الرابط وكذالك بعض المحاضرات غير الموجودة على البث الإسلامي
http://galhamra.com/catsmktba-691.html
جزى الله الإخوة القائمين على جامع الحمراء الشرقية(/)
الفرق بين الطفل النسي والطفل الشيعى
ـ[الرنتيسي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 10:34]ـ
http://gfx2.hotmail.com/mail/w4/pr01/ltr/i_attach.gif1 attachment الفرق بين ... wmv (java******:;) (1852.8 KB)(/)
حكم مقترف الذنوب
ـ[الرنتيسي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 10:46]ـ
حكم مقترف الذنوب وموقف الفرق منه (المعتزلة والخوارج والمرجئة)
المبحث الأول
المقدمة
المطلب الأول: الإيمان لغة وشرعا من منظور أهل السنة والجماعة.
المطلب الثالث: تقسيم الذنوب عند أهل السنة والجماعة إلى الكبائر والصغائر.
المطلب الثالث: حكم مقترف الذنوب عند أهل السنة والجماعة.
المبحث الثانى
لمطلب الالثاني: المعتزلة لغة وشرعا.
المطلب الثاني: تعريف الإيمان عند المعتزلة.
المطلب الرابع: موقف المعتزلة من مقتر ف الذنوب
المطلب الرابع: المناقشة.
المبحث الثالث
المطلب الأول: الخوارج لغة وشرعا.
المطلب الثالث: تعريف الإيمان عند الخوارج.
المطلب الثالث: موقف الخوارج من مقترف الذنوب.
المطلب الأول: المناقشة.
المبحث الرابع
المطلب الأول: المرجئة لغة وشرعا.
المطلب الثالث: تعريف الإيمان عند المرجئة.
المطلب الثالث: موقف المرجئة من مقترف الذنوب.
المطلب الرابع: المناقشة.
الخاتمة: تشتمل على أهم النتائج التي توصل إليها الباحث
بسم الله الرحمن الرحيم
المبحث الأول
الايمان و تقسيم الذنوب و حكم مقترف الذنوب من منظور اهل السنةوالجماعة
المقدمة
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أما بعد:
فإن مباحث العقيدة من أهم ما يعتني به المؤمن دراسة وتفهماً، علماً وعملاً؛ لأن العقيدة أهم المهمات وهي أساس الديانة، وقاعدة الملة المتينة، لذا اهتمت بها كتب الله المنزلة، ورسله المرسلة إلى عباده. وعلى العقيدة شُيدت مباني الشريعة، وقامت سوق الجنة والنار.
فإن قضية الإيمان من أكبر القضايا وأعظمها بل هي أعظمها إذ عليها مدار السعادة والشقاء، فمن هدي إليها، وشرح صدره بها، ورزق فهمها والعمل بها فقد سعد في الدنيا والآخرة، ومن حرمها حرم الخير كله؛ فإنه يتمتع في هذه الحياة قليلاً ثم مصيره إلى عذاب الله الذي لا ينقطع.
هذا وإن من جليل مباحث العقيدة المحتفى بها عند أهل السنة والجماعة- السالكين جادة منهج السلف الصالح من لدن النبي صلى الله عليه وسلم فأصحابه الكرام رضي الله عنهم، فتابعيهم، ثم من تبعهم بإحسان وعلم وهدى – مباحثُ الإيمان، المناطة بأحكام أهله دنيا وأخرى، والمُعبَّر عنها عند العلماء بمسائل الأسماء والأحكام.
ولما رأيت توافر الدواعي – في زمننا- إلى توضيح هذا الموضوع وتجلية مذهب السلف الصالح: أهل السنة فيه، رأيت ان اكتب هذا البحث فى حكم مقترف الذنوب و موقف الفرق منه (المعتزلة والخوارج والمرجئة وبيان موقف اهل السنة والجماعة من هذا الموضوع)
موصياً ومؤكداً في الوصية بلزوم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتفقه بفقه السلف الصالح، ورد الإشكال إلى أهل العلم المعتبرين ليجلوه ويوضِّحوه ويبينوه كما في آية الأنبياء:} فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {[الأنبياء:7].
ومحذراً شباب السنة وفتية الإسلام من ضد ذلك، من سلوك بنيات الطريق، ومزالق الفتن، ومسالك التعالم والتجهيل، والانطراح بين يدي الله والإلحاح عليه في الحذر من ذلك كله، والثبات على دينه، والاعتصام بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وصالح سلف المؤمنين، وفقنا الله لذلك آمين.
المطلب الأول: الإيمان لغة وشرعا من منظور اهل السنة والجماعة.
أهل السنة والجماعة:
ويطلق على أتباع مذهب السلف الصالح في الاعتقاد، أهل السنة والجماعة، وقد وردت أحاديث كثيرة تأمر بلزوم الجماعة وتنهي عن الفرقة والخروج) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)1( ، وقد اختلف العلماء في المقصود بالجماعة على عدة أقوال، أحدها:أنها السواد الأعظم من أهل الإسلام، الثاني:أنهم الأئمة المجتهدون، الثالث: أنهم الصحابة رضي الله عنهم، الرابع: هم جماعة المسلمين إذا أجمعوا على أمر، الخامس: جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير، وحاصل هذه الأقوال، يرجع إلى معنيين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أن الجماعة هم الذين اجتمعوا على أمير على مقتضى الشرع، فيجب لزوم هذه الجماعة، ويحرم الخروج عليها وعلى أميرها.
الثاني: أن الجماعة ما عليه أهل السنة من الاتباع، وترك الابتداع، وهو المذهب الحق الواجب اتباعه والسير على منهاجه، وهذا معنى تفسير الجماعة بالصحابة، أو أهل العلم والحديث، أو الإجماع، أو السواد الأعظم ... ).) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)2( ، يقول أبو بعدهم)،ويقول شيخ الإسلام (وسموا أهل الجماعة، لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسماً لنفس القوم المجتمعين، ((والإجماع)) هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين، وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين .. )) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)3( ، ومصطلح ((أهل السنة والجماعة)) يؤدى نفس المعنى الذي يؤديه مصطلح ((أهل السنة)) فعامة استعمالات الأئمة له، مقابل أهل البدع والأهواء) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)4( .
أولاً: معنى الإيمان لغة:
الإيمان لغة: الإيمان له في لغة العرب استعمالان:
1 - فتارة يتعدى بنفسه فيكون معناه التأمين أي إعطاء الأمان، وآمنته ضد أخفته، وفي الكتاب العزيز} الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ {[قريش:4].
فالأمن ضد الخوف وفي الحديث الشريف: " النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم، أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى الأمة ماتوعد) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)1( "
قال ابن الأثير) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) 2( الأمنة في هذا الحديث جمع أمين، وهو الحافظ) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)3( وقوله عز وجل:} وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا {[البقرة:125].
قال أبو إسحاق: أراد ذا أمن فهو آمن وأمن وأمين وفي الكتاب العزيز:} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ {[التين:3].الآمن يعني مكة
وقوله - عز وجل -} إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ {[الدخان:51].
أي قد أمنوا فيه الغير واستأمن إليه: دخل في أمانة، وقد أمنه وآمنه وقرئ في سورة براءة:} إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ {[التوبة:12].
أي أنهم إن أجاروا وأمنوا المسلمين لم يفوا وغدروا، والإيمان هاهنا الإجارة
والأمنة والأمانة نقيض الخيانة) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)1(
وفي الحديث: " المؤذن مؤتمن) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)2(
مؤتمن القوم: الذي يثقون فيه ويتخذونه أميناً حافظاً، تقول: اؤتمن الرجل فهو مؤتمن، يعني أن المؤذن أمين الناس على صلاتهم وصيامهم
والمؤمن من أسماء الله تعالى. قيل: في صفة الله الذي أمن الخلق من ظلمه وقيل: المؤمن الذي آمن أولياءه عذابه وقيل: المؤمن الذي يصدق عباده ما وعدهم قال ابن الأثير: (في أسماء الله تعالى المؤمن وهو الذي يصدق عباده وعده فهو من الإيمان التصديق، أو يؤمنهم في القيامة عذابه، فهو من الأمان ضد الخوف)
2 - وتارة يتعدى بالباء أو الكلام فيكون معناه التصديق.
وفى التنزيل:} وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِين {َ [يوسف:17].أي بمصدق، آمنت بكذا، أي صدقت. والمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر.
قال ابن جرير: ومعنى الإيمان عند العرب التصديق، فيدعى المصدق بالشيء قولا مؤمنا به، ويدعى المصدق قوله بفعله مؤمنا
ومن ذلك قول الله جل ثناؤه} وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِين {َ [يوسف:17] يعني: وما أنت بمصدق لنا في قولنا) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)3(.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأصل في الإيمان الدخول في صدق الأمانة التي ائتمنه الله عليها، فإذا اعتقد التصديق بقلبه كما صدق بلسانه فقد أدى الأمانة، وهو مؤمن، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤد للأمانة التي ائتمنه الله عليها، وهو منافق.
قال الزجاج) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)1(.: أما قوله عزوجل:} إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا {[الاحزاب:72].
.والذي عندي فيه أن الأمانة ههنا النية التي يعتقدها الإنسان فيما يظهره باللسان من الإيمان، ويؤديه من جميع الفرائض في الظاهر، لأن الله - عز وجل - ائتمنه عليها ولم يظهر عليها أحداً من خلقه، فمن أضمر التوحيد والتصديق مثل ما أظهر فقد أدى الأمانة، ومن أضمر التكذيب، وهو مصدق باللسان في الظاهر فقد حمل الأمانة ولم يؤدها) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)2(
وقوله عز وجل:} ْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ {[التوبة:61].
وقال ثعلب: يصدق الله ويصدق المؤمنين. ومنه قوله عز وجل:} قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ َ {[البقرة:136].
،} أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {[البقرة:75].
، ويفهم من الكلام السابق، أن التصديق كما يكون بالقلب واللسان يكون بالجوارح أيضاً، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم: ((والفرج يصدق ذلك أو يكذبه))) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)3(
ثانيا: الإيمان اصطلاحا:
قول عامة أهل السنة وأهل الحديث:
أن الإيمان إقرار باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان يزيد بطاعة الرحمن، وينقص بطاعة الشيطان.
وأقوال السلف الصالح في هذه المسألة متفقة على أن الإيمان قول وعمل، وسنذكر بعض أقوالهم على النحو التالى: _ يقول الإمام أحمد بن حنبل) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)1( رحمه الله " الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص
وعقد الإمام الآجري) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)2( :
رحمه الله باباً في كتابه " الشريعة " قائلاً: _ باب القول بأن الإيمان تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، ولا يكون مؤمناً إلا أن يجتمع فيه هذه الخصال الثلاث") ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)3( .
وقال الإمام البغوي: (اتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان .. وقالوا: إن الإيمان قول وعمل وعقيدة)) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)4(.
( قال الإمام الشافعي في ((كتاب الأم)) .. وكان الإجماع من الصحابة، والتابعين من بعدهم ممن أدركنا: أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزيء واحد من الثلاثة عن الآخر)) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)5(.
و نختم هذه النقول بنص نفيس لابن القيم _ رحمه الله _ حيث يقول:
" كل مسألة علمية فإنه يتبعها إيمان القلب وتصديقه وحبه، وذلك عمل بل هو أصل العمل، وهذا مما غفل عنه كثير من المتكلمين في مسائل الإيمان، حيث ظنوا أنه مجرد التصديق دون الأعمال، وهذا من أقبح الغلط وأعظمه، فإن كثيراً من الكفار كانوا جازمين بصدق النبي صلى الله عليه وسلم، غير شاكين فيه، غير أنه لم يقترن بذلك التصديق عمل القلب من حب ما جاء به والرضا وإرادته، والموالاة والمعاداة عليه، فلا تهمل هذا الموضوع فإنه مهم جداً، به تعرف حقيقة الإيمان) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)6(.
من خلال ما سبق إيراده من نصوص، ندرك الأمور التالية:
1_ عظم شأن أعمال القلوب، وأنها روح العبودية ولبها، ومن ثم كانت واجبة على جميع المكلفين، وفي كل وقت.
2_ أن الإيمان المتعلق بالقلب قائم على أصلين: التصديق بالحق واعتقاده، ومحبة هذا
الحق وإرادته، فالأول أصل القول، والثاني أصل العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
3_ أن التصديق _ بحد ذاته _ لا يعد إيماناً شرعياً، بل لابد من الانقياد والخضوع لشريعة الله، وإلا فمن المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن الكثير من أهل الكتاب والمشركين قديماً وحديثاً يعرفون أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، وأنه صادق، ومع ذلك فهم كفار؛ لأنهم لم يعملوا بما يوجبه هذا التصديق من الحب والتعظيم والانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: عناصر الإيمان عند السلف
من التعريفات السابقة يتبين أن الإيمان عند السلف مكون من أربع عناصر:
العنصر الأول: تصديق القلب الجازم بكل ما جاء به النبي r من عند الله جملة وتفصيلاعلى الغيب ما عرفناه وما لم نعرفه.
العنصر الثاني:النطق بالشهادتين لمن صدق بقلبه
العنصر الثالث: العمل بالقلب مثل الخوف من الله والرجاء والمحبة بدرجاتها والتعظيم والتوكل والنية والإخلاص وغير ذلك مما يقوم به القلب من أعمال منها الواجب ومنها المستحب.
العنصر الرابع: العمل الظاهر مثل الصلاة والصيام والحج والزكاة والذكر والجهاد وغير ذلك من أعمال الظاهر) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)1( .
المطلب الثانى: تقسيم الذنوب عند أهل السنة والجماعة إلى الكبائر والصغائر
المعاصي والذنوب التي هي دون الكفر أو الشرك عند أهل السنة والجماعة تنقسم إلى قسمين: كبائر، وصغائر.
اولا:المعاصي تنقسم إلى كبائر وصغائر
ذهب جمهور أهل السنة إلى انقسام الذنوب إلى صغائر وكبائر، وحكى الإمام ابن القيم الإجماع على ذلك حيث قال: (والذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر بنص القرآن والسنة) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21)1( وإجماع السلف وبالاعتبار).
واستدلوا لذلك بعدة أدلة منها:
قوله تعالى:} إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا {[النساء:31].
قال القرطبي (لما نهى تعالى في هذه السورة عن آثام هي كبائر وعد على اجتنابها التخفيف من الصغائر، دل هذا على أن في الذنوب كبائر وصغائر وعلى هذا جماعة أهل التأويل وجماعة الفقهاء) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22)2( .
وقال الإمام الشوكاني: ((أي إن تجتبوا كبائر الذنوب التي نهاكم الله عنها نكفر عنكم سيئاتكم) أي ذنوبكم التي هي صغائر، وحمل السيئات على الصغائر هنا متعين لذكر الكبائر قبلها وجعل اجتنابها شرطاً لتكفير السيئات)) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23)3( .
قوله عز وجل:} الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ {[النجم:32].،هذه الآية صريحة الدلالة في تقسيم الذنوب إلى كبائر وصغائر على خلاف بين العلماء في المقصود باللمم.
فقد اختلف السلف في معين ((اللمم)) على قولين مشهورين، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (فأما اللمم فقد روي عن جماعة من السلف: أنه الإلمام بالذنب مرة، ثم لا يعود إليه، وإن كان كبيراً: قال البغوي: هذا قول أبي هريرة ومجاهد والحسن ورواية عطاء عن ابن عباس .. والجمهور على أن اللمم مادون الكبائر، وهو أصح الروايتين عن ابن عباس، كما في صحيح البخاري من حديث طاووس عنه قال: (ما رأيت أشبه باللمم مما قاله أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) إلي أن قال رحمه الله: والصحيح: قول الجمهور: أن اللمم صغائر الذنوب، كالنظرة، والغمزة، والقبلة، ونحو ذلك. هذا قول جمهور الصحابة ومن بعدهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
إما أنه يتناول هذا وهذا ويكون على وجهين، كما قال الكلبي، أو أن أباهريرة وابن عباس ألحقا من ارتكب الكبيرة مرة واحدة – ولم يصر عليها، بل حصلت منه فلته في عمره – باللمم، ورأيا أنها إنما تتغلظ وتكبر وتعظم في حق من تكررت منه مراراً عديدة، وهذا من فقه الصحابة – رضى الله عنهم – وغور علومهم، ولا ريب أن الله يسامح عبده المرة والمرتين والثلاث، وإنما يخاف العنت على من اتخذ الذنوب عادته، وتكرر منه مراراً عديدة) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24)1( وذكر شيخ الإسلام ابن تيميه الآيات الدالة على انقسام الذنوب) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25)2( ومنها قوله تعالى:} اوَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ {[الشورى:37].
وقوله عز وجل:} وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا {[الكهف:49].
وقوله تعالى:} وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ {[القمر:53].
قوله صلى الله عليه وسلم ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر))) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26)1( .
قال النووي: ( .. وتنقسم (أي المعاصي) باعتبار ذلك إلى ما تكفره الصلوات الخمس أو صوم رمضان أو الحج أو العمرة أو الوضوء أو صوم عرفة أو صوم عاشوراء أو فعل الحسنة أو غير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة، وإلى مالا يكفره ذلك كما ثبت في الصحيح " ما لم يغش كبيرة" فسمى الشرع ما تكفره الصلاة ونحوها صغائر ومالا تكفره كبائر)) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27)2( ومثله قوله – صلى الله عليه وسلم:- (ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله)) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28)3( .
اولا:الكبيرة لغة واصطلاحا:
الكبيرة لغة: قال فى اللسان) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29)4( ، الكبر:الاثم الكبير و ما وعد الله عليه من النار، و الكبرة والكبر، التانيث للمبالغة / و فى التنيل العزيز:} اوَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ {[الشورى:37].
,و فى الاحاديث ذكر الكبائر مع غير موضع، و واحدتها كبيرة، و هى الفعلة القبيحة من الذنوب المنهى عنها شرعا، العظيم امرها.
الكبيرة اصطلاحا: فقد اختلف فى ضابطها على اقوال عدة) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30)1(:
فقيل: كل شيء نهى الله عنه فهو كبيرة.
وقيل: انها ما يترتب عليها حد، او توعد عليها بالنار او اللعنة او الغضب.
وقيل: هى ما اتفقت الشرائع على تحريمه.
وقيل: كل معصية يقدم المرء عليها من غير استشعار خوف او ندم فهى كبيرة الى غير ذلك من الاقوال.
قال ابن القيم: (واما الكبائر فاختلف السلف فيها اختلافا لا يرجع الى تباين وتضاد، واقوالهم متقاربة) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31)2(.
والراجح:
ومن أشهر التعريفات ما نقل عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وغيرهم: أن الكبائر كل ذنب ختمه الله تعالى بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب. وقال ابن الصلاح: (لها أمارات منها: إيجاب الحد، ومنها الإيعاد عليها بالعذاب بالنار ونحوها في الكتاب أو السنة، ومنها وصف فاعلها بالفسق نصا ومنها اللعن)) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32)3(
وقال الماوردي من الشافعية: (الكبيرة ما وجبت فيه الحدود أو توجه إليها الوعيد). وورد مثل ذلك عن الإمام أحمد فيما نقله القاضي أبو يعلي ورجحه القرطبي) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33)4(
. وابن تيمية والذهبي) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn34)1( وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل هذا التعريف أشمل التعاريف وأقربها للصواب لعدة اعتبارات ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية من أهمها:
1 - أنه يشمل كل ما ثبت في النصوص أنه كبيرة كالشرك، والقتل، والزنا، والسحر، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، وغير ذلك من الكبائر التي فيها عقوبات مقدرة، ويشمل أيضاً ما ورد فيه الوعيد كالفرار من الزحف وأكل مال اليتيم وأكل الربا وعقوق الوالدين واليمين الغموس وشهادة الزور، ويشمل كل ذنب توعد صاحبه بأنه لا يدخل الجنة، وما قيل فيه من فعله فليس منا، وما ورد من نفي الإيمان عن من ارتكبه كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن .. الخ))) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn35)2(.
2- فكل من نفي الله عنه الإيمان والجنة أو كونه من المؤمنين فهو من أهل الكبائر، لأن هذا النفي لا يكون لترك متسحب، ولا لفعل صغيرة، بل لفعل كبيرة.
3 - أنه مأثور عن السلف من الصحابة والتابعين بخلاف غيره.
4 - أن هذا الضابط يمكن الفرق به بين الصغائر والكبائر بخلاف غيره.
الصغيرة: هي كل معصية لا يترتب عليها حد في الدنيا، ولا وعيد في الآخرة) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn36)3(.
) (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)1( وجوب لزوم الجماعة وذم التفرق جمال بن أحمد بادي، ص 117
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)2( موقف ابن تيمية من الأشاعرة،عبدالرحمن المحمود 1/ 17
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)3( مجموع الفتاوي 3/ 175
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)4( انظر: مقالات الإسلاميين، الاشعرى 1/ 223،الفصل فى الاهواء والملل والنحلل،لابن حزم/108
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)1( رواه مسلم في " فضائل الصحابة " باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم - أمان لأصحابه ... " رقم
2531
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6))2( ابن الأثير: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد الشيباني الجزري، ولد سنة 544 ه في جزيرة ابن عمر - بلدة فوق الموصل - وقد جمع بين علم العربية والقرآن والحديث والفقه، وصنف تصانيف مفيدة من أشهرها " جامع الأصول " " والنهاية في غريب الحديث" توفى في الموصل سنة 606 ه- انظر مقدمة جامع الأصول للشيخ عبد القادر الأرناؤط.
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)3( النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الاثير 1/ 69 - 71
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8)1( نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط لتكفير عند السلف إعداد د. محمد بن عبد الله بن علي الوهيبي ص18
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9)2( والإمام أحمد في المسند 2/ 377، 378، 419، 514 وغيرهم، صححه الإمام الشوكاني في نيل الأوطار 1/ 334
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10)3( تفسير الطبري (1/ 100)، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة الدينوري (ص481)
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11)1( الزجاج: هو إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج: عالم بالنحو واللغة ولد ببغداد سنة 241ه-، له كتب كثيرة ((معاني القرآن))، ((وإعراب القرآن)) في ثلاثة أجزاء، توفي ببغداد سنة 311 ه-، تاريخ بغداد 6/ 89، وفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 11
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12)2( لسان العرب لابن منظور 13/ 24 ..
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13)3( رواه البخاري: كتاب الاستئذان ((باب زنا الجوارح دون الفرج)) رقم 6343. ومسلم: كتاب القدر ((باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا)) رقم 2657 ..
(يُتْبَعُ)
(/)
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14)1( هو الإمام حقاً، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، ولد سنة 164 ه، كان آية في العلم والحفظ والعبادة، نصر السنة ورد على المبتدعة وصبر في المحنة، وله عدة مصنفات، توفي سنة 241 ه، وصلى عليه مئات الألوف.
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15)2( هو أبو بكر محمد بن الحسين البغدادي، الإمام، المحدث، القدوة، كان صدوقاً عابداً، صاحب سنة، له مؤلفات، توفي بمكة سنة 360 ه. انظر: تاريخ بغداد للبغ 2/ 243، وسير أعلام النبلاء للذهبي 16/ 133.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16))3( الشريعة للإمام الآجرى ص 119
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17)4 ( شرح السنة للبغوى 1/ 38، 39.
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18)5( شرح أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي 5/ 886
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19)6 ( مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم الجوزية 2/ 420.
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20)1( منهج العلامة الألباني في عقيدة الإيمان والكفر و الرد على أبي رحيم , سيف النصر علي عيسى ص16
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21)1( مدارج السالكين: ابن القيم 1/ 342
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22)2( تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن 5/ 158) ..
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23)3( فتح القديرللشوكانى 1/ 457، 458.
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24)1( مدارج السالكين: ابن القيم 1/ 343 – 345 وانظر تفسير ابن كثير 4/ 255، 256).
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25)2( مجموغ الفتاوى: ابن تيمية 11/ 659
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref26)1( رواه مسلم كتاب الطهارة "باب فضل الوضوء ... " من حديث أبي هريرة 3/ 117،118، وفي رواية "مالم تغش الكبائر ".
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref27)2( شرح النووى على مسلم 2/ 85
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref28)3( رواه مسلم من حديث عثمان رضي الله عنه 3/ 112، كتاب الطهارة، "باب فضل الوضوء .. " رواه مسلم من حديث عثمان رضي الله عنه 3/ 112، كتاب الطهارة، "باب فضل الوضوء .. "
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref29)4( لسان العرب ابن منظور:/مادة كبر 5/ 129
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref30)1( مجموع الفتاوى: ابن تيمية 11/ 650، انظرعقيدة الشاطبى و موقفه من البدع كعبدالرحمن على ص258
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref31)2( مدارج السالكين 1/ 347
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref32)3( مسلم بشرح النووي 2/ 85
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref33)4( فتح البارى 10/ 411
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref34)1( انظر كتاب الكبائر للذهبي ص36، نواقض الإيمان الاعتقاديةوضوابط لتكفير عند السلف: محمد بن عبد الله بن علي الوهيبي: ص71
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref35)2( انظر مجموع الفتاوى 11/ 651 - 655، مدارج السالكين 1/ 321 - 327، و شرح مسلم للنووى 2/ 85 - 87، و شرح الطحاوية ص417.و فتح البارى 10/ 410، 95،الايمان ابن منده ص509، شرح الطحاوية:لسفر الحوالى كص93 - 95.
) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref36)3( شرح الطحاوية:لسفر الحوالى:ص93 - 95(/)
** أقصر مناظرة مفحمة بين عالم سني ورافضي **
ـ[عيون الأثر]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 10:48]ـ
الحمد لله العظيم المتعال ..
المتفرد بصفات الجلال ..
المتوحد بخصال الجمال ..
والصلاة والسلاة على النبي والال ..
أما بعد ,,
قال ابويعلى في طبقات الحنابلة (2/ 162) (ولقد وجدت عنه (أي غلام الخلال):
أن رافضيا سأله عن قوله تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به) من هو؟
فقال له: أبوبكر الصديق .. فرد عليه .. وقال: بل هو علي بن أبي طالب ..
فهم به الأصحاب ..
فقال: دعوه .. ثم قال: اقرأ ما بعدها (لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ,
ليكفر عنهم اسوأ الذي عملوا) وهذا يقتضي أن يكون المصدق ممن له اساءة سبقت
وعلى قولك أيها السائل: لم يكن لعلي اساءة .. فقطعه)
قال أبويعلى: وهذا استنباط حسن لا يعقله الا العلماء فدل على علمه وحلمه وحسن
خلقهفانه لم يقابله على جفائه بجفاء وعدل الى العلم .. ا. هـ
قلت: وهكذا لا يأتي أحد ببدعة من كتاب أو سنة الا وكان فيها مابه افحام حجته
وقطع شبهته .. علم ذلك من علم وجهله من جهل ..
ولا يتأتى ذلك الا بالنظر والتدبر في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 09:28]ـ
ما أشد حمق الرافضة السبئية أتباع ابن سبأ اليهودي يأتون لمدح علي فيذمونه من حيث لا يشعرون ولا يعلمون فصدق فيهم قول الامام الشعبي وكان عالما بحالهم:"لو كانوا من البهائم لكانوا حمرا ولو كانوا من الطير لكانوا رخما"كما ذكر ذلك عنه شيخ الاسلام ابن تيمية وهذا لشدة حمقهم وغباوتهم, وقد ذكرتني هذه الحكاية بروايتهم الأفاكة التي يتناقلونها" أن عليا كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد على مرأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم" كما روى ذلك المجلسي في بحار الانوار عليه من الله ما يستحق فهذه الرواية -لعن الله واضعها- المقصود منها واضح وهو الطعن في عرض ام المؤمنين عائشة والقدح في شرفها واتهامها بفعل فاحشة الزنا لكن ما درى هذا الافاك الاثيم بل الشيطان الرجيم ومن روج لهذه الفرية العظيمة أنها تتضمن دواهيا:
1 - القدح في شرف المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وطهارة عرضه فهو-حسب هذه الفرية- راض بفعل الفاحشة ساكت عن انكار المنكر، واعتقاد هذا معناه الطعن في أصل النبوة والطعن في عصمة الانبياء.
2 - القدح في علي بفعل الفاحشة وهو حسب اعتقادهم الوصي والامام الاول المعصوم فأين هي عصمته اذن؟ أليس هذا ابطالا لاصل اعتقادهم في الامامة والعصمة؟
فهم أرادوا الطعن في عائشة فطعنوا في النبي -صلى الله عليه وسلم- وطعنوا في امامهم المعصوم الاول فلله! ماأشد حمقهم وأسخف عقولهم!
ـ[مؤمن جبر]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 09:51]ـ
قبح الله الرافضة الخبثاء اصحاب دين الحقد والخرافة _ من تعبيرات شيخنا محمد اسماعيل _
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 11:36]ـ
ايها الاخوة ردوا عليهم دون ان تلوثوا المنتدى بقبيح كلامهم ودون ان تنشروا غسيلهم الوسخ وتؤذوا به قلوب المؤمنين
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 10:44]ـ
ما شاء الله رد مفحم وهي تشبه ردود الشيخ العرعور حفظه المولى واتمنى احد يتصدى لبيان منهج الشيخ عدنان في الرد على المخالفين وبيان الاسس العلمية التي ينطلق من خلالها وهي دراسة نافعة جدا تفيد لمن يتبنى الرد على منهج اهل البدع والضلال ولايخفى على المتابع للقناة - صفا -ان الشيخ يمتلك ادواة العلم - العلم والحكمة والصبر - والتي جعلت الكثير من المخالفين يهتدون الى الصواب وازاحت عنهم الشبه والشكوك فضلا عن تبصير اهل الحق بمنهج المخالفين واذا لم يقم احد بهذا العمل - رسالة او بحث عنوانه منهج الشيخ عدنان العرعور في الرد على الرافضة - فيمكنني ان شاء الله القيام به على اكمل وجه لكن اتمنى احد من اخوتنا الاجلاء المسارعة لاهميته وفائدته- لضيق وقتي - في هذه الظروف نسال الله التوفيق لنا ولكم.
ـ[خالد جمال]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 12:43]ـ
جزاك الله خيراً
لكن الطبقات لأبي الحسين محمد بن أبي يعلى(/)
هل كشر الليبراليون عن انيابهم؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 02:54]ـ
ظلت الليبرالية السعودية لسنوات طويلة وليس لها إلا “ناب” واحد أشبه ما يكون ب “ضرس العجوز” لا يدمي ولا يبرد قلوب الليبراليين السعوديين المتمردين على دينهم وثقافتهم يركضون خلف سراب الليبرالية البراغماتية والحرية الأمريكية الحمراء ولو تحققت سيطرة الكاوبوي لفعل بهم ما فعله بالعراقيين في “أبو غريب”!! ولكن شيئا فشيئا نمت الليبرالية كمثل نبات الصّبار وتفشت الهشاشة الفكرية بشكل غريب وظهرت الدونية الثقافية في أتعس صورها فجاءوا على صدر “ضب” واحد يبشرون بالتنوير الفرنسي خلف أسطورتهم المدعو شاكر نابلسي!! ولو تحقق لفرنسا شيء من السيطرة لفعلت بهم فرنسا النور ما فعلته بالقرية الجزائرية التي قصفتها بالمدافع فقتلت في ضحوية واحدة أربعين ألفاً من الموحدين برجالهم ونسائهم وأطفالهم وحيواناتهم وكل ما يتنفس فكان قدرا أن يموت أطفال الجزائر لتحيا فرنسا الحرية والأخوة والمساواة!! فهل ننتظر ليأتي “نور” باريس المزعوم ويطفئ نور الله في ارض الحرمين؟ (فشر) ولن يحدث هذا وفينا عرق ينبض!!
اليوم ومن على منابر أعلامنا الرسمي والشبه رسمي ظهر من خلف براطم الليبرالية السعودية أنياب صفراء وبرتقالية وموف!! واستمرت مسيرة النهش في الخطاب الديني والثقافة الإسلامية بشتى الطرق والأساليب منها شيء ابتكروه ليتناسب مع روح العصر وتطور التكنولوجيا ومنها شيء ابتدعوه من بنات أفكارهم العرايا في “مرقص” النخاسة الفكرية ومنها شيء استوردوه من أساليب أعداء الدين على مر التاريخ من بني قريظة وكفار قريش إلى الموساد والسي أي أيه وصحف الدنمرك!! ولأنه يجمع الليبراليين السعوديين “جامع” ليلي بالسفارات والاستخبارات والصحوات وحبائل الصفويين في العراق فقد اجمعوا على حرب الإسلام مهما كان الاسم الذي يختارونه سواء الوهابية أو السلفية أو مشايخ الصحوة أو الخطاب الديني، سمها ما شئت فقد عقدوا العزم على الحرب والكرة الجهنمية تتدحرج وكل يوم يأتي بالغث والغثيث!! وكان لبروز “دعم” غريب من قبل مجموعة من الواهمين المرتبكين المرتعشين الذين يسمون ب “الأحرار” (هههه) والمتحررات و”صوالين” الحرية ومراكز (الحر والحرير) وكل من تحرر من عقال الدين والوطنية والأخلاق و”مدير المكتب”!! فقد تواصل العض الليبرالي الخبيث ليصل إلى مستويات لم تكن تخطر على البال وسماء الصحف الرسمية ملبدة بالغيوم!!
الملاحظ أن الهجوم الليبرالي يركز على الطرف الثاني من العقد الفريد وأخذ شكل الغارات المتوالية على المؤسسات التي تمثل هذا الطرف مثل القضاء والإفتاء وهيئة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الأفكار العامة والخطاب الخاص لهذا الطرف ومن ذلك عرض بعض التهويلات والمقالات المنكرة ورسوم الكاريكاتير المسيئة لبعض الأفكار المتعلقة بالشريعة والخطاب الديني كالسخرية من الدعاء والتعريض بالرقية الشرعية وبالإمكان الرجوع إلى بعض مقالات “داشر العطايف” في الجريدة الرسمية التي تصدر من عاصمة بلاد الحرمين لقراءة المزيد من الغثاء والعدوانية تجاه الدين على وجه العموم والسلفية على وجه الخصوص!! وليس هذا الداشر هو الوحيد فكل صحيفة من صحف الوطن المظلوم فيها داشر وفاسق ورويبضة وهبلا .. !! الطرف الثاني ناله الكثير من الإسفاف ولكن هاهي السلسلة الجهنمية قد امتدت إلى أبعاد خطيرة ففي صبيحة تصريح الأمير سلمان بن عبد العزيز عن الوهابية حيث قال أنها امتداد للسلف الصالح قامت قناة الصهاينة العربية مع سبق الإصرار والترصد بإعادة حلقة قديمة جدا!! من برنامج اضاءات السخيف يتعرض فيها المدعو علي الرباعي للوهابية والخطاب الوهابي مباشرة وبدون مونتاج ولا قص ولا لزق، يا للعجب والله طالت وشمخت يا عيال أكشنها!!
(يُتْبَعُ)
(/)
اليوم يبدو انه اشتد عود الليبرالية السعودية (قصمه الله) فبدأت بالتحول إلى الطرف الأول من العقد الفريد، يا للهول!! قبل أيام تجردت بنات المدعو منصور بن فاطمة النقيدان الذي ينطبق عليه المثل الباكستاني الشهير “سعودي مخ ما فيه”!! فكتب في الجريدة الرسمية “الرياض” هذه العبارات المسكوبة باحترافية عالية يبدو أنها لن تأتي من خريج المتوسطة المتورط في تفجير محلات الفيديو!! كتب في مقال له عن التنوير ما يلي “ .. وظهر في هذه المرحلة أهم شخصية في عصر التنوير وهو جان جاك روسو الذي أراد تحقيق تنوير قائم على طبيعة الإنسان السعيدة والبريئة والقضاء على مجتمع المراتب والطبقات وربط تحقيق الحرية والمساواة بسيادة الشعب والديمقراطية القائمة على عقد اجتماعي مؤسس على إرادة مواطنين أحرار متساوين ومتصالحين ليست إرادة أكثرية بل جماعية. وجاءت الثورة الفرنسية ثمرة لجهود الفلاسفة والمفكرين” .. إلى أخر الغثاء!! الله يصبرنا، هذا مدح للتنوير العلماني ورسم تصويري لنتيجة (شغل) الفلاسفة الفرنسيين الذي أثمر في الأخير بتفاعل عوامل أخرى عن قيام الثورة الفرنسية!! حسنا ما ذا فعلت الثورة الفرنسية بالنظام الملكي؟
لقد قضت الثورة الفرنسية على النظام الملكي في فرنسا قضاء مبرما وعلقت رجال الملك وحاشيته على أعواد المشانق ونصبت المقصلة الرهيبة للرقاب الملكية بكافة أنواعها ذات الأوداج وذات الأخداج والدهن الرجراج!! عندما حانت ساعة النصر التنويري الفرنسي لم تفرق الثورة بين الملكيين واللاملكيين!! حتى أولئك الذين ابدوا تعاطفا مع الأفكار التنويرية (تنوير مين يا بولمبه!! الهدف كان السلطة ولا غير)!! المرحلة الأولى للثورة الفرنسية امتدت من عام 1789 إلى 1792م ونتجت عن قيام الملكية الدستورية وهذه شنشنة نعرفها من أخزم!! وتاريخ فرنسا يقول أن بداية الموت للملكية كان بابتداع مصطلح الملك الدستوري!! ولكن بعد برهة من الزمن الصعب والغيبوبة الملكية خلف سراب “الأحرار”!! تم إلغاء نظام الحكم الملكي الفرنسي بالكلية وأنُهى بحد المقصلة النظام القديم واسُتبدل بنظام “تنوير” فرنسي لا يعتبر دورا للدين ويعظم العقل ويلغي دور المؤسسات الدينية ويطلق الحرية الفردية السافرة إلى أخر الغثاء الليبرالي المنتن. ثم كانت المرحلة الثانية التي امتدت من 1792 إلى 1794م حيث ترسخ النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري وعلق الملك على المشنقة!!
وفي مقال أخر كتب هذا السعودي الأخرق يمتدح أيضا “التنوير الفرنسي” وقال “بدأت المعركة التنويرية الأولى ضدّ الفكر الكنسيّ الظلاميّ مع الرشديين اللاتين .. مثل إراسموس الذي ألّف كتابا بعنوان “مديح الحماقة” يسخر فيه من التديّن الزائف والأخرق، وترسّخت معركة التنوير مع عقلانية ديكارت التي فتحت الطريق واسعا أمام سبينوزا الذي دشّن حركة نقد النصوص المقدّسة بكتابه رسالة في السياسة واللاهوت، وجاءت الفلسفة الكانطية العظيمة مع الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت لتنصّب العقل حكما وحاكما وحيدا على نفسه وبالتالي بلوغ الإنسان مرحلة الرشد العقليّ الذي هو مضمون فكر التنوير بامتياز .. واستمرّت بعده لتتوّج –أخيرا- بمكسب فرض فصل الدين عن السياسة وتحوّل الدين (أيّ دين) إلى شأن روحيّ وأخلاقيّ فرديّ أو جماعيّ” إلى أخر الاراجوزه!! أحبابي القراء كل هذه السفسطات التنويرية الخبيثة تظهر اليوم على صفحات صحفنا الرسمية في مقالاتهم ورسوماتهم وأخبارهم المنتقاة (ولا سبب لهم الضنك إلا الهيئة جعلها الله شوكة في حلوقهم)!! وكذلك نراها في قنواتهم وبرامجهم الحوارية السخيفة. أنظر مثلا إلى الإطناب في مدح هؤلاء الفلاسفة والعقلانيين والمبالغة في مدح الحضارة الغربية عموما حتى إن كاتبهم الأبله الشهير قال ذات يوم “الحضارة الغربية هي الحضارة الوحيدة التي حررت الإنسان” (خلك في البلدية يا بليهي)!! وبعض كتاب الغفلة تلبس أسلوب جرير بن الخطفي في مدح انشتاين وفرويد وفاراداي وأديسون (هذا الذي أخترع اللمبة لا بارك الله فيه!!) وغيرهم من يهود وملاحدة، وأين في صحف بلاد الحرمين!! لقد اكتشفت أن المفكر السعودي (ابو لمبه) هو فعلا “هش” للغاية (هش أو آش ما تفرق) ولو قال له “مدير المكتب” أمدح الماركسية لكتب في كارل ماركس ما لم تسطره الخنساء في أخيها صخر بن الشريد!!
هل حركة التنوير الفرنسي تعيد صياغة نفسها بالغترة والعقال؟! في الثالثة كانت الطامة فقد كتب هذا (سعودي مخ ما فيه) يتحدث عن “مقاهي التنوير” حيث قال “كانت المقاهي من الوسائط الكثيرة التي أسهمت في رفع الوعي للمجتمعات الغربية وخصوصاً في باريس” ولاحظ التسلسل “ولكن المقاهي لم تكن إلا وسيلة واحدة من الوسائط التي أسهمت في تلك الحركة الكبرى من التنوير والوعي فقد تضافرت الصحف والنشرات والفنون والمسرح، والصوالين الأدبية التي كانت هي أيضاً مصدر إشعاع في أوروبا” (يقصد حتى جاءت الثورة الفرنسية المظفرة)!! ثم ختمها بـ “تبن تنويري” (أكرم الله القراء المسلمين فقط وليس الليبراليين) حيث كتب “في نهاية تسعينيات القرن الماضي كان مقهى كاليفورنيا الواقع في الرياض يشهد جلسات نقاش حول التنوير وأسباب التشدد الديني والطريقة التي يمكن أن تسهم في التخلص من الفهم الديني المسيطر وقتها (!!) لا يمكن لأحد .. أن ينكر التأثير الكبير الذي أحدثته تلك النقاشات على رواد ذلك المقهى من الأسماء التي أصبح معظمها اليوم معروفاً” (انتهى كلام سعودي مخ ما فيه)؟! هزلت ورب الكعبة أجل “سمرمد” مقهى كاليفورنيا يمسكون دفة التغيير والإصلاح والتنوير ومن ثم الثورة التنورية التي لا تبقى لا تذر (والله صرت “لمبة فيلبس” يا وطن)!!
مقال رائع للكاتب صنهات العتيبي ,لكن حبذا لو يترك إستعمال بعض العبارات التي فيها
" شبهة مخالفة شرعية " عند فضحه لهذه الشرذمة.
http://www.dr-alotaibi.net/(/)
التعليم المختلط ومعايير النهضة والتطور
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 09:56]ـ
وقع في الآونة الأخيرة جدلٌ فكري واسع حول الدعوة إلى التعليم المختلط، ومحاكاة المملكة للنموذج الغربي - أو بالأحرى للنموذج العالمي - في ذلك، فكلُّ دول العالم بها تعليم مختلط، فلماذا تظلُّ المملكة منفردة عن كلِّ الدنيا في أنظمتها، مخالفة لجميع لأهل الأرض في هديها؟
وقد أبدى فريقٌ من الناس تحفُّظهم على ذلك، وذكروا أضرارَ الاختلاط وما يعقبه من مفاسد وشرور، وأنه ليس من العقل أن نكوي أنفسنا بالنار لمجرد أن غيرنا فعل ذلك.
وأبدى غيرهم عدمَ تخوفهم من ذلك، وأن الجامعات والمدارس قاعات للدرس وحقول للبحث العلمي فحسب، وليست أماكن للنزهة والخلاعة، فلا وجه لكلِّ هذه الزوبعة، وأن مثل هذه المحاذير والمفاسد التي يذكرها المانعون لن تكون قاعات التعليم مكانًا مناسبًا لوقوعها.
وهناك فريق ثالث ممثل في العلمانيين والليبراليين - الذين اعتادوا الصيد في الماء العَكِر - اهتبلوا هذه القضية فرصة جاءتهم على طَبَقٍ من ذَهب، فشنعوا - كدأبهم - على أحكام شرعيَّة، كتحريم الاختلاط والتبرُّج وغيرها، ونصبوا بعض العلماء الفضلاء هدفًا لسهامهم، وتستَّروا بأنهم يريدون نهضة الوطن ونمو المجتمع، وأن حربهم مع مَن يحول دون ذلك.
وبرأيي أن ما ذكره المانعون من مفاسد الاختلاط في قاعات الدراسة ليس هو وحدَه مكمن الخطر ومصدر القلق، لكن الأمر الخطير جدًّا في رأيي: هو أن السماح بالتعليم المختلط في الجامعات أو غيرها يعطي رسالة غير مباشرةللعالم أجمع: أن التمدُّن والتحضُّر والرُّقي لا سبيل إليه إلا بتخلِّينا عن ديننا وقِيَمنا، وأن التمسُّك بأوامر الله - تعالى - يساوي التخلُّف والرجعيَّة، وأن تضييع أوامر الله - تعالى - يساوي الرُّقي والتطور والتمدُّن.
وهذه بَليَّة كبيرة كما أنها فِرْية عظيمة على شرع الله - تعالى - من جهة، وعلى الرقي والتمدُّن من جهة أخرى، وإن كان أقوام - أعمى الله قلوبهم وختم على أسماعهم - يدندنون بهذه الفِرْية ليلَ نهار؛ أعني: العلمانيين والليبراليين.
إن أعلى درجات الرُّقي والتمدُّن أن نتمسك بديننا وأخلاقنا وقِيَمنا، مع الأخذ بما أخذ به الناس من العلم المادي والتطور التِّقني.
فحاجة الإنسانيَّة اليوم لمن يصحح لها أخلاقها ويهذِّب لها تفكيرها، ويأخذ بيدها ليخرجها من ظلمات الإلحاد والشرك، والشقاء والصراع والتناحر، إلى نور الإسلام والتوحيد وجنة السعادة والطمأنينة والاستقرار - أعظم ألف مرة من حاجتها لمن يقدِّم لها مخترعًا جديدًا، أو اكتشافًا علميًّا في حَقل من حقول البحث العلمي.
إن التطور التِّقني الذي يسود العالم حاليًا لم يحلَّ مشاكل الإنسان على هذه الأرض، فَنِسَب الانتحار تزداد يومًا بعد يوم، والظلم والاستبداد لهو قائم أشدُّ مما كان، والعيادات النفسيَّة وتعاطي المهدِّئات - بل والمخدرات والكحوليات المسكرة - تملأ أرجاء الأرض المعمورة.
إذًا؛ فعلينا أن ندرك أن ما عندنا من دين الإسلام الحنيف وشرع العليم الحكيم الرحيم - ومنه: تحريم الاختلاط والتبرُّج - هو أثمن وأعظم وأنفع للبشريَّة مما يمكن أن نقدمه لها من تطور تكنولوجي أو تِقني، إن فُرِض أننا سبقنا العالم كله في ذلك، وصار العالم عالة على ما عندنا من تقدُّمٍ وتكنولوجيا.
لماذا لا نسأل أنفسنا عن الشيء الذي يمكننا أن نسابق به الغرب المتطور والمتقدِّم تكنولوجيًّا وتِقنيًّا؟ هل يمكن أن يكون هذا الشيء في الجانب التِّقني والتكنولوجي؟ وإذا كان، فما عندنا الآن؟ هل هو شيء مساوٍ لما عند الغرب أو أفضل منه أو دونه؟
إننا عندما نضع أنفسنا في مقارنة أو منافسة تِقْنيَّة أو ماديَّة مع الغرب، فإن الكِفَّة ستميل إلى جانب الغرب مائة في المائة، ولا ريب أن معركتنا معه - لو حصرناها في هذا الجانب وحدَه - ستكون خاسرة، فالغرب قد قطع شوطًا كبيرًا حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، ولا بد أن أمامنا نفس هذه المسافة الزمنيَّة لنصل إلى ما وصل إليه، فضلاً عن أن نتفوَّق عليه، بينما لو تمسَّكنا بديننا وقِيَمنا وبدأنا المنافسة التِّقنية، فإن طريقة سير المعركة ستكون مختلفة؛ إذ هي محسومة لنا في الجانب العقدي والأخلاقي، فنكون متفوقين عليه في هذا الجانب دائمًا، إلى أن نصل إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
التفوق عليه في كلِّ الجوانب.
وليس يعني ذلك أن مجرد تمسكنا بشرعنا وأوامر ربِّنا كفيل بإحداث نقلة حضاريَّة ماديَّة عندنا، كلا، بل لا بد من مراعاة السُّنَن الكونيَّة التي لا تحابي أحدًا، ولا بد من الأخذ بالأسباب المادية لهذا التطور؛ فإن العالم لن يسمع ويقبل من أمةٍ ضعيفة مغلوبة.
إن من المشاهد في العالم حولنا أنَّ كلَّ أمةٍ - بل وكل مؤسسة - تحاول جاهدة أن تبرز في إنتاجها أو عملها جانبًا متميزًا مخالفًا للنماذج التي عند الآخرين؛ ليبقى لها ما تنشده من صدارة وتفوق.
لماذا إذًا لا نعمل على الأخذ بحظٍّ وافرٍ من التِّقنية والتطور ننافس به الآخرين، ونجعل من تمسكنا بشعائر ديننا العظيم جانبًا مميزًا لنا يجعل الآخرين يحترموننا ويسعون لتقليدنا، لا أن يجبرونا على تقليدهم.
رأيت قديمًا في إحدى الصحف صورة ممثلة السفارة الأمريكيَّة في المملكة تحضر حفلاً للفنون الشعبيَّة وهي ترتدي العباءة السوداء، ورأيت بالتلفاز مترجمة الرئيس الفرنسي السابق "شيراك" وهي تغطِّي شعرها في لقاء بين الرئيس والملك فهد - رحمه الله.
إن مثل هذه الأشياء الصغيرة تعطي دلالةً - ولو معنويَّةً - أن عندنا ما ليس عند الآخرين، وأن على الآخرين أن يحترموا قِيَمنا وأخلاقنا وشعائر ديننا، لا أن نكون نحن من يتنازل عن قِيَمه وأخلاقه وشعائر دينه؛ ليجاري الآخرين في سلوكهم وأخلاقهم وعاداتهم.
إن بعض مَن يحبُّون الخير لهذه البلاد يظنون خطأً أنَّ رَفْع بعض القيود الشرعيَّة داخل قاعات الدراسة أو غيرها، سيساعد أو سيسرع من سير عجلة التنمية والتطور، وإلى هؤلاء نقول:
إننا نحلف بالله - تعالى - أيمانًا مغلظة نُشهد عليها الله وملائكته والجن والإنس: أن إقامة أمر الله - تعالى - بمنع الاختلاط في جامعات المملكة، وفي أيِّ جامعةٍ على وجه الأرض - لن يحول قَدْر أُنملة بين هذه الجامعات وبين ما ترجوه من تطور تكنولوجي وتقدُّمٍ تِقني، ونحلف مرة ثانية ونُشهد جميع من أشهدناهم: أن تضييع أمر الله - تعالى - بالسماح بالاختلاط في جامعات المملكة، وفي أيِّ جامعةٍ على وجه الأرض - لن يكون سببًا في تطورها وتقدمها.
فحاشا شرع الملك الحكيم العليم الرحيم أن يكون فيه ما يحول بين الناس وبين ما فيه تقدمهم الحقيقي ونهضتهم الصحيحة، بل إن ظنَّ ظانٌّ وقوع ذلك، فقد حكم على نفسه بالجهل الفاضح بالشرع، أو بالنهضة والتطور، أو بهما معًا، وإذا ظهر شيءٌ من ذلك التعارض بادئ الرأي، فليس سوى التعارض بين شرع الله وبين قشور التطور وزخارفه وبهارجه، لا بين شرع الله وجوهر التطور ولبِّه وحقيقته.
أما طيور الظلام من العلمانيين والليبراليين الذين أجلبوا بخيلهم ورجلهم، فلا كلام لنا معهم في هذه القضية على الخصوص، ذلك أن هؤلاء لا تعنيهم قضية التطور التِّقني والتكنولوجي في قليل ولا كثير، وإنما مرادهم الحقيقي: هو أن تشيع الفاحشة في المجتمع، تحت ما يسمونه سفهًا وغباءً "الحرية"، وليسوا أحقَّ بها وليسوا أهلها.
وإن شئت شاهدًا، فانظر كم تأخذ قضايا تنمية الوطن والنهوض التِّقني به في مقالاتهم وأعمدة صحفهم ومنتدياتهم التي يكتبون فيها، وهم لا يطرقون هذا الباب إلا قليلاً، وإذا طرقوه لم يحسنوا الكلام فيه، كما لا يحسنونه في غيره من الأبواب، وإنما يحسنون الحديث فحسب، ويطيب لهم الكلام، وتأخذهم الحميَّة والنخوة في معارضة أحكام شرع ربِّ العالمين بآرائهم الفاسدة وأذواقهم السمجة.
ولو فُرِض - عياذًا بالله - الإعلان عن افتتاح "مرقص" أو "ملهى ليلي" برعاية الدولة، لقاموا في مؤازرة ذلك قيامًا عظيمًا بكلِّ ما أوتوا من قوة، ولو فرض أن الحكومة تبنَّت إنشاء جامعة أخرى بتقنيات أكبر مائة مرة من تلكم الجامعة التي يدور حولها الجدل الآن، وحاضر فيها كِبار الأساتذة في معاهد البحث العلمي في العالم الغربي، ولكنها تبنَّت السير في نفس الطريق المألوف من منع الاختلاط ونحو ذلك - لما ألقوا لها بالاً، ولا عناهم هذا الأمر أصلاً، ولما وجدتَ له صدًى في صحفهم ومنتدياتهم؛ لأن قضية التطور التِّقني والتكنولوجي لا تشغلهم، إنما يشغلهم الفسوق والعصيان ينوحون عليه إذا لم يجدوه، ويبحثون عنه حتى يستخرجوه، فلا أقرَّ الله لهم عينًا، ولا حقق لهم منالاً؛ فهم حقًّا أعداء نهضتنا وتطورنا، وسبب رجعيتنا وتخلُّفنا.
--------
مقالة لأخيكم نشرتها الألوكة على هذا الرابط
http://www.alukah.net/Culture/0/20128/(/)
حب الكفار من ابناء المسلمين ... !
ـ[الوايلي]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 12:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام
رأيت موضوعاً سابقاً عن فتوى المحدث حفظه الله ورعاه الطريفي
بحكم رؤية كرة القدم الذين يظهرون عوراتهم قد يكون هذا اثم
لكن هنا ما جئت به
حب الكفار من ابناء المسلمين
خذ مثالاً
يربط على يده ربطه لا اعلم إلا انها رمز لديانه يهودية قرأتها في إيميل اتاني
يردتيها حباً للاعب .. !
لبس الرياضة وعليها رقم اللاعب الذي يعجب به
يفرح لفرحه ويحزن لحزنه
وقس على ذلك
هل هذا يمس العقيدة
وما الحل لهذا حفظكم الله وما حكم من يفعل ذلك .... ؟
شيئ يذهل العقول
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 01:30]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا شك أخي أن هذا يدخل في باب العقيدة خاصة في باب الولاء والبراء فأغلب الذين يشاهدون مباريات الكرة الأجنبية يقعون في حب بعض اللاعبين الكفار فالله المستعان.
ـ[أحمد على عثمان]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 01:36]ـ
السلام عليكم
أما من ناحية العقيدة تحت الولاء والبراء أنصحك بسماع كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله فى شرحه للثلاثة أصول فله فيها تفصيل جيد والله اعلم
أما الحل لهذه المشكلة فهو تربوى له مراحل عديدة لعلك تجد فى موقع المربى ما تستفيد منه
ـ[الوايلي]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 10:55]ـ
لا شك أخي أن هذا يدخل في باب العقيدة خاصة في باب الولاء والبراء فأغلب الذين يشاهدون مباريات الكرة الأجنبية يقعون في حب بعض اللاعبين الكفار فالله المستعان.
نسئل الله العفو والسلامة
نخشى ان يكون كفر
ـ[الوايلي]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 10:57]ـ
أما من ناحية العقيدة تحت الولاء والبراء أنصحك بسماع كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله فى شرحه للثلاثة أصول فله فيها تفصيل جيد والله اعلم
أما الحل لهذه المشكلة فهو تربوى له مراحل عديدة لعلك تجد فى موقع المربى ما تستفيد منه
جزاك الله خير اخي الكريم
ونفع الله بك(/)
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 04:20]ـ
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
((لا عيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه؛ بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا …)) (كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية، طبعة الدار الأثرية ص 20).
2 - الإمام الذهبي رحمه الله.
قال: ". . . فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي ـ بفتحتين ـ وهو من كان على مذهب السلف " السير (21/ 6) (عند ترجمته لأبي طاهر السِّلفي من كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص22 طبعة الدار الأثرية).
3 - سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله-
سئل– رحمه الله -: ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته: (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة). (التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 35) وهي من محاضرة مسجلة بعنوان: "حق المسلم"، في 16/ 1/1413 بالطائف.)
وسئل أيضا عن الفرقة الناجية فقال: (هم السلفيون وكل من مشى على طريقة السلف الصالح) (التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 25).
4 - العلامة المحدث الشيخ محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله.
سئل الشيخ الألباني عن هذا الموضوع ونص السؤال "لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب. قال: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك ".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: (لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي) وكأنه يقول: (لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك).
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه. . . ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: (أنا سلفي) ". [مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ90] (التحفة المهدية ص 34).
5 - الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى " فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
شرح العقيدة الواسطية (1/ 45) (التحفة المهدية ص 26).
وقال في شرح العقيدة السفارينية الشريط الأول ما نصه: "من هم أهل الأثر؟ هم الذين اتبعوا الأثار، اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف.
6 - اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة رقم (6149) (2/ 164):
"س / أريد تفسيراً لكلمة السلف ومن هم السلفيون. . .؟
ج / السلف هم أهل السنة والجماعة المتبعون لمحمد صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة، ولما سئل صلى الله عن الفرقة الناجية قال: "هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي. . . .".
وجاء في الفتوى رقم (1361) (1/ 165):
"س / ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج / السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى (رضي الله عنهم) الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته) رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن باز (مقال تبصير الخلف بشرعية الانتساب إلى السلف شبكة سحاب السلفية وصاحبه ملفي بن ناعم بن عمران الصاعدي).
7 - الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى:
قال الشيخ صالح الفوزان في كتابه البيان (ص 130) ما نصه:
". . . فهذان الحديثان يدلان على وجود الافتراق والانقسام والتميز بين السلف وأتباعهم وبين غيرهم.
والسلف ومن سار على نهجهم مازالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة، ويسمونهم أهل السنة والجماعة، وأتباع السلف الصالح، ومؤلفاتهم مملوءة بذلك، حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف ".
وقال أيضاً (ص 156): ". . . كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة؟! وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة، وحق وهدى؟!
قال تعالى:
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم. .}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين. . .).
فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم".
وقال في المصدر السابق ص (133) في رده على قول البوطي: "إن السلفية لا تعني إلا مرحلة زمنية ".
قال: "ونقول: هذا التفسير للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة تفسير غريب وباطل، فهل يقال للمرحلة الزمنية بأنها سلفية؟! هذا لم يقل به أحد من البشر، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) الحديث، فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية، ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها: (إنها في النار إلا واحدة).
ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف، وتسير عليه، فقال: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي. . .) فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة، وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار. . . ".
وقال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان (التحذير من البدع) الشريط الثاني، وذلك جواباً على سؤال نصه:
"فضيلة الشيخ. هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في الجواب: السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً، وإنما هم جماعة، جماعة على السنة وعلى الدين، هم أهل السنة والجماعة، قال صلى الله عليه وسلم: (لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم)، وقال صلى الله عليه وسلم: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا من هي يارسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم ". (المصدر السابق).
8 - الشيخ صالح بن عبدالله العبود حفظه الله تعالى:
قال الشيخ صالح بن عبدالله العبود في كتابه عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية ص (254ـ255): "إن المراد من التعبير بالسلفية هو اتباع طريقة السلف الصالح من هذه الأمة المسلمة الذين هم أهل السنة والجماعة ومعنى ذلك هو الإجماع والاجتماع على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره باطناً وظاهراً واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان. . . "الخ. (التحفة المهدية ص 10)
.
9 - الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى:
سئل- الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى:- عن حكم الانتساب إلى السلفية والتسمي بها؟
فأجاب بقوله: (أمر طيب سواء انتسبت إلى السلفية أم السنة ... وهذه النسبة ليست كنسبة الحزبيين .. ) شريط (التحذير من البدع) الشريط الثاني (التحفة المهدية ص
37)
10 - الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله
قال الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله ـ في الصفات الإلهية ص (64ـ65): "ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه وبطبيعة الدعوة إليه. فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين. بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة وهم أصحاب هذا المنهج وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة من قوله صلى الله عليه وسلم: (لاتزال طائفة من أمتى منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم) ". (التحفة المهدية ص 37 - 38).
11 - فضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي حفظه الله تعالى:
السؤال 1: ماهي السلفية ومن زعيمهم؟
الجواب: هي نسبة إلى السلف، والسلف هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان من أهل القرون الثلاثة المفضلة فمن بعدهم. هذه هي السلفية، والانتماء إليها معناه هو الانتماء إلى ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى طريقة أهل الحديث،
وأهل الحديث هم أصحاب المنهج السلفي الذين يسيرون عليه، فالسلفية عقيدة في أسماء الله وصفاته، عقيدة في القدر، عقيدة في الصحابة، وهكذا فالسلف يؤمنون بالله عز وجل، وبأسمائه
الحسنى وصفاته العلا التي وصف الله نفسه بها، ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم، يؤمنون بها على الوجه اللائق بجلال الله سبحانه وتعالى من غير تحريف ولا تمثيل ولا تشبيه
ولا تعطيل ولا تأويل، ويؤمنون بالقدر خيره وشره، وأنه لا يتم إيمان عبد حتى يؤمن بالقدر الذي قدره الله سبحانه وتعالى على عباده، والله جل وعلى يقول: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [القمر: 49] أما في الصحابة، فمعنى ذلك هو الإيمان بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب الترضي عنهم واعتقاد عدالتهم، وأنهم خير الأمم وخير القرون، واعتقاد أنهم عدول كلهم بخلاف ما تعتقده الشيعة والخوارج؛ الذين يكفرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفون لهم حقهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس للسلفية زعيم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمام السلفية وقدوتهم، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتهم. والأساس في ذلك والأصل فيه؛ قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة؛ كلها في النار إلا واحدة)) قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: ((هم الذين على مثل ما أنا عليه وأصحابي)) وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه الذي وصف خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أوصاهم بعد ذلك بتقوى الله فقال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي)) ثم أمر باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وقال:
((عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)). (الفتاوى الجلية عن المنهاج الدعوية).
12 - فضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى
قال فضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى تحت عنوان الانتساب
إلى السلفية:
"فإن كثيرًا ممن يَدَّعُون أنهم أهل السنة والجماعة وأنهم على الهدى يَشْمَئِزُّون من الانتساب إلى السلفية؛ وحتى تطمئنَّ قلوبهم إلى هذه النسبة ـ أعني الانتساب إلى السلفية ـ وتقوَى عزيمتُهم؛ لأن ما وقر في قلوبهم من الاشمئزاز منها فهي وسوسة شيطانية، وقوَّاها في قلوبهم ضعفُ العزيمة وقلَّة الفقه في الدين؛ فلو كانت عزائمهم قوية، وتحصيلهم من الفقه في الدين قويًّا ما اشمئزُّوا من ذلك، ولم يجدوا في أنفسهم غضاضة منه. فنقول لهم:
أولا: جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك: من ذلكم: قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها: ((فنعم السلف أنا لك)).
الأمر الثاني: أن هذه النسبة لم تكن محدَثة، بل هي من عهد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيقال لهم: السلف. وكلمة (السلف) دارجةٌ عند أئمة هذه الملة أهل السنة والجماعة؛ ويزيد هذا وضوحًا: الإجماع على صحة الانتساب إلى السلفية، وأنه لا غضاضة في ذلك؛ واسمعوا حكاية الإجماع: قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ: ((لا عيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه؛ بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا …)) إلخ العبارة. وراجعوها ـ إن شئتم ـ في الصفحة التاسعة والأربعين بعد المائة، من المجلد الرابع من ((مجموع الفتاوى)) لابن قاسم؛ فهذا عَلَمٌ من أعلام منهجنا المشهود لهم بجلالة القدْر والسابقة في الفضْل ينقل الإجماع؛ ومَن هو ابن تيميه إذا نقل الإجماع؟، إنه حجة في نقل الإجماع، ضمن قِلة من أهل العلم يُحتج بهم في نقل الإجماع.
فيا شباب الإسلام خاصة ويا أيها المسلمون عامة لا يكوننَّ في صدوركم حرجٌ من الانتساب إلى السلفية، بل ارفعوا بها رؤوسكم، واصدعوا بها، ولا تأخذكم في ذلك لومة لائم.
وأزيدُكم شيئا آخر: ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في المصدر السابق وبالتحديد في الصفحة ـ على ما أظنّ ـ الخامسة والخمسين بعد المائة أن ((من علامات البدع: ترك انتحال السلف الصالح))؛ فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره الانتساب إلى السلفية؛ لأن السلفية ليست مجرَّد نسبة، بل السلفية: تجريد إخلاص لله وتجريد متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فالناسُ يا بَنِيَّ حزبان: حزب الرحمن، وحزب الشيطان؛ فحزب الشيطان: الكفار والمنافقون نفاقا اعتقاديًّا، وحزب الرحمن هم المسلمون اللذين لم يَرْكَبوا ما يُخرجهم من مسمى الإيمان إخراجا كاملا. وخالصوا حزب الرحمن: اللذين لم يَضلوا ولن يَضلوا ولم يتنكبوا جادة الهدى والحق في كل زمان ومكان، ولم يجتمعوا على ضلالة هم السلفيون، أهل السنة والجماعة، الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية". (أصول وقواعد في المنهج السلفي ص 7/ 8
ـ[أبو جابر علي محمد]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 08:12]ـ
بارك الله فيك
جمع طيب جزاك الله خيرا ونفع الله بها
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 09:21]ـ
جزاك الله خيراً يا أخى:)
ـ[سيد فارس]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 02:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الهجمة الموجهة ضد السلفية والدعوات السلفية تكشف عن الخوف الذي يحس به اعداء الاسلام من عودة المسلمين الى منبع دينهم لا لكونهم يدعون الى معالجة امراضنا بوصفات طب قديم وازالة اورامنا بمبضع كان يستعمله طبيب القرون القديمة
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 11:30]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه النقولات الماتعة ولعلها تكون مقنعة لمن ينكر علينا (ومنهم من هم أعضاء في المنتدى) بالتكني بها والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 04:11]ـ
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 05:10]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه النقولات الماتعة ولعلها تكون مقنعة لمن ينكر علينا (ومنهم من هم أعضاء في المنتدى) بالتكني بها والله الموفق.
بارك الله تعالى فيك يا أخي الكريم
نحن لا ننكر على أحد، لكن نبلغ الحق ولله الحمد.
والحق الموافق لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
أنه ما في شىء في دين رب العالمين اسمه: التسمي بالسلفي أو السلفية.
هذه أسماء محدثة مبتدعة.
كما أن هذه التسمي ينفر منه الناس!
وليس فيه تمييز بين أهل الحق وأهل الضلال لأن هذه التسمية دخلتها أهل البدع والأهواء!
ولو تأملت أصلاً: لعلمت أن ما في أحد من المذكورين في هذا المقال من العلماء تسمى بفلان السلفي!!
والواجب على المسلم في النقل ان يعلم مراد العلماء أولاً قبل أن ينسخ فتاويهم ..
على سبيل المثال .. فيه فتوى للشيخ الجامي يقول فيها أن التسمي بفلان السلفي إسلوب رخيص.
لكنها ليست موجودة في النقل ..
والعبرة يا عباد الله بالكتاب والسنة
والأصل في التسمي بغير اسم الإسلام هو المنع وعدم الجواز والحظر.
قال الله عز وجل: {هو سماكم المسلمين}
قال الله عز وجل: {ومن احسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [تسموا باسم الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله] رواه الإمام احمد.
ويخص من هذه الاسماء ما هو لفئات معينة من المسلمين: كـ[المهاجرين - الأنصار]
خصهم الله عز وجل بأسماء فى الكتاب وفي السنة.
فمن ادعى انه يوجد اسم شرعي آخر سماه الله عز وجل لنا في كتابه او في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فليبرز لنا الدليل على ذلك.
وهذا الكلام موجه لكل من تسمى بغير الأسماء الشرعية الواردة في الكتاب والسنة لنا ..
موجه للذين يسمون انفسهم إخوان مسلمين او أشاعرة أو سلفيين وغيرهم.
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 08:40]ـ
###
لو علمت معنى السلفي والسلفية لما تكلمت هذا الكلام.
وعليك بكتاب السير للإمام الذهبي تجده يكثر من نسبة بعض العلماء بالسلفي فلان السلفي.
###
فالله أسأل أن يهديني وسائر إخواني من منتدة الألوكة وفقها الله لما يحبه ويرضى.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 10:54]ـ
### تم نقل الحوار من هذه المشاركة فما تحت إلى هذا الموضوع منعا لتكرار الخوض في هذه المسألة في أكثر من شريط،
وهذا هو الرابط المنقول منه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36148 (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=379346#post37 9346)
فنرجو منك الالتزام بقصر الحديث في هذه المسألة في موضوع واحد، لا أن تأتينا بالكلام فيها في كل موضوع تظهر فيه كلمة (سلفية)، بارك الله فيك ###
-----------------------
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
((والواجب على المسلم إذا سُئل عن ذلك أن يقول: لا أنا شكيلي ولا قرفندي، بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله))
مجموع الفتاوى - فصل: أسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
((والله تعالى قد سمانا في القرآن: المسلمين المؤمنين عباد الله، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان))
مجموع الفتاوى - فصل: في أسماء باطلة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 11:47]ـ
الأخ الكريم: صدى الذكريات: بارك الله فيكم. كلامي في وادٍ غير وادي كلام شيخ الإسلام.
في أول كلامي الذي نقلتَ آخره:
(فالواقعون في هذا التلبيس يُفرقون بين الإسلام والسنة أو السلفية أو غيرها من مسميات أهل السنة، ويجعلون الإسلام مخالفًا لما عليه جميع أهل الفرق بمن فيهم أهل السنة والجماعة أو السلفيين. فيحشرون أهل السنة مع الفرق البدعية " شيعة – إباضية – أشاعرة .. إلخ "، ويجعلون الإسلام مخالفًا لها كلها!)
وكلام الشيخ في من يتحزب إلى جماعات تُفرق أهل الحق.
وإلا فكتبه مليئة بالتصريح بالانتساب إلى (أهل السنة) الذين منهجهم هو " الإسلام " - كما سبق توضيحه -.
من ذلك: قوله:
(فإن مذهب المسلمين أهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى كتب فى اللوح المحفوظ مقادير الخلائق قبل ان يخلقها (الفتاوى: 2/ 470).
(فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به فى كتابه العزيز منة غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل هم الوسط فى فرقة الأمة كما ان الأمة هى الوسط فى الامم) (3/ 141).
(وتؤمن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره) (4/ 148).
(ولهذا وصف الفرقةالناجية بأنها أهل السنة والجماعة وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم، وأما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء) (3/ 345).
... إلخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 12:44]ـ
لا خلاف على اسم أهل السنة والجماعة فهو اسم شرعي.
الشق الثاني مأخوذ من تسمية النبي صلى الله عليه وسلم للفرقة الناجية بالجماعة ..
والأول من قول عبد الله ابن عباس في أكثر من موضع وتسميته للفرقة الناجية بأهل السنة.
وهذا الاسم عليه اجماع الفرقة الناجية ...
أما السلفية فهو مبتدع ومن أثبته فعليه الدليل ولا دليل.
أما ما ذكره الأخ الكريم أبو فهر السلفي من ذكر لفظ السلفية الذي لم يذكر إلا مرتين في كل كتبه ورسائله المنشورة فيرد لمحكم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في فصل أسماء ما انزل الله بها من سلطان ...
ومن قرأ هذا الفصل عرف باليقين محكم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومراده.
فقد أبطل كل اسم سوى الأسماء الشرعية حتى أنه حكم على أسماء الحنابلة والشافعية بأنها أسماء مبتدعة.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 01:02]ـ
الأخ الكريم: صدى الذكريات: بارك الله فيكم. كلامي في وادٍ غير وادي كلام شيخ الإسلام.
حفظك الله تعالى يا شيخ ..
هذا شرح العلامة: عبد العزيز الراجحي لكلام شيخ الإسلام الذي نسخته سابقاً:
قال المؤلف: وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها لما لم يؤمر الله به ولا رسوله مثل أن يقال للرجل: أنت شكيلي أو قركندي أو قرفندي؛ هذه أسماء كأنها ألقاب أو فرق كانت موجودة عندهم في ذلك الوقت؛ ولهذا قال: فإن هذه أسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، وليس في كتاب الله ولا سُنَّة رسول الله ولا سُنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا في الآثار المعروفة عن سلف الأمة، لا شكيلي ولا قرفندي، والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول: لا أنا شكيلي ولا قرفندي، بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
يعني مثلا: الفِرَق، مثل الفرق والطوائف، ينبغي للإنسان أن يكون انتسابه إلى الإسلام، وأن يجتمع المسلمون تحت فرقة لواء واحد، يقول: أنا من أهل السُنَّة والجماعة، أنا مسلم؛ إذا قيل مثل ما هو موجود في هذا العصر: هذا يسمى إخوانيا، وهذا يسمى سروريا، وهذا يسمى كذا، يسمى أيش؟ سلفيا ... كل هذه الأسماء مفرقة، الواجب على الإنسان اتباع الكتاب والسُنَّة، وأن ينضووا تحت الإسلام، تقول: أنا مسلم، أنا متبع للكتاب والسُنَّة، أنا من أهل السُنَّة والجماعة، الانتساب للسنة والجماعة، والسلف كذلك من سلف الأمة، سلف الأمة هم أهل السُنَّة والجماعة، أنا متبعٌ لآثار السلف، أنا من أهل السُنَّة والجماعة.
ولما حصل خلاف في بعض الغزوات، لما كسع رجلٌ من المهاجرين أو من الأنصار -مهاجرٌ أنصاريًّا، أو أنصاريٌّ مهاجريًّا- نادى الأنصاري: يا للأنصار، ونادى المهاجريُّ: يا للمهاجرين، فلما تنادوا فيما يفيد التفرقة، هذا قال: يا للمهاجرين، وهذا قال: يا للأنصار، غضب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: http://majles.alukah.net/images/H2.GIF أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم! دعوها فإنها مُنْتِنَةٌ ( http://java******:HadithTak('Hits126. htm'))http://majles.alukah.net/images/H1.GIF وهما اسمان إسلاميان؛ لأن فيه تحزبا، لما كان فيه تحزب، المهاجرون هذا اسم أيش؟ إسلامي، الذين هاجروا وهم المؤمنون الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وتركوا أموالهم وديارهم، والأنصار الذين آووا المهاجرين، اسمان إسلاميان أليس كذلك؟ لكن لما كان فيه تحزب قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: http://majles.alukah.net/images/H2.GIF أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم! دعوها فإنها منتنة ( http://java******:HadithTak('Hits126. htm'))http://majles.alukah.net/images/H1.GIF أي: لا تتحزبوا، اجتمعوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا هذا ينادي المهاجرين وهذا ينادي الأنصار؟ فيه تحزب وفيه تفرقة، فإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عن اسمين إسلاميين: http://majles.alukah.net/images/H2.GIF أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ( http://java******:HadithTak('Hits126. htm'))http://majles.alukah.net/images/H1.GIF فكيف بغيرها من أسماء، كيف يتفرق المسلمون: أنت إخواني، أنت كذا ... يجب على كل مسلم أن يُحكِّم الكتاب والسُنَّة، وهذه الطائفة تنتسب إلى الإخوان، تنتسب إلى كذا ... ينظر: إن كانت موافقة للكتاب والسُنَّة فهي حق، وإن كانت مخالفة للكتاب والسُنَّة فهي باطلة، وإن كان فيها حق وفيها باطل يؤخذ الحق ويرد الباطل، ولا ينبغي التحزب وما يفعله بعض الشباب الآن يتحزبون، وصار بعضهم انشغل بهذا يسأل: أنت تنتسب إلى من؟ أنت إخواني، أنت سروري، أنت كذا، أنت سلفي، وهكذا ... وصار بينهم تحزبات وعداوات مشاحنات وتركوا العلم.
الواجب على الشاب طالب العلم يقبل على العلم ويترك هذه النَعَرات وهذا الانتساب، الانتساب إلى هذه الفرق يكون همه الكتاب والسُنَّة، اعمل بالكتاب والسُنَّة، ولا أن ينتسب إلى هذه الفرق، فهذه الفرق يجب أن تجتمع وأن تتحد وأن تعمل بكتاب الله وسُنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وما خالفها ينكر، من خالف الكتاب والسُنَّة ينكر، سواء كان في العقيدة أو في العبادة أو في العمل.
ولهذا المؤلف -رحمه الله- أنكر على التحزبات في زمانه، كأن يقال: أنت شكيلي، أنت قرفندي، هذه تحزبات موجودة في زمانهم، ونحن في زماننا تحزبات.
ولهذا قال المؤلف - رحمه الله -: هذه أسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان؛ كأن يقول بعض الناس: أنت سروري، أنت كذا، أنت إخواني، أنت من أهل كذا، أنت من جماعة التبليغ، أنت من كذا ... هذه كلها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، الواجب الانتساب إلى الكتاب والسُنَّة، وهذه التحزبات فيها الحق وفيها الباطل، بعضها صوفية من التبليغين، فرقة صوفية، الفرق الصوفية، وبعضها فيهم ملحوظات وأخطاء وأغلاط: أنت من جماعة كذا، أنت من جماعة التكفير والهجرة، أنت من جماعة كذا ... وهذه التحزبات الواجب تركها وعدم الانتساب إليها، والانتساب إلى الإسلام وإلى الكتاب والسُنَّة فقط وسلف الأمة وأئمتها.
ولهذا قال المؤلف - رحمه الله -: هذه أسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، وليس في كتاب الله ولا سُنَّة رسوله ولا في الآثار المعروفة عن سلف الأمة لا شكيلي ولا قرفندي، والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول: لا أنا شكيلي ولا قرفندي، بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسُنَّة رسوله،
إذا قال لك: أنت أخواني ولَّا سلفي ولَّا سروري ولَّا تبليغي، تقول أيش؟ أنا مسلم متبع لكتاب الله وسُنَّة رسوله، أنا من أهل السُنَّة والجماعة، أعمل بكتاب الله وسُنَّة رسوله، وحينئذٍٍ تلقمه حجرًا وتقطع باب الجدال بينك وبينه.
يقول: ما أنت؟ أنا مسلم متبعٌ لكتاب الله وسُنَّة رسوله، أنا من أهل السُنَّة والجماعة، كل ما جاء في كتاب الله وسُنَّة رسوله فأنا أعمل به، أنا مسلم متبع للكتاب والسُنَّة، لا أنا إخواني ولا سروري ولا من جماعة التكفير والهجرة ولا من جماعة التبليغ، إنما أنا مسلمٌ متبع لكتاب الله من أهل السُنَّة والجماعة، بس، نعم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 01:35]ـ
بارك الله فيك ..
من قال إنها مرتين فقط؟!!
أنا فقط اخترت، وما عليك إلا البحث الإلكتروني وستجد أكثر ..
ومع ذلك فإليك هذا النص الجميل:
قال شيخ الإسلام: ((لَا عَيْبَ عَلَى مَنْ أَظْهَرَ مَذْهَبَ السَّلَفِ وَانْتَسَبَ إلَيْهِ وَاعْتَزَى إلَيْهِ بَلْ يَجِبُ قَبُولُ ذَلِكَ مِنْهُ بِالِاتِّفَاقِ. فَإِنَّ مَذْهَبَ السَّلَفِ لَا يَكُونُ إلَّا حَقًّا. فَإِنْ كَانَ مُوَافِقًا لَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا: فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي هُوَ عَلَى الْحَقِّ بَاطِنًا وَظَاهِرًا)).
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 01:58]ـ
بارك الله تعالى فيك ..
كلام متشابه يرد إلى المحكم في فصل أسماء ما أنزل الله بها من سلطان ..
وكلام شيخ الإسلام مبتور،، وإليك الجزء المبتور لنعرف مراد شيخ الإسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثالث: قوله: والآخر يتستر بمذهب السلف، إن أردت بالتستر الاستخفاء بمذهب السلف، فيقال: ليس مذهب السلف مما يتستر به إلا في بلاد أهل البدع، مثل بلاد الرافضة والخوارج، فإن المؤمن المستضعف هناك قد يكتم إيمانه واستنانه، كما كتم مؤمن آل فرعون إيمانه، وكما كان كثير من المؤمنين يكتم إيمانه حين كانوا في دار الحرب.
فإن كان هؤلاء في بلد أنت لك فيه سلطان وقد تستروا بمذهب السلف فقد ذممت نفسك، حيث كنت من طائفة يستر مذهب السلف عندهم، وإن كنت من المستضعفين المستترين بمذهب السلف فلا معنى لذم نفسك، وإن لم تكن منهم ولا من الملأ، فلا وجه لذم قوم بلفظ التستر.
((وإن أردت بالتستر: أنهم يجتنون به، ويتقون به غيرهم، ويتظاهرون به، حتى إذا خوطب أحدهم قال: أنا على مذهب السلف وهذا الذي أراده والله أعلم فيقال له: لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقًا، فإن كان موافقًا له باطنًا وظاهرًا، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنًا وظاهرًا، وإن كان موافقًا له في الظاهر فقط دون الباطن، فهو بمنزلة المنافق فتقبل منه علانيته وتُوكَل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن نُنَقِّب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم.)) اهـ
شيخ الإسلام لم يقل: حتى إذا خوطب أحدهم قال أنا السلفي!
بل مجرد وصف لحال المتكلم: يقول أنا على مذهب السلف.
وكلنا إن شاء الله نتبع مذهب السلف.
لكن عند الكلام على الأسماء الشرعية والأسماء المبتدعة
هذا ما قاله شيخ الإسلام، الكلام المحكم فصل كامل:
قال شيخ الإسلام:
((والله تعالى قد سمانا في القرآن: المسلمين المؤمنين عباد الله، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان))
هل هناك أبين من ذلك؟
وهذا الكلام هو الموافق لنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإسلام:
((والواجب على المسلم إذا سُئل عن ذلك أن يقول: لا أنا شكيلي ولا قرفندي، بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله))
وقال شيخ الإسلام:
((وكيف يجوز التفريق بين الأمة بأسماء مبتدعة لا أصل لها في كتاب الله ولا سنة رسوله http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%8 4%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9% 8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9 %85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%8 4%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9% 8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9 %85.svg.png (http://majles.alukah.net/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%8 4%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9% 87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D 9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg)؟ ))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 02:35]ـ
بارك الله فيك ..
إذا وقف الباحث كشرطي المرور الذي فسدت إشارته فصار يقبل النص الذي يوافقه فيجعله محكماً ويرد النص الذي يخالفه بزعم أنه متشابه = فقد حام حول حمئة الهوى ..
والحال أنه جميع الكلام محكم والشيخ يقصد بالانتساب كل ما يقال له انتساب في العربية سواء كان بالجملة (أنا على مذهب السلف) أو بياء النسبة التي استعملها هو نفسه في عدد من النصوص ..
ونص الشيخ بجواز الانتساب مع استعماله لهذه النسبة يبطل دعوى أن ذلك من المتشابه ..
وإنما الحال: أنك أخي الكريم لم تتصور مراد الشيخ وإنما خيلت في نفسك مراداً له فصرت واقفاً بعصى التحكم تقول هذا محكم وهذا متشابه ..
أما المنهج العلمي فيقول بأن هذا تحكم محض منك وأن التسمي بالسلفية والانتساب إليها جائز عند الشيخ بالنص والاستعمال، إنما الممنوع عنده وعند غيره أمران:
الأول: أن يكون ذلك نفاقاً لا يوافق الباطن ..
الثاني: أن يكون في النسبة تحزب على أمر زائد عن الحق ..
أما إذا كانت النسبة مطابقة للمعنى الحق وليس فيها تحزب على أمر زائد عن الحق = فلا ينازع الشيخ ولا غيره في جوازها ..
ومن أقام المعارضة بين نهي الشيخ عن التحزب على الأسماء غير المنصوصة وبين حل التسمي بما لا يُتحزب عليه بمجرده وإنما التحزب على المعنى الحق الذي تحته = فالعيب منه وفيه لا من النصوص ..
والانتساب عند الشيخ ثلاث مراتب كما في قوله: ((فهذان الاسمان المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة وسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل وفي هذا، وانتساب الرجل إلى المهاجرين أو الأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذي يقصد به التعريف فقط، كالانتساب إلى القبائل والأمصار، ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يفضي إلى بدعة أو معصية أخرى)).
وهذا نص في أن الانتساب المكروه والمحرم عند الشيخ هو فقط ما يفضي إلى بدعة أو معصية ..
وحتى الصنفان الأولان إذا دخلهما التحزب على أمر زائد عن الحق=منعا ..
ولكن لا يمنع الانتساب للاسم لمجرد كونه لم يرد، بل بنص كلام الشيخ يباح الانتساب للاسم ولو لم يرد مالم يقترن بذلك تحزب وعصبية على غير الحق، وقد يدخل الاستحباب هذه النسبة المباحة إن تضمنت معنى حسناً هو من الحق الذي يُتحزب عليه كالسلفية، فيكون ذلك بطريق القياس لا النص ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 02:49]ـ
ليس كلام شيخ الإسلام كله محكم بل فيه محكم ومتشابه كما أخبر بذلك اللجنة الدائمة للإفتاء ..
وبينت أن الواجب على المسلم أن يأخذ المحكم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والمحكم هو الموافق للكتاب والسنة والذي عليه اكثر أقواله ..
ومن ينظر لكلام شيخ الإسلام الذي ذكرته وكلامي الذي ذكرته وهو الأكثر وهو الموافق لاختيار رب العالمين والموافق لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم والموافق لأقوال سلفنا الصالح الذين حذروا المسلمين من الخروج عن دعوى الإسلام وعن الأسماء الشرعية ...
يعلم المحكم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي لم يسمى نفسه ابن تيمية السلفي قط ..
ولم يصف نفسه بذلك أبدًا.
ويبقي الخلاف قائمًا بين ما تفهمه من كلام شيخ الإسلام وبين ما أفهمه وغيري من كلام شيخ الإسلام ..
فلماذا لا نعرض كل هذا الكلام على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
امتثال لقول الله عز وجل: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم.
ما رأيك نحتكم في هذه المسالة للكتاب والسنة؟
هل في أحد ممن يقول بجواز هذا الأمر يوافق على التحاكم للكتاب والسنة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 03:04]ـ
ليس كلام شيخ الإسلام كله محكم بل فيه محكم ومتشابه كما أخبر بذلك اللجنة الدائمة للإفتاء ..
وبينت أن الواجب على المسلم أن يأخذ المحكم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والمحكم هو الموافق للكتاب والسنة والذي عليه اكثر أقواله ..
وهل البحث في كون مطلق كلام الشيخ فيه محكم ومتشابه؟!!
البحث في وصفك لهذا الكلام المعين هاهنا بأنه متشابه،وهذا لا وجه له على الإطلاق ..
فإن كان متشابهاً عندك فهذا لخطأ في تصورك .. فاتهم نفسك وتأمل في النظر ولا تجعل هذا التشابه المتوهم حجة في محل النزاع لتتخلص من ثقل النقل عن الشيخ، وما ضرك أن تخالف ابن تيمية فلو خالفته = لكان ذلك أسلم لك علمياً من أن تدعي أن كلامه متشابه ..
فالشيخ نص على جواز الانتساب ..
والشيخ استعمل هذا النسبة مرات عدة ..
واستعملها من بعده تلميذه الذهبي مرات عدة ..
واستعملها من بعدهم رئيس اللجنة الدائمة عبد العزيز بن باز ..
وأقرت بذلك اللجنة جميعها كما في الفتاوى (2/ 165).
والشيخ نص على أن الانتساب المحرم هو فقط ما أفضى لمعصية أو بدعة ..
فعن أي متشابه تتحدث بعد ذلك؟!!
أما الوحي = فليس في الوحي ما ينهى عن الانتساب لزمان أو مكان أو مذهب أو صناعة أو قوم معينين مالم يكن ذلك كذباً أو مستلزماً للتحزب على الباطل ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 03:51]ـ
كيف اخالف شيخ الإسلام ابن تيمية وفي مجموع الفتاوى فصل كامل في ابطال الخروج عن دعوى ومسمى الإسلام او الأسماء الشرعية، وأنت تتشبث بمجرد قول حتى انك نقلته مبتور للأسف!
أما ما نسبته للعلماء فمنه ما هو صحيح ومنه ما هو مكذوب
وبما انك وافقت على التحاكم للكتاب والسنة وهذا شىء طيب فلا داع للإستشهاد بكلام العلماء وإلا بفضل الله عز وجل ففتاوى العلماء في النهى عن الخروج عن دعوى الإسلام ومسمى الإسلام كثيرة ولله الحمد ابتداء من عبد الله ابن عباس رضي الله عنه ومن بعده ميمون بن مهران ..
وإن كنت نقلت كلام الإمام الذهبي
فكلام الإمام ابن القيم موجود الذي فيه وإن سألوك عن جماعتك قل هو سماكم المسلمين ..
وكلام العثيمين والفوزان والراجحي والجامي موجود ولله الحمد.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 04:04]ـ
أما الوحي = فليس في الوحي ما ينهى عن الانتساب لزمان أو مكان أو مذهب أو صناعة أو قوم معينين مالم يكن ذلك كذباً أو مستلزماً للتحزب على الباطل ..
هذا هو المهم:
ولا داعي لذكر الزمان والمكان والصناعة وغير ذلك من الأسماء التي الأصل فيها الإباحة!!
لكن الذي يهمنا هو الخروج عن دعوى ومسمى الإسلام الذي الأصل فيه الحظر والمنع.
قال الله عز وجل: {هو سماكم المسلمين}.
وهذا عام للمسلمين وقد اختص الله عز وجل طوائف معينة من المسلمين بأسماء خاصة هي أسماء شرعية مذكورة في الكتاب وفي السنة كالمهاجرين والانصار ..
فما هو الدليل على التسمي بالسلفي؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 04:12]ـ
كلام الشيخ هو في الخروج المستلزم للتعصب على مجرد هذا الاسم وإلا فالشيخ يقسم النسبة فيجعل منها نسبة مباحة منها السلفية التي نص على جواز الانتساب بها بل وفعله هو رحمه الله، وأما المحرم من أوجه الانتساب فهو فقط ما أدى لمعصية أو بدعة وهذا نص كلامه المبين لمراده والحمد لله وحده ..
ولا داعي لذكر الزمان والمكان والصناعة وغير ذلك من الأسماء التي الأصل فيها الإباحة!!
وهل تزيد السلفية على هذا؟؟
إنما الانتساب للسلفية من جنس المباحات، ولا يرتبط بمجرد النسبة ثواب ولا استحباب، وإنما يدخل الثواب والاستحباب على صاحب هذه النسبة من بابين:
الأول: دلالة هذه النسبة على ما تحتها من معنى التمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وتجافيه عن المتجافين عن مذهب السلف.
الثاني: قصده الحسن في التعلق بالانتساب لأصحاب رسول الله.
فالأول من شرف القول المنتسب إليه والثاني من شرف القائل المنتسب إليه.
وهذان البابان منفكان عن مجرد اسم السلفية؛ لذا لو قدر أن كان في لسان الناس اسم آخر يدل على نفس المعنى لدار معه المعنى وبالتالي يدور الثواب، أم مجرد اختيار هذا البناء (السلفية) فمباح لا غير ..
فما هو الدليل على التسمي بالسلفي؟
هو نفس الدليل على التسمي بالمصري ..
فهل من تسمى بالمصري قد خرج عن قول الله عز وجل: {هو سماكم المسلمين}؟
وهل من انتسب نسبة يلزم من هذا الانتساب إبطال نسبة أخرى والخروج عنها؟
هذا لم يقل به واحد من أهل العلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 06:08]ـ
هناك جماعة ظهرت حديثا تسمت بجماعة المسلمين زعمت أنها المقصودة بقوله صلى الله عليه وسلم: فالزم جماعة المسلمين.
فهنا إذا كان منهج هذه الجماعة صوابا ومتفقا عليه فهل نقرها على التسمية؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 07:20]ـ
فهنا إذا كان منهج هذه الجماعة صوابا ومتفقا عليه فهل نقرها على التسمية؟
إن نفت ذلك الاسم عن غيرها ممن يستحق معنى جماعة المسلمين وحصروا الحق فيهم وهو موجود في غيرهم=لم يعد منهجهم صواباً وباتوا متحزبين على بدعة يوالون ويعادون عليها ..
ومثلهم: من يتسمى بالسلفية ويحصر السلفية فيه وفيمن وافقه وينفيها عمن يستحق معناها لمجرد إعراضه عن التسمي بهذا الاسم المعين ..
جميع أولئك من أهل الأحزاب البدعية المحرمة ..
ومثلهم: من تسمى باسم شرعي ولكنه والى وعادى على مجرد التسمي لا على المعاني المتضمنة للاسم التي صار الاسم شرعياً بسببها،كالتداعي بالمهاجرين والأنصار الذي وقع من الصحابة ..
ـ[فتح البارى]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 07:34]ـ
قال الشيخ سليم في كتابه النافع: (الطلع النضيد في فقه حديث التجديد):
{ ... وإلى هذا وذاك فأهل الحديث والسنة يحرصون على جمع الصف ووحدة الكلمة، فهم ليسوا حزبا محدودا ينفي من عداه بالهوى والتحكم، ولكنهم راية منهجية عقدية سلفية، من انطبقت عليه صفاتها وخصائصا فهو من هذه الفئة، فهم جماعة أفهام لا جماعة أبدان}
.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 07:52]ـ
فتحصل عندنا حينئذ أن العبرة بالمسمى لا بالاسم، وهو تطبيق منهج السلف واقعا لا التسمي به، وأن السلفي اسما قد يكون مصادما للمنهج تطبيقا، وغير السلفي اسما قد يكون سلفيا منهجا.
فحينئذ كان التسمي بالسلفي مجرد انتساب للمنهج مفتقر في تصديقه للتطبيق العملي.
ويشكل عندي أن التسمي بالمسلمين لا يلزم منه محذور مطلقا، لأنه اسم شرعي، فمهما خالط حقيقته من دخن وانزوى تحته من فئام من الناس ليسوا منه تحقيقا فإنه يبقى اسم الأمة الشرعي.
وأما السلفية فلا ينكر على من أنكرها تسمية لا منهجا، إلا إن كان يسر حسوا في ارتغاء ويروم من إنكاره التسمية إنكار المنهج باعتبار الوعي الانطباعي للعوام الذين يتعلقون بالأسماء لا الحقائق.
والعكس عندي صحيح، فلا ينكر على من تسمى به لأنه ليس زيادة على الاسم الشرعي ولا رغبة عنه ولا استبدال له بغيره، وما كان من هذه البابة لا يفتقر فيه إلى دليل، بل طلب الدليل المانع منه أقرب.
والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 08:00]ـ
بارك الله فيك ..
1 - اسم المسلمين وكونه هو الاسم الشرعي الذي لا يجوز منع التسمي به بل يجب = خارج عن محل النزاع فهو محل وفاق ..
2 - يبقى التسمي بغيره من الأسماء المستحبة أو المباحة،وهذا لا حرج فيه ولو اقترن عند البعض بالمحذور، فينهى عن المحذور ويبقى الاسم، مادام المحذور ليس مستلزماً للاسم لا ينفك عنه، ومادمنا لم نستبدل به اسماً شرعياً مطابقاً له ..
ولذلك لم ينه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن التسمي بالمهاجرين والأنصار رغم كونه اقترن بالمحذور أحياناً ..
3 - منكر التسمي بالسلفية على الصورة التي قررناها = يفتقر للدليل فتحريم الحلال لا يقل جناية عن تحليل الحرام ..
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 08:26]ـ
على رسلكم أيها الأفاضل.
عسى الله أن يجعل بأسكم على عدو الله وعدوكم.
بالنسبة لهذه النسبة (السلفي)، فهي تشير إلى من اتبع منهج السلف، وفيه تفصيل:
/// ظهر بعض المبتدعة ممن حاولوا إيهام العامة أنهم هم أهل السنة، ولذلك فإن النسبة إلى (السلف) أظهر وأوضح بيانا في هذه الحالة، لأن المبتدعة لا ينتسبون إلى السلف، بل يقولون: السلف أسلم والخلف أعلم وأحكم.
فتكون النسبة محمودة ومطلوبة في هذه الحالة.
/// وهناك من يستخدم هذه النسبة كشعار له أو تسمية، وهذا قد يولد في النفس شىء خفي .. من الكبر أو تزكية النفس .. فتكون الكراهة حينئذ.
/// وهناك من قد يستخدمها للتقنع والاستخفاء ليملي أشياء باطلة، فيتبعه الناس، لا لأنه قد أصاب، بل لتقنعه تحت هذا الشعار.
وهذا شر، وصاحبه على خطر، هو ومن تبعه.
/// وقد يستخدمها بعض الأشخاص للتحزب والفرقة وهذا محظور.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا .. فالأولى أن تكون الدعوة إلى اتباع منهج السلف واظهاره .. دعوة بالقول والعمل والدعوة، لا غير ذلك.
هناك جماعة ظهرت حديثا تسمت بجماعة المسلمين
الأخ الفاضل يشير إلى جماعة (التكفير والهجرة)، واسمها الرسمي (جماعة المسلمين).
بارك الله فيكم، وسددكم.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 08:29]ـ
وفيك بارك الله تعالى، ونفع بك
1 - اسم المسلمين وكونه هو الاسم الشرعي الذي لا يجوز منع التسمي به بل يجب = خارج عن محل النزاع فهو محل وفاق ..
هذا معلوم يا شيخ، وهو عين ما قررته فقد قلت انه لا يلزم منه محذور.
2 - يبقى التسمي بغيره من الأسماء المستحبة أو المباحة،وهذا لا حرج فيه ولو اقترن عند البعض بالمحذور، فينهى عن المحذور ويبقى الاسم، مادام المحذور ليس مستلزماً للاسم لا ينفك عنه، ومادمنا لم نستبدل به اسماً شرعياً مطابقاً له ..
فرق يا شيخ بين قولك: لا حرج فيه، وبين من لا يرى السلفي إلا به.
وكون المحذور ليس ملازما للاسم أنا أوافق عليه.
ولذلك لم ينه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن التسمي بالمهاجرين والأنصار رغم كونه اقترن بالمحذور أحياناً ..
المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان شيخنا الفاضل، ثم إنهما واقعيان فالأولون هاجروا والآخرون نصروا فعلا وحقا، وأما السلفي فخبر قد يصدق وقد لا يصدق على حسب التطبيق.
ربما تسرعت في التمثيل هنا، وعلى العموم الفكرة مفهومة.
3 - منكر التسمي بالسلفية على الصورة التي قررناها = يفتقر للدليل فتحريم الحلال لا يقل جناية عن تحليل الحرام ..
والعكس عندي صحيح، فلا ينكر على من تسمى به لأنه ليس زيادة على الاسم الشرعي ولا رغبة عنه ولا استبدال له بغيره، وما كان من هذه البابة لا يفتقر فيه إلى دليل، بل طلب الدليل المانع منه أقرب.
لكن، هو هنا يرى هذه التسمية بدعة ولم يقل أنها حرام، فهو على هذا سيرى أن الدليل على المثبت لأن هذا التسمي لم يثبت من فعل السلف، والمجيز للتسمية يرى أنها مباحة باستصحاب العدم الأصلي، فالاسم مباح بل ومستحب.
فكل هذا يقوي الإعذار لكل من الطرفين للآخر. والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 08:35]ـ
هذا معلوم يا شيخ، وهو عين ما قررته فقد قلت انه لا يلزم منه محذور.
اتفقنا هاهنا؛ لكونه الاسم الشرعي، وإلا فقد يتسمى به المنافق، وهو حجة لي على هذا الأصل: الاسم لا يمنع ولو وقع أن يتسمى به من ليس محققاً له: كالمسلم
أو من قديتعصب عليه بوجه باطل فيصاحبه محذور: كالمهاجرين؛ فلم أتسرع في التمثيل.
ومثله من الأسماء المباحة: السلفي
فرق يا شيخ بين قولك: لا حرج فيه، وبين من لا يرى السلفي إلا به.
وكون المحذور ليس ملازما للاسم أنا أوافق عليه.
توافقني على عدم ملازمة المحذور وأوافقك على عدم حصر السلفي (معنى) في الاسم .. بل هذا الحصر بدعة وحمل للناس على اسم لم يحملهم عليه الوحي، بل غايته أن يكون مباحاً في ذاته، ويثاب صاحبه لما تقدم بيانه ..
لكن، هو هنا يرى هذه التسمية بدعة ولم يقل أنها حرام،
وهي البدعة مش حرام يا مولانا؟؟!!
فإن أراد لغة = فهذا لا ننازعه فيه،ولكن المباحات لا تحرم بكونها لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة مع عدم قيام المقتضى للتسمي ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 08:44]ـ
توافقني على عدم ملازمة المحذور وأوافقك على عدم حصر السلفي (معنى) في الاسم .. بل هذا الحصر بدعة وحمل للناس على اسم لم يحملهم عليه الوحي، بل غايته أن يكون مباحاً في ذاته، ويثاب صاحبه لما تقدم بيانه ..
بارك الله فيك، وهو الظن بمثلك.
وهي البدعة مش حرام يا مولانا؟؟!!
أقصد أخي الفاضل أنه لا يلزمه دليل بالتحريم بل يكفيه أن يقول لم يأت به فعل النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا السلف، وقد جعلتموه - ليس الكلام لك طبعا - شعيرة توالون وتعادون عليها، والكلام كله عن التسمية.
فإن أراد لغة = فهذا لا ننازعه فيه،ولكن المباحات لا تحرم بكونها لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ..
لا خلاف في هذا بورك فيك - يا مولانا - - ابتسامة -
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 08:54]ـ
اتفقنا والحمد لله ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 08:58]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أسأل الله تعالى أن يوفقنا للوفاق دائما وأبدا وأن يوحد صفنا ويجمع شملنا ويرجع شريدنا، إنه القادر على ذلك ومولاه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 09:03]ـ
آمين.
ـ[ابن فالح المدني]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 01:02]ـ
هناك كلام للشيخ الوزير صالح آل الشيخ ..
على هذا الرابط ..
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=37381
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 05:15]ـ
### تم نقل الحوار من هذه المشاركة فما تحت إلى هذا الموضوع منعا لتكرار الخوض في هذه المسألة في أكثر من شريط،
وهذا هو الرابط المنقول منه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36148 (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=379346#post37 9346)
فنرجو منك الالتزام بقصر الحديث في هذه المسألة في موضوع واحد، لا أن تأتينا بالكلام فيها في كل موضوع تظهر فيه كلمة (سلفية)، بارك الله فيك ###
-----------------------
.
حفظكم الله تعالى ..
أنا لا أنكر أنني كنت سبب في تحول بعض المواضيع إلى جدال على التسمي بالسلفي وأنني أنا الذي ابتدأت الجدال فيه وتحول الموضوع إلى ما لا يريده صاحبه وقد اعتذرت وأنا الآن أعتذر مرة أخرى.
لكن لو تأملتم في ردودي في هذه المسألة لعلمتم أنني ما كتبت أبدًا مقال أحذر فيه من التسمي بالسلفي
ولو تأملتم في أصل هذا الموضوع الذي هو أقوال أهل العلم في التسمي بالسلفي فقد تركت الرد في هذا الموضوع مع أن فيه نقل كلام بعض العلماء على غير مرادهم ولهم فتاوى أخرى مخالفة لهذا الفتاوى وما قمت بالرد إلا لما كتب الأخ الكريم: " أبو عبد المهيمن السلفي " هذا الكلام:
((بارك الله فيك أخي على هذه النقولات الماتعة ولعلها تكون مقنعة لمن ينكر علينا (ومنهم من هم أعضاء في المنتدى) بالتكني بها والله الموفق)) اهـ.
فقد رأيت فتاوى العلماء على غير مرادهم ولم أتكلم، وما تكلمت إلا لما كتب الأخ الكريم وأراد أن يظهر أن الأمر قد حسم بما نقله صاحب الموضوع من هذه الفتاوى!!
فعندئذ قمت بالرد
فالموضوع حفظكم الله بالنسبة لي لا يتعدى الردود فقط ..
هم يثبتون ونحن ننكر .. ,, هم قالوا ونحن نرد ولله الحمد ..
فإن كفوا عن الإثبات سكتنا ..
والذين يزورون المنتدى بالآلاف ولله الحمد وليس كل من يزور المنتدى يعرف أن بعض هذه الفتاوى على غير مراد أصحابها، فلذلك نبين،
قد تقولون حفظكم الله أنني بينت ما أراه في هذا الأمر أكثر من مرة في أكثر من موضوع فلا داع للتكرار،،
أقول لكم حفظكم الله تعالى والأمر بالتأكيد إليكم بعد الله عز وجل: طالما أنهم يثبتون هذا التسمي وينقلون فتاوى العلماء على غير مرادهم، نحن نبين إن شاء الله تعالى عكس ذلك.
وفي موضوع الشيخ الفاضل سليمان حفظه الله تعالى، فهو الذي وصف السلفية بأنها اسم شرعي وجعلها مثل الإسلام وأهل السنة.
فقمت بنسخ كلام شيخ الإسلام لتبيين أن السلفية ليست اسم شرعي، وتعاقبت الردود بيني وبين غيري.
وأنتم تعلمون إن شاء الله تعالى أن هذا الموضوع أمره في النهاية إلى الإغلاق،، وسيأتي إن شاء الله تعالى أشخاص أخرى تنقل نفس الفتاوى وتقول نفس الكلام، وقد يكونوا هم نفس الأشخاص الذين كتبوا مثل هذا الموضوع من قبل
فماذا عساي أن أفعل؟
بل قد يتعدى الأمر لوصف اسم الإسلام بأوصاف سيئة كأنه ناقص أو موهم أو سبب في تمييع الدين أو مطاطي!! كما فعل البعض فماذا عساي أن أفعل؟
حفظكم الله تعالى أنا ملتزم بعدم ابتداء الجدال في أي موضوع لا يتكلم عن التسمي بالسلفي ..
أما إن كان الموضوع عن التسمي بالسلفي فأرجوا أن تسمحوا لي بمجرد الرد فقط.
وسألتزم هنا إن شاء الله تعالى بأصل الموضوع وهو التسمي بالسلفي فقط بعيدًا عن التعرض لاسم السلفية.
لأبين إن شاء الله تعالى أن التسمي بالسلفي هو:
بدعة منكرة.
وتزكية للنفس.
وليس فيه أي تمييز بين أهل الحق وأهل الباطل.
وسأبدأ إن شاء الله تعالى بتبيين ما في بعض هذه الفتاوى من مخالفة لمراد العلماء.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 05:29]ـ
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
((لا عيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه؛ بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا …)) (كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية، طبعة الدار الأثرية ص 20).
كلام شيخ الإسلام مبتور،، وإليك الجزء المبتور لنعرف مراد شيخ الإسلام:
((الوجه الثالث: قوله: والآخر يتستر بمذهب السلف، إن أردت بالتستر الاستخفاء بمذهب السلف، فيقال: ليس مذهب السلف مما يتستر به إلا في بلاد أهل البدع، مثل بلاد الرافضة والخوارج، فإن المؤمن المستضعف هناك قد يكتم إيمانه واستنانه، كما كتم مؤمن آل فرعون إيمانه، وكما كان كثير من المؤمنين يكتم إيمانه حين كانوا في دار الحرب.
فإن كان هؤلاء في بلد أنت لك فيه سلطان وقد تستروا بمذهب السلف فقد ذممت نفسك، حيث كنت من طائفة يستر مذهب السلف عندهم، وإن كنت من المستضعفين المستترين بمذهب السلف فلا معنى لذم نفسك، وإن لم تكن منهم ولا من الملأ، فلا وجه لذم قوم بلفظ التستر.
((وإن أردت بالتستر: أنهم يجتنون به، ويتقون به غيرهم، ويتظاهرون به، حتى إذا خوطب أحدهم قال: أنا على مذهب السلف وهذا الذي أراده والله أعلم فيقال له: لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقًا، فإن كان موافقًا له باطنًا وظاهرًا، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنًا وظاهرًا، وإن كان موافقًا له في الظاهر فقط دون الباطن، فهو بمنزلة المنافق فتقبل منه علانيته وتُوكَل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن نُنَقِّب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم.)) اهـ
شيخ الإسلام لم يقل: حتى إذا خوطب أحدهم قال أنا السلفي!
بل مجرد وصف لحال المتكلم: يقول أنا على مذهب السلف.
وكلنا إن شاء الله نتبع مذهب السلف.
ولما تكلم عن الأسماء الشرعية والأسماء المبتدعة قال:
((وكذلك كان كل من السلف يقولون: كل هذه الأهواء في النار ويقول أحدهم: ما أبالي أي النعمتين أعظم؟ على أن هداني الله للإسلام، أو أن جنبني هذه الأهواء، والله تعالى قد سمانا في القرآن: المسلمين المؤمنين عباد الله، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان)).انتهى
وأنقل هنا للفائدة شرح العلامة الشيخ عبد العزيز الراجحي لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في فصل أسماء ما أنزل الله بها من سلطان:
قال الشيخ الراجحي حفظه الله تعالى:
قال
((يعني مثلا: الفِرَق، مثل الفرق والطوائف، ينبغي للإنسان أن يكون انتسابه إلى الإسلام، وأن يجتمع المسلمون تحت فرقة لواء واحد، يقول: أنا من أهل السُنَّة والجماعة، أنا مسلم؛ إذا قيل مثل ما هو موجود في هذا العصر: هذا يسمى إخوانيا، وهذا يسمى سروريا، وهذا يسمى كذا، يسمى أيش؟ (((سلفيا))) ... (((كل هذه الأسماء مفرقة)))، الواجب على الإنسان اتباع الكتاب والسُنَّة، وأن ينضووا تحت الإسلام، تقول: أنا مسلم، أنا متبع للكتاب والسُنَّة، أنا من أهل السُنَّة والجماعة، الانتساب للسنة والجماعة، والسلف كذلك من سلف الأمة، سلف الأمة هم أهل السُنَّة والجماعة، أنا متبعٌ لآثار السلف، أنا من أهل السُنَّة والجماعة)) انتهى.
فقد وضح الشيخ الراجحي أنه على المسلم أن يقول: ((أنا مسلم، أنا متبع للكتاب والسُنَّة، أنا من أهل السُنَّة والجماعة، الانتساب للسنة والجماعة، والسلف كذلك من سلف الأمة، سلف الأمة هم أهل السُنَّة والجماعة، أنا متبعٌ لآثار السلف، أنا من أهل السُنَّة والجماعة))
وحذر الشيخ الراجحي من التسمي بالسلفي وبين أنه اسم مفرق وبين أن الإنتساب للسلف يكون بقول القائل: ((أنا متبع لآثار السلف)).
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 05:47]ـ
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
2 - الإمام الذهبي رحمه الله.
قال: ". . . فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي ـ بفتحتين ـ وهو من كان على مذهب السلف " السير (21/ 6) (عند ترجمته لأبي طاهر السِّلفي من كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص22 طبعة الدار الأثرية).
3
ما الدليل في هذا الكلام على ان الإمام الذهبي يقول بجواز التسمي بالسلفي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
بل لا يعدوا الأمر أن يكون وصف لحال من كان على مذهب السلف الصالح كما اخبر الشيخ العلامة محمد آمان الجامي رحمه الله تعالى لما سئل:
السؤال:
إطلاق كلمة سلفي، شخص يكتب في كتابه: فلان بن فلان أبو فلان السلفي، وآخر فلان بن فلان أبو فلان الأثري؟
الجواب:
لا داعي لهذا الكلام لماذا؟؟ هذا عبارة عن حب الشهرة وفيه نوع من الرياء، وما كان سلفنا يستعملون هذا بإمكانى أن أقول مثلا عندما أتحدث عن بعض مشايخنا كالشيخ عبد العزيز بن باز العالم السلفي فهذا معقول تعريف وذكر واقعة، لكن أكتب في كتابي أقول فلان بن فلانا بو فلان السلفي لماذا؟؟؟ ماذا تريد من هذا؟؟ لا ينبغي لطلابنا أوشبابنا أن يستعملوا هذا الإسلوب، (إسلوب رخيص) وغير معروف عند السلف ولا ينبغي أن تقفوا موقف من يحب الشهرة والظهور، إحمد ربك الذي وفقك لهذا المنهج وتواضع لله ولا تحب أن تشهر بين الناس سلفي مش سلفي .. لا بل أنت سلفي لكن بلاش من هذه الألقاب، ما فيش داعي لماذا؟؟
أنصح شبابنا عدم إستعمال هذا الإسلوب لأنه:
أولا: غير معهود عند مشايخكم وعند سلفكم.
ثانيا: يدل على معنى غير سليم
ولكن السلفية منهج والسلفية ليست كالألقاب الحديثة التي تجددت الآن الإخوان المسلمين السروريين والتحريري والتبليغي .. لا فهذه أساليب حديثة رخيصة جاءت ووفدت على هذه المنطقة، محدثة ولكن السلفية منهج، فهي منهج قديم لذلك كونك سلفي واجب لأن السلفية هى المفهوم الصحيح للإسلام، السلفية خذوها هكذا صريحة المفهوم الصحيح للإسلام عقيدة وشريعة فهذه السلفية لأن معنى ذلك نسبة إلى السلف، السلف الذين مدحهم الله، الله في كتابه مدح السلف، إفهم لأن السالف والسابق بمعنى واحد في قوله تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) التوبة (100) هم السلف وأنت إن إتبعتهم لك ما لهم وإن خالفتهم فأنت خلفي خلفي افهم هذا ولكن، ولكن التلقيب تلقب نفسك في كل مناسبة لا ليس ذلك من سمات السلف. أ هـ " الأسئلة الذهبية "
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 06:03]ـ
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
3 - سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله-
سئل– رحمه الله -: ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته: (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة). (التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 35) وهي من محاضرة مسجلة بعنوان: "حق المسلم"، في 16/ 1/1413 بالطائف.)
4
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
3 - سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله-
سئل– رحمه الله -: ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته: (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة). (التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 35) وهي من محاضرة مسجلة بعنوان: "حق المسلم"، في 16/ 1/1413 بالطائف.)
وسئل أيضا عن الفرقة الناجية فقال: (هم السلفيون وكل من مشى على طريقة السلف الصالح) (التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 25).
8
هذه الفتوى الظن فيها أنها مكذوبة نريد واحد فقط ممن ينقلونها في مقالاتهم أن يأتي ويقول أنني قد سمعت هذه الفتوى من الشيخ رحمه الله تعالى.
لأنني بحثت عنها ولم اجد لها أي أثر!
لكن احقاقًا للحق أن للشيخ ابن باز فتوى وهي:
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم، سماحة الشيخ حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حصل عند بعض الشباب إنكار للتسمي بالأثر والانتساب إلى الأثر، ويقولون: إن هذه النسبة تفرق المسلمين، فهل هذا صحيح أم أنها مجرد نسبة إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلى الحق، وخاصةً أن بعض العلماء الأعلام كالحافظ العراقي تسمى بذلك، هل صحيح أنكم تراجعتم عن التسمي بذلك؟
(لا أعلم حرجاً في ذلك، إذا قال أنه أثري أو يحكي عن فلان أنه أثري إذا كان صحيحاً، إذا كان يعتمد الأحاديث النبوية والسنة المطهرة، ويسير على نهج السلف الصالح فإنه يقال أثري أو يقال من أهل السنة والجماعة، كل هذا لا حرج فيه ودرج عليه أهل السنة، إذا كان صادقاً في ذلك. معنى هذا أن سماحتكم لم يتراجع؟ أنا ما تسميت الذي سماني بعض الناس، ما قلت عن نفسي أني أثري، إنما بعض الناس قال عني ذلك. ووجد في بعض الكتب؟ قال عني بعض الناس ذلك، أما أنا أقول نعم، أنا إن شاء الله من أهل السنة والجماعة، وأنا إن شاء الله أثري أقوله الآن) انتهى ..
ومع ذلك فالشيخ الإمام عبد العزيز بن باز أنكر أنه سمى نفسه بالأثري من ورعه رحمه الله تعالى والبعد عن تزكية النفس، في حين الفتوى السابقة المزعومة تقول أنها تزكية واجبة!!!!
حتى عند وصف نفسه مرة واحدة بالأثري استثنى وقال: (أنا إن شاء الله أثري).
في حين ان كثير من طلبة العلم لا يجدون أي حرجً في التسمي بالسلفي والأثري وكأنه يفعل فعل الصحابة رضي الله عنهم ظاهرا وباطناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 06:11]ـ
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
4 - العلامة المحدث الشيخ محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله.
سئل الشيخ الألباني عن هذا الموضوع ونص السؤال "لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب. قال: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك ".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: (لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي) وكأنه يقول: (لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك).
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه. . . ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: (أنا سلفي) ". [مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ90] (التحفة المهدية ص 34).
الشيخ الألباني له فتوى ناقضة لهذه الفتوى، حيث قال فيها كما ذكره الشيخ أبواسحاق الحويني في شرح صحيح البخاري أنها ((التسمي بالأثري موضة عصرية)).
وكان الواجب نقل الفتوى الموافقة للكتاب والسنة والعقل الصحيح.
وليس نقل الفتوى المخالفة للكتاب والسنة وليس فيها أي دليل عقلي!
والسؤال أصلاً والله تعالى أعلم لعله استفز الشيخ فأجاب بمثل هذه الفتوى!
ومن من السلف الصالح استدل بهذا الحديث: [نعم السلف أنا لك] في التسمي بالسلفي؟!!
من الذي روته أليست أم المؤمنين عائشة؟
هل سمت نفسها عائشة السلفية، والنبي صلى الله عليه وسلم كان سلف لها بنص الحديث؟!
هل سمت سيدتنا فاطمة رضي الله عنه نفسها " فاطمة السلفية " مع أن النبي صلى الله عليه وسلم نعم السلف لها بنص الحديث؟!
هل احد من الصحابة رضي الله عنهم كلهم تسمى بالسلفي بناء على هذا الحديث؟!!
هل احد من الأئمة استدل بهذا الحديث على جواز التسمي بالسلفي!!
لا يوجد في المسلمين من أولهم لاخرهم في عصورهم من تسمى بالسلفي الا حوالى سبعة أشخاص في كتاب الأنساب كما ورد لنا والله تعالى أعلم!!
وهناك من العلماء أنكر هذه التسمية الشخصية، مثل الشيخ الفوزان، الذي قال بالنص لا أصل لها،، فهل تقول بناء على هذه الفتوى أن الشيخ الفوزان من مدعي العلم؟!
والدليل العقلي الذي استدل به الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، ليس صحيحاً لأن هذه التسمية دخلتها أهل البدع والأهواء!
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل طائفة ممن تسمى نفسها بالسلفية الآن، تطعن في اختها إلا من رحم الله تعالى.
والإختلاف وصل بينهم في العقيدة!
فتسميتك انا فلان السلفي، على الفور قد يتبادر للناس إما أنك من اهل الحق.
وإما أنك من الخوارج!
وإما أنك من المرجئة!
وإما أنك من الحزبيين!
وإما انك من غلاة التجريح!
فليس فيها أي تمييز الآن،، لأنها دخلتها أهل البدع والأهواء!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 06:17]ـ
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
5 - الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى " فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي ".
شرح العقيدة الواسطية (1/ 45) (التحفة المهدية ص 26).
وقال في شرح العقيدة السفارينية الشريط الأول ما نصه: "من هم أهل الأثر؟ هم الذين اتبعوا الأثار، اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف.
الشيخ العلامة ابن عثيمين:
الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح، لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون) .. انتبهوا للفَرْق!!
هناك طريق سلف، وهناك حزب يُسمى (السلفيون) .. المطلوب إيش؟ اتباع السلف.
قال العلامة العثيمين:
يُستفاد من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:\" إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي .. \"، أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة؛ لا تنتمي إلى حزب.
هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان: خوارج .. معتزلة .. جهمية .. شيعة بل رافضة ..
ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون .. وسلفيون .. وتبليغيون .. وما أشبه ذلك.
كل هذه الفرق اجعلها على اليسار، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: \" عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين\".
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين) ..
الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح، لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون) .. انتبهوا للفَرْق!!
هناك طريق سلف، وهناك حزب يُسمى (السلفيون) .. المطلوب إيش؟ اتباع السلف.
لماذا؟ لأن الإخوة السلفيين، هم أقرب الفرق للصواب، لا شك .. لكن مشكلتهم كغيرهم، أن بعض هذه الفرق يُضلل بعضاً، ويُبدّعهم، ويُفسّقهم .. ونحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة .. الواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون بيننا كتاب الله- عز وجل – وسنة رسوله، فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء، و الآراء، ولا إلى فلان أوفلان .. كلٌّ يخطيء ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة، ولكن العصمة في دين الإسلام.
فهذا الحديث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلى سلوك طريق يسلم فيه الإنسان، لا ينتمي إلى أي فرقة؛ إلا إلى طريق السلف الصالح، بل سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، و الخلفاء الراشدين المهديين.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 06:35]ـ
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
7 - الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى:
قال الشيخ صالح الفوزان في كتابه البيان (ص 130) ما نصه:
". . . فهذان الحديثان يدلان على وجود الافتراق والانقسام والتميز بين السلف وأتباعهم وبين غيرهم.
والسلف ومن سار على نهجهم مازالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة، ويسمونهم أهل السنة والجماعة، وأتباع السلف الصالح، ومؤلفاتهم مملوءة بذلك، حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف ".
وقال أيضاً (ص 156): ". . . كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة؟! وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة، وحق وهدى؟!
قال تعالى:
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم. .}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين. . .).
فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في المصدر السابق ص (133) في رده على قول البوطي: "إن السلفية لا تعني إلا مرحلة زمنية ".
قال: "ونقول: هذا التفسير للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة تفسير غريب وباطل، فهل يقال للمرحلة الزمنية بأنها سلفية؟! هذا لم يقل به أحد من البشر، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) الحديث، فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية، ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها: (إنها في النار إلا واحدة).
ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف، وتسير عليه، فقال: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي. . .) فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة، وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار. . . ".
وقال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان (التحذير من البدع) الشريط الثاني، وذلك جواباً على سؤال نصه:
"فضيلة الشيخ. هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟.
قال في الجواب: السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً، وإنما هم جماعة، جماعة على السنة وعلى الدين، هم أهل السنة والجماعة، قال صلى الله عليه وسلم: (لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم)، وقال صلى الله عليه وسلم: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا من هي يارسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم ". (المصدر السابق).
8
قبل أي شىء:
هذا رد علي الحلبي الأثري على سماحة الشيخ الوالد العلامة صالح الفوزان لإنكاره التسمي بالسلفي وليته استدل بالكتاب والسنة!!
قال علي الحلبي: ((وأما ما نقله بعض الإخوة ممَّا فُهم منه أنه - (قد) يُخالف ظاهرُهُ شيئاً مِن هذا الكلام! - وذلك عن
فضيلة الشيخ صالح الفوزان –نفع اللهُ به- فإنَّ وجهَ الحقِّ فيه –إن شاء الله- ما ذكره شيخ الإسلام
ابن تيميّة –رحمه الله- في «مجموع الفتاوى» (4/ 149) -حيث قال-:
«لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛
فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً.
فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً: فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً.
وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن: فهو بمنزلة المنافق.
فتُقْبَل منه علانيته وتُوَكّل سريرته إلى الله؛ فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم».)) انتهى ..
---------------
الشيخ صالح الفوزان يقول:
أن التسمي بالسلفي " لاأصل له، وتزكية للنفس، وفيه إتهام للأخرين بأنهم ليسوا على منهج السلف.
سؤال / فضيلة الشيخ ما رأي سماحتكم في التسمي بالسلفية أو بفلان السلفي أو الأثري أو نحو ذلك من الألقاب؟
الجواب /
(هذا تزكية للنفس)
الإنسان يحرص على إتباع السلف، والإقتداء بهم، ولا يسمي نفسه سلفياً لأن فيه تزكية للنفس
وأيضاً هذا فيه إتهام الآخرين بأنهم ليسوا سلفيين
يترك هذا الأمر الذي يثير الناس ويسبب أن الإخوان يحصل بينهم سوء تفاهم، ((ما أنا سلفي إلا أنت!!!))
يجب ترك هذه الأمور
نسير على منهج السلف وندرسه، وندعوا إليه دون أن نصف أنفسنا أننا سلفيين، لأن هذا يعرف بدون أننا نقوله
يعرف
من صار على منهج السلف فهو معروف ولو لم يقل أنا سلفي
نعم
--------
سؤال /
ثم سُئل حفظه الله: يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله:
بعض الناس يختم اسمه بـ (السلفي) أو (الأثري)، فهل هذا من تزكية النفس؟ أو هو موافق للشرع؟
*******
الجواب /
المفروض أن الإنسان يتبع الحق، المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق ويطلب الحق ويعمل به، أما أنه يُسمى بـ (السلفي) أو (الأثري) أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا، الله يعلم سبحانه وتعالى (قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم).
التسمي: (سلفي)، (أثري) أو ما أشبه ذلك، هذا لا أصل له، نحن ننظر إلى الحقيقة، ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى.
قد يقول إنه (سلفي) وما هو بسلفي (أثري) وما هو بأثري، وقد يكون سلفياً وأثرياً وهو ما قال إني أثري ولا سلفي.
فالنظر إلى الحقائق لا إلى المسميات ولا إلى الدعاوى، وعلى المسلم أنه يلزم الأدب مع الله سبحانه وتعالى.
لما قالت الأعراب آمنا أنكر الله عليهم: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) الله أنكر عليهم أنهم يصفون أنفسهم بالإيمان، وهم ما بعد وصلوا إلى هالمرتبة، توُّهُم داخلين في الإسلام.
أعراب جايين من البادية، وادعوا أنهم صاروا مؤمنين على طول! لا .. أسلَموا دخلوا في الإسلام، وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئاً: (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) كلمة (لمّا) للشيء الذي يُتوقع، يعني سيدخل الإيمان، لكن أنك تدعيه من أول مرة تزكية للنفس.
فلا حاجة إلى أنك تقول أنا (سلفي) .. أنا (أثري) أنا كذا .. أنا كذا، عليك أن تطلب الحق وتعمل به، تُصلح النية والله هو الذي يعلم سبحانه الحقائق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 06:44]ـ
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
10 - الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله
قال الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله ـ في الصفات الإلهية ص (64ـ65): "ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه وبطبيعة الدعوة إليه. فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين. بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة وهم أصحاب هذا المنهج وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة من قوله صلى الله عليه وسلم: (لاتزال طائفة من أمتى منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم) ". (التحفة المهدية ص 37 - 38).
هذا هو الإستدلال بأقوال العلماء؟!
االشيخ يتكلم عن السلفية كمنهج ولا يتكلم عن التسمي بالسلفي ...
ولا ادري ما علاقة هذه الفتوى بالتسمي بالسلفي؟!
انظر كيف أنكر الشيخ محمد آمان الجامي رحمه الله تعالى التسمي بالسلفي بل ووصفه بأنه: ((اسلوب رخيص))!!
-----------
فتوى الشيخ محمد آمان الجامي بأن التسمي على نحو " فلان بن فلان السلفي " إسلوب رخيص "
السؤال:
إطلاق كلمة سلفي، شخص يكتب في كتابه: فلان بن فلان أبو فلان السلفي، وآخر فلان بن فلان أبو فلان الأثري؟
الجواب:
لا داعي لهذا الكلام لماذا؟؟ هذا عبارة عن حب الشهرة وفيه نوع من الرياء، وما كان سلفنا يستعملون هذا بإمكانى أن أقول مثلا عندما أتحدث عن بعض مشايخنا كالشيخ عبد العزيز بن باز العالم السلفي فهذا معقول تعريف وذكر واقعة، لكن أكتب في كتابي أقول فلان بن فلانا بو فلان السلفي لماذا؟؟؟ ماذا تريد من هذا؟؟ لا ينبغي لطلابنا أوشبابنا أن يستعملوا هذا الإسلوب، (إسلوب رخيص) وغير معروف عند السلف ولا ينبغي أن تقفوا موقف من يحب الشهرة والظهور، إحمد ربك الذي وفقك لهذا المنهج وتواضع لله ولا تحب أن تشهر بين الناس سلفي مش سلفي .. لا بل أنت سلفي لكن بلاش من هذه الألقاب، ما فيش داعي لماذا؟؟
أنصح شبابنا عدم إستعمال هذا الإسلوب لأنه:
أولا: غير معهود عند مشايخكم وعند سلفكم.
ثانيا: يدل على معنى غير سليم
ولكن السلفية منهج والسلفية ليست كالألقاب الحديثة التي تجددت الآن الإخوان المسلمين السروريين والتحريري والتبليغي .. لا فهذه أساليب حديثة رخيصة جاءت ووفدت على هذه المنطقة، محدثة ولكن السلفية منهج، فهي منهج قديم لذلك كونك سلفي واجب لأن السلفية هى المفهوم الصحيح للإسلام، السلفية خذوها هكذا صريحة المفهوم الصحيح للإسلام عقيدة وشريعة فهذه السلفية لأن معنى ذلك نسبة إلى السلف، السلف الذين مدحهم الله، الله في كتابه مدح السلف، إفهم لأن السالف والسابق بمعنى واحد في قوله تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) التوبة (100) هم السلف وأنت إن إتبعتهم لك ما لهم وإن خالفتهم فأنت خلفي خلفي افهم هذا ولكن، ولكن التلقيب تلقب نفسك في كل مناسبة لا ليس ذلك من سمات السلف. أ هـ " الأسئلة الذهبية "
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 07:52]ـ
اقوال أهل العلم في التسمي بالسلفية
12 - فضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى
قال فضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى تحت عنوان الانتساب
إلى السلفية:
"فإن كثيرًا ممن يَدَّعُون أنهم أهل السنة والجماعة وأنهم على الهدى يَشْمَئِزُّون من الانتساب إلى السلفية؛ وحتى تطمئنَّ قلوبهم إلى هذه النسبة ـ أعني الانتساب إلى السلفية ـ وتقوَى عزيمتُهم؛ لأن ما وقر في قلوبهم من الاشمئزاز منها فهي وسوسة شيطانية، وقوَّاها في قلوبهم ضعفُ العزيمة وقلَّة الفقه في الدين؛ فلو كانت عزائمهم قوية، وتحصيلهم من الفقه في الدين قويًّا ما اشمئزُّوا من ذلك، ولم يجدوا في أنفسهم غضاضة منه. فنقول لهم:
أولا: جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك: من ذلكم: قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها: ((فنعم السلف أنا لك)).
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الثاني: أن هذه النسبة لم تكن محدَثة، بل هي من عهد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيقال لهم: السلف. وكلمة (السلف) دارجةٌ عند أئمة هذه الملة أهل السنة والجماعة؛ ويزيد هذا وضوحًا: الإجماع على صحة الانتساب إلى السلفية، وأنه لا غضاضة في ذلك؛ واسمعوا حكاية الإجماع: قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ: ((لا عيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه؛ بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا …)) إلخ العبارة. وراجعوها ـ إن شئتم ـ في الصفحة التاسعة والأربعين بعد المائة، من المجلد الرابع من ((مجموع الفتاوى)) لابن قاسم؛ فهذا عَلَمٌ من أعلام منهجنا المشهود لهم بجلالة القدْر والسابقة في الفضْل ينقل الإجماع؛ ومَن هو ابن تيميه إذا نقل الإجماع؟، إنه حجة في نقل الإجماع، ضمن قِلة من أهل العلم يُحتج بهم في نقل الإجماع.
فيا شباب الإسلام خاصة ويا أيها المسلمون عامة لا يكوننَّ في صدوركم حرجٌ من الانتساب إلى السلفية، بل ارفعوا بها رؤوسكم، واصدعوا بها، ولا تأخذكم في ذلك لومة لائم.
وأزيدُكم شيئا آخر: ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في المصدر السابق وبالتحديد في الصفحة ـ على ما أظنّ ـ الخامسة والخمسين بعد المائة أن ((من علامات البدع: ترك انتحال السلف الصالح))؛ فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره الانتساب إلى السلفية؛ لأن السلفية ليست مجرَّد نسبة، بل السلفية: تجريد إخلاص لله وتجريد متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فالناسُ يا بَنِيَّ حزبان: حزب الرحمن، وحزب الشيطان؛ فحزب الشيطان: الكفار والمنافقون نفاقا اعتقاديًّا، وحزب الرحمن هم المسلمون اللذين لم يَرْكَبوا ما يُخرجهم من مسمى الإيمان إخراجا كاملا. وخالصوا حزب الرحمن: اللذين لم يَضلوا ولن يَضلوا ولم يتنكبوا جادة الهدى والحق في كل زمان ومكان، ولم يجتمعوا على ضلالة هم السلفيون، أهل السنة والجماعة، الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية". (أصول وقواعد في المنهج السلفي ص 7/ 8
على كلام الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى، لما ذكر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية:
((من علامات البدع: ترك انتحال السلف الصالح))
وبتفسير الإنتساب للسلف الصالح وانتحال السلف الصالح كما يفسره الأخ أبو فهر السلفي من التسمي بفلان السلفي ...
فيكون شيخ الإسلام ابن تيمية مبتدع!!
لأنه لم يسمي نفسه تقي الدين السلفي!!
بل ملايين العلماء بل المليارات من علماء المسلمين على مدار أربعة عشر قرنًا كلهم من أهل البدع لأنهم لم يتسموا بالسلفي!!
بما فيهم الأئمة الأربعة ومن على شاكلتهم وشيخ الإسلام وتلاميذه والإمام محمد ابن عبد الوهاب وتلاميذه وابن باز وابن عثيمين والفوزان والجبرين والراجحي كل هؤلاء في نظرهم من أهل البدع لأنهم لم يتسموا بالسلفي!!
وترك الإنتساب وانتحال السلف الصالح الذي يفسرونه بالتسمي بفلان السلفي هو المعيار للمؤمن من المبتدع!
والفرقة الناجية هي عبارة عن سبعة أو عشرة أشخاص تسموا بالسلفي على مدار أربعة عشر قرنًا من الزمان!!!
وما ذكره الشيخ عبيد من أن هذه النسبة وتفسيرها بالتسمي بالسلفي كانت معروفة عند الصحابة فليس بصحيح ولا دليل عليه!
وكنا ننتظر من الشيخ عبيد أن يذكر لنا دليل واحد من فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو فعل من تبعه بإحسان من بعدهم لكن الظاهر لم يجد شىء إلا الإستدلال بنفس الكلام المبتور الذي ينقله القوم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ..
بل والأعجب أنه ادعى الإجماع على جواز التسمي بالسلفي ونسبه لشيخ الإسلام ابن تيمية!!
ولا أدري أي اجماع هذا ليس له أصل واحد في كتاب الله عز وجل ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم!!
بل فعل السلف الصالح على خلافه!!
وأي إجماع هذا لم يفعله إلا عشرة أو أكثر من علماء المسلمين على مدار أربعة عشر قرنًا!!
والملايين من علماء المسلمين على خلافه!!
واستدلال الشيخ عبيد الجابري على جواز التسمي بالسلفي بحديث (نعم السلف أنا لك) لا يصح ... وهو تعسف في الإستدلال!!
إذ أن ما في أحد من سلفنا الصالح على مر الزمان استدل بهذا الحديث ليخرج عن دعوى الإسلام ويخترع اسم جديد غير اسم الإسلام!! ويتسمى به!
كما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر: بأنه هو نعم السلف سبقها بكلمة " نعم " للمدح، ويفهم من كلامه صلى الله عليه وسلم أنه فيه نعم السلف، وفيه بئس السلف.
فيوجد سلف صالح وسلف طالح، ويجب تقييد كلمة السلف بالسلف الصالح ..
فهل سيقولون: فلان السلفي الصالحي؟!
وهذا الإستدلال يستطيع أن يفعل مثله أي أحد وتكثر الفرق ومسمياتها وسط جماعة المسلمين!
فسيأتي من يقول نحن فرقة المحمدية ويستدلون بقول الله عز وجل: {محمد رسول الله}.
وياتي من يقول نحن الماحية،، ويستدلون بقول النبي صلى الله عليه وسلم انا الماحي.
وياتي من يقول نحن جماعة الخيرية ويستدلون بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا خيركم لأهلي " والتلبيغيون يقولون: بلغوا عني ولو آية!
وتكثر الفرق والمسميات والخروج عن دعوى الإسلام بأسماء ليست شرعية!
وهذا على غير مراد الشريعة التي حثت على التسمي بالمسلمين والأسماء الشرعية.
وهذا ما فعله سلفنا الصالح رضي الله عنهم ولم يخرجوا عن الأسماء الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 08:20]ـ
بارك الله فيك ..
إذا وقف الباحث كشرطي المرور الذي فسدت إشارته فصار يقبل النص الذي يوافقه فيجعله محكماً ويرد النص الذي يخالفه بزعم أنه متشابه = فقد حام حول حمئة الهوى ..
والحال أنه جميع الكلام محكم والشيخ يقصد بالانتساب كل ما يقال له انتساب في العربية سواء كان بالجملة (أنا على مذهب السلف) أو بياء النسبة التي استعملها هو نفسه في عدد من النصوص ..
ونص الشيخ بجواز الانتساب مع استعماله لهذه النسبة يبطل دعوى أن ذلك من المتشابه ..
وإنما الحال: أنك أخي الكريم لم تتصور مراد الشيخ وإنما خيلت في نفسك مراداً له فصرت واقفاً بعصى التحكم تقول هذا محكم وهذا متشابه ..
أما المنهج العلمي فيقول بأن هذا تحكم محض منك وأن التسمي بالسلفية والانتساب إليها جائز عند الشيخ بالنص والاستعمال، إنما الممنوع عنده وعند غيره أمران:
الأول: أن يكون ذلك نفاقاً لا يوافق الباطن ..
الثاني: أن يكون في النسبة تحزب على أمر زائد عن الحق ..
أما إذا كانت النسبة مطابقة للمعنى الحق وليس فيها تحزب على أمر زائد عن الحق = فلا ينازع الشيخ ولا غيره في جوازها ..
ومن أقام المعارضة بين نهي الشيخ عن التحزب على الأسماء غير المنصوصة وبين حل التسمي بما لا يُتحزب عليه بمجرده وإنما التحزب على المعنى الحق الذي تحته = فالعيب منه وفيه لا من النصوص ..
والانتساب عند الشيخ ثلاث مراتب كما في قوله: ((فهذان الاسمان المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة وسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل وفي هذا، وانتساب الرجل إلى المهاجرين أو الأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذي يقصد به التعريف فقط، كالانتساب إلى القبائل والأمصار، ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يفضي إلى بدعة أو معصية أخرى)).
وهذا نص في أن الانتساب المكروه والمحرم عند الشيخ هو فقط ما يفضي إلى بدعة أو معصية ..
وحتى الصنفان الأولان إذا دخلهما التحزب على أمر زائد عن الحق=منعا ..
ولكن لا يمنع الانتساب للاسم لمجرد كونه لم يرد، بل بنص كلام الشيخ يباح الانتساب للاسم ولو لم يرد مالم يقترن بذلك تحزب وعصبية على غير الحق، وقد يدخل الاستحباب هذه النسبة المباحة إن تضمنت معنى حسناً هو من الحق الذي يُتحزب عليه كالسلفية، فيكون ذلك بطريق القياس لا النص ..
قلت: ((أن التسمي بالسلفي جائز عند شيخ الإسلام بالنص والإستعمال!!))
بخصوص: ((النص)) مخالفك لا يسلم لك بذلك ويتبع المحكم من كلام شيخ الإسلام الموافق للكتاب والسنة.
وبخصوص: ((الإستعمال)) ...
اثبت ان شيخ الإسلام ابن تيمية تسمى بابن تيمية السلفي!!
أما قولك: ((فلا ينازع الشيخ وغيره في جوازها))
هذه دعوى عريضة منك أنك تقول أن ما في أحد يختلف على جواز التسمي بغير الأسماء الشرعية لإظهار الإسلام
ولو تأملت أنك بذلك تقول بجواز الخروج عن دعوى ومسمى الإسلام باي اسم طالما أن المنهج صحيح،، فلو تسمت أى طائفة حتى ولو تسمت: (القدرية – الروافض – الزيدية – الأشعرية) طالما أن منهجهم هو المنهج الصحيح، فعندك: أنه لا احد من علماء المسلمين ينكر ذلك الامر!!!
وهذا معلوم بطلانه لمن قرأ القرآن الكريم، وعلم حث الشريعة على الترابط والإعتصام وعدم الخروج عن مسمى الإسلام.
والفتاوى السابقة لو لم فيها إلا قول العلامة الفوزان: التسمي بالسلفي أو الأثري لا أصل له، لكفى لكي ينقض دعواك العريضة!!،، ولكن سأنقل لك إن شاء الله تعالى قول ميمون بن مهران:
قال ميمون بن مهران: ((إياك وكل شيء يسمى بغير الإسلام)) الإبانة الكبرى لابن بطة.
لا ادري ماذا ستقول بعد ذلك؟
هل ستتبرأ من دعواك العريضة؟!
أم كل شىء عندكم له تأويل؟!
وهذا شرح العلامة الشيخ: عبد العزيز الراجحي لحديث ميمون بن مهران حتى لا نذهب للتأويل!
فإن قلت أن العلامة الشيخ الراجحي يخطىء ويصيب،، نقضت دعواك بنفسك من أنه لا أحد من العلماء ينازع في جوازها إن كانت على منهج سليم!!
قال الشيخ الراجحي:
((وقال ميمون بن مهران: إياكم وكل اسم يسمى بغير الإسلام.
رواه المصِّنف في الكبرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تحذير من ميمون بن مهران -رحمه الله- من البدع، قال: "إياكم وكل اسم يسمى بغير الإسلام" لأن كل اسم يسمى بغير الإسلام فهو بدعة، مُبْتَدَع، فكل اسم تسمى بغير الإسلام معناه تجاوز الإسلام، وتجاوز وصار حدثا في دين الله، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد فهذا فيه تحذير من البدع، نعم)) اهـ.
قلت: ومن أقام المعارضة بين نهي الشيخ عن التحزب على الأسماء غير المنصوصة وبين حل التسمي بما لا يُتحزب عليه بمجرده وإنما التحزب على المعنى الحق الذي تحته = فالعيب منه وفيه لا من النصوص ..
التسمي بالسلفي من الأسماء الغير منصوصة، وشيخ الإسلام نهى بصريح العبارة عن التسمي بغير الأسماء الشرعية حيث قال والتكرار للفائدة: ((فلا تعدل عن الأسماء التي سماها الله عز وجل لنا))
والتحزب واقع بالتسمي بالسلفي:
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
((ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين) .. ))
وقال العلامة ابن عثيمين أيضًا: ((هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان: خوارج .. معتزلة .. جهمية .. شيعة بل رافضة .. ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون .. وسلفيون .. وتبليغيون .. وما أشبه ذلك،، كل هذه الفرق اجعلها على اليسار، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين".))
وقال العلامة ابن عثيمين أيضًا: ((ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين) .. الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح، لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون) .. انتبهوا للفَرْق!! هناك طريق سلف، وهناك حزب يُسمى (السلفيون) .. المطلوب إيش؟ اتباع السلف.))
قال العلامة الشيخ عبد العزيز الراجحي:
((يعني مثلا: الفِرَق، مثل الفرق والطوائف، ينبغي للإنسان أن يكون انتسابه إلى الإسلام، وأن يجتمع المسلمون تحت فرقة لواء واحد، يقول: أنا من أهل السُنَّة والجماعة، أنا مسلم؛ إذا قيل مثل ما هو موجود في هذا العصر: هذا يسمى إخوانيا، وهذا يسمى سروريا، وهذا يسمى كذا، يسمى أيش؟ (((سلفيا))) ... (((كل هذه الأسماء مفرقة)))، الواجب على الإنسان اتباع الكتاب والسُنَّة، وأن ينضووا تحت الإسلام، تقول: أنا مسلم، أنا متبع للكتاب والسُنَّة، أنا من أهل السُنَّة والجماعة، الانتساب للسنة والجماعة، والسلف كذلك من سلف الأمة، سلف الأمة هم أهل السُنَّة والجماعة، أنا متبعٌ لآثار السلف، أنا من أهل السُنَّة والجماعة))
فانظر كيف بين العلامة الشيخ الراجحي الإنتساب للسلف الصالح؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 08:24]ـ
كلام الشيخ هو في الخروج المستلزم للتعصب على مجرد هذا الاسم وإلا فالشيخ يقسم النسبة فيجعل منها نسبة مباحة منها السلفية التي نص على جواز الانتساب بها بل وفعله هو رحمه الله، وأما المحرم من أوجه الانتساب فهو فقط ما أدى لمعصية أو بدعة وهذا نص كلامه المبين لمراده والحمد لله وحده ..
وهل تزيد السلفية على هذا؟؟
إنما الانتساب للسلفية من جنس المباحات، ولا يرتبط بمجرد النسبة ثواب ولا استحباب، وإنما يدخل الثواب والاستحباب على صاحب هذه النسبة من بابين:
الأول: دلالة هذه النسبة على ما تحتها من معنى التمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وتجافيه عن المتجافين عن مذهب السلف.
الثاني: قصده الحسن في التعلق بالانتساب لأصحاب رسول الله.
فالأول من شرف القول المنتسب إليه والثاني من شرف القائل المنتسب إليه.
وهذان البابان منفكان عن مجرد اسم السلفية؛ لذا لو قدر أن كان في لسان الناس اسم آخر يدل على نفس المعنى لدار معه المعنى وبالتالي يدور الثواب، أم مجرد اختيار هذا البناء (السلفية) فمباح لا غير ..
هو نفس الدليل على التسمي بالمصري ..
فهل من تسمى بالمصري قد خرج عن قول الله عز وجل: {هو سماكم المسلمين}؟
وهل من انتسب نسبة يلزم من هذا الانتساب إبطال نسبة أخرى والخروج عنها؟
هذا لم يقل به واحد من أهل العلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقلت: والانتساب عند الشيخ ثلاث مراتب كما في قوله: ((فهذان الاسمان المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة وسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل وفي هذا، وانتساب الرجل إلى المهاجرين أو الأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذي يقصد به التعريف فقط، كالانتساب إلى القبائل والأمصار، ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يفضي إلى بدعة أو معصية أخرى)).
الجواب:
سبحان الله تستدل بكلام شيخ الإسلام لتنقض ما قررته في كلامك!!
لتحرير كلام شيخ الإسلام بالنصوص التي نقلتها أنت!!
[1] الإنتساب إلى المهاجرين والأنصار انتساب حسن محمود
[2] الإنتساب إلى القبائل والأمصار مباح ويقصد به التعريف فقط!
[3] الإنتساب إلى السلفية كما تزعم أنت بتسميك بالسلفي هو اعلان المتسمي بأنه على الحق.
حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((فإن كان موافقًا له باطنًا وظاهرًا، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنًا وظاهرًا))
وقال كما ذكر الشيخ عبيد الجابري وتفسره انت بانه التسمي بالسلفي:
((علامة اهل البدع ترك انتحال السلف الصالح))
وبالتالي: في المقابل علامة أهل الإيمان انتحال السلف الصالح وبتفسيرك أنت هو التسمي بالسلفي!
إذن فتسميك بالسلفي الذي نفسره بالإنتساب للسلف وتنسبه لشيخ الإسلام هو عند شيخ الإسلام اعلان من المتسمي بالسلفي بأنه على الحق ظاهرًا، وليس هو مجرد تعريف كالتسمي بالمصري كما قلت!!
ففرق بين أن يكون شعار الإنسان هو اعلانه بأنه على المنهج السليم في الدين!!
وبين أن أتسمى بالمصري لمجرد التعريف الذي بينه شيخ الإسلام بأنه مباح ..
فلماذا هذه الحيدة وفقك الله تعالى للحق ...
لماذا لا تعترف بأن الأصل في التسمي لإظهار الدين والمنهج هو الحظر إلا بدليل شرعي؟
لأنك تعلم أن الإعتراف بذلك سيكون نتيجته هو الحكم على التسمي بالسلفي بأنه بدعة!
وأنا أوفر عليك كل هذا الجدال من أوله لآخره ...
إن كانت نيتك في التسمي بالسلفي هو كونه اسم من الأسماء المباحة الذي بمعنى القديم وليس له علاقة بإظهار المنهج في الدين فلا يسعنا إلا أن نقول هذا الأمر مباح ولا أحد يستطيع أن ينكر عليك ..
أما إن كان يا أخى القصد من هذا التسمي إظهار المنهج السليم في الدين فعندئذ لا يسعنا إلا أن نخبرك بقول الله عز وجل: {هو سماكم المسلمين} وأن هذا الاسم ليس بناقص ولا موهم ولا مطاطي بل هو اختيار رب العالمين، ونذكرك بأمر النبي صلى الله عليه وسلم: (تسموا باسم الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله).
ونذكرك بأن هذه التسمية لم يفعلها أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان الفرقة الناجية هي ما عليه أن اليوم وأصحابي.
ونقول لك أن التسمي بالسلفي إحداث في دين الله عز وجل وبدعة.
وأنت تعلم وكل الناس تعلم أن كل من يتسمى بالسلفي يريد بذلك اظهار المنهج السليم في الدين بالتسمية التي اخترعها!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 09:49]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
لا خلاف في جواز التسمي بالسلفي إذا احتاج المسلم إلى ذلك، باختلاف الزمان والمكان، والله أعلم.
لكن الأمر كل الأمر إذا أصبح الانتساب إلى السلفية مفرقا للأمة، فيوالى ويعادى على الاسم لا على حقائق الأمور.
وأنت تعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أصحابه بترك دعوى الجاهلية المنتنة؛ وهي التحزب والتعصب على اسمي المهاجرين والأنصار، مع أنهما اسمان شرعيان، فما بالك بغيرهما.
والناظر إلى واقع المسلمين اليوم يجد أن المتسمين بالسلفية - إلا من رحم ربك - جماعة وحزب من الجماعات والأحزاب الإسلامية، فيهم ما في غيرهم من الولاء والبراء على مجرد الانتساب إلى جماعتهم، وكأنها الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وغيرها من فرق البدع والضلال، والله المستعان.
وفي نظري أن اسم السلفية لا يبلغ إلى مستوى اسم الإسلام والسنة والجماعة، وإلا كان قد ورد ذكره في نصوص الكتاب والسنة.
ومن هنا تعلم أن السلفية (= فهم السلف الصالح للكتاب والسنة) هي فهم للإسلام، نعم هي أقرب الفهوم إلى الصواب، لكن لا يمكن أن نقول أن السلفية هي الإسلام، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه مجرد خاطرة خطرت عن ذهن عليل، وعبر عنها بيان كليل، فالمرجو منك التأمل فيها بعين الرضا، والإفادة عما فيها من خلاف الصواب والجادة.
وفقنا الله جميعا لما فيه رضاه، وهدانا لما اختلف فيه من الحق.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 10:18]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
لا خلاف في جواز التسمي بالسلفي إذا احتاج المسلم إلى ذلك، باختلاف الزمان والمكان، والله أعلم.
لكن الأمر كل الأمر إذا أصبح الانتساب إلى السلفية مفرقا للأمة، فيوالى ويعادى على الاسم لا على حقائق الأمور.
وأنت تعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أصحابه بترك دعوى الجاهلية المنتنة؛ وهي التحزب والتعصب على اسمي المهاجرين والأنصار، مع أنهما اسمان شرعيان، فما بالك بغيرهما.
والناظر إلى واقع المسلمين اليوم يجد أن المتسمين بالسلفية - إلا من رحم ربك - جماعة وحزب من الجماعات والأحزاب الإسلامية، فيهم ما في غيرهم من الولاء والبراء على مجرد الانتساب إلى جماعتهم، وكأنها الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وغيرها من فرق البدع والضلال، والله المستعان.
وفي نظري أن اسم السلفية لا يبلغ إلى مستوى اسم الإسلام والسنة والجماعة، وإلا كان قد ورد ذكره في نصوص الكتاب والسنة.
ومن هنا تعلم أن السلفية (= فهم السلف الصالح للكتاب والسنة) هي فهم للإسلام، نعم هي أقرب الفهوم إلى الصواب، لكن لا يمكن أن نقول أن السلفية هي الإسلام، والله أعلم.
هذه مجرد خاطرة خطرت عن ذهن عليل، وعبر عنها بيان كليل، فالمرجو منك التأمل فيها بعين الرضا، والإفادة عما فيها من خلاف الصواب والجادة.
وفقنا الله جميعا لما فيه رضاه، وهدانا لما اختلف فيه من الحق.
أحسن الله تعالى إليك أخي الكريم ..
إن كان المقصود بالسلفية هو اتباع السلف الصالح بغض النظر عن الإسم الآن ..
فالسلف الصالح ينقسم لجزئين: ((وحي))، و ((فهم صحيح للإسلام)).
((الوحي)): لأن سلفنا الصالح ابتداء هو النبي صلى الله عليه وسلم وليس الصحابة رضي الله عنهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم السلف أنا لك)) البخاري.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده، قبض نبيها قبلها. فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها. وإذا أراد هلكة أمة، عذبها، ونبيها حي، فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره)) مسلم.
((الفهم الصحيح للإسلام)): هو فهم الصحابة رضي الله عنهم للإسلام الذي أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن قصد بالسلفية اتباع مذهب سلفنا الصالح فلا يقال أنها أقرب للصواب.
بل هي مطلق الصواب لأنها وحي وفهم الصحابة رضي الله عنهم.
ولكن ...
نحن ننتسب لسلفنا الصالح بما كان يفعله سلفنا الصالح ..
ونتبع سلفنا الصالح بما كان يفعله سلفنا الصالح ..
ونتسمى بالأسماء التي اختارها الله عز وجل لنا في كتابه
والتي أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته.
والتي تسمى بها سلفنا الصالح.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 11:03]ـ
وبالتالي: في المقابل علامة أهل الإيمان انتحال السلف الصالح وبتفسيرك أنت هو التسمي بالسلفي!
إذن فتسميك بالسلفي الذي نفسره بالإنتساب للسلف وتنسبه لشيخ الإسلام هو عند شيخ الإسلام اعلان من المتسمي بالسلفي بأنه على الحق ظاهرًا، وليس هو مجرد تعريف كالتسمي بالمصري كما قلت!!
ففرق بين أن يكون شعار الإنسان هو اعلانه بأنه على المنهج السليم في الدين!!
وبين أن أتسمى بالمصري لمجرد التعريف الذي بينه شيخ الإسلام بأنه مباح ..
فلماذا هذه الحيدة وفقك الله تعالى للحق ...
لماذا لا تعترف بأن الأصل في التسمي لإظهار الدين والمنهج هو الحظر إلا بدليل شرعي؟
لأنك تعلم أن الإعتراف بذلك سيكون نتيجته هو الحكم على التسمي بالسلفي بأنه بدعة!
وأنا أوفر عليك كل هذا الجدال من أوله لآخره ...
إن كانت نيتك في التسمي بالسلفي هو كونه اسم من الأسماء المباحة الذي بمعنى القديم وليس له علاقة بإظهار المنهج في الدين فلا يسعنا إلا أن نقول هذا الأمر مباح ولا أحد يستطيع أن ينكر عليك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إن كان يا أخى القصد من هذا التسمي إظهار المنهج السليم في الدين فعندئذ لا يسعنا إلا أن نخبرك بقول الله عز وجل: {هو سماكم المسلمين} وأن هذا الاسم ليس بناقص ولا موهم ولا مطاطي بل هو اختيار رب العالمين، ونذكرك بأمر النبي صلى الله عليه وسلم: (تسموا باسم الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله).
ونذكرك بأن هذه التسمية لم يفعلها أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان الفرقة الناجية هي ما عليه أن اليوم وأصحابي.
ونقول لك أن التسمي بالسلفي إحداث في دين الله عز وجل وبدعة.
وأنت تعلم وكل الناس تعلم أن كل من يتسمى بالسلفي يريد بذلك اظهار المنهج السليم في الدين بالتسمية التي اخترعها!
لا جديد ..
لم تستطع لا أن تأتي بدليل يمنع ..
ولا أن تخرج من مأزق نص ابن تيمية على أن التسمية المحرمة هي ما أفضت إلى معصية أو بدعة ..
أما غير ذلك من الأسامي التي لا تفضي إلى معصية أو بدعة فلن تستطيع أن تأتي لا بدليل على منعها ولا من قائل بمنعها،وستظل واقفاً كشرطي المرور: هذه من المتشابه، وهذه مكذوبة ..
وستظل المسألة بحالها: اسم السلفي مثله مثل أي اسم من الأسماء المباحة لا دليل على منعه، وكونه دليل على أني على الحق لا يغير هذه الحقيقة؛ لأني لم أزعم أن الاسم نفسه متعبد به، ومالم أجعل الاسم نفسه مستحباً = انسد عليك باب البدعة إلى يوم القيامة؛فشرط البدعة هو التعبد، ونحن نقول: متى كان الإنسان على الحق وأراد التعبير عن ذلك بلفظ يفهم منه معنى كونه على الحق= فلا دليل يُحرم عليه ذلك مالم يجعل نفس الاسم واجباً أو مستحباً ..
والذي يمنع ذلك: فعليه أن يحكم ببدعية كل الأسماء (أهل السنة والجماعة-أهل الحديث-أهل الأثر-السني)
نعم. فحتى (أهل السنة والجماعة) لم يثبت لا في الكتاب ولا في السنة هذا الاسم ..
فإن قال: هذا منتزع من حديث كذ وكذا ..
قلنا: لكنه لم يُسق مساق التلقيب ولم يأت التلقيب به لا في الكتاب ولا في السنة، ولا فرق بين انتزاعك له، وبين انتزاعنا نحن لاسم السلفية من السلف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ..
أضف إلى ذلك: أن شرط الاستدلال على البدعة بترك النبي أو الصحابة = هو أن يقوم المقتضى للتسمي وينتفي المانع ومع ذلك لا يتسمون ..
وفي مسألتنا: فإن التغير عما كان عليه السلف وهجر طريقهم وترك الانتساب إليهم وتسويغ مخالفة طريقهم = ذلك حادث بعد زمان الصحابة فلا معنى للكلام عن الابتداع هاهنا أصلاً ..
ومشاركة أخينا فريد المرادي خطأ كلها فالسلفية التي هي فهم الصحابة هي الإسلام كله وليست أقرب الفهوم ..
ويراجع هذا الرابط بداية من المشاركة (14) ففيه فوائد وتقريرات حسنة لهذا الباب: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12419
وقد قررتُ ما عندي ..
وأعتقد أن المسألة واضحة ..
وأن الأخ الكريم ليس عنده إلا أن هذه الفتوى من المتشابه وأن هذه الفتوى مكذوبة، فلا حجة يسوقها، ولا قول عالم يؤيده، وإذا نقل = أخطأ الفهم، وإذا بين له =تحكم ..
اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ..
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 11:55]ـ
وأعتقد أن المسألة واضحة ..
الأخ الكريم .. بارك الله فيك.
اتفق الجميع على: اتباع منهج السلف ظاهرًا وباطنًا.
فلا ثم إشكال بينك وبين مخالفيك حول هذه الجزئية.
ولكن التسمي .. ؟!
- طرف يقول أنه مباح على إطلاق [وكلامه فيه نظر].
- وطرف آخر يقول ببدعيته [وكلامه فيه نظر].
إذ الأمر لا يخلو من:
1 - إعلان الانتساب إلى منهج السلف [وهذا حال وجود أحد المبتدعة، وفي هذه الحالة يكون إعلان الانتساب "قولا" و"الدعوة إليه"، وإلا فاستصحاب الأصل وهو العمل والسير على طريق السلف.].
2 - اتخاذه شعارًا أو تسمية [هكذا بإطلاق، فحكمه الكراهة لأنه يندرج تحت تزكية للنفس].
3 - اتخاذه ساترًا [محض تسمية ولا يتبع السلف، كمن يتسمى بعبدالله وهو ما يعبد إلا عقله].
4 - اتخاذه للإشارة والتعيين إلى أناس بأعينهم تحريضًا للفرقة والتشرذم والتحزب.
فتارة يكون مباحًا ومطلوبًا.
وتارة يكون مكروهًا.
وتارة يكون محرمًا.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 12:18]ـ
الأخ الكريم .. بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
اتفق الجميع على: اتباع منهج السلف ظاهرًا وباطنًا.
فلا ثم إشكال بينك وبين مخالفيك حول هذه الجزئية.
ولكن التسمي .. ؟!
- طرف يقول أنه مباح على إطلاق [وكلامه فيه نظر].
- وطرف آخر يقول ببدعيته [وكلامه فيه نظر].
إذ الأمر لا يخلو من:
1 - إعلان الانتساب إلى منهج السلف [وهذا حال وجود أحد المبتدعة، وفي هذه الحالة يكون إعلان الانتساب "قولا" و"الدعوة إليه"، وإلا فاستصحاب الأصل وهو العمل والسير على طريق السلف.].
فتارة يكون مباحًا ومطلوبًا.
.
أحسن الله تعالى إليك أخي الكريم ..
إن كان القصد بالإنتساب للسلف هو التسمي على نحو فلان السلفي.
كما تعلم حفظك الله تعالى أن أهل البدع والأهواء ظهرت في عصر الخلفاء الراشدين حتى انهم قتلوا الخليفة الراشد عثمان بن عفان والخليفة الراشد علي بن أبي طالب الذين أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالعض بالنواجذ على سنتهم.
ومن من المسلمين ممن كان مع الخلفاء والأصحاب تسمى بفلان السلفي؟
فأهل البدع كانت موجودة في عصر الصحابة رضي الله عنهم حتى قال أبو الدرداء: والله لا اعلم فيهم من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعًا " البخاري.
وأنت تعلم حفظك الله تعالى أن أهل البدع والأهواء ظهرت من بعد الصحابة أيضًا في عصر الأئمة الأربعة ومن بعدهم وشيخ الإسلام ومن بعدهم والإمام محمد بن عبد الوهاب ومن بعده؟
فلماذا أتسمى بشىء مخالف لأمرالنبي صلى الله عليه وسلم لما قال " تسموا باسم الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله "
والمقتضى كان موجود لهذا الفعل في عصر الصحابة والخلفاء ولم يففعلوه ..
وكان موجود في عصر الأئمة الأربعة وما فعلوه ..
وكان موجود في عصر ابن تيمية وما فعله إلخ ...
وكما تعلم أن اتخاذ المباح طريقًا إلى الله عز وجل فهو بدعة.
وكما تعلم أن أخطر أهل البدع دخلت في هذا المسمى والعالم كله أقر بذلك!
فما الذي يجعلنا نخالف التسمية التى اختارها الله عز وجل لنا.
ونخالف امر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ونخالف فعل السلف الصالح؟
وقد قام المقتضى ولم يفعله احد من ملايين علماء المسلمين إلا سبعة أشخاص أو عشرة!
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 12:28]ـ
أخانا الفاضل صدى الذكريات، حفظك المولى ورعاك
الانتساب للأثر في رأيي إقحام هنا، فهو مساو للانتساب للحديث بمعنى أشمل، فالمحدث هو المشتغل بالحديث بغض النظر عن اختلاف الاصطلاح هنا، والأثري هو المشتغل بالآثار، وليس الأمر داخلا في ما نتحدث فيه في هذه البابة إلا إذا قصد بالأثري جماعة معينة.
فما وجه الاقتران بينه وبين السلفية هنا؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 12:54]ـ
لا جديد ..
لم تستطع لا أن تأتي بدليل يمنع ..
ولا أن تخرج من مأزق نص ابن تيمية على أن التسمية المحرمة هي ما أفضت إلى معصية أو بدعة ..
أما غير ذلك من الأسامي التي لا تفضي إلى معصية أو بدعة فلن تستطيع أن تأتي لا بدليل على منعها ولا من قائل بمنعها،وستظل واقفاً كشرطي المرور: هذه من المتشابه، وهذه مكذوبة ..
وستظل المسألة بحالها: اسم السلفي مثله مثل أي اسم من الأسماء المباحة
دليل يمنع؟!
أنت الذي عليك الدليل!!
لأنك خرجت عن دعوى الإسلام ومسمى الإسلام لتظهر دين الإسلام صافيًا نقيًا ..
فأنت لا تتسمى بالمصري لتظهر أنك من مصر!!
بل تتسمى بالسلفي لتظهر أنك متبع لسلفنا الصالح في المنهج والعبادات!
وتتخذ ذلك طريقًا إلى الله عز وجل رضيت أم لم ترضى!
وهذا اختيار رب العالمين هذا هو الأصل.
إن كان ما بيعجبك اختيار رب العالمين فنريد منك الدليل من كلام رب العالمين على اختراعك للتسمي بالسلفي!
والنبي صلى الله عليه وسلم يأمرك ان تذهب لليمين وأنت تريد أن تذهب لليسار
نريد منك الدليل على هذا اليسار!
لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرك: بأن تتسمى باسم الله الذي سمانا به!!
وأنت لا تريد أن تتسمى به
اخترعت لك اسم من عندك ..
اخترع كما يحلوا لك!
لكن نريد فقط الدليل على هذا الإختراع!
الأصل معنا فما الذي معك؟!
اعطنا دليل على الخروج عن مسمى الإسلام ودعوى الإسلام؟!
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
((من أقَرَّ باسم من هذه الأسماء المحدثة فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه.))
عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقول: ((محدثة)) والأخ يقول الأصل في الخروج عن دعوى ومسمى الإسلام: ((الإباحة))
قال ميمون بن مهران:
((إياكم وكل اسم يسمى بغير الإسلام))
وقال مالك بن مِغْوَل:
((إذا تسمى الرجل بغير الإسلام والسنة فألحقه بأي دين شئت))
كل هذه الآثار في الإبانة الصغرى لابن بطة العبكري!
في قسم:
((القسم الأول - النصوص التي فيها الأمر بلزوم الجماعة والنهي عن الفرقة والتحذير من البدعة ومخالفة الصحابة))
-----------
كتاب الله عز وجل
أمر النبي صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن عباس
ميمون بن مهران
مالك بن مغول.
ماذا تريد اكثر من ذلك؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 01:27]ـ
أخي الكريم/ صدى الذكريات .. حفظك الله وأكرمك.
أتفقك معك في الجملة.
إلا أن أهل السنة والجماعة قد يقرروا أشياء لم تكن موجودة من قبل لعلة موجبة .. صحيحة شرعا، ولا تتعارض معه، ولمصلحة راجحة.
والعلة الموجبة هي وجود الأشاعرة؛ فمن جملة أقوالهم: السلف أسلم والخلف أعلم وأحكم.
وكان الأمر منذ ظهورهم وحتى هذه اللحظة موجبًا لبيان ما كان عليه سلف الأمة، والدعوة إليه.
فمن ناحية المقابلة مع هؤلاء .. فتكون النسبة للسلف.
- فإنك إن ناظرت صوفي .. يكون انتسابك للسنة.
- وإن ناظرت نصراني .. يكون انتسابك للإسلام.
- وإن ناظرت أشعري .. يكون انتسابك للسلف.
فلكل مقام مقال.
ولكن التسمي المطلق باعتبار الإباحة -كما ذهب إلى ذلك بعض الفضلاء- فهذا القول لا يخلو من نظر، لوجود علل أخرى.
والتي قد أشرتُ إليها في هذا الموضوع.
قد يضاف إلى ذلك، عدم ثبوت هذا الفعل لأحد الأئمة المتقدمين، كشيخ الإسلام.
وهذا هو الأفضل بلا أدنى ريب.
ولكن هذا لا يفيد بدعية الانتساب -كما ذهب إلى ذلك بعض الفضلاء-.
ولا يفيد الإباحة مطلقًا -كما ذهب إلى ذلك البعض الآخر من الفضلاء-.
والأمر بين هذا وذاك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 02:00]ـ
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
((من أقَرَّ باسم من هذه الأسماء المحدثة فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه.))
عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقول: ((محدثة)) والأخ يقول الأصل في الخروج عن دعوى ومسمى الإسلام: ((الإباحة))
في إسناده نوح بن أبي مريم وهو متهم بالكذب ..
وأثر مالك بن مغول لا يعرف له إسناد ..
فيرجى ضبط الأدلة قبل الاحتجاج فلا ينبغي أن يُتكلم في هذه الأبواب بحطب الليل ..
والجواب عن أثر ميمون وما يشبهه من الصحاح: سهل ميسور فمرادهم بذلك: الأسماء البدعية المراد بها القرب والتعبد بالأهواء وإلا فلا نزاع بينهم في جواز التسمي بالأسماء المباحة إذا كان المعنى صحيحاً بالضوابط السابق بيانها، كما أن الفرق قائم بين من تسمى باسم غير الإسلام وبين من تسمى باسم مع الإسلام، وقد اتفقت كلمة أهل العلم على جواز التسمي بأسماء مع الإسلام كأهل السنة وكالجماعة وكالفرقة الناجية وكالطائفة المنصورة، وكأهل الحديث، وكل تلك أسماء تعبر عن معاني دينية شريفة تظهر للحاجة فلم تظهر السلفية في زمن الصحابة لأنهم لن يعتزوا لأنفسهم وإنما يَعتزي لهم من وفق ممن بعدهم، ولم يعد ذلك من التسمي المذموم بغير الإسلام، وإنما هذه ألقاب وأسماء عربية مباحة يدور حكمها مع ما تحتها من المعاني،مالم يدخلها محرم من جهة أخرى كما بينا ..
ويوضح أن مقصودهم أسماء أهل البدع أن أثر ميمون ورد بنفس السند بلفظ:
«إياكم وكل هوى يسمى بغير الإسلام)) ..
وهذا نص في صحة فهمنا والحمد لله ..
===
أخي أبا العباس ..
المراد بالإباحة هو مجرد الاسم لذاته، وكل ما يدور في ذهنك مما تظنه يزيد بالاسم عن الإباحة =فإنما هو من خصائص المعنى أما الاسم لذاته فهو مباح وإنما يدخله الاستحباب كغيره من المباحات التي قد يدخلها الاستحباب لأمر خارج ..
والحمد لله على ما فضلنا به من بيان الحجة وظهور المحجة ..
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 02:02]ـ
جزاكم الله خيراً.
الحمدلله أنا استفدنا من هذا النقاش الحاد , ويا صدى الذكريات , أنت في نظري أقرب إلى الحق.
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 03:27]ـ
أخي أبا العباس ..
بارك الله فيك.
الأصل المستصحب هو قول الله تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا}
فعند الإطلاق .. يكون الاستصحاب.
وما عدا ذلك، فيبين، وله حكمه.
واستبدال الاستصحاب الأصلي غير جائز إلا لعلة، متى وجدت كان الحكم ومتى انتفت انتفى.
فلا أخالفك في الإباحة، ولكن أخالفك على هذا الإطلاق، وهي جزئية أظنها لا تستعصي على أمثالك من الفضلاء.
فالدعوة السلفية هي دعوة للاتباع في القول والعلم والعمل والدعوة إلى الحق والذب عنه، قلبًا وقالبًا.
لتصحيح الاعتقاد وتصحيح العمل وفقًا لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ثم بعد ذلك .. الدعوة إليه.
وليست لنيل الألقاب ولا التسميات.
فالغاية المعتبرة هي التزام المنهج والاستقامة.
لا الكبر، ولا التزكية، ولا الانتصار، ولا الاستعلاء ولا غير ذلك.
وفيما أظن أن المشكلة تكمن في طلاب العلم، حيث أن دراستهم للعقيدة واهتمامهم بالمسائل العقدية [وهو أمر محمود] قد جعلهم لا يهتمون بمسائل لا تقل أهمية عن دراسة العقيدة، بل فيها النجاة لهم، بل وهي أقرب إلى نفوس خصمهم لقبول الحق منهم، ألا وهي: تزكية النفس.
وقد علق الله عليها الفلاح والخيبة. قال الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
ومن كانت نفسه هينة عليه، ولا يكيل لنجاتها وزنا، فلا يلام عليه فيما يفعله بها. فما يلبث إلا قليلا حتى يلوم نفسه.
وما نحن إلا طلاب نجاة قبل أن نكون طلاب علم، جعلكم الله لي خير أعوان على البر والتقوى والفلاح.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 03:49]ـ
واستبدال الاستصحاب الأصلي غير جائز إلا لعلة، متى وجدت كان الحكم ومتى انتفت انتفى.
بوركتَ ..
الصحابة استعملوا اسم المهاجرين واسم الأنصار رغم أن الله سماهم المسلمين،وأياً ما كانت العلة لهذه التسمية،فجنسها موجود في السلفية (الاسم المباح للمعنى الشريف)،وإنما تأخر استعمال السلفية؛ لأنها اعتزاء للصحابة بعد انتهاء زمنهم، وخلاف الناس للعقيدة السلفية دائم متصل فلا مانع من دوام واتصال الاعتزاء للسلف الصالح رضوان الله عليهم ..
وربط الأسماء بالمسميات نهج عربي لا حرج فيه، والتزكية ترد وحدها، ويحترز منها وحدها، وهي والكبر ونحوها خارجة عن محل النزاع، فالكلام عن مشروعية التسمية أما دخول محرم آخر فهذا وارد حتى على مالانزاع في التسمية به كالمهاجرين والأنصار بل واسم المؤمنين ..
وتزكية النفس راجعة للقلوب وأعمالها وهذا من أصول الاعتقاد ..
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 11:28]ـ
بوركتَ ..
/// هناك قواعد عامة يجب مراعاتها، ويندرج تحتها الانتساب الحقيقي، والمكتسب، والمجازي.
- فالانتساب المحرم:
هو الذي يؤدي إلى كفر أو شرك أو موالاة لغير المسلمين أو تحزب أو فرقة أو غير ذلك من المحرمات.
فالانتساب للمهاجرين والأنصار، انتساب مكتسب، ووقع حقيقة، وله فضله، ونزل به الوحي.
ولكن حين استخدمت هذه النسبة في غير محلها، سماها النبي - صلى الله عليه وسلم - "دعوى الجاهلية".
على الرغم من كونها مباحة [ولم يحرم استخدامها لهذه الحادثة الثابتة في الصحيحين].
وهذه درجة أعلى من هذه التي نتباحثها .. لأن الانتساب فيها مكتسب ووقع حقيقة .. ولا خلاف في ذلك.
وفيما يبدو لي .. أننا على اتفاق في الجزئية التي تختص بتزكية النفس.
لذا .. فالانتساب المشار إليه، انتساب "منهجي"، بمعنى أن الشخص لا يحصله إلا بالاتباع.
فالأصل الذي يبنى عليه، هو قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}
وللأسف الشديد، هناك من يتخذ الانتساب كتسمية.
وهناك في الاتجاه المضاد .. من يرمي إخوانه بـ "أدعياء السلفية".
وهذا كله مذموم.
فمن يريد الاتباع، فليتبع.
ومن يريد الدعوة إليه فليتعلم ما كان عليه السلف ويدعو إليه.
وأما غير ذلك .. فلا حاجة إليه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jun-2010, صباحاً 11:40]ـ
كلام صحيح لا غبار عليه ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 07:48]ـ
[المشاركة الأصلية بواسطة: أبو فهر السلفي
والجواب عن أثر ميمون وما يشبهه من الصحاح: سهل ميسور فمرادهم بذلك: الأسماء البدعية المراد بها القرب والتعبد بالأهواء وإلا فلا نزاع بينهم في جواز التسمي بالأسماء المباحة إذا كان المعنى صحيحاً بالضوابط السابق بيانها،
.................
ويوضح أن مقصودهم أسماء أهل البدع أن أثر ميمون ورد بنفس السند بلفظ:
«إياكم وكل هوى يسمى بغير الإسلام)) ..
كل شىء له تأويل!
وأنت تعرف مراد كل العلماء!!
((مرادهم – وهذا رأيه وغيره – لا أحد يخالف في جوازه))
الدليل على بطلان كلامك من كلام ميمون بن مهران نفسه حيث قال:
((إياكم وكل اسم يسمى بغير الإسلام))
والرواية التي نقلتها أنت بنفسك:
((إياكم وكل هوى يسمى بغير الإسلام))
كلام ميمون بن مهران يفسر بعضه بعضاً
ما يحتاج لي أو لك لكي نتعسف ونفسره من أنفسنا ونقول يقصد أو لا يقصد!!
من الذي نصب نفسه الآن شرطي مرور لكي تقول مراده وغير مراده!!
الذي ورد هو: ((هوى)) و ((اسم))
أي أن أي اسم غير الإسلام هو هوى!!
ما يحتاج يعني لفلسفة وتفسيرها من عند أنفسنا!
اتركه هو يعبر عن نفسه بدون تحكم منك!!
اجعل إشارة المرور خضراء مرة واحدة،، لا تجعلها حمراء على الدوام!
وما ضرك أن تخالف ميمون بن مهران فلو خالفته لكان ذلك أسلم لك علمياً من أن تزعم أنه يقصد كذا وكذا!!
وسأنقل لك مرة أخرى شرح إمام من أئمة أهل السنة وهو الشيخ عبد العزيز الراجحي لهذا الكلام:
قال الشيخ العلامة الراجحي:
وهذا تحذير من ميمون بن مهران -رحمه الله- من البدع، قال: "إياكم وكل اسم يسمى بغير الإسلام" لأن كل اسم يسمى بغير الإسلام فهو بدعة، مُبْتَدَع، فكل اسم تسمى بغير الإسلام معناه تجاوز الإسلام، وتجاوز وصار حدثا في دين الله، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد فهذا فيه تحذير من البدع، نعم)) اهـ.
الفرق ((قائم)) بين من تسمى باسم غير الإسلام وبين من تسمى باسم مع الإسلام
سبحان الله وما الفرق عندك!!
إن استبدل اسم الإسلام أو أضاف اسم مع الإسلام!
الخروج عن دعوى ومسمى الإسلام كله عندك من المباحات!!
ما الضرر إن كان استبدل اسم الإسلام بغيره من الأسماء عندك!
استبدل اختيار رب العالمين، باختيار واحد من البشر!
وأنت إلى الآن لا تريد أن تفهم أنك بتقريرك بأن الأصل في الخروج عن دعوى ومسمى الإسلام بغض النظر عن التسمي بالسلفي الآن أصلاً يفتح الباب لتفرق الأمة في مسميات ما أنزل الله بها من سلطان!
فلو تفرقت الأمة لملايين من الأسماء لإظهار أنهم هم أهل الإيمان!
الضابط عندك الذي اخترعته هو المنهج فقطـ!
إن كان المنهج سليمًا،، فلتتسمى كل فرقة من فرق المسلمين بما تشاء!
وهذا مخالف للدين!
لأن مجرد عدم التفرق والإختلاف مراد شرعي.
أراده الله عز وجل وأراده رسوله صلى الله عليه وسلم
والنبي صلى الله عليه وسلم بين ذلك في هذا الحديث:
((وأنا آمركم بخمس آمركم بالسمع والطاعة والجماعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه ومن دعا دعاء جاهلية فهو من جثا جهنم قالوا يا رسول الله وإن صام وصلى قال وإن صام وصلى ولكن تسموا باسم الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين))
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم المنهج والتسمية ..
قال بصريح العبارة: ((تسموا باسم الله الذي سماكم))
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بالإختلاف الذي سيقع من بعده واخبر به وبين لنا سبيل النجاة
وهو في الحديث السابق ولله الحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 08:10]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة: أبو فهر السلفي:
وقد اتفقت كلمة أهل العلم على جواز التسمي بأسماء مع الإسلام كأهل السنة وكالجماعة وكالفرقة الناجية وكالطائفة المنصورة، وكأهل الحديث، وكل تلك أسماء تعبر عن معاني دينية شريفة
هو نفس الدليل على التسمي بالمصري ..
فهل من تسمى بالمصري قد خرج عنقول الله عز وجل: {هو سماكم المسلمين}؟
وهل من انتسب نسبة يلزم من هذاالانتساب إبطال نسبة أخرى والخروج عنها؟
هذا لم يقل به واحد من أهل العلم ..
بما أنك تقول أن التسمي بالسلفي مثله مثل: أهل السنة وأهل الحديث والفرقة الناجية إلخ ..
فانظر إلى تناقضك!!
تقول أن التسمي بالسلفي من المباحات،، وفي نفس الوقت يعبر عن معنى ديني شريف!!!
الآن علمت أن تسميك بالسلفي هو تعبير: ((طريق)) ((ديني))
أم لا زلت تقول أن التسمي بالسلفي مثل المصري!!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 08:17]ـ
نعم مثل المصري ..
كلاهما مباح ..
ثم المباح إما ألا يدخله ما يكسبه الثواب لأمر خارج كالمصري ..
وإما أن يدخله ما يكسبه الثواب لأمر خارج كالسلفي والعربي،والأمر الخارج هاهنا هو المعنى الصحيح الذي أريد بيان الاعتزاء والانتساب إليه على نحو ما فعله وأجازه شيخ الإسلام والذهبي وغيرهم من الأئمة ..
ومعنى الإباحة: أن نفس هذه النسبة ليس فيها ما يوجب الاستحباب ولو عبر عن نفس المعنى باسم: ((المتسلف)) [مثلاً] = لجاز وكانا سواء بلا فرق، ولو تركها واكتفى بالإيمان بالمعنى = لجاز وكانا سواء بلا فرق ..
أما أثر ميمون فما بيناه من معناه ظاهر لا يرتاب فيه فقيه ..
أما أن تٌفسر: ((إياكم وكل هوى يُسمى بغير الإسلام)) أي: أن أي اسم غير الإسلام هو هوى!!
=
فهذا هو الذي تستحي منه الفلسفة والعجمة والعقل والقلب والفهم والنظر والاجتهاد والبصر والبصيرة وكل ما يدل على أن في الناس شيء يفهم ويعقل ..
دمت موفقاً ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 08:29]ـ
فلم تظهر السلفية في زمن الصحابة لأنهم لن يعتزوا لأنفسهم وإنما يَعتزي لهم من وفق ممن بعدهم
لأنك على الدوام في هذه المسألة لا تتبع الكتاب والسنة!!
النبي صلى الله عليه وسلم: هو أول السلف الصالح وهو سلف صالح لأمة الإسلام بما فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم السلف أنا لك)) البخاري.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده، قبض نبيها قبلها. فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها. وإذا أراد هلكة أمة، عذبها، ونبيها حي، فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره)) مسلم.
ولم يتسمى احد من الصحابة رضي الله عنهم بالسلفي مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان سلف لهم بنص الأحاديث!!
فإن قلت الصحابة هم من السلف الصالح!!
نقول لك لم يتسمى أحد من الأئمة الأربعة ولا من على شاكلتهم بالسلفي!
فإن قلت الأئمة الأربعة من السلف أيضًا!! ولا يتسمون بالسلفي!
نقول لك: لم يتسمى ابن تيمية ومن على شاكلته بالسلفي!!
فإن قلت ابن تيمية ومن على شاكلته من السلف الصالح!!
سنقول لك: لم يتسمى الإمام محمد بن عبد الوهاب ومن على شاكلته بالسلفي!!
فإن قلت الإمام محمد بن عبد الوهاب من السلف الصالح!!
سنقول لك لم يتسمى لا ابن باز ولا ابن عثيمين ولا الألباني ولا الفوزان ولا الجبرين ولا الراجحي بالسلفي!!
إلى متى ستقول هؤلاء من السلف لا يحتاجون لأن يسمون أنفسهم بالسلفي!!
لم تظهر إلا في عصر الإنترنت!!
وملايين علماء المسلمين بما فيهم الصحابة والأئمة الأربعة وابن تيمية وابن عبد والوهاب كلهم على خلاف هذه التسمية ولم يتسمى بها أحد على مدار التاريخ إلا سبعة أشخاص أو عشرة ما عدا عصر الإنترنت!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 08:39]ـ
فكرة سبق ردها ..
ولا معنى لهذا الكلام في النسب المباحة ..
وقد انتسب بعض من سميتَ لنسب أخرى غير منصوصة ولم يقتصروا على الإسلام فلا متعلق لك بهم ..
وبعض آخر ممن تكلمت عنهم قد أجازوا الاعتزاء للسلفية بنصها وفصها واستعملوها بنصها وفصها ..
وقد نُقل كلامهم فوقف عسكري المرور: هذا مكذوب وهذا متشابه ..
ومن كانت تلك حيلته العلمية = فلا توزن تلك بما بيناه من الحجج ..
والحمد لله على نعمته ومنه ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 09:07]ـ
فكرة سبق ردها ..
ولا معنى لهذا الكلام في النسب المباحة ..
وقد انتسب بعض من سميتَ لنسب أخرى غير منصوصة ولم يقتصروا على الإسلام فلا متعلق لك بهم ..
وبعض آخر ممن تكلمت عنهم قد أجازوا الاعتزاء للسلفية بنصها وفصها واستعملوها بنصها وفصها ..
وقد نُقل كلامهم فوقف عسكري المرور: هذا مكذوب وهذا متشابه ..
ومن كانت تلك حيلته العلمية = فلا توزن تلك بما بيناه من الحجج ..
والحمد لله على نعمته ومنه ..
عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال:
((تسموا باسمكم الذي سماكم الله بالحنيفية، والإسلام والإيمان))
صححه الألباني موقوفاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 09:12]ـ
الصحابة استعملوا اسم المهاجرين واسم الأنصار رغم أن الله سماهم المسلمين،وأياً ما كانت العلة لهذه التسمية،فجنسها موجود في السلفية
تسمية المهاجرين والأنصار من الله عز وجل وليست لمجرد علة!!
((قلت لأنس: أرأيت اسم الأنصار، كنتم تسمون به، أم سماكم الله؟ قال: بل سمانا الله))
البخاري
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 09:28]ـ
وتزكية النفس راجعة للقلوب وأعمالها وهذا من أصول الاعتقاد ..
روى البخاري (192) ومسلم (2141) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ.
وروى مسلم (2142) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمَّيْتُ ابْنَتِي بَرَّةَ، فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذَا الِاسْمِ، وَسُمِّيْتُ بَرَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ) فَقَالُوا: بِمَ نُسَمِّيهَا؟ قَالَ: (سَمُّوهَا زَيْنَبَ).
فسبب الكراهة ما في الاسم من تزكية للنفس ومدحها.
قال النووي رحمه الله: " مَعْنَى هَذِهِ الْأَحَادِيث تَغْيِير الِاسْم الْقَبِيح أَوْ الْمَكْرُوه إِلَى حَسَن , وَقَدْ ثَبَتَ أَحَادِيث بِتَغْيِيرِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَاء جَمَاعَة كَثِيرِينَ مِنْ الصَّحَابَة , وَقَدْ بَيَّنَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِلَّة فِي النَّوْعَيْنِ , وَمَا فِي مَعْنَاهُمَا , وَهِيَ التَّزْكِيَة , أَوْ خَوْف التَّطَيُّر (التشاؤم) " انتهى من شرح مسلم.
وقال ابن القيم رحمه الله: " وثبت عنه أنه غَيَّر اسم عاصية، وقال: أنت جميلة. وكان اسم جويرية برة، فغيّره رسول الله صلى الله عليه وسلم، باسم جويرية. وقالت زينب بنت أم سلمة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى بهذا الاسم. فقال: لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم " انتهى من "زاد المعاد" (2/ 306).
وقال في "تحفة المودود" ص 133: " وكما أن تغيير الاسم يكون لقبحه وكراهته، فقد يكون لمصلحة أخرى مع حسنه، كما غير اسم برة بزينب كراهة التزكية، وأن يقال: خرج من عند برة، أو يقال: كنت عند برة؟ فيقول: لا، كما ذكر في الحديث " انتهى.
وعلى هذا؛ فعليك تغيير هذا الاسم إلى اسم حسن، ليس فيه مخالفة للشرع.
(موقع الإسلام سؤال وجواب)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 09:32]ـ
وهل نفى أحد أنه من الله؟؟
وهل كونه من الله سبحانه ينفي أن يكون له علة؟
ما علينا ..
عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال:
((تسموا باسمكم الذي سماكم الله بالحنيفية، والإسلام والإيمان))
كلام عبد الله بن يزيد هو في الرد على من يمنعون التسمي بالمؤمن ونحوها خوف التزكية؛ولذلك أوردها ابن أبي شيبة وأورد قبلها قول عبد الله بن يزيد نفسه: ((إذَا سُئِلَ أَحَدُكُمْ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ فَلا يَشُكُّ فِي إيمَانِهِ)).
فلا حجة لك في هذا الأثر وقد انتزعته من سياق الرد على من يمنع التسمي بالمؤمن لتحمله على قصر التسمي على المؤمن ونحوه، وهذا خلط ووضع للأدلة في غير موضعها ..
ولم يمنع هذا الأثر السلف من التسمي بأهل السنة والجماعة وأهل الحديث والفرقة الناجية ونحوها ..
وتزكية النفس راجعة للقلوب وأعمالها وهذا من أصول الاعتقاد ..
وهذه خلطت في فهمها فذهبتَ لتخطئتها فلعلك فرحتَ بالتخطئة فعجلتَ فرحت تحشد ما ليس له تعلق بها= فأوقعك كل ذلك في المزالق، ولا يكاد يصيب من يأتي باب العلم من مثل ما أتيتَ ..
فتزكية النفوس التي كان الحوار عنها مع الأخ هي ترقيق القلوب وإصلاح النفس؛فقد أفلح من زكى نفسه، وليست تزكية النفس المنهي عنه ..
فتأن لن تخسر شيئاً لو تأنيتَ وفقهتَ بدلاً من هذه العجلة التي لازالت تبعدك عن الحق وتطيل الطريق بينك وبين صواب الفهم وصحة الرأي وسداد القول ..
قربك الله منها جميعاً ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 09:40]ـ
أخي الكريم/ صدى الذكريات .. حفظك الله وأكرمك.
أتفقك معك في الجملة.
إلا أن أهل السنة والجماعة قد يقرروا أشياء لم تكن موجودة من قبل لعلة موجبة .. صحيحة شرعا، ولا تتعارض معه، ولمصلحة راجحة.
والعلة الموجبة هي وجود الأشاعرة؛ فمن جملة أقوالهم: السلف أسلم والخلف أعلم وأحكم.
وكان الأمر منذ ظهورهم وحتى هذه اللحظة موجبًا لبيان ما كان عليه سلف الأمة، والدعوة إليه.
فمن ناحية المقابلة مع هؤلاء .. فتكون النسبة للسلف.
- فإنك إن ناظرت صوفي .. يكون انتسابك للسنة.
- وإن ناظرت نصراني .. يكون انتسابك للإسلام.
- وإن ناظرت أشعري .. يكون انتسابك للسلف.
فلكل مقام مقال.
ولكن التسمي المطلق باعتبار الإباحة -كما ذهب إلى ذلك بعض الفضلاء- فهذا القول لا يخلو من نظر، لوجود علل أخرى.
والتي قد أشرتُ إليها في هذا الموضوع.
قد يضاف إلى ذلك، عدم ثبوت هذا الفعل لأحد الأئمة المتقدمين، كشيخ الإسلام.
وهذا هو الأفضل بلا أدنى ريب.
ولكن هذا لا يفيد بدعية الانتساب -كما ذهب إلى ذلك بعض الفضلاء-.
ولا يفيد الإباحة مطلقًا -كما ذهب إلى ذلك البعض الآخر من الفضلاء-.
والأمر بين هذا وذاك.
الأخ الكريم / حفظك الله تعالى وبارك فيك ..
هذه العلة لا تصح لأسباب منها: إنه الآن الأشاعرة ينسبون أنفسهم للسلف الصالح!!
ويقولون عنا أننا تيمية ووهابية!!
حتى منهم من يسمي نفسه بالسلفي أيضًا!
في حين أنه لما كانت هذه العلة قائمة فعلاً أيام شيخ الإسلام ومن قبله وبعده، لم يتسمى أحد منهم بالسلفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 09:46]ـ
هذه العلة لا تصح لأسباب منها: إنه الآن الأشاعرة ينسبون أنفسهم للسلف الصالح!!
لسنا نرى صواب من يجعل السلفية لمقابلة من ينتسبون لأهل السنة بالباطل، بل ذلك عندنا خطأ، وإنما السلفية من جنس الأسماء المباحة للمعاني الصحيحة التي يجوز الانتساب إليها بالحق وإن وجد من ينتسب لها بالباطل ..
في حين أنه لما كانت هذه العلة قائمة فعلاً أيام شيخ الإسلام ومن قبله وبعده، لم يتسمى أحد منهم بالسلفي.
ولكنه أجاز الانتساب والاعتزاء لمنهج السلف وقطع النزاع في صورة هذا الاعتزاء بمثل قوله القاطع المحكم:
((طائفة أخرى من السلفية كنعيم بن حماد الخزاعي و البخاري صاحب الصحيح و أبي بكر بن خزيمة وغيرهم كـ أبي عمر بن عبد البر وأمثاله: يثبتون المعنى ... ))
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 10:00]ـ
((طائفة أخرى من السلفية كنعيم بن حماد الخزاعي و البخاري صاحب الصحيح و أبي بكر بن خزيمة وغيرهم كـ أبي عمر بن عبد البر وأمثاله: يثبتون المعنى ... ))
لفظ السلفية عند شيخ الإسلام هنا بمعنى: ((السلف))،، ولا: اسم لمذهب السلف؟!
كأن يقول وطائفة أخرى من السلف كنعيم بن حماد الخزاعي والبخاري وهكذا؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 10:27]ـ
وددتُ لو ساعدتك ..
بس الشيخ قال السلفية، وهي لا تكون في هذا السياق إلا اسماً وشعاراً لمن يعتزي لمذهب السلف عند كل من يعقل العربية، ويعقل أن الشيخ كان يحكي مذاهب الطوائف ..
وإليك درة أخرى:
قال الشيخ: ((وَأَمَّا السَّلَفِيَّةُ فَعَلَى مَا حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: مَذْهَبُ السَّلَفِ إجْرَاءُ آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ عَلَى ظَاهِرِهَا مَعَ نَفْيِ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ عَنْهَا فَلَا نَقُولُ إنَّ مَعْنَى الْيَدِ الْقُدْرَةُ وَلَا إنَّ مَعْنَى السَّمْعِ الْعِلْمُ وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ فِي الصِّفَاتِ فَرْعٌ عَلَى الْكَلَامِ فِي الذَّاتِ يُحْتَذَى فِيهِ حَذْوُهُ)).
وقد فرق هاهنا تفريقاً نصياً بين مذهب السلف وبين الذين يعتزون إليه ويستدلون بهم الذين هم عنده: السلفية.
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 12:06]ـ
/// بارك الله فيكم.
لسنا نرى صواب من يجعل السلفية لمقابلة من ينتسبون لأهل السنة بالباطل، بل ذلك عندنا خطأ، وإنما السلفية من جنس الأسماء المباحة للمعاني الصحيحة التي يجوز الانتساب إليها بالحق وإن وجد من ينتسب لها بالباطل ..
أخي الفاضل
ما العلة في التسمي؟
ولكنه أجاز الانتساب والاعتزاء لمنهج السلف وقطع النزاع في صورة هذا الاعتزاء بمثل قوله القاطع المحكم:
((طائفة أخرى من السلفية كنعيم بن حماد الخزاعي و البخاري صاحب الصحيح و أبي بكر بن خزيمة وغيرهم كـ أبي عمر بن عبد البر وأمثاله: يثبتون المعنى ... ))
قبل عام 300 هـ = السلف
بعد ذلك = المتأخرون
حاليا = معاصرون
- وحين يطلق "السلفية" أي الذين خلو من الابتداع وساروا على منهج السلف دون تأثر بمناهج المبتدعة الكلامية والفلسفية وغيرهما.
فعلى الصحيح، من ذكرهم شيخ الإسلام هم من السلف.
ولم يتسمى أحدهم بنعيم السلفي، ولا محمد بن إسماعيل السلفي .. والأمر لا يعدو الاتباع للمنهج.
/// النقل الأخير، يوضح الصلة بين مذهب السلف والصفات.
وبذلك يترجح القول الذين ذهبتَ إلى تخطئته.
/// بالنسبة للمهاجرين والأنصار، فلهذه النسبة علة أخرى، قد علمها الناس بعد وفاة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، لأن الأئمة من قريش. وكذلك لأن هناك فرق بينهما وهو ما أجمع عليه الصحابة في سقيفة بني ساعدة .. نحن الأمراء وأنتم الوزراء.
فإن لم تكن هناك علة ومصلحة راجحة لما كان هناك وجه للتسمية.
لذا فالصحيح أن التسمية إن كانت للمقابلة فهي جائزة.
وإن كانت لغير ذلك .. فتركها أولى حتى لا تدخل في التزكية المنهي عنها.
/// الأخ الكريم / صدى الذكريات
بارك الله فيك.
- الدعوى التي لا تبنى على دليل سرعان ما تتهافت وتهوى، فإن ادعى أحدهم الانتساب إلى السلف، فما أقوال السلف عنا ببعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل يكون قد حصر الطريق في مناقشتنا وأصبح الاحتكام إلى أقوال السلف، وتلزمه حينئذ باتباع مذهب السلف لادعائه المسبق أنه من أتباعه.
- عدم تسمية أحدهم نفسه بالسلفي، هذا معلوم.
وقد يعترض ذلك تسمية الحافظ السلفي، ولا ندري .. ءاتخذها لنفسه أم أطلقها الناس عليه؟
فإن كانت الأولى .. لأصبح لمتخذيها سلفا، وإلا فلا.
ويعترضهم تزكية النفس، وهي من باب الالزام، والناس تتفاوت.
فإن التزم فالحمد لله، وإن لا، فالله حسبنا وحسبهم .. ولا تسألون عما كانوا يعملون.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 12:42]ـ
والجواب عن أثر ميمون وما يشبهه من الصحاح: سهل ميسور فمرادهم بذلك: الأسماء البدعية المراد بها القرب والتعبد بالأهواء
بس الشيخ قال السلفية، وهي لا تكون في هذا السياق إلا اسماً وشعاراً لمن يعتزي لمذهب السلف عند كل من يعقل العربية، ويعقل أن الشيخ كان يحكي مذاهب الطوائف ..
وأثر ميمون بن مهران: ((إياكم وكل اسم يسمى بغير الإسلام))
نقول لك فيه: بس ميمون بن مهران قال: ((إياكم وكل اسم بغير الإسلام)) وهي لا تكون في هذا السياق إلا نهياً عن التسمي بغير الإسلام عند كل من يعقل العربية!!
------------------------
كلام عبد الله بن يزيد هو في الرد على من يمنعون التسمي بالمؤمن ونحوها خوف التزكية؛ولذلك أوردها ابن أبي شيبة وأورد قبلها قول عبد الله بن يزيد نفسه: ((إذَا سُئِلَ أَحَدُكُمْ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ فَلا يَشُكُّ فِي إيمَانِهِ)).
فلا حجة لك في هذا الأثر وقد انتزعته من سياق الرد على من يمنع التسمي بالمؤمن لتحمله على قصر التسمي على المؤمن ونحوه، وهذا خلط ووضع للأدلة في غير موضعها ..
ولما ذكرت أنا أثر ميمون بن مهران في ((القسم الأول - النصوص التي فيها الأمر بلزوم الجماعة والنهي عن الفرقة والتحذير من البدعة ومخالفة الصحابة))
لم تلتفت إليها!!
وأن التسمي بالسلفية والانتساب إليها جائز عند الشيخ بالنص والاستعمال
ولما قال صدى الذكريات: أن شيخ الإسلام لم يتسمى بالسلفي
قلت أنت:
ولكنه أجاز الانتساب والاعتزاء لمنهج السلف
الآن اعترفت أن شيخ الإسلام لم يتسمى بالسلفي أبدًا وعلمت أنك كنت تفتري على الشيخ!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 06:43]ـ
شيخ الإسلام أجاز الانتتساب بالنص واستعمله في لفظ السلفية المتواتر عنه، ولم أقل أنا أنه تسمى بالسلفي، كما أجازت اللجنة الدائمة الانتساب للسلفية رغم أن أحداً من أعضائها لم يتسم بالسلفي، والأصل في ضبط مذاهب العلماء هو الرأي الفقهي لا أن يعملوا هم به،فقد يترك العالم المباح والمستحب, وقد يفعل الحرام،ووقوع هذا محل اتفاق ..
بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله خيراً على المدارسة، ووفقنا الله وإياك للخير كله ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 09:57]ـ
فلم تظهر السلفية في زمن الصحابة لأنهم لن يعتزوا لأنفسهم وإنما يَعتزي لهم من وفق ممن بعدهم
طائفة أخرى من السلفية كنعيم بن حماد الخزاعي و البخاري صاحب الصحيح و أبي بكر بن خزيمة وغيرهم كـ أبي عمر بن عبد البر وأمثاله: يثبتون المعنى ... ))
وقد فرق هاهنا تفريقاً نصياً بين مذهب السلف وبين الذين يعتزون إليه ويستدلون بهم الذين هم عنده: السلفية.
بارك الله تعالى فيك، الآن اتضح من مفهوم كلامك أن: البخاري ونعيم ابن خزيمة والإمام مالك والشافي وأحمد وكل من في طبقاتهم والذين من قبلهم ما عدا طبقة الصحابة
كل هؤلاء ليسوا من السلف الصالح!
لأنهم يعتزون إلى مذهب السلف الذي تفسره أنت بالتسمي بالسلفي!
وإلا لو كانوا من السلف الصالح كيف يعتزون لأنفسهم!!
كما ذكرت في الصحابة رضي الله عنهم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 10:34]ـ
ولم أقل أنا أنه تسمى بالسلفي
ونص الشيخ بجواز الانتساب (الذي تفسره أنت بالتسمي بالسلفي) مع استعماله لهذه النسبة.
وأن التسمي بالسلفية والانتساب إليها (الذي تفسره أنت بالتسمي بالسلفي) جائز عند الشيخ بالنص والاستعمال
ونحن نقول نعم أجاز شيخ الإسلام الإنتساب للسلف.
لكن بتفسيره هو للإنتساب، حيث قال: ((حتى إذا خوطب أحدهم قال أنا على مذهب السلف)).
وأكبر دليل إنه باعترافك الأخير شيخ الإسلام لم يسمي نفسه بالسلفي.
وهذا كلام شيخ الإسلام يبين فيه ويذم من يتستر بمذهب السلف (الإستخفاء):
((والآخر يتستر بمذهب السلف، إن أردت بالتستر الاستخفاء بمذهب السلف، فيقال: ليس مذهب السلف مما يتستر به إلا في بلاد أهل البدع، مثل بلاد الرافضة والخوارج))
وقال:
((فإن كان هؤلاء في بلد أنت لك فيه سلطان وقد تستروا بمذهب السلف فقد ذممت نفسك، حيث كنت من طائفة يستر مذهب السلف عندهم))
فلو كان الإنتساب للسلف هو التسمي بالسلفي عند شيخ الإسلام لما ذم من يتستر بمذهب السلف، لأن شيخ الإسلام لم يتسمى بالسلفي.
لأن من يتستر بمذهب السلف مذموم عند شيخ الإسلام وأنت تفسر الإنتساب للسلف عند الشيخ بالتسمي بالسلفي، وشيخ الإسلام ولله الحمد لم يقع في الذم لأنه انتسب للسلف الصالح، وفي نفس الوقت تسمى بالأسماء التى اختارها الله عز وجل له.
ولما تكلم شيخ الإسلام عن الأسماء الشرعية والأسماء البدعية قال:
(وكذلك كان كل من السلف يقولون: كل هذه الأهواء في النار ويقول أحدهم: ما أبالي أي النعمتين أعظم؟ على أن هداني الله للإسلام، أو أن جنبني هذه الأهواء، والله تعالى قد سمانا في القرآن: المسلمين المؤمنين عباد الله، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان).
ومثل شيخ الإسلام فعل العلامة عبد العزيز الراجحي وكلامه موجود سابقًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 10:40]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله خيراً على المدارسة، ووفقنا الله وإياك للخير كله ..
وإياك ونفع بك ووفقك لكل خير.
ونكمل إن شاء الله تعالى باقي فتاوى العلماء في إنكار التسمي بالسلفي ..
وتبيين أن التسمي بالسلفي:
بدعة منكرة
وتزكية للنفس.
وليس فيه تمييز بين الحق والباطل ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 10:58]ـ
///
/// الأخ الكريم / صدى الذكريات
بارك الله فيك.
- الدعوى التي لا تبنى على دليل سرعان ما تتهافت وتهوى، فإن ادعى أحدهم الانتساب إلى السلف، فما أقوال السلف عنا ببعيد.
بل يكون قد حصر الطريق في مناقشتنا وأصبح الاحتكام إلى أقوال السلف، وتلزمه حينئذ باتباع مذهب السلف لادعائه المسبق أنه من أتباعه.
- عدم تسمية أحدهم نفسه بالسلفي، هذا معلوم.
وقد يعترض ذلك تسمية الحافظ السلفي، ولا ندري .. ءاتخذها لنفسه أم أطلقها الناس عليه؟
فإن كانت الأولى .. لأصبح لمتخذيها سلفا، وإلا فلا.
ويعترضهم تزكية النفس، وهي من باب الالزام، والناس تتفاوت.
فإن التزم فالحمد لله، وإن لا، فالله حسبنا وحسبهم .. ولا تسألون عما كانوا يعملون.
أخي الكريم حفظك الله تعالى ورعاك ..
هناك أمور عقلية أخرى تبطل التسمي بالسلفي.
لأن من يتسمى بالسلفي الآن في نظر الناس إما:
تكفيري من الخوارج!
أو مرجىء!
أو مبتدع حزبي!
أو أتباع السلطان!
غلاة التجريح!
والناس أصبحت تنفر ممن يسمي نفسه بالسلفي لأن اعتقادها فيه أنه على الضلال!
فلماذا أتشبث بهذا التسمي ..
مع انه مخالف لاختيار الله عز وجل لنا.
ومخالف لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومخالف لفعل السلف الصالح وغيرهم من علماء المسلمين.
ومخالف للعقل وينفر منك الناس.
واستخدامه في الدعوة له اسوأ الأثر.
وأضرب لك مثل حفظك الله تعالى:
عندما تدخل على الناس بغرض الدعوة إلى الله عز وجل،
أو دخلت مع ناس في مناقشة على أمر ما.
عندما تعرف نفسك على أنك فلان السلفي، فسينطبع في أذهانهم قلق وتربص من ناحيتك!
ومهما تبلغهم من حق سيكون المطبوع في أذهانهم أنك تريد بهم شىء غير صحيح.
لأن الناس مساكين ضحية للإعلام وتشويه ((السلفية)) على أيدى من دخل فيها من أهل البدع!
لكن إن قلت لهم يا عباد الله أنا لست سلفي ولا إخواني ولا تبليغي ولا أشعري ولا كيت وكيت
أنا مسلم أتبع كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
تعالوا إلى ما أنزل الله سبحانه وتعالى.
لن يسعهم إلا التسليم إن شاء الله تعالى للحق.
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 11:15]ـ
/// إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم. لذا أحببت أن أوضح قبل المواصلة أن هذه المناقشة تمس المسألة والمبحث ذاته، لا أشخاص ولا فئات ولا أحد بعينه تسمى بهذا.
فغايتنا الحق، والله حسبنا وهو مطلع علينا.
والأصل في ضبط مذاهب العلماء هو الرأي الفقهي لا أن يعملوا هم به
هذا صحيح.
وشيخ الإسلام لم يتخذ هذه التسمية .. ولكن الإمام الذهبي وصفه بها. وهذا يحتاج لتأمل.
/// النسبة إلى السلف الصالح .. كالنسبة إلى التقى والصلاح والاستمساك بالحق وغير ذلك من الأشياء التي يجب على المسلم أن يتحلى بها.
وهذا صحيح ولا غبار عليه.
ولكن الكيفية مختلف عليها.
فالقائلون بالمنع يقولون:
/// بعدم جواز أن يتسمى الشخص بفلان الصالح.
رغم أن الانتساب إلى الصلاح وإلى القوم الصالحين أمر مرغوب مطلوب. ولكنه إن فعل ذلك لوقع في خطأ.
/// ولا يجوز أن يتسمى الشخص بفلان التقي.
رغم أن الانتساب إلى التقوى وإلى القوم الأتقياء مطلوب. ولو فعل ذلك لأبعد.
وعلى ذلك فقس جميع ما في الباب، ومنه هذه المسألة.
/// ولا يستلزم من ذلك بدعية النسبة ولا بدعية الانتساب. وإن كانت بدعة لما استخدمها أهل السنة والجماعة في وصفهم للعلماء الذين ساروا على الجادة قديمًا وحديثا.
والحق بين هذا وذاك .. لا افراط ولا تفريط.
والله أعلم.
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 11:31]ـ
أنا مسلم أتبع كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
تعالوا إلى ما أنزل الله سبحانه وتعالى.
لن يسعهم إلا التسليم إن شاء الله تعالى للحق.
أحسنتَ .. أحسن الله إليك.
هذا صحيح، وأتفق معك في الجملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلنا نتفق أن لأهل السنة والجماعة أصول. ومن هذه الأصول:
1 - النص: الكتاب والسنة.
2 - فهم النص: فهم السلف.
والدعوة عمومًا هي الدعوة إلى التمسك بالقرآن والسنة.
وأهل السنة والجماعة هم جماعة المسلمين، لا يحتاجون إلى نسبة ليعرفوا.
ولكن متى حاد الناس عن الجادة، كانت الحاجة لبيان مذهب السلف والرد على مخالفة المبتدع.
بارك الله فيك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 11:40]ـ
بارك الله فيكم ..
وهذا هو جماع تصور المسألة عندنا ليحفظ منه ما قد ينسى ويضبط منه ما قد يذهب ويجمع منه ما قد تفرق ..
فوائد في مسألة الانتساب للسلف بالسلفي والسلفية ونحوها ..
ما حكم الانتساب للسلفية والتسمي بالسلفي؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فالكلام في مقامين:
الأول: الانتساب لمعنى معين،وهذا حكمه يدور مع حكم هذا المعنى من صحته أو بطلانه، وهذا ظاهر.
الثاني: تعيين النسبة المعينة.
فإذا كان المعنى صحيحاً فإن الانتساب بنسبة معينة (فالكلام على تعيين النسبة) يدور على الأحكام الخمسة فيكون:
واجباً: إن كان لما أوجب الله الانتساب له بنسبة معينة كاسم الإسلام.
مستحباً: إن كان لشعيرة ثبت في الشرع الانتساب لها بتلك النسبة المعينة من غير إيجاب كالمهاجرين والأنصار.
المباح: فيما لا تثبت في الشرع له نسبة معينة، ولم يقترن به ما يمنع التسمي بهذه النسبة معينة.
الكراهة والتحريم: وهذان لا يكونان إلا في النسبة الواجبة أو المستحبة أو المباحة إن دخلها واحد من الأمور التالية:
1 - الكذب والنفاق في ادعاء الانضواء تحت راية المعنى المنتسب له بتلك النسبة.
2 - الموالاة والمعاداة على مجرد الاسم الخالي عن المعاني الشرعية التي ينتسب لها بالاسم، كما وقع لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - حصر استحقاق الانتساب لهذا الاسم في طائفة أو شخص أو بلد من غير حجة شرعية.
4 - التعدي في حكم النسبة المعينة كأن يوجب الانتساب بنسبة معينة ولا دليل في الشرع على إيجابها.
5 - أن ينتسب بنسبة يستبدل بها النسبة الشرعية المطابقة من غير حاجة لها فيكون ذلك تضييعاً للسنة.
ومجرد إمكان دخول هذه المعاني على الحق لا يقتضي المنع منه كما لم تمنع إرادة التزكية من التسمي بالمؤمن وإنما يقال الحق وينتسب له مع التنزه عن الباطل ..
إذا تقرر ما تقدم = ننتقل لتعيين المعنى الشرعي المراد بالسلفية التي سينتسب لها ..
الصواب عندنا:
السلفية هي ما كان عليه السلف أصحاب النبي صلى اللهعليه وسلم و عدم الخروج عما أجمعت الصحابة عليه وهذا دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، أما جعل السلفية هي مجرد اجتهادات الصحابة = فهو خطأمحض لا يوافق عليه قائله؛ لأن مقتضاه جعل اجتهاداتهم سلفية وجعل مخالفتها خروجاً عنالسلفية وعن الكتاب والسنة ..
يبقى الخلاف في إجماع الصحابة المفسرة به السلفية هل هو القطعي أم الظني وهذه مسألة فقهية استدلالية وليست مسألة إيمانية ..
فالسلفية المراد بها: الإيمان بما أجمعت عليه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم اعتبار خلاف من خرج عما أجمعوا عليه،ودل على ذلك نصوص الوحي، وليس ذلك خارجاً عن الإسلام بل هو منه بمنزلة الشرائع كالصلاة والصيام والزكاةوحكم تارك السلفية يتنوع كتنوع حكم تارك شرائع الدين فيبلغ أن يكون كفراً ويكون معصية محضة ويكون بدعة تؤثم فاعلها ويكون بدعة لا يؤثم صاحبها، و تحقيق مناط ما كانت عليه السلف مسألةأخرى، والذي نحن فيه هو إثبات حجية إجماع السلف قولاً وفهماً ومشروعية الاعتزاء لهم كمشروعية الاعتزاء لأي شرعةمن شرائع الإسلام، والقدر الذي لا يُختلف فيه هو حجية ما ثبت بإحاطة من إجماعات السلف (الصحابة) وكونها حجة في فهم نصوص الكتاب والسنة. وأن التمسك بما كان عليه السلف من ذلك يسمى سلفية وهو اعتزاء لما حث على التمسك به الكتاب والسنة، والتمسك بالكتاب تمسك بالسنةوالعكس والتمسك بهما هو عين التمسك بإجماع الصحابة والتمسك بإجماع الصحابة هو تمسك بالكتاب والسنة ليس في إجماع الصحابة ما هو زائد على الكتاب والسنة والمتمسك بإجماع الصحابة هو السلفي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا هو معنى السلفية الذي يراد الانتساب إليها، وعليه فهذا المعنى معنى صحيح شريف، وكل من انتسب إليه بنسبة عربية لم يكن عليه في ذلك حرج، فيبقى حكم الانتساب إليها باسم السلفي أو السلفيون ..
فحكم ذلك-والله أعلم- أنه مباح من المباحات، ولا يرتبط بمجرد النسبة ثواب ولا استحباب، وإنما يدخل الثواب والاستحباب على صاحب هذه النسبة من بابين:
الأول: دلالة هذه النسبةعلى ما تحتها من معنى التمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب محمد صلىالله عليه وسلم، وتجافيه عن المتجافين عن مذهب السلف.
الثاني: قصده الحسن في التعلق بالانتساب لأصحاب رسول الله.
فالأول من شرف القول المنتسب إليهوالثاني من شرف القائل المنتسب إليه.
وهذان البابان منفكان عن مجرد اسم السلفية؛ لذا لو قدر أن كان في لسان الناس اسم آخر يدل على نفس المعنى لدارمعه المعنى وبالتالي يدور الثواب، أم مجرد اختيار هذا البناء (السلفية) فمباح لاغير؛ ولذا لو جعلها (المتسلف) مثلاً = لجاز، فدل على أن النسبة بهذه النسبة المعينة مباح لا غير ..
والله سمانا المسلمين لكنه لم يمنعنا أن نتسمى بالمهاجرين أو الأنصار أو المجاهدين أو الفقهاء أو السلفيين وكلها شعب من اسم المسلمين ليس التسمي بها رافعاً لاسم الإسلام وليس فيها ما هو زائد عن اسم الإسلام والسلف لفظ عربي قديم وليس محدث والمحدث هو تعيين هذا السلف بأنهم سلفنا صحابةالنبي وليس هذا احداثاً في الاسم بل هو تعيين لمعناه الخارجي و التسمي بغيره من الأسماء المستحبة أو المباحة،وهذا لا حرج فيه ولو اقترن عند البعض بالمحذور، فينهى عن المحذور ويبقى الاسم، مادام المحذور ليس مستلزماً للاسم لاينفك عنه، ومادمنا لم نستبدل به اسماً شرعياً مطابقاً له ..
ولذلك لم ينه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن التسمي بالمهاجرين والأنصار رغم كونه اقترن بالمحذور أحياناً ..
ومن تسموا بالسلفية إن نفوا ذلك الاسم عن غيرهم ممن يستحق معنى السلفي وحصروا الحق فيهم وهو موجود في غيرهم أو والوا وعادوا وآلفوا ونافروا على أئمتهم الذين لا يفترقون في السلفية عن غيرهم=لم يعد منهجهم صواباً وباتوا متحزبين على بدعة يوالون ويعادون عليها، وصاروا كغيرهم من الأحزاب البدعية وإن تسموا باسم السلفية ..
ومثلهم: من تسمى باسم شرعي المستحب ولكنه والى وعادى على مجرد التسمي لا على المعاني المتضمنة للاسم التي صار الاسم شرعياً بسببها، كالتداعي بالمهاجرين والأنصار الذي وقع من الصحابة ..
ولسنا نرى صواب من يجعل السلفية لمقابلة من ينتسبون لأهل السنة بالباطل، بل ذلك عندنا خطأ، وإنما السلفية من جنس الأسماء المباحة للمعاني الصحيحة التي يجوز الانتساب إليها بالحق وإن وجد من ينتسب لها بالباطل وهي أقدم من انتساب الناس لأهل السنة بالباطل ..
بقت بعض النقول عن السلف في ذم من تسمى بغير الإسلام مثل:
1 - قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
((من أقَرَّ باسم من هذه الأسماءالمحدثةفقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه))
2 - قال ميمون بن مهران:
((إياكم وكل اسم يسمى بغير الإسلام))
3 - وقال مالك بن مِغْوَل:
((إذا تسمى الرجل بغيرالإسلام والسنة فألحقه بأي دين شئت))
4 - عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال:
((تسموا باسمكم الذي سماكم الله بالحنيفية، والإسلام والإيمان))
أما أثر ابن عباس ففي إسناده نوح بن أبي مريم وهو متهم بالكذب ..
وأثر مالك بن مغول لا يعرف له إسناد ..
والجواب عن باقي الآثار سهل ميسور فمرادهم بذلك: الأسماء البدعية المراد بها القرب والتعبد بالأهواء وإلا فلا نزاع بينهم في جواز التسمي بالأسماء المباحة إذا كان المعنى صحيحاً بالضوابط السابق بيانها، كما أن الفرق قائم بين من تسمى باسم غير الإسلام وبين من تسمى باسم مع الإسلام، وقد اتفقت كلمة أهل العلم على جواز التسمي بأسماء مع الإسلام كأهل السنة وكالجماعة وكالفرقة الناجية وكالطائفة المنصورة، وكأهل الحديث، وكل تلك أسماء تعبر عن معاني دينية شريفة تظهر للحاجة فلم تظهر السلفية في زمن الصحابة لأنهم لن يعتزوا لأنفسهم وإنما يَعتزي لهم من وفق ممن بعدهم، ولم يعد ذلك من التسمي المذموم بغير الإسلام، وإنما هذه ألقاب وأسماء عربية مباحة يدور حكمها مع ما تحتها من المعاني،مالم يدخلها محرم من جهة أخرى كما بينا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوضح أن مقصودهم أسماء أهل البدع أن أثر ميمون ورد بنفس السند بلفظ:
«إياكم وكل هوى يسمى بغير الإسلام)) ..
وهذا نص في صحة فهمنا والحمد لله ..
وكلام عبد الله بن يزيد هو في الرد على من يمنعون التسمي بالمؤمن ونحوها خوف التزكية؛ولذلك أوردها ابن أبي شيبة وأورد قبلها قول عبد الله بن يزيد نفسه: ((إذَا سُئِلَ أَحَدُكُمْ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ فَلا يَشُكُّ فِي إيمَانِهِ)).
ولم يمنع هذا الأثر السلف من التسمي بأهل السنة والجماعة وأهل الحديث والفرقة الناجية ونحوها ..
جماع النقولات عن الشيخ رحمه الله
قال شيخ الإسلام ((لَا عَيْبَ عَلَى مَنْ أَظْهَرَ مَذْهَبَ السَّلَفِوَانْتَسَبَ إلَيْهِ وَاعْتَزَى إلَيْهِ بَلْ يَجِبُ قَبُولُ ذَلِكَ مِنْهُ بِالِاتِّفَاقِ. فَإِنَّمَذْهَبَ السَّلَفِ لَا يَكُونُ إلَّا حَقًّا. فَإِنْ كَانَ مُوَافِقًا لَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا: فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي هُوَ عَلَىالْحَقِّ بَاطِنًا وَظَاهِرًا)).
قال الشيخ: ((فهذان الاسمان المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنةوسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل وفي هذا، وانتساب الرجل إلىالمهاجرين أو الأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذييقصد به التعريف فقط، كالانتساب إلى القبائل والأمصار، ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يفضي إلى بدعة أو معصية أخرى)).
((وأما الطريقة النبوية السنية السلفية المحمدية الشرعية فإنما يناظرهم بها من كان خبيرا بها بأقواله التي تناقضها فيعلم حينئذ فساد أقوالهم بالمعقول الصريح المطابق للمنقول الصحيح)).
والشيخ يستعمل السلفية في مقام المدح والاختصاص بالحق فيقول: ((" وَأَمَّا السَّلَفِيَّةُ " فَعَلَى مَا حَكَاهُ الخطابي وَأَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: مَذْهَبُ السَّلَفِ إجْرَاءُ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَآيَاتِ الصِّفَاتِ عَلَى ظَاهِرِهَا. مَعَ نَفْيِ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ عَنْهَا)).
ويقول: ((وَالْإِثْبَاتُ فِي الْجُمْلَةِ مَذْهَبُ " الصفاتية " مِنْ الْكُلَّابِيَة وَالْأَشْعَرِيَّةِ والكَرَّامِيَة وَأَهْلِ الْحَدِيثِ وَجُمْهُورِ الصُّوفِيَّةِ وَالْحَنْبَلِيَّةِ وَأَكْثَرِ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ إلَّا الشَّاذَّ مِنْهُمْ وَكَثِيرٍ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ أَوْ أَكْثَرِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ السَّلَفِيَّةِ)).
((طائفة أخرى من السلفية ك نعيم بن حماد الخزاعي و البخاري صاحب الصحيح و أبي بكر بن خزيمة وغيرهم كـ أبي عمر بن عبد البر وأمثاله: يثبتون المعنى ... ))
قال الشيخ: ((وَأَمَّا السَّلَفِيَّةُ فَعَلَى مَا حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: مَذْهَبُ السَّلَفِ إجْرَاءُ آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ عَلَى ظَاهِرِهَا مَعَ نَفْيِ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ عَنْهَا فَلَا نَقُولُ إنَّ مَعْنَى الْيَدِ الْقُدْرَةُ وَلَا إنَّ مَعْنَى السَّمْعِ الْعِلْمُ وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ فِي الصِّفَاتِ فَرْعٌ عَلَى الْكَلَامِ فِي الذَّاتِ يُحْتَذَى فِيهِ حَذْوُهُ)).
وقد فرق هاهنا تفريقاً نصياً بين مذهب السلف وبين الذين يعتزون إليه ويستدلون بهم الذين هم عنده: السلفية.
وهذه النقولات من محكم كلام الشيخ رحمه الله ..
نقولات الذهبي
1 - ((وَمَا عَلِمْتُ يَعْقُوْبَ الفَسَوِيَّ إِلاَّ سَلَفِيّاً)).
2 - ((فَالَّذِي يحتَاج إِلَيْهِ الحَافِظُ أَن يَكُون تقياً ذكياً، نَحْوِيّاً لُغَوِيّاً زكياً، حَيِيّاً، سَلَفياً)).
3 - ((قُلْتُ: لَمْ يَدْخلِ الرَّجُلُ أَبداً فِي علمِ الكَلاَمِ وَلاَ الجِدَالِ، وَلاَ خَاضَ فِي ذَلِكَ، بَلْ كَانَ سلفيّاً)).
4 - ((ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ رَسُوْلاً مِنَ المُسْترشدِ فِي شَأْنِ البَاطِنِيَّةِ، وَكَانَ حَنَفِيّاً سَلَفِيّاً)).
5 - ((وَكَانَ يَعرفُ المَذْهَبَ وَالعَرَبِيَّةَ وَالعَرُوضَ، سَلَفِيّاً أَثرِيّاً،)).
6 - ((وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً، ذكياً، سَلَفِيّاً، تَقيّاً)).
ومن علماء الدعوة
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (صاحب فتح المجيد): ((والشيخ: أحمد بن مشرف، يسامى الأكابر، ومثلهم، ما ينسب له؛ والذي نعلم عنه: صحة المعتقد في توحيد الأنبياء والمرسلين، الذي جهله أكثر الطوائف، كذلك: هو رجل سلفي)).
فتوى اللجنة
وجاء في الفتوى رقم (1361) (1/ 165):
"س / ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج / السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى (رضي الله عنهم) الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته) رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن باز.
وقال ابن باز: ((الفرقة الناجية: هم السلفيون وكل من مشى على طريقة السلف الصالح)).
وقال ابن عثيمين: ((فأهل السنة والجماعة،هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة، إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه = فإنه سلفي)).
والحمد لله رب العالمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 12:29]ـ
جمع مبارك .. بارك الله فيك.
ولكنه خارج عن محل النزاع، فالذي يرى المنع من التسمي هو نفسه الذي يدعو إلى اتباعهم.
ولكنه يفرق بين الاتباع وبين اتخاذ النسبة كتسمية ملحقة، لما فيها من تزكية.
مثله مثل الذي سمى نفسه بـ"العارف بالله" أو "التقي" أو "الصالح" وجميع ذلك لا يخلو من مطالب حسنة مرغوبة مطلوبة .. وجميعها لا يخلو من تزكية لا ينبغي أن تكون من سلفي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 02:14]ـ
بارك الله فيك ..
مجرد التسمي بالسلفي لا يلزم منه التزكية وإنما هو كقول الرجل: أنا مؤمن ..
فسلفي أي أنا لا أخالف إجماع السلف وألتزم ما ذهب إليه السلف ..
وهذا فرض لازم على المسلم كما أن الإيمان فرض عليه لازم ..
فإن وقعت منه مخالفة للسلفية فهي كما يقع منه مخالفة للإسلام والإيمان فيستغفر الله ونطالبه بتحقيق معنى اسم السلفية ..
أما سلفي بمعنى ناج من العذاب موقن بالثواب فهي كمؤمن إن قيلت بهذا المعنى = فتدفع وترد فلا نعلم ما يفعل الله بنا ولا ما يكون منا ..
وهذا كقول الرجل أنا صائم يراد بها إظهار الحال والتحدث بالنعمة ويراد بها التزكية والرياء = فلا تحرم الأولى على من لم يرد الثانية ..
وكقول الرجل أنا من المصلين ..
وقل مثل ذلك في كل انتساب لأمر حسن من دين الإسلام ..
فإذا ظهر عدم التلازم=سقط المنع لعلة التزكية ..
والحمد لله وحده ..
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 03:13]ـ
وفيك بارك الذي أعزنا بالإسلام.
هذا على افتراض أن التسمية كالقول.
وليته كذلك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 03:15]ـ
بوركتَ ونفع الله بك،وقد استفدتُ من محاورتك ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 11:39]ـ
اسم السلفي مثله مثل أي اسم من الأسماء المباحة لا دليل على منعه، وكونه دليل على أني على الحق لا يغير هذه الحقيقة؛ لأني لم أزعم أن الاسم نفسه متعبد به، ومالم أجعل الاسم نفسه مستحباً = انسد عليك باب البدعة إلى يوم القيامة؛فشرط البدعة هوالتعبد، ونحن نقول: متى كان الإنسان على الحق وأراد التعبير عن ذلك بلفظ يفهم منه معنى كونه على الحق= فلا دليل يُحرم عليه ذلك مالم يجعل نفس الاسم واجباً أومستحباً ..
هو نفس الدليل على التسمي بالمصري ..
فيبقى حكم الانتساب إليها باسم السلفي أو السلفيون ..
فحكم ذلك-والله أعلم-أنه مباح من المباحات
وجزاك الله كل خير على اعترافك الأخير:
مجرد التسمي بالسلفي لا يلزم منه التزكية وإنما هو كقول الرجل: أنا مؤمن ..
فسلفي أي أنا لا أخالف إجماع السلف وألتزم ما ذهب إليه السلف ..
وهذا فرض لازم على المسلم كما أن الإيمان فرض عليه لازم ..
التسمي بالسلفي = أنا مؤمن
التسمي بالسلفي = ألتزم ما ذهب إليه السلف (واجب)
التسمي بالسلفي فرض لازم = الإيمان فرض لازم
وللأسف نسيت أن المتسمي بالسلفي يفعله على وجه الإستحباب أو الوجوب
وينقل فتوى الشيخ ابن باز المشكوك في صحتها وهى صحيحة عند من يتسمى بالسلفي
التي يقول فيها: (التسمي بالسلفي تزكية واجبة)
---------------
ونكمل إن شاء الله تعالى نقل باقي فتاوى العلماء
ـ[الصقر المكسور]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 11:09]ـ
المشكلة الآن أن التسمي بالسلفي والأثري صار نوع من التحزب ...
وأنا أتكلم من واقع مشاهد ومعلوم
ولكن يكفي أن تدور على بعض المنتديات المنسوبة للسلفية لترى حجم القطيعة والتقاطع وكيف يتم توزيع
هذه الصفة وماهي المواصفات التي يستند اليها موزعيها ...
بصريح العبارة كانت السلفية وهي كذلك تطلق على كل متبع للأثر مقتدي بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
وأصبحت الآن تطلق على كل من يتبع الشيخ الفلاني وينتقد الشيخ الفلاني ...
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 04:11]ـ
/// إخراج شخص من السلفية لغلو فيه، هذا حق.
وما هذا من قبيل امتحان الناس بالأشخاص، فالامتحان على الأشخاص من صفات أهل البدع، ولا يجوز امتحان الناس بالأشخاص.
ولكن لوجود صفة من الصفات التي لا يصح اطلاقها على السلف أو من ينتسبون إليهم.
/// والأئمة المتأخرون، إذا تلبس أحدهم بغلو فلا يطلق عليه أنه سلفي، وهذا واضح من فعل الإمام الذهبي فيمن أطلق عليه هذه النسبة وكفى بها منقبة عظيمة .. ممن حرمه منها.
ـ[ابوسعيد عبد الله]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 02:42]ـ
التسمي بالسلفي والسلفية امر مطلوب ولاشك ان السلف هم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتباعين ومن تبعهم باحسان فكل من سار على نهجهم وتمسك بماكانوا عليه فهو سلفي.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها " .. نعم السلف انا لك"
واقول على طالب العلم الا يكون سطحيا وينظر للأمور بفهم وتأمل.
وجزى الله الاخ الكاتب على الموضوع ونسأل الله ان يثبتنا على الكتاب والسنة وماكان عليه سلف الامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 08:10]ـ
التسمي بالسلفي والسلفية امر مطلوب ولاشك ان السلف هم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتباعين ومن تبعهم باحسان فكل من سار على نهجهم وتمسك بماكانوا عليه فهو سلفي.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها " .. نعم السلف انا لك"
واقول على طالب العلم الا يكون سطحيا وينظر للأمور بفهم وتأمل.
وجزى الله الاخ الكاتب على الموضوع ونسأل الله ان يثبتنا على الكتاب والسنة وماكان عليه سلف الامة
من الذي أمر به ومن الذي طلبه؟!!
هل أمر به رب العالمين؟!
هل أمر به النبي صلى الله عليه وسلم؟!
هل فعله أحد من سلفنا الصالح؟!
هل فعله أحد من الأئمة الأربعة؟!
هل،، وهل،، وهل؟؟!!
أم أن هذا الأمر مطلوب منك أنت فقط دون المسلمين جميعًا!!
إن كان المتسمي بالسلفي يقصد بهذا التسمي معنى القديم مثلاً، ولا يعبر به عن دين الله عز وجل، ولا هو دليل على التمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من المباحات.
أما إن كان المتسمي بالسلفي يقصد بهذه التسمية إظهار أو التعبير عن دين الله عز وجل صافيًا نقيًا فقد ابتدع في دين الله عز وجل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
((وإذا كان السؤال على هذا الوجه لم يكن للعالم المتبع للرسول أن يقول إن هذا من القرب والطاعات وأنه من أنواع العبادات وأنه من سبيل الله تعالى وطريقه الذى يدعو به هؤلاء إليه ولا أنه مما أمر الله تعالى به عباده لا أمر ايجاب ولا أمر استحباب وما لم يكن من الواجبات والمستحبات فليس هو محمودا ولا حسنة ولا طاعة ولا عبادة باتفاق المسلمين فمن فعل ما ليس بواجب ولا مستحب على أنه من جنس الواجب أو المستحب فهو ضال مبتدع وفعله على هذا الوجه حرام بلا ريب))(/)
صيد خاطر
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 01:44]ـ
لما قرات حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم قبورا) وكلام ابن تيمية على مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا تجعلوها قبورا من ان معناها لا تعطلوها عن الصلاة فيها والدعاء والقراءة, فتكون بمنزلة القبور, فامر بتحري العبادة في البيوت ونهى عن تحريها عند القبور. انتهى كلامه
استوقفني كلامه هذا ووجدت ان في الحديث رد على القبوريين وما يفعلونه عند القبور, اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جعل البيوت قبورا بمعنى ان من خصائص القبور ومن صفاتها تعطيلها عن الصلاة فيها وعدم الذكر والقراءة فيها فعُلم ان ما يفعله القبوريون عند القبور ضلال ومنهي عنه وان فعلهم هذا يخالف الشرع والعقل, اذ لو جاز فعل ذلك عند القبر اي من صلاة وذكر وقراءة للقران لما وصف النبي صلى الله عليه وسلم البيوت التي عُطلت عن هذا بالقبور؟(/)
هل سب يسوع يكفر صاحبه؟
ـ[سنايبر]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 03:47]ـ
سمعت عن بعض المشايخ: أن من سب يسوع (معبود النصارى) فقد كفر؟
وقد عللوا ذالك بأنه هو هو عيسى بن مريم، فإن من سبه فإنه يسب نبي من أولي العزم، لذالك يعتبر كافراً!!
فهل هذا صحيح؟
وهل معناه لا يجوز نقد يسوع بأي كلمة حتى وإن كانت من كتاب القوم؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً .. فإني وكثير من الأخوة نرى العكس.
ـ[ابن وقيت]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 01:59]ـ
قال تعالى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله. ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله. ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا. أولئك هم الكافرون حقا. وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا} (سورة النساء: 153).
فمن كفر بأحد رسل الله، أو سبه، أو عاداه فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأخوانه المرسلين.
ويجوز نقد الأناجيل، وأسفار اليهود لوقوع التحريف فيها، أما نقد الأنبياء والرسل؛ فكفر ومروق من الدين.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 03:10]ـ
سمعت عن بعض المشايخ: أن من سب يسوع (معبود النصارى) فقد كفر؟
وقد عللوا ذالك بأنه هو هو عيسى بن مريم، فإن من سبه فإنه يسب نبي من أولي العزم، لذالك يعتبر كافراً!!
فهل هذا صحيح؟
وهل معناه لا يجوز نقد يسوع بأي كلمة حتى وإن كانت من كتاب القوم؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً .. فإني وكثير من الأخوة نرى العكس.
ما أعلمه ويعلمه غيري بداهة أن يسوع هو هو عيسى بن مريم .... !
وعليه فإنه لا يجوز سبه ولا نقده ولا لعنه ..
أما إن كُنت تعني نقد معتقداتهم فيه!
فنعم! يجوز نقد معتقدهم فيه كإعتقادهم بألوهيته.
والله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 04:12]ـ
غفر الله لك أخي!
ألمحُ افتقار السؤال إلى المستوى اللائق من الأدب مع مقام رسول الله عيسى عليه الصلاة والسلام
كما أعجب كيف يخفى على مسلم أن سب أي نبي كفر صراح لمناقضته أصل التوحيد
"لا نفرق بين أحد من رسله" أي في الإيمان بهم ووجوب توقيرهم ,والسب باتفاق العقلاء إيقاع للنقيصة
على المسبوب ,وإذا كان الكفر بنبي من الأنبياء كفر بجميعهم "كذبت قوم نوح المرسلين"مع كونهم كذبوا نبيهم فحسب
فكذلك سب واحد منهم يعود إلى جميعهم فضلا عن كونه قدحا في المرسل وهو الله سبحانه وتعالى
أملاه أبو القاسم
ـ[سنايبر]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 10:19]ـ
جزاكم الله خيراً أحبتي في الله .. ابن وقيت، الأوزعي، وأبو القاسم.
ويبقى سؤال أخير: هل أصاب الإمام ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل عندما أفتى بأن حواريي النصارى هم ليسوا الحواريون الذين أثنى الله عليهم في القرآن الكريم، حتى إنه سبهم، كقوله: باطرة (بطرس) الكذب، لوقا الفاجر، ومارقس (مرقس) الفاسق ..
فإن أصاب، أفلا يعني أن نفس الشيء ينطبق على يسوع عند النصارى؟
وإن لم يصب فيكفينا نقد عقيدة القوم بدون الحديث
عن ما يعتبرونه المسيح عيسى- عليه الصلاة والسلام - عندهم إلا في نقد الألوهية أو ما شابه كما ذكر الأخوة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - May-2010, صباحاً 12:33]ـ
سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي:
ما حكم سب الدين أو الرب؟ - أستغفر الله رب العالمين- هل مَنْ سبّ الدين يعتبر كافراً أو مرتداً، وما هيالعقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف؟ حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
فأجابرحمه الله تعالى: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عزّوجلّ، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان مَنْ سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً بذلك عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمةالشرعية، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة، ولكن الأرجح أن يستتاب لعل الله تعالى يمن عليه بالهداية فيلزم الحق، ولكن ينبغي أن يعزربالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذه الجريمة العظيمة، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإنَّ سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الرب عزّ وجلّ من نواقض الإسلام، وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بالجنة أو بالنارأو بأوامر الله تعالى كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: ((قُل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)) نسأل الله العافية.(/)
هل سمعت بشيء اسمه "الصحوة"؟ هنا تذوقه وشم رائحته مع ... [رابط صوتي نادر وقديم]!
ـ[ميزان الكلم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 01:53]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يا جماعة الخير تخيلوا هذا الحدث، وتحملوا الإطالة فستعجبون في النهاية:
تخيل معي أن يجتمع في مسجدٍ واحدٍ لأحد المناسبات كل من:
صاحب السمو الملكي أمير القصيم فيصل بن بندر ..
فضيلة الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود، نائبًا عن العلامة عبدالعزيز بن باز.
فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.
فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين.
فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك.
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي.
فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان.
فضيلة الشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي.
فضيلة الشيخ ناصر بن سليمان العمر.
فضيلة الشيخ سعيد بن زعير.
فضيلة الشيخ عبدالله بن حمود التويجري.
فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة.
فضيلة الشيخ عائض بن عبدالله القرني.
فضيلة الشيخ عبدالوهاب بن ناصر الطريري.
فضيلة الشيخ محسن العواجي.
فضيلة الشيخ عمر العيد.
فضيلة الشيخ يحيى بن عبدالعزيز اليحيى.
فضيلة الشيخ يحيى بن إبراهيم اليحيى.
فضيلة الشيخ عبدالله الطيار.
فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنصور.
فضيلة الشيخ ناصر بن عبدالكريم العقل.
فضيلة الشيخ محمد الفراج.
فضيلة الشيخ أسامة خياط.
فضيلة الشيخ علي بن سعيد الغامدي.
فضيلة الشيخ عبدالله الجلالي.
ومشايخ غير هؤلاء أتوا من الرياض والدمام والأحساء والزلفي وجيزان ونجران وأبها ورفحاء وحايل والجوف وعرعر والطائف وجدة بل ومن دول الخليج ومن دولة السودان ...
شاعر الصحوة: د. عبدالرحمن العشماوي.
الشاعر: ناصر الزهراني.
الشيخ التاجر صالح الراجحي.
الشيخ التاجر سليمان الراجحي.
الشيخ التاجر صالح السلمان.
وغيرهم ..
ويتم في هذا الحدث تكريم طلاب منهم الأسماء التالية:
الطالب: يوسف الغفيص!
الطالب: عبدالله بن ناصر السلمي!
ويجتمع الناس في المسجد لأجلها من بعد العصر ليحجزوا أماكن لهم، وتعيش هذه المدينة حركةً دؤوبةً من تاريخ إعلان هذا الحدث قبل أسبوعين من انعقاده، ويعقب هذا الحدث مناشط عدة استغلالا لوجود هؤلاء العظماء في تلك المدينة، فمحاضرة لسفر وندوة لسلمان مع ابن جبرين وعبدالله بن حمود التويجري, وأخرى لناصر العمر مع حمزة الفعر، وأخرى لسعيد بن زعير مع عبدالله بن قعود وعبدالوهاب الطريري ومناشط أخرى في مختلف المحافظات بالمنطقة ..
هل هذا حلمٌ أم ماذا؟
نعم هو (ماذا)، إنه حقيقة، تشم منها رائحة الصحوة: حفل مسابقة السنة النبوية ببريدة، والذي كان قبل ستة عشر عامًا تقريبًا ..
لن أتكلم، بل سأُسمعكم كامل الحفل عبر هذا الرابط، فالحفل يعبر عن نفسه، والذي يقدمه الشيخ المعروف د. عبدالعزيز بن فوزان الفوزان بصوته المبحوح (يوم أن كان شابًّا صحويًّا!) قبل أن ينتقل للرياض ويعرفه الناس.
(المقدم الأول هو الشيخ صالح الونيان، ثم يستلم التقديم الشيخ عبدالعزيز)
http://sub3.rofof.com/05twdcj21/Hfl_Al-sntulnbwyh.html
ميزان الكلم
يتبع
ـ[ميزان الكلم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 01:54]ـ
لمن أراده مفرغًا من الأشرطة:
حفل مسابقة السنة
أقيم هذا الحفل في مدينة بريدة بالقصيم ختاماً لمسابقة في حفظ الأحاديث النبوية، مقسمة إلى فئات تبدأ الفئة الأولى في حفظ الصحيحين بالكامل، ثم الفئة الثانية في حفظ أحدهما، ثم الثالثة في حفظ ألف حديث منهما، ثم الرابعة في خمسمائة، والخامسة في مائة حديث، والسادسة في خمسين حديثاً نبوياً، وقد كرم الحفاظ في هذا الحفل المهيب والذي حضره عشرات المشايخ والعلماء من أرض الحرمين، وألقى عدد من العلماء والمشايخ كلمات في الحفل، كما ألقيت فيه عدد من القصائد الشعرية.
بين يدي الحفل
(يُتْبَعُ)
(/)
قال مقدم الحفل حفظه الله: صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم، أصحاب الفضيلة العلماء، أيها الدعاة الأجلاء، إخواني الحضور، أيها الوجهاء والأعيان، يا من تجشمتم عناء الحضور لتشجعوا حفاظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أرادوا أن يصحبوا أنفاسه صلى الله عليه وسلم بعد أن فاتهم صحبة نفسه صلى الله عليه وسلم. معاشر الإخوة: إن الدهشة لتعقد لساني، وأنا أرى هذه الجموع الغفيرة التي اتجهت نحو هذا المكان الطيب، منذ أول عصر هذا اليوم، والتي امتلأت بها ساحات هذا المسجد على اتساعها، بل والشوارع المحيطة بها، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على تشجيعكم للمسيرة العلمية التي هي بحق مفخرة لهذه البلاد. هذا يوم يسجل في أمجاد بلدتنا على صحائف من نور تشرفنا معاشر الإخوة: لا يسعني إلا أن أقول لكم: حياكم الله، وأسأله أن يجعل خطواتكم في ميزان حسناتكم، ثم لا يسعني إلا أن أبدي لكم مشاعر لا يسعني أن أخفيها، وهو أننا عشنا على مدار أسبوعين ومنذ أن أعلن عن هذه المسابقة وهذا التكريم، عشنا اتصالات مكثفة من المحبين والغيورين؛ كل يتسابق يريد أن يقدم خدمة للعلم والعلماء، بل ربما تشاحَّ اثنان أو أكثر على تقديم خدمة لكم، ومن متصل يقول هل سيقدم من العلماء فلان وفلان؟ وإذا بنا نتفاءل ونقول نعم سيقدمون، وإذا بهم اليوم من أمكنة كثيرة، من مكة المكرمة ومن المدينة المنورة ومن جدة ومن الرياض ومن الدمام ومن الأحساء، ومن الجوف، ومن رفحاء، ومن عرعر ومن نجران ومن جيزان ومن أبها، ومن سائر مناطق المملكة أجمع. بل لا أخفيكم إذا قلت: إنه قدم من خارج المملكة من دول الخليج ضيوف أعزاء علينا، فحياكم الله وبياكم، وجعل خطواتكم في ميزان حسناتكم، وأسأله أن يجعل هذا الجمع المبارك يجتمع في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وإن أبناءكم طلاب العلم لممتنون أتم الامتنان بحضوركم، هذا وأترك المجال لبدء حفل تكريمنا على بركة الله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. المقدم: أيها الإخوة الكرام: كم نحن مسرورون وكم نشعر بالغبطة والسعادة، ونحن نعيش هذه اللحظات المباركة، ونشاهد هذه الوجوه الزكية النيرة، ونرى هذه الجموع الحاشدة التي غص بها المسجد داخله وخارجه وعلويه وتحتيه، وامتلأت به الساحات المحيطة به، وأغلقت بها الشوارع من حوله، إنه اجتماع متميز أيها الإخوة، متميز من جهة كثرة الحضور من الوفود والضيوف وأهل هذا البلد، ومتميز من جهة نوعية الحاضرين ومكانتهم، فقد ضم هذا الاجتماع المشهود كثيراً من العلماء والدعاة والقضاة، وطلبة العلم المعروفين ليس في هذه المنطقة فحسب، ولا في هذا البلد فحسب، بل على مستوى العالم الإسلامي كله. كما ضم هذا الاجتماع المبارك عدداً كبيراً من الوجهاء، والتجار، وأعيان هذا البلد المبارك، فشكر الله للجميع مسعاهم، وكتب لهم خطواتهم وجزاهم على إجابة هذه الدعوة، وتجشم عناء السفر خير الجزاء وأوفاه وأجزله. أيها الحضور الكرام: موعدكم الآن مع كلمة لسماحة الوالد فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والذي نعلم جازمين أنكم أيها الإخوة تتشوقون وتتمنون حضوره بشخصه حفظه الله، كما كنا نتمنى ذلك من كل قلوبنا ولكن ظروفه -حفظه الله- ومشاغله الكثيرة التي لا تخفى عليكم حالت بينه وبين ذلك، وقد شاركنا -حفظه الله وجزاه الله خير الجزاء- بكلمة ضافية يلقيها نيابة عنه واحد من علمائنا الأجلاء ودعاتنا الفضلاء الذين نتشوق كذلك للقائهم والاستماع لحديثهم ألا وهو فضيلة الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود فليتفضل بارك الله فيه وأجزل له المثوبة. ......
كلمة الشيخ عبدالله بن قعود نيابة عن الشيخ ابن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ: عبد الله بن حسن بن قعود حفظه الله: بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونصلي ونسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه، أما بعد:- فإن الله تعالى قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وعلمه الكتاب والحكمة -أي القرآن والسنة- كما في الحديث الذي رواه أهل السنن بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: {ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه} فالقرآن والسنة هما الأصلان اللذان عليهما مدار الأحكام، ومن رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن قيض لها من يحفظ عليها أمر دينها، فمنذ العصور الأولى والأمة تعتني بالقرآن حفظاً ومدارسة وفهماً، وتأملاً، وتفسيراً، تعلماً وتعليماً وإلى اليوم، والحمد لله على ذلك. فهذه المدارس القرآنية، والجمعيات الحكومية والخيرية التي تربي النشء على حفظ كتاب الله وفهمه، والعمل به، مما يسر كل مسلم، وإن مما يضاعف الفرحة أن نجد إقبال حفاظ القرآن وغيرهم على التفقه في الأمور الشرعية ودراسة السنة النبوية وحفظها وتعلمها وتعليمها، فإن هذه الدروس العلمية المقامة في المساجد في سائر منطقة القصيم، وغيرها لتعليم الحديث والفقه والتفسير، هي من رياض الجنة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر}. وقد صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تتداعى إليها، فنحمد الله على وجودها وكثرتها وكثرة المقبلين عليها، ونسأل الله أن يبارك في عمل القائمين عليها، ويضاعف مثوبتهم، ويرزقهم الإخلاص في ذلك، وأن يجزيهم خير الجزاء. وإن مما ينبغي الإشادة به: الاهتمام بالسنة النبوية في هذا الوقت الذي كثر فيه الإعراض عنها، والاعتراض عليها من بعض الجهلة أو من أهل البدع أو غيرهم، فالعمل على نشر السنة واجب وتعليمها من أفضل القربات وأجل الطاعات، وقد كان السلف الصالح يحرصون على تعليم الطلبة شيئاً من السنة النبوية، ويحرصون على حفظها في الصدور، وعدم الاكتفاء بالكتب والمصنفات خاصة ما يتعلق بمتون الأحاديث وجوامع الألفاظ، وقد سرني كثيراً ما قام به الإخوة في اللجنة العلمية، ومكتب الدعوة في القصيم من رعاية الدروس وتنظيمها والإشراف عليها، لحمايتها من الإفراط والتفريط، ومن الغلو والجفاء والسير بها إلى الطريق المستقيم، فالحمد لله على ذلك كثيراً، وشكر الله لأصحاب الفضيلة القائمين على مشروع حفظ القرآن والسنة، والتفقه في الدين جهدهم وعنايتهم، حيث حفظوا الطلاب، وبذلوا لهم من الوقت والجهد الشيء الكثير، ثم أجروا لهم الاختبارات والمسابقات لحفزهم على طلب العلم، فضلاً عما يقومون به من طباعة الكتب المفيدة، وتوزيعها وغير ذلك من الأعمال النافعة، فجزاهم الله على ذلك كله خير الجزاء وأفضله وأوفاه. وإنها سنة حسنة محمودة أن يُشجَّع الطلاب على الحفظ، وتجرى لهم الاختبارات، ويعطون الإعانات والجوائز التشجيعية على ذلك دفعاً لهم ولغيرهم إلى الخير، فهو عمل طيب مبارك مشكور. وإنني أدعو الإخوة المشايخ وطلبة العلم في سائر المناطق إلى القيام بمثل هذه الأعمال النافعة من تربية النشء على القرآن والسنة علماً وعملاً، ونرجو أن نسمع في المستقبل عن أعمال خيرية كثيرة من جنس هذه الأعمال، والله تعالى يقول: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [البقرة:148] ويقول سبحانه: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين:26] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: {خيركم من تعلم القرآن وعلمه} ويقول صلى الله عليه وسلم: {من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين}. وإنني بهذه المناسبة: أوصي جميع الطلبة وجميع المعلمين بتقوى الله سبحانه، وإخلاص النية، والصدق في العمل، كما أحثهم على مواصلة الطلب وعدم الملل أو العجز، وعلى أن يجمعوا بين العلم والعمل، فإن العمل هو ثمرة العلم، وعليهم بالإقبال على القرآن والإكثار من تلاوته ومدارسته وتفهم معانيه، فإنه أصل العلوم وأساسها. كما أحث أولياء الأمور على تشجيع أوليائهم المنتسبين إلى هذه الحلقات، وتسهيل أمورهم وحثهم على ذلك، وإنني أشكر كل من ساهم في تيسير أمر هذا الاجتماع المبارك من المسئولين والتجار والمشايخ وغيرهم. فجزى الله الجميع خيراً،
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أدعو الجميع إلى المزيد من المساهمة في دعم هذا المشروع النافع، دعماً مادياً ومعنوياً فإنه بحسب ما يتوفر من الإمكانات والتسهيلات يكون نجاح العمل واستمراره، وقد جاء في الصحيح من حديث جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة}. نسأل الله للجميع التوفيق والهداية والسداد، وصلاح القول والعمل في الظاهر والباطن، والله تعالى ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبيه محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان. عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. وأستسمح المنظمين بأن أدعو وأرجو من الإخوة أن يؤمِّنوا فقد يكون من بينهم من هو حري باستجابة الدعوة، فأقول اللهم احفظنا واحفظ الشيخ عبد العزيز من الفتن، اللهم احفظنا وإياه من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ثبتنا على ما يرضيك إلى أن نلقاك غير مبدلين ولا مغيرين، اللهم وقد أكرمتنا بالإسلام، ومننت علينا بالعلم فنور به طريقنا في الدنيا وفي القبور، وفي طريقنا إليك، واختم للجميع بالصالحات، واجز شيخنا عنا وعن الإسلام والمسلمين خيراً وبارك في أيامه، واجزه أحسن ما يجزى به مخلص عن أمته، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد. قال مقدم الحفل حفظه الله: نشكر فضيلة الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود على زيارته وتشريفه لنا ولهذه المسابقة، ونشكره مرة أخرى على إلقائه هذه الكلمة العطرة التي وجهنا فيها سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز فلهم منا جزيل الشكر، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظهم بالإسلام، وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال. أيها الجمع المبارك، أيها الإخوة، أيها العلماء والمشايخ: كم نحن مسرورون وكم نحن مغتبطون بهذا الجمع المبارك، وبهذا اللقاء الذي هو يوم عظيم وموسم كريم، تذكر فيه سنة النبي صلى الله عليه وسلم فتحفظ وتعظم، إن هذا يوم من أيام الله سبحانه، يوم عظيم ويوم مبارك ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله مباركاً على الجميع. ......
كلمة الشيخ العجلان
أيها الحفل الكريم: معنا كلمة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله العجلان رئيس محاكم القصيم، ذلكم الشيخ الفاضل الذي عرفه الجميع بخلقه وتواضعه الجم، ذلكم الشيخ الذي كان لجهوده الأثر العظيم في دفع مسيرة الدروس العلمية في هذا البلد، فله منا جزيل الشكر والعرفان، ونسأل الله تعالى أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، فليتفضل حفظه الله وجزاه الله عنا وعن الإسلام خيراً. قال الشيخ: عبد الرحمن بن عبد الله العجلان حفظه الله: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم. أصحاب الفضيلة العلماء. أصحاب السعادة. أيها الحفل الكريم: أحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأرحب بكم في هذا المكان المبارك الذي نجتمع فيه لتكريم حفاظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما احتفلنا قبل أشهر بحفظهم لكتاب الله جل وعلا، وأشكركم جميعاً على تفضلكم بالحضور، وتكبدكم المشقة من قريب وبعيد، وترك أمور هامة عليكم إيثاراً وتكريماً وتشجيعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشتغلين بها والمهتمين بها، فجزاكم الله خير الجزاء، وأرجو الله أن يكتب خطواتكم في سجل حسناتكم، وأن يجزيكم عليها يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88 - 89]. ثم إنني -أيها الإخوة- أشكر أصحاب الفضيلة رئيس وأعضاء اللجنة العلمية، والمسئولين في مكتب الدعوة والإرشاد ببريدة على اهتمامهم البالغ بتعليم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرصهم على أن يحفظها الطلاب، وأن يهتموا بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيحفظوه، فجزاهم الله خير الجزاء، وأهنئ إخواني وأبنائي حفاظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم- يهنئ بعضهم بعضاً بما ينال به ثواب الله جل وعلا، وأفضل عمل وأفضل شيء تنفق فيه الأوقات والجهود الحفاظ على كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم. وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حفظ سنته، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فحفظه فبلغه كما سمعه} أو كما قال صلى الله عليه وسلم: {فرب مبلغ أوعى من سامع} وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الوحي الثاني، وصاحبها المعصوم عن الزلل -صلوات الله وسلامه عليه- يقول ربنا جل وعلا وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3 - 4]. ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم: {العلم ثلاثة: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة، وما سوى ذلك فهو فضل}. وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: {كنت أكتب كل شيء أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش وقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر، وأنت تكتب كل ما تسمعه منه، وهو يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه، وقال: اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا الحق} رواه أبو داود. وقد أمرنا جل وعلا في أي خلاف وتنازع أن نرجع إلى كتابه -جل وعلا- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال جل وعلا: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] قال العلماء: الرد إلى الله: الرد إلى كتابه، والرد إلى رسول الله، الرد إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذرنا جل وعلا من مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63] يقول عبد الله بن عباس: [[أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك]]. ورتب جل وعلا طاعته على طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80] فهنيئاً لحفاظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنيئاً للعلماء المشتغلين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر. {ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة}. فحري بنا أيها الإخوة أن نغتنم فرصة الوقت، والقدرة والنشاط في أن نصرف جل وقتنا لكتاب ربنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، حفظاً ودراسة، وتعلماً وتعليماً، وأن ننشِّئ أبناءنا على ذلك، وأن نبذل لهم الجوائز التشجيعية، وأن نشجع الإخوة الأفاضل الذين قاموا بهذا المشروع العظيم، ونشجع الآخرين للقيام بمثل ذلك لعل هذا أن ينتشر كما انتشرت الجمعيات الخيرية لحفظ كتاب الله جل وعلا. وقد كنا في القريب لا نجد من يحفظ كتاب الله إلا القليل، واليوم -ولله الحمد- نرى العدد الكثير من حفاظ كتاب الله جل وعلا، وتباشير الخير بدأت بحمد الله بحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فشجعوهم أيها الإخوة تشجيعاً مادياً ومعنوياً يخلف الله عليكم ويبارك في أوقاتكم وأعمالكم. هذا وأرجو الله أن يثيب الجميع خيراً، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يجعل سعينا مشكوراً، وعملنا مقبولاً، وأن يوفق الجميع لسعادة الدنيا والآخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال مقدم الحفل حفظه الله: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكر الله لشيخنا عبد الرحمن العجلان هذه الكلمة الضافية، والتي أبان فيها أن هذا الحفل هو تكريم لحفظة السنة وحملتها من أبنائنا، واحتفاءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما احتفى الجميع في هذا المكان الطاهر في حفظ هؤلاء لكتاب الله الطاهر جل وعلا. ......
عرض نماذج من حفاظ السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن أهل كتاب وسنة، منهجاً وعقيدة وسلوكاً وأخلاقاً وتوجيهاً، واليوم -أيها الإخوة- نحتفل بحفظة السنة التي كانت نتيجة لمسابقة أقيمت فيما مضى، هذه المسابقة -أيها الإخوة- تتكون من ستة فروع. أما الفرع الأول: فهو حفظ الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم وقد شارك في هذا الفرع ثمانية طلاب. وأما الفرع الثاني: فهو حفظ أحد الصحيحين صحيح البخاري أو صحيح مسلم، وقد شارك في هذا الفرع ثمانية طلاب. وأما الفرع الثالث: فهو حفظ ألف حديث، وقد شارك فيه أيضاً ثمانية طلاب. وأما الفرع الرابع: فهو حفظ خمسمائة حديث، وقد شارك في هذا الفرع تسعة طلاب. وأما الفرع الخامس: فهو حفظ مائة حديث، وقد شارك في هذا الفرع خمسون طالباً. وأما الفرع السادس: فهو حفظ خمسين حديثاً، وقد شارك في هذا الفرع ستة وثلاثون طالباً. أيها الحضور الكريم: وتعطيراً لهذا المجلس ببعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فإننا سنعرض لكم في هذا الحفل المبارك نماذج متنوعة من هذه الفروع الستة، وقد اختير من هذه الفروع من يمثلهم، وقد تم أيها الإخوة اختبار هؤلاء الطلاب من قبل، ويقوم بتحكيم هذه المسابقة، أو إلقاء هذه المقاطع على الطلاب كل من فضيلة الشيخ عبد الله بن حمود التويجري، والشيخ سلمان بن فهد العودة، والشيخ يحي بن عبد العزيز اليحيى، فنرجو من المشايخ الكرام أن يتقدموا للمنصة لإلقاء المقاطع المتنوعة التي يختارونها للطلاب المتسابقين. ......
المتسابق الأول: عبد الله بن غدير التويجري
ونبدأ أيها الإخوة بالفرع الأول ومع الطالب عبد الله بن غدير التويجري. قال الشيخ: سلمان حفظه الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. حسب معلوماتي فإن الإخوة حفظوا أولاً صحيح الإمام مسلم ثم حفظوا بعد ذلك ما زاد عليه من صحيح الإمام البخاري، فتجمع لهما الصحيحان ابتداء بصحيح مسلم ثم أضافوا إليه ما يتعلق بالزيادات من صحيح الإمام البخاري. السؤال: اقرأ من قول الإمام مسلم رحمه الله في باب: (الاستعانة بالمشركين في الغزو): عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: {خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر}. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، قال رحمه الله تعالى: وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: {خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر فلما كان بحرة وبرة؛ أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت لأتبعك وأصيب معك، فقال له الرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا، قال: فارجع فلن أستعين بمشرك}. السؤال: اقرأ من قوله رحمه الله تعالى في باب: (الاستئذان والسلام): عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري، قال: جاء أبو موسى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: السلام عليكم ... الجواب: وعن أبي بردة رضي الله عنه قال: جاء أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: السلام عليكم، هذا عبد الله بن قيس، السلام عليكم هذا أبو موسى، السلام عليكم هذا الأشعري، ثم رجع، فقال عمر رضي الله عنه: ردوا عليَّ الرجل، فلما جاء قال: ما ردك؟ كنا في شغل فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع}. السؤال: اقرأ من قوله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فجعل يقول ... الجواب: وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {قدم مسيلمة الكذاب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، فقدمها في بشر كثير من قومه، فقدم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم قطعة جريدة، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: لو سألتني هذه الجريدة ما أعطيتكها، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإنك لأُرى الذي أريت فيك ما أريت، قال ابن عباس: فسألت عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنك أُرى الذي أريت فيك ما أريت، فأخبرني أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام أن انفخهما
(يُتْبَعُ)
(/)
فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي، فكان أحدهما مسيلمة الكذاب والآخر العنسي صاحب صنعاء}. السؤال: اقرأ في باب كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ألا كلكم راع ... }. الجواب: وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته}. السؤال: اقرأ باب: في (خيار الأئمة وشرارهم) عن عوف بن مالك رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم}. الجواب: وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قيل يا رسول الله: أفننابذهم بالسيوف؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة}. السؤال: باب: (النهي عن لبس الديباج) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لبس النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قباء من ديباج .. الجواب: وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: {لبس النبي صلى الله عليه وسلم قباء من ديباج أهدي له ثم أوشك أن نزعه، فأرسل به إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقيل له: قد أوشك ما نزعته يا رسول الله؟ فقال نهاني عنه جبريل عليه السلام، قال فجاءه عمر رضي الله عنه يبكي، فقال: كرهت شيئاً وأعطيتنيه فما لي؟ قال: إنما أعطيتكه لتبيعه، فباعه بألفي درهم}. السؤال: باب: (النهي أن يُقيمَ الرجلَ من مجلسه ويجلس فيه) عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا يقيم الرجلُ الرجلَ ... }. الجواب: وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن توسعوا وتفسحوا}. السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم {اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب، والنياحة على الميت} حديث من؟ الجواب: أبي هريرة في مسلم. السؤال: حديث {بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة} الجواب: جابر / مسلم. السؤال: {كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم}. الجواب: ابن عمر/ البخاري. السؤال: {شهرا عيد لا ينقصان} الجواب: أبو بكرة متفق عليه. السؤال: {إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا} ابن عمر/ مسلم. السؤال: {من ابتاع نخلاً بعد أن تؤبر فثمرتها للذي ابتاعها إلا أن يشترط المبتاع} الجواب: ابن عمر/ متفق عليه. السؤال: {إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما} الجواب: أبي سعيد عند مسلم. السؤال: {اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به}. الجواب: عائشة / مسلم. السؤال: {إن شر الرعاء الحطمة} الجواب: عائذ بن عمرو متفق عليه. السؤال: {من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو زرع نقص من أجره كل يوم قيراطان} الجواب: ابن عمر وأبو هريرة/ متفق عليه. السؤال: {قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن من أمتي أحد فإن عمر منهم}. الجواب: عائشة/ متفق عليه. السؤال: {يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا، حتى يقول من خلق الله فإذا بلغه ذلك فليستعذ بالله ولينته} الجواب: أبو هريرة/ متفق عليه. السؤال: {لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول} الجواب: ابن عمر/ مسلم. السؤال: {كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث} الجواب: أنس بن مالك/ متفق عليه. السؤال: {لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان} الجواب: ابن عمر/ متفق عليه. السؤال: {إنه ليس بدواء ولكنه داء} الجواب: وائل الحضرمي / مسلم. السؤال: {ألم تر آيات أنزلت علي الليلة لم يُرَى مثلهن قط} الجواب: عقبة بن عامر / مسلم. السؤال: {مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب} الجواب: أبو موسى/ متفق عليه. السؤال: {إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه} الجواب: عبد
(يُتْبَعُ)
(/)
الله بن عمر متفق عليه. بارك الله فيك.
ـ[ميزان الكلم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 01:56]ـ
المتسابق الثاني: محمد بن صالح
الطالب الثاني من الفرع الأول وهو في حفظ الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم الطالب محمد بن صالح ... فليتفضل. السؤال: اقرأ يا محمد من قوله رحمه الله في باب: (رقية الرجل أهله إذا اشتكو) عن عائشة رضي الله عنها قالت: {كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذهب البأس}. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله. قال رحمنا الله تعالى وإياه، عن عائشة -رضي الله عنها قالت: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه، ثم قال: أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً}. السؤال: اقرأ من قوله في باب: (خروج الموحدين من النار) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم .. }. الجواب: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس منكم أصابتهم النار بذنوبهم، أو قال بخطاياهم، فأماتهم الله تعالى إماتةً حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة، فقيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حمل السيل، فقال رجل من القوم: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان في البادية}. السؤال: اقرأ من قوله في باب: (تزويج الصغيرة) عن عائشة رضي الله عنها قالت: {تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين}. الجواب: عن عائشة -رضي الله عنها قالت: {تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين، فقدمنا المدينة فوعكت شهراً فوفى شعري جميمة، فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحتي ومعي صواحبي، فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت: هه هه! حتى ذهب نَفَسي، فأدخلتني بيتاً فإذا نسوة من الأنصار، فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، فغسلن رأسي وأصلحنني، فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى، فأدخلنني إليه}. السؤال: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: {يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟}. الجواب: عن عائشة رضي الله عنها قالت: {قلت يا رسول الله: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على عبد يا ليل ابن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فإذا فيها جبريل فناداني فقال: يا محمد: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال تأمره بما شئت فيهم}. السؤال: {إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق عن قلوبهم} أكمل هذا الحديث ومن راويه الأعلى؟ الجواب: الحديث عن أبي سعيد الخدري متفق عليه: {إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق عن قلوبهم، فقفى الرجل، فنظر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مقف، وقال: إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قال: أظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود}. السؤال: {الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين} لمن هذا الحديث؟ الجواب: حديث تميم الداري عند مسلم. السؤال: {إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث} من راوي الحديث الأعلى ومن أخرجه، وأكمل الحديث؟ الجواب: حديث أبي هريرة متفق عليه {إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً}. السؤال: {لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر} الجواب: ابن مسعود عند مسلم. السؤال: {ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟}. الجواب: أبو بكرة وأنس/ متفق عليه. السؤال: {ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع
(يُتْبَعُ)
(/)
به الدرجات} الجواب: أبو هريرة / مسلم. السؤال: {كان بلال يؤمر أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة} الجواب: أنس/ متفق عليه. السؤال: {لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا} الجواب: أبي هريرة/ متفق عليه. السؤال: {لقنوا موتاكم لا إله إلا الله} الجواب: أبي سعيد الخدري/ مسلم. السؤال: {لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين} الجواب: أبو هريرة / متفق عليه. السؤال: {الشهر يكون تسعة وعشرين يوماً} الجواب: أم سلمة/ متفق عليه. السؤال: {مَهَلُّ أهل العراق من ذات عرق} الجواب: جابر/ مسلم. السؤال: {الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة} الجواب: ابن عمر/ في مسلم. السؤال: {إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج} الجواب: عقبة بن عامر/ متفق عليه. السؤال: {فراش للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان} الجواب: جابر/ مسلم. السؤال: {ألا أنبئكم ما العضه} الجواب: ابن مسعود مسلم. السؤال: {إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أقرأ عليك} الجواب: أنس/ متفق عليه. بارك الله فيك ..
المتسابق الثالث: ياسر إبراهيم السلامي
أيها الإخوة والطالب الثالث في الفرع الأول في حفظ الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم هو الطالب ياسر إبراهيم السلامي .. فليتفضل. اقرأ يا ياسر من قوله في: (باب الترغيب في النكاح) عن علقمة رضي الله عنه قال: كنت أمشي .. بسم الله الرحمن الرحيم: قال -رحمنا الله تعالى وإياه- عن: علقمة- قال: {كنت أمشي مع ابن مسعود رضي الله عنه بمنى فلقيه عثمان رضي الله عنه فقلت: أمشي معه، فقال: يا أبا عبد الرحمن ألا نزوجك جارية شابة لعلها تذكرك بعض ما مضى من زمانك؟ فقال: أما لئن قلت ذاك، لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء}. السؤال: باب: (الإهلال حين تنبعث به الراحلة) عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر ..... الجواب: عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: رأيتك تصنع أربعاً لم أر أحداً من أصحابك يصنعها، قال: وما هن يا ابن جريج؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتية، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت في مكة أهل الناس حتى يروا الهلال، ولم تهل أنت حتى يكون يوم التروية. فقال عبد الله: أما الأركان فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس إلا اليمانيان، وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها}. السؤال: {صنفان من أهل النار لم أرهما} من هو راوي الحديث، الأعلى ومن أخرجه، وأكمل الحديث؟ الجواب: من حديث أبي هريرة عند مسلم. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة؛ لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا}. السؤال: {ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء}. الجواب: عن عطاء قال: {قال لي ابن عباس رضي الله عنهما ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله؛ إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي!! قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، قالت: فإني أتكشف، فادعُ الله ألا أتكشف، فدعا لها} متفق عليه. السؤال: {سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بطولى الطوليين} الجواب: جبير بن مطعم، متفق عليه. السؤال: {من استقبل قبلتنا، وصلى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله} الجواب: حديث أنس عند البخاري. السؤال: حديث {الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله} الجواب: حديث ابن عمر، متفق عليه. السؤال: حديث {ما الموجبتان؟ قال: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار} الجواب: الحديث حديث جابر عند مسلم، ومتفق عليه من حديث ابن مسعود في الصحيحين بلفظ {من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار، قال ابن مسعود: وأنا أقول من
(يُتْبَعُ)
(/)
مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة} السؤال: {المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة} الجواب: حديث معاوية بن أبي سفيان عند مسلم. السؤال: رواه عن معاوية من؟ الجواب: طلحة. السؤال: {أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله تعالى أسواقها} الجواب: حديث أبي هريرة عند مسلم. السؤال: {خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها} الجواب: حديث أبي هريرة، عند مسلم. السؤال: {نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور} الجواب: حديث ابن عباس في الصحيحين. السؤال: حديث {من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه}. الجواب: الحديث حديث عائشة عند مسلم، متفق عليه من حديث أبي موسى وعبادة بن الصامت. السؤال: حديث {تسحروا فإن في السحور بركة}. الجواب: حديث أنس، متفق عليه. السؤال: حديث {بيداؤكم هذه الذي تكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أهل إلا من عند .. }. الجواب: حديث ابن عمر متفق عليه، رواه عنه سالم. السؤال: {مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مَليءٍ فليتبع} الجواب: حديث أبي هريرة في الصحيحين. السؤال: {من احتكر فهو خاطئ} الجواب: حديث معمر عن سعيد بن المسيب عن معمر بن عبد الله. السؤال: {العائد في هبته كالكلب يقيئ ثم يعود في قيئه}. الجواب: حديث ابن عباس، متفق عليه. السؤال: {اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم} الجواب: حديث النعمان بن بشير. السؤال: {يسرا ولا تعسرا .. } الجواب: حديث أبي موسى، متفق عليه. السؤال: {نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو} الجواب: حديث ابن عمر، متفق عليه. السؤال: {حفظت من رسول الله اثنتين: إن الله كتب الإحسان على كل شيء ... } الجواب: حديث شداد بن أوس عند مسلم. السؤال: {من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من أظفاره ولا من شعره شيئاً} الجواب: حديث أم سلمة عند مسلم. السؤال: {لا فرع ولا عتيرة} الجواب: حديث أبي هريرة متفق عليه. السؤال: {تجدون الناس كإبل مائة لا تكادون تجدون فيها راحلة} الجواب: حديث ابن عمر، متفق عليه.
الدروس العلمية
أيها الإخوة: إن مما يفرح المؤمن، ويقر عينه، ويثلج صدره، أن يعلم أن هذا البلد مليء بالدروس العلمية، عند كثير من علماء هذا البلد، ولا غرابة في ذلك فإن هذا البلد له سابقة في تخريج العلماء وطلبة العلم، ونظراً لضيق الوقت فسأكتفي بذكر الدروس هي كالتالي: الشيخ عبد الرحمن عجلان دروسه: فرائض، فقه، تفسير. الشيخ محمد بن صالح المنصور دروسه: فقه، وحديث، وتفسير، ونحو. الشيخ سلمان بن فهد العودة دروسه: حديث، وعقيدة، ومصطلح، والدروس العامة. الشيخ محمد بن فهد دروسه: توحيد، وحديث، وكتب منوعات. الشيخ عبد الله إبراهيم القرعاوي دروسه: كتب منوعة العقيدة تفسير حديث فرائض. الشيخ حمود بن صالح المرشد دروسه: توحيد وفقه. الشيخ محمد بن سليمان العويمر دروسه: كتب منوعة. الشيخ عبد الله بن محمد دروسه: كتب منوعة. الشيخ صالح الخزيم دروسه: عقيدة وفقه. الشيخ صالح الونيان دروسه: حديث ومصطلح. الشيخ حسن بن صالح حميد درسه: حديث وتفريعاته. الشيخ عبد الله المرزوق درسه: تفسير. الشيخ سليمان اللقيم درسه: نحو. الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان دروسه: تفسير ونحو وحديث. الشيخ يحي بن عبد العزيز اليحيى دروسه: حديث ومصطلح وتفسير. الشيخ إبراهيم بن صالح الجبوري درسه: حديث. الشيخ صالح بن سليمان درسه: نحو. الشيخ محمد بن عبد الله الخضيري درسه: عقيدة. الشيخ عبد الله بن فهد السلوم درسه: توحيد. الشيخ محمد بن صالح المقيفد درسه: تفسير. الشيخ عادل الفضيل دروسه: فقه وتوحيد ومصطلح. الشيخ صالح سليمان دروسه: تفسير وفقه. هذه نبذة موجزة عن بعض الدروس التي في هذه البلدة هي بمثابة الإشارة إلى الحركة العلمية في هذا البلد. أيها الإخوة؛ أما الآن فمع كلمة لفضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة.
كلمة الشيخ سلمان العودة
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم رواد سنة أحمد وشبابه زادوا بنور حضوركم تنويرا وربا البلاد تعطرت أنفاسها حيوا الكرام رعية وأميرا أهلاً شيوخ العلم كل قلوبنا قد كبرت لوصولكم تكبيرا أحبتي الكرام: الوقت يمضي سريعاً ولا نريد أن نطيل عليكم في هذا المقام، ولذلك اعذروني إذا كانت كلماتي كلمات عابرة. فأولاً: نرحب بالجميع كبيرهم وصغيرهم، مأمورهم وأميرهم، شيوخهم وطلابهم، وإنما نرحب هذا الترحيب لأننا عاجزون عن أن نخص كلاً باسمه، والفضلاء الحاضرون كثير، وأعتقد أننا إن سمينا بعض الوفود وبعض القادمين فسيكون شأننا كشأن أهل حفلة العرس فإنهم ينسون في كثير من الأحيان أقرب الناس إليهم، وألصق الناس بهم، ولكن لا غرو علينا إن نسينا فإن الذي يتعامل مع الكرام يتعامل مع النفوس الطيبة الكريمة التي تحمل الأمر على أحسن المحامل، فبين أيدينا ممن يستحقون الإشارة والإشادة الكثير الكثير، فهذه كلمة لهم جميعاً. هذا الاحتفال -أيها الإخوة- يقام في هذا المسجد بيت من بيوت الله تعالى، ومكان من أماكن العبادة لأنه تكريم لحفظة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والداخلين في هذه المسابقات. إن المسابقة التي تنظرون اليوم جزءاً من ثمرتها حسب ما رأيت وعلمت هي جهد كبير قديم قام عليه مجموعة كبيرة من المشايخ والفضلاء وعلى رأسهم مكتب الدعوة والإرشاد بالقصيم الذي هو ممثل لسماحة الوالد الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز. بل إن الشيخ نفسه كان يتابع هذه المسابقة وهذه الدروس أولاً بأول منذ شهر رمضان الفائت بل وقبل ذلك، وقد دعم هذا المشروع دعماً كبيرا ًمادياً ومعنوياً، فجزاه الله تعالى عنا وعنكم وعن طلبة العلم في كل مكان أفضل الجزاء وأكرمه وأوفاه. أيها الإخوة: نحن نحتفل اليوم بتخريج مائة وعشرين حافظاً، منهم من يحفظ الصحيحين كما رأيتم نماذج من هؤلاء، وأقلهم من دخل هذه المسابقة وحفظ بسببها خمسين أو مائة حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فلماذا نحتفل بهؤلاء؟ أولاً: حتى نعبر للجميع عن شمولية العلم والتعليم في هذا البلد، فإن العلم والتعليم هنا ليس مقصوراً على فن خاص، ولا على علم بعينه فأمام تدريس العلم تفسيراً وحفظاً للقرآن، وحديثاً، وفقهاً، وعقيدة، وأحكاماً، وغير ذلك، وما الدروس التي أعلن عنها قبل قليل إلا نموذج جزئي لهذا الأمر الذي نتحدث عنه. ومع العلم فإن المشايخ هنا حريصون أشد الحرص على أن يكون العلم مقروناً بالعمل وبالدعوة إلى الله تعالى، وبالمشاركة في ميادين الحياة، فنحن لا نريد أن نخرج حفاظاً فقط يقرؤون قراءة مجردة، وإنما نتمنى أن تخرج هذه الدروس رجالاً للحياة، يوجَّهون ويُعَلِّمون ويَعْمَلون ويدعون إلى الله تعالى، ويجاهدون في سبيل الله تعالى بما يستطيعون. ثانياً: إن من أهم ما نقصد ويقصد إليه الشيوخ هو عملية تطبيع الحفظ، فقد كنا نسمع منذ زمن أنه وجد في القرن الماضي في هذه المنطقة رجل يحفظ صحيح البخاري، أو في منطقة أخرى آخر يحفظ صحيح مسلم، فكان الحفظ حكراً على أصحاب المواهب النادرة الذين أعطاهم الله ذواكر جيدة جبارة، أما اليوم فنحن نريد أن نؤكد للناس بصورة عملية أن الحفظ ليس مقصوراً على أصحاب المواهب الجبارة، بل هو أمر أصبح طبيعياً ومتاحاً لأصحاب المواهب العادية، بل والمواهب التي قد تكون أقل من عادية مع شيء من الجهد، وشيء من الاهتمام، وشيء من تفريغ الوقت بالنسبة للمشايخ. أيها الأحبة: لا نعتقد أبداً أن وجود حافظ واحد لصحيح البخاري مثلاً يعني أننا أضفنا إلى نسخة البخاري نسخة جديدة، ولنفترض أننا أضفنا إلى البخاري نسخة جديدة؛ فإن النسخة بحد ذاتها مهمة ومفيدة، ويكفي أن فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه وذكر خبره، وعمله وعلمه وغير ذلك: أهل الحديث همُ أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا إننا حين نحفظ هؤلاء ويحفظهم غيرنا، فإنما نريد أن يكونوا حفاظاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيون تلك السنة التي عمل بها العلماء السابقون، ويكونون نماذج حية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أقوالهم وأعمالهم وسلوكهم، وإذا كانت الدروس العلمية اليوم في هذا البلد فقط أربعين أو خمسين أو ستين درساً، فبمقتضى هذا التطور الكبير والإقبال العظيم سيتوفر عندنا خلال سنتين أو ثلاث أعداداً كبيرة ممن
(يُتْبَعُ)
(/)
يحفظون القرآن، وإضافة إلى ذلك يحفظون الصحيحين ويحفظون شيئاً من السنة، وقد حفظوا متوناً في العقيدة وفي الفقه وفي النحو وفي غيرها وسيكون كل واحد منهم معلماً للشريعة في حيه ومسجده. وأود أن أشير إلى أن هذه الدروس التي ذكرها الإخوة هي في مدينة بريدة فقط، أما حين ننتقل قليلاً فسنجد إلى جوارنا -مثلاً- دروس فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في عنيزة، ومجموعة أخرى كبيرة من الدروس فيها وفي مناطق أخرى في منطقة القصيم، أما على مستوى البلاد كلها فالأمر أكبر من أحيط به في مثل هذه العجالة. أختم كلمتي بالترحيب بكم جملة وتفصيلاً، وأقول شكر الله لكم مسعاكم، وكتب الله لكم خطواتكم، وإن كل ما أستطيع أن أقدمه لكم وقد عنيتم إلينا أن نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وهو الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد أن هذه الأقدام التي مشت إلى المسجد المبارك أنها لا تمشي إلى النار، إن الله تعالى على كل شيء قدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تعقيب المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزى الله شيخنا الفاضل خيراً على هذه الكلمة الطيبة. أيها الإخوة: لا يفوتني في هذا المقام أن أكرر ترحيبنا الحار لصاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم وأصحاب الفضيلة العلماء، وأصحاب السعادة المسئولين في هذه البلدة وفي غيرها، والدعاة والحضور جميعاً. ......
عرض لأسماء المشايخ الحاضرين
أيها الإخوة وقد حضر هذا الاجتماع كما سمعتم قبل قليل عدد من الوفود من شتى مناطق المملكة وسأشير إلى بعض منهم على عجل، بقدر ما يسمح به الوقت. من الرياض قدم إلينا عدد كبير من المشايخ ومنهم: فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو الإفتاء والإرشاد. فضيلة الشيخ عبد الله بن جسن بن قعود عضو هيئة كبار العلماء سابقاً. فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن صالح البراك أستاذ في جامعة الإمام. فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن حمود التويجري رئيس قسم السنة. فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر وهو أستاذ في جامعة الإمام. والدكتور سعيد آل زعير. والدكتور عبد الرحمن العشماوي. وهؤلاء كلهم أساتذة في جامعة الإمام، وكذلك الشيخ عبد الوهاب الطريري وهو محاضر في جامعة الإمام. والدكتور محسن العواجي أستاذ في جامعة الملك سعود. والشيخ عمر سعيد العيد أيضاً محاضر في جامعة الإمام. ومن مكة قدم إلينا جمع من المشايخ وعلى رأسهم الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي أستاذ في جامعة أم القرى. والأستاذ عبد الحميد داغستاني جامعة أم القرى. الشيخ جابر محمد مدخلي الأمين العام للتوعية الإسلامية. والشيخ محمد أمين ميرزا عالم أيضاً في التوعية الإسلامية. والشيخ سعد سليمان العكوز في الشئون الدينية. والأستاذ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس جامعة أم القرى وهو ابن عم فضيلة الشيخ عبد الرحمن إمام الحرم المكي. وكذلك الأستاذ الدكتور حمزة الفهر جامعة أم القرى. والأستاذ الدكتور محمد بن سعيد القحطاني جامعة أم القرى. والشيخ مرزوق بن سالم الغامدي إمام مسجد الرحمة. والشيخ الدكتور عابد السفياني عميد كلية الشريعة جامعة أم القرى. ومن جدة وفد إلينا جمع من العلماء أذكر منهم فضيلة الشيخ فريح العقلاء، وأعتذر عن ذكر بقية العلماء لأنه لم تؤخذ هذه الأسماء إلا حين دخولهم إلى هذا المكان، ولهذا لم نتمكن من حصرهم جميعاً، فأرجو المعذرة من الجميع. من الطائف وفد إلينا أيضاً كل من: الشيخ علي بن محمل العتيبي قاضي المحكمة المستعجلة. والشيخ محمد عمر عرب عضو جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالطائف. والشيخ عبد الله بن رداد النفيعي، عضو جماعة تحفيظ القرآن الكريم في الطائف. والشيخ أحمد بن موسى الشهري، رئيس جماعة تحفيظ القرآن بالطائف. وأيضاً ورد إلينا من الأحساء جمع من العلماء منهم الشيخ منصور بن إسماعيل وهو مندوب الدعوة هناك. ومن حائل ورد إلينا أيضاً الشيخ سليمان العامر رئيس هيئات حائل. والشيخ إبراهيم الصائغ. والشيخ سعيد هليل عضو الدعوة والإرشاد. ومن المدينة المنورة كل من الشيخ صالح بن سعد السحيمي رئيس قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية. والشيخ الدكتور صالح بن عبد الله العبود عميد كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية. والشيخ الدكتور يحي اليحيى عميد شئون الطلاب بالجامعة الإسلامية. وورد إلينا من الجنوب كل من المشايخ التالية أسماؤهم وهم: الشيخ عائض بن عبد الله القرني. والشيخ محمد بن يحي القرني رئيس محكمة صبيا وهو عضو تمييز الآن. والشيخ جريم بن يحي حكمي رئيس محكمة بيشة. والشيخ يحي بهلول رئيس محكمة الشقيط. والشيخ علي حمد عريشي مستشار شرعي. والشيخ موسى علي شبيبي رئيس بلدية. والشيخ الحسن علي العسكري رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والشيخ محمد علي شيبان عريشي وهو عضو هيئة أيضاً. وورد إلينا من الزلفي أيضاً عدد من المشايخ منهم الشيخ محمد المعتق رئيس محكمة الزلفي. والشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الطيار أستاذ الفقه في جامعة الإمام فرع القصيم. والشيخ مديد السويفي مندوب الدعوة بالزلفي. وأما من القصيم أيها الإخوة فلا يفوتني أن أرحب بجمع من مشايخنا الكبار وعلى رأسهم فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين. وفضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي. وفضيلة الشيخ صالح المنصور. وفضيلة الشيخ محمد بن صالح المنصور. وفضيلة الشيخ إبراهيم بن عبد المحسن العبيد، وغيرهم ممن لا يتسع الوقت للإشادة بأسمائهم. ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ميزان الكلم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 01:58]ـ
المتسابق الرابع: عبد الله بن ناصر السلمي
أترككم الآن مع متسابق رابع وهو من الفرع الثاني واسمه عبد الله بن ناصر السلمي، وقد كان في الأصل قد رتب لاختبار اثنين من الفرع الثاني، ولكن لضيق الوقت اختصرناهم بواحد ونرجو من الطالب أن يتقدم من أجل امتحانه. السؤال: اقرأ يا عبد الله من قوله رحمه الله: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه ... }. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال المصنف رحمه الله تعالى: وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: أما بعد فإن خير الكلام كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها .. }. السؤال: اقرأ من قوله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي ... الجواب: {كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة فلما جاء قال: كيف الصبي؟ فقالت: بخير ... }. السؤال: اقرأ من قوله: عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له: نأكل أهل الشام أيها الشيخ ... وعن سليمان بن يسار رضي الله عنهما قال: تفرق الناس عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال له: نأكل أهل الشام يا أبا هريرة، حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {أول الناس يوم القيامة يقضى عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمة فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت حتى يقال: فلان جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، ثم أتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم، فقد قيل ... }. السؤال: {لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا .. } أكمل الحديث، واذكر راو الحديث الأعلى، ومن أخرجه. الجواب: أنس، متفق عليه، {لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله التقوى هاهنا وأشار إلى قلبه .. } الحديث عن أبي هريرة. {ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم .. }. السؤال: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن العبد ليتكلم بالكلمة .. }. الجواب: {إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به سبعين خريفاً في النار .. } وفي لفظ آخر: {يهوي به ما بين المشرق والمغرب}. السؤال: {إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس} الجواب: مسلم من حديث عبد الله بن مسعود. السؤال: {اللهم وليديه فاغفر} الجواب: مسلم من حديث جابر. السؤال: {إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول ولا غائط} الجواب: متفق عليه من حديث أبي أيوب الأنصاري. السؤال: {إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه، أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً} الجواب: متفق عليه من حديث أبي هريرة، وجاء معناه من حديث عبد الله بن زيد بمعنى بعيد. السؤال: {أبرد أبرد أو قال انتظر انتظر، وقال: إن شدة الحر من فيح جهنم} الجواب: متفق عليه من حديث أبي ذر وأبي هريرة وجاء معناه أيضاً من حديث أبي سعيد وابن عمر عند البخاري. السؤال: {أوتروا قبل أن تصبحوا} الجواب: مسلم من حديث أبي سعيد. السؤال: {نحن السابقون الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا} الجواب: متفق عليه من حديث أبي هريرة. السؤال: {أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض} الجواب: متفق عليه من حديث أنس. السؤال: {يهود تعذب في قبرها} متفق عليه من حديث أبي أيوب. {أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع .. فما كان بدر ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع} الجواب: متفق عليه من حديث رافع بن
(يُتْبَعُ)
(/)
خديج. السؤال: {ما من يوم يصبح العبد إلا وفيه ملكان ينزلان فيقول أحدهما .. } الجواب: متفق عليه من حديث أبي هريرة. السؤال: {إنك ببطحاء مباركة} الجواب: ابن عمر، متفق عليه. السؤال: {إن أحد جبل يحبنا ونحبه} الجواب: متفق عليه من حديث أنس. السؤال: {لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر أو قال غيره} الجواب: مسلم من حديث أبي هريرة. السؤال: {لا تحرم الإملاجة ولا الإملاجتان} الجواب: عن أم الفضل، مسلم. قال مقدم الحفل حفظه الله: ومن الدروس العلمية في هذا البلد المبارك درس فضيلة الشيخ ابن قعود في الأصول للفقه وأصوله.
مقابلة مع أحد الطلاب للشيخ عبد الوهاب الطريري
الآن نبقى مع مقابلة مع أحد الحفظة يجريها فضيلة الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري فليتفضل جزاه الله خيراً ... اللهم لك الحمد ولك الشكر ولك الثناء الحسن، أيها الإخوة في الله لقد أذكرتنا بريدة هذه الليلة حواضر العلم الشرعي في المدينة النبوية وفي الكوفة وفي بغداد ونيسابور وبخارى ودمشق، أذكرنا هذا الجمع مجالس التحديث حيث الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، ومحمد بن يحي الذهلي. أذكرنا هذا اللقاء بحفاظ السنة من سلف الأمة، يوم كان للمساجد وحلق العلم دوي بالحفظة وطلبة الحديث النبوي، أبهجنا هذا اللقاء، أبهجنا حيث أبان عياناً أن هذه الصحوة المباركة موصولة بإمامها محمد صلى الله عليه وسلم ترشف من نبعه، وتنفق من ميراثه، وتقفو أثره وتسير على نهجه، أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الملك:22]. ولابد في هذا اللقاء المبارك أن توجه التحية والحفاوة والتقدير لمن لولاهم لما كان لقاء، ولولاهم لما اجتمعنا هذا الاجتماع، إنهم الفتية الذين انتدبوا لسنة محمد صلى الله عليه وسلم يستظهرونها حفظاً، ويتتبعونها فقها، وينفقون صفو شبابهم في العناية بهذا الإرث النبوي والعلم المحمدي. فيا حفظة السنة أبهج الله قلوبكم، وأبلغكم من العلم مأمولكم، فقد سعدت بكم القلوب وقرت بكم العيون: بكم تبتنى شرفات الحياة وينشق للفجر منها عمود لكم كلكم سيزف الثناء وتزجى المنى وترف البنود أيها الإخوة في الله أنتم الآن مع لقيا سريعة مع أحد الحفظة للسنة النبوية فليتفضل مشكوراً الأخ يوسف الغفيص. ......
مقابلة مع الطالب يوسف الغفيص (والذي أصبح عضوًا لهيئة كبار العلماء فيما بعد)
نرجو من الأخ يوسف الغفيص أن يتقدم جزاه الله خيراً. السؤال: اتفضل أخ يوسف عرف بنفسك؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وفي الحقيقة أجدني محرجاً ومديناً لكم أن آخذ من وقتكم من وقت هذا الاجتماع المبارك للاستماع إلى شيء مما أقوله، ولكنه النزول عند رغبة وتكليف المشايخ الكرام الذين لا أجد مجالاً للتخلص من أمرهم وتكليفهم، فحقهم علينا الاستجابة لأمرهم، فاعذرونا بارك الله فيكم ... الاسم: يوسف محمد الغفيص. العمر، والمستوى الدراسي: مواليد عام 1390هـ، تعينت معيداً في قسم العقيدة، وقد بدأت بحمد الله الدراسة في الرياض. السؤال: مشايخك يا أخ يوسف؟ الجواب: مشايخ كثير في الحقيقة، وعلى رأسهم سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في درس الفقه، وسماحة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي في العقيدة، وفضيلة الشيخ العلم الماجد سلمان بن فهد العودة وقد لزمته كثيراً واستفدت منه في علوم شتى، كذلك الشيخ يحي عبد العزيز اليحيى واستندت إليه كثيراً لا سيما في حفظ السنة، كذلك الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان وغيرهم من الأساتذة الكرام في الجامعة كثير. السؤال: هل تحفظ القرآن يا أخ يوسف؟ الجواب: الحمد لله، وهو ولا شك أنه الأصل الأول قبل حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه جامع العلم وجامع الدين، وهو حبل الله المتين. السؤال: هل حفظت الصحيحين؟ الجواب: أحمد الله، مختصراً على طريقة المشايخ الكرام الجمع بين الصحيحين. السؤال: وعلى من؟ الجواب: على فضيلة الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحي. السؤال: كم تبلغ محفوظاتك الآن؟ الجواب: بحمد الله عز وجل وأسأله التوفيق، قرابة الأربعة آلاف تقريباً. ما شاء الله تبارك الله! السؤال: وهل هناك متون علمية تدرسها على بعض المشايخ؟ الجواب: نعم ... زاد المستقنع عند
(يُتْبَعُ)
(/)
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وكذلك الطحاوية عند الشيخ حمود بن عقلاء، وكذلك في العقيدة كتاب التوحيد والواسطية عند الشيخ سلمان العودة، وكذلك بلوغ المرام عند الشيخ سلمان، وكذلك سنن أبي داود عند فضيلة الشيخ يحي، والنحو درست عند الشيخ سلمان، والأصول عند الشيخ عبد الله الفوزان، وغير ذلك أسأل الله التوفيق. السؤال: هل تسمعنا يا أخي يوسف دليلين من حفظك يدلان على أهمية الحفظ؟ الجواب: لعل من ذلك الحديث المتفق عليه: {عن أبي جمرة قال: كنت أترجم بين يدي عبد الله بن عباس وبين الناس، فأتته امرأة تسأله عن نبيذ الجبر، فقال: إن وفد عبد القيس أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الوفد أو من القوم؟ قالوا: ربيعة، قال: مرحباً بالوفد أو بالقوم غير خزايا ولا ندامى، قالوا: يا رسول الله! إنا نأتيك من شقة بعيدة، وإن بيننا وبينك هذا الحي من مضر، وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة، قال: فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، قال: أمرهم بالإيمان بالله وحده، وقال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تؤدوا خُمساً من المغنم، ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت، قال شعبة: وربما قال النقير، وقال احفظوه وأخبروا من وراءكم}. {وزاد ابن معاذ عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس، إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة}. السؤال: ما وجه الاستدلال؟ الجواب: وجه الاستدلال قول النبي صلى الله عليه وسلم: {احفظوه وأخبروا به من وراءكم}. الحديث الآخر، حديث أبي زيد عمرو بن أخطم رضي الله عنه قال: {صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، ثم نزل وصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأعلمنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا} والحديث من إخراج مسلم. السؤال: هل من مشاركة في الدعوة يا أخ يوسف؟ الجواب: إنني ذو قصور وتقصير، ولا شك أن الدعوة إلى الله عز وجل أصل من أصول هذا الدين العظام، وهو واجب من الواجبات الضرورية، ومن أصول الإسلام، أسأل الله العون والتوفيق للجميع. بارك الله فيك ووفقك ونفعك ونفع بك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. شكر الله لفضيلة الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري على تفضله بإجراء هذه المقابلة الممتعة والتي كانت ولا شك تقديماً لأنموذج من الشباب الحافظين، وكنا نود أن يكون في الوقت فسحة لمقابلة شباب آخرين من الحفظة، فإن منهم من وصلتني أنباء بأنه يحفظ أكثر من خمسة آلاف حديث، وشخص آخر من الحفظة يبلغ حفظه أيضاً أربعة آلاف حديث، فلله الحمد والمنّة. كما نشكر الأخ الكريم يوسف بن محمد الغفيص على هذه المعلومات الطيبة، والتي قصد من ورائها تشجيع إخوانه من طلاب العلم بأن يحذوا حذو هذا المنهج، وأن يسلكوا هذا الطريق الطيب، سائلين الله -جل وعلا- أن يحفظه وأن يوفقه فيما بقي من وقته وعمره، للاستمرار في طلب العلم الشرعي، وأن ينفع به إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. أيها الإخوة: وإنه لا يفوتنا في عداد الترحيب بالحضور الكرام أن نرحب بالشيخ سمير بن خليل المالكي الذي حضر إلينا من مكة فحياه الله وحيا الله جميع الحاضرين.
مسابقة حفظ ألف حديث
أيها الإخوة: ننتقل الآن إلى الفرع الثالث وهو حفظ ألف حديث ونظراً لضيق الوقت فإننا نكتفي بطالب واحد بدلاً من طالبين وهو خالد بن عبد العزيز السيف فليتفضل مشكوراً. المقابلة: السؤال: اقرأ من قوله رحمه الله تعالى في باب: (قبول الصدقة تقع في غير أهلها) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة .... الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على إمام المرسلين؛ قال رحمه الله تعالى: {عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رجل: لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصحبوا يتحدثون تُصدِّق على زانية! قال: اللهم لك الحمد! على زانية! لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون
(يُتْبَعُ)
(/)
تُصُدِّق على غني! قال: اللهم لك الحمد! على غني! لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون تُصُدِّق الليلة على سارق! قال: اللهم لك الحمد! على زانية وعلى غني وعلى سارق ... }. السؤال: اقرأ من قوله في (باب الإحسان إلى المملوكين) عن المعرور بن سويد قال: مررنا على بأبي ذر بالربذة وعليه برد ... الجواب: {عن المعرور بن سويد قال: مررنا على أبي ذر بالربذة، وعليه برد وعلى غلام مثله، فقلنا: يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة، فقال: لقد كانت بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمه أعجمية، فعيرته بأمه فشكى إلى ... }. السؤال: {ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ... } أكمل. الجواب: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار}. السؤال: {سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} من راوي هذا الحديث الأعلى، ومن أخرجه؟ الجواب: {وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} متفق عليه. السؤال: {أي المسلمين خير .. } الجواب: {وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي المسلمين خير؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده}. السؤال: {أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر} الجواب: حديث زيد بن خالد الجهني، متفق عليه. السؤال: {لكل نبي دعوة مستجابة تعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة} الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {اتقوا اللاعنين، قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم} الجواب: أبو هريرة، مسلم. السؤال: {توضئوا مما مست النار} الجواب: أبي هريرة، مسلم. السؤال: {لا تتحروا بصلاة طلوع الشمس ولا غروبها فتصلوا عند ذلك} الجواب: روته عائشة، متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر وعائشة. السؤال: حديث {كخ كخ ارم بها ارم بها، أما تعلم أن الصدقة لا تحل لنا} الجواب: أبو هريرة، مسلم. السؤال: {ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة} الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {ما كان رسول الله يصوم في العشر قط} الجواب: عائشة، في مسلم. السؤال: {أيام التشريق أيام أكل وشرب -وفي رواية- وذكر لله عز وجل} الجواب: رواه مسلم. السؤال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة} الجواب: أنس، متفق عليه. السؤال: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون} الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي} الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {تنكح المرأة لأربع .. } الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {أوْلِمْ ولو بشاة} الجواب: أنس بن مالك، متفق عليه. السؤال: {استوصوا بالنساء خيراً} الجواب: أبي هريرة، متفق عليه. السؤال: {المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان} الجواب: جابر، رواه مسلم. السؤال: {نهى عن بيع علم المخابرة والمعاظمة} الجواب: مسلم. السؤال: حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم {قضى بالشفعة} الجواب: جابر، متفق عليه. السؤال: حديث {ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً ولا أوصى بشيء} الجواب: عائشة، مسلم. بارك الله فيك، ما شاء الله. .
ـ[ميزان الكلم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 02:06]ـ
المتسابق الرابع: عبد الله بن ناصر السلمي
أترككم الآن مع متسابق رابع وهو من الفرع الثاني واسمه عبد الله بن ناصر السلمي، وقد كان في الأصل قد رتب لاختبار اثنين من الفرع الثاني، ولكن لضيق الوقت اختصرناهم بواحد ونرجو من الطالب أن يتقدم من أجل امتحانه. السؤال: اقرأ يا عبد الله من قوله رحمه الله: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه ... }. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال المصنف رحمه الله تعالى: وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: أما بعد فإن خير الكلام كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها .. }. السؤال: اقرأ من قوله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي ... الجواب: {كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة فلما جاء قال: كيف الصبي؟ فقالت: بخير ... }. السؤال: اقرأ من قوله: عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له: نأكل أهل الشام أيها الشيخ ... وعن سليمان بن يسار رضي الله عنهما قال: تفرق الناس عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال له: نأكل أهل الشام يا أبا هريرة، حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {أول الناس يوم القيامة يقضى عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمة فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت حتى يقال: فلان جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، ثم أتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم، فقد قيل ... }. السؤال: {لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا .. } أكمل الحديث، واذكر راو الحديث الأعلى، ومن أخرجه. الجواب: أنس، متفق عليه، {لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله التقوى هاهنا وأشار إلى قلبه .. } الحديث عن أبي هريرة. {ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم .. }. السؤال: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن العبد ليتكلم بالكلمة .. }. الجواب: {إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به سبعين خريفاً في النار .. } وفي لفظ آخر: {يهوي به ما بين المشرق والمغرب}. السؤال: {إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس} الجواب: مسلم من حديث عبد الله بن مسعود. السؤال: {اللهم وليديه فاغفر} الجواب: مسلم من حديث جابر. السؤال: {إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول ولا غائط} الجواب: متفق عليه من حديث أبي أيوب الأنصاري. السؤال: {إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه، أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً} الجواب: متفق عليه من حديث أبي هريرة، وجاء معناه من حديث عبد الله بن زيد بمعنى بعيد. السؤال: {أبرد أبرد أو قال انتظر انتظر، وقال: إن شدة الحر من فيح جهنم} الجواب: متفق عليه من حديث أبي ذر وأبي هريرة وجاء معناه أيضاً من حديث أبي سعيد وابن عمر عند البخاري. السؤال: {أوتروا قبل أن تصبحوا} الجواب: مسلم من حديث أبي سعيد. السؤال: {نحن السابقون الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا} الجواب: متفق عليه من حديث أبي هريرة. السؤال: {أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض} الجواب: متفق عليه من حديث أنس. السؤال: {يهود تعذب في قبرها} متفق عليه من حديث أبي أيوب. {أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع .. فما كان بدر ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع} الجواب: متفق عليه من حديث رافع بن خديج. السؤال: {ما من يوم يصبح العبد إلا وفيه ملكان ينزلان فيقول أحدهما .. } الجواب: متفق عليه من حديث أبي هريرة. السؤال: {إنك ببطحاء مباركة} الجواب: ابن عمر، متفق عليه. السؤال: {إن أحد جبل يحبنا ونحبه} الجواب: متفق عليه من حديث أنس. السؤال: {لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر أو قال غيره} الجواب: مسلم من حديث أبي هريرة. السؤال: {لا تحرم الإملاجة ولا الإملاجتان} الجواب: عن أم الفضل، مسلم. قال مقدم الحفل حفظه الله: ومن الدروس العلمية في هذا البلد المبارك درس فضيلة الشيخ ابن قعود في الأصول للفقه وأصوله.
مقابلة مع أحد الطلاب للشيخ عبد الوهاب الطريري
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن نبقى مع مقابلة مع أحد الحفظة يجريها فضيلة الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري فليتفضل جزاه الله خيراً ... اللهم لك الحمد ولك الشكر ولك الثناء الحسن، أيها الإخوة في الله لقد أذكرتنا بريدة هذه الليلة حواضر العلم الشرعي في المدينة النبوية وفي الكوفة وفي بغداد ونيسابور وبخارى ودمشق، أذكرنا هذا الجمع مجالس التحديث حيث الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، ومحمد بن يحي الذهلي. أذكرنا هذا اللقاء بحفاظ السنة من سلف الأمة، يوم كان للمساجد وحلق العلم دوي بالحفظة وطلبة الحديث النبوي، أبهجنا هذا اللقاء، أبهجنا حيث أبان عياناً أن هذه الصحوة المباركة موصولة بإمامها محمد صلى الله عليه وسلم ترشف من نبعه، وتنفق من ميراثه، وتقفو أثره وتسير على نهجه، أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الملك:22]. ولابد في هذا اللقاء المبارك أن توجه التحية والحفاوة والتقدير لمن لولاهم لما كان لقاء، ولولاهم لما اجتمعنا هذا الاجتماع، إنهم الفتية الذين انتدبوا لسنة محمد صلى الله عليه وسلم يستظهرونها حفظاً، ويتتبعونها فقها، وينفقون صفو شبابهم في العناية بهذا الإرث النبوي والعلم المحمدي. فيا حفظة السنة أبهج الله قلوبكم، وأبلغكم من العلم مأمولكم، فقد سعدت بكم القلوب وقرت بكم العيون: بكم تبتنى شرفات الحياة وينشق للفجر منها عمود لكم كلكم سيزف الثناء وتزجى المنى وترف البنود أيها الإخوة في الله أنتم الآن مع لقيا سريعة مع أحد الحفظة للسنة النبوية فليتفضل مشكوراً الأخ يوسف الغفيص. ......
مقابلة مع الطالب يوسف الغفيص (والذي أصبح عضوًا لهيئة كبار العلماء فيما بعد)
نرجو من الأخ يوسف الغفيص أن يتقدم جزاه الله خيراً. السؤال: اتفضل أخ يوسف عرف بنفسك؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وفي الحقيقة أجدني محرجاً ومديناً لكم أن آخذ من وقتكم من وقت هذا الاجتماع المبارك للاستماع إلى شيء مما أقوله، ولكنه النزول عند رغبة وتكليف المشايخ الكرام الذين لا أجد مجالاً للتخلص من أمرهم وتكليفهم، فحقهم علينا الاستجابة لأمرهم، فاعذرونا بارك الله فيكم ... الاسم: يوسف محمد الغفيص. العمر، والمستوى الدراسي: مواليد عام 1390هـ، تعينت معيداً في قسم العقيدة، وقد بدأت بحمد الله الدراسة في الرياض. السؤال: مشايخك يا أخ يوسف؟ الجواب: مشايخ كثير في الحقيقة، وعلى رأسهم سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في درس الفقه، وسماحة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي في العقيدة، وفضيلة الشيخ العلم الماجد سلمان بن فهد العودة وقد لزمته كثيراً واستفدت منه في علوم شتى، كذلك الشيخ يحي عبد العزيز اليحيى واستندت إليه كثيراً لا سيما في حفظ السنة، كذلك الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان وغيرهم من الأساتذة الكرام في الجامعة كثير. السؤال: هل تحفظ القرآن يا أخ يوسف؟ الجواب: الحمد لله، وهو ولا شك أنه الأصل الأول قبل حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه جامع العلم وجامع الدين، وهو حبل الله المتين. السؤال: هل حفظت الصحيحين؟ الجواب: أحمد الله، مختصراً على طريقة المشايخ الكرام الجمع بين الصحيحين. السؤال: وعلى من؟ الجواب: على فضيلة الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحي. السؤال: كم تبلغ محفوظاتك الآن؟ الجواب: بحمد الله عز وجل وأسأله التوفيق، قرابة الأربعة آلاف تقريباً. ما شاء الله تبارك الله! السؤال: وهل هناك متون علمية تدرسها على بعض المشايخ؟ الجواب: نعم ... زاد المستقنع عند فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وكذلك الطحاوية عند الشيخ حمود بن عقلاء، وكذلك في العقيدة كتاب التوحيد والواسطية عند الشيخ سلمان العودة، وكذلك بلوغ المرام عند الشيخ سلمان، وكذلك سنن أبي داود عند فضيلة الشيخ يحي، والنحو درست عند الشيخ سلمان، والأصول عند الشيخ عبد الله الفوزان، وغير ذلك أسأل الله التوفيق. السؤال: هل تسمعنا يا أخي يوسف دليلين من حفظك يدلان على أهمية الحفظ؟ الجواب: لعل من ذلك الحديث المتفق عليه: {عن أبي جمرة قال: كنت أترجم بين يدي عبد الله بن عباس وبين الناس، فأتته امرأة تسأله عن نبيذ الجبر، فقال: إن وفد عبد القيس أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الوفد أو من القوم؟ قالوا: ربيعة، قال: مرحباً بالوفد أو بالقوم غير خزايا ولا ندامى، قالوا: يا رسول الله! إنا نأتيك من شقة بعيدة، وإن بيننا وبينك هذا الحي من مضر، وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة، قال: فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، قال: أمرهم بالإيمان بالله وحده، وقال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تؤدوا خُمساً من المغنم، ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت، قال شعبة: وربما قال النقير، وقال احفظوه وأخبروا من وراءكم}. {وزاد ابن معاذ عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس، إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة}. السؤال: ما وجه الاستدلال؟ الجواب: وجه الاستدلال قول النبي صلى الله عليه وسلم: {احفظوه وأخبروا به من وراءكم}. الحديث الآخر، حديث أبي زيد عمرو بن أخطم رضي الله عنه قال: {صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، ثم نزل وصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأعلمنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا} والحديث من إخراج مسلم. السؤال: هل من مشاركة في الدعوة يا أخ يوسف؟ الجواب: إنني ذو قصور وتقصير، ولا شك أن الدعوة إلى الله عز وجل أصل من أصول هذا الدين العظام، وهو واجب من الواجبات الضرورية، ومن أصول الإسلام، أسأل الله العون والتوفيق للجميع. بارك الله فيك ووفقك ونفعك ونفع بك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. شكر الله لفضيلة الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري على تفضله بإجراء هذه المقابلة الممتعة والتي كانت ولا شك تقديماً لأنموذج من الشباب الحافظين، وكنا نود أن يكون في الوقت فسحة لمقابلة شباب آخرين من الحفظة، فإن منهم من وصلتني أنباء بأنه يحفظ أكثر من خمسة آلاف حديث، وشخص آخر من الحفظة يبلغ حفظه أيضاً أربعة آلاف حديث، فلله الحمد والمنّة. كما نشكر الأخ الكريم يوسف بن محمد الغفيص على هذه المعلومات الطيبة، والتي قصد من ورائها تشجيع إخوانه من طلاب العلم بأن يحذوا حذو هذا المنهج، وأن يسلكوا هذا الطريق الطيب، سائلين الله -جل وعلا- أن يحفظه وأن يوفقه فيما بقي من وقته وعمره، للاستمرار في طلب العلم الشرعي، وأن ينفع به إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. أيها الإخوة: وإنه لا يفوتنا في عداد الترحيب بالحضور الكرام أن نرحب بالشيخ سمير بن خليل المالكي الذي حضر إلينا من مكة فحياه الله وحيا الله جميع الحاضرين.
مسابقة حفظ ألف حديث
أيها الإخوة: ننتقل الآن إلى الفرع الثالث وهو حفظ ألف حديث ونظراً لضيق الوقت فإننا نكتفي بطالب واحد بدلاً من طالبين وهو خالد بن عبد العزيز السيف فليتفضل مشكوراً. المقابلة: السؤال: اقرأ من قوله رحمه الله تعالى في باب: (قبول الصدقة تقع في غير أهلها) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة .... الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على إمام المرسلين؛ قال رحمه الله تعالى: {عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رجل: لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصحبوا يتحدثون تُصدِّق على زانية! قال: اللهم لك الحمد! على زانية! لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون تُصُدِّق على غني! قال: اللهم لك الحمد! على غني! لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون تُصُدِّق الليلة على سارق! قال: اللهم لك الحمد! على زانية وعلى غني وعلى سارق ... }. السؤال: اقرأ من قوله في (باب الإحسان إلى المملوكين) عن المعرور بن سويد قال: مررنا على بأبي ذر بالربذة وعليه برد ... الجواب: {عن المعرور بن سويد قال: مررنا على أبي ذر بالربذة، وعليه برد وعلى غلام مثله، فقلنا: يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة، فقال: لقد كانت بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمه أعجمية، فعيرته بأمه فشكى إلى ... }. السؤال: {ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ... } أكمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار}. السؤال: {سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} من راوي هذا الحديث الأعلى، ومن أخرجه؟ الجواب: {وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} متفق عليه. السؤال: {أي المسلمين خير .. } الجواب: {وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي المسلمين خير؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده}. السؤال: {أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر} الجواب: حديث زيد بن خالد الجهني، متفق عليه. السؤال: {لكل نبي دعوة مستجابة تعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة} الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {اتقوا اللاعنين، قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم} الجواب: أبو هريرة، مسلم. السؤال: {توضئوا مما مست النار} الجواب: أبي هريرة، مسلم. السؤال: {لا تتحروا بصلاة طلوع الشمس ولا غروبها فتصلوا عند ذلك} الجواب: روته عائشة، متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر وعائشة. السؤال: حديث {كخ كخ ارم بها ارم بها، أما تعلم أن الصدقة لا تحل لنا} الجواب: أبو هريرة، مسلم. السؤال: {ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة} الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {ما كان رسول الله يصوم في العشر قط} الجواب: عائشة، في مسلم. السؤال: {أيام التشريق أيام أكل وشرب -وفي رواية- وذكر لله عز وجل} الجواب: رواه مسلم. السؤال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة} الجواب: أنس، متفق عليه. السؤال: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون} الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي} الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {تنكح المرأة لأربع .. } الجواب: أبو هريرة، متفق عليه. السؤال: {أوْلِمْ ولو بشاة} الجواب: أنس بن مالك، متفق عليه. السؤال: {استوصوا بالنساء خيراً} الجواب: أبي هريرة، متفق عليه. السؤال: {المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان} الجواب: جابر، رواه مسلم. السؤال: {نهى عن بيع علم المخابرة والمعاظمة} الجواب: مسلم. السؤال: حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم {قضى بالشفعة} الجواب: جابر، متفق عليه. السؤال: حديث {ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً ولا أوصى بشيء} الجواب: عائشة، مسلم. بارك الله فيك، ما شاء الله. .
ـ[ميزان الكلم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 02:08]ـ
مسابقة حفظ مائة حديث
......
المتسابق: زياد الغفيري
والآن نبقى أيها الإخوة مع أحد الطلاب من الفرع الخامس وهو حفظ مائة حديث، ومع الطالب زياد بن عبد الله الغفيري فليتفضل. الأخ زياد ممن حفظوا تجاوباً مع مشروع مسابقة السنة النبوية، فاختار أهله -جزاهم الله خيراً- وكل من عني بتربية ولده، اختاروا له مائة حديث من صحيح البخاري وغيره متفرقة. السؤال: {من يقوم ليلة القدر ... } الجواب: أبو هريرة. السؤال: {آية المنافق ثلاث ... } الجواب: {آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان}. السؤال: {من غدا إلى المسجد ... } الجواب: {من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً من الجنة كلما غدا أو راح}. السؤال: {إذا قلت لصاحبك ... }؟ الجواب: {إذا قلت لصاحبك وهو بجانبك أنصت والإمام يخطب فقد لغوت}. السؤال: {صلاة في مسجدي هذا ... } الجواب: {صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام}. السؤال: {الذي يخنق ... } الجواب: {الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار} السؤال: {إن الإيمان ... } الجواب: {إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها}. السؤال: من هو الصحابي؟ الجواب: أبو هريرة. السؤال: من رواه؟ الجواب: البخاري. السؤال: {يسلم الصغير ... } الجواب: {يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير}. السؤال: {حجبت النار ... } الجواب: {حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره}.
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال: {أول ما يقضى ... } الجواب: {أول ما يقضى بين الناس في الدماء}. السؤال: من هو الصحابي؟ الجواب: ابن عمر. السؤال: والراوي من هو؟ الجواب: البخاري. السؤال: {الجنة أقرب ... } الجواب: {الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك}. السؤال: من هو الراوي؟ الجواب: ابن عمر. السؤال: في أي صف تدرس؟ الجواب: ثاني ابتدائي. بارك الله فيك وأصلحك الله. وأضيف أن هذا الطالب عمره سبع سنوات، وهو من مدينة الرس. أيها الإخوة: وممن شاركنا في حفلنا هذا جمع من المشايخ أيضاً لم أذكر أسماءهم سابقاً ومنهم: الدكتور الشيخ أسامة بن عبد الله بن عبد الغني خياط رئيس قسم السنة بكلية الدعوة بجامعة أم القرى. وكذلك الشيخ حمد الريس رئيس جماعة تحفيظ القرآن بمدينة تمير وتوابعها ومعه بعض الأعضاء. وكذلك الشيخ الأستاذ الدكتور علي بن سعيد الغامدي المدرس بالحرم النبوي والأستاذ بجامعة الإمام فرع المدينة. والدكتور محمد الفلاح الجامعة الإسلامية. والشيخ الفاضل عبد الله الجلالي.
مسابقة خمسين حديث
أيها الإخوة: أترككم مع المتسابق الأخير وهو الطالب عادل بن عبد الرحمن المحسن وهو من الفرع السادس ويحفظ خمسين حديثاً نبوياً فليتفضل. لعلنا أيها الإخوة حتى يطمئن الطالب ويجلس، أن نستغل الوقت، هذه ورقة جاءت تقول: أرجو الدعاء لفضيلة الشيخ صالح بن أحمد الخليصي في هذا الجمع المبارك، فنسأل الله تعالى بقدرته وعزته وجلاله ورحمته أن يشفيه ويعافيه ويزيل عنه البأس إنه على كل شيء قدير، وأن يمد في عمره على طاعته. الآن أترككم مع الطالب. ......
المتسابق: عادل بن عبد الرحمن المحسن
الطالب يحفظ الأربعين النووية مع زيادة ابن رجب، في الأربعين النووية. السؤال: حديث عن معاذ بن جبل تحفظه؟ اقرأ الحديث؟ الجواب: قال رحمه الله تعالى: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: {قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويبعدني عن النار، قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال له: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم الجنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصلاة في جوف الليل، ثم تلا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16] حتى بلغ يَعْمَلُونَ [السجدة:17]}. السؤال: حديث {لا ضرر ولا ضرار} اقرأه؟ الجواب: عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا ضرر ولا ضرار} حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني، وغيرهما مسنداً، ورواه مالك في الموطأ مرسلاً عن عمر بن يحي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، فأسقط أبا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضاً. السؤال: عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجواب: {إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت} رواه البخاري. السؤال: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لو يعطى الناس ... } الجواب: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدعي، واليمين على من أنكر} حديث حسن رواه البيهقي وغيرهما، وهو في الصحيحين. بارك الله فيك. قال مقدم الحفل حفظه الله: أيها الإخوة: نشكر المشايخ الفضلاء على قيامهم بهذه المسابقة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيهم ويجزيهم خيراً. أيها الإخوة: إن وجود هؤلاء العلماء والدعاة فرصة لا تقدر بثمن، ولذلك انتهزنا هذه الفرصة لإقامة مجموعة من المحاضرات والندوات في مدن القصيم المختلفة، وكم كانت أمنيتنا أيها الإخوة أن تدوم فعاليات هذه المسابقة لمدة أسبوع على الأقل، ولكن مشاغل هؤلاء العلماء، وتعسر إقامتهم هذه المدة جعلتنا نرضى منهم بالقليل، ولكن القليل منهم كثير وكثير، جزاهم الله عنا خير الجزاء. وإليكم أيها الإخوة سرداً بهذه المحاضرات والندوات وأماكن وجودها: في بريدة محاضرة بعنوان: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، يلقيها فضيلة الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي. وفي عنيزة ندوة علمية يشترك فيها كل من فضيلة الشيخ عبد
(يُتْبَعُ)
(/)
الله بن حسن بن قعود، والشيخ سعيد بن مبارك بن زعير، والشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري. وفي الرس ندوة علمية أيضاً يشترك فيها كل من الشيخ سلمان بن فهد العودة، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، والشيخ عبد الله بن حمود التويجري. وفي رياض الخضراء ندوة علمية أيضا يشترك فيها كل من المشايخ ناصر العمر، وحمزة الفهر، والثالث لم يتقرر حتى الآن. وهناك محاضرة في البكيرية بعنوان نصائح لطالب العلم، يلقيها فضيلة الشيخ رياض بن عبد الرحمن الحقيب. أيها الإخوة: لا يفوتني أن أرحب بفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الدبيخي وهو من وفد الدمام. وأيضاً أن نشكر شكراً جزيلاً مؤسسة الراجحي التجارية للصيرفة عن فرع القصيم فقد تبرعوا لهذه المسابقة بارك الله فيهم. وأحب أن أنبه إلى أن التجار الذين ذكرت أسماءهم قبل قليل هم كلهم ممن شاركنا في هذا الحفل فجزاهم الله خير الجزاء وبارك فيهم.
توزيع جوائز الحفل
والآن نبقى مع توزيع الجوائز. أيها الإخوة: نأتي إلى الفقرة الأخيرة في هذا الحفل المبارك -إن شاء الله- وهي توزيع الجوائز، حيث تم صرف جوائز تشجيعية للحافظين، وحيث أن الحفظ يتفاوت فقد تفاوتت أيضاً الجوائز، ونظراً لضيق الوقت فإننا سنختار مندوباً عن كل فرع يستلم جوائز زملائه، نرجو أيها الإخوة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم، وصاحب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن العجلان أن يتفضلا بتوزيع الجوائز على الفائزين. أيها الإخوة: أما الفرع الأول: فهو في حفظ الصحيحين، وقد تسابق في هذا الفرع ثمانية وكلهم نجحوا بتقدير ممتاز، ومقدار الجائزة اثنا عشر ألف ريال لكل فائز، يتفضل الأخ تركي بن فهد الغميز لاستلام جوائز هذا الفرع بأكمله، ثم يعطي زملاءه كلاً بحسبه. أما الفرع الثاني: فإنه في حفظ أحد الصحيحين وقد تسابق في هذا الفرع ثمانية، وقد فازوا جميعاً بتقديرات تتفاوت ما بين ممتاز وجيد جداً ومقدار الجائزة ستة آلاف لممتاز، وخمسة آلاف وأربعمائة لتقدير جيد جداً، ويتفضل الأخ فهد بن عبد الله التركي باستلام جوائز هذا الفرع. أما الفرع الثالث: فمقداره ألف حديث، وعدد المتسابقين ثمانية، ومقدار الجائزة ثلاثة آلاف لتقدير ممتاز، وأقل من ذلك بقليل لتقدير جيد جداً، ويتفضل الأخ أحمد بن محمد السبعوق لاستلام جوائز هذا الفرع. أما الفرع الرابع: فمقدار أحاديثه خمسمائة، حديث وتسابق في هذا الفرع تسعة متسابقين، ويتفضل الأخ إبراهيم بن عبد العزيز الفصيلي لاستلام جوائز هذا الفرع. أما الفرع الخامس: فمقداره مائة حديث، وقد تسابق في هذا الفرع خمسون طالباً، ويتفضل الأخ محمد بن صالح الفصير لاستلام جوائز هذا الفرع. أما الفرع السادس: فمقداره خمسون حديثاً، ويتفضل الأخ خالد بن حمد الصائغ لاستلام جوائز هذا الفرع. بعض الإخوة يرغب في ذكر الفائزين في الفرعين الأول والثاني ولذلك نسرد أسماءهم: أما الفرع الأول فهو في حفظ الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم والإخوة المتسابقون هم: ياسر بن إبراهيم السلامي ممتاز يوسف بن محمد الغفيص ممتاز عبد الله بن غدير التويجري ممتاز تركي بن فهد الغميز ممتاز صالح بن سليمان الصقعبي ممتاز محمد بن صالح محيجين ممتاز فهد بن عبد الرحمن اليحي ممتاز إبراهيم بن صالح الحيمضي ممتاز أما الفرع الثاني فهو حفظ أحد الصحيحين وأسماؤهم وتقديراتهم كما يلي: عبد الله بن ناصر السلمي ممتاز فهد بن عبد الله التركي ممتاز عبد الله بن فوزان الفوزان ممتاز عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل ممتاز محمد بن عبد العزيز الفراج جيد جداً سليمان بن محمد الدبيخي جيد جداً عبد العزيز بن عبد الرحمن الراجحي جيد جداً فهد بن أحمد الأسطى جيد جداً أيها الإخوة: شكر الله للجميع مساعيهم ونسأل الله تعالى أن يجمعنا على خير إن شاء الله، ونسأله تعالى كما جمعنا في هذه الدار أن يجمعنا في مستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد. ...
ـ[ميزان الكلم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 02:10]ـ
كلمة الشيخ ابن عثيمين
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها الإخوة في الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأحييكم في هذا اللقاء الطيب المبارك إن شاء الله، إخواني في الله اغتناماً لهذا الوقت نلتقي مع بعض مشايخنا الفضلاء، ومع أستاذنا وشيخنا صاحب الفضيلة محمد بن صالح العثيمين فليتفضل مشكوراً. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإننا هنا في القصيم نرحب بإخواننا الذين قدموا إلينا من بلاد شتى، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا أول بركة لهذا المشروع الجيد المفيد، الذي فيه حفظ لشريعة الله عز وجل، بحفظ سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والذي نسأل الله تعالى أن يجعله أول باكورة لمثل هذا المشروع، فإن هذا -كما نعلم جميعاً- هو أول ما حصل من هذا النوع، لأن الناس كانوا فيما سبق يعتنون بكلام الله عز وجل، ونعم المعتنى به، وهو الذي يجب أن يعتني به أولاً. ولكن هذا اللقاء لبيان المتسابقين ومراتبهم وجوائزهم هو أول سباق من نوعه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: {من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة}. وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أن حفظ شريعة الله، كما يكون بحفظ القرآن والسنة، فإنه يكون بحفظ الشريعة عملاً يعمل بها الإنسان فيما يعتقده في ربه، في أسمائه، وصفاته، وأحكامه وأفعاله، وفيما يعتقده في كتبه، ورسله، وملائكته، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. وكذلك أيضاً فيما يقوله بلسانه، من تسبيح الله تعالى وتهليله وتكبيره، وقراءة كتابه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك مما يقرب إلى الله، وكذلك مما يكون في أفعاله من القيام بعبادة الله على الوجه الأكمل، والقيام بمعاملة عباد الله على الوجه الذي يحب أن يعاملوه به، وإن أهم من يقوم به، وأعظم من يقوم بهذه الأمور هم طلبة العلم، الذين هم قدوة الأمة في عقيدتها، ومقالها، وفعالها. فالواجب علينا -نحن طلبة العلم- أن نكون يداً واحدة، وألا نتفرق مهما اختلفت الآراء المبنية على الاجتهاد السائغ، فإن الاختلاف في الاجتهاد أمر ثابت من عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى عهدنا هذا، ولكنه لا يجوز أبداً بأي حال من الأحوال أن يكون سبباً لتفرق القلوب، فإن تفرق القلوب هو الداء العضال الذي لا يفرح به إلا أعداء الأمة الذين ينتهزون الفرص في تشتتها، وتفرقها. وإنني أرجو من إخواني طلبة العلم أن يكون بعضهم لبعض ولياً، يتولاه، وينصره، ويدافع عنه، ويكون معه في الحق، ويذود عنه، وإذا أخطأ والخطأ لا يعصم منه إلا من عصمه الله -فليبين له الخطأ، وليكن ذلك سراً بينه وبينه، دون أن يفشيه لأحد، لأن الخطأ إذا ظهر للناس فإنه سيجعل فوق الخطأ خطأً آخر وثالثاً ورابعاً وهكذا. لكن إذا كان نصيحة بين الإنسان وأخيه فإنه يزول -بإذن الله- مع حسن النية، وحسن الطريقة، فالإنسان قد يخطئ، وقد تظن أنه أخطأ، وقد تكون أنت الذي أخطأت، فإذا تقارب الناس وتناصحوا فيما بينهم وتبين الحق؛ فإنه لا يعذر أحد لمخالفته أبداً. لكن الشر كل الشر أن ينتهز الواحد منا خطأ صاحبه، ثم ينشره بين الناس فتبقى الضغينة والأحقاد، والعداوة والبغضاء بين الناس، ثم إن الخلاف الذي يقع بين العلماء، والتعادي بينهم، والقدح بين بعضهم ببعض ليس ضرراً على العالم شخصياً، بل هو ضررٌ على الشريعة كلها، لأن حملة الشريعة هم العلماء فإذا طعن بعضهم ببعض، لم يثق العامة لا بالطاعن ولا بالمطعون فيه، وحينئذ تضيع الشريعة الإسلامية بين الأحقاد والضغائن. لذلك أنا أدعو من هذا المكان، وفي هذا المجتمع المبارك إلى أن يرجع كل منا إلى صواب رأيه، وأن يفكر في الأمر، وألا يجعل من مخالفة أخيه عداوة وبغضاء، وألا يجعل أيضاً من نعمة الله على أخيه بقبوله عند الناس ألا يجعل من ذلك حسداً وكراهة لما أنعم به الله عليه، فإن ذلك بلا شك من أخلاق اليهود كما قال تعالى عنهم: وَدَّ كَثِيرٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ [البقرة:109]. ومن المعلوم أن الحاسد لن يضر المحسود شيئاً؛ لأن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء كما قال الله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً [النساء:54] وإنما يضر الحاسد نفسه، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والحسد جمرة عظيمة في قلب الحاسد، لا يمكن أن يهدأ له بال، ولا يقر له قرار حتى يرى نعمة الله على أخيه قد زالت والعياذ بالله. وحينئذ يهلك ويفقد تمام الإيمان الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه}. وإن ظني في ختام كلمتي هذه أن الذين يقومون على هذا المشروع الجيد الطيب، وهو حفظ السنة، ظني أنهم لن يغفلوا ما ينبغي أن يكون الطلبة منه على علم، وذلك: بفقه الأحاديث والعمل بها، ودعوة الناس إلى ما تدل عليه من الأخلاق والآداب العالية، كما أظن أيضاً أنهم لن يغفلوا رجال الإسناد، وحفظ الطلبة للرجال، لأن ذلك يعينهم على ما إذا أتى هؤلاء الرجال في سياق ما ليس في الصحيحين أو أحدهما، فيعرفون الحديث بمعرفة رجاله، واتصال سنده. وأخيراً أسأل الله تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعاً مباركاً، وأن يجعل سعي الجميع مشكوراً وذنبنا مغفوراً إنه جوادٌ كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. المقدم: شكر الله لفضيلة شيخنا على هذا الكلمة التوجيهية لأهل العلم، وأحب أن أبشر فضيلة شيخنا وغيرهم، بأن الحلق العلمية تحرص أشد الحرص على معرفة فقه الحديث، بل إن هناك حلقاً في هذا البلد خاصة لفقه الأحاديث، فالحمد لله إن أغلب من يحفظون الحديث هم ممن يهتمون بفقه الحديث، وهذا فضل من الله ومنّه. ......
كلمة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
أيها الإخوة: أترككم مع كلمة لأحد مشايخنا، وهو شيخنا الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي فليتفضل. بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: إننا نرحب بإخواننا ونحييهم في بلدهم بلد العلم، وبلد العقيدة، وبلد الدعوة، فحياهم الله في بلدهم ومع إخوانهم، وإننا لنرجو الله أن يثيبهم، ويجازيهم على ما بذلوه من تعب وجهد في السفر من بلادهم إلى هذه البلد المباركة، وعلى ما تركوه من مشاغلهم، وجاءوا حباً للعلم ولأهله. أيها الإخوان: إن الله سبحانه وتعالى قد منَّ على عباده بإرساله محمداً صلى الله عليه وسلم إليهم، حيث قال: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران:164] وإن أكبر نعمة أنعم الله بها على أهل الأرض هي إرساله محمداً صلى الله عليه وسلم إليهم بالهدى ودين الحق. وكثيراً ما يذكر سبحانه وتعالى بهذه النعمة في كتابه العزيز وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ [الأنفال:26] وقال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا [آل عمران:102 - 103]. وقال سبحانه وتعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة:2] وإذا أراد الإنسان أن يعرف مدى هذه النعمة وعظمها؛ فعليه أن يلقي نظرة ولو سريعة على ما كان عليه العالم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإذا أدرك ذلك وعرفه، عرف مدى عظم النعمة الذي منَّ الله بها على عباده من وفقه منهم وهداه لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم. كل واحد من هؤلاء الحاضرين يدرك ويعرف يقيناً الفساد والضلال والجهل الذي كانت عليه الأمم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وأن الخير ما حصل لهم إلا بالشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، فالعالم قبل الإسلام كانوا أمماً وثنية منها الأمم المتحضرة كالفرس والروم والأحباش وغيرهم، ولكن مع هذا هم يستعبدون شعوبهم، ويرون أنهم من جنس غير الجنس الذي منه الملوك والرؤساء. بل يريدون منهم أن يقدسوهم ويعبدوهم، وهذا ثابت في التاريخ لكل ناظر ينظر فيه، ولهذا لما دخل رجل من الفرس على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد حلق لحيته، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أمرك بهذا؟ قال: أمرني ربي -يريد ربه الملك كسرى- فكانوا يؤلهون أنفسهم، ويرون أنهم أرباب لشعوبهم، وأنه لا يجوز لأحد أن يخرج عما يريدونه أو ما يأمرونه به، أو يشرعونه لهم. أي: أن الشعوب عبيد والملوك آلهة، وهذا ظاهر لكل من ينظر في تاريخ الأمم السابقة قبل الإسلام، وما أشبه الليلة بالبارحة، هذه حالة أولئك، ولا أريد أن أشرح قولي: ما أشبه الليلة بالبارحة لأنه واضح، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد بأهل الأرض خيراً فأرسل إليهم محمداً صلى الله عليه وسلم، فدلهم على الخير، ونهاهم عن الشر، وقال بعض الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: [[توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما من طائر يقلب جناحيه في الهواء، إلا وذكر لنا منه علماً]]. وقال عمر رضي الله عنه: {خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فذكر بدء خلق الإنسان إلى أن دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ولم يترك خيراً إلا دلنا عليه، ولا شراً إلا حذرنا منه}. وقال عليه الصلاة والسلام: {تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك} وقال عليه الصلاة والسلام: {إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي}. فعلى الأمة الإسلامية أن تقتدي بهذه النصوص والأخبار عنه صلى الله عليه وسلم، وتعمل بها لأجل أن تنجو من الشرور المحدقة بها في الدنيا والآخرة، وإذا نظرنا إلى واقع المسلمين في هذا العصر وجدنا أن قوله عليه الصلاة والسلام: {يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا يا رسول الله: أمن قلة نحن؟ قال: لا، أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل}. وصدق صلى الله عليه وسلم، المسلمون يبلغون ألف مليون في العالم أو يزيدون، ومع هذا لا تجد إلا القليل والقليل جداً من يتمسك بشرع النبي صلى الله عليه وسلم، ويقتفي أثره في التشريع وفي الأحكام، بل اختاروا لأممهم وشعوبهم شرائع جاءوا بها من عند أعدائهم أعداء المسلمين، أعداء الإسلام الذين ما فتئوا يبحثون عما يضعف الإسلام، أو يقضي على الإسلام منذ بزغ نور الرسالة، وحتى يومنا هذا، ما زالوا يدبرون المؤامرات، ويدبرون الخطط لإضعاف الإسلام أو القضاء عليه، من بعثته صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا، بالمؤامرات، بالحروب، بإحداث الأفكار المنحرفة السيئة، وكل هذه الأوقات والأزمنة التي مضت ما استطاعوا أن يحصلوا على مرادهم في القضاء على الإسلام، ولكن في عصرنا الحاضر جعلوا لهم أعواناً من المنافقين والملحدين والكافرين الذين اندسوا في صفوف المسلمين، وجعلوا لا يفتئون يفرقون صفوفهم، ويحدثون الخلافات بينهم، ويشككون نشء المسلمين في عقيدتهم وفي شرعهم. وكانت لهم صولات وجولات في الكتابات، وفي الشعر، وفي التشريع، وفي المناهج كطريقة المنافقين الأولين، يفعلون أموراً يظهر منها الإصلاح وهم يريدون بها القضاء على الإسلام، يزعمون أنهم مصلحون وهم والله مفسدون يريدون القضاء على الإسلام، وينفذون أوامر أسيادهم في خارج بلاد المسلمين، وإلا فكيف يرضى المسلمون، كيف يرضى حكام المسلمين أن يتحاكموا إلى الطاغوت (إلى القانون) ويجعلونه دستوراً، وشريعة يرجع
(يُتْبَعُ)
(/)
إليها أفراد الأمة وجماعاتها يتحاكمون إلى الطاغوت وإلى القانون في معظم بلاد المسلمين، وينسون أنه سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44]. هذا خبر منه سبحانه وتعالى عامٌ لا يقصد به أمة من أمة، ولا قوم من قوم، وإنما هو عام لجميع الناس، لجميع الأمم، من أعرض عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحكم غيرهما سواء حكمهما في كل شيء، أو حكمها في شيء دون شيء، فإنه داخل تحت قول الله سبحانه وتعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44]. نرى أعداء الإسلام الكافرين، والملحدين، والعلمانيين، والحداثيين، ومن لف لفهم يصولون ويجولون في العالم الإسلامي، بقصائدهم، وكلماتهم، ومقالاتهم، ولا نرى أحداً يعترض لهم، أو ينقدهم، أو حتى يسمح لغيره أن ينقدهم أو يرد باطلهم، وأما غيرهم من المصلحين من الدعاة الذين يريدون تقويم الأمة، ويريدون تطبيق شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وتعليم الكتاب والسنة، هؤلاء توضع العراقيل في طريقهم، ولا يتمكنون من تبليغ رسالات ربهم في معظم العالم الإسلامي، بل يحال بينهم وبين دعوتهم، وبينهم وبين ما يريدونه. ولكن إذا رأينا هذه الصحوة -التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل التوفيق رفيقها ومصاحبها، وأن ييسر لهم ما يهدفون إليه من تقويم الأمة، وتطبيق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم- إذا رأينا ذلك فإننا نعلق آمالاً عظيمة على هؤلاء وعلى مناهجهم، وعلى طريقتهم في الدعوة إلى الله وإلى الجهاد، ومعلوم أن الجهاد ليس طريقه مفروشاً بالورد، ولكنه مفروش بالشوك، ومفروش بالمتاعب، ولا بد في ذلك من الصبر والتحمل، ولا بد من الإصرار على إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، وتحكيم شرعه في جميع العالم الإسلامي على يد هؤلاء الشباب الذين نذروا أنفسهم ونذروا حياتهم للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى سبيله، وإلى نصرة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ......
قصيدة للشيخ عائض القرني
أيها الإخوة: ومع قصيدة شعرية للشيخ عائض القرني، فليتفضل مشكوراً. قال الشيخ عائض بن عبد الله القرني حفظه الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. وفيهم مقامات الحسان وجوههم وأندية ينتابها النبل والفضل على مقتفيهم حق من يقتفيهم وعند المقلين السماحة والبذل وما كان من خير أتوه فإنما توارثه آباء آبائهم قبل وهل ينبت الخطي إلا وشيجه وتغرس إلا في مغارسها النخل جزى الله رب الناس خير جزائه وأبلاكمُ خير البلاء الذي يبلو أيها الناس: ليس عندي نثر كثير، ولكنْ عندي شيء من الشعر، وقبل أن أبدأ في القصيدة أنا أعلم أني في القصيم ولست في الرياض، ولكني سوف أخبركم بخبر سر بيني وبينكم، والمجالس بالأمانات، ومن شاء منكم أن يخبر به الناس فليفعل بعد أن يستأذن مني. الخبر: شكر يعلن في الأسواق والمساجد لأهل الرياض، وخبرٌ هو يخصني وما أنا إلا طويلب ممن حضر، لكن أمة لا تجحد ولا تجمد، تقول للمحسن: أحسنت، وتقول للمسيء: أسأت، أمة تشكر لعلمائها، وقضاتها، وخطبائها، ودعاتها، أمة يقول معصومها عليه الصلاة والسلام {من صنع إليكم معروفاً فكافئوه}. أمة تقول لمن أحسن جزاك الله خيراً، أنا في القصيم ولست في الرياض، ولكني أقول لأهل الرياض: جزاهم الله خيراً، ولعلكم سوف تسمعون ببعض أخبارهم، ببعض أخبار علمائهم، كأمثال الشيخ عبد الله بن قعود، والشيخ ابن جبرين، والشيخ البراك، والشيخ حمود التويجري، والقضاة، والدعاة، والخطباء، ورجال الأعمال، فأخجلوني من كثرة الكرم، وكثرة التبجيل والحفاوة، فأبذلوا البيوت، والشراب، والطعام، والمال، والسيارات، والأوقات. جزى الله عنا جعفراً حيث أشرفت بنا نعلنا في الشارفين فزلت همُ خلطونا بالنفوس وألجئوا إلى غرفات أدفأت وأظلت
(يُتْبَعُ)
(/)
أبوا أن يملونا ولو أن أمنا تلاقي الذي يلقون منا لملت ولا زلت في الرياض، وأهل القصيم يعرفون ما هم في قلبي ولي معهم كلام خاص، لكنني الآن في الرياض، والقصيدة بعنوان (نجد الإباء ومهد البطولات) نجد الهدى والفجر يا أرض الحمى المجد فوق بساط سهوتك ارتمى قيس وليلى والكميت وجرول ودموع عشاق الفضيلة قد همى وهنا خيام الحب كل مفازة ملأى من الوصل المعطر واللمى صهوات خيل بني تميم أسرجت وسيوف وائل ضرجت منها الدماء وسل الخزامى في الدجى يروي الهوى غضاً ويلعب في العشية بالدمى هذي الجماجم كل جمجمة لها عهد من التاريخ ألا تحجما صلت على شفتيك يا نجد الحمى قبلات من زار الحطيم وزمزما وسقاك يا نجد الأبوة وابل بالحب يدلف بالحياة غطمطما ألقيت رحلي والعصا ووسادتي ووضعت رأسي فوق أرضك منعما ونثرت أحلام الشباب طرية في وجنتيك وقد نسيت المأتما وأتيت يا نجد الإباء مشاعري تمتاح منك وذا يراعي مفعما قد جئت والهمم الكبار رواحلي عاهدتها بالأمس أن تتقدما شيخي رسول الله أروي نهجه أحسو الهدى منه وأدني الأنجما أجد المتاعب في هواه لذيذة وكذاك يفعل من يعيش متيما من لم تلده أمة وشريعة غراء تبت فلتذقها علقما الأزد أنصار الرسول جدودنا هل أبصرت عيناك فينا مأثما؟ هم أهل بدر والمشاهد كلها لله كم من باسل قد أضرما تلك المكارم لا مساعي تائه يتجرع الصهبا ويهوى الدرهما يا نجد عندي ألف قافية همت في كل بيت ألف معنى قد هما من نجد تبدأ قصة الحق الذي هو حبل من عرف الطريق وألهما ولنجد في ذرات جسمي منزل يا نجد حبك في السويدا خيما علماؤها خطباؤها طلابها كم من كريم عاش فيهم ملهما أحببتكم في الله والله الذي شق القلوب لمن أراد وأنعما لو أن دمعي جدول وزعته أو أن عمري يستطاع لقسما شُم الأنوف كريمة أخلاقهم لا يسلمون الضيف حتى يكرما وأشد من ينهى الغوي عن الردى من طاش بغياً وشحوه الميسما يتهافت الدجال عند ظهوره من زحفهم حتى يعود محطما فاخر بهم من شئت أو ظاهر بهم فهم الشموس بنورهم يجلى العمى وصل الرياض مع القصيم بقبلة عانق بها جيل الهدى متبسما قد جئت من أبها وكل حديقة غرثى وكل خميلة ماتت ظما فركبت راحلة القبول مشرقاً ومغرباً والأرض حيت والسما والكون مدرستي وربي حافظي والشرع تاجي والهوية مسلما أما أهل القصيم فلهم يومٌ خالد من أيام الله سوف أدخره ليوم من الدهر، وأتيت أخبركم بما فعل أهل الرياض معي لئلا أكون جاحداً منكراً للجميل، لأقول للمحسن أحسنت، فقد أحسنوا كل الإحسان، وأحسنتم أنتم قبل وبعد أثابكم الله على هذا الحفل، وعلى هذا القيام لله، بما يرضى عنه سبحانه وتعالى، وأثاب علماءكم، ودعاتكم، وخطباءكم وحضوركم أجمل ثواب. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحمد لله رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:181 - 182] وفي الحقيقة عندي قصيدة هنا بعنوان (أرض القداسات في القصيم) ولكني تذكرت هذه وقد سايرني بقصيدة أخرى الدكتور عبد الرحمن العشماوي عسى الله أن يحفظه ويسدده ويتولانا وإياه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا. المقدم: جزى الله الشيخ عائض خير الجزاء. ......
ـ[ميزان الكلم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 02:13]ـ
كلمة للشيخ عبد الرحمن البراك
ومع كلمة للشيخ عبد الرحمن البراك فليتفضل. قال الشيخ عبد الله البراك حفظه الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه وسلم تسليماً كثيراً. أيها الإخوة في الله: أخاطبكم جميعاً بهذا اللقب لأنه وصف مشترك يجمع بيننا صغيرنا وكبيرنا، وإلا ففيكم من له حق علينا مشايخ لنا كرام، نسأل الله أن يرفع درجاتهم وأن يجزيهم خيراً، وإخوة نسأل الله أن يجمع بين قلوبنا على محبته سبحانه وتعالى. أيها الأحباب: إنه لجمعٌ يهيج مشاعر من يحضره، جمعٌ علام؟ جمعٌ على الخير، على العلم، على الحب في الله، نسأل الله أن يحقق لنا ذلك بمنه وكرمه. لقد جئت أيها الإخوة، وأجبت الدعوة، وما جئت إلا لأحضر، وأشجع بالحضور، وأسلم على أحبابٍ طالما انقطع بيني وبينهم اللقاء المباشر، وإن لم ينقطع اللقاء الثابت الدائم. ففي هذا اللقاء منافع كثيرة، لقاء
(يُتْبَعُ)
(/)
الإخوة في الله، لقاءٌ يؤكد الحب في الله، لقاءٌ يؤكد الدعوة إلى الله، لقاءٌ يشجع الناشئين الذين نرجو أن يكونوا خلفاً صالحاً لأسلافهم. ولقد بدا لي أن أذكر بهذه المناسبة أن مثل هذا الجمع الذي يقوم على تشجيع العلم، وعلى تشجيع حفظة القرآن وحفظة السنة، تشجيعهم التشجيع المعنوي قبل المادي. وهذا الجمع الذي يضم أشتاتاً من أقطار متباعدة كما نُوه عن ذلك في الكلمات التي تضمنها الحفل، هذا الاجتماع أيها الأحباب يضم علماء، ويضم طلاب علم، يضم إخوة محبين في الله يحبون الخير وأهل الخير، ويعينون على الخير بأنفسهم وأموالهم، إنَّ مثل هذا في هذا العصر الذي أرى أنه أعظم العصور فتناً، فالصراع بين الحق والباطل أمر جارٍ وثابت على مر الزمن، سنة الله في خلقه، وما أسكن الله الجنس البشري في هذه الأرض إلا ليبتليه الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:2]. فالصراع بين الحق والباطل قائم على الدوام، ولكنه في بعض الأعصار وفي بعض الزمان تشتد المحن، وتشتد وتقوى قوى الباطل وقوى الشر، وأرى أن هذا الزمان قد قويت فيه قوى الشر، وعظمت فيه الفتنة لما مكن للبشرية من وسائل، ومن حكمة الله البالغة أن جرت هذه الوسائل على أيدي أمم الكفر، حكمة بالغة، المسلمون هم الأضعف الآن مادياً، ولا أقول: هم الأضعف معنوياً، فالمسلمون مهما بلغ بهم الضعف، فهم الأقوى وإن امتحنوا، وإن حصل لهم وحصل عليهم تسلط من الأعداء. لا سيما من كان مستقيماً على منهج الله، معتصماً بحبله، قد اتقى الله ما استطاع فلا يضره أن يفتقد كثيراً من القوى المادية فهي أحوال ومراحل، ولا بد أن تكون العاقبة للمؤمنين المتقين، الصابرين وإن مروا بمحنة، وهم منصورون على كل حال، منصورون في الدنيا وفي الآخرة، والنصر متنوع، وصوره متعددة إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر:51] في الحياة الدنيا متعلق بننصر، أي: ننصر رسلنا وننصر الذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، أي: قد وعد الله رسله والمؤمنين بالنصر في الدنيا والآخرة. ومع هذا البلاء العظيم، وهذه الفتن المدلهمة، والمتمثلة في قوى الباطل في سائر دول العالم، مع هذا ومع الكيد المتنوع المادي والمعنوي لا بد أن يبقى الحق ثابتاً، وهذا علمٌ من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ضروري ولازم من ختم النبوة، فإذ قد ختمت النبوة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلا بد أن تبقى شريعته، ولا بد أن يبقى الدين الذي جاء به، لا بد أن يبقى لتبقى الحجة، ولا بقاء لهذا الدين إلا بحملته، وما أسعد من كان من حملة هذا الدين القائمين به قولاً وعملاً! أقول: إن مثل هذا التجمع العلمي الخيري الأخوي وما يجري على غراره؛ هذا يعبر عن خير في الأمة ولله الحمد، وعن خير في الأمة يرجى أن يظهر أكثر وأكثر وأن يعود، أقول: إنه علمٌ على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا المعنى يرجع إلى آية وحديث، أما الآية فقوله سبحانه وتعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] وعد صادق لا يخلف إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران:9]. وحفظ الذكر يستلزم حفظ القرآن، وحفظ ما يفسر القرآن وهو سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ويستلزم أن يبقى في هذه الأمة من يحمل القرآن نصاً ومعنى، وعملاً، أما الحديث فهو الحديث المشهور، قوله صلى الله عليه وسلم: {لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يظرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى}. ......
قصيدة للشيخ ناصر الزهراني
أيها الإخوة مسك الختام مع رياض الشعر، ومع الشاعر الشيخ ناصر الزهراني، فليتفضل ... الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. معذرة أيها الأحبة: فهده مقطوعة متواضعة كتبتها في طريقي إليكم: سلام قصيم المجد والعلم والذرى ومن خير أبناء الجزيرة عنصرا سلام لكم يا معدن العلم والتقى وأفضل من يعلو مقاماً ومنبرا هنا هامة التاريخ ذلت لربها هنا باء بالخسران من كان فاجرا هنا وثبات الجيل جيل محمد هنا يوم ميلادي أباهي به الورى رعى الله يا أرض القداسات ساعة قطعنا بها أرض المفازة في السرى أتينا ديار الخير والأنس والتقى على تربك الغالي نبث المشاعرا أتيناك جرحاً قد برانا ولوعة أتيناك آهات وشعراً محبرا أتيتك مكلوم الفؤاد منغصاً ودمعٌ غزيرٌ فوق خدي قد جرى أيا موطني قدمت روحي ومهجتي لتحيا عزيزاً شامخاً عالي الذرى أيا موطني ما كنتُ يوماً مخادعاً ولا خائناً للعهد أو متنكرا صدقتك في حبي وطلقت راحتي واضنيت نفسي كي أرى الجدب مزهرا ألا يا قصيم الحب تلك إشارة وكتمت في صدري من الحزن أسطرا أرى منظراً تهتز نفسي لمثله فكم من عيون سرها اليوم ما ترى ألا هكذا تبنى المعالي وتشترى بحفظ لهدي المصطفى سيد الورى فبالعلم علم الشرع سدنا وبالتقى مشينا على أنقاض كسرى وقيصرا وما قيمة الإنسان إلا بدينه فمن كان أتقى كان بالمجد أجدرا وكم من أخي كفر يغاظ بما يرى فيمسي كسيف البال مضنىً مكدرا يولي إلى أربابه في بلاهة ليروي لهم من خيبة الظن أسطرا فكم كان يرجو أن يرى الدين ضائعاً وأن يصبح الإنسان منه تحررا فأرهبهم إقبالنا والتزامنا وعودتنا الحرى إلى أوثق العرى تود وحوش الغاب أن نخسر المنى وألا ترى في الأرض يوماً غضنفرا وكم يكره الجعلان يوماً حياته إذا ما رأى جواً جميلاً معطرا أيا إخوة الإسلام تاقت إليكم قلوب تعاني من لظى الهم أعصرا فسيروا على درب الهداية والتقى فما خاب عبدٌ عاش لله شاكرا ولا بد من رأي قويٍّ موحدٍ وإلا رأيت الجهد جهداً مبعثرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد. ......
انتهى التفريغ، ويالروعة ذلك الحدث، وما ألذ طعمه، وأزكى ريحه ..
أعاد الله علينا أيامنا أمجادًا وسعادة ..
ميزان الكلم(/)
?سد اليسو وآثاره السلبية على العراق وموقف القانون الدولي
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 02:30]ـ
??سد اليسو وآثاره السلبية على العراق
وموقف القانون الدولي:-
"منقول"
http://www.alitthad.com/userimages/saqwer.jpg
يعتبر سد اليسو الذي بدأت تركيا في بنائه حيث وضع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حجر الأساس له في أب عام 2006 من اكبر السدود التي سوف تقيمها تركيا على نهر دجلة ومن خلال العرض التفصيلي لبناء هذا السد نستطيع ان نحدد حجم الأضرار التي سوف تلحق بالعراق جراء بناء هذا السد.
وصف السد:
يقع سد اليسو في منطقة دراغيجيتين على بعد حوالي 45 كم من الحدود السورية ويعتبر سد اليسو من السدود الإملائية الركامية حيث يبلغ منسوب قمته حوالي (530) اما منسوب الخزن الفيضاني الاعلى (528) والخزن الاعتيادي للسد (525).
ويستطيع خزن كمية من المياه تقدر بـ (11,40) مليار متر مكعب وتبلغ مساحة بحيرة السد حوالي 300 كم2، وتبلغ طاقة المحطات الهيدرو _ كهربائية الملحقة بالسد حوالي 1200 ميكا واط وبطاقة سنوية تبلغ 3830 كيلو واط، وعند اكتمال السد سوف ينخفض الوارد المائي (9,7) مليار متر مكعب سنوبأ، تمثل حوالي 47 % من الواردات السنوية لنهر دجلة.
الآثار السلبية المتوقعة على العراق بعد اكتمال بناء سد اليسو:
1.انخفاض مساحة الأراضي الزراعية بسبب انخفاض واردات المياه حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعية التي سوف تعاني من نقص المياه حوالي (696,000) هكتار من أجود الأراضي الزراعية والتي يعتمد العراق عليها والممتدة من اقصى شمال العراق حتى جنوبه على ضفاف نهر دجلة خاصة بعد انخفاض واردات المياه لنهر الفرات بسبب مشروع ( GAP) التي اثرت على الاراضي الزراعية في غرب العراق والفرات الاوسط، وازدياد معدلات الملوحة في التربة التي تعاني من مشاكل الملوحة المزمنة.
2.الأضرار البيئية التي تنتج عن تقلص رقعة الأراضي الخضراء والمراعي الطبيعية وزحف ظاهرة التصحر نحو مناطق كانت في منأى من هذا الخطر التي بدورها سوف تنعكس على الطقس في العراق من خلال تكرار العواصف الرملية.
3. على الناحية السكانية سوف يحرم سد أليسو أعداد كبيرة من السكان من مياه الشرب أسوة بالذين حرمهم مشروع ( GAP) في غرب ووسط العراق أما في سد اليسو سوف يأخذ تأثير مدى أبعد حيث يمتد الى شمال العراق, إضافة إلى مشاكل الصرف الصحي الناتجة عن نقص المياه، كما يؤدي انخفاض مناسيب المياه في نهر دجلة الى تلوث نوعية المياه بعد استكمال بناء شبكات الصرف الصحي في المدن الواقعة على نهر دجلة كما في نهر الفرات حيث بلغت نسبة التلوث حوالي (1800) ملغ /لتر في حين ان المعدل العالمي حوالي (800) ملغ لتر.
4.تغير نمط معيشة السكان حيث ان انخفاض موارد المياه تدفع المزارعين إلى ترك مهنة الزراعة والهجرة نحو المدن والتجمعات السكنية حيث أن هذه الهجرة تؤدي الى تغيير انماط العمل الاقتصادي الى انماط غير منتجة من العمل الاقتصادي وتؤدي ايضأ إلى تدهور المراعي الطبيعية الى تراجع في أعداد الثروة الحيوانية المنتجة اقتصاديأ (الأبقار والأغنام).
5. التأثير في عملية إنعاش الاهوار حيث ان عملية إنعاش الاهوار تحتاج الى كميات كبيرة من المياه وذلك للمساعدة في عملية أحياء هذا النظام البيئي الطبيعي المتميز, حيث أن انخفاض واردات المياه في نهر دجلة وبكميات كبيرة إضافة إلى النقص في نهر الفرات بسبب المشاريع التركية السابقة (انخفاض واردات الفرات بنسبة 90%) سوف تؤدي إلى جفاف الاهوار الطبيعية أو تلوثها لان المياه الآتية من نهر دجلة سوف تكون غير صالحة لإنعاش الاهوار بسبب التلوث الذي يحصل بهذه المياه جراء انخفاض مناسيبها وارتفاع نسب الملوحة في نهر دجلة حيث ان أراضي العراق تعاني من مشكلة تملح التربة والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لغسلها وإزالة الأملاح.
6. يؤدي انخفاض مناسيب نهر دجلة إلى توقف العمل في منظومات الطاقة الكهرومائية المقامة على طول نهر دجلة (سد الموصل, سد سامراء) الامر الذي يؤثر على النشاط الصناعي والبنى التحتية (محطات تصفية المياه، مصافي النفط، المستشفيات) التي تعتمد على الطاقة الكهربائية في اداء اعمالها.
(يُتْبَعُ)
(/)
7.كما يؤدي الى انخفاض مناسيب الخزانات الطبيعية التي يعتمد العراق عليها في عملية خزن المياه والاستفادة منها في مواسم الجفاف (مثل بحيرة الثرثار, الحبانية) وبالتالي يجعل العراق في عوز مائي خطير.
8.يمتد تأثير أقامة تركيا لسدودها على مجاري الأنهار حتى شمال الخليج العربي حيث أثبتت دراسة أجريت في الكويت عن تأثر مناطق شمال الخليج ومناطق صيد الأسماك والروبيان بمجاري الأنهار العراقية دجلة والفرات والأنظمة الطبيعية كالاهوار التي تعتبر محطة انتقالية لأسماك بحرية تتخذ من انهار العراق واهواره أماكن للتكاثر ثم الهجرة إلى مياه الخليج العربي.
موقف القانون الدولي فيما يخص إنشاء سد أليسو:
فقد عرفت اغلب الاتفاقيات الدولية خاصة بالأنهار الدولية النهر الدولي أو مجرى الدولي (حيث يعرف النهر الدولي وفقاً لقانون الانهار الدولية إذا كان حوضهُ يمر في أقاليم دول مختلفة وبهذه الحالة تباشر كل دولة سيادتها على ما يمر في أقاليمها مع مراعاة مصالح الدول الأخرى التي يمر بها النهر الزراعية والصناعية والسكانية).
كما ان اتفاقية قانون المجاري الدولية غير الملاحية لعام 1997 حددت في مادتها (11) آلية التعاون بشان التدابير المزمع إقامتها فقد نصت المادة (تتبادل دول المجرى المائي المعلومات وتتشاور مع بعضها البعض وتتفاوض حسب الاقتضاء بشأن التدابير المزمع اتخاذها على حالة مجرى دولي مائي).
كما نصت المادة (12) المتعلقة بالإخطار المحتملة للتدابير المزمعة اتخاذها التي يمكن ان يكون لها أثر ضار حيث نصت هذه المادة (قبل ان تقوم دولة من دول المجرى المائي أو أن تسمح بتنفيذ تدابير مزمع اتخاذها يمكن ان يكون لها أثر ضار ذو شأن على دول أخرى من دول المجرى المائي, عليها ان توجه الى تلك الدولة أخطاراً بذلك في الوقت المناسب ويكون هذا الإخطار مصحوباً بالبيانات والمعلومات التقنية المتاحة بما في ذلك نتائج أي عملية لتقييم الأثر البيئي من أجل تمكين الدولة التي يتم إخطارها من تقييم الآثار المحتملة للتدابير المزمع اتخاذها.
غير ان تركيا لم توجه أي أخطار إلى العراق بالتدابير التي تريد إقامتها على مجرى الأنهار الدولية دجلة والفرات (على حد علم الباحث) بذلك لم تعط الجهات المختصة في العراق الفرصة في تقدير مخاطر إنشاء سدودها على الأنهار.
إن عدم التزام تركيا بالاتفاقات الدولية أنما ينبع من نظرتها وموقفها القانوني شأن الأنهار حيث ان تركيا لا تعتبر نهري دجلة والفرات من الأنهار الدولية بل هي أنهار عابرة للحدود بموجب المفهوم التركي لذا فان تركيا تعتبر الاتفاقات الدولية بشأن الأنهار الدولية غير منطبقة على نهري دجلة والفرات كما تعتبر بموجب مفهوم الانهار العابرة للحدود ثروة طبيعية تركية صرفة مثلما هو النفط المتدفق في اراضي العراق ثروة خاصة، وهو ما اكده تصريح رئيس الوزراء التركي الاسبق (مسعود يلماز) حين صرح (ان المياه نفطنا وان كان هناك من يرضى باقتسام نفطه مع الاخرين فتركيا على استعداد لاقتسام مياهها، وتركيا من هذا الجانب لاتفرق بين الثروة الطبيعية الثابتة والموجودة تحت سطح الارض والتي هي داخل السيادة الوطنية لتلك الدولة والثروة الطبيعية المتحركة والجارية الخاضعة للقسمة والمشاركة بموجب قوانين دولية صادرة من هيئات عالمية.
ورغم ان العديد من لجان القانون الدولي كلجنة ( ILC) الصادر في عام 1993 التي أوضحت انه لا يوجد اختلاف جوهري بين مفهومي النهرالدولي والنهر العابر للحدود, كما ان اعتراف تركيا باستقلال كل من العراق وسوريا عن السلطنة العثمانية عام 1920 بموجب معاهدة سيفر وبذلك يجعل نهري دجلة والفرات نهرين دوليين وذلك لمرورهما بأقاليم دول مستقلة ومتعددة ومعترف بها من قبل تركيا وبموجب معاهدة دولية.
أن مسارعة تركيا في عملية بناء سدود على نهري دجلة والفرات تعود الى أسباب عديدة منها:-
(يُتْبَعُ)
(/)
-1فرض أمر واقع على الدول المتشاطئة معها لا تستطيع تغييرها بعد حين حيث أن استغلال تركيا للواقع السياسي الذي يخيم على منطقة الشرق الاوسط وعدم الاستقرار الذي يعاني منه العراق حيث أوصى مجلس الأمن القومي التركي مؤسسات الدولة المعنية بالأمر والتنسيق فيما بينها والعمل على تسريع انجاز المشاريع والسدود الجاري بناءها الان (13 سدا على نهر الفرات, 8 سدود على نهر دجلة) بحلول عام 2023.
-2تحقيق تنمية اقتصادية واسعة في مناطق تركيا الفقيرة الواقعة جنوب شرق نهر الأناضول ومحاولة تصحيح الاقتصاد التركي والذي يعاني من التضخم وسوء الإدارة وتلبية شروط ومعايير الاتحاد الأوربي الاقتصادية للانضمام للمنضومة الاوربية
-3رفع دخل الدولة التركية من خلال استغلال الأراضي الزراعية التي سوف تدخل حيز الإنتاج الاقتصادي بعد أنشاء السدود التركية من خلال تصدير المحاصيل الزراعية الى دول الجوار، وهنا تبرز اهمية خصوبة الاراضي الزراعية التركية مقابل الاراضي الزراعية في العراق التي تعاني من مشاكل عديدة في مقدمتها انخفاض مناسيب الاتهار وتلوث المياه.
ومن خلال ما تقدم فان انجاز تركيا لمشاريعها وسدودها سوف يضع العراق أمام واقع خطير من ناحية انخفاض مناسيب مياه الأنهار الدولية التي طالما كانت مصدراً من مصادر قيام الحضارات القديمة في وادي الرافدين وعليه فان على العراق أتباع الخطوات القانونية التي حددتها الاتفاقات الدولية الخاصة بالمياه وأهمها اتفاقية قانون استخدام المجاري المائية لاغراض غير الملاحية, من خلال رفع الخلاف المائي مع تركيا الى لجنة دولية او هيئة تحكيم وفق مواد الاتفاقية الخاصة بحل الخلافات والنزاعات بشأن الأنهار الدولية (المادة 33) الخاصة بتسوية المنازعات والتي نصت على وجود خطوات عملية لإنهاء النزاع, والمواد الملحقة بالاتفاقية التي تخص التحكيم والتي ضمنت موادها الأربع عشرة آليات للتحكيم لحل الخلافات.
المصادر:
1.موسوعة النهرين، خبر منشور عن انشاء سد اليسو على موقعها على شبكة المعلومات العالمية الانترنت، www.nahrain.com.
2. مرتضى جمعة حسن، موارد المياه والسياسة والصراعات الدولية، دراسة منشورة في جريدة الاتحاد العدد (1362) في 10/ 8/2006.
3.وكالة انباء مهر للانباء الايرانية، خبر صحفي، تركيا تسرع عملية بناء سدودها على دجلة والفرات مستغلة اوضاع العراق وسوريا.
4.اتفاقية قانون استخدام المجاري المائية الدولية للاغراض غير الملاحية لعام 1997.
5.مرتضى جمعة حسن، مشروع ( GAP) التركي واثاره السلبية على الواقع المائي في العراق وسوريا، دراسة منشورة في جريدة الاتحاد العدد (1377) في 31/ 8/2006.
6.د. فائزة يوسف اليماني، اخطار تغيير مجاري الانهار وتجفيف الاهوار على البيئة البحرية والثروة السمكية لدولة الكويت، معهد الكويت للابحاث العالمية، فبراير 2000.
</ B></I>(/)
طلب كتاب ..
ـ[محمد القرني]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 05:52]ـ
السلآم عليكم ورحمه الله وبركاته ..
أرغب في تنزيل تعليقات للشيخ / عبدالعزيز عبدالله اللطيف
على الطحاويه في موقعكم المبآرك ..
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:40]ـ
http://www.islamhouse.com/p/322228
تعليقات الشيخ على الطحاوية(/)
تأصيلات في البدعة من ردود أخيكم أبي القاسم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 08:53]ـ
السلام عليكم
هذه ردود أخيكم أبي القاسم على د. محمد أيمن في ملتقى المذاهب الفقهية وقد نقلت كلامه هنا للفائدة (وقد استأذنت من الأخ أبي القاسم بوضع ردوده)
--------
بدعية المولد معلومة من جهة معرفة قوانين الشرع العريضة ولا يتطلب عادة في البدع أدلة تفصيلية
فحسب الشيء أن يكون محدثا وله تعلق بمعنى التعبد أو ذريعة إليه أو يكون خروجا عن النظام العام للشريعة .. حتى يكون بدعة .. وأما لفتة الشيخ أبي أسامة فهي وجيهة وهو لم يقدمها كدليل على بطلان المولد النبوي ولكن أراد بيان أن الله احتفى بيوم بعثته لا بيوم مولده وهذا فيه إسقاط لـ"محوريّة" هذا اليوم عند الصوفية .. ففيه معنى جليل لو تأملته لأنه مخالف لمنطق المحتفلين بالموالد عموماً
ومن شبهاتهم أن يقولوا:احتفل النبي بيوم مولده فصامه .. ولما سئل عن سبب الصوم قال "يوم ولدت فيه" فيقال لهم الرد من وجوه منها:-
1 - اتباعه يكون بصومه .. فحسب, فلما لم يخص اليوم بمزيد مزية وعلمنا يقينا أن ذلك لم يكن ذهولاً منه صلى الله عليه وسلم لأن الداعي موفور أن يحث أمته على إحياء حبه .. لاسيما وهو يعلم أن أمته ستفترق وأن أناساً سيجفونه وآخرين سيطرونه .. بما هو فوق بشريته ثم لم يكن من جراء الفتن التي عصفت بالأمة حافزا للصحابة أن يحيوا يوم مولده وقد علموا أن الناس بعدت عن الهدي .. إلخ ... لما كان ذلك كذلك ثبت فيه معنى البدعة لاعتبار تركه مع وجود الداعي لسنه.
2 - أن يوم عاشوراء كان يصومه اليهود .. إحياء ليوم نجاة موسى عليه السلام من فرعون .. فصامه النبي شكراً لله .. فشرع لنا صيامه .. لكنه خالف اليهود وقال:لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر
ففيه 3 دلالات على الأقل:-
-أنه وافقهم على معنى الشكر لله فصامه وقال "نحن أولى بموسى منكم" دون معنى الاحتفال الذي كانوا عليه ..
-أن أدعياء الاحتفال بالمولد حباً للنبي تخالف منهجهم هنا .. فلم يحتفلوا بيوم عاشوراء كما عدوا صيام اليوم الموافق لمولده احتفالاً
-أنه جنح لمخالفة اليهود وصام يوما معه .. ونحن نقول لأهل الموالد:حسبكم أن تعلموا أن أول من اخترعها هم العبيديون باتفاق المؤرخين .. والذين ظاهرهم الرفض وباطنهم أمضّ.
* * *
إذا تقرر أن تخصيص هذا اليوم ببعض المعاني التي تشعر بكونه عيدا أو فيه معنى التعبد=بدعة
فلاشك أن تخصيصه بنذر يندرج فيما مضى بل هو أشد, لأن النذر نفسه عبادة محضة
بخلاف مطلق المباحات كالتوسعة على الأهل وغيره .. وأي عبادة تجيء مطلقة من جهة الشرع ثم تقيد بوصف أو زمان أو نحوهما بما لم يرد به الشرع= يدخلها في معنى الابتداع
والله أعلم
* * *
حسنا عرف لنا البدعة يا فضيلة الدكتور .. هذا أولا-
ثم اذكر لنا حكمك مثلا, فيمن يقول كلما عطس:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هل ارتكب بهذا:
-حرام
-بدعة
-سنة
-مباح
-بدعة حسنة (!)؟
وبين لنا مشكورا حكمك في عيد الأم؟ .. وهل يتغير الحكم لو سميناه مثلا:مناسبة الأم
أما إناطة المسألة بأنه مختلف فيها فليس بدقيق , ومن قال إن مجرد وجود الخلاف يسوغ جميع لأقوال؟
ووجه كونه أشد أنها علقت نذر الطاعة ليوفق عيداً بدعياً وتحرت ذلك
فالتناقض في هذا أظهر من مجرد عمل البدعة وحدها
* * *
-أما من صلى صلاة الظهر خمساً عامدا عالما فليس عمله مجرد ابتداع , بل هو تشريع كفري من دون الله .. فأظن المثال إذا كان من هذا الجنس فلن يبقى بدعة قط .. ويقال لمثل الشاطبي:ضيعت وقتك بتوليف كتابك.
-وأما قولك إن من فعل ذلك فقد ارتكب مكروها أي بالمعنى الاصطلاحي, فأضع بين يدي الجواب حديثا هو باب في المسألة فقد أخرج الترمذي في سننه والحاكم في مستدركه بسند جيد عن نافع عن ابن عمر أنه عطس رجل إلى جنبه فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله! قال ابن عمر:وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, علمنا أن نقول الحمد لله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلاحظ هنا من فقه ابن عمر:أنه لم يبادره بالإنكار أول شيء, بل بين له أنه يحمد الله ويسلم على الرسول أي يفعل ذلك في الجملة دون تقييدها في هذا الموضع, ذكر ذلك له كي لا يستهجن عليه ويقول كما نسمع من صوفية اليوم: أنتم تكرهون رسول الله .. أتحرمون علينا أن نعظم رسول الله .. أو أن نفعل كذا .. إلخ
ثم إنه بين له مخالفة فعله للهدي النبوي وقال:وليس هكذا علمنا رسول الله, وهذا النوع من الإنكار لا يقال في المكروه لأن حده الاصطلاحي بالرسم:ما نهى الشارع عنه نهيا غير جازم .. وهذه المسألة بخصوصها لم ينه عنها الشارع.
وحاصل ما في الأمر أن صاحب الشريعة سكت ,فأضاف هذا الرجل زيادة , فهي أليق شيء أن تلحق بباب "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فقوله "أمرنا" أي في الأمور التعبدية أو التي هي ذريعة إلى ذلك .. والبدع كما تعلم تنقسم إلى بدع أصلية وبدع إضافية ..
-أما كلامكم في عيد الأم .. فكذلك يقال في المولد لأنه وفد إلينا من الباطنيين .. ونحن تبعناهم عليه
وقد توافر الداعي لأن يوصي النبي صلى الله عليه وسلم به وهو الحريص على أمته كما أوصانا مثلا بقرابته وكما أمر عمر رضي الله عنه أن يحبه أكثر من نفسه, وقد كان معروفا عند النبي أن أهل الكتاب يحتفلون بمواليد أنبيائهم .. فلما ترك ذلك مع وجود داعيه الشرعي وهو حب الرسول, ثم مع هذا لم يفعله الصحابة كلهم ولم يفطن له أحد منهم مع كونهم أبر الأمة قلوبا وأرجحهم عقولا
لا هم ولا تابعوهم بإحسان .. ولا تابعو تابعيهم .. حتى اخترعه باتفاق المؤرخين العبيديون .. الذين قال فيهم أبو حامد الغزالي ظاهر الرفض وباطنهم الكفر المحض .. علمنا من ذلك أنه بدعة من جهة كونه خارجا عن نظام الشريعة وأن فيه معنى العيد .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه "إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا"
ومما يدل على أن هذا يخالف مقصد الشارع أن العلماء اختلفوا في تحديد مولده صلى الله عليه وسلم فلم يظهره الرب الحكيم ولم يحفل بمولده في كتابه وإنما حفل برسالته ..
والحاصل أننا نقول لمن يتهمنا بجفاء رسول الله أو الجلافة في العلاقة به! , أننا ندعو لذكره وسننه وأيامه والصلاة عليه والذب عنه كل يوم ..
فأي الفريقين أحق بالهدى إن كنتم منصفين؟
* * *
وهنا جملة من الأمور بين يدي المناقشة.
1 - من بديع كلام ابن تيمية الذي يحسن استحضاره في هذا المقام: (فإن هذا الباب كثر فيه اضطراب الناس في الأصول والفروع، حيث يزعم كل فريق أن طريقه هو السنة، وطريق مخالفه هو البدعة، ثم إنه يحكم على مخالفه بحكم المبتدع، فيقوم من ذلك من الشر مالا يحصيه إلا الله)
2 - لا أفترض أن الدكتور محمد -سدده الله- يتعمد الخطأ أو الافتيات على الشرع, بل أحسن الظن فيه وأراه يقصد معنى نبيلاً وإن كان قصّر في وجهة نظري من جهة الاستقصاء العلمي في المسألة فإن عامة الوقوع في البدع من طلبة العلم وأهله إما بسبب التقصير في الاجتهاد وإما بسبب ما يعتري الإرادة من شوائب, قال تعالى "إلا من شهد بالحق وهم يعلمون".وكان عتبي الوحيد أنه يدعو للمدارسة في الوقت الذي أسقط فيه من سيدارسه في طليعة رسالته ..
3 - ليس كلامي في المسألة مبنياً على التربية على ذلك كما أشار الشيخ أبو فراس من كوننا ربينا أو نشأنا على هذا, بل إن المدرسة الإسلامية التي كنت منتظماً في سلكها منذ نعومة أظفاري تقر مواسم الموالد النبوية كما أن المدرسة النظامية التي درست فيها كان من مناهجها الدراسية الموسيقى! .. ويأتي الكلامُ لاحقاً بحول الله تعالى في تحرير القضية.
* * *
كنت طلبت من حضرة الدكتور أن يقدم لنا تعريفاً للبدعة عنده فترك الرد على طلبي مع أن التعريف لا يكفي في تنزيل الحكم على الواقعة بل لابد من فقه واستقراء وإن كان يقرب صورتها ,
فأشرع ببيان حد الابتداع مستلهماً ما ورد من قبل الشارع في الحديث المشهور الذي هو ثلث الإسلام عند الإمام أحمد وغيره أعني حديث عائشة رضي الله عنها المخرج في الصحيحين "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
فاشتمل هذه الكلمة الشريفة الجماعة على معالم البدعة .. فهي إذن:
1 - إحداث شيء أو اختراع طريقة بتعبير الشاطبي
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وهذا الشيء المحدث, منضافٌ إلى الدين ففيه معنى التعبد فلا يرد ما يقوله العوام وبعض المتحذلقة من المنسوبين لطلب العلم:لم يكن هناك إنترنت في زمان رسول الله!
ولكن هنا قيد مهم:كون الشيء عادة لايعني أنه لا يمكن أن يلتحق بحكمه الابتداع مطلقاً فقد يتصل به معنى من معاني التعبد فلا يكون عادة محضة بل يكون فيه من مادة الابتداع بقدر هذا الاتصال, ويرد هنا إشكال عند بعض الناظرين فيقول:عملت موقع إنترنت لدعوة المسلمين فهذا إذن =عمل خيري + محدث
فيبني عليه عند من لم يحررالأمر أنه اجتمعت قربة أو عبادة مع شيء محدث, فلم أخرجتم هذا من مفهوم البدعة؟ فيه بحث يأتي إن شاء الله.
3 - ثم هذا الشيء ليس مما جاء به الشرع لا من الكتاب ولا من السنة أي لا دليل يعضده
والآن: النقطة الأولى بين الجميع ولا إشكال فيه في الجملة .. فبقي تحرير النقطة الثانية والثالثة ..
أخيرا-لا مستمسك لأي صاحب بدعة بما ينقله عن بعض الأئمة في تقسيم البدع إلى مذمومة ومحودة ..
ونحو ذلك, لأن هؤلاء وإن سموها محدثات او بدعا فإنما قصدوا شيئا هو سنة من قبيل "من سن في الإسلام سنة حسنة"
أو شيئا مباحا .. ونحو ذلك .. أما اسم البدعة فلم يرد في الشرع إلا ي مقام الذم وقد فهم ذلك الصحابة
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
إن الذوائب من فهرٍ وإخوتهم .. قد بينوا سنة لله تتبعُ
يرضى بها كل من كانت سريرته .. تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
سجية تلك غير محدثة .. إن الخلائق فاعلم شرها البدعُ
فتأمل كيف قابل السنة بالبدعة
مما يدلك أن الأمر متقرر عندهم.
* * *
وكخاتمة لموضوع التقسيم .. أعني تقسيم البدع إلى حسنة وسيئة:
-تقدم أنه لا مخصص للعموم في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأن استقراء كلام الشارع والسلف يدل على ذلك
-ومما يشهد لذلك حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده مرفوعا "فإن لكل عابد شرة فإما إلى سنة وإما إلى بدعة"ورجال إسناده ثقات كلهم., فهنا قابل النبي صلى الله عليه وسلم بين البدعة والسنة كما ترى
-كما تقدم أن هذا المعنى مستقر في نفوس الصحابة ومثلت بأبيات من شعر حسان رضي الله عنه حيث قابل بين السنة والبدعة , وكلام ابن عمر, وفي الباب عن غيرهما من الصحابة
-أما كلمة عمر رضي الله عنه .. فلا يصح أن ينسب إليه أنه قسم البدعة إلى حسنة ومذمومة .. فإن كنت ولابد مقلدا إياه
فقلده بنحو المقام الذي قاله فيه, كأن يترك قوم سنة لمقتضى معين ثم يزول المقتضى أو يهجروها ,فإذا فعلوها,,ساغ لك أن تقلد عمر رضي الله عنه فتقول:نعمت البدعة! , لأن الألفاظ التي وردت مقيدة بسياق معين إذا عزلت عن سياقها اختل المعنى وانحرف عما هو خليق به
والأمر يحتمل مزيد بيان .. ولكني أكتفي بما سبق ..
لنقاش ما هو أهم وإنما تكلمت فيه لأن هذا الضرب من التقسيم ليس من قبيل:لا مشاحة في الاصطلاح
لكونه قد يتضمن معنى فاسداً ولأنه ذريعة للوقوع في البدع بدعوى أنها حسنة
والله الهادي إلى أقوم السبل
* * *
أسحب كلمة التخليط وأعتذر عنها .. لأني ذكرت قول الله تعالى "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم" فألفيت نفسي خرجت عن مقتضى هذا التوجيه
وقلت لنفسي الضعيفة:فإذا كان هذا مع أهل الكتاب فكيف بالمسلمين؟ .. والنقاش العلمي مستمر بحول الله تعالى.
* * *
أتابع الحديث في تشخيص حقيقة البدعة بسبب أن الدكتور قد خلّط حقاً وجاء بكلام غريب لا يقوله أحد اللهم إلا أصحاب الطرق الصوفية .. أما التحقيق العلمي فلا والله ليس كلامه منتسبا إليه .. مع الاحترام لشخصه الكريم ..
1 - في صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال:كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلال فأذن وأقام ثم صلى ثم خطب فقال: يا أيها الناس اتقوا بكم الذي خلقكم من نفس واحدة "إلى آخر الآية ‘إن الله كان عليكم رقيبا والآية الأخرى التي في آخر الحشر يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد "تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد
(يُتْبَعُ)
(/)
عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة .. إلخ .. وقد تعمدت سوق الحديث لأنه مفصح عن سبب الورود الدال على خطأ فهم الدكتور وفقه الله
وذلك من وجهين ..
الوجه الأول-أن ما فعله الرجل عبارة عن صدقة .. لا غير, فلما كان عمله سببا لأن يأتسي به الناس قال عليه الصلاة والسلام: من سن في الإسلام سنة حسنة .. فالعمل إذن مشروع بلا خفاء
الوجه الثاني:أن النبي استعمل لفظ السنة وهي هنا بمعنى الطريقة المتبعة ولم يقل:من سن في الإسلام بدعة حسنة .. فيعد هذا من غرائب الاستدلات عند الدعاة إلى البدع وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
2 - وكنت قد سألت الدكتور فيما لو قام شخص ينتسب للعلم وقال: لما كان الدخول للنت مظنة الوقوع في المنكرات .. فيحبذ أن نجعل له صلاة مخصوصة قبل ولوجه ولتكن:ركعتي النت .. لتحقيق المقصد النبيل من حماية الشباب من التلوث بشيء من الفساد الفاشي لأن مثل هذه الصلاة ستجعلهم على ذكر من مراقبة الله عز وجل .. فسألته ما حكمه فيها؟
مع تعليل ذلك ..
3 - ومما يدل على أن الدكتور لم يضبط هذا الباب , إضافة إلى ما سبق ,حديث الثلاثة نفر, في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم:أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأنام وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني
وهنا فوائد:-
أ-الذي قال إنه سيصوم الدهر .. لم يأت بشرعة جديدة أصالة .. فالصوم نفسه مشروع, وغاية ما هنالك أنه من باب المبالغة في التقرب إلى الله وحبه والزهد في الدنيا وزخرفها ومتاعها, رأى أن صيامه جميع السنة يحقق له هذا المقصد الشريف .. فتامل , وكذا من ألزم نفسه قيام الليل كله تعبداً وقصداً .. يلحقه نفس الحكم
ب-والذي زهد في متعة النساء تعبداً, لم يفعل سوى أن ترك شيئا مشروعاً مباحاً, فلما دخل في فعله معنى التعبد كان مجرد الترك -لاحظ! - دالاً على معنى الابتداع
-فقال فيهم النبي كلمته المشهورة:فمن رغب عن سنتي فليس مني ..
وحتى يأتي ردي القادم أدعو الدكتور للتأمل فيما سبق وعدم التسرع في الرد فإن الله يحمد لك العود للحق إذا عدت, فيرزقك بركة ذلك في الدنيا والاخرة .. بخلاف مالو راعيت نظر الناس وخشيت أن يقال:لم يستطع الرد! .. فإني موص نفسي وإياك بلحظ محط نظر الرب الجليل دون محط نظر الناس
وكل ما سبق عبارة تقريب بالأمثلة .. تمهيدا للتحرير العلمي.
4 - والحاصل أن دعوى كون الشيء عادة .. كل أحد يستطيعها, بل حتى ما كان عليه المشركون من عبادة الأصنام هو من عاداتهم التي ورثوها عن الآباء فقال الله حاكيا عنهم"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون"
يتبع بحول الله تعالى
* * *
حديث عبدالله بن عمرو ليس هو الوحيد في الباب بالمناسبة وقد أشرت لهذا .. حتى لو سلمنا برده
أما نسبة التقسيم لعمر رضي الله عنه فقد ذكرت لك نقلا عن الحافظ ابن رجب ,فلست أنا من يصر .. هذا فهم العلماء وبنحوه قال الإمام الشاطبي ..
وكذا الإمام الجهبذ ابن تيمية فقال هذه من باب البدعة اللغوية .. وواضح أنها كذلك .. وانا أضفت احتمالا آخر من باب الإثراء ,أن يكون من باب التنزل
فدعوى أنه يقسم البدع إلى حسنة وسيئة .. لا تصح لأن فهم كلام هؤلاء الكبار مهم في سياقاته ,أما عزله عنها فيؤدي لسوء فهم
* * *
قد قلت سابقا إن عمر لم يقسم البدعة إلى حسنة وسيئة, ونقلت كلام العلماء وكيف فهموا كلامه, وأمارة ذلك أن ما سماه بدعة هو في الواقع سنة مشروعة كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقف صورة الاجتماع عليها احترازا من أن تفرض عليهم كما قال هو عليه الصلاة والسلام .. ونذكر إن شاء الله ما يستفاد من هذا مما يخص بحثنا:
1 - لما زال المانع المقتضي لإيقاف الاجتماع, كان من فقه عمر أن أحيى صورتها الأولى بالصلاة خلف إمام واحد, فعمر إذن سمى ما هو سنة شرعاً: بدعةً ,ومن هنا قال أهل العلم إن مراده البدعة اللغوية لأنها في المعنى اللغوي تحتمل هذا المعنى, بدليل أن العرب تقول:أبدعت الإبل ,,إذا أحدثت بروكاً من بعد طول سير ,وهذا السير كانت قبله جالسة أيضا, ولم تخلق سائرة من يومها الأول ,فكل ما أحدث باعتبار نسبي شمله اسم الابتداع لغة
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما يصح أن تنسب هذا لعمر إذا كان ما فعله بدعة شرعاً فاستحسنها عن رأي مع كونها منسوبة للدين أو التعبد, ولتقريب الصورة:هب أن أباً قال لبعض ولده من طلبة العلم:شراء الكتب ممنوعٌ لأني أخشى أن نفلس وبيتنا صغير لايسعها, فلما توفي الأب وتوسع الأولاد في البيت وصار عندهم فضل مال, اشترى أحد الأبناء الكتب ثم قال:نِعمَ الممنوع هذا .. فهل يصح بالله عليك أن يستنبط أحد ويقول: إن أبانا الذي نص على المنع يقسم الممنوعات إلى حسنة وقبيحة؟ أم يقال:إن الاب كان يمنع من شرائها لقيام مقتضى معين فلما انتفى انتفى المنع؟ .. أترك الجواب لكل عاقل يفهم الكلام العربي
والحاصل أن هذه الأحدوثة العمرية هي من جنس المسائل التي ثبتت أصالة من جهة الشرع ولكن قام مقتضٍ لعدم العمل بها في زمن معين فحين يزول المقتضي يُرجع بها إلى أصلها ,
2 - والنبي صلى الله عليه وسلم قال:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" ليقطع الطريق على من أساء فهم سننهم وحملَها على الابتداع في الدين وأن هذا الابتداع منه ماهو مشروع ومنه ما باطل بزعمهم, فيقال لهؤلاء:حتى لو سلمنا جدلا بأن عمر ابتدع هذه البدعة في الإسلام, فإنه لم يكن في سنته هذا عرياً عن الإقرار النبوي لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباع سنة الخلفاء الراشدين وهو ثانيهم, فلا يقاس عليه غيره
3 - وهذا المقتضى الذي قام في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خشيته أن تفرض على الأمة كما في البخاري "ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها" فإذا كان الرسول خشي أن يفرض الله -تقدس اسمه- على الأمة شيئا مشروعاً في الأصل, وهو سبحانه وتعالى له الحُكم المطلق"ولايشرك في حكمه أحدا"لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه, أفلا يكون من باب أولى أن يخشى ورثة هذا النبي ائتساءً به أن ينُسب للدين ماليس منه بسبب كونه مفضياً إلى معنى الابتداع بوجه من الوجوه وإن لم يكن في نفسه بدعة من حيث الأصل, فيحكموا ببدعية الأمر إن كان ذريعة إلى البدعة؟ فضلا عن أن يكون هو في نفسه بدعة,؟
4 - بقي أن يقال إنه مما يستفاد من هذا الحديث إضافة لماسبق, أن العمل المشروع إذا احتف به ما قد يؤدي إلى يعتقد فيه الناس الاستحباب وهو مباح أو يعتقدوا الوجوب وهو سنة, أو يظنوه بصفة مخصوصة وقد ورد في الشرع مطلقا .. إلى آخر ما يندرج تحت هذا المعنى فإنه يصير بذلك حاملا لمعنى الابتداع بقدر ما تكون فيه مادة هذا الظن وذلك كأن يلتزم شيخ قراءة سورة الإسراء في الفجر كل يوم إثنين مثلاً
وقس عليه ..
يتبع بحول الله تعالى ..
* * *
والآن محاولة للملمة ما سبق في إطار واحد, مع مزيد تفصيل
-تقدم أن البدعة لا يُتطلب في الأصل لتمييزها دليل خاص لأن حقيقتها استحداث شيء لم يكن من الدين , فيكفي في معرفتها تحقق الأمور الآتية:-
-إثبات أنها محدثة وليس عليها دليل من الشرع
-بيان أن الإحداث في أمر الدين
وبهذا لا يصح أن يقول امرؤ آتني دليلا من الكتاب أو السنة على أن هذا بدعة, لأن دليلها عدمي "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم ورضيت لكم الإسلام دينا" وذلك بمثابة ما لو نسب شخص لأحد الأئمة أنه يقول بقول وهو لم يقله, فلو كان كاذباً أو واهماً يكفي في الرد عليه جرد أقوال الإمام, فإذا خلت عما نسبه إليه عرفنا أنه نسبة القول إليه باطلة, ولا يلزم أن نرد عليه بنفي من الإمام صريح أومن أحد تلامذته لأن آحاد هذه المسائل الجزئية (والبدع المحدثة) لا حصر لها .. فلا يتأتى شرعا ولا عقلا أن ياتي دليل مستقل على كل بدعة حادثة،وإنما قلت (كاذبا أو واهما) لأنه لا يشترط في البدعة حتى توسم بذلك أن يكون مقصد صاحبها سيئا, ومن هنا يفهم كلام بعض السلف كسفيان الثوري وغيره من أن صاحب البدعة لا توبة له, أي لأنه –والله أعلم-يقصد الخير ويتقرب إلى الله ببدعته ,فإذا نهيته عن ذلك استعظمه ورماك بكل جريرة كما قال تعالى "وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" فكما أن المرء يكون كافرا دون أن يقصد الكفر حيث لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله كما قال الإمام ابن تيمية وفي تأويل هذه الآية قال الإمام الطبري: (وهذا من أدَل الدلائل على خطأ قول من زعم أنه لا يكفر بالله أحد إلا من حيث يقصد إلى الكفر بعد العلم بوحدانيته،) فكذلك المبتدع كثيرا ما يكون صاحب قصد حسن فلا يكون هذا القصد مسوغاً أن تسمى بدعته
(يُتْبَعُ)
(/)
سنة أو أن يقبل عمله لتقصيره في جانب الاتباع أو جانب الفقه في المسائل والنظر فيها.
ومما يدل على عدم اشتراط سوء القصد أن النبي أطلق وقال "من أحدث" ولم يخص ذلك بنية سيئة ورواية "من عمل عملاً" أصرح في الدلالة على أن مجرد عمل البدعة ولو لم يكن العامل هو المحدث له أصالة فهو داخل في مفهوم الابتداع, ومن ذلك بدعة الخوارج فقد كانوا أهل عبادة وتبتل وصدق في الجملة ومع ذلك وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمروق من الدين
ثم اعلم أن البدعة إما أن تكون منقولة من الأمم الأخرى كأن يضيف المسلمون عيدا ثالثاً أو بدعة الكلام في صفات الله تعالى وإما أن تكون نشأت في الإسلام بسبب سوء الفهم عن الله وعدم جمع النصوص الواردة في الباب أو غيرذلك كبدعة الإرجاء مثلا
أما البدع التي تنشأ في الإسلام بسبب نسيان حظ من الوحي فينتظمها أن يقال فيها:عبادة الله أو التقرب إليه بما لم يشرع, سواء كان هذا المتقرب به:عادة أو حتى معصية
والأمارة هنا على الابتداع قصد التقرب إلى الله بهذه العادة, ومن تقرب إلى الله بالمعصية كالمعازف فقد جمع الضلالتين, واعتبر النوم مثلا كشيء من جملة العادات فلو حرم امرؤ على نفسه النوم تقربا لله بذلك كان مبتدعاً, فإن نام ليتقوى على طاعة الله بعد ثلث الليل الآخر ,لا يقال إن نومه تحول إلى عبادة .. بل بقي كما هو عادة لكن يؤجر على نيته
أما البدع الملتصقة بالعبادات فمن جهة ما يلحق بأصل العبادة من قيود إضافيةكالهيئة أو العدد أو الزمان أو المكان, فهذه لا يشترط فيها قصد التقرب.
لأن العبادات توقيفية بالاتفاق فما زيد عليها من وصف مخصوص ونحوه كان عبادة زائدة تلحق العبادة الأصلية التي عرفناها من قبل الشرع , وذلك كأن يرد ذكر معين عند مناسبة معينة فيزيد الداعي من عنده كلمات يستحسنها على أصل الذكر , أو يحدث مع الذكر شيئا ما كرقص أو غيره فيشرك بعمله ما جاء عن النبي مع َما أتى عن غيره ,ولولا أن الله قضى أن تكون العبادات كذلك لوجدت الإسلام الآن مندرساً لم يبق منه إلا رسوم واعتبر بحال الرافضة إن شئت, ولهذا كان فهم فقيه الصحابة ابن مسعود دقيقاً حين تفطن لبدعة القوم في هيئة الذكر وقال كلمته المشهورة:وكم من مريد للخير لا يصيبه وتقدمت الإشارة للأثر الذي رواه الإمام الدارمي رحمه الله
أما البدع المنقولة من الأمم الأخرى فهي أظهر في كونها بدعة لتمحض الغرابة فيها عن الشريعة المحمدية, فكل ما خرج عن قوانين الإسلام ونظامه يعد بدعة إذا كان من خصائصهم أو شرائعهم دون قيد قصد التقرب فحسبه ابتداعاً أن يشاكلهم،وقد أخرج الإمام أحمد بسند من طريق حسان بن عطية عن أبي منيب الجُرشي عن ابن عمر " .. ومن تشبه بقوم فهو منهم"
وبكلمة أقول:كل ما أحدثه الناس مما يضاهي الشرع أو ينقل من الحضارات الأجنبية عن الإسلام أو يكون مفضيا للابتداع في المآل بأن يكون ذريعة إليه كأن يلتزم شيئا معينا قد يفهم على أنه من جملة المشروع وليس كذلك
ويدلك عليه فقه الإمام أحمد فقد سئل: هل تكره أن يجتمع القوم، يدعون الله ويرفعون أيديهم؟ قال: (ما أكرهه للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد، إلا أن يكثروا)
وحين كنت أدرس في الخارج في جامعة مختلطة مع الأسف رأيت شخصا قبيل الامتحان يقرأ دعاء فاسترقت عيني خلسة مافي الورقة فوجدت أن أمه قد كتبت له دعاء ليقوله قبل الامتحان
والدعاء جمل مركبة من توليفها, الشاهد هنا أن هذا الشخص كان يعتقد فضيلة خاصة في هذا الدعاء لأجل التوفيق في الامتحان, ولكن أقول وإن كان مشروعاً في الجملة أن يتخير الإنسان أعجب الدعاء إليه ويدعو لنفسه بما شاء لكن لما دخل فيه شبهة اعتقاد فضيلة مخصوصة كان بدعة ..
كان عرضاً يلملم أطراف الأمر وبقي بيان نتف من التفريق بين البدعة والعادة والمصلحة المرسلة .. ونحو ذلك .. والنظر في بدعة المولد خاصة وفق ما سبق من تقرير
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
* * *
ملاحظة: لا أرى مناسبة المولد مما يصدق عليه أن الخلاف فيه معتبر، فلو كان كذلك لما أجهدت قلمي بكتابة ما سبق ... والله الموفق للحق
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الاحتفال بيوم بعثته سنوياً فهو بدعة أقل شراً من الاحتفال بيوم مولده لأن شبهة صاحبها أقوى من جهة أن الله احتفى بهذه البعثة وجعلها مناطا للمنة على المسلمين الاقتداء يا أختي الدكتورة يكون يكون بصيام يوم الإثنين .. من كل أسبوع, ولا علاقة للاحتفال السنوي بهذا, هكذا فهم الصحابة كلهم فلا نزايد عليهم في الحب أو الاتباع فلو أن شخصا زعم الائتساء بالنبي وصام -لاحظي صام-ما يوافق مولده سنوياً دون احتفال لكان بهذا مبتدعاً, فكيف والأمر ليس كذلك عند المحتفلين .. إنما هم يحتفلون سنوياً بمولده والصيام من باب شكر الله على نجاة موسى وليس من باب إحياء ذكرى أو احتفال
والخلاصة:الصيام شيء والاحتفالات والأعياد ونحوها شيء آخر .. بدليل أنه لايجوز الصيام في العيدين اتفاقاً ومما يدل على بطلان هذا القياس أيضا أن المحتفلين بالمولد أنفسهم لا يحتفلون بيوم عاشوراء
وإنما يصومونه فتخالف منهجهم .. واضطرب تقعيدهم.
* * *
-التفريق بين الوسائل المشروعة والمصالح المرسلة وبين البدع المحدثة
يقع كثير من الناس في لبس حين تنكر عليه بدعة معينة فيسارع مثلا بالتمثيل ببعض الوسائل الدعوية
فيقول مثلا:هذه المؤسسة الخيرية أو موقع الانترنت الفلاني .. إلخ إنما وضعها أصحابها لنصرة الدين
والذب عنه ونشر التوحيد ,فهي إذن متعلقة بالدين ,ولم تكن على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعلى كلامكم تكون بدعة, هذا حاصل ما يقولونه ,على أن منهم من يقوله عن سوء فهم, والتباس حال
ومنهم من يقوله بما سوء قصد ليلبس على المؤمنين من العوام الذين لا يحسنون التصدي للرد عليهم---
أولا-الوسيلة المشروعة هي كاسمها يتوسل بها إلى غاية ما فلا تكون مقصودة في نفسها بحيث
لو وجدت وسيلة أخرى لتحقيق نفس الغاية لصير إليها إما لأجل توفير جهد أو زمن أو أي شيء
والمهم أن تكون غير مشتملة على محرم ,الشريط الإسلامي مثلا وسيلة دعوية, فلو أجرينا دراسة وتبين
لنا أن المطويات أجدى في بلوغ الرسالة وأبلغ في التأثير , لاستبدلنا بالأشرطة المطويات
وقد جاء الشرع دالا على أن الوسائل لم تحد بقيود سوى الأطر العامة من كونها مبنية على
الحكمة والموعظة الحسن وضوابط الأمر بالمعروف والنهي المنكر المبثوثة في مظانها
بخلاف البدعة فإن أصحابها لا يبغون عنها حولاً هي بذاتها وإذا تأملت في عيد المولد النبوي ألفيته من غير باب الوسائل بأمارة أن أهله يدعون للاحتفال اليومي بالنبي صلى الله عليه وسلم على مدار العام بإحياء سنته وسيرته وشمائله وهديه فلا يقنعهم هذا وتدل فعالهم أنه لو كانتثم ندوات كثيرة على مدار العام مخصصة عن سيدنا رسول الله, فإنهم لن ينفكوا عن الالتزام بتخصيص اليوم الموافق لولادته عليه الصلاة والسلام والاحتفال به فعلم بهذا أنهم وإن سموها وسيلة أو عادة أو غير ذلك إلا أن سلوكهم كاشف عن حقيقتها
ثانيا-ثم إن الوسيلة أو المصلحة المرسلة إنما لم تحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لعدم وفرة الداعي إليها وانتفاء قيام المقتضي لسلوكها فلم يكن في زمانهم احتياج للمطابع مثلا لكونهم أهل الحفظ يستودعون ما يلقى إليهم فمقل ومستكثر،ولهذا حين نشأت الحاجة لجمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه ,جمعه في مصحف إمام وأجمع الصحابة كلهم عليه وهو من الإجماعات القطعية التي من يخالفها يكفر كأن يشكك في حرف واحد من القرآن الكريم كما تقعل الرافضة عليهم لعائن الله تترى .. وأما البدعة فإنما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا عن افتقار زمانهم للداعي
وأنت ترى أن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض لازم والداعي لأن يأتي النبي بالكمالات التي تحفظ هذه الفريضة وترسخها وتحفظها من أن يشوبها اختلال أو تقصير لا يقل عنه في أي عصر , قال النبي صلى الله عليه وسلم "لكل قوم عيد وهذا عيدنا" فبالنظر العقلي يكون من موجبات انمياز الأمة عن غيرها أن يخص نبيها الكريم بعيد يُحتفل فيه بمولده ومع هذا ينبغي أن يعلم أن الوسيلة نفسها قد يدل الدليل على كونها عبادة مقصودة من جهة الشارع ,كالوضوء مثلا يتوسل به لأداء صلاة صحيحة على طهارة وهو في نفسه عبادة مستقلة رتب الله عليها من الأجر ماهو معروف في مظانه, قال في الموافقات: (وأما الوسائل فأمر آخر ولكن إن فرضنا كون الوسيلة كالوصف للمقصود بكونه موضوعا لأجله فلا يمكن
(يُتْبَعُ)
(/)
والحال هذه أن تبقى الوسيلة مع انتفاء المقصد إلا أن يدل دليل على الحكم ببقائها فتكون إذ ذاك مقصودة لنفسها وإن انجر مع ذلك أن تكون وسيلة إلى مقصود آخر فلا امتناع في هذا)
فتعلم من هذا أنه لو ألحق بالوسيلة ما يضاهي التعبد بحيث كان مقصودا لذاته دون لزوم كونه مجرد وسيلة للتوصل إلى غيره فإنها يلحقها من مادة الابتداع بقدر ذلك وإن ادعى أصحابها أنها عادة فالحقائق لا تقوم على الدعاوى.
ثالثا-وأما العادات فكما قال القرافي في الفروق ترجع لمصالح العباد ونحو ذلك كعادات القبائل غير المخالفة للشرع في أعراسهم وزياراتهم وما يقيم شؤون حياتهم وتعاملاتهم وطرائق تحاياهم وأعرافهم .. إلخ كل ذلك من قبيل العادات والأصل فيه الإباحة مالم يخالف الشرع بدخن معصية أو شائبة بدعة بأن يدخلها معنى تعبدي , كأن يجتمع قوم على إقامة عيد جديد يحتفلون به فيكون خصيصة لا ينفكون عنها وبها يمتازون كعيد النوروز الفارسي الذي استحب السيستاني أن يحتفل به وعمل به من قلده من الشيعة, ولما كانت الأعياد من خصائص الملل فلايقال إن هذه عادة مباحة لأنها في الأصل ليست من قبيل العادات المتوراثة وإنما أقحمت بما لها من ارتباط ديني يعود على الشرع بالاستدراك وهذا جلي عند سماع حجج المحتفلين بالموالد فالعبادات ترجع مقاصدها في الدرجة الأولى لاعتبار حفظ الدين , ولعلك بتأمل يسير تدرك أن المولد من حيث هو موسم سنوي , ليس مصلحة مرسلة ولا وسيلة مشروعة ولا عادة موروثة من الأجداد , وما إخالك يبقى لديك أثارة من شك إذا علمت أن أول من أدخلها هم العبيديون الذي قال عنهم أبو حامد الغزالي:ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض والحاصل أنه اجتمع في المولد جميع خصائص البدعة
-فهو دخيل في أصله من أمم الكفر ,مقحم في الدين كعيد يعظمه كثير من الناس فوق العيدين
-وأصحابه يتقربون به إلى الله لحد يبلغ بهم الحط على من لا يشاركهم احتفالاتهم, ولو كان مجرد عادة لما كان لهذا الإنكار وجه
-ومن يقول بأننا نخصه بذكر سيرته فحسب والتنويه بخصائص النبي-صلى الله عليه وسلم- ومناقبه دون ما يفعله الغلاة من رقص وهبل ومعازف .. إلخ, يقال لهم:مجرد التخصيص ذريعة للابتداع ,,وقد أحكم الشارع الحكيم سد هذا الباب فما كان ذريعة إليه أخذحكمه بدليل ما ذكرناه من فهم الصحابة وعموم السلف فكان أحدهم قد يقول القول المشروع في أصله فإذا لزمه في موضع معين أو قرنه بقول مشروع آخر ,أنكروا عليه إما لكونه ذريعة للبدعة وإما لأنهم لحظوا معنى البدعة فيه بقرينة أن ما جاء مقيدا من قبل الشرع لابد من التقيد به وما جاء مطلقا فهو مطلق ومخالفة ذلك عن قصد لا يخلو من استدراك على الشريعة،ولهذا تقدم قول الإمام أحمد حين سئل وقال ما مفاده أن الشيء إذا التزم بما يوهم أنه سنة دخله معنى الابتداع فلهذا
وأنا أضيف سؤالاً للمحتفلين بالمولد, ماذا لو قام الشيعة اليوم بعمل عيد جديد للاحتفال بالبعثة النبوية
فهل نقول عادة ونتبعهم أيضا؟ وما الفرق إذا كان الجواب:لا
ثم أقول:إن المولد النبوي بدعة حتى وفق الأصول الأشعرية
تدبر إن شئت كلام الإمام الشاطبي: (إن عامة المبتدعة قائلة بالتحسين والتقبيح فهو عمدتهم الأولى وقاعدتهم التي يبنون عليها الشرع .. إلخ)
ولهذا لا تعجب إذا علمت أن الشاطبي وهو أشعري كان منسجما مع عقيدته حين جعل المولد النبوي بدعة ..
يتبع بحول الله تعالى
* * *
رابط النقاش في ملتقى المذاهب الفقهية
http://www.mmf-4.com/vb/t513.html#post28631
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 08:42]ـ
الأخوة الكرام بارك الله فيكم أنا لست أبا القاسم
أنا فقط نقلت لكم هذا الموضوع للفائدة بعد أن استأذنت منه بنقل ردوده ومواضيعه
في مواقع وملتقيات أخرى.
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 12:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قرأت منذ فترة ردوده في أكثر من موضوع حول النقطة نفسها ومسائل قريبة منها، وفيها تأصيل قوي.
فجزاكم الله خيرًا على هذا الجمع الموفق والخلاصة الطيبة.
ونسأل الله أن يعجل بشفاء أبي القاسم وأن يرجع بمعاوله على بنيان الشبهات فيهدها هدًا بإذن الله.
نفع الله بكم، وأجزل لكم المثوبة.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 05:13]ـ
شفاه الله تعالى، وأعظم له الأجر، وأحسن إليه، وزاده علمًا وفقهًا ..(/)
إخترت لك -إيداع العبارات الاسلامية معاني الفلاسفة والملاحدة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 12:39]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله -في مجموع الفتاوى المجلد17 -
فالجواهر العقلية التي يثبتها هؤلاء الفلاسفة يعلم بصريح العقل ـبعد التصور التام ـ انتفاؤها في الخارج، وأما الملائكة الذين أخبر الله عنهم، فهذه لا يعرفها هؤلاء الفلاسفة أتباع أرسطو، ولا يذكرونها بنفي ولا إثبات، كما لا يعرفون النبوات، ولا يتكلمون عليها بنفي ولا إثبات، إنما تكلم في ذلك متأخروهم ـ كابن سينا وأمثاله ـ الذين أرادوا أن يجمعوا بين النبوات وبين الفلسفة؛ فلبسوا ودلسوا.
وكذلك [العلة الأولى] التي يثبتونها لهذا العالم إنما أثبتواعلة غائية يتحرك الفلك للتشبه بها، وتحريكها للفلك من جنس تحريك الإمام المقتدى به للمؤتم المقتدى، إذا كان يحب أن يتشبه بإمامه ويقتدى بإمامه، ولفظ [الإله] فيلغتهم يراد به المتبوع الإمام الذي يتشبه به، فالفلك عندهم يتحرك للتشبه بالإله؛ ولهذا جعلوا [الفلسفة العليا] و [الحكمة الأولى] إنما هي التشبه بالإله على قدر الطاقة، وكلام أرسطو في علم ما بعد الطبيعة في [مقالة اللام] التي هي منتهي فلسفته/ وفي غيرها كله يدور على هذا، وتارة يشبه تحريكه للفلك بتحريك المعشوق للعاشق، لكن التحريك هنا قد يكون لمحبة العاشق ذات المعشوق، أو لغرض يناله منه، وحركة الفلك عندهم ليست كذلك، بل يتحرك ليتشبه بالعلة الأولى، فهو يحبها، أي: يحب التشبه بها، لا يحب أن يعبدها، ولا يحب شيئًا يحصل منها، ويشبه ذلك أرسطو بحركة النواميس لأتباعها، أي: أتباع الناموس قائمون بما في الناموس، ويقتدون به، والناموس عندهم: هي السياسة الكلية للمدائن التي وضعها لهم ذوو الرأي والعقل، لمصلحة دنياهم؛ لئلا يتظالموا ولا تفسد دنياهم.
ومن عرف النبوات منهم يظن أن شرائع الأنبياء من جنس نواميسهم، وأن المقصود بها مصلحة الدنيا بوضع قانون عدلي؛ ولهذا أوجب ابن سينا وأمثاله النبوة، وجعلوا النبوة لابد منها لأجل وضع هذا الناموس، ولما كانت الحكمة العملية عندهم هي الخلقية، والمنزلية، والمدنية، جعلوا ما جاءت به الرسل من العبادات والشرائع والأحكام هي من جنس الحكمة الخلقية، والمنزلية، والمدنية فإن القوم لا يعرفون الله، بل هم أبعد عن معرفته من كفار اليهود والنصارى بكثير. وأرسطو المعلم الأول من أجهل االناس برب العالمين إلى الغاية، لكن لهم معرفة جيدة بالأمور الطبيعية، وهذا بحرعلمهم، وله تفرغوا، /وفيه ضيعوا زمانهم، وأما معرفة الله ـ تعالى ـ فحظهم منها مبخوس جدًا، وأما ملائكته وأنبياؤه وكتبه ورسله والمعاد، فلا يعرفون ذلك البتة، ولم يتكلموا فيه لا بنفي ولا إثبات، وإنما تكلم في ذلك متأخروهم الداخلون في الملل.
وأما قدماء اليونان، فكانوا مشركين من أعظم الناس شركًا وَسِحْرًا، يعبدون الكواكب والأصنام؛ ولهذا عظمت عناياتهم بعلم الهيئة والكواكب لأجلعبادتها، وكانوا يبنون لها الهياكل، وكان آخر ملوكهم بطليموس ـ صاحب [المجسطي]ـ ولما دخلت الروم في النصرانية، فجاء دين المسيح ـ صلوات الله عليه وسلامه ـ أبطلما كانوا عليه من الشرك.
ولهذا بَدَّل من بَدَّلَ دين المسيح، فوضع دينًا مركبًا من دين الموحدين ودين المشركين، فإن أولئك كانوا يعبدون الشمس والقمر والكواكب، ويصلون لها ويسجدون، فجاء قسطنطين ـ ملك النصارى ـ ومن اتبعه فابتدعوا الصلاة إلى المشرق، وجعلوا السجود إلى الشمس بدلًا عن السجود لها، وكان أولئك يعبدون الأصنام المجسدة التي لها ظل، فجاءت النصارى وصورت تماثيل القداديس في الكنائس، وجعلوا الصورالمرقومة في الحيطان والسقوف بدل الصور المجسدة القائمة بأنفسها التي لها ظل.
(يُتْبَعُ)
(/)
/وأرسطو كان وزير الإسكندر بن فيلبس المقدوني ـ نسبة إلى مقدونية ـوهي جزيرة هؤلاء الفلاسفة اليونانيين، الذين يسمون المشائين، وهي اليوم خراب أوغمرها الماء ـ وهو الذي يؤرخ له النصارى واليهود التاريخ الرومى، وكان قبل المسيحب نحو ثلاثمائة سنة. فيظن من يعظم هؤلاء الفلاسفة أنه كان وزير لذى القرنين المذكور في القرآن، ليعظم بذلك قدره، وهذا جهل؛ فإن ذا القرنين كان قبل هذابمدة طويلة جدًا، وذو القرنين بني سد يأجوج ومأجوج، وهذا المقدونى ذهب إلى بلاد فارس، ولم يصل إلى بلاد الصين؛ فضلا عن السد.
والملائكة التي أخبر الله ورسوله بها لا يعلم عددهم إلا الله ـتعالى ـ ليسوا عشرة ولا تسعة، وهم عباد الله أحياء، ناطقون، ينزلون إلى الأرض، ويصعدون إلى السماء، ولا يفعلون إلا بإذن ربهم، كما أخبر الله عنهم بقوله: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَاخَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} ( http://java******:openquran(20,26,28) ) [ الأنبياء: 26: 28]، وقال تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} ( http://java******:openquran(52,26,26) ) [ النجم: 26]، وأمثال هذه النصوص.
وهؤلاء يدعون أن العقول قديمة أزلية، وأن العقل الفعال هو/ رب كل ماتحت هذا الفلك، والعقل الأول هو رب السموات والأرض وما بينهما، والملاحدة الذين دخلوا معهم من أتباع بني عبيد ـ كأصحاب رسائل إخوان الصفا وغيرهم ـ وكملاحدةالمتصوفة، مثل ابن عربى، وابن سبعين، وغيرهما ـ يحتجون لمثل ذلك بالحديث الموضوع: [أول ما خلق الله العقل]. وفي كلام أبي حامد الغزالي في [الكتب المضنون بهاعلى غير أهلها] وغير ذلك من معانى هؤلاء قطعة كبيرة، ويعبر عن مذاهبهم بلفظ الملك والملكوت والجبروت، ومراده بذلك الجسم والنفس والعقل، فيأخذ هؤلاء العبارات الإسلامية، ويودعونها معانى هؤلاء، وتلك العبارات مقبولة عند المسلمين، فإذا سمعوها قبلوها، ثم إذا عرفوا المعاني التي قصدها هؤلاء ضل بها من لم يعرف حقيقة دين الإسلام، وأن هذه معانى هؤلاء الملاحدة ليست هي المعاني التي عناها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخوانه المرسلون ـ مثل موسى وعيسى ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ولهذا ضل كثير من المتأخرين بسبب هذا الالتباس، وعدم المعرفة بحقيق ةما جاء به الرسول، وما يقوله هؤلاء حتى يضل بهم خلق من أهل العلم والعبادة والتصوف، ومن ليس له غرض في مخالفة محمد صلى الله عليه وسلم، بل يحب اتباعه مطلقًا، ولو عرف أن هذا مخالف لما جاء به لم يقبله، لكن لعدم كمال علمه بمعانى ما أخبر/به الرسول ومقاصد هؤلاء، يقبل هذا؛ لا سيما إذا كان المتكلم به ممن له نصيب وافر في العلم والكلام والتصوف والزهد والفقه والعبادة.
ورأى الطالب أن هذا مرتبته فوق مرتبة الفقهاء الذين إنما يعرفون الشرع الظاهر، وفوق مرتبة المحدث الذي غايته أن ينقل ألفاظًا لا يعلم معانيها، وكذلك المقرى والمفسر، ورأى من يعظمه من أهل الكلام، إما موافق لهم وإما خائف منهم، ورأى بحوث المتكلمين معهم في مواضع كثيرة لم يأتوا بتحقيق يبين فساد قولهم، بل تارة يوافقونهم على أصول لهم تكون فاسدة، وتارة يخالفونهم في أمر قالته الفلاسفة ويكون حقًا، مثل من يرى كثيرًا من المتكلمين يخالفهم في أمور طبيعية ورياضية ظانًا أنه ينصر الشرع، ويكون الشرع موافقًا لما اعلم بالعقل، مثل استدارة الأفلاك، فإنه لم يُعْلَمْ بين السلف خِلاَفٌ في أنها مستديرة والآثار بذلك معروفة، والكتاب والسنة قد دلا على ذلك. وكذلك استحالة الأجسام بعضها إلى بعض، هو ممااتفق عليه الفقهاء، كما قال هؤلاء، إلى أمور أخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
لَكِنْ كثيرٌ من المتكلمين أو أكثرهم لا خبرة لهم بما دل عليه الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ بل ينصر مقالات يظنها دين المسلمين، بل إجماع المسلمين، ولا يكون قد قالها أحد من/السلف، بل الثابت عن السلف مخالف لها، فلما وقع بين المتكلمين تقصير وجهل كثير بحقائق العلوم الشرعية، وهم في العقليات تارة يوافقون الفلاسفة على باطلهم، وتارة يخالفونهم في حقهم؛ صارت المناظرات بينهم دولًا. وإن كان المتكلمون أصح مطلقًا في العقليات الإلهية والكلية، كما أنهم أقرب إلى الشرعيات من الفلاسفة؛ فإن الفلاسفة كلامهم في الإلهيات والكليات العقلية كلام قاصر جدًا، وفيه تخليط كثير، وإنما يتكلمون جيدًا في الأمورالحسية الطبيعية وفي كلياتها، فكلامهم فيها في الغالب جيد.
وأما الغيب الذي تخبر به الأنبياء، والكليات العقلية التي تعم الموجودات كلها، وتقسيم الموجودات كلها قسمة صحيحة فلا يعرفونها البتة؛ فإن هذا لايكون إلا ممن أحاط بأنواع الموجودات، وهم لا يعرفون إلا الحسيات وبعض لوازمها، وهذا معرفة بقليل من الموجودات جدًا؛ فإن ما لا يشهده الآدميون من الموجودات أعظم قدرًا وصفةً مما يَشْهَدُونَهُ بكثير.
ولهذا كان هؤلاء الذين عرفوا ما عرفته الفلاسفة إذا سمعوا أخبارالأنبياء بالملائكة والعرش والكرسي والجنة والنار ـ وهم يظنون ألا موجود إلا ماعلموه هم والفلاسفة ـ يصيرون حائرين متأولين لكلام الأنبياء على ما عرفوه، وإن كان هذا لا دليل عليه، وليس لهم بهذا /النفي علم؛ فإن عدم العلم ليس علمًا بالعدم، لكن نفيهم هذا كنفي الطبيب للجن؛ لأنه ليس في صناعة الطب ما يدل على ثبوت الجن، وإلا فليس في علم الطب ما ينفي وجود الجن، وهكذا تجد من عرف نوعًا من العلم وامتاز به على العامة الذين لا يعرفونه، فيبقى بجهله نافيًا لما لم يعلمه، وبنو آدم ضلالهم فيما جحدوه ونفوه بغير علم أكثر من ضلالهم فيما أثبتوه وصدقوا به، قال تعالى: {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَالَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} ( http://java******:openquran(9,39,39)) [ يونس: 39]؛ وهذا لأن الغالب على الآدميين صحة الحس والعقل، فإذا أثبتوا شيئًا وصدقوا به كان حقًا.
ولهذا كان التواتر مقبولًا من جميع أجناس بني آدم؛ لأنهم يخبرون عما شاهدوه وسمعوه، وهذا أمر لا يشترك الخلق العظيم في الغلط فيه، ولا في تعمد الكذب فيه، فإذا علم أنهم لم يتواطؤوا عليه، ولم يأخذه بعضهم عن بعض، كما تؤخذ المذاهب والآراء التي يتلقاها المتأخر عن المتقدم، وقد علم أن هذا مما لا يغلط فيه عادة علم قطعا صدقهم، فإن المخبر إما أن يتعمد الكذب وإما أن يغلط، وكلاهما مأمون في المتواترات، بخلاف ما نفوه وكذبوا به، فإن غالبهم أو كثيرًا منهم ينفون ما لايعلمون، ويكذبون بما لم يحيطوا بعلمه.
فصار هؤلاء الذين ظنوا الموجودت ما عرفه هؤلاء المتفلسفة، إذاسمعوا ما أخبرت به الأنبياء من العرش والكرسي وقالوا: العرش هو/ الفلك التاسع، والكرسي هو الثامن، وقد تكلمنا على ذلك في [مسألة الإحاطة] وبينا جهل من قال هذا عقلًا، وشرعًا، وإذا سمعهم يذكرون الملائكة ظن أنهم العقول والنفوس التي يثبتها المتفلسفة، والقوى التي في الأجسام، وكذلك الجن والشياطين يظن أنها أعراض قائمة بالنفوس، حيث كان هذا مبلغه من العلم، وكذلك يظن ما ذكره ابن سينا وأمثاله من أن الغرائب في هذا العالم سببها قوة فلكية، أو طبيعية أو نفسانية، ويجعل معجزات الأنبياء من باب القوى النفسانية، وهي من جنس السحر، لكن الساحر قصده الشر، والنبي قصده الخير، وهذا كله من الجهل بالأمور الكلية المحيطة بالموجودات وأنواعها، ومن الجهل بما جاء به الرسول، فلا يعرفون من العلوم الكلية ولا العلوم الإلهية إلا مايعرفه الفلاسفة المتقدمون، وزيادات تلقوها عن بعض أهل الكلام، أو عن أهل الملة.
فلهذا صار كلام المتأخرين ـ كابن سينا وأمثاله ـ في الإلهيات والكليات أجود من كلام سلفه؛ ولهذا قربت فلسفة اليونان إلى أهل الإلحاد المبتدعة من أهل الملل، لما فيها من شوب الملة؛ ولهذا دخل فيها بنو عبيد الملاحدة، فأخذوا عن هؤلاء الفلاسفة الصابئة المشركين العقل والنفس، وعن المجوس النور والظلمة، وسموه: هم السابق والتالي، وكذلك الملاحدة المنتسبون إلى التصوف والتأله ـ كابن سبعين وأمثاله ـ سلكوا /مسلكًا جمعوا فيه ـ بزعمهم ـ بين الشرع والفلسفة، وهم ملاحدةليسوا من الثنتين والسبعين فرقة، وقد بسط الكلام على هؤلاء وهؤلاء في غير هذاالموضع.
وإنما ذُكِروا هنا؛ لأن أهل الكلام المحدث صاروا ـ لعدم علمهم بماعلمه السلف وأئمة السنة من الكتاب والسنة وآثار الصحابة، ولما وقعوا فيه من الكلاميات الباطلة ـ يُدْخِلُ بسببهم هؤلاء الفلاسفة في الإسلام أمورًا باطلة، ويحصل بهم من الضلال والغي ما لا يتسع هذا الموضع لذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 01:01]ـ
طبعا النص هذا يفسره كلام ابن تيمية نفسه عن المواضيع التي ذكرها ويمكن القياس عليها مما يحدث في عصرنا
لكن
قد تُدخل في كلام ابن تيمية ماليس منه!
وقد تتصور عالم ما تظن انه داخل فيمن تكلم عنهم شيح الاسلام قديما وليس كذلك
لكن عموما النص عميق ودقيق ويحتاج في التفكر فيه بعد النظر الى كل كلام شيخ الاسلام-ابتسامة
ليس "كل" بالضبط-ابتسامة اخرى
لكن فهم ابعاد كلام الشيخ ودراساته لفلسفات اليونان ولما ذهب اليه المتفلسفة والمتكلمة ومنهم افاضل وعلماء من الشافعية والحنابلة وغيرهم وليسوا سواء في نفس الاخذ والرد او الاتباع للفلاسفة والتخليط والتلفيق والمقصد والفهم والنبة والقرب او البعد من الاسلام او من الفلسفات
فهم كلام الشيخ مهم
وحتى نظرته لكلام ابن سينا وموقفه الفلسفي فانك تراه يقول ان ابن سينا لقربه من امور عقائدية وشرعية اصاب في امور (كالقول بعدل سياسة الرسول وشرائع الاسلام في امور ذكرها وانه ليس افضل من ناموس الانبياء_ارجو ان اكون دقيقا في العبارة-ابتسامة -او كاد يصيب فيها مع تخليطه في امور كثيرة ولذلك لايساوى في الفكرة مع الفكرة الخالصة للفلاسفة ولا مستواهم العقلي والفلسفي من النبوة والانبياء
وهناك نص اخر يقول فيه ان النصارى اقرب لاهل الاسلام من اليهود واليهود اقرب لاهل الاسلام من الهنود الوثنيين!
اقرب في ماذا
في امور
منها امور في الالهيات والنبوات والشرائع
طبعا اقرب في ذلك من الوثنيين
وان كان هناك مشترك بين الوثنية والمسيحية واليهودية في امور معروفة!
وان كانت المسيحية اقرب الى الوثنية من اليهودية اليها
هو نظام ترتيب عقلي للافكار والعقائد دقيق وعجيب
ليس نظام ابيض اسود كما نراه اليوم من كثير من الشباب! ولااقصد بذلك كفر اليهود والنصارى فهذا امر عقائدي ثابت وانما اقصد النظرة الداخلية للانظمة العقائدية المختلفة
قد يقول قائل ومافائدة معرفة ذلك وكأن السؤال:اعتراض؟ اقول اولا اذا لم تكن لها فائدة فلماذا فصل فيها شيخ الاسلام ابن تيمية وتوسع فيها .........
والامر كذلك ايضا في اهل الاسلام فالخوارج اقرب الى اهل السنة في كيت وكيت وابعد منهم عن مثلا الفرقة الفلانية في كيت وكيت
اذا صفا لك هذا يمكن بعد بلورته ان تتعامل به -كنظام-مع كل مايمور به عصرنا من فرق وفلسفات ودعوات وجماعات وسلفيات (اليوم ظهرت سلفيات عجيبة (لم تكن موجودة منذ عقد من الزمان) بل الغالبية تدعي الانتماء الى السلف حتى منحرفة الصوفية!، واشخاص -
ولكن لابد تكون نفسيتك متوازنة والتوازن ياتي بالطاعة والعلم والرحمة والعدل والنظر في الأدلة وفيي من يطرح فكرا او فلسفة او دعوى او دعوة او مذهب-ولايكون ذلك الا بتوفيق الله ورحمته
ومن لايرحم لايرحم
ومن لايعلم لايحكم
كما ان الخطأ في الحكم لايحكم عليه بحكم واحد وهو التأثيم والتفسيق والتبديع والتكفير فقد تحطيء في نظرتك لعالم وليس في نفسك هوى مع استفراغ وسعك في النظر وتكون مأجور لكن احذر من العجب والهوى والتعالي!
طبعا لست مبرؤ مما ذكرت بل ننتظر رحمة الله فهي المنجية من مهالك الكلام والاحكام والافعال
بالامس اصدر شخص-على-النت في غرفة يحضرها المئات فتوي بعدم جواز التعامل مع النصارى في مصر بالبيع والشراء لانهم يمولون ذكريا بطرس! ذكرني ذلك بمن قال لاتتعاملوا مع الغرب بل فجروه لاتنظروا الى مدنيين ولاعسكريين لان المسالمين ظاهرا او المدنيين يمولون العسكريين بالضرائب اذاً قتلهم واجب فرادي وجماعات!
---------فقلت في نفسي
ماذا يحدث في غيبة العلماء واعجاب الشخص برأيه وسط تصفيق المصفقين واعجاب المعجبين وجهل الجاهلين
وماذا ينتج عن فتوى كهذه وهل المفتي الشاب المتهور -وعنده بذل كبير في الاسلام لانغمضه حقه فيما نعلم من ظاهره طبعا-يعرف ابعادها المادية والاجتماعية بل وفي الدماء ايضا؟!(/)
تعليقات عابرة (1) ..
ـ[ناصر الحقيقة]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 03:03]ـ
منتكس لا يريد أن يعترف بذلك ..
كان من دعاء أهل الإيمان (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)، ولعظمة ما تضمنته هذه الآية، كان الصديق رضي الله عنه يقرأ بها في صلاة المغرب في الركعة الثالثة ..
ولقد كان أنس بن مالك رضي الله عنه يسمع الهادي البشير يكثر من القول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) قال أنس: أو تخاف علينا وقد آمنا بك وصدقناك، قال: نعم يا أنس، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ..
لا ينتهي عجبي حين أشاهد بعض اللقاءات التي تعقد مع شخصيات كان لها ذكر في ميدان الدعوة والعلم والإصلاح، ثم تراه يتنصل من تاريخ الدعوة والإيمان كما تنزع الحية جلدها، بل تراه ـ نسأل الله العافية ـ يأتي بغرائب الأمور إمعاناً في إظهار نفسه بـ (المنفتح) الذي يرفض التشدد، والإنكفاء على الذات!! ..
أعجب ممن هذه حاله، وأقول في نفسي: ما هو هاجس ضميره وهو يقول هذا الهراء!! ..
نعم إنه (هراء) يدركه البسطاء قبل العقلاء ..
يا دعاة النكسة، لا تُضْحِكوا عليكم الشامتين!! ..
والمشكلة أنهم وهم يحاورون يرون أنفسهم أنهم أصحاب فكر سديد، ووعي وسطي، وما دروا أنهم (هزأة) أمام خلق الله يتندر بأغلوطاتهم القاصي والداني ..
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلاً ..(/)
تجريم تمويل الإرهاب» خادم الحرمين لسماحة المفتي: ((تمويل الإرهاب جريمة نكراء
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 05:06]ـ
تجريم تمويل الإرهاب» خادم الحرمين لسماحة المفتي:
((تمويل الإرهاب جريمة نكراء
بعد إطلاعه على قرار «تجريم تمويل الإرهاب» خادم الحرمين لسماحة المفتي:
((تمويل الإرهاب جريمة نكراء تستهدف النيل من أمننا ومقدراتنا))
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله خطاب شكر وتقدير لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء ولأصحاب الفضيلة أعضاء الهيئة رداً على كتاب سماحته المرفق به قرار هيئة كبار العلماء المتضمن تجريم تمويل الإرهاب لما فيه من الإفساد وزعزعة الأمن والجناية عن الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة.
وفيما يلي نص الخطاب: سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء سلمه الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اطلعنا على كتاب سماحتكم رقم (44 / س / 2) وتاريخ 28/ 4/1431هـ المرفق به قرار هيئة كبار العلماء رقم (239) وتاريخ 27/ 4/1431هـ المتضمن تجريم تمويل الإرهاب؛ لما فيه من الإفساد، وزعزعة الأمن، والجناية على الأنفس والأموال، والممتلكات الخاصة والعامة.
ونشكر سماحتكم، وأصحاب الفضيلة أعضاء الهيئة على ما تضمنه القرار من بيان الحكم الشرعي المؤيد بالدليل والتعليل حيال هذه الجريمة النكراء، التي تقف مع الإرهاب في خندق واحد بل هي التي تغذيه، محاولة الإفساد في الأرض، وزعزعة أمننا، واستهداف مقدراتنا، والنيل من منهجنا الوسطي المعتدل، والحمد لله الذي أمكن منها، وكشف ضلالها، وجعلنا على كلمة سواء، ومحجة بيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك قال تعالى {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، نتوخى جميعاً الحق بدليله، ونسمو بالقول كما نسمو بالعمل.
بارك الله فيكم وفي علمكم، وأعانكم على التصدي لأفكار الفئة الضالة، وبيان كلمة الحق فيها ومن ساندها. والله نسأل أن يحفظ لنا ديننا وأمننا، ويرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وكان سماحة مفتي عام المملكة قد رفع لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود كتاباً تضمن قرار الهيئة رقم 239 وتاريخ 27/ 4/1431هـ بهذا الشأن.
وفيما يلي نص كتاب سماحته:
من عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ إلى حضرة خادم الحرمين الشريفين الملك الكريم عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس الوزراء وفقه الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرفع لمقامكم الكريم أن هيئة كبار العلماء في جلستها الاستثنائية العشرين التي انعقدت بمدينة الرياض ابتداء من تاريخ 25/ 4/1431ه درست موضوع تمويل الإرهاب وفق النقاط الواردة في توجيهكم الكريم رقم (3027 م ب) وتاريخ 7/ 4/1431هـ. وقد أصدرت قرارها رقم (239) وتاريخ 27/ 4/1431هـ، في الموضوع متضمناً تلك النقاط، أرفعه لأنظاركم الكريمة مع توجيهكم السامي، رجاء الاطلاع والتفضل بالإحاطة. وأسأل الله أن يسدد خطاكم وأن يوفقكم لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يعينكم على الخير، إنه خير مسئول.
وفيما يلي نص قرار الهيئة:
قرار رقم (239) وتاريخ 27/ 4/1431هـ الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن هيئة كبار العلماء في جلستها العشرين الاستثنائية المنعقدة في مدينة الرياض بتاريخ 25/ 4/1431هـ، تشير إلى ما سبق أن صدر عنها من قرارات وبيانات فيما يقوم به المفسدون في الأرض بما يزعزع الأمن، ويهتك الحرمات في البلاد الإسلامية وغيرها؛ كالقرار المؤرخ في 12/ 1/1409هـ. والبيان المؤرخ في 22/ 6/1416هـ.
والبيان المؤرخ في 13/ 2/1417هـ. والبيان المؤرخ في 14/ 6/1424هـ.
وقد نظرت الهيئة في حكم:
" تمويل الإرهاب " باعتبار:
أن الإرهاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن، والجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة، كنسف المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور ونسف الطائرات أو خطفها والموارد العامة للدولة كأنابيب النفط والغاز، ونحو ذلك من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعاً، وأن تمويل الإرهاب إعانة عليه وسبب في بقائه وانتشاره.
كما نظرت الهيئة في أدلة " تجريم تمويل الإرهاب " من الكتاب، والسنة، وقواعد الشريعة، ومنها قول الحق جل وعلا {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة (2) وقال سبحانه وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}.
{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} البقرة (204 - 205) وقال تعالى {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} الأعراف (56) وفي صحيح مسلم من حديث على رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لعن الله من أوى محدثاً).
قال الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح (وفيه أن المحدث والمؤوي للمحدث في الإثم سواء).
ومن القواعد المقررة في الشريعة الإسلامية: أن للوسائل حكم الغايات، ولما جاء في الشريعة من الأمر بحفظ الحقوق والعهود في البلاد الإسلامية وغيرها.
لذلك كله فإن الهيئة تقرر:
أن تمويل الإرهاب أو الشروع فيه محرم وجريمة معاقب عليها شرعاً، سواء بتوفير الأموال أم جمعها أم المشاركة في ذلك، بأي وسيلة كانت، وسواء كانت الأصول مالية أم غير مالية، وسواء كانت مصادر الأموال مشروعة أم غير مشروعة.
فمن قام بهذه الجريمة عالماً، فقد ارتكب أمراً محرماً، ووقع في الجرم المستحق للعقوبة الشرعية بحسب النظر القضائي.
وتؤكد الهيئة أن تجريم تمويل الإرهاب لا يتناول دعم سبل الخير التي تعنى بالفقراء في معيشتهم، وعلاجهم، وتعليمهم لأن ذلك مما شرعه الله في أموال الأغنياء حقاً للفقراء. وإن هيئة كبار العلماء إذ تقرر هذا فإنها توصي المسلمين جميعاً بالتمسك بالدين وهدي نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، والكف عن كل عمل من شأنه الإضرار بالناس والتعدي عليهم.
ونسأل الله عز وجل لهذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية، وعموم بلاد المسلمين الخير والصلاح والحفظ وجمع الكلمة، وأن يصلح حال البشرية أجمعين بما يحقق العدل وينشر الفضل.
والله الموافق والهادي إلى سواء السبيل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هيئة كبار العلماء:
رئيس هيئة كبار العلماء عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ ,
صالح بن محمد اللحيدان، عبدالله بن عبدالرحمن الغديان، عبدالله بن سليمان المنيع، د/ صالح بن فوزان الفوزان، د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، د. عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، د. عبدالله بن محمد آل الشيخ، د. صالح بن عبدالله بن حميد، د. أحمد بن علي سير المباركي، د. عبدالله بن محمد المطلق، د. محمد بن عبدالكريم العيسى، صالح بن عبدالرحمن الحصين، عبدالله بن محمد بن خنين، محمد بن حسن آل الشيخ، د. يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين، د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير، د. علي بن عباس حكمي، د. محمد بن محمد المختار، د. قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:32]ـ
اللهم احفظ بلاد الحرمين وبلاد الاسلام من كل سوء ومكر وايد ائمتهم وولاة الامر بالحق واجعلهم سيوفا في رقاب من خالف الحق وارزق بلاد الاسلام الامن والامان شكرا اخي علي الفقيه على الاهتمام.
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 12:27]ـ
اللهم احفظ بلاد الحرمين وبلاد الاسلام من كل سوء ومكر وايد ائمتهم وولاة الامر بالحق واجعلهم سيوفا في رقاب من خالف الحق وارزق بلاد الاسلام الامن والامان شكرا اخي علي الفقيه على الاهتمام.
بارك الله فيك يا أخي {المرشدي العراقي} ونسأل الله أن يطول في عمرك ويصلح عملك، ويثبتك على التوحيد والسنة، وأن يزوجك إذا كنت عازب.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 12:42]ـ
بارك الله فيكم
أسأل الله أن يديم على بلادنا الأمن والأمآن
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 05:50]ـ
الله يجزيك خير يا الملقلب بـ[بقلبي مملكة] وبارك الله فيك.
ونسأل الله أن يطول في عملك ويصلح عملك.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 06:33]ـ
اخي علي الفقيه الحمد متزوج ولدي خمسة ابناء طبعا لا امانع من الزواج بثانية اذا كان الامر ميسرا وليس فيه عقدة الماديات ..... حفظكم الله وحفظ بلاد الحرمين لقد اصبح ذلك المكان - مكة والمدينة - مهوى افئدة العالمين - كما كان ابدا -والله الان كل من اسمعه يتمنى الموت هناك مما اصاب امة الاسلام من ضنك العيش المعنوى وهو يفسر ازدياد عدد المعتمرين - حسب علمي - وهو مما يؤكد ان ائمة الاسلام وولاة الامر اعرف بما يصلح البلاد والعباد وهو مما يتوجب علينا الوقوف بجانبهم والدعاء لهم بالتوفيق والسداد.(/)
كلمات وزير الداخلية الأمير نايف في الإرهابيين وخوارج العصر
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 05:28]ـ
وزير الداخلية: الإعلام المضاد يتحمل مسؤولية تشويه صورة العرب والمسلمين
تونس: محمد علي القليبي
اكد الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي ان الدول العربية ترفض الارهاب مهما كان مصدره وايا كان من يقف وراءه، وان مكافحة هذه الظاهرة لا تأتي عن طريق القمع. وقال الامير نايف، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب في ختام الدورة العشرين للمجلس التي عقدت في تونس، «ان الارهاب لا يمثل الدين الاسلامي كما انه لا يمت بصلة الى اخلاق وقيم العرب». وقال ردا على سؤال لـ «الشرق الأوسط» ان اولئك الذين يقومون باعمال ارهابية تعرضوا للتضليل وتم التأثير عليهم فكريا وثقافيا بحيث اصبحوا ادوات.
واعرب الامير نايف بن عبد العزيز عن امله في ان يعود هؤلاء المواطنون الذين ضلوا الطريق الى جادة الصواب وان يتحلوا باخلاق المسلم والعربي الذي يرفض ان يسيء الى الاخرين مثلما يرفض ان يساء له.
واضاف الامير نايف ان مكافحة ظاهرة الارهاب، التي حظيت باهتمام مجلس وزراء الداخلية العرب، لا تأتي عن طريق القمع وانما بالتوجيه والتعليم وخاصة ان الذين تورطوا في اعمال ارهابية قد ضلوا الطريق وعليهم العودة الى صوابهم وان القضاء هو المرجع في هذا الموضوع.
ورفض الامير نايف وصف النضال الفلسطيني بالارهاب، وقال ان دفاع الشعب الفلسطيني عن حقه المشروع ليس ارهابا بل هو نضال من اجل الحق وانه بالتالي لا يجوز ان يوصف الفلسطينيون بالارهابيين او اي مواطن عربي يدافع عن وطنه.
وذكر وزير الداخلية السعودي الدور المهم الذي يقع على عاتق الاعلام العربي في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الامة العربية والاسلامية، وقال اننا نعلق امالا كبيرة على الاجتماع المشترك بين وزراء الداخلية والاعلام العرب للتصدي للاعلام المضاد والحملة الشرسة ضد العرب والمسلمين. وقال ان المطلوب من الاعلام العربي الذي هو وسيلة فاعلة ان يقوم بما هو مطلوب منه في شد ازر الامة العربية والدفاع عن مكتسباتها وان يدحض الافتراءات التي توصم بها جزافا الشعوب العربية وان يكون لنا موقف واضح يتفق مع القمة العربية بالنسبة لقضية فلسطين والمسألة العراقية وكذلك مكافحة الارهاب.
واضاف الامير نايف بن عبد العزيز ان الامة العربية والاسلامية تعيش الآن فترة تاريخية يجب عليها فيها ان تكون في مستوى الحدث حتى تتجنب المخاطر المحدقة بها وان تثبت للعالم اننا في المستوى الذي يجعلنا قادرين على فرض احترام الغير لنا ولعقيدتنا الاسلامية لدى كافة شعوب العالم بالحق وليس بالباطل.
وحمل الامير نايف الاعلام المضاد مسؤولية تشويه صورة العرب والمسلمين لدى الرأي العام في الغرب، وقال ان هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق رجال الاعلام والفكر العرب لتصحيح المفاهيم والافكار الخاطئة عن الامة العربية والاسلامية التي هي امة سلام واستقرار.
وقال الامير نايف ان الاجتماع المشترك بين وزراء الداخلية والاعلام العرب ليس الهدف منه تكميم الافواه او الحد من حرية الاعلام وحرية الاقلام العربية بل ان الهدف منه ان يقف رجال الاعلام والمفكرون والمثقفون العرب والمسلمون للدفاع عن اوطانهم.
وحول تصريحاته الاخيرة بخصوص حركة الاخوان المسلمين وعن مدى تمسكه بها بعد اصدار الحركة لبيان لها عبرت فيه عن عدم رضاها على هذه التصريحات قال الامير نايف «انا قلت ما قلت ليس تحت تأثير الانفعال او بالصدفة، وعندما سئلت عن هذا الامر وعن التأثير الفكري وتكلمت بما لدي، اطلعت على الرسالة التي نشرت فأجبت عليها باجابة اخرى .. وما لدي هو ما قلته وليس لدي اكثر من ذلك».
واضاف الامير نايف «اعتقد انه لا بد ان يكون ضمن هذه الجماعة او هذا التنظيم رجال لهم علمهم وفكرهم ولكني آمل ان ينضم الجميع في خدمة الاسلام الحقيقي وخدمة الامة العربية والاسلامية».(/)
الأمير نايف: سنقوم بإيقاظ الخلايا الإرهابية النائمة
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 05:29]ـ
قال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز «إننا سنقوم بـ (إيقاظ) الخلايا الإرهابية النائمة سواء كانت في دول الخليج أو في المملكة»، مشيرا إلى ان قضية تفكيك الكويت لشبكة تجسس تعمل لمصلحة الحرس الثوري الإيراني تتم مناقشتها من قبل الأجهزة الأمنية الخليجية مباشرة. وقال الأمير نايف بن عبدالعزيز، في مؤتمر صحفي عقده الاربعاء عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية للاجتماع التشاوي لوزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض: «سنوقظ اي خلايا لازالت نائمة في المملكة ودول الخليج». كان وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي أشادوا، في بيان لهم عقب الجلسة التشاورية «بقدرات الأجهزة الأمنية السعودية، ونجاحاتها المتواصلة، التي تمكنت من كشف الخلايا الإرهابية والوصول إليها، ومتابعتها وإحباط مخططاتها ورصدها، و كل من يحاول العبث بأمن المملكة واستقرارها». وأكد الوزراء على نبذ الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:27]ـ
اللهم ايده بالحق وايد الحق به واستعمله لخدمة دينك واعلاء كلمتك ووفقه لطاعتك وخدمة عبادك الصالحين والمسلمين ومكنه من روؤس الالحاد من الروافض وغيرهم يارب العالمين اللهم الهمه الرشد وسدد خطاه ووفقه لهداك واجعله من خدمك وممن يذودون عن حياض دينك وجميع ولاة امر المسلمين امين.
ـ[مقدام الاحساء]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 03:28]ـ
أضرب بيد حديد ياأسد الداخلية
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 06:44]ـ
لو كانت لدي دعوة صالحة لجعلتها للسلطان كلمة تنقش بماء الذهب ما احوجنا اليوم في ظل الظروف الحرجة وتكالب الاعداء بشتى المسميات على امتنا ان نقف صفا واحد ولو بالكلمة والدعاء ان يثبت ولاة الامر ويعينهم على ما يواجهونه من مصاعب نحن ربما لاندرك خطورتها وابعادها خاصة مع ظهور المد الصفوي الفارسي!!!(/)
قصيدة الأمير الصنعاني في مجدد التوحيد محمد بن عبد الوهاب النجدي
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 05:56]ـ
قصيدة الشيخ العلامة محمد بنإسماعيل الأمير الكحلاني ثم الصنعاني مؤلف سبل السلام، لما بلغه دعوة الشيخ محمدبن عبد الوهاب رحمه الله وثورته على البدع والخرافات. وقيامه بالدين الصحيح،والسنة المطهرة، وإرشاد الناس إلى أن يتمسكوا بالوحيين – وإليكم اخواني بعضالقصيدة:
سلامي علىنجد ومن حل في نجد
وإن كان تسليمي على البعد لايجد
وقد صدرت من سفح صنعا سقىالحيا
رباها وحياها بقهقهةالرعد
سرت أسير بنشد الريح أنسرت
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
قفي واسألي عن عالم حل سوحها
به يهتدي من ضل عن منهج الرشد
محمد الهادي لسنة أحمد
فيا حبذا الهادي وياحبذا المهدي
لقد أنكرت كل الطوائف قوله
بلا صدر في الحقمنهم ولا ورد
وما كان قول بالقبول مقابل
وما كل قول واجب الرد والطرد
سوى متا أتى عن ربناورسوله
فذلك قول جل، يا ذا، عن الرد
وأما أقاويل الرجال فإنها
تدور على قدر الأدلة في النقد
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه
يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهراً ما طوى كلجاهل
ومبتدع منه،فوافق ماعندي
ويعمر أركان الشريعة هادماً
مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
أعادوا بها معنى سواع ومثله
يغوث وود، بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها
كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم عقروا في سوحها من عقيرة
أهلت لغير الله جهراًعلى عمد
وكم طائف حولالقبورمقبل
ومستلمالأركان منهن باليد
لقد سرني ما جاءني من طريقة
وكنت أرى هذي الطريقة لي وحدي
يصب عليه صوت ذموغيبة
ويجفوه من قد كان يهواه عن بعد
ويعزي إليه كل ما لا قوله
لتنقيصه عندالتهامي والنجدي
فيرميه أهل الرفض بالنصب فرية
ويرميه أهل النصب بالرفض والجحد
وليس له ذنب سوى إنه أتى
يتحكيم قول الله في الحل والعقد
ويتبع أقوال النبيمحمد
وهل غيره بالله فيالشرع من يهدي
لئن عده الجهال ذنباً فحبذا
به حبذا يوم انفرادي في لحدي
سلامي على أهل الحديث فإنني
نشأت على حب الأحاديث من مهدي
هُمُ بذلوا في حفظ سنة أحمد
وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد
المصدر كتاب: الشيخ محمد بنعبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
نقلها علي الفقيه
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 10:10]ـ
للذين يقولون ان الصنعاني تراجع عن قصيدته
يقال لهم الصنعاني نفسه استشهد بها في كتابه تطهير الاعتقاد
وقد ذكر محققه ناصر بن وارد الذبياني انه اطلع على نسخة من كتاب التطهير
كتبت قبل وفاة الصنعاني بسنتين تقريبا
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 12:17]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك أخي جذيل، وفي مواضيعك النفيسة السديدة المؤيدة بالأدلة والنقولات القوية ونفع بك الإسلام والمسلمين.
وهذا فائدة استفدناها منك يا أخي الله يطول في عمرك ويصلح عملك.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[جمال الشامي]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 09:56]ـ
قال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير:
رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي ... فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
ظننت به خيراً وقلت عسى عسى ... نجد ناصحاً يهدي الأنام ويستهدي
فقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنا ... وما كل ظن للحقائق لي مهدي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مربد ... فحقق من أحواله كل ما يبدي
وقد جاءني من تأليفه برسائل ... يكفر أهل الأرض على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة ... تراها كبيت العنكبوت لذي النقد
تجاري على إجراء دماء كل مسلم ... مُصَلٍّ مُزَكٍّ لا يحول عن العهد
وقد جاءنا عن ربنا في براءة ... براءتهم عن كل كفر وعن جحد
وإخواننا سماهم اللّه فاستمع ... لقول الإِله الواحد الصمد الفرد
وقد قال خير المرسلين نهيت عن ... فما باله لم ينته الرجل النجدي
وقال لهم لا ما أقاموا الصلاة في ... أناس أتوا كل القبائح عن قصد
أبن أبن لي لِمْ سفكت دماءهم ... ولمْ ذا نهبت المال قصداً على عمد
وقد عصموا هذا وهذا بقول لا ... إله سوى اللّه المهيمن ذي المجد
وقال ثلاث لا يحل بغيرها ... دم المسلم المعصوم في الحل والعقد
وقال عَليٌّ في الخوارج إنهم ... من الكفر فَرُّوا بعد فعلهم الْمُرْدِي
ولم يحفر الأخدود في باب كندة ... ليحرقهم فافهمه إن كنت تستهدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن لقوم قد أتوا لعظيمة ... فقالوا عليٌّ ربنا منتهى القصد
وهذا هو الكفر الصريح وليس ذا ... برفض ولا رأى الخوارج في المهدي
وقد قلت في المختار أجمع كل من ... حوى عصره من تابعي و ذي الرشد
على كفره هذا يقين لأنه ... تسمى نَبياً لا كما قلت في الجعد
فذلك لم يجمع على قتله ولا ... سوى خالد ضَحَّى به وهو عن قصد
وقد أنكر الإِجماع أحمد قائلاً ... لمن يدعيه قد كذبت بلا جحد
كدعواك في أن الصحابة أجمعوا ... على قتلهم والسبي والنهب والطرد
لمن لزكاة المال قد كان مانعاً ... وذلك من جهل بصاحبه يردي
فقد كان أصناف العصاة ثلاثة ... كما قد رواه المسندون ذوي النقد
وقد جاهد الصديق أصنافهم ولم ... يكفر منهم غير من ضل عن رشد
وهذا لعمري غير ما أنت فيه من ... تجاريك في قتل لمن كان في نجد
فإنهُم قد تابعوك على الهدى ... ولم يجعلوا للّه في الدين من نِدِّ
وقد هجروا ما كان من بِدَعٍ ومِنْ ... عبادة من حلَّ المقابر في اللحد
فما لك في سفك الدما قط حجة ... خَفِ اللّه واحذر ما تُسِرُّ وما تُبْدِي
وعامل عباد اللّه باللطف وادعهم ... إلى فعل ما يهدي إلى جنة الخلد
وردَّ عليهم ما سلبت فإنه ... حرام ولا تغتر بالعز و الجد
ولا بأناس حسنوا لك ما ترى ... فما همهم إلا الأثاث مع النقد
يريدون نهب المسلمين و أخذ ما ... بأيديهمُ من غير خوف ولا حد
فراقب إله العرش من قبل أن تُرَى ... صريعاً فلا شيء يفيد و لا يجدي
نعم واعلموا أني أرى كل بدعة ... ضلالاً على ما قلت في ذلك العقد
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي ... تضمنه نظمي عن القديم إلى نجد
بلى كل ما فيه هو الحق إنما ... تحريك في سفك الدما ليس من قصدي
و تكفير أهل الأرض لست أقوله ... كما قتله لا عن دليل به تهدي
و ها أنا أبْرَا من فعالك في الورى ... فأنت في هذا مصيب و لا مهدي
ودونكها مني نصيحة مشفق ... عليك عسى تهدي بهذا و تستهدي
و تغلق أبواب الغلو جميعه ... و تأتي الأمور الصالحات على قصد
وهذا نظامي جاء واللّه حجة ... عليك فقابل بالقبول الذي أهدي
نعم ثم إن الكفر قسمان فاعلموا ... وكل من القسمين أحكامه أبدي
فكفر اعتقاد حكمه السفك للدما ... وسبي الذراري و انتهاب ذوي الجحد
إلى أن يقروا بالشهادة للذي ... له الخلق و الأمر الإِله الذي يهدي
وأن يشهدوا أن الرسول محمداً ... نبي أتى بالحق والنور والرشد
و أن يشهدوا أن المعاد حقيقة ... يعيدهم رب العباد الذي يبدي
خلا من له منهم كتاب فإنه الـ ... معاهد والإِيفاء حتم لذي العهد
وكفر كمن يأتي الكبائر لا سوى ... وليس ككفر بالمعيد و بالمبدي
كتارك فرض للصلاة تعمداً ... وتارك حكم اللّه في الحل و العقد
و من صدق الكهان أو كان آتياً ... لامرأة في حشِّها غير مستهد
و من لأخيه قال يا كافر فقد ... بها باء هذا أو بها باء من يبدي
وليس بهذا الكفر يصبح خارجاً ... عن الدين فافهم ما أقرره عندي
وهذا به جمع الأحاديث و الذي ... أتى في كتاب اللّه ذي العز و المجد
بلى بعض هذا الكفر يخرج فاعلاً ... له إن يكن للشرع والدين كالضد
كمن هو للأصنام يصبح ساجداً ... و سابِّ رسول اللّه فهو أخو الجحد
و هذا الذي فصلته الحق فاتبع ... طريق الهدى إن كنت للحق تستجدي
وجاء مثل هذا في النفاق وغيره ... من الفسق والكفر الذي كله يُرْدِي
فإن قلت قد كفرت من قال إنه ... إله وأن اللّه جل عن النِّدِّ
مسماه كل الكائنات جميعها ... من الكلب والخنزير والقرد و الفهد
مع أنه صلى وصام و جانب التـ ... وسع في الدنيا ومال إلى الزهد
فقلت استمع مني الجواب و لا تكن ... غبياً جهولاً للحقائق كاللد
فإن الذي عنه سألت مجاهر ... بنفي الإِله الواحد الصمد الفرد
ونفي نبوءات النبيئين كلهم ... فما أحمد الهادي لدى ذاك بالمهدي
وتصويب أهل الشرك في شركهم فما ... أبو لهب إلا كحمزة في الجد
و هارون أخطا حين لام جماعة ... عكوفاً على عجل يخور و لا يهدي
فإن لم يكن هذا هو الكفر كله ... فعقلك عقل الطفل زُمِّلَ في المهد
فقد كفر الشيخ ابن تيمية و من ... سواه من الأعلام في السهل و النجد
أولئك إذ قالوا الوجود بأسره ... هو اللّه لا رب يُمَيِّزُ عن عبد
وهذا مقال الفلاسفة الألى ... إلى النار مسراهم يقيناً بلا رد
وألفي في هذا ابن سبعين كتبه ... و تابعه الجيلي ويا بئس ما يبدي
و لكن أرى الطائي أطولهم يداً ... أتى بفصوص لا تزان بها الأيدي
وجاء منهم ابن الفارض الشاعر الذي ... أتى بعظيم الكفر في روضة الوردي
أجاد نظاماً مثل ما جاد كفره ... فسبحان ذي العرش الصبور على العبد
أنزهه عن كل قول يقوله ... ذوو الكفر والتعطيل من كل ذي جحد
وأثني عليه وهو و اللّه بالثنا ... حقيق فقل ما شئت في الواحد الفرد
بديع السموات العلي خالق الملا ... ورازقهم من غير كدِّ و لا جهد
بدا خلقنا من أرضه ويردنا ... إليها ويخرجنا معيداً كما يبدي
فريقين هذا في جهنم نازل ... و ذلك مزفوف إلى جنة الخلد
ألا ليت شعري أي دار أزورها ... فقد طال فكري في الوعيد وفي الوعد
إذا ما ذكرت الذنب خفت جهنماً ... فقال الرجا بل غير هذا ترى عندي
أليس رحيماً بالعباد وغافراً ... لما ليس شركاً قاله الرب ذو المجد
فقلت نعم لكن أتانا مقيداً ... بما شاءه فافهم وعَضَّ هنا الأيدي
فهل أنا ممن شاء غفران ذنبه ... فيا حبذا أم لست من ذلك الورد
هنا قطع الخوف القلوب و أسبل الـ ... دموع من الأبرار في ساحة الخلد
فأسأله حسن الختام فإنه ... إليه انقلابي في الرحيل إلى اللحد
ومغفرة منه ولطفاً ورحمة ... إذا ما نزلت القبر منفرداً وحدي
و أرجوه يعفو كل ذنب أتيته ... ويغفر لي ما كان في الهزل والجد
و يلحقنا بالمصطفى وبآله الـ ... كرام كراماً والصحاب أولي الرشد
قصدت بهذا النظم نصح أحبتي ... وأختمه بالشكر للّه و الحمد
وصل على خير الأنام وآله ... صلاة وتسليماً يدوما بلا حد
ورَضِّ على الأصحاب أصحاب أحمد ... أولي الجد في نصر الشريعة والحد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتح البارى]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله تعالى-
في شريط (الفتوى بين مطابقة الشرع ومسايرة الأهواء) الوجه (ب) =هنا ( http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=474):
" إذا كانت المسألة متعلقة بالعقائد، أو كانت المسألة متعلقة بعالم من أهل العلم في الفتوى في شأنه بأمر من الأمور، فإنه هنا يجب النظر فيما يؤول إليه الأمر من المصالح ودفع المفاسد، لهذا ترى أئمة الدعوة رحمهم الله تعالى من وقت الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن أحد الأئمة المشهورين إلى وقت الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى إذا كان الأمر متعلقا بإمام أو بعالم أو بمن له أثر في السنة فإنهم يتورعون ويبتعدون عن الدخول في ذلك.
مثاله الشيخ الصديق حسن خان القنوجي الهندي المعروف عند علمائنا له شأن ويقدرون كتابه الدين الخالص مع أنه نقد الدعوة في أكثر من كتاب له؛ لكن يغضون النظر عن ذلك ولا يصعدون هذا لأجل الانتفاع بأصل الشيء وهو تحقيق التوحيد ودرء الشرك.
المثال الثاني الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني المعروف -صاحب كتاب سبل السلام غيره- له كتاب تطهير الاعتقاد وله جهود كبيرة في رد الناس للسنة والبعد عن التقليد المذموم والتعصب وعن البدع؛ لكنه زل في بعض المسائل، ومنها ما ينسب إليه في قصيدته المشهورة لما أثنى على الدعوة قيل إنه رجع عن قصيدته تلك بقصيدة أخرى يقول فيها:
رجعت عن القول الذي قد قلت في النجدي
ويعني به الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويأخذ هذه القصيدة أرباب البدع وهي تنسب له وتنسب أيضا لابنه إبراهيم؛ وينشرونها على أن الصنعاني كان مؤيدا للدعوة لكنه رجع.
والشوكاني رحمه الله تعالى مقامه أيضا معروف، الشوكاني له اجتهاد خاطئ في التوسل، وله اجتهاد خاطئ في الصفات وتفسيره في بعض الآيات فيه تأويل، وله كلام في عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس بجيد، أيضا في معاوية رَضِيَ اللهُ عنْهُ ليس بجيد؛ لكن العلماء لا يذكرون ذلك.
وألف الشيخ سليمان بن سحيمان كتابه تبرئة الشيخين الإمامين يعني بهما الإمام الصنعاني والإمام الشوكاني.
وهذا لماذا فعلوا ذلك؟ لأن الأصل الذي يبني عليه هؤلاء العلماء هو السنة، فهؤلاء ما خالفونا في أصل الاعتقاد، ولا خالفونا في التوحيد ولا خالفونا في نصرة السنة، ولا خالفونا في رد البدع، وإنما اجتهدوا فأخطؤوا في مسائل، والعالم لا يُتبع بزلته كما أنه لا يُتّبع في زلته هذه تترك ويسكت عنها، وينشر الحق وينشر من كلامه ما يؤيد به.
وعلماء السنة لما زلّ ابن خزيمة رحمه الله في مسألة الصورة كما هو معلوم ونفى إثبات الصورة لله جل وعلا رد عليه ابن تيمية رحمه بأكثر من مائة صفحة، ومع ذلك علماء السنة يقولون عن ابن خزيمة إنه إمام الأئمة، ولا يرضون أن أحدا يطعن في ابن خزيمة لأجل أن له كتاب التوحيد الذي ملأه بالدفاع عن توحيد الله رب العالمين وإثبات أنواع الكمالات له جل وعلا بأسمائه ونعوت جلاله جل جلاله وتقدست أسماؤه.
والذهبي رحمه في سير أعلام النبلاء قال: وزلّ ابن خزيمة في هذه المسألة.
فإذن هنا إذا وقع الزلل في مثل هذه المسائل، فما الموقف منها؟ الموقف أنه ينظر إلى موافقته لنا في أصل الدين، موافقته للسنة، نصرته للتوحيد، نشر العلم النافع، ودعوته للهدى، ونحو ذلك من الأصول العامة، وينصح في ذلك وربما رُدّ عليه؛ لكن لا يقدح فيه قدحا يلغيه تماما.
وعلى هذا كان منهج أئمة الدعوة في هذه المسائل كما هو معروف.
وقد حدثني فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله تعالى حينما ذكر قصيدة الصنعاني الأخيرة (رجعتُ عن القول الذي قلت في النجدي) التي يقال إنه رجع فيها، أو أنه كتبها قال: سألت شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عنها هل هي له أم ليست له؟ قال فقاتل لي الشيخ رحمه الله: الظاهر أنها له. والمشايخ مشايخنا يرجحون أنها له؛ ولكن لا يريدون أن يقال ذلك لأنه نصر السنة ورد البدعة. مع أنه هجم على الدعوة تكلم على هذه القصيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الشوكاني له قصيدة أرسلها للإمام سعود ينهاه فيها عن كثير من الأفعال من قتال ومن التوسع في البلاد ونحو ذلك فيه أشياء.
لكن مقامهم محفوظ لكن ما دلوا فيه لا يتابعون عليه وينهى عن متابعته فيه.
فإذن الشريعة جاءت لتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، وهذه القاعدة المتفق عليها لها أثر كبير؛ بل يجب أن يكون لها أثر كبير في فتوى المفتي وفي استفتاء المستفتي أيضا.
"اهـ.
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 11:11]ـ
سؤال للشيخ مقبل رحمه الله عن تراجع الأمير في قصيدته:
السؤال 44@ ذكرت في خطبة الجمعة بعض قصيدة الشيخ محمد بن إسماعيل الأمير في مدح الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقد ذكروا بعدها قصيدة أخرى تبدي تراجعا من الصنعاني -رحمه الله- فما صحة هذه الأخيرة؟
الجواب: الذي يظهر هو صحتها، والمعلق على الديوان يقول: لا تصح لكن الذي يظهر هو صحتها، لكن إخواني في الله ينبغي أن نعلم أنه يقول: ما تراجعت عما أثنيت عليه في شأن التوحيد، تراجعت عما بلغني عنه في شأن القتال وسفك الدماء هذا الذي تراجعت فيه، ثم كلاهما يصيب ويخطئ ويجهل ويعلم، والذي يظهر أنه جاء أناس من نجد فصدقهم محمد ابن إسماعيل -رحمه الله-، والله يقول في كتابه الكريم: ?ياأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين?
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 12:30]ـ
جزاك الله خيرا اخي علي الفقيه
الاخ جمال الشامي
ماذا تقول باستشهاد الصنعاني بالقصيدة المثنى بها على النجديين في تطهير الاعتقاد .. ؟
ـ[جمال الشامي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 01:14]ـ
جزاك الله خيرا اخي علي الفقيه
الاخ جمال الشامي
ماذا تقول باستشهاد الصنعاني بالقصيدة المثنى بها على النجديين في تطهير الاعتقاد .. ؟
الأخ جذيل
قال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير: ((وفي كل قرية أموات يهتفون بهم وينادونهم ويرجونهم لجلب الخير ودفع الضر)) ثم ذكر هذه الأبيات:
أعادوا بها معنى سواع ومثله ... يغوث وودٌ بئس ذلك من ودِّ
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم عقروا في سوحها من عقيرة ... أُهلت لغير الله جهلا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبِّل ... وملتمس الأركان منهن بالأيدي
وذكره لها ليس مدحاً للشيخ محمد بن عبدالوهاب وإنما ذكر ماهو موجود!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 04:36]ـ
بارك الله فيكم ..
سبق بحث الموضوع هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16786 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16786)
والصنعاني لم يتراجع عن دعوة التوحيد كما يظن القبوريون وأعداء الدعوة؛ بدليل قوله:
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي ... تضمنه نظمي القديم إلى نجد
بلى كل ما فيه هو الحق إنما ... تحريك في سفك الدما ليس من قصدي
و تكفير أهل الأرض لست أقوله ... كما قلتَه لا عن دليل به تهدي
إنما خالف في مسألة (التكفير) و (القتال)؛ بسبب تشويش " مربد " وأمثاله من المناوئين ..
وقد رد الشيخ محمد رحمه الله على هذه الشبهة بقوله:
(ولكنهم يجادلونكم اليوم بشبهة واحدة فاصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون: كل هذا حق نشهد أنه دين الله ورسوله إلا التكفير والقتال، والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا؟! إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله كيف لا يكفر من أنكره وقتل من أمر به وحبسهم؟ كيف لا يكفر من أمر بحبسهم؟ كيف لا يكفر من جاء إلى أهل الشرك يحثهم على لزوم دينهم وتزيينه لهم ويحثهم على قتل الموحدين وأخذ مالهم؟ كيف لا يكفر وهو يشهد أن الذي يحث عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره؟ ونهى عنه وسماه الشرك بالله، ويشهد أن الذي يبغضه ويبغض أهله ويأمر المشركين بقتلهم هو دين الله ورسوله، واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم كلهم) ..
وهنا مزيد:
http://www.wahabih.com/7.htm (http://www.wahabih.com/7.htm)
ـ[سالم اليمان]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 04:51]ـ
[ quote
والصنعاني لم يتراجع عن دعوة التوحيد كما يظن القبوريون وأعداء الدعوة؛ بدليل قوله:
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي ... تضمنه نظمي القديم إلى نجد
بلى كل ما فيه هو الحق إنما ... تحريك في سفك الدما ليس من قصدي
و تكفير أهل الأرض لست أقوله ... كما قلتَه لا عن دليل به تهدي
إنما خالف في مسألة (التكفير) و (القتال)؛ بسبب تشويش " مربد " وأمثاله من المناوئين ..
لافظ فوك!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هذا ما أردت قوله فالشيخ الصنعاني لم يتراجع عن معتقده ـ كما يدندن حوله عباد القبور ـ بل منهجه واضح منهم إلى إن مات وكتبه شاهدة بذلك. فليخسئ عباد القبور, مروجو الفتن, قاتلهم الله إنى يؤفكون.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 04:53]ـ
للذين يقولون ان الصنعاني تراجع عن قصيدته
يقال لهم الصنعاني نفسه استشهد بها في كتابه تطهير الاعتقاد
وقد ذكر محققه ناصر بن وارد الذبياني انه اطلع على نسخة من كتاب التطهير
كتبت قبل وفاة الصنعاني بسنتين تقريبا
الامير الصنعاني-رحمه الله-رجع قطعا عم مدحه أولا للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-وذلك صريح قوله: رجعت عن القول الذي قد قلت في النجدي وأئمة الدعوة النجديين يسلمون بهذا كما في النقل عن الشيخ صالح آل الشيخ, وكون الصنعاني ذكر في {تطهير الاعتقاد} أبياتا من نظمه الاول الذي يمدحه به لا يستفاد منه أنه رجع الى مدحه ثانيا ,هذا لو كان ذلك يستفاد مما ذكره في التطهير ولا سبيل اليه وذلك لأمور:
1 - يمكن ان يكون كتاب التطهير انما الفه قبل رجوعه عن مدح الامام محمد -رحمه الله-.
2 - رجوع الامام الصنعاني عن مدح الشيخ محمد لا يعني مخالفته له من كل وجه في ما كان يدعو اليه بل هما يتفقان في كثير من مسائل التوحيد والشرك وهذا صريح قوله:
لقد سرني ما جاءني من طريقة===وكنت ارى هذي الطريقة لي وحدي
3 - الصنعاني انما ذكر في التطهير ص 30 قوله من النظم الاول في صفة حال العرب قبل البعثة المحمدية:
أعادوا بها معنى سواع ومثله =يغوث وود ليس ذلك من ودي
ثم الثلاثة الابيات التي بعده كما فب أعلى الصفحة, وهذا لا يعني انه رجع الى مدحه ثانيا بعد رجوعه عن مدحه اولا , وانما يعني -ان شاء الله - ان هذا مما يتفق عليه الامامان من شيوع الشرك ومشابهة الوافعيين فيه من المسلمين لحال اهل الجاهلية.
4 - الصنعاني -رحمه الله- انما انكر على الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- ما صح عنده من تكفيه بعموم المسلمين بالوقوع بالشرك وما رتبه على ذلك من مبارزتهم بالقتال واستباحة دمائهم واموالهم وهذا قوله:
وقد جاءني من تاليفه برسائل = يكفر اهل الارض فيها على عمد
ثم قال:
فمالك في سفك الدما قط حجة = خف الله واحذر ما تسر وما تبدي
ورد عليهم ما سلبت فانه = حرام ولا تغتر بالعز والجد
فهذا هو الذي غير الصنعاني عليه وعدل به عن مدحه اولا , ولا يعني هذا مخالفته له في كل دعوته -فرحمهما الله تعالى.
5 - كون محقق التطهير قد اطلع على نسخة مفادها ان الصنعاني الفه قبل موته بعامين فكان ماذا؟ هل يفيد هذا انه لم يرجع عن مدحه؟
هذا والله تعالى اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 05:08]ـ
ههنا أمران الاول: رجوع الصنعاني عن مدحه الاول للشيخ محمد بن عبد الوهاب فهذا صحيح وهو الذي فيه مناقشتنا والثاني: رجوعه عن اعتقاده في مسائل التوحيد والشرك فهذا غير صحيح كما يدل عليه نظمه وكلامه وكما تفضل الفاضلان الخراشي واليمان بالاشارة اليه وهذا غير محل هذه المناقشة والله اعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 08:21]ـ
الشيخ الحبيب الفاضل أبا مصعبٍ سليمان الخراشي .. سلمه الله وعافاه ..
قد كتبتَ حقاً على شكل درر .. وسطرت فصلاً للقول قد بهر .. فلا حرمك الله كلَّ خيرٍ وأجر .. وبارك الله في جميع الإخوة الأحبة الكرام.
نعم؛ الثابت الصحيح الصواب أن النظمين جميعاً من قول الإمام الصنعاني رحمه الله تعالى؛ وما كان الرجوع إلا عن جزئياتٍ كانت قد وصلت للشيخ بصورة مشوهةٍ؛ وكونه تبرأ منها في نظمه الآخر = لا يعني أنه يخالف المنهج العام، والفطرة السليمة .. وأمامي قصائد للإمام في تقرير معتقد السلف الذي يدعوا إليه الإمام محمد بن عبد الوهاب تخرس كلّ لسان حاول أن يوهم أن الشيخ بنظمه الآخر قد قرر الرجوع التام عن كل معتقد الشيخ ومدحه العام .. لعل الله يسير نشرها فيما بعد.
وكون الإمام قد نظم القصيدتين = هذا أمرٌ كان ظاهراً مشتهراً؛ قال علامة حضرموت ومفتيها السيد عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف ت 1375هـ؛ في كتابه الماتع القيم (إدامُ القوت) بعد أن تكلم عن مسألة التوسل والاستغاثة:
(وكان العلامة السيد محمد بن إسماعيل الأمير امتدح الشيخ محمد بن عبد الوهاب بقصيدة تستهل بقوله:
سلام على نجدٍ ومن حلَّ في نجد
ولما بلغه عن قومه _ يقصد النجديين أتباع الشيخ المجدد _ ما لا يرضاه من الغلو .. أنشأ قصيدته المستهلة بقوله:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 08:51]ـ
وقال الحسن بن أحمد عاكش الضَمَدي ت1290هـ؛ في تاريخه القيم _ وإن كان مؤلفه له موقفٌ من الدعوة عفا الله عنه غير محمود _ (الديباج الخسرواني) بعد أن تكلم عن دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب:
(وكان قد بلغ حاله إلى السيد العلامة شيخ الإسلام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني تغمده الله برحمته؛ لأنه معاصر له؛ لأن السيد محمداً مولده سنة تسع وتسعين وألف، ووفاته عام اثنين وثمانين ومائة وألف، ووصف له حال الشيخ محمد فكتب إليه قصيدة طويلة مطلعها:
سلامٌ على نجدٍ ومن حلَّ في نجد (ثم ذكر مقتطفات من القصيدة)
ثم بعد مدة من إرساله للقصيدة وصله جماعة من أهل نجد، وحققوا أحوال ابن عبد الوهاب، فناقضها بقصيدة على وزنها لمّا وصف له من وصل إليه أنه عظم شأنه بوصول تلك القصيدة، فخشي أن يكون سبباً في تلك الأمور التي ارتكبها ابن عبد الوهاب؛ فقال:
رجعت عن النظم الذي قلتُ في النجدي (ثم ذكر مقتطفات من القصيدة)
إلى آخر القصيدة وهي مطوله، وشرحها شرحاً بسيطاً أبان فيه أنواع الكفر الذي صرحت به الأدلة كتاباً وسنة، وردّ في تلك الرسائل من الخطأ بواضح الدلائل.
وقال في صدر شرحه لتلك المنظومة ما لفظه: [وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها _ يعني القصيدة الأولى _ رجل عالم من أهل نجد يسمى مربد بن أحمد التميمي، وكان قد وصلنا قبله الشيخ عبد الرحمن النجدي، ووصف لنا من حال ابن عبد الوهاب أشياء أنكرناها من سفكه الدماء، ونهبه الأموال، وتجرئه على قتل النفوس ولو بالاغتيال، وتكفير الأمة المحمدية في جميع الأقطار].
إلى أن قال: [ووصل إلينا بعض رسائل ابن عبد الوهاب التي جمعها في وجه تكفير أهل الإيمان ونهبهم، وحقق لنا أحواله وأفعاله وأقواله، فرأينا أحواله أحوال رجلٍ عرف من الشريعة شطراً، ولم يمعن النظر، ولا قرأ على من يهديه نهج الهداية ويدله على العلوم النافعة ويفقهه فيها، ل طالع بعض مؤلفات الشيخ أبي العباس ابن تيمية ومؤلفات تلميذه ابن قيم الجوزية، وقلدهما من غير إتقان مع أنهما يحرمان التقليد].
إلى آخر ما ذكره فليراجعه من أراده، وإنما المقصود هنا الإشارة).
أقول: ولا يخفى التكلف الشديد في هذا الكلام، والغلط والخطأ المجتمعان فيه من الإمام الصنعاني رحمه الله؛ وهو غير معذورٍ في هذا الكلام بمجرد قول شخصين مجهولين من أشد أعداء الدعوة المباركة .. فهذا قصورٌ من الإمام رحمه الله في طلب الحق والإنصاف فيه .. ومن عرف الإمام المجدد شيخ الإسلام في وقته الإمام محمد بن عبد الوهاب وقف على علمه ومكانته وفضله وقوته وتبحره وفضله، فالإنصاف مطلوب.
فالحق أن الإمام الصنعاني قد نظم كلا القصيدتين؛ لكن لا يعني هذا الرجوع التام الكامل .. وقد وقع محقق كتاب (الديباج الخسرواني) في مزلة النفي والتكذيب لصدور النظم الثاني من الإمام الذي لا يُسَلَّم له وفقه الله .. كيف وقد نطق بالحق الإمام الصنعاني نفسه فيما نقل عنه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 11:07]ـ
قصيدة التراجع تحتاج إلى نقد داخلي عميق، لمقارنة أفكارها بعقيدة الصنعاني الثابتة عنه، وهذا ما لم نظفر به إلى الآن، على كثرة المستشهدين بها.
والذي يريبني فيها أن قائلها خصم مكاشح للدعوة، يفتش عن مثالبها بالعدسة المكبرة ويرد عليها ردَّ الواثق من ثبوت تلك المثالب وصحتها
ولا أظنه يصح التخريج بأنه يتفق مع الدعوة على الأصول ويختلف في التفاصيل.
وإلا لقال في القصيدة الثانية: أنتم على الحق والطريق الصحيح ولكن عندكم إسراف في كذا!
ولكن ليس فيها على طولها ولا كلمة لطيفة! بل كلها نقد جارح بالتفصيل الطويل!
وقد بدأها بالنقد الجارح الطويل ثم قال هذين البيتين
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي ... تضمنه نظمي القديم إلى نجد
بلى كل ما فيه هو الحق إنما ... تحريك في سفك الدما ليس من قصدي
وهذا ليس ثناء على الدعوة، بل تسويغ للقصيدة الأولى!
وبعدهما عاد إلى النقد الجارح الطويل بأكثر مما قبلهما.
فلا بدّ لمن يرى صحة القصيدة الثانية أن يثبت بالأدلة الكافية أن مضمونها يطابق عقيدة الشيخ المبسوطة في كتبه
والتخريج بأن فلاناً خدع الشيخ فلا يخلو من إشكال
والقول بأن فلاناً ذكرها أو أنه يميل إلى صحتها لا حجة فيه، إلا إذا قال إنه استشكل ونظر وتحرى وثبتت صحتها عنده سنداً ومتناً بالبراهين المعتبرة
وصحة القصيدة الثانية تقتضي أن الصنعاني قد أثنى على الدعوة وشيخها مخدوعاً بها! من غير نظر ولا تثبت! مع أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم يراسله لإقناعه، بل هو الذي أقنع نفسه بنفسه.
وكل ذلك غير لائق بالشيخ، بل لا أكاد أتصور أن يتراجع عالم كبير بهذا الشكل!
ولو تراجع فعلاً فاللائق به عدة أمور لم يفعل شيئاً منها:
(1) أن يراسل الشيخ محمد بن عبدالوهاب لنصيحته وإقامة الحجة عليه، أو لسماع قوله. والموضوع خطير، والمراسلة ليست بتلك الصعوبة!
(2) أن يرسل قصيدة التراجع إلى الشيخ
(3) أن يعلن التراجع في مجلسه العام على رؤوس الأشهاد، أو حتى يقرأ القصيدة عليهم
(4) أن يصنف كتاباً لهذا الموضوع الخطير يحمله عنه تلاميذه
والظاهر أن شيئاً من ذلك لم يقع، بل ظهرت القصيدة بعد موته! ولم يرد عليها علماء نجد حسب علمي.
فالاصل أن القصيدة مريبة كما ذكر ابن سحمان رحمه الله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 04:40]ـ
أخي الكريم: خزانة الأدب:
قال الشيخ إسماعيل الأكوع رحمه الله في رسالته " أئمة العلم المجتهدون في اليمن " (ص 184) عن القصيدة وشرحها: (هذا الشرح موجود بخط الإمام محمد بن إسماعيل الأمير، المعروف، الذي لا يُنكر، في خزانة الجامع الكبير في صنعاء) ..
والأكوع ثقة غير مُتهم في هذا الباب ..
وفقكم الله ..
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 04:02]ـ
بارك الله في أستاذينا الفاضلين سليمان الخراشي و السكرن التميمي على ما تفضلا به من الافادات الموثقة, ووفق جميع الاخوة المشاركين.
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 04:44]ـ
الصنعاني رحمه الله شرطه في تكفير المشركين اشد من شرط أئمة الدعوة
لهذا رد عليه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن في مصباح الظلام
فحينما قال عثمان بن منصور:
(وجعل بلاد المسلمين كفاراً أصليين).
يعني الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. قال الشيخ عبداللطيف:
فهذا كذب وبهت، ما صدر وما قيل، ولا أعرفه عن أحد من المسلمين فضلاً عن أهل العلم والدين؛ .... وما رأيت ذلك لأحد سوى محمد بن إسماعيل في رسالته تجريد التوحيد المسمى: ((بتطهير الاعتقاد)) 1، وعلَّل هذا القول: بأنهم لم يعرفوا ما دلَّت عليه كلمة الإخلاص، فلم يدخلوا بها في الإسلام مع عدم العلم بمدلولها، وشيخنا (يعني الشيخ محمد بن الوهاب) لا يوافقه على ذلك ..
فأيهما اشد قولا .. !!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 06:06]ـ
وفيك بارك أخي العزيز ..
وخذ هذا النص النادر جداً؛ والذي لا يعرفه كثيرٌ كثيرٌ من الناس لندرة المصدر وكونه مضنون عند أصحابه، وحال مؤلفه من جهة الدعوة.
يقول الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن الشيخ حميدان بن تركي الخالدي (كان حياً سنة 1252هـ) وذلك في تاريخه لبعض الحوادث في نجد (مخطوط نادر الوجود جداً) وذلك أثناء كلامه على الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب ومعارضته له ورده عليه _ ظلماً وزورا _:
( .. إلى أن دعاه هواه إلى تكفير خواص الأمة من حملة الشريعة، أهل الورع والإتقان، لأجل عدم موافقته على ما هو عليه من الابتداع، فسلك بذلك طريق الخوارج المارقين بادعائه أن الشهادتين لا تدخل في الإسلام، فقدمت إليه الرسائل بالنصائح من كل بلد؛ فلم تغن الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون؛ فممن أجاد بالرد عليه الشيخ المحدث محمد بن إسماعيل الصنعاني نظماً وشرحا .. )
فالقصيدة ثابتة كالشمس لا تنكر .. ولا يعني هذا المخالفة التامة .. وقد قلت من قبل: عندي قصائد للأمير يقرر فيها ما يقرره الشيخ رحمه الله وسلف الأمة من معتقد .. لكن قد يعذر الأمير بأنه وثق بمن هم من أهل الشيخ وبلده وأنهم أعلم به من غيرهم؛ كما فعل النجاشي وقيصر لما سألا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه فصدقاهم بمجرد ما قالوه لمعرفتهما أنهم أعلم به .. ويبقى هذا تقصيرٌ في معرفة الحق وطلب الإنصاف.
(يُتْبَعُ)
(/)